المشاركات الحديثة

صفحات: [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10
1
الاخبار العالمية / اختراع وطن جديد لحماس
« آخر مشاركة بواسطة Janan Kawaja في اليوم في 16:13 »
اختراع وطن جديد لحماس
من المؤسف حقا أن يكون انتظار وقف الحرب بالنسبة لأنصار حماس مناسبة لإعلان الانتصار. تلك بدعة مَن يضحك وهو يقيم حفلة عيد ميلاد على أنقاض بيته.
MEO

هذا حال المنتصرين، فكيف يكون حال المهزوم
ما صار متداولا أن حركة حماس بدأت مغامرتها يوم 7 اكتوبر الماضي بتخطيط متقن غير أنها لم تضع في حسابها أن تقوم بعدها حرب مفتوحة لن تتمكن من الإفلات من عواقبها وحتمية دفع ثمنها الذي لن يكون أقل من نزع سلاحها ونقل قادتها إلى مكان، تكون فيه تحت رقابة مستترة بما يحول بينها وبين ممارسة العمل السياسي. ذلك سقف عال لمطالب إسرائيلية لم تتمكن الوساطات وهي في جلها تميل إلى الجانب الإسرائيلي، من خفضه.

لا أتوقع أن دولة قطر التي تستضيف القيادة السياسية لحركة حماس سيكون لها رأي في المسألة. فهي بعد كل ما بذلته من أجل الحركة وجدت نفسها في حالة حرج شديد أمام إسرائيل التي كانت تتعاون معها على مستوى تقديم التسهيلات في مجال إمداد وتمويل الحركة بالمال وأمام الولايات المتحدة التي كانت على دراية بكل ما فعلته بما يدعو إلى الريبة وأيضا أمام دول كثيرة في مختلف أنحاء العالم وجدت نفسها مضطرة للتضامن مع الموقف الإسرائيلي الذي نجح في التشهير بحركة حماس من جهة كونها جماعة إرهابية قتلت وخطفت مدنيين وبالأخص في ما يتعلق بالحفل الموسيقي الذي كان هدفا للعملية التي قامت بها حماس.

أكثر من 200 يوم مضى على الحرب الهمجية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة بحثا عن أسراها. ذلك عنوان لمحتوى مختلف. مئة ألف إنسان سقطوا قتلى وجرحى من غير أن تشكل مأساتهم سببا لأن تضغط الدول المؤيدة لإسرائيل على حكومة نتنياهو لوقف حربه والاستجابة لدعوات هدنة مؤقتة أو دائمة تدفع عن أهل غزة شبح الموت وتعيدهم إلى التعايش المستمر مع مأساتهم. لقد قررت إسرائيل المضي قدما في مشروعها لإقتلاع حركة حماس من جذورها من أجل أن لا يتكرر ما حدث في السابع من أكتوبر. ولأن الحركة فقدت الغطاء العربي بعد أن ناصبت الدول العربية العداء علنا، فإن موقف تلك الدول لم يكن مؤيدا لها ولن تكون دولة قطر استثناء في ذلك.

لا أقول إن حركة حماس خسرت الحرب بالرغم من أن ميزان القوى لا يميل إلى انتصارها. حتى لو أوقفت إسرائيل عدوانها الوحشي فإن غزة دُمرت وشرد أهلها. الناجون منهم سيظلون مسكونين بحرقة ومرارة مَن فقدوا من أحبتهم وما فقدوا من حياة، كانت مؤثثة بالكثير من أدوات وأساليب العيش. ومن المؤسف حقا أن يكون انتظار وقف الحرب بالنسبة لأنصار حماس مناسبة لإعلان الانتصار. تلك بدعة مَن يضحك وهو يقيم حفلة عيد ميلاد على أنقاض بيته. ما فعلته إسرائيل كان شديد القسوة. وهو لا يتناسب مع ما فعلته حماس، غير أن إسرائيل وهي دولة مذعورة كانت دائما هكذا. إن ضربتها بكاتيوشا ضربتك قصفتك بالصواريخ. وهو ما تعرفه حماس جيدا وما تعرفه الأطراف التي تقف وراءها.

لا أحد يدري بتفاصيل المفاوضات غير المباشرة التي أجربت بين إسرائيل وحركة حماس غير الأطراف التي رعتها، ولكن من المؤكد أن حماس كانت خائفة من أن يؤدي إطلاق سراح ما تبقى لديها من الرهائن الإسرائيليين إلى فتح أبواب الجحيم على قادتها الميدانيين الذين سيتم التقاطهم واحدا بعد آخر. ولا أظن أن حماس لا تزال ملتزمة بشرطها الذي يلزم إسرائيل بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن أسراها. لقد طوى الزمن ذلك الشرط وصارت إسرائيل هي التي تفرض شروطها وما على حركة حماس سوى أن تلتزم بالتنفيذ وإلا تستمر إسرائيل في مشروعها الهمجي القاضي بإنهاء كل أسباب الحياة في غزة. بالنسبة لحماس هي مسألة حياة أو موت.

ذلك ما لم يفكر به قادة حماس السياسيون الذين كانوا يديرون من قطر الحرب بعد أن ورطوا قادة الحركة الميدانيين بما لم يكونوا على استعداد للقيام به. وكما أرى فإن أبطال غزة كانوا نموذجا مثاليا لمَن يدافع عن أرضه وعرضه. غير أن المسألة كانت أكبر منهم. وهي مسألة إقليمية، كانت القيادة السياسية من خلالها قد فارقت القضية الفلسطينية ليكون كل شيء في مكان آخر. لذلك صار لزاما على حماس أن تعلن عن تقاعدها. فليس لها مكان في منظمة التحرير بعدما صار محتما عليها أن تغادر غزة ودولة قطر معا. سيكون اختراع أرض لحماس بعيدة عن فلسطين هو الحل. وهو حل مؤلم.
2
رفـض الوراثة في المسيحـية مشـتـق من ( ليكـن كـبـيـركم خادماً لكم ) ... فـليست بحاجة إلى مجـمع ولا قانـون
كانت حـجـتـهم أنهم من نـسـل خاص يحافـظـون عـلى الإيمان ...... وكأن الباقـين كـفـرة
3
المنبر الحر / رد: اللغة والتراث الكنسي المتوارث
« آخر مشاركة بواسطة Michael Cipi في اليوم في 15:57 »
إسمح لي بإضافة عـن الموضوع ذاته :
في عام 1981 وفي بـيتـنا / الحـبـيـبـية / بغـداد ، زارنا المرحـومون ( الباطريرك شـيـخـو + سكـرتيره عـمانوئيل دلي + القس باسل مروكي ) لمباركة أخي طارق ...... ولغايتي الخاصة ، سألتُ الباطريرك شيخـو : لماذا لا تـتـرجـمون نـصوص الـقـداس إلى اللهـجة المحـكـية كي يفـهـمها المؤمنون ؟؟ فـقال :
 (( إنّ مَن يـريـد أن يفـهم يمكـنه أن يفـهم ، فلا نلغي لغـتـنا الأصيلة ، لأنها رمز أصالـتـنا )) .
وبعـد أيام إلــتـقى القس باسل مروكي بعـمي جـرجـيس خـنـدي وقال له :
إن إبـن أخـيـك إشـتـكى عـني عـنـد الباطريرك شـيـخـو !!!!!!!!!!!!!
طبعا ، كلام القس له دلالات إدانة عـلى نـفـسه .
4
المنبر الحر / غزة والحرب الأكاديمية
« آخر مشاركة بواسطة عبد الحسين شعبان في اليوم في 15:50 »
غزة والحرب الأكاديمية

عبد الحسين شعبان

   مرّت قبل أيام الذكرى اﻟ 76 لتأسيس أول اتحاد طلابي عراقي، والذي انبثق في ساحة السباع ببغداد في 14 نيسان / أبريل 1948، يوم التهب الشارع الطلابي والوطني مرددًا قصيدة الشاعر الكبير الجواهري "أخي جعفر"، والتي يقول في مطلعها:
أَتعلَمُ أمْ أنتَ لا تَعلمُ ...  بأنَّ جِراحَ الضَّحايا فمُ
وحينها كانت الحركة الطلابية العراقية والعربية تمثّل رأس حربة أحيانًا في المواجهة وفي إشعال فتيل التظاهرات والاحتجاجات، في إطار الحركة الوطنية، ولاسيّما دورها المتميّز في نصرة الشعب العربي الفلسطيني وقضيته العادلة على مدى التاريخ المعاصر، وخصوصًا ما حصل بعد العدوان الثلاثي الإنكلو - فرنسي "الإسرائيلي" على مصر في العام 1956 وعدوان 5 حزيران / يونيو 1967 على الأمة العربية من جانب "إسرائيل".
   وإذا كانت الحركة الطلابية العالمية شهدت مواجهات مفتوحة رفضًا للنظامين الرأسمالي الاستغلالي والاشتراكي البيروقراطي في العام 1968، وخصوصًا ما سمي ﺑ "ربيع باريس وربيع براغ"، فإنها امتدّت إلى عدد من البلدان الغربية والعديد من دول أمريكا اللاتينية، علمًا بأن الحركة الاحتجاجية كانت تمور في عدد من البلدان العربية، حيث شهد العراق في أواخر العام 1967 ومطلع العام 1968 إضرابات طلابية عارمة تحت عناوين مهنية ومطالب وطنية وقومية عامة، كما شهدت مصر حراكًا طلابيًا واسعًا في شباط / فبراير العام 1968، لم تكن القضية الفلسطينية بعيدة عنه.
   وللأسف فإن التحرّك الطلابي في العالم العربي بعد العدوان "الإسرائيلي" على غزّة هو دون المستوى المطلوب، بل لم يشكّل حالة نضالية إيجابية ناهضة، قياسًا بما يوازيها في الجامعات الغربية الأمريكية والأوروبية، على الرغم من محاولات الكبح والتضييق التي تعرّضت لها الأخيرة، حيث تعرّض رؤساء جامعات هارفارد و بنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى المساءلة أمام الكونغرس، وهو ما  دعا عدد من رؤساء الجامعات للاستقالة وإعفاء آخرين من مناصبهم، خصوصًا بعد استدعاء رئيسة جامعة كولومبيا للشرطة لفضّ الاعتصام الطلابي، وجرت احتجاجات وتظاهرات واعتقالات في 62 جامعة ومعهد تضامنًا مع فلسطين، والأمر سار على هذا النحو في بريطانيا وسويسرا وفرنسا وألمانيا وغيرها، على الرغم من القمع الممنهج.
ولعلّ  مثل هذا الإجراء غير المسبوق طرح عددًا من التساؤلات المشروعة حول جوهر الديمقراطية الأمريكية وروحها، ودور مؤسسات التعليم في بعدها الأخلاقي، وعلاقة ذلك بالمصالح السياسية على حساب القيم الفلسفية والإنسانية، خصوصًا فيما يتعلّق بحريّة التعبير، ومدى المسموح والمحظور به في الجامعات، إضافة إلى تساؤلات حول استقلالية التعليم العالي وتمويلاته. وكانت 13 جامعة أمريكية قد أنشأت في أيلول / سبتمبر 2023، وقبل حرب "إسرائيل" على غزّة، مجموعة للدفاع عن حريّة التعبير بوجه ما اعتُبر تهديدًا للديمقراطية الأمريكية.
   وكانت مؤسسة "فاير" للحقوق الفردية وحريّة التعبير FIRE: Foundation for Individual rights and Expression، قد اعتبرت أن الحريّة الفكرية لا يمكن أن تسير كما يجب إذا كان الطلبة وأعضاء هيئة التدريس يخشون من العقاب بسبب التعبير عن آرائهم. وقبل سنوات هدّد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الجامعات بحرمانها من التمويلات البحثية الفيدرالية، في حال لم تحافظ على "حريّة التعبير" في الحرم الجامعي. ومثل هذا الرأي هو سلاح ذو حدين، خصوصًا لمحاولات توظيفه واستخدامه، وهو ما ظهر على نحو صارخ في إشكاليات ومشكلات تتعلّق بالموقف من عدوان "إسرائيل" على غزّة، الأمر الذي يصيب بالصميم القيم والمبادئ التي تقوم عليها العملية التعليمية الأمريكية تاريخيًا، بل إنه يهدّد بتصدّعها.
وكانت بعض الأوساط الأكاديمية المؤيدة للعرب، تردّد أن "فلسطين" مستثناة من "الحق في التعبير"، مشيرة بإصبع الاتهام إلى الانحيازات المسبقة لصالح "إسرائيل"، ولاسيّما بإلصاق تهمة معاداة السامية ودعم الإرهاب بمن ينتصر لغزّة، حيث تردّد أن ثمة قوائم سوداء يتم إعدادها ضدّ الأساتذة الذين ينتقدون "إسرائيل"، حيث تعرّض بعض المؤيدين لفلسطين إلى ضغوط كبيرة وممارسات قمعية وصلت إلى تهديد بعضهم في مكاتبهم واعتقال بعضهم، كما حصل للروائي سنان أنطوان، وذلك منذ عملية "طوفان الأقصى" 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023، وهي ممارسات أصبحت منهجية ومتعمدة.
   لقد أشعل العدوان على غزّة حربًا أكاديمية، ففي البداية توجّه الجزء المهيمن من الرأي العام الغربي المؤيد "لإسرائيل" إلى التنديد بعملية "طوفان الأقصى"، التي قامت بها حركة المقاومة، لكن تصاعد وتيرة عمليات الإبادة الجماعية ضدّ المدنيين الفلسطينيين وصدور قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي في 26 كانون الثاني / يناير 2024 ، أحدث انعطافًا كبيرًا في الرأي العام الغربي وتوجهاته، بما فيه لدى بعض اليهود الشباب، وهو ما انعكس في تحركات وأنشطة تندد بالعدوان "الإسرائيلي" وتدعم فلسطين بصورة غير معهودة.
   وبعض النظر عن مآلات الصراع ونتائجه في غزّة، فإن الوضع الأكاديمي في الجامعات الغربية لن يعود إلى سابق عهده ، بل أن ثمة تحوّلًا نوعيًا إزاء القضية الفلسطينية قد أصبح واقعًا، ولم يعد مقتصرًا على الطلبة العرب، الذين يدرسون في الجامعات الغربية، بل تخطاه إلى شرائح واسعة من الطلبة الغربيين وغيرهم.
   ولعلّ ذلك قد يؤدي إلى تغييرات مستقبلية ببروز قيادات مختلفة عن سابقاتها، التي كانت مؤيدة "لإسرائيل" بصورة تقليدية وعمياء. وقد تنشأ جماعات ضغط جديدة عربية تكون موازية لجماعات الضغط "الإسرائيلية"، وهو الأمر الذي يحتاج إلى دعم عربي شامل، لاسيما من جانب الحكومات العربية، فقد أطاحت غزّة بالشعارات الرنانة، ووضعت الجميع أمام استحقاقات جديدة ذات أبعاد إنسانية، بما فيها إعادة النظر بالديمقراطيات الغربية ذاتها، والتي يطلق عليها المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي "الديمقراطيات المنقوصة".
5
المنبر الحر / الإنسانية تجمعنا
« آخر مشاركة بواسطة حسن شنگالي في اليوم في 15:49 »
الإنسانية تجمعنا
حسن شنكالي
ترددت في السنوات الأخيرة تغريدات خارج أسرابها مما احدثت اصواتا"ناشزة لا تتناسب والأعراف والتقاليد الإجتماعية التي تربينا عليها مذ نعومة أظفارنا لتحدث شرخا"كبيرا"في العلاقات الإجتماعية التي سادت في المجتمع المبني على أسس رصينة ثابتة لا تتحمل الإنجرار وراء أفكاردخيلة على مجتمعنا والتي استمدت من الشرائع السماوية التي تنادي بالإصلاح ونبذ كل ما يدعو الى التطرف والعنصرية والعصبية القبلية انطلاقا"من قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في مسألة التعامل مع الآخرين (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) وعليه تكون الإنسانية القاسم المشترك بين بني آدم بمختلف إنتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية ولو تخيلنا الانجرار خلف تلك الدعوات الناشزة (على سبيل المثال لا الحصر ) لإمتنعنا عن سماع فيروز لأنها مسيحية ولا نعترف بنزار قباني شاعرا" لانه علوي ونمحو السياب من ذاكرتنا لأنه سني ونتحفظ عن الضحك لان دريد لحام شيعي وعادل إمام سني ولا نستلهم العبر من غاندي لانه هندوسي ولا نعطي قيمة لأنشتاين لانه يهودي ولا نقرأ لبير خدرسليمان لأنه يزيدي ولا نسمع لأحمد خاني لأنه كوردي ولا نقرأ للمتنبي لأنه عربي حيث تعمل القيم الإنسانية  على التقريب بين الأمم والشعوب عن طريق ترسيخ الاحترام المتبادل والتفاهم وقبول الآخر ونبذ الصراعات القائمة على أساس التمييز بسبب اللون أو الجنس أو العرق أو المعتقد الديني وتعمل على الحد من هذه الاختلافات والحث على رؤية أوجه التشابه والتقارب لتعميق الاتصال بين الشعوب والأمم.
 هكذا أرادوا ان تفرقنا الطائفية المقيتة ونبتعد عن كل ماهو حضاري ومتجدد لنعيش في دوامة لا نهاية لها بالرغم من خصوصية كل فرد ليحدوا من تفكيرنا وكل شي لا يتلائم وأفكارهم الدخيلة لكن الحياة في تجدد ولايمكن العيش بعيدا"عن عالم اليوم عالم التكنولوجيا والعولمة التي اتاحت كل ما هو مطلوب وجعلت من العالم قرية صغيرة ولابد من التحرر من القيود الفكرية الفاسدة التي تنافي العادات والتقاليد الإجتماعية السائدة والدعوة الى العيش بأمن وأمان ليغدو كل الى غايته من أجل غد افضل بعيدا " عن كل ما يطفو على الشارع من ثقافات وعادات دخيلة ما أنزل الله بها من سلطان .



6
قبل نصف قرن.. فـي مكتـب العمال المركزي، الشيوعي، ببغداد
رواء الجصاني
-------------------------------------------------------------------------------
     يحل الاول من آيار، عيد العمال العالمي، ولربما الادق ان ان تشاع لتترسخ شيئا فشيئا تسمية عيد "الشغيلة" العالمي.. وعن تلك المناسبة تعود بك الذكريات - ايها "الثوري المتقاعد!!!" - وذلك الى نصف قرن مضى، ولعام 1974 تحديدا، حين كُلفتَ، فأستجبتَ، لأن تُنسب الى مهمة سياسية جديدة، أضافيـة، وهي عضوية "مكتب العمال المركزي" في الحزب الشيوعي العراق...
   وهكذا رحتَ، تنشط - الى جانب مسؤولياتك في الهيئة القيادية لتنظيمات الحزب الطلابية ببغداد- في واحات اخرى، هي على اقل وصف، ارحبُ واهـمُّ قطاعات النضال الوطني، والحزب الشيوعي، حزب العمال والفلاحين، اولا وقبل كل شئ آخر، كما ينبغي آنذاك، دعوا عنكم المثقفين الديمقراطيين وكل السائرين على درب التنوير، ومبادئ الانسانية..
.. ولأن الاحداث والوقائع التي تخطر بالبال سريعا، وعلى الذاكرة وحسب،  قد مرّ عليها خمسة عقود، فلا تخف – ايها الثوري المتقاعد – من ان "تكشف !" ما قد يراه البعض اسرارا، فتقول ان ذلك المكتب المركزي العتيـد، كان يتشكل اساسا - مع حفظ الالقاب والصفات والسمات من -: عبد العزيز وطبان، مسؤولاً، ومن بين اعضائه صادق جعفر الفلاحي، وآخرون من ممثلي المنظمة العمالية ببغداد، وها انت بينهم معنياً بشؤون النشر والاعلام، والتثقيف، ومهام نقابية، وتنظيمية اخرى.. اما اجتماعاته الاسبوعية او الدورية، فكانت تعقد في الغرفة المخصصة له بمقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، ببغداد..
ولتضف موضحا باختصار: ان ذلكم المكتب المركزي تشكل ليكون هيئة استشارية مختصة، تتبع قيادة الحزب، للعناية بنشاط الشيوعيين واصدقائهم، ومريديهم، والتوجهات ذات الصلة في النقابات العمالية، الرسمية، مركزا وفروعا، وجميعها راحت آنئذٍ، تحت سيطرة وهيمنة مسؤولي حزب البعث الحاكم، واعضائه، ومؤيديه.. ذلك الى جانب اهتمامه – المكتب- بالجوانب الفكرية والاقتصادية والاعلامية، للشؤون التي تخص عمال العراق وحياتهم وتطلعاتهم، ونضالاتهم المطلبية والاجتماعية، وحقوقهم النقابية وغيره ...افضلا عن "بعض" شؤون العلاقة مع ممثلية عمال ونقابيي العراق، الديمقراطيين، في اتحاد النقابات العالمي ببراغ..
ولتوثق هنا في هذه المحطات والخلاصات – ايها الناشط العمالي، النقابي، هذه المرة!- انك قد كلفت في المكتب، بمتابعة شؤون صفحة حياة العمال والفلاحين في جريدة الحزب المركزية، العلنية في ذلك الوقت "طريق الشعب".. وتبعاً لذلك فقد كان التنسيق بشأن الامر يجري، بهذا الشكل والقدر او ذلك، مع المسؤول السياسي عن الصفحة، عبد السلام الناصري- ابو نصير، عضو اللجنة المركزية للحزب.. ومن بين ذلك التنسيق ايضا حضورك اجتماعات هيئة تحرير الصفحة احيانا، وكان المسؤول الصحفي عنها، الشاعر المبدع : مخلص خليل..
كما لتتذكر ايضاً، وتصرح، – ايها الثوري المتقاعد - بان المهام داخل مكتبـ (كم) العمالي الشيوعي المركزي، كانت موزعة على هذا النحو: شؤون الدراسات الاقتصادية - الاجتماعية ذات العلاقة، عند عبد العزيز وطبان، وشؤون التنظيم النقابي، عند صادق الفلاحي .. ومما تطير اليه الذاكرة، انك قمت بتهيئة عدد من المحاور والخلاصات، تم التداول حولها، ومناقشتها، لعل من اهمها حول:
1/  الثورة التكنولوجية، ومواصفات الطبقة العاملة الجديدة، والمتغيرات المستقبلية..
2/  التظيمات النقابية في ظل سلطة البرجوازية الصغيرة، والموقف من وجود اكثر من تنظيم واطار نقابي عمالي، في بلد واحد..
3/ ضرورات تحول التشكيلات والهيئات الشيوعية الحزبية من تنظيمات قطاعية (طلاب، مثقفين، عمال، موظفين...) الى تنظيمات محلية مختلطــة في مناطــق سكنية واحدة (مدينة، بلدة، محلة، قرية.)..
ومن المؤسف ان تلك الخلاصات والوثائق، قد فقدت، او ضاعت او اهملت، لسبب أو اخر، دون ان يصار الى ارشفتها وحفظها، برغم انها كانت خطوطا ومؤشرات واتجاهات، وليست دراسات موسعة، وقد قمت بنشر بعضها تحت عنوان " نقابيات" في الصفحة الاسبوعية المتخصصة بالمنظمات المهنية، التي تحملت مسؤوليتها لعدة سنوات، في "طريق الشعب" الصحيفة المركزية للحزب، وباشراف السياسي والمثقف المخضرم غانم حمدون..
ولتنشّط الذاكرة، فتستذكر انه بمناسبة الاول من أيار عام 1975 تم تكليفك بكتابة تحية، خلاصات، مواقف، باسم المكتب تنشر على الصفحة الاولى من عدد "طريق الشعب" بالمناسبة.. ولكن- وهنا اللقطة – ان الموضوع الذي اعددته قد خرج للنور بعد "التهذيب" و"التنقيح" السياسي والصحفي والنحوي، وكأنه مكتوب لكل آن وزمان ومكان، وقد يصلح ايضا لمناسبة فلاحية او طلابية او ثقافية او غيرها "لــو" غُيرت فيه كلمة او اثنتان فيه.. وقد مرّ الامر دون تعقيد، مراعاة للتحالف الجبهوي القائم حينئذِ، خاصة وانـكَ " ايها الثوري المتقاعد" صاحب مسودة البيان، وصياغته الاولى كنت ملكياً اكثر من الملك، متفائلاُ بالتحالف السياسي القائم في تلك الفترة، ومؤمناً بان كـــل ما يكون، ممكن، من اجل السير بالشعب والوطن الى امام !!.. ولكن، جاءت النتائج معروفة، وبعد فترة وجيزة ليس إلا، وكان ماكان بالفعل، وحدث ما حدث، من جانب البعث الحاكم، واجهزته الارهابية ..
ولكي لا تكون هذه الذكريات، وهي عجولة، عاجلة، ثقيلة او مملة، فلتلطفها – ايها الثوري المتقاعد - ببعض اللقطات التي تظنها مناسبة، ومن بينها كيف كان صادق جعفر الفلاحي، يناكدك ممازحاً، فيرحب بك حين يلتقيك بالقول: اهلا بالشيوعي العامل، والطالب، والمهندس، تلميحاً لمهامي، في ان واحد: في اللجنة المحلية الطلابية الشيوعية ببغداد، وعضوية مكتب العمال المركزي.. وكذلك الى عملي مهندسا تنفيذيا في مؤسسة استصلاح الاراضي، بوزارة الري..
ولأن اللقطة تجر اخرى، فقد كانت مهمتي الوظيفية، في اوائل السبعينات، مسؤولاً عن نحو 120 عاملا زراعيا، وميكانيكيا، واداريا، وذلك في مؤسسة التربة واستصلاح الاراضي... وكان من بين اولئك العمال والعاملين، رجل فارع الطول، ذو شخصية مؤثرة، مسؤول عن العمال الميكانيكيين. وقد تقربت منه، ثم لتنوي ترشيحه للحزب.. وبعد فترة وجيزة، وخلال فترة العمل في مكتب العمال المركزي، واذ بذلك الرجل يحل ضيفاُ معنا في احد اجتماعات المكتب، وهو المناضل والنقابي المخضرم، عبد الامير عباس - ابو شلال، عضو اللجنة المركزية للحزب، او المرشح لها لسنوات مديدة..
اما اللقطة الاخيرة في هذا الاستذكار العجول، فهي طرحك في احد اجتماعات المكتب تساؤلا، وبشكل " خجول" لكي لا تُحسب "تحريفيا" وهو: اما من الاشمل، والافضل " لـو" يصبح يوم "العمال" العالمي، يوما لكل "شغيلة" العقل واليد والقلم؟ّ.. ثم تراجعت عن ذلك الطرح والتساؤل بعد ملاحظات وتفسيرات كانت سائدة بعمق في ذلك الوقت، عن "الانحراف" و"الارتداد" عن المبادئ "الثورية".. وجاء التراجع سريعا، لأبعاد "الشبهات" بـ " اليمينية" والتذبذبات "البرجوازية الصغيرة"  وغير ذلك من " الاتهامات" التي رحت تحرص على ابعادها، بكل ما استطعت ! ..
-----------------------------------------------* رواء الجصاني 2024.5.1
7

مدير قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يشارك في حضور حفل تكريم المتفوقين لثانوية ابن العبري

اعلام المديرية – بغداد

شارك السيد رياض سعيد مدير قسم الدراسة السريانية في تربية نينوى ، في حضور حفل تكريم الطلبة المتفوقين بالاعفاء العام لجميع الدروس في ثانوية ابن العبري السريانية المختلطة في ناحية برطلة في محافظة نينوى، وذلك صباح يوم الاحد الموافق 28 نيسان 2024 ، بحضور السيد مضر بشير مدير الثانوية والكادر التدريسي والاداري.

كما حضر احتفالية التكريم ، السيد بشار هادي المشرف الاختصاصي والسيد احمد خلف المشرف المتابع، اضافة الى حضور الطلبة واولياء امورهم، وخلال الاحتفالية تم منح شهادات تقديرية لجميع الطلبة المشمولين بالاعفاء العام والذي بلغ عددهم 67 طالب من مجموع 143 طالب وطالبة ، كما تم تقديم شهادات شكر وتقدير لمدير المدرسة والكادر التدريسي والاداري، تثمينا لجهودهم المبذولة ودورهم في الارتقاء بنتائج الطلبة في احراز معادلات الاعفاء العام .
8

مدير قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يشارك في حضور حفل تكريم المتفوقين لثانوية ابن العبري

اعلام المديرية – بغداد

شارك السيد رياض سعيد مدير قسم الدراسة السريانية في تربية نينوى ، في حضور حفل تكريم الطلبة المتفوقين بالاعفاء العام لجميع الدروس في ثانوية ابن العبري السريانية المختلطة في ناحية برطلة في محافظة نينوى، وذلك صباح يوم الاحد الموافق 28 نيسان 2024 ، بحضور السيد مضر بشير مدير الثانوية والكادر التدريسي والاداري.

كما حضر احتفالية التكريم ، السيد بشار هادي المشرف الاختصاصي والسيد احمد خلف المشرف المتابع، اضافة الى حضور الطلبة واولياء امورهم، وخلال الاحتفالية تم منح شهادات تقديرية لجميع الطلبة المشمولين بالاعفاء العام والذي بلغ عددهم 67 طالب من مجموع 143 طالب وطالبة ، كما تم تقديم شهادات شكر وتقدير لمدير المدرسة والكادر التدريسي والاداري، تثمينا لجهودهم المبذولة ودورهم في الارتقاء بنتائج الطلبة في احراز معادلات الاعفاء العام .
9
المنبر الحر / العمل الحزبي والسلطة الحزبية
« آخر مشاركة بواسطة ماجد الزاملي في اليوم في 15:41 »
العمل الحزبي والسلطة الحزبية   
                                         
د. ماجد احمد الزاملي                                                    
  الاحزاب السياسية تضطلع  بنشر الوعي  والتعريف بالمشكلات السياسية الموجودة بين المواطنين ووضع مقترحات لحلها، وبالإضافة إلى تشجيعهم للمشاركة في القضايا العامة وتوجيه فكرهم وآرائهم السياسية بما يتوائم مع أفكار الحزب. وتمثل التعددية الحزبية أهمية حيوية في سبيل ضمان الحكم الديمقراطي الفعّال وإتاحة إبداء الرأي الفعلي للمواطنين في اختيار الكيفية التي سيحكمون بها. ووظائف الأحزاب في النُظم السياسية الحديثة، مثل التمثيل، والإتصال وربط المصالح وتجميعها، وقد تُصاغ تلك الوظائف في شكل أكثر تحديداً لتشمل تجنيد واختيار العناصر القيادية للمناصب الحكومية، ووضع البرامج والسياسات للحكومة، والتنسيق بين فروع الحكم والسيطرة عليها، وتحقيق التكامل المجتمعي من خلال إشباع مطالب الجماعات والتوفيق بينها، والقيام بأنشطة التعبئة السياسية والتنشئة السياسية.                   
الذي يحترم ثقافة الإختلاف وشرعية الإجتهاد ويحتضن الإتجاهات الفكرية المختلفة ويرعى حقها في الوجود والتعبير عن نفسها داخل الحزب وخارجه بكل الوسائل الممكنة بما يؤدي إلى إثراء الحزب بإبداعات أعضائه وتكريس حق الإختلاف داخل الوحدة الحزبية ويحول دون الإندفاع فيه إلى حد التناقض مع هوية الحزب وثوابت وجوده بحيث لا تأخذ ظاهرة الخلافات السياسية والفكرية طابع الأجنحة ولا تتحول إلى صراع على النفوذ يستقطب معظم النخبة الحزبية إليه بما قد يؤدي في النهاية إلى تفكك الحزب أو الإنشقاق عنه على الأقل. يؤسس فيه مبدأ الولاء على قواعد ومباديء عقلانية تمثل كيان اعتباري يدين له الجميع بالإنتساب والدفاع عنه بما يجعل فكرة المؤسسة سائدة ومهيمنة على أداء الحزب وليس الولاء أو الطاعة والخضوع للقيادات أو الزعامات أو الشخصيات النافذة. أن مصطلح النظم الحزبية -أو النظام الحزبي-  للإشارة إلى العلاقة بين الظاهرة الحزبية والنظام السياسي من حيث عدد الأحزاب المشاركة في العملية السياسية ومدى تأثير هذه الأحزاب في عملية صنع القرار في إطار هذا النظام السياسي .                 
والحزب يُمثل تجمعاً من الأفراد الذين يعتنقون ذات المباديء ويؤمنون بها، ويسعون عبر مجموعة من الأليات إلى إقناع جموع المواطنين ببرنامج محدد وواضح، سعياً للوصول إلى السلطة، وتنفيذ هذا البرنامج الذى إختار المواطنون الحزب على أساسه. وقد أعقب ثورة تموز 1958 بقيادة الضباط الاحرار في العراق  بعد الإطاحة بالنظام الملكي وظهور الأحزاب السياسية إلى العلن نتيجة للأجواء الديمقراطية والاتجاه إلى تبني مفهوم التنظيم السياسى ، ولعبت هذه التنظيمات مجتمعة – على اختلاف مسمياتها – دوراً فى الحشد لصالح السياسات الثورية، التى استهدفت بناء مجتمع أكثر عدالة مُختلف عما قبل الثورة ,التى أفضت إلى تجانس وتكافل وتعاون المجتمع , حيث أصبح الجميع متساوين أمام القانون وليس سادة وعبيد، وكانت الممارسات السياسية الإيجابية عبر تدخل واستجابة زعماء الأحزاب، ما قبل الثورة عاملا من عوامل هذه الثورة المجيدة.
وتُعد الأحزاب السياسية من أكبر القوى غير الرسمية النشطة في مجال جَس نبض الجماهير والتعبئة السياسية ضد الفساد. وقد ساهمت الأحزاب السياسية في تأجيج الرأي العام الوطني وتوعية المواطن داخل المجتمع وطالبت بتدخل السلطات لوضع حد للمفسدين وجماعات المصالح ، بالصرامة في تطبيق القانون وتفكيك شبكات الفساد والإجرام. ارتبطت نشأة الأحزاب السياسية بتطور النظام الديمقراطي الذي طَبَّق حق الإقتراع العام ، وبتكوين المجالس النيابية ، التي كان أعضائها يسعون الي إعادة انتخابهم مرة أخرى . وكلما زاد عدد الناخبين ، زادت اهمية التنسيق مع المرشحين الذين يتفقون في الإتجاهات والآراء والمواقف السياسية والفكرية. ومن خلال هذا الإلتقاء على اساس انتخابي مَهَّد تأسيس أحزاب سياسية. وهكذا ارتبطت نشأة الأحزاب في الدول الأوروبية بالإنتخابات والعمل البرلماني في معظم الأحوال. عادةً ما تُنظم أحزاب الكوادر عددًا صغيرًا نسبيًا من أتباع الحزب. والأحزاب الجماهيرية ، توحد مئات الآلاف من المتابعين، وأحيانًا الملايين. لكن عدد الأعضاء ليس المعيار الوحيد للحزب الجماهيري. العامل الأساسي هو أن مثل هذا الحزب يحاول أن يرتكز على مناشدة الجماهير. إنها تحاول ليس فقط تنظيم الأشخاص المؤثرين أو المعروفين أو أولئك الذين يمثلون مجموعات المصالح الخاصة ولكن بالأحرى أي مواطن مستعد للانضمام إلى الحزب, فإذا نجح مثل هذا الحزب في جمع عدد قليل من الأتباع، فعندئذٍ يكون جماهيريًا فقط في الإمكانات.
والحزب الديمقراطي الذي ينتهج مزيدا من المشاركة الفعالة في صنع القرار من خلال انطواء هيكله التنظيمي علي توزيع معين للسلطات والإختصاصات الحزبية على مستوياته التنظيمية المختلفة ولا تحصرها في مستواه القيادي فقط، ومن ثم تحظى عملية صنع القرار فيه بمشاركة حقيقية من كافة مستوياته التنظيمية، أو علي الأقل تحظى القرارات المتخذة بالرضا العام من كافة مستويات الحزب التي لم تشارك في صنعها ؛ والسلطة المركزية لا تحتكر عملية صنع القرار، بل تتيح هيكل توزيع السلطة فيه لفروع ووحدات الحزب في الأقاليم سلطات واختصاصات حقيقية ، بحيث تكون السلطات الحزبية موزعة ما بين الوحدات الجغرافية المختلفة للحزب.                                       
وينبغي أن تعزز التشريعات المتعلقة بالأحزاب السياسية التعددية كوسيلة لضمان إمكانية التعبير عن وجهات نظر معارضة وانتقال السلطة ديمقراطياً.  وبشكل عام، لا يعتبر تقييد عدد الأحزاب السياسية المسموح لها بالتنافس في انتخابات مخالفة، بل يمكن اعتبارها  معقولة كوسيلة مساعدة لإدارة الإنتخابات ومنع التشرذم. ومع ذلك، ينبغي أن تتجنب التشريعات تقييد أعداد الأحزاب من خلال فرض شروط مرهقة بشكل مبالغ فيه للتسجيل أو إثبات حد أدنى من التأييد، حيث لا يقتصر أمر مثل هذه القيود على تقليل حرية عمل التعددية السياسية في المجتمع بشكل أساسي، بل إنها قد تخضع كذلك للتلاعب من أجل إسكات أحزاب أو مرشحين ممن يعبِّرون عن أراء لا تحظى بقبول أصحاب السلطة.  وإذا كان نظام تعدد الأحزاب يسمح بالتنافس بين عدد كبير من الأحزاب السياسية، فإنه مع ذلك له مجموعة من العيوب والمآخذ، إذ أن تعدد البرامج الحزبية يؤدي في كثير من التجارب المعاصرة إلى تشتت الخيارات أمام الناخبين، تعطي تحالفات هشة ومتقلبة لا يساعدان على الاستقرار الحكومي، إضافة إلى استحالة تكوين الحكومة، من طرف حزب واحد.
ينبغي لقيادة أي حزب ان تكون  شخصية  كاريزمية تستطيع التنبوء بالمستقبل وسلوك هذا الحزب عندما يصل إلى السلطة، وذلك من خلال قراءة تأريخه وسلوكيات قادة ونخب هذا الحزب والجماهير المُنظَمَّة إليه، فالحزب الذي لا يؤمن بالنقد هو مستقبلاً حتماً سيلجأ للقمع، كذلك الحزب الذي لاتوجد فيه إنتخابات داخلية بالنتيجة سوف يستأثر بالسلطة ويستبد بها عند الوصول إليها، وأيضا أسلوب الكراهية والعنف والثأر والانتقام من الآخر وسِعَت الصدر وتحمل الآخر، وهل هذا الحزب لديه القدرة على التحالف والتوافق وتأسيس عقد إجتماعي، كل ذلك يتم قراءته من خلال السلوكيات الداخلية ومن خلال خطابات الحزب وافراده. لذلك ينبغي اللجوء الى تأسيس مركز مختص بعلم النفس السياسي لدراسة السلوكيات السياسية عن كثب، وإيجاد قنوات لترشيح الأحزاب وإجراء تقييم دوري لتلك الشخصيات وبما ينسجم مع المعايير الحقيقية للعمل الديمقراطي والسياسي.
 وتغيير القيادات السياسية بين فترة وأخرى.وصياغة أنظمة داخلية للأحزاب قائمة على تبني النظام الديمقراطي والتداول السلمي لقيادة الحزب وعضوية الهيئة العليا أو العامة للحزب بين فترة وأخرى.إضافة الى إخضاع جميع الزعامات السياسية لدراسة علم النفس. وفي حالات التحرر الوطني يمكن تًقبل فكرة القيادة الكاريزمية ما دام الزعيم يقود حركة تحرر وطني، ولكن عندما تُنجز حركة التحرر الوطني أهدافها وتنال البلاد الاستقلال، أو تتحول حركة التحرر إلى سلطة وحكومة في ظل الاحتلال ، فإن الأمر يحتاج لإعمال مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث , التنفيذية والتشريعية والقضائية أيضا يحتاج للفصل بين الرئاسات وإعادة توزيع المناصب القيادية وآلية الوصول لها. التزام الحزب والتنظيم السياسي بعدم استخدام أو استغلال مؤسسات الدولة وأجهزتها ،والمؤسسات العامة أو المساجد لمصلحة أي حزب سياسي وعدم زج هذه المؤسسات في أي صراع سياسي أو حزبي. ويترتب على أي حزب يتولى المسؤلية الوزارية أو يشارك فيها أن يعمل بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين وعدم التمييز في التوظيف أو المعاملة لأي سبب لا يتعلق بالقدرة والكفاءة والأهلية.
تقوم الأحزاب السياسية بوظائف جوهرية في المجتمع السياسي، فهي تعمل في صورة جسر يربط بين الحكومة والمواطنين. كما أن الأحزاب السياسية عنصر من عناصر النظـام الـديمقراطي ومؤسـسة مـن مؤسساته لا يمكن تصور قيام هذا النظام وأدائه لمهماته المقصودة على وجه صـحيح بدونها.  وقد اثر قیام وتطور الاحزاب السیاسیة الحدیثة على الطبیعة السیاسیة والقانونیة للنظم السیاسیة . فنوعیة النظام الحزبي السائد في دولة معینة لھا من التأثیر على ھیكلیة نظامھا السیاسي اكثر من ذلك التأثیر الذي یحدثه بنائھا الدستوري ، فالفارق كبیر بین الدول التي أخذت  بنظام الحزب الواحد عن تلك التي تأخذ بنظام تعدد الاحزاب ، حتى وان تشابھت نظمھا السیاسیة.                     
10
المبشر د.وليم شيد المعروف باسم (موسى الاشوريين )

ابو سنحاريب

عن حياة د  ويليام أ. شيد
ولد ويليام أمبروز شيد، الذي عُرف يومًا ما باسم "موسى الآشوريين"، في 24 يناير 1865 في سعير، بالقرب من أوروميا، في بلاد فارس. كان والداه مبشرين للنساطرة
(الاشوريين ) وهبوا حياتهم لتأسيس الكنيسة السريانية الإنجيلية في شمال غرب بلاد فارس.
عندما كان صبيا في الخامسة من عمره، أجبر اعتلال صحة والدته الأسرة على العودة إلى أمريكا لمدة ثماني سنوات. قبل والده منصبًا فيولاية كارولينا الشمالية، حيث قام بتدريس المحررين
معهد بيدل. عندما عادوا إلى بلاد فارس عام 1878، بقي ويليام وشقيقه مع جدتهما لمواصلة تعليمهما في ماريتا، أوهايو. التحق بكلية ماريتافي سن الخامسة عشرة، ولكن بسبب اعتلال صحته، عاد إلى بلاد فارس في نهاية سنته الثانية. وبعد ثلاث سنوات استأنف دراسته في كليةماريتا وتخرج عام 1887.

في عام 1892، عاد إلى أوروميا، وانضم إلى طاقم البعثة بصفته أمين صندوقها، وخفف من نواحٍ عديدة العبء الإداري الواقع على عاتقوالده. إن معرفته بلغة وعادات الناس عززت فائدته. وفي عام 1894 تزوج من الآنسة أديلا مايرز، التي خطبها في أمريكا. وبعد ثلاث سنواتمن وصوله، توفي والده وتزايدت مسؤولياته بشكل مطرد.
وبسبب القمع المستمر منذ فترة طويلة من قبل الغزاة المسلمين، أصبح  الاشوريون. يفتقرون  إلى المكانة القانونية في المحاكم الفارسية،  لذلكفإن وضعهم لم يكن موضع حسد على الإطلاق. كان ويليام شيد متعاطفًا مع مشاكلهم.
أدت وفاة الدكتور جي بي كوكران، الذي ارتبط لفترة طويلة بوالده في القيادة في أوروميا، في عام 1905، إلى تعيينه رئيسًا تنفيذيًا للبعثة. عيّن رئيساً للهيئة القانونية للكنيسة الإنجيلية، وترأس قاضياً في جميع القضايا التي تخص المسيحيين الاشوريين أصبح مديرًا لكلية أوروميا،وقام بتدريس دورات في علم اللاهوت.  وفي عام 1909 تعرض للتهديد بمرض السل. وبأمر من الطبيب تخلى عن عمله وأمضى عامين فيسويسرا وأمريكا. وبمجرد أن سمح الأطباء بذلك، عاد إلى بلاد فارس واستانف عمله.
أدى اندلاع الحرب العالمية عام 1914 إلى تعطيل جميع الأعمال التبشيرية في الشرق الأدنى. ولم تكن أوروميا استثناءً، وفي الواقع،أصبحت أحد البيادق على رقعة الشطرنج. في البداية، كانت روسيا تسيطر على تلك المنطقة، ولكن عندما تم سحب القوات الروسية مؤقتًا،في أوائل عام 1915، سيطرت القوات التركية على تلك المنطقة لمدة خمسة أشهر. وفي مايو، استعاد ألف جندي روسي المدينة. ولكن مع الثورةفي روسيا عام 1917، تمكن الأتراك والأكراد من السيطرة مرة أخرى.
خلال هذه التغيرات المتحولة، وقف ويليام شيد مثل "ظل صخرة عظيمة في أرض متعبة". حظي بثقة الأتراك والفرس على حد سواء، وعينتهالحكومة الأمريكية نائبًا فخريًا للقنصل، وأصبح له تأثير استقرار في خضم الظروف الفوضوية. وفي مواجهة مهمة توفير المأوى والغذاء لآلافاللاجئين، أظهر قدرة إدارية من الدرجة الأولى. ولمعرفته بالمنافسات والعداوات بين القوى المتحاربة، حافظ على اتزان قضائي كان له معنىالسلطة. بشجاعته وسعة حيلته أنقذ
اللاجئين من الإبادة الكاملة.
تم نهب ونهب  الاشوريين وتم ذبح حوالي ألف منهم فقط. وفي ذروة أعماله الإغاثية كان نحو خمسة عشر ألفاً يعتمدون على مساعدته. تماستهلاك ستة أطنان من الخبز يوميًا. إن رعاية المرضى ودفن الموتى، ووفاة 4000 شخص بسبب المرض، لم تكن مهامًا صغيرة. بدا الأمركما لو أن ويليام سليد كان في كل مكان، يفعل كل شيء، وينظم الدفاع، ويعزز التحصينات، ويعتني بالمرضى والجرحى.
بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب العالمية، أصيب ويليام سليد بالحزن مرة أخرى بوفاة زوجته الثانية. أصيبت بالحمى، وتوفيت في 17 مايو1915. وبعد عامين تزوج من الآنسة ماري إي. لويس، التي كانت مرتبطة به لعدة سنوات في العمل في أوروميا. أصبحت ماري لويس شيد
مساعده الكفؤ ولاحقًا كاتب سيرته الذاتية.
في أوائل عام 1918 أصبح الوضع يائسًا. الروس
تقاعصوا  وكان الأتراك والأكراد يهددون المدينة من الغرب. الأمل الوحيد، مع تضاؤل إمدادات الغذاء والذخيرة، كان من الجنوب حيث كانالبريطانيون يتقدمون من بلاد ما بين النهرين. في 31 يوليو 1918، سيطر الذعر الجنوني على اللاجئين في أوروميا وبدأت الرحلة نحو بلادما بين النهرين. فر أكثر من خمسين ألف شخص في حالة من الذعر. من خلال تنظيم الحرس الخلفي بأفضل ما يستطيع، سعى إلى صدالأتراك و
الأكراد الذين زمجروا كالذئاب في أعقاب المسيحيين المنسحبين. وجاءت المساعدة في اليوم السادس من خلال وصول مفرزة من سلاحالفرسان البريطاني.
لقد تضاءلت مقاومته خلال سنوات التوتر، وتقلصت قوته، بعد تلك الأيام والليالي من القلق والألم، وقع ضحية سهلة أمام الكوليرا. في عربة،على جانب الطريق بالقرب من سين كالا، "الذي لم يدر ظهره أبدًا، بل سار بصدره إلى الأمام"، والذي كان راعيًا حقيقيًا للشعب الاشوري ،ألقى أعباءه في 7 أغسطس 1918، ونال  بوصف جهوده (احسنت العمل )

افتتاح المدرسة  كان حدثاً عظيماً؛

وحدث شيء مماثل في أوروميا، وسرعان ما تزايدت أعدادها ونفوذها. كان السيد شيد هو المسؤول وكان هدفه جعلها قوة تبشيرية إيجابية.
وقد أتاحت له الفرصة لتكوين صداقات جديدة وتعلم كيفية استخدام اللغة التركية بحرية أكبر، وهي اللغة المشتركة في أوروميا. لقد أجرىاتصالات كثيرة، خاصة في بيوت الأولاد، ووجد أنه من الصعب والمضني العمل للوصول إلى أي شيء يتجاوز العموميات والعلمانية. وكتب: "لمثل هذا العمل، يحتاج المرء إلى شغله أكثر من العمل الديني المباشر والظاهري".
كان الأولاد، الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثامنة عشرة، يأتون من جميع طبقات المجتمع، وعدد كبير منهم من عائلات من أعلىالنبلاء، وعدد أكبر من عائلات ذات رتبة أدنى كانت ترتقي في السلم الاجتماعي بسبب الطاقة، وقليل منهم من الفقراء. العائلات. يمكن رؤيةابن النبيل والتاجر والدرويش وابن الخادم أو العامل، وأحيانًا حتى الشاب سعيد، جالسًا جنبًا إلى جنب. . . .
تم افتتاح المدرسة في البداية في ساحة صغيرة بالقرب من مجمع المدينة، وبعد ذلك تم شراء عقار فاخر يحتوي على ثلاثة فدان ونصف داخلأسوار المدينة. كانت هذه الخاصية تُعرف باسم "سارداري". وبعد سنوات قليلة، عندما تأسست المدرسة، تم توحيدها مع الكلية تحت اسم"المدرسة الأمريكية". كان السيد شيد مسؤولاً إلى حد كبير عن هذا الاتحاد بين العمل التربوي المسيحي والمسلمي والذي أثبت أنه نعمةعظيمة للمجتمع بأكمله، حيث جمع المسيحيين واليهود والمسلمين معًا في علاقات ودية على أساس المساواة، وتعليم التقدير المتبادل وكسرالحواجز الدينية والعنصرية. . . .
إن تقرير عام 1914، وهو انتهاء السنة العاشرة من العمل التربوي الإسلامي، وحتى الوقت الذي توقف فيه عملنا بشكل كبير بسبب الحربالعالمية، يبين ما تم إنجازه. وأجريت التدريبات الختامية للجالية الاشورية  باللغة السريانية  في خيمة كبيرة في الكلية حيث يجري العمل فيهامنذ خمسة وثلاثين عاماً. كان هناك جمهور يقارب الألف من المجتمع المسيحي الذكي الذي نشأ على مر السنين.
إيواء اللاجئين المسيحيين. (الصفحات 141-112، 144-140، 152.)
ومع اختفاء السلطة الروسية وإصابة الحكومة الفارسية بالشلل، كان الدكتور شيد هو الرجل الذي كان الجميع يتطلع إليه للقيادة. لقد قبلالمسؤولية الملقاة على عاتقه وعلى مدى الأشهر الخمسة التالية أصبح المدافع والمدافع عن الآلاف من الأشخاص العاجزين الذين ليس لديهمأي شخص آخر ينظرون إليه. وقال في كتابته عن ذلك اليوم الأول: "لقد دعوت المجتهد، الزعيم الديني الرئيسي في المدينة، وواحدًا أو اثنينآخرين وحثتهم على اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين إنشاء نوع من الحكومة لمواجهة الوضع الصعب".
وفي فترة ما بعد الظهر اجتمع كبار رجال المدينة للتخطيط. ولم يجرؤوا بعد على تنصيب والي جديد، مع أنهم كانوا متأكدين من أن الوالي،الذي كان حزبيا وأداة روسية، لن يبقى. لمدة ثلاثة أيام كنت على اتصال مستمر مع كبار النبلاء ورجال الدين. كان لدى أوروميا عدد غيرعادي من كبار المسؤولين في مناصبهم، ولكن لم تكن هناك وحدة ولا كفاءة في الكثير، وكان من المستحيل اتخاذ إجراءات قوية لحماية المدينةنفسها، بينما كان القتل والسرقة يحكمان القرى. لم تكن هناك وحدة ولا حل. . . .
بحلول صباح يوم 3 يناير/كانون الثاني، بدأ الناس يتجمعون في ساحاتنا بالحشود. وقد تم تجريد الجزء الأكبر منهم من كل شيء باستثناءالملابس القليلة التي يرتدونها. كان الشتاء مليئًا بالثلوج والطين، وكانت درجة الحرارة في كثير من الأحيان من عشر إلى عشرين درجة
(فهر.) تحت درجة التجمد، وعانى الكثيرون بشدة على الطريق. لقد أفرغنا جميع غرف المدرسة وغرف المخازن استعدادًا للاندفاع. كانت قاعةالدراسة الكبيرة في مدرسة فيسك مليئة بالمكاتب ولا يُعتقد أنها مناسبة لأماكن المعيشة. هنا تم بناء الحرائق
وتم إحضار النساء والأطفال المرتجفين للتدفئة. لقد بقوا هنا لعدة أشهر وتم نقل الكثير منهم من تلك الغرفة إلى قبورهم. على المكاتب وتحتها،على المنصة وفي الممرات، عاشوا ومرضوا وماتوا. امتلأت الكنيسة بمتسلقي الجبال. امتلأت الصحافة ومبنى الإدارة ومدرسة البنين فيسرداري ومباني الكلية والمستشفيات. وما زالوا يأتون، أولاً من القرى الأقرب،

و من الأماكن البعيدة، حتى امتلأت كل قاعة ومغسلة وقبو وخزانة بالكامل، ولم تكن "مستلقية" بل جالسة ممتلئة.
في منازلنا، في المطابخ، وغرف الطعام، وصالات الاستقبال، والممرات، وغرف النوم، كان هناك أقارب الخدم وأصدقاؤنا المميزون. ومعاستمرار تدفق اللاجئين إلى ساحاتنا بالآلاف، ومع امتلاء مبانينا، استولينا على الساحات المحيطة، والتي كانت جميعها مملوكة للاشوريين ،الذين كانوا حريصين على ربط ساحاتهم بساحاتنا عن طريق إحداث ثقوب في الجدران. أو سلالم حيث كانت الجدران منخفضة. وسرعان ماامتلأت هذه الساحات بأقارب وأصدقاء أصحابها. ثم اتخذنا منازل في الجهة المقابلة من الشارع وخرجنا منها إلى داخل الأحياء المسيحية. فيما بعد استخدمنا الكنيسة النسطورية، والمدرسة الروسية، والمنازل التي تركها الروس والمسيحيون المحليون شاغرة عندما فروا مع الجيش. تم فتح البعثة الإنجليزية الكبيرة المجاورة لممتلكاتنا وتم وضع العلم الأمريكي فوق البوابة. كان لدينا أكثر من خمسين عقارًا مشغولًا باللاجئينوكان لا بد من السيطرة عليها وحمايتها وإطعام معظمها. خلال الأسابيع الأولى كان هناك
خمسة عشر ألفًا أو أكثر مزدحمون في ساحاتنا والمجاورة. وكان الناس يشيرون دائمًا إلى هذا الحصار باسم "سبيهم". . . .
عندما بدأت الاضطرابات، كان إجمالي السكان المسيحيين، بما في ذلك ألف عائلة لاجئة من متسلقي الجبال، حوالي ثلاثة وثلاثين ألفًا. وبعدالهجرة الجماعية إلى روسيا، بقي حوالي خمسة وعشرين ألفًا. ومن بين هؤلاء، لم ينج أكثر من ألف عائلة من سرقة جميع ممتلكاتهم، والعديدمنهم تعرضوا للسرقة جزئيًا. أُجبرت أكثر من مائتي فتاة وامرأة مسيحية على التحول إلى الإسلام. وانتهكت مئات النساء والفتيات، وقتل نحوألف مسيحي ومات أربعة آلاف بسبب المرض. وهكذا هلك عشرين الف .
كتب الدكتور شيد: «لم نكن في وضع جيد مثل المنبوذين في جزيرة صحراوية، لأنه لم يكن لدينا أي ضمان بأن العاصفة قد لا تطغى علىالمبنى الذي نعيش فيه. ولتغيير هذا الرقم، كان علينا أن نوجه سفينتنا عبر مخاطر لا حصر لها، بعضها مخفي مثل الغواصة المنزلقة. ولم يكنتأمين السلامة مشكلة تتعلق بالقوة بل بالدبلوماسية. كان بإمكاننا إلى حد محدود المطالبة ةبحقوقنا كأجانب، لكن لم يكن لدينا وضع رسمي،وباستثناء الحالات التي تناسب غرضهم، رفض الأتراك الاعتراف بنا باعتبارنا نتمتع بالوضع شبه الرسمي الذي منحه لنا الفرس. جاء هذاإلى مسألة مباشرة بشأن مسألة استخدام العلم الأمريكي

لقد قدم المسؤولون الأتراك الطلب أولاً إلى الحاكم الفارسي، ثم طلبوا مني مباشرة بإنزال جميع الأعلام الأمريكية، زاعمين أن استخدامهاتسبب في شعور بعدم الأمان وأنه ليس لدينا حق رسمي في استخدامها. أكد الحاكم الفارسي أنه يجب علينا إبقاء العلم فوق مبانيناالخاصة، وقد تم الاتفاق على ذلك أخيرًا من قبل الجميع. لقد تمكنا من إبقاء الأمر مستمرًا ولم يتم إنزال أي واحد من عشرات الأعلامالأمريكية حتى استعاد الروس الأمن.
كان مثل الرابع من يوليو وحصار لكناو. لم يكن العلم أبدًا جميلًا كما كان خلال أشهر الخطر هذه، وأعتقد أنه كان يؤدي مهمته الحقيقية هنابقدر ما كان يؤديه في ساحات القتال في الجمهورية. لقد طالبنا وحافظنا على قدرة تمثيلية غير رسمية ولكن قيمة للغاية للمجتمع المسيحيبأكمله واستفدنا من كل تأثير شخصي وكل مناشدة للإنسانية والحكمة.
كانت الأعلام الموجودة في الأدلة رمزية للوضع الشاذ. كان هناك الأسد والشمس يمثلان السلطة الفارسية الاسمية، والنجمة والهلال يمثلانالسلطة العسكرية التركية، والعلم الألماني لعدد قليل من الألمان غير الرسميين، والعلم الأخضر للحرب المقدسة للإسلام، مما أضاف رعبالمتعصبين والدينيين. الكراهية لأهوال معظم الحروب غير المقدسة والشيطانية. وكان هناك نجومنا وخطوطنا المحبوبة التي تمثل كل ما هوأسمى وأفضل في الحضارة المسيحية، وتوفر الحماية والمأوى للضعفاء، وتمنح الأمل لليائسين، وتعطي ضمان الحرية للأسير.
تسليم الفتيات المسيحيات. (الصفحات 165-166. 167- 168.)
قال الدكتور سليد وهو يحكي عن إنقاذ النساء والفتيات: “تم أخذ أكثر من مائتي فتاة وامرأة لإجبارهن على الإسلام وتزويجهن للمسلمين. لقد ضمنا عودة أكثر من ستين شخصًا بالإضافة إلى أولئك الذين تم إحضارهم إلينا طوعًا. البعض دفعنا ثمنه، وكان أعلى سعر هو ثلاثوندولارًا. ينص القانون الإسلامي، كما هو مقبول في بلاد فارس، على أنه في جميع حالات التحول المزعوم إلى الإسلام، يجب أن تكون هناكفرصة للتأخير قبل اتخاذ القرار، وللفحص العام. ولم نتمكن من تأمين التأخير، ولكن تمكنا من خلال الحاكم الفارسي من إحضار الفتياتللفحص وفي عدد من الحالات لتأمين حريتهن. كان الحاكم عادلاً للغاية في تعامله مع هذه الحالات، على الرغم من أنه كان علينا أن ندفعرسومًا لمرؤوسيه بحرية تامة من أجل الحصول على تعاونهم.

كان الفحص عادة أمام من صادف وجودهم عند الحاكم وكان ذلك محنة للفتاة. لقد وجدت أنه من المهم جدًا أن يراهم أقارب الفتاة أولاً علىانفراد، حتى أؤكد لهم أن أصدقائهم على قيد الحياة حقًا وأن هناك أمانًا.أو تم
قُتل جميع أصدقائهم تقريبًا. ومن الناحية النظرية، فإن قرار اعتناق الإسلام هو قرار لا رجعة فيه. ذات مرة عندما كانت الفتاتان تحت سنالرابعة عشرة، قوبل احتجاجي على القرار الذي لا رجعة فيه، والذي يتضمن الانفصال عن عقيدة القرابة والأجداد، والذي يُفرض على هؤلاءالأطفال، برد صارم من ميرزا كردي، الذي كان مثل الصقر يراقب الإجراءات، أن سن الرضا في الشريعة المحمدية هو تسع سنوات. . . .
"كانت الحالة الأكثر دراماتيكية هي الحالة الأولى التي حدثت عند الحاكم. كانت البلدة مليئة بالأكراد، وشقيت طريقي عبر حشود منالفرسان المسلحين الذين يرتدون ملابس كردية خلابة ذات ألوان زاهية. كانت بنادقهم، التي كانوا فخورين بها للغاية، وأحزمة خراطيشهم،مكشوفة ، وهذه الأخيرة معلقة على صدورهم. وعندما دخلت غرفة الحاكم، كانت مليئة بزعماء أكراد مانجور. لقد مُنحت مقعدًا فوق معظمهم،وبينما جلست هناك وسمعت وشاهدت هؤلاء الرجال وهم يتحدثون وأشرب الشاي معهم بنفسي، بدا الأمر وكأنه حلم غريب. على أية حال،فإن أكراد المانجور يثيرون الفضول، حيث يبدو الكثير منهم مثل الجرمان القدامى المتوحشين. وكان رئيسهم بايز باشا رجلاً ضخمًا، أشقراللون، أزرق العينين. من المحتمل أنها بقايا قبيلة تيوتونية تقطعت بها السبل، أو من أسرى تم أسرهم في الحروب الصليبية. لقد جاؤوامتوقعين أن يقتلوا جميع المسيحيين، وكنت أعرف ذلك. كان الحديث، بينما جلسنا هناك، يدور حول أنهم ذاهبون إلى تفليس للاستيلاء علىالقوقاز.
وبعد فترة خرجوا، وأُتيت بالفتاة مع المسلم الذي خلعها وزوجها. عندما روت كيف تم أخذها واحتجازها بالقوة، على الرغم من أنها لم تجرؤعلى قول الحقيقة، حتى عندما كنت هناك، أخبرها الحاكم أنها حرة، وأمر بتقييد الرجل وضربه. لقد كان جارًا وقد هربت إلى منزله بحثًا عنملجأ. عندما خرجنا من الفناء، كانت الفتاة تسبح الله مرتجفة، ولم تصدق أنها حرة. كان الرجل يعوي من الألم تحت الضربات على باطنقدميه وهو مستلقي على ظهره. ووقف الفرس والأكراد حولها،
يحدق في ذهول. لقد كانت سابقة ذات قيمة كبيرة وعمل شجاع من قبل حاكم مسلم حذر ولكن إنساني. لقد كان أيضًا عملاً من أعمالالعناية الإلهية، وعندما عدت إلى المنزل في تلك الليلة وأخبرت القصة، فهل كان من الغريب أن أضفت أنني كنت مع دانيال في جب الأسود؟

تغذية الجموع. (الصفحات 174-175.)
باستثناء أهل المدينة، جاء اللاجئون الذين ازدحموا في مجمعاتنا خاليي الوفاض، وعندما سمعنا الأمر: "أعطوهم أنتم ليأكلوا"، أجبنا مثلالتلاميذ القدامى: "من أين لنا، يا رب، أن يكون لدينا مثل هذا الخبز حتى يملأنا؟" هذا الجمع عظيم؟» ولو أدركنا حينها أن الإطعامسيستمر أشهراً عديدة، في حين أننا منقطعون عن العالم الخارجي وعن مصدر إمدادنا النقدي، لأعلنا استحالة ذلك. ولكن مع مرور الأياموتزايد الطلب، تضاعفت الأرغفة. مع عدم وجود أي شيء سوى الأموال المقترضة، دون أي أخبار من أمريكا، المدينة التي استنزف الأتراكأموالها، شعرنا أنه لا يمكننا أن نعطي سوى رغيف واحد يبلغ حوالي عشرة أوقيات ونصف لكل محتاج يوميًا. كان الكثيرون قادرين علىاستكماله بشيء آخر وهكذا وافقوا. ولحسن الحظ كانت المحاصيل وفيرة وكان القمح رخيصا. وبينما كان هناك عدد قليل من الذين ماتوا منالجوع، فإن المئات، الذين أضعفهم عدم كفاية الطعام وغير المناسب، لم يتمكنوا من مقاومة المرض، وسرعان ما تم نقلهم إلى الخنادق الرهيبةفي مقبرة مارت مريم (القديسة مريم).
وبعد أن تفرق الناس في الأقسام المجاورة، قمنا بالتوزيع على أكثر من مائتي ياردة ومباني خارج مقرنا. وكان أكبر عدد أطعمناه في أيوقت حوالي خمسة عشر ألفًا. خلال شهر مارس، بلغ متوسط كمية الخبز الموزعة يوميًا أكثر من ستة أطنان، وتم جلبها جميعًا على ظهورالحمّال أو الحمالين. وتمكن العديد من اللاجئين من إطعام أنفسهم طوال الوقت، وكان لدى آخرين مبالغ صغيرة من المال استخدموها طوالفترة وجودهم. كان هناك طلب على الشاي وبعض السلع الأساسية، وبما أن اللاجئين لم يتمكنوا من مغادرة ساحاتنا للشراء، فقد تم بيعتراخيص لعدد قليل من الرجال تسمح لهم ببيع الشاي وبعض الضروريات في الساحات. كان لدينا كشك شاي واستخدمنا عائدات المبيعاتوالتراخيص لتقديم الشاي والبيض والحليب للمرضى. في الأشهر الثلاثة الأولى، تمت تصفية ما يزيد على ألف دولار بهذه الطريقة، واستفادمنها خمس أو ستمائة مريض لعدة أسابيع. وفي وقت لاحق، أصبح لدى اللاجئين أموال أقل لإنفاقها. لقد حاولنا حث سادة القرية المسلمينعلى إعالة المستأجرين الذين كنا نطعمهم، لكن لم يتم تحقيق ذلك إلا القليل.
رعاية الناس في رحلتهم. (الصفحات 225، 258-259، 266-267.)
حدثت الكارثة المخيفة منذ فترة طويلة في 31 يوليو. وبعد ظهر اليوم السابق، وردت أخبار تفيد بأن الحركة قد بدأت بشكل جماعي. كما كنا لانزال نأمل في الصمود، د. شيد ومار شمعون

خرج  ليحاول إيقاف ذلك، لعلمه أنه بمجرد انتشار خبر الهروب سيكون المسيحيون تحت رحمة أعدائهم. وكانت جهودهم عبثا. كان الأرمنواشوريي  الجبال الذين كانوا لاجئين على أي حال، يتنقلون، وكان من المستحيل على مسيحيي أوروميا البقاء بمفردهم. . . .
في اليوم الأول كان هناك العديد من الجسور الصغيرة المصنوعة من العصي والتراب، والتي ألقيت فوقها الألحفة لجعلها صالحة للعربات. كان الازدحام عند الجسور ارتباكًا لا يوصف؛ تم اختراع كل أنواع المركبات، عربات الثيران، عربات الجاموس، الترويكا أو العربات التي لاتحتوي على زنبرك، وعربات فورجي مثل مركبات البراري، وعربات القش، وعربات فايتون، وعربات الصليب الأحمر، وبقايا المستشفىالروسي، وغيرها الكثير لهذه المناسبة. كانت هناك قطعان من آلاف الأغنام والماعز تُساق في الأيام القليلة الأولى، بالإضافة إلى الحميروالخيول والجواميس والثيران والأبقار مع عجولها والبغال. لقد أعطوا جميعًا فرصة جيدة لمراقبة نقاطهم الجيدة والسيئة كحيوانات عبء. بحلول المساء وجدنا أنفسنا في طابور طويل
من المركبات بين جدارين، في طريق يقترب من جسر ضيق بناه الروس على نهر باراندوز، على بعد 16 ميلاً من المدينة. حل الظلام ولم نتمكنمن العبور إلا بعد ظهور القمر بعد منتصف الليل بقليل.
احتفظ كل واحد بمكانه في الصف واستلقينا في أسفل عربتنا وحاولنا النوم، دون جدوى. في الثانية عبرنا النهر وعندما وصلنا إلى سفحالجبل، توقفنا لإعداد الشاي مع السماور قبل الانطلاق. على طول الطريق، كانت السماور والغلايات والسجاد والفراش متناثرة، والتي تمالتخلص منها لتخفيف الأحمال. في الجزء العلوي من الممر كان هناك طفل يحتضر. قمنا بتغطيتها لحمايتها من الشمس ومضنا. عند النزولكان هناك عدد من جثث أولئك الذين استسلموا. . . .
لقد تعرضنا لإطلاق النار طوال اليوم تقريبًا. كان الدكتور شيد مرهقًا؛ لم يأكل شيئًا تقريبًا، وكان يترك إفطاره دون لقمة. بالكاد فكرنا فيالطعام طوال اليوم. ومع ذلك، فقد كان سعيدًا بفكرة أننا سنصل أخيرًا إلى البريطانيين في الصباح، وسيتمكن من التخلص من عبءالمسؤولية الساحق عن سلامة الناس وخطاياهم. وجدنا مكانًا هادئًا بالقرب من بيدر للمخيم، ومن خلال لطف الأصدقاء السوريين، تناولناوعاء من الطعام الساخن في تلك الليلة. رفض الدكتور شيد أن يأكل كل حصته، لأنه كان بالقرب منه أحد طلابه، الذي كان يقاتل بشجاعةطوال اليوم، مع فرقة مكونة من ستة أو ثمانية فتيان، ولا بد أن يشارك أفضل ما هناك.
استيقظنا قبل الضوء، وشربنا القليل من القهوة وسرعان ما انطلقنا على الطريق. وصلنا إلى سين كالا حوالي الساعة التاسعة وخرجنا إلىالمعسكر البريطاني حيث استقبلنا الرائد ترحيبًا حارًا

مور والكابتن جورج س. ريد. كان الأخير أحد معارفه القدامى، وكان على صلة ببعثة أسقف كانتربري في أوروميا قبل بضع سنوات. كانزوجي مبتهجًا جدًا؛ كان هناك رنين في صوته، ونور في عينه، وبهجة في خطوته لم أرها منذ أشهر، واعتقدت أن أسوأ مشاكلنا قد انتهت.
إصابته بالكوليرا. (الصفحات 268-270.)
بعد ساعة أو ساعتين من وصولنا إلى المعسكر البريطاني، اشتكى الدكتور شيد من شعوره بالمرض، وبما أن الخيمة كانت شديدة الحرارة،فقد قمت بتوفير مكان له للاستلقاء في العربة، والتي كانت أكثر برودة لأنها مفتوحة من كلا الطرفين. من الخيمة. ومع تفاقم حالته، تم إخراجالأمتعة وجعلناه مرتاحًا قدر الإمكان على الأرض. كان الطبيب البريطاني بالخارج مع سلاح الفرسان، لكن الدكتور جيسي يونان من أورومياكان هناك، وخوفًا من الكوليرا، أعطيناه الكالوميل. في وقت متأخر من بعد الظهر تم نقل المعسكر البريطاني إلى ملجأ التلال. بدأنا الرحلةبينما كان الضوء لا يزال خفيفًا، حتى لا يصطدم بالطرق السيئة، متوقعًا أن يتبع حمولات المعسكر. جاء معنا الدكتور يونان وأصدقاءسوريون آخرون على ظهور الخيل. حل الظلام بسرعة. كان زوجي يحتاج إلى كل اهتمامي ولم أراقب الطريق. وبعد ما بدا وكأنه ساعات منالتعثر في الظلام، وجدنا أنفسنا في أخدود. لقد تجاوزنا المعسكر البريطاني. وكانت الطرق غير آمنة ووعرة للغاية بحيث لا يمكن العودةإليها؛ لم يكن هناك ما يمكن فعله سوى البقاء هناك حتى الصباح. ولم يتبق سوى بضع قطرات من الزيت في الفانوس. أشعلته ورأيت أنزوجي كان مريضًا جدًا بالفعل. عاد اثنان من الرجال إلى الطريق الخطير للطبيب. وساعة بعد ساعة، كنت أجلس بجانب زوجي في العربة،محاولًا تخفيف الألم عندما تأتي التشنجات. لقد صنعنا القهوة على النار، لأنه لم يكن هناك أي طعام آخر لنقدمه. وبينما كان يضعف أكثرفأكثر، سيطر خوف رهيب على قلبي، لكن كان من المستحيل حتى أن أفكر في ذلك. لم يتحدث لفترة طويلة، ولكن عندما وصل إلينا الطبيبفي منتصف الليل تقريبًا
همست بصوت خافت: "لم أشعر بالتعب أبدًا طوال حياتي". وبعد الحقن تحت الجلد لم يستعد وعيه. عاد الطبيب إلى المعسكر وطلب منا أنننتظره في الصباح.
لقد مر خمسون ألف هارب مذعور، وطفل رضيع ينتحب طوال الليل بالقرب منا، ولاح فوقنا الجبل الصخري المهجور، وكان الظلام يحيط بنافي كل مكان، وبدا أنه لا يمكن لأي صلاة أن تخترق تلك الظلمة الرهيبة. عندما جاء الضوء الكاشف، تمكنت من رؤية التغيير المروع فيوجهه، لكنني لم أصدق أنه كان يتركني. سمعنا القتال في الخلف وعرفنا
تعرض البريطانيون للهجوم. لم نجرؤ على الانتظار، لذلك في ساعة وفاته، اهتز فوق الحجر
وفي غضون ساعة أو ساعتين، تمكنا الدكتور فيذرستونهوجلي والكابتن ريد من الوصول إلينا. أعلن الطبيب مرض الكوليرا. بضعة أنفاسقصيرة وحادة، وكنت وحدي. أبعد قليلاً،
بأدوات صغيرة وأصابع، حفروا قبرًا ضحلًا، وبقماش العربة للكفن، وضعناه هناك. قرأ الدكتور يونان مراسم الدفن وتم قطع صليب علىالصخرة بجانب القبر. بدا من المستحيل الذهاب وتركه هناك في تلك الأرض غير الصديقة، لكن لم يكن هناك أي تأخير. تركنا العربات ومعظمالأشياء، وركبنا الخيول وتتبعنا الهاربين
المصدر
Willam A Shedd
The Moses of the Assyrians
ملاخظة هناك في الكتاب معلومات تاريخية مهمة حول معاناة الاشوريين خلال الحرب الاولى وسوف نحاول ان وسلط الضوء على بعض منهااذا سنحت لنا الفرصة المناسبة
وقد اعتمدنا في الترجمة على كوكل وبشي من التصرف في الايجاز والتعبير
صفحات: [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10