المحرر موضوع: يوم غابت ايطاليا ..حضرت (قبلات) الرؤساء؟!  (زيارة 508 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعقوب ميخائيل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 584
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


يعقوب ميخائيل

يوم غابت ايطاليا عن كأس العالم في موسكو 2018 .... قلنا خلال منافساتها  مازلنا نفتقد الى (ملح) البطولة !! .. أو  الى (الكعكة) التي تضيف مضاقا خاصا للمونديال!! .. (لاضير .. سمها ماشئت ) .. !، فالمنافسة باتت مختلفة هذه المرة  ، والموازين تغيرت ولم تعد كالسابق ! ،   وبدا جمهور العالم يراقب كرواتيا عن كثب بعد ان سرقت الاضواء واصبح يراهن عليها حتى وجدها اخيرا طرفا في النهائي !!

هكذا سارت الامور في اخر نسخة لكأس العالم ! ،  التي فوجئنا فيها بمستوى منتخبات العالم التي قدمت ما كان بعيدا عن التوقعات وخارج الحسابات التقليدية ! ، بل وحتى روسيا نفسها التي ضيفت البطولة ظهرت بمستوى اكثر من رائع اشاد به ليس فقط المتابعون والجمهور بل حتى رئيسهم بوتين الذي كان حريصا على الحضور للملعب برغم عدم (تشوقه) لاحتضان (زميلته) رئيسة كرواتيا فاكتفى بمصافحتها في كل مرة !! ،  بعكس الرئيس الفرنسي الذي اعتاد على تبادل القبلات معها في كل مباراة (دون قصد) بعد ان (أجبرتهما) البطولة ووضعت فريقهما  على طرفي المنافسة في النهائي ؟!! 

ما يعنينا اليوم ليست فرنسا ولا حتى كرواتيا او (قبلات) الرئيس لزميلته الرئيسة !!  ، وانما ايطاليا التي تعرضت في حينها هي الاخرى الى (زلزال مدمر) بعد ان اقصيت من الملحق على يد السويد !!

زلزال كروي هز هو الاخر عروش (المافيات الكروية) التي كانت وراء ذلك المستوى المتدني الذي جعل المنتخب الايطالي يخفق في التأهل الى كأس العالم ! ، وهو الشيئ الذي لم يكن يوما في الحسبان لدى جمهوره على الاطلاق  فأبكاه (دماً) وخَيم الحزن عليه وعلى كل اركان  الدولة الايطالية في سابقة لم تحصل من قبل على مدى ستون عاما .. نعم 60 عاما بالتمام والكمال ؟!! ..

 لاابدا .. لا يمكن ان تمر مثل هذه (الفاجعة) مرور الكرام !! .. وبينما اختلطت حالة الحزن من ضياع فرصة التأهل الى المونديال  والغضب على سوء الادارة والمسؤولين الذين تسببوا في انحدار المنتخب نحو الهاوية ! ، كان لابد من اجراء فوري ومتفرد ينتشل المنتخب من واقعه المرير الذي عاشه وهو يتعكز على أسماء لاتستحق البقاء في تشكيلة المنتخب وبين مدربين لايحملوا فكر تدريبي قادر على التخلص من الطابع الروتيني الذي اعتادت  المنتخبات الايطالية اللعب عليه  على مر سنوات طويلة  وليس عقب  مدرب واحد او اثنين !!!!  (  تراباتوني ) خرج من ثمن نهائي مونديال كوريا واليابان 2002 .. ومن ثم ..( ليبي) تعرض  لانتقادات كثيرة عقب الخروج المبكر من كأس العالم    في العام 2010 برغم نجاحاته من قبل !! .. ولكن بعد الاخفاق في تصفيات 2018 على يد (جيان بييرو فانتورا) ..،   كان لابد من ايجاد منقذ للكرة الايطالية التي كانت بأمس الحاجة اليه فكان الخيار روبيرتو مانشيني الذي يسعى اليوم لاعادة هيبة المنتخب الايطالي في دوري الامم الاوروبية !

ياترى ما الذي جلب الانتباه في مباراة اليوم مع المنتخب الهولندي التي كانت مباراة في غاية الصعوبة وكاد التعادل ان يتحقق حتى في الدقائق الخمس الاخيرة من الوقت بدل الضائع؟!! ،  لولا تلك القدرة التي اظهرها المنتخب الايطالي في مجاراة خصمه !!  ... وأي خصم ؟! ، المنتخب الهولندي الذي كان يدرك هو الاخر  ان مهمته سوف لن تكون سهلة في هذه المباراة بعد كل هذا التغيير الجذري الذي احدثه مانشيني في اسلوب اداء المنتخب الايطالي !

نعم .. فالمنتخب الايطالي مع مدربه الجديد لم يعد منتخبا  مملا يطغي عليه طابع الرتابة الدفاعي الذي اعتاد عليه مدربو المنتخب الايطالي السابقين !!

ايطاليا تظهر بحُلة جديدة اسمها (تكتيك) رائع في بناء الهجمات مع الاعتماد الكلي بتناسق بين خطي الوسط والهجوم منح في ضوئه الفريق  افضلية ساحقة  في تشكيل خطورة دائمة على الخصم مع تعزيزقدرة الفريق عن طريق الاجنحة معتمدا على ثلاثة لاعبين في الوسط ومثلهم في الهجوم والذي شكل خطورة دائمة على المرمى الهولندي ومن ثم اثمر عن تحقيق هدف التفوق في الوقت بدل الضائع من الشوط الاول !

ومع الافضلية او بالاحرى الاستحقاق في النتيجة التي الت اليها المباراة بشوطها الاول وهي خروج االمنتخب الايطالي متفوقا بهدف ! ،  فان معظم التوقعات سارت الى حدوث منافسة اكبر في الشوط الثاني الذي حاول خلاله كل طرف تقويض  تحركات منافسه سعيا وراء تحقيق التفوق وحسم المباراة لصالحه !،  الا ان المنتخب الايطالي نجح في كسر جميع محاولات المنتخب الهولندي الذي كان قريبا من تحقيق التعادل في كل لحظة لاسيما في الدقائق العشرين الاخيرة من المباراة الذي زاد من ضغطه وسيطرته على مقاليد الامور الا ان يقضة لاعبي المنتخب الايطالي حالت دون منحه الفرصة للتسجيل مؤكدين  بذلك ومن خلال هذه المباراة بالذات  مستوى ونتيجة وليس نتيجة فحسب !! ، ان الكرة الايطالية قادمة هذه المرة وستكون رقما صعبا كما اعتادت ان تكون في جميع البطولات الكروية التي طالما اجمع المحللون على نعتها (بملح) البطولات على اختلاف منافساتها وعناوينها ؟!!