عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - الاب سهيل قاشا

صفحات: [1]
1
في نشأة الكتابة السريانية والعربية للأديب نزار حنا الديراني

الاب سهيل قاشا
دير الصليب للراهبات


اللغتان الآرامية والعربية شقيقتان من أم واحدة ـ عريقتان ، دخلت أمهما في خبر كان منذ العصور السحيقة في التاريخ وعبثا حاول الب احثون الوقوف على آثارها رغم تقريرهم أن كثيرا من عناصرهما لا يزال محفوظا فيها وفي شقيقتيهما  العبرية والحبشية اللتين تشكلان معهما حلقات لسلسلة واحدة متماسكة .
 اللغتان الآرامية والعربية تنتسب الى مجموعة لغوية واحدة أطلق عليها البعض تجاوزا أسم ( مجموعة اللغات السامية ) ، وأقدم ذكر في ( سفر التكوين ) أسم ( مجموعة اللغات السامية) وأقدم ذكر للساميين ورد في التوراة – سفر التكوين 1:10 كالتالي:
( هؤلاء مواليد بني نوح ، سام وحام ويافث ، ومن ولد لهم من البنين بعد الطوفان )
وأول من أختار هذه التسمية في الفترة المعاصرة ، من الجدول الخاص بأنساب نوح الوارد في العهد القديم المستشرق الألماني (شلوتسر ) في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأحتذى حذوه في ذلك من جاء بعده من المستشرقين ومن أشهرهم الفرنسي (أرنست رينان ) وشاعت التسمية في الناس وأصبحت تعني لدى البعض مجموعة الشعوب التي أنحدرت في الماضي السحيق من أب واحد.
واليوم يضع بين أيدي القراء ، الأستاذ نزار حنا الديراني كتابه الثمين ( في نشأة الكتابة الآرامية والعربية ) الصادر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع – بيروت - لبنان كدراسة علمية في تاريخ الكتابة الأولى لهاتين اللغتين اللتين كانتا في زمن ما لغة واحدة من أرومة واحدة ...
قسم الباحث دراسته الى ثمانية فصول ، شرح فيها
– بأقتضاب – نشأة اللغتين وظهور الخط لكل منهما كالتالي :
الفصل الاول : التقسيمات اللغوية
الفصل الثاني : نشأة الكتابة
الفصل الثالث : نشأة اللغة الآرامية ( لغة وكتابة )
الفصل الرابع : التناظر بين العربية والسريانية
الفصل الخامس : نشأة الخط السرياني
الفصل السادس : نشأة الخط العربي
الفصل السابع : التنقيط والتحريك
الفصل الثامن : خلاصة البحث ( من اين أشتق الخطان   السرياني والعربي
والاستاذ نزار ناشط في ميدان الدراسات السريانية ، أمين في بحوثه المنشورة قبل هذا الكتاب الذي بين أيدينا ـ رصين في طروحاته ، همه المعرفة الحقة التي ينقلها للقراء السريان والعرب لثقته في أمته وأفتخاره بأمجادها التي أطلقتها منذ قبل الميلاد وصارت أممية لكل شعوب الهلال الخصيب ، وبلغت الى الصين شرقا والى وادي النيل غربا ، فكانت لغة المراسلات الملوكية كما أظهرت لنا ذلك رسائل تل العمارنة ، حتى القرن التاسع – العاشر – الميلادي . الا أنه تقلص ظلها بعد قيام الدولة العربية الأسلامية وأنحصرت رقعتها ، الا أنها بقيت لغة الترجمة والعلوم سيما في العهد العباسي ( 750 – 1258 ) .
واليوم تعتبر السريانية لغة التراث العلمي والأدبي ، يجب الحفاظ عليها وأحياء تراثها الجليل فتستعيد مكانتها ومنزلتها في كل ميدان من الميادين العلمية والأدبية ، وذلك بهمة أبنائها الغُيارى ، وأنقاذها لتصبح لغة المخطوطات النائمة في المكتبات والمتاحف .
وختاما ، كتاب الأستاذ نزار حنا ، جدير بالأقتناء والمطالعة لما فيه من الفائدة العلمية لأبناء السريان والعرب ولتاريخهم المشترك وتراثهم الواحد في هذه البلاد ...
والله وليّ التوفيق .
 





 

صفحات: [1]