عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - يكدان نيسان

صفحات: [1]
1
رابي أخيقر
لو إستقالوا من البرلمان ، عجبي منْ سيدفع لهم رواتبهم ليعيشوا ؟ البرلمان العراقي ـــ للأسف ـــ مصدر رزق لأغلب أعضائه ومن بينهم مايُسمى بنواب شعبنا ... للأسف هذه هي الحقيقة ، بدهم يعيشوا مثلهم مثل غيرهم . وهل تعتقد إن النواب يهمهم أحوال الشعب وحاجاته ؟!!

2
الأستاذ أخيقر يوخنا المحترم.
أنتَ تكتب مقالات ، وتُبدي آراء إنسانية تخدم المجتمع الإنساني ككل دون تمييز ، وكل إنسان واعي ومُثقَف ووطني ومخلص ، يُقدر ويُثمن ذلك  ، فكم تمنيتُ منك ان لا تهدر وقتك الثمين ، حتى في قراءة الردود ، لأن رسالتك الإنسانية قد وصلتْ ، أما الفقاعات هنا وهناك  فلن تستطيع ان تُعكر ماء المحيط أبدا . أما الإناء الذي كيله طافح بالحقد والأنانية فلا تتوقع ان يعطيك الحب والإخلاص ...
فهل  تتنازل النسور من أعالي القمم ، حيثُ نور الشمس الساطع الى الكهوف والأوكار العتمة ، حيثُ الظلام الدامس ؟
أتمنى أن تبقى كتاباتك هكذا مثل نور الشمس الساطع ، الذي يُضيْ على الصالح والطالح من البشر ، لعلى وعسى !!
أخوكم
يكدان نيسان

3

السيد الشماس نمئيل بركو المُلقّب بــ ( أبو نينوس ) المحترم
تحياتي وإحترامي لك كونك شماس تخدم في كنيستنا المشرقية.
تقول في معرض ردّك على مقالة الأستاذ آشور قرياقس ديشو :
 " ...موضوع جدير بالاهتمام وسبق في احد اللقاءات ناقشنا مثل هذا الموضوع  " إنتهى الإقتباس.
عزيزي الشماس أبو نينوس ، ممكن أن توضّح لنا بأيّ صفة أنت ناقشتَ هذا الموضوع مع نيافة الأسقف مار عمانوئيل ؟؟ ومَنْ كُنْتَ تُمثِّلْ في إجتماعك مع نيافته ، سوى إنك عضوا في الإكليروس الذي رئيسك نيافته ، وحتما مناقشتك معه لم تصل حتى الى مستوى المناقشة التي تتم بين طالب مدرسة ومعلمه ، وخاصة في مثل هذا الموضوع المهم والحسّاس جداً ؟
وهل بناء كنيسة أخرى مثلا في تورنتو تحتاج الى دعم من الحكومة الكندية كما خَلص إجتماعكم  ؟ وهل عَرَضَ لك نيافته في ذلك الإجتماع " بينك وبينه " مخططات ودراسات مشاريع إجتماعية جاهزة ، كبناء دار لرعاية المُسِنّين ، أو مدارس لمراحل معينة ، أو مركز للمجتمع الأشوري ، كما هو الحال في الإثنيات الآخرى في كندا من عرب وصوماليين وأفغان وأرمن وكرد ودروز وتركمان ويزيين ؟؟ وهل عرض تلك الدراسات ــ إن وُجدَتْ ــ على الحكومة الكندية ، لكن الحكومة الكندية رفضتْ تقديم الدعم لهكذا مشاريع ؟؟
عزيزي الشماس ، يبدو إنك لم تطلع على كامل مقالة الأستاذ آشور ، أو ربما تريد أن تتهرب من تحمّل جزء من المسؤولية (كعضو في الإكليروس للكنيسة الآشورية ) والذي يتحمل معظم المسؤولية لمجتمعنا الآشوري في كندا.
عزيزي الشماس أبو نينوس.
إن الأستاذ آشور يدعو صراحة من خلال مقاله الى:  (... شحذ همم جميع أبناء شعبنا الاشوري في كندا من رعية كنيسة المشرق الاشورية من أصحاب المعرفة والخبرة والاختصاصات والامكانيات والمشورة في الخطو الى الامام للمساهمة بقدراتهم وأمكانياتهم وطرح الاراء والافكار بما يُمكّن الكنيسة أن تخدم أبناء شعبنا في المهجر.. ) إنتهى الإقتباس
الأستاذ آشور لم يطالب من أيّ فرد ، مهما كانت صفته ودرجة علمه ، بإجراء لقاء فردي مع رئيس الإبرشية في كندا لمناقشة الموضوع ، إنما طلب بكل وضوح إقامة علاقة إستراتيجية مع كنيستنا في إستراليا لتبادل الخبرات والإستفادة من تجربتها الناجحة هناك والتي نالت إعجاب وتأييد كل أبناء شعبنا في المهجر والوطن، وما الخطأ في ذلك ؟. حيثُ يقول إلأستاذ أشور:
(ومن هذا المنطلق ندعوا أبرشية كنيستنا في كندا باقامة ( شراكة أستراتيجية ) مع أبرشية كنيسة استراليا للأستفادة من تجربتها من خلال  العمل و التواصل مع مجموعة الافراد والاشخاص والشركات والمؤسسات القائمة وأقتباس الافكار والحسابات والخطط على تلك المشاريع الناجحة التي أقامتها أبرشياتها في أستراليا والاستفادة من خبرات وتجربة الذين كان لهم تأثير واشتراك فعال في المشاريع التي أُنجزت هناك ولاكتساب الخبرة و تبادل تجاربهم من خلال هذه  الشراكة الاستراتيجية..) إنتهى الإقتباس  .
فأي خطأ أو جريمة في أن تلتقي خبرات أبرشيتن لكنيسة واحدة لخدمة أبناءها ؟؟ أليس الأفضل عزيزي الشماس أن تضم صوتك الى صوت الأستاذ آشور وتشجّع الدعوات الخيرة التي يقوم بها البعض من أبناء شعبنا الغيارى على الكنيسة والمجتمع الآشوري في كندا، بدلا من أن تُعلن الفشل مُسبقا ، وتبث روح الإهباط واليأس في النفوس بقولك :
(وقد سبق لي وناقشت الموضوع مع نيافة الاسقف مار عمانوئيل وقال لي ان المساعدات التي تقدمها الحكومة الاسترالية تختلف عن ما تقدمه حكومتي كندا واميركا ).
وكأنك تقول إن الحياة في مجتمعنا الآشوري قد إنتهت وتوقفت بعد إجتماعك مع نيافة الأسقف !! ومناقشتك هذا الامر مع اخيك الصغير الشماس يوئيل باعتباره مدرساً لمادة الرياضيات للمدارس الثانوية وبحضور الاب كوركيس رشو!! فعلينا الإستسلام !!
لك محبتي عزيزي الشماس ، هذا رأيك وأنا أحترمه .

يكدان نيسان

4
الأستاذ والكاتب القدير أخيقريوخنا .أتمنى أن لا تخلط بين المعتقد الديني والإنتماء القومي ، حتما ليس من الضروري أن يكون كل آشوري ، مسيحيا ،  وكذلك فالمسيحية في بلاد الرافدين ليست ديانة ومعتقد محصورة بالآشوريين فقط ، إنه معتقد أممي وعالمي ، وإنتشر في كل أنحاء العالم تنفيذا لما أمر به الإنجيل إذهبوا الى جميع الامم تلميذوهم وعمدوهم باسم الأب والإبن والروح القدس. وإن المبشرين الآشوريين كانوا من الأوائل الذين قاموا بمهمة التبشير لكل الأمم ، فوصلت قوافل المبشرين الآشوريين الى الصين والهند والتبت ...ولا زالت آثارهم تشهد على ذلك في تلك البلدان النائية .فهل كانت غاية تبشير الآشوريين في تلك البلدان النائية هو توجه سياسي آشوري لأشورة تلك الشعوب ، مثلاً ؟ أو لكسب تأييدها لتدعم مصالح الأمة الآشورية ؟؟ واليوم لا يختلف عن الأمس ، فالمبشرون المسيحيون يصلون الى كل مناطق العالم يبشرون بما بَشّروا من قبلهم الآشوريون يعمدون ويتلمذون الأمم الغير مسيحية لتدخل الدين المسيحي . فإذا كان تبشير الآشوريين قد وصل الى الهند والصين بوسائلهم القديمة ، فما بالك اليوم والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في التبشير المسيحي حيثُ تصل الى كل بيت وكل فرد في كل بقاع العالم .إما إذا كان هناك البعض من قليلي الإيمان يحاول ان يوظف الدين لمصالح ذاتية فهذا شيء آخر. تحياتي لك وشكرا لجهودك رابي اخيقرز

5
[color=red]
  تحياتي مع التقدير لكل من الكاتب الأستاذ أخيقر يوخنا والأستاذ متى أسو .
لا أريد أن أدخل في نقاش معهم في موضوع قد أكل الزمان منه وشرب، بل موضوع كان سببا أساسيا في عدم جمع كلمة ابناء الأمة الواحدة والوطن الواحد ، وشتتنا في كل بقاع العالم . إنه موضوع لا يختلف عن موضوع :  البيضة من الدجاج أولا ، أم الدجاج من البيضة ، أعني به موضوع التسميات . فقط هنا سأكتفي بسرد حكاية قصيرة جدا ، كان قد رواها لي جدي يوم تشاجرنا كأطفال انا وأخي الأصغر على مَنْ سيملك الطابة ( كرة قدم صغيرة بلاستيكية صفراء اللون ) عندما قرر والدي بأن يشتري لنا طابة في أول نزلة له الى المدينة ، كمكافأة لنا لأننا ساعدناه في قطاف العنب من الكرمة في القرية.
هذه هي الحكاية فتفضلوا إسمعوها .يحكي جدي ويقول :
 " في أحد الأيام الغابرة ، إختلافا إثنان من الإخوة وهم في طريقهم الى البحر لصيد السمك ، خلافهم كان على طريقة طهي السمكة التي سيصطادونها ، الاول أصرّ على أن يشوي السمكة على الفحم ، أما الثاني فكان يريدها مقلية بالزيت ، لأن الأول لا يحب الزيت،  والثاني عنده حساسية من دخان الفحم ، فإرتفعت حمية النقاش بينهما الى أن وصلت الى العراك بالأيدي ... فتدخل بينهم شيخاً كان مارا من نفس الطريق ، وفرّقهم عن بعضهم البعض ، ثم سألهم ، هل بالإمكان أن أعرف سبب  خلافكم وعراكم وأنتم أخوة ؟ فأجاب أحدهم : أنا أريد أن أشوي السمكة على الفحم ، بينما أخي يريد أن يطهيها بالزيت ، وأنا لا أحب الزيت !!  فسألهم الشيخ بكل هدوء: آروني السمك أولاً ؟ فأنا لا أرى هناك ايّة سمكة حولكم . فأجابوا معا : إننا في طريقنا لإصطيادها من البحر . ضحك  الشيخ وقال مُعاتباَ: أولادي .. أولا إذهبوا الى البحر ، وإصطادوا سمكتكم ، بعدها قرروا الطريقة التي تناسبكم في طبخها وإعزموني معكم لأشكارككم بأكل السمك ".مودتي وشكري لكم.
[/font][/color]
[/font]

6
الأستاذ أخيقر مرخايه
مقالتك المعنونة بالسؤال : هل من الممكن بدء الهجرة المعاكسة لشعبنا ؟ فيها الكثير من الأدوات الشرطية ، والكثير من الأمنيات بالهجرة المعاكسة . وأنا سأناقشك في واحدة من الأدوات الشرطية التي وردت في المقالة . حيث تقول في المقالة : " اعتقد انه اذا استقرت الاوضاع وساد الامن والسلام فان بعض من المغتربين وخاصة في دول الجوار سوف يعودون الى الوطن"
طيّبْ أستاذ أخيقر، هل فعلا أنت تعتقد إن الأوضاع ستستقر ويسود السلام في مشرقنا؟ أسألك : كيف سيسود الإستقرار ودستور المنطقة مستوحاة من الشريعة الإسلامية التي ترفضك وترفض كل مَنْ لا يؤمنْ بدين الإسلام ونبيه ؟ وهذا لا يتحقق إلا بدولة علمانية تفصل الدين عن الدولة ، وهذا أيضا بعيد المنال في ظل هذا التطرف الديني الأعمى ، وكل إستقرار في المنطقة بدون ذلك سيكون بمثابة إستراحة المحارب.
المسيحيون ( وكل الغير مسلمون في المنطقة ) يعانون من الإضطهاد الديني الإسلامي لأكثرمن 1400 سنة وحتى الساعة وبأشكال مختلفة .
ومن ثم إذكر لي أستاذي الكريم أسماء بعض من عاد من المهاجرين الى الوطن ـــ أيام كان يعتبرها البعض إستقرار قبل الغزو الأمريكي ــ ؟ لا احد ، ولن يعود أحد إطلاقا لانه لم يعد هناك مايُغري بالعودة
أتمنى أنا أيضا ، كما أنت تتمنى ، أن يعود الإستقرار للوطن وتُعطى الأولوية للإنسان . أما بشأن الهجرة المعاكسة ، فلا أتمنى ذلك أبدا ،ليس لأنني لا احب وطني ، إنما لأنني لا أتمنى للباقي من شعبي ، الذي نفذ من سيف الإسلام ، أن يُقتلْ ويشرّد ثانية وبنفس السيف ، وتحت نفس الأيات ، وبنفس الأيادي ... أبدا؟؟ أبدا ... لا أتمناها لشعبي ولا لأيّ إنسان آخر . فالعاقل ياسيدي لا يُلْدَغُ من الجحر مرتين . وشكرا لك أستاذي

7
تحياتي رابي أخيقر
مشكورا على دقة إختيارك للمواضيع الجدا حساسة ومهمة كما عودتنا على كتاباتك ، ومقالتك هذه أن يبيع السيد البابا سيارته ويتبرع بريعها لصالح المتضررين من عامة الشعب العراقي وبالاخص المسيحيين منهم حسب ماذكرته انت ، شيء رائع وجميل وإنساني يُشكر لها . أما سؤالك هل يقوم رجال الدين في كنائسنا المشرقية ببيع صلبانهم الذهبية ليتبرعوا بثمنها لصالح المتضررين من ابناء كنائسهم في المشرق ، فإنه فيه قليلا من المغالاة ويمكننا أن نصف سؤالك هذا بـــ ( السهل الممتنع ).
 أستاذي الكريم ليس مهما ان يبيعوا صلبانهم الذهبية أو يحتفظون بها مُعلقة على صدورهم الى الأبد ، لأن ثقلها معلقة على رقابهم  لا يُعادل ثقل الخطايا التي تراكمت على رقابهم .. فكل ذلك لن يخدم شعبهم ، ولا أبناء كنائسهم المتضررين ـ ليس ـ من الحروب الطائفية في أوطانهم بل من هؤلاء الكهنة أيضا ، إنما مايخدمهم ويفيدهم هو ان يتحاوروا هؤلاء رجال الدين فيما بينهم بقلب صافي ونقي ويجتمعوا معا على المحبة التي وعدهم بها السيد الرب عندما قال: إذا إجتمع إثنان بإسم المحبة ، أكون الثالث بينهما .
فوحدتهم ومحبتهم لبعضهم البعض وحث أبناء رعيتهم على محبة الآخر هذا جوهر المطلوب منهم وليتركوا صلبانهم كما هي ليس مهما... بل هذا هو الكنز الثمين الذي ينتظره منهم أبناء كنيسة المسيح الواحدة ، والتي لم يفرقها سوى هؤلاء الكهنة( رجال الدين اليوم ) والذين لا فرق بينهم وبين الكهنة ( رجال الدين الأمس ) في عهد المسيح ، بل هم إمتداد لهم . فالكهنة في عهد المسيح صلبوا المسيح وأعدموه قبل أكثر من الفين سنة من الآن ،أما الكهنة ( رجال الدين اليوم ) فإنهم يصلبوا ويعدموا أتباع المسيح في كل يوم ، ولأكثر من الفين سنة ، وحتى الساعة . فلنقول معا : ليكن الرب بعون أتباعه ليس أبناء شعبنا فحسب ، بل من كل الأمم .وشكرا لك أستاذي الكريم

8
لا يسعنا الا وأن نقدم جزيل الشكر للكاتب القدير الأستاذ أخيقر على هذا البحث القيم الذي يثبت بالأدلة والأرقام عمق الجذور التاريخة لشعبنا في جنوب شرق تركيا اليوم والتي كانت يوما جزئا من الوطن سوريا الكبرى " سوريا والعراق معا "
بحث رائع وجميل وموثوق بالمصادر الدقيقة يمكن أن يكون مادة قيمة لكل مَنْ يسعى في البحث أو الكتابة عن جذور حضارة الــ Assyrian بكل مسمياتها ومناطقها ...
لك كل الشكر أستذي الكريم .

9
الأستاذ أنطوان صنا
رابي أنطوان صنا المحترم
لا يسعني إلا أن اشكرك على هذا الرد المنطقي والواقعي لِمَنْ يسعى النيل والتشكيك بشعبنا وممثليه ، عجبي !! لماذا كل هذا الحقد الأسود من الأقلام المأجورة ــ وما أكثرها ــ ضد كل مَنْ يعمل لأجل شعبنا وأمتنا ، سواء في الوطن أم في المهجر ؟؟ وخاصة عندما يأتي هذا الحقد من إنسان يدعي إنه من هذا الشعب ومن هذه الأمة ... عجبي !!! لكن نشكر الرب إن امتنا فيها من العقلاء والمثقفين والادباء أمثالكم مايكفي لإسكات الأقلام الشاذة التي تحاول الصيد في الماء العكر. مرة اخرى لك شكري وتقديري أستاذي الكريم .

10
كليّة مارنرساي المسيحية الآشورية في سدني أستراليا
" بالأعمال يَتَبرّرُ الإنسانُ ،لا بالإيمانِ وَحْدَهُ "
يكدان نيسان . كندا آذار 2017

جاء في رسالة يعقوب الثانية السطر 24 ( تَروُنَ أنَّهُ بالأعمال يَتَبرّرُ الإنسانُ ، لا بالإيمانِ وَحْدَهُ )
وهذا ما يَنْطَبِقُ على المطران مار ميلس زيا رئيس اساقفة كنيسة المشرق الآشورية في أستراليا ونيوزيلاندة ولبنان ،حيثُ إن أعماله وأفعاله قد تجاوَزتْ حدود أقواله ، بل إن الحديث عن إنجازاته قد تجاوز ايضا حدود استراليا إلى كل بقعة في العالم يعيش فيها إنسان آشوري .
لقد لمستُ شخصيا لمسة اليد ، الكثيرمن أفعاله أثناء زيارتي الأخيرة الى أستراليا في كانون الثاني لهذا العام ، ومن خلال لقاءاتي بابناء شعبنا هناك من مؤمنين وعلمانيين ، ومسؤولي أحزاب وناشطين إجتماعيين ، ليس من أبناء الكنيسة المشرقية الآشورية ، التي يترأسها المطران مار ميلس ، فحسب ، إنما حتى لقاؤنا بأبناء الكنائس الآشورية الأخرى ، أرثوذكسية ، وكاثوليكية ، وإنجيلية ... الكل بدون إستثناء كانوا يثنون على نشاطات هذا الكاهن في مجال خدمة أبناء شعبنا دون التمييز بين إنتماءاته الحزيبة أو الكنسية او الوطنية ... وحتى الذين إعْتُبروا يوما ما من المُعارضين له ، أجمعوا على قول واحد وهو " إن أعماله جديرة بالتقدير والإحترام ، وقلّما نجد اليوم رجل دين يخدم شعبه وأمته بالأعمال والتطبيق ، وليس بالأقوال والأمثال  كما يفعل هذا المطران"
إلتقيتُ مع سيادته أكثر من مرّة ، وفي كل لقاء كان إحترامي وتقديري له  يزداد أكثر وأكثر. لم يتطرق الى الأمور الدينية أو الكنسية إطلاقا ، إنما همه الشاغل كان أوضاع ابناء شعبنا المُهجرين من أوطانهم وبيوتهم ، دون رغبة منهم ، كيف يمكنه أن يقدم لهم يد المساعدة من جهة ، ومن جهة ثانية ، كيف يمكن إنقاذهم من الضياع والذوبان في مجتمعات دول المهجر التي إستقبلتهم مشكورة .
كان صائبا عندما فكّر ، ببناء مدارس ومراكز إجتماعية وثقافية وتعليمية خاصة بشعبنا ، لتكون حلقة التواصل بين كل ابناء شعبنا ، ومن خلالها يَتعارف ، يَتثقف ، يَتعلم ، وُيحافظ على تراثه وعاداته بكل حرية دون خوف ... ليبني مجتمعا آشوريا معطاءا ومتماسكا ، يكون جزءا فاعلا ضمن المجتمع الإسترالي ككل.
أما الذي دفعني الى كتابة هذا المقال المُقتضب هو رغبتي بإطلاع القادة المسؤولين – من رجال دين وسياسة ــ من ابناء شعبنا في كل مكان ،ليطلعوا على مَشروعه الآخير في بناء كلية جديدة  بإسم مار نرساي في منطقة هورسلي بارك hoarsely park  ، في مدينة سيدني وعلى مساحة لا تقل عن الخمسة عشر هكتار ، لعل وعسى أن يقتدوا به ويغتنموا الفرص العديدة الموجودة في دول المهجر للقيام بهكذا مشاريع ، ويشمّروا عن سواعدهم  لبناء مدارس ومراكز إجتماعية وثقافية شعبنا اليوم بأمس الحاجة اليها من اي وقت مضى .
 تبلغ كلفة بناء كلية مارنرساي  حوالي إثنين وثلاثين مليون دولار أسترالي. والكلية ستكون خاصة ، يتراوح رسم التسجيل فيها للطالب الواحد مابين ثلاثة آلاف الى أربعة آلاف دولار سنويا . أما الطلاب أبناء الآشوريين القادمين حديثا إلى أستراليا ، فيعفون من رسم التسجيل في الكلية في السنة الأولى , ويراعى السنين التالية الوضع المادي لعائلاتهم إذا تعذر عليهم دفع كامل الرسم .
كلية مار نرساي هذه  يمكنها ان تستوعب أكثر من ثمانمائة طالب ، من الصف السابع وحتى الصف الثاني عشر ، وهناك خطّة لإقامة دورات تعليمية لسنتين كمعهد مستقبلي لتخريج مهنيين في بعض الإختصاصات التي تتبع الكلية نفسها .
الكلية ستكون حديثة وعصرية تواكب التطورات العلمية والثقافية الحديثة ، وستضم ،إضافة الى صفوف التدريس ، مكتبة حديثة ، ومخابرعلمية ،يستفيد منها الطلاب في دراساتهم وأبحاثهم ، وستُلحق بالكلية صالات وملاعب رياضية ، وكنيسة أيضا.
لقد باشرت عمليات الحفر ووضع الاساس للبناء في نهاية العام الماضي 2017 ومن المتوقع ان تنتهي المرحلة الأولى من المشروع في بداية عام 2018 لتنتقل الكلية من موقعها المؤقت في ساحة نادي نينوى  الى موقعها الجديد .
إضافة إلى مدرسة الربان هرمزد الإبتدائية التي تتسع لأكثر من 700 تلميذ هناك أيضا مشروع قيد الدرس حاليا لبناء مدرسة ابتدائية ثانية بجانب كنيسة مار بطرس وبولس على مساحة ثمانية هكتارات. علما إن جميع تلك المدارس هي مدارس خاصة  ومُرخصة رسميا من وزارة التربية في الحكومة الإسترالية . يتم في الكلية تعليم كافة المواد المُقرّرة  من قبل وزارة التربية الأسترالية، بالإضافة الى مادتي الديانة المسيحية ، واللغة الآشورية والتي هي مُلزمة لكل الصفوف . وإننا نطلب من الرب ان يمدد بعمر المطران مار ميلس
كما نشكر الأستاذ انور اتو، مسؤول قسم اللغة الآشورية في مدرسة الربان هرمزد لتزويدنا بهذه المعلومات أثناء تجوالنا معا على موقع المشروع في سدني خلال شهر كانون الثاني الماضي .
ربطا صور تظهر سيرالعمل جار على قدم وساق في المشروع ...
   


11
أيّ مُستقبل يُنتظره المسيحيون المشرقيون ؟
يكدان نيسان ــ كندا
الأول من نيسان 2016
إنه مجرد سؤال واحد يتيم ، يطرح نفسه بين الحين والآخر :
" أيّ مُستقبل يَنتظره المسيحيون المشرقيون في موطنهم الأصلي سوريا التاريخية ؟ " 
فكلما حدث إهتزاز في مشرقنا ، كلما برز هذا السؤال بقوة أكثر ، حتى أصبح الحاجز اليومي ، ليس لدى المسيحيين المشرقيين فحسب ، إنما حتى لدى المنظمات والأمم والهيئات المهتمة بمصيرومستقبل المشرق المسيحي ، وحضارته العريقة بعد تنامي وإنتشار الفكر التكفيري السلفي الإسلامي في المنطقة.
 فلو راجعنا صفحات تاريخ مشرقنا خلال الأربع عشرة قرنا الماضية ، لرأينا دماء المسيحيين قد تلطّخت على كل صفحة من صفحاته السوداء ، ولن نجد صفحة ناصعة واحدة من هذا التاريخ عليها مساحة مُشّرفة ممكن من خلالها أن نحكم يوجد بصيص امل لمستقبل افضل للمسيحيين ابناء سوريا والعراق المسيحيين.
منذ الغزوالإسلامي العربي المشؤوم لسوريا ، والذي يسميه الغزاة " بالفتوحات " قبل 1400 سنة وحتى الساعة ، فإن المسيحيين السوريين وحضارتهم وثقافتهم أخذت في تقهقر وتراجع بشكل مذهل بشريا ووطنيا وإقتصاديا وإجتماعيا أمام موجات الغزاة المتعطشة للدماء ، فبين كل غزوة وأخرى كانت تُقترف جرائم ومذابح لا حصر لها بحق المسيحيين ، كانت تُدمر مدنهم وكنائسهم وأديرتهم وقراهم ، وتحرق مزارعم ، وتُسحق معالمهم الأثرية ويُقتل رجالهم وتُسبى نسائهم... ففي كل مكان وطئته حوافر الغزاة من أرض سوريا ، تحول ذلك المكان الى الارض المحروقة الجرداء، حتى أصبح وضع الشعوب الأصيلة وصاحبة الأرض في تقلص وإنتقاص ، بينما القبائل الغازية باتت في توسع وإزدياد ، ولم يمر وقت طويل حتى أصبح الشعب السوري الذي كانت نسبة المسيحيين منه اكثر من 90% قبل الغزو الإسلامي العربي ، أصبح اليوم أقلية مهمشة مبعثرة مشتتة لا تزيد نسبته عن الخمسة بالمائة إن لم تكن اقل بكثير.. وإن نسبتهم تتسارع بإتجاه نقطة الصفر والإنقراض من الوطن كليا .
هذا السؤال يراودي دائما ، كلما إهتز مشرقنا نتيجة حروب وإعتداءات ذات طابع ديني طائفي عشائري مذهبي مناطقي ...  لأن الضحية في كل تلك النزاعات كان دائما هم المسيحيون ، وهم كانوالخاسر الوحيد الذي يخرج من كل تلك الحروب والصراعات  .
   هذا السؤال وراودني إبّان إهتزاز لبنان تحت وطأة مايُسمى " بالحرب الأهلية اللبنانية " عام 1975 . وما جرى لمسيحيي لبنان من قتل وتشريد حتى إنخفضت نسبتهم الى نصف ما كانت عليه قبل الحرب  .
   وراودني هذا السؤال أيضا عندما قامت مايُسمى ( بالثورة الإسلامية الإيرانية ) في إيران وأطاحوا بالملك شاه عام 1979، وتشرد على اثره معظم مسيحيي أيران .
   راودني هذا السؤال عندما أعلن عراق البعث " الصدامي " ، الحرب على إيران الإسلامي " الخميني " عام 1980 – 1988 حيثُ في هذه الحرب ذهب اكثر من خمسون الف شهيد فقط من المسيحيين العراقيين عدى الأسرى والمخطوفون والمشردون.
   راودني هذا السؤال عندما بدأ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 فإعتبروها المسلمون إنها حرب صليبية امريكية على العراق ، فدفع ثمنها مسيحيي العراق بالدرجة الأولى.
   راودني هذا السؤال عندما إختطفوا المطران بولص فرج رحو عام 2008 وإغتالوه .
   راودني هذا السؤال عندما فجروا كنيسة النجاة في بغداد عام 2010 وقتلوا وجرحوا معظم المصلين في الكنيسة مع كاهنهم واطفالهم.
   راودني هذا السؤال عندما هجر مسلحي الدولة الإسلامية جميع مسيحي الموصل وقرى وقصبات سهل نينوى وأستولواعلى ممتلكاتهم ودمروا كنائسهم واديرتهم ..
   راودني هذا السؤال عندما إستغلوا الأكراد الفوضى في العراق  وبدؤا بتكريد بلدات ومناطق وقرى المسيحيين في شمال العراق .
   راودني  هذا السؤال عندما سحب النظام السوري كل القوى الأمنية من ناحية وقرى تل تمر لتُباح جميع قرى الخابور المسيحية من قبل الميليشيات المسلحة الكردية من طرف ، وميليشيات الدولة الإسلامية من طرف آخر ، وكان نتيجتها أن تدمّرتْ معظم الكنائس والمرافق الحيوية في هذه القرى وتهجّر اهلها وأسّر اكثر من مائتين وخمسون من ابنائهم .
   راودني هذا السؤال عندما أستباحت عصابات جبهة النصرة بلدة معلولا المسيحية ودنّستْ أديرتها وكنائسها وسلبت وحرقت كل المعالم المسيحية في البلدة التاريخية العريقة ، فقتلوا وأسروا ابنائها المسالمين.
   راودني هذا السؤال بتفجيرات القامشلي والإعتداءات المتكررة على الأحياء المسيحية في المدينة ...
   راودني هذا السؤال عندما تم خطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم بالقرب من حلب ، ولا احد يعرف مصيرهم حتى الساعة .
والامثلة كثيرة لا نهاية لهاعلى تطاول وإعتداءات المسلمين وتحت تسميات عديدة ومختلفة ، على ابناء وطنهم المسيحيين .. حيث في كل يوم نسمع بعمليات الخطف أو الإغتصاب إو القتل لأحد المسيحيين على أيد عصابات إسلامية مسلحة .
فأي مستقبل ياترى ينتظره المسيحيون في مشرقنا ؟؟ فهل سيبقى المسيحيون أسرى مبادئهم القومية والوطنية والإنسانية ..والتي لم تعد اليوم تفيد ، لا القومية ولا الوطنية ، ولا الإنسانية، في ظل الإعتداءات المتكررة التي يقوم بها المسلمون ضد الغير مسلمون...؟؟
فماذا ينفع الإنسان إذا خسر نفسه وربح العالم كله . فماذا ينفع المبدأ الذي لا يخدم مصلحة الإنسان. وماذا ينفع الدين الذي يهين الإنسان ويحتقره ويزدريه؟
فلستُ ادري لماذا كل هذا العناد الوطني عند المسيحيين في سوريا والعراق معا ، والإصرارعلى الإنتحار القومي بالبقاء في أرض كلها تحترق وتتدمرعلى أيدي من إئتمناهم يوما ما ووثقنا بهم ، لكنه للاسف لا يقدرون قيمة الإنسان ولا قيمة الوطن ، فمادام ليس هناك اي امل أو بصيص نور بأن تلك النار المشتعلة في أوطاننا بصور مختلفة لاكثر من 1400 سنة ، ستُخمد وستقف ألية الدمار والقتل والتشريد ... فما دام الدين الإسلامي هو مُشرع دساتير وقوانين أوطاننا ، وهو الحاكم والآمر والناهي في اوطاننا ، وما دامت حكوماتنا ومعارضاتنا لا يمثلان إلا وجهين مختلفين لعملة فاسدة واحدة .. فأي أمل ننتظره لمستقبل أمتنا ؟؟
فمادام المسلم لا يؤمن بالوطن ولا بالعيش المشترك بين مختلف الأديان ، ويلغي الآخر المخالف ، فلا أمل على المدى القصير بمستقبل آمن للمسيحيين في سوريا .
فلأكثر من 1400 سنة والمسيحيون يعانون نفس المعاناة في سوريا التاريخية حتى الساعة ، تغيرت الظروف والأزمنة ، ولكن لم يتغير السيف المنصوب على رقاب المسيحيين ، ولا تغيرت الأية التي تفتي بقتل كل من لا يؤمن بدين محمد ورسالته وبقيت المعاناة نفسسها أربعة عشر قرنا ، تأتي من قبل نفس المجموعات ، ومن أبناء نفس الديانة ، وبنفس السيف ، وتحت نفس الشعارات ( الله اكبر ) ، ونفس الفكرالتكفيري ، فكانت بنتيجتها إن المسيحيين المسالمين خسروا الملايين والآلاف والمئات  من أبنائهم خلال المذابح الدينية التي كانت تُقترف بحقهم في أوطانهم ، وفي نهاية كل مذبحة كنا نتوقع اوعلى الأقل كنا نأمل ان تكون الأخيرة ، وأن تُفتح صفحة جديدة ، وتطوى الصفحة القديمة ،  ولكن كلما إنتهت مذبحة ... تلتها مذبحة أخرى اكبر وأسوأ من الأولى ، بحيثُ إن الذي نجا من المذبحة الأولى ، بات أبناءه واحفاده الضحية في المذبحة الثانية . يكفي ان نُذَكِّرْ إنه في مذابح سيفو خسرنا أكثر من ثلثي مسيحيي السريان الآشوريين ،عدا ماخسره مسيحيي الأرمن واليونان واليزيديين والصابئة ... وقبلها كانت مذابح حيكاري وأورميا ، وبعدها مذبحة سيميلىي .. وكانت نتيجتها إننا نحن المسيحيين خسرنا أكثر من نصف من مَنْ نجا من المذابح الأولى  . .. ولم يبقى في الأرض التي كانت حتى الأمس القريب مزدهرة بالمسيحيين ، من حارات وقرى ومدن ومناطق ... في مشرقنا قبل عشرون سنة ، أصبح عدد المسيحيين في تلك الحارات والقرى والمدن مجرد ارقام معدودة ، وذكريات ماضية ليس اكثر . ولأن نسبة المسيحيين  باتت ضئيلة وتقترب من نقطة الإنقراض من مشرقنا ، أليس الأجدر بكل المسيحيين المشرقيين ، بكل مسمياتهم ، في الوطن والمنفى معا ، أن يفكروا جديا بمستقبل الإنسان المسيحيي المشرقي بعيدا عن العواطف والطوباوبيات والخطابات النارية والشعارات الثورية ؟؟ ، وقبل ان يفكروا بالأرض والحجر وبالوطن والشجر، لأن ضياع الإنسان لن يعوض ، إنما الأرض والوطن والحجر والشجر باقية الى الإبد رغم كل عمليات التحريف الجارية بحقها من تعريب وتكريد وتتريك ... فيبقى ذلك تحريف لحين مادام صاحب الحق حيّ يُرزق ، ولا بد أن يأتي يوما ويكشف صاحب الحق الحقيقة ، أما إذا إنتهى الإنسان ، صاحب الحق ، عندها يكون قد إنتهى كل شيء ، وعندها فلا نفع لا للوطن ولا للأرض ولا للحجر والشجر ... فأين اصبح طور عبدين " على سبيل المثال " .. وأين اصبحت تخوما وتياري ومنطقة حيكاري ... اين اصبحت أورميا ...هذا قبل مائة سنة .  واليوم يعيد التاريخ نفسه لنقول ، اين أصبح سهل نينوى .. أين أصبحت قرى الخابور ، اين أصبحت الحسكة والقامشلي والمالكية .. وقبلها أين اصبحت الدرباسية والعامودا...
فهل فكرنا نحن ، سواء كنا في المهجر أو في الوطن ، عن طرق ووسائل وخطط .. في كيفية إنقاذ هذا الإنسان المسيحي المشرقي من عمليات الإبادة العرقية الجارية بحقه في الوطن، بعيدا عن المبادئ الطوباوية التي لم تعد تنفع احد سوى زيادة قافلة شهداء الأمة ؟؟؟
انه مجرد سؤال مطروح على كل المهتمين بالقضايا القومية والوطنية سواء في الوطن ام في المهجر من أبناء شعبنا لأجل المناقشة وايجاد الحلول المناسبة قبل أن يخلى الوطن من أبناءه الأصلاء .



12
الأستاذ اخيقر
مشكورا على هذه المقالة الرائعة والتي تُعتبر مساهمة اخرى تضاف الى جهود السيد صبري اتمان في تعريف شعبنا والعالم بمذابح سيفو التي اقترفها العثمانيون الأتراك بحق شعبنا الآشوري قبل مائة عام من الآن.فإننا في الوقت الذي نقدر قلمك بكتاباتك الشجاعة والجريئة في قول الحقيقة فإننا في نفس الوقت نرفع الشكر والتقدير للسيد صبر اتمان لما بذله من جهد في سبيل تعريف العالم بالمذابح الآشورية .الف تحية لكل من يعمل في خدمة امته
.

13


الاستاذ اخيقر ...
بعد قرائتي لأقتراحك القيام بتظاهرة اخرى في أعياد الميلاد ، وإطلاعي على ردود البعض الذين تقشعر أجسامهم كلما مرّوا بكلمة آشوري ، آثوري .... تذكرتُ أستاذ التاريخ في المرحلة الثانوية عندما كان يشرح لنا تاريخ بلاد مابين النهرين .. وخاصة عندما قال :إن الإسم الآشوري كان يسبق إنتصاراتهم على اعدائهم .. فما إن تسمع الممالك الآرامية واليهودية في سوريا بكلمة " الآشوريون " حتى يبدأون بالترتيبات والتهييئات لإرضائهم وتقديم الطاعة لهم قبل ان تصل جيوشهم الى ممالكهم ..." .
فإذا كان قديما الإسم الآشوري يُخيف اعدائهم الى هذه الدرجة ، فهناك مايُبرّر ذلك ، وهو لتفادي معركة خاسرة مع الجيش الآشوري... لكن لا اعرف ماهو المبرّر اليوم لِمَنْ يخشى الإسم الآشوري او الآثوري ، وبالأخص عندما يكون هذا الإنسان آشوريا أصلا ومن نفس الثقافة والبيئة والأمة والتاريخ والمنطقة .... يخشى الأسم الآشوري لكنه يقبل على نفسه إسم " المسيحي " ؟ ولما كان الآشوريون مسيحيون ايضا ، إذا دعنا نعمل معا بالإسم المسيحي الذي هو رابطة اخرى إضافية يجمعنا معا الى جانب الروابط القومية والوطنية واللغوية والثقافية التي كلنا نشترك فيها سواء شئنا ام ابينا . فلماذا التهرب بذريعة إنكم لا تريدون الإسم الآشوري ؟؟
ثم ... إن الأستاذ أخيقر أقترح إقتراحا فقط ، لان نقوم بتظاهرة جديدة دعما لمعاناة شعبنا سواء أسميته كلداني أو آثوري أو آشوري أو سرياني أو يزيدي أو صابئي ....هذا ليس مهما ، فهو لم يطلب ان ننزل الى ساحات مدننا وقرانا نحمل السلاح ندافع عن قرانا ومدننا وبيوتنا كما يدافع الاخوة الكرد في قراهم ومدنهم ... بل ويقومون بتظاهرات عارمة في كل أوربا وأمريكا وأستراليا وحتى في تركيا ... يواجهون جنود وشرطة قردوغان بصدور عارية ...  تحية لهم ولبطولاتهم وصمودهم التي أذهلت العالم .
الأستاذ اخيقر طلب ان نقوم بتظاهرة ولم يوزع ورقة مكتوب عليها نص الشعارات التي مسموح ان تُرفع في التظاهرات ـ كما كان الاحزاب الدكتاتورية تفعل في العراق وسوريا ـ  وكما فعلوا هؤلاء الذين يخشون الإسم الآشوري في التظاهرات السابقة في شهر آب الماضي ، فلكم كل الحرية ان ترفعوا الشعار الذي انتم تؤمنون به ، والعلم الذي انتم تفتخرون به ، والرمز الذي أنتم تشعرون  بأنه يمثلكم ، والإسم الذي أنتم ترغبون أن تسمون به ... فإذا كانت كل هذه المعاناة والمأسي التي يتعرض له شعبنا لا تتمكن من ان توحد كلمتنا للقيام بتظاهرة واحدة ـ معظمها سلمية ـ في دول تحترم حقوق الإنسان ... فياترى كيف يمكن ان نعمل في جبهات القتال ندافع عن اعراضنا ومدننا وكنائسنا وقرانا كما يفعل غيرنا من الشعوب ؟؟؟ فالأفضل أن تتكسر اقلامنا ، وينشف الحبر في محابرنا ، وتحترق اوراق جرائدنا ... وتصمت أبواقنا الى الابد .. فهذا خير لنا .
   

14
تحياتي للمتحاورين جميعا ... قرأتُ المقالة ، وقرأتُ الردود عليها، فكانت المقالة في وادي والردود في واد آخر ...لكن كما يبدو لنا حتى حدّة السيف الإسلامي المنصوب على  رقابنا لم يستطع ان يوحدنا ويوحد كلمتنا، او على الاقل أن يوقف صراعاتنا المذهبية والطائفية التي اصبحت حصان طروادة لكل دخيل ان يعبر الى مجتمعنا ويفتت .، وبقيتْ كل نقاشاتنا وحوارنا مثل نقاشات اهل بيزنطة حول جنس الملائكة . 
البعض من المتحاورين وجدها فرصة ذهبية له لرشق الآخرين المخالفين لرأيه بسموم احقاده ، وخاصة عندما يتعدى حدود اللياقة الإدبية في الحوار والنقد ... علما إن كاتب المقالة نقل خبرا وحدثا يخص شعبنا ليس اكثر ، فما الداعي للتهجم على الكاتب وعلى قوميته وكنيسته وبطريركه ... فكما يقول المثل : الإناء بما فيه ينضح . شكرا وتقديرا لكاتب المقالة الأستاذ أبو سنحاريب ولبعض المتحاورين الذين كانوا فوف كل الخلافات . ألف تحية لهم . 

15
يشوع بن نون ، قائد عسكري مجرم

يكدان نيسان . تورنتو
6 حزيران 2014
لقد كان موشى طاغية ومتسلط طوال فترة حياته، حيثُ نشأتْ حوله بالتدريج سلسلة من الأساطير والعجائب، ويعتقد بعض دارسي التوراة أن موشى قُتل أثناء العصيان الذي قام به عبدة الأصنام في موآب ودُفن هناك في مقبرة جماعية، ويؤكد كُتّاب التوراة بأن موشى في آخر ايام حياته كان معافا وسليما ولم يكن مريضا ولا عاجزا رغم كبر سنه ( وكان موشى إبن مائة وعشرين سنة حين مات ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته ) التثنية (الإصحاح 34 : 7 )
وحتماً فإن التلميذ الذي قائده طاغي مُتسلط ، لن يكون سوى نسخة  طبق الأصل عن قائده ، هذا إن لم يكنْ أكثر طغيانا وتسلطا من معلمه .
ولما كان يشوع بن نون تلميذ موشى المُطيع ، وتربّى على يديه ، وتعلّم منه ، وإكتسب خبرته في التحايل على الآخرين ، فلن يكون سوى نسخة عن معلمه بل يكون قد فاق على معلمه بدرجات عِدّة.
كان يشوع بن نون يدرك أنه بدون تحطيم  أسوار مدن ممالك الكنعانيين الحصينة ومقاتلة جيوشهم المسلحة تسليحا جيدا، والمدربة على فنون القتال الحديثة آنذاك ، لن يتمكن من تحقيق ما كان يحلم به معلمه موشي بالحصول على الأرض التي وعد به شعبه المطرود من مصر " ارض الميعاد " وتقسيمها على أسباطه الإثني عشر ،  أضف الى ذلك ، أن جيوش الكنعانيين كانت تملك عربات قتالية ومدربة تدريبا عاليا ، بينما القبائل الإسرائيلية لم يكن لديهم نظام قتال معين ، وإن  حدثتْ لهم أول مواجهة كانوا سيتحولون إلى جماعات فوضوية غير منظمة كما هو حال القبائل البدوية ، وسَيُهزمون من أمام عدوهم بسرعة . ولذلك عمد يشوع الى تنظيم الإسباط الإسرائيلية الإثني عشر ضمن مجموعة واحدة مُقاتلة نظامية تخضع لإمرة قائد واحد مطلق ، بلغ تعداد المجموعة أربعين ألف مقاتل ، وعاقب بالموت كل مَنْ عصى آوامره أو حاول العصيان لأوامره الصارمة .
فقرر في البداية الهجوم على أريحا التي بدت لهم أبراجها من معسكرهم بمنطقة آيل شطيم ، وكان الهه "يهوه" يشجعه دائما على الهجوم على أريحا وتدميرها ، وتخريب بيوتها، وقتل سكانها الأصليين ليحلَّ مكانهم القبائل الإسرائيلة الراحلة كما وعدهم يهوا على لسان موشى " كما كنتُ مع موشى أكون معك ...كل مكانٍ تدوسُهُ أقدامكمْ أُعطيه لكم ، تمتد حدودكم عبر جميع أرض الحثّيينْ ، من البرّية جنوبا الى جبال لبنان شمالا ، ومن نهر الفراتْ الكبير شرقا الى البحر غربا .... تشدد وتشجع فأنت تُمَلِّكُ هؤلاء الشعب و الأرض ... ولا تَمِلْ عن احكام الشريعة التي أمرك بها عبدي موشى... هاأنا أمَرْتك ، فتشدّدْ وتشجع ولا ترْهَبْ ولا تَرْتَعِبْ لأني أنا الرب إلهك معك حيثما توجهت َ" يشوع (1: 5 – 9 )
هكذا أراد يشوع أن يبرر جرائمه بحق الكنعانيين والحثيين بأن ينسبها الى أوامرمن عند ربّه ورغبته أي ــ رغبة إلهه ـــ في قتل كل ابناء أريحا وإعطاء مدينتهم وأرضهم لإسرائيل "شعب الله المختار "، وكأن سكان أريحا هم حشرات ضارة وليسوا بشرا من بني آدم ، ولا هم من خَلْق وصنعة الله نفسه . فأمر يشوع قادة القبائل الإسرائيلة بعبور نهر الإردن والدخول إلى الآراضي الكنعانية التي يصفها بأنها الأرض التي وعدهم الرب "يهوه" بإمتلاكها ، فما كان من القادة إلا القبول والرضوخ لآوامر يشوع ، لأن رفضها يعني نهاية حياتهم على يد يشوع بن نون . فأجابوا قائلين : إن  كل من يُخالف أمرك ولا يسمع كلامك يُقتلْ" . يشوع ( 1: 18 )
كان يشوع يسعى بكل جهد إلى تدمير كامل المنطقة المأهولة بسكانها الأصليين الآمنين والواقعة من البحر الى النهر، وتطبيق سياسة الارض المحروقة، حتى تُخْلى الأرض من كل سكانها، فعمد الى حشد قواه حول أسوار المدن الكنعانية الحصينة تمهيدا لهدمها واقتحامها واحتلالها وجعلها موطن أبناء جلدته الرُحل اللذين طردهم المصريون بعد أن نهبوا خزائن المصريين ومواشيهم وهربوا بها باتجاه الشرق .
ثم أخذ يشوع يُمرّر آوامره وخططه على الشعب الإسرائيلي بتأليهها وتنسيبها الى الرب في كل مرّة كان ينوي إقتراف جريمة ما بحق سكان المدن الكنعانية الآمنين. وكان يعزو آوامره إلى ماطلب منه ربه ان يقوم به، وكان الإسرائيليون يصدقونه أو يخافون من بطشه، فينفذون ما يأمرهم به : فقال الرب "يهوه"  ليشوع:  "من هذا اليوم أعظّمك في عيون بني إسرائيل حتى يعلموا إنّي كما كُنْتُ مع موسى أكون معكَ " إلى ان يقول يشوع :" تعالوا اسمعوا كلام الرب إلهكم فيه تعلمون أنّ الله الحيَّ هو بينكم ، وأنه يطردُ من أمامكم الكنعانيين والحثيين والحوّيّين والفرزّيين والجرجاشيين والاموريين " يشوع ( 3:9ـ11)
وعندما وصلت جيوش يشوع إلى تخوم مدينة اريحا، وجد كل بواباتها مُغلقة ومقفلة، ولم يكن احد يخرج منها أو يدخلها ، وحتى يُشجع جنوده على القتال ذكّرهم ثانية بأوامر الرب "يهوه" الذي قال له : " دفعتُ أريحا ومَلِكَها الى يدِكَ مع جنودها الأشدّاء . تطوفون حول المدينة انت والمحاربون  كل يوم مرّة واحدة مُدّة سِتّة أيام... فكان كما قال يشوع للشعب". يشوع ( 6 : 2 ــ 8 )
وقبل أن يبدأ الهجوم على المدينة المحصنة.. طلب من جنوده أن يقتلوا كل نفس حيّة يلاقونها في المدينة إلا راحاب الزانية ( التي حمت جواسيسه المرسلة إلى المدينة)، فشَدّد على أن لا يمُسّوها بسوء ، وأن يقوم الجنود بحماية هذه الزانية وأهلها فقط  " إهتفوا لأن الرب أسلم اليكم المدينة ، ولتكن المدينة بكل مافيها مُحرّمة عليكم إكراما للرب ، وحدها راحاب الزانية تبقى حيّة هي وجميع مَنْ معها في بيتها " يشوع 6 ( : 16 ـــ 17 )
وحتى يضمن إن جنوده لن يسرقوا الأواني الفضية والذهبية ويخفوها عنه لأنفسهم، فقد حَرّمَ عليهم أخذ اي شيء من المدينة لأنفسهم قائلا : " أما أنتم فكل شيء مُحرّمً ، لا تأخذوا شيئا لأنفسكم  لئلا تَجلبوا الحرام على محلة بني إسرائيل وتُتْعِسوهُ ، وكُلّ فضةٍ وذهبٍ وأوان  النحاسٍ او حديدٍ , فهو مُكرّسً للرب ويدخل خِزانة الربِّ " يشوع ( 6 : 18 ـــ 19 )
وبعد أن أمّنَ حياة الزانية راحاب ، وضمن عدم سرقة الأواني الفضية والذهبية وكل المقتنيات الثمينة من قبل المحاربين الإسرائيليين ، بأنهم سيجلبونها له ، والتي ستدخل جميعها إلى خزانته والتي أوهم الإسرائليين بأنها ( خزانة الرب "يهوه") . وبعد أن ضمن كل ذلك ، أطلق صفارة ساعة الصفر لبدء الهجوم على المدينة الآمنة.  فسقط السور في مكانه وا قتحم الشعب المدينة لا يلوي  أحدهم على شيء ، واستولوا عليها ، وقتلوا بحد السيف إكراما للرب جميع من في المدينة من رجال ونساء وأطفال وشيوخ ، حتى البقر والغنم والحمير يشوع  (6 : 21 ).  فأيُّ رب هذا وأيُّ إله هو مَنْ يأمر بالقتل ؟؟!!  ويُقتل أناس أبرياء آمنين في ديارهم إكراما له!!! فحتى الأطفال والشيوخ والنساء والحمير والبقر والمواشي لم تسْلم من أمر هذا الإله القاتل ؟؟ لقد أحرقوا المدينة بمن فيها عدا رحاب الزانية وأهلها، أما سبائك الفضة والذهب وآنية النحاس فقد جمعها يشوع بن نون وخزنها لنفسه في خزانته والتي أسماها " خزانة الرب " وبقيتْ كل تلك الغنائم ملكا ليشوع بن نون، فمتى كان الرب بحاجة الى خزائن حديدية مقفلة يخزّن فيها الذهب والمواد الثمينة !! أو كأن الله يهتمّ اكثر بالزانيات وبالذهب والفضة اكثر من إهتمامه بمن خلقهم وجبلهم من الطين ونفخ فيهم الروح من البشر بما فيهم من اطفال وشيوخ ونساء !!  " وأحرقوا المدينة وجميع ما فيها بالنار إلا الذهب والفضة وآنية النحاس والحديد ، إذْ وضعوها في خزانة بيت الله، وأبقى يشوع على رحاب الزانية وبيت أبيها وكل ماهو لها، فأقامت بين بني أسرائيل إلى يومنا هذا"  يشوع  (6 :24 ـــ 25 ).
... لكن الرب يسوع المسيح هكذا يعلمنا وهكذا يقول : " لا تَقْدرونَ  أنْ تخدموا الله والمال " (متى 6 : 24 )
وكذلك يقول يسوع عن الأطفال : " هكذا ليستْ مَشيئة أمام أبيكم الذي في السموات أن يهلك أحد هؤلاء الصغار" ( متى 18 : 14 )
كما  يقول يسوع أيضاً: " دعُوا الاطفال يأتون إليَّ ولا تمنعوهم ، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله" ( لوقا 18 : 23 )
ولما تبيّنَ ليشوع بن نون ، بأن بعض من جنوده الذين هاجموا أريحا وعايْ ، كانوا يقومون بسرقة بعض المقتنيات الفضية والذهبية لأنفسهم، والتي منعهم يشوع من ذلك، وكانوا قد أخفوها في امتعتهم، ولم يقدموها لخزينة يشوع ( خزينة ا لرب ) ، فإبتكر حيلة اخرى للحصول عليها ومنع تكرار عمليات إخفاء المنهوبات من الذهب الفضة ، فاستغلّ قتل ستّة وثلاثون من جنوده السارقين في عايْ ، فأخذ يمزّق ثيابه وينحني بوجهه إلى الأرض قُدّام تابوت العهد هو وكل الشيوخ اللذين معه ، ويلقون التراب على رؤوسهم ، في تمثيل رائع لجلب إنتباه الشعب إليه ، وأخذ يناجي الرب أن يغفر لشعب إسرائيل فعلته في اقتراف المحرمات التي جلبت اللعنات عليهم وكان ضحيتها ستة وثلاثون من جنوده سقطوا على أيدي أبناء عاي المدافعين عن مدينتهم:  " فمزّق يشوع ثيابه وانحنى بوجهه حتى الأرض .. هو وشيوخ بني إسرائيل  وألقوا التراب على رؤوسهم.... فقال الرب ليشوع : قم ، لماذا أنت ساقط على وجهك أخطأ إسرائيل وخالفوا عهدي وما أمرتهم به، فأخذوا مما حرّمته عليهم سرقوا وخبّأوا ماسرقوهُ بين أمتعتهم ... فلن أكون معكم ثانية ما لم تنزعوا الحرام من وسطكم ...قُم قدس  الشعب وقُل لهم : تطهّروا للغد لأن الرب إله إسرائيل هكذا يقول  لكم : الحرام فيما بينكم ، فلا تقدرون ان تثبتوا امام إعدائكم حتّى تزيلوه مِنْ بينكم... وعند الصباح تقدّموا بقبائلكم ، والقبيلة التي أختارها تتقدّم  بعشائرها ... والرجل الذي أخذَ مِنَ المحرَّمَ للرب يُحرقْ بالنار هو وعائلته وكل ماله ، لأنه خالف عهد الرب وفعل منكرا في بني إسرائيل" يشوع (7: 6 ـــ 15 )
 وبهذا الأسلوب المُخادع والصارم معاً ، قضى الطاغية يشوع على كل من يجرء لمجرد التفكير بأن يخفي عنه أي منهوبات. ولم يتجرأ أحد على ذلك إطلاقا بعد أن رأى بأم عينه كيف تم حرق مَنْ تجرأ وأخفى قطعة ذهب أو صحن من الفضة نهبها من المدن الكنعانية التي غزاها ولم يقدّمها لقائده يشوع بن نون ليخزّنها في خزانة الرب كما يدّعي .
فكما يبدو إن إله التوراة " يهوه" ماهو إلا إله قاتل ومجرم وغاصب وطاغي، يُحرض على الحقد ، ويأمر بالقتل والتدمير والنهب والسلب... هذا ما فعله مع كل أنبياء التوراة دون إستثناء، من موشى إلى يشوع إلى الملك داود وإبنه سليمان وإرميا وحزقيال وناحوم .والآخرين..
فبعد ان قضيَ على شعب أريحا بالكامل ، ونهب كل خيراتها ، سال لعابه على بقية المدن الكنعانية الآمنة من جبعونَ الى مقَّيدة ولِبنَة ولَخيش وعجلون ودَبيرَ... لأن الرب "يهوه" هو الذي شجعه على قتل كل أبناء تلك المدن واحتلالها عندما خاطب يشوع قائلا:
 " لا تَخَفْ مِنْهمْ ،  فأنا سَلّمتُهُم الى يدِكَ فلا يَثبُتُ مِنهُم أحَدٌ أمامكَ" يشوع ( 10 : 8 )
ولم يكتفي الإله "يهوه" بتشجيع يشوع على إبادة جميع سكان المدن الكنعانية ، إنما ساهم معه في عملية القتل عندما رماهم بالحجارة من السماء فهلكهم جميعا ، بل أوقف الشمس من المغيب على جبعون ، وأثبتَ القمر على وادي أيلُون حتى ينهي يشوع عملية إبادة أبناء المدن الكنعانية جميعا :
" وفيما هم مهزومون أمام إسرائيل عند منحدر بيت حورون ، رَماهم الرّبُّ بحجارة عظيمة من السماء الى ان بلغوا عَزيقة ، فهلكوا وكان اللذين هلكوا بحجارة البرد أكثرَ من الذين قتلهم بنوا إسرائيل بالسيف، ثم كلم يشوع الرب على مشهد من بني أسرائيل ، ياشمس قِفي على جبعون وعلى وادي أيلون إثبتْ ياقمر ". يشوع ( 10:  11  ـ 12 )
 وأما الأسرى وخاصة الملوك فدعا جميع القادة المحاربين من بني إسرائيل ليتقدموا ويضعوا اقدامهم على رقاب هؤلاء الملوك بالتناوب ، لأنهم كانوا يخافون منهم حتى وهم أسرى ، فقال لهم لا تخافوا ولا ترهبوا ، بل تشجعوا وتشدّدوا لأن الرب هكذا يفعل بجميع أعدائكم الذين تحاربونهم . ثم قام يشوع بتعليق ملوك المدن الكنعانية الأسرى على الأشجار حتى المساء ، ثم أمر بإنزالهم عن الشجر ووضعهم أحياء في المغارة التي تم أسرهم فيها وأغلق باب المغارة باحجار كبيرة حتى يموتوا ببطئ هناك . يشوع ( 10 : 22 ــ27 ).
" فاحتل يشوع مقِّيدة وضربها بحد السيف وقتل ملِكها وكل نفس فيها ولم يبقي فيها باقيا ، وفعل بِمَلِكِها كما فعل بِمَلِكِ أريحا . ثم انتقل الى مدينة لِبَنَة وحاربها وقتل كل نفس فيها ولم يبقي فيها باقيا وفعلوا بِمَلِكِها كما فعلوا بملك أريحا . ثم توجه الى لَخيشَ وأحاط بها وحاربها فأسلم الرب لَخيشَ الى أيدي بني إسرائيل فاستولوا عليها في اليوم  ا لثاني وضربوها بحد السيف وقتلوا كل نفس فيها كما فعلوا بِلِبنةَ ... ثم أخذ رجاله المحاربين الى عجلون وأحاطوا بها وحاربوها واستولوا عليها وضربوها بحد السيف وقتلوا كل نفس فيها كما فعلوا بلخيش. ثم جاء دور حبرون  ودبير ... وقتلوا كل نفس فيهما .. " يشوع ( 10 : 28 ــ 43 )
وبذلك يكون يشوع قد إحتل جميع أرض الكنعانيين من الجبل الى السهل والسفوح وقتل كل نفس فيها كما أمره الرب "يهوه". ثم بدأ يوزع الأراضي والمدن الكنعانية على قبائل وأسباط بني إسرائيل كهبة من الله الى شعبه المختار . وكأن أبناء الكنعانيين والحثيين والفرزيين ... ليس من خلقهم هو  نفس الله إنما من إله آخر غير إله إسرائيل الذي كلنا نمجده صباحا مساء رغم كل الجرائم التي شجّع بني إسرائيل على إقترافها بحق شعوب آمنة ، بل وساهم معهم في عمليات القتل والإبادة . فأيّ إله مُجرم هذا الذي يأمر بالقتل بإسمه ولأجله ، بل يُساهم مع المجرمين القتلة في عمليات الإبادة .. وكلها مُدوّنة في الكتاب الموسوم ( بالمقدس ) فأين هي القداسة في قتل الأطفال والشيوخ والنساء وسلب ممتلكاتهم وتدمير مدنهم ؟؟؟ إنه مجرد سؤال ليس أكثر.
أما لأبناء أمتي ولكهنتهم فأقول: كيف تعتبرون أجدادكم رواد الحضارة والعدل ظالمين مجرمين؟ وتقدسون تاريخ الإسرائيليين من أمثال هذا المجرم يشوع بن نون وغيره من قادتهم الذين أجرموا مراراً بحق الشعوب الآمنة في أرضهم وديارهم بإسم ربهم، ومساندته لهم منذ حوالي 1300 ق. م. حين كانت بلاد آشور تحت الاحتلال الأجنبي البغيض. فمن هو المجرم؟


17
يُسعدني أولا أن أعيدكم جميعا بعيد ميلاد الرب المجيد والسنة الميلادية السعيدة وأتمنى من السنة الجديدة ان تفتح قلوبكم وتنير عقولكم وأفكاركم لما هو خدمة شعبنا وأمتنا ووطننا .
بإختصار شديد أقول ، إن ماتنشرونه ــ ايها الاخوة ـــ من ردود ومقالات وكتابات جميعها لا تتعدى فعل زوبعة في الفنجان . فالذي يُطالع تلك الردود سيصاب بالاسف والحزن على ماآلت اليه أمة عظيمة أعطت الأبجدية والحضارة للإنسانية كلها ، بل كانت منهل العلم والثقافة لقرون طويلة ... ولكن للأسف جاء الخلف عكس السلف . فما يكتبه السيد وسام مومكا ، السيد قلو وغيرهم من الغيارى على الكلدان والسريان والآرامية ... للأسف أقول لا يتعدى مبدأ : خالف تُعرف . فليس لهم شيء يلتهون به سوى التهجم على الآشورية والآشوريين ، فعملية مط الجزء ليشمل الكل عملية ساقطة وفاشلة غير مجدية ، فلما كل هذا الحقد على الآشورية ؟؟  وكأن الآشورية هي التي احتلت دمرت كنائهم وقتلت رهبانهم وقساوستهم ، كأن الآشورية هي التي احتلت العراق وشردت اهلهم ، وكان الآشورية هي التي تقود الفرق الإنتحارية والسيارات المفخخة لتفجيرها في الأسواق والمحلات العامة وأمام ال كنائس .... أليس الأفضل من ان تشعلوا شمعة وتضيؤا طريقكم من ان تلعنوا الظلام ؟؟

18
الأخ آشور كيفاركيس، قبل كل شيء اشكرك على أبحاثك القيمة في المواضيع التاريخية والتي تخص شعبنا الآشوري بكل طوائفه وكنائسه ومسمياته ... فقيمة أبحاثك لا تقف ضمن مضمون البحث نفسه والمعلومات التاريخية الموثقة التي تضمنها كتاباتك ، ولكن القيمة الاكثر نفعا لأمتنا وشعبنا هي إن ابحاثك تقوم بكشف الكثير من النفوس العليلة المريضة التي تعمل على مبدأ خالف تُعرف ، كما جاء في معرض ردود البعض الذين  يكررون نفس الردود السطحية الصبيانية على كل مَنْ تجرأ وكتب كلمة آشوري تماما مثل الأسطوانة المجروخة . فأتمنى من حضرتك عزيزي أن تستمر في كتابة ونشر أبحاثك التاريخية كلما تسنى لك ، لان من يهتم بها ويفتخر  هم غالبية شعبنا الآشوري بكل مسمياته الدينية ،   ولا أريدك ان تناقش مع مَنْ اغلق بصره وبصيرته ويعمل جاهدا لجعل الجزء يشمل الكل ، وعلى مبدأ المثل الذي يقول لا تناقش جاهلا فيغلبك . لك تحياتي عزيزي ومحبتي أيضا ، وعندما تريد ان ترد على هؤلاء إكتفي بموضوع أخر وهكذا إستمر في مسيرتك القومية ودعهم يشتمون ويصرخون ويسيئون فهي من خصائضهم وميزاتهم التي نحن بغنى عنها .

19
تحية وتقدير لجهودك العظيمة أخ آشور وللكلمة الرائعة التي أسمعتها لكل المجتمعين ،  وأهنئك لقوة صراحتك ومحاججتك بالادلة والأرقام في مؤتمر يجمع مختلف مكونات وإنتماءات شعوب المنطقة . لا أريد ان اكتب أكثر من ذلك ، لأن كلمتك عبّرتْ بكل صدق عن مايختلج صدور حتى المعارضين لطروحاتك الوطنية العادلة . ولكني دائما عندما أقرأ مقالة أو محاضرة تسوق المنطق والحجج الدامغة ، ولا تتعدى مطالبها سقف المطالبة بالمساواة مع الآخرين ضمن الوطن الواحد ، فيراودني دائما سؤال واحد لا غير وهو : لماذ تأتي ردود بعض الاخوة دائما سلبية وتشائمية وتهجمية وشتائم ومسبات وإهانات وتصغير... كلما مَرّوا من كلمة ( آشوري ) أو ( آشوريين ) فلماذا تصعقهم الكهرباء وتجعلهم يفرغون كل شحناتهم السلبية على كاتب المقالة الذي قال إننا آشوريون ؟؟ . فمادامت أمتنا لا زالت تحتوي هكذا أناس ، نفوسهم مشحونة بالحقد منذ الولادة على من يخالفهم الرأي ، فلماذا نعاتب عمليات الاسلمة والتعريب والتكريد بحق شعبنا الآشوري والمسيحي ؟... فالدودة هي مِنّا وفينا وتنخر في كل مفاصل الامة أمثال هؤلاء الذين دائما يلعنون الظلام بدلا من إشعال شمعة .
أخ آشور، لك التحية من كل مخلصي امتك وشعبك , وإستمر في منهجك الوطني الشريف ، ولا تضيّع وقتك الثمين حتى للإلتفات الى ما يكتبه هؤلاء . وإعلم بأنه دائما الإناء لا ينضح إلا بما فيه . ليبارك الرب امة اشور بكل مكوناتها السريانية والكلدانية والمشرقية ...

20
الى الأستاد أبو سنحاريب
تعجبني كتاباتك جدا أخ أخيقر ، وأكثر مايعجبني هو شجاعتك على قول الحقيقة دون مجاملات لهذا أو ذلك . نعم إن كل معاناة شعبنا اليوم أختزلها مثقفوا وسياسوا هذه الأمة في خانة ( صراع التسميات )، وكأن كل مشاكل الامة قد حُلّتْ وإنتهت ولم يبقى سوى الحلقة الأخيرة من مسلسل مشاكل امتنا سوى مشكلة التسمية . فإن سُمينا آشوريين أو بابليين أو كلدانيين أو آراميين كلها لا معنى لها مادام واقعنا ممزق  مهترئ منقسم مشتت وكل منا يغني على ليلاه ويرفض الآخر ولا يقبل بالرأي المخالف .
فصراع التسميات والتناحر عليها هو ليس سوى زوبعة في فنجان .ولن تحلّ اية عقدة من عقد مجتمعنا الكثيرة ، بل زادت من التعقيدات والمشاكل التي نحن بغنى عنها بل باتت البوابة التي منها تتدخل الآيادي الغريبة لزيادة التباعد بين أبناء الامة الواحدة .
فاليوم إن التسمية الدارجة لدى معظم أبناء شعبنا العاديين  ( عدا السياسيين والحزبيين والكنسيين ) ، هي تسمية ( سورايا ) أو سورويو حسب كل لهجة من لهجتي لغتنا ( الشرقية والغربية ) . وما طرحه الأخ أبو ساقا في مداخلته على المقالة يُعتبر رأي سليم وواقعي ومنطقي وأنا أشكره على ذلك وأتمنى من كل المتصارعين على التسميات التفكير بها جيدا . فلو سألت أي انسان عادي وحتى الطفل الصغير سواء كان كلدانيا أم آشوريا أم سريانيا ، وسألته ماهي لغتك : سيقول لك حتما سورتْ ، ومَنْ أنتَ سيقول : سورايا ، سوريو ، إذا لماذا كل هذه التعقيدات والتناحرات والصراعات على الإسم ؟؟؟ ومن ثم ليسمينا الآخرون ماشاؤا من التسميات التي توافق لغتهم ولهجتهم . فإن دعونا كلدان ، فلنكن كلدان في نظرهم . وإن دعونا آشوريون ، فلنكن آشوريون في نظرهم ، وإن دعونا سريان ، فلنكن سريان، وإن دعونا آراميين فلنكن آراميين ... هذا لن يغير من جوهرنا ولا من خواص امتنا  ولا ينقص من قيمها . فكم من الأسماء تغيرت من لغة الى اخرى لكن الشخص بقي هو هو . مثلا  إسم يوسف ، دعاه البعض جوزيف ، والآخرون دعاه جو ، وبعضهم دعاه يوسي ... وهكذا لكن يوسف يبقى نفس الشخص ولن يتغير . وأسم بلاد اليونان مثلا . بعضهم يسمونها اليونان وبعضهم يسمونها Greek   ولكن اليونانيين يسمون بلده إلاذا Eldada  فأتمنى ان نتجاوز موضوع التسميات ونعمل معا بالتواصل وقبول ا لآخر لأنه كلما إجتمع إثنان بإسم المحبة ، فالرب يكون الثالث بينهما .
أما أن نتشبت بتسمية وننعت التسميات الآخرى بالدخيلة وبصفات غير لائقة ،  فإنها لاتخدم احدا بل تزيد الطين بلة. لكم تحياتي

21
الأستاذ أبو سنحاريب المحترم
أتابع قراءة مقالاتك في موقع عنكاوا بإهتمام ، وإنني اهنئك من كل قلبي على ماتطرحه من أفكار ومبادرات جدية حول اسباب تشرذم شعبنا وتشتته  يبن طوائف دينية مختلفة ، ليس بشريا فحسب ، إنما فكريا وإنتماءا ايضا ... ولولا جدية الافكار المطروحة في مقالاتك ما كان هذا الكم الكبير من التعليقات والمداخلات من مختلف فئات شعبنا سواء كانت سلبية ام إيجابية.  أنا أعتبر كل تلك الردود وخاصة السلبية منها هي تأكيد على صحة ماتذهب اليه ، ماكانت ستأتي تلك الردود لولا إن كاتبها قد قرأ مقالتك أكثر من مرة ، وأعاد قراءة كل مالا يتوافق مع ماهو مترسب وثابت في قناعته ، قرأها عدة مرات ليحاول ان يجد أية ثغرة يستطيع من خلالها ان ينتقدك باسلوب لم نتعوضه ونحن نعيش في بلد الحرية والديمقرطية وقبول الأخر  . فإن المطلوب من كتابة أي مقالة  هو ان يقرأها المخالف قبل الموافق ، لأن الرسالة اصلا هي موجهة الى الذي خارج السرب . صدقني أستاذي العزيز ،  ان الذي نقدك وأراد ان يصطاد في الماء العكر ... هو مَنْ إستفاد من مقالتك اكثر من غيره . بل إنها قد زعزعت التوجهات الإنعزالية السلبية التي قوقع نفسه فيها لصالح التوجهات الجامعة الإيجابية والموحدة التي هي لصالح كل شعبنا بما فيه هؤلاء ايضا  . فهنيئا لك وهنيئا لكل من خالفك الرأي . لانه قرأ المقالة أكثر من مرة وحتما تاثر بافكارها وهذا هو المطلوب من المقالة . تحياتي وإحترامي لجميع الاقلام المخالفة قبل الموافقة . ومبروك أحد الشعانين لكم

22
إن ما يجمعنا هو اكثر من ما يفرقنا .

يكدان نيسان ـــ كندا  آذار 2013
هل تسمية سورايِه ( السرياني )  تعني (المسيحي) ؟
إعتقدوا الكثيرمن أبناء شعبنا ، بأن، لفظة (السريان) جائت نسبة الى المبشرين المسيحيين القادمين من سوريا، وإعتقدوا أيضا إن تسمية سورايِه ( بلغتنا ) ، أي الــ ( سُريان) باللغة العربية ، قد أطلقها شعبنا على نفسه بعد أن إعتنق المسيحية على ايدي المبشرين المسيحيين ( القادمين ) من سوريا، ولكن لم يسأل أحد من هؤلاء ـــ مع كل الإحترام والتقدير لهم ــــ لم يسألوا عن جغرافية سوريا وحدودها الطبيعية أنذاك ؟
هؤلاء لم يبذلوا جهدا لمعرفة مصدر إشتقاق إسم سوريا، ولا سعيوا لمعرفة أين تقع مواطن التبشير الذي قام بها هؤلاء المبشرون المسيحيون الآوائل القادمين من (سوريا) ؟؟ إنما إختصروا الطريق وإكتفوا بتفسير تسمية (السريان ـ سورايِه) السائدة  لشعبنا إبان بداية التبشير المسيحي ، ونسبوها الى المسيحية ، لتمييزهم ـ حسب رايهم ـ عن الغير مسيحيين ، أو الوثنيين الذين أطلقوا عليهم تسمية (الأراميين) حيثُ يقول السيد أقليمس يوسف داود في كتابه اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية : (عندما تنصروا ( ويعني به سكان بلاد الشام ) إتخذوا لهم الإسم السرياني لأنهم إختلفوا دينيا عن الذين لم يتنصروا وسمّيوا بالآراميين حيثُ إن تسمية الآرامييين كانت تشمل الوثنيين والصابئة والنبطيين .... )
  وبمعنى آخر فإنهم فَسَّروا  تسمية (السرياني ـ سورايِه ) بـــ (المسيحي ، المسيحيون )، وتسمية (الأرامي ـ الآراميون ) بــــ ( الوثني ــ الوثنيون )  . وللأسف لا زالت هذه الفكرة سائدة لدى الكثير من رجال الدين المسيحي لدى جميع كنائسنا ، وإنطلت على الكثير من عامة الشعب بما فيه الكثير من المثقفين أيضا وبالأخص عندما يتطرقون الى التسميات المختلفة لشعبنا وبالاخص المقارنة بين تسمية  ( السريان ) من جهة وتسمية ( الآراميين ) من جهة اخرى .
نحن لا نبغي من مقالنا هذا فرض تسمية معينة ، أو نبذ تسمية أخرى من تسميات شعبنا التي نفتخر بجميعها ،  فكل إنسان له الحرية المطلقة بأن يسمي نفسه بمايشاء من التسميات التي يعتقد إنها الانسب له ،  سواء كانت تسميه دينية أم قومية أم مُقتبسة ودخيلة ، دون القدح والذم بحق التسميات الآخرى .
تسليط الضوء على حقيقة التسمية ( السُريانية) .
 إن تسمية ( السريان ـ سورايِه )  لم  تُطلق على  شعبنا يوم تنصّروا وقبلوا الديانة المسيحية ، بل إشتُقّت تسمية الـــ  ( سريان ، سورايِه من كلمة (ASSYRIO) والتي منها إشتُقّ أيضا إسم ( سوريا ) المعروف اليوم وأطلقتْ بل سادت على جميع شعوب المنطقة منذ إحتلال إسكندر المقدوني بلادنا بثلاثة قرون قبل ميلاد السيد المسيح . وإن شعبنا دخل العصر المسيحي تحت تسمية رسمية ASSYRIO  اللاتينية ، والتي لُفظت بلغة شعوب المنطقة ( آسوري ، سوري ، سورياية ) حسب اللفظ السائد شرق نهر الفرات ، و(سوريويه حسب اللفظ السائد غرب نهر الفرات ) ، وعربيا سُمّيوا بــ ( السريان) حيثُ اللام الشمسية تُكتب ولا تلفظ ، حيثُ  تُكتب ( السريان ) وتُلفظ ( آسّريانْ )، فتم تداول هذه التسمية من قبل الحكام المتناوبين على السلطة في بلادنا . فإبان الحكم الإسلامي العربي سُمّي شعبنا بــ ( السريان ) ، وعلمائنا وكتابنا وأدباءنا سميوا أيضا بالعلماء والكتاب والأدباء ( السريان ) ، ومن بعدهم جاؤا العثمانيون فبقيت تلك التسمية سائدة خلال العهد العثماني ايضا ، وعلى سبيل المثال كانوا يسمون شعبنا حسب مفهومهم  : ملتي سريان أرثوذكس ،ويعني بها طائفة السريان الارثوذكس ،  وملتي سريان كاثوليك ، تعني طائفة السريان الكاثوليك ، ملتي سريان نساطرة وتعني طائفة النساطرة ( الكنيسة المشرقية ) وهكذا ... ومنهم ( بدءا من اليونانيين الى العرب المسلمين والعثمانيين )  إقتبسها شعبنا حتى يومنا هذا في كامل بلاد الشام  ومابين النهرين . ، وشعبنا لم يدخل العصر المسيحي تحت تسمية (آشوراية) أي (أشوريين) إطلاقا ،  ولا حتى تحت تسمية (كلداناية) أي (كلدانيين) ولا تحت تسمية (آراماية) أي  (آراميين) ولا تحت تسمية (بابلاية) أي (بابليين) ولا تحت تسمية (آثوراية ) أي ( آثوريين)... ولا تحت تسمية (أكاداية) أي (أكاديين).... إنما دخل العصر المسيحي تحت تسمية جديدة ( سورايا ) المشتقة اصلا من كلمة ASSYRIO اليونانية التي اطلقت على شعب البلاد التي دخلها أسكندر المقدوني ، ولم يُسمّيها مثلا ( ARAMYO  ) حيُ من المعروف إن غرب سوريا التي دخلها أولا كانت تسكنها قبائل وممالك آرامية .  ثم تحولت أسّيرو(ARAMYO ) اليونانية الى آسّيريا (   ASSYRIA  ) اللاتينية ، والتي يلفظها شعبنا بلغته  بـــ ( سوريايه ) أي ( السريان ) بالعربية .
 وبعد إعتناق اغلب شعبنا العقيدة المسيحية منذ بداية عهدها، أصبح ــ الغالبية من ( السورايِه ) أي ( السريان ) ـــ إن لم نقل جميع الـــ (سورياية ، سوريوية) أي جميع (السريان) في بلاد سوريا، أصبحوا مسيحيين حُكما، وهذا لا يعني إن كل مسيحي في البلاد هو سرياني حتى في ذلك الوقت. لأنه في وقتها إعتنقت المسيحية أقوام أخرى غير السريان، مثل الأرمن واليونان والفرس والعرب والمصريين والحبشيين ... فالأرمن سُمّيوا بــ (المسيحيين الأرمن ) ، واليونان سُمّيوا بــ ( المسيحيين اليونان ) ، والفرس بــ ( المسيحيين الفرس )، والعرب بــ (المسيحيين العرب ).....
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم يُسمّوا هؤلاء الشعوب من الأرمن والإغريق والفرس والعرب ... بــ ( السريان ) ؟ أليسوا هم أيضا قبلوا المسيحية من مبشرين قادمين من سوريا ؟؟؟ من إنطاكيا والقدس ..؟؟
ولذلك نرى إنه من الخطأ أن نقول إن تسمية شعبنا بالسريان جائت على خلفية إعتناقه للمسيحية على يد المبشرين القادمين من سوريا. لأنه، كما هو معروف جغرافيا إن مدينة القدس (أورشليم) ـــ التي منها أولا قَدِمَ المُبشرون المسيحيون ــــ واقعة ضمن جغرافية البلاد المعروفة أنذاك بــ (ASSYRIA ((آسيريا) أي (سوريا الكُبرى) والتي كانت مُحتلة من قبل الفرس شرق الفرات، ومن قبل الإغريق غرب الفرات . وإنتقل التبشير فيما بعد من القدس بعد الإضطهاد الذي تعرضوا له تلامذة المسيح ، فإنتقلوا الى إنطاكيا عاصمة سوريا الأولى، وكانت إنطاكيا المحطة الثانية التي إنطلق منها المبشرون المسيحيون الى كافة أنحاء العالم ، أليست القدس وإنطاكيا مدينتان سوريتان ؟؟ بل إن إنطاكية كانت عاصمة سوريا حتى وقت قريب. وبالمقابل أيضا فإن مدن الرها، وقنشرين، وجند شابور، وسالق وقطيسفون، وألقوش، ونينوى، وبابل ونصيبين..... وجميع مراكز( السريان ) الرئيسية الشهيرة، كانت تقع أصلا ضمن جغرافية البلاد المعروفة أنذاك بـــ (ASSYRIA او SYRIA THE GREAT  سوريا الكبرى )، التي تضم أيضا (اورشليم)، المحطة الأولى لإنطلاق المبشرين المسيحيين.
ولو كانت تلك البدعة صحيحة (بأن تسمية السريان جائت تيمُّنا بالمبشرين المسيحيين القادمين من سوريا)، فكان الأجدر أن تُطلق تسمية (السريان) على تلك الشعوب التي إعتنقت الديانة المسيحة من خارج حدود (SYRIA) سوريا، كالأرمن واليونان والعرب... وليس فقط على معتنقي المسيحية في سوريا نفسها . كأن يسمى الأرمن والعرب واليونان والحبشيين والمصريين والروس والروم ... الذين تنصروا على يد المبشرين القادمين من سوريا  وقبلوا الديانة المسيحية ، أن يسموا هم أيضا بـــ (السريان ) أي ( المسيحيين) لأنهم تنصروا على أيدي المبشرين القادمين اصلا من سوريا ،. لأنه في الواقع كل المبشرين المسيحيين إنطلقوا اولا من سوريا الى كل أنحاءا العالم،الى ارمينيا، الى اليونان، الى الجزيرة العربية ، الى مصر ، الى الحبشة ، الى أيطاليا .....
فالتسمية (السريانية) أيّ كان مصدرها، فإن شعبنا تسمى بها ــ سواء شئنا أم أبينا ـــ لأكثر من ألفين سنة دون إنقطاع، وسبقت المسيحية بثلاثة قرون، وهي تسمية أطلقت على الشعب واللغة والتراث والبلاد في آن واحد، لا بل إحتلت مرتبة التسمية القومية (بالمعنى السياسي المعروف اليوم)، وهي ليست تسمية طائفية لمجرد إن طائفة معينة من طوائف شعبنا تبنت السريانية تسمية رسمية لها، حتى إن رجال الدين في هذه الطائفة الكريمة أطلقوا تسمية جديدة على طائفتهم وهي سيرياك ( SYRIAC  ( بدلا من سريان  ( SYRIAN )  ليس لمنع الإختلاط بين السوريين العرب SYRIAN ARAB     وبين السريان المسيحيين كما يدعون ، إنما لقطع كل صلة مع تسمية ( ASSYRIA  ) التي منها أشتق إسم سوريا أيضا .


23
تحية تقدير ووفاء للأخ الكاتب أخيقر يوخنا ( أبو سنحاريب ) بما تتحفنا به من كتابات حضارية على صفحات موقعنا عنكاوا ، كتابات ومقالات تنم عن وجدان إنساني سليم يقف على مسافة واحدة بين كل فروع الامة، وإننا بدورنا ايضا نشد على أيديك وأيدي كل الغيورين من أبناء هذه الامة أن يعملوا ويساهموا على تضييق الفجوة بين أخوة تباعدت بينهم عوامل خارجة عن قدراتهم .
 ومن خلال مداخلتي معك أتوجه بشكري الجزيل الى الأخ الأستاذ امير المالح الذي قرر أن لا يعطي فرصة اخرى للمسيئين أي كان وأقول له بكل صراحة ومحبة :
لقد تصرفّتَ بقرارك هذا ،تصرف الأب تجاه أطفاله قبل أن تقودهم نزواتهم ولا مبالاتهم الى الإنزلاق والسقوط في المنحدر والهاوية ، فقرارك هذا أخي أمير المالح ، كان اشبه بقرار ذلك الربّان الماهر الذي يعرف حق المعرفة كيف يقود سفينته بحكمة نحوى شاطئ الآمان .
أخي العزيز ، ففي الوقت الذي نقدر جهودكم عالية في سبيل تقوية خيوط التواصل والتلاقي بين افرع هذه الأمة من خلال أقلام مثقفيها وكتّابها وقراءها ...عبر موقعنا عنكاوا الاغر  ، فإننا نشد على أيديك لبتر كل دابرة تسعى الى تقطيع تلك الخيوط ، وتهميش دور الموقع الريادي في خدمة شعبنا وأمتنا . ولك منا أجمل تحية وتقدير مع الشكر الجزيل .
                                     وليكن الرب معك ومع كل المخلصيىن دائما .
يكدان نيسان
 

24
الاخت العزيزة   Soriata  قبل كل شيء أسمحي لي ان أشكرك  لانك صرفتي بعض الوقت في قرءاة مقالتنا عن سيرة الملفان العظيم نعوم فائق ، لكن للأسف فإن قراءتك للمقال جاءت ناقصة ومبتورة لأن غرضك من قراءتها لم يكون ــ كما توضّح من ردك ــ  لاجل البحث عن حقيقة ما كان ينادي به هذا الصحافي الثائر ، وعن دعواته الى نبذ الطائفية والعشائرية وتعدد التسميات المذهبية ، ولا كانت قراءتك لأجل البحث عن أي شيء قد تجتمع عليه هذه الامة   ، إنما قراءتك للمقال كان بحثا عن أية شيء ممكن من خلاله ان تشهري سيف التفرقة  في وجه ( القومية الآشورية ) وكل من يدعي بالآشورية  سامحك الرب ... ففي كل المقال الذي تجاوزت كلماته الألف كلمة لم يلفت إنتباهك سوى عبارة يتيمة وهي ( إن مابشر به داعية القومية الآشورية الأول الملفان نعوم فائق ، لم يذهب هباء.. ) وتقتطفي من هنا وهناك لتثبتي إنه لم يدعوا الى القومية الآشورية إنما الى القمية الآرامية .
فنسيتِ بل تغاضيتِ النظرعن قولنا به : ( آمن بالوحدة القومية كملجأ وحيد لردع الأخطار المحدقة بالأمة ، ولحمايتها من الإنصهار والذوبان في الامم والشعوب الاخرى ، وناضل بقوة من أجل تلك الوحدة ، بل وهب كل حياته ووقته وخلاصة فكره لأجل توحيد هذه الامة قوميا ، ونبذ الخلافات المذهبية العقيمة والتناحرات الطائفية ــ التي لا زالت لعناتها تلاحقنا حتى اليوم وفي القرن الواحد والعشرين)
 وأيضا تغاضيتِ النظر عن  قولنا : ( فتوسعت قاعدة العمل القومي المنظم ، ليس بين ابناء الكنيسة السريانية وحسب ، بل تعدتها الى أبناء طوائف شعبنا الأخرى ، كالكنيسة الآشورية المشرقية ، والكلدانية ، والسريانية المارونية ، والسريانية الملكية ( الروم ) والإنجيلية ... )
أم أن الوحدة القومية لجميع طوائف شعبنا ليست مهمة لك ، بقدر مايهمك إنكار للآشورية وكل ما يتعلق بالقومية الآشورية .
لقد أثبتي اختنا العزيزة من خلال ردك هذا بأن الملفان نعوم فائق كان يعي جيدا خطورة الإنقسامات المذهبية ، وأثبتي إن دعواته لنبذ الطائفية البغيضة لم يكن يعني بها  الفترة التي عايشها فحسب ، إنما كان يعلم إن بذور التفرقة والآنانية التي كانت تقف في وجه كل مناضل شريف لأجل وحدة هذه الامة ، كان يعرف بأنها لن تقف عند حد معين ، بل ستتعدى الى أجيال لاحقة، وهذا مانلمسه اليوم فياللأسف. فأختم مناقشتي معك بقول الرب :
( حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسم المحبة فهناك أكون في وسطهم )
لك مني كل المحبة وشكرا
يكدان

25
عزيزي وسام موميكا
تحية ومحبة لك . الحقيقة لم أكن أرغب في مناقشة رأيك في مقالنا هذا ، لورود عبارات لا أراها  لائقة وجائت في معرض ردك كقولك : (....والله عيب ..)  و ( ... عيب عليكم .. ) هذا من جهة ، ومن جهة ثانية  لأنني مطلع على الكثير من كتاباتك وردودك التي في معظمها جاءت على مبدأ ( خالف تُعرف ) . وردك على ماكتبناه عن الملفان نعوم فائق خير دليل على مانقول .
عزيزي وبإختصار : إذا كنتَ فعلا تؤمن بأننا نحن  جميعا من ،  آشوريين ، وكلدان ، وسريان ، وآراميين ... إذا كنتَ تؤمن بأننا أبناء أمة واحدة ــ سمّها ماشئتَ ــ فلماذا تصبغ كتاباتك عندما يتعلق الأمر بالآشورية دائما  بصيغة : ( نحن) و ( أنتم ) ؟؟؟ قوميتنا وقوميتكم شعبنا وشعبكم... إتركونا بحالنا ، نترككم بحالكم ....   فمن نحن  ومن أنتم أيها الفطحل العظيم ؟؟؟ ألسنا نحن ، أنا وأنت ، أبناء أمة واحدة ؟؟ سواء أسميتها سريانية أم أسميتها أشورية ،أم  كلدانية أم آرامية !!! آلا ترى إن مايجمع هذه الأمة هوأكثر مما يفرقها ؟؟؟ فلماذا لا تقوم بإشعال شمعة بدلا من أن تمضي وقتك في لعن الظلام في كل كتاباتك ؟؟ لماذا لا تصرف جهدك أخي الكريم في  البحث عن خيوط وروابط تجتمع عليها فروع هذه الأمة لنقويها أنا وأنت ، ونعمل من أجلها،  بدلا من بذل كل جهدك في تخوين وتعييب أخوتك من يتبعون لتسميات أخرى غير التسمية التي تتسمى أنت بها ؟؟ 
آلا تعلم إن (كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب وتنهار ببيوتها ، بيت على بيت ) ؟؟
آلا ترى إن سبب وصولنا الى هذا المنحدر الخطير من التشتت والضياع والذوبان في الامم الأخرى هو بسبب صراعاتنا حول التسميات المذهبية ، والإنقسامات الطائفية ؟؟ وماكان ليستمر صراعاتنا لولا وجود الكثير من أمثالك الذين لا يرغبون الا الصيد في الماء العكر سواء كانوا من السريان أم الكلدان أم الآراميين أم الآشوريين ؟؟
وأخيرا لا يسعني سوى أن أردد قول الرب في لوقا ( 11 : 39 ) ( أنتم أيها الفريسيون تُطهرون ظاهر الكأس والصحن ، وباطنكم كله طمع وخبثً ).
لك مني كل المحبة  .

26

الأستاذ أبو سنحاريب المحترم 
الأستاذ أنطوان صنا المؤقر
تعقيبكم على مقالتنا أثلجت صدورنا وصدور كل المطلعين الغيورين من أبناء هذه الأمة التي هي اليوم بأمس الحاجة الى أقلام كأقلامكم , وأفكار كأفكاركم .. وإيمان كإيمانكم ... لقد أثبتم قولا وفعلا بأن أمة الملفان نعوم فائق لم تمتْ بعد ، بل إن أفكاره ودعواته الى وحدة هذه الامة المنقسمة على ذاتها ,  ونبذ الطائفية لا زالت حيّة تتفاعل في ثنايا ضمائر الخيرين من هذه الامة ، وما أنتم إلا نموذجا حيا منهم .
 فإذا كانت كتابتي المختصرة عن سيرة حياة الملفان نعوم فائق ليست إلا غيض من فيض ، ولا تمثل إلا برعما صغيرا في بستان مترامي الاطراف . فإن إضافاتكم هذه قد جعلت من ذلك البرعم شجرة يانعة مُزهرة ومتفرعة الأغصان تبهر الانظار. 
لكم منا كل المحبة والتقدير. ولروح ملفاننا ومرشدنا القومي الاول نعوم فائق الرحمة .

27
الذكرى الثالثة والثمانون لرحيل المرشد القومي الأول، الملفان نعوم فائق
1868-1930

يكدان نيسان –كانون الثاني 2013


في منتصف ليلة الأربعاء الخامس من شباط سنة 1930 ، فوجعت الامة الآشورية بنبأ رحيل المعلم القومي الاول الملفان الكبير نعوم فائق ، باعث النهضة القومية المعاصرة ، وأول من دعى العودة الى الجذور القومية المشتركة بين مختلف طوائف وفئات شعبنا من أبناء كنيسة السريان الأرثوذكس ، وكنيسة الكلدان ، وكنيسة المشرق الآشورية ، وكنيسة السريان الموارنة ، والسريان الملكيين ، والسريان الإنجيليين ... تحت مظلة قومية واحدة .
لقد كان شاهدا على المذابح التي تعرض لها شعبنا في وطنه بيت نهرين ، أرض آبائه وأجداده خلال فترة     ( 1915 – 1919 ) على أيدي السلطات العثمانية العنصرية ، وأغوات العشائر الكردية المتعصبة دينينا وقوميا ، تلك المذابح التي عُرفت عند أبناء شعبنا بــ ( شاتو دْسَيْفو ) والتي تعني ( سنة السيف ) .
آمن بالوحدة القومية كملجأ وحيد لردع الأخطار المحدقة بالأمة ، ولحمايتها من الإنصهار والذوبان في الامم والشعوب الاخرى ، وناضل بقوة من أجل تلك الوحدة ، بل وهب كل حياته ووقته وخلاصة فكره لأجل توحيد هذه الامة قوميا ، ونبذ الخلافات المذهبية العقيمة والتناحرات الطائفية ــ التي لا زالت لعناتها تلاحقنا حتى اليوم وفي القرن الواحد والعشرين .
لقد كان الملفان نعوم فائق من الاوائل الذين تجرأوا وشهروا الدعوة القومية في زمن ترسخت فيه المفاهيم الطائفية والمذهبية والعشائرية من جهة ، وتسلط سيف الإرهاب والبطش العثماني في تقييد الحريات وكم الافواه وتعليق المناضلين على أعواد المشانق المنصوبة في كل ساحات الوطن من جهة أخرى .
كان يواجه محاربة ومعارضة الأكليروس والطائفيين المنتفعين لأفكاره ونشاطاته بتأسيس الجمعيات والمنتديات وإصدار الصحف والمجلات القومية ، فلم يعر أي إهتمام لتهديداتهم وإبتزازاتهم .
كان يخطب ويلقي المحاضرات القومية من على منابر الجمعيات والمنتديات التي أسسها ، مُحذرا الشعب والامة من مخاطر التفرقة الطائفية والإنقسامات المذهبية والتكتلات العشائرية التي آلت اليها أمتنا ، فإستقطب الكثير من مثقفي الامة وأدبائها حول جوهر الافكار التي طرحها في خطبه وفي مقالاتته وعلى صفحات المجلات والجرائد التي كان يصدرها .
نعوم فائق هو  إبن الياس إبن يعقوب بالاخ ، قد أبصر النور في شهر شباط من سنة 1868 في مدينة آمد السريانية والتي تُسمى اليوم ( ديار بكر) .  أكمل المرحلة الإبتدائية والثانوية في المدارس السريانية في نفس المدينة ، لم يتمكن من تكميل دراسته الجامعية التي كان يحلم بها لسبب وفاة والده ووالدته مبكرا ، فإضطر الى خوض ميدان العمل ومزاولة مهنة التدريس في المدارس السريانية في مدينة آمد السريانية ، ثم إنتقل الى مدارس الرُها ( أورفا ) ،  وهناك إستزاد من ثقافته وعلومه من خلال التنقيب والبحث عن الكنوز الأدبية الثمينة التي كانت مصونة في خزائن مكتبات الأديرة والكنائس السريانية في مدينة الرها الشهيرة
إستفاد من إعلان دستور الدولة العثمانية في عام 1908 الذي سمح ببعض الحريات ، فقام بتأسيس جمعية الإنتباه ، وسَنّ لها دستورا ونظاما يتولى شؤون الجمعية ، ثم أصدر جريدة كوكب الشرق ( كَوكْبا دْمادِنْخا ) لسان حال جمعية الإنتباه .
ولم يدوم ربيع الحريات الضئيلة التي منحها الدستور العثماني سوى اقل من ثلاث سنوات حتى بدأ عهد الإضطهاد والقمع من جديد بحق المسيحيين في الدولة العثمانية ، مما سبب الى تهجير  قسم كبير من أبناء شعبنا وملاحقة الأدباء والصحافيون والكتاب منهم ، فإضطر الملفان نعوم فائق مُرغما الهجرة الى الولايات المتحدة في عام 1912.
وفي أمريكا  أصدر جريدة مابين النهرين عام1916واستمرت بالصدور حتى عام1921. ثم أسس مجلة حويودو ( الإتحاد ) والتي أعاد إتحاد الاندية الآشورية في السويد إصدارها ، بعد مرور أكثر من ستون سنة على رحيله ، إضافة الى ذلك كان لا يهدأ عن الكتابة في جريدة الإنتباه التي كان يصدرها الكاتب جبرائيل بوياجي في أمريكا ، وفي جريدة مرشد الآشوريين التي كان يصدرها المناضل آشور يوسف في خربوت وتولى أيضا تحرير  جريدةالأتحاد التي أصدرتها الجمعية الوطنية الكلدانية الآشورية ، ثم تابع اصدار جريدة مابين النهرين عام عام 1922  لغاية عام 1930 حيث وافته المنية بعد أن فوجع بوفاة زوجته السيدة لوسيا عام 1927 ، وتوعك صحته بسبب إصابته بذات الرئة ، فلم يتمكن جسده الهزيل أن يقاوم المرض ففاضت روحه الطاهرة الى جنات الخلد عند ربه في فجر يوم الاربعاء  5 شباط عام 1930 ، ودفن باحتفال مهيب شاركت فيه كل الطوائف والمؤسسات التابعة لشعبنا , وكل الفعاليات الادبية الوطنية في المهجر .

والجدير بالفخر والإعتزاز ، إن مابشر به داعية القومية الآشورية الأول الملفان نعوم فائق ، لم يذهب هباء ، بل تفاعلت أفكاره وطروحاته عند قسما من مثقفي الأمة الغيورين ، فتمخّضتْ تلك الافكار لتلد بعد سبعة وعشرين عاما على رحيله أول حركة سياسية قومية آشورية منظّمة في تاريخ الامة الحديث ، وهي المنظمة الآثورية الديمقراطية ، والتي نهجت وسارت ، ولا تزال الى اليوم على نفس النهج القومي الذي وضع اساسه الملفان نعوم فائق وتلامذته من بعده .
واليوم نحن نتطلع بإعتزاز الى الذكرى الثالثة والثمانون لرحيل معلمنا الملفان نعوم فائق ، فإن محصلة نضاله القومي قد أثمرت ، إذ قطعت أمتنا مراحل هامة على الطريق الذي خطه لها ، فتوسعت قاعدة العمل القومي المنظم ، ليس بين ابناء الكنيسة السريانية وحسب ، بل تعدتها الى أبناء طوائف شعبنا الأخرى ، كالكنيسة الآشورية المشرقية ، والكلدانية ، والسريانية المارونية ، والسريانية الملكية ( الروم ) والإنجيلية ... وحتى طوائف المُحلمية واليزيدية أخذت تتحسّسْ بجذورها القومية الآشورية. فتشكلت عشرات المنظمات والأحزاب والحركات السياسية في معظم أماكن تواجد أبناء شعبنا ، وأنشأت المئات من الجمعيات والأندية والمؤسسات الثقافية ، وأصدرت العديد من المجلات والجرائد التي في معظمها تبحث في مجال الوحدة القومية . وما اليقظة القومية  التي أخذت تسري مؤخرا منتشرة بين أبناء شعبنا من السريان الموارنة والسريان الملكيين والإنجيليين في لبنان وسوريا للعودة الى الجذور القومية المشتركة مع بقية الفروع الأخرى للأمة ، إلا إحدى الثمرات التي بذر بذرتها الأولى الملفان نعوم فائق ، وأخصبها من بعده تلامذته الأوفياء أبناء المنظمة الآثورية الديموقراطية ،الأمناء لرسالته ونهجه القومي الوحدوي السليم.
فتحية إجلال وإكبار الى روحك الزكية أيها الصحافي الثائر ، وعهدا نقطعه لك بأننا سنبقى الى الأبد تلامذتك المخلصين ، الأوفياء لعهدك ، والأمناء لرسالتك ولمبادئك حاملين رايتك الوحدوية ، محطمين بها جدار الطائفية العفنة التي تفصلنا عن بعضنا البعض لأكثر من ألف وخمسمائة  سنة . إن روحك الطاهرة أيها الملفان العظيم قد تقمصت فينا نحن تلامذ مدرستك القومية ، وتشربت بعطرها الفوّاه أجسادنا ، وتنورت بنورها أفكارنا ، فلا زلتَ تعيشُ حيّا فينا أيها المناضل ، ونحن نعيش فيك الى الابد .


28
الاخوة المشاركين في المناقشات ، سواء في هذا الموضوع ام غيره من المواضيع التي تتعلق بشعبنا ، سواء أطلقنا عليه إسم  كلداني أم آشوري أم سرياني أم أرامي .... قبل كل شيء أريد أن أهنئكم بعيد ميلاد الرب رسول المحبة والسلام ، ونأمل أن تكون السنة الجديدة سنة إستنبات لبذور المحبة التي غرزها الرب في قلوبنا جميعا لنكون على الأقل اخوة في المسيح ، إذا إستحال إجتماعنا كأخوة في القومية .
اعزائي ، الإيمان بالكتاب المقدس ليس إنتقائيا، علما إن الكتاب المقدس ليس هو من يحدد هويتنا القومية أو تسميتنا ، إنما الكتاب المقدس حدّد هويتنا الدينية فقط ، ومنحنا الهوية المسيحية التي نفتخر ونعتز بها . 
يعتمد الاخ عبد الاحد قلو  في معرض ردّه على الكاتب :   الى مقولة النبي ناحوم في إدعائه بأن الآشوريين لم يعد لهم وجود ، وإن الشعب الذي يسمي نفسه آشوريا اليوم ليس هو سوى كلداني  ولذلك لمجرد إن ناحوم قال في نبوته : ( لايكون لكم نسل يحمل إسمكم فيما بعد ، ومن بيت الهكم أزيل التماثيل والمسبوكات وأجعل قبوركم كأنها لم تكن )
أخي عبد الاحد قلو ، أنا شخصيا أقدر فيك إيمانك بآيات الكتاب المقدس . وأنت تعرف أيضا إن الرب المسيح قال على لسان الرسول لوقا : ( 6 : 41 ) "لماذا تَنظُرُ إلى القَشَّةِ في عَينِ أخيكَ، ولا تُبالي بالخَشَبَةِ في عينِكَ؟
فقوله ينطبق عليك أخي الكريم ، فإن كنتَ فعلا تؤمن بالكتاب المقدس ، وتؤمن بما قاله ناحوم الالقوشي ، فعليك أن تؤمن أيضا بما قاله بقية الأنبياء مثل إرميا ودانيال وغيرهم بحق ليس الآشوريين فحسب إنما بحق الكلدانيين أوالبابليين وإلا فإن أيمانك ناقص .
واليك غيض من فيض الآيات التي لعن بها أنبياء التوراة الكلدان البابليين لأنهم أساؤوا الى شعب الله المختار في فلسطين ، فالإنصاف يتطلب أن نذكرها على قدم المساواة مع الآيات التي تلعن الآشوريين والآراميين والمصريين ...
 
سفر أيرميا (  25 : 12 ـ 14 ) { وعِندَما تَتِمُّ السَّبعونَ سنَةً، أُعاقِبُ مَلِكَ بابِلَ وأُمَّتَهُ على ذُنوبِهِم، كما أُعاقِبُ أرضَ البابِليِّينَ وأجعَلُها خرابًا أبديُا. وأجلِبُ على سُكَّانِ تِلكَ الأرضِ جميعَ الشُّرورِ التي تكَلَّمْتُ بِها علَيها وكُلَ ما ورَدَ في هذا الكِتابِ وتنَبَّأ بهِ إرميا على جميعِ الأُمَمِ. فأُجازيهِم على أفعالِهِم، وأعمالِهِم، فيكونونَ عبيدًا لأمَمِ كثيرةٍ ومُلوكٍ عِظامِ }
 
سفر إرميا ( 50 : 25 ـ 27 ) "فتَحَ الرّبُّ خزائِنَ أسلِحَتِهِ وأخرَج آلاتِ غضَبِهِ، لأنَّ لَه مُهِمَّةً في أرضِ البابِليِّينَ.إنقَضُّوا علَيها مِنْ كُلِّ جانِبٍ واَفتَحوا أهراءَها وكَوِّموا قَمحَها وأَبيدوها ولا تكُنْ لها بَقيَّةٌ. أفنوا جميعَ ثيرانِها وأنزِلوها لِلذَّبْحِ. ويلٌ لِسُكَّانِ بابِلَ! حانَ يومُ عِقابِها"

سفر إرميا  ( 50 : 35 ـ 38) { السَّيفُ على البابِليِّينَ وكُلِّ مَنْ يَسكُنُ بابِلَ، وعلى رُؤسائِها وحُكَمائِها. السَّيفُ على عَرَّافيها فيَصيرونَ حَمْقى، وعلى أبطالِها فيَهلكونَ. السَّيفُ على خيلِها ومَركَباتِها، وعلى جنودِها المُرتزِقَةِ فيَصيرونَ كالنِّساءِ. السَّيفُ على كُنوزِها فتُنهَبُ. الحَرُّ على مياهِها فتَجفُّ لأنَّها أرضُ مَنحوتاتٍ وهُم بِأصنامِهِم مُوَلُّونَ. }.

سفر إرميا  ( 50 : 43 ـ 46) " بلَغَ خبَرُهُم مَلِكَ بابِلَ فاَنهارَت عظَمَتُهُ واَستَولى علَيهِ غَمًّ ووَجعٌ كاَمَرَأةٍ تُعاني المَخاضَ. ها أنا كأسدٍ يَصعَدُ مِنْ غَورِ الأردُنِّ على حَظيرةِ غنَمِ منيعةٍ وأنقَضُّ بَغْتَةً وأطرُدُهُم وأقيمُ علَيهِم مَنْ أختارُهُ. فمَنْ مِثلي؟ ومَنْ يُحاكِمُني؟ وأيُّ راعِ يَقِفُ في وجهي؟ لِذلِكَ اَسمَعوا ما نَوَيتُهُ أنا الرّبُّ على بابِلَ وما دُبِّرَ على أرضِ البابِليِّينَ: سَيَجرُّ العَدُوُّ صِغارَ القطيعِ جرُا وتَنهارُ حَظيرَتُهُم علَيهِم. ومِنَ النَّبَإ القائِلِ: أُخذَت بابِلُ، تتَزَلزلُ الأرضُ ويُسمَعُ الصُّراخُ بَينَ الأممِ."
 

سفر إرميا  ( 51 : 1 ـ 4 ) " وقالَ الرّبُّ: «سأُثيرُ على بابِلَ وسُكَّانِها رِيحًا مُهلِكَةً. وأُرسِلُ إلى بابِلَ غُرَباءَ، فيُذَرُّونَها كالتِّبنِ ويُخلونَ الأرضَ مِنْ ساكِنِيها ويُحاصِرونَها مِنْ كُلِّ جهَةٍ في يومِ نكبتها. لا يَدَعونَ الرَّامي يَحني قَوسَهُ ولا الجنديَ يَختالُ بِدِرعِهِ. لا يُشفِقونَ على شُبَّانِها، بل يَقضونَ على كُلِّ جيشِها. فيَسقُطُ القَتلى في أرضِ البابِليِّينَ والجرحى في شوارِعِها. "

سفر دانيال  ( 2 : 2 ) ” فأمر الملك بأن يستدعي المجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا الملك بأحلامه .فأتو ووقفوا أمام الملك . "
فأي فرق تجده بين دعوات هؤلاء الأنبياء بحق الكلدانيين وبين دعوة ناحوم الالقوشي بحق الآشوريين ؟؟؟ أليس جميعهم يلعنون ليس الكلدان والآشوريون فحسب إنما كل أبناء الحضارة الرافيدينية والسورية معا وحتى اليوم فإن أحفاد هؤلاء الأنبياء لا زالوا يلاحقون أحفاد بلاد مابين النهرين في تاريخ وحضارته ودينه ووطنه ؟؟؟

شكرا لكم جميعا وتذكروا قول الرب إذا إجتمع إثنان بإسم المحبة فأنا أكون الثالث بينهما !!! وأيضا قوله : كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب
لكم منا كل المحبة وكل عام وأنتم بخير
 "

29
كلام جميل وصريح ودقيق ، فهل من يفهم رسالة الأخ سيزار ميخا ، سواء القائمين على رأس الحكم في بغداد أم رجال الدين المسيحيين ؟؟؟

30
الاستاذ أبو سنحاريب ، لك منا كل  التقدير على تعليقك الذي توّج  مقالتنا بكلمات رائعة مقتبسة من نبوة جبران خليل جبران ، فبتلك العبارات الجميلة إكتملت هديتنا ، لك كل المحبة عزيزي .

31
هديتي المتواضعة في عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة

يكدان نيسان
كانون الاول 2012

سؤال واحد يراودني منذ امد طويل ، كلما حضرتُ تجمعا لبعض من شبابنا وشاباتنا ، وهم منهمكون بنقاشات حامية تدور حول مواضيع شتّى ، منها الدينية والقومية والسياسية والتاريخية ... ومايتبع تلك النقاشات من جدالات ومجاذبات عقيمة ، عُقم الجدال البيزنطي حول جنس الملائكة  . كل نقاشاتهم تدور  حول التسميات المختلفة لشعبنا وكنائسه ، وجمعياته وأحزابه ... فتراهم يخلطون بين رجال الدين ورجال السياسة ، بين القومية والطائفية ، بين الحزب والكنيسة ... كل يستشهد بأمثلة إقتطفها من كتب عديدة طالع البعض منها ، وسمع عن بعضها الآخر ،  بعضها كتب سياسية وتاريخية وإجتماعية ... وبعضها كتب تدورعن سيرة حياة شخصيات وقادة سطّروا ملاحم تاريخية خلدتهم عبر التاريخ    ...
فالسؤال الذي يراودني دائما هو : لماذا لا نضيف الى سلسلة تلك الكتب العديدة والتي نعتبرها مهمة ، كتاب آخر يتوفر في كل المكتبات وفي معظم البيوت ، إسمه " الإنجيل " ويتكلم عن شخصية تاريخية معروفة لدى كل العالم تُدعى ( المسيح ) ، والتي لا تقل شأنا عن بقية الشخصيات التي نقرأ لها كثيرا ، بل وتعجّ مكتباتنا بكتبهم وسيرة حياتهم ، مثل : تولستوي ، تشرشل ، نابليون ، غاندي ، لينين ، بيتهوفن , ماركس ....؟؟ لكني كنتُ أخشى كثيرا من أن أطرح هذا السؤال على شبابنا وشاباتنا  ، خوفا من أن أُتَّهَمْ بالترويج للدين المسيحي  أو لمذهب من مذاهب الدين المسيحي وما أكثرها.
ولأنني شَخصيّا طالعتُ هذا الكتاب أكثر من مرة ، وتفحصتُ معظم جوانبه ، وناقشتُ مُعظم ماكُتِبَ فيه بيني وبين نفسي ، فأوصلني الى نتيجة واحدة وهي أن اقدم نصيحة أخوية ،  ليس لشبابنا وشاباتنا المسيحيين فحسب ، إنما حتى للشباب والشابات الغير مسيحيين ،أن يقوموا بمطالعة هذا الكتاب الذي يُسمى باللغة العربية  " الإنجيل " ، علما إنني شخصيا لا أتقيد كثيرا بنصائح الآخرين ، بل وفي أغلب الاوقات أعمل على عكسها ، لا لشيء ، إنما لأعبّر عن رفضي الإنصياع للنصائح من جهة ، ولأثبت كبريائي وعزة نفسي أمام الآخرين ومن جهة ثانية . فأتمنى أن لايَقتدي فيّ أحد ، يقوم برفض النصيحة ، ويعمل بعكسها ، على مبدأ خالف تُعرف، لأنه بالنتيجة  لن يكون الخاسر سواه .
 فنحن سواء كُنّا مسيحيين أم غير مسيحيين ، وسواء آمنا بالمسيح أم لم نؤمن ، وسواء كنّا متدينين أم علمانيين ... فكلنا يعرف بأن هذا الكتاب متوفر في الأسواق وبكل اللغات واللهجات ، متوفر في المكتبات العامة والخاصة ، وإسمه " الإنجيل " أو ( العهد الجديد ) . أنا شخصيا أفضل أن أسميه " الإنجيل " ولا أريد ان أسميه بــ ( الكتاب المقدس ) حتى لو عارضني كل رجال الدين ، ــ مع كل الإحترام لهم ــ فأنا أسميه  الإنجيل  لا لشيء ، إنما لأنني أريد أن أعرضه ككتاب عادي مثل باقي الكتب الغير دينية في مقالنا هذا وليس ككتاب ديني وبالتساوي بدون أي إمتياز خاص ، مثله مثل اي كتاب إجتماعي ، فلسفي ، أدبي ، تاريخي ، سياسي ، فني.... وكل هذه الكتب وغيرها موجودة على رفوف المكتبات في السوق وفي البيت ... كل منا طالع في حياته على الاقل كتاب أو أكثر من هذه الكتب ولكن هل من أحدنا قد طالع هذا الكتاب الذي أسمه " الإنجيل "  وتفحّص محتوياته وناقشها بينه وبين نفسه ؟؟ .. أنا لا أقصد من نصيحتي بمطالعة كتاب الإنجيل لغرض التنسك أو الترهب أو ليُرسم شماسا خادما في الكنيسة ، أو قسا مُبشرا في المستقبل أو واعظا متجولا... ولا أقصد من ذلك البحث عن التسمية الصحيحة التي يجب أن تُطلق على السيدة مَرْيَمْ ،أنسميها والدة الله أم والدة المسيح !! ولا من أجل معرفة جنسية المسيح ، هل كان يهوديا أم سوريا ، أم آشوريا ... ولا لمعرفة الجهة التي صلبته وعذّبته وحكمت عليه بالإعدام ، هل كانوا الرومان أم اليهود ... ولا أن نعرف ايّ من المذاهب الكنسية هو الافضل ، الأرثوذكسي أم الكاثوليكي ، الإنجيليين أم المعمدانيين ، السبتييين ام شهود يهوا ، فما أكثر المذاهب المسيحية هذه الإيام ...
أنا لا اعتقد إن أي من شبابنا وشاباتنا قد كلفوا أنفسهم بالإطلاع على هذا الكتاب (الإنجيل )، ولم تملكهم جرأة فضولية التفكير بمطالعته والإطلاع على محتوياته ، فكل مايعرفون عنه هو ما يسرده لهم القس في وعظاته الدينية وخطبه أثناء القُداس .
إنما تشديدي على تسمية هذا الكتاب بــ(الإنجيل ) المجردة ، وليس بـــ ( الكتاب المقدس ) ، كما هو مُتبع لدى الجميع ، يعود الى إنني لا إريد أن يختلط الامرعلى القارئ ويعتقد إنني أقصد بذلك ضمنا " التوراة" أيضا والتي ألصقت بالإنجيل مؤخرا لغاية في نفس يعقوب . أنني أعني حصرا كتاب " الإنجيل " أو العهد الجديد . بل أصرعلى ذلك . لانه في كتاب الإنجيل ستجد ثقافة وتربية وعلم إجتماعي قَلّما تعرفنا إليها في حياتنا العادية ، ولا في كل الكتب الأخرى التي طالعناها ، بل وتختلف كليا عن الثقافة التي تربينا عليها منذ الصغر ولوّثت عقلنا الباطني لقرون طويلة ، ولأننا لم نقرا كتاب الإنجيل ولم نطالعه مثلما نطالع الكتب الأخرى ، فإننا بذلك نكون قد فسحنا المجال لثقافة أخرى غريبة تغزوا افكارنا وتزرعُ فينا ثقافة لاتتفق وشرائع المجتمعات البشرية المتحضرة ، ثقافة إلغاء الآخر ، ثقافة الإنتقام والثأر،  ثقافة التكبّر وعدم الإعتراف بالخطأ ، ثقافة العشائرية والطائفية ، ثقافة الذكورية ، ، ثقافة الغش والمكر والكذب والنفاق ، ثقافة أنصر أخاك ظالما أومظلوما... 
فبمطالعة هذا الكتاب حتما ستزول كل تلك الشوائب التي عكّرت صفوة ثقافتنا الأصيلة وحرّفتها ، لتحل محلها ثقافة المحبة ، والتسامح ، وقبول الآخر ، والإعتراف بالخطأ ، ونبذ العشائرية والطائفية.
نحن جميعا ننظر الى هذا الكتاب ( الإنجيل  ) من وجهة نظر دينية بحتة فقط ، ونقدسه ونثمنه على أساس ديني ولا يجوز مناقشته . وكل ما نعمله هو نُقَبٍّلُهُ ونضعه فوق رؤسنا ، ونحتفظ به تحت أسرَّتنا وسادتنا ليحفظنا من الأرواح الشريرة التي ربما قد تداهمنا غفلة في الأحلام أثناء النوم .. هذا مايفعله أغلبنا لا لشيء ، إنما لاننا متدينون عميان ، نجهل مضمون الكتاب ، وإن صحّ التعبير ( متطرفون ) دينيا . فنحن بذلك إنما نقوم بتقليد الآخرين مثل الببغاء ، وهذا هو قمة النفاق الذي إقتبسناه من الثقافات الغريبة والدخيلة التي لصقت بنا لقرون عدّة . فاللأسف نحن نجهل قيمته ككتاب فلسفي إجتماعي ، علمي، أدبي، إصلاحي، نفسي ... من الطراز الأول ، كتاب يُقوّم سلوك الإنسان ويهذبه ، يُصقل تصرفاته في المجتمع ، يجعل منه إنسانا صالحا نافعا في مجتمعه وبيئته ووطنه ، يحترمه الجميع ، يعرف اين هي حقوقه وواجباته وإلتزاماته، يعرف أين تقف حريته عندما تبدأ حرية الآخرين .
 فهذه هي هديتي لشبابنا وشاباتنا في عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة ، فأتمنى لكم عيدا سعيدا وسنة مباركة والرب معكم جميعا .




33
حفلة عشاء على شرف الملفونو نينوس آحو


يكدان نيسان
تورنتو   6 كانون الأول 2007

في   الساعة السادسة والنصف من مساء يوم السبت الأول من كانون الأول لهذا العام تقاطرت حشود غفيرة من أصدقاء ورفاق شاعرنا الكبير الملفان نينوس أحو ، قدموا من السويد وكندا ولبنان ومن مدن أمريكية مختلفة الى مدينة شيكاغو تكريما لمعلمنا الكبير الملفان نينوس آحو ،  وتعبيرا عن حبهم وعطفهم ووقوفهم معه في صراعه مع مرضه .
لقد تحول هذا اللقاء الى مهرجان كبير قدمت فيه كلمات ومأثر عن أعمال وسيرة حياة هذا الشاعر الرقيق في الوطن والمهجر.
لقد برع رفيقه وصديقه منذ الطفولة الأستاذ أبجر مالول, ان ينقلنا من تلك الليلة الماطرة  المثلجة التي خيمت على مدينة  شيكاغو الصاخبة ، الى سكون وهدوء أزقة وشوارع القامشلي الدافئة العطرة وهو يتكلم عن مآثر طفولة نينوس مع أترابه ورفاقه في حارات القامشلي ومدارسها التي  حضنت نينوس آحو ورضّعته حب الأمة والوطن والإنسان .

قلة من لم يسمع بإسم الملفونو نينوس آحو ، والأقل منهم من لم يسمع بشعره  ومآثره ...
إن الملفونو نينوس آحو له فلسفته ونظرته الخاصة في الحياة وفي الأمة بكل مفاصلها ، إكتسبها من معايشته للآباء والمؤسسين الآوائل للمنظمة الآثورية الديمقراطية .

شعره ينساب الى أعماق الوجدان الإنساني ، مثل إنسياب قطرات الندى على أوراق الصفصاف الخابورية ،  يوقظ فيها الضمائر المتخدرة الغارقة في سباتها ، ويبشرها ببزوغ فجر جديد ، فيخلق فيها الامل وتنتعش الحياة من جديد .. .

الملفان نينوس آحو, هو شاعر الحب من الطراز الأول ,  وشاعر الأمة , وشاعر اليقظة القومية , وشاعر الثورة , وشاعر الفقراء والمضطهدين ... والأهم من كل ذلك , هو شاعر الأمل ...
الملفان نينوس آحو هو بوق النفير الأخير لهذا الشعب التائه المتسكع على طرقات الشتات ، وهو الناقوس الذي يقرع على كل دار  وقرية هجرها اهلها  في الوطن ، ليرسم لهم معالم طريق العودة ,  إنه الصوت الصارخ المنبثق من أعماق وجدان هذه الامة المشتتة المنقسمة التائهة ... الناقوس الذي يدعونا لننفض غبار الجهل والإنقسام عن كاحلنا ، ونكسر قيود العبودية والتبعية المتعشعشة في ثنايا أدمغتنا ، إنه النداء الصارخ الآتي من دهاليز برج بابل المتكسر , ومن عتبات معبد عشتار المدنس  ، إنه الصلاة التي تطلب من الرب أن ينهي  ويختصر المخاض العسير لهذه الأمة ، ليعلن للملأ تباشير ميلاد  " الآشوري الجديد " .
لقد تناوب على المنصة العديد من أصدقائه ورفاقه ، كل يسرد مآاثره القومية والوطنية حسب طريقته وحسب خبرته ومعاشرته للملفان نينوس آحو ، تلك المآثر التي أدخلت الرعشة والحياة في ضمير ووجدان جميع الحضور .
 وكان على قمة المتكلمين الملفان الكبير حبيب أفرام رئيس الرابطة السريانية في لبنان، المشهود له بوطنيته وإيمانه وإخلاصه لهذه الامة وهذا الشعب , حيث قطع  كل هذه المسافة الطويلة حاملا معه حب وشموخ أرز لبنان العتيد  ... مختزلا إياها في وسام من أقدس وأشرف الأوسمة ليقلدها على صدر شاعرنا الكبير الملفان نينوس آحو. متمنيا له أن يتعافى من مرضه ومصابه ،  وللأمة الوحدة ونبذ كل أشكال التفرقة والإنقسامات ، لأن أمتنا لم تعد تتحمل أكثر . فتركت كلمته أثرا كبيرا في نفوس المجتمعين .
 وبعد أن إنتهى المتكلمون مشي الملفان نينوس آحو بإتجاه  المنصة بمشيته المعروفة ، وما كاد يصل المنصة حتى إهتزت القاعة لموجة من التصفيق الذي إستمر لعدة دقائق بدون إنقطاع .. وما أن وقف التصفيق وجلس كل في مكانه ثم خيم صمت مطلق على القاعة لم يكسر هذا الصمت سوى صوت الملفان نينوس آحو وهو يردد قولا مآثورا للمعلم الكبير الملفان نقوم فائق بينما كانت الدموع ترقرق في عينيه , فقال بصوت مبحوح :
" لقد قال الملفان نعوم فائق ، إن وردة واحدة تقدمها للإنسان في حياته ، هي أفضل من ألف أكليل ورد تفرشها على قبره بعد مماته ، وأنتم الآن بحضوركم وكلماتكم , قدمتم لي تلك الوردة ... ) .
وبحركة خاطفة مد يده الى وجهه ماسحا دمعة إنسابت على خديه خلسة ثم صمت عندما بدأت دموعه تتكلم وهي تترقرق في عينيه كلؤلؤة في ليلة مقمرة ، عندها  تعال هدير التصفيق ثانية وأستمر التصفيق حتى قاطعه الملفان نينوس عندما قال " آثورايا خاثا " الأشوري الجديد . مطلع قصيدته المشهورة . ثم تابع شكره وإمتنانه لما لقيه من رفاقه وأصقاءه من تقدير وحب ووفاء ...
وكان يتخلل الكلمات بين فترة وأخرى آداء غنائي وموسيقي من أشعار الملفان نينوس آحو يؤديها الفنان القدير نينب عبد الاحد القادم من السويد خصيصا لهذه المناسبة ، يرافقه الفنان الكبير سرغون عدي بعزفه على الأورغ .
وقد قدم لكل من حضر حفلة العشاء أقراص  سي ــدي مدون عليها شعر نينوس آحو مع كراس يحتوي شعره باللغة بكلتا اللهجتين .
الجميع تمنى لنينوس الصحة والشفاء العاجل ، والكل تضرع الى الرب أن يُسربل عليه ثوب الصحة العافية ليعود الى عائلته وأصدقائه ورفاقه بسلام .

لمحة قصيرة عن سيرة الشاعر نينوس آحو :
ولد نينوس آحو في قرية كرك شامو في 24 نيسان سنة 1945 بعد وفاة والده ، فأكمل دراسته الإبتدائية في القرية ثم إنتقل الى مدينة القانشلي سنة 1958 لتكميل دراسته الأعدادية والثانوية .
وفي سنة 1961 إنتسب الى المنظمة الآثورية الديمقراطية ، ومن خلال العمل التنظيمي تعرف على الرفيق ابجر مالول في سنة 1962 . وكان يداوم بإستمرار على  زيارة مؤسس المنظمة الآثورية الديمقراطية الملفان الكبير شكري جرموكلي في القامشلي .
كان له دور كبير في قيادة الحركة التصحيحية في المنظمة سنة 1964 فقام مع رفاقه بعزل قيادة المنظمة وتشكيل قيادة جديدة .
في سنة 1965 دخل جامعة دمشق فرع كلية العلوم ، ثم عاد الى القامشلي في سنة 1968 ليمارس مهنة التدريس حتى سنة 1970 .
وفي سنة 1970 غادر سوريا الى المانيا مع كل من رفاقه ، صليبا إيليو ، وجورج سلمون ، وجان كردوسلي ، لحضور المؤتمر الثالث للإتحاد العالمي الآشوري ، وصدف وهو في طريقه جوا من بيروت الى اثينا إن تعرضت طائرته لعملية الإختطاف من قبل الفلسطينين , وبعد سلسلة مباحثات صعبة بين المختطفين وحكومة اليونان تم تلبية مطالب المختطفين وأفرج عن ركاب الطائرة وخرج نينوس آحو بسلام مواصلا رحلته الى المانيا .
في سنة 1971 وصل نينوس آحو الى شيكاغو واصبح عضوا فعالا في الأتحاد العالمي الآشوري ، وقد أشترك مع كل من رفاقه أبجر مالول ، وصليبا إيليو ، وجورج سلمون ، وأخرون بوضع النظام الداخلي لــ ( حزب آشور ) لينقله معه المرحوم ملك يعقوب إسماعيل ، بطل العودة ، الى العراق .
في سنة  1975  تم عقد قرانه على الآنسة أوغاريت بقّال ( وبينما هو في فترة شهر العسل في لبنان ، إندلعت الحرب الاهلية فإضطر الى العودة الى شيكاغو في السابع من ايار من نفس السنة .
رَزَقه الله بأربعة أطفال أسمائهم هي التالية : رومراما ـــ  زلكي ــــ ديلمون ــــ إنليل .
في سنة 1988 إنسحب من الإتحاد العالمي الآشوري ، ثم قرر في سنة 1991 أن يعود الى الوطن مع كافة أفراد عائلته ليكون مثالا يُحتذى به لمن يرغب بالعودة الى وطنه , وبقي في الوطن في مدينة حلب حتى سنة 2002 حيثُ إضطره مرضه أن يعود الى أمريكا ثانية  .

yakdannissan@hotmail.com


34
أخبار شعبنا / خبر عاجل !!
« في: 06:42 26/09/2007  »

خبر عاجــــــــل

إنسحاب جماعي من أعضاء قياديين ، ومسؤوليين معروفين في أمريكا وكندا ، من المنظمة الآثورية الديمقراطية ADO    ، ومن ضمن من إنسحب حتى تاريخ نشر هذا الخبر:
أبجر مالول ،  مسؤول قيادة فروع المهجر ــ عضو اللجنة المركزية .
كامل أعضاء هيئة فرع أمريكا وكندا وعلى الشكل التالي :
يكدان نيسان ،  مسؤول الفرع ــ عضو اللجنة المركزية .
عمانوئيل سلمون ، عضو هيئة الفرع ، ومسؤول منطقة شيكاغو.
نبيل بابا ، عضو هيئة الفرع ، ومسؤول منطقة كندا.
أيرين وردا ، عضوة هيئة الفرع ، مسؤولة منطقة كالفورنيا
وإنسحب أيضا من المنظمة الآثورية الديمقراطية ، الأغلبية الساحقة من أعضاء فرع أمريكا وكندا .

هذا وسنوافيكم بالتفاصيل لاحقا حالما تتوفر لدينا معلومات أخرى .


‏25‏/09‏/2007



35
" السريان"  تعني الأمة ، وليس طائفة ؟


إنه لمجرد النطق بكلمة ( السريان ASSYRIAN  ) ، يُفهم منها مباشرة إحدى الدلالتين التاليين:
 الدلالة الأولى ، يقصد بها ( الأمة ) بكل ما تعنيه من معنى ، وتكون هذه الدلالة شاملة وكاملة وموحدة  ، يمكن إحساسها وملاحظتها وبشكل عفوي لدى أبناء كل طائفة من طوائف شعبنا ، حيث جميعهم يُعرّفون  نفسهم ضمن حدود طائفتهم وباللغة الأم  بأنهم ( سورياية  سورايه, أو سوريويه  سورويه) .  فأبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ، مثلا ، يعرفون أنفسهم  ويُعرّفونها للآخرين وبشكل تلقائي  بـــ ( سُوريويه سُورويه ) , ويحظو حظوهم أيضا ابناء الكنيسة السُريانية المارونية ، وأبناء الكنيسة السُريانية الكاثوليكية ، فيقولون عن أنفسهم ( سوريويه سورويه) .
ونفس المنطق ينطبق على أبناء كنيسة الكلدان الكاثوليكية , فيَعرفون أنفسهم ويُعرّفونها بـــ ( سوريايه  سورايه) ، وكذلك الأمر عند أبناء الكنيسة الآشورية أيضا  ، فيعرفون أنفسهم فيما بينهم ويُعرّفونها للآخرين بـــ ( سوريايه  سورايه ) ,  والتي تعني حرفيا لفظة ( السريان ) باللغة العربية،   ولفظة ( ASSYRIAN ) باللغات اللاتينية .
إذا من هذا المنطلق البسيط والشائع بين أبناء كل طوائف أمتنا  يُفهم بأن لفظة ( السريان ASSYRIAN) تشكل تسمية موحدة إثنيا بين كل طوائف شعبنا على إختلاف إنتمائاته المذهبية والكنسية والدينية والمناطقية .  إذا يُستنتج من ذلك بإن تسمية ( السريان ASSYRIAN  ) لا تقتصر على طائفة أو فئة معينة ،  إنما  تتسع لتشمل أمة كاملة وبكل مقوماتها وتجمع تحت مظلتها كل أبناء الطوائف السريانية  (ASSYRIANS   ) على الإطلاق .

 أما الدلالة الثانية لكلمة ( للسريان ) وهي ثانوية جزئية لا تتعدى حدود ( الطائفة ) . حيث معنى ( السريان ) في هذه الدلالة  يكون محصورا بكنيسة أو طائفة ما دون غيرها , وتُطلق تسمية ( السريان )  هنا للتخصص وتحديد الكنيسة  والطائفة المشار إليها لتمييزها عن بقية الكنائس والطوائف التابعة لشعبنا ،  فنقول على سبيل المثال : ( كنيسة السريان ) فكل أبنائها هم سريان كنسيا وطائفيا، وذلك لتمييزها عن كنيسة الكلدان , الذين هم كلدان طائفيا وكنسيا ، أو عن الكنيسة المشرقية القديمة ، أو الكنيسة الأشورية ، الذين هم آشوريين طائفيا وكنسيا ،  ومن هذا المنطلق فعندما نقول ( السريان ) ،  فإننا حتما نعني به أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ، أو الكنيسة السريانية الكاثوليكية حصرا ، وعندما نقول ( الكلدان ) ،  فإننا نعني به أبناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية حصرا , وعندما نقول ( الآشوريين ) ، فنعني أبناء الكنيسة المشرقية القديمة ، وأبناء الكنيسة الأشورية القديمة حصرا ، وعندما نقول ( الموارنة ) ، حتما نقصد الكنيسة السريانية المارونية وليس غيرها . وبمعنى آخر فإنه من الشائع والمعروف في كل طوائف شعبنا ،  وحتى لدى غيرنا من الشعوب المتعاشة معنا في الوطن من عرب واكراد وأتراك وأرمن .... بأن كل تسمية من التسميات التالية   ( الكلدان / السريان / الأشوريين / الموارنة   )  يُستدل منها كتسميات طائفية بحتة لشعب واحد ، وتكون متساوية في المعنى والجوهر ،  ولا يُستدل منهما سوى الهوية الطائفية ، تُستعمل للتعريف بأبناء كنيسة أو طائفة ما من كنائس وطوائف شعبنا ليس أكثر  .

ليست التسمية هي التي تحدد هويتنا
إن التداخل بين التسمية الطائفية والقومية لدى كل طائفة من طوئف شعبنا،  وتغليب الأولى ( الطائفية ) على الثانية ( القومية )  ، وعدم النضوج السياسي والقومي والوطني لدى أغلب النُخب الثقافية في جميع طوائفنا بدون إستثناء ، بإلإضافة إلى تفشي الثقافة الخاطئة ، العروبوية الإسلاموية ، وتبني ثقافة تهميش الآخر وإلغائه وعدم الإعتراف بوجوده , وتسلط رجال الدين وتدخلهم بأمور السياسة ...( وما الصراع الطائفي الدائر في العراق اليوم بين العراقيين الشيعة والسنة إلا كنتيجة حتمية لتلك الثقافة الخاطئة ، والتي للأسف تتلمذنا عليها ورضعنا حليبها حتى الثمالة  )،  حتما كل هذه الأمور مجتمعة قادتنا اليوم الى جدال سفسطائي عقيم حول التسميات ، وألقت بأبناء الأمة في سجالات ومعارك طاحنة عبر الإنترنيت والجرائد والإذاعات وشاشات التلفزة ،  وفي الشارع والبيت والكنيسة , وفي الوطن والمهجر على حد سواء  ... جدال قاد شعبنا الى صراع بين أبناءه جعله يخسر كل فرص إثبات الوجود ،  وقد لا ينتهي هذا الصراع ـــ لا نتمنى ذلك ـــــ  إلا وكما إنتهى صراع البيزنطينين حول جنس الملائكة ،  بسقوط عاصمتهم القسطنطينية على أيدي  محمد الفاتح ( الغازي ) سنة 1452 م , فخسروا عاصمتهم ، وفقدوا وطنهم ، وأضاعوا شعبهم  ، وقضوا على تاريخهم وحضارتهم ،  ولم يبقى لهم في التاريخ شيء يذكرنا بهم أفضل من  مثال ( الجدال البيزنطي ) الشهير .
فالتسمية لم تكن مشكلة في أي زمان وأي مكان لأي أمة أو شعب في العالم ، ولا كانت مشكلة لشعبنا أيضا الذي فقد سلطته السياسية لأكثر من ألفين سنة مضت ، إنما نحن الذين خلقنا من التسمية مشكلة لنا ، يستغلها أعداءنا بكل إتقان لزيادة تفتيت صفوفنا ووحدتنا وليتسنى له التحكم بوطننا ونهب تراثنا وحضارتنا التي مفخرة لنا لأكثر من ألفين سنة  .
 نحن ( السورياية )  وليس غيرنا ، الذين جعلنا من التسمية وحشا كاسرا يريد أن يبتلعنا ويقضي علينا . فليست التسمية هي التي تحدد هويتنا وأصالتنا ولغتنا ، لا بل إن الذي يحدد هويتنا وأصالتنا ولغتنا هو وطننا بالدرجة الأولى ، وثقافتنا وحضارتنا  .
 فمتى كانت هويتنا مبينة على الإسم أو على تسمية معينة من التسميات العديدة التي تسمى بها شعبنا ؟؟؟ إنما في الحقيقة فإن هويتنا وأصالتنا لا تأتي إلا من صلب الوطن ومن كل ذرة من ترابه الذي منه إكتسبنا كل تسمياتنا التي نفتخر بها بكل إعتزاز .  فكلما كان الوطن سليما مُعافا عزيزا مكرما ، كلما كانت هويتنا أكثر شفافية ووضوح ، لان الوطن هو الذي يُعطي ويمنح الهوية لابناءه وليست الكنيسة ,  ولا الدين , ولا الطائفة , ولا الحزب ، ولا الكتابات النارية عبر الإنترنيت والجرائد وشاشات التلفزة والإذاعة .... هويتنا منذ الأزل هي ( الوطن  ) ، إنبثقت من  سومر ، وأكاد  وبابل , وأشور , وبلاد الرافدين , والعراق ,  وسوريا ... وما إن فقدنا الوطن , فقدنا الهوية معها أيضا . ليس مهما أن نُسمّى  كلداناً , أو أشوريين ، أو سرياناً , بقدر ما نشعر بأننا شعب واحد ويحمل هوية وطنية واحدة وثقافة واحدة ولغة مشتركة واحدة , ووطن مُعافى واحد .
 

مَن سَمّى شعبنا بــــ ( السريان ASSYRIAN) ؟
إن تسمية ( السريان ) ، إقتبسها الناطقين بالعربية حرفيا من  كلمة ( ASSYRIAN   ) باللغات اللاتينية ، ولُفظت تماما كما تُلفظ وتُنطق باللاتيني   ( آسّريان  ASSYRIAN) ، وتُكتب وتُنطق باللغة العربية ( السريان )  ، حيث إن " أل " التعريف القمرية تكتب ولا تلفظ  في اللغة العربية .
 أما تسمية ( ASSYRIAN   ) نفسها إنتقلت الى اللاتينية من خلال الإغريق الذين إحتلوا البلاد التي كان يُطلق عليها أنذاك  ( ( ASSYRIA  وتشمل سوريا وبلاد الرافدين معا ، وذلك إبان الحملة الأستعمارية لإسكندر المقدوني سنة 331 قبل الميلاد ، حيثُ سمّوا بلادنا التي إحتلوها بـــ ( ASSYRO ) المشتقة من ( آشور ـــ أثور ـــ آسور )  وسمّوا شعبنا بــ (  ASSYROS   ) لعدم وجود حرف الشين في اللغة اليوناينة . ومن الإغريق إنتقلت هذه التسمية الى اللغات  اللاتينية فيما بعد بصيغتها الحالية ( ASSYRIA   ) للبلاد ، و (  ASSYRIAN   ) للشعب . ومن اللغة اليونانية واللاتينية دخلت التسمية الى اللغة التي كان يتكلم بها شعب المنطقة آنذاك بلفظة  ( سورايا أو سوريايا ) للقاطنين  شرق الفرات ، و ( سورويو أو سوريويو ) للقاطنين الى الغرب من نهر الفرات وذلك  حسب اللهجات المحلية لكل من المنطقتين ، والتي يُطلق عليها اليوم ( اللهجة الشرقية ) لقسم البلاد الواقعة على شرق الفرات ،  و( اللهجة الغربية )  للقسم الواقع الى غرب الفرات , علما بإن الأرمن حتى اليوم يسمي شعبنا ، إن كان من طائفة الكلدان أو طائفة السريان أو طائفة الأشوريين ، يسميه بـــ (  آسوري ASSORY  ) .


هل السرياني تعني ( المسيحي ) ؟
لقد أرجع بعض الكتاب السريان ،  تسمية ( السريان ) الى  المبشرين المسيحيين القادمين من سوريا ، حيث إعتقدوا إن تسمية السريان أطلقها شعبنا على نفسه  بعد أن إعتنق المسيحية على ايدي المبشرين المسيحيين القادمين من سوريا ، ولكن لم يسأل أحد من هؤلاء الكتاب نفسه ـــ مع كل الإحترام لهم ــــ لم يسألوا نفسهم عن جغرافية سوريا أنذاك ؟ ولا مصدر إشتقاق إسم سوريا  ، ولا أين بشّروا المبشرين المسيحيين القادمين من ( سوريا ) ؟؟ إنما إكتفوا بأننا أسمينا أنفسنا بالسريان والتي تعني المسيحيين لتمييزنا عن الوثنيين الذين أطلقوا عليهم هؤلاء الكُتاب السريان تسمية( الأراميين ) ،  وبمعنى آخر ـــ حسب ما كتبوا هؤلاء الكتاب ــ فإن تسمية ( السرياني ) تعني (  المسيحي ) ، وكلمة ( الأرامي ) تعني الوثني .

إن تسمية السريان التي أطلقت على شعبنا لم نطلقها نحن على أنفسنها إنما غيرنا أطلقها علينا ،  كما إنه من العروف للداني والقاصي ، ولكل من له حد أدنى من الإلمام بتاريخ المنطقة ، إن إسم ( سوريا SYRIA   )  المعروف اليوم محليا وعالميا قد إشتُقّ حرفيا من كلمة ( ASSYRIA  ) التي أطلقها الإغريقيون على شعب المنطقة قبل ميلاد السيد المسيح وظهور المسيحية بثلاثة قرون . وإن  تسمية ( سوريايوتا ) أي ( السريانية ) ليست تسمية مشتقة من المسيحية إطلاقا كما إعتقد البعض خطأ ،  إنما هي تسمية سُمّيى بها شعب المنطقة منذ إن إحتل إسكندر المقدوني بلادنا بثلاثة قرون قبل ميلاد السيد المسيح , ودخل شعبنا العصر المسيحي تحت تسمية رسمية تداولها شعبنا على نطاق واسع في كل بلاد الهلال الخصيب ومابين النهرين ،  وهي : تسمية ( سورياية ـــ سوريويه ) السريان ، ولم يدخل العصر المسيحي تحت تسمية ( آشوراية )  ( أشوريين ) ولا تحت تسمية ( كلداناية ) ( كلدانيين ) ولا تحت تسمية ( آراماية ) ( آراميين ) أو تحت تسمية ( بابلاية ) أي (  بابليين) أو تحت تسمية ( آثوراية آثوريين ) ... ولا تحت تسمية ( أكاداية ) ( أكاديين ) .... وبعد إعتناق شعبنا العقيدة المسيحية منذ  بداية عهدها ، أصبح ــ الغالبية من السريان  ـــ إن لم نقل جميع الـــ ( سورياية سوريوية) أي جميع ( السريان  ) في بلاد سوريا ،  أصبحوا مسيحين حُكما ، وهذا لا يعني إن كل مسيحي في البلاد هو سرياني حتى في ذلك الوقت . لأنه في وقتها إعتنقت  المسيحية أقوام أخرى غير السريان ، مثل الأرمن واليونان والفرس والعرب  وسُمّيوا بالمسيحيين الأرمن ,  والمسيحيين اليونان , والمسيحيين الفرس , والمسيحيين العرب..... وليس دقيقا من قال إن تسمية شعبنا  بالسريان جاء على خلفية إعتناقه للمسيحية على يد المبشرين القادمين من سوريا . لأنه ، كما هو معروف جغرافيا إن مدينة القدس ( أورشليم ) ـــ التي يُفرض إنه منها قدم المُبشرون المسيحيون ــــ واقعة ضمن جغرافية البلاد المعروفة أنذاك بــ (  ASSYRIA   ((آسيريا ) أي ( سوريا ) والتي كانت مُحتلة من قبل الفرس في الشرق ، والإغريق من الشمال والغرب   , وبالمقابل أيضا فإن مدن  الرها ، وقنشرين ، وانطاكية ، وجند شابور ، وسالق وقطيسفون ، وألقوش ، ونينوى ، وبابل ونصيبين..... مراكز السريان الرئيسية الشهيرة ، تقع جميعها أصلا ضمن جغرافية البلاد المعروفة أنذاك بـــ (  ASSYRIA  او SYRIA   سوريا ) ، التي تضم أيضا مدينة السيد المسيح ( اورشليم ) ، المحطة الأولى لإنطلاق المبشرين المسيحيين .
 ولو كانت تلك النظرية صحيحة ( بأن تسمية السريان جائت تيمنا بالمبشرين القادمين من سوريا ) , فكان الأجدر أن تطلق تسمية ( السريان )  على الشعوب التي إعتنقت الديانة المسيحة من خارج حدود SYRIA ) سوريا ( ،  كالأرمن واليونان والعرب ... وليس على مسيحييي سوريا نفسها ، وان يسمى الأرمن والعرب واليونان والحبشيين والمصريين الذين تنصّروا ، أن يسموًا هم أيضا بـــ ( السريان  أي المسيحيين ) وليس أبناء سوريا فقط  . لأنه في الواقع فإن المبشرين المسيحيين إنطلقوا من سوريا الى ارمينيا ، ومن سوريا الى اليونان ، ومن سوريا الى العرب ، ومن سوريا الى ومصر ...
من هنا نرى إن التسمية ( السريانية ) أيّ كان مصدرها ، فإن شعبنا تسمى بها لأكثر من ألفين سنة دون إنقطاع , وسبقت المسيحية بثلاثة قرون , وهي تسمية أطلقت على الشعب واللغة والتراث والبلاد في آن واحد ، لا بل إحتلت مرتبة  التسمية القومية ( بالمعنى السياسي المعروف اليوم ) ،  وهي ليست تسمية طائفية لمجرد إن طائفة معينة من طوائف شعبنا تبنت السريانية تسمية رسمية لها .

تسمية شعبنا في عهد الخلافة الإسلامية والعثمانية
إثر الغزو العربي الإسلامي  للمنطقة فإن التسمية السريانية إتخذت دلالة دينية أيضا مُضافا الى دلالتها القومية أو الإثنية ، ولم تأخذ دلالة طائفية إطلاقا إلا في نطاق التعريف والتمييز بين المعتقدات والمذاهب الكنسية المختلفة التي إعتنقها شعبنا بعد المسيحية كما سبق وأن ذكرنا ذلك في بداية مقالنا هذا ، وأكبر دليل على ذلك هو ما كان دارجا في الخلافة الإسلامية ، في العصر الأموي والعباسي خاصة ، وفي الإمبراطورية العثمانية فيما بعد  ، حيث كانوا يسمون شعبنا بــ ( السُريان ) ولغتنا باللغة بـــ( السُريانية )  ، ولم يُسموه  بــ  ( الكلدان )  ولا بــــ ( الأشوريين )  ، ولا بـــ ( الآراميين )  . وعندما كانوا يريدون تمييز وتحديد أي من مذاهبه وكنائسه المختلفة , فكانوا يضيفون الى إسم السريان القومي ، إسم الكنيسة أو المذهب الرسمي أيضا ، لا لشيء إنما للتعريف والتخصيص فقط . فكانوا يقولون على سبيل المثال :  ملتي ( سريان أرثوذكس ) عندما يكون المقصود أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ،  وملتي ( سريان كاثوليك ) للتعريف بالسريان الكاثوليك ، و ملتي ( سريان نساطرة ) للتعريف بالكنيسة المشرقية القديمة والتي تسمى اليوم بالكنيسة الأشورية منذ السبعينات من القرن الماضي ،  وملتي سريان موارنة للتعريف بالموارنة ..... وهذا ماكان مُتعارف عليه رسميا في دوائر الدولة العثمانية وفي دواوينها وسجلاتها  .
 وحتى اليوم فالعرب يطلقون على شعبنا تسمية ( السريان ) وعلى لغتنا ، اللغة السريانية ،  أما نحن أبناء البلاد الذين بقينا على الديانة المسيحية حتى اليوم ، إن كان في ( سوريا أو في  وبلاد مابين النهرين ) ،  فكنا ولا زلنا على مستوى الشعب والأمة والكنيسة ، نسمي أنفسنا حتى اليوم وبشكل عفوي بــ ( سورياية ) أو ( سوريويه ) باللغة السريانية المتداولة ، والتي تعني  ( السريان ) عربيا ، وتلفظ ( ASSYRIAN  ) لاتينيا.
فلو قارنا بين ما هو سائد اليوم في المنطقة من تسميات يلتهي بها شعبنا  نقول وبكل أسف ,  إن جميعها هي تسميات طائفية كنيسية قبلية لا ترتقي الى تسمية شعب أو أمة ، وإن ألبسها مُدعيها التسمية القومية . فاليوم لا التسمية ( الأشورية ), ولا التسمية ( الكلدانية ) ولا التسمية ( الآثورية )  ولا تسمية ( السرياك ) (  SYRIAC ) الحديثة الصنع ، ولا تسمية ( الكلدو سرياني أشوري ) المركبة ، هي تسميات قومية ، ولا يمكنها أن تكون شاملة تستطيع أن تجمع كل مكونات الأمة تحت غطائها،  بل لا تستطيع هذه التسميات حتى أن تخترق القوقعة التي نشأت فيها مهما فعلنا من جهد . فـالتسميات الدارجة لشعبنا اليوم والمتعامل بها من قبل شعبنا والشعوب المتعايشة معنا في الوطن ، مثل : التسمية ( الكلدانية ) و( الآشورية ) و( السريانية ) و ( المارونية )  فسبتقى تسميات طائفية بالإطلاق وبكل معنى الكلمة ، ولم ولن ترتقي الى المستوى القومي أبدا مهما حاول مُروجيها والمتعصبين لكل منها حجب نور الشمس بالغربال  . فإنه  لمجرد النطق بأي منها يُستدل منها مباشرة طائفة معينة من طوائف شعبنا ، رغم إن كل تلك التسميات هي تسميات من تراثنا ومن حضارتنا  ، و تحت إسم كل منها تواصل العطاء الحضاري والثقافي لأمتنا مئات السنين . فإن هذه التسميات التي نعرفها اليوم ــ مع إعتزازنا بها جميعا ـــ  ماهي إلا تسميات  تعريفية لكل طائفة أو كنيسة من طوائف وكنائس شعبنا ليس أكثر  .
ليشانا دسورث ( اللغة السريانية )
فإذا ما سألنا أي إنسان عادي لم يتسنى له الإنتماء الى أي جهة سياسية بعد  ومن أبناء الكنيسة الكلدانية مثلا ، وسألناه  عن لغته الأم ،  سيقول حتما إنها( ليشانا دسورت ) ، وعن أمته سيقول ( سورايه ) ، ، تماما كما هو دارج الأن لدى العامة من أبناء شعبنا  .
 نفس السؤال لو طُرح على أي إنسان عادي غير منتمي من أبناء الكنيسة الأشورية سيقول عن  لغته  ( ليشانا دسورت ) , وعن امته وشعبه ، سيقول ( سورايه ) ، ولو سألت إنسان غير منتمي وعادي من أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية سيقول عن لغته ( لِشونو سوريويو) وعن أمته ( أومتو سورييتو ) ... فأين الغرابة في ذلك ؟؟ إنه شعب واحد لم تفرقه سوى الإنتمائات السياسية والثقافات الخاطئة التي إكتسبناها من محيطنا.
 فليس من العدل أن نلوم احد على ما وصلت إليه أوضاعنا اليوم نحن جميع أبناء الوطن ، إسلام ومسيحيين دون إستثناء ، إنما اللوم كل اللوم هو للثقافة الخاطئة المكتسبة والتي نشأنا عليه على حساب أصالتنا وحضارتنا وثقافتنا الأصيلة المتسامحة .
 فالطفل الكلداني مثلا  وُلد ونما وترعرع في بيئة كلدانية وكنيسة كلدانية بحتة، فحتما لن يُعرفّ نفسه إلا كلداني . كذلك الامر للطفل الأشوري الذي ولد وترعرع وتثقفب في بيئة أشورية وكنيسة أشورية بحتة , لن يُعرف نفسه إلا بــ آشوري . وينطبق الأمر للطفل  السرياني والطفل الماروني أيضا . فأي غرابة في ذلك ، إنه أمر طبيعي جدا ، ولكن الغير طبيعي هو إلغاء الآخر وتهميشه وعدم الإعتراف به .

    يكدان نيسان
كندا


36




الرحمة على الآشوريين ، وعلى العراق السلا م

قد يعترض البعض على هذا العنوان الغريب ، إلا إن مايمارس على الواقع في العراق اليوم ، لا يمكن يأن نأتي بأفضل من هذا العنوان .
إن مايحدث اليوم في بلاد الرافدين ( العراق ) ، مهد الحضارات ، من أحداث وتطورات مأساوية ، قلما تحدث في أكثر البلدان تخلفا في العالم . .فتسارع الأحداث المأساوية التي تحدث لشعبنا العراقي بشكل خاص , ولشعوبنا المشرقية ككل ، بشكل عام ، وعلى مختلف إنتمائاتها السياسية والدينية والقومية ، لا تؤكد سوى مقولة واحدة وهي : بأننا شعوب وقبائل متفرقة لايجمعها ويوحدها إلا العصا الغليظة .   بل تَوضَّحَت ملامح المأساة العراقية أكثر ، من خلال ما يسمى بــ ( الدستور العراقي ) الذي إن دلّ على شيء ، فإنه يدلُّ على مدى تخلف ثقافتنا وتربيتنا ونشأتنا والتي من خلالهما تعلمنا كيف نختلف مع بعضنا البعض ، وكيف نتناحر ونتقاتل لأتفه الأسباب .   ونفس الثقافة الخاطئة ، علمتنا بأن نتفق على أن لا نتفق ابدا .
 
 فلسؤ حظنا نحن الشعوب المشرقية ، إسلام ومسيحيين , ولحسن حظ أعداءنا, بأن هذه الميزة الفريدة لشعوبنا المشرقية ، إكتشفها عدونا بكل تفاصيلها ، وإستثمرها خير إستثمار ، وإكتشف بأنها شعوب ثورية بالفطرة ، وسريعي الإنفعال . تفكر بالقلب وليس بالعقل, , شعوب  فقدت الحس الوطني والغيرة القومية ، وإمتحنت الدجل السياسي والديني منذ أن إكتشفت الدين والطائفة ، والمذهب ، والعشيرة ، والحزب ، والقائد الأوحد .
 يعرف العالم  بأن شعوبنا عندما نثور ، تقيم  الدنيا ضجيجا ولا تقعدها ، تقلب الطاولة في وجه كل من يخالف رأيها ، سواء كان من نفس الطائفة والمذهب ، أو من نفس الدين أو من نفس الحزب , وسواء كان الرأي صائب أم خطأ ،  ...فالمهم والواضح هو إن شعوبنا هي شعوب مفرطة الحساسية والإنفعال .... هذه هي ميزتنا الوحيدة التي تميزنا عن بقية خلق الله .

في العراق ، منذ أن سقط صدام حسين ، ونظام حكمه الشمولي الإستبدادي,، سقطت أوراق التوت عن عورة كل رجالات وقادة أحزابنا ( المناضلين ) ، وزعماء طوائفنا ومذاهبنا، ورجال ديننا ،  مسيحيين كانوا أم مسلمين , وإختلط الحابل بالنابل ( كما يقول المثل الشعبي )، وأصبح مَن كان  بالأمس القريب جبانا متخاذلا, أصبح اليوم بطلا قائدا , وبات الأمي الجاهل , معلم حاذق , والأبكم الصماء  ، خطيبا ماهر ..... والطائفي المتحجر , قومي غيور , والمنغلق أصبح متحرر , والمتدين المتزمت،  أصبح علماني متفتح , واليمينى  إنقلب الى اليساري , والإرهابي أصبح مقاوم .... والصديق إنقلب الى عدو ، والعدو الى صديق ، والمُحتل أصبح  مُحَرِّر ، والمجرم القاتل أصبح القاضي الحاكم ، والمشعوذ أصبح داعية حقوق الإنسان ، ولعنات الشعب العراقي على صدام حسين في عهده  , إنقلبت الى صلوات ودعوات له بالعودة مع حاشيته وجلاوزته ليحكما العراق وشعب العراق .

فبالأمس وفي عهد نظام صدام ، كان الشعب العراقي يعرف دكتاتوريا واحدا متسلطا إسمه ( صدام حسين ) , وكان يعرف حزباَ واحداَ حاكما ، إسمه ( حزب البعث ) ، وكان قلب ووجدان الشعب العراقي ، ينزف ويتألم ويعاني لوطن واحد ، كان  يُدعى ( العراق ) .
 أما اليوم وبعد ( التحرير ) ، إنشطرت شخصية ( صدام حسين )، وإنشطر معها ( حزب البعث ) ، فتقمصت شخصية ( صدام حسين ) شخصيات نتنة مريضة وخبيثة  ومن كل طوائف وإثنيات شعب العراق ، من شيعة ، وسُنة ، وكلدان ، وأكراد وأشوريين .... ، شخصيات هي في الواقع أسوأ وأكثر دكتاتورية وعنصرية ودموية وطائفية من شخصية ( صدام حسين ) نفسه ،  بل لا تختلف عن مآثره القمعية التسلطية إلا بالإسم  الأول والكنية فقط . 

أما حزب ( البعث ) فهو الآخر إنشطر الى أحزاب وفرق وميليشيات عديدة ..... منها الأحزاب القومية الشوفينية ، ومنها الأحزاب الدينية المتطرفة ، ومنها الأحزاب الطائفية , والمذهبية ، والعشائرية ، والقبلية ، والتكفيرية ، والجهادية ....جميعها أحزاب ومنظمات وميليشيات لا تختلف عن ( حزب البعث وميليشياته ) ، لا في الجرائم التي ترتكبها اليوم بحق الشعب العراقي ،  ولا في عنصريتها و طائفيتها ، ولا في حقدها على العراق وشعب العراق ،  إنما تختلف عن حزب ( البعث وميليشياته)  بالإسم فقط .
 
فبالأمس كان الشعب العراقي يعاني من نظام شمولي إستبدادي عروبوي واحد ، أما اليوم فإنه يعاني من كل شيء , يعاني من إرهاب  الأحزاب الكردوية الإستبدادية التي كرّدت نصف العراق الشمالي ، وتسعى لتكريد النصف الآخر بمباركة الأمريكان ، تمهيدا لإقامة ( دولة كردية عنصرية ) منفصلة عن العراق وعلى أرض العراق .
يعاني من إرهاب الأحزاب والميليشيات الشيعية الطائفية التي جعلت من نفسها معبرا لتوريد كل مخلفات ثورة الملالي الإيرانية الى العراق  ، لهدف إقامة دولة شيعية صفوية في الجنوب العراقي ، مشابهة لنظام إيران ، أو بالأحرى لفرض مرجعية القم للشيعة الإيرانيين على مرجعية النجف للشيعة العراقيين .  يعاني من إرهاب الأحزاب الإسلامية السنية الوهابية والتكفيرية المتطرفة ، والتي تحالفت مع أيتام حزب البعث ومع الشيطان وكل أعداء العراق ، لتقتل وتذبح الأبرياء من الشعب العراقي بإسم الدين الإسلامي .

فبالأمس ، منذ أكثر من ستة آلاف سنة وحتى سقوط  ( دولة البعث ) في العراق , كان هناك ، ولا زال ، شعب عراقي اصيل مسالم متشبت في أرضه وعراقيته ،  عُرف هذا الشعب خلال الحقب المتعاقبة على العراق ، منذ سقوط عاصمته الأول نينوى والثانية بابل ، عُرفَ بتسميات مختلفة كان يُطلقها عليه الشعوب الغازية ، من فارسية وإغريقية , وإسلامية عربية وعثماينة تركية ، وإختلفت تلك التسميات حسب الرياح الثقافية والسياسية والدينية التي كانت تعصف بالمنطقة ، والتي جميعها كانت تأتي بما لا يشتهيها الوطن العراقي ولا الشعب العراقي . وكانت آخر تسمية أطلقت على هذا الشعب إثنيا , وحسب مرجعيات الدولة العراقية البعثية بــــ ( العرب المسيحيين العراقيين ) . أما طائفيا فعُرف بــــ ( الكلدان , والسريان الأرثوذكس ، والسريان الكاثوليك، والكنيسة المشرقية القديمة، وكنيسة الأشوريين والإنجيليين ..... ) أما هم  فكانوا يعرفون أنفسهم قوميا بــ ( الأشوريين ) ودينيا بـــ ( المسيحيين) .
عانى الأشوريين الكثير في وطنهم العراق ، على أيد الغزاة الطامعين من الفرس والعرب المسلمين  والإتراك العثمانيين  والأوريين ...والمبشرين المسيحيين.... وإن أكثر معاناته إيلاما هي عمليات التكريد المستمرة لمناطقهم وقراهم في شمال الوطن العراقي التي تجري على قدم وساق وأمام مرآى وأنظار ما يسمى بــ ( بالعالم الديمقراطي الحر ).

فلم يعد يبقى للآشوريين ( المسيحيين العراقيين ) أي أملا مستقبلا لهم في وطنهم العراق , حيثُ حاصرتهم رياح الحقد والكراهية من كل الجهات ، رياح التكريد الصفراء القادمة من الشمال , ورياح التشييع الحاقدة الآتية من الجنوب , وسيف الإسلاميين الوهابيين التكفيريين من وسط وغرب العراق  , ومن ثم ( الدستور ) المقترح للعراق الجديد ، حيثُ جزئه الى مذاهب وطوائف دينية , وأوهم كل طائفة من طوائف الشعب الأشوري ، بأنها قومية مستقلة عن غيرها ، مطبقا المبدأ الإستعماري القديم  ( فرق تسد )  .
حيثُ من المفروض بأن يكون دستور العراق دستورا توحيديا وطنيا ، لا يفرق بين ملة وأخرى ، ولا بين دين وآخر ، ولا بين طائفة وأخرى ، كما هو مُتبع لدى الدول الديمقراطية الحرة في العالم ، وبالأخص في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق . فلا يكتفي الدستور بتقسيم شعب العراق الواحد الى شيع ومذاهب ( سُنّة وشيعة وكرد وتركمان وكلدان وشبك ويزيد وصابئة وإسلام ومسيحيين ووو.... )  بل أزكى نار التفرقة بين هذه الطوائف وأثار الحقد بينهما لتتقاتل بعضها البعض الى مالا نهاية . السني يحارب الشيعي , والكردي يحارب العربي والتركماني , والمسلم يقاتل المسيحي ....

فبدلا من توحيد كل مكونات الشعب العراقي بإثنياته وطوائفه وأديانه ، نراه يقسمهم الى ملل وطوائف ذمية لم يفطن لها حتى إنكشاريي الدولة العثمانية . وأكثر ما يقال عن الدستور العراقي هذا ، بأنه دستور لا يمكن أن يكون بأفضل من دستور ( قرية الغربة ) . ( مسرحية كوميدية نقدية للفنان السوري الشهير دريد لحام)  بعد الإعتذار منه   .

أما الأخطر من سيف الوهابيين التكفيريين الإسلاميين , أبطال الإنفجارات وقتل الأبرياء ، ومن ريح التكريد والتشييع التي تهب على هذا الشعب العراقي الأصيل ، هو وباء الإنقسامات المذهبية الذي يعاني منه هؤلاء المسيحيين الذين تقلصت  نسبتهم مجتمعين الى الشعب العراقي الى أقل من 7%   . فإنقسموا هم  الآخرون ( المسيحيون العراقيون ) طائفيا ومذهبيا أيضا ، على غرار الإنقسامات التي طالت إخوتهم العراقيين بعد ( التحرير ) بين السنة والشيعة ...  . وتحولت كل طائفة ومذهب الى قومية وأمة .   فالكلدانية التي كانت ولازالت مذهب ديني وطائفي حتى الأمس القريب ، تغيرت الأحوال فجأة وأصبحت بعد سقوط صدام حسين وحزب البعث ، ( قومية كلدانية ) . لها مُناصريها ومُنظًريها من رجالات دين وعلمانيين من الطائفة نفسها . علما إن البعض من هؤلاء المنظرين ودُعاة (  القومية الكلدانية ) كان بعثيا عروبويا حتى الأمس القريب , والبعض الآخر كان كردستانيا كوردويا ، والبعض ماركسيا شيوعيا ، والقسم المتبقي كان كاثوليكيا روميا ... مثلهم مثل بقية شرائح الشعب العراقي ، أسسوا أحزابهم الكلدانية ، أسوة بالأحزاب الشيعية والسنية والإسلامية ...  وأنشأؤا ومؤسساتهم وتنظيماتهم الطائفية ( القومية الكلدانية ) . وحتى عندما إقترح بعض الغيورين من أبناء الأمة الأشورية بوضع الإسم الطائفي  لطائفتي الكلدان والسريان متساويا مع  الإسم القومي الآشوري بصيغة توفيقية موحدة ( كلداني آشوري سرياني ), فلم يقتنعوا هؤلاء المنظرون بهذه الصيغة التوفيقية, وبالأخص بعض فطاحلة ( القومية الكلدانية ) , وأصرّوا بأن يكون إسم الكلدان منعزلا كليا عن إسم الأشوريين في ( دستور الدولة ) لأن الكلدان هي ( قومية  وليست طائفة ) حزب زعمهم  !!!. وهذا جاء حسب ما تشتهيه الرياح التكريدية والتشييعية والأسلمة للعراق وشعب العراق .

أما طائفة السريان في العراق فكانوا يفاخرون بعروبتهم حتى الأمس القريب ، وكانوا يطلقون على أنفسهم  ( العرب المسيحيين ) ، وبعد سقوط حزب البعث في العراق ، وتراجع الإيديولجية العروبية في الكثير من الأنظمة العروبية ، تراجعت فكرة العروبة عندهم أيضا وإنحسرت بالتسمية المسيحية فقط . حتى جائت تصريحات بطريركهم للصحف العربية مؤخرا يدعي فيها بــ ( عروبة السريان ) ، وأسماهم بــ ( العرب مسيحيين ) ، في الوقت الذي بدأ حتى العروبويين يتخلون عن عروبتهم . فقدمت تصريحاته تلك  خدمة جليلة للمتربصين بالأشوريين ( أبناء العراق الأصلاء ) الذين يسعون الى توحيد ولم شمل الأمة بكل طوائفها ، وبكل الطرق الدبلوماسية والحوارية والتفاهم ، ومنحت فرصة ذهبية لواضعي الدستور العراقي ليبرروا ما إقترفوه من خطأ كبير بحق الأمة العراقية بإسقاطهم إسم السريان من الصيغية التوفيقية للشعب الأشوري المقترحة للدستور العراقي ، والأكثر إساءة كان وضعهم الفارزة بين كل تسمية , لا لشيء إنما لايهام طوائف الشعب الأشوري ، بأن كل من تلك التسميات الواردة في الدستور ، هي تسمية مستقلة ولا تمت للأخرى بصلة .
 فإذا ما تم الموافقة ــــ لا سمح الله ــــ على هذا الدستور في الإستفتاء القادم , فإنه لا يسعنا سوى أن نقول وبكل تأكيد :   
( الرحمة على الأشورية وعلى العراق السلام )


يكدان نيسان   كندا


37
السيد هنري كيفا المحترم
 كما يبدو من كتاباتك في هذه الصفحة الإلكترونية بالذات بأنك غير ملم لا بالسياسة ولا بالتاريخ ـــ مع كل إحترامي لك ـــ ولا تميز بين الطائفة والشعب , ولا بين الدين والعلمانية .ولا بين الوطنية والقومية . ولا حتى بين الثقافة والجهل .
أخ هنري إذا كان لك الحق والحرية بأن تختار إنتمائك الديني والطائفي والقومي سواء للأرامية أم الكلدانية أم السريانية أم المسيحية , فلماذ تنفعل وتتصيد في الماء العكر عندما غيرك يريد أن يختار إنتماءه بكل حرية مثلك سواء كان للأشورية أو غير الأشورية ؟؟؟
أنت ياسيد كيفا لا تستطيع أن تجمع الحرارة والبرودة على سطح واحد وفي آن واحد , إذا كيف توفق بين ماتدعيه بأنك فطحل في علم التاريخ وباحث علمي  وتحمل شهادات عالية  وتلقي محاضرات هنا وهناك , وترد على هذا وذلك , وفي نفس الوقت لا تعرف إن كلمة السريان مشتقة من Assyrian وبنفس الوقت لا تفرق بين السرياني والمسيحي , ولا تعرف إن كلمة السريان اطلقت على شعبنا قبل المسيح بثلاثة قرون على يد إسكندر المقدوني الذي هو سمى الشعب الذي وجده في المنطقة عندما دخلها وسماه Assyrin ولم يسميه  Aramian   ولا كلدانيا Chaldian , فالأفضل بك أن توجه إنتقاداتك ورسائلك المفتوحة الى السيد إسكندر المقدون أبو القرنين الذي سمى شعبنا بالسرياني حيث لم يستطيع أن يلفظ حرف الشين مثلي ومثلك , وإنتقده كما تشاء لانه لم يسميه بالأرامي .
ولمعلومك ياسيد كيفا إن شعبنا سمي بالسرياني  ( والتي تعني حرفيا آشوري ) بمعنى القومي وليس بالمعنى الديني كما تتدعي , وهذه التسمية أطلقت علينا قبل المسيحية بثلاثة قرون , ودخلنا المسيحية بهذه التسمية , وأن كلمة السريان لم تأتي من صفة المبشرين الذين قدموا من سوريا  ( كما تدعي ) , لأن إسم سوريا نفسه إشتق من Assyria  والبلاد كلها كانت تسمى Assyria أي ما نسميه اليوم بــ سوريا الكبرى التي تشمل بلاد الشام ومابين النهرين معا , فإن تحرك المبشرين ونشاطهم التبشيري في البداية كان أصلا ضمن حدود سوريا لأن القدس وكل فلسطين كانت في سوريا , وإنطاكيا كانت في سوريا ,وأرهاي وقنشرين وجنديسابور كانوا في سورية ( أي سوريا الكبرى ) أي أسيريا , أما عندما خرجوا المبشرون من سوريا الى بيزنطا واليونان وروما وأرمينا ليبشرون بالمسيحية , فإنهم لم يسمون هؤلاء الشعوب أنفسهم بــ السريان رغم أن المبشرين فعلا قدموا من سوريا , فسموا أنفسهم أرمن وإغريق وروم مسيحيين , وشعبنا سمي نفسه سريان ( آشوريين ) مسيحيين. فأرجوك ياسيد كيفا أن تبحث عن شيء يفيد الأمة ويوحدها لا عن كل ما يخلق الإنقسام والأحقاد والضغينة , فأنت حسب معلوماتنا إنسان مثقف ومسيحي في آن واحد . وما تكتبه لا يمت لا الى الثقافة والعلم , ولا الى المسيحية بصلة ولكن الرب مع الصالحين ويرشد الطالحين ويهدي التائهين.

                                                            يكدان نيسان

38
[quoالأخ سهيل سمعان تحياتي لك .
لقد جاء في معرض ردك اللاوطني واللا قومي على السيد عبد الأحد هرمز ججو في مقالته الموسومة بــ ( امة تبحث عن هويتها ) والذي جاءت مقالة موضوعية وطنية ومنطقية في آن واحد , نشكره عليها .
فقد ذكرت حرفيا مايلي :
(( اليوم لا نرى أحد من كل طوائفنا و احزابنا يطالب بنقاط محدده لحقوق محددة....... و يناضل و يطالب.....كل الذي نراه هو التسمية ............. و الاختراع الجديد للتسمية.......كان المفروض تنظرون للجميع كل من هو مسيحي عراقي......... و تطالبون بنظام الكوتا الذي يؤمن مقعد لكل طائفة........ و بذلك تستطيعون الحصول على مقاعد و  أكثر لكل الطوائف ......... في البرلمان و في الجهاز التنفيذي)) .
ولا أريد أن أضيع وقتي ولا وقت القراء الأعزاء في التعاطي مع ردود غير مسؤولة إطلاقا , وسأكتفي أن أنقل لك رسالة حضارية وطنية إنسانية رفعها أبناء هذه الأمة الغيارى للقيادة العراقية الحالية بشأن مطالب هذا الشعب الأصيل وحيقوقه القومية في الوطن كشعب أصيل . هؤلاء لا وقت لهم للثرثرة عبر صفحات الإنترنيت , ولا للنزال في صراع حول جنس الملائكة , أو الدجاجة قبل البيض أم البيض قبل الدجاجة . فلهؤلاء كل الحب والتقدير والإحترام . فإذا لا يمكنك أن تكون وردة طرية تعطر النسمات من حولك , فليس بالضرورة أن تكون شوكة مُدمية في الطريق
مرة أخرى شكرا للأخ عبد الأحد هرمز ججو مع التقدير

يكدان
 هذا هو نص الرسالة أتمنى أن تقرأها بإمعان دون تشنج وشكرا .
فخامة السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق
معالي السيد  الدكتور ابراهيم الجعفري  رئيس مجلس الوزراء
معالي السيد الدكتور حاجم مهدي الحسني رئيس الجمعية الوطنية
سماحة الشيخ الدكتور همام الحمودي  رئيس لجنة صياغة الدستور


تحية طيبة


إن شعبنا (الكلداني الآشوري السرياني) هو من أقدم شعوب العراق، وأجدادنا أول من أسس حضارته ومدنيته وكيانه السياسي في الحقب التاريخية القديمة، السومرية، الأكادية، الآشورية، البابلية، كما أن شعبنا ساهم بدور فاعل في بنائه في الحقبة الإسلامية اللاحقة،  ودوره معروف  في ترجمة ثقافته والثقافات الأخرى عبر لغته الآرامية السريانية إلى العربية، هذه اللغة التي بقيت لقرون اللغة الرسمية لدول المنطقة.

لقد تعرض شعبنا بعد سقوط سلطته السياسية في نينوى وبابل إلى مختلف أشكال الظلم والقتل والصهر والتهجير،  وكان آخرها مجزرة بلدة سيميل عام 1933، التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال. إن تلك الظروف المأسوية وما لحقها من سياسات التمييز أدت لهجرة الكثير من أبناء شعبنا عن بلدهم وتحول بذلك إلى أقلية عددية في وطنه، (تقارب نسبته  اليوم  5%). ولكن هذه القلة العددية ليست سببا لتجاهل حقوقه القومية والإنسانية في وطنه.

إن الجاليات (الكلدانية الآشورية السريانية) في بلاد المهجر تطالب، انطلاقا من مبدأ التآخي والتعايش وحق المواطنة، أن تحفظ حقوق شعبنا ووجوده في نصوص الدستور الدائم بشكل واضح وجلي حتى لا تتكرر مأساته، وحتى يبنى مستقبله ضمن عراق الغد مع شركائه في الوطن وفق أسس  الديمقراطية والعلمانية ومبادئ حقوق الإنسان.

لهذا نقدم هذه المطالب للدستور العراقي الدائم:

1 - تثبيت وحدة الهوية القومية والتسمية لشعبنا (الكلداني الآشوري السرياني) ضمن الدستور،

2 - الاعتراف دستوريا بشعبنا كسكان العراق الأصليين، واعتبار لغته وثقافته السريانية لغة وثقافة وطنية يتوجب حمايتها وإحيائها، وفق ما تنص عليه المواثيق والإعلانات الدولية ذات الصلة بحقوق الشعوب الأصلية.

3 -  ضمان حقوقه السياسية والثقافية والإدارية، كما وردت في نص قانون إدارة  الدولة المؤقت، وضمان حقه في إقامة منطقة إدارة ذاتية في سهل نينوى،وكذلك قي المناطق التي يشكل فيها أكثرية، وذلك ضمن أية تشكيلة فيدرالية يتم الاتفاق عليها.

4 - ضمان تمثيله وفق نسبته العددية في كل الهيئات السيادية: التشريعية والقضائية والتنفيذية.

5 - اعتبار المهاجرين من أبناء شعبنا مواطنين عراقيين ومنح الجنسية العراقية لأبنائهم وأحفادهم، وإعادة الجنسية لكل العراقيين الذين سلبت منهم منذ إقامة الدولة العراقية ونخص بالذكر أبناء شعبنا من ضحايا مذابح عام 1933.
 
6 – إعادة جميع الأراضي والقرى التي تمت مصادرتها والاستيلاء عليها، نتيجة الأحداث التي مرت على العراق عامة، إلى أصحابها الأصليين.

7 - علمانية الدولة وضمان العدالة والمساواة و حق المواطنة للجميع .     

كلنا إيمان وثقة بان هذه المطالب ستنال  دعمكم ومساندتكم لإدراجها في الدستور الدائم لعراق الغد.

وتفضلوا بقبول فائق احترامنا.

التاريخ 19 آب 2005
                           
                              التجمع من اجل عراق ديمقراطي موحد

منسق التجمع في امريكا                                                                                             منسق التجمع في اوربا
     ابجر مالول                                                                                                              يوسف ايشو

Fax: + 46 87 10 31 56                                                                                    Fax: 847 933 1776
E-mail : Esho_y@hotmail.com                                             E-mail : abgarmaloul@yahoo.com

   

" التجمع من اجل عراق ديمقراطي موحد "

- Assyrian Democratic Organisation (ADO) – In Exile
- Assyrian Democratic Movement (ADM) – Abroad sections
- Assyrian Patriotic Party (APP) - In Exile
- Assyrian Federation in Europe (ZAVD)
- Assyrian Youth Federation in Europe
- Tour Abdin Federation in Holland
- Assyrian Society of the United Kingdom
- Institut Assyrien d’Europe (INASE)
-  Assyrian Federation in Sweden (ARS)
- Assyrian Youth Federation in Sweden (AUF)
- Assyrian Chaldean Syriac Association in Sweden (ACSA)
- Assyrian Women Federation in Sweden
- ChaldoAssyrian National Council of America (CANCA)
- Bet-Nahrain National Quest
- Assyrian American National Federation (AANF)


صفحات: [1]