1
المنبر الحر / حرب عالمية ماحقة تطرق الابواب
« في: 19:24 25/01/2013 »حرب عالمية ماحقة تطرق الابواب
طلعت منصور ابرم
في حقب زمنية مرت كنا نقول بأن العالم مر في اصعب مراحله واخطرها في الحياة الانسان والانسانية لكننا توقعنا طرق جديده عندما تحل علينا الالفية الثالثة رغم وجود مشاكل دولية مزمنه ومعقدة تركتها لنا الالفية الثانية خصوصاً القرن الاخير منها واخذت تلك المشاكل وقتاً كبيراً كانت لها متداخلات عديدة وان التأثير السلبي على الوضع السياسي الدولي برمته ، لكنها اليوم اخذت مساراً جديداً بسبب ما حصل في العالم من انتكاسات في كل ارجاء المعمورة وبسبب نمو وترعرع ظاهرة الارهاب والارهاب الدولي وغرس مفاهيم عدوانية شريرة في عقول الكثير من الناس لتحويلهم الى وحوش كاسرة تنهش في اجسام الابرياء كما اصبح مستقبل كل دولة مرهون بما تخططة قوى الاستكبار العالمي وباتت لغة القتل هي اللغة السائدة في التعامل مع الشعوب دون اي احترام لحقوق الانسان كذلك نشطت وبشكل كبير سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول للاستحواذ على خيراتها في عالم منافق منسلخ عن كل القيم الانسانية التي افسدتها المادة والتي لعبت دور كبير في تخريب العلاقات بين الشعوب ناهيك عن الارهاب الذي يوقع افدح وابشع الخسائر في صفوف الابرياء دون ان يكون اي ذنب لضحاياه . وسياسة النفاق الدولي التي تغرس وتشجع الفتن والاضطرابات خصوصاً في بلدان العالم الثالث وبالذات في الاقطار العربية وبدا واضحاً بأنه ليس هناك اي صدق في السياسة الدولية التي تغذي النزاعات بسبب تدخلاتها في شؤون الدول عن طريق تصريف اسلحتها المتكدسة في مخازنها لابادة الشعوب واقتصاص خيراتها عن طريق هذه القنوات بسبب ضعف سياسات تلك الدول وانقياد البعض منها وراء ما ينسجه الحزب وما يخطط له لتنفيذ مآربه.
عندما تحاول الدول الاستعمارية والامبريالية في العالم السيطرة على اي دولة تلعب ورقتها الرابحة (الحرب الطائفية) خصوصاً في الدول العربية التي تعدد فيها الاديان والطوائف حيث تشجع وتلتزم قوى معينة داخل الدولة الواحدة لاثارة النعرات الطائفية والفتن التي تؤدي الى المواجهات والصدامات وتدمير البنى التحتية لذلك البلد تحت ذرائع وهية . لقد افرزت الوقائع والاحداث اموراً وحقائق حصلت اكدت ان هناك انظمة عربية كانت لها علاقة وطيدة مع الحزب وسرعان ما حصل تغيير مفاجئ في تلك العلاقة ادت الى انهيار تلك الانظمة ونهاية مآساوية افقدتهم تاريخهم السياسي ولنأخذ مثلاً واحداً (معمر القذافي) الذي كانت تربطة علاقات متميزة مع ايطاليا وفرنسا علاقات شخصية وكيف تحول هؤلاء الى لاعبين مهمين في دعم التحالف الغربي للاطاحة بهِ وغيره من الحكام العرب لابد من التذكير لكل السياسيين في الوطن العربي ان يكونوا حذرين عندما يتعاملون مع الغرب لان سياسة المصالح والازمات الاقتصادية التي تمربها اوربا قد يجعلها تغير الكثير من المواقف والعلاقات للخروج من ازمتها . يقابل ذلك دول عربية تربطها علاقات قوية مع قوى خارجية اعتقد انها مطمئنة على مستقبلها في الوقت الحاضر والتاريخ شاهد كيف سيأتي يوم وتنتهي مدة صلاحيتها وتصبح نافذة الصلاحية حالها حال اية سلعة منتهية الصلاحية لان رياح التغيير لم يسلم منها اي نظام عربي ولكن حسب جدول زمني اضافة الى ظهور اطماع جديدة لامبراطوريات منقرضة بدأت تلعب دورها هي الاخرى لتستعيد امجادها مستغلة الطرف الحالي ومستغلة لموقعها الجغرافي الستراتيجي المهم .
لقد كانت دول العالم قبل سيطرة قطب واحد على السياسه الدولية مقسمة الى ثلاث معسكرات المعسكر الرأسمالي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية والمعسكر الشرقي الذي تقوده الاتحاد السوفيتي السابق وبينهما المعسكر الثالث (دول عدم الانحياز) الذي يضم دول اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وتحكم العلاقة بين المعسكرين الشرقي والغربي الحرب الباردة لكنه عندما انفردت الولايات المتحدة الامريكية في السيطرة على المسرح السياسي الدولي اصبحت لدول الاربع الكبرى روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا اقل تأثيرا في المسرح السياسي الدولي . اما بلدان العالم الثالث اصبحت العديد منها منحازة ليس لها اي دور مؤثر في السياسة الدولية واصبح عملها روتيني هناك حقيقة وهي عندما تسيطر دولة واحدة على السياسة الدولية يكون ايضاً دور المنظمات الدولية اقل تأثيراً في دورها في السابق لانها قد تكون خاضعة لسياسة القطب الواحد ولا بد من التذكير ايضاً بان منظمة الامم المتحدة منذ تأسيسها ولحد لان فأن مقرها الدائم هو الولايات المتحدة الامريكية اما بالنسبة لتعيين اي امين عام فأن تعيينه والموافقه عليه يخضع بالدرجة الاساس لان يكون مقبول من قبل امريكا, اذن وبسبب هذهِ المستجدات فلن يكون هناك توازن في التعامل في السياسة الدولية .لقد اصبحت قارتا اسيا وافريقيا من اشد المناطق سخونة في العالم بسبب وجود قوى خارجية منافقة لها اطماع كبيرة لكننا تعمدنا عدم الاستفادة من تجارب الماضي فالغرب كما قلنا ليس لديه صداقة دائمة وتحالف دائم كأي تحالف تكتب على الجليد واذا استمر الوضع على حاله لا تبقى اية دولة في اسيا وافريقيا الآ وتم تفتيتها وتحويلها الى دويلات داخل الدولة الواحدة هذا هو منهج وسياسة قوى الاستكبار العالمي. نحن ندرك جيداً بأن الاقتصاد العالمي وفي مقدمتة اقتصاد الغرب يتعرض لازمات خانقة اسقطت حكومات غربية وهناك حكومات اخرى آيله للسقوط وهذهِ الازمات لها تأثيرها المباشر على مستقبل كل دولة ومعالجة هذهِ الازمات وضمن سياسة وبرنامج الغرب هو البحث عن منابع جديدة لتعويض خسارتها ولا يوجد اسهل من التركز على منطقة الشرق الاوسط وفي مقدمتها اقطار الوطن العربي الخفية هذهِ حقيقة وليس توقع لان ما رسمته الاحداث الحالية التي عصفت بالامة العربية تؤكد صحة نوايا الغرب وامريكا . اضافة الى التهديد الايراني بغلق مضيق هرمز الشريان الابهر للاقتصاد العالمي وهذا التهديد لو اخذ حيز التنفيذ لحكمنا على الاقتصاد الغربي بالموت الكامل . واوربا اليوم امام ان تشهر افلاسها لكنها استطاعت معالجة وتخفيف الازمة نوع ما من خارج حدود قارتها على حساب شعوب اخرى في خارج القارة وبوسائل تعويض متعددة فالله يكون في عون تلك الشعوب . واما اذا اردنا ان نبعد العالم عن نشوب اية حروب علينا البحث عن عالم متعدد الاقطاب فأي طريق يوصلنا الى عالم التعددية فهذا ليس بالامر السهل قد يحتاج ان تكون هناك قضايا ساخنة في مناطق ستراتيجية ومهمة في العالم وهذهِ القضايا قد تقود الى استقطاب وتكتلات جديدة دولية فالعالم يقف اليوم على بركان هائج وماحق يتوجب التعقل والحكمة في معالجة الامور وخصوصاً القضايا الساخنة صحيح ان سياسة التهديد في السابق كانت تستعمل لاجبار المقابل ان يغيرسياستة لان المقابل لم يكن في مستوى القوة التي هو عليها الان فأصبح اليوم يشكل قوة مؤثرة لا يهمة التهديد بل اصبح هو الذي يهدد انظروا كم تغيرت الامور كذلك تغيرت الخارطة العسكرية لدول العالم فهناك دول كانت تشتري السلاح خصوصاً دول الثالث ومنها الاقطار العربية اصبحت اليوم تصنع السلاح المتطور ولا حاجة لاستيراده لكي لا تقع في مواقف محرجة مع الدول المصنعة اي عندما يقطع المصدر تزويدها بالسلاح ولكن الغرب الذي يبيع التكنلوجيا النووية الى بلدان العالم الثالث لايدعها تستمر بامتلاك هذهِ التكنلوجيا وبعده يدمر سلاحها كما حصل . لقد ظهرت قوى عديدة تريد ان تلعب دور مهم في السياسة الدولية كأيران التي اصبحت قوة كبير في اسيا لديها مخزون كبير من الاسلحة المتطورة وقوة عسكرية سائرة في طريق الحصول على التكنلوجيا النووية ونرى كم هو حجم الضغوط الغربية وامريكا عليها من اجل عرقلة تقدمها في هذا المجال وتعرضها لصعوبات دولية كبيرة جداً لاضعاف اقتصادها وكما قلنا لو اقدمت على غلق مضيق هرمز سوف ينقلب السحر على الساحر لتضع الغرب في وضع حرج كذلك لو بقيت الازمة السورية على حالها والموقف الصلب لروسيا والصين الرافض لاي تدخل اجنبي في سوريا . فالوضع في منطقة الشرق الاوسط مرتبك وشائك لان اغلب القضايا الساخنة موجودة فية من ثورات التغيير ومسألة ايران والصراع العربي الاسرائيلي والعلاقات غير المستقرة بين الاقطار العربية وما تمتلكه من خزين نفطي هائل كذلك مشاكل اخرى من ضمنها الخلاف الذي بدأ يولد بين امريكا وباكستان الذي زادت مدته بسبب ما تلحقه الطائرات الامريكية الحربية وطائرات بدون طيار بألحاق الاذى في صفوف المدنيين وعدم احترام الاجواء الباكستانية كذلك مسألة كوريا الشمالية لاجبارها بالتخلي عن السلاح النووي فالكل هنا مسؤول عن اي خطأ قد يحصل في الحسابات لاننا نعيش اليوم في عالم يريد الكل استعراض عضلاته دون ان يدركوا كم يكلف ضرراً ستعراض العضلات بل يجب علينا ان نجنب البشرية لانها ستحرق الكل ولا يتصور البعيد بأنه بمنأى مخاطرها وضررها فالضرر والدمارسيشمل حتى ابعد نقطة على الخارطة . لان الفترة المحصوره بين الحرب العالمية الثانية ولحد يومنا هذا فترة طويلة جداً . كم حصل من تطور في العالم خلال هذهِ الفترة خصوصاً في التسليح والتصنيع . فهذهِ الحرب لو وقتت_ لاسمح الله _ستكون ساحقة وتكون آخر حرب في تاريخ البشرية حتى لو استمرت الحياة بعدها لملايين السنين فلن تكون هناك حرب اخرى لان العالم سيستنفذ كل مالديه من طاقات وقدرات ولن تؤهله لحرب عالمية رابعة .