عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - ماري مارديني

صفحات: [1]
1
قد اقترب مجيء عيد الميلاد و بدأ الناس بالانتظار و بإنارة الشموع و النجوم  كما اعتادوا على مر الاجيال و الاعياد ..بفرح لقدوم الطفل المقدس اليسوع ابن الله" اي ابن بالروح " ، كلمة الله . و قريبا تتزين اشجار الصنوبر الدائمة الخضار... فهي حية دائما و خضراء  و سوف تكتسي ايضا رموز النور و العيد لان ابن الله قادم  فهو محبة و فداء و هو الله المتجسد الذي نزل للبشر ليكون معهم ابدا. و تعلو الترانيم لقدومه في كل مكان لانه الضيف المقدس على القلوب و هو الساكن بقلوب محبيه الذين ينشدون له دوما بكل محبة  و فرح و يرتلون :
تعال بيننا أقم عندنا خذ من قُلوبنا لك مسكنا
هب لنا عيونًا ترنو إليك واجعل حياتنا ملكًا لديك
فنعرف طعم الهنا ألا استجب منا الدعاء !
أمح الضغينة من صدورنا وأزرع كلامك في ضميرنا
فنحصد حبَّ العطاء ألا استجب منا الدعاء!
نحن جياعُ أنت خبزنا نحن عطاش أنت ماؤنا
فمنك يطيب الغذاء ألا استجب منا الدعاء !
 
انها كلمات صادقة من منشدينها ، و معبرة عن حبهم و انتظارهم ليسوع المسيح ابن الله ليقيم بقلوبهم و معهم لانه السلام و هم ينشدون السلام في حين هناك من يعادي السلام و هناك من يعادي المحبة  بين الناس و يعادي الخير و الضمير و الامان بنفوس الناس و حياتهم ... فميلاد المسيح هو ميلاد المحبة و  المسيحية جوهرها و ملخصها المحبة التي تسمو فوق البغض و الحرب و الشر .... فهي قيم سامية  و من سموها يشتق الانسان حسن تفكيره و سلوكه و عمله البناء الهادف... و لذلك  يرتل محبي المسيح الى ليلة الميلاد

ليلة الميلاد يُمحى البغض
 ليلة الميلاد تُزهر الأرض
ليلة الميلاد تُدفن الحرب
 ليلة الميلاد ينبت الحب

عندما نسقي عطشان كأس ماء... نكون في الميلاد
عندما نكسي عريان ثوب حب... نكون في الميلاد
عندما نكفكف الدموع في العيون... نكون في الميلاد
عندما نفرش القلوب بالرجاء... نكون في الميلاد

عندما أُقبّل رفيقي دون غش... أكون في الميلاد
عندما تموت فيّ روح الأنتقام... أكون في الميلاد
عندما يُرمّد في قلبي الجفا... أكون في الميلاد
عندما تذوب نفسي في كيان الله... أكون في الميلاد

تلك هي كلمات ترنيمة ليلة الميلاد وهي  ترنيمة مرتبطة بجوهر التربية المسيحية التي هي المحبة. و هي التربية  القائمة على الحب و الضمير و الانسانية و الحرية المسؤولة و الفكر الايجابي السامي النابع من النفس و التربية الايجابية  و المنعكس على البيئة و المحيط بشكل سلوك جيد و عمل مثمر بناء  يشير الى اثر التربية القائمة على الحب و الهادفة الى البناء و الرقي بالبشر عامة  و الى العمل الافضل نحو المجتمع بسلام و تسامح و محبة و بشكل انساني و عقلاني و ايجابي و عملي نابع عن فكر عميق في الانسانية و عن هدف سامي و داعيا الى التعامل مع كل الناس بإنسانية دون تفرقة  او اي عداء و دون تعالي بل و للاحسان حتى للمسيئين .. ايوجد اسمى من تلك الصفات و القيم ..  لكن ألهذا تتم معاداة  المسيحيين ذوو القيم و  الحضارة و الفكر و الثقافة ! ألهذا يتم تهجيرهم و قتلهم و  قصف و حرق كنائسهم و تشويهها و العبث بما بها من رموز و احتلال بيوتهم... ان الامثلة من الواقع اليومي الحالي موجودة و هي شاهد حي يومي في  بلاد متعددة على ما يواجهه المسيحيين من تفرقة و عداء و تعدي على الحريات الشخصية و الاملاك و الافكار النيرة  التي تبعث على الرقي بالانسان و الفكر و التعامل و البناء. فإلى اين يتجه المجتمع!؟ أهو التوحش ضد قيم البناء و التسامح  و المتسامحين و الناشرين الفكر و الثقافة ؟!!!
 يوجد في العالم كثر من الذين يسيطر عليهم الشر و البغض و التفرقة و التعصب ... فهم يعادون  الحضارة و الثقافة و المحبة و الفكر و القيم السامية تلك التي يسلكها محبي يسوع .. فيوجهون بغضهم و عدائهم و تعصبهم  نحوهم لان  محبي يسوع يسلكون و يعملون بقيم راقية  و بحرية و مسؤولية و فكر بناء متجرد عن الماديات و الشيئية و سلاحهم هو الفكر و الكلمة و الخير بينما يقابلهم الكثر بالسلاح و القتل و التهجير و الكره .. و لكن مهما كان العالم يزخر بالكره و الحرب و الدمارو التعصب و اللا مساواة سيستمر الميلاد و الفرح لان المسيح يسكن قلوب محبيه الذين ينشرون الفكر و المحبة كملح الارض و نورها لان المحبة لا تأتي الا بالخير و الحق و الجمال حتى مقابل الشر و الظلم و البشاعة .
 فمهما كثر الظلم و اشتدت الحرب... و مهما غاب العدل و اغلق البشر عيونهم و اذانهم عن ما يحدث للاقليات المسيحية بالشرق  فإن التاريخ يشهد على ما يعانيه مسيحيين الشرق من ظلم طال مدنهم و بيوتهم و حرياتهم و معتقداتهم و انسانيتهم .. التاريخ يسجل ان القانون يتجاهل و العالم يتفرج  ... و لكن يبقى المسيح رمز محبة و محبيه نور للعالم و ملح للارض.. فالعالم لا يحيا بلا نور و لا يصلح بلا ملح. و له المسيح الذي هو رمز المحبة و السلام ننرم و سنبقى ننرم في انتظار مجيء ميلاده و في انتظار السلام و نمو المحبة بالعالم  اجمع :

انشالله القمحة اللي نزرعت بقلوبنا تموت و تنمى و تزهر محبة
انشالله الناس اللي متشوفون عدروبنا يتلاقوا بوشك فينا يا ربي
حكاية حبك اللي كلنا حكيناها ما في مطرح الا ما اكتبناها
يمكن نحنا كبرنا و نسيناها رجعنا صغار منفهم معناها
لا تنسينا الكلمة اللي قلتا عنا انتو ملح الارض و انتو نورا
لا تتركنا ضلك عنا ...و خلينا عنك اجمل صورا
وحدك انت بعتم الليل سراجنا انت الكنز الما منتخلى عنو
و بالطرقات الخطرة تبقى سراجنا وصلنا لنبعك و سقينا منو.

و كنا و ما زلنا و سنبقى ننشر في كل مكان  قيم المحبة و التسامح و ننشر  الثقافة و الفكر  مستخدمين العقل و الكلمة و الورقة و القلم و النت لاننا لا نحب الحرب و لا السلاح و القتال و لان الروح فينا راقية و نقية و العقل اساسنا و نعمل بمبدأ الحوار و النقاش و النزاهة بالنفس و الروح و الجسد عن كل الصغائر.
ماري مارديني

2
أ تقرين الجريدة و يعد هو الطعام!
أ يجر الرجل عربة طفله!
أهي من الرجولة ان يقوم الرجل  بإعداد القهوة او الشاي للاسرة ! في حين ان المرأة تتابع الاخبار ! يسأل محاوري الذي مثل نفسه و بيئته و اراد ان يمثل  مجتمعه و تربيته و ثقافته و فكره بتلك الاسئلة و الكثير من امثلتها عبر الانترنت و خاف ان يقول اسمه و تابع اسئلته و كأنه يمثل العصر السابق للعصر الحجري .. سائلا :
ألا تنجب  المرأة الاطفال و  تتألم المرأة بالولادة؟ و يتابع سائلا بكل حماقة  فكيف تريد ان تتساوى مع الرجل !
كيف لرجل ان يغسل صحنا او كوبا في المطبخ يسأل ذلك المحاور مستغربا ، و معجبا بأسئلته ، و مبينا  المزيد من الجهل و التخلف و مشفا عن طريقة تعامله و تعامل مجتمعه و بيئته مع المرأة، و عن دونية تفكيره نحو المرأة و عقل المرأة
و تابع مستمرا ما يشبه ذلك من الاسئلة ......

اما سؤالي لمحاوري فهل هو ذو عقل او ثقافة من يسأل تلك الاسئلة ؟! و هل يرى ان المرأة انسان ام يراها الة!او يراها ربما شيء مثل كل الاشياء .. وفق تلك الاسئلة التي طرحها  و نظرته للمرأةا!؟ و هل يرى ان لها عقل و روح و فكر و خيال و ابداع؟ و هل ان نساء مجتمعه مقموعات مثله لذلك ربينه على ذلك النمط هن و رجال مجتمعه معا ام انه هو حالة تخلف و جهل خاصة ..،و سؤالي ايضا لذلك الحالة : الا تذهب المرأة الى العمل ايضا و تعمل و تنفق على البيت و الاسرة ؟! ألا تربي الاطفال و تشارك بالقرارات البيتية و المهنية و الاجتماعية و الادارية !؟ الا تقوم بقيادة عمل و قد تتفوق على الرجل بذات العمل، أليس محاوري لاغيا عقل و انسانية و روح المرأة معا بتلك الاسئلة التي طرحها بكل ثقة بنفسه! و سؤالي ايضا  ألا يأكل الرجل في البيت  فما المانع من اعدلده للطعام و الشاي و القهوة  مثله مثل المرأة ! اليس المستلقي بالعربة التي يجرها ذلك الرجل طفلا لكلا الرجل و المرأة معا ! فعلام يستغرب محاوري الجاهل من جر الرجل لعربة طفله ! و ما الغريب بقراءة المرأة لجريدة و قيادتها للسيارة  او متابعتها للاخبار و السياسة و الامور اليومية خارج البيت؟! فقد استغرب محاوري من معلوماتي السياسية و الاجتماعية و الفكرية و الثقافية و متابعتي لها ، و  التي لم يستوعب ابسطها لانه سطحي للغاية! ما الغريب لمتابعة المرأة  معارض الفن و حفلات الموسيقى و اخر الاكتشافات العلمية  و القوانين الجديدة في مكان ما! و ما الغريب لمعرفتها معلومات عن ما قدمه فائزون جائزة نوبل من جديد متميز و مفيد و ذو قيمة  هامة ، و ما الغريب في معرفتها لمعلومات عن تلك الجائزة و توزيعها و اسبابها و اهدافها الثقافية و العلمية و الانسانية و كذلك ما الغريب عن معرفتها حتى لمراسيم توزيع تلك الجائزة و الاحتفال التابع لها بأناقته و رقيه! و كذلك  ما هو الغريب في تفهمها لعادات و طرق و اسباب تفكير شعوب مختلفة و ثقافات مختلفة ! ألا تملك روحا او عقلا بنظر محاوري الذي اراد ان يمثل مجتمعه و بيئته و تربيته و ثقافته و علمه بحواره  معي! فكم  تضحكني كلمة علمه! فكم هي فضفاضة  تلك الكلمة و ثوب العلم ذلك الذي يدعيه ! مثل كلمة القيم التي ادعى فهمها و هي  الاكبر حجما منه و من امثاله فلم يصل لاعتابها من خلال ما بدا على حواره و سطحية اهتماماته، و مدى بعده عن العمق و الثقافة الحقيقية و العلم و الانسانية و الرقي الروحي و الفكري.

عرفني المحاور على حاله دون ان يقوى على قول اسمه الحقيقي  و دون ان يتجرأ على قوله لاحقا، و لم استغرب عدم قدرته و لم استغرب تناقضاته ! لانه يعتقد و يقول انه عبر الانترنت يعبر عن حقيقته و نفسه اكثر من خلال قيامه بالتخفي بغير اسماء .. قال عن نفسه انه يكتفي ان يكتب انه عربي مسلم  في حين لم اسأله اصلا عن دينه لكنه اراد ان يذكره و يناقشني من خلال دينه ! لانه يرى ان الانسان بإنتمائه الديني ،  و يرى و يقرر المحاور  ان دينه هو الافضل !! و افراده هم الافضل ...! و لكن محتوى حواره و اهتماماته لم تكن من مصلحة ما ادعاه كما تبين فيما بعد من حواره الذي دل على شيئية المحاور و سطحيته و اهتماماته فقط بالمادة دون الروح و العقل .. فهل ذاك ما اراد تقديمه عن اثر دينه عليه و اراد ان يشير مرارا  انه يمثل دينه! و انه يمثله من خلال ما يكتب و يسأل و يجيب! و كان مفتخرا بسطحيته و عدم عمقه الثقافي او الروحي او الفكري ..! فليته لم يذكر ديانته اثناء الحوار و ليته لم يناقش بالدين  لكان افضل له لان ذلك التطفل من قبله و ذلك الحوار  لم يكن لصالحه  و لم يقدم عن نفسه الا صورة جاهل لا يملك و لا يستوعب الثقافة و لا الفكر و لم يمثل انسان عاقل..و كان يصر ذلك المحاور  انه يريد ان يتكلم بالدين،  و لا ادري ما مناسبة الكلام بنظره بالدين و انه يمثل ديانته في الوقت الذي يقدم به حاله معبرا انه شخص سيء جاهل ، و لا ادري  ما مناسبة مقارنته  بين الاديان وفق ذلك الذي يقدمه كما قال عن اثر دينه عليه و الذي اراد النقاش من خلاله !!! المحاور ليس بمستوى الحوار و النقاش لانه محاور كان  ينطلق من التعصب و يهدف الى التعصب لا غير فلا اناقش في الدين مع متعصب.  فبنظري انا شخصيا ان  الانسان بضميره و عقله و قيمه و صدقه و ثقافته و جودة تربيته و تحرر فكره و سلامة نفسه  و احترامه لنفسه و لغيره سواء بالواقع او بالانترنت ، سواء بالاسم الحقيقي او المخفي و المستعار، و الانسان ليس بماذا يدين من دين انما بمدى و بصحة فهمه للدين و التعامل مع الغير دون تعصب و دون كره و حقد انما بروح راقية و ادب و تهذيب و عقل و ضمير ، و بمدى صحة نظرته و فكره عن بقية الاديان بموضوعية و ليس بتعصب او كره ، و بفهمه الهدف من الاديان جميعها  نحو الناس ، فليس المهم بماذا يدين الانسان او لا يدين انما المهم كيف تربى و يتربى و يربي و يسلك و يتعامل و يحترم،  و  كيف يتقي ربه عن قناعة و ارادة و عقل و ادب حقيقي لا متصنع،و ان كان الدين لدى انسان سيجعله معاديا للغير و حاقدا على الغير لانهم لا يدينون بدينه فإن ذلك يعني ان ذلك الفرد لم يستوعب ما هو الدين اصلا،  و لم يتربى تربية دينية سليمة ايضا ..ـ  فكم من الناس يوجد من الذين لا يتبعون اي دين الا انهم انقى نفسا و اصدق انسانية و اسمى عقلا و روحا من كثير غيرهم من الذين يلبسون ثوب الدين للتغطية على ما ينهى عنه الدين.. ـ لكن محاوري لا يستوعب ذلك و  اراد الحديث و التطفل دون ان اسأله او اطلب منه و اراد فرض الحوار دون ان اطلب منه الحوار لكنه تطفل تطفلا و عبر عن جهله و جهل تربيته التي تلقاها و عبر عن اسباب تخلف الرجل قبل المرأة بمجتمعه،" فالمجتمع الذي يحتوي نساء متخلفات يكون رجاله اكثر تخلف و امهاتهم ربتهم على التخلف" و برهن المحاور  ان من اسباب تخلف المرأة في بيئته هو تخلف نظرته لها و تخلف تربيته في مجتمعه .. لكن يبدو ان لديه صورة تعبر عن جهل تخلف بيئته و تعصب تربيته  اراد عرضها امامي عن بيئته و تربيته و مجتمعه عبر الحوار الانترنتي اثناء بحثي بنمط و اسلوب و مستوى و نوعية تفكير شباب الانترنت العربي المتعلمين! و اهتماماتهم و كيفية تفكيرهم و اسباب ذلك التفكير .. و قد دارت اهتماماتهم حول السطحيات خلف شاشات الانترنت بأسمائهم المستعارة ليعبروا عن اخطاء تربوية اثرت عليهم خلال تربيتهم و انعكست على تفكيرهم و نظرتهم و تعاملهم مع المرأة في مجالات عدة،  و عبرت عن ضحالة الثقافة لديهم،  و عن اثر التعصب و القمع عليهم في تربيتهم و بيئهم مما اثر على الكثير منهم و ادى الى اثبات تسيبهم عبر الانترنت خلف الاسم المستعار ... كان ذلك عام 2004 و قبله اثناء تجربتي على عدد معين من الافراد عبر موقع الكتروني معين ..  و تابع محاوري يقول عن نفسه انه متعلم جدا ! انه يشغل عملا هاما في المجتمع ! انه شخص ادعى الفهم و التحضر و الثقافة و العلم و القيم و العمق و المسؤولية!!..  لكن اسلوب المحاور  كان واضحا انه مبطن و خافيا تخلف و تعصب و جهل و طائفية بحتة و فساد منوع، نمط اسئلته و اسلوبه في الطرح و طريقة تركيب عباراته تجلت عن حقد و مشكلات بثقافته و فكره و نفسه و تربيته ، و كشفت  تناقضات بينه و بين نفسه ! و تناقضات بكلامه و نوع سؤاله و بدا عليه كل سطحية و واظهر  تكرارية لما مضى من نمط رجال العصر الحجري.. و هنا في كلامي عنه كحالة لا اعمم ابدا على ديانة و ليس هي بمتناولي و لا انظر للاشخاص  بتلك الطريقة لكن اتكلم عن الحالة بحد ذاتها الذي اراد ان يمثل الشرقي المسلم و ركز بالتعريف عن نفسه انه مسلم! و ركز اكثر على محاولته الاساءة لغير ديانات مما عبر عن عدم فهمه لتلك الديانات من جهة ، و مما دل على انه ينطلق من منطلق الدين  من جهة ثانية و هذا ليس منطلقي و لا  اسلوبي بالتعامل مع الناس و مع فكر الناس،  لكن محاوري اراد ان يفرض دينه!  اثناء الحوار! و حاول بأي شكل دون ان يصل الى نتيجة سوى انه بدا انه متعصب و طائفي و غير مثقف و ليس له اي عمق روحي او ادبي او انساني او حضاري او قيمي،  و ثم  اراد ان يأخذ الحوار الى الجانب الجسدي البحت! ليعبر عن انه مكبوت التربية و مقموع الحرية و انه من مجتمع و بيئة تكبت الشباب بجهل و تعصب بعيد عن العقل فيستغلون الاسم المستعار خلف الانترنت بمواضيع لا تعبر الا عن قمع بهم و كبت و بدا ان ذلك الجانب الجسدي من اهم اهتماماته بل هو اهتماماته الوحيدة و هو كل ما يشغل عقله و يملآ فكره تماما و ما كان  يستوعب و لا يفكر بأعمق او اسمى من ذلك كما بدا عليه. مما برهن على ان المحاور لا يرى و لا ينظر و لا يفكر الا من خلال ابسط و اقل المستويات و بمكان لا علاقة له بذلك الاهتمام الحسي الواضح عليه و لا يشير الا الى جهل المحاور ذاك ، فأي صورة قدم عن نفسه ، و مع امرأة كشفت فساده و جهله و تخلفه و تعصبه و قلة ثقافته و سوء تربيته كفرد  في اسرته و بيئته التي ربته بذلك المستوى المادي ليعبر عن كبته و فساده عبر الانترنت و الاسم المستعار...  فالمحاور يرى ان المرأة فقط للبيت ! و فقط لتكبير عدد افراد الاسرة! .. فهو يرى المجتمع بعدده و ليس بنوعه. انه عكس نظرة رجال بيئته و نساء بيئته الى المرأة و دورها بمقاييسهم التي اعتقد انها هي المقاييس  الصحيحة و يجب تطبيقها على الجميع برأيه. و هو من ادعى الثقافة و العلم و شغل عمل هام! لم يعرف ان ثقافات الافراد و المجتمعات ليست متشابهة، و لم يعرف ان قيم الافراد و المجتمعات يتم التعبير عنها بطرق مختلفة حتى و لو كانت القيمة هي ذاتها الا ان طرق التعبير ايضا تختلف كما ان المبادئ و الاهداف و الاساليب تختلف من مجتمع لاخر و من فرد لاخر.

يستغرب محاوري من قولي ان المرأة و الرجل لا يقل احدهما عن الاخر و ان الانسان هو الاهم،  وان  كلاهما انسان ،و ان هناك حقوق الانسان و هي اهم شيء و ان حقوق المرأة هي جزء من حقوق الانسان  و اننا عندما نطبق حقوق الانسان و نهتم بها و نعمل و نتعامل بها فإننا نعطي للمرأة حقوقها و للرجل حقوقه عندما يكون القانون و التقليد و الثقافة و التربية  بدرجة وعي انساني و فكري و روحي ، و ان المسألة ليست مسألة نوع انما المسألة هي اشمل و اعم و اعمق ، هي بديهية  ان كلاهما انسان و هذا الاهم و الذي لا يستوعبه ذلك المحاور ، و ان كلاهما يتمتع بذات الحقوق و الواجبات ، و ان كلاهما له عقل و اهتمامات علمية و فكرية و ثقافية و اجتماعية  و طموح و اوقات فراغ من الطبيعي ان يستغلها لما هو يرضي هواياته و اهتماماته المساعدة على راحته النفسية و الاجتماعية و الفكرية و الثقافية لكي يبقى بحالة متجددة و متوافقة و قادرة على التفكير و  العمل و الانتاج الايجابي.
 يستغرب ذلك المحاور من قولي انني اتابع اخبار العلم و المجتمع و القانون و الفكر و كل ما يتعلق بالثقافة و كل ما يغني الحضارة و الانسانية و النفس و الروح،  فما الغريب بإهتمام المرأة بأحدث المرسومات او القوانين او القرارات الادارية او المامها بالسياسة او الدين او الادب الراقي،  و ما المانع من مختلف انواع النقاش عندما تكون النقاشات بطريقة محترمة و راقية و صادرة عن فكر راقي و هدفها راقي و اسلوبها راقي و مضمونها قائم على الاحترام و العقل و الثقافة ،  فما المانع من النقاشات السياسية او الدينية او الجنسية عندما تكون بشكل علمي و متجرد بين افراد مثقفين و مسؤولين عن حريتهم الفكرية و يحترمون انفسهم و عقولهم و انفس و عقول الاخرين .. لكن محاوري لا علمه و لا عمله الذي يدعيه قدروا ان يصقلوا عقله و نفسه و روحه و نظرته للانسان بشكل عام و للمرأة تحديدا كما بدا عليه و كما نمت عباراته و اسئلته، لانه عبر عن تخلف و تعصب و جهل  و عدم استيعاب للثقافات ، و لانه برهن ان تقاليد بيئته المغلقة تقود عقله و نفسه و اسئلته  المثقلة بالتخلف و بالغريزة دون اي رقي روحي او ثقافي او حضاري ، و لانه متعدد الشخصيات عبر الواقع قبل الانترنت و لانه متقلب الوجوه  ان ما يقوله بإسم مستعار عبر الانترنت لا يقوى على قوله بإسمه الحقيقي ايضا عبر الانترنت فكيف سيقوى على قول افكاره اذن  بالواقع، و بإسم و شخصية حقيقية بالواقع ! انه بكل بساطة نتاج مجتمع مزدوج و متناقض مع ذاته، و مع واقعه و قدراته و امكاناته،  متناقض بين ماذا يريد و ماذا يقول، متناقض بين ماذا يشعر و ماذا يفكر و ماذا يقول  ، متناقض بين ماذا يقول بإسم مستعار و ماذا يقول بإسم حقيقي ، متناقض بين ما هو السائد و ما هو اللائق للعصر و النفس و الفكر و الزمن ، محاوري تكبله قيود الجهل و التخلف و يشغل باله الجسد البحت لانه مقموع و مكبوت فتلك الصورة التي قدمها عن نفسه و يفخر بنفسه!!!، فما لا يجرؤ ان يتكلمه بالواقع يتكلم به عبر الانترنت و بلا اسم من شدة خوفه و ازدواجيته بل تعداديته . لقد عكس صورة رجل اتي من بيئة سلبية فهو غير سوي و غير طبيعي و وصل حديثه لما عبر عن تسيب به و بنفسه فلم يتجرأ ان يذكر حتى اسمه بنهاية الحوار . محاوري المتعلم! الشاغل لعمل هام! كما قال ! برهن انه  مكبوت جدا في تربيته بسبب التعصب و الجهل و القمع و الفصل بين النساء و الرجال في بيئته، فبمجرد يتكلم مع امرأة يفقد السيطرة على عقله و نفسه !!! و لو كان يتكلم ـ اي يكتب خلال حواره الكتابي ـ  مع امرأة عبر الانترنت عبر الانترنت و ذلك من شدة تخلفه و تسيبه و قلة حضارته ،  و برهن انه من الذين لا يستوعبون ثقافة الحوار و لا يقدرون على الحوار لان لا عمق لهم و لا مضمون  ايجابي و فكري بتربيتهم خاصة نحو المرأة المثقفة . فكان مثالا و صورة عن بيئته و عكس ما يسود برجال بيئته و نساء بيئته معا من قمع و تصنع و فشل ثقافي و سوء بالقيم التي تربى عليها بالتعامل مع الاخرين و الحوار معهم و مع ثقافاتهم ، كما عبر عن عزلته الحضارية حيث لم يتحضر عن مستوى رجال العصر الحجري. ألم يكن افضل لمحاوري ان لا يسعى لفرض الحوار فرضا كي لا يفضح تخلفه و كبته و جهله و كي لا يبرهن على عدم قدرته الثقافية و القيمية و الحضارية و العلمية ، و ليعبر عدم قدرته  على التحضر و النقاش و عدم استيعابه لاداب و لايجابيات  استخدام وسائل الاتصال الحديثة كالانترنت ، لانه سعى الى التفكير بما هو سلبي و بشكل سلبي، و لجأ الى اسلوب سلبي، و لم يستوعب الثقافة الايجابية  و لم يقدر ان يذكر اسمه الحقيقي لانه عرف انه دون مستوى الثقافة الحقيقية و دون مستوى القيم الراقية، و دون مستوى الروح النقية، فلم يتجرأ ان يقول اسمه معتقدا انه خلف ملاية او شاشة الانترنت يخفي تخلفه و تربيته الجاهلة القمعية التي تربى عليها مما جعله مثالا عن التخلف الحضاري و الادبي و الفكري و الاجتماعي و الروحي و النفسي و هو من  اراد ان يقدم اثر دينه عليه ! حيث لم يتمكن من توجيه تفكيره نحو ما هو ايجابي او ثقافي او حضاري. فمحاوري الجاهل لم يأخذ من القرن الواحد و العشرين ربما  الا الشكليات دون المضمون فما زال تحت الثياب التي يرتديها يقبع الجهل و التخلف و العقل الصدء المتكلس، و ما زال لسان التعصب لديه هو الناطق بذلك المحاور،  و ما زال القمع هو ما يصنع من الرجل العربي تلك الصورة ـ طبعا  دون تعميم على كل العرب انما على امثال الحالة من الجهلة المتخلفين و المتعصبين و المقموعين المتسيبين ـ  حيث ان امثال الحالة خلف الاسم المستعار بالانترنت يسعون الى التعبير عن كم و عمق الكبت لديهم الاتي من جراء التخلف و التعصب و الجهل و العزل للمرأة عن الرجل فتصبح اساليب و اهداف و محركات ذلك الحالة و امثاله من العرب الشرقيين متجهة فقط للقشور و السطحيات و توافه الاهتمامات و في الواقع يتصنعون الالتزام بالقواعد و بعض  التقاليد التي صنعت منهم متعددين شخصيات و متعددين اسماء و مبدعين قمع و تخلف و تعصب و جهل و سلبيات في المجتمع و مسيئين استخدام وسائل الاتصالات الراقية. ففي الواقع يظهرون بشكل و خلف وسائل الاتصال يظهرون بشكل اخر..
فإذا كان محاوري مدعي العلم و مدعي اهمية المكانة بمجتمعه و مدعي القيم تلك حاله عبر الانترنت من سطحية و غرائزية و تعصب فما حال بقية افراد مجتمعه اذن ! و الجواب عن حالهم واضح!فهو ليس مطلوب.

لكي يتم التفكير الايجابي و العمل الايجابي عند الافراد لا بد ان يتلقوا تربية ايجابية في مجتمع سليم الروح و الفكر و حر النمو الاجتماعي الانساني و المقتنع بالقيم و ليس مجبر على التصنع بأنه ذو قيم و هو في حقيقته مشوه  قيم . ليس متصنع ايضا انه ذو ثقافة و هو في حقيقته ايضا ضد الثقافة و ضد التحرر بل يسيء فهم التحرر و فهم ثقافة التحرر و مدى ارتباطها بالمسؤولية، ليس متصنع انه مع المرأة و هو بحقيقته تربى بمجتمعه على ان  ينظر للمرأة  نظرة سلبية و لا يستوعب ثقافة المرأة و عقل المرأة و عمق المرأة الثقافي و الروحي و القيمي ، و لا يستوعب الافكار الايجابية الثقافية التي تطرحها المرأة المتحررة و تناقشها المرأة المثقفة لانه لم يرى امرأة متحررة في بيئته ، و لم تربيه امرأة متحررة مثقفة في طفولته اصلا.
 ان تغيير المجتمع يبدأ من تغيير نوع التربية و اساليبها سواء في البيت او الروضة او المدرسة الى ما بعد و بعد ليعم التأثير الايجابي في كل المجتمع و ينعكس على الافراد لينمو المجتمع بشكل ايجابي . و ان التربية هي مضمون و هي ثقافة و مبدأ و هدف و اسلوب و سلوك يشمل كل المجتمع و يؤثرعليه،  و يتأثر به ، محاوري الذي حاولت تقديم فكر ايجابي له و تعليمه التفكير الايجابي  لم يستوعب ذلك لانه لم يتربى على الفكر الايجابي
فما زالت الى الان  القيود قائمة على الحرية الفكرية و  الاجتماعية و السياسية  و الدينية و موجودة بوضوح، و ها هو العالم قد صار  بعام 2016.. . و ها هو ما زال هناك  رجل يدعي انه يشغل عمل هام، و يدعي علم و قيم، فيكشف الانترنت عن تخلفه و جهله و عن تسيبه و تعصبه و طائفيته و يتكلم  بصيغة نحن .. نحن..بكل قبلية و يتكلم عن مجتمعه بأنانية و يراه افضل مجتمع .. و هو بحقيقته لا يملك شخصية  ، و لا يعرف ان يتكلم بضمير المفرد ، و لا يعرف ما هو الفكر و التفكيرالفردي ، و التفكير الايجابي، و لا يرى قلة حجمه امام الثقافات و التحضر و القيم و وسائل الاتصال الحديثة يراها لعب و تسلية..و بذات الوقت هو يريد ان يعطي مثال عن مجتمعه الذي اراد الافتخار به  لكن النتيجة انه برهن عن تخلفه و تسيبه و تعصبه، و عن قلة قدر المرأة بمجتمعه من خلال حديثه عنها و اسلوب حديثه عنها و تعامله ..  فلم يجرؤ على التعريف على اسمه الحقيقي بل سعى الى اعطاء المزيد من صور التخلف و الجهل و التعصب السلبي في المجتمع الشرقي  العربي و لا سيما رجاله من  امثال ذلك الحالة السابقة. فلا عجب من وجود التخلف و الفساد في معظم الدوائر العربية ان لم يكن في كلها دون استثناء اي مستوى من مستوياتها ، فالفساد ربيب التخلف و الجهل و القمع و الطائفية المنتشرة بشكل خفي او علني لدى النسبة الاكبر بالمجتمع العربي و الشرقي على السواء.  يدعي ذلك المحاور العلم و الثقافة و يدعي التدين و هو مثال فساد و تعصب و طائفية و جهل و تخلف و يستغرب من قراءة المرأة للجريدة و من جر الرجل لعربة طفله و لا يستوعب ان الحوار الثقافي هو حوار عقل و ليس جسد ، مما يثبت قلة عقله .

"ذلك حوار من المحاورات الانترنتية اثناء بحثي بالفساد الجامعي و الاعلامي و الانترنتي الصادر عن اساتذة جامعة و اعلاميين و مدعين قيم و ثقافة ! فاسدين يعملون ضد "الكاتبة هنا  " المرأة المتحررة المثقفة و يسعون للاساءة لها  بسبب انها كشفت فسادهم بأشكال مختلفة متكررة ، كشفتهم بطريقة بحث شملهم جميعا كعينة، هم حالات فساد رجالي ضد القيم و التفوق للمرأة عليهم  ربط بينهم الفساد و الطائفية و التخلف و العداء للمرأة الشريفة الاتية من دين غير دينهم،  و يتظاهرون بالعكس ، كشفت فسادهم وتخلفهم و طائفيتهم ببحث عبر الواقع و الانترنت بشكل تجربة" كانوا يعبرون عن تخلفهم و تعصبهم و طائفيتهم و تسيب تربيتهم و سوء استعمالهم لوسائل الاتصالات الحديثة و لوظائفهم الادارية  بكل طائفية واضحة  و كنت ابحث بفسادهم و اساليبه  و دور التعصب و الطائفية و التخلف بالفساد الصادر عنهم و عن امثالهم بالمجتمع الواقعي و الانترنتي.

ماري مارديني

3
المنبر الحر / المرأة و التغيير
« في: 17:53 21/08/2016  »
التغيير هو التطوير و هو التجديد و التحديث و بكلمة اخرى هو بناء و نهضة ، و يبدأ من الذات و من المحيط و التربية ، فالفرد الذي يفكر و يحلل و يربط و يلاحظ و يتقن الاستماع بعقل  قادر على التغيير من خلال ما يراه و يلاحظه و يفكر به ، على ان يفكر بحرية و يحلل بحرية و ينقد بحرية و يبني بحرية و ضمير و عقل و انسانية، فإن المحيط فيه الكثير الذي يدعو الفرد على التفكير به و البناء لما هو سلبي او فاسد بالبيئة و المحيط، و المقصود هنا بالمحيط هو المجتمع بشكله العام بكل فروعه و محاوره و مجالاته. و التغيير هو التحرر ، فالمتحررين فكريا هم القادرين على النقد الايجابي البناء و على  التغيير ، لكن التغيير بالمجتمعات المتخلفة يحدث ببطء شديد لان التخلف و المتخلفين يحاولون توقيف تفكير الافراد  المتحررات و المتحررين الفكر و المجددين و لا سيما عندما تكون المرأة هي المفكر المتحرر و عندما يرتبط تحررها بالمسؤولية  و المبدأ الايجابي البناء ، و هي الاتية بأفكار ايجابية حديثة بناءة و هي الناقدة بشكل ايجابي و بناء  للسلبيات بالمجتمع المتخلف و المتسيب بأي مجال من المجالات و اي محور من المحاور و على اي مستوى ..لان عقول المتخلفين لا تستطيع استيعاب التحرر و الفكر و الحداثة لاسيما الاتية من فكر المرأة المتحررة الفكر و الملتزمة بالقيم  خاصة ان ذلك يفقدهم سلطتهم او مكانتهم الموهومة التي وصلوا اليها عن طريق فرض و حماية التخلف و المتخلفين  بالمجتمع الشرقي المليئ بكثير من التخلف و القمع للمرأة المتميزة بإمتلاكها الى مبدأ و قيم و عقل و فكر عميق ، ، فالتغيير يحتاج لفكر متحرر و مجتمع مستعد للتغيير و قابل له اجتماعيا و نفسيا و قانونيا و اداريا و اخلاقيا ، اي التغيير هو الفكر الحر العالي المستوى و العميق الذي لا يستوعبه المتخلفين و المتخلفات او السطحيين و السطحيات . فالسطحي لا يمكنه التغيير،  و الغير حر و الغير متحرر لا يمكنه التغيير . ان  التقليد للغير لا يعني تغيير و لا يعني تحديث انما هو دليل سطحية و جهل و تخلف و فساد لانه قائم على النقل السطحي دون التغيير العميق الجذري بالمجتمع و افكار افراده و نمط تربيتهم الاسرية و المدرسية و العملية و الوظيفية، ان تكرار افكار الغير او سرقتها من الغير و إلباسها للجهلة و الجاهلات  بالظاهر في حين ان البناء الداخلي لهم هو القمع و الجهل و الجبن و الفساد و المصالح التي تهم البعض المستفيد على غير جدارة ..لا يعني تجديد و لا يعني اضافة انما يعني فساد ،   و بذات الوقت  لا يعني عمق و لا يعني تحرر انما يعني سطحية و تصنع و تكرار ليس قائم على عمق و لا على ثقافة و لا على ذكاء او ابداع و لا يسهم في البناء و النهضة، بل يدل على مجتمع متفسخ و نتن تفوح منه رائحة الفساد و الجهل و التخلف. لان التغيير ينتج عمل الجديد الايجابي بإسلوب ايجابي و سليم قائم على اساس سوي،  والتغيير هو هادف الى  تبديل بالواقع نحو الايجابي دون تقصد اذية الغير الواعي و المتحرر . فهو ليس عبارات و لا شعارات و لا اقوال يحفظها من يكررها غيبا دون فهم لها فتكون بعيدة عن  الانجاز القائم على الخير و الحق  و العقل و الضمير. و ان الفاسدين مدعين الاصلاح انما يسعون الى تغطية فسادهم و التعتيم عليه و يسعون الى الباس فسادهم اثوابا .. تشف عن الفساد و السطحية و التخلف و الجهل الذي يتصفون به  بكل وضوح

بما ان الحياة تسير الى  الامام فالتغيير مرتبط بالحياة و استمرارها ، اي ان التغيير و بكل بساطة هو مسألة وقت، فطالما هناك حياة فهناك تغيير مستمر . ان تغيير المجتمع و تطويره و بنائه و اصلاحه و نهضته عمل مستمر و متسلسل مرتبط بالوعي و الثقافة و اعداد الفرد منذ طفولته و هذا يرتبط بما يحيط بالافراد في المجتمع من قوانين غالبا ترفض التحديث، و تقاليد ترفض التطوير ، و عادات لا تناسب الوقت العصر، و افكار و نمط تفكير لا يتناسب مع الزمن و حداثة الحياة و ملائمتها للانسان و العصر و العقل.

التغيير ليس كلمة انما سلوك و مبدأ أتيان من التربية المتحررة و الاسرة الواعية التي تؤثر على الفرد و مستوى وعيه و ثقافته ، و من المدارس المتفتحة العلاقات و الثقافة و ان المرأة الاتية من اسرة مثقفة واعية متحررة معرضة لان يفهمها المتخلفين و المتخلفات خطأ ، و معرضة لان يسعى الجهلة الى محاولة إساءة التعامل معها بسبب جهلهم و تخلفهم و بسبب عدم قدرتهم على استيعاب ثقافتها و وعيها و عمقها، و المرأة لا تعيرهم و لا تعير جهلهم و تخلفهم او حتى تسيبهم اي اهتمام انما تتجاهلهم لانهم لا شيء سوى ألات تخلف تعيد تخلف من سبقهم دون استعمال العقل او المنطق . في المجتمع العربي تتفاوت مستويات الوعي في التربية الاسرية و تتفاوت بين المدارس بسبب نوعية وعي الاسر التي تربي الافراد و ذلك يعود الى التباين بمستوى و طبيعة علاقاتهم و ثقافاتهم و عاداتهم و مبادئهم و  مناطق سكنهم و الساكنين و مستوياتهم الحضارية و القيمية و الثقافية و الفكرية و تفتتحهم او انغلاقهم الفكري و الاجتماعي و الحضاري ، و انتماءاتهم و منها  و بكل وضوح الدينية حيث اثبتت التجارب ،و منها تجربة قمت بها شخصيا على افراد من انتماءات دينية مختلفة ، ان الدين من العوامل الهامة في اعداد الفكر المتفتح او المغلق و ذلك حسب نوع التربية الدينية و عمقها و صحتها و تفتح فكر المربين و المسؤولين عنها او انغلاقه و وعيهم لهدف التربية الدينية السليم دون تعصب، و كذلك فإن اثر المستويات الحضارية  و الاجتماعية و الفكرية و مستويات الاهل الثقافية عند الافراد   لها دورها الاساسي الهام جدا ، و بذات الوقت افكارهم المسبقة التي تربوا عليها دون فكر او عقل او وعي او اساس  عن الانتماءات الاخرى و افرادها لها دور في تعاملهم مع الغيرـ و المستويات الثقافية لا تعني المستويات العلمية من حيث درجة الشهادة انما تعني الثقافة العامة و الاجتماعية و التربوية و الفكرية السائدة في الاسرة و المدرسة و الجامعة و  المحيط . فالمجتمع المختلط اسريا و مدرسيا منذ الصغر حتى الكبر يربي افراده بروح سامية و فكر متحرر متجرد عن الصغائر و الحسيات فينشأ افراده اكثر حضارة و اعمق ثقافة و اسمى من حيث المستوى الفكري العام و الخاص غالبا  لان ارواحهم سامية نقية متجردة عن التعصب و الجهل و التخلف و اسمى من التسيب لانهم نتاج مجتمع متحرر الفكر و الثقافة على عكس من ثقافته في مجتمعه و تربيته و اسرته هي ثقافة  التعصب و القمع و الخوف،  و ان  المجتمع  الذي لا يعد متجانس التحرر و لا متجانس الوعي و الثقافة هو عبارة عن مجتمع مشتت و غير متجانس بل هو مجتمعات متعددة  داخل مجتمع واحد  لكل منها صفاته و خصائصه على الرغم من وجود سمات عامة للمجتمع ككل بكل ما يتضمنه من مجتمعاته الفرعية سواء كانت مجتمعات متباينة الثقافة او التحضر او الانتماء بكل اشكاله. ان التربية الدينية تختلف بعمقها و نوعها و مرتكزاتها و اهدافها فالتربية المعنية بالقيم بشكل عام و متجرد عن المادة و الشيئيلت انها اسمى التربيات و اكثرها تجرد و رفعة بالنفس الانسانية و يستطيع افرادها الاشتقاق من قيمها  و التعلم منها ما يؤهلهم  من التعامل مع كثير من الامور المختلفة و الافراد المختلفين في الحياة و تربتهم تدفعهم للرفعة الروحية و الفكرية و التجرد .. . اما التربية الدينية  التلقينية و المغلقة و التكرارية و المتزمتة فهي تنشء افراد غير قادرين على التعامل مع الاخر و لا على استيعاب اختلاف ثقافة الاخر بل قد تتوجه قصدا لاذى و ازعاج الاخر بسبب اختلافه فقط..و بسبب عدم المقدرة على فهمه و فهم وعي و رقي ثقافته.

التغيير هو التقدم و  المرونة و الاجتهاد و النظرة العميقة التي قد يفهمها العاديون بطريقة خاطئة ، و هو التفكير بطريقة خاصة بالامور و الظروف و التخطيط و العمل على اشتقاق الجديد منها و بشكل ايجابي نافع و غير ضار بأحد، فهو يبدأ من التجرد من الخاص الى العام لكن بعقلانية، و  على المجتمع ان يحترم عقل و فكر الافراد و ثقافاتهم و عقل و ثقافة  المرأة بكل المجالات . اي ان التغيير هو هدف للافضل  . و المقصود بالافضل اي الافضل العام و بتجرد عن الذات او الانتماء. التغيير يرتبط بثقة الفرد بنفسه  بأفكاره و معرفته لما يخطط له و لطريقته بذلك مهما اساء الاخرون فهمها و مهما عجز السطحيون  و السطحيات عن استيعابها، حيث ان سطحيتهم و تخلفهم و جهلهم غالبا  يدفعهم الى التسيب و الى التفكير السلبي و السلوك السلبي  مع المتحررات و المتحررين و سوء فهمهم لا غير ، و ليس الى التفكير الايجابي ، و ليس لديهم قدرة على استيعاب فكر المتحررات من النساء لان تربيتهم هي تربية جهل و تربية ذكورية تكرارية  تقوم بها اسرهم الغير متحضرة و السطحية جدا بشكل عام، فالمرأة المتحررة الواعية  الواثقة من نفسها و من فكرها و اسلوبها و عمق ثقافتها تدرك ان الجهلة و المتخلفين و الجاهلات و المتخلفات و المتسيبين و المتسيبات لا يستوعبون عمق ثقافتها لانهم سطحيين و سطحيات فتتجاهلهم بعد ان تعرف سطحيتهم و جهلهم و تثبت ذلك عليهم و بعد ان يثبتوا سلبية تفكيرهم و فساد اهدافهم و تخلفهم و ربما تسيبهم، و بعد ان تثبت لهم انهم لا يسعون الا الى التخلف و الجهل و الفساد و ربما التسيب  الذي ربما  تربوا عليه ..فتتجاوز بوعيها و عمقها تخلفهم و جهلهم و فساد مجتمعهم و تتابع مسيرتها الراقية الثقافة و الايجابية المستوى و الهدف و الاصل و الغاية.
 فالتغيير هو اصلاح للمجتمع الراكد و ربما  الفاسد و الجاهل و المتخلف. فذات الحدث  قد يلاحظه فردان احدهما يراه بشكل سطحي و شخصي ، و الاخر  يحوله الى مشروع و هدف للتغيير الايجابي و البحث و التطوير  مهما كان ذاك الحدث معبر عن سلبيات مجتمع او مجموعة معينة و فسادهم،  ـ و قد قامت الكاتبة لهذه السطور بالبحث بفساد اساتذة جامعة و اعلاميين و مدعين ثقافة و صل فسادهم و ضغر عقلهم و تخلفهم و تسيبهم الى الانترنت ليحاولوا تغطية فسادهم المشترك  المكشوف الغبي و طائفيتهم و تخلفهم و تدنيهم من خلال اعتمادهم على اسلوب مكرر الغباء منهم ، و هدف فساد جديد مكشوف سعوا اليه تم اثباته عليهم من خلال الاستمرار بالبحث عليهم عبر الانترنت  و هم غافلين  ليعبروا عن سطحيتهم و جهلهم و تخلفهم و فسادهم و اهدافهم التسيبية و مستواهم الصغير القدر و بيئتهم الفاسدة النتنة بمحاولاتهم الخائبة التي ثبتت فسادهم و تخلفهم و تسيب اهدافهم عليهم و تم كشف هبوطهم و هشاشتهم الفكرية و الاجتماعية و الثقافية و الروحية و الانسانية لانهم تفوقوا على الحيوان بتدني مستواهم و قلة عقولهم و سوء نفوسهم و سوء  نواياهم و قد تم اثبات ذلك عليهم ببحث قامت الكاتبة به ـ  و معبر ايضا  ربما عن تعصبهم و تخلفهم فيصبح مشروع بحث  لاجل الفهم و معرفة الخلل بالفاسدين و الفاسدات بأي مجال كانوا به و يصبح هادف نحو التطوير و التغيير ـ فالتغيير هو انجاز لفكرة معينة تلمع بفكر احد ما و غالبا تلمع الافكار الحديثة من المرأة  المتحررة المثقفة المتسامحة و الواعية و الدقيقة الملاحظة  و الناقدة لسلبيات المجتمعات لانها ترى الامور بطريقة و عمق يختلف عما يراه الاخرون و الاخريات . فرؤوية المرأة اكثر بعد و عمق من رؤوية الرجل لان المرأة اكثر حساسية و اكثر إلتزام بالفكر و القيم عندما تكون من اسرة متحررة  مثقفة و واعية و ذات قيم، اما المرأة التي من اسرة جاهلة او مدعية الثقافة و مضمونها سطحي فهي لا تستوعب عمق ثقافة المرأة الواعية المتحررة و الباحثة بتخلف و فساد و تسيب المجتمع و الباحثة بسطحية من يدعون الثقافة و هم بحقيقتهم جهلة و جاهلات .

التغيير هو من سمات و لوازم و طبيعة الحياة . و بكلمة اخرى التغيير هو نمو، و النمو يختلف من مجتمع لاخر، و من فرد لاخر من حيث نوعه و وقته و سرعته و مستواه و عمقه. و ان التغيير مرتبط بالانسان . فكل انسان قادر على التغيير و كل انسان يقوم بالتغيير و بمستويات مختلفة ، فقط المجتمعات الجاهلة المتخلفة هي من تخاف من الافراد المتحررات و  المتحررين و القادرين على التغيير لذلك تسعى الى ازعاجهم بقصد او بجهل لان المجتمعات المتخلفة تخاف التغيير و تخاف الافكار الواعية الجريئة و المتحررة و لا سيما الافكار الاتية من المرأة الواثقة من نفسها و من معرفتها لما تقوم به من سعي لايجاد الخطأ و السلبيات بالمجتمع و نقدها ايجابيا نحو هدف الاصلاح  للتغيير و التبديل و التطوير . فالمجتمع المتخلف يخاف من التغيير الاتي من افكار المرأة الواعية العميقة الثقافة و المتينة القيم و عندما يخاف المجتمع من وعي المرأة يسعى متخلفينه لازعاجها او مضايقتها بسبب وعيها و ثقافتها و ايجابية تفكيرها و التزامها بمبادئها ،مما يشير الى جهل من يسعى لذلك الازعاج و المضايقة لها من الافراد سواء كانوا رجالا او نساء من الذين يعبرون عن جهلهم و تخلفهم بتلك الاساليب الازعاجية ..

ان المرأة بشكل عام اقدر على التغيير من الكثير من الرجال . و اقدر على ان تحول سلبيات المجتمع  الى ايجابيات لانها اكثر حساسية و اعمق رؤوية للسلبيات و اسبابها و اقدر على ايجاد الحلول المفيدة لكل ما هو سلبي بالمجتمع. لكن اول من يعادي المرأة هم الرجال المتخلفين و الفاسدين و النساء المتخلفات و الفاسدات و هذا بحد ذاته يدفع المرأة الواعية  اكثر الى البحث بتخلف مجتمعهم  و مرضه و كشف فسادهم و اسباب تخلفهم و تخلفهن و يدفعها الى ايجاد اسباب تخلفهم، و ثم لايجاد وسائل تغيير لكل ما هو سلبي يتسم به المجتمع المتخلف." النامي" لكن الرجال و النساء المتربين و  المتربيات تربية متعصبة  مغلقة و قد تكون تربية كارهة للاخر يسعون لمعاداة المرأة الاتية من انتماء اخر عندما تكشف ـ بغض النظر عن انتمائهم الديني ـ عندما تكشف  تخلفهم و فسادهم ببحث فإنهم يفسرون ذلك بطريقة تعصبية تكشف طائفيتهم و كرههم لعقلها المتنور و المنير  و فكرها و قيمها العالية و اسلوبها الثقافي العميق المستوى الذي كشفهم و كشف تخلف تربيتهم العقلية و الفكرية و الثقافية وٍتعصبهم و سعيهم الى الفساد لانهم لايملكون الا الفساد و الجهل و التخلف و التسيب، و يزداد التخلف وضوحا عندما يتماشى مع  الطائفية..  فالتخلف يرتبط بالتعصب و الطائفية .

ان المرأة مفكرة بطبيعتها، و عندما تتربى المرأة في بيئة متفتحة و مختلطة و واعية و سامية المستوى الحضاري و الفكري و الروحي و بتحرر مسؤول فإن مخزونها الحضاري و الثقافي و الروحي و الفكري و الاجتماعي قادر على نشر افكار ايجابية لتغيير نمط تفكير البعض و طريقة نظرتهم للامور ، و ان التغيير بشكل عام تكون المرأة عامل اساسي به ، فلا تغيير دون المرأة ، و ان المرأة قادرة على الملاحظة و التجربة و البحث بسلبيات المجتمع و افراده و تحويل سلبياتهم الى مجال بحث  فتبحث بسلبياتهم لمعرفة اثر تخلف تربيتهم على سلوكهم ، و اثر نوع تربيتهم على نفوسهم،  و اثر بيئتهم على تفكيرهم،  و رؤويتهم للاخرين من غير بيئات ، تبحث بتجرد و تسامي عن سلبياتهم التي تعبر عنهم و عن مجتمعاتهم و تربياتهم التي تلقوها في بيئاتهم المتخلفة . فربما سلوك ما او كلمة او نظرة  او سؤال غريب من فرد جاهل او متخلف او فاسد قد  يكون سبب بحث و مشروع بحث متشعب لامرأة  متحررة متفتحة الفكر والتربية و المجتمع و واعية عميقة التفكير تقوم بالبحث على ذلك الفرد و مجتمعه بكل بساطة و كل رقي و سمو و رفعة دون ان ينتبه لا هو و لا اي احد من امثاله الجهلة و الجاهلات من مجتمعه و اشباهه  المتخلفين و المتخلفات و الفاسدين لان  لها طريقة تفكير و عمق ثقافي لا يدركه الجميع، و قد يسيئون فهم ما تقوم به بسبب سطحيتهم و بيئتهم المغلقة على الجهل و التخلف و التعصب الغبي . فالفاسدين لا يرغبون ان ينكشف فسادهم و تخلفهم و تسيبهم .

التغيير عبارة عن سلسلة متكاملة يجب ان تشمل كل حلقات المجتمع و فئاته بحيث يكون المجتمع متناسق و متوائم  . و التغيير يتم ببطء و على مراحل مدروسة  و تخطيط لكي يكون ناجحا و بوعي و شفافية لكي يكون صادقا و مجديا فهو مشروع و هو تتابع يتم مع استمرار الحياة. التغيير اسمى من الانانية و المصالح و اسمى من الصغائر و لا يأبه بالتفاهات و التافهين لانه قائم على  فكر و وعي للضرورة لتطوير المجتمع بشكل ايجابي . ان من يسعى لمنع المجتمع من التغيير هم المستفيدين من جهل المجتمع و تخلفه و  ربما من فساده. و ان التغيير يحتاج الى تربية مخططة و الى عمل من كافة المجالات في المجتمع و على كافة المستويات،  و ان التغيير ثقافة و دليل على حضارة و فكر المجتمع عندما تكون اهدافه و اساليبه سليمة و متجردة عن التعصبات و الغش و الانانية و القمع و الاستغلال الغبي  لفكر الاخرين المتحررات و  المتحررين . ان كل فرد قادر على التغيير و التطوير بغض النظر عن العمر او الجنس او الدرجة العلمية او اي صفة اخرى لان التغيير من طبيعة الانسان و هو  استمرار و نمو و طالما ان الانسان موجود فالتغيير مستمر. كما ان المجتمع الواعي هو من يشجع على التغيير المدروس الواعي القائم على النقد  بشرط ان يكون التغيير ايجابي و تدريجي بشكل عقلاني و متكامل على ان يكون سلسا و موضوعيا. و المجتمع الذي يحترم نفسه و له حضارة و ثقافة و مثقفين حقيقيين هو من يحترم المرأة المثقفة و المتحررة و الناقدة الايجابية و العاملة الى كشف الفساد و التخلف و العاملة الى التحديث الفكري الايجابي و السمو الانساني

التغيير لا يتم الا من خلال غربلة الواقع و تقده بشكل بناء ايجابي ، و لا يتم الا بتقبل المجتمع و الدوائر و المؤسسات للنقد من الافراد ، فلا تغيير عندما يكون الفساد هو المسيطر ، و لا تغيير عندما يتسرب الفساد الى دوائر الدولة او مؤسساتها من قبل صغار و ضعاف النفس . و لا تغيير و لا بناء عندما يكون الطالح محل الصالح.

ان الفساد يتسرب في شرايين المجتمع الشرقي و ينتج عنه محاولات هدم و تشتيت للطاقات الايجابية بالمجتمع و الفرد ، و احيانا يتقصد البعض الى ترسيخ الفساد و الفاسدين في المجتمع ، كما ينتج عنه تخريب لمستقبل المجتمع من خلال وجود الاشخاص الخطأ بالاماكن الغير مناسبة لهم بسبب الفساد المتسرب و المرتبط بمجتمع تعصبات و طائفيات و عقول قبلية تمجد الفكر التهديمي السلبي و اللعب على القانون و شراء ألسنة و نفوس المتكسبين المعدومين العمق الثقافي و الفكر العالي و البعيدين عن الفكر البناء و الايجابي و المحاربين لمن لديها  فكر ايجابي و بناء ناقد و مجدد. ان مثل تلك الصورة عن المجتمع الفاسد المتخلف و السطحي  تسعى الى استعمال الفساد لمحاربة الفكر و لتخريب الثقافة و تشويه المجتمع بالفساد و التعصب و الطائفية و التخلف. و ان مثل هذه الصورة و المجتمع المليء بالفساد و الطائفية و التعصب يسير التغيير به نحو التخلف و نحو الوراء و نحو الاسفل و الاسفل من المستويات ليبعد افراده عن الفكر و الثقافة و التحرر و الحضارة و الانسانية و عن النقد لان ما يسود به و ما يوجه مسيرته هو  الفساد و محاربة الفكر و الثقافة و المفكرين و المثقفين و المفكرات و المثقفات الحقيقيات ، و هنا تكون الاقليات المثقفة و المتحضرة  و الفكر الايجابي و التحرر و بشكل خاص المرأة المثقفة و المتحررة الايجابية  فئات يسعى الفاسدين و الفاسدات في مجتمع الفساد  لمحاربتهم بأساليب مريضة مكشوفة و مخالفة للعقل و القانون و القيم و الثقافة الحقيقية.
ان التغيير يتطلب ازالة الفكر الفاسد من خلال تربية العقول و النقوس منذ الصغر بدء من المدارس و المنهاج التخلفي الذي يثير و يربي الفكر المغلق و التكراري و الطامس للاخر و للمرأة و للثقافة الواعية المتحررة  و المتجاهل وجود الاقليات. فيجب ابداله بزرع فكر ايجابي متحرر و واعي و مسؤول و علمي و موضوعي و انساني  لدى الافراد منذ الصغر لتتفتح الافكار الايجابية و الفكر الانساني و لينشأ بدايات للنهضة الحقيقية التي لا تحتوي روح فساد و لا تخلف و لا تسيب و لا طائفية  و لا جهل و لا عدائية للاقليات او المرأة و  بشكل خاص المرأة الاتية من الاقلية المتحررة الواعية. و لكن طالما المجتمع هو مجتمع متخلف يغص بالفساد و مجتمع طوائف و تعصب و خرق قانون بسبب الفساد و فساد من يدعي محاربة الفساد و فساد من يدعون انهم مع المرأة و هم بحقيقتهم اكثر الناس ضد المرأة فإن المجتمع يبقى متخلف و فاسد و لا يتحرك نحو الايجابي و ينبع  فساد و تخلف و تسيب بشكل عام و لا يوحي بفكر متحرر و لا بمجتمع سليم . فلا تغيير دون وعي و تحرر، و لا تجديد و لا بناء دون نقد و بحث بسلبيات المجتمع و العمل على بنائه بدء من اساساته التربوية و المدرسية و الادارية بشكل سليم، و بدء من المساواة و تربية الافراد مدنيا على ان العقل و الفكر و النقد و البحث صفة انسانية و  ليس مرتبطا فقط بالرجل الا بنظر الرجال المتخلفين المقموعين و الجهلة  الاتين من بيئة متخلفة لا تحتوي نساء مثقفات او متفتحات الفكر ،  و بنظر الرجال المتلقين  تربية سلبية متعصبة متخلفة و بيئة مظلمة فلا يقبلون  تفوق عقل المرأة على تخلفهم او تسيبهم او جهلهم و سطحيتهم وفسادهم، و يسعون خائبين بطرق غبية و مكشوفة و مريضة واضحة  الى إلباس المرأة المثقفة و المتحررة ذات القيم سلبيات ليست بها انما بهم  عندما تتمكن من ان تثبت  سلبياتهم عليهم من خلال عقلها و ثقافتها و وعيها و قيمها الراقية، فمجتمع متخلف فاسد يحتوي  تلك الامثلة الرجالية اللذين تقوم المرأة قبل الرجل في بيئتهم بتربيتهم على تلك الصورة انه مجتمع يحتاج الى اعادة بناء تربوي و فكري و قيمي و انساني ليتمكن من النهوض و التفتح. و يحتاج الى المزيد من الابحاث عليه ليتم تغييره و بنائه بشكل صحيح بعيدا عن التخلف و التسيب و بعيدا عن الطائفية و الفساد بكل انواعه و مجالاته بكل الدوائر و الجامعات و المؤسسات ..  .و ان كان بعض الرجال المتخلفين الفكر و المغلقين البيئة و الثقافة و المقموعين انسانيا و روحيا و فكريا قد اعتادوا على رؤوية نساء بيئتهم المتخلفة ضعيفات  و جاهلات تتجلى اهتماماتهن بالصغائر و السطحيات فإنهم يعتقدون ان المرأة بكل الثقافات و البيئات هكذا ناسين ان المرأة المتفتحة الثقافة و الفكر و البيئة و المتمسكة بالقيم الصحيحة هي  ابعد نظر و اعمق ثقافة و اكثر ذكاء على المدى البعيد  و وعي و مسؤولية من اي رجل مهما كان، و ناسين ان لها مبادئ لا تحيد عنها و لا تبيعها بأي ثمن ، بل انها تشفق بكل وضوح على جهل و تخلف  الرجال و تكشف بكل سهولة تسيبهم و تخلف بيئتهم و تخلف عقولهم و سوء تربيتهم و خبراتهم الاجتماعية و الانسانية و الفكرية و الثقافية   و هي متمسكة بقيمها، و انني هنا اقترح انشاء جمعيات و ندوات تثقيفية للرجال قبل النساء في المجتمعات المتخلفة التي يسودها الجهل و القمع و التخلف لتكون الاهداف ساعية نحو ازالة التخلف و الجهل ليقل التسيب و الفساد و القمع و التعصب في المجتمعات المقصودة  حيث ان المجتمع الشرقي متباين الثقافات و المستويات الحضارية، ففي كل بلد عربي توجد فروق حضارية و ثقافية ، و ان لفرق الاديان بذلك دور كبير.. و لاثر طريقة التربية الدينية ايضا اثر كبير.. ، و ان لوعي المربين دوره، و ادعو ان تكون تلك الجمعيات و الندوات ساعية الى العمل الى الرقي بروح و عقل و علاقات افراد تلك المجتمعات ليتعلموا التفكير بما هو ايجابي و بطرق ايجابية مفيدة للانسان و المجتمع و نحو اهداف بعيدة عن التعصب او الطائفية / بعيدة عن التكتلات لحماية فاسدين طائفتهم بكل تخلف و تسيب ينم عن سوء تربيتهم الدينية و عدم فهم روح الدين و هدف وجود الدين في الحياة،/ ، فهم بحاجة لاعادة بناء تربوي شامل سليم و نقي الهدف و الاسلوب و الاساس من كل فساد او تخلف و جهل تربوا عليه و ورثوه و ما زالوا المتخلفين و الفاسدين يسعون لنقله لاجيالهم الاتية بذات التخلف و الجهل و التعصب و التسيب لانهم لا يقبلون ان يغييروا تخلفهم و جهلهم   و لا يقبلون نقدا له و لا اعترافا به و لا بحثا عليه و لا سيما من المتحررين و المتحررات من البيئات المثقفة و المتحررة و المتسامحة خاصة عندما يكون النقد او البحث او التغيير من امرأة متحررة ذات قيم راقية، فعندما لا يقدر المتخلفين و المتخلفات على الرد يسعون لاظهارمزيد من التخلف و الفساد و سوء النفوس بأساليب معبرة عن قلة حضارتهم و قلة اخلاقهم التربوية التي تسود مجتمعهم.

ماري مارديني

4
المنبر الحر / حرية التفكير
« في: 12:12 23/07/2016  »
التفكير من سمات الانسان و من حقوقه ، فالتكفير ميزة الانسان و هو حرية شخصية و هو معبر عن الانسان  ويُعد اهم  اسلوب تطوير، ان التفكير يتبلور و يرتقي ضمن الجو الديمقراطي الشفاف  العادل الذي يقوم على مبدأ احترام الانسان و فكره و جهوده و فلسفته و حريته الفكرية و الشخصية، فالتفكير هو حرية شخصية و لا لاحد الحق ابدا في التعدي عليها او وقفها او تحويرها او التطفل عليها  الى ما قد  يسئ للشخص المفكر و اسلوبه و يسيئ الى فهم افكاره طالما الشخص يعرف ماذا يفعل و لماذا و طالما لا يضايق احد ، بل ربما يثبت، ـ او تثبت ـ، مضايقة الاخرين له ،ـ او لها ـ،  لانه يفكر و يستعمل عقله او ـ لانها تفكر و تستعمل عقلهاـ  بشكل ايجابي نافع ، بل ربما الاخرون الذين لا يفهمون طريقة تفكيره او تفكيرها  و عمقه يضايقونه او يضايقونها لانهم لا يستوعبون عمق فكر الشخص احيانا، و احيانا اخرى يضايقونه لان عمق فكره و ثقافته يبرهن عن سطحية و فساد البعض فيسعون لمضايقة من يكشفهم بفكره ، او فكرها ، و بحثه، او بحثها  و اسلوبه، او اسلوبها  العميق. و كم من النساء اعمق فكرا و ثقافة من الرجال الذين يعتقدون انهم ذوو فكر! و ثقافة ! و كم من النساء ذوات شرف و قيم و فكر اكثر من الرجال الذين يدعون الشرف و القيم و الفكر!

يرتبط التفكير بالاضافة لميزات الشخص الخاصة  بعوامل محيطة بيئية ايضا تدعوه للتفكير و تدفع صاحبة او صاحب الفكر الى التفكير بها و تحليلها و ربطها و فكها و الوصول من خلالها  الى الجديد. فالشعوب و العالم لم يمكنهم التطور الا من خلال التفكير و الانطلاق من التفكير الى التعبير و الى العمل الواقعي و ثم التطوير . فالفكر له احترامه و له حقوقه و له مكانته،  لكن البيئة التي يسودها الجهل و الفساد العام المنتشر بشكل رسمي بها و كذلك القمع تحاول ان تمنع هذا الحق و تعيقه احيانا و بشكل فاسد لان بعض البيئات و الانظمة تسعى لقولبة التفكير بقالب جاهز منطلقين من مبدأ خاطئ هو محاولة الفرض على الجميع  التقييد بتلك القوالب  لحماية مصالح  ذلك البعض الجاهل او المتسلط بتلك البيئات او الانظمة ، او يسعون بفساد واضح  لمنع اساليب و طرق التفكير الايجابي السليم العميق التي تكشف الفاسدين و الفاسدات ،و هذا بحد ذاته يعد اساءة للتفكير و للانسان و لحقوقه و حرياتهو للاخلاق و القوانين .  ومن ناحية اخرى ان القوالب الجاهزة يستغلها المنتفعين و السطحيين و يسعىون  للتقولب بها من اجل التزلف و التملق  لمن يضع تلك القوالب الجاهزة التي تمنع البعض الواعي من حرية التفكير و تسلبهم تلك الحرية ، ان تلك اساليب من لا مبدأ لهم الا الوصول عبر التزلف للبعض الاخر و التقولب ضمن قوالبهم الجاهزة بشكل تصنعي غير مبني لا على عمق و لا على ثقافة و لا على فكر لان هدفهم المصالح الشخصية التي لا تعتمد اي مبدأ شريف او ذو احترام و ذلك يساعد  صغار النفس و عديمين الثقافة من الوصول الرخيص الفاشل في ظل القوالب المعدة بطريقة ديكتاتورية ساعية الى تعليب التفكير و تحجيمه  و اللعب بالافكار بطرق مسيئة للفكر الحقيقي الواعي و الحر السوي.

ان حرية التفكير ترتبط بحرية التعبير، و ترتبط بحرية النقد البناء ،و حرية البحث بطرق جديدة مبتكرة بعيدة عن القوالب الجاهزة و المكررة و المُراقبة من قبل البعض الجاهل النفعي و الفاسد  الذي يهدف الى  اللعب بنتائجها او حقائقها او تزويرها ربما بما يخدم مصالح البعض او البعض الاخر الاكثر جهلا و فسادا و تسيبا و تخلفا .
حرية التفكير ترتبط بعمق فكر الانسان و ثقافة بيئته. و قمع تلك الحرية يدل على سلبية من يقمع التفكير و يقمع ايضا  النقد و البحث المفيد و هذا بدوره يفسر اسباب محاولات البعض في  قمع تفكير الانسان الواعي الجريء  الناقد للسلبيات بكافة نواحي المجتمع و مجالات العمل و الحياة . كلمة الانسان بالطبع و من البديهي تعني امرأة كما تعني رجل .

هناك فرق كبير جدا بين التفكير الايجابي و التفكير السلبي، و بين النقد البناء و النقد الهدام و بين اقتطاع اجزاء من معلومات غير صحيحة و مزجها بصحيحة بأهداف مقولبة غير علمية و غير سليمة البناء و الهدف و الاسلوب ، او اقتطاع اجزاء من اسلوب بحث انسان معين او انسانة معينة و اعتبارها واقع و تقديها على اساس انها حقيقة . و هناك فرق بين تصنع التفكير بكل غباء و هو بحقيقته يكون سرقة افكار الغير دون وعي السارقين  لعمق تلك الافكار  وثم  التمظهرالغبي بها  من قبل الجهلة الذين لا يستوعبونها انما يحفظونها بشكل ببغائي دون اي فهم او استيعاب او عمق و بشكل  مثير للسخرية من شدة جهل و تخلف و فساد نسبة كبرى جدا في المجتمع، و بين خلق الفكرة من اساسها و البحث بها بالواقع او بحدث واقعي دعا الشخص ـ  الشخص سواء  امرأة او رجل ـ الى التفكير و تقديم فكرة جديدة قائمة على وقائع و مشتقة من الواقع و البحث و التجربة .

تتطور الشعوب من خلال حرية التفكير و حرية التعبير و حرية البحث بكل المجالات و المستويات و حرية النقد البناء و من خلال احترام الفكر و الحفاظ على حقوق الفرد الفكرية و جهوده العملية و العلمية و الفكرية  و التجريبية لا من خلال الاساءة لمن يفكر او يبحث او ينقد او يجرب  او يقدم جديد . ان كل ذلك يعود الى الحضارة و العمق الثقافي و التربية و البيئة و الديمقراطية و المساواة و حقوق الانسان و حمايتها بموضوعية و عدل و ضمير.
 و عندما يغيب الضمير فالنتيجة مثل السبب و مثل الاساليب في مجتمع التخلف و القمع و الفساد ، اي هي جهل و تخلف و فساد و تسيب معبرة عن المجتمع و اوضاعه و احواله و ما يسوده ، فهو مجتمع يسوده التخلف و الفساد و الجهل و التسيب و الذاتية و النفعية و القبلية و اللا موضوعية و اللا قيم و اللا مساواة بين الافراد و الاستهتار بالحقوق . و هو مجتمع يمنع التفكير الحر المجرد من القوالب الجاهزة و الممنوعات الدالة على وجود فساد و تسيب و تخلف عند من يضع تلك الممنوعات و هو يدعي التحضر و العلم و الصلاح!. اي يعود من يدعي العلم من الجهلة و الفاسدين الى بدائيتهم و ربما الى ماقبلها لانهم لا يملكون عمقا و لا ثقافة و لا علم و لا فكر و ربما  لا قيم و لا ضمائر حية ، فهم بواقعهم امثلة حية عن زمر فساد و جهل و تخلف و تسيب  لا قيم لديهم  لان ما يحكمهم هو ليس العقل و ليس الفكر و لا القيم و لا الضمير فهم لا يملكون مؤهلات الانسان الحقيقي عندما يتصفون بذلك و عندما تعبر سلوكياتهم و افكارهم و اعمالهم عن ذلك  و عندما يحاربون الفكر و يسعون ليقمعون بكل الطرق حرية التفكير و البحث و النقد الذي يكشف فسادهم ، بل و يسعون لسرقة جهود الغير  بطرق معبرة عن التخلف و الفساد و التسيب بكل معنى الكلمة و الادعاء انها جهودهم مما يثبت فسادهم و تخلفهم و تسيب قيمهم اكثر و  مما يثبت اسباب محاربتهم للتفكير الحر الايجابي الشريف و البحث  المنطلق من فساد المجتمع و فساد بعض الافراد و الادارات المختلفة في عدة مجالات لان ذلك البحث و التفكير كاشف لفساد و تخلف و تسيب و انحراف كبير بالمجتمع و ان اول من يعادي كاشفة او كاشف  الفساد هم الفاسدين و المتخلفين و القبليين و الاغبياء  المنتفعين  من الفساد دون اي قيم لديهم و دون اي عقل او ضمير مما يؤكد تخلف و فساد مجتمعاتهم ، و مثل تلك الحالات موجودين في المجتمع العربي بكثرة و بكل مجالاته و مستوياته.

ماري مارديني

5

يتميز المجتمع المتحضر بكون دور المرأة اساسي به و حقوقها متميزة به ،و للمجتمع واجب  نحو المرأة، و القانون المتحضر به يعطي للمرأة اولويات . اما في المجتمعات اللامتحضرة فإن المرأة تابع، و المرأة ليس لها قانون يساويها بالرجل، فالمرأة فيه  بشكل عام هي  مواطن درجة ثانية و هي تابعة لمجتمع الرجال و تربيهم على ان الرجل هو اساس المجتمع و صورته، اي انها المرأة ذاتها  تربيهم بشكل سلبي ضد جنسها لانها تربت بتلك الصورة و لانها لا تتجرأ ان تفكر او تعمل بصورة اخرى  .  فلا التربية و لا القانون و لاالمجتمع و لا التقاليد تقف بشكل ايجابي مع المرأة بالبلاد اللا متحضرة حتى عندما تكون  المرأة ايجابية بكل الامور و على كافة المستويات. ان وضع المرأة في البلاد اللامتحضرة هو صورة عن المجتمع الذي تعيش به و الذي لها به  دور اساسي في تربيته

سأكتب امثلة واقعية من المجتمعات اللامتحضرة ،  لتكون الامثلة  صورا حية واقعية متفرقة من بلاد متفرقة  لم تصل الى الحضارة الكافية و لم يبدو منها بشكل عام  الا السلبيات نحو المرأة.

سيدة من دولة عربية تقيم بدولة عربية اخرى في بيت ايجار .. و السيدة تقيم مع اطفالها و لا تعمل لكن اقاربها يرسلون لها كل شهر ما يكفيها من ايجار و مصروف لها و لاطفالها .. و لظرف معين بين الدولتين لم يتمكن اقارب  تلك السيدة من ارسال النقود لها لمدة  شهرين او ثلاثة اشهر فكان صاحب البيت ـ على الرغم من معرفته لظروفها و على الرغم من انه كان يأخذ منها ايجار البيت شهريا ثلاثة اضعاف ما يمكن ان يدفعه له احد مواطنين بلده من المستأجرين ـ كان يزعجها يوميا بالايجار المتأخر و بشكل لا انساني . الا يوجد قانون يحدد الايجارات!؟ فكل شهر كانت المرأة تدفع له مقابل ثلاثة اشهر لو انه كان قد اجر بيته بما هو متعارف عليه من ايجار في تلك المدينة ..لكن عندما تموت الضمائر و الانسانية ....!

فتاة من احدى البلاد .. تكلمت لي عن وضع الفتيات في بلدها، و طرحت فكرة استغلال الفتيات الصغيرات و استغلال ظروف اهلهن من قبل رجال شيوخ  اي كبار في العمر بحجة اجراء عقود زواج! اتضح فيما بعد انه زواج قصير المدة !  ثم بعده كانوا يقوموا بإرسال الفتيات الى احدى الدول الاخرى المماثلة في التأخر الحضاري بعد طلاقهن هناك لتزويجهن برجال اخرين كبار بالعمر يعني ما يمكن تسميتهم  "شيوخ بالعمر"  و لفترة قصيرة ايضا، ثم طلاقهن و تزويجهن .. و هكذا.. فأين طفولة الفتيات و اين حمايتهن و اين حقوقهن و واجب المجتمع و ضمائر اولئك الرجال!

سيدة ..روت لي عن ذكرى في طفولتها عندما كانت في عمر المدرسة الابتدائية انها اثناء ما كانت تلعب مع صديقاتها اتى احد ما في الشارع و قص لها شعرها لان شعرها نزل من تحت الحجاب اثناء ما كانت تلعب و لم تنتبه لشعرها !  و قام  ذلك الفرد  بتأنيبها بشدة .. و الى الان لم تعد تزور بلدها ذلك .. فمن له الحق بلا مبرر منطقي ان يحاسب طفلة صغيرة و يعتفها على عفويتها اثناء لعبها مع صديقاتها! الم يمكنه ان ينبهها بمحبة و طيبة اذا كان غيورا و حاميا لها!

انسة من بلد عربي كانت تدرس في احد المعاهد الجامعية .. قال لها مدرس المادة انها لكي تنجح بالمادة التي يقوم بتدريسها عليها ان تذهب لزيارته! فهل النجاح مرتبط بالزيارة له ام بما تكتبه في الامتحان!ام هل كان يقول للطالب ايضا ذلك لكي ينجح بالمادة بأنه يجب ان يزروه في بيته!


في حالة توزيع الارث لرجل لديه ابناء و بنات  و فق قانون احدى الدول تم القرار ان للرجل ضعف ما ترثه المرأة! فهل
المرأة التي هي ابنته  لها فقط نصف البنوة من ذلك الرجل ! و للرجل ابنه كامل البنوة . و هل لها نصف كنيته و نصف قرابته! و نصف الواجبات نحوه فقط!

سيدة لديها صالون اجتماعي ثقافي بإحدى الدول العربية تم اغلاقه و متابعة السيدة تلك! هل الثقافة ممنوعة! ام ان السيدات لا يحق لهن الثقافة و التثقيف! ام لا يحق لهن ادارة الصالونات الثقافية!

الى احدى الدول العربية سافر مرة وفد من دولة اوروبية و تضمن الوفد امرأة،  قامت احدى الجرائد بتلك الدولة بالكتابة عن تلك الزيارة لذلك الوفد و وضعت صور الوفد بتلك الدولة العربية .. احدى عضوات الوفد كانت ترتدي طقم نسائي محتشم و هو عبارة عن جاكيت نصف كم  و تنورة طويلة .. طويلة لتغطي اكثر من الركبة .. لكن الجريدة قامت بتضليل ما تبين من ذراعيها  و ساقيها  لتلك العضوة التي كانت بالصورة ة من الوفد الاوروبي ! لم تستوعب تلك السيدة و الوفد لماذا ذلك التضليل و لماذا ذلك التشويه للصورة و لم تستوعب سطحية الفكرة و التفكير.

تسائلت سيدة اوروبية اذا كانت كل النساء ببلد معين يرتدين عباءة و لا تظهر وجوههن و لا ايديهن و لا شكل اجسامهن فكيف يعرف الطفل امه من غيرها اذا ذهبت الى الروضة  لتحضره من الروضة الى البيت!؟

الامثلة السابقة هي بعض صور سلبية عن المجتمع اللا متحضر  لكنها واسعة الانتشار ، و هذا لا يعني انه لا يوجد صور ايجابية لكنها لا يمكن تعميمها. اما بالنسبة للحالات السلبية المنتشرة ان السبب في وجودها هو في الفكر و التربية و الثقافة و المنهاج التعليمي و القوانين و التقاليد، كما ان المجتمعات العربية تحديدا هي مجتمعات تتصف بفوارق ثقافية و اجتماعية و حضارية بها فالمجتمع الواحد يتضمن مجتمعات متفرقة تعيش به ، فهو مجتمع غير متجانس التحضر لانه مجتمع يقوم  على التعصب إما ظاهريا او ضمنيا ، و يتصف بفروق حضارية و ثقافية و فكرية و تحررية عند افراده و جماعاته  وفق الانتماءات الدينية ، فبعض الاديان تربي الفكر و التفكير و التحرر المسؤول اكثر من غيرها لانها متفتحة اكثر من غيرها فتعد تربيتها فكر لدى افرادها اكثر تفتح و اعمق ثقافة و وعي ، ولان المجتمع و القانون و التقاليد و التعامل و المنصب و العمل  يربي على التفرقة و هنا تتضح الفروق الثقافية و الاجتماعية و الحضارية لان المجتمع ليس متساوي التحضر و التحرر و الثقافة بسبب  التعصب و التفرقة سواء بالقانون او بالمجتمع ذاته و غالبية افراده.
فمازالت دروس القراءة في الكتب في الصفوف الدراسية الاولى بالمجتمعات الغير متحضرة تكتب و تعلم ذهب بابا الى العمل ، اعدت ماما الطعام! و لا زالت كتب القراءة تتضمن نصوص دينية و كتب التاريخ تنتاول تاريخ دين بإسهاب  و تهمل غيره .. و ما ذلك الا بسبب الجهل و التعصب .. الا يمكن ان يعلموا التاريخ و يكتبوه بلا دين و ترك الدين لكتبه !؟ ألا يمكن ان يعلموا و يربوا و يكتبوا  ذهبت ماما و بابا الى العمل ؟ اعدوا الطعام معا..و ان يعلموا  ان كل الاديان لها تاريخها و اهميتها و هي يجب ان لا تفرق بين الناس عندما تكون سليمة الهدف  و سليمة  اسلوب و هدف التدريس و ان الاديان حرية شخصية.
 
في الغرب ان القانون و العادات و التقاليد و التربية و الحقوق و الواجبات و المنهاج التعليمي و المجتمع بشكل عام يساوي بين الجميع، و يوفر حقوق الجميع، و الجميع يقومون بواجباتهم دون التفرقة و دون القمع و الاستغلال بشكل عام لان الثقافة متفتحة و الفكر متحرر و الانسانية عالية المستوى و الضمائر حية و الاخلاص بالتربية و العمل و المجتمع موجود مما ينعكس ايجابيا على المرأة حيث ان المرأة يتضح وجودها بالمجتمع و دورها الفعال به و ذلك يمكن ملاحظته بأبسط العلاقات اليومية و العملية و بكل الاعمار و المجالات.فالمرأة تربي بثقافة و المجتمع يتعامل بإيجابية مع المرأة و ذلك من احد اسباب تطور الغرب بل اهمه.

من قال ان المرأة نصف المجتمع! فالمرأة ان كانت نصف المجتمع بالعدد فهي من تلد و من تربي نصفه الاخر. اي ان المرأة هي كل المجتمع . و ان كانت المرأة هي مربية المجتمع فهي اساس المجتمع و صورته. فعندما تربي المرأة اولادها على المساواة و الفكر و التحرر فإنهم يصيغون مجتمع افضل و ذلك يتطلب من المجتمع ان يغير قوانينه و يتطلب من الافراد بالمجتمعات اللامتحضرة رجالا او نساء ان يستعملوا عقولهم و لا ينسخوا سلبيات التاريخ التي يتوارثوها دون ان يفكروا بها و بأثرها على الواقع و المستقبل

ماري مارديني

6
المنبر الحر / لمن تُهدى الهدايا
« في: 23:32 23/06/2016  »
      من المُتعارف عليه عامة ان الهدية هي فقط تعبير عن محبة و ربما  تقرب او تودد او ربما "تمسيح جوخ!" او رشوة .. هذا ما تعارف عليه الناس، و لا سيما الناس المحدودين الثقافة، و هذا ما  اعتادوه في  تفسير الهدية او الهدف منها.لكن ايضا من الممكن ان تكون الهدايا مختلفة الاسلوب و السبب و الهدف. اي ان الهدية ممكن ان تكون حث على العمل الافضل و تشجيع على تحسين المستوى . و بذلك تكون  بدل من النقد السلبي  للتحفيز على الاداء الجيد بدل السلبي. و كمثال سريع على ذلك  اذكر رجل كان  في السوق المزدحم، كان  يتنقل بين المحلات التجارية لشراء اغراضه و متطلباته و شعر ان احدما قد مد يده لجيبه لسرقة محفظته لكن الرجل تمكن من ان يقبض على يد ذلك السارق و قال له اطلب النقود مني طلبا اشرف لك فإنني اعطيك اياها اذا طلبتها  لكن لا تسرقها مني سرقة ، قل انك بحاجة نقود و ليس معك نقود  فأفهم ظرفك و اشفق عليك و اساعدك، لكن لا تسلك سلوك مهين لانسانيتك و لغدر الاخر  لتهرب بالنقود مخالفا للقيم و القانون ،ثم قدم ذلك الرجل نقوده للسارق هدية و طلب منه ان يذهب بأمان على ان يفكر و يتعلم من ذلك الحدث.

فالمقصود من المثال السابق ان الهدايا لا تهُدى دوما فقط للجيدين من الناس، و لا الى المحبوبين من الناس، و ليس فقط الى من يستحق الهدية بنظر من يعطي الهدية، لكنها ممكن ان تكون اسلوب عالي المستوى القيمي و الثقافي و التربوي  في النقد و التعبير بشكل ايجابي، و كذلك  اسلوب توجيه ايجابي لمن يحتاج توجيه و لمن لا يجيد العمل الجيد لكي يتشجع على العمل الجيد و التفكير الجيد الايجابي.

مثال اخر : احدما حاول التنصت على مكالمات احد اخر و قام بإستعمال ما سمعه من تلك المكالمات على اساس انه اتى به من خياله  لكن تم كشف تنصته بكامله وتم اثبات ان المتنصت لا يملك قيم و لا مستوى و لا مبدأ ، و بذات الوقت اراد ان يخفي تنصته الذي قام به محاولا ذلك بإسلوب غير حضاري و غير قيمي فتم كشفه و كشف هدفه و ثم  ايهامه انه نجح بذلك فقط لكي يتم اختباره ان كان سيعتذر عن سوء تصرفه بجرأة بدل التخفي كالنعام الغبي المكشوف  لكنه لم يعترف بسوء تصرفه فتم احتقاره كل الاحتقار و الكشف له بإسلوب ساخر انه مكشوف في  التنصت و التحرش بالناس  و استعمال ما تنصت به على الغير بشكل مريض سلبي يشبهه و ان محاولاته في التخفي غبية و معبرة عن اخلاق فاسدة و لم يستوعب انه اشبه بالنعام الذي يصدق نفسه انه مختبئ عندما يضع رأسه بالارض و هو مكشوف جدا ،فالمثال السابق بحقيقته لا يجرؤ ان يرفع رأسه  امام من كشفه او ينظر بعينيه. و مثله يوجد الكثير بالواقع حيث لا يستوعبون الهدف من حسن التعامل معهم في توعية التفكير الايجابي و السلوك الجيد الذي غفا و مات بنفوس و عقول و سلوك الفاسدين الذين لا يعرفون كم هم مكشوفين

 و اذا كان بعض الناس تكون الهدية و المعاملة الحسنة معهم على الرغم من سلبياتهم قادرة على تحسين سلوكهم لانهم قد يتعلمون من المعاملة الحسنة شيئأ ايجابيا يحسن اخلاقهم ، لكن البعض يبقى السوء الذي تربى به متجذر به و بسلوكه ولا يستوعب  ان احسان الاخر له و حسن التعامل معه هو محاولة لاصلاحه و تنبيهه انه يسلك بشكل سلبي غير صحيح ،و ان عليه تحسين نفسه و تفكيره و سلوكه.

الهدايا قد تكون معنوية و قد تكون فكرية و قد تكون انسانية. و الانسان الراقي الثقافة و الحضارة هو من يفهم الهدف من الهدية و معناها و القصد منها و يتعلم منها ان كان ذو تفكير ايجابي.

ماري مارديني

7
المنبر الحر / اسم حركي!
« في: 18:43 19/06/2016  »
ما اسمك؟ فأجيب بذكر اسمي . يكرر اسمك ! أجيب بذكر اسمي. لماذا لكي اسم حركي؟ اجيب هذا سؤال توجهه لمن يملكون اسماء حركية ، اما انا لا يوجد لي اسم حركي؟ يأتي سؤال اغبى من الذي قبله من السائل و السائلة و يقول  لماذا لك اكثر من اسم فأجيب ساخرة من السائل و السائلة  انه اسمي الحركي! فينظر ،و تنظر ، و كأنه اكتشف سرا، و يصدق هو ان لي اسم حركي ، و تصدق هي ان لي اسم حركي ، و تحلو الخطوط ..و السطور بإلاسم الحركي!
خطوط  معبرة عن صغر عقل من كتبها و سألها وصدقها، و معبرة عن فساد عقول و نفوس من خطها، و معطية صورة عن وضع العلاقات السائدة بين الافراد و ..، و معبرة عن الادوار الخفية للبعض و عن غبائهم و مصالحهم من خلال خط مثل تلك السطور، لانهم كمن يكذبون على انفسهم و يصدقون الكذبة. و معبرة عن قلة الثقة بالذات عند السائل و الخطاط و المصدق لهم و يدعو للسخرية من تلك الرؤوس الجوفاء.

ما هو سبب التسمية و سبب تبديل المكان !؟ يسأل بكل غباء فأجيب بكل استخفاف بعقل السائل نظرا لغباء اسئلته و سوء تفكيره لارى درجة شدة غبائه و اثبتها على السائل و الخطاط و اقول  انني بعد قيامي بجريمة ! " و هي  ليست حقيقة انما تجربة للسائل و لكشف صغر عقله و سوء نواياه، فلا توجد جريمة بالحقيقة لكن اسخر من غباء السائل"  اتابع بعد قيامي بجريمة قمت بتبديل اسمي فيصدق السائل ذلك. و يسعى لمعرفة ما هي الجريمة ؟و كيف؟و ..و ...ـ  ما اغباه اذ صدق ذلك و لم يسأل نفسه هل يقوم احد بجريمة و يبدل اسمه و يقول ذلك ـ  !!!

عقل الفرد المذكور صغير للغاية و يتابع كيف تذهبين من البيت و تعودين للبيت و بأي وسيلة !؟ اجيب انني لا احتاج الى وسيلة لان كل شيء متوفر حولي و قريب. فيتابع  هل تريدين اقناعي انك تمشين و لا تستعملين وسيلة مواصلات! ما اغباه! ذلك الفرد المذكور، اجيبه و من انت لاقنعك او لا اقنعك فلا تهمني اصلا و لا يهمني ان اقنعك او اجيبك على اسئلة تافهة للغاية و تعبر عن صغر عقلك و صغر قيمتك للغاية .. يتابع غبائه .. من تصادقين و كيف تقضين اوقاتك متابعا غبائه ذلك الفرد المتطفل و الذي لا يرى الا توافه و صغائر الامور و التي تعبر عن تفاهته و صغر عقله و سماكة دمه و سوء نواياه و قلة فهمه  و عدم ثقافته.. فهو صفر لا اكثر . مع من تعيشين! ماذا تأكلين! ماذا تشربين! اين تسافرين! في اي ترانزيت تعبرين!! كم جنسية تحملين !!!و كم جواز سفر!!! من يجتمع عندك في البيت !!! ما هي الجهات التي تتعاملين معها ! و كم يدفعون لك بالشهر!!هل زرتي اسرائيل!!!!!!

ثم يسأل.. ما اسم زوجك الذي من دولتك! و الجواب له كان : لست متزوجة من دولتي فهل سمعت ان للانسان اكثر من زوج او ان بكل بلد له زوج!؟!! . يتابع لماذا ليس من دولتك ؟ اجيب حرية و خيار شخصي لا علاقة لك به . و يقول  لكن لماذا لا؟ !! اجيبه خيار شخصي ليس شأنك لماذا تتضايق ام انه ضيقة عين و حشرية! يسأل بعد ذلك الا يوجد في بلدك رجال يعجبوكي فأجيبه انني حرة في خياري و هذا ليس شأنك. و اتابع ردي عليه و هل النساء بعاداتك و قيمك التي تعلمت عليها بمجتمعك لديهن تعدد ازواج و من دول مختلفة! او ربما هن بضائع و يتزوجون حسب الموضة السائدة لتسأل بكل غباء و لا تعرف اصلا من تسأل، ولا تعرف لماذا تسأل ، و لا تملك قيم لذا تسأل بهذه الطريقة و بهذا التخلف و الغباء. اتابع و هل يوجد للشخص بعاداتك و للمرأة زوج في كل بلد!. هل في قيم السائل و مجتمعه مباح تعدد الازواج و تنوعهم! هل النساء اللواتي من مجتمع السائل لهن عدة ازواج! و هل هن مشاع بمجتمعه ! او اجساد بلا عقول و بلا ارواح و بلا فكر او احساس!و هل عيون السائل  و رجال  و نساء مجتمعه و نفوسهم فاسدة لهذا الحد الفاقد للعقل و الروح و القيم بكل جذورها حتى يخطر بباله مثل هذا التخلف و الغباء بالسؤال!؟. او ربما للنساء بمجتمعه رجال هنا و هناك بشكل تقليدي حتى سأل بتلك الطريقة التي اعتاد ان يرى امه و اخته عليها،ربما! ، فالسؤال ذاك بالنسبة له هو طبيعي بعاداته و مجتمعه الذي تربى و نشأ به. فلا يعرف انه من مجتمع رجال و نساء شاذ و منحرف منذ نعومة ! اظافره. فالتسيب بدا بوضوح انه بديل عن قيمه. لا يعرف السائل ان الانسان الطبيعي سواء رجل او امرأة بالمجتمع الطبيعي السليم  يتزوج مرة واحدة ، و المجتمع الطبيعي هو مجتمع قيم و عقل و اخلاق و مبادئ و قانون. اسلوب السائل ينم عن فساده و فساد مجتمعه ، و تخلفه و مشاع الجسد بمجتمعه الفاسد. لان الجسد بمجتمعه شيء على ما يبدو و ليس قيمة لها احترامها و مكانتها و لا يراه مرتبط لا بعقل و لا بروح  و لا بإحترام .ذلك  ليس ذنبه فتلك هي تربيته الفاسدة الفاقدة للقيم و العقل و الروح لانها تربية تجمع و ليس مجتمع تلقاها منذ صغره و ينقلها لاجياله المتعاقبة.

اذكري لي اسماء مجلات و كتب يقول السائل! فأجيب بأسماء الكتب و المجلات العلمية و الادبية و الثقافية الراقية التي اعرفها و التي اقرأ منها . فيذكر السائل انه يوجد كتب و مجلات اخرى بالعالم .. و اجيبه لا اعرف و لا يهمني الا ما اقرأه من  ما اختاره عن قناعة من كتب و مجلات علمية و ثقافية و ادبية اما غير انواع فلم اقرأ منها شيء لانها بكل بساطة لا تهمني و لا تعنيني! فيسأل عن قنوات تلفزيونية جنسية و اجيب  انني لا اهتم بذلك لان اهتماماتي بقنوات مفيدة و راقية و برامج فكرية و ثقافية و اجتماعية لائقة او برامج خفيفة دم هي راقية الفكر و المستوى صفتها انها  تحترم حالها و المشاهد. و يبدو ان السائل تلح عليه تلك القنوات الجنسية لان نفسه المريضة تلح عليه بأسئلة من ذلك النوع . و يبدو  ان ذلك النوع من القنوات يوجد للمتسيبين المكبوتين مثله ـ و حرف الهاء في مثله تعود على  ذلك السائل او السائلة و امثالهم و امثالهن ـ و للمرضى المتخلفين مثله و لمرضى التربية مثله و لمن لديهم شذوذ مثله لان اسلوب كلامه و اسئلته  نم عن شذوذه و شذوذ نساء و رجال مجتمعه، و كذلك نم عن حقده على النساء الراقيات المحترمات و المثقفات بوعي و مسؤولية و الرجال المحترمين. السائل عكس ما في نفسه و تربيته من بشاعة و عادات في شباب مجتمعه المتخلف المليء بالتسيب على ما بدا من مدلولات كلامه و مفرداته . و ما بدا من مدلولات على مراهقات الرجال المتأخرة بمجتمعه. انه بأسئلته كشف تخلف و تسيب مجتمعه اكثر مما هو مكشوف للجميع.

و يكرر اسئلته:  لماذا لكي اسم حركي! و جوابي من قال ان لي اسم حركي؟ فهل لي انا اسم حركي و لا اعرف !
جواب السائل كان انهم كتبوا ذلك . من هم؟ سألته؟ . اجاب هم من الكلية التي درستي بها! فقلت له لانهم يريدون اسما فنيا للغاية ،فنيا جدا  لي و لم يفلحوا لان لي قيم و عقل و روح راقية و لانني نقية القيم و التربية الجيدة و لم يفلحوا بفسادهم ، فإنتقموا بتلك الطريقة المعبرة عن فسادهم و تخلفهم و تسيبهم الذي لم يؤثر الا عليهم حيث كشفوا بالاضافة لتخلفهم و تسيبهم و فساد بعضهم الاداري فقد كشفوا فسادا بهم اوسع و اعمق ممزوجا بغباء يمثل غبائهم و فساد مجتمعهم وغباء و تسيب نساء مجتمعهم قبل رجاله. و يمثل كذلك قهرهم من نساء و رجال  المجتمع الشريف النفس و الروح و العقل و القيم. و يسأل لماذا الناس الذين يعرفونك يهتمون بك  كثيرا؟! اني لم اسمع بهذه المعلومة عني اجبت  ذلك السائل. و تابعت  لكن اعرف انني متميزة بقيمي و عقلي و ثقافتي و اجتهادي و استقامتي و انتباهي  فلا يهمني إلا قناعتي و قيمي و مجتمعي القريب و المحيط بي ، اما بقية  الناس لا يهموني سواء اهتموا او لا، و لا يعنوني فتلك مشكلتهم و لا اراهم اصلا و لا انزل لمستواهم. و البعض يتضايقون و يتضايقن من صفاتي الايجابية و ثقتي بنفسي  و لا سيما  استقامتي و قيمي العالية الاصيلة الثابتة المبدأ و لذلك يسعون بتلك الاساليب المختلفة الفاشلة و التي تؤكد فسادهم اكثر و اكثر مع تزايد فسادهم المتنوع الاشكال!.انني افكر بطريقة تختلف عن بقية النساء  و انني لا اهتم الا بما هو ايجابي و نافع و انني ارى السلبي بالعالم و المجتمع لانقده و ابحث بأسبابه و طرق تطويره و انني  متميزة في طريقة و نوعية تفكيري و عمقي الثقافي و وعيي  الذي كشف ببحث فساد مجموعة من اولئك الاساتذة الجامعيين و افراد مثلهم طائفيين يسعون معهم للتغطية على فسادهم فهم قصة فساد تعبر عن فساد مجتمعهم و قيمهم لذلك كتبوا تلك الخطوط.. الجميلة.. من فشلهم و قلة قيمهم و خيبتهم. فيسأل ماذا تريدين ان تسأليهم فأجيب انني لا اريد ان اسأل شيء لانني كشفت فسادهم بطريقة بحث و راحوا يكشفون انفسهم اكثر و اكثر دون ان يدرون  و هم يحاولوا بكل غباء ان يغطوا على تخلفهم و  فساد قيمهم و اخلاقهم و تخلف تربيتهم و مجتمعهم و تضايقوا من عقلي الذي كشفهم و نفسي الراقية و قيمي الاصيلة التي نشأت عليها، و هم لم يعتادوا ان يروا نساء واثقات من انفسهن و ذوات تربية غنية بالقيم و الثقافة و الادب و العقل لذلك تضايقوا من فشلهم و كتبوا تلك الخطوط المعبرة عن قلة ضمائرهم و عكسوا سوء مجتمعهم و فساده .
 
متى تتنفسين! " الجملة الاخيرة السابقة  فقط نسي ان يسألها ذلك الغبي . متى تتنفسين! فهي اضافة مني للسخرية من العقل الصغير ذلك الذي يعتقد انه ذكي او انه فالح! في حين انه يعبر عن تخلف بيئته و تخلف مجتمعه و قلة عقله و مستواه و تفاهة من يمثلهم من مجتمع، و كذلك تفاهة من يطلب منه ان يسأل تلك الاسئلة المريضة الجاهلة المعبرة عن جهل و تخلف و تسيب بمن يتبع تلك الاساليب الفاشلة.

انه اداء احتوى اسئلة مريضة تحقيقية ناتجة عن مجتمع فاسدين.

صديقي القارئ في مجتمع الفساد يحاول الفاسدين امثال المثال السابق صاحب تلك الاسئلة المريضة  ان يسعوا للقول و اقناع الاخرين بطريقة مكشوفة تكشف فسادهم اكثر و اساليبهم العوجاء اكثر  انه  اذا نقدت فاسد من انتماء ديني لا يمت لدينك فأنت تثير فنتة طائفية! انها يا صديقي القارئ طريقة الفاسدين لكي يغطوا فسادهم بالتمويه بإدعاء الخوف على وضع التعايش بين الانتماءات المختلفة في حين هم يعكسون طائفيتهم بذلك و هم اول المسيئين للتعايش و اول الطائفيين.
و يسعوا للقول انك اذا انتقدت فاسد يعيث فسادا في عمله ينتمي الى مجتمع او انتماء ديني  مغاير لمجتمعك او دينك فإنك تثير فنتة وطنية !فتلك ايها القارئ هي حجة الفاسد للتمويه ايضا عن فساده، و عن عدم خوفه على وطنه ،هي حجة يلجأ لها لكنها  تكشف فساده و عدم وطنيته.
كذلك يسعوا للقول انك اذا رفضت الاستجابة لفاسد اخلاقيا فإنه يسعى لارسال من يزعجك بالاماكن انتقاما لفشله بالوصول لما يريد من تسيب فيخط بك مثل تلك الخطوط و السطور الفاشلة المعبرة عن اساليبه المريضة الاتية من تربية مجتمعه له ليكون طائفي فاسد بلا قيم و فاشل.، و هي طريقة الفاسد الاخلاقي ليقوم فاشلا  بالتمويه عن فساده، و يكفي اختباره من خلال الدخول لعالم وهمه افتراضيا لاثبات عدم اخلاقه امام الاخرين الساعين معه للفساد لانهم اكثر  فساد منه. الدخول لعالم وهمهم  افتراضيا و ليس واقعيا ، لان فسادهم واضح و طائفيتهم واضحة و لا اخلاقهم واضحة، و كشفهم عن بُعد بشكل افتراضي يكفي لكي  يثبت فسادهم عليهم.

طرقهم هي طرق فاسدين فاشلة و معبرة عن فسادهم و فساد مجتمعهم و كذلك معبرة عن انهم هم من يسعى لاثارة فتن طائفية و وطنية و يعبرون عن مستوياتهم اللا اخلاقية. انها من الاساليب الواضحة التي يتبعها الفاسدون. و عندما تسخر من اولئك و تتجاهلهم و تسخر منهم ثانية و ثالثة  من خلال الدخول بوهمهم لكشفهم اكثرو اكثر  فإنهم يعبرون اكثر عن قلة ثقافتهم و قلة وطنيتهم و قلة احترامهم لانفسهم و قلة قيمهم.
انك تعكس لهم صورتهم التي  تعبر عن قلة مستوياتهم ليروا انفسهم بالمرآة  التي لا يرون بها انفسهم  بالحقيقة و انت تسخر منهم و ترى كم من الجهل يقبع بالعقول المغلقة العفنة التي تحشو رؤوسهم النتنة. و كم من المرض يقبع بنفوسهم المجعلكة الممزقة الهرئة التي تعكس فساد مجتمعهم . شعب لا يدرك ثقافة و لا عقل و لا يسعى الا الى فساد بكل فساد معبر عن نتن مجتمع ذلك الشعب الذي يتبع تلك الاساليب الفاسدة.  فالرجل الذي يتضايق من قيم امرأة ذات اصالة و اخلاق عالية يسعى فاشلا  لمضايقتها اكثر بسبب فشله المتكرر و لانه يعبر عن قلة قيمه اولا و عن طائفية ثانيا او عن لا وطنية ايضا لانه يعكس ما في نفسه الكريهة على غيره عندما يصف عدم استحابة المرأة لسخافاته او سخافة احد من بيئته الفاسدةانه فتنة طائفية!!!او اساءة للوحدة الوطنية !!! ان ذلك هو اسلوب الفاسدين  فاقدين القيم من النا..!س! ناس؟! اقصد حيوانات ناطقة من غير عقول خلف نطقهم، و بلا استصغار بالحيوان لان الحيوان افهم.
فعقل! او عقول صغيرة هو صفة اولئك الفاسدين، الذين يمثلون بالمجتمع العربي مجتمع فساد و هم من الواقع.

ماري مارديني

8
المنبر الحر / أطفال لاجئين
« في: 17:28 12/06/2016  »
يلجأ للدول الاوروبية كل سنة اعددا من الاطفال الذين يقصدون  بمفردهم اوروبة دون اسرة بجانبهم او اي فرد راشد يعرفونه في طريقهم لاوروبة ، هم يلجأوون بمفردهم! ان العدد لاولئك " الاطفال " اللاجئين في السنوات الاخيرة وصل الى اضعاف  مما كان عليه في في السنوات الماضية في معظم الدول الاوروبية المضيفة لهم .

تختلف الظروف التي تجعل الاطفال يعبرون الحدود بمفردهم مع اخرين او "مع مهربين". فربما بعضهم قد فقد اسرته على الطريق.. ، او ربما ان اسرته التي كانت معه بالبداية  لم تعد تكفيهم نقودهم للهروب او اللجوء معا..  فأرسلوا الطفل بمفرده!.. او ربما هناك  اسباب اخرى عديدة متفرقة جعلت طفلا يعبر حدود دول متعددة بمفرده و بوسائل خطيرة على امنه و حياته !..  ليست  الاسباب هي موضوع المكتوب هنا لان  الموضوع الاهم هو ذلك الطفل و تلك الطريقة التي من الممكن ان تعرض الطفل لمخاطر عديدة اضافة لما تعرض له من مخاطر الحرب و ظروفها التي عاشها ، و مشاهدها التي غالبا تعيش بذاكرته و تقلق اوقاته و نومه. او ربما لمخاطر اخرى غير الحرب ربما اقتصادية او اجتماعية،

كيف خرج الطفل عبر حدود دولته اولا!؟ و كيف سافر و دخل و خرج عدة حدود لدول متفرقة بعد ذلك ! هل هناك من ينظم مثل ذلك اللجوء للاطفال؟! او هناك من يستغلهم!؟ او يستغل اسرهم!؟ و قبل كل شيء كيف لاسرة ما ان تدع الطفل لوحده مع مهربين  دون وجود راشدين معه، او من يحميه اثناء و خلال و بعد رحلته عبر الحدود؟!

توضح الاحداث ان عدد كبير من اولئك الاطفال يتعرضون الى السرقة، او الاغتصاب، او للخطف و ربما  استغلالهم لسرقة  اعضائهم الجسدية لبيعها و ربما يتعرض البعض للقتل او الغرق و نسبة معينة تختفي في الطريق او تختفي  بعد وصولهم الى الدول الاوروبية !

فحقوق الطفل التي يجب ان تكون محمية و مصانة و التي وقع و وافق عليها معظم دول العالم ان لم يكن كلهم و هي ابسط حقوق له في الحياة الامنة و الحماية و الانسانية و التعليم و الرعاية،  من الذي يكفلها للطفل عندما يتشرد الاطفال و يتعرضون لكل ما يتعرضون له من جراء الظروف الامنية او الحربية او الاقتصادية او الثقافية او الاجتماعية المختلفة بالعالم التي يصبح ضحيتها الطفل و كرامته و امنه و سلامته. فحقوق الانسان كاملة هي من حقوق الطفل بالاضافة لحقه لضمان حماية حقوقه و الالتزام في  تأمينها له ـ نظرا لانه غير راشد ـ من قبل الدولة و المجتمع. فمن المسؤول عن موت و سرقة و اغتصاب و تشرد و اختفاء او قتل الاطفال و ابعادهم عن طفولتهم و ألعابهم و بيوتهم و مدارسهم  اثناء الكوارث و الظروف المرافقة و التابعة لها. ألم يتفق العالم على حقوق الطفل و حاجته الى رعاية و حماية خاصة من التأثيرات المضرة و سوء المعاملة و الاستغلال ليتمكن من النمو لافضل مستوى يمكنه ان يحققه. فأين وضع الطفل ذاك من المعايير المتفق عليها المرتبطة بحقوقه قانونيا و مدنيا و ثقافيا و اجتماعيا و تعليميا.

و الغريب ان البعض من اللاجئين " الاطفال اللاجئين" يكذبون بأعمارهم و يعطون اعمار اصغر من عمرهم الحقيقي لكن الفحوصات الطبية و المعلومات المتوفرة لدى المختصين تكشف العمر الحقيقي التي يقدمها اللاجئ الذي يدعي انه اقل من عمر الرشد! و السؤال لماذا يعطي البعض عمر اقل من عمره الحقيقي؟ ان استغلال القانون و التحايل الذي يقوم به تكشفه الفحوصات الخاصة حيث تكشف عمره الحقيقي، فهو بذلك يضيع وقت الموظفين ،و النفقات الخاصة بذلك ،و الاهم انه يضيع مكان طفل فعلا يحتاج للحماية و المكان الذي اخذه منه ذلك اللاجئ الذي يكذب بعمره،  و اين يختفي بعض اولئك مدعين الطفولة فيما بعد؟! و لماذا يقوم بعضهم بالشغب و التخريب و احيانا الاجرام في الدول التي تسعى لحمايتهم!؟.

و السؤال او "ربما اتجرأ و اقول الحل المقترح نظريا الذي اراه مناسبا" لماذا لا تقوم الدول الجوار بالاتفاق مع دول الاطفال التي بها كوارث و حروب بتأمين انتقال الاطفال رسميا و مؤقتا إليهم مع سجلات موثقة عنهم  الى بيوت خاصة و ضمن شروط و رعاية خاصة متفق عليها مسبقا و وفق معايير حقوق الطفل و  ضمن تخطيط بين الدول المتعاونة لضمان سلامة و امن و حقوق اولئك الاطفال دون استغلالهم و دون استغلال وضعهم و اسرهم  ريثما يمكنهم العودة لبلادهم و بيوتهم بعد انتهاء المخاطر التي تهدد امنهم و سلامتهم و دراستهم بدلا من يتشرد الاطفال و يتعرضوا لمخاطر عديدة ... و الا ماذا يعني التوقيع على اتفاقية حقوق الانسان و حقوق الطفل .أليست الدول المجاوة للدول التي تحدث بها الكوارث و الحروب اولى و انسب للاطفال اولئك  كي لا تختلف عليهم اللغة او المنهاج المدرسي او التقاليد و نوع التربية المعتادين عليها. كي لا يخسروا سنين في تعلم اللغة و الثقافة الجديدة التي ليسم مهيئين لها اصلا في بيوتهم التي ربتهم على ثقافة اخرى مختلفة كليا عن ثقافة اوروبا. و الهدف ان لا يكررون امثلة من اللاجئين الراشدين  الذين عاشوا سنوات طويلة في الغرب لكنهم لم يستوعبوا ثقافة و قيم الغرب و لم يتعلموا على طبيعة شعب الغرب و انسانيتهم النبيلة، فتطلب احدى النساء  المقيمة في احدى مدن اوروبا من ادارة المسبح الذي في مدينتها ان يخصصوا يوما للنساء في المسبح!" الاقتراح ليس ممنوع ، لكن الفكرة ..!" او يعترض احد الرجال و يشتكي على المدرسة لانهم لا يقدمون في وجبة الطعام للتلاميذ ـ الذين ابنه احدهم ـ لا يقدمون لحم مذبوح حلال! مع ان المدرسة تقدم ثلاث وجبات مختلفة احداها سمك و الاخرى نباتية، و مع ان مدرسة  بلد ذلك الرجل لا تقدم اي وجبة طعام لابنه لو كان مازال في بلده ، كما انه لم يكن بمقدروه ان يرسل سندويشة مع ابنه للمدرسة . و ولي امر يعترض على المنهاج المدرسي في مدينة اوروبية لانهم لديهم مادة البيولوجيا و يتناولون التربية الجنسية. مع انهم  يعلموها بشكل راقي و حضاري و وقور لهدف علمي، لكنه اعترض لان ذلك على حد قوله يفسد اخلاق الطلاب! و كأن العقل و العلم و الفهم مفسدة برأيه! فهو لا يعرف ان مفاسد الاخلاق تأتي من العزل و الجهل و القمع و الخرافات . او اخر يرفض ان يقوم طبيب نسائية في اسعاف زوجته التي في حالة ولادة طارئة في وقت غير متوقع و في مكان غير متوقع و ليس بالمشفى فالطبيب الذي قدم خدماته ليس الا رجل غريب يقول الزوج! فالافضل ان تموت الزوجة و الجنين و لا ان يسعفها انسان طبيب رجل يقوم بدوره الانساني قبل المهني الذي ادى به قسما و وعدا لشرفه و مهنته. او في حالة اخرى ترفض مريضة مصافحة الطبيب الذي سيكشف عليها! فهو رجل كيف ستصافحه تقول له! يمكنه ان يكشف عليها لكن لا يحق له ان يصافحها اثناء استقبالها في العيادة!.. أليس الدول المجاورة  لمثل اولئك الحالات اولى بإستقبالهم اذا كانوا لا يريدون الاندماج  بالمجتمع بعقل و وعي و لا يريدون ان يستوعبوا ثقافته بل  يريدون ان يفرضوا شروطهم على التعليم و الصحة و العادات و كل  المجتمع في اوروبا و ربما البارات ايضا!. نسبة كبيرة من الحالات لا تعرف ان استيعاب ثقافة الغير و احترامها و الاندماج بمجتمع الغير لا يعني تخلي عن الثقافة الخاصة و لا يعني انكار لها و لا يعني نسيان ايجابياتها، و كذلك لا يعني ان افراد الثقافة المغايرة يشبهونهم في السلبيات. الحالات السابقة هم امثلة و حالات  ينسون ان الناس يختلفون عن بعضهم بالتفكير و الثقافة  على الرغم من تشابههم في اشياء كثيرة تربط بين الناس . و هم لا يمكن التعميم من خلالهم على كل اللاجئين و المهاجرين في اوروبا، فهناك من اللاجئين و المهاجرين من يتفوق على ابناء البلد الاصلي بالعمل و الدرس و الثقافة و الجهد و العقل.

ان السطور الاخيرة في الموضوع ليست مفصولة عن الاولى، و ليست غير موضوع، و لا تبديل موضوع، بل هي من اساس الموضوع و مكوناته . فالجهل يسبب افرادا غير واعين غير متحررين فكريا غير مستعدين للتفتح و التطور و الاندماج و احترام قوانين الدول، لا يحترمون غير ثقافات و لا يرون ايجابياتها. ان قلة الوعي و قلة المسؤولية تصنع الكوارث و الحروب، و تسهم في  تشريد الناس، و في لجوء البعض من الناس الى  الكذب و  التحايل على القانون و استغلال الاخرين لا سيما الاطفال الذين هم ثروة يجب الحفاظ عليها و حمايتهم لانهم مستقبل البلاد .

ماري مارديني

9
امثلة :  كان يسكن في ذات العمارة التي تسكن بها تلك الشابة التي تم قتلها بذريعة الشرف،" تلك الجريمة القانونية" و كأن القانون يكذب على نفسه حيث ان القاتل مجرم لكنه بحالات معينة" مجرم قانوني " يحق له القتل حتى لو كان مخططا له و مدبر. فالقانون بدلا من ان يُعاقب القاتل فإنه يُعاقب الضحية ، و بذات الاهمية ان القانون بدلا من يُعاقب الُمسبب فإنه يُعاقب ايضا الضحية و يحمي قاتل الضحية.
هو ينتمي لديانة مغايرة و هو المسبب ، و هي تنتمي لغير ديانة، فتقوم اسرة الفتاة بمعاقبة ابنتهم التي هي ضحية و تترك الاسرة ذلك الشاب الذي كان يعبث بمشاعر تلك الفتاة . لعل القانون يتملص من قصوره في مثل تلك الامور و القوانين التي لا يمكنه ان يعدلها ،و سوف لا يمكنه ذلك  لاسباب معروفة هو ان القانون نفسه ليس حر انما تابع، فيلف القانون على نفسه و يخفف عقوبة القاتل و يترك المسبب حرا و كأن القتيلة ليست انسان.

مثال : فتاة لم تستجيب لمحاولات رجل مسلم ينتمي الى ديانة  تختلف عن ديانتها و يبقى يحاول ملاحقتها الى ان اختطفها مع اخرين اثناء عودتها من عملها  الى بيتها. فتمكنت بعد فترة من الفرار و العودة لبيتها . ذلك الذي اختطفها كان يسعى الى اذيتها و الاساءة لها لا غير .

مثال : امرأة تتزوج من ديانة غير ديانتها و يصبح لديها فتاة و بعد ذلك تختلف مع زوجها و تطلقه فيسمح له القانون بأخذ ابنته لان امها من ديانة تختلف عن ديانته و لا يحق لها تربيتها! فالرجل يحق له زوجة من غير ديانته لكن لا يحق لتلك الزوجة ان تربي ابنتها! و القانون يقر و يسمح  بذلك.

مثال : رجل يتزوج من امرأة مسلمة و لكن كان يجب عليه ان يتبع ديانتها بالقانون "اي  الاجبار بالدين " لكي يتزوجها لان الرجل من اقلية و المرأة من اكثرية ، و القانون يخضع لديانة الاكثرية!.
 
الحالات السابقة اتية  من الواقع  و هي جزء من امثلة كثيرة ، الحالات السابقة تمثل قانون له احكام متناقضة في ذات المكان.


مثال : دخلت معلمة الديانة الاسلامية لتعطي درس الدين للطالبات المسلمات في فصل فيه طالبات من اديان مختلفة، وقفت عند باب الفصل و ضربت بيدها على الباب المفتوح قبل ان تدخل و هي تردد مع ضربات يدها على الباب و بطريقة و نظرة  لا توصف الا بلؤم " مسيحية طلعي لبرا " تطلب من الطالبات المسيحيات بتلك الطريقة  الخروج من الفصل و قبل ان تدخل هي اليه ، فبدلا من ان تدخل كباقي المدرسات مبتسمة و قبل ان تلقي التحية و تقول بذوق من يريد ان يذهب لدرس اخر ليذهب ..
 
مثال : طالبة مسلمة تريد ان تبدي لطفها مع طالبة مسيحية فتتكلم عنها "مادحة اياها" و تقول كم هي جيدة و لطيفة، مع انها مسيحية!

مثال : شاب مسلم اتى الى زيارة صديفة المسيحي و قبل ان يدخل الى بيت صديفه  طلب منه ان يأتي معه لكي يمشي معه بشوارع المنطقة التي يسكن بها صديقه المسيحي لان ذلك الشاب المسلم  قال انه سمع ان البنات في تلك المنطقة متحررات!و يريد ان يذهب لكي يرى و" يتفرج!" و الغريب و السييء كيف يفهم ذلك الشاب المسلم التحرر و  صفة  متحررات ! فما كان من الشاب المسيحي الا ان قال لذلك الشاب الذي لم يفهم معنى التحرر و لا يحترم نفسه ان لا يأتي مرة ثانية لزيارته ، و لا الى تلك المنطقة .

مثال : طفلة مسلمة  لم تذهب الى المدرسة بعد عمرها بضعة سنوات تلتقي فتاة مسيحية اكبر منها بعدة سنوات و تتعرف عليها لاول مرة و تقوم تلك الطفلة المسلمة بسؤال الطفلة المسيحية مباشرة هل انتم شيعة ام سنة!؟ الطفلة المسيحية لم تكن قد تربت على ذلك النمط من التربية الحشرية و التفرقية و لم تعرف عن الاديان و تعصبات تربية البعض منذ الطفولة او التفرقة بين الناس، و لم تكن تعرف اصلا ما السنة و ما الشيعة ،و ان الدين بتعصباته هو ما يحشو رؤوس نسبة من المسلمين  الشرقيين منذ الصغر في بيوتهم و بيئتهم ا و ان الانسان يتصنف حسب الدين ، و بذات الوقت هي من تربية سامية الفكر و الروح لا تتعرف على الناس و لا تتعامل معهم على ذلك الاساس لانها تربت على ان الناس كلهم ناس و الفرق بينهم بالاخلاق و العقل و التعامل و العمل.

الحالات المذكورة سابقا ترجع الى التربية التي تلقاها اولئك الامثلة  و غيرهم ، و يوجد بالمجتمع الكثير المشابه لها و على كل المستويات و المجالات .

المجتمع يبدأ من الفرد، و الفرد يؤثر على المجتمع، و المجتمع يؤثر على الافراد، و عندما يكون الافراد سليمين التربية و العقل و النفس يكون المجتمع سليم و معافى. الفرد يبدأ في بيته و يتربى في اسرة و الطفل يرى و يقلد فهو يرى و يسمع كيف يتصرف و كيف يتعامل و كيف يسلك الراشدين في محيطه مع غيرهم و بدوره يتعلم منهم بالملاحظة و السمع  اكثر مما هم يعلموه بشكل مباشر. فما يراه ينغرس بفكره و يؤثر على سلوكه و يخرج معه سلوكه و افكاره نحو  الاخرين في المجتمع. و المجتمع فيه العلاقات و فيه القوانين التي يجب ان تنظم تلك العلاقات بعقلانية و موضوعية و تساوي و عدل . فذلك الشاب المسلم  في المثال في السابق الذي يريد ان يمشي بمنطقة معظم سكانها مسيحيين ليرى  متحررات! كما قال بكل جهل بفهمه للتحرر ! فإنه عندما كان طفل و كان  يسمع  عبارات في بيته حول اتباع غير دين ان ما تربى عليه و سمعه في بيئته  من افكار سلبية غير موضوعية عن المسيحيين ترك اثره بتلك الافكار التي انطبعت بفكره . و يشبهه في ذلك الذي اختطف تلك الفتاة المسيحية ، او ذلك الذي تسبب في مقتل اخرى .. او تلك المدرسة او غيرهم من بقية الامثلة السابقة او الغير مذكورة انما توجد في المجتمع الشرقي و هي ظاهرة 
 و تلك الطالبة التي ارادت المديح لمسيحية فقامت بالتعبير عن عمق سوء افكارها التي تشربتها خلال تربيتها ، و سوء احكامها التي تربت عليها في بيتها نحو المسيحات اذ قالت انها لطيفة و جيدة  " مع انها! مسيحية !" فما هي صورة المسيحية التي كانت بذهنها اذن! و هي خريجة جامعة! فماذا بدل بعقلها العلم و الجامعة ! مما يدل على ان الدراسة التي درستها لم تطور بعقلها شيء و لم تمحي شيء من جهل تربيتها نحو اتباع غير ديانات! ان الاحكام المسبقة جاهزة دوما عند البعض و متوارثة دون استيعاب او محاولة تفكير.

القانون عادة يوجد كي ينظم المجتمع. الافراد هم من يضعون القوانين،و الشرط بالقانون ان يكون مساوي و عادل  بين جميع الناس و غير قائم على التفرقة ، و غير قائم على اكثرية او اقلية، لانه يجب ان يقوم على اساس الانسان و الموضوعية و التساوي و العقل بعيدا عن التعصبات . فكان اجدر بالقانون ان يعاقب ذلك المسبب لقتل الفتاة في المثال الذي سبق ،و ليس ترك المسبب بلا مسائلة و كما انه لم يفعل شيء، لكن اسرة الضحية تعرف ان القانون ليس مع الفتاة  لانها ليست من اكثرية فبدل ان تحمي الفتاة من المسبب و من القانون قاموا بقتل الفتاة. و المسبب استغل الفتاة و القانون، اما القانون فقد ترك المسبب و تجاهل الضحية و خفف حكم القاتل. و القانون حمى المسبب و تركه!...  يا سلام على الانصاف!

عندما تكون تربية الافراد بالمجتمع خالية من التعصب ،و عندما تكون ايجابية و بعيدة عن الافكار السلبية، و كذلك عندما يستقل القانون عن التعصبات و التبعيات و المحسوبيات، و بإختصار عندما يستقل عن الدين . فإن تلك الحالات لا توجد بعد و لا تتكرر.

بعض الاسر المتعصبة التي تهاجر للغرب لا تستطيع ان تخرج عن تلك التربية المتعصبة وتلك  النظرة للغربي مع ان بلاد الغرب لا تقودها الاديان و لا التربية المتعصبة انما يقودها العقل و  القانون و الانسانية فالعقل هو عصب المجتمع و الناس . و ان كانت تلك الاسر لا تسعى الى تطوير عقولها و نفسها و نظرتها فلا ادري لماذا لم تهاجر من الاساس  الى بلاد تشبه نمط البلاد التي تربوا بها و تعلموا بها التعصب وكره الاخر واغلاق العقل .. لانهم يندمجون بمثل تلك البلاد و ليس بالبلاد الغربية التي تسامت عن ذلك بعقل و انسانية و حضارة.

تلك الامثلة جزء من غيرها من الامثلة المتشابهة جمعتها خلال وقت طويل بدأ منذ الطفولة ، و جمعتها من احداث اجتماعية واقعية، و تللك القصص كانت تشير الى ظلم اجتماعي برعاية القانون و برعاية التخلف و التعصب و الجهل التربوي عند نسبة كبيرة من الناس في المجتمع ككل. هي امثلة طرحتها في نقاش مع احد الافراد | لا يهم ان كان واحد او واحدة انما فرد| لانها امثلة تمثل صورة مجتمع فيه الجاهل و فيه المتعصب و فيه المتخلف و فيه الاستغلالي و فيه البريء. هي حالات تتكرر و السبب لا يحتاج الى ذكاء و هو ان نمط التربية و نسق المجتمع اولا والقانون ثانيا  فكلاهما معا يحتويان على الخطأ،  و يصنعان تلك النماذج السلبية مثل تلك المدرسة، او الطالبة، او الشاب، او القانون الذي لم يحاسب من يختطف فتاة بالقوة ، و القانون الذي يفرض على غير المسلم ان يصبح مسلم اذا تزوج مسلمة، و العكس ليس صحيح! ، و الذي يسمح لاب بأخذ ابنته من امها لان امها تتبع غير دين الاب المسلم و لا يعتبر ان لها حق بتربية ابتنها .. ، هذا جهل و تخلف و ظلم للابنة و الام و المرأة بشكل عام، و كذلك للرجل و للاقليات، و ايضا عدم احترام،  و تفرقة، و تعصب،و فكر غير ايجابي قائم على تعصب واحكام  و افكار و اهداف مسبقة نحو الاخر، و اعاقة للوطن.

الفرد الذي طرحت تلك الامثلة عليه لنقاشها قد  بدا بدوره  متعصبا لانه يؤيد ذلك القانون بغباء و خوف و يدافع عنه دون فكر! عند سؤاله لماذا اتى الجواب منه ان الدين يقول ذلك ! الدين يقول ذلك لكن ما هو رأي ذلك الفرد !وماذا يقول ذلك الفرد! ان ذلك الفرد ليس له رأي بما بقول الدين او افراد يتغلفون بالدين ، لان ذلك الفرد  اوقف عقله و سكره و لغاه عندما وصل الكلام الى الدين.

ان استعمال العقل اثناء الكلام عن الدين لا يعني ان الانسان يستهين بالدين،فالعقل موجود عند الانسان للاستخدام و ليس للتخزين ليأكله الصدأ ، و الخوف من استعماله.  لكن يجب ان لا يستهين الانسان بعقل الانسان ، و لا ان يستهين القانون بحقوق الناس و عقولهم ، و ان لا يسمح القانون بإستغلال الناس لبعض .. ان مثل ذلك القانون يسهم بالجريمة و الاستغلال من حيث لا يدري او ربما يدري . و ان مثل تلك التربية اللاغية لعقل الفرد تؤدي الى الاحكام المسبقة و العقل المغلق و  تجعل شاب يستغل فتاة، او تصنع  شاب حشري و متطفل على مجتمع غيره بطريقة غير سليمة و لا صحيحة و لا عقلانية.

فالتربية و القانون عندما يتجهان للسلب بالمجتمع يختلفان عن حال اتجاههما نحو الايجاب من حيث الاثر و الدور، و حتى المجتمع الواحد فيه انواع تربيات متعددة احيانا. من المعروف مثلا ان الغرب لا ينطلق من الدين و هذا لا يعني ان الغرب لا يحترم الدين لكن الدين له اماكنه الخاصة به و من يريد الدين عليه بتلك الاماكن و عليه من نفسه و ليس له علاقة بغيره لان الدين مسألة شخصية و احترامه يكون  بتخصيص اماكن له لا يتعداها. اما القانون فهو يجب ان يكون  فوق كل الاعتبارات و الانتماءات و الافراد،  و هذا ما يمييز الغرب بمساواته بين الناس و هذا طبعا معروف عن الغرب و ليس جديد . اما في الشرق فقبل الناس و قبل القانون و قبل السياسة و قبل كل شيء و اخر كل شيء و اثناء كل شيء يظهر  الدين في كل المجالات لذلك تقف العقول عن العمل عندما يصل النقاش او الحوار الى الدين عند نسبة كبيرة من الناس في الشرق، و تنهض العصبية الدينية و التكتلات و العداوة، لان النسبة الاكبر من الذين يقمع عقولهم الدين  تترجم كل شيء من ناحية دينية بحتة. حتى لو لم يكن شيء له علاقة بالدين ،و حتى لو كان جدال او نقاش او موقف عابر او مشكل يكون  فيه الصح واضح و الخطأ واضح. التعصب الديني نتاج  التربية و القانون معا و بهما يتعامل المتعصب و ينطلق لاغيا عقله  مما  يجعل المجتمع المتسم بذلك يتراجع اكثر و اكثر.

نقاش ذلك الفرد اتي من تعصبه المحض، و اظهر  تدني مستوى عقله و نفسه و قيمته كمدعي فكر و يريد النقاش. ان ذلك الفرد عبر عن جهل كبير به و عبر عن محاولة منه الى الاساءة لاصحاب اديان تخالف دينه مما اشار الى تعصبه الاعمى، وعقله الاعجر عندما عجز عن استخدام العقل ، تربيته التي جعلته يترك العقل جانبا عندما يتكلم بالدين ليتجه كلامه بالنقاش الى مستوى غير دال على عقل و لا على ادب حوار و لا على اسلوب سليم به و لا على هدف فكري او اجتماعي او عام لانه كان يتكلم بشكل يبدو معبر عن شخصيته بين الحين و الاخر و بكل تعصب . ذلك الفرد يرى كما قال  ان الاقليات يخافون ان ينقص عددهم ، و يرى ان الاقليات يخافون على مشاعر بعض لذلك يعارضون الاختلاط بالاكثرية . لكن ما بدا ان ذلك الفرد هدفه التقليل من عدد الاقلية اولا و هدفه جرح مشاعر الاقلية ثانيا، فقد عكس ما في نفسه من خلال حديثه و ان ذلك اسلوبه بالتعامل و التعبير، و تلك هي تربيته التي لغت العقل عنده عند الكلام بالدين مع احد من غير دين ، و عند تفسير و ربط اي شيء بالدين .. ذكرت لذلك الفرد ان الاقليات ليسوا متعصبين انما الاكثرية بالشرق هي المتعصبة و القانون هو المتعصب، و الاقليات يحترمون حريتهم الشخصية و حدودها، و لا يزعجون احد ، و ان الاقليات لا يحترمون الا من يحترم حريتهم و عقلهم و كرامتهم، و من لا يفعل ذلك فلا يعادوه لكن يتجنبوه لان ليس تربيتهم المعاداة و لا اساليب تعاملهم لانهم يستعملون العقل بكل الامور . و عندما لا يحترم القانون حرية الاقليات، و حقوق الاقليات الذين يقومون بواجباتهم على اكمل وجه فيعني ان القانون غير عادل معهم ،و منحاز ضدهم. لذلك لا يتعاملون و لا يقبلون لابنائهم و بناتهم قلة الاحترام او عدم المساواة ، و هم بذلك لا يتجنون على احد ،و لا يضايقون احد، و لا يتطفلون على احد. فهم كافين الناس شرهم لانهم ا صلا لا يعرفون الشر و لا يتعاملون به لان لهم عقل و قيم و مبادئ لا يلعبون بها و لا يقبلون لها هوان و هذا عقل و قيم و اخلاق و تربية سليمة ايجابية ، و اثبت لذلك الفرد ان الاقليات بشكل عام يستخدمون شر الاخر و سلبياته  بطريقة ايجابية، عندما يسعى الاخر ليلعب او يراهق. و يجعلون من الاخر امثلة قابلة للنقاش بهدف تطوير الفكر بالمجتمع لانهم امثلة سلبية ، و من طرحهم كأمثلة يمكن تحليل سلوكهم و توجيهه نحو الفكر و العقل و الضمير.

المجتمع المعافى ليس مجتمع متعصب او استغلالي او متسلط، و الفرد السليم لا يتطفل على غيره و لا يستغل و يلجأ الى طرق غير سليمة، و القانون العادل لا يظلم الاقليات او يستغبيهم او يهمشهم من بعض القوانين.
المجتمع العادل هو ذلك المجتمع الذي لا يفرق بين افراده  بلون او جنس او قومية او دين او اي انتماء و هو المجتمع الذي لا يهضم حقوق اي فرد و فكر و قدرة اي فرد فيه. و هو الذي يرى على المدى البعيد و ينطلق من مبدأ و فكر سليم و اضح نحو هدف سليم واضح  و عام دون ظلم الافراد و يعتمد اساليب سليمة نحو ذلك.و الافراد السليمين التربية و النفس و الروح و العقل هم من يصنعون مجتمع سليم، اما المرضى المتعصبين و المتخلفين يصنعون مجتمع متخلف يغص بالمتعصبين و المتخلفين. و هذا لا يحتاج لامثلة لانها حية و يومية و واضحة و منتشرة و بصور مختلفة .
و من المُلاحظ في الشرق  ان  المتعصب يتهم غيره بالتعصب ليبعد الصفة عن نفسه في حين انه يثبتها على نفسه اكثر ، و الطائفي يتهم الاخرين بالطائفية ايضا ليبعد الصفة تلك عن نفسه في حين انه هو الطائفي . و الفاسد الساعي الى تخريب الوطن يتهم غيره بتلك الصفة و يلطشه ظلما بضعا من تلك السطور الجميلة الخطوط  لكي يبعد صفة الفساد عن نفسه و يكتسب من اذى الغير ..لانه يتصرف حقدا و مرضا.

مثال واقعي على مستوى اساتذة جامعيين مسلمين يسعون للتحرش بطالبة مسيحية و بطرق مريضة و جبانة سواء بمحاضرة او عبر هاتف او عبر الاجراءات الروتيينة الادارية الرسمية! او يرسلون من يضايقها بالطرقات اثناء العودة للبيت! و هم متفقين على ذلك لان نفوسهم مريضة و لان اوهامهم اكبر منهم، او يضايقوها عبر هاتف بشخصية كاذبة و في الواقع يتظاهرون بصورة اخرى ، او يضايقوها هم و اخرون عبر البريد الالكتروني بشخصيات كاذبة  ، او بذات الطريقة عبر كتابات نقدتهم بها و اثبتت بها قلة عقولهم و جهلهم. فالرجل المريض المتعصب و الذي يعرف انه صغير القدر بقيمه و تصرفاته و افكاره يتصرف بتلك الطريقة الصبيانية البذيئة التي تصرفوا بها. و الذي يرى نفسه قليل امام غيره يتصرف كذلك و يسعى لتفريغ تعصبه و افكاره البشعة عن اتباع غير اديان بتلك الطرق المعبرة عن صغر عقل و قلة احترام للنفس و الاخر. و الذي يتضايق من الرجال المسيحيين ذوي الفكر يسعى الى مضايقة نسائهم. و الذي يتضايق من عقل المرأة المتفتح و قيمها الاصيلة خاصة اذا كانت مسيحية يتصرف بتلك الاساليب. اولئك مثال عن افراد لا يملكون لا عقل و لا قيم و لا نزاهة بالعمل و لا ضمائر.

الامثلة لا تحمل التعميم على دين و جميع افراده  لكن هي واضحة و كثيرة جدا و ملحوظة جدا بالشرق. و كل مجتمع فيه السليم و فيه المريض. فيه المتحرر و فيه المتعصب ، فيه الشريف و فيه القبيح. المهم هو التربية السليمة، و ان يكون القانون اسمى من كل محاور المجتمع،  فكما ان السياسة يجب ان تنفصل عن الدين كذلك يجب ان ينفصل القانون عن الدين و المحسوبيات.

ماري مارديني

10
كانت ليليث اول امرأة،  و كانت قبل حواء، و قد فكرت و استعملت عقلها فغضب ادم و همشها لانها ذات عقل ، و قد طالبت بالمساواة . و هكذا  فإن البعض من الذين يرون امرأة ذكية فإنهم يخافون منها ، و يسعون لتهميش عقلها و يصفونها كما وصفت  الاساطير ليليث . الى الان ان من يخاف من عقل المرأة يسعى الى ابعادها كي لا تزعزع كرسيه و تشاركه سلطته و تأخذ مكانتها الطبيعية  في مسألة مشاركة  الرجل بالعقل و الفكر .. ان من يرى بالمرأة فقط الانوثة و من  يريد ان يقمع العقول عند النساء و النشء الحديث هو من حارب ليليث سابقا و استهان بعقلها. فليليث امرأة خُلقت مثل ادم ،و بدأت بإستخدام عقلها ربما قبل ادم لانها كانت تقارن و تطالب بحقوقها بجرأة و لا تقبل اقل منها منذ بداية الخليقة. فليست ليليث سيئة و لا مومس كما وصفتها الاساطير،  و ليست خطيرة على المرأة "او على حواء"، و لا على الاطفال،  لكنها ليست مهضومة الحقوق فهي اول امرأة طالبت بالمساواة .
ليليث نادت بالمساواة قبل الجميع ، و ليليث فكرت قبل ادم لذلك شعر ادم بأنها تهدده ، و تهدد سلطته، فخاف منها،  خاف على نفسه فإشتكاها لله بعد هروبها لانها ارادت المساواة  مع ادم ، و لم تقبل تسلطه عليها، لانها تريد التعاون و الاشتراك معه بالتفكير.

 ترتبط ليليث ببابل و السومريين و بلاد النهرين  و هي اسطورة يُقال كانت قبل حواء ، لكن بعد هروبها خلقت حواء التي قبلت بسلطة الرجل عليها واكتفت  بدور التابع له . اما ليليث التي فكرت و التي اعترضت و التي ارادت حقها بالمساواة اتُهمت بأنها مومس،  معشوقة ، بغي و شهوانية ، و قد تم وصفها بذلك خوفا من عقلها لانها اعترضت ، و عندما لم تحصل على حقها تركت ادم و ذهبت لانها تريد العدالة و المساواة و لم تجدها . فهل هي مومس و بغي و معشوقة مجرد انها استخدمت العقل؟!. و اعتبروها فيما بعد  عبر الاساطير روح شريرة و وحش. ثم اعتاد الناس قديما وضع التعاويذ لحماية الحامل و الاطفال من روحها الشريرة ـ و يبدو ان من اتى بفكرة التعويذة اراد ان يثير الرعب بنفوس النساء و الاطفال و  ينبه  ان استعمال العقل يجلب لهم المشقة و الاتهامات الزور و التعب و من تستعمله من النساء مصيرها الهروب او التهميش ـ كما ارتبط اسم ليليث قديما بصفات ليست مستحبة كالمرض و الموت و الريح.

كم من ليليث في العالم و كم  من يتهمون كل  ليليث بذات الاتهامات و الاوصاف التي وصف بها اول ادم ليليث لانه و لانهم ليسوا على مستوى عقلها و وعيها، فهل العقل و الوعي خطرا او عارا !؟ الا عند الجهلة .  فكل واعية  متحررة ليليث، كل متحملة مسؤولية نفسها ليليث،   و كل مطالبة بالمساواة  هي ليليث ، و كل مفكرة ليليث، و كل حساسة ليليث، فهل ليليث عار!  و هل هو عار جمع العقل و الانوثة معاُ !؟ أليست ليليت انثى ايضا و جميلة و اجمل من حواء لانها تمتلك العقل اضافة للانوثة التي هي فقط احدى صفات المرأة و ليست هي  كل صفات المرأة ، لكن ادم اراد الانوثة فقط ،اي اراد نصف امرأة و هذا لم تقبل ليليث به لانها ذات عقل لا تقبل بتجاهل عقلها  او نسيانه ، ان  المرأة هي ليليث و حواء معا فهي روح واحدة .. اليست المرأة عقل و احساس . لكن من يُعادي ليليث ـ اي من يعادي عقل المرأة ـ هم من يريدون امرأة بلا عقل اي يريدون صفة واحدة من صفات المرأة فيريدون الانوثة فقط و .يعيبون على ليليث التفوق و القدرة !؟ فمتى كان التفوق و القدرة عيوبا ! أليسوا مزايا و حسنات؟!

ان المرأة و الرجل ليسا نقيضين،  و ليسا جهتي صراع ضد بعضهما، فكلاهما الانسان،و كلاهما له عقل يحق له استخدامه و يكملان بعضهما،   و هناك فروق فردية بين الرجال و فروق فردية بين النساء و طبعا ذلك اضافة الى الفروق الطبيعية  بين المرأة و الرجل بشكل عام. لكن الانسان هو عقل و عندما يرفض الرجل عقل المرأة ان ذلك يشير الى ضعف في عقله و نفسه هو. ان البعض يضيق الخناق على المرأة اذا راى  انها تقاسمه الدور و تتفوق عليه لانه يريدها تابعة له فقط و لا يقبل تفوقها عليه او حتى مساواتها معه.

و من المهم الاشارة الى ان ليليث الاسطورة المذكورة بالسطور السابقة هي ليست ليليت العقدة النفسية التي تصيب البعض.
ماري مارديني

11
المنبر الحر / لغة الجسد
« في: 17:14 15/05/2016  »
ان اشارة ما، او حركة ما، او لفتة ما ، او تغيير درجة الصوت و نبرته،  قد تعني اكثر من شيء و لها اكثر من مدلول ، ان  تفسير ذلك يعود على عدة امور مثل : من اين تصدر تلك الاشارة ، عن من تصدر ، و متى ، و ما هي ظروفها التي صدرت به ، نوع الشخصية و عمقها او سطحيتها و ثقافتها ...و ضمن اي ثقافة و مجتمع و مكان .. فالشعوب تختلف فيما بينها بطريقة التعبير و لغة الجسد التي يتبعونها ، و كذلك قد يختلف الافراد بذلك ضمن ذات المجتمع . مما يجعل تفسير الكثير من الاشارات و الحركات  تفسيرات خاطئة من قبل البعض للبعض الاخر ، و ذلك يرتبط بثقافات الافراد و خلفياتهم و اهتماماتهم و نوعية مجتمعاتهم و ما اصطلحوا عليه ايضا في مجتمعاتهم و ثقافاتهم ..فإشارة معينة بناء على ذلك قد تعني اكثر من شيء ، و قد يستطيع البعض فهم الحركات او الاشارات الصامتة او المرافقة للكلام، او قد لا يستطيع البعض فهم ذلك، او ربما قد يتم فهم ذلك بشكل خاطئ ايضا. فلغة الجسد قد لا تكون دقيقة و لا يمكن الاعتماد عليها بسبب فروقات التفسير بين المجتمعات او بين الافراد لانها لغة قابلة لسوء الفهم و التفسير الخاطئ . فإذا كانت الشعوب تختلف بإسلوب الكلام بين بعضها البعض "مثل اسلوب النقد المُتبع ـ  كطرح او فهم مثلا ففي النقد يكون المديح احيانا قد يعني الذم ، او الذم قد يعني  مديح لدى بعض  الافراد او البعض في  بعض الثقافات  ـ ، او اسلوب  النفي او الايجاب  مثلا بحركات الرأس فالحركة بالرأس بثقافة معينة تعني شيء مناقض تماما لما تعنيه ذات الحركة لدى شعب اخر "، كما إن طرق التعبير ايضا  بالحركات و الاشارات تختلف من فرد لاخر و من مجتمع لاخر  . " مثلا الصمت قد يفسره البعض على انه خوف ، او يفسره اخرون على انه تردد ، او يفسره اخرون على انه استهتار ، او استخفاف بالاخرين ، او يفسره البعض على انه ترفع عن الاخرين و مستواهم او   و استصغار لهم و تجاهل مثلا او عدم النزول بالمستوى، او قد يفسره البعض بأنه قبول . فكل شعب و كل فرد  له تفسيره الخاص حسب ثقافته و ادراكه و فهمه للموقف ، كما ان لكل فرد  سلوكه الخاص و طريقته الخاصة بالتعبير ، لذلك لا يمكن الاعتماد على لغة الجسد التي هي لغة صامتة قابلة للخطأ في التفسير . " مثال : البسمة قد تكون لطفا في بعض المجتمعات و في بعضها الاخر قد تكون خطأ ، او قد تكون احيانا  شفقة ، او تودد ، او محبة ، او مجاملة ، او سخرية ، او قد تكون عادة ما "  و  ممكن جدا اساءة فهم تفسيرها من شعب لاخر او من فرد لاخر.

ان الاشارة هي عبارة عن رسالة يسعى مرسلها الى ايصالها لكن قد يُساء فهم تلك الاشارة لسبب او لاخر قد يتعلق بالفروق بين طرق تصرفات و سلوك الافراد، او بإختلاف الثقافات او المستويات الفكرية و الاجتماعية ...فهناك شعوب تستعمل حركات باليدين او الوجوه اكثر من غيرها من الشعوب ، و شعوب تستخدم الجسد ككل اثناء الكلام لايصال فكرة ما للاخرين ، و حتى نمط الالبسة و نوعها  و الوانها و ربما ماركاتها و اسعارها  و كذلك البيئة التي يوجد بها من يرتدي تلك الالبسة تعد جزء من اللغة الجسدية التي لها اثر على ما يرسله الفرد حوله من رسائل ، فمظهر الانسان قد يعكس مؤشرات عنه  لغيره قد تكون صحيحة او غير صحيحة ، و قد يحصل سوء فهم لما ترسله تلك اللغة للاخر و خاصة عندما تكون الثقافات مختلفة و بعيدة عن بعضها في العمق و المسافات .  " مثال:  اللون الاسود لدى الكثير من الشعوب هو لون يستعملونه في البستهم في المناسبات الحزينة ليعبروا به عن حزنهم على فقدان احد ما، الا ان بعض الشعوب تستعمل اللون الابيض في ذات المناسبات المشابهة ليشيرون باللون الابيض  الى نقاء الروح و قدسية المناسبة. في بعض المجتمعات يرتدي الرجل ربطة عنق سوداء بالمناسبات الحزينة بينما في مجتمعات اخرى يرتدي ربطة عنق بيضاء "
 .
 بشكل عام كل الناس يستخدمون لغة الجسد لكن بنسب متفاوتة بين الافراد و الشعوب ، و تعد النساء اقدر على تفسير تلك اللغة و فك رمزها و معرفة صدق او عدم صدق الاخرين من خلال ترجمة اشاراتهم المعبرة عنهم، حيث ان المرأة تتميز بحساسيتها و قدرتها على التقاط الفكرة من الاشارة، او من ما هو ابعد من العبارة او الكلمة المُقالة ، و المرأة ايضا اقدر على التحكم بلغة جسدها من الرجل.

 مع ان لغة الجسد هي لغة صامتة ومتباينة بين الشعوب و الافراد ، و لكن مع ذلك فهناك بعض الاشارات التي يتفق على فهمها الكثير من الشعوب، كأن يشير احد بيده على شيء ما فيكون المعنى مفهوم لدى الجميع . و كذلك الوجه الذي يعاني صاحبه ألم و وجع، او الوجه الذي يشعر صاحبه برضى و راحة او سعادة ايضا  فإن معالمه تكون مقروءة للاخرين بتلك  الاحوال. الشخص الذي ينظر حواليه بحذر قبل ان يتحرك او قبل ان يتكلم مع احد فهو بذلك يعطي رسالة عن نفسه  بأنه  شخص مريب و غير مريح و لا يتم الوثوق به لان حركاته و نظراته تشير الى شيء غير مريح ، لان الشيء الطبيعي هو ان الذي يتصرف صح لا يحتاج ان  ينظر حواليه بخوف و حذر، فالنظرة ايضا تعكس ما يفكر الفرد به و ما يشعر به ، و بعض النظرات تترجم شر و سوء نوايا لدى صاحبها كما ان  بعض النظرات بالمقابل  تدل على جودة اصحابها و نقائهم. كذلك اسلوب الحديث ايضا فإنه يعكس الكثير عن  مضمون المتحدث، فذات العبارة او الكلمة قد يقولها شخصان في ذات المناسبة لكن قد تتضمنا معاني مختلفة من شخص لاخر و قد تعكسان خبثا او طيبة بالقائل . فربما يعتقد احد ما انه بارع بالكذب او التمثيل  لكن يسهو عن ان اسلوب حديثه او صياغته لحديثه و عباراته و تدرجها و ترتيبه لتركيب عبارته في الحديث يتجلى عن تمثيل او كذب او خداع واضح،  و مثل ذلك الشخص لا يعرف ان من يسمع عباراته يمكنه ان يمثل بأنه صدق القائل و ذلك بغية كشف خبث القائل . فلغة الجسد لها اهميتها و تتطلب خبرة و يمكن الاستفادة منها في التحقيقات كما في العلاقات اليومية لانها شيفرا و رموز.

ماري مارديني

12
قرأت على الشريط الاخباري لقناة نورسات خلال عرض احد برامجه نصاً معبراً هو  ـ مكتوب مفتوح من ابناء الموصل الى اخوتنا في داعش ـ فنقلته لكم  لما فيه من رقي و سمو في التعبير و الرد .

مكتوب مفتوح من ابناء الموصل الى اخوتنا في " داعش "

السلام لاهل السلام
نحن نحبكم و سنظل نحبكم
نحن نسامحكم و سنظل نسامحكم
نحن نغفر لكم و سنظل نغفر لكم على كل قول مهين، على كل عنف معيب ،على كل تصرف مشين،  فقط لاننا نحبكم ، فقط لانكم اخوة لنا ، فقط لانكم بشر مثلنا .
نحن نحيا لنحب
نحن نحب لنخدم
نحن نخدم لنفرح .
اننا نهتم و لاننهم ، نحن نموت و لا نقتل ، نحن نصفح و لا نصفع،نحن نطيع و لا نخنع ، نحن نخضع و لا نخدع .
عندنا الكبر و لا الكبرياء، عندنا المروءة و لا المراءة ، عندنا الغفران و لا النكران
نحن نسعى الى الكمال لا الى المال
نحن نسعى الى الصلاح لا الى السلاح
اننا لا نخاف منكم بل نخاف عليكم ، لا نطلب مالكم بل نطلبكم انتم
لا نريد الشقاء لكم بل الشفاء لكم .
نحن نريد ان نحيا الحرية و الكرامة
نحن نود ان نحيا الامان و الايمان
نحن نرغب ان نحيا انقياء اتقياء
انها هبة من الله لا من البشر.


نقلاً عن الشريط الاخباري في قناة نورسات Noursat

صفحات: [1]