اتّكِل على يهوه، بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. امثال ٣: ٥.
:
حين نتعرف بفكر القدوس يهوه، وذلك من خلال درس الكتاب المقدس، ندرك ماذا يريد منا ان نفعل في حالة معينة. وكلما تعرّفنا بفكره، صار قلبنا طيّعا يتجاوب مع ارشاده، لا قلبا قاسيا من حجر.(حزقيال ١١:١٩). عندما عانى يسوع المحن، رفض ان يعتمد على فهمه الخاص رفضا باتا. تأمل في ما يلي: أَحكم رجل عاش على الارض اختار ألا يتكل على حكمته. مثلا، عندما جربه الشيطان، رد عليه تكرارا بالقول:- [مكتوب]. (متّى ٤:٤، ٧، ١٠) فقد اتكل على حكمة ابيه لصد التجربة، معربا بذلك عن التواضع، صفة يفتقر اليها الشيطان ويكرهها. على نحو مماثل، يجب ان يقتدي رب العائلة، بمثال يسوع في مجال السهر اذ يدع كلمة الله ترشده، وبالأخص في وقت الشدة. وهذا ما يفعله آلاف رؤوس العائلات حول العالم. فهم جدِّيون في اعطاء ملكوت الله والعبادة النقية الاولوية على الشؤون المادية. وبالمقابل، يفي يهوه الله بوعده ان يبارك الجهود التي يبذلونها لسد حاجاتهم المادية.( متّى ٦: ٣٣). ذكر معلمنا الكبير يسوع، بعض نصائحه الاكثر الحاحا المتعلِّقة بالسهر فيما كانت تحت اصعب المحن.( ثم جاء ووجدهم نائمين، فقال لبطرس: يا سمعان هل انت نائم؟ ألَم تستطع أن تبقى ساهرا ساعة واحدة؟. مرقس ١٤: ٣٧) لِذا، من الضروري أن نتذكّر مثاله عند مواجهة الشدائد بشكل خاص. فامام المحنة، ينسى كثيرون حقيقة بالغة الاهمية ذكرها سفر الامثال مرتين:-(يوجد طريق يظهر للانسان مستقيما ، ونهايته طرق الموت. أمثال ١٤: ١٢؛ ١٦: ٢٥). اذاً؛ فلتكن شرائع الكتاب المقدس ومبادئه مرشدا لنا الى فكر ابينا السماوي في مختلف المسائل. وحين نتخذ قراراتنا بناءا على فكر يهوه، نقترب اليه وننعم ببركاته ورضاه. قارنوا:-(يعقوب ٤:٨). وهذا بدوره يقوي ايماننا به. طبعا، لا حدود للتعلم عن خالقنا يهوه القدوس.اقرأوا:-(ايوب ٢٦:١٤). ولكن حين نبذل جهودا دؤوبة لنيل المعرفة، نكتسب( الحكمة والتمييز) اللازمين لاتخاذ قرارات حكيمة. قارنوا:-(امثال ٢:١-٥). وبالتباين مع افكار البشر وخططهم التي لا تبقى على حالها، فالقدوس يهوه لا يتغير ابدا. يذكّرنا صاحب المزمور:-(«أَمَّا مَشُورَةُ يَهْوَهَ فَإِلَى ٱلدَّهْرِ تَثْبُتُ، وَأَفْكَارُ قَلْبِهِ إِلَى جِيلٍ فَجِيلٍ». مزمور ٣٣:١١). فمن الواضح أنّ في وسعنا ان نتّخذ افضل القرارات حين نتعلّم أن نفكّر كما يفكّر الهنا يهوه الكلي الحكمة ونفعل ما يرضيه. ففي كثير من الاحيان، تتعدد الخيارات وتكون كلها مقبولة في نظر يهوه الله. ولكن عندما يستصعب الامر علينا، فمن المستحسن في القرارات المهمة، أن نستشير الشيوخ او غيرهم من المسيحيين الناضجين وذوي الخبرة. كما ينصح في:-(تيطس ٢:٣-٥؛ يعقوب ٥:١٣-١٥). طبعا، من غير اللائق ان نطلب من الاخرين ان يقرروا نيابة عنا، كما يحدث في معمودية الاطفال مثلا!. فعلى كل مسيحي ان يدرب ويستخدم قوى ادراكه. يذكر:-(وَأَمَّا ٱلطَّعَامُ ٱلْقَوِيُّ فَلِلنَّاضِجِينَ، ٱلَّذِينَ بِٱلْمُمَارَسَةِ صَارَتْ قُوَى إِدْرَاكِهِمْ مُدَرَّبَةً عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ. عبرانيين ٥:١٤). وعلى كل منا ان يبقي كلمات بولس:-(«كُلُّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ ٱلْخَاصَّ». غلاطية ٦:٥). فكم نعرّض انفسنا والذين نحبُّهم للخطر اذا [اتّكلنا] على تفكيرنا، وخصوصا عندما نمرّ بمشاكل كبيرة!. فلنطلب من الرب يهوه ان يقوينا في السهر الروحي، لان الشيطان يريد ان يهدهدنا، وونقاد للنوم الروحي، كي تكون حالتنا فاترة روحيا، ويحقق مبتغاه.
بركة الرب يهوه مع الجميع. فلنتكّل عليه في كل قراراتنا كي تكون صائبة، باسم الراعي الساهر علينا يسوع المسيح آمين.
المصادر..
١- الكتاب المقدس .
٢- مكتبة برج المراقبة الالكترونية لشهود يهوه.
