عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - سامح ادور

صفحات: [1]
1
أدب / الغاضب
« في: 17:26 09/04/2024  »
الغاضب
سامح أدور سعدالله
يا غاضبٍ تمهل , و كن مستعدًا 
مقلاع النصر يناديك " أقبل "
هيا صوّر كل  يومًا مشاهدًا حيةَ
تذكر ؛عند الوديان الأيائل بالقرب من رَيَّةٌ:
تقف في؛ صفوف منظمة عظيمة  ترتوي
من ظمأ الشمس الحارقة
عند شطوط النهر تنتظرها فكاك التماسيح
انظر قلوبها الرقيقة
قد علقتها على فروع الأشجار العالية
و قد ظنت إنها في مأمن من هجومها
أ تعاند القدر ؟!
القدر الذي استدار مع دوامات مياه النهر
و بينما أجساده التاركة قلوبها  رّيَةُ
ترفرف مع زخات المطر 
حزينة القلوب , على أجسادها
المنهارة بين هذه الفكاك  الغادرة
قُطِفت معها  أغصان الشجر
شددت من شرايينهاٍ أوتارًا 
نصبت قيثارتها إيقونة
عزفت لحنًا حزينًا 
لحن جنائزيًا  قديمًا 
قديمٌ منذ أنشده
إله الموت أنوبيس
غردّت لها العصافيْر
تناجي الموج يجمع أشلاء الأيائل
مثلما فعلت أيزو ريس
دماؤها انتشرت في النهرٍ
أينعت من الدم زنابق حمراء
معلومة النبتة ....
تصارع هروب الزمن
من بين غروب الشمس و شروقها
بوادر الحب القادم من عبق التاريخِ
القديم الذي دُفنَ في غياهب النسيانِ
في صندوق عاجي لا يُفتحَ
أُغلِقت  أقفاله بسلاسل من أعصاب الجميع
الذين وُزِعت رؤوسهم على مناجل الزر وع
تبقي الحدود لا تنهار
مهما جار عليها الزمان
سوف تبقي حية أو ميتة
تسبح تموج  و لا تكل
جفونها عيونها أذانها ثغرها
رسالةٌ  سابحةٌ
منزوعة الخطوط و الكلمات
هيئّتها صورة كيانها أيقونة
سوف تذوب مع مياه النهر الخالدة
تخصب رحم الأمهات
فتنجب من جديد أيائل
لا تباد لا تحيد
ترسم لوحة الوطن
داخل حدود خرائط الزمن
فهل تخفى  شمسًا  من أجلها ؟
جاء البشر ؟
يا قوم الحب تعالوا نتفق 
هاتوا الفجر الجديد
هاتوا كتابًا  جديدًا
افتحوا صفحة تجري
فيها المواعيد تكتب أناشيد
أناشيد الحياة من جديد ,
حتى لا ينجح الغاصب فيما يريد ..........


2
المنبر الحر / الثوب البالي
« في: 23:52 26/02/2021  »
الثوب البالي
الأديب / سامح ادور سعدالله - مصر
كان الميدان يعج بالناس ذهابا و إيابا، ِو في الوسط توجد قهوة بلدي,وكانت من أكثر المناطق ازدحاما بالبشر، و بالقرب منها مكتب البريد و الصحة، والمدرسة. صاحب المقهى يقال عنه أنه طيب القلب خدوم, فهو رجل فاضل طويل القامة ذو بطن عريض، أسمر الوجه، حاد العينين يرتدي جلبابا بلديا فاخرا. عينه على الجميع، الداخل و الخارج , فهو يعرف كل سكان الحي. كل يوم يمر كئيبا في فصل الصيف الحار ذي النهار  الطويل الممُل تتشابه، الأيام بشكل روتيني، هكذا حال الحي طوال أيام السنة  مثل البحيرة الراكدة. هذه القهوة المشهورة تظل مفتوحة طوال اليوم  ليل  نهار . والبارز في هذا المقهى, على جانبه الأيسر يوجد كلب رمادى اللون  لا يتحرك كثير إلا للأكل فقط , وعلى الجانب الأخر يوجد رجل عجوز  ضخم الجثة أسود اللون، وجهه عريض تظهر عليه التجاعيد بقوة، وأنف معقوف  وشفاه غليظة،  يرتدى ثوبا من الصوف البالى، هو الآخر لا يتحرك إلا في أندر الحالات، ولا يُعرف له نسب, وكل ما يُعرف عنه بعض القصص منها الخرافي، ومنها ما هو منطقي, و لكن القصة الأقرب للصواب أنه ابن لأحد عسكر الهجانة  وقد تزوج واحدة من الغجر,  توفيت أمه و رحل أبوه مع فرقته العسكرية و هو لا يزال صغيراً.احتضنته الأرض و تلقفته الأيام حتى صار كالوحش , كان له بيت عبارة عن عشة صغيرة ضمت أخيرا إلى المقهى، و ربما كان هذا هو سبب اهتمام صاحب المقهى بهذا المخلوق . وعلى الرغم من أن هذا الرجل وجد في الحي قبل المقهى وكذلك صاحب المقهى.  عاش الرجل في هذا الحي حتى صار جزءا منها, و لم تكن له حرفة و لا مهنة  و لكن كلما قدم إليه أحد طعاما كان يتقاسمه مع الكلب، و هكذا كانا يعيشان معاً. ورغم أنه عجوز إلا أنه كان  يتلقى أكثر الإهانات و الشتائم،  ربما كان ذلك بسبب تدخله في الأحاديث التى كانت تدور بين الأهالي, و بينما كانت تعبر سيارة طبيب الحي و هو الأكثر عطفا على هذا المخلوق ، رغم أنه كان يمقته بشدة لأنه كان دائم الالتصاق به, فكان يفضل أن يكون الممرض هو الوسيط  بينهما،  وتركها يقتسم العطية سويا.  و كل مرة كانت تمر سيارة الطبيب كان يكرر هذا الأمر، فكان الطبيب  يضيق منه ذرعا.  و الجانب الآخر للمقهى مول كبير  كانت تمتلكه سيدة  وقورة محترمة فائقة الجمال تخطت الأربعين. كانت عطوفة جدا وبالأخص على هذا المخلوق البائس, تعطيه كل يوم وجبة في الصباح والمساء .وكان العجوز هو الآر عطوفا على الكلب فكان يقتسم الوجبة مع رفيق العمر الذي كان على الجانب الآخر. و كان المارة أيضا يعطون له و للكلب الآخر جزءا من الخبز الساخن و الأرز، و كان العجوز ينام في حجرة خلفية تستخدم لتخزين المقهى، و ربما كانت عشتة  قديماً. ذات يوم جاءت سيارة كبيرة بيضاء, نزل منها شخص  يبدو ذا شأن,  اقترب منه العجوز كعادته . فنظر إليه الرجل كارها منظره البشع , ولكن أعطاه ورقة نقدية كبيرة، و أسرع العجوز إلى مطعم اللحوم الذي يقدم وجبات شهية من جميع أنواع اللحوم. ضحك صاحب المطعم  أعطى العجوز وجبة شهية ولكن بنصف قيمة ما أعطى لصاحب المطعم , أخذ يأكل كأنه كلب مسعور و رغم شراهة في الأكل إلا أنه خلف جزءا من الطبق لرفيق العمر. و كثيرا ما تكررت زيارة السيارة و الكثير غيرها, و لا يعرف السبب, و مرة تلو أخرى، تعلم الترحاب به، و كان يمسح السيارة بكم جلبابه و غيرها من السيارات فكان يلقون له العملات  فيذهب ليأكل ويشرب فقط هو و صديقه. رغم حياة هذا العجوز البائس إلا أنه قد استمتع بكل مباهج الحياة أكل  و شرب، و لم يُحرم من شيء قط، إلا من شيء واحد وهي سترته البالية و مسكنة القذر . هو قوي جدا، قادر أن يحطم قيود وجبال إلا أنه كان خانعا مقيداً بسلاسل الوهمِ و الصمتِ، و ربما كانا السببين الوحيدين  اللذين كانا  سر اهتمام البعض به.  وعلى الرغم من هذه القوة إلا أنه كان مستسلما مكتوف الأيدي،  عندما كان يضربه أحدهم سواء كان كبيرا أم صغيرا, قريبا كان أم غريبا . وذات مرة اصطدم به صبي المقهى  دون قصد وانقلبت صينية الشاي،  وانهال عليه بوابل من  السباب والإهانات و الضرب في كل أنحاء جسده، و لم يفعل شيئا  سوى وضع يديه على رأسه و صدره، متفاديا الضرب و اللكم.  جذع البعض لأجله ، لكن لم يتقدم منهم أحد لنجدته، لكن جاءت سيدة المول مسرعة لتمنع هذا القهر الذى أصاب الجميع  بهذا المشهد المؤلم. ودفعت الصبى بقوة و أقامت العجوز و قد خضبت وجهه الدماء,صرخ الصبي في السيدة، و سبها بأعنف الألفاظ،  دون النظر إلى الفارق الكبير الاجتماعى، أو فارق السن و الأغرب من كل هذا أنه خاض في شرفها دون حياء بالمرة . أسرع صاحب المقهى يعتذر للسيدة متأسفا على ما بدر من ذلك الصعلوك الجاهل. و ضربه بقلم سمع دويه في جميع أركان المكان, و عنفه بشدة. و تعجب الصبي بشدة من حالة الرياء التى ظهرت عليه صاحب المقهى, فهو ينعتها بكذا و كذا و يريدها أن ترحل خارج الحي. و الآن يغضب وينفعل لأجلها ؟! ، فما السر من هذا التناقض ؟
و هل هذه السيدة محترمة ظاهريا أمام الناس، و تخفي ما كان أعظم، و هو ما يعرفه هذا الرجل الوقور  و يخاف من أن يفتضح أمرها ؟ أم أنه يخاف منها ؟ ويكون هو الآخر عنده من القبح الذي تعرفه هى و تجعله يخشاها هكذا؟
و جاءت السيارة كالمعتاد و هرع إليه العجوز، و حاول الاقتراب منها و خرج صاحب السيارة و ألقى العملة إليه و رحل. وانتظر العجوز بجوار السيارة حتى أنهى الشاب مهمته  بالداخل و خرج إلى سيارته . حاول العجوز أن يقنع الرجل بالرحيل معه لم يلتف إليه و رحل سريعا و تابع العجوز السير خلفه، و أشار إليه مرة أخرى لعله يقف له ولكنه لم يره، أو تجاهل العجور تماما.  تسرع السيارة وهو يسرع خلفها في الشوارع الواسعة و شاهد العجوز الكيانات المختلفة، و البنايات الضخمة، و الأشباح تطير في كل مكان حاول جاهدا اللحاق بها، لكنه فشل , اختفت السيارة في الزحام, سار هائما لا يعرف الطريق، ولا حتى طريق العودة. اختلفت الوجوه و البشر، والمضامين بقيت كما هي . شعر بالجوع والعطش كثيرا اهتدى إلى سبيل ماء شرب حتى ثمل. نبش في صناديق القمامة، وجد خبزا و لحما و عسلا. أكل حتى نام في صندوق القمامة.  جاءت سيارة القمامة حمله الونش و ألقى به في سيارة القمامة و رحلت السيارة إلى خارج المدينة العظيمة ألقت بالعجوز مع القمامة،  على تلال القمامة أسفل سفح الجبل. ساعات حتى استيقظ العجوز  وجد نفسه بين روائح اعتاد عليها. و لكن ليس نفس المكان،  وجد تلالا عملاقة من القمامة أخذ يسبح وسطها حتى وصل إلى الأرض الصلبة شاهد الصحراء الشاسعة، نظر يمينا و يسارا و لم يجد أحدا.  أصابه الدوار كان الليل قد نشر جناح الظلمة على كل أرجاء المكان. تحول الحر إلى صقيع  وجد حفرة حجرية  صغيرة نام بداخلها  حتى الصباح استيقظ عندما أحرقت الشمس جبينه وهكذا تكرر الحال يومين ثلاثة، و لا جديد و لا بشر إلا صوت وحوش الصحراء. و كان يشاهد سيارات القمامة و لكنه لم يلحقها و هي لم تره. و اشتد الجوع و العطش خارت قواه  كثور مصاب بسهام مصارع محترف. انكسر جفناه و ترهلت شفاه  حاول الزحف خلف الشاحنات المارقة زاحفا. لم يستطع.  رقد جثة هامدة اقتربت منه كلاب الجبل، وأخذت تنظر إليه و انصرفت. ثم هبط نسران من أعلى  الجبل، كانا ينظران إلى بعضهما. ثم ينظران إليه و كأنهما ينتظران أن يغمض عينيه




3
أدب / لا تنسى
« في: 18:19 31/10/2020  »


لا تنسى



سامح ادور


تذكرنى و لا تنسى
أنا الحب يسكن وجداني
 علمنى طريق امشيه
ليس فيه شوكًا ينسينى الخليل
 انر بعيونك دربي
 حتي لا أضل السبيل
 جعلتنى من الهجر
 أخطو على جمرات نار
 أين أنت من كل هذا الألم
 يا عاشقًا جرح غيرك تذكر
 انه يومًا سوف تضل الطريق
حينها تسألنى
 و أكون أنا لا مجيب
 عجل الخطى إليا
و لا داعي للنبش في عهد قديم
اليوم يوم فجرًا جديدًا
هيا نحيي كل أملًا
 كنا قد رسمناه من زمن بعيد

4
أدب / قصيدة / زهرة بنت الصبح
« في: 21:38 12/10/2020  »
قصيدة / زهرة بنت الصبح
سامح ادور سعدالله – مصر
 زهرة بنت الصبح
يا زهرة بنت الصبح
نبتاً خرج من قلب الأرض
عندما سقطت من فوق
كبرت وترعرعت ثم ازدهرت

فردت أورقًا منسقة تعددت ألوانها
غصن أخضر و أوراقها خضراء و زرقاء
زنبقها  حمراء صفراء و بيضاء
تغنى لأجلها الشعراء
اريجها منتشرًا يملأ الارجاء
صورتها تحكى قصة بدء الخلق 
قصة صراع الدهر 
أغوى القلب الطيب
 
يا زهرة الصباح المشرقة
أعياني التأمل فيك
طيل الوقت أرقب تعبيراتك
تنعس الفراشات على أغصانك
يهبط ندى الفجر البارد
يصطدم بجدران أوراقك
تطاير رذاذ الندى
تنعش أرجائك
عند فجر الصباح التالي
أينعت زهور أخرى في الوادي
اصطفت كلها خلف زهرة الصبح العاتي
تألفت مجموعات كثيرة
انتشرت ملأت صفحات الكون
نشرت جنودها بالوادي
شربت كل قطرات المطر
وهبطت إلى جوف الأرض
تهبط تهبط إلى أسفل
حطمت قيودها فجرتها وانتشرت
ثم خرجت
ابتلعت كل زنابق الحقل و زهور السهل
ودمرت ورود الوادي
أجدبت البساتين و يبس الأخضر و العشب
لم يعد هنا جمال
أكلتها زهرة بنت الصبح
محوتي كل جميل عذب
من أنت يا زهرة بنت الصبح
أعياني النظر إليك ٍ
 فهذا الجمال فرض قبح
 على وجه  الأرض



5
المنبر الحر / الخوف صديقى
« في: 19:40 13/08/2020  »

الخوف  صديقى

قبل بزوغ الفجر بقليل, استيقظت من النوم، ذهبــت إلى دورة المياه،  عدت إلى فراشي حاولت أن أغمض أجفاني  لعلى أستعيد نومي، أبدا رفضت عيوني قبول النوم كما رفض النوم اجتياح عيوني. شرد عقلي في فكر كثير .ذهبت إلى شرفة منزلي,  نظرت إلى البحيرة الراكدة أمام المنزل, بسطت عيوني على البحيرة وحولها؛ الأشجار والغاب المنتشر  على طول شاطئ البحيرة الطويلة، لم أجد شيئا، كان سكون الليل رهيبا. عدت إلى فراشي مجددا  محاولا استكمال نومي، عبثا حاولت كثيرا لكنني فشلت, أصابني الأرق ذهبت إلى الصالة،  أخرجت سيجارة وشرعت أشعلها، جذبتني شعلة الثقاب كأنها جنية خرجت ترقص من المصباح السحري،  واستمرت مشتعلة حتى أحرق الثقاب طرفي إصبعي، أشعلت عود ثقاب آخر، وأشعلت سيجارتي، أخذت نفسا قويا ودفعته برقة إلى الفراغ، وتابعت حلقات الدخان تحت نور المصباح الخافت، لحظات حتى أخذت أشكالا متنوعة جنيات وأشباح ملأت كل الفراغ وظهرت أخيرا الحية ذات الرؤوس الكثيرة تحاول أن تهاجمني،  لحظات حتى توارت خلف جدران البيت العتيق. صوت قويّ مدوٍّ سمعته قادما من ناحية الشرفة المطلة على تلك البحيرة,  ذهبت سريعا صوب الصوت  باسطا نظري  يمينا ويسارا،  وبين الأشجار، لعلي أجد شيئا يدلني على هوية هذا الصوت. راودتني ذكريات الماضي من الأساطير عن تلك البحيرة من قصص المارد الذى يخطف البشر، وينزل بهم قاع البحيرة. وكم





تمنيت وطالبت أن تردم هذه البحيرة المسحورة، شكلها البشع أشبه ما يكون بمارد طريح على الأرض، ينفث سُمّه كل ليلة. انتابني خوف شديد،  لم يكن هناك لا صوت ولا عابر، ولا حتى شيء يدب على طول الجسر المتاخم للبحيرة،  نظرت نحو السماء المظلمة,  لم أجد سوى سواد الليل الحالك، والنجوم الزاهرة كانت نقاطا بيضاء، كثقوب في ثوب أسود  داخل قبة السماء. استدرت  بكل جسمي، محاولا استكشاف ذلك الصوت القديم. شعرت بالبرودة الشديدة، لم أجد غطاء لي ولا بيت يحويني و لا حتى رداء يكسوني,  وجدت نفسى  أسبح عاريا داخل هذه البحيرة العتيقة، وخلفي المارد مشوه المعالم الذى انتظرته كثيرا.
سامح أدور سعدالله – مصر


6
أدب / قصة قصيرة‬ في آخر الطريق
« في: 17:28 25/07/2020  »
في آخر الطريق
كانت تجلس هناك بعيداً في الحديقة الكبيرة ,المليئة بالأشجار الكثيرة الجميلة غير المثمرة و كذلك أشجار الزينة  , هي أشجار منتظمة في صفوف طولية و عريضة و أخرى  دائرية  مشذبة بعناية  فائقة , يتخللها أحوض من الزهور لكل حوض فيه نوعه الخاص  به من الزهور , التي كانت تتفتح بأنتظام و تنشر رائحتها بأنتظام طوال مواسم السنة الأربع  بحيث كل يوم و كل فصل تشتم رائحة من نوع و جنس مختلف ومن تلك الزهور الجميلة اليانعة . لَم يكن أحد يأتي هنا إلا نادراً , عند الأحواض توجد سواقي صغيرة  متصلة بمجاري مياه عذبه لتروي الأحواض بطريقة هندسية بارعة خطط لها برسم ممتاز  تظهر الجمال الفني لها أكثر.
العطور الذكية المنبعثة من هذه الزهور مستمرة على مدار السنة كل فصل تميزه رائحة زهوره.
هناك كهوف مشيدة بالفن الهندسي ليست طبيعيةو لكن تعيش فيها الحيوانات و أخرة للطيور و كذلك كهوف تتراكم عليها أسراب النحل الذى يعيش في أنتظام,  كل هذا لا يعطيك إلا إيحاء  بالنظام و الأنتظام . لا شيء غيرهما  شعرت حينها بجمال مُمل ,  رجعت مرة أخرة لمن كانت تجلس هناك تلك السيدة العجوز التي تشبه كثيرة  هذه الحديقة في النظام و الهندام و التوقيت كيف ؟
 سوف أقص عليك ما رايت طوال فترة عملي هنا؛
هذه السيدة التي تجاوزت السبعين   و لَم ينحني ظهرها و شعرهاالأبيض ينسدل كأنه نهر جارى بدون تشابك أو تعقيد حال كل العجائز بحكم تقدم العمر ,  جبين عريض بأستدارة مُحكمة و أنف دقيق بارز بزاوية حادة ,
الهامة منتظمة و عيون ثابتة بحركة منتظمة و مشيتها كضابط حربية محترف دون أنكسار دون تعرج .
و ترتدي زيها بأناقة و نظام  الخريفي في فصل الخريف  في موعده بالتمام علي حسب التقويم بالضبط و هكذا كل الفصول تستطيع أن تضبط ساعتك و تقويمك معها .
 كان زيها أيضا متناسق الفستان مثل الحذاء مثل حقيبة اليد نفس الأسلوب و الطراز و اللون  رغم قدم الموديلات التي كانت  ترتديه هذه السيدة, إلا أنها ترتدي أرقي و أعرق و أفخر الثياب , أن لَم أخطئ فيبدو أنها من بيوت أزياء باريس كعادتها .
كل شيء منظم و منسجم و كل من يراه لم يدرك أنها أول مرة ترتديه  على أحدث موديلات العصر .
على الرغم من أن هذه الموديلات جميعا تصنف من موديلات أربعينات القرن الماضي و لون زيها كله أسود إلا القفازات كانت بيضاء .
تجلس على الأريكة جلسة منتظمة لا حراك لا يمين و لا يسار تنظر صوب الشمال إلى أعلى و كل ما تطلبه هو فنجان قهوة سادة  بموصفات معينة  أنا من أقوم بأعداده كل يوم ورثت هذه الوظيفة عن والدي الذي كان يقدم نفس الفنجان ,  هذا هو سبب تعيني في هذه الحديقة جئت خصيصاً لأجل هذه الصنعة.
 كل ما فيه كان يلمع عيونها  شعرها بشرتها  حتى زيها فستانها حقيبتها و حذاءها كل شيء له بريق و لمعان يفوق الجمال .
من هي تلك العجوز التي تشبه التمثال  الذي لا يتحرك  أبداً إلا عندما تأتي  صباحاً وعندما ترحل عند غروب الشمس , كان اليوم أواخر الخريف و كانت أوراق الشجر  العتيق  تتساقط  على أكتاف هذه السيدة العجوز و هي لا  تهمس أبداً و لا تتحرك و تأتي موجات هواء منعش غير معتادة في فصل الخريف  تداعب زهور الأحواض المنتشرة في كل مكان  تنشر روائحها الذكية في كل مكان  و تدب الروح في كل الكون و الطبيعة و ينبض القلب بحيوية أكثر و تتجدد الحياة هنا فقط .
يخبرني مجهول أتعرف سر هذه العجوز؟
 أبداً لا
أَريد أن أعرف سر من أسرار هذه العجوز القابعة هناك؟
عبثاً كانت محاولاتي   كان كل شيء يخص هذه السيدة مجهول تماماً أشبه بأسرار قدماء المصريين . في أسرارهم و قصصهم و حضارتهم , كذلك هذه العجوز التي لا يعرف عنها شيء في هذه الحديقة الملكية الأزلية. من يجرؤ ليتقدم ويعرف من هذه السيدة تكون؟ لماذا أختارت هذا المكان الأصيل الذى يرفض التغير رغم أنها في كل شيء تدل على النمو و التطور و الرقي , لَم أتمالك نفسي أريد أن أعرف سرها نعم أعرف سر هذا التمثال  معذرة  أعرف سر التمثال  الذي يسكن داخل هذه السيدة و أطلب منها معرفة أسرارها أذا رغبت.
و لكن أعدكم يوماً سوف أقتحم أسوار هذا السد العتيق المنيع و أُخرج خزائن الأسرار و أبوح لكم به مهما أن قابلتني صعوبات و موانع و ضيقات أريدكم معى حتي أفوز بأسرارها و نحطم أسوار الجهل و التخلف و التداني و الرجعية و أصحاب الحناجرة الكاذبة و المضلله و أهل الشر و الفتن . كي أكون أول من يفوز بكنزِ سيدة الحديقة .
و أرتجت الحديقة و ضاعت منى أوراقي و أفكاري وتشتت كل خططي و  لا أعرف كيف  أصل؟


7
أدب / قصة قصيرة اللحظةُ الأخيرة
« في: 17:56 15/07/2020  »

اللحظةُ الأخيرة

بينما كنت  جالساً على شط النهر , إذ بعصفورة كبيرة تهوي على الأرض بجواريِ و معها فرخها  الصغير تُطعمه . تأمل معي ما أجمل إبداع الخالق في خلقه ,ماذا تفعل الأم الحنون؟  راقب..  أسمى آيات الحب و التضحية  الحب و السلام  الحب و العطاء .
تعال ألق عليهم ببصيرتك  فبصرك وحده لا يَكفي . هذه العصفورة و هذا ابنها بعدما هويا على الأرض سويا  ترى ماذا يفَعلان؟
ها هي الأم تنبش الأرض نبشاً و كأنها تحرث الأرض حرثاً , تبحث عن فتات خبز, في  منقاره أشاهد حبة حنطة , تندفع للأمام قفزة و لفم ابنه تدفعها دفعا  , يصرخ الاثنان و أنا لا أفهم لصراخهما معنى.
 تنبطح الصغيرة للأمام و تهز جناحيها  تتمايل على الأرض بجسدها و كأنها سفينة غارقة  بين أمواج البحر  تحاول الاتزان كسابق   عهدها ما أجمل عطف الأم و ما هو حال  الاثنين
معاً  تدور الأم و خلفها فرخها  الصغير و لكن لَم يستمر الوضع كثيراً ها هو الخطر قادم من بعيد و ماذا تفعل الأم ؟
لحظات و سوف تقع الكارثة أُم تصرخ و تنزوي للخلف و لحظة تقفز للأمام  , في تلك اللحظة  كانت تقترب الكتلة الضخمة  لتعبر دون قصد و الفرخ الصغير عاجز عن الطيران أو القفز بعيداً , ها هو ثابت في مكانه .
و الأم تصرخ ألف صرخة و تريد أن تهاجم هذا العملاق العابر , لصوتها غير سامع أو مكترث  تفرد جناحيها  و تمط رأسها للأمام تخطو . حلوة الروح و الحياة غالية  ترجع للخلف برهة  لا أبداً سوف تحاول و أن .....
زاد الموقف حرجاً و الخطورة مستمرة و تمر الثواني و ينتهي المشهد  يا لقلب الأم الذي مازال يخفق حتي كاد أن يخرج خارج قفصه الصدري  ربما  تفقد فرخها و كان لسان حالها أين أنت يا ربي ؟ تدمع عيونها  و القلبان الآن ساكنان و اللسانان عاجزان و لكن سبحان من أزال لكبوة , مرر قدمي العملاق دون  عنوة  , الذ ي أزال الخطر عنها . عندما كاد أن يفتك بهم و لكن أى عملاق يفتك وهناك من يرحم و أى سارق يسرق و هناك من يحرس  , أستدارت الأرض بهم ومن أعلى و من أسفل و نزل العملاق النهر , فردا العصفوران جناحيهما  و إلى أعلي النهر حلقا و الأمل معهمامتدفقا كل لحظة و كل ساعة و كل يوم


8
أدب / قصة قصيرة في الصيف
« في: 09:37 12/07/2020  »
في الصيف

 و بعد طول انتظار في حرارة الصيف أخيراً امتلأت السيارة حيث ركبت أسرة كاملة جلست إلى جواري و  انطلقت السيارة مسرعة بقائدها جامد المشاعر فظ المنظر ذي الوجه المليء بالندوب و دخل الهواء البارد كي ما يلطف من جو السيارة المميت ؟ و رغم هذا كانت سيدة من ركاب السيارة لم تنقطع أبدا من التأفف و التقزز من الصيف و المواصلات و جحيم السيارة , و الزوج المتمرد يحاول أن يرضيها أو يصبرها بعبارات بسيطة ( ادينا راجعين) المدام : (توبة إن كنت أرجع هنا.)  و كنت أسمع هذا و أضحك ولم أر شيئا يستدعي كل هذا و خاصة بعدما تخلل الهواء البارد نوافذ السيارة و فيما نحن نستمتع بالهواء النقي . حتى أشعل رجل أمامنا سيجارة اضطرب الجو كله بسببها وعندما يستنشق دخانها و يعود ينفث دخانها كالحية كان يجري للأمام و يعيده الهواء بقوة للخلف و كانت رأس الرجل تشق الدخان نصفين و ينتشر الدخان في جميع أرجاء الصندوق الحديدي و عذرتُ هذه المرة السيدة من التأفف وأنا أكاد أنفجر غيظاً من هذا الرجل البارد. واستأذنته بأسلوب عنيف أن يطفئ السيجارة و لكنه رفض قمت أنا بشيء من اللطف و اللين متحججاً بالسيارة الصغيرة و الجو الحار الممل والركاب لا تحتمل أكثر . غضب الرجل وكمد غيظه ونفث الدخان  بشدة وصرخ معها غاضبا وأطفأ سيجارته وبينما كنت أتصفح الجريدة حتى دفع الولد الجريدة في وجهي فنهرته أمه بشدة واعتذرت لي وابتسم أبوه دون كلام . ولكنى أغلقت الجريدة وفضلت اللعب مع هذا الصبي فكنت أداعبه حتى شد انتباهى سرعة السيارة القادمة في اتجاهنا وأعطى إشارات غريبة لقائد سيارتنا ولكنى لم أفهم هذه الإشارات حتى أثارت فضولي وفضول كل المسافرين وسمعت كلمة مع الإشارات وأعذرني لم أفهمها , دون شك أن هناك في الأمر أمرا, لكني لم أشغل بالي طويلا واستكملت اللعب ولكن سمعت صوت السائق يقول ( اليوم ده مش فايت ,ناقصة العملية غم ) ولكن توقف السائق لحظة وأخذ ينظر يمينا ويسارا وكأنه يفكر أي الطرق يختار واستقر رأى السائق على الانحراف نحو اليمين على الطريق الترابي الموازي للجبل واستمرت السيارة في العدو , وبدأت تظهر الريبة على وجوه المسافرين وسألني الرجل بخوفه الواضح على تعابير وجهه إلى أين يذهب بنا السائق ؟ أخبرته أنى لا أعرف ولكن هذا ليس طريقنا وفاض الخوف أكثر وأكثر في عيون الزوجة وحل الارتباك عليها عندما سمعت من أحد الركاب يارب استر . وارتفعت دقات القلوب حتى كادت تسمع وكانت السيارة تسير وكأنها تعوم فتارة تعلو وتارة تهبط ويصطدم الركاب بعضهم ببعض وبالسيارة أيضا . يفرد الرجل يديه جامعا أسرته كالدجاجة التي تجمع صغارها تحت جناحيها فتضم الأم ابنها ويضم الوالد ابنته حتى تلاصقت الأجسام وألبسهم الخوف ثوبا أحمقا من شدة الرعب والفزع اقتربت منهم أطمأن عليهم بعدما أصبح بيني وبينهم فراغ كبير والركاب أمامنا تنهر السائق ومنهم من يداعب صاحبه قائلا: اليوم نحن ذاهبون عند زعيم الجبل. وينظر للخلف ويبتسم وتارة يقهقه بصوت عالٍ . ولسان حالي يقول: يا لقسوة قلوب هؤلاء البشـر ينظر الأطفال إلى والديهم بعين الجهل والخوف الذي ما لبث أن دخل إليهم جميعا وزعزع شجاعتهم, والوالدان لا يملكون سوى السكون شعرت حينها بالضجر والخوف ولكن ليس الخوف مثلما يخافون هم ولكن لأجل هؤلاء الصغار ودقائق حتى ظهرت أمامنا سيارات الشرطة والأقماع البرتقالية ومعها رجال الشرطة , صرخ قائد السيارة أتركها هناك أجدها هنا , انفرجت أسارير الركاب وتحول الخوف ألي طمأنينة وانبعث الفرح في عيون الأم والأولاد وتفككت الأجسام و تشجع الأب وانفرجت عضلاته ظن أنهم وصلوا لبر الأمان و أخيرا هجمت اسراب الجراد فرقت كل قوات الشرطة و عادت السيارة تسرع أسرع و أسرع



صفحات: [1]