المحرر موضوع: سوالف بصريه‬  (زيارة 526 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سوالف بصريه‬
« في: 17:25 25/07/2020 »
سوالف بصريه‬

الشعرة عقد شرف
ةةةةةةةةةةةةةة
في مدينتنا الفاضلة باهلها ..
عندما كانت مدينة البصره .بصره حقا..
كانت كأنها مدينة أمم متحدة مصغرة ..وعاصمة كونية للمحبة والسلام والتعايش السلمي.
تتعايش جميع الجنسيات والأديان فيها يجمعهم شعور انساني واحد ..لذلك كانت فيها أماكن أمان ابدي وهي على سبيل المثال مقبرة للانكليز رغم أنهم مملكة احتلال ومقبرة لاخوتنا المسيحيين والمنادئيين شركاء الوطن وجميع الطوائف حتى الابلوش والهنود بمعتقداتهم المختلفة وقتها.. ليس هنالك من يسالك عن الديانة والمعتقد ..يحق للاخوان المسيحيين ابناء الوطن صناعة المشروبات
وبيعها والمسلم وبقية الطوائف تشرب وتسكر معهم ..
المندائيين أبناء الوطن المتاجرة بالذهب وتصنيعه والجميع يشترون منهم ..
المسلمين أبناء الوطن يزرعون ويحصدون ويصيدون السمك والطير .ويربون المواشي ويبيع اللحوم والدواجن والجميع يشترون منهم ..
التجار يتعاملون بالكلمة الصادقة وبالثقة والانسانية..
مدينة لاتنام الليل ..السفن التجارية كحبات المسبحة تتحرك من ميناء المعقل حتى البحر..
جميع البضائع العالمية متوفرة هنا .من بريطانيا وامريكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والصين..من الشرق والغرب ...
تجارة لامثيل لها ..
يحكى أن رجلا جاء لسوق التجار في البصره من مدينة بعيدة للتبضع لكنه نسي فلوسه أو فقدها بالطريق..
فقال لأحد التجار اريد منك البضاعة الفلانية وثمنها كبير جدا وقتها وبعد فترة محددة اسدد لك ثمنها ..لاني اليوم لااملك ثمنها ..
فقال له صاحب البضاعة هل تعرف في المدينة من يتكفلك..
قال لا ..لأول مرة ازور المدينة من أجل التجارة ..
صاحب البضاعة لابد من كفيل ضامن ..
مد الرجل يده على شاربه واقتلع شعرة واحدة ..صاحب البضاعة ينظر لما فعله الرجل ..
قال اتقبل هذه الشعرة كفيلة لي حتى اسدد مبلغها..
صاحب البضاعة نعم قبلت ..
وضع الشعرة في دفتر الديون وكتب اسم صاحبها وسلمه البضاعة ..
في الموعد المحدد جاء وسدد الرجل المبلغ المطلوب واستلم عقد الشرف ..
(موقف انساني في مدينة المعقل)
ابو حبيب يسأل زوجته أم حبيب ألم يقتنع ابنك بالزواج من إحدى بنات اعمامه..أو عمته..
قالت الام يرفض رفضا قاطعا ..ورفض حتى بنات اختي الجميلات ..
ماالامر يا ام حبيب ..الا تعرفين سبب رفض ابنك ..أخشى انه لم يبلغ الحلم بعد....
او انه يشكو نقصا برجولته..لا ..لا يازوجي..احيانا اسمعه ليلا يتحلم..وهنالك آثار في ثيابه الداخلية عندما اراها بالغسالة .
وسمعته مع أخيه يقول قبل فترة (دك علي الشيطان) أي أنه تحلم بفتاة ومارس معها الجنس بالحلم وكأنها حقيقة ..
ومفسر الأحلام من الجانب النسائي يقول(هذه الدنيا تتزين له بصورة فتاة )
قال الاب الم يصارحك بامر ..او انه يحب فتاة ..قالت الام لم يفصح عن أي حب ..ويقول بنات الاقارب من الاعمام والخوال وابنة عمتي جميعهن اخواتي..
الاب يقلق من الأمر وقال غدا سأعرضه على الطبيب..
الام لا ربما يصاب بعقدة نفسية ..
فكر الاب ليلا .ولم تأخذ عينه في ليتها لحظة نوم وهو يراقب ابنه النائم في فراشه وقرب وسادته مذياع صغير يستمع لإحدى اغنيات أم كلثوم ..اقترب منه ..انه يغط في نوم عميق لكنه لاحظ بعض الدموع تنزل من عينيه مع حسرات في زفيره..حاول ايقاظه لكنه ..تردد متألما..
انقلب حبيب على جانبه الأيسر وبعدها غطى وجهه بالوسادة ..لاحظ الاب منديلا ظهر كان تحت الوسادة سحب المنديل خلسة ..المنديل فيه عطر جميل ..كان الشباب جميعا وقتها يحملون اكثر من منديل في جيوبهم .
فتحه وجد ((وسطه خصلة شعر صفراء معطرة ))
وطرز بزاوية المنديل حرفين (ح...ب) حرف الحاء..والباء..
هل تعني كلمة حب .او الحرف الأول من اسم حبيب.. والحرف الثاني الحرف الأول من اسم صاحبة الخصلة ..
أعاد المنديل تحت الوسادة ..
عاد لفراشه وحدث امه بما وجد..
انزعجت الام من الأمر من هي ؟؟؟ هذه الفتاة التي تريد خداع ابني ..اكيد عملت له سحر ..ساكلمه الان ..
صبرا يا ام حبيب الصباح رباح ..وانا اكلمه..نكلمه معا..
ناما الاب والام في حالة من القلق ...قالت في نفسها هل ابني فعل فعلة سيئة ويخجل البوح بها ..الام تتقلب على وساوس وأفكار عجيبة غريبة ..
اشرقت الشمس ..
نهض حبيب وقام بغسل وجهه وجد الفطور جاهزا والأب بانتظاره والام تنظر إليه تريد استعجال الأمر ولكن الاب يؤشر لها بالتريث حتى الانتهاء من الافطار ..
سكبت الحليب والشاي وقدمت الافطار ولم تصبر اكثر من هذا الوقت ..
قالت ماما حبيب ..
اعترضها الاب .لحظة ..لحظة ..
حبيب قال ماالامر..أراكما قلقين..
الاب يخرج حقيبة جلدية قديمة جدا من تحت فخذه ويضعها على مائدة الطعام..
ام حبيب ما هذا لماذا تغير الموضوع ..
صبرا ياام حبيب رجاء..
حبيب ما هذا ياابي
الاب فقط افتحها ..افتحها يا حبيب وانت تعرف..
الام متلهفة تريد معرفة ماذا تحتوي هذه الحقيبة ..
هل سيعطيه سند البيت حتى يبيعه ؟؟..ما هذا مستغربة؟؟ ..
فتح حبيب الحقيبة الصغيرة الام قلبها ينبض مسرعا مع سحاب الحقيبة..
ظهرت قطعة قماش خضراء ..
وكأنها قماش النذور عند زيارة العتبات المقدسة فيها رائحة طيبة ..
ابي داخلها داخلها قران ..
ابني لاتستعجل افتحها ..الام يزداد قلقها ماذا أخفى عنها ابو حبيب من أسرار. فتح حبيب قطعة القماش ..ظهر دفتر قديم جدا اصفر لونه..
افتح الدفتر يا حبيب..
فتح الغلاف ..لمح وردة يابسة تكسرت عندما حرك الورقة ..صور صغيرة شمسية قديمة لفتاة لم يعرف ملامحها حبيب ..الام ناولني هذه الصورة ..صورة من هذه عشيقتك..
صبرا ياامراة..قالت
لمن هذا المنديل الصغير ..؟
افتح المنديل ياحبيب ..
الام متوترة تكاد تنفجر غيضا .
فتح حبيب المنديل ..كان فيه خصلة شعر سوداء..ام حبيب رجعت للخلف والدموع تترقرق بعينيها..حبيب اصابته صعقة ..
ما هذا ياابي ؟
الاب : هذه خصلة شرف وعهد من شعر امك عندما كان عمرها 16 عاما وتعاهدنا على الزواج بعد حب وعشق جمع قلبينا ..
عاهدتها على كلمة واوفيت لها الوعد والعهد..حبيب يحضن ابيه باكيا .والام تحضنه..
لاتقلق ياولدي..
هل هي موجودة..او انك خنت عهدها..لا لا لا والله لكن..
اولا اعتقدت أنكما لن توافقا على خطبتها لي .
وحتى أهلها.اعتقد سيرفضون...
الاب ؛ انت تحبها هز رأسه وكانه قلبه الذي يهتز بالايجاب نعم نعم أحبها ياابي .
وهي تبادلك نفس الشعور::
نعم ياابي هي ربما تحبني اكثر..
ما المانع إذن.هل ابوها قاضي او متصرف ساخطبها حالا. ..لا.لا ياابي .
طيب من هي : اخبرنا اسمها ومن هم اهلها؟.
بعد صمت وحيرة قال ..انها..؟
انها؟ ..قلها ياولدي خلصنا..
انها بريجيت...بريجيت معقولة...نعم بريجيت..
معقولة بنت جيراننا..نعم هي بريجيت..
الصمت يسود المكان..
قال الاب ..عندي حل ..انتبه الابن والام ..
عندما تنفذه تنتهي هذه الحيرة..
الام والابن متلهفين لسماع الحل .
الاب بعد صمت ..خصلة الشعر التي عندك هي من شعر بريجيت..نعم يا ابي..
متى اعطتك اياها ؟؟
منذ كنا بالصف الأول المتوسط ..هل حدث بينك وبينها شيء يسيء لسمعتها؟..
لا والله ياابي لم امسس شعرة منها ..الا هذه الخصلة..
الاب الحمد لله ..إذن سنحرق هذه الخصلة وينتهي كل شيء..
دمعت عيون حبيب ..وقال يا ابي عند موتي احرق الخصلة انا وعدتها وعد شرف ..لااستطيع خلف الوعد..
الام والاب دمعت عيونهما
وتعاطفا مع ابنهما..الأمر محير..لكنه وعد ابنه خيرا ..
تناولا الافطار..
مر النهار على نار ..
حل المساء كما هو في كل يوم يلتقيان العوائل بحديقة البيت ..جلست العائلتان في حديقة بيت بريجيت.
قدمت أم بريجيت وبريجيت ابنتهم الوحيدة والاخ الاصغر توني ..الضيافة ..تبادل الاباء
النكات والذكريات وتصفح الاولاد المجلات والصحف ..قال ابو حبيب أتذكر عادل ياابو بريجيت ...حين سافر وعاد بزوجته المسلمة التي تركت اهلها ووطنها وعاشت معه ..
نعم ..هل هما بخير.. نعم بخير ولديهم شركة واولاد..وفلان وفلانة..ابو بريجيت..ماقصدك يا ابو حبيب اليوم نقضيه بالذكريات ..
ابو حبيب قال بصراحة يشرفنا ان نطلب بريجيت زوجة لابني حبيب ..
قال حبيب ابننا ولكن تعرف
الأمر تماما .
ساد صمت رهيب ..حبيب قلق
قلبه يكاد يطفر من صدره..بريجيت اصفر لونها ترتجف كأن العالم توقف عن الحركة تماما..
ترك الجميع الاقداح مكانها وكأن الجميع اصابهم الانجماد ..الشاي تحول إلى عصير بارد..
غرد بلبل بالحديقة ليكسر حاجز الصمت ..
قال ابو بريجيت.لابنته هل تحبين حبيب ..قالت نعم أحبه بابا . قال اطعمي البلبل ..
اكمل حديثه قائلا..لااقف بطريق حبهما ولكننا جميع نعرف صعوبة الموقف ..
عندي شرط بالموافقة على مباركة زواجهما وهو يأخذها ويهاجران خارج البلد وهناك يتزوجان..
ابو حبيب..معقولة يااخي..نحن نعيش بوطن واحد وغدا سنرحل إلى دار الاخرة لمن نترك بيوتنا..البيت وطن يا ابو بريجيت
اترضى يتغرب اولادنا بين الدول دون وطن..
دون اهل واقارب واصدقاء..
قال أبو بريجيت..كم تقدر ثمن خصلة شعر بريجيت سيكون مهرها..
كان حبيب خجلا من أبيه وأمه..لكنه قال ..مهرها حياتي..
قال ..البسها الخاتم..
امتزجت دموع الفرح..وزغاريد المودة.
زكي الديراوي



غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: سوالف بصريه‬
« رد #1 في: 16:33 27/07/2020 »
راحت البصره بسبب اللصوص والهمجيه والتفرقه العنصريه