رابي رعيانا المحترم
تحية طيبة
تقول :"كما أن ممارسات تنظيمية مثل (النقد/ النقد الذاتي/ نكران الذات/ الروح الرفاقية) هي من أهم العوامل التي تصقل شخصية العضو الحزبي"
نعم ما تقوله صحيح، لكن الشخصية الحزبية في شعبنا المتأثر بشخصية العربي تجعله يعتقد انه عندما ينتقد فعلى المُنتقد ان يقوم فوراً بتنفيذ ما يعتقده الناقد بانه صحيح، وان على القيادة ان تتنحى ان لم يقوم بالتصحيح الذي يطلبه الناقد. لذا فان الناقد يلجئ الى اختيار التمرد بشكل او باخر وبسرعة قياسية ومن دون تأني او رؤيا مستقبلية، قد تكون هذه الرؤيا في العمل على تغيير القيادة بالانتخابات او اي سبب مستقبلي اخر يغير القيادة، وبذلك يفقد بوصلة الفهم الحزبي والسياسي وبالتالي يسبب في هدر الجهد الكبير الذي بذل من اجل القضية القومية.
في اعتقادي رابي رعيانا ان استراتيجية الرؤيا المستقبلية يجب ان يدركها المنتمي الناقد، لان هذا هو بحد ذاته نضال من اجل الحزب الذي يناضل من اجل الامة، لا ان يترك الحزب لمجرد عدم التوافق، ولمجرد عدم قبول النقد.
قرأت في هذا المنبر عبارة ظلت في ذاكرتي "اذا اردت ان تغير حزباً عليك ان تقوده" وانا اضيف، وليس فقط ان تنتقده.
رابي رعيانا: الاشياء دائما في تغيير، والتغيير لا يحصل من دون علة. ولو اختفى المعلول لسبب او لاخر، عندها تسنح للعلة ان تقوم بتصحيح المسار.
تحياتي
رابي رعيانا المحترم
مرحباً مرة اخرى
استوقفتني في ردك على تعليقي العبارة الاتية: "اذا كان الانتقاد صادر عن نصف القاعدة وجزء من القيادة ورغم ذلك فأن الحال يبقى على ما هو عليه؟، لتبدأ بعدها حملة التصفية التنظيمية للمخالفين."
لنحاول ربط عبارتك بعبارة "اذا اردت ان تغير حزباً عليك ان تقوده"، فاننا نرى ان هذا النصف والذي فيه جزء من القيادة ايضاً في الحقيقة لا يملك اي قدرة فكرية في عملية التغيير التي كان من المفروض القيام بها مع هذا العدد الذي ذكرته، اي النصف، لان الانتقاد في نظري عندما ياتي من الداخل وبهذا العدد يجب ان ياخذ حيزا في الفكر والعمل والممارسة الحزبية، والا فلينتفض النصف بطريقة غير انهزامية، وهذا ما قصدته في تعليقي ووصفته بالتمرد، التمرد يجب ان يغير الحزب، اما ان يفر النصف بسبب قيادة فهذا يدل على عدم اهلية النصف للحزب ولا للقيادة.
عزيزي رعيانا: حقيقة لا استطيع تخيل نصف الحزب لا يتمكن من قائد، خصوصاً بان هذا القائد لا يمتلك مليشيات وعصابات للتصفية تسانده، فاحزابنا كما ترى لا تؤمن بالعنف ولا بالكفاح المسلح. لذا فان كلمة التصفية الواردة في ردك فيها نوع من التحفظ، فلا احد من قادة احزابنا يمتلك هذه الخاصية على الواقع، لان الفكر الذي تربى عليه شعبنا فكر سلمي بعيد عن التصفيات.
رابي رعيانا: لو امتلك شعبنا في وعيه الجمعي جزء من الفكر العنيف كما كان اسلافنا الاشوريين يسلخون جلود الاعداء، لكان وضع شعبنا واحزابنا غير الذي نراه، ولكان صراعنا مع جيراننا ذوي الفكر العنيف مجدياً ومثمراً ولامتدت جذورنا في ارضنا بدلا من قلعها من قبل المحيطين بنا ذوي الفكر المتوحش.
بالمختصر النصف الذي ذكرته تمرد بصورة خاطئة، وهرب، مما اعطى انطباعاً ان القائد الذي هربوا بسببه هو فعلا قائد، حتى وان لم يكن قائد !
تقبل تحياتي واحترامي