المشاركات الحديثة

صفحات: [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10
1
تغطية النشاط الثقافي للصالون الثقافي الكلداني المقام مساء الخميس 11 نيسان 2024
"واقع الجالية في وندزر والآفاق المستقبلية "
تقديم ألناشط المجتمعي ربيع قرما
تميّز الصالون الثقافي, كالعادة,  في أمسيته مساء الخميس 11 نيسان 2024 بتقديمه محاضرة شيقة بعنوان " واقع الجالية في وندزر والآفاق المستقبلية" على قاعة الفيلق الملكي الكندي – فرع السفير 644, شارع مارينتيت في وندزر كندا.
إفتتح اللقاء الدكتور صباح يعقوب قيّا من نواة الصالون الثقافي الكلداني بالترحيب بالحضور الكريم الذي اقترب عدده من الاربعين شخصاً من الجنسين ومن أطياف متعددة والذي ضمّ ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني والتنظيمات الثقافية والإجتماعية العاملة في مدينة وندزر, بالإضافة إلى عبور البعض من رواده من مدينة مشيكن الأمريكية.  ثم دعا المحامي هلال ودال لإدارة المحاضرة.
إستهلّ مدير الجلسة حديثه بعرضه نبذة مقتضبة عن السيرة الذاتية للمتحدث ألناشط المجتمعي ربيع قرما وألتي تشير إلى إهتمامه بمجالات متعددة تصب في خدمة الجالية في وندزر خصوصاً, وأيضاً شغفه في نشر الثقافة المعرفية من خلال إصداره صحيفة ومجلة ألف باء, بالإضافة إلى رغبته للقيام  بالأعمال الخيرية والذي دفعته إلى تأسيس جمعية "نحن نهتم".
إستهل المحاضر كلامه بالسؤال : من هي الجالية؟ هي مجموعة من الاشخاص, كل  واحد تختلف شخصيته عن الآخر وله مشاكله وهمومه وأساليبه. 
ثمّ توالت الأسئلة.
من هو الإنسان؟ نفس, روح, جسد.
من هو المتميز؟ من هو الإنطوائي؟. من هو المتنور؟.
لماذا وصلت الجالية إلى طريق سلبي؟
هل الرب يعلم بنا عند خلق آدم وحواء؟ هل كنا نحن فكرة عند الله والرب له حكمة في وجودنا؟
إذن أنتم إختيار إلهي فيجب على الكل معرفة دوره.
ما هو العمل؟
أهمية ألتطوير الفكري ألذي يتحقق بالمعرفة والمحبة.
إستأنس المحاضر بآراء بعض الحضور, وأولهم د. صباح, ثمّ ألصحفي منصور, ألمهندس سعد, ألناشط عماد, ألمترجم سعد, ألإعلامي علي, ألإعلامية لونا, وأخيراً ألمدرس نافع.
تطرق المحاضر بعد ذلك إلى الآفاق المستقبلية مشدداً على مدى تأثير الإنسان على من حوله والتي تشكل 90%. أما أل 10% فتشمل المعرفة والدين والعلم والشهادة وكل ما يتعلق بشخصية الفرد.
كيف تصبح مؤثراً بالمجتمع؟ يجب أن تكون مهماً وملهماً. كل إنسان متاح له ذلك حيث يمتلك الطاقة والإمكانية.
من هو أنت؟ أنت هو دورك وأفعالك وأفكارك وتتذوق ثمار محبة الله.
بالإمكان الإستمتاع بما قدمه مدير الجلسة عن المحطات الحياتية للمحاضر وما تطرق إليه المحاضر نفسه وأيضاً تفاصيل المداخلات وكل ما دار من حوار خلال الأمسية بالنقر على الرابط المرفق أدناه.
بعدها تم فتح باب المداخلات التي إبتدأها ألصحفي منصور سناطي, أعقبه الناشط الكلداني عماد أوراها, ألمهندس سعد موسيس, ألدكتورة مها الريس, ألمحامي هلال ودال, ألإعلامية نهى لازار, ألمترجم سعد المترجم, ألإعلامية لونا بولص, ألدكتور صباح يعقوب قيّا. وأخيراً ألسيدة بشرى نيسان.
أمتع الأمسية بعد الندوة المهندس والشاعر جان يلدا خوشابا  بإلقاء خواطر شعرية  تعبر عن واقع حياتي ملموس والتي نالت على إستحسان الحضور.
إختُتمت الأمسية بالتقاط صورة جماعية للحضور, ومن ثم ألإستمتاع بالفترة الإجتماعية.
قامت الدكتورة مها الريس بالنقل المباشر لوقائع الأمسية.
تم التقاط الصور من قبل عضوة نواة الصالون نهى ميخا والمصور ساندي القس يونان.
ألشكر الجزيل لكل من ساهمت/ساهم برفد الطاولة بالمعجنات والحلوى.
بالإمكان الإستمتاع بالتسجيل الكامل لمجريات الأمسية الثقافية على الرابط أدناه:
رابط النشاط الثقافي لمساء الخميس  11 نيسان 2024
واقع الجالية في وندزر والآفاق المستقبلية
https://www.facebook.com/100044345957775/videos/389034707341939
موعدكم مع النشاط الثقافي القادم ألموسوم " ندوة عن الشعر العربي "
تقديم الدكتور صباح يعقوب قيّا والفنان التشكيلي عبد الكريم درويش السبتي في الساعة السابعة من مساء الخميس 9 مايس 2024  وعلى نفس القاعة.
تعقب المحاضرة خواطر شعرية.
ألدعوة عامة للجميع.
2
تغطية النشاط الثقافي للصالون الثقافي الكلداني المقام مساء الخميس 11 نيسان 2024
"واقع الجالية في وندزر والآفاق المستقبلية "
تقديم ألناشط المجتمعي ربيع قرما
تميّز الصالون الثقافي, كالعادة,  في أمسيته مساء الخميس 11 نيسان 2024 بتقديمه محاضرة شيقة بعنوان " واقع الجالية في وندزر والآفاق المستقبلية" على قاعة الفيلق الملكي الكندي – فرع السفير 644, شارع مارينتيت في وندزر كندا.
إفتتح اللقاء الدكتور صباح يعقوب قيّا من نواة الصالون الثقافي الكلداني بالترحيب بالحضور الكريم الذي اقترب عدده من الاربعين شخصاً من الجنسين ومن أطياف متعددة والذي ضمّ ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني والتنظيمات الثقافية والإجتماعية العاملة في مدينة وندزر, بالإضافة إلى عبور البعض من رواده من مدينة مشيكن الأمريكية.  ثم دعا المحامي هلال ودال لإدارة المحاضرة.
إستهلّ مدير الجلسة حديثه بعرضه نبذة مقتضبة عن السيرة الذاتية للمتحدث ألناشط المجتمعي ربيع قرما وألتي تشير إلى إهتمامه بمجالات متعددة تصب في خدمة الجالية في وندزر خصوصاً, وأيضاً شغفه في نشر الثقافة المعرفية من خلال إصداره صحيفة ومجلة ألف باء, بالإضافة إلى رغبته للقيام  بالأعمال الخيرية والذي دفعته إلى تأسيس جمعية "نحن نهتم".
إستهل المحاضر كلامه بالسؤال : من هي الجالية؟ هي مجموعة من الاشخاص, كل  واحد تختلف شخصيته عن الآخر وله مشاكله وهمومه وأساليبه. 
ثمّ توالت الأسئلة.
من هو الإنسان؟ نفس, روح, جسد.
من هو المتميز؟ من هو الإنطوائي؟. من هو المتنور؟.
لماذا وصلت الجالية إلى طريق سلبي؟
هل الرب يعلم بنا عند خلق آدم وحواء؟ هل كنا نحن فكرة عند الله والرب له حكمة في وجودنا؟
إذن أنتم إختيار إلهي فيجب على الكل معرفة دوره.
ما هو العمل؟
أهمية ألتطوير الفكري ألذي يتحقق بالمعرفة والمحبة.
إستأنس المحاضر بآراء بعض الحضور, وأولهم د. صباح, ثمّ ألصحفي منصور, ألمهندس سعد, ألناشط عماد, ألمترجم سعد, ألإعلامي علي, ألإعلامية لونا, وأخيراً ألمدرس نافع.
تطرق المحاضر بعد ذلك إلى الآفاق المستقبلية مشدداً على مدى تأثير الإنسان على من حوله والتي تشكل 90%. أما أل 10% فتشمل المعرفة والدين والعلم والشهادة وكل ما يتعلق بشخصية الفرد.
كيف تصبح مؤثراً بالمجتمع؟ يجب أن تكون مهماً وملهماً. كل إنسان متاح له ذلك حيث يمتلك الطاقة والإمكانية.
من هو أنت؟ أنت هو دورك وأفعالك وأفكارك وتتذوق ثمار محبة الله.
بالإمكان الإستمتاع بما قدمه مدير الجلسة عن المحطات الحياتية للمحاضر وما تطرق إليه المحاضر نفسه وأيضاً تفاصيل المداخلات وكل ما دار من حوار خلال الأمسية بالنقر على الرابط المرفق أدناه.
بعدها تم فتح باب المداخلات التي إبتدأها ألصحفي منصور سناطي, أعقبه الناشط الكلداني عماد أوراها, ألمهندس سعد موسيس, ألدكتورة مها الريس, ألمحامي هلال ودال, ألإعلامية نهى لازار, ألمترجم سعد المترجم, ألإعلامية لونا بولص, ألدكتور صباح يعقوب قيّا. وأخيراً ألسيدة بشرى نيسان.
أمتع الأمسية بعد الندوة المهندس والشاعر جان يلدا خوشابا  بإلقاء خواطر شعرية  تعبر عن واقع حياتي ملموس والتي نالت على إستحسان الحضور.
إختُتمت الأمسية بالتقاط صورة جماعية للحضور, ومن ثم ألإستمتاع بالفترة الإجتماعية.
قامت الدكتورة مها الريس بالنقل المباشر لوقائع الأمسية.
تم التقاط الصور من قبل عضوة نواة الصالون نهى ميخا والمصور ساندي القس يونان.
ألشكر الجزيل لكل من ساهمت/ساهم برفد الطاولة بالمعجنات والحلوى.
بالإمكان الإستمتاع بالتسجيل الكامل لمجريات الأمسية الثقافية على الرابط أدناه:
رابط النشاط الثقافي لمساء الخميس  11 نيسان 2024
واقع الجالية في وندزر والآفاق المستقبلية
https://www.facebook.com/100044345957775/videos/389034707341939
موعدكم مع النشاط الثقافي القادم ألموسوم " ندوة عن الشعر العربي "
تقديم الدكتور صباح يعقوب قيّا والفنان التشكيلي عبد الكريم درويش السبتي في الساعة السابعة من مساء الخميس 9 مايس 2024  وعلى نفس القاعة.
تعقب المحاضرة خواطر شعرية.
ألدعوة عامة للجميع.
3
المسيح قام ... حقاً قام
(الحلقة الثانية)
المونسنيور د. بيوس قاشا
من المؤكَّد أنَّ لا أحدَ رأى الحدثَ التاريخي بِأُمِّ العين، بل جميعنا نرى القيامةَ بعينِ الإيمان، ولها نشهدُ في حياتِنا. فهي حدثٌ يتمحورُ في قلبِنا، وهذا الحدث ليس مجرَّد حقيقة تاريخية فتكونُ ثمَّةَ حدثاً وانتهى، بل هي حدثٌ يتمُّ بشكلٍ خاص في قلبِ الإنسان فيعيشه المؤمن باختبارٍ شخصي مع المخلّص القائم.
فليس المهم أنْ نقولَ "المسيحُ قام" وإنما علينا أن نتجرّأَ فندخلَ في مناخِ القيامة. لذا علينا أنْ نتحلّى بالجرأةِ والإيمان، ونُسقِطَ الحواجزَ، ونرضى بأنْ يحبَّنا يسوع ويحوّلَنا إلى أشخاصٍ يفكرون بطريقةٍ مختلفة عن أهلِ العالم، فنعيش تاريخاً جديداً أي تاريخ القيامة. لذا علينا، كي نقومَ مع الرب من بين الأموات، أن نقتنعَ بأنَّ هناكَ أسلوباً أو مسلكاً آخر للعيش يختلف عن الذي تعوَّدْنا عليه حتى اليوم وأصبح عتيقاً.
من المؤكَّد أننا نعيشُ على الصعيدَين الإيماني والترابي. أزمةٌ كبيرة جعلت الآفاقَ مسدودةً وكأنّنا ذاهبون إلى المجهول مع ألمِ الخوف والقلق. فإذا نظرنا إلى جميعِ الأمور والأحداث وما يحصل من حولِنا نرى أنَّ لا شيءَ يدلُّ على خلاصٍ قريب، أو رجاءٍ يلوحُ في الأفق. أما إذا نظرنا إلى ترابِنا بعينِ الإيمان فلا يحقُّ لنا أنْ نستسلمَ ونخاف ونقلق، فالخلاصُ آتٍ حتماً. ولا خلاص إلا بالربّ. ومهما دَبَّرَ الولاةُ والحُكّامُ وكبار الزمن من خططٍ ومشاريع ومستقبلٍ قاتم، فلا نخاف لأنَّ لا أحدَ يعرفُ فكرَ الله. ولكنْ ما علينا إلا الانتظارُ بصبر.
فاليوم ندخلُ في الحدثِ الأعظم "القيامة"، والتي هي محورُ تاريخ الخلاص كلِّهِ. إنها الوعد لآدمَ وحوّاء يوم سقطا بأنْ يأتي من نسلِهِما مَن يدوسُ رأسَ الحيّة التي سبَّبت الموت. وسيستمر الصراعُ بين الخيرِ والشرّ إلى أنْ تحلَّ أورشليم السماوية التي لا شمسَ فيها لأنَّ سراجَها هو الحَمَل أي المسيح المذبوح القائم (رؤيا 23:21). يومُنا هذا هو يومُ تحوّل الإنسان من مهزومٍ أمامَ الشيطان المدمِّر إلى قائمٍ ومنتصرٍ ليُعيد مع سيّدِهِ المسيح بناءَ الهيكل المدمَّر على مرِّ العصور. فقد أعلن جبرائيلُ في بشارتِهِ للعذراء ما أخبَرَنا به النبيّ إشعياء، أنَّ يسوع هو الـ "عمّانوئيل"، أي إلهُنا معنا (متى23:1). نعم، هو معنا ولن يتركنا أبداً. وها الملاك الآتي اليوم ثانيةً ليؤكد البشارةَ "أنه قام. هو معكم من جديد. وسيببقى إلى الأبد. ويسبقكم إلى الجليل".

  خاتمـــة
فيا يسوع القائم من القبر، في قلوبِنا أنانيةٌ متراكِمَة، وبغضٌ وأحكامٌ مسبَقَة. وهذا وضعٌ لا يساعدنا على القيامةِ من الموت. فكمّا أنَّ القبرَ الفارغَ يبشِّرُ بقيامتِكَ، كذلك حياتي كمسيحي ينبغي أنْ تبشِّرَ بالقيامة. لقد عاد الرسل إلى العيد، وتبدَّدت كلُّ الوعود التي وعدوا بها أنفسَهم: المناصب والغِنى. وتبدَّدَ كلُّ شيءٍ. فكما دَعَوتَهم يا ربّ في بدءِ حياتِكَ العلنية، أتيتَ إليهم فجرَ قيامتِكَ لتدعوهم من جديد بعد أنْ تبدَّدت الأوهام إلى اليقظة ونسيان الذات والعمل على خلاص العالم.
فاليوم نحن أمام عالمٍ جديد مبني على الإيمان. فالموت هو الخطيئة، والحياة هي فيكَ. وفيكَ تمّت مصالحةُ الإنسان مع الله. وقدَّسَت الإنسانَ لتتمَّ فيه مُصالحة الكون مع الله. وفيه تكمنُ حياةُ الإنسان. وفي الإنسان نحيا حياةَ الكون، لذا أصرخ: المسيح قام ... حقاً قام، صرخةٌ أطلقها الرسلُ يومَ القيامة، واليوم نُطلقها أنا وأنتَ، وما زال صداها يتردَّدُ إلى يومِنا هذا. كثيرون آمنوا، وآخرون ما زالوا غير مصدّقين.
فيسوع لم يقمْ لنفسِهِ بل من أجلِ العالم. أي أنَّ يسوع لا يجدأنَّ قيامتَه اكتملت إنْ لم يؤمن بها تلاميذُهُ. فهو قام من أجلِهِم. وبما أنه الله فهو لا يموت، وبالتالي لا يحتاج لقيامة. هم تلاميذُهُ بحاجةٍ لها حتى يغلبوا الموتَ بقيامةِ المعلّم. لأنَّ شكَّ توما يعرقلُ المسيرةَ. ولكي يسوع لا يستسلم، بل يضع يوماً ثامناً آخر من أجل "قليلي الإيمان" فهو أتى لا من أجل الأصحّاء بل من أجل المرضى (مر17:2 ومتى12:9).
فحين يلفّني الظلام والاضطهاد ومرارة الألم، تعال يا أيها القائم من القبر، وارفع عن باب قبري حجرَ اليأس الثقيل، لتُصبح آلامي معبرَ الحبّ إليكَ فأقوم معكَ. فاجعلني يا رب أهتف: المسيح قام ... حقاً قام... ونحن شهود على ذلك.
4
حضرة الأستاذ المحامي يعكوب أبونا
تحية ومحبة
مثلما جنابك تلاحظ قد حضر الفيلسوف العبقري الذي دوماً يفند كل كلام قيل في الحقيقة متصوراً وواهماً انه الاذكى والاصح واكاذيبة بانت مكشوفه للجميع واخرها محاضرة للارهابيين واين كانت هذه المحاضرة المزعومة في استراليا التي لم نسمع بوجود الارهاب فيها وهل من دون كل الاجناس يتم اختيار هذا المبشر عجبي
استاذنا الكريم الرب يباركك ويبارك اسرتك الكريمة
انت كبير وستبقى كبير
مع فيض احترامي
5
المنبر الحر / بقايا سيوف في ما تبقّى من وطن
« آخر مشاركة بواسطة جوي حداد في اليوم في 16:56 »
بقايا سيوف في ما تبقّى من وطن

بقلم جوي حداد

في الذكرى التاسعة بعد المئة على مذابح سيفو ١٩١٤- ١٩١٨ "الإبادة الجَماعية"، المَعروفة أيضًا بإسم المذابح الأرمنية (مليون ونصف شهيد) والسريانية (نصف مليون شهيد) والأشورية والكلدانية واليونانية (ربع مليون شهيد)، هي سلسلة من العمليات الحربية التي نفّذتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية بمُساعدة مَجموعات مُسلّحة.

كعادته، شهر نيسان يحمل في طيّاته، ألماً وغصّة وجرحاً عميقاً على شعب أصيل أُبيد وشُرِّد وتم تجويعه من أنطاكيا إلى كيليكيا وصولاً إلى جبل لبنان ( ٢٢٠ الف شهيد)..

تمّت عملية "الإبادة الجماعية" بشكلٍ مُنظّم ومُمنهج، حيث شهدت مناطق واسعة من منطقتنا العزيزة عمليات قتل وتهجير قسري ونهب وسبي وحرق ودمار وتخريب البُنية الإجتماعية للعديد من شعوب المنطقة.

أما عن وحشية السلطنة العثمانية في القتل والتنكيل؛ فكانت عبر طُرق عدّة نَذكر منها:

الذبح والحرق والشنق والصلب والإغتصاب وأكثر من ذلك بكثير..

مَشاهد تقشعرّ لها الأبدان لم يسلم منها لا الرجال ولا النساء ولا الشيوخ و لا حتّى الرُضّع، الكباراً والصغار كل من له روح، تمّ قتلهم  بدمٍ بارد.

هذه المجازر هي إبادةٌ عرقية بكل ما للكلمة من معنى، أبادت شعوبا بأكاملها، أبادت حضارة كاملة، وثقافة كاملة، وأرضاً كاملة، وإنسانية كاملة.

تعرّض آباؤنا وأجدادنا لهذه المذابح، وكان أشدّها وحشية في عام 1915، العام  الذي أُطلق عليه اسم "عام السيف" أو  "سيفو" بالسريانية، وهو عام لن يَنساه التاريخ.

فالمجاعة التي فرضها المُحتلّ العثماني على جبل لبنان، كانَ هدفها حصار المسيحيين وقطع علاقاتهم مع الخارج للاستفراد بهم، والقضاء عليهم وتغيير الواقع الجغرافي والسكّاني، وفرض هُويّة غير الهُويّة السريانية على موارنة لبنان.

هذه الإبادة حَصلت في الوقت نفسه الّذي حصلت فيها الإبادة الأرمنية والسريانية، ولكن بطريقة مُختلفة، لأنّ جبل لبنان قريب من دول خارجية، فخاف العثماني من استعمال السيف فاستعمل التجويع والحصار.

تعتيم وصمت دولي إزاء أكبر جريمة في التاريخ، نحن لا نبحث عن اعتذار تركي أو عن تعويض، بل نبحث عن إعتراف بالرغم من أن الدول الكبرى لديها شهادات موثّقة ورسائل مَختومة بكل تَفاصيل هذه الإبادة..

نحنُ بقايا سيوف شربنا من حليب الشهادة، لا نَهاب الموت، ولسنا ذمّيين، كرامتنا فوق كُل اعتبار ولن نكون خانعين أو خاضعين لأحد.

تاريخنا وهُويّتنا وأرضنا وعرضنا لن يكونوا تحت سيطرة أي من الغُزاة الجُدد.

تَرتبط مجازر "سيفو" بالحالة السياسية والإقتصادية والإجتماعية في لبنان بشكلٍ كبير.

وها ان التاريخ يُكرّر نفسه، ويستمرّ الذبح والتنكيل والتهجير والإقتلاع من الجذور.

نحن شعب اعتاد أن يغفو على انفجار ويَستيقظ على جريمة..

إلى متى؟؟

في ذكرى مجازر "سيفو"، يجب أن نتذكّر هذه الأحداث المأساوية ونعمل على الحفاظ على الذاكرة التاريخية للشعب السرياني.

نُسامح نعم ولكن لن نَنْسى..

وبعد عقدٌ وعام على ذكرى أليمة أُخرى، أتمنّى أن نصل إلى نهاية فعلية لقضية المطرانين المُغيّبين قسراً يوحنا ابراهيم وبولس يازجي وأن لا نبقى في إطار  تكرار مملٌ من الشجب والإستنكار والتذكّر والتذكير، وكلّها أمور لا تسمن ولا تغني من جوع.

صحيح  أنّنا نرى قناعة شعبية لدى الكثيرين أن المطرانين هم "شُهداء" الواجب والحب المسيحي الصرف، لكن نريد أن نعرف الحقيقة، اين هم الان او على الأقل أين جثثهم الطاهرة؟

ومن الذي اقترف هذه الجريمة الفظيعة ومن الذي دفعهم إليها؟ ولأي سبب أو غاية؟

جوي حداد
رئيس هيئة التضامن السرياني الديموقراطي
6
دراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.
بقلم: آدم دانيال هومه.
منذ أكثر من نصف قرن ما يزال اسم (ميخائيل ممو) ساطعاً في عالم الكتابة. فقد عرفناه صحفياً وباحثاً وأديبا، ولكن الشعر هو الذي احتل مكانة مرموقة في كتاباته، فاقترنت سمة الشاعر والأديب باسم ميخائيل، وذاع صيته بوصفىه شاعراً في المقام الأول. إنه شاعر بامتياز، يحمل خصائصه الفنية، وله عوالمه وإيقاعاته، وأنماط بنائه الشعري. فجمع مستويات جمالية في شعره بين انسيابية النص، وعفويته، وصدقه وبين الاشتغال الفني في تركيب صوره ومفرداته واختيارها. لقد جمع بين النحت والاختيار، بين التأني البنائي، والاشتغال القاموسي الشخصي لمفرداته.
يتضمن الديوان مقدمة يشرح فيها للقارئ الآشوري طريقة بنائية ونظمية جديدة للكتابة الشعرية بما تشملها من قصائد خاصة ومتميزة لتاريخ المهام الأدبية الآشورية كخطوة تحريضية لأبناء شعبنا الآشوري. ويلي المقدمة ملاحظة للقارئ، باللغتين العربية والآشورية، كيلا يساوره الشك والانبهار من حركات تلك القصائد طالما هناك تأملات واعتبارات متباينة. ثم يعقبها نظرة موجزة الشعر الآشوري وأوزانه، وخاصة القافية. ثم يلي، بعد ذلك، نصوص القصائد حيث يقول في قصيدة (الفكر المبهم):
تراه في كل يوم يتظاهر بأنه مرشد الأمة      وشروحاته مدعاة للسخرية
يرفع بشموخ في كل ميدان راية أنا... وأنا      كمؤسس وقائد ومسؤول
بيده صولجان السياسة يبشّر بالدين والصلاح   والخلاص وهو مريض نفسياً
يصعب الكلام عن التجربة الجمالية في شعر ميخائيل ممو من دون الأخذ بالاعتبار عدداً من النزعات المعنوية والفنية في مسيرته الأدبية، وتلخيص مواقفه الشعرية من مجمل الظواهر والقضايا التي عاناها ذاتياً ومعنويا من منظوره الجمالي بضغط من تلك التي كان بعضها ذا حضور ملموس عبر تلك المسيرة، وعياً وأسلوبا، أي النزعات الضاغطة والمتفاوتة الحضور والتأثير في النص. وهو يعني أن ثمة آلية محددة تنظم علاقة الشاعر الجمالية بكل من المظاهر والأشياء من جهة، والشعر وظيفة وتعبيرا من جهة أخرى. ولعل هذا ما يجعل الحديث عن تجربة الجمالية نموذجية موحدة، ونص شعري نموذجي موحد. ومن ثم فعلاقة ميخائيل بالنكبات والأزمات التي تواجه وجوده وحیاته وھویته وتراثه ومقدساته لیست علاقة طارئة أو جدیدة، وإنما ھي علاقة متجذرة في التاریخ والحیاة، وھي رسالة خلقیة وجمالیة ضد كل أشكال القبح والشر، أي إن رسالته تتجاوز الفردیة الذاتیة. يقول في قصيدة (لم يبقَ لنا):
هيا يا أخي    نحيي تذكار شهدائنا     الأماجد      بالمحبة والسلام       والحمد والشكر
لنعيد صياغة    أمجادنا التليدة       بكل وقار وإجلال من أجل الانبعاث   المكلل بالحرية
كم من سيميل   مرت علينا      ونحن نتلهى بالترهات   هنا وهناك   بدون جدوى.   


وینبثق صراخ الشاعر والأديب ميخائيل ممو في وجه الفساد بكل ألوانه من عشقه للوطن الجمیل الذي یستحق التضحیة بالغالي والرخیص، كما فداه أولئك الشھداء الأبرار... ومن ثم تغدو الأزمة النفسیة أشد مرارة على لسان كل أدیب ملتزم بالجمال والصلاح والتقدم والتطور. ویعد الشاعر ميخائيل واحداً من الأدباء المتقدمین في ھذا المجال حین راح یجرّب على تشكیل قصیدة الرؤیا الحُبْلى بالأفكار السیاسیة والاجتماعیة دون أن ینسى لغة الإثارة والإدھاش في العلامات اللغویة المحمولة على رؤى فكریة سیاسیة واجتماعیة یتداولھا العامة قبل الخاصة، ولا شيء أدل على ھذا من قوله الذي یعبر عن رؤیة الأمل بالحریة. يقول في قصيدة (إن لم تكن متسلحاً بالعلم):
إن لم تكن تتمتع بروح اليقظة      والحقيقة الدامغة
وتغترف في كل آن من منابع العلم      والحكمة والثقافة
في أي مرحلة من مراحل حياتك      في الشباب أو الشيخوخة
ليتسامى اسمك ويتمجد بين الورى      بكل جدارة واستحقاق
ولتصون وجودك في بلاد الاغتراب   بكل بسالة وشهامة.
فالكتاب الشرفاء وقفوا، ویقفون، في مجتمعاتھم كالأنبیاء والرسل وھم یدعون إلى التمسك بالحیاة الجمیلة ثقافیاً واقتصادیاً وسیاسیاً واجتماعیاً، ویمثلون لحن الحیاة الأبھى حین یدافعون عن كرامة الإنسان وسعادته وتقدمه وارتقائه، أو عن الإرادة الحرة والقیم الفاضلة والأخلاق السامیة. أما أولئك الذین یقعون أسرى مصالحھم الضیقة، أو یسقطون في تبعیة الحكام والخوف منھم، أو من كل مستبد ظالم فإنھم لا یستحقون منا إلا الابتذال والسخریة. يقزل في قصيدة (الأناني):
يا أيها الذي يتغنى باسم الأمة المجيدة كقائد همام
ثم ما تلبث أن تهتف عالياً باسم الدين في كل آنٍ وأوان
لتخدع الصغار والكبار كمصلح ومرشد في هذا العالم
وأنت لستَ جديراً لتوكل إليك أي مسؤولية مهما كانت
لأنك عديم المعرفة وتفتقر إلى أدنى خبرة في الحياة.
ويعقب الشاعر والأديب الكبير، واللغوي العلامة (بنيامين حداد) على هذه القصيدة قائلا:
(رابي ممو! تحية مقرونة بالود والاحترام. ليظل يراعك أخضر معطاء، ينثر مثل هذه الدرر. قصيدة رائعة ليس في فحواها وحسب، وإنما في شكلها الفني البديع. بصراحة رابي أقولها: هذا التوظيف الرائع الجميل لوزن [بالاي] الخماسي وبثلاث دعامات في البيت الواحد أبهرني بموسيقاه وبشكله الفني الجديد الذي لم يسبقك إليه أحد. هذا التوظيف للوزن الخماسي في صياغة بيت واحد مقسم إلى ثلاث دعامات وبخمسة عشر هجاء [مقطع] جديد تماماً. نعم! هناك وزن نرساوي اثني عشري بثلاث دعامات، ولكن كل دعامة فيه من أربعة هجاءات أو مقاطع، ويحق أن أقول: هذا الوزن الشعري الجديد الذي ابتكرته خليق بأن يسمى [الوزن الميخائيلي]. ثم يضيف قائلا: (أحسنت رابي ميخائيل! قصيدة رائعة بفنها الذي يضاهي روعة الفن الشعري في قصائد الشاعر الكبير [عبديشوع الصوباوي] في ديوانه الشهير [فردوس عدن]. تحياتي، وإلى المزيد من العطاء).
إن الشاعر ميخائيل ممو يفجّر شعره تفجيرا، وينساق معه في تموجات المخاض المتدفقة في الأعماق وصولا إلى مسارب الوعي، ومكامن الوجدان، تصاوير وخيالات متألقة. ولأن الشاعر ، كقائد الأوركسترا، لا يسعه الخروج عن أفق الرؤيا العام، وإطارها المتشكل في سراديب التجربة الشعرية، فقد أسلس القياد لمجرى التاريخ الهادر في شعاب ذاكرته ومخزون حواسه. واقتحم عالم الشعر، وتمرد على كثير من نظمه وأساليبه تمهيداً لخلق عالم جديد، ومناخات  وموازين جديدة لا تنكر. وقد سلك مسالك غريبة، وأحاط نفسه بأنماط متعددة المداخل والوجوه متناهية التفلّت من كل قيد والتزام إلا بقواعد الإبداع وإملاءاته العلوية اللامنظورة. ولا یتأتّى ذلك، إلا لأفذاذٍ نحاریر، قذفت بھم أعاصیر المعاناة، وتصدعات المفاھیم والرؤى.
ينتقل بك الإحساس، وأنت تقرأ قصائد (ميخائيل ممو) إلى صميم القصيدة، فإذا بك تشعر شعوراً قوياً بأنها تتنفس هواء طبيعياً، وتنداح في عالم مترع بالرؤى، إنها بمعنى آخر تسدل على الورق، كما تسدل سجف الأضواء، ثم تستيقظ في وجدانك، فإذا بك تترنح بين صحوتها وغفوتها، لتعلم في آخر الأمر أن هذا الشاعر يريد أن يبعث في الشعر شعراً حقيقيا.
كما احتضن الشاعر ميخائيل مأساة المعذبین والمضطھدین في المجتمع الآشوري، ووقف إلى جانبھم، وآلمه بؤسھم وشقاؤھم، وكان الصوت الذي نطق بما كانوا یعانونه من قھر وذلٍّ ومرارة، وقد جسّد ھذه الوقفة، القضیة في قصیدته (فاجعة قومية)  حیث يقول:
ذكرى الشهداء ستظل عبرة ومثالا للبشرية جمعاء
وستدوّن تفاصيلها في تاريخ كل الشعوب والأمم
مذبحة (سيميل) ستظل خالدة في ذاكرة التاريخ
تروي للعالم همجية الطغاة على مر العصور
وليس هناك حياة كريمة بدون حرية الشعوب قاطبة.
تسكن القصیدة قلب الشاعر فیرسمھا بأزاهير الكلمات... بمشاعر وأحاسیس رقیقة ورھیفة وشفافة كما ھي روحه دائماً ممزوجة بألوان قوس قزح في المعاني التي ترحل بنا لأطیاف متنوعة تبدأ بالألم والحزن وتنتھي إلى نبع الفرح والأمل. كما یعتمد الشاعر أحیاناً على الوصف الجمیل بأسلوب رصین ولغة شعریة صافیة تحوّم بین الوضوح والغموض الشفاف والرمزیة الشعریة بعیداً عن الغموض والانزیاحات اللغویة المؤدیة إلى الإبھام. يقول في قصيدة [أناسٌ كثيرون]:
بعض أبناء المجتمع، صغيراً كان أم كبيرا، في جميع أنحاء العالم
تراهم يرفعون راية اليقظة وهم غارقون في سبات عميق
هم مستيقظون وعلى أتم استعداد للهدم والخراب وصقل الأفكار المنحرفة
وإقصاء كل ذي نشاط واهتمام وعناية بالآداب والمعارف والعلوم
يتمرغون في نوم أهل الكهف لايحسدهم عليه حتى العميان
مترعة نفوسهم بالحسد والأنانية والضغينة والبغضاء
يظنون بأنهم أبرار تقاة وحكماء وهم سكارى بأحلامهم
يعتبرون أنفسهم قادة مرشدون وهم يعانون مرضاً عضالا
يعتبرون أنفسهم ملوك الغابة بينما هم ثعالب في جلود أسود
وهم يدركون جيداً بأنهم الأشد جوعاً وعطشاً للعلم والمعرفة.
لقد انتقل ميخائيل من دهاليز االأحزان والآلام التي تغمر شعبه، والمذابح التي تعرضت لها أمته إلى معاناته الشخصية ومآسيه الذاتية وخاصة فقدان فلذة كبده، وهو في ريعان شبابه، حيث غمر الحزن قلبه وأودى به إلى الصمت. إنه صمت الحزن، والتأمل، والتفكر بما للصمت من عوالم سحرية زاخرة بألوانها الساحرة، وما تفتحه من خيالات لها رونقها وصورها المذهلة.




7

                                                                                                              بيروت في 24/4/2024

رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق


بمناسبة حلول الذكرى التاسعة بعد المئة لإبادة ٢٤ نيسان ١٩١٥ الأليمة التي ارتكبتها السلطنة العثمانية بحق مسيحيي الشرق ولبنان، طالب رئيس "حزب الإتحاد السرياني العالمي إبراهيم مجلس النواب اللبناني بإقرار يوم وطني عام إحتراماً واجلالاً لذكرى سبعماية وخمسون ألف شهيد سرياني اَشوري كلداني، ومليون ونصف شهيد أرمني، ومئتان وخمسون ألف شهيد ماروني ومن سائر مسيحيي جبل لبنان والآلاف من البونتيك اليونانين.
كما دعا جميع الأحزاب لدعم هذا المطلب القديم المتجدد وذلك لأخذ العبر من تلك الإبادة ومنع تكرارها لأي سبب، شاكراً كافة المرجعيات الدينية والسياسية الرسمية والحزبية والشعبية التي شاركت في الإحتفال الذي نظّمه الحزب السبت الفائت تخليداُ للذكرى، ومتعهداً بمتابعة النضال مع كافة الشعوب التي تعرضت لتلك الإبادة بغية إحقاق الحق والعدالة عبر استمرار الضغط بكافة الوسائل للإعتراف بهذه الإبادة التاريخية ومحاسبة مرتكبيها.
8
كنائسنا والتحريم في زمن التكفير
                             
بدايتها تأسي :
ونحن في الربعية الأولى من الألفية الثانية للميلاد المجيد أباؤنا الأجلاء من مختلف المذاهب والطوائف غافلون عن مطالب الابناء ! الابناء يطلبون سمكاً وخبزاً  يطالبون بالحد الادنى على الاقل بتوحيد توقيت الأعياد . واسفاه ….. منذ عقود و في كل سنة يتناوبون الصلاة في الكنائس من اجل وحدة الكنيسة لكن دون أي تفعيل للايمان غافلين عن قول الرب له المجد كونوا واحداً كما أنا والآب واحد ((يو 17:21)) . للأسف بعضهم يستحضر الماضي في الوقت الذي يعيب على اخوتنا المسلمين استحضار صراعات وحروب ألف وأربعمائة  عام من الحروب الدموية . شكرا للرب نحن جدالنا وصراعنا بعيد عن السيف .
نماذج:
أ - شماس ذو اعتبار كباحث عن الحقيقة من كنيسة المشرق من تقويم ((25 بالشهر )) نشر قبل سنتين  في إحدى تسجيلاته على اليوتوب  التشكيك  بكهنوتية ( مار توما درمو) واتباعه من الكنيسة (تقويم 7 بالشهر ) لعدم التزامه بالقرار البطريركي الخاص للعمل بالتقويم  الغربي معتبراً  كل الرسامات الكهنوتية والخدمات التي تلقاها المؤمنون من زواج و معموديات باطلة.  إذا فكل الولادات لاتباع  كنيسة هذا التقويم (7 بالشهر) غير شرعية ومعمودية أبنائهم باطلة وزواجهم بهذه الحالة (( محرم )) علماً أن مثلث الرحمات قداسة أبينا البطريرك مار دنخا والآباء الأجلاء تعاملوا بكثير من الواقعية والحالة القائمة في العقدين الأخيرين ، لكن للاسف لم يصدر أي  تفنيد  لما نشره ذلك الشماس من أي  مسؤول  . للعلم ًليس هناك  أي اختلاف عقائدي أو لاهوتي أو ليتورجي بين الفرعين ((25 و7 بالشهر )) إنها ذات الكنيسة الواحدة .  في العام الفائت كان هناك مباحثات قائمة لإعادة اللحمة وباءت بالفشل عسى أن تثمر يوماً .  أعتقد أن نقطة الخلاف الرئيسية  هي في موضوع حدود  الشراكة مع الكنيسة الكاثوليكية ! والخلاف بالأساس سياسي في حينه وتلك الأسباب لا وجود لها الآن . 
ب - هناك ظاهرة كنسية أخرى برزت في الاونة الأخيرة إلا وهي ظاهرة الاسقف مار ماري عمانوئيل المعتبر منشقاً عن كنيسة تقويم ((7 بالشهر)) آخذاً لنفسه نهجاً مغايراً محاولاً التوفيق بين كنيسة المشرق القديمة الرسولية وبين الارثذوكسية إن كان في التقليد أو في بعض الأمور اللاهوتية الأخرى  و باسلوبه وكرازته  استطاع أن يدغدغ مشاعر الناس وبالاخص الشبيبة وأصبح له متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي بمئات الآلاف ناهيك  عن رواد كنيسته في سيدني ويقدم الخدمات الكنسية لرعيته من تزويج        و تعميد وإقامة الجنائز. إنه حالة كنسية قائمة بحد ذاتها ودرجته الأسقفية التي حظي بها هي من  وحي الكتاب المقدس  والقوانين السنهوديقية (( لقد تمت رسامته على يد الميترابوليط مار ياقو دانيال )) أما المؤسف أن يشهر به واعتبار أتباعه بمثابة ((المُحَرَمين ))  واعتبار كل الخدمات  الكنسية التي قدمها   باطلة إن كان في الرباط الزوجي المقدس أو في المعمودية والمناولة ومن شخصية دينية لها مكانتها  ووزنها الكنسي والاجتماعي  كالمترابوليط ((مار ميلس زيا  اتباع 25 بالشهر )) . شخصياً كنت آمل     من غبطته الاحتواء عملاً بقول الرب له المجد ((لا تمنعوه لأن من ليس علينا فهو معنا  لو 9:50))     على الأقل عدم قطع الصلة مع أتباعه أملاً بعودتهم وعودته إلى كنف الكنيسة الأم . أعتقد أن ما تعرض    له في مواجهته السكين بالصليب  في زمن التكفير هذا ترسيخاً أكثر لتعاليمه وكرازته وزيادة في أتباعه   من جميع الطوائف رغم بعض الهفوات التي يقع فيها ومثل تلك الهفوات يقع فيها بعض من الكهنة من مختلف الدرجات والمذاهب .
ج - إن الاعتداء الغاشم و الأثيم الذي تعرض له الأسقف مار ماري عمانوئيل من قبل شاب مسلم مغسول الدماغ عوًم الكثير من نفايات الأزمنة الغابرة للمسيحية من أزمنة  التأويلات الفلسفية وازمنة التزاوج بين السياسة والدين وهذا ما برز جلياً عند أخوتنا الأقباط الارثوذكسيين محاربة كنيسة المشرق ولنفترض جدلاً الكنيسة ((نسطورية)) والعودة إلى التذكير بالتحريم والتحريم المضاد علما أن كنيسة المشرق  تجاوزت هذه العقدة وهذا ما يبرره عدم مطالبة أبناء وبنات الكنائس والمذاهب  الأخرى إعادة التعميد أو منعهم  المناولة  إن الاخوة في الكنيسة القبطية الارذوكسية يعيبون على أخوتنا المسلمين حروب الشيعة والسنة التي مر. عليها ألف وأربعمائة عام ولا يخجلون من استحضار خلافات عقائدية مر عليها أكثر من ألف وثمانمائة  عام ناسين أن داعش  ما زالت على الأبواب لم ولن  تسأل أي من  ضحاياها عن مذهبه أو طائفته                                                       
تذكير:(( ن )) التوحيد !
في زمن أضحى الوجود المسيحي فيه آيل للزوال بدءاً من بيت لحم والناصرة والجليل مروراً بأنطاكية والقسطنطينية  واسكندرية مار كيرلس ودمشق الأمويين ويوحنا الفم الذهبي  ولبنان مار مارون  إلى   مدائن مار أداي ومار ماري وبغداد  العصر  العباسي الذهبي و مار تيموثاوس ناهيك عن باقي دول    شرق المتوسط وجنوبه نتيجة تنامي النزعات الدينية المتطرفة عند بعض من إخوتنا أبناء أوطاننا   الأصليين منهم والوافدين نتيجة تغييب  التربية الوطنية وإحلال نظام الدولة الدينية ذات  النزعات              العنصرية  محل دولة المواطنة والديمقراطية  التي كانت في بداية تكوينها بعد الاستقلالات كما في     مصر وسوريا .  لقد تنامت هذه النزعات نتيجة للتزاوج بين الحكومات الاستبدادية  ورجالات الدين          و أكتفي بمثالين سوريا الأسد وكتاكيت  تحفيظ  القرآن في كل حي وقصبة  و حركة القبيسيات نتيجة  العلاقة الوطيدة  مع الوهابية السعودية بعد أحداث  حماة  من جهة وفي  الجهة الأخرى تبني المشروع الإيراني في تصدير الثورة و التشيع . أما في العراق، إن آثار الصحوة الايمانية لصدام حسين ما زالت قائمة فالعلم العراقي الحالي الذي خطه صدام حسين خير دليل . وطبعاً هذه الحكومات الاستبدادية دعمها وساندها الغرب واليوم الغرب ايضاً يدفع الثمن . وللاسف لقد سار بعض من الكهنة المسيحيين في العقود الأخيرة على النهج ذاته .
رجاء:
الآباء الاقباط الارذوكسيين الاجلاء لعلمكم أن السريان الآشوريين  بمختلف طوائفهم ومذاهبهم في كل بقاع العالم يبكون شهداء حرائق كنائسكم وبكوا شهداء الإيمان الذين نُحِروا على سواحل ليبيا في الوقت الذي كانوا يبكون مختطفي ابنائهم وبناتهم وبنات اخوتهم الازيديون  المسبيات وشهداء الإيمان من رعاياهم .لا سبيل  لنا للعون إلا مشاركتكم صلواتكم في التخفيف من مآسينا جميعاً طالبين الصفح والغفران والهداية لمرتكبي تلك الفظائع . إن في الاعتداء الأخير عبرة لقد واجه صليب مار ماري سكين الحقد والعماية       (( لا يهم إلى اية طائفة أو مذهب ينتمي مار ماري  )) .  إن سكين  ذلك الفتى الغر والمغرر به  في  محاولة الطعنة الاخيرة انغلق على أصابعه وبترها . دعونا جميعاً نصلي من اجل الأمن والسلام في       تلك الأوطان وأن تكون بيوتاً للجميع دعائمها العدل والمساواة وسقوفها الحرية .
أنا العبد الفقير للرب أرجو آباؤنا الاجلاء إعادة قراءة التاريخ بعقلية الزمن الذي نعيشه ونفي كل ماهو  متعلق بالتحريم والتحريم المضاد  ويكفي أن قانون الإيمان الذي نتلوه في صلواتنا وقداديسنا مدعاة نفي   لكل التأويلات والتشكيك الإيماني (( كان لقداسة مار كيرلس وقداسة مار نسطورس )) زمانهما  واليوم    لنا  زماننا  ولابنائنا زمانهم .
ملاحظات :
1 - تقصدت عمدا توصيف الفرعين ب25 و7 بالشهر …..من المخجل أن يكون  التأريخ مدعاة خلاف في الكنيسة الواحدة
2 - تجاهلت عمداً توصيف الكنيسة  بالاشورية  لان في ذلك تقزيماًً للأمة وللكنيسة في بعض قرى الخابور           تتداخل الطوائف في القرية الواحدة   
3 - لست من أتباع أو المتابعين مار ماري  لكنني متعاطف معه في محنته


يوخنا أوديشو دبرزانا

                                                شيكاغو  21 نيسان 2024
                               
 
9
قراءة  في قصة : محنة عشتار للأديبة سنية عبد عون
يتمثل الشكل  الجمالي في السرد ,  في براعة نسيج  الصياغة الفنية , في لغة مغناطيسية تشد القارئ بتلهف , وتحفيزه الى متابعة احداث الحدث السردي ,  في ديناميكية متصاعدة في درامية تفاصيل الحدث وتطوراته المتلاحقة  , وكذلك براعة الرؤية الفكرية والتعبيرية الدالة بشكل بليغ , التي لامست الاحساس الملتهب بمشاعره الانسانية  الداخلية , والضمير الحي في تصوير معالم النص السردي وخياله الفني الواقعي  بكل جوانبه  ,  ليعطي جمالاً لدور الاديب الملتزم تجاه قضايا الناس والوطن , بالشعور الانساني المتضامن  , كأنه يتعايش مع تفاصيل الحدث السردي في داخل مشاعره ,  بكل تفاصيل المعاناة والظلم والحرمان الكبير  لشريحة كبيرة من الشباب , الذين امضوا زهرة شبابهم من أجل الحصول على الشهادة الجامعية , وحين تكللت  جهودهم بالنجاح في نيل الشهادة الجامعية , وجدوا انفسهم امام  أبواب الحياة موصدة  في وجوههم , كأنهم فائضين عن الحاجة والطلب والقيمة الانسانية  , مما يفجر الاحتقان بدواخلهم بالإحباط والخيبة ,  بأنهم أصبحوا ضمن جيش العاطلين , مما يزيد من معاناتهم وبؤسهم و فقرهم  وعوزهم , بأن دروب الحياة جفت ويبست بشكل لا يرحم  , هذا الشعور يعمق الفجوة والشرخ الكبير ,  بين الواقع وشباب  المستقبل , أن يصبح مصيرهم مجهول الهوية, مما يزيد القهر الحياتي الذي يتفجر بداوخلهم , في مطالبهم  البسيطة , التي تقرها الشرائع السماوية , بالخبز والعمل والحرية . وحين يعبرون عن  معاناتهم بالتعبيرالحر أو التظاهر  السلمي , نجد سوط الإرهاب والبطش يترصدهم  في كل زاوية  . كأن الواقع ضد التعبير عن نيران الظلم والحرمان والحيف ( فكان التظاهر وسيلة العاطلين الوحيدة ليطالبوا بحقوقهم بعد تخرجهم من الجامعات.. فقد اكلت معاول السنين أجمل محطات أعمارهم الفتية ونبذتهم ساحة عمال البناء وذاقوا لهب سياط العوز والفاقة..) ويصبح صوت القمع  ورعيده  المخيف ,  هو الوسيلة لخنق الأصوات الشابة وإجهاض تحركاتهم السلمية في مطالهم الشرعية والبسيطة , يرفضون أن يصبحوا من جيش العاطلين , هذا الرفض يواجه بالقسوة المفرطة (  حتما سيكون التظاهر وسيلتهم الوحيدة وعزاء نفوسهم للتعبير عما يجول بخواطرهم المتعبة ومعاناتهم الأبدية مع الفقر الذي عصي الفكاك عنهم..) هذا الشاب الطموح الذي حصل على الشهادة الجامعية , اقترن بفتاة بعلاقة  الحب الصادق والعفيف , كان يرسمون مستقبلهم بالألوان الوردية , لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن , فوجدت الشابة التي كان  يداعب قلبها الحب واصرت عليه بالبقاء , رغم ضغوط العائلة والعشيرة بفرض الزواج عنوة عليها , وكانت تعلل نفسها بالذرائع المختلفة , لعل تنفرج أزمة حبيها الشاب الجامعي , وكانت تغازل حبها وهي تتورد أوداجها بالفتنة والجمال  . كأنها سليلة  عشتار ( إله الحب ) ( بضفائرها السود وعقد يطوق جيدها ونظرة عينيها الصغيرتين الحادتين تبدو أجمل صبية رأتها عيناه.. عشتار (كما يناديها) أضناها تعلقها به ولوعة روحها.. لكن أحلامها تبقى نقية..) وكان يأكلها القلق والهواجس المخيفة على حياة  حبيبها الشاب , وهو ينغمر في حماسته في الانخراط بالتظاهر السلمي , يطالب بحقه الشرعي في فرصة العمل , ورفض أن يكون من جيش العاطلين , والتظاهر السلمي الوسيلة الوحيدة للعاطلين , فكانت تخاف عليه من العواقب الوخيمة  , وخاصة ادارة سلطة الواقع , تعتبر التعبير بالرأي الحر  والتظاهر , جريمة لا تغتفر , ونسوا كلام سيد البلاغة الامام العظيم علي ( ع ) يقول ( الفقر في الوطن غربة  ) فكيف  الخلاص من الواقع المأجور ,  الذي ينشر زعانفه واخطبوطه بالإرهاب والقمع , فكيف السبيل والمخرج ؟,  حتى مصباح علاء الدين  رمي في اعماق البحر !! . هذه دوافع الخوف والقلق على حبيبها الجامعي / العاطل, اضافة الى الضغوط الهائلة من العائلة والعشيرة في ارغامها على الزواج عنوة . لذلك انها تعيش محنتين في آنٍ واحد ,  أحدهما أشد ضراوة من الاخر  , هل هناك سبيل تطرح اسئلة كثيرة على نفسها , ولكن دون جواب .
    وهذا نص القصة : محنة عشتار : سنية عبد عون
   
 
     
تبدو الفتاة قلقة حياله.. والسؤال الذي يبقى ملحا داخل راسها لم تنطقه بعد أمامه.. فهي تلوذ بالتأني.. كانت تنتظره كل يوم بعد عودته من نهار عمل مضن من خلال كوة في غرفتها دون ان يلاحظ ذلك الترقب وتلك القطرات المتساقطة من مسام جسدها الرقيق في نهار تموز اللاهب.. لقد غدت تدور في أفلاكه ولا انفكاك منها وليت الزمان ينصفهما ويلم شملهما دون عناء..
بضفائرها السود وعقد يطوق جيدها ونظرة عينيها الصغيرتين الحادتين تبدو أجمل صبية رأتها عيناه.. عشتار (كما يناديها) أضناها تعلقها به ولوعة روحها.. لكن أحلامها تبقى نقية..
فقد قال لها يوما ان قاربنا لن يغرق أبدا وستجري الرياح بما تشتهي السفن ولن تبقى لهفتنا مضطربة في غد.. وهي تصدقه تماما لكن في دواخلها تسكن أفكارا مرعبة لا ترغب ان تبوح بها أمامه..
جرأته وحماسته أزاء الأحداث في ساحة التظاهر وازاء البطالة التي رافقته منذ سنين عالقة بمخيلتها.. فهي تقف بين نارين كليهما يعذب روحها..
براءتها تروي قصة شقائها انها تهرب منه واليه..
ومن الحاح اسرتها وسعيهم لتزويجها دون يعرفوا سبب رفضها.. فهذا زمن تتفجر فيه صخور الارض لمعاناة الارواح المثقلة بشظف العيش..
فكان التظاهر وسيلة العاطلين الوحيدة ليطالبوا بحقوقهم بعد تخرجهم من الجامعات.. فقد اكلت معاول السنين أجمل محطات أعمارهم الفتية ونبذتهم ساحة عمال البناء وذاقوا لهب سياط العوز والفاقة..
عشتار مصممة ان تمضي بانتظارها دون ان تضل طريقها.. لكنها تتوجس خوفا من اجله انه يسلك طريقا وعرا وإنها ابدا في قلق مريب.. حين يلقي قصائده بين حشود اقرانه.. وبين حشود المتظاهرين.اشعاره تلهب حماستهم ليطرقوا كل الابواب المؤصدة امام ربيع صباهم.. وكما يقول سيد البلاغة ( الفقر في الوطن غربة )..
في سوق المدينة تسحب غطاء رأسها برقة وتأنٍ وترمقه بنظراتها الوله وهي تتهجى حروف اسمه مرارا في سرها وتتعمد ان يراها.. خطواته المتعثرة تنبئها بلهفته وشدة شوقه.. تبتسم له بغنجها المعهود وتمضي.. وكيف تفضح سر قلبيهما وان يشاع خبر قصتيهما..
ستجبر بالتأكيد على زواجها عنوة من أي طارق يتقدم لخطبتها.. وربما لا يتقدم لخطبتها أي رجل وتلك هي سمة تقاليدنا والعشائرية التي غدونا نسبح بفضائها عند ذاك يتهاوى قطار عمرها سدى..
في المقابل هناك في ساحة المدينة حيث يتجمع الفتية.. لم ينتبه الفتى الى ما حل بقدميه الحافيتين وقميصه المتهدل وهو يدس جسده المتهالك وروحه الهائجة بحماسة آمالهم الضائعة وغير آبه بمن قضى نحبه في هذا المكان.. .. فهم لا يمتلكون صخرة يستندون اليها ولا حتى قريب ذو نفوذ يسندهم بعد الله سبحانه وتعالى..
حتما سيكون التظاهر وسيلتهم الوحيدة وعزاء نفوسهم للتعبير عما يجول بخواطرهم المتعبة ومعاناتهم الأبدية مع الفقر الذي عصي الفكاك عنهم..
تقول فتاته.. يا لدهشتي ظننته لا يقوى على حمل جسده وسط حشود المتظاهرين.. كان الفتى يفتح ذراعيه واسعتين لإحساسه بوجع يدفعه بإرادة لم يشعر بها من قبل لكنه لا يعرف كيف يصفها لحبيبته التي تؤنبه وتخاف عليه من الأذى وترفض ان يندس بين تلك الحشود الصاخبة وهي تسمع وترى عويل الامهات الثكلى وأنين الحبيبات.. الخوف يملأ قلبها الغض دائما وأبدا من أجله..
كان التفكير بالهجرة أمرا واردا بالنسبة له.. لكن ذلك قبل ان يعرف تلك الحبيبة التي شدته لجذور هذه الأرض.. انها المرأة وهي الحبيبة والوطن..
أما الصبية.. فكانت تراقب سنان الرعد والغيث الهاطل.. أمانيها الموحشة يتسامق فيها العوز والضجر ولحظاتها أشد قسوة مما يعانيه فتاها فهي مثله غدت جليسة الدار بعد سنوات المثابرة لسنين خلت فهي تعيش ضمن أسرة كثيرة العدد قليلة المورد تشكو العوز هي الأخرى.. فلا منقذ لهما سوى مصباح (علاء الدين )..
تطفح حمرة على ملامح وجهها الأسمر وهي ترمقه بنظراتها المتفائلة.
فاجأته بضحكتها الخافتة وهي تسأله بشيء من الخجل : ما الذي يجري هناك في تلك الساحة.. ؟؟؟ وهل هناك نتائج بشرى قادمة.. ؟؟؟.. اتمنى المشاركة بالرغم من هواجسي وخوفي ولكن اهلي منعوا تواجدي هناك فهم يعرفون أساسا ليس هناك من يحترم انسانية الانسان وحقه في التظاهر..
أجابها بحماسة.. الشمس وحدها تعرف ضراوة المشهد وحماسة القلوب التي تحترق هناك
انها لحظات تعسر فيها الطلق وصراخ الوليد..
.. قالت : تقودني محنتي الى اسئلة كثيرة..
  جمعة عبدالله

10

                                   بيروت في 25/4/2024

رحبت بدعوة القوات اللبنانية لعقد مؤتمر وطني-
"الجبهة المسيحية": وحدة المعارضة أساس الخلاص
عنكاوا دوت كوم/الجبهة المسيحية
عقدت "الجبهة المسيحية" إجتماعها الدوري في مقرها بالأشرفية وأعلنت في بيان عن ترحيبها ودعمها للمؤتمر الوطني للمعارضة الذي دعا إليه "حزب القوات اللبنانية" والذي سيُعقد يوم السبت المقبل في معراب.
وتمنت الجبهة مشاركة كافة أطياف المعارضة والعمل على وحدة الموقف فيما يتعلق بالمطالب الجوهرية  آملةً أن يُطرح خلال المؤتمر كيفية المطالبة بتطبيق القرار 1559 الصادر عن الأمم المتحدة، فهو الكفيل بخلاص البلد وشعبه من ميليشيا حزب الله الكاملة التبعية والولاء لإيران والتي تعمل على تحقيق مشروعها الإستراتيجي على حساب لبنان وأمنه واستقراره، وكذلك الخلاص من السلاح الفلسطيني وكافة المجموعات المسلحة التي تفتك إرهاباً وتزعزع الإستقرار والسلم الأهلي.
 ورأت الجبهة أن الوجود السوري في لبنان لا يقل خطراً عن الميليشيات المسلحة، فقد بات يُمعن في القتل والخطف ناهيك عن تشكيل عصابات منظمة للسرقة، ومن هذا الواقع سقطت عنهم صفة لاجيء لا سيما وأنهم يتوجهون الى سوريا باستمرار ويشاركون في انتخابات رئيسهم في السفارة. وقد حان الوقت لاتخاذ القرار بإعادتهم الى بلدهم بقوة القانون، فلبنان لم يعد يحتمل ضغط هذه الأعباء التي أثقلت كاهل شعبه وقد بات أشبه بأقلية غريبة في أرضه.
كما أكدت الجبهة المسيحية أن خلاص لبنان من أزماته يتم عبر تبنّي مبدأ الحياد والنظام الإتحادي الفدرالي الكفيل بعبور لبنان من دولة فاشلة إلى دولة متطورة ومزدهرة.

صفحات: [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10