ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: افسر بابكة حنا في 16:46 10/03/2024

العنوان: نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
أرسل بواسطة: افسر بابكة حنا في 16:46 10/03/2024
نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
ب
ساترك لأولادي إرثاً
من دررِ النعمِ
كما أبي  هذبني
بنعيمِ القيمِ
يا أحبائي
أياكم
وأحزاب هذا الزمنِ
نسل الشيطان
 أطهر منها
مستنقع أسنِ
عُقداً عللتها
بفكرٍ ثاقبٍ
واعتاصت عليَ مكامن الخللِ
لست أدري من أي طينٍ
جبلت هذه الدمنِ
لست أدري
فلم أجد فيهم من يستحق
ظفر القدمِ
لم أجد فيهم صادقاً
يصون كرامة الوطنِ
يا أحبائي
إن العراق الذي حباه الله
بكل النعمِ
من الخيرِ والدينِ والسننِ
أمسى مرتع الجهلِ والفقرِ
والقتلِ والفتنِ
يا أحبائي
خوفي عليكم ليس إلا
خوف  محبٍ
بالخير مرتهنِ
مَن يرتمي في حضنهم
 يبقى أجيراً ذميماً
ذليلا مدى الزمنِ
إن العراق الذي
غزى الدنى
 بمجده
يستجدي عطف التركِ والعجمِ
مبعث العيبِ والحَزنِ
يا أحبائي
تاريخ العراقِ
 ملطخٌ بالدمِ
من عهد نوري
سابد السرد المظلمِ
لعله يجدي
لما به من الحكمِ
لم يكن نوري
الا مطية من مطايا الركوب
مثقلاً بالقيودِ
مغرماً بمستعمرٍ جبارٍ
جشعٍ  حقودِ
لم يطيق صرخة الحرِ
فكانت فاجعة الدهرِ
مذبحة الفكر
لم يكن يدري
بأنها
بداية النهاية لعهده المزري
مقتولاً مضرجا بالدمِ
لتنتهي بموته
ملكية الفرد للوطنِ
يا لَ قصر النظرِ
يا أحبائي
 إن السرد أمانة
وإن كان مليئاً بالشجنِ
بيان  الثورة
محى قليلاً أثار المحنِ
أمال الشعب
بوطن حر وشعب سعيد
لم تكن بلا ثمنِ
إذ عصفت بالثورة
أهوال الثأر
والحقد والظغنِ
أنتهت بزعيم الأوحدِ
قائداً بلا منازعٍ أخرسٍ
بلا أذنِ
ديدن الطغاة خوفٌ 
من كل صوب اتٍ
دليل مصير  أسودِ قاتمٍ
محزنِ
هكذا إنتهت ثورة الشعبِ
لتبدأ دوامة العنفِ
والفتنِ
عنف اليمينِ على اليسار
يسري
بمحاكمٍ بلا طعونِ
وعنف  اليمين على اليمين
بذات المضامينِ
يالَ قبح الموازينِ
كعهد العراق بالدمِ
لم تدوم
سطوة  (الناصر ي )المأجورِ
طويلاً
ففي النشوةِ
بأبشعِ الصورِ
نالت منه يد المنونِ
هكذا دارت دورة الزمن
لتاتِ بمسالم اعزلٍ
لا يفرق
بين السجان والمسجونِ
قف الى الوراء در
فأستدارا وسارا
دون تحريكٍ وتسكينِ
عهد الترحم على البائد
أمسى مرحمة
لقبحِ الحاضر الملعون
يا أحبائي
كم تمنيت
ان أسرد لكم
ما يبرد حر شغافي
لكنني لم أجد
غير الحسرة
على الأرواح
ما  أن بزغ فجر البعث
حتى لاح في الأفق
مسلسل  القتلِ
والرعب والكدرِ
مشاهدٌ فاقت
كل التصور
فعَجبتُ من توحشِ البشرِ
توحشٌ بلغ مداه
الأرحبِ
فغدا الشعب مقيداً
 مشلولاً
بلا حراك
حابساً في الصدر
ثورة الغضبِ
ولولا قدرة الجبار المقتدر
القادم من ماوراء
البحر
مدججاً بأسلحة الفتك
لظل حكم البعث
جاثماً على الصدرِ
أبد الدهر
بزواله أستبشرتُ خيراً
لعل الآتي
يمحي أثار الضرر
لم يكن في خلدي
أن يكون 
اكثر بطشاً  وقتلاً
وجهلاً
وفساداً مدى النظر
يالَ بؤس المؤتمن
يا أحبائي
جل ما أبتغيه
أن تتعظوا من السرد
كي تنعموا
براحة البالِ التي دونها
منغصات العيش
المدمرِ


أفسر بابكه حنا
العنوان: رد: نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
أرسل بواسطة: سـيدا هرمز سـيدا في 20:56 13/03/2024
الأخ أفسر بابكه، أنا من المعجبين بكتاباتك وخاصة هذه النصيحة القيمة لأولادك بل لكل أولادنا الذين لم يعيشوا ما عشناه ولم يعانوا ما عانيناه. سرد جميل يروي تاريخ هذا البلد المفجوع الذي أُبتلي بحكام لم يهتموا بشعبه المسكين بل كانوا وما زالوا الجلادين الذين يأتمرون بأمر أسيادهم. تحياتي
العنوان: رد: نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
أرسل بواسطة: افسر بابكة حنا في 11:03 14/03/2024
الاستاذ سيدا هرمز سيدا المحترم
تحية وتقدير لجميل تواصلك وطيب مشاعرك
لا غروَ يا اخي الكريم بانك تتفق معي لان كل انسان سليم العقل يابى الانخراط في مستنقع الاحزاب العفن مثالب فاقت كل التصور الابتعاد عنها سجية من سجايا الحر  الذي لا يرتضي غير العيش الكريم موطناً

دمت بالف الف خير
العنوان: رد: نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
أرسل بواسطة: شمعون كوسـا في 12:45 14/03/2024
اخي افسر

لقد اختزلت لنجليك حياة وطننا لنحو سبعين سنة وابرزت الظلم والجور وأيضا الامل الذي لم يفارق الشعب ابدا ولكنه خاب في اغلب الأحيان . لاح بصيص منه ولكنه لم يعش طويلا فتتالت الازمان ولم يلق الناس غير  الشجن والالم والظلم والظلام . عوّدوا المواطن على تكبد المشقات وكأن البلد محكوم بالسير في طريق الالام ، الى ان انتهينا في آخر الازمان بطغمة لم تر في التغيير سوى مناسبة للفساد فتناوبت تشكيلات الاستغلال وكان على هؤلاء ملء جيوبهم ونهب خيرات البلد لان الفرص لن تتكرر لهم. يا افسر ان لم يتعظ احد بهذا الإقرار الجميل النابع من الجوارح، سيكون شعرك شهادة للزمن .
العنوان: رد: نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
أرسل بواسطة: شوكت توســـا في 19:28 14/03/2024
الاستاذ أفسر شيــر المحترم
تحيه طيبه
ومن خلالكم اسمح لي بتوجيه التحيه للصديق العزيز الاستاذ سيدا هرمز سيدا, ومثلها للعزيز شمعون كوسا.
أخي أفسر, بين يأسك من أوضاع وطنك ,ومحبتك لولديك, جاءت نصيحتك الأبويه لتذكّرني بضجر المرحوم والدي وإنزعاجه عندما هاجراثنان من أولاده السته في أواسط سبعينات القرن الماضي,كانت أمنيته أن يرانا مجتمعين معاً بالقرب منه بعد ان حققنا مراده  في إكمال دراستنا,وعندما إندلعت الحرب العراقيه الايرانيه في 1980,دعيت انا وشقيقيَّ الاصغر مني للخدمه العسكريه,تراجع الوالد عن أمنيته, حيث كنت ألاحظه يتأفأف متمنيا لثلاثتنا اللحاق بالاثنين كي ننفذ بجلدنا ليطمئن على حياتنا .
 هذه الصوره المُصغّره عزيزي أفسر, تحكي لنا عن معاناة مررنا بها كان الآباء  اول من كابد قساوتها خوفا على مصير أولادهم,كبرنا مع كبر أزمات العراق ثم تزوجنا وأصبح لنا عوائل واولاد, فبدأنا نحس بذات الخوف الذي كان يتحسسه الوالد تجاهنا, مما إضطرنا لترك الوطن حتى نضمن لأولادنا مستقبلا غير الذي إنكتب علينا.
   في الختام,أدعوك يا شاعرناالمبدع ومعك الصديقين العزيزين لو ارادا للتعليق على مدى صحة الكلام الوارد في هذين البيتين الشعريين :
ألبيت الأول :
وطني لو شُغِلت بالخلد عنه..نازعتني اليه في الخلد نفسي(لأحمد شوقي).
وثانيهما لا يُعرف قائله, البعض ينسبه لاحمد شوقي , وهناك من ينسبه لابي فراس الحمداني:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ٌ..وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ
تقبلوا تحياتي
العنوان: رد: نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
أرسل بواسطة: افسر بابكة حنا في 21:30 14/03/2024
الاخ شمعون كوسا المحترم
تحية وتقدير لجميل تواصلك واتمنى ان تكونوا بالف خير
اخي العزيز
لا يخفى عليك بان  والدي رحمة الله عليه عانى كثيرا من السجن والاضطهاد والتشردحيث تم مصادرة دارنا  في شقلاوا ووصل الامر الى محاولة اغتياله كل هذا الظلم والاجحاف وهو المسالم الاعزل الذي لم ينتمي يوما لجهة ما فادرك باكرا سخف الاحزاب وما كان منه الا ان ينصحنا بما تجرع من كاس الاحزاب المسموم
وانا بدوري  امتثلت لرغبته فلم انتمي في حياتي لاي جهة كانت فتجنبت الكثير من المتاعب
ومن هذا المنطلق اجد واجبا علي ان القي بعض المواعظ في كل اذن صاغية  بعد النصيحة لاولادي
دمت بالف الف خير
يا ابن شقلاوا البار
العنوان: رد: نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
أرسل بواسطة: افسر بابكة حنا في 22:38 14/03/2024
رابي شوكت توسا المحترم
اراك تتحرش بنا انا وسادة الافاضل الاخ شمعون والاخ سيدا وجميعنا بما انت فيه في الهوى سوى فقد  شردنا الوطن  ورحنا نبحث عن الوطن البديل في الشتات والمنافي حين لم نجد شبرا واحدا خالي من الغدر  خالي من القيد خالي من البطش  خالي من العدالة....الخ
ان مفهوم والوطنية لا يمكن  حسره في كلمتين (الحقوق والواجبات)  وانما لتعريف الوطنية مفاهيم كثيرة لايمكن حصرها في زاوية معينة فعلى سبيل المثال الحنين الى الارض التي ولدت وترعرت فيها يندرج ايضا في خانة الوطنية
 والشاعر احمد شوقي كان يتمتع بكامل الحقوق في وطنه وتم تكريمه اكثر من مرة لذلك نجد هذا التعلق بالوطن ويضاف الى ذلك ما عانه من ظلم الانكليز حيث تم نفيه الى اسبانيا  في عهد الاحتلال الانكليز للمصر وفزاد من حنينه وتعلقه بوطن الام فاستخلص شعوره الوطني بهذا البيت الجميل
وطني لو شُغِلت بالخلد عنه..نازعتني اليه في الخلد نفسي
وانا احيانا يقتلني الحنين بمجرد ان تذكر شقلاوا ولقد عبرت كثيرا عن حنيني واشتياقي  اذ قلت

كاد يشق راسي نصفين
هذا الصداع اللعين
كاشتياقي اليك يا شقلاوا
في كل حين
فيا اخي لاتلوم شوقي وان كان مفهوم الوطنية تغيير كثيرا هذه الايام
 اما عن البيت الثاني
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ٌ..وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ
فهذا البيت يخصنا انا وانت والاخ شمعون والاخ سيدا وكل مغترب جار عليه الزمن  فندفع اثمانا باهضة الثمن مقابل  السلام والعيش  لذلك  نلتمس العذر لوطن شردنا واقتلاع الجذور عن الوطن لا تهون الا على الخسيس اما عن  الاهل وان ضنو علينا  فكم اختلقنا لهم اعذارا لعلهم مثلنا في منتصف الطريق حيارى
بيتان رائعان لقد اجدت في الاختيار
دمت ودام فكرك النير



العنوان: رد: نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
أرسل بواسطة: سـيدا هرمز سـيدا في 00:25 16/03/2024
تحياتي واحترامي للأستاذ شوكت توسا صاحب القلم الحر الذي أتمتع بقراءة مقالاته وخاصة عند اختتامها بعبارة (الوطن والشعب من وراء القصد)وتحياتي للشاعر المبدع الأستاذ أفسر بابكه. الوطن الذي كتبت عنه قصيدة متواضعة نشرتها في صفحة عنكاوا بعنوان (آهٍ يا عراق!!) وأرى من المناسب أن تطلعوا عليها الان: قلبي عليك يا وطني
يا طفلا ًبريئا ًيبتسم للحياة
مَن يتربص بك ليقتل في شفتيك البسمة!؟
يا عروساً تُساق الى عريسها معصوبة العينين
لهفتي عليك عشية تقاد الى المجهول
جراحتك تدمي قلبي
صليبك ثقيل تترنح تحت وطأته
تستنجد وتصيح: من يحمل معي الصليب؟
هل مِن نصير؟
اكليل الشوك الذي على رأسك يدمي عينيك
لا تعرف كيف سيموت انسانك
جوعاً...
مرضاً...
قتلاً...
أم سيُصلب في كل حين
مَن سيُرجع إليك السلام؟
مَن سيعيد الى شفاهك البسمة؟
ربع بنيك مشردون
وربعهم في المنفى
ومَن بقي منهم منفيون في داخلك
لا يعرفون الى اين يقودهم القدر
والى اين المصير
نحن قساة القلب يا وطني
تركناك وحيداً في الميدان
هجرناك ورحلنا
تركتَ في قلوبنا قطعاً منك
وفي رئتينا بقايا من ترابك
آه ما اطيب طعم ترابك!
ما اجمل لياليك!
ضوء قمرك هدي للعاشقين
ووحي الشعراء
وهج شمسك دفء للمساكين
وفرح للفقراء
سلام عليك يا وطني
صلواتي ان تنعم بالسلام
 
         


 
العنوان: رد: نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
أرسل بواسطة: شوكت توســـا في 01:28 16/03/2024
بعد الأذن من الاستاذ أفسر
 شكري الجزيل لكم استاذنا العزيز سيدا على  ردك التحيه بأخرى مــُكلـّلة بقصيده ملؤهاالأنين والحسره على وطن أحببناه قـُتلت فيه احلامنا على مشانق اليأس حتى ينعم الطغاة بأحلامهم الشريره.لم يتركوا لنا حيلة سوى الابتعادواختيارالطريق الذي فيه تبدأ رحلة الضياع . 
تمنياتي لك وللعائله الكريمه بدوام الصحه
العنوان: رد: نصيحة لأولادي (جوزيف ، ليم)
أرسل بواسطة: افسر بابكة حنا في 13:19 16/03/2024
الاستاذ سيدا هرمز سيدا المحترم
نص رائع نابع من احساس صادق
دمت بخير