عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - عباس النوري

صفحات: [1]
1
قد يخسر الكرد ...مؤيديهم!

التمسك بطريقة معينة في التعامل السياسي من قبل القادة الكرد مع حكومة المركز سيؤدي لخسارة مؤيدهم من بقية العراقيين، وحتى من الذين حضروا مؤتمر تأييد الحق الكردي في أربيل أخيراً بقيادة الكاتب والبرفسور كاظم حبيب.

العراقي الوطني العلماني والليبرالي لا يهمه الحواجز والفوارق المذهبية والطائفية، لكنه لا يخسر عراقيته وحبه للوطن من أجل طرف يتعنت بسياسة حدية لا تتماشى وفلسفة السياسة من أخذ وعطاء وربح وخسارة. أن كان للكرد حقوق لم يحصلوا عليها بالجملة وبصورة متكاملة فهذا لا يعني نهاية التاريخ. نضال الشعب الكردي طيلة تاريخ العراق الحديث جعلهم اليوم يتمتعون بأكبر قسط من الحقوق المشروعة أكثر من الكرد في الدول الأخرى، وأهمها حكومة وإقليم وبرلمان ووزرارات وحصة من ميزانية الدولة العراقية وأكثر من ذلك كله أنهم شركاء في صناعة القرار لكل العراق إن كانت في السياسة الداخلية أو الخارجية والقضايا الأمنية والاستراتيجية. وحصولهم على كل حقوقهم ليست منه من أحد ولا فضل لطرف إلا لهم ولصبرهم وتحديهم كل المصائب.

لو قلنا للعالم بأجمعه...للذين مختصين بالقضية الكردية أو الذين لا يعلمون شيئاً عنها، بأن الكرد في العراق لهم إقليم يتصرفون وكأنهم دولة مستقله بكل معنى الكلمة ومع ذلك مشاركين في إدارة الدولة مركزياً على النحو التالي.

1- رئيس الجمهورية العراقية مام جلال وهو رئيس حزب كردستاني.
2- نائب رئيس البرلمان العراقي الاستاذ عارف طيفور كردستاني.
3- نائب رئيس الوزراء العراقي الاستاذ كردستاني.
4- وزير الخارجية لجمهورية العراق الاستاذ هوشيار زيباري كردستاني.
وللكرد سفراء يمثلون العراق في دول عديدة.
5 - رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن بابكر زيباري كردستاني.
فضلاً عن قادة عسكريين في وزارة الدفاع والداخلية في مراكز مهمة.
6 – رئيس جهاز المخابرات العراقي كردستاني.
7 – عدد نواب البرلمان العراقي من الاحزاب الكردستانية. وهم مشاركين في أغلب اللجان.
8 – اللغة الكردية ثاني لغة رسمية في العراق.
9 – مشاركة الكرد في كتابة الدستور والتصويت عليه.
10 – على القارئ المنصف أن يضيف ماذا حصل الكرد من حقوق بعد عام 2003
11 – وعلى الكردستاني المنصف أن يضع ما خسره الكرد بعد عام 2003

يا ترى ماذا سيكون جواب المختصين بالقانون الدولي والمثقفين ومناصري الشعوب المضطهدة والمواطنين. هل سوف يقولون بأن الشعب الكردي في العراق مضطهد ولا بد لهم من تقرير مصيرهم بالانفصال عن العراق وتشكيل دولة خاصة بهم لكي ينالوا حقوقهم، وهل سينالون حقوق بالقدر الذي ينالونه اليوم ضمن الدولة الاتحادية...أم أن مشاكلهم سوف تزداد مع الدول المجاورة مثل إيران وتركيا وسوريا لأن هذه الدول تحد كردستان أولاً وأن في هذه الدول قومية كردية لم تنال ولا جزء بسيط من الحقوق التي ينعم بها كرد العراق.

للكرد حقوق كما لجميع مكونات الشعب العراقي، التركمان، المسيحيين، الصابئة المندائين، الأزيديين ولكن الأكثرية عربية فأن هذه الطوائف تطالب بحقوقها، والسر أن هذه التقسيمات البعيدة عن حق المواطن في الوطن من حقوق وواجبات نص عليها الدستور دون أي فرق بين مكون وآخر، وأجاز للجميع المطالبة بالحقوق المكتسبة خلقت مشاكل كثيرة ومن أهمها مشكلة المطالية بحق تقرير المصير, حق تقرير المصير هو حق مشروع كفلته الأنظمة والقوانين الدولية ولكن.
بعد الاستفتاء على الدستور من قبل الجميع بات هذا الحق في خبر كان لأسباب أهمها أختيار الشعب العراقي بكل مكوناته العيش ضمن نظام الدولة الديمقراطية الاتحادية وحماية وحدة العراق فأي حديث عن تقرير المصير مخالف للبند الأول من الدستور طالما هذا الدستور نافذ، ولكن يمكن المطالبه بهذا الحق من قبل جيمع المكونات إذا تغير الدستور وتبدلة المادة الأولى بمادة قد تكون العراق يخضع لنظام التقسيم والتجزئة بين المكونات وفق التعداد السكاني لهذه المكونات وجغرافية تواجدهم... حينها يمكن الحديث عن حق تقرير المصير ليس للكرد فقط بل للتركمان والمسيحيين وغيرهم إن أرادوا الانفصال.

حق تقرير المصير (من الإنجليزية: right of self-determination) هو مصطلح في مجال السياسة الدولية والعلوم السياسية يشير إلى حق كل مجتمع ذات هوية جماعية متميزة، مثل شعب أو مجموعة عرقية وغيرهما، بتحديد طموحاته السياسية وتبني النطاق السياسي المفضل عليه من أجل تحقيق هذه الطموحات وإدارة حياة المجتمع اليومية، وهذا دون تدخل خارجي أو قهر من قبل شعوب أو منظمات أجنبية.
الرابط أدناه فيه تفاصيل حق تقرير المصير وجميع القرارات الدولية.

http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=14153&m=1

أكد رئيس الجمهورية الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني بان حق تقرير المصير لايعني الانفصال دائماً وان هناك مفهوماً " خاطئاً " لحق تقرير المصير
http://www.alliraqnews.com/index.php?option=com_content&view=article&id=36570:2012-05-06-08-52-14&catid=41:2011-04-08-17-27-21&Itemid=86

أما رأي الأستاذ في جامعة هارفارد ومؤلف كتاب "قوى الزعامة". جوزيف س. ناي الابن يقول...يبدو أن حق تقرير المصير الوطني يشكل مبدأً أخلاقياً واضحاً، إلا أنه حق محفوف بالمخاطر والمشكلات.
http://www.aleqt.com/2009/01/13/article_183598.html

المؤلف ألين بوخنن، الذي له العديد من المؤلفات حول حق تقرير المصير وقضايا الانفصال، قد تناول الموضوع من منطلق دستوري ديمقراطي، حيث تناول الجوانب التشريعية والأخلاقية على هذا الصعيد. ورجح أن الشعوب التي تدعو للانفصال على أساس حق تقرير المصير، ينبغي أن تكون دعواتها مشروطةً بمعاناة هذه الشعوب من غياب العدالة، وشريطة أن يكون ذلك هو الملاذ الأخير. وهناك دول لا تقر في دساتيرها بالانفصال ضمن مبدأ تقرير المصير، وتستعيض عنه بمزيد من اللامركزية أو الحكم الذاتي أوالنظام الفيدرالي.

القانون الدولي يعطي حق تقرير المصير بشرط أن لا تعرض استقلال الدولة وسيادة أراضيها وتجزئتها، والعراق بلد معترف به دولياً بحدود معلومة مبينة وكردستان تقع ضمن خارطة العراق الحالي. لكل ما جاء أعلاه يعتبر حق تقرير المصير للشعب الكردستاني في العراق غير قانوني حالياً، لكن يمكن أن يكون قابل للمناقشة وتداوله أن كانت لدى الولايات المتحدة الأمريكية مصلحة في إعلان الدولة الكردية...لأن أمريكا يمكنها تخطي الأنظمة والقوانين الدولية وتفسرها وفق رغباتها ومصالحها.

لقد كتبت في مقال منذ سنوات أن السيد مسعود البرزاني مفتاح حل جميع المشاكل السياسية في العراق، ولا يخفى على أحد دور الكرد في مقارعة اللانظام الدكتاتوري – وقد ينتقد البعض على كلمة اللانظام – أقول مصطلح النظام هو مصطلح ومفهوم إيجابي لا يمكن أن يطلق على شيء سلبي فما عاناه الشعب العراقي بكل أطيافه من الدكتاتورية المقيتة طيلة خمسة وثلاثون عام وأكثر لا يمكن للعاقل أن يطلق عليه مصطلح النظام – فللكون نظام ونظام الكون دقيق وعادل فلو تحرك الشمس عن موقعه قيد شعره لحترق الارض ومن عليها أو لتجمدة الحياة. السؤال للسيد مسعود البرزاني هل سوف تخيب أملي ولا تكون كما تصورتك من قبل...وهل لا تجيبني عن سؤالي كما أجبت غيري في مقال نشر...هل سوف تكون المفتاح الذي يتطلع له جميع العراقيين في حل الأزمات وتضع يدك مع أخوتك الذين ناضلوا ضد الدكتاتوري من قبل، رجاءاَ لا تقل لي بأن سيادتكم تحاولون جاهدين لمنع مظاهر الدكتاتورية القادمة...الكل يعلم أن الدكتاتورية ولت وبلا رجعة وانا لست مع الذين يصفقون لهذا ولذاك...نريد أن نصفق للشعب الذي أتي بالقيادات ويغيرها عندما يرى أنهم لا ينفعون ولايخدمون، ولا لعهدهم وأماناتهم راعون... بل متمسكين بمصالحهم وغاياتهم المقززة.
ولا يمكن لأحد أن ينسى دور القيادات الكردية في إرساء معالم الديمقراطية الحديثة في العراق رغم كل السلبيات – من محاصصة مقيتة وتوافقية وشراكة وطنية – جميعها مصطلحات توحي بأمر إيجابي لكنها كانت ومازالت وبالاً على الشعب العراقي بأجمعه، بل هي مخالفة لمفهوم وروح الديمقراطية.

الدور الكردستاني في تطوير الأقليم من نواحي عدة وإن وجدت سلبيات هنا وهناك لكنهم تطوروا خلال مدة إنشاء الاقليم وكانوا داعمين لجميع القوى الوطنية المعارضة للديكتاتورية، ولا يمكن لأحد نكران هذا الفضل، وما جنوه اليوم من أحترام وتقدير ليس فقط لدى القوى الوطنية العراقية بل لدى أغلبية الشعب العراقي لمواقفهم المميزة. لا أعتقد أن القيادات الكردية تغامر لتخسر هذا التأييد.

أعتقد أن القيادات الكردستانية سوف تصل لنتيجة مهمة ذات دور مستقبلي لتطوير العراق من أجل جميع المكونات وهذه النتيجة أنهم قادرين للعيش مع باقي المكونات على أساس العدالة في توزيع الثروات وصنع القرار. ولا أتصور أو أني أرى في الخيال إن كنت متشائم لحد كبير بأن بعض القيادات يغامرون بكل ما انجزوه طيلة العشرين عام الماضية بالتمسك بمبدأ الانفصال الذي لا محل له من الاعراب أبداَ طالما الدستور العراقي نافذ، وطالما هم جزء مهم من العملية السياسية، وطالما هم جزء كبير ومهم من عملية صنع القرار في جميع المستويات.

هناك حل وسطي في الأفق إن توافقت القوى الكردستانية فيما بينهم بأن يتخذوا من إقليمهم أكثر حرية في ممارسة الحكم وإدارة شؤنهم بعيداً عن تدخلات المركز وهو تنازلهم عن الانفصال الكامل بالمعنى الواضح وتأسيس الدولة الكردية والبحث عن طريقة جديدة في التعامل مع المركز أن لايكونوا جزءاً من المركز ولا أن لا يتدخل المركز في شؤونهم بالتوافق على مبدأ الاتحاد الكونفدرالي وهذا أيضاً بحاجة للتغيير في الدستور العراقي، ولابد من المختصين وضع أسس لهذا النظام ضمن الدولة الاتحادية العراقية. وفي هذه الحالة تعاد رسم الحدود الادارية والانتهاء من موضوعة المناطق المتنازع عليها ومسألة كركوك تتحول لحكم مشترك بين جميع أطياف سكانها الأصليون وفق النسب وقرارات الأممية.

أن العراق يعيش أزمة سياسية ويتقدم بخطى غير ثابتة، ولا يمكن أن ينعم شعبه بالاستقرار والأمن والآمان طالما هناك مشاكل عالقة ونوايا غير صادقة وطرح حلول تعجيزية وأستبدال قيادات قد لا يكون القادم أفضل من الحالي. هذه السياسات ليست منطقية ولا تؤدي لنتائج إيجابية فهي حلول واهية ومؤقته وأفكار نابعة من مشاعر بعيدة كل البعد عن الواقع الممكن تطبيقه وحالة يسترضاها الجميع.

الرغبات والأمنيات مهمة لكنها لا تنبي دولة متطورة، بل العكس الجري وراء الأمنيات تفقم المشاكل وتعرقل المسيرة نحو البناء والتطور. الأحلام بما فيها من جمالية ونشوة لكن حينما نضعها مقابل التطبيق نراها سراب غير نافع وقد تأخذ بصاحبها ومن معه للمهالك. الذين يحثون السيد مسعود البرزاني للتمسك بميدأ الانفصال ليسوا أصدقاء الكرد برأي وقد يكون لديهم دوافع ونوايا كاذبة يحاولون من خلالها تفريق الهمم وتشتيت الصف الوطني وقتل روح الآخاء العراقي الكردي وإشعال الفتنة العربية الكردية طبقاً لمفهوم الأمة العربية التي فات أوانها مع نهاية عصر الجبابرة أمثال حسني و قذافي وعلي صالح وزين الحاكمين والذين ينتظرون دورهم بالسقوط الأبدي حيث لا يذكرهم التاريخ إلا ألماً وسوءاً وتشمئز لذكراهم القلوب والأنفس.

الكرد بحاجة لجميع العراقيين وليس لطرف دون الآخر وليس للكرد أقرب من الذين ساهموا وناصروا الكرد طيلة نضالهم، ولا يمكن للكرد البحث عن مناصرين في دول خارج خارطة العراق...فوعود بعض تلك الدول سطحية لسيت نابعة عن صدق في النويا، ويمكن القول أنها تريد أن يعيش العراق في دوامة الصراعات من أجل أن يبقى ضعيفاً لكي تستفاد... اليوم لو أننا بحثنا عن حجم التبادل التجاري بين كردستان وإيران، وكردستان وتركيا لتوصلنا لأمر مهم...من المستفيد. كردستان تتطور من النواحي الصناعية والزراعية والعمراني وقد يكون هذا التطور أكبر من باقي العراقي، وتحضى كردستان بإحترام دول وقيادات عالمية وقد نشر مثقفوها تاريخ والثقافة الكردية في أرجاء العالم. تعاضدهم مع حكومة المركز تظيف لقوتهم قوة ولقدراتهم قدرة وليس انتقاصاً أو ضعفاً...عليهم حساب الربح والخسارة على جميع المستويات، والعراق أقوى فكريا وسياسيا واقتصاديا بجميع مكوناته وليس لتفرد هذا الطيف أو ذاك ولا من خلال إقصاء هذه القومية أو تلك، ولا من خلال التقسيمات المقيتة.

يمكن للكرد أن يكسبوا ود الكثيرين من الشعب العراقي بتفهمهم للوضع الحالي والحساب للمستقبل مستقبل الأجيال القادمة، وهل بنيانه على أساس الضعف أم القوة. شعوب العالم تتحد وإن لم تكن بينها مشتركات، وأحسن مثال دول السوق الأوروبية...أن العراقي الذي يعيش في الدول الأوروبية يعي ما اقوله ولا يشعر حين سفره بين جميع الدول الأوروبية بأنه مسافر لدولة غريبة بحيث يحتاج لجواز وفيزا وما الى ذلك...هل ننفصل أم نتحد أكثر لكي ننعم بالثروات الهائلة ونضع أسس قويمة وقوية للأجيال القادمة لكي يذكرونا بخير...أم نتطلع للعنتهم ولعنت التاريخ.

المخلص
عباس النوري
2012-05-10

2
الانتخابات البرلمانية القادمة يحسمها ... المسكين!

بلا شك أغلب القوائم سيكون لها تسميات وطنية حتى أكثر الأحزاب تمسكاً بالطائفية والقومية والعرقية.
 
وهذا ليس بغريب، وأهم الأسباب التي أدت جميع القوى أن تتخذ مثل هذا القرار هو إخفاقهم كأحزاب بعناوين ضيقة في الأداء السياسي خلال المرحلة التي في طريقها للنهاية.
وليس ببعيد عن ذاكرة الإنسان العراقي الانتخابات المحلية وكيف كان لقائم دولة القانون من صدى ومدى اكتساحه لتسع محافظات من الجنوب والوسط...وكم كان نسبة تراجع أكبر القوائم العراقية وصاحب الائتلاف العراقي الموحد لأنهم تمسكوا بما رفعوه من شعارات ذات تأثير في المشاعر والأحاسيس. لكن كان لصولة الفرسان أثر واضح...والناخبين لم يختاروا الأسماء في القوائم...بل اختاروا شخص المالكي.
وتلك النتائج أثرت على استبدال قائمة الائتلاف العراقي الموحد لذات اسم دولة القانون...وهل سيكون في صالح القائمة أو يضر بها؟
وللإجابة عن هذا السؤال له أوجه وآراء متضاربة...منها أنه في صالح القائمة والسبب لأن السيد نوري المالكي قدم الكثير خلال فترة الحكم ولعل من المنطقي استمراره لدورة ثانية يكون في صالح العراق من أهم التبريرات اكتسابه للتجربة وعلاقاته الواسعة مع حركات وأحزاب عراقية داخل العملية السياسية وخارجها...وكذلك للعلاقات الدولية والعربية أثر آخر...أما من أهم المعوقات موقفه من إقليم كردستان والمادة 140 وموضوع كركوك ونينوى...والعالم الخارجي تأثيرات إيران وبعض الدول العربية وموقفه من حزب البعث المنحل...وعود ونكث للوعود حسب أقوال الأطراف الأخرى. وأن أهم سبب سلبي لعدم فوزه بدورة ثانية وقد يكون التأثير سلبي على القائمة برمتها هو حجم الفساد في الوزارات وبالخصوص ما حدث لوزارة التجارة ومحسوبية الوزير على حزب الدعوة...وما لاحظه عامة الناس دفاع بعض أعضاء البرلمان العراقي المحسوبين على نوري المالكي عن وزير التجارة ووزراء آخرين.
 
لكن هناك إيجابيات أخرى من أهمها أنه في السلطة وللأموال دور كبير في شراء الأصوات...أو التأثير على أصوات الناخبين من خلال الدعم المادي وزيادة الحملات الإعلامية.  لكن أهم نقطة لم تلتفت إليها العديد من الأحزاب والكتل القديمة والجديدة والتي في دورها للتكتل...هي موضوعة العازفين في انتخابات مجالس المحافظات فقط تراوح نسبهم من 55 – 60% من مجمل الناخبين...وأن قرابة 50% منهم كان لأسباب روتينية ولكن النصف الآخر لأن لهم موقف من جميع القيادات بدون استثناء إلا ما ندر حيث النادر من القيادات لم يكن له حضور مناسب لحجم الشعب العراقي بل النادرين من القيادات المخلصة والوطنية كانت محصورة في زاوية معينة خاصة...قد تحرر منها القليل.
 
لكن الذي سوف يحسم العملية الانتخابية هو العراقي المسكين الذي لم يحصل إلا الوعود في كل انتخابات حتى أن البعض أوعد بالجنة ونعيمها في الدنيا والآخرة، لكنه مازال يعيش في جحيم العراق إن كان صيفاً أو شتاءاً...ولم يحصل على قوت يومه لا هو ولا أطفاله...والأرامل أمهات المليون اليتيم...فهذا عدد لا يستهان به..!
لقد سئم العراقي الذي لا ينتمي لحزبٍ معين داخل العملية السياسية، ولا خراجها بل ينتمي لوطن والوطن لم يلتفت له ولا حتى بجزء بسيط من حقوقه الطبيعية...فضلاً عن أنه نسى الحقوق المكتسبة...الذي سوف يحسم أولئك الذين دفعوا مبالغ كبيرة من أجل أن يحصل على عمل حارس موظف بسيط أو جندي أو شرطي...هؤلاء سوف يحسمون النتائج...كيف لأكبر القوائم أن تقنعهم؟
 
العراقي المسكين...سوف لا يقبل لقوائم نظمت مركزياً....العراقي لا ينتخب من لم يزور بلدته عشرون عاماً ولا يعرف عن واقعها شيء...العراقي البسيط ستوجه لمن راعى حقوقه لمن كان نصير المظلومين...لمن ترك كل شيء ونزل لمستوى البسطاء من العراقيين والعراقيات ولم يميز بين طائفة وأخرى...ولا بين قومية وأخرى يحب العراقيين جميعاً ويحبونه...العراقي يبحث عن هذا الرجل لكي يخلصهم من الهلاك من الظلم بكل أنواعه...لكي يحقق الحقوق الضائعة بين أروقة الوزارات والمؤسسات الحكومية والحزبية النافذة...!
 
 
المخلص
عباس النوري
2009-06-17
Abbasalnori@gmail.com
0046703858544
 

--
العراق يتقدم...ويتطور...والمخلصين ينهضون من غفوتهم

3
العراق بخير ...لأن في البرلمان صادقين

خلال السنوات الماضية أشتد انتقاد عمل البرلمان ولم يكن له دور يذكر وأكثر ما كان يتذكره العراقيون إصرار الأعضاء على زيادة مخصصاتهم أو مراقبة مصالحهم والدفاع عن مكتسبات أحزابهم، وبعد تنحي رئيس البرلمان المشهداني براتب تقاعدي لم يحلم به أحد من قبل ...بات واضحاً وجلياً أن جميع الطلبات كانت مكدسة على رفوف مكتب رئيس البرلمان السابق...ولا نعرف الثمن الذي قبضه ليؤخر كل تلك الملفات.
 
اليوم وبعد مجيء رئيس جديد للبرلمان والمدة المتبقية غير كافية لتصحيح جميع الأخطاء السابقة...وقد ثبت عدد لا بأس بهم من أعضاء البرلمان جدية عملهم والمهنية العالية حين طالبوا باستجواب وزير التجارة والحادثة برهنت للعراقيين أن من أعضاء البرلمان رجال صدقوا الوعد...وأنهم مشروع شهادة وشهداء...ولكن!
أن واقع التوافق ...وميزان غطي لي وأعطي لك ... له أثر أكبر من صدق وإخلاص المخلصين.
 
والذي بقى من الوقت على البرلمان العراقي وبالخصوص الصادقين المخلصين منهم أن لا ينجروا وراء الاتفاقات ووضع الغطاء على التجاوزات بحقوق الشعب العراقي، فأن دم الدكتور حارث العبيدي يبقى بأعناق الجميع وهم مسئولون أمام الشعب وأمام الله تبارك وتعالى بأن يمضوا ويكملوا المسيرة...وأن جميع أعضاء البرلمان معرضين كأهداف من قبل القوى الظلامية والمعادية للعملية السياسية والحاقدة على أبناء الشعب العراقي وبل أنها حاقدة على الإنسانية جمعاء.
 
لقد استمعت وشاهدت من خلال التلفاز لبعض الجلسات فلم أرى فيهم إلا حبهم للوطن وإن أختلف آرائهم وأطروحاتهم...لكنني شاهدت الاتفاق بين الفرقاء وإن بان للبعض أنهم يعادون بعضهم...لكنهم في مواضيع منطقية فيها صالح الشعب متفقين ومتحدين من أجل إنجاز المهمة الموكلة إليهم.
 
ألف تحية للصحافة العراقية ولجميع الصحفيين في العيد المائة والأربعون...وألف تحية للدور الرقابي الذي تمارسه الصحافة...وألف تحية لدور البرلماني التشريعي والرقابي...وأقول أدخلوا الفرحة في قلوب العراقيين بكشفكم سارق قوت الشعب، وبكشفكم المجرمين الحقيقيين ممن لا إنسانية له ولا دين ولا شرف ...ممن باع دينه بدنياه ومن باع دنياه وآخرته بدنيا غيره...لم يبقى إلا أشهر قلائل فلا تهابوا أحد فالله أولى أن تهابوه والشعب لا يغفر إن لم يكن اليوم فغداً قريب وسلاحه ورقة الاقتراع الذي يعرف لم يعطيها.
 
عليكم الضغط من أجل استرداد أموال الشعب العراقي من الذين أستباحو الحرمات وهدروا ثروات البلاد والعباد...فهذه أرض العراق تبكي عطشاً...وهذا الفلاح يهجر الأرض للبحث عن لقمة العيش ليسد بها رمق أطفاله الجياع...وهؤلاء الأطفال يموتون بسبب نقص الدواء والماء النقي...كيف تقفون أمام الله يوم القيامة...وكيف يمكنكم إقناعهم بعد أشهر قلائل لكي ينتخبونكم مرةً أخرى...؟
 
المخلص
عباس النوري
2009-06-15
 

4
لا تعودوا إلى العراق ...قبل إرجاع الأموال المسروقة

كثر الحديث عن إرجاع الكفاءات لأرض الوطن وقد تم الإعلان عن تسهيلات وبني لهم قصور في الخيال...بل والأكثر لقد اتفقت الحكومة العراقية مع عدد من الحكومات الأوروبية لتسهيل عملية رجوع اللاجئين العراقيين بعد أن صرف أغلبهم جل ما يملكون من أجل دفع مبالغ كبيرة للمهربين وحصولهم على فيزا لدولة أوروبية تباع في شوارع بغداد وبعض مكاتب السفر.
 
شاهدت برنامج صرح العديد من المثقفين العائدين إلى العراق أنهم مهملين من جميع المؤسسات الحكومية والثقافية. وقال أحدهم: هل علي أن أبدأ من الصفر...هل يجب أن أنام وأتسكع في الشوارع...أين الوعود؟
 
أقول للجميع...لقد زرت العراق قبل أسبوع وتجولت في بغداد وعدد من محافظات الجنوب والوسط، ولم أرى من الأعمار إلا بعض الأرصفة وبوابات المحافظات التي صرف عليها ملايين الدولارات...ونافورة لا شكل لها ولا لون ولا تصميم يذكر في المنطقة الخضراء وحسب قول أحد أعضاء البرلمان العراقي سمعته خاطفاً...صرف مليون وربع المليون من الدولارات الأمريكية من خزينة الدولة العراقية لكي ينشأ نافورة في المنطقة الخضراء...ولو شاهدها أي معمار أو مصمم عراقي لقال لا يكلف إلا بعض ملايين الدنانير إن لم يكن أقل.
 
السرقات التي كشف عنها البرلمان العراقي من قبل بعض الوزارات لو وظف في محله المناسب لتغير وضع العراقي الذي يعاني حتى من شحت المياه الصالحة للشرب في مناطق كثيرة...بل ويعاني من الهواء النقي...وكثير من الأطفال المصابين بأمراض في محيط بغداد لا يجدون مركز صحي أو دواء أو أي رعاية تذكر...
 
الكفاءات العراقية في الخارج حسب تصور بعض السياسيين أنهم أصحاب أموال ويمكنهم توظيف أموالهم في العراق ...قد يكون هذا القصد وليس أن توفر لهم الحكومة الأجواء المناسبة...وماذا تعرف الحكومة عن وضع الإنسان العراقي...الذي يعيش في المنطقة الخضراء يصيبه البرد في عز الحر لأن الكهرباء مستمر دون انقطاع...والتبريد  لا يتوقف وإن لم يشغل المكتب موظفين...ويتصور أن الشعب العراقي يعيش بنفس النعيم...وحدث ولا حرج عن أنواع المأكولات التي يتناولها المسئولون...والمثل يقول: (الشبعان ما يدري بدر الجوعان).
 
أنا أتصح العراقي الذي يريد الرجوع للوطن بأن ينسى الخدمات، وينسى الحياة المترفة التي عاشها في أوروبا أو بعض دول العالم...وأن يبدأ من الصفر ويعيش حياة العراقي تحت أشعت شمس الصيف المحرقة وقلت الوسائل أو انعدامها... وبرد الشتاء دون أي تدفئة تذكر أو بيت يقيه حر الصيف وبرد الشتاء...وينسى الهواتف والإنترنت السريع...وينسى النزهات والأكلات المتنوعة وحياة البذخ...على أن تكون عراقي يجب أن تعيش عيشة المعدومين...أو تنتظر لترجع الأموال المسروقة وتنتهي السرقات والتوافقات على عدم كشف الفساد....وتنتعش الخزينة العراقية وتكون قيادات أمينة على مكاسب الشعب...فيكون لكل حادث حديث...
 
المخلص
عباس النوري
2009-06-15

5
رئيس البرلمان المقبل ...نزيه وأخلاقه عالية
ليس من الغريب أن يكون لقائمة التحالف الكردستاني دور فعال في ترشيح من تراه مناسباً وفق ضوابط وقواعد أخلاقية وبما لا يتعارض مع الدستور العراقي. وفي كل مشكلة نلاحظ أن للكرد دور محوري في تهدي الأوضاع السياسي داخل البرلمان العراقي...فمن يريد أن ينكر دور الكرد في بناء عراق ديمقراطي فيدرالي ...عراق له مستقبل واعد يتطور وفقاً لمعايير العلم والمعرفة فأنه يعيش في وهم الأحلام الشوفينية.
كثر أعداد المرشحين لرئاسة البرلمان العراقي بعد أن أجبر الدكتور محمود المشهداني بسبب سوء تعامله وما جرى قد يكون درساً للجميع أن منصب رئاسة البرلمان لا يمكن أن بحسم إلا بعد توفير عدد من الخصائص المهمة لدى الشخصية القدرة والكفاءة والخلق العالي المتوازن محب للعراق ولشعبه لا يفرق على أساس قومي أو طائفي...ومن بعض المرشحين تقدم المطلك المعروف عن مواقفه العنصرية ومقولته بحق الكرد ( بأن الأيدي مربوطة...أو مقطوعة ولا تطاولهم...) أو من هذا القبيل ويعني لو كان بيده السلطة لكرر الأنفال وقصف حلبجة بالكيماوي
 
او قوله عن الطالباني:
 
 صالح المطلك يفتح النار علي طالباني ويصفه بانه رأس الفتنة الطائفية في العراق
Mar 31, 2007
 وكالة الأخبار العراقية
وصف صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني الرئيس العراقي جلال طالباني بانه رأس الفتنة الطائفية، موضحا انه لا يكيل المديح لطالباني على حساب مصالح العراق قائلا ان طالباني يلعب لعبة طائفية خطيرة جدا، ارضاء لبعض الاطراف الكردية والشيعية الشوفينية (على حد وصف المطلك) فيما كان الاتحاد الوطني الكردستاني وعلي لسان احد اعضائه ازاد جندياني قد وصف المطلك بانه يسعي لتخريب العلاقة بين العرب والاكراد..
 
 
وله مواقف كثيرة لا تخدم العملية السياسية، ومن الطبيعي أن ترفضه الكتلة الكردستانية ولا أعرف أي كتله تقبله...قد تكون الفضيلة كما هو يزعم بأنه على وشك عمل تحالف مع الفضيلة وجهات أخرى.
ولا أتصور أن هناك عدد أصابع اليد من البرلمانيين من يقبل بترشيح خلف العليان الذي خلط بين المقاومة وعصابات قطاع الطرق والإرهابيين وليس له تاريخ مشرف.
 
 
وفد تعد طفر نوعية في العراق أن يقبل أعضاء البرلمان بميسون الدملوجي لكونها أولاً امرأة وحتى أكثر البرلمانيات ترفضن ترشيح ميسون وإن لم يعلن...ولكن حين يكون التصويت سراً كما سمعت...فأن أغلب أصوات النساء سوف تتبع توجه رئيس الكتلة ولهذا أمر السيد ميسون الدملوجي محسوم سلفاً.
الذي بقى من المرشحين هو السيد أياد السامرائي مرشح الكتلة التي هي استحقاقها منصب رئاسة البرلمان وإن خرج خلف العليان منها. ولم نسمع أي اعتراضات سوى من البعض حجة أنه يملك الجنسية البريطانية ولكن لم يذكر الإعلام بأنه أكمل الإجراءات القانونية للتخلي عن الجنسية البريطانية، وما يحمله من شخصية متزنة وأخلاق عالية ومؤهلات واحترام أكثر البرلمانيين له يعد من أوفر المرشحين حضاً، لكن الذي يبقى أن تفكك كتلة الائتلاف والصراع القائم بين حزب الدعوة والمجلس له تأثير سلبي ولكن لا يمكن أن تكون مجموع أصوات حزب الدعوة بجناحيه كافية لعدم ترشيح أياد السامرائي.
ومع أن لم يبقى أمام الانتخابات البرلمانية  وقت طويل فأرى المسألة محلولة...وأن انتخابات مجالس المحافظات والنتائج المتوقعة سيجعل جميع الأحزاب أن تعيد مخططاتها وتحسب للانتخابات البرلمانية القادمة ألف حساب.
 
المخلص
 
عباس النوري
 

6
لماذا لا تنصفون الهاشمي …أليست نبراتكم وأصواتكم طائفية

أتعجب لمقالة صديق اعتبرته مدافعاً عن حقوق الإنسان، لكنه يريد أن يوضح أنه مدافع عن حقوق الشيعة فقط. وليس عيباً أن يدافع شخص عن حقوق جلدته وطائفته ولكن يضع نفسه في مجال ضيق ومنحصر ويمكن القول عنه كاتب طائفي. هذا عتاب بين صديقين ..وأنا اقصد الكاتب والإعلامي أحمد الياسري في مقاله: نعم يا طارق الهاشمي كلا للمحاصصة ولكن نعم للعودة للاستحقاق الديمقراطي. في موقع صوت العراق.
http://sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=27898

عزيزي أستاذ أحمد لك كل الحق أن تدافع عن تطلعات الجهة التي تنتمي إليها وبكل قوة، لكن عندما تنقل جزء من الحقيقة وتحاول أن تضع الأمور في غير نصابها فأنك تضع نفسك وجهودك في حالة من التطرف الذي لا يخدم كل العراق. وعندها ينظر لك القارئ المتطلع والمراقب بنظرة لا تحسد عليها وأنا أولهم مع أنني أكن لجهودك في كثير من المواقف التي دافعت عن حقوق المظلومين، ولكن يتضح لي أنك متطرف أكثر مما ينبغي وهذا التوجه لا يخدم مصلحة الطائفة الشيعية بل سيقابلها تطرف من كتاب آخرين. بعد أن قرأت مقالتك التي أتصور أنك كتبتها بعجالة لكي تكون أول من رد على المؤتمر الصحفي لنائب رئيس الجمهورية ولكن أسلوب مخاطبتك ككاتب غير لائقة ولعل السبب لأن السيد طارق الهاشمي رئيس الحزب الإسلامي الذي تكن له عداء مفرط يقرئه أي شخص من خلال أسلوب مقالتك واللهجة التي لا تليق بالكاتب المحترم. لا أريد الدخول في تفاصيل مقالتك غير الموفقة، ولكن أضع رابط المؤتمر الصحفي الكامل للسيد نائب رئيس الجمهورية العراقية…فيتذكر الجميع أنه من حق الجميع الانتقاد ولكن باحترام لكي يقابلهُ الاحترام.

نص المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقية:
 http://www.alhashimi.org/news_item/1318/

وهنا أريد أن نلقي سويةً نظرة متفحصة لما قاله السيد طارق الهاشمي في المؤتمر الصحفي وهل هي دعوة طائفية أم دعاية انتخابية أم له غاية خاصة لا نعرفها.

أولاً: 
س:طالبتهم بتشكيل حكومة على أساس وطني بعيدا عن العرقية والطائفية والفئوية هل العقدة في رئيس الوزراء أم الوزراء الذين رشحتهم بعض الكتل السياسية؟
ج:  أنا لم اذكر أسماءا وكل ما طرحته في كلمتي هو مشروع قيدنا منذ عام 2003  وهو المحاصصة ,نأمل الخروج من هذه الدائرة  وهذا هو المبدأ ليس مهما بالنسبة لنا من يحكم  وأنا قلت هذا في مختلف المناسبات أنا ما يهمني كيف يحكم وليس من يحكم .

هل أن طلب السيد الهاشمي للخروج من دائرة المحاصصة الذي انتقدها جميع المثقفين والمراقبين للشأن العراقي يصب في مصلحته كشخص أو رئيس لحزب أو لكونه أحد أعضاء مجلس رئاسة الجمهورية العراقية. أليس المنطق الديمقراطي يقول أن الأسلوب المتبع في العراق الجديد لا يتناسب مع الديمقراطية الحقيقية. أو ليس أكثر المصائب حملها الشعب العراقي نتيجة تقسيم الوزارات لأحزاب وعوض أن تكون الوزارات تخدم المواطن العراقي خدمت ومازالت تخدم أعضاء هذا الحزب أو ذاك أو هذه الطائفة أو تلك…هل طلب السيد نائب رئيس الجمهورية الخروج من الدائرة المقيدة للعمل الوطني يجب أن ينتقد عليه أم يشكر عليه ويدعم من جميع الأطراف الوطنية. وأين تصب مصلحته الخاصة أو مصلحة الحزب الذي يمثله.

أرجو ممن يريد أن ينتقد أي قيادي عراقي أن لا ينتقد على أساس موقف مسبق فهذا عين الجهل مهما يكن انتماء القيادات السياسية العراقية فمجموعهم تمثل الدولة العراقية الجديدة.
الوضع السياسي هش جداً والظاهر أن السيد نوري المالكي وعقدت مجالس الإسناد وحربه الإعلامية ضد الكرد سيجعل من الوضع الأمني أكثر (هشاشة) مما هو عليه وأن التعنت في المواقف لا يؤدي لنتائج في صالح الشعب العراقي. الذي أقرئه من تصريحات السيد طارق الهاشمي أن هناك مؤشرات بخصوص عدم تطبيق وثيقة الإصلاح الوطني الذي أقر في البرلمان العراقي تزامناً مع الموافقة على الاتفاقية الأمنية والتي وافق عليها السيد الهاشمي وهو يتجرع المرارة والضغط الكبير الذي يواجهه من قبل القاعدة الجماهيرية للحزب الإسلامي والأحزاب في الكتلة.  لكن قبوله وتمرير الاتفاقية بسلام كان ناتج عن تفهمه لخطورة الموقف الأمني في العراق بعد انتهاء المدة القانونية لوجود القوات الأمريكية.

لا أعرف في أي صف يريد الناقد بهذه الحدة أن يقف، فأن جميع مواقع ومنتديات (المقاومة الشريفة) وغير الشريفة تعد الهاشمي بالعميل للمحتل، ويعده بعض الذين فقدوا ضمائرهم بأنه مع القاعدة والبعثيين والمدافع عن القتلة…لكونه إنساني ولا يريد أن يكون العراق سجناً كبيراً. ندافع بقوة عن أي سجين حتى ولو كان مهرباً لمواد ممنوعة أو سجيناً سياسياً لأننا نعد أنفسنا من المدافعين عن حقوق الإنسان، لكن عندما نغض الطرف عن مئات الآلاف من السجناء العراقيين داخل السجون العراقية والأمريكية ولا نتفوه بكلمة واحدة…عن الشعب العراقي الذي سجن بيد قيادات لا تبحث إلا عن مصالح أحزابها ووعدها للأجنبي…ولما يطالب السيد طارق الهاشمي بالإفراج عن الأبرياء…وهو صريح الذين أثبتت جرائمهم يجب أن يقدموا للمحاكم…وأن لا يبقوا قيد التوقيف لمدة طويلة تنهال عليه التهم جزافاً، لا أتصور أن في دعوته مخالف للقانون ولا مخالفة للأعراف والقوانين الدولية…بل العكس ويمكنني الذهاب بعيداً أن رؤى وأفكار وعمل السيد طارق الهاشمي موافقة للمرجعية المتمثلة بالسيد السيستاني وكثير من السياسيين والمثقفين وهي رؤية وطنية خالصة ليس فيها توجه طائفي أو حزبي معين..ولكن لماذا لا تنصفون السيد طارق الهاشمي ولماذا لا نكون مع دعوته ضد الطائفية والعنصرية بكل أشكالها.

المخلص
عباس النوري
‏07‏/‏12‏/‏08

7
الاستفتاء الشعبي العراقي …ملزم

إمام صلاة الجمعة في كربلاء السيد أحمد الصافي ممثل السيد المرجع الأعلى علي السيستاني أعلن موقف المرجعية مرهون بالاستفتاء الشعبي الذي كان مطلب الحزب الإسلامي العراقي وأقر في البرلمان من خلال وثيقة الإصلاح الوطني والذي كان بدوره الذي أدى لإجماع شبه وطني بتصويت الأغلبية المتواجدة في البرلمان الخميس المصادف 2008-11-27 وهي في الحقيقة ليست أغلبية أعضاء البرلمان العراقي.

إذا كانت القيادات السياسية تستأنس برأي المرجعية في أكثر القضايا التي تهم العراق ومستقبله فأن أكثرية الشعب العراقي ملزمة برأي المرجعية، وهذا كان واضحاً وجلياً للجميع حين أصرت المرجعية على الانتخابات وحين دعت للتصويت على الدستور وحين أوقفت نزيف الدم والاحتقان الطائفي. ولا يمكن غض الطرف عن مراجعة أكثر المسؤولين العراقيين وغير العراقيين لزيارات المتواترة للسيد السيستناني وأخذ رأيه حتى في صغائر الأمور وكبائرها. العراق بلد متكون من قوميات وأديان وأعراق ومذاهب متنوعة ولا يمكن أن نجد رأياً منصفاً ينكر الدور المهم والمسالم والمؤيد من قبل أكثر الأطراف المشاركة في العملية السياسية لما نوه به المرجع الأعلى وفي كثير من الأحيان خالف رأي المرجع الأعلى رأي مراجع أخرى تسكن خارج العراق وكان لرأي السيد السيستاني الأرجحية في القبول والتطبيق. والسبب الوحيد هو أن له مناصرين ملتزمين مُقلدين لا يمكنهم الخروج عن طاعته وهذه قضية فقهية تخص الشيعة لا غيرهم. والتأثير الكبير لرأيه في أغلبية الشارع العراقي المؤمن والملتزم بأوامر سماحته. وهذا الذي يجعل أكثر القيادات النافذة الرجوع إليه وتوضيح الأوضاع الداخلية والخارجية. فمن ينسى أثر الصورة في الانتخابات والشمعة وقائمة (555) في الانتخابات الأخيرة.

لستُ بصدد الدفاع عن شخصية السيد علي السيستاني ولا عن رأيه ولا أنتقد رجوع القيادات لمعرفة رأيه في كثير من الأمور قبل المصادقة عليها، ولكن لدينا واقع حال وما نتمنى ونريد.
الواقع هو الذي يتعامل معه السياسيين، ولا يمكنهم المجازفة في السير في الاتجاه المعاكس لرياح الواقع العراقي. نعم، لا يمكن لأحد أن ينكر شعبية المؤيدين لمرجعية أخرى مثل التيار الصدري والمتمثلة بمرجعهم (الحائري) المتواجد في إيران، ولا الشيخ المرجع اليعقوبي مرشد حزب الفضيلة ولا مرجع حزب الدعوة السيد فضل الله، ومراجع أخرى مثل المرجع السيد الشيرازي. فحرية إتباع المرجع موجود في الفقه الشيعي وهذا يعتبر نوع من أنواع حرية الاختيار للرجوع في الأمور الدنيوية والأخروية. وهذا الكلام لا يليق بالعلمانيين من يسار ويمين ولا يليق بالليبراليين العراقيين وإن كانوا شيعة، ولا يليق برأي السنة بجميع اتجاهاتهم وتوجهاتهم. ولا يمكن أن نصل لمرجعية شيعية مركزية موحدة أبداً لأن ذلك سوف يخالف أحد أهم الأسس المبينة في جميع الرسائل العملية لجميع المراجع إلا عندما يتعلق الأمر بولاية الفقيه المتبع في إيران والذي أيضاً متبع من قبل بعض الشيعة في العراق وشيعة قلائل في بلدان إسلامية أخرى متفرقة وبالخصوص (حزب الله في لبنان) وحزب الله في أفريقيا.

خلال متابعتي للعديد من أئمة صلاة الجمعة من خلال شاشة التلفاز أن خاصية في المواضيع المنتخبة من قبل السيد أحمد الصافي وهو وكيل المرجع الأعلى والناطق باسمه أنها مواضيع حساسة وساخنة والأسلوب المتبع في الخطاب أسلوب منطقي وعلمي ومقنع ومؤثر في القرارات السياسية والرأي الخاص المقلد والتابع والرأي العام. ولا أجد فيه أي نوع من التطرف لجهة معينة ولا يصب إلا في مخاطبة العقل العراقي وواقع حاله…وطريقة حديثه الهادئ المتزن يوحي لحب الشعب العراقي وخلاصه من محنته. ففي كل خطبة أرى رسائل موجهة للقيادات متضمنة لخطط عملية.
وكثير ما سمعت الكثيرين يقولون من يقود العراق السياسيين أم المرجعية، وكثير ما طرحت من أسئلة لماذا يتوافد السياسيين للنجف وحتى العديد من المسؤولين الأجانب…الكل محق في طرح أي سؤال وقد يكون الغباء في الرد …ومن لم يسأل لا يتعلم ولا يتعرف على الحقيقة. حتى أن الكثيرين قالوا لماذا لا نسمع ولو لمرةٍ واحدة صوت السيد على السيستاني من خلال التلفاز…ومن شكك في وجوده…ولعل هذه الأسئلة تصل بيد السيد أحمد الصافي لكي يرد عليها فأنني أطرح وجهة نظري ولا يمكنني الإجابة عن كل سؤال خصوصاً الذي ليس لي به علم.

أننا كشعب نبحث عن أمور ونعمل من أجل تطبيق نوعاً ما من العدالة الاجتماعية لكي نعيش بسلام وأمان ونتطور أسوةً بالكثير من الشعوب القريبة منا والبعيدة عنا خصوصا والعراق يمتلك موارد هائلة ولم يستفاد الشعب العراقي من تلك الموارد بسبب الحكومات المتعاقبة التي لم تعمل من أجل مصلحة الشعب العراقي بل والأكثر من ذلك قهرت وأذلة الشعب وأذاقتهُ ويلات الحروب الداخلية والخارجية…وأعوان الدكتاتورية تعمدوا بعد 2003 لكي يحطموا كل شيء حتى روح المواطنة ووظفوا جميع إمكانياتهم ليزرعوا الأحقاد بين مكونات الشعب العراقي لنشغل العراق في حرب طائفي ونزاعات قومية والمشاكل مستمرة والخيريين يتطلعون لحلول جذرية تنهي عملية الشكوك والظنون بالآخرين…لكي يتصاعد الثقة بين الأطراف أكثر فأكثر ليعمل الجميع ويتسابقوا للخيرات.

السيد السيستناني لم يبعث لأي سياسي بالحضور لديه والمثول أمامه وعرض المشاكل السياسية، لكن أغلب السياسيين ومن كل الأطراف ذهبت للنجف لمرات عديدة للحديث معه عن أهم القضايا. لقد سمعت مرة الدكتور أحمد الجلبي في بداية 2003 بعد زيارته للولايات المتحدة الأمريكية والتقى بالرئيس الأمريكي بوش حيث قال: كانت المرة الوحيدة أجلس مع الرئيس بوش بدون حضور برايمر، وسألني بوش عن من هو قائد المجتمع المدني في العراق، فقلت له (والكلام للدكتور الجلبي) أنه السيد علي السيستاني فسألني وماذا يعرف عن الديمقراطية، فقلت له سألناه فقال: (أي السيد السيستاني) قرأت في الكتب فوجدت الديمقراطية تعني حكم الشعب وحكم الشعب يأتي من خلال تصويتهم في الانتخابات وإن كان هذا فأنا مع هذا الرأي ولا أخالفه…يقول الدكتور الجلبي، وقف بوش وقال وأنا كذلك. وأضاف أن الرئيس الأمريكي يتحدث بأسلوب بسيط جداً ومنذ ذلك الحين اعتمدت الولايات الأمريكية في كثير من الأمور التي تحتاج للرأي العام العراقي على أن السيد السيستاني قادر من التأثير فيه وتوجيهه للمسار المسالم والهادئ. فلم نسمع أي فتوى ثوري أو مؤجج للوضع بل جميع توجيهاته كانت في سبيل التهدئة بين الأطراف والتوصل لإجماع وطني …وهذه المرة أيضاً. قبل أن يعلن السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن مجلس الوزراء موافق على الاتفاقية العراقية الأمريكية توجه للسيد السيستاني ووضع بين يديه فقراتها بين رأي الحكومة وأمور أخرى وكان موقف المرجع أن اجعلوا الخيار للشعب وهذا هو الرأي المطابق لرأي ومطالب الحزب الإسلامي والذي أقر في مجلس النواب. وما وضحه السيد علي الصافي في صلاة يوم الجمعة الماضي أن جعل حكم قبول الاتفاقية أو عدم قبولها مرهونٌ بإرادة الشعب العراقي من خلال الاستفتاء الذي مقرر إجرائه في منتصف العام المقبل…إن لم يؤجل!

ولا ننسى أن خطيب الجمعة قد أشار أن هناك كتل قد عارضت التصويت على الاتفاقية وأعضاء كثيرون قد غابوا عن التصويت بسبب زيارتهم للأداء فريضة الحج…ومن مجموع الأعضاء البالغ 275 كان التصويت لـ 144 نعم  و35 كلا فكانت أغلبية الحضور وليس أغلبية أعضاء ممثلي الشعب العراقي. وهناك من يقول أن نتائج الاستفتاء غير ملزمة قانونياً لكون المحكمة الاتحادية قررت أن يكون التصويت من خلال البرلمان بأغلبية بسيطة وفي هذا نوع من الصحة، ولكن الحديث هو عن إجماع وطني ونقل العراق من حالة غير آمنة لحالة أكثر أماناً ومن وضع سياسي مضطرب لوضع سياسي توافقي والوثيقة التي أقرت في البرلمان ملزمة من جميع الأطراف التي كانت حاضرة ووافق عليها الكتل والرئاسات الثلاثة ومرر القانون مجلس رئاسة الجمهورية.

النتيجة فيما ورد…أن القوى الشيعية المؤيدة لرأي المرجعية المتمثلة بالسيد السيستاني وحتى رأي المراجع المخالفة للاتفاقية جملةً وتفصيلا سيكون لها أثر في الاستفتاء وخصوصا أن الملاحظ أن مطلب الحزب الإسلامي وجماهير هذا الحزب لا يستهان بعدده وتأثيره مطابقان وإن كانا لا يشكلان الرأي الشعبي العراقي الكامل. الرأي المؤثر جداً في سياسة العراق الداخلية والخارجية وصاحب التجربة في الإدارة أكثر من غيره من الأطراف والعامل المهم والمساعد لنجاح العملية السياسية أو فشلها وهو التحالف الكردستاني والذي يصب في صالح الاتفاقية على أساس شروط من أهمها المادة 140 (المناطق المتنازع عليها) وتدخلات الحكومة المركزية والتخوف من تقويض صلاحيات الإقليم وأمور أخرى وضعت ضمانات وطالبت بها من أجل تمرير الاتفاقية سيكون له دور فعال في التأثير على الاستفتاء المزمع إجرائه.

هناك واقع إن كان مؤلم وكثير من القادة مجبرين للتعامل معه، وهناك أمنيات وتطلعات لقوى تريد تطوير وتغيير هذا الواقع لمجتمع عراقي مدني…لا يتدخل الدين في سياسة البلد. وأتصور حسب رأي المتواضع أن تجرب الانتخابات سوف تتكرر…من أجل الاستمرار في تنفيذ الاتفاقية وفق بنودها ولصالح الطرف الأمريكي وأن أكثر القوى المشاركة في الحكم ستجد حلول توافقية من أجل استمرارهم في السلطة ولا يهم الأمر إن كان في الصالح العام أو يخالفه…هناك صالح دولي، وهناك التزامات كثيرة خارجية وإيجاد سبل التوفيق بين جميع المصالح والالتزامات أمرٌ ليس باليسير. القيادات أكثرها تتعامل مع بعضها والثقة مفقودة في نواياهم وإن كانوا متفقين ظاهرياً في بعض الأحيان.

أمريكا لديها مشروع طويل الأمد المسمى بمشروع شرق أوسط جديد، وأهم جسر العبور وتحقيق هذا المشروع هو العراق، ومن غير الممكن تغيير خططها فقط لأن الرأي العام العراقي يعارضه أو أن قيادات وطنية خالصة تشاكسها في صناعة المشروع ونجاحه فأمريكا لا تقبل بالتراجع ولا تقبل بانتكاسه وإن حاولت بعض الأطراف إضافة خسارة لخسارتها في فيتنام، لكن بعد التوقيع على الاتفاقية أعلنت أمريكا أنها نجحت في محاربة الإرهاب ليس في العراق وحده بل في العالم…وأن الدول التي وضعتها في القائمة السوداء رضخت للمطالب الأمريكية وإن كانت بعض هذه الدول تتظاهر بمواقفها السلبية اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية مع أن هذا الموضع خارج إطار عنوان المقال الذي يشير لعملية الاستفتاء الشعبي الثاني لتجربة حديثة على واقع الشعب العراقي.

الكتل والأحزاب البرلمانية أمامها وقت قصير وضيق، والحكومة يجب أن توفر ميزانية خاصة لجبهتين بخصوص الاستفتاء الشعبي جبهة نعم وجبهة لا…وأن تعلن المفوضية العامة للانتخابات موعد وقانون خاص للاستفتاء. ويجب أن تنضم حملة تثقيف من قبل الحكومة والبرلمان والأحزاب والمؤسسات المدنية لتعريف الإنسان العراقي على مواد الاتفاقية وعدم اللجوء لتسطيح الأمر وتبسيط الموضوع. وفي هذا المضمار سوف يكون للمرجعية تدخل واضح ومعلوم في التأثير على الرأي العام. القوى الليبرالية والعلمانية عليها التفكير ملياً في واقع الشعب العراقي الملتزم وتبدأ بإعادة النظر في تخطيطها السياسي والمجتمعي وأن لا تتنكر لهذا الواقع، فلا يمكن تأسيس مجتمع علماني بين ليلة وضحاها. وعلى الإعلام الحر المستقل أن يكون واقعياً بما يلائم حال حاضر المجتمعات العراقية. أنني أرى من خلال توجهات القيادات السياسية المتنوعة في المذهب والفكر للم لحمة الشعب العراقي وبالخصوص توجهات السيد طارق الهاشمي الوسطي والإنساني وزياراته للمساجد الشيعية في رمضان المبارك المنصرم، ومشروعه المصاهرة الوطنية والمصالحة الوطنية ومشروع القضاء على البطالة وزيارات وكلاء المرجع الشيعي له وعدد من الشخصيات من مناطق شيعية فضلا عن جماهيره… وزيارة قادة المجلس الأعلى للأنبار وتكريت واللقاء بالعراقيين من المذهب السني  وكذلك توجهات قادة من مختلف الأطياف لتوجه وطني عبوراً للخطوط الطائفية والمذهبية والمصالح المقززة سيعزز من لحمة العراقيين لمواجهة أعدائهم الحقيقيين.

لا يمكن للأحزاب والقيادات النافذة في السلطة والتي في دورها للدخول في العملية السياسية من خلال الانتخابات المرتقبة لمجالس المحافظات والانتخابات البرلمانية القادمة أن تكسب الأصوات بطريقة إسقاط حقوق الآخرين وخلط الأوراق وتشتيت الهمم وأواصر اللحمة الوطنية. أن الفتن ما أسهل بثها وإشعال فتيل نارها، لكن إطفاء النار لا يعيد ما يحترق…والشعب العراقي (العظيم) المظلوم قد دفع ثمناً غالياً لتحقيق الديمقراطية. أن الثقة المتبادلة من أهم مقومات مشروع سياسي عراقي وطني…وأن الاتهامات غير الموثقة والتي لا تستند على دليل لا تصب إلا في صالح أعداء العراق وشعبه…ومن غير الممكن لجميع القيادات السياسية نسيان دور المثقفين والإعلاميين في تثبيت دعائم أواصر المحبة والألفة بين الأطياف العراقية. التسابق للخيرات أمر محبذ ولا ينكرهُ أو يكرههُ أحد إن كان وطنياً ومن غير المنطقي والمعقول أن يكون التسابق على حساب الآخرين.

أن الحكومة العراقية أمامها فترة هامة لكي تثبت للشعب العراقي أن نتائج كل هذا الحراك السياسي والتوصل للتوقيع على الاتفاقية يصب في صالحه وهذا لا يأتي من خلال الخطاب بل يجب أن يتلمس الإنسان العراقي المحروم نتائجه على الأرض. ولا يمكن إقناعه بأن هناك مشاريع عملاقة…بل من واجب الحكومة أن تنفذ مشاريع قريبة وسريعة لكي تؤثر في حالة المواطن وتغير من الواقع المؤلم والمؤسف. على الحكومة أن تنصف الفلاح والمزارع والطالب والعامل كما عليها أن تنسى اليتامى والأرامل…والأهم المهجرين القدماء والجدد، والمهاجرين القدماء والجدد وأعني بذلك قبل 2003 وبعده…وأن لا تنسى حقوقهم المغتصبة وهذه القضية باتت معروفة ليس لدى العراقيين بل لدى الرأي الخاص والعام العالمي. العراقيين خارج العراق هم سفراء العراق والوجه الأمثل للعراق كيف تودون أن يكونوا عوناً لكم أم سخطا.

الحكومة بحاجة ماسة لإطلاق مشاريع سريعة وطارئة في عموم العراق خصوصا في مجال الخدمات والصحة…وتخطط لمشاريع استراتيجية…ولقد آن الأوان أن يكون الجندي والشرطي بلباسه العسكري نافع ومشارك في عملية الأعمار…ولتتخذوا من تجربة الجيش الياباني مثلاً…ولو أمور بسيطة بل أنها سوف تترك أثر…نعم الجندي العراقي بيده بندقية ليحمي المواطن من الهجمات الإرهابية وأعداء العراق المتوغلين بين صفوف الشعب ومن الذين باعوا ضمائرهم ووطنهم ودينهم وشرفهم بثمن بخس…وباليد الأخرى آلة تبني أو يزرع زهرة تضيف جمالية لتلك المنطقة التي يخدم فيها بلده ووطنه.

الحكومة عليها الدعوة لمشاريع مجتمعية لتقوية التلاحم بين أعراق الشعب العراقي من خلال سفرات ومخيمات وندوات ومؤتمرات يتعرف العراقي على القوميات والأديان والتاريخ والحضارة والتقاليد والأعراف ويتقوى ويتنور بثقافة الآخرين…كم أتمنى لو أن كل عراقي يعرف جميع اللغات المتنوعة للمجتمعات العراقية…كم أتمنى أو أن في مناهج الدراسية حصص لدراسة اللغة الكردية والآثورية والتركمانية ولا حتى أعرف عدد اللغات التي يتحدث بها العراقيين…كم من العراقيين يعرفون تاريخ الكرد وأصولهم وحضارتهم وجذورها…وكم منهم يتكلمون اللغة الكردية..لكن بالمقابل لو سألت عدد الكرد المتحدثين باللغة العربية أو بلغات أخرى كثيرة لا يمكن المقارنة. العراقي المهاجر والمهجر يمتلك الآن مجموعة من المعارف والعلوم لو استغلت بشكل صحيح لمصلحة وتطور العراق لكان هناك نهضة حضارية كبيرة تضيف لمجموعة الكنوز الحضارية والتاريخية الكثير…ولأضافوا للمعارف العراقية تجارب مجتمعات متحضرة.

أننا نتشدق بالماضي ونحتسب إليه أكثر مما نستفيد من الحاضر ونطور الواقع. المثل القائل اذكروا محاسن مواتكم صحيح…لكن لماذا يجب علينا نسيان محاسن أحيائنا. أي فرد عراقي لديه تاريخ طويل حافل بالتجارب والكثيرين يمتلكون ملكات متعدد إن وظفت بطرق سليمة لكان لمجموعها أثر فعال في بناء الدولة العراقية الحديثة…لا تنسوا نحن في طور بناء دولة عراقية جديدة والطريق مازال أمامنا طويل…والعبرة لمن أعتبر.

المخلص
عباس النوري
‏2008‏-‏11‏-‏30
abbasalnori@gmail.com

8
مبروك للشعب العراقي الاتفاقية

لا أتصور أن عناك عراقي واحد مع احتلال العراق قبل الاحتلال ولا بعده، ولا أتصور أن السياسيين من مجلس رئاسة الجمهورية ومجلس رئاسة الوزراء ومجلس النواب والسلطة القضائية راغب ببقاء القوات الأجنبية حباً لهم وكرها بالوطن وشعبه.

أن أرقى من توصلت إليه القوى السياسية الموافقة والرافضة وتلك التي لم تعطي صوتها بخصوص الاتفاقية الأمنية (الاستراتيجية) أو اتفاقية سحب القوات الأجنبية من العراق. وأن كل ذلك الحراك السياسي الفعلي من أجل المصلحة الوطنية العليا بخصوص هذا الموضوع المصيري والهام جداً. وأن جميع الاعتراضات والوثائق والمذكرات التي قدمت من الكتل السياسية لضمان سلامة النظام السياسي العراقي والأخذ بالدستور الدائم كفيصل وحيد بين التجاذبات السياسية بين القوى المشاركة في بناء عراق جديد يتطلع لعراق حضاري حديث قد جاء في وقته…وأن وضع جميع المشاكل السياسية والمؤاخذات بين القوى المتحالفة ورئيس الحكومة أو أي قيادي آخر لهو يعتبر إنكار للذات من أجل مصلحة العراق وشعبه. وأن أجمل ما قرأته بهذا الشأن وثيقة الإصلاح الوطني الذي أقر من أغلبية ساحقة في البرلمان العراقي وإن دل هذا فأنه يدل على النضوج السياسي لدى الأغلبية…وحتى النواب الذين عارضوا والذين لم يدلوا بأصواتهم قد شاركوا حقاً في تشكيل الديمقراطية الجديدة في العراق …عراق ما بعد الدكتاتورية…فأن الشعب العراقي يتطلع وبشغف لما بعد الاتفاقية.

والشعب العراقي بحاجة لوثيقة إصلاح سياسي بين السلطات والمجتمع وأن تتضمن إصلاح اجتماعي واقتصادي لكي يشعر المواطن بنتيجة فعلية من كل هذا الحراك السياسي والجهد من أجل توقيع الاتفاقية الأمنية أسوةً بمطالب القوى السياسية والضمانات التي طرحت وأقرت من قبل أكثرية أعضاء البرلمان العراقي. وهنا أجعل سعي من طرح بعض من هذه البنود وبالتأكيد لدى منظمات المجتمع المدني غير المنتمية للأحزاب النافذة مطالب أخرى.

وثيقة شرف وإصلاح يخص الأغلبية الصامتة

من الوجه السياسية والمجتمعية يطالب الشعب العراقي ومن لا صوت له التالي:
 - نطالب بعدم بث التفرقة بين مكونات الشعب القومي والمذهبي والطائفي، ونعتبر من يحاول من سياسيين أو وسائل إعلام زج السموم الخطابية والإعلامية مخالفة للدستور والقوانين النافذة بخصوص محاربة الإرهاب والمسببين.
 -  نطالب برفع مستوى الثقافي والمعرفي لكافة أفراد المجتمعات العراقية بما يخص جميع العلوم الصناعية والزراعية والتكنولوجيا الحديثة، وابتداءً من المعرفة بالثقافات المتنوعة في العراق من أجل التقارب والتآخي.
 -  مطالب برفع مستوى المعيشي خصوصاً للذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر حسب المقياس العالمي.
 -  تأهيل وحماية الأيتام والأرامل ليكونوا أفراد نافعين في المجتمع وليس عبئاً من تخصيص رواتب شهرية لا تغنى من جوع.
 -  إقرار قانون ينضم عمل المؤسسات المدنية على أساس أن تستغل من قبل الأحزاب النافذة.
 -  عدم الاستحواذ على الاتحادات والنقابات من قبل السلطات لأي غرض كان، وإنما تنظيم قانون يحد من التدخلات ويوضح مسارها المستقل والذي يخدم مصالح الأعضاء.
 -  إرجاع جميع المهجرين وتعويضهم عن جميع ما خسروه.
 -  تعويض جميع ضحايا الدكتاتورية والإرهاب وما سببته القوات الأجنبية من قتل وأضرار مادية ومعنوية.
 -  توظيف أبناء الشعب العراقي على أساس الكفاءات وليس الانتماءات.
 -  عدم نعرض الدولة لأصحاب الرأي المخالف بأي طريقة طالما لا يؤثرون على أمن الدولة والمواطنين.
 -  توفير كافة المستلزمات الضرورية للعيش الكريم.
 -  توزيع جزء من واردات العراق من جميع الموارد المستخرجة والتي في طريقها للإنتاج.
 -  التعامل مع جميع المواطنين العراقيين على مستوى واحد من الحقوق والواجبات والقانون فوق الجميع.
 -  محاربة الفساد بكل أنواعه وأشكاله لأنه يغتصب كثيرا من حقوق المواطنين.
 -  أي مادة تخص العراق ملك الجميع فلا يجوز ولا يسمح لأي كان مهما علت مسئوليته ومنصبه أن يستغل قيراط لمصلحة خاصة.
أدعو جميع المؤسسات المدنية أن تنشر مطالبها المشروعة والتي لا تتنافى مع الدستور العراقي الدائم وأن توضح النقاط والمواد التي تراها غير مناسبة في الدستور الحالي للجنة المكلفة بالتغيير.

ألف مبروك للشعب العراقي هذا الإنجاز الوطني المهم، ونتطلع لإنجازات يتطلع لها أبناء الشعب العراقي تدخل في صميم حياته اليومية.

المخلص
عباس النوري
‏2008‏-‏11‏-‏27
abbasalnori@gmail.com

9

المصلحة الوطنية العليا تستوجب الاتفاقية

مجلس النواب يوافق على الاتفاقية هذا هو الاحتمال الأقرب للمنطق والعقل الذي يريد خير العراق وإخراجه من البند السابع وسيطرة المحتل ووجود القوات الأجنبية، لكن الطريقة التي أرتاها الحزب الإسلامي بأن تعرض مضامين الاتفاقية للاستفتاء العام عين الصواب ولا يناسب التوقيت.

الصراع السياسي بين القوى المشاركة في العملية السياسية موجودة وتبقى لفترة طويلة إلى أن يتوصل الجميع لدرجة من الثقة المتبادلة تجعلهم ينظرون لبعضهم على أساس شركاء في العملية السياسية وأسلوب إدارة الدولة العراقية الجديدة عسى أنهم ينجحون في الإنعاش الأمني والسياسي للبحث عن أسس تكوين الدولة العراقية الحديثة.

لقد مر العراق بأصعب التجارب والمحن بعد خلاصه من الدكتاتورية المقيتة، وأي انحراف في الخطاب السياسي عن المسار الديمقراطي والمفهوم الاتحادي يؤدي لخلق فتن وتأجيج الجماهير المنتمية لهذا الحزب وذاك…وعدم السيطرة على المشاعر يؤدي لتقاتل داخلي وبدوره يؤخر عملية النضوج السياسي والإداري للدولة العراقية.

الفتن الطائفية أنقض عليها جميع الأطراف الوطنية وبات أمراً في خبر كانَ وأخواتها، لكن الاحتقان القومي وبالخصوص بين أكبر مكونين للشعب العراقي مازال شرارته لم تنطفئ وهذا الأمر الصعب والخطير يجب أن يكون مرهون بالاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا.

أتفق الأكثرية من قوى سياسية ومراقبين ومنظمات المجتمع المدني أن  التوقيع على الاتفاقية أفضل من ترك العراق في فوضى أو بقائه تحت رحمة قرارات الأمم المتحدة أو سيطرة القوات الأجنبية. وقد فسر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأيده الكثيرين من قادة كورد وقيادات عراقية قد لا تتفق مع المالكي وطرحه لبعض القضايا بالخصوص فيما يتعلق بالحكومة المركزية القوية وتغيير عدد من مواد الدستور وتقويض سلطات الأقاليم قبل نشوئها، لكن من غير المنطقي والعملي تحميل الاتفاقية هذا العبء الكبير. وليس منطقياً أن نقول أنه يجب على جميع القوى أن تتوحد لموقف واحد وأن توافق على الاتفاقية بدون أي أن تضع عراقيل…وقد يعد بعيد عن الديمقراطية أن تكون جميع القوى المشاركة ذات توجه ورأي موحد. فأنه سياسياً صحي جداً أن تكون قوى تعارض الاتفاقية جملةً وتفصيلا.

أهم خطوة يجب على الحكومة وجميع القوى الوطنية أن تأخذها في أولوياتها أن ترجع حقوق العراقيين من المهجرين والمهاجرين داخل العراق وخارجه…وجميع المتضررين بسبب الاحتلال أو التحرير أو التغيير (سميها ما شئت) المتضرر يجب أن يعوض، ولا بد للدولة العراقية أن تعترف بما عاناه الكرد الفيليين منذ السبعينات ورد الاعتبار لهم وتعويضهم عن كل صغيرة وكبير من شهداء وأملاك منقولة وغير منقولة. كذلك يجب على المؤسسات المدنية التي دونت تجاوزات القوات الأمريكية أن تقدم تقاريرها من أجل تعويض المتضررين.

الخطوة الثانية والتي يجب أن تكون بموازاة أي عمل سياسي من قبل الحكومة هي تقديم الخدمات حتى يشعر الإنسان العراقي أنه حقيقةً عراقي وله حق في هذا العراق (العظيم) المظلوم شعبه والمحروم من أبسط حقوقه الطبيعية والتي لا يحتاج عراقي للمطالبة بها بل يسعى من خلال منظماته المدنية لنيل الحقوق المكتسبة. ولا يمكن أن يقبل الشعب بعد الآن أن الظروف غير مناسبة وتبدأ الحكومة التبريرات بخصوص المشاريع الاستراتيجية ومقتضيات المرحلة وتدخلات دول الجوار…العراق محمي بعد التوقيع على الاتفاقية من أكبر قوة في العالم ليس فقط عسكرياً بل اقتصاديا وتكنولوجيا. العراق يجب أن يبدأ بالازدهار والتطور والمقياس الفعلي هو ما يلتمسه المواطن من نتاج على أرض الواقع.

الصراع مع الكرد من بعض القوى سوف لا يصل لنتيجة تلبي رغباتهم التي في طيها وجوهرها حقد قديم ونظرة قومية إرضاء لأطراف إقليمية لا تريد الخير للشعب الكردي والذي بدون مشاركته الفعلي منذ البداية لا يمكن للعراق أن يصل لما وصل إليه الآن ويجب على بعض الأطراف أن تفهم أن المشاركة الحقيقية لبناء عراق متطور قادر على الاعتماد على قدراته الذاتية والتعايش مع مكوناته والعالم لا يمكن له التقدم أي خطوة دون مشاركة الكرد الفعلية. وأن التخوفات من انفصال الكرد بعد تحقيق أحلامهم المرحلية من أجل إنشاء الدولة الكردستانية الكبرى هي تخوفات دول جوار حتى لا ينعم الكرد فيها بحريتهم ولا يشعرون أنهم مواطنون كباقي المواطنين…ولقد سمع الجميع لمرات عديدة من القيادات الكردية أن فكرت الانفصال احتمال بعيد ( وإن كان حق تقرير المصير معترف ومقر دولياً) وقد يعد احتمال مستحيل في ضل الأوضاع الراهن للعراق وللمنطقة بشكل عام.

على جميع القوى أن تنطلق من حسن الضن بالأطراف الأخرى مهما صغرت أو كبر حجمها قوتها إمكانياتها قدراتها…مجموع المجتمعات العراقية كنز لا ينضب وقوة لا تقهر إن تكاتفت على أساس الحب المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة…أدعو للتقارب الضامن لحقوق الجميع بشكل منصف وليس على حساب الآخرين…أدعو للتعرف على البعض بشكل فعلي من خلال مشاريع سياسية اجتماعية واقتصادية تتداخل المجتمعات وفق المشروع الوطني والعقد الاجتماعي المتطور وفق العلم والمعرفة ومن خلال تجارب الشعوب التي أسست حضارة حضارية وانسلخت من ظلام الماضي والتأخر…علينا التعاون من أجل النهوض والتقدم للجميع فليس طيف عراقي أفضل من طيف عراقي آخر.
 ما هي المصلحة الوطنية العليا؟
هل هي توسيع الفجوات من أجل التناحر أم محاولة سد الثغرات التي يدخل من خلالها أعداء العراق وأعداء الديمقراطية التي تعد مثالية في المنطقة فالحقد يقتل البعض والحسد أخذ الآخرين ليتآمروا على الشعب العراقي وحرق مقدرات هذا البلد الغني بتاريخه وثرواته المعروفة والمخفية والثروة البشرية الهائلة واستعداد الشعب لتقبل الجديد والحديث ليكون جوهرة المنطقة في العلم والمعرفة والتقدم في جميع مجالات الحياة…المصلحة الوطنية العليا تتطلب التسابق من أجل إسعاد الجميع وليس الانتقاص من حقوق الآخرين.

المخلص
عباس النوري

‏2008‏-‏11‏-‏25


10

الإعلام العراقي المنتمي …مرض مزمن!

كل ما هو ممنوع مرغوب…وعند فسح المجال لما كان ممنوع بالأمس يساء التصرف والاستخدام.
في بعض الدول الإسلامية المحرمات ممنوعة بكل أنواعها، لكن استعمالها بالخفاء كثير ومفرط…مثلاً في السعودية بلد الحرمين الشريفين نسمع عن لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكننا نسمع أن بعض القائمين أهم أسباب الفساد والمنكر. وأن أرقام الاعتداءات الجنسية على الأطفال خصوصا بين الأقارب أكثر وأكبر من الدول التي يسمح فيها الدعارة وبيع الخمور والقمار وكل ما هو محرم في الإسلام. وفي بعض الأحيان ما يسرب من أخبار عن الأمراء والشيوخ أنهم متورطون في شتى أنواع الفساد…وأن أكبر المحرمات قتل النفس فتعتبر من الكبائر لكن تحت عنوان وشعار الحكم الإسلامي القتل جاري على قدمٍ وساق…

فنرى الحكومة السعودية وكبار مسئوليهم  وعلماء السوء والفجور يشجعون على القتل، لكن خارج السعودية خصوصا في العراق، والسعودي المتورط في القتل والتفجير يستقبل بحفاوة وتقدم له الجوائز والهدايا ويعتبر بطلاً سعودياً مهماً…وفي ذات الوقت تقطع رؤوس العراقيين في المملكة السعودية. والمصيبة أن الحكومة العراقية دعمت وبفخر إرجاع قتلة الشعب العراقي البريء للملكة السعودية وبطائرة خاصة، وقد تكون قدمت لهم الاعتذار عن مدة حجزهم…أو بالأحرى ضيافتهم. لكن لم نسمع أي مسؤول عراقي يناشد المملكة السعودية بشأن العراقيين السجناء والمتهمين حتى وإن انتهى مدة حكمهم…ولم نسمع كلمة من الحكومة العراقية بحق العراقيين الذين تقطع رؤوسهم بسيوف الفسق والفجور السعودي.

والمصيبة الأكبر هو أن الإعلام العراقي المنتمي حسب الطرف القومي والمذهبي والحزبي…لا همه مصير العراقيين…لا الأحياء التائهين في دول العالم وما يعانوه من ظلم وجور وقسوة الحكام وصعاب المعيشة…ولا يهتم الإعلام العراقي المنتمي للذين يذبحون كالخراف تحت سلطة آل سعود لتهم قد لم يتحقق منه قضاء عادل.

الحكومة العراقية خالفت ليس فقط الدستور، وإنما جميع النظم والقوانين والأعراف الدولية والأخلاقية حين أعادت القتلة السعوديين للملكة…لأن ذلك يشجع الحكومات الأخرى للمطالبة بمجرميهم على أساس مقايضة نتنه وعلى حساب الحق العراقي العام والخاص. عوائل الشهداء الذين قتلت أبنائهم وآبائهم وأمهاتهم وبناتهم بسبب المجرمين السعوديين الذين أعادتهم الحكومة العراقية يجب أن يقدموا دعوة قضائية ضد الحكومة للمطالبة بحقهم الخاص…والشعب العراقي عليه المطالبة بحقه العام من الجناة والذين حموا الجناة والمجرمين  والذين يجب أن يطالبوا بالحق العام هم أعضاء مجلس النواب، لكن شرائهم بثمن ليس ببعيد…صحيح طبق المثل العراقي (( حاميه حراميه)).

الإعلام العراقي منتمى لهذا الطرف وذاك…لهذه القومية وتلك…لجميع الأحزاب وتنادي بحقوق ومصالح أحزابها…والجميع متهمون بعدم الدفاع عن حقوق العراقيين ومصلحة العراق … بل الأكثرية متورطون وشركاء في أمثال هذه الجرائم التي تحاك خيوطها في أروقة الحكومة العراقية والرضوخ للمطالب السعودية…فالمملكة تدافع عن رعاياه كما تدافع كثير من دول العالم عن رعاياها وإن كانوا مجرمين…وإن كانوا قتلة…لكن حكومتنا لا تهتم برعاياها إلا أللهم في نقطة واحدة…الضغط على الدول الأوروبية لإرجاع المهاجرين واللاجئين العراقيين لعراق الموت والخراب عراق المحاصصة القومية والمذهبية…عراق سرق الثروات وهدرها من أجل مصالح ضيقة…عراق الخيرات والشعب جائع…عراق النفط…والعراقي البسيط لا يمكنه الحصول على لترٍ من النفط الأبيض وليس الأسود…فكم تمنيت لو حصلت على قنينة من حقي لأضعه تحت وسادتي وأقول هذا جزءُ من حقي وحق آبائي وأجدادي…وأحفادي القادمين.
عراق الرافدين…والماء شحه ولم يحصل الإنسان العراقي البسيط على ماءٍ نقي يروي عطشه في الصيف القاتل شمسه… إلا في المناسبات…فتكثر شاحنات المياه الصالحة للشرب برزاً للعضلات…وتمويهاً للواقع المر…وشراء الأصوات عند قرب موعد الانتخابات.

لو لم يكن الإعلام العراقي مسيراً …لما تجرأت الحكومة من إرسال المجرمين والقتلة بطائرة خاصة.
لو لم يكن الإعلام العراقي منتمياً للأحزاب النافذة…وحسب مبدأ التوافق ((غطي لي وأغطي لك)) لما تجرأ الحكام السعوديون من ذبح العراقيين بسيوفهم …لما تجرئوا من تعذيب اللاجئين في (رفح)…ولماذا لا تعيد الحكومة العراقية اللاجئين في (رفح) لأرض الوطن…بل تعاقب العراقيين الذين باعوا كل ما يملكون للوصول لدول ديمقراطية حقيقية لدول يحترم فيه حقوق الإنسان بل ويصان فيه حقوق الحيوان.

الإعلام العراقي يجب أن يتدارك حاله ودوره الريادي في مراقبة السلطة…ويكون صوت العراقي دون أي انحياز أو تمييز. وإلا كان شريكاً في جميع الجرائم التي تقترف بحق الشعب العراقي.
المخلص
عباس النوري
‏17‏/‏08‏/‏08
abbasalnori@gmail.com



11
من للعراقي البسيط ؟


جميع الأحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية وتلك الأحزاب التي لم تحضي بأصوات تؤهلها للدخول في البرلمان أو يكون لها موضع قدم في مؤسسات الدولة العراقية تنادي وتعمل بجد وإخلاص من أجل الإنسان العراقي.

قد تتفاوت الأساليب بين حزبٍ وآخر لنيل هذا الهدف النبيل، وقد تختلف الرؤى السياسية بخصوص السياسة الداخلية والخارجية طبقاً لأيدلوجيات الأحزاب. لكن للأمانة ليس هناك حزب عراقي يميني أو يساري إسلامي أو علماني يكن العداء للشعب العراقي وهذا الحزب يسعى للمشاركة في العملية السياسية، لكن في هذه الأحزاب من الممكن أن يدخلها أناس ضعفاء الأنفس يبيعون ضمائرهم بثمنٍ بخس للأجنبي ولمن يريد النيل من العراق والعملية السياسية الفريدة من نوعها في تاريخ العراق والمنطقة…وعليه ليس من المعقول تحميل الحزب كاملةً المسؤولية بل جزءٌ كبير من مسئوليتها لمعرفة أعضائها واتجاهاتهم ونواياهم…وهذا معمول به في كل الأحزاب قديماً وحديثاً في الدول النائية والمتطورة.

الذي أريد التوصل إليه…طالما الجميع يهدف لخير العراق وشعبه، وأن الخلافات والاختلافات في وجهات النظر ليس أمراً سلبياً بالمعنى والقصد…بل هذا الصراع يؤدي لنتائج إيجابية وهو روح الديمقراطية.
لكن، ما هي السياسة الداخلية وما هي السياسة الخارجية لو أننا نظرنا من وجهة مصلحة الإنسان العراقي البسيط وبعيداً عن المصطلحات السياسية التي لا تصنع خبزاً ولا ماءاً صالح للشرب ولا كرامة.
السياسة الداخلية لدى الدول المتطورة هو البحث عن أفضل الوسائل العملية من أجل رفاه المواطن. عند مناقشة سياسيين محليين لدولة معينة تراهم يطرحون أمور إنشاء مدارس متطورة، وتشييد شوارع تسهل عملية المواصلات، ومراكز رعاية المسنين، وحماية الأطفال، وتنظيف المناطق ومكافحة أبسط الأمور السلبية…مثل أصحاب الحيوانات يشكون من قلة سلة المهملات الخاصة بغائط الحيوان في الممرات والشوارع.
أكثر اهتماماتهم ومحاور النقاش لا تسمع مصطلح سياسي، ولا لفظ ذات علاقة بسياسة الوطن بشكل كامل بل تنحصر في المنطقة ذاتها.

السياسة الخارجية: تعني وتهتم بكيفية التعامل مع الدول المحيطة والعالم من أجل مكاسب الشعب حاضراً ومستقبلاً. وفي كلا الحالتين أن العمل السياسي في الدول الديمقراطية المتطورة يصب في مصلحة المواطن، وهناك معاهد وكليات تهتم بدراسات مستقبلية للحفاظ على التطور واستمراره. وهذه الدراسات والبحوث تأخذ جميع جوانب حياة الإنسان…وتقدم التقارير للسياسيين من أجل الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية…فلا نسمع تصريحاً عفوياً ولا نشعر بقرار ناتج عن مشاعر وإنما على أساس دراسة وتمعن…يأخذ بنظر الاعتبار وبأهمية كبيرة تأثيرها على السياسة العامة الإقليمية والعالمية.

الحالة العراقية في تطور مستمر، لكن هناك معوقات كثيرة ومستعصية، ولا يمكننا التوصل لحلول سريعة. العملية السياسية في العراق بحاجة لدورات وصولات وجولات…وعدد من السنين لكي ينضج السياسي العراقي طبقاً للمواصفات العالمية المتطورة. لذلك من غير المنطقي الحكم على العملية السياسية بالفشل أو النجاح.
المعوقات:
1- من أهمها التجزئة التي كان مبرمج له بين أطياف وأعراق الشعب العراقي فخلقت (الماحصصة) وهي كلمة غريبة في اللغة العربية. وكأن الوطن يجب أن يقسم بين أطياف وقوميات وأديان ومذاهب…ومن بعد جهد جهيد يبحثون عن المصالحة الوطنية.
2-  ولاء بعض الأحزاب لدول إقليمية ودول بعيدة.
3-  التسابق من أجل السلطة…وليس التسابق من أجل بذل الجهد من أجل المواطن.
4-  البحث عن المكاسب بكل أنواعها.
5-  الابتعاد عن معنى وفحوى المسؤولية.
6-  عدم الاعتماد على دراسات ومتخصصين في السياسة كعلم، ولا في باقي العلوم الإنسانية قبل اتخاذ القرار…بل أكثر القرارات ارتجالية.
7-  التمسك بالسابق أكثر مما البحث عن حلول آنية ومستقبلية.
8-  استخدام وسائل (التسقيط) فقط لأن الجهة مخافة أو من اتجاه آخر.
9-  الاعتماد على لغة القوة بدل لغة السياسة في حل المشاكل.
01-  ليس هناك معيار حقيقي لحقوق الإنسان في الواقع العملي التطبيقي.
وهناك نقاط كثيرة قد يضيفها مراقبين ومتطلعين للعملية السياسية…ومن أهمها أن العراق أستلم من قبل قوى كانت معارضة وليس لديها تجربة في إدارة الدولة. وأن المرحلة الدكتاتورية قد تركت تركة كبيرة. وأن للإرهاب دور تخريبي قد كان معوق أساسي في سير العملية السياسية باتجاه صحيح وسليم.

الحاصل الإيجابي بعد تجربة خمسة سنوات أنتج أمور كثيرة نلاحظها تطفو فوق سطح البحر العراقي الهائج…ومنها:

1- القوى السياسية الطائفية والقومية بدأت تتواصل وتحتك بسبب العمل المشترك.
2-  هذه القوى بدأت تدرك أن التمسك بالمبادئ الضيقة تفقدها مصداقية الوطن والوطنية.
3-  بدأ عملية الانفتاح بين الأطياف المتحاربة والمتصارعة فعلاً أو قولاً…وهذا أدى لانفتاح نحو الدول الإقليمية والعالم.
4-  شعور القوى السياسية نحو المواطن أخذ ينمو أكثر، لأنهم الأدوات والسبل التي تثبتهم في الحكم.
5-  شعور القادة السياسيين أنهم مسؤولين ويحاسبون من قبل القانون والمنظمات المدنية والشعب صحح مسارهم.
6-  ظهور أحزاب وحركات ترفع شعار وطني حذر الأحزاب القومية والمذهبية من خسارة كبيرة.
العام الحالي والقادم سوف نلاحظ توجه الحكومة نحو المواطن المسكين، وتوجه الأحزاب الجديدة والقديمة لكسب صوت الإنسان البسيط…لكن السؤال هل يثق العراقي بهذه الأصوات.
الذي يهم المواطن العراقي هو العمل الفعلي، الذي يهمهُ هو الماء الصالح للشرب ورغيف الخبز بعزة وليس بمذلة…المواطن العراقي يريد كهرباء…المواطن البسيط يسمع بأن العراق ينتج 3 مليون برميل نفط حالياً، وفي طور إنتاج 6 مليون برميل، ولا يمكنه الحصول على لتر بنزين أو نفط أبيض….المواطن البسيط يريد مستشفى وأدوية…يبحث عن مدراس لأطفاله…يبحث عن أمان من القتل والتهجير والعصابات.

من يقدم للمواطن الخدمات الضرورية ومن يضمن حقوقه الطبيعية والمكتسبة سوف يحصل على صوته في الانتخابات المحلية وغيرها خصوصا بعد أن المرجعية رفع يده من التدخل في السياسة والبرلمان يستمر في إصراره على عدم استخدام الرموز الدينية في الانتخابات.
وبعد أن أعلن المرجع السيد السيستاني أنه أب لجميع العراقيين بدون استثناء… كل هذه وتلك مجمل من إيجابيات …يجب أن يلتفت إليها السياسيين العراقيين في المرحلة المقبلة. العراق بخير والخير قادم رغم كل السلبيات.

المخلص
عباس النوري
‏08‏/‏07‏/‏08

abbasalnori@gmail.com
   
         

12
رياض النوري اغتالته أيادي أعداء السلام

لعل الهجوم من الكثيرين على التيار الصدري بالتعميم دون معرفة بأن فيها رجالاً صالحين يحبون العراق وشعبة…مؤمنين بالحكمة والموعظة الحسنة لفض النزاعات …لكن اختلطت الأوراق. وراح الأخضر بسعر اليابس كما يقال…اليوم قتلوا شخصية دينية وسياسية يعد في قمة الأخلاق والنبل. عرفته من قرب محباً للعراقيين دون أن يميز…لكن هناك دائما قوى تصب الزيت على النار فكان النوري يمثل حمامة السلام للتيار الصدري.

من الصعب أن أعبر هذه المأساة…لأنه لو كتبت عن سيد رياض النوري، فهو من أولاد عمومتي.
وعائلة النوري قدمت شهداء في زمن الطاغية…ومازالت كل يوم تقدم الشهداء في درب بناء العراق الجديد…لكن أين المنصفين. فقد يتصور البعض لكون رياض النوري الرجل القريب من السد مقتدى أنه بعيد عن باقي التيارات والأحزاب…فأن السيد جعفر أبن السيد الشهيد الأول محمد باقر الصدر متزوج من أخت السيد رياض النوري. وأن أقاربه القريبين منه، من منهم في حزب الدعوة ومنهم قياديين في المجلس الأعلى…وفي أحزاب سياسية أخرى…ومنهم المستقلين ومنهم الفقراء في الشرطة والجيش وكسبة…
ولأهمية السيد رياض النوري في تهدئة الأوضاع وباستمرار وتأثيره المسالم منذ أحداث تفجير المرقدين للأماميين العسكريين عليهما السلام وغيرها…قد أدت لتيار متشددة تتمثل بالصقور حسب التعبير المتعارف عليه أن يكن له الضغائن…وأن وقفته الأخيرة بعدم تدهور الوضع في النجف الأشرف يمكن جعلها الحد الفاصل لعراق لا يقبل بالمعتدلين.

وأن موقف رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق في الجريمة تبين مدى أهمية سيد رياض النوري ومدى معرفة السيد رئيس الوزراء بمواقف الشهيد وهذا نص التصريح: واوضح الدباغ في تصريح خص به الوكالة المستقلة للانباء (اصوات العراق) ان "رئيس الوزراء نوري المالكي، امر اليوم (الجمعة) بتشكيل لجنة برئاسة وزير الامن الوطني شيروان الوائلي، وعضوية ممثلين عن وزارة العدل، للتحقيق في مقتل السيد رياض النوري الذي اغتيل بعد صلاة الجمعة في النجف."
وكان السيد حيدر الجابري من مكتب الشهيد الصدر في النجف، قال لـ ( أصوات العراق) في وقت سابق ان "مسلحين مجهولين أطلقوا النار الجمعة على السيد رياض النوري احد ابرز مساعدي السيد مقتدى الصدر امام منزله في حي الفرات شمالي النجف لدى عودته من صلاة الجمعة." وأضاف ان الحادث أسفر عن مقتل السيد النوري على الفور، فيما لاذ المسلحون بالفرار مستقلين سيارة بلا لوحات.
واضاف الدباغ في تصريحه لـ(اصوات العراق) أن المالكي "امر بتوجه اللجنة التحقيقية الى مدينة النجف، للكشف عن ملابسات جريمة قتل السيد رياض النوري." متهما من اسماهم بالـ"جهات المشبوهة التي تستهدف الشخصيات الوطنية المعتدلة" بالوقوف وراء استهداف النوري.

وقد يكون هنا وهناك من الجهلة بالمواقف والأمور ليلصق تهمة قتل السيد الخوئي لهذا وذاك، مع أنني ضد الجريمة البشعة التي أدت بحياة السيد الخوئي المسالم. وأي جريمة أخرى، وليس الدافع لكتابة هذه المقالة أن السيد رياض النوري قريبٌ مني…نهم أسم العائلة تتشابه…نعم عرفته وقابلته …ولي علاقة قوية بوالده السيد جاسب النوري الذي يعد الصديق الحميم للسيد محمد محمد صادق الصدر…وهو الذي زوج أبنته للسيد جعفر أبن السيد الشهيد الأول محمد باقر الصدر قدس سره..

لمن لا يعرف رياض النوري: سيد رياض سيد جاسب النوري
المشرف على دراسات الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
تدرج في العلوم الحوزوية لمراحل متقدمة.
يمتلك أخلاق عالية جداً….
سجن لفترة من قبل القوات الأمريكية في الموصل.

لو أن ليس له أهمية في وضع العراق الراهن لما يأمر السيد رئيس الوزراء بتشكيل لجنة وزارية من عدد وزراء للتحقيق بهذه الجريمة النكراء…ولما كان لرئيس الجمهورية التقدم باستنكاره وتسميت الجريمة بالنكراء…ولو قدر للأجهزة الأمنية التوصل للقتلة سنعرف أسباب قتل هذا الإنسان هو لكونه مخالف للعنف بكل أشكاله وصوره…ولم يقتلوا شخصاً..بل قتلوا حمامة سلام.

أتقدم بالتعازي للسيد جاسب النوري وجميع أفراد عائلته وأولاده الصغار وعشيرة السادة بيت النوري جميعاً لفقدانهم سيد رياض…كما وأعزي نفسي وأهلي وجميع من عرفوا رياض النوري عن قرب…أو سمعوا به…وتعزيتي للعراق الذي يفقد يومياً العشرات من رجالاته وأبنائه ونسائه من الطيبين والطيبات..
 

المخلص
عباس النوري
‏11‏/‏04‏/‏08


13
ما بعد البصرة ((حرب ضروس))أم انفراج تام

لعل البعض ممن يهمهم أمر رئيس الوزراء نوري المالكي وكثير من قيادات حزب الدعوة والمستفيدين من عملية البصرة يصورون أي فشل لنجاح، وأي إخفاق لنصر…فليس ببعيد أن يصفه البعض برجل المعركة والمرحلة…لكن السؤال ماذا بعد البصرة.

لا أريد هنا الحديث حسب المقولة (بعد خراب البصرة) لأن البصرة لم تخرب بعد كما كان متوقع، لأن الطلبات والضغوط دفعت السيد مقتدى للإيعاز إلى أنصاره وتابعيه من خلال المبادرة أن يتوقفوا عن القتال، ولكن لم تتضمن المبادرة إلقاء السلاح وتسليمها للحكومة…لكون هذا السلاح وجوده من أجل مكافحة المحتل…حسب تصريحات السيد مقتدى وعدد من مسؤولين التيار الصدر وجيش المهدي.

ولم ينحصر القتال في البصرة كما لاحظه الجميع، فبعد تحويل عملية الفرسان بقيادة القائد العام للقوات المسلحة من عملية مطاردة الخارجين عن القانون لعملية مجابهة بين القوات الحكومية العراقية وجيش المهدي…أنتشر ليشمل عدد من المحافظات في الجنوب والوسط…ومناطق متفرقة من بغداد رغم التكتيم الإعلامي…وكان لمنطقة الخضراء الحظ الأوفر من الصواريخ وقذائف الهاون…تحدياً للقوات الأمريكية لكنهم لم يحركوا ساكناً، أو بالأحرى حاولوا تجنب الدخول في هذا القتال الذي عبروا عنه بأنه شأن الحكومة العراقية وتجربة للمالكي وللقوات العسكرية العراقية. والتأييد الأمريكي ومباشرةً من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أنقلب لكي يؤيد مبادرة السيد مقتدى الصدر…بعد أن أيقن الجميع بأن العسكر ولائه ليس مطلق للحكومة من ناحية، ومن جانب آخر أن الحكومة أخفقت في بسط السيطرة الكاملة على البصرة عسكرياً وأمنياً فضلاً أنها كانت فاقدة سيطرتها سياسياً قبل العملية ولم تحاسب المقصرين السياسيين المحليين أو بالأحرى ليس بمقدورها التعرض لهم.

ورجع المالكي لبغداد…ولم يوفي بوعده أن يبقى حتى فرض القانون حسب تعبيره…لكن الظاهر كان قرار السيد مقتدى هو الذي خفف من حدة الأزمة. والآن بدأ منظري حزب الدعوة وبعض الكتاب بتبرير العملية وتحويل الخسارة العسكرية والسياسية لنجاح… ولا أعرف مصطلح رجل المرحلة على من تنطبق ومن يستحقها. البعض قال أنه لا خسارة ولا ربح… وآلاف القتلى والجرحى من أبناء الشعب العراقي سقطوا في البصرة ومناطق أخرى…لكن الأرقام الحقيقية سوف تكون مجهولة. في حين سمعنا عن قائمة المطلوبين لا تتعدى المائة مطلوب للعدالة، وهل سوف يسمع الشعب العراقي بأسماء المطلوبين، وهل أمسكت القوات الحكومية ببعض من هؤلاء …أم أن المجرمين الحقيقيين الذين سببوا في قتل الأطباء والعلماء والنساء وتهريب النفط والمواد المخدرة انسحبوا لمناطق آمنة بعد أن أشعلت نار الفتنة في البصرة.وآخرين وصفوا الخسارة عراقية في كل الأحوال..لأن وإن كان القتلى من الجانبين فهم عراقيون…ودائما وأبداً الخاسر الوحيد الإنسان العراقي المسكين والبري.

لكن ماذا بعد البصرة… هناك أمر سياسي وقضائي حسب طلب السيد مقتدى لكي يوافق من إطلاق مبادرته هو تقديم المالكي ووزير الداخلية والدفاع للمسائلة وقد تتطور الأزمة السياسية لسحب الثقة من الحكومة بالتوافق مع أحزاب برلمانية. أما بخصوص الأزمة المسلحة سوف تأخذ مساراً آخر في الأيام القلية القادمة.
 والمنتظر من الرد الفعلي لجيش المهدي بعد أن يلم شمله ويستعيد عافيته أن يبدأ بهجوم لم يسبق له مثيل على القوات الأمريكية لأنه مدرك أن القائد الحقيقي لعملية البصرة هم الأمريكان وما قصف الطائرات الحربية الأمريكية إلا دليل واضح.

ماذا أدت عملية الفرسان في البصرة من نتائج:
1- مزقت الصف الشيعي وخلقت أزمة سياسية جديدة قد تؤدي بسقوط الحكومة.
2-  رفع مستوى شعبية السيد مقتدى بأنه صاحب قرار مهم ومؤثر ولا يمكن تجاهله.
3-  توحيد الأطراف المقاومة للمحتل لكي تصب غضبها المسلح في اتجاه واحد.
4-  تحويل عام الأعمار الذي أعلن عنه السيد رئيس الوزراء لعام إرهاب من نوع آخر.
5-  إعادة النظر في ولاء العسكر والشرطة، وهذا يتطلب وقت كبير لإعادة التنظيم.
6-  تدهور وضع الإنسان العراقي لأسوء مما هو عليه، وله مردود سلبي على الحكومة لنكثه للوعود بتحسين الحالة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.

أما أمريكا قد تغير رأيها السابق بخصوص اعتمادها على السياسيين العراقيين، فلم تكن تجربة الدكتور أياد علاوي ببعيدة…ورغم كل الجهود الأمريكية السياسية من حيث إرغام أطراف سنية كانت تعرقل العملية السياسية بطرق مختلفة…والتفاوض مع أطراف حملت السلاح…والجهود الأمنية والعسكرية لإنجاح عملية فرض القانون والتي ذهبت هباء بعد (( فرسان البصرة). فأن الولايات المتحدة قد تكون مجبرة للبحث في خياراتها الصعبة. وذلك لأن في استراتيجيتها بالتأكيد خطط لها أولويات وخطط احتياطية لأسوء الحالات. وهل أن الإخفاق في البصرة، أو عدم قيادتها للعملية بشكل مباشر، أو سوء اختيارهم للتوقيت والمكان كان سبب عدم وصولهم للهدف…أم أن الجانب المعني (الإيراني) كان أقوى وقد نجح لفرض إحدى أهم أوراقه التفاوضية من أجل إبعاد شبح حرب أمريكية إيرانية.
 - الخيارات الصعبة لأمريكا في العراق أما أن تنسحب وتترك الساحة لفوضى عارمة…وتترقب النتائج…وتتدخل في الوقت الذي تراه أن جميع الأطراف قد أجهضت ودمرت بعضها. وأما تترك العراق للأبد على أساس أن دورها انتهى بعد تسليم الملف الأمني بالكامل للعراقيين، وهذا الأمر لا يخدم إستراتيجيتها للشرق أوسط جديد.
- أما أن تعلن الأحكام العرفية وتتدخل بقوة لمجابهة مسلحة للقضاء على جميع المليشيات وهذه مخاطرة كبيرة تكلفها كثيراً أمام العالم، لأنها لا تريد إعادة تجربتها في فيتنام.

الوضع المتأزم لا يمكن فرض عليه صبغة مزيفة، ولا يمكن الاعتماد على طرف دون الآخر.
أمام القادة السياسيين العراقيين أمراً واحد وحلاً فرضته الحالة والواقع الحقيقي لمكونات المجتمعات العراقية. والحل أقرب لهم مما يتصورون، لكن هل لدى الجميع الشجاعة للاعتراف به وقبوله قبل فوات الأوان. عليهم جميعاً القبول أن العراق للجميع…عليهم تقديم التنازلات لبعضهم وعدم محاولة الاستحواذ على السلطة والثروات حسب الأمنيات والرغبات، بل يجب عليهم المصارحة وتطوير الثقة المتبادلة والكف عن المؤامرات على بعضهم البعض بخلق الأزمات السياسية والأمنية.
الابتعاد عن الأحقاد والضغائن القديمة وفتح صفحة عراقية جديدة …مصلحة العراق فوق جميع المصالح…وأن لا يضعوا مقياس النضال والأحقية لهذا الطرف دون الآخر.
ثم الأعداد لمؤتمر تشارك فيه جميع القوى السياسية التي داخل العملية وخارجها…بشرط أن لا يكون هناك مؤتمر دون موافقة الأطراف بالحضور والأعداد. وأن يطرحوا كل ما لديهم بصراحة ووضوح…وأن يعدوا لمؤتمر إقليمي يشارك فيه جميع الدول المعنية…بأن يبتعدوا عن الاتهامات ونظرية المؤامرة…من أجل ضمان مصلحة العراق ومصالح الدول التي تتأثر بالعملية السياسية العراقية وتؤثر فيه. 

المخلص
عباس النوري
‏2‏ ‏نيسان‏,‏‏ ‏2008
 

14
من يصر على خراب العراق

المثل العراقي الشائع (بعد خراب البصرة) هذا المثل أنتشر وأستخدمه كثيرٌ من الكتاب العرب للتعبير عن أمور سياسية في دول متعددة، لكن المثل أستخدم في العراق كثيراً وهو يوحي لتأخر العمل بعد فوات الأوان، وقد يعني أنه لا يمكن الإصلاح إلا بعد أن يعم الخراب. لكن بعد بحثي أن أصل المثل وجدت في الرابط أدناه:
http://www.al-shia.com/html/ara/books/lib-tarikh/mahdi-89/006.htm

أخذ جزءً من الرواية وللقارئ العزيز إن رغب بقراءة البقية.

أما خراب البصرة فرواياته ثلاثة أنواع: خرابها بالغرق. وخرابها بثورة الزنج. و(خرابها)  بوقوع خسف وتدمير فيها.

وأكثر كلمات أمير المؤمنين عليه السلام  الواردة في نهج البلاغة وغيره تقصد الخرابين الأولين اللذين وقعا في زمن العباسيين كما ذكر عامة المؤرخين.

قال عليه السلام  في الخطبة رقم13: (كنتم جند المرأة، وأتباع البهيمة، رغا فأجبتم، وعقر فهربتم. أخلاقكم دقاق، وعهدكم شقاق، ودينكم نفاق، وماؤكم زعاق. المقيم بينكم مرتهن بذنبه، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه. كأني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة، وقد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها، وغرق من في ضمنها).

قال ابن أبي الحديد: (فأما إخباره عليه السلام  أن البصرة تغرق ما عدا المسجد الجامع بها، فقد رأيت من يذكر أن كتب الملاحم تدل على أن البصرة تهلك بالماء الأسود ينفجر من أرضها، فتغرق ويبقى مسجدها.
- أن البصرة تهلك بالماء الأسود يتفجر من أرضها (يقصد النفط، وقد يكون المقصود أن خرابها يكون بسبب وجود النفط تحت أرضها. وهذا الذي نراه اليوم من الصراع بين الأطراف للسيطرة على البصرة والتحكم بمواردها النفطية…وقد يؤدي هذا التقاتل لخراب البصرة والله أعلم.

والصحيح أن المخبر به قد وقع. فإن البصرة غرقت مرتين، مرة في أيام القائم بأمر الله، غرقت بأجمعها ولم يبق منها إلا مسجدها الجامع بارزا بعضه كجؤجؤ الطائر، حسب ما أخبر به أمير المؤمنين عليه السلام  جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام، وخربت دورها وغرق كل ما في ضمنها، وهلك كثير من أهلها، وأحد هذين الغرقين معروفة عند أهل البصرة يتناقله خلفهم عن سلفهم). انتهى.

وأما خرابها بسبب ثورة الزنج التي وقعت في زمن العباسيين في منتصف القرن الرابع، فقد أخبر به أمير المؤمنين عليه السلام  أكثر من مرة، من قبيل الخطبة 128 التي قال فيها: (يا أحنف كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب، ولا قعقعة لجم، ولاحمحمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها أقدام النعام).

قال الشريف الرضي(ره): ( يومئ بذلك إلى صاحب الزنج). ثم قال عليه السلام :(ويل لسكككم العامرة، والدور المزخرفة، التي لها أجنحة كأجنحة النسور. وخراطيم كخراطيم الفيلة، من أولئك الذين لا يندب قتيلهم، ولا يفقد غائبهم).

وثورة الزنج بدأت في القرن الثالث بقيادة القرمطي الذي ادعى أنه علوي، وهي مدونة في مصادر التاريخ، وقد انطبقت عليها الأوصاف التي وصفها بها أمير المؤمنين عليه السلام  بشكل دقيق، وكانت ردة فعل للظلم والترف واضطهاد العبيد، وكان عامة جيشها من الزنوج العبيد الحفاة الذين لا خيل لهم.

- لكن للرواية وقصة خراب البصرة بقية وأمور غيبية لا أريد أن أطيل النقل عنها، ولمن يرغب مراجعة الرابط أعلاه ليتطلع على تفاصيلها، ولست هنا بصدد البصرة بالذات دون غيرها من مدن العراق وخرابها وخراب قياداتها.

بعد هذه المقدمة عن المقولة (بعد خراب البصرة) ادخل بالحديث عن عنوان المقالة (من يصر على خراب العراق)، وقبل الإجابة جال في خاطري سؤال من يريد أعمار العراق – بعد خرابه. وهل للبصرة وخرابها أثر في خراب العراق ودماره…أم أن العمل على أعمار البصرة له أثر إيجابي من أجل أعمار العراق، ونحن بصدد عام الأعمار حسب مقولة رئيس الوزراء الذي قالها بعد أن أعلن انتصار خطة فرض القانون والمصالحة الوطنية …وما إلى ذلك من إشاعات أثرها السلبي وضح وبان أكثر من أثر المقولة الإيجابي. وهذه نتيجة الأخذ بالوشايات والرأي العبثي.

نعم العراق بدأ خرابه قبل ثلاثة عقود، وقد خرب العراق في تاريخه لمرات عديدة، ولا أعرف إلى أي مدى وبعد تاريخي نذهب، ونتحدث عن تاريخ خراب العراق من قبل سبعة آلاف عام، أم نبدأ من حيث تأثير العثمانيين والصفويين. أم تاريخ خراب الوطن ينحصر من تاريخ الدكتاتورية المقيتة، أم أن لكل الفترات أثار سيكولوجية على البنية التحتية للإنسان العراقي، أم أننا نأخذ بفترة الاستعمار البريطاني وما بعد ثورة العشرين. أم أن الصراع قومي، طائفي وذات علاقة بأحقاد دفينة لم تطفو على سطح الضمير العراقي لكي تعد لها حلول جذرية.

هل حقيقةً أن هناك من يريد خراب العراق؟
لكي أجيب على هذا السؤال الذي بات أمراً يعيش أثاره المواطن العراقي من انعدام ثقته بقياداته السياسية والدينية لحد كبير…وإن أراد البعض إخفاء الأمر لكي لا يعد عدواً ويخسر حياته كما خسر مجمل حقوقه. يجب أن أوضح الفارق بين العراقي الذي يريد الخراب، والأجنبي، وأقصد بالأجنبي كل من هو ليس عراقي بالولادة والولاء…وإن أغتصب وثائق البعض لكي لا يحسبون عراقيون لغاية فضحتها وقائع وحقائق تاريخية وحوادث ومجريات حديثة العهد.

نعم، ولا… العراقي الذي يعمل على خراب العراق من جانبين أما عن إدراك وأما من غير شعور. ولا تنطبق على جميع المخلصين للوطن والشعب لكن لم تسنح لهم الفرصة لإثبات ذلك. ولنعد للعراقي الذي يعمل على خراب العراق، وأمثال هؤلاء كثيرون، منهم غسلت أدمغتهم لدرجة أنهم لا يفرقون بين معنى الوطنية وعلاقتها بالفكر والمبدأ والمعتقد, ويوجهون كل قواهم باتجاه الهدف الذي رسمه أعداء العراق حسب المنظور والمفهوم الشائع. وأعداء العراق لا يعملون ويجتهدون ويوظفون كل شيء من أجل خراب العراق لحبهم للخراب والتدمير، لكن نواياهم ونتاج عملهم يصب في مصالحهم القومية والمادية ودفاعهم عن عوامل بقائهم. والعلماء أجادوا وبينوا مثل هذا الأمر بمقولة (الصراع من أجل البقاء). فأنهم بمنظورنا أعداء العراق، لكنهم يصورون تحركاتهم وتوظيفهم للعراقيين لنيل مآربهم بأنه دفاع عن العقيدة الحقيقية والأمر الذي لا بد منه. العراقيون المتلقون لمثل هذه الأفكار لم يتعرفون على معاني الوطنية، ولا يهمهم أمر الوطن بقدر ما توصلت قناعتهم الضيقة لفكرة العقيدة فوق كل شيء، وما يقومون به وإن كانت تعد جرائم في نظر الآخرين، لكن النية تصب لغاية سامية وفوق جميع الغايات والمصالح الدنيوية، لذلك يمكنهم تبرير كل قبيح بنظر الطرف الآخر لحسن لم يناصروهم. ولهؤلاء أعداد كثيرة من التابعين والمناصرين. الموضوع طويل ومتشابك وبحاجة لتفصيل جوانب عديدة منها تاريخية وأخرى ذات علاقة بشخصية الإنسان العراقي. والتعرض لأمثال هذه المواضيع قد يتهم الفرد بالزندقة ولا ينجوا من الحكم القاسي. ويجدر بالمثقفين الاستعانة بأسلوب (كليلة ودمينة) وكبار الكتاب الذين كتبوا بلسان حال الحيوان، من أجل إيصال الفكرة للناس عسى أن يتعظون، وبذلك وقووا أنفسهم وأهليهم نار غضب المعنيين.

المعروف عن تشكيلة المجتمعات العراقية المتنوعة أنها لا تعرف عن بعضها الكثير، وهناك من لم يسمع عن الأطياف المتنوعة، ولا يعرف عن أهمية هذا التنوع الجميل وبعده الثقافي وكنوزه الحضارية والتاريخية…وفوائده المستقبلية. فيحاول أصحاب الفكر الضيق أن يعطوا صورة عن حقيقتهم الأبدية، وتفردهم في البقاء في حياة الدنيا وتفردهم للحصول على مكاسب الآخرة دون غيرهم. وبهذه الطريقة يشعر المتلقون وهم بكثرة أن الباقين حجر عثرة وشوائب يجب إزالتها بأي ثمن ويصبح واجب حتمي لا تراجع فيه.

لو أننا نظرنا لطرفين رئيسيين في الصراع القائم حالياً في عراق الحداثة، مع أن مصطلح الحداثة بعيد كل البعد عن الواقع العراقي الغارق في عصر الظلام. وكم كان بودي أن أبتعد قد الإمكان من المسميات المذهبية والطائفية، لكن الواقع هو هكذا، وما هو إلا نتاج الخطاب الخاطئ الذي بدأ به قيادات سياسية ودينية منها ذات ارتباط بما أسلفنا، ومنها نتاج عن عدمية التجربة إلا تجربة المعارضة طويلة الأمد.
وهنا أتحدث عن المنتمين للمذهب الشيعي وأنا منهم وللمذهب السني الذي أناسبهم وبيننا روابط الدم والأولاد والأحفاد وتاريخ نضالي ضد الدكتاتورية. وبودي أن أبدأ بأمر تاريخي وعن شخصية إسلامية مهمة للطرفين دون إنكار ولا حتى من الأعداء ولا حتى من الذين لا ينتمون للدين الإسلامي. هو الأمام علي أبن أبي طالب عليه السلام رابع الخلفاء وأبن عم الرسول محمد صل الله عليه وآله وسلم وعلى أصحابه الغر الميامين. فليس هناك أي شك من أي الطريفين بخصوصية هذه الشخصية الإسلامية من شجاعة وإخلاص للدين الحنيف وصدق الحديث وما قدمه للأمة من علوم مازالت موضع بحث ودراسة. ولنهج البلاغة مثالٌ حي. لو أن للأمام الأول للشيعة أي قدر شك أو شائبة لأحد الخلفاء الذين سبقوه بالخلافة لما سمى أسماء أولاده بأسمائهم. فأولاده من فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (ع) بنت الرسول الأعظم الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام سيدي شباب أهل الجنة، فكان له أولاد أبو بكر وعمر وعثمان  والعباس (عليهم السلام أجمعين) ومنهم من أستشهد مع الحسين (ع) في واقعة الطف بكربلاء المقدسة. فهل من المعقول أن يكون هناك خلاف بينه وبين الخلفاء ويكني أبنائه بأسمائهم، أم أنه كان من باب الود والمحبة…ومن منا يكره شخصاً ويسمي أبنه باسمه؟.
ومن يقول بأن أبناء المذهب السني لا يحترمون الأئمة عليهم السلام، ومن حضر مراسيم الذكر يعرف جيداً أنه لا يخلو الأشعار والمدائح الدينية من ذكر الأئمة الأطهار والتقرب منهم وبهم للخالق المتعال، ومن تفحص الزائرين للنجف وكربلاء وسامراء والكاظمين لعرف أن كثير من أبناء المذهب السني يترددون في الزيارات والمناسبات ويتقربون إلى الله تعالى بالنذر والدعاء خلال زياراتهم. ومن أطلع على كتب الصحاح وكثير من الكتب التي هي من تأليف شيوخ المذهب السني لقرأ عن مناقب الأئمة عليهم السلام. وللشافعي قصيدة بحقهم قال: يا آل بيت المصطفى حبكم فرضٌ من الله في القرآن أنزله، يكفيكم فخراً أنكموا من لم يصلي عليكم لا صلاة له.

وبالمقابل ألم يزور عدد من رجال الدين الشيعة لأبي حنيفة النعمان ولمرقد عبد القادر الكيلاني وصلوا جماعة بإمامة شيخ من المذهب السني. والعديد من التزاور والتقارب. أليس ممثلي الشعب العراقي من السنة والشيعة تحت قبة البرلمان، أليس رئاسة مجلس النواب من السنة، أو ليس رئاسة الجمهورية من السنة، وفي رئاسة الوزراء من السنة. فلماذا هذا الجزم على أن الصراع بين السنة والشيعة…وأن الحرب الأهلية بين السنة والشيعة…وما إلى ذلك من سموم أعداء العراق وأعداء الإنسانية فقط لنيل أهدافهم وغاياتهم وتحصين مصالحهم ونفوذهم في العراق الجريح.

الذين يريدون ويصرون على خراب العراق، هم الذين يحاولون إيجاد النعرة الطائفية المقيتة التي لا اصلها ولا فروع بل هي مختلقة من قبل أعداء العراق ومن قبل العراقيين الذين وقعوا في الفخ، ومن الذين باعوا دينهم بدنياهم والأشر الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم.

في العراق مسلمين ومسيحيين وأزيديين وصابئة مندائيين…وهناك من لا يعتقد بأي دين…ومن العراقيين سار مع السرب حفاظاً على حياته وحياة عائلته. لكن لماذا تشريد هذه الشرائح وقتلهم وإجبارهم لترك مناطقهم التي سكنوها منذ آلاف السنين.

السؤال الملح…هل العراق وجد لدين معين ولمذهب خاص…وعلى الباقين ترك البلاد أو قتلهم أمر بات واضحاً ولا مفر منه…و لا حل له.
نسمع كثيراً بأن السنة والشيعة يتعاونون مع بعضهم للقضاء على الإرهاب وهذا التعاون بدأ نتيجة عمل حثيث من قبل الحكومة والعشائر والتوجيه الصحيح من علماء المسلمين من قبل الطرفين. هل هذا يكفي أم أنه يجب أن يتعاون السياسيون الذين هم أصل المشكلة وما كان خطاباتهم السياسية غير المسؤولة التي أدت لهذا الشرخ الكبير. والتعاون لا يبدأ إلا ما توفرت ظروف ومستلزمات ضرورية كثيرة ومن أهما الثقة المتبادلة وقبول الآخر على أساس أنه عامل مهم في بناء الدولة العراقية المبنية على أساس الديمقراطية والتعددية مثلما كان ويجب أن يكون…عراق جميع الطيف الجميل. ولا يمكن أن ننسى بأن هناك خطوات تستحق الذكر والتقدير من قبل السياسيين المنتمين للمذهبين، فبدأت خطابات السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بأن العمل يجب أن يكون نحو لم شمل جميع العراقيين دون أي تفرقة مذهبية أ, عنصرية وهذا أمرٌ يبشر بالخير. وما بدئه السيد طارق الهاشمي من مشروع المصاهرة الوطنية وجمع بين زوجين من مذهبين مختلفين لأمرٌ يستحق التقدير والإعلان عنه بصورة أكبر وأوضح لكي يتبعوه الآخرون ويأخذوه نموذجاً حياً للتقارب وللتآخي…وأن تقتصر وسائل الإعلام من إشاعة الكره والبغضاء وبيان محاسن صاحب الوسيلة الإعلانية ونسيان حقوق الآخرين ممن يقدمون على أعمال واقعية ملموسة ترتقي لمستوى الألفة والمحبة ولم شتات العراقيين الذين أراد تفرقتهم الخارجي الباعث للحقد والزارع لبذور الفرقة والعداء بين أبناء الوطن الواحد.

لو لخصنا الأمر بأن بعض القادة بدئوا بمحاولاتهم الحثيثة لسد ثغرات التفرقة التي أوجدتها قوى الظلام…ونعي جيداً أن أمام هذه القادة قادة آخرون من صنف معاكس ومشاكس يرون الحياة والآخرة لهم لا لغيرهم لأن الحقيقة التي توصلوا لها حقيقة أبدية ولا يعلو عليها حق…فيعرقلون المسيرة من خلال التذكرة بالماضي وربط الأمور الإيجابية المستحدثة بأمور يراد بها تبريرات لما في داخلهم وعقولهم المريضة للكسب المادي وتلبية لمصالح الأجنبي…فعلى هؤلاء أن يضعوا دماء الأبرياء التي تراق كل يوم أمام أعينهم، وأن يتحكموا لضمائرهم ويتقوا الله تبارك وتعالى إن كان لهم ذرة من الإيمان. وإلا على القيادات الوطنية المخلصة استئصال جذورهم لكي لا يكون على المخلصين من حرج، ولا تأخذهم لومه لائم  فقال الله تعالى:( ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي الألباب). مع أنني لا أود قتل ذبابه أو أقل أو أكثر من ذلك.
الذين يصرون على خراب العراق، أما أنهم يؤمنون بمفاهيم ظلامية متعمدين لفعلها لكي يقدموا عجلة التاريخ حسب ما هو مذكور في كتب خاصة قد تكون صحيحة أو لا، أو أنهم يؤولون أخبار طبقاً لرغباتهم وما أملاه عليهم أعداء العراق. ولا أعرف أي منطق وأي عقل يقبل بأن من أجل إسعاد البشر علينا بقتلهم…ومن أجل الأعمار يجب أن يبدأ خراب البصرة…فلكي يطبقوا المثل(بعد خراب البصرة). ولهذا نرى البصرة وغيرها بدأت فيها عملية الخراب المبرمج تلبيةً لتحقيق المقولة.

الأمر المستعصي والذي لا يتحدث به قياداتنا الأفاضل وبيدهم الحل والربط وبيدهم سيل الدماء أو إراقتها. وهو موضوع الذين عملوا مع النظام السابق وهم المنتمين لحزب البعث. يقال أن عدد أعضاء حزب البعث قبل التغيير كان مليون أو يزيد. وينسى البعض أن لهؤلاء أهل وأقارب وأولاد وأحفاد وأبناء عمومة وآخرين مقربين…ولو أضفنا العدد لذلك العدد لما بقى عراقي داخل العراق إلا وكان أما منتمى للحزب أو قريبٌ منه بشكلٍ وآخر. وإذا أردنا وضع الجميع في قفص الاتهام لما كنا منصفين ولا يمكننا تطبيق العدالة ولا الأقرب منها. ولو تحدثنا عن المصطلح المشاع (الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين) فلنتحكم للقانون…والقانون يفرض على السابق واللاحق…وليس له حكم رجعي…وأي قانون نتحكم إليه…وقانون الغاب غالبٌ في أكثر الأحيان. أما أن نقبل بأن هؤلاء المنتمين للبعث رغم كل جرائم السلطة الدكتاتورية والمصائب التي جر إليها العراق من حروب داخلية وخارجية وأنفال وحرق حلبجة والأهوار ودفن الأحياء…وما جر به العراق لهذا المنزلق الخطير بوجود الأجنبي والتحكم بسيادة العراق ليومٍ لا يعرف مداه أحد. وهو الوحيد المستفيد من انعدام التوافق السياسي والمجتمعي في العراق.
إن أعضاء حزب البعث لا يستسلمون لأمر الواقع ويرون بأن السلطة لهم وحدهم ومحرمٌ على غيرهم فهذا يعني استمرار المأساة والحاجة ضرورية لجميع القوى الوطنية أن توحد صفوفها والوقوف بوجه تحركاتهم وبيان نواياهم من قبل الجميع، ومن يحاول التستر عليهم يعد عدواً لأمن العراقيين وسلامتهم…ويجب أن يقدمون للقضاء لينتهوا مما هم عليه أو نيل جزائهم العادل وحسب مقتضيات ضرورة المرحلة. وأما إذا كان الأمر أن يكونوا جزءاً من العملية السياسية حسب المستحقات الديمقراطية، فهم أحوج لبيان حسن نيتهم من خلال اعترافهم بالجرائم السابقة، وطلب المعذرة من الشعب العراقي وخصوصاً من المظلومين في عهدهم.

لكننا نرى أن الصراع القاتل هو بين أطراف وأحزاب من المذهب الواحد، وخصوصاً من المذهب الشيعي مع أنه هناك صراع بين المذهب السني بسبب مقاتلة أعضاء القاعدة والتكفيريين. لكن القتال المشهود في أيامنا هذه هو بين أحزاب شيعية لأن كل طرف يرى أنه هو صاحب الحق في الحياة والسياسة وغيره على خطأ…والنتيجة أن خراب البصرة أمر أخذت بوادره تظهر يوماً بعد يوم. والحكومة المركزية لا تتدخل، أو بالأحرى لا تتمكن من التدخل لأن هناك ضغوط خارجية وداخلية من قوى لها قدرتها ومن قوى داخلية تعتبر جزءٌ مهم في العملية السياسية. فكلما تخلصنا من معضلة ظهر أمرٌ أخطر وأكثر صعوبة.

هل يمكن أن نقول أن هناك رؤية سوداوية عندي ولدى غيري، أم أن الواقع يفرض علينا هذا الاشمئزاز والاستسلام للأحقاد الدفينة وأنه لا منقذ لنا غير الفوضى الخلاقة التي اختلقت وليس لنا مخرج.

الأكثرية يعبرون عن تجاربهم ورؤياهم في الحل الأمثل لكي يجد الشعب العراقي متنفس، لكن هل كل الحلول واقعية وممكنة التطبيق…وهل الجميع يوافقون على التعامل من أجل تحقيق تلك الحلول…وقد تأخذ بعض القيادات العزة بالأثيم وكبريائهم لا تدعهم أن يتقبلوا الحلول من الآخرين…لأنهم أصحاب الحقيقة ولا يقبلون بالنصح من الآخرين. وهناك مثل ( خذوا الحكمة من أفواه المجانين). لكن هل هناك عقلاء لكي يتقبلوا الحكمة من أفواه المجانين…أم الأكثرية تضن أنهم أصحاب الحكمة وليس غيرهم فهم المجانين.


المخلص
عباس النوري
‏2008‏-‏03‏-‏24
   

15

من يتحمل المسؤولية للتقاتل الداخلي

في أي دولة ديمقراطية أو ديكتاتورية متطورة أو متأخرة، عندما يحدث عنف لمستوى التقاتل بين فصائل ممثلة في السلطات المركزية وسلطات المحافظات، تكون أسبابها الفشل السياسي لا غيره.

لقد حذرنا من إشاعة أخبار نجاح العملية السياسية، والعملية الأمنية والمصالحة الوطنية طالما هناك طائفية، محاصصة وتسابق على السلطة من أجل السلطة ونهب الثروات. وقلنا مراراً لا يمكن تزيين الوضع المتردي بألوان تزيلها شمس العراق المحرق، أو قطرات أمطار الصيف.

الجيش التركي دخلت الأراضي العراقية وتعدت على سيادة العراق، وذكرنا بأن السكوت على مثل هذا الأمر بمثابة رسالة خاطئة لدول أخرى تهج نفس النهج. مع أن الجرح النازف في قلوب الوطنيين لم يلتئم وإذا بإيران تقصف الأراضي العراقية وتهجر أهالي سبعة قرى. والبعض المتلقين للأوامر الخارجية ينفذون عمليات عسكرية شديدة من الهجوم بالصواريخ على المنطقة الخضراء وقصف لمناطق في العاصمة بغداد. والتقاتل بين الطائفة الواحدة في الكوت والبصرة والموصل ومناطق متفرقة في العراق الجريح.

الشعب العراقي يُغيب عن حقيقة الأحداث والصراعات الدولية أو المفاوضات الدولية من أجل مصالحها على حساب مصلحة وأمن الشعب العراقي وبمساعدة وتعاون قيادات هي داخل العملية السياسية وخارجها في آن واحد. بينما الشعب العراقي يعاني الأمرين مرارة السياسيين وتسابقهم على السلطة ومرارة فقدانهم لأبسط مستلزمات الحياة.

ماذا مدى التضحيات التي تريدها بعض الأطراف من الشعب العراقي لكي تستريح ضمائرهم. وأي أسلوب عمالة للخارج يجب أن يتبعوه لكي تنفذ بحقهم قانون الخيانة العظمى. وكم من الأموال يجب أن يسرقوا من خلال تهريب ثروات الشعب لكي يطبق عليهم قوانين النزاهة وسرقة وهدر الأموال العامة. وإلى أي درجة من الدونية يجب أن يتدحرجون لكي تثبت عليهم كل هذه الجرائم. أين سلطة القانون؟ أين القوات الأمنية المنفذة للقانون؟ أين السلطة التنفيذية لتطبق بحقهم العدالة وليس العدل؟ لكن السؤال الأهم متى يستيقظ الشعب من غفوته والكف عن مساندة أمثال هذه الأحزاب والقيادات التي لا تريد الخير للآخرين، فقط إرغام الغير بالقوة وبكل الوسائل غير المشروعة من أجل مصالحها وتنفيذ خطط الأجنبي؟

على الحكومة وبالخصوص السيد رئيس الوزراء أن يقول الحقيقة أو يستقيل! على السلطة التشريعية أن تحل نفسها إضراباً على ما تقوم به بعض الأوساط السياسية من أعمال هدر الدماء وقتل الأبرياء ونهب الثروات وبمساعدة بعض أعضاء البرلمان ممثلي الشعب، وبسكوت أعضاء آخرين لأنهم تابعين لا حوله لهم ولا قوة …إلا أنهم يرفعون أيديهم بالموافقة حين يأتيهم الإيعاز، ويسكتون تارةً أخرى لعدم رضى صاحب القرار….لقد سئم الشعب العراقي هذه المهازل.
على رئاسة الجمهورية إعلان حالة الطوارئ حسب مقتضيات المصلحة الوطنية العامة والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين العراقيين وحسب الصلاحيات الدستورية أدناه:-

ـ لرئيس الجمهورية، تقديم طلبٍ الى مجلس النواب بسحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء.
 2ـ لمجلس النواب، بناءً على طلب خُمس (1/5) اعضائه سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء، ولا يجوز ان يقدم هذا الطلب الا بعد استجوابٍ موجهٍ الى رئيس مجلس الوزراء، وبعد سبعة ايام في الاقل من تقديم الطلب.
3ـ يقرر مجلس النواب سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء بالأغلبية المطلقة لعدد اعضائه.
ج ـ تُعدُ الوزارة مستقيلةً في حالة سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء.
د ـ في حالة التصويت بسحب الثقة من مجلس الوزراء بأكمله، يستمر رئيس مجلس الوزراء والوزراء في مناصبهم لتصريف الامور اليومية، لمدة لا تزيد على ثلاثين يوماً، الى حين تأليف مجلس الوزراء الجديد وفقاً لاحكام المادة (76) من هذا الدستور.
ﻫ ـ لمجلس النواب، حق استجواب مسؤولي الهيئات المستقلة وفقاً للاجراءات المتعلقة بالوزراء، وله اعفاؤهم بالاغلبية المطلقة.
تاسعاً :ـ
أ ـ الموافقة على اعلان الحرب وحالة الطوارئ بأغلبية الثلثين، بناءاً على طلبٍ مشترك من رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء.
ب ـ تُعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثين يوماً قابلة للتمديد، وبموافقةٍ عليها في كل مرة.
ج ـ يخول رئيس مجلس الوزراء الصلاحيات اللازمة التي تمكنه من إدارة شؤون البلاد في أثناء مدة إعلان الحرب وحالة الطوارئ، وتنظم هذه الصلاحيات بقانونٍ، بما لا يتعارض مع الدستور.
د ـ يعرض رئيس مجلس الوزراء على مجلس النواب، الإجراءات المتخذة والنتائج، في أثناء مدة إعلان الحرب وحالة الطوارئ، خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ انتهائها.

ولا أعلم أي طوارئ أكثر تأزماً من الحالة الحالية وتتصاعد الأزمة يوماً بعد يوم…والمحاولات الفاشلة من احتواء الأزمات بعلاج مؤقت لا ينفع ولا يدر. الحاجة ضرورية لدواء دائم وإيجاد أسس قويمة لبناء الدولة العراقية الحديثة.

وعلى القوى السياسية الوطنية حقاً أن تتخذ موقف موحد وصارم…وبصوت عال متوحد كفى التقاتل من أجل السلطة ونهب الثروات…والعمل على أمرين مهمين لا ثالث لهما من أجل خلاص العراق من جميع أزماته.

1- الضغط من أجل إقرار قانون الانتخابات للقوائم المفتوحة وليس المغلقة.
2-  إعادة تنظيم الدولة وكافة مؤسساتها حسب الأسلوب الديمقراطي ورفض أسلوب المحاصصة.

ومن أجل تحقيق الأمرين يجب إشراك الأمم المتحدة كمراقب على كافة الدوائر الانتخابية، بشرط أن يكون القائمين على العملية عراقيون مستقلين. بطريقة أن لا تجزأ العراق لمناطق طائفية مع رفض الشعارات الدينية والقومية والعنصرية وأي أسلوب يستغل بها صوت الإنسان العراقي.

هل للعراق قيادات مخلصة، وهل هناك رجال قادرين على تحمل المسؤولية من أجل مصلحة العراق وشعبه…أم الأكثرية باعوا ضمائرهم للأجنبي، والعراق يجب أن يقسم ويمزق حسب رغبات الحاقدين على تطور واستقرار العراق وسلامته.


المخلص
عباس النوري
‏2008‏-‏03‏-‏23
abbasalnori@yahoo.se
 

16

المصاهرة الوطنية أم المصالحة الوطنية؟

لعنا نحن أبناء وادي الرافدين منقسمين على أنفسنا رغماً نتيجة الظروف الطبيعية، فمن شرب من نهر دجلة لا يتوافق مع من شرب من نهر الفرات، وفواكه الوسط (ديالى) له طعمٌ غير فواكه كربلاء. ورياح الغربية بجفافها تعاكس الرياح الجنوبية الشرقية…تصادم الرياح في أعالي الجو يحدث رعداً وتمتزج الأبخرة لتسقي جميع الأراضي فبالتالي تختلط دمائنا…رفضنا أم قبلنا فهذه هي مجريات الطبيعة…ومقدرات الله سبحانه وتعالى.

لكن الظاهر أن السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية أراد أن يختصر الطريق فبدأ بمشروع المصاهرة الوطنية، لكي لا يكون لسني حرج بأن يتجول في مناطق شيعية، ولا لشيعي أن يزور أهل زوجته وإن كانوا في (الطارمية) أو الزعفرانية أو في (هيت و عانه)…

سمعنا قصص تجار من الجنوب فقدوا وقتلوا حين سفرهم وترحالهم، ولمثلث الموت شهرة لم ينساها أهالي الشهداء…وعدد من أبناء عمومتي يخصهم الأمر.

وحادثت تفجير المرقدين العسكريين عليهما السلام أراد أن يخلق التقاتل الطائفي. لكن بفضل الله عز وجل وبجهود الخيرين والمخلصين للعراق وشعبه ذهبت الغمامة السوداء… وتصافحت الأطراف، وصلوا جماعة لقبلة واحدة وبنداءٍ واحد…الله أكبر…وأشهد أن محمداً رسول الله…وللطرفين قرآن واحد ليس فيها زيادة أو نقصان…ومرت الأزمة وخاب ضن الأعداء.

لقد بحثت عن عنوان المصالحة كثيراً، وكتبت عنها مراراً، وشاركت في بعض المؤتمرات…أولها في فندق بابل وبحضور عدد من السياسيين…لكنني لم أفهم المصالحة بين من ومن؟ وهناك الكثيرون يطرحون نفس السؤال…!

المؤتمر الأخير الذي عقد في بغداد بحضور السيد رئيس الوزراء والسيد رئيس مجلس النواب وعدد لا بأس به من شخصيات…مع أنني ذكرت في مقالة بعنوان (مؤتمر القوى السياسية) لا تفي بالغرض، مع أنني كنت أبحث بين الحضور عن فخامة رئيس الجمهورية أو أحد نائبيه..وبالخصوص السيد طارق الهاشمي…وبعد سؤالي قالوا: كلمة رئاسة الجمهورية ألقاها الأمين العام لديوان رئاسة الجمهورية…احتفظت برأي مع علامة استفهام أكاد أخفيها. مع أنني طرحت بعض التساؤلات محاولاً إرسالها للسيد رئيس الوزراء…لكن الموقع الخاص بالحكومة الموقرة ليس بالمستوى المطلوب، والرسالة ترجع لصاحبها مباشرةً. فقررت أن أغير في أسلوب الرسالة الخاصة لدولة رئيس الوزراء لتكون مقالة…وكان من أهم مطالبي هو المصالحة مع المظلومين من أبناء الشعب العراقي. لكن قصوري بأنني لم ألتفت لمشاريع أكثر عملية من الخطابات الرنانة. وقد نبهني لذلك مقالة للأستاذ مهند حبيب السماوي الذي عاهدته ناصراً للحق منتقداً الجوانب التي يراها تسيء للعراق وشعبه، وعهدته صريحاً غير متملق. ومقالته حول المصاهرة الوطنية أوقفتني قليلاً وكنت ما بين الشك والريب والظن والتصديق…وبعد وضع المنطق ميزاناً وحكماً وجدت الصواب في حديثه موثقاً بحقائق. والآية الكريمة تقول: (ولا تبخسوا الناس أشيائهم).

المصاهرة الوطنية مشروع عملي وفعلي يطبق على أرض الواقع، والمكتب المختص بالسيد طارق الهاشمي الذي وصفوه بالمتطرف للمذهب السني …يقدم المساعدات ويشجع الشباب لإكمال نصف دينهم، وليس فقط شباب المذهب السني، بل من المذهب الشيعي أيضاً والأكثر من ذلك حين يتزوج سني من فتاة شيعية أو العكس يزداد العطاء. فللمتزوجين من المذهب الواحد يحصلون على مبلغ (700)دولار والسني الذي يتزوج شيعية أو الشيعي الذي يتزوج سنية تكون المعونة (1500)دولار. وطبعاً اليوم بالذات وبمناسبة المولد النبوي الشريف قدمت مثل هذه المعونات.
سؤالي للقارئ الكريم…هل سمعت بهذا الخبر…هل وسائل الإعلام عملت ضجة إعلامية لهذا الموضوع…هل المصاهرة الوطنية امتداد للمصالحة الوطنية؟

وسؤالي للسيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية المحترم…هل في نيتكم مشروع آخر في هذا الاتجاه، وقد يعطي بعداً أكبر ويعمق روح المحبة بين العراقيين…وهنا أقصد المظلومين خلال فترة أكثر من ثلاثة عقود…هل يجدون منكم التفات أبوي وطني إنساني…وأنتم تعرفون بأن مخيمات عديدة في السعودية وإيران يعانون الأمرين…مرارة الحالة ومرارة البعد عن الوطن.

هنيئاُ لمن يزرع بذور المحبة، وما هناك عمل ينال به المرء الجنة أفضل من جمع بين جنسين على سنة الله ورسوله - وهذا حديث رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الميامين حين قال: الزواج سنتي ومن رغب عن سنتي فليس من أمتي…وقال: تزاوجوا وتكاثروا لأتباهى بكم الأمم.
وسؤالي لمن لا يخاف الله ويتهم القيادات السياسية جزافاً…هل نريد أن نعيش في بلد فيه جميع الطيف العراقي الجميل كما هو وكما كان…أم يحاول البعض ويسعى لعراق تقتل فيه جميع الطوائف والأديان ويبقى فيه هو وحده مع دينه وطائفته الخاصة المبشرة بجنة الدنيا والآخرة؟…
مجرد سؤال.



المخلص
عباس النوري
‏20‏/‏03‏/‏08
abbasalnori@yahoo.se

17
مؤتمر القوى السياسية …لا يفي بالغرض

منذ اللحظات الأولى وأنا أشاهد عبر قناة العراقية وقائع المؤتمر الثاني للقوى السياسية الذي أنعقد في بغداد – قصر المؤتمرات والذي كان شبه خالي من سياسيين كنا نتوقع حضورهم، وكلي أمل بأن هذا المؤتمر سيعطي دلالات كبيرة لتحسين الوضع السياسي وبدوره يعين العراقيين للتخلص من أزماتهم الخانقة.

لكن بعد سماعي لكلمة السيد رئيس الوزراء المحترم نوري المالكي فسرته أنها رسالة مشجعة ولها مضمون سليم لكنها غير واضحة وليس فيها من الحقائق التي يعرفها أغلب الشعب العراقي.
وبعد سماعي لكلمة السيد محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي وهو حاول أن يعبر عن أصوات من لا صوت لهم ضننت بأنه سوف يأتي بما بحديث يوضح الحقائق…لكنها كانت مجرد أمنيات نطرحها يومياً ولكن لا من يسمع ولا من مجيب. وبحثت بين الحضور في كل صورة يراه المخرج مفيدة للدعاية فلم أجد حضوراً للسيد رئيس الجمهورية ولا لأحدٍ من نوابه…
ولم أجد بين الجمع شخصيات سياسية كنا نتصور بأنهم معنيين بمثل هذا المؤتمر…وكنت أتمنى تقريراً من السيد وزير الدولة للمصالحة الوطنية أكرم الحكيم المحترم في بدايات الجلسات، لكن خاب ضني…وكنت أتوقع أنه سيكون هناك شرحاً عن محادثات بحر الميت أو اللقاءات المنتظرة في إيطاليا.

نعم في كلمة السيد رئيس الوزراء نوه بأنه ليس هناك مصالحة مع من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين…وأكد ذلك في اللقاء الصحفي بأنه من غير الممكن مشاركة حزب البعث في العملية السياسية….لكن الكل يعلم أن البعثيين متواجدين في أكثر المؤسسات الحكومية…وأكدت الدولة العراقية وأكثر المنصفين أن سبب جميع الجرائم التي حدثت بعد 9 نيسان 2003 هم أزلام النظام البائد وفلول القاعدة والتكفيريين…لكن مصطلح الملطخة أيديهم بدماء العراقيين بات أمراً قديم…لا يجدي نفعاً فالذي يسرق ثروات العراق ويمول الإرهاب أشد عداوة للشعب العراقي…فالسارق للموارد الطبيعية التي هي حق المواطن العراقي يقتله جوعاً والذي يورد الأدوية المسمومة ويهرب الأدوية الصالح يقتلهم بالداء عوض الدواء…والقائمة تطول حين نصف المأجورين والذين ينفذون الأجندات الخارجية فهم أخطر من الأول والثاني.

أما ما بال الذين أصابهم قسطٌ من ظلم النظام الدكتاتوري ويعرفون المأساة وطعم سياطها وبيدهم القرار وصنعه لكنهم يغضون الطرف عينا…وبات المظلومون ليس لهم من ناصر ولا مدافع.

أليس الأجدر والأنجع…أن تكون المصالحة بين السلطة ومن حرم من أبسط مستلزمات الحياة الضرورية…وبين الذي سلب منهم كل غالٍ ونفيس…وشردوا في بقاع الأرض بما رحبت …وبين الذين قدموا أولادهم وآبائهم فداءاً للوطن وشعبه…ثم تناسوا بل أصبح حرمانهم وبالاً…أليس من المنطقي أن تجعل الحكومة هؤلاء الكم الهائل من المظلومين والمحرومين سنداً وعوناً لها بدل الظالمين.

سيادة رئيس الوزراء المحترم…أنا متأكد من نواياك ولا أشكُ في شجاعتك لقول الحق…لكنني أخشى من أن من يحاول صدكَ عن قول الحق لا يملك شجاعتك…فخطابك يفتقر لتوضيح الحقائق كما هي…ولا سامح الله أن تكون السلطة وحلاوتها عائقاً لكي لا تفصح.

حاولت أن أرسل لسيادتكم رسالتي عبر الموقع الخاص بالحكومة، والذي يشير لعنوان بريد إلكتروني خاصٌ بكم، لكن هناك عرقلة…ولهذا السبب أجعله رسالة مفتوحة…أن أحببت الرد عليها أو إهمالها فالأمر يعود لسيادتكم وحسن اختياركم.

الحل الذي يراه الكثيرون ممن يهمهم مصلحة العراق وشعبه دون أن تكون في نيتهم أي فوائد مادية أو معنوية سوى إرجاع الحق في نصابه قد الإمكان والاستطاعة…ونقدر الظروف، لكن لا نقبل الأعذار والتبريرات.

المصالحة الوطنية الحقيقية مع الشعب العراقي وليس مع المجرمين، لكن لهذا شروط وبحاج لقيادة شجاعة لها القدرة من اتخاذ القرارات دون عرقلة المؤثرات والتأثيرات الجانبية.

العراق بحاجة لصحوة من النوع الفكري المسالم المناهض للعنف بكل أشكاله. العراق بحاجة لإنصاف المظلومين جميعاً من خلال العمل الواقعي والفعلي وليس من خلال تلوين الخطابات ونشر الشعارات وبث الإشاعات والترويج لما سوف يفعل…والأحلام الجميلة. وليس من خلال بيان منجزات قليلة ليس لها نسبة تذكر بالقياس للثروات والإمكانيات الهائلة…فمجموعها لا تساوي نسبة قليلة من مجموع السرقات.

أقترح بالتعاون مع القوى الخيرة السياسية والمدنية، والكف عن التمسك بالقوى التي تعيش في الخيال…وكأنها سراب قوى ملثمة لها ارتباطاتها بمن هو ليس من العراق بشيء لا حاضراً ولا مستقبلاً…وليس يكن للعراق أي ودٍ ولا احترام…بل يخلق المعوقات ويضع العثرات من أجل إفشال العملية لخدمة مصالحها…وإن كان من حقهم خدمة مصالحهم لكن ليس على حساب مصلحة العراقيين كما تفضلتم… لكن من واجب الحكومة إيقافهم عند حدهم ولو بالكلمة الشجاعة إن لم تكن لها قدرة استخدام أمورً أخرى.

الصحوة الفكرية والتوعية الجماهيرية هي التي سوف تنقذ العراق وشعبه من الأزمات كلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وعندما يبدأ الإنسان العراقي يشعر أن هناك تماسك وتلازم بينها وبين السلطة حيينها تدافع عن وجودها وكيانها وحقوقها من خلال دفاعها عن السلطة…

هذا البصرة دمرت بسبب عدمية التواصل بين السلطة وناسها، وكثير من أهالي البصرة توزعوا في أرجاء العالم يتباكون حالهم وحال أهاليهم لما عانوه ويعانون منه حاضراً وما يأتي به مستقبلاً أكثر عنفاً وجرماً بحق الإنسانية…فالقصص تنتشر بسرعة البرق…ما هو ذنب شابة في السادسة من عمرها تغتصب وتقتل…وما ذنب الأطباء يخطفون ويقتلون…وما ذنب..وما ذنب النخيل التي تحرق وتندثر…وما سبب النفط يسرق ويسرب للخارج لكي يمول عناصر القتل والخطف…وما سبب هذا التقاتل من أجل السيطرة على البصرة التي هي بوابة العراق وشريانها النابض…اقتصاديا وثقافياً و..و….هل لدى العراق جغرافية مائية غير البصرة…؟ ما هذا الجفاء..ولا أخبرنا بذلك من قبل، ولا كان المرجو من القيادات هذا السكوت..ومن الخوف..أم من الجار إذا كان جائراً أم من الشقيق إذا طغى، أم من الأهل والأحبة وهم يسحقون.

وهذه واسط…(الكوت) تتقاتل الفصائل بينها…ولا شيء يذكر، وكأن الأمر غيم ومطر صيف لا نبتل ونبتلى بها ومنها.
وما الوضع في الديوانية…وكربلاء…وغيرها من مناطق…قد لا يكون لكم خبر بها وعنها. أم الذي حدث في بغداد وبالتحديد (مدينة الحرية) من حربٍ من على السطوح، أم أنها أخبارٌ وإشاعات…لا صحة لها…وأهلنا الكاذبون..

البعض حمل الأحزاب الإسلامية العبء والمهازل، وإن كان لهذه الأحزاب الإسلامية يدٌ فقد وضعوا جرحاً في الدين الذي ينتمون إليه مع أن الله  تبارك وتعالى قال: (نحن نزلنا الذكر ونحن له لحافظون) نعم لكن، قد أخروا تقدم العمل بل هدموا ما أراد بنائه المخلصون.

أرجو الجواب على هذه التساؤلات ليشفى غليل من ينتظر البصيص من الأمل، ويضع حداً لمن يستخدم الأخبار ليشفي غليل الأعداء. الأمر لكم…ونتمنى لكلم النصح والتوصل لما فيه خير دنياكم وأخرتكم…والله من وراء القصد.


المخلص
عباس النوري
‏19‏/‏03‏/‏08
abbasalnori@yahoo.se
     

18
المفتش العام في وزارة الداخلية …شـكراً!

لعل كثير من العراقيين يتطلعون لإنجازات كانوا ينتظرونها بشغف وطال صبرهم ووصل لحد أن ينفذ. ولعل القليل يشيدون ببعض الإشادة لما تقدمه بعض المؤسسات من خطوات تستحق الذكر والتقدير.

أتقدم بالشكر للسيد المفتش العام لوزارة الداخلية بخصوص الإعلان في قناة العراقية عن الجواز العراق (G). حيث يحث الإعلان المواطنين العراقيين داخل العراق مراجعة الدائرة المختصة للحصول على الجواز المذكور، وكذلك تحث العراقيين مراجعة السفارات العراقية خارج العراق لنفس الغرض…ويطلب السيد المفتش العام في وزارة الداخلية التواصل معه من خلال أرقام هواتف وعناوين إلكترونية عند تعرضهم للمشاكل أو معوقات. وهذه المبادرة تستحق الشكر والتقدير…وكم أتمنى لو أن باقي المفتشين العامين في بقية الوزارات تخطو بنفس الطريقة لكي يتم التواصل بين المواطن والمؤسسات الحكومية.

لكن يخطر ببالي بعض التساؤلات أعرضها للسيد المفتش العام، وأعرضها بهذه الطريقة من خلال الانترنيت لكي أحث من لديه تساؤلات أخرى، أو مشاكل معينة.

السيد المفتش العام في وزارة الداخلية المحترم…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مبادرتكم لهذا الإعلان ممتازة وجهودكم مشكورة، لكن هل المتقدم للحصول على جواز السفر الجديد لا يحتاج لكي يدفع 800دولار لكي يحصل على النسخة الجديدة.

وهل تعرفون المدة التي يحتاجها المتقدم لكي يحض بهذه الوثيقة المهمة.
وهل لديكم علم بالفترة الطويلة في السفارات العراقية لكي تتم المقابلة.

والسؤال الأهم…
أنا واثق بأن سيادتكم تعلمون بأن أكثر من مليوني عراقي سلب منهم جميع الوثائق التي تثبت عراقيتهم وهذه عرقلة وحجرة عثرة كبيرة بأن يحصلوا على جواز سفر عراقي. وهنا أتحدث عن شريحة الكرد الفيليين. ما هو الحل لديكم بخصوص هؤلاء العراقيين الذين سلب منهم جميع ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة…وهم بأمس الحاج للجواز العراقي لكي يتابعون قضاياهم ومستحقاتهم الإنسانية والوطنية.

هل لدى السيد المفتش العام تواصل مع وزارة الخارجية وتعاون بخصوص شريحة الكرد الفيليين؟
هل لدى السيد المفتش العام معلومات عن عمل السفارات العراقية بهذا الخصوص؟

أخيراً وليس آخراً
شكراً لجهودكم، وأتمنى أن يأخذ الإعلان صوته لينال الواقع العملي، وأن يصل لسماع جميع العراقيين لكي يتواصلوا معكم من أجل إنجاز مهمتكم. مع العلم أن هناك شح في عدد الجوازات المرسلة للسفارات العراقية.

دمتم لخدمة العراق وشعبه. وفقكم الله تعالى لخير البلاد والعباد.


المخلص
عباس النوري
‏17‏/‏03‏/‏08
abbasalnori@yahoo.se
 

19
السياسة فن الممكن والطالباني محنك

عندما انتقدنا زيارة رئيس جمهورية العراق لتركيا التي شن جيشها هجوماً على حزب العمال الكردستاني، وحطمت جسور وقتلت الأبرياء استباحت بذلك سيادة العراق. قلنا أنه ليس من المنطقي زيارة رئيس دولة معتدى عليها للدولة المعتدية، لأن في ذلك رسالة خاطئة لبعض الدول بتكرار الجريمة. وكان من منطلق الحرص على العراق ورئيسه وشعبه. ودفاعاً عن سيادة أرضنا، لكن البعض وضح بأن الأمور بيد المحتل الأمريكي وكانت تلبية لإرادتها.

اليوم أود أن أسجل كلمة حب وتقدير لقادة العراق بشكلٍ عام وللقيادة الكردية بصورة خاصة لما أبدوه من موقف مشرف لاستقبالهم وتنظيمهم لمؤتمر البرلمانات العربية في إقليم كردستان العراق وعاصمتها أربيل الحرة المستقرة.

لكن ليس هذا هو الأهم، بل أن الإنجازات التي توصل إليها هذا اللقاء التاريخي مما أفلج صدور الكثيرين. والأكثر أهمية دهاء السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس إقليم كردستان في أسلوب التعبير والخطاب السياسي، والذي أزال الكثير من الشكوك في صدور البرلمانيين العرب من أن الأخوة الكرد شعبٌ  ليس من كوكب غريب عن البشرية وصعب العيش معهم.

هذا اللقاء الذي بين للجميع أن الكرد على مستوى عالي من الوعي السياسي والتنظيمي وأنهم مجتمع مدني أكثر من غيرهم رغم كل المآسي والمجازر الذي عانوه من الحكومات العراقية وبتأييد عربي عريض. لكن الذي حدث في أربيل مردهُ الإيجابي خصوصية للكرد بالدرجة الأولى وعمومية للشعب العراقي ومستقبله السياسي.

كلمات القادة العراقيين والكرد أثبت مدى العبقرية السياسية وبعد النظر لكسب الأصدقاء عوض خلق الأعداء. مع أنني واثق أن أكثرية أعضاء وفود البرلمانيين العرب كانوا ينتظرون ردود فعل كرد مضاد للرؤى العربية المصيرية. فسرعان ما سمعوا كلمات القيادة العراقية تغيرت الشكوك للتترجم لواقعي عملي يعطي أكله آنياً ومستقبلياً. من أهم تلك الإيجابيات أنهم زرعوا بذور المحبة عوض الكراهية المفتعلة…وأرسلوا رسالة واضحة لجميع الشوفينيين داخل العراق وخارجه…أن زمن زرع الأحقاد ولى وبلا رجعة…وبدأ عراق الحب والسلام يرسل حمائمه للأشقاء والأصدقاء لكي يبادلونهم الحب والسلام.

ولتذكر الجميع، أن المنصفين من المراقبين والكتاب المخلصين للعراق وشعبه، ينتقدون من أجل البناء…ولا يهمنا في ذلك مستوى المسؤول أو مكانته…فكما أننا نذكر محاسن موتانا فنذكر أيضا مساوئ الأحياء ومحاسنهم…ولا تأخذنا في ذلك لوم لائم أو كتاب التقارير.

بالأمس أخطأ السيد رئيس الجمهورية بزيارته غير الموفقة لتركيا ودماء العراقيين لم تزل تجري بسبب الحقد التركي على شعب كردستان ومنجزاته…واليوم أبدى أسلوباُ دبلوماسياً في غاية الوعي والذكاء…فبروحه المازح أشترى قلوب الكثير ممن سمعوه…والسيد مسعود البرزاني أثبت مرةً أخرى أنه السياسي المحنك الذي سوف يقود شعبه لنيل أمنياته وتحقيق أحلامه…وأنه عوناً لجميع العراقيين. ولذا يتوجب على الحكومات العربية أن تخطوا خطوات إيجابية لدعم العراق وشعبة بدل أن تقف موقف المشاهد أو المشاكس أو مختلق العثرات.

العراق سوف يرأس اتحاد البرلمانات العربية من خلال شخصية الدكتور محمود المشهداني (الإسلامي والعروبي) كما عبر عنه فخامة رئيس الجمهورية…وهذا سوف يدر بإنجازات مستقبلية دبلوماسية قريبة المدى، وإنجازات سياسية بعيدة المدى لكي تؤثر البرلمانات العربية على شعوبها وملوكها ورؤسائها من خلال نقل الصورة التي تعايشوها في بلد الحب والسلام أربيل…ويقولون لمن يلقونهم…العراق مستمر في نهجه وسياسته التي أختارها شعبه، فقد تطور بحيث أصبح له عاصمتان بغداد السلام وأربيل المحبة والأمان…وقد تكون له عواصم أخرى عديدة بعد حين.
وبهذا يبدأ دور الحاقدين بالتغيير لكيفوا الأذى وإرسال الحيوانات المفخخة ودس السموم وبث الإشاعات المغرضة. فقد عبر السيد المشهداني بصريح العبارة لكي يسمع العرب جميعاً، أن من علمه أولويات الدين الإسلامي كان من الكرد، ومن جعله يخوض السياسة كان من الكرد، فالتلميذ لا ينسى معلمه الأول أبداً ومهما أستمر في الحياة وتطور فيسترجع الذاكرة ويبقى مديناً لأول معلم له…

مؤتمر أربيل جديرٌ بالدراسة، والمتابعة وسيبقى حدثٌ تاريخي لا ينسى، وقد يكون بداية نهاية الحقد العربي البغيض على الشعب الكردي المسالم الذي لا يريد إلا حقوقه. لتتعظ دول الحكم الظالمة للشعب الكردي ويتخذوا من تجربة كرد العراق ملاذاً لهم ليمنحوا حقوق الكرد الطبيعية التي حقيقةً هي حقوق لا تنمح ولا تهدى ولا تسلب. وأن يكفوا أيديهم القذرة وبطشهم غير النافع لأن هذا الشعب لا يرضخ فإن لم ينال حقوقه اليوم فيناله غداً والتاريخ لا يرحم الظالمين.

أتقدم بالتهاني الحارة القلبية لمؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب في أربيل وما تمخض من نجاح في اتخاذ قرارات لدعم العراق وشعبه. وألف شكر لجميع القيادات العراقية وقيادات كردستان لما أبدوه من أسلوب مسالم وسياسي معاصر تفتقر له كثير من الدول المجاورة والبعيدة. تحية لكل منصف يريد خير الناس فلا ينكر حقوقهم.


المخلص
عباس النوري
abbasalnori@yahoo.se
     

20
اللعبة السياسية بيد مسعود وليس بيد تركيا.


كوسوفو حققت استقلالها، وتركيا تريد وضع حد لعدم إقامة دولة مستقلة للكرد.
ليس غريباً أن تحقق بعض الشعوب حلمهم في الاستقلال ونيل الحلم بعد كفاح طويل. ولم يكن أبداً الحلم بعيد عن التحقيق إن وجدت قيادات تعلم من أجل تحقيق أماني شعوبها. وقد يقتل الحقد من يعادي المعاني الإنسانية وإن لم يضرهم استقلال الشعوب ونيل حريتهم، وقد لا يستبعد أن تلك الأحقاد تترجم للتعاون من أجل الوقوف أمام تطلعات الشعوب المحبة للسلام والعيش حسب تقاليدها وعادتها وتطوير ثقافاتها. فأن التوغل التركي كما يوصف من قبل البعض لعدة كيلومترات ما هي إلا بمثابة تعاون وتوافق لقتل الحلم وإطفاء مشعل حرية الأمة الكردية لضمان مستقبلها. والشهود العيان يوصفون موقف تدخل الجيش الغازي التركي لأكثر من خمسة عشر كيلو متر وقصف قرى آمنة …وهدم البنية التحتية لإقليم كردستان ليس من أجل القضاء على أفراد حزب العمال الكردستاني…حيث يوصف من قبل من يحمي القاعدة بأنها منظمة إرهابية…وهم يحصلون على الكثير من الدعم من المنظمة الإرهابية (منافقي خلق). من سلاح وتنظيم وحماية الهاربين والقتلة وأمور أخرى كثيرة.

لكن الذي يزيد في عجبي حين أسمع الناطق الرسمي للبيش مركة أن الجيش التركي لم يتجاوز ثلاثة كيلومترات في الأراضي العراقية. نعم قد نتفهم لغة الدبلوماسية قبل وقوع الحدث…وقبل الاعتداء…أو حتى حين يكون الاعتداء بسيط، لكن حين تقصف قرى وجسور..والأبرياء يكونوا وقود لحربٍ لا ناقة لها بها ولا جمل…تكون لغة الدبلوماسية غير صائبة وفي غير محلها…بل قد تضر ولا تنفع. مع أن هذا التصريح يختلف عن تصريح رئيس حكومة كردستان الذي كان أكثر وضوحاً.
أما الحكومة المركزية فهي في أزمة الفحوصات الطبية المهمة جداً…لأن القائد العام للقوات المسلحة العراقية بحاجة للتحضير الجسدي والنفسي قبل قياد الجيش العراقي للدفاع عن سيادة شعب وأرض العراق. ولا أعتقد بأن لنائبه حق دستوري في إعطاء الأوامر للجيش العراقي بدلاً عن رئيس الوزراء…فهل هي مماطلة وأسلوب جديد (عتيق – مجرب) غير مجدي لكسب الزمن حتى تنتهي تركيا من مهمتها الخيالية بالقضاء على منظمة قوية تسعى لنيل حقوق الشعب الكردي في تركيا…والذي حرم طيلة حياته من أبسط الحقوق…وليس مسموح لهم بالتكلم بلغتهم مثل باقي البشر.

اليوم بقدرة السيد رئيس إقليم كردستان العراق أوراق اللعبة السياسية، ويمكنه من قرار قوي إعلان من جانب منفرد استقلال كردستان العراق ولو بصورة مؤقتة وللأسباب التالية:
 - الإعلان جاء نتيجة عدم اكتراث الحكومة المركزية للاحتلال التركي.
 -  الإعلان دعماً وتأييداً لاستقلال كوسوفو، ولتحقيق مبدأ حق تقرير المصير.
 -  الإعلان رداً لسكوت المجتمع الدولي عن غطرسة الحكومة التركية، عما أقدم عليه سابقاً من مجازر وما يقوم به حالياً.
 -  الإعلان يريد أن يثبت منهم أصدقاء الشعب الكردي ومنهم أعدائه.

وعليه تسحب أعضاء الحزبين من البرلمان العراقي، وتترك الوزارات المخصص لكتلة القائمة الكردية. وهذا سيؤدي بالتأكيد لأزمة حكومية وبرلمانية عراقية لا تحل إلا بانتخابات طارئة.
لكن مثل هذه اللعبة من قبل السيد مسعود البرزاني سيحدد أموراً كثيرة ويحقق أمنيات وقرارات كافح من أجلها الشعب الكردي أكثر من خمسون عاماً. أما يطبق الدستور كما هو مقرر وصوت عليه من قبل أكثرية الشعب العراقي، وأما لنضع الفوضى تأخذ طريقها لتصحيح الأمور.


المخلص
عباس النوري
‏2008‏-‏02‏-‏25
abbasalnori@yahoo.se

21
الدولة العراقية لا تُقَوَم …دون نهضة شعبية!


الشعب العراقي جارى الأحداث، وقدم الغالي والنفيس، وصبر محتسباً عســى أن شمس الحرية والرفاهية  ينظر له من خلال منفذ وإن كان ضيق. لكن ظاهر وجوهر الأمر والواقع المصطنع يوحي بأن المنافذ أغلقت ومن قبل أقربهم للمظلومين…وتناساهم أحبابهم والقادة الذين يعدوا من المخلصين…لأنه هؤلاء القادة قدموا تنازلات تلو التنازلات ليس رغبةً منهم بل أجبروا على ذلك…ولم نكن نتصور يوماً أن ينجرفوا نحو مستنقع السياسية المتلونة بأنواع الألوان المغشوشة.

لم تبقى للمبادئ معنى وموقع في ضل الصراعات من أجل السلطة وثروات العراق المباحة. ولم تنفع دروس الأخلاق ومعاني التحلي بها حين تتضارب مع المصالح الخاصة. وفي وقت التغيير من سلطة الظالم لسلطة تعدد الظلمة وإنصاف الظالم قبل المظلوم…بل وأبعد من ذلك حيث أنصف الظالم وحصل على مكاسب وسادة وسائل كثيرة من أجل تناسي المظلومين…وأصبح زمن يروا الباطل حقاً والحق باطل مشاع ومتعارف عليه…وأكثر قبولاً وعرفاً يقتدي به دون باقي القيم البذيئة.
وأن لباقة اللسان الذي يتصف بها البعض…يبررون كل ذد قبح بقبحٍ أدنى. والأقلام النزيهة باعت نزاهتها وصدقها بألوان العملات الصعبة…وأصبح ردائهم الجديد تلوين الصور الحقيرة لتظهر برتوش وضلال كاذب. فسبقوا وعاض السلاطين ليصنعوا مصطلحاً أكثر وقاحة ودناءة وشاركوا في الجريمة باندفاع مستميت لكي لا ترفضهم جهات…

العراق يمر في حقبة شديدة الخطورة، وخصوصاً أصبح المتداول أن القادة المتلبسين بثياب الإسلام النزيه لتغطية عوراتهم …حيث سيجر المجتمع لمنزلق خطر لغاية كبيرة فيتحول المجتمع المسلم المسالم لمجتمع يكفر بكل ما له علاقة بالدين…ويبتعد عن كل ما له علاقة بمسميات الأخلاق والقيم الإنسانية…فتتزايد أعداد المتوحشين والمتعطشين للدماء ولأتفه الأسباب.

على الشعب العراقي أن لا ينتظر أكثر من هذا الوقت الذي مضى، فكفى الاستماع للأقوال والمقولات … نحن في طور البناء والتغيير…ومخلفات الماضي والنظام المجرم…يعرقل مسيرتنا…انظروا لمن قتل خلال الفترة…وانظروا لمن يقتل يومياً…خيرة أبناء الشعب العراقي ومخلصيهم…الذين لا يقبلون بالسحت ولا يريدون السكوت عنه…والقادم أسوء.
الحل بأيدي الشعب العراقي، وخصوصا الذين ظلموا بالأمس…وما زالوا يظلمون…والله على نصرهم لقدير. لكن بشرط الحراك…الحراك…وتحمل المسؤولية. الدفاع عن حقوقهم بصوتٍ عال. الاستمرار في دعوتهم وصرخاتهم…دون ملل ولا كلل…حتى يأخذ الحق محله…وينقذ ما يمكن أن ينقذ.

الدولة العراقية في حالها ووضعها المتردي الحالي…لا يمكن أن يستعيد عافيته…ونظامها…ويطبق القانون العادل على الجميع…ولا يمكن إيقاف الفساد المستشري…ولا يمكن تقديم الخدمات..وإنصاف المظلوم قبل الظالم…بل ولا يمكن تقديم الظالمين للعدالة لكي ينالوا قصاصهم..إلا من خلال ثورة سلمية جماهيرية واسعة ودائمة حتى الحصول على جميع الحقوق المشروعة. أيها الشعب العراقي…لا أتحدث على أساس البعد عنكم، فقد كنت معكم في كل خطوة ولحظة…وعانيت ما عانيتم في جزئيات الأمور وتفاصيلها…وفي كل يوم وساعة نراقب الصغيرة والكبيرة…فهناك الخيرين متواصلين معي…لذلك حديثي نابع من صميم الواقع…وشعوري هو شعوركم ودموعي تنزل لأنني أشاهد دموع الأمهات والأباء والأطفال كل يوم تنهال ولو جمعت لسالت أنهارا.

المخلص
عباس النوري

abbasalnori@yahoo.se‏09‏/‏02‏/‏08

 

22
الحكومة العراقية عليها إلغاء القديم

التركة الثقيلة للنظام البائد يبقى يخيم على كاهل العراق، والحكومة العراقية تسعى للتجديد لكنها بطيئة. من الطبيعي أن النظام الدكتاتوري وقع على معاهدات ومواثيق كثير طيلة خمسة وثلاثون عاماً وأكثر. ومن الطبيعي أن تكون كثير من تلك المعاهدات متصفة بطبيعة النظام البائد ومن المنطقي جداً أن كثير من الأمور تكون على شاكلة أصحابها… ويمكن لأي مراقب أن يستنتج أن القديم لا يلائم الوضع الجديد…إن لم يكن يضر بالشعب العراقي ومصالحه كما أضر النظام بكل ما هو عراقي.
الدستور المقر يجب أن يتبع، وعليه كل تلك الاتفاقيات والمعاهدات تعتبر ملغية تلقائياً حسب رغبة الشعب الحقيقية. وأن أي تباطأ ما هو إلا مخالفة للدستور أخلاقياً إن لم يكن قانونياً. ومن واجب الحكومة العراقية المنتخبة تشكيل لجان للنظر في جميع تلك الاتفاقيات وطرح البدائل التي تضمن مصالح وسلامة العراق وشعبه.
يجب أن لا ينكر أحد تفاعل الحكومة في هذا الجانب وإن كان بخطوات ثقيلة وبطيئة، لكن الحق يقال. واللجنة المكلفة للنظر في المادة 140 والتي خصصت لها 200مليون دولار…ولا أحد يعرف كيف صرفت هذه الأموال…وما توصلت إليها اللجنة من قرار. لكن البادئ بفعل الخير يحسن ذكره. وأريد أن أهنئ الشعب العراقي بأمرين حل قضية كركوك وتطبيق المادة 140 وإن كان ذلك لجهود الأمم المتحدة، لكنني أستبشر خيراً من هذه النتيجة…كما أهنئ الشعب العراقي بحلول عيد الأضحى المبارك…وأعياد رأس السنة الميلادية…وأكيد هناك أعياد لطوائف عراقية لم يذكرها الأعلام العراقي البخيل تزامنت مع أعياد المسلمين والمسيحيين. وأتمنى أن يحل يوماً يسمى عيد العراقيين عيد الاستقرار والاستقلال الكامل من كل عدو للعراق من قريب وبعيد…خصوصا العدو اللدود ((الجهل)) وأن ينعم العراقيين بأعيادهم بأحسن مما هو عليه الآن.

من المعاهدات القديمة بين النظام الدكتاتوري وبعض الدول…كإيران والسعودية والكويت والأردن وسوريا وتركيا …التي بات لها الحق أن تقصف وتدخل الأراضي العراقية حسب تلك الاتفاقية الأمنية (فللأمنية). الطائرات الحربية التركية تحلق فوق الأراضي العراقية، والمدفعية تقصف قرى وهذه الأيام دخل الجيش التركي دون ردعٍ أم معارضة. مع أن البرلمان العراقي يعج بأحزاب تتظاهر أنها ضد المحتل، ولكن بعض رؤساء تلك الأحزاب توافقت مع القيادات التركية للتطاول على سيادة العراق…ولم نعلم أي ثمن قبضت. مع أن مبعوث حكومة المالكي يذهب لتركيا لتجديد معاهدة كانت قد وقعت من  قبل النظام البائد بخصوص توفير تسهيلات سياسية وقانونية للجيش التركي من ملاحقة حزب العمال الكردستاني. والحجة المعروفة محاربة الإرهاب، وضمان المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لكن لم نسمع أن دولة أعطت لدولة جارة السماح لها للقيام بحملات عسكرية واسعة…أو لا نعرف مداها وحجمها وقواها ومدة بقائها…هل توافق الوقت مع انتهاء المدة المعلنة للتطبيق المادة 140…أم أن حزب العمال الكردستاني ظهر حديثاً للوجود.
لا أريد هنا أن أقول بأن مثل هذه العملية تعطي إشارة واضحة لدولة جارة أخرى بقصف مواقع مجاهدي خلق…وبالمناسبة لا أتصور بأن الشعب العراقي قد أصابه أي سوء من قبل حزب العمال الكردستاني…لكن الشعب العراقي ذاق الويلات من قبل ((منافقي خلق)) عندما استخدمهم النظام الدكتاتوري لضرب أبناء الشعب العراقي…وهؤلاء المنافقين المدججين بأكثر التجهيزات العسكرية تطوراً في حينه حموا الدكتاتورية من السقوط…كان من المفروض على الحكومة العراقية تقديم هؤلاء للمحاكمة لينالوا جزائهم…لكن أمريكا تتدخل…وأمريكا تحميهم…وأمريكا لا ترغب بالحزب العمال الكردستاني لأنه يساري. أي العدالة…وأين الحق من الباطل…أتجعلون الباطل حقاً وترون الحق باطلاً كما يحلوا لكم.

أتصور أن هناك مئات إن لم تكن الآلاف من الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين الدكتاتورية والدول القريبة والبعيد تضر بمصالح الشعب العراقي …عليكم إعادة النظر فيها…والتشاور مع المختصين لتحويرها لمتطلبات المرحلة ومصالح العراق أو إلغائها بالكامل.

بسبب قيادات عراقية يأسف الإنسان من تسميتها قيادات، لكن لا حوله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم…هذا هو قدر العراقيين أن يذهب طاغية ليحل محله عشرات على شاكلته…
بسبب تلك النفوس الضعيفة الضيقة…الوضع العراقي لا يبشر بخير، وقد يكون القادم أسوء مما هو عليه اليوم…ومما حدث خلال الأعوام الأربعة القاتلة المريرة الكريهة الغابرة.
كان من المفروض على الحكومة وجميع القيادات…أن تزف للشعب العراقي بشائر العيد…وبشائر قدوم العام الميلادي الجديد…لكن للأسف ليس لديهم ما يمكنهم أن يقدموه…ففاقد الشيء لا يعطيه!

لكن هنا أقترح على الحكومة العراقية…ثلاثة أمور مهمة قد تغير في الوضع كله…وقد تقلب الموازين…وقد تحول القادم المر لعسل وحلاوة النصر…والأمن والأمان وعلى الأقل كسب رضى الناس…وأعلموا يا حكام أن رضى الشعب هو رضى الله تعالى وهذه هديتي لكم بمناسبة الأعياد كلها…لعلكم تقدموها للشعب العراقي.
1- إقرار كامل الحقوق (ممتلكات وثائق )لجميع العراقيين الذين سلبت أموالهم وقتل أولادهم وهجروا من ديارهم وتاريخهم وتراثهم…دون تمييز بين عربي وكردي فيلي أو كروكوكلي…تركماني أو مسيحي آثوري…أزيدي أو صابئي… من أي لونٍ ، شاكلة وبدون خلق عقبات ومبررات. قرار وتشكيل لجان تنفيذ.
2-  توزيع أراضي سكنية لكل عائلة لا تملك أرضاً أو داراً مهما يكن دخلها…أرض العراق لجميع العراقيين…وأن نسبة السكان ومساحة العراق يضمنان الحل.
3-  توفير عمل لجميع العاطلين …وليس (المقنع)، وذلك بالمباشرة بثورة عمرانية صناعية في جميع المناطق دون أن يكون هناك أفضلية تاريخية …ولا على أساس مناطقي وانتمائي.

العراق للجميع…ويصبح كل العراق لكم…
هل تتعضون؟

المخلص
عباس النوري
‏18‏/‏12‏/‏07
abbasalnori@yahoo.se

23
أهم مسؤول في العراق! مفتاح حل المشاكل بيد السيد مسعود البرزاني!



عندما تكثر المشاكل في أي دولة، وتتفاقم الأمور السياسية والأمنية، ويواجه السياسيين صعوبة إيجاد الحلول أو الاتكال على شخصية معينة أو بعض الشخصيات لعلهم يجدوا طرق سليمة ومرضية…تقيهم الكارثة. لكن يكون الأمر أصعب عند تزمت الأطراف المشاركة بما يراه كل طرف أن الحق والصواب بجانبه ولا يمتلكه الآخرون. وتتعقد المشاكل السياسية والأمنية حين يتنكر طرف لما يحمله طرف آخر من حقيقة وحق. لكن إذا كان بين السياسيين من هم فهموا بشكل جيد معنى المسؤولية وطبقوا تلك المفاهيم على أرض الواقع بطريقة سليمة وسلمية…فهم حقاً أصحاب مسؤولية وجديرين بأن يكنوا بالأهم في مراتب تصاعد المسؤوليات.

العراق يعيش محنه الأنا … والحق معي يعلو ولا يعلى عليه!
وكل طرف سياسي يرى ومتزمت برأيه، بأن ما توصلوا إليه من خلال خبراتهم ونضالهم أنهم ليس فقط أصحاب الحق بل ما يقولوه عين الصواب ولا صواب لدى الأطراف الأخرى. هذه الظاهرة تولد أسباب التباعد عوض التجاذب السياسي بين الأطراف المشاركة في العملية السياسية في العراق الجديد. للعراقي رؤية للحياة بما فيها، وله رؤيا للغيب وما يخفيه … هذه الرؤى تختلف بين طرف وآخر نسبةً للتشكيلة الجميلة للطيف العراقي المتنوع. واختلاف هذه الرؤى مبعث صدام ولم يستخدم ليكون عامل تكامل وتقارب…فالمسؤولية تقع على عاتق المنظرين للجهات وخطابهم السياسي وما يحويه من معاني تواصل وتجاذب أو مقاصد عدائية قاتله للوئام والسلام. مجموعة هذه الرؤى تقابلها رؤى أجنبية غريبة على كثير من العقول العراقية وقريبة من العراقيين الذي تعايشوا مع مجتمعات غربية أيام المعارضة…وإن لم يفقهوا من تلك المفاهيم إلا ظاهرها، وتقبلوا النظريات لكن أخفقوا عند التطبيق. التعارض بين مجموعة الرؤى العراقية والرؤى الغربية يولد هواجس عدائية من جانب، ومن ناحية أخرى أي محاولة تقارب بين بعض الرؤى العراقية والرؤى الغربية يكون سبباً في خلق مشاكل سياسية وأمنية.

عندما كنت محاضرا لبرنامج المجتمع المدني _ ورش عمل لتطوير وتنمية المؤسسات المدنية في العراق.
كان الموضوع ((المسؤوليات)) ولم تكن هناك أي مواد جاهزة للعرض والشرح، بل كنت قد أعددت كراساً بسيطاً فيه اليسير من المعلومات عن معنى وجذور كلمة المسؤول وبعض معانيها السياسية…وأن مبدأ ورشة العمل أن مجموع أفكار الحضور يعطي نتيجة مقبولة حول الموضوع المطروح. وأن طريق فرض أفكار وآراء طريقة قديمة ولا تؤدي للغرض. كنا في جميع لقاءاتنا مع مؤسسي المنظمات المدنية نزرع بذور البحث عن الحقيقة والتصورات بمحض إرادة ذاتية، وليس كما كان متبع خلال خمسة وثلاثون عاماً (أنت تسأل والحزب يجيب))…وكأن على الناس إتباع ما يوحي إليهم ولا نقاش ولا جدال…فقط أفهم وطبق…((نفذ ثم ناقش))
عند إعدادي لكراس موضوع (( المسؤولية)) وضعت في تصوري، أن أحاول إيصال مفاهيم عن أن المسؤول والمسؤولية ليس أمراً يتشدق به من يصله ويتحمله…وليس هو تعالي على الآخرين…وليس معناه الآمر الناهي والبقية تطيع وتنفذ…وضعت كل هذه الأمور…وعدد من الأسئلة لكي نحصل على إجابات مختلفة ثم نناقشها ونتفق على رأي مشترك عند تقسم الحضور لمجامع صغيرة  يتحاورون ويتخذون قراراً خاص بهم. وكنا  على قصد في خلط النساء والرجال في كل مجموعة. وعند طرح سؤال…عدد عشر شخصيات مسؤولة في العراق وضع الأهم في المرتبة الأولى …وهكذا. فحصلنا على نتائج مختلفة، ولم يكن هناك اتفاق حول من هو أهم مسؤول في العراق…البعض وضعها في عاتق رجل الأمن كالشرطي والجندي…وبعضهم وضعها في عاتق رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية…والطيار..والعامل والمقترحات كانت كثيرة…لكن الذي جلب انتباهي امرأة نشطة في المنظمات غير الحكومية حين قالت ((السيد مسعود البرزاني أهم مسؤول في العراق)).

لم أستغرب من طرحها، ولم أتفاجئ من الحضور برد فعل سلبي ولا إيجابي واضح…بل كانت التساؤلات في نظراتهم. وطلبت من السيدة توضيح الأمر لكي نفهم قصدها ولكي يحاورها الآخرون.
وبعد أن عرضت أفكار وآراء متنوعة أخذت معي تلك الملاحظات لكي أبدأ التفكير بما قد يكون ورائها من مقاصد ومعاني قد تفيد الآخرين…وأستفيد منها. وبعد كل تلك التجارب التي خاضها الشعب العراقي نتيجة سياسات القادة الجدد وما عانوه ويعانوه من قلة خبرة وحنكة سياسية…وإلا لوجدوا حلولاً وأشاع الأمن والاستقرار. لكن ظاهر الحالة المزرية التي تتلاطم أمواج بحار الحقد والكراهية لتغرق الغريق أكثر وأكثر. خطرة لي فكرة أو بالأحرى تساؤل أجده مشروعاً ولو أن البعض قد لا يليق له الأمر خصوصاً والبعض يعيش حالة عبادة أصنام يخلقونها في مشاعرهم وخيالهم. إن كانت هذه الأصنام شخوص أو أحزاب…أو كلاهما.
بعض السياسيون الجدد في العراق الجديد لم يخوضوا مراحل سياسية تنفيذية، أي ليس لديهم خبرة عملية كما لدى بعض قادة عراقيين قد سنحت لهم الفرص ليكونوا في الصدارة لكن دون أن يضعوا خبراتهم في محل التنفيذ العملي… وبعض منهم بعيد عن التفاعلات السياسية ولم تسنح لهم الفرص لسبب وآخر. لكن السؤال هو لمن في موضع السلطة والقدرة والاقتدار والمكانة المناسبة للتصميم والمبادرة.

وبدأت فكرة المرأة التي قالت بأن أهم مسؤول في العراق هو السيد مسعود البرزاني تدق في خاطري لكي أبحث عن سؤال لعلي أحصل على جواب أو عدة أجوبة. وطرحت السؤال إن كان للسيد مسعود البرزاني كل هذه القيمة والخبرة السياسية والمكانة ليس بين الكرد فحسب بل بين العراقيين الذي يتطلعون إليه كقائد مارس وناضل لمدة ليست بالقليلة وخاض تجربة مريرة وأنتج…فهو وريث لرجل بطل مناضل أحبه العراقيين استقبلوه استقبال الأبطال حين رجوعه للوطن من قبل أهالي البصرة التي تعاني اليوم غضب الحقد والكراهية وتسيل دماء الأبرياء فداءاً للغريب من فكرٍ ونظرة. فللأب الشيخ مله مصطفى البرزاني ذبحوا الشاة والخراف وفرشوا السجاد في طريقه…لكن اليوم تذبح النساء والشيوخ والأطفال…بغير ذنب…وأهالي البصرة يتطلعون للابن البار لذلك البطل المغوار…تكلم…أبرز ورقتك السياسية واضغط بكل قوة …أستخدم حنكة وتجربتك وتاريخ أبيك ونضال شعبك من أجل الحق…فأن صاحب الحق قوي بحقوقه وهو أعرف من غيره من الذي يناضلون من أجل مكاسب ومصالح مقززة…فأنت الأقوى والأهم…وبيدك يا سيد مسعود البرزاني مفتاح الحل لجميع معضلات العراق…فلماذا هذا السكوت والهدوء…!
إن لم تستخدم مفتاح الحل السياسي فتبقى المشاكل ليس على حالها بل تتفاقم وتتزايد، وأنت غير راغب أن تستشري لتصيب قومك وتؤثر في ما أنتجت أنت ومن معك من الخير والسلام… !
 
القادة الكرد شركاء في العراق أرضاً وسياسة واقتصاد…وبيدهم مفتاح الحل إن لم يكن الحل كله…فالجزء المهم…ونفط العراق بحر يجري من تحت كل أرض العراق فأن تعطل شريان مهم أو تأثر…فيؤثر في البحر كله. الكرد مشاركون في كل ما يجري في العراق فهم في البرلمان وهم ممثلون في الرئاسات الثلاثة…ورئيس جمهورية العراق السيد مام جلال الطلباني …فأي موقع آخر ينتظرون ولماذا هذا الهدوء المقصود…وتنتظرون الأمل دون حراكٍ منكم…لماذا لا نسمع تدخل الكرد فيما يجري في بغداد، والبصرة والعمارة والديوانية…وغيرها من مدن العراق…بل أخذت كركوك الهم كله…وأخذت عقود النفط مساحة أوسع من مساحة العراق كله. لست باحث عن لعب ورقة الانسحاب من العملية السياسية…بل العكس كما دعمتم ومستمرين بالدعم للعملية السياسية، لكن الطلب التدخل بشكل أقوى…وأفصح…وأوضح. إذا كان ما زال في البعض يعشعش أفكار شوفينية قديمة عتيقه منتهيه مع زمانها …بأن الكرد أناس متأخرين لا يعرفون إلا ركوب البغال والعيش في الجبال…فهذا ناتج عن جهل متعمد والهروب من واقع ناصع البياض وحقيقة لا يمكن تزيفها أو إخفائها…والقادة الكرد يتحرجون من نطق وبيان الحقائق لكي لا يضعوا أيديهم على الجرح…خشية تأجج العواطف…أقول لتهب رياح الحقد الدفين…ولتظهر عيوب من يريد إخفائها بحسن الكلام المنمق وفي داخله لم تجد نقطة بيضاء…فليس القلب وحده أسود من الحقد والكره…فلقد أسود كله حتى الطحال. فكله مر ومرارة…فليموت غيظاً لأن الكورد هم من أصل هذه الرقعة التي سميت قبل أيام بالعراق…كما أن كثير من العرب أدمج ليكونوا ضمن خارطة العراق…فأن مقولات أصل القوم وتاريخهم…اليوم لا يمكن أن يزيف كما كان في الأمس…ولن تعود العراق ألعوبة بيد أصحاب الأكذوبة الكبيرة ((الأمة العربية)). القادة الكرد لديهم الحل…وإن لم يقدموا بطرح حلولهم ويكونوا جزءاً مهما في فرض تلك الحلول كما حاول ويحاول البعض فرض ما توصلوا إليه من حقائق عنوة وقهراً وسببت بقتل آلاف الأبرياء…فأقول أبرزوا قوة الحق والسلام والأوراق السياسية الضاغطة وكثير من العراقيين معكم…وكثيرٌ منهم سيكون معكم حينما يعرفون الحقائق.

المخلص
عباس النوري
‏14‏/‏12‏/‏07
abbasalnori@yahoo.com

24
انتفاضة الجياع على الأبواب!

هل ننتظر لكي تكتمل السبعة العجاف من السنين لكي نترقب أول من سنين سمانها؟

الشعب العراقي دفع أغلى ما لديه لكي يتخلص من نظام دكتاتوري قد أفرغ العراق من إمكانياته وكثير من ثرواته، والشعب عانى الفقر والجهل وكل أنواع العوز إلا البعض القليل ممن باعوا ضمائرهم ليكونوا تبعاً للقاتل. وانتظروا بفارغ الصبر نجاتهم على يد أقوى دولة في العالم وأكثرها تطوراً في جميع النواحي مع أن عمرها لا يزيد مائتان عاماَ. بينما تعود حضارة وادي الرافدين لأكثر من ستمائة ألف عام. وتأخر ليكون ليصبح معدوداً بين دول التي عاشت في العصور المظلمة.

ولم يستلم زمام الأمور أناس بعيدين عن واقع العراق العقائدي والثقافي والحضاري…أستلم زمام السلطة شخصيات واكبت معاناة العراقي بل أكثرهم جزء من تلك المعاناة. وهم ممثلين لكل الطيف العراقي. والسؤال الملح هل جميعهم فاسدين …لكثرت الفساد وقد نال العراق المرتبة الأولى في قائمة الدول الفاسدة في العالم…؟
ليس من المنصف أن نجزم بأن جميع من شارك في السلطات الثلاثة جميعهم مفسدين وشركاء في جريمة نهب الثروات …وشركاء في القتل الجماعي…والتهجير والسلب والنهب وتجويع الشعب. لكن ظاهر الحال أن العدد المسبب بالفساد كثير، والعدد الساكت عن الفساد أكثر…والأمر الظاهر الآخر أن المؤسسة التي تكافح الفساد أما نساهم في الفساد وأما تنظر من بين أصابعها…والأمر الذي يحير أن القضاء العراقي المستقل لا يقول كلمة الحق لا في الفساد المستشري ولا في القتل المبرمج والتهجير …والتجويع الإجباري للشعب العراقي.
والخطابات المهدئة التي تتطاير من هذا وذاك … لا يفيد ولا يكون كساءا للعراة، ولا يمكن أن يكون نفطا بدفيء أكواخ أيام الشتاء البارد…ولم تتحول الخطابات الملونة لكهرباء تضيء ظلام ليالي العراق …وليس من المعقول أن يسد رمق الجياع.

لقد حان الوقت لثورة المظلومين… عوائل الشهداء …الأرامل واليتامى الذين دفعوا أغلى ما ملكوا وما زالوا يقدمون القرابين في درب الديمقراطية والحرية والعدالة التي لم يروا منها جزء ولو يسير.

لقد حان الوقت لانتفاضة الجياع … ثورة أبي ذر الغفاري.

أن مؤسسات المجتمع المدني العراقي لديهم فرصة تاريخية بالبدء بتعبئة  الجماهير لانتفاضة الجياع وثورة المظلومين. وهي مسئوليتهم التاريخية ولترتقي المؤسسات المدنية العراقية أن تستلم زمام المبادرة للتغيير الجذري ورفع صوت المظلومين عالياً …كلا ..كلا..للجوع…كلا ..كلا للظلم.

بدئوا بنصرة الظالم وإرجاع حقوقه…ونسوا المضطهدين والذين ظللوا وظلموا على يد هؤلاء الظلمة التي تتباكى عليهم أصوات لتعيدهم للسلطة…لمرة ثالثة لكي يقتلوا من بقى من الأيتام والأرامل.
لا أتصور بأن الأحزاب السياسية قد أوفت وعودها الانتخابية ولذلك نفذت الحق بالبقاء في السلطة، ولا أتصور بأن الشعارات التي اتخذت من مشاعر وأحاسيس الشعب العراقي ستوفي بعهودها ووعودها مرة أخرى.
ليس لدى الشعب العراقي أربعة سنين أخر من تجرع المر والصبر النافذ لكي ينتظر ويرى سياسيين آخرين يوعدون ويتعهدون كذباً …فقط لكي يملئوا أرصدة خارج العراق ليوم يتركوا العراق خراباً…ويتسابق على كراسي الحكم من هو الأقوى. لينهبوا ثروات العراق ويسحقوا ذاكرة الضحايا ومن لهم صلة بهم من قريب وبعيد…!
السياسيين نســوا تناسوا شهداء كر بلاء والنجف… وشباب الكرد الفيليين وحلبجة والأهوار…والأنفال..وراحت ذكراهم وحقوقهم كهواء في شبك الحرية والديمقراطية الجديدة. جميع كانوا وقود لتبديل نظام دكتاتوري متفرد بالسلطة والسطوة لنظام تكاثرت فيها الدكتاتوريات والأصنام. ليس هناك حل إلا أن الشعب يقرر ويأخذ زمام المبادرة ويسحق بصوته كل المجرمين وجميع المتخاذلين الذين يتفاعلون مع الظالم والظلام لكي يعيدوا التاريخ العراقي الإجرامي والدموي تارةً أخرى…وإن أتيحت لهم الفرصة هذه المرة فلا يتركوها أبداً…وعلى العراق وشعبه السلام…الخيار لكم أما العيش بكرامة وتأخذوا حقوقكم بأيديكم وبقوة الكلمة والصيحة المدوية الصاخبة والمستمرة …وأما العيش بذل وهوان تحت سلطة المجرمين أو تحت سلطة المفسدين.
الدعوة لتشكيل تيار المظلومين…وتيار الجياع…بطريقة منظمة وأنا لا تستغل من قبل أشخاص كقيادات يمكنهم مصادرة الجهود مستقبلاً مثلما حدث. بل تشكيل لجان تتبدل بين الحين والحين، لكي لا يستحوذ عليها من هم في السلطة حالياً أو كانت لهم فرص سابقة….ثورة الجياع..وانتفاضة المظلومين لا يريدون الكراسي والاستحواذ على السلطة وإنما يطالبون بحقوقهم المشروعة…ويطالبون بأن لا تهدر ثروات الأجيال القادمة ليس إلا.

المخلص
عباس النوري
‏12‏/‏12‏/‏07
abbasalnori@yahoo.com

25
هل ما زال المؤتمر الوطني العراقي حياً لكي يعزي الميتين؟

المؤتمر الوطني العراقي لا هو حزب سياسي ولا تيار ولا منظمة. وحقيقة المؤتمر الوطني العراقي نتج بعد اتفاق الأحزاب المعارضة لتكوين تشكيلة يرئسها الدكتور أحمد الجلبي ونائبها السيد مسعود البرزاني رئيس أقليم كردستان. فجمعت بين أكثر الأحزاب المعارضة. وبعد التغيير، التحرير، الاحتلال…!
عمل المؤتمر الوطني العراقي بقيادة الدكتور أحمد عبد الهادي الجلبي من نادي الصيد كجهة سياسية قديرة ويحسب لها ألف حساب. وكانت وفود العراقيين تأتي لنادي الصيد للقاء بالدكتور الجلبي وبيان ولائهم له. وحاول البعض تطوير المؤتمر بتغيير الاسم أو عرض طلب على الأحزاب التي شاركت في إنشاء المؤتمر الوطني كجهة موحدة معارضة قبل سقوط الصنم، لعلها توافق من التنازل عن العنوان ويستخدمها الدكتور الجلبي وكوادره لتشكيل حزب بنفس المسمى. ومع شديد الأسف بعد النقاش واللقاءات الجانية والمؤتمرة، أتضح بأن الدكتور لا يوافق من تشكيل حزب مبني على أسس ديمقراطية…وثبتت مقولة كان البعض يتناقلها ( المؤتمر الوطني العراقي – شركة مساهمة يمتلكها أربعة أشخاص لا خامس لهم) غير أن الجلبي هو المدبر المالي في حين سحب الأمريكان ثقتهم من المؤتمر وبالتالي توقف المعونات المالية والتي كانت تقدر بأكثر من 350ألف دولار شهرياً.
كان لتنظيم المؤتمر الوطني مساحة واسعة داخل العراق وخارجه، حيث كانت الواجهة الحقيقية للمعتدلين العراقيين، ذو الفكر المتجانس بين الليبرالية والإسلام الوسطي المسالم. مع أنه كانت هناك قوة عسكرية حلها الدكتور قبل أي حزب آخر. وتضرر المئات من ذلك الأمر. وكان الكثيرون ينظرون للدكتور أحمد الجلبي ليس فقط أنه منقذ العراق بإقناع الأمريكان لإسقاط الصنم، بل أن الدكتور أحمد سيكون رجل منطقة الشرق أوسط. هناك عدة أمور جعلت من الخلل البسيط والأخطاء التي كان من الممكن تجنبها وإصلاح الكثير منها، تحولت بين ليلة وضحاها لكارثة شملت جميع أعضاء المؤتمر الوطني. وأهم هذه الأمور، ومع شديد السف يتكرر هذا في تاريخ الشخصيات الوطنية المخلصة …وهو الكوادر المقربة من نفعيين ووصوليين وجواسيس القوى المعادية. وهذا كان أيضاً نصيب الدكتور أحمد، حيث أنه من ناحية قرب أناس ليس له معرفة سابقة بهم، وأبعد المخلصين له…ومن جانب آخر الخلاف الحاد بينه وبين قريبه الدكتور أياد علاوي. والتحول السريع من رجل وطني إلى طائفي في نظر الكثيرين من خلال تبنيه تشكيل وتأسيس المجلس السياسي الشيعي. مع أن الدكتور ليس طائفياً بالبت…ولكنه سياسي ماهر. قرأ الوضع العراقي وبانت صورة المجتمع العراقي له شيعياً قوياً فتصور هذا اللجوء سيعطيه مكانة خاصة بعد خسارته مع الأمريكان على الأقل في هذه المرحلة. وأمر آخر مهم تورطه…أو توريطه بشكل وآخر بالتفاعلات الإيرانية العراقية…وهذا التصور الخاطئ بأن لإيران نفوذ قوي داخل العراق سيعوض الدكتور كبديل للحالة الأمريكية. ولحد الآن لم يعرف أحد مدى مصداقية ما نقل حول نقل معلومات مهمة أمريكية للطرف الإيراني…وهذا ليس بالأمر الوحيد حيث كان وقد يكون ما يزال بين المقربين للدكتور الجلبي أشخاص لهم ولائات متعددة ومتنوعة غرضهم الأول والأخير الوصول لمبتغياتهم الشخصية. والعجيب ما في الأمر أن المؤتمر الوطني مازال يتحدث وكأنه قوى سياسية يحسب لها حساب ونتائج الانتخابات الماضية أثبتت عدم قدرتها، حيث لم يحصل على مقعد واحد في البرلمان بينما حصل مثال الآلوسي والذي كان يعمل مع المؤتمر الوطني على مقعد برلماني. الحشود الكبيرة من العراقيين الذين كانت لهم مكاتب تمثل المؤتمر الوطني العراقي في جميع المحافظات ذهبت أدراج الرياح، دون معرفة السبب. وقد يكون السبب الوحيد سحب الدعم الأمريكي من المؤتمر. وهناك الكثير من السلبيات التي لم يعالجها المؤتمر بل تركها تتطاير مع رماد الفوضى العارمة في العراق. حتى أبسط الحقوق التي كان من المفروض الالتفات لها ولو بإشارة بسيطة تناست. وبقى أصحابها في عجز مستمر للمطالبة. ولا أريد الحديث عن التفاصيل. لأنني أكن كل الاحترام لشخصية الدكتور الجلبي وبعض من رفاقه…الذي أبعدوا وهمش دورهم القيادي.
فحتى شهداء المؤتمر الوطني لم يذكرون بخير…ولا كل الذين تضرروا من جراء تقريب البعيد وإبعاد المخلص القريب. والدكتور وأكثر الأعضاء يعرفون جيداً ما أقصده. لكنني أنتظر الرد من المؤتمر الوطني للإجابة عن بعض التساؤلات التي يطرحها دائما أعضاء مخلصين للدكتور ولفكرة المؤتمر وينتظرون الجواب. هل سيشكل المؤتمر حزبا ديمقراطياً، أم يبقى المؤتمر شركة مساهمة لأصاحبها الخمسة أو الثلاثة الباقين. وهل سيذكر حقوق من عمل وأخلص لكي ترجع المياه لمجاريها وعسى أن يكون للمؤتمر دوراً وطنياً بعيداً عن التطرف والمتاجرة بدماء الشهداء.
أتمنى من المؤتمر الوطني وخصوصاً الدكتور أحمد الجلبي توضيح الملابسات وبصراحة تامة، ولو لمرة ليكشف للعيان حقيقة وجود المؤتمر وإلى أين. مع أنني تطرقت في مقالة سابقة بعنوان أين منقذ العراق الأول أم جالب المحتل! والذي وردني من رد….الدكتور أحمد الجلبي ليس طائفي…ويقول الكاتب للرد: وأنت تعرف (أي يقصدني أنا) قبل غيرك بأنه ليس طائفي، بل وجد مذهب الحق فألتجئ إليه…
أقول لصاحبي، صاحب الرد، أنا عراقي مسلم وأنتمي للمذهب الشيعي، لكنني أضع مصلحة الوطن قبل كل شيء. وهذا هو مبدأ المذهب الشيعي المتسامح ليس مع بقيت المذاهب بل متسامح مع الأديان، والإنسانية…بأن المصلحة الوطنية فوق جميع المصالح. فللعلم، لم يكن هذا قصدي، بل الذي أردته من الدكتور الجلبي أن يوضح موقفه الوطني الشامل كما كنا نتطلع إليه…وكما كان ينتظره كثير من الشعب العراقي. هل ما زال ذلك القائد الذي يريد لم شمل جميع العراقيين ووضع خطة سياسية تخلص الإنسان العراقي من الكوارث، أم يستمر للمراوحة في ذات المكان الذي يراوح فيه كثير من السياسيين لحلمٍ ينتظرونه، ولطعة سحرية تقلب الموازين الدولية، ولشراكه هشة لا تبنى وإلا وتهدم قبل رمش الطرف. أم أنه يعد العدة بعد أن تحترق جميع الأوراق وينفرد في الساحة السياسية…وكيف يكون له ذلك والقاعدة الجماهيرية التي يجب أن يستند عليها قد تفتت وبعضهم ذهب للطرف المقابل.

مع أنني تضررت بقدر ما قدمت للمؤتمر، ولم يكن عملي من أجل شخص أقدسه، فكانت أول كلمة كتبتها لكي يلقيها ممثل الدكتور أحمد الجلبي في الأيام الأولى بعد سقوط الصنم.( إن زمن عبادة الأشخاص والأحزاب ولى وبلا رجعة). وقد مثلت المؤتمر الوطني في محافل كثيرة وفي مناطق لم يتجرأ أحد الوصول إليها…وزرعت المحبة بين العراقيين بأن المؤتمر الوطني وبرئاسة الدكتور أحمد الجلبي لجميع العراقيين دون تطرف ودون تمييز. وكان معنا الكردي والأزيدي والصابئي والمسلم الشيعي والسني والأشوري والشبك…كان معنا من الأنبار والفلوجة والموصل والجنوب برمته وفرات الأوسط بدون استثناء…رجل الدين والعامي…المثقف المتطور والعامل البسيط…تشكيلاتنا كانت حقاً تمثل العراق وجميع أطيافه…أين المؤتمر الوطني …هل هو حي لكي يعزي الأموات.
لكنني أعزي جميع عوائل الشهداء دون استثناء…وأعزي المحبين للمؤتمر الوطني العراقي، لفقداننا ذلك العمل الجاد…ذلك التوجه المخلص لبناء عراق المستقبل عراق الغد المشرق…وأعتذر لكل من أعطيته الأمل وأصبح ضحية ذلك الأمر…فأشعر بالقصور، ولعل الزمان يتغير فأصلح ما أفسده الآخرين.

المخلص
عباس النوري
‏19‏/‏11‏/‏07
abbasalnori@gmail.com

صفحات: [1]