عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - عماد هرمز

صفحات: [1]
1
الأخ العزيز ناصر عجمايا المحترم
أود أن احييكم على تفهمكم الإيجابي لمقالتي وسعة صدركم ورحابة قلبكم ولمجادلتكم الرزينة لنا. وأؤوكد بأن الهدف من كتاباتي في السابق والحاضر والمستقبل ستكون دوماً محصورة في إطار النقد البناء والتنبيه والحث على النظر في الأمر بتمعن أكبر وبالتالي كلها تصب في المصلحة الخاصة لشعبنا الأشوري والكلداني والسرياني وللمصلحة العامة للعراق والعراقيين كشعب واحد. وبالتأكيد وكما تفضلتم وأدركتم بأن مقالي هذا هو نابع من حرصنا على كنيستنا الكلدانية والكلدان بشكل عام.

2
شكرا أخ مايكل على مرور الكريم وتعليقك. كنت سأقترح بأن الحل لهذه الورطة هو أن يطلب من الذين يرغبون في أن ينالوا شرف الحصول على لقب الكلدان أن يعتنقوا المسيحية. لكن جوابك كان صاعقاً وشافياُ، فإن كان هؤلاء (الكلدان الجدد) لا يرغبون بالتنازل عن عروبتهم لصالح الكلدانية فكيف بهم التخلي عن دينهم.

3
الكنيسة الكلدانية وأزمة التسمية الكلدانية لغير المسيحيين
عند حديثنا عن الكلدان مع بعض الأشخاص هنا في استراليا لنعطيهم معلومات عن الكلدان، كنا نقول لهم نحن الكلدان هم أقلية قومية في العراق اعتنقوا الديانة المسيحية من القرن الأول للميلاد وهم كلهم مسيحيون. يبدوا لي بأن هذا التعريف أو التوضيح سيصبح غير دقيقا أو حتى غير صحيحا في المستقبل القريب بسبب موقف الكنيسة الكلدانية الأخير من القومية الكلدانية. 
في إحدى لقاءاته صرح غبطة أبينا البطريرك الكاردينال لويس ساكو ما يلي "هذه الأيام هناك مسلمين في (معروا)، ناصرية، عادوا ليقولوا بأننا كلدان لكننا شيعة. وقاموا بنشاطات توحيدية. ونحن نعتقد بأن لديهم علاقة كبيرة معنا، يأتون ألينا ويختلطون معنا، شباب وشابات. فهم أيضاً سند لنا، فليكونوا مسلمين، مثلما أن هناك مسلمين عرب ومسلمين سوراي، فليكن هناك أيضاً كلدان مسلمين شيعة".
باعتقادي الشخصي كان على كنيستنا الكلدانية قبل إطلاق مثل هكذا تصريحات والولوج في هذا الطريق أن تدرس الموضوع من كل جوانبه، لأن مثل هكذا تصريحات قد تدخل الكنيسة الكلدانية ونحن الكلدان في متاهات نحن في غنى عنها، خصوصا في ظروف مثل ظروف العراق.
سأحاول بقدر الإمكان أن أسلط الضوء على بعض الإشكاليات التي قد تنتج من تبني الكنيسة الكلدانية لهذا النهج بقبول أطراف جديدة وغريبة من قوميات وديانات مغايرة للكلدان في ميدان التسمية أو القومية الكلدانية.
في البداية أود أن أوضح بأن لكل شخص أو جماعة حق الاختيار في الانتماء لأي مجموعة يرغبون بها. وهذا حق شرعي وإنساني. عليه تبني مجموعة من المسلمين الشيعة تسمية القومية الكلدانية يجب أن يُقابل بالاحترام والقبول. مع ذلك قرار قبول هذا المجموعة تحت مظلة التسمية الكلدانية التي نعرفها، والخاصة بالمسيحيين، يجب أن يكون مدروسا من كل الجوانب قبل تبنّيه.
الإشكاليات قد تشمل:
- في البداية أو القول بأن كون الكنيسة الكلدانية هي مؤسسة دينية بحتة، فليس من حقها أن تقرر في المواضيع القومية والعرقية. تسميتها الكلدانية لا يعطيها الحق الكامل في تحديد هوية أو قومية أو عرق مجموعة لأن هذه الأمور (القومية والعرق وغيرها) تخضع لقوانين وضوابط ومعايير خاصة وهذه مهمة الباحثين والمؤرخين والمختصين في هذا الشأن. مع ذلك، باعتقادي بأن لأي كنيسة (بضمنها الكنيسة الكلدانية) الحق في التصريح والإعلان فيما يخص قبولها أو رفضها لأنضمام مجموعة معينة (قومية أو عرقية أو طائفة مسيحية) إلى كنيستها.
- اعتراف الكنيسة الكلدانية بكلدان غير مسيحيين معناه أن على الكنيسة الكلدانية أن تتوقع قيام هذه المجموعة بتشكيل طائفة جديدة خاصة بهم، على سبيل المثال تشكيل مجلس أو جامع أو حسينية الطائفة الشيعية للكلدان. وهذا سيفقد الكنيسة الكلدانية أحتكارها لتسمية الكلدان وتحكمها المطلق على الكلدان في العراق والعالم. وسيكون الحل الأمثل لهذه المعضلة بأن تعود الكنيسة الكلدانية إلى أصلها وتسميتها القديمة كجزء من كنيسة المشرق.   
- عودة الكنيسة الكلدانية إلى أصولها المشرقية قد يؤدي إلى ابتعادها أو احتمالية انفكاكها عن الكنيسة الكاثوليكية في روما.

بخصوص الفوائد السياسية لقبول طوائف أخرى غير كلدانية تحت مظلة التسمية الكلدانية، كما قال غبطة أبينا البطريرك هي "للحصول على سند" والمقصود به هو الحصول على دعم إضافي من أطراف عراقية غير مسيحية للكلدان في الملعب السياسي وبالتالي يفتح آفاق الحصول على مقاعد إضافية للكلدان خارج حدود الكوتا. وهناك احتمالية حصول العكس في وجود كلدان مسلمين يدّعون تمثيلهم للطائفة الكلدانية أجمع (بمسيحيها ومسلميها في البرلمان) وبالتالي سيطرة الطوائف الأخرى الأقوى من حيث الكثافة البشرية والأكثر نفوذا وسلطة مثل الطائفة الشيعة (الكلدانية)، سيطرة تامة على الكلدان؟!

أما الفوائد الاجتماعية فقد تكمن في توسيع رقعة الوجود الكلداني وعددهم وحجمهم وكثافتهم في العراق وقد يؤدي هذا النهج إلى فتح الأبواب على مصراعيه لإعلان الكثير من أبناء الجنوب في العراق عن كلدانيتهم مع الاحتفاظ بدينهم، الإسلام. وهذا معناه وجود جالية كلدانية قوية في جنوب العراق قد يكون لها فوائد كبيرة لكافة الكلدان المسيحيين والمسلمين على السواء، حيث سيكون لهم نفوذ سياسي واجتماعي قوي في العراق.  لكن المشكلة في هذا الأمر أن القومية الكلدانية وكما ذكرنا آنفاً ستخرج عن سيطرة الكلدان المسيحيين وبالتالي ستخرج عن سيطرة الكنيسة الكلدانية التي ستكون وقتها كنيسة لفئة كلدانية مسيحية صغيرة أو ضئيلة من الجسم الأكبر منها (غير المسيحيين) وبالتالي سيكون الكلدان الأصليين تحت رحمة (الكلدان الجدد) من الطوائف الأخرى.

أما تبعيات هكذا نهج علينا نحن الكلدان، فأن وجود مجموعات أخرى من طوائف وديانات مختلفة غير الكلدان المسيحيين، ممن يطلقون على أنفسهم أسم الكلدان، من طوائف تتمتع بنفوذ وسلطة قوية وقد يفرضون إرادتهم وسطوتهم على بقية الكلدان، فهذا قد يؤدي إلى إمتعاض واشمئزاز وبالتالي ابتعاد الكثير من الكلدان الحاليين (المسيحيين) عن هذه التسمية (لقومتيهم) وتبني تسمية أخرى لأنفسهم مثل الأشورية أو السريانية التي منطقياً هي الأكثر قرباً لتقاليد وعادات ودين ومعتقدات الكلدان الحاليين.

أتمنى أن أكون قد ساهمت في إلقاء الضوء على بعض الأمور المهمة التي قد تنبت عند زرع بذور غير مسيحية في البيئة والتربة الكلدانية. 
مع احترامي الجزيل للكنيسة الكلدانية وقادتها لكن قول كلمة الحق والتنبيه واجب علينا.

أخوكم عماد هرمز
ملبورن – استراليا
17 تموز 2021

4
كورونا... أيها الفايروس اللعين !!
خاطرة بقلم عماد هرمز
الكل يترقب يوميا وبانتظام أخبار شيء زلزل الأرض من تحت أقدام العالم من قطبه الشمالي إلى قطبه الجنوبي محاذياً لخطو الاستواء واعلاه واسفله، عبر البحار والمحيطات والقارات. شيء لا يعرف عنه الكثير وما هو منبعه، هل هو مخلوق طبيعي؟ أو مصنّع؟ كيف ينتشر؟ هل عن طريق الهواء، أو الرذاذ أو اللمس؟ وما هو مسلكه أو نمط حركته؟ كيف يتخفى وما هو اسلوبه في التخفي؟
فلازال هذا الفايروس اللعين، فايروس كورونا، يكشَر عن أسنانه بين فترة وأخرى في العالم، مُعلناً عن ظهوره بكل وقاحة ومُظهرا مرونته وقوته وقدرته على التحول، والتحور، والتملص، والاختباء ا في أجسادنا نحن البشر بدون علمنا ، ورغم علمه بانه غير مرحب به في أي مكان أو زمان.
هذا الفايروس اللعين الذي أجبرنا على لبس كمامة الوجه ليكتم أنفاس البشرية ويحرمها من الهواء النقي، ويجعلهم يعيدون تصنيع هوائهم الخارج منهم. هذا الملعون الذي جعلنا نتحدث مكتومي الفم، نتكلم بأصوات مشوهه لأصواتنا. هذا الملعون الذي شوه أوجهنا فأصبحنا لا نستطيع تمييز الأخرين بسبب الكمامات. و الأنكى من ذلك أجبرنا على فراق الأهل والأقرباء والمحبين. جعلنا نتحدث عن بعد ، متر ونيف عن الذين معنا. حور طريقة تخاطبنا نحن البشر فيما بيننا ليجعلها تكون عبر الأثير بالصوت أو الصوة والصورة مستخدمين الأجهزة الإلكترونية. بهذا الغى هذا الفايروس اللعين أهم طرق التواصل بين البشر والتي هي أساس التعايش المشترك والاختلاط الإجتماعي بين البشر في هذا الكون.
يا ترى لماذا يظهر للبعض ويختفي للبعض؟ لماذا لا يتقرب للأطفال؟ أم أنه يصيب الأطفال ثم يفضل الانتحار داخلهم لكيلا يؤذيهم؟ هل هو محب للأطفال؟ أم أنه طفل هو أيضاً لا يرغب بإيذاء من هم من جيله؟ هل معناه أنه يكره كبار السن ولذلك يقتلهم؟
ويبدوا أن هذا الفايروس ذو مزاج خاص، فتراه تارةً لا يظهر أي أعراضاً على الشخص الذي يستقبله ويوفر له مأوى عنوة وبدون علمه، فلا يترك أي دليل أو مسار قد يدل أو يكشف عن مكان وجوده وحيّز انتشاره. يا له من فايروس ذكي والأدهى من بين بقية الفايروسات. وتراه تارةً اخرى معلناً عن شراسته ووطئه الثقيل والمؤذي والمميت لبعض الأشخاص الضعفاء والكبار في السن بدون شفقة أو رحمة لمن يختار أن يكون ضحيته. فيمنحه ارتفاع الحرارة وفقدان حاسة التذوق والشم وصعوبة التنفس. يا لك من فايروس حقير.
المضحك في الأمر أن هذا الفايروس الملعون، يعطي أملاً للحكومات والبشرية باختفائه المؤقت، مموها الجميع وخادعاً الكل بأنه تم القضاء عليه أو زال من الوجود، فتقرع أجراس الكنائس وتؤذن المساجد وتقدح الأفواه بالتسبيح لخالق الكون والبشرية، شاكرين إياه وكل من كان له يد في القضاء على هذا الفايروس اللعين. فتحتفل البشرية بهذا الانتصار العظيم، فتفتح قناني مشروب الشامبانيا ويسكر البعض ويرقص الأخرين معانقين البعض عائدين إلى طبيعتهم الأنسانية.  يا ألله لقد زال هذا الكائن اللعين.
وفجأة يظهر الفايروس من جديد وكأنه اخذ وقت للراحة، فتخفى وتحصن جيداً في مكان معيّن ليعيد حساباته وليدرس البشرية بشكل أفضل ويدرس طرق محاربتها له وتحضير معداته واجهزته ليحاربها هو أيضا. ربما احتّاج وقت ليتمعن ويفكر ويتأمل في تصرفاته وتصرفات علماء الأوبئة والأمراض المعدية، ليأتي باستراتيجيات مغايرة جديدة، ليضع خطط جديدة لكيفية الاختفاء والانتشار وأذية البشر وتدمير الشعوب ونشر الرعب والبلبلة والذعر في العالم.
يا لك من فايروس حاقد! ماذا فعلنا لك لكي تكرهنا بهذا القدر وتفكر في أذيتنا هكذا؟ بالأحرى اعرف الإجابة على هذا السؤال، فانت فايروس وطبيعتك واحدى صفاتك ككائن غير مرغوب به هي الغزو ثم التطفل على الأخرين وإيجاد مسكن لك فيه لتتكاثر وتنتشر على أوسع نطاق، كما ننتشر نحن البشر ويزداد سكاننا في العالم بشكل خارج عن السيطرة.
من أنت؟ وما هو مغزاك أو هدف أو غرضك من وجودك بيننا؟ هل أنت مدفوع علينا؟ من ورائك؟ ماذا تريدون منا نحن البشرية؟
هل أنت من الله لكي يوقظنا ويحذرنا وينبهنا من طريق الشر والمادة والطمع والغرور والكبرياء الذي يسلكه البشر هذه الايام؟ هل هي دعوة منه لإعادتنا إلى حضنه بإخافتنا من غرائزنا وملذاتنا وشهواتنا ويذكرنا بأنه قادر على كل شيء وبإمكانه فناءنا إذا رغب بذلك وفي أي وقت يشاء؟
أم أنت من الشيطان لكي يرينا بأن خطواتنا تسير باتجاهه ونحن نحذوا  نحوه وبأننا تقترب منه نحو النهاية المحتومة والهاوية الحارقة لجهنم ، لنقع جميعنا في أحضانه وندمر البشرية بأيدينا؟ فهو يعلم بأننا أبناء الله وهو يتمنى أن ينتقم من أبانا السماوي بقتل أبناءه الذي يحبهم الرب كثيرا ً وضحى بأبنه الغالي المسيح له المجد لأجلهم وفداه لخلاصهم.
أم أنت صنيعة مجموعة من أشخاص مرضى بشتى أنواع الأمراض النفسية والعقلية تتراوح بين السادية والنرجسية، ولكن للأسف هي مجموعة لها سلطة غير متناهية ونفوذ كبير وواسع حتى على الملوك وقادة الكنيسة الكبار يمكنها هذا من القيام بما تشاء وبدون محسوبية أو رادع لإخضاع البشرية تحت سيطرتها لتتحكم بهم كما تشاء وتبعدهم عن انسانيتهم وتجعل منهم كائنات ذو شأن ومستوى أقل من أي حيوان؟ هل هدفهم هو اقتصادي مادي بحت يهدف إلى السيطرة المالية على العالم ليتحكموا في مصير البشرية وسلوكها ليوجهونها حيث يرغبون مستخدمين اسلوب الترهيب والترغيب؟
من أنت أيها الكائن اللعين؟ هل لك ان تجيب على اسئلتي أيها الماكر المخادع. دمتم جميعاً سالمين في أتم الصحة والعافية.

5
نظرية المؤامرة الكونية والثورة الشعبية في زمن الكورونا
بقلم عماد هرمز (المقال موجه لأبناء شعبنا في استراليا وفي ولاية فكتوريا بالتحديد)
من المعروف في علم الإجتماع أنه عندما تزداد الضائقة شدة، يبادر البشر في البداية  إلى التململ ثم التذمر على الوضع ثم الشجب لما يجري وبعدها استنكار للنتائج والأفعال ثم الشك في النوايا ثم الرفض للوضع حينها ثم الغضب على ما آلت إليه الأمور ثم الغليان والأحتقان وبعدها تأتي الثورة على الطاغية أو الدكتاتور.
الضائفة التي نرضخ تحت ثقلها نحن البشر، في هذه الأيام التي تتعرض فيها البشرية جمعاء إلى هجوم وبائي كاسح  وقاتل ناجم عن مرض فايروس كورونا،  حثت البشر في السير في المراحل التي اتبعتها شعوب كثيرة أودت في النهاية إلى الثورة ضد الطغيان .
لكن يبقى السؤال هنا ، ضد من نثور في هذه الأيام الصعبة؟ هل نثور على فايروس كورونا؟ لكن أين هو لنحاربه ونسحقه؟.
بسبب عدم تمكن البشر من محاربة العدو غير المرئي (فايروس كورونا)  بدأ البشر يبحثون عن من يثورون عليه لتفريغ غضبهم وشحتنهم فيه ومن هنا نبعت فكرة نظرية المؤامرة Conspiracy Theory التي تعتقد بأن (بعض المنظمات السرية المؤثرة وذات النفوذ في العالم، هي المسؤولة عن حدث غير مبرر).
هذا ما يحصل في استراليا ، من قناعة الكثيرين بنظرية المؤامرة الكونية أو العالمية، أي وجود قوى ذات نفوذ وسيطرة تحاول استغلال الوضع المضطرب الذي حصل بسبب فايروس كورونا (أو هي التي خلقته وتحاول نشره في العالم) وذلك لتمرير أجندتها العالمية الخفية في تحقيق أهدافها التي لا نعرف الكثير عنها وغير مدركين لأبعادها. كل هذا يعني أننا وصلنا إلى مرحلة الشك، وأعتقد إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن، فأن ثورة الشعب لابد أنها قادمة.
الذي قد يحصل في المستقبل القريب إذا استمر الكثير في الترويج لنظرية المؤامرة الكونية وتضخيمها في المجتمع وبالتالي رفضهم وتشجيع الآخرين على رفض الإلتزام بالتعليمات الصحية و رفض القيام بالفحوصات الطبية وهذا الرفض سيتبلور في المستقبل القريب ويتحول إلى غضب شعبي عارم الذي سينفّه عن نفسه في شكل إعلان الثورة على الحكومات والدعوة إلى تفكيكها وإزالة شرعبتها وإنهاء سلطتها وبالتالي تقهقهر قوى الشرطة والأمن إلى ثكناتها وهذا سيؤدي إلى انتشار الفوضى في المجتمع وينتج عنه ارتفاع في الجرائم منها جرائم السرقات والسطو على البنوك والمحلات بل سيصل الأمر إلى اقتراف جرائم قتل.
هناك طريقة أفضل وأسلم لنا جميعاً بإمكاننا إتباعها لقهر هذا الفايروس اللعين والحفاظ على سلامة الجميع وتعزيز الأمن والأستقرار في مجتمعنا  والعيش بأمان إلى الأبد، هذه الطريقة المثلى هي في أن نتحلى بالصبر ونتلزم بالتعليمات الواردة إلينا من الجهات المعنية وأخذ الحيطة والحذر وأتباع الإرشادات الصحية بحذافيرها وصدقوني سيأتي اليوم الذي سنقهر فيه عدو الإنسانية الخفي، هذا الوباء اللعين ويعود شملنا مع بعض لنكون مرة اخرى اقوياء مع بعضنا، فخورين في تماسكنا وإنسانيتنا وعطفنا وحناننا ورحمتنا في هذا الزمن الصعب.
بصراحة، أنا شخصياً عندي شكوك كثيرة حول ما يجري في العالم بخصوص فايروس كورونا، مع ذلك أنا على يقين بأن الفايروس حقيقي، ومرضه كوفيد19 هو مرض مميت وعلينا تجنبه وحماية أنفسنا وأحبائنا والمقربين إلينا و الآخرين في مجتمعنا من الإصابة به. 

6
شكراً رابي اخيقر يوخنا على الرد
شكراً ملفونو العزيز وسام موميكاعلى الرد
شكراً رابي ادريس جاجوكا على الرد
عيد ميلاد سعيد ومبارك على الجميع وكل عام وانتم وعوائلكم بألف خير وأتمنى لكم عام 2019 ان يكون عام سلام وخير على الجميع.
أؤوكد لكم بأن مقالي يهدف إلى التعامل مع مشكلة لغوية واقعية وعليه أنا تنوالت هذه المشكلة بموضوعية بعيداً عن الأشكالات الطائفية والقومية.
على اي حال لا داعي للرد على ردودكم لأنكم اجبتم على بعضكم.
 مع احترامي وتقديري لكم جمعياً.
أخوكم عماد هرمز

7
التطرف القومي يهدم البيت اللغوي الآرامي؟
 عماد هرمز
 
بعض المتطرفين من أبناء أمتنا (الكلدانية الاشورية السريانية) يحاولون خلخلة البيت اللغوي الآرامي - السرياني ليعلنوا على أنه من ممتلكاتهم القومية الخاصة دون سواه ملحقا اضرارا بقصدية او بعفوية.
 قبل المضيء قدماً في الحديث عن هذا الموضوع أود التوضيح بأن نقدي هذا يأتي من منطلق لغوي بحت وليس من منبع تعصب قومي، مع احترامي الكبير لكل أبناء جاليتنا من الأشور والكلدان والسريان ويرجى اعتبار هذا المقال كنداء أخوي لكافة الأخوة المعتدلين من الأشوريين والكلدان والسريان للعمل على إبعاد الاختلافات والمشاكل القومية والطائفية عن لغتنا الثمينة، اللغة الآرامية، التي يجب الافتخار بها على أنها امتداد للغة اجدادنا الأكديين والسومريين والآراميين وقدسيتها تأتي من أنها كانت اللغة التي تحدث بها الرب المسيح.
يبدوا أن التعصب القومي الذي اشببه بالعشب أخذ ينتشر ويعشعش في عقول الكثير من أبناء جاليتنا لغاية ما وصل إلى أطراف حدود البيت اللغوي الآرامي، وهم حالياً يحاولون الدخول إلى هذا البيت في محاولة منهم لإلباسه اللباس القومي الآشوري أو الكلداني. بالطبع أحاول منذ زمان من خلال التثقيف والتوعية والكتابة أن أحمي البيت اللغوي الآرامي والسرياني (الآرامية الحديثة) من هذا التجاوزات على لغتنا المقدسة، لكن التعصب القومي الذي يمتلك طاقات جبارة لايزال ومستمر في طرقه باب البيت اللغوي الآرامي محاولاً امتلاكه وإعلانه ضمن ممتلكاته القومية كما فعل داعش ببيوت المسيحيين.
في الوقت الحاضر نعاني نحن العاملون في المجال اللغوي في استراليا من مشكلة التطاول على لغتنا السريانية Syriac (الآرامية الحديثة Neo-Aramaic كما يطلق عليها في الكثير من الأحيان) وهي بالطبع تختلف عما يطلق عليها بالسريويو. ونتمنى أن يساعد هذا المقال في معالجة هذه المشكلة اللغوية المصيرية. ففي الوقت الحاضر وبسبب التفرقة وعدم الاتفاق على اللغة السريانية، أصبحت الهيئة الوطنية لتأهيل المترجمين التحريريين والشفويين في استراليا NAATI تعترف باللهجتين الأشورية والكلدانية على أنهما لغتان منفصلتان. ومعنى هذا أنه ليس هناك أي اعتراف باللغة السريانية Syriac (الآرامية الحديثة) التي يتحدث بها الطرفان. وهذا اعتداء كبير على لغتنا الأصلية الأم.
هذا التفسير غير المسؤول عن لغتنا، للأسف، هو بعيد جداً عن المنحى اللغوي ومستند كلياً على التطرف القومي الشوفيني من قبل اخوتنا الآشوريين في استراليا الذي بدوره ولد التزمت الكلداني والتعصب نحو لهجتهم التي أصبحوا هم أيضاً يروجون على أن اللهجة الكلدانية هي لغة قائمة بحد ذاتها، وبدوا بالفعل بالاتصال بالمؤسسات الحكومية لإدراجها على أنها لغة منفصلة عن الآشورية ويطالبون المؤسسات الخدمية بتمييز اللغة الآشورية عن اللغة الكلدانية عند توفير مترجمين.
فبحسب الأدلة المحكية فأن الآشوريين من أصول إيرانية باشروا بالقدوم إلى استراليا منذ منتصف القرن المنصرم. هؤلاء كانوا بحاجة إلى الدعم اللغوي والى مترجمين يساعدوهم في التواصل، عليه كان الطلب على اللهجة الآشورية (التي كانوا يطلقون عليها اللغة الآشورية) متواصل وكثيف وهكذا تغلغلت اللهجة الآشورية واخذت مكانها ضمن قائمة اللغات الإثنية الرئيسية المطلوبة في استراليا. بسبب الحروب في العراق، باشر الكلدان من العراق بالقدوم إلى استراليا بموجات كبيرة في بداية التسعينيات من القرن المنصرم والذين كانوا هم أيضاً بحاجة إلى المساعدة اللغوية والمترجمين. وبالرغم من ازياد عدد الكلدان القادمين من العراق لم يتغير الوضع من الناحية اللغوية لجاليتنا لإيمانهم بوحدتنا وكوننا شعب واحد وهكذا استمرت اللهجة الأشورية (التي كان يطلق عليها اللغة الآشورية) هي السائدة، لتشمل اللهجات الكلدانية والسريانية التي يتحدث بها الأشور والكدان والسريان على حد سواء. 
بعد تزايد الوجود الكلداني في استراليا والنهضة القومية الكلدانية التي شهدناها في العقد الأخير، أصبح الكلدان يطالبون المؤسسات الحكومية، وبالتحديد الهيئة الوطنية لتأهيل المترجمين التحريريين والشفويين في استراليا NAATI والتي هي الهيئة الحكومية الرسمية التي تنظم اللغات في استراليا وتمنح اجازات الترجمة، بإدراج اللغة الكلدانية كلغة منفصلة عن الآشورية. وحرصاً منا وحفاظاً على لغتنا الأم الأصلية الثمينة اتصلت أنا شخصيا وعدد من العاملين في مجال اللغة بزملائنا من الآشوريين العاملين في مجال اللغة مناشدين إياهم على العمل على توحيد صفوفنا واقترحنا التوجه جميعنا إلى الهيئة الوطنية لتأهيل المترجمين التحريريين والشفويين NAATI لنطالب بشكل رسمي بتغيير اسم اللغة المدرجة رسمياً ضمن اللغات الإثنية في استراليا من اللغة الآشورية إلى اللغة السريانية أو الآرامية وهو الحل الأفضل والأمثل لنا جميعاً، بدلاً من أن يكون لنا ثلاث لغات وهي في الأصل لغة واحدة.
رفض الأخوة الآشور هذا الحل وأصروا على أن اللغة التي نتحدث بها جميعاً (بضمنهم الكلدان والسريان) هي اللغة الآشورية. ولحد الأن فشلت محاولاتنا ومحاولات الكثيرين في إقناعهم عن العدول عما يقومون به من تصرف غير مسؤول، في زج القومية في المجال اللغوي ومحاولة إكساء لغتنا باللباس القومي الآشوري الذي قد أدى إلى نتائج سلبية منها تشويه لغتنا الآرامية وتاريخها العريق.
وكما قلنا في السابق فأن التطرف يولد التطرف والتطرف الآشوري أعطى دافع وزخم للتطرف الكلداني الذين منذ ندائهم للنهضة القومية الكلدانية وهم يلاعبون التطرف القومي الشوفيني الأشوري بالتطرف القومي الشوفيني الكلداني. وكرّد فعل من قبل الكلدان، كما هو الحال مع بقية القضايا المصيرية، بدأ الكلدان في عام 2016 بشن هجوم واسع النطاق على اللغة الآشورية، رافضين الاعتراف بها على أنها اللغة التي يتحدثون بها وقاموا بالفعل بالاتصال بالكثير من المؤسسات والدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية، وبدعم ومساندة الكنيسة الكلدانية في ملبورن، مطالبين بإدراج اللغة الكلدانية ضمن اللغات التي يجب أن تحصل على الدعم الحكومي كلغة إثنية مستقلة وتوفير فرص الدراسة في هذه اللغة وفتح المجال أمام الكلدان للحصول على إجازات ترجمة في هذه اللغة من خلال الدورات الدراسية التدريبية مثل شهادة الدبلوم (اسوتاً بشهادة الدبلوم في اللغة الآشورية المتوفرة حالياً) التي تقدمها بعض الجامعات والمعاهد التعليمية. 
للأسف لم يتزعزع موقف الأخوة الآشور بعد التحرك الكلداني المكثف ومواجهته للغة الآشورية، بل بالعكس زاد من التطرف الأشوري وكما يُقال فأن التعصب أعمى، فترى الأخوة الأشور في هذه الأيام يستبسلون في الدفاع عن لغتهم (لهجتهم) فتراهم يقاتلون وبشتى السبل ويأتون بأي أدلة ليبرهنوا على أن اللغة السريانية التي نتحدث بها جميعا هي ذاتها اللغة الآشورية والتي تحورت عبر التاريخ لتصبح اسورية ثم تساقط الحرف الأول لتصبح سورية ثم سوريانية وهي نفسها السريانية التي نتحدث بها حالياً. هذا العند والإصرار على عدم الاستماع حتى إلى اللغويين والمتمرسين والمختصين في المجال اللغوي، من كلا الطرفين، الذين بدورهم يؤكدون بأن اللغة التي يتحدث بها في أيامنا هذه كلاً من الكلدان والسريان والآشور هي اللغة السريانية، أو اللغة الآرامية الحديثة، سيولد تفرقة ليس على الصعيد اللغوي فقط لكن أيضاً في مجالات أخرى وسيشعل العداء بين صفوف أبناء أُمتنا التي نحن في غنا عنها خصوصا ً في وقتنا الحاضر الذي أصبح فيه وجودنا القومي مهدد.   
 ونحن، العاملون في المجال اللغوي من المترجمين التحريريين والشفويين، نحاول هنا في استراليا وبقدر المستطاع، أن نبرهن للجميع، بضمنهم مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية، بأن الكلدان والأشور والسريان هم شعب واحد ويتحدثون لغة واحدة فقط وهي اللغة الآرامية أو وريثتها اللغة السريانية، وأن لها عدة لهجات منها الأشورية والكلدانية والسريانية. محاولين إظهار أنفسنا بأننا شعب واحد. هذا التفكير نابع من إيماننا بوحدتنا وتلاحمنا الضروري والمهم خصوصاً ونحن نعيش في مجتمع متعدد الثقافات التي يحتوي على المئات من القوميات والأديان وإظهار الفراق بيننا يفقدنا الاحترام لنا بين أوساط المجتمع الأسترالي.
 نحاول بقدر الإمكان الوقوف بوجه التطرف القومي (لكلا الطرفين) الذي بدأ ينخر في تلاحمنا الأخوي، بين الأطراف التي اعتبرها من صلب واحد. لكن يبدوا بان المهمة غير سهلة. واشبه موقف الطرفان وكأنهما يلعبان لعبة الطاولة يحاول كل منهما قتل جزء من الطرف الأخر ومحاولة سد الثغرات في ملعبهم حتى لا يعطوا مجال للطرف الأخر في التقوقع فيه وإعطاء الفرصة للهجوم من الداخل.
وأخيرا أود القول بأنه بإمكان أي شخص أن يطلق على نفسه أي تسمية كانت: استرالي، عراقي، مسيحي، كلداني، أشوري، سرياني، انساني، من الشرق الأوسط أو غيرها من التسميات، لكن يجب احترام اللغة التي يتحدث بها لأن للغة تاريخ وحضارة ويجب أن نثمنها ونقدرها ونفتخر بها فهي امتدادا لجذورنا وتاريخنا العريق. 

8
المُستقلين في القوائم الحزبية... سلاح ذو حدين!
عماد هرمز - ملبورن استراليا

 

حضرتُ قبل أيام ندوة سياسية للمرشح المستقل (بحد قوله) نينب لماسو أحد المرشحين المُستقلين ضمن قائمة أبناء النهرين المرقمة 154 التي يترأسها السيد ميخائيل بنيامين وهو عضو قيادي في الحزب. 

الندوة ببساطة كانت عبارة عن لقاء للتعرف على المرشح، أهدافه، وأفكاره، وطموحاته، وخططه المستقبلية كمرشح والتعرف على أوضاع العراق في سياق الجدال. والطريقة التي أُديرت بها كانت مختلفة عما شهدته في السابق حيث كانت شبه مناظرة فردية أو ذاتية حيث كان المرشح قد حضّر مسبقا ً عدة أسئلة (مدروسة) طرحها عليه مقدم الجلسة. وما كان إلا على المرشح أن يُجيب عليها ليبرهن بأنه الأنسب من بين المرشحين. شد انتباهي إحدى الأسئلة المتعلقة باختياره وتفضيله قائمة أبناء النهرين على غيرها من الائتلافات بالرغم من أنه مرشح مستقل وبإمكانه اختيار أي قائمة انتخابية كان يود الانضمام لها. فكان السؤال " كونك مستقل يا سيد نينب لاماسو، لماذا فضلت قائمة أبناء النهرين على قوائم أخرى". وكان المرشح في العديد من المرات قد كرر اعتزازه بكونه مرشح مستقل. وكان جوابه ببساطة لأن تلك القائمة سمحت له بأن يحتفظ باستقلاليته ضمن القائمة. وضعت علامة استفهام على هذه النقطة لكنني أكملت في استماعي إلى المرشح الذي دافع ببسالة عن اختياره بقوله بأن هذا أفضل للشعب لأنه (كمستقل) ليس ملتزم بحزب معين. فدوره هنا سيكون مقصورا على أن يكون صوت للشعب ومن الشعب ويكمن في نقل هموم المواطن إلى الحزب وينقل جواب الحزب إلى المواطنين. بمعنى آخر سيكون حلقة وصل، وكونه غير مرتبط بأي حزب فسيكون أكثر حرا (في مواقفه) لأنه غير ملتزم بسياسة أي حزب.

لست هنا للحديث عن نينب لاماسو ولا عن المستقلين المرشحين ضمن قوائم حزبية معنية، لكنني استغليت هذه الندوة كمدخل للموضوع الذي سأناقشه من وجهة نظر ناخب مشارك يرغب في معرفة دور الناخب المستقل وأهدافه وهل هذا المنحى افضل؟ وكذلك مدى التزام ذلك المرشح (النائب إذا فاز) باستقلاليته، ورأي الحزب الذي وضع اسمه في قائمته وهل بالفعل سيبقى مستقل؟ وهل وجود مستقلين كمرشحين في الانتخابات أفضل؟

بالتأكيد لا بد من القول بأن هناك الكثيرين من أبناء شعبنا يعملون جاهدين من أجل قضية شعبهم ووطنهم بكل اخلاص وتفاني مع ذلك ليسوا بالضرورة منتمين إلى حزب معين فهم يعملون بحسب قناعاتهم الشخصية ودوافعهم ومحفزهم هو ولائهم الكلي للشعب والوطن بدون استثناء أو تقيّد بحزب معين أو جهة معينة أو حتى بدون فائدة أو ربح يجنى من ذلك. 

خوض انتخابات كمرشح مستقل هو سلاح ذو حدين. فمن الناحية الإيجابية يمكننا القول بأن المرشح المستقل سيكون أكثر حرا ً في تصرفاته ومواقفه وغير ملتزم بسياسة حزب معين، آخذين بنظر الاعتبار ان المرشح نزيه ويؤمن بالديمقراطية وسلطة الشعب واحترام ارادة المواطنين. وبالفعل قد يكون المرشح المستقل، عند فوزه، صوت الشعب الذي يدوي في البرلمان متخطيا كل الحواجز الحزبية، وغير خاضعا ً لأي ضغوط حزبية أو سياسية. مع ذلك يجب القول بأن هذا المبدأ يجب ألا ينطبق فقط على المرشح المستقل، فعلى كل المرشحين المُنتمين إلى كل الأحزاب أن يكونوا ممثلين حقيقيين لناخبيهم الذين صوَتوا لهم وأ، يكونوا صوتا ً جهوريا ً لقضايا شعبهم ومشاكلهم وهمومهم ومخاوفهم، وعليهم بالتأكيد، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو عقيدتهم أن يضعوا مصلحة الشعب فوق مصلحة حزبهم أو مصلحتهم الشخصية كنواب.

لكن في نفس الوقت كون الشخص مستقل في البرلمان له سلبياته أو مخاطرة. في البداية نحن نعرف بأن النظام المعمول به في العراق هو نظام الكوتة وهناك فقط خمس مقاعد مخصصة للكوتة المسيحي الذي يشمل الكلدان والسريان والآشوريين. عليه التمثيل الحقيقي يجب ألا يتم حصره في إطار شخص واحد مستقل (يختلف الأمر إذا كان للمرشح المستقل شعبية واسعة ومحبوبا لدى الجماهير... مثل غاندي)  بل يجب أن يكون له قاعدة عريضة تضاهي القاعدة العريضة التي يمثلها حزب أو ائتلاف معين. لذلك عدم ارتباط شخص بحزب معين قد يكون عرضة لتحديد تمثيله على نخبة أو فئة معينة مؤثرة  إجتماعيا أو سياسيا ً أو دينيا ً. وكونه مستقل، بمعنى يكون صاحب قراراته المطلقة سيكون بإمكان النائب المستقل في التوجه في أي اتجاه يرغبه حتى وإن كان هذا الاتجاه لا يمثل الأغلبية.  بمعنى آخر قد يكون التمثيل لفئة معينة وليس لشريحة مجتمع أو طائفة معينة. وهنا التمثيل يكون مقصور وليس ممدود ويكون في إطار تكون ابعاده محدودة بحدود رؤية وقناعة المرشح المستقل وقد يكون ضحية ضيق أفق وقصور في الرؤية وبعيدا ً عن الشفافية والاستقلالية المطلقة. وإذا استمر الوضع كذلك سنشهد بروز شخصيات مستقلة تظهر في الصورة لمدة أربعة سنوات تقوم باستغلال وضعها السياسي غير مكترثة للشعب والناتج حتى وأن كان يعني خسارته لمقعده في البرلمان وبالتالي تفشي الفساد. وهكذا سوف يشهد البرلمان العراقي فوضى وعدم التزام والشعب يظل يكتب مطالبه بدون فائدة على مدى عقود بل قرون من الزمن. 

أما إذا كان المرشح منتمي لحزب معين ويدخل إلى صراع أو معترك الانتخابات ممثلا عن حزبه وعن الفئة التي تُمثل حزبه. فهناك أيضاً فوائد ومضار من هذا المنحى. في البلدان الغربية الديمقراطية، شاهدنا خسارة حزب معين لحكومته (حكومة ولاية في استراليا على سبيل المثال) نتيجة سياسات فاشلة لنفس الحزب أما على المستوى الفيدرالي أو على مستوى ولاية أخرى. صرح رئيس حكومة الظل في برلمان ولاية فكتوريا ماثيو كاي في شهر آذار / مارس من هذا العام بأن حزبه سوف يخسر بالتأكيد الانتخابات التي ستجري في الولاية في شهر نوفمبر / تشرين الثاني من هذا العام بسبب تقلص في شعبية حزب الأحرار الفدرالي الذي أظهرت نتائج الاستفتاءات التي تقوم بها المؤسسات عن تراجع شعبية حزب الأحرار في البلاد للمرة الثلاثين على التوالي.

بمعنى آخر فأن المرشح يكون أكثر مسؤولا عن قراراته في البرلمان لأنها يجب أن تصب في مسار الحزب الذي يمثله والذي يجب أن يلبي احتياجات الشعب الثقافية والسياسية ومطالبه الاجتماعية للاحتفاظ بمكانته في المجتمع وصيانة سمعته وسمعة قادته والاحتفاظ بمقعده أو مقاعده. وأي فشل أو إخفاق في سياسة معينة معناه خسارة ثقة الشعب ليس بالنائب المستقل فحسب بل الحزب كله الذي سيتم معاقبته في الانتخابات اللاحقة، كما يحصل في الغرب. وفي هذه الحالة سيكون الحزب أكثر حذرا في طروحاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية ويجب دراسة ما يود طرحه قبل نشره. مع ذلك في بلد ينتشر فيه الفوضى والفساد مثل العراق، ليست كل الأحزاب نزيه وبسبب ضعف الشعب ترى الكثير من الأحزاب غير المخلصة للشعب تعود إلى السلطة مستغلة المال والسلطة في خداع الشعب وأقناع المواطنين في إعادة التصويت لها.

لكن ما نشهده يحصل في انتخابات هذا العام هو حصول مزج بين النموذجين: مرشح مستقل في قائمة باسم حزب معين. فنلاحظ دخول مستقلين مثل نينب لاماسو في قائمة أبناء النهرين التي يديرها ويترأسها حزب أبناء النهرين المُنشق عن حزب زوعا وغيرهم من المستقلين في قوائم اخرى. فكذلك فعل الكلدان في ائتلاف الكلدان والسريان في قائمتهم. وبهذا الشكل يكون المرشح المستقل خاضع إلى درجة ما للحزب الذي دخل في قائمته وفي نفس الوقت يتمتع بحرية محدودة ويكون مسؤولا ً أمام الشعب وصوتا ً لهم. وعلى المرشحين المستقلين في هذه القوائم أن يعملوا جاهدين للحفاظ على توازن جيد بين مطالب الحزب ومطالب الشعب. نتمنى لكل المرشحين التوفيق والنجاح في الانتخابات.

9
تحية لكل العاملين بأخلاص وتفاني من أجل نيل حقوقنا المشروعة في أرض الرافدين، التي فيها نحن الأصليون.
خطوة رائعة من قبل تحالف الأقليات التي تنم عن رغبتهم الجدية في تحقيق العدالة في اقليم كردستان.

كل الذي نتوخاه هو أن تغطي الموضوعية في كل المحطات التي يمر بها قطار دستور كردستان. وبالطبع اخذ بنظر الأعتبار المصلحة المشتركة للطرفين والتعايش السلمي. عليه يجب أن نتحلى بالواقعية عند مطالبتنا بحقوقنا ونأخذ بنظر الأعتبار الترتيبات السياسية في المنطقة سوى المحلية أو الأقليمية أو العالمية.

أن على يقين بأن العاملين على الناتج النهائي لدستور كردستان هم حريصين كل الحرص على مصلحة شعبنا الكلداني السرياني الأشوري المسيحي لهذا نترك الأمور في أيديكم ونأتمنكم على مستقبل شعبنا والرب يبارككم ويسدد خطاكم وينور طريقكم ويعزز مكانتكم.

اخوكم
عماد هرمز

10
الرفيق العزيز كامل زومايا

تحية لك ولكل رفاق الدرب .... كانت أيام صعبة وقاسية لنا جميعا...وخصوصا في مديرية أمن الكرخ الذي كان يشرف عليها أثنان من اشرس رجال الأمن.  لكننا استطعنا الصمود في وجه الدكتاتور وبقينا متماسكين ومتمسكين ببعض حتى إطلاق سراحنا ولم يستطع النظام اختراقنا.

كانت فرصة كبيرة لنا نحن الشباب في لقاء رفاق أخرين في مراتب اعلى في الحزب في سجن أبو غريب....

بالتأكيد كان محاكمة صورية ولكن نقلنا إلى سجن ابو غريب كان بمثابة الأفراج الجزئي عنا من تعذيب ومأساة مديرية أمن الكرخ.

أرجوا أن يكون كل الرفاق بخير أينما كانو...

اخوك ورفيقك
عماد هرمز
ملبورن - استراليا

11
عام على دولة الخلافة الإسلامية الهولاكية!
عماد هرمز
ملبورن - استراليا


مرت علينا في الاسابيع القليلة الماضية الذكرى السنوية الأولى على مأساة شعبنا المسيحي في شمال العراق وبالتحديد في مدينة الموصل. ففي هذه الأيام الأليمة من العام الماضي حطت غمامة سوداء قاتمة على شمال العراق قادمة من حدوده الغربية، سوريا، لتمطر شعب العراق بالغضب الشيطاني الأسود المقيت جالبا معه فيضانا من التعاسة والحزن والأسى والبؤس والصدمة الإنسانية متجسدا في اشكال التهجير القسري والقتل والتشريد والتدمير والاعتداء الصارخ على الإنسانية وشرفها وكرامتها وتاريخها وسجلها واخلاقها ومبادئها وقيّمها وكل أنواع الأعمال الوحشية التي تبعد الأنسان عن انسانيته وتنهي به في حضيض الشيطان الأسود.

ذكرى اليمة ومأساوية ومرعبة وموجعة للشعب العراق وكذلك للشعب السوري حتى عند التفكير والتأمل فيها. فالصور البشعة المرعبة من صلب البشر وقطع الرؤوس وتعليقها في الأماكن العامة وسبي النساء وبتر الأعضاء وحرق الِأجساد والإعدام العلني للمئات من الشباب العزل من قاعدة سبايكر والاعتداء الصارخ على النساء من اغتصابهم والتمثيل بأجسادهم وقتل الأبرياء من الأطفال واستهداف الرجال، كلها خُتمت بالنار والحديد على قلوب العراقيين والسوريين وخصوصا المسيحيين والإيزيديين واصبحت راسخة كالوشم الأسود القاتم على جسد العراق المجروح ولا يمكن محيه لمئات بل الألاف من السنين.

تحقق حلم التنظيم الإرهابي في تحقيق دولة الخلافة الإسلامية في 29 حزيران/ يونيو 2014بإعلانه قيام دولة "الخلافة" الإسلامية في العراق والشام "داعش" في المناطق التي أصبحت خاضعة لسيطرته بعد تردي الأوضاع السياسية في سوريا وهجومه غير المنذر للموصل وسهلها. عين تنظيم الدولة الإرهابية أبوبكر البغدادي ليكون زعيما لها أو "خليفة" كما يحبون أن يسموه تيمنا بنظام الخلافة الذي كان معمول به في أيام الخلافة الإسلامية. بخطوته هذه في إقامة دولة الخلافة في عصر التكنولوجيا والعلم هو أشبه القيام بتجربة ميدانية من خلالها يقيم المجرب بخلق بيئة يختبر فيها التنظيم الإرهابي معايير الخلافة الإسلامية العتيقة والمتخلفة والمندثرة والرجعية. ضمن البيئة الحقيقية التي يسودها التقدم في كافة المجالات وتوجهها المكاسب الاقتصادية وتأمين الموارد وتديرها المصالح السياسية وتسيطر عليها أيدولوجيات تتغير بتغير الواقع وتواكب تطوره. واشبه ما يقوم به داعش في إنشاءه لدولة الخلافة كشخص استأجر جناح في فندق فخم بعشرة نجوم ليحوله إلى غابة يجرب فيها معيشة الأنسان قبل عدة قرون وبالتحديد أيام نظام الخلافة الإسلامية المندثرة. ما لا يدركه هذا التنظيم هو أن الدين لم يصبح الشغل الشاغل للبشرية في هذه الأيام التي اختلطت فيها العقائد والقيم والمبادئ من مختلف الأديان والطوائف وتداخلت خيوطها لتشكل نسيج اجتماعي معقد تبرز فيه الحرية الفردية  كأولوية بشرية.

أي إجرام ووحشية وبربرية هذه التي لم تتوقعها البشرية أن تصدر من بشر يعيشون في القرن الواحد والعشرون، عصر الانفتاح والتكنولوجيا والتطور العلمي الفائق، عصر التنوع والتعدد الثقافي والديني، عصر العيش المشترك والتناغم، عصر العولمة والاقتصاد الكلي والشامل، عصر التمدن والتحضر والبناء الشاهق وناطحات السحاب. عصر الأحزاب السياسية والديمقراطية والفلسفة المعاصرة. عصر الأدب المعاصر والفن الحديث. عصر الشيوعية والرأسمالية والاشتراكية والليبرالية والعمالية. عصر الأنترنيت والاتصالات اللاسلكية. عصر الأقمار الصناعية والوصول إلى الكواكب.  فكيف نستطيع أو سيستطيع تنظيم الدولة الإرهابية ان يوفق بين تقدم البشرية وحضارتها التقدمية وبين خلافته الرجعية.

ونتساءل جميعا لماذا؟ بماذا نفسر وحشية وبربرية وهمجية داعش في القرن الواحد والعشرون؟ ومن أين جاء هؤلاء بهذه الوحشية والبربرية؟ وبحق السماء والأرض والأديان، أين الدين من هذا التنظيم الذي يقاتل باسمه؟ الأديان جاءت لترقي بالإنسان من غريزته الحيوانية الهمجية نحو السكون الإنساني العاقل، والدين جاء لينشر التآخي والعيش المشترك بين البشر ولم يأتي ليقسم البشر إلى مستويات أو طبقات، إلى خانات أو فصائل وأصناف ويعطي صنف منها الحق في الحكم ومعاقبة الأصناف الأخرى واخضاعها لسيطرته والعيش وفق قوانينه ونظامه ومعتقداته حتى وإن كانت مناقضة للبشرية ومبدأ العيش المشترك.    إلى أي نظرية علمية نستند لنفسر ما قام به تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية من سلوك غير بشري معادي للإنسانية بل يمكن القول أيضا غير حيواني؟ إلى أي فلسفة وفكر وايدلوجية نلجأ  إليها لنحصل على تفسير للدافع الذي قاد مثل هؤلاء بشر همج، عديمي الرحمة، في القرن الواحد والعشرون للقيام بجرائم القتل والذبح والسبي وبدم بارد ضد كل من يخالفهم الرأي؟ إلى أي نظرية تاريخية نستطيع أن ندرس خطاها ونتابع نشأتها عسى ولعل نستطيع أن نفسر ما يقوم به هؤلاء الداعشيون الهمج المتخلفون الرجعيون في زمن التكنلوجياوالتقدم العلمي؟
 

كنا نسمع عن بربرية ووحشية هولاكو وجيش المغول في كتب التاريخ ونندهش عندما نقرأ عن جرائمه البشعة التي اقترفها بحق القرى والمدن التي طالت سيفه ووقعت تحت سطوة سيفه. كنا نفزع من قرأه هذا الفصل المأساوي الأسود البشع في تاريخ البشرية. ولكي نقلل من هول وبشاعة الصورة ولتخفيف وطأتها على البشر ورفضنا لسلوك البشر الوحشي الذي بدر منهم، كنا نبرر فعلتهم ونُقنع أنفسها  بالقول بأن الأنسان وقتها كان لايزال في طور التطور الذهني والتحول التدريجي من الحيونة إلى البشرية الإنسانية. كنا نلجأ وقتها إلى نظرية دارون في النشوء والرقي البشري التدريجي عسى ولعل نعطي تفسير علمي وأخلاقي وانساني ومعقول ويمكن أن تتقبله عقولنا وتهضمه معدتنا الفكرية لما فعله هولاكو وجماعته. قلنا وقتها بأن السيف كان هو الحاكم وقتها في العالم، والبربرية وقتها كانت منتشرة في العالم وما فعله هولاكو وجيشه المغولي لم يكن سوى مبالغة في الوحشية نحو البربرية.

ما فعله هولاكو وقتها كان باسم البربرية فقتل ودمر ونهب عندما دخل بغداد في عام 1258 ميلادية ويبدو بأن تنظيم الدولة الإسلامية يسير في نفس خطى هولاكو. فبحسب تقرير أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان، جاء فيه بأن ((تنظيم داعش نفذ منذ اعلانه اقامة "الخلافة"، 3027 عملية اعدام في سوريا طالت 1787 مدنيا بينهم 74 طفلا، ذبحا او صلبا او رميا بالرصاص او إلقاء من شاهق او رجما او حرقا... كما قتل آلافا آخرين في المعارك التي خاضها التنظيم على جبهات عدة ضد قوات النظام او مقاتلي المعارضة او المقاتلين الاكراد. 

لكن حصار بغداد من قبل هولاكو خان في عام 1258 ميلادية انتهى بعد 12 يوم بدخول هولاكو وجيشه إلى بغداد واستباحتهم للمدينة وقتلهم للخليفة العباسي المستعصم لتنتهي الخلافة العباسية وتُدمر بغداد ويصل عدد الضحايا المقدرة على مليوني قتيل. فهل عاد هولاكو وجيشه من جديد في شكل تنظيم الدولة الإرهابية الإسلامية؟ وهل سينتهي حصار الدواعش بتدمير الموصل والعراق أم سنشهد نهضة عراقية اصلية تستطيع التغلب على دولة التنظيم الإرهابية الهولاكية وجيشه فنراهم يطردون مثل الفئران من الموصل والعراق وسورية.

نتمنى أن تزاح هذه الخيمة المقيتة من العراق وكذلك سوريا ليعود المهجرين والمطرودين إلى ديارهم سالمين يعيشون بأمان وسلام مع بقية أبناء شعبهم العراقي والسوري. أتمنى ألا أعود واكتب عن الذكرى السنوية الثانية لبقاء تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية ويكون وقتها هذا التنظيم في طي النسيان كما حصل للتنظيمات المتطرفة السابقة واخرها القاعدة.

12
سيفو...حرب كانت أم إبادة؟!
عماد هرمز - ملبورن

احيا العالم بأسره في هذا العام وبشراكة مع الأرمن في العالم اجمع بالذكرى المئوية لمذابح "سيفو" 1915-2015 في يوم 24 نيسان / أبريل. المذبحة التي اقترفتها الدولة العثمانية في بداية القرن العشرين بحق الأرمن ثم الاشوريون والكلدان والسريان واليونانيين. المذبحة التي يقدر عدد ضحاياها بأكثر من مليون ونصف ارمني وما يقارب 300 الف كلداني سرياني أشوري والتي لازالت مشاهدها الفظيعة تدمع العيون وتدمي القلوب مع ذلك ترفض تركيا، وريثة الدولة العثمانية، الاعتراف بتلك المجازر معتبرة إياها جزء من ما خلفته الحرب العالمية الأولى. لكن العالم بأسرة قد اجمع على أن ما قامت به السلطات العثمانية لم يكن سوى "إبادة جماعية" بحق شعب طالب بإقرار حق مصيره. واستضافت عاصمة ارمينا، بريفان، وفود أكثر من 60 دولة جاءت لتعبر عن دعمها ومساندتها لما تبقى من شعب الأرمن الذي استطاع رغم الكارثة البشرية والمجزرة والجريمة النكراء التي ارتكبت بحقه على أيدي العثمانيين من بناء دولته.

لم تكن كلمة "إبادة جماعية" موجودة في وقتها لغاية عام 1943. فالشخص الذي اخترع كلمة "إبادة جماعية" وهو رافائيل ليمكن، كان محامي من أصل يهودي بولندي، تم توكيل له مهمة التحقيق في محاولات إقصاء شعب بكامله من خلال احداث مجزرة الأرمن. لم يستخدم في بحوثه كلمة "إبادة جماعية" لحين تطرقه إلى موضوع "الألمان النازيين" واليهود في كتاب نشره ذلك العام تحت عنوان “Axis Rule in Occupied Europe” وفيه ظهرت كلمة Genocide "إبادة جماعية".

كانت الكثير من دول العالم ترفض استخدام كلمة "إبادة جماعية Genocide" لكيلا تغضب تركيا لكن هذه السنة شهدت اعتراف عدد من الدول، وصل عددها إلى عشرين دولة، بأن ما قامت به الحكومة العثمانية آنذاك كان بالفعل "إبادة جماعية" وعلى رأس الذين اعترفوا بذلك هذه السنة كان قداسة البابا فرنسيس الذي استخدم كلمة "إبادة جماعية" في احدى القداديس في مدينة الفاتيكان مما اغضب الحكومة التركية ووعدت بالرد بلهجة قاسية. لم تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بهذه المجزرة إلا مؤخرا. ففي عام 2010 صوت البرلمان الأمريكي على استخدام كلمة "إبادة جماعية" على مذابح الأرمن.  وفي هذه السنة انضمت العديد من دول العالم منها المانيا للاعتراف بأن ما قامت به الدولة العثمانية بحق الأرمن كان "إبادة جماعية".

مذبحة الأرمن لم تكن وليدة اللحظة بل كانت نتيجة لحاصل التطورات التي كانت تحصل في المنطقة. ففي القرن التاسع عشر كانت قيادة الدولة العثمانية في ارتباك شديد بسبب ما كان يحصل وقتها في الدول المجاورة لتركيا. السلطان عبد الحميد الثاني في نهاية القرن التاسع عشر أصبح مهوسا بفكرة الولاء للدولة العثمانية فأصبح يطالب الدول المجاورة بإعلان الوفاء للدولة العثمانية خصوصا بعد الانهيار الذي حصل في الإمبراطورية العثمانية وانفصال العديد من الدول ونيلها لاستقلالها خصوصا في منطقة البلقان حيث نالت العديد من الدول استقالاتها. لم يختلف الأرمن عن غيرهم من الدول التي نالت استقلالها. فاستقلال الدولة شجع الأرمن على التفكير في المطالبة بالحصول على استقلالهم من الإمبراطورية العثمانية. لم ترغب الدولة العثمانية بمنح الاستقلال للأرمن فجاءت الحرب العالمية الأولى وتدخل الروس، الدولة الجارة، في الحرب كفرصة لهم لتعزيز موقفهم ونيل استقلالهم بمساعدة الروس.    كل هذا زرع الشك والعداء في الإمبراطورية العثمانية تجاه الأرمن.  عبد الحميد الثاني وعد بوضع حد للأرمن وبالفعل باشر بمجازر ضدهم لكن على مقياس صغير. لكن بعد القضاء على السلطان عبد الحميد الثاني على يد جماعية "تركيا الفتاة" تنفس الأرمن وغيرهم الصعداء ظانين بأنها جماعة أكثر متحضرة وقد يكون التخاطب معها أكثر سهولة. إلا أنه تبين لاحقا بأن هذه الجماعة كانت متطرفة في تركيتها وعثمانيتها وكانت تنشد إلى "اتركة" المنطقة بأكملها وإخضاع الكل لسيطرتها التامة. وهكذا أصبح الأرمن في وضع اشد حرج وأكثر خطورة. وبالفعل ما حصل بعدها كان كارثة إنسانية.

وبحسب ما طرحه الباحث دايفد فرومكن في كتابه عن تاريخ الحرب العالمية الأولى وما تلاها بأن "الاغتصاب والضرب كانا شائعان. أولئك الذين لم يتم قتلهم تم ترحيلهم نحو الجبال والصحاري من غير مأكل أو مشرب أو مأوى. مئات الألوف من الأرمن أما استسلم للموت أو قتلوا".

بالطبع لازالت تركيا ترفض الاعتراف بأن ما قام به اسلافهم من العثمانيون كانت مجزرة بشرية تهدف إلى إبادة شعب بأكمله. تركيا على علم كبير بأن الاعتراف بكذا جريمة له توابعه المالية والقانونية. حيث سيتطلب إعادة الأراضي للأرمن وكذلك دفع تعويضات مالية كبيرة للضحايا على ما قام به اسلافهم العثمانيون. كذلك ترفض تركيا اعتبار احداث سيفو في عام 1915، وما حصل أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها، على أنها إبادة جماعية على اعتبار بأن ما قامت به القوات العثمانية كان يهدف إلى الوقوف في وجه مجموعة من الأرمن الانفصاليين في منطقة القوقاز الذين كانوا يساندون القوات الروسية في حربهم مع الدولة العثمانية وبالتالي فأن قرار الإمبراطورية العثمانية بإزالتهم من تركيا قسرا كان الهدف منه هو طرد الخونة الأرمن المسيحيين الذين كانوا يحاولون مساعدة العدو المسيحي الروسي. وعليه يردد الأتراك هذه الأيام بأن ما قام به اسلافهم ضد الأرمن كان رد فعل وليس فعل ويجب اعتبار هذه كجزء من فعاليات حرب بين الأطراف المتنازعة وبالتأكيد أثناء الحرب تذهب ضحايا كبيرة من غير العسكريين.

لكن بشاعة ما قامت به القوات العثمانية ضد الشعب الأرمني فاق رد فعل دولة ضد مجموعة من المتمردين. فإذا كانت الدولة العثمانية جادة في الحفاظ على الأرمن وإبقاءهم في أراضيهم كان بإمكانها ارسال قواتها إلى المناطق المتمردة من الأرمن واستخدام الجيش العثماني الذي كان يضمن في صفوفه الالاف من الأرمن لكي يقضوا على التمرد والعصيان. لكن الذي حصل هو قيام الدولة العثمانية بتجريد الجنود والقادة الأرمن من مسؤولياتهم واعدام الكثير منهم وتوجيه الجيش العثماني في حملة إبادة جماعية للشعب الأرمني بأكمله حتى في المناطق البعيدة عن الحدود المتاخمة مع روسيا. فهاجم العثمانيون الأرمن في قرارهم ومدنهم واجبروهم قسرا (رجالا ونساء واطفالا وشيوخا) على الرحيل إلى مناطق بدون ماء أو اكل إلى صحراء سوريا والعراق إلى مصيرهم المحتوم الموت جوعا وعطشا وبالفعل مات اغلبية الذي رُحلوا عن أراضيهم ليصل العدد الكلي من ضحايا الأرمن إلى مليون ونصف.

الأرمن يدافعون عن أنفسهم في القول بأن الشعب الأرمني كان، ولا يزال بشكل حصري،  يقطن منطقة القوقاز الأسيواوربية لما يقارب الثلاثة الألاف عام. كانت مملكة أرمينا مستقلة حيث اعتنقت ارمينا الديانة المسيحية في القرن الرابع الميلادي. في القرن الخامس عشر تم احتواء أرمينا لتكون تابعة للإمبراطورية العثمانية. منذ وقتها وأرمينيا المسيحية خاضعة لسيطرة الإمبراطورية العثمانية المسلمة المتشددة. ويبرر الأرمن بأن ما قام به الأرمن المتطوعون وقتها كان يهدف إلى المطالبة بحقهم في تقرير المصير، في الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية المسلمة التي كانت تتبع وتطبق نظام الخلافة الإسلامية والشريعة الإسلامية في حكمها وعليه كانت تعامل الأرمن بالسوء لأنهم كانوا مسيحيون وكانت الدولة العثمانية تفرض على الأرمن دفع الجزية وغيرها من الاعتداءات التي ارتكبت بحقهم. 

 ما حصل للأرمن والكلدان والسريان والأشوريين لم يكن مجرد مخلفات حرب في ظروف عصيبة ولم يكن رد فعل لعصيان محصور في منطقة صغيرة بل كان فرصة استغلها العثمانيون لتدمير شعب بأكمله وكل الأدلة تشير إلى أن التهجير من المناطق والمدن الأرمنية كانت تهجير قسري لدرجة الطرد من ديارهم وإبادة منظمة نظامية قامت بها جماعة "تركيا الفتية" خصوصا من خلال فرق الموت التي تشكلت خصيصا لاستهداف الأرمن المهجرين. 

على تركيا الاعتراف بهذه الإبادة وإنكارها لا يزيد إلا من الجرح عمقا. على تركيا تقديم التعويضات لكل الضحايا الموتى منهم والأحياء. على تركيا الاعتذار رسميا من الشعب الأرمني والكلداني والسرياني والأشوري على الجرائم التي اقترفت بحقهم على ايدي الدولة العثمانية على غرار ما فعلت استراليا باعتذارها من السكان الأصليين الأستراليين.   

13
المرأة العربية في ظل داعش تنحب في يومها العالمي ...!
عماد هرمز
ملبورن - استراليا

يحتفل العالم اجمع في الثامن من شهر أذار/ مارس بعيد المرأة العالمي تشييدا ً بدور المرأة في بناء المجتمعات. وفي هذا اليوم تفتخر المرأة بأنوثتها وأيضا ً تعلن مفتخرة دورها المهم والأساسي في المجتمع وبإنجازاتها العظيمة التي تحققها على كل الصعد. وفي هذا اليوم أيضا ً من كل عام تُعبر المرأة عن شجونها وعن الحقوق المسلوبة أو التي لم تستطع الحصول عليها فتطالب في هذا اليوم بالمساواة والعدالة والشراكة الحقيقة مع الرجل. حيث تعتقد المرأة وخصوصا العربية بانها لم تـُمنح فرصتها الكافية والكاملة من أجل تحقيق ذاتها في كونها إنسانة متكاملة بإمكانها مشاركة الرجل في تحقيق مجتمع متكامل ومتوازن بالإضافة إلى دورها المهم في العائلة. وعليه تناضل المرأة في العالم أجمع ومنذ الأزل في سبيل الحصول على حقوقها المستحقة.
وما جاء أعلاه هو محور احتفالية المرأة في كل عام. لكن يا ترى بماذا تحتفل المرأة العربية بشكل عام والمرأة العراقية والسورية بشكل خاص في ظل ما قام به تنظيم الدولة الإرهابية في العراق والشام (داعش) ضد المرأة المسيحية واليزيدية والشبك وحتى المسلمة في العراق والشام؟
ففي هذا اليوم من كل عام يتأمل المجتمع ويتمعن في المكانة التي وصلت إليها المرأة في المجتمع مقارنة بالرجل. والمكيال المستخدم لقياس مكانتها هو مُرّكب يحتوي على العديد من المعايير الصغيرة لكنها تصب كلها في المؤشر الكبير الذي يعطي لنا درجة تحقيق المرأة لذاتها وبالتالي مكانتها ودورها في المجتمع.
وتختلف المعايير المستخدمة من بلد إلى أخر ومن مجتمع إلى أخر في نفس البلد وباختلاف الثقافات. ومن ضمن المعايير المستخدمة هي: دور المرأة في البيت وما إذا كانت قد وصلت إلى نفس المكانة العائلية مقارنة بالرجل والرتبة الوظيفية أو المركز الوظيفي الذي وصلت إليه المرأة، فهل وصلت إلى المراكز المرموقة في الوظيفة اسوتا ً بالرجل. والمعيار الأخر والأهم، خصوصا في المجتمع العربي، هو نظرة المجتمع للمرأة التي تعتبر في بعض الدول من المعايير الأساسية. فتقاس وجه نظر المجتمع للمرأة وكيف أصبح المجتمع يعاملها، هل يعاملها على أنها إنسانة متكاملة ونصف مجتمع متساوي مع الرجل تتمتع بكافة الحقوق الممنوحة للرجل أم أن المجتمع يعاملها كإنسانة غير متكافئة مع الرجل ولازالت نصف مجتمع من الناحية النظرية فقط ولكن عمليا فأنها مجرد إمراه فحسب.
في هذا العام كان للعالم نظرة أخرى ومقياس اخر ومعايير خاصة بالمرأة في ظل الإرهاب الداعشي. ففي هذا العام لم يكن المقياس حول الإنجازات التي حققتها المرأة العربية في مجتمعاتها بل جاء المقياس ليبين درجة المعاناة والظلم والاضطهاد والوحشية والإرهاب والعنف والعبودية والاغتصاب التي تعرضت له نساء في دولة العراق والشام في ظل حكم الدولة الإسلامية الإرهابية. والحديث كله عن نظرة مجتمع الدولة الإرهابية الإسلامية داعش إلى المرأة ومعايره التي يستوحيها بشكل ما من الشريعة الإسلامية. ففي دولة داعش المرأة فأن مقام المرأة هو مقام الحيوان وظيفتها تلبية حاجيات الرجل من الرغبة الجنسية أولا ومن ثم المهام الخدمية وما جهاد النكاح إلا دليل على أن المرأة في نظر تنظيم داعش هي لتلبية الغريزة الحيوانية لأعضائه. وهكذا أصبحت النساء في ظل داعش تباع وتشترى في سوق العبيد واسعارها تكون بحسب جمالها الشكلي وليس بحسب درجتها وثقافتها ومكانتها في المجتمع.
في العام الماضي، 2014، نشرت منظمة العفو الدولية "Amnesty International" تقريرها حول الأعمال الإجرامية التي يقترفها أعضاء تنظيم الدولة الإرهابية ضد النساء التي أسرهم هذا التنظيم من اليزيديات والشبك والمسيحيات. وجاء في تقرير المنظمة الموسوم بعنوان "الهروب من الجحيم... التعذيب والعبودية الجنسية في ظل اسر الدولة الإسلامية في العراق" Escape from Hell…torture and sexual salvery in Islamic State captivity in Iraq”. فيه طرحت المنظمة جرائم العبودية والتعذيب بحق النساء من الأقليات غير المسلمة. وجاء في ملخص التقرير (ترجمة عماد هرمز) "في شهر أغسطس من عام 2014، خطف مقاتلي الدولة الإسلامية المئات، من المحتمل الألاف، من الرجال والنساء والأطفال اليزيديين الذين كانوا يهربون من سيطرة داعش على منطقة السنجار، في شمال غرب ذلك البلد. المئات من الرجال تم قتلهم والأخرين تم إجبارهم على التحول إلى الدين الإسلامي تحت تهديد الموت قتلا. النساء الفتيات والصغار، بعضهن بعمر 12 سنة، تم فصلهن عن آبائهم وتم بيع الأقارب الكبار أو منحهن كهدية أو أُجبرن على الزواج من مقاتلي الدولة الإسلامية والمؤيدين لها. البعض منهم تعرض للتعذيب والمعاملة السيئة، بضمنها الاغتصاب واشكال أخرى من العنف الجنسي، وكذلك الضغط عليهم للتحول إلى الإسلام". وهناك قصص كثيرة نشرت في تقرير منظمة العفو الدولية على لسان الضحايا من النساء منها قصص واقعية لبعض الفتيات اللواتي هربن من التنظيم بعد قضاء فترة من العيش في ظل تنظيم الدولة الإرهابية.
وصف الكثير استعباد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية للنساء بـ “عبودية العصر الحديث". فما يقوم به افراد هذا التنظيم الإرهابي بحق النسوة اليزيدين والمسيحيين من اخذ النساء كسبايا وبيعهن في مزادات علنية في سوق العبيد ليس إلا شكل من أشكال العبودية القديمة في لباس متحضر، هذه العبودية التي تخلّص العالم منها في القرن الماضي ويزدريها العالم المتحضر ويمقتها.
وبحسب ما جاء مقال نشر في جريدة الجارديان البريطانية فأن " النساء في تلك المدن يخضعن إلى تعليمات صارمة وقاسية من حيث الحركة واللباس التي تفرض عليهن بشكل منظم من قبل رجال الشرطة وسط غضب عارم ومعارضة من قبل المسلمين المعتدلين" وكذلك جاء في المقال بأن " سكان الموصل ورقة ودير الزور قالو لصحفي الجارديان في مقابلة معهم على التلفون أو السكايب بأن على النساء أن يصاحبهم رجل ما يعرف بالمحرم في كل الأوقات وأنهم مجبرون على لبس النقاب ذات الطبقتين وعباءة ممشوقة وفضفاضة واغطية لليدين والرجلين".
في شهر يناير / كانون الثاني من عام 2014 أصدر تنظيم الدولة الإرهابية "مانيفستو" أي وثيقة تلخص سياستهم التي فيها اوضحوا حقائق عن حياة المرأة من حيث واجباتها ومسؤولياتها في ظل في الدولة الإسلامية. وثيقة داعش هذه صدرت عن كتائب الخنساء وهو الجناح النسائي لداعش في سوريا. والوثيقة التي حملت عنوان "المرأة في الدولة الإسلامية: بيان ودراسة حالة" وصدرت باللغة العربية في حوالي 10 آلاف كلمة، ترجمها إلى اللغة الإنكليزية وحللها شارلي وينتر، الباحث حول الجهادية في سوريا والعراق في مؤسسة كويليام البريطانية لمكافحة التطرف. وأبرز ما جاء في هذه الوثيقة هو تحديد السن الشرعي لزواج الفتاة (9-17 سنة) كما تشدد الوثيقة على دور النساء (السلبي) البيتي في حصرهم في إطار القيام بالمهام الزوجية والتربية. حيث تنص الوثيقة على أن "الوظيفة الأساسية للمرأة هي أن تبقى في المنزل مع زوجها وأطفالها وقد تغادر المنزل لخدمة المجتمع في ظروف استثنائية، كالجهاد في حال عدم وجود الرجال، أو لدراسة الدين". وكذلك تحدد الوثيقة نوع التعليم الذي يسمح للمرأة بتلقيها، ففي ظل الحكم الإسلامي تكون الدراسة مقصورة على الدراسات الإسلامية والقرآن واللغة العربية بالإضافة إلى تعلم الطهي والخياطة وغيرها من الأمور التي غايتها الأساسية هو تحسين من خدمتها المنزلية للرجل الذي بحسب داعش هو السيد الذي يجب أن تكون المرأة عبيدة له. أما من حيث حركة المرأة واختلاطها بالمجتمع فأن المانيفستو شدد الخناق على حركة المرأة ومنع سفرها لأي سبب. وفي أكثر اشكالا احتقارا للمرأة جاء في الوثيقة بأنه "مهما فعلت لن تستطيع إثبات أنها أكثر ذكاء ومهارة من الرجل" وبأن "إن النساء اللواتي يخرجن للعمل يتبنين أفكارًا فاسدة ومعتقدات غير صحيحة بدلًا من الدين". والمضحك في الأمر هو إعلان داعش بأن نموذج الكفار قد فشل في اللحظة التي "تحررت" فيها النساء في ظل داعش. هذا برأي موضوع شيق وفلسفة جديدة يدشنها داعش يمكن تسميتها "تحرير المرأة بعبوديتها".
وكان أستاذ علم النفس في جامعة القاهرة واستشاري العلاقات الأسرية، الدكتور ولي الدين مختار، قد صرح بأن لتصرفات تنظيم الدولة الإرهابية آثارا نفسية "مدمرة" على المرأة في المناطق التي يسيطر عليها حيث تتعرض المرأة في ظل داعش إلى أبشع أنواع الاستغلال والتحرش واجبارهن على الزواج في سن مبكر، دون السن القانونية، وهذا ينتج عواقب نفسية وخيمة. وأضاف في تصريحه بأن المرأة في ظل داعش تعاني من انتقاص في حقوقها المدنية والدينية "بطريقة لم يسبق لها مثيل" ووضح بأن لهذه الممارسات القمعية عواقب وخيمة في المستقبل على العائلة والأطفال حيث ستكون " مدمرة لنفسية المرأة وبالتالي ستنعكس هذه التأثيرات على نفسيات الأولاد والعائلة بشكل عام".
لا يسعنا إلا القول بأن المرأة العراقية المسيحية اليزيدية وحتى المسلمة قد تعرضت إلى نكبة كبيرة في السنة الماضية منذ قيام هذا التنظيم الإرهابي البشع بتطبيق أيديولوجيته وشريعته الإسلامية وفرضها على غير المسلمين. نحن في هذه المناسبة يجب أن نوقد الشموع حزنا على أرواح كل النساء الذين راحوا ضحية هذا التنظيم الإرهابي من الأحياء والأموات. فبحسب التقارير فأن الكثير من النساء الذين تعرضن إلى اعتداءات داعش الوحشية وغير الإنسانية فضلن الموت على العيش عبيدا لأتباع هذا التنظيم الإرهابي والبعض الأخر الذين عانن من إرهاب ووحشية واعتداء هذا التنظيم على شرفهن وانسانيتهن وانوثتهن فضلن الموت على البقاء احياء يعيشن في ظل الذكريات الأليمة، فاقترفن أبشع جريمة ضد أنفسهن وهي جريمة الانتحار. يجب أن نوقد الشموع في هذا اليوم الأليم مستذكرين كل الضحايا من النسوة، ضحايا تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي ودولته السوداء. وكل عام وكل النسوة في العالم بألف خير وصحية وسعادة والعيش الرغيد لهم. آمين.

14
يتقدم حزب الأستراليين المسيحيين بخالص التعازي القلبيةإلى كنسية المشرق الأشورية على رحيل قداسة مار دنخا الرابع الكلي الطوبة.

عماد هرمز
مسؤول المنطقة الشمالية
فرع ولاية فكتوريا
عن حزب الاستراليين المسيحيين

15
تاريخ الانقلابات في القيادة السياسية في استراليا (الجزء الأول)
عماد هرمز


كلمة انقلاب قد تكون غير مستساغة أو مستحسنة أو غير معقولة عندما نذكرها في بلد مثل استراليا الذي يتمتع بحرية وديموقراطية إلى اقصى درجاتها. وعندما نذكر كلمة انقلاب يذهب ذهننا بعيدا، خصوصا نحن العراقيين، إلى الانقلابات الدموية التي حصلت في العراق منذ ثورة 14 تموز عام 1958 متناسين بأن الدولتان تختلفان من حيث بنيتها السياسية ونظامها الديمقراطي ومفهومها الفكري ونظرتها إلى الإنسانية. المعاناة التي ذاقها الشعب العراقي بعد وصول البعث إلى السلطة كانت معاناة قاسية لازال العراق يعاني من مخلفاتها الطائفية. وللأسف قلب النظام من الملكية إلى الجمهورية لم تجلب إلا الأسى للشعب العراقي. النظام الجمهوري كان من المفروض أن يجلب الديمقراطية إلى العراق. عبد الكريم قاسم هو الذي غير الملكية إلى الجمهورية لكن المؤسف هو أن الجمهورية كانت السبب الذي فيه فتحت باب جهنم على العراق بسبب ما حصل بعدها من انقلابات سياسية مؤذية من اغتيال عبد الكريم قاسم مرورا بعبد السلام عارف واخوه ثم اخرها الانقلاب الذي حصل في عام 1968 ليجلب إلى العراق البؤس والموت والطغيان على أيدي حكومة البعث ليتم اغتيال احمد حسن البكر على يد الدكتاتور صدام حسين الذي في النهاية تم طرحه في نفاية التاريخ على يد الأمريكان في انقلاب عسكري خارجي.
بالطبع أنا اتفق مع القارئ بأن الانقلاب في استراليا، إذا ما قارناه بالانقلابات المعروفة في الحكم، هو أمر غير وارد ولم نسمع به من قبل ولم يحصل في استراليا ولن يحصل في المستقبل نهائيا . وهذا بالتأكيد صحيح ودقيق ولا يمكن أن يحصل في بلد مثل استراليا، ليس لأنه غير وارد أو لا يمكن القيام به لكن السبب الرئيسي في عدم حدوثه هو عدم الحاجة إلى القيام به أو بتعبير اخر ليس ضروري ولا يتطلب حدوثه في استراليا. حيث أن استراليا من الدول التي تتمتع بنظام ديمقراطي كامل مع وجود القانون المتمثل بالدستور والتشريعات التي تحمي هذه الديمقراطية وكل الممارسات الديمقراطية وتكفل لكل مواطن حق التعبير عن رأيه بضمنها المطالبة بإقصاء أي قائد من أي مركز وبموجب القوانين الأسترالية فأن كل شخص في استراليا، مهما كان مركزه، هو متساوي في نظر القانون تنطبق عليه كل القوانين وعليه فأن الساسة في استراليا ليسوا محصنين، كما هو الحال في الدول الأخرى، وبإمكان معاقبتهم أو الطلب منهم التنحي عن مركزهم إذا اقتضى الأمر. كل هذه الأمور تخضع للإجراءات القانونية المتفق عليها دستوريا وقانونيا وبصورة سلمية وديمقراطية وعليه يجب أن لا يكون هناك خلاف عليها ويسهل تطبيقها.
لكن نوع الانقلاب الذي نتحدث عنه في استراليا ليس انقلاب في السلطة أي قيام حزب معين بالانقلاب على السلطة التي يسيطر عليها حزب أو حكومة أخرى لكن ما نقصد به هو الانقلاب الداخلي أو الضمني في الحزب الواحد أي انقلاب مسؤول في حزب واحد على مسؤول أخر في نفس الحزب أو يمكن إطلاق عليه تسمية الانقلاب الهرمي أي طلب عضو في البرلمان في مستوى معين بالانقلاب على رئيسه أو مرؤوسه. مع ذلك لا يمكننا إلا أن نسمي الانقلاب على القادة السياسيين في استراليا سوى بالانقلاب حتى وإن كان محصورا في نطاق الحزب الواحد. وعليه وعلى اقل تقدير يمكن أن نطلق عليه بالانقلاب الداخلي. وسبب قولنا بأنه انقلاب لأنه يحصل عادة في الحزب الحاكم ونادرا ما يحصل في حكومة الظل وإن حصل في حكومة الظل فأنه مجرد تغيير في قيادة الحزب لتحسين وضع المعارضة سواء من شعبيتها أو برامجها الانتخابية وما شابه ذلك خصوصا في الفترات التي تسبق الأنتخابات.
تاريخ استراليا السياسي حافل بالانقلابات السياسية الداخلية. يعود تاريخها إلى عام 1971عندما قام نائب في حزب الأحرار بتحدي رئيسه على رئاسة الحكم. ففي عام 1971 احتفظ رئيس الوزراء وقتها جون كورتن بقيادة حزب الأحرار بعد أن تحداه زميله وليام مكماهون والذي نتج عن تساوي في الأصوات المطالبة بالتغيير وضد التغير. هذه النتيجة لم تعجب وقتها رئيس الوزراء جون كورتن حيث أنها لم تكن كافية له وترجمها رئيس الوزراء وقتها على أنها ثقة غير كافية بقيادته وعليه قدم استقالته من منصبه ليتولى المتحدي وليام مكماهون رئاسة الوزارة. الأنقلاب الثاني الذي حصل كان أيضا في صفوف حزب الاحرار. ففي عام 1981، أي بعد عشر سنوات، تحدى اندرو بيكوك وقتها رئيس الوزراء الليبرالي مالكوم فريزر على رئاسة الوزراء لكنه لم ينجح في انقلابه هذا. حيث كانت نتيجة الأقتراع بين أعضاء الحزب هو حصول مالكوم فريزر على 54 صوت لصالحه مقابل 27 صوت لصالح بيكوك. وفي عام 1982 حصلت أول حادثة لتغيير في قيادة حزب العمال عندما تحدى بيل هايدن وقتها بوب هوك الذي كان يقود حزب العمال في المعارضة. وبالفعل نجح بيل هايدن في انقلابه فحصل على 42 صوت مقابل 37 صوت لخصمه. لكن الذي حصل هو أنه في السنة التالية تقدم بيل هايدن باستقالته من منصب رئاسة الحزب ليعود بوك هوك إلى دفة حكم حزب العمال قبل شهر من الانتخابات الفيدرالية لعام 1983 والتي فاز وقتها حزب العمال فيها فأصبح بوب هوك في عام 1983 رئيسا لوزراء استراليا. استمر بوب هوك في منصبه لحين قيام النائب بول كيتنغ، الذي كان يشغل آنذاك منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخزانة، بتحدي بوب هوك مرتين. الأولى في شهر حزيران عام 1991 والتي فشل فيها حيث جاءت النتيجة لصالح بوب هوك 66 صوت مقابل 44 صوت. لكن بول كيتنغ لم يهدأ له بال، فعاود الكرة مرة أخرى بعد ستة أشهر من المحاولة الأولى لينتصر في شهر كانون الأول / ديسمبر على بوب هوك بفارق خمس أصوات فقط واستطاع أن ينتزع رئاسة الوزراء ويصبح رئيسا للوزراء عن حكومة حزب العمال.
الانقلاب التالي كان في صفوف حزب الاحرار، ففي شهر مايو/ أيار من عام 1989تنافس كل من اندرو بيكوك وجون هاورد على رئاسة حزب الأحرار لينتصر بيكوك بعد نيله 44 صوت مقابل 27 لصالح جون هاورد ويصبح قائد لحزب الاحرار للمرة الثانية. في نفس الفترة حصل انقلاب في صفوف حزب الوطنيين (الناشنال) ليحل جارلس بلانت مكان إيان سنكلير. ظل جون هاورد وزيرا للخزانة في حكومة فرايز من عام 1977 لغاية عام 1983. وأصبح رئيسا لحزب الأحرار من عام 1985 لغاية 1989 في حكومة الظل، حيث قاد هاورد وقتها حزبه في الانتخابات الفيدرالية التي جرت في عام 1987 ضد حكم بوب هوك. لكن حزب العمال فاز في الانتخابات واستطاع الاحتفاظ بالسلطة ويستمر بوب هوك في منصبه كرئيس للوزراء للفترة القادمة. في عام 1994 تنافس الكساندر داونر مع جون هاورد على رئاسة حزب الأحرار فكان الفوز من نصيب الكساندر داونر الذي غلب جون هاورد بفارق سبعة أصوات ، 43 صوت لصالح الكساندر داونر مقابل 36 صوت لصالح جون هاورد. لكن في عام 1995، تم إعادة انتخاب جون هاورد كرئيس لحزب الأحرار ليصبح رئيسا لحكومة الظل المعارضة. في عام 1996 قاد جون هاورد حزب الاحرار (أو الائتلاف، بعد التحالف مع حزب الوطنيين) ليفوز في انتخابات عام 1996 ضد حكومة بول كيتنغ بعد 13 عاما من سيطرة حزب العمال على الحكم ليصبح جون هاورد رئيسا لوزراء استراليا وينجح في الاحتفاظ بالسلطة وقيادة الأحرار في الانتخابات الفيدرالية المتوالية، انتخابات 1998، وانتخابات 2001، وانتخابات 2004. لحين خسارة حزب الأحرار الحكم في عام 2007 عندما استطاع حزب العمال بقيادة كيفن رد من الفوز في الانتخابات الفيدرالية بعد سيطرة حزب الأحرار على الحكم لمدة 11 سنة تحت قيادة جون هاورد الذي جاء بالمرتبة الثانية من حيث مدة بقاءه كرئيس وزراء لأستراليا بعد رئيس الوزراء روبرت منزي الذي كان رئيسا لوزراء استراليا لمدة 18 عاما وخمسة أشهر.
توالت المنافسات بين أعضاء حزب العمال لنيل قيادة الحزب في حكومة الظل بعد خسارة حزب العمال للحكومة في عام 1996 على أيدي جون هاو. فبعد خسارة حزب العمال في انتخابات عام 1996، قدم بول كيتنغ استقالته ليتم انتخاب النائب كيم بيزلي وبدون معارضة كقائد لحزب العمال ورئيس المعارضة البرلمانية ممثلا ُ عن حكومة العمال في حكومة الظل. كانت خسارة حزب العمال قاسية في عام 1996، حيث كان الفرق في المقاعد النيابة في البرلمان بين الحزبين كبيرا. حيث استطاع حزب الأحرار ان يتفوق على حزب العمال بفارق 45 مقعدا في البرلمان أي أن عدد نواب حزب العمال كان ضئيلا ُ في البرلمان. لكن كيم بيزلي استطاع في الانتخابات الفيدرالية في عام 1998 (أي بعد عامين من انتخابات عام 1996) أن يقلص من فارق المقاعد بينه وبين حزب الأحرار من 45 مقعدا إلى 13 مقعد فقط بسبب فقدان حزب الأحرار لشعبيته وسياسة بيزلي في العديد من القضايا السياسية. دخل كيم بيزلي في انتخابات عام 2001 ليقود حزب العمال وكان موفقه مشجعا ً لولا الأحداث العالمية التي اثرت على الوضع في استراليا منها احداث سبتمبر 2001 الإرهابية وأيضا ً موقف كيم بيزلي غير الحازم بشأن العبارة النرويجية (تيمبا) التي كانت تحمل لاجئين فرفض جون هاورد استقبالها في استراليا ووصول القضية إلى القضاء الأسترالي، فبحسب ما قيل وقتها بأن وقف بيزلي لم يكم مقنعا مما إثر على شعبيته فلم ينجح في الفوز بهذه الانتخابات ليحتفظ جون هاورد وحزب الأحرار بالحكومة للمرة الثالثة. بعد هذه الخسارة استقال كيم بيزلي ليخلفه سايمون كرين. لم يستطع سايمون كرين أن يرفع من شعبية حزب العمال وهكذا شهد حزب العمال تفرقة وتقاتل داخلي. في عام 2003، كان وقتها سايمون كرين هو يقود المعارضة فتحداه مارك لايثم مرتين الأول في شهر حزيران 2003 ولم تنجح والثانية في شهر ديسمبر/ كانون الأول من نفس العام، 2003، ولكن هذه المرة تمكن مارك لايثم من الغلبة على سايمون كرين ليقود حكومة الظل العمالية.
التتمة في العدد القادم.... نلقاكم في العدد القادم لنتحدث عن المزيد من الأنقلابات السياسية في قيادة الأحزاب.

16
مسيحيو العراق على درب الصليب
عماد هرمز
ملبورن - استراليا


مسيحيو العراق يستعدون لإقامة شعائر عيد القيامة المجيد الذي سيصادف في يوم الأحد الخامس من شهر ابريل عام 2015. ومن هذه الشعائر الدينية التحضيرية لعيد القيامة هي الصوم الكبيرة وكذلك شعائر درب الصليب الأسبوعية التي ستبدأ في يوم الجمعة القادم ولمدة سبعة أسابيع لتنتهي بالجمعة العظيمة، جمعة موت الرب المسيح على الصليب، ثم يليها سبت النور وتختتم بيوم أحد القيامة الذي سيكون العيد الكبير لمسيحي العالم وبالطبع لمسيحي العراق.

مراحل درب الصليب الأربعة عشر تجسد طريق آلام المسيح من لحظة القبض عليه مرورا بالحكم عليه (المرحلة الأولى) إلى المرحلة الرابعة عشر التي يتأمل فيها الشعب المسيحي الرب المسيح وهو يوضع في القبر وهذه هي المرحلة الأخيرة لينتظر العالم المسيحي لمدة ثلاثة أيام، ليوم الأحد، يوم عيد القيامة المجيد. هذه الجمعة الاخيرة، الجمعة العظيمة، هي من أقدس أيام الجمع في العالم المسيحي حيث تقف الحياة التجارية فيها أطلاقا وتعتبر عطلة رسمية في الكثير من دول العالم. في هذه الجمعة تجري مراسيم كبيرة منها القداس الكبير الذي يمثل خطوات صلب المسيح على الصليب. وتقوم المؤسسات المسيحية والكنائس بتغطية كل الأيقونات وتماثيل المسيح وغيرها بالوشاح الأسود دلالة على حزن الشعب المسيحي على موت مخلصهم وفاديهم المسيح. بعدها ينتظر المسيحيون ثلاثة أيام إلى يوم الأحد، ليحتفلوا بعيد القيامة المجيد وهو اليوم الذي قام به المسيح من بين الأموات لينتصر على الموت والشيطان وليصعد إلى السماء حيث مكانه الأزلي بعد أن أكمل مهمته في الفداء من أجل شعبه لخلاصهم من خطيئة الموت الكبرى التي جلبها على الإنسانية آدم وحواء بخطيئتهم بعصيان امر الله بعدم الأكل من تفاح شجرة المعرفة فحل الموت على الأنسان وما كان من الرب إلا أن يتجسد ويفدينا بدمه ليقوم في اليوم الثالث ليعد لنا الطريق إلى الخلاص ولهذا نرى تعم الفرحة في الأوساط المسيحية في هذا اليوم.

اشبه معاناة ومأساة الشعب المسيحي في العراق بمعاناة المسيح وهو في مراحل التضحية الكبرى، التضحية بنفسه من أجل خلاص شعبه، درب الصليب. ويمكن القول بأن مسيحيو العراق يمرون في مراحل درب الصلب التي خطاها قبلهم ربهم وسيدهم يسوع المسيح. حيث يمر الشعب المسيحي في العراق بمعاناة كبيرة على أيدي المتطرفين والمتشددين والتكفيريين من المسلمين منذ عقود وأبشعها  بدأ بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق ليختمها العدوان الغاشم والإرهابي من قبل تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية ضد المسيحيين واقترافه أبشع الجرائم بحق هذا الشعب المسالم. مأساة هذه المرحلة قد توصل الشعب المسيحي على الصليب وقد ينتهي الأمر بصلبهم على الصليب لكن المعضلة الكبيرة التي سيعانيها الشعب المسيحي هو موته على صليب الإرهاب والتطرف من دون توقع القيامة في اليوم الثالث ولا في القرن الثالث وقد تكون هذه المأساة المسمار الأخير في نعش الوجود المسيحي في شمال العراق. وعندما يلفظ العراق أخر مسيحي من أرضه، وقتها يمكن القول بأن التهجير القسري والقتل والاغتصاب قد نال بالفعل من الوجود المسيحي في العراق.

فمسيحيو العراق على مر التاريخ قد مرو، لحد الأن، بالمراحل العشرة من درب صلبهم وإذا استمر الموال بهذا الشكل فأن مسيحيو العراق قد ينتهي بهم الأمر الموت على الصليب من دون رجعة أو قيامة. مسيحيو العراق قد تخطوا المرحلة الأولى في الحكم عليهم بالموت من قبل المتطرفين والعنصريين من العراقيين سواء كانوا الأكراد أو العرب أو المتطرفين المسلمين عبر التاريخ وكذلك مروا بالمرحلة الثانية عندما حملوا صليبهم وجاءت الكوارث على رؤوسهم فوقعوا تحت صليبهم الثقيل عدة مرات واحدثها كانت مجزة سميل وصوريا وسيدة النجاة. وفي مرحلة زمنية معينة وصل مسيحيو العراق إلى المرحلة الرابعة عندما التقوا بأمهم العراقية الشريفة الحزينة على مصيرهم ومعاناتهم ومروا بالشرفاء من العراقيين ليعاونوهم والذين كانوا مثل سمعان القيرواني الذي ساند المسيح، فساند الكثير من العراقيين اخوتهم المسيحيين في مرحلته الصعبة ليتمتع المسيحيين بنوع من الحرية والحماية في احدى الحقب السياسية.  لكن التاريخ عكس مرة أخرى ضد المسيحيين ليشعروا بثقل وجودهم في العراق فوقعوا تحت الصليب للمرة الثانية في مجزة صوريا في مرحلتهم السادسة من درب الصليب. لكن معاناة مسيحيو العراق استمرت على أيدي الحكومات المتوالية ليقعوا وللمرة الثالثة وقعة أليمة شبه قاتلة تحت ثقل الصليب الذي حمله عليهم تنظيم داعش الإرهابي بإجبارهم على الخروج من الموصل ويلجوا إلى كردستان العراق.

ويبدوا بأننا في المراحل الأخيرة من هذا الدرب وقد نكون قد عبرنا المرحلة العاشرة التي فيها عرّي المسيح من ثيابه، كما عرّي مسيحيو العراق من ممتلكاتهم ومقتنياتهم من قبل الإرهابيين في تنظيم داعش الإرهابي عندما طردوا المسيحيين والإيزيديين من ديارهم وجردوهم من كل ما يملكون. وباعتقادي فأن مسيحيو العراق في الوقت الراهن قد يكونون في مرحلتهم الحادية عشر، حيث في هذه المرحلة يتأمل مسيحيو العراق المسيح وهو متسمرا َ على الصليب.   نعم المسيح تم صلبه وترك على الصليب ليموت ويمكن القول بأن الوضع الراهن لمسيحيي العراق وهم يعانون في معيشتهم من حيث المسكن والملبس والمأكل وفي فصل الشتاء القارس يبدوا وكأنهم قد تركوا يعانون على الصليب. مسيحيو العراق مصلوبون كما صلب المسيح وهم يعانون كما عانى المسيح وهم صبورون كما كان المسيح صبورا على صليبه، ينتظرون الفرج من الرب من محنتهم. الفرج من الرب بالنسبة للمسيح كان في موته على الصليب لأنه كان يجب أن يكمل هذا المشوار ليقوم مرة أخرى من بين الأموات بعد ثلاث أيام ويصعد إلى مكانه الأزلي. بينما الفرج لمسيحي العراق ليس في موتهم بل في موت داعش وتنظيمه الإرهابي لكي يعودوا إلى ديارهم آمنين سالمين يعيشون حياتهم الطبيعية. 

بالطبع لا نريد أن يكمّل مسيحو العراق درب صليبهم لأن المرحلة القادمة تعني موتهم على الصليب وفي هذه المرحلة، الثانية عشر، يتأمل مسيحيو العالم يسوع وهم يُنزل من الصليب، وهذا يعني سيتأمل مسيحيو العالم موت مسيحيو العراق على الصليب. يحاول العالم وفي مقدمتهم كنيستنا وشعبنا الدفاع من أجل بقاء شعبنا في ارض أجدادهم، من أجل بقاءه في الوجود من أجل بقاءه في النسيج العراقي كأحد أهم وأقدم مكوناته وخيوطه. لكن الوقت وسيفه لا يرحم فكلما مر الوقت زادت جروح المسيحيين المهجرين ونزيفه المتمثل في الهجرة الذي لازال ينضب وليس من مخرج لوقفه وإذا استمر ذلك فأن جسد العراق سيخسر عضوه المسيحي في الشمال وإلى الأبد.

ومن جانبها تكافح الكنيسة الكلدانية في العراق من أجل إقناع الأسر المسيحية بعدم مغادرة المنطقة بحسب ما جاء في تصريح أسقف أربيل المطران الموقر بشار وردة في حديث له مع إذاعة بي بي سي البريطانية. حيث دع الأسقف، وهو ناشد للسلام في داخله وبالرغم من أن دينه يدعوه إلى السلام والمحبة والـتأخي، لكنه مجبر لإنقاذ شعب فما كان منه إلا أن يناشد المجتمع الدولي إلى انقاذ مسيحيو العراق من خلال شن حرب برية على تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن استنفذوا كل الطرق السلمية لمناشدة هذا التنظيم الإرهابي إلى العودة إلى كهوفهم المعفنة التي طلعوا منها. لم يصبح أمام العالم طريقة أخرى غير القتال البري لكي يهزموا هذا التنظيم الفتاك اللاإنساني واللاأخلاقي وغير الديني ليعود مسيحيو العراق إلى أراضيهم وبيوتهم وحياتهم ونحمي الوجود المسيحي في شمال العراق الذي يعتبر من أقدم الشعوب التي استوطنت هذه الأرض المقدسة.

وبحسب ما جاء في موقع بي بي سي البريطانية فأن أسقف أربيل قال لجمع من الأساقفة والقساوسة في بريطانيا وأعضاء لجمع من الأساقفة والقساوسة في بريطانيا وأعضاء مجلس العموم إن المسيحيين في العراق "لم يعد أمامهم وقت طويل" إن لم يتخذ إجراء عسكري على الأرض. وجاء في الموقع أيضا بأن الأسقف، الذي يمثل الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية - خلال زيارته للندن – أبلغ تجمعا في وستمنستر أن الطائفة المسيحية العراقية تناقصت بطريقة "مفجعة" في العقد الماضي، من 1.4 مليون نسمة كما كان في فترة حكم صدام حسين. كما عبر عن قلقه في قوله بحسب ما جاء في الموقع بأنه " فر عشرات الآلاف من العراقيين المسيحيين والأيزيديين من منازلهم في صيف 2014 في أعقاب تحذيرات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين طلبوا منهم التخلي عن عقيدتهم وإلا واجهوا القتل".


المسيح صُلب على يد اليهود قبل ألفي عام والأن يُصلب مسيحيو العراق على أيدي إرهابيو داعش. فهل من منقذ لمسيحيي العراق فأن الوقت لم يفت بعد وأنه يمكن انقاذهم من مصير الموت في العراق. نتمنى أن يرجع أهالي الموصل وسهلها إلى قراهم ويقومون من وقعتهم هذه ويختارون طريق غير طريق الجلجلة ليستمر التعايش السلمي والأخوي بين مكونات الشعب العراقي إلى الأبد.  كل عام والجميع بخير وصيامكم مقبول مقدما. ونتمنى أن يتحلى أبناء الموصل المهجرين بالصبر اللازم لكي يظلوا في أرض الرافدين لحين يتم دحر قوى الظلام والإرهاب ويحل السلام في ربوع العراق.

17
شكرا على ترتيب هذا اللقاء المهم من قبل الأخ ولسن من إذاعة SBS الاسترالية

شكرا جزيلا ً لغبطته وعلى وقته الثمين  في المشاركة في هذا اللقاء

اللقاء مهم جداً حيث من خلاله يوضح غبطته ملابسات السنودس الأخير والإشكاليات المتواجدة بين الكنيسة في البلد الأم وسيادة المطران سرهد جمو في أمريك ويطلعنا على أخر الأخبار الكنسية والتي تتعلق بأبناء الرعية في العراق.

نناشد المطران سرهد جمو أن يتصرف على أساس كونه رجل دين مسيحي وبصفته كمطران حامي للكنيسة الكلدانية وومثلها في امريكا... عليه الطاعة ثم الطاعة ثم الطاعة ... عليه ترك الأمور الدنيوية والتركيز على الشؤون الدينية... تحديه وإهماله لمكانة ومركز غبطة أبينا ساكو هو ضد إيمانه المسيحي قبل أن يكون أخلاقا بشريا. وعمله هذا يزيد من الشرخ الحاصل في الكنيسة التي تحتاج إلى اللحمة والوحدة من اجل جمع قواها في مواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها وجودنا المسيحي في العراق.

اطالب بفصل المطران سرهد جمو من منصبه وإحالته إلى التقاعد هو وأتباعه المنشقين عن الكنيسة.

الأفضل أن يكون المنصب شاغر بدلا من أن يكون هناك مطران لا يقوم بواجبه بالشكل المطلوب.

كلنا وراءك يا غبطة ابينا البطريرك قلبا وإيمانا وقالبا ... الرب يباركك ويقويك ويحمي رعيتك في العراق.

الرب يبارككم

عماد هرمز

18
تحية لشبابنا الفدائيون المضحين من أجل امتهم المسيحية

نعم نحن لسنا بالجبناء... نحن ناشدين للسلام ... لكن إذا كان السلام يعني زوالنا ودمارنا ... فالسلام لا معنى له....وعلينا الدفاع عن أنفسنا.

وكنا ولا زلنا نريد العيش بسلام وأمان مع كل مكونات الشعب العراقي. لكن يبدوا بأن الجميع (الحكومة المركزية أو الكردية) يسعون وراء مصالحهم فقط وتخليهم عن الدفاع عن القرى المسيحية هذا اكبر دليل. عليه يجب أن نشمر عن سواعدنا ونرفع سلاحنا للدفاع عن انفسنا، نعم للدفاع عن انفسنا وليس من اجل التهجم على الأخرين أو سلب حقوق الأخرين وارضهم.


ستكون هناك تضحيات ... لكن هذه التضحيات ستكون صفحة مشرفة في سجل تاريخ شعبنا الكلداني الأشوري السرياني المسيحي.

نعم حان الوقت للأعتماد على النفس ... حان الوقت لكي نحد أوراق غصن شجرة الزيتون (رمز السلام) لتصبح سكاكين وسهام تغرز في قلب من يريد تدميرنا وزوالنا...

الله يبارك ويحمي شبابنا ... لابد من تضحية ... لا بد من النضال المسلح ... لابد أن نحمي أنفسنا وشعبنا وكياننا ووجودنا في أرض الرافدين ... ارض أجدادنا وآباءنا....

الرب المسيح وامه العذراء مريم يحميانكم

كلنا معكم، وأذا لم نستطع مساعدتكم في السلاح والمال، سنشارككم في صلواتنا.

عماد هرمز





19
حصل السيد عماد هرمز على شهادة الماجستير في العلوم الإجتماعية تخصص ترجمة وبتقدير جيد جداً

     Master of social science translating and interpreting studies with distinction
من جامعة RMIT إحدى الجامعات الاسترالية المرموقة.  تحتل جامعة (RMIT) الترتيب رقم 14 بين أهم الجامعات الاسترالية التي يزيد عدها على 29 جامعة وتحتل الرقم 246 و291 على المستوى العالمي عامي 2012 و 2013.

تضاف هذه الشهادة صفحة إلى فصل الإنجازات الأكاديمية في كتاب الأنجازات الأكاديمية والمهنية والإجتماعية ( المدنية ) والسياسية للسيد عماد هرمز.

حيث:

يعمل السيد عماد هرمز كمترجم محترف ومعتمد من قبل الدولة الاسترالية منذ اكثر من عشر سنوات. بعد نيله الدبلوم المتقدم في الترجمة التحريرية والشفوية في اللغتين العربية والأنكليزية في عام 2004. وله شهادتين تقديريتين في الترجمة في اللغة الكلدانية والأشورية.

عماد هرمز عضو في الأتحاد الاسترالي للمترجمين وعضو في الأتحاد الاسترالي للمهنيين وعضو في العديد من المؤسسات الترجمية في العالم. 

عماد هرمز لم يكمل دراسته الجامعية في قسم الهندسة الكهربائية ، الجامعة التكنولوجية بسبب نشاطاته السياسي ضد النظام الدكتاتوري البائد وكان قد تم اعتقاله بسبب نشاطه السياسي في الجامعة.

وعماد هرمز يقيم في ملبورن استراليا وهو نشط في المجال الإجتماعي والسياسي:

عضو في المؤسسة الملكية الفخرية لكتاب العدل  في ولاية فكتوريا وهو مؤثق عام (كاتب عدل).

ففي المجال السياسي خاض  عماد هرمز انتخابات ولاية فكتوريا الأسترالية كمرشح لحزب الاستراليين المسيحيين في عام 2014 وجاء بالمرتبة الثالثة بعد الحزبين الرئيسيين ، حزب العمال وحزب الأحرار. وهو الان مسؤول حزب الأستراليين المسيحيين للمنطقة الشمالية.

وكذلك خاض الأنتخابات المحلية مرتين لعضوية مجالس البلدية في عامي 2008 و 2012.

عماد هرمز هو عضو في الهيئة الإدارية لمركز خدمات المهاجرين الاسترالية للمنطقة الشمالية الشرقية.

وهو عضو مؤسس لجمعية حمورابي الثقافية وعضو مؤسس للمجلس الكلداني الأشوري السرياني الاسترالي في ولاية فكتوريا. وعضو في ملتقى ملبورن الثقافي وعضو في العديد من المنظمات الاسترالية الأجتماعية والسياسية.   

عماد هرمز كاتب صحفي متمرس، فهو عضو اسرة جريدة العراقية الصادرة في سدني وله مقالي اسبوعي في الجريدة.  وله مقال شهري في احدى الصحف العربية في مدينة ملبورن الاسترالية.

 عماد هرمز هو إداري احد منتديات عنكاوة دوت كوم وهو من كتاب الموقع .

يعمل عماد هرمز حاليا كمترجم محترف في احدى المستشفيات الرئيسية في ملبورن.

لعماد هرمز الكثير من الأصدارات والدراسات والبحوث الصغيرة.




20
خطاب البطريرك في مؤتمر الوئام: من البديهيات إلى الأولويات؟   
عماد هرمز
ملبورن - استراليا

لو صادف أن تعثرت بنص كلمة غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، الخطاب الذي القاه في يوم السبت المصادف 31 يناير/ كانون الثاني 2015،  أثناء انعقاد مؤتمر الوئام في العراق ضمن فعاليات أسبوع الوئام العالمي بين الأديان الذي نظمه مؤسسة الحكيم الدولية تحت شعار "ديننا وئامنا" وحضره كبار الشخصيات السياسية والدينية في العراق بضمنهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، لو كنت تعثرت بهذا النص من دون معرفة شخصية كاتب هذا الخطاب لكنت قلت بأن من كتب هذا الخطاب لابد أن يكون شخص مبتدأ في السياسة، أو شخص بدأ في التو مشواره في المعقل السياسي أو هو مجرد هاوي جديد في مجال السياسة أو نستطيع القول أنه تحت التدريب في الشؤون السياسية وعليه فهو لا يفقأه الكثير عن الأمور السياسية والاجتماعية وحتى الدينية الأساسية. ليس حُكّمي هذا بسبب الأسلوب الذي كُتب بموجبه هذا الخطاب أو طريقة تناول الكاتب للموضوع أو أسلوب طرحه لمثل هكذا مسائل أو قضايا سياسية ودينية واجتماعية، بل لأن ما جاء فيه يعتبر من البديهيات السياسية والدينية والاجتماعية التي يعرفها كل شخص بسيط فكيف بقائد سياسي كان أو ديني أو اجتماعي حيث يتوقع منهم أن يعرفونها عن ظهر قلب، وعليه اعتبر أحتواء أو ضم مثل هكذا بديهيات في الخطاب الذي يبدوا شبه بالخطاب الرسمي إلى حد ما قد يعتبرها البعض استهزاء بالمتّلقي لأنه سيتم فهمها على أنها القاء محاضرة في الاخلاق والمثاليات على مسامع الحاضرين.       

لكن عندما يكتشف القارئ هوية الكاتب، وأنه غبطة مار لويس روفائيل الأول ساكو، وعن هوية المتلقي لكلمته أو خطابه، القادة السياسيين والدينيين واخرين المتقاتلين على السلطة والمنقسمين على بعضهم، مع خالص وكامل تقديري واحترامي لهم جميعا،  والمكان الذي ألقيت فيه الكلمة، العراق المجروح المريض المُدمر بسبب الفساد وسرطان الطائفية والعراك السياسي الدائر فيه على السلطة والقوة والمركز، ستتغير وجهة نظرنا عن النص وعن الكاتب ويتغيّر حكمنا على الخطاب وعليه وبدلا من القول بأن الكاتب هو لا يفقأه شيء في السياسة  وبديهياتها أو قليل الخبرة في الشؤون السياسية، سنقول بأن المتلقي، وليس القارئ، هو أو هم الذين لا يفقهون الكثير عن السياسة والدين وبديهياتهماأو تخلوا عنها أو على اقل تقدير نسوها، وعليه كان لابد، بل من الضروري، على الكاتب أن يعيد اعتباراته ليجعل من أو يحول البديهيات والمسلّمات السياسية والأخلاقية والدينية (المنسية أو المتناسية) إلى أولويات  سياسية وأخلاقية ودينية في جدول اعمال الساسة ورجال الدين. وعليه كان على غبطته الكلي الطوبة أن يعيد صياغة البديهيات المفقودة، المنسية، المهملة، المتناسية، أو المُتخلى عنها وطرحها بشكل يجعل منها أولويات سياسية واجتماعية ودينية للمتلقي، الذي وللأسف اعمى الجشع والطمع والصراع على السلطة البصيرة الفكرية والعقلية والذهنية للبعض، أن لم تكن الأغلبية منهم، فضاعت البديهيات والمسلّمات بين طيات الدولارات الأمريكية فكان لابد من غبطته أن يستغل أي مناسبة يلتقي بها بأولئك القادة ليذكرهم بها مرارا وتكرارا، عسى ولعلى تصبح يوما ما، بسبب التكرار، بديهيات لدى ساسة العراق وقادته السياسيين والدينيين فيأخذوها على محمل الجد ويتصرفون إزائها بالشكل الصحيح.
 
كان غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبة من الشخصيات المهمة التي مثلت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق في هذا المؤتمر الذي يجب أن يثمن وبالطبع كل الشكر والامتنان لمؤسسة الحكيم الدولية على هذه المبادرة الرائعة والقيمة والتي تدل على نية المؤسسات الدينية في العراق وحرصها على التعايش المشترك بين مكونات الشعب العراقي بمختلف فصائله وأطيافه وطوائفه وانتماءاته ومعتقداته وتوجهاته. مع ذلك يبدوا بأن البعض من القادة لم يكونوا على استعداد كامل للمشاركة الفعلية في هذا المؤتمر.

باشر غبطته كلمته بمداخلة عاتب من خلالها الرؤساء الثلاثة الذين بحسب قول غبطته حضروا المؤتمر وألقوا بكلماتهم ورحلوا تاركين المكان للأخرين لكي يتلوا كلماتهم ويغادروا المؤتمر، إذا شاءوا هم أيضا ً، وكأن الندوة كانت مجرد ملتقى شعبي يأتي القائد ليلقي بكلمته ويخرج تاركا المنصة لقائد اخر هو الأخر يلقي بكلمته ويخرج وهكذا على التوالي وعلى الجمهور البقاء في مكانه متسمرا ووظيفته تكون الاستماع إلى ما يقوله القادة. ويبدوا وبحسب غبطته بأن الحاضرين للمؤتمر من القادة، من بينهم غبطته، انتظروا القادة الثلاث لمدة ساعة (بحسب قول غبطته) حتى انتهوا من خطبهم وكلماتهم ولما جاء دور القادة الأخرين، الدينيين وغيرهم فأن السادة رؤساء الحكومات (رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب) لم يولوا الاهتمام المطلوب للحاضرين أو تقاعسوا عن البقاء والاستماع إلى كلمات وخطابات القادة الأخرين، الأدنى مستوى منهم (بحسب تصورهم)، من القادة الدينيين وممثلي الأحزاب والأديان وغيرهم.  ولهذا عاتب غبطته القادة وأعرب عن اسفه قائلا " في البداية أود ان أعرب عن عتبي على الرؤساء الثلاثة الذين انتظرناهم ساعة، فجاءوا واسمعونا ما يريدون وخرجوا من دون ان يسمعوا ما نريد. هذا مؤسف حقا" (بديهية 1).

بالطبع انا أشارك رأي غبطته في عتبه هذا على القادة الثلاث وبرأي ما قام به الرؤساء الثلاث هو إساءة للحاضرين واستهانة بهم ويمكن حتى القول بان ما قاموا به كان إهانة للحاضرين. ويبدوا بأن حضور القادة الرؤساء كان مجرد حضورا شكليا يهدف منه تسجيل حضورهم ومشاركتهم في الندوة، وهو شيء قد يبدوا  وكأنه كان حضورا روتينيا، وعليه لم يكن الهدف من حضور الرؤساء الثلاث هو الاستماع إلى آراء وما يطرحه بقية القادة، قادة المجتمع الكبار من الساسة والدينيين وغيرهم، واخذ آرائهم هذه وطروحاتهم ومخاوفهم على محمل الجد. 
 
في مقدمة كلمته رسم غبطته وبخطوط سوداء قاتمة خريطة العراق الراهنة والمرحلة الصعبة التي يمر بها العراق الذي يتعرض إلى عاصفة عنف تدمر بنيته التحتية، بل أستطيع القول بنيته الإنسانية، وهذا يبعث الخوف والقلق والرعب في المواطنين. ووضح غبطته كيف أن الشعب العراقي بكل فئاته وطوائفه وانتماءاته هو معرض للقتل والنهب والتهجير القسري. وكان الهدف من مقدمة غبطته هذه هو وضع خلفية سوداء للمسرح العراقي لإبراز الصورة القاتمة للمشهد المأساوي السياسي في العراق، وليعكس الدور الهزيل والمتردد والمتردي لقادة وممثلي الشعب وإظهار الوضع البائس للشعب المسيحي في العراق بشكل غير مباشر.

وبعد إعطاء هذا التصور المخيف والقاتم عن وضع العراق ومصيره ومستقبله غير الواضح، ناشد غبطته قادة العراق، السياسيين منهم بالتحديد، وهم الذين اخذوا على عاتقهم مسؤولية حماية الشعب وكرامته وصيانة عرض العراق وحماية ممتلكاته والدفاع عنه من اعتداء أي مجرم غاشم يود بالعراق سوءا. ناشدهم غبطته إلى التحرك من اجل انقاذ ما تبقى من العراق (بديهية 2) وهذا لن يتحقق، وقد حان وقته الأن، إلا عن طريق " ردٍّ جماعيٍّ في توطيد مشروع المواطنة المتساوية وتعزيز اللحمة الوطنية؟ اما حان الوقت لنرفض العنف والموت، وننبذ النزاعات، ونتجاوز الخلافات، ونتوب الى الله وننقي القلوبَ، ونتسامح ونتصالح ونقدم تنازلات شخصيّة وحزبيّة ومذهبيّة خدمة لشعبنا ولبلدنا؟ انها قضيّة وجود ومستقبل".

وبعد ذلك وجه غبطته نداءه لرجال الدين في العراق بكافة انتماءاتهم الطائفية والذين أشار إليهم غبطته بكونهم "رجال الدين وقد حملهم الله رسالة المحبة والسلام؟" (بديهية 3) فناشدهم إلى التحرك أيضا ً من اجل نبذ الخلافات الطائفية والتسامح والمحبة من اجل العراق وشعبه وارضه .

وكقائد مسؤول كان لابد من غبطته أن يأتي بمقترحات تهدف إلى إخراج العراق من أزمته الكارثية.  وجاء في كلمة غبطته بعض الحلول لأزمة العراق الكارثية التي تنم عن حرص غبطته على مستقبل العراق وشعبه. ولأن مشكلة العراق مركبة، سياسية ودينية، كانت حلول غبطته أيضا ً مركبة، مقسمة إلى سياسية ودينية، أي قضية حكم وسلطة سياسية وطائفية دينية. فمن الناحية السياسية اقترح غبطته بأن يعمل الساسة العراقيون (بديهية 4) على "بناء دولة شراكة حقيقية، دولة القانون والمؤسسات"، بالتأكيد يا غبطة ابينا البطريرك فأن العراق بحاجة إلى رجال يقدمون تنازلات سياسية وسلطوية من اجل الوطن والحل الأمثل لهذا المأزق السياسي هو حكومة شراكة حقيقية. وبالتأكيد نوه وأشار غبطته في أكثر من مناسبة إلى هذا التوجه وهو الذي صرح يوما بأن العراق بحاجة إلى "غاندي" ينقذه من مأزقه، غاندي يضحي بكل ما لديه من اجل وطنه.

ومن القضايا التي فقدت بديهيتها وتم إزالتها من قائمة المسلّمات، هو تشكيل جيش وطني (بديهية 5) من أجل حماية العراق من الشر الخارجي والداخلي وهكذا صرح غبطته بأن العراق بحاجة إلى "بناء جيش مهني ولاؤه للوطن، مدرب ومجهز بكفاءة عاليّة وحصر السلاح بيده لتحقيق الامن والاستقرار". يبدوا من كلام غبطته بأن هناك مشكلة في تركيبة الجيش العراقي وبأن الجيش في العراق هو جيش غير وطني أو على الأقل يمكن القول بأنه جيش غير كامل ولا يشمل كل فئات الشعب العراقي وبالتالي قد يكون ولائه ناقص أو على أقل تقدير محصورا تجاه قادته السياسيين أو الدينيين. هذه الحاجة إلى جيش شمولي ووطني هو مطلب مشروع وحقيقي وبديهي لكل عراقي وطني. وعليه يجب العمل على رفض جيش يعلن قادته ولائهم فقط لقادة معينين وقادة ذو توجهات دينية طائفية. إن الصراحة مؤلمة لكنها يجب أن تقال، فأن الخلل في تكوين جيش وطني شامل وكامل سبب في التشتت وأحدث انقسام في الولاء للوطن وأضعف الإخلاص للعراق ولشعبه. وهذا الانقسام في الولاء والإخلاص كان الدافع وراء قيام فئات وطائفة عراقية بتشكيل مليشيات أو دولة خاصة بها مثل ما فعل تنظيم داعش الإرهابي ودولته الإسلامية الإرهابية.
 
أما بخصوص الانقسام والتناحر الطائفي في العراق فكان لغبطته قولا فيه. ففي خطابه شخّص غبطته الدين على أنه أصبح داء ومشكلة في العراق ووضّح غبطته كيف أن الدين أصبح عامل يولّد الانقسام بدلا من أن يكون عامل توحيد ولم شمل. ففي كلمته قال غبطته: " دينيا: عدم ترك الدين او المذهب يتحول الى شماعة وذريعة للتفسيرات والطموحات والجرائم والارهاب.  يكفي أن نُقَوَّلَ الله ما نُريد، لنترك الله بنفسه يقول لنا ما يريد: لا تقتل، لا تسرق. لا تعتدي، لنسمع صوته" (بديهية 6). في كلماته هذه وضع غبطته بأصبعه على مكان الجرح. فمعنى كلام غبطته هو أن المشكلة لا تكمن في الدين وتعاليمه، أي دينا كان، بل تكمن في البشر الذين يفسرون الدين وآياته على هواهم وبحسب رغباتهم وطموحاتهم.   بالطبع إذا تكلمنا عن الله في الإسلام أو المسيحية فأن هناك الكثير من التقارب فيما يقوله الله عن المحبة والتسامح بين ابناءه، فكلنا أبناء الله، وهو يحبنا ويريد الحفاظ علينا وإذا اخطأنا فأنه الوحيد الذي في يده الحكم وأما يعاقبنا أو يسامحنا وهو غفور رحيم. لكن وفي أغلب الأحيان يتم تفسير الدين وما يريده الله بحسب أهوائنا وتصوراتنا ونتصرف وكأننا نعرف بالضبط ما يريده الله منا ونتصرف بحسب فهمنا بدلا من اخذ مطالب الله وتوصياته ببساطة تامة ونسمع ما يريده هو منا بالتحديد ونطبق تعاليمه.

أخيرا يأخذنا غبطته في رحلة إلى الواقع المرير الذي وضع أساسه الخلافات السياسية والانقسامات الطائفية وكيف أن الإرهاب لا دين له وهمه الوحيد هو القتل والتدمير فجاء تصريح غبطته قائلا: "الديانات كلها ضحايا: المسيحيون يموتون، والمسلمون يموتون والإيزيديين يموتون والصابئة يموتون" (بديهية 7). وما يقوله لنا غبطته هو ان الانتماء إلى دين معين أو طائفة معينة أو دين معين لا يحمي أي شخص وليس كافيا في أن يقف بوجه الإرهاب وعليه فلن ينفع الشخص إن كان مسيحيا أو مسلما فكلنا ضحية لأننا كلنا كفار أمام هذا التيار التكفيري الإرهابي. وفي نفس الوقت يقول غبطته بأنه لا يسلم من قبضة الإرهابيين أي عراقي سواء كان عربيا أو كرديا أو تركمانيا أو كلدانيا اشوريا فان خارطة الإرهاب ليس لها حدود لا سياسية ولا دينية. فجاء تصريح غبطته بهذا الخصوص قائلا ً: "العرب يموتون والاكراد يموتون والتركمان يموتون والشبك يموتون!" (بديهية 8).

وفي النهاية يعرب غبطته عن عدم رضاه على المستوى غير المرضي الذي قدمه القادة المسلمين في رفضهم ووقفتهم ضد الاعتداءات الوحشية والإرهابية على الشعب العراقي ومسيحيو العراق بالتحديد. فصرح غبطته قائلا "التنديد وحده لا يكفي، بل المطلوب هو البدء بالمعالجة من خلال تجفيف منابع تمويل التطرف والارهاب، وتفكيك هذه الثقافة-المنظومة المرعبة ومنظريها ومروجيها بثقافة وسطيّة منفتحة تحترم التنوع والاختلاف وتغيير برامج التربية الوطنية والدينية بشكل ايجابي يحترم معتقد الاخرين ولا يسيء الى الديانات، كذلك اعتماد خطاب ديني معتدل يعزز العيش المشترك.  ماذا ينفع خطابُنا ان لم يساعدنا على العيش معا في هذا الزمن الصعب؟ ينبغي ان ننتبه ونتحد ونعمل بمعيّة قبل فوات الاوان. لقد قال المسيج: طوبى للساعين الى السلام فانهم ابناء الله يُدعون، فما احوجنا الى السلام والوئام!" (بديهية 9). بالفعل ما يحتاجه العراق اليوم إلى فعل أو أفعال وليس مجرد أقوال استنكار وشجب ورفض، بل يحتاج إلى أفعال معادية للتطرف والتفرقة السياسية، يحتاج إلى تدخل الجيش العراقي من أجل حماية الأقليات التي تعرضت لأبشع أنواع الترهيب، يحتاج إلى جيش يتجه إلى المدن المحتلة من قبل تنظيم داعش الإرهابي لينقذ سكان تلك المدن، الموصل أولها.

قالها المسيح " طوبي للساعين إلى السلام فأنهم أبناء الله يُدعون" ويكررها غبطته مرارا. لكن من منطقي الشخصي أنا كانسان أرضي فأنا أقول " طوبى للساعين إلى السلام فأنهم أبناء العراق يُدعون" وهذا ما يريد توصيله غبطته لقادة العراق (بديهية 10). فهل يقبل ربنا صلوات غبطته ليبارك شعبه العراقي بالنعم واهمها نعمة السلام. هل سيستجيب ساسة العراق وقادته الدينيين من المسلمين إلى دعوات غبطته. هل نشهد عودة البديهيات والمسلّمات الأخلاقية والإنسانية وفضائل الدين إلى مسرد المصطلحات السياسي والديني العراقي؟ آمين.

21
العراق بين قضبان الفساد؟
عماد هرمز 
ملبورن / استراليا

الفساد بكل أشكاله هو سرطان المجتمعات المتحضرة ويؤدي انتشاره إلى تدمير نسيج البلد المصاب وشل نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي.  لذلك تحاول المجتمعات المتمدنة محاربته ومكافحته من خلال تجريمه وإنزال اقصى العقوبات بمرتكبيه من المفسدين. وتحتفل الأمم المتحدة في التاسع من شهر كانون الأول / ديسمبر باليوم العالمي لمناهضة الفساد في العالم تشن الأمم المتحدة في هذه اليوم حملة لمكافحة الفساد في العالم رافعة شعار "حطموا سلسلة الفساد". والفساد تتعدد اشكاله وأنواعه وعليه تتعدد تعريفاته. فبحسب تعريف معجم أوكسفورد الإنكليزي فأن الفساد هو "انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة"، وتعرفه منظمة الشفافية العالمية بأنه "استغلال السلطة من اجل المنفعة الخاصة". اما البنك الدولي فيعرّفه بأنه "اساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص". ويعرف الدكتور صبري محمد خليل وهو أستاذ الفلسفة في جامعة الخرطوم الفساد على أنه " اصطلاحاً تتعدد تعريفاته، لكن هذه التعريفات تشترك في وصفه بانه إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص" وعليه بحسب دكتور صبري فأن الفساد "يحدث في العادة عندما يقوم موظف بقبول او طلب ابتزاز او رشوة لتسهيل عقد او اجراء طرح لمنافسة عامة، كما يتم عندما يعرض وكلاء او وسطاء لشركات او اعمال خاصة بتقديم رشى للاستفادة من سياسات او اجراءات عامة للتغلب على منافسين وتحقيق ارباح خارج إطار القوانين المرعية. كما يمكن للفساد ان يحصل عن طريق استغلال الوظيفة العامة من دون اللجوء الى الرشوة وذلك بتعيين الاقارب او سرقة اموال الدولة مباشرة. ومن خلال هذه التعريفات يتبين لنا ان للفساد صور واشكال متعددة منها الرشوة والمحسوبية المحاباة والواسطة وسرقه المال العام والابتزاز والتقاعس عن اداء الواجب وعرقلة مصالح المواطنين". وهناك امثلة كثيرة منها في العراق الذي بحسب الكثير أصبح الفساد نمط من أنماط الحياة وجزء من النظام الاجتماعي الجديد في العراق.

ليس من الصعب على أي مواطن عراقي سواء كان يعيش في الوطن أو المغترب أن يدرك بأن سرطان الفساد، وللأسف، قد أصاب جسد العراق وبدأ ينخر في نسيجه الاجتماعي ليضيف هذا المرض ثقل إضافي على كاهل العراق الذي يعاني من مرض الإرهاب الطائفي. فانتقال السلطة من دكتاتور له سلطة مطلقة على المال العام كما كان في عهد الطاغية صدام حسين إلى أيدي ساسة عراقيين تختلف انتماءاتهم الحزبية والفكرية والعقائدية التي تحولت لتصبح وقود للفساد وأصبح الفساد الإداري سلاح بأيدي الطامعين في النفوذ والسلطة يستخدمونه كعتبة يضعونها على اكتاف الشعب العراقي ليتسلقوا سلم السلطة إلى اعلى المناصب فتراهم يغذون عجلة الفساد في البلد من خلال التصرف بالمال العام بشكل يكون بعض الأحيان بعيد كل البعد عن الأخلاق لرجل وظيفته العمل لأجل المصلحة العامة وحماية مصالح الشعب والدولة الإدارية منها والمالية.  تفشى الفساد بشكل كبير في العراق لدرجة أن دفاتر الحسابات أصبحت غير صالحة للاستعمال لأن الأرقام فيها أصبحت بعيدة عن منطق الرياضيات في الجمع والطرح وأصبحت البيانات الحسابية وكشوفات البنوك لا معنى لها ولا تفسر الهدر الكبير الذي يحصل في أموال الدولة. وعليه وفي أكثر من مناسبة يتساءل المواطن العراقي أين ذهبت مليارات العراق من عائدات النفط؟ فبحسب الحسابات الرياضية المنطقية، وفي الرياضيات الأرقام لا يمكن تحويرها، فأن الكشف العام من الدخل القومي والمصروف القومي يجب أن يتطابقان ويجب أن تسجل الكشوفات الحسابية كل الوقائع المالية. فبحسب المنطق الرياضي وعندما كان سعر البرميل من النفط الخام في أوج قممه، لم نرى أو يشهد العراق مشاريع تفسر ضياع أموال الشعب وعليه نرى بأن العراق شبه يتراوح في محله ولم يتقدم خطوة كبيرة يمكن احتسابها ضمن فئة التطور المدني أو الحضاري أو المعماري أو الاجتماعي. 

وهناك الكثير من المزاعم التي تشير إلى أن الفساد انتشر واستفحل في عهد حكم المالكي الذي طال ثمان سنوات.  وهناك من يلقي باللوم على المالكي وحده في تشجيعه لهذه الظاهرة وبالتالي خلق ثقافة الرشاوي وأصبح العراق يُدار على أساس قابلية الدفع وليس احقية المواطن للخدمات المتوفرة وهذا تسبب في خلل في النظام الإداري في العراق وتسبب في تسيب في الإدارة وبالتالي شجع هذا في السماح بالتلاعب في ممتلكات وأموال الدولة وسرقتها من قبل من ليس لديهم وازع ضمير ولا يكترثون لمصلحة الشعب العراقي. لكن هل من الصحيح أن نلقي اللوم بالكامل على شخص واحد ونتصور بأنه كان من القوة بحيث استطاع استغلالها في خلق هذه الظاهرة الرهيبة، وبالتالي كان قادر على تدمير العراق بزرعه للفساد؟ وما دور الشعب في ذلك. أنا براي لكي يزرع المالكي أو أي مفسد أو قائد سياسي بذور الفساد في تربة أي دولة أو العراق وهنا نقصد بالتربة الشعب العراقي، يحتاج ذلك القائد إلى تربة خصبة وارضية تتلقى تلك البذور وتنميها وعليه فأنا برأي فأن شعب العراق كان تربة خصبة للفساد وكان ذلك بسب الظروف الصعبة التي مر بها من حرمان وطغيان في عهد الأنظمة الدكتاتورية البائدة التي حرثت فيه كثيرا من الفساد وبالتالي كان تربة خصبة لنشر الفساد في ربوعه.

وبحسب موقع حراك ((فقد أفادت دراسة أطلقها برنامج الأمم المتحدة الانمائي، في وقت سابق، ان نسب الفساد الاداري في العراق مرتفعة وتتزايد باضطراد، وان نحو 60 بالمائة من موظفي الخدمة المدنية في العراق يتعاطون الرشاوى، كما ان العراقي يضطر إلى دفع الرشوة أربع مرات في السنة، بحسب دراسة انجزتها لجنة النزاهة العراقية بدعم من الجهاز المركزي للإحصاء، وركزت على “الفساد والنزاهة في القطاع العام العراقي")). هذا التقرير يكشف حجم انتشار ظاهرة الرشوة في العراق عن وجود أو خلق ثقافة الرشوة في مختلف شرائح العراق وهذه الثقافة من أخطر أنواع الثقافات في المجتمعات.  فهي ثقافة تدميرية لقيم الأنسان وأخلاقه وهي كالمرض المعدي إذا اصابت فئة معينة تنتقل كالفايروس إلى كل شرائح المجتمع ومؤسساته الخدمية فتراها تطبق من أصغر وظيفة وحتى أكبر وظيفة حكومية. وتنتشر حلقاتها مثل حلقات الماء عندما ترمي بحجرة في مياه راكدة. فأن الرشوة تنتشر بنفس الطريقة مولدة أثار مدمرة ونتائج سلبية في كل منطق تصلها هذه الإثار تتراوح بين سلب حقوق المواطن وهدر لأموال الشعب. حيث أنها تعرقل أداء المسؤوليات وإنجاز الوظائف والخدمات لأن إنجازها يتم بطرق غير شرعية وغير قانونية وبالتالي تؤثر على مقومات الحياة لعموم أبناء الشعب.  الظلم والاستغلال والتملق والنميمة والخداع والمراوغة هي من مقومات الرشوة وإذا زرعت في المجتمع فأن المجتمع لا محالة مُقدم على كارثة اجتماعية حقيقية مدمرة لمقومات المجتمع الإنساني المتحضر.   

بالطبع كان نوع من المفاجئة في أن يصرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الاثنين المصادف الثامن من شهر كانون الأول / ديسمبر 2014، وبحسب ما ورد على موقع "فرانس بريس" بأنه عازم على محاربة آفة الفساد ولو كلفه الأمر حياته على حد تعبيره واعتبر العبادي بأن الفساد تهديد يضاهي الإرهاب. تصريح العبادي هذا له معانيه الكبيرة ومدلولاته الخطيرة. فمن معانيه الواضحة هو أن الفساد بات متفشيا ً بشكل كبير في ربوع وأروقة المؤسسات الحكومية وأنه متشعب بشكل كبير ووصلت تشعباته إلى كل دوائر الدولة الصغيرة والكبيرة وانه مزمن ومتفحل في نفوس الضعفاء من أبناء شعبنا. ويظهر تعليق العبادي مدى وعمق ودرجة تفشي الفساد في صفوف القادة السياسيين وغيرهم ذوي النفوذ الكبير في العراق لدرجة أن رئيس الوزراء الجديد وبعد ثلاثة أشهر فقط من استلامه للسلطة، حيث كان العبادي قد استلم حيدر العبادي السلطة في شهر أيلول/ سبتمبر 2014، يعلن بأنه أعلن الحرب على الفساد. فمعنى هذا أن رئيس الوزراء قد وضع الفساد في قمة أجندته كرئيس وزراء واعطاها الأولوية الكبرى وهذا دليل على مدى تفشي ظاهرة الفساد في العراق وتأثيرها على النظام السياسي في العراق.  وفي الآونة الأخيرة شهدنا تحرك العبادي بشكل كبير من أجل تطهير العراق من مخلفات الفساد الإداري حيث أقال الكثير من المسؤولين الحكوميين أو العسكريين وأحدث تغييرات إدارية كبيرة في العراق.

ومن مدلولاته أيضا ً هو أن الفساد ليس مقتصرا على المستويات الأدنى من المؤسسات الحكومية بل انتشرت عدواه لتصيب رأس العراق وبالتالي أصابت القادة أو المسؤولين الحكوميين ووصل إلى اعلى المراتب الحكومية أو العسكرية ولهذا نرى العبادي يصرح " لقد بدأنا بالحيتان الكبيرة في مكافحة المفسدين". ويبدوا من تصريح العبادي بأنه مقبل على حرب كبيرة على الفساد لأنه قرر البدء من الأعلى ونزولا إلى الأسفل وبذلك نرى العبادي قد استهل معركته بالحيتان الكبيرة ويبدوا من تصريحه بأنه على دراية كافية وعلم بأنه يعرض حياته للخطر لأن المفسدين سيحاولون ما بوسعهم للوقوف بوجهه وتجنب أي محاولة من رئيس الوزراء أو حكومته بفضح أعمالهم الدنيئة الخسيسة من سرقة أموال الشعب والتلاعب بممتلكاته من دون حق واستغلال سلطتهم ونفوذهم بدون مسؤولية لأجل مصلحتهم الذاتية بدلا من خدمة الشعب ومصلحته. هذا التهديد والتخوف من رد فعل الفاسدين أكده النائب عن التحالف الكردستاني، وعضو لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي، أردلان نور الدين، في تصريح صحفي لأحدى وسائل الإعلام ((بأن "في حال فتح أي تحقيق حول ملفات الفساد في العراق، فعلينا أن نتوقع ألا يمر الأمر من دون عقبات، لأن مصالح كثير من الشخصيات ستكون في خطر". وذكر البرلماني العراقي، إنه "من دون شك هناك قضايا فساد عديدة وكثيرة نفذت في الثمان سنوات الماضية في جميع مفاصل الدولة، وهي بحاجة إلى فتح تحقيق عنها ومعاقبة المتورطين فيها".))

ولأن الفساد الإداري له علاقة بالنزاهة فقد تم تشكيل هيئة النزاهة العراقية بعد سقوط الدكتاتور مباشرة وهي هيئة تتمتع باستقلالية إدارية ومالية وتخضع لرقابة مجلس النواب. هيئة النزاهة كانت ولا زالت دؤوبة على الإمساك بزمام الأمور الإدارية لمنع او التقليل من الفساد وعليه فأن من مهام الهيئة هو "منع الفساد ومكافحته، واعتماد الشفافية في إدارة شؤون الحكم على جميع المستويات". ومن جهتها قالت مصادر في لجنة النزاهة البرلمانية، أن الملفات والتحقيقات في قضايا الفساد خلال فترة ولايتي المالكي لحكومتين متعاقبتين، لا تحمل نوايا سياسية، إنما هي من صلب مهام مجلس النواب، واللجان التابعة له. وهذا قد يفسر على مدى حذر هذه الهيئة في تصريحاتها لكيلا ً تُهاجم من قبل أصحاب النفوذ. لكن تبقى مهمة تطبيق النزاهة حرجا ً في العراق رغم السلطات المسموحة لها ففي تصريح لإيلاف أكد موسى فرج، رئيس هيئة النزاهة العراقية السابق، ((أن قادة الفساد هم الساسة والحكوميون الكبار، مشددًا على أن هذا الفساد كان في مقدمة الأسباب التي أفضت إلى سقوط ثلث العراق بيد داعش، موضحًا أن الساسة اختزلوا الشعب العراقي بالمكونات والمكوّن بالأحزاب والحزب بالمقربين والمقربين بالبطانة. وشدد فرج في حديث مع "إيلاف" على أن الفساد موجود في مختلف دول العالم وفي كل العصور، ولكن لم يبلغ ما بلغه في العراق بعد عام 2003 من حيث سعة التفشي وضخامة القضايا وحجم الضرر.))

فيا ترى هل ستكون الحكومة الجديدة بالتعاون مع هيئة النزاهة قادرة على قطع رأس حية الفساد في العراق باصطياد الحيتان الكبيرة وإيداعها في اقفاص المجرمين أم سيتمكن الحيتان الكبار من إفساد الحكومة الجديدة وذراعها هيئة النزاهة لتحيدها عن هدفها النبيل في إخراج العراق من قفص الفساد الذي دمره واتى باقتصاده قتيلا ً أو على الأقل تحيّدها لتغض النظر عن نشاطاتها المشبوهة؟ هذا الأمر سيقرره الشعب العراقي وأتمنى أن يتعاون الشعب العراقي مع حكومته للقضاء على الفساد في العراق. ونتمنى بالطبع أن تنكسر قضبان الفساد ليتحرر العراق منها ونشهد بناء كبير وتقدم ونمو وتطور حقيقي في العراق في كل المجالات وعلى كافة الصعد.

22
25 عاما على سقوط جدار برلين لكن الحواجز باقية
عماد هرمز


احيا العالم في التاسع من شهر تشرين الثاني / نوفمبر من هذا العام، الذكرى الخامسة والعشرون على سقوط جدار برلين الذي كان يفصل بين المانيا الشرقية الشيوعية وألمانيا الغربية الرأسمالية. وكما يراه الكسندر كوداشيف، الرئيس الإعلامي لـ DW فأنه كان يوما تاريخيا في تاريخ الألمانيتين لأنه غيّر أوربا بأسرها وليس ألمانيا فقط. ففي هذا اليوم، التاسع من نوفمبر / تشرين الثاني من عام 1989، سقط الجدار الذي كان يفصل الألمانيتين الشرقية الشيوعية والغربية الرأسمالية لمدى 40 عاما. بل يمكن الأصح القول بأن الجدار أسقط على أيدي الشعب الألماني الشرقي المنتفض. كان هذا الجدار بمثابة الجدار الذي فصل أوربا إلى شطرين، أوربا شرقية وأوروبا غربية وبين نظامين اقتصاديين مختلفين، النظام الاشتراكي الشيوعي والنظام الرأسمالي الغربي.  وعليه فأن اتحاد العاصمتين برلين الغربية مع برلين الشرقية لم يكن مجرد إعادة توحيد شطري دولة واحدة، المانيا، بل وحد أوربا بأكملها لأن جدار برلين كان الحد الفاصل بين أوربا الشرقية وأوروبا الغربية.

وأهمية سقوط جدار برلين من قبل الشعب الألماني في الجزء الشرقي تكمن في أنها كانت شرارة التحدي لسلطة الحزب الواحد المتمثلة بالحزب الشيوعي الألماني التي اشعلت فتيلة التحدي والانتفاضة في بقية الدول الأوربية الشرقية ذات النظام الاشتراكي أو الشيوعي.  فعدم قدرة حكومة المانيا الشرقية بالوقوف في وجه الشعب المنتفض والعاصي لأمرها فسح المجال للألمان في الجزء الشرقي بالتصعيد من عصيانهم الذي برز في التظاهر والهرب من المانيا الشرقية بالتسلل عبر الحدود عن طريق تسلق هذا الجدار والانتقال إلى الجهة التالية. فحصلت احداث هروب عديدة من الألمان باتجاه المانيا الغربية باحثين عن ظروف أحس مادية أو وظيفية. وهذا التنقل كان اشبه بالتحدي للسلطات التي امتثلت أخيرا لإرادة الشعب فتخلت عن مقاعدها السياسية لتترك الحكم والكلمة الأخيرة للشعب الذي فوض في هذا اليوم الحكومة في المانيا الغربية لإدارة شؤونه السياسية والاقتصادية وغيرها وهذا تسبب بحسب الإحصاءات في هجرة ما يقارب المليون الماني شرقي من المانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية ضمن المانيا الكبرى.

هذا التحدي والحرية وانفراد الشعب في قرار الحكم كان بمثابة شرارة الحرية والنهضة والانتفاضة الشعبية التي اشعلت فتيلة شعلة الحرية في باقي دول أوربا الشرقية وبالتالي خضعت الدول الشرقية لإرادة شعوبها وغيرت من سياساتها المتمثلة بسياسة الحزب الواحد لتمنح شعوبها منفذ يتنفسون منه. وهكذا تخلت بولونيا عن حكمها لتتبنى الديمقراطية وكذلك فعلت بلغاريا ورومانيا ويوغسلافيا. هذه التغييرات في أوربا حولتها من قارة تتناحر فيها الدول بين شرقي شيوعي وغربي رأسمالي إلى دول ذات نظام مشابه، ديمقراطي يعتمد الاقتصاد الحر في سياسته. وهذا في الأخر وحد أوروبا مع بعضها.   

كان بإمكان حكومة ألمانيا الشرقية الشيوعية أن تقمع المتظاهرين والمخالفين كما فعلتها في السابق عام 1953 أو كان بإمكانها قمعهم على غرار الحل الصيني في ساحة تيانانمن التي سحق الجيش الصيني جموع المتظاهرين بالقوة في بكين في عام 1989 أو على الطريقة المجرية عام 1956 أو على الطريقة التشيكوسلوفاكية عام 1968. لكن المانيا الشرقية اختارت أن تنحى المنحى السلمي في تعاملها مع مواطنيها فلم تقف في طريقهم ومنحتهم مطلق الحرية في تصرفاتهم. هذا الانفتاح الذي استغله الشعب ليضع حد للقمع ومنع السفر وحرمان الحرية الشخصية والفكرية وحرية التعبير أدى في النهاية إلى انهيار الحكومات في تلك الدول وانهيار الأنظمة الشيوعية. هذا الانهيار الذي أشبهه بانهيار نظام الدكتاتور صدام حسين عندما دخلت القوات الأمريكية فهبت الجماهير إلى الشوارع لتعبر عن رفضها وزجرها لنظام الدكتاتور صدام حسين بطرقها فمن رفع الحذاء ولصقها على صور الدكتاتور ومن بصق على صوره ومن جعل لوحاته الكبيرة هدفا يُرمى عليه بإطلاقات النار.

هذا التفاهم والتسامح والاندماج في الأفكار والأنظمة السياسية والاقتصادية الأوربية وحد أوروبا وعليه وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لإذاعة DW  ((بأن برلين أصبحت رمز لوحدة أوربا عندما صرحت وقالت بأن "برلين لا ترمز فقط لأحداث تاريخية خاصة بألمانيا بل لوحدة أوروبا كلها بعد الحرب الباردة". وجاءت تصريحات ميركل فيما تواصل برلين احتفالاتها بالذكرى الخامسة والعشرين لسقوط الجدار. وفي كلمتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت، قالت ميركل يوم السبت (8 تشرين الثاني/نوفمبر) إن برلين لا تعبر فقط عن صورة ألمانيا بل "إنها تقريبا رمز لوحدة أوروبا بعد الحرب الباردة")). وأيضا عند اتحاد الألمانيتين صرح المستشار الألماني الأسبق فيلي برانت في مقولته الخالدة: "الآن يعود كل شيء، ينتمي إلى بعضه البعض". فعادت المانيا إلى بعضها وبقية الدول إلى بعضها.

المانيا الشرقية تبعت ألمانيا الغربية في منحاها الديمقراطي والديني الكنسي فأصبحت أكثر مسيحية بروتستانتية لكن الجزء الغربي أصبح أكثر شرقية بحسب آراء الألمان. فيحكم ألمانيا قائدان ينحدران من المانيا الشرقية فالرئيس الألماني يواخيم غاوك والمستشارة أنغيلا ميركل. لكن الحياة في المانيا اصحبت موحدة فهي ذاتها في ما كان يعرف بألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية. بالطبع اخذت ذلك وقت طويل ليعتقن الألمان الشرقيين عادات وتقاليد ونظامهم في الحكم والديمقراطية وبالطبع اخذ وقت أطول لألمانيا الغربية لتحتضن الألمان الشرقيين وصهرهم في نظامها الذي كان مناقض تماما لها. لكن بعد خمس وعشرون عام أصبحت الحياة واحدة خصوصا على مستوى الأجيال الجديدة التي ولدت بعد انهيار جدار برلين. 

احداث برلين وسقوط جدارها لم يكن بادرة ألمانية بحتة بل مهدت لها احداث اكبر في دول اكبر. حيث يمكن اعتبارها امتداد لانتفاضة أو ثورة سلمية على القمع باشرها الاتحاد السوفيتي بقيادة ميخائيل غورباتشوف الذي جاء بمصطلح "البيريسترويكا" أي " إعادة البناء" و الغلاسنوست "الشفافية" التي كان الغاية والهدف من المناداة بهما هو لإحداث إصلاح في النظام السياسي ذو الحزب الواحد والسياسة الواحدة وتطويره وتحديثه إلى نظام اكثر شفافية وديمقراطية من خلال الاستماع إلى مطالب الشعب ورغباته بآذان صاغية وصدر شرح بدلا من فرض المعتقدات بالقوة والقمع. كل هذا كان يهدف إلى تحسين في نوعية البناء سواء على صعيد البنية التحتية أو البنية السياسية والاقتصادية في الدول الاشتراكية وفتح أبوابها لأفاق التكنولوجيا والتبادل التقني والعلمي والطبي والمشاركة الفعالة مع بقية دول العالم من أجل التقدم بالبشرية إلى الأمام.

يبدوا بأن ما فعله غورباتشوف كان صحيح في وقتها لكن ما يجري في العالم من احداث غير سلمية وعسكرية جعل من غورباتشوف الذي يناهز عمره الثالثة والثمانين في هذه السنة وكان من بين الحاضرين في برلين للاحتفال بهذه المناسبة أن يصرح ويعبر عن مخاوفه لعودة الحرب الباردة التي أنهاها على يده. الحرب الباردة التي دارت لعقود عدة بين الاتحاد السوفيتي وحلفاءه في حلف وارسو وبين الولايات المتحدة الأمريكية وحلف ناتو. فالانفتاح السياسي الذي باشره غورباتشوف في روسيا كان حصيلته إعطاء الحرية لكل الدويلات التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي التي سرعان ما اختارت أن تنفك من الاتحاد السوفيتي واختارت نظامها السياسي والاقتصادي مماثل للنظام والاقتصاد الرأسمالي العالمي ويمكن اعتبار أوكرانيا خير دليل على ذلك. وما قام به غورباتشوف كان اشبه بتعرية الاتحاد السوفيتي من دوله ليتركها عارية بجسد روسيا الاتحادية.

يا ترى لماذا صرح غورباتشوف عن مخاوفه عندما قال " العالم على عتبة حرب باردة جديدة، وثمة من يقول إنّ هذه الحرب بدأت فعلا". فلم يعد هناك اتحاد سوفيتي فمن هو الطرف الأخر من الحرب الباردة المواجه والمضاد للولايات المتحدة الأميركية التي تبقى القطب الأزلي الكبير في العالم والقوة العظمى التي لا تقهر. فهل يا ترى يلمح أو يتوقع غورباتشوف بأن تلعب روسيا دورا سياسيا مهما في المستقبل القريب. أم الصين أصبحت في موقع يجعلها المطالبة بأن تكون الدولة العظمى المواجهة للولايات المتحدة الأمريكية. أم أن أمريكا بسياساتها المتعجرفة في بعض الأحيان قد خلقت لها أعداء كثيرين وعليه فأن الحرب الباردة هي متعددة الأطراف.  هل نشهد صعود المانيا كقوة عظمى في أوربا لتقود أوربا إلى قوة عظمة تناهض الولايات المتحدة في قوتها فنشهد طرف قوي أخر اوربي محاذي لأمريكا.

الحرب الباردة قد لا تكون على مستوى السياسة وقد لا نشهد صراعات ومواجهات عسكرية وقد نشهد تفكيك للأسلحة النووية لأن العالم سوف لن يحتاج إليها. أتوقع أن تكون الحرب الباردة حرب اقتصادية أو على مستوى الاقتصاد العالمي وحرب المصادر والتصدير والاستيراد والتكنولوجيا والعلوم والصحة. أتوقع أن يكون الاقتصاد هو المعيار الأساسي يقاس على ضوئه عظمة دولة معينة وألمانيا باتت قوة اقتصادية كبيرة في العالم.  لكن اقتصاد أمريكا يعتبر من أقوى الاقتصادات في العالم بل الأول في العالم ولازال اقتصاد روسيا وإيران يتراوح في مكانه لأنه يقتصر على تصدير النفط. بالطبع الاقتصاد الصيني في تسلق هو الأخر وقد يشهد العالم قوى اقتصادية عظمى في اسيا قد تفرض سيطرتها وقوتها على المنطقة الأسيوية بأكملها لتحول العالم إلى شطرين اسيوي وغير اسيوي. 

وأخيرا لقد سقط جدار برلين فاتحدت أوربا واتحد العالم. جدار برلين الكونكريتي الذي امتد لعدة كيلومترات، 15 كيلومتر بالتحديد، سقط وأصبحت كل جزء منه يعرض في دولة معينة كرمز للانقسام والقمع وأيضا ً رمز للتحدي وانتصار إرادة الشعب. لكن يا ترى هل سقطت الحواجز بين الدول؟ إذا كانت الحواجز قد سقطت لكان العالم الأن في سلام لكنه يبدوا بأنه لازال هناك الكثير من الجدران التي يجب أن تسقط في نفوس قادة الدول اجمع لكي تتحرر شعوب العالم من قبضة ساستها ويعيش الجميع بسلام وأمان وتساوي.  والطريق إلى الوحدة يمر عبر الحرية وهذا ما صرح به الرئيس الألماني يواخيم غاوك مؤخرا في إشارة إلى سعي شعب ألمانيا الديمقراطية سابقا إلى الحرية وتوحيد الدولتين الألمانيتين: "الحرية تحققت أولا ثم الوحدة".  بالفعل يجب أن يحصل شعب معين على حريته قبل أن يستطيع وضع يده بيد شعوب العالم. فهل نشهد تحرر العالم من القوى العظمى ليتوحد العالم في الكرة الأرضية. آمين.

23
أبعث برسالة إلى الأحزاب الرئيسية الاسترالية مفادها بأن القيم واهمها القيم المسيحية مهمة....

من خلال تصويتك في انتخابات ولاية فكتوريا ...

ستقام انتخابات حكومة ولاية فكتوريا في يوم السبت المصادف 29 تشرين الثاني / نوفمبر 2014 (نهاية هذا الشهر)

صوت برقم 1 لحزب الأستراليين المسيحيين
صوت برقم 1 لمرشح مقاطعة يورك الأستاذ عماد هرمز - عضوية برلمان ولاية فكتوريا
صوت برقم 1 لمرشحة الحزب  السيدة ماريا بينكتسون -  عضوية مجلس الشيوخ في برلمان ولاية فكتوريا


يبدأ البرلمان الأسترالي جلساته بالصلاة الربانية وتحاول بعض الأحزاب السياسية الغاء هذه الفقرة من جلسات البرلمان وعليه يناضل حزب الأستراليين المسيحيين في الإبقاء عليها وهذا دليل على الإرث المسيحي في دولة استراليا التي يحاول حزب الأسترالييين المسيحيين الحفاظ عليه.

الأستاذ عماد هرمز اكمل مؤخرا دراسة الماجستير في العلوم الاجتماعية تخصص ترجمة من جامعة RMIT الاسترالية. وهو ناشط في الخدمات الاجتماعية ويكتب في الصحف العراقية في مدينتي ملبورن وسدني الأسترالية.

نناشد أبناء شعبنا الكلداني الأشوري السرياني المسيحي في تقديم الدعم لمرشح الجالية الأستاذ عماد هرمز عن حزب الأستراليين المسيحيين.

يرجى التصويت برقم واحد في المربع الخاص بالمرشح الأستاذ عماد هرمز والتصويت بحسب التسلسل الموضح في ورقة الانتخابات المخصصة بحزب الأستراليين المسيحيين


هدفنا هو المحافظة على القيم المسيحية في استراليا لأننا نؤمن بأنها الأساس  الذي أنشأ عليه النظام الديمقراطي والإنساني في الدول الغربية بضمنها استراليا.

نحن مؤمنون ...

نؤمن بقيم العائلة والمحافظة عليها من التفكك.
نؤمن بالرباط المقدس بين الرجل والمرأة لذلك نحن ضد زواج المثليين.
نؤمن بالحياة والحق في العيش التي يهبها الله لنا لذلك نحن ضد الإسقاط أو الإجهاض المتعمد. وعليه نحن مع تعديل الجزء الثامن من قانون الإجهاض الذي يُجبر أي طبيب يرفض القيام بأجراء عملية الإجهاض (لأنها لاتتوافق مع معتقداته الدينية أو الشخصية أو ضميره) إلى إحالة المريض إلى طبيب أخر يعرف بأنه لا يمانع من إجراءها. نحن نود تعديل هذا القانون لكي يقتصر على رفض الطبيب للقيام بعملية الإسقاط أو الإجهاض من دون إجباره على إحالة المريض إلى أي جهة اخرى (لانه يرفض مبدأ الإجهاض اساسا ولا يريد تشجيعه).
نؤمن بالحرية والمساواة والمحبة والسلام والعدالة الاجتماعية.
نؤمن بأن استراليا بنظامها الديمقراطي الأنساني مبني على القيم المسيحية السمحاء والإنسانية وعليه نقف ضد كل من يحاول فرض شريعته أو معتقداته الدينية المخالفة للقيم المسيحية على هذا البلد لأنها ستقوض من نظامه الديمقراطي الإنساني.
نؤمن بأن الحياة هي هبة ويجب أن نعيشها لأخرها وعليه نقف ضد الموت الرحيم Euthanasia ( أي قتل الذات).
نؤمن بأن قيم الدين المسيحي هي قيم إنسانية في جوهرها وعليه نرفض أي تعديل لقانون الفرص المتكافئة الذي يعمل به حاليا وهذا القانون يسمح للمدارس الحكومية في توظيف شمامسة مسيحيين في كوادرها لتعليم الدين المسيحي في صفوف الطلاب. هذا القانون ساري الأن لكن حزب العمال الاسترالي وعد بتغيير هذا القانون وبذلك يمنع التعليم المسيحي في المدارس وعليه نحن نقف ضد أي حزب يحاول تغيير هذاالقانون.


للمزيد من مواقف الحزب تجاه القضايا السياسية والاجتماعية والدينية والهجرة راجع موقع الحزب
على الرابط التالي: http://australianchristians.com.au/values/

نهدف لأن يكون هناك صوت مسيحي حقيقي في البرلمانات الأسترالية وبضمنهما برلمان حكومة ولاية فكتوريا الذي من خلاله نستطيع الدفاع عن القيم المسيحية على الساحة السياسية المحلية والإقليمية والدولية. ونقف قلبا وقالبا مع المسيحيين المضطهدين في العالم اجمع.

رابط لموقع الحزب وهو يناضل من أجل مسيحيو العراق في حملتهم التضامنية ضد الإرهاب
http://australianchristians.com.au/news/march-of-solidarity-for-persecuted-christians-of-iraq/

وموقعه على الفيس بوك من أجل الدفاع عن مسيحيو العراق
https://www.facebook.com/AustralianChristians/posts/780274195327946 
يظهر في الفيديو رئيسة حزب الاستراليين المسيحيين لولاية فكتوريا السيدة فيكي جانسون (في منتصف الفيديو في مظاهرة ملبورن) وهي تخطب وتلقي كلمتها في المظاهرة السلمية لنصرة مسيحيوا العراق المهجرين قسريا(في الموصل وسهلها) التي إقيمت في مدينة ملبورن موخرا ضد الجرائم التي تقترف بحق المسيحيين على أيدي وداعش .

موقع الحزب على الفيس بوك
https://www.facebook.com/AustralianChristians

كما نهدف إلى إعلاء شأن الجالية الكلدانية الأشورية السريانية المسيحية في ولاية فكتوريا وتمثيلها في برلمان ولاية فكتوريا التي تعتبر ثاني أكبر ولاية استرالية.

يعيش في الولاية ثاني اكبر نسبة من أبناء جاليتنا العراقية الكلدانية الأشورية السريانية المسيحية.

ننشد دعمكم المعنوي في هذه الانتخابات من خلال الترويج للحزب ومرشحيه

نحتاج إلى متطوعين للمساعدة في توزيع المطبوعات الخاصة بالحزب في مراكز الاقتراع... من لديه الرغبة في المساعدة يرجى الاتصال بالأستاذ عماد هرمز
على رقم الهاتف 0475880853 (رقم الهاتف مخصص لفترة الأنتخابات فقط)

الإيميل
imadh@australianchristians.com.au
أو الفيس بوك
https://www.facebook.com/imad.hirmiz

أو التويتر
https://twitter.com/ImadHirmiz


للمزيد من المعلومات راجعوا صفحة الانتخابات على موقع الحزب:
http://australianchristians.com.au/imad-hirmiz-yuroke-candidate/

شكرا لكل الذين تبرعوا للحزب وقدموا الدعم المعنوي من خلال المساعدة في حملة الحزب الانتخابية.

يبارككم الله وينجحكم في مسعاكم

 http://australianchristians.com.au



24
استراليا: الكشف عن النقاب لدواعي أمنية
عماد هرمز
 
تبحث الحكومة الفيدرالية وعلى ضوء التهديدات الأمنية التي يتعرض لها ساسة استراليا وخصوصا في محل عملهم، البرلمان، وفي المؤسسات الحكومية والحساسة في البلد، كافة السبل التي تكفل توفير حماية كاملة وشاملة للساسة. ومن ضمن الإجراءات الأمنية التي تبحثها الحكومة الأسترالية هو موضوع حظر لباس البرقة (الحجاب الكامل) أو النقاب في البرلمان لما يتضمن من مخاطر واحتمالات في أنه قد يكون الوسيلة التي يستخدمها الإرهابيون للدخول إلى البرلمان والقيام بأعمال تخريبية وتهديد أمن الدولة وترهيب المجتمع.
 
وموضوع النقاب أو الحجاب الكامل هو موضع جدل كبير لأنه يتراوح على حبلين الأول يمس موضوع الحريات الشخصية وخصوصا حرية الممارسة الدينية وارتداء اللباس الملائم لدين معين أو حتى الحرية الشخصية بشكل عام. أم الحبل الثاني الذي تتراوح وتقفز عليه هذه القضية هي قضية الأمن الوطني والوجس من الإرهاب وحالة التأهب التي وصلت للدرجة العليا بسبب الأحداث المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط واتساع رقعة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة وتهديده لدول المنطقة بالإضافة إلى تهديده للدول الغربية. ومن الدول التي وصلت إليها فايروس داعش الإرهابي كانت استراليا التي حاول البعض من الموالين لداعش القيام بأعمال إرهابية وتهديد الشخصيات السياسية من البرلمانيين والساسة ورجال الدولة.  وتقوم الحكومة منذ ذلك الوقت بتحصين نفسها بكل الطرق وتعمل جاهدة على ان لا تترك ثغرة أو مجال تسمح للإرهابيين الدخول منها وتبحث كل الاحتمالات الواردة التي قد يستغلها الإرهابيون لضرب استراليا. 
 
سرعان ما طًرح موضوع تدارس الحكومة موضوع فرض حظر على لبس النقاب في المؤسسات الحكومية والمؤسسات الحساسة للدولة، تعالت الأصوات المؤيدة والرافضة لهذا المقترح أو السياسة. الموالون لفكرة وضع حظر على لباس النقاب في الأماكن الحكومية والحساسة يرون بأن السبب الذي على أساسه تفكر الحكومة في حظره هو سبب وجيه لأنه يفرض لدواعي أمنية وتهدف الحكومة منه منع استغلال الإرهابيين اللباس الذي يغطي المرأة المسلمة بأكملها مع فتحة صغيرة للنظر (النقاب) أو بعض الأحيان حجاب كامل يتمثل بوضع قماش مخرم (شبكة) تتدلى على الوجه بأكمله بحيث لا يستطيع الشخص روية لابس النقاب وتحديد هويته. المؤيدون لفكرة حظر الحجاب الكامل أو النقاب يقارنون موضوع حظر النقاب بموضوع حظر لباس خوذة الرأس التي يلبسها راكبي الدراجات النارية الذي شُرّع لأنه يهدد أمن المؤسسات الحكومية والمدنية والأهم المصرفية وعلى أساس هذا القانون يمنع لبس خوذة الرأس في الأماكن الحساسة مثل البنوك والمؤسسات الحكومية التي تتطلب الكشف عن هوية الشخص قبل دخوله إلى المبنى. رغم أن الأثنان يختلفان في السبب الذي يحظر من أجله استعماله إلا أنه في كلا الحالتين هي متشابه (الحجاب الكامل أو النقاب وخوذة الرأس) في كون الاثنان يخفيان هوية الشخص وبالتالي لا يمكن التحقق من شخصيتهما وبالتالي هي تعرقل الإجراءات الأمنية الضرورية والمهمة والأساسية للكثير من المؤسسات.   
 
والقلق الرئيسي الذي تبديه الحكومة بالنسبة للنقاب أو الحجاب الكامل هو احتمالية تخفي الإرهابيين من الرجال مع سلاحهم وراء النقاب أو الحجاب الكامل وبالتالي سيصعب على الدوائر الأمنية الكشف عنهم لكونهم نساء مسلمات وهذا معناه بأن الإرهاب قد يستخدم النقاب لإخفاء شخصيتهم وتمويه المؤسسات الأمنية. وأيضا وضروري جدا التذكر بأنه مخالف للقانون قيام أي شخص من المؤسسات الأمنية بالتعرض للمحجبات بالكامل أو المنقبات لأنه قد يسبب مشكلة كبيرة جدا ً وله عواقب أمنية وسياسية قد تكون وخيمة لأن تعرضهم للمرأة المسلمة المنقبة قد يثير حالة من التوتر والقلق والتشنج بين الجالية المسلمة والحكومة وقد تصل القضية إلى المحاكم. وفي حالة لم يتعرضوا لهم فهذا خطر جدا فقد يكونوا بالفعل إرهابين متخفون وراء النقاب وبالتالي سيتمكنون من القيام بأعمال تخريبية كبيرة مثل اقتحام مباني حكومة وهم مسلحين ويقومون بأخذ رهائن واستخدام السلاح ضد الحكومة والدولة.   
 
وفي خطابه صرح رئيس الوزراء الأسترالي بأنه لا يحبذ النساء ان يلبسن النقاب في البرلمان لكن الحرية الشخصية التي يلتزم بها هذا البلد لا يستطيع أن يفرض حظر على لبسه مع ذلك عبر رئيس الوزراء عن امنيته في ألا تلبس النساء النقاب. وصرح أيضا ً بأن قانون كشف الوجه للتعرف على الهوية الشخصية هو قانون يسري على الكل بغض النظر على الطرق التي يغطي أي شخص وجهه فيها. وبحسب قول رئيس الوزراء فأن الدولة لا تستطيع ولا يمكن أن نصنع قوانين متعددة ومنفصلة بهذا الشأن فتفرض حظر على جهة معينة (راكبي الدراجات النارية والملثمين) والسماح للمنقبات بتغطية وجوههن.
 
ويجدر القول هنا بأن الحكومة الأسترالية لم تتطرق يوما ما إلى موضوع النقاب والحجاب الكامل في السابق رغم أن القضية تم طرحها في السابق من قبل العديد من الاستراليين المتشددين الذي يتصورون بأنه ليس من العدل أن يمنع راكبي الدراجات من دخول مبنى إلا بعد ان يخلعوا لباس الراس (الخوذة) بينما يسمح للمنقبات الدخول بدون اعتراض.  مع ذلك فأن الحكومة لم تهتم لتلك المناشدات. لكن التهديدات الأمنية الأخيرة تجاه أمن استراليا وشعبه بعد قرار استراليا المشاركة في شن حرب على داعش والمداهمات والاعتقالات الأخيرة بحق شبكة إرهابية كانت تود القيام بأعمال إرهابية تخريبية في البلد وكان النقاب أو الحجاب الكامل وسيلة لتحقيق أعمالهم الدنيئة أثار حفيظة الحكومة الأسترالية وجاء كرد فعل وقائي أمني شديد لأن التهديد كان جديا وعلى الحكومة ومؤسساتها الأمنية أن تقوم بواجبها بتوفير الأمان للمواطنين.
 
وصل التخوف من لباس النقاب إلا أن تعلن الحكومة بأن لابسي النقاب من السيدات المسلمات عليهن الجلوس في أماكن مغلقة وجدارها من الزجاج ليسهل عليهم متابعة الجلسات لكن معزولين عن الأخرين، في حالة تطلب دخولهم على سبيل المثال لمتابعة احدى جلسات البرلمان   أو في المعارض الفنية أو غيرها وهذا شبه من العزل فسره بعض الساسة الأستراليون على أنه معاملة المسلمات المرتديات للحجاب كمواطنين من درجة ثانية وفي بلد مثل استراليا يجب ألا يُعامل أي شخص وفقا للدستور بأقل من غيره.  وبالفعل قامت الحكومة بإبطال هذا الاقتراح.
 
وكان أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأسترالي قد برر قرار الحكومة في فرض الحظر بأن على السلطات الأمنية في الأماكن الحكومية الحساسة تحاول دائما مراقبة الأشخاص والتحقق من شخصيتهم من بعد عن طريق الوجه خصوصا إذا كان الشخص مشاغب أو يثير شكوك حول تصرفاته. ولبس النقاب سوف لن يسمح للسلطات الأمنية أو يجعله صعبا عليها على أقل تقدير من التأكد أولا من جنس لا بس النقاب وثانيا التعرف على شخصيته باستخدام جهاز مسح الوجه الإلكتروني عن بعد ومطابقته ذلك مع قواعد المعلومات الموجودة لديهم.  وهذا ما كان قد أكده رئيس الوزراء أيضا ً عندما صرح قائلا ً: " أنا أريد أن أؤكد على حقيقة بأن هذه البناية (مشيرا إلى البرلمان) هي بناية مؤمّنة ويجب أن يتم التحكم فيها وفق ضوابط وقواعد ملائمة لبناية مؤمنة ومن الواضح بأن المواطنين يجب أن يكونوا قابلين للتحقق في أمرهم في بناية مؤمّنة مثل هذه البناية". 
 
أما الرافضون لمبدأ فرض حظر على لبس الحجاب فأنهم يتصورون بأنه أولا هو استهداف للإسلام وبأن المنقبات والمحجبات كغيرهم يخضعون للفحص الأمني الدقيق بأجهزة الكشف الإلكترونية ولن يستطيعوا أن يدخلوا السلاح إلى البرلمان واحتمالية استخدام النقاب من قبل الإرهابيين وارد لكنه ضعيف. والكثير من الساسة الاستراليين يقفون ضد مبدأ فرض حظر على لباس معين. فالبعض أكد على أن لكل شخص الحق في ارتداء ما يشاء وليس من حق أي سياسي أو مواطن أخر الاعتراض على ذلك. البعض منهم رأى في تصريح رئيس الوزراء توني أبوت بأن اللباس فيه نوع من "المجابهة confronting " غير ملائم وكان على رئيس الوزراء الانتباه إلى كلماته وممارسة دوره القيادي في هذه المسألة. البعض الاخر من السياسيين الأستراليين رأوا بأن فرض الحظر قد يؤدي إلى تشجيع الاضطهادات ضد المسلمين وهذا قد يدفع بالمسلمين إلى الرد وخلق جو مشحون بالعنف والكراهية والحقد.     
 
وصرحت رئيسة المركز الإسلامي النسائي لحقوق الإنسان السيدة تنسيم جوبرا لجريدة السدني مورننغ هيرالد بان الجدال والمناظرات حول الحجاب الكامل هو جدال خطير لأنه يبرز الاختلافات بين المجتمع الاسترالي على حساب المسلمين الأستراليين. وقالت "المجتمع بشكل عام يشعر بأنه محاصر. هناك حد فاصل بين المسلمين والأستراليين وكأنه لا يمكن ان يتعايشون مع بعض" وقالت السيدة جوبرا بأن الحجاب الكامل لا يلبس في استراليا والنقاب نادر. وأضافت قائلة " أنا الأن في كانبرا ولم أرى أبدا نساء في الحجاب الكامل أو النقاب"
 
أنا برأي على الحكومة ومؤسساتها الأمنية القيام بواجبها على أكمل وجه واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك وهذا معناه القيام بما تراه مناسبا لضمان أمن البلد والسياسيين والمواطنين الاستراليين والمؤسسات الأسترالية حتى وأن تطلب هذا سلب بعض الحريات الشخصية. فأن أمن البلد القومي وسلامة كل المواطنين يجب أن يكون في مقدمة الأولويات ويتطلب بعض التضحيات الشخصية. أما بالنسبة للمواطنين المسلمين فأنا برأي عليهم تفهم موقف الحكومة الأسترالية في ظل التحديات والتهديدات التي تواجهها من قبل تنظيم داعش الإرهابي. وكونهم مواطنين استراليين عليهم هم أيضا ً تقديم بعض التنازلات والتضحيات في سبيل أمان وسلامة الجميع فالإرهاب قد يطالهم هم أيضا ً إذا استفحل في هذا البلد وسيتعرضون إلى المخاطر حالهم حال بقية الأستراليين وعليهم مساعدة الدولة والحكومة والشعب في الحد من تهديد تنظيم داعش الإرهابي.

25
إلى شعبي المعنون بحرف النون
عماد هرمز

إلى شعبي المسيحي في العراق المصون
أقول لهم
طوبى لكم يا مسيحيون
كلنا معكم نحن المسيحيون
سواء في مشارق الأرض أو مغاربها كنا ساكنون
كلنا نون نحن اللذين لشعبنا وموطننا مخلصون 
وفي أرض أجدادنا مقيمون
كلنا نون نحن أبناء الموصل المُهجّرون
الذين عن أرضنا تخلينا مًجبرون

طوبى لك يا موصل يا بنت الأنبياء الصالحون
ويا قرى سهل نينوى يا من في التاريخ القديم أنتم مذكورون
احذروا من الأعداء الغاشمون
فلقد جاءك الإرهاب على خيولهم راكبون
مجرمون يقترفون جرائهم وهم ملثمون 
وفي أيديهم سيوفهم حاملون
نحو نينوى الخالدة متجهون

طوبا لكم يامن في نينوى وكردستان ثابتون
في وجه العدو صارخون
وللإنسانية في العالم ناشدين قائلون
أصبحنا المسيحيون في قرانا محاصرون
ومن جيراننا أصبحنا مُستحّلون 
ومن الإرهاب وبطشه مرتعشون
على أرواحنا وممتلكاتنا خائفون
من ظلام الليل مرتعبون
من وضح النهار مرتعدون
لقد أصبحنا في مدننا على يد الغاشم منبوذون

حفاة في الشوارع والدروب راكضون
وعلى أركابنا نحو مصيرنا المجهول زاحفون
والرجال رقابها محظرة للباترون
واجسادهم طعما للأسماك يُرمّون
وللرصاص الغاشم أهدافا يصبحون
فأفزعت سكان نينوى فهموا على وجوههم فارون
ولا يحملون سوى ملابسهم المرتدون 
حفاة على الصخر والحجر والتراب يمشون
طوابير من النساء والرجال والشيوخ والأطفال مقتادون
إلى الجبال أجبروهم أن يلجؤون
فخلت نينوى من أهلها الأصليون
ولم يعد هناك وريث لحضارة بابل وأشور باقون

فلم يعد خراف للمسيح لكي يوجهون
ولم يعد هناك راعي صالح به يناشدون
بمقدساتنا أصبح الإرهابيون عابثون
وكنائسنا وأديرتنا أصبحت بالمتفجرات محطّمون
وبأقدامهم لأيقوناتنا ساحقون
وتماثيلنا الدينية على أيديهم مكسّرون
وعلى شرف نسائنا وعرضنا أصبحوا يعتدون

للنساء حصة هم الأخرون
فهم للإرهاب كاللقمة سائغون
فالأمهات في الشوارع على موتاهم يلطمون
وشعرهم بأيديهم ينتزعون
وعيونهم من البكاء يُعمون 
ونسائنا مع الغنائم يؤخذون
وكالسبايا يؤسرون
وفي السوق العتيقة يُباعون
وأجسادهم الطاهرة بأيادي قذرة يلمسون 
والوحوش الكاسرة بأجسادهم يفتعلون

أما أطفالنا فلذة أكبادنا البريؤون 
فأجسادهم الطرية الناعمة للوحشية يتعرضون
في الشوارع من الهلع والإرهاب يصرخون
وهم من الجوع والعطش باكون
وفي الشوارع والطرقات مستلقون
وقسم منهم على الطرقات موتى مرميون
وتحت شمس الصيف اللهاب يُحرقون
ومن برد الليل القارص يرجفون
وحفاة في الكنائس بتماثيل الرب يلعبون
وليس لهم ما به يتسلون 
ولحنين الأب والأم مشتاقون
وأصبحت حياتهم ومستقبلهم وطفولتهم نحو المجهول متوجهون   


إلى القوميون من شعبي المعنون بحرف النون
وأنتم يامن في القوم مُفرقون
يا من بشعاراتكم القومية طبلة أذاننا تمزقون
وبقوميتكم واصلكم وفصلكم رأسنا توجعون
لسنون عدة ونحن على لم شملكم محاولون
وبح صوتنا من القول بأنه يجب على الكلدان والأشور والسريان أن يكونوا متحدون
لأنكم من نفس السلالة والجد منحدرون
وبنفس اللغة تتكلمون
وبنفس الطقوس تؤمنون
وتاريخكم وحضارتكم ولغتكم منذ القدم في الأرض ضاربون
ونفس الدماء في عروقكم وانهاركم يجرون
لكنكم على التفرقة بقيتم مصرون
وعشتهم في هذا الدهر متفرقون
يقاتل بعضكم البعض وكلاكم في القضية متهمون
وقلنا لكم اتحدوا لان سيوف العدو على رقابكم مسلطون
لكلماتنا ومناشداتنا لم تصغون
جاء اليوم الذي فيه يجب أن تكونوا متحدون
لكن يا اخوتي لقد فات الأوان وعلى ارجلكم يجب أن تـُفّرون
 فالعدو الغاشم لفروقاتكم لا ينظرون
فكلكم كلدان واشور وسريان وبدون استثناء مطلوبون
ولتاريخكم وحضارتكم واختراعاتكم لا يكترثون
 فهم لدمائكم متعطشون
وبحمورابي وسركون واكد وسومر وبابل وأشور لا يعترفون
فإلى متى على تعندكم باقون
فحاملي السيف الأخضر بعناقكم يرغبون
ولزوالكم من أرضكم وأرضهم الأموال يذرفون
ولطردكم من دياركم النفط يهدرون
وفي قعر الخلافات والقسمة نائمون
والمسيح يصلب من جديد أمامكم وأنتم لا مبالون
وعن موت مخلصكم صامتون
وعلى قميصه من جديد تقامرون
وخرافكم في الدروب ضائعون
وعدوى انقسامكم إلى الشعب ناقلون 
كفاكم فراقا ً ولتكونوا باسمه متحدون

تبا لكم أيها الإرهابيون
فالمسيح أقوى مما تتصورون
والله برئ مما تفعلون
سنظل نحن المسيحيون للمحبة مُنشدون
وسنبقى رغم الصعاب للسلام ناشدون
رافعين رايات السلام كما تعودنا نحن المسيحيون
على تعاليم ربنا المسيح مستندون
وعلى خطا ربنا في المحبة سائرون
لن يقهرنا الزمان مهما مرت السنون
تشهد لنا حضارات بابل واشور وسومر الأزليون
وسنظل نحن احفاد أكد وسومر وبابل واشور في الذكرى خالدون
وستظل أسمائهم وتاريخهم واختراعاتهم على الجدران مدوّنون
وعلى رقاقها الطينية ستظل ذكراهم وإنجازاتهم محفورون 
سنستمر في الوجود مهما فعل بنا المارقون
وسنظل بالمعجزات مؤمنون
وللعناية الإلهية خاشعون
وكل يوم من اجل خلاصنا نصلي راكعون
لا تدخلنا في التجربة يا إلهي في قلبنا منادون
وإذا كانت هذه مشيئتك فنحن مستجيبون
ولإرادتك طائعون
ولتعاليمك صاغون
وعليك نظل دوما متكلون
نحن الشعب المعنون بحرف النون
نحن المسيحيون كلنا نون
ونون كلنا نحن المسيحيون
كلنا إيمانا وقلبا متحدون
وقررنا أن نكون في إيماننا صامدون
فنحن كلنا بدمنا لربنا يسوع المسيح فادون
رغم المحن والعواقب والإرهاب فهم في النهاية زائلون
ورغم اننا في كل زمان ومكان متألمون
وستظل أرض الرافدين مهدا لأحفادنا القادمون
ستظل سماء الرافدين غطاء لأجيالنا المنبثقون
نحن في العهد سائرون
وسنظل على المسيح متكلون
نناشدكم في النون تبقوا صامدون
كلنا معكم يا شعبنا المعنون بحرف النون
طوبى لكم يا احبتي من باسم المسيح اصبحتم مضطهدون


26
حكومة العبادي بارقة أمل جديد للعراقيين 
عماد هرمز 


كشف رئيس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي في يوم الاثنين المصادف 9 أيلول عن تشكيلة حكومته الجديدة التي ضمت في صفوفها معظم ممثلي القوى السياسية وكانت بالفعل قوز قزح النظام السياسي العراقي حيث ضمت ممثلي من مختلف طوائف الشعب العراقي في محاولة منه لربط اوصال النسيج العراقي المتفكك بل يمكن القول المتمزق بهدف إخراج العراق من حالة التشتت والتشنج الطائفي والسياسي التي يعاني منها العراق خلال عقد من الزمن. فضمت حكومة العبادي الجديدة 3 نواب لرئيس الجمهورية، هم نوري المالكي، واسامة النجيفي، واياد علاوي و3 نواب لرئيس الوزراء هم بهاء الاعرجي، وصالح المطلك، وهوشيار زيباري. وأعطى منصب وزير الخارجية لإبراهيم الجعفري بعد أن تم ترقية هوشيار زيباري ليصبح أحد نواب رئيس الجمهورية. وكان حيدر العبادي قد عرض تشكيلة حكومته على رئيس مجلس النواب (البرلمان) العراقي السيد سليم الجبوري قبل الإعلان عنها. 

وفي قراءة سريعة لأسماء القادة السياسيين وانتماءاتهم الفكرية والسياسية والمذهبية والطائفية والمناصب الرفيعة التي منحها لهم رئيس الوزراء المكلف بهذه المهمة، نرى بأن حيدر العبادي قد اظهر مدى جديته ونيته الحقيقية في لم شمل العراق، العربي السني والشيعي والكردي والتركماني والمسيحي والإيزيدي من جديد تحت سقف واحد وتحقيق الاستقرار المنشود في العراق. وأرى هذا التجمع الكبير من عمالقة ساسة العراق على طاولة واحدة بأنه امل جديد بمستقبل عراق جديد. وبرأي فأن قبول الساسة العراقيين في وضع أيديهم بأيدي بعض في سبيل بناء العراق يعكس مدى رغبتهم في العمل سوية بهدف إخراج العراق من حالة الضياع والدمار الذي فرضه عليه منظمة داعش الإرهابية ولا يمكن تفسيره إلا بأن ساسة العراق قد تعلموا درسهم ولو بصورة قاسية، أي بعد أن فعل تنظيم داعش الإرهابي ما فعل في الشعب العراقي في شمال العراق وخصوصا ً للشعب المسيحي والمكون التركماني الشيعي، في أن في الاتحاد قوة وفي التفرقة الدمار والانقسام وسفك الدماء.  ويمكن القول بأنه رغم أن الولادة الحكومية كانت اشبه بالولادة القيصرية العسيرة، إلا أنه بادرة خير وبريق أمل في مستقبل عراق آمن خالي من العنف والقتال والتهجير القسري وكما يقول المثل "فقد يرى الشعب العراق النور في نهاية النفق المظلم الذي هو سائر فيه". فنجاح العبادي في لم شمل القادة المتناحرين تحت مظلة واحدة يعتبر بحد ذاته إنجاز كبير.

فتعيين قادة الكتل السياسية الكبرى في العراق، أياد علاوي ونوري المالكي واسامة النجيفي، كنواب للرئيس وبالتالي وضعهم في خانة واحدة مهم جدا ً. فبفعله هذا وضع العبادي هؤلاء القادة أمام المسؤولية الكبرى والواجب الوطني في حماية العراق من الانقسام والدمار الشامل وبالتالي ومن موقع مسؤوليتهم والمهام التي القت على عاتقهم بتعيينهم في منصب نواب لرئيس الجمهورية يتحتم عليهم القيام بواجبهم الوطني على أكمل وجه واهم تلك الواجبات هو واجب الحفاظ على لحمة الشعب العراق واستقرار الوضع فيه واستتباب الأمن والأمان في ربوعه والبقاء على العراق موحد وعليه تقع عليهم مسؤولية إنجاح أو إفشال العملية السياسية في العراق. وجاء تعيين النجيفي، المولود في مدينة الموصل، رئيسا للجمهورية خطوة جبارة ومهمة لسحب البساط من تنظيم الدول الإسلامية الإرهابي في الموصل. والنجيفي هو رئيس ائتلاف متحدون للإصلاح وله ثقله السياسي بين الكيانات والأحزاب السياسية والعشائرية والاجتماعية السنية.  وأيضا ً كان من المفرح أن نرى تشكيلة الحكومة وهي تضم أحد ممثلي الكيانات المسيحية وهو السيد فارس ججو من قائمة الوركاء يُعين في منصب وزير للعلوم والتكنولوجيا وهي خطوة مهمة أيضا ً تعكس مدى حرص رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة حيدر العبادي على ضم المكونات التي تمثل الأقليات التي تشهد اضطهادا كبيرا في الآونة الأخيرة على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي.  

ورغم أن تعيين هذا العدد الكبير من النواب، سواء لرئيس الجمهورية أو لرئيس البرلمان، قد يفسر سلبيا أو تشاؤميا على أنه دليل على استفحال الانقسام الطائفي والسياسي في أوساط الشارع السياسي العراقي ومنح هذا المنصب للعديد منهم قد يعني عدم تمكن العبادي من إرضاء جميع الأطراف وكان لابد من ضمهم جميعا في مكان واحد لتلافي الاقتتال الطائفي والسياسي. في رأي أعتبرها خطوة إيجابية وذكية وتعتبر الحل الأمثل لضم أكبر عدد ممكن من ممثلي الأحزاب والقوائم السياسية الكبرى تحت خيمة الحكومة العراقية بهدف لم شمل كل الأطراف السياسية في العراق بغية إنجاح العملية السياسية ودرء العداء بين القوى السياسية للخروج بالعراق من أزمته المستعصية الكبيرة واهمها مشكلته العصيبة في مواجه خطر تنظيم داعش الإرهابي الشرس الذي أصبح يهدد مستقبل ومصير العراق بأكمله.  وثانيا ضم نوري المالكي من ائتلاف دولة القانون في الفريق النيابي لرئيس الجمهورية هي خطوة واضحة تهدف إلى الاستمرار في الهدنة بين جماعة المالكي وجماعة العبادي وتحقيقا ً للاتفاق الذي عقد بينهم الذي بدا واضحا في ضم المالكي إلى فريق الرئاسة مقابل تخليه عن رغبته في ولاية ثالثة لرئاسة الوزراء. وضم علاوي وهو شخصية وطنية معتدلة لها وزنها وشعبيتها على الصعيد المحلي والدولي ممثلا عن ائتلاف الوطنية وهو أحد الائتلافات الكبرى في العراق، مع الفريق النيابي لرئيس الجمهورية كان ضروري جدا ليكون حلقة وصل بين المكونات الكبرى في العراق. 

وبالطبع تشكيل حكومة عراقية جديدة بهذا التنوع الطائفي والسياسي سيغلق الأبواب بوجه الدولة الإسلامية التي تتغذى على فكرة تهميش السنّة من قبل الحكومة وهذا بالضبط ما وصفته الحكومة الأمريكية حيث اعتبرت بأن تشكيل الحكومة الجديدة تعتبر " خطوة حاسمة لهزيمة الدولة الإسلامية". وجاء تعيين الحكومة بهذا الشكل تلبية لمطلب واشطن التي اشترطت على الحكومة العراقية وقتها، في أيام المالكي، في أن يعمل السياسيين العراقيين مع بعض قبل أن تقوم واشنطن بتقديم أي دعم للحكومة العراقية. ففي شهر حزيران الماضي، عندما كان داعش لازال على أطراف الموصل، طلبت الحكومة العراقية مساعدة الأمريكان في التدخل عسكريا بريا لوقف زحف تنظيم داعش الإرهابي. بالطبع تدخل أمريكا من جديد في العراق بعد ما عانته على أيدي المليشيات العراقية السنية أو الشيعية وخصوصا ً بعد أن توغل واستقر الوجود الإيراني في العراق، لم يكن بتلك البساطة وكان يجب على أمريكا أن تدرس خياراتها بدقة قبل أن تتخذ قرارها بإعادة نشر قواتها لحماية العراق. فرفضت أمريكا التدخل عسكريا وقتها وشرطت في حالة تدخلها العسكري أن تقوم الحكومة العراقية ببعض الإجراءات والتعديلات والإصلاحات السياسية والطائفية وهذا ما أوضحه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما صرح بأن الدعم الأميركي مشروط بتنحية الساسة العراقيين الخلافات الطائفية، وتوحيد صفوفهم في مواجهة تقدم المسلحين. حيث صرح بايدن، بحسب ما جاء في موقع سكاي نيوز العربية "بأن بلاده ستقدم مساعدة عاجلة وضرورية لقوات الأمن العراقية، ولكن ينبغي أن يتوحد العراقيون لمحاربة أعمال العنف المسلحة "الشريرة" التي يشنها "متشددون" وتهدد بتفكيك البلاد".  وبحسب الموقع أيضا ً فأن بايدن صرح خلال زيارة للبرازيل "من الواضح أن هناك حاجة لمساعدة عاجلة... الخلاصة هنا أن العراقيين عليهم أن يوحدوا صفوفهم لهزيمة هذا العدو". وأضاف "إن ذلك يستلزم تنحية الخلافات الطائفية وبناء قوة أمن تشمل جميع الأطياف وضمان أن تكون أصوات جميع التجمعات السكانية في العراق مسموعة". وضم ساسة من السنة كان أيضا ً شرط من شروط أمريكا حيث، بحسب نفس الموقع، جاء فيه بأنه "أوضحت واشنطن أنها تريد أن يضم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في صفوفه ساسة من السنة كشرط للدعم الأميركي لمحاربة التقدم المباغت لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" ورغم زوال المالكي فان العراق كان ملزم بحقن ساسة من الطرف السني في الحكومة ليحقق التوازن الذي تنشده واشنطن ويوفر الأرضية الصالحة لها قبل أن تتورط من جديد بأي تدخل عسكري وتواجه ما واجهته في السابق.

أما بالنسبة لوضع المليشيات العسكرية المنتشرة بكثافة والمتواجدة بكثرة في العراق فكان لابد أيضا ً من الحكومة الجديدة أن تجد حلا لها لأن وجود السلاح في أيدي المليشيات لا يعني سوى إبقاء الصراع العسكري في العراق كحل للنزاعات والخلافات السياسية والطائفية ونزع السلاح يعني توجيه المليشيات والكيانات السياسية التي تمثلها نحو إيجاد الحلول السياسية السلمية لخلافاتهم ومشاكلهم. وفي خطابه أمام البرلمان صرح حيدر العبادي وأعلن رفضه القاطع لتواجد مليشيات في العراق وكذلك رفضه القاطع في أن يكون بحوزة أي مجموعة أو مليشيا مهما كانت وأينما كانت أي سلاح وأن الجيش العراقي يجب أن يكون هو الجهة الوحيدة المخول لها لامتلاك السلاح. فهذا التصريح لا يدل إلى على أن حكومة عبادي جادة في نزع السلاح في العراق وتركيزه في يد السلطة المتمثلة في الحكومة العراقية. وهذا القرار مهم جدا ً حيث سيسحب البساط من تحت أقدام داعش الإرهابي ووضعه في خانة الإرهاب. فبحسب هذا القرار فأن تنظيم داعش الإرهابي، الذي يمتلك الآن مخزون عسكري كبير وترسانة عسكرية واسعة ومتقدمة غير مخولة من قبل الحكومة بل تعمل ضد الحكومة، أصبح بحكم هذا القانون، بمصاف حركة مسلحة غير قانونية مخالفة للدستور العراقي وهي بذلك تعتبر ملاحقة قانونيا من قبل الجيش العراقي. هذا أيضا ً يعطي الحق للقوات العسكرية العراقية في التصدي لها بكل ما لها من قوة وبغطاء قانوني ودستوري وأيضا ً يخول للحكومة العراقية طلب الدعم العسكري من القوات الأمريكية لدحر داعش والقضاء عليها. بالطبع هذا القرار يجب أن ينطبق أيضا ً على الميليشيات الشيعية التي يجب أن تنزع سلاحها وتكتفي بالعمل السياسي. أما بخصوص العشائر فبإمكان أيضا ً استخدام هذا القانون لنزع السلاح الذي في حوزتهم دستوريا وقانونيا أو بإمكان البرلمان أن يمنحهم استثناء من ذلك بسبب طبيعة معيشتهم وسبل معيشتهم وعاداتهم وتقاليدهم.

نتمنى أن تتوفق الحكومة الجديدة في مهامها واهمها المهمة الكبرى في لم شمل العراقيين من جديد تحت سقف واحد. 


27
هل يصبح رئيس الوزراء حيدر العبادي غاندي العراق المنشود؟
عماد هرمز


"نحتاج اليوم الى غاندي عراقي لأن الحل في العراق متأخر جداً في ظل الانقسام الحاصل المطلوب هو تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع وان تكون هناك شراكة حقيقية للحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى وحدة العراق والا فنحن امام خطر تقسيم العراق وحرب اهلية لا سمح الله". ( غبطة لويس روفائيل الأول ساكو)

في منتصف شهر تموز الماضي، صرح غبطة مار لويس روفائيل الأول ساكو، موجها كلامه إلى ساسة العراق، بأننا ( العراقيون) "نحتاج اليوم الى غاندي عراقي لأن الحل في العراق متأخر جداً في ظل الانقسام الحاصل المطلوب هو تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع وان تكون هناك شراكة حقيقية للحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى وحدة العراق والا فنحن امام خطر تقسيم العراق وحرب اهلية لا سمح الله" كان الغاية من تصريحه هو لحث ساسة العراق على الاتحاد والصمود في وجه الموجات الطائفية الخارجية التي كانت تعصف بشواطئ الوطن. دعاهم إلى وضع مستقبل العراق وشعبه في مقدمة أولوياتهم، حثهم على استخدام الوطنية والانتماء الوطني للعراق وأرضه كعلاج للطائفية التي كانت تنخر كيان العراق. دعاهم إلى وحدة وطنية يشارك فيها الجميع وبدون تفرقة أو تمييز عرقي كان أو طائفي. دعاهم إلى شراكة حقيقية وكان بالتأكيد يقصد الشراكة الحقيقية بين مكونيّ الشعب العراقي الكبيران، بين الشيعة وسنّة العراق. فهذا هو الحل الأمثل للحفاظ على وحدة صفوف الشعب العراقي وناشدهم في العمل جاهدين لبناء العراق بدلا من تحطيمه.

كان هذا نداء غبطته ومناشدته لساسة العراق قبل أن ينفجر بركان داعش ويرعب أبناء شمال العراق والموصل بالتحديد ويجبرهم على الهجرة القسرية إلى المناطق المجاورة خوفا ً من ناره الحارقة وقبل أن تصهر داعش تاريخ وحضارة وتراث مسيحيو العراق التي تمتد لقرون طوال في سهل نينوى والموصل لتحولها إلى أثار آيلة للسقوط والاندثار وقبل أن تصهر بركان داعش مكونات الشعب العراقي في الموصل بنارها لتُبيدهم عن بكرة أبيهم وتلف أجساء الأبرياء من المسيحيين والإيزيديين بكفن علم داعش الأسود.

لقد استطاع غبطته قراءة الكتابة على الجدران (تعبير مجازي يقصد به أن الشخص يستقرأ ما يحصل في المستقبل من المؤشرات والأحداث الجارية في الحاضر). لقد نبه غبطته بأن العراق كان على وشك الانهيار والتفكك الداخلي و"أمام خطر تقسيم وحرب أهلية" (لا سمح الله – كما تمنى غبطته).  لكن للأسف لم تلقى كلمات غبطته وأمنياته آذانا صاغية فوقعت "بذورها بين الصخور لتيبس وتذبل وتموت" بحسب مثل المسيح في انجيله. فلم يسمع العراقيون ما نبههم عليه غبطته وساروا بالعراق حيثما لا يريده العراقيون فكانت تصرفات ساسة العراق كالسكاكين تقطع في أوصال العراق وتطعنه في أماكن حساسة من جسمه، الانتماء الوطني. بالطبع لم تكن هذه مشيئة الله ولم يرد الله أن يحصل هذا للعراق لكن كما يقولون فأن الله أعطانا عقلا لنحتكم إليه وإذا كان هذا العقل قد خدرته روائح الطائفية الكريهة فليس لله دخلا فيها وما حصل ويحصل في العراق الأن.

مع ذلك وإيماننا منه بأنه لازال في العراق وطنيين حقيقيين مخلصين غيورين على العراق وجه البطريرك رسالة الى المسؤولين العراقيين دعاهم فيها الى انقاذ العراق، قائلاً: "الوضع في العراق خطير لا امان ولا سلام والعراق مشلول في شكل كامل وهناك فراغ دستوري والمستقبل غير واضح". واضاف: "في وقت يمرّ العراق الحبيب في أزمة آمان ونظام، ويزداد يومياً عدد الجثث والنازحين، ويتعمق الخراب، نضمّ صوتنا البسيط كمرجعيّة دينية مسيحية عراقية الى صوت المرجعيات الاسلامية الشيعية والسنية الموقرة ...... وانقاذ البلاد من خطر الفوضى والانفلات".

نعم لقد كان غبطته دقيقا في رؤيته المستقبلية ولو كان الساسة في العراق وقادته الدينيين استمعوا إلى مناشدته ونداءه  لكان العراق الأن في أمان ويعيش أبنائه متحدين في بلدهم وكان الجميع ينعم بخيرات العراق. ولكن للأسف حصلت الفوضى يا غبطة البطريرك ولم تجدي مناشدتك نفعا ً وذهبت سدى مع الرياح الطائفية العاتية. لم يسمع الساسة وقادة الدين في العراق إلى نداء غبطته ولم نشهد بزوغ أي غاندي في العراق يلبس طرحة بيضاء بسيطة وينتعل صندل رخيص ويعلن الإضراب عن الطعام ويجوب العراق من شماله إلى جنوبه معلنا أن العراقيين يجب أن ينبذوا العنف والسلام هو الحل الوحيد لمأزقه ويجمع حواليه كل أطياف الشعب العراقي على طاولة واحدة ليعملوا جميعا من أجل العراق ووحدته.

لكن هل العراق فعلا ً بحاجة إلى غاندي؟ رغم أنني من المعجبين بغاندي ومبدأ التسامح والسلام في حل النزاعات والخلافات الذي ناشد به ونجح في تطبيقه إلا أنني لا أتفق كليا بأن العراق بحاجة إلى غاندي. فالعراق هو ارض الأنبياء والرسل فهو بؤرة الرب ومنبع رسالاته السماوية ومنه بزغ الكثير من رسل الله ورسالتهم جميعا كانت مرتكزة على السلام والتسامح والغفران. فحلول الله للمشاكل هي التسامح ومغفرة الخطايا للأخرين وحبهم واحترامهم للأخر، وكانت هذه هي رسالة المسيح في مجيئه إلى الأرض بيننا. فلو اتبع الكل بمختلف دياناتهم وطوائفهم تعاليم الله لكان في العراق الآن أكثر من عشرين مليون غاندي. لكن المشكلة هي في أنه بدلا من أن يتخذ البعض من العراقيين الدين للتعامل مع غيرهم بالتسامح والمغفرة ورحمة وشفقة واخوة، أصبحوا يستغلون ويستخدمون الدين لأغراض شخصية وحزبية وعرقية وطائفية. نسى الكثير منا بأننا نحن أبناء إبراهيم الذي باركه الرب في أرض الرافدين لينشر رسالة لله إلى بقية الأمم ويجعله أبا لكل المؤمنين. وعلى أرضنا مشت الرسل والأنبياء ونشروا عن طريقنا شعوبنا رسالة الحب والسلام والأخوة والبشرية والإنسانية فكيف بنا ننسى ذلك ونتحول من شمعة أوقدتها أيادي الأنبياء لتنير للبشرية طريقها لنتحول إلى نار تحرق فيها البشرية وبؤرة الكره والشر والقتل. إذا كانت تعاليم موسى غير كافية لزرع الحب والسلام في العراق فرسالة المسيح في المحبة والسلام والمغفرة كانت واضحة وجليه وهو الذي قبل بصلبه وغفر لصالبيه من أجل أن ينشر السلام في العالم. وجاء محمد بعده ليكرر ما قاله موسى ومن بعده المسيح. لقد ابتعدنا على تعاليم الله وأصبحنا الأن نبحث عن رسل أرضيين مثل غاندي ومانديلا. ولأننا نحترق بنار جهنم الطائفية والشر والحقد والكره الأرضي وبما أن تعاليم الرسل والأنبياء لم تنفع معنا أو بالأحرى لم نستعملها بالشكل المطلوب فلا بد أن نحاول بشتى الطرق لجلب السلام إلى ربوع أوطاننا وعليه لا بأس من أن نأخذ من الرسل الأرضيين، غاندي ومانديلا ً، كنموذجين يحتذى بهما لأنهما بشر مثلنا عسى ولعل نتعلم منهم كيف استطاعوا أن يطبقوها  في بلدانهم لنطبقها في أرضنا.

وللأسف نقول، بسبب الظروف الراهنة التعيسة، بأننا بالفعل بحاجة إلى رسل ارضيين، نحتاج إلى غاندي جديد في العراق. فما اشبه العراق اليوم بهند البارحة، عندما كانت لا تزال ترضخ تحت الاحتلال الإنكليزي. نعم نحن بحاجة إلى غاندي في العراق في هذه الفترة بالتحديد لأن الحلول الدينية التقليدية امست غير ذات نفع. صحيح أن غاندي لم يستطيع أن يمنع انقسام القارة الهندية إلى قسمين، الهند وباكستان، لكنه على الأقل منع حصول كارثة بشرية في الهند بين سكانها الهنود من السيخ والهندوس وبين الباكستانيين. وغاندي استطاع ببساطته وحكمته أن يصل بالهند إلى الاستقلال التام عن بريطانيا وينال الهند استقلاله لتصبح الهند أكبر بلد ديمقراطي. وما يميز غاندي عن غيره هو أنه استطاع أن يفعل ذلك بتضحيته بذاته، براحته، بسلطته، برفاهيته ليحرم نفسه من أجل الهند وشعبها وهذا ما يحتاجه العراق من قادتهم ليتحولوا إلى غاندي جدد في العراق ليحموا ما تبقى من العراق واملا في إرجاعه على ما كان عليه في السابق.  لولا غاندي وكما قال أحد الهنود لكانت الهند وقتها مرت بنفس التجربة التي مرت بها دول مثل لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي وراوندا في التسعينيات والأن وللأسف يمكن إضافة العراق إلى القائمة لنقول "لكانت الهند ستمر بتجربة العراق في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين".

لحد الأن لم يظهر غاندي يدعوا إلى السلام والأخوة والمصالحة في العراق. لم يظهر غاندي عراقي يضحي بماله ومنصبه ومطامعه في سبيل العراق ووحدته. فالكل يتقاتل على السلطة ويحاول استحواذ ما يستطيع من المال ليؤمن مستقبله. العراق بحاجة إلى غاندي واحد ليقود الجميع إلى درب التواضع والتضحية، لكن يا ترى ما هي مواصفات الغاندي العراقي ومن أي طائفة يكون؟ شيعي أو سنيّ أو كردي أو عربي؟ لكي يكون قادر على توحيد العراق من جديد. 

هذا الغاندي العراقي القادم قد يكون غاندي شيعي يلف حوله شيعة العراق ويبيث فيهم روح التسامح والأمر بالمعروف ومن باب السلطة والقوة وليس من باب الضعف. الغاندي الشيعي قد يرمي السلاح ويفكك المليشيات ويطرد المحتل أو المتغلغل في صفوفه من غير العراقيين ويذهب مشيا ً على الأقدام إلى العراقيين السنّة في المحافظات المجاورة في الأنبار وتكريت والموصل مادا يد السلام والأخوة ومناشدا اخوته من السنّة أن يساعدوه على ترميم البيت العراقي ونبذ العنصرية والطائفية. الغاندي الشيعي قد يتنازل عن سلطته وكرسيه السياسي ليمنحه لأخيه السنيّ ويقول له أنت القائد ونحن معك. القائد الشيعي قد يفتح الحسينيات التابعة له للمصلين السنّة.

أما الغاندي السُنّي، فهو الذي يحارب التطرف ويدعوا الجميع إلى نشر تعاليم الله السمحاء وخصوصا تلك التي تدعوا إلى التسامح والغفران. الغاندي السني لا يُكفّر كل من ليس من طائفته. الغاندي السنّي يتحلى بصبر أكبر مع اخوته العراقيين ويستمر في محاولاته لإيجاد حل يناسب كل الأطراف السنية والشيعية والكردية والمسيحية. الغاندي السنّي يقبل بالحكم الشيعي ويعمل معه لبناء العراق. الغاندي السنيّ العراقي لا يقبل بأن تُدنس أرضه غريب ودخيل على العراق. الغاندي السنيّ هو الذي يحمي الأقليات ويتفاخر بتاريخهم ووجودهم على أرضه. الغاندي السنّي يُبقي على عراق واحد متحد مع بقية مكونات الشعب العراقي الكردي والشيعي والمسيحي والإيزيدي والتركماني وغيرهم.

وإلى ساستنا المتشبثين بنزوات الأرض وملاذها أقول:  أي مستقبل هذا الذي تحاولون تأمينه لأنفسكم في عراق تحترق ارضه وسماءه وتشرد أبناءه وتسحق حضارته ومعتقداته وتراثه وإرثه وثقافته. فالعراق سيكون في صراع دائم ودموي لفترة طويلة قادمة وستظل النقود التي تجمعوها في المصارف الغربية راكدة لا تستطيعون أن تصرفوها حتى على ابسط الأشياء. فالمستقبل الذين تحاولون بناءه في العراق هو وكما قال السيد المسيح سيكون مبني على رمال سينجرف ويقع في أول عاصفة. فاقترح أن يضحي أحدا منكم بمركزه وأمواله واضعا ً العراق وشعبه ومصلحته أمام نصب عينه عسى أن يصبح غاندي العراق ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه. فهل ياترى سنشهد ولادة غاندي عراقي في المستقبل القريب أو البعيد ليعم السلام في ربوع العراق؟ وهل بالفعل يصبح رئيس الوزراء حيدر العبادي غاندي العراق المنشود؟ انشاء الله.


28
الفاتيكان للعالم الإسلامي: "دينوا لكيلا تُدانوا"
 عماد هرمز


"غياب الادانة سيفضي الى فقدان مصداقية الحوار بين الاديان الذي أطلقناه بصبر في السنوات الماضية ويؤثر على مصداقية الاديان واتباعها ومسؤوليها".
(الفاتيكان)

 


"دينوا لكيلا تدانوا" كانت الصرخة المدوية التي أطلقها الفاتيكان في وجه العالم الإسلامي المتغافل قسم منه عما يحدث لمسيحيي الشرق الأوسط ومسيحيي العراق بالتحديد.  هذه هي العبارة التي لمح إليها قداسة البابا فرنسيس في تصريحاته التي وجهها لعلماء والقادة المسلمين ليحثهم على شجب واستنكار الإعمال البربرية الإجرامية التي تقوم بها عصابات داعش الإرهابية بحق أبناء الشعب المسيحي واليزيدي في الموصل وضواحيها وكذلك في سوريا.

رغم أن هذه العبارة قد تبدوا في الظاهر مناقضة لتعاليم المسيح الذي قال في انجيله المقدس "لا تدينوا لكيلا تدانوا" إلا الواقع الصعب والمؤلم الذي يمر به العالم المسيحي في الشرق الأوسط وفي العراق بالتحديد يحتم على الجميع أن يأخذوا موقف تجاه التهجير القسري للمكون المسيحي في العراق وسوريا وهي صرخة عتاب أكثر من ماهي توبيخ وهي نابعة من إدراك القادة الدينيين المسيحيين للواقع المأساوي الحقيقي الذي يعيشه أبناء شعبنا في العراق. فبحسب ما جاء في موقع (أ ف ب) فأن قداسة البابا دعا رجال الدين المسلمين إلى أن يدينوا "دون لبس الأعمال الوحشية التي يرتكبها الجهاديون في الدولة الإسلامية معتبرا أن "لا سبب وبالتأكيد لا دين يبرر مثل هذه الممارسات".

ما حصل من جرائم بشعة بحق مسيحيي العراق وسوريا على يد عصابة داعش الإرهابية وضع جميع القادة السياسيين والدينيين المسيحيين منهم والمسلمين في وضع لا يُحسد عليه. فالقادة المسيحيون السياسيون والروحيون كان عليهم إداء واجبهم على أكمل وجه والتحرك بقصارى جهدهم للوقوف متكاتفين بوجه الاعتداء الصارخ الذي يتعرض له المسيحيون من أبناء وطنهم. وكان عليهم اتخاذ اللازم للدفاع عن الوجود المسيحي في المنطقة والدفاع عن حقوق شعبه التي كانت تسلب منهم في وضح النهار. وفي نفس الوقت كان أيضا ً على القادة المسلمين السياسيين والروحيين الإعلان عن موقفهم تجاه الإعمال البربرية والوحشية التي تقترف باسم دينهم ضد المسيحيين المسالمين والعزل.

ويعمل الفاتيكان جاهدا مع المسلمين وبقية الأديان في وضع أسس مشتركة للتعايش المشترك السلمي في هذا العالم المليء بالتناقضات والصراعات السياسية والطائفية. والفاتيكان كان قد شكل مجلس بابوبي للحوار بين الأديان الذي يرأسه حاليا الكاردينال جان لوي توران وبالطبع سكوت الكثير من القادة المسلمين بوجه الأعمال الوحشية التي تقترفها جماعة الدولة الإسلامية ينفي هذا المجلس أو الحوار من أساسه ولذلك جاء اعلان المجلس البابوي للحوار بين الأديان بلهجة شديدة وكان طويلا ليعبر الفاتيكان من خلاله رفضه التام لما وصفه بـ "الاعمال الإجرامية التي لا توصف لجهادي الدولة الإسلامية" وخصوصا تلك الرجعية والبربرية المنشأ مثل "القيام بقطع الرؤوس والصلب وتعليق الجثث في الأماكن العامة... وخطف النساء والفتيات من الطائفتين المسيحية واليزيدية واعتبارهن سبايا... وكذلك ممارسة الختان وفرض الجزية واللجوء الى العنف الفظيع بهدف الترهيب".

وهدد الفاتيكان بأخذ موقف حازم أو قد يبطل مفعول المؤسسة العالمية لحوار الأديان، التي تضم كل الأديان من أقاصي الأرض ومغاربها، في حالة لم يتخذ علماء الدين المسلمون هذا الموقف الحازم والرافض لإعمال الدولة الإسلامية الإرهابية وهذا ما عبرت عنه وزارة الفاتيكان المكلفة في مهمة الحوار مع الأديان (بحسب أ ف ب) حيث جاء في تعليق لها بأن "كل هذه الممارسات جرائم في غاية الخطورة بحق البشرية والله الخالق لها كما ذكر البابا فرنسيس مرارا. وأضاف المصدر في الفاتيكان بأن "الوضع المأساوي للمسيحيين واليزيدين والأقليات الأخرى الأثنية والدينية في العراق يستلزم اتخاذ موقف واضح وشجاع من قبل رجال الدين وخصوصا المسلمين منهم والأشخاص المشاركين في حوار الأديان".

وموقف رجال الدين المسلمين وشجبهم واستنكارهم ورفضهم لما تقوم به عصابات داعش مهم جداَ. فالكل يعرف بان اجتهادات رجال المسلمين أصبحت لا تحصى وينتج عن كل اجتهاد فتوى تحلل هذا الشيء أو تحرم ذاك. ونشهد في هذه الإيام لجوء الكثير من المسلمين إلى شيوخهم الذين أصبح عددهم بعدد حبات الرمال على شاطئ البحر كل منهم يسرح ويمرح في كتاب القرآن أو السيرة النبوية يفسر ما يشاء منه بحسب رغبته أو مصلحته. وبالطبع ليس كل الشيوخ المسلمون بنفس الحجم أو الثقل أو الإدراك وعليه لا يتطلب من اغلبهم أن يقوموا بأي شيء. لكن من المهم جدا مثلا ً أن يقوم مفتي السعودية أو مفتي الأزهر في مصر أو مفتي الشيعة في العراق بشجب واستنكار هذه الأعمال لأنها مهمة جدا. أهميتها تكمن في أنها أولا تؤدي إلى رفع الشرعية الدينية عن داعش وبالتالي عزلها واعتبارها منظمة إرهابية لا تستند حملتها الدينية إلى أي أسس دينية إسلامية وبالتالي تجريدها من سلاحها الفتاك في استخدام الدين الإسلامي كمبرر لإقناع الشعب في الانخراط في صفوفهم. وثانيا وكما قلنا فأن الكثير من المسلمين البسطاء ينخرطون مع داعش بسهولة لعدم درايتهم الكافية بالدين الإسلامي وبذلك تكون فتوى من الأزهر أو السعودية أو السيستاني مهمة لأنها ستردع الشباب المسلم من الانخراط في صفوف داعش. فإذا افتى أولئك الشيوخ بأن داعش هي حركة إرهابية لا تمت للإسلام بصلة وأن الانخراط في صفوفها يعد مخالفا لتعاليم الشريعة الإسلامية فان هذه الفتوى سيكون لها مفعولها الكبير وستمنع الكثير من الذين غرر بهم من الانخراط في صفوف داعش والمحاربة معهم. وهذا بالفعل ما يحتاج له مسيحيو العراق وهذا هو بالضبط ما يطالب به الفاتيكان وبالتالي صمت شيوخ الإسلام أو مفتيها لا يجدي نفعا ويضر بالمسيحيين وفي بعض الحالات قد يعني الرضى وعيه صرح الفاتيكان قائلا ً "ومنذ زمن يندد الفاتيكان بالصمت من قبل بعض محاوريه المسلمين حول الارهاب الجهادي ضد المسيحيين او التصريحات غير الواضحة او الحازمة لأدانته... وعلى الجميع ان يدينوا بصوت واحد ودون لبس هذه الجرائم وان ينددوا بالتذرع بالدين لتبريرها... وغياب الادانة سيفضي الى فقدان مصداقية الحوار بين الاديان الذي اطلقناه بصبر في السنوات الماضية وهذا يؤثر أيضا على مصداقية الأديان واتباعها ومسؤوليها ".

وناشد الفاتيكان المسؤولين الروحيين الى ممارسة نفوذهم لدى الحكومات "لمعاقبة المسؤولين عن الجرائم وفرض دولة القانون مجددا على كافة الاراضي وعودة النازحين الى ديارهم". بالتأكيد إذا افتى مفتي السعودية فأن الملك سيصغي له وإذا لم يصغي الملك ستصغي له حاشيته أو برلمانه وهذا سيشكل ضغط عليه وبالتالي اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة كل من انخرط أو يحاول الانخراط أو تسول له نفسه في القيام بأي عمل إجرامي ضد المسيحيين. ونفس الشيء ينطبق على الشيعة في العراق فإذا افتى السيستاني بأن أي اعتداء على المسيحيين هو مخالف للشريعة الإسلامية وتعاليمها فبالتأكيد سيصغي له الجميع وسيشكلون أداة ضاغطة على الحكومة السياسية وهذا بالفعل ما حصل في العراق فكان للسيستاني دور مهم في تعيين رئيس وزراء جديد في العراق بدلا من نوري المالكي بهدف نزع فتيلة الاقتتال الطائفي في العراق.

وكان على الفاتيكان أن ينوه للمسؤولين الروحيين المسلمون بأن عليهم تذكير المؤمنين "بان تمويل وتسليح الارهاب مدانان أخلاقيا" في حين وجه اساقفة اصابع الاتهام الى الدول او الافراد الذين يمدون الدولة الاسلامية بالأسلحة المتطورة. وأشار الفاتيكان إلى العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين واهميته وعلى المسلمين العمل على الحفاظ عليه بغية مواصلة التواصل مع المؤسسات المسيحية حيث جاء في التصريح بأنه "على مر القرون عاش المسيحيون الى جانب المسلمين ما ادى الى قيام ثقافة تعايش وحضارة يفتخرون بها" مذكرا بقيمة "الحوار بين المسيحيين والمسلمين الذي استمر وتعمق" وحذر الفاتيكان من أن ما تسعى إليه الدولة الاسلامية مع اعلان الخلافة سيقضى على هذا التعايش المشترك وقطع طريق التواصل بين المسيحيين والمسلمين. وأخيرا لا بد من الإدراك بأن الفاتيكان قادر على التمييز بين غالبية المسلمين المعتدلين والاقلية التي ترفض اي حوار باسم تفسير للشريعة خاص بها.

وكان غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل على الكلدان قد انتقد المماطلة الدولية في محاربة الدولة الإسلامية في العراق.
وفي بيان صفحي له قال فيه "اننا أمام العدد الكبير جدا من العائلات النازحة من بلدات وقرى سهل نينوى وفقدان بيوتهم واموالهم وامالهم وأراضيهم ومصالحهم وجلوسهم على الحضيض تماما وامام المماطلة الدولية والإقليمية في اتخاذ عمل يوقف محاربي الدولة الاسلامية من التوسع والسيطرة على المدن والأراضي والبطء الغريب في ورود المعونات الإنسانية من المنظمات الدولية والحكومة العراقية حيث بدأ الموت والمرض يحصدان شيوخهم واطفالهم وقد سجلت عدة وفيات واصابات بالإسهال في الحدائق العامة حيث يأوي معظم النازحين".

وكان غبطته قد دعا مؤخرا في ظل الإعمال الإجرامية التي تقترف بحق مسيحيو العراق "المرجعيات الإسلامية إلى الضغط لإصدار فتاوي تحرم قتل المسيحيين، إذ ليس كافيا تحريم قتل المسلم للمسلم".

ونناشد بدورنا نحن الكتاب والمثقفون بأن يقوم القادة المسلمون بإدانة ما تقترفه أيادي عصابة داعش الإرهابية بحق شعبنا المسيحي العراقي ونكرر القول مع الأخرين بأن "الإرهاب لا دين له". فأمام المسلمين خيارين لا غير فأما أن يؤمنوا بأن الإرهاب لا دين له وبأن ما تقوم به عصابات داعش لا صله له بالإسلام والإعلان عن ذلك رسميا ومن كل المنابر والمساجد والجوامع والحسينيات وفي كل الأيام وأما يستمروا في صمتهم وسكوتهم وأن يقبلوا بحكم وإدانة الأخرين من الأديان الأخرى بأن صمتهم وعدم إدانتهم علنيا للإعمال البربرية والوحشية والتهجير القسري التي تقترف بحق المسيحيين والإيزيديين والأقليات الأخرى في العراق وسوريا هو نابع من رضاهم أو إيمانهم بأن الإرهاب هو جزء من الإسلام وتعاليمه وعليه نعود إلى نقطة الحوار الاصلية وهي "دينوا لكيلا تدانوا".

29
الذكرى 26 للحرب الطائفية  في العراق
 عماد هرمز
 
قد يظن الكثير بأن الحرب الطائفية الدائرة بين القوى السنية والشيعية في العراق هي حديثة الولادة أو بدأت بعد سقوط النظام الدكتاتوري للطاغية صدام حسين. لكن في الحقيقة فأن شعلة الحرب الطائفية في العراق كانت متقدة وغير منطفئة منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ولكن بعد زوال نظام صدام وزوال القمقم الذي كانت فيه  الطائفية محبوسة، اوقدت هذه الشعلة نار الطائفية في العراق لتحرقه من شماله إلى جنوبه.

فقبل أيام أطلت علينا الذكرى السادسة والعشرون على انتهاء الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات متواصلة وأودت بحياة المئات من الألاف من خيرة شباب العراق.  كانت الحرب وقتها مجرد حرب بين دولتين تتقاتلان على مناطق غير محسومة بينهما أو للحصول على سيطرة على جزء معين من خليج مائي أو ضم بعض من الأراضي غير التابعة لها. فالحرب كانت مثالية بين دولتين يتصارعان من أجل غرض وطني ويقاتل فيها جيشان يدافعان عن أرضهما وعرضهما ووطنهما. وهذا انعكس بشكل واضح في الشعارات والعبارات التي كان القادة الدكتاتوريين في العراق يستخدمونها لوصف قادة إيران أو المواطن الإيراني التي كان لها مدلولات مدنية ووطنية وقومية ومن هذه العبارات هي استخدام عبارة "العجمي" على الإيراني وبالتالي كان الجندي العراقي يحمل بندقيته ويضحي بنفسه من أجل إيقاف العجمي الذي جاء ليحتل أرضه ويدنس عرضه وشرفه ويصبح شهيدا إذا مات. لا أعرف ماذا كان يصف القادة في إيران الجندي العراقي أو المواطن العراقي فباعتقادي كان يصف قادة العراق بالكفار والموالين أو العملاء للغرب وكان لابد من أسقاط ذلك النظام لتحرير العراق من براثن ذلك النظام العميل الذي كان يهدف إلى اسقاط حكومة الفقيه والقضاء على الثورة الشيعية الإيرانية الحديثة الولادة.

وبالطبع استخدم كلا النظامين الدين كوقود لشحن الشعب واقناعه بضرورة خوض الحرب. فالنظام الإيراني استخدم بعض العناصر الدينية في حربه لإقناع الشباب للتطوع وخوض المعارك ضد نظام الدكتاتوري في العراق، ومفاتيح الجنة كانت غير شاهد على هذه. أما بالنسبة للنظام الدكتاتوري السابق فإطلاق الطاغية صدام حسين تسميات على نفسه على سبيل المثال بأنه من سلالة النبي محمد وأن جده الحسين وزياراته للجوامع والصلاة فيها واخرها طرح مشروعه بكتابة حروف القرآن بدمه وغيرها من الأمثلة التي رغم أنها كانت دينية إلا أنها لم تكن طائفية. فلم يشعر العراقي بتاتا بأن الحرب كانت بين حكومة سنية في العراق وبين حكومة شيعية في إيران. وعليه كان شيعة العراق يقاتلون في صفوف الجيش العراق بكل غيرة أوتي بها المواطن العراقي الذي كان لابد من الدفاع عن أرضه، أرض العراق الطاهرة. وعليه فأنه رغم أن الشيعة قاتلوا مع الجيش العراقي ضد الشيعة في إيران إلا أن الدافع لقتالهم كان لوقف الغزو العجمي لأرضهم، أي كان من منطلق وطني قومي بحت.

مع ذلك كان هنالك جماعات عراقية وشيعية بالخصوص، واعية وعلى علم وإدراك بأن الدافع الرئيسي لخوص الحرب ضد إيران كان لوقف المد الشيعي الإيراني وبأن العراق أصبح كبش الفداء بالنسبة لدول الخليج في أن يُزج في الحرب لتحقيق هذا الهدف بالذات. وبالتالي فأن الحرب كانت تخوض لصالح الغرب الذي كان يحمي دول الخليج العربي على حساب أرواح ومستقبل الشعب العراقي. ومن بين القوى الوطنية النشطة والفعالة التي كانت تعمل بشكل سري، كانت قوى اليسار العراقي المتمثلة بالحزب الشيوعي العراقي. وبالطبع كانت هناك تيارات أو جماعات سرية شيعية موالية بشكل غير مباشر لإيران تعمل جاهدة في العراق على زعزعة النظام وضربه في الداخل وكانت ترفض الحرب لأنها تستنزف قدرات وطاقات الدولة الشيعية الحديثة الولادة. ومن بين تلك التيارات الدينية وأنشطها وأكثرها فاعلية من حيث تأثيرها على النظام الدكتاتوري كان حزب الدعوة الإسلامية الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي ضمن تحالف دولة القانون الحاكم في العراق. وكان حزب الدعوة من أشرس الأحزاب الشيعية والفعالة من حيث قيامها بعدة عمليات داخل العراق ضد الجيش والحكومة العراقية. وأيضا ً كان التيار الصدري من القوى الفاعلة في العراق لكن النظام استطاع تحجيمه وإضعافه باغتيال قادته وعلى رأسهم والد زعيم تيار الصدر الحالي الزعيم الشيعي محمد باقر الصدر.

وكان نظام صدام الدكتاتوري على علم ودراية بنشاط تلك الأحزاب واستطاع بيد من حديد وقمع متواصل من قهر التحرك الشيعي الموالي لإيران في الداخل وظل صدام ونظامه يقمع الشيعة ليوم السقوط. فقام النظام بتنشيف الأهوار في الجنوب ليضرب كل جيوب المقاومة الشيعية المنشرة في الأهوار. وضرب مراقد أئمتهم وحصد عناق قادتهم الدينيين وكان قمع الانتفاضة الشيعية بعد غزو الكويت من أبشع أنواع القمع البشري الذي تقترفه حكومة بحق مواطنيها وتأتي من حيث بشاعتها بعد كارثة حلبجة المعروفة بأنها الأفظع من ناحية استخدام حكومة دولة أسلحة كيماوية ضد أبناء شعبه.  فقتل نظام صدام الألاف من الشيعة ودفنهم في قبور جماعية وبدون وازع ضمير. هذا الاضطهاد السني ضد شيعة العراق تراكم على مدى عقود من الزمن لحين سقوط النظام ودوران الطاولة ليتحول السجان إلى سجين والحاكم إلى محكوم ويشهد العراق مرحلة أخرى من التقاتل الطائفي المدمر والدموي. 

انتهت الحرب بين الدولتين في الثامن من آب 1988 وخمدت نيران العجم ونيران النظام الدكتاتوري واستبشر الشعب العراقي خيرا وتأملوا وحلموا بترميم ما دمرته الحرب وبناء عراق جديد وعودة الأسرى إلى أهاليهم والشباب العراقي إلى مدراسهم ووظائفهم واعمالهم وبشكل عام عودة العراق إلى حياته الطبيعية. بالطبع تنفس الشعب الصعداء لحين غزو العراق الكويت وزجه مرة أخرى في حرب مدمرة. ورغم انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، إلا أن نار الصراع بين الطرفين لم تخمد أو تنطفأ وظل الصراع قائم بين الطرفين خفيا سريا بانتظار حصول موجه عاصفة تجلب فيها رياح قوية تؤجج تلك النيران وتوقدها من جديد ويعاد الصراع العربي العجمي إلى شكله العلني والظاهري بدلا من الصراع الداخلي.

جاءت الرياح العاتية من الغرب وبالتحديد من جهة الولايات المتحدة الأمريكية التي حملت معها بوادر تغيير النظام الدكتاتوري في العراق وبالفعل حصل التغيير بإسقاط النظام في 11 نيسان عام 2003 فاستبشر العراقيون مرة أخرى بعراق جديد ديمقراطي يجلب على جميع مكونات الشعب العراقي الخير والسعادة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساوات ويعيد البسمة على وجوه أبناءه مرة أخرى. لكن أمل الشعب العراقي بعد سقوط صدام كان متفائلا جدا وغير واقعي ولم ينتبه الشعب العراقي بأن الطائفية كانت قد غرزت في عقولهم وأفكارهم واخذت مكانها فيهم وكانت في طور السبات فقط ولم تمت. وبسقوط النظام الدكتاتوري توافرت البيئة مرة أخرى لمرض الطائفية السباتي فاستفحلت مرة أخرى في جسد العراق وبرزت مرة أخرى في جسم العراق قوية شرسة عدوانية وهذه المرة بصبغة شيعية. وهكذا اعتبر الشيعة سقوط الطاغية صدام فرصة ذهبية سنحت لهم ليردوا الصاع صاعين للسنة فجردوهم من الحكم وسلبوا إرادتهم وضربوهم في قعر محافظاتهم. وهمشت الحكومة السنة وعاملتهم كمواطنين من درجة ثانية ولم تعتني بهم كمواطنين كما يجب. وانتفض الشعب السني عدة مرات محتجا على تهميشهم وإهمالهم ولكن طلباتهم ومناشداتهم سقطت في آذان شيعية صماء وتم إخماد انتفاضتهم الأخيرة الكبرى بسرعة وباستخدام الجيش العراقي الذي أصبح في بعض الأحيان كأداة قمع في يد الحكومة الشيعية.

وللأسف وبسبب تصرفات بعض القادة غير المسؤولة من الطرفين السني والشيعي وبسبب تدخل الدول المجاورة في شؤون العراق سواء التدخل المباشر مثل التدخل الإيراني ووجودها في العراق ورمي ثقلها خلف شيعة العراق أو التدخل غير المباشر من قبل بعض دول الخليج في تقديمها للدعم المعنوي واللوجستي للقوى السنية في العراق، توقدت شعلة نيران الطائفية الخامدة والتي أدت إلى اشعال نيران الطائفية في العراق على اقصاها وبسببها وللأسف انزلق العراق في جرف الطائفية لتجرفه مياه الطائفية الضحلة في سراديبها ومساربها ومزاريبها إلى جيفة الطائفية الكريهة لتغمر العراق بأكمله في نفايات ووساخة الطائفية القذرة العفنة التي غمرته من رأسه إلى أخمص قدميه فأصبح صعب التخلص منها والتهبت جروح العراق المفتوحة الجديدة وبالتالي التهب جسد العراق بأكمله وأصاب العراق بمرض الطائفية المزمن. هذا الالتهاب كان له اعراضه القوية في جسد العراق ظهرت في الاقتتال الطائفي بين مليشيات طوائفه والتفجيرات المتكررة في ربوعه والدماء البريئة التي سالت في أنهره والجثث المتراكمة في شوارعه فاشتعلت سعير نيران الطائفية أكثر وأكثر وارتفعت سخونة الوطن لتصل لمئات درجات الحرارة ويصاب الوطن بالشلل التام ويصبح طريح فراشه.

وبسبب مرض الطائفية المتفشي بين القوى السياسية العراقية، أعمت الطائفية بصيرة الكثير من قادة العراق فانجرفوا وراء مشاعرهم واضعين الطائفية في مقدمة أولوياتهم وقبل كل الاعتبارات حتى الاعتبارات الوطنية والإنسانية والأخوية. فطمس العراق كليا في وحل الطائفية القاتل لتنال منه الفايروسات القوية الدخيلة. وبسبب مرض العراق الطائفي المزمن، تعرض جسده لعدوى فايروسات خارجية غريبة ودخيلة على شعبه. فأصابه قبل فترة معينة فايروس القاعدة الفتاك لكن القوى الوطنية السنية المتمثلة بعشائرها الغيارى والقوى الوطنية الشيعية اتحدت لتدحر هذا الفايروس القوي الفتاك وتطرحه خارج جسم العراق قبل أن يستفحل وينتشر. لكن وللأسف لم تُكافئ الحكومة المركزية الشيعية الدور المهم والبطولي والوطني الذي قام به أبناء العراق الغيارى من السنة وظلت تهمشهم وتعاملهم بسوء. هذه المعاملة أدت إلى شعور السنة بالغبن والظلم وحز ذلك في قلوبهم وبرأي كان هذا السبب وراء استفحال فايروس داعش القتال والفتاك في شمال العراق الذي أودى بالعراق قتيلا ً.

فعراق اليوم ليس العراق الذي عرفناه من قبل، عراق الأكراد والسنة والشيعة والمسيحيين من الكلدان والأشور والسريان والتركمان واليزيدين والشبك والأرمن. عراق اليوم غير عراق البارحة. فموصل البارحة، موصل الحدباء، التي كانت تضمن كل أطياف الشعب العراقي أفرغت اليوم من سكانها الأصلين ولم تعد موصل المدينة التي تفتخر بتنوع طائفيتها وسكانها وشعبها وكنائسها وجوامعها ومراقدها ومعابدها ومزارها. موصل اليوم وقعت ضحية الطائفية فطـُرد أبنائها منها ودُنست مقدساتها وعرضها وشرفها وسُبيت نسائها وسُلبت أماكن عبادتها ونُهبت بيوتها. وجه عراق اليوم وبسبب الكدمات والمرض لم يعد وجه العراق كما كان عليه قبل الهجمة البربرية الشرسة ضده من قبل جماعات داعش الإرهابية.

26 عاما منذ إعلان وقف النار بين العراق وإيران وإنهاء الحرب الإيرانية العراقية، لم تكن كافية لدثر الخلاف الطائفي بين الشيعة والسنة في العراق ولم تستطع أن تشفي جروح العراق الطائفية. ولم تستطع أن تخمد نار الطائفية التي زرعتها في أبنائه قوى الظلام والشر والتفرقة. هذا التشتت والاقتتال بين قوى العراق الطائفية الكبرى الشيعية والسنية اثقلت كاهل الشعب العراقي الجريح والذي لم ير فترة سعادة أو استرخاء أو استقرار أو طمأنينة أو أمن في ربوعه. فإلى متى يظل الصراع الشيعي السني في العراق؟ يبدوا بأن العراق أيل إلى الزوال.... وستظل الطائفية في العراق تأكل بجسده وتقطع أوصاله ليصبح العراق ثلاث دويلات كردية وسنية وشيعية. اللعنة وتبا على الطائفية.

30
انا مسيحي... أنا العراق... صمتك يقتلني!
عماد هرمز - ملبورن


" أنا مسيحي ... أنا العراق ...صمتك يقتلني" هو الشعار الذي اختاره أبناء شعبنا في مدينة ملبورن ليكون شعار حملتهم التضامنية مع اخوتنا المسيحيين في سهل نينوى الذين يتعرضون لأبشع أنواع الاضطهاد الديني والتهجير القسري وليكون نشيدهم القومي الذي يتغنون به بوجه الهجمة الشرسة الإرهابية التي تريد النيل من وجوه وتاريخه وحضارته ودينه وإرثه وانتمائه لهذا الوطن الغالي.  لهذا الشعار مدلولات عميقة وتعبير واضح عن اصالة وعراقة شعبنا المسيحي في العراق وأيضا هو تعبير صارخ عن رفضهم واحتجاجهم للصمت الإنساني المحلي والعالمي القاتل.

فالقول "أنا مسيحي" هو اعتراف تام بمسيحتينا وقبولها برحابة صدر رغم ما قد تجلبه على الكل من مأساة واضطهاد وتشرد وقتل ونهب وظلم مجحف بسبب التفرقة الطائفية المتفحلة في العراق. ومن خلاله عبر الشعب عن رفضه لكلمة نصراني التي صبغ بها داعش الشعب المسيحي في الموصل لأنها تعبير خاطي ولا تمت لنا نحن المسيحيين بصلة وبحسب المؤرخين فهي أقرب منه إلى الإسلام الذي يقاتل الإرهاب باسمه منه إلى المسيحية. وارتدى اغلبية المتظاهرين في الوقفة التضامنية في يوم السبت الماضي المصادف 2 آب / أغسطس 2014 قميص ابيض مخطوط عليه حرف "ن" والذي أصبح القلادة التي من خلالها نحمل صليبنا على رقبتنا. وكان تغيير الصورة الشخصية إلى صورة حرف نون في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قد أحدث ضجة عالمية وكانت بالفعل أول الخطوات التي من خلالها استطاع أبناء شعبنا في المهجر في التعبير عن تضامنهم مع شعبنا المسيحي في العراق. والكل اعلنها وبصوت واحد بأننا مسيحيون ونفتخر بمسيحتينا التي اعتنقها اجدادنا في القرن الأول من المسيحية في عام 33 ميلادية على يد القديس توما الرسول ونسير بحسب الطقس الكنسي ألذي وضعه لنا مار أدي وما ماري اللذان رافقا القديس توما.   

أما الشطر الثاني من الشعار "أنا العراق" وليس " أنا عراقي" فهو يعكس عمق وأصالة حضارة وادي الرافدين ويعكس انتماء الشعب المسيحي لأرض الرافدين والعراق. فأنا العراق يعني نحن العراق بأكمله من شماله إلى جنوبه ونحن لم نصبح عراقيين بحكم الهوية أو الجنسية التي مُنحت لنا أو بسبب إطلاق اسم العراق على أرضنا في عشرينيات القرن الماضي بل نحن أبناء الرافدين المتأصلين. نحن العراق ... نحن أرض العراق... نحن حضارة العراق ... نحن المتأصلين في العراق... نحن تاريخ العراق... نحن اهل العراق... نحن جبال ووديان وسهول العراق.

إن ما يقترف بحق الشعب المسيحي في مدينة الموصل ليس مجرد اعتداء على طائفة، المسيحية، بل هي اعتداء صارخ على تاريخ وحضارة وإنسانية ولغة وثقافة الإنسان العراقي وعلى انسانية الإنسان بشكل عام. فالمسيحية سوف لن تزول بمجرد طرد مسيحيو الموصل، حيث سيظل هناك مسيحيون في العراق حتى وأن كانوا قلة قلية أو أقلية صغيرة أو معدومة أو حتى لو محينا المسيحيون في العراق فسيظل هناك مسيحيون في العالم أو الشرق الأوسط. لكن إذا محونا المكون المسيحي واقصد هنا القوميات التي تشكل هذا المكون وهم الكلدان والسريان والأشوريون والأرمن من العراق فهذا معناه محو حضارة وادي الرافدين التي هي مهد الحضارة الإنسانية. فما تقوم به عصابات داعش الإرهابية بحق شعبنا المسيحي في الموصل هو بمثابة قلع لهذه الحضارة العريقة والمتأصلة من جذورها وأرضها وطرحها إلى الخارج. وهذه كارثة بحد ذاتها فكيف يقبل العالم الإنساني أن يتم محو وشطب فصل كامل من كتاب التاريخ القديم والحضارة العريقة. وما يؤلمنا ويؤسفنا هو أن الغرب يحاول بما يستطيع لكي يحافظ على الحيوانات ويحميها من الانقراض ولا يأبه بأن يمحو شعب ذو تاريخ عريق من الوجود. فأين الإنسانية التي يتغنى الغرب بها من هذا الموضوع. 

حجم الكارثة التي حلت بأبناء شعبنا المسيحي في الموصل كان لها أصدائها وردودها المتفاوتة في العالم. فهذه الكارثة ولدت زلزالا قويا في نفوس الكثير من أبناء شعبنا المسيحي في داخل العراق وخارجه في العالم لكنها للأسف لم تنجح في أن تحدث زلزالا سياسيا في العالم بحيث يشد انتباه الغرب لينال عطفهم ودعمهم الذي مسيحيو الموصل هم بأشد الحاجة إليه. وعليه وللأسف يمكن القول بأن صداها في العالم لم يكن بالمستوى المتوقع من دول تدعي بأنها حامي حمى الإنسانية والديمقراطية وتناضل من اجل احترام حقوق الأنسان. وللأسف فأن صداها كان خجولا وخافتا وضعيفا في العالم العربي والإعلام العربي. فكانت بعض المحطات التلفزيونية أكرم من غيرها في عطفها ودعمها لمسيحيي الموصل وبالتالي منحت جزء من بثها لتغطية ما يحدث لمسيحيي الموصل. ول بي سي اللبنانية كانت الرائدة في ذلك.

أما "صمتك يقتلني" فهو يعكس صمت الغرب والإنسانية بوجه معاناة شعبنا في الموصل. فكل شعب ضعيف يتعرض لهجمة شرسة يحتاج إلى مساندة ومؤازرة الشعوب الكبرى له. وكانت بعض الشعوب اوفر حظا ً من غيرها في موضوع حصول الدعم المطلوب لإيقاف الهجمات الشرسة التي حدثت بحقها. ومن هذه الشعوب المحظوظة كان الشعب الكوردي. ففي عام 1991 حصل الكورد على دعم الغرب خصوصا عندما وفرت لهم الدول الغربية الحماية الكاملة من هجمات نظام صدام الدكتاتوري البرية والجوية وحصل الكورد على استقلالهم التام في إدارة شؤون إقليمهم والحصول على الدعم المتواصل من الغرب. ومن الدول الأخرى التي حصلت على الدعم الغربي في قضيتها هي بوسنيا المسلمة. حيث يمكن القول بأنه لولا الغرب لما كانت بوسنا باقية في الوجود ليومنا هذا وكان أمرها سينقضي وتصبح مجرد صفحة في كتب التاريخ وتنقرض كما حصل للهنود الحمر في أمريكا بسبب ما كان يتعرض له الشعب البوسني من إبادة جماعية شرسة. وتلقى الألبان المسلم في كوسوفو نفس الدعم من الغرب في عام 1999 وبالفعل حصل الألبان على مطالبهم. في عام 2011 حصل جنوب السودان المسيحي على استقلاله بعد حرب دامت عشرات السنين مع حكومة شمال السودان. وأخيرا حصلت لاجئو مالي الأفريقية على الدعم المطلوب في السنة الماضية.

لكن يا ترى لماذا لم ولا يتحرك الغرب باتجاه مسيحيو الموصل لإيجاد حل قضية مسيحيو الموصل الحرج. لماذا هذا الصمت في وجه الإرهاب بحق مجموعة مسالمة يحاول الإرهاب استئصالها من جذورها. لماذا كانت فرنسا هي الدولة الوحيدة من بين الدول التي أعلنت بأنها ستسهل عملية هجرة مسيحيو العراق. الحل الفرنسي المتمثل بتهجير أبناء الموصل هو ليس بالحل الأمثل لقضية شعبنا في الموصل وهو معارض لرغبة الكنيسة بمختلف اتجاهاتها في العراق التي تحاول جاهدة الإبقاء على مسيحيو العراق في العراق وعدم تحقيق رغبة الإرهاب في إفراغ العراق من مسيحييه. فكان جواب الشعب المسيحي لفرنسا بأن مسيحيو الموصل لا يودون ترك العراق والهرب. فمسيحيو العراق ليسوا ورم خبيث في جسد العراق لكي يتم استئصاله وعزله في مكان أخر. وعليه فأن الحل الأمثل لمشكلة مسيحيو الموصل ليس بترحيله عن الموصل واستئصاله من جذوره فهذا هو هدف المتطرفون والتفكريون والإرهابيون. حيث تحاول المنظمة الإرهابية داعش بالتسريع من عملية إفراغ العراق من مسيحيه فلماذا نسرعها ولا نحاول توقيفها.  إن ما يريده الشعب المسيحي في العراق هو نفس الحماية الدولية التي حصلت عليها الدول التي أشرنا إليها. وبحاجة إلى مكان أمن في داخل العراق. 

وعبرت خطب الشخصيات السياسية الأسترالية والدينية المسيحية من العراق والشرق الأوسط التي شاركت في هذه الوقفة التضامنية عن رفضهم للصمت العالمي تجاه قضية مسيحيو العراق. فلم يحتجوا على صمت العالم الغربي فحسب بل البعض منهم احتج على الصمت الإسلامي تجاه ما يجري للمسيحيين في الموصل. فعبرت البعض من الشخصيات عن استغرابهم حول صمت العالم الإسلامي. فعبر قداسة الأنبا سوريال ممثلا عن الكنيسة القبطية في استراليا عن استغرابه لهذا الصمت الإسلامي تجاه قضية مسيحيو الموصل بينما رأينا كيف أن الشعب المسلم انتفض وبشدة وبقسوة في كل أنحاء العالم للتعبير عن سخطهم وشجبهم على قيام مؤسسة فنية بنشر فلم يسيء للنبي محمد وكان هذا مجرد فلم لا يعبر سوى عن رأي تلك المؤسسة فما بالك بأن يتم تهجير قسري حقيقي وواقعي وتدمير شعب مسيحي بالكامل في العراق، فلماذا لا ينتفض مسلمو العالم ضد هذه الأعمال الإجرامية، فأين العدالة في ذلك؟ وكذلك انتقد البعض منهم الصمت السلبي للمؤسسات الدينية المسيحية الأسترالية لكن ممثل مجلس الكنائس في ولاية فكتوريا رد قائلا بأن المؤسسة تعمل جاهدة لحشد الدعم اللازم لمسيحي العراق. وكان اللوبي المسيحي الأسترالي من المشاركين في هذه الوقف وعبر من خلال كلمة رئيسهم بأن اللوبي الأسترالي يقف مع مسيحيو العراق وخصصوا موقع على الأنترنيت www.makeastand.org.au بإمكان المواطنين ضم صوتهم لبقية الأصوات ليتم إرسالها لرئيس الوزراء الأسترالي. وكانت خطبة ممثلة حزب الاستراليين المسيحيين السيدة فيكي جانسون حادة من حيث انتقادها الشديد للمجلس الإسلامي العالمي IOC الذي برأيها هو نشط جدا ً في شجبه لكل عمل لا يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي في العالم لكننا لم نسمع منهم أي شجب أو استنكار للأعمال البربرية والوحشية التي تقترفها جماعات داعش الإرهابية بحق الشعب المسيحي في العراق، فلماذا هذا الصمت.     

إن تاريخ حضارة وادي الرافدين القديمة لهي بنفس أهمية الحضارة الإسلامية التي يحرص العرب على تدوينها وذكرها وتعليمها في كتبهم ومناهجهم التاريخية ويتغنون بها في كل فرصة أوتوا بها. وكنا نتمنى أن كان حرصهم بنفس المستوى على حضارة وادي الرافدين البابلية والأشورية وعلى أحفاد تلك الحضارتين العريقتين المتمثلين بالمكونات الكلدانية والاشورية والسريانية الذين اعتنقوا الديانة المسيحية لكنهم يبقوا عراقيين في الاصل.

31
مسيحيو العراق وصمت إنسانية الغرب القاتل
عماد هرمز

يعجبني الغرب في إنسانيته وحرصه على كل مواطن من مواطني بلدهم حتى وإن كان غير أصلي من ذلك البلد، بمعنى اخر مهاجر كان أو غريب. ويعجبني المشاعر الجياشة والعاطفة التي يبديها الغرب عند حصول حادث مؤلم يودي بحياة عدد من مواطنيهم فهو دليل على تقييمهم العالي لحياة البشر.
فرأينا ماذا فعلت الدول الغربية عندما قامت مجموعة من الموالين لروسيا أو لأوكرانيا (لا نعرف لحد الأن من فعل هذه الفعلة فالتحقيقات لازالت جارية) بإسقاط طائرة مدنية بالصواريخ المضادة للطائرات والتي كانت تقل على متنها ما يقارب 299 راكب من جنسيات مختلفة. فصرح القادة الأستراليين، رئيس الوزراء، ورؤساء بعض الولايات ووزيرة الخارجية، عن شجبهم لهذه الإعمال وقدموا تعازيهم الحارة القلبية الصادقة لعوائل الضحايا.

ورأينا كيف استنكرت وشجبت بشدة هذا العمل الإجرامي كل من أمريكا وهولندا وكندا وماليزيا وغيرها من الدول التي كان بعض الركاب الضحايا من مواطنيها. وكيف تدخلت تلك الدولة على مستوى قادتها لكي يحثوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة على تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق والتحقيق في الحادث ومعاقبة الفاعلين. وقادت هذه الحملة الحكومة الأسترالية حيث قدمت مقترحًا لإدانة لروسيا وتشكيل لجنة التحريات الدولية تحت غطاء وحماية دولية. وبالفعل عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة أعلن فيها دعمه لمقترح استراليا بخصوص إنشاء هذه اللجنة الدولية. وللحفاظ على الأدلة الجنائية في مكان الحادث عاملت الدول التي فقدت مواطنين لها في تلك الحادثة، مكان الحادث وكأنها مسرح للجريمة فأسلت قوات أمنية من استراليا وبقية الدول لحماية تلك المنطقة من عبث مرتكبي الجريمة الذين لربما يحاولون العبث بمكان الحادث والتلاعب بالأدلة لإبعاد الشبهة عنهم. فأرسلت استراليا عدد من أفراد شرطتها الفيدرالية وكذلك فعلت الدول الأخرى لتحرس تلك المنطقة الواقعة في أوكرانيا.

بالطبع والكل يعرف بأن الإنسان عند الغرب له قيمته التي لا تقدر بثمن وحياة البشر في هذه الدول غالية ونفيسة ولا تتعوض وخسارتها تعتبر خسارة كبيرة للعائلة وكذلك للبلد. بالطبع هذا الشعور بقيمة البشر نقدره نحن أيضا ولهذا نناضل من أجل الوصول بالعراق لأن يكون بلدًا ديمقراطيًا يسوده القانون ليحمي في ظل دستوره وقانونه كل أطياف الشعب وليعيش فيه الجميع بسلام وأمان وتجنب الخلافات الطائفية التي لا تؤدي سوى إلى زهق الأرواح الغالية النفيسة من أبناء الشعب العراقي. وعليه نحن بدورنا نقدم تعازينا القلبية لأهالي الضحايا ونحس فيهم ونستنكر هذا العمل الإجرامي ونحسد أهاليهم على العناية الفائقة التي ابدتها حكومات الدول تجاههم وتجاه ضحاياهم وفي ظل الإرهاب والقتل الذي يحصل في العراق ما علينا سوى أن نتحسر ونموت في حسرتنا عندما نرى ما تفعله حكومات الغرب تجاه مواطنيها ولصالح عوائل الضحايا عندما يتعرض فرد من أفرادها إلى الأذى.

وبالرغم من إنسانية الغرب إلا أننا صدمنا وللأسف وفي هذه الأيام العصيبة التي يمر فيها الشعب المسيحي من الصمت القاتل تجاه قضية شعبنا المسيحي في العراق الذي يتعرض لأبشع أنواع التعذيب البشري وهي الهجرة القسرية والاضطهاد الديني وفرض الإتاوات التي يطلق عليها الجزية. وكم كنا نتمنى في غضهم الظروف الحالية الصعبة والقاسية التي يمر بها شعبنا العراقي المسيحي في مدينة الموصل بالتحديد من عدوان غاشم على انسانية المواطن المسيحي التي تصل لحد اعتبارها كارثة إنسانية ترتكب بحق مواطنين عزل، تمنينا لو كان الغرب يولي بجزء من اهتمامه حتى ولو شفهيا، على مستوى الاستنكار والشجب، لما يحصل لمسيحيي الموصل، لأولئك الضحايا وكذلك يمنحونا جزًء من انسانيتهم ومشاعرهم طالما أننا فقدنا الأمل في سياسيينا الذين نشفت دموعهم من بكائهم على مقاعدهم السياسية ومصالحهم التجارية وبكائهم على أموالهم التي لا يعرفوا أين يضعوها فلم يبقَ في قدحيات عيونهم دموع ليذرفوها على أبناء وطنهم المهجرين.

ورغم أن هول الحدث والمأساة تكون مؤلمة سواء مات شخص واحد أو يموت ألف لكنه باعتقادي وفي بعض الأحيان يجب أن نوازن الأمور من حيث حجمها. فليس من الإنساني أن نقلب الدنا ونقعدها على ضحايا طائرة لا يتجاوز عددهم 300 نفر وتتدخل الحكومات ويعقد مجلس الأمن جلسته من اجلهم ويترك مجلس الأمن ودول العالم مأساة شعب بأكملهٍ (يقدر ضحاياه بالآلاف) يعتبر مهد الحضارات ومهد العلم والمعرفة وعلى يده خطت الإنسانية أول حروفها ومشى الإنسان منذ وقتها على عقارب ساعة الستينية التي اكتشفها علماء حضارة بين النهرين. وبينما يحاول الغرب أن يطبق القانون الدولي على دولة اجرمت بحق عدد من الأشخاص أثر اعتداء ناجم من نزاع داخلي في ذلك البلد، للأسف نسى الغرب بأن مكونات الشعب المسيحي المتأصلة في العراق كانت هي اول من وضع أول القوانين بشكلها الحالي والتي أُدرجت في مسلة الملك حمورابي، وهذه المكونات وللأسف هي في طور الزوال ويتعرض أبناءها لأكبر كارثة إنسانية واعتداء صارخ عليه بسبب التمييز العرقي والطائفي والديني. وللأسف لم يطالب الغرب حتى بأن تستنكر الأمم المتحدة في إحدى جلساتها الاعتيادية ما يُقترف بحق الشعب المسيحي في الموصل. ولذلك يحز في القلوب هو أن مشاعر العالم الغربي كانت جياشة تجاه عدة مئات من الأشخاص لقوا حتفهم في عمل إجرامي إرهابي بربري واحد ومع الأسف لم تتحرك أية مشاعر تجاه النازحين المسيحيون في الموصل من الأطفال والنساء والشيوخ التي وصل عددهم بالآلاف. فكنا نتمنى أن تشمل احاسيسهم وعواطفهم الجياشة وحرصهم على الإنسانية هذه كل انسان يتعرض لأذى ليس فقط مواطنيهم بل مواطنين من بقية دول العالم.  فيا ترى ماذا حصل أو أين إنسانية الغرب تجاه الإنسانية جمعاء تجاه مواطنين الدول الأخرى؟ فهل نحن أناس من عالم أخر؟

ويمكن القول بأننا قطعنا الأمل في الغرب في القيام بأي فعل إنساني لحماية أبناء شعبنا في العراق وبالطبع وكما صرح القادة الأمريكان والغرب بأنهم لن يتدخلوا فيما يجري في العراق فهو شأن داخلي وسوف لن يتدخلوا ضد جهة معينة تجاه الأخرى إلا بالطبع في حالة تم تهديد مصالحهم في المنطقة. وعليه سيطرت داعش على شمال العراق السني فهو بالنسبة لهم ليس مشكلة وبقاء الحكم في يد الشيعة في الجنوب هو أيضا لا يفرق معهم بشيء والمهم لهم هو استمرارية علاقتهم الطيبة مع الخليج الذين اغلبيتهم من السنة وبالتالي حصول الأمريكان على الدعم المالي وكذلك الحفاظ على استمرارية علاقتهم بحكومة المالكي لمص النفط العراقي ودم شعبه ولا مانع لديهم من استمرار الوضع كما هو حتى وإن كان على حساب مسيحي العراق الذين سيكونون الضحية الأكبر في هذه المهزلة الطائفية بين الطرفين الشيعي والسني والذي قد يؤدي إلى القضاء عليهم. وأخيرا ً قد يقول اخرون وبصراحة وكما يقول المثل بالعامية "إلي يجي من ايده الله يزيده" وبمعنى أخر فأن ما تفعله الشعوب بحق نفسها فهي تستحق الأكثر... فالحرب الأهلية الطائفية الدائرة في العراق هي من خيار الشعب العراقي وما يجري للعراق فهو بسبب خيار شعبه. لكن يا ترى ما هو ذنب الشعب المسيحي البريء المسالم في العراق لكي يتعرض لهذا الاعتداء الواسع النطاق وينزف بهذه الطريقة البشعة من دون قيام أي جهة بمد يد العون لضماد جراحه؟!.

وبسبب غلق الأبواب الدولية بوجه مسيحيو الموصل وفقدان الأمل فيهم، ليس أمام الشعب المسيحي في العراق سوى التماس مساعدة اخوتهم في الداخل. ويمكن القول بأننا محظوظين لوجود كردستان العراق والأخوة الكورد بجانبنا وبصراحة لكون معظم المسيحيين ينحدرون من القرى المتواجدة في شمال العراق فأن العيش المشترك والأخوة بين مكونات الشعب المسيحي والشعب الكردي الطيب قديمة وتضرب جذورها عميقا في التاريخ. وبصراحة لولا حصول حرب بين الكورد ونظام البعث في الستينيات من القرن الماضي لظل المسيحيون يعيشون بجانب أشقائهم الكورد يشاطرونهم الجبال والتلال والجنة الخضراء التي أنعم الله بها كردستان العراق.  فيا ترى هل سينقذ أبناء العراق الغيارى من العرب والكورد اخوتهم في المواطنة؟!

وبما أن الكثير من المسيحيين يتوجهون إلى إقليم كردستان ليناشدوا السلام والأمن والحماية، عليه يمكن القول بأن مصير مسيحيي العراق في الوقت الراهن مرتبط برحابة صدر وكرم وسخاء أبناء الشعب الكوردي وحكومته. وعليه فأن مستقبل الشعب المسيحي هو حاليا في يد الحكومة الكوردية أو في ظل الحماية الكوردية.

وعليه يبقى السؤال الأهم إلا وهو: إلى أي مدى ستذهب الحكومة الكوردية في سعيها لمساعدة النازحين المسيحيين إلى مدن إقليم كردستان؟ هل يا ترى ستوفر التسهيلات اللازمة لهم لاحتوائهم ومساعدتهم على الاستقرار في ربوع كردستان؟ وبالتالي سيلعبون دور المنقذ لمسيحيي العراق؟!. أم سيخذل الكورد اخوتهم المسيحيين ويتخلون عنهم في أحلك ظروفهم؟ باعتقادي الاحتمال الأول هو الأصح وإلا لما توجه المسيحيون إلى كردستان العراق ليطلبوا الحماية منهم. وكذلك أعتقد بأن الأخوة الكورد مروا بتجربة المعاناة والتشرد والاضطهاد وبالتالي فأنهم سيقدرون الظروف الصعبة التي يمر بها مسيحيو العراق وسيمنحونهم جزءا من الأمان والاستقرار الذي انعم الله عليهم.

وشكرا ًلله!! جاء توقعنا في محله من خلال تصريح رئيس الاقليم مسعود برزاني عندما صرح في لقائه مع غبطة البطريك مار لويس روفائيل الأول ساكو وبحسب ما جاء في موقع البطريركية الكلدانية بأنه "من جانبه أجاب فخامة رئيس الإقليم بأنه مصدومٌ لما حصل في الموصل أنها فعلاً كارثة وأكد استعداد إقليم كوردستان لتقديم كل ما بإمكانه لهؤلاء النازحين ودعاهم الى التحلي بالصبر والرجاء مؤكداً أنه مستعدٌ للدفاع عنهم وعن المظلومين فنحن نعيش ونموت معاً، لكن بعزة وكرامة وبخصوص الخدمات أوعز فخامته لتحسين الكهرباء والماء في مناطق سهل نينوى وأيضاً الحماية اللازمة لهم. " شكرا لفخامته على كرمه وكرم الشعب الكوردي الشقيق. 

وكما قلت مرارا سنشهد بدء الهجرة المعاكسة لمسيحي العراق التي ستكون هجرة أبناءه من بقية أجزاء العراق إلى الموطن الأصلي في كردستان العراق، إلى قرانا الحبيبة الغالية التي أجبرت الظروف آبائنا على تركها والتشرد ومناشدة العيش في مناطق أخرى في العراق. ويبقى الأمان والاستقرار هما من أهم متطلبات البشر، فنتمنى أن يجده مسيحيو العراق في إقليم كردستان.

32
تضامنا مع اخوتنا وأخواتنا مسيحيو العراق ... واستنكارا للإعمال الإجرامية التي تقترف بحقهم.... تنظم الهيئة العليا لإغاثة أبناء شعبنا في العراق مظاهرة سلمية في مدينة ملبورن الأسترالية....

وتدعو الهيئة العيا المنظمة للمسيرة كل الأخوة والأخوات الأحباء من أبناء شعبنا المسيحي في مدينة ملبورن إلى المشاركة في المظاهرة السلمية التي  ستقام في مدينة ملبورن.....في الزمان والمكان المحدد أدناه...

الوقت: الساعة 1:30 بعد الظهر  Time: 1:30 pm
يوم السبت  المصادف 02 - 08-2014  Saturday
المكان : ساحة فيدريشن سكوير
Federation Square
Melbourne
نرجوا مشاركة الجميع
ستتوافر الباصات لنقل المواطنين من أماكن محدودة

عن اللجنة الإعلامية المنظمة للمسيرة

33
مسيحيو العراق وولادة  فلسطين اخرى
عماد هرمز
 
العرب يتباكون على فلسطين منذ عام 1948 وعملوا المستحيل من أجل حماية الفلسطينيين والإبقاء في وجودهم في فلسطين. فخاضوا حروب عديدة ضد إسرائيل. والعالم العربي والإسلامي يشن حملات إعلامية كبيرة مضادة لإسرائيل ووقفوا متحدين في الأمم المتحدة مطالبين العالم بالوقوف بوجه الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وأوصلوا القضية إلى الأمم المتحدة. وقاطعوا منتجاتها ومنتجات من يساندها بهدف ضرب الاقتصاد الإسرائيلي. ولازالت تقترف جرائم ضد المواطنين الأمريكان أو الإسرائيليين أو الدول الموالية لإسرائيل لأنهم ساندوا الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. ويخرج العرب والمسلمون في مظاهرات عارمة وصارخة في كل مرة يحصل فيها اعتداء على المواطنين الفلسطينيين ويحرقون فيها الأعلام الأمريكية والإسرائيلية ويهاجمون ممتلكاتهم. وبين الحين والأخر نشهد حصول هجوم على منشأة أمريكية. كل هذه النشاطات تأتي تحت مظلة وحملة الدفاع عن فلسطين المحتلة.

ونشهد في هذه الأيام المأساوية الكئيبة، كيف أن التاريخ يُعيد نفسه في شمال العراق. فما تقوم به عصابات داعش الإرهابية ضد مسيحيي العراق هو ما فعله اليهود ضد الشعب الفلسطيني إبان حرب 1948 من تهجير قسري واعتداء فاحش ضد حقوقهم وممتلكاتهم واعراضهم وأراضيهم ومعتقداتهم وإنسانيتهم. فمسيحيو العراق هم فلسطينيو المستقبل فهل يا ترى سنشهد قيام حكومة عربية أو إسلامية بتبني قضية مسيحيو العراق أوعلى أقل تقدير مطالبة المجتمع الدولي بحماية مسيحيو العراق من المجزة التي يتعرضون لها.

فما يتعرض له الشعب المسيحي في العراق من اعتداء شامل وكامل ومحاولة تهجيره القسري إلى كردستان مشابه لما حصل للشعب الفلسطيني في بداية القرن الماضي. وما يحدث الأن في الموصل ليس إلا عملية القضاء على مسيحيو العراق على الطريقة الفلسطينية. فالاعتداءات المتواصلة على شعبنا المسيحي لم يترك لهم سوى خيار واحد وهو الهجرة (القسرية أغلبها). فهاجر إلى الخارج من استطاع توفير قيمة جواز سفر وضمان مساعدة مالية من أقرباءه في الخارج تاركين ورائهم تاريخهم وذكرياتهم وطفولتهم وأرض أجدادهم وحضارتهم وتقاليدهم وبأيديهم اقتلعوا جذورهم من الأرض التي كانت فيها بزرتهم هي الأولى فيها. وتوجه الذين لم يتمكنوا من السفر خارجا إلى القرى والمدن المسيحية في شمال العراق مخلفين ورائهم إنسانيتهم التي سُلبت منهم زارعين دموعهم في خطواتهم عسى ولعلى يوما ما يستطيعون تقفي أثرها ويعيدون إلى أراضيهم. فنُهبت ممتلكات وحقوق المسيحيين العراقيين على أيدي الإرهابيين والمتطرفين أو من الذين وجدو في ضعف مسيحيي العراق فرصة لوضع أيديهم على ما لا يخصهم. وهذا ما حصل بالفعل للفلسطينيين إبان حرب 1948 عندما ترك الكثير منهم قسرا أو خوفا قراهم ومدنهم وهاجروا إلى مناطق أخرى أكثر أمانا ليتجمعوا في مناطق معينة ويشكلوا ما أطلق عليه لاحقا بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين ولتصبح فيما بعد مدنهم ومراكز سكناهم التي تركوها للإسرائيليين لتتحول فيما بعد إلى مستوطنات ليهود العالم. ويمكن القول بأن مناطق الوجود المسيحي في إقليم كردستان العراق أصبح يشبه بمخيمات للاجئين المسيحيين على غرار مخيمات الفلسطينيين المتواجدة في مخيمات للاجئين في دول عديدة مثل مخيمات الفلسطينيين في الأردن أو مخيمات الفلسطينيين المنتشرة في أكثر من منطقة في لبنان ومخيمات الفلسطينيين في درعا في سوريا.

حصول الأكراد على الحكم الذاتي في إقليمهم إبان حرب الكويت الذي تم بمساعدة الغرب في بداية تسعينيات القرن الماضي كان أفضل وأهم الإنجازات التي حققها جزء من الشعب العراقي المتمثل بالشعب الكردي الشقيق في العراق في عهد النظام الدكتاتوري السابق. واستطاع الشعب الكردي المناضل بعد التحرر من قبضة الدكتاتور ومن خلال أحزابه الرئيسية أن يشكل حكومة مستقرة ديمقراطية في إقليم كردستان الذي ازدهر ونمى وأصبح من المناطق التي توفر المأوى والأمان لكل عراقي وبضمنهم مسيحيو العراق. وما لا يمكن نكرانه هو أن الحكومة الكردية قدمت مساعدات مهمة لمسيحي العراق خصوصا للذين قرروا أن يعيدوا إلى قراهم فقامت الحكومة الكردية وبالتعاون مع بعض المؤسسات الكلدانية والأشورية والسريانية ومع المهجرين على العمل ببرنامج إعادة إعمار القرى المهجورة التي كان أغلبها للمسيحيين. فوفرت الحكومة الكردية الأمان والاستقرار وحرية ممارسة الأديان والمعتقدات لأبناء كردستان بضمنهم المسيحيين. فعاد بعض من أبناء الشعب المسيحي إلى قراهم حيثما أمكن وبقيت بعض القرى غير قابلة للترميم أو غير صالحة العيش فيها. بالطبع حصلت بعض التجاوزات بحق الشعب المسيحي بعد تسرب أخبار عن محاولة العديد من الأكراد استغلال نفوذهم في الحكومة للاستحواذ على أراضي يملكها المسيحيون الذي هاجروا قرائهم أو مدنهم في الماضي. ورجوع القلة من مسيحيو العراق إلى قرائهم كان طوعيا (نوعا ما) لكن النزوح المسيحي الأن إلى إقليم كردستان هو إجباري وقسري وهذا له معانيه الكثيرة منها بأن النازحين لم يكونوا مستعدين أو متهيئين للرحيل إلى كردستان العراق وهذا يعني بأنهم ليسوا ضيوف في كردستان العراق بل هم لاجئين بحاجة ماسة إلى الدعم اللوجستي والمعنوي والمادي والإنساني. فهل يا ترى من سيبكي على حالتهم التعيسة والحزينة والمريرة ويمد لهم يد العون غير الأكراد..!!؟.

ونسمع بين آونة وأخرى اخبار متفرقة عن وجود مخطط لتقسيم العراق إلى ثلاث أجزاء، كردي وسني وشيعي، والذي ظهرت بوادره في نية الأكراد في الانفصال عن العراق.  وإذا كان هناك مخطط لتقسيم العراق حقيقي،  فأن الخاسر الأكبر من هذا التقسيم وفي الوقت الراهن بالتحديد سيكون الشعب المسيحي الذي سيتحول بالفعل من أقلية إلى أقلية نادرة متقرقة في أجزاء من العراق بسبب انتشار أو تواجد ابناءه في العديد من محافظات القطر الشمالية والوسطى والجنوبية. وبالفعل سينطبق مبدأ المخيمات على مسيحيو العراق حيث سيتوزعون في مخيمات اشبه بمخيمات الشعب الفلسطيني ولكن هذه المرة في داخل أرضه وقد يطلق على تلك المخيمات باسم "مخيمات المسيحيين العراقيين على أو في أرضهم!! يا لسخرية القدر!!  وفي حالة حصول الانقسام في العراق، سيتطلب من أبناء الشعب المسيحي (إجباريا وبدون مناقشة وبأسرع وقت ممكن)  أن يحددوا مكان عيشهم الدائم بحذر ودقة متناهية ويجب أن يتم بعد دراسة مكثفة وسريعة  في هذا الشأن لأن المكان الذي سيختارونه كمكان لإقامتهم الدائم، بعد انقسام العراق، سيكون من الصعب عليهم العدول عن رأيهم وتغيره وعليه سيكون من الصعب التنقل من منطقة إلى أخرى أو محافظة إلى أخرى. فمثلا ً سيكون التنقل من بغداد إلى مدن العراق الكردستانية للعودة إلى قراهم القديمة مثل تلكيف والقوش وبيدارو وزاخو ودهوك وعنكاوة وغيرها من المدن صعبا جدا لأنه سيكون عليهم اجتياز عدة مناطق ونقاط تفتيش أمنية التي ستكون خاضعة لسيطرة عدة مجموعات أو حكومات أو سلطات سواء كانت دولية أو سياسية أم طائفية سنية وشيعية. وبالطبع سيكون من الصعب جدا على مسيحيي العراق المتواجدين في المحافظات الجنوبية واقصد هنا البصرة أو العمارة ( في حالة لايزال فيها مسيحيون) إلى السفر إلى قراهم في شمال العراق لأن عليهم اجتياز عدة مناطق وعرة وخطرة وعليهم الحصول على عدة تصريحات قبل الوصول بسلامة (بالطبع هناك احتمال تعرضهم للقتل أثناء سفرهم) إلى قراءهم.

وبالطبع اتوقع أن يختار أغلبية مسيحيو العراق إقليم كردستان كمكان إقامتهم الدائم لكونه أكثر أمانا من بقية المحافظات وسهولة تنقلهم إلى تركيا في حالة تعرضهم لاعتداءات من الأكراد. وبسبب كثرة تواجد مسيحيو العراق الأن وفيما بعد في إقليم كردستان، يطالب البعض من الساسة الكلدان أو الأشور أو المسيحيون بشكل عام، بتأسيس إقليم أو منطقة محمية خاصة بمسيحيي العراق في سهل نينوى. باعتقادي هذا سيكون مشابه للمخيمات الفلسطينية.

مع ذلك ورغم تواجد الأمان في إقليم كردستان إلا أن الوضع المعيشي بالنسبة للكثير من الذين سيقررون ترك محل إقامتهم في محافظات البلد الوسطى والجنوبية والتوجه إلى كردستان العراق سيكون صعبا ويمكن تشبيهه بالوضع المعيشي الذي يواجه الشخص عند هجرته إلى دولة أخرى. حيث سيعاني مسيحيو العراق من مشاكل عديدة منها التشرد لحين أيجاد سكن وعمل. وثانيا والعائق الأكبر الذي سيقف في طريقهم هو اللغة الكردية. فالكثير من الذين ولدو أو عاشوا في المناطق الوسطى والجنوبية يتكلمون لغتين فقط، السريانية والعربية والعيش في شمال العراق يعني بأنهم يجب أن يتعلموا اللغة الكردية لتمكنهم من إيجاد فرص عمل أو ذهاب الأبناء إلى المدارس. وهذه الظروف العصيبة بالتأكيد ستجبر الكثير من المسيحيين في التفكير في الهجرة إلى خارج العراق وعليه فأن ما يحصل في العراق هذه الأيام لا يمكن وصفه إلا بأنه عمل مقصود يهدف إلى تسريع هجرة المسيحيين من العراق لتحقيق غايات دفينة.

وفي الظروف الراهنة لا يسعنا إلا القول بأن مصير مسيحيو العراق سيبقى في يد الحكومة الكردية أو تحت الحماية الكردية. وعليه يبقى السؤال الأهم إلا وهو: إلى أي مدى ستذهب الحكومة الكردية في سعيها لمساعدة النازحين المسيحيين إلى مدن إقليم كردستان؟ هل يا ترى ستوفر التسهيلات اللازمة لهم لاحتوائهم والمساعدة على استقرارهم في ربوع كردستان؟ وبالتالي سيلعبون دور المنقذ لمسيحيي العراق. وما لذي سيحصل عليه الأكراد مقابل فعلهم هذا؟، هل إخضاع كركوك بالكامل تحت سيطرة الأكراد هو الثمن وراء هذه البلبلة في العراق؟ أم الانفصال عن العراق وإعلان الدولة الكردية وعاصمتها أربيل هي مطمحهم الأكبر؟

أم هل يا ترى سيتخلى الأكراد عن المسيحيين النازحين وسيحتموهم ويحتووهم بشكل مؤقت؟ بسماحهم للمتواجدين في كردستان من المسيحيين أن يستقبلوا النازحين المسيحيين وتدريجيا ً ممارسة الضغط عليهم لدفعهم إلى الهجرة إلى خارج العراق بغية تقليل عددهم في كردستان وتقليل تأثيرهم ونفوذهم وهذا سيسهل من عملية اغتصاب أراضيهم التي تمارس لحد الآن وتحقيق حلم الأكراد في السيطرة التامة وبدون مشاركة أو منازع على كردستان العراق.

وأخيرا ً وليس أخرا، يبفى السؤال الحرج إلا وهو: هل ترى هل أصبح مسيحيو العراق العائق الوحيد لمخطط تقسيم العراق إلى ثلاث أجزاء؟ هل أصبح مسيحيو العراق مثل الفلسطينيين الذين كان لابد من تهجيرهم واحتوائهم في مخيمات في الأردن ولبنان لغرض تسهيل مهمة احتلال إسرائيل لفلسطين وإعلان الدولة اليهودية؟ وإذا نجحت عصابات داعش الإرهابية في تفريغ الموصل من مسيحيها على الطريقة الفلسطينية، فكيف بحق الله سيستمر العرب في التحدث عن فلسطين المحتلة وتطالب الحكومات العربية بحقوق الفلسطينيين وطرد المحتل إسرائيل من فلسطين وإعادة الفلسطينيين إلى أراضيهم وإرجاع حقوقهم المغتصبة، وهم واقفون يتفرجون ويشهدون نفس الجرم الذي حصل ضد فلسطين  يتكرر الآن ضد السكان الأصليين في العراق من المسيحيين من العراق. أين الضمير العربي مما يحصل لمواطنين عزل أبرياء لمجرد كونهم من ديانة أخرى. اليس ما يحدث لمسيحي العراق هذه الأيام هو ما حصل للفلسطينيين في عام 1948؟

ومناشدة إنسانية فيها اضم صوتي إلى صوت غبطة مار لويس روفائيل ساكو ، بطريرك بابل على الكلدان في العالم في مناشدته كل الخيرين من العرب أو المسلمين أو غيرهم عندما ناشد : " الى أصحاب الضمير الحي في العراق وفي العالم...الى صوت المعتدلين من اخوتنا المسلمين في العراق وفي العالم...الى كل من يهمه  امر استمرار العراق كوطن لجميع أبنائه...الى كل قادة الفكر والراي والناطقين بحرية الأنسان...الى كل المدافعين عن كرامة  الانسان والأديان" مناشدا إياهم إلى إنقاذ سمعة ومبادئ ومعتقدات الدين الإسلامي من براثن جماعات داعش الإرهابية التي تسيء للدين الإسلامي قبل الدين المسيحي والمسيحيين. عندما نادى غبطته قائلا بأن ما تفعله جماعات داعش الجهادية هو " ... نقض لألف وأربعمئة سنة من تاريخ وحياة العالم الإسلامي وتعايش مع ديانات مختلفة وشعوب مختلفة شرقا وغربا واحترم عقائدها وتآخى معها، وكم تقاسم المسيحيون في شرقنا بالذات ومنذ ظهور الإسلام الحلو والمر واختلطت دماؤهم في الدفاع عن حقوقهم وارضهم، وبنوا سوية حضارة ومدنا وتراثا. وحرام أن يعامل المسيحيون بالرفض والطرد والملاشاة. ولا يخفى ما لذلك كله من نتائج وخيمة على التعايش بين الأكثر والأقليات، لا بل بين المسلمين أنفسهم، على المدى القريب والبعيد. والا فالعراق مقدم على كارثة انسانية وحضارية وتاريخية". وولادة فلسطين اخرى في العراق.

34
مسيحيو العراق: العدو أمامهم والجبال من ورائهم
عماد هرمز

تقول القصة ((أنه لما اقترب جيش لُذريق من الجيش الإسلامي، قام طارق بن زياد في أصحابه......ثم قال: «أيها الناس؛ أين المفرُّ؟! والبحر من ورائكم والعدوُّ أمامكم، فليس لكم والله! إلاَّ الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضْيَعُ من الأيتام في مآدب اللئام...")).

ما يشهده مسيحيو العراق في المرحلة الراهنة هو من أبشع أنواع الترهيب والقمع والتهجير القسري والضغط المعنوي والإساءة لدينهم. ويمكن القول بأن ما يتعرض له الشعب المسيحي في العراق وخصوصا في مدينة الموصل الحدباء هذه الأيام هي ذروة الهجمات الإرهابية الشرسة التي تستهدف هذه المرة وجوده في أرض الرافدين وتهدف إلى استئصاله كليا من أرض أجداده.  هذا الاستهداف المتواصل وعلى مدى السنين الماضية أرهب المجتمع المسيحي في العراق ودفع بأبنائه إلى الرحيل من مناطق سكناهم متوجهين إلى إقليم كردستان المتميز بجباله، ناشدين الحماية الكردية. وبالتالي فأن مقولة طارق بن زياد التي تقول "أيها الناس؛ أين المفرُّ؟! والبحر من ورائكم والعدوُّ أمامكم" يمكن تطبيقها بشكل محرف قليلا ً فنقول بان خيار مسيحيي العراق هو خيار طارق بين زياد في القول "يا مسيحيي العراق، ؛ أين المفرُّ؟! والجبال من ورائكم والعدوُّ أمامكم". وهذا معناه أما الموت والخضوع لقوى الظلام والتخلف والتطرف أو الفرار إلى جبال كردستان وكلاهما يقضي عليهم فالأول يعني مواجهة العدو سلميا بالخضوع لهم ودفع الجزية والتعرض للاضطهاد الديني والعرقي والتعدي على شرفهم وربما جبرهم على التخلي عن دينهم أو عقيدتهم والثاني يعني المعاناة التشرد وحياة تعيسة قاسية.

يا ترى هل سينجو مسيحيو العراق من هذه المحنة العصيبة؟ أم ستأتي بهذه الأحداث على آخرتهم وسيتعرض الشعب المسيحي للإبادة أو الانقراض من أرض النهرين (الرافدين) وهم من سكانه الأصليين والوارثين الحقيقيين لهذه الأرض التي تركها لهم أجدادهم نبوخذ نصر وسركون وحمورابي في بابل وآشور. 

معاناة الشعب المسيحي في العراق ليست بوليدة اليوم أو البارحة فسلسلة معاناة الشعب المسيحي طويلة وتعود إلى الثلاثينيات من القرن الماضي عندما اقترفت مجزرة بحق أبناء شعبنا في سميل وامتدت على مدى العقود التالية. ولكن يمكن القول بأن معاناة الشعب العراقي الحديثة والشاملة التي تستهدف وجوده في بلاد الرافدين بدأت بعد سقوط النظام السابق وما نجم عنه من انفلات في الأوضاع الأمنية في العراق وصعود التيارات الدينية المتطرفة وميلشياتها. وبانهيار الجهاز الأمني والعسكري تحول العراق إلى بقعة مشحونة طائفيا ً، للأسف اشعلها الساسة من مقاعد برلمانهم لتنتشر كالوباء إلى أطياف الشعب العراقي. فايروس الطائفية أدى إلى انقسام الشارع العراقي على نفسه وأشعل في العراق تناحر سياسي بين قادته. وعلى مدى العشر سنوات الماضية كان التناحر السياسي داخليا أو باطنيا تظهر بوادره بين الحين والأخر في مشادات كلامية أو اتهامات بين الساسة وعليه لم تظهر على سيماء الشعب العراقي أي اعراض حقيقية وكان أبرز ما ظهر من أعراض قبل احداث الموصل الأخيرة، هو احداث الفلوجة التي اشعلت فتيلها القاعدة في السنين القريبة الماضية وتمكنت العشائر العراقية السنية بمساعدة الجيش من دحرها. 

أنه لمن الصحيح القول بأن الشعب المسيحي في العراق يعاني كغيره من أطياف الشعب العراقي من الإرهاب وبلاويه وبأنه منذ عام 2003 يعاني العراق من تفكك في نسيجه الوطني. ولكن معاناة الشعب المسيحي هي من طراز آخر وتختلف من حيث شدتها وعوارضها. فبسبب عدم وجود أرض، محافظة أو إقليم، مخصصة لمكونات الشعب المسيحي، يعاني الشعب المسيحي أكثر من بقية طوائف الشعب العراقي، السنّة والشيعة والأكراد، وأخطر ما يعانيه هو التشرد والاضطهاد والتهجير القسري وبالتالي تهديد وجوده في البلد الذي هو من سكانه الأصليين. فلسنّة العراق مناطقهم أو محافظاتهم الوسطى والشمالية التي يستطيعون الاحتماء فيها وللشيعة محافظاتهم أو مناطقهم الجنوبية الخاصة بهم يستطيعون الاحتماء فيها وللأكراد إقليمهم الذي يعيشون ويحتمون فيه. لكن، رغم أنه مدعاة للفخر، يلتحف مسيحيو العراق سماء العراق بأكملها كغطاء لهم ويتخذون من أرض العراق بأكملها مسكنا لهم. وليحافظ مسيحيو الموصل على وجودهم ليس أمامهم سوى التوجه إلى إقليم كردستان للعيش تحت مظلة الحكومة الكردية بعد أن فقدت الحكومة المركزية سيطرتها على الموصل وسيطرة داعش التي تحاول تطبيق نظام الخلافة والشريعة الإسلامية وفرض الجزية على الشعب المسيحي.

وطالما تساءل مسيحيو العراق منذ بدء الحملة الشرسة التي تستهدف وجوده، عن سبب استهدافهم في كل مرة يحصل فيها توتر في العلاقة بين مكونات الشعب الرئيسية في العراق. رغم أن الإجابة قد تكون واضحة وعلنية وهي لأنهم مجرد مواطنين يؤمنون بديانة أخرى (المسيحية) لكن ما لا يمكن إدراكه هو لماذا هم دائما ً الضحايا عندما تنتفض جماعة إسلامية على أخرى وهم مسالمين عزل لا يجرؤون حتى على شتم الأحزاب السياسية الكبرى؟ لماذا يُعامل مسيحيو العراق كدخلاء أو من الدرجة الثانية أو عملاء لقوى خارجية والعراق من رأسه إلى أخمص قدميه ملئ بالدخلاء من الدول المجاورة، الشيعة الإيران من الجنوب والسنة العرب في الشمال والوسط، بمباركة وتحت أنظار الأحزاب الكبرى التي حتى في بعض الأحيان تسهل لها تسللها إلى أرض الوطن.  هل كان مسيحيو العراق جزءا من مؤامرة احتلال العراق سواء من قبل الإنكليز في الماضي أو الأمريكان حاليا ليستحقوا هذا العقاب؟ هل هم الذين جاءا ببريمر؟ هل حملوا السلاح إلى جنب الأمريكان ضد الشعب العراقي؟ هل اهدموا الجوامع أو قتلوا مسلمين؟ فماذا فعلوا بالتحديد لكي يُدانوا من قبل الجميع ويجعلوهم يدفعون ثمن لخطيئة لم ترتكب؟ الم يستقبل العراقيين جميعا، الكرد والعرب من الشيعة والسُنّة الدبابات الأمريكية بالورود. فلماذا هذا الاستهداف المقصود ضدهم ورغبة القوى الكبرى في استئصالهم من العراق، وهم السكان الأصليين.

أضم صوتي لصوت السيد وليام وردا رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان الذي ناشد في مقابلة له مع "إيلاف" الأمم المتحدة لحماية مسيحيي العراق "بإصدار قرار شبيه بالقرار 688 الذي أصدرته الأمم المتحدة لحماية الأكراد بعد حرب الخليج " وبأن "مسيحي العراق لهم أياد بيضاء في التاريخ العراقي ولا يجوز أن يكتب النجاح لمخطط تهجيرهم لأنهم من المكونات التي يخسر العراق كثيراً إذا نجح مخطط تصفيتها وتهجيرها من البلاد".


35
الأولويات السياسية العربية
عماد هرمز
 
تداعيات داعش، الدولة الإسلامية في العراق والشام، اثارت في نفوس الكثير من القوى السياسية العراقية والعربية تكهنات وتفسيرات وتحليلات كبيرة وخيالية وكثيرة في محاولة منها إلى الوصول إلى قعر هذه المشكلة التي ابتلى العراق أكثر من غيره بها. وبسبب شموليه هذه الحركة أو المنظمة، داعش، وتأثيرها غير المباشر على بعض الدول القريبة، اخذت بعض المنظمات التي لها وزنها وقوتها وتاريخها ووجودها المتميز في المنطقة في أخذ كل الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه الحركة وأصبحت تحسب لداعش ألف حساب وتحاول بقدر الإمكان أما التقليل من شأنها وقوتها وتأثيرها على المنطقة أو إلباسها أثواب تهدف إلى تشويه صورتها ومن هذه الأثواب أو الألقاب المنتشرة والمتداولة بكثرة في الدول العربية، بعد وصفها بالإرهاب، هو ثوب ولقب العمالة للغرب. فكما هو المعتاد على سماعه من قبل العرب في حكمها على المنظمات القوية، تم وصف داعش على أنها منظمة من صناعة أمريكية / يهودية تهدف إلى خلق التوتر في المنطقة وإيقاع الأطراف في جدالات وخصومات طويلة الأمد وإذا أمكن الإيقاع فيما بينهم لدرجة إيصالهم إلى حروب أهلية.
ومن المنظمات التي بدأت تستعد لملاقاة داعش في أراضيها هي منظمة حزب الله اللبنانية. ففي خبر نشر في جريدة الأهرام تحت عنوان "حزب الله يستعد لمواجهة داعش فى لبنان" جاء في الخبر "وضع حزب الله قواته وجهازه الاستخباري في حالة تأهب قصوى حيث يقيم الحواجز الأمنية المسلحة على مداخل الضاحية الجنوبية ـ معقل الشيعة والحزب فى بيروت ـ تحسبا من قيام عناصر نائمة في لبنان تتبع تنظيم داعش الإرهابي بشن هجمات إرهابية جديدة بعد موجة السيارات المفخخة التي حدثت بالضاحية خلال الشهور الأخيرة".
ويفسر سماحة السيد حسن نصرالله قائد حزب الله اللبناني وجود الصراعات الخارجية أو الداخلية الدائرة في المنطقة العربية على أنها صراعات مفتعلة من قبل الأمريكان والإسرائيليين تهدف إلى تغيير أولويات الدول العربية الرئيسية وأهمها بالطبع قضيتهم الرئيسية، قضية فلسطين، في محاربة إسرائيل لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي يظن السيد حسن نصرالله بأنها يجب أن تكون في مقدمة أجندات حكومات الدول العربية وبالتالي يمكن تصنيف داعش على أنها، كما قد يتصور سماحته، بأنها من القضايا المفتعلة التي لها صلة بتغيير مسار الأولويات في الدول العربية.
ففي خطبته بمناسبة يوم القدس العالمي في عام 2013 تطرق سماحته إلى موضوع الأولويات للعرب وكيف أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل حاولت جاهدة على مدى العقود الماضية في حرف مسار أولويات العرب عن مسارها الرئيسي المهم، عن قضيتهم الرئيسية، وهي قضية الصراع العربي الإسرائيلي وتحرير فلسطين بطرد إسرائيل من الأراضي المحتلة.

يقول سماحته بأن اول محاولة لحرف مسار الأولويات العربي شغالها عن قضيتهم الرئيسية كانت استغلال الشيوعية التي انتشرت وقتها بشكل كبير في العالم. فوقتها تمكن الغرب حرف مسار أولوية العرب عن قضيتهم وتوجيه أنظارهم إلى جبروت الاتحاد السوفيتي فأستطاع الغرب وضع العرب في موقف توخي الحذر وفي حالة تأهب قصوى لحماية حدودهم من المد الشيوعي. فبالفعل تحول وقتها انتباه العرب وتفكيرهم نحو الشيوعية وتأثيراتها على بلدانهم وخصوصا بعد احتلال الاتحاد السوفيتي وقتها لأفغانستان وبالتالي التقرب من حدودهم. وزاد تأهب العرب إلى اقصى حدوده بعد ما شهده العالم العربي من انقسام في بعض دوله واهمها ما حصل في اليمن من انقسام إلى شطرين، شمالي وجنوبي، نظام اشتراكي يساري شيوعي ونظام يميني ليبرالي رأسمالي. فأصبح اليمن مقسم ولعدة عقود إلى يمن شمالي ليبرالي رأسمالي مدعوم من الغرب والسعودية بقيادة علي عبدالله صالح واليمن الجنوبي الاشتراكي المساند من قبل الاتحاد السوفيتي بقيادة الحزب الاشتراكي اليمني، قبل أن تتحد اليمنين في دولة يمنية واحدة ذات نظام فيدرالي. يا ترى هل فعلا ما حصل في اليمن وقتها من انقسام، رأسمالي اشتراكي، كان مصطنعا من قبل الغرب لتوجيه الانتباه العربي نحو المد الشيوعي؟ أما كان حقيقة وواقع يعكس توجه الشارع اليمني الجنوبي نحو الاشتراكية وكيف أن الكثير من المواطنين العرب وخصوصا في اليمن والعراق وسوريا ومصر تأثروا بالفكر الشيوعي وشكلوا أحزابا شيوعية قوية في بلدانهم لها صوتها وزخمها ولكن الغرب وبفضل القوى الدينية المتطرفة والدكتاتوريات الطاغية، التي طرحتها الشعوب العربية مؤخرا إلى سلة نفايات التاريخ، استطاعت أن تقضي على تلك الخلايا والأحزاب الاشتراكية الشيوعية وتقضي على أمال الشعب في الوصول ببلدانهم  إلى بلدان تتمتع بالديمقراطية الحقيقية وتمثيل شعبي حقيقي لطموحاتها لطموحاتهم وتوجهاتهم الفكرية. اليس ما حصل في اليمن والعراق (أبان السبعينات من القرن الماضي ولمدة وجيزة اصبح الحزب الشيوعي العراقي شريكا  في الحكم مع حزب البعث الحاكم آنذاك، لكن بعد مدة وجيزة من الاتفاق على قيام جبهة وطنية، قام حزب البعث بخيانة الحزب الشيوعي العراقي وبعمله هذا إلى ذبح الحزب الشيوعي العراقي واعتقال واعدام العديد من قادته وهروب الكثير منهم إلى شمال العراق وما يعرف اليوم بنكسة الشيوعيين في العراق، وبعدها رفع الشيوعيون السلاح ضد الحكومة البعثية واعلنوا الكفاح المسلح مع القوى الوطنية الكردية ضد نظام البعث آنذاك). الم يحصل العكس هنا يا سماحة نصرالله، إلا وهو استغلال الاتحاد السوفيتي والخوف من المد الشيوعي للقضاء على القوى السياسية الوطنية المتمثلة في الأحزاب الاشتراكية وغيرها من الأحزاب الوطنية واحتفاظ الدكتاتوريات بالسلطة بمعاونة الغرب الذي سلحها بكل ما استطاعوا من قوة سلاح، تدريب على أساليب التحقيق والتعذيب، معلومات استخباراتية، لوجستية) ووقفوا ضد كل المحاولات التي قامت  بها الشعوب العراقية لإسقاطها لحين تغيير مخطط الغرب لمخطط اخر اكبر وأوسع وأشمل والسماح بحدوث الثورات العربية أو بما يعرف الأن بالربيع العربي الذي بدأ في العراق.

بعدها يقول سماحته بأن بعد زوال النظام الشيوعي في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي نجح الغرب في توجيه انتباه العرب واشغالهم عن قضيتهم الرئيسية نحو إيران، التي تغير النظام فيها من شاهنشاهي إلى نظام سياسي ديني بعد نجاح الخميني من قيادة الثورة الإيرانية الشيعية الدينية الشعبية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي وقلب النظام.  يقول سماحته، لتحوير أولوية العرب من قضيتهم الرئيسية في تحرير القدس وفلسطين إلى قضية أخرى ثانوية هامشية جاء الغرب هذه المرة بمصطلح المد المجوسي أو الإيراني وهكذا توجه انتباه العرب نحو البوابة الشرقية للوطن العربي، العراق، الذي زجه الدكتاتور صدام في حرب لا معنى لها. ويقول سماحته بأن هذه المصطلحات لا وجود لها وكانت تهدف إلى إبعاد العرب عن قضيتهم الأساسية وكما يقول سماحته لو أن السلاح ومليارات الدولارات التي انفقت في الصراعات مع غير إسرائيل وجهت ضد إسرائيل لكانت القدس تحررت الأن. ولكن نسى سماحته بأن بعد سقوط النظام الدكتاتوري الصدامي في العراق وسيطرة الشيعة على الحكم في العراق تغلغلت إيران وبشكل مكثف في العراق بمباركة القوى السياسية الشيعية في العراق. اليس هذا يا سماحة نصر الله مد ايراني في جنوب العراق. الم يصل يا سماحة نصر الله هذا المد إلى سورية وهو يقاتل الأن مع القوات الحكومية السورية العلوية ضد القوى السنية الأخرى في سورية. ألم يصل تأثير المد الإيراني إلى ربوع لبنان عن طريق حزب الله الذي ينسق عملياته في سوريا مع إيران...؟!. هل المد الإيراني هذا من نسج الخيال الغربي الأمريكي الإسرائيلي يا سماحة نصر الله. اليس هذا المد ملموس في تواجده بشكل علني ومكثف في جنوب العراق وحمله للسلاح مع الحكومة السورية في سوريا وهو الذي يقدم لحزبك الدعم المعنوي والمادي واللوجستي اللازم في جنوب لبنان. اليس المد الإيراني أكثر واقعية وموضوعية وحقيقي من التأثير الإسرائيلي المحسور في فلسطين. اليس التهديد الإيراني خطرا على الدول العربية السنية المجاورة لإيران مثل السعودية وقطر والأمارات. الست انت يا سماحة نصر الله تضع اولوياتك الطائفية أمام الأولوية القومية العربية في موقفك هذا.

وأتساءل أنا شخصيا لماذا يضع سماحة نصر الله الأولوية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي في مقدمة أولوياته وهو في تصرفاته يسمح للإيراني في التصرف بحرية في العراق وسوريا ولبنان لسبب واحد فقط وهو للأسف طائفي بحت وهو لأن إيران هي ولاية الفقيه وشيعية. الست يا سماحة نصر الله تستغل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي لتغيير أولويات العرب من التصدي للمد الإيراني المتغلغل في العراق وسوريا ولبنان من التغلغل في الدول العربية الأخرى. اليس هذا احتلال أيضاً؟! هل برأي سماحتك أنه من الأفضل أن نستبدل الاحتلال الإسرائيلي لدولة واحدة صغيرة مثل فلسطين باحتلال ايراني لمنطقة الخليج والوطن العربي. هل تفضل الايرانيين على الإسرائيليين ولماذا؟ اليس الاحتلال هو احتلال وهو دائما مضر للبلد المحتل لأنه يهدف إلى سرقة موارد ذلك الشعب واستغلاله لتحقيق مطامحه ومخططاته الاستراتيجية في تلك المنطقة.
قد يقول سماحته ويفسر دعمه لإيران وتواجده في المنطقة على أن إيران ستحرر فلسطين من اليهود والإسرائيليين وهي عازمة على القيام بذلك مهما كلف الأمر وبأن حزب الله سيكون رأس الرمح الذي سيُغرز في قلب اسرائيل. ومعنى هذا بأن طريق تحرير فلسطين يبدأ من طهران وقم. أين العرب في هذه اللعبة يا سماحتك. يا ترى هل ستسحب إيران قواتها بعد تحرير القدس من الأراضي العربية التي تمركزت فيها؟

بصراحة يا سماحة نصرالله يجب أن ندرك بشكل جيد وهذه حقيقة موضوعية وواقعية بأن لكل حزب سياسي أو كيان سياسي أو حركة سياسية أو قومية أو يسارية أو ديمقراطية أو ليبرالية أولوياتها وهي التي تسيرهم وعلى أساسها تضع تلك الكيانات السياسية برامجها وأهدافها واستراتيجياتها. وإذا تتصور سماحتك بأن السماح لإيران في التوغل في الوطن العربي وخصوصا منطقة الخليج لتحرير القدس فكن على يقين سماحتك بأن تلك الأولوية هي الأخيرة في قائمة الأولويات بالنسبة للسعودية وقطر والإمارات. وتلك الدول هي دول عربية شقيقة للبنان ويجب أن تكون مصلحتها فوق كل الاعتبارات. وكما تعرف جيدا ً سماحتك بأن طرد إسرائيل ليس بالواجب السهل وخصوصا وهي مدعومة من الأمريكان والغرب فكفى استغلالا للقضية الفلسطينية كشماعة تعلق عليها تواطئ حزب الله مع إيران على حساب الأشقاء العرب وكشماعة لبقائكم كمليشيات مسلحة في لبنان رغم وجود الجيش اللبناني النظامي وقرار تفكيك المليشيات في لبنان وبضمنها حزب الله. ويجب سماحتكم أن تغيروا أولوياتكم لتكون العمل مع القوى الوطنية اللبنانية من اجل ديمومة النظام الديمقراطي الهش في لبنان والعمل بالتنسيق مع حكومته بدلاً من التصرف وكأنكم جيش داخل جيش وحكومة مستقلة داخل حكومة لبنان.

وأخيرا اعتقد بأن موضوع تحرير فلسطين، بعد محاولات دائمة على مدى العقود الماضية التي كلها باءت بالفشل بسبب دعم الغرب لإسرائيل، يجب أن تكون في قعر قائمة الأولويات لأن الصراع العربي الإسرائيلي من الصراعات المستعصية والمزمنة وشبه مستحيل حلها وخصوصا بقوة السلاح الذي أصبح واضحا تفوق الأمريكان في هذا المجال وإدراك حقيقة دامغة وراسخة وهي أن إسرائيل هي ابنة أمريكا وتحت حمايتها. وعليه برأيي يجب وضع أولويات أخرى قبلها. فمثلا على الحكومات العربية أن يكون لها أولويات أخرى مهمة مثل توفير نظام ديمقراطي عادل في بلدانهم، توفير الأمان والاستقرار في بلدانها، توفير حياة كريمة لكافة أطياف وفئات شعبها بغض النظر عن انتمائهم الطائفي أو الديني أو القومي والمساهمة في نشر السلام في المنطقة.

36
العراق بين خيارين: حكومة وحدة وطنية أو التدخل الأجنبي
عماد هرمز 

الأزمة السياسية التي خلقتها تحركات داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) في العراق في سيطرتها على مدن العراق السُّنية وضعت الكيانات السياسية وقادة العراق في وضع لا يُحسد عليه. للأسف هذه الأزمة كبيرة جدا ً لدرجة أن الحكومة العراقية تلاقي صعوبات جمة وحقيقية في التعامل معها والسيطرة عليها وبسبب هذا الضعف الحكومي وبسبب ثروة العراق النفطية والمعدنية التي كانت دائما الحافز لاستقطاب اهتمام الدول المجاورة أو الكبرى أصبح ضرورة التعامل مع هذه المشكلة من الأولويات السياسية لدول عديدة وتحولت قضية داعش، التي تهدد بتوسيع رقعة تحركاتها إلى الدول المجاورة أو حتى عالميا ً، من قضية عراقية سورية محلية إلى قضية وأزمة عالمية. وبالطبع أول المهتمين بشأن العراق هم الأمريكان الذين على أيديهم حصل التغيير السياسي في العراق من دكتاتورية صدام المدنية إلى ديمقراطية طائفية مزيفة. فما كان من الحكومة العراقية إلا أن تطلب العون من الأمريكان لمساعدتها على حل هذه الأزمة التي تبدوا جدية أكثر من ذي قبل. 
وأمام الحكومة الامريكية خيارات عدة لكن الواحد أحرج وأصعب من الاخر. وثلاث من تلك الخيارات هي عسكرية، الخيار الأول يتمثل في ارسال قوات أمريكية أو جيش أمريكي إلى العراق والخيار الثاني يتمثل في المساعدة في توجيه ضربة جوية لقوات داعش والخيار الثالث والأكثر قبولا لدى الشعب الأمريكي وبعض فئات الشعب العراقي المناهضة للوجود الأمريكي في العراق هو أن تقوم أمريكا بالمساعدة اللوجستية العسكرية للحكومة العراقية وذلك بإرسال معدات عسكرية وتقديم التدريب اللازم للجيش الوطني وخدمات عسكرية أخرى.
 أما الخيار الرابع فهو الخيار السياسي المتمثل في الوساطة الأمريكية السياسية لحل الخلافات السياسية بين الكيانات السياسية السُّنية والكيانات السياسية الشيعية والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل أطياف الشعب العراقي بعد أن أخفق الساسة في العراق من تحقيقه. وهذا سيتطلب حدوث تغيرات جذرية في النظام السياسي الحالي في العراق قد تصل إلى حد إزالة كافة الرموز السياسية العراقية الحالية وحقن دماء سياسية جديدة من الطرفين ( السُّني والشيعي) في مجرى الدم السياسي العراقي وهذا معنها أن نشهد إزالة المالكي والهاشمي وعلاوي والجلبي والتكريتي والنجيفي وغيرهم  من الرؤوس والرموز الكبيرة ( التي جاءت مباشرة بعد سقوط النظام الدكتاتوري الصدامي) والتي للأسف لم تستطيع وعلى مدى العشر سنوات الماضية في التغلب على خلافاتهم الشخصية أو الطائفية وهذا أدى بمرور الوقت إلى استفحال مشكلة العراق الطائفية وبالتالي نشهد ما نشهده الآن من انقسام كبير ليس طائفيا فحسب بل تحول إلى انقسام في الوطن والبلد. فأصبح الشمال بأيدي الأكراد والوسط بيد السُّنة والجنوب بيد الشيعة. وهذا ما شخصه الرئيس الأمريكي أوباما عندما أوضح قائلا ً بأن القادة العراقيين لم يستطيعوا تجاوز الخلافات الطائفية بينهم، وهو ما خلق وضعاً هشاً في البلاد. وقد يتطلب التغيير السياسي في العراق إلى تحجيم تدخل المرجعيات السياسية الشيعية في السياسة مثلا ً حل التيار الصدري وتحجيم دور المجلس الإسلامي الأعلى وسيطرته على بعض القوى السياسية. بالطبع هذا الخيار صعب تحقيقه فلا أتصور بأن تلك الرموز السياسية القديمة التي خلقت مشكلة الطائفية في العراق سترتقي في تفكيرها في ليلة وضحاها وتقرر بأن تضع مصلحة الوطن فوق المصالح الأخرى الطائفية أو الشخصية وتتخلى عن مراكزها وسلطتها للاعبين جدد قد يستطيعون أن يمنحوا للعراق أمل جديد وحقيقي في حياة مستقرة في العراق. 
ويرى الرئيس الأمريكي أوباما بأن الحل السياسي بين أطياف الشعب العراقي وقادته يجب أن يتحقق في العراق قبل حتى التفكير في اتخاذ أي تدخل عسكري لوضع حد لتدخل داعش في العراق وهذا ما جاء في تصريحه عندما قال "لن نشارك في عمل عسكري في غياب خطة سياسية يقدمها العراقيون". وبالطبع أصبحت أمريكا الأن في ظل الوضع الراهن الذي فيه الحكومة العراقية ضعيفة في مكان تستطيع من خلاله أن تعطي النصائح والإرشادات للقادة السياسيين حول كيفية إدارة شؤون بلادهم وكيف أنه يجب عليهم أن يتحدوا وتقع مسؤولية ما يحصل في العراق على عاتقهم وبأنه هم وحدهم القادرين على حل هذه الأزمة وبالتالي أنه "على القادة العراقيين اتخاذ قرارات صعبة والتوصل لحلول وسط للحفاظ على وحدة بلادهم". اليس هذا درس بديهي لكل قادة العالم وليس للعراقيين فقط، هل القادة العراقيين بحاجة إلى نصيحة قائد لدولة أخرى حول ما هو مطلوب منهم للقيام بدورهم بشكل صحيح وتحمل مسؤوليتهم تجاه شعبهم ومواطنيهم.   
وقد يتبادر إلى ذهن الكثير من العراقيين أو العرب عن سبب عدم رغبة أمريكا في التدخل عسكريا في العراق لحل قضية داعش وخصوصا وقد سنحت لحكومتها الفرصة الذهبية المتمثلة بطلب الحكومة العراقية بنفسها من أمريكا للتدخل والحضور إلى العراق والمساعدة للقضاء على داعش وهذا الطلب في إرسال قوات عسكرية إلى العراق تم على لسان وزير خارجية العراق هوشيار الزيباري وشخصيات أخرى من الحكومة العراقية. ودائما يتصور الكثير من العراقيين بأن أمريكا تطمح وتخطط في أن يكون لها موضع قدم في العراق لتشكل جبهة مواجهة قريبة من إيران.  لكن باعتقادي والذي حصل بعد عدة سنوات من الاحتلال، هو اكتشاف أمريكا بأن العراق اصبح أرضية إيرانية والحصول على موطأ قدم في العراق هو بحد ذاته طلب صعب المنال ولا يمكن لأمريكا تحقيقه بواسطة القوة العسكرة وتواجد جيشها فيه الذي كان مستهدف من قبل الشيعة والسُّنة.  فكان الوجود الأمريكي مرفوض من قبل السُّنة المتمثل في تنظيم القاعدة الذين كان ينظر إلى الجيش الأمريكي على أنه احتلال لأرض العراق وكذلك حاربت مليشيات الصدر المتمثلة بجيش المهدي بالتحديد الوجود الأمريكي المحتل في العراق. وهذا التناحر بين الطائفتين كان سلبيا ً على الوجود الأمريكي حيث كان الاثنين في صراع دائم وهذا يعني وجود مليشيات بشكل دائم ومتواصل في العراق في حوزتها السلاح اللازم لمحاربة القوات الأمريكية. وعليه يمكن القول بأن أمريكا تعلمت درسها في العراق ووصلت إلى قناعة بأنها مهما حاولت القيام به في العراق لإصلاح الأمور فأن شدة الصراع الطائفي في العراق أكبر من قوتها العسكرية  وهذا ما عكس في خطاب الرئيس الأمريكي عندما صرح موضحا ً إنه لن يكون هناك تأثير لأي دعم من دون استقرار داخلي في العراق. وكذلك في جوابه ورده على طلب العراق في المساعدة مع قضية داعش الذي كان واضح وصريح عندما أوضح قائلا ً بأنه لا جدوى من أي عمل عسكري من دون وجود اتفاق بين الفصائل في العراق.  
وفي مطالعتي عن رأي الأخوة العراقيين من الطائفة السُّنية فوجدت بأن نظرة السنة لداعش أو للمليشيات السنية هي نظرة دفاع عن الذات وعن الوجود السُّني وحقوقهم في العراق وهذا ما صرح به نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في مقابلة مع قناة الحدث حيث قال "إذا كان الدفاع عن أعراض السُّنة، وعن الشباب المعتقلين. وإذا كان الدفاع عن أعراضهم ومعتقداتهم، وهويتهم يعتبرها الطرف الآخر تطرفا وإرهابا... فليسمع العالم كله أن طارق الهاشمي هو أول الإرهابيين". والطامة الكبرى والمعضلة الحقيقة في العراق التي تستفز كل عراقي وطني سُّني هو التواجد الإيراني الكثيف في العراق وتدخله المباشر في سياسية العراق بتحكمه ببعض الرموز السياسية الرئيسية وللأسف بمباركة المرجعيات الشيعية. ورأيت بأن لا مانع لدى الكثير من السُّنة أو الأطياف الأخرى في أن يحكم الدولة رجل شيعي لكن بشرط أن تكون الحكومة وطنية ولا تسمح بوجود غريب على أرضهم،  يمدهم بالعون الاستخباراتي ضد أبناء الشعب الواحد ويسرق موارد العراق كما تقوم به إيران في العراق، فهذا مرفوض شكليا وضمنيا وعليه يرى المقاتلين السُّنة سواء الذين يقاتلون مع داعش أو في مليشيات سُّنية بأن قتالهم ضد الحكومة هو عمل مشروع لأنهم يحاربون حكومة خائنة اقترفت خطأ فضيع في إيوائها للغريب والذي يعتبر بحد ذاته خيانة لبلدهم ووطنهم في سماحها للغرباء في بناء عش لهم داخل ارض الوطن وعليه يجب مقاتلة تلك الحكومة وجيشها وليس جيش العراق. فهم لا يقصدون محاربة الجيش العراقي لكنهم يسعون لمحاربة جيش يحاول التستر على الأجنبي وهو بالتالي كما يظنون ليس جيش عراقي وطني بل هو جيش شيعي لإيوائه الإيرانيين في العراق. وللأسف إذا شاهدت الإعلام العراقي وخصوصا قناة العراقية ستجد بأن الجيش العراقي يروج عن نفسه على انه جيش شيعي فكلما انتصر الجيش نجد شعارات شيعية تطلق من حناجر المقاتلين ونرى صور للمراجع الدينية الشيعية تُعلن وترفع هنا وهناك وهذا استفزاز بحد ذاته لكل القوى الوطنية رغم محاولة الحكومة عكس غير ذلك. 
وبالتأكيد اضم صوتي لصوت وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي صرح في لقاء مع المحطة الاخبارية الفرنسية "بي إف ام"، بأن "فرنسا تدعو العراق الى تشكيل "حكومة وحدة وطنية" سواء كانت بوجود نوري المالكي أو بدونه، المهم أن يتم تشكيلها بأقرب وقت. وأعطى نصيحته للقادة في العراق بأنهم إذا أرادوا مقاومة الارهاب فلابد من قيام الوحدة الوطنية العراقية حتى تستطيع مجابهة الارهاب.  ووصف لوران الوضع في العراق بأنه كارثي وخطير. وانتقد المالكي من حيث أنه لم يرفض التحالف مع العشائر السُّنية فحسب بل "لاحقها بطريقة غير مناسبة على الإطلاق". وعبر عن قلقه من ناحية استحواذ وسيطرة داعش على المصادر النفطية العراقية عندما صرح فابيوس قائلا ً "إنها المرة الأولى التي تهدد مجموعة إرهابية بالسيطرة على دولة تملك ثروات نفطية"، موضحاً أن ذلك "لن يعني أن العراق سيتفكك فحسب أو سيشتعل، بل المنطقة برمتها وتالياً أوروبا والعالم بأسره كما يبدو سيتأثر أيضًا".
فيا ترى هل أضاع العراق فرصته في العيش بأمان وسلام وحكومة وحدة وطنية وتصالح بين الشيعة والسُّنة كما قال الرئيس الأمريكي أوباما في تصريح له لشبكة "سي ان ان" قائلا "منحنا العراق فرصة لإقامة نظام ديموقراطي شامل وليعمل فوق خطوط الطائفية لتأمين مستقبل أفضل لأطفالهم، ولكن مع الأسف شهدنا انهيارا في الثقة" وبالطبع يقصد بالثقة بين الطائفتين الرئيسيتين في العراق السُّنة والشيعية. وهل بالفعل وكما صرح أوباما أيضا ً بانه "ليست هناك قوة نار أميركية ستكون قادرة على إبقاء البلد موحدا" فهل هذا معناه بأننا خسرنا الأمل في الحصول على وساطة دولية لحل أزمة الانشقاق والانفصال والتفكك الحاصل بين مكونات الشعب العراقي وهل بالفعل يجب أن نفقد الأمل في الوحدة الوطنية. 
والاستنتاج الوحيد الذي يمكن استخلاصه من تصريحات قادة الدول وقادة العراق الوطنيين المخلصين هو أن جسم العراق بحاجة إلى دواء واحد فقط لشفاء مرضه الذي فتك بأعضائه وهذا الدواء هو "حكومة وحدة وطنية" الذي يمكن حقنه في جسم العراق عن طريق وريد المصالحة الوطنية بين الطائفتين السُّنية والشيعية وحماية بقية مكونات الشعب من الأقليات. 

37
إلى الأخ أمير المالح 
وإلى عائلة الفقيد الأعزاء

أتقدم بخالص تعازي القلبية الحارة لففدانكم ولخسارتنا لأحد أركان الثقافة والصحافة الجريئة وبالأخص السريانية

نتمنى أن تكون أخر الأحزان 

عماد هرمز
ملبورن 


38
قانون الأحوال الجعفري لزواج القاصرات وحقوق الطفولة
عماد هرمز
 
مشروع قانون الزواج من القاصرات في العراق، قانون الأحوال الشخصية الجعفري،  الذي بموجبه يحق للرجل أن يتزوج من قاصرات بعمر صغير ابتداء من تسع سنوات، والذي حاول مجلس الوزراء تمريره قبل الانتخابات، كان اسواء مشروع قانون يطرحه مجلس وزراء دولة في هذا القرن. وهو بالنسبة لي التخلف في أوجه معالمه واعلى قممه. فبرأي أن التفكير في تشريع مثل هكذا قرار وفي القرن الواحد والعشرون، هو تصرف سياسي خارج عن نطاق استيعاب العقل البشري والضمير الإنساني. ومن لديه أطفال بعمر صغير مثل هكذا عمر سيتفهم ازدرائي وامتعاضي وتقززي لمثل هكذا قانون الذي تقشعر البدن عند سماعه ولا تتقبله المعدة البشرية فتطرح خارجها مع نفايات الأكل.

وبرأي فأن هذا القانون، لو نجح الساسة في تحقيقه، سيكون تنقيص علني بمكانة المرأة وبعائلتها على حد سواء بغض النظر عما إذا كانت تفسيرات أعضاء مجلس الوزراء وتبريراتهم منطقية أو مستندة على اجتهادات دينية يطرحونها في العلن ومن خلال لافتات أو اعلانات كبيرة، تقرأ الواحدة منها " القانون الجعفري يحمي لي حقوقي وكرامتي" التقطتها عدسة المصور كريم كاظم الذكية (لوكالة الأسوشيت بريس ونشر على موقع الواشنطن بوست) حيث يظهر في الصورة طفلة صغيرة مرسومة على اللافتة وتمر من أمام اللافتة  طالبة صغيرة مرتدية الزي المدرسي. وتعليقي على هذه الصورة بسيط وبديهي ولا أعرف كيف جاء القائمون على التفكير في تشريع مثل هكذا قانون بهذا الطرح الساذج والسخيف. فإذا كان مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري بالفعل يحمي حقوق وكرامة الطفلة في بيتها الزوجية اليس هذا معناه بأن كرامة وحقوق الطفلة لحين زواجها تكون غير مصانة في بيت أبيها الذي رباها واعتنى بها مثل الزهرة في حديقته والأن وبكل بساطة يتهم هذا القانون رب الأسرة بأنه لا يصون كرامة وحقوق طفلته وأن الزوج هو الوحيد الذي سيقوم بذلك؟ هل من الصحيح القول بأن الزوج هو أفضل من الأب؟ وإذا كان هذا الكلام صحيح فإذا ما حاجتنا إلى الطلاق!، ولماذا يحلل الله الطلاق بالنسبة للمسلمين. اليس الطلاق معناه بأن الرجل أو المرأة وفي حالات كثيرة لا يمكنهم الاستمرار في العيش سوية ويطالبون بالانفصال. ولماذا نسبة الطلاق في العراق أو الدول الأخرى في تزايد مستمر؟  وفي حالة طلاق المرأة الا تعود المرأة إلى بيت أبيها لتحتمي به ويقوم هو بإعادتها إلى قطيعه والاعتناء بها.  هذا تناقض ومنطق غير مبرر بل منبوذ.

 وبشكل عام فأن هذه الظاهرة غير مقبولة ليس فقط عالميا بل عربيا ً وكان الفن العربي من خلال الكتابة والتلفزيون، السباق في إعلانه لرفضه لمثل هكذا ظاهرة. ومسلسل "القاصرات" للكاتبة سماح الحريري وللمخرج مجدي أبو عميرة وبطولة الفنان الكبير صلاح السعدني هو بمثابة صرخة يطلقها الأنسان العربي بوجه هذه الظاهرة التي يشمئز الشخص من سماعها.

وفي بحثي عن مصادر ارتكز عليها للكتابة عن هذا الموضوع تعثرت بمقال للكاتب تيرانس ماك كوي الصحفي في جريدة واشنطن بوست ونشر هذا المقال على موقع الجريدة على الرابط المبين في نهاية المقال. وجدت هذا المقال يغطي جوانب عديدة من تاريخ هذه الظاهرة وبأن الكاتب كان غير متحيز في طرحه وتناوله لهذا الموضوع بالإضافة إلى احتوائه على بيانات مهمة بخصوص عدد النساء اللواتي يتزوجن في اعمار مختلفة في حياتهم وسأعرض جزء بسيط من المقال وبإمكان القارئ قراءته بالكامل.

 عنوان المقال هو " العراق يستعد لإضفاء الشرعية على زواج الفتيات الصغار من عمر تسع سنوات".

يقول الكاتب: ((منذ عقود، في السنوات التي تلت حصول العراق على استقلاله، استفحل تقليد الزواج من الأطفال في تلاله وسهوله. وبناء على أوامر أباءهم كانت الفتيات العراقيات يُخطبن للأغراب وكذلك للخصوم على حد سواء لحل النزاعات والخلافات القبلية أو ردا للجميل. لكن في منتصف السبعينيات من القرن الماضي أصبح قانون " الفصلية" (أو الفصل كما نقوله نحن بالعامية العراقية) ممنوع عندما تقدم البلد نحو العلمانية والتطور. هذا المرسوم "حظر الفصلية" شكل الخطوة الأولى نحو مجتمع عراقي متحضر، وبحسب ما ورد في تقرير نشرة المونتروترجمتها "المراقب"  الشرق أوسطية فأن ذلك "وضع نهاية لإخفاقات المجتمع القبلي".  وشهدت السنوات التي تلت هبوط حاد في معدلات زواج الأطفال. وفي عام 1997، وبحسب ما جاء في المنظمة المركزية للإحصاء، فأن 15% فقط من النساء العراقيات تزوجن وهن أطفال وهذا المعدل بقي نفسه لغاية عام 2004. ولكن وبينما البلد يغطس في أحلك أيام الحرب في العراق، برزت من جديد التقاليد وبضمنها تقليد زواج الأطفال. في عام 2007، وبحسب ما جاء في نشرة المراقب، فأن 21 % من النسوة العراقيات الشابات أفضوا بأنهم تزوجوا في عمر الطفولة. وبعد ستة أعوام، صرح المكتب المرجعي للسكان بأن " الانخفاض في معدلات الزاج المبكر قد توقف". وفي الواقع فأن المعدلات كانت قد ارتفعت. بحلول منتصف 2013، تبين بأن أكثر من ربع الإناث تزوجوا وهم في عمر الطفولة وبأن 5% منهم قد تزوجوا قبل سن 15 عام. وهذا المعدل من زيجات الأطفال وضع العراق في مقدمة الدول في المنطقة من هذه الناحية.  والآن تستعد الحكومة العراقية لإضفاء الشرعية على زواج الأطفال في بلد غالبية سكانه من الشيعة. لكن القانون الذي يتوقع البعض أن يمرر أو يشرع قبل الانتخابات البرلمانية القادمة هذا الشهر له ابعاد أخرى أكثر من تشريع قانون الزواج من قاصر. وقانون الجفري للأحوال الشخصية كما يطلق عليه سيمنع من مسلمة الزواج من غير مسلم ويمنع الزوجة من ترك بيتها بدون أذنن من الزوج ويمنح حضانة الأطفال الذين يبلغ عمرهم أكثر من سنتين بشكل تلقائي للأب في حال حصول طلاق وهذا القانون فيه إضفاء الشرعية على الاغتصاب الزوجي (أي فرض الزوج على زوجته ممارسة الجنس ضد رغبتها)).

وبرأي فأن مشروع القانون هذا ليس إلا قانون يستخدمه الرجل لفرض إرادته ونزواته الجنسية على المرأة. وهذا الفرض يعتبر في القوانين والدساتير الدولية بمثابة سلب لإرادة وحرية المرأة وبالتالي لكافة حقوقها في عيش حياة كريمة متكافئة مع الرجل. وزواج الأطفال بعمر مبكر مثل تسع سنوات ليس إلا إجرام بحق الطفولة قبل أن يكون إجرام بحق الأنثى. تخيل تعريض طفلة في التاسعة من عمرها إلى قضايا جنسية خاصة بالبالغين. في هذا العمر تكون الطفلة في مرحلة دراسية ثالث ابتدائي أي توها بدأت تفك الحرف تنظر إلى الحياة ببعد واحد (أحادية البعد)،نحو اسرتها فقط، أي لازالت تتعلم عن اسرتها ومحيطها، بل بالإمكان القول بأنها بريئة لدرجة أنها لازالت تتعلم عن ماهية نفسها فمن هي ولماذا هي موجودة في الحياة. وعليه تحتاج في هذا الوقت إلى حضن ودفيء والديها واخوتها لكي تستمر في التعلم عن الحياة لحين نضوج عقلها وتمكنها من إدراك المحيط الخارج عن محيط العائلة والتفكير أو الشروع في تكوين اسرة لنفسها.

ومن الصحيح القول بأن الطفلة تصل سن البلوغ في عمر يتراوح بين 8-13 إلا أن ذلك لا يعني أو نفسره على أنه استعداد لممارسة الجنس، وإنما يعني حصول تغيرات في جسم الأنثى أو الطفلة كجزء من تحولها إلى امرأة ناضجة واهمها حصول تغيرات في الغدة النخامية المتواجدة خلف الدماغ التي تعمل على إفراز هرمونات التي من شأنها احداث تغييرات، تعتمد ما إذا كان طفل أو طفلة، في الجسم. وبحسب الدراسات فأن الطفل أو الطفلة في هذا العمر يشعرون بالخجل عند التلميح أو التطرق شفهيا إلى أي مواضيع جنسية. وعلى الوالدين مساعدة أبنائهم في وعلى الآباء والأمهات تفهم وإدراك هذه التغييرات في طلفهم أو طفلتهم، لأنهم مروا بها وعليهم مساعدة الطفل على تقبلها أولا ً ثم كيفية التعامل معها وتخطيها. فالطفل في هذا العمر لا يدرك لماذا يتغير على سبيل المثال صوته أو صوتها أو بدأت ثديها بالبروز أو ظهور شعر في مناطق معينة من الجسم وغيرها من الأمور. ما أود قوله هو أن التغيرات التي تحصل في هذه المرحلة من التطور الجسدي للطفل أو الطفلة تحتاج إلى انتباه ورعاية الأبوين.

اضم صوتي مع أصوات خواتي العراقيات اللواتي خرجن في تظاهرة في عيد المرأة في العراق في هذا العام. فبحسب ما نشر في موقع جمعية الأمل العراقية فأنه "تظاهرت أكثر من عشرين امرأة عراقية في بغداد ضد مشروع قانون الاحوال الشخصية الجعفرية الذي اقره مجلس الوزراء العراقي" وأيضا ً اهتف معهم ونرفع شعارهم "نساء العراق في حداد". وبحسب ما جاء في الموقع فأن الناشطة المدنية هناء ادور صرحت قائلة "نحن نؤمن بأن هذا القانون جريمة ضد الانسانية، وان هذا القانون سوف يحرم الطفلة العراقية من العيش بطفولة طبيعية". وأيضا ً جاء في الموقع بأن ممثلة الأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، وصفت التشريعات بهذا القانون على موقعها في تويتر "ان مشروع القانون مخاطر دستوريا لحماية المرأة والالتزام الدولي".

وفي مقابلة مع السيد أياد علاوي رئيس قائمة ائتلاف الوطنية مع اعلامي في موقع عنكاوة ورداً على سؤال "كيف ترى الإطار القانوني لحقوق المرأة والطفولة في حالة إقرار البرلمان لمشروع الأحوال الشخصية الجعفرية؟ وكيف تواجهونه؟"، أجاب علاوي قائلا "أولاً، ولله الحمد، المرجعية الشيعية تصدت لهذا القانون واعتبرته قانون ناقص وهو بدون دراسة كاملة وهذا الشيء مفرح لأن المرجعية تؤثر في اتخاذ هذه القرارات". وأوضح "اعتقد أن مشروع القانون لا يخدم الشعب العراقي ولا يخدم وحدة العراق ولا يخدم التطور الاجتماعي الحاصل في العراق... ولهذا يجب أن لا يمرر القانون في شكله الحالي وليس هناك حاجة أن ندخل بتفصيلات هي محط اعتراض المرجعية الشيعية".

نتمنى أن تستمر المرجعية الشيعية في معارضتها لمثل هكذا مشروع قرار ولنعمل سويا مع برلماننا الجديد من أجل الحفاظ على حقوق الطفولة في العراق ولنعمل جاهدين على تشريع قوانين تهدف إلى توفير أفضل سبل التعليم لهم ونعمل جاهدين على توعية الوالدين بمخاطر الزواج المبكر على الطفلة ولنتذكر بأننا في القرن الواحد والعشرون حيث المرأة تلعب دورا مهما في المجتمع والبلد وليس دورها مقصورا ً في العائلة والبيت.

39
الانتخابات العراقية ومسؤولية أبناء المهجر!
عماد هرمز


يشهد الشارع السياسي العراقي هذه الأيام حركة شعبية غير عادية يقودها ساسة البلد تهيا واستعدادا ً للانتخابات البرلمانية التي ستقام في هذا الشهر، نيسان / ابريل 2014.  ويتنافس الألاف من المرشحين على ثلاثمائة وثمانية وعشرون (328) مقعدا ً مخصص ثمانية منها لحصة (كوتا) المكونات.

وبسبب الهجرة المتواصلة لأبناء شعبنا إلى خارج العراق، ضعف صوت أبناء شعبنا الانتخابية وقدرته المستقلة (عن الخارج) في اختياره لذلك السياسي الأنسب له وبالتالي قدرته على تحديد مصيره الذاتي بعيدا عن تأثيرات الخارجين عن العراق.  وهذا يفسر ما نشهد نحن في دول المهجر من بروز ظاهرة الدعاية الإعلامية في الصحف والمواقع المحلية الأسترالية لمرشحين، اغلبيتهم من العراق، يتنافسون على اصواتنا. وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على أن دورنا وصوتنا في الانتخابات له حجمه ووزنه وتأثيره خصوصا ً للمكونات التي تملك مقاعد محدودة مخصصة لها ضمن دائرة انتخابية واحدة.

وهذا الثقل والتأثير والصوت الانتخابي القوي يجب أن يُحترم ويُستخدم لأغراض نزيهة ولخدمة أبناء شعبنا في العراق وهذا معناه بأننا يجب أن نعتبره في مصاف مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا ويجب أن نتحملها ونتصرف إزائها بكل حكمة ونزاهة وشفافية. فصوت المغترب تكمن أهميته في أنه قد يكون الصوت الحاسم للكثير من الكيانات السياسية، من حيث وجودها وبقاءها في السلطة أو زوالها. وهذا معناه بأنه قد يكون في أيدينا السلطة والقوة، إلى حد ما، في تحديد من يتولى القيادة وتحمل المسؤولية أو من يجب أن يغادر الساحة السياسية ويتركها لغيره.

وهذه المسؤولية تحتم علينا المشاركة في الانتخابات ولكن يجب ألا تكون مقصورة على مساهمتنا بالإدلاء بأصواتنا في الانتخابات أو في اختيار مرشح معين وتفضيله على حسب مرشح أخر مستندين فقط على احاسيسنا وشعورنا الشخصي، بل يجب أن ندرك أهمية صوتنا تجاه تحقيق رغبة أبناء شعبنا. فأهميتنا تكمن في أننا قادرين على دعم شعبنا ومساندته في اختياره للسياسي الذي يمثله تمثيلا ً حقيقيا ً. ولتجنب سوء الفهم يجب علينا أن ندرك تماما بأن هذه المسؤولية لا تعني أن نفرض إرادتنا على إرادة شعبنا أو الشعب العراقي بأن نقرر بالنيابة عن الشعب العراقي أو الكلداني السرياني الأشوري فيمن هو الأنسب ليمثله من الساسة.

وعليه يمكن القول بأن صوتنا في الانتخابات مهم وقد يكون بمثابة سلاح ذو حدين، فبه بإمكاننا أن نساعد أبناء شعبنا في اختيار الأشخاص الجيدين ( من الساسة) ليكونوا السلاح الذي يستخدمه أبناء شعبنا الكلداني الأشوري السرياني في العراق ضد كل من يحاول الاعتداء عليهم أو نكرانهم حقوقهم المشروعة في العيش بكرامة وأمان وحرية ومساواة من خلال دعم،  أو به بإمكاننا أن نذبح شعبنا وذلك بعدم الاستماع لرغبته بنكرانهم الحق في اختيار مرشحيهم بمنح أصواتنا للشخص غير المناسب أو غير المؤهل لهذه المسؤولية الذي قد ينقلب إلى عبء على شعبنا الكلداني الأشوري السرياني وبالتالي ينقلب سلاح صوتنا ضد شعبنا.

ولكي نقوم بواجبنا على أكمل وجه ونتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن المقيمين في بلدان المهجر يجب علينا أن نتريث عند منح صوتنا إلى أي جهة معينة ويجب علينا أن نستشير ونستفسر ونتحقق من رغبة الشعب والجماهير في العراق قبل أن نمنح صوتنا الغالي لأي مرشح مستندين فقط على عواطفنا الشخصية أو إدراكنا الشخصي المتواضع عن مجريات الأمور في العراق بسبب بعدنا عنه. ومن المهم جدا ً أن نتوخى الحذر من السير وراء نصائح كتلة معينة أو فئة معينة بدون الرجوع إلى الشعب في الوطن الأم، المعني في هذا الأمر، لأنهم هم الذين سيتحملون عواقب اختيارهم وليس نحن في بلدان المهجر.

وعليه اجده من المنطقي، وأدعو الجميع لفعل ذلك، في أن اطرح السؤال التالي: لمن نعطي صوتنا؟ إلى أي قائمة انتخابية أو حزب سياسي أو مرشح مستقل سنمنح صوتنا؟ وعلى أي أساس نمنح صوتنا له؟ ولماذا نمنح صوتنا لتلك القائمة او الكتلة السياسية بالتحديد وليس غيرها وبذلك نفضلها على الكيانات الأخرى؟ وكيف نستطيع نحن المتواجدين في دول المهجر أن نحكم على الكيانات السياسية ونحن لا نعيش في العراق ولا نعرف عن هذه الكيانات ونشاطها ومدى صدقها ومقدرتها على تحمل المسؤولية.  وكيف نستطيع أن نحدد متطلبات وغايات الشعب وأهدافه المنشودة ونحن نفتقر إلى التواصل المباشر مع أبناء شعبنا في العراق وتواصلنا معه هو غير المباشر يتم من خلال تتبعنا لنشاطات الكنيسة الأم في العراق ومن خلال ما يطرحه الكتاب من آراء وأفكار في مواقع شعبنا التي أصبح من الصعب إحصاؤها ومتابعتها. 

وأنا على دراية وعلم بأن الكثير سيقول لي إقراء ما تطرحه الكيانات السياسية في برامجهم الانتخابية وأهداف حزبهم وستعرف من هو الأفضل. بالطبع هذا الطرح بديهي ومنطقي لكن هناك مشكلتين في هذا الطرح. الأولى هي أن البرامج الانتخابية التي تعلنها الكيانات السياسية والأحزاب السياسية والقوائم الانتخابية الفردية أو غير الحزبية واستراتيجياتها وأهدافها كلها على الأغلب لا تتعدى أن تكون مجرد بلاغة كلامية (أو كليشة) ودعاية إعلانية تتألف من عبارات وجمل طنانة وكبيرة أو تصريحات عامة وبالتالي تكون اغلبها متشابهة مع بعضها وبالتالي قد يصعب على الناخب وعلينا التمييز والتفرقة بينها. ولا شك فيه بأن البرامج الانتخابية والغايات المتوخاة من وضعها وأهدافها هي مشروعة وتهدف إلى خدمة المجتمع العراقي وتحسين وضعه ولكن المشكلة هي في كيفية تحديد أو التأكد من أن تلك الأهداف والبرامج المستقبلية ستكون قابلة للتطبيق أو إلى أي مدى ستطبق في حالة فوز الكيان أو الحزب.

والأشكال الثاني يتعلق بكثرة المرشحين وصعوبة الاطلاع على برامجهم جميعا ً. لنفترض بأننا نريد أن نقرأ البرامج الانتخابية للكيانات المرشحة فعندئذ ستلاقينا مشكلة أخرى. ففي ظل هذا الكم الهائل من المرشحين، مثلا ً نرى بأن هناك 800 مرشح في البصرة وحدها يتنافسون على 25 مقعدا في البرلمان العراقي، كيف سيكون بإمكان الناخب قراءة برنامج انتخابي لثمانمائة مرشح في البصرة (على سبيل المثال).  ومصيبتنا نحن في المهجر أكبر فأنه علينا قائمة انتخابية من بين الألاف من المرشحين، فهل يجب علينا أن نقرأ برامجهم الانتخابية؟ وخصوصا ما نشهده في هذه الانتخابات من كثرة المرشحين الذي وصل عددهم في هذه الانتخابات إلى 9045 مرشح البعض منهم ينتمون إلى كيانات سياسية وصل عددها في هذه الانتخابات إلى 36 كيان سياسي والأخرون يمثلون أحزاب وحركات سياسية والبعض الأخر مستقل وشخصي.

وبالطبع تكون المهمة أخف إذا كان الناخب ينتمي إلى جماعة أو طائفة أو قومية أو جهة سياسية أو منطقة أو أقاليم معينة فهذا سيسهل عملية الانتخاب من حيث أنه سيكون المطلوب من الناخب التركيز فقط على جماعة من الناخبين على مجموعة أو حفنة مختارة من المرشحين يمثلون جماعته أو طائفته أو قوميته... الخ. مثل المكون المسيحي خمسة مقاعد توزع على محافظات بغداد ونينوى وكركون ودهوك وأربيل. والمكون الايزيدي ومقعد واحد في محافظة نينوى والمكون الصابئي مقعد واحد في محافظة بغداد والمكون الشبكي معقد واحد في محافظة نينوى ويشترط أن تكون المقاعد المخصصة للكوتا للمسيحيين والصابئي والمندائي ضمن دائرة انتخابية واحدة.

وبالطبع هذا سيسهل الوضع على الكثير من الناخبين من حيث المجهود المطلوب لمطالعة البرامج السياسية لأنها ستكون مقصورة على تلك الجماعات أو الكيانات السياسية واقصد هنا مثلا ً لنقول للشعب الكلداني، ففي هذه الحالة ليس الكلدان الناخبين بحاجة إلى قراءة البرامج الانتخابية لكل الكيانات السياسية المرشحة المتواجدة في العراق، بل ستكون محدودة أو مقصورة على قراءة وتتبع البرامج الانتخابية للكيانات الكلدانية أو يمكن أن تتعدى على الكيانات القريبة مثل الكيانات الأشورية وليس ابعد.  وبالطبع هذا سيقصر من طول لائحة المرشحين والسياسيين ويجعلها لا تتعدى العشرة بدلا من المئات أو الألاف.  مع ذلك فأن قصر لائحة المرشحين الذين يجب التركيز عليهم يخلق إشكالية مغايرة حيث سيكون من الصعب أو من المحرج على المواطن الكلداني أن يختار أو يفضل قائمة كلدانية على الأخرى وخصوصا ً هي من نفس المنبع وتناضل من اجل نفس الأهداف.

إذن ما هي الطريقة أو الوسيلة التي تمكّن الناخب في دول المهجر وتسهل عليه عملية اختيار الكيان السياسي الذي سيمثل الشعب بصدق ويفضله على غيره ويكون مستندا في قراراه على الميزات الخاصة التي يملكها ذلك الكيان دون غيره واضعا ً مصلحة الشعب نصب عينه.  وفي هذه الحالة ومن باب المسؤولية يجب على الناخب أن يبحث جيدا ً في المعايير والمقاييس والشروط التي على أساسها سيسند قراره في اختيار مرشح على غيره وهذا سيمكنه من تحديد صفات وسمات ومميزات المرشح وبالتالي تفضيله على غير وعليه يكون السؤال هنا هو: ما هو المعيار أو المعايير التي سنستخدمها لتساعدنا على فرز بعض القوائم غير المؤهلة عن غيرها واختيار الأفضل ليمثل الشعب بشكل صحيح؟

والمعيار الوحيد أو الطريقة الأفضل وتقريبا ً الوحيدة التي بإمكان أي مواطن الحكم على حزب أو قائمة معينة وتفضيلها على غيرها هي معرفته بإنجازات ونشاطات وتحركات ذلك الحزب أو تلك المجموعة المتكتلة في قائمة معينة وأن يتساءل هل بالفعل ستكون تلك القائمة أو الحزب بقدر المسؤولية الممنوحة له ويمكن التحقق من ذلك من خلال ( عن طريق مثقفي الشعب النزيهين والغيورين على مصلحة أبناء شعبهم) معرفتنا بمدى التزامهم بما يطرحونه في نظامهم الداخلي والخدمات التي يقدموها للشعب وهل يديرون حزبهم وفق مبادئهم التي يناضلون أو يسعون من أجل تطبقها لتخدم المجتمع بشكل أفضل. ويجب محاولة اخذ وعود علنية ومصرح بها من المشرح نفسه أو كتلته السياسية أو حزبه لكي يتمكن الناخب من مواجه المرشح بها في حالة أنه أو كتلته السياسية أو حزبه خرق أيا من تلك الوعود التي طرحوها علنيا أيام الحملة الانتخابية وبالتالي فقدانهم لنزاهتهم ومعاقبتهم في الانتخابات القادمة بعدم انتخابهم مرة اخرى.

وكلمة أخيرة أود قولها هو التذكير بأن مسؤوليتنا وواجبنا تجاه شعبنا في مرحلة الانتخابات كبيرة تتعدى أن تكون زيارة مركز انتخابي والإدلاء بأصواتنا بل يتطلب من كل منا أن نضع طموحات شعبنا نصب عينينا ومصالح وطننا فوق كل الاعتبارات ونتمنى أن يعم الخير والأمان والسلام في ربوع بلدنا الحبيب العراق على ايدي أعضاء برلماننا القادم. 

40
الإخوة الكرام

أحد هؤلاء (القادة) أعرفه جيداً ، فهو لا يعترف بقوميته الكلدانية و يقدم خدماته الى التنظيمات السياسية الآشورية.
و شخص آخر عضو في تنظيم ثلاثي التسمية.

والله عمي خوش قيادة و خوش رابطة كلدانية.

عدنان صليبا


اخي العزيز عدنان صليبا

لقد تعرضت الكنيسة الاشورية القديمة إلى مشكلة كبيرة بسبب رغبة جماعة معينة بإنشاء جامع كبير ملاصق لها فأنظم كل الكلدان والسريان مع اخوتهم الأشور للدفاع عن حق كنيسة المشرق الاشورية القديمة وتبرع الكلدان بسخاء من أجل تغطية المبالغ المطلوبة لتوكيل محامين لهذه القضية لصالح الكنيسة الأشورية ولم نقل وقتها نحن كلدان وما علينا بالأشور وكنيستهم وهذه هي الروح المسيحية وروح الأخوة التي يحب أن نحافظ عليها.

أنت على حق كان من بين المحاورين قد يساند الاشور
وكان من بين المحاورين يضع مسيحيته قبل قوميته ولهذا هو يحمل الأسامي الثلاث الكلدانية والأشورية والسريانية.

والشيء الجميل في هذه الجلسة بأن الحاضرين في الجلسة كانوا ممثلين أو ينتمون لشتى مكونات شعبنا الواحد فكان هناك الأشوري والسرياني كلهم لبوا نداء غبطة البطريرك وحالوا بقدر الأمكان المشاركة وإبداء الرأي والأقتراحات التي من شأنها تأسيس رابطة للكلدان وكان غبطته والله يحفظه لنا ذو قلب واسع وكريم واستمع إلى كل الكلدان وغير الكلدان بصبر واجاب على كل استفساراتهم بشفافية وصدق ومحبة وخصوصا التي تتعلق بالوحدة...

واخيرا ً طرحك يا أخي العزيز عدنان يعكس سلبيا ً على كلدانيتك فأرجوا أن تكون خير نموذج لنا نحن الكلدان وتعامل بقية أخوتنا الأشور والسريان بأحترام  ولا تستهزء بهم أو تسخر منهم، وأتمنى أن تكون محظر خير وتساهم بإيجابية وليس بهذه السلبية وخصوصا انت تحمل اسم الصليب في اسمك فيجب أن تصونه وتظهره بخير مظهر ...

ونصيحة أخوية لا تجعل من تطرفك الكلداني يعمي بصيرتك المسيحية فنحن الكلدان والأشور والسريان في نفس المركب وصدقي إذا تعرض واحد للأذى فالكل سيغرق... ارجوا أن تتعلم من غبتطته في الأعلان والأفتخار بكنيسته الكلدانية ولكن بنفس الوقت وبمحبة يفتح ذراعية وقلبه لكل الأخوة الأخرين وهو الذي رفع شعار الوحدة والأصالة والتجدد فأرجو أن تتجدد معنا من اجل خدمة قضيتنا الأساسية في حماية وجودنا المسيحي في أرض الوطن والمغترب.


41
الأخ العزيز عبد قلو المحترم

بداية اقتباس
" وكما تعلمون فان من اهداف الرابطة  الرئيسية فهو محاولة حصر عمليات الهجرة للكلدان ومسيحيي العراق من بلدهم الى بلدان المهجر ومن الاسباب المستوجبة لذلك فهو لوجود البطالة وعدم اتاحة الفرص الكافية لمعظمهم والذي يدفعهم بالتفكير بالهجرة خارج الوطن..
ومعنى ذلك، فانه يتطلب القيام بمشاريع تشغيلية بأستغلال المواد الاولية المتوفرة في البلد لضمان قيام تلك المشاريع وبما يحقق نجاحها وتشغيل اكبر كمية ممكنة من ابناء شعبنا من الكلدان والاخرون ايضا."
نهاية اقتباس

سأتي معك على الخط وأغض النظر عن العديد من الاهداف الرئيسية التي طرحت لأنشاء الرابطة وكما تفضلتهم فأنها ليست محور كتابتك هذه...

مع احترامي الكبير لك إلا أن طرحك بخصوص الاسباب التي تدفع أبناء شعبنا المسيحي بالهجرة إلى خارج العراق لهو طرح ساذج .

لقد ترجمت اهداف الرابطة وخصوصا تلك المتعلقة بالمالية بشكل خاطيء وهذا عكس على طرحك في إظهارك بأن المحور الرئيسي لمقترح غبطته الخاص بإنشاء الرابطة هو بسبب نقص الدعم المالي وعزوت أسباب الهجرة إلى البطالة  المتفشية بين أبناء الشعب المسيحي. لكن في الحقيقة بأن ما قصده غبطته بطرحه في اعتماد الرابطة في تمويل ذاتها على الهبات فكان المقصود به هو القول بأن الرابطة ستكون مستقلة ماديا عن الكنيسة لا اكثر ولا اقل  بمعنى اخر عدم حاجتها إلى تمويل الكنيسة وهذا سيضمن استقلالية إدارتها عن الكنيسة.

والخطير في طرحك هو أنك حصرت وللأسف مشكلة هجرة مسيحيوا العراق إلى الخارج لأسباب أقتصادية بحتة وهذا يلغي صفة اللجوء عن مسيحي العراق المتواجدين في دول الأنتظار أو دول المهجر بحكم تعريف مفوضية الأمم المتحدة للأجئين الذي لا يعترف بالاسباب المالية للهجرة وعليه فأن المسيحي العراقي لا تستوفى فيه شروط أو صفات اللاجئ لكونه مجرد مهاجر لأسباب مالية وبالتالي وضعتنا في صف المهاجرين من باكستان وسريلانكا والهند الذين يهاجرون إلى استراليا لتحسين وضعهم الأقتصادي لا غير.

وإذا اجرينا استطلاع للرأي لكافة المسيحين الذين هاجروا من العراق بعد سقوط الطاغية صدام ، فبرأيك ما ذا ستكون نسبة المهاجرين الذي سيقولون بأنهم غادرو العراق بسبب الأسباب المالية أو البطالة؟ برأي النسبة ستكون ضئيلة جدا ً مقارنة بالنسبة التي ستقول بأنهم غادروا العراق لأسباب تتعلق بالأمان وانتهاك لحقوقهم المشروعة والهجمات الإرهابية على أيدي الأرهابيين والتكفيريين...

والأخطر في طرحك في أن سبب الهجرة هو البطالة المتفشية بين أبناء شعبنا في العراق، هو انك شطبت على سجل الهجمات الإرهابية والأعتداءات اللاشرعية وغير الأنسانية من الإبادة الجماعية التي اقترفت بحق الشعب المسيحي في العراق وطعنت في الشهداء من أبناء شعبنا الذين راحوا ضحية الإرهاب بسبب تلك الإعتداءات الإرهابية... وبكل ببساطة متناهية تأتي وتعزو مشكلة الهجرة إلى إلبطالة... فأين العدالة في طرحك هذا يا أخي العزيز.

 وثانيا أنت تعرف عز المعرفة بأن المستوى المادي لمسيحيوا العراق كان جيد (متوسط) وكانوا ناجحين في أعمالهم التجارية لكن كم من الأعمال التجارية وخصوصا بيع الخمور والأسواق الصغيرة اغلقت أما بتفجيرها أو بإغتيال اصحابها.

لا يا أخي فأن الأعمال الإرهابية بحق الشعب المسيحي كانت تستهدف وجوده وبإعتقادي بأنك لو جلست مع الكثير من المهاجرين في البلد الذي تعيش فيه سيقولون لك بأنه كان عليهم بيع ممتلكاتهم والحياة الكريمة التي كانوا يعيشوها ويهربون ليس بسبب فقدانهم لوضائفهم بل بسبب استهدافهم وتهديدهم بحياتهم.  

وبإمكاني وبكل ثقة أؤكد لك بأن السبب الرئيسي للهجرة كان بسبب الإرهاب وليس المادة.

مع ذلك وأكون صريح معك والحق يجب أن يقال بأنه إذا كان طرحك هذا يخص مسيحيوا العراق المتواجدين في اقليم كردستان فقط فأن مقترحك في الدولار الكلداني قابل للنجاح وبالفعل سيساعد ذلك على استيطانهم وبقاءهم في البلد...

لكن ماذا بخصوص الشعب المسيحي في المحافظات غير المتواجدة في اقليم كردستان فهل سينفع الدولا ر الكلداني في إبقاءهم في البلد وبكل ثقة استطيع القول بأن لا الدولار الكلداني ولا الأمريكي سيقف في تحديد هجرة المسيحيين إلى خارج العراق وكما قال غبطته في إيقاف نزيف الهجرة من خارج العراق.


اخوك
عماد هرمز  


42
أخي العزيز مايكل

شكرا ً مرة اخرى على حرصك التي تظهره كل مرة على الكلدان والكنيسة الكلدانية وهذا الحرص الدائم  بالطبع اثمنه واقدره واحيك عليه وبالطبع من حق الأفتخار بذلك ومن حقنا الأفتخار بأشخاص مثل حضرتكم يناضلون في سبيل قضية شعبهم الكلداني.

تقضلتم بالقول:

فـما نـوع كـلـدانيتـك يا عـماد ؟؟؟


سؤالك وجيه 100% يا اخي العزيز مايكل وأنا سألت نفسي يا أخي العزيز هذا السؤال ياترى ما نوع كلدانيتي؟

وقبل الإجابة على هذا السؤال سألت نفسي ماذا يعني أن يكون الأنسان كلدانيا حقيقا ً  أو كلداني بحسب رأي الأخوة الأعزاء مايكل سيبي و ابلحد قلو المحترمون.

ألا يكفي أن يكون الأنسان كلداني صادق ومخلص لكلدانيته فقط لمجرد أنه كلداني بسيط ولد من عائلة كلدانية وله عائلة متألفة من زوجة وأطفال يترعرعون على تعاليم  الكنيسة الكلدانية.

هل ساعدتني يا أخي العزيز مايكل وتوضح لي ما هي أنواع الكلدانية المتوفرة حاليا على الساحة؟ عسى ولعلى اجد وأختار النوع الذي يلائمني أو يناسبني أو الذي ينطبق عليّ بشكل اكبر. سأكون ممتن لك.

مع الشكر مقدما ً
وخالص تحياتي واحترامي وتقديري لكم

أخوكم عماد هرمز

43
اخي العزيز مايكل

في البداية اود أن اشكرك على مداخلتك القيمة ويبدوا لي بأن كتابتك مستندة على حكم مسبق عليَ وهذا كان واضحا ً في بعض تعليقاتك التي للأسف تخللت نوع من السخرية والأستهزاء بشخصي وهذا للأسف اعطاني أنطباعا ً أوليا على شخصك الكريم ومستواه الـ....!

أود أن اعرفك على شخصي بالقول بأنني افتخر بكلدانيتي وكنيستي الكلدانية إلا أنني لست كلدانيا متطرفا ً ( كبعض الكلدان في ملبورن)  ولذلك أنا منفتح واحب الأشور والسريان واعتبرهم جزءا ً لا يتجزأ منا ( وبإعقتادي أنت على علم بذلك).

مقالي وكما ذكرت هو استجابة لنداء غبطة أبينا البطريرك لكل الكلدان في العالم في المشاركة بآرائهم ومقترحاتهم وأفكارهم في سبيل المساعدة في تأسيس رابطة قوية فعالة وأزلية الوجود وهذا كان واضحا ً في مقالي عندما قلت "فهو لمن واجبنا ومسؤوليتنا وضع أيدينا بيد كنيستنا والمشاركة في التخطيط لاختيار البناء اللائق الذي يجب أن نشيّده على تلك الأرض" . وهذا الموضوع ( شكل العلاقة) من وجه نظري مهم واحببت المشاركة في بناء الرابطة إلا إذا كان لحضرتكم رأي اخر مثلا ً في أنني لست كلدانيا حقيقيا  ولا يحق لي ألمشاركة وهنا اسأل السؤال: كيف توصلتم إلى هذه القناعة؟ والأهم هو: من أنت لتحكم عليّ وعلى كلدانيتي...؟ !!!


تفضلتم بالقول:
"
وبنظرة خاطفة منـك إلى كـلمات غـبطته سـتلاحـظ كـيف يتـدرج بها عـنـد تحـديـده أهـداف الرابطة الكـلـدانية ، فـقـد دشـنها بالكـلـدان والمسيحـيّـين ، ثم وجَّهها نحـو المشرق ، وخـتمها بالإنسانية ... حـين قال :
1- الحـفاظ والدفاع عن حـقـوق الكلدان والمسيحـيّـين الإجـتماعـية والثقافـية والسياسية ... رائع
2- نشر التراث المشرقي والكلداني عـلى جـميع المستويات .... ولم يـوَضِّح قـصـده بالمشـرقي ؟
3- مدني وانساني ومسيحي وكـلداني .............. جـيـد
"

أولا مقالي محصور في "شكل العلاقة بين الكنيسة والرابطة" في حالة تأسيسها وليس كما تفضلتم في عنوان مداخلتكم وقلتم " الرابطة الكلدانية في رأي الأخ عماد هرمز المحترم" وبأعتقادي عنوان مقالي كان واضح فلم اتطرق إلى أهداف الرابطة أو نشاطاتها المستقبلية لعلما ً مني بأنها في قد الإنشاء ويجب أن لا نضع السراج قبل الحصان كما يقول المثل.
 

تفضلتم بالقول

2- ستعـمل الرابطة الكلدانية على تعـزيز الأواصر بـين كـلـدان العالم وكـلـدان الوطن الأم ولتـقـديم السنـد والـدعـم المطلوب ( ............. الأصح : تـقـديم السـنـد والـدعـم الممكـن !! ) .

في رأي وبصراحة يا أخي مايكل : لازال الكلدان يعانون من مشاكل انكماش واضمحلال في هويتهم بسبب كلمة "الدعم الممكن" وان تعرف اكثر من غيرك بأن غبطته لا يطلب الممكن بل الواجب المطلوب تقديمه وإذا استمرينا على قول كلمة ممكن فبرأي سوف لن نصل إلى أي نتيجة... أليس هذا صحيحا ً ... لنكن صريحين يا أخ مايكل...

تفضلتم بالقول
3- تكـون الرابطة مستـقـلة من ناحية عـدم إرتباطها بأية مؤسسة سياسية حـزبية أم غـير حـزبـية ......... يفـتـرض أن تـضيف : ولا ترتبـط بمؤسسة كـنسية طالما ليست كـنسية عـلى حـد قـول غـبطته .

كل هذا المقال هو حول موضوع استقلالية الرابطة عن الكنيسة أو علاقة الرابطة بالكنيسة فبأعتقادي هذا كان ضمنيا ً بل  واضحا ً وضوح الشمس في يوم صيف حالك... لأ اعرف لماذا كان علي أن اذكر كلمة " ولا ترتبط بمؤسسة كنسية ....؟؟؟؟؟  وهي صلب الموضوع.


تفضلت بالإجابة على سؤالي  قائلين:

ثم جاءت تساؤلاتك الخـمسة المشروعة عـن العلاقة المنـشودة بـين الرابطة والكـنيسة ، وتعـليقي عـليها :
(1)- إذا كانت كعلاقة الراعي برعـيته ، فإن الرعـية تسمع وتـتبع صوت راعـيها الصالح ، فالرابطة ستـصبح أخـوية مريمية أو يـسوعـية ، أو أخـوية القـديس مار تـوما كي تحـتـفـل الرابطة بعـيـده السـنوي المفـروض عـليها سـلفاً عـيـداً لها ..... عِـلماً أن غـبطته ــ وليس غـيره ــ أكـد بأنها ليست كـنسية ، فلا أدري لماذا يجـب عـلى مار تـوما ( حـسب تـعـبـيركَ ) أن يكـون حـبلها السري ، وهـو ذاته لم يرتبـط بحـبل الإيمان بقـيامة الرب العـلنية إلاّ بعـد أن وضع أصبعه في مكان المسمارَين ويـده في جـنبه ! وعـليه لماذا لا تـكـون لغـتـنا الكـلـدانية التي عـلى لسانـنا ولسان الكـنيسة ، هي الرابط الـذي تـريـده بـين الشعـب الكـلـداني وكـنيستـنا الكـلـدانية  ، أو لـنـقـُـل تأريخـنا الكـلـداني والآثار شاهـدنا ؟ وماذا سنـكـلم بهـذا الشأن الكـلـدانَ المسلمين الـذين باركهم غـبطـته في عـيـدهم ؟ .
(2)- إذا كانت كعلاقة الوصي بالموصى به ، فالوَصي يرتاح لها بـدون شك لأن مار پـولس يقـول : (( ما دام الوارث قاصراً ، لا يفـرِقُ شيئاً عـن العـبـد ، مع أنه صاحـبُ المال كـله ، بل هـو تحـت حـكم الأوصياء )) ...... والرابطة الكـلـدانية ستبقى هي الموصى بها إلى يوم يُـبعـثـون !! .
(3)- إذا كانت كعلاقة الأم بأبنائها ............... فأمام الرابطة فـتـرة رضاعة في أحـضان الأم + فـترة إشراف عـلى مرحـلة المراهـقة حـتى بلوغ السادسة عـشرة من العـمر ، وهـذه سهلة يا أخي ، تـنام وتـگـعـد وتـفـوت 16 سـنة وما تحـس بـيها .
(4)- إذا كانت كعلاقة مؤسسة دينية بمؤسسة مـدنية !! ........ فخـير تعـليق عـليها هـو ما يلي :
فـكـَّـرَ بعـض الإخـوة الأثـرياء الكـلـدان في تأسيس مشروع فخـم ذي طابع إقـتـصادي وفي ذات الوقـت يـبتهـج له الكـلـدانيون ، ورغـبة من أولـئك الإخـوة مشاركة الكـنيسة في المشروع بأية نسبة مئوية كانت من رأس المال ، عـرضوا الفـكرة عـلى المرجع الكـنسي ( ومستـشاره عاجـز عـن مقارعة أولـئك الإخـوة بفـنـونه ، فـلن يـشاركهم ! ) فالمَرجَع لم يرفـض الفـكـرة كـما لم يقـتـرح شيئاً جـديـداً ، بل إشـتـرط في موافـقـته ، شرطاً غـريـباً عـجـيـباً مـذهلاً مرفـوضاً سـلفاً وأبـداً ، قائلاً :: إذا أفـلسَ المشروع !! فـبعـد تـصفـية الحـسابات قانـونياً ! نأخـذ جـميع موجـوداته المادية ( المنـقـولة وغـير المنـقـولة ) وبـدون إستـثـناء مُـلكاً للكـنيسة !!!!! بشرفـك أخي عـماد أعـطنا رأيك .
(5)- أما إذا كانت كعلاقة مؤسَّـستين كـبـيرتين تـتـناصفان العـمل المشتـرك لتحـقـيق الأهـداف ذاتها ..................... فـسؤالي : مِن أين تأتي بجماعة مـدنية متحـررة تـصون كـرامتها وتعـتـز برأيها المستـقـل دون أن تحابي مؤسسة صاحـب الغـبطة ولا تـنـتـظر كـلمة عـفـرم من دائرة صاحب السيادة ؟


يا أخي العزيز مايكل كفانا الأعتماد على عواطفنا ومشاعرنا في التطرق إلى الأمور المهمة والدقيقة والكبيرة ويتحتم علينا أن نكون صادقين وجريئين في طرحنا وإيجاباتنا تكون عملية واقعية مستندة على أبحاث ودراسة عميقة وشاملة وكاملة للموضوع من أجل إيجاد السبل العملية الكفيلة بخصوص نشأة الرابطة. ولو كنت اعرف الإجابات على اسئتلي لكنت طرحتها وعليه الغرض من طرح هذه الأسئلة هو لفت انتباه القيمين على الرابطة والذين يعملون بجد على تأسيسها لهذه الأمور وليس الغرض منها هو طرح اسئلة فارغة وعقيمة وبأنتظار شخص مثل حضرتكم يريد في اسطر صغيرة معدودة ( عاطفية ومستندة على مشاعر ) أن يضع دستور للرابطة مستندة على خبرة ومعلومات شخصية...  مع احترامي الكامل والجزيل لك فأنت لم تجب على استئلتي التي وضعتها للمناقشة بجدية وإيجاد حلول عملية حقيقية واقعية وليس عاطفية نتركها للخبراء في مجال القانون والدساتير وهناك العديد منهم يأ اخي العزيز  

تفضلتم وبنوع من الأستهزاء وللأسف وهذا لا يعكس سوى مستواك الـ ....؟!!
نأتي إلى سؤالك الـفـذ (( إلى أي مـدى سيكـون تأثير الرابطة عـلى القـرار الكـنسي )) وأقـول لك : أصحـيح تسأل يا عـماد ولا تعـرف الجـواب ؟  كـن واقعـياً أخي ، ولا تخـف من قـول الحـق لأن ربـك هـو الحـق .

اخي العزيز مايكل ماذا تقصد هنا فأنا ضحيت بوقت كبير من وقتي لطرح اسئلة تصورت تفيد القائمين على تأسيس الرابطة وأنت تتهمني بأن سؤال هذا له غاية دفينة أو انني المح إلى شيء وكل الذي اود أن اقوله هو أنني اترك الحكم للقارئ. لقد تركت كل المقال الذي ركزته على هذه العلاقة ومستواها وتأتي لتسألني عن الإجابة على هذا السؤال... يبدوا واضحا ً  بأنك مصاب بداء الشكوك في النوايا.

وتفضلتم بالقول :

وفـيما يخـص قـولك بأنَّ ــ الجامع بـين الطرفـين هـو الإيمان المسيحي وحماية الشعـب الكـلـداني ــ ....... فـنحـن لا نـنـكـره ، ولكـنك حـين تـقـول : بشرط أن تـكـون الرابطة تحـت رعاية الكـنيسة وليس العكـس لـديمومة دعـم الكـنيسة للرابطة !! ....... فأنت يا أخي ، ردتْ تـكـحّـلها عـميتها ! وما سـوّيتْ شيء لأنك رجَّعـتَ حـليمة مع تـسريحة شعـرها الأولى إلى عادتها الـقـديمة .....  ومما يثير الإنـدهاش إعـترافـك : بأن الرابطة ستـكـون مكـبَّـلة اليدين سياسياً كالكـنيسة ، أو تُـتهم بأنها الذراع السياسي للكـنيسة !! .... فـيا أخي (( شهـد عـلينا شاهـد من بـيتـنا )) وسنـنـشر عـلى الحـبل ...... وستـتحـمل الرابطة عـواقـبَ هي في غـنى عـنها .

يااخي العزيز لا أفهم الغاية من اقتباسك جزءا ً من جملة كاملة واستغلالها للطعن في شخصي، فالذي قلته في مقالي هو :

بالطبع التمييز في العلاقة ومستواها مهم جدا ً لأن مستوى العلاقة بين الطرفين أيا كانت سيكون لها توابعها وعواقبها. فإذا فرضنا بأن رغم استقلالية الرابطة عن الكنيسة إلا الاستقلالية لن تكون كاملة أي أنه سيكون هناك نوع من العلاقة بين الطرفين وسيكون الجامع بين الطرفين هو الإيمان المسيحي وحماية الشعب الكلداني.  وبالطبع هذا ما يراه الجميع كحل أنسب، أي أن تكون أو تتواجد علاقة متينة بين الطرفين بشرط أن تكون الرابطة هي تحت رعاية الكنيسة وليس العكس لديمومة دعم الكنيسة للرابطة.

قلت يا أخي إذا فرضنا .... وبعدها قلت " هذا ما يراه الجميع كحل أنسب أي أن تكون أو تتواجد علاقة متينة بين الطرفين....." فكيف أنا ناقضت نفسي وكيف جئت لأكحلها اعميها.... كل مقالي يا أخ ما يكل هو مبين على افتراضات وجيهة وبأعتقادي مهمة جدا ً ويجب أن تؤخذ بنظر الأعتبار وإذا كان لديك معرفة جيدة بالرياضيات فانني طرحت معادلة رياضية في هذا المقال إلا وهي

إذا كان x = y  فهذا سيؤذي إلى أن z  سيكون غير متكافئ مع G  وإذا كان
وإذا كان y لا يساوي x  فأن z قد يكون مناقض لـ G

هل هذا واضح يا أخي العزيز


تفضلتم حضرتكم بالقول:

وترجع حـضرتـك تـتساءل : أما في حالة إستـقلالها التام عـن الكـنيسة ، هـل سيجـتمع الكـلـدان لبحـث أحـوالهم ؟ وإذا قـبلـوا بأن يجـتـمعـوا فأغـلب دوافـعهم سـتـنحـصر متـفاوتة بـين مصالح : شخـصية ، دينية ، قـومية ، وطنية ، إنسانية ....... هـنا ، أقـرُّ لك وأعـتـرف بأنـني معـك في هـذه ، ومن شأن تلك المصالح أن تخـلق إخـتلافات ( إنْ لم نـقـل خلافات ) ستـؤدي بالنـتيجة إلى عـدم تمكـين مؤسـساتـنا من تحـقـيق أهـدافها ، فلا المؤتمرات تـوَحِّـدنا ولا الإيميلات تجـمعـنا ، نـلقي اللوم عـلى بعـضنا ، مثـلما نراهم الآن أمامنا ، فالكـرسي الـدوّار يـفـرقـنا ، وكان الله في عـونـنا .  
 
يا أخي لا افهم ما دخل مقالي بهذه الأتهامات... مرة اخرى مقالي كان افتراضي والهدف منه هو بحث كل الأحتمالات الواردة في المعادلة كما سبق وأن أشرنا سابقا ً


وتفضلتم بالقول :

وبـصدد وضع شـروط صعـبة للإنـتماء والعـضوية حـسب كلامك ، فـتلك هـينة ولكـن خـوفـك مِن تـسلل بعـض الفـقاعات إليها ويطـفـو زبَـدَها فـتـتـشـوّه صورة الرابطة وتـفـقـد معـناها .

الأن انت يا أخ مايكل تتهم بعض الكلدان وعلنيا بأنهم غير مخلصين وقد يؤدي هذا إلى فساد الرابطة وهذا احتمال الحصول وعليه فأن طرحي لهذا السؤال كان وجيه ولكن اجابتك مرة اخرى كالعادة مشحونة بالعواطف الجياشة وهذا لا يصلح في موضوع انشاء الرابطة لأننا نريد آراء وأجوبة ، كما سبق وأن اشرت، عملية وموثوقة ومدروسة.

تفضلتم بالقول:

ومن أجـل تخَـطي جـميع هـذه المشاكـل ، تـقـتـرح حـضرتـك  منطقـياً ( مـذكـرة تـفاهم بـين الكـنيسة والمدنيّـين ) تستـنـد إلى الإستـقـلال التام 100% لكِلا الطرفـين ( الكـنيسة والرابطة ) دون تعارض بـينهما ويلـتـقـون عـنـد المصلحة العـليا للكـلـدان ...... أنا أؤيـد مثل هـذه المـذكـرة ، أما كـيف يتم إنشاؤها ومَن سيصوغ كـلماتها ، فـتـلك مسألة تستحـق بحـثها ، ووجهات الـنـظـر عـديـدة فـيها .

شكرا ً على أضافتك القيمة اخي مايكل ، الحمد لله أتت متفق معي في هذه النقطة ... و أيضا ً الأن انت تتفق معي بأن الإجوية بجب أن تترك للمعنيين في شؤون تأسيس الرابطة وهذا ما أوده والغاية من كتابتي لهذا المقال هو للفت انظار القائمين على تأسيس الرابطة لا أكثر ولا أقل من باب المسؤولية واستجابة لنداء غبطته.

وأخـيرا وبعـد كـل هـذا المقال إسمح لي بالقـول ، أنَّ السيناريو المخـطط مسبقاً في القـلب والمقـرر لاحـقاً في الـذهـن سـيُـؤدي أدواره الكـثيرون ، والمتـفـرجـون يعـيشون عـيشة سعـيـدة ، أنت و أنا من بـينهم .

يا لروعة الخاتمة يا أخ مايكل ... في خاتمتك أنت تتهم بأن غبطة مار لويس روفائيل الأول ساكو في كونه متورط في مؤامرة ومخطط مدروس وموضوع مسبقاً للكلدان وللعراق وهذا اتهام خطير أم انك تشكوا لعدم دعوتك للمشاركة وبرأي كل الكلدان مدعوون للمشاركة وأرجو أن تضيع وقتك للبحث في هذا الموضوع وتقديم اقتراحات وجيهة بخصوص الرابطة وليس مهاجة الأبرياء والمخلصين والصادقين ليس للكلدان وحدهم ولكن لكل أبناء شعبنا العراقي المسيحي..

مع خالص تقديري واحترام لك...

عماد هرمز

44
الرابطة الكلدانية واشكالية العلاقة مع الكنيسة  
عماد هرمز  

لا شك في أن مقترح أنشاء الرابطة الكلدانية جاء تلبية لمطالب أبناء الشعب الكلداني في أن تساعد الكنيسة الكلدانية في لم شمل أبناءها الكلدان في بيت كلداني واحد.  

مشروع تأسيس الرابطة هو بمثابة ارضية يُقدمها لنا غبطته لنبني عليها البيت الكلداني الجديد. عليه ومن منطلق الحفاظ على الحضارة والتراث والثقافة واللغة الكلدانية والوجود الكلداني، فهو لمن واجب الكلدان جميعها وتحتم عليهم مسؤوليتهم تجاه شعبهم في وضع أيديهم بيد كنيستهم والمشاركة في التخطيط لاختيار البناء اللائق الذي يجب أن يُـشيّد على تلك الأرضية.

أن الغاية المنشودة من تأسيس الرابطة الكلدانية وبحسب تصريحات غبطته هي للحفاظ على الوجود الكلداني بكل مقوماته التاريخية والحضارية والقومية والدينية واللغوية والتراثية. وعندما نقول الحفاظ على الهوية الكلدانية لا نقصد بالضرورة هنا هو الحفاظ عليها من خطر الإرهاب الطائفي والجماعات التكفيرية التي تهدف إلى إفراغ العراق من كل ما هو مسيحي بل ما نقصده أيضا ً هو الحفاظ على الهوية الكلدانية في خارج العراق أيضا ً أي في دول المغترب التي تعاني فيها الهوية الكلدانية من انكماش حقيقي وقد ينتهي الأمر بها إلى الانقراض في حالة أن الكلدان وكنيستهم لم يتعاملوا مع هذه التحديات بجدية.

ولتحقيق حلم الكنيسة والكلدان في أن يكون لهم بيتهم الكبير في العراق نادى غبطته في شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام الماضي جميع أبناءه في دول المهجر بالعودة إلى العراق.  ولكن وللأسف وبسبب بقاء الظروف الراهنة التعيسة والخطرة التي يمر بها الشعب العراقي اجمع، وغياب الأمن والأمان في البلد وبسبب عدم حصول أي تحسن في ظروف العراق التي قد تشجع عودة الكلدان إلى الوطن الأم، وصلت الكنيسة الكلدانية إلى قناعة مفادها بأن الكنيسة غير قادرة لوحدها للقيام بدور الوصاية وأن تكون لوحدها الحامي للثقافة الكلدانية وتراثها ولغتها وحضارتها. وبسبب القيود الدينية والأخلاقية التي تحتم على الكنيسة عدم التدخل في الشؤون السياسية، أصبح الضغط المعنوي والنفسي والروحي على الكنيسة كبيرا ً جدا ً وكان لا بد من الكنيسة أن تعترف بأنه من الصعب في الوقت الراهن تحقيق حلم الكلدان وحلمها في إقامة بيتا ً للكلدان يجمعهم كلهم على أرض الوطن الأم.

وكان لابد من الكنيسة وهي لا تزال تشهد معاناة شعبها الكلداني في أن تجد طريقة أخرى تستطيع من خلالها تقديم العون والحماية والرعاية للكلدان في العراق والحفاظ على الوجود الكلداني الثقافي والحضاري واللغوي في العالم. وفي ظل الظروف والتحديات الصعبة التي يواجهها مسيحيو العراق كان لابد من الكنيسة أن تتنازل عن فكرة أن تجمع الكلدان على أرض العراق لأن ذلك ليس منطقيا ً ويعرض الكلدان للخطر.

وفي هذه المرحلة بالذات وُلدت فكرة أنشاء الرابطة الكلدانية العالمية.

وبإنشاء الرابطة الكلدانية سيحول غبطته العالم بأجمعه إلى بيت للكلدان ويتحول كل كلداني بغض النظر عن مكان تواجده إلى كلداني نشط وفعال يتحمل مسؤولية خدمة قضية شعبه ويساهم في الحفاظ على هويته وهوية شعبه ووطنه. وستعمل الرابطة الكلدانية على تعزيز أواصر العلاقة بين كلدان العالم وبين كلدان الوطن الأم ولتقديم السند والدعم المطلوب.  

لقد أعلن وأكد غبطته ولأكثر من مرة بأن الرابطة الكلدانية ستكون مستقلة حيث جاء في تصريحه الثاني المنشور في موقع البطريركية في 15-02-2014 بأن " الرابطة ليست تنظيماً سياسياً ولا بديلاً لأحزاب شعبنا القائمة... والرابطة ليست جبهة منغلقة ضد أحد، بل منفتحة على الكل.  هدفها مدني وانساني ومسيحي وكلداني".

وبخصوص العلاقة فقد وضح غبطته بأن "البطريركية الكلدانيّة تبادر لتأسيسها وتسندها في البداية، لكن من دون الوصاية عليها وتبقى مستقلة في عملها ونشاطها." بالطبع مبادرة البطريركية الكلدانية في تأسيس الرابطة الكلدانية ومساندتها لحين الوقوف على قدميها وتفعيلها تستحق كل الثناء والتقدير والشكر. وأنا أؤيد بأن الرابطة يجب أن تكون مستقلة من ناحية عدم ارتباطها بأي مؤسسة سياسية حزبية أم غير حزبية.

لكنني اتسأل حول ماهية أو شكل أو مستوى العلاقة التي ستكون بين الكنيسة والرابطة الكلدانية ما بعد تأسيس الرابطة وانتهاء دور البطريركية؟ هل ستكون العلاقة علاقة الراعي برعيته أم علاقة الوصي بالموصي به أم علاقة الأم بأبنائها أم علاقة مؤسسة دينية بمؤسسة مدنية أم علاقة بين مؤسستين كبيرتين مقتصرة على العمل المشترك من أجل تحقيق الأهداف ذاتها؟ وبمعنى أخر إلى أي مدى تكون الرابطة مستقلة وإلى أي مدى تتدخل الكنيسة في شؤون الرابطة والعكس صحيح أي إلى أي مدى سيكون تأثير الرابطة الكلدانية على القرار الكنسي؟

بالطبع التمييز في العلاقة ومستواها مهم جدا ً لأن مستوى العلاقة بين الطرفين أيا كانت سيكون لها توابعها وعواقبها. فإذا أفترضنا بأن رغم استقلالية الرابطة عن الكنيسة إلا أن الاستقلالية لن تكون كاملة أي سيكون هناك نوع من العلاقة بين الطرفين وأن الجامع بين الطرفين سيكون الإيمان المسيحي وحماية الشعب الكلداني.  وبالطبع هذا ما يراه الجميع كحل أنسب، أي أن تتواجد علاقة متينة بين الطرفين وأن تكون الرابطة  تحت رعاية الكنيسة وليس العكس لديمومة دعم الكنيسة للرابطة.

وغبطته يدرك أهمية هذا الارتباط المهم ولذلك جاء في تصريحه " يجمع هذه الرابطة وكل الكلدان رسولهم توما الرسول والذي يعد عيده في الثالث من تموز عيدا رسميا تقام فيها الصلوات والاحتفالات ونشاطات كنسية وثقافية واجتماعية."

بالطبع هذه التصريحات وبذكر اسم الرسول توما، ستمد جسورا ً عريضة وطويلة ومتينة بين الكنيسة والرابطة الكلدانية وتوفر الإطار العام لعمل ونشاطات الرابطة التي يجب أن تأخذها على أنها مبادئ توجيهية لعملها ونشاطها وبالتالي ستكون الدافع الرئيسي والحبل السري الذي سيربط الكلدان في العالم مع الكنيسة الكلدانية.

 ولكن وجود مثل هكذا علاقة متداخلة بين الكنيسة والرابطة له مخاطره فقد يؤدي إلى انعكاسات خطيرة على الطرفين. فقد تعطي انطباع بأن الرابطة هي جزء لا يتجزأ من الكنيسة وقد تُتهم الرابطة على أنها الذراع السياسي للكنيسة وبالتالي ستنتقل كل القيود الدينية الكنسية التي تكبل الكنيسة الكاثوليكية، وخصوصا موضوع عدم التدخل في الشؤون السياسية، إلى الرابطة وهذا معناه بأن الرابطة ستكون مكبلة اليدين كالكنيسة ولن يكون بمقدورها التحرك بحرية إذا تطلب الأمر التدخل في الشؤون السياسية للدفاع عن حقوق الكلدان أو القيام بنشاطات ثقافية أو اجتماعية التي قد لا تؤالم المجتمع العراقي. وبسبب العلاقة المتينة بين الكنيسة والرابطة فأن أي تصريح أو نشاط قد يصدر من الرابطة سيـُعرض أعضاءها للخطر وأيضا ً سينعكس على الكنيسة ( لكونها المظلة التي تحمي الرابطة وتدعمها) وأيضا ً سينعكس على مسيحي العراق وهكذا قد يتعرض الشعب المسيحي في العراق نتيجة لهذه التصرفات إلى هجمات إرهابية انتقامية.  وخطورة هذا الوضع أيضا ً تكمن في أن الشعب العراقي سيفقد الثقة في الرابطة ويعاملها على أنها غير مخلصة لبلدها العراق وحتى اتهامها بأنها عميلة للغرب خصوصا وأن لها أفرع في دول العالم وهذا وارد جدا ً في مجتمعاتنا.  وبالطبع هذا ما تحاول الكنيسة تجنبه وعليه تطالب البطريركية بأن تكون الرابطة مستقلة لا صلة لها بالكنيسة.

وإذا فرضنا بأن الرابطة ستكون مستقلة تماما ولا ارتباط لها بالكنيسة اطلاقا، فعندنها سيكون سؤال أبناء الكلدان هو:

يا ترى ما الذي سيجمع الكلدان في العالم لكي يعملوا بهمة وغيرة في سبيل لغتهم وقوميتهم وتراثهم وكنيستهم وما هو الدافع الرئيسي ليجعلهم يعملون مع بعض يدا بيد كأخوة متعاونون مع بعض ويكون شعارهم نكران الذات والتضحية في سبيل الهوية الكلدانية بكل مقوماتها؟ يا ترى هل سيكون الرسول توما هو الرابط الوحيد والكافي الذي سيجمعهم مع بعض؟

وبالطبع الاستقلالية التامة والانفصال الكلي عن الكنيسة له عواقبه أيضا ً لأن الدوافع الرئيسية لانتماء أعضائها إلى الرابطة ستختلف وقد تتفاوت بين أن تكون:

o   دوافع شخصية (مصلحة ذاتية) أو
o   دوافع قومية (لدوافع تاريخية ولحماية القومية الكلدانية وتراثها) أو
o   دوافع دينية (على أساس انه سيخدم الكنيسة والإيمان المسيحي) أو
o   دوافع وطنية (من المخلصين العراقيين الوطنيين. مثل الشيوعيين من الكلدان) أو
o   دوافع إنسانية (للمدافعين عن حقوق الأقليات وحقوق الأنسان والعدالة الاجتماعية)

والكل يعرف بأن هذا التفاوت والاختلاف في الدوافع هو الذي كان أحد الأسباب التي أدت إلى عدم تمكين الكثير من المؤسسات الكلدانية الاجتماعية منها أو السياسية سواء تواجدت في العراق أو بلدان المهجر في تحقيق هدفها وطموحها في لم شمل الكلدان تحت سقف واحد وتحقيق الوحدة الوطنية وبناء البيت الكلداني. ففقدان الشعب الثقة بتوجه ونشاط بعض المؤسسات وفقدان الثقة ببعض أفراد المجتمع وبدوافعهم ونزاهتهم كان السبب الرئيسي في فشل كل المؤسسات في تحقيق الهدف المنشود.

وعليه السؤال المهم الأخر سيكون: كيف ستؤمَن أو تضمن الكنيسة أو العلمانيين وجود أعضاء في الرابطة يكونون مستقلين عن الكنيسة وفي نفس الوقت مخلصين لكنيستهم ويسيرون على خطاها وأيضا ً مخلصين للقضية الكلدانية ويكونون نزيهين في دوافعهم تجاه الكلدان وقضاياهم بشكل عام.

وفي حالة أنه حاولنا أن نتخطى هذه المعضلة بوضعنا شروطا ً محددة وصعبة للعضوية والأنتماء لهذه الرابطة فهذا قد يؤدي إلى:

 أولا:       نقض مبدأ النظام الداخلي القائم على انفتاح الرابطة على كل الكلدان.

وثانيا:    فقد نغلق بفعلتنا هذه الأبواب بوجه العديد من الكلدان المخلصين والمتمكنين وقد نبعد فيه الأشخاص الموالين للكلدان والشعب الكلداني لهم القدرات والمؤهلات المطلوبة لأن يكون أعضاء فيها أو في إدارتها لكن قد يكون ارتباطهم أو صلتهم بالكنيسة ليس بالقوة الكافية.

ثالثا:       قد يؤدي هذا إلى أن تتحول الرابطة إلى منظمة سرية في عملها.

رابعا ً:    انعزال الرابطة وابتعادها عن قضايا العديد من شرائح الشعب الكلداني وبالتالي سوف لا تصلح لأن تمثل الكلدان اجمعهم وتتحول إلى مؤسسة اجتماعية صغيرة وهذا ينقض وجودها.  

وهذه معناه بأن الرابطة ستتحول إلى مؤسسة منغلقة على بعضها وقد يتولى مسؤوليتها ومسؤولية إدارتها ولسنين عدة، مجموعة محددة من الأشخاص وقد لا تتوافر فيه الإمكانيات والمؤهلات المطلوبة.  وعند الانتخابات سيقومون أفراد هذه المجموعة بتبادل الأدوار فيما بينهم وهذا هو شأن بعض المؤسسات الكلدانية من الجمعيات والنوادي في مدينة ملبورن على أقل تقدير.

وباختصار فالمشكلة معقدة ومتفرعة حول شكل ومستوى العلاقة بين الكنيسة والرابطة الكلدانية بعد تأسيسها.

براي يمكن تخطي هذه المشكلة في أن تكون الرابطة مستقلة عن الكنيسة تماما ومفتوحة للجميع ولكن يجب أن تكون هناك مذكرة تفاهم بين المؤسستين (الكنسية والمدنية) يعملً كل منهما باستقلالية وبنظامه الداخلي الخاص بهم ولكنهم يلتقون عند المصلحة العليا للكلدان (الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية) ويتعاونون في التعامل مع القضايا التي تهم الكلدان وحل الاشكالات المتعلقة بهم والدفاع يدا بيد من أجل حقوق افضل للكلدان ومن أجل المساواة والعدالة الأجتماعية لهم. وعلى الرابطة وضع نظام داخلي يحمي حق كل كلداني في التصويت وإبداء الرأي وعلى الرابطة والكنيسة احترام رغبة ورأي ومشيئة الكلداني بغض النظر عن خلفيته والقرارات التي تصدر عن الرابطة التي قد تكون مغايرة لطموحات الكنيسة ولكن بالتأكيد غير متعارضة معها.

وعليه تبقى المهمة الصعبة هي في فكيفية التوازن في العلاقة بين الكنيسة والرابطة من حيث استقلالية الرابطة التام وتبعيتها للكنيسة؟



45
مقتدى الصدر يـُطلق الحياة السياسية... فهل طلقها بالثلاث !

عماد هرمز

ملبورن - استرليا


فاجئ مقتدى الصدر في منتصف شهر شباط الماضي العالم بقرار اعتزاله العمل السياسي وغلق مكاتب الفروع التابعة لتياره، تيار الصدر، الممثل برلمانيا بكتلة الأحرار مع الإبقاء على كل المؤسسات الأخرى، الإعلامية والخيرية والتعليمية والصحية التي أسسها أو يرعاها هذا التيار. فهو القائد الأعلى أو الوريث الوحيد لمؤسسة الشهيد الصدر العريقة في العراق وهدد باتخاذ الإجراءات القانونية واللجوء إلى القانون ضد كل من يخالف هذا القرار.

قبل المضي قدما في الحديث عن الأسباب التي كانت وراء اعتزال هذ القائد الذي أكن له جزيل الاحترام خصوصا ً بعد موقفه المساند للمسيحين في الأزمات والهجمات الإرهابية التي تعرضها لها الشعب المسيحي في العراق، وبغض النظر عن الأسباب التي دعته إلى اتخاذ مثل هكذا قرار لابد من الإشادة بموقف الصدر هذا الذي اعتبره موقف شجاع وجريء خصوصا وأنه يأتي من شخص له قاعدة شعبية كبيرة ومتأصلة في البلد. ففي أيامنا هذه والساسة يتقاتلون على منصب لكي يحصلون على ما يدره عليهم من منافع مادية واجتماعية، يأتي قائد مثل الصدر ليعلن بأنه طلق السياسة والعمل السياسي والاعتكاف على العمل الديني وقرر عدم تدخله في السياسة نهائيا وعليه ناشد كل من يعمل باسمه أو حركته التوقف عن ذلك. واتخاذ مثل هكذا موقف يتطلب شجاعة نادرة وتضحية كبيرة ولأتنجم إلا عن شخص يؤمن بمبادئ وقيم سواء كانت دينية أو فلسفية أو اجتماعية وأن هذا الشخص لا يتردد لحظة في التخلي عن كل المناصب والألقاب والامتيازات والمنافع والمراكز التي يجنيها منها في سبيل تلك المبادئ.

ورغم تصريح سماحة مقتدى الصدر بالأسباب التي دعته إلى الاعتزال السياسي إلا أن الأسباب كانت مجرد تصريح عام وكانت غامضة ومبهمة بعض الشيء حيث لم يتطرق إلى التفاصيل ولم يتهم أي جهة معينة، ما عدى حكومة المالكي، فلم يذكر أسماء أيا من السياسيين ولم يحدد هوية الجهة السياسية التي لمح إليها في تصريحه. بالإضافة إلى إنها كانت مشحونة بمشاعر الغضب والإحباط والشعور بالغبن وبأنه ضحية نظام سياسي. مع ذلك حتى وإن كانت صريحة جدا ً فلا يمكن القول بأنها ستكون الأسباب الحقيقية وراء تخلي الصدر فالصراحة لا تعني الحقيقية الكاملة في المجال السياسي. فمن غير المألوف أن يصرح أي سياسي بالأسباب الحقيقية وراء اعتزاله العمل السياسي رغم أنهم يبدون صريحين في طرحهم فنرى بأنه عندما يتخلى سياسي عن منصبه سواء كانت عن طريق تقديم استقالة رسمية من منصب سياسي أو اعتزال سياسي كامل لأسباب قد تكون شخصية أو انسحاب من العمل السياسي لا فساح المجال للغير أو غيرها، لا يصرح السياسي بتفاصيل الأسباب ويتعمد الكثير على أن تكون عامة وغامضة ومبهمة لكي لا يعطي فرصة للأخرين في استنباط أي أفكار منها لكي لا يتعرض للنقد من قبل زملائه ورفاقه في السياسة أو لتجنب الهجوم الإعلامي وعليه مهما صرح السياسي بأسبابه وأعلنها على أنها الأسباب الحقيقة إلا أنها لن تكون الأسباب الرئيسية أو الأساسية. ولأن الشعب لا يعرف ماذا يجري في الدهاليز السياسية ووراء الستار وبين طاولات البرلمان، عليه وفي أحيان كثيرة تنطوي ورقة ذلك السياسي من دون معرفة السبب الحقيقي لاعتزاله للسياسة الذي تكون له نهاية مفتوحة ويبقى الأمر قابلا ً للتأويل والتحليل والتفسير ويجاهد العاملين في مجال السياسة أو المفكرين أو الكتاب القراءة ما بين السطور وتحليل الوقائع لاستنباط الحقائق من تصريحات القادة السياسيين أو السياسي المعتزل أو غيرها من الوسائل.

وبالطبع وطالما كان لسماحة مقتدى الصدر تيار سياسي فقد ينطبق عليه موضوع الصراحة والحقيقة وعليه يمكن القول بأن الأسباب المعلنة لاعتزال مقتدى الصدر عن السياسة تختلف عن تلك التي يراها البعض وخصوصا ً المقربين منه. وبحسب المقربين فإن  الصدر يود التركيز على الجانب الديني ويحاول تثقيف نفسه دينيا وبالطبع اختار الصدر المدرسة الإيرانية التي لها باع طويل في موضوع التشيع والمدرسة الشيعية والأهم وجود خامنئي كقائد روحي ومرجعية شيعية كبيرة في هذا المجال.  ويقول المقربين بأن الصدر يرغب في أن يصبح يوما ما هو أيضا ً مرجعا ً دينيا كبيرا، كما كان جده ووالده، يُلجأ إليه الشيعة للحصول على مشورته ونصائحه وتفسيراته الدينية وبالطبع إتباع فتاواه التي يكون وقتها مؤهل للإفتاء في أمور الدين والحياة وعليه كان لابد من الصدر التفرغ لهذا الأمر وباعتقادي قام الصدر باستغلال الخلافات السياسية التي بينه وبين القيادة السياسية في العراق وخصوصا ً رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لتكون المخرج والمنفذ له من العمل السياسي. بالطبع أن يصبح الشخص مرجعا ً دينيا فهذا منصب رفيع جدا ًيحلم به الجميع لأنه ارفع منصب اجتماعي وديني وسياسي لما له من سلطة دنيوية واسعة وتأثير قوي على القرار السياسي والاجتماعي في أي بلد لأنه وقتها لن يخضع له فقط رجال الدين أو اتباع تعاليمه أو مدرسته الدينية بل ستمتد سلطته وسطوته وتأثيره خارج الحدود الدينية لتشمل الأمور السياسية و وقتها يجب على الساسة الذين يريدون الوصول إلى السطلة أو البقاء فيها أن يظهروا له الطاعة والاحترام وإلا بفتوة أو تصريح واحد منه ممكن أن تقلب الأمور على أعقابها وينتهي مستقبل ذلك السياسي.

دعونا نتفحص الأن أسباب اعتزال سيد مقتدى الصدر عن السياسة. وليس الهدف من القيام بذلك هو لاكتشاف الأسباب الحقيقة وراء اعتزاله العمل السياسي بل ما أود معرفته هو الوضع السياسي الراهن في العراق حيث باعتقادي بأن تصريحه له مدلولاته السياسية والاجتماعية ويكشف عن بعض خفايا الوضع السياسي والاجتماعي في العراق. يقول سماحته في بيانه الذي نشر على موقعه الإلكتروني، موقع المكتب الخاص لسماحته، "... ومن منطلق انهاء كل المفاسد التي وقعت أو التي من المحتمل ان تقع تحت عنوانها وعنوان مكتب السيد الشهيد في داخل العراق وخارجه". في رأي هذا الجزء من التصريح يعكس حجم الفساد الإداري والمالي الذي ينتشر ليس في أرجاء وأروقة مكاتب السياسيين وبنيات أحزابهم الفخمة بل استفحل الوضع وانتشر الوباء ليشمل أيضا ً المؤسسات الدينية ومنها مؤسسة الصدر المشهود لها بنضالها السياسي وبكونها احدى مرجعيات الشيعة المهمة في العراق. وإذا تمادينا أكثر في تحليلنا فيما ذكره الصدر في جزئية بيانه هذه فأننا سنكتشف بأنه لا يدل إلا على فقدان سماحته لسيطرته على الأفرع السياسية لتياره المسمى بأسمة والتي امتدت إلى الخارج لتصل دول اخرى. فقدان السيطرة هنا لا يعني بأن الصدر فقد حكمه وسلطته على تلك المكاتب أو الفروع فهو لازال المدبر الأعلى لها وهو قائد العمليات في تلك الفروع ولكن الذي حصل هو أن الصدر وفي ظل تصاعد نسبة الفساد التي استفحلت في البلد بأكمله، لم يعد قادرا ً على السيطرة على نشاطات وفعاليات الأفراد الموالين له. فلم يعد قادرا على معرفة ما الذي يجري بالفعل في تلك الفروع والمكاتب من وراء ظهره. ويبدوا بأن الصدر قد اكتشف وجود تجاوزات عديدة سواء كانت على الصعيد المالي أو الاجتماعي أو الإداري واحتمال تحسسه بأن الفساد قد وصل أروقة مكاتب تياره وحركته السياسية.

وبسبب كبر واتساع قاعدة تياره كان من الصعب تحديد أو عزل مكتب أو فرع معين بسبب فساد القائمين عليه ويبدوا بأن الوباء قد أصاب العديد من المكاتب. وقرار مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي لا يعكس إلا حجم المشكلة الكبيرة. فيبدوا بأن الفساد في تلك المكاتب قد كان كبيرا لدرجة أن رائحته النتنة قد فاحت ووصلت انفاس الصدر وكان لابد من إزالة مسبباتها والقضاء على مصدرها. والأهم والأخطر في ذلك هو أن رائحة الفساد النتنة هذه يبدوا بأنها وصلت مناخير أعداء الصدر من السياسيين ويبدوا بأن الساسة كان قد باشروا في استخدامها للطعن في مصداقية الصدر ونزاهة عمله السياسي وهذا ما أشار إليه الصدر في تصريحه عندما قال سماحته "ومن باب انهاء معاناة الشعب كافة والخروج من افكاك السياسة والسياسيين" بالإضافة إلى احتمالية حصول اختراقات قد تكون أخلاقية زيادة على الفساد المالي والإداري والسياسي وهذا معناه وجود حملة لتشويه سمعة مؤسسة دينية شيعية عريقة مثل بيت ’ آلـ صدر ‘وكان لابد من الصدر وعلى حد قوله " كونه الوريث للشهيد الثاني" أن يضع حدا ً لهذه المهزلة ليحافظ على سمعة ومكانة ونزاهة بيت آلـ صدر وهذا ما جاء في التصريح عندما قال " من المنطلق الشرعي وحفاظا على سمعة آل الصدر الكرام ولا سيما الشهيدين الصدرين (قدس الله سرهما)"  فما كان من الصدر إلا يغلق جميع الأبواب التي تأتي منها نتانة الفساد وهذا ما صرح به عندما قال " اعلن اغلاق جميع المكاتب وملحقاتها وعلى كافة الأصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها" للحفاظ على نظافة أهل بيت آلـ صدر.  

وأيضا ً عزى مقتدى الصدر اعتزاله عن السياسة إلى سلوك وتصرف حكومة المالكي تجاه اتباعه أو غيرهم من الذين ينادون بحرية الرأي، حيث قال "جاءت حكومة تكتم وتكمم الأفواه وتقتل المعارض وتهجر أصحاب الألسن المعارضة لتملأ اسجون بهم وبكل مقاوم حاول تحرير بلده من دبابة الاحتلال أو طيارته. حكومة استأثرت لنفسها كل شيء ولم تعد تسمع لأي أحد على الإطلاق حتى صوت المرجع وفتواه وصوت الشريك وشكواه مدعومة من الشرق والغرب بما يستغرب له كل حكيم وعاقل".  لا يمكن تفسير هذا إلا على أن الصدر وكتلته النيابية "كتلة الأحرار" التي تضمن 40 نائبا ً من ضمنهم سبعة وزراء في حكومة المالكي، لم تعد لها صوتا مؤثرا في القرار السياسي العراقي لأن حكومة المالكي مدعومة من الشرق (إيران) والغرب (أمريكا) وهي قوية لدرجة أنها لم تعد تسمع حتى صوت المرجع وفتواه. ونستطيع القول بأن الصدر يحاول إيصال فكرة مفادها، إذا كانت كتلة سياسية مثل كتلة الأحرار المدعومة بقاعدة شعبية كبيرة ومرجعية دينية عريقة مثل بيت الشهيد الصدر غير قادرة على المشاركة في القرار السياسي للبلد فما فائدتها من البقاء وخصوصا ً بأن أولئك النواب قد يكونوا قد تعرضوا إلى ابتزاز أو ملاحقة أو سجنوا بسبب موقفهم المعارض للحكومة أو تعرضوا إلى إغراءات من قبل حكومة المالكي فاشتراهم ولم يعودوا بالقادرين على التعبير عن صوتهم.

 على كل حال مهما كانت الأسباب وراء اعتزال السيد مقتدى الصدر للسياسة فأنا احيه على موقفه وأرجوا أن يتبعه الأخرين بهدف تنظيف الساحة السياسية العراقية من الفساد المالي والإداري والاجتماعي والأخلاقي. ولا نعرف ما إذا كان طلاق سماحة السيد مقتدى الصدر للسياسة هذه المرة هو طلاق بالثلاثة لكيلا يعود مرة أخرى على مزاولة السياسية أم هو طلاق بالواحدة وسيعود مرة أخرى ليتنازل عن قراره ويعاود اللعب في السياسة كما فعلها في شهر أب / أغسطس من عام 2013 عندما أعلن وقتها الاعتزال عن السياسة وبعدها عدل عن قراره وعاد إلى الساحة السياسية.

46
البطريرك ينادي ... يا مهاجرين ارجعوا!
فهل من مستجيب ؟

عماد هرمز


وجه غبطة أبينا البطريرك مار روفائيل الأول ساكو من مقر إقامته في بغداد نداء موجه إلى كافة المهاجرين المسيحيين المُقيمين في بلدان المغترب في شتى انحاء المعمورة يناشدهم فيه بالتفكير في العودة إلى العراق ونشر على موقع البطريركية الكلدانية الرسمي، موقع القديس اداي.

لا استطيع بالتحديد أن أميز ما إذا كان نداء غبطة أبينا البطريرك هو نداء استغاثة بسبب المحنة التي يمر بها الشعب المسيحي من تهميش متعمد واضطهاد وتهجير قسري وتصفية في العراق أم هو مجرد نداء أبوي يخاطب غبطة أبينا البطريرك أبناءه ليحثهم عن العدول عن الهجرة ( في حالة إنهم كانوا لازالوا في بلدان الأنتظار قبل الهجرة) ومناشدة الذين في الخارج إلى العودة إلى العراق . وتميزخطاب غبطة أبينا البطريرك بالبساطة والصراحة وكان بمثابة نداء أبوي يناشد به الأب أبناءه إلى التجمع والإلتمام في بيت الجد الكبير، بيت الأصلي للكلدان والآشور والسريان والأرمن وغيرهم من المسيحيين، البيت الذي فيه بزغوا وترعرعوا ويجب أن يعودو إليه لأنه فيه سكن أجدادهم وآبائهم وحرثوا الأرض وزرعوا واكلوا من خيرات بساتينه وشربوا من ترعته الكبيرة. وفيه رعاهم جدهم العظيم على مدى ألالاف السنين وحافظ على لغتهم وحضارتهم وقوميتهم وتقاليدهم وعاداتهم وعليه كان النداء مؤثرا جدا ً يعكس مدى حرص غبطة ابينا البطريرك على أبناءه سواء كانوا في الداخل أو في الخارج وهو بمثابة نداء الأب للأبن الضائع للعودة إلى دياره.

نعم يا غبطة ابينا البطريرك ... نعم نحن بحاجة إلى أن نكون حيثما يجب أن نكون... في الأرض التي ولدنا وترعرعنا فيها ...ارض اجدادنا العباقرة... في الأرض التي فيها مهدنا لأول حضارة بشرية... في الأرض التي خطينا أول حرف أو رمز فيها... في الأرض التي وضعنا عليها أول قانون بشكله المتحضر...في الأرض التي فيها اخترعنا الوقت بتقسيمه الستيني...في الأرض التي من اجلها تقاتلت حضارات عديدة... في الأرض التي التي ولدت منها أول لغة متحضرة وهي الآرامية لتتبناها حضارات اخرى كلغة رسمية لها... اللغة التي اختارها المسيح، رسول السلام، لتكون اللغة التي يخاطب بها العالم ومن خلالها ينقل رسالته الإنسانية.

نعم وبكل تأكيد لقد اشتقنا ونتلهف للعودة إلى قرانا ومدننا، بيدارو وسناط وزاخو وعنكاوة وموصل والعمادية ودهوك وسرسنك وتلسقف والقوش والآنش وبرطلة وشرانش وبطنايا ويردى ومركى صور وغيرها من المدن والقرى المسيحية التي منها بزعت أول حضارات البشرية وعبرها تواصل التاريخ العتيق مع التاريخ الحديث. نعم يجب أن نعود إلى بغداد العزيزة التي احتضنت بناسها الطيبين آباءنا الذي جبرتهم الحروب للتخلي عن قراهم في الشمال والنزوح إلى العاصمة بغداد التي آوتهم وحضنتهم ووفرت لهم الأعمال منها منشأة مصفى الدورة وغيرها وفيها نحن الذين وُلدنا فيها نلنا علامنا وتثقفنا وتعلمنا كيف نلتزم بتقاليدنا وعاداتنا.

نعم يا غبطة أبينا البطريرك ... الخروج عن بلدنا العراق والسكن في بلدان المغرب معناه الشتات بل الضياع التام في العالم الواسع التي تطحن عجلته كل الثقافات لتصهرها وتصبها في قوالب غريبة عنا... صدقت يا غبطة ابينا البطريرك عندما قلت بأنه بعد 100 أو 200 عام سوف لن يبقى منا سوى الوجه الممسوخ لتقاليدنا وعاداتنا وحضاراتنا، إن لم تذوب وتنتهي كليا. وبالتالي سننسلخ عن حضارتنا العريقة وقيمنا وتقاليدنا التي تعود بأصلها إلى الزمن الذي انبعثت منه الديانات السماوية التي بدورها صقلتها ونمّتها وارست قواعدها وركائزها ودعائمها فيها. نعم في الغربة تزعزع أساس صرح حضارتنا وثقافتنا وقيمنا وبها تفطرت الركائز والدعائم القومية والدينية وتآكلت الأرض حول المذبح المقدس ليتحول تاريخنا العريق بحضارته العريقة إلى مجرد أسطر تُكتب في الكتب التاريخية تستهلك لمادة التاريخ ضمن كتب المناهج الدراسية ليقرأ عنه أبناءنا عن تاريخ وأمجاد أجدادهم لاغير.

وعليه أنت على حق يا غبطة أبينا البطريرك عندما قلت بأننا فقط نتكلم "...عن بابل العظيمة وأشور الجبارة؟ وما فائدة الكلام! أليس مجرد شعور؟" نعم أنه مجرد شعور ياغبطة أبينا وبالأحرى هو كل ما تبقى لنا هذه الأيام... فقط الأفتخار والجعجعة بتاريخنا القديم والعتيق والتقاتل حول من كان في الأصل(نظرية الدجاجة أم البيضة هي الأصل) هل كان في الأصل الأشوريون أم الكلدان. لقد استهلكت هذه القضية قدرة وإمكانيات أبناء امتنا الذهنية والعقلية. وبقيت أفكارنا وتركيز عقولنا التي بحسب علوم الوراثة يجب أن تكون متعمقة ومتفتحة وعلمية لأننا أبناء الجبابرة الذين بنو حضارات بابل وأشور التي سكنت في بلاد ما بين النهرين لكنها للأسف لاتزال منحصرة أو حصرناها في مناظرات عقيمة تدور حول الفكرة القائلة "هل الأشوريون هم الأصل أم الكلدان" ياترى هل هذا سيقدم أو يؤخر في شي؟ نحن أولاد اليوم فيجب أن نبرهن أنفسنا الآن وفي الوقت الراهن وليس الأعتماد كليا على الأمس أو التاريخ. لقد شحت حناجرنا من المنادات ومناشدة الكتاب في الكف عن التقاتل ويجب إتخاذ الماضي كدليل على وحدتنا وعراقة ماضينا وتاريخنا. لكن بدلا من ذلك ترانا نبحث في الكتب العتيقة وفي كل زاوية من تاريخنا العريق لنبرهن بأن الكلدان أقدم من الأشور أو بالعكس وللأسف اثقلنا وارهقنا شعبنا المسكين بالمناظرات حول من هو الأقدم. لطالما ناشدنا كتبانا في توجيه اقلامهم وفكرهم في بحوث من شأنها إيجاد السبل الكفيلة لتنمية قدراتنا وتطويرها مع الإبقاء على حضارتنا وثقافتنا خصوصا في بلدان المهجر التي نعم وكما قلت بعد 200 عام "ماذا سيبقى منا". ناشدناهم بأن يوجهوا عقولهم وأفكارهم من أجل تطوير أنفسنا لنعيد أمجاد آبائنا وأجدادنا العظام في الحفاظ عل ثقافتنا وتطويرها.  والأنكى من ذلك وللأسف تخلينا عن مواكبة الحضارات الحالية وكل الذي قمنا به هو أننا وقفنا عند تخوم وأثار حضارتنا القديمة واصبحنا ننادي بعالي صوتنا ...نحن أبناء بابل واشور، ابناء الحضارتين العريقتين التي اندثرت قبل ألفي عام... ولا من سامع أو من مكترث لنا أو لتاريخنا أو حضارتنا. للاسف لازلنا غير قادرين على الوصول إلى القناعة التي تشير إلى أن العالم هذا اليوم ليس كالعالم قبل الفي عام، ولقد برهنت بعض الحضارات الحديثة الولادة نجاحها لأنها تسير مع متطلبات العصر. والمشكلة وللاسف لم يعد بمقدورنا الخروج من هذا الحيز المغلق والعقيم لأن المشلكة والخلاف استفحل والمرض اصبح مزمن وبإعتقادي علاجه الوحيد هو وحدة الكنائس الشرقية والعودة إلى اصلها، إلى كنيسة المشرق القديمة. ليفسح المجال لعقول أبناءنا في التركيز في أمور اهم، في تطوير حضارتنا في بناء حضارة جديدة مرتكزة على الحضارة القدمية، لإعمار الحضارة القديمة وجعلها تبرز بوجهها الحاضر المتألق.

نعم ياغبطة أبينا البطريرك يجب أن نعود إلى وطننا لتقديم الدعم والعون ولنساندكم ونقويكم، وكما قلت ليكون "شأن لنا" ومكانة يُـحسب لها عند اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بالبلد. بعودتنا سيصبح عددنا في العراق كفاية لنعتبر فيه ديانتنا المسيحية ثاني اكبر ديانة تمارس في هذا البلد الغالي ... لنكون ثالث اكبر قومية في البلد بعد العربية والكردية. ولنمنحكم بعض المهارات والخبرات التي اكتسبناها في بلدان الغربة لنبني مستقبل جيد لنا ولأبنائنا ولبلدنا في العراق.

صدقت بكل ما صرحت به ياغبطة أبينا البطريرك ونتمنى أن نلبي طلبك في العودة إلى الوطن... لكن ياغبطة أبينا هناك عوائق تقف في طريق ذلك وهناك أمور يجب ترتيبها وتحضيرها وأرضية يجب تبليطها وقضايا يجب التطرق لها وحلها ومطالب يجب توفيرها قبل أن نلبي طلبك ... بمعنى أخر لدينا شروط على عودتنا إلى بلدنا. في المقام الأول تتحدث يا غبطة أبينا عن هجرتنا وبقاءنا في بلاد الغربة وكأننا نحن اللذين اخترناها لتكون المكان الذي نعيش فيه.... وكأننا نحن اللذين هاجرنا برغبتنا وإرادتنا وتناسيت بأننا كلنا لاجئين في بلاد المغترب، جُبرنا على الهرب من بلادنا لسبب واحد فقط هو لفقدان الأمن والأمان فيه الذي بسببه اصبحنا مستهدفين وبسببه تعرضنا للإهانة والمذلة والتهديد والإضطهاد. لهذا السبب كان يجب علينا نحن المهاجرين القدامى أن نترك بلادنا في التسعينيات من القرن الماضي بسبب الأعمال التعسفية والأضطهاد الذي عاناه العراقيين كافة وبدون استثناء، أيام النظام الدكتاتوري البائد الذي بسبب ممارساته اللاإنسانية ضد أبناء الشعب العراقي وبسبب الحروب التي زج فيها الشعب العراقي والذي دفعت بمئات الألاف من اللاجئين ومن مختلف القوميات والأديان إلى الهرب إلى الدول المجاورة ولم يكن بمقدورنا العودة آنذاك لأننا تركنا البلد بطريقة غير شرعية أو هربنا منه وعليه كان النظام السابق يعاملنا كخونة وإذا عدنا وقتها كان سيعاقبنا بأقصى العقوبات لدرجة الإعدام. بالطبع لم يكن بمقدورنا البقاء في دول الأنتقال ( مثل تركيا والأردن ولبنان واليونان) فكان علينا مناشدة العيش الدائم في الدول الغربية أو استراليا ونيوزيلاند.

وبالطبع ياغبطة أبينا البطريرك أنت على يقين بما حصل لأبناء شعبك المسيحي بعد سقوط النظام الدكتاتوري البائد ( أو السابق كما ذكرت) في عام 2003، من اضطهاد عرقي وديني على أيدي المتطرفين والتكفيريين والإرهابيين. كيف دمروا الكنائس ، كيف خطفوا رجال الدين والرجال والنساء والأطفال من أجل فدية أو ذبحوهم حتى بعد استلام الفدية. إنك على يقين تام كيف تعرض شعبك إلى أبشع أنواع الاضطهاد ومنها مجزرة كنيسة سيدة النجاة التي مرت ذكراها الثالثة علينا قبل مدة قريبة. وتعرف غبطتك عز المعرفة كيف اصبح ولازال الشعب المسيحي "مكفخة" (نقولها بالعامية) لكل شرائح الشعب العراقي المتطرفين. فنحن مضطهدين، وبصراحة وهي صراحة قاسية ومرة ولكنها مع الأسف حقيقة، من قبل كل شرائح الشعب العراقي. كل هذا معناه ياغبطة أبينا البطريرك بأن شعبك تعرض لما يسمى بالتطهير العرقي والديني على ايدي المتطرفين والتكفيريين. وللأسف هذا التطهير العرقي لم يكن مجرد اعتداءات متفرقة هنا وهناك على شعبك بل كانت حملة منظمة ومخطط لها من أجل تطهير العراق من كل ما هو مسيحي.

وبكل أدب واحترام نسأل، هلا اخبرتنا يا غبطة أبينا البطريرك السامي الاحترام عن ما الذي تغير في وضع العراق لكي يجعلنا نطمئن ونعود إليه؟ هل بإمكان غبطتكم أن تقنعنا بأن عراق اليوم هو أفضل من عراق قبل عام أو عامين أو ثلاثة أو عشرة من ناحية الأمان وتوافر فرص العمل والحياة الكريمة. وأخيرا هل تستطيع يا غبطة أبينا البطريرك أن تقدم لنا الضمانات الكافية تكفل لنا العيش بسلام وأمان وراحة بال في العراق في حالة عدنا. هل تضمن بأن لانتعرض نحن وأبنائنا ونسائنا إلى أي أذية وأن نستطيع مزاولة المهن التي نمارسنا هنا بكل حرية وأمان؟ هل بإمكانك ضمان توافر مدارس جيدة وآمنة لأبناءنا لكي نسجلهم فيها (ولا يتعرضون للأختطاف) حالما نصل إلى العراق؟ هل تضمن لنا بأن نحصل على الأمان والحرية والأحترام وتوفر كافة حقوق المواطن وحقوق الأنسان التي نتمتع بها هنا في دول المهجر؟ هل تضمن لنا الضمان الأجتماعي للمسنين والعاطلين عن العمل مشابه لما يحصل عليه العديد من أبناءنا في المهجر من حكوماتهم؟ هل تضمن بأن لا نتعرض إلى أذى في حالة ذهبنا إلى الكنيسة أيام الأحاد أو الجمع أو أي يوم في الأسبوع أو أيام الأعياد؟. هل تضمن لنا بأن يتم معاملتنا كمواطنين من درجة أولى في العراق؟ وعليه بكل احترام ووقار نقول ياغبطة ابينا البطريريك السامي الأحترام، حالما تستطيع أن تقدم لنا الضمانات الكافية في أن نحصل على الأمان المنشود عند العودة إلى الوطن الحبيب العراق وتتعهد لنا والحكومة العراقية والشعب العراقي بأننا سنتمتع نحن وعوائلنا بحياة كريمة آمنة، بدون خوف أو إرهاب والأهم أن نُعامل كمواطنين من درجة أولى، وقتها ستجد الكثيرين يطرقون باب العراق عائدين من بلاد المهجر والغربة

عليه قبل أن نلبي طلبك يا غبطة البطريرك نريد ضمانات من قبل الحكومة العراقية والشعب العراقي ايضا ً بأن لن يتعرض أي مسيحي في العراق، اينما حل إلى أي نوع من أنواع الأضطهاد والتعذيب، بأن يحترم المواطن المسيحي ويُعامل على أنه مواطن من الدرجة الأولى والأهم أن يعامل على أنه مواطن مخلص لبلده ولا يُعامل تلقائيا على أنه عميل للغرب لمجرد أنه مسيحي ولأن الغرب مسيحي والولايات المتحدة دولة مسيحية. ليس المواطن المسيحي عميل وإذا كان عميل فهو عميل لبلده العراق، وإذا عملنا جرد للسجناء السياسيين في السجون أثناء فترة النظام السابق سنجد نسبة عالية من السجناء المسيحيين في السجون وهي نسبة عالية مقارنة بعدد السكان المسيحيين وكلهم دخلوا السجون بسبب ولاءهم للوطن وللشعب العراقي لاغير، وقدموا التضحيات والغالي والنفيس من أجل عراق حر ينعم أبناءه جميعا بالخير والسعادة والرفاهية وليس فقط من أجل الشعب المسيحي في العراق لأنه كما يعرف الجميع بأن النظام السابق كان يُعامل المسيحيين معاملة جيدة ليس لأنهم كانوا عملاء للنظام بل كانوا أقلية مسالمة لا إمكانية أو قدرة لها على الثورة على النظام وبالتالي لم يكن لها غاية في إسقاط النظام وعليه كان النظام السابق يأتمن لها لكن سجن ابو غريب والمعتقلات الأخرى تشهد بنضالنا نحن المسيحيين وجدرانها محفورة عليها شعارات الحركة الديمقراطية الأشورية زوعا والحزب الشيوعي العراقي . ولازال هناك المئات بل الآلاف من المسيحيين الذين ناضلوا ولازالوا يناضلون جنبا إلى جنب مع اخوتهم العراقيين من أجل عراق حر مستقل ينعم شعبه بالسلام والأمان والرفاهية.

.وأخيرا ً، تحية لك ولكل الغيارى الذين قرروا البقاء في البلد رغم معرفتكم بمخاطر البقاء الجمة وفضلتم تحمل الصعاب ومشقة العيش والتضحية بحياتكم وراحتكم في سبيل الوطن الذي مع الأسف لا يقدر هذا ويستمر في ممارسته غير الأنسانية تجاهكم والإساءة إليكم. وكما تفضلتم غبطتكم "صحيح لا نعرف المستقبل، بل نعرف من نحن وما تاريخنا وهويتنا ولغتنا وطقوسنا وتقاليدنا وجيراننا. لذلك نبقى ملتصقين بأرضنا وناسنا وبمبادئنا وحقوقنا". نعم هذا هو الولاء والأخلاص الحقيقي ليس للوطن فحسب لأننا كلنا نملك ذلك الولاء حيثما كنا لكنه الأخلاص والولاء للتاريخ العتيق المجيد، للحضارة العريقة، حضارات اور وأكد وعشتار وبابل واشور التي وضع اساسها اجدادنا، أنه الأخلاص للقيم والتقاليد السمحاء الممتزجة بالديانات السماوية التي ارسى قواعدها الرسل والأنبياء على ارض وادي الرافدين المقدسة. وعليه بإمكانكم القول وبكل فخر واعتزاز بأنكم باقون في بلدكم و بإمكانكم القول وبكل فخر بأنكم تعيشون في أرض أجدادكم وان لغتكم هي لغة البلد الأصلية وتاريخها هو تاريخكم وهويتكم هي كل الخصائص المتوفرة فيه والأهم أن تتذكروا بأنكم أنتم الأصل والأصليين في بلد العراق. نعم فيكم ستدوم طقوسنا وتقاليدنا فأنتم حامي حماها وعليكم واجب حمايتها وحماية تلك الراية، راية الحضارة واللغة العريقة والتاريخ العريق وعليها صيانتها ونقلها بإعطائها للأجيال التي بعدكم. ولحين توفر الظرف المناسب في العراق سترون العديد يعودون خطائهم إلى أرض الوطن.

47
دولة كوردستان الكبرى... حلم في متناول اليد؟!
عماد هرمز


لطالما حلم الأكراد في وطن كبير يضمهم جميعا، في أن يكون لهم كوردستان أو معناها وطن الكرد أو أرض الكرد يحتمون بسمائها ويمارسون بحرية شعائرهم وعاداتهم وتقاليدهم والتحدث بلغتهم الأم، اللغة الكردية. هذا الوطن الذي جغرافيا يمتد من لورستان ( الأكراد الفيليين) في إيران، مرورا بشمال العراق وتركيا وينتهي بشمال شرق سوريا. تحقق هذ الحلم جزئيا في ارض كوردستان العراق عندما استغل أكراد العراق في عام 1991 الفرصة الذهبية التي سنحت لهم بعدما قامت قوات التحالف ومن اجل تحرير دولة الكويت من براثن النظام الدكتاتوري آنذاك بتدمير أركان النظام بضمنها شبكة الاتصالات، هذا التدمير أدى إلى انهيار النظام البائد في العراق  وفقدان حكومة الدكتاتور سيطرتها على مناطق واسعة في العراق  ومن ضمنها كوردستان العراق.
ما حصل آنذاك في العراق يشابه ما يحصل الأن في سوريا من فقدان للحكومة السورية المركزية سيطرتها التامة على العديد من المناطق السورية التي حررها الأكراد السوريون. بالطبع انتفض الشعب الكردي على الحكومة السورية المركزية لأن الشعب الكردي في سوريا الذي يمثل اكبر اقلية في البلد، عانى من تهميش الحكومة السورية ولذلك كان لابد له أن ينتفض مستغلا ً الأنتفاضة الشعبية التي أدت إلى تردي الوضع الأمني في سوريا بسبب ضعف سيطرة الحكومة المركزية السورية وتقدم المعارضة المتمثلة في الجيش الحر. وبأنتفاضة الأكراد والشعب سنحت لأكراد سورية  فرصة ذهبية تستحق المجازفة من اجلها حتى وإن كلف هذا العديد من الضحايا وعرف الأكراد بأنهم يجب ان يطرقوا على الحديد وهو حار. وبالنظر إلى التجربة الكردية العراقية الناجحة، يتطلع اكراد سوريا الآن إلى استغلال هذه الفرصة وتحقيق حلمهم في كوردستان غربية اسوة ً بأخوتهم في العراق الذين حصلوا على الحكم الذاتي في كوردستان العراق. وعلى الأكراد ولتحقيق هدفهم المنشود في أن يكون لهم كوردستان خاص بهم يجب أن لا يترددوا في طلب العون من اخوتهم في العراق والتحرك سياسيا على كل الصعد من أجل حصول الدعم الدولي لمساندتهم في حال أنه قررت الحكومة المركزية في سورية إعادة سيطرتها على كل المدن والمناطق السورية كما فعل النظام الدكتاتوري الصدامي من قبل مع أكراد العراق.
تخلي امريكا عن مطامحها في اسقاط النظام الصدامي وقتها كان يعني أن انتفاضة الشعب في الجنوب والأكراد في شمال العراق كانت من غير دعم لوجستي وبالتالي أصبح الأكراد في موقف ضعيف أمام جبروت نظام صدام الذي استطاع بعد سحب القوات الإمريكية من لم شتاته وإرجاع قوته وأتجه بجيشه لسحق الأنتفاضتين في الجنوب والشمال. تمكن النظام الصدامي وقتها في سحق الإنتفاضة الشيعية في الجنوب وأرادت حكومة الدكتاتور أيضا سحق الأنتفاضة في الشمال والأنتقام من الأكراد فأرسل قواته وطائراته لضرب الأنتفاضة الجبارة لأبناء شعبنا الكردي البطل. لكن الذي حصل كان رائعا حيث استطاعت القيادة الكردية في كوردستان العراق من الحصول على مساندة الغرب في منع صدام من فرض سيطرته بالقوة العسكرية على الأكراد التي كان من السهل على النظام تحقيقه. وبصراحة لم نعرف وقتها ماذا اتفق الأكراد مع قوات التحالف لكي يتعهد الغرب بحماية الأكراد وكوردستان العراق من براثن النظام البائد وبالتالي  تقديم الحماية الدائمية لأقليم كوردستان من أي اعتداء داخلي المتمثل بقوات النظام وخصوصا  توفير منطقة محظورة لطيارات النظام. وبالطبع لايخفى على الجميع بأن الغرب لا يزال يحمي كوردستان من أي إعتداء من قبل اي جهة وبضمنها الحكومة المركزية الحالية في بغداد أو أي اعتداء خارجي سواء من الشمال من تركيا أو الشرق من إيران. ونستطيع القول بأن الأكراد وقتها لعبوها صح واستطاعوا أن يضمنوا لكوردستان الحبيبة وشعبها الأمان المنشود بعد معاناة كبيرة لعدة قرون، هذا الأمان الذي كانوا بحاجة له منذ ستينيات القرن الماضي. والأروع هو تمكن الأكراد من وضع نظام ديمقراطي يكفل لكل القوى الوطنية العراقية المشاركة في نظامها الديمقراطي وبذلك ازدهر شمال العراق على الصعيد السياسي والأقتصادي واصبح شمال العراق محطة سياحية يقصدها المشاهير من كل أرجاء العالم وهذا تحقق بفضل القيادة الحكيمة للحزبين الجبارين المخلصيّن لشعبهما ، حزب الأتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة السيد جلال الطلباني رئيس جمهورية العراق الحالي  والحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة السيد مسعود البرزاني رئيس أقليم كوردستان العراق حاليا. وعلى اكراد سوريا أن يلعبوها صح هم أيضا ً لينالوا استقلاليتهم.
ويبدوا أن التاريخ يعيد نفسه لكن هذه المرة في سوريا ولأكراد سوريا. فها هي الفرصة الآن تـُـقدم على طبق من ذهب لاكراد سوريا بعد أن فقد الجيش الحكومي السوري السيطرة على أجزاء كبيرة من سوريا ومن ضمنها المناطق الخاضعة للأكراد كما حصل لنظام صدام البائد. وفي البداية وقف الأكراد مع الجيش السوري الحر في انتفاضة شعبية عارمة عمت البلد ضد حكومة بشار الأسد واستطاعوا قهرالجيش السوري النظامي وطرده من بلداتهم ومدنهم واحتفظوا بتلك المناطق تحت سيطرتهم ووصايتهم يحكموها كما يشاؤون. لكن ممارسات الجيش الحر ونواياه الخفية غير المعلنة في تأسيس دول اسلامية في سوريا الشمالية استنتج الأكراد بأنه قد يقعون تحت سيطرة ورحمة قوى اخرى اشرس من قوى حكومة بشار الأسد، قوى متطرفة ومعادية لإقامة دولة كردية  منفصلة أو مستقلة في شمال سوريا. انتبه الأكراد لهذا الموضوع وقرروا أن يتصرفوا بما يخدم مصالحهم ومصالح شعبهم الكردي وبالتالي عدم التضحية بمنجزاتهم  في تنازلهم عن المدن المحررة وهي مدن ذات الأغلبية الكردية التي قدموا لأجلها الكثير من التضحيات والتي اصبحت خاضعة لسيطرتهم، إلى الجيش الحر الذي يغلب التطرف الأسلامي عليه.  وبالطبع ايقضت الأنتصارات التي حققها اكراد سوريا على الجبهة السورية المشاعر القومية للأكراد في سوريا وبعثت فيهم روح التفائل وأيقدت شمعة الأمل في الحصول على حكم ذاتي مشابه لما يتمتع به أخوانهم من العراق. تمسك الاكراد اكثر بمناطقهم واعلنوا بأنهم سيضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على مدنهم وشعبهم واعلنوا النفير العام وطلبوا من كل شاب عمره 18 عام واكثر ويستطيع حمل السلاح أن ينضم لصفوف الجيش الكردي السوري في محاربة قوى الإرهاب المتطرفة والمتمثلة بجبهة النصر ودولة العراق والشام الإسلامية.
 إنشاء كوردستان الغربية في سوريا  وحلم تحقيق الحكم الذاتي فيها ليس بالشيء السهل وليس أيضا ً سهل المنال كما قد يتصوره الأكراد وتواجهه تحديات ومعوقات كثيرة التي على أكراد سوريا أن يتخطوها  وبقوة قبل أن يستطيعوا وضع الخطوط العريضة لكوردستان سورية الغربية. وعلى الأكراد في سوريا تعلم الكثير من اخوتهم في العراق والأقتداء بتجربتهم في سبيل تحقيق المراد. واهم واكبر عائق حاليا يواجهه الأكراد هو تنظيم القاعدة المتمثل بجبهة النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية  التي يساندها الجيش الحر والممولة من قبل بعض الدول المتطرفة. فعلى الأكراد ان يروضوها ويقلموا أظافرها ويبعدوها عن مناطقهم ليتمكنوا من التمتع بالحكم الذاتي والحفاظ على شعلة الأمل في يوما ما دمج كوردستانهم مع كوردستان العراق وكوردستان تركيا في سبيل تحقيق حلم الأكراد الأمثل إلا وهو كوردستان الكبرى بأقاليمها الثلاثة كوردستان العراق والشمالية في تركيا والغربية في سوريا.  والعائق الأخر الأكبر الذي يحاذي الأكراد من الشمال والذي يقف في طريق تحقيق الحكم الذاتي لسوريا هو تركيا التي تعارض بشدة إقامة كيان كردي سواء في تركيا التي تحاربه لعقودة عدة أو في الدول المجاورة لتركيا ولهذا فهي الأن تتفاوض مع أكرادها في سبيل الوصول إلى اتفاقية سلمية معهم متمثلة بعقد هدنة سلام مع الأكراد مقابل منحهم حقوق اكبر. والموقف التركي من الأكراد في تركيا والموقف الكردي في تركيا من الحكومة المركزية التركية مرهون  بمدى نجاح الأكراد في سوريا من فرض سيطرتهم على اوسع مناطق ممكنة في شمال سورية والحفاظ عليها وإعلانهم بأنها منطقة مستقلة ذات حكم ذاتي يدير شؤونها ويحميها الأكراد، حتى وإن كانت مؤقتة لأن هذا الإعلان سيشكل حافزا كبيرا للأكراد في تركيا لوضع ضغط أكبر على حكومة انقرة وبإمكانهم  وقتها حتى رفض أي مبادرة سلم مع تركيا أو على الأقل يُمكّنهم من المطالبة بحقوق اكبر للأكراد قد تصل إلى المطالبة بحكم ذاتي فيدرالي مع جمهورية تركيا. وعلى الحكومة التركية وقتها أما القبول بالأمر الواقع خصوصا بعد حصارها من قبل كوردستان الجنوب في العراق وكوردستان الغربية في سوريا وهيجان اكرادها من الداخل وبالتالي أما الخضوع لمطالب الأكراد في تركيا سلميا أو إعلانها الرفض التام لأي مبادرة سلم مع الأكراد وخوض حرب على ثلاث جبهات مع الأكراد من العراق وسوريا والداخل وبالتالي حصول نزيف قوي في مقدرات تركيا المحدودة وبالتالي هذا سيؤدي في النهاية إلى استسلام تركيا لمطالب الأكراد. وبدت مخاوف تركيا من التقدم الذي يحرزه الأكراد في سوريا واضحة في تصريح  رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي عقد اجتماع مع صالح مسلم رئيس حزب الأتحاد الديمقراي الكردي السوري ومسؤولي الاستخبارات التركية في مدينة اسطنبول وجه رجب أردوغان من خلاله تحذير للأكراد في سوريا وحثهم على عدم السعي إلى تأسيس كيان مستقل في شمال سوريا من خلال القوة العسكرية وحذر من أن مثل هكذا خطوات خاطئة قد تمس بأمن تركيا. الأمر ليس بسيطا كما يتصوره البعض فكما أن للاكراد مسند من العراق وسوريا فقد يطلب عرب سوريا دعم من العرب  في سوريا والعراق والدول المجاوة وقد يطلب الأتراك من حلفائهم الغربيين الدعم ومساعدة تركيا في سبيل إضعاف الأكراد في سوريا وبالتالي أضعاف الأكراد في تركيا لتحافظ الحكومة التركية على زمام الأمور الكردية في ايديها والحفاظ على ماء وجهها ويكون لديها ما تفاوض به اكرادها لإخضاعهم للسيطرة التامة للحكومة المركزية التركية.
 وبالأضافة إلى الدعم اللوجستي والمعنوي الذي بإمكان اكراد العراق تقديمه لأخوتهم في سوريا فأنه بإمكان أكراد العراق لعب دوري سياسي قوي (اللوبي) في إمكانية التحرك لصالح اخوانهم الأكراد في سوريا ً سياسيا باتجاه الدول الغربية والأوربية لطلب مساعدنهم ومساندتهم لأكراد سوريا وبذلك العمل كوسيط بين أكراد سوريا والغرب وتسهيل الأتفاقيات سواء النفطية والغازية الغنية بها كوردستان سوريا. حيث يقول الدكتور بيوار خنسي الباحث الجيولوجي بأن كوردستان سوريا من أغنى المناطق النفطية في سوريا ويقول الدكتور " تمتلك سوريا احتياطيات مهمة من النفط والغازالطبيعي ، موزعة في خمسة مناطق وهي( قرنشوك-رميلان ، الحسكة ، دير الزور، الفرات ، تدمر وبلعباس). تقدر مجمل الاحتياطيات النفطية المكتشفة منذ منتصفالخمسينيات والى الآن بحوالي 6.7 مليار برميل من النفط الغام وتم انتاج حوالي 4.3 مليار برميل، وتقدر الاحتياط الباقي حاليآ بحوالي 2.5-3.15 مليار برميل من النفط الخام ، كما تقدر احتياطي الغازالطبيعي فيها بحوالي 241 مليار مترمكعب" وبالطبع هذا المخزون الهائل من الموارد الطبيعية يعتبر أيضا ً دافع رئيسي لأكراد سوريا في النضال من أجل منطقة حكم ذاتي لأن هذه الموارد ستـُمكن اكراد سوريا من الأعتماد على أنفسهم ماديا والأكتفاء الذاتي في العيش.
 والخيار الأخر المتوفر أمام أكراد سوريا هو خيار تشكيل حكومة فيدرالية مع الحكومة السورية اشبه بما هو عليه الأن في العراق. حيث بأمكان الأكراد تحقيق حلمهم في كوردستان غربية بطرق سلمية من خلال وضع يدهم بيد حكومة الأسد المركزية والعمل عسكريا مع بعض في تصفية المدن السورية من المتطرفين والإرهابيين مقابل الحصول على وعود حكومية سورية بمنح الحكم الذاتي لسوريا اشبه بما هو عليه في العراق. وعلى الأكراد في سوريا توخي الحذر من الحكومة السورية في أن لا يقعو ضحية  أو يكونون كبش الفداء، في أن يتم استغلالهم من قبل الحكومة المركزية وعند التخلص من المعارضة المسلحة توجه الحكومة السورية اسلحتها تجاه الأكراد. وبرأي بأن على الحكومة السورية أن  تأخذ يقظة المشاعر القومية لدى الأكراد على محمل الجد والقبول بحكم فيدرالي في الشمال مقابل التخلص من المعارضة المسلحة السورية وإعادة سيطرتها على المناطق السورية الأخرى بمساعدة الأكراد ومنح الأكراد الحكم الذاتي خصوصا وأن الحكومة السورية في موقف حرج جدا ً وعلى وشك الأنهيار أمام الضغط المتواصل من قبل المعارضة المسلحة والعالم.   فيا ترى هل اصبح حلم تحقيق كوردستان الكبرى في متناول اليد؟. وامنيتنا الأخيرة أن تجتمع جميع القوى السياسية في سوريا من حكومة بشار الأسد المركزية والمعارضة السياسية الحقيقية في سوريا (وليس قوى الإرهاب) والأكراد وبقية مكونات الشعب السوري بما ضمنهم المسيحيين حول طاولة واحدة في سبيل تجنب المزيد من سفك الدماء في سوريا.  نتمنى أن يعم السلام ويستتب الأمان في سوريا وكل التقدير لشعبها الطيب.

48
في الذكرى الثانية لمجزرة كنيسة سيدة النجاة – كفاية عنف وإرهاب في العراق
بقلم عماد هرمز
ملبورن – استراليا
ملاحظة: نشر هذا المقال في جريدة العراقية الصادرة في سدني  


يستذكر العراقيون بكافة إنتماءاتهم القومية والدينية الذكرى الأليمة لمجزرة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك التي تمر علينا ذكراها الثانية في هذا اليوم ،  الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول/ اكتوبر والتي اسفرت عن استشهاد  اكثر من 52 وجرح اكثر من 80 شخص من الأطفال والنساء وبضمنهم كاهنان في الكنيسة والتي نفذتها عناصر من منظمة دول العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة.

ما حصل في ذلك اليوم كان رهيبا ً. ففي ذلك اليوم المأساوي، الحادي والثلاثون من شهر تشرين الأول لعام 2010، اجتمع المصلون كالمعتاد في يوم الأحد في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك لحضور قداس الأحد وصادف ذلك اليوم أنه كان عيد القديسين. فكان المصلون ساجدين على ركبهم يصلون بكل خشوع لله مناشدين الرب أن يقبل صلواتهم.  فكانت صواتهم وتراتيل جوقة الكنيسة التي تسبح للرب تختلط بعبير ودخان البخور لترفعها إلى الأعالي لتناشد القديسين بعيدهم طالبين شفاعتهم لحماية مسيحيوا العراق من كل أذى ومكروه وطالبين بكل صدق وأخلاص أن يـزيل القديسين الغمامة السوداء ، غمامة التطرف والعنصرية والأرهاب، من سماء بلدهم الحبيب العراق لينعم الجميع بالسلام والخير والمحبة. كانت الجدران مزينة برسوم السيد المسيح مع أمه العذراء مريم وتلامذته مجتمعين حولهم القديسين والملائكة. وعلقت على جدرانها أيضا ً صور درب الصليب، درب آلالام المسيح.

كان من ضمن المصلين أطفال صغار جلبهم أبائهم وأمهاتهم ليصلـّوا معهم مدركين بأن صلوات الأطفال تكون صادقة ونابعة من قلوبهم الصغيرة وانفسهم الطاهرة. من بين المصلين كانت الجدة العجوز تحمل في يديها سبحة الصلاة ذات الثلاث والثلاثون حبة تسبح وتصلي بدون انقطاع ليغفر الله لها خطاياها قبل أن يناديها إلى اخداره السماوية. ومن بين المصلين كان هناك شاب وشابة تزوجا حديثا وكانا في انتظار طفلهم الأول الراقد بسلام  في رحم الأم الدافيء. ومن بين المصلين كانت عائلة جاءت لتصلي ليحمي الرب أفرادها ويحفظ شملهم. ومن بين المصلين كان الرجل العجوز الذي جاء بعكازته ليسجد ويصلي للرب طالباً منه أن يسنده في أيامه الأخيرة لكي يستمر في الحظور إلى الكنيسة التي دأب على حضورها سنون طوال وليستمتع بالقداس والصلوات والتراتيل وليقابل الرجال الذين عاشرهم  طيلة أيام حياته ليتسامروا بعد القداس. ومن بين المصلين شباب وشابات بعمر الورود  مفعمين بالحيوية والنشاط والبراءة يتمتعون بشبابهم ويتطلعون لمستقبلهم.

وفجأة ظهرت شياطين الإرهاب فأفزعت القديسين الذين هرعوا راجعين إلى السماء ليشكوا إلى ربهم ما حصل. وسقطت لوحات درب الصليب التي كانت معلقة على الجدران منذرة بحدوث درب آلالام حقيقي للمصلين وأهاليهم في ذلك المكان وفي ذلك اليوم الذي كان من المفروض أن يكون يوم بركة وسعادة. وتناثرت الصلوات مع تناثر زجاج شبابيك الكنيسة المزخرفة والملونة وحلت شياطين الإرهاب مكانها لتخرس أفواه المصلين وتكتم أصوات المرتلين والمسبحين لله لتستبدلها بأصوات الطلقات النارية والأنفجارات والعويل والبكاء والصراخ. فنفضت الركـّب الساجدة وتراكمت الأجساد على بعضها في رد فعل انساني وتلقائي بحت ليحمي الأنسان اخوه الأنسان. فارتمى الأب على افراد عائلته ليحميها بجسده فهو الحارس الأمين على عائلته وغطى الزوج زوجته بجسمه ليكون درعا ً لها ولطفلهما الجاثم في أحشاءها وحضنت الأم أطفالها كما تفعل الطيور لتكون لهم الخيمة التي يحتمون فيها ووقع الرجل العجوز مغميا ً عليه وميتا ً من هول الصدمة وسقطت سبحة الصلاة من يد الجدة العجوز فأنقطعت صلاتها وانقعطت أنفاسها معها وتحول عبير البخور إلى رائحة دماء وتحول الدخان الذي كان ينبعث من البخور إلى دخان عتاد الطلقات النارية الخانق وانطفأت الشموع ليحل محلها وميض الطلقات. فوقف الكاهنان الشابان بكل شموخ وشجاعة في وسط هذه الاحداث الدامية المتسارعة مدركين مسؤوليتهم الدينية قبل البشرية فرفعا صليبهم الذي ائتمنهم الرب عليه في وجه الشياطين ليدافعا عن أبناء رعيتهم بمخاطبتهما لعقول ونفوس الشياطين من الأرهابيين الذين حاصروهم في الكنيسة أملان في إنهاء الحصار بسلام. لكن الشيطان لا يناقش ولا يجادل فكان جوابهما طلقات نارية موجه نحوهم لترديهما شهيدان ويكونا أول الضحايا. صرخ الطفل أدم كفاية كفاية كفاية لكن نداءه خنقه دوي الأنقجارات وصوت الأطلاقات النارية.  ولم يتحمل الجنين في احشاء امه هول الكارثة فطرح نفسه خارجا ً من احشاء امه القتيلة ليقول للأرهابيين لماذا سلبتم حياتي التي لم ارى نورها بعد. لكن براثن الشيطان طالته لتعلنه أصغر شهيد في هذه المجزرة. وتحول لون الجدران إلى لون شيطاني اسود فاتم بلون البارود وغطت دماء الشهداء جدران الكنيسة لتشكل بصمة الشيطان الحمراء المدمرة التي تركها على جدران الكنيسة التي جعل داخلها اشبه بساحة حرب حرقت أوزارها كل ما هو جميل وصغير وحيَ.

بالحق اكتسبت هذه الحادثة لقب مذبحة أو مجزرة العصر للطريقة التي نفذت فيها وضحاياها من  الأطفال والنساء.  اسلوب تنفيذ العملية والمكان والزمان الذي حدثت فيه هذه المجزرة وضعـَها في مصاف المجازر الجماعية التي اقترفت بحق الأنسانية. فالطريقة الوحشية التي اقترفت فيها هذه الجريمة باقتحام عناصر القاعدة إلى الكنيسة والقائهم القنابل اليدوية واطلاق النار المتواصل والعشوائي على المصلين وترديدهم لكلمة "اقتل" لأ يمكن إلا أن توصف بكلمة مجزرة بشرية قامت بها مجموعة لايمكن حتى وصفهم بالبشر أو القول عنهم بأنهم يعترفون بديانة أو معتقد معين أو حتى بالأنسانية وهذا ماعبر عنه اسقف الكلدان في بغداد شليمون وردوني وقتها عندما صرح لوسائل الأعلام وقال "ينتابني شعور بالحزن الشديد، ما يسعنا القول؟ انه عمل غير انساني، حتى الحيوانات لا تتصرف بهذه الطريقة"

فالصور التي التقطت من داخل الكنيسة بعد المجزرة مباشرة تجعل كما يقول المثل " الحجر يبكي". وصدق من قال بأن الصورة تضاهي ألف كلمة لأنه لم يكن داعي للكتابة أو الحديث عن حجم الكارثة التي حلت بالمصلين لأن الصور عبرت بكل وضوح عن حجم المأساة ووحشية المجزرة وهول الكارثة. وفي الوقت نفسه لن ينتاب من يشاهد الصور ورغم تعبيرها الصارخ سوى رغبة الألتزام بالصمت التام الأليم في ذهول تام من ما تشاهده عيناه من مشاهد مؤلمة وفضيعة.

والسؤال الذي قد يطرحه البعض هنا هو لماذا اقترفت جريمة بهذا الحجم والبشاعة؟ هل كان لتسريع عملية تهجير المسيحيين من العراق ، التي بدأت بالفعل منذ سقوط النظام الدكتاتوري في عام  2003 ، إذا كان هذا هو السبب الحقيقي وراء هذه المجزرة فقد نجحوا في ذلك حتماً، وهذا ما أكده  وقتها اسقف السريان الكاثوليك بيوس كاشا عند تفقده الكاتدرائية، قائلا "الامر الأكيد إن ابناء رعيتي جميعا سيغادرون العراق"  هل كان من أجل اطلاق سراح القبطيتان كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين كما يدعي تنظيم القاعدة لظنهم بأنهما اسلمتا وكانوا رهائن عند الكنيسة القبطية في مصر، لكن هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه في العراق ، فمنذ نيسان 2003 تعرضت العديد من كنائس العراق إلى تفجيرات متواصلة وعديدة ولكنها لم تكن بهذا الحجم والوحشية فياترى هل كانت هذه المجزرة امتداد للعمليات الأرهابية ضد مسيحيوا العراق؟ قد يكون هذا السبب وهو ما رأه  الأب يوسف توما ، رئيس الأباء الدومنيكان في العراق، عندما قال " إن العملية كانت محضرة منذ فترة طويلة نظرا للاسلحة والذخائر التي عثر عليها في الكاتدرائية. الامر يستغرق وقتا طويلا لادخالها".

ومن يقول بأن هذه المجزرة ترينا فقط وحشية الأرهاب ضد مسيحيوا العراق فهو خاطيء لانها ترينا أيضاَ نتائج التفرقة الطائفية والعنصرية وترينا أيضا ً الوجه البشع للأرهاب الذي يقتل كل ما هو جميل ومحب في العراق كله ويمس العراقيين كافة بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أوالدينية.

لنتخذ من هذه الحادثة عبرة ولنعلن ونخصص هذا اليوم ليكون يوم نبذ العنصرية والطائفية في العراق ولتكن دماء الشهداء وارواحهم الرابط الذي يربط العراقيين الشرفاء والوطنيين برباط الوطنية والأخوية. لنتذكر مواقف قادة العراق بعد المجزرة وعلى رأسهم رئيس الوزراء السيد نوري المالكي عندما ندد بهذه الجريمة النكراء واصفا ً إياها " الجريمة الإرهابية الجبانة التي طالت كنيسة النجاة وهزت مشاعرنا ومشاعر كل العراقيين والشرفاء في العالم" وأضاف في بيان: «لقد استهدف أصحاب الأفكار المنحرفة من القاعدة وحلفائهم من أزلام النظام المباد اخوتنا المسيحيين في جريمة إرهابية يراد منها زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة والفوضى وابعاد العراقيين عن وطنهم".

ولنتذكر مواقف رجال الدين المسلمين التي لم تختلف عن مواقف اخوتهم من رجال الدين المسيحيين في استنكارهم لهذا العمل الأجرامي الخسيس والبشع والذي كان بعيد كل البعد عن القيم السماوية التي يؤمن بها الدين المسيحي والأسلامي. فكان موقف القيادات الاسلامية مشرفا ً حيث أشاد بذلك بطريرك القدس "بالموقف الصارم والشجاع للقيادات الدينية المسلمة في مختلف أرجاء الوطن العربي في إدانتهم لهذه المجزرة الدموية"، مشيراً الى "أن موقف هذه القيادات نابع من ايمان عميق بالله، وحرص على مصالح شعوبهم، ورداً على جميع الجرائم التي ترتكب باسم الديانات والديانات منها براء". و أضاف غبطته "اننا كحافظين للعهدة العمرية وجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي العربي، وخاصة في الأراضي المقدسة نضم أصواتنا الى أصوات اخواننا القيادات الدينية المسلمة في ادانتها لهذه المجزرة الدموية ونؤكد على ضرورة تفعيل دور رجال الدين مسلمين ومسيحيين في تثبيت أسس الوئام بين أتباع دياناتنا للحفاظ على إرثنا التاريخي في الاحترام المتبادل ومؤازرة بعضنا لبعض، ولتهيئة الأجواء لمستقبل تنعم فيه مجتمعاتنا بالسلم الداخلي والمزيد من الروابط الأخوية".
 
لتكن هذه الذكرى تذكيرا ً لكل الشرفاء في العراق والعالم أجمع بأن الأرهاب لا دين له ويجب أن نضع الأنسانية وقيمها في مقدمة الأولويات والعمل الصادق والدؤوب على تعزيزها في نبذ الطائفية والعنصرية والعنف بكافة اشكاله في العراق والشرق الأوسط وإيقاف العنف والتهجير القسري والأعتداءات غير المبررة واللأنسانية ضد مسيحيوا الشرق الأوسط وخصوصا ً العراقيين منهم  أبناء الحضارة البابلية والأشورية التي يجب توفر لهم الحماية والعيش الرغيد في وطنهم ، وطن ابائهم وأجدادهم.    

لنبني نصبا ً تذكاريا ً لشهداء كنيسة سيدة النجاة ننقش على جدرانه  أسماء الشهداء لتكون صرحا ً يذكرنا ببشاعة الطائفية على مر العصور على غرار نصب ضحايا اعتداءات سبتمبر  11 في الولايات المتحدة الأمريكية

ولعل من المواقف المأساوية التي حصلت أثناء المجزرة والتي دمغت في مخيلة الكثيرين هي كلمة "كفاية" التي كانت اخر كلمة نطقها ورددها  الطفل أدم وهو مستلقي تحت جسم أبوه الثقيل  الذي كان يحميه من طلقات النار والتفجيرات قبل أن تطالهم أيادي الشيطان القاتلة لتنال احدى القنابل منهما ويستشهدان. فيا ترى هل كان لابد من كتابة هذه الكلمة "كفاية" بدماء الطفل أدم بوضوح على جدران الكنيسة الملطخة بدماء الشهداء لتضع حدا ً للأضطهادات والأعتداءات والمجازر المقترفة بحق مسيحيوا العراق؟

يجب أن يتردد صدى هذه العبارة "كفاية" في نفوس كل العراقيين الشرفاء. ولنتخذ من كلمة " كفاية" التي نطقتها شفتي الطفل أدم البريء عنوانا لمقالاتنا وسياساتنا في العراق. لننطقها بوجه كل طائفي وارهابي  وعنصري في العراق ونقول له:
كفاية ارهاب
كفاية طائفية
كفاية عنصرية
كفاية اضطاد ضد العراقيين اجمع المتسند على الطائفية والعنصرية
كفاية اضطهاد وتهجير قسري لمسيحيوا العراق
كفاية سفك دماء على أرض العراق الحبيب
كفاية جروح في جسد العراق الحبيب

49
التسامح الأخوي بين السيدين عماد هرمز ولؤي بوداغ  واعتذار متبادل

"أحبوا بعضكم بعضا ً كما أنا أحببتكم "

عملا ً بالمبادئ المسيحية  التي تربينا عليها والتي تعلمنا المحبة والتسامح والعيش بسلام والتزامنا بالقيم المسيحية  التي يؤمن بها حزب  الأستراليين المسيحيين الذي أنتمي إليه  ويعمل من أجل حمايتها وتعزيزها في مجتمعنا وفي العالم أجمع. ولأن الحزب لا  يسعى إلى الحصول على مكاسب سياسية بل إلى مكاسب روحية ويسعى لترسيخ القيم المسيحية في مجتمعاتنا . ومن منطلق العمل الأخوي والتعاون بين ابناء الجالية الواحدة، جاليتنا الكلدانية الأشورية السريانية المسيحية، للوصول إلى هدفهم المشروع في أن يكون لهم تمثيل على المستوى الحكومي ، وعليه

•   اقبل اعتذار الأخ لؤي بوداغ بعدم وضع أسمي في موضع أحسن في قائمة المرشحين المفضلين له التي قدمها لمفوضية الانتخابات الأسترالية .
•   وأيضا ً اتقدم بخالص اعتذاري الصادق لصديقي واخي العزيز المرشح الكلداني الثاني  لؤي بوداغ ولحزبه حزب العمال الأسترالي لما قد يكون  ما ذكرته في مقالتي السابقة  قابل للتأويل غير الصحيح فيما يخص مواقفه تجاه المرشحين الأخرين من الكلدان  والذي قد نتج عن سؤء فهم  . 

الأخ لؤي بوداغ  مخلص وحريص على شعبه ويدافع عن قضاياه بكل أمانة وصدق واخلاص  وعليه ومن هذا المنطلق أتمنى له ومن كل قلبي النجاح والتوفيق في مسعاه ليكون ممثلا ً لجاليتنا الكلدانية الاشورية السريانية في الحكومة المحلية لبلدية هيوم.

وأود أن اعلن لأبناء جاليتنا الكلدانية السريانية الأشورية بأننا ، أنا وزميلي العزيز لؤي بوداغ قد تفاهمنا مع بعض ونطمح كلانا في تحقيق الهدف المنشود لجاليتنا وشعبنا وطموحه في أن يكون له تمثيل وصوت في الحكومة المحلية.

اتمنى من أبناء الجالية الكرام أن يساندونا في مسعانا هذا في التصويت لنا في انتخابات مجالس البلديات التي ستباشر يوم 9 – 11/ 10 أي  شهر تشرين الأول وعن طريق البريد وعلى البريد أن يصل في مدى أقصاها يوم 26 تشرين الأول.

 واعتذر أيضا ً لأبناء جاليتي الكلدانية الكرام   لما قد بدر مني من نقد لأبناء جاليتي الذي قد كان شديدا ً بعض الشيء في مقالاتي السابقة.

مع خالص تقدير واحترامي للجميع
طوبى لصانعي السلام على الأرض ....

عماد هرمز
ملبورن – استراليا
 04-10-2012

50
المنبر الحر / الاحترام المتبادل
« في: 06:44 01/10/2012  »
الأحترام المتبادل بين الأخوة هو الأهم والأساس في كل العلاقات

51
الأخ عبد قلو المحترم ،

شكرا ً على مداخلتك القيمة ونقدك الذي احترمه واقدره

لقد مر أبناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني الكريم باصعب مراحله على أثرها اقترفت بحق شعبنا أبشع الجرائم ومجزرة كنيسة سيدة النجاة ليست بالبعيدة و تشرد أبناء شعبنا في أرض المعمورة وهاجر ارض الوطن الحبيب المئات من الألاف ولا زال العدوا يتربص لنا ويحاول محينا من الوجود ولازلنا نتقاتل فيما بيننا الأخوة من الكلدان والاشوريين والسريان من أجل التسمية والقومية والطائفية التي يتعرف الجميع بأنها واحدة.  والأسواء من ذلك  لازال سياسيينا خائفين على كراسيهم ولن يتجرأ احد منهم على العمل الجاد في سبيل حل هذا الوضع.

شكرا ً لك مرة اخرى على مداخلتك القيمة وعلى نقدك الذي احترمه وأقدره والرب يكون في عوننا.

اخوك الكلداني الاشوري السرياني
عماد هرمز

52
الأخ العزيز كلدانايا

لايسعي إلا أن اشكرك على مداخلتك القيمة لأنك ساعدتني كثيرا ً

كنت بحاجة إلى تدعيم مقالتي بمثل من المتطرفين الكلدان العميان وها هو أنت تبرز نفسك وتقدم الدليل على طبق من ذهب.

كل الذي اتمناه من الرب هو أن يزيل عصبة التطرف والعنصرية الكلدانية من عينك لتتوضح لك كلماتي وأفكاري وأهدافي من كتابة المقال. كان عليك وعلى أمثالك أن يدرسوا المقال واستيعاب محتواه وما تم طرحه للمجادلة والمناقشة بدل طلب توبيخي والصراخ في وجهي.

شكرا ً لك وأتمنى من الرب أن ينير عقلك عاجلا ً .

اخوك عماد هرمز

53
الكلدان في استراليا والمغترب بين التطرف والموضوعية

تشهد ملبورن في الأونة الأخيرة توجه بعض من أبناءها الكلدان إلى التطرف والتعصب الأعمى للقومية الكلدانية.
ولازال هؤلاء الأشخاص بعيدين عن الواقع الذي يعيشون فيه  متصورين دوما ً بأنهم لازالوا في العراق يحاولون بكل ما أوتوا من قوة للدفاع عن قوميتهم الكلدانية وبشتى الطرق .

فتراهم تارة يهاجمون كل ماهو أشوري أو له صلة بالأشورية وكأن الأشورية دخيلة علينا ، وتارة اخرى تراهم يوجهون بنادقهم إلى كل  كلداني موحد ، من أمثالي، منفتح يؤمن بأن الكلدان الأشور والسريان هم شعب واحد ويأبى الطعن بالأشور أو بالسريان لأنهم اخوتنا فيصفوهم بالمتأشورون ويطالبون من الأخرين بمقاطعتهم. وتصرفهم وفعلهم هذا  ناتج عن تصورهم بأنهم هم الممثلون الأولون والشرعيون للكلدان وتم توكيلهم مهمة حماية والدفاع عن كل ماهو كلداني وعن القومية الكلدانية فتراهم يتخبطون هنا وهناك معصوبي الأعين بالتطرف الكلداني ضاربين كل القيم الأخرى من الشراكة الأنسانية بكل مقوماتها اللغوية والأنتماء الوطني ومبادئ حقوق الفردية للشخص من حرية التعبير عن الرأي في بلد يؤمن بحرية التعبير عن الرأي. ضانين بأن عليهم وحدهم تقع مسؤولية الأستبسال ورفع راية الكلدان عاليا ً في الأفق وبذلك اشبههم بالمتطرفين المسلمين السلفيين الذي يعطون الحق لأنفسهم في ضرب كل ماهو غير مسلم لأن الله وكـّلهم على البشرية للحكم بين الناس وإنزال العقاب.  

ولا اقصد من كتابتي لهذا المقال من الحط من شأنهم أو التقليل في مسعاهم النبيل في الحفاظ على قوميتهم وحقهم في الدفاع عن قوميتهم التي اقدرها واكن الاحترام لها. ويجب على كل شخص الأعتزاز بقوميته واصولهم وجذورهم التي شكلت منه هذا الأنسان الفريد. ولا أقصد الإساءة لأي منهم لأنهم جميعا ً اخوتي وأنا مثلهم كلداني ويفتخر بأنتماءه للكنيسة الكلدانية لكن الفرق الوحيد بيني وبينهم هو أنا أنسان يؤمن بالأممية وبالبشرية والأنسانية التي يجب أن تأتي في المقدمة وأنا أؤمن بوحدة القوميات الثلاثة وعليه أؤمن بالأخوة التي بيننا وهكذا أؤمن بأن الأشوريين والسريان هم أخوتي ولم ولن يوما ما أطعن فيهم أو اقف ضدهم بل أحيّ فيهم أيضا ً افتخارهم ومعزتهم بأنتمائهم القومي الأشوري أو السرياني وأحيّ نضالهم في سبيل شعبهم وقومتهم والشهداء الذين قدموها من أجل هذا الهدف النبيل وفي مقدمتهم مناضلوا الحركة الديمقراطية الأشورية - زوعا. كما افتخر بكل الأحزاب الكلدانية التي تناضل من أجل قوميتهم.  

إلا ان المشكلة الرئيسية في الموضوع هو تخيل هؤلاء المتطرفون من الكلدان بأنهم لازالوا يعيشون في العراق ، في شمال العراق بالتحديد، وأنهم لازالوا في بيئة العراق التي تحتم عليهم رفع اسلحتهم وأقلامهم للدفاع عن كرامة الكلدان وشعبه وأن يكون لهم دور فعال في المجتمع العراقي. وعليه فهم لازالوا لايدركون ، وللاسف،  بأنهم يعيشون في المغترب في بلد يحتوي على مئات القوميات والأديان ، في بلد يحترم القوميات ولكن بنفس الوقت يطالب بالأنصهار في بودقة المجتمع لتكوين مجتمع متسامح يعيش أبناء شعبه بتناغم وبحرية وسلام وأمان واحترام متبادل.  

لازال ، هؤلاء المتطرفون، لايدركون بأن عليهم القول بأنهم استراليون من أصل كلداني أو  على الأقل استراليون كلدان بدلا ً من القول بأنهم كلدان في استراليا ، لأن الوضع يختلف. لانهم لو قالوا بأنهم استراليون من اصل كلداني عليهم التصرف كأستراليين ، وهذا يحتم عليهم احترام الأخرين، من غير الكلدان والعراقيين، المختلفين عنهم في الديانة والقومية والخلفية الثقافية والأراء والمعتقدات والمبادئ.  وبالطبع ومم لاشك فيه بأن بمقدورهم القول بأنهم استراليون يفتخرون ويعتزون بأصلهم الكلداني لأن هذا لا يخالف اسس التعايش السلمي في المجتمع الاسترالي الذي يعيشون فيه وبالعكس سينالون احترام المجتمع الأسترالي.

أما إذا قالوا بأنهم كلدان في استراليا، كما يؤمن هؤولاء المتطرفون من الكلدان، أي واضعين كلدانيتهم في المرتبة الأولى قبل استراليتهم فهذا يدل على خلل في عقولهم وابتعادهم عن الواقع الذي يعيشون فيه وانصحهم بالعودة إلى العراق والعيش فيه للدفاع عن القومية الكلدانية هناك.

أختيار الشخص لأن يكون كلداني يعيش في استراليا ، بدلا ً من استرالي كلداني، سيؤدي في النهاية إلى التعصب الذي يقود إلى تحجم العقول وعمى البصر وله مدلولاته السلبية على أبناء المجتمع الكلداني في استراليا من ناحية قدرتنا على تفهم الواقع الاسترالي ذو التقاليد والعادات الغربية ومحاولتنا نحن الكلدان من اصول شرقية العيش في هذا المجتمع الغربي المخالف في الكثير من النواحي عن المجتمع الذي جئنا منه. عدم تقبل أو استيعاب مفهوم بأننا  استراليون كلدان تجعلنا غير قادرين على تفهم المجتمع الأسترالي ومتطلباته الثقافية والتعليمية والنفسية والتربوية والأجتماعية والسياسية وبالتالي عدم مقدرتنا على التمييز بين ما هو صالح لنغذي به عقول أبناءنا ليكون ناتجنا من الأجيال القادمة قادرة على التأقلم والعيش  في مجتمع غربي مع الأحتفاظ بالجذور الشرقية لأباءهم واجدادهم . وأيضا ً عدم تقبل أو استيعاب هذا المفهوم لن يمكننا من التمييز على كل ماهو طالح لنحاول بقدر الأمكان عزله عن أبناءنا أو تهيئتهم في حالة أن حصل هذا لهم وتعليمهم عن كيفية تجنبه أو التغلب عليه في حالة مواجهتهم له.

وعليه يجب أن لا تكون غايتنا الأساسية والوحيدة هي زرع بذور الكلدانية في أبناءنا فقط والتي سيتم ردمها من قبل المجتمع الأسترالي في حالة لم نتابعها وسيحصل هذا ابتداءا ً بمدارسهم وثم في المجتمع الذي يختلطون به ولكن علينا أيضا ً السعي لإيجاد سبل توفير البيئة الصالحة للأجيال القادمة التي تم زرع فيهم بذرة القومية الكلدانية أو الاشورية أو السريانية لتنمو  فيهم هذه البذرة وبهذا سيتربوا على قيّم اجدادنا الكلدانيين مع الأحتفاظ بأستراليتهم وبالتالي أنتاج جيل يفتخر بكلدانيته واستراليته في آن واحد وبالتالي نكون نحن الكلدان الذي عاش نصف عمره في العراق ويعيش النصف الأخر في استراليا قد ادينا واجبنا في تسهيل الترابط والأنتقال السلس للقيم الكلدانية الاشورية السريانية إلى أبناءنا في بلدان المهجر وبالتالي وصلنا رسالتنا وراية أجدادنا بأمانة للقادمين بعدنا وبكل جدارة.

وباستنادنا على هذا المبدئ  القائم على خلق جيل استرالي كلداني بدلا من كلداني في استراليا نستطيع أن نوجه تفكيرنا وطاقاتنا وإمكانيتنا نحو هذا الهدف المشروع في المحاولة الجادة في  البحث عن برامج من شأنها رفع الوعي القومي للأجيال القادمة من أبناءها عن طريق على سبيل المثال لا الحصر ، انشاء مدارس تعليم اللغة السريانية ، وضع برامج خاصة بالشباب والشبيبة ، بالأضافة والاهم من ذلك تطوير برامج مجتمعية وتثقيفية وترفيهية للأباء والأمهات من شأنها مساعدتهم في تربية جيل من الشباب مثقف وواعي وناجح في هذا البلد ومن خلال هذا النجاح سيتم رفع اسم الكلدان والأشور والسريان عالياً وبالتالي يمكنهم من الأفتخار بأنهم انجبوا أبناء قادرين على المساهمة في بناء المجتمع الأسترالي بشكل إيجابي ومدعاة فخر لكل الكلدان والأشور والسريان بدلاً من زرع بذورالحقد والتعصب القومي الطائفي المتطرف في عقول أبناءها وتربيتهم على كره الأخرين من غير الكلدان الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى اضطرابات نفسية في اجيالنا القادمة واصابتهم بانفصام ( شيزوفرينا) المجتمعي الشخصي عند محاولتهم، أي الشباب، في العيش بحسب قيم التعصب والكره الذي زرعوه آبائهم المتعصبين والمتطرفين في نفوسهم وبين رغبتهم في التعايش كبقية الأستراليين في مجتمعهم الاسترالي الذي ولدوا وترعرعوا فيه والذي يدعوهم إلى التعايش السلمي والمشترك مع بقية مكونات المجتمع الأسترالي بشكل متناغم على أساس مبادئ الحرية والمساواة والتسامح ومبدأ القانون يعلوا فوق كل الأعتبارات التي يسيّير على أساسها المجتمع الأسترالي بكافة فئاته.  

أناشد كل كلداني أو أشوري أو سرياني إلى التفكير بموضوعية و إلى نبذ العنصرية والتطرف القومي ومحاولة أنشاء جيل استرالي من أصل كلداني أشوري سرياني ناجح يرفع رؤسنا عاليا ً بين القوميات الأخرى ليقول لنا المجتمع الاسترالي نعم أن سياستهم في السماح للأخرين من المهاجرين واللاجئين في العيش في بلدانهم كانت صائبة لأنها جلبت معها عقول نيرة وأنجبت هذه الأمم الدخيلة أبناء وضعوا حجرة في صرح التقدم والتطور في هذا البلد ، استراليا، المتألق والمتقدم ويقولون لنا تحية للكلدان والأشور والسريان على ما  أنجبوا من أبناء صالحين وأذكياء وهم بالحق أبناء بابل وأشور الذين مهدوا للحضارة ومخترعي الكتابة والوقت.

عماد هرمز
 مبلورن – استراليا  
26- 09-2012
imadhirmiz@gmail.com
أو زورو الموقع
www.hammurabi.com.au

54
شكرا ً لكل الأخوة والأخوات الذين أكرموني بكلماتهم الجميلة والمشجعة.

أتمنى أن أصل لهذا المنصب لأكون في خدمة جميع السكان القاطنين ضمن حدود بلدية هيوم بكافة أجناسهم وخلفياتهم من الأستراليين ومنهم  أبناء الشعب المسيحي الأسترالي  الجالية الكلدانية الاشورية السريانية العراقية الكرام واتمنى أن أكون في حسن ظن الجميع مدافعا ً في المقدمة عن القيم المسيحية في هذا البلد التي ينعم بالديمقراطية والنعمة التي أنعمها عليهم الرب من السلام والنعمة والتأخي والعيش السليم بين أبناء شعبه هذه القيم والمبادئ كلها مستندة على القيم المسيحية من الحب والتأخي والأنسانية.

ومن بين الأمور الاخرى تحسين الخدمات في بلدية هيوم لجميع سكانها

شكرا ً لكم جيمعا ً وأتمنى أن أمثلكم واكون صوتا ً مخلصا ً وصادقا ً لكل أبناء بلدية هيوم.

أخوكم عماد هرمز



55
أبناء الجالية العراقية الكلدانية الأشورية السريانية الكرام

وخصوصا ً القاطنين في مناطق كريكيبينغ ، روكسبرة بارك ، كامبلفيلد ، ميدوهاييس والمناطق المجاورة في مدينة ملبورن الأسترالية

يسعدني لأعلن لكم عن رغبتي في الترشيح لعضوية مجلس بلدية هيوم - للمقاطعة الأنتخابية أتكن

سأدخل الأنتخابات مرشحا ً عن حزب المسيحيين الأستراليين الذي يدافع عن القيم المسيحية في بلدنا الحبيب استراليا

أناشد كل أبناء شعبنا الكريم أن يساندني في مسعاي هذا راجين من الرب المسيح أن يساعدنا على تحقيق هذا الهدف النبيل ليحقق طموح شعبنا في أن يكون له ممثل في مجلس بلدية هيوم،  ليكون له صوت في السياسة المحلية لهذا البلد.

شكرا ُ لكل الذي صوتوا لي في أنتخابات عام 2008 واتمنى أن يعطوا صوتهم لي في خدمة الرب المسيح الذي أخوض هذه الأنتخابات بأسمه.

اخوكم عماد هرمز

56
الى المناضلين في الحركة الديمقراطية الأشورية زوعا القدماء منهم والحاليين

أهنئكم على مرور 33 عام على ميلاد حركتكم التي برهنت عبر الثلاث والثلاثين عاما ً المنصرمة بأنها عازمة على السير في نهج النظال بشتى اشكاله ، المسلح في زمن الطاغية صدام , والسياسي في وقتنا هذا.

لقد برهنت الحركة الديمقراطية الأشورية بأنها كانت ولازالت الدرع الحصين الذي يحتمي به جزء من  أبناء شعبنا بكل أطيافهم من الأشور والكلدان والسريان بجانب الحركات السياسية الأخرى الكلدانية والسريانية التي اصحبت بعد سقوط الطاغية صدام خيمة يحتمي تحتها أبناء شعبنا.

هنيئا ً لكم على شجرة نضالكم التي روت من دماء الشهداء الأبراء الذين ضحوأ بأغلى مالديهم في سبيل قضية شعبنا من خلال الحركة الديمقراطية الأشورية.

هنيئا ً لكم عيد ميلادكم الثالث والثلاثون ونتمنى لكم كل الموفقية والنجاج في مسعاكم لحماية قوميتنا وأرثنا وحضارتنا وكل أبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري من الهجمات الشرسة التي يتعرض لها بشكل متواصل.

عماد هرمز
ملبورن استراليا

57
إلى الأستاذ الفاضل الياس متي منصور وكل الأخوة الأساتذة الأفاضل الذين من شرارة وبوصة أمل صغيرة منحتها الحكومةلكم وفي غضون سنوات معدودة، استطعتم إيقاد الثورة الثقافية السريانية بكل طاقاتها الكامنة. . تحية لكل السواعد الكلدانية الأشورية السريانية التي حملت شعلة اللغة السريانية بتراثها وثقافتها. لقد كنت جبابرة ومؤهلين وأهلين لحمل هذه المسؤولية.

وبرأي بأنه بالأضافة إلى كونها كانت حركة مراوغة من الحكومة ( كما ذكرت) لضرب اسفين بين الأكراد والناطقين بالسريانية وفك رباط التأخي بينهم لإضعاف الموقف الكردي واستغلال الشعب الكلداني السرياني الاشوري كذراع أما لصد نضال الأكراد لنيل استقلالهم أو ذراع لضربهم وتزامن هذا مع اتفاقية شاه أيران في النهاية وبالتالي لم يعد بحاجة للناطقين بالسريانية.
وأيضا ً بأعتقادي بأنه كان هناك سبب أخر لإخماد الثورة السريانية ، بأعتقادي  ادركت الحكومة بوقت قصير بعد اعطائها هذه الفرصة للناطقين بالسريانية بأن مافعلته الحكومة قد تأتي بنتائج معاكسة على صعيد الثقافة والتراث العربي الأسلامي، حيث ادركت الحكومة  بأن حاملو شعلة الثقافة السريانية فيهم وقودا ً من الحماس والغيرة على لغتهم وتراثهم تكفي لأن تشعل الأرث الثقافي العربي الأسلامي فكان لابد من أخمادها وتصفية عناصرها الملتهبين بالحماس الثوري السرياني.

لقد كفيتم ووفيتم كما يقول أهل البادية وكنت الشرارة التي لم تنطفي ليومنا هذا وكانت الركيزة الأساسية والبصيص الذي منه اوقدت شعلة الثورة السريانية الكلدانية الأشورية التي منحت لأبناءها بسقوط الطاغية صدام ونظامه البعثي.

تحية لكم لقد خلدتم اسمكم في التاريخ على أنكم فرسان الثقافية السريانية التي كانت تعاني من نزعات معادية كبيرة على مر السنينز

عمادهرمز
ملبورن - استراليا.
 

58
هل اصبح عيد اكيتو عيد التفرقة بين الأخوة الكلدان والأشور والسريان في استراليا ؟

وصلت لأبناء الجالية الكلدانية الأشورية السريانية في مدينة ملبورن الاسترالية،  دعوتان للمشاركة في احتفالات عيد اكيتو ، واحدة من الكلدانيين والأخرى من الأشوريين.

وبالطبع هذا مؤلم وحزين لما يعكس من تفرقة وعنصرية فيما يخص عيد اكيتو ووضع أبناء الجالية في موقف محرج.


وبمناسبة عيد أكيتو ؟؟؟

أود أن اهنيء الكلدان بعيد اكيتو – رأس السنة الكلدانية البابلية (ولماذا الكلدانية طالما يؤمن الكلدان بأنهم احفاد البابليين)
وأود أن اهنيء الأشوريين بعيد اكيتو – رأس السنة الأشورية البابلية
وأود أن اهنيء السريان بعيد اكيتو الكلداني الاشوري السرياني – رأس السنة الكلدانية الأشورية السريانية
وأود أن اهنيء كل المسيحيين في العراق بعيد اكيتو – رأس السنة الكلدانية الأشورية السريانية الأرمنية الأرامية السومرية الأكدية البابلية العراقية ( ما بين النهرين سابقا )

وبالطبع سوف لن اقوم بأخضاع موضوع عيد اكيتو للمقاييس والمعايير الدينية المسيحية . فقد يقول قائل متدين متطرف بأنه يجب الأحتفال فقط بعيد رأس السنة الميلادية التي تمثل ولادة ربنا يسوع المسيح له المجد واحتفالنا بعيد أكيتو هو احتفالنا برأس سنة الأصنام والأوثان وهذا مخالف للدين المسيحي وعلينا عدم الأحتفال به.

وبالطبع الجواب على هكذا طرح هو أن الكلدان والأشوريين والسريان عند احتفالهم بعيد أكيتو هم يحتفلون بحضارتهم العريقة ،بتاريخ أجدادهم الحافل بالأنجازات ويفتخرون بأن حضارتهم كانت مهد الحضارات التي تمتد جذورها لألأف السنين في الماضي العتيق. وعليه أتصور بأن على كل العراقيين وليس فقط الكلدان والأشوريون والسريان، الأحتفال بهذا اليوم التاريخي الذي هو احتفال بالماضي العريق لأرض ما بين النهرين (العراق حاليا ).

ولكن وللأسف ، كل ما نشهده الأن في استراليا وعلى مدى عدة سنين ، هو تحول عيد اكيتو إلى عيد التفرقة الكلدانية الأشورية السريانية. فكل طرف ينسب العيد أو اكيتو إلى نفسه وعليه يطلق التسمية التي تلائمه. ولهذا نرى وللأسف تجلي هذا التعصب والتفرقة العنصرية بشكل واضح كسطوع الشمس في سماء صافية ، في هذا اليوم الذي من المفروض أن يجمعنا كلنا لنحتفل بتاريخ البابليين والأشوريين والسريان ، الذين مهدوا الحضارة في العالم لغيرهم من البشر لغاية يومنا هذا.

ولا أفهم من أين يأتي هؤلاء المتعصبين من الكلدان والأشوريين بهذه الثقة في النفس بأن يعتقدوا بأن عيد أكيتو، رغم توغله في التاريخ على مدى ألالاف السنين،  هو عيدهم فقط فهو أما رأس السنة الأشورية أو رأس السنة  الكلدانية.

وبأعتقادي بأن لا للكلدان ولا للأشوريين لديهم الدليل القاطع بأن أكيتو كان عيد راس السنة الأشورية أو الكلدانية وعليه يجب أن يتفق الطرفان أو الأطراف ( في حالة السريان) بأن أكيتو هو عيد  الأتحاد للأفتخار بتاريخنا المتوغل في القدم ، عيد الأحتفال بأمجاد اجدادنا من الكلدان والأشور والسريان والأرمن ، بعيد مهد الحضارات التي نبعت من  أرض الرافدين وبين النهرين ، عيدنا جميعا ً لأننا نؤمن بأننا اخوة نتقاسم نفس التاريخ واللغة والموطن التي تعتبر الدليل القاطع الوحيد الذي نعيشه ليومنا هذا على وحدتنا واخوتنا. ( الرجاء عدم المحاولة في برهنة العكس).

ومن هذا المنطلق (من عدم وجود دليل قاطع بأن اكيتو كان سنة بابلية كلدانية أو أشورية ) احب أن اقترح تطبيق القانون الذي ينص على إعطاء الشخص أو الشي  the Benefit of the Doubt أي استغلال الشك لصالح الشخص. بمعنى أخر في حالة وجود تهمة معينة على شخص فأنه حالما تثير الشكوك حول تلك التهمة يمنح القاضي الشخص فائدة الشك في التهمة وبالتالي الغاءها. لذلك اطالب كل الأشور والكلدان والسريان بالاستفادة من الشك حول ما إذا كان اكيتو هو الأحتفال برأس السنة البابلية الكلدانية أوالأشورية والقبول بأن اكيتو ( فقط اكيتو ، خال من الملحقات اللغوية والعنصرية والتعصبية) ، هو رأس السنة للجميع من الكلدان والسريان والأشور وفيه يجري احتفال عام شعبي على شاكلة الأحتفال بعيد نوروز الكردي.   

لنجعل يا أخوتي الكلدان والأشور والسريان من عيد اكيتو عيد نوروزنا ولنفتخر جميعا ً بأننا احفاد البابليين والأشوريين والكلدانيين والأكديين والسومريين والأراميين،  أبناء الحضارات العريقة.

واطالب الحكومة العراقية بالأعتراف بهذا العيد وجعله عيد قومي يحتفل به كل العراقيين ، أبناء وادي الرافدين.

تحيتي لكل القائمين على هذا الأحتفال واتمنى للجميع عيد اكيتو سعيد وكل عام والجميع بالف بخير.

عماد هرمز
27-03-2012

59
أعتماد اسم دين بدل طائفة هي قمة الطائفية ومهزلة من قبل لجنة الأوقاف العراقية

في البدء أود أن أهنئ لجنة الأوقاف في مجلس النواب العراقي على انجازهم الرائع باعتماد اسم دين بدل طائفة في القانون الجديد المعدل الخاص بأوقاف المسيحيين والأيزديين والصابئة المندائيين. ونعم احيي ذكاء السيد شريف سليمان ولجنته التي تضع اللمسات الأخيرة على القانون،  عندما وضح وأضاف بالقول "سيتم إلغاء كلمة طائفة منه، وستحل محلها كلمة ديانة، لان هذه الأديان الثلاثة ليست طائفة من دين آخر، بل هي أديان بحد ذاتها".

واشكرهم على تفهمهم لما يعانيه المواطنين العراقيين من الأديان غير المسلمة   من اجحاف في حقوقهم  بسبب القانون الطائفي الحالي الذي وضعته حكومة بريمر آبان الأحتلال الأمريكي حينما ذكر السيد شريف سليمان "هناك سعي من قبلنا لإلغاء أي ظلم أو تهميش أو إجحاف لحق أي من أبناء الديانات الثلاثة بسبب تأسيس هذا الوقف أيام الحاكم المدني بول بريمر".

لكن سؤالي للسيد شريف سليمان هو :
ياترى كيف اكتشف السيد شريف سليمان وزملائه معنى الطائفية؟ هل كانت محض صدفة،  وفي اي معجم وجدوا معنى كلمة طائفة وبالتالي انتباههم الأن بأن كلمة الطائفة تعني شريحة من دين وليس دين مختلف وعليه يجب تعديل القانون.

يا لسخرية القدر

في الوقت الذي يتبنى العالم العولمة...
وفي الوقت التي تقوم فيه القارات ببناء الجسور والأنفاق لتسهيل عبور الشعوب من قارة إلى اخرى...
وفي الوقت التي تحاول فيها البلدان طمر الحدود بين البلدان المجاورة...
وفي الوقت التي تحاول فيه الشعوب طمر القوميات والأديان بين أبناء شعبها ورفع علم الوحدة الوطنية...

لازال القادة العراقيين الطائفيين العنصريين يحاولون بكل الطرق تثبيت الطائفية في العراق بتوفير الحماية والغطاء القانوني لها بقدر المستطاع ولحفظ ماء الوجه ولتمويه المجتمع العراقي والدولي يراوغون بشتى الأساليب حول هذا الموضوع فنراهم بين الحين والأخر يجرون عمليات تجميلية للبرهنة بأن العراق يتغير ويتجه نحو الأنفتاح الكاذب والمخادع  وهذا كله مجرد تغيير للباس الظاهري للطائفية المهتري بلباس من نوع أخر.

وبدلا ً من إلغاء القانون الطائفي ،  قانون أوقاف المسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين والوقف الشيعي والوقف السني الغير منصف والعنصري والطائفي ، بأعتراف القائمين على اعداده حيث ذكروا "هناك سعي من قبلنا لإلغاء أي ظلم أو تهميش أو إجحاف لحق أي من أبناء الديانات الثلاثة بسبب تأسيس هذا الوقف أيام الحاكم المدني بول بريمر".  وبث الروح الوطنية والمساواة والعدالة المستندة على المواطنية العراقية، كل الذي يحاول ويرغب به السيد شريف سليمان ولجنته هو تجميل الطائفية العراقية بحلة الدين كطريقة للتغلب على الطائفية.

ورغم أن تسمية الدين ستخفف من قرع طبول الطائفية لكنه في نفس الوقت سيدخل العراق والعراقيين في نفق الصراع الديني ( الطائفي سابقا ً ) المظلم وسينتج عنه الصراع الطائفي والأهلي بين المواطنين العراقيين على اسس دينية واحتمال اندلاع حرب أهلية بين أبناء الشعب الواحد ( كما حصل في لبنان)  كلا ً يدافع عن دينه ( طائفته سابقاً).

وتتضمن المواد والعمليات التجميلية التي تحاول الأن لجنة الأقاف في مجلس النواب العراقي القيام بها على وجه العراق المتجاعد طائفيا ً ودينيا ً أبتداءا ً بعملية إعتماد الدين بدل الطائفة... ( قانون العنصرية الطائفية الدينية) بحسب السيد سليمان هي مايلي :

o   "وفقا للقانون الجديد سيتم إعادة هيكلة إدارة الوقف، وسيتم إنصاف الأديان الثلاثة من ناحية توزيع الميزانية المخصصة لهذا الوقف وحسب نسبة المحرومية والكثافة السكانية". ؟>>>>>>> يا للعدالة الإجتماعية في  العراق  !!!

o   "نحن لا يهمنا من سيشغل إدارة هذا الوقف، بل سنحرص على ان يكون جديرا به ونزيها وعادلا"، مضيفا أن "هناك ثلاثة مقترحات حول رئيس الوقف، الأول ان يكون هناك رئيس ونائبيه، والثاني هو استحداث هيئة للرئاسة، والثالث ان يكون هناك مناوبة في تولي رئاسة الديوان بين الأديان الثلاثة". ؟ >>>>>>يا لتكافوء الفرص في العراق !!!

o   "من حق الايزيدية ان يشغلوا منصب رئيس الوقف، باعتبارهم الديانة الثانية في العراق، بعد تناقص عدد المسيحيين بسبب هجرتهم إلى خارج البلاد". ؟ >>>>>>>ياللمساواة في العراق !!!

o   "كل الآراء قابلة للنقاش وقد لا تلقى القبول لدى مجلس النواب، ونتمنى في الأيام المقبلة ان يتم الاتفاق على الرأي الأصح والأصلح من اجل توزيع العدالة على كل الأطراف". ؟ >>>>>>يالحرية التعبير في العراق ؟

o   وللأقليات الدينية 14 نائبا في مجلس النواب العراقي، سبعة من الايزيدية (ستة منهم ضمن قائمة التحالف الكردستاني، والآخر ضمن الكوتة) وخمسة من المسيحيين، ونائب عن الصابئة المندائيين، ونائب عن المكون الشبكي.؟ >>>>>> يالحرية التمثيل النيابي في العراق!!!

 يا للخزي والعار ... على وضع قانون يصنف أبناء الشعب الواحد إلى مقومات وخانات دينية ( طائفية سابقا ً) مقسمة بحسب عددهم أو أنتمائهم  الديني،  وتوضع لهم حدود في ماهم مؤهلون له من حقوق وتفرض عليهم واجبات خاصة بهم . وتحديد حريتهم في العيش فقط في مناطق تواجدهم لأن لهم تمثيل فيها وهذا ضمانهم الوحيد.  

هذا القانون هو مناقض للدستور العراقي ، ولكل الدساتير الدولية  الديمقراطية،  الذي من المفروض أن يكفل حقوق ومصالح كل عراقي بغض النظر عن دينه وقوميته وانتماءه السياسي .

هذا القانون ماهو إلا اعتراف كامل بعدم التزام الساسة العراقيين بالدستور العراقي وبالتالي يعكس عدم فاعلية الدستور العراقي في حماية أبناءه العراقيين من غير المسلمين وعليه وصل الساسة المتطرفون إلى قناعة من أنه لابد من دعمه ( الدستور) بقانون شبه إضافي ليكفل بحماية كل عراقي ( نعم عراقي ) من دين غير الأسلام. وكأن المسحيين واليزيديين والمندائيين الصابئة غير مشموليين بقوانين واحكام الدستور العراقي؟؟؟!!!!.

وعليه السؤال الذي يطرح نفسه هو ، ما فائدة الدستور الذي يناقض وجوده ؟  ما فائدة دستور غير فعال مرصوف على رفوف المكتبة الوطنية أو مكتبة البرلمان العراقي؟ هل وضع الدستور للعمل به أم للأفتخار بوجوده؟ ما فائدة وضع دستور لدولة كاملة لا ينفع إلا لمجموعة أو شريحة أو قسم أو قومية أو طائفة أو دين معين واستثناء الأخرين. هذا دستور ناقص وطائفي وشوفيني قومي وبالخط العريض لم يعد الدستور العراقي دستورا ً رسميا ً لدولة العراق على الأطلاق.

وكلمتي الأخيرة  لأعضاء لجنة الأوقاف في مجلس النواب العراقي ، انكم وكما تعلمون بأن هذا القانون وضعه الأمريكان آبان احتلالهم للعراق لخدمة مصالحهم عن طريق تقسيم العراق طائفيا ً ( وليس فقط دينيا ً،  لخلق شرخ اعمق من ما يولده الدين  ليشمل التفرقة بين الدين والواحد ، السنة والشيعة ) لتسهيل بقاءهم في العراق وسيطرتهم عليه عاملين بمبدأ فرق تسد فلماذا تصرون على الإبقاء عليه وتجميله ألا يدل ذلك على أنكم موافقون أو وافقتم علي وضعه في ايام بريمر فلماذا نلوم الأمريكان على وضعه في الوقت الذي في أيدينا وضعناه ونحميه. الأمريكان رحلوا عن العراق أليس الأجدر أن نلغي القانون الذي وضعوه لتفرقتنا؟ القرار بأيدينا الأن فلماذا هذا التأجيل والتجميل ألم يحن الوقت لنكون نزيهين وصريحين مع أنفسنا لنعترف بأن الساسة في العراق طائفيون وعنصريون وأن تغير اسم القانون والوقف  مثل تغيير غلاف الكتاب سوف لن يغير من محتواه.  

كنت آمل أن اسمع خبر إلغاء هذا القانون وتفكيك لجنة الأوقاف وقانون الأوقاف وكل ما يتعلق بالأوقاف مستندين على مبدأ المساواة بين أبناء الشعب العراقي الواحد الذي يكفل دستور العراق حقوقهم بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية والدينية والقومية. وإزاحة الحواجز التي تفرق أبناء شعبه التي تجعل من الجميع ضحية العدوان والتدخل الخارجي الذي يسرح ويمرح في ربوع العراق الحبيب.

الم يحن الوقت لنبذ الطائفية في العراق بكل اشكالها ومعانيها ومقوماتها نهائيا ً وقلعها من جذورها ورميها في نهري دجلة والفرات ليجرفوه خارج العراق  ويصبوا به في قاع المحيط المظلم.  

كفانا تلاعبا ً بالألفاظ ولنعمل جديا ً على نبذ الطائفية .

نحن مسيحيوا العراق لانريد لا أوقاف ولا غيرها، مطلبنا هو معاملتنا كمواطنين عراقيين اسوتا ً ببقية العراقيين من المسلمين والأكراد نحتمي بمظلة الدستور العراقي الذي يجب أن يعمل الكل على تفعيله وتطبيقه بحذافيره بعد أن يتم  تجذيبه من كل ماهو طائفي وعنصري وديني.

نحن مسيحيوا العراق نضع ارض وطننا العراق قبل كل شئ لأنه  ارض الحضارات وارض ابائنا وأجدادنا البابليون والكلدان والأشوريون والسومريون والسريان والأرمن وأرض اخواننا من العرب والإيزيدية والأكراد الذين عشنا معهم بسلام ومودة وتأخي لقرون عديدة.

نتمنى أن لا تقلعونا من جذورنا.

عماد هرمز
1-3-2012

60
عسى أن يتعلم السيد يونادم كنا وبقية قادتنا من أعضاء البرلمان الأسترالي.


تشهد الساحة السياسية الأسترالية  يوم الأثنين المصادف 27 شباط 2012 ، صراعا ً سلميا ً ديمقراطيا ًعلى السلطة والقيادة السياسية  المتمثلة بمركز رئيس الوزراء.

أدرك بعض نواب البرلمان الفدراليين لحزب العمال الأسترالي، احد القطبين السياسيين الرئيسيين في استراليا، وبحسب استطلاعات الرأي الشعبي التي تقام بين فترة وأخرى من قبل المؤسسات الإعلامية الاسترالية،  بأن حزبهم قد يخسر السلطة في الانتخابات القادمة لصالح حزب الأحرار. وهذا التدني في شعبية حزب العمال هو نتيجة افتقار رئيسة الوزراء الحالية جوليا كيلارد إلى السياسات الحكيمة  وبالتالي أدى ذلك إلى انخفاض في شعبيتها وضعف شعبية حزب العمال عند المواطن الاسترالي الذي بات يفضل وصول الأحرار إلى السلطة بدلا ً من حزب العمال. وعليه عدم حصول حزب العمال على الشعبية اللازمة في الانتخابات القادمة سيؤدي إلى  عدم تمكنهم من الحصول على اعلى عدد من الأصوات تؤهلهم للبقاء في السلطة.

وأثر هذا الهبوط في شعبية حزب العمال وقلة عدد المواطنين الذين سينتخبونهم، منح بعض البرلمانيين الضوء الأخضر لمن يريد منافسة رئيسة الوزراء الحالية جوليا كيلارد على منصب رئيس الوزراء. آملين في بروز شخصيات سياسية قديرة وكفؤة تمكنهم من تحسين صورة حزب العمال عند المواطن الأسترالي الذي هو الآمر والناهي في موضوع من يصعد إلى السلطة ويحكمه.

والطريقة التي من خلالها يتم انتخاب رئيس لحزب العمال في البرلمان الأسترالي هو بإجراء انتخابات بين أعضاء وفقط لأعضاء مجلس النواب العماليين في مجلس النواب الأسترالي وما يسمى بالكوكس. ومن يحصل على اعلى نسبة من الأصوات من زملائه النواب يكون هو الفائز بمنصب أما رئيس الوزراء إذا كان في السلطة أو منصب رئيس المعارضة في البرلمان في حالة أن يكونوا في حكومة الظل.  
 
ومنح بعض النواب العماليين الأستراليين ثقتهم  ليشغل مركز رئيس الوزراء إلى رئيس الوزراء الأسبق كيفن راد الذي تم أزاحته عن منصبه بانقلاب سياسي من قبل رئيسة الوزراء الحالية جوليا كيلارد التي تحاول غلبة غريمها السابق الذي طعنته في الظهر ونالت هذا المركز وبدعم ومساندة بقية اعضاء البرلمان الذين دعموها لظنهم بأن بقاء كيفن راد كان سيقودهم إلى خسارة الحكومة والتي برهنت الأيام على عدم دقة حساباتهم ويعيد التاريخ نفسه حيث يقف البعض منهم ضد رئيسة الوزراء الحالي لنفس السبب ، ظنا ً منهم بأن بقائها سيؤدي بهم إلى خسارة حزبهم في الأنتخابات القادمة.  

ويم الأثنين سيقرر أعضاء البرلمان لحزب العمال الاسترالي في مستقبل رئيسة الوزراء الحالية التي لم تعد تحقق أهداف حزبهم المنشودة ونظرا ً لكون الحزب ومصلحته هي فوق كل الاعتبارات فهم لا يأبهون بأن الشخص الذين ينتفضون ضده هو في مركز رئيس الوزراء أو الرئيس أو غيره من المناصب.

والأصعب في الأمر هو أن المتنافسان لا يتنافسان على مقعد برلماني في مقاطعة أنتخابية معينة بل على منصب رئيس الوزراء وبالطبع هذه هي قمة الديمقراطية التي يجب أن تطبق على كل الاصعدة وليس صعيد واحد أي أثناء الانتخابات فقط.

أما في العراق.......

وما نشاهده في احزابنا الكلدانية والأشورية وحتى العراقية هذه الأيام من احتفاظ شخص واحد بقيادة الحزب إلى دهر غير مسمى رغم ضعف قابلية ذلك الشخص من ناحية إدارة الأمور السياسية واخطاءه السياسية الجسيمة التي يتحمل اعباءها وكوارثها ذلك الحزب، وسكوت بقية اعضاء الحزب على ذلك مضضا ً خوفا على كراسيهم وامتيازاتهم. وأنا برأي ممكن أن أسميها "دكتاتورية قيادة الحزب" .
 
فنرى على سبيل المثال السيد يونادم كنا رئيس الحركة الديمقراطية الأشورية – زوعا المحترم  يحتكر قيادة الحزب لسنين عديدة وكانه يقول (كمال يقول بقية الدكتاتوريين) بأنه هو الأنسب لكل الأوقات والأزمان ولن يكون اصلح منه في إدارة هذا الحزب أو الحركة وأنه الأكثر خبرة وحنكة سياسية من بقية اعضاء الحزب. وهنا نضع علامة تعجب واستفهام.

ومن يقرأ ما جاء في ما كتبه السيد أبلحد أفرام في موضوع  بعنوان : على ضوء الحوار التلفزيوني بين د. نوري منصور والسيد يونادم كنا ، المنشور على موقع كلدايا نت بتاريخ 9 شباط 20120 ( بحسب الرابط أدناه)  http://kaldaya.net/2012/Articles/02/21_Feb09_AblahadAfram.html.

يتضح بأن الأحزاب الكلدانية وحتى الأشورية منها لا تؤيد على أقل تقدير تصرفات وسلوك يونادم كنا المعادي للأحزاب الكلدانية وحتى الأشورية وهذا معناه بأن السيد يونادم كنا قد خسر شعبيته بين الأوساط السياسية الكلدانية الأشورية لأنه  قد قام بأخطاء سياسية جسيمة ضد شعبه الأشوري أولا ً وضد الكلدان ثانيا ً ومع ذلك لازال لحد الأن هو القائد لهذه الحركة . ( ولم يصدر من السيد يونادم كنا ولا من مكتبه أي رد تفصيلي ( فقط رد عام ينفي به ما جاء في مقالة السيد أبلحد أفرام ) ولا أعتقد بأن السيد ابلحد أفرام يلفق التهم ضد السيد يونادم كنا وحتى وأن كان هناك مبالغة فهذا الأتهام لا يعني إلا عدم ثقة حزبه الكلداني بشخصية وسياسة السيد يونادم كنا.  

ونستخلص أيضا ً من ما جاء في مقالة السيد أبلحد أفرام في موقع كلدايا نت ، بأنه طالما السيد يونادم كنا في السلطة سوف لن يأتي اليوم الذي نرى فيه تحقيق ما يطمح به كل مسيحي في العراق في حصول تكاتف وتلاحم بين أبناءه. وأن تكون القوى السياسية  الكلدانية متحدة مع القوى السياسية الأشورية والسريانية لتشكيل جبهة موحدة تدافع عن القضايا المصيرية المشتركة التي تهم كل مسيحيي العراق.

وباعتقادي بأن السيد يونادم كنا على معرفة وإطلاع  بأن الكثير من الأحزاب الكلدانية لا تؤيده بل حتى تعاديه بسبب ما يقوم ضده ، وعليه بقاءه في قيادة الحركة ما هو إلا الأنانية ووضع المصالح الشخصية فوق كل الاعتبارات ( السياسية والقومية والدينية ) من ضمنها مبدأ بأنه المدافع الأكثر أخلاصا ًعن حقوق الكلدان والأشور والسريان في العراق التي باتت القوى الكلدانية السياسية لا تصدقها فكيف بأن تؤمن بها.

وما يقوم به السيد يونادم كنا هو كتصرف دكتاتور هاملا ً العقول والطاقات الجديدة الشابة أو القديمة المخضرمة  في حزبه  التي قد تكون أفضل منه واكثرا تفتحا ً مع الأحزاب السياسية الكلدانية  واحبا ً منه من الشعب الكلداني وبالتالي فأن تلك الشخصيات التي قد يصل واحد منها إلى قيادة حركة زوعا ويكون قائد جديد قد يحصل على تعاون أفضل من القيادات الكلدانية والسريانية والأشورية من أجل الدفاع عن قضيتنا ، قضية مسيحي العراق بكل قومياتهم وانتماءاتهم،  الذين يتعرضون لأبشع الهجمات ضد وجودهم القومي والديني وهي قضية كل الشعب المسيحي في العراق وليست قضية أي حزب سواء كان كلداني أو أشوري أو سرياني أو أرمني وعليه هي قضية مشتركة.

فباعتقادي ، طالما السيد يونادم كنا يقود الحزب الديمقراطي الأشوري – زوعا ، فلن يتكاتف الكلدان مع الأشور والخاسر الوحيد من هذا هو الشعب الكلداني الأشوري السرياني المسيحي.

ولو كنت عضوا في الحزب الديمقراطي الأشوري – زوعا ، لشاورت بقية الأعضاء في هذا الأمر وبعد الحصول على من يشارك نفس الرأي لكنت قمت بما قام به اعضاء البرلمان الفدرالي الأسترالي وطلبت من  السيد يونادم كنا ، كما فعل أعضاء حزب العمال الأسترالي ضد رئيسة وزرائهم ، بأن يتخلى عن منصبه أو على الأقل أن يتنحى عن منصبه وفتح باب المنافسة على منصبه الحالي ( وبإمكانه الترشيح بنفسه إذا رغب ) وبالتالي فسح المجال لمن يرى في نفسه بأنه يمكن أن يشكل حلقة تفاهم ووصل بين القيادات السياسية المسيحية من الكلدان والأشور والسريان ويكون هذا القائد الجديد رئيسا ً للحركة الديمقراطية الأشورية وبالتالي عضوا ً في البرلمان العراقي الفدرالي ويكون ممثلا ً عن الأشوريين والكلدان والسريان أو مسيحي العراق بالأجمع.

تعلموا يا قادتنا ، من غيركم ، ضعوا قضية ومصلحة شعبنا ، الشعب المسيحي العراقي في المقام الأول ، قبل طموحاتكم الشخصية ومناصبكم لأنه لن يسامحكم التاريخ والشعب على ما تفعلوه  من بلبلة وانشقاق في صفوف الأحزاب السياسية التي يستفاد منها غيركم ويتربعوا على عروشهم سارقين خيرات العراق.

أطالب من هذا المنبر برحيل أو تنحي السيد يونادم كنا من قيادة الحركة الديمقراطية الأشورية وإذ أمكن وفي حالة الضرورة حصول تغيير في قيادات القوى والاحزاب الكلدانية ، نعم الكلدانية أيضا ً وبقية الأحزاب الأشورية والسريانية والأرمنية والمسيحية بشكل عام لإفساح المجال للمنفتحين والصادقين والمضحين في سبيل قضية شعبنا المسيحي بكل انتماءاته.

أفسحوا يا قادتنا مجالا ً لغيركم فقد يكونوا افضل منكم وقد يفعلوا ما لم تستطيعوا فعله.

وعلى من لا يرغب بعمل ذلك عليه أن يقبل بأن يـُطلق عليه صفة دكتاتور الحزب.

تعملوا من استراليا ، البلد الديمقراطي المنفتح والمتسامح الذي يضم بلده الألاف من القوميات والمئات من الأديان التي تعيش بمحبة وتسامح وانسجام وكلهم يعيشون تحت خيمة وراية القانون والدستور الأسترالي العادل وكفانا فنحن فقط ثلاث شرائح من قومية واحدة وانظروا ماذا نفعل بعضنا بالبعض اخجلوا من مواقفكم.

أطالب بإقامة استطلاع جماهيري في العراق لأبناء شعبنا الكلداني الأشوري السرياني حول قيادات الأحزاب السياسية الحالية ومنح الشعب حرية أختيار من يمثله في البرلمان والميادين السياسية.

عماد هرمز
ملبورن ـ استراليا
 26-02-2012

61
هل الدكتاتورية المدنية أفضل من الديمقراطية الطائفية ؟

دراسة تحليلية

في ظل احداث الثورات الجماهيرية  في البلدان العربية أو بما يسمى بالربيع العربي الذي بداءه العراقيون وبدعم ومساندة الأمريكان وحلف ناتو وما توالى ونتج عنه من عدم وضوح في الهيكلية السياسية واختلاط في المفاهيم السياسية وانعدام الرؤية الواضحة من حيث تحديد الخطوط الحدودية الفاصلة بين السياسة والدين، والتي ادت إلى صعود التيارات الدينية المتطرفة واحتلالها لمقاعد البرلمانات العربية في سعي ومحاولة منها  في تطبيق الشريعة الدينية الاسلامية لأغراض سياسية بحتة والتصميم على السير في هذا النهج من خلال تثبيت مادة أو قانون في دستور ذلك البلد تتماشى مع طموحاتهم، فنرى على سبيل المثال في الدستور العراقي فقرة قانونية تنص على "أن يكون الدين الإسلامي المصدر الرئيسي للتشريع" ومادة اخرى تنفي كل ما هو يتعارض مع هذه المادة مما يتطلب وقبل كل جلسة برلمان يجب على كل سياسي أن يرجع إلى المرجعية الدينية التي ينتمي إليها ويتأكد قبل تضييع وقت البرلمان من أن مقترحه أو مسودة القانون لا تتعارض مع هذه المادة القانونية. وبالطبع كل هذا حصل بسبب قلة معرفة وخبرة الشعوب المتحررة في المفاهيم والممارسات الديموقراطية نتيجة الافتقار إلى ممارسة مثل هكذا نشاطات بسبب الأحكام الدكتاتورية التي حكمتها لعقود طويلة.

كل هذا ادى إلى تخبط بين السياسة والدين و أنتهى الأمر إلى خلاصة واضحة وهي محاولة تطبيق مبدء مزج الدين بالسياسة في الحكم وإدارة البلد. وهذا ما حصل في العراق ومصر وغيرها من البلدان الأخرى. ويجب أن لاننكر بوجود قوى اسلامية متشددة واخرى متطرفة. فالقوى الأسلامية المتطرفة اعلنت وبكل صراحة بأن الدين الأسلامي في شريعته هو الحاكم والناهي في البلد وهو الدستور الذي يجب أن يدار به البلد. بينما تحاول القوى الاسلامية الأقل تشدداً في ترضية الشارع بفرعيه المدني والديني وبالتالي محاولة مزج الدين في السياسة وتطبيق ما يسمى بديمقراطية المسلم المتشدد رغم علم تلك القوى في دواخلها بأن الدين الأسلامي أوالشريعة الأسلامية لا تلتقي مع الحكم المدني في أي منعطف سواء كان سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي وبالتالي لجؤها إلى خلق نظام ديمقراطي طائفي (خطأ متصورين بأن التعددية معناها الديمقراطية) مبني على التعددية الطائفية المتميز بالتحصص الطائفي والديني.

وبعد تجربة هذا النظام الغريب الأطوار، الديمقراطية الطائفية، وما نتج عنها من بلبلة وعدم استقرار وتراوح البلد في محله ، بدأ المفكرون والمثقفون في البلدان المحررة حديثا ً، بطرح سؤال غريب لم يخطر على بال أحد منهم بأنه يوما ً ما سيتم طرحه،  وهذا السؤال هو : هل الدكتاتورية افضل من الديمقراطية؟ أو هل الدكتاتورية المدنية أفضل من الديمقراطية الطائفية؟ بالطبع مستنتجين بأن الحكم الدكتاتوري لايميز بين الأديان لكونه لايحترم حقوق الأنسان اطلاقا ً وعليه لايأبه بأن المضطهد يكون مسلم أو مسيحي أو غير قومية. وبالطبع لو تم طرح هكذا سؤال في السابق لكانت الإجابة بـ "لا " ولهذا توجهت الشعوب إلى إحداث الثورات والتخلص من انظمتها القمعية.

وسبب سلوك هذا النهج القيادي في مزج الدين بالسياسة قد يتمكن الشخص من فهمه لأنه تم النظر فيه ودراسته من الناحية النظرية فقط. حيث لم تتح لهذه الأحزاب المعارضة الضعيفة والمهزولة والمتشتتة والمُطاردة من قبل السلطة الدكتاتورية في الداخل والخارج لذلك البلد نهائيا ً فرصة ممارسة وتطبيق مفاهيمها السياسية وخبرتها على أرض الواقع. ، فقد كان نضال الأحزاب السياسية بطرق مختلفة أيام الحكم الدكتاتوري،  ناضلت فئة منها عسكريا ً والاخرى سياسيا ً من موقعها المعارض أما في داخل البلد ( على شكل أحزاب وتكتلات سياسية سرية ) أو في خارج البلد عندما احتضنت الدول الأخرى للأصوات المعارضة وعليه أو عن طريق الكفاح المسلح كما حصل مع الأحزاب السياسية في شمال العراق. وعندما قـُدمت لها السلطة عل طبق من ذهب بعد انهيار النظم الدكتاتورية ، تعثرت تلك الأحزاب وظهرت ممارسات غريبة مبهمة توقعها الكثير لاحتياج تلك الأحزاب إلى وقت لترتيب نفسها وتنظيم صفوفها ولم شملها في حزب سياسي حقيقي يتحمل مسؤولية وعب قيادة أو مشاركة القيادة في ذلك البلد. ولكن عندما جد الجد وصعدت القوى المعارضة إلى دفة القيادة واستملت زمام الحكم ، تغيرت النظرة الحالمة والمثالية والنضال عن طريق رفع الشعارات إلى النظرة الواقعية وتحمل مسؤولية إدارة بلد وتوفير المعيشة لأبناء ذلك البلد.

ولكن في بعض الدول ذات الأغلبية الاسلامية التي هيمن عليها الأحزاب والكتل السياسية المتطرفة، حتى وبعد تقريبا ً مضي عقد من الزمان في السلطة، في العراق مثلاً، لم تطور الأحزاب التي تولت قيادة ذلك البلد أو قاسمت الحزب الحاكم في السلطة نفسها ولم تتعلم بأن السياسة والدين لا يلتقيان لكون الأول مبني على الأساليب السياسية المراوغة لنيل السلطة والقوة والأخرى دينية مثالية تحكمها قيود اخلاقية. واستمرت تلك الاحزاب المتطرفة في الخلط بين الدين والسياسة وبالتالي انتهى بها الأمر إلى فرض الدين على السياسة.

وبسبب فرض الدين على السياسة لاحت في الأفق بوادر نشوء أنظمة مشوهة قادرة فقط على تلبية احتياجات الشعب الدينية ولكن الدين ليس كل شيء في حياة المواطن فهو بحاجة إلى عمل الذي من خلاله يستطيع توفير حياة كريمة له ولأبنائه. والأهم من هذا هو فقدان السيطرة على الأمن وعدم إمكانية توفير الاستقرار للبلد وانتشار الفوضى والمليشيات المسلحة وهذا بالتالي أدى إلى خلق أزمات سياسية واجتماعية في ذلك البلد وبالتالي زعزعة ثقة الشعب بتلك القوى الحاكمة الجديدة التي لطالما رفعت شعارات النزاهة والمساواة والعدل والكرامة لأبناء الشعب وغير من الشعارات.  

وبسبب زعزعة ثقة الشعوب بالقوى المعارضة التي تولت زمام إدارة شؤون البلاد وانعدام الأمان والاستقرار وتفشي الفساد ونشوء الأزمات الاجتماعية من ناحية عدم امكانية توفير العمل للمواطنين وتوفير الضمان الاجتماعي لغير القادرين على العمل وعدم المقدرة على إدارة شؤون البلد الاقتصادية والسياسية. والأهم التغاضي بل السماح للتدخل المستمر من قبل دول الجوار وغيرها من الدول في سياسة ذلك البلد الذي يعتبر في وجهة نظر الدول المجاوة وفي الميدان السياسي مجرد حجرة شطرنج في رقعة الشطرنج تحركها القوى الخارجية كيفما تشاء. لم يمكن أمام الشعوب العربية التي تحررت حديثاً إلا أن تطرح سؤال غريب  بعض الشيء ولايمكن طرحه في دول اخرى غير عربية، لتوفر البيئة المناسبة والعناصر والمكونات لمثل هكذا نظام في الدول العرابية. السؤال الذي تطرحه الشعوب المتحررة التي انتهى الأمر بأن تدير دفة حكم بلدانها قيادات من احزاب سياسية دينية متطرفة ، هو "هل الديمقراطية الحالية التي هي ديمقراطية طائفية افضل من الدكتاتورية المدنية التي ناضلت وثارت من أجل التخلص منها ؟" ، أو بطريقة مباشرة هل كانوا يعيشون بشكل افضل تحت ظل النظم الدكتاتورية المدنية للحكام الذي حكموهم والذين تم اطاحتهم والتخلص منهم حديثا ُ أم هم في احسن حال في ظل الديمقراطية (الأسلامية الطائفية) ؟ ( من ناحية  توفير الأمن والاستقرار ولقمة العيش في البلدان).

الذي حصل في العراق وعلى مدى التسع سنوات الماضية من حرب طائفية مازالت دواعيها مستمرة لهذا اليوم والتي ادت لحد الأن إلى تشتيت فكر المواطن العراقي وتمزيقه وتدمير معيشته، ولم يحصل منها المواطن العراقي لا ناقة ولا جمل، فقط شعارات دينية طائفية ومشاعر جياشة تستغل من قبل قياديين برهنت الأيام بأنهم لم يكونوا بأفضل من الحاكم الدكتاتوري السابق ولو سنحت الفرصة لهم لفعلوا ما فعل الدكتاتور السابق من اجل البقاء في كراسيهم والاحتفاظ بالسلطة وما تجنيه عليهم من أموال وامتيازات والعيش برفاهية مطلقة على حساب الشعوب المسكينة.

وبدلا ً من السعي وراء بناء دولة ديمقراطية قوية متينة والتركيز على بناء البنية التحتية التي دمرها النظام الدكتاتوري السابق أثناء فترة حكمه والتوجه إلى البناء والأعمار وتحسين معيشة المواطن العراقي بتوفير أفضل التسهيلات المعيشية، تم تقسيم الشعب العراقي إلى شرائح طائفية وقومية وتوجيهه كقطيع غنم مستغلة عواطفه ومشاعره الدينية إلى محطات طائفية بحته وقياديين يلهثون وراء اشباع رغباتهم الدنيوية والطائفية التي حرموا منها لقرون عديدة, وهذا بالتالي أدى إلى اضعاف وارهاق البلاد وانعدام الأمن والاستقرار والمزيد من التمزق لشعب العراقي المسكين.


وللأسف وبسبب هذه الأفعال الإجحافية بحق الشعب ، اصبح الكثير من المواطنين يترحمون على أيام الدكتاتور صدام حسين، من حيث انه كان يوفر الأمان للكل. والضحايا التي ذهبت في الحروب مع البلدان المجاورة تذهب هذه الأيام في التفجيرات الداخلية وكما يقول البعض " كان عدنا حرامي واحد ، صاروا هسة الالاف الحرامية" وبصراحة لا زلتُ اواجه اشخاص من مختلف القوميات العربية  في استراليا يطرحون هذا السؤال علي " الم يكن الحال في زمن صدام افضل مما هو عليه الأن؟" وبالطبع كوني رجل واعي ومتفتح ومدرك للأمور فأجتبي دائما ً تكون " لا  و لا و لا و لا و لا " لأن صدام حسين كان دكتاتور ونظامه كان نظام دموي عانى الشعب العراقي في أيامه الويلات راح ضحيتها المئات من الألاف من أبناء الشعب العراقي في عهده بسبب اخطاءه وافعاله وقراراته غير الصحيحة والمضادة لمصلحة الشعب العراقي حيث خاض الشعب العراقي وعانى من ويلات   ثلاث حروب لم يكن داعي لها راح على أثرها الملايين من الضحايا. وأضيف قائلا ً " في زمن نظام صدام الدكتاتوري لم يتوقع احد رؤية نهاية لنفق نظامه المظلم لكونه عند موته كان سيرثه ابناءه المجرمين وكانت ستدوم غيمة الظلام إلى قرون عديدة،  لكن في عراقنا اليوم لنا أمل في أن يصبح العراق يوما ُ ما بلد ينعم شعبه بالسلام والأمان والرفاهية".

أما بخصوص مايجري الأن في العراق في ظل نظام " الديمقراطية الطائفية" من انعدام الأمن والسلام وتدني المعيشة وانتشار الفساد السياسي والحرب الطائفية والتطرف والإرهاب،  فإنني فقط اتأسف لما يحصل الأن في العراق الحبيب واتمنى أن يعود السياسيين الذين كانوا يوما ما مطرودين ومضطهدين إلى رشدهم وينبذوا الطائفية والعنصرية في العراق والعمل يد واحدة في سبيل إعمار العراق الحبيب ارض بابل واشور وسومر واكد ومهد الحضارات وأرض منشأ الديانات السماوية.  

أناشد كل عراقي وطني شريف في أن يحاول ومن مكانه وبقدر الإمكان في غرز الروح الوطنية الواحدة ونشر مبدأ "الدين لله والوطن للجميع" وكلنا يوما ما سنقف في البداية أمام ضمائرنا كبشر لنحاسب انفسنا ما قدمناه للبشرية وللشعب العراقي ولأرض العراق الطاهرة. وفي نهاية مطاف حياتنا، سنقف كل بحسب دينه أمام خالقه في يوم الحساب والدينونة.  

أتمنى لعراقنا الحبيب التقدم والازدهار ولشعبه كل الخير والمحبة والسلام ونرجو أن يعم السلام والأمان في ربوعه ونرى شمس الأمان تشرق في ارض الوطن من جديد وعلم الحرية والمساواة وحقوق الأنسان يرفرف عاليا في سماءه.  

عماد هرمز
ملبورن – استراليا
20 شباط 2012.


62
ماذا بعد زاخو هل انبعث المارد الكردي من جديد وهل جاء دور عنكاوا ؟

في البدء تحية اجلال وتقدير للمناضّلين الكبيرين رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطلباني المحترم ورئيس اقليم كردستان السيد مسعود برزاني المحترم ، المناضلين المخضرمين في سبيل قومتيهم الكردية واقليمهم كردستان الحبيب.

لقد ناضل القائدين في سبيل القضية الكردية منذ نشوء ما يسمى بالعراق الحديث ، وعانى الأخوة الأكراد الكثير لحين حققوا حلمهم في الحصول على وطنهم ، كردستان ، احد أقاليم العراق الحبيب، وتحقيق حرية التصرف في اقليمهم، الحكم الذاتي، الذي لازال الأكراد القاطنون في الدول الأخرى تحلم بجزء منها.  ضحى الأكراد بالغالي والنفيس من الأرواح وقدموا شهداء لا يحصى لها كله في سبيل تحقيق حلم كردستان. فتحية تقدير وأجلال لهم وللشعب الكردي الصديق ومبروك لهم ما حققوه في نضالهم وسعيهم في تحقيق هدفهم المنشود.

والغاية من مقدمتي هذه، هي لتذكير الأخوة الأكراد بأن ما طمحوا له وناضلوا من أجله وبعد أن اصبحوا هم الأغلبية الحاكمة في منطقتهم، يجب أن يجعلهم أكثر القوميات تفهما ً لنضال ومطالب القوميات الأخرى التي تحاول السير في درب النضال الذي سار عليه الأكراد، وعلى مقياس اصغر طبعا ً، وبالتحديد ما يبغي أن يتوصل أليه الكلدان والأشوريون في تحقيقه وهي من ابسط حقوق الأنسان. وبالطبع ليست مطالب مسيحيو العراق بحجم مطالب الأكراد وكل الذي يرغبون في تحقيقه هو أيجاد مكان آمن للعيش فيه بكرامة وبدون خوف وفيه يستطيعون ممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية بحرية وبدون تهديد من جهة معينة والعيش بتآلف ومحبة مع بقية سكان الإقليم بشتى قومياتهم وأديانهم.    

إقليم كردستان اصبح مهم جدا َ لمسيحيو العراق خصوصا ًبعد الاعتداءات الشرسة ضد مسيحي العراق في معظم محافظات القطر بحيث لم يبقى لمسيحيو العراق سوى التوجه حيث يقطن الأغلبية والقرى والمناطق التي كان يقطنها أباءهم وأجدادهم. توجهت الأنظار إلى شمال العراق والقرى المسيحية التي اندثر معظمها ، وعليه لم يذهبوا إلى أماكن غريبة بل توجهوا إلى ارض أجدادهم وآبائهم، ولم يفعلوا ذلك برغبتهم لأنهم كانوا لحد عام 2003 يعيشون بتآخي وسلام مع اخوتهم العراقيين من العرب. أما من الناحية الأقتصادية، فكانت لهجرة مسيحيوا العراق إلى مدن شمال العراق تأثيرها الاقتصادي الإيجابي على سكان تلك المدن، فتفهم السكان المحليون في المدن الشمالية الوضع، أي الهجرة الداخلية إلى مدنهم، فباشروا بالعمران ونلاحظ زيادة في عدد المنشأت والأبنية الجديدة التي تم إنشاءها لإحواء القادمين الجدد وازدادت التجارة وازداد الربح في المنطقة مما جعل هذه المدن من المناطق الأسرع نموا ً من الناحية الأقتصادية. واستغل العديد من المواطنين المحليين الوضع بشكل سئ فرفعوا اسعار الإيجار والمواد الغذائية وغيرها من السلع المهمة بغية زيادة ارباحهم للأسف الشديد.

والذي حصل من تهجير قسري على مسيحيو العراق وتوجههم إلى شمال العراق كانت كالهجرة المرجعة لهم وكان أحد يقول لهم "ارجعوا من حيث أتيتم انتم وآبائكم". ومن لم يكن له قرية أو كانت لهم قرية اندثرت بعد عدة عقود من الإهمال والهجرة توجهوا إلى مدينة عنكاوة الواقعة في محافظة أربيل ذات الأغلبية المسيحية ، حيث اعتبرها ويعتبرها مسيحيوا العراق الخيمة التي قد يلجأون تحتها ليحموا ما تبقى منهم في الوقت العصيب الراهن. كان هذا الاعتقاد صحيح لحين ما حصل في زاخو ودهوك حيث اصبح مسيحيوا العراق أينما كانوا يشعرون بالتهديد الطائفي وبأن يوما ً ما سيأتي دورهم عاجلا ً أم أجلا ً. وبشكل عام كان مسيحوا العراق قبل أحداث زاخو يتصورون بأن المدن الشمالية وبالأخص عنكاوا ستكون المعقل الآمن لهم.

كل هذا الكلام صحيح إلى حد ما، تقريبا ً، أي بأن المناطق الشمالية هي المكان الآمن وبأن الأكراد يحبون التعايش بسلام مع بقية مكونات الشعب العراقي، ولم يكن مائة في المائة صحيح ، لسبب يعرفه الجميع، فنحن نعرف أنه رغم احتواء الأكراد لمسيحيوا العراق وهم الأغلبية في المنطقة الشمالية والساكنين في ارضهم ووطنهم ، ارض كردستان، تناسوا الأكراد بأن العراق كان قبل كردستان والعرب المسلمين ارض بابل وأشور، وعليه كان هناك فترات من الاعتداءات من الأكراد ضد القرى المسيحية بغية تطهير كردستان من كل ما هو غير كردي. وهذا ما وصلنا من القصص والحكايات التي يرويها لنا أباءنا وأجدادنا التي نسمع فيها دائما كيف أن الأكراد كان يتعبرون مسيحيوا العراق القاطنين في قراهم في شمال العراق (فولاهي) أي مشركين لله من الناحية الدينية وغير أكراد من الناحية القومية. وكيف كان هناك حقد وضغينة من الأكراد تجاه القرى المسيحية وتحدثوا عن الأعتداءات التي كان يتعرض لها مسيحيوا العراق في تلك القرى. لكن حكم نظام صدام حسين الكتاتوري بقبضته الحديدية كجزء من سيطرة حزبه الدكتاتوري على العراق بأكمله، منع أو بالأحرى خفف لدرجة كبيرة من هذه الاعتداءات وخف الصراع الديني والقومي غير المتوازن بين الطرفين. وعليه نستطيع القول بأن مسيحيوا العراق قد تمتعوا بفترة من الحرية مدركين بأن صدام لن يسمح بالأعتداء عليهم.

مرت السنون وتم إزالة صدام حسين ونظامه الدكتاتوري في عام 2003، ومنذ ذلك التاريخ حصلت بعض التجاوزات قبل ألاكراد على المسيحيين التي تم احتوائها أو التعميم عليها وأهمها سرقة الأراضي. ولا أعرف لحد الأن دور ممثلي المسيحيين ( بمختلف انتماءاتهم الحزبي) في برلمان كردستان وماذا يفعلوه عندما يتم الأعتداء على الشعب الذي يمثلوه.   وبسبب عدم اتخاذ سياسيوا شمال العراق أي موقف ضد ماحصل ، وبأعتقادي هو لحماية مصالحهم الشخصية وخوفا ً على فقدان مراكزهم الوظيفية والأمتيازات الممنوحة لهم، عليه وردنا من الساكنين في شمال العراق بأن الكثير من الأشخاص يشكـّون في نوايا الأكراد تجاههم، وبسبب ضعف الموقف السياسي ، اصبحوا متيقضين وخائفين من أن الحقد القديم ضد الفولاهي قد يبعث من جديد ويتحول المكان الأمن لمسيحيوا العراق إلى مكان غير أمن اسوتا ً ببقية المحافظات الأخرى وعلى نطاق العراق كله. على أي حال ، تجاهل هؤلاء المسيحيون  هذه الأفكار أو تغاضوا عنها لإدراكهم بأن الأكراد هم بحاجة إلى مسيحيوا العراق لأسباب اقتصادية ، لنيل حصصهم من النفط من الحكومة المركزية. لحين ما حصل في زاخو.

للأسف الشديد ، اثبتت احداث زاخو ودهوك بأن المارد الكردي القديم قد أ ُطلق صراحه من مصباح علاء الدين وعليه اثبتت لنا الأحداث بأن التعصب الديني وقوى التطرف الأسلامية تصل يدها لكل المناطق العراقية ولا تتأثر أو تتغير بتغير المكان والزمان واساسها ديني وليس قومي وهدفها شامل وواحد إلا وهو تطهير كل ما هو غير اسلامي في المنطقة.  وما ينتج عن هذا الأرهاب ضد الأقليات الأخرى هو نفس الناتج من التدمير والخراب والتشريد وأنتهاك حقوق الأنسان ضد المسيحيين والأقليات الدينية والقومية الأخرى.

لكن أحداث أيقضت مشاعر الخوف والهلع في نفوس مسيحيوا المناطق الشمالية حيث اصبح مصيرهم مهدد وشعر المتوارثين المسيحيون في المناطق الشمالية بأن التاريخ قد يعيد نفسه وأن ما حل على آباءهم وأجدادهم قد يحل عليهم وقد يصيبهم ما قد اصابهم  وهذا التفكير بحد ذاته مرعب فكيف في أنه يحصل في الواقع.

أحداث زاخو ودهوك خلخلت من الثقة التي حاول بعض القيادات الكردية والمعتدلة من خلقها في كردستان وهزت الصورة الجملية التي رسمتها القيادات الكردية من أن كردستان منذ حصولهم على حكمهم الذاتي إلا وهو بأن كردستان هو اقليم لكل العراقيين وحكومته تؤمن بالتعددية الثقافية وحكومته توفر الأمان والأستقرار لكل القاطنين فيه وشعبه شعب مسالم وودي وأن الحكومة في اقليم كردستان كفيلة بتوفير الحماية لكل الأقليات الدينية والقومية.

نتمنى أن تكون حكومة كردستان بقدر المسؤولية وهم يحكمون اقليمهم بكل حرية وبدون أي تهديد من الداخل والخارج.

أرجوا أن يلعب سياسيونا في شمال العراق دورا ً اقوى ويقدموا التضحيات في سبيل شعبهم الذي يساندهم وبأسمهم جالسين على كراسيهم ذات الأمتيازات الخاصة.

سؤالي هل يترك الأكراد مساحة للكلدان والأشور والسريان في إقليمهم رغم أن الكثير من القرى والمناطق هي قرية ميسحية يقطنها سكان مسيحيين لقرون عديدة. أرجوا أن يحسبها الأكراد بشكل أفضل من أخوانهم العرب في بقية مناطق العراق. ونصيحتي لهم بأنه عندما تحصر شخص أو حتى حيوان في زاوية واحدة وتضغط عليه سيكون رد فعل ذلك الشخص هو الهجوم بكل قواه على العدوا وسرفع شعار علي وعلى أعدائي.  

بإعقتادي الخطوة القادمة ورد فعل مسيحيوا العراق على مايجري لهم في العراق سيكون الكفاح المسلح في سبيل بقاءهم وهم متمكنين لأن العديد منهم ناضلوا في صفوف الأحزاب الشيوعية والكردية ويعرفوا وتمرسوا في أساليب البيشمركة والكفاح المسلح ضد نظام صدام الدكتاتوري.

أرجوا أن توفر حكومة كردستان الأمان والاستقرار لمسيحي العراق في مدنهم. أتمنى أن يكون الحادث الذي تعرض له مسيحيوا العراق في كردستان حادث عرضي ولا يتكرر، وإلا نتائجه ستكون وخيمة على المسيحيين والأكراد والعرب لأن ذلك سيحول المنطقة إلى أرض اقتال وستندلع حرب أهلية اشبه بحرب الصرب والكروات والبوصنة والأحتلال الأجنبي وتقسيم العراق لا مفر له وقتها.  

عماد هرمز
ملبورن- استراليا
06 فبراير 2012.

63
لا زال العديد من أبناء شعبنا من الكلدان والأشوريين والسريان لايستوعب بأن بقاء أو زوال فئة أو طائفة معينة،واقصد هنا بالتحديد الكلدان والأشوريين، مرهون بحماية الدولة التي تحكمهم، وعليه يتطلب من هذه الجماعة السعي جاهدة لاثبات وجودها في هذا البلد عن طريق طلب مساندة الحكومة لكونهم مواطنين لهذا البلد والتعبير عن ولائها المطلق واخلاصها للوطن ولشعبه وهذا لاشك فيه من ناحية مسيحي العراق. ولكن الركض وراء نيل عطف بالتملق للحكومة وهذا مايفعله بعض قادة الكلدان والسريان وبضمنهم قادتنا الدينيين لا يبرهن سوى على موقفهم الضعيف. وفي حال كانت الدولة التي تحتضن تلك الجماعة، حتى وان كانت تلك الجماعة الأقلية من السكان الأصليين للبلد مثل الكلدان والأشوريين، غير قادرة أو غير راغبة في حمايتهم بل هناك من يعتقد بأنها تشارك في تهجير هذه الجماعة، فبأعتقادي بأنه على تلك الجماعة ان تحزم امتعتها وتغادر بلد آباءها وأجدادها لأن مصيرها هو الزوال التدريجي والأنقراض القومي.

 لكن إن اختارت أو فضلت تلك الجماعة، أي الكلدان والأشوريين، البقاء في بلد أباءهم وأجدادهم ،رغم كل مايجري ضدهم من تعسف واعتداء قومي وديني،  فعلى تلك الجماعة أما رفع شعار القتال المسلح لأجل البقاء وذلك تشكيل مليشيات مضادة لمن يريد النيل بها، وفي الوضع الراهن وكأقلية مقابل شراسة القوى المتطرفة الأسلامية، لا أعتقد بأن بمقدور الكلدان والأشوريون فعلها لأن ذلك سيعجل من زوالهم.

لكن هناك حل أخر أتبعه العديد ليس فقط الشعوب ذات الأقلية في بلد معين بل حتى دول صغيرة ذات امكانيات محدودة (مثل بعض دول الخليج والدول الأوربية الصغيرة الشيوعية في السابق)، إلا وهو اللوبي والتحرك على صعيد المنطقة الدولية أو على الصعيد العالمي، من أجل أيجاد دولة أو دول قوية تساندهم وتحميهم والتجربة اليهودية الأسرائيلية هي خير دليل. والعائق الوحيد في الخيار الأخير بالنسبة للكلدان والأشوريين يكمن في أنه في حالة البحث عن دولة تحميها  وتساندها، على تلك الجماعة البرهنة على فائدتها وفائدة بقائها ووجودها في بلدها بالنسبة للدولة الحامية، أي بمعنى أخر بأن الدولة الساندة والحامية ستكسب من وراء ذلك ،وبمعنى أدق، أن تحاول هذه الجماعة البرهنة على أن بقاءها ووجودها يصب في مصلحة الدولة المساندة أو الحامية من الناحية الهيمنة الأستراتيجية أو السياسية أو الأقتصادية على ذلك البلد أو على المنطقة أو على أقل تقدير من الناحية الدينية ولا أعتقد بأن للاشوريين والكلدان مايقدمونه للأمريكان أو للغرب عموما ً غير أنهم يشاطرون الديانة المسيحية معهم وهذا لا يباع ولايشترى في السوق الأقتصادية العالمية، فالحصول على مليار برميل مجاني على سبيل المثال في السنة من الشيعة أو السنة أو الأكراد يكون أفضل من الحصول على لاشيء من المسيحيين وكلنا نعرف بأن الأميريكان لايهمهم إلا مصلحتهم وعليه وبالتالي فأن مصير الشعب الكلداني الاشوري المحتوم هو الأنقراض.

وعلى الكلدان والاشوريين أن يفهموا بأن الجعجعة والتقاتل فيما بينهم على الأسم والمسمى ، هل نحن اشور أم كلدان ، والتقاتل على من هو الأسبق في التاريخ ، من هو الدجاجة في الأصل ومن هو البيضة، وفي هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها الشعب المسيحي من تعدي واضح وصريح على كل ماهو مسيحي وليس قومي فقط، لن يخدم سوى الأعداء لأن ذلك  يضعفهم، أي الكلدان والاشوريون ويبلبل ويشتت قواهم ويقلل من تركيزهم على إيجاد المسار الصحيح الذي سيحافظون به على مقوماتهم،  ومناقشة ودراسة الأمور المهمة التي يجب أن يلاقوا سبل لتحسينها أو علاجها أو تطويرها أو إيجاد الطريقة المثلى للتعامل معها.  وبالتالي، هذا الشتات والتفرقة سيؤدي إلى ضعف في قواهم وبالتالي يصبح من السهل طردهم واخراجهم والأعتداء عليهم من دون رادع وهذا مايعانيه شعبنا في العراق والأن في شمال العراق الذي ضننا في بعض الوقت بأنه من المناطق الأمنة في العراق بالنسبة لشعبنا..

ما ذكرناه اعلاه من أيجاد دول مساندة وداعمة لوجود فئة أو طائفة أو قومية معينة ، يتم تطبيقه حاليا ً على الساحة السياسية العراقية مثل الطائفة الشيعية واسنادها من قبل أيران والطائفة السنية و الدعم التركي وغيرها من الدول العربية السنية وعلى رأسها السعودية.

بالطبع ما جرى ويجري في الدول العربية قلب الموازين فأصبح الطاغي الحاكم في السابق هو المحكوم عليه واصبح المظلوم في السابق هو الآمر والناهي في الأمر في الوقت الراهن وهذا ماحصل بالضبط في بعض الدول العربية و العراق بالتحديد حيث تحول الشيعة من شريحة عراقية مضطهدة إلى شريحة تحكم البلد وتسرح وتمرح به وبالطبع للحفاظ على الامتيازات التي حصلوا عليها وخوفا ً من أنهم يعودون يوما ً إلى ما كانوا عليه ، اي مضطهدين ، كان لابد من طلب الأسناد من دولة الجوار الشيعية ، ايران.

وأنه لمن المتوقع أن لا يترك من كان في الحكم لعدة عقود وهزم في الأخر، اللقمة في متناول اليد وسائغة وسهلة الهضم للحاكم الجديد المعادي له، وها هم السنة في العراق يحاولون بقدر الإمكان على الساحة السياسية متمثلة باحزاب سنية  واسلوب الكفاح المسلح المتمثل في تشكيل ميليشيات  من خلال تكوين فرق أو فيالق أو مجموعات متطرفة دينيا ً تحاول فيها زعزعة النظام والاستقرار على الحاكم الجديد ليجعله لا يتمتع بفترة الحكم والسلطة التي في يديه وعلى اقل تقدير فرض نفسه على الساحة السياسية واعتباره شرك متساوي من ناحية تأثيره على الشارع السياسي مع الحكومة أو الحاكم. ولتحقيق هذا الهدف على السّـنة قبل أن يبدؤا بأي خطوة أن يضمنوا من يساندهم ويدعمهم ويقف وراءهم وفي المقابل تقديم عروض سخية لذلك البلد الحامي أو السماح له بنيل المكاسب أو على أقل تقدير حماية أو ضمان استمرار مكاسبهم في البلد الحالية.

وهذا بالطبع يرفضه الحاكم الجديد في العراق، الحكومة الشيعية، وعليه تم تشكيل مليشيات وفرق اغتيال خاصة مدعومة من قبل الحكومة مضادة للمليشيات السنية. وكان على الحكومة المحلية الشيعية أيضا ً ، مدركين قوة تركيا العسكرية في المنطقة ونفوذها وكونها المساندة والمحايدة للجانب السني من العراق، أن تبحث عن من تسند ظهرها عليها وفي هذه الحالة ليس هناك أفضل من دولة شيعية مجاروة مثل أيران خصوصا ً وهي الدولة التي احتضنت لعقود عديدة ، طيلة أيام حكم البعث، عراقيين تم تهجيرهم من قبل النظام البعثي السابق وعاشوا فيها وكوّنوا عوائل وحازوا على شهادات اكاديمية جيدة. وبالتالي كان العراقيين المهجرين إلى ايران والمقييمن فيها هم أفضل أداة لتسهيل توغل ايران في العراق واستخدامهم كحلقة وصل بين حكومتي ايران والعراق وفي بعض الحالات استخدامهم كأداة للسيطرة والتحكم بقادة العراق الشيعة وبالتالي السماح للمخابرات الإيرانية التغلغل في العراق واللعب فيه كيفما تشاء. هذا بالأضافة ألى كون ايران دولة على وشك أن تصبح نووية وتمتلك سلاح نووي وعليه اسناد شيعة العراق بظهرهم على ايران هو في نظر شيعة العراق الخيار الأفضل لهم غير مدركين بأن قوة الغرب وعلى رأسهم أمريكا قد تجعل من ايران في غضون اشهر دولة متفككة تدمر نفسها بنفسها وبالتالي تحطيمها حربيا ً إذا تطلب الأمر ذلك واتضح بأن ايران باتت تشكل خطر حقيقي ومحدق على اسرائيل ودول الغرب.

والسؤال المطروح حاليا هو : هل الأزمة الحالية بين التكتل السني والتكتل الشيعي التي يمر بها العراق هي الصراع العادي الذي تعود عليه العراق منذ سقوط النظام البعثي، بين كتلتين طائفيتين كبيرتين في العراق؟، أم هي أزمة مفتعلة لفرض هيمنة جهة معينه على أخرى؟ خصوصا ً  بعد زوال المحتل الامريكي وانفراد الشيعة بالسلطة ،  أي بمعنى أخر استعراض للقوى من قبل الشيعة الذين وصلوا إلى الثقة الكاملة في النفس التي تجعلهم يطردون من يشاؤون وفرض هيمنتهم وسياستهم في العراق التي تجلت معالمها الحقيقية عندما تم اتهام علنى وصريح لشخصية سياسية سنية مروموقة وبمنصب نائب رئيس الجمهورية مثل طارق الهاشمي  واصدار حكم القاء القبض عليه وعلى مرافقيه بتهمة أنهم امر مرافقيه بالقيام بعمليات اغتيال بحق شخصيات عراقية وتأكيد ذلك في سحب الثقة من القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك، كل هذا بأعتقادي ما هو إلا ليظهر الشيعة بأنهم  وصلوا إلى درجة لايأبهون بها ، خصوصا ً بعد زوال المحتل الأمريكي من العراق،  بالنفوذ السني والقوى المساندة لهم في العراق وأنهم، أي الشيعة، الأقوى في المنطقة ويستطيعون أن يعملوا ما يشاؤن. ونتيجة لهذا الأستبداد حصل تجازو كبير على حقوق الأنسان العراقي والذي أكدته منظمة هيومن رايتس ووتش في اخر تقاريرها عن العراق ، حيث أشارت بأن البلد يعود الى عهد الإستبداد وعصر الدولة البوليسية تحت حكم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأعوانه والأحزاب الدينية التي تسانده طائفيا.

على كل الأحوال الازمة الحالية في العراق اصبحت خطيرة جدا بًحيث شعر فيها سنة العراق أنهم في موقف ضعيف وأن كفة الميزان تميل لصالح الشيعة ومع ازياد التدخل الإيراني في شؤون العراق وتواطئوا الحكومة الشيعية بقيادة المالكي مع حكومة إيران، اصبح واضح للسنة نوايا الشيعة في العراق في تهميشهم وفرض السيطرة عليهم  واخضاعهم لهم  وحتمال انه في وقت قريب سوف لن يكون هناك كفة ميزان لهم لانعدام وجود أي ثقل لهم في المجتمع وعليه كان لابد من طلب المساعدة من أجل إعادة التوازن في العراق وكان لابد من إقحام دولة مؤثرة سنية في شؤون العراق لتضع حد للتجازو والضغط الشيعي على السنة ودعم كفة الميزان السني وجعلها تضاهي وفي مستوى كفة الميزان الشيعي.  

وبحسب التوقعات جاء تصريح الحكومة التركية التي هي بحاجة ماسة لكونها دول غير نفطية إلى السوق العراقية لصرف منتجاتها المحلية أو التي يتم استيرادها من الخارج عن طريق تركيا. تركيا كانت تراقب الأحداث العراقية عن كثب وعندما وصلت الأمور إلى متسوى نذير بالمخاطر الأقتصادية كان لابد منها أن تتدخل وعليه صرحت بانها لن تقف مكتوفة الأيدي في حالة حصول حرب طائفية في العراق. الحكومة التركية تهمها أن يكون للسنة تأثير في السياسة العراقية حتى لا تنفرد إيران في العراق الغني بالبترول والطاقات ويعتبر سوق جيد للمنتجات والصادرات التركية. والأهم من ذلك ان تركيا الموالية للغرب وأمريكا تدرك  الموقع الاستراتيجي للعراق بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول خنق أيران من كل الأطراف لإجبارها عن التخلي عن تطوير سلاحها النووي والكف عن التدخل في الشؤون العراقية السافر الذي تود الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون لها لوحدها تستغل نفطه وموارده وهي سوق جديد للمنتجات الأمريكية ويعد مورد مهم للاقتصاد الأمريكي.

وعلى اثر هذا التصريح شاهدنا التحرك السياسي الذي حصل بين العراق وتركيا من دعوة الحكومة التركية للقادة العراقيين إلى الحضور إلى تركيا للمشاورات وتبلغهم بشكل رسمي بالموقف التركي ضد ما يحصل في العراق من تعدي للشيعة على السنة وكان لابد من حصول تركيا على تطمينات من القادة الشيعة بأنهم لن يتجاوزوا حدودهم مع سنة العراق وهذا مافعل رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم  الذي صرح قائلا ً "إن العراق مستعد للتعاون مع تركيا لبناء نظام حرية الشعوب في المنطقة"، مشيرا الى ان "قوة العراق في تعدد مكوناته ولا يمكن ان يُدار من طرف محدد دون آخر".

وأكد الحكيم بأن "العراق لجميع العراقيين وتقاسم في الادوار الادارية اليوم ، وقد تحرر العراق بعد خروج القوات الامريكية وهو بحاجة الى اطلاق رسالة وئام بين الشركاء السياسيين للتعاون المشترك من أجل حل جميع الاشكاليات التي تعترض العملية السياسية".
وأوضح الحكيم موقف المجلس الأعلى الأسلامي بأن "التحالف الوطني كما عبر في اكثر من مناسبة يستطيع ان يقف بقوة للملمة الاطراف السياسية بما يعزز الوحدة فيما بينهم".

فمشكلة مسيحي العراق والشرق الأوسط لن تحل بإعلاء الأصوات ولا بالتملق والتمسكن والتصرف مثل النعامة بغرس الرأس في الرمال لتجنب رؤية مالذي يجري في العراق من اعتداء ضد أبناءه المسيحيين ومحاولة طردهم في تطهير عرقي واضح المعالم.

فبأختصار الخيارات المتاحة لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري كم اسلفنا هي أما النزوح عن بلد أباءنا وأجدادنا لانه اصبح خطر يهدد بأنقراضهم ولن يصمدوا كثيرا في وجه التيارات الأسلامية الشرسة التي تحاول جاهدة لتطهير العراق من كل ماهو غير مسلم، وأما البقاء وتشكيل مليشيات مسلحة تدافع عن اعراضنا ومقدساتنا وارضنا وهذا الخيار خطر جدا ً أيضا أو الخيار السياسي إلا وهو البقاء والنضال المسلح والسلمي في آن واحد حيث يجب تسليح العوائل المسيحية العراقية بالسلاح الذي يؤهلهم للدفاع عن نفسهم والعمل بنفس الوقت على التحرك على المستوى العالمي ، اللوبي، من أجل الحصول على الدعم العالمي لقضية أبناء شعبنا من أجل حمايته والحفاظ عليه من الأنقراض الذي سيحصل عاجلا ً أم أجلا ً عن طريق التطهير العرقي بأشكاله المختلفة وهي أما بفرض اعتناق الدين الأسلامي على المسيحيين أو بترويعهم واخافتهم وبالتالي اجبارهم على الخروج وهذا ماحصل ويحصل في كل العراق ومؤخرا أحداث زاخو ودهوك أو قتلهم.

عماد هرمز
ملبورن – أستراليا

64
إلى كلي الطوبى الكاردينال عمانوئيل دلي المبجل
إلى الأخوة المسيحين في العراق اجمع

وصلتنا أخبار بأن راعي الطائفة الكلدانية السامي الأحترام مار عمانوئيل دلي الثالث قد ادلى بتصريح لجهة معينة ذكر فيها بأن هجرة المسيحيين من العراق هي مودة وسببها أو وراءها النسوان الذي بمعنى أخر يجبرن ازواجهن وعوائلهن على الهرب أو السفر من العراق.

لنفترض بأن هذا الكلام صحيح........................

وعليه

أنا اتفق تماماً مع كلام راعي الطائفة الكلدانية المبجل مار عمانوئيل دلي الثالث.


لنكون واقعيين يا أخوتي وأخواتي ، أنا باعتقادي بأن الزوجات ( النسوان) أو النساء وراء الهجرة وللأسباب التالية.

لأنهن (النسوة) هن الأكثر عرضة من غيرهن للاعتداء من قبل المغرّر بهم. حيث يتم خطف النساء وعلى اقل تقدير اغتصابهن وإذا كانت المجموعة التي تخطفهم غير متوحشة وغير رحومة ولأتعرف حقوق الأنسان والمرأة وحتى الدين فمصير النسوة هو الذبح على القبلة على غرار ما جرى للمذيعة أطوار بهجت مراسلة العربية!!!!. فنرى هنا كيف يتم حماية الأنسان الضعيف والمرأة بالأخص في العراق !!!! فعجبي لماذا يريدنّ (النساء) الهرب ويدفعن بأزواجهن وبعوائلهن إلى الهرب ؟؟؟؟؟

هنّ ( النساء)  الأكثر مقيدين في العراق حيث هم ملزمين بلبس الحجاب ليتخفوا ويخفوا دينهن ومعتقداتهم وتقاليدهم وبذلك غاصبين أنفسهن على مالا يريدن فما أحلى الحقوق الدينية وممارسة الشعائر الدينية للفرد العراقي (بضمنهم النساء طبعا ً) !!!!! فعجبي لماذا يريدنّ (النساء) الهرب ويدفعن بأزواجهن وبعوائلهن إلى الهرب ؟؟؟؟؟

النساء هن أمهات وقلب الأم وخوفها وعاطفتها لأبنائها لا يضاهيه عاطفة الرجل على أبناءه. فنراها تلطم على صدرها وتنتف وتنبش شعرها وتتعرى في بعض الأحيان عندما تسمع بقتل زوجها أو ابنها أو أخوها، فيا للمشاعر اللطيفة والأفعال غير القاسية تجاه المرأة في العراق وتجاه أفراد عائلتها،  !!!! فعجبي لماذا يريدنّ (النساء) الهرب ويدفعن بأزواجهن وبعوائلهن إلى الهرب ؟؟؟؟؟

النساء هن الجزء الأضعف في حياة الرجل فهي نصفه الإنساني الحنون ، وهي الإنسانة الجميلة اللطيفة الرقيقة في حياته،  فكيف لا يخاف الرجل عليها وهي زوجته وابنته وامه وفي تقاليدنا الشرقية هي عرضه وشرفه الذي يجب أن يحميه  ، فما احلى التقاليد وحماية عرض وشرف الأنسان في العراق !!!! فعجبي لماذا يريدنّ (النساء) الهرب ويدفعن بأزواجهن وبعوائلهن إلى الهرب ؟؟؟؟؟

النساء في العراق هن الذين يقضون معظم الوقت في البيب واختلاطهم في الشعب ضعيف ومحدود مقارنة بالرجل الذي يذهب للعمل ويختلط بالمجتمع ويرى الناس ويترفه تقريبا كل يوم. فإذا أنكرنا على هذه المرأة حق الخروج العرضي ( مرة في الأسبوع ) وحرمناها من الخروج لتتنفس الهواء النقي في الخارج بسبب عدم توافر الأمان لها،  فكيف ستكون حياتها ومعيشتها وكيف ستكمل حياتها بهذا الشكل !!! فعجبي لماذا يريدنّ (النساء) الهرب ويدفعن بأزواجهن وبعوائلهن إلى الهرب ؟؟؟؟؟

أتفهم موقف المبجل عمانوئيل دلي الذي يقول أنه رجل دين ويخاف أن يجرح كلامه شعور الأخوة الأخرين من أبناء الشعب العراقي الذين إذا سمعوا سيقومون بمعاقبة المسيحيين في العراق ( وكان المسيحيين في العراق، لديهم امتيازات خاصة وممتازة وغير متوفرة للأخرين في العراق وعلى رأسهم ريشة كما يقول المثل وإذا غضبت الطوائف العراقية الأخرى سيتم سحبها عن المواطن المسيحي وسيعاني العذاب والموت) ، اصحى يا غبطة الكاردينال حامي حمى المسيحيين في العراق فأن الهجمة الوحشية من القتل والخطف وسلب الأملاك والعرض وخطف واغتصاب النساء التي يتعرض لها مسيحيوا العراق هي الميزات الوحيدة الممنوحة بدرجة متفوقة  لمسيحي العراق والتي استحقها بجدارة وتم منحنها لهم بسكوتك وعدم اتخاذك الموقف الحازم والصارم ضد مثل هكذا جرائم بحق الإنسانية وبحق المواطن المسيحي على ألاخص . أتفهم وجهة نظر غبطتكم ، بأنك لو قلت كلام غير لائق تنتقد فيه الأخرين بشدة، فسيتم الاعتداء على المسيحيين بسبب كلامك وسيقولون بعد ذلك بأن وراء هجرة المسيحيين من العراق هو تصريحات صاحب الغبطة مار عمانوئيل دلي الثالث وليس بالضرورة النسوان وبالتالي سيقع المسيحيين في ورطة جديدة حيث يجب حينها توفير الحماية لك أو في أقل تقدير عليك طلب اللجوء إلى دولة أخرى.

سؤالي إلى صاحب الغبطة مار عمانوئل دلي المبجل ، إذا كان وراء هجرة أبناءنا المسيحيين من العراق وراءها النسوان فيا ترى من وراء النسوان لتجعلهن يضغطن على رجالهن لينفذوا بجلدهن مع عوائلهم ؟؟؟؟؟

اترك السؤال لغبطتكم وباعتقادي بأن الجواب مفروض أو يجب أن يكون  "يترك مسيحيو العراق بلدهم طالبين اللجوء والهجرة إلى الدول الأخرى نتيجة تعرضهم أغلبيتهم واكثر من غيرهم من إخوانهم وخواتهم العراقيين من الطوائف الأخرى بضمنهم المسلمين من الشيعة والسنة إلى اعتداءات وحشية لا إنسانية يقصد بها ترويعهم أو اجبارهم على إعتناق الدين الإسلامي أو في أقل تقدير اجبارهم على مغادرة العراق ليبقى العراق بلد اسلامي خالص ليتم تطبيق الشريعة الإسلامية فيه بدون اعتراض لكون ساكنيه سيكونون من المسلمين فقط. ونظرا ً لعدم اعتراض الرجل الديني الأعلى في العراق، راعي الطائفة الكلدانية المسيحية ، غبطة الكاردينال مار عمانوئيل دلي الثالث بطريرك بابل على الكلدان في العالم اجمع على مايجري لمسيحي العراق ولايرغب بالتدخل وأن يفعل أي شئ وانه راضي على الوضع الراهن في العراق ويعتقد بأن مايجري هو جزء من مايجري في العراق ( تصفيقا ً له) فعليه وبناءا ً على موقف غبطته تمادت وتتمادى قوى التعصب الديني في طغيانهم وغطرستهم ونذالتهم لتطال كل مسيحي صغيرا ً كان أم كبيرا ً وبالتحديد النساء منهم".

لذلك فعدم اتخاذ غبطتكم الموقف الحازم والصارم والمسؤول بالطرق الدبلوماسية أولا ً وبقدر المستطاع النابعة والمستندة على مبادئ وتشريعات وشريعة حقوق الأنسان والأقليات و على أقل تقدير مستندين على الدستور العراقي( رغم عدم احترامه في العراق) تجاه المعتدين على رعيتك الذين يتم ذبحهم أمام عينيك واستمرارك بالقول بأن العراق بخير وكل شيء على ما يرام في العراق والمواطن العراقي المسيحي يجب أن يـُعاتب لكونه يغادر ارضه ووطنه بدون سبب أو لسبب تافه ألا وهو ضغط أمرأته عليه بسبب المودة المتفشية حاليا ً في ترك البلد والهجرة إلى الدول الأوربية أو أمريكا أو استراليا.

ماذا تعرف يا غبطة الكاردينال عن ما لذي يعانيه المواطن العراقي في بلدان المهجر ، صدقني يا كلي الطوبة كل ما يحتاجه المواطن العراقي في بلده هو الشعور بالأمان. وأن لقمة العيش التي تتصدق عليها حكومات الدول على أبناءها واغلبيتهم من أبناء العراق والدول الأخرى من الشرق الأوسط الذين يقتاتون من نظامها الاجتماعي الذي يموله دافعي الضرائب الذين يعملون بكد في تلك البلدان وبذلك نازفين موارد ذلك البلد الذي يعطي بسخاء وبأمانة نابعة من أيمانهم بالمساواة والأنسانية، ولم ولن يوما ً من الأيام يجعلوا أي من المهاجرين أن يشعروا بأنه متطفل أو غير مرغوب فيه أو أنه من درجة ثانية في ذلك البلد. فإذا وفرت ذلك في العراق يا سيادة الكاردينال ليس للغرباء كما تفعل الدول الاوربية واستراليا بل لأهلها وسكانها الأصليين من الكلدان والأشوريين والمسيحيون بشكل عام، أن متأكد سوف لن يهاجر أي عراقي مسيحي أو شيعي أوسني أو كردي أو يزيدي من العراق.

أتمنى أن تقوم يا كلي الطوبى المبجل بالبحث الحقيقي لوضع اليد على الأسباب الحقيقية وراء هجرة مئات الألاف من مسيحي العراق من وطنهم الأم وطن أباهم وأجدادهم  .

فلا يعقل أن يكون نساء العراق بهذا التأثير الكبير على رجال المجتمع المسيحي الذين اسأت اليهم بدون قصد في إجابتك هذه ولا أعتقد بأنهن، اي النساء هن بهذا القدر من القوة ، اتمنى لو كان الأمر كذلك لكنا أمرناهم (عفوا ً ترجيناهم نحن الرجال) بالقيام بالتظاهر والاعتصام في العراق مطالبين بإيقاف الاعتداءات عليهن وعلى ازواجهن وأولادهن.

ابنكم في المسيح عماد هرمز
ملبورن استراليا
18/01/2012

65
الاخت العزيزة المحترمة جاكلين زومايا
الف مبروك على هذا الأنجاز الرائع
نتمنى لك دوام التوفيق والنجاج
وانشاء الله يوم حصولك على شهادة الدكتوراه


عماد هرمز
ملبورن - استراليا

66
إلى كل الأخوة الأعزاء في استراليا


يقام التعداد أو الأحصاء السكاني العام في استراليا كل 5 سنوات ويحتفل مكتب الأحصاء الاسترالي بعامه المئة ، حيث ابتدأ التعداد السكاني العام في استراليا قبل مئة عام.
وكان التعداد السابق قد أقيم في 9-8-2006.

وتتوخى الحكومة الاسترالية من التعداد السكاني العام هو معرفة واقع الدولة الاسترالية وشعبها بالأرقام وتنشر نتائج الاحصاء في شهر حزيران 2012.

والمعلومات التي سيتم جمعها على سبيل المثال لا الحصر هو
تعداد الشعب الاسترالي في هذا اليوم
تشكيلة الشعب الاسترالي من حيث الخلفية الثقافية والدينية ،  و غيره من المعلومات.

ولغرض المساعدة في تعبئة الاستمارة ، إليكم ترجمة جزئية لاستمارة التعداد السكاني العام في استراليا الذي سيقام يوم الثلاثاء 09- آب - 2011 .


يرجى المساعدة في نشرها وتعميمها لكل أبناء الجالية للاستفادة القصوى مع جزيل الشكر.

تجدون مرفقا ً الترجمة الجزئية للاستمارة محولة إلى PDF

مع خالص تحياتي وتقديري
عماد هرمز
ملبورن - استراليا
08-09-2011


67
10مقترحات موجهة إلى مؤتمر النهضة الكلدانية

الكلدان بين الواقع والطموح:

في البداية لست مقتنعاَ كليا بتسمية النهضة حيث اجدها مبالغ فيها. فما يحتاجه الكلدان هذه الأيام ليس النهضة وإنما التجدد والارتقاء والوعي. فباعتقادي إن الكلدان قد تخطو مرحلة النهضة، فها هم اليوم وبكل حرية وجراءة تراهم يطالبون بما يخول لهم من حقوق اللغوية والقانونية والتعليمية وحتى التمثيل النيابي.
كنت سأقترح اسم اخر للمؤتمر وهو مؤتمر التجدد الكلداني، حيث نحن بحاجة إلى تجديد مستمر لنواكب تطورات هذا الزمن الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ولدي بعض المقترحات للأخوة المتواجدين في المؤتمر
1.   أرجوا أن لايكون المؤتمر مرتكزا ً أو يقتصر أو ينحصر أو حتى أن يكون من المطالب الأولية للمؤتمر أن يكون  هو النداء القومي والتعصب القومي ومحاولة الطعن في الأشوريين. فحتى يومنا هذا لم يتعدى أو يشمل التطور الكلداني حدود القومية والتسمية.
2.   أن ينظر المجتمعين على الصورة الكبرى للعراق، والاخذ بنظر الاعتبار العراق كبلد متكامل وأن شعبه في طور الانبعاث وأن الشعب العراقي اسوة بالمكونات العراقية الأخرى بحاجة إلى توعية وتجدد ليمنح الأقليات القومية الأخرى في العراق أرضية خصبة وملائمة للتطور والتقدم. فالعراق المتأخر، المنقسم ، المهزوز كالأرض الغير خصبة مهما حاولنا نحن الكلدان أو الأقليات الأخرى الفلاحة فيها لن نفلح في مسعانا.
3.   أن يشمل المؤتمر اجندة متنوعة ولا تنحصر على السياسة فقط وانما تشمل اجندة اجتماعية وثقافية وغيرها.
4.   أن ينظر المجتمع إلى وضع الكلدان في العالم أجمع والدور الذي بإمكان المؤسسات أو الجاليات الكلدانية أن تلعبه ليكون الكلدان في الخارج قوة فاعلة وضاغطة ومؤثرة في سياسة البلد الأم وذلك بخلق مؤسسة قادرة على توفير الدعم بأشكاله للكلدان القاطنين في البلد الأم.
5.    التعاون الوثيق مع الكنيسة الكلدانية وعدم زج الكنيسة الكلدانية في السياسة أو ممارسة الضغوط عليها لجعلها على الأقل مؤيدة أو مناصرة لمقررات المؤتمر ونتاجه.
6.   الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة بين شرائح المجتمع الكلداني سواء في الداخل أو الخارج والابتعاد كليا ً عن البحث أو نيل المكاسب الشخصية أو الحزبية أو الإقليمية.
7.   اختيار ممثل للكلدان على أساس مؤهلاته وخبرته في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية وقدرته أو قدرتها  وفعاليته أو فعاليتها  في قيادة الأمة الكلدانية نحو التجدد والتقدم والرقي.
8.   اللغة السريانية من القنوات المهمة في ترسيخ الوعي القومي، فيجب أن يتم التركيز عليها ونشرها في صفوف الشعب الكلداني وأن تكون اللغة الأولية للشعب الكلداني وبعدها العربية أو الكردية.
9.   التعاون الوثيق مع السلطات العراقية المركزية أو الإقليمية الكردية من أجل توفير حماية وأمان للكلدان المتواجدين في بلدهم الأم ، العراق.
10.   الإعلام والنشر ، تأسيس جريدة / أو مجلة كلدانية ناطقة باسم الكلدان. وإذا سمحت الإمكانيات ، الحصول على رخصة لقناة كلدانية فضائية موحدة للكلدان. إعادة نشر الكتب والمطبوعات التي من شأنها نشر الوعي القومي والثقافي في صفوف المجتمع الكلداني. تأليف كتب ، ونشرها بعدة لغات إذا امكن ، ليتم تداولها في المجتمعات الغير ناطقة باللغة العربية للأجيال القادمة من الكلدان.

عماد هرمز
ملبورن – استراليا.
imadhirmiz@hotmail.com
30 March 2011

68
لازال العديد من اخوتي الكلدان يحلمون بالماضي ، باليوم الذي كان فيه راعي ابرشية هو قائد ثورة ضد المتغطرس والمتعدي على ابناء رعيته.
وللأسف وبسبب نقص التخطيط والتنظيم والعمل المشترك بين اخوتي الكلدان، لازال الكلدان المثقفين والساسة في الوطن الأم أو العالم في اعتماد كلي على الكنيسة الكلدانية في تحركاتهم وبرنامجهم ومخططاتهم أو على الأقل بحاجة ماسة إلى مباركة الكنيسة لمؤتمراتهم وقراراتهم وأعمالهم.
اصبح المثقفين من الكلدان ، رغم جهودهم الشاقة والسخية لأجل قضيتهم في حماية الشعب الكلداني وتراثه وكنيسته من الظلم والضياع ، وحتى يومنا هذا فاقدين لدعم المجتمع والشعب الكلداني لهم.
فكان الأمر ولازال في أيد بلد ، ينظر الكلدان إلى قادتهم على انهم اناس لابد من أن لهم مكاسب من وراء ما يفعلونه ، فتراهم يبتعدون عن المؤسسات الاجتماعية في بلدان المغترب ودعمهم ضعيف للقادة في الوطن الأم.
وبالعكس من ذلك ترى الكلدان يعطنون بسخاء للكنيسة الكلدانية وبدون سؤال أو استفسار لثقتهم الكبيرة في رجال الدين ورغم ان هذه الثقة هي في محلها إلا انه من المطلوب هنا هو تثقيف الشعب لإيصاله إلى قناعة بأن دور المؤسسات العلمانية مهم جدا ً وهي في ترابط وتواصل ومكملة لخدمات الكنيسة الكلدانية الجليلة وأيضا ً إيصالهم إلى قناة ضرورة فصل الدين عن السياسة ومنح العلمانيين من الكلدان نفس الثقة والدعم السخي سواء المعنوي أو المادي عن طريق دعم المؤسسات الكلدانية في أي بلد كانت.
ولازال العديد من الكلدان ، النشطاء منهم  أو القادة لا يدركون رغم إعلان الكنيسة له بصراحة ووضوح وفي أكثر من مكان وزمان ، بأن الكنيسة الكلدانية ليس لها في السياسة بناقة ولا جمل وانها مؤسسة دينية بحته عملها هو إدارة شؤون رعاياها الدينية فقط.
فالسؤال المطروح ، متى يستيقظ هؤلاء المثقفين من هذا الحلم والاعتراف بعدم إمكانية أو استحالة دمجهم مع الكنيسة أو على الأقل اعتبارهم ذراع أو جزء من الكنيسة الكلدانية.
حان الوقت يا أخوتي الكلدان للفصل بين الدين والسياسة ،  اقنعوا انفسكم بعدم الجدوى في الاستمرار في السعي لجر اقدام الكنيسة إلى حلبتهم أو الولوج في حلبة الكنيسة. ففي الحالة الأولى ستنكر الكنيسة أي دور لها وهذا ما يحصل وسيحصل لمؤتمر النهضة الكلدانية والمؤتمرات الأخرى. وفي الحالة الثانية سوف لن تسمح الكنيسة لأي مؤسسة علمانية بأن تدس بأنفها في شؤون الكنيسة ولعب أي دور فيها.
وعليه على المثقفين والقادة من الكدان التخطيط والتدبير والفعل بعيدا ً عن الكنيسة ومحاولة كسب الشعب إلى صفوفها لتكون قوة فاعلة في المجتمع وتعمل يدا ً بيد ، وليس ضمن ، الكنيسة الكلدانية فالأثنين مكملان لبعضهما ، ومحاولة السعي لبرهنة وجودها وفعاليتها ، كما فعل اللبنانيين في لبنان في تأسيس كتائب لبنان وقوات جعجع وغيرها من الاحزاب التي لها وزنها وثقلها في المجتمع يضاهي قوة وثقل الكاردينال صفير ويعملان مع بعض والأثنان ينسقان امور المسيحيين مع  بعضهم البعض دون تدخل الأخر في شؤون الأخر.
انهضوا يا أخوتي الكلدان وتحركوا وبرهنوا وجودكم وفعاليتكم وبهذا ستخدمون الشعب والكنيسة مع بعض حيث ستوفر الكنيسة إمكانياتها لكم لإنجاح مسعاكم بصورة مباشرة أو غير مباشرة وتبارك خطواتكم.
اتمنى لكم النجاح والتوفيق في مسعاكم وجهودكم في نهضة الأمة الكلدانية.
أتمنى لمؤتمركم النجاح والتوفيق.
عماد هرمز
ملبورن – استراليا .
imadhirmiz@hotmail.com

69
مترجمة عن النص الإنكليزي من قبل

المترجم القانوني المعتمد عماد هرمز imadhirmiz@gmail.com   - ملبورن / استراليا
مترجم معتمد ومؤهل من قبل الهيئة الوطنية لتأهيل المترجمين والتراجمة NAATI
 دبلومة متقدمة في الترجمة الشفوية والتحريرة من جامعة  RMIT   في اللغات العربية والكلدانية الأشورية والانكليزية

                                                ******************************************

الحكومة الأسترالية
وزارة الخارجية والتجارة


24 كانون الثاني / يناير 2011

السيدة ماريا فامفاكينو ، عضوة البرلمان
نائبة عن مقاطعة كالويل الانتخابية
مكتب رقم 6 ، 1100 شارع باسكوفال رود
برودميدوز ،  ولاية فكتوريا ، الرمز البريدي 3047



السيدة فامفاكينو المحترمة،

في إشارة إلى الرسالة المؤرخة في 12 تشرين الثاني / نوفمبر 2010 المتعلقة بوضع المسيحيين الأشوريين في العراق ، والموقعة من قبل عدد من المؤسسات الإجتماعية والتي قام مكتبكم بإحالتها إلى مكتب سيادة وزير الخارجية، السيد كيفن رود المحترم عضو البرلمان، فقد طلب السيد رود المحترم مني بالإجابة بالنيابة عنه.

الحكومة الاسترالية تدين جميع انتهاكات حقوق الإنسان المقترفة ضد كل الأقليات الدينية وتظل قلقة حول بلاغات الأضطهادات المستمرة للمجتمع الأشوري المسيحي والأقليات الأخرى في العراق. وتدين الحكومة الاسترالية، وبالخصوص الموجات الأخيرة من الهجمات الإرهابية في العراق التي استهدفت وبشكل مقصود اماكن العبادة والمناطق السكنية المسيحية. في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2010 اصدر السيد رود بيان ادان فيه اعتداد 31 تشرين الأول / اكتوبر على كنيسة سيدة النجاة في بغداد (الرسالة مرفقة). احيطكم علما ً بأن رئيس الوزراء العراقي، السيد نوري المالكي، قام بزيارة كنيسة سيدة النجاة في 9 تشرين الثاني / نوفمبر وعبر عن تضامن الحكومة العراقية مع مسيحيي العراق.

ويقوم المسؤولين الرسميين في كانبيرا والسفارة الاسترالية في بغداد ، في كل فرصة سانحة وملائمة ،  بإثارة مخاوف الحكومة الاسترالية حول العديد من القضايا المتعلقة بحقوق الانسان بضمنها اضطهاد الأقليات الدينية مع الحكومة العراقية.   ومؤخرا ً  قام المسؤولين في السفارة الاسترالية في بغداد بإثارة مخاوفها حول تقارير الاضطهاد المستمر ضد المسيحيين في العراق مع مسؤولين من مستوى رفيع في وزارة الخارجية العراقية في 10 كانون الثاني 2011.  

الحكومة الاسترالية تدعم مساعي الحكومة العراقية في محاربتها للتطرف وترحب ببيانات رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني حول اهمية وجود المجتمع المسيحي العراقي، والتزام العراق في تعزيز اجراءات الأمن لحماية الأحياءالمسيحية. وأعلن مؤخراً الرئيس طلباني عن إنشاء لجنة محلية خاصة من اجل قضايا المسيحيين لمعالجة التحديات التي تواجه المجتمع المسيحي في العراق.

وتظل الحكومة الاسترالية ملتزمة في دعم جهود الشعب العراقي لبناء دولة مستقرة و ديمقراطية ومزدهرة ، وبضمنها برنامج المساعدة في التنمية البالغ قيمته 165 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات. الحكومة الاسترالية تعمل مع الحكومة العراقية  لبناء الإمكانيات في ممارسة حقوق الانسان وساندت بكل قوة إنشاء مفوضية حقوق انسان وطنية في العراق.

الحكومة الاسترالية لاتدعم انشاء مفوضية دولية للتحقيق في الجرائم المقترفة ضد المسيحيين الأشوريين في العراق على اساس انها المسؤولية السيادية للحكومة العراقية وقوات الأمن العراقية. في اللقاء العالمي الدوري لمراجعة حقوق الأنسان في العراق المنعقد في مقر مجلس حقوق الأنسان في جينيف  في 16 شباط 2010 ، ناشدت استراليا الحكومة العراقية على التأكيد من أن كل البلاغات المتعلقة بانتهاكات حقوق الأنسان وبضمها المقترفة ضد الأقليات الدينية، يتم التحقيق والقضاء فيها.

واحد الأهداف التي تنشد الحكومة الاسترالية في تحقيقها في برنامج المساعدة في التنمية، كان تعزيز حكم القطاع العام في العراق. منذ شهر تموز من عام 2008، قامت الحكومة الاسترالية بتدريب اكثر من 850 شرطي عراقي وعاملين في الخدمات العامة، بضمنهم 97 في مجال حقوق الأنسان. وبزيادة إمكانيات الحكم الديمقراطي  وحقوق الأنسان، ستكون الحكومة العراقية قادرة على معالجة التحديات التي تواجه العراق بشكل اكثر فعالية ، ويشمل هذا تحسين الوضع الأمني لكل العراقيين. وتدرك الحكومة الاسترالية بأن بناء الإمكانيات سيأخذ بعض الوقت ولكنها تعتقد بأنها افضل طريقة لتحسين الفاعلية والمسائلة وممارسة حقوق الأنسان من قبل الحكومة العراقية والتي ستؤدي إلى حياة أفضل لكل العراقيين بضمنهم المسيحيين الأشوريين والأقليات الأخرى.

وتدعم الحكومة سيادة العراق وسلامة اراضيه ، وتؤمن بقوة بأن التطلعات السياسية ، بضمنها تطلعات الأشوريين المسيحيين ، يجب السعي لتحقيقها في ضمن الإطار السياسي المتواجد في العراق. وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة مؤخراً كان تطورا ً إيجابيا ً للمسيحيين الأشوريين وبقية المواطنين الذين يتمنون المشاركة في العملية الديمقراطية والانخراط في العمل مع نوابهم المنتخبين.

ومثّـل العراقيين ثاني اكبر مجموعة قومية من الداخلين إلى استراليا على اساس إنساني في عام 2009- 2010 وسيكونون ممثلين بشكل جيد في حصيلة البرنامج الإنساني لعام 2011 – 2012. ويقوم حاليا ً وزير الهجرة السيد كرس براون المحترم ، بالنظر في مكونات البرنامج لعام 2011- 2012 وسيؤخذ وضع اللاجئين العراقيين في الحسبان. البرنامج غير تمييزي، ويتم تقييم الأشخاص فيه بحسب احتياجاتهم الإنسانية استنادا ُ على توفر المعلومات عن البلد. ولا يقوم البرنامج بتقييم الأشخاص في مايتعلق بالتأشيرات من حيث قوميتهم أو دينهم أو معتقداتهم السياسية. مع ذلك، من المتوقع أن يظل العراقيين من الحالات ذات الأولوية في برنامج هذه السنة.

ستستمر الحكومة في مراقبة حقوق الأنسان في العراق، وسيتضمن ذلك وضع الأشوريين المسيحيين والأقليات الأخرى ، وإثارة المخاوف مع الحكومة العراقية.

شكرا ً لكم على قيامكم بلفت إنتباه الحكومة على مخاوف الجالية الأشورية الكلدانية السريانية في ولاية فكتوريا.  


المخلصة لكم

Chulee K. Vo-Van
القائم بأعمال المدير
قسم العراق وبلدان الخليج.
 
***************************************************************************************************************************************************************************************************************************************************************************

نص بيان السيد كيفين رود وزير الخارجية الاسترالي ( المرفق مع الرسالة )

مترجمة عن النص الإنكليزي من قبل

المترجم القانوني المعتمد عماد هرمز imadhirmiz@gmail.com  
مترجم معتمد ومؤهل من قبل الهيئة الوطنية لتأهيل المترجمين والتراجمة NAATI
 دبلومة متقدمة في الترجمة الشفوية والتحريرة من جامعة  RMIT   في اللغات العربية والكلدانية الأشورية والانكليزية.

                                            **************************************

دولة استراليا تدين الهجوم الإرهابي على كنيسة سيدة النجاة في بغداد.

بيان

2 تشرين الثاني 2010

الحكومة الاسترالية  تشجب وتدين هجوم الارهابيين في يوم الأحد ضد المصلين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد ، العراق. ونأسف على ارواح الأبرياء التي زُهقت. ونتقدم بخالص تعازينا ومواساتنا لعوائل القتلى والجرحى الذين سقطوا في الهجوم.

وكان واضحا ً من أن الهجوم الإرهابي كان مصمم لكبت الحرية الدينية في العراق، وبث الرعب في صفوف الشعب العراقي.  

دولة استراليا تقف إلى جانب الشعب العراقي وتظل ملتزمة في دعمها لجهود الشعب العراقي في بناء دولة مستقرة وديمقراطية ومزدهرة.

وابلغتنا السلطات المحلية بعدم وقوع ضحايا من الاستراليين تم التبليغ عنهم. المسؤولون الاستراليون في بغداد هم على اتصال وثيق مع السلطات العراقية وسيستمرون في مراقبة الوضع.

****************************************************************************************


70
الحبيب الغالي ، الشهيد أدم

من أجلك سنصلي دوما ً .

دمك طهر قلوب الملايين

أنت مع الملائكة الأن فصلي للمجرمين قاتليك واغفر لهم كما علمك الرب المسيح.

عماد هرمز
ملبورن - استرالياز

71
استضافت قبل أيام قناة الجزيرة غبطة الكاردينال عمانويل دلي الثالث في برنامج "ضيف المنتصف" عبر الأثير في اتصال مباشر مع سيادته في بغداد ، والذي فيه يُسأل الضيف عدة اسئلة ليجيب عليها. وباعتقادي بأن هذه المقابلة كانت مهمة جدا ً وكان بمقدور نيافة الكاردينال من خلالها التعبير عن مشاعر الشعب المسيحي في العراق والمصاعب والمجازر التي تواجه في ظل الهجمة الشرسة التي تستهدف وجوده وكيانه، على أيدي التنظيمات الإسلامية المتطرفة وخصوصا تنظيم القاعدة.
 وابتدأت المضيفة ، بعد الترحيب بضيفها الكاردينال من بغداد،  بطرح سؤالها الأول والذي كان " كيف تواجه الطائفة المسيحية اليوم في العراق مخاطر تعرضها لهجمات جديدة بعد التهديدات التي أطلقها تنظيم القاعدة واعتبرها فيها أهداف مشروعة بعد يومين من مذبحة كنيسة سيدة النجاة؟"
بدأ نيافة الكردنال بشكر قناة الجزيرة والعاملين فيها وبدا متلكئا في البداية وفي بعض الاحيان بدا وكانه يلقي موعظة على منبر مذبح أحدى الكنائس. بعدها اصبح واضحا ً بأن نيافة الكاردينال كان لديه رسالة واحدة ( ومكتوبة أمامه ) يريد توصيلها مهما كلف الأمر وهي بأن العراق بخير وشعبه بمختلف طوائفه يتعايشون بسلم وآخاء. ومع كل الاحترام والتقدير والتبجيل لغبطة الكاردينال، لم يكن غبطته بالمستوى المتوقع منه كقائد لطائفة متأصلة لها وزنها في العراق والعالم.  وبدا في الحلقة كذلك، وهو يحاول قراءة الخطاب أمامه، وكانه ملقن أو طالب في المدرسة علمه أبوه انه كلما سأله احد من المدرسين في المدرسة  عن وضع عائلته يقول لهم بأن ابي وامي يحبان بعضهما البعض ويحبوننا نحن اولادهم وهي يوفرون لنا كل ما نريد من لعب وحاجيات.
ورغم محاولات المضيفة ولعدة مرات في مقاطعة نيافة الكردينال وإعادته إلى مسار الحلقة وطلب منه الإجابة على السؤال ، إلا أن نيافة الكاردينال اصر على الاستمرار في قراءة الخطاب المكتوبة أمامه ولم يجيب على هذا السؤال نهائيا ً واستمر نيافته في نقد القناة ، التي كان قد مدحها في البداية ، بشكل لاذع وصارخ مطالبا ً إياها والقنوات الأخرى بالكف عن  بث ونشر الأخبار التي تعكس التفرقة الطائفية والعنصرية والمجاز في العراق وأن شعبه بمختلف طوائفه يعيش كأخوة وتناغم منذ سنين طويلة.
في اعتقادي كان على نيافة الكاردينال استغلال فرصة المقابلة على الجزيرة لنقل رسالة واضحة وصريحة إلى العالم أجمع وخصوصا ً العرب منهم، بأن مسيحي العراق مستهدفين ومضطهدين على أيدي التنظيمات الإسلامية المتطرفة وكان عليه أن يشجب ويستنكر الأعمال الإجرامية بحق شعبنا وكان عليه أن يحمل الحكومة العراقية المسؤولية في عدم توفير الأمن والحماية الكافية للمسيحيين ومطالبة العالم أجمع بشجب واستنكار هذه الأعمال الإرهابية وحثها على الضغط على الحكومة العراقية بأن توفر حماية أكبر للمسيحيين والأقليات الأخرى. وبعدها كان بإمكان غبطته عكس روح التسامح والأخوة في العراق وبأن العراق بكل طوائفه من المسلمين والمسيحيين والصابئة واليزيدين سيظلون رغم أنف الإرهابيين متماسكين ومتحابين ويتعايشون كأخوة ويشاركون أرض العراق الطاهرة وسيظلون صامدين يدا ً واحدة كعراقيين مخلصين لبلدهم في وجه الإرهاب وأنه مها حاول الإرهابيين من زرع الفتنة والتفرقة الطائفية في صفوف الشعب العراقي الواحد وزعزعة الاستقرار في البلد فأنهم اسوتا ً ببقية ابناء العراق الواحد سيقدم المسيحيين ضحاياه كشهداء ليغسل دمهم أرض العراق الطاهرة وليكونوا قرابين يقدمها الشعب للرب ليبارك ارض العراق ويحل فيها السلام والمحبة.  
ولا أعتقد بأن قناة الجزيرة بعد ما قام به غبطة المطران في استضافة  نيافة الكاردينال مرة ً أخرى وبهذه الطريقة ضيّع علينا الكاردينال أحد أهم وسائل التعبير عن استياء وسخط الشعوب والأقليات المضطهدة ومن الوسائل المهمة  في الضغط على الحكومات إلا وهي الإعلام.  
وباعتقادي بأنه لازال قادة كنيستنا في الوطن الأم ينقصهم المهارات الدبلوماسية وبحاجة ماسة إلى ناطق رسمي واحد بأسم الكنيسة وأن يكون هذا الشخص متمرس في الدبلوماسية والعلاقات العامة ، المحلية والدولية ، وأنا اقترح ارسال بعثات من القسان إلى الخارج لتعلم هذه المهارات التي اضحى شعبنا المسيحي في العراق في أمس الحاجة إليها هذه الأيام لكونها المنفذ الوحيد له للتعبير عن سخطه والدفاع عن حقوقه.
والغريب بأنني لا أعلم ماذا ينتظر نيافة الكاردينال وقادة ورجال كنيستنا الموقرين ليحصل ضد أبناء شعبنا في العراق ليعترفوا بوجود تأمر ضد شعبنا لمحوه من العراق بتاتا ً. و بأن هذه المؤامرة ليست من قبل تنظيم القاعدة فحسب بل يشترك فيها العديد من الأطراف والأحزاب الدينية في العراق.
ألا يعتبر ما يجري لأبناء شعبنا من قتل ونهب واغتصاب وسلب وأخرها مجزة كنيسة سيدة النجاة كافي ليستيقظ شعبنا من نومه ويكسر القيود ويثور ضد المجرمين.
وإذا كانت الكنيسة ترى في نفسها بأنها لا تستطيع سوى الدعوة إلى التسامح والسلام كونها مؤسسة دينية مسيحية فعليه إذن واعتقد بأنه في مثل هذه الظروف فانه من دور الأحزاب السياسية المسيحية في العراق ، بعد أن برهنت الحكومة العراقية فشلها وعدم جديتها بل تواطؤها وتساهلها في حماية الأقليات من الشعب العراقي، تشكيل جبهة موحدة ناطقة بإسم الشعب المسيحي وتحاول المطالبة والدفاع عن حقوقه على كل الأصعدة والمستويات المحلية منها والعالمية وحتى رفع السلاح لحماية شعبنا النازف من هجمات الإرهابين.
نحن شعب مسالم ولكننا لسنا شعباً جباناً أو متخاذلا ً ، لنا حقوقنا في الوطن الذي قطنه أجدادنا قبلنا بالآلاف السنين ولنا فيه حق العيش بحرية وكرامة وعزة وشرف اسوتا ً ببقية ابناء شعبه الآخرين.  
حان الوقت للنظر في قضية شعبنا بجدية وعدم التملق للحكومة العراقية أو الخوف من أي جهة أو تنظيم مهاما كان. ولنضع رؤوسنا ، كما فعل من قبلنا المسيحيين ، على رأس السندان ليـُقطع في سبيل فادينا ومخلصنا يسوع المسيح.
كفانا خداع انفسنا وتبرير الخنوع والجبن بالسلام والحب. فأما أن نعيش كبشر،  بكرامة وكمواطنين مسيحيين يتمتعون بحقوقهم المشروعة كافة وأما الخروج من العراق وتركه أو القتال من أجل حياة كريمة بدون خوف أو إهانة أو تحقير أو تهديد.
عماد هرمز
ملبورن - استراليا
Imadhirmiz@hotmail.com
07 November 2010.

72
الف الف الف مبروك

الاب الغالي امير ايشوع القس بطرس
 
الف مبروك شهادة الدكتوراه ، الرب يعطيك المزيد من نوره ومعرفته ويمنحك الصحة والعافية وينور طريقك.
فرحنا كثيرا لأن نور المسيح قد أشرق عاليا ً في سماء فرنسا . لقد رفعت رأس ابناء عشيرتك وقريتك ووطنك الأم العراق.

الف ألف مبروك ، الرب يباركك

بالنيابة عن
هدى نيسان أيوكا القس بطرس
وهشام حنا هرمز
والعائلة
ملبورن - أستراليا
06-10-2010

73
تعازينا الحارة إلى أهل وأقارب الرفيق المناضل الراحل الأستاذ حكمت حكيم

وتعازي الحارة إلى الشعب الكداني السرياني الأشوري والعراقي بشكل عام على فقدان العبقرية القانونية الأستاذ المناضل حكمت حكيم.

نتمنى له الراحة الأبدية

74
Congratulations to Edwina

You deserve more rewards for your hard-work for the Assyrian Chaldean community
Wish you good luck for your future efforts
Well Done and keep up the good work

Imad Hirmiz
Melbourne - Australia  

75
نشر الأخ سعد عليبك ، فارس الكلدان واحد قادتهم  مقالة تحت عنوان "كوتا الأقليات بين الكوردستانية والتغيير"  وكالمعتاد يحاول فيها تبرير عدم فوز قائمة الكلدان الموحدة بأي مقعد وبالطبع ايجاد جهة معينة لالقاء اللوم عليها. يمكنكم الإطلاع على المقال على الرابط أدناه:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=332171.0

ولم يأتي مقال السيد سعد عليبك بالجديد ولم يكن مفاجأة لنا أو قنبلة الموسم فالخط السائر عليه هو ورفاقه بات كالطريق الترابي الواضح بين الأدغال من السهل أكتشافه ومعرفة بأن الطريق قد تم سلكه المئات من المرات .

والمشكلة هي محاولات الاخوة القوميون الكلدان المستمر والمستبيت في الطعن في الطرف المقابل ولومه على كونه المسبب في خسارتهم بدلا ً من دراسة الوضع الراهن واستقصاء المعلومات اللازمة واستغلالها في الانتخابات القادمة ومقالة سعد عليبك في اتهام المجلس الشعبي الكلداني الأشوري  السرياني بالعمالة للأكراد ومضمونها الخيانة للشعب ، ماهي إلا مؤشر على فقدان صوابهم وتشوش افكارهم.

وللأسف الشديد يعد القوميين الكلدان فوز قائمة عشتار في الأنتخابات خسارة للشعب الكلداني وخيانة لأهدافهم القومية والوطنية ناسيا ً بأن الشعب هو الذي اختار ممثليه ولم يتم تعيينهم .

ويأسف لأكتشاف  وجود  فقدان للبصيرة والنظرة البعيدة المدى لدى القوميون الكلدان وتمسكهم بتحقيق الانجازات الأنية والقريبة التي برأيهم ستعزز مكانتهم وتبرهن على وجودهم ودعم الشعب لهم. وهذا ليس سوى فضح لوهنهم وعدم توازن خطاهم. وايضا ً يعكس فقدانهم للنظرة الموضوعية والشمولية والصورة الكاملة لما يجري. وبالتالي عدم إدراكهم بأن مايفعلوه هو لمصلحة القوى المعادية لشعبنا الكلداني ألاشوري السرياني.

وإذا كنا لنتفق مع ماجاء على لسان الأخ سعد عليبك بأن البارتيين هم الذين وضعوا واختاروا واربحوا رجالهم ، اليس هذا حال كل السياسيين الذين يمثلون الأقليات القومية. اليست القوميات والشعوب الأقلية تعتمد على الأقوى للاستمرار في البقاء.

ألم يكن الكلدان عديمي الإرادة والقوة في عهد النظام البائد لدرجة ان الكثيرين منهم تم استعرابهم أثناء حكم الطاغية صدام وتم استغلالهم كأدوات من قبل النظام لإطالة أمده في السلطة.  أين كانوا الكلدان الذي اصبحوا اليوم ، وكما كانوا في السابق،  اقلية مضطهدة من العمالة. ألم يكونوا عملاء للنظام البائد وكان معتمد عليهم في الكثير من الأمور لحمايته الشخصية ودعم نظام الطاغية البائد. ولكن سياسة المسايسة كانت صائبة حينها لشعب لاحولة ولاقوة له وعليه بقى شعبنا موجود وبُنيت الكثير من الكنائس في عهد النظام البائد وكانت سياسة الغاية تبرر الوسيلة ناجحة.

وبعد سقوط النظام البائد السابق تغير النظام وتغيرت القوى ومع الأسف لم يطرأ أي تغيير يحسب لصالح شعبنا عدى حرية التنقل والفرار من وجه المضطهدين . وبقى شعبنا مضطهدا ً ،بل زاد الإضطهاد ضده مما نتج عنه تشريد شعبنا بالكامل وجعل الكثيرمنهم الذين رفضوا ترك الوطن العراق اللجوء إلى شمال العراق تحت حماية ومسؤلية الشعب الكردي وحكومته بقيادة البارتيين والبرزانيين. وللأسف لم تتغير قوى التوازن لصالح شعبنا ولايزال اسمه الأقلية ، ومضطهدا ً والمطلب الوحيد الذي يستطيع الشعب الكلداني الأشوري السرياني طلبه هو العيش بأمان في ظل الحكومة الكردية بعد ان تخلت عنه السلطة المركزية ووضعت مصيره في أيدي المليشات المنتقمة التي تهدف إلى تصفية العراق من الشعب الكلداني الاشوري السرياني.

أفهموا واصحوا ايها النائمون ، الشعب الكلداني الأشوري السرياني في خطر محدق وليس الوقت الأن وقت الحساب من هو الأصلح أو الأقدم أو الأصلي، واتحادنا هي الخطوة الأولى والاهم في طريق تحقيق الأهداف المنشودة.

عندما تتحقق الوحدة المنشودة ، سيكون بأمكاننا استغلال أعدادنا والقوى المستمدة من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري في الخارج ،  ووضعنا حينذ وقوتنا على الساحة،  لنلعب لعبتنا السياسية مع القوى المهيمنة على الساحة واستغلال الوقت واتباع لعبة المرواغة وسياسة الأخذ والعطى والشد والمد والكسب والخسارة لحين سناح الفرصة الملائمة واستغلالها وعندها لعب الورقة السياسية الصحيحة والرابحة لتحقيق اهدافنا التي تدعم موقفنا ونكون حينها في موضع المتمكن من قراراته وقدراته وتأثيره ملموس ومؤثر وعليه تكون قراراتنا مستندة على اسس لاتتزعزع ومتينة ونكون فيها نحن فيه المسيطرون على الوضع وقادرين على التحكم بمصيرنا ومعرفة توجهاتنا وطموحاتنا ووقتها لن نحتاج إلى الاعتماد على القوى الكيبرة بل سيكون الكل على اتقاق على التعايش السلمي واحترام الأخر على أساس توازن القوى. ووقتها سيكون بإمكان الساسة الكلدان السريان الاشوريون عقد اتفاقيات وتحالفات ليس فقط مع القوى الكردستانية بل مع القوى العراقية والعربية والعالمية وكما أشرنا باستغلال الطاقات المتوفرة لابناء شعبنا في المهجر وبالتالي عدم الحاجة إلى التوسل والتملق للأخرين.
ولاداعي للأخوة القوميين الكلدان للقيام بفرض أنفسهم على الشعب ومحاولة إثبات وجودهم بالقوة لعدم وجود مايدعو لذلك حيث يعترف كل الوحدويون بالوجود الكلداني الأصيل فما الداعي للحرب الباردة.

عماد هرمز ( كلداني أشوري سرياني – وحدوي)
ملبورن استراليا
17 آب 2009

76
فوز قائمة عشتار إنتصار للوحدة الوطنية لأبناء شعبنا

أود أن اهنئ كل الوحدويون في هذا الفوز الكبير فتصويت الشعب لقائمة عشتار المتمثلة بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ماهو إلا إنتصار للوحدة الوطنية ودليل على رغبة الشعب في الوحدة والتماسك في وجه التحديات التي يواجها.

فوز قائمة عشتار بأغلبية المقاعد المخصصة لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري ، رغم وجود قائمة الرافدين الممثلة لحركة زوعا والقائمة الكلدانية الموحدة دليل وتعبير عن استعادة الشعب لوعيه القومي الموحد وأصرار أبناءه على وحدويتهم ومقاومتهم لكل المحاولات لتفريقهم ووضعهم في خانات القومية أو الطائفية الأنفصالية. وهو بمثابة مباركة للمجلس الشعبي الكلداني الأشوري السرياني الذي يحاول جمع جميع أطياف الشعب تحت سقف واحد وهو الأمل المنشود دوماً.

ولست هنا لأدافع عن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ولكن اسمه يضم جميع الأسماء الثلاثة فهو بأعتقادي كوحدوي انشد الإتحاد بين أبناء الشعب الواحد يجب ان يكون المجلس خيمة تظلل على جيمع أبناءها.

وأرجوا وأناشد حركة زوعا والمنظمات الكلدانية احترام إرادة الشعب وتفهم الموقف واخذ انتصار المجلس الشعبي الممثل لكافة أطياف شعبنا على أنه انتصار لوحدة الشعب ولايعني فقدان الشعب لخصائصه ومكوناته القومية ولايعني خسارة الكلدان أو الأشوريين ولايعني إنهزام كنيسة معينة أو أنتقام شعب لشعب أخر.

وعلى المنظمات الكلدانية والأشورية دراسة الوضع بكل دقة وبناء ستراتيجيات مستقبلية مستندة على رغبة الشعب والنتائج التي ابرزتها الانتخابات. وارجوا ان تكون الغاية هي الحفاظ على هوية الشعب بكافة مقوماته وتسمياته والعمل على تعزيزها بدلاُ من التفكير السلبي ومحاولة جعل فئة معينة تهيمن على جهة معينة.  

وبإعتقادي بأن الدافع الرئيسي لتصويت شعبنا لقائمة عشتار هو تعبير عن إمتنان وشكر وتقدير أبناء شعبنا للسيد أغاجان لمابذله من جهود في إعمار وإعادة بناء قرى أبناء شعبنا. وأيضا ً التصويت لقائمة عشتار برأي كان بمثابة التصويق لقناة عشتار الفضائية التي أصبحت منبرا ً ومنارا ً ثقافيا ً.

عماد هرمز
ملبورن استراليا

77
هل نحن أشوريون متكلدنون أم كلدان متأشورين؟

أ ٌشبه هذا السؤال بالسؤال القائل هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة؟

ولايتطلب مقدار كبير من الذكاء من القارئ ليدرك أهمية الجواب على هذا السؤال في مستقبل شعبنا الكلداني الاشوري السرياني العريق. حيث نلاحظ الجدالات بين القوميين الكلدان والقوميين الأشور يين والتي برأي لاتتعدى حدود المناوشات الكلامية والتي كما أثبتت الأيام لنا لم تقدم غير التفرقة والانفصال والكره والضغينة عند الطرفين. ويبقى هذا السؤال الأسفين الضارب في أرض مابين النهرين ليمزق أبناء شعبنا إلواحد إلى شعبين أو ثلاثة وكل منهم يبرهن بأن طرفه هو الاصح والأقدم.

ومشكلة شعبنا الذي نشأ وترعرع في ارض الرافدين المتشبعة بالتقاليد والعادات الشرقية هي نفس مشكلة الشعوب العربية التي تتشبث بترايخها وانجازات اجدادها تاريكين الأهم هو الحاضر والمستقبل. ولست هنا طالبا ً نكران التاريخ لكن برأي إذا كان التاريخ يفرق شعب واحد فلنخلق ونكون تاريخ جديد خصوصا ً إذا كان هذا الشعب معرض للخطر ويجب توجيه كل الطاقات والقابليات في سبيل الحفاظ على هويته وبناء مستقبل جديد.

والمشكلة التي أراها هو وللأسف الشديد وجود مؤرخين ولغويين يدركون حقيقة تاريخ شعبنا لكنهم لازالوا يتنكرون للتاريخ متخوفين من الشعب ونقده وحكمه عليهم. وعلينا جميعا ً التحلي بالشجاعة والاعتراف أما نحن شعب أشوري واحد تبنى التسمية الكلدانية بعد الألتحاق بالكاثوليكية العالمية أم كلنا شعب كلداني اصبحنا بحكم السياسة والمصالح الامبريالية اشوريين .

لذا اناشد كل مؤرخ  كلداني أو أشوري أو سرياني غيور على شعبه ووحدته طرح رأيه بكل صراحة وشفافية وصدق وأمان واعطاء رأيه الحقيقي الكامل وليس المزيف الناقص وبالأدلة والبراهين القاطعة او الأدلة السمعية وإبلاغ ابناء شعبنا بحقيقة هويتنا عن طريق الأجابة وبكل صراحة وصدق على السؤال المطروح والذي هو : هل نحن أشوريون متكلدنون أم كلدان متأشورون؟

وأرجوا من كل من ليس له ناقة أو جمل في هذا الموضوع ، اي لكل من لايعرف اي شئ عن التاريخ واصول الطرح والدراسة التاريخية،  السكوت وعدم بث الحقد والبلبة والضغينة بين أبناء الشعب الواحد. اتقوا الله ياأيها الكتاب المثرثرين فالذي تقومون به هو إضافة حطب على النار المشتعلة بين أبناء الشعب الواحد وسينتهي المطاف بكم في مزبلة التاريخ.  

يأبناء شعب بين النهرين

كلنا شعب واحد والدليل الذي بين ايدينا دليل قاطع وبات ويجب أن يكون كافي لبث المحبة والوئام والتآخي بين ابناء شعبنا . حيث نتكلم لسان واحد ولنا ارض واحدة ودين واحد وحضارة مشتركة وكل هذه المقومات تدل بالدليل القاطع بأننا اخوة ومن يقول غير ذلك ليس إلا انسان دجال حقود لديه مصلحة شخصية أو مريض نفسي يضن بأنه يدافع عن حقوق مجموعة معينة أو يحمي كنيسة معينة أو يدافع عن وجود شعب معين كل هذه هي شعارات لاتخدم أبناء الشعب الواحد ومن يفرق بين شعب واحد لن يجمع شمل شعب واحد. وأرجوا منهم توجيه أقلامهم في الأعداء الحقيقيين لشعبنا الذي يدمر أركان وجودنا بالكامل وينسف اساسنا ويحطم مستقبلنا.

وأتمنى لكوني شخص وحدوي افتخر بكل الأسماء الثلاثة، التسمية الكلدانية التي ورثتها عن أجدادي وافتخر بكنيستي الكلدانية والتسمية الأشورية التي اعتبرها جزء مكمل ولاينفصل عن تاريخي وحاضري ومستقبلي والتسمية السريانية لغة أجدادي وأبائي وابنائي التي هي الضلع الثالث المكمل لمثلث شعب بين النهرين ، شعبنا الكلداني الأشوري السرياني العريق.

ياأبناء شعبنا اتحدوا
يأبناء شعبنا ابتعدوا عن المفرقين والحاقدين والضللين

أترك أجابة هذا السؤال لكل مخلص وغيور على شعبنا وصادق وأمين في ماينتجه

هل نحن أشوريون متكلدنون أم كلدان متأشورون؟


عماد هرمز
ملبورن – استراليا

 انا مستعد لتقبل الأجابات على العنوان البريدي التالي.
.
Imadhirmiz@hotmail.com

78

لا أقصد بكتابتي هذه الإساءة إلى أي شخص كلداني أو أشوري واحترامي الجزيل لكل فرد من أبناء شعبنا الكلداني الأشوري السرياني.
في استعراض لكتابات الكتاب الكلدان وعلى رأسهم حبيب تومي وسعد علي بيك ويوحنا بيداوييد الذين أخذوا على عاتقهم بحسب رأيهم "الوقوف بوجه المد الآشوري ومحاولات الآشور لطمس الهوية الكلدانية وتحجيمها وحصرها ضمن حدود الطائفية الدينية الكنسية" . 
ومعظم كتابات هؤلاء الكتاب تدور هذه الأيام حول الصراع الكلداني الآشوري. والطريف في هذا الموضوع هو انتقادنا للفئات الأخرى على صراعاتهم الداخلية وننسى بأننا لا نختلف عنهم.
ودائما ً ينتقد الكلدان في كتاباتهم الآشوريين وما يعملوه بالكلدان وكأنه ليس هناك موضوع أخر سوى الصراع الكلداني الأشوري وأشبه نهج الكلدان هذا ببكاء اليهود عند حائط المبكى ، حيث يقوم اليهود بالذهاب إلى هذا الحائط ويقومون بتلاوة المزامير وغيرها من التسبيح طالبين من الرب أن يذكرهم دائماً ويكون معهم ويحمي شعبهم وقادتهم وحماية دينهم وأيضا ً يقومون بالشكوى والتذمر .
فما يقوم به الكتاب الكلدان في كتاباتهم يشبه ما يقوم به بعض اليهود عند حائط المبكى ( وعفوا ً على هذا الكلام) وهو التذمر والشكوى إلى إله آشور (الأشوريون) ويلتمسوا منه ما يلي : ذكر اسم الكلدان مع اسم الأشوريين في المحافل الاجتماعية والسياسية ، الكف عن تقليل من شأن الكلدانيين والهجوم عليهم ، الاعتراف بقومية الكلدان كقومية مستقلة لها جذورها في التاريخ ( ونراه أخيرا ً في مقالة سعد علي بيك حيث يعتبر الطعن في الكلدان طعن في الكتاب المقدس وايضا ً مقاله الأخير "هل يستطيع الأشوريون كسب ثقة الكلدان)، الكف عن القول بأن الكلدانية هي أسم لطائفة من الأشوريين الذين اعتنقوا الكاثوليكية، الاعتراف بأغلبية الكلدان وعليه تسليم السلطة للكلدانيين وقادتهم ، اعتبار الأشورية مجموعة صغيرة أصلهم كلدان ، وضع اسم الكلدان في المقدمة ، اعتبار الكنيسة الكلدانية الكنيسة الأساسية ، الكلدان الحاليين هم أبناء أجدادهم الذين دمروا الإمبراطورية الأشورية قبل أكثر من 2600سنة ، عدم محاولة تأشور الكلدان ، وتبني العلم الكلداني واعتبار كل شيء يخص المسيحيين بكونه كلداني لكونهم الأغلبية ( طبعا ً عدا الأرمن). ونلاحظ مقال حبيب تومي "الأحزاب الآشورية بكاؤها على مصالحها وليس على الوحدة القومية وأنا مستعد للمناظرة"  ليس إلا الاستمرار على هذا المنهج.
وهذا لا يعكس سوى ضعف الكلدان أمام الأشوريين الذي أصبحوا متمرسين وذو خبرة اكبر في المجال السياسي والاجتماعي ولهم نضالهم المتواصل والقديم والمشهود له.
والمشكلة هنا تكمن في ضياع الطاقات والمواهب التي من المفروض أن تكرس لتحسين الواقع المعيشي لشعبنا من خلال التطرق إلى المواضيع الأخرى الأكثر أهمية مثال ذلك مشكلة تربية الأطفال في المجتمعات الغربية وفقدان أبناءنا للغتهم وهويتهم ، فنحن نحارب من أجل الاسم الكلداني الأشوري السرياني ولكننا نسينا الأهم وهو الشعب نفسه.
أدعوا الأخوة الكلدان إلى التركيز على القضايا المصيرية للشعب الكلداني واعتبار الأشوريين  حليف وليس عدو والتخلي عن إثبات وجودهم للأشوريين فالعمل الحقيقي والجاد هو الذي سيركز وجودهم ويبرز قوميتهم ولا حاجة لتبرير مواقفهم للأشوريين ولا داعي للاستبسال لإثبات الهوية الكلدانية فهم منتشرين في كل مكان.
أدعوا جميع أبناء شعبنا للاتحاد وليكن اسمنا "كلدان آشور سريان".
عماد هرمز (كلداني آشوري سرياني – وحدوي)
ملبورن استراليا
تموز 2009

79
يوم الإنسجام الاسترالي ومهرجان اكيتو
تحتفل استراليا بيوم الإنسجام والتناغم في 21 آذار من كل سنة ويتزامن هذا اليوم مع اليوم العالمي لمحو التمييز العنصري المنظم من قبل الأمم المتحدة. وتصرف الحكومة الاسترالية الملايين من الدولارات على الاحتفالات بهذا اليوم وتشجعها.
ويهدف الاحتفال بهذا اليوم الى نبذ الحقد والاختلافات والخلافات والتمييز العنصري على أساس العرق أو الدين أو لون البشرة وإعلان الالتزام بالأحترام المتبادل في بلد يتميز بالتعددية الثقافية وأنحدار أبناءه من أصول وأعراق وأديان شتى ،وكما يقول المثل من كل قطر اغنية،  ليشكل معزوفة رائعة ينشدها ابناءها اجمعين وكلمات الاغنية الاسترالية الشائعة “We are One but We are Many”  بالعربية "نحن واحد ولكننا كثيرين" ماهي إلا خلاصة لمفاهيم احترام الوجود الأخر على ارض لاتنتمي إلا لأصحابها من السكان الأصليين وتستمر موجات اللاجئين بمئات الا لاف تتدفق الى هذا البلد سنويا ليجدوا في استراليا وينالوا منه مالم يوفره له ارض اجدادهم.
والأهم من ذلك فأن الرسالة المستخلصة في هذا اليوم هو أن الاحترام المتبادل وقبول الأخر هو الطريق الافضل والأمثل للتعايش السلمي. وعليه تصدح الاصوات في هذا اليوم مطالبين الشعب ومناشدة أبناءه إلى التعامل مع قضايا التمييز على أساس الدين أو العرق من خلال التسامح وترويج الاحترام المتبادل والعدالة والمساواة والصداقة والمودة والاحساس بالأنتماء لكل افراد المجتمع . وبإتباع هذا النهج من التعامل مع شعب يضم المئات من الأعراق والأديان نجحت دولة استراليا نجاحا ً ساحقا ً في توفير الأمان والاستقرار والرفاهية لأبناء شعبه وهو في تطور ونجاح دائم.
وتحتفل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمواطنين بهذا اليوم بتعليق شريط برتقالي اللون على صدورهم كرمز للاحتفال بهذا اليوم وايضا ً دعوة الموظفين في المؤسسات إلى وجبة غداء مشتركة لموظفيها وعندها يجلب فيها الموظفون طبخة شائعة في بلدهم أو لبس زي بلدهم للاحتفال بالتنوع الثقافي وإيجابياته.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه بلد شعبه تنحدر اصول شعبه من شتى انحاء العالم ولاتربطهم صلة لغوية أو حضارية أو تاريخية ، بالمساواة والاحترام المتبادل مدركين إنها الطريقة الامثل للعيش بأمان واستقرار.
ففي الوقت الذي يجب أن نبتهج برأس سنة أكيتو البابلية الأشورية  الشاهد على أصالة تاريخنا وتعمقه في الجذور ولغتنا الآرامية العريقة وإنتظاره بفارغ الصبر، للأسف الشديد أصبح هذا اليوم معروفا بين أبناء شعبنا بيوم التفرقة والتهجم على الطرف الاخر بتهميشه أو تذليله أو التنقيص به .
نعم ، ففي الوقت الذي يجب أن نحتفل في هذا اليوم بتاريخنا ولغتنا وأرضنا المشتركة ونتغنى بتاريخ أجدادنا الذين عاشوا على نفس الارض لآلاف السنين ومهدوا للحضارة الانسانية واخترعوا الكتابة ووضعوا أول القوانين على شكلها المتحضر،  أصبح وللأسف الشديد يوم الاحتفال ب ( اكيتو أو السنة البابلية ، أو السنة الاشورية أو السنة ....) يوم التناحر والاحتفال المعلن بإنقسام شعبنا الأشوري الكلداني السرياني الشعب ، الذي ينحدرأبناءه من ارض واحدة ويتكلم لغة واحدة وله دين واحد وتقاليد وعادات واحدة. وأصبح هذا اليوم في أوساط شعبنا معروفا بيوم التفكك والتفرقة والتهجم على الطرف الاخر بتهميشه أو تذليله أو التنقيص به .
 وفي الوقت الذي يجب أن نفتخر بلغتنا التي لازالت يتحاكى بها ونحافظ على لغتنا الأرامية ، السريانية ، لغة المسيح، اصبحنا نطلب مترجمين أشور والبعض الأخر يطلبون مترجم كلداني والاخرون مترجم عربي.
 وفي الوقت الذي يجب أن ندعوا فيه إلى وحدة الشعب والمصير من أجل مستقبل باهر لأبناءنا إنقسمنا على نفسنا كانقسام الخلية السرطانية لتأكل كل ماهو صحي وصالح واصبحنا نشكل نوادي ونعطيها أسامي قرانا التي تبعد مئات الالاف من الأميال ونتصارع على رئاستها.
 وفي الوقت الذي نرفع فيه علم أرض الرافدين ، بت نهرين، علم نحتمي في ظله ونقاتل من أجله ولأجله ليكون مرفوعا ً يرفرف في الأعالي كما رفرف على برج بابل من قبل،  اصبح لنا ثلاثة أعلام ، علم آشوري وأخركلداني وأخر للموحدين.
وفي الوقت الذي يجب أن نجمع فيه خيرة عقول أبناء شعبنا للعمل سوية ً على خدمة أبناء الجالية وإثبات وجودنا ومكانتنا وخدمة أهدافنا، أصبحنا توابع لمنظمات دخيلة وغريبة لتأخذ من الدولة الأموال باسم شعبنا لتنفقها على رفاهية أبناءها وتحقق أغراضها واهدافها.
 في الوقت الذي يجب أن نوفر نقود المبذرة على احتفالات السنة... المقامة في أكثر من مكان وتوفيرها للتبرع بها لأبناء شعبنا الذين يعانون في أرض الوطن أصبحنا نستخدم إمكانيتنا المالية لننفقها على الحرب الباردة.
كفانا غباءا ً أيها الأخوة فمصير امتنا في خطر محدق وماتقومون به لن يخدم أمتنا بل ستسرعون من اندثار وزوال شعبنا والأجيال القادمة المشوهة الوجه واللغة والانتماء ستكون شاهدا ً على عملكم اللامسؤول.  لنتدارك الامر قبل فوات الأوان ولنعمل بجدية وواقعية وعقلانية بعيدا عن التعصبية العمياء وتفكيركم العاطفي متحدين مع بعضنا الأخر.
 لنتوحد ونجعل من الاحتفال بيوم السنة...  يوم الاحتفال بالتضامن والاخوة والمحبة والاحترام والمتبادل وقبول الآخر ودرء العنصرية والحقد والتحامل على الغير.

عماد هرمز
ملبورن – استراليا.
23 آذار 2009

80
لأول مرة
ستة من أبنائنا في ملبورن/استراليا
يرشحون أنفسهم لإنتخابات الحكومة المحلية

إلى كافة أبناء  شعبنا الكلداني الاشوري السرياني وأبناء جاليتنا العراقية والعربية الأعزاء:

يسعدنا ان نعلن لكم بأن مجموعة من ستة أشخاص من أبنائنا في مدينة ملبورن/ استراليا سيخوضون ولأول مرة في تاريخ هذه المدينة الانتخابات البلدية " الحكومة المحلية"  التي ستجري بتاريخ 29/11/2008 في بلديتي هيوم" Hume Council " ومورلاند " Moreland Council ".

بما ان الانظمة الغربية تعتمد الديمقراطية  في نظم الحياة ولذا نرى ان الانسان له كل الحقوق الاساسية في الدخول في اي مجال يستطيع فيه خدمة مجتمعه بصورة تحفظ كرامته وتحمي منجزاته وبذل المزيد دوما نحو توثيق إزدهاره ، من هذا المنطلق فأن جاليتنا مطالبة في الالمام بكافة الجوانب التي تخصها وتمسها من اجل الارتقاء الى مصاف الأخرين من الخلفيات الإثنية المختلفة وتحقيق ما نصبوا اليه كمواطنين استراليين من خلفية لها ظروفها الخاصة وتطلعاتها المشروعة في ان تكون ذا تأثير بين المؤسسات الاسترالية من اجل رفع شأن جاليتنا وحينها يمكننا ان نكون سندا لأبناء شعبنا أينما كان.

من المنطلق أعلاه بادرالاخ جون حداد وعماد هرمز وصباح ميخائيل وممتاز داود ومخلص خمو وجيسن جون في إتخاذ هذه المبادرة المطلوبة علما بأن جاليتنا بكثافتها الحالية قادرة على الحصول على اكثر من مقعد في البلديات المذكورة ويصبح تأثيرها كباقي الجاليات وكما جرى للجالية اليونانية والتركية والأيطالية..،  أن تأثير هذه الجاليات على البلدية او حكومة الولاية لهو مؤثر وان اغلب مطالبهم في بناء مراكز او مدارس خاصة بهم...  تنفذ وهذا ما يعرفه الجميع في مناطق تواجد جاليتنا، لأن النظام الغربي لا ينظر إلى ما هي خلفيتك او جنسك او دينك بل ينظر إلى مدى وعيك وتنظيمك وإلمامك ودخولك في المعترك المؤسساتي السائد .

هناك خمسة من هؤلاء الاخوة في بلدية Hume  التي هي الاكثر كثافة من اي بلدية اخرى في هذه المدينة وتوزع الاخوة لثلاث دوائر إنتخابية وكالأتي :

والغرض من نزول مرشحين إثنين في الدائرة هو لإعطاء الاصوات التفضيلية لبعضهما البعض.

عماد هرمز وجيسن جون في دائرة Merri Ward  ومناطقها السكنية تشمل: Meadow Heights, Coolaroo, Dallas, Upfield, Campbellfield

جون حداد ومخلص خمو في دائرة Aitken Ward ومناطقها السكنية تشمل:
Greenvale, Roxburgh Park, Craigieburn

صباح ميخائيل في دائرة Airport Ward  وتشمل:
Broadmeadows, Jacana, Westmeadows, Gladstone Park, Tullamarine

أما ممتاز داود فهو مرشحا في بلدية Moreland في دائرة North East Ward  ومناطقها السكنية تشمل:
Fawkner, Coburg, North Coburg


نهيب بأبناء شعبنا في مدينة ملبورن الى توحيد الصوت والجهود من اجل دعم المرشحين لأنه آن أوان لرفع إسم جاليتنا في إستراليا وأن حصولنا على اي مقعد ليس شأنا خاصا بل عاما اي يفيد الجميع.
في الاسابيع المقبلة سيتم توزيع منشورات خاصة بكل منطقة لتعريف المواطنين بكل مرشح واهدافه وتوضح كيفية اختيار مرشحيكم وطريقة إملاء القسيمة الانتخابية التي سترسل اليكم من قبل دائرة الانتخابات في الاسبوع الاخير.

للمزيد من المعلومات او من يوّد تقديم العون يرجى الإتصال مباشرة بالمرشحين
جون حداد: haddad.john@gmail.com  0403 214 644
جيسن جون: johnjason@y7mail.com 0403 420 874
مخلص خمو mukhlis@bigpond.com    0421 745 032
ممتاز داود: momtaz_sako@yahoo.com  0406 070 522
عماد هرمز: imadhirmiz@gmail.com 0422 335 063
 صباح ميخائيل: Sabahmekhaeel73@hotmail.com 0404 094 032

ويتقدم الأخوة المرشحين أنفسهم للإنتخابات بخالص الشكر والتقدير إلى الأخ سليمان يوحنا الذي ضحى بوقته الثمين في سبيل مساعدة أخوته في خوض هذه التجربة الكبيرة

وتقبلوا منا كل الحب والاحترام


81
لقد اخفق الكلدان والآشوريين مرة اخرى

لاشك أن الكثير منا يعرف انه على أي حزب سياسي من اجل أن يمرر أو يطبق سياسته وبرامجه ومبادئه الإيديولوجية أو غير الإيديولوجية  عليه في الأول الوصول إلى السلطة . وهناك طر أثق عديدة للوصول الى السلطة منها الانقلابات الدموية أو السلمية أو عن طريق الديمقراطية. وإذا كان الحزب لا يملك الزخم الكافي او الدعم الكافي من الشعب فليس أمامه سوى التحالف مع الأحزاب والقوى الأخرى التي تتماشى سياستها وأفكارها ومبادئها مع هذا الحزب وبعد ذلك الاتفاق معها بخصوص السياسات والبرامج التي سيتم تنفيذها عند الوصول إلى السلطة. في الوقت الراهن فان خيار الانقلابات غير متوفر في العراق أولا لعدم وجود سلطة دكتاتورية أو مستبدة  ولعدم وجود استقرار في البلد.
بعد الإخفاق الذي حصل للشعب الكلداني الآشوري السرياني في العراق في انتخابات كانون الثاني من هذه السنة توخينا قيام الأحزاب الكلدانية والآشورية بالاستفادة من التجربة من خلال دراستها وتحليلها وإيجاد السبل الكفيلة في عدم تكرارها.
ولاشك إن القوى الكلدانية قامت بخطوة مهمة جداَ إلا وهي توحيد الصفوف الكلدانية الداخلية من أجل الحصول على الزخم الشعبي الذي افتقدوه في الانتخابات الماضية من خلال ما يسموه بترتيب البيت الكلداني وحققت في هذا نجاحا باهرا من خلال العمل الدؤوب والمخلص أهنئهم على هذا الإنجاز الكبير.
لكننا تأملنا وتوقعنا أن تكون هذه الخطوة بادئة لخطوات لاحقة تهدف إلى حصول الكلدان على وجود حقيقي في البرلمان العراقي لكي يكون بإمكاننا الحصول على الحقوق المشروعة لشعبنا .  لكن وللأسف الشديد اظهر الكلدان نقص في الحنكة السياسية وقلة الخبرة في لعبة السياسة التي تتطلب مهارات كثيرة ومتميزة وعقول سياسية مخططة ومدبرة ومنفذة.
لقد تصور الكلدان إن اتحادهم كاف لتحقيق شئ ملموس في الانتخابات القادمة متناسين أو متجاهلين إن الكلدان والآشوريين هم أقلية في العراق ومهما كان عددهم متحدين فان مكاسبهم ستكون محدودة  وهذه حقيقة يجب إن لا ننكرها وان نأخذها بعين الاعتبار دائما.  ولكن وللأسف الشديد تبيّن ونحن على بعد أيام قليلة من الانتخابات إن ترتيب البيت الكلداني وتشكيل اتحاد القوى الكلدانية  كانت الغاية وليست الوسيلة أو بمعنى آخر كانت المحطة النهائية للكلدان بدلا من أن تكون المحطة الأولى والغاية المنشودة فنراهم قد شكلوا اتحادهم وحصلوا على دعم الكلدان وتقوقعوا وهم في انتظار حدوث معجزة إلهية أو أن يرسل لنا حمورابي أو نبو خذ نصر جيوشهم وشعبهم للوقوف معنا  .  ولم يسعى هذا الاتحاد جاهداً وبكفاية في التفكير الجاد بالاتحاد مع القوى الآشورية العريقة والمناضلة في العراق على سبيل المثال حركة زوعا والداعمين لهم ، وربما سيرد علي بعض الكلدان ويقول لي لقد اتصلنا وحاولنا ولم نحصل على شئ إيجابي . وليس مبتغاي هنا في أن القي اللوم بالكامل على الكلدان بل أيضا على الاخوة الآشوريين الذي فشلوا أيضا في إيجاد مخرج وهم المحنكين سياسيا وتاريخ نضالهم السياسي قديم للازمة الراهنة مع الكلدان.  وتصرف الكلدان والآشوريون وكأن نسبة شعبهم في العراق تبلغ 80% ولمّ شّمل هؤلاء كافي لإيصالهم إلى السلطة . ولم يستفيدوا من تجربة غيرهم مثل الأحزاب الشيعية في العراق فرغم أن الشعب الشيعي يمثل الأغلبية في العراق إلا إن أحزابه تكاتفت مع بعضها واتحدت في سبيل الاستيلاء الكامل على السلطة لتحقيق الغاية الأسمى إلا وهي تطبيق وتنفيذ مشاريع شيعية دينية بحتة في العراق.
كنا نأمل في الشهور الماضية إن الكلدان يتحدوا مع بعضهم ثم إيجاد طريقة للاتحاد والتكاتف مع أشقائنا الآشوريين وثم إيجاد قوى سياسية أخرى تعمل لصالح العراق ككل وتتضمن برامجها سياسات تهدف إلى حماية الأقلية ومنحهم حقوقهم المشروعة كاملة و الدخول معها في إئتلافات سياسية وتوجيه أصوات الشعب المساند والمتحد للتصويت لهذا الائتلاف والأمل في حصول هذا الائتلاف على أصوات كافية للفوز بالسلطة أو على الأقل أن يكون له وجود ووزن ثقيل في البرلمان يحسب له ألف حساب.
لقد اخفق الساسة الكلدان والآشوريون  مرة أخرى في حساباتهم وأضاعوا فرصة ثمينة أخرى .   ادعوا أبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني العريق أن يعطى أصواته للقائمة الوطنية 731 فهي ستحل كل أزماتنا الداخلية وتكفل لنا كل حقوقنا المشروعة.

عماد هرمز
ملبورن استراليا 

82
لقد اخفق الكلدان والآشوريين مرة اخرى

لاشك أن الكثير منا يعرف انه على أي حزب سياسي من اجل أن يمرر أو يطبق سياسته وبرامجه ومبادئه الإيديولوجية أو غير الإيديولوجية  عليه في الأول الوصول إلى السلطة . وهناك طر أثق عديدة للوصول الى السلطة منها الانقلابات الدموية أو السلمية أو عن طريق الديمقراطية. وإذا كان الحزب لا يملك الزخم الكافي او الدعم الكافي من الشعب فليس أمامه سوى التحالف مع الأحزاب والقوى الأخرى التي تتماشى سياستها وأفكارها ومبادئها مع هذا الحزب وبعد ذلك الاتفاق معها بخصوص السياسات والبرامج التي سيتم تنفيذها عند الوصول إلى السلطة. في الوقت الراهن فان خيار الانقلابات غير متوفر في العراق أولا لعدم وجود سلطة دكتاتورية أو مستبدة  ولعدم وجود استقرار في البلد.
بعد الإخفاق الذي حصل للشعب الكلداني الآشوري السرياني في العراق في انتخابات كانون الثاني من هذه السنة توخينا قيام الأحزاب الكلدانية والآشورية بالاستفادة من التجربة من خلال دراستها وتحليلها وإيجاد السبل الكفيلة في عدم تكرارها.
ولاشك إن القوى الكلدانية قامت بخطوة مهمة جداَ إلا وهي توحيد الصفوف الكلدانية الداخلية من أجل الحصول على الزخم الشعبي الذي افتقدوه في الانتخابات الماضية من خلال ما يسموه بترتيب البيت الكلداني وحققت في هذا نجاحا باهرا من خلال العمل الدؤوب والمخلص أهنئهم على هذا الإنجاز الكبير.
لكننا تأملنا وتوقعنا أن تكون هذه الخطوة بادئة لخطوات لاحقة تهدف إلى حصول الكلدان على وجود حقيقي في البرلمان العراقي لكي يكون بإمكاننا الحصول على الحقوق المشروعة لشعبنا .  لكن وللأسف الشديد اظهر الكلدان نقص في الحنكة السياسية وقلة الخبرة في لعبة السياسة التي تتطلب مهارات كثيرة ومتميزة وعقول سياسية مخططة ومدبرة ومنفذة.
لقد تصور الكلدان إن اتحادهم كاف لتحقيق شئ ملموس في الانتخابات القادمة متناسين أو متجاهلين إن الكلدان والآشوريين هم أقلية في العراق ومهما كان عددهم متحدين فان مكاسبهم ستكون محدودة  وهذه حقيقة يجب إن لا ننكرها وان نأخذها بعين الاعتبار دائما.  ولكن وللأسف الشديد تبيّن ونحن على بعد أيام قليلة من الانتخابات إن ترتيب البيت الكلداني وتشكيل اتحاد القوى الكلدانية  كانت الغاية وليست الوسيلة أو بمعنى آخر كانت المحطة النهائية للكلدان بدلا من أن تكون المحطة الأولى والغاية المنشودة فنراهم قد شكلوا اتحادهم وحصلوا على دعم الكلدان وتقوقعوا وهم في انتظار حدوث معجزة إلهية أو أن يرسل لنا حمورابي أو نبو خذ نصر جيوشهم وشعبهم للوقوف معنا  .  ولم يسعى هذا الاتحاد جاهداً وبكفاية في التفكير الجاد بالاتحاد مع القوى الآشورية العريقة والمناضلة في العراق على سبيل المثال حركة زوعا والداعمين لهم ، وربما سيرد علي بعض الكلدان ويقول لي لقد اتصلنا وحاولنا ولم نحصل على شئ إيجابي . وليس مبتغاي هنا في أن القي اللوم بالكامل على الكلدان بل أيضا على الاخوة الآشوريين الذي فشلوا أيضا في إيجاد مخرج وهم المحنكين سياسيا وتاريخ نضالهم السياسي قديم للازمة الراهنة مع الكلدان.  وتصرف الكلدان والآشوريون وكأن نسبة شعبهم في العراق تبلغ 80% ولمّ شّمل هؤلاء كافي لإيصالهم إلى السلطة . ولم يستفيدوا من تجربة غيرهم مثل الأحزاب الشيعية في العراق فرغم أن الشعب الشيعي يمثل الأغلبية في العراق إلا إن أحزابه تكاتفت مع بعضها واتحدت في سبيل الاستيلاء الكامل على السلطة لتحقيق الغاية الأسمى إلا وهي تطبيق وتنفيذ مشاريع شيعية دينية بحتة في العراق.
كنا نأمل في الشهور الماضية إن الكلدان يتحدوا مع بعضهم ثم إيجاد طريقة للاتحاد والتكاتف مع أشقائنا الآشوريين وثم إيجاد قوى سياسية أخرى تعمل لصالح العراق ككل وتتضمن برامجها سياسات تهدف إلى حماية الأقلية ومنحهم حقوقهم المشروعة كاملة و الدخول معها في إئتلافات سياسية وتوجيه أصوات الشعب المساند والمتحد للتصويت لهذا الائتلاف والأمل في حصول هذا الائتلاف على أصوات كافية للفوز بالسلطة أو على الأقل أن يكون له وجود ووزن ثقيل في البرلمان يحسب له ألف حساب.
لقد اخفق الساسة الكلدان والآشوريون  مرة أخرى في حساباتهم وأضاعوا فرصة ثمينة أخرى .   ادعوا أبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني العريق أن يعطى أصواته للقائمة الوطنية 731 فهي ستحل كل أزماتنا الداخلية وتكفل لنا كل حقوقنا المشروعة.

عماد هرمز
ملبورن استراليا 

83
لم يتعض الكلدان والاشوريون من الصفعة التي تلقوها في الانتخابات الماضية ولم يتعلموا درسهم بشكل جيد فبدلا من التلاحم والعمل سوية مع القوى العراقية المخصلة. قام المسؤلين في القائمتين وخصوصا الكلدان بخظوة جباره نحو الوراء. فبدلا من دراسة وضعية ابناء شعبنا من الكلدان والاشور والسريان والارمن وايحاد مايوحدهم ويقويهم  ويدعمهم لنحافظ على حقوقنا المشروعة في وطننا الحبيب العراق ، قاموا بتوحيد صفوفهم الداخلية تحت شعارات "ترتيب البيت الكلداني" وغيرهها من الشعارات الزائفة  التي لاتدعوا الا الى الانطواء والعزلة والتنافس الداخلي والنيل من الاشقاء والاخوة في التاريخ واللسان والحضارة. بدلا من العمل سوية ومشتركين مع بقية الاحزاب والتيارات السياسية التي اثبتت اهليتها وقابليتها وامكانيتها ونزاهتها وسعيها  في حماية ابناء الشعب العراقي باكمله ونبذ العنصرية والطائفية والتطرف. من هذا المنطلق انني اناشد ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني التصويت للقائمة الوطنية 731 التي ستكون الامل الذي سينقذ شعبنا العراقي باكمله من مأزقه ويقود شعبنا نحو الحرية والديمقراطية الحقيقية.
نعم للقائمة الوطنية 731.

صفحات: [1]