آمن ابراهيم بيهوه، فحُسب له ذلك بِرًّا ودُعي صديق يهوه. يعقوب ٢: ٢٣.
:
ظهر ايمان ابراهيم بمسالمته الآخرين. مثلا، عندما ازدادت مواشيه، وقعت خصومة بين رعيانه ورعيان ابن اخيه لوط. (تكون ١٢: ٥؛ ١٣: ٧) فكان الحل الامثل ان ينفصلا. لكن ابراهيم لم يستغل عمره ومكانته عند الله ليملي على ابن اخيه ما يجب فعله، بل برهن انه صانع سلام بحق. فقد قال للوط: (لا تكن خصومة بيني وبينك وبين رعياني ورعيانك، لأننا نحن رجلان اخَوان). ثم تابع:-(أليست الارض كلها بين يديك؟ من فضلك، انفصل عني. إن ذهبتَ الى اليسار، أذهب الى اليمين؛ وإن ذهبتَ الى اليمين، أذهب الى اليسار). ومع ان لوطا اختار القسم الخصب من الارض، لم يضمر ابراهيم الضغينة له. هكذا فإنّ التقدير لما فعله الرب يهوه بهدف اصلاح العلاقة المتضررة بينه وبين البشر الخطاة، رغم انه الخالق والطرف الاقوى ونحن من أخطأ ضده، فهذا يدفعنا الى بذل أقصى جهدنا لمسالمة الاخرين. اضافة الى ذلك، يُبرِز مثال ابراهيم واسحق ويعقوب ويوسف، أنّ الوالدين يتركون أثرا جيدا في اولادهم. كما يُظهر أنّ الرب يهوه يبارك جهود الذين يسعون لصنع السلام. فلا عجب أن يصف بولس الاب يهوه بأنه ( معطي السلام).كما يذكر:-(ليكن الله معطي السلام معكم جميعا! آمين. روما ١٥: ٣٣)، ثم يضيف:-(والله معطي السلام سيسحق الشيطان تحت أقدامكم عن قريب. لتكن نعمة ربنا يسوع معكم!. روما ١٦: ٢٠.). هكذا شدّد الرسول بولس على السعي في إثر السلام وكيف أن نكون صانعي سلام. فهل نحن فاعلي سلام؟. قال الرب يسوع:-(سعداء هم المسالمون، فانهم ابناء الله يدعون. متّى ٥: ٩). فكلما كنا هادئين في حلحلة بعض المشاكل عند نشوئها، فتؤدي الى البطء في الغضب كي لا ناخذ قرارا خاطئا. تقول الامثال ١٩:١١:-(بصيرة الانسان تبطئ غضبه). فكيف يمكنك مساعدة اولادك على تنمية بصيرة كهذه؟.عندما يستاء ولدك من شخص قال شيئا مزعجا، او فعل امرا مؤذيا، ساعده ان يكون متعاطفَا. فاطرح عليه اسئلة بسيطة، مثل:-(هل كان يوم هذا الشخص شاقا؟ تُرى هل يغار؟ هل ازعجه احد؟). فهذا قد يساعد ذلك الولد ان يهدأا بدل ان يستغرق في التفكير السلبي، او يشغل باله بمعرفة مَن المحق ومَن المخطئ؟. يمكن ان تكون نتائج هذا التدريب رائعة. كم هو جميل ان يتعلم الاولاد [ الاستمرار في تحمل] نقائص وأخطاء الآخرين.كما يقول:-(اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ. كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ، هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. كولوسي ٣:١٣). لذلك، أكِّد لولدك انه من الافضل ان يتجاوب بطريقة سلمية حتى عندما يتصرف الآخرون قصدا بطريقة مزعجة، لأنه يقول:-( اذا سُر يهوه بطرق انسان، جعل حتى اعداءه يسالمونه. امثال ١٦:٧).
الهنا يهوه يبارك جميع خطواتنا في مصالحة اخوتنا، كي يعمّ السلام بين الجماعة، باسم ملك السلام ربنا يسوع المسيح آمين.
