عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - د.عبدالله رابي

صفحات: [1] 2 3
1
                           قراءة في كتاب “تأريخ كرمليس / الطبعة الثانية"
                                      لمؤلفه "حبيب حنونا"
د. عبدالله مرقس رابي

 تعدُ الكتابة عن البلدات والتجمعات السكانية بصورة عامة من الاعمال التي تتطلب جهوداً كبيرة، وثم التأني والصبر وسعة الاطلاع على الحقول المعرفية التي تتناول المجالات المتعددة المرتبطة بدراسة البلدة تاريخياً، آثارياً، اجتماعياً، اقتصادياً، انثروبولوجياً، ديمغرافياً، سياسياً ودينيا، إضافة لما يتمتع به الباحث من النباهة والنزاهة والقدرة على التحكم في العواطف والمشاعر، واخص بالذكر، لو أراد الولوج في أعماق التاريخ وتغطية الحياة الاجتماعية والحضارية من النواحي المتعددة لسكان البلدة.   
تبين لي من مراجعة الكتاب المُشار أعلاه، ان الباحث المهندس (حبيب حنونا) تمتع بما ذكرت من المزايا الشخصية التي أهلته ان يكتب كتاباً شاملاً عن بلدته (كرمليس) ويغطي المجالات الحياتية المتعددة لسكانها، عبر المراحل التاريخية التي مرت عليها. وقد تجلت موهبته منذ عمر الصبا عندما كان يجول مع أصدقائه في حقول قريته ويندهش من تلك التلول التي انتشرت حولها، ويشاهد الغرباء من القرية وفدوا اليها ليبحثوا عن بقايا قطع الاواني والفخاريات ليجمعوا ما يستطيعوا جمعه من تلك التلول، مما دفعه الفضول الى معرفة ما الذي يعمل بها هؤلاء البحاثة الغرباء وما هي قيمتها.
طُبع الكتاب في طبعته الثانية المنقحة والمزيدة في ولاية مشيكن الامريكية عام 2023، ويقع في (188) صفحة من الحجم الكبير للورق 28x21سم. يتكون من المقدمة وكلمة تقديمي للكتاب، واثني عشر فصلاً، خصص الباحث الفصول الاربعة الأولى للحديث عن جغرافية وتاريخ البلدة والاكتشافات الأثرية منذ العصور التاريخية القديمة، بينما عرض في الفصل الخامس المسيرة الكنسية في كرمليس منذ ظهور المسيحية في المنطقة، واما الفصل السادس احتوى على تفاصيل مما عانته البلدة من الغزوات والتخريب ابان الحكم العثماني، وتحدث في الفصل السابع عن ما كُتب بخصوص كرمليس في مذكرات الرحالة والمستشرقين، ووصف في الفصل الثامن اديرة وكنائس البلدة، بينما تناول في الفصل التاسع، مخطوطات كرمليس، وذكر في الفصل العاشر شهداء البلدة عبر التاريخ، وخصص الفصل الحادي عشر لوصف الحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لسكان البلدة، عنون الفصل الأخير (داعش تحتل الموصل وسهل نينوي) ليوثق ما تعرضت المنطقة وبلدته كرمليس في عام 2014 الى القتل والويلات والاضطهادات والتهجير والترهيب وما لحقها من الدمار.
وقد تضمنت فصول الكتاب على عشرات الخرائط والصور التي توضح المواقع الاثرية والمكتشفات والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، وتعكس الطبيعة والعمران في البلدة، واخرى تبرز ما لحق بها من دمار عام 2014، وكما احتوى ملخص باللغة الإنكليزية.   
فالكتاب القيم المتميز هذا في طبعته الثانية، شخص الكثير من الظواهر التاريخية والحضارية، وعالج العديد من التساؤلات عن تاريخ القرية الموغلة بالقدم. حيث كشف بشكل تفصيلي عن الأصول التاريخية والحقب التي مرت بها كرمليس وما جرى من تغيرات سكانية واجتماعية ودينية وسياسية، وقد أبدع في الوقوف على العمق التاريخي لنشأة القرية الذي يرجع الى عصور ما قبل التاريخ، وبل من المستوطنات البشرية القديمة جداً في العالم بحسب الجمعية الجغرافية البريطانية. ولما كان مولعاً لاكتشاف خفايا تلك التلول، فجاب متاحف العالم ليعثر عن اية نصوص أثرية تُشير محتوياتها الى تاريخ قريته، وزار مختلف المكتبات العالمية ليبحث عن المصادر والمراجع العلمية الاكاديمية، وراجع كتب الرحالة الذين زاروا القرية لعله يكتشف شيئاً عنها بين صفحاتها، إضافة الى المعلومات التي حصل عليها من كبار السن في القرية وما احتوت المخطوطات الكنسية من اخبار عنها.
اكتشف ان تلك التلول تكومت على أثر اندثار مستوطنات بشرية منذ العصر الحجري وشهدت حضارات عريقة متعددة منذ عصور ما قبل التاريخ ومروراً بالعهد السومري وخضعت للدولة الاكدية وثم الاشورية، وبعدها خضعت للدولة الكلدانية. وتبين بان كرمليس كانت مدينة دينية منذ أواخر الالف الثالث قبل الميلاد، وان واحدة من الفرضيات تؤكد في تسميتها باسم أحد الالهة الوثنية، كانت مدينة عامرة عند تأسيس الدولة الاشورية عام 1813 قبل الميلاد، مما يؤكد ذلك عدم ارتباط وجودها مع قيام الدولة الاشورية، بل سبق ذلك الاف السنين. ولما كانت منطقة التقاء الشعوب المختلفة الطامعة في بلاد الرافدين في مختلف العصور، أصبحت مسرحاً للمعارك بينها، فهدمت لعدة مرات وعُمرت من جديد وهكذا.
اكتشف مدى تمتع كرمليس بشأنٍ تاريخي حضاري وديني لأهمية موقعها الجغرافي وموضعها وطبيعة الأراضي المحيطة بها، وازدهرت وتعاظم مركزها ابان العصر الاشوري الحديث، لاستمرارها كمركز ديني، وقربها من العواصم الاشورية، وأصبحت مركزاً للولاية في القرن الثالث عشر والرابع عشر في العصر المغولي، ومركزاً لكنيسة المشرق في القرن الرابع عشر الميلادي.
تمكن الباحث من تحليل التطور الايكولوجي السكني وعلاقة الانسان مع البيئة الطبيعية، موضحاً بدقة كل التفاصيل عن طبيعة البناء للأبنية العامة والدينية والسكنية، وربط المتغيرات مع بعضها ليطلع القارئ على التطور الاقتصادي بمختلف مجالاته التجارية والإنتاجية والحرفية، والتغير الاجتماعي، والتبدل الديمغرافي والديني والمذهبي والثقافي والتعليمي في القرية، وما جرى من تغيرات عامة على مر الزمن، متوجاً الكتاب في تحليل جميل وميداني رائعٍ عن الحياة الاجتماعية متمثلة بالأنشطة الاجتماعية من حيث التقاليد والقيم الاجتماعية والعادات والممارسات اليومية لأهالي القرية وتبدلها زمنياً، مشاركةً مع الأستاذ (بهنام سليمان متي) ليغطي كل المجالات لتكون دراسة شاملة لتبعث صورة تكاملية عن قرية كرمليس. فسعى الباحث جاداً ومثابراً لكشف ما لم يكن معروفاً عن قريته والتلول المحيطة بها بعمق ودقة متناهية قلما نشاهدها عند غير المختصين في هذه الحقول المعرفية.
يرقى الكتاب الى الكتب المهمة والنادرة التي أبدع المؤلف في تأليفه، اذ كما ذكرت آنفاً من الصعوبة الكتابة في تاريخ التجمعات السكانية موضوعياً ما لم يكن الباحث ملماً في مجالات متعددة من حقول المعرفة. وقد اتقن استخدام أدوات البحث العلمي من حيث الملاحظة المقننة والمقابلات والوثائق والرسومات والمخطوطات المتوفرة واستخدام الدقيق للمصادر وتنوعها، وطريقة التعامل مع النصوص بمنطقية وجدارة وثقة بالنفس العالية المقرونة بالرغبة والإرادة في البحث، مجنباً التأثيرات العاطفية في التحليل ومناقشة الافكار، مما نقل المعلومة لنا لا كما يريدها ويفضلها هو، بل كما هي في واقعها الطبيعي.
 يعد الكتاب وثيقة بالغة الأهمية لما بذله المؤلف من جهود كبيرة في جمع المعلومات ليجعل من هذا العمل الثقافي العلمي مهماً للمهتمين في التاريخ واجتماعيات البلدان وحضاراتها. ويرفد المكتبات للقراء باللغة العربية بمصدر أساسي بليغ ذو قيمة علمية ليضعه في متناول ايدي الباحثين. ولما وجدت في الكتاب من معلومات قيمة لمختلف المجالات المعرفية، أرى ان اقتنائه وقراءته سوف تدر بأهمية للقارئ والباحث في شؤون البلدات اجتماعياً وحضارياً.
وقد أجاد الكاتب في تأليف الكتاب، مثلما أبدع في مؤلفاته السابقة التي اطلعت على معظمها وهي:
تاريخ كرمليس الطبعة الأولى عام 1988، كنيسة المشرق في سهل نينوى / ساندياكو 1992، لمحات من تاريخ كلدو وآثور /ساندياكو 1994، سفر الخروج الكلداني بطبعتيه الأولى والثانية على التوالي، 2013، 2022، والكتب المخطوطة: السورث والاكدية بغداد 1990، ديمغرافية الكلدان 2004 منشور على حلقات في الصحافة، وسهل نينوى – لمحة تاريخية ودراسة ميدانية. إضافة الى عشرات المقالات المنشورة في العديد من المجلات والصحافة الورقية والإلكترونية والمقابلات التلفزيونية والمحاضرات التاريخية، وما قدمه من برنامج خاص عن بلدات سهل نينوى في إذاعة صوت الكلدان في مشيكن.

تمنياتي للباحث المهندس (حبيب حنونا) المزيد من العطاء المعرفي العلمي، ووافر الصحة والعافية.


 

2
الاخ القدير ديفيد هوزي المحترم
تحية
شكرا على متابعتك واهتمامك في الموضوع وعلى اشارتك المقتضبة ذات الدلالة الهامة لاهمية الكتاب
محبتي

3
الاخ الشماس القدير اوديشو يوخنا المحترم
شلاما
شكرا على تعقيبك الجميل واهتمامك ومتابعتك المعرفية ومشاعرك تجاه الاعلام بصدور كتاب الاخ الدكتور نزار ملاخا المبدع والمتميز
كل عام وانتم والعائلة الكريمة بخير وعافية
محبتي

4
الاخ الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
شكرا على كلمات الثناء الجميلة التي تفضلت بها بحقي وانا لا استحقها، ان ما قمتُ به هو واجبي الذي يعد رسالة في حياتي العملية والعلمية لنشر المعرفة بمختلف ميادينها، ولما قرات الكتاب واعجبت به واعتبرته شخصياً اول كتاب من نوعه حول الموضوع دفعني الى الكتابة عنه للاستفادة وتعريف القارئ المتابع والمهتم في هذه المواضيع عن وجود هكذا مُنجز معرفي علمي.
محبتي

5
                                   قراءة في كتاب
                            (اللغة الكلدانية في المصادر والمراجع)
                                 للدكتور نزار ملاخا

  د. عبدالله مرقس رابي

                          يعد الكتاب المعنون" اللغة الكلدانية في المصادر والمراجع" السادس من بين الكتب التي انجزها الدكتور نزار ملاخا، اذ سبق وألّف: الكلدان في المجتمع العراقي/ القرى والمدن الكلدانية في بلاد النهرين/ الكلدان في كتابات الاخرين / شذرات مخفية من تاريخ المسيحية في العراق/ موجز في تاريخ الحجاب والنقاب والبرقع. إضافة الى العديد من المقالات المنشورة في الصحافة الالكترونية والورقية.
يقع الكتاب في (297) صفحة من الورق المتوسط الحجم 21x15 سم. يتكوّن من المقدمة وثلاث فصول، خصص الأول للتعريف باللغة بشكل عام وخصائصها ومراحل تطورها، واما الفصل الثاني تحدث فيه عن اللغة في الكتب المقدسة. والفصل الثالث، خصصه للتعريف باللغة الكلدانية من حيث، زمن ظهورها، وابجديتها، وذكْرها في الكتاب المقدس، وثم اللغة الكلدانية في المصادر العراقية والعربية، ونظمها بحسب
تسلسل الحروف الهجائية العربية لأسماء المؤلفين، ليكون بيبليوغرافية تقود القارئ والمهتم الى معرفة المصادر والمراجع التي جاء في محتوياتها ذكر (اللغة الكلدانية) بيسرٍ. كما يحتوي الكتاب على ملحق يتكون من (33) صورة توضيحية عن المصادر والنصوص، وثم الفهرست المنظم بالأحرف الهجائية للمصادر وآخر للصور.
اتقن المؤلف عملية الاستخدام الدقيق للمصادر بالطرق المعتادة اكاديمياً، وطريقة التعامل مع النصوص بموضوعية وجدارة وثقة بالنفس المقرونة بالرغبة والارادة في البحث، مٌجنباً التأثيرات العاطفية والانتمائية في التحليل للأفكار ومناقشتها، مما نقل المعلومة لنا، لا كما يريدها ويفضلها، بل كما هي في واقعها الطبيعي، وكما جاءت في المصادر المذكورة.
يرقى الكتاب الى الكتب المهمة والنادرة، وبل الأول من نوعه الذي أبدع المؤلف في تأليفه جراء نباغته ونباهته وفطنته، اذ يعد وثيقة متميزة بالغة الأهمية، يمحى الكثير من الإشكالات والشكوك القائمة والنفي عند البعض وبالأخص أصحاب الاجندات السياسية والمتأثرين بذهنيات مقولبة أيديولوجياً، لا يمكنهم التحرر منها في موقفهم وافكارهم عن ذكر "اللغة الكلدانية" في المصادر والمراجع قديماً وحديثاً. وقد أجاد في الكشف عن أبرز المصادر والمراجع والمخطوطات التي أكدت على وجودها. 
ولما كان أصحاب الشكوك والنفي يعتمدون على الكتب القديمة سواء أُلفت من قبل رجال الدين او غيرهم من غير الاختصاصيين لاعتبار تلك الكتب وثائق تشير الى عدم وجود ذكر للغة الكلدانية، فجاء ابداع الدكتور ملاخا في كتابه رداً بالغاً ومُثيراً ودامغاً ليبرهن بموضوعية وبجهودٍ متميزة على وجود واضح جدا على ذكر "اللغة الكلدانية" سواء كعنوان للكتاب او ذكرها ضمن محتوى الكتاب عند حديث الكاتب عن لغة القوم او اشارته الى مصدر آخر قد ذكر اللغة الكلدانية، وذلك من خلال مراجعته وفحصه لعناوين ونصوص  لأكثر من ( 400) كتاب ومخطوطة لفترات زمنية مختلفة، من مؤلفين متنوعين في خلفيتهم الدراسية والمهنية، أكاديميين وعاديين، عرب ومسيحيين من الكنائس الشرقية، ومستشرقين. اشتملت على مواضيع مختلفة في عالم المعرفة، فمنها، الدينية، التاريخية، الجغرافية، الاجتماعية، اللغوية، الاثنوكرافية، الحضارية والبلدانية، بعضها مترجمة الى العربية وبعض الاخر مكتوبة باللغة الإنكليزية.
اثبت المؤلف البارع بان اللغة الكلدانية جلية في وجودها منذ القدم، فهي لغة الكلدان الذين عاشوا في وسط وجنوب بلاد النهرين وعلى سواحل الخليج الكلدي (العربي اليوم) ومنهم من (عاش في أعالي ضفاف نهر الفرات الذين سُميوا بالآراميين نسبة الى الأراضي المرتفعة. وهم من الاقوام القدامى أصحاب حضارة متقدمة، لاتزال آثارها العلمية بارزة في الفكر البشري من العلوم الفلكية والزراعية والكيميائية والفيزيائية والرياضيات والقانون والاجتماع والعلوم التربوية والعسكرية والدينية). ويؤكد في كتابه الدكتور ملاخا على تطور اللغة الكلدانية كتابة وتحدثاً في المراحل التاريخية، وتأثرت وأثرت في لغات الشعوب الوافدة الى بلاد النهرين جراء غزواتها، وأصبحت في التاريخ القديم أكثر اللغات انتشاراً في بلاد النهرين لوجود الكلدان بمرور الزمن في كل نواحيها شمالًا وجنوباً، وبل اجتازت حدود البلاد لتشمل مناطق مختلفة. وهي اللغة التي يتحدث بها كلدان اليوم في الوطن الام العراق وفي بلدان الانتشار.
استنتج المؤلف ان اغلب المصادر تُميز بين اللغتين الكلدانية والسريانية، اذ تذكرها لغتين منفصلتين والقليل منها تدمجها مع بعضها، بينما قسم منها تؤكد ان السريانية هي نفسها اللغة الكلدانية القديمة وسميت السريانية لان المسيحيين الاوائل تكلموا بها بدلالة ان كلمة السريان تعني المسيحية. ولهذا تعد اية تسمية تُطلق على لغتنا غير الكلدانية في العصر الحديث خطأٌ شائعٌ. وهذا يحدث حتى في المصطلحات في الدراسات الاكاديمية لسبب وآخر. وعليه دعا المؤلف الى استخدام مصطلح (اللغة الكلدانية) في الكنيسة والمطالبة بالتعميم على الاكليروس جميعاً عدم تسمية لغتنا بتسميات أخرى، والتعاطي مع الجهات الرسمية وفقاً لهذه التسمية اللغوية بخصوص الكلدان.
واخيراً أرى ان الكتاب يعد وثيقة بالغة الأهمية لما بذله المؤلف من جهود كبيرة ليجعل من هذا العمل الثقافي العلمي للمهتمين في العديد من العلوم المعرفية مثل علم اللغة، علم اللغة الاجتماعي، علم اجتماع اللغة، التاريخ والدراسات الحضارية والأنثروبولوجيا مصدراً مهما يمكن الاعتماد عليه. وتأتي أهميته من رفده المكتبات للقراء باللغة العربية بمصدر أساسي قيم ليضعه في متناول ايدي الباحثين، فاقتناء الكتاب وقراءته سوف تدر بأهمية للقارئ والباحث في الشؤون المعرفية المذكورة.
تمنياتي للدكتور نزار ملاخا المزيد من العطاء الفكري العلمي، بنفس المستوى من الاتقان، وكما أتمنى ان يُعيد طبع الكتاب الحالي لإضافة العديد من المصادر التي فاتته ولم تُتاح الفرصة له للحصول عليها، واخصها مصادر المستشرقين وغيرهم، فمثلاً على سبيل المثال، لا الحصر، أطروحة الدكتوراه لعالم اللسانيات الأمريكي العراقي الكلداني، القس اليسوعي شليمون صارا المعنونة (وصف الكلدانية الحديثة، مقاربة بنائية ووظيفية) في جامعة جورج واشنطن الامريكية، ونشرها عام 1969 بكتاب تحت عنوان (وصف للكلدانية الحديثة)، فاصبح من الباحثين الأوائل الذين درسوا لغته الام الكلدانية اكاديمياً، علماً انه امضى اكثر من أربعين عاما في التدريس في الجامعة نفسها، والف عدة معاجم وقواميس وابرزها الذي لاقى شهرته به تأليفه القاموس الثلاثي، قاموس عن لغة (امبيرا) وهي لغة سكان أمريكا الوسطى بعنوان (قاموس ثلاثي، للغات امبيرا، إنكليزي، اسباني) ومساهمته بفصل  في دليل أكسفورد، اللغة العربية الذي حرره (جوناثان اوينز). وايضاً، ما جاء به المستشرق (تشارلس واطسون برات) عام 1758 اثناء زيارته لقرية كرمليس، اذ جاء في كتابه في وصفه للقرية (سكانها يتكلمون اللغة الكلدانية الاصلية، كما يتكلمون اللغة التركية والعربية). وهناك العديد من المصادر التي تذكر الكلدان واللغة الكلدانية في مئات من الدراسات التي جمعها وحللها (ميشيل شفاليه) للمستشرقين الذين زاروا المنطقة.     


6
[/
الاخ الشماس الانجيلي قيس سيبي المحترم
تحية ومحبة
اسف جدا على تأخري في تقديم شكري وامتناني لكم لخلل في موقع عينكاوا
قرات مقالتك التي تخص موضوعاً مهما عن اللقب الذي يمنح لبعض الكُتاب واخص منهم غير الاختصاصيين.
اشكرك واثمن مشاعرك الجميلة التي عبرت عنها في المقال لمنحي لقب العلّامة، تلك المشاعر النابعة من العمق الذاتي لكاتب هادئ معروف في والاعلام،
علماً اننا لم نلتق يوما ،بل معرفتنا هي من متابعتنا المتبادلة لما نكتب. 
اخي العزيز قيس، انا خبير وباحث اجتماعي واعتز وافتخر اني حامل هذا اللقب الرسمي وافتخر في ذلك ويكفيني .
واما الالقاب الرسمية الاخرى منحتني اياها وزارة التعليم العالي العراقية من خلال عملي في جامعة الموصل.
 اني افهم مبادرتك هذه جيداً، بالاساس هي رؤيتك الثاقبة في عدم وجود الموضوعية لتقييم ما يكتب الكتاب من قبل القراء،
 فاعطيت مثالا للمقارنة عن لقب العلامة، وكنت اتمنى لو كان غيري حينها تغمرني السعادة اكثر.
 وهذا اللقب هو لقب شعبي غير رسمي، وكما بينت في مقالك واشار اليه الاخ هيثم ملوكا في رده.
ولما كان شعبياً لا تتوفر شروطا لمنحه لشخص معين، تبقى الامزجة الشخصية وقناعة المتابع للكاتب والاجندات
والعلاقات تلعب دورها لكي يُلقب الكاتب علّامة، وابرز العوامل هي، عندما تتوافق افكار الكاتب مع افكار القارئ المتابع.
وهذا ما يحدث مع الاسف كما تفضلت في مقالك هذه الايام مع من تتوافق افكاره مع التوجه الاشوري ويُلقب بالعلامة، بينما بالعكس
فيتعرض الشخص الى رد غير لائق ويُتهم بعدم الموضوعية ومتحيز وما شابه، وبل يتعرض الى الشتائم.
وبالطبع يكون هؤلاء الكتاب من غير الاختصاصيين لعدم توفر فرصة لهم لمواصلة دراساتهم العليا.
وعليه تبقى كتاباتهم مجرد فرضيات لا اكثر لعدم توفر الشروط العلمية التي تتطلبها الجامعات والمراكز العلمية لكي يكون
المنتوج المعرفي علمياً، فتبقى ضمن اطار المعرفة العامة، وهذه الشروط هي مقننة ولها متطلبات مشددة.
فمهما يكتب غير المختص مثل الاخ بنيامين حداد وغيره وحتى من المختصين في اختصاصات اخرى في مجال آخر خارج سياقات المعرفية
لاختصاصه تبقى غير علمية ومجرد فرضيات، سواء لُقب بالعلامة او غيرها من الالقاب يمكن المختص يستفيد منها لتكون موضوعاً للدراسة ولاختبارها،
 ويسمى مثل هؤلاء (المتطفلون)
ولكن من حق كل واحد الكتابة، ولايمكن تقييد حرية الفرد الفكرية، انما علينا ان نميز بين المعرفة العلمية المقننة والمعرفة العامة.
 اشكرك ثانية اخي قيس على اثارتك لهذا الموضوع، وفعلا هناك العديد من الاخوة الكتاب يستحقون هذا اللقب
وحتى من غير الاختصاصيين، ولم اذكر الاسماء تجنباً لحساسية الموضوع.
محبتي

7
الاخ القدير نذار عناي المحترم
تحية
اسف على التأخير لانشغالي بعض الوقت هذه الايام
ارجو ان تكون والعائلة الكريمة بخير ولم نسمع اخباركم من زمان ارجو ان يكون كل شيء على ما يرام.
شكراً على متابعتك وملاحظاتك القيمة عن جرائم ذوي الياقات البيض وآليات كشفها في الولايات المتحدة الامريكية التي لها تجربة علمية في التحري عنها ومكافحتها والاجراءات التي تتخذ اثناء المحاكمة والاجهزة الرقابية التي تلتها.
اتفق معكم تماماً بان الاعلام العراقي لا يمكنه الكشف عن جرائم ذوي الياقات البيض وذلك لاسباب ترتبط بالخبرة والجرأة في الطرح، والتعرض للاضطهادات والاغتيالات فهناك العديد من الاعلاميين لقوا حتفهم على خلفية طروحاتهم الجريئة، اضافة الى النقص في الخبرة الاعلامية المرتبطة في الجريمة بشكل عام. حتى الجهاز الرقابي للوزارات لا يُستبعد من تورط مؤظفيه في الجريمة لان التأثيرات مباشرة من الاحزاب المتنفذة، كما ان وجود السلاح المنفلت بيد الميليشيات الموالية لتلك الاحزاب هي العامل الاساسي لتورط العديد في سلسلة جريمة الياقات البيض، ولا شك ان الظروف الااقتصادية والامنية والقانونية المضطربة كلها تساعد لترسيخ هذا النوع من الجريمة.
تقبل فائق تقديري ومحبتي

8
الاخ ناصر ياقو المحترم
تحية
شكرا على مرورك ومتابعتك، وعلى ملاحظتك القيمة التي لا تقبل الشك في ان السبب الرئيسي هو الفساد المستشري عند الاداريين المحليين والمتنفذين الكبار في اعلى الهرم الادراي في البلد ومن السلطات الثلاث، وهي مسالة جلية جداً، ويُضاف الى الادلة التي نؤكدها تلك اللجنة التي شُكلت للتحقيق والنتائج التي توصلت اليها في فترة زمنية قياسية لا مثيل لها في العالم واعتبار الحادث عرضي، شيء لا يصدقه العقل ابدا.
اي النتيجة هي طمطمة الموقف وحماية اصحاب الياقات البيض المتورطين في الحادث. فبدلاً من النظرة الجدية الى الحادث للفاجعة والمآسي التي تركها، ان تُشكل لجنة من خبراء دوليين لامتلاكهم الاجهزة المتقدمة والخبرة العالية في التحقيق الجنائي، يعتمدون على لجنة لا خبرة لها ولا اجهزة بل ما تم هو عن طريق التشاور مع اسيادهم.
تقبل محبتي

9
رابي الياس متي منصور المحترم
تحية
شكرا على مرورك واهتمامك، وما دونت من ملاحظات قيمة عن اسباب جرائم ذوي الياقات البيض سواء المرتبطة بالاجهزة الحكومية او من اصحاب الثروات، وتفرد جماعات مستحدثة شاذة كالحشد في النظام العسكري المنفلت الذي احبط دور القوات العسكرية الوطنية، واصبحت اجندته تصب لتحقيق مصالح مذهبية وشخصية بالدرجة الاساس ضاربين المشاعر الوجدانية والانسانية والقيم الاخلاقية جانباً بدعم من السلطات الاخرى والاحزاب السياسية المتنفذة الموالية لها.
تقبل وافر مجبتي

10
الاخ ديفيد هوزي المحترم
تحية
شكرا على مرورك المستمر ومداخلاتك القيمة التي اضفت للمقال من معلومات وملاحظات لتكتمل الفكرة من الموضوع المطروح والحدث المؤسف الذي وقع في بغديدا، نعم مستمرة الحوادث والفواجع والمآسي، ولهذا سوف نرى موجة من الهجرة ومغادرة البلاد لتلحق بالموجات السابقة، وهي نتائج جرائم ترتكب بحقنا وقد يكون من مرتكبيها منا وبينا تجاه شعبنا المسيحي لكي يشفي ويشبع غرائزه الحيوانية التي لا تنو مثلما تنمو غرائز الانسان العادي بل تتوقف حيث توقف الغرائز في الحيوانات عند حد ما.
تقبل وافر محبتي

11
رابي ناصر عجمايا المحترم
تحية
شكرا على الاهتمام والمتابعة، وعلى ملاحظتك القيمة، وتساؤلك الموضوعي والمنطقي.
بحسب رايي من الصعوبة ان تتعظ الحكومة والاحزاب السياسية والميليشيات المتنفذة مما يدور في الاعلام لبيان جوانب الخلل والقصور في ادائهم لادارة البلد، وذلك لان وضع اساليب الوقاية والعلاج للجريمة سوف يكون ذلك تضارباً مع جشعهم ومصالحهم التي تركز على وجودهم وتربعهم على العرش وكسب البسطاء باموالهم.
لكن وكما تفضلت في مقالك القيم الوارد ضمن نفس السياق عن الجريمة في العراق، نحن المهتمين والكتاب والباحثين نكتب ونبحث وسلاحنا هو القلم ولا نملك دبابات ومدفعية لاخضاع الحكومة لما نصل اليه من نتائج، لو كانت حكومة نزيهة وواعية وتعمل من اجل مصلحة الشعب والوطن نعم لا بد ان تستفيد ولكن هكذا حكومة مستعبدة من الاهتمام بما نكتب طالما لا يصب في خدمة مصالحها، ويبقى الاهم عندنا ككتاب في الاعلام، انه قد نؤثر على الرأي العام الشعبي او تكون كتاباتنا رسالة موجهة الى المجتمع العالمي، عسى ولعله يعترضون على اداء الحكومة.
تقبل وافر محبتي وتقديري

12
الاخ مخلص المحترم
تحية
شكرا على متابعتكم للمقال والملاحظات التي تفضلتم بها عن عملية الوقاية من جرائم المنظمة ومنها جرائم ذوي الياقات البيض. فعلا تحتاجها كل حكومة نزيهة وتعمل لاجل مصلحة الشعب، ولكن خوفنا من ان الحكومة العراقية المُسيّرة من قبل الاحزاب المتنفذة والميليشيات العسكرية التي تدعمها سوف لن تطبق طرق الوقاية والعلاج من الجريمة لانهم جزءٌ وطرف في ارتكاب الجرائم وهذا يتضارب مع مصالحهم، فلا علاج في رأيي الا التغيير الجذري في نمط السياسة المتخلفة في العراق.
تقبل محبتي

13
 الشماس القدير اوديشو يوخنا
تحية
 شكرا على مرورك وابداء ملاحظاتك القيمة عن الموضوع، ما تفضلت به من تعدد الجرائم في المجتمع العراقي في ظل الحكومات المتعاقبة في العقدين الاخيرين صائب جداً، حيث طبيعة النظام من حيث تسلط الاقوى الذي ينفرد بالسلاح وتوزيع مهام الدولة على اسس متخلفة في ضوء المذهبية والاكثرية والاقلية ضيعت الفرصة لاصحاب المواهب والكفاءات المقتدرة ومحبي السلم والتعايش المشترك، وبرزت طبقة حاكمة متخلفة تنبش بثروات البلد دون الاكتراث بالشعب العراقي، فخلقت مجرمي الياقات البيض، وهؤلاء في ديمومة ليدعموا المتنفذين في السلطة واستمرارهم للحفاظ على بقائهم، فهناك علاقة عضوية ديناميكية بين ذوي النزعات الاجرامية من اصحاب الثروة الذين افرزتهم الظروف الشاذة وهؤلاء المتنفذين في السلطة، اي تبادل المنفعة. والضحايا هم افراد المجتمع العراقي بين حين وآخر سواء بشكل جماعي او فردي وآخرها كارثة بغديدا.
تقبل محبتي واحترامي

14
رابي يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكراً على مروركم وابداء رأيكم في الموضوع وما اضفت اليه من ملاحظات.
نعم عراق اليوم جراء النظام السياسي المضطرب والتعسفي الذي خلق الطائفية والمذهبية والقومية والعشائرية والتحزبية افقد روح الوطنية والانتماء الوطني، بحيث اصبح الولاء الطائفي والقومي والعشائري هو السائد، كل ذلك ادى الى ضعف القانون واختراق القضاء والسلطة التنفيذية والاعلام، مما تبلورت بيئة حاضنة للجريمة واكثرها خطراً جرائم الياقات البيض.
تقبل محبتي

15
                           جرائم ذوي الياقات البيض وكارثة عرس بغديدا (قرقوش)
   د. عبدالله مرقس رابي
في البدء اود اعلام القاريء العزيز اني لا اقصد شخصا محددا في محتويات هذه المقالة، بل اعتبرها درساً في علم الاجتماع الجنائي موجها لاصحاب الشأن في السلطات الثلاث في العراق، التشريعية والتنفيذية والقضائية وبعض من افراد الأحزاب السياسية المتنفذة والمتورطة منهم في ارتكاب الجرائم، لعله تخلق ولو شيءٌ من الوعي في مجالي مكافحة الجريمة والوقاية منها والوعي القانوني، أو قد يتحسس المتورطون بمثل هذه الجرائم ويصحون لمراجعة الذات وفحص الضمير، ويتعرف العامة من افراد المجتمع العراقي مخاطر هذا النوع من الجريمة من حيث اسبابها وابعادها وتاثيراتها المجتمعية على كافة الأصعدة.
قد يكون العديد من المهتمين لأول مرة يصادفهم مصطلح (جرائم ذوي الياقات البيض) وبالاخص في البلدان النائمة التي لا يهمها التنمية، وذلك لاستخدامه اكاديمياً من قبل ذوي الاختصاص في العلوم ذات العلاقة في دراسة الجريمة تحديداَ، فهو غير متداول او معروف لدى اغلبية السياسيين وافراد المجتمع. وقد استخلصتُ هذه المقالة من عدة بحوث اكاديمية عن الجريمة اعدتها للاغراض العلمية والتخطيطية، ومن تدريسي لمادتي علم الاجرام واصلاح المجرمين، وثم من خبرتي الميدانية للاتصال المباشر مع المجرمين البسطاء والخطرين المحكومين بالسجن لأغراض اعداد البحوث الاجتماعية فترة خدمتي التدريسية في الجامعة.
تعرف الجريمة قانونيا: هي كل فعل يقرر له النظام القانوني العقوبة وفقاً لقانون العقوبات المعمول به في البلد، أوهي كل سلوك يعاقب عليه بموجب القانون. وأما اجتماعيا تعرف بأنها ذلك السلوك الانحرافي الموجه ضد مصالح المجتمع ككل، أو هي خرق للقواعد والمعايير الاخلاقية للجماعة او المجتمع. وأما سايكولوجيا فتعني الجريمة اشباع لغريزة انسانية بطريقة شاذة لا ينتهجها الانسان العادي في ارضاء الغريزة نفسها وذلك لخلل كمي أو شذوذ كيفي في هذه الغريزة مصحوبا بعلة أو اكثر في الصحة النفسية.
أما جريمة (ذوي الياقات البيض) فهي الجريمة التي يرتكبها اصحاب النفوذ السياسي والوظائف ذات الشأن الرفيع والمتقدم في الدولة باستغلال الامتيازات الوظيفية المناطة لهم واصحاب الثروات والمصالح ذوي القدرة العالية لتكوين العلاقات مع المتنفذين في الدولة، مكونة في ذلك اكثر من شخص يتورط في مثل هذه الجريمة، وقد اطلق هذه التسمية لأول مرة عالم الاجرام الأمريكي (أدوين سذرلاند 1883-1950) لاعتبار ان مرتكبيها هم من طبقة المتنفذين والاغنياء الذين يرتدون القمصان البيضاء تمييزاً عن جرائم افراد الطبقة الفقيرة والعاملة في المجتمع الذين غالبا ما يرتدون القمصان الزرقاء ذات الدلالة على العمل اليدوي.
كانت النظريات العلمية قبل (سذرلاند) تفسر عملية ارتكاب الجرائم الاقتصادية بمؤشر عامل الفقر، استناداً على النظرة السائدة في عالم الجريمة المعروفة، ان الجرائم تُرتكب من قبل افراد الطبقات الفقيرة دون الطبقات المتنفذة والثرية في المجتمع. انما (سذرلاند) اثار انتباه العلماء والباحثين لدراسة الجرائم التي يرتكبها ذوي الياقات البيض الاثرياء التي تعد اكثر خطورة من الجرائم المرتكبة من قبل الفقراء البسطاء، فهناك فرق كبير بين جريمة سرقة بعض النقود من قبل عامل بسيط لحاجته اليها في تأثيرها على المجتمع وتلك التي يرتكبها صاحب معمل للمواد الغذائية بسبب الغش المتعمد في صناعة حليب الاطفال مثلا او الغش المتعمد في المواد المكونة لتشييد الابنية او الجسور او عدم تطابق مواصفات الادوية المصنعة في شركة الادوية لنظم القياس والسيطرة، اوتلك العقود التي يبرمها صاحب النفوذ في الدولة مع شركات قد تكون وهمية بمليارات الدولارات التي تسحب من اموال الشعب.
لا يمكن ان تحدث مثل هذه الحالات ما لم يكن هناك ايدي خفية من قبل بعض المتنفذين في السلطة بانواعها مع الأثرياء وأصحاب المشاريع، مما تعد مشاركتهم او تسترهم على هكذا جرائم بمثابة جريمة. يكون الفعل الاجرامي لهذا النوع من الجرائم مُركّب من عدة جرائم تُرتكب لتكتمل العملية، اذ لبناء العلاقات مع المتنفذين في الدولة لابد من تعاطي الرشوة، وتخوفاً من الرقابة يرتكب المتنفذ احياناً جريمة التزوير للمستمسكات، كما يستخدم المتنفذ جرائم التهديد بالطرد من الوظيفة للمؤظفين الصغار في حالة عدم المطاوعة لتنفيذ أوامره او تطال افراد الشرطة والدوائر القضائية، وغالباً ما تحصل التهديدات والتراشقات الإعلامية بين السياسيين المتورطين في هذه الجرائم وتصل الحالة الى ارتكاب جرائم القتل المتعمد او تشويه السمعة عبر وسائل الاعلام، إضافة الى ما تخلفه العملية حالة من الاختلافات بين المشاركين في الجريمة حول الأموال او التخلص من طرف ما، فتحصل جرائم القتل او اشعال الحرائق في ممتلكات الخصم او تخريبها او تعطيلها من العمل، لابل تحدث حالات التسمم المتعمد ايضاً، ولاخفاء معالم الجريمة الاصلية او ابعاد الشكوك عن مرتكبيها، يلجأ المجرم الى ارتكاب جريمة غسل الأموال عن طريق إخفاء الأموال المستحصلة بوسائل مالية فنية لتهريبها خارج البلاد، او ابتكار حيل وخدع مالية لاضفاء الشرعية القانونية على الأموال، وهنا ايضاً لابد من توريط آخرين في الجرائم لتتم العملية برمتها.
احياناً ما يكون هناك ضحايا مجموعة من الافراد او مجموعة متجمهرة لغرض ما لا علاقة لهم بالعملية.  تُرتكب هذه السلسلة من الجرائم من قبل ذوي الياقات البيض الأثرياء بالتعاون مع بعض المتنفذين في الدولة، ولكن في النهاية لتمتعهم بمكانة اجتماعية واقتصادية وسياسية وعلائقية واسعة مع جهات متنفذة في الدولة، فمن السهولة التخلص من ملاحقة القانون والعقاب، فيبقى طليقاً في المجتمع، بينما تكتظ السجون بالمجرمين من الطبقات الفقيرة والمؤظفين البسطاء المخدوعين. اما عن الأسباب المؤدية الى ارتكاب هكذا جرائم فالحديث عنها لا يمكن تغطيته في المقال.
بعد هذه المقدمة التوضيحية عن ما هية جرائم ذوي الياقات البيض وآلياتها التنفيذية، أحاول تطبيقها في المجتمع العراقي المعاصر واحتمالية ان تكون حادثة عرس بغديدا والضحايا من آثارها المأساوية. تعتبر الاحوال السياسية والإدارية في مؤسسات الدولة سواء التنفيذية او القضائية او الرقابية أفضل بيئة حاضنة لهكذا نوع من الجرائم منذ عام 2003 جراء الفوضى العارمة التي لم يشهد لها مثيل في تاريخ العراق جراء التغيير السياسي الذي تقلد على أثره اشخاص لا خبرة لهم في إدارة شؤون الدولة وتسلط الأحزاب الدينية ذات التوجه المذهبي على زمام الحكم وبناء كل منها ميليشية عسكرية تجول وتصول في العراق كما يتناسب مع تطلعات حزبها السياسي وتدخلها السافر في إدارة شؤون الدولة، حيث خلقت المحاصصة الادارية وطغت المفاهيم الطائفية على الوطنية، فتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي والتربوي والتعليمي وكل نواحي الحياة الاجتماعية مع الفقدان التام لقوة القانون وضعف الجيش والشرطة لحماية الوطن والشعب. في كل المقاييس الدولية اصبح العراق الحالي في مقدمة البلدان المتخلفة والفاسدة. اذ تشير التقارير المقدمة خلال الوسائل الإعلامية ومن الجهات الرسمية سنوياً الى التدهور المالي واختلاس مليارات الدنانير العراقية من المال العام، ومؤشرات متعددة على تورط بعض أصحاب النفوذ السياسي والإداري في الدولة بجرائم الفساد الإداري والمالي بالتعاون مع أصحاب المصالح الذين هم خارج المنظومة الإدارية الحكومية التي تعد من جرائم ذوي الياقات البيض بالمقاييس التي أوردتها في المقدمة وبحسب مفهومها وآليات تنفيذها. 
ان حالة الصراع على السلطة هي رسالة واضحة عن تفشي الفساد الاداري والمالي الذي يعرف - بسوء استخدام النفوذ العام لتحقيق ارباح خاصة - فكل كتلة سياسية تحاول السيطرة على أجهزة الدولة لتحقيق مصالحها، حتى ولو بطرق غير شرعية للاستحواذ على المشاريع العملاقة وابرام العقود سواء الوهمية او تلك التي تنفذ دون ان تحقق شروط السيطرة النوعية لكسب الأرباح الضخمة وبالتعاون مع أصحاب المصالح من الأثرياء او ذوي الميول الاجرامية المستعدين للمساهمة في تنفيذ المشاريع غير الشرعية. والكل يعلم ان العديد من المتنفذين السياسيين امتازوا بحياة اقتصادية رديئة أو متوسطة قبل مجيئهم الى سدة الحكم، بينما الان يتمتعون بحياة من الترف والبذخ والانفاق والرفاهية في المعيشة، فتلك هي قصورهم واموالهم تشهد على ذلك داخل العراق وخارجه، ذلك الثراء الفاحش والمثير للاعجاب الذي لايتمكن من يماثلهم من المواطنين العراقيين اقتصاديا ومهنيا واجتماعيا ان يكتسبه بل اصبح يتراوح في مكانه، فمن اين هذا الثراء ياترى ان لم يكن جراء ارتكاب سلسلة الجرائم التي ترتبط مع بعضها كما اشرت في المقدمة لتكوّن جرائم ذوي الياقات البيض. 
وهناك امثلة متعددة على تورط هؤلاء في هذه الجرائم لامجال لذكرها هنا، فالمشاريع الصناعية والتجارية والخدمية الضخمة لابد ان تمر من خلال مؤسسات الدولة التي تسيطر عليها الكتل السياسية، اذ تجري اتفاقات مضاعفة في القيمة ومخالفة لقيمتها الحقيقية لكي تذهب الاموال غير المعلنة الى حسابات هؤلاء المسؤولين. فكثيرا ما تُسلّم المشاريع الى الدولة بعد الانجاز بمواصفات هزيلة لاتتطابق مع شروط العقود المبرمة لانجازها، او تفتقد الشروط السليمة والمتفق عليها لتحقيق السلامة والأمان لمستخدميها.
 ومن المتابعة اليومية لما يُنشر من المعلومات اعلامياً وما يحدث في الواقع من الصراعات والتراشقات والاتهامات المتبادلة بين بعض الاطراف المشاركة في الفساد الإداري وتسلط الميليشيات بدعم من احزابها والاستحواذ على ممتلكات المواطنين، وفقدان المشاريع التنموية المستدامة، وتخلف الخدمات والمشاريع الصناعية في البلد، والتزايد اليومي لما يمتلكه المتنفذون من العقارات والمشاريع وما يتمتعون به من حياة مترفة وحسابات مصرفية ما هي الا دلائل لتفاقم الجريمة.
من الأدلة الواضحة على تورط بعض من المتنفذين السياسيين وافراد السلطة التفيذية من أعلى المستويات الادارية في جرائم ذوي الياقات البيض، الاكتفاء بالوعود دون تحقيق شيءٌ ملموس في الواقع، فلا بإمكانهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لانهم شركاءٌ في العمليات الاجرامية، والا ما هو واجبهم الأساسي؟ والأخطر ما يدور في عراق اليوم هو اختراق، السلطة القضائية من قبل أصحاب النفوذ المشاركين مع منفذي هذه الجرائم من خلال الضغوط السياسية التي تتلقاها، كما هناك إختراق للمؤسسة الدينية من كل الاديان والمذاهب جراء الاغراءات المالية التي يتلقاها بعض رجال الدين من بعض المتنفذين واصحاب رؤوس الاموال، مما يؤدي بهم الالتزام بالحيادية او السكوت تجاه حدث ما. وبل يتم اختراق (الكتاب الهواة) غير الاختصاصيين من قبل ذوي الياقات البيض والسياسيين المتنفذين والاحزاب السياسية لترويج كتابات ومنشورات تتناسب مادتها مع اجندات وايديولوجيات تلك الاحزاب، مع استعداد الكاتب او المؤلف التزوير في المادة المكتوبة او المنقولة مقابل اغراءات مالية لنشر الكتب وترويجها. هذا هو حال العراق اليوم.
 ولعل اخطر جرائم ذوي الياقات البيض تلك التي تترك آثاراً مأساوية جماعية من الضحايا الأبرياء كما حدث مؤخراً في مدينة بغديدا (قرقوش) مركز قضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى في قاعة الاحتفالات الاجتماعية اثناء إقامة حفلة عرس، اذ نجم عن الحادث اكثر من مئة حالة وفاة واكثر من (150) حالة من الاصابات المختلفة بين الخطيرة والبسيطة، وما تركته من آثارٍ اجتماعية ونفسية وعائلية على ذوي الضحايا آنياً وما ينجم على نحو تلك الاثار مستقبلاً، جراء فقدان شروط السلامة والأمان لتشغيل المشروع الخدمي المذكور من حيث جودة وصلاحية المواد الداخلة في البناء التي يستوجب على أجهزة الدولة ذات العلاقة فرضها لغرض الحصول على إجازة العمل، ولكن يبدو ان تلك الأجهزة الإدارية مخترقة من قبل بعض أصحاب النفوذ من السياسيين وكبار المسؤولين في الدولة لكي تمرر طلبات الحصول على الاجازة تحت ضغوط علائقية سلطوية دون توفر الشروط المطلوبة للمشروع لطموحهم المفرط لكسب الأموال وعدم الاكتراث لما سوف يحدث مسقبلاً جراء هكذا اعمال مُشينة إذ أصحابها مُسيرين بحسب نوازعهم المريضة لضعف المنظومة الأخلاقية في تصرفاتهم. فاذن هناك ميل واحتمالية في رأيي بحسب المعلومات المتسيرة التي كُشفت مبدئياً وتطرقت اليها وسائل الاعلام المختلفة وشهود عيان من الموقع تورط جماعات متنفذة من الأجهزة الإدارية المختصة ومتنفذين سياسيين في ارتكاب جرائم من نوع ذوي الياقات البيض التي باتت من الجرائم المنتشرة والسائدة في العراق اليوم دون ردعها لبقاء منفذيها طلقاء في المجتمع، وفي كل حادثة او فعل اجرامي يُكتشف من هذا القبيل اما يُغض النظر عنه جراء الضغوط وفقاً للعلاقات المقرونة بالاغراءات المالية التي يتسارع البعض لتلقيها كلما سنحت الفرصة، او يكون الضحايا بعضٌ من المؤظفين التنفيذين البسطاء.
طالما تستمر الحالة الشاذة السياسية وتعدد الحكومات داخل الدولة الواحدة متمثلة بالاحزاب السياسية المدعومة من ميليشيات مسلحة التي تؤدي الى ضعف السلطة التنفيذية والقضائية، اللتان اساساً كما ذكرت مخترقتان سوف لن يتم ردع جرائم ذوي الياقات البيض. فما الإجراءات الوقائية التي تدعو اليها الحكومة بعد وقوع الجرائم ما هي إلا مؤقتة وهشاشة لا قيمة لها وتظل حبر على الورق. كما ان وعود المسؤولين في الكشف عن المجرمين ايضاً لن يتحقق بدليل العديد من الجرائم السابقة وقعت ولا يزال منفذيها احرار طلقاء، بل كما ذكرتُ سينال بعض البسطاء العقاب.



16
الاخ ديفيد الهوزي المحترم
تحية وتقدير
شكرا على مروركم ومتابعتكم لما اكتب من المقالات، ولما كتبتَ في تعقيبك من حقائق عن ما آلت اليه حالة المجتمع العراقي الذي فقد في العقود الاخيرة لعناصر ومقومات ثقافة السلم والعيش المشترك لتسلط احزاب دينية وميليشياتها الدموية، فرسخت الكراهية ضد المختلف دينياً ومذهبياً، اذ خلقت الفوضى والتخلف، واصبح المجتمع العراقي اليوم بامس الحاجة لترسيخ مفاهيم السلم والعيش المشترك عن طريق تاهيل نفسه من جديد ليرقى الى ما كان عليه قبل ظهور هذه الحالة المأساوية.
تقبل محبتي وتقديري

17
رابي يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا على متابعتكم للموضوع وتاكيدكم على اهمية هكذا مواضيع تخدم الحالة المأساوية التي يمر بها المجتمع العراقي بعد مرحلة داعش او منذ عام 2003 ، فترسيخ ثقافة السلم وقبول الاخر المختلف والعيش المشترك تحت يافطة الوطن تكاد معدومة في بلدنا العراق لاستحواذ السلطة من قبل سياسيين نفعيين اغلبهم من الجهلة بالمعطيات العلمية ومعهم بعض من الكتاب والاعلاميين المؤدلجين المنتفعين ويشاركون اخطاء السياسيين دون اكتراث للمصلحة العامة للشعب العراقي بكل اطيافه، نعم فعلا بحاجة الى ترسيخ ثقافة العيش المشترك في مجتمع يعاني الكثير من الصراعات الداخلية السياسية وضحيتها الشعب العراقي الذي ابتلى بهم، لو يكون للاكاديميين مجالاً وتُسنح الفرصة لهم للعمل والبحث دون تدخل السياسيين لاثمرت جهودهم في تحقيق الهدف.
تقبل وافر تقديري ومحبتي

18
                                   دور الجامعة في ترسيخ ثقافة السلم
                                       جامعة الموصل أنموذجٌ

د. عبدالله مرقس رابي
         
                 يعد موضوع الثقافة من المواضيع الأساسية المحورية التي تهتم العلوم الإنسانية والاجتماعية في دراستها لارتباطه الوثيق بالمجتمع والمشكلات الاجتماعية والسياسة الاجتماعية للتنمية البشرية، واهمها علم الاجتماع والانثروبولوجيا والخدمة الاجتماعية. والثقافة كمفهوم علمي هو الكل المركب من القيم والتقاليد والعادات والسلوكيات الاجتماعية والدينية والفنون واللغة والقانون والأعراف والعلوم وكافة أنواع المعرفة، ووسائل الإنتاج، وفي ممارسة هذه العناصر لمجموعة بشرية تمنح لها هوية مجتمعية تميزها عن غيرها من المجتمعات البشرية.
ولما كانت النفس البشرية مركبة من مجموعة دوافع وراِثية تختلف من فرد الى آخر في قوتها وعمقها بحسب نظرية الفروق الفردية تدفعها لإشباع حاجات مختلفة لأجل البقاء والاستمتاع من خلال تحقيق لذة ما في ممارسة سلوك معين، ولهذا قد تكون لبعض الدوافع التي تخص قسم من الافراد ذات سمة عدوانية  لها وقعتها المؤثرة سلباً على المجتمع عند الممارسة، وعليه فان العنف ظاهرة قديمة في المجتمع البشري لوجود في المكنونات النفسية للبشر دوافع او نزعات تصقلها التنشئة الاسرية وبعض وكالات التنشئة المجتمعية الأخرى كالسياسية والإعلامية، والتعليمية، واحيانا الدينية لتقويتها وتبريرها، وقد تظهر وتختفي أحيانا في المجتمع الواحد بحسب طبيعة العناصر الثقافية التي يتزود بها الافراد وصقل ممارسة اشباع الدوافع باتجاه اللاعنف او العنف بحسب الرؤى التي يهدفها المجتمع، ومن هذا المنطلق اذن يمكن للجامعة كمؤسسة تعليمية او غيرها ان توجه تلك الممارسات نحو اللاعنف لإحلال السلم المجتمعي او ترسيخ ثقافة السلم. 

ثقافة السلم: الثقافة التي تحمل في طياتها اللاعنف، أي يسودها الحوار والمناقشة مع الاخر المختلف سواء على مستوى الافراد او الجماعات او المجتمعات، بمعنى قبول التعددية على ما هي سائدة في المجتمع جراء عوامل تاريخية واجتماعية ودينية وسياسية، وليس كما يريد الفرد او جماعة ما وتفرض قيمها وتطلعاتها على الجماعات الأخرى. وفي ثقافة السلم يعم السلم المجتمعي والاستقرار للتوافق بين الجماعات والعيش حياة مشتركة على ارض جغرافية معينة، وتنبذ مفهوم التصادم الحتمي جراء أسباب التباين.
كلما ينشط الوعي الإنساني باتجاه الموضوعية والمفاهيم الإنسانية كلما تجنح مواقف المجتمعات الى ثقافة السلم ونبذ العنف، فالمواثيق الدولية للتأكيد على حقوق الانسان ما هي الا مؤشرات هذا الوعي المتنامي من حيث حرية التعبير عن المعتقدات الدينية والسياسية والانتمائية، واحترام حقوق المرأة والطفل وترسيخ قيم التسامح والحوار والعدل وسيادة القانون، أي احترام حقوق الانسان الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والانتمائية.

دور جامعة الموصل: لتكتمل الفكرة من المقال، سوف أشخص آليات وعناصر ثقافة السلم بربطها مع ما تقدم اليه جامعة الموصل في هذا الإطار، تلك الجامعة التي تعد اليوم من أكبر المراكز التعليمية والبحثية في العراق وثاني أكبر جامعة حكومية بعد بغداد والتي تأسست عام 1967 وتاريخها حافل بالعطاء العلمي في مختلف المجالات المعرفية وتفاعلها مع المجتمع المحلي.
تعد المؤسسة التعليمية بمختلف مراحلها الدراسية من اهم وكالات التنشئة الاجتماعية بكل ابعادها التي يتعرض لها الفرد مباشرة بعد المؤسسة الاجتماعية الاسرية، ولما كان موضوع المقال، المرحلة الجامعية، سأركز على دورها في ترسيخ ثقافة السلم.
لا تهدف الجامعات اليوم تخريج عدد من الطلبة المؤهلين لممارسة اختصاصات معرفية علمية وزجهم في المجتمع فحسب، بل من أهدافها الأساسية التفاعل المباشر مع المجتمع المحلي الذي تقع الجامعة ضمن حدوده الجغرافية والاجتماعية لمواجهة الازمات والمشاكل المختلفة التي يتعرض اليها، ومنها ازمة ما تخلفه الحروب الداخلية الاهلية، فتساهم في إعادة التأهيل للمجتمع المحلي لخلق ثقافة الاستقرار والسلم والتضامن وقبول التعددية لفئات المجتمع واحترام الاخر المختلف وتوفير سبل التنمية المستدامة في مختلف نواحي الحياة. كما انها تحاول محو الاثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية للحرب، ووضع برامج لتشخيص مآسي الحروب ونتائجها المدمرة، وثم وضع برامج لمواجهة الصراعات الداخلية المستقبلية. ولمجرد متابعة الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية لجامعة الموصل يدرك المتابع مدى مساهمتها الإيجابية الفعالة لتحقيق الأهداف المُشار اليها.
إضافة الى توعية الطلبة في توجيه مواقفهم الشخصية نحو ممارسة القيم والسلوكيات التي ترسخ ثقافة السلم من خلال مناهجها وندواتها ومؤتمراتها والبحوث الميدانية المطلوبة كجزء من متطلبات نيل الشهادات الدراسية العليا. تقوم جامعة الموصل بممارسات تفاعلية في المجتمع المحلي وليس فقط عن طريق تزويدهم بالمعرفة والمعلومات بل التدريب على ممارستها. فهي توجه برامج اعداد البحوث لمواضيع تخص ترسيخ ثقافة السلم والسلم المجتمعي، والمتمثلة بالدرجة الأساس في الدراسات الإنسانية والاجتماعية واخص بالذكر في علم الاجتماع والانثروبولوجيا وعلم النفس والاعلام والتاريخ والقانون ومن هذه الدراسات الميدانية بعد تحرير الموصل من (داعش) كأمثلة في قسم الاجتماع عن السلم المجتمعي الذي هو أحد اركان ونتاج ترسيخ ثقافة السلم.
الاندماج الاجتماعي للثقافات الفرعية وعلاقته بالسلم المجتمعي. الجريمة وانعكاساتها على الامن المجتمعي. السلم المجتمعي وانعكاساته على التنمية الاجتماعية. تحويل النزاع وبناء السلام. اعمار المناطق المحررة وانعكاساته على السلم المجتمعي. بناء السلام الرقمي، دراسة تحليلية. التكامل الاجتماعي ودوره في تعزيز السلم المجتمعي، العدالة الاجتماعية وانعكاساتها على السلام، مشاريع تنمية الأقاليم ودورها في تعزيز السلم المجتمعي.
وعلى صعيد الندوات العامة العلمية، عقدت في 17/ 1/2019 جامعة الموصل/ كلية الآداب / قسم الاجتماع بالتعاون مع (بيت الحكمة للدراسات) في بغداد، المؤتمر العلمي السابع للقسم تحت عنوان (المشكلات الاجتماعية والنفسية للمجتمع الموصلي لما بعد داعش، الواقع والمعالجات)، شارك العديد من أساتذة القسم من كلا الجنسين في بحوثهم الميدانية المقننة التي تناولت المشاكل الاجتماعية والتداعيات النفسية للعديد من الظواهر السلبية التي خلقتها الأوضاع السياسية الحالية ما افرزته سيطرة الإرهاب على المدينة من أوضاع مأساوية بعد التحرير. ركزت تلك الدراسات على تحقيق السلام المجتمعي والمصالحة الوطنية، وتعزيز هيبة الدولة واحترام الحقوق الأساسية للإنسان. ومن اهم نتائجه:
لا يتم الاعمار والتنمية دون إعادة الاستقرار وضمان الامن والطمأنينة لأفراد المجتمع المحلي في مدينة الموصل وفي محافظة نينوى التي تضم تنوع لثقافات فرعية دينية ومذهبية واثنية.
ان إعادة الاعمار هي اشمل من بناء الجسور والطرق وغيرها، بل تعني بالدرجة الأساس بالإنسان المتضرر الأكبر، بالتأكيد عن طريق إعادة بناء وتأهيل شخصيته من خلال محو الأثار النفسية والاجتماعية التي خلفتها الحرب.
ومن نتائجه، ان عملية طرد التنظيم الإرهابي ربما لن يكون كافياً مالم يتم تأسيس نظام تشاركي يقوم على تمثيل الجماعات والطوائف والقوميات المختلفة وتبني مبادرات تضمن السلم الأهلي وبناء مؤسسات الدولة القوية المسلحة بالقانون ومحمية من جيش وقوات امنية نظامية.
ان التنمية والسلام والامن وحقوق الانسان أمور مترابطة يعزز كل منها الاخر، فهناك حاجة الى اتباع منهج منسق ومتكامل لبناء السلام والمصالحة في مرحلة ما بعد انتهاء داعش، يهدف الى تحقيق السلام المستدام ويصبح فعالا باتجاه عدم ارتداد المجتمع للعنف مرة أخرى، بعد اخذ بنظر الاعتبار جملة من المعايير اهمها: القبول المجتمعي، عدالة التسويات السلمية وتوازنها واشتراك الجميع في بناء السلام، ومعالجة الهواجس والمخاوف والشعور بالظلم لمختلف المكونات القومية والدينية والمذهبية والاثنية والثقافية.

وتعد زيارة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور (قصي كمال الدين الاحمدي) لغبطة الكاردينال مار لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في 23/ 12/ 2021 مؤشراً هاماً لدور الجامعة في ترسيخ ثقافة السلم وقبول التعدد، كما تأتي أهميتها في إطار النشاطات الفكرية والميدانية لغبطته في سياق ترسيخ ثقافة السلم والانتماء الوطني وقبول التعدد، ولهذا أكد الطرفان على ترسيخ هذه الثقافة واشادة بعضهما بالبعض لتماثلهما في انشطتهما الفكرية والإنسانية ودورهما في المجتمع.
 ومن ابرز الممارسات العلمية التي تخص ترسيخ ثقافة السلم على مستوى المجتمع البشري هو المؤتمر العلمي العاشر لكلية الآداب، تحت عنوان (ثنائية الشرق والغرب واثرها في التواصل الحضاري) الذي عُقد في 1-3 / 2022 الذي شاركت فيه معظم الأقسام العلمية في الكلية، إضافة الى أساتذة من الجامعات العراقية ومصر والجزائر وفرنسا وكان المؤتمر برعاية ودعم من الفرنكوفونية، وكان لي الشرف للمشاركة في المؤتمر تجاوباً للدعوة الموجهة، فتم قبول بحثي الموسوم (دور الاعلام المعاصر في ترسيخ ثقافة قبول الاخر/ تحليل سوسيولوجي)، الا انه بعد انهاء البحث حالت ظروفي الصحية دون المشاركة الفعلية لوقائع المؤتمر.
 واليوم، الثامن من أيار لعام 2023 عقدت كلية الآداب ممثلة بقسم الاجتماع وبالتعاون مع بيت الحكمة -بغداد وكرسي اليونسكو- جامعة الموصل، ضمن فعاليات ونشاطات أسبوع كرسي اليونسكو في قاعة المنتدى الثقافي والادبي تحت عنوان (آفاق تعزيز المصالحة والسلم المجتمعي في المناطق المحررة) وعلى إثر الدعوة الموجهة لي للمشاركة، ولعدم تمكني، ارتأيت كتابة هذه المقالة اكراماً لهذه الجامعة العريقة ودورها الفعال في المجتمع.
تتضمن الفعاليات الفكرية والميدانية لجامعة الموصل العديد من الآليات والمقومات التي ترسخ ثقافة السلم، ولعل أبرزها:
ترسيخ مفاهيم الثقافة الوطنية والانتماء الوطني التي هي جزء من الثقافة العامة لتوحد التنوع الثقافي في المجتمع العراقي في مسارات فكرية واجتماعية مشتركة، لتكون المرجع الأساسي لبناء منظومة أخلاقية وقيمية وسلوكية ومواقف موحدة بغض النظر عن الانتماء للثقافات الفرعية الدينية والمذهبية والاثنية والجغرافية الإقليمية والطبقية لمواجهة التحديات. تسود قوة القانون وحمايته وطنياً بواسطة الجيش والقوات الأمنية ذات الولاء الوطني وليس الطائفي او الاثني. كما انها تنبذ الممارسات الولائية الطائفية والسياسية المحدودة الممثلة بالأحزاب. تساهم جامعة الموصل في تعزيز الروح الوطنية على مستويين، أولهما في اعداد الطلبة فكرياً وعملياً لترسيخ الثقافة الوطنية ليكونوا جيل المستقبل الذي ينخرط في رسم السياسة الاجتماعية في البلد في مختلف جوانبها، وثانيا من خلال الممارسات الميدانية الانية وتفاعلها الديناميكي مع المجتمع المحلي لتجاوز ازماته وترسيخ مفاهيم ثقافة السلم التي احدى عناصرها هي الثقافة الوطنية.

مشاركتها مع منظمات المجتمع المدني ومراكز البحث المحلية والدولية التي تخطو خطوات هي الأخرى في ترسيخ قيم ثقافة السلم المتمثلة في توعية أهمية الحياة المشتركة للثقافات الفرعية في المجتمع وقبول الاخر على ما هو عليه، وليس كما يتطلع المختلف لوحده وما يؤمن به. ونبذ العنف وتشخيص آثاره المأساوية في تخلف المجتمع، وتحقيق هذه الثقافة والسلم المجتمعي يحقق الانسجام والتضامن والتماسك الاجتماعيين والاستقرار والحد من الجرائم والاضطهادات والنزاعات الداخلية وتحقيق العدالة الاجتماعية وحوار الحضارات، كلها تساهم في تعزيز عملية ازدهار المجتمع وتطوره.
 تسعى جامعة الموصل من خلال فعالياتها في هذا الشأن الى تغيير الاتجاهات والمشاعر والسلوكيات لتتوافق مع ثقافة السلم والى جانب غرس المفاهيم، تقوم بالممارسة الفعلية من خلال مشاركة افراد من الثقافات الفرعية المختلفة وليس تزويد المتلقي والممارس بالمعلومات النظرية فقط.

تحقق جامعة الموصل التنمية المستدامة للمجتمع المحلي من خلال وضع سبل الوقاية من نشوء النزاعات المستقبلية، ومن خلال انعكاس فعالياتها في تعزيز الثقة بالنفس لجميع الأطراف وضبط النفس، وتحسين البيئة، وترسيخ مفاهيم حقوق الانسان في المساواة والتعايش السلمي، وتنمية المهارات التي تمحو صدمة الحرب الاهلية.
تساهم في تعميق فكرة اعتماد على الذات في ترسيخ ثقافة السلم والتعايش محلياً واقليمياً، أي عدم الانتظار في عملية التغيير ما بعد الحرب على الحكومة المركزية، بل على الذات المحلية في ضوء التشريعات القانونية.
يتجلى دور جامعة الموصل في ترسيخ ثقافة السلم في تعميق دور الأقسام العلمية المتمثلة في علم الاجتماع والانثروبولوجيا والخدمة الاجتماعية والاعلام والتاريخ والقانون والسياسة لكونها فروع المعرفة العلمية التي تمكنها من تشخيص عوامل الترسيخ لهذه الثقافة وممارستها في ضوء المواد المنهجية التي يتلقاها الطلبة، إضافة الى تشجيع حركة التأليف والبحث ووضع البرامج المنوعة ميدانيا والاعمال الفنية التي تعكس عناصر ثقافة السلم التي تصب في عملية بناء الانسان.
وبناءً على هذا الدور الكبير الذي تؤديه جامعة الموصل في ترسيخ ثقافة السلم وبناء السلم المجتمعي، وقد حصلت على كرسي اليونسكو.

أتمنى من الحكومة المحلية في محافظة نينوي والحكومة المركزية وحكومة الاقليم ان لا تخطو كما هي حكومات البلدان النامية التي تعتمد على افكار السياسيين المحدودة والضيقة التي تمثل احزابهم في وضع برامج التنمية والسياسة الاجتماعية في البلد وعلاقاتها الدولية، بل اعتمادها على النتاجات الفكرية للباحثين والأكاديميين في المؤسسات التعليمية الجامعية ومراكز البحوث، مثلما تعمل الحكومات في الدول المتقدمة، وقد اكدت الدراسات في هذا الشأن ان أحد اسرار تقدمها هو الاعتماد على نتائج بحوث الجامعات والمعاهد المختصة، وتخلف البلدان النامية وتراوحها في مكانها هو اعتمادها على السياسيين وتطلعاتهم الضيقة فقط. كما أتمنى ان تدع هذه المؤسسات ان تستمر في مشوارها دون التدخل في شؤونها وبرامجها التنموية. 

تحية لكادر جامعة الموصل من الأساتذة والطلبة والاداريين والفنيين في مختلف كلياتها واقسامها العلمية، مع تمنياتي لها بمزيد من التقدم العلمي والازدهار لأجل التنمية المستدامة لمجتمعنا وبلدنا العزيز العراق.

د. عبدالله مرقس رابي
كندا في 7/ 5/ 2023


 


 


19
الزميل الاكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم
تحية
شكرا على مرورك ومداخلتك القيمة، وبخصوصها اود الاشارة الى:
اخي العزيز لا توجد اية اتصالات شخصية مع غبطته، وان وُجدت فهي لا تعدو تبادل التهاني في المناسبات حالي حال اي شخص آخر، او   التعبير عن وجهة نظري حول موضوع ما او تقديم مقترح، وهذا ما حصل سابقاً بالدرجة الاساس، وهذا ايضاً من حق اي واحدٍ يتقبل به غبطته. بل اكتب كما تعمل حضرتك للتعبير عن رايي في حدث او ظاهرة ما، او قد احصل على المعلومات من عدة مصادر ومنها الاعلام وما اكتبه هي توقعاتي عن الحدث.
بالنسبة الى الاعتكاف في الدير: اخي الدكتور لا اعتقد وجود دير مؤهل في اقليم كوردستان بالرهبان، ففي كل العراق هناك دير السيدة في القوش مؤهل ببعض الرهبان، بل هناك ارساليات للراهبات تسمى دورهن بالاديرة، واعتقد المقصود هو المقر الصيفي للبطريركية الذي يطلق عليه احيانا الدير بحسب معرفتي، فمن مراجعتنا الى المصادر الكنسية مثلا يقول المؤلف: عاش الاسقف او البطريرك الفلاني في قلايته في مقر البطريركية، فالمقر لايوجد فيه قلايات كما في الدير، على كل، علينا ان لا نطلق الكلمات جزافاً ونقول اكتشفنا كذب وما شابه كما ادلى به الاخ مايك، قد يقصد غبطته المقر الصيفي او قد يكون فعلا هذا المقر الصيفي هو دير من اديرة في عينكاوا البديل الذي بناه عن دير الرهبان في بغداد وصرح في ذلك في مناسبة معينة، اي ان ذلك الدير هو المقر البطريركي الصيفي نفسه، قد اكون مخطئاً. اما ماذا يعمل بالتاكيد هناك الاستقرار ويتخلص من الضغوط النفسية او من مؤامرات الميليشيات المنفلتة غير المتوقعة، لان كما تعلم لا قانون ولاشرطة بالمعنى الصحيح في العراق، بل الاستقرار الامني وقوة القانون في الاقليم بارزة وقائمة، وموثوق بها اكثر من اي مكان اخر في العراق، فمن هناك باعتقادي سيكون لغبطته التحرك وادارة الكنيسة.
نعم لي الامل وطالما بدات المسالة تدخل الى الحيز الدولي بان يُلزم رئيس العراق باعادة تصحيح الخطا، ولربما بطريقة اخرى بحيث ترجع صلاحيات البطريرك اليه من الحصانة والتولية على الممتلكات، فمثلما تم الزام الرئيس من قبل حزبه وميليشيا ريان دودا ممكن ان يُلزم من غيره لتصحيح المسار، واما الارتباط بايران، نعم وهو كذلك لكن كما قلت التدخل الدولي ولعبة المصالح السياسية هي التي تقرر، وتعرف حضرتك جيدا. فالقوى المتنفذة مستعدة لضرب الذيول دون هوادة والتخلي عنها لو جاءت مصالح من مصادر اخرى.
نعم بالنسبة الى اضطهاد المسيحيين والاجحاف بحقهم موجود عبر التاريخ وهذا ما ذكرته في المقال، ولكن هناك فترات رخاء واستقرار لهم عند بعض الحكام، وبل قد يكون الحاكم الواحد في زمنه رخاء لهم واحيانا اجحاف واضطهاد كما عمل المتوكل والامين وغيرهما. اما التذكرة الحمدونية هذه، هي او غيرها تؤكد بعض المصادر انها غير حقيقية او مبالغ بها، اذ تبين ان بعضها جاءت بعد فترة متاخرة من المنسوب اليه، مثل الاختلاف في تعهد عمر بن الخطاب من مدى صحته وهكذا. وعلى كل حال ان البراءة والحصانة الممنوحة للبطريرك عبر التاريخ موجودة كما ذكرت وان كانت كما تبين في هذه العهدة او غيرها فالهدف منها في رايي هو لادارة وتشريع لتنظيم حياة المسيحيين لان البطريرك هو الادرى بها، كما هي حصانة له، لربما اُعترض او قد يحصل تعدي عليه من جهات رسمية اخرى في الدولة او احد اعترض طريقه، والمهم هي مسالة تنظيمية واعترافية في سلطته.
 ولا يوجد اخي الكريم شيء اسمه تعيين البطريرك من قبل الحكام، هذا تداول غير صحيح، لان البطريرك تعينه من قبل السينودس، والمرسوم الجمهوري هو تصديق ومنح الحصانة له لكي لا يتعرض اليه احد بسهولة، ولهذا كانت غاية ريان السعي لسحب هذا المرسوم لتسهل عملية استقدام البطريرك الى الشرطة والمحاكم لاسباب مفبركة باتت معروفة. والمرسوم يمنح الحصانة لحامله لكي لا يتمثل امام الشرطة والمحاكم عندما يرتكب تصرفات بسيطة او مخالفات او جنح كما تسمى قانونيا وحاشى البطريرك ساكو منها، بل اذا وصل الفعل الى درجة الجناية فالمرسوم لا يحميه وهذا ينطبق على الكل حتى رئيس الجمهورية. كما يتضمن المرسوم تولية على ممتلكات الكنيسة من قبل رئيس الطائفة ويكون ممثلا للطائفة امام السلطات وهذا ما جرى تاريخياً.
تقبل محبتي

20
الاخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم
تحية
شكرا على مرورك ومتابعتك للمقال، كما اشكرك اختصرت لي بعض الشيء للاجابة عن تساؤلات الاخ نيسان سمو الهوزي، واتفق معك تماماً، ليدرك الجميع من يحكم في العراق، لكي يكون هناك فعلا قانون وقضاء يحكم بالعدل، فمن اليسر جدا فبركة الاتهامات كما تامر الميلشيات.
محبتي

21
اين طارت مداخلة الاخ نيسان سمو المحترم
ابحث عنها دون جدوى
يبدو شعر بالندم اخ نيسان ههههه
لا تقلق لا يوجد في هذا العالم من اصلح الامور، كن مطمئناً.
تحياتي لك يا غائب

22
الاخ فاروق يوسف عكو
تحية
عزيزي فاروق سوالك وجيه في الظاهر ولكن ليس في مضمونه لماذا؟
اولا البطريرك ساكو ليس متهما من قبل القضاء العراقي الحر والمرسوم الجمهوري الذي يحمية لم يُلغَ من قبل رئيس الجمهورية الحر، ارجو التمعن بكلمة الحر رجاءا، بل اللعبة لالغاء المرسوم وثم امر استقدامه للشرطة هي نتيجة ما يلي:، تعرف جيدا في قرارة نفسك المجردة من الموقفية والتحزب او عدم الرضى في مقام البطريرك ساكو، ولكن اعرف جيداً، وفكر فيها بعمق ان عقلك الظاهري الواعي يقول غير ذلك، لماذا؟ لانك مطلع على احوال العراق السياسية والامنية والقانونية القضائية والاقتصادية تماما، وكل صغير وكبير وشاطر واهبل حشاك يراقب الوضع ويعرف جيداً ان من يحكم في العراق هم ميليشيات ذوات السلاح المنفلت، والمرتبطة بالاحزاب التي بدورها مرتبطة في الدول الاقليمية التي تحاول في سياستها الانتقامية لتدمير العراق في كل جوانبه ليبقى عاجزاً في المنطقة ويرجع الى دوره القيادي في الشرق الاوسط، فالسياسة العراقية وادارة البلد قائمة على المصالح السياسية الحزبية والتوافقات المنفعية بينها فلابد السلاح المنفلت هو القانون المتسلط على السلطة التشريعية والقضائية والتفيذية، وهنا حدثت مثلها تماماً وتعرف جيدا من هم. فاذن ما تضمن سؤالك هو التعبير عن مكنونات العقل الباطني اللاشعوري الذي يحتوي على مواقف وتصورات معينة تراكمت تجاه البطريرك وهذه الحالة تنطبق على بعض من المتابعين الاخرين كما ارى، وليست من العقل الواعي الشعوري لانه كما وضحت لا بد انه يرى الواقع العراقي على حقيقته. هذه من ناحية من اتهم البطريرك.
اما عن الاقليم الذي وصفته في مقالي انه متحضر وعلماني، نعم لو قارنت بموضوعية انه متحضر وشتان بين دستور الاقليم والدستور العراقي في التعامل خصوصا مع الاثنيات القومية والدينية، وبدليل واضح جدا التنمية المستدامة في الاقليم، اطمئنان السكان على حياتهم واخصهم الاقليات وامور اخرى، ومن جهة اخرى ليس المسؤولين مغفلين ما الذي يحدث في بغداد والعراق وليسوا مغفلين عن الصورة التي وضحتها اعلاه، فهم ادرى مني ومنك ومن البطريرك نفسه كيف تجري الامور ومن يتهم من، كما انهم يدركون جيدا خيوط اللعبة بتفاصيلها.
فلا اخي العزيز فاروق هناك متهم ولاهم يحزنون بل هناك ضحية لعبة الذي هو البطريرك ساكو واهانة كنيسة كلدانية وشعبها برمته والمسيحية في العراق. وكن مطمئناً العم سام بدا يتدخل ولا تستعجل وترقب الوضع ولا تضغط على نفسك كثيراً. وهناك تفاصيل للاجابة على سؤالك ولكن لا مجال هنا.
لاحظ مدى اهتمامي بسؤالك لاني احترمك.
تقبل وافر محبتي وتقديري

23
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
شكرا على مداخلتكم القيمة التي اغنت الموضوع بمفاهيم ذات دلالة وطنية انسانية سلمية، كما انها تدل على ادراككم ما هية الواقع السياسي العراقي اليوم وما آلت اليه لتبرز هكذا احداث على المستوى القيادي الرئاسي في العراق. ومناشدتكم الى حل هذه المشكلة وتنبيه المسؤلين الى خطورتها واعادة الظروف الى طبيعتها هي ضمن سياق التزاماتكم الوطنية.
تقبل وافر محبتي وتقديري

24
الاخ القدير جاك الهوزي المحترم
تحية
شكرا على تفضلكم لقراءة الموضوع وما ابديت من ملاحظات مكملة له. فعلا ان محاولة غبطة البطريرك ساكو في اقراره للانسحاب الى الاقليم هو لاسباب ما آلت اليه الاوضاع في بغداد، بدليل ان رئيس الجمهورية يتصرف تحت ضغوط ميليشيات مسلحة، بمعنى السلطة القضائية ايضاً لا يمكنها تحقيق العدالة لانها هي الاخرى تتعرض للضغوط من الاحزاب المتنفذة صاحبة الميليشيات والسلاح المنفلت. اي السلطات في بغداد هي صورية هشة كما تفضلت.
كما ارى الصواب فيما اتيت في الفقرة الثالثة عن بعض الذين يحسبون انفسهم كلداناً وينتمون الى الكنيسة الكلدانية ويوهمون انفسهم ان هذا التعرض الهمجي هو تجاه الكنيسة الكلدانية من خلال رئيس الكنيسة والمسيحية في العراق برمتها.
تقبل محبتي

25
الاخ القدير ديفيد الهوزي المحترم
تحية
شكرا على قرائتك المقال ومتابعتك لما نكتب من مواضيع تهم شؤون كنيستنا ورموزها، واشكرك على كلمات الثناء التي وصفتني بها، وانا لا استحقها فهي اكثر مما انا عليه، فما اكتبه هو قراءة متواضعة للواقع الذي تمر به كنيستنا الكلدانية ورموزها من خلال التجاوزات الاعلامية والسياسية وحتى الرسمية في العراق. فلابد الحفاظ على مكانتها ودورها كمؤسسة اساسية ومهمة من مؤسسات الكلدان.
كما ممتنٌ لك على ما تتفضل من وضع منشورات ومقابلات وكلمات في الملف لدعم الموضوع من جهة، وليطلع الاخوة القراء المتابعين من جهة اخرى.
تقبل وافر محبتي

26

الشماس القدير اوديشو يوخنا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك المقال ومشاركتك لنا للتعبير عن مشاعرك الانسانية وتفهمكم لوضع الكنيسة الكلدانية وما تتعرض لها من انتهاكات اعلامية وسياسية، وهذا يدل على تميزكم لقرائتك الواقع بنظرة موضوعية واتخاذ الموقف في ضوء ما يجري.
تقبل محبتي

27
                                 غبطة البطريرك (ساكو) عملتَ حسناً
                                 وسوف يلاحق المسببين الشعور بالذنب

   د. عبدالله مرقس رابي

اطلعت على الرسالة التاريخية التي بعثها غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو اليوم الى رئاسة جمهورية العراق، ورئيس الوزراء والمسيحيين والشعب العراقي قاطبة، موضحاً فيها أسباب انسحابه من مقر بطريركيته في بغداد العاصمة والإقامة في أحد الاديرة في إقليم كوردستان العراق حيث الأمان والعلمانية والتحضر والاستقرار السائد.
انكشفت اللعبة وكانت معروفة للجميع منذ افتعالها من الجهات المذكورة في الرسالة والمساندين لهم في الإدارة الفاسدة في العراق اليوم ولكن - دون تعميم فهناك الخيرين جداً وواقعيين ومتحضرين- تلك اللعبة التي أسبابها هي لأجل الاستحواذ على الممتلكات والأموال والمناصب. لعبة أُحيكت ضده من قبل اعلى المستويات الحكومية في الدولة العراقية وأصغرها وبل اشخاص نكرة في وجودهم ضمن المجتمع العراقي. لعبة لأجل طمس المواقف والروح الوطنية وترسيخ ضعف القانون وفقدان الأمان والطائفية والمحاصصة المتخلفة في نظام وآليات الحكم ونحن في عصر التقدم وحقوق الانسان والتحضر، تلك الأفعال التي انتجت الفساد في مختلف جوانبه وعدم الاستقرار فتحولت العراق بأفعالهم الى أكثر الدول المتخلفة في العالم وبل على قمتها بحسب المعايير الدولية.
 تلك الظواهر التي يدعو غبطته الى عدم ترسيخها في عقل الانسان العراقي بل همه ان يشعر العراقي بالانتماء الوطني وقوة القانون والجيش وحل الميليشيات، وحصر السلاح بيد الجيش ولا للطائفية. هذه هي دعوات غبطته وانتقاده للواقع، حاله حال أي مواطن عراقي او مؤسسة عراقية يشعر بالغبن ومأساة شعبه. فدبرت المؤامرة لان مواقفه ودعواته لا تصب في مصلحتهم ولا تروق لهم لتحقيق طموحاتهم المريضة والاستمرار في مشوارهم الفاسد، وفي هذه المحاولة تبين جلياً ان الفساد هو في القمة، أي هم قادة الفساد والمخططين له ليستمر، وليس في الوسط والقاعدة في أجهزة الدولة، إذ لا نجد احد منهم قُدّم للمحاكمة، بل يبقى المتورطون من بعض المدراء العامين او الموظفين البسطاء لقمة سائغة لهم، مما يدل ايضاً فقدان القضاء العراقي لهيبته وانتشار الفساد فيه لانهم يعملون من اجل كتلهم واحزابهم وليس من اجل القانون وفرض العدالة.
 هناك العديد من مسؤولي الكتل والاحزاب التي تتراشق وتنتقد الحكومة اعلامياً، ولكن لا يتجرأ احد من المساس بهم، كم من المرات نعتت المرجعيات الدينية الإسلامية الأجهزة الادارية بالفاسدين واحدثهم بيان هيئة علماء المسلمين في العراق/ قسم الاعلام الأخير مشكورين لدعم البطريرك ساكو، الذي جاء فيه عبارات مؤثرة وواقعية وحقيقية لتصرف وأداء الحكومة، اذ ذكر (وقد جاء هذا القرار بعد الخلافات بين البطريرك (لويس ساكو) و (ريان الكلداني) زعيم ميليشيا بابليون المسيحي المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في مناطق سهل نينوى، وهي احدى المليشيات المنضوية في الحشد الشعبي، وجاء فيه أيضا (ندعو هو والمقصود (رئيس الجمهورية) وغيره ممن تسلط على رقاب العراقيين ويعرف القاصي والداني مشاريعها الخطيرة والمضرة بالعراق وشعبه والتوجه لمعالجة المشاكل الحقيقية التي يعاني منها البلاد من الفساد المستشري وانهيار البنية التحتية وارتكاب المجازر بحق العراقيين وتشريد المواطنين وانتشار الفوضى وسرقة ثروات العراقيين والتلاعب بالقوانين ونسبها لصالح دول عدوة للعراق وشعبه) أ ليست هذه عبارات قوية ومؤثرة ومباشرة لنقد أداء الحكومة، فهم نطقوا الحقيقة والواقع كما ينطقها كل محبي الخير والاستقرار للبلد، ليتجرأ احدهم ان يرد الهيئة الموقرة وغيرها ممن يكشفون يومياً فسادهم في الاعلام. 
نعم غبطة البطريرك قررت الأفضل وعملت حسناً في الانسحاب من مقر البطريركية في بغداد، انه موقف بطولي وتاريخي، وليس انهزامي كما يحلو لبعض فاقدي البصيرة وأصحاب الأفق الضيقة تسميته، انها محاولة حكيمة وعقلانية للاستمرار في إدارة الكنيسة في منطقة آمنة في إقليم كوردستان العراق المتحضر، وهي خطوة لتجنب المساس بشخصكم دون سبب واقعي وعادل، بل الوقاية من انياب الأشرار ومن يساندهم لحين ان ترجع الأمور الى طبيعتها وبل لحين ان تتحسن. انها خطوة لمحو أحلام الذين أرادوا منك التقاعد، كأنما وجودك هو بيدهم، وتوهموا ان لا سلطة لاحد عليك ان يلزمك الى التقاعد الا فيما إذا تقرر غبطتكم بنفسك، فذهبت احلامهم في مهب الريح والسراب. 
اقتبس قول الأخ (لوسيان) في احدى تعليقاته (غبطة البطريرك يسجل الان بطولة تاريخية). نعم انها بطولة تاريخية الحقت بالبطولات التي سجلها اسلافه من بطاركة كنيسة المشرق الذين تحولوا من مكان الي آخر لحكمتهم ودرايتهم وعقلانيتهم جراء الاضطهادات من بعض السلاطين والحكام التعسفيين. فالمتابع لتاريخ كنيسة المشرق يلاحظ ان كورسي البطريركية تحول ابان تعرض المسيحيين ورئاسة الكنيسة بقوة الى الاضطهادات من بعض الحكام والسلاطين على مر العهود، بعد تأسيسه في قطيسفون (المدائن حالياً شرق بغداد)، انتقل الى بغداد عاصمة الدولة العباسية حيث الاستقرار والأمان بالقرب من الخليفة ومُنح للبطريرك البراءة والدعم من الخليفة بأمر رسمي وسار مفعوله عند كل الخلفاء، ليس وفقاً لنظام اهل الذمة كما فسر بعضهم، بل كان دعم للبطريرك واعتراف رسمي به وديانته ولتسنح الفرصة له لإدارة الكنيسة وممتلكاتها في انحاء البلاد الشاسعة، ومنحه الامكانية للتشريع وتنظيم شؤون المؤمنين دون تدخل الدولة، فكان بمثابة حماية المسيحيين وليس لأجل جمع الأموال، لو كان لأجل ذلك لم يكن الخليفة بحاجة الى البطريرك، بل ممكن لجهازه المالي جمع ما هو في ذمة المسيحيين او يشرع كما شرعت داعش حديثاً، فهو الحاكم الوحيد الذي يحكم بأمر من الله، فالدعم كان لأجل التنظيم والحماية، وهنا استثني فترات متقطعة من بعض الحكام في تعصبهم واضطهادهم للمسيحيين، ولكن نحن بصدد البراءة الرسمية، فاصبح من ذلك الحين تقليداً للحكومات المتوالية.
وبعد سقوط الدولة العباسية واضطهاد الالخانيين تحول كورسي البطريركية الى كرمليس وثم الى دير الربان هرمزد بالقرب من القوش وتارة الى الموصل، وحتى في سنا ومراغا في إيران، وفي ديار بكر لسلسلة أخرى من البطاركة واستقر في الموصل وثم رجع الى بغداد، واستقر في قوجانس بطاركة الشق الاخر من الكنيسة وثم في العراق وبعدها في المنفى في كاليفورنيا والان في أربيل، كل هذه التنقلات جاءت للبحث عن الأمان من جراء الاضطهادات المتوالية لبعض الحكام.
والان يعيد التاريخ نفسه، وظهر لنا في التاريخ المعاصر في عالم حقوق الانسان والتحضر حكام متسلطون طائفيون، يتصارعون على السلطة وكسب الأموال بشتى الطرق، وفاجأنا ومع الأسف نقول حامل شهادة الدكتوراه رئيس جمهورية العراق عبداللطيف رشيد الذي يتوقع منه ان يكون اكثر تحضراً ووعياً ومحايداً واقلهم تأثيرا يايديولوجيات احزابهم وضغوط الاخرين الأقل شاناً منه ليصحو ويصدر مرسومه الجمهوري المشؤوم الذي الغى فيه مرسوم سلفه ورئيسه الأسبق ادارياً وسياسياً بخصوص الاعتراف الحكومي بسلطة البطريرك رسمياً وتوليته لممتلكات الكنيسة تنازلاً لرغبات الاخرين المشاركين في اللعبة القذرة.
 علماً هكذا مرسوم كما اشرت مُنح للبطريرك منذ نشوء الدولة العباسية ومروراً بالحكومات الأخرى التي حكمت بغداد والدولة العثمانية والحكومات المتعاقبة بعد تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وان تغير المضمون وتسميته من عهد الى آخر بحسب الثقافة السائدة في كل مرحلة تاريخية فالهدف واحد. والان للأسباب المذكورة آنفاً يلغى المرسوم، ليبقى البطريرك دون درع وحماية من الأشرار الذي يخططون المكايد كما شاهد العالم والشعب العراقي للإيقاع به واهانته واهانة الكنيسة الكلدانية والمسيحيين قاطبة في العراق، أ لم يفكر رئيس الجمهورية بان المرسوم والتقليد السابق المستمر من الدولة يكون بمثابة رسالة موجهة لاطمئنان المسيحيين واثبات استقرارهم وحمايتهم ودعم مسؤوليهم الروحانيين وتكريماً لمقامهم، ورسالة الى العالم توحي بان العراق اليوم هو بلد متحضر مسالم، لا كما يظن البعض، لكن يبدو وقع في ورطة، وجراء عمله قد يؤنبه ضميره ومعه الاخرين المشاركين معه ويظلون يشعرون بالندم والقلق طوال حياتهم لأقدامه الغاء تقليد مر عليه الاف السنين.
هكذا محاولة كانت ضربة موجعة لكل المسيحيين وفرصة أخرى ومن حقهم للتفكير لمغادرة البلاد، فهل هذا جزء من مخطط ومرسوم وتم تنفيذه الان؟ أ لم يكن من طريقة أخرى أكثر حضارية التعامل مع البطريرك ساكو؟ لكن بعد يومين انكشفت اللعبة ولم يؤيد المرسوم الا كتلة بابليون وممثليهم الأربعة في البرلمان العراقي، ومن ثم اصدار مذكرة لاستقدام غبطته للمثول امام القضاء.
قرارك صائب جدا غبطة البطريرك وكنت أتمنى طوال هذه الأيام مع نفسي ان يخطو غبطتكم هذه الخطوة، ليتسنى كما اشرتُ الى التمكن من إدارة الكنيسة الكلدانية من موقع آمن ومستقر في كوردستان العراق المتحضر، فالكل يدرك تماماً لا دولة في العراق اليوم بمعنى الكلمة، بل دويلات تحكمها ميليشيات ومعها السلاح المنفلت. فامكث هناك لحين توفر فرصة الاستقرار في بغداد، فالمسببون زائلون عاجلاً ام آجلا. ومرسوم الدعم والاعتراف والحصانة يرجع بعد انتكاستهم، والرب يوفقك في مسعاك لخدمة الكنيسة وبلدنا العراق وشعبه بكل اطيافه.
 ومن واجبنا ان نشكر في هذه المناسبة الأليمة التي تحسسها كل الخيرين العراقيين من الذين تضامنوا مع غبطته وكنيستنا الكلدانية والمسيحيين وفي مقدمتهم الاخوة المسلمين قبل غيرهم منذ بداية الازمة ولا سيما هيئة علماء المسلمين في العراق، واليوم مكتب المرجع الديني الشيعي الأعلى من مكتب الامام السيستاني والشخصيات الرسمية في الدولة العراقية وإقليم كوردستان العراق والإعلاميين. ومن أبناء شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني من الكتبة والإعلاميين والمتابعين وعامة الشعب في كل مكان.


[/size]

28
الشماس القدير اوديشو يوخنا الجزيل الاحترام
تحية
شكرا على مشاعرك المعبرة بكلمات صادقة لما تتمناه لي ولعائلتي.
يُزيدني فرحاً عندما يقرا كتابي احدٌ من امثالك صاحب الرؤية المعرفية الواسعة الجلية من كتاباتك ومداخلاتك، اذ لا يعرف التمييز، بل تعكس رسالة سامية في التواضع والثقة بالنفس والتفاعل حتى مع المختلف في الاراء، قد نختلف في بعض المواقف تجاه بعض الظواهر، ولكن الذي يعجبني واتمنى اي قارئ وكاتب ان يخطو خطواتك في ادراك اهمية الاختلاف ومنحه معنى التكامل بدلا من الخلاف، فهنا يسرني ان تكون حضرتك من القراء المباشرين لما اكتبه من كتب متواضعة تعبر عن وجهة نظري مسنودة بما تلقيته وتدربت عليه من معرفة علمية لاكثر من اربعين عام.
فاهلا بك وتستحق كل التقدير والاحترام، وذلك الكتاب ما هو الا هدية متواضعة رغبتُ ان يطلع عليه مثقف تنويري للوقوف على موجز لتاريخ بلدتي وحالتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتغيرات الديمغرافية التي جرت عليها على مر العهود.
تقبل وافر تقديري واحترامي 

29
الاخ هيثم ملوكا المحترم
تحية
اودالاشارة بخصوص مقالتك هذه، بانها كما سبقني الاخ زيد هي عبارة عن بحث مصغر بحاجة الى بعض الرتوش، اذ كان تحليلك صائباً واعتمادك على المصادر والدراسات واضح من سياق التحليل، كل ما ذكرت مثبت في الدراسات الاجتماعية والنفسية وحسنٌ عملت في طرحك الموضوع هنا بالذات في هذا الموقع. واذا تسمح لي اضافة معلومة اخرى مكملة للموضوع للاستفادة من المقال وهذه الاضافة لا تقلل من قيمته واهميته.
ذكرتَ بان البيئة الاجتماعية واخص بالذكر التنشئة الاسرية تضطلع دوراً كبيراً في صقل شخصية بعض الافراد لتكون وصولية او متلونة في حياتها، نعم ذلك صحيح جدا، حيث تترك احياناً التنشئة مركباً من العُقد عند الافراد، وتظهر آثارها اثناء تفاعلهم في المجتمع عندما يقلدون ادوارا مختلفة، وهذه تتكون من خلال تفاعلها مع النزعات الوراثية، اي الدوافع التي يرثها الفرد بايولوجيا، اذ هناك اكثر من 140 دافع، وتختلف تصنيفاتها بحسب العلماء، لها وجود في كيان الانسان، وهذه الدوافع هي المسؤلة عن سلوكيات ومواقف الانسان في تفاعله مع الاخرين او المجتمع برمته، كما انها نسبية عند الافراد اي هناك فروق فردية، بالطبع التنشئة الاسرية هي المسؤلة عن صقل هذه الدوافع باتجاهين السلبي بحيث توثر في تفاعله مع الاخرين او ايجاباً، فعن النزعة الوصولية تتكون من تفاعل عدة نزعات وراثية مثل الميل للعدوان، الميل للتسلط، الميل لحب الظهور، الميل للعظمة، الميل للانحراف، الميل للتفوق، الغيرة الجامحة، الميل للمراوغة والتحايل، ودوافع اخرى، تكون قدرتها الوراثية متضخمة عند الوليد، ومن خلال التنشئة الاجتماعية الاسرية، قد تجعلها تتضخم اكثر او تحد منها وذلك اعتمادا على ما هو عليه الوالدين من طبيعة نفسية واجتماعية وقدراتهم الذاتية وميولهم الوراثية، او مدى تاثير الجماعات المرجعية الاولية الاخرى عليه مثل الاقرباء والاصدقاء او المؤسسات الاخرى مثل الاحزاب السياسية وما شابه. هكذا تتكون الشخصية ومنها الوصولية، وكما تفضلت في مقالك القيم، لا اريد الاعادة، هكذا شخصية لها آثارها في مختلف المجالات، وبل تكون مدمرة للمجتمع لو تسلق الشخص الى مناصب ذات نفوذ، وتوفرت القوة بيده، ومؤذية في حالة عدم امتلاك القوة، وهي تظهر عند كل المستويات التعليمية، وعند ابناء الطبقات الاجتماعية المختلفة، وفي كل المهن وعند الجنسين، وفي كل الاعمار.
تقبل محبتي واسف على الاطالة

30
الاخوة المعقبين جميعا
تحية
شكرا على متابعتكم للمقال ومداخلاتكم سواء اتفقتْ مع المقال او اختلفتْ ، وقد طرحت رايي عن الحدث كما جاء في المقال.
تقبلوا وافر محبتي

31
الأخ مايك سيبي المحترم
تحية وتقدير
 شكرا على قراءتك المقال، ولكن اسمح لي ان ابين بعض الشئ عن طبيعة مداخلتك.
اخي تعرف بالنسبة لي شخصيا احترمك وتعرف جيدا أني احترم الذي يختلف معي في الراي عن ما اكتبه، لان هكذا مواضيع التي نكتبها هنا قابلة للاجتهاد تعكس ظواهر اجتماعية التي مختبرها هو الفرد او الجماعة او المجتمع، وهي غير ثابتة كالظاهرة المادية، ولا يستوجب ان ادخل في التفاصيل.
اخي القدير مايك: واضح جدا المقال يتحدث عن نقطة محددة جدا، وهنا عن التضامن مع غبطة البطريرك ساكو وما هي مدلولاتها من وجهة نظري كظاهرة، وقدمت رأيي عن نزاهته في مسالة محددة أيضا غير لاهوتية، وهي نزاهته مما اسند اليه من أكاذيب في إدارة أملاك الكنيسة وغير ذلك فلا علاقة الموضوع باللاهوت ولا بالآراء الأخرى التي يمتلكها عن ما تتفضل به وتكرره. وهذا لا يعني أنى اتفق مع كل أفكاره ولا ضرر في ذلك لان الاختلاف في الآراء حالة طبيعية وصحية، اطرح رأيي مرة واحدة وانتهى الموضوع، يتقبله الاخر المختلف فذلك حسن واما لا فتلك مشكلته وهو حر كما انا حر في طرح الفكرة، فهنا أيضا اختلفت في مسالتين ووضعتها بين قوسين، ففي الوقت الذي غبطته مهتم بالكوتا المسيحية فانا شخصيا لا أرى ضرورة لوجودها وثبتها في متن المقال مثلما ابديت رايي عن خروجه في الاعلام وقلت من الأفضل هناك قانوني يتحدث باسم البطريركية.
 تعرف جيداً اتجنب الدخول في مناقشات لاهوتية لانها ليست من صلب اختصاصي، تأثرا باختصاصي المعرفي العلمي اننا نعتبر كل ما كتب ويكتب في الفلسفة ومنها اللاهوت الميثولوجيا التي هي جزء من الفلسفة نعتبرها افتراضات فكرية لانها غير خاضعة للاختبار ولهذا اوكست كومت الفرنسي مؤسس علم الاجتماع في القرن الثامن عشر ناشد وبرهن على تأسيس علم جديد يعمل وفق منهجية العلوم الطبيعية ولا نشغل نفسنا بما وراء الطبيعة وعن أصول الاشياء، بل ننظر الى الواقع وندرس المشاكل التي عكستها الثورة العلمية والتكنولوجية، فسماه الفيزياء الاجتماعية، وثم تغير الى علم الاجتماع يعتمد في تحليل الظواهر على العقل ومكملة بالحواس، أي نرى ونسمع ونشعر وثم التحليل وباستخدام الإحصاء المتقدم، إضافة الى التحليل العقلي واستخدام الاستقراء للتحول من الجزء الى الكل لغرض التعميم، بينما الفلسفة واللاهوت تستخدم التحليل العقلي فقط معتمدة على الاستنباط التأملي وعلاقة المقدمات بالاستنتاجات، فيجتهد الفيلسوف او اللاهوتي في تفسير الظواهر غير المرئية ومنها المرتبطة بالدين.
 لكي لا يجتهد اللاهوتي ويؤثر على العقيدة في المذهب الكاثوليكي وحتى في المذاهب الأخرى الأرثوذكسية وكنيسة المشرق وضعت أسس ولجان ودوائر خاصة لمراقبة من يخرج عن السياق العقائدي لمحاسبته، ولهذا هناك دائرة الحفاظ على العقيدة في الفاتيكان ويتولى رئاستها احد الكرادلة، بدلا من ان تشغل نفسك هنا بتكرار ما يعتقد به الكاردينال ساكو لو افترضنا جدلا انها توثر على العقيدة الكاثوليكية اكتب مقالات مستقلة في الاعلام لعله تصل اليهم للنظر فيها والا ما الفائدة هنا من تكرارها على مجموعة من المساكين مثلي لا يمكننا ان نحرك ساكنا ولا تعتقد ابدا اذا كان هدفك الإساءة لشخصيته وذلك سوف تعكس على مواقف المؤمنين منه ، فلا ابدا لم يحصل ذلك وانا متأكد فمهما تكتب وتعده صح في نظرك تبقى في نظرهم انت الخطأ. ولا تقول لي ان بعض الأشخاص يؤيدونك لمواقف معينة، لا قيمة معنوية ودالة احصائية لآرائهم قياسا للآخرين. كما اود الإشارة اليه ، هل من المعقول تقليد وظائف مهمة جدا في التربية والمناهج وفي الاقتصاد والمالية والأخرى في الحوار الديني من قبل الفاتيكان للبطريرك ساكو لا يعرفون بأفكاره وتطلعاته ليسندوا اليه هذه الوظائف الأساسية؟!
طالما لا توجد أي ردة فعل من أسقف او كاهن او شماس او مؤمن، فاذا معناه أنك تتعب نفسك دون نتيجة.
وعليه اخي ارجو إذا لديك ملاحظة على المقال ولا اقصد مقالتي هذه فقط، بل الاحظ معظم المقالات تكتب عنها وتوجه البوصلة الى أمور لا علاقة لها في المقال، كما قلت في البداية، ان الموضوع الحالي محدد جدا، وجاء الشماس القدير اوديشو يوخنا في تعقيبه بملاحظات عن الموضوع، وحضرتك على الفور كأنما كنت مراقبا وحورت الموضوع الى أمور أخرى لتشويش المقال وتوجيه اهتمام القارئ نحو ما تنسحب المناقشة اليه وتفقد قيمة المقال في المناقشات العقيمة. فهذا لا يجوز احتراما لصاحب المقال أي كان.

اخي العزيز: كل انسان حر بما يلتزم به من موقف تجاه الفرد او الجماعة او المجتمع او اية ظاهرة ما، فهل مثلا تريد ان يكون الجميع مع موقفك تجاه البطريرك ساكو؟ مثلما لك رأيي للاخر أيضا راي، ولا يجوز إلزام الاخر في الالتزام بما تقرره، فلا أحد مسؤول على الاخر لكي يفرض غبطة البطريرك رئيسا روحيا عليه من عدمه، فالآخر يرضى به كما هو وانت حر ان لا ترضى، لم يلزمك احد.

اخي انت تعرف جيدا، ان نظام المؤسسة الكنسية هو نظام ثيوقراطي، معروفة طبيعة الإدارة فيه لمن هو مهتم ومتابع مقارنة مع الأنظمة الإدارية الأخرى، فهو نظام فيه تدرج مرتبي لا يحدد تلك المراتب الا المنتمين الى الهرم التراتبي هذا، وتعرف جيدا ان المؤمنين لا يحق لهم التدخل في تحديد من يقلد مرتبة ما من أعضاء ذلك الهرم، اما ان ننقد بعض الأمور المرتبطة بالمؤسسة الدينية فهذه تختلف، ولكن النظام الثيوقراطي الذي يخول لهم السلطة لا يمكننا التدخل فيه، فهل انت او انا مثلا اخترنا اسقف او كاهن رعيتنا او ابرشيتنا، بالطبع لا، جاء حاضرا من ترشيح النظام الإداري التراتبي، ففي هذه الحالة اذا لسنا مقتنعين بالنظام الاداري في المؤسسة الدينية ممكن ان نحلل وننتفد القوانين التي ثبتت هذا النوع من النظام.

اطرح آراؤك في مقال مستقل فالذي يريد مناقشتك وله رغبة بما تطرحه سوف يناقش، اما الذي له رغبة في القراء فقط لزيادة المعلومات يكتفي بالقراءة وهكذا، هناك بعض الاخوة لهم مواضيع تخص غبطة البطريرك يكتبونها مستقلة ويتم النقاش حولها.

فأرجو اخي مايك ان لا تكررها على اقل احتمال معي، عندك فكرة عن كتابات كاتب معين اكتبها مستقلة رجاءا، لو كان قد ذكر الشماس اوديشو أي شيء عنك او عن افكارك لقلت الحق معك ولكن تعقيبه كان عاماً وبوضوح.
ارجو ان تعتبر هذه مناشدة اخوية وشكرا، وليس لي أي رد آخر إذا تفضلت بالتعقيب على ما كتبته، لان لا وقت لي، اذ سبق وقررت مع نفسي لا اكتب اكثر من تعقيب على أي رد.
تقبل فائق تقديري

32
الشماس القدير اوديشو يوخنا المحترم
شلاما
شكرا على مشاركتك الراي في المقال ، نعم اخي الشماس ان ما روج له ريان صادق معروفة انها اكاذيب واباطيل وتبين جلياً من الذين وجههم لنشر اكاذيبه اعلاميا، وتبين ايضا مدى التخلف الحضاري الذي تميزوا به الاشخاص الذين دفع بهم الى ساحة التحرير من خلال سلوكياتهم اللانسانية والهمجية في المسيرة مقابل السلوك الحضاري للمؤمنين الحقيقيين الذي تضامنوا مع غبطة البطريرك ساكو، ولم يعدو عددهم الاربعين .
نعم نصلي لاي كان هكذا علمنا يسوع المسيح ان نصلي للكل ان كان خاطئا ام قديسا فالكل بحاجة الى الصلاة ، هكذا افهم المسيحية ان احب واصلي من اجل الكل وعلى لسان السيد المسيح. اما لانه قال كذا وكذا ولا يستوجب الصلاة من اجله فهذا يخالف تعاليم المسيحية.
تقبل وافر محبتي

33
                              ظاهرة التضامن مع البطريرك “ساكو"
                                المعنى والدلالة/ رايٌ وتحليلٌ


د.عبدالله مرقس رابي
   
               تعرض غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية مؤخراً الى هجمة إعلامية غير مبررة للإساءة لشخصيته ومكانته في الكنيسة الكلدانية والكنيسة الكاثوليكية في العالم من قبل حركة بابليون ممثلة برئيسها "ريان صادق دودا" الملقب الشيخ (ريان الكلداني). قام ببث اخبار في مختلف الوسائل الإعلامية ومنها منافذ التواصل الاجتماعي مفادها اتهام غبطته في بيع ممتلكات الكنيسة الكلدانية والتزوير، وتلفيق اتهامات أخرى لا أساس لها من الصحة.
بالمقابل ومن جهته، نفى البطريرك ساكو تلك الاتهامات صراحة وعلنا عبر وسائل الاعلام المختلفة، وبحجج منطقية وقانونية، وطالب الحكومة العراقية باتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه استناداً الى القانون العراقي الذي يمنع الإساءة الى الرموز الدينية ومكانتهم والتشهير بهم باي شكل من الاشكال. وعن طبيعة رد غبطته إعلاميا، (كنت متحفظاً وتمنيت لو اقتصر على مطالبة رسمية من الحكومة العراقية، واما إعلاميا ان يتحدث ناطق قانوني باسم البطريركية الكلدانية للرد على ما بث الطرف الاخر وتفنيد ذلك قانونياً).

يتميز البطريرك ساكو بنزاهة عالية ورقي مبادئه الإنسانية والوطنية، وبشهادة كل من عمل معه وكان قريبا منه سواء من المدنيين او الاكليروس، وشخصيا هذا الذي لمست وسمعت عنه طيلة فترة وجودي في مدينة الموصل عندما كان كاهنا في كنيسة ام المعونة. حافظ غبطته وهو كاهن واسقف ولا يزال على هذه النزاهة والتصرف، وعليه أرى حالياً ما نُسب اليه زوراً من اخبار، عارية من الصحة.
بعد تسلم غبطته السدة البطريركية للكنيسة الكلدانية عام 2013 في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية مضطربة وقاسية في العراق، لم ينام له جفنٌ وهو يرى حالة بلاده المتدهورة ومعاناة الشعب العراقي برمته وأخصهم المسيحيين جراء الاضطهادات المتوالية متمثلة بالقتل والتهجير والسطو على ممتلكاتهم والاستيلاء عليها وتشريدهم في ظل غياب الدولة وسلطة القانون وتناحر الأحزاب السياسية فيما بينها على السلطة لتحقيق مصالحها وانتماءاتها الطائفية والقومية. وتلبيةً لواجبه الديني كمسؤول كنسي كبير وحرصاً على المؤمنين ولمشاعره الإنسانية تجاه الشعب العراقي، ووفقاً للقوانين واللوائح الكنسية الكاثوليكية التي تُجيز لرجال الدين ان يكون لهم كلمتهم ودعواتهم ومناشداتهم للجهات المختصة لتحقيق العدالة بين الناس ومنح حقوقهم المسلوبة ومناهضة الاضطهادات والظلم، منطلقاً من هذه اللوائح، لم يتوان غبطته كل هذه السنين والى اللحظة من تكرار مناشدته لكل الجهات الدولية والإقليمية الرسمية والإنسانية سواء من خلال اللجوء اليهم في الداخل او الخارج، او اثناء زيارتهم له في الدائرة البطريركية لغرض الوقوف على رايه. يناشدهم لتحقيق الأمان والركون الى دولة ذات سيادة قانونية وفرض النظام عن طريق أجهزة امنية وبدعم من جيش منظم وليس كما هي الحالة عليها من السلاح المنفلت والميليشيات السياسية الموالية للأحزاب المتنفذة، ورفع الغبن والظلم عن الجميع دون استثناء، ومنها دعوته لإعادة النظر في قضية وآلية الانتخابات البرلمانية بخصوص الكوتا المسيحية لتظل محصورة عند المسيحيين لاختيار ممثليهم، لكي لا تستحوذ الكتل الكبيرة عليها (شخصياً اتحفظ من الكوتا ولا اعيرها أهمية من حيث وجودها من عدمها). ولكون مثل هذه الدعوات والأفكار تصدر من شخصية ذات مكانة عالمية، فلا يستسيغها او لا تتوافق مع اهداف البعض في الحكومة او من السياسيين في البلد. عليه كانت احدى العوامل الاساسية في خلق الازمة التي نحن بصددها، ولا غرابة من بعض سياسي العراق اليوم المساهمة في خلق هكذا مشاكل اجتماعية لاعتبارات متعددة واهداف تصب في تحقيق المصالح الذاتية.

ولما تفاقمت الازمة الحالية، وتزايد التطاول الذي لا يتوقعه الانسان المسيحي الا من القلة تجاه الرئيس الروحي للكنيسة واخص بالذكر في المجتمعات النامية التقليدية، فأبدى العديد من الشخصيات والمؤسسات المتنوعة عبر ممثليها حول العالم من الكلدان وغيرهم، وبل من المسلمين ايضاً ومن مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية والحكومية الرسمية تضامناً رائعاً للتعبير عن تعاونهم واتفاقهم مع غبطته واستنكارهم لما نُسب اليه من أفعال لا يقرها العقل البشري.
والتضامن كمفهوم، يُستخدم اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً على المستويات الفردية والجماعية والمجتمعية، وهو وسيلة لتحقيق العدالة والحفاظ على كرامة الانسان وحقوقه من قبل طرف إزاء الشخص المستحق الذي قد تعرض لمشكلة او ازمة ما، دون مبرر والوقوف الى جانبه. يحقق التضامن التعاون والتماسك ويتجلى ذلك في تقديم المساندة، كما يعد عملاً مشتركا دون تمييز على أساس الدين او الاثنية او الجغرافية او اللون والجنس او العمر او المعتقدات السياسية.
ومن مراجعة للبيانات التضامنية والحوارات التي جرت بين الوفود الزائرة وغبطته يمكن استنتاج دلالات ومعاني التضامن، واهمها:
 يتبين من الإحصائية ادناه يظهر التنوع في مصادر التضامن، سواء على مستوى الافراد او الجماعات، مما يدل ان مختلف الفئات والمكونات من شعبنا العراقي أبدت تضامنها متمثلة بالتنوع المهني والتعليمي، والسياسي والديني والمذهبي والقومي والمؤسساتي.
ان ما ورد من كلمات التعبير في مضامين البيانات المرسلة تدل على القناعة التامة لأصحابها عن وجود تطاول على غبطة البطريرك من الطرف الاخر.
أدرك المتضامنون جيدا مدى نزاهة البطريرك ساكو، وان ما اسند اليه باطل وافتراءات، اذ تضامنْ رئيس وزراء الإقليم ورئيس وزراء الأسبق للعراق وحقوقيين وأكاديميين واعلاميين وسفراء دول ليس الا تعبير عن المكانة الدينية الرفيعة لغبطته محلياً واقليمياً ودولياً، والادوار الوظيفية المناطة اليه في حاضرة الفاتيكان تُشير الي تمتعه بنزاهة وإخلاص ونشاط، فهي أدوار أساسية ومهمة وترتبط بالنزاهة الشخصية، فهو، عضو مجلس الاقتصاد الفاتيكاني ومستشار في المجلس البابوي لحوار الاديان في الفاتيكان، وعضو في مجمع التربية الكاثوليكية الفاتيكاني.
يتضح من محتوى كلماتهم وأحاديثهم انهم، يدركون جيداً التطلعات الإنسانية والوطنية المتمثلة في تأكيده على بناء دولة ذات سيادة وقانون لتحقيق العدالة دون تمييز.
الوضوح التام لنزاهة البطريرك وصدق اعماله في التصرف بأموال الكنيسة الكلدانية وممتلكاتها من خلال كلمات الاقربون اليه في العمل من السادة الأساقفة الكلدان والقريبين منه من طوائف اخرى، واللجنة المالية للبطريركية، ومستشاريه، ومجلس الكهنة ومجلس الرهبنات.
دليل واضح آخر للنزاهة تبين في كلمة رئاسة الديوان للأوقاف الديانات ذات الصلة والمسؤولية الرسمية المرتبطة بالكنائس وأماكن العبادة في البلد.
 البيانات التضامنية للأعداد الكبيرة من الجمعيات الكلدانية ومؤسسات المجتمع المدني والصلوات التضامنية للمؤمنين هي دلالة واضحة على مدى تقبلهم وحبهم وارتباطهم وتأييدهم على دور غبطته وانه الشخص المناسب في المكان المناسب، وما يمسه من سوء، يمس الكنيسة الكلدانية.
بيانات الاشخاص والمؤسسات غير المسيحية من كل الأديان الإسلامية والايزيدية والصابئة، ومجلس الشيوخ العراقي، ليست الا دلالة واضحة على مدى مقبولية المكانة الرفيعة لغبطته شعبياً ورسمياً عندهم وقناعتهم بنزاهته ووطنيته، وانه يعمل للجميع دون تمييز تحت يافطة العراق. 
زيارة مستشار الامن القومي العراقي لغبطته منفرداً، لها دلالة على مدى الاهتمام في الازمة رسمياً ولها مغزى وبعد كبيرين. كما ان زيارة السفير الفرنسي ونائب الفرنسي في البرلمان الأوربي والوفد المرافق مؤخراً لها بعد كبير في الاهتمام الدولي لما تعرض اليه غبطته.
   
وفيما يلي إحصائية اجريتها لهذه المبادرات التضامنية، حيث بلغت أكثر من (108) حالة لحد هذا اليوم مصنفة كالاتي:
المؤسسات الكلدانية الدينية ممثلة بالأبرشيات بواقع (6) إضافة الى المدبر البطريركي لأبرشية مصر والمدبر البطريركي في الأردن. فضلا عن الوكيل البطريركي ومطران فخري آخر.  وكنائس بغداد جميعها ممثلة ببيان مجلس كهنة بغداد وكلية بابل للفلسفة واللاهوت، ومجلس الرهبنات الكلدانية للرهبان والراهبات. وكان يستوجب على المطارنة المتبقين ابداء تضامنهم طالما هم أعضاء متقدمين في المؤسسة الكنسية، كما تضامن ثلاث مطارنة من الكنائس الشقيقة الشرقية ممن عملوا عن قرب مع غبطته ولهم المعرفة الكاملة عن شخصيته، والبيان التضامني لأباء الدومنيكان في العراق.
واما المؤسسات الكلدانية المدنية، تمثلت بواقع (60) جمعية كلدانية قروية واتحادات ثقافية وفروع الرابطة الكلدانية والجمعيات الخيرية في مختلف بلدان العالم، إضافة الى المجلس التنسيقي الموحد للتجمعات الكلدانية في كاليفورنيا لم يحدد عدد الجمعيات. علماً هناك (9) مؤسسات غير كلدانية سياسية وثقافية واجتماعية واكاديمية موقعة ضمن البيانات الصادرة. إضافة الى موقع مانكيش الالكتروني، ومسيرة الصلاة للتضامن التي أقامها أهالي مانكيش في بلدتهم، وتضامن مسيحي قرقوش وكرمليس، ومسيحي بغداد. والتجمعات الكلدانية في اور/ الناصرية، ومدارس الكلدانية في بغداد. وهيئة مستشاري البطريركية الكلدانية، واللجنة المالية في البطريركية.

المؤسسات الرسمية والمستقلة وتمثلت في: رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور البارزاني- اتصال هاتفي- مستشار الامن القومي العراقي، (12) سفير ونائب السفير للدول الاوربية، السفير الفرنسي والنائب الفرنسي في البرلمان الأوربي والوفد المرافق لهما، المجلس الدولي للحوار الديني والإنساني، الأمانة العامة لشيوخ عشائر العراق، وفد من الصحفيين العراقيين العاملين في وكالات إعلامية محلية واجنبية، رئاسة ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية. البرنامج الوطني لحماية التعايش السلمي في العراق، منبر تشرين، المؤسسة الايزيدية الدولية المناهضة للإبادة الجماعية، الكفاءات العلمية العراقية في بلدان الاغتراب من مختلف القوميات والأديان المنضوين تحت خيمة (شركة الحكمة للمشاريع التكنولوجية والعلمية)، مديرية الثقافة السريانية في أربيل. إضافة الى العديد من المحطات الفضائية العامة والشخصية التي أشادت بغبطته.

الأحزاب السياسية، وتمثلت في: الحركة الديمقراطية الاشورية، حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني.

الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية وهم:
 الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الاسبق، خلف سنجاري مستشار رئيس الوزراء، آنو جوهر وزير المواصلات في إقليم كوردستان، سركون لازار وزير سابق، حسو هورمي رئيس المؤسسة الايزيدية الدولية، الدكتور سعد سلوم أستاذ جامعي ورئيس مؤسسة مسارات. مارينا عزريا من الشرطة الاجتماعية، القاضي السابق والباحث القانوني هادي عزيز علي، الأستاذ الدكتور علي كاظم الرفيعي عميد كلية القانون في جامعة اوروك / بغداد، الخبير الاقتصادي باسم جميل، مؤيد الجحيشي، مثقفين واعلاميين مستقلين وقع عنهم حسن البغدادي اعلامي ومخرج، البروفيسور رعد سلام عربو أستاذ في جامعة الرسول بولس في مدريد، مصطفى قيتواني. إضافة لمن اتصلوا هاتفياً.
وكُتبت عدة مقالات تهدف مواضيعها التضامن مع غبطته من قبل المتابعين والمهتمين من الكتاب.

وأخيرا أتمنى واناشد المعنيين والجهات المختصة الرسمية وغير الرسمية للتدخل لاحتواء هذه الازمة للصالح العام ليعم الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي وفسح المجال للتنمية المستدامة في بلدنا العزيز العراق باستخدام المنطق السليم واستقراء واقع المجتمع العراقي الذي هو بأمس الحاجة للتغيير نحو الأفضل.   


 

     

34
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
وضحت امور بجدية وذات بعد مهم عند الكلدان وعلاقتهم بكنيستهم، واخص بالذكر الازمة الحالية التي تعد هجمة غير مبررة تجاه غبطة البطريرك الكاردينال ساكو، والتطاول على غبطته والكنيسة الكلدانية، وثم لانه رمز للكلدان وكنيستهم فالتطاول يشمل جميع الكلدان اينما وجدوا والكنيسة ومسيحي العراق.

بعد الاستئذان من الاخ زيد
الاخ العزيز فاروق يوسف خيا المحترم
تحية
اود توضيح مسالة في ضوء ما تفضلت به في تعقيبك على المقال وقولك انه كتب لارضاء اسياده في ديترويت.
اخي المهندس القدير
كنت اتمنى نقد الاخ زيد في محتوى المقال واسلوبه، دون ربط ما تفضل به الكاتب في العلاقة مع الاخوة في ديترويت،.
تعرف جيدا مدى علاقتي بهم ايضا، وكما بكم في ساندييكو وعموم الكلدان في كل مكان، ولكوني الاقرب للاخ زيد فاعرف عنه انه سيد نفسه ولا سيد يعلو عليه وكرامته هي الاهم وعزيز النفس وله ثقة كاملة بنفسه، واذا يريد ان يكتب شيئا فلا يجامل اقرب الاشخاص اليه، ولا تزيد او تنقص علاقته مع الاخوة في ديترويت عن علاقتي بهم. كما اني اعرفهم عن قرب، فهم يكنون الاحترام للجميع، لم اسمع منهم يوما واثناء جلساتي معهم او اتصالاتي اي كلام لا يليق باتجاه الاخوة في ساندييكو ومنهم حضرتك، وكل ما في الامر تكمن المسالة في اختلاف الاراء حول قضايا معينة تخص الكلدان، فهم يقدرون ويشيدون باي عمل يخدم الكلدان مهما يكون مصدره.
عليه رجاء اخوي ان لا تسيء الظن بهم جميعاً، كما انهم لايسيئون الظن يوما تجاه الاخوة في ساندييكو. كما فانتم بالنسبة لي اعزاء جميعا ولي اتصالات مستمرة معكم، وان وجد اختلاف في الاراء، لا يعني ذلك اننا فرقاء، فهدف كل المهتمين من الكلدان اينما وجدوا لهم اهداف مشتركة وان كان تنفيذ تحقيقها بآليات مختلفة يتبناه كل شخص او جماعة، فالكل يعمل، كلدان الوطن وامريكا ممثلة في ساندييكو وديترويت وشيكاغو، وفي كندا، ويندزر وتورينتو، وفي استراليا، سدني وملبورن، وفي اوربا واخص بالذكر في السويد وفرنسا والمانيا وفي كل مكان.
تقبل وافر تحياتي ومحبتي لك ولجميع الاخوة في ساندييكو دون استثناء
اخوكم
عبدالله رابي

35
فعلا اخي سلام عجيبة وغريبة هذه الوزيرة عن ما صدر سلوكيا منها تجاه غبطة البطريرك ساكو المعروف بنزاهته، فنست وتهربت من كل التشهير الذي حصل وتلقته من عشرات الاشخاص عبر وسائل الاعلام المختلفة وتاتي الى غبطته!! هكذا يقعون كانما لا يمكن رصد اكاذيبهم وتصرفاتهم الشخصية تجاه رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم.
تحياتي

36
الاخ سلام مرقس المحترم
تحية
شكرا على مقالك الذي شخصت فيه افرازات الحكومات الفاسدة غير المستقرة التي تدعي بدولة القانون لكنها في الحقيقة هي دولة الميليشيات والطائفية. يتبين بوضوح ما يجري في العراق عن عدم امكانية الحكومة من احتواء هؤلاء الذين كما تفضلت من وصف لهم ولشخصيتهم، مما يدل ان الحكم ليس للحكومات المتعاقبة بل للميليشيات المرتبطة بالاحزاب المتنفذة، فهنا يظهر الانفلات والفوضى، والا كيف تسكت الحكومة عن تجاوزات هكذا اشخاص على اي كان واخص بالذكر غبطة البطريرك ساكو الذي يعد رمزاً وطنياً لكل العراقيين، لا تظن ان بامكانهم النيل من غبطته بمحاولاتهم المفبركة، لا ابدا لانه اسمى من ذلك فهو في قمة النزاهة وداركاً للقانون العراقي في فقراته الخاصة بممتلكات الكنيسة وكيفية التصرف في ضوئها، كما انه يتصرف بمعية الاساقفة في سينودس الكنيسة الكلدانية وبمشورتهم والنقاش معهم دائما، فمن حقه التصرف بممتلكات الكنيسة باعتباره رئيس المخول من السيونودس والقانون الكنسي وفقا لمقتضيات القانون العراقي.
تقبل محبتي

37
الاخ العزيز قشو ابراهيم المحترم
تحية وتقدير
 كما نوهت في تعقيبي السابق، اني متعهد ان لا ارد اكثر من مرة على الاخوة المعقبين، ولا ارد على الاسماء المستعارة، ولكن تحرجني لكي اقول:
لا ارى اهمية لما تكتب بلغة لا يفهمها الغالبية العظمى من القراء ولا الكاتب، وتُتعب نفسك، بالاخص تاتي بامور لا علاقة لها بالمقال، ابدا وليس  الموضوع كما تفهمه، وذلك يدل من ردودك، فالمقال ليس عن وجود او عدم وجود الاشوريين والكلدان والسريان في التاريخ فهم موجودون في التاريخ والان، ولما اقول ان التأريخ مهزلة وليس التاريخ، فعليه ان تتدرك اخي قشو ما الذي اقصده، اي اني لا اعترف بما يُكتب من قبل غير الاختصاصيين ابدا، لاني اعتبرهم كتاب هواة سواء كان علماني او رجل ديني. واني اكتب عن ما موجود في الواقع وليس في التاريخ. فالافضل ارى ان تكتب مقالات مستقلة عن الموضوع انت او غيرك الذي يخرج عن سياق الفكرة والهدف، او نشرها في الامازون رجاءآً. فالمسالة بسيطة جداً غاية المقال تكمن في بيان الفرق بين كلمتين، وثانياً طالما شاهدت الغاء الاخر عند احدهم مستنداً على فرضيات مستهلكة وفُندت، وعليه جئت بما يناقضها ومن كتب ليست مكتوبة من قبل الكلدان او الاشوريين او السريان بل من قبل كُتاب لا يهمهم سوى العلم وكشف الحقائق وليس التزوير والتحريف.
تقبل محبتي

38
الاخ العزيز زيد ميشو المحترم
تحية

شكراً على مداخلتك بالرغم من ان البعض لا تعجبهم مسالة الشكر لان الغربيين لا يستخدمونها، مع العلم في كل حواراتهم لابد ان تنتهي بالشكر للاصغاء سواء شفوياً او تحريريا، هذا الذي هو المعمول به في كندا، اما في اماكن اخرى لست متاكداً.
نعم اخي زيد يؤسفنا ان ياتي بطريرك على راس كنيسة يكون اكثر تعصباً من سلفه، كانما يستلمون مهام حكم امبراطورية اشورية وليس مهام كنيسة مسيحية، ويبدو غبطة مار آوا قد اعتمد على نفس المصادر والكتب التي يعتمدها احد الاخوان هنا عن القضية، تلك المصادر المكتوبة من قبل الهواة وليست من الاختصاصيين، وبعضهم مؤدلجون بالطبع ولاغراض الدعاية وليس غير ذلك. اعتقد لو يفتح اخينا شريط او يكتب مقال مستقل افضل من ان يتعب نفسه في كتابة عفى عنها الزمن ومستهلكة مثل تلك المصادر التي تفقد الى المنهجية العلمية، كما اني شخصيا لا اعترف، وقلتها عدة مرات في كتب قد كتبها غير الاختصاصيين، واعتبر التأريخ مهزلة وليس التاريخ، فهناك فرق بينهما، اذ هكذا يُكتب التاريخ من قبلهم وياتي غيرهم يناقضون ذلك وفريق آخر يناقض الجميع، فاذن كتابة التاريخ اعتبرها مهزلة، وعليه تاكيدي هو ما نلاحظه اليوم. لو لا تعهدي باني لا ارد على الاخوة المعقبين اكثر من مرة واحدة لبينت ما هية المصادر التي اعتمدها واين التحريف والتزوير ، ولكن لا مجال لي للانشغال بما لا اعترف به اساساً.
بالضبط مثلما فسر واقعنا، غبطة البطريرك ساكو في مقابلته مع فضائية الشرقية الرائعة الجريئة والموضوعية في تشخيص واقع المسيحيين في البلد، وليس التفكير في ادارة ذاتية او حكم ذاتي او امبراطورية، بل وطن موحد وقانون يسود على الكل لتحقيق العدالة، دون ان يكون لنا ممثلين او احزاب سياسية لا نفع منهم ولا نعمة، والدليل كما ذكر غبطته مرت عشرون سنة ولم نلمس شيئاً منهم بخصوص المسيحيين، بل بالعكس اساؤا الى الوجود المسيحي في العراق. فوجودهم من عدمه لا معنى له.
تقبل وافر محبتي 

39
الصديق العزيز والاديب المبدع بولص آدم المحترم
تحية وتقدير
شكرا على الالتفاتة الجميلة لاهداء الاغنية الاشورية لنا، وقد شاهدتها وسمعتها، واكون صريحاً معك لم افهم منها سوى ثلاث او اربع كلمات التي يتداولها الكلدان مثل مذيتا، ولا ادري اية لهجة اشورية هذه، لان لي اصدقاء اشوريين افهم اليهم جيداً لاختلاطي معهم الا بعض الكلمات، او قد يرجع السبب الى عملية التسجيل والتصوير غير الفنية، على كل حال اقدر واحترم اي تراث وفلكلور اشوري مثلما احترم الكلداني والسرياني.
اما مخاطبتي كل الاحتمالات التي خاطبتني بها لا تنطبق عصرياً.
فانا
عبدالله مرقس رابي عراقي كلداني مانكيشي.
اي الاهم والاروع هو العراق ولا غيره افتخر لانتمائي الى العراق وبلدي الثاني الذي وفر لي كل سبل الحياة الممتازة كندا. وكل المدن العراقية نفتخر بها، الموصل والحلة وبغداد وكانماص وديري ومانكيش ودهوك وكربلاء والنجف والبصرة كلها اجزاء من وطننا المعاصر اما نينوى وبابل واور وخرسباد وغيرها اصبحت مواداً للمتاحف يتجارون بها.
اخي بولص لنكن واقعيين اننا ابناء اليوم ابناء العراق المتكون من عدة اثنيات من العرب والكورد والتركمان والشبك والارمن والكلدان والاشوريين والسريان، ومن عدة اديان المسلمين والمسيحيين والازيديين والصابئة والكاكائيين ولكل منها مذاهبها. هذا هو واقع الشعب العراقي اليوم وعلينا الافتخار للانتماء اليه اولا وثم اثنيتنا. اما الرجوع الى الماضي فهنا هي الاسطورة بعينها، لان الماضي مضى مع من عاش فيه وفي ظروفه.
نعم لنا الحق من جهة اخرى ان نفتخر نحن الكلدان والاشوريين والاراميين اليوم لكوننا نحمل تسميات ابناء البلد الاصليين، ولكن بافكار تكيفية مع الواقع الجديد الذي كونته عوامل متعددة قاهرة لايمكن تحديها، ولهذا اقول وبالاخص في هذه السنين وهذه الايام ستشهد المنطقة وبدات بوادرها نظاماً جديداً، قد يكون ذات توجه وطني عابر الطائفية والقومية التي تتشبثون بها وعابر الانقسامات المحلية والادارات الذاتية، وليكف من هم في الخارج من توريط المسيحيين في افكار غير واقعية لكي يكون بقاؤهم مرهون بانتمائهم الوطني وليس غير ذلك. وان لا يكون ما بقى من الشعب المسيحي باثنياته ضحية لافكار ومصالح السياسيين الضيقة. فاستروا على ما تبقى من المسيحيين في بلدنا الام العراق.
 اخي بولص لا تراني اكتب احيانا قضايا تاريخية تلك هي من مستوجبات واسس المنهج التاريخي في اختصاصي وليس في سياق علم التاريخ ، واكتبها كرد لمن ياتي بحجج تاريخية معينة فابين له هناك ايضا حجج اخرى مناقضة لها، وليس ايماناً مني بمهزلة التأريخ وليس التاريخ. وعليه اركن الى الواقع وادرسه وليس ما كنا واين كنا وما هو اصلنا. اكتب لاجل اليوم وادعو الى الاهتمام في واقعنا اليوم لا ان نكون اسرى الخيال العاطفي الذي لا نتوقع منه الا الويلات والاضطهادات، لنفكر جيدا نحن الجالسون في بلدان الاغتراب حيث الراحة في مختلف مجالات الحياة وتعرفها جيدا اخي العزيز، وناتي نشجع من هم على حافة الهاوية للتفكير بانك ابن نينوى وابن بابل وسومر !! لا لنقول لهم اننا ابناء عراق اليوم علينا ان نتكيف مع الواقع وليس مع التاريخ السحيق. وهذا كان هدفي الاساسي من المقال، تبصير المسؤلين ان لا يتشبثوا بالتاريخ.
تقبل محبتي واسف على الاطالة.   

40
الاخ بطرس نباتي المحترم
تحية وتقدير
شكرا على قرائتك للمقال وملاحظتك المقتضبة. ولكن استاذ القدير لا اتفق وقولك: (انها مجرد كلمات في مناسبة عامة)، لابل هي تاجيجات يطلقها في تلك المناسبة رجل دين ذو مسؤلية متقدمة او على راس كنيسة، وهذا هو ديدنهم دائما وفي كل المناسبات سواء من الرؤساء الروحانيين الاشوريين او المدنيين منهم، كنت اتمنى ان تقول لم يكن مستوجبة تلك العبارات الجارحة للآخرين وهي بمثابة عدم احترام ثقافة الاخرين بحسب الاعراف والقوانين، وبل ان تحتوي كلمته على الاحترام والقبول وعدم اثارة هكذا مواضيع عفى الزمن عليها واخذت من تفكير الكثيرين واشغلت السياسيين بحيث جل تركيزهم منصب عليها وعلى مصالحهم دون الاكتراث بقضايا المجتمع الاخرى الاهم.

شكرا على نصيحتك واقبلها وانت اخ كبير بان اوجه تفكيري لاجراء دراسات عن واقع المسيحيين ومستقبلهم، اطمئن اخي بطرس لي دراسات وليس دراسة واحدة عن مواضيع تخص المسيحيين في العراق قدمتها لمؤسسات وبحسب طلبها طبعاً نالت رضاها، وليس موقع او المنبر الحر هنا المكان الملائم لعرض الدراسات، بل وجهات نظر في شكل مقالات ممكن.
تقبل محبتي

41
زميلي الدكتور صباح قيا المحترم

تحية وتقدير
شكراً على اهتمامك في الموضوع، وعلى ملاحظاتك التي اضفتها ومعظمها لو سمحت أقول غير متفق معكم، ويبقى رأيكم موضع تقدير واحترام. وفيما يلي توضيح عدم قناعتي:
اولاً: جئتَ بشرح عن أهمية اكيتو وماهيته ومشكوراً وضعك لمقال قد كتبتَه سابقاً، لكن اخي العزيز مقال الحالي ليس موضوعه عن اكيتو ابداً، لا عن أهميته او تاريخه ومدى كونه بدعة سياسية او اسطورة. فالمقال واضح انه محاولة تشخيص طبيعة خطاب رئيسي كنيستين في كلمتهما بهذه المناسبة، فضلا عن تذكير غبطة البطريرك ما آوا ان ما تفضل به ليس صحيحاً بالنسبة الى العلاقة التاريخية للاثنيات الثلاث الكلدان والاشوريين والسريان من وجهة نظري، وان اعتمد هو على ما تلقاه من مجتمعه عبر التنشئة الاجتماعية او اعتمد على مصادر معينة فبينت هناك مصادر تخالف ما تفضل به، وفي النهاية دعوتي لغبطته الركون الى التضامن وقبول الاخر وأدراك الواقع الحالي وما طرا تاريخيا وان نتعامل مع الواقع لا مع الاساطير كما تفضل. وانت اكدت انها توجه اساطيري. المهم ليس موضوعي اكيتو ابدا.

ثانياً: مسالة اهتمام الكنيسة الكلدانية فيه باعتقادي: ليست مهتمة به كمناسبة دينية وتحتفل بالمناسبة، بل طالما الشعب الكلداني يتخذه رمزاً قوميا ذو دلالات تاريخية حضارية، فان غبطة البطريرك مار ساكو لم يعمل شيئا الا وقدم تهنئة الى الشعب الكلداني، توجهاً للاهتمام بالتراث الحضاري الذي يسعون اليه، وحال التهنئة مثل تهنئة الاخوة المسلمين والايزيديين والصابئة ومناسبات وطنية وقومية أخرى مثل نوروز للأخوة الاكراد وغيرها.
اما لماذا بابل رُفعت والاهتمام باكيتو، كما قلت ليس هذا موضوع المقال ابداً. ولكن في اعتقادي ليس هناك اهتمام باكيتو من قبل الكنيسة كما ذكرت اعلاه، بل انها مجرد تهنئة تقديرية بالمناسبة لتوجيه الاهتمام بالتراث الحضاري، بدليل انها لا تدعو الى ممارسته كجزء من الطقوس الكنسية، وفعلا هذا لم يحصل حتى في الكنائس الاشورية.   
 
ثالثاً: لا اتفق معك اخي الدكتور صباح في عبارتك ورايك في قولك (ان ما جاء في كلمة البطريرك آوآ لا يدعو الى الغرابة اطلاقاً، البطريرك آوا عبر عن الثقافة الاشورية السائدة عند الاخوة الاشوريين والمتأصلة في جوهر عقلهم والت تؤججها وتزيدها رسوخاً كنيستهم المؤمنة بعمق هذا التوجه الاساطيري بلسان واقلام رعاتها جميعا وهذا ما حصل وسيحصل) شكرا على هذه العبارة المهمة جداً التي تبين بوضوح الاختلاف بين الثقافة الاشورية والثقافة الكلدانية، وتاليها الاختلاف بين شخصية الكلداني والاشوري، انها دعم وتأييد لما اكتبه في هذا القبيل الذي أُوأكد عليه دائما، تصريح مهم من زميل اكاديمي له اهتمامات في الموضوع. نعم هناك اختلاف جوهري في النمط الفكري لكل من الاشوريين والكلدان وقد وضحت عناصر هذا الاختلاف في مناسبات متعددة لا يسع المجال هنا لتكرارها.
ولكن زميلي العزيز دكتور صباح القدير، ما تقصد به هو الاختلاف الثقافي، الذي يحصل جراء التنشئة الاجتماعية المتباينة بين الجماعات البشرية نقلا من المجتمع عبر الاسرة للأفراد وتترسخ وتتأصل في عقولهم وفقا للتمركز السلالي ويصبح جزأً من شخصيتهم، نعم هو كذلك وهذا قانون في علم الاجتماع عابر النظرية، يسمى (نسبية الظاهرة الاجتماعية) نعم هكذا تعلم الاشوري والمتعصب قومياً، بينما هذا لا اعتراض عليه ابدا لأننا في ثقافتنا الكلدانية اهتمامنا ينصب في ادراك الواقع والتكيف مع المجتمع ونبذ وعدم التفكير بالأساطير وتعظيم الذات رجوعاً لألاف السنين كما يفعل الاشوريين، وكما من اهتماماتنا الكنيسة والدين اكثر منهم. ولكن ان يأتي ويدعو رئيس كنيسة ويجرح مشاعر الاخرين الذين لا يؤمنون بانهم طوائف ضمن الكنيسة الاشورية او انهم نينويين كلهم، فهذا غير مقبول وهو تعدي على مشاعر الاخرين فلابد ان ينبه من يؤجج النيران، لانها تأتي في سياق الفرض والدعوة الى فرضها طالما تُقال رسميا ومن افواههم واقلامهم ومن سياسييهم ورؤساء كنيستهم هذه تخلق فوضى وعدم احترام مشاعر الاخرين وحقوقهم في تقرير انتمائهم الاثني القومي.
هل من المعقول ان تُتيح محكمة لأحوال الشخصية في كندا ابرام او تصديق عقد زواج المسلم بزوجة ثانية او ثالثة؟ بحجة ان من ثقافة المسلمين وما تعلموا وترسخ في عقولهم وفقا لمبادئهم الدينية كجزء من ثقافتهم محلل الزواج لهم لحد الأربعة! لا يا اخي هذا لا يجوز لانها تخلق فوضى في النسق النظامي ولا يجوز للمسلم فرض ذلك الا بقانون يصرح ذلك، فلو صرح قانون في العراق باننا كلنا اشوريين فذلك شيء آخر.
هل نقبل او قبل المسيحيون بثقافة داعش في بلداتنا وقرانا لان هكذا تعلم منتمو داعش وترسخ في عقولهم ثقافيا ودينياً؟ أ ليس هناك تجاوز للحكومة العراقية الحالية على حقوق المسيحيين في ظواهر الأحوال الشخصية وبعض الأنشطة الاقتصادية مثل صناعة الخمور؟ ولماذا نعترض ونتشكى وننادي في الغاء هذا الاجحاف بحقنا؟ هل نسكت ونقول ان من يتولى زمام الحكم قد ترسخت في عقولهم هكذا ظواهر من دينهم الذي هو جزء من ثقافتهم؟ امثلة على نسبية الظاهرة الاجتماعية كثيرة، نعم هناك نسبية في الظاهرة لكن بحيث ان لا تؤثر معنوياً وجسديا تطبيقاتها على الاخرين على مستوى الفرد او المجتمع، بل قبول واحترام متبادل وهذا ما نسعى اليه. وتسعى الامم المتحدة اليه في قوانينها الانسانية.

رابعاً: قولك (تذبذب وجهات نظر رعاتنا الاجلاء واختلافهم فيما بينهم بالموقف من القضية الكلدانية ان كانت هناك حقاً قضية) عزيزي الدكتور صباح وقد اجبت بقلمك على هذا التساؤل في عبارتك أعلاه.  ولو أيضا هذا تساؤل خارج سياق المقال وانما تقديرا لكم أبدى رأيي: الكلدان لهم مشاعرهم القومية الانتمائية، ولكن معظمهم يفتقدون الى ترسيخ الوعي القومي، ولكن لثقتهم بأنفسهم لهذا الانتماء وما ترسخ في عقولهم يختلفون عن الاخوة الاشوريين اكليروساً وعلمانيين او مدنيين، فهم يكرسون اهتماماتهم في الديانة والكنيسة والتكيف مع الواقع الاجتماعي والسياسي لبلدهم واينما حلوا ويستبعدون في ثقافتهم التفكير بالأساطير او ارجاع عظمتهم التاريخية السياسية او السلطة لإدراكهم الواقع والتاريخ عكس الاخوة الاشوريين. 

خامساً: اتفق معك تماماً الاحتفال بعيد اكيتو دون تطبيل او ضجيج مفتعل كالمسيرات التي ستنقلب عليهم سوءا وفقاً للمتغيرات غير المستقرة في البلد والمنطقة والتي توحي لإبراز العضلات ولكن في الحقيقة لا شيء ذو قيمة الا مجرد تجميع بعض المساكين السذج المستفيدين من بعض الأحزاب الاشورية بطريقة واخرى، او من صنف (اللاادريين) كما ذكرت في المقال. وفي الحقيقة عجبتني احتفالات الكلدان الهادئة بالمناسبة في تجمعات صغيرة دون ضجيج ومسيرات.

سادساً: قولك: (كما انني لا أرى مبرراً مقنعاً ان تكون مناسبة عيد اكيتو شرارة لتأجيج النيران بين القيادات الكنسية ومقارنة من يتكلم ويكتب بقناعة وبين من يهنئ لترضية مجموعة معينة لظرف محدد وهو في الغالب غير مقتنع بتهنئته) اذا تقصد انا مؤجج النيران، فذلك غير صحيح، لان في اعتقادي هكذا خطاب كما وضحت أعلاه من شخصية ذات مسؤولية رائدة في الكنيسة والمجتمع هو اساساً تأجيج للنيران، والا هل يستوجب ان تُقال هكذا عبارات الغائية، تجرح مشاعر الاخرين، وهو رجل دين، المفترض منه احترام مشاعر الاخرين في انتمائهم وان كان قد تثقف وترسخ عنده ومقتنع به، ليحتفظ لنفسه في ذلك التصور وان لا يطلقه في العلن امام الحكومات والمسؤولين ويؤجج الأحزاب السياسية.
اما الطرف الثاني قد لا يكون مقتنع، فهذا افتراض اخي الدكتور، ان لم يكن مقتنع لما بعث بكلمة تهنئة وغير ملزم. ومن جهة اخرى تعرف حضرتك تماما، ان الانسان خاضع للمتغيرات في تفكيره بحسب المواقف حسب المستجدات وكسب المعرفة، وقد يكون الانسان غير مقتنع بظاهرة ما، انما بعد تطور المنظومة المعلوماتية لديه عن تلك الظاهرة يقوده الى تغيير موقفه، والعكس صحيح. فغبطة البطريرك ساكو ان لم يكن مقتنعاً يوما ما، وهو رجل علم ومعرفة ويدرك المستجدات والمتغيرات فيغير توجهاته ومواقفه بحسب ما اكتسبه.
تقبل محبتي

42
الاخ الياس متي منصور المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وعلى ما تفضلت به من ملاحظات التي تدل عن حرصك على شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني شعب بلاد النهرين، ولكن اود الاشارة الى رايي بخصوصها.
نعم نحن على وشك الزوال في العراق وعلى وشك الانصهار في مجتمعات بلدان الانتشار، وهناك العديد من المؤشرات التي تشير الى ذلك ولسنا الان بصددها. ولكن ما علاقة التسمية التي اخذت الكثير من المهتمين من الاثنيات الثلاث في زوالنا، شخصياً ما تمكنت من ربط اية علاقة! يعني هل وحدتنا في تسمية واحدة سوف تردع انصهارنا؟ وهل تسمية معينة تجمعنا وتوقف زوالنا من العراق؟
 اخي العزيز الياس قضية زوالنا من العراق وبل الشرق الاوسط هي اكبر منا جميعا ومن التسمية ومن العراق برمته، عواملها اقليمية عالمية وبعدها محلية، التسمية لا تحل ولا تربط بقضية زوالنا سواء في المهجر او في العراق، لا مجال للتفصيل هنا في هذا الرد المبسط حيث اجريت دراسة مستفيضة عن هذا الموضوع قبل سنة وبحسب طلب احدى المؤسسات في العراق عنه.
ذكرتَ منذ السبعينات اراد الكلدان ان يكون لهم ادارة ذاتية في العراق والحفاظ على ثقافتهم، اقول: اعتقد هذه فتوى، لا يوجد ذكر في تاريخ العراق الحديث والمعاصر ان يوما من الايام كان الكلدان دينيا او مدنياً يبحثون عن ادارة ذاتية، وبدليل عدم وجود احزاب سياسية طالبت بهذه الادارة ولا يوم من الايام طالبوا بها ولا كنيستهم طالبت، فمن اين لك هذه المعلومة؟ نعم الاخوة الاشوريين بحثوا ولا يزال يبحثون ولكن اقول هي محاولات سرابية، لا تجني الا الويلات عكست على حياتهم ووجودهم سلباً وشمل ذلك المسيحيون في العراق، انما الكلدان ولا السريان بحثوا يوما عن ادارة ذاتية. واتمنى لو عندك اية وثيقة تؤيد ذلك ان تكشفها لاصحح ما اقول.
اخي الياس المحترم: الكلدان وقُلتها سابقا واكررها شعب اختار التكيف والاندماج مع من يشاركه الارض والحياة، شعب يكرس اهتماماته للانتماء الوطني اسمه العراق ولا يفكر يوما ان يكون له محافظة او اقليم او ادارة ذاتية وما شابه، اما مسالة العناصر الثقافية والحفاظ عليها، طالما لا توجد دولة ترعى بمؤسساتها ثقافتنا ولغتنا، ولن نجدها في المستقبل، فلا يمكن الصمود امام المتغيرات الجسيمة التي اجاتحت وتجتاح المنطقة ولا امام تحديات المجتمع الجديد في المهجر، وعليه نقول ان الكلدان يحاولون التكيف والاندماج افضل من التفكير في قضايا وهمية خيالية لا يمكن تحقيقها على ارض الواقع.
اتفق معك تماماً اننا كاثنيات بلاد النهرين الوافدة والاصيلة اندمجت واختلطت ثقافيا وبايولوجيا، وعليه اكرر دائما لا وسيلة ولا احد بامكانه ان ينسب نفسه الى واحدة من الاثنيات القديمة من الاشوريين والاراميين والكلدان، ومن هذا المنطلق لتلافي هذه المعضلة نركن الى مبدا احترام الاخر وقبوله كما يسمي نفسه والانطلاق لتوحيد الخطاب والموقف ولاستفادة من المشتركات مثل الدين الواحد، وليس الالغاء الاخر والاصرار على الاصل كما جاء في كلمة غبطة البطريرك مار آوا الموقر، وهذا كان هدف المقال وليس جرح مشاعر الاخرين او تقسيمنا وما شابه كما فهم بعض الاخوة، غايتي الاحترام المتبادل وثم الاحترام المتبادل للمشاعر الانتمائية والعمل الموحد المشترك لردع التحديات ولكن مع الاسف البعض يفهمونني خطأ.
اما عن اقتراحك لتجمعنا كلمة (سورايي)، اقول: اولا، من حيث مدلولها الانثروبولوجي لا تشير الى اثنية قومية بل تاتي بمعنى مسيحيين تماماً بغض النظر ان اصلها ومصدرها، كلمة تداولها اجدادنا وابائنا دون ان نعرف تاريخ تداولها بالضبط للاشارة الى المسيحية والسورث للاشارة الى اللغة التي يتحدث بها المسيحيون، فضلا على ان الكلمة محصورة عند مسيحي العراق بحيث حتى المكونات الاخرى من الشعب العراقي ليست مالوفة ومعروفة عندهم، غير مالوفة عند مسيحي الشرق الاوسط، كما انها ليست متداولة اكاديميا وغير مذكورة تاريخيا كاثنية ولا لغة، فكيف تريد ان تقلب ومعكم الذين يسعون اليها كل الموازين ونغير كل الاكاديميات التي تعرف الكلدان والاشوريين والاراميين وحديثا السريان، تلك التسميات المعروفة عالمياً.
هناك امثلة متعددة من الواقع اللغوي والحديث المتبادل بين مسيحي العراق لمدلول هذه الكلمة بانها تعني المسيحية، فابسط الامثلة: عندما تمر في قرية من الارمن وتسال عن ديانتهم، تقول هذه قرية دسوراييلا، وبجانبها قرية دمشلماني، عندما كنت في الاردن التي فيها العديد من القرى والمدن باكملها مسيحيين، كنا نقول لنؤجر الدار في (فحيص) مذيتا دسوراييلا، او كبيرا سورايي هولي بكو مدينة سلط او عجلون لنؤجر الدار هناك، ولكن هؤلاء المسيحيين من الروم الكاثوليك والارثودكس واللاتين لا يعرفون شيء عن الكلدان ولا السريان ولا الاشوريين الا حديثا بعد ان اختلطوا معهم، كما اننا عندما نشير الى قرية مسيحية او مدينة او شخص مسيحي لا نقول مشيحايا او ما ثا دمشيحايي بل دسورايي. كلنا قلنا نهاجر الى الخارج على الاقل دولاثا دوسوراييلي.
هكذا مدلولها ليس الا للاشارة الى المسيحية تماما، ولي دراسة ميدانية عن الموضوع تحت الاجراء. فكيف نجني او نعتم على تسميات تاريخية معروفة اكاديميا وبين شعوب العالم ونبدلها بكلمة لا نعرف اصلها مع انها لغويا تترجم بكلمة غير لائقة ومحبذة.
 وهل تعتقد اخي الياس مدى امكانية تحقيق الاهداف تحت هذه التسمية؟ لا اظن انها تقدم ولا تؤخر، لان المتعصبين من الاثنيات الثلاث بالمرصاد لها.
لا اريد الاطالة اكثر بالرغم من ان هناك في جعبتي الكثير عن ملاحظاتك.
تقبل محبتي

43
الشماس القدير بطرس آدم المحترم
تحية
شكرا على تفضلكم لقرائتكم المقال، وملاحظتك القيمة التي تعد مكملة للمقال وزادتها فكراً.
نعم الكلداني مخلصاً لوطنه، وواضح جداً في تاريخ العراق القديم والحديث، وهذا الاخلاص والعيش بسلام متاتي من امكانيته في الاندماج بالمجتمع العراقي بكل تفاصيل الحياة مشاركاً في العطاء والبناء، وفي ذلك مجنباً احلام المجد البليد الماضي قبل الاف السنين، بل يعيش الواقع ويحترم من يشاركه الحياة، حاله حال كل العراقيين، وكما تفضلت وهو البرهان القاطع لم يكن كلدانياً واحداً رافق جيوش العالم لتدمير العراق وتسليمه للمذهبية والقومية والطائفية ليركنوا به للتخلف كما نلاحظ اليوم، كما عملت الاحزاب الاشورية التي تحلم بمحافظة او اقليم، ولكن المعادلة عكست، ما كان باقيا من المسيحيين في العراق غادروا وعلى وشك زوالهم في الوطن. ولهذا ارى ان وجود احزاب قومية مسيحية في البلد كان احد اسباب اضطهاد المسيحيين من حيث لا يدرون.
تقبل محبتي

44
الزميل الدكتور عامر ملوكا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك المقال وانزال الرد هنا بالاضافة الى تنزيله مفردا مستقلا، كنت اتمنى من الاخوة الاخرين الذين كتبوا تعقيبهم او ردودهم وانزلوا التعقيب لمفرده ان يخطون خطوتك لكي ارد عليهم.
كما تفضلت قارنت بين شخصيتين روحانيتين اشوريتين اعتماداً على سيرتهما الذاتية ونتائج المقابلة مع احدهما والرسالة التي اطلقها البطريرك مار آوا، نعم انهما مختلفان في مواقفهما تجاه هذا الموضوع الشائك المعقد، وذلك يعتمد على عدة عوامل منها، طبيعة التنشئة الاجتماعية التي تلقاها كل منهما لصقل دافع احترام وقبول الاخر والتخفيف من دافع التعصب، ولا تنسى ان البيئة الاجتماعية التي عاش فيها البطريرك مار آوا في شيكاغو هي بمثابة المركز الرئيسي لانطلاقة التوجهات القومية الاشورية منذ أمد بعيد وبالاخص بعد تسلم المرحوم البطريرك مار دنخا السدة البطريركية لكنسية المشرق الاشورية، وحتما كان له تاثير مباشر عليه منذ الصغر، اذ كان معروفاً بتعصبه وخطابه الالغائي هو الاخر، وليس كما يفسر البعض لا توجد كلمة الغاء في النص وعليه لم يلغ، كانما هؤلاء يتعاملون مع السُذج، فما هو المقصود بالامة الاشورية بكل طوائفها، او ما المقصود ان الكلدان والاشوريين والسريان هم امة نينوية واحدة، وما المقصود الامة الاشورية التي تتضمن ابناء الكنيسة الكلدانية والاشورية والسريانية بمختلف فروعها كما جاء ذات مرة في احدى الرسائل الموجهة من قبل المرحوم ماردنخا حننيا؟ أ لا توجد فيها دلالات الالغاء؟ طالما يتدخل ويتحدث باسم الكنائس كلها شعباً وقومياً تعد عملية الغاء؟ ولا تحتاج مفكرين وتحليل، ومن عوامل الاختلاف، ان مار ميلس اضافة لما ذكرت اعلاه عاش في العراق في فترة تكميم الافواه من قبل الحكومة، بينما ما آوا عاش في بلد الحرية والديمقراطية، لكن غلبت مفاهيم التي تلقاها في التنشئة الاجتماعية الاسرية والمحلية اقصد المجتمع المحلي على ما قدمه المجتمع الامريكي من مفاهيم الديمقراطية وحقوق الانسان وما شابه، اي بمعنى آخر لم تصمد المفاهيم الحديثة امام قوة التعصب الذي اختمر فيه ذهن غبطته منذ صغره اي حصلت تنمية لدافع التعصب ليفوق الدوافع المضادة للتعصب نفسه التي هي دوافع يمتلكها الانسان وبمرور الزمن تتاثر بالتنشئة الاجتماعية الاسرية والمحلية، او من ما يتلقاه الفرد في الدراسة وتاثير العلاقات الاجتماعية.
تكرار الكلمة في نص معين لعدة مرات بحيث تصل الى رقم غير اعتيادي كما اشرت اليه في كلمة غبطته، ذلك يدل كما يفسر سيجموند فرويد على العلاقة بين التفكير اثناء الكتابة والعقل الباطني للانسان، فالشيئ الذي يريد الشخص التوصل اليه ويناله، يبرز في تكرار التاكيد عليه عند الكتابة دون ان يشعر، مثلها ايضاً (زلات القلم) اللاشعورية، كما الحال ما تسمى (فلتات اللسان) التي تعبر عن مكنونات العقل الباطني عند الفرد ايضا اثناء الحديث.
تقبل محبتي

45
الكاتب المبدع في لغته الام قشو ابراهيم نيروا المحترم
شلاما
شكراً على قرائتك للمقال وملاحظتك التي دونتها ويؤسفني اني ما استطعت قراءتها، ولكن تمكنت من استنتاج سلسلة ملوك الاشوريين عبر العصور التاريخية.
شيءٌ جميل على هذا الاهتمام، واذا سمحت لي ملاحظتين:
الاولى: تبين من الملك الاول والى رقم 31 يفتقدون الى التاريخ الذي يؤشر على وجودهم فعلا على ارض معينة وفي فترة زمنية ما، فكيف يا ترى توصلت اليهم دون تشخيص الفترة الزمنية، علما بان غابر الازمان اي في العصور الموغلة بالقدم كان البشر متنقلا من مكان الى آخر بشكل افراد وثم جماعات صغيرة وبعدها تشكلت القبائل وبعدها استقرت تلك القبائل البشرية واستمرت في الصراع بينها لاجل الاستحواذ على الارض والثروات. وبعدها تكون تسميات لكل قبيلة، فلا ادري متى بدا ملوك الاشوريين بالظهور، هل هي حقيقة ام من صنع الخيال العاطفي باعتبار بدأت البشرية بالاشورية؟! وطالما تنعدم الفترة الزمنية للملوك فلا اهمية لذلك ولا مصداقية لوجودهم وتنسيبهم لقوم ما.
الملاحظة الثانية: اخي قشو ما هو الربط بين ذكر الملوك الاشوريين وموضوع التسمية اذ الاحظ تكرر انزال هذه السلسلة كلما كتب احد عن التسمية. لو كان الموضوع عن نكران وجود الاشوريين تاريخياً لك الحق حينها ان تنزل هذه السلسلة لتثبت للكاتب ان نكرانك للوجود الاشوري خطأ، ولا احد بامكانه ينكر وجود الاشوري في فترة زمنية معينة، فلا يستوجب ذكر هذه السلسلة عندما يكون الموضوع عن التسمية.
ومن جهة اخرى لاثبات لا علاقة بالملوك بالتسمية القومية اقول: الحكومة واي كان نوعها وشكلها لها تسمية معينة لسبب وآخر، ولا يعني ذلك بان الشعب الذي تسيطر عليه هو على نفس التسمية او الاثنية، بل قد يتكون الشعب من عدة اثنيات قومية، فمثلا في الامبراطورية الاشورية ابان حكمها وقبله وبعده كانت على ارض آشور عدة اثنيات قومية وهذا ينطبق على معظم الامبراطوريات القديمة، وكذلك الحال في الدول الحديثة تتكرر نفس الحالة، فالدولة لها تسمية معينة ولكن الشعب يتكون من عدة اثنيات، فخذ مثلا العراق الغالبية العظمى من افراد الحكومات المتتالية هي عربية،  وهذا لا يعني ان كل الشعب العراقي هم من العرب، بل هناك اثنيات متعددة تعيش على ارض العراق، وهكذا في امريكا وكندا معظم افراد الحكومتين من الانكليز، ولكن هناك مئات الاثنيات القومية على ارضهما وفرنسا والمانيا اليوم على نفس المنوال. وعليه نقول اننا شعب بلاد النهرين ولكن بثلاث اثنيات قومية ظهرت على ارضها منذ العصور القديمة هم الكلدان والاشوريين والاراميين. فاذن ذكر الملوك ليس دليل قاطع واساسي لكي تعرفنا بالتسمية الاشورية، بل لاثبات الوجود الاشوري في التاريخ لفترة زمنية معينة.
تقبل محبتي

46
الكاتب الهادىء الوقور وديع زورا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال، وعلى تعقيبك المقتضب الجميل الذي له بعد عميق ومغزى حيث جاءت فيه العبارة المنطقية (ان وحدة شعبنا المسيحي العراقي لا تعني مطلقاً ان تاسيسها ينبغي ان يتم على اشلاء الكلدان).
كلام منطقي جداً لانه بوضوح هدف الاخرين الذين يدعون الى الوحدة المذهبية الدينية ليس لاجل وحدة كلمة المسيح اكثر مما هي عملية احتواء الكلدان وكثرتهم وامكاناتهم في مختلف المجالات تحت تسمية يفضلونها هم وهي الاشورية، ولا ادري هل هناك ضرر من توحيد الامة تحت مسمى الكلدان مثلا؟ ولكن لا هذه ولا تلك تبقى ثلاث اثنيات قومية طالما تأصلت ورسخت جذروها في الاعماق النفسية لافراد هذه الاثنيات.
تقبل محبتي

47
الاخ مايك سيبي المحترم
تحية
شكرا على مرورك وقرائتك المقال، كما اشكرك على نصيحتك، على عيني، علما اني سبق وقررت ان لا ارد على الاخوة المجهولي الهوية.
كيف اناقش شخص يوكل نفسه لكتاب الغرب او الغربيين، اول مرة اسمع في حياتي ان شخص ما يوكل نفسه للحديث او تقييم شيء ما بدلاً من الاخرين. وبالطبع ايٌ كان مجهول الهوية من الكلدان او الاشوريين او السريان او العرب او الكورد او الغربيين سوف لا يكون لي تعقيب على ردهم، فاطمئن اخي مايك.
تقبل محبتي

48
الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وما تفضلت من ملاحظات، وكلمات الثناء التي تعد وسام منحني اياه احد كبار النشطاء الكلدان الغيورين على الامة الكلدانية والباحثين في شؤنها.
نعم كما تفضلت اخي الدكتور نزار ان تاثير السياسيين على غبطة البطريرك مار آوا جلي جداً، وحتى لو كان هو كاتبها، كان على غبطته ربط المناسبة في الجانب الروحي، وترسيخ مبادئ احترام الاخر وتقدير مشاعر الاخرين الانتمائية القومية، بدلا من الالغاء الذي هو من شيمة السياسيين الذين يرسخون هكذا مفاهيم لاجل مصالحهم الشخصية ومصلحة احزابهم الضيقة المحدودة. كان الاجدر بغبطته ان يفكر من اجل المجتمع المسيحي بمختلف تسمياته في العراق ويدعوهم الى التضامن والاخوة، وليس تكرار امجاد عفى عنها الزمن ولا فائدة مرجوة منها لاجل التكيف مع الواقع المجتمعي الحالي. ان عملية توظيف التاريخ في توسيع الهوة بين افراد المجتمع تحمل في طياتها عناصر عدم ادراك الواقع، بامكان شخص مسوول روحي ان يوظف الاحداث التاريخية لترسيخ التنمية والسلام في المجتمع.
كشفتُ بعض من التناقضات، ولكن لو تفحصنا ما كتبه الاخوة الاشوريين لالفنا مجلدات عن تناقاضاتهم واخفائهم للحقائق وعدم الامانة في الترجمة والتزوير وتنسيب الاشياء والاحداث الى مصادر غير حقيقية. فاضم صوتي الى صوتك كما تفضلت في مقالتك الاخيرة الجميلة الرائعة في دعوتك للاخوة الاشوريين لوضع يدهم بيدنا والعمل المشترك واحترام الاخر بعيدا عن موضوع التسميات الذي ابتلينا به.
تقبل وافر محبتي

49
الكاتب المبدع يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا على مرورك وكتابة الملاحظات القيمة التي اغنت المقال، واسف على التأخر في الرد للانشغال بايام العيد.
نعم كما تفضلت ان وضع مجتمعنا باثنياته الثلاث مفكك، كلما ظهرت خطابات من اعلى المسؤلين ترسخ عقدة التسمية والغاء الاخر سيزيد ذلك من التفكك، من حيث لا يدرون كردود فعل سلبية تجاه هكذا سياقات فكرية. فبدلاً ان يدعو المسؤول الروحي في خطابه الى التآخي والمحبة والتضامن واحترام مشاعر الاخر الانتمائية القومية، يلجأ الى ترسيخ عوامل الابتعاد والتنافر، وقد يكون لسياسي الاخوة الاشوريين دور كبير في توريط غبطة البطريرك مار آوا الموقر في الادلاء بهكذا افكار في مناسبة اكيتو. اكثر من 100 سنة لهم محاولات مكررة من هذا القبيل ولكن دون ان تجني تلك المحاولات والافكار اية نتيجة، وبالعكس انهم يعقدون الظاهرة بين الاثنيات الثلاث وتزداد ردود الافعال السلبية من الكلدان والسريان يوما بعد يوم، كانما تصوروا ان الاثنيتين مغفلتين، بينما كان ابناؤها بالمرصاد لكشف كل الحقائق المخفية، او تفنيد كل ما جاءوا من افكار تخص الموضوع من كتب مؤدلجة او مقتطفات كُتبت هنا وهناك من قبل رجال الدين، فاعتقد لمصلحتهم اعادة النظر في مواقفهم لان التطور التكنولوجي ساعد على تطور وسائل الاكتشافات وطرق الدراسة وتوفرت مصادر حديثة.
تقبل محبتي

50
رابي اخيقر يوخنا ميوقرا
شلاما
شكرا على مرورك وتفضلك بابداء رايك عن الموضوع المطروح.
طبعا انك غير مقتنع بما جاء في المقال وممل، لانه لا يتوافق مع نظرتك لما هو مطروح بنظرة مختلفة، اما لو اتفق لكنت مقنعا جدا ومهما كان طوله ولكتبت انه مقال رائع وكاتب عظيم وماشابه، هذه معروفة اخي اخيقر. اما المهم الذي جاء في تعقيبك.
كيف فسرت ذلك؟ من يقول هناك كنيسة بلا قوم، المعروف ان الكنيسة هي الشعب او مجموعة من المؤمنين وليست احجار متراصة بشكل هندسي معين، ولا ادري ما علاقة عبارتك بموضوع المقال.

قولك: (لايمكن الفصل بين الرسالة والايمان المسيحي وبين الهوية القومية الاشورية) يدل من ذلك ان الاشوريين فقط ايمانهم المسيحي صائب ومستقيم والبقية على خطأ وباطل، مئات الاقوام الاخرى المسيحية في العالم ماهو مصيرها حسب تفسيرك، هذا يعني كلهم الى الجهنم وبئس المصير لانهم ليسوا اشوريين ليستقيم ايمانهم!!!
وكيف تشبه القربان الممزوج بالدم وهو روحي بشئ دنيوي ؟ هذه افكار خطيرة ارجو اعادة النظر فيها وهل يعرف الاكليروس شيء عنها ؟
اخي اخيقر القدير: هذه للمزحة
اعتقد لو تسافر الى (عين النوني) التي سميتها بالكوردية (كانيماص) في هذه السرعة تخليت عن اللغة الاشورية! وتطور زراعة التفاح فيها التي اشتهرت بانواعها، وانا من هنا اسافر الى مانكيش واطور زراعة الثوم والبصل والطماطة والعنب تلك التي اشتهرت بها ونعلن محافظة اشورية  وبعدها سنتلقى القنابل من كل صوب، لو اقترحت (حكاري) افضل. يا اخي لنفكر جميعا بواقعنا وان لا نكون مصدر ازعاج وخطورة على من تبقى من المسيحيين في بلدنا الام عراق اليوم دون امجاد اصبحت من الماضي لنستر عليهم ولا نعيد احداث الماضي .
محبتي وعيد قيامة مجيد

51
الاخ نامق ناظم جرجيس آل خريفا المحترم
تحية
شكرا لمروكم ويشرفني جدا وجود رئيس اتحاد الكتاب والادباء الكلدان لابداء رايه عن موضوع كتبته.
نعم كانت مفارقة كبيرة بين الكلمتين، مفارقة ممكن ان يكشفها اي فرد بغض النظر عن مستواه التعليمي والثقافي ولا تحتاج الى اكاديمي وطرق تحليل وتنظير، لكن كان عندي المهم ان ياتي كما تفضلت من لغة تتميز بالغاء الاخر والتشويه للتاريخ دون دراية وافية او لقراءة التاريخ من زاوية واحدة سياسية مؤدلجة، وعليه بينت بعض الامور من وجهة نظري، وبالاخص انها تصدر من قامة دينية كبيرة ومسؤول اعلى لكنيسة المشرق الاشورية التي يكون صداها مؤثراً جدا عند اتباع الكنيسة وغيرهم مما لو جاءت من كاتب هاوي او سياسي معروف في ايديولوجيته او اي انسان آخر، فتاثيرها يفوق تاثير اي مصدر آخر، فمن الخطأ كما قال احد الاخوان لما لا تصدون الاخ(موفق نيسكو)، ذلك كاتب هاوي يكتب ولا اي تاثير على الاخرين لعدم وجود اية مسؤولية له، بل تاتي افكار الالغاء من غبطة البطريرك فهنا لا بد الرد لان لا يمكن مقارنة تاثير ما يدلي به مع ما يدلي من كلمة او مقال آخر دون مسؤولية او تاثير على شعبه.
نتمنى كما تفضلت ان تبقى هذه الاشكالية للماضى ويترك كل واحد لحاله ولكن في تضامن وآخاء ومحبة، كما اني مستغرب لهذا التشبث، ماذا اذا حصل كل مسيحيي العراق قالوا قوميتنا اشورية او كلدانية او سريانية او ملائكية او او ... ؟ هل هذا التحول الفكري سيمكنهم من استرجاع حقوقهم، لا ابدا وبل بالعكس في رايي سيكون زوالهم ومآسيهم اكثر كما كانت في الماضي.
تقبل محبتي وعيد قيامة مجيد مبارك

52
الكاتب الرائع جاك الهوزي المحترم
تحية
نورت المنبر بوجودك معنا ومشاركتك لابداء رايك عن المقال، فشكرا لك وعلى متابعتك وملاحظتك القيمة المقتضبة.
نعم كما تفضلت انها مسالة معقدة وشائكة جداً، كنائس تبحث عن اصولها وتقر كل واحدة بالاصالة، ورسخت هذه العقيدة القوى السياسية القومية العنصرية بكل معنى الكلمة، نعم، من هو الالغائي، الذي يتعصب تعصب اعمى لبني قوميته ويلغى وجود الاقوام الاخرى التي تشاركه في العيش بحجة افكار وهمية جداً لا تمس الى الحقيقة التاريخية باي شكل من الاشكال، رُسخت في اذهان السابقين لهم من عنصريين قوميين كانما في ذلك يكون خلاصهم من القوى المتنفذة في المنطقة، بينما تلك الافكار كانت وبالاً عليهم لتشريد شعبهم الذي لا يعرف شيئا عن اصوله التاريخية واصطدموا كما يقول مؤرخهم عندما قيل لهم انهم آشوريون، كيف وما هي تلك الدلائل والبراهين التي استند (وليم ويكرام) الانكليزي على فرضيته انهم احفاد الاشوريين القدامى، لا ادري؟ ولابد كان له غاية لتحقيقها لاجل الجهة المرسلة واستخدام هؤلاء المساكين الذين كانوا يعيشون حياتهم البسيطة وعكرها عليهم، حيث هو الوحيد من بين الرحالة بحسب علمي اكد على تلك الفرضية، ولم يسمع ابائنا واجدادنا كما وصلنا منهم يوم من الايام عرفوا انفسهم انهم اشوريين او من هم في جبال حكاري هم اشوريون بل سموهم بتسميات عشائرية ومناطقية جغرافية. جاء المقال لكشف اوهام هذه العنجهية لعلهم يحافظون على ما تبقى من المسيحيين في بلداننا الشرق اوسطية، وان لا تتكرر المآسي القديمة، ولاني ارى في الافق ومتى ما تتوفر الفرصة للقوى المتنفذة في المنطقة سوف لن تبقى حتى حجرة قد مسها مسيحي بيده طالما يثيرون هكذا احلام العودة للامبراطوريات الزائلة منذ الاف السنين وتلك الحضارات براءة منهم، كما يقول الاثنوكرافيون لو كانت لهم شيء من العلاقة للاصول الاثنية مع سكان الامبراطورية الاشورية العظيمة التي دوخت العالم بحروبها وادارتها وتقدمها لما كانت تلك العشائر متخلفة عن ركب الحضارة آنذاك، وان كانوا احفادهم، على الاقل استمروا او حافظوا بشيء من تلك الحضارة العظيمة، لكن شتان بين تلك العشائر في جبال حكاري وابناء نينوى التي دُمرت.
هذه الافكار التي حملها السياسيون المتطرفون منهم نقلت الى الرموز الدينية التي كان الاولى بهم التخفيف من حدة التطرف القومي، ويحثونهم على توافقهم مع الواقع، ولكن بالعكس انهم اكثر تطرفاً منهم، مما يدل وجود تناقض كبير في سلوكهم، ما بين السلوك الروحي والسلوك الاجتماعي.
ولا ادري باي حق يتحدثون باسم الكنائس الاخرى تاريخيا واجتماعيا اثنيا طالما هم منقسمون كما تفضلت.
تقبل محبتي

53
الكاتب المبدع هيثم ملوكا المحترم
تحية
شكرا على تواصلكم وابداء رايكم في المقال وليس البحث كما يزور الاخرين تسميته، وقد اضفت الكثير من المعلومات والافكار على المقال في ردك القيم واغنته فعلا. نعم اخي كما تفضلت ان التعصب القومي عند بعض الاخوة الاشوريين ومسايرة الاكليروس في كنيسة المشرق لهم على نفس النهج هو كارثة بعينه، فبدلاً ان يكونوا هؤلاء رجال الدين رموزا للتقارب وتوجية المؤمنين بروح مسيحية لنبذ التعصب والعمل معاً في تضامن وتوحيد كلمتنا كما ذكرت في المقال بدلا من التشبث بموضوع التسمية الذي مللنا منه ويؤثر على علاقاتنا سلباً، فكيف عندما يصرح الاب الروحي الاعلى في الكنيسة الاشورية هكذا تصريح وهو مَثَلهم الاعلى، فاتمنى ان تكون كلمته هذه قد كتبها احد السياسيين المتعصبين من الاشوريين لعله يراجع غبطته نفسه ويضع يده مع غبطة البطريرك الكاردينال ساكو الذي يكرس نفسه لخدمة كل المسيحيين دون المساس واثارة موضوع التسمية ويحترم الاخر كما ورد في رسالته وله مكانته المحلية والاقليمية والدولية.
كما اود الاشارة ان الفرق بين رسالتي البطريركين كان واضحاً جداً، حتى ابسط الناس ثقافة ممكن ان يدرك ذلك الفرق، ولكن المهم بينت لغبطة مار آوا بعض من الامور التي يتشبثون بها تاريخيا وقوميا وهي وهمية، واثبت الكتاب الكلدان والسريان ايضا وهميتها ولا اساس للصحة لها ومن خلال مصادر كتبت من قبلهم وشهود عيان، ومن مصادر الاكادميين الاجانب، ولم اذكر شيئا من مصادر كتابنا ومؤلفينا الكلدان لكي لا تفسر بمعنى آخر فهناك العديد من المؤلفين الكلدان المعاصرين كتبوا في الموضوع نفسه.
تقبل وافر تقديري

54
الكاتب الوطني المبدع ناصر عجمايا المحترم
تحية
اسف على التاخير في الرد اذ كنت مشغولا بعض الشئ
شكرا لمشاركتكم الراي مع ما جاء في المقال ومتابعتك، ودائما تكون في مقدمة المتفاعلين. نعم كما تفضلت ان التعصب آفة العصر اليوم وتعد من الشواذ في الحياة الاجتماعية في عصرنا ،اذ البوصلة الحياتية الاجتماعية تخطو خطواتها، وبل نضجت نحو التحرر من العصبية، وكما قلت في المقال الدافع للانتماء ليس بضاعة بل حالة نفسية تترك الحرية الانسانية للفرد ان ينتمي ويشعر بانتمائه. التعصب هو الذي كان ياتي بالويلات والاضطهادات للجماعات الاثنية الصغيرة في الماضي من قبل الجماعات ذات النفوذ، والاخوان لا يزالون على نفس الفكرة، بحيث يقدمون التعصب القومي الحاد على كل القيم الانساية، نتمنى ان يشعروا واكرر ان التعصب والاندماج مع التاريخ الذي لاكثر من ثلاثة الاف سنة والتمجيد الاسطوري لا ينفع اليوم، ما تركه لنا اجدادنا مكانه في المتحف فقط، نعم نعتز في ذلك ولكن لا نستخدمه في مفاهيمنا اليوم لكي لا يكون وابلا علينا والتاريخ يشهد على الكثير من الحوادث التي تعرض لها المسيحيون في الشرق الاوسط جراء التعصب.
تقبل وافر تقديري

55
المصادر المعتمدة في اعداد المقال:


1.     د. عامر سليمان إبراهيم، العراق في التاريخ القديم، ج2 الموجز الحضاري، 1993، ص 125.
2.    H.Lewy, Assyrian, C. 2600, 1816 B.C., Cambridge Ancient History, Part 53, Cambridge University Press, 1966.
Also,
Robert Chadwick, First Civilization: Ancient Mesopotamia and Egypt, Second Edition, Equinox Publishing, Ltd. London, U.K. 2005, p. 50.
3.   Joan Oats, Babylon, Thames & Hudson, New York 1986, p. 112.
4.   Wsevolod W. Isajiw, Definitions of Ethnicity, in Ethnicity and Ethnic Relations in Canada, 5th Edition, Ritam. Bienvenue Jay E. Goldstein, Butterworth, Toronto 1985, pp 5-15.
5.   Lewis Morgan, Ancient Society, University of Arizona, 1985.
6.   B. Oded, Mass Deportations and Deportees in the Neo-Assyrian Empire, Dr. Ludwig Reichert Verlag Wiesbaden, Germany, 1979, pp. 116-135.
And,
Austen H. Layard, Discoveries among the Ruins of Nineveh and Babylon, U.S.A, Lexington, KY, 2019, p 79.
7.   آرنست جيلنر، المجتمع الصناعي ومستقبل القومية، ص 62- 67.
8.   طالع، ميشيل شفاليه، المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية، (الكلدان والسريان والاشوريون والارمن) ترجمة نافع توسا، مراجعة وتقديم الاب د. يوسف توما مرقس، منشورات مجلة الفكر المسيحي، شركة الاطلس للطباعة المحدودة، بغداد- العراق، 2010، ص 179 وما بعدها وهوامش عديدة في الكتاب. علما ان أصل عنوان الكتاب بالفرنسية لا يذكر التسميات المذكورة بين قوسين في النسخة المترجمة، فلا أدري لماذا أضيفت من قبل المترجم والمقدم.
9.   B. Oded, Mass Deportations and Deportees in the Neo-Assyrian Empire, OP. CIT. p p 116-135.
10.   طالع عن تفاصيل الحضارات في بلاد النهرين وتفاعلها في كتاب د. عبدالله مرقس رابي، الكلدان والاشوريون والسريان وصراع التسمية، تحليل سوسيولوجي، مطبعة مترو ديترويت، عام 2016 ص 150 وما بعدها.
11.   كورش يعقوب شليمون، تاريخ الاشوريين منذ بداية القرن العشرين، خاصة في فترة الحربين العالميتين، ترجمة وليم ميخائيل، شيكاغو، 1995، ص13.
12.   Austen H. Layard, Discoveries among the Ruins of Nineveh and Babylon, OP. CIT. p 247.


56
                               شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين
                          (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو


د. عبدالله مرقس رابي

         بين حين وآخر تشتد الصراعات الفكرية حول التسمية الاثنية في وسائل التواصل الاجتماعي لمن يعتقدون انهم بقايا سكان حضارات بلاد النهرين القديمة من الكلدان والاشوريين والسريان المعاصرين، وغالباً ما تشتد وتطفو على السطح بين المهتمين عندما تقترب الانتخابات البرلمانية في العراق، او عندما يدلي أحد المسؤولين الروحانيين او السياسيين بتصريح قد يحتوي شيئاً من هذا القبيل. الصراع الفكري الحالي بدا مع احياء ذكرى اكيتو، وكلمة غبطة البطريرك (مار آوا الثالث روئيل) بطريرك كنيسة المشرق الاشورية بمناسبة الإعلان عن كلمته بهذه المناسبة الموجهة لتهنئة الامة الاشورية في 26/3/2023، وذلك لما احتوتها من عبارات لم تكن متوقعة من غبطته في مثل هذه الأيام عن موقفه من التسمية، كما سيتبين ادناه، وتلتها كلمة غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في 28/3/2023 الموجهة لتهنئة الشعب الكلداني التي اختلفت في سياقها الفكري والخطابي عن الاولى. ولما أصبحت مملة ودون منفعة ونتيجة تُذكر كما قال بعض من المهتمين، الا ان المسالة جديرة بالاهتمام لمقارنة ما جاء في الكلمتين لصاحبي الغبطة والاحترام لاعتبارهما النموذج الذي يقتدي بهما الشعبين، وتبيان وجهة النظر عن الموضوع. بعد قراءة الكلمتين بتمعن، سيدرك القارئ تماماً هناك فرق كبير بينهما من حيث اللغة المستخدمة لما احتوت من مفردات وعبارات عند كل منهما، مما يتجلى الاختلاف في النمط الفكري الذي يحدد الغاية من الكلمة الموجهة.
فالبطريرك ساكو يوجه كلمته ببساطة ووضوح الى الشعب الكلداني دون ان يدخل بتفاصيل تاريخية تمجيديه معمقة ومُبالغ بها باتت معروفة للجميع، بل اكتفى بعبارة (أُهنئ قلبياً بنات وأبناء الشعب الكلداني العزيز باكيتو راس السنة البابلية الكلدانية الذي يوافق الأول من نيسان في كل عام) ولو كان من الاجدر ذكر العام الذي هو 7323. وقدم التهنئة للشعب الاشوري الذي يتزامن احتفالهم براس السنة الاشورية نفس اليوم، تهنئة تعبر عن روح المحبة واحترام الاخر باستقلالية ودون اثارة اية اختلافات في الموقف من التسمية. احترم الشعب الاشوري كشعب حي موجود كما هو الشعب الكلداني في الواقع، لا كما يرى الاخر. ولو كان من الممكن استبعاده لهذه التهنئة طالما لم يقدم البطريرك آوا الذي سبقه بكلمته التهنئة بنفس الروح والسياق الفكري، الا ان غبطته يدرك تماماً انه قائد واب روحي ينطلق من المحبة والاحترام للاخر كما اوصاه معلمه الأول يسوع المسيح.
حالا، عرج في كلمته ليربط تزامن المناسبة مع الأسبوع المقدس وعيد القيامة المجيدة، والتوجيه النفسي والروحي من حيث تجديد الانتماء والعزم في التضامن وترسيخ الاخلاق الحميدة والاخوة والعيش المشترك مع الاخرين في الوطن، مع تأكيده على ان الكنيسة الكلدانية اليوم تفتخر بجذورها القومية والتاريخية واللغوية والتراثية وعلى استقلاليتها لتقود مسؤوليتها دون التأثر بأية ضغوطات او اغراءات.
يدعو الشعب الكلداني والكنيسة الكلدانية الى الوحدة من اجل التشبث بأرض الإباء، كما يدعو التكاتف والتعاون بين الكلدان في بلدان الاغتراب لمناصرة اخوتهم الكلدان في الوطن الام. ولكي تكتمل مسؤوليته الروحية المسيحية، ينتهز هذه المناسبة ليدعو مسيحي العراق لتوحيد الصفوف وتضامنهم ورفع صوتهم عاليا وتوحيد القوى الكنسية والاجتماعية والفكرية والسياسية في هذه المرحلة المليئة بالتحديات. توجيه روحي أخوي دون التدخل بشؤونهم الكنسية او السياسية او القومية، بل ان تحافظ كل جماعة اثنية او دينية على خصوصيتها وهويتها. نلاحظ بوضوح عبارات توجيهية تخص أحوال الكلدان اليوم وكنيستهم ومسيحي العراق يطلقها بثقة عالية بالنفس.

بينما من متابعة لكلمة البطريرك (مار آوا) استنتجت، ان السياق الفكري المتأثر بالأمجاد التاريخية والقومية كما يتأثر السياسي هو الغالب في كلمته لما احتوت من عبارات وفقرات تخص الشأن القومي والسياسي والتمجيد والعظمة، لو أخفينا لقب غبطته ومسؤوليته المشار اليها في الكلمة، يوحي للقارئ تماماً ان كاتبها سياسي قومي مخضرم. في حين المفروض ان يربط المناسبة بالروحانيات والاكتفاء بتشخيص واقع الشعب الاشوري اليوم طالما انه رجل دين. وأكثر الأفكار بعداً عن الروحانيات هي اثارته لعدة مرات في الكلمة لعبارات تعكس التدخل بشؤون الكنائس والانتماءات الاثنية القومية للجماعات الأخرى، تلك الأفكار التي تعد افتراضات وهمية مؤدلجة (ملينا منها فعلا) ودُحضت تماماً من قبل المفكرين الكلدان والسريان ببراهين علمية ومنهجية ويكررها دون جدوى ومنفعة كما كان المرحوم سلفه البطريرك ماردنخا.
 ومن هذه العبارات التي تعكس السياق الفكري لغبطته: قوله: (الى أبناء وبنات كنيسة المشرق الاشورية، وجميع أبناء امتنا الاشورية)، واضح جدا من إضافة وجميع أبناء الامة الاشورية المقصود الكلدان والسريان.
(تاريخ يمتد الى سبعة الاف سنة في الوجود على الأرض) معلومة مستوحاة من الاساطير والخيال، لا يمكن تحديد تاريخ بدء وجود اية جماعة بشرية على الأرض بالضبط ولا أصولها العرقية ولا الجغرافية ولا تسميتها، وانما كل ما جاء به المؤرخون هي تخمينات وفرضيات لم تحسم لحد اليوم بدليل ما نتفاجأ باكتشافات اثارية جديدة بين حين وآخر تفند القديمة من خلال تطور وسائل التشخيص وتوفير فرص الاكتشافات والتنقيب حول العالم. علماً ان اول ظهور لحضارة مسماة بالآشورية لا تعدو سنة 1816 قبل الميلاد وثم سقطت على يد الكلدان والميديين عام 612 قبل الميلاد. (مصادر رقم 1، 2، 3 ادناه).
نسب كل المخترعات العلمية التي انجزها الكلدان بحسب تأكيد كل المصادر الى الحضارة الاشورية، وهذا خطأ كبير، ولكن لديه ليس ذلك لأنه يعد الكلدان وكل شعوب بلاد النهرين اشوريون!!
عبارة لا تُقر علمياً الا في الخيال في قوله: انهم نسل أولئك الاشوريين الذين بنوا الحضارة الأولى في الخليقة!! بينما اسم الحضارة الاشورية لم يُعرف تاريخياً الا العام المذكور أعلاه، اما إذا خلق الله في البدء اشوريين فقط، او تكوّن اول البشر واستقر بحسب النظرية التطورية هم اشوريون، فهذه مسالة أخرى، ولكن هل يمكن البرهان والتصديق؟ فذلك من نسج الخيال الإنساني. علما ان الدراسات الانثروبولوجية والاجتماعية الحديثة تؤكد قطعاً ان وجود عرق بشري نقي في يومنا هذا ضرب من الخيال والسراب، فكيف ارجع غبطته الشعب الاشوري المعاصر لهذا التاريخ العميق منذ خلق البشرية. (المصدر4).
يقول: (ظل تفكيرنا محصوراً في القرن السابع قبل الميلاد عندما سقطت نينوى على يد اعدائها سنة 612 ق م. أولا أوقع نفسه في تناقض كيف الكلدان الذين تضامنوا مع الميديين أسقطوا نينوي وفي فلسفته يعتبرهم اشوريين؟! اما عن عملية انحسار التفكير القومي في التاريخ المذكور، من يقول بان الانتماء والولاء كان عند الشعوب القديمة قومياً او وطنياً؟ كل المصادر تُشير ان الشعور القومي لم يكن قائماً، بل بحسب الدراسات الانثروبولوجية التي درست الشعوب البدائية المعاصرة التي تأخذ من الطوطم عاملا للشعور بوحدة الانتماء (مصدر 5)، تماما تلك الفكرة الانتمائية كانت سائدة عند الشعوب القديمة، أي كانت فكرة الانتماء الى الجماعة البشرية او القبيلة بعد استقرار البشر هي تجاه الاله والملك الذي يستمد قوته من الاله نفسه، فكل ما جرى في المجتمعات القديمة من الحروب والاحتفالات وكل العمليات الاجتماعية كانت من اجل الاله والملك وليس الشعب، فالشعب لم يندفع للقتال عندهم من اجل الوطن، بل لأجل الملك للغزو واقتناء الموارد والثروات من المجتمعات الخاسرة للحرب. وكانت تصد الهجمات والاعتداءات من الاقوام الأخرى لعامل الخوف من بطش وجبروت الملك وليس لشعورهم للانتماء القومي او الوطني، وهناك امثلة متعددة من حوليات الملوك الاشوريين أنفسهم كيف يصرحوا ان الاله امرهم بالغزو. (مصدر 6). كما لا نعثر على لقى اثرية ابدا تحتوي على نص مكتوب وفيه القيام بالعمليات العسكرية لأجل الوطن او الشعب ولا نعثر على شيء اسمه القومية.
فمفهوم القومية والأمة حديث جداً وان كان بعض المفكرين يعزون ظهوره الى القرن الثالث عشر في اوربا، انما معظمهم يؤكدون ان مفهوم الانتماء القومي ظهر في القرن التاسع عشر. وبعدها دخل الى منطقة الشرق الأوسط عن طريق الدولة العثمانية واستخدمه لأول مرة المفكرون العرب للنهوض القومي ضد العثمانيين، وأصبح معتاداً في المنطقة سياسياً اما علميا يعبر عنه بمفهوم الاثنية. (مصدر 7). وعليه ان فكرة استخدام مفهوم الشعور للامة او القومية للآشوريين او غيرهم منذ القدم ليست علمية، وان المسيحية ما أحيت شعب بلاد النهرين عندما انتشرت بينهم بالمفاهيم القومية، بل المسيحية وكنيسة المشرق كانت عابرة القومية وتحتوي العديد من الاقوام، وجعلت من المؤمنين ان ينبذوا تسمياتهم القديمة لارتباطها بالوثنية، وركزت على تعاليم سيدنا المسيح، وجاءت وعادت تلك التسميات من الكلدانية والاشورية والسريانية المعاصرة بعد الانقسامات الكنسية المذهبية، بدليل ان تسميتها كانت بأسماء مؤسسيها او تسميات جغرافية. وترسخت حديثاً هذه التسميات بفعل العامل السياسي.
(بالرغم ان القسم الأكبر منا يقبل بهذا الانقسام ...الخ) وهنا يقصد غبطته الكلدان، وبهذا الصدد أقول: ومن قال ان اتباع كنيسة المشرق كانوا اشوريين، وتغيرت تسمية من دخلوا الى الكثلكة بالكلدان؟ ولماذا لم يكن أولئك الاتباع هم الكلدان؟ فالعديد من الرحالة والمصادر يسمون (نساطرة الكلدان) او عند حديثهم عن قرية معينة في ذلك العهد يصفون سكانها (نساطرة كلدان) (مصدر 8 ). فهل هناك دليل قاطع انهم كانوا من الاشوريين؟ كل ما وجدت في المصادر الأجنبية التي اعتمدتها في مؤلفاتي لم اجد الا انهم أناس اختلطت دمائهم منذ القدم لتكالب أكثر من عشرين حضارة كبرى في بلاد النهرين واحدة تلوة الأخرى، ولعوامل متعددة انتشرت الشعوب على إثر الحروب والاسر والهجرة القسرية او الطوعية للنجاة بحياتهم وبحثاً عن الغذاء في كل الاتجاهات.(لمزيد من المعلومات عن عدد الأسرى الذين جاء بهم ملوك الاشوريين في حروبهم من الكلدان واقوام أخرى الى الأراضي المحيطة بالمدن الاشورية القديمة، يرجى مراجعة مصدر(9) وتفاصيل عن الحضارات والحروب وتغير الحضارات واندماجها في مصدر 10).
 ومن عباراته الالغائية المثيرة قول غبطته: (انه من الضروري ان يجتمع جميع طوائف امتنا بمختلف تسمياتهم بروح اخوية وبمحبة حقيقية غير منقسمة خصوصاً في ارض اجدادنا لأنه يجب ان نتحد كأبناء وبنات امة نينوية واحدة). ناقشت الفقرات أعلاه التي اكدت على دمج الاثنيات الثلاث، فلا اكرر ذلك هنا، لكن من المُثير والعجيب اعتبارهم نينويين كلهم ليتحدوا تحت هذه التسمية!  يبدو غبطته اعتمد على الفرضيات الوهمية التي يطلقها السياسيون من الاشوريين المعاصرين المتعصبين ان الذين يسكنون الان على ارض اشور هم اشوريون او ان مسيحيي ولاية حكاري التركية كانوا من نينوى. بالنسبة للفرضية الأولى وهمية لا أساس علمي لها وذلك اعتماداً على الحركة الديمغرافية للشعوب واستقرارهم على انقاض قرى اندثرت وهم غير القدامى، كما ان بلاد اشور احتوت شعوب متعددة قبل واثناء وجود الإمبراطورية الاشورية وبعد سقوطها، وفقاً لمدخل الانثروبولوجي لا يشتركون بصفات جسمية واحدة كل التجمعات البشرية الحالية التي تعيش في سهل نينوى، وبل في القرية الواحدة، فاني اعتبر مثلا قسم كبير من أهالي القوش وبيقوفا وبطنايا انثروبولوجيا لا كلدان ولا سريان ولا اشوريين وهكذا العديد من البلدات المسيحية الحالية الاشورية والسريانية، وغيرها من الأديان الأخرى. واما عن مسيحي حكاري قد اثبتت الدراسات الاثنوكرافية للرحالة في رحلاتهم المكثفة للمنطقة عدم الاتفاق على الأصول الجغرافية والاثنية لتلك العشائر النسطورية التي عاشت فيها، وبل اكدت على الاختلاف الانثروبولوجي بين أبناء العشائر جسمياً، وحتى فكرياً وتقاليد المعيشة، والازياء ولم يعرفوا شيئاً عن الاشورية، هكذا يؤكدها (كورش يعقوب في مؤلفه تاريخ الاشوريين من اورمي الذي عاصر تلك الفترة وكيف ان بعض الأشخاص روجوا الفكرة بين سكان المنطقة واستغربوا لها في بادئ الامر. (مصدر رقم 11، ويمكن مراجعة مصدر ميشيل شفاليه عن التفاصيل في دراسة سكان حكاري معتمدا على زيارته ودراسات العشرات من الرحالة وحلل آرائهم) فضلا ان العلامة الشهير (هنري لايارد مكتشف بقايا نينوى يؤكد عند زيارته مع فريقه الى قوجانس قدم البطريرك النسطوري مار شمعون نفسه عندما التقوا معه بلقب (بطريرك الكلدان المشرقيين). (مصدر 12). لو قالها غبطته اننا أبناء وبنات بلاد النهرين لكانت أجمل وأكثر موضوعية، لأننا فعلا ثلاث قوميات معاصرة تمتد جذورنا الى بلاد النهرين لان ببساطة لا يشترط في دولة واحدة او امبراطورية واحدة ان تعيش قومية واحدة وهذا ما تؤكده المصادر عن بلاد النهرين.
وقوله: (لسنا ثلاث أمم مختلفة بل امة واحدة ولنا جذور واحدة وميراث مشترك)، بصدد امة واحدة لا اكرر تنطبق التحليلات السابقة على الفقرة، واما مسالة الجذور فلا أحد يمكن ان يحسمها دموياً واجتماعياً وفكرياً، فهناك اختلافات، ولو ان تلك الأمم الثلاث وحدتهم المسيحية في الايمان واللغة التي فرضتها الكنيسة عليهم، ولكن من جوانب متعددة من حياتهم مختلفة فكريا ودموياً وبيولوجيا وشعورياً ليس بينها بل أيضا بين افراد الاثنية الواحدة. فضلا انها ليست مشتركة في التقاليد والقيم مع بعضها بل مشتركة أيضا مع اثنيات أخرى من العرب والكورد والترك والفرس بحكم الاحتكاك وانتقال العناصر الحضارية الثقافية.

غبطة البطريرك مار آوا الموقر:
كباحث اجتماعي نفسي ارى
مناشدتك ليكون القادة الروحانيين والكنسيين مثالاً صالحاً وجميلا من اجل الوحدة والمحبة الأخوية والتقارب، مع تقديري واحترامي لكم لا تجدي نفعاً ولا جدوى منها طالما ان ما تحمله من أفكار وفلسفة عن هذا الموضوع الذي غبطتكم بصدده كما وردت في كلمتكم. لماذا؟
قبل فترة لا تعدو شهرين اختزلتم ومع بطاركة اجلاء آخرون تراث الاثنيات الثلاث تحت تسمية سريانية، وكل بطريرك منكم ينتهز الفرص لتقديم طلب تثبيت تسمية معينه رسمياً، وفي كلمتكم الحالية التي بينت الفرق الكبير بينها وبين كلمة الكاردينال ساكو الموقر في الأفكار والمواقف والرؤى، فكيف تتوحدون ياترى؟
الوحدة ليست بالاندماج والانصهار في فئة معينة على حساب الفئات الأخرى وخصوصياتها وهويتها التاريخية، بل هي وحدة الموقف والكلمة والتعاون واحترام الاخر ورص الصفوف للتخطيط لصالح الاثنيات الثلاث مجتمعة والمطالبة بحقوقهم.
ان القومية او الشعور بالانتماء اليها او الى الامة ليست بضاعة تُباع او تُشترى، او تفرض بقانون رسمي او بالقوة او التأثير العاطفي المؤدلج، بل هي ظاهرة ترتبط بالمكنونات النفسية العميقة للفرد التي تدفعه للشعور بالانتماء الى قومية ما ويعتز ويفتخر بهذا الانتماء ليكون موحداً مع جماعته بعقلها الجمعي الموحد، ولا يمكنه ان يتنصل منها لانها حاجة (بايونفسية اجتماعية مركبة) تكونت وفقاً لغريزة اثبات الذات والميل النفسي متأثرة بالتنشئة الاجتماعية الاسرية مثلما تكونت لديكم وتراكمت عبر التمركز السلالي، وعليه تؤكد النظريات الاجتماعية الحديثة لا جدوى من كل المقومات والعناصر المشتركة بين مجموعة بشرية معينة ما لم يقترنها دافع الشعور بالانتماء. وقد يقول البعض وماذا عن الكلدان او السريان الذين يشعرون انهم اشوريين او بدأت مشاعل الشعور القومي عند الاشوريين على يد نخبة من السريان في تركيا؟ نعم هناك من هذا القبيل وهذه حالات شاذة ترجع مشاعرهم الى تحقيق منافع شخصية وبالأخص عند السياسيين منهم، او لحالات التأثر العاطفي عن طريق الاحتكاك، او لفقدان إمكانية اثبات الذات عند جماعته فيرى نفسه ومكانته الاجتماعية وتعكسها كالمرآة عندما ينتمي الى جماعة أخرى، وهناك عامل اللادري، او الجهل بأهمية دافع الانتماء لأنه في حالة الكمون عندهم، فهؤلاء لا يمكن قياس انتماء جماعة متكونة مثلا من مليون نسمة الى ما هم يشعرون.
ان الكلدان، ولأني كلداني اتحدث عن جماعتي القومية، لهم مشاعرهم القومية الانتمائية الكلدانية، وخطأ الذي يعتقد ان الكلدان ليست لهم مشاعر قومية كلدانية، فهم لا يميزون بين الشعور والوعي الذي  يزداد ويترسخ عند الجميع ويزداد ترسيخاً كلما يسمعون ويقراون عن هكذا مواقف من إخوانهم الاشوريين، فضلا عن اختلاف شخصية الكلداني عن الاشوري المتعصب اذ اكثر قبولا بالواقع وادراكا له فلا تسبح في سراب الامجاد وإعادة الامبراطوريات بل يتكيفوا مع واقعهم أينما وجدوا في تكامل اجتماعي مع الاخرين سواء في الوطن الام او في الاغتراب وفقاً للاحترام المتبادل والمحبة والتعاون ويشاركون في تنمية المجتمع بكل ابعاده مع الاحتفاظ بمشاعرهم واعتزازهم وافتخارهم للانتماء الكلداني، فاليوم للكلدان علمهم الذي يميزهم في احتفالاتهم ونشيدهم القومي واغانيهم القومية، ولغتهم وافكارهم المشتركة، وكنيستهم وسياسييهم، وفعالياتهم الاجتماعية حيثما يعيشون، لهم مشاعرهم الانتمائية المشتركة لتقودهم الى التعاون ومساندة بعضهم عند الحاجة ولهم مؤسساتهم ومراكزهم الثقافية والاعلامية واتحاد الادباء والكتاب ورابطتهم واحزابهم ومناسباتهم القومية ومؤتمراتهم القومية العالمية وندواتهم، وبلداتهم وقراهم كلها تحمل تسميتهم القومية، ولهم مفكريهم فهم يعرفون بانتمائهم وتاريخهم وقوميتهم، وليسوا بحاجة الى مواعظ  الاخرين لتعريفهم بقوميتهم التي لا تنفع ولا جدوى منها سواء من الروحانيين او من السياسيين.
اناشدكم غبطة البطريرك مار آوا الموقر، ان تكون رمزا لترسيخ سياق فكري لدى الاخوة الاشوريين ينصب في التفاعل الإيجابي واحترام الاخر في انتمائه والتعاون وتوحيد الكلمة والموقف امام التحديات التي تواجهها الاثنيات القومية الثلاث في الوطن وضع يد على يد دون المساس بمشاعر الاخرين وخصوصيات ثقافتهم وتفكيرهم، فأرجو ان تكون غبطتكم رمزاً لنبذ التعصب القومي الاشوري الالغائي المبني على الأوهام وعلى ما كتبه المؤدلجون السياسيون والمنتفعون، بل الرجاء مراجعة ما كُتب من قبل الاكاديميين المستقلين واخص بالذكر الأجانب الذين لا ناقة لهم بالاثنيات الثلاث، بل همهم هو العلم وتطوير المعرفة وكشف الحقائق. والابتعاد عن التزوير الذي تفشي عند بعض الكتاب الاشوريين والسياسيين المتعصبين للحقائق التاريخية وقد لاحظت شخصيا الكثير منها لا مجال هنا لذكرها، فالمفكرون الكلدان منتبهون لكل ما يحدث وهم يرصدون ذلك ويكشفونه.
مع بالغ تقديري لصاحبي الغبطة الكاردينال مار لويس ساكو ومار آوا روئيل الموقران، فاملي ان يلتقيا على روح المحبة المسيحية والتضامن في سياق فكري موحد يحترم خصوصيات الاثنيات القومية.

https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1043054.0

https://chaldeanpatriarchate.com/2023/03/28/10099/



57
الاخ الكاتب التنويري يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
دائما تكون اختياراتك للكتابة موفقة ومهمة ذات قيمة وفائدة للقارئ، سواء مواضيع تخص تاريخ الفكر ونتاجات الفكرية للمفكرين، ومنها قد تكون مواضيع صعبة في تناولها كما هو موضوع اليوم.
كنت موفقاً في تلخيص المقارنة بين الفكر المثالي والفكر المادي متمثلة بكل من هيكل وماركس. واود الاشارة هنا بان تلك المحاولتين الفكريتين خضعت الى الانتقادات والتعديل بعد ان اصبحت اساسيات لانطلاقة فكرية لبعض العلماء ، فكلاهما هما من الحتميين في تفسير الظواهر ، الحتمية المثالية عند هيكل والحتمية المادية عند كارل ماركس ، تلك باتت غير مقبولة في الفكر الحديث عند علماء الاجتماع لتنوع المداخل الفكرية التي اسهمت في دراسة الظاهرة.
هذا للتذكير فقط مع تقديري لك .

58
الاخ سلام مرقس المحترم
تحية
شكرا لتسليطك الضوء على قضية هامة تخص الكلدان وكنيستهم في فرنسا اعلامياً ليكون الكلدان حول العالم على دراية مما يجري من خلفهم وهناك من يترصد لشق صفوفهم بعد اثبات دورهم الثقافي الحضاري والاجتماعي والديني في المجتمع العراقي وفي بلدان العالم اينما حلوا. ولهذا كما اكدت في عدت مناسبات انهم اي الاخوة الاشوريين يبحثون عن ثغرات لتوسيع الاختلافات، او يتشبثون دائما بضرورة الوحدة والتسمية الموحدة تحت الاشورية لوعيهم مدى اهمية الكلدان ديمغرافيا، لما ينطوي المجتمع الكلداني من ميزات وخصال حميدة. ولهذا لطيبة الكلدان وتميزهم بسلوك حضاري ونياتهم النقية يتعرضون الى ما لا يتوقعونه احيانا من المتربصين السياسيين وحتى رجال الدين المتعصبين.
لكن اصبح كل شيء جلي كما هو واضح، وعبرت عنه في مقالك التوضيحي عند الكلدان في العقود الاخيرة مدنياً وكنسياً، وعليه لا يمكنهم النيل من كلدانيتهم ومشاعرهم الانتمائية مهما تشبثوا بحجج وهمية لا اساس لها من الصحة مستندين على كتابات مؤدلجة لسياسيين وبعض رجال الدين الذين يفتقرون الى المنهجية والمعلومات التفصيلية عن حضارات بلاد النهرين قديماً وحديثاً، ومع الاسف ان يستغلوا ضعف معلومات الاخوة الكلدان المهاجرين من القرى والبلدات التركية عن سكان بلاد النهرين قديما وحديثا وما جرى من تطورات تاريخية اجتماعية حضارية ودينية وسياسية، ولكن بمرور الزمن سيكون هناك وضوح لما جرى ولماذا شعورهم الانتمائي هو كلداني.
 اقولها ثانية، يؤسف عليه ان يتصرف هكذا اشخاص بتصرفات غير لائقة اجتماعيا بالرغم من انهم قادة في طليعة شعبهم ولا علاقة لهم في الكنيسة الكلدانية ودون الاستئذان من الرئاسة الكنسية الكلدانية، مما يُعتبر تصرفهم هذا غير مسؤول ومخالف للبروتوكولات الرسمية والاسس التي تُنظم العلاقة بين المؤسسات سوى كانت دينية او مدنية.
فرجل الدين الاثوري الذي ذكرته، لا يُستبعد منه هكذا تصرف طالما له تطلعات قومية تعصبية، وقد اشرت في مناسبة معينة سابقا انه سيكون سببا لاضطهاد كبير قد يحصل مستقبلاً ضد الاثوريين المتبقين في العراق وينعكس عموما على المسيحيين المتبقين ولا يقل قسوة عن الاضطهادات التاريخية القديمة والمعاصرة، فالذي يستلم مكانة قيادة في ظل هكذا ظروف سياسية ودينية مجتمعية لابد ان يكون بمستوى المسؤلية وان لا يتدخل بما لا يعنيه، وحتى لو وُجهت له دعوة من عناصر معينة، كان عليه الاعتذار ويوجههم نحو اللجوء الى رئيسهم الروحي، ولكن في هكذا مناسبات وفرص، تطفو الى السطح المكنونات النفسية في العقل الباطني فيندفع الى تصرف دون التفكير بتداعياته.
واما القيادي الاثوري السياسي، فهذا معروف طالما هو عنصر لحكومات عراقية فاسدة توالت على السلطة منذ عام 2003، في دهائه واقتناصه للفرص ويتدخل بما لايعنيه.
اما الكاتب الذي نوهت عنه بالتاكيد يفتقد عن ابسط المعلومات الحضارية لبلاد النهرين وتبين ذلك من احدي تصريحاته ومنشوراته سابقاً فهو لا يعرف من كتابات الا ما كتبه المؤدلجون ورجال الدين ويستغل ضعف معلومات ابناء الكنيسة الكلدانية في فرنسا المهاجرين من تركيا عن سكان العراق وتركيبة الحضارات القديمة في العراق كما اشرت اعلاه.
اما عن الدبلوماسي العراقي الذي حضر في الحدث وتدخل فهو معروف لنكرانه الانتمائي الاثني لغرض تحقيق مصالحه الشخصية وهكذا نجح في ذلك، ولكن سؤالي اليه: هل يجهل مسالة عدم تمكنه من التدخل في شؤون المواطنين الفرنسيين؟ اذ هؤلاء الكلدان هم حاملي الجنسية الفرنسية فهم مواطنون فرنسيون يخضعون الى القوانين الفرنسية ويلتزمون بها بدورهم. هكذا شخصيات دبلوماسية تخلق الفوضى في البلد الذي استقبله ممثلا عن حكومة بلده، وفي هذه الحالة يُطرد لاعتباره شخص غير مرغوب به في فرنسا، واعتقد هو نفسه الذي تدخل في شوؤن العراقيين في احدى المدن الكندية.
 اما كيف رجل الدين من الاكليروس الكلداني وبصفة مطران يمكن استدراجه ليكون في الحدث دون استئذان من الرئاسة الكنسية الكلدانية، كيف يقبل في ذلك طالما البطريركية الكلدانية نفت تمثيله لها، عليه الاعتذار عن موقفه الاحراجي هذا.
على كل حال كل هؤلاء الاشخاص مع احترامي لهم ليكونوا على قدر المسؤولية والوعي لكي لا يكونوا رُسل التخريب والانشقاق بين ابناء الكنيسة الكلدانية ان يعتذروا من الرئاسة الكنسية الكلدانية وابناء الكنيسة الكلدانية في فرنسا لتدخلهم فيما لا يعنيهم وانهم ليسوا طرفا بكل الاحوال في الحدث.
مع تمنياتي لكلدان فرنسا التوفيق في مساعيهم في لم الشمل وترسيخ مشاعرهم الانتمائية الاثنية الكلدانية والى كنيستهم الكلدانية.
تقبل محبتي

59
 الأخ يعقوب ابونا المحترم
تحية ومحبة

 تُشكر على اهتماماتك الدينية واللاهوتية، ليست مداخلتي هنا بخصوص المسالة المطروحة عن صوم باعوثا، لان اللاهوت ليس من اهتماماتي لكي اكتب عنه. ولكن اقرا ما يكتب عنه للاستفادة الشخصية او لأمور كتابية أخرى ذات الصلة أحيانا. وطالما أنى من اتباع الكنيسة الكاثوليكية فاترك ما يُقر لمن هو واجبه، ولا اعتقد أحد بإمكانه ان يتجاوز ما يُقر في مجمع او لجنة الحفاظ على العقيدة في الفاتيكان، فهي المسؤولة للحفاظ عن الايمان بإجماع الكرادلة ومعهم البابا، وهذه من اهم مزايا الكنيسة الكاثوليكية كي لا تظهر اجتهادات شخصية وتعم الفوضى في الكنيسة.
كما قلت ليس اللاهوت من اهتمامي اخي العزيز، بل الذي اثار انتباهي اثناء قراءتي لمقالك هذا، ذكرت ان عالم الاثار (اوستن هنري لايارد) قد ذكر في اكتشافاته في نينوى عن النبي يونان، في حين اول مرة اقرا هكذا معلومة تاريخية اثارية، علما في حوزتي كتابان للعالم المذكور باللغة الإنكليزية ولم اعثر على شيء من هذا القبيل فيهما، وإذا أمكن ان تسعفني وتساعدني لكتابة رقم الصفحة واسم الكتاب رجاءا. وارجو ان لا تذهب بعيدا وتفكر أني اقلل من متابعتك وعلمتيك ابداً، اذ اتابع كتاباتك الشيقة دائماً كلما سنحت لي الفرصة، بل للتأكد من المعلومة لان بعض الاخوة في المنبر الحر يؤكدون على عدم وجود ذكر تاريخي اثاري للظاهرة كما في نيتي الكتابة عن الموضوع مع فائق تقديري. والكتابان هما:
1-   Discoveries among the Ruins of Nineveh and Babylon

2-   Nineveh and Its Remains

60
الاخ العزيز يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
دائماً تُتحفنا بمواضيع مهمة للغاية، وهذا الموضوع الذي ربطت حدث بطولة كرة القدم وموقف العراقيين بالتنظير اعتبره ابداع لكاتب له المام معرفي وعلمي كبيرين، لان الربط النظري والعملي هو اصعب محاولات التحليل. وهو ابداع كما ابدع غوستاف لوبون عالم النفس الاجتماعي الفرنسي الذي اراد يوما وكافح من اجل ان يعمل في الجامعة ولكن مُنع، بينما اصبحت مؤلفاته من ارقى المؤلفات التي تُدرّس في الجامعات العالمية لحد اليوم واصبح قبلة رؤساء العالم المشهورين آنذاك للوقوف على ارائه.
ربط متميز بين اندفاع العراقيين للتحلي بروح وطنية تحت مسمى العراق وذلك فقاً لنظرية غوستاف لوبون الذي اشتهر في مواضيع علم النفس الجماعي او الجماهير. ان طبيعة المحرضات للجماهير الموحدة في اللاوعي هي من المشتركات بين العراقيين كعرق ثقافي، ولهذا تطفو على السطح في مثل حالة الجماهير تلك المكنونات النفسية التي شكلت شخصية كل فرد في مفهوم وطني عراقي.
لابد الانتباه هنا ان مايقصده غوستاف لوبون في نظريته عن (العرق) لا يقصد به العرق البايولوجي الذي ينفي العلماء وهو منهم ايضاً وجود عرق بايولوجي نقي في المجتمع البشري، بل العرق الثقافي الذي يُعرف اليوم بين علماء الاجتماع والانثروبولوجية الاثنية التي تتشكل بمرور الزمن عند الافراد فهو يؤكد بان محفزات العاطفة الناجمة مما يتلقى الفرد في جماعته تكون المسؤولة لتتميز الجماهير بروح الجماعة، وهنا كما اشرت هي عاطفة الانتماء الى الوطن العراق.
كما اود الاشارة الى مسالة مهمة جداً بالنسبة الى نظرية غوستاف وهي: ان خصائص الجماعة الموحدة في اللاوعي قد تكون افعالها غير اخلاقية وتتميز بالعنف والانفعالات الحادة وتتمتع بنزوات وغرائز شديدة الهيجان تؤدي الى التخريب والاعتداء والعنف الشديد. بينما هناك ايضاً جماعة جماهيرية تتشكل روح الجماعة لديها لتتحلى بالنزاهة والاخلاص والتضحية. وهذه الاخيرة كانت ابداع غوستاف عن مما سبقوه في تفسير الظاهرة الجماهيرية.
هذان النمطان من روح الجماعة بحسب غوستاف تعتمد على طبيعة (المحرضات) اي من حرض الجماعة للتجمهر وتوحدها في اللاوعي، فمثلا: تلك التي هي محرضاتها دينية تكون اشد تحفيزاً للعنف، او تلك التي تكون محرضاتها ايديولوجيات سياسية ايضا تكون شديدة العنف احيانا، واحيانا اخرى نزيهة. وهذه يلخصها في ان النفس البشرية مجبولة بنزعة التسامح والتعصب وتبرز او تغلب احداها بحسب طبيعة الاعتقاد المحرك لها.
اما في حالة العراقيين هنا في الحدث المدروس، فما تميز روح الجماعة به هو التضحية والاخلاص للوطن لان طبيعة المحرضات التي هي بطولة رياضية وينافس عليها فريق تحت مسمى وطني عراقي هو الذي حفزهم لتتميز روحهم الجماعية في اللاوعي لاعلاء شان وطنهم وتجمعهم كلمة موحدة لان في مكنوناتهم العاطفية التي تلقوها انهم ينتمون الى ثقافة واحدة هي وطننا العراق بحيث تجاوزت الطائفية والمذهبية والدينية والقومية والطبقية والسياسية التي نراها قائمة في المجتمع العراقي الحالي، فأصل تفكير العراقي في مكنونه النفسي العاطفي هو الانتماء الى الوطن وليس الى المذهبية او التكتلات السياسية، فالرياضة كانت محرضات لتشكيل المميزات النزيهة للجمهور العراقي لان بطبيعتها سلمية، عكس ذلك لو كانت محرضات الجمهور من قبل شحن عواطف ايديولوجية سياسية او دينية لاقترنها العنف.
فهل يتعض سياسو اليوم في العراق لكي يتحلوا بروح وطنية عراقية، لا مذهبية ولا دينية ولا قومية؟
تقبل محبتي

61
الاخ ابو نينوس المحترم
تحية وكل عام وانت بخير وعافية
شكرا على مداخلتك القيمة، والمعلومات التي دونتها عن اللغات وتطورها، واما عن مسالة الاتفاق من عدمها، فلا ضرر في ذلك كل الاراء محترمة وممكن ان تكمل بعضها البعض، والمهم هو اهتمامك في اللغة التي تُمارس الطقوس بواسطتها غير مفهومة ومن الضروري تغييرها الى المحكية المتداولة شعبياً، وهذا هو احد اهداف المقال، وكنت اتمنى كما اشرت سابقاً، لو تداول رؤساء الكنائس المجتمعة امور اخرى ذات اهمية في ترسيخ الثقة بين الكنائس انفسها، وهي مسالة قبول بعضها البعض عقائديا ونبذ الهرطقة، وكانت ابسط بشرى يزفونها لاتباع الكنائس المذكورة هي توحيد الاعياد، ولكن مع الاسف كان بيانهم ذات صبغة اختزالية وقومية اكثر من ان يكون روحياً.
هناك ملاحظة واحدة اخي ابو نينوس في تعقيبك وهي: التراث الكنسي هو جزء من التراث الحضاري للمجتمع ككل، نعم انه من مسؤلية الكنيسة وليكن كذلك، ولكن من حق الاتباع او المؤمنين المطالبة باداء الطقوس بلغة يدركونها، ولا تنسى ان عناصر الحضارة بما فيها الدينية كلها مترابطة مع بعضها عضوياً وذات تاثير متبادل.
تقبل محبتي

62
الكاتب الهادئ الوقور يوخنا اوديشو دبرزانا المحترم
تحية وكل عام وانت وأهالي قرية سربيدون بخير وعافية

تبين بعد قراءتي لمقالك الجميل هناك عدة تساؤلات موجهة لي شخصياً في ضوء مقالي الأخير.
اشكرك لاهتمامك بالموضوع، وكما اشكرك على مشاعرك الجميلة تجاه أهالي مانكيش وذلك لما لمستموه من آبائهم واجدادهم في عام 1924 اثناء قدومكم الى مانكيش واستقبالكم من قبل اهلكم فيها والاهتمام باهل قريتكم واستقرارهم ضمن عقار مانكيش بعد تخصيص منطقة لهم. وهذا ما ذكرته في كتابي الأخير الموسوم (مانكيش بلدة الجمال والعطاء/ دراسة اجتماعية انثربولوجية) الذي أصدرته مؤخراً.
قدمتم الى مانكيش في عهد المختار ميخو بكو وهو والد ريس حنا بكو المعروف، ومكثتم شتاء العام المذكور الى الربيع بين اهاليها، وخصصت لكم أراضي الى الشرق من القرية للبناء ولزراعة الأرض وسميت (مرجمخت) بحسب طلبكم والان تسمى رسمياً (ملجمخت) ويسكنها عوائل من عشيرة الدوسكي/ فخذ الهومبي.
 هذه الحالة كانت دائماً الجارية في مانكيش فالوافدون اليها من المسيحيين من مناطق أخرى كان المختار واشتهر من بينهم هرمز خنجرو من عشيرة خنجرو وحنكرا من عشيرة نازي يستقطع جزء من الأرض ويمنحها للعائلة الوافدة لتكسب معيشتها.
مع الأسف ما حدث في عام 1933 وأدى الى ترحيلكم قسراً ولجوئكم الى أراضي الخابور الا بدافع غريزة البقاء، وفعلا كان يوما مؤلماً وحزينا لأهالي مانكيش عندما غادرتم قرية مرجمخت، وتوجهتم الى مانكيش في طريقكم الى الخابور في سوريا، ومكثتم مخيمين جنوب القرية بالقرب من عين جركو المعروفة لمدة عشرة أيام وتحت حماية أهالي مانكيش من كورد المنطقة توقيا من الاعتداء عليكم وأنتم في طريقكم.
كان والدي يحدثني وهو من مواليد 1901 بقصة الّمتهُ كثيرا هو وأخي الأكبر داود وكان عمره خمس سنوات حيث رافق والدي بعد ظهر أحد الأيام ليوصلوا حملٍ من الزبيب وبعض المتيبسات الأخرى من الفواكه الى أحد اصدقائهم في قريتكم الجديدة مرجمخت (يؤسفني لعدم حفظ اسم الصديق) وقال: وصلنا القرية ورأيناها مهجورة، اذ هجروها في الفجر، وتألمنا كثيرا، وعند المساء وصلنا الى مانكيش في عودتنا الى البيت شاهدنا مخيم اهل مرجمخت جنوب قريتنا.
على كل حال أنتم اهلنا وكلنا اهل للبعض سواء كنا كلدان ام اشوريين ام سريان معاصرين كلنا أبناء بلاد النهرين وتسري في عروقنا دماء بعضنا البعض.

واما عن تساؤلاتك:

قبل كل شيء اود التوضيح عن (مهزلة التأريخ)، هنا اقصد من تكراري لها لدراستي المصادر التاريخية واخص بالذكر القديمة منها والمكتوبة دون منهجية علمية وتلك المكتوبة من قبل رجال الدين لمختلف الأديان والمذاهب ومن السياسيين المؤدلجين الذين كتبوا ويكتبون تحت تأثير عواطف انتمائهم الديني والمذهبي والقومي والجغرافي وحتى الجندري (ذكور واناث) والطبقي والسياسي. ولهذا كشفت عدة تناقضات واختلافات حادة في تدوينهم لنفس الظاهرة وعليه اشك في كل ما يكتبونه، وشخصيا لا اعتمد عليهم الا في حالات نادرة ولمعلومات عامة، فاقصد هنا (مهزلة التأريخ) وليس التاريخ أي مهزلة من يدون التاريخ، فالتاريخ ليس مهزلة فهو عبارة عن احداث منوعة وقعت في المجتمعات فعلا ويأتي المؤرخ ليعمل منها مهزلة، هذا الذي اقصده وأحيانا للسرعة اكتب تاريخ أي الالف بدون همزة واسف على ذلك. ارجو قد وصلك ما اقصده.

موقف علم الاجتماع من مسالة الانساب: موضوع دراسة الانساب الذي يخص بالدرجة الأساس مجتمعات الشرق الأوسط وبالذات العرب الذين بحثوا عن الانساب للتفاخر ومعرفة خصال المجد والبطولات والكرم وما شابه، وعليه اسسوا علم الانساب، وقد تبنى في العصور المتأخرة البعض مسالة البحث عن النسب لترسيخ اتجاهات سياسية او طائفية مذهبية.
النسب يقود الافراد الى العصبية في الانتماء واكثرهم اهتماماً بهذا الموضوع هو (ابن خلدون)، مؤسس علم الاجتماع عند العرب، ولكن في نفس الوقت هناك شك في كتابة الانساب لخلط فيها الخيال والاسطورة وبالأخص في الازمنة القديمة، اذ قد تكون بعضها وهمية لا أساس لها.
اما في علم الاجتماع هناك اهتمام لدراستها كمؤشر للعصبية القبلية وتأثيراتها الإيجابية والسلبية، ودراسة القرابة، والتضامن والتماسك الاجتماعيين، ولكن دون اللجوء الى متابعة انساب العوائل وانما كظاهرة اجتماعية لها وظيفتها الإيجابية والسلبية. وقد اشرت في كتابي ملخصاً عن عشائر مانكيش، فوجدت لبعضها علاقات مع عشائر في بلدات وقرى أخرى منها صحيحة وأخرى وهمية، كما وجدت هناك ذات التسميات ولكن بعد الاستفسارات المعمقة تبين لا صلة بينهم. قد تكون جاءت تسميتها صدفة ولتكرار الأسماء في مجتمعاتنا بحكم الدين الواحد والجغرافية والاختلاط المستمر. وكنت ناقلاً لما هو متداول ومعروف وليس ناسباً ومتتبعاً.

تساؤلك عن ظاهرة ريادة المثقفين من السريان والكلدان والبروتستانت في ترسيخ الوعي القومي الاشوري، اخي الفاضل، هذه مسالة شخصية ترجع للفرد نفسه ولا يخص المجموعة البشرية التي ينتمي اليها، فهو قد يرى ذلك ولكن لا يُشترط ان يراها غيره، وقد درست هذه الظاهرة في كتابي المعنون (الكلدان والاشوريين والسريان وصراع التسمية) الصادر قبل أربعة أعوام، وتبين ان اغلبهم قد تكون دوافعهم هي لإثبات الوجود او الذات او لهم دافع سياسي او اداري او منفعي او تأثر في بيئة اجتماعية معينة. فرايهم وممارستهم لا تمثل المجموعة التي ينتمون اليها بقدر ما هي شخصية. عندما أقول مؤدلج لا يعني انه درس في جامعة مؤدلجة، بل هو شخصيا قد تاثر بانتماء أيديولوجي معين.

نعم اعتبرت التوزع الجغرافي للعوائل والعشائر تحت تسمياتها ان كانت حقيقية او وهمية اوجدتها الصدفة مؤشرا للهجرة والتنقل لأسباب متعددة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في بلاد النهرين، واعتبرتها مؤشراً مهما لإثبات نظريتي (التلاقح الحضاري بين شعوب بلاد النهرين وتمازج الدماء على مر العهود)، وعليه في عروقنا دماء مشتركة من الكلدان والاشوريين والسريان وبل من شعوب أخرى حكمت بلاد النهرين، ولما كانت مسالة نقاوة العرق ضرب من الخيال بحسب الدراسات الانثروبولوجية الطبيعية، عليه تبقى مسالة الشعور للانتماء هو الفاصل لجماعة الأفراد والذي يترسخ عبر التنشئة الاجتماعية الاسرية، ولهذا اسمي نحن أبناء بلاد النهرين ثلاث اثنيات معاصرة، وطالما في عروقنا دماء مشتركة لنرسخ التضامن والتماسك، ووحدة القرار واحترام مشاعر بعضنا الانتمائية، والمهم هو ان نشعر لنا مصير واحد. وبالأخص من هم في بلد الام العراق.
 وارجو ان لا تعتبرني (متخندقا قوميا). شخصيا لست قوميا ولا أُأمن بالقومية بل باحثاً في الشؤون الاثنية القومية وهناك فرق شاسع بين الحالتين.

اما تساؤلك عن عنصر الأفكار ودور المفكرين لتوحيدها لتبقى ثقافة موحدة (سؤال مهم)، هي المشكلة بعينها بين الاثنيات الثلاث، فالمفكرون لهم اتجاهات مختلفة نحو الظاهرة الانتمائية وهي بالأساس تجعل من الثقافات الثلاث ان تتميز عن بعضها، فعندما تتوحد، تلقائيا تتوحد الثقافة، فهي عنصر مهم في دفع والتأثير على افراد كل مجموعة للتفكير عن ان انتمائهم هو للكلدان او للآشوريين او للسريان او غيرهم. فهي تكوّن نسق من الأفكار تخص كل اثنية.

اما بالنسبة الى مصطلح (السورث) شخصيا اتحفظ من استخدامه كمصطلح ليطلق على مجموعة بشرية الا بعد اجراء دراسات اثنثربولوجية اجتماعية ميدانية لتثبت المقصود به بدلالة انثروبولوجية وليس لغوية.

 اما ما هو مصير أبناء جلدتنا في المذاهب البروتستانتية قوميا، لا يحتاج اجتهاد في المسالة، الجواب يعتمد على الشخص نفسه، ماذا يرى نفسه وما هو شعوره الانتمائي اشوري، كلداني، سرياني، ارامي، عربي، كوردي هذه قضيته الشخصية وليست قضيتنا اخي الكريم، اعرف جيدا من الاخوة البروتستانت اشوريين ومن الأنجيلين كلدان وسريان واشوريين وهكذا، المذهب شيء والقومية شيء آخر، وفي الكنيسة الكلدانية نفسها فيها اشوريين وكلدان، وفي كل المذاهب في الكنيسة الشرقية فيها هنود او كورد او عرب.

اسف على الاطالة وارجو إني وُفقت في الاجابة عن تساؤلاتك
دمت اخا مرحبا بك وبأهالي سربيدون الأحباء.
محبتي

63
الاخ العزيز جان يلدا خوشابا المحترم
تحية وكل عام وانت بخير وسفرة سعيدة
شكرا على قرائتك للموضوع وابداء رايك، كنت اتمنى لو كان اجتماعهم عن اللغة فقط ولكن بحسب رايي هو اكثر من ذلك فهناك فرق عندما نقول نحافظ على لغتنا ولما نقول نحافظ على ثقافتنا السريانية التي تعبر عن هوية قوم، كما هناك فرق بين قولنا شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني في الشتات، ولما نقول شعبنا السرياني في الشتات.
وكنت اتمنى لو ناقشوا امور اخرى تخدمنا اليوم دون مضيعة الوقت في امور اعرف جيداً انها ستنقرض آجلا ام اجلا مثلما انقرضت عند المارونيين. امور الهرطقة لبعضهم، القداديس المشتركة مع بعضهم، لجنة موحدة لتدبير شؤن الكنائس. هل بامكان كاهن او اسقف من كنيستي المشرق الاشوريتين اداء سر الافخارستيا مع كهنة واساقفة الاخوة السريان الارثوذكس؟ او حتى بحسب معلوماتي مع الكنيسة الكلدانية؟ او قداس مشترك بين الكهنة الكاثوليك من الكلدان والسريان مع السريان الارثوذكس؟ لنكون صريحين وواقعيين، لماذا لم يعالجوا هذه المسالة الاكثر اهمية؟ الجلوس معاً وسحب الصور عملية سهلة جدا، ولهذا قلت في مقالي هناك شيء في العقل الباطني لكل منهم.
محبتي وتقديري
 
الاخ القدير جلال برنو المحترم
تحية وكل عام وانتم بخير
شكرا على قرائتك للمقال، ومداخلتك وتساؤلاتك.
نعم لغة الكلدان البابليين والاشوريين القدامى هي الاكدية ولا يختلف عن ذلك اثنان وهذا ما ذكرته في المقال. وبمرور الزمن تلاقحت تلك اللغة مع لغات الحضارات التي سيطرت على بلاد النهرين على مر العهود، وقبلها السومرية، ولا تزال تحت تاثيرها الى ان وصلت الى التي نتحدث بها حالياً كل من كلدان وسريان واشوري العراق المعاصرين وعليه في رايي طالما هي التي نتحدث بها علينا تطويرها ولا ضرر الاستعانة باحرف لغة الارامية المتداولة للطقوس في الكنيسة وهذه عادية جدا فهناك مئات اللغات ليس لها احرف وانما مُستعارة. وهكذا ايضا اقول الكلدان والسريان والاشوريين المعاصرين لانه تجري في عروقنا جميعا دماء مشتركة ليس مع بعضنا بل مع كل ابناء الشعب العراقي الذي هو نتاج حضارات عاشت على بلاد النهرين لالاف السنين، ولعدم وجود عرق نقي ابدا بحسب الدراسات الانثروبولوجيا. وعليه يستوجب علينا احترام خصوصيات ومشاعر بعضنا الانتمائية.
بالنسبة الى ابنائنا وبالاخص في المهجر، لابد للكنيسة ان تجد حلا، ولها حلول الان باقامة القداديس في المدن التي فيها مجاميع كبيرة بلغات البلدان التي تعيش فيها. ولهذا اخي جلال هذه المسالة معقدة جداً، طالما لا توجد دولة ترعى وتعاضد اللغة عبر مؤسساتها فان مصير لغتنا هو الانقراض، لتقريب الفكرة لاحظ كل من الايطاليين والفلبينيين والبرتغال والصرب وغيرهم في كندا، اذا انصهرت اجيالهم الحالية والمستقبيلة في المجتمع الكندي واصبحت لغتهم الانكليزية، بينما لغتهم تبقى حية لوجود دول ترعاها في مواطنها، لكن نحن لا دولة لنا ولا يمكن ان يكون لنا دولة.
لست من دعاة تعريب الطقوس والقداديس والصلوات ابدا، بل من دعاة ان يكون لنا لغة يفهمها الجميع في الكنيسة وفي حياتنا اليومية. وتاكيدي هو على تطوير لغتنا المحكية ونشجع ابنائنا عليها وتمارس بواسطتها طقوسنا.
مع فائق شكري وتقديري

ملاحظة
اعتذر للاخوة المعقبين للمرة الثانية، في خطتي ارد مرة واحدة فقط، اذ لا اهدف من كتابة المقال لنقاشات عقيمة بل لابداء رايي والاطلاع على رايي الاخرين حول حدث او ظاهرة ما.
كما اذا لم تكن كلمة المعقب موجهة لي مباشرة فلست المعني.
مع شكري وتقديري للجميع
 

64
الاخ العزيز زيد ميشو المحترم
تحية وكل عام وانتم بخير
شكرا لقرائتك المقال واعجابك بما جاء فيه، وهذا دليل على وعيكم لاهمية الموضوع المطروح وخبرتكم الميدانية والكتابية عن ما يرتبط به من تداعيات لها مردودها السلبي.
اما عتابك مقبول جداً، وهو اخوي نابع من صفاء النية والاحترام المتبادل بيننا وحرصك، واتفهم الوضع والموقف، ولكن اخي العزيز طرح الافكار لا تتطلب من هو افضل من الاخر او حصرها عند الافضل، او يستحق او لا او هو من مكانتي او لا، فكلنا نكمل بعضنا البعض في افكارنا، وبالاخص عندما نتفهم جميعنا ان الاختلاف في الراي حول موضوع معين هو للفائدة وليس للانتقاص من الاخر، فكل فرد له رايه وعلى الاخر المختلف احترامه لكي يُحترم، فلا ضرر من تبادل الاراء ومناقشتها بشرط ان تتوفر في المناقشة الاسس الحضارية وتسود لغة الخطاب ذات المغزى الانساني وادراك حرية الانسان في التفكير وابداء الراي والتخلي عن التعسف المفرط والتسقيط المتبادل، والتصور الذاتي انه الافضل وما ياتي به هو الاصح، هذه كارثة لا توصل اية مناقشة الى النتائج الايجابية.
ومهما اتلقى من اساءات لطرح رؤيتي فلا تظن وتعرف جيدا لا يكون ردي بالمثل ابدا.
اما استغرابك الاكثر من مَن طلب كنيتي المهنية والعلمية، فهذا فعلا يستحق الاستغراب فهو مطلب لا مثيل له، ومع هذا طرحت له منافذ الاطلاع عليها.
تقبل وافر تقديري ومحبتي 

65
الاعلامي القدير بسام ككا المحترم
تحية وكل عام وانتم بخير
 يعد تحقيقك الاعلامي هذا تقريراً مهما عن وضع المسيحيين في العراق وما آلت اليه ظروفهم في ظل الاوضاع المتردية في الوطن منذ عام 2003، وذلك لمعايشتك الميدانية وملاحظتك المباشرة واحتكاكك مع كل الفئات، مما يجعل ذلك صوابية قراءة الواقع.
من وجهة نظري اخي بسام كل ما تفضلت به من عوامل هي المسؤولة عن وضع المسيحيين وديمومة التفكير لمغادرة البلد متى ما تاتيهم الفرصة المناسبة، انها مسالة باتت معروفة، وجود سلطة متنفذة من خلال الاحزاب الدينية في العراق ونظام المحاصصة المتخلف ووجود الميليشيات المسلحة المنفلتة هو الذي اودى باوضاع المسيحيين ليدفعهم للهجرة، ولو ان الهجرة تشمل كل مكونات الشعب العراقي دينياً واثنيا الا انها تعكس على المسيحيين اكثر من غيرهم لنسبتهم السكانية القليلة قياساً للاخرين، ولما اصبحت نسبة المسيحيين العراقيين في الخارج اعلى من مَن هم في الوطن وقد تصل الى 80٪ ، هذا المؤشر خطير جدا لتواجد العدد الكبير منهم في الخارج فهو العامل الاكثر تاثيرا لمغادرة من بقي في الداخل، وذلك لان اصبح لمن هم في الداخل يد العون التي سهلت عملية الالتحاق باقرانهم، فهناك من له ابن او بنت او من الاقرباء يسهلون اجراءت الهجرة، كما انهم يتلقون المساعدات المالية اثناء بقائهم في دول الجوار من ذويهم.
فالمسالة هي متفاقمة لا يمكن السيطرة عليها طالما الهجرة هي قرار شخصي، وقد يمكن تحييد هذا القرار عندما تزول الاسباب الداخلية التي شخصتها في مقالك القيم، وهذه لا تزول الا في اعادة هيبة الدولة وفرض القانون ومنع اجازة احزاب تتبنى التعاليم الدينة في فسلفتها وعدم منح اجازة للاحزاب ذات المنطلق القومي في فلسفتها، بل لابد ان تتبنى المفاهيم الوطنية وترسيخ مفهوم الوطن العراقي للكل.
اما فيما يتعلق في فقرة اثارت انتباهي وضع اللوم على سياسي المسيحيين، في رايي في اية حالة يكون وضعهم، لا فائدة منهم، سواء في استقلاليتهم عن الاحزاب المتنفذة او استقلالية ممثلي المسيحيين في البرلمان من عدمه، وماذا سوف يحصل لو كانوا مستقلين او عددهم اكثر مثلا ؟ هل بامكانهم تغيير المواقف او القوانيين؟ لا اظن ذلك بسبب العامل الديمغرافي الذي نعاني منه قياساً للآخرين، وحتى لو تم كل شيئ بحسب الديمقراطية لو فرضنا جدلا.
اما عن التدويل، منذ عام 2003 ولحد اليوم وضعت قضية المسيحيين امام مختلف المنظمات الدولية واخص بالذكر من قبل الرؤساء الدينيين وفي مقدمتهم غبطة البطريرك ساكو، وكم من نداءات وتصريحات اطلقها واخرها المحزن الاخير في مقابلته الاخيرة، ولكن هل من آذان تسمع؟
االدول المتقدمة والمؤثرة على السياسة العالمية ليست غافلة ولا تعرف ما الذي يحدث في العراق وعند المسيحيين خاصة، فهي مثلما غيرت النظام يمكنها من تغيير كل شيء لو امتلكت الارادة، ولكن المشكلة تكمن في قياسات تحقيق مصالحها، فكم هي النسبة التي تحقق مصالحها لو اهتمت بقضية المسيحيين ؟ اذا لها مردودات نفعية لادامة مصالحها فلا تتردد في تسوية احوالهم، اما تهميشها وعدم الاذعان والاكتراث يدل على لا منفعة من قضية المسيحيين.
تقبل محبتي واكتفي بهذا القدر

66
الكاتب المبدع دائماً يوحنا بيداويذ المحترم
 تحية وكل عام وانتم بخير وعافية
 يسعدني ان اقرا مثل هذا المقال، لا بل دراسة عن ظاهرة اجتماعية لها ابعادها النفسية والاجتماعية، وهي رعاية المسنين، تلك المشكلة التي هي من نتاج المستجدات الحضارية المعاصرة، وهي مرتبطة ارتباطا كبيرا في عملية التحضر وتغير طبيعة العمل، وحرية الافراد وخروج المراة للعمل، وانشغال كافة افراد الاسرة في اعمالهم لفترة طويلة من النهار، مما يؤدي الى تهميش المسنين في العائلة واضطرار الاسرة ايداعهم في مؤسسات رعاية المسنين، وهناك كما تفضلت تتفاقم مشكلتهم للعوامل التي ذكرتها في المقال، ومنها بالذات اللغة، وعدم الشعور بالامان النفسي والطمأنينة مما يؤدي الى الاضطراب في الشخصية عنده والشعور بعدم الراحة، ولما كانت ذهنيته متحكمة بالقيم والتقاليد التي تربى عليها في مجتمعاتنا التقليدية، فهو بحاجة الى التردد الى الكنيسة، اهتمام الابناء به، التواصل الاجتماعي مع الجيران والاقرباء وامور اجتماعية متعددة بحكم التقاليد والعادات، وهذه مفقودة بالنسبة له مما يولد عنده الاحباط النفسي.
في مثل هذه الحالات اذا كانت الجاليات المسيحية في مدينة ما كبيرة الحجم يمكن ان تقوم الكنيسة بتاسيس دار للمسنين ويوفر لهم طاقم العمل من نفس ابناء الجالية، وتخصص لهم مركبة لنقلهم الى الكنيسة او ان يكون الدار قريبا من الكنيسة كما هو في ابرشية مارتوما الكلدانية في مشيكن، او تشكيل جمعية من ذوي الامكانات المالية لتاسيس مثل هذه الدور وادارتها من قبل ابناء المهاجرين. وفي هذه الحالة ممكن توفير باحثين اجتماعيين للعمل في الدار ومن خلالهم توجيه الابناء لاهمية رعاية المسنين والالتقاء معهم بين فترة واخرى وتخصيص شيئ من وقتهم لزيارتهم او دعوتهم الى اماكن معينة مثل الغداء معاً او الى رحلة في الباركات الداخلية او اي تجمع يرتاح فيه المسن.
شكرا اخي يوحنا على تقديمك لمثل هذه المواضيع المهمة التي تخدم الانسانية بشكل وآخر.
محبتي

67
الاخوة المعقبين الكرام
تحية وتقدير
الأخ هاني مانويل: شكرا على المداخلة، الموضوع ليس عن النقوش على الحجر، واحيلك الى تعقيبي عن الأخ مغترب انا 2 بخصوص أهمية علم الاجتماع، كما أنك متفق معي لذكر الاثنيات الثلاث هنا من حيث لا تدري وهذا هو المطلوب ذكر واحترام الكل كما فعلت، وهذا الذي ادعو اليه تماماً ذكر الاثنيات الثلاث كما هي اليوم وكما نلاحظها في الواقع.

 الأخ عبدالاحد سليمان بولص: شكرا على مداخلتك واضافتك القيمة التي اغنت الموضوع.

الأخ ناصر عجمايا: شكرا على مرورك ومداخلتك القيمة.

الأخ ماهر سعيد متي: شكرا على ملاحظتك القيمة.

الأخ الدكتور نزار ملاخا: شكرا على مداخلتك القيمة وملاحظاتك عن الموضوع.

الأخ مؤيد هيلو: شكرا على مرورك واضافتك القيمة التي اغنت الموضوع.

الأخ لوسيان: شكرا على مداخلتك، والحق معك ملاحظة قيمة، المفروض احدد معنى الاختزال، ولو تطرقت اليه ضمناً، وشكرا على الرسوم البيانية التي توضح المشتركات والتداخلات بين ثلاث مجاميع، ولكن يمكن تطبيقها مع علاقة الاثنيات المسيحية مع غيرها لأنها تتداخل بحكم الجغرافية والتفاعل الاجتماعي على مر الزمن فهناك مشتركات بين الكلدان والاشوريين والاكراد، في المنطقة الشمالية من العراق، وهناك مشتركات بين سريان وكلدان المناطق السهلية والمدن قاطبة مع العرب ومن يعيشون في المدينة. وهناك مشتركات بين الاشوريين والفرس في ايران اليوم ومشتركات بيننا المغتربين وسكان البلدان الأصليين وهكذا مسالة المشتركات ليست قياس أساسي بان تكون المجموعة اثنية واحدة إذا كان هذا القصد عندك، ما لم يقترن الشعور بالانتماء كل المشتركات الذي يُعد هو الاهم.

الأخ يوحنا بيداويذ: شكرا على مداخلتك القيمة.

 الأخ اخيقر يوخنا: شكرا على مداخلتك ورأيك القيم.

الأخ ناصر ياقو: شكرا على مداخلتك القيمة.

الأخ جورج السرياني: كل عام وانت بخير وشكرا على سؤالك عن شخصيتي، لأول مرة اصادف هكذا سؤال اخي العزيز وبالأخص في البلدان المتحضرة الأسئلة الشخصية لا يمكن الاستفسار عنها الا لأقرب الناس الى الفرد، وليس في الاعلام، او في حالة تقديم الى العمل، فلابد منها، واني الان لست مقدما للعمل، او تطرح من قبل الحاكم في المحاكم، ونشكر الرب لسنا في المحاكم، لكن على خاطرك، اقتصر الطريق عليك ارى الأفضل ان تحصل عليها من غيري، او البحث عن المقابلات التي أجريت معي اعلامياً، في بعض الإذاعات وبعض القنوات التلفزيونية المحدودة،  واخصك بالذكر مقابلة الأخ هيثم ملوكا العام الماضي، واذا تريد الاستفسار من الأشخاص مباشرة، اسال معظم رواد موقع عينكاوا، وبدلا ان احيلك الى بعض أساقفة وكهنة الكلدان الكرام، طالما جنابكم سرياني واهلا بك، افضل سيادة المطران السرياني الارثوذكسي العزيز المعروف اليوم الذي اكن له كل الاحترام من العراق (مار نيقوديموس دواد شرف)، وبعض من الأساقفة السريان الارثوذكس الشباب في العراق الذين لا انساهم ابدا وهم اعزاء عندي، لا يمكنني ذكر اسمائهم دون استئذان، فهم معروفون او بعض من كهنة السريان الارثوذكس العراقيين طبعاً، او أي شخص من أبناء بلدتي الحبيبة مانكيش اذا كنت جيرانهم او في العمل معهم، كما لو ترغب في الحصول على كتابي المنشور الأخير (مانكيش بلدة الجمال والعطاء/ دراسة اجتماعية انثروبولوجية) فهناك التفاصيل عن اعمالي وبحوثي ومؤهلاتي.


الأخ قيصر شهباز: شكرا على مداخلتك القيمة، أستاذي العزيز: كل الدراسات الأنثروبولوجيا تؤكد على ان وجود عرق بشري نقي هو ضرب من الخيال واسطورة، وهذا ينطبق على الكلدان والاشوريين والسريان وسكان بلاد النهرين قاطبة. ومسالة المشتركات غير كافية دون اقترانها الشعور بالانتماء الذي يُضاف الى مقومات الأخرى المشتركة.

الأخ كوركيس اوراها منصور: شكرا على مداخلتك الهادئة القيمة، ولكن صديقي العزيز لو اكتفى البيان بذكر اللغة انا معك تماما، بل أكد على الشعب السرياني دون ذكر الاخرين كما إني اتفق معك، أي اثارة للموضوع سواء من العلمانيين او الروحانيين يزيد من الفجوة والعناد، وهذا ما اكدت عليه للتخلي عن اثارة هذا الموضوع في نهاية المقال. فبدلا ان ننتظر من الرؤساء الروحانيين ان يبشرونا بتوحيد الأعياد وإقامة قداديس مشتركة وإلغاء هرطقة بعضهم للبعض، وتوحيد كلمتهم وخطابهم، وتشكيل لجنة مشتركة للدفاع عن حقوقنا في البلدان الشرق أوسطية، يأتون لإثارة مسالة التراث والتسمية سواء علنا او مبطنة في تعميمهم بتسمية واحدة.

 الأخ مايك سيبي: احسنت، شكرا على مرورك.

محبتي للجميع وكل عام وأنتم بخير وعافية

68
الأخ مغترب انا المحترم
تحية وتقدير
 كل عام وانت بخير/ اسف عن التأخير في الجواب/ ولو كنت مقرر ان لا أرد على الاخوة المعقبين الغير معروفة أسمائهم عندي ولكن لأهمية الموضوع تجاوزت قراري اليوم.
شكرا على مرورك وملاحظاتك التي تعبر عن رأيك وهي موضع احترام عندي فلا ضرر في الاختلاف في الراي بل بالعكس في ناموس الحياة هو الوسيلة للتقدم والتحول الى مرحلة اخرى، او تتمكن المجتمعات من العيش السليم لخلق توازن في تلبية الحاجات.
عزيزي: علماء الاجتماع الذين اعتمدت عليهم في تفسير الظاهرة التي اشغلت الاثنيات الثلاث ليسوا غرباء، بل نظرياتهم وقوانينهم العلمية تُدرس في كافة جامعات العالم في اقسام علم الاجتماع والأنثروبولوجيا والنفس، وهم أكثر واقعية لأنهم يدرسون الحاضر وليس الماضي القابل للأهواء ويتأثر بالنزعات القومية والسياسية والدينية والمذهبية، وكتب التاريخ المكتوبة تشهد على ذلك وبالأخص المكتوبة من غير الأكاديميين في اختصاصهم. اما علماء الاجتماع والباحثين الاجتماعيين فيدرسون الواقع وعن طريق الملاحظة واستخدام الحواس ولا على قيل وقال فلان، والمؤرخون يدرسون الحدث التاريخي فقط ويؤرخونه ولا هناك تفاصيل عن ربط الحدث في البناء الحضاري للمجتمع لديهم والتغيرات التي تطرأ، بينما علم الاجتماع يدرس تكرار الحدث وربطه بعناصر الحضارة مجتمعة. ولهذا ترى تفسيري للظاهرة المدروسة يكون تأكيدي الكلدان والسريان والاشوريين المعاصرين انتبه رجاءا المعاصرون، أي ادرسهم كما هم الان والاحظهم الان، وان اعتمدت على بعض الكتب التاريخية فالتعامل مع المكتوب فيها وفق أحد المناهج التي يستخدمها الباحث الاجتماعي في الدراسة وهو المنهج التاريخي، وكما ارجو ان لا تذهب بعيدا كما يظن بعض الاخوة بان ما اكتبه الان من مقالات هي بحوث علمية لا ابدا وهي أفكار لتفسير ظاهرة غالبا ما اعتمد في التفسير على من سبقني وهذا هو أصول الكتابة.

أنك تقول ان اللغة المستخدمة هي السريانية للاثنيات الثلاث، هذه وجهة نظرك معتمدة على كتب تاريخية معينة، وغيرك يؤكد غير ذلك ويعتمد هو الاخر على كتب تاريخية معينة، وشخصياً لا علاقة لي بها، لأني أرى في العراق تحديدا كل من السرياني والكلداني والاشوري لا يفهم اللغة التي تستخدم في الطقوس الكنسية الآرامية وثم السريانية الا بعد ترجمتها الى اللغة المحكية واني اسميها بحسب كل اثنية وبعد دراستها في المعاهد. وليست متداولة حياتياً كما هي العربية والكردية والإنكليزية وغيرها. وهذا الذي يهمني اخي العزيز اليوم.
 اخ مغترب الموقر: لم تدخل المسيحية بدفعة واحدة من قبل سكان بلاد النهرين، وبل كانت تدريجية ولم تكتمل معالم الكنيسة التنظيمية وطقوسها الا بعد 300 سنة وبالطبع ما قاله الرسل لم يكن صعبا على فهم الناس، اذ جاءوا بأمور بسيطة، عن ملكوت الله وعن مجيء المسيح له المجد وامور أخرى وثم بعدها ظهرت الاجتهادات وظهرت الاناجيل التي لم يكن لها وجود في بدء المسيحية ولا الأعياد ولا كل الطقوس التي نراها اليوم، وعليه حدث ما حدث من النزعات المذهبية الاجتهادية وانقسمت الكنيسة. ولا تنسى وانا قلت الآرامية كانت منشرة رسميا في بلاد النهرين، كما لا تنسى وجود اليهود الذي هم الأوائل الذين دخلوا فيها قبل الوثنيين، ولا تنسى ان الرسل لم يعظ في مناطق متخلفة قاحلة بل كانت بلاد الرافدين امبراطورية الفارسية ثاني أكبر امبراطورية حينها في العالم ان لم تكن الأولى، فيها المترجمين والتجار ومن يعرف بلغات متعددة وقد يكون منهم الارامين نفسهم، (ومع الأسف ما كنت يومئذ هناك) كل تلك العوامل ساعدت على انتشار كلام الرسل.
 اما  امثلتك لماذا لم يتعبروها الأرمن او الحبشيين او غيرهم مقدسة واثرت الكنيسة عليهم، الجواب بسيط جدا بالنسبة الى تلك المناطق التي كانت تحت الامبراطورية الرومانية الشرقية والغربية تأثرت بتعاليم الرسول بولس الذي وعظ باللغة اليونانية والاناجيل مكتوبة باليونانية باستثناء انجيل متي على ما اعتقد واذا خطا ارجو التصحيح، وقد يكون ان المسيحية قد انتشرت بواسطة مؤمنين أوائل من الأرمن الذين تلمذوا على يد الرسل هناك وترجموا ما تلقونه فيما بعد وهذا ما ينطبق على الحبشة التي ما اعتقد قد وصلها الرسل بل المسيحيين الاوائل.
اما عن ما اثرته اين وثائق التي تؤكد اللغة الكلدانية والاشورية منذ المسيحية، الجواب بسيط، أولا، ماذا يعني عندما نقول بعد انتشار المسيحية أصبحت لغة الطقوس الكنسية الآرامية او السريانية فيما بعد؟، بمعنى سيكون ما يُكتب كنسيا بهذه اللغة وبحروفها التي اقتبسا الكلدان والاشوريين منها كما اقتبس الاراميين من الفينيقيين وهناك امثلة متعددة اليوم على نفس الظاهرة الكثير من الاخوان يذكرونها. وثانيا، اهم وثيقة ودليل واقعي يؤكد ان الكلدان والاشوريين والسريان العراقيين لغتهم هي المحكية اليوم بعد تلاقحها مع الآرامية ولغات دخيلة في البلاد على مر الزمن ولآلاف السنين وهي دليل قاطع على تواجدهم واستمرارهم على مر الازمان منذ سقوط امبراطوريتهم، وعليه انتبه اباء الكنيسة الاشورية والكلدانية والسريانية منذ أواخر القرن التاسع عشر كما ذكرت في المقال بترجمة الاناجيل والرسائل وبعض الصلوات اليها او الى العربية في المدن، كما قد يكون هناك ذكر للوثائق فآسف لا اعرف اسال المؤرخين انا لست مؤرخ.  ومثلما لك الحق بالتساؤل أيضا اسالك وهل وجد قوم اسمه السريان قبل المسيحية؟ لا تقل لي هم اراميين قد يكون احتمال خطا لان هناك عدة احتمالات لتفسير معنى السريان انثروبولوجيا وفُسر من قبل بعض اللغويين بآراء مختلفة. فطالما اقترن وجود السريانية مع انتشار المسيحية فمعناها مسيحيون، هذا رأيي ويحتمل انه خطا.
نعم السريان ليسوا بحاجة الى الكلدان والاشوريين، كذلك الكلدان أيضا والاشوريين ليسوا بحاجة لاحد، لان كل منهم له مقومات العيش الخاصة بهم، ولهذا أقول دائما ليعمل كل قوم او مذهب ديني من منطلق ما يؤمن به اثنيا او عقائديا، ووحدتهم تكمن في محبتهم لبعضهم، لقبولهم لبعضهم، واحترامهم لبعضهم، والزواج المختلط بين الأبناء لبعضهم، في قيام قداديس مشتركة، ووحدة القرار والخطاب سياسيا، وليس بتسميتهم الموحدة التي اشغلتهم كثيرا.

تقبل محبتي

69
                                          الاختزال الثقافي
                                  في ضوء بيان بطاركة الكنائس الشرقية

  د. عبدالله مرقس رابي

  اختتم مجموعة من بطاركة الكنائس الشرقية اجتماعهم المنعقد في لبنان / العطشانة في 16/12/2022 ببيان تحت عنوان (البيان الختامي الصادر عن اللقاء الأول لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني في المقر البطريركي للسريان الأرثوذكس) بدعوة من بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس). بيان اثار ردود أفعال متباينة من اتباع الكنائس المذكورة فيه. لا اعتقد هناك من يعترض لوحدة الكنائس عقائدياً، فالكل يتمنون وينتظرون ذلك اليوم، لكن دون المساس بالخصوصيات غير العقائدية للكنائس الموحدة. وقد ينتاب الفرد لسماعه عن هكذا اجتماع للكنائس المذكورة مع بعضهم قبول نفسي بالفرح والارتياح والانشراح لانفتاحهم على بعضهم والجلوس على طاولة واحدة لمناقشة أوضاعهم، بالرغم من المواقف التاريخية السلبية تجاه بعضهم، عقائدياً واثنياً.
كوني كباحث اجتماعي نفسي من المتابعين لأحوال الاثنيات الثلاث الكلدان والسريان والاشوريين وكنائسهم لفترة طويلة، اثار اهتمامي محتوى البيان المذكور، وعليه أرى بعد قراءته هناك اختزال لثقافة اثنيات متعددة في ثقافة واحدة على إثر استخدام غير الواضح والمربك للمفاهيم وعدم التمييز بينها، إضافة لمسألة التعميم وعدم احترام الخصوصيات الثقافية لاتباع بعض الكنائس، والتناقضات بين الواقع وما جاء في البيان.
من المشكلات الأساسية التي يتعرض لها غير الاختصاصيين في كتاباتهم او منشوراتهم الخطابية ونقاشاتهم هي عدم التمييز بين المصطلحات، فهي تعد المفتاح الذي يساعد المتابع في فهم وإدراك ما الذي يقصده الباحث او المناقش او الكاتب من تداوله للمصطلحات الواردة، وطالما ان عملية تحديد المفاهيم هي معقدة في العلوم الاجتماعية لأنها تتعامل مع المجردة منها، وعليه لابد تحديد بعض المفاهيم المرتبطة بمحتوى البيان قبل التحليل، وهي استنتاج من المفاهيم التي وردت في نظريات ودراسات متعددة واهمها:
  الثقافة او الحضارة: غالباً ما يُستخدم المصطلحان مرادفان لبعضهما، وقد تُرجمت كلمة culture اللاتينية عند بعض المفكرين العرب بمعنى الحضارة، وعند الآخرين بمعنى الثقافة، وذلك تأثراً بالكتابات الغربية والجامعات التي تلقوا دراساتهم فيها. والمعنى اللغوي للمفهوم هو، حرث الارض وزراعتها، فأستخدمت مجازا في العلوم الانسانية والاجتماعية بمعنى تثقيف العقل وتنميته.
اختصر مفهوم الحضارة بما جاء به الانثروبولوجي البريطاني ( ادورد تايلور ) سنة 1871 في كتابه الموسوم (الحضارة البدائية) حيث يُعتبر الاكثر شمولية ولا يزال المرجع الاساسي  لعلماء الاجتماع والانثروبولوجيين، حيث يعرفها:
(ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والعقائد والاخلاق والقوانين والعادات والقيم والتقاليد واللغة والقدرات التي يكتسبها الفرد باعتباره عضوا في المجتمع، وتشمل النتاجات المادية من حيث وسائل الانتاج بانواعها والفنون والكتابة، واللاماديات المجردة، فهي نمط للحياة وطريقة العيش خاصة بمجتمع معين). وكلا النمطين من العناصر تتغيرا زمانياً ومكانياً في المجتمعات البشرية بحسب التفسير الاجتماعي.
وهناك من يستعمل مصطلح (الحضارة) مرادفاً لمصطلح المدنية (Civilization) لتشمل الجوانب المادية من حضارة المجتمع، بينما يتم وضع العناصر المجردة او اللامادية منها تحت مصطلح الثقافة، وعليه تُعرف الثقافة في هذه الحالة: مجموعة القيم والتقاليد والعادات الاجتماعية والدينية والأفكار واللغة والمواقف التي يكتسبها الفرد منذ الولادة وتؤثر فيه وتتحول الى اللاشعور، وتصقل شخصيته ليتوافق سلوكه ومواقفه مع أسلوب الحياة او طريقة الحياة في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه، وهي جزء مهم واساسي من عناصر الحضارة التي تمثل الشق المعنوي. واعتقد وهو المقصود به من مصطلح الثقافة الذي ورد في البيان واُختزلت بالثقافة السريانية.
 ومما هو جدير بالذكر ان مصطلح التراث، كمصطلح عام لا تختلف عناصره عن الثقافة او الحضارة بمفهومها العام، وفقاً للدراسات فهي متطابقة، فالتراث هو ما يبتكره المجتمع من العناصر الحضارية بشقيها المادي والمعنوي اللامادي ويعتز بها وتتغير وفقاً للمستجدات من جيل لآخر. اذ يقول عالم الاجتماع الأمريكي (وليم اوكبرن) (الفكر الذي يستطيع إدراك الواقع الاجتماعي والمستجدات، لا يستوعب ظاهرة البقاء على التراث الذي لا ينسجم مع متطلبات الحياة). وفيما يأتي تحليل لفقرات البيان:
اتجنب تحليل ما يتعلق بالروحانيات التي تم الإشارة اليها في الفقرة الأولى من البيان لأنها لا تخص اختصاصي المعرفي، بالرغم من قيامي بإجراء عدة مقابلات فردية هاتفية مع عدد من الشمامسة والكهنة للاستفسار عما إذا كانت الطقوس او الليتورجيا واحدة في الكنائس المجتمعة، جاء الجواب منهم: مراحل القداس متقاربة عند كل الكنائس وليست عند الكنائس المذكورة فقط، وهناك اختلاف في تفاصيل الطقوس وبالأخص بين الكنيسة السريانية بشقيها والكلدانية والاشورية من جهة اخرى. الذي يهمني هو تأكيد البيان على استخدامه عبارات اثارت اهتمامي واهتمام القراء والمتابعين وهي:
 (تعتزّ كنائسنا بتراثها السرياني العريق الذي يجمعها ويشكّل إرثاً تاريخياً مقدّساً غنياً ينبع من وحدتنا التاريخية ولغتنا السريانية الواحدة وطقوسنا الكنسية والليتورجيا المشتركة) (وسعياً لنشر التراث السرياني) (الحضور السرياني في الشرق الأوسط) (الحضور السرياني في بلاد الانتشار) بالطبع المقصود كشعب وليس لغة او طقس ديني، (اننا شعب واحد بتراثه السرياني) (سعياً لنشر التراث السرياني) (تشجيع تعليم اللغة السريانية) (اعادة احياء مؤتمرات التراث السرياني في الشرق الأوسط) ( إقامة ندوات ولقاءات ونشاطات تهدف نشر الوعي بين أبناء كنائسنا في بلاد الشرق وعالم الانتشار عن الهوية السريانية) (مباركة جهود المؤسسات التي سعت وتسعى لدراسة الإرث السرياني المشترك)، واثنوا بشكل خاص على المؤتمر السرياني العالمي ومؤسساتهم دون شمول المؤتمرات الاشورية والكلدانية ومؤسساتهم التي تسعى لإحياء تراثهم.
هنا تصريح واضح على اختزال تسمية التراث لاتباع الكنائس المجتمعة بالسرياني، نعم اللغة التي استخدمت في الطقوس الكنسية المجتمعة هي الآرامية او السريانية فيما بعد، ولكن السؤال هل الآرامية كانت لغة الكلدان والاشوريين والمارونيين؟ تشير المصادر المقننة الاكاديمية وليس تلك المؤلفة من قبل رجال الدين في الطوائف المذكورة ولا السياسيين ولا المتطفلين من الاختصاصات الأخرى، ان اللغة التي ظهرت منذ ألاف السنين واستخدمتها شعوب بلاد النهرين هي الاكدية بعد السومرية وبكتابة مسمارية واستخدمها سكان بلاد بابل وغالبيتهم العظمى من الكلدان في منطقة السهل الجنوبي وضفاف خليج الكلدي (العربي حاليا)، علماً بعض الباحثين يعتبرونها اللغة الكلدانية، كما استخدمها الاشوريون في المنطقة الشمالية منها بلهجة مختلفة. كما هو معروف تاريخياً ان موطن الاراميين هي البلاد المعروفة الان (سوريا).
 وفقاً لأسس نظرية الاقتباس الحضاري الثقافي بدأت تتوغل الآرامية الى بلاد النهرين واُستخدمت احرفها للتعامل الرسمي، وليس للتداول اليومي، ورسخت الكنيسة تداولها في كنيسة المشرق منذ البدء وذلك لأنها كانت لغة الرسل وتلاميذهم الذين بشروا بالمسيحية، والقادمين من سوريا الكبرى، فأصبحت بمثابة لغة مقدسة عندهم. فإذن هي لغة مفروضة على الكلدان والاشوريين والعرب والفرس والهنود والافغان والأتراك وغيرهم من اتباع كنيسة المشرق تاريخياً لأداء طقوسهم الدينية منذ دخولهم بالمسيحية، تماماً مثلها كاللغة اللاتينية التي فرضتها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية على كنائس الشعوب الاوربية، وثم تخلصت منها في منتصف القرن الماضي. اما لغة الاثنيات الثلاث المعاصرة في بلاد النهرين (العراق حاليا) فهي تلك اللغة الناجمة من التلاقح بين اللغة الاصلية لهم الاكدية وتلك التي ظهرت مع قيام الحضارات المختلفة لسكانها الأصليين والغرباء الى يومنا هذا، وتشكلت اللغتان الكلدانية والاشورية المعاصرتين وفقاً لأسس علمي اجتماع اللغة واللغة الاجتماعي وتطور اللهجات وحيوية اللغة، اذ تتسع الفجوة بين اللهجات زمنياً الى ان تصبح لغة مستقلة غير مفهومة بكل مفرداتها الا لأهلها.
اذن لغتنا ليست السريانية المتداولة في الكنائس لأداء الطقوس، بدليل واضح جداً هو عدم إدراك المؤمنين لها الا بعد ترجمتها الى اللغتين الكلدانية والاشورية المعاصرتين او الى العربية التي بدأ اجدادنا بترجمتها منذ أواخر القرن التاسع عشر الى لغتنا الحالية. وان كانت لغة أداء الطقوس واحدة، لكن لا يعني ذلك اننا سريان وتراثنا وثقافتنا سريانية، فعليهم عدم خلط المفاهيم، ويجب التمييز بين اللغة والاثنية وبالأخص العرق، ليس كل من مارسوا الطقس السرياني في كنائسهم هم بالضرورة سريان، فالهنود الحاليين المنضمين للكنيسة السريانية هم هنود عرقاً  وثقافة والعرب سابقاً وحاليا في الكنيسة الارثوذكسية وفي كنيسة المشرق المسماة أحيانا النسطورية كانوا عرباً، بينما ثقافة وعرقاً هم عرب، مثلما ليس كل من يمارس الطقس اللاتيني حالياً في أمريكا الجنوبية واسيا وفي البلدان الكاثوليكية في اوربا هم لاتين، او لكونهم اتباع لكنيسة الرومان الكاثوليكية هم من الرومان او ايطاليين مثلا، علما ان الاسبان والايطاليين والفرنسيين وغيرهم هم من جذور واحدة، ولكن اليوم لكل منهم لغتهم وانتمائهم الاثني القومي.
 ترتبط اللغة في الثقافة ارتباطاً وثيقاً وفي علاقة متبادلة، اذ يعتبر (سابير) في نظريته عن اللغة والثقافة (ان الثقافة مجموعة معانٍ في التفاعلات الفردية، فهي اساساً نسق اتصال ومن خصائص اللغة نقل الثقافة، وهي ذاتها مطبوعة فيها) ويقول (ليفي ستراوس: ان علاقة اللغة بالثقافة من اعقد المشاكل، فاللغة هي نتاج الثقافة، واللغة المستخدمة في مجتمع ما تعكس ثقافته الافراد، واللغة في نفس الوقت شرط لوجود الثقافة). وعند تطبيق النظرية على إشكالية اللغة السريانية عندنا، نرى طالما لا يتحدث  كل من الكلدان والاشوريين ومعظم السريان بها، وانها محصورة في الكنائس لأداء الطقوس لأسباب ذكرتها أعلاه، ونفس اللغة المستخدمة لا يفهما العامة من الناس الا بعد ترجمتها، فإذن من المنطق القول ليست لغتنا، بل لغتنا هي التي نتحدث بها في التواصل الاجتماعي وبدورها تنقل عناصر الثقافة لكل اثنية من حيث الأفكار، أي بعبارة أخرى ان اللغة السريانية المستخدمة في الكنيسة لا تؤدي وظيفتها في نقل ثقافتنا المعاصرة بتاتاً وحتى لا تؤدي وظيفتها في نقل وعكس العلاقة بين المؤمن والله في صلواته لأنه يرددها أي الصلاة دون ان يعرف المعنى، عكس ذلك لو تم أداء الصلوات باللغة الكلدانية او الاشورية المعاصرتين وبالعربية للمتحدثين بها لأدت وظيفتها في فهم وادراك الصلاة. (ارجو عدم الفهم إني أشجع التعريب وما شابه، بل أداء الطقوس والصلوات والأنشطة الكنسية الروحانية الأخرى بلغتنا المحكية بعد الترجمة). ومن جهة أخرى تلك اللغة لا تعكس ثقافتنا وذاتنا للآخر المشاهد لعدم استخدامها في الحياة اليومية. فاللغة التي نستخدمها في حياتنا اليومية هي التي تعكس هويتنا وثقافتنا للآخر المختلف. مثلما تماماً تعكس العربية ثقافة المارونيين اليوم.
الثقافة هي في حالة  ديناميكية، ولا ثقافة بشرية في الحالة الاستاتيكيية تاريخياً، الا تلك المعزولة تماماً عن المجموعات البشرية الأخرى، فهي في حالة تغير دائمة وفق المعطيات الدراسية العلمية، فإذن في ضوء العلاقة المذكورة أعلاه بين اللغة والثقافة في ترابطهما، اللغة هي الأخرى كعنصر من عناصر الثقافة تتغير تاريخياً، ولهذا فان جمود وبقاء اللغة السريانية محصورة تحت قباب الكنائس و تدريسها في الأقسام العلمية في الجامعات فقط دون استخدامها في التفاعلات الاجتماعية والتنشئة الاسرية للأبناء فقدت وظيفتها في الثقافة ولا تعكس ثقافتنا. فلا توجد ممارسة او تواصل اجتماعي فني مثل الأغاني، وكتابات ونقاش وندوات ومؤتمرات وحديث عائلي وتنشئة اسرية للأطفال ولا في الاعلام يتم استخدام السريانية القديمة. والنتيجة في رأيي من الخطأ حصر ثقافتنا باللغة السريانية المحصورة في الكنيسة.
يقول بعض المهتمين: هناك اقسام علمية تدرّس اللغة السريانية في الجامعات وبعضها تحت مسمى الآرامية، طيب وما علاقة ذلك بثقافتنا؟ هل هي اللغة التي نتحدث بها في حياتنا اليومية؟ لو قارنا انفسنا مع الإنكليز او الاكراد او العرب او غيرهم، بالطبع هناك فرق فهم يتحدثون نفس اللغة الرسمية والاكاديمية وان كان هناك بعض المفردات القليلة لا يستعملونها، عكسنا تماماً لا نستعمل الا القليل من المفردات اللغوية للغة السريانية التي تدرس في الجامعات، فتدريسها اكاديمياً لا اظن لأنها مهمة لكونها لا تزال تؤدي وظيفتها الثقافية، بل مهمتها لتأدية وظيفتها في دراسة التاريخ والمخطوطات واللقى الاثرية المكتوبة عليها حالها حال اللغات التي انقرضت او على وشك الانقراض، وكان لها دوراً ثقافياً في مكان وزمان معينين. وفي هذا الصدد لماذا لا يتم تطوير لغتنا المحكية ولكل اثنية في صياغتها وصرفها وبنائها وتُدرس بدلاً عن السريانية القديمة التي لا تفي بالغرض في المعاهد الدينية وفي مدارس التعليم في الكنائس؟ وهذا يتطلب ايضاً عدم حصر تسمية ثقافة المسيحيين في العراق رسمياً بمديرية الثقافة السريانية، بل يتطلب استحداث مديريات التعليم الكلداني والاشوري ومديريات الثقافة الكلدانية والاشورية. لا توصف مشاعري بالارتياح عندما اقرأ كتاب المدائح المنسوب (لداويذ كورا) المؤلف بلغتنا الكلدانية المحكية، وكم انشرح عند سماع قداس عن أحد كهنة ابرشية مارتوما في مشيكن بلغتنا المحكية. واعتقد هكذا هو شعور أي كلداني او اشوري وسرياني اليوم.
 ومن المسائل التي اثارت انتباهي هي: مشاركة الكنيسة المارونية في الاجتماع، فقط شاركت حسب ما وصلني لمشاركتها نوعاً ما في طقسها مع الكنيسة السريانية الانطاكية. غريبة جداً هل لو فرضنا جدلاـ ان المارونيين سريان سيعيدون اللغة السريانية بدلا العربية التي اقحمت كل تفاصيل حياتهم وتعكس هويتهم الثقافية التي تختلف عن سائر الاثنيات القومية في الشرق الأوسط المسيحية؟ كانت معلوماتي عن الموارنة واصولهم الثقافية والمذهبية سطحية لانهم ليسوا موضع اهتمام عندي، ولكن دفعتني مشاركتهم في الاجتماع المذكور الى دراسة مستفيضة هذه الأيام عنهم، وتبين لي باختصار حالهم حال كل الاثنيات التاريخية في الشرق الأوسط  من حيث التباين في أصولها المذهبي والاثني، وكل ما كُتب عنهم أيضا هو من قبل رجال الدين غير المختصين والسياسيين المؤدلجين وكل منهم يكتب بحسب اهوائه ومواقفه المذهبية، وان كان تشكيل هذه الطائفة الدينية جاء اصلها من احد الرهبان السريان (مارون) ولم اعثر على اسمه الكامل، وكما هناك تباين في الآراء وعدم الاتفاق على سنة وجوده ومكان ديره بالضبط، بل يُعتقد في نواحي حلب السورية، والتباين في الظروف التي أدت الى نشوء الطائفة، كما قرات وجود عدة رهبان باسم مارون وبل احدهم أشار وجود راهب باسم مارون نسطوري في سوريا الداخلية اشتهر في القرون الأولى، وكل ما هو متداول تاريخياً ان تلاميذ هذا الراهب لأسباب الصراعات العقائدية في انطاكية السورية توجهوا الى جبال الارز في لبنان ونشروا عقائدهم هناك بين القاطنين في المنطقة وتكونت الطائفة. بالطبع يؤكدون ان الطقس الكنسي لهؤلاء الرهبان كان على الطقس السرياني، طيب لو سلمنا بصحة الطقس، ولكن ماذا عن الاثنية القومية لمن اتبعوا تعاليم أولئك الرهبان يا ترى؟ المعروف تاريخياً ان جبل الارز وسواحل البحر المتوسط الشرقية سكنها الكنعانيون الذين سموهم الاغريق بالفينيقيين، أ ليس هؤلاء الموارنة جزءٌ من سليلي هؤلاء الفينيقيين؟ بالتأكيد، الا في حالة مرافقة مجموعة كبيرة من السريان لتلاميذ الراهب مارون الى جبل الأرز، وهذا لم يتم ذكره تاريخياً. ولا يعني ان من يمارس الطقس السرياني فهو سرياني الأصل او الاثنية، فهناك حالياً الهنود الذين يمارسونه في الهند ومارسه العرب في القرون الأولى قبل دخولهم الإسلام كما ذكرت اعلاه. فاعتقد لو يبقى المارونيون على ثقافتهم العربية الحالية أفضل لهم من دوخة الراس.   
وفقا لما قدمت في رايي، ان اجتماع البطاركة سوف لا يحقق مستقبلاً ما يسعون اليه طالما هكذا كانت اللغة الخطابية لبيانهم الختامي من جهة، ومن جهة أخرى، قد يكون هناك اهداف معينة مبطنة مكبوتة في العقل الباطني لكنيستي المشرق الاشورية والسريانية لتحقيق الذات والوجود من خلال وجودهم جنباً الى جنب مع الكنيسة المارونية والكنيسة الكلدانية اللتان هما اكثر كنائس الشرق الأوسط وجوداً ونشاطاً وتأثيرا في الساحة السياسية والاجتماعية محلياً في بلدانها واقليمياً في الشرق الأوسط وعالمياً، او توقعاً من رئاسة الكنيسة السريانية الارثوذكسية والكاثوليكية بإمكانهم اقناع اتباع الكنائس الأخرى بما جاء في البيان كأهداف استراتيجية واعتبار كل الطوائف المسيحية بحسب فلسفتهم في الشرق الأوسط سريانية الأصل. او اعتقاد من رئاسة الكنيسة المشرقية الاشورية انه من خلال هذا التجمع وهذه الالية يمكن كسب اتباع الكنائس الأخرى عدداً وقومياً لاعتبار في فلسفتهم اكليروساً وشعبا ان كل الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط هم اشوريون ولغتهم سريانية. والا لماذا هذه المشاركة من رئاسة الكنيسة الاشورية بالرغم من تأكيداتها اننا كلنا اشوريون وهذا ما جاء في خطابات المرحوم البطريرك مار دنخا وهكذا اكدها ثلاث مرات في كلمته البطريك مار آوا مؤخراً في تهنئة العيد حينما يقول (كل أبناء كنيستنا وامتنا جميعاً) فمن هم جميعاً بالطبع يقصد الكلدان والسريان والا اكتفى بأبناء كنيستنا! وكان من الأولى على الكنيسة السريانية الارثوذكسية، أولا الغاء هرطقة اتباع كنيستي الاشورية وكنيسة المشرق القديمة لترسيخ حسن النية، وهل تتمكن الكنيسة المذكورة ان تتخلى من الانضمام والمشاركة في موقف مجموعة الكنائس الارثوذكسية وبالأخص القبطية تجاه كنيستي المشرق في هرطقتهما التي تكونت لأسباب سياسية وصراعات وتهديدات ومغالطات لغوية منذ أكثر من 1500 سنة؟ سؤال اضعه امام رئاسة الكنيسة السريانية الارثوذكسية. 
 ختاماً:
أرى ان رؤساء الطوائف المسيحية المجتمعة ومعهم السياسيين وبعض الكتاب من كل الاثنيات يتخبطون كثيراً في مسالة الأصول الاثنية لاتباع الكنائس وتراثهم وثقافتهم دون جدوى، وذلك باعتقادي، تاريخياً، كل اثنية من الاشوريين والكلدان والسريان المعاصرين اخذت مكانتها الانتمائية الاثنية والثقافية ولا اعتقد سوف تزحزح اية محاولة من المشاعر الانتمائية القومية لأفرادها، هكذا ترسخت، وكل ما يكون هناك محاولات من هذا القبيل تُثار عملية الترسيخ أكثر فأكثر، فلا جدوى منها.
بالنسبة الى الاشوريين محسومة سياسياً قناعتهم لانتمائهم الاثني الاشوري، وذلك يتجلى خلال مؤتمراتهم وانشطتهم القومية والسياسية، سواء عند الروحانيين او عامة الشعب وحققوا وعياً قومياً عميقاً. وهكذا حُسمت العملية عند الكلدان، انهم كلدان اثنيا وقومياً تجلى ذلك من خلال مؤتمراتهم العالمية التي جمعت الاكاديميين والسياسيين ووضعت أسس تحفيز الوعي القومي تحت رايتهم (العلم) المتفق عليها في مؤتمر ساندييكو وجٌدد الاتفاق في مؤتمر ديترويت ولهم مؤسساتهم الكلدانية، كما ان الرئاسة الدينية وكما هو معروف عن مساعي البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو في تأكيداته الرسمية في العراق على ادراج التسمية الكلدانية مستقلة في الدستور الكوردستاني والمركزي في بغداد، وتشجيعه على ترسيخ الانتماء للهوية الكلدانية عبر مؤسساتها الاجتماعية والثقافية، وقبله المرحوم البطريرك عمانوئيل دلي، وهكذا يناشدون اغلب اعضاء الاكليروس من الأساقفة والكهنة الكلدان، نعم هي محسومة من قبل الكلدان ولهذا بحسب تحليلي ومتابعتي عدم مشاركة الكنيسة الكلدانية برئاستها قد يكون لقناعتهم قد حسموا موضوع التراث وينطلقون دائماً من لغة احترام خصوصيات الاخر والتعاون والتعاضد والتماسك، ولكي لا تقع في التناقض كما وقع رؤساء الكنائس المجتمعة فيه. وهذا أيضا ينطبق على السريان شعباً واكليروساً، فلهم مؤسساتهم السريانية الثقافية ومؤتمراتهم وتأكيداتهم على الهوية السريانية، ومطالبتهم الأخيرة في ادراج اسمهم الى جانب الكلدان والاشوريين. ولكل من الاثنيات لها مفكريها من الأكاديميين وغيرهم يبحثون في الموضوع قد تكون متفقة او مختلفة في نتائجهم.   
فالعملية تقولبت وتمركزت في اذهان الافراد ولا يمكن تفكيكها في رأيي، وعليه ادعو الى انهاء التشاور والنقاش في هذه المسالة واثارتها. ان سمينا كلنا اشوريين او كلدان او سريان ماذا ستكون النتيجة وما الذي نحققه؟ القوة كما ظن الاخرين، لا ابداً كلنا لا نساوي نقطة في بحر بالنسبة للآخرين في الشرق الأوسط، هل يمكننا ان نحقق حقوقنا الاجتماعية والسياسية في ظل سياسات تتبنى في دساتيرها الشريعة وتحكمها أحزاب دينية متنفذة؟ لا اعتقد طالما يكون هناك غياب القانون وغياب المفاهيم الوطنية، وهل سوف تقف هجرة أبناء الاثنيات الثلاث لو تسموا بتسمية واحدة؟ كلا لان للهجرة عوامل متعددة منها تكون خارج إرادة الانسان.
فإذن، لتكن محاولات الاثنيات الثلاث قومياً توحيد خطابهم والعمل المشترك واتخاذ المواقف السياسية المشتركة، ودينيا تسعى المذاهب الى احترام خصوصية بعضها البعض الاثنية والعقائدية، وحتى لو توحدت عقائدياً لتبقى على خصوصيتها الاثنية لكي لا تتفاقم المشكلة. فمسالة الانتماء الاثني والعقائدي معقدة جداً ومتشابكة ولها عواملها الحضارية والتاريخية والنفسية والاجتماعية المتداخلة والمترابطة لا يمكن حلها كما يسعى اليها البعض، ليحترموا انتماء بعضهم البعض ويقبلوا الاخر كما هو لا كما يريدون هم، واقصد كل الأطراف، قبول بعضهم عقائدياً وفكريا وسياسيا واجتماعيا، وتترك الحرية للفرد لانتمائه الاثني، فالأثنية القومية ليست طبيعية مثل العرق البشري بل مكتسبة وفق المعطيات العلمية في علوم الاجتماع والنفس والانثروبولوجيا، فضلا ان تشخيص العرق النقي الخالص للبشر وهو ضرب من الخيال كما يقول الانثروبولوجيون. فلماذا كل هذه المحاولات التي لا تجني نفعاً. فالإنسان حر في تحديد انتمائه الاثني وتحديد تسمية هويته.   
   
 ملاحظة: ارجو الانتباه ما كتبته لا يخص التاريخ، ولا بناء وصرف وقواعد اللغة، بل في ضوء دراسات علم الاجتماع الحضاري والنفس، واجتماع اللغة والانثروبولوجيا الثقافية، لدراسة ما الاحظه اليوم من موجود اثني وثقافة ولغة، وعليه ارجو من الاخوة القراء ان لا يأتي بقال وقيل من مصادر تاريخية، وقال رجل الدين وغيره، وبالأخص عندما تكون كتاباتهم قديمة ومتناقضة وغير اكاديمية، او من المتطفلين في اختصاصات غيرهم. فلا وقت لي لمناقشة مهزلة التاريخ. واني اكن كل الاحترام للاثنيات الثلاث، ولكل الاراء الموضوعية وشكرا.

رابط البيان الختامي
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1040294.0.html




70
الشماس القدير اوديشو يوخنا الجزيل الاحترام
تحية
شكرا على تفضلكم بوضع غلاف الكتاب الكامل في تعقيبك على تقديم الكاتب القدير يوحنا بيداويذ، ذلك يبدو حرصك الحقيقي على نشر الثقافة مثلما تبهرنا في مقالاتك الدينية القيمة، والشكر ايضاً لكلمات الثناء من لدنكم التي اعتز بها جداً وعلى رغبتكم لاقتناء الكتاب، وفي ضوئها كتبت لكم رسالة على الخاص ارجو مراجعتها بخصوص تزويدكم به مع فائق تقديري واحترامي.
اخوكم
د. رابي

71
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
تاتي مبادرتك لتقديم مقتضب عن كتابي الموسوم (مانكيش بلدة الجمال والعطاء/ دراسة اجتماعية انثروبولوجية) في سياق اهتماماتك الفكرية التي تقدمها بين حين وآخر في مختلف المجالات الفكرية. لا يسعني هنا الا ان اقدم جزيل شكري وتقديري لجنابكم لتفضلكم لتقديم الكتاب هنا في موقع عينكاوا ليتعرف عليه رواد الموقع من المتابعين، وقد قدمت فكرة موجزة عن محتويات الكتاب المتنوعة عن بلدة مانكيش وطريقة جمع المعلومات للقارىء.
شكرا على اشادتكم ورايكم بهذا المنجز البسيط، رايٌ له اهميته بالنسبة لي شخصيا طالما جاء من كاتب له منجزات فكرية كتابية او محاضرات في مختلف ميادين المعرفة ووجوده في الساحة الاعلامية. اتمنى مثل ما تفضلت ان يبادر المهتمون في كل قرانا والبلدات من مختلف الاثنيات الى الكتابة عن قراهم وبلداتهم لان وجودهم في البلد الام اصبح على نهاية وشيكة، ولتبقى وثائق مدونة بايدي الاجيال.
علما ان الكتاب طُبع بواقع (860) نسخة كالاتي:
500 نسخة في دار هيفي للطباعة والنشر في مدينة اربيل / اقليم كوردستان ومسجل في المكتبة المركزية.
250 نسخة في ولاية مشيكن الامريكية / مطبعة مترو ديترويت
120 نسخة في مطبعة دوكلنك في ملبورن/ استراليا.
كما تم توزيع 100 نسخة منه مجانا كهدية الى مكتبات الجامعات العراقية كافة ليبقى في متناول الباحثين الاكاديميين من ذوي الاختصاص.
مع وافر شكري وتقديري
اخوكم
د. رابي

72
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
تتالق كالعادة في طروحاتك عن الفلسفة في مختلف مواضيعها والافكار التي يتبناها المفكرون، وهي تزيد القارئ المهتم بالمعرفة.. وقد اجدت فعلا في طرحك هذا عن الفلسفة المثالية والمادية.
المسالة المهمة التي اتمنى ان تاخذها بنظر الاعتبار: على اثر ما جاءت به المادية ظهرت في عالم المعرفة العلوم الاجتماعية والانسانية معترضة على الافكار الفلسفية المثالية، لتتبنى الفلسفة الوضعية مستعينة بالمنهج الاستقرائي الذي يعتمد على جمع المعلومات من الظاهرة المدروسة عن طريق ادوات منهجية تساعد الباحث للتوصل الى نتائج ملموسة في استخدام الحواس جميعها اضافة الى العقل، فهي ترفض الركون الى دراسة الظاهرة تامليا واستدلاليا باستخدام اداة العقل فقط. جاءت الفلسفة الوضعية التي وضع اسسها سان سيمون واوكست كومت في فرنسا ليتبناها علم الاجتماع  بعد ان عجزت الفلسفة من وضع حلول واقعية للمشكلات الاجتماعية التي نجمت عن التطور في المجتمع، فبدلا من انهماك المفكرين في دراسة اصول الظواهر مثل الدين والزواج واصل القيم وما شابه ركزت الوضعية للاهتمام بدراسة واقعية للمشكلات التي يعاني منها المجتمع لتواكب الثورة التكنولوجية وما خلفته في المجتمع ولاتزال.
 ننتظر الاجزاء اللاحقة من موضوعك القيم.
تقبل محبتي

73
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
مقال تحليلي موضوعي رائع شخصت فيه حالة المسيحيين في العراق في ضوء ما اكده غبطة البطريرك ساكو في كلمته الاخيرة الجريئة التي تعبر عن حالة المسيحيين في العراق وتعاطي الحكومات المتعاقبة معهم دون اكتراث لوجودهم في بلدهم الاصلي، ربطٌ رائعٌ مع ما جاء به غبطته بالمتغيرات التي ذكرتها، فهي دالة على ادراك للواقع المرير للمكون المسيحي في العراق، فكلمته وما ختم بها من عبارة مُثيرة جريئة كانت حافزا لكم لتضيف صرختك تجاه المعنيين لعله يفيقون.
تقبل محبتي

74
استاذ العزيز شمعون كوسا المحترم
تحية
موضوع شيق ، وهو عبارة عن تجربة حياتية، وعرض التجارب الحياتية مسالة مهمة، اولا، تدل على ثقة الشخص بنفسه والتخلص من التوقعات الراجعة التي قد يتنبأ عنها بانها غير صحية، فهي آلية نفسية للتسامي ونبذ التراجع والتلكؤ، بل يشعر بالراحة والطمأنينة، وثانيا تعد درس او خبرة ممكن ان يستلهم منها الاخرون الفوائد والعبر في تقييم المحاولات او الاحداث، لانها تحمل المصداقية طالما صاحبها هو الذي يسردها وليس غيره، وبالنسبة لي كباحث اجتماعي سرد مثل هذه الخبرة الحياتية تمكنني من فهم نفسية وشخصية من تعرض الى نفس الخبرة وتساعدنا في دراسة وفهم شخصيته وهو يزاول مهنته او في مثل هذه الحالة يزاول العمل الكهنوتي لانه خضع الى نفس المواقف والاوضاع النفسية والادارية والبيئية التي وضحت بعض منها، وتعد بمثابة تجربة واقعية مختبرية كما في العلوم الطبيعية.
تشكر واتمنى المواصلة الى لحظة اقرارك بترك المعهد ويا ليت ما بعدها بقليل.
مع فائق شكري وتقديري

75
الاعلامي المقتدر هيثم ملوكا المحترم
تحية
 شكرا على اختيارك لشخصية اعلامية وناشطة ومؤثرة في المجال الكنسي والقومي الكلداني لتعريفنا باهم محطات حياته الاجتماعية ودوره الفعال في المجتمع على الصعدين المذكورين. وقد اخترت اسئلة ذات بعد عميق في شؤون الكلدان للوقوف على راي الاخ زيد ميشو عنها، وهي مناسبة جداً ومرتبطة بالواقع الذي شارك فيه ضيفك لسنوات متعددة، حيث تكونت لديه فكرة وبل رؤية واضحة جداً عن ما جرى ويجرى وهذا ما ثبت وتبين من تحليله.
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
 لقاء الاعلامي هيثم ملوكا معكم كانت بادرة متميزة، حيث كشف اللقاء عن شخصية نشطة وعرفّنا بمحطات حياتك الثقافية والاجتماعية التي تناولتها بكل تواضع وثقة بالنفس المطلقة، فهي برهان اكيد بان الحياة عبارة عن تجارب وخبرات، والتصميم هو المفتاح لشخصية الانسان كي يحقق طموحاته في مجال يتحسسه انه المهم في حياته، وهكذا كان تصميمك للشروع والولوج في عالم الثقافة والكتابة، وثم الاصرار جعلك ان تتالق ويكون لك دورا اساسياً في مجتمعنا الكلداني.
كما ذكرت اعلاه كانت اسئلة الاعلامي هيثم صميمية لتعكس واقع الكلدان وما يحيط بهم من بيئة اجتماعية وسياسية وما يجري داخلياً، وجاءت اجاباتك الموضوعية والصريحة كما قال الاعلامي المعروف فوزي دلي الذي له باع طويل ومقتدر ومتفهم للشوون العامة للامة الكلدانية لخبرته الواسعة وتواصله المستمر دون كلل وملل. نعم كنت موضوعياً في اجابتك وتحدثت عن خبرة تعكس مشاركتك وملاحظتك ميدانيا وعملياً ونظرياً لسنوات عديدة، ولهذا لخصت حالة الكلدان واقعياً دون رتوش تُذكر، واصبت وحللت العوامل المؤدية الى الاشكالات التي يتعرض لها الكلدان على المستويين الداخلي الذاتي والخارجي الموضوعي، كنت صريحاً جداً وهذا هو الواقع اذا نظر اليه الانسان بانصاف، ولكن وكما نوهت وتفضلت الاجابة عليه، ان لا يُصيب النشطاء الكلدان بخيبة امل، فكل امة وكل جماعة لابد ان تعترضها جملة من العوائق، ولكن بالاصرار والتصميم والدراسة الموضوعية وتقبل الاراء التي تنقد مؤسساتنا وحتى الاشخاص الاداريين لغرض تجاوزها تساعدنا للحد من العوامل المُعيقة للعمل، وكما تفضلت ان لا تكون الخلافات والمواقف الشخصية عائقاً في المشاركة في العمل القومي، فالمفروض ان تُزاح جانباً والتركيز على المصالح العليا للمجتمع الكلداني في كل مكان.
لا يسعني الا ان اشكرك عن ثقتكم العالية وشهادتكم بما كتبته واكتبه في شؤون الكلدان قومياً وكنسياً، واتمنى من جميع الاخوة المهتمين والنخبة المثقفة الكلدانية الاستمرار في الكتابة والمشاركة الفعالة في الانشطة المختلفة بقدر المُستطاع، فهناك العديد والعديد منهم لهم قدرات علمية وثقافية خلاقة مؤثرة في مختلف المجالات.
تقبلا محبتي

76
الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
 قدمتَ توضيحاً في غاية الاهمية عن اللغة.
لا رايي في الموضوع حاليا من ان يكون يقيناً، بل اقدمه هنا فرضيا واعتقد سيكون البحث الذي انا بصدده الان عن ( تداول مصطلحي السورث وسورايا) انها اخطاء شائعة في الاستخدام. واغلب الذين استخدموا هذان المصطلحان جاءت حججهم من المدلول الاشتقاق اللغوي وليس من المدلول الانثروبولوجي والاجتماعي. اي الاجابة عن سوال ما الذي يقصده الشخص المستخدم لهما؟، وجاء في عصرنا وايامنا هذه السياسيون لاستغلال هذا الخطا الشائع لاجندة معينة وتحقيق اهدافهم. ولهذا اضعها فرضية والان مشغول بجمع المعلومات الميدانية من عرض استبيان من عدة فقرات لقياس ما الذي يقصده المبحوث عند استخدامه للمصطلحين. واعتقد وهنا اقول اعتقد ان النتائج ستكون كما تفضل بها الاخوان مايك سيبي والشماس بطرس ادم.
اي سورايا الاشارة الى مسيحي والسورث اشارة الى اللغة التي يتكلم بها المسيحيون وليس الى اسم اللغة وهذه جاءت باعتقادي من سببين الاول دخول ابناء بلاد الرافدين في المسيحية التي جاءوا بها القادمون من سوريا كما تفضل الشماس القدير بطرس ادم فاصبحت الاشارة كل من دخل الى المسيحية في بلاد النهرين انه سورايا او بالعربية سوري، وتسمية سورية كانت معروفة في ذلك الزمن في المنطقة برمتها وحتى على ما اعتقد مذكورة في الانجيل. لا ادري من هم كما تساءلت المفكرون واهل الاختصاص الذين ثبتوا هذين المصطلحين! هل هم مختصون باللغة واصولها ؟ ام لمجرد لهم كتاب في تركيب وتصريف اللغة ؟ لا اظن من استخدم هذان المصطلحان لهم اختصاص في اللغة وانما متطفلون في ذلك، واغلبهم هم من الشمامسة وبعض الكهنة القدامى مع جل احترامي لجهدهم وهؤلاء كتبوا في تركيب وتصريف اللغة وليس في اصولها وتغيرها وتطورها. الاختصاصيون في معرفة اصول اللغة هم : اللغويون انفسهم بعد دراسة اكاديمية ومختصون في اصول اللغة وفي علم الدلالة اللغوية وعلم اللغة الاجتماعي وعلم الاجتماع اللغة والانثروبولوجية اللغوية وعلم النفس اللغة. اما الذي يكتب مع شكرنا وتقديرنا له كتاب في تركيب ونحو وصرف اللغة او يفسر قصيدة فقط هذا لا يعني انه ملم باصول اللغة كموضوع عام ونشأتها وتطورها وتغيرها.
هناك مسالة واحدة فقط اريد التنويه اليها هي: ان اللغة المستخدمة في الطقوس الكنسية هي اللغة الارامية المعتمدة اكاديميا وبعضهم يسمونها السريانية التي ليس بامكان عامة الشعب ان يدركها ولا يمكن لاحد ادراكها الا سكان قرية معلولا في سوريا والقريتين الاخريتين سكانهما من المسلمين لم تسعفني الذاكرة عن اسميهما ويتحدثون الارامية الغربية القديمة اي السريانية عندهم، او بعد دراستها او استخدام القاموس للترجمة وليس (لمبشوقي ) كما يظن البعض خطاً. اما التي نتحدث بها فهي حصيلة تلاقح لغوي متطور من مجموعة من اللغات ولا يتبين فيما اذا الاصل هو الاكثر ام المتطور الا بدراسة عن نسبية المفردات في اللغة المحكية. ففي اعتقادي لغتنا المحكية هي لغة كلدانية متطورة وناتجة من تلاقح لغات نهرينية اصيلة ووافدة اليها باستخدام االخط الارامي، اي هناك فرق في الكتابة والحديث.
اني انتظر انتهاء دراستي المعنونة(المدلول الانثروبولوجي والاجتماعي لاستخدام مصطلحي السورث وسورايا)
تقبل تحياتي 

77
الزميل الدكتور صباح قيا المحترم
تحية وتقدير
 شكرا على قرائتك للمقال، والاهتمام بما اكتب، اتمنى ان تكون بدوام الصحة والعافية والتوفيق دائماً.
 نعم هذا هو مستوى الفكري والاداري لمن استلم زمام الادارة العليا في الرابطة الكلدانية، فماذا تترجى منهم وكيف لن تبقى الرابطة حبر على ورق طالما هكذا مستويات تقود الرابطة. منذ فترة طويلة الرابطة هي حبر على ورق، ولم يبق اليوم فيها الا 3+2 وهم يعرفون انفسهم.
 يتحججون بالدرجة الاساس بالمال لكي يتمكنوا التحرك، هذه بديهة، اذ كل مؤسسة لا يمكنها العمل دون المال، لا تحتاج المسالة الى تفكير ابدا، ولكن من اين ياتي المال، هل من اتكالهم على الاخرين وانتظار من يتبرع لهم؟ ام بشطارتهم وامكاناتهم الفكرية لوضع برامج تكسبهم الاموال! وُضعت البرامج امامهم كما وضحت في المقال من قبل اشخاص ذوي خبرة، ولكن لا من مُجيب ولا احد حرك ساكناً، استلموا مواقعهم في الرابطة من اليوم الاول كانما انتهت العملية وتحققت الاهداف للرابطة الكلدانية وتوقفوا ولا كلام لهم غير ان الاموال لا تتوفر لكي نعمل. بينما لا يمكنهم ان يروا انفسهم انهم هم السبب في عدم كسبهم وتوفيرهم الاموال لتنفيذ البرامج وان وجدت، طبعا ان وجدت لانه حتى بعض الفروع وانت تعرف جيدا عملت وكانما حققت اهداف الرابطة وجعلت منها مؤسسة مثالية، ولكن لا تعدو نشاطات تلك الفروع الا اقامة حفلة او سفرة واجتماعات مكررة للتمجيد ولا غير ذلك او للتعويض عن مكنونات نفسية.
فالرابطة اخي الدكتور صباح هي حبر على ورق منذ زمان. وان كانت يوماً حية فاعلة، كان ذلك بدعم من غبطة البطريرك ساكو وليس غير ذلك.
تقبل تحياتي

78
المهندس القدير غانم كني المحترم
 تحية
ارجو ان تكون والعائلة الكريمة في سفرتكم بدوام الصحة والعافية وشكرا على مشاركتك القيمة بالرغم من الصعوبات لاسباب السفر.
 اخي القدير: كان لنا امل كبير في الرابطة جميعاً، نعم تاملنا ان تكون رابطة الكلدان جميعاً، في الحوار والاجابة على سؤال الاخ هيثم ملوكا عن الرابطة، بينت وجهة نظري في اهميتها، وشخصت ايضاً بعض من اسباب اخفاقها بحسب السؤال المطروح وباسلوب مهني دون تجريح، صحيح القول (ان القيادة فاشلة وليتركوا المجال لغيرهم ثقيلة) ولكن كان من المفروض جوابهم او ردة فعلهم في نفس السياق، كأن يكون قولهم انت الفاشل وفَشَلُنا جاء لمشاركتك معنا وهكذا وليس التعبير بكلمات سوقية وجارحة للمشاعر ولا يمكننا ذكرها هنا لبذائتها سواء التي قيلت تجاهي داخلياً اثناء نقاشاتنا او ما جاء في ردهم الاخير عن الحوار اضافة الى ادعاءاتهم الفارغة من المحتوى.
لنقل ان الرابطة لم تولد ميتة، بل في حيوية وحماس، بينما لم تدوم حية فاصبحت بحكم ميتة وفقاً للاسباب التي ذكرتها، او فعلا كانت ميتة لو تفحصنا بدقة نظامها الداخلي الذي تضمن مواد متناقضة اوقعت المسؤلين باخطاء وتلكؤ وتراجع في العمل، تلك المواد التي لم تبين بوضوح هل الرابطة الكلدانية هي حزب سياسي، منظمة مجتمع مدنية، رابطة تابعة للكنيسة! وكثيراً في حينها نبهنا على تلك التناقضات ووجوب معالجتها، هنا حصل الارتباك من قبل الاعضاء والكنيسة معاً فالعديد من الكهنة في الكنائس لم يدركوا ما هيتها وكيف تعمل لدرجة ان بعض الكهنة اعتبروها جهاز مراقبة على اعمالهم ونشاطاتهم، ومن اعتبرها منافسة لنشاط الكنسي الاجتماعي والثقافي وآخرين لا قناعة لهم عنها. علماً في السنة الاولى عُين كاهن مرشد روحي لها، واتذكر تصرف كأنه زعيم روحي وكل ما يقول يجب تنفيذه! وبعدها اعترضوا واقترحنا ان يكون هناك منسق بينها وبين الكنيسة وليس بصفة مرشد روحي لان المرشد الروحي يمنحها صفة كنسية كلياً ولهذا لا يمكنهم التحرك دون استشارته في كل المجالات، هكذا كانت بدايتها في تناقض اخي الكريم.
نعم كل نقد يجب ان يتضمن ذكر الايجابيات والسلبيات، اتفق معك تماماً، لذا اني ذكرت بان بعض الفروع وليس كلها قدمت بعض النشاطات، ولكن تدريجياً تراجعت فعالياتها لاسباب ذكرتها في المقال. علماً لم تكن بعض من تلك الفعاليات والانشطة منسجمة ومتوافقة مع اهداف الرابطة، وكان همهم الوحيد هو ايصال احد من الاشخاص يمثل الكلدان للبرلمان العراقي واما الاهداف الاساسية التي تعبر عن مدنية الرابطة فأُهملت ولم تحقق شيئاً، ولهذا اقول ان ولادتها كمنظمة مجتمع مدنية ميتة. 
 اتمنى ان تستمر الرابطة الكلدانية فهي رابطتنا جميعاً، ولكن بادارة جديدة ونظام داخلي متطور يتجاوز كل التناقضات بين مواده ومشاركة النشطاء  والمثقفين الكلدان في انشطتها دون الاعتماد على مسالة المواقف.
تقبل محبتي
 

79
الاخ حسام سامي المحترم
تحية
 شكرا على تفضلكم لقراءة الحوار والمقال الحالي الذي هو رد على على الحشو السياسي والانشائي الذي كتبه احدهم باسم اعلام الرابطة الكلدانية .
ملاحظاتك عن الرابطة وتوقعاتك صحيحة، في الوقت الذي كنا جميعا نامل ان تعبر الرابطة عن ما يسعى اليه الكلدان، بدات متحمسة ولكن اخفقت وانكشفت الهيئة التي تقودها لان اساس اختيارها لم يُبنى على الاسس الصحيحة، ولم تتضح علاقة الكنيسة ومدى سلطتها على الرابطة مما خلق ارباك في تعريفها كحزب سياسي ام منظمة مجتمع مدني ام رابطة تابعة للكنيسة.
تقبل محبتي

80
الاخ هيثم ملوكا المحترم
تحي
شكرا على توضيحك عن الحوار الذي جرى بيننا قبل فترة، وتاكيداً على ما تفضلت به فان العديد من المهتمين والمتابعين وبل العديد منهم في الرابطة عِبر الرسائل الشخصية اكدوا ايضا على مهنية الاجابة على اسئلتك الدقيقة والتي عبرت عن احداث وظواهر مهمة يمر بها شعنا الكلداني سياسياً وثقافياً، لكن مع الاسف هناك من لا تكون بحوزته حجة منطقية ويكون مربكاً فيحاول بشتى الطرق والصيغ الكلامية ان يوقع بشخصية المقابل اعلامياً.
شكرا على تصحيحك لمصدر الحوار الذي لم يكن له علاقة بمجلة بابلون الغراء.
تقبل محبتي

81
الاخ مايك سيبي المحترم
تحية
 شكرا على قرائتك للموضوع المطروح، واود الاشارة الى انك حرٌ في الكتابة والتحليل عن اي حدث وظاهرة تخص مؤسسات شعبنا الكلداني بمختلف مستوياتها وانواعها، مثلما لغيرك الحرية في الكتابة وكما لنا حقوقنا في ابداء آرائنا في مختلف المجالات الحياتية لمختلف المجتمعات دون تقييد، واتمنى ان يكون هناك وعيٌ حضاري لادراك اهمية الاختلاف في الراي واحترام الراي الاخر، فالمتابع يكتب لعله قد يستفيد المعنيون، وعدم تقبل بعضهم لكتاباتك ولا تروق لهم، في رأيي لسببين، اولهما، مدى الرؤية الثاقبة والهادفة التي تمتلكها في تشخيص الخلل، والثاني، هو المشكلة في عقل الانسان الشرقي والاخص الزعيم والمسؤل ومن هو في اعلى الهرم لاي مؤسسة لا يتقبل تشخيص الخلل عنده ويعد نفسه مركز الكون واذرعه تمتد لكل الاتجاهات.
نعم اخي مايك ان توقعاتك وتوقعات غيرك من الكتاب وتشخيصكم للخلل منذ البدء عن الرابطة الكلدانية كان في مكانه، وكنت متابعاً لما تكتبون عن الموضوع، بينما شخصياً لم اتسرع وكنت متأنياً واعتمدت على الحوار المباشر لتشخيص الاخفاقات وتعليل عواملها لايماني انه يوما ما سوف يدركون اهمية تقييم وتقويم الذات والاصلاح ولكن لم يحدث.
تقبل محبتي

82
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
 شكرا على مداخلتك التي وضحت فيها عن اخفاق الرابطة الكلدانية في اداء مهامها، الكل يدرك ان سبب تخبطهم هو عدم التمييز بين العمل في مؤسسة مجتمع مدنية والعمل ضمن صفوف حزب معين، كما ان النظام الداخلي الذي وضعه المجتمعون لم يكن مدروساً في فقراته مما ظهر التناقض الواضح الذي اوقعهم وحيرهم، فجمدت نشاطات الرابطة، بعض فروعها منذ البدء، اذ لم نسمع شيء عن فروع الرابطة داخل العراق، وبعضها الاخر تراجعت نشاطاتها تدريجيا الى ان وصلت اليوم الى الصفر، ويرتبط هذا التراجع بوجود فجوة كبيرة بين الفروع والهيئة العليا باستثناء مسؤلين لفرعين فقط لتوافق مصالحهما الشخصية واهدافهما مع الهيئة العليا، الى الفترة الاخيرة كما ذكرت في المقال بعد فشل رئيسها في انتخابات البرلمان فيحاولون لاجراء انتخابات الفروع وثم الهيئة العليا.
اما عن عنوان المجلة فاعتذر جداً اذ اوقعني بيانهم السياسي الحشوي بالخطأ، ما العمل حتى هذه لم يدبروها، فهل تعتقد انهم قادرون على تحقيق اهداف الرابطة؟ ولا يغركم ان البيان كان مذيلا ب (اعلام الرابطة) فلا اعلام ولا هم يحزنون، كاتبه شخص واحد ولا توجد لجنة اعلامية ولم يعرف عن بيانهم غير سبعة اشخاص فقط اي مجموعة 5+2 وهم يعرفون انفسهم، ولا يمثل راي اعضاء الرابطة سواء رؤساء الفروع او البقية.
نعم هناك فرق بين بابلون كاسم منطقة جغرافية حضارية (بابل) اعزازا وفخرا لانتمائنا اليها سميت اسم مجلتكم بابلون، اما بابليون فهي جمع اسم بابلي، هذا توضيح كي لا يقعوا بنفس الخطا ثانية ويورطوا الاخرين معهم. علما لم يقدم الاعلامي هيثم ملوكا نفسه مندوباً عنها.
تقبل محبتي

83
الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
وتقدير
 شكرا على مشاركتكم الراي فيما كتبت عن حال الرابطة الكلدانية التي كما تفضلت ولدت ميتة، وتخبطت بين السياسة والدين، ولم نجد شيئا ملموساً على ارض الواقع عن ترجمة اهدافها ولن نجد. هذا ما توقعته من القيادة منذ الاعلان عنها، وكنت متريثاً قد تسلك الدرب الصحيح لكن بالعكس تبين انها قيادة غير مؤهلة ولا تحمل البديهية والرؤية التخطيطية غير التصريحات التمجيدية والخطابات الفارغة السياسية، تخبط لعدم ادراك مسؤليتهم وفشل واضح لا يحتاج الى دراسات، اذ لا وجود جماهيري لها ولا هي معروفة عند الراي العام، وأحد الادلة تلك الرسائل الشخصية التي وصلتني هذه الايام المتضمنة استفسارات اصحابها عن الرابطة وقولهم من هم هؤلاء لم نسمع بهم وبرابطتهم.
شكرا لتفهمكم وموقفكم الذي عبرتم عنه منطلقاً من خبرة طويلة في الاهتمام بالشأن الكلداني ومؤسساتهم واحزابهم.
تقبل محبتي

84
الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
 اولا تهانينا الى بنت اخيك لحصولها على شهادتها الجامعية مع تمنياتنا لها النجاح في حياتها الاجتماعية والمهنية. ومبارك نجاحها لاهلها ولكم.
اما ما يدور في اذهان البعض من تصورات لا قيمة لها وسلبية عن ما يقدمه الانسان من الابداع باية طريقة ويُفيد البشرية او المجتمع المحلي الذي يعيش فيه فلا تعير لتلك التصورات اهمية. طالما انك مقتنع بما حصلت عليه وثقتك عالية بالنفس فهذا الاهم. انها جهود، فبدلا من الثناء لتلك الجهود الاستثنائية في تلقي المعرفة العلمية يحور بعضهم موضوع المطروح الى الشهادة وطريقة حصولها كوسيلة للتسقيط، وهذه دلالة واضحة لعدم القدرة للرد عن ما طُرح في الموضوع، بل قد لا يكون بعضهم بمستوى فهم المضمون، فلا طريقة لخروجهم من المأزق الا التسقيط.
اتفق مع كل الاخوة المعقبين في نظرتهم عن الموضوع.
تقبلوا محبتي

85
زميلي الدكتور صباح قيا المحترم
تحية
 اسف على التاخير لكي اعبر عن شكري وتقديري لتفضلك في متابعة الحوار وذلك لعدم التمكن من الدخول الى الموقع.
وقد رفدت الحوار بملاحظات مهمة تعبر عن واقع الرابطة الكلدانية والكلدان عموماً، اتفق معك لا شيء استثنائي حققته الرابطة ولن تحققه طالما تبقى في دائرة التمجيد ولغة الخطاب السياسي الذي لا ينفع بل يضر.
نعم المشكلة تكمن بالدرجة الاساس في عدم تفهم ظاهرة النقد، كانما تشخيص السلبيات هي عملية موجهة ضد الاشخاص، وما هذا التصور الا لفقدان الثقة بالنفس وتوجيه بوصلة الفكرة لتشتيت القارىء والمتابع ليسلط الضوء على الناقد ويبقى المعني بعيداً عن الانظار.
شكرا على المداخلة القيمة وابداء وجهة نظرك عن المواضيع المطروحة من خلال الاسئلة والاجوبة. كما اشكرك على البيتين من الشعر الهادف التي اضفت على الملف رونقة الفن الادبي الرفيع.
تقبل محبتي

86
                                   طروحات اعلام الرابطة الكلدانية
                                      عناوين بلا مضامين


  د. عبدالله مرقس رابي

                         ظهر مؤخراً في وسائل التواصل الاجتماعي رد من قبل اعلام الرابطة الكلدانية بخصوص المقابلة التي اجراها الإعلامي (هيثم ملوكا) معي، وما يخص السؤال الذي أراد الوقوف على وجهة نظري في أداء الرابطة وعوامل الإخفاق ومستقبلها. ومن حقي طالما انتمي الى الشعب الكلداني ان اطرح آرائي تجاه مؤسساته المدنية والروحية وفق منظور اختصاصي المعرفي وكباحث اجتماعي يدرس الظاهرة الاجتماعية التي تختلف في مضامينها وخصائصها عن الظواهر الطبيعية، حيث يقول علماء الاجتماع ومنهم عالم الاجتماع الوردي، ان لا يتقولب بفكرة ثابتة وينطلق من مبدا اما معنا او علينا او يتأثر بأيديولوجيات فكرية او دينية او مذهبية او جغرافية معينة، هذا لا يجوز بل على الباحث ان يتابع المتغيرات المستجدة ويربطها ببعضها ليكون موضوعياً، ولا يوجد شيء عند الباحثين يسمونه ثابت، ذلك يدخل في اطار الفكر العاطفي الساذج، وهذا ينطبق على المثقف اذا يحسب نفسه في خانة المثقفين، والا لثبتت العلوم على حالها دون ان تتقدم. ومن هذا المنطلق أني على مئة وجه وليس وجهين.
 من قراءتي لبيانهم او ردهم استخلصت ما يأتي:

اولاً: الاعلام الناجح يتوخى الدقة عن مصدر المعلومة، وهنا اعلام الرابطة أخفق حين ذكر (المقابلة التي اجرتها مجلة بابليون معه) مجلة بابليون لا علاقة لها بالموضوع، بل الإعلامي المستقل هيثم ملوكا هو الذي أجرى الحوار دون ارتباطه بأية جهة. ولم يقدم نفسه مندوباً عن المجلة المذكورة.

ثانياً: لغة البيان عبارة عن بيان سياسي انشائي تسقيطي يخلو من الرد المنطقي، ولم يعتمد على ابسط قواعد واسس الرد العلمي والفكري، كانت واضحة جداً فيه آلية الدفاع النفسية التي تؤكد عليها المدرسة التحليلية في علم النفس "الاسقاط الشخصي" وهي ظاهرة نفسية يلجأ اليها الفرد في ردة فعله تجاه المواقف الاجتماعية التي يتعرض لها بأسلوب لا شعوري بسبب الفشل والإحباط الذي يُصيبه ولا يملك منفذاً طبيعياً للخروج من مازقه او التخفيف من احباطه وقلقه، لذا يحاول وضع اللوم في اخفاقه على الاخرين واستخدام مظاهر سلوكية او لفظية لإسقاطها على الشخص الاخر، ليظهر ان الحقيقة معه، او ليثير انتباه الاخرين بدلا ان توجه الأنظار اليه يغيرها نحو الاخر، ومن تلك المظاهر، الانفعال، والغضب والصياح والفاظ الإساءة، وتُهم غير واقعية وغير مدعومة ببراهين، وعلى اثرها يشعر بالارتياح والانشراح النفسي. تنطبق هذه الحالة على محرري بيان الرابطة، في المقابل ليس من شيمتي ومكانتي ان اهبط الى نفس المستوى اعلامياً في الرد لثقتي بالنفس وثقتي في القراء والمتابعين الأعزاء وبمن يعرفني من قريبٍ او بعيد. 

 مما يدل بوضوح ان اعلام الرابطة بعيد كل البعد عن الأسس التي تتعامل مع غيرها منظمات المجتمع المدنية حتى وان اختلفوا معها، بل هكذا خطاب يطلقه السياسيون للنيل من غيرهم. وهذا أحد البراهين لما جاء في حواري بأنهم غير مؤهلين للإدارة، كما انهم يعانون من الارباك وعدم الوضوح في عملهم ما بين السياسة والعمل في منظمات المجتمع المدنية.

كما يحتوي البيان او الرد طروحات ذات عناوين بلا مضامين، أي لا معنى وتفسير لها ولا تستند الى البراهين والأدلة، بل حشو وسرد وتوجيه الاتهامات، فلا فائدة منها طالما لا تفسر المعنى فكرياً وعلمياً، ولم تختلف عن خطابات الأحزاب والتكتلات السياسية المحتوية على عبارات مثل، تقدم وإصلاح وعزم وغيرها، بيد في مضمونها لا تحمل سواء الفشل والويلات والمآسي، وهي عناوين تختفي في باطنها إخفاقات وترهلات كما سيتضح من النقاط اللاحقة.
 
ثالثاً: تعريفهم الرابطة انها منظمة مجتمع مدنية، خطأ كبير، اذ لا توجد اية دلالات، بل كل المؤشرات تدل انها حزب سياسي او ما يشبه، فمن مقارنة طبيعة عمل اية منظمة مجتمع مدنية معها نلاحظ: من حيث الهيكلية، هناك فرق شاسع، فمنظمات مجتمع مدنية ليس لها قيادة عليا او هيئة عليا، وقيادات فرعية، بل مجلس اداري محدد بعدد قليل من الأشخاص، وقد يكون لبعضها فروع ولكن ليس بالصيغة المعروفة في الرابطة وغالبيتهم من ذوي الاختصاصات الإنسانية والاجتماعية كي تعتمد على الدراسة في التخطيط لتحقيق أهدافها، كما انها لا تحمل تسمية قومية اثنية، لأنها تعمل من اجل الإنسانية بشكل عام وليس لجهة محددة، ان كانت لفئة اجتماعية معينة، لكن دون ان تركز على قومية او مذهب او دين ما، ليس لديها سياسة كسب الأشخاص ودفع الاشتراكات، لا تفكر بان تشارك في سياسة البلد، ولا ترتبط في اية جهة سياسية او دينية، بل أحيانا قسم منها تدعم جهات معينة عندما ترى انها تحقق الأهداف التي تسعى اليها المنظمة، تسعى دائما لجمع الأموال لتمويل برامج انسانية لخدمة المجتمع المحلي في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية. عند تطبيق هذه الخصائص على الرابطة الكلدانية، سوف نستنتج انها تفتقدها ميدانياً، ونظرياً في نظامها هناك إشارات اليها مع بقائها حبر على الورق.

رابعاً: لا يُلاحظ القارئ اية إنجازات مذكورة، بل مجرد ادعاء، فلا شيء قد ذُكر عن التساؤلات التي وضعتها امام القارئ في الحوار، سوى التنسيق الفاشل مع الأحزاب الأخرى، وهذا اعتراف ذاتي لعدم توفر الامكانية لإقناع الاخر، او الطرف الاخر لا يقر أهمية لدعوتهم، اما علاقتهم مع الأحزاب الكلدانية، سببها ضعف تلك الأحزاب ميدانياً وسياسياً وتوقعاً منهم ان الرابطة التي يدعمها البطريرك الكاردينال ساكو سوف تحقق آمالهم وطموحاتهم الشخصية، ولكن لم ينالوا غير الإحباط في الآونة الأخيرة.

خامساً: الرابطة لا تقبل النقد سوى الإيجابي الذي يغض النظر عن اخفاقاتها، التخطيط والنجاح لا يتحققان الا عن طريق الكشف عن الأخطاء كي تتجاوزها المؤسسة، ولم اذكر في الحوار سوى الإشارة الى بعض الإخفاقات دون ان اتهجم او استخدم مفردات سوقية كما في ردهم.

سادساً: مغالطة واضحة، متى نكرت عدم وجود مسودات أخرى للنظام الداخلي، نعم هناك مسودات عديدة وشاركت ايضاً في مناقشة بعضها، مثل تلك التي نوقشت في ديترويت برعاية المطران القدير مار إبراهيم إبراهيم، ولكن أصر ان المسودة الأولى التي تلقاها غبطة البطريرك ساكو هي التي وضعتها، (بحسب رسالته وهي محفوظة). وان ملاحظاتي وتحليلي هو ما نتج عن المؤتمر التأسيسي واللاحق من النظام الداخلي الذي استوجب مراجعته من قبل مختص في القانون لتجاوز تناقضاته، وقد اشرت اليها في مقال خاص منشور (ابحثوا عنه).

سابعاً: لم يكن يوما ما اسلوبي متعالياً هذا من خيالكم واسقاطكم، الكل كانوا على اتصال معي في الهيئة العليا ورؤساء الفروع لمناقشة العديد من الأمور دون ان يذكر أحدهم إني متعالي، كنت اطرح وجهة نظري دون الإشارة الى أي فرض ودائما أقول في النهاية هذا رأيي وأنتم احرار. لو كنت ذلك لما طلب غبطة البطريرك مني شخصياً وبدليل موثوق ان أكون ناطقاً رسمياً للرابطة، ولما كثرت اتصالاتكم معي هاتفياً ونصياً كتابةً، ولكن رفضت طلب غبطته لسببين هما ما كنت منتسباً للرابطة، اذ شخصيا لا اريد ان اتقيد وارتبط بأية مؤسسة لكي لا اقيد فكرياً، وثانياً الناطق الرسمي، لابد ان يكون قريباً لرئيس المؤسسة ومتابعاً لأعماله وتصريحاته او يكون متواجداً في اجتماعات الرابطة وهذا لا اقدر عليه. ولَمّا تابعت الرابطة عملية طبع كتابي الأخير في العراق بواقع (1000) نسخة ايضاً. بمعنى ان وجودي مع الرابطة كان مرغوب به وليس متعالياً.

 ومغالطتكم الكبرى هي اتهامي البدء بالتهجم والإساءة كتابياً الى رئيس الرابطة، كل أعضاء الكروب الفيبري يعرفون ذلك، ولا يزال يؤكدون ان من اعتدى الأول هم ثلاثة اشخاص في هيئة اركان القيادة! واحدهم رئيسها، وذلك بعد ان كرر الأخ (اديب) مسؤول فرع المانيا وأعضاء اخرون تساؤلهم عن عدم استجابة القيادة لمقترحاتهم، فنفذ صبري وكتبت، ماذا تترجى من القيادة الفاشلة ان تجاوب عن استفساراتكم ومقترحاتكم، طبعاً نعتُّ القيادة بالفاشلة ولا زلت على رايي بعد مرور فترة زمنية لتراكم الإخفاقات تلو الإخفاقات وتراجع نشاط الفروع دون اتخاذ أي إجراءات وتذمر مسؤولي الفروع منهم ولم يحركوا ساكنا، بدليل واضح ان مسؤولي الفروع الداخلية والخارجية هم في وادي والهيئة العليا في وادي آخر لحد الان وبالأخص الداخلية في العراق من السنة الاولى، باستثناء اثنين منهما لتوافق مصالحهم واهدافهم معهم ولهذا سأسميها مجموعة ( 5+2)، ولم يكن أي اتصال بينكم الا في الأشهر الأخيرة بعد فشل الرئيس في الانتخابات البرلمانية، فبدا التشاور من اجل اجراء مؤتمر انتخابي لانتهاء دورتكم من زمن بعيد وهذه تعد مخالفة للنظام الداخلي.
 وايضاً بعد ان بدا غبطة البطريرك ساكو نعت قيادة الرابطة بوجود بينهم غير مؤهلين وفاشلين في عدة مناسبات سواء في المقابلات الاعلامية او في لقاءات معينة ولست متأكدا ان ظهر ذلك في كتاباته (ابحثوا عنها) ولما كتبت ذلك وجه احدهم نار غضبه يصفني بكلمات سيئة وبذيئة جداً، واستغربت من هكذا كلمات من شخص قيادي وسبق كان يتصل معي هاتفياً ونشارك المناقشة من حين لآخر وبيننا الاحترام المتبادل، وجاء الثاني كتب ونعتني اكثر منها سوءاً، علماً كنت اكن له كل الاحترام وفي نفس الوقت كتبت للادمن اخراجي من الكروب عدة مرات، ولم اكن اعرف بحسب خبرتي ممكن ان اخرج دون اللجوء اليه، وجاء دور القائد الأعلى ليختم اساءاتهم بكلمات اترفع من ذكرها هنا احتراماً للقارئ الكريم، كلمات لا تُليق بمن لهم مناصب متقدمة وعلى راس الرابطة الكلدانية، فهل من المعقول وانا بشرٌ مثلهم ان تبقى اعصابي باردة تجاههم؟ صحيح ان عبارة الفاشلة واتركوا المجال لغيركم ثقيلة على مسامع الانسان، لكن كان الاجدر بهم ان تكون كلماتهم بالمثل ويشاركونني بالفشل ايضاً لا بكلمات لا اخلاقية.
 هكذا هي قيادة الرابطة التي تعد نفسها منظمة مجتمع مدنية إنسانية، فأي انسان بارد الاعصاب يقف مكتوف الايدي امام هكذا موقف دون ان لا يقابلهم بالمثل؟ ولمجرد كتبت قيادة فاشلة واتركوا المجال لغيركم، وليس من استنتاجي فقط كما ذكرت، بل ما توصل اليه غبطة البطريرك ومعظم مسؤولي الفروع والأعضاء الاخرين ايضاً.
واما انكم قدمتم الاحترام لي في البدء بسبب كبر العمر بحسب رأيكم إني تماديت لعدة مرات، أقول بصددها: من منكم عمره اقل من ستين سنة، بل اكثركم أكبر مني عمراً، ومن جهة هل يعقلها عاقل، النقاشات العلمية او الإدارية تتأثر بفارق العمر بين اعضاء فريق العمل، لو كان ذلك ممكن، بمعنى لم يصل أحد للنتيجة ولم يحصل التقدم لأننا لابد ان نحترم الاخر لفارق العمر حتى وان كان رايه خاطئاً، هذا الشعور لا يوحي نفسياً لشيء، الا إذا انكم تشعرون أنتم شباب يافعون لا خبرة لكم وعليه لم تعترضوا على الاخر لكبر سنه.

ثامناً: الكل يعرف الغريب قبل القريب ان الرابطة مرتبطة مباشرة في مواقفها بمواقف غبطة البطريرك ساكو ولا تحتاج الى برهان، اكتفي بهذه الأمثلة، وبصمتٍ أقول لكم، من وجهكم على تأجيل المؤتمر المزمع عقده بعد انتهاء دورتكم الحالية عبر الزوم؟ من وجهكم للانضمام الى أطراف أخرى لأجل الانتخابات البرلمانية؟ من متابعتي للأحداث، لم تكن الرابطة بإمكانها ان تعبر عن موقفها من الحدث الا بعد اعلان غبطته عن موقفه والكل يعرف ذلك، ليس غبطته هو السبب ابداً، بل الإدارة غير المؤهلة لاتخاذ القرارات وتحديد المواقف واتكاليتها وعدم وضوح العلاقة والارباك وافتقارهم لسرعة البديهية والتجاوب لمعرفة ما الذي يفضله البطريرك دون الانتظار او الطلب منه التدخل، كثيرا ما أكد غبطته ان تعتمدوا على أنفسكم ولكن دون جدوى.
 وماذا عن تبعيتكم في الفروع ايضاً، كم من المشاكل حدثت بين قيادات الفروع والأساقفة والكهنة لعدم تمكن من السير في العمل دون اللجوء الى الكنيسة؟ ولحلحلة بعض من تلك المشاكل تدخلت شخصياً بتوصية من رئيس الرابطة الكلدانية. وتؤكدون ان علاقتكم مع الكنيسة جيدة، ماذا عن علاقتكم أنتم القياديين مع أساقفة الابرشيات في العراق؟

تاسعاً: مغالطة أخرى، اين ذكرت في الحوار ان الرابطة قدمت دعوات للمشاركة في المؤتمر التأسيسي؟ ما ذكرته ان أحد أسباب الإخفاق هو عدم توجيه دعوة لبعض الناشطين الكلدان المعروفين ولهم باع طويل في متابعة شؤون الكلدان، أولئك الذين كانت لهم ولا يزال مواقف مختلفة في موقف الكنيسة وغبطة البطريرك من القضية الكلدانية. اعرف جيدا لا توجد اية دعوة تحريرية، وان وجدت فحدثت هاتفياً بشكل واخر وليست من قبلكم لان ذلك لم يخصكم ولا من مسؤوليتكم.

عاشراً: مغالطة أخرى، افتراء في قولكم المقصود عدم سماعكم لذوي الخبرة، (ويقصد هنا نفسه طبعاً)، لم اذكر لكم سوى امثلة بسيطة، هل استمعتم الى خبرة المرحوم (دكتور جيرالد بيداويذ)؟ تلك الخبرة التي امتلكها في العلاقات الدولية وفي منظمات المجتمع المدنية، وأردتم فصله، ولكن انسحب هو تلقائياً وهل يوما نظرتم في مقترح أحد أعضاء الرابطة الفاعلين وذو خبرة تخطيطية (فوزي دلي) عندما وضع عدة مقترحات عن تامين الأموال، وأنتم نكرتم ذلك في ردكم. عدة مرات قدم (الدكتور نوري بركة) مقترحات لتطوير الرابطة، ومثله رئيس فرع بغداد الإعلامي والقانوني المعروف (ظافر نوح) والمفكر الذي لا يهدأ له بال لحرصه على الرابطة وشعبنا (يوحنا بيداويذ) والاخ (اديب) مسؤول مكتب المانيا والاخ (منير هرمز) مسؤول فرع كندا، ومداخلات (بسام السناطي)، ولا تزال معظمها مكتوبة في نقاشات الكروب، وعلى ما اعتقد قدم (قيس ساكو) و (سمير يوسف) صاحب الخبرة الاكاديمية في إدارة المؤسسات من أعضاء الهيئة العليا مقترحات، وأين مقترحات الدراسة التي أجرتها اللجنة من ثمان أعضاء قبل أكثر من سنة كما ذكر في رده (يوحنا بيداويذ) هل تُركت على الرفوف، كل هذه المقترحات لم تلق آذاناً صاغية. (في الإمكان الاتصال بهم، باستثناء المرحوم جيرالد). لماذا تلكأ كل رؤساء الفروع باستثناء اثنين عن العمل، أ ليس السبب عدم تقبلكم اية مقترحات منهم وهم أصحاب خبرة أكثر منكم في العمل المؤسساتي؟ ام اثنان منهم فقط هما الحريصان على الرابطة؟!! إضافة الى العديد من المتابعين والمهتمين غير المنتمين الى الرابطة طرحوا أفكارهم ومقترحاتهم في الصحافة. هذا ما كنت اقصده لم تسمعوا أصحاب الخبرة وليس عن نفسي كما يحلو لكم لأجل التسقيط.

 أحد عشر: افتراء ومغالطة أخرى ربطتم موقفي بالرابطة من حيث ان يكون ايجابياً او سلبياً في طبيعة علاقتي مع غبطة البطريرك ساكو، مغالطة واضحة وضوح الشمس، منذ ان تسلم غبطته السدة البطريركية علاقتي معه جيدة جداً وخلالها كنت انقد الرابطة في سلبياتها وايجابياتها، ومنها عندما حدثت تلك المناقشات الفايبرية المؤلمة، واثناء قطع علاقتي مع الرابطة، واثناء كتابتي اعلامياً عن بعض الظواهر السلبية لدى الاكليروس او إدارة الكنيسة ايضاً. ظلت علاقتي قائمة مع غبطته وليس لي مع غبطته أي موقف شخصي، بل كل ما موجود هو الاختلاف في الآراء عن مواضيع علمية تخص إدارة الكنيسة مثل رأيي حول مسالة تغيير عنوان البطريركية برفع (بابل) ودائماً أكن له كل الاحترام، ومن حقه ان يقبل الفكرة او يرفضها وهذا شيء طبيعي في المناقشات. فإذن ما ذكرتم بهذا الخصوص باطل.

 ثاني عشر: ادعاء ومغالطة تسقيطية أخرى، عن اتهامي بتسويق خطاب الكراهية، في حين كل متابعي كتاباتي من الاخوة الاشوريين والسريان والكلدان يؤكدون على ما اتمتع به من التوافقية والهدوء والرزانة في الردود، ولم يشك أحد، انه يوما ما تعرض للإساءة من قبلي. وهل تعتقدون ان تأييد آراء عضو في الرابطة والاختلاف مع غيره هي بث الكراهية؟ كيف تفهمون المناقشة والاختلاف في الراي!! ومن المضحك جداً ان ابحث عن الشهرة في الكتابة عن الرابطة او الكنيسة او مواقع التواصل الاجتماعي، شهرتي واشكر الرب بدأت منذ عام 1985 في بلدي، وأنتم لحد الان لم يسمع بكم الا نفر ضئيل، وبل بعضكم لا أحد يعرفهم، شهرتي في كتبي وبحوثي العلمية وتدريسي الجامعي وعملي الميداني خارج الجامعة، شهرتي عند الاف الطلبة النجباء الذين اليوم يقلدون ادواراً ومراكز علمية ووظيفية بأرقى المستويات، ومع علاقتي الطيبة مع اعداد من الأساقفة والكهنة من كل الطوائف، إضافة لقراء نتاجاتي الفكرية في الصحافة الالكترونية. يبدو انكم قلقون من عدد الكبير من الاخوة القراء الذين يتابعون ما اكتبه، انهم يتابعون ما اكتبه في مختلف المجالات وليس فقط حين اكتب عن الرابطة، أ ليس هذا تسقيط بعينه لفشلكم في الرد بأجوبة مقنعة.

 ثالث عشر: انا لم اتدخل لأحدد من يقود ومن لا يقود، شخصيا جاوبت على سؤال الاعلامي عن الحلول، فذكرت رأيي كما هو مطروح في الحوار، ومن حق كل شخص ان يبين رايه في كل مجالات الحياة.
 في الحوار هناك أسئلة واجوبة، ولا مجال لدراسة اكاديمية، وقد نشرت مقالاً عن النظام الداخلي ممكن مراجعته. عجيب هل أنتم تقبلون ما يُكتب بأخوة؟ طبعاً تقبلون المدح والتمجيد، اما إذا طرح أحد رايه بسلبيات الرابطة، فذلك عندكم يعرقل مسيرة الشعب، لا بل المدح يعرقل المسيرة ويجعل الممدوح واثقاً من نفسه ولا يتجاوز اخطائه، الشعوب والمؤسسات تتقدم عندما تكشف اخطائها وتتأخر عندما تتستر عليها.
 
ملاحظة: هذا الرد غيض من فيض، ولكن جاء ردي ليس لأهمية ما كتبتم او يهمني ما تكتبون، بل لأبين للقراء الافاضل مدى مستواكم وامكاناتكم، وطبيعة اسلوبكم ولبيان ان ردكم ليس الا للتسقيط ومغالطات، بالضبط مثل ما نشر رئيس الرابطة مقالته التهجمية على النشطاء والكتاب الكلدان قبل بضعة أشهر، ولا تزال كلماته البذيئة التي فقدت كل الاحترام في ذاكرة الجميع، فهل يُعقل ادارة منظمة مجتمع مدنية التي لابد منها ان تعترف بالحقوق الفكرية وابداء الراي ان يكون ردها هكذا أسلوب؟ كما يبدو من بينكم أطباء نفسيين ومحللين اجتماعيين وقانونيين وصفوا بها شخصيتي!.

87
الاخ القدير والمفكر يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
 اسف على التاخير في التعقيب على تعقيبك المستقل عن الحوار الذي اجراه معي الاخ الاعلامي هيثم ملوكا، ولا سيما تلك الفقرة التي تخص رايي في الرابطة جواباً على سوال الاعلامي.
ارى التحليل الذي قدمته موضوعياً وذلك لبيان وجهة نظرك في ما طرحت من ملاحظات، او تلك الامور الاخرى التي وضحتها في التعقيب عن مسيرة الرابطة، واتفق معك ان الرابطة هي املنا نحن الكلدان من اليوم الاول لتاسيسها، كما اتفق على ما قدمته الكنيسة من جهد في مرحلة التاسيس وكون العاملين فيها متطوعون لكن هناك البعض لهم رغبات التسلق وتحقيق طموحات شخصية من خلال وجودهم في الرابطة، وعليه عندما نقدم تحليلنا وملاحظاتنا ليست موجهة للرابطة كمؤسسة، بل الى اداء بعض الاشخاص الذين على ادارتها، فاخفقت الرابطة في تحقيق اهدافها، وليس لهم اية مبررات مقنعة بل يستخدمون دائما لغة التسقيط والتهجم كما فعلوا في ردهم مؤخراً على ما طرحته في وسائل الاتصال الاجتماعي، وهناك ملاحظات اخرى مشتركة مع تعقيب الاخ زيد.
 
 بعد الاستئذان من الاخ يوحنا
الاخ العزيز زيد ميشو المحترم
تحية
 استغربت من ملاحظاتم عن وضع تحليل اداء الرابطة كيف ولماذا؟
 نحن كلنا كما ذكرت للاخ يوحنا لنا امل قوي بالرابطة وبشرنا خيراً واخصها لاعلان تاسيسها ودعمها من الكنيسة ومن قبل غبطة البطريرك ساكو مباشرة وكلنا قدمنا ما باستطاعتنا وبحسب قدراتنا، ولهذا اتفق معك في هذه النقطة اما النقاط الاخرى فاسمح لي اني اختلف معك، لماذا؟
 عندما نحلل ونكتب ملاحظتنا ليس عن الرابطة بل عن اداء اشخاص اداريين تبوؤا ادواراً قيادية في الرابطة واخفقوا في تحقيق اهداف الرابطة، فالقيادة مهمة لادارة شؤنها، كما ان التحليل يكمن ايضا في ربط هذا الاخفاق بطبيعة النظام الداخلي الذي احتوى على تناقضات، مما اربك عملهم، ولهذا من جهة نعطي الحق لهم في الارباك، واخص بالذكر ما يتعلق بعلاقة الرابطة بالكنيسة بشكل عام، ومع غبطة البطريرك ساكو من جهة اخرى، اي عدم وجود وضوح في النظام الداخلي، هل الرابطة في علاقتها مع الكنيسة تابعة ام علاقة تعاون؟ هنا حدث الارباك على مستوى القيادة وعلى مستوى الفروع، وليس هذا فقط بل ايضاً عدم التمييز الواضح هل ان الرابطة لها دور سياسي ام هي منظمة مجتمع مدني، من خلال الاداء للسنوات الاولى تبين لا هي سياسية ولا هي منظمة مجتمع مدني، وهذا عامل ارباك اخر وهناك المزيد.
فعندما نكتب ليس الا لتصحيح المسار للرابطة التي كنا نحلم بها يوما.
اما وجود اشخاص كانوا في الرابطة وخرجوا منها وبدؤا الكتابة ضدها هذا تاويل سياسي وليس علمي، مثلا شخصيا لم اكن في الربطة بل داعما لها واختلفت مع ادارتها فكتبت بعد ان شاهدت طبيعة الاداء واسباب الاخفاق، وبل عندما كنت معهم كنت اكتب لهم داخليا ولكن دون فرض رايي كما يحلو لهم بل من باب التعاون.
اما قولك من اختلف مع البطريرك بدا يختلف مع الرابطة، فهذا غير صحيح ايضا بالنسبة لي شخصيا لان علاقتي مع الرابطة انقطعت منذ اكثر من ثلاث سنوات بينما كانت علاقتي مع البطريرك ساكو جيدة جدا الى يوم نشر ارائي حول تغيير تسمية عنوان البطريركية وطبعا من جهته لعدم تفهمه وجود لنا مساحة من الحرية باداء ارائنا في كنيستنا. وفي تلك الفترة كنت اكتب ملاحظاتي عن الرابطة وكتبت مقالا مفصلا عن الاخفاقات ووضعت المقترحات.
 كما ان قولك القوميون هم الذين يقضون على الرابطة فاسمح لي القول ان التفسير الاحادي لاي مشكلة غير صحيح فهناك الكثير من العوامل الذاتية المرتبطة باداء اعضاء الرابطة والنظام الداخلي وغيرها.
كتبت هذا وارجو ان لا تحسب ان ما طرحت شعرت اني المقصود، لا، بل لانك عممت ولم تخصص بمعنى انا ايضا اكتب فمشمول بما تفضلت به، وثانياً لان تعقيب اخ يوحنا يخص الحوار الذي اجري معي وشكرا.
تقبلا محبتي

88
المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
 شكرا على تقييمكم للحوار ومداخلتكم القيمة، اذ تعد مداخلاتك الموضوعية اضافات لما قد نفقده او يفوتنا ذكره.
تقبل محبتي وسفرة ميمونة وترجع بسلامة الى كندا

89
اخي العزيز جان يلدا خوشابا المحترم
 تحية وكل عام انت والعائلة الكريمة بخير وعافية
 شكرا على قرائتك واهتمامك بالحوار المطول. واما بخصوص سؤالك في ضوء مناقشتي مع الاخ ابو سنحاريب، اود توضيح الاتي:
كيف نحقق الاتحاد طالما الوحدة مشروع بعيد المنال؟
 كل مشروع ترمي تحقيقه لايمكن ان تغطيه في رد او مقال، بل يحتاج الى دراسة مستفيضة من حيث الاعداد والتهيئة، ووضع الاسس، ووضع الخطة وتنفيذها، فمثلا علينا الاجابة على هكذا اسئلة، ما الذي يمكن البدء به كخطوة مهمة تقودنا للمرحلة الثانية؟ كيف وما هو الوقت المناسب؟ من هي الاطراف الاكثر مرونة ومهتمة؟ كأن تكون الكنائس، الاحزاب السياسية، النخبة المثقفة والمهتمين؟ اي الاطراف لها الارادة القوية ولماذا؟ وما الذي تسعى اليه وهدفها من الاتحاد؟ هل هناك تقارب بين اهداف الجماعات لاجل الاتحاد؟ واسئلة متعددة يمكن وضعها لاجل التصميم والتوصل الى نتائج وتحليلها والاقرار بامكانية الاتحاد من عدمه. وان ظهرت النتائج ايجابية وهناك ارادة، لتبقى كل رئاسة سواء مدنية او دينية محتفظة بمكانتها وهيكليتها، وفي نفس الوقت الاقدام الى وضع آليات لتوحيد القرارات والمواقف جماعياً دون انفراد جهة من خلال تمسكهم بتعهد لهذا الغرض منذ البدء. واقامة النشاطات والفعاليات المشتركة في مختلف المجالات، مع طوي صفحة الالغاء واعتبار الاثنية الفلانية طائفة او مذهب والاصل يكمن في الاشورية او الكلدانية او السريانية، نسيان موضوع التسمية ورفعه من فلسفة الاحزاب السياسية وافكار النخبة المثقفة من كل الاثنيات، حينها سنحقق الدعم المتبادل والتضامن والاتحاد، اذا اجتمعت الاطراف الثلاث حاملة هكذا عقلية لا اعتقد تتكرر النتائج السلبية كما حدث من تجارب متعددة بعد 2003 يجتمعون ويقرون بالتواصل والتضامن وبعد فترة يصرح احدهم في مناسبة ما كلنا اشوريين او كلدانيين او سريان والبقية طوائف، او نحن الاصل والبقية مصطنعة ومن صنع الجهة الفلانية ويصارعون على الكراسي والمناصب وهكذا، هذه الطروحات لها انعكاستها السلبية على انفس الناس ومشاعرهم وتطلعاتهم، قد لا يكشفونها الناس الاعتدياديون البسطاء او السياسيون لان المهم عندهم مصالحهم، بل يكشفها الاختصاصيون وذوي الخبرة في النفس البشرية، عليه لو اعتمدت الاحزاب والمهتمين على المختصين في علم النفس والانثروبولوجية والاجتماع وغيرها من العلوم الانسانية لاستطاعت هذه الجهات تجاوز محنة التسمية، ولكن ما العمل اذا لا احد يعرف غير قراءة التاريخ والاعتماد عليه، وبل التاريخ المؤدلج الذي يكون عاملا مساعداً لاثارة النزعات.

 قولك القادة يحققون المعجزات، لا في هذا الزمن، سابقاً نعم لاستحواذهم على السلطة المدنية والروحية لجماعاتهم بينما اليوم لا، فطبيعة البشر والنفس البشرية اختلفت تماما عن ذي قبل تجاه الرؤساء واخصهم الروحانيين، فهناك من يقدسهم كما في الماضي واخرون موقفه لا مبالات وقسم لا يكترثون ولا يعيرونهم اهمية.
 اما نبقى اقوى ونتفتت بحسب قولك، لا اكرر اخي جان ما ذكرته في مناقشتي للاخ اخيقر، بقاؤنا في الوطن الام مرهون بقوة القانون في البلاد وحماية الاثنيات الثلاث اسوة بالمكونات الاخرى والاندماج بالمجتمع العراقي تحت راية العراق والوطن وليس القومية والطائفية، هناك علاقة عكسية بين بقاؤنا في الوطن وديمومة الافكار الطائفية والقومية في البلاد، اي كلما تستمر الطائفية والقومية في البلاد كلما تزداد فرص مغادرة ابناء شعبنا المسيحي من العراق والعكس صحيح.
تقبل تحياتي 

90
الاخوة الاعزاء
 كل عام انتم وعوائلكم بخير وعافية
وديع زورا
الشماس اوديشو يوخنا
قشو ابراهيم نيروا
مايكل سيبي
اقدم شكري وتقديري لكم لتفضلكم لقرائتكم الحوار المطول وما تفضلتم به من كلمة جميلة بحقنا وبحق الاخ هيثم ملوكا.
تقبلوا محبتي

91
الاخ اخيقر يوخنا المحترم
تحية وكل عام انت والعائلة بخير وعافية
 شكرا على قرائتك للحوار الطويل وبخصوص ما اثار انتباهك من هذا الحوار، شكرا على وجهة نظرك وان اختلفنا فهي موضع احترام عندي. ولي عنها ملاحظات بسيطة.
 الالغاء: نعم لا احد كما تفضلت قادر لالغاء الاخر، لا القرارات ولا الاحزاب ولا الدساتير، فكل مايشعر الفرد وما تلقى عن عائلته فهو الاقوى ترسخاً من غير ذلك، اما سياسة اقناع الاحزاب الاشورية لبعض من غير الاشوريين، ذلك زائل وليست قناعات صميمية وانما منفعية.
ومن جهة اخرى ماذا تدل هذه العبارة التي تحتوي ادبيات الاحزاب الاشورية، (الاشوريون بمختلف كنائسهم ومذاهبهم من الكلدان والسريان)  أ ليس هذا الغاء للاثنيتين الاخريتين واعتبارهما طوائف دينية او مذاهب؟ اذا هناك احترام من قبلها وقبول الاخر على وضعيته عليها ان تؤكد دائما عند ذكرها شعب بلاد النهرين من القوميات الثلاث الاشوريين والكلدان والسريان، والا اية عبارة اخرى في راي هي الغائية للانتماء القومي. ولماذا تؤكد على تجمع الكل تحت مسمى الاشورية؟ ولماذآ لم يكن الكلدان او السريان؟ لا تجاوب رجاءً بتبريرات انا سلفاً غير مقتنع بها لاني سبق واطلعت عليها.
 اخي اخيقر: الاسم الواحد او الموحد لا يحل قضية ومصير اقوام بين النهرين المعاصرين من الكلدان والاشوريين والسريان، الذي يحل مشاكلهم هي حكومة ودولة ذات سيادة قانونية تصون حقوق جميع العراقيين في الدستور. فاذا توحد الاسم او تفرق لا يحل شيئاً، ووضحت ذلك في حواري.
 الوحدة لا يمكن ان تحدث كنسيا ولا قومياً، بل يمكن ان يحدث الاتحاد، وهناك فرق بينهما، الوحدة هي الاندماج الكلي لجماعتين او اكثر وهذا مستحيل، اما الاتحاد فهذا ممكن لانه يعبر عن الاتفاق في المواقف السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية والتعاون والتضامن دون الاندماج. لتكن دعوتنا للاتحاد وليس للوحدة، كما حدث مؤخراً في جلسة رؤساء الكنائس في اربيل في جلستهم التضامنية لاستقبال المهنئين بمناسبة العيد فما اجملها.او ما ترمي اليها شعوب العالم من الاتحاد للتضامن وليس للوحدة، وابسط الامثلة عندك الاتحاد الاوربي، يدعو لتضامن الاوربييين في كل المجالات في اتخاذ القرار دون الاندماج والوحدة.
 نعم اقول لا يمكن التفريق بين الكلداني او الاشوري او السرياني، وهذا ما اقصده تاريخيا، اي لحصول اندماج ثقافي وديني وبايولوجي بين سكان بلاد النهرين القدامى على مر التاريخ والذين عاشوا جنبا الى جنب بثلاث قوميات تاريخية، ولهذا اقول لنحترم المشاعر الانتمائية للكلدان والاشوريين والسريان المعاصرين.
 الالغاء نعم هو مؤشر للتعصب، فانا شخصيا لا الغي احد، بل اشير الى من يلغي، والتي تلغي هي الاحزاب الاشورية، فاذن هي المتعصبة وترسخ التعصب وتزرع الاحقاد والكراهية، وعليه انصح الاحزاب الاشورية واية احزاب اخرى كلدانية او سريانية اذا وجدت ان تتخلى عن سياستها الالغائية المتعصبة وتحترم مشاعر الاخرين.
 عندما اعبر عن وجهة نظري لا ازرع الشكوك، وانما اعبر عن الواقع الذي لا يمكن تغييره وما يرتبط مع المتغيرات ذات العلاقة والتاثيرات، بدلا من النظرة العاطفية التاريخية.
اتمنى ان يكون البطريرك مار آوا مساعدا في الاتحاد وليس الوحدة لان الوحدة عمل شاق ولن تتحقق، ومع كل تقديري واحترامي لغبطته اني ارى، سوف لن يحصد من هذا الموضوع شيئا اكثر مما حصد اسلافه اذا سار على نهجهم فاتمنى ان لا يقود الوضع الى سميل اخرى ويتشرد من بقى من الاشوريين المعاصرين في العراق وبدورهم يؤثرون على المسيحيين الاخرين، هذا فيما اذا يؤكد على تحقيق ما اراد الاجداد مثلما صرح مؤخرا في لبنان، فما اراد الاجداد لن يحصل ابدا، بل اذا غبطته تفهم الواقع والمتغيرات وتفاعلها مع بعضها، عليه ان يؤكد على التعايش السلمي والحياة المشتركة مع المكونات الاخرى من الشعب العراقي ويؤكد على بناء دولة قانونية تكفل وتصون حقوق الجميع دون استثناء، وان لا ينظر ويرجع سلفاً لما اراد الاجداد، فالاجداد عاشوا زمانهم ونحن في زمن آخر، لا يضر قضيتنا الا استخدام التاريخ في التفاعل مع المجتمع الحديث، فالتخطيط والنظرة الحالية والمستقبلية هي التي تكفل الاستقرار وليس التفكير بالماضي والاجداد.
 مدارس اللغة، لا تفي بالغرض وليست الا مصيدة لعواطف الناس لتوريط ادخال ابنائهم فيها، لكي يتخلف دراسياً وفكرياً في المراحل الجامعية التي لا مجال فيها للتدريس الا باللغة العربية او الكوردية، كما المؤسسات العملية الاخرى لا مجال فيها للتداول اللغوي غير العربية والكوردية، فاذن ماذ سيحصل من دخل الى المدارس السريانية غير التخلف الفكري مقارنة مع اقرانه من المدارس الاخرى.
نعم اخي اخيقر اتمنى ان نلتقي لاننا واحد في الانسانية ونحترم بعضنا البعض في انتمائه القومي، وليس لان ايماننا واحد وقوميتنا واحدة فحسب، هذا تعصب بعينه، انا التقي مع كل انسان من اي ايمان ومن اي قومية واحترمه.
تقبل محبتي وكل عام وانت بخير واسف على صراحتي.

92
الاخ نيسان سمو المحترم
تحية
   كل عام وانتم بخير
شكرا على تفضلك لقراءة هذا الحوار المطول ولا ادري كيف تحملت ذلك...
 سؤالك مهم جداً وكل ما جاء في المقال وانت ذكي تقرا بين السطور هو اجابة عنه، اي ادعو ليس الكلدان فقط، بل كل الاثنيات الصغيرة ديمغرافياً وليس في الخارج فحسب بل في العراق ايضا ان يعوا واقعهم وامكاناتهم وما يحيط بهم من جماعات لا يمكن يوم من الايام زحزحة شبر مما هو عليه، لان هذه هي مسيرة التطور البشري والسكاني، فالتاريخ والامجاد اصبحت في خبر كان وما يعتقد بعض منهم في ذلك فهو سراب وخيال ولا يجنون غير المأساة والتشريد والهجرة والقتل فهل يعقلون؟ نظرة العديد هي عاطفية وجامحة في العطف، والا ادراك الواقع الاجتماعي والسياسي والديني والديمغرافي هو غير ذلك الذي كانت لهم امبراطوريات تهاجم العالم آنذاك. عليه تاكيدي هو دائما مقارنة الكلدان مع الاشوريين في نظرتهم للتاريخ، فالكلدان هم اكثر واقعية وادراك لما يدور حولهم من الاخوة الاشوريين، ففي هذه الحالة جوابي هو التكيف وبل التكيف سواء في الخارج وفي داخل العراق دون احزاب تطالب وتدعو وتتسلق الكراسي التي لا فائدة منها غير المأساة كما ذكرت، قراءة بسيطة للتاريخ المعاصر، من الذي تعرض للاضطهاد وعدم الاستقرار اكثر من الاثنيات الثلاث وشمل تاثيرهم على الاثنيتين الاخريتين؟ من كانت نظرتهم واقعية ومشاركتهم مع المجتمع العراقي، ام الذين اسسوا الاحزاب وطالبوا ودعوا بالامبراطوريات؟ اجب انت على السوال لانه بسيط، ولا تزال عقدة الحكم الذاتي والادارة المحلية قائمة وفي اعتقادي هذه المطالبة هي التي تشرد ما تبقى من المسيحيين الى الخارج ويضطهد ما يُضطهد من الباقين، لان الداعين لا يدركون ما الذي يدور خلف الكواليس.
جوابي عن السؤال الاخير الذي يتعلق بحالة العراق اليوم هو تكملة للاجابة لسؤالك المهم، فيه اشارات للتكيف وترك الماضي ونسيانه والعيش المشترك مع المكونات الاخرى تحت راية العراق والدستور الحامي للكل والغاء كل شيء اسمه قومية او دينية منه.
 ولكن كما ذكرت في جوابي للاخ الدكتور نزار، هذا لا يعني التخلى من اعلام اولادنا اننا كلدان او سريان او اشوريين، بحيث لا نجعل منهم ان يكونوا اسرى التاريخ كما هي اجيالنا. بل يعتزون فقط ويفتخرون في ذلك والباقي من حياتهم عليهم التكيف والاندماج مع المجتمعات وكذلك في العراق.
تقبل محبتي

93
الدكتور العزيز نزار ملاخا المحترم
 كل عام وانتم والعائلة الكريمة بخير وعافية وعطاءٍ دائمٍ
كلمتك بحق عائلتي اخجلتني واسعدتني، وما جاء من كلمات الثناء بحقي التي لا استحقها لانك تعرف من قرب اكثر من غيرك الذي اعمله تجاه الانسانية وبلدنا العراق وامتنا الكلدانية هو واجب محتم عليً، والكل بحسب مواهبة وقدراته الفكرية والعملية يقدم شيئآ للنهوض بها، وهكذا تفعل بابداعاتك الفكرية والعملية التي نقرأها ونسمعها بين حين وآخر وتصب في خدمة امتنا وتعريف الاجيال بتاريخنا. ذكرت الادوار المهنية لبناتي بالاضافة الى افتخارنا بهن وبكل ابن وبنت كلدانية تتفوق في مجتمعها المحلي اينما حل الكلدان، لنبين للعالم اننا ناس واقعين، لا نركض وراء السراب وننسى الحياة، وكل ما بوسعنا نوجه الابناء لبناء مستقبلهم والتخطيط السليم لحياتهم، لا النظرة والرجوع الى الامجاد بطريقة توقف كل قدراتهم ويكون جل تفكيرهم بتلك الامجاد التي خلفوها الاجداد، فكان زمنهم غير زمننا، وهذا لا يعني علينا ان نهمل شدهم لانتمائهم الاثني ويفتخروا به امام الاخرين، ولكن بطرق علمية وواعية اي التوفيق بين الحياة الحاضرة والتاريخ، بحيث لا ياخذ التاريخ الجزء الاكبر من تفكيرهم، وهكذا عندما يطرح سؤال لهن من قبل صديقاتهن واصدقائهن عن الاصل، بكل فخر واعتزاز يقلن نحن كالديَن من العراق. فنحن الكلدان هكذا نفكر لحقن دماء اجيالنا كي يعيشوا ويتكيفوا مع المجتمعات مع اعتزازهم بكلدانيتهم، وليس في دفعهم للتفكير الاسطوري لاعادة بابل.
 اشكرك جدا على كلماتك الجميلة التي تبقى في ذاكرتنا تجاه البنات ونشكر الرب على عطاؤهم، وكما اعرف ايضا عطاء اولادك بتفوق والرب يحفظهم وهم فخر لنا ولهم كل التوفيق والنجاح في حياتهم الاجتماعية والمهنية.
 اما بخصوص نظرتك الايجابية للمواضيع المطروحة والدقيقة والمرتبطة بواقع الكلدان والتي اختارها الاخ هيثم بدقة ومهنية وربطها فعلا بالواقع  واجوبتي عليها، فاكثرها تملك معرفة عنها كما تفضلت وكنت بقربنا ومعنا فكريا وميدانيا، ويا ليت الجميع يفكرون هكذا مثل ما تفضلت وقلت: وان اختلفنا احيانا، نعم الاختلاف لا يعني المقاطعة بل يهدف الى التكامل الفكري والعملي. نعم كباحث اجتماعي ونفسي كنت بقدر الامكان صريح في طروحاتي وهكذا ارى الواقع من وجهة نظري، وقد يختلف او يتفق معي الاخرين، ولكن بحسب مقاساتي المهنية وتحليلي ارى هكذا تسير الامور والاحداث.
تقبل وافر تقديري لك وللعائلة الكريمة.

94
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية وكل عام وانتم والعائلة بخير وعافية
 شكرا على ما صرفت من وقتك لقراءة حوارنا الطويل، كما اشكرك على كلمات التشجيع والتقييم التي جاءت من شخصية متابعة للشأن الوطني العراقي، ومتابعاً ومشاركاً متميزاً لشؤون الاثنيات الثلاث سواء منها الكنسية او القومية والاجتماعية، تقييمك نابع من خبرة طويلة لمتابعتك ومشاركتك الميدانية الفعلية وما كتبت من كلمات ومقالات بخصوص المواضيع المطروحة في الحوار.
تقبل محبتي

95
الاخ الدكتور صباح قيا المحترم
 تحية
 فعلاً استثمار رائع لوقت الفراغ الذي خلقه فايروس كورونا، نعم كما تفضلت تزود الانسان بالمعرفة وفي مختلف المجالات هي غذاء لتغذية النفس الجامحة لمعرفة المزيد، فكسب المعرفة لا يتوقف في عمر معين، بل هناك الاستمرارية لبناء الفكر من جهة، ومتابعة التبدلات التي تطرأ على المعرفة وما يُستحدث منها من جهة اخرى.
هنيئا لك تزودك بالمعرفة وصبرك وذوقك السليم
تقبل محبتي وعيد ميلاد مبارك لكم والى كل الاخوة القراء

96
الاخ مايك سيبي المحترم
تحية
مقال متميز، اذ بالنسبة لي جئتَ بفكرة نسبية الظاهرة، وثانياً الفروق الفردية التي تُقر في اختلاف القدرات عند الافراد وتصقلها البيئة المحيطة بهم، وربطها الرائع في موضوعك.
كما تعرف لست لاهوتياً، بل مداخلتي هي من الطرف الاخر .
اعتقد اذا لم اكن على خطأ صموئيل النبي كان ذكياً يعرف كيف يخدع الشعب المسكين بفتوته عن الطاعة، الذي في رايي انه يقصد طاعة الملوك، للتعبير عن العلاقة المتناغمة بين اصحاب السلطة السياسيين ورجال الدين عبر التاريخ وفي كل الاديان، وفق قاعدة تبادل المنفعة، فما يتفوه به رجل الدين مقدس، فهنا طلبه للطاعة هو من اجل الملك اما لو قصد طاعة الله او طاعة الروحانيين ، فلا فرق في التفسير ، في كل الاحوال هو من اجل منفعة ذاتية او لمن تربطه العلاقة الدنيوية به، لان الطاعة العمياء لا يمكن ان تسحبنا الى العمل الايجابي ابدا وكان عليه ان يحدد نوع الطاعة. اما مار بولس فهو ذكي من نوع آخر ايجابي، اذ لم يكن بحاجة الى تثبيت وجوده ولم يبحث عن السلطة ،فجاءت افكاره عكس صموئيل تماماً. اذا هناك اعتراض لاهوتي لا علاقة لي به رجاءً.
اما هكذا اقوال تصدر من الانسان ومن يكن ذلك
 أريد ان أوحّـد لا أقسّم ، وأن أجمع وأقـرّب (( ولا أوقِـف أحـداً )) ........ لم تبقَ في الكـنيسة عـقـلية نخـبة تملك السلطة (( والبقـية تـطـيعـها )) ! .
 تُفسر سايكولوجياً: عملية (التحول العكسي) كاحدى اليات الدفاع النفسي التي يؤكد فرويد عليها وتعني: ظهور الفرد في تصرفه او كلامه عكس الميل او النزعة الحقيقية الموجودة لديه، فهو يخفي ما يدور في عقله الباطني ويُظهر ما ليس معقولا. وكثيرا ما تظهر عند معظم محبي السلطة سواء من الروحانيين او المدنيين، وتنطبق هذه الحالة ايضا عند تأكيدهم كلا النمطين الروحانيين والسياسيين قولهم: نحن هنا لكي نخدمكم وليس للسلطة وكثيرا ما يكررها رجل الدين، وهي خدعة اخرى للتعبير عكسيا عما يدور في عقله الباطني بدليل التناقض الواضح في تصرفاته.
تقبل محبتي

97
الاخ نيسان سمو الهوزي
تحية
دائما تطلعنا على تحليلات كفوءة وهادفة لظواهر متعددة تخص شأن العراق والبشرية اليوم ، وهذا هو المهم وليس اعماق واساطير التاريخ وشعوذاته لكي تبدا المعارك دون جدوى.
في الحقيقة وكما مواضيعك الاخرى عجبني تحليلك ومقترحك لرفع من الوجود البرلمان وبل السلطات الثلاث باكملها في العراق ،والبدء في ادارة الدولة من جديد كما تفضلت.
اتفق تماما مع اضافه الاعلامي المعروف فوزي دلي ( ها يعقب على نتاجاتك اعلامي معروف شد تريد بعد) فهو قد اعجبه الموضوع وعليه اقدم للتعقيب.
ولكن اخي فوزي عدم التعقيب على ما يكتبه الاخ نيسان لا يعني نحن نسيناه او قاطعناه ، قليل ما يفوتني من مقالاته لم اقراها وذلك بحسب الوقت .
ياتي الاخ نيسان بافكار جدا هادفة وتحليل سليم بنهكة السخرية الاعلامية والشاطر يعي ما المقصود بما ياتي به.
تقبلا محبتي

98
المهندس ناصر بويا المحترم
 تحية
 في البدء اشكرك على رايك فيما كتبت عن هذه المواضيع المرتبطة بالكنيسة واخص بالذكر كنيستنا.
قرات مقالك المتميز بتمعن وقد بينت محطات تاريخية في الكنيسة احدثت تغيرات فيها عكست على وحدة الكنيسة وسلامة المؤسسة الدينية المسيحية. ولم تكن تلك المحطات قد بدات في القرن السادس عشر مع لوثر وغيره ،بل تمتد في عمق تاريخ المسيحية الى القرن الخامس، وبل ايضا عند التلاميذ بدات الاختلافات، ولو لا تلك الاختلافات لم تظهر النصرانية في الجزيرة العربية. كل هذه المحطات سببها الاكليروس لاجتهاداتهم الشخصية في التفسير اللاهوتي وحبهم للسلطة، وناهيك عن العوامل السياسية، لو تطلع على ظروف وطبيعة المناقشات والحضور في المجامع الكنسية التي عُقدت تاريخيا لتشخص الطريقةالانفعالية والعوامل التي تدخلت واثرت على نفسية المجتمعين لكي يحرموا بعضهم البعض ومدى جهالتهم. فهم يتحملون مسؤولية تراجع المؤمنين وزيادة نسبة الالحاد واللااباليين في المجتمع البشري. ففي الماضي لم يكن بمقدور وجرأة المؤمنين ان يكشفوا سلبياتهم لتقديسهم لرجل الدين بحسب العقلية البشرية آنذاك، وسذاجة تفكيرهم وايمانهم المبني على الفطرية دون تمحيص ما يُلقن به.الان ولى ذلك الدهر واصبح المؤمنون على دراية تامة بما يحدث وما يفكر به رجل الدين وبكل مراتبهم الكهنوتية.

 بين المؤمنين اليوم اشخاص اكثر دراية وعلما ودقة في التفكير منهم ، فعليهم ان يقروا ويعو هذه المسالة، كما ان اليوم هو عصر الاعلام المفتوح الذي لا يرحم احدا ويكونوا بالمرصاد بكل تصرفاتهم واقوالهم. وهذا خطر كبير على الايمان ، اذا لا تمكن الكنيسة من مسايرة تطور العقل البشري بدلا من تقوقعها ووضع لهم هالة من القدسية، تلك القدسية التي هي من سمة كل مؤمن بالمسيح ولا ترتبط بهم فحسب، وبل ليفهموا ان ما يقومون به هو دور من الادوار في المؤسسسة الكنسية فقط ليرتبط بالادوار الاخرى لكافة المؤمنين. فلابد من مشاركة العلمانيين في اتخاذ القرارات التي تخص الكنيسة واخصها تلك غير اللاهوتية، بينما الادارية هي من صلب دور العلمانيين بالتعاون معهم.
تقبل محبتي

99
زميلي الدكتور صباح قيا المحترم
تحية
 موضوع جدير بالاهتمام من قبل الجهات المعنية.
سبق واكدت بان شعار الاكليروس بكل درجاتهم الكهنوتية هو( انا الكل بالكل هنا) فلماذا تراسله؟ واثبته بدعائم كما تفضلت هنا في توثيق الدلائل، والان اكتشفت شعاراً اخرا يُستخدم من قبلهم وهو( اما ان تكون معي اوضدي) ومن اعلى المراتب مع الاسف. وكانما نحن ضمن احزاب متنافسة ومتحاربة لنيل السلطة.
 هنا هذه الافكار هي التي توصل رجل الدين ان يكون عرضة للنقد السلبي لان هكذا شعارات لايجوز ان يطلقها كاهن الله كما يقولون( لست لاهوتيا) ولهذا اقول كما يقولون،لان مبادئه مبنية على ما جاء في تعاليم يسوع المسيح ، بل ان هكذا شعارات يطلقها السياسيون ومن حقهم لان مبادئهم مبنية على المصالح والاديولوجيات الفكرية التي لا تقبل الغير بل تعد ما يفكر به هو الاسمى فيتعامل مع الاشخاص وفقا لما تقتضيه المصلحة اي اعتمادا فيما اذا كنا معه او ضده ، هذه الحالة بعينها تعد  ممارسة رجل الدين  السياسة  لانه يقلدهم بالتصرف، وليس دفاعه عن المظلومين كما يظن الاخرين. وهذه الحالات لها دوافعها واسبابها ، ولكن لا اعدك بكتابة عنها لاني وعدتك بكتابة عن موضوع اخر وتاخرت لضيق الوقت.
 هل تسمو افكار هؤلاء الى فكر ديكارت؟ ليجردوا من العواطف والانتماءات وغيرها للبحث عن الحقيقة؟كلا ولهذا يرى عالم الاجتماع الوردي :
( لقد دلت التجارب الكثيرة ان الجدل المنطقي القديم الاستنباطي الذي يستخدمه رجال الدين عبث ضائع لا طائل وراءه ولا جدوى فيه)فهم يرون الحقيقة وفق شعاراتهم المطروحة، وهنا كما تفضلت لا يجوز التعميم بل هناك النسبية.
 ( حرشة مع الاخ نيسان سمو لا تظن انك فقدت اصدقاء وبل العكس، ويبدو كما يقول علم النفس انك تريد ان تفقدهم ولهذا تكرر هذه العبارة ههههه)
تقبوا محبتي

100
الاخ القدير هيثم ملوكا المحترم
تحية
  شكرا لك لتقديمك الدكتور نزار ملاخا للقراء الكرام ، حسناً فعلت في اختيارك لشخصية متنورة وذات بعد معرفي وعلمي مؤثرة في التاريخ واخص بالذكر تاريخ الكلدان، فهو قدم الكثير في هذا المجال ، ويعد من رواد التوعية لترسيخ الانتماء الاثني الكلداني من خلال مؤلفاته ومنشوراته الاعلامية المستمرة على كل الاصعدة. كما وفرت لنا الفرصة للتعرف على ما قدمه في الماضي وما ابدع به من مجالات عملية.

اسئلتك اخي هيثم كانت دقيقة ومدروسة، وعرفت تماماً لمن توجهها، وعليه كانت اجوبة الدكتور نزار موضوعية وتعكس الواقع الحالي، وفعلا اجوبة لها مدلولات تعكس شخصية صاحبها في سعة المعرفة والخبرة في ربط المتغيرات وقراءة موفقة للواقع وصريح في كل ما جاء به.
اتمني لك كل الموفقية في توجهك الاعلامي ، وكل التوفيق للدكتور نزار العزيز في ابداعاته الفكرية.
تقبلا محبتي

101
زميلي الدكتور صباح قيا المحترم
تحية
 شكرا على تقديمك عرض لكتاب الموسوم (القرى والمدن الكلدانية في بلاد ما بين النهرين) لمؤلفه المبدع دائما الدكتور نزار ملاخا.
فعلا كتاب قيم جداً في محتوياته عن التجمعات السكانية الكلدانية في عموم بلاد النهرين جنوباً وشمالا، غرباً وشرقاً، وقد قراته، وفيه الكثير من المعلومات عن بلداننا وقرانا الكلدانية الشامخة حالياً على ارض الرافدين او التي اندثرت بعضها على اثر الدمار الذي نالته من الغزوات الاجنبية او عوامل الطبيعة وغيرها. كتاب يعكس زهو ومساهمات الشعب الكلداني التاريخية في الماضي والحاضر ، فهو جدير بالقراءة والاهتمام، حيث وفر  للقُراء بالعربية فرصة كبيرة للتزود بالمعرفة عن الموضوع، واضاف للمكتبة انجاز معرفي كبير.
كتاب يعد مرجعاً لكل باحث ومتابع، وقد دون معلوماته اعتماداً على مصادر متعددة، مستخدماً منهجيته في التاريخ وبموضوعية وقدرة لتملكه امكانية فكرية اهلته للكتابة في هذا الموضوع الرائع، بالرغم من ان هكذا مشروع يحتاج الى متابعة لفترة زمنية طويلة وامكانات والبحث عن المصادر الرصينة، ولهذا ادرك المؤلف وذكر ان الكتاب لا يخلو من نواقص ومن له اضافات او ملاحظات ليعلمه بها.
شكرا للاخ الدكتور نزار على جهوده الكبيرة في تزويدنا بمعرفة عن قرانا وبلداتنا ومدننا تاريخياً ليؤكد للقارئ نحن شعب حي زودنا البشرية بالعلم منذ القدم ولا يزال.
لي الفخر ان الكتاب وصلني من لدن المؤلف، ويزين مكتبتي المتواضعة.
تقبلا محبتي

102
الاخ مايك سيبي المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال، واضافاتك  الجميلة في الفقرة المقتبسة من المقال، وقد عززت من المعنى المقصود في الفقرة وهدف المقال، حقاً انها اضافات ذات دلالات ومعاني قيمة موجهة لمن يقف حائراً في كشف هدف المقال ولمن موجه بالدرجة الاساس.
تقبل محبتي

103
الاخ الاعلامي القدير فوزي دلي المحترم
تحية
 شكرا على قرائتك للمقال، والحقائق الاضافية التي وضعتها في تعقيبك، واعتقد انها ايضا جزء من عمل شامل ومؤثر. وانها برهان قاطع لصحة ما جاء في المقال  باعتبارك واحد من المساهمين الفعالين في جمع التبرعات عبر مؤسستكم الاعلامية (اذاعة صوت الكلدان)الى جانب اخوتك الاخرين، وعلى دراية تامة ميدانية بما يجري في مشيكن الكلدانية. جاءت للتاكيد لمن لديهم شكوك في المبالغة بما تبرع ويتبرع الكلدان في المهجر لاخوتهم الكلدان والمسيحيين في داخل الوطن ودول الجوار ولا تزال مؤسساتهم تعمل لهذا الغرض. وكما قلت لو كتبنا مجلدات عن مساهمات الكلدان في تثبيت الذات وهويتهم القومية، ومساندة بعضهم للبعض، في كافة المجالات فان هذه المجلدات ستدون تاريخ معاصر مُشرف لهم.
تقبل محبتي

104
الاخ عبدالاحد سليمان المحترم
تحية
 شكرا على قرائتك للمقال وملاحظاتك التي تفضلت بها، واسمح لي توضيح الاتي:
 بالنسبة الى كلمة الشتات ، وكما ذكرت في تعقيبي للاخ الموقر كوركيس اوراها ، ليست المقصودة والهدف من المقال ،بل العبارات التي وضعتها بين قوسين في اخر المقال، تلك العبارات التي لا تليق بالكلدان ولا تليق بمكانة المسؤول الروحي الذي يطلقها، ولا ضرر  سواء قلنا كلدان الشتات او المهجر او المغتربين ، كلها دلالات على الهجرة.
اخي القدير: لا مبالغة بالارقام ابدا، بل هي اكثر مما دونت في المقال، للعلم كتبت مسودة المقال من 15 صفحة، في ذكر حقائق مفصلة واسماء متعددة للاشخاص الفاعلين ، ولكن تجنبت ذكر الاسماء واقتصرت على ذكر بعض المؤسسات والابرشيات و حاولت اختصار كلمتي لتبين مؤشرات فقط ، فمن غير المعقول ان تكون المقالة طويلة بهذا العدد من الصفحات، والاخ الاعلامي فوزي دلي مشكورا ذكر في تعقيبه بعض التفاصيل الاخرى للتاكيد على عدم المبالغة ،وهو شخصية فاعلة ومقربة للمؤسسات المذكورة التي تقوم بمشاريع التبرع والدعم.ومع هذا بامكان اي واحد الاتصال بتلك المؤسسات.
 اما مسالة عدد الكنائس في ساندييكو ، فهذا ليس موضوع الاساسي للمقال، والابرشية عامرة وفعالة منذ تاسيسها ولحد اليوم لا تزال، ويمكن لخليفة المطران السابق ان يخطط ويبني حالياً. وهذا ليس دليل على عدم فاعلية الابرشية في مختلف المجالات.
 عزيزي اخ عبدالاحد، من عرّف بحالة الكلدان المضطهدين والمحتاجين في العراق نسبة90٪ من الامريكان المتبرعين؟ أ ليس الفضل يرجع الى اعضاء فرسان كولمبس فرع مار توما التابع لكنيسة ماربطرس في ساندييكو؟ الذين هم جزء من جمعية فرسان كولمبس في تعريف والمبادرة لتشجيع الامريكان بالتبرع. ولماذا لم يفعل الامريكان في مدينة اخرى كما فعلوا في ساندييكو؟ ممكن الرجوع الى الكلدان المنضمين في فرع الجمعية للتاكد رجاءً.
 ارسال  المبالغ الى الفاتيكان ، لا اعتقد هناك ضرر ، اولا جهة مؤمّنة، وثانيا بطريركية بابل للكلدان تابعة لها ادارياً وعقائدياً، فالمؤسستان تعرفان كيف تتصرفان بالمبلغ، علما ان مساعدات ابرشية ماربطرس مستمرة لحد اليوم وتصل الى المسؤليين الروحانيين من الكلدان او الى العوائل المحتاجة مباشرة وبعلم بطريركية بابل للكلدان.

اخي المسالة ليست بمعنى التباهي او الواجب ، نعم واجب الجميع لمساعدة المحتاج اي كان، ولكن ارجو مراجعة الدراسات التي تخص البحث في كيفية واسس تحفيز المتبرعين المتمكنين والمؤسسات لاستمرار عملية التبرع لمن يحتاج ، أ ليست  منظمة الصليب الاحمر وكل المؤسسات من هذا القبيل والفاتيكان نفسها وبطريكية الكلدان ايضا بين حين واخر تعلن ما قدمته للمهجرين؟ ولماذا هنا صارت واجب وليست منية؟!!
 اخي الموقر،هكذا تعمل المؤسسات تعتمد على الاسس العلمية لهكذا مشاريع وبرامج وليست افعالها اعتباطية دون دراسة .
تقبل محبتي

105
الاخ كوركيس اوراها المحترم
تحية
شكرا على مداخلتك القيمة ، واهتمامك لاضافات تعزز المقال.
قولكم اخي العزيز  الشعب، القادة الروحانيين والسياسيين لا يعرفون عن الحقائق المنشورة هنا، نعم الشعب قد لا يعرف الا الفرد او العائلة المستفيدة، اما القادة الروحانيين فهم يعرفون تماما لان الاموال تصل لايديهم او بمعرفتهم، اما السياسيون في داخل العراق فهم يدركون ما يجري هناك.
الموقر كوركيس، ليس المقصود والهدف في المقال كلمة الشتات التي تطلق على الكلدان، ليطلق عليهم الشتات، المهجر، المغتربين ، لا يضر كلها دلالات للهجرة، ولكن القصد تحديداً العبارات المذكورة بين قوسين في اخر المقال، تلك العبارات التي لا تليق بالكلدان ولا تليق بمكانة من يطلقها عليهم. واشكرك على توضيح معنى الشتات وهي معلومة عندي، ولكن مبادرة جميلة .
تفسيرك منطقي في عدم بقاء الكلدان في الوطن طالما استمرت ظروف البلاد تسير على هذا النحو المتردي ولا امل في الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.والمؤشرات الديمغرافية في النمو السلبي للكلدان في العراق والمسيحيين بشكل عام تدعم تفسيرك.
تقبل محبتي

106
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
شكرا على مداخلتك القيمة التي عززت ما جاء في المقال.
مع الاسف ان يطلق المسؤولون الروحانيون هكذا تقسيم على شعبنا الكلدان ، فالكلدان اينما يتواجدون هم امة واحدة لابنائها مشاعر متبادلة انتمائية وتضامنية، ومن المؤسف ايضا ان يطلق بعضهم على كلدان الشتات المهاجرين مثل العبارات الواردة في المقال لا تليق بهم ولا تليق بمكانة من يطلقها.
تقبل محبتي

107
الاخ كوهر يوحنان عوديشو المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال وعلى ملاحظتك .
 الكلدان اينما كانوا في الشتات او في الوطن هم اخوة ينتمون لاثنية واحدة، ولا يبخلون عن اخوتهم المسيحيين من الاثنيات الاخرى، ولهذا مشاعرهم تجاه البعض تتميز في تعاون والتضامن والمساعدة وبالاخص في وقت الازمات.
اما تساؤلك عن نشرها، اخي العزيز قسم منها منشورة في الموقع هذا،  وهناك منشور للدكتور نوري بركة ، كما شخصيا سبق وان تطرقت الى الموضوع ، وهناك مناسبات عديدة تنشر خلالها ، وان لم تقم الجهات المستلمة بنشرها، فهذه مسؤوليتها.
تقبل تحياتي

108
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال والملاحظات التي اغنت الموضوع بلا شك، ملاحظات من شخصية فكرية متابعة لشؤون شعبنا الكلداني معرفياً وميدانياً وملماً بالواقع.
مقترحك  لتدوين الحقائق عن شعبنا الكلداني هو بادرة متميزة واشاركك الراي ، فادعو معك النخبة المثقفة ومن مختلف الاختصاصات ان يتعاونوا في دعم الفكرة والتشجيع لها لكي يرى المقترح النور، ولتكون البداية تاسيس مركزاً للبحوث والدراسات يهتم بشؤون الكلدان حول العالم، لتكون نتاج المركز الفكري مصدرا مهما للاجيال، ولكل من يتلهف لمعرفة الحقائق في مختلف المجالات.
تقبل تحياتي

109
الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
 شكرا على متابعتك وترويجك الاعلامي للمقال، وللملاحظات التعزيزية التي تفضلت بها للمقال ومن لدن شخصية مثقة وتتمتع بقدرة نظرية وميدانية لقياس الامور والاحداث.
 نعم المقال كان موجه بالدرجة الاساس للروساء الدينيين لتكرار هكذا تقسيم وعبارات في كلماتهم ومقالاتهم بين حين وآخر . لو نكتب ما حققه الكلدان خارج الوطن لنحتاج الى مجلدات، وهذه كانت نظرة سريعة متواضعة ومؤشرات لما يقدمه الكلدان على جميع الاصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، يتحدثون عن كلدان في المهجر كأنما هم غرباء عنهم ، بعبارات لا تليق هذا الشعب المعطاء، مثل قولهم مالذي عملوا لنا ، لا يتدخلوا بشؤوننا، وهم جالسون امام الكومبيوتر وينقدون وغيرها، ولكن وقت الحاجة يطلبون النجدة، ولا اقصد هنا ابناء شعبنا الكلداني في الوطن الام ، بل الرؤساء بمختلف اصنافهم.
تقبل محبتي

110
المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
شكرا لتفضلكم في المتابعة وما دونت من ملاحظة قيمة للتاكيد على ما عمل الكلدان منذ ان وطأت اقدامهم على ارض بلاد المهجر وكيف اعتمدوا على انفسهم في بناء ذاتهم، كنسياً واجتماعيا واقتصاديا، ومدى اهتمامهم بالطقس الكلداني واللغة.
تقبل محبتي

111
الاخ القدير الياس متي منصور المحترم
تحية
 شكرا على متابعتك ، ومشاركتك في الملاحظات المهمة التي عززت المقال، التي ذكرتها عن نشاطات اخرى مارسها الكلدان والاشوريون والسريان جراء ما تعرض له المسيحيون في داخل العراق، فهي تعبر عن المشاعر التضامنية وروح الاخوة بالرغم من الانتماء الاثني لهم، فهم يتعرضون سوية الى المآسي دون تمييز، وهكذا ندعو ونؤكد دائما على هذا التضامن ووحدة الراى والقرار.
اخي الياس ان ما عمله الكلدان في المهجر على كل الاصعدة لا يمكن ان يوثق في مقالة مثل هذه بل في مجلدات، وما ذكرت عنهم لا تعدو مؤشرات عامة .
تقبل محبتي

112
الاخوة القراء الافاضل
 جاءتني عدة رسائل داخلية ليعبر اصحابها عن رايهم في المقال
ولكن الاخ مظلوم مروكي طلب مني وباصرار ان انشر رسالته في الموقع هنا، وهذا نصها:
دكتور عبدالله رابي
تحية
(عجبني مقالك هذا جدا وقراته في موقع عينكاوا هذا اليوم، وقد بينت بعض الحقائق عن الكلدان في الشتات، ولهذا من المفروض ان تُدرس مثل هذه العطاءات الفكرية في جامعات العالم، ليطلع عليها من لا يعرف الكلدان اليوم ولما تحمل من معلومات قيمة تاريخية معاصرة واجتماعية عن الكلدان في العالم، واخص بالذكر في كلية بابل في العراق، ليطلع عليها من سيكون كاهن المستقبل.
لقد وضعت النقاط على الحروف لما عمله الكلدان في دول الشتات لاخوانهم الكلدان في الداخل ، فالمفروض ان يشكرون على ذلك  ولا يتهمون ويتذمرون.
على كل اخي العزيز بوركت قلمك وعاشت يدك على هذا المقال الرائع.)

مظلوم مروكي/ تورنتو

113
الاخ هيثم ملوكا المحترم
تحية
شكرا على المتابعة وعلى ملاحظتك القيمة
 نعم اتفق معك على عدم استخدام مفهوم كلدان الشتات، وجئت به هنا لانه استخدم من قبل الذين تخصهم المسالة ، والافضل هو كلدان المغتربين او المهجر.
 استاذي العزيز ما كتبته هو فقط مؤشرات ، فحقاً تستحق انجازاتهم الاجتماعية والاقتصادية والعلمية ان تدون وتحلل في مجلدات كما ذكرت في المقدمة. اتمنى ان يتم تشكيل فريق للبحث في كل منطقة تواجد الكلدان لدراسة المجتمع الكلداني في كل مكان ومن زوايا متعددة، وهذا المشروع نبه عنه الاخ يوحنا بيداويذ ، واعتقد الفكرة ممتازة لتاخذ مكانها في التطبيق،
تقبل محبتي

114
بعد الاستئذان من الاخ زيدالمحترم
اخي الشماس قيس سيبي المحترم
تحية
 لا اشارك في الموضوع عن قضية الاب سرمد لاني لست من رعيته ولهذا لا يحق لي ولا اعرفه عن قرب الرجل.
بل مداخلتي هي عن مدرسة التحليل النفسي وما جاء به سيجموند فرويداود توضيح ما ياتي :
 اذا فعلا قالها القس ان تربية الام تؤدي الى  تعود البنت الى السحاق فهذه مصيبة تربوية وجهل مطبق، لا يوجد هكذ نظرية علمية في التحليل النفسي، يبدو هذا اجتهاد شخصي، او قد تكون لباحث ما دون ان تصل لناولكن من خبرتي اربعون عاما في النفس والاجتماع لم اسمع هكذا فكرة، مسالة الجنسية المثلية لها بعد بايولوجي واستعداد غريزي اكثر من تنشئة اجتماعية ، اذ تاثيرها محدود ، وهي استعداد عند الذكر او الانثى وحتى العائلة والبيئة لا يمكنها تقييدها وتحديدها ولهذا يوصي علماء الاجتماع والنفس بان تتغير النظرة اليهم كما يحدث الان في التشريعات القانونية في البلدان.
اثناء عملي في الجامعة في الثمانينات من القرن الماضي كنت خبيرا في محكمة الاحداث ، واجريت بحوث في سجن بادوش واجريت لقاءات عديدة  مع هؤلاء ، وهم متزوجون وبحكم القيم والتقاليد وبالرغم من ذلك كان لهم ميل لنفس الجنس وعليه ارتكبوا جرائم ومنهم اعدموا لقسوة القانون العراقي آنذاك تجاه الفعل.
 اما عقدة اوديب والكترى فهي عكس ما تفضلت به.
عقدة اوديب هي حالة لاشعورية ميل الابن نحو الام جنسيا في طفولته وليس باستمرار ، ولكن عندما يصل الى مرحلة الوعي والتمييز الرمزي لما يحيط به ووظيفة الرموز يتراجع هذا الميل.
اما عقدة الكترى فهي تعلق البنت بالاب لاشعوريا ، ونفس الحالة تبتعد عن هذا الميل تدريجياً.
 وهذه بحسب راي فرويد ، ولكن تعرض لانتقادات كثيرة من يونك ومن جاء بعده ، لاعتبار ان وجدت هذه الحالات عند مرضى فرويد حينها فهي حالات شاذة لا يمكن التعميم ، وهكذا تعرضت للنقد  تلك المراحل للشعور الجنسي عند الانسان التي يبدأها اثناء الرضاعة من ثدي الام باعتبار الشعور يكمن في الشفتين ومرورا بالمراحل الاخرى. النظريات العلمية في تطور ، وكثير مما توصل اليه العلماء في الماضي الان فُند في كل مجالات المعرفة.
اخي العزيز الشماس قيس ، كثيرا ما استمع الى عظات الكهنة ومحاضراتهم، تصدمني بعض التفسيرات لهم في قضايا نفسية واجتماعية خاطئة جدا، وهذا يرجع الى عدم التخصص في علمي النفس والاجتماع، وشعبنا المؤمن يصدق ما يقولنه تاثرا بعقلية تقديس الكاهن او رجل الدين بشكل عام.

صحيح نطلب تقديم دروس في علم النفس والاجتماع في معاهد اعداد الكهنة ، ولكن ليس لتمكينهم من التفسير قضايا تخص العلمين، بل لكي يتعرفوا على الشخصية وكيف يتعاملون مع الناس باختلاف مستوياتهم الفكرية وحياتهم الاجتماعية وغيرها.
 كما تدري اخي القدير كل مجال معرفي بحاجة الى سنوات دراسة وتدريب طويلة لكي يصبح الشخص مؤهلا لتفسير الظواهز التي تخص المجال المعرفي ، وهكذا الظواهر النفسية والاجتماعية بحاجة الى التفسير من قبل المختصين، وان اختص احدهم باللاهوت الادبي او النفسي، هذا لا يعني انه اصبح قادرا على دراسة وتحليل كل ما يتعلق بنفس البشرية.
 خطر كبير يرتكبه كهنتنا واساقفتنا عندما يميلون كثيرا في تطرقهم لقضايا اجتماعية ونفسية. فهم يقعون في مطبات وهم في غنى عنها، وحتى المفاهيم لا يجيدونها، والمشكلة المؤمنون يصدقون كما قلت لتقديسهم. فهذا ضرر على الانسان المتلقي.
والموضوع طويل يحتاج الى مقال مفصل .
 اسف على الاطالة  وشكرا

115
الاخ زيد ميشو المحترم
 تحية
 شكرا على متابعتك، ومداخلتك القيمة.
فعلاً ابرشية مار توما في مشيكن منذ ان تراسها المطران القدير الفخري حاليا ابراهيم ابراهيم هي فخر لكل كلداني ومسيحي عراقي .
لم يسع المجال لكي ادون ما اقدمت عليه هذه الابرشية المباركة منذ تاسيسها ولا تزال، وهنا اقصد المطران والمؤمنين الكرام، كانت ولا تزال ابرشية متفانية وسباقة لدعم كلدان الداخل كنسياً وشعبياً، فنحتاج الى مجلدات لكي نعبر عن مواقفها الجليلة. المطران ابراهيم ابراهيم، فخر لنا جميعا ، وفعلا يستحق تمثالا لكي يكون رمز التفاني والاخلاص والتضامن والمحبة والعطاء والادارة الناجحة، نجح بامتياز في ادارة الابرشية الكبيرة التي يُقدر عدد مؤمنينها اكثر من 200000 الف نسمة، ابرشية فعالة ، نشاطات دينية مستمرة، تخريج كهنة اعتمادا على الذات، فعاليات تراثية ، مهرجانات ، مؤسسات، دعم متواصل نقدياً وعينياً.
 مطران الموقر ابراهيم ابراهيم ،هو الشخص الذي -وهنا اقولها- ، قد لا يعرف العديد من القراء والمتابعين، : سيادته الذي نصح وشدد ان لا تؤسس اية مؤسسة او جمعية او نادي تحمل تسمية تلكيف لان مؤسسيها هم تلكيفيين، بل، اكد ان تكون بتسمية كلدانية، لانها لكل كلدان مشيكن، فهل هناك تفاني وتواضع ومحبة واحترام للاخر اكثر من هذا الموقف، ولهذا كل المؤسسات التي ظهرت الى الوجود في ديترويت هي تحت تسمية كلدان.  فالف شكر لسيادته ونتمنى من الاخرين الاقتداء بتطلعاته ومواقفه. ونقف له اجلالاً واكراماً.
 وهكذا تاتي كما تفضلت بعدها ابرشية مار بطرس في كاليفرونيا في سخائها وعطائها.
 وكل الابرشيات في المهجر لم تقصر بحسب امكاناتها.
 
نعم اخي زيد كلدان المهجر ، لهم دور كبير في دعم اخوتهم الكلدان والمسيحيين في العراق، وقد وصلتني اليوم معلومة ان ابرشيتنا مار ادي قد تبرعت 100000 الف دولار مع تبرعات عينية لحماية المهجرين في العراق عندما كان المونسنيور داود بفرو المدبر الرسولي لها.
كما وصلتني ايضا معلومة عن دعم ابرشية زاخو بعد طلب راعيها الجليل، ووصلت التبرعات لها 300000 دولار بحسب الخبر.

تقبل محبتي

116
الزميل الدكتور صباح قيا المحترم
تحية
 قرات ردك المرقم 13 هنا بعد ان نُبهتُ لطلبك من قبل الاخرين، ولا يعني اني لم اقرا المقال ، بل قراته، انما بصراحة لم اصل الى الرقم اعلاه من الردود. وردي هنا هو على الاقتباس ادناه وطلبك وبكل ممنونية.
(من يطلق مصطلح "المهرج" على الكاهن الذي يستخدم لغة الجسد في الإلقاء إما أنه لا يفقه أصول التعليم الحديث أو يسبح عكس التيار. هنالك مقولة شهيرة لا أتذكر قائلها مفادها: "أنني أتكلم لغتين, ألجسد والإنكليزية". يا حبذا لو يعلق الأستاذ الدكتور ليون برخو أو الاستاذ الدكتور عبد الله رابي على أهمية لغة الجسد في التعليم)
شكرا على ثقتكم اولا، ومن رخصة زميلنا دكتور ليون برخو ، اود توضيح رايي بمفهوم لغة الجسد او (الايماءات).
 تؤكد النظرية التفاعلية الرمزية في علم الاجتماع ان الانسان قبل ان يبدا بتعلم اللغة وهو طفل يستخدم لغة الجسد وثم تتطور الى اللغة اللفظية مقترنة مع الايماءات.
وقد ظهرت دراسات متعددة عنها ، لماذا ، وكيف ومتى  ووظيفتها وانواعها، كل هذه الاسئلة عن لغة الجسد.
فهي مهمة في التفاعل الاجتماعي التلقائي ، كما انها مهمة في التفاعل الاجتماعي الرسمي ، ليس في التعليم بل في كافة المجالات الحياتية، فحيثما هناك تفاعل اخذ وعطاء في الحديث هناك لغة الجسد.
 وهي تشير الى حركات اعضاء او اجزاء من جسم الانسان وتعطي كل حركة انطباع معين ، وكل اعضاء الجسم المرئية اقصد الخارجية لها حركاتها ومعانيها ، حركة العيينين ، الانف، عضلات الوجه، حركة الراس ،حركة القدم ، حركة الايدي، حركة الاصابع ، حركة الكتفين.وغيرها، ولكل منها معنى ودلالة يعبر عنها المتكلم صامتاً.
من حيث انواعها : هناك ارادية وغير ارادية ، سلبية وايجابية، مصطنعة وحقيقية ، صامتة ، اي دون ارتباطها بلغة لفظية ، واخرى تحدث ومرتبطة بلغة لفظية، من حيث وظيفتها ، تعبر عن مشاعر الانسان  ، وتكشف شخصيته، وتؤكد على ما يلفظه، وهي مهمة في التعليم كاداة للتشديد على ما يقوله المعلم او المحاضر من عبارة او كلمة ولبيان اهميتها، وهي تعبر عن الفرح ،الغضب ، الانفعال، والتذمر،الترحيب، التهديد، التاكيد، القبول والرفض، وما شابه وكلها اشارات لانطباعات المتحدث والمتلقي ، لانها تظهر من خلال الحديث لدى الطرفين .
 لم افهم هنا ما الربط بالمقال، من خلال الساخر نيسان سمو اذ احيانا يشوش الطريق امامي لكي استوعب ما يطرحه ، فهناك فرق بين التهريج والمهرج ولغة الجسد، المهرج حركاته دائما اصطناعية لجذب انتباه الناس وهدفها لاضفاء المرح والبهجة عند الحاضرين، ولم تحدث تلقائيا مثل الايماءات، ولها اهداف ربحية او كما قلت لجذب الانتباه وبالاخص تظهر عندما يرى بعضهم عدم اهتمام الناس به، فيخلق تفاعلا من خلال الحركات التهرجية. ولم افهم قصده من التهريج هنا.

 وهناك مسالة اخرى اود الاشارة اليها، اذا زادت الحركات عند المعلم او المحاضر بشكل غير طبيعي تتجاوز الحركات الطبيعية التلقائية لحركات لغة الجسد فانها تدخل في سياق اخر نفسي كأن تكون تعكس شخصية الانسان وهذا موضوع اخر من الشخصية، وفقاً لدراسات لغة الجسد انها حركات طبيعية واتزانية ، فمثلا اذا اقترن الصياح مع الحركة ذلك غير طبيعي، اذا ضرب على الطاولة وهو يتحدث بشدة ، واذا يهز براسه لفترة  ويوجه السبابة الى المتلقي وبقوة ولعدة مرات  كأن يتهمه انت المقصود وغيرها فكلها تخرج عن المالوف في لغة الجسد وتلك ترتبط بالجوانب النفسية للمتحدث.

وارجو الانتباه وبالاخص الاخ الساخر نيسان اخاف عليه لا يتعرض في احدى سفراته لموقف من حركات لغة الجسد في ثقافة مجتمعية تختلف عن ثقافته(للمزحة) ، ان حركات لغة الجسد وبنفس الحركات تختلف في معانيها  ودلالاتها والهدف منها من ثقافة الى اخرى ، وقد تكون حركة في ثقافة معينة تعبر عن الترحيب بينما نفس الحركة في ثقافة اخرى تعبر عن التهديد ، او منها تعبر عن الفرح ونفسها في مكان اخر تعبر عن الحزن واللطم.
الحديث عن الموضوع شيق ولكن طويل ، ارجو اني وفقت بطرح فكرة تعريفية عن لغة الجسد، فهي مهمة في التعليم وكل حالات التفاعل الاجتماعي، ويمارسها كل انسان طالما يتفاعل مع الاخرين..
مع شكري وتقديري

117
                                كلدان الشتات ونعتهم بما لا يستحقونه
د. عبدالله مرقس رابي

                         من متابعتي المستمرة اعلامياً، الاحظ تكرار عبارة "كلدان الشتات والداخل" في مناسبات متعددة اما شفاهية او في بيانات ومقالات المسؤولين الروحانيين وبعض الكتاب. وذلك في سياق الحديث بالدرجة الأساس عن النقد الذي يتعرضون له من بعض الكتاب الكلدان في المهجر. والعبارة عادة تكون مُلحقة بعبارات أخرى كما سأُبين ادناه. مما تترك أثراً كبيراً في نفوس الكلدان المنتشرين في بلدان الشتات، وبالأخص عندما يطلقها الرؤساء الروحانيون، وهي تعبر عن مغالطات وتفهم غير واعٍ لواقع كلدان الشتات كما سأوضح. لا يمكن تغطية واقعهم في المهجر في مقالة مثل هذه، بل نحتاج الى مجلدات، لكن سأقدم مؤشرات مقتضبة تعكس واقعهم من خلال قياس متغيرين يمكن اعتمادهما في التفسير هما، بناء الذات ودعم لكلدان الوطن.
حقائق عن واقع كلدان المهجر في اثبات الوجود والذات
                                                      من استقراء المعلومات عن الكلدان في بلدان الشتات، تبين وجود حقائق أساسية وواقعية شاهدة للعيان تعكس مدى قدرة وقابلية الكلدان في تحقيق وجودهم واثبات شخصيتهم كأفراد او مجموعة بشرية اثنية في مختلف المجالات الحياتية منذ ان وطأة اقدامهم الأرض في هذه البلدان، مما ثبت تفوقهم ونجاحهم في مختلف المجالات الحياتية. وكما يلي:
على المستوي الاقتصادي والعلمي:
نرى اليوم الكلدان أصحاب اعمال كبيرة لها تأثيرها الاقتصادي في بلدان المهجر، فهم يساهمون في نهضة وحركة الاقتصاد المحلي، ففي مشيكن الامريكية وتحديدا في ديترويت هناك الاف من اصحاب المخازن التجارية للبيع المفرد ومخازن البيع بالجملة، ومحطات تعبئة الوقود، والمطاعم، والمخابز، مذاخر الادوية، وعيادات الأطباء، ومكاتب الهندسية والاستشارات في مختلف الميادين، وأصحاب الشركات الكبرى تقدم اعمالاً منوعة. اذ تشكل مساهماتهم 60٪ من الأنشطة الاقتصادية في الولاية. وفي ساندييكو وصلت مساهمات الكلدان الاقتصادية في السوق المحلي لتفوق عشرين مرة قياساً لمساهمة الأمريكيين في المدينة وهكذا في ملبورن وسدني وتورنتو وويندزر وغيرها.
 للكلدان حضور كبير في الجامعات، علماء وأساتذة في كافة فروع المعرفة العلمية، كما وجودهم جليٌ في كافة المؤسسات الأخرى ومنها الحكومية، فمنهم كبار الحكام، الأطباء، المحامين، المهندسين والباحثين والاعلاميين في مختلف الشؤون الاجتماعية والإنسانية والطبيعية وأعضاء في الجمعيات العلمية العالمية، ولهم وجود في الأحزاب السياسية المحلية، ولهذا نلاحظ من هم في مجالس البلدية والبرلمانات المحلية للولايات والفيدرالية. فهم يؤدون ادواراً مؤثرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية حيثما وُجدوا.   
 اما على المستوى الديني: حرص الكلدان منذ بدء حياتهم في المهجر على ايمانهم الديني وعلى مواصلة طقوسهم الدينية وتعلقهم بكنائسهم التي ورثوها من الإباء في الوطن الام، فمتى ما وُجدت مجموعة منهم في مدينة معينة، تبادر الى التفكير في بناء الكنيسة واحياء المناسبات الدينية، فوجود الابرشيات الكلدانية الكبرى الأربعة في المهجر وكنائس أوربا الكلدانية هي ثمرة تلك الجهود التي بُذلت من قبلهم. دشن الكلدان اساسات كل كنيسة في المهجر دون أي مساعدات خارجية، مثل الفاتيكان وبطريركية بابل للكلدان او الدولة، بل من أموالهم، وتخطيطهم، وثم مطالبتهم بكهنة لأداء واجباتهم الدينية.
 نشأت ابرشية مارتوما في ديترويت بعد ان زاد المؤمنون وكثرت الكنائس فتتطلب تحولها لأبرشية، فاختير سيادة المطران (إبراهيم إبراهيم) راعياً لها، ولإدارته الناجحة المتميزة وبالتعاون مع أبناء الكلدان الغيارى وصل عدد كنائسها اليوم الى احدى عشرة، بالإضافة الى الكنائس التي أسسها في غرب أمريكا في ولاية كاليفورنيا، وقد بلغت تكاليفها ملايين الدولارات. ولما حدث زخم كبير لإدارة الأبرشية الواسعة الأطراف والممتدة عبر الولايات الامريكية، أصبحت الحاجة الى تأسيس ابرشية مار بطرس في كاليفورنيا، وتسلم ادارتها سيادة المطران (سرهد جمو) وهي الأخرى ازدهرت ازدهاراً كبيراً في عهده على كافة الأصعدة، ولا تزال.
 تمكنت الابرشيتان في السنوات الأخيرة من تهيئة كهنة ومنهم الشباب المولودين في المهجر سواء من خلال تلقي علومهم الدينية في المؤسسات الدينية الأخرى مع تزودهم بالمعرفة لطقوس الكنيسة الكلدانية واللغة الكلدانية من قبل السادة المطارنة والكهنة القدامى، او تهيئة كهنة ابرشية مار بطرس عن طريق دير (مار أبا الكبير) الذي انشأه المطران (سرهد جمو) في ساندييكو.
بعد ان زاد عدد الكلدان في كندا، وكل مجموعة في مدينتها أقدمت على بناء الكنيسة او شرائها، وثم طلبت كاهن لإدارة شؤونها الدينية، صمم مثلث الرحمات المطران (حنا زورا) منذ قدومه الى كندا عام 1991 لبناء كنيسة، فبذل جهوداً استثنائية لبناء مطرانية ضخمة وجميلة تستوعب أكثر من ألف مؤمن في مدينة تورنتو (كنيسة الراعي الصالح) وافتتحت عام 2011، وصلت تكلفتها اربعة ملايين دولار من تبرعات المؤمنين، اضافة الى العمل التطوعي لابناء الرعية في كافة المراحل البنائية والاعمال الفنية والتجهيزات، فتحولت الى ابرشية مار ادي وتتكون من اثنتي عشرة كنيسة.
 بالطبع هكذا تأسست ايضاً ابرشية مار توما في سدني الأسترالية بهمة الكلدان الغيارى وكهنتهم هناك، وتتكون حالياً من سبع كنائس مزدهرة. وكذلك كنائس الكلدان المنتشرة في المدن الاوربية على هذا النحو بُنيت بسواعدهم.
تقدم الكنائس الكلدانية المنتشرة في الشتات خدماتها الدينية للمؤمنين، وتعليم اللغة الكلدانية في صفوف منتظمة مجازة من قبل الحكومات المحلية، على سبيل المثال، أسس المطران يوحنا زورا المدرسة الكلدانية لتعليم الكلدانية كإحدى اللغات المُعترف بها ضمن وزارة التعليم في مقاطعة اونتاريو، وكان يتراوح عدد الطلبة في عهده ما بين 250-300. تضم الصفوف من الروضة الى انهاء التعليم الثانوي، ولا يقف البرنامج الدراسي فيها عند حدود تعليم ابجديات اللغة فحسب، بل يتعداها الى تعليم الصلوات الطقسية لكنيستنا الكلدانية.
 كما شاهدت شخصياً قبل سنوات الصفوف الدراسية في ابرشية مار بطرس في ساندييكو، وزحمة النشاطات الروحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية المنوعة، كتعليم اللغة والطقس، كما لا تخلو اية كنيسة في ابرشية مارتوما في مشيكن من نشاطات تعليم اللغة والطقوس ايضاً، إضافة الى الأنشطة الاجتماعية والثقافية. وكذلك الحال في ابرشية مار توما في سدني، حيث الدروس المنتظمة لتعليم اللغة الكلدانية بإدارة الكنيسة وتمويل من الدولة، ودروس تقوية القراءة للشمامسة المبتدئين وتعليم الالحان الكنسية والطقس الكلداني.
 اما على المستوي الاجتماعي: وقد استطاع الكلدان الحفاظ على قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم، تلك التي تنسجم مع واقع المجتمعات الغربية المتحضرة، كما حافظوا على لغتهم المعاصرة في الحديث داخل الاسرة الى جانب اللغات الأجنبية، حتى الأجيال الحالية. وبالطبع لا يمكن الجزم اطلاقاً لدى كل الاسر، هذا لا يجوز.
تقوم المجاميع الكلدانية في كل مدينة بإحياء مناسباتهم الدينية من التذكارات بحسب شفيع قريتهم، وكما أسست جمعيات خيرية ونوادي اجتماعية تحمل أسماء قراهم لتلبية متطلبات الحاجات الاجتماعية والنفسية وتعريف الأجيال الحديثة بتقاليدهم وعاداتهم. على سبيل المثال حرص كلدان مشيكن ان تكون العديد من أسماء مؤسساتهم تحت تسمية كلدانية، منذ السبعينات من القرن الماضي، وأبرزها الجمعية الكلدانية العراقية الامريكية (شنندوا) أكبر تجمع كلداني ضخم في العالم، نادي الشبيبة الكلداني، مؤسسة الجالية الكلدانية، المركز الكلداني الأمريكي، جمعية نساء الرحمة، سان جود الكلدانية للطلبة والشبيبة، ومتنزه الكلدان الكبير البالغ مساحته 150 ايكر، المتحف الكلداني، المصرف الكلداني، برنامج (تبني عائلة) الكلداني، وبرنامج بسموثا (الصحة) الكلداني، وجمعية المحامين والأطباء الكلدان وغيرها.
وهكذا في مدينة شيكاغو حيث المركز الكلداني، وفي ساندييكو المركز الكلداني الأمريكي، وفرع مار توما لمنظمة فرسان كولمبس الامريكية. وفي كندا الصالون الثقافي الكلداني، وفي استراليا جمعية الثقافة الكلدانية، اتحاد الكلداني الأسترالي، جمعية الحضارة الكلدانية، إضافة الى اتحاد ادباء وكتاب الكلدان. والرابطة الكلدانية العالمية في بلدان المهجر.
 اما على المستوى الإعلامي، هناك العديد من المؤسسات والأنشطة الإعلامية بكل أنواعها السمعية والمرئية، تقدم خدماتها الثقافية والاجتماعية والقومية، ففي ديترويت الكلدانية مثلاً، مجلة شمس الكلدان، نجم الكلدان، إذاعة صوت الكلدان التي تبث برامجها المنوعة لأكثر من أربعين سنة، فضائية (ام، ي، أي) بإدارة وملكية لشخصية كلدانية. وقد قُدمت في ديترويت مئات الأغاني الكلدانية وعشرات المسرحيات والمهرجانات السنوية لأزياء القرى الكلدانية وتراثها وامسيات كلدانية سمفونية وأخرى خاصة بالشعر والقصة وكلها تقدم باللغة الكلدانية.
 وفي ساندييكو أيضا هناك حركة إعلامية نشطة، فهناك، راديو الكلدان وعدة إصدارات إعلامية من المجلات والصحف تخص الكلدان، وتُقام مهرجانات تراثية كلدانية سنوية، كما هناك فضائية القيامة بإدارة كلدانية. وفي كندا بدأت قبل جائحة كورونا مهرجانات كلدانية في مدنها، ويندزر، فانكوفر واوكفل وتورنتو، وقدمت أنشطة منوعة، وتوقفت للوقاية الصحية، كما هناك صحف يمتلكها الكلدان، جريدة اكد سابقا وتوقفت عن النشر، صحيفة نينوي في تورنتو ومجلة ميسوبيتميا في ويندزر. ومثل هذه الأنشطة تُقام في مدينتي سدني وملبورن الأستراليتين في كل المناسبات السنوية التي تخصهم، وهناك مؤسسة حديث فكتوريا الاعلامية، وسيتم قريباً تأسيس الراديو الكلداني، ومجلة تصدرها جمعية الثقافة الكلدانية ومجلة بابيلون. ولا تخلو تجمعات الكلدان منها في المدن الاوربية.
 دعم كلدان الوطن (الداخل):
يبادر كلدان الشتات بمساهمات فعالة لدعم ومساعدة كلدان الداخل. تتجلى هذه المساهمات في:
 الدعم المالي النقدي المتدفق باستمرار من المجاميع الكلدانية في المهجر.
 لم تتوان ابرشية مار توما في مشيكن في دعمها المستمر بمبالغ نقدية بين حين واخر لبطريركية بابل للكلدان والابرشيات المحتاجة الأخرى في العراق. وتقوم الكنيسة وبمعية المؤسسات الكلدانية بالعمل لجمع التبرعات من أبناء الكلدان. وبرزت هذه المساعدات لأهلنا في البلد الام بعد عام 2003 حينما تعرض المسيحيون العراقيون الى الاضطهادات والتهجير والعوز المعاشي، سواء في العراق او في دول الجوار.
بادرت المطرانية منذ بداية الازمة، فوصل المبلغ ما يقارب المليون ونصف المليون دولار في حينها، ولا تزال تتدفق المساعدات. لعل أبرز برنامج ساهم في دعم المسيحيين في العراق ودول الجوار، هو برنامج (تبني عائلة)، حيث من بداية عام 2012 ولغاية 2018 أرسل أكثر من أربعة عشر مليون دولار، ولا يزال البرنامج قائماً. كما تعد إذاعة صوت الكلدان من المؤسسات البارزة التي ساهمت في جمع التبرعات، فوصل ما جمعته الى (300000) دولار.
 شُكلت لجان، مثل لجنة الرحمة، من الأطباء الاختصاصيين والصيادلة، فتمكنوا من فتح سبعة مراكز طبية للمهجرين. بالإضافة الى لجنة التعليم التي تكفلت في مد احتياجات المدارس المستحدثة للمهجرين. وتم إنفاق المبالغ المذكورة في توفير المسكن والغذاء والكساء والأدوية والتجهيزات الطبية ومستلزمات ضرورية أخرى من خلال التواصل مع اللجنة المشكلة برئاسة المطران بشار وردا والمطران اميل نونا.
واشتملت المساعدات المسيحيين المهجرين الى جورجيا ولبنان وتركيا.
اما كلدان ساندييكو الامريكية، قدموا الكثير لمساعدة مسيحي العراق. تمكنت لجنة مُشكلة من تامين وارسال 620 ألف دولار عام 2014 للمهجرين. بالإضافة الى تامين مبلغ 400000 دولار وارسالها بوجبات شهرية للمهجرين في العراق ولبنان والاردن.
ومنذ عام 2014 ارسلت منظمة (امل) للمسيحيين في العراق التي هي ثمرة فرسان كولمبس فرع مار توما في كنيسة مار بطرس مساعدات بحدود 2.6 مليون دولار، لها برنامج (تبني عائلة) بمبلغ 100 دولار شهرياً حيث تقوم عائلة كلدانية في ساندييكو بتبني عائلة في العراق. حالياً تقوم بأرسال مساعدات الى قرى سهل نينوى ودهوك وزاخو وبغداد لتغطية 400 عائلة مسيحية محتاجة.
 وبحسب معرفتي، ساهم الكلدان في كندا وأستراليا واوربا بمئات الالاف من الدولارات نقداً ومساعدات عينية للمسيحيين في العراق، ناهيك عن المساعدات الفردية التي ساهم بها اهل القرى في المهجر لأخوتهم المهجرين في قراهم، فعلى سبيل المثال بادرت لجنة من أبناء مانكيش في المهجر وبمبادرة من موقع مانكيش الالكتروني عام 2014 بتامين وارسال مبلغ 80000 دولار امريكي الى بلدتهم خُصصت لتوفير احتياجات ضيوفهم المهجرين من سهل نينوى، كما ساهموا ايضاً في جمع مبلغ قدره 20000 دولار لترميم كنيسة مار كوركيس الشهيد في بلدتهم. وهكذا عمل كلدان دهوك في المهجر بترميم كنيستهم القديمة.
وهناك كما هو معروف مساعدات مالية يقدمها المهاجرون الى ذويهم بشكل خاص في العراق، وهي أيضا تعد مساهمات فعالة من كلدان الشتات بالإضافة الى مشاركتهم في التبرعات المذكورة أعلاه.
مساهمات فعالة أخرى:
إضافة الى الدعم المالي الذي فاق كثيرا، بل لا مثيل له، مساعدات اية دولة او مؤسسة كنسية كالفاتيكان مثلاً وبطريركية بابل للكلدان، او اية كنيسة أخرى، هناك مساهمات فعالة في المهجر من قبل الشخصيات الكلدانية المؤثرة والجمعيات والمؤسسات الكلدانية المتنفذة تخص المسيحيين في العراق عن طريق طرح معاناتهم لحكومات الدول الغربية وفي المحافل والمنظمات الدولية. ومن جهة اخرى تسهم في مساعدة القادمين من العراق سواء شخصيات دينية او مدنية سياسية لتقدمها لجمعيات ومؤسسات وأصحاب القرار في الحكومات الاجنبية، سواء للدعم المالي او السياسي، على سبيل المثال ما تقوم من أدوار فعالة جمعية (الجالية الكلدانية) المؤثرة وذات السمعة الرفيعة في ديترويت. وكذلك فرع مارتوما لجمعية فرسان كولمبس لكلدان ساندييكو ومن اهم ما حققته، تأثير على الحكومة الامريكية للاعتراف بالإبادة الجماعية ضد المسيحيين والايزيديين في العراق. وهكذا مساهمات للكلدان قائمة في كل أماكن تواجدهم.   
 هل يا ترى بعد هذا العرض من المساهمة لكلدان الشتات في اثبات ذاتهم والهوية الكلدانية شعبياً ورسمياً لرفع مكانتهم ورايتهم، ودعم ومساعدة كلدان الداخل والمسيحيين قاطبة في البلد الام، يستحقون ان ينعتوا بعبارات مثل: (ما الذي عمله كلدان الخارج لنا، وماذا قدموا، وهم بعيدون عن واقعنا، لا يرون غير الماضي الذي يتباكون عليه من دون ان يقدموا شيئاً للكلدان، لا عمل لهم غير انهم جالسون امام الكومبيوتر وينقدون الكنيسة ماذا قدموا لكلدان الداخل، عليهم ان لا يتدخلوا بشؤون كلدان الداخل، قوميون متعصبون، وبعضهم لا يعرف يكون جملة مفيدة ونعوت أخرى تمادت لشخصية الكتاب) وما شابه من العبارات غير اللائقة تجاه كلدان الشتات من قبل الرئاسة الكنسية وغيرها في تعميم دون الشعور بما يطلقون. لا بل تعرضوا الى الاهانات والشتائم والازدراء من قبل بعض الكتاب.
 نعم عملت بطريركية بابل للكلدان ميدانياً، والابرشيات الكلدانية الأخرى في شمال العراق وغيرها لمساعدة المهجرين في محنتهم، ولكن لو لا هذا الامداد المالي الضخم من قبل كلدان الشتات لما تمكنوا ان يحققوا إلا شيئاً محدوداً على الأرض. ولهذا المحصلة هي ثمرة التعاون بين كلدان الشتات وكلدان الوطن الام. فإذن لماذا هذا التقسيم المفترض للكلدان الذي يعكس سلباً على نفسيتهم في المهجر، وهم جزءٌ من كلدان العراق، الا يستحقون الوقوف لهم اكراماً واجلالاً لما يبذلونه من جراء أعمالهم الشاقة تجاه أهلهم الكلدان شعباً وكنيسةً في العراق؟ بدلاً من الانكار والنعوت غير اللائقة. أ ليس من حقهم المشاركة في ابداء الرأي في شؤون الكلدان او المسيحيين في العراق بما يستوجب مصلحتهم في العراق أو فيما يخص الكنيسة بجوانبها غير الروحانية؟
 عبارات عُممت وبوضوح على كلدان الشتات، طالما تم ذكر (كلدان الشتات) في سياق الحديث او الكتابة. هذا الأسلوب في التعبير، ان دل على شيء، فهو يدل على ضعف روحية تقبل الراي الاخر المختلف، وضعف الحجج المنطقية للرد على من ينقدهم، بالرغم انهم يدعون ويوجهون الاخرين باحترام الراي الاخر وتقبل النقد، وتشبثهم بفرض الآراء لتصورهم ان النقد غير بناء، يا ترى هل النقد البناء هو التمجيد والمديح فقط؟ النقد البناء بحسب المنهجية العلمية هو، تبيان الجوانب السلبية لتجاوزها مستقبلاً وتبيان الجوانب الإيجابية لدعمها. ولا يستثنى أحد من السلبيات مهما علا شأنه منصباً او علماً، وطالما نعيش في عصر الاعلام المفتوح، لابد ان يكون النقد اعلامياً ليطلع الراي العام ويكون أكثر تأثيرا. ونعتهم بالجلوس امام الكومبيوتر غير مقبول، لان الكومبيوتر أصبح اليوم هو أداة طرح الراي والتعبير عنه امام الكل ومن منا لم يجلس اليوم، أنفسهم الذين يؤكدون في كل مناسبة على هذا الموقف، هم جالسون امام الكومبيوتر أكثر من غيرهم بدليل كتاباتهم اليومية فينسون حالهم وينعتون الاخرين في ذلك، ما هذه المفارقة؟ وهل من كاتب يستغني عن الكومبيوتر اليوم؟ اللذان ينقدان ايجاباً او سلباً كلاهما يجلسان امام الكومبيوتر!!
 لو تم التبرير ان المقصود هم الناقدون من الكتاب الذين من وجهة نظر المتلقي كتاباتهم مُسيئة، لابد من التساؤل لماذا هكذا نوع من المقالات؟ ويُفترض التعاطي معهم بأسلوب تفاهمي هادئ غير متشنج وانفعالي والرد بالمثل من قبل شخصية تتمتع بمنصب كنسي عالٍ. فهذا مبرر غير كافٍ وصحيح طالما هناك كما اشرت أعلاه عبارة تدل على التعميم (كلدان الشتات وتكرارها في كل مناسبة) فالكُتاب هم ضمن مجاميع الكلدان في الشتات ويساهمون بما ذكرته أعلاه من دعم كلدان الداخل. نعم كلهم مساهمون وبشكل فعال سواء كأفراد او ضمن المؤسسات التي ينتمون اليها في المهجر. يساهمون في رفع شأن الكلدان عراقياً وعالمياً في مناطق تواجدهم، كل وبحسب قدراته الفكرية وامكاناته المالية. وهم أعضاء في الكنيسة ولا يتهربون من اداء واجباتهم تجاه كنيستهم، لهم كامل الحقوق في النقد وتبيان الخطأ الفكري والعملي الصادر من أي شخصية وباي مركز ديني وسياسي بشرط عدم المساس بشخصية المعني. وهم يقولون، أي المتذمرون من كتاب كلدان الشتات: ان الكنيسة هي الجماعة!! فالكتاب هم أعضاء في هذه الجماعة.
 وفي ضوء ما تقدم، من ينعت كلدان الشتات بكذا تعابير فهو على خطأ لان واقعهم ليس كما يتصورون، بل المعطيات والحقائق الواقعية تشير الى عكس ذلك كما قدمت اعلاه.     

118
الأخ رابي اديب كوكا المحترم
 تحية
بعد ان قرات مقالك المتميز هذا وتعقيبات الاخوة المتابعين، اكتشفت ان تحليلك للظاهرة المدروسة تجلى بموضوعية وتفسير علمي لشمولية الربط بين المتغيرات نظرياً، وهذا سبق ما أكدته واكده متابعون اخرون في كتاباتنا. وهناك تطابق بين عنوان المقال والمتن، بحيث ان التخلي عن اللغة واضح جدا في الممارسات التي تتسارع، وكل متابع يعيها تماما، وتُوجَ هذا التخلي في ممارسة الصلاة من قبل الهيئة العليا في الكنيسة الكلدانية المتمثلة بغبطة البطريرك والأساقفة وهم يؤدون صلاة الرمش باللغة العربية، في الوقت هم المثل الأعلى ليتمسكوا بتراث الكنيسة واللغة، وردود الافعال الهائلة في الامتعاض وعدم استساغة الموقف من قبل المتابعين من العلمانيين والاكليروس نفسه من الأساقفة والكهنة، واني على يقين ان الأساقفة الحضور كانوا على مضضٍ عند الممارسة متألمين وكأنما مكرهين وتبين ذلك من علامات وجوههم وحركاتهم وارتباكهم.  فحجة بعض الاخوة ان التخلي لم يأت في القرارات، هذه قراءة غير مستوفية لكي يؤشروا على عدم تطابق العنوان مع المتن.

مقتبس: (خطوات متسرعة تقضم الكثير من كنيستنا) هنا الطامة الكبرى، التغيير مطلوب في الحياة المجتمعية ومؤسساته، لكن ان لا يكون ثوري وفوضوي وعنيف نابع من فكر الزعامة الذي يسمى علمياً (الثورة السياسية) التي يغير منفذوها في المجتمع تغييرا متسرعاً وفقاً لأيديولوجيتهم الفكرية. بل تغيير مدروس ومقنن وتوفيقي بين الماضي والحاضر ومعتمد على دراسات مستفيضة، وليست توضيحات هنا وهناك وممارسات فردية تُفرض على التنظيم او المؤسسة، ويكون من نتائجها رد فعل، والتأثير السلبي على المشاعر النفسية والاجتماعية وعلى المادة المُغيرة نفسها كما يحدث الان في كنيستنا. (سيكون لي تفصيل في مقال عن هذا الموضوع، لكي نبين معاني التغير والتغيير، والوعي والثقافة والتحضر، التي جاءت في اعلام البطريركية في الآونة الأخيرة بشكل غير واضح وخاطئ.

 مقتبس: (لا احمل الكنيسة وحدها اللوم كله، بل الشعب) نعم هذا منطقي جداً، واكدته شخصياً فيما سبق في كتاباتي، ولكن كما تفضلت في شرحك القيم عن الظروف التي مر بها شعبنا تاريخيا، وحماية اللغة من قبل الكنيسة، فإذن العبء الأكبر يبقى على الكنيسة، ولهذا نقول كما نوهت أعلاه ان يعتمد التغيير على أسس علمية، لا انفرادية وارتجالية. ومنها لماذا التغيير الى العربية؟، لماذا لا يكون التغيير للكلدانية الحديثة التي سميتَها (السورث) ولو أني غير مقتنع شخصياً بالمصطلح هذا وفقاً لمفاهيم علم الاجتماع اللغة.

اود الإشارة هنا الى، اتفاقي مع الدكتور ( ليون برخو) حول رد البطريركية الحالي، حصراً، في استشهاده بتغيير اللاتينية في المجمع المسكوني الفاتيكاني الأخير الى اللغات المحكية، يسمح لي صاحب المنشور ان أقول ان مقارنة حالتنا مع هذه خطأ علمي، نعم ادرك الفاتيكان مساوئ فرض اللاتينية على اللغات التي تجذرت من اللاتينية مثل الإيطالية والاسبانية، وتلك التي لا علاقة بها مثل الإنكليزية والألمانية ، فالتحليل معكوس ومتناقض تماماً، أي بمعنى، لغتنا حالياً ليست عربية لتعرب طقوسنا وصلواتنا، فصاحب المنشور ناقض قرار المجمع، بدلا من ان يأتي الى ترسيخ لغتنا التي نتحدث بها لتكون لغة الطقوس أراد ان يبدلها بالعربية. اي يفرضها على الشعب. نعم لغة الطقوس القديمة لا يفهمها المصلون، ولكن لا يتشبث في ذلك المسؤولون، وتكون حجة لتغييرها الى العربية التي بات لم يفهمها ايضا معظم الكلدان حول العالم، وكما قلت لتبدل الى الكلدانية الحديثة التي تعكس هويتنا الاثنية. وذلك بالتعاون مع الخبراء في اللغة والعلوم المرتبطة بها مثل الاتصال والانثروبولوجيا والاجتماع والنفس وغيرها. 
 وهناك لي ما اود طرحه هنا، الا ان الاخوين لوسيان ويوحنا بيداويذ طرحا ما في ذهني.

تقبل محبتي واسف على الاطالة

 



119
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
 اصبت الهدف تماما في الحصة ومن رشح لها، بالطبع هناك خطة لتوزيع الحصة كما تفضلت وجاهزة ، وعلينا ان لا ننخدع بديمقراطية العراق.
بيد الذي استغربت، سخريتك هذه شملت اثنين فقط، السنفور ومن اقتبس شعار غيره، وبالاصل هو شعار ديني كما قال احدهم، فلا ادري كيف ينفذ شعاره على من ارجعنا مئات السنين الى الوراء وفي ظل الاحزاب الدينية المتنفذة!!!  في حين كل التكتلات هي على نفس الشاكلة، الا  المرشحين المستقلين، لا يمكننا التنبؤ عن امكاناتهم لان مسالتهم غامضة!! واين الذي قبل ايام، أهان الكلدان ومثقفيهم بكلمات غير لائقة لمجرد الاختلاف في الراي، وينكر ارتباطه التاريخي والجغرافي ببلاد بابل بمستوى من يتصدر الرابطة ومستشار ومرشح للحصة. واين الالغائيين الذين لا يعرفون الا هويتهم والباقي هبطوا من الكواكب؟ لو قد ذكرت عبارة(على سبيل المثال) فيها وجهة نظر ، ولكن لم تذكر ذلك ، فالنقطة محسوبة عليك لان غلطة الشاطر كبيرة.

اخي زيد العزيز
 لا ولن يستفيد المسيحيون من اية حصة ولا وجبة ابداً، العملية هي املاء الفراغات في البرلمان ، حكومات جعلت من العراق مهزلة ، قسمت البلد، تقسيم معقد ومتداخل بحيث لا يمكن ان يفك العقدة هذه الا الاخ نيسان سمو الهوزي. فانسى ولا تعّب نفسك وتعبنا معك فوجودهم لا يعني شيء ولا يحرك ساكن، لا بل عدم وجودهم هو الاهم، لان هناك وطنيين خيرين من كل الاطياف لا يقرون الا بالعراق، فهؤلاء املنا فيهم.
تقبل تحياتي

120
زميلي الاستاذ الدكتور صباح قيا المحترم
 تحية
 شكرا علي التنبيه الذي وُرد في مقالك هذا عن استخدامات المفردات والمصطلحات. بصددها اود الاشارة الى:
 هذا الاخفاق  في استخدام مصطلحات ومفردات لغوية في مكانها وسياقها الخطابي الصحيح ليس الاول في خطاب او اعلام بطريركية بابل للكلدان.
اعتقد هناك افتقار لعدم التمييز بين المفردات اللغوية والمصطلحات في اعلام البطريركية بغض النظر عن من يكتب مواده.
فما تفضلت به من امثلة توضيحية هي سليمة لمعرفة معنى الخلافة كمصطلح ، وهكذا مصطلح، يُستخدم فعلاً للدلالة في تفسير سياقات الحكم عند المسلمين ، ولا اعتقد هناك استعمال له حتى في ادبيات السياسة العربية المعاصرة ولا في المجالات الادارية ولا في الدراسات الاكاديمية، بل يقتصر استخدامها عند الحديث عن قضايا تخص الحكم  عند المسلمين. اما كمفردة فمهما يكون تصريفها واصلها، فهي تُستخدم في سياق لغوي محدد ، وهي غير مُستساغة عند المسيحيين.ولا تنم عن الجهل كما تفضل بها غبطة البطريرك ساكو ، بل لا نستعملها لخصوصيتها في سياق لغوي محدد. وكان بالامكان استخدام مفردة مرادفة.

بيد كما قلت ليس لاول مرة ، فمن قراءتي ومتابعتي لما يُكتب في اعلام البطريركية، هو التشويه في استخدام المصطلحات والمفردات فمثلا:
في البيان الختامي لسينودس الاخير جاء في مقدمته في سياق توضيح فعاليات الاساقفة(عشنا كعائلة واحدة في هذه الايام). استخدام مصطلح (العائلة) هنا خطأ كبير ، فالعائلة كمصطلح علمي في ميدان علوم الاجتماعية تعرف: مجموعة من الافراد تربطهم روابط عاطفية واقتصادية وعلاقات اجتماعية غير رسمية دائمية بين الابناء والوالدين واهم وظائفها الانجاب. ففي تجمعهم الاساقفة المذكور في البطريركية لا يتناسب مع تعريف مفهوم العائلة لعدم توفر الخصائص المذكورة، ومن المعيب القول كنا كعائلة واحدة، بل الاصح القول: عشنا كاسرة واحدة، فمهوم الاسرة علميا يختلف عن العائلة فاي مجموعة من الافراد ممكن ان نطلق عليهم الاسرة مثلما نقول الاسرة المدرسية، الاسرة التربوية، او تطلق على فردين اواكثر من كلا الجنسين يعيشان سوية في مكان محدد ، ولا يُشترط ان يكون هناك علاقات جنسية قائمة، ولا تربطهم علاقات عاطفية كافراد العائلة، بل علاقاتهم رسمية ومؤقتة. فكل عائلة هي اسرة ولكن ليس كل اسرة عائلة.

 ولفت انتباهي ايضا استخدام عبارة(الصرح البطريركي) فالصرح لغة هو القصر العالي ، او بناء شاهق ويطلق على ناطحات السحاب في المدن الكبرى ، وتدل المفردة على العظمة والعلو فوق الكل كما يتبين من معانيه، بينماالبطريركية عليها ان تتميز في استخدام مفردات تدل على الخدمة والمساوات والتواضع لا على السمو فوق الجميع، كما كان الاباء البطاركة يستخدمون كلمة(القلاية البطريركية) فممكن استخدام المركز او المؤسسة، دار البطريركية، الدائرة البطريركية، لكي تُشعرنا بالتواضع وتقديم الخدمة. فكل مؤسسة او مناسبة او فعالية ما او حدث ما استخدامات خصوصية في المفردات والمصطلحات.
وهناك العديد من هذه الامثلة وسبق كتبت مقالاً عنها، ولكن هيهات ان يتنازلوا عن الخطأ، لان شعارهم (انا الكل هنا)، كان شعارهم سابقاً ولا يزال.
تقبل محبتي

121
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
 تحية
 مقال موضوعي عن بابل عروس الكلدان، تناولت الموضوع في ضوء معطياتك التاريخية الواعية عن بابل واهميتها بالنسبة الى الكلدان، واتفق معك اني ايضا لا ازال اعتبر قرار اساقفة السينودس الكلداني لعام 2021 هو خطأ تاريخي جسيم لتغيير تسمية البطريركية في استئصالهم بابل منها، بحجج غير منطقية تفتقر الى التحليل والطرح وكل ما جاء غبطة البطريرك في ردوده المتكررة المتشنجة والانفعالية لم تكن سوى مبررات سطحية، دُحضت من قبل مفكري الكلدان. وان لم يكن من واجبهم هكذا ظواهر ، عليهم ان لا يتدخلوا كلياً في امور اخرى ، فماذا عن تدخلهم في تثبيت اسم الكلدان في الدساتير في العراق، أ  ليست العملية متشابهة الى حدٍ ما؟ وماذا عن تدخلهم بشوون الرابطة ، بحيث قيادتها لا يمكنها التحرك تجاه موقف معين دون الاستئذان او الحصول الضوء الاخضر من غبطة البطريرك؟

 اتفق معك ان واجب النشطاء والمفكرين الكلدان هو ترسيخ الانتماء الاثني القومي عند الكلدان والتاكيد على اصالتهم التاريخية في بلاد بابل، بينما طلبك من الرابطة الكلدانية، فهو في غير مكانه، وفقاً لما صدر من رئيسهم خطابات غير مسؤولة وتفتقر الى اللياقة الفكرية ،كما ان تاييد قيادة الرابطة لقرار الاساقفة هو بحد ذاته عملية استئصال الكلدان عن تاريخهم البابلي ، فكيف تريد منهم ان يساهموا في ربطنا ببابل واحياء تراثنا الذي نعتز به لانتمائنا اليها.
 تقبل محبتي

122
الدكتور نزار ملاخا المحترم
 تحية
 قرات مقالك الذي تميز بموضوعية في بيان نقاط الخلل والتسقيط غير المبرر لمن خالف الراى لقرار السينودس الكلداني الذي افتقر هو الاخر الى ابسط قواعد التطبيق المعرفي العلمي لعملية تغيير تسمية البطريركية. وضحتَ بكفاءة عالية فشل صاحب المقال صفاء هندي الذي اعرف جيدا عنه كما تعرف جنابك انه غير ملم ببعض ما جاء في مقاله، كما اعرف انه يستخدم كلمات اكثر اساءةً مما ورد هنا تجاه من يخالفه الراي. كلمات وعبارات لا تليق بشخص ان يكون رئيس منظمة مجتمع مدني .ومما يُثير الاستغراب، الصمت الذي نلاحظه من اعضاء الرابطة تجاه رئيسهم وبعض من قيادي الرابطة.

 بالرغم من ان اهداف الرابطة وسياستها التي وضعتُ اللبنات الاساسية لنظامها الداخلي ، تم اقتناصها من الذين لا يعرفون الا الخنوع والخضوع للاخر وتقديسه، ومن مَن تنقصهم الخبرة في ادارة منظمات المجتمع المدني، مما ترك ذلك اثراً في المؤسسة فانحرفت عن فلسفتها المُشار اليها في تنظيمها الداخلي.
 سايكولوجياً: الشخص الذي يلجأ الي هكذا اسلوب في الرد على الاخرين المخالفين له في الراي او يخالفون من يناصرهم ، مهما كان من منصب او معرفة، اسلوب الشتائم والتسقيط والانفعال والتكرار والغضب ، ما هي الا مؤشرات جلية للافلاس الفكري والافتقار للحجج الفكرية التي يفند بها الاخر المختلف في الراي ، فيضطر الى اختيار لغة التخاطب غير المعتادة.
 لا يمكن لمثل هؤلاء الاشخاص ان  يمثلوا الكلدان ، ومن يرضى بتمثيله ، ذلك يدل على مسايرة فكره وسياق معرفته التي لا ترقى لمستوى ان يكون رئيس مؤسسة اجتماعية، ولا ان يكون عضو برلمان، فاي تشريع يُشرع بهذا المستوى واي رقابة ينفذ على السلطة التنفيذية بهكذا اسلوب؟. واية استشارة يقدمها الى رئيس الوزراء وهو يفقد اصول الخطابة والكتابة، الذي اعرف عن ما يتميز به المستشار ، ان يكون ملماً بالمعرفة العلمية في مجال وضعه الاستشاري، فهل يتميز بها صفاء هندي؟، متاكد تماما لا يمتلك .
 كان للكلدان امل في نجاح الرابطة الكلدانية استناداً لفلسفتها،واهدافها، الا انه كما وضحت اعلاه ، تسلمتها قيادة لم تكن بالمستوى المطلوب من بعض اعضائها، فمتى يدركوا اعضاء الرابطة اخفاق قيادتهم، فبعض منهم همهم هو التسلق والمناصب فقط واما الاهداف لتهب مع الريح .
تقبل محبتي

123
يتألق كادر إذاعة صوت الكلدان في مشيكن كالعادة في تقديم الأفضل وما يهمه الشعب الكلداني في كل مكان، تألق هذه المرة الإعلامي المعروف (شوقي قونجا) في مقابلة اجراها مع سيادة المطران (فرنسيس قلابات) راعي ابرشية مار توما في مشيكن الامريكية للحوار حول نتائج السينودس الكلداني الأخير.
هذا ما استنتجته من اللقاء بعد ان استمعت اليه من وجهة نظري:
 دارت أسئلة الحوار بعد الترحيب بالضيف حول نتائج السينودس، جميعها كانت اسئلة هادفة تخص حدث الساعة وفي صلب الموضوع في ضوء نتائجه، الا ان اهم تلك الأسئلة الموجهة لسيادة المطران قلابات هو السؤال الذي ركز على اهم نتائج السينودس التي اثارت اهتمام الراي العام الكلداني حول العالم عقب اعلان النتائج، عن موضوع تسمية بطريركية كنيستنا، مفاده: لماذا هذا التبديل وفي هذا الوقت؟، بحيث طال النقاش عن الموضوع أكثر من الاسئلة الأخرى، لم يكن سؤالاً تقليدياً، بل تجاوز الى نقاش مطول، برع فيه الإعلامي شوقي براعة عكست خبرته ومعرفته في الموضوع المطروح.

 كانت مداخلات الإعلامي موضوعية ومؤثرة وصريحة جداً مع الضيف، ركز فيها على أهمية بابل للكلدان وامتعاض الغالبية من الكلدان من التسمية الجديدة واستئصال بابل، واقتران بابل بالكلدان، فهي الدليل لمعرفة أصل الكلدان عند الاخرين، واثارة مشاعر الكلدان لأقدام السينودس برفع بابل عروس الكلدان، وربط دور العلمانيين في الموضوع. وخطورة الانقسام الذي حصل في موقف المؤمنين الكلدان الأغلبية المعترضة مقابل الأقلية المحدودة المؤيدة مما عكس ذلك في استمرار المطران قلابات في طرح التبريرات غير المقنعة والمقتبسة من طرح غبطة البطريرك ساكو، فكل ما حاول التبرير، ولسرعة البديهية عند الإعلامي يدحض التبرير بأجوبة شافية وحجج منطقية.

لسيطرة (شوقي) على الموقف اضطر سيادة المطران كي يكون دبلوماسياً في طرحه محاولا الموازنة وتبرير موقف السينودس عن الموضوع، حيث ختم جوابه في المناقشة أي المطران بقوله: انه غير مهتم وفي رايه غير مهم تغيير تسمية البطريركية وجاء بما فضل سيادته من تسمية تحت (بطريركية كنيسة المشرق الكلدانية)، بينما الإعلامي تداخل بمنتهى الروعة والصراحة قائلا: اذا لم يكن مهما بالنسبة لك سيادة المطران، بل ذو أهمية كبيرة عند الأغلبية العظمى، ويوحي للمستمع كأنما اقتنع سيادة المطران بما جاء به الإعلامي شوقي من حجج لاعتبار الموضوع جاء ارتجالياً دون دراسة وتأني واستشارة المختصين من العلمانيين. وكان سيادة المطران مُدركاً لخطورة الانقسام واعتبره ليس لصالح الكنيسة، مستدركاً في القول هناك مسيئين في كل مكان، ولكن جوابي لسيادته هل أغلبية الكلدان الذين رفضوا القرار مسيئين؟!!!
 ولعل أبرز ما يُثير الانتباه هو ما طرحه شوقي من ربط سؤاله عن دور العلمانيين بالموضوع، طالما ان السينودس يؤكد على دور العلمانيين في شؤون الكنيسة، بينما لم نلمس مثل هذا الدور في مشاركتهم لأبداء الراي ودراسة موضوع التسمية، علما هناك العديد من المختصين.
 كانت مقابلة شيقة فعلاً ومتميزة وبنجاح الإعلامي (شوقي قونجا) وفي رأيي ان أجوبة سيادة المطران فرنسيس قلابات لم تكن موضوعية بخصوص تبديل التسمية، مما يوحي كما ذكرت انه مقتنع بما جاء الاعلامي من المناقشة ضمناً. كما افهم من المقابلة في ضوء المداخلات القيمة عدم رضى الإعلامي من أجوبة الضيف، بدليل الجرأة التي تمتع بها دون مجاملة الضيف.
 لمست مع تقديري واحترامي لسيادة المطران قلابات، ضعف معرفته التاريخية، واعتماده على مصدر واحد، وهو في نظري غير علمي لمؤلفه (ادي شير)، وما جاء من أجوبة التي ايد فيها الإعلامي شوقي ضمنا كما فهمت من طبيعة كلامه، ومن جهة أخرى عدم الخروج من سياق المطلوب منه كعضو في السينودس.

 شكرا للاخ الاعلامي شوقي قونجا على اجراء هذا اللقاء مع سيادة المطران فرنسيس قلابات، ليطلعنا على راي احد اعضاء السينودس، وشكرا لسيادة المطران لطرح رايه وما جرى.

 د. عبدالله رابي
كندا

124
الاخ القدير ناصر عجمايا المحترم
تحية
 تحليل شافي وموضوعي لما جاء في كلمة غبطة البطريرك الكاردينال ساكو.
 تحليل دقيق جداً ورؤية موضوعية عن كل عبارة من محتويات الكلمة. بحيث لا يمكننا ان نُزيد عليه شيئاً.
فقط اقول:
 من اليوم الاول الذي تم الاعتراض على تغيير تسمية بطريركية بابل للكلدان ولحد الان، وجه غبطته عدة كلمات ، احتوت على تبريرات غير علمية من جهة ، ومتسرعة وانفعالية، وفيها التشكي، كما احتوت الكثير من المتناقضات من جهة اخرى ، حيث لو تم تحليلها لوجدت الكثير منها ، ويكفي الاشارة الى احدى التناقضات، التاكيد على دور العلمانيين، بينما لا اعتبار فعلي لدورهم ، واخص بالذكر في  مسالة تغيير التسمية، بالرغم انها ليست ظاهرة روحية تخص واجب الاكليروس بل هي ظاهرة ادارية تخص المؤسسة الكنسية التي تعد ملك الشعب المؤمن وليس لنفر من الاشخاص. ناهيك عن التعثر في بعض المصطلحات التي وردت في كلمات غبطته.
وما يُثير الاستغراب في كل كلمة، كان لغبطته حجة وتبرير لتغيير التسمية بعد ان تمعن بما فُند من قبل المتابعين تبريره السابق وهكذا، فمثلا اكد اننا نلاقي صعوبة في الداخل ، وقلنا ليست مشكلتنا فهم اميين في الحضارة ، وبعدها قال بابل اسلامية، وقلنا كل الاماكن في الشرق الان اسلامية وكل مراكز الكنائس الاخرى ، فغير وقال بابل خربة وكانوا اهلها وثنيين ، وفُند التبرير وقيل المدن التي فيها كراسي البطاركة هي الان انقاذ تحت الارض ومنها روما وكانوا وثنيين وبما فيها عاصمة الساسنيين الفرس طاق كسرى كانت مجوسية ووثنية وتأسس الكرسي المشرقي فيها.
 هذا الكم من التبريرات المتناقضة غير المقنعة للغالبية العظمى من الكلدان المؤمنين ومنهم بعض الاكليروس ، لا يدل الا على عدم التمكن من وضع الموضوع في سياقه الطبيعي ، والشعور ان تلك المحاولة لم تكن مدروسة وارتجالية وتحكم راي فردي في الاقرار. ولهذا لا زلت اعتبر ذلك القرار في تغيير التسمية ، خطأ تاريخي جسيم ارتكبه السينودس الكلداني.
تقبل محبتي

125
الى الاخوة القراء والمعقبين الكرام
تحية
 شكرا ثانية لكم جميعا للمتابعة والمداخلات وشكري للقراء الاعزاء جميعهم.
اود التذكير
 اسف لعدم الرد على اصحاب الردود للاسماء المستعارة غير الواضحة اذ سبق تعهدت بعدم الرد سواءالمداخلة متفقة مع ما طرحته او مختلفة. ولا ارد على فاقدي اصول المناقشة السليمة سواء من الاسماء المستعارة او غيرهم اصحاب الاسماء الصريحة والصور الشخصية الواضحة.

كما اعتذر عن عدم الرد لاكثر من تعقيب الوارد من قبل نفس المعقب، فلا ارغب في المناقشة التي تاخذ من وقتنا دون جدوى ، لكل شخص رايه،  وكل الاراء محترمة عندي، وعليه اكتفيت بالرد مرة واحدة
مع الشكر والتقدير للجميع

126
الاخ سالم يوخنا المحترم
تحية
 شكرا على المتابعة والملاحظات القيمة والموضوعية عن المقال، وكما اشكرك على كلمات الثناء تجاهي وانا لا استحقها، فكل ما نعمل نابع من غيرتنا على كنيستنا وشعبنا الكلداني.
 نعم اصبح جلياً انها مسالة مخطط لها مسبقاً لغايات معينة غير مُعلنة كما تفضلت في مداخلتك، ولكن دون دراسة وامعان ودقة ، بل بإرتجالية واعتباطية.
 قرار خاطئ جدا ، وبل خطأ تاريخي جسيم لم يكن احد يتوقعه ، وكان صدمة للكلدان ، العامة قبل المثقفين والمتابعين ، بدليل السخط والامتعاض والرفض القاطع من الاغلبية العظمى من الشعب الكلداني، فاصبح القرار حديث الساعة في كل مكان ، في المحلة والقرية والبيوت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة للتعبير عن امتعاضهم ، والكل يشاركونك بالسؤال، لماذا التغيير في عنوان البطريركية وما فائدته؟ فلا فائدة منه غير الانعكاسات السلبية في تغيير اتجاه البوصلة من الاهتمام والحد من المشاكل الاخرى.
تقبل محبتي

127
الاخ جالك الهوزي المحترم
تحية
 قبل كل شيء نورت الموقع في مشاركتك الحالية واتمنى الاستمرار لتطلعنا بالافكار النيرة الهادفة التي تزيدنا معرفةً.
 شكرا على المتابعة والمداخلة القيمة جدا التي اغنت الموضوع ، وبل ذهبت اكثر عمقاً وبموضوعية في الموضوع المطروح للوقوف على حقيقته، والمداخلة تفند كل المبررات والحجج الضعيفة التي جاءوا بها لحذف بابل من عنوان البطريركية، كانما الفاتيكان والبطاركة الذين دخلوا الكثلكة قبل مائتي سنة يفتقدون الى لاهوت الكتاب المقدس وما يرتبط ببابل، علما انهم يدركون تماماً كما تفضلت انها رموز للتمييز بين الخير والشر .
كما ذكرتَ وان كان من حق السينودس تغيير عنوان البطريركية، الا انه من حق الشعب المؤمن معرفة الاسباب الحقيقية، لا مثل التبريرات غير المقنعةالضعيفة، والانكى ، لاحظنا من المتابعة، كلما اطلقوا مبرر ووضحنا انه ضعيف، يأتون بالاضعف منه وهكذا، مما يدل بوضوح ان القرار جاء اعتباطياً دون دراسة وافية، كان لابد ان يشارك العلمانيون من ذوي الاختصاص والمتابعة في القرار.

اخي جاك القدير، في رايي الشخصي، ارتكب السينودس الكلداني خطأً جسيماً في اقرار حذف بابل، وبين العديد وكما تفضلت جنابك الان انها عملية غير صحية وصحيحة، بدليل جلي، هو اثارة حفيظة الغالبية العظمى من الكلدان، العامة ، والمثقفين والمتابعين وحتى الشباب من الجيل الحديث.
تقبل محبتي

128
الاستاذ والمؤرخ القدير حبيب حنونا المحترم
 تحية
 شكرا على مداخلتك وملاحظاتك المهمة التي تتوافق مع رأيي المطروح عن الغاء تسمية بطريركية كنيستنا التي يعتز بها كل كلداني ويفتخر، وترسخ فيه روح الانتماء الى العمق الحضاري له كما تفضلت.
 تبقى مداخلتك وتقييمك للمقال شهادة اعتز بها من شخصية كبيرة لها باع طويل في تاريخ الكنيسة ، وتاريخ الحضاري لبلاد النهرين، اذ لمست فيما كتبت من مؤلفات، الموضوعية والدقة والاعتماد على المصادر الرصينة العلمية . كنت اتمنى قبل اقدام السينودس الكلداني لاتخاذ هكذا قرار الاستعانة بافكارك وخبرتك العميقة وقدراتك الفكرية ، فكلهم يعرفون من هو المؤرخ حبيب حنونا.
تقبل تقديري ومحبتي

129
الاخ حسام سامي المحترم
تحية
 شكرا على المداخلتين وما تفضلت به من راى في الموضوع.
 لا اعتقد الشعب يمكنه ان يصمد، لان الغالبية لا تزال تاثيرات التنشئة الاجتماعية الاسرية مترسخة في عقولهم وبالاخص ما يرتبط برجال الدين وتقديسهم ، وبل تقديس افعالهم واقوالهم . انما لاعتراض هذا الزخم الكبير والغالبية العظمى من ابناء الكنيسة الذين هم الكنيسة نفسها، المفروض من اعضاء السينودس وغبطة البطريرك ساكو ان يعوا اهمية ذلك ويقدرون هذه الاصوات التي تعالت اعتراضاً لما أُقر من قبلهم.  ومن جهة لابد ان يعوا ان من تقبل الفكرة سواء افراداً او مؤسساتا لا يساوون قياساً للمعترضين شيء يُذكر احصائيا ، لان تلك المؤسسات كما ذكرت في احد ردودي لا يتجاوز اعضاؤها خمسين شخصاً ، والغريب ان منتسبي تلك المؤسسات سواء الرابطة او الاحزاب اعترضوا على القرار السينودسي ، بينما قياداتهم  تقبلوا الفكرة، أ ليس هذا من عجائب الدنيا ؟!!

 اما  ما تفضلت به من امور اخرى بخصوص غبطة البطريرك الكاردينال ساكو ، اسمح لي ان اقول علينا ان لا نضخم الشيء الايجابي ولا نضخم الشيء السلبي، فهو عمل كل ما باستطاعته ويعمل  في ظل ظروف سياسية قاسية ومريرة وصعبة جدا، سواء جاءت بنتيجة ام لا ، ومع هذا شخصيا لا استبعد بان هناك سلبيات لغبطته في مجالات معينة، ومن جهتي تطرقت اليها في مناسبات متعددة، ولا كمال عند الانسان ابدا. فكل منا له ايجابياته وله سلبياته، ولكن تاثير السلبيات يزداد عندما تصدر من المسؤلين والقادة والزعماء في المجتمع، وهذه المسالة عليهم ان ينتبهوا اليها سواء الرؤساء الدينيين او المدنيين،  وكل هذه الافعال بالطبع ترتبط بالبيئة التي يعيشها الفرد.
 وعلى كل حال احترم وجهة نظرك سواء اتفقنا او اختلفنا.

اما عن الرابط الذي انزلته في الرد الثاني ، شكرا ، واسمح لي ان اقول مرتين او ثلاث قد دخلت الى الموقع المذكور، ولم ادخله بعد ، لاني لمست فيه مع الاسف التجاوزات وحتى الشتائم والالفاظ غير المتوقعة، ولا اقصد تجاه غبطة البطريرك فحسب، بل اشخاص اخرون، فهكذا مواقع لا احبذ الدخول اليها مع احترامي لاصحابها، واتمنى  تجاوز هكذا توجه. لاكون اكثر موضوعياً لا انكر ان غبطته يطلق احيانا كلمات لا تليق بمقامه الكهنوتي والرئاسي والمناصبي في بعض من خطاباته، وان كانت كرد فعل للاخرين، مع هذا غير مقبولة. ولابد احتوائها والتفكير بها من كل الاطراف.
مع محبتي وتقديري

130
الاخت جوليت فرنسيس المحترمة
 تحية
شكرا على مشاركتك وابداء رايك ومتابعتك لما اكتب.
 كلامك في الرد يُبشر بالطمأنينة في قوة مشاعر الكلدان لانتمائهم الى بلاد بابل العظيمة وعاصمتهم بابل. ونفتخر بان تحمل مؤسستنا الروحية اسمها. ولكن قولك انهم اتخذوا القرار وهم ادرى بالموضوع ، فهنا لا اتفق معك صراحة، لاسباب بينتها في المقال، والموضوع لابد ان يشارك فيه المختصون الى جانب الاساقف، ومسالة الاجماع هذه معلومة في هكذا حوارات ومناقشات وبالاخص عند الشرقيين لتداخل معها عوامل التاثير الوجداني والعلائقي  وغيرها.
ويبقى رايك محترما عندي
تقبلي تقديري

131
الدكتور عامر ملوكا المحترم
تحية
 تفسير متميز وموضوعي ومستند على حجج علمية وربط متوازن بين المتغيرات، فيما يخص ما تفضل به سيادة المطران سعد سيروب بخصوص الية التصويت على التسمية ورايه في المسالة، وكما ارى اهمية كبيرة فيما تفضلت به لمناشدة السادة الاساقفة للعدول عن قرارهم للاسباب التي ذكرتها وذكرناها وذكرها الغالبية العظمى من المتابعين والمهتمين من المفكرين.
 نعم تسرعْ وخطأ حدث في الاقرار ، وفي الالية، ولعدم وجود دراسة مسبقة عن الموضوع ، كانما نتائج الدراسة معلومة وحاضرة مسبقاً.
 لم نر اية دراسة قُدمت من احد عن الموضوع ابدا باستثناء مقترح قدمه غبطة البطريرك الكاردينال ساكو قبل بضعة اشهر. واعتبر مقترحه نتيجة لدراسة لم تر النور.

اشبه هذه الحالة بحدث جرى معي في الثمانينات من القرن الماضي عندما كنت تدريسي في جامعة الموصل حيث:
 جاءني ضابط برتبة مقدم الى مكتبي في الكلية ، وبعد تبادل التحية ، عرفني بنفسه انه المقدم فلان طالب دراسات عليا في جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا، اجبته: قلت اهلا وسهلا تفضل، اجابني: ارسلني اليك الاستاذ الفلاني لاعتبارك تُدرس مادة طرق البحث العلمي قي القسم، واريد اذا ممكن ان تساعدني في وضع استبيان وخطة للبحث الميداني عن موضوع اطروحتي ( آثار الحرب النفسية في الجيش العراقي) 
قلت: بكل ممنونية، فبدات معه اوضحه على الورقة كيف يبني الاستبيان ويضع الفرضيات والخطة والمناهج وكل التفاصيل.
اجابني استاذ ضيعتها عليّ بهذه التفصيلات. قلت: لابد ان تطبقها لكي يكتمل البحث وتحصل على نتائج جيدة ودقيقة.
اجابني: استاذ نتائج البحث عندي جاهزة فقط اريد كيف اعمل استبيان واضع الخطة.
قلت ضاحكاً اخي كيف توصلت لهذه النتائج وانت لم تعمل الاستبيان ولم تجمع المعلومات؟ فعرض لي نتائج البحث .
قلت هذه تبقى عبارة عن فرضيات في ذهن الباحث تحتاج الى برهان ، وعن طريق البحث والدراسة.
فقضية المقترح في تسمية البطريركية لا يختلف عن قصة هذا المقدم الطالب ، فاعتبر غبطته النتائج جاهزة دون دراسة والا اين الدراسة عن الموضوع ومن هم المشاركين وما هي اختصاصاتهم.
تقبل تحياتي واسف على الاطالة.

132
الشماس الانجيلي سامي ديشو المحترم
تحية
شكرا على مداخلتك القيمة بخصوص الموضوع المطروح.
اتفق معك تماماً لقولك: ان السينودس في قراراته يجب ان يقدم الافضل لخير الكنيسة وابنائها روحياً وزمنياً،وعلى تاكيدك على عدم وجود الفائدة من تغيير التسمية.
كما اشكرك على اتفاقك معي عن ما طرحته من تحليل وتفسير لاهمية تسمية بطريركيتنا. ببطريركية بابل.

بينما اخي الشماس بعد حوالي يومين، غيرت رايك فيما قلت عن المقال والتغيير بدرجة 360، فاستغربت وقلت ما الذي جرى وماذا اكتشف الشماس سامي!!!حيث في مقالك الاخير المنشور في موقع بطريركية بابل الكلدانيةالموسوم (التسمية وتاثيرها على الواقع في فكر البعض)اذ جاء فيه:
 (ان الكثيرين من الكتاب الكلدان ابدوا رايهم الشخصي بين مؤيد للقرار واعتبروه شاناً كنسيا).
 عزيزي الشماس من كتب مؤيداً للقرار، هم على اصابع اليد، وقد عجت وسائل الاتصال الاجتماعي بمناشير ومقالات الرفض، وحتى العامة من المؤمنين قد استغربوا وامتعضوا عن ما جرى ومنهم اساقفة وكهنة، ولا تقول لي ايدتْ الاحزاب الكلدانية والرابطة كما ذكرت في مقالك. كل من الحزبين المؤيدين لا يعدو منتسبيه خمسين فرداً ومعظمهم كتبوا مناشيرهم في وسائل الاتصال بالرفض، كما ان الرابطة الغالبية العظمى من منتسبيها رافضة للقرار وما تم التصريج عنه هو وجهة نظر افراد منتفعين لا يعدوا عددهم خمسة، فعن اي اكثرية تتحدث الله يخليك شماسنا؟

كما ذكرت (من خلال المناقشة والردود على المقال نستطيع ان نفرز من غيّر رايه وستراتيجيته بسهولة في الكتابة وزاغ من مبادئه الاساسية، لا بل تغير اسلوبه في الكتابة ليتحول الى مهاجم بارع ينسى الاخلاق والذوق العام لمجرد تغيير التسمية)
 غريبة جدا هذه العبارة، اولا حضرتك كنت واضحاً في اشادتك بالمقال، كما تبين من ردك، وثم من كتب التعقيبات، اليس اكثرهم من المستقلين، اكاد اجزم كلهم مستقلون، والمستقل طالما لا يرتبط بحزب سياسي يقيده بمبادىء معينة، فلا مانع ان يغير رايه عن الظواهر والاحداث حسبما يرى، فلا يعني من يكتب احيانا بايجابية عن غبطة البطريرك ساكو يستوجب عليه اذا راى اي تصرف سلبي لا يخدم من غبطته، ان يسكت ولا يكتب، هذه حالة غير صحية ابدا. فالانسان كما قلت طالما لا ينتمي لحزب سياسي، فهو حر في موقفه تجاه الاحداث والظواهر ، وعليه اذا اراد الكتابة ، ان يكتب بمهنية وهدوء.
 كيف تقول بابل وكلدان مرادفتان لبعضهما!!
 بابل هي جغرافية وبعد حضاري تاريخي، بينما، كلدان، قومية وهم افراد.  فهما مرتبطتان وليستا مرادفتان.
 والاكثر غرابة تقول في نهاية مقالك (في الختام ارجع واقول لم يكن هناك داعي لكتابة هذا المقال)
 عجيب من هنا تقول مقال توضيحي ومهم والان تقول لا داعي له!!!
 ما السبب اخي الشماس القدير في هذا التبدل السريع، اتمنى ان لا تكون مجاملة لغبطة البطريرك مثلما جامله معظم الاساقفة كما يتبين رويدا رويداً من لدنهم انفسهم، اضافة الى الغموض والضبابية فيما يصرحونه.
 كما اني لست مسؤلا عن الاخرين في تعقيباتهم لاني كتبت مقال اعترضت فيه على قرار الاساقفة، هل يعني ذلك يجب ان اسكت ولا اكتب اذا ارى شخصيا ان حدثاً ما او تصرفاً ما غير صحيح ؟ لكي لا يُعقّب الاخرين ويستغلون مقالاتي فرصة لنقد غبطةالبطريرك؟ لا يجوز ذلك، شخصيا انا باحث، والباحث حر فيما يكتب ولا يرتبط بعقيدة سياسية او اتفاق معين ، لكي يتم وصفه انه متقلب او متذبذب ، ذلك خطأ كبير، بل قد ينطبق على سياسي له عقيدة معينة ايديولوجية لا يمكنه تجاوزها.
 كنت اتمنى  ايضاً ان تبقى على رايك كما ورد في تعقيبك الجميل، ولكن اكرر لم استوعب ما الذي جرى.
تقبل محبتي

133
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
كفيت ووفيت في ما تفضلت به من تحليل في مقالك.ولا يمكنني الا ان اقول:
 سايكولوجياً، لا يُطرح هكذا خطاب او عبارات غير لائقة الا كرد فعل ذاتي من آليات الدفاع النفسي للفرد بسبب الفشل وعدم التمكن من النقاش السليم وبحجج منطقية، سواء يكون كاتباً او سياسياً وفي اي موقع يكون في المجتمع ونوعيته،او اي شخص عادي. الكلمات التي لا تنسجم مع سياق المناقشة، والصياح اثناء المناقشة، والانفعال غير المبرر والغضب، ونعت الاخرين بعبارات مبتذلة وغير لائقة، كلها افعال وسلوكيات يلجأ اليها الفرد لا شعوريا ً للدفاع عن نفسه  بسبب الاحباط. وهذا ناجم عن الافلاس الفكري لصاحبها.
ولا يهم سوي هو الكاتب ام غيره الا انه نزلت في الاعلام باسمه وهو يتفق مع المضمون والا لم يوقع عليها.
اخي ناصر المحترم:
 بهذه المناسبة ادعو كل احرار الكلدان ومن لهم خبرة سياسية للعمل السياسي ان يبادروا لتأسيس حزب كلداني  لعدم وجود حزب سياسي كلداني في الساحة حاليا بكل معنى الكلمة، وذلك لاملاء الفراغ السياسي للكلدان في الوطن الام. ولتفويت الفرصة لما هم كافراد باسم احزاب شكلية او مؤسسات شكلية يستغلون الوضع للتسلق.
تقبل محبتي

134
الدكتور عامر ملوكا المحترم
تحية
 شكرا على قرائتك للموضوع وملاحظاتك القيمة وتقييمك للمقال. كما اشكرك على وضعك للروابط التي تخص مقالك عن العلمانيين، وفي رايي كل ما يُقال عن دور العلمانيين في الكنيسة فهو للترويج الاعلامي ، وحتى حضورهم في السينودس الماضي ، وبحسب ما تبين لم يكن الا حبر على ورق وكل ما يؤكدون عليه هو بحسب توجيهات رجال الدين، فلا معنى لوجودهم، لو كان هناك دوراً لهم على اقل احتمال كان وجود لرايهم في الموضوع الحالي .
اتفق تماماً معك ان طرح هكذا مشروع حالياً له سلبياته اكثر من ايجابياته.
شكرا للاخ مخلص يوسف للتعاون في ادخال رايك في ملف المقال
تقبلا محبتي

135
الاخ عبد اسمرو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للموضوع .
اشاركك التمني، ولكن بحسب ما نرى من ردود البطريركية غير المسؤلة جميعها غير مستوفية علمياً ما تقدمه من مبررات، وغير مُقنعة، وهكذا سيبقى موقفهم ، طالما ترسخ في اذهانهم انهم اصحاب الراي في الكنيسة والشعب يُنفذ.
تقبل محبتي

136
الاخ العزيز ناصر ياقو المحترم
تحية
 شكرا على قرائتك للموضوع ومتابعتك لما اكتب، وعن رايك المختصر المطروح في الاتفاق مع ما كتبته.
تقبل محبتي

137
الاخ الياس متي منصور المحترم
تحية
شكرا على تفضلكم للمتابعة والملاحظة القيمة التي تشاركنا بكل موضوعية من خلالها في راينا ، باننا جميعاً اندهشنا ولم نتوقع ان يحدث ما حدث.
تقبل محبتي

138
الاستاذ القدير وديع زورا المحترم
تحية
  شكرا على قرائتك الموضوع وتساؤلك الموجه للمعنيين، وقد جاء رد البطريركية كما تبين ، ولكن كل ما جاء به وما طرحه  من قبل المنتفعين المؤيدين لم تف بالغرض وهي تبربرات فُندت من قبلنا ومن قبل العديد من كتاب الكلدان الغيورين على شعبهم ومؤسسته الروحية، فكل التبريرات غير مقنعة وليس لها حجج ودعائم علمية .
تقبل محبتي

139
الاستاذ هيثم ملوكا المحترم
 تحية
 شكرا على القراءة والمتابعة ومداخلتك القيمة.
نعم وانا شخصيا كنت اتمنى من اعضاء السينودس التعاون مع المختصين وعدم العجالة في اتخاذ قرارهم كما اكد على ما حدث سيادة المطران سعد سيروب .
 لكن مما يُؤسف عليه انهم ينظرون الى ابناء الشعب المؤمن من برجهم العالي، وعلى الكل ان يتفق مع ما يقررونه، والذي يخالفهم الراى يُنعت بما لا يقبله العقل ، فهم لا يزالون تحت تاثير العقلية القديمة بان الكنيسة ملك لهم بالرغم من اقوالهم المتناقضة عندما يؤكدون في مناسبة واخرى ان الكنيسة هي المؤمنين وليست بناء وما شابه، وهذا ما ننخدع به تماماً.
تقبل محبتي

140
الاستاذ المهندس غانم كني المحترم
تحية شكرا على متابعتك وملاحظاتك القيمة عن الموضوع.
 نعم اعتزازنا كبير بتسمية بطريركيتنا بتسمية بابل ، اذ عندما وٌضع من قبل الاساقفة الكرام في وقتها لم يكن اعتباطيا وقرارا فرديا بل ، تمخض عن دراسات مع الكرسي الرسولي في روما ، وكما تفضلت كانت خطوة تاريخية في تاريخ الكنيسة لربطها مع جغرافية الكلدان وعمق حضارتهم التاريخية ، فكل ما أؤتي من مبررات حاليا لتبديل تسميتها فهي غير مستوفية علمياً .
تقبل محبتي

141
الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
 شكرا على متابعتك وملاحظاتك عن الموضوع المطروح بصدد المشروع الذي اقدم السينودس الكلداني عليه في استئصال بلاد بابل ، بلاد الكلدانيين عن بطريركيتنا التي هي للشعب المؤمن وليست لرجال الدين فحسب كما يظن البعض انه قرار يخص الكنيسة، متناسين بان الكنيسة هي جماعة المؤمنين ، فلابد ان يكون لهم راي في اية مسالة ادارية تخص كنيستهم
. تقبل محبتي

142
الاخ العزيز قشو ابراهيم المحترم
تحية
 شكرا على مداخلاتك المتعددة التي ضربتْ الرقم القياسي ، عشرُ مداخلات ولمعظمها اكثر من صفحة.
 اخوني قشو القدير: اني احترمك جدا واعتز بك وبغيرتك على بني قوميتك وما تعمله وتبذله من اجلهم،  ولكن اكون صريحاً معك ان ما تكتبه من مداخلات متعددة وبلغتك الام تُضيع علينا راس الشليلة، اولا من الصعب فهمها بالنسبة لي واحتاج الى مترجم ويجب ان اكلف احد الاصدقاء . وثانيا تربك المقال وتضيع عني اسماء المعقبين ، كما لا اعرف فيما اذا الكلمة موجهة لي او لغيري .

 فالرجاء اخي ان تكتفي بتعقيب واحد او تعقيبين مثل كل الاخوة ، او تكتب مقال مستقل وحينئذ سستُتاح الفرصة لمن يريد مطالعتها بسهولة. او تكلف احداً ان يترجمها للعربية اذا لم تعرف العربية، او تكتب بالكرشوني  اما هكذا طريقة هي مضيعة لجهودك اضافة لماذكرت، فما فائدة ما نكتبه اذا لم يصل الى ذهن القارىء ويستفيد منه،
هذا ما لي ان اقوله لعدم فهمي ما تفضلت به.
تقبل محبتي

143
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
شكرا على المتابعة والمداخلة القيمة ومقترحك بخصوص تسمية كنيستنا والبطريركية.
نعم كلنا مع التجدد والتغيير نحو الافضل ،بحيث ينسجم الجديد مع الواقع المُعاش.انما هناك بعض الحقائق التراثية التي تعتز الجماعة بها وتعد محور اهتمامها والالتفاف حولها ولا يمكن ان تتخلى عنها يوما ما، فهي رموز تجعل فكرة الانتماء اليها عاملاً قوياً للتماسك والتضامن والشعور بالهوية الانتمائية، بالنسبة الى الكلدان لنا بابل ، كرمز للانتماء الجغرافي والعمق الحضاري التاريخي.
مع خالص محبتي

144
الاخ القدير الساخر نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
شكرا على متابعتك ومداخلتك الساخرة .
 نعم لا فرق بين رجل الدين اينما كان وفي اي زمان ، الفكرة المترسخة في ذهنه هي ذاتها ، مع الاختلاف في آلية التطبيق على المساكين الذين يقولون نعم نعم، طالما ينسب نفسه وكيل الله على الارض، ولا تنسى حتى الطوطمي في غابات الامازون في راسه نفس الفكرة، فهو وكيل الخالق على قبيلته، فيمرح ويتجول كيفما يشاء ويحول ويبعد بهم كما يحلو له، وهكذا عند كل رجال الدين، لان الدين هي فكرة واحدة سوسيولوجياً في كل العصور، انما كما قلت الاختلاف في آليات التنفيذ في تحقيق الرغبات.

 اسندت في كلمتك الخطأ على الشعب ، نعم كل الخطأ يرجع للشعب وليس لرجل الدين، الشعب الذي يقول نعم نعم لرجل الدين دون ان يعي ما يجري في الباطن، ويقدسه ويقدس ما يقوله وما يكتبه، الا تلاحظ بعضهم في هذا المنبر يترك كل ما كُتب موضوعياً ومن كبار الاثاريين والعلماء لياتي ويقول : قال القس الفلاني والمطران الفلاني، كأنما كلماته هي من ذهب ، فكيف عامة الشعب في نظرتهم لرجال الدين.
تقبل محبتي

145
الزميل الاستاذ الاكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم
تحية
 في البدء اعتذر لك وللاخوة المعقبين الاخرين لتاخري في التعقيب على مداخلاتكم لانشغالي بعض الشيء.
 شكرا على متابعتك والمداخلتين الرائعتين التي اغنتا الموضوع.

زميلي القدير: نعم كما تفضلت التصويت في ظاهره ايحاء للديمقراطية، بينما في باطنه لعبة، وهذا يحدث في العديد من المجالات، وقد اثبتت الدراسات الاجتماعية الادارية والسياسية على ان للديمقراطية ايجابيات ومساوىء. والقرارات التي تُؤخذ في حالة تدخل عناصر الاساءة في عملية التصويت ستكون وخيمة وغير موضوعية ولا بد يوما سيجني المصوتون اثار فعلتهم.

هكذا تبين جلياً من كلمة سيادة المطران سعد سيروب ، مشكوراً في توضيحه ولو جزاً يسيراً مما جرى، باعتقادي قد جرت امور اكثر تعقيدية، تبينت الية التصويت وكيف جرت، فطالما وُضعت ثلاث اختيارات دون وجود الاسم الحالي فاذن نتائج التصويت باطلة، فهل انتبه الاساقفة لهذه المسالة، حيث يتبين من البدء وبدون حاجة للتصويت ان التسمية السابقة ملغية تلقائياً، وهنا تكمن احدى مساوىء الديمقراطية التي يتباها البعض بها. وماعدا ذلك هناك الكثير من علامات الاستغراب والتعجب فيما ذكره في كلمته المطران سعد سيروب، اتمنى في مقالتك القادمة ان تعالجها.
 لولا المجاملات والمحسوبية، لما تتغير التسمية، لو فحصنا بدقة ما بين السطور في الكلمة.
شكرا على الابيات الشعرية الجميلة
تقبل محبتي

146
الاستاذ القدير نامق ناظم جرجيس المحترم
 تحية
 شكرا على المتابعة والاهتمام بالموضوع المطروح، وبما قدمتموه في اتحاد الادباء والكتاب الكلدان من بيان توضيحي ومناشدة هادئة للبطريركية، وفعلا مقترحاتكم في التسمية بناءة وينشد لها كل كلداني لا يفكر بالمنفعة والمناصب. فيبقى اتحادكم منبرا كلدانيا ينور الاجيال والمؤسسات الاخرى التي مع الاسف ايدت ما قرره السينودس لحجج غير منطقية علما انها تضع في مقدمة اعلامها ومناسباتها اغاني عن بابل، فما هذا التناقض؟
تقبل محبتي

147
الاخ المهندس عبدالاحد قلو المحترم
تحية
شكرا على المتابعة والملاحظات التي تفضلت بها عن بابل رمز الكلدانيين التاريخية.
اتفق تماما معك بان قرار السادة الاساقفة لم يكن مدروساً وجاء ارتجالياً وبالتصويت الذي يشبه ديمقراطية السائدة حاليا في العراق، والا كيف هكذا مسائل يصوت عليها دون اجراء دراسة مستضيفة عنها.
تقبل محبتي

148
الاخ الشماس الانجيلي قيس سيبي المحترم
تحية
 شكرا على المتابعة لما اكتب، وللمداخلة القيمة الموضوعية التي طرحتها واغنت الموضوع.
 لا ادري غبطة البطريرك كيف يفسر (التجديد)، التغيير حالة تلقائية تحدث في المجتمع وتعتمد سرعتها على قوة العوامل التي تؤثر فيها، وقد تكون بطيئة او سريعة، يكون التغيير السريع هنا في العناصر الحضارية او التراثية المادية، بينما تبقى العناصر المعنوية المتمثلة  في الطقوس والقيم الاجتماعية والدينية وكل ما مرتبط من المعنوي التجريدي بالحضارة بطيئا في التغيير لعدم تقبل افراد المجتمع للتغيير، ولان التراث هو من مكونات الحضارة الذي يؤدي وظيفة ربط الاجيال وتواصل المجتمع زمانيا. والتجديد لا يعني الغاء ما هو مالوف في المجتمع في فترة ما او مستمر في وجوده بدينامية عملية، بل اضفاء عليه تغيرات تتماشى او تنسجم مع روح العصر حضارياً.
وهكذا فعل السينودس بخصوص تسمية البطريركية، حيث الغى رمز هوية ثقافية كلدانية دون وجود مبررات مقنعة، ولم نفهم ماذا كانت الانعكاسات السلبية لتسمية البطريركية باسمها التراثي؟ طالما لا توجد اية دواعي للتغيير، ليبقى الرمز.

السادة الاساقفة لا يعيشون في مجتمع مغلق، بل انهم يتفاعلون مع مجتمعات متحضرة متقدمة، ويعون تماما ما اهمية الاختصاص، وكيف ان المجتمعات احد اسرار تقدمها وضع الاختصاص في مكانه المناسب، ولكن يغضون النظر عن ذلك تحت تاثير المخدر الغرائزي الذي هو الرغبة الجامحة في السلطة. فكل ما يقرونه او يتحدثون به عن دور العلمانيين ليس سوى عمليات تخديرية هي الاخرى واعلامية.
تقبل محبتي

149
الاخ المهندس عبدالاحد قلو المحترم
تحية
 شكرا على اتاحة الفرصة للاطلاع على هذه المناقشة للاجابة عن سوال يرتبط بتسمية بطريركية بابل للكلدان.
 يبدو ان غبطة البطريرك يدور في حلقة فارغة من المبررات غير المقنعة فغبطته يبرر ما لا تبرير له، آ لم تكن قطيسفون وساليق عامرة وعاصمة اكبر امبراطورية في الشرق عند تاسيس اول كرسي للكنيسة المشرقية فيها في كنيسة كوخي على يد ماري وادي، حالها حال روما وقستنطينة والاسكندرية؟ ولماذا لا يسمي البطريركية باسم كوخي ؟ بينما الاساقفة قبل 200 سنة كانوا اكثر ادراكاً لربط تسمية البطريركية ببلاد بابل لان اول كرسي بطريركي للكنيسة كان  في ربوعها.
 ما هذا التبرير غير المنطقي بابل خربة حينذاك، لا اصدق !! هل روما اليوم هي روما قبل مئات السنين، قبل سنتين شاهدت روما القديمة لم يبق منها غير الاطلال، هل الاسكندرية هي نفس الاسكندرية عندما تاسس اول كرسي للكرازة المرقسية فيها، هل قستنطينة هي نفسها ، بالطبع هناك اختلاف كبير ، فالمدن والاماكن تتغير لعدة عوامل وفق نظرية التغير الحضاري والاجتماعي ، وكما تتغير اسماء المدن والقرى والمناطق والانهار والجبال وما هو على الارض بحسب القيم الدينية والاجتماعية والقوة السياسية التي تفرض نفسها على المنطقة، ولكن هذا لا يمنع من التمسك باصالة وتاريخية ورمزية تلك المناطق حتى لو اصبحت خربة. فتسمية بابل هي ذو دلالة تاريخية رمزية يفتخر الكلدان بها لانها اسم بلادهم التاريخي وعاصمتهم.
 اننا هنا نقصد بلاد بابل وليس كمدينة في كل الاحوال.
 لا ادري لماذا كل هذا الانفعال والتصريحات المتشنجة غير البناءة والمسؤلة لمجرد اننا كتبنا وجهة نظرنا في القرار الذي اتخذه الاساقفة غير المدروس والمجدي.
تقبل محبتي

150
الاخ الموقر الاعلامي مخلص يوسف
 تحية
 شكرا على متابعتك لما اكتب والاهتمام ، وعلى مداخلتك القيمة التي ترسخ من اهمية المقال وتطابق ما تفضلت به مع افكاري عن الموضوع المطروح، نعم لابد من المؤمنين الذين هم الكنيسة وبتصريحات رجال الدين انفسهم عليهم المشاركة بابداء رايهم ، بل بالقرار عن ما يخص مؤسستهم الكنسية، وان لا يقتصر على السادة الاساقفة، فهم جزء من المؤسسة وليس الكل كما يدعون، وبالاخص عندما لا يتعلق القرار بالطقوس والروحانيات ،علينا المساهمة.
تقبل تحياتي

151
 الاخ عبدالاحد سليمان بولص الموقر
 تحية
 شكرا على تفضلك للمتابعة ومداخلتك . لو سمحت اود الاشارة الى :
 نعم من متابعة تاريخ الكنيسة يتبين جلياً ان كرسي البطريركية تَنقّل من مكان الى اخر بحثا عن الامان بسبب الاضطهادات التعسفية بحق اتباع الكنيسة من المؤمنين، ومعروفة لديك مراكز تنقل الكرسي.

  الكنيسة كمؤسسة، ينضم اليها افراد المجتمع تكون بمثابة انجاز لهم، وليس حصرا على من يدير المؤسسة ،وعليه الكل يستوجب مشاركتهم في اي موضوع يخص تلك المؤسسة.

نعم الاسم لا يعلو من شأن المؤسسة، بل المؤسسة  تعزز وترسخ وتعلو من شان الاسم بالافعال، هذا صحيح من الناحية العملية، اما من ناحية المشاعر الفردية والجانب النفسي والاعتزاز بالانتماء التاريخي والجغرافي الذي يقره الاسم فهو ايضا مهم جدا فيربط الفرد مع مؤسسته، وهكذا بالنسبة الى كنيستنا.

 نعم بابل سيطرت عليها اقوام متعددة وهذا مثبت عندي اعتمادا على المصادر الرصينة، ولكن سكانها وسكان توابعها كانوا الكلدان، ومن جهة عندما نفتخر باسم بابل ، ليس المقصود بابل كمدينة عاصمة عدة حضارات ، بل بلاد بابل التي سمي الكرسي نسبة لها من قبل آباء الكنيسة الذين انضموا الى الكثلكة قبل مائتي سنة او اكثر لوجود كرسي البطريركي الاول ضمن حدود بلاد بابل في المدائن حالياً.
تقبل تحياتي

152
الاخ اخيقر يوخنا المحترم
تحية
 شكرا على متابعتك ومداخلتك، وبصددها اود توضيح ما ياتي:
 طالما انك اعتمدت على الكتاب المقدس / العهد القديم في التحليل والرد ، كان عليَّ ان لا اناقشك لسببين: اولهماشخصيا لا اعتمد على الكتب الدينية وما كُتب من قبل رجال الدين في التحليل ودراسة التاريخ والحياة الاجتماعية برمتها، وثانياً ، من المعروف اثبت العلماء بان الكثير مما جاء من المعلومات في الكتاب المقدس خاطئة مثل تواريخ الاحداث واسماء المدن والمناطق ،واسماء الشخصيات. وبدليل بسيط، هذا مقتبس من كلمة غبطة البطريرك الكاردنال ساكو الاخيرة عن الموضوع.
(كلمة بابل تعني باب ايل، وليس البلبلة كما فسّرها اليهود المسبيون انتقاماً من البابليين الغازين.)
 وانت بنفسك استشهدت بايات وقلت : بابل مدينة الزنى، بينما الاخ عبد قلو صديقك الحميم استشهد في رده هنا في المقال هذا بالعهد القديم وكتب ما قاله اشعيا النبي عن بابل: ( بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين)، فهل تريدني ان اعتمد على ما طرحته هنا يا اخي وجاري .

اما عن راي المؤرخ القدير الاستاذ حبيب حنونا وما اقتبستَ منه ، فارجو ان تقرا كتابي الذي الفته عام 2001 بعنوان ( الكلدان المعاصرون) واثبته في كتابي الاخير ايضاً) ما قاله الاستاذ حبيب فهو مقتبس منه ومعتمد على ارائي فيما قال، علما انه مقتدر في كتاباته الموضوعية الرائعة وتتطابق افكاره مع ما اكتب عن الموضوع، ولهذا قلت في عدة مناسبات دماؤنا مختلطة، وبينت اسباب ذلك عندما اقول حدث تلاقح حضاري بايولوجي وثقافي واجتماعي ولغوي بين شعوب بلاد النهرين جراء عوامل متعددة، فلايمكن ان نقرر ونفرز انفسنا، فظل الشعور بالانتماء القومي او الاثني هو الفيصل. ( راجع ما كتبت في مؤلفاتي عن الموضوع).

 اما مسالة الاسرى، يا اخي: عندما نقرا التاريخ علينا قرائته بعمق ودقة لا نتسرع، تقول: كورش الاخميني امر باعادة الاسرى كل الى مكانه، طيب، هل تعرف لماذا تعهد، ذلك تعهد مع يهود بابل الذين سباهم نبوخذ نصر الكلداني ليتعاونوا معه لاسقاط بابل وكشف اسرار الدولة لهم وفعلا حدث ذلك،هذا من جهة، وهل يُعقل ان اسرى الذين كانوا عبارة عن عوائل وماشية ومقتنيات وليس جنود فقط، تم اسرهم ونقلهم الى بلاد اشور منذ ان بداالملك الاشوري( تيكوتلي نينورتا) عام 1225 قبل الميلاد واستمر الملوك الذين جاؤا بعده بغزواتهم وجلبهم للاسرى، اذ كانت سياسة ملوك الاشوريين في تشتيت الشعوب المغلوبة لكي لا تثور عليهم ثانية، وهؤلاء مكثوا في المناطق الاشورية اكثر من 700 سنة اي منذ عام 1225 قبل الميلاد والى سنة 539 قبل الميلاد عام سقوط بابل بيد كورش ، فهل من المعقول من مكثوا في مكان ما مئات السنين وبعيد بالاف الكيلومترات وانعدام وسائط النقل سيرجعون الى موطنهم الاصلي؟ بل هؤلاد تكيفوا مع الوضع لتقارب اللغة والدين وما شابه واستقروا ، بدليل ان اللهجات متنوعة فيما بين سكان المناطق الشمالية من بلاد النهرين حاليا. وماذا عن الاف اليهود الذين كانوا الى سنة 1948 يعيشون في مختلف مدن العراق الحالي فكل مدينة كان لهم فيها محلة؟

 اخي اخيقر ظروف الاسر في الحروب السابقة تختلف عن ظروف الاسر في الحروب المعاصرة، في السابق كانت غزوات مستمرة، والاسر لا يقتصر على الجنود وبل كل افراد العائلة والممتلكات، بينما الان الاسر يقتصر على الجنود، ولم يتم سابقا تعهدات بين المتحاربين لتبادل الاسرى كما يحدث في ايامنا هذا، بالاضافة الى الفرق الشاسع في وسائط النقل. فهذه المسالة لا تفكر بها، اطمئن في بلاد اشور عدة اقوام كما كان في بلاد بابل. واخيرا طالما اخر دولة عاصمتها بابل هي الكلدانية هذا يكفي ان نفتخر بانتمائنا لها، كما ان مقصدنا ليس بابل كمدينة فقط، بل بلاد بابل .
تقبل تحياتي

153
الاخ مايك سيبي المحترم
تحية
 شكرا لمتابعتك ومداخلتك
 اتفق معك ان الاقرار احيانا ولبعض الظواهر والمسائل بالطريقة الديمقراطية واخصها ما يرتبط بقضايا علمية لا تساعد تلك الطريقة في اثبات الصح من الخطأ ، فهناك ، عدم الخبرة، المجاملات، احترام المافوق، المداولات والتاثيرات ما قبل اجراء الاقتراع وغيرها ، تؤثر في النتيجة، ولهذا تؤكد الدراسات ، ان للديمقراطية مساوئ مثلما لها ايجابيات، والمسالة نسبية ترتبط بالموضوع المطروح، وهنا لامجال للبحث فيها لكي لا ندخل في السسيولوجيا وندوخك ولو انك لا تدوخ.

 اسمنا القومي لا يحتاج الى مختصين ابدا، هناك التاريخ واضح ليبين للعالم من هم الكلدان واين موطنهم وتاريخهم وحضارتهم، ومن جهة ، تكفي مشاعر الفرد التي تعبر عن انتمائه القومي، فلا احد يُلزم الاخر للانتماء الاثني او القومي، فلا احد يجبرني سواء قلت انا كلداني او اشوري او سرياني او كوردي او عربي ، انا الذي اقرر ولا غيري هذا شأني ولا يخص غيري، كما لا الزم احد ان ينتمي الى ما انتمي اليه.
 وهنا في حالة اقرار تسمية بطريركية بابل للكلدان ،ديمقراطيا من الاخطاء المرتكبة ومن مساوئ الديمقراطية، لانها مسالة علمية فنية ومُقرة مُسبقاً.
تقبل تحياتي

154
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
 تحية
 رسالتك توجيهية بمستوى العقلانية والموضوعية وغزارة المعلومات والاسلوب الراقي لمخاطبة المرسل لها.

في البدء اود القول ان "يوحنا بيداويذ" المفكر الكلداني المعروف في نشاطاته الفكرية والعملية الموجهة لخدمة الانسانية والمجتمع البشري برمته، وشعبنا الكلداني والاشوري والسرياني، وكما حرصه على شعبه الكلداني وكنيسته الكلدانية وبطريركية بابل للكلدان، اقول حاشاه ان يُتهم بحب الظهور وعدم النطق بالموضوعية فهو ليس بحاجة لما يدور في ذهن الدكتورة اخلاص سكرتيرة البطريركية لكي يبين نفسه من خلال تعقيب واخر او من خلال طرح رايه عن موضوع اقره السادة الاساقفة الكلدان لكي يظهر للاخرين فهو معروف جداً في الاعلام.

 كما ان في محتوى رسالتك هذه،  بينتَ لها غرضك وغرض زملائك الكتاب من الاعتراض على ما اقدم اليه الاساقفة وارتكابهم خطأً تاريخياً كبيرا بحق مؤسسة روحية للكلدان دون مراعاة مشاعر الانتمائية للشعب الكلداني التاريخية والجغرافية والاثنية، يعد طرحاً موضوعياً ولشخص واعٍ لما آلت له الامور في بطريركية بابل للكلدان.
 نعم اتفق معك تماماًان السادة الاساقفة، لا يحملون اختصاصات تؤهلهم لاقرار ظواهر تاريخية اجتماعية ونفسية واثنية وادارية، ببساطة من سيرهم الحياتية الذاتية تتبين ما حصلوا عليه من اختصاصات تصب في اللاهوت وفروعه والموقع البطريركي نشرها قبل فترة، وكيف عرفت الدكتورة اخلاص انهم مؤهلون وذلك اختصاصهم ، يبدو انها التي منحتهم هذا الاختصاص؟
 ارجو ان لا نضطر الى فتح ملف عن شهاداتهم من حيث تقييمها ومستواها البحثي ، فاني متابع لما يكتبون منهم، والاغلبية منهم اخذ الدكتوراه واحتفظ بها في جيبه دون ان نقرا له يوما كلمة في الاعلام المفتوح او كراسا او كتابا.. فمن المعيب كما تفضلت في رسالتك ان نفتح هذا الباب .
 
 لو كانت شهادة الاخت اخلاص وغيرها تؤهلهم لتحليل ما يُكتب  لتمكنوا من تمييز ما هو النقد البناء وغير البناء ولما قالت للدكتور مرقس هرمز الذي دون تعقيبه المذكور (شكرا على تفهمكم وهذا الامر نعتز به ) في حين محتوى تعقبه يلغي شعب وقومية اسمه الكلدان  في المضمون، واين التعقيبات الاخرى التي تُشيرين اليها ولم تظهر؟ وكيف تنشر بطريركية بابل للكلدان هكذا تعقيب يُلغي الكلدان تاريخيا؟!!!!!

 ولما اكدت ان مَن نقد قرار الاساقفة الكرام انهم يحبون الظهور ، فمن دخل وعقب في مقالتي المعنية، ونسبة الاخوة الذين كتبوا تعقيباتهم هم من الذين يُشيدون بغبطة البطريرك دائماً والاسماء واضحة جدا لتراجعها.

 هل تفهم وغيرها ان النقد البناء هو في سياق المديح والثناء على الكتابة او العمل، وغير ذلك غير بناء؟ ، هل انها بحاجة الى مقال او محاضرة نبين فيها معنى النقد البناء والهدام، هل يعني ابداء رايي بشكل هادئ ومتزن كما عملت في مقالي والذي الغالبية العظمى التي اطلعت عليه اشادت به وحتى من ابناء شعبنا الكلداني الذين وصلتني ما يقارب 150 رسالة خاصة منهم للاشادة ، فمن جملة اقوالهم:
 هل حقا عملها البطريرك
 ماذا جرى لاساقفتنا
 هل انهم بحاجة لدروس في التاريخ
 هذا هدم وليس بناء
 ولماذا هذا التبديل؟ هل من سبب
 هل انتهت مشاكل المسيحيين ، لكي يلهون انفسهم بهكذا اعمال
 نحن ابناء بابل
 اعتزازنا ببابل اكبر من اي تسمية اخرى
 قال احدهم اذا لسنا من بابل فهل نحن من صومال والسودان؟
 وهل تريد مزيد من الاقوال؟
تعد هذه المداخلة رد فعل ذاته الذي شعرتَ به اخي يوحنا، لان كلام السيدة اخلاص موجه لنا جميعا واول مقال عن الموضوع حررته انا.
 يبدو كون سكرتيرة البطريركية بهذا المستوى في لغة تخاطب الاخرين ومن التفكير والتحليل ولهذا نرى انه يعكس على  مستوى موقع بطريركية بابل للكلدان حيث  فيه الكثير من المتناقضات وضعف في اللغة لنقل الخبر  وفي المقالات ومخاطبة الاخرين.
 وبهذه المناسبة ادعو كافة الاخوة المهتمين والمتابعين ونشطاء الكلدان والكتاب عند الحديث كتابة او شفاهة عن كنيستنا وبطريركيتنا ان يكون ذكرها تحت تسمية

 بطريركية بابل للكلدان

تقبل تحياتي

155
الاخوة في اتحاد الكتاب والادباء الكلدان المحترمون
تحية
يعد ندائكم لغبطة البطريرك الكاردينال ساكو ، خطوة ايجابية ورائعة باتجاه تحملكم للمسؤولية التي عهدتم بها منذ تاسيس اتحادكم لمتابعة شؤون الكلدان في مختلف المجالات ، ولما شعرتم بان اساقفة السينوس الكلداني وقعوا في خطأ كبير في التسمية الجديدة لبطريركية بابل للكلدان  في محاولة استئصال الشعب الكلداني من جذوره وعمقه التاريخي الحضاري في بابل ، وليشعروا انهم ليسوا المسؤولين الوحيدين للتغيير والتبدل باحدى مؤسسات الشعب الكلداني المهمة والاساسية الروحية لهم دون الرجوع الى الشعب المؤمن الذي هو الكنيسة بعينه ، وقد ولى اليوم الذي يعدون انفسهم مالكي الكنيسة وانهم الطبقة المثقفة في الشعب لكي لا يبالون بما يسعى اليه الشعب، فهم متوهمون جدا بان  لا دور للعلمانيين في الشؤون الكنسية غير الروحية، فلا لنا علاقة بما يغيرون روحيا ولاهوتيا، بل يهمنا اسم بطريركيتنا وكنيستنا ليوحي اننا شعب حي وله جذور تاريخية اصيلة في بابل .
 اتمنى من كل المؤسسات الكلدانية والاحزاب السياسية والشخصيات الكلدانية ان تتحرك بهذا الاتجاه.
تقبلوا شكري وتقديري

156
الاخ القدير كوركيس اوراها المحترم
تحية
 شكرا على مشاركتك لنا في ابداء رايك عن الموضوع.
حسب المعلومات المتوفرة عندي، بابل اقدم مما تفضلت به من تاريخ ، ولكن ازدهرت اوائل الفية الثانية قبل الميلاد وبالذات عندما غزاها الاموريين القادمين من الشمال الغربي ومنهم حمو رابي الشهير ، وتدل المعلومات ، ان الكلدان وجدوا فيها وحواليها في الجزء الجنوبي من بلاد النهرين جنبا الى جنب مع الاكديين ، واقترنت بابل بالكلدانيين بالرغم من استيلاء اقوام اخرى دخيلة عليها من الاموريين والحثيين والكشيين والاخمينيين والسلاجقة والسلوقيين الذين انتهت مكانتها على يدهم بعد بناء مدينة سلوقية وانتقل سكان بابل معظمهم اليها. على كل حال لا مجال لتفاصيل تاريخية، شخصيا ارى، طالما اخر دولة وسلالة في مدينة بابل من سكان بلاد النهرين الاصليين هي الكلدانية، فتبقى بابل مقترنة بوجودهم ، فمن هنا لابد ان تُذكر لتكتمل ابعاد الفكرة المتوخاة منها وربطنا بعمقنا التاريخي في بلاد النهرين وكما ايضا الكنيسة طالما بدايتها والكرسي الاول للبطريرك كان ضمن حدود بلاد بابل في المدائن الحالية.
وارجو الانتباه جميعنا وبما فيهم غبطة البطريرك الموقر ساكو والسادة الاساقفة، لا يجوز لغويا ان نسمي البطريركية الكلدانية، فهذا خطأ نحوي بل بطريركية الكلدان او بطريركية بابل للكلدان او كنيسة المشرق للكلدان وليس الكلدانية لان في هذه الحالة، تمنح الصفة للكنيسة او البطريركية. انما لابد ذكر اسم الشعب كما هو الكلدان، وذلك بحسب اللغويين في اللغة العربية. كما افادني ذلك قبل يومين.
نعم معك ومع الاخ يوحنا في مسالة الوقوف على رائي الشعب وثم اجراء دراسة في ضوء النتيجة.
ويبقى رايك موضع احترام وتقدير اخي العزيز.
تقبل محبتي

157
الاخ القدير يوحنا بيداويذ المحترم
 تحية
شكرا على مشاركتك الراي في الموضوع الحالي، واضافاتك التي فتحت مجالات فكرية وموضوعية اخرى، وهي اللامبالات التي يكنونها الاساقفة تجاه الشعب المؤمن، وكما نبهتنا الى موضوع مهم، وهو اجراء استفتاء شعبي، وعلى ضوء نتائجه تُجرى دراسة عن الموضوع، وان لا يتفرد الاساقفة باقرار هكذا قضايا ادارية وليست من اختصاصهم، كما من حق الشعب ان يقر فهو الكنيسة بعينها وليس هم، فواجباتهم معروفة هي تقديم اسرار الكنسية وليس غير ذلك.
 بهكذا تصرفات منهم لا تزال اذهانهم اسيرة الافكار البالية التي كانت في السابق لاعتبار الكنيسة هي ملك لهم وانهم الادرى بشؤنها، وكما يعدون انفسهم الطبقة المثقفة من المجتمع، ولا يتمكنوا من استيعاب انهم اصبحوا طبقة ثقافية ادنى بكثير من ابناء الشعب المؤمن في عصر العلم والمعرفة المُتاحة والتحصيل الدراسي المُتاح للجميع.
 تقبل محبتي

158
الاخوة المعقبين الكرام
تحية
 بعد الاستئذان منكم اود توضيح بعض ما يتعلق بفقرة من مقال غبطة البطريرك الكاردينال ساكو التي تخص تسمية كنيستنا في مقاله الاخير.
(تسمية البطريركية. تسمية بطريركية بابل للكلدان تسمية متأخرة نسبياً تعود الى سنة 1724 ثم سنة 1830 في زمن يوحنا هرمز . بابل هي عاصمة الامبراطورية الكلدانية، أي أنها قومية بحتة، ولم تكن كرسياً اُسقفيا. اليوم سكان بابل مسلمون. عمليا نجد صعوبات في المعاملات بسببها، كما اننا منتشرون في العالم، لذا تبنينا بالإجماع تسمية: “البطريركية الكلدانية“، كما كنا في سينودس 2019 قد سمينا أبرشية دهوك وليس العمادية لان دهوك محافظة يقطنها مئات العائلات الكلدانية. فما هي المشكلة؟ ولماذا هذا التطاول على االرئاسة الكنسية؟ من المؤسف ان شعبنا ينجر وراء العواطف والشائعات. من من هؤلاء المعلقين متخصص في الدراسات الكنسية؟ في حين ان نصف الأساقفة يحملون شهادة دكتوراه في العلوم الكنسية،  والنصف الآخر ماجستير؟)

 شكرا غبطة البطريرك على الاهتمام والمتابعة وطالما تخص فقرتكم هذه، المقال الحالي اود توضيح ماياتي:
 حتى لو كانت تسمية متاخرة لكن توافقية جدا ومعبرة، ولا يعني كل قديم ممكن ازالته، فهناك من التراث ما هو مفيد فعلا.

نعم وهذا المهم لان بابل كانت عاصمة الكلدانيين، وهي تسمية جغرافية وليست قومية، التسمية القومية هي الكلدانية، وبتسميتكم الاخيرة الغيتم البعد التاريخي والجغرافي للكلدان.
 ومن جهة عندما نقول بابل نقصد ببلاد بابل، وليس فقط العاصمة مدينة بابل فحسب، وكرسي كنيسة المشرق منذ نشأته كان في قطيسفون وساليق، المدائن حالياً، وهذه تقع ضمن بلاد بابل ولهذا جاء اجدادنا وباتفاق مع روما لتسمية الكرسي وليس لانه في مدينة بابل حصراً.

ليست بابل اسلامية الان فقط، بل كل العراق بلد اسلامي من منظور الرسمي الحكومي، اليست بغداد اسلامية؟   اليست اسطنبول اسلامية بحتة ولا يزال كرسي اليونانيين هناك ولم يتزعزع؟ اليست انطاكية اسلامية والسريان متمسكين بتسميتها؟وما هو الضرر انهم مسلمين، اليس من الافضل ان نبين للعالم ارتباطنا الجغرافي وعمق حضارتنا البشرية اينما كنا؟والا ما معنى الهوية التي تؤكدون عليها؟

مقارنتك ابرشية العمادية وتغييرها الى دهوك مع الموضوع الحالي غير صحيح ، كيف تقارن الجزء مع الكل، هل ظروف ومعطيات الكنيسة التي تمثلها البطريكية هي نفسها للجزء الذي هو الابرشية، علما في القديم لم يكن بمقدور البطريركية تغيير او الغاء الاسقفية او تعيين اسقف الا باستئذان من الاهالي وموافقتهم في الماضي كما يتبين من تاريخ الكنسي.وكما تفضلت فما هي المشكلة ، وايضا اقول لغبطتكم فما هي المشكلة لبقاء تسميتها كما يريد الشعب المؤمن؟

 اي صعوبات غبطة البطريرك الموقر ، مئات السنين لم نسمع بمثل هذه الصعوبات ، والان تحدث!! ان كانت الحكومة الحالية تعاني من الامية الحضارية والتاريخية او بعض الكرادلة الذين سألوك عن تسميتها ان كانوا يعانون من الامية الحضارية والتاريخية هذه مشكلتهم وليست مشكلتنا. والعملية سهلة ، توضيح رسمي من لدنكم موجه للحكومة والكرادلة الذين لا يعرفون بابل لكي يعوا ذلك.

 لا افهم ماذا تقصد بالشائعات وانتم اعلاميا حررتم ذلك !!! واما عاطفيا ، شخصيا لا تفسيرات لي بهذا الشأن وانما لي حُججي العلمية في سياق اختصاصي.
 
وثم ماذا لوكان اختصاص الاساقفة تاريخ كنسي ، ما علاقة التسمية الكنسية بذلك ، انها مسالة ادارية وجغرافية وحضارية ونفسية وتنظيمية، كم منهم له اختصاص في الحضارات القديمة ؟ والجغرافية والتاريخ العام؟ ما علاقة دكتوراه  عن حياة مريم العذراء او لاهوت احد لاهوتي الكنيسة او فلسفة الفارابي مثلا في تسمية الكنيسة والادارة والحضارة، ومن جهة اخرى  بهذه الفكرة تعدون ان الكنيسة هي ملك الاساقفة فهم يغيرون وهم يثبتون حتى في القضايا غير اللاهوتية ، واما العلمانيين فلا مشاركة لهم الا حبر على الورق وارجو ان لا تقول لي شاركوا في السينودس. وكما تعلمون وتؤكدون ان الكنيسة هي جماعة المؤمنين، فاين اساقفتنا من هذا؟ ا ليس من حق العلمانيين وهم اعضاء في الكنيسة ابداء رايهم في تسمية كنيستهم؟ ومنهم هم حملة شهادات اختصاصية اكثر دقة وعلاقة مما لدى الاساقفة؟

تقبل تحياتي غبطة البطريرك الموقر. مع تمنياتنا باعادة النظر في قرار السينودس عن تسمية البطريركية لان الشعب ممتعض ومتذمر جداً.
رابط المقال
http://saint-adday.com/?p=44999


159
الاخوة القراء الاعزاء
 الاخوة المعقبين الاعزاء
 وردت لحد الان العديد من الرسائل عبر وسائل الاتصال الخاصة من عدة مهتمين ومتابعين للموضوع وكانت جميعها تصب في تاييد الفكرة التي وضعتها.
انما احد الاخوة الاعزاء المتميزين ويتقن  اللغة العربية اتقاناً كبيراً وذو معرفة واسعة في التاريخ وفي مختلف المجالات وله مركز اداري مهم كتب مشكورا رايه ولفت انتباهي وانقله هنا لاهميته ماياتي:
 مصطلح (الكلدانية) خطأ من الاساس لانه يجعل الهوية صفة كتسمية بدل ان يعززها على غرار تغيير الجمهورية العراقية الى جمهورية العراق ، كان المفروض ان يترجم الاسم الكلداني للكنيسة بشكل حرفي كالاتي :
( بطريركية بابل للكلدان) والاصح في رايه كنيسة المشرق للكلدان . ويؤكد هذا ناتج عن قرارات شخصية غير مدروسة مع الاسف.
شكرا لهذه الملاحظة القيمة
 واسف لعدم ذكر الاسم لكي لا اتجاوز على رغبته.
محبتي

160
                          السينودس الكلداني لم يُوفّق في تسمية كنيستنا
                                     لماذا؟ وما هو البديل؟

د. عبدالله مرقس رابي
                         
                      جاء في البيان الختامي للسينودس الكلداني المنعقد للفترة 9-14 من اب 2021، وفي الفقرة التاسعة تحديداً (تسمية البطريركية الكلدانية عوض عن بطريركية بابل على الكلدان، وعبروا بحماس عن اعتزازهم بهويتهم الكلدانية). على أثر هذا التغيير لتسمية كنيستنا. اتصلت للتشاور هاتفيا مع العديد من اعلاميين ومفكرين ومؤرخين ومهتمين بشأن الشعب الكلداني، وبعد ان طرحت الفكرة التي سأوضحها كانت استجابتهم بالتأييد لها، ومن جانب اخر عبروا عن خيبة أملهم مما أقدم اليه المجتمعون واعتبروه اخفاقاً بدلا ان يكون منجزاً إيجابيا.

 جاء التغيير استجابة لمقترح غبطة البطريرك الكاردينال ساكو الذي اقترحه قبل عدة أشهر بتسمية (بطريركية بغداد على الكلدان) حسناً عملوا وتداركوا انهم لم يتفقوا على تلك التسمية الغريبة البعيدة عن المنطق والحالة التسموية، وكان اقرارهم بالتسمية الجديدة. ويبدو انه قد وصلت اعتراضات على المقترح الاولي لغبطته.

 من المعلوم منطقياً ومنهجياً ان أي مقترح او فكرة يقدمها الشخص او الباحث، تعد فكرة أولية وفرضية في السياق البحثي وتحتاج الى برهان واختبار ولا يعني مناقشتها من قبل مجموعة معينة تفتقر الى الاختصاص والخروج بالقبول او الرفض بانها فكرة سليمة، فهكذا مقترحات يجب ان تخضع لدراسة مستفيضة ومن مختصين أصحاب الشأن، وما تتوصل اليه دراستهم ستكون المقرر النهائي. بينما هنا في هذه الحالة لم نسمع او نقرأ عن دراسة أجريت لهذا الغرض. او لأغراض أخرى.

 لماذا عدم التوفيق؟
                  نلاحظ من متابعة تاريخية، ان كل كنيسة رسخت وجودها تدريجياً من حيث الإدارة والتنظيم منحت لنفسها تسمية تتضمن دلالات جغرافية وتاريخية واثنية والتزمت بها، والامثلة عليها متعددة، كنيسة المشرق، وعرفت بكنيسة كوخي في قطيسفون وساليق، كنيسة البيزنطية، وثم كنيسة الروم بشقيها الكاثوليكي والأرثودوكسي، وحديثاً كنيسة المشرق الاشورية، حسناً عملوا والا ماهي حدود كنيسة المشرق الجغرافية؟ وكنيسة انطاكية للسريان بشقيها، كنيسة الكرازة المرقسية للأقباط في الإسكندرية بشقيها، كنيسة الرومان اللاتينية، كنيسة روسيا الأرثدوكسية، كنيسة أرمينيا وهكذا، مع تغيير مكان إقامة البطريرك بحسب الظروف الأمنية عبر العصور دون المساس بالتسمية الأساسية. وتتضمن اغلب هذه الكنائس أقوام مختلفة.
يتبين ان الابعاد الثلاث، التاريخية والجغرافية والاثنية هي اهم عناصر او دلالات تحديد التسمية الكنسية، وان كانت تسمية كنيسة المشرق جغرافية لأنها جامعة لكل الاقوام الشرقية في المنطقة، الا انه اقترن ذكرها ببطريركيتها بكنيسة كوخي. الدلالات الثلاث المذكورة لو اجتمعت في التسمية الكنسية، لأعطت بعداً شعورياً نفسياً اجتماعياً متكاملا للانتماء للهوية والاعتزاز بها عند اتباع الكنيسة أكثر مما لو اقتصرت على رمزية واحدة.

فالتسمية المقررة حالياً (البطريركية الكلدانية)، تفتقر الى الابعاد والدلالات الأساسية لكي تُعرف الاخر بهوية الكنيسة الاثنية التي تربط الكلدان ببعضهم كما وُرد في تصريح البيان الختامي للسينودس (من الأهمية بمكان تقوية حضور كنيستنا في العراق، بسبب الارض واللغة والتاريخ والتراث....) كيف اذن تُعرف الاخر او حتى الكلداني ان مشاعرهم الانتمائية واحدة من حيث انتمائهم الكنسي ولا يعرف ارضه جغرافياً وجذوره التاريخية الاثنية بحسب ما حُدد من مقومات الهوية الانتمائية، وبالأخص لكلدان الشتات الذين لم يبق لهم شيءٌ من هذه المقومات الانتمائية الا الشعور بالانتماء لان كل شيء قد تغير، الأرض، اللغة، التراث بما يحتوي من تقاليد وقيم وسلوكيات، اي مجمل محددات الهوية الثقافية؟
كثيراً ما يصادفنا نحن في الغرب أحدٌ يسألنا عن اصولنا او تبعيتنا، فالإجابة تكون كلداني، يبقى ساكتاً لان الجواب غير شافٍ بالنسبة له، اذ سبق لم يسمع بالكلدان الا في حالة وجود كثافة سكانية عالية منهم في مدينة معينة فعن طريق التفاعل الاجتماعي اليومي يصبح الكلدان معروفين على المستوى الشعبي، وهكذا بالنسبة الى الاثنيات الأخرى من الكورد او الاشوريين او السريان او الفرس وغيرهم. بينما عندما نستطرد في الجواب ونقول من بابلون فيستسيغ ذلك أكثر. حيث ان بلاد بابل مألوفة لدى الشعوب الأخرى وحتى عند العرب والكورد الذين نشاركهم الوطن من أي تسميات أخرى. وهكذا لو طبقنا المثال على كل الاثنيات ذات الأصول التاريخية في بلادها تبقى غير معروفة على المستوى الشعبي وحتى الرسمي، باستثناء بعض المختصين المتقدمين في دراسة الشعوب القديمة. الا كما قلت في حالة تواجد كثافة سكانية منهم في منطقة معينة، مثلما يتم التعرف للكلدان بشكل واضح في ديترويت وسانديكو وتورينتو وسدني وملبورن، والاشوريين في شيكاغو وبعض مدن كاليفورنيا وملبورن وهكذا.
اذن عندما تُلحق دلالات تاريخية جغرافية في تسمية الكنيسة، فمن السهولة يتم إدراك المتابع وحتى الباحثين والمهتمين، ماهية الكنيسة واصولها وتبعاتها وهويتها الثقافية. مثلما نشخص بسهولة كنيسة الاقباط والرومان اللاتينية وغيرها.
 
 ما هو البديل؟
              لغرض تكامل ابعاد المثلث للدلالات الرمزية في التسمية الكنسية، التاريخ والجغرافية والاثنية، اقترح ان تسمي (بطريركية بابل الكلدانية) في هذه الحالة سنرسخ الشعور الموحد للانتماء للهوية الكنسية والاثنية التي حدد أهميتها السينودس الكلداني كما ذكرت آنفاً بالنسبة لاتباعها، وتعريف هويتها للأخرين من حولهم أينما كانوا.
 ورود بابل سيرسخ بُعديْ التاريخ والجغرافية، أي من هم تاريخياً وما هي جغرافيتهم، وذكر الكلدان بالطبع سيرسخ الانتماء الاثني. أي ان الكلدان المعنيين ينتمون تاريخياً وجغرافياً الى بلاد النهرين وعند الشعوب الأخرى ( ميسوبوتيميا) ووجودهم في بقاع أخرى غير بلاد بابل المعروفة يرجع الى عوامل متعددة، أهمها، التهجير القسري اثناء الحروب منذ القدم و التشتت بسبب التمييز الديني والعنصري والاضطهادات المتكررة فلجأوا الى حيث الأمان، وايضاً منذ وجود الكلدان في بلادهم بابل التي اقترنت عند الآثاريين عندما يتحدثون عنها، يكون المقصود الكلدان لارتفاع نسبتهم السكانية فيها وممالكهم التي ظهرت تاريخياً على ارضها واخرها الدولة الكلدانية للفترة 613- 539 قبل الميلاد.
 ولا مجال هنا للخوض في التاريخ، بل هناك مصادر رصينة أكاديمية، اثبتت تشتت الكلدان منذ القدم في بلاد النهرين وما حولها من البقاع، وأبرز تلك المصادر المختصة والتي ركزت على عملية التهجير قسراً للكلدان القدامى، هما: (الآثاري بوستين اودد، في كتابه المعنون " التهجير الجماعي والمهجرون في الدولة الاشورية الحديثة" والآثاري دانييل ديفيد لوكنيل في كتابه "المدونات القديمة للدولتين الاشورية والبابلية") باستقراء البيانات من حوليات الملوك الاشوريين الموجودة في المتاحف بالدرجة الأساس ومصادر أخرى. وقد اعتمد عليهما في تأليف كتابه المؤرخ (حبيب حنونا والمعنون سفر الخروج الكلداني) إضافة لعشرات المصادر. واستعان بالجداول المنظمة فيها عن أماكن التهجير من والى اين) بالتفصيل، واطلعت عليها شخصياً اثناء اعداد كتابي الأخير في مكتبة جامعة ماك ماستر الكندية، ففيه معلومات مذهلة عن تهجير ما يقارب مليون وربع كلداني الى بقاع أخرى من بلاد النهرين وما حولها شمالاً وغرباً وشرقاً مع تسمية أماكن الخروج وأماكن الاستيطان في تلك الازمنة القديمة. وكما هو معروف، في الازمنة المتلاحقة تشتتوا بسبب الاضطهادات التعسفية ولا يزال الى يومنا هذا.

فإذن ورود اسم بابل في تسمية كنيستنا وترابطه مع ذكر الكلدان هو دلالة رمزية لانتمائنا الجغرافي وعمقنا التاريخي في العراق اليوم وفي الحضارة البشرية، ومن هذا المنطلق اناشد وادعو أعضاء السينودس الكلداني، إعادة النظر بما اتفقوا عليه من تسمية في اجتماعهم الأخير، وتشكيل لجنة اختصاصية من المفكرين الأكاديميين والإعلاميين والنفسيين والاجتماعيين والاساقفة لإثبات صحة ما وضعت من مقترح الحالي وصواب التحليل، والا ما معنى تأكيدكم على دور العلمانيين في الكنيسة، فهل يقتصر دورهم على حمل (التبسية) لجمع الحسنات والهبات؟ علينا عندما نقول دور العلمانيين في الكنيسة وادارتها ان يكون دوراً جدياً وليس هامشياً كما نرى اليوم ومستنداً على لجان تخصصية، وان لا يكون شعاركم (ليس شغلكم، كما يرد على لسان معظمكم، ليلي شولو خن) وقد ولى ذلك الزمان القروي، اذ انفتحت الاذهان، وبات يُعرف ما في الخفايا لأي مؤمن في عصر الاعلام المفتوح والثورة المعلوماتية.
 ارجو من غبطة البطريرك والسادة الأساقفة الكلدان ان ينظروا الى الموضوع المطروح بجدية، مما له من انعكاسات نفسية واجتماعية وانتمائية للهوية الثقافية عند اتباع الكنيسة. مع الشكر لكم وللأخوة المتابعين والمهتمين والقراء.
 كندا في 18 اب 2021                 
  رابط البيان الختامي للسينودس الكلداني
http://saint-adday.com/?p=44932
                     
                     

161
المفكر القدير يوحنا بيداويذ المحترم
 تحية
 اود الاشارة الى ان ما جاء في مضمون مقالك هو انعكاس لادراك الواقع الفكري والثقافي والاجتماعي والسياسي لشعبنا الكلداني في البلد الام والشتات، فتناولك متغيرين والبحث في العلاقة بينهما ، واقع الكلدان والعولمة مهم جداً لنقف على المعطيات الفكرية المهمة التي تقود الكلدان الى الاعتزاز والاهتمام بهويتهم الاثنية المتجذرة في بلاد النهرين، ومرت بعهود مختلفة في تاثيرها على الهوية الكلدانية ، واتفق معك على كل ما طرحت من مقترحات لتكون منطلقات لدراسات اولية رصينة لاختبارها يمكن اعتمادها لرسم خارطة الطريق.
تقبل محبتي

162
الاخ زيد ميشو المحترم
تقبلوا تعازينا القلبية لوفاة ابن عمك طلعت ميشو الكاتب الكبير والقدير وتعازينا موصولة لعائلته وذويه واصدقائه جميعاً
نطلب من الرب ان يحفظه في ملكوته السماوي والصبر والسلوان لجميع محبيه .
 كان المرحوم كاتباً قديراً وصريحاً ويعبر عن رايه بجراة ، وما تميز به هو بالرغم من صراحته انه لم يسىء لاحد ، بل كانت معطياته الفكرية تصب في المحبة والسعادة وحرية الارادة وكل معاني الانسانية ، كما ان الاصدقاء القريبين منه في مشكين الذين خسروه برحيله، هم شهود عمليين معه على ما تميز به طلعت من خصال حميدة انسانية، واحبه كل من التقى معه.
اخوكم
عبدالله رابي

163
الاخ قشو إبراهيم المحترم
تحية
    شكرا على قراءتك للمقال ومداخلتك التي قرات مثلها مرارا وكلها تصفيط كلام عاطفي وفرضيات وهمية لا أساس لها، وقد فُندت من قبل الرحالة الأجانب وهكذا فندتها في كتابي الأخير. وبصددها أوضح ما يأتي باقتضاب، وانت راجع المصادر الحقيقية الموضوعية، لا تلك التي كُتبت من قبل رجال الدين او السياسيين.

 قبل كل شيء اود تذكيرك ان اول من اخذ تسمية الكلدانية التي اُطلقت على كنيسة المشرق زمن البطريرك مار يوحنا سولاقا 1553 وورثة سلسلته البطريركية هم بطاركة الكنيسة الاشورية الحالية، بينما تسمية كنيستنا الكلدانية بعدهم حوالي 300 سنة وسميت كنيسة بابل على الكلدان، فهل تحل هذه الحزورة؟

 اما مجيئنا من اشيثا الى مانكيش، قبل 100 عام، هناك غيرك من البسطاء يقولون ذلك، بخصوص ذلك أقول:
 من حسم علمياً ان سكان العشائر النسطورية التي سكنت هكاري كانوا اشوريين؟
 لو تتمعن في الدراسات التي أجريت عن تلك العشائر من قبل الرحالة في القرن التاسع عشر، سترى بالضبط ما الذي تفسره، واختلفت نظرياتهم في تفسير اصولهم لحد ان بعضهم يؤكدون ان تلك العشائر ليست من جذور عرقية واحدة في تحليلهم للبنية الجسمية لهم وشكلها فهناك الاختلاف واضح بينها. والفرضيات كثرت، منهم قالوا أصول كوردية واخرين يهودية واخرين من بلاد النهرين، ومنهم قالوا من السخافة والسذاجة نعتبرهم من اشوري نينوى  فتلك اسطورة، ومن الغريب جدا كما اكدوا ان يكونوا كذلك من اصول ذلك القوم المتقدم في زمانه وهم الان متاخرون جدا عن ركاب الحضارة بين هذه الوديان، واخرين قالوا انهم سكان تلك الجبال نفسها، وعندما كانت تحكم الدولة الاشورية كانت تلك الجبال تقع ضمن الدولة الميتانية التي امتدت من العمادية والى ماردين الحاليتين والى وان شمالا. ومن جهة أخرى أنفسهم ما عرفوا هويتهم لو لا بادجر ووليم ويكرام اللذان جاءا للتبشير من خلال فرق الكنيسة الأنغليكانية هناك، للحد من مد الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية، ونفوذ الفرنسيين. راجع كتب الرحالة رجاءً. واقترح عليكم ان تذهبوا لأقرب مختبر فحص دي ان أي، فاذا كانت نتيجة 40٪ منها ذات أصول شرق أوسطية انا ابصم بالمئة أني اشوري، والفحص مجانا لمن يريد في كندا. والا سترى ثلاث ارباع دمائكم ودمائنا أيضا هم قوقازيين وروسيين ورومان والمان ومغوليين وغيرهم. وعليه أقول كباحث اجتماعي الشعور هو الفاصل في الانتماء القومي وليس الاكراه.

بالرغم من أنى أقول عملية التأريخ وليس التاريخ مهزلة وهراء، الا أنى أقول لك اقرا جيدا كتب المؤرخين الأجانب الذين يذكرون ممالك الكلدان قبل وجود الدولة الاشورية بقرون، وراجع حوليات ملوك الاشوريين أنفسهم وسترى كيف يذكرون ممالك الكلدان والاراميين والعيلاميين والعرب متزامنا مع وجود الاشوريين، وان لا تكتفي بقراءة سطحية للمصادر بل فسر عملية تفاعل الحضارات على مر العصور، وكيف تعمل.
 
 هذه كليشة السحرة ما عندكم غيرها ولهذا أقول كلام مصفط، لو تعرفون كيف يتطور العقل البشري ومراحله لعرفتم ماهية السحر، وليست مشكلة، الكلدان في الجنوب سحرة والاشوريين في الشمال مشعوذين. نحن جاءت تسميتنا من المهنة، وأنتم جاءت تسميتكم من اسم إله، فكل جماعة بشرية لابد لها سبب لتسميتها لتكن ما تكون، فنعتز باننا كنا أصحاب علم ومعرفة وحكمة في بابل ومحيطها ولا يزال العالم يستخدما ما توصلنا اليه في تقسيم الوقت.
 
نحن لا نعتبر أنفسنا اشوريين، وما لنا ولكم، تجاهدون وتفجرون أنفسكم من اجل الاحلام والاساطير والسراب التي اُدخلت في ذهنية اجدادكم المساكين بين الجبال العاصية الذين كما قلت حتى لم يعرفوا من هم، كما يقول أحد اثوري أورميه الضابط في الجيش، ان ما اُشيع من تسمية اشوريين لنا لم نتقبلها وكانت غريبة علينا (اقرا كتاب تاريخ الاشوريين من تأليف كورش شليمون ص13.)
 
سلسلة الملوك المذكورة من قبلكم احتفظ انت بها ولا تعرضها لنا، ليس هذا الا هراء وتسفيط عاطفي بعيدة عن الحقيقة، ويبدو كنتم قد عمدتموهم وعرفتم انهم اشوريين!!

 تطلب مني ان اذهب الى الوطن لاستطلع كيف يعيش الناس المساكين.
انهم مساكين ويعيشون بمأساة بسببكم وما تطلقون من تصريحات سياسية لإعادة الامجاد الأسطورية، بينما نحن الكلدان في الداخل والخارج نتعامل بحكمة مع من يشاركنا الحياة ولا نفكر بأساطير التاريخ. فلا نريد ارض او محافظة او حكم ذاتي او ما شابه، بل نعتبر ارضنا هي الوطن العراق نعيش عليه بسلام مع من يشاركنا الأرض في ظل عدالة قانونية.
فأرجو منك اخي قشو ان تغادر ساندييكو وتذهب مع الاشوريين المتعصبين وتحرر شرقاط أولا وترفع العلم الاشوري فوقها وتستمر في تحرير باقي الأراضي حتى هؤلاء المساكين يعيشون في الرخاء ونحن نهلهل لكم ونتبعكم، لو لا حكمة مسؤولي الكلدان الروحانيين والعلمانيين لما بقي على قيد الحياة أحد منكم في البلاد.
 الى متي تصحون ولا تتشبثون بما يقوله رجال الدين وخصوصا من ليس له اختصاص مع هذا، انصحك ان تقرا بحث المطران سرهد جمو المعنون (الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية)، ستصدم مما قاله عن الكلدان وغيرهم، وقد قال الحقيقة عن الكلدان، وكن حذراً في نقل المعلومة، اذ اكتشفت تحويرا وتزويرا في فديوات صوتية وكتابات متعددة من قبل الاشوريين المتعصبين والمجلسيين.

 اخي قشو اني احترمك جدا، واحترم كل الاشوريين، واقولها لك ولكل الاخوة الاشوريين المتعصبين ، اتركوا غيركم بحالهم، اذا أرادوا الانتماء الى قومتيكم فهم يأتون طواعية، فلا يمكن اكراه احد والزامه للانتماء الى ما لا يرضى به، هل من المعقول تجبرني على تناول غذاء غير متعود عليه نفسياً، فنحن الكلدان والسريان أيضا نعرف انفسنا وجذورنا ولنا تصرفات ومواقف وتفكير مختلف عنكم انتم الاخوة الاشوريين تماماً والفرق شاسع وكبير، لنبقى نحترم بعضنا ونتضامن ونوحد مواقفنا افضل من هراء التاريخ والملوك والأصول والفصول التي لا تقدم ولا تؤخر، وماذا وبعدين لو كانوا كل ملوك التاريخ اشوريين، ما الذي احصله اليوم؟ هذه أفكار عفي عليها الزمن في البلدان المتحضرة، كل الشعوب المتحضرة مشاعرها الانتمائية هي للوطن وليس لغير ذلك ولو لا النظام السياسي الشاذ في العراق لما ظهرت على السطح هذه الخزعبلات القومية المتخلفة ثانية.

 تقبل محبتي وارجو ثانية لا تدخلني في متاهات وكلام مكرر من قبلك ومن الاخرين، ولا تأتي من رد تقتبسه من مصادر مكتوبة بعاطفة ومن قبل السياسيين ورجال الدين.. فكل شيء عن الموضوع هذا امتلك معلومات مستفيضة عنه.

164
الاخ المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
 ارجو ان تكون والعائلة الكريمة بخير وعافية
شكرا على متابعتك ومداخلتك التي بمعطياتها الموضوعية تدعم ما جئت من افكار في المقال.
ليست النكبات تلاحق الاشوريين وتسحب خيوطها علينا نحن الكلدان والسريان تلك التي وقعت في العقود الاخيرة فحسب، بل النكبات بدات منذ ان خدعهم وليم ويكرام في منتصف القرن التاسع عشر في بثه افكار انهم بقايا اشوري نينوى دون دلائل علمية اكيدة ولا براهين يقينة، كما اكد عشرات الرحالة الاخرين في تفنيدهم لاراء ويكرام، بل يعدون ذلك اجتهاد وموقف سياسي ديني للتنافس في عملية التبشير ما بين الانكليكان الانكليز والكاثوليك الفرنسيين، ولم تكن محاولاته الشيطانية كمبشر انكليكاني الا لتقييد المد الفرنسي في الكنيسة المشرقية لغاية في نفس الانكليز كما يقول الاخ المهندس عبدالاحد قلو. فالنكبات كما تشهد العديد من المصادر بدات من ذلك اليوم وتغيرت افكارهم من الارتباط الديني الروحي الى افكار قومية وتحقيق الامجاد الاسطورية لتاسيس دولة او ما شابه، وهذه ما يوكد عليها جون فييه ، بانهم يعيشون في احلام وافكار اسطورية وكان نتيجتها الضحايا البريئة.
 المشكلة عند دراسة التاريخ، يكتفون بالقشور من قال وقيل من قبل الفلاني، ولكن الاهم هو دراسة ما الذي حدث من تفاعل الحضارات . فنحن الكلدان نختلف عنهم كلياً في افكارنا وتطلعاتنا، ولنا خصوصيتنا. فالبطريرك الكاردينال ساكو لا بد ان يكون له راي طالما هو كلداني ومن موقع مسؤوليته الروحية ان يكون له كلمته عندما يرى ان الشعب الذي ينتمي اليه يعاني جراء الخُدع التي اُختلقت من قبل الاحزاب الاشورية السياسية والمجلسية عن التسمية القومية وتاثيرها على الوجود السياسي والاجتماعي والنفسي للكلدان.
تقبل محبتي

165
الاخ المهندس القدير عبدالاحد قلو
 تحية
 شكرا على المتابعة ومداخلتك الجميلة والصائبة في المعنى ،ومستوحية من الواقع.
 نعم انها عقدة الخوف من العدد ، وهذا العدد الكلداني الذي يفوق مرات ومرات على الاشوريين يصدمهم كلما يطالب الكلدان بتثبيت تسميتهم رسميا في البرلمان، فهم يدركون تماما ما الذي سيحدث لو تم التعاطي مع المكونات العراقية استنادا على الحجم السكاني، ولهذا اذا توفرت العدالة، سيفقدون مصالحهم ومنافعهم الشخصية لعدم تمكنهم التنافس مع القدرات الكبيرة للكلدان في كل المجالات، وسوف تحد العملية من احلام اليقظة الاسطورية والسرابية لاعادة المجد الذي مضى عليه الاف السنين. فانخدعنا الى هذا اليوم ، ولكن بوجود غبطة الكاردينال ساكو الموقر والخيرين من الكلدان المهتمين سيتم تحقيق العدالة، وتنبيه المسؤولين الى الوجهة الصحيحة لرفع الغبن عن الكلدان، وهكذا يخطون السريان الخطوة ذاتها.
تقبل محبتي

166
بعد الاستئذان من الاخ زيد
الاخ اوشانا يوخنا
 تحية
اولا اسف للسهو الذي وقعت به لكتابة اسمك، فلا اقصد شيئا بل زلة قلم لاستمرارية في الايام الماضية للحديث عن الاخ اوشانا نيسان.
 اما عن معنى كلمة كاردينال، فما تقصده انت انا لم اذكره ولم اذكر انه قيادي خاص للسياسة وماشابه، ان كان في العقل الباطني شيئا من هذا القبيل لتبعثه هنا فهي مشكلتك.
 ثانية اوضح المعنى
 كل  مفهوم له تعريفين، اولهما اللغوي  الحرفي، والثاني الاصطلاحي الذي يحتاج الى شرح المقصود به
 ففي مداخلتي بينت ترجمته الحرفية، وبعدها شرحت ما المقصود به وكيف تتطور واستعانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية به، فكلمة كاردينال كصفة اطلقت على رتبة رجل الدين وهي طبعا ليست درجة كهنوتية، وهؤلاء يتم اختيارهم من قبل البابا ليكونوا اعلى المراتب للبحث في قضايا الدينية مباشرة معه ولكل منهم دوره ومسؤلياته.
فهي  لغويا تعني  " المفصل" او " الرباط" الذي يثبت الباب بالجدار ، واصبحت لتعني شيئا يعتمد عليه التطور ومهم جدا، فاذن هنا الكاردينال شيء مهم يعمل كما يعمل المفصل الذي يثبت الباب بالجدار ، فهو يساعد البابا في تثبيت الايمان والعقيدة من خلال تحمل كل واحد مسؤولية دور معين، وليس للتفريق او الفصل كما وصفتها بحسب ما ارتأيت.
تقبلوا محبتي

167
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
 شكرا على متابعتك ما اكتب وعلى مداخلتك القيمة التي تؤكد فيها ليتعظ كل الكتاب ، ليكون هدفهم من الكتابة ان ينصب في مصلحة الكلدان والاشوريين والسريان وكل المسيحيين، وما تحققه اية اثنية منها ستعكس اهمية ذلك في صالح الكل، كما اشارتك الى ان لا يقتدي الكتاب بالسياسيين الذين يبحثون عن الكراسي والمصالح فهي مهمة، بالطبع سيكون وجودهم وعملهم لاجل منافع شخصية .
تقبل تحياتي

168
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
 تحية
 تسليطكم الضوء بشكل مقتضب على اهم ظاهرة اجتماعية وهي التغير ، مهمة جداً، فهي التي تجعل من المجتمع في حالة ديناميكية لاجزائه التي هي محور التغير ، بينما تبقى الاجزاء الاخرى في استاتيكياتها الاستقرارية، والتغير ظاهرة حتمية الظهور، لا يمكن السيطرة عليها طالما هناك عوامل داخلية ذاتية وخارجية تؤثر على مجرى الحياة الاجتماعية في مختلف الجوانب، لولا حتمية التغير ، لبقت البشرية في طورها البدائي المتنقل، وهناك نظريات متعددة بحثت في التغير.
  العوامل المسؤولة عن التغير هي التي يسميها علماء الاجتماع الحركات الاجتماعية، فهي تغير المودة في كل مناحي الحياة، والمواقف، والتقاليد والقيم، وكل شيء .
 اعتقد الذي تقصده من رسالتك الفكرية هذه هو: خلق التوازن في المجتمع عندما يتعرض الى التغيير، بحيث لا يؤثر التغيير على واقعه، وهذا يتم بتشريع قوانين تساير ظاهرة التغير، لكي يبقى التوازن قائما في المجتمع.
اخي يوحنا: الاخلاق مسالة نسبية،مكانياً وزمانياً، ونسبيتها هي نتاج عملية التغير الذي يحصل باستمرار دون توقف، وهذا ما يُحدث صراع الاجيال زمانياً، فكما تعودنا على تقاليد وقيم نشأنا في محيطها، انما بفعل عوامل التغير نشأت الاجيال الحديثة على قيم اخرى مناسبة لهم ويتقبلونها ويرفضون قيمنا. ومكانيا، هناك ايضا نسبية اخلاقية بين المجتمعات البشرية، والمشكلة هي بقاء الجيلين معاً في الحياة مما تُحدث خللا اجتماعيا، ويقود ذلك الى المشكلات الاجتماعية، مثلما ايضا تتسارع في التقدم ماديات الحضارة وتبقى جوانبها القيمية بطيئة التغير مما تخلق فجوة حضارية، وهي الاخرى تسبب المشاكل في المجتمع، بالضبط كما تفضلت بمثال عن الموقف المتناقض اليوم في تفسير انتشار فايروس كورونا ومدى تقبل الافراد للتطعيم ضده قبولا او رفضا، فلا يوجد زمن خالي من المشاكل، وانما هنا كما تفضلت هو الحد من تاثيرات التغير في المجتمع البشري وليس القضاء على التغير .
موضوع شيق ومهم لكل زمان ومكان، ولكن تغطيته يحتاج الى مجلدات.
شكرا ثانية على كتاباتك التنويرية الموجهة.
تقبل تحياتي

169
الاخ هيثم ملوكا المحترم
تحية
شكرا على مداخلتك القيمة والمتابعة من قبلكم
نعم يُؤسف للتزوير والتحوير الذي يرتكبه بعض الكتاب، ومما يؤسف له اكثر ما يفعله من كان يوماً مستشاراً، فهل نثق باستشارتهم لتخدم المجتمع، بالطبع كلا.
 علماً ان التزوير حدث لعدة مرات من قبل السياسيين و من قبل مركز الطبع والنشر الذي يموله المجلس الكلداني السرياني الاشوري في دهوك للمصادر والمراجع التي كُتبت في الماضي، ولكن التاريخ سوف يكتشف كل هذه الخُدع والتحويرات بفضل تقدم تكنولوجيا المعلومات، ولا فائدة من تلك التزويرات، لان الباحث المتدرب على استخدام المصادر وفرزها وله الخبرة بالبحث العلمي لا تنطلي عليه.
 نعم لا فائدة من الاشوريين والمجلسيين المتعصبين في السير في طريقهم الاعوج هذا في التعنت والتعصب، بل عليهم البحث عن طرق للتضامن والتماسك وتوحيد القرار والمواقف.
تقبل تحياتي

170
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
 شكرا على متابعتك وملاحظتك بصدد الموضوع.
نعم اخي نحترم ونقدر من يشعر بانه ينتمي الى الاشورية او السريانية، ولكن مع الاسف وبالاخص من المتعصبين الذين يثيرون موضوع التسمية لجمع كل القوميات تحت تسمية واحدة او مركبة شاذة، يخطون خطوات غير موضوعية وواقعية ولا يمكنهم ان يدركوا تداعيات تلك المحاولات، لان الكلدان كما قلت يعرفون انفسهم ، ولا يمكن ومن غير المنطقي في كل ارجاء العالم ان تفرض جماعة تسميتها على اخرى لاحتوائها لاجل مصالحها، وبات واضحا ان العامل الديمغرافي يلعب دورا كبيرا لتشويه الصورة الواقعية لقوميات سكان بلاد النهرين الاصليين، وهذا ناتج لقصرهم في ادراك عملية التفاعل الحضاري الذي حدث خلال الاف السنين على ارض الرافدين.
واليوم الوسائل العلمية متطورة في كل المجالات، والعلوم الطبيعية والاجتماعية والانسانية تتطور، فعلى الجميع ان يعي ما معنى هذا التطور وما علاقته في تحديد الهوية الانتمائية للفرد.
تقبل تحياتي

171
الاخ المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
  قرات مقالك هذا بتاني، ولمست فيه الموضوعية في الطرح ، مستندا على ملاحظتك المباشرة ومشاركتك الحياتية الميدانية في الفترة التاريخية التي كتبت بصددها، تلك المرحلة التي بقت في اذهان كل العراقيين اذ جعلتهم يعيشوا بسلام وامان، فترة تركزت في سياستها على المفاهيم الوطنية، واتجهت نحو بناء العراق وتنمية المجتمع العراقي في كل تفاصيل الحياة.
 وقد استمتعت في قراءة تحليلك لفترة عبدالكريم قاسم، واتذكر وانا كنت طفلاً في قريتي مانكيش ، وكنا حينها نشاهد مسيرات، شعارات يلقيها المشاركون " يعيش الزعيم عبدالكريم" والناس كلها فرحة، وكانت له صورة شخصية في دارنا، واعتقد في معظم دور القرية.
نعم وقد شوهت صورة ثورة 14 تموز، لاسباب ترتبط بعملية تأريخ الحدث ، ولهذا دائما تاكيدي منصب على ان من يؤرخ عليه ان يلتزم بالموضوعية، فالايديولوجية الانتمائية للكاتب لابد ان تؤثر في التعبير عن افكاره تجاه الحدث لحد المبالغة او الرفض. يفتقد الكثير القدرة والحكمة والموضوعية في التعامل مع البيانات والمعلومات، ففي الوقت الذي على الكاتب ان يكتب بشمولية، يتجه للكتابة احاديا في التعبير وبنظرة قاصرة، فكل فترة زمنية لها ميزاتها الايجابية والسلبية ، ولكن علينا وضعها في الميزان لنستفيد منها، وعليه اتحسس جدا كباحث اجتماعي من الكتابات التاريخية للتشويه الكبير الذي يحصل في تدوينها. فهنا نقلتنا الى اجواء الحدث وبمشاركة شخصية وما نتج عنه كما تفضلت من تنمية وتوجه وطني بموضوعية وامانة. نتمنى من يحكم العراق اليوم ان يتعظ من دروس الماضي ويستفيد من الاحداث الايجابية التي مرت على العراق.

 تقبل محبتي

172
الشماس سامي ديشو المحترم
تحية
 شكرا على مداخلتك القيمة وما اضفت من معلومات بخصوص المطران مار عبديشوع اوراهم.
 كما تفضلت اخي الشماس، كاتب المقال اوشانا نيسان ، لم يكن موفقاً في كلمته، وفيها الكثير من التخبط والتحوير مقارنة بما جرى في اللقاء وهدف اللقاء والمناسبة، فكتب ما يدور في مخيلته، كانما يريد ان يخدعنا، مثل كل المحاولات البائسة التي يقترفها العديد من السياسيين ، ليست التسمية المركبة الا خدعة، فهم يقولون وفي فلسفتهم السياسية ومناسباتهم، الاشورية خط احمر، فكل ما يطلقونه من كلمات معسلة اننا قومية واحدة وشعب واحد، كلها خدع، فهم يقولنها لكن لم يذكروا اي شعب او قومية يقصدون. كان الاجدر بكاتب المقال ان ينقل الخبر او يحلل الحدث بصراحة وكما جاء في الواقع، لكي لا تنعكس عليه، اذ فقد المصداقية، وظهر جلياً انه يكتب تحت تاثير مخدر الايديولوجية السياسية وما تتبعها من مصالح ومنافع شخصية وحزبية ضيقة.
 اما المطران مار عديشوع ، افتقرت كلمته الى الصراحة ايضاً لعدم تحديده من هو الشعب الواحد الذي يقصده وما هي القومية الواحدة التي يقصدها، فالظاهر شيء والعقل الباطني مكنوناته شيء اخر مع الاسف، ولا اظن ان سيادته يمكنه التمييز بين مفهومي القومية والشعب بحسب ما ورد في كلمته.
تقبل محبتي

173
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
 نعم بعد عام 2003 تبين ما لم رايناه قبله، فتم رفع الغطاء من العقليات التي صدعت راسنا بالاصل والفصل والاكراه القومي كالاكراه الديني، لا علاقة لي بسخريتك، انما الذي توقفت عنده هي الفقرة المهمة هذه التي تعد بمثابة رسالة واضحة لكل متعصب وكل من يبحث في مهزلة التاريخ.
شليلة وضايعة راسها
(في تاريخ العراق الزاهر والدموي في آن، ولما ذاقه من احتلالات وحروب، ومع اختلاف الأقوام والشعوب، واختلاط الكل بالكل، من المخجل والمعيب أن يتم الغاء اسماء او قوميات إستنادا إلى بعض كتب التاريخ التي تخضع لدراسات او تحليلات بشر (لو يدورون على فلس بالسبتتنك يلكوه أسهل من عبثهم بالتاريخ) خصوصاً إن كانوا غير مختصين، وإن كانت هناك ندوى تجمع بين 4 من ذوي الأختصاص، لتباينت آراءهم حول من الأصل وكيف الفصل، ومن أين اتى وفي أي جهة غاب.
لذا من الغباء عندما يأتي من يتذاكى على كلداني يجاهر بهويته ويقول له: أنت أصلك منّا ولست كما تقول!)

 الذي لم يتقن دراسة وتشخيص التفاعل الحضاري عمودياً وافقياً لايمكنه ان يفهم التاريخ ماعدا قراءة العناوين، واقتباس ما ينسجم مع تطلعاته، فاي عاقل يمكنه ان يعرف اصله من خلال تفاعل عشرات الحضارات التي مرت على بلاد النهرين منذ الاف السنين، تفاعلت افرادها بايولوجياً، اجتماعياً، لغوياً، ثقافياً،  ولهذا يؤكد الرحالة الذين زاروا منطقة هكاري مثلا، بان كل عشيرة من العشائرة النسطورية التي تعيش هناك تختلف في كل مقوماتها النفسية والثقافية والفلكلورية والجسدية عن بعضها، وبل اللغوية، ما عدا وليم ويكرام الذي وضعهم في امل لا يحمد عقباه وتداعياته، فتلت عليهم الكوارث تلو الكوارث ولا يزال الى يومنا هذا لتمسكهم الاسطوري والسرابي انهم احفاد اشوري نينوى.
 نزاعات، تهجير قسري، اسرى حروب، حروب دموية اضطهادات، غزوات خارجية، تداخل عناصر الحضارات المختلفة منذ عهد السومريين والى يومنا هذا ، والعقلاء يفرزون انفسهم!!!

 

 اود هنا ذكر اصل كلمة كاردينال اذا كان ما يقصده الاخ اوشانا نيسان في تساؤله لك، اما اذا له قصد اخر فلا اعرف:
 الكاردينال كلمة اصلها لاتينية وهي صفة من الاسم Cardo وتعني "المفصل" الذي يتم تشغيل الباب عليه اي الذي يربط الباب بالجدار، واصبحت تعني شيئاً يدور عليه التطور او شيء مهم جدا فيما بعد، استخدمته الكنيسة الرومانية الكاثوليكية صفة الكاردينال للاشارة الى رجل الدين باعلى مرتبة ليكون بجانب البابا.
تقبل محبتي

174
الاخ كوركيس اوراها المحترم
تحية
 شكرا على مشاركتنا الراي في مقالي بخصوص لقاء اساقفة اربيل مع نائب رئيس برلمان اقليم كوردستان ولما ابديت من اضافات لكشف تناقضات الكاتب اوشانا نيسان وتخبطه وغموض مقاله.
فعلا اخي القدير، هذا ما لاحظته عندما قرات لاول مرة مقاله، تخبط وغموض وارتباك في الطرح ، علما انه انزل نسخة اولية كان فيها اكثر تخبطا من الثانية ، وتفلسف ببعض المصطلحات التي هي بعيدة عن اختصاصه  قد اقتبسها من ما انزل كوكليا كما يفعل غيره، مثل " الضمير الجمعي" وربطه بالديمقراطية وطرح بعض افكار علماء الاجتماع ، ولكن بتخبط وتناقض ، وبعد فترة وجيزة جدا حذفها وبقى كما هو الان، حيث ادرك مدى تناقضه في استخدام تلك المفاهيم وما جاء في متن المقال الذي اساساً لا يتوافق مع عنوانه.
وقد ظهر جليا لكل قارىء ان العنوان هو للاساءة والتسقيط لغبطة البطريرك ساكو الذي كان يجول بين ابناء شعبنا المهجرين من قبل داعش ويتفقدهم وينادي ويدعو لانقاذهم ومساعدتهم، وبعد التحرير اول انسان مسؤول وطأت قدميه في بلداتنا المحررة بينما السيد اوشانا وحزب اخيه وكل الاحزاب الاخرى كانت نائمة ولا تحرك ساكن. فهم ابطال على رأسنا في اوقات الاستقرار الامني ليدوخوا رؤوسنا بالتسمية والاصالة والغاء الاخر وفرض ارادتهم على الاخرين.
تقبل محبتي

175
الاخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم

تحية وتقدير
 شكرا على مداخلتك القيمة التي تنور كالعادة طريق الذي لا يدرك ما الذي يبتغيه من محاولات يائسة في تشويه سمعة الرموز الدينية، وما الكلمة التخبطية التي جاء بها السيد اوشانا نيسان الا نموذج لتزييف الحقائق وزج غبطة البطريريك  ساكو من خلال عنوان كلمته دون ربط مع المتن بالرغم من ان كل ما جاء به من نسيج خياله، ولتشويه الحدث كما يحلو له .
نعم اخي عبدالاحد القدير كلنا اخوة ، والاخوة بحاجة الى احترام بعضهم البعض واحترام مشاعرهم، والا اي محاولة من هذه المحاولات التي يقدم اليها الاخوة الاشوريين لا تنفعهم بل ستكون ردود افعال الاخرين اكثر قساوة، فبدلا من التضامن والتماسك ، يحاولون بث التفرقة بين من تبقى منهم في البلاد ، وليست غايتهم الا تحقيق مصالحهم الشخصية والعائلية والحزبية الضيقة، والا ما فائدة خطابهم غير المدروس .
تقبل محبتي

176
الاخوة القراء الاعزاء المحترمين
 ادناه رابط تصريح اعلام البطريركية الكلدانية بخصوص تعليق سيادة الاسقف مار عبديشوع اوراهم اسقف كنيسة المشرق الاشورية
http://saint-adday.com/?p=44417
للمتابعة وشكرا على الاهتمام

177
                    رسالة الكاردينال اول خطوة على الطريق الصحيح وليس النكبة
                     وتحوير اعلامي لخبر لقاء أساقفة أربيل مع نائب البرلمان




د. عبدالله مرقس رابي
                         
                             من العناوين التي تصدرت اخبار موقع الالكتروني لبرلمان إقليم كوردستان خبر جاء عنوانه الصحيح "نائب رئيس برلمان كوردستان يستقبل رئيس كنائس الكلدان والسريان والاشوريين" (الرابط ادناه). كتب مؤخراً السيد " اوشانا نيسان" المستشار السابق مقالا عن الخبر، تحت عنوان "رسالة الكاردينال اول خطوة على طريق النكبة". وكما يبدو من متابعتي وهو أحد المهتمين والمتابعين لشؤون القوميات الثلاث لسكان بلاد النهرين الأصليين من الكلدان والاشوريين والسريان، والقومية المركبة المستحدثة" قومية "المجلسيين".
 قرات المقال، وشخصت من خلال مقارنته بنص الخبر المنشور على موقع البرلمان، عدم نقل الخبر او تحليله بأمانة ونزاهة، مما جرى في اللقاء، او في تحوير المفاهيم والعبارات التي وردت في نص الخبر بدقة. واولها عنوان الخبر الذي جاء كما ذكرت أعلاه بدون فارزات ولا اقواس ولا التسمية المجلسية المركبة، اما هو ذكر في مقالته (وفد مشترك من كنائسنا الثلاث الكلدانية السريانية الاشورية) بالطبع بحسب التسمية المجلسية.
إضافة لتشويه عنوان الخبر لأجل اجندات سياسية معروفة، ما ذكره في كلمته من تعابير مغايرة لما جاءت في خبر البرلمان، حيث ان الدكتور (هيمن هورامي) نائب البرلمان استخدم مفهوم المكون المسيحي، وكل ما جاء ذكره هو عن المسيحية وليس بالتسميات القومية، وقد ذكر النائب (المسيحيون مكون اصيل ومهم من مكونات عاشوا منذ القدم على ارض كوردستان وشاركوا المسرات والمضرات).
 كما جاء في خبر البرلمان على موقعه (وأبلغهم بوجود ممثلين عن جميع المكونات في اللجنة المختصة اثناء كتابة مسودة الدستور)، بينما حضرة السيد اوشانا يذكر في كلمته (وأبلغهم بوجود ممثل عن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري).
 ويؤكد خبر البرلمان (وطالبوا بمراعاة حقوق المكونات ومن بينها المكون المسيحي، وتباحث الجانبان عدداً من القضايا المتعلقة بالمسيحيين في مجالات مختلفة). الغريب ان مجلس الأساقفة لم يصدر بياناً، لربما لان الهدف كان لتقديم التهنئة لمجلس البرلمان بمناسبة تشكيله، مما أتاح للسيد اوشانا ان ينفرد بنشر الخبر وعلى مزاجه وتطلعاته.
 لاحظ وقارن أيها القارئ الكريم والمتابع، كيف تم التحوير والتشويه لخبر لقاء وفد مسيحي من الكنائس الكلدانية والسريانية والاشورية مع نائب البرلمان الكوردستاني! ممكن ان نستنتج من خبر البرلمان على الرابط، ان ما دار من حديث بينهما يخص المسيحيين، كمكون مسيحي وليس قومي في الإقليم، وتمحور اللقاء على الحقوق لكل المكونات، والتأكيد على التعايش السلمي بين مكونات إقليم كوردستان وشؤون الاقليات، وعملية كتابة مسودة الدستور وضمان حقوق المكونات الاقلية. وليس هناك اية إشارة للتسمية في حوارهما، ولا شيء يوحي التطرق لها، الا في حالتين أنك كنت مرافقاً للوفد وهناك حديث سري في اللقاء، او هناك حديث سري وتسرب اليك من مصدر ما، والا تفقد المصداقية. علما لدي معلومات موثوقة لاتصالي بأحد الأساقفة الموقرين الحاضرين انهم لم يبحثوا موضوع التسمية ابداً، وتفاجئوا الأساقفة بوجود النواب معهم، فترتيب اللقاء هو لتقديم الأساقفة التهنئة وليس لغرض اخر.
 فإذن لماذا حشر الاخ " اوشانا نيسان" غبطة الكاردينال ساكو في كلمته لتحليل ما جاء في اللقاء، ويصف رسالة غبطته انها اول خطوة على طريق النكبة؟ فلا صلة بين العنوان ونص تحليله ونص الخبر بحسب اعلام البرلمان.  أ ليست هذه النكبة بمعناها الحقيقي في الاستمرار بالتشويه والتحوير وقلب الحقائق وتضليل الاحداث للراي العام؟ والغرابة ان الكاتب كان معتدلا في مقالاته ويشيد بمبادرات البطريرك ساكو وتحول الان الى ناشط اشوري متزمت!
 يتهم الاخرين (انهم جعلوا السياسة حرفة، ولهذا تراجعت الثقة كثيراً بين المواطنين والفاعلين السياسيين)، وينسى حاله هنا، انه اول من جعل من السياسة حرفة لتحقيق اجندات سياسية ومنفعة شخصية وعشائرية. فمن الذي يقسم الشعب افقياً النخبة ام الأحزاب السياسية؟
 لا يمكن تفسير هذا الحشر لرسالة غبطة البطريرك ساكو لتضع عنوان كلمتك هذه الا لغايتين أساسيتين أولهما لترسيخ الموقف المعارض من الاشوريين والمجلسيين تجاه غبطته والإساءة لسمعته ومكانته امام الراي العام، وثانياً لترسيخ الالغائية في تأكيدك لتوحي للقارئ ان الحوار جاء بصيغة الحديث القومي، بينما الحقيقة الجلية جاء بالصيغة المكون المسيحي، كأنما تحاول إيصال رسالة الى الراي العام، مفادها انظروا ولاحظوا كيف ان الكلدان والسريان والاشوريين قومية واحدة لان وفد جماعي منهم التقى بنائب البرلمان بمعية ممثليهم.
تأكيدي، ومعي الكثيرين، نطلب من رجال الدين لكنائسنا واحزابنا السياسية ان يعملوا بتكاتف وتضامن والسعي لتوحيد القرار والمواقف في تعاملهم مع الحكومات وفي كل المناسبات، وهذا ما يؤكد عليه غبطة البطريرك ساكو والأحزاب الكلدانية والمتابعين من الكلدان والسريان، وهكذا مبادرات تصب أهدافها في مصلحة اقوام العراق الأصليين، ويجنبوا الحديث او النقاش حول التسمية وترسيخ ثقافة الكره والالغاء، وليتركوا كل واحد يعتز بتسميته. فوجود الأساقفة الموقرين من كل مذهب ونواب في البرلمان سوية لمناقشة حقوقهم مع المسؤولين هو موضع اهتمام وتقدير، كما ذكر في مقدمة تعليقه ايضاً نيافة الاسقف مار عبديشوع اوراهم أسقف كنيسة المشرق الاشورية، بالرغم ان في متن تعليقه مغالطات في المفهومين، القومية والشعب واللغة قديماً وحديثاً، وعبر في حديثه بالتسمية المركبة الغريبة. نعم كلنا نريد هكذا لقاءات ودون ان يُسحب الحدث للتسمية وإلغاء الاخر.
 لكن أنا واثق ومن مصدر مسؤول، ان السريان كنيسة وشعباً واحزاباً يؤكدون على التسمية المنفردة لأجل تثبيتها في الدستورين، مثلما يؤكد الكلدان كنيسة وشعباً واحزاباً، واولهما حزب المجلس القومي الكلداني الذي يرأسه النائب (جنان جبار) وهو ضمن الوفد المذكور في اللقاء. وجميعهم يرفضون السياسة الالغائية والتسمية المجلسية المركبة من الأحزاب والمتعصبين الاشوريين والمجلسيين.
 رسالة البطريرك ساكو الرئيس الروحي للكلدان ليست خطوة على طريق النكبة، بل هي خطوة رائعة تاريخية موضوعية تعكس مطالب الكلدان للتصحيح عن الغبن الذي تلقوه من جراء تضليل وخُدع الأحزاب الاشورية والمجلس الشعبي لهم وللسريان. غبطته عندما يصرح ويقر بموضوع ما، لا يأتي اعتباطاً، بل مدروساً وواثقاً مما يقوله، لان كلمته بكل مناسبة هي انعكاس لما يمتلك من خبرة ميدانية عن مجريات الأمور المختلفة في المجتمع العراقي على كل الأصعدة، وخبرته النظرية المتراكمة عبر مسيرته الدراسية والعلمية والتأليفية والبحث. فغبطته يدرك تماماً ما يقدم اليه. فهو لا يتدخل بالسياسة كما يدعي البعض، بل يدافع عن المظلومين، ويرسخ ثقافة التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي، كما يرسخ مفاهيم احترام الاخر المختلف ونبذ التعصب والعصبية.
 لا يقبل أحد، ولا تقبل مجموعة بشرية ان يفرض عليها تسمية ما، فهذه مهزلة ولا يجوز انسانياً وحقوقياً وسياسياً وقانونياً، فكل جماعة تعرف ذاتها وهويتها لتُعرّف نفسها. وبالنسبة الى القوميات الثلاث لسكان بلاد النهرين التي عُرفت الحضارات قديماً بأسمائها، الكلدان والاراميين "السريان" والاشوريين، تواجدوا قديما وتزامناً على ارض بلاد النهرين، ولا تزال تسميتها معروفة ولكل منها خصوصيتها القومية، فأية مراجعة موضوعية بعيدة عن الشحنات العاطفية والأيديولوجية السياسية يمكنها التعرف بوجودها، علماً انها كانت في صراع دائم لأجل السيطرة على الأرض والغنائم. فالاختلاف في التسميات القومية لسكان العراق الأصليين ليس نتاج مذهبي كما يروجون لها، بل لها وجود تاريخي قديم منذ الاف السنين. (لا أفضل الخوض في الموضوع لتجنب التكرار ولكي لا اخرج عن موضوع الحدث الحالي).
 بات واضحاً، من ردود الأفعال غير المسؤولة والانفعالية من قبل الاشوريين في وسائل التواصل الاجتماعي ومنها كلمة اوشانا، ماهي الا الشعور بفقدان الثقل الديمغرافي على جراء تثبيت التسميات المنفردة، وثم فقدان للمناصب والدور السياسي، فنلاحظ حالياً في الإقليم، نائب محافظ دهوك اشوري، مدير الثقافة السريانية اشوري، رئيس لجنة الاجتماعية وحقوق الانسان في البرلمان اشوري، ورئيسة دائرة حقوق الانسان اشورية، وغيرها من المناصب في حكومة الإقليم والحكومة المركزية، عجباً لو كنا قومية واحدة وشعب واحد، الا يستحق ان يكون من بينهم كلداني او سرياني؟ وهم الأكثرية الساحقة في الإقليم وعموم العراق. والكل يعرف كيف تم ترشيحهم واختيارهم ومن ساندهم، اسوة بالأخرين في البرلمان جراء الوضع الانتخابي والسياسي الشاذ في العراق. فالكلدان لا يقبلون بهم.  فحتما ستتغير المعادلة لو ثبتت التسميات المنفردة لصالح الأكثرية وينعدم الدور الرئيسي للأشوريين والمجلسيين. ولهذا تستمرون بالإصرار والتشبث، إما الكل اشوريين او التسمية المركبة المجلسية.
لم تأت هذه الكلمة من حضرة المستشار السابق الا إضافة خدعة على ما سبقها من خدع ارتكبوها سياسييكم، فالا تتعظ الأحزاب الاشورية ومؤازريهم ومنظريهم من دروس الماضي؟

رابط الخبر المنشور على موقع برلمان كوردستان العراق
رابط الخبر المنشور على موقع برلمان كوردستان العراق


رابط مقال اوشانا نيسان
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1020707.0

رابط تعليق نيافة المطران مار عبديشوع اوراهم
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1020724.0



178
اود اعلام القراء الاعزاء
 الرد على تعقيبات ذوي الاسماء المستعارة غير مستوجب، في رايي الكاتب ان يكون معلوم لارتباط افكاره بخصائصه الذاتية والبيئية الاجتماعية والسياسية والخلفية العلمية وغيرها، فاني شخصيا غير مستعد للتعقيب عليهم لملاحظتي ان وجودهم هو لتشويه المقال وسحبه احيانا الى امور اخرى ، وبل بعضهم يكتبون جرائد او يحلون محل كاتب المقال وكلام مكرر سبق وتمت مناقشته. كما اننا طالما لم نكتب اسرار ولا مسائل امنية تخص الحكومات ولا مواضيع مثيرة شخصية، فلماذا هذا التستر على الاسماء الحقيقية، الا ان في نيتهم اهداف مُبيتة او لتشويه المقال وهدفه. كما لاحظت ان لتساؤلهم ومداخلاتهم  اجوبة واضحة في متن المقال. فالرد لا يستوجب وغير ضروري ومضيعة الوقت. وكما استنتجت هناك من يكتب باسماء صريحة هنا في الموقع وياتي  احيانا باسم مستعار ليشوه المقال .
 تحية للجميع

179
الاخ بطرس نباتي المحترم
تحية
 شكرا على مداخلاتك الثانية ، فهي دليل على مدى اهتمامكم بالموضوع. وبخصوصها اسمح لي توضيح ما ياتي:
استاذنا العزيز، الصيغة التي افضلها لكي نعطي لكل ذي حق حقه، مثلما جاءت في تصريح غبطة البطريرك الكاردينال ساكو وهي: الكورد والعرب والتركمان والكلدان والاشوريون والسريان والارمن....الخ دون فارزات ولا اقواس  و لا مركبة مجلسية، ولا ادري لماذا تضع اقواس عندما تذكر الاثنيات الثلاث الكلدانية والاشورية والسريانية ، فهي ثلاث قوميات لكل منها خصوصيتها.وبعبارة اخرى نحن اليوم الاثنيات الثلاث الكلدان والاشوريون والسريان التي تسمى بتسميات لحضارات رافيدينية قديمة هي قوميات مستقلة ولكل منها مشاعرها الانتمائية من قبل افرادها.
 الكلدان لا يريدون تسمية موحدة، ولا السريان بحسب رايي، لان التسمية الموحدة هي الغاء الاخر، بل تسميات يتم تثبيتها في الدساتير مستقلة عن بعضها، وكل اثنية تعمل انطلاقاً من خصوصيتها القومية.
 مسيحيو العراق ليسوا قومية واحدة لكي نضعهم بين قوسين او نوحدهم في قومية واحدة، فمن وجهة نظري ومن متابعتي، الاحظ كل سرياني يعتز بانتمائه القومي السرياني وكل كلداني يعتز بانتمائه القومي الكلداني، اما الذي لا يعتز، فتلك مشكلته كما ذكرت لاسباب شخصية نفعية او عدم تفهم دراسة التطور الحضاري، كما ان اذا وجد من بين الكلدان او السريان حالات فردية الغائية فهي لا تعتبر قياس للكل كما يجري عند الاخوة الاشوريين بالعكس الغالبية العظمى الغائيين وهناك بعض منهم يحترمون الاخر لانتمائه القومي. فالقلة لاتقاس، وليس لها قيمة احصائية.
رابي بطرس العزيز: الاستفتاء عملية معيبة على تحديد تسمية جماعة بشرية لتثبت قانونيا، فهل من بشر لا يعرفون انتمائهم،؟ حتى الجماعات البشرية الطوطمية في الامازون وافريقيا الاستوائية يعرفون لمن ينتمون ومن هم!! انها عملية توحي بالسخرية ومضحكة، هل جرى استفتاء في اي بقعة من العالم على مسالة الانتماء؟ حسب معرفتي لا. الاستفتاء نعم يتم حول بعقة جغرافية عليها خلاف على ملكيتها، للاستقلال، على ملكية نهر، او على ترسيم حدود او انتماء لدولة دون اخرى، او على تحديد جودة بضاعة ما او على شخصية قيادية وما شابه، اما على المشاعر الانتمائية والاصل والفصل فشيىء معيب ومضحك. وهل من المعقول استحداث تسميات قومية؟ عملية غريبة. هنا في كندا في الاحصاءات الرسمية يبقى حقل الاثنية مفتوح لكل فرد، فهو بحسب مشاعر انتمائه، ولهذا يحلل علماء الاجتماع هنا بان اثنية التي تشير الانتماء الى كندا يزداد في كل احصاء عن ذي قبل، اي بمعنى الاجيال الحديثة تشعر بمقومات انتمائها الاثني الى كندا وليس غير ذلك.
تقول تردد الكنيسةالكلدانية نحن الاكثر، ولماذا ترى في الكنيسة الكلدانية، بل الكلدان هم الاكثر كقومية، ولماذا اذن الخشية من الاستفتاء، لا يخشى الكلدان ابدا في رايي ، بل الكلدان عيب عليهم يتعرضون للاستفتاء عن تسميتهم، فهم يعرفون انفسهم واصلهم وانتمائهم، ها هم الكلدان اكثرية، ولكن كيف تجري الانتخابات وتوزع كراسي الممثلين ، باحتواءات سياسية مبرمجة وخدع تحت ذريعة اننا قومية واحدة وليس كذلك، وتزوير واضح.
 رابي العزيز: دَمْجنا بقومية واحدة او تسمية مركبة ليس الحل، بل تتفاقم المشكلة، الحل هو اقرار رسميا اننا قوميات مستقلة وتاتي احزاب او ممثلي تلك القوميات لرسم طريق ووضع برنامج تضامني لتوحيد القرار وتوحيد المواقف والمطالبة بحقوقها، وبهذه الحالة سوف لن ترتبك الحكومات بالتعامل معهم. بل ترتبك حينما يلغي احد الاخر كما تفعل الاحزاب الاشورية. واي مكسب لهذه القوميات سيصب في صالح الكل كمسيحيين، اما لحل ازمة التعامل معنا، اما كمسيحيين لدى الحكومات، او قوميات منفصلة مستقلة.
 تقبل محبتي

180
الاخ المهندس القدير حبيب حنونا المحترم
 تحية
  شكرا على مداخلتك القيمة ومشاركتك رايي في موضوع القومية والانتماء، على ان لا فائدة من مقومات القومية التقليدية مال لم يقترنها الشعور بالانتماء التي يكررها من لا يتقن عملية متابعة وادراك تطور العلوم والمفاهيم وبالذات المفاهيم الاجتماعية التي هي نسبية ومتغيرة على مر العصور تحت تاثير المستجدات، ففي اليوم الذي كانت الارض مشتركة بين ابناء الاثنية الواحدة، اليوم اصبحت غير ذلك يشترك بها اكثر من اثنية، واصبح ابناء الاثنية الواحدة متفرقين على رقع جغرافية متباعدة ، وهكذا بالنسبة الى اللغة والتقاليد وغيرها من المقومات التقليدية، فالشعور بالانتماء هو الحاسم في يومنا هذا في ظل المستجدات التكنولوجية من وسائل الاتصال والنقل السريع والنظام القانوني الدولي  وتاثير العولمة.
تقبل تحياتي

181
المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
 شكرا على مشاركتك رايي في الموضوع ، وعلى الملاحظات بل اعتبرها حقائق التي ذكرتها واغنت الموضوع اغناءً كبيرا.
 شخصيا كما تفضلت اعتز واحترم كل اشوري وسريانس وكلداني وارمني وكوردي وعربي، واي كان من المجاميع البشرية التي تشكل اثنيات لها خصوصية كل مجموعة، او ما يسميه السياسيون القومية. وعندما نكتب، لم نكتب لاننا لا نعرف هويتنا القومية، او لاننا لا نحترم الاخر، بل نكتب لهؤلاد الالغائيين المتعصبين الذين اوقعوا ولا يزال ابناء بلاد النهرين الاصلاء بكل قومياتهم بويلات واضطهادات، اي كانوا احد اسباب اضطهادنا وتهجيرنا من قبل المتعصب الاخر المتحكم بزمام الامور في البلد، لكي يعوا الواقع ويركنوا الى الحكمة في التعامل مع الاخرين.
 نعم ابدا، لا يمكن الجزم من هو كلداني او اشوري او سرياني كحفيد لابناء الحضارات القديمة التي مر عليها الاف السنين، بل اننا مجاميع اثنية معاصرة مختلفة تكونت جراء تفاعل الحضارات المتعاقبة في بلاد النهرين منذ عهد السومريين وبل قبله.
لا ادري عندما نريد ذكر اسمنا القومي لماذ ايعتبر انفصال او تقسيم ، مثلما تفضلت انفصال مَنْ مِنْ مَنْ، كلدان لنا خصوصيتنا وعلى الجميع احترامها مثلما يحترمون خصوصيات الاخرين.
 ذكرت  في تعقيبك القيم اخطاء تتكرر في كل مناسبة من قبل المهتمين بخصوص علاقة الاثنيات الثلاث ببعضها، اتفق معك تماماً بانها اخطاء تتكرر وهي اجتهادات وهمية لا اساس لها من الصحة بل مسوغة لاجل الخدعة السياسية للتاثير على عقول البسطاء.
تقبل محبتي

182
الشماس القدير سامي ديشو المحترم
 تحية
اسف جدا جدا على الخطأ الذي حصل مني في تسلسل الرد على الاخوة المعقبين وتاخير التعقيب عليك سهوا.
 شكرا على مشاركتك رايي في الموضوع، وتاكيدك على ملاحظات تخص الموضوع.
 نعم اخي الشماس كل المحاولات السياسية في التسميات الثنائية والمركبة كانت غطاء وخدعة وتبين ذلك تدريجياً بمرور الايام، فهم اي الالغائيين عندما يرون لا فائدة من تلك المشاريع التسموية المخترعة ينسحبون، واما خدعة التسمية المركبة لا تزال قائمة، وهم ينطقون التسميات الثلاث ولكن في عقلهم الباطني انهم اشوريون، وتبين ذلك من تصريحات بعض مسؤولي المجلس ومؤازريه من الكتاب المنتفعين، وكما تفضلت اين هو علم الكلداني الذي من المفروض ان يكون ضمن تشكيلة علم المجلس؟ دليل واضح على استبعاد ما هو كلداني.
 نعم وانا معك كان من الاخ ابرم شبيرا ان يوجه حديثه للالغائيين قبل غيرهم، ولم يكن موفقاً وموضوعياً في طرحه، بالرغم من كتاباته القيمة ولكن لا يمكنه الصمود امام الموضوعية، ومن حقه يتاثر باهتماماته القومية التي ترسخت في ذهنه، حيث لم نلمس منهم اي تغيير الا الصراعات  والانشقاقات ، أ لم يلاحظ كيف من يتبنى فكرة البرلمان الاشوري في المنفى وهم في مرحلة الاقتراح والتنسيق ، بدات انشقاقاتهم وصراعاتهم ، مما يدل كل المحاولات هي اسرى الاحلام والاساطير.
تقبل محبتي واعتذاري ثانية

183
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
 شكرا لقرائتك المقال ومشاركتكم رايي عن الموضوع.
ملاحظاتك القيمة اغنت الموضوع واضافت تفسيرات على ما جاءفيه، كنت افصل التفسير عن الموضوع اكثر لكن لا يسع المقال .
نعم التغير الاجتماعي حتمي، ولا يمكن ان يستقر اي مجتمع على حالة واحدة، وهذا ما ثُبت علمياً، وعليه نتامل ان يرجع عراقنا الحبيب معافاً مما هو عليه الان، وبالتاكيد التغير ستكون تداعياته مؤثرة لكل المكونات ومنها شعبنا الكلداني.
تقبل محبتي

184
الاخ قشو ابراهيم نيروا المحترم
تحية
 شكرا على مداخلتك وجوابك الهادئ، اعتقد ما تقصده واذا كنت خاطئاً ارجو التصحيح، بالعربية لاني ادركها اكثر ولكن مشاعري الانتمائية هي كلدانية.
تقول لا يجوز ان تكون امة بثلاث اسماء، نعم لا يجوز.
 وتستطرد قولك نشكر الاشوريين انهم نبهوكم لكي تشعروا بانتمائكم القومي بانكم كلدان بعد 2003 ، والكنيسة  في الغرب اعطتكم هذه التسمية.
 اخي قشو المحترم وضحت في المقال ان الكلدان يعرفون انفسهم وانتمائهم القومي ، ولكن يدركون الواقع ، ويتصرفون بحكمة، ولا يفكرون بامبراطوريات ، ويعرفون امكاناتهم ، ويحاولون الحفاظ على ابنائهم ، لا ان يرموا بهم بأتون النار من اجل الاساطير والاحلام، لانهم يدركون تماما لا امكانية لهم مقارنة لمن يشاركونهم العيش في الوطن ، وعليه انصب جل اهتمامهم الولاء للوطن والحكومات المتعاقبة والمشاركة الفعالة في مجريات الحياة كافة دون استخدام الكفاح المسلح ولا الاحزاب السياسية قبل 2003، بل ظهرت تلك الاحزاب الكلدانية، كنتاج للحالة الشاذة التي اوقع بها التغيير السياسي بلدهم العراق من زاخو والي الفاو.
تقبل محبتي

185
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
تحية
  شكرا على قرائتك للمقال، وملاحظاتك القيمة التي تعد دلائل دامغة من شاهد عيان من الاهل انفسهم وليس غريباً، عاش الوضع الماساوي الذي تعرض اليه الاخوة من القبائل النسطورية كما يسميها الرحالة في المناطق الجبلية الوعرة وكيف اطلق وليم ويكرام عليهم انهم بقايا الاشوريين وصدقوا كلامه ولم يدركوا تداعياته على مستقبلهم، والتزموا هذه التسمية بعض السياسيين البسطاء آنذاك لتحقيق رغباتهم الشخصية فروجوا لها وابتلت الاجيال اللاحقة بها ولا يزال، وجاء الرحالة الاخرون واعتبرا تلك فرضية لا اساس  متين لها وليست علمية ، بل لها اهداف سياسية دينية حينها، اذ اختلف كل الرحالة الذين زاروا تلك المنطقة في  تحديد اصول تلك القبائل النسطورية ، حتى بعضهم يؤكد على انها تختلف فيما بينها ولا يوجد تجانس جسدي ومهني وفلكلوري بينها، فهناك اجتهادات متعددة، الذي يريد المزيد منها يراجع كتب الرحالة وليست الكتب المكتوبة من قبل المؤدلجين.
 نعم بات معروف لدينا كل من ينكر قوميته.
تقبل محبتي

186
الاخ وديع زورا المحترم
تحية
شكرا على مشاركتكم الراي بخصوص الموضوع، نعم القومية الكلدانية والانتماء اليها محفور في ذهن الفرد الكلداني عبر التنشئة الاجتماعية الاسرية ، وتاريخ الكلدان واضح ومعروف لكل الاثاريين ، باستثناء بعض من الذين يرون غير ذلك من الانتماء لمنافع شخصية آنية او لعدم الادراك ما يجري في التاريخ من تفاعل الحضارات فيبقون اسرى الاحلام والاساطير.
تقبل محبتي

187
الاخ القانوني بطرس نباتي المحترم
 تحية
 شكرا على تعقيبك الهادئ، وكما تفضلت ابداء الراي مكفول في النظام الديمقراطي وفي الاوساط العلمية، وهنا لاغبار عليه، ابديت رايك في مقالك عن مقترح لحرصك على شعب بيث نهرين بقومياته الاصيلة الثلاث، لصيغة تثبيت تسمياتها في دستور الاقليم، ومن نفس المنطلق جاء مقالي بابداء وجهة نظري عن الموضوع ، طالما مطلوب منا نحن كلدان في بلدان الشتات ندعم باية وسيلة او اي طريقة اخوتنا الذين تنسجم تطلعاتهم معنا من الكلدان داخل البلد.
نعم نعرف جيدا ان المسالة تخصكم انتم في الداخل، طالما هناك ظروف غير طبيعية سياسية ، ولكن نحن نشارك اخوتنا الكلدان في داخل البلد بنفس المشاعر الانتمائية القومية وهم يطالبون بتسمية منفردة في الدستور بدون صياغات واجتهادات من الاخرين لانهم يعرفون انفسهم كلدان ، فعلينا مساندتهم بكل الطرق المتاحة كما قلت. والا ما فائدة وحدة مشاعرنا الانتمائية للقومية الكلدانية، وفي نفس الوقت لا علاقة لهم بمن لا يساندهم من الكلدان الذين لا يوحدون مشاعرهم، فتلك مشكلتهم ولهم اسبابهم كما بينت في المقال، مع ان الكلدان لا يقرون بمطالبهم الغاءالاخر بل احترام وجوده. وعليه نحن في الخارج لا نملي ارادتنا على اخوتنا الكلدان ولا على اية جهة، ولكن التعاون والمساندة مطلوبة بيننا نحن الكلدان الذين ننتمي الى قومية لها خصوصيتها ومشاعرنا واحدة.
 اخي الموقر بطرس:
 ان وجود وذكر التسميات الثلاث شفاهة وكتابة هو بعينه اقرار بوجود القوميات هذه، باي صيغة تمت كتابتها، ولكن طالما لا تحل المسالة، ولماذا لا تُذكر وتدون  بصورة منفردة وما هو الضرر ، لا بل سيكون وضعها الانفرادي انعكاس لاحترام مشاعر ابناء تلك القوميات الانتمائية وهذا الافضل.
تقول ليس غرضك من الاستفتاء هو ان يقر الفرد بتسمية قوميته او انتمائه القومي ، بل لاقرار صيغة لتتعامل الحكومة مع القوميات هذه، اين المشكلة؟ ، باعتقادي لا توجد مشكلة عند الحكومة، والعملية سهلة، التعامل مع كل قومية على ارض كوردستان بانفراد دون تشويش المسالة من قبلهم لغاية ما، والمشكلة ليست عندهم في طريقة التعامل، بل عند الاشوريين المتعصبين الالغائيين والمجلسيين الذين اعدوا صيغتهم لتحقيق مآرب مستقبلية احتوائية لصالح الاشوريين وبات كل شيئ واضح ، فلا اسرار في البلدان النامية اخي العزيز.
 فلا ذنب لحكومة الاقليم ابدا، الذنب هو ذنب المتطرفين القوميين الاشوريين ، الذين يشوهون الانتمناءات القومية لمسيحي العراق وشعبها الاصيل، لولا تعنتهم كل شيء محلول امام الحكومات ، لان الكلدان والسريان كلاهما يعتزون بقويتهما وفي نفس الوقت يحترمون الاخرين في مشاعرهم الانتمائية القومية، اما الاشوريين فلا، فاذن المشكلة عندهم.
يدرك السياسيون الاشوريون ان التعامل القومي الانفرادي سيضر بمصالحهم لادراكهم تماما مدى اهمية الثقل الديمغرافي للكلدان ومكانتهم شعبيا وكنسيا في العراق والاقليم، فعليه يحاولون بشتى الطرق في احراج حكومة الاقليم في هذا الموضوع.
 ذكرت عن مؤتمر والاجماع الذي حدث في بغداد حول التسمية الثنائية، وموافقة المطران وردوني، شخصيا ومعي الكثير يعدونه خطأ تاريخيا، كما هو خطأ تاريخي من وجهة نظر الكلدان وتسليب حرية الاخرين في التعبير عن مشاعرهم القومية عندما اقيم مؤتمر مجلس الشعبي في عينكاوة، ياعزيزي هل الكلدان والمتابعين من المفكرين والسياسيين، هم مغفلين؟ لم يعرفوا كيف جرت عملية اختيار تلك التسمية المركبة الشاذة وظروف الوضع ، بل نعرف كل التفاصيل ، ونعرف كل الادوار التي لعبت في تثبيتها وكل الطرق، نعم نحن بعيدون عنكم جدا وبيننا محيطات ولكن لنا من يشاطرنا المشاعر في العراق من الكلدان، وانتم تعرفون ان في البلدان النامية لا مكان للاسرار في المؤسسات، فعن  اي اتفاق ومفكرين وسياسيين حضروا تتحدث !!! ابسط الامثلة عن المفكرين الذين حضروا ، هم من فئة الذين كانوا بحاجة لاموال لطبع كتبهم ، فلبي طلبهم، وكما هو معروف كم من رجال الدين ضعفاء امام المال، فهم المؤيدون، وكم من المؤازرين،هم مغرمين بالمال، واما السياسيين فمعروف عنهم حباً للسلطة والمناصب والمال، واما القومية فلا تعني عندهم شىء ومن حضر في المؤتمر من المفكرين، اختصاصات اصلا لا علاقة مباشرة لها بالموضوع وهم معروفون .
 تقبل وافر محبتي

188
الاخ فاروق عكو المحترم
تحية
 شكرا على قرائتك للموضوع، ومشاركتنا لرايك عن الموضوع المطروح.
نعم اخي ان المسالة محسومة طالما كل المنظمات الكلدانية والكنيسة والمهتمين يطالبون بتسميتنا الكلدانية المنفردة ، ولا علاقة لنا بمواقف الاخرين، تابعنا وادركنا جيدا ان موضوع الوحدة خيال ولن تحدث ، بل الاشوريون المتعصبين ومعهم المجلسيين غايتهم الاحتواء، ولكن تبقى محاولاتهم ايضا في حدود الخيال ، كما هو خيال واسطورة انتمائهم الى اشور.
تقبل وافر محبتي

189
الاخ العزيز هيثم ملوكا المحترم
  تحية
 قرات مقالك المتميز الذي بينت فيه الاجابة على اسئلتك، ،كنت موفقاً في تحليل ما يحصل وربطه مع الواقع بقلم تنويري وموضوعي وهادئ، واضفت الكثير على ما طرحت من افكار في موضوعي عن لا للاستفتاء.
عجبتني جدا فقرتك
 أقول لو أفترضنا وهو أفتراض فقط وغير ممكن مطلقاً  .. أن غبطة البطريرك ارسل نفس الرسالة و طالب بها تسمية شعبنا بالشعب الأشوري .. ماذا كانت ردود  الذين اعتبرت هذه الرسالة تدخل الكنيسة في الشأن القومي والسياسي وعدم وحدة شعبنا. هل ستكون الردود نفسها  ..بالتأكيد نفس هذه الأقلام والتنظيمات التي عارضت (رسالتهِ وبيان الأحزاب الكلدانية).   كانت ستنشركلمات الشكر، وتهلهل وتمجد غبطة البطريرك وتعتبره .بطلا تاريخياً ومن حقه أن يصرح بما يخدم شعبنا المسيحي .لا وربما سيدعونَ حتى كنائسهُم للأتحاد مع الكنيسة الكلدانية . إذا أدعائهم باطل ومبطن . بل هم في الحقيقة بدأوا بالقلق والتخوف من القادم . لأنهم يدركون بأن...

 نعم هكذا يدركون الاعمال والتصريحات كل واحد حسب مصالحه، وكثيرا ما لاحظت سابقاً امثلة على قولك بتمجيد البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو عندما يصرح شيئا قد يكون لصالحهم.
 هذا دليل على تخبطهم وشعورهم بالاحباط عندما يرون المقابل يتابع ما يتصرفون به.
 اخي استاذ هيثم ، مشكلة مثقفيهم وساستهم هي في قراءة التاريخ سطحياً، اي قراءة الحدث وقال فلان وعلان، دون ادراكهم لعملية تفاعل الحضارات وما هي نتائج هذا التفاعل، ومثلما حدث في بلاد النهرين تماما على مر العصور. كما ان التعصب اصبح حاجزاً لرؤيتهم الواقع للانطلاق منه لا من الاوهام والاساطير.
 شكرا على مقالك التنويري وتقبل محبتي

190
الاخ يوسف الباباري المحترم
تحية
   شكرا على متابعتك وبخصوص ما تفضلت به
 اقول:
 ليس لديكم اي حجج وتلجأؤن كما قلت سابقا الى قال فلان وقيل من قبل فلان.
 اخي سبق واستمعت الى الشريط المسجل لسيادة المطران سرهد جمو، وتبين فيه التلاعب من قبل قراصنة الفديوات، وبتاكيد من الفنيين ،فالمطران لم يقلها بل يقصد ان ابائه في تلكيف لم يكونوا هبل، نينوى بالقرب منهم ويقولون نحن من بابل، هل تعرف معناها جيدا ، نعم لم يكونوا هبل بل يعرفوا انفسهم انهم من بابل تماما.
 وبدليل حوليات ملوك الاشوريين انفسهم الموجودة في متاحف العالم التي يؤكدون على حروبهم مع الكلدان والاراميين والعرب والعيلاميين ونقل اسرى منهم بالالاف.ارجو مراجعة كتاب عالم الاثار الالماني "اوود"  وغيره ولا تراجع الكتب المؤدلجة وسترى ماذا حدث في التاريخ القديم .علاوة على انتشار الكلدان في عموم بلاد النهرين بعد تسلمهم السلطة في بابل، عام 613 قبل الميلاد. والهجرات اللاحقة بسبب الاضطهادات الى المناطق الجبلية للاحتماء. وكيف تعمل الحضارات بتفاعلها وما هي نتائج هذا التفاعل.
 ولو افترضنا جدلا ان المطران مار سرهد قالها وبعدين عبر عن رايه ومن حق كل واحد يعبر عن رايه ولا يدل ذلك ممكن التعميم لرايه على كل الكلدان.
نعم كما قلت ممكن تغيير شعور بالانتماء الى القومية وهذا ما جاء في مقالي واكدت عليه ، وذلك بسبب حب المال وحب السلطة او عدم ادراك مسالة التفاعل الحضاري عبر التاريخ وهكذا مثل ما تفضلت يدركون فقط قال فلان وفلان.
 اما " بعدين"
 نعم هذا صحيح ولكن لماذا لا توجه سوالك للاشوريين او اي متعصب من اي قومية
لو الكل قالوا نحن اشوريين وبعدين الكدان لا يقولون ذلك ، بل يحترمون وجود الكل ويدركون الواقع ونقول هنا نلاحظ في الواقع كلدان واشوريين وسريان، وان احد الغى الاشوريين فهو كرد فعل لما يعملوا في اعلامهم. فرجاءً وجه البعدين الى الاشوريين المتعصبين الالغائيين وليس للكلدان الذين يحترمون وجود الكل.
تقبل محبتي

191
الاخ الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
 شكرا على متابعتك ، وملاحظتك التي دعمت الموضوع من خلال قولكم المؤثر،(لسنا بحاجة الى استفتاء ولا علماء لكي يثبتون قوميتنا)، فكل كلداني ولد وهو معروف بكلدانيته من اسرته والاسرة عرفته من تاريخها وعبر الاجيال المتعاقبة، فلا يمكن لاحد ان ينتزع انتماء القومية من الاخر الا اذا كان الفرد ضعيفاً امام المال وحب السلطة ، حينئذ لا يهمه القومية او الانتماء ولو بالظاهر على ابسط الاحتمالات، او نقص من ادراكه لقراءة التاريخ بسطحية دون التعمق بتفاعل الحضارات.
تقبل محبتي

192
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا على متابعتك وملاحظاتك المهمة التي اغنت الموضوع.
 نعم كما تفضلت في ملاحظاتك لا فائدة من التعاطي مع المتعصبين، ليتركوا الاخرين ان يعملوا وبحسب تفكيرهم،  وكما قلت للاخ زيد لا يمكن لاحد ان يفرض قوميته على الاخر، هذه مهزلة وغير منطقية.
ان العصبية تعد حاجز عند الاشوريين المتعصبين تحول دون رؤيتهم للواقع ، فيبقى كل تفسيرهم وتحركهم السياسي مبني على العاطفة التي ارتبطت بالوهم والاسطورة ، وهذا ما اكده العديد من الرحالة الاجانب الذين زاروا منطقتهم في هكاري في القرن التاسع عشر بعد ان اكد لهم المبشر الانكليزي ويكرام انكم اشوريين ، وفي البدء رفضوا هذه التسمية ولم يقبلوها الا ان بعض المغرمين بالسلطة كانوا سبباً لتحريض العامة البسطاء لهكذا افكار ، وتوالت الويلات عليهم ، ولا يدركون تلك المآسي ولا يتعظون من دروسها ويبتلي الاخرين بهم ايضاً، قبول الواقع وادراكه هو قمة النضج الفكري للجماعة البشرية، والعكس من ذلك سيؤدي للكوارث . كما النقص في الادراك لتفاعل الحضارات مع بعضها عند منظريهم يحول دون فهم الواقع ومسيرة الحياة، فيركزون على قال وقيل في التاريخ.
تقبل محبتي

193
الاخ العزيز زيد ميشو المحترم
تحية
 اولا اسف على التاخير في الرد على تعقيبك ولكل الاخوة المعقبين
 شكرا على متابعتك للموضوع وملاحظتك التي توكد على مدى احترامنا لمن يُلغي الاخر، ولكن للحدود صبر.
مهما يحاول الاخر الغائنا سوف لن يضر الا نفسه ولا تعكس سلبا الا على نفسه، ولا يمكن لاي كان لا قانونيا ولا سياسيا ولا اكاديميا ولا ولا يمكن الغائنا لاننا نقول نحن كلدان ، وكل واحد ليعمل لحاله، وانا في حياتي لم ار احد او جماعة معينة تفرض على غيرهم انك من قوميتنا، هذا شيء مضحك وغير منطقي ، الناس هم يلجأؤن للاخرين للاندماج معهم طوعية، لا بالفرض عليهم، فالكلدان لم يطلبوا من الاشوريين يوما ما انهم اشوريين فاقبلونا ، بل نحن نعرف انفسنا، لو لا شعورهم بالاحباط والتخبط لما كان تعصبهم كتلك العصبية في القرون الوسطي.
تقبل محبتي

194
                                      لا للاستفتاء ولا للدراسات
                              الكلدان يعرفون قوميتهم/ كيف ولماذا؟

د. عبدالله مرقس رابي

                 بعد الإعلان عن طلب غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو في رسالة موجهة الى رئاسة برلمان إقليم كوردستان العراق، في 20 من الشهر الماضي، يؤكد فيها ادراج تسمية الكلدان في دستور الإقليم، مفضلاً ان يكون نص الفقرة: الكورد والتركمان والكلدان والسريان والاشوريون والارمن. ظهرت ردود فعل متباينة في موقفها، برفض الاشوريين والمجلسيين، وترحيب الكلدان قاطبة. وفي ضوء تلك الردود سأوضح رأيي الشخصي منطلقاً من عنوان المقال لتحليل ما يجري. 
 يعد هذا مطلب كل الكلدان في بلدان الشتات، وفي داخل البلد، ايماناً منهم بانتمائهم القومي الكلداني وان كان نفر منهم لم يعجبهم هذا الانتماء لأسباب شخصية، لارتباطهم بأجندات سياسية تدر عليهم منافع ومصالح شخصية، او عدم قدرتهم لاستيعاب دراسة الحضارات، فهؤلاء لا يمثلون الا أنفسهم.
 لا أفضل الخوض في مسالة الاثنية بتفاصيلها، الا ان تعريف الأثنية او الجماعة الاثنية علمياً التي يرادفها عند السياسيين القومية، علما لا يوجد هكذا مفهوم او كلمة في المعاجم العربية. مجموعة بشرية لها مشتركات اجتماعية، ولغة موحدة، وتصور عرقي واحد وتراث موحد على ارض مشتركة تميزها عن غيرها من الجماعات، لترابطها بالشعور الموحد للانتماء، أي ان كل المقومات التي تُذكر عنها دون وجود شعور الانتماء لا تجدي بالغرض لتميزها عن الجماعات الأخرى. هذا الشعور ترسخه الاسرة في ذهن الفرد منذ ولادته، فيظل يلازمه مدى حياته فهو حالة طبيعية استعدادية عند كل انسان. وهذا يُستخدم في لوائح الأمم المتحدة، فكل التعاريف التي لا ترتبط بالشعور هي تقليدية عفي عليها الزمن.
 غالباً ما يخلط ذوي الخبرة الناقصة بين مفهومي الشعب والقومية، وبل استغرب من بعض ذوي الاختصاص لا يفرقون بينهما، بقولهم نحن شعب واحد، ولكن لا يعني ذلك باننا قومية واحدة، لماذا؟
 تعريف الشعب هو: مجموعة من الافراد ينتمون الى رقعة جغرافية محددة سياسياً ويخضعون لسلطة سياسة، وهو من الأركان الأساسية للدولة يتحدد بقانون، أي مصطنع، ويتكون من عدة اقوام، او قوم واحد وهذا نادراً ما يحدث واما القومية، فهي ظاهرة اجتماعية تنمو مع نمو الفرد وطبيعية في كينونته ولا تُحدد بقانون، بل بشعور شخصي للانتماء. فالكلدان والأشوريون والاراميون شعب واحد لانتمائهم الجغرافي بلاد النهرين قديماً، ولكنها قوميات مستقلة تطبيقاً لتعريف الاثنية عليها.
لا نحتاج لدراسات لتحديد التسمية، لماذا؟                                     
                 لو طبقنا معيار تعريف القومية الحديث، الذي يرتبط بالأساس في الشعور بالانتماء، فكل من الجماعات البشرية الثلاث لأفرادها مشاعر انتمائية لتسميات مختلفة بغض النظر عن مصدر او حجة تسميتها قديماً، قبيلة، دينية، مهنية، جغرافية،اله، او اسم الجد الأعلى لها، بغض النظر عن متى حدث ذلك. يتوهم من يرى اليوم الجماعات الثلاث قومية واحدة، لعدم تطابق المقومات القومية وحتى عند الاثنية الواحدة، كيف؟
 من حيث الارض وان كانت مشتركة في البلد، ولكن تتباين مشاعرهم الانتمائية لتسميتهم، ولا يُشترط من يعيش على رقعة جغرافية محددة هم من قومية واحدة، وبات أبناء القومية الواحدة لا يشتركون في الأرض لانتشارهم على بقع جغرافية مختلفة في العالم، ولكن مع ذلك يبقى الشعور بالانتماء هو الذي يربطهم ببعضهم وليس الأرض، وبالأخص الأجيال القديمة، بينما الحديثة منها قلما لها هذا الشعور، بل شعورها هو الانتماء للبلد الذي تعيش فيه.
 اما من حيث الأصول العرقية الواحدة، باختصار، توصل الانثروبولوجيون الطبيعيين والحضاريين، عدم وجود عرق بشري نقي فمن يعتقد في ذلك، يعد وهم واسطورة.
وعن اللغة المشتركة. باختصار ايضاً، لا يشترط ان الذين يتحدثون لغة واحدة، يشتركون بنفس المشاعر القومية، والأصول العرقية المفترضة من قبلهم، فهناك في المجتمع البشري اقوام مختلفة في مشاعرها الانتمائية، لكنها تستخدم نفس اللغة والامثلة عليها متعددة.كما ان ابناء القوم الواحد احيانا يتحدثون اكثر من لغة ولكن مشاعرهم القومية موحدة.
 اما من حيث المصير، ليس مصيرهم مُشترك، الا ان انتمائهم الى نفس الدين، يتعاطى معهم المتعصب المختلف دينياً على هذا الأساس، وليس لأنهم اشوريين او كلدان او سريان. ويدلنا التاريخ على احداث مثل هذا القبيل والتعامل.
 ومن حيث المواقف والتفكير لكل من الجماعتين نموذج  من التفكير، ترسخ عبر التنشئة الاسرية وتمركزه في ذهن الفرد. فالكلدان، جل تركيز اهتمامهم وتفكيرهم مقترن بالحكمة، ودراية الواقع الذي يمرون به سياسياً واجتماعياً، فهم أكثر تفهما للوضع ومشاركة في المجالات الحياتية المختلفة في المجتمع العراقي، وتنمية مشاعر الانتماء الوطني في ظل التنوع الديمغرافي فيه، والتكيف مع الواقع.
 فانخرطوا في الاحزاب السياسية الوطنية، منذ ظهورها وبدرجات متقدمة، وتقلدوا ادواراً وظيفية واجتماعية عالية، ونبذوا المعطيات التاريخية من تفكيرهم، لأنها لا تحقق لهم شيئاً، ولهذا لم يفكروا يوماً ما التمتع بحكم ذاتي او إقليم، ليس لضعف الشعور القومي عندهم كما يظن بعض السذج، بل لإدراكهم للواقع وتفاصيله ومدى الخطورة التي تشكل الفكرة على وجودهم.
ولهذا نلاحظ ان مطالبهم من الحكومات المتعاقبة تنحصر في الحقوق المدنية، المساواة امام القانون للشعب العراقي، إعادة النظر بقانون الأحوال الشخصية، الحق في ممارسة الاعمال التي تُجيزها الديانة المسيحية، وممارسة التقاليد الدينية، وتوزيع الادوار والمناصب الحكومية بعدالة قانونية وحسب الكفاءة دون تمييز والمطالبة بتحقيق الأمان للمسيحيين وممتلكاتهم، وكافة أبناء الشعب العراقي، والتأكيد على التنمية الشاملة.
 مقارنة مع الأشوريين الذين ترسخت احلام السلطة والامبراطوريات في تفكيرهم، منذ بداية القرن الماضي على إثر تصورهم انهم أبناء نينوى والحضارة الاشورية. وظل هذا التفكير الأسطوري الذي لا يساعد الواقع تحقيقه، جزءاً من شخصيتهم يلازمهم عبر الأجيال المتعاقبة، لدرجة يحدثنا التاريخ في مناسبات عديدة استخدامهم الكفاح المسلح الذي ادى الى فقدان أنفس كثيرة منهم من جراء تأثير محبي السلطة منهم.
 ولا يزال الى يومنا تراودهم هذه الاحلام، في التمتع بإقليم وحكم ذاتي، وأكثر من ذلك لا يرضى سياسييهم في بلدان الانتشار ومنظماتهم السياسية الا العمل من اجل إعادة امجاد الدولة الاشورية، بحسب تصريحاتهم التي تُنشر هنا وهناك اعلامياً، في حين لا تُزيد الا الطينة بلة، لردود الفعل من الأكثرية الديمغرافية في البلد للضغط لتهجير ما تبقى منهم في البلد. وامتد تأثيرهم السلبي على الكلدان وكل المسيحيين.
العقلية التي تربى عليها الكلدان لا تلغي الاخرين، بل تحترم مشاعر غيره الانتمائية، سواء على مستوى العامة او الرئاسة الروحية، او الأحزاب السياسية، وان جاءت المشاعر الالغائية من بعض المفكرين والكتاب والسياسيين، ليست الا كرد فعل لما تلقوه من الجانب الاخر. بينما نجد الاشوريين في كل مناسبة يؤكدون على ان الكلدان طائفة دينية، وهم اشوريون بالأصل، وهذا استنتاج وهمي وغير علمي لعدم استيعاب التلاقح الحضاري الذي جرى لعوامل متعددة لأقوام بلاد النهرين.
 اذن يبقى الشعور الفردي هو الحاسم للانتماء القومي، ومن السذاجة التأكيد على المقومات المار ذكرها انها مشتركة بين الاثنيات الثلاث، كما ليس منطقياً ان نقول حالات الزواج المتداخلة والعلاقات الاجتماعية هي مقوم للقومية، فهذه الحالات تظهر ليس لسبب القومية الواحدة، بل للأيمان العقائدي الديني المشترك كمسيحيين، وهذه تظهر مع جماعات أخرى. وعليه عندما يتحدث بعض الكتاب والسياسيين كأنهم وكلاء الاثنيات الثلاث (قولهم ان المسيحيين العراقيين قومية واحدة)، هذا مجرد افتراض لا يمس الحقيقة بتاتاً، لو نشخص الواقع بموضوعية.
لماذا يلجأ الكلدان الى الدساتير لتثبيت تسميتهم المنفردة؟
                                                            بعد سقوط النظام الأسبق عام 2003 وتعاقب حكومات، ونظام سياسي مختلف تماماً، اثار النعرات الطائفية والقومية بين أبناء العراق، فحدث تغير جذري في المجالات الحياتية كافة، ولعبت الحركة الديمقراطية الاشورية التي اثارت بأيديولوجيتها السياسية الالغائية للكلدان والسريان كقوميات مستقلة بالرغم من انخراط بعد تواجدها عام 1992 في إقليم كوردستان نفر من الكلدان اليها لأسباب ذكرتها سابقاً، واعتبرتها طوائف دينية اشورية، وأول ما بدأته اعلامياً، هو طبعها كراس يبين موقفها تجاه الكلدان والسريان، وانتشر في محافظات الإقليم في العام المذكور اعلاه وتلتها الأحزاب الاشورية الأخرى في سياستها المماثلة. وليس منطقياً مقارنة حزب قومي كالحركة مع حزب يتبنى تسميات حديثة كحزب العمال او الديمقراطي او المحافظ او العدالة وما شابه.
 حدث رد فعل من الكلدان سواء في بلدان الانتشار، او في الداخل، فظهرت أحزاب كلدانية سياسية تؤكد على استقلالية الكلدان بتسميتهم القومية، كحزب الديمقراطي الكلداني، والمنبر الديمقراطي الكلداني الموحد، في أمريكا، والمجلس القومي الكلداني، ولما تيقنت الحركة لهذا الرد، تماثلت للنقاش حول التسمية، فظهرت التسمية الثنائية كلدواشور واللغة سريانية، وثم تلاشت بعد ان تيقن الكلدان اللعبة السياسية للحركة انها خدعة غطائية لكسب الكلدان.
وما الا سنوات قليلة تأسس المجلس الكلداني السرياني الاشوري عام 2007 بدعم كامل من الحزب الديمقراطي الكردستاني للعلاقة الحميمة مع مؤسسه سركيس اغاجان الرجل الذي تقلد وزارة المالية في حكومة الإقليم، وتوليه عملية الاشراف على كيفية صرف الأموال التي خصصتها حكومة الإقليم الواردة من أمريكا بحسب الاعلام لإعمار قرى المسيحيين، فتولت لجنة شؤون المسيحيين هذه المهمة التي اساساً كانت قد شُكلت من قبل رئاسة الإقليم.
 فانتهز هذه الفرصة لنفوذه وعلاقاته مع المسؤولين القياديين الكورد، فصرف من تلك الاموال لأجل اقناع محبي المال من الاحزاب السياسية وبعض من رجال الدين وحتى بعض المفكرين البسطاء في داخل العراق لاستحداث تسمية غريبة وشاذة لسكان بلاد النهرين الاصلاء على صيغة (الكلدان السريان الاشوريين) بحجة انها تسمية مرحلية ولتكون تسمية موحدة لتتعاطى الحكومة مع الاثنيات الثلاث، واعتبار انهم شعب واحد وقومية واحدة، ودونت في مسودة دستور الإقليم.
 انخرطت الأحزاب الاشورية وحزبين صغيرين من الكلدان ولم يكن لديهما شعبية كبيرة عند الكلدان، كما انخرطت الأحزاب السريانية في المجلس المذكور، ولكن تدريجياً، وبعد ضعف التمويل المالي، بدأت تسحب الاحزاب من تحت لواء المجلس، ولكن ظلت تستخدم التسمية الثلاثية، باستثناء المجلس القومي الكلداني بعد ان تيقن، بان تلك المحاولة ايضاً كانت خدعة سياسية اشورية وغطائية بتصريح من بعض مسؤولي المجلس، وتصريحات الأحزاب ومن يلف في فلكهم من الكتاب المنتفعين وتأكيدهم ان التسمية الاشورية خط احمر، أي انهم غير مقتنعين بالتسميات الثلاث مستقلة. علما ان النطق بهذه التسمية المركبة يعني جلياً هو اعتراف على وجود ثلاث قوميات موجودة في الواقع، طالما يتم ذكرها، فما هو الضرر لو حُذفت الاقواس والفارزات!!؟ لتكون أكثر توافقاً مع مشاعر أبناء القوميات الثلاث.
 ظهرت ردود فعل قوية من الكلدان للتسمية المركبة الشاذة، الا انه في الدستور الاتحادي في بغداد جاء ذكر التسمية الكلدانية والاشورية مستقلتين، وقدمت مقترحات اخرى، وكلها باءت بالفشل، لتصميم الكلدان في الخارج والداخل لتثبيت تسميتهم مستقلة في الدستورين، وعلى ضوء هذا الموقف، جاء طلب غبطة البطريرك الكاردينال ساكو لأدراج تسمية الكلدان منفردة في دستور إقليم كوردستان اسوة بالدستور العراقي وعلى الصيغة المذكورة أعلاه.
عوامل إصرار الكلدان
                        كما ذكرت أعلاه، الشعور القومي والوعي القومي كان قائما لدى الكلدان حالهم حال الاشوريين، ولكن لم يبادروا لترسيخ وتحفيز هذا الوعي، لأسباب ذكرتها أعلاه، انما ظهور الأحزاب القومية الكلدانية في العقود الأخيرة وتبني كلدان المهجر إقامة مؤتمرات قومية، وضعت اجندات وجدول اعمال في مختلف الشؤون الكلدانية، كمؤتمر ساندييكوعام 2011 الذي نضمه مجموعة من الناشطين الكلدان ومؤازرة الكنيسة ممثلة بأبرشية مار بطرس الكلدانية، فوضع الأسس الثابتة والراسخة لمواقف الكلدان في الساحة السياسية في العراق وتلاه مؤتمر ديترويت عام 2013 برعاية المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد، ونظم جدولا للأعمال في الشأن القومي. بالإضافة الى الندوات المستفيضة تخص الشأن القومي.
 حضر للمؤتمرين الأحزاب السياسية الكلدانية الرافضة للتسمية المركبة ومفكري ونشطاء الكلدان من العراق ومن بلدان الانتشار، وتمخضت في كلا المؤتمرين توصيات متعددة ومقررات كان لها التأثير الكبير في نهضة قومية كلدانية وترسيخ الانتماء القومي للكلدان، وثم تأسست الرابطة الكلدانية العالمية لتحقيق مجموعة من الأهداف بحسب دستورها كمقترح من البطريرك ساكو، ولعبت دوراً كبيرا في لاستمرار النهضة القومية الكلدانية هي الأخرى من خلال فروعها.
 يتوهم من يقول ان هذه المؤتمرات والأحزاب السياسية فشلت لم تحقق شيئاً، لو لا نجاحها لما ثبت إصرار الكلدان من خلال رئاستهم الروحية واحزابهم السياسية على تثبيت التسمية المنفردة لهم في الدساتير والإصرار على المطالبة بحقوقهم كما ذكرت أعلاه التي تختلف عما يطالب به الاشوريون، ولا يعني عدم اتفاق الأحزاب في ائتلاف موحد هو فشل المؤتمر، حيث كما هو معروف هناك اجندات متعددة لكل مؤتمر، ولا يُشترط تحقيقها كاملة، علماً في المقابل لا يوجد أي اتفاق يذكر عند الأحزاب الاشورية، بل حدة الصراع متفاقمة بينها ايضاً.
 وعند تشخيص دور الأحزاب السياسية، يجب ان لا يكون من نظرة أحادية لكي تتحقق الموضوعية، أي لابد من تشخيص دور الأحزاب الاشورية ايضاً، فما الذي حققته غير الصراعات على الكرسي في البرلمان او منصب ضعيف في الحكومة، ويتوهم البعض بان الحركة الديمقراطية الاشورية او المجلس الشعبي حققا تواجد أعضاء في البرلمان بجهودهما، ابدا لم يتحقق ذلك لو لا اسناد واضح من القوى المتنفذة سواء في بغداد او الإقليم، ومهما يبررون ذلك، انما الواقع يُشير الى العكس، و لا مجال للخوض في التفاصيل، وبدليل ضعف دورهم تدريجياً وصعود الكلدان ممثلين بكتلة بابليون وما حققته الأحزاب بالتعاون مع الرابطة الكلدانية لصعود نائب اخر، حتى وان كان بمؤازرة القوى المتنفذة حالهم حال الأحزاب الاشورية.
 وعليه علينا ان نقول على الأحزاب الاشورية والمجلس الشعبي ان تتعظا من دروس الماضي وتتقنا أسلوب احترام مشاعر القومية للأخرين، ولا يكون الكلام موجه للأحزاب الكلدانية فقط.
لا للاستفتاء، ولماذا؟
                      الاستفتاء أداة لقياس الراي العام تجاه موقف معين، وان يكون أداة لقياس تحديد تسمية مجموعة بشرية، فهذه غير منطقية، لان تسمية المجموعة موجودة عند افرادها تلقائياً لا تحتاج استفتاء، ومن العيب ان اجراء هكذا استفتاء، فماذا يقول الاخرون، يا مصيبة سكان العراق الأصليين لا يعرفون قوميتم!!! أصبحنا اضحوكة امام الاخرين بالتسمية المركبة الشاذة، ونزيدها بالاستفتاء عن تسميتنا.
 من يضمن انها ستكون عملية نزيهة في ظل الأوضاع الشاذة في العراق؟ حتماً ستوثر قوى متنفذة لصالحها في العملية، ويتم التلاعب بالنتائج كما تحدث في الانتخابات البرلمانية بالرغم من ان مفوضية الانتخابات مستقلة، وما الفائدة من الاستفتاء طالما لا يوجد احتمال التسميات المنفردة المستقلة عن بعضها، فالنتيجة مهما تكون في هذه الحالة هي نفسها لا تتغير. وطالما ان الرئيس السابق لإقليم كوردستان (مسعود البارزاني) أكد ان أي مكون مهما كان قليل فلابد ان نعترف به كقومية. فاذا لماذا الاستفتاء وهناك الالاف من الكلدان يصرون على تثبيت تسمية قوميتهم في الدستور، فالعملية المفروض وفقاً لهذا الموقف ان تتم تلقائياً. وهل ترضى المنظمات الاشورية المتقاطعة في افكارها التعصبية الالغائية في الخارج بنتائج الاستفتاء؟ فلا فائدة منه مهما ستكون النتائج.
 لا، واني مسؤول عن كلامي، الكلدان ليسوا بحاجة الى تحديد تسميتهم باستفتاء شعبي، لأنهم ببساطة يعرفون تسمية قوميتهم، وهي مغروسة في عقولهم عبر التنشئة الاسرية، ويعرفون تاريخهم منذ ظهورهم على ارض الرافدين، وليست مطالبتهم بأدراج تسميتهم القومية في دستور إقليم كوردستان من رئاستهم الروحية، ومن احزابهم السياسية ومنظماتهم الا رد الفعل للأوضاع الشاذة السائدة في العراق عموماً وما يخلقه الأحزاب الاشورية من فوضى في موضوع التسمية، ويتوهم من يرى غير ذلك.
وادعو الرئاسة الكنسية الكلدانية والسينودس الكلداني والأحزاب والمنظمات الكلدانية عدم قبول هكذا فكرة وحتى التفكير بها.
واختم مقالي هذا بما أكده المفكر الكلداني الزميل (يوحنا بيداويذ) في رده على أحد المتعصبين الإلغائيين قائلاً: هيهات، هيهات، هيهات، سوف لن يبقى كلدانياً او اشورياً، او سريانياً في البلاد إذا ظلت الالغائية والعصبية قائمة. فالتعصب طريق مسدود، على كل الأطراف ان تعي ذلك.

 
 
 




195
اخ لوسيان
 لاتنسى ايضا داعش اغلق علم الاجتماع والنفس والجغرافية والاثار والاعلام  واللغات الاجنبية وبعض من العلوم الطبيعية من جامعة الموصل.
 لكي تعرف
هنا في كندا، ساعة الباحث الاجتماعي تصل الى خمسين دولار في الساعة الواحدة، وان كانت هناك جيوش من خريجي علم الاجتماع ، يشمل كل الاختصاصات ما عدا الطبية،فهنا في كندا هناك جيوش من المهندسين خريجي الجامعات الكندية عاطلين عن العمل، وهذا ناجم عن سوء التخطيط في البلد والحكومة واخص بالذكر في البلدان المتخلفة، ومن جهة اخرى بعض الحكومات لا ترضى بمختصي علم الاجتماع لانهم يفضحونهم كما فعل صدام حسين في رفض علي الوردي عالم الاجتماع العراقي، ولا تنسجم طروحاتهم مع اهوائهم. علما ان الباحث الاجتماعي ممكن ان يعمل في مجالات لا تحصى و لا تعد حكوميا وقطاع خاص.
 تريدني ان اناقشك وانت بهكذا تفكير!!!! لا تنتظر
اكتب لنا قصة افضل مما تتدخل بعلوم لا تعنيك.
 
انا اذكر انك فنان واديب لانه استنتجت ذلك وانك شخص تكتب باسم صريح هنا ، وتاتي باسم مستعار وتغير اسلوبك وليس طعنا بالفن والادباء فانا احترم كل الاختصاصات واعتبرها مكملة بعضها للبعض ولكن دون ان تتدخل في شؤون بعضها.
تقديري ولا تظن ساتواصل معك وشكرا باي

196
الاخ لوسيان المحترم
تحية
ما كنت ارد الا لتوضيح بعض الامور ، لانك سحبت هذا الموضوع المطروح من قبل الاخ انطوان ، الى نقاش عقيم غير مُجدي.
في معظم مداخلاتك عندما لا يعجبك المطروح من صاحبه ، تتهمه بالعربجة والبعثجي وشرقي وما شابه، ولكن لا تحس بنفسك انت ايضا تقع ضمن نفس السياق وتناقض نفسك، لاستخدامك كلمة التحدي، فهل نحن في مباريات وسباق خيول او تلفزيوني ، تعرف التحدي يستخدمها السياسيون، ولن تختلف عن السياسيين هنا شعرة واحدة فهم يستخدمونها.

دليل اخر لكونك شرقي، هو استشهادك بتصنيف المناهج الدراسية في الثانوية المتخلف في البلدان النامية ومنها العراق ، ولهذا تبقى متخلفة، هنا وفي كل البلدان المتقدمة لا يوجد هكذا تصنيف متخلف في الثانوية ، بل تصنيف المواد بمختلفها سواء الطبيعية او الاجتماعية في ضوء قدرة الطالب.
 
يارجل، المناقشة ليست مسالة تحدي ولا يوجد هكذا نقاش، النقاش يتم بطرح الفكرة ، وثم طرح ملاحظات المعنيين، وثم يقفل المناقش ملفه وهذا الجاري في الندوات والموتمرات العلمية وحتى السياسية، وثم لجنة مختصة تقرر اي من الافكار تلائم تطلعات واهداف الحدث، ويبدو انك لم تحضرها، والا اذا كانت طريقة النقاش بحسب ما تقوم به هنا ، تحدي واسقاط فيتحول الى الاتجاه المعاكس في الجزيرة وبالاخير ينتهي بضرب الكراسي.اطرح فكرتك ، والقارئ هو الذي يقرر مدى الاستفادة منها من عدمه وانتهى .

لو كنت مروج لفكرة معينة لمكتشف جديد سواء نظرية او جهاز، هل تبقى تتحدى المؤسسات لاقناعهم، ام تطرح الفكرة او توصف الجهاز وتبقى اللجنة في تلك المؤسسة تقرر فيما يستفيدون ام لا.
 
نعم السمات الشخصية والبيئة الاجتماعية والطبيعية والخلفية المعرفية، تؤثر فيما يكتبه الانسان،(راجع كتب علم اجتماع المعرفة طالما ترغب، وهي متوفرة في الامازون وكوكل وغيرهما) وهذا قانون متفق عليه في علم الاجتماع المعرفة ، وليس قانون عبدالله رابي.

 نعم نعطي للطلاب الاساسيات في المعرفة في مجال معين والباقي نقول اذهب وابحث بنفسك، وهذا المعمول به في الجامعات وليس كما في الابتدائية.

 من كل عقلك اني اناقشك، هذا اعتبره تسلية اخي، هذه المواقع ليست منابر الندوات والمؤتمرات، هذه مقاهي شعبية ، اطرح فكرتك واترك الباقي للقارىء هو يقرر الاستفادة ، سواء انت مع الكاتب او مخالفاً لرايه. ففي البدء في شريط الاخ ناصر ، ابديت رايي عن مداخلتك ، وانتهى الموضوع، وجئت هنا تحرشت في علم الاجتماع. اترك علم الاجتماع لاهله واكتب انت في الفن.

مع اني قلتها لغيرك واقولها لك ، لا يمكن ان يناقشني في مجال اختصاصي الا من يكون بنفس الاختصاص اي علم الاجتماع وبنفس الدرجة العلمية، واما من يقول لي كلامك علمي او غير علمي فهو بالنسبة لي هراء وحشو لا معنى له عندي. ومن كل عقلك اناقش احد مجهول الهوية ولا اعرف عنه شيئا ، ويقتبس معلوماته من الكتب المنشورة في وسائل الاعلام، اناقش شخصا له اربعين عاما دراسة وتدريس في علم الاجتماع وله اشراف وتقييم، ومعروف الهوية عندي بحسب قانون علم اجتماع المعرفة .

رجاءا لا تلح معي اخي لوسيان ، اطرح ما عندك ولا تطلب من احد ان يتحداك ، او يجاوبك، فهذا ديدن العقلية الشرقية. صحيح اني متقاعد، ولكن لست عطال بطال متفرغ للدخول معك في مناقشات لا تجدي نفعا سواء لنا او للقراء، انت في وادي من المعرفة وانا في وادٍ اخر، ناقش قاص او شاعر وماشابه رجاءا.

 وثم انت سالت سؤال وطرحت فكرة عن كتاب نيكولاس انه غير موجود في الجامعات العربية ودحضت فكرتك و كتبه موجودة منذ السبعينات. وانت الان جئت تتحدى وتطلب الاجابة ، انا قلت اذا عندك سوال اسال، ليس جديا ، بل مزحة لابين واقصد كم انت لا تعرف عن علم الاجتماع، وتاتي وتوضح لي وتوجهني الى الكتب في مجال اختصاصي!!!!.   

تقبل تقديري
واعتذر من الاخ انطوان للتجاوز الذي حصل في تحريف الانظار عن موضوعه.

197
بعد الاستئذان من الاخ انطوان الصنا
الاخ لوسيان المحترم
تحية
 اولا اسف عن التاخير في الرد لاني انشغلت خارج البيت اليوم في مدينة اخرى ورجعت متاخرا.
 قلت في اخر مداخلتي لا احبذ النقاش مع من يكتب خارج اختصاصي. وتبين ذلك فعلا ان قولي كان صحيحاً لمداخلتك هذه التي اوقعتني وصدمتني كثيرا لاني لم اسمع بنيكولاس لومان الالماني .
يا رجل اقول لك ولغيرك لا تتدخلوا بما لا يعنيكم في العلم والمعرفة والاخص منهم من يكتب انشاء وفن وادب، يا رجل مثل مايقولون اتقي الله وارحم على الجامعات العراقية التي كانت من ارقى الجامعات في الشرق الاوسط وكوادرها معروفين في العالم  ومنهم في علم الاجتماع.
اتقي الله يارجل، ذكرني مثالك هذا وفعلك هذا باحد الاخوان ، سبق مرة اقرأ مقالته وقال جون ديوي عالم النفس الامريكي غير معروف في الوطن العربي  . وجون ديوي اول ما يدرس عنه الطالب المبتدئءفي اقسام علم النفس وعلم الاجتماع.
عزيزي لوسيان ، صاحبك هذا ، لا ليس صاحبك وانما صاحبي اسف، لانه ليس اديب وفنان ، وهو فيلسوف وعالم اجتماع كبير معروف في كل الاوساط العلمية في علم الاجتماع .
يا رجل اول ما يدخل طالب علم الاجتماع في العراق وغيره من الاقسام في علم الاجتماع لابد ان يدرس شيئا عن لومان، وتفصيلياً عندما يدرس مادة نظريات الاجتماع في الرابع. شخصيا درّست نظريته عند تدريسي لمادة النظريات لسنة واحدة في قسم الاجتماع، وكان لومان مع تالكوت بارسونز شغلنا الشاغل ويدوخنا به عالم الاجتماع العراقي متعب مناف السامرائي في مرحلة الدكتوراه في نظريته عن انظمة تكوين الذات ونظرية المعرفه الابستيمولوجيا ومقارنتها مع تالكوت بارسونز .
لومان تاثر بتالكوت بارسونز الامريكي عندما حضر محاضراته في جامعة هارفرد، واراد ان يبسط نظرية بارسونز المعقدة جدا في الفعل الاجتماعي والعنصر الذاتي للفعل. ولما رجع الى المانيا شغل كل اهتماماته في تطوير ونقد نظرية استاذه، فهو ربط البايولوجية والبيئة في الفعل الاجتماعي، ويعد من منظري البنائية الوظيفية، ويعد من الماكرويين في علم الاجتماع اي الشموليين فهو ينطلق من الكل ويعد الاجزاء مترابطة مع بعضها اي خلل في احدهم سيؤثر في الاخريات اي في توازن المجتمع مثل جسم الانسان واعضائه. كما كان من اهتماماته تمثيل البناء الاجتماعي وعمل المجتمع بخلية ونظامها لتكوين الذات فهو يؤكد ان الانظمة الاجتماعية هي التي تبني الافراد وليس الافراد هم من يبنون المجتمع ، وذلك عكس ما تقول انت ، ولهذا تعد بالنسبة لك صعبة لانها ليست ضمن سياقات اختصاصك الادبي، فاترك العجينة للخبازة رجاءا كما يقول المثل ( اذا كان صحيحا).
 يااخي لوسيان لو قلت هذا الكلام ان جامعات العربية وشمال افريقيا لا يعرفون عن الكاتب في عهد ما قبل الثورة المعلوماتية لقلت حقك ، وبالرغم من ذلك ، في عام 1975 وما بعدها في كل من طرق البحث ونظريات علم الاجتماع والفكر الاجتماعي درست عنه بالتفصيل.
ارجو البحث عن كتاب بعنوان ( نظريات اجتماعية) لمؤلفه ( عالم الاجتماع العراقي قيس النوري) اذا سامع به ، طبعا لم تسمع لانك خارج موضوع علم الاجتماع، وترى فيه ما كتب عن وكيف نقده.
نيكولاس لومان نُقد من قبل استاذه تالكوت ، ومن قبل علماء الاجتماع الاخرين، ولا يعني ماجاء به هو مُقر به في علم الاجتماع، ولكن نظرياته لا تخلو من اهمية في دراسة المعرفة .
 للعلم اعتمدت على نظريته في الابستيمولوجيا (المعرفة) في كتابة احد فصول كتابي الذي سيرى النور عن طرق البحث العلمي المعاصرة. من خلال كتاب جورج هرتزر الموسوم نظريات علم الاجتماع الحديثة، وهو احدث كتاب يُعتمد عليه في معظم اقسام علم الاجتماع في الجامعات الكندية. وله فصل كامل عنه.واني امتلكه لان الاحدث من كتاب لومان الذي عرضته لي واشمل وادق وجامع كل النظريات ويربطها ببعضها، فارجع اليه افضل من لومان. ( صورة غلافه ادناه)
 
اذا تصعب اي فقرة عليك من كتاب لومان فابعثها لي لكي افسرها لك رجاءا ، ولا تفسر من عندك ، فتفسير المختص يختلف عن غير المختص لعدم امتلاكه خلفية معرفية بذات الاختصاص ، فعليك ان تعرف بمن تاثر ولماذا كتب نظريته  وكيف.
يبدو ان امثلتك التي تاتي عن المصانع والشركات والاعمال تقتبسها من الكتاب لانها موجودة فيه وهكذا عرفتني باحد اسرارك ، فله عدة امثلة عن السوق وحركته والمصنع وبالذات عن السيارات، وكيف الانظمة تبني انفسها وما علاقتها بالبيئة ، وماهية العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة، كما عليك ان تعرف عن النظرية الوظيفية البنائية لتفهم لومان ، وتعرف نظرية تالكوت لتفتح الافاق لفهم لومان.

 وعليه اخي لوسيان المحترم، من الان فصاعدا سوف لا انقاش معك، لانك لا تملك معرفة مفصلة في علم الاجتماع، ومن مثالك هذا تبين. ولو اني لا اناقش احدا الا من اختص في علم الاجتماع، لان من الصعوبة يدرك ما اقصد بما اكتب .طالما ليس له معرفة .
 اذا اردت اعطيك ارقام هواتف طلابي الاعزاء وانا اتحدث جدياً واتصل بهم في العراق وهم الان دكاترة  جامعيين، واسالهم عن نيكلاس لومان. وليس معنى ان الكتاب هذا غير معروف في الجامعات العربية، ان نيكولاس لومان ونتاجاته غير معروفة، فهناك الاف الكتب في علم الاجتماع ، لا يُشترط انها موجودة حول العالم كلها.
لا اريد ان اوضح لك اكثر لان هذه المسائل ليست في الادب والفن رجاءا، اتركها لاهل الاختصاص.وشكرا
 وطالما قلت سوف لم اكتب هنا لو عرفت عن هذا الكتاب وفهمته، فعليك ان تكون عند كلامك، لا اني امزح ابقى واعفيك وممكن ان تتراجع، لانه احيانا تكتب اشياء تذكرنا بها عن علم الاجتماع .
 اخيرا ، اريد ان اذكرك، طالما تقرا عن النظريات والعلماء ونتاجاتهم، لاحظ كيف ان كل كتب النظريات قبل ان تتحدث عن نتاجات العالم، تكتب عن سيرته الذاتية وطريقة معيشته وخلفيته الاجتماعية، هل تعرف لماذا؟ لا ابخل عليك اجاوبك، لان كتابات علماء الاجتماع وغيرهم تتاثر بشخصية الكاتب وخلفيته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه او الطبقة الاجتماعية. وهذا يخص بان نعرف الكاتب وارتباطته لنفهم ما يكتبه، فاكتب باسمك الصريح ونعلم شيء عنك لكي نفهم كتاباتك وما هي العوامل التي توثر فيها. فانطلاقا من اسس علم اجتماع المعرفة ، كل من يكتب باسم مستعار لا اعرف شيئا عنه، شخصيا لا اهتم بما يكتب،  وعليه لا اناقشه.
تقبل محبتي وتقديري

198
الاخ انطوان الصنا المحترم
تحية
 ارجو ان تكون والعائلة بخير وعافية
اخي انطوان
 اود اعلامكم ان مداخلتي هنا ستكون قصيرة وهي:
 اولا تعريف القومية الذي اوردته هنا وما كتبه غسان يونان في مقال صغير  ، تعريف عفى عليه الزمن ، ويبدو انكم لم تتابعوا ما يطرأ من تغييرات في المفاهيم العلمية بفعل المتغيرات في المجتمع على جراء التحديث المستمر في العلوم، ولي مقال عنه . وهذا دليل انكم تكتبون في مجالات معرفية ليست من اختصاصكم، ولمجرد قرائتكم لبعض المصادر المؤلفة ايديولوجيا او مصادر قديمة.واذا كانت معرفتكم بالمفاهيم بهذا القدر فهذه مصيبة.
ثانياً : استغرابي وتفاجئي مما قرات عن مقالك السابق يبدو كنت متحمساً لترسيخ القومية الكلدانية ودعم النشطاء الكلدان حينها، وتقلبت 360 درجة، مما يحق لنا ان نفقد المصداقية فيما تكتبون ، وهذا ما توصلت اليه في كتابي الاخير ان من ينحرف عن قوميته التي تربى اسريا في ضوئها ، لابد ا ان يكون لاسباب عاطفية ومصلحية انية ، وهذا ما اراه اليوم يحدث عند الكثير.
 الموضوعية في الطرح ليست كما تفضلت بها.
رجاءا مداخلتي ليست للنقاش طالما الذين يكتبون لا تخصهم ما كتبت في مجال المعرفة في علم الاجتماع، وانما للتوضيح وشكرا
تقبل محبتي

199
الاخ لوسيان المحترم
 تحية شكرا على اجابتك المستفيضة ولا فيها من جديد
مسالة الاقتباس
لا مجال لي للكتابة والاقتباس والاخذ بنقطة وثم نقطة وان الشاطر يلكفها وهي طائرة فانت شاطر واقرا بين السطور واسف جدا لا وقت لي للاقتباس وثم الجواب ،انا اتحدث وفق تطبيقات منهجية وليست ادبية فنية وكل  ما كتبت من تحليل هو الذي استنتجته من كلامك يا اخي، ولا يُشترط ان اكتب بالاقتباسات .
ولهذا اني لا اخجل لكوني دكتور لانه لم اقتبس، وهذه نقطة تسقيطية من قبلك، وهي من عوائدك عندما تتضايق، ولم اقل قلتَ وانما بحسب ما استنتجتُ من كلامك.
واما معرفتك بعلم الاجتماع انا متاكد انك تعرف لكن من الويكيبديا وما هو في كوكل وما هو منشور وليس من دراسة وتعمق وتطبيقات مستفيضة، لست انت لوحدك بمقدورك ان تعطيني عن علم الاجتماع والنظريات ، وعن اي مجال معرفي اخر سواء عن العلوم الاجتماعية او الطبيعية ما اسهلها اليوم، بل كل شخص مهما يكون مستواه ولكن المشكلة هي فيما يمكنه الشخص استيعابه وربطه بالحقائق العلمية، فعلم الاجتماع ليس فن وادب الذي هو استعداد فطري اكثر من دراسي . اني استنتج من كتاباتك لست الا اديب وفنان بارع لانك تكتب في العلم لكن لا تجيده تماما ، بل اعترف لديك افكار ، وانت ذكي ولكن افكار مبعثرة تفقد الى المنهجية والتنظيم والتكاملية.
لا جديد لاكتب بل ثانية اقول كتبت وفق ما استنتجته من كلامك رجاءً.
تقبل وافر تحياتي وتقديري

200
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
في رايي ان المقال الذي جئت به هنا قيم جداً لما يحتويه من براهين على الانتماء القومي للكلدان بالتضامن مع الرئاسة الكنسية التي تمثل بغبطة البطريرك الكاردينال ساكو الذي شعورا منه عندما يرى هناك من لا يتعامل مع الوجود الكلداني كاثنية لها خصوصياتهاوكانسان له مشاعره الانتمائية والتي هي حالة طبيعية عند الجميع بغض النظر عن عمله، فبادر ولعدة مرات ليوضح للجهات الرسمية او غير الرسمية من هم الكلدان وفي نفس الوقت كيف انهم يحترمون وجود الاخرين بدلالة ما يؤكد عليه في درج التسميات جميعها في الدستور لكي يتم التعامل معها وفقاً لهذا الفرز الواقعي الذي نرى اليوم هناك كلدان واشوريين وسريان وارمن وكورد وعرب معاصرون، فهو ينطلق من كلماته وفقا للمنطق الواقعي الذي يراه وليس الخيالي. واتفق مع ما تفضل  به الدكتور صباح قيا في تحليله الوافي والواقعي تماما.
 والان بعد الاستئذان منك لى هذه المداخلة الجانبية

الاخ لوسيان المحترم
 تحية
قرات ما تفضلت به جيدا وبالطبع هناك تكرار في ملاحظاتك وتحليلك لهذا الموضوع وفي مناسبات متعددة وهنا ما جئت به من اجوبة للاخوة المتداخلين اعتبرها شخصياً حجج ضعيفة لماذا؟ الجواب
 الوعي الكلداني عند الكلدان موجود منذ ان ينشأ في اسرته ولا يعتبر نفسه منتمياً لاثنية اخرى ولكن الذي لا تميزه عند الكلدان والفرق بينه وبين الوعي الكلداني هو التحفيز للانتمناء وترسيخه وهذا اشاركك انه كان مفقودا عند الكلدان والسريان وموجودا عند الاشوريين لعوامل وضحتها في كتابي بالتفصيل ارجو قراءتها لا مجال لي هنا لذكرهاوبدليل وجود وعي كلداني عند الكلدان ارجو الاطلاع على الاستطلاع الميداني كدراسة استطلاعية وليست وصفية اجريتها في الاردن على عينة من الكلدان عام 1998 وسترى النتائج التي تعبر  عن وجود الوعي بالانتماء
فارجو ان تميز بين الوعي للانتماء الاثني او القومي وبين التحفيز للانتماء .
تكرر اقامة المؤتمرات الكلدانية، ومطالبتنا برجال الكنيسة في دعم التحفيز للانتماء وليس الاشعار بالوعي.
ارجو ان تنظر  بموضوعية في كل الاتجاهات ، اولا من حق اية جماعة ان تقيم ندوات محاضرات مهرجانات شعبية واغاني وموتمرات واحتجاجات وطلب مساعدات استراتيجية وغيرها لكي تنمي الوعي الانتمائي لافرادها، عليه ليست مسالة وجود مؤتمرات بتعضيد من الكنيسة والاحزاب السياسية غريبة وغير صحية لترسيخ الانتماء الاثني ، هذا من جهة ومن جهة اخرى قلت ان تنظر بموضوعية للظاهرة، بمعنى كم من المؤتمرات والندوات وحتى الكفاح المسلح غير العقلاني قام به الاخوة الاشوريين المعاصرين منذ ان تلقوا تنشئة اثنية من بعد عام الاضطهاد وتهجريهم من اماكن وجودهم، ،فهل يحق لهم ولا يحق للاخرين؟
كما ان تاكيد رجال الدين في الكنيسة المشرقية الاشوريةعلى وجودهم القومي دائما حتى في وعظهم في الكنيسة وكل المناسبات ويطالبون في معظم كلماتهم ويذكرون المؤمنين في الكنيسة الاشورية بانتمائهم الاثني او لنسميه القومي؟ لماذا تغض النظر عنها ولا مجال لي لكي اضع لك فديوات مسجلة لهم وكلمات منشورة لهم من الاساقفة والبطاركة والكهنة،  آ ليس من المعيب اسقفا في الكنيسة الاشورية يقول لا تتعاملوا مع الكلدان  لكي لا تكون لهم قوة وسمعتها بآذاني!!!!
 المسالة الاخرى اخي لوسيان، تقول الانتماء القومي لا ياتي بوضع التسمية في الدساتير، نعم وصح لان الشعور بالانتماء القومي يكفي للفرد دون الضغط عليه ، ولكن للحالة الاستثنائية والشاذة لطبيعة النظام السياسي في العراق والاقليم، يدفع شخص مثل البطريرك ساكو ان يرفع الغبن والظلم عن جماعته التي ينتمي اليها ، وليس لانه لا يشعر بكلدانيته او يريد ان يبين للاخرين ان الكلدان لهم وجود في التاريخ ، الذي لا يعرف وجود للكلدان في التاريخ فهو اما الايديولوجية السياسية اغمضت عينه او له نقص معلوماتي في دراسة التاريخ وهذا ينطبق على الاشوريين والاراميين وغيرهم، فالكل لهم تاريخ.
 ومن جهة اخرى لماذا رايت فقط مبادرة البطريرك ساكو وتهمل غيرها ،  لم تقرأ مؤخرا على الضجة الاعلامية التي جاء بها المؤتمر القومي الاشوري في استراليا  في مطالبتهم لاعتراف استراليا بان الاشوريين سكان العراق الاصليين؟ !  أ ليست عجيبة ومفارقة؟
هل يحتاج ان نعرف العالم باصالتنا النهرينية؟ الحكومة التي لا تعرف الاشوريين والكلدان والاراميين فهي حكومة مقصرة ، فجامعات العالم تعج  كتابات عن تاريخ سكان العراق الاصليين فعليهم مراجعة مستشاريهم. ولكن ما اقدموا اليه في استراليا هي عملية التحفيز، فاذن ما اقدمت عليه الاحزاب الكلدانية موخراً وما اقدم عليه غبطة البطريرك لا تختلف عن ما اقدم عليه المؤتمر الاشوري اليوم وسابقاً.
 والنقطة الاخري اراك مهتم بالاغاني كاداة لقياس الشعور القومي ، غريبة، هل تعلم اخي لوسيان واعرف انك فنان واديب كبير العديد من المغنين يغنون لاجل الدولار؟ او لاثبات وجودهم دعائياً؟  صدقني ذات مرة كنت قريب على مغني كلداني معروف على هامش حفلة عرس وجرى حديث بينه وبين اخرين يسالونه لماذا تغني لزوعا؟ طبعا سوال سخيف اعتبره شخصيا لعدم وعيهم ما الذي يطمح له الفنان والاديب والمطرب ومن له قابليات فطرية احيانا ولا تتهمني هنا بالتعميم رجاءً بل بعض، فاجابهم اخونا المطرب المشهور وبحركة باصابعه التي توحي على المال وقال من يدفعني اكثر اغني له!!! هكذا هم بعض المطربين ولاتنسى مطربي وادباء في عهد صدام حسين الراحل، مجدوه ، وهم اليوم نفسهم يمجدون او اعضاء في الحكومات المتعاقبة بعد سقوطه!
اذا كان قياس الانتماء والشعور القومي عن طريق المطرب اقرا السلام على تلك الامة، ومع هذا فهناك كما قال الاخوة مئات المطربين الكلدان الملتزمين، كما ان غناء مطرب معين او شخص معين يؤكد على انتمائه لاثنية غير اثنيته لا يعني انه بديل للكل فهو يعبر عن مسوليته الفردية كما تؤكد حضرتك عليها دائما. هذا مثل ما يعمل بعض الاخوان في كل مناسبة ان رواد الفكر القومي عند الاشوريين فريد نعوم  ، صحح لي اسمه اذا خطا او فلان السرياني او الكلداني، وما الضرر هذه مسؤليتهم ويعبرون عن مشاعرهم وليس مشاعر جماعتهم ككل.كما لبعضهم اسباب ذاتية واجندات ومطامع شخصية تدفع بهم لتحريف انتمائهم دائما او مؤقتا لحين انتهاء مفعول الفعالية.
اسف على الاطالة اذا تريد معلومات عن افكاري عن هذا الموضوع لي كتابين عنهما ممكن ان تراسلني وسابعثها لك على الفور.
 تقبل محبتي وتقديري ولكل الاخوة القراء.
 

201
بعد الاستئذان من الاخ ابرم شبيرا المحترم
الاخ نذار عناي المحترم
ارى من وجهة نظري ان مقال هذا لا علاقة له بدرجة كبيرة بالادارة وانواعها والقيادة الادارية، وما تفضلتَ به هو تصحيح لما جاء به الاخ لوسيان الذي خرج عن الموضوع ، فالمقال لا علاقة له في التطرق فيما جرى بين الحركة الديمقراطية الاشورية وانفصال مجموعة من اعضائها لاسباب تخص القيادة بالدرجة الاساس والبحث عن الكراسي ، ولا ادري لماذا زج الاخ لوسيان الموضوع هذا هنا وطبق اسس الادارة على الحالة وان كان الكثير من تحليله غير صائب ، وجاء الاخ شوكت توسا ويؤكد على تبسيطه الفكرة ، علما ان فكرة الاخ ابرم بعيدة عن الموضوع هذا ، بمعنى هناك الحاجة الى المختصين كما تفضلت .
 اخي نذار ، الاخ ابرم يؤكد على جزء مما تفضلت به الاختيار المناسب، وتداعيات هذا الاختيار ، والمقارنة بين عمل الاخت الدكتور منى في الجامعة كأكاديمية او في المؤسسة الجديدة، ومن جهة اخرى بين مدى فعالية مؤسسة حقوق الانسان في ظل ظروف الحكومات التي اساسا لا تطبق لوائح حقوق الانسان وقارنها مع البلدان المتحضرة . اي الموضوع هو بالدرجة الاساس عن حقوق الانسان وهل ممكن ان تحقق الدكتورة منى هدفها وتوظيف ما تتمتع به من مؤهلات في عملها الجديد مقارنة بعملها في الجامعة باعتبار ستكون حرة في طرح رايها اكثر ؟
فلا ادري ما الذي جاء بابناء النهرين وزوعا في تفسير الاخ لوسيان .

محبتي للجميع





202
الاستاذ ابرم شبيرا المحترم
تحية
 اقتبست الفقرة ادناه من رد للاخ كوركيس اوراها في تعقيبه لمقال الاخ دومنيك ، وقد كشفت ان ما اردت ان اكتبه تفضل به وسبقني، ولي بعض الاضافة لو سمحت. واعتذر للاخ كوركيس لعدم الاستئذان منه.
(أن تعيين الدكتورة منى ياقو في منصب رئيسة للهيئة (( المستقلة ؟؟؟ )) لحقوق الأنسان، هي خطوة مدروسة لأيقاف تأثيرها وأسكات صوتها القانوني المسموع، وكذلك لأضفاء الشرعية على الحكومة الدكتاتورية، كما أن هذا التعيين هو أيذانا بأيقاف دور الدكتورة منى في المطالبة بحقوق الأقليات، والتوقف عن كشف التجاوزات الكبيرة على حقوق أبناء شعبنا وأراضيهم وحقولهم وبساتينهم، وهو أيضا سيوقف مسيرتها العلمية في الأستمرار بالتدريس الأكاديمي ومواصلة أجراء البحوث والمقابلات الأعلامية والتلفزيونية؟ فعلا أنها لخسارة كبيرة للسلك التدريسي الجامعي عموما وللدفاع عن أبناء شعبنا في الداخل على وجه الخصوص.)
 نعم ما تفضل به وما تفضلتَ ،هي رؤية سليمة وتحليل موفق، اذ ان هكذا مؤسسات مرتبطة بالحكومة ما هي الا تشكيلات صورية في البلدان النامية.
 لوائح حقوق الانسان العالمية تم صياغتها في الدستور في البلدان المتقدمة كقوانين ثابتة، لا يمكن انتهاكها، ومن ينتهكها سوف يقدم للمحاكمة من قبل الجهاز الحكومي نفسه من خلال السلطة التفيذية، ولهذا لا توجد مؤسسات سواء مرتبطة بالحكومة او مدنية اخرى تراقب حقوق الانسان في هذه البلدان الا ما ندر، فهنا في كندا مثلاً يمنع الدستور الكندي اثارة اية نعرات دينية او طائفية او لونية او اثنية وما شابه، لو شعر احد المواطنين بانتهاك حقه في التمييز فهناك عقوبات صارمة بحق من ينتهك. هذا من جهة.
 ومن جهة اخرى ، هناك انتهاك لحقوق الانسان في العراق او اي بلد نامي اخر ومثل هذه المؤسسات قائمة ومرتبطة بالحكومة نفسها، والحكومة نفسها تنتهك حقوق الانسان وهذا ما يجري فعلا في العراق، ففي هذه الحالة لمن تناشد مؤسسة حقوق الانسان ؟!! وهل بامكانها ان تناشد منظمة حقوق الانسان في الامم المتحدة؟ لا بالطبع لانها ستتجاوز على الحكومة، ولهذا تبقى صورية. وان وجدت حالات فردية لانتهاك حقوق الانسان، فهل تتخذ الحكومة اجراءات رادعة بحقهم؟ هذا لا يتم في ظل دساتير غير متسقة في فقراتها وموادها .
 ففي رايي على حكومة الاقليم ان تكون اكثر وعياً في مسالة حقوق الانسان، بتغذية دستورها بقوانين مستمدة من لوائح حقوق الانسان، طالما انها حكومة مدنية ، تستبعد الطائفية والدين في مقرراتها الحالية ولا تحتاج الى مؤسسة رقابة حقوق الانسان.اما الحكومة المركزية لا يفيد معها اية موسسات حقوق الانسان طالما الاحزاب الدينية مستحوذة على السلطات الثلاث.
 وتبقى مسؤلية مثل هذه المؤسسات محدودة جداً، اذ تنحصر بمراقبة السجون في طريقتها للتعامل مع المسجونين ، او في المدارس، لمراقبة انتهاك الادارة في ايذاء الطالب مثلاً او في مجال الاسرة، والا القضايا الكبرى ، فلا اعتقد هناك دور في مراقبتها وايقافها.
 الاستاذ الجامعي كما هو معروف ، وهذا الذي كان جارياً قبل 2003، : يبقى في الجامعة ممارساً عمله الاكاديمي، وينسب الى وزارة معينة كخبير او مستشار في مجال اختصاصه. وهذه الطريقة هي الافضل للاستفادة من مؤهلاته اكاديميا وعمليا.
تقبل وافر تحياتي مع تمنياتي للدكتورة منى ياقو الموفقية.

 

203
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
 قرات مقالك القيم هذا ، الذي تناول جوانب متعددة عن علاقة الدين بالسياسة وربطها بما يمارسه غبطة البطريرك الكاردينال ساكو في احلك الظروف التي يمر بها المجتمع العراقي المظلوم .
نعم كما تفضلت ما يقوم به هي نصائح وارشادات مستنبطة من فكره اللاهوتي الذي بمقتضاه يتعامل مع الوقائع اليومية، فغبطته لا يلزم احدا ليحل محل الاخر ، ولا يتعاطى مع الدولة او الحكومة او الاحزاب السياسية كانما هو عضوا فيها ، بل راعياً ومواطنا يشعر بالظلم الواقع على المجتمع العراقي جراء النظام السياسي السائد الذي لا يمكنه من وضع طريق للتخلص من المآسي التي تنال كل العراقيين .
 وفي كل المناسبات يؤكد على ترسيخ مفاهيم الوطن والوطنية والحياة المدنية، فهو يضع حد بين السياسة والدين وعلاقتهما ببعضهما وبالمجتمع برمته. فغبطته لا يمتلك حزبا ولا عسكر ولا اسلحة ،بل له الكلمة الطيبة ولغة السلام والتطمين والارشاد .
دمت وتقبل تقديري

204
الاخوة الاعزاء
تحية
عبدالاحد سليمان بولص
بطرس ادم
يوحنا بيداويذ،
غانم كني
شكرا على مشاركتم في ابداء رايكم وتسليطكم الضوء على كتاب الاب وسام متي وتنمياتكم له في المزيد من التاليف ، وتثمينكم لجهوده في تاليف الكتاب الحالي.
تقبلوا جميعكم وكل الاخوة القراء محبتي وتقديري

205
الاخ الشماس الانجيلي سامي ديشو المحترم
تحية
 شكرا على قرائتك لمقال الذي خصصته لتقديم كتاب الاب وسام متي عن شهداء المسيحية في بلاد ما بين النهرين منذ اكثر من الفي سنة.
 نعم اخي الشماس قرأت الكتاب، ولمست فيه ابداع من حيث عرض مشوق وسلس وواضح في حياة الشهداء وفيه كما ذكرت في التقديم اضافات لم اراها في كتب اخرى تخص الموضوع نفسه. واخص بالذكر اضافة الشهداء في العقود الاخيرة، وايضاً اضافته لاشخاص خدموا الكنيسة بتفاني وكان لهم بصمات في تاريخ الكنيسة.
تقبل تحياتي

206
المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
 شكرا على قرائتك للمقال، وملاحظاتك القيمة التي اغنت الموضوع.
 نعم لم يعمل احد مثلما عمل غبطة البطريرك ساكو منذ تسلمه السدة البطريركية الكلدانية ، فهو اهل لها واعتبرته شخصياً بطريرك المرحلة، اذ في هذه الظروف القاسية والاوضاع الماساوية التي يمر بها العراق عامة والمسيحيين خاصة، لم ير غبطته الراحة، وانما دائم الحركة لاجل الانقاذ وايصال الصوت، ومطالبة بحقوق المظلومين. لكن مثل هؤلاء مرضى في تفكيرهم واعمالهم كسياسيين ومعهم اشباه الكتاب الذين يؤازرونهم، فهم لا يفقهون ماهية السياسة ولا ماهية الدين، بل فلسفتهم فارغة دون سند علمي
 و كما قلت في ردي على بعض الاخوة خابت امالهم للنيل من غبطته، وفشلوا فشلا ذريعاً، ويبقى راس البطريرك مرفرعاً دائماً.
تقبل تحياتي

207
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
  شكرا على مرورك وملاحظاتك القيمة.
تساؤلاتك لهؤلاء الذين يحاولون الاسادة للكنيسة الكلدانية وغبطة البطريرك ساكو هي مشروعة، فالمسالة باتت واضحة جدا انها عملية اساءة لاسباب ذكرتها في المقال، ولمرض السياسة ، ولكنهم تعرضوا الي ما لم يتوقعونه من تضامن الكلدان والعراقيين الشرفاء وكل المسيحيين في العراق مع غبطته ، والصدمة الثانية قرار المحكمة العليا العراقية التي لم تنظر اساساً وما اعترفت في اية قضية لانها ملفقة ومن اناس مرضى.
تقبل تحياتي

208
الاخ كوركيس اوراها المحترم
تحية
  شكرا على مرورك وقرائتك للمقال
محبتي

209
                         تقديم كتاب "قرابين الملكوت في بلاد ما بين النهرين"
                                هدية لأطفال العراق/ للاب "وسام متي"                             

د. عبدالله مرقس رابي
                           
                   وصلني الكتاب المعنون (قرابين الملكوت في بلاد ما بين النهرين، ارتحال يومي مع شهداء وقديسي كنيسة بلاد ما بين النهرين، حياتهم، استشهادهم، روحانيتهم واعمالهم). كهدية من مؤلفه الاب "وسام متي" قبل بضعة أيام من ديترويت، وقد دفعني عنوان الكتاب الذي اثار انتباهي لأول وهلة، للصياغة الدقيقة والمعبرة والهادفة التي وضعها المؤلف لكتابه، لقراءة الكتاب لاطلع على ما يحتوي من مضمون، ومن هم هؤلاء القرابين. ارتأيت لتقديمه وعرضه للقراء والمهتمين والمتابعين.

 التعريف بالمؤلف
                     لابد قبل عرض الكتاب وتقديمه، ان أقدم فكرة عن مؤلف الكتاب القس وسام متي:
وهو من مواليد 1971 في البصرة، بالأصل من قرية كرمليس.
دخل المعهد الكهنوتي في بغداد، وتخرج منه عام 1997، ورسم كاهناً في كرمليس للخدمة في ابرشية الموصل.
خدم في كنائس الموصل لغاية عام 2002، حيث نُقل الى ابرشية مار توما في مشيكن الامريكية. وحالياً يخدم في خورنة كنيسة مار توما في (ويست بلو فيلد) في مشيكن.
 له شهادة الماجستير في اللاهوت الرعائي من سينمير القلب الاقدس في ديترويت.

 اهم نشاطاته الثقافية:
                      ترجمة كتاب (شفرة دافنشي) عن الإنكليزية. كما ترجم كتاب (كسرة خبز روحية) عن الإنكليزية، لكاتبه الاب اليسوعي (هنري نووين).
ألف البوم تراتيل (سيدة العراق)، وهي تراتيل للام العذراء والعراق، ومواضيع ايمانية متعددة، بالاشتراك مع الفنان العراقي (اسماعيل الفروجي).
اعد وقدم برنامج ديني ايماني ثقافي إذاعي، لمدة ست سنوات، تحت عنوان (أحبوا بعضكم بعضاً) وقد نال شعبية كبيرة في وسط الجالية في مشيكن.
وله مقالات منشورة في المواقع الالكترونية في اللاهوت والروحانيات المسيحية، بالإضافة الى النشاطات الكنسية المختلفة، من محاضرات، ودروس في الكتاب المقدس.
 ومن اهم ما أقدم اليه الاب وسام متي، إضافة للخدمة من اجل نقل كلمة الرب للخلاص الروحي، أسس جمعية (سان جود العراق) عام 2015 بعد احتلال داعش لمنطقة سهل نينوى، وهي جمعية غير ربحية ورسمية مجازة من الحكومة الامريكية لمساعدة أطفال العراق، وخاصة الايتام منهم، لتلبية احتياجاتهم الحياتية. ومسؤول الجمعية الحالي في العراق هو الإعلامي والحقوقي (ظافر نوح).

المحتوى الفكري للكتاب
                          يتضح من العنوان الفرعي للكتاب في الصفحة الداخلية (ارتحال يومي مع شهداء وقديسي كنيسة بلاد ما بين النهرين، حياتهم، استشهادهم، روحانيتهم واعمالهم)، المحتوى الفكري للكتاب، الذي يدور حول مَن نالوا الشهادة والقداسة، من الاكليروس والرهبان والراهبات، والشباب والشابات ومن النساء والرجال الذين أعطوا حياتهم من اجل ايمانهم المسيحي، كما ايضاً اشتمل على غير الشهداء الذين خدموا في كرم الرب، وكانت شهادتهم للمسيح من خلال أعمالهم وواجباتهم اليومية، من رؤساء ومعلمين لاهوتيين، قدموا حياتهم مكرسين خدمتهم للكنيسة، او رهبان لهم معجزات. فهم كما يُشير المؤلف قناديلٌ للنور الإلهي، وجعلوا نور المسيح يلمع في ارجاء بلاد ما بين النهرين، قديماً وحديثاً، ففي كل الازمان هناك نفس الاندفاع للشهادة، وفي كل الازمان للقاتل نفس الدوافع التي يدعيها.
 يكشف لنا الكتاب، وقوع المسيحية في بلاد ما بين النهرين تحت ثقل الاضطهادات القاسية، بسبب الهوية الدينية على مر العصور وبتعاقب الإمبراطوريات والحكومات، أدت الى فقدان وخسارة كبيرة على الواقع الكنسي والاجتماعي من جهة، ولكن من جهة أخرى أدت هذه الاضطهادات الى تعميق وترسيخ وثبات الكنيسة عبر الأجيال، حتى أُطلق عليها (كنيسة الشهداء). فالمسيحية في بلاد ما بين النهرين كما يصفها المؤلف، هي كالعطر الخالص لا يفقد خصوصيته، بل بالعكس فان رائحته تفوح باستمرار وزمنه يتعدى الالفي سنة، وبسبب فوحان هذا العطر، فان البشارة المسيحية باقية في هذه الرقعة الجغرافية.
وعليه جمع في الكتاب كل الشهداء والقديسين في الكنائس المعروفة اليوم منذ القدم وفي العقود الاخيرة، ايماناً منه كلها كانت كنيسة واحدة مسيحية: الكلدانية الكاثوليكية، المشرق الاشورية، المشرق القديمة، السريانية الكاثوليكية، السريانية الأرثدوكسية.

تنظيم الكتاب
              أجمل وأبدع ما اعطى من خصوصية هذا الكتاب، هو تنظيمه المقنن الذي يُسهل للقارئ المتابعة والاستيعاب، والحصول على مبتغاه من القراءة، كما يأتي:

  أولا: وضع سير حياة هؤلاء الشهداء والقديسين على مدار أيام السنة، بدأً من اليوم الأول من كانون الثاني، بواقع 10-20 سطر لكل منهم، وتضمنت سيرة الحياة المختصرة:
يوم وتاريخ الاحتفال به او التذكار.
اسم القديس، والاشارة الى صفته مثل: ناسك، راهب، درجته الكهنوتية، جاثاليق، لاهوتي، متوحد، مؤسس دير، شهيد، وغيرها.
مسقط الراس وتاريخ الميلاد، ومعلومات عن الاسرة، خلفيته الدينية قبل دخوله المسيحية، تاريخ دخوله الرهبنة بالنسبة الى الرهبان، تلقيه للعلوم، معجزاته، وروحانياته ومؤلفاته، تاريخ ومكان استشهاده او وفاته، وطريقة التعذيب والاهانة والتمثيل بجسمه.
الصلاة: وضع المؤلف بعد عرض مقتضب لحياة المُحتفل به صلاة مستنبطة من حياة الشهيد او القديس، كي تعطينا الامل والتفاؤل والبشرى السارة في عيش البشارة الحقة في الأيام العصيبة.
 الفكرة: وضع ايضاً فكرة لكل يوم من اجل التجديد الداخلي الذاتي الذي علينا ان نعيشه، فهو كالغذاء لجسدنا الروحي.
وقد أدرج حياتهم على مدار السنة وفقاً للمجاميع الاتية:
المجموعة الاولي، التواريخ الثابتة في الاحتفال بحياة القديسين حسب التقويم الكنسي.
المجموعة الثانية، التواريخ غير الثابتة التي تقع في الجمع والاحاد المتغيرة تواريخها حسب السنة الطقسية.
المجموعة الثالثة، تذكارات غير الشهداء، ووضعهم في الأيام الشاغرة.
ووضع تاريخ الاحتفال بالقديس الذي له احتفال شعبي محلي لأبناء القرية حسب ما يحتفل به اهل القرية.
لم يدون الاعياد الكنسية الرسمية للقديسين المعروفة للكنيسة الجامعة، مثل، القديس يوحنا المعمذان ومار اسطيفانوس وغيرهما.
ثانياً: وضع المؤلف فهرست للمصادر والمراجع لحياة القديسين والشهداء حسب التسلسل اليومي لتذكاراتهم على مدار السنة، مع معلومات تفصيلية عن المصدر، فمن السهولة بإمكان القارئ الرجوع الى المصدر الأصلي الذي اعتمده.
ثالثاً: نظم المؤلف فهرست أعياد وتذكارات قرابين الملكوت في بلاد ما بين النهرين حسب الحروف الابجدية، تضمن الاسم، ويوم التذكار والصفحة، ليتيسر للقارئ الرجوع للقديس او الشهيد الذي يبحث عنه.
رابعاً: وضع قائمة عامة بالمصادر المعتمدة لتأليف الكتاب.

هدف الكتاب واهميته ومزاياه:
 وقد بذل القس وسام متي جهداً كبيراً في تأليفه للكتاب، تتضح من الطريقة المتكاملة المبتكرة الإبداعية لتحقيق الهدف منه، فالكتاب يعد مصدر تأمل في حياة القداسة المسيحية، ومصدر يقربنا من حياة القديسين أنفسهم لتعطينا الامل والتفاؤل ولأجل التجديد الذاتي الداخلي. بالرغم من احتواء المصادر الأخرى في طياتها لسير الشهداء، الا ان أهمية هذا الكتاب تأتي لتميز الطريقة المتبعة لعرض حياتهم بالتقنين والاختصار والسلاسة، فاتبع طريقة فريدة جديدة مشوقة، لتبقى ذكرى المعنيين في ذهن القارئ او المؤمن على مدار السنة.
وتميز الكتاب، بوضوح الهدف منه، لتطابق ما جاء من محتوى مع الهدف المتوخى منه، وكما ان العنوان الرئيسي توافق مع المضمون، وعنوانه الفرعي يعرفنا بوضوح محتوى الكتاب، أي سوف لن يجد القارئ اية زيادات او نواقص بحيث يفقد الكتاب لأهميته وهدفه. وقد أضاف معرفة نوعية بخصوص الموضوع لإعطائه أهمية لكل من كرس نفسه لخدمة الكنيسة، والمسيحية سواء من الشهداء او غيرهم، وخصص يوما لمن لم يكن لهم للاحتفاء بذكراه.
تبقى وظيفة الكتاب الحفاظ على دينامية التفكير ووسيلة للاتصال وحفظ الذاكرة لاحتوائه على معلومات ناجمة من القدرات الخلاقة للمؤلف، فالكتاب خرج بمعنى متكامل عن الموضوع المطروح، يمكن الاستفادة منه على المستوى الشخصي للفرد الذي يقتنيه، او على مستوى الكنيسة لما فيه من الإضافات والتوضيحات والخطة المتبعة.
وقد أهدى المؤلف كتابه الى روح اخته الشهيدة (وسن خضر متي)، والى أولئك الذين يعانون من الاضطهادات المختلفة من اجل ايمانهم المسيحي.
يتكون الكتاب من 419 صفحة من القطع الكبير. طُبع في مطابع ميترو في ولاية مشيكن الامريكية/ ستيرلنك هايتس، وحقوق الطبع محفوظة للمطابع نفسها.
 خصص ريع الكتاب لجمعية سان جود العراق، وهي جمعية غير ربحية تقوم بمساعدة الأطفال المحتاجين وبالأخص الايتام في العراق، للحصول عليه الاتصال رجاءً على الارقام في مشيكن الامريكية
2482501428
2485627465
Stjudeiraq.org الايميل
شكرا للقراءة




                   
                     

210
الاخ جان يلدا خوشابا المحترم
تحية ومحبة
 شكرا على مرورك، وعلى ملاحظاتك القيمة، وعلى كل ماتكتبه من الكتابات القصيرة التي تعبر عن شخصيتك الرزينة الهادئة.
 معرفتك بعلم الاجتماع عالية، لان المعرفة الاجتماعية يحصلها الفرد من مدرسة الحياة العليا ، الاسرة، المجتمع. فكل ما تفضلت به صائب، ولكن لا تنسى هناك مدارس متعددة للاسر في المجتمع، فهي تتباين بينها في عملية تدريب وتعليم الفرد على الخصال المطلوبة ليعمل في المجتمع، فهناك الصالح والاخر الطالح السيء.
الاحترام المتبادل هو الجامع لاخلاق المجتمع، اي اقبل الانسان الاخر على ماهيته، لا كما اريده انا بحسب مزاجي، فمثل هؤلاء المرضى يريدون ان يتصرف غبطة البطريرك ساكو على مزاجهم، ولكن مزاجهم اليوم فشل في تحقيق شرهم بقرار المحكمة العليا.
تقبل تحياتي

211
الاخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم
تحية
   شكرا على مرورك ومتابعتك لما اكتب، كما ارجو منك الاستمرار في التواجد لتضيف الى ارائنا من وسع معرفتك في مختلف المجالات.
اتفق معك بما تفضلت من ملاحظات عن هؤلاء الذين لا يرتاح بالهم لما يقوم به غبطة البطريرك الكاردينال ساكو، انهم يتميزون بشخصية قلقة واعراض مرضية نفسية ، والا لماذا هذه التصرفات التي لا معنى لها وبالطريقة التي يسلكونها، وهكذا فشلوا من ما سعوا اليه لاساءة سمعة البطريرك فصدعتهم المحكمة العليا في العراق بقرارها اليوم، فهم لا يشعرون بالراحة عندما يرون احد الناس هو كارزما في المجتمع،  ومقبول من كل الاطراف والمكونات محلياً واقليمياً وعالمياً،كما هو غبطته.
تقبل تحياتي

212
الشماس سامي ديشو القدير
تحية
شكرا علي مرورك والاهتمام وتثمينك للمقال.
نعم كما تفضلت ان غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو، قدم ويقدم الكثير من اجل المسيحية جمعاء في العراق، ومن اجل العراق، فهو كما اكدتُ سابقا بطريرك المرحلة، هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العراق حيث مركز الكنيسة ومنبع المسيحية، اوضاع قاسية، لا يمكنه المرء ان يتنبأ ليوم غدٍ ما الذي سيحدث، وبالرغم من كل الجهود التي يبذلها، ياتي بعض ضعاف النفوس سواء من السياسيين الذين يبحثون عن مصالحم الخاصة او الكتاب الذين لا يبالون  لانتقاده، والاساءة الى سمعته وسمعة الكنيسة الكلدانية، ولكن هيهات، كما نرى من ردود الافعال ان كل الشرفاء شعباً وحكومة هم مع غبطته.
تقبل محبتي

213
الاخ سالم يوخنا المحترم
تحية
 شكرا لقرائتك المقال وملاحظتك القيمة .
 نعم اخي سالم انهم نفر قليل، وهم مرضى السياسة والمال والمناصب، والغيرة الجامحة تكاد تخنقهم، وهم فاشلون، ولهذا يحاولون الاساءة الى رموز دينية قيادية ذات مكانة في المجتمع العالمي مثل غبطة البطريرك مار لويس ساكو، ظناً منهم انهم بمقدورهم النيل من سمعة غبطته، ولكن هيهات، الكلدان والشعب العراقي بالمرصاد لهم.
تقبل محبتي

214
الاخ جان يلدا المحترم
تحية
 وصف واقعي لمعايشتك يوم البداية لتدمير عراقنا الحبيب ، تلك كانت البداية الماساوية ، وفعلا لم يتوقع ما الذي سيحدث كما تفضلت ، والى اليوم الشعب العراقي في حيرة ولا يعلم ما الذي سيحدث له غداً، يوما بعد اخر هو الاسوء، هذا ما اراده من لم يفقه في السياسة، وهذا ماارادته قوى الشر لعراقنا ، وبلدنا بيث نهرين، لو كانت لهم غيرة للحرص على المصلحة العامة ، كان باستطاعتهم وبكل سهولة ان يؤسسوا حكومة مدنية ، ويجعلوا من القانون والضبط ساريان في العراق ، ولكن هدفهم بات واضحاً،تسلم وشكرا
تقبل تحياتي

215
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
مقال متميز في تسليط الضوء على الضجة المفتعلة للاساءة لسمعة البطريرك مار لويس ساكو من قبل بعض ضعاف النفوس ،وهم مرضى السياسة والمناصب، وبالتعاون مع بعض من هم على شاكلتهم في الاجهزة الحكومية، ظناً منهم بانهم سينالون من سمعة غبطته، ولكن الكلدان ،وكل الشرفاء العراقيين هم بالمرصاد لهم.
تقبل تحياتي

216
                                 دلالات المواقف السلبية المتكررة
                            تجاه الكنيسة الكلدانية والبطريرك “ساكو"

  د. عبدلله مرقس رابي
                         

               في البدء لابد من توضيح السبب في استخدامي لعبارة "أعراض مرض نفسي" في التحليل. كثيراً ما الاحظ من بين كتاب وسائل الاتصال الاجتماعي وبما فيها المواقع الإلكترونية، وفي تصريحات بعض السياسيين في كلماتهم عبر وسائل الاعلام يستخدمون مصطلحات ذات علاقة بوصف وتحليل شخصية الاخرين، وهذا الوصف بالطبع هو اجتهاد شخصي غير مبني على أسس علمية، وخبرة عملية في دراسة الشخصية والنفس البشرية وسبر غورها. وحتى الذي يكوّن خبرة نظرية او يقرأ شيئا عن الشخصية وبالأخص المريضة منها لا تكفي للوقوف على ماهيتها او وصفها مريضة ام سوية.

 وقد أدركت ذلك، بعد ان درست الشخصية السوية والمريضة اثناء دراستي الجامعية، لم أصل الى ماهية الشخصية، الا بعد ان تدربت لمدة سنة كاملة ميدانياً لإكمال متطلبات الدراسة عام 1979 في مستشفى مدينة الطب/ قسم الامراض النفسية، تحت اشراف استاذي الذي شجعني الدكتور عدنان الفضلي الأستاذ في كلية الطب ومحاضراً في قسم الاجتماع لمادة الصحة النفسية، وزاد ادراكي بعد العمل في المراكز الاجتماعية كباحث اجتماعي، إضافة للتدريس. ذكرت المثال، لأبين للقارئ، بان كتابتي للعبارة المذكورة لم يأت اعتباطاً ولمجرد قراءة عن المرض النفسي او لاجتهاد شخصي.

يُشير المرض النفسي الى اضطراب في شخصية الفرد، يسبب عدم التحكم في المشاعر والسلوك والتفكير، ويفقد المصاب حالة التكيف الطبيعية في حياته الاجتماعية والعلائقية مع الاخرين في الاسرة او المجتمع الذي يعيش فيه. ويستوجب هنا التمييز بين الحالة النفسية والمرض النفسي، فهناك من يعاني من صحة نفسية سيئة ولكنها ليست مرضاً نفسياً، وقد تكون طارئة او لحالة جسدية او اجتماعية يمر بها الفرد كأن نقول الحالة النفسية للمراهق، فنصف حالته النفسية ولكنه ليس مريضاً نفسياً.

 انما تكمن الخطورة في سوء الحالة النفسية عندما نلاحظ تكرار الفرد لسلوكه والتعبير الفكري الذي يعرّض الشخص لإصابة بالمرض النفسي. حيث تلازمه هواجس وأفكار تدفع الفرد لتكرار بعض الأنشطة السلوكية والفكرية، وهنا تظهر بوادر الصعوبة في التحكم، وتتحول الحالة الى الإصابة بمرض الأوهام "البارانويا" او الهلوسة، لعدم القدرة على مواجهة المشاكل اليومية او الضغوطات فيعكسها بحالة فكرية انفعالية غاضبة او سلوك عدواني وعنف تجاه الاخر، سواء عملياً او في الكتابة للتعبير عن ما يدور في ذهنه الذي لا يمس الحقيقة، ظناً منه انه السبب في حالته الصحية النفسية هذه ومُضطهد وهناك من يتآمر عليه ويكرهه، وذلك لأنه يكون واعياً لحقيقة تصرفاته الوسواسية غير المنطقية، ولكن يحاول تجاهلها، او تغيير مسار التفكير بها في وضع اللوم على الاخرين وانتقادهم المتكرر منطلقاً من نقطة ضعف معينة لدى المعني دون الاكتراث لمجموع الأنشطة والاعمال الإيجابية التي عملها ويعملها، فيغض النظر عنها ويتشبث بنقطة لتكون حجة التنفيس ضد المتآمر بحسب رؤيته، ليشعر بالراحة النفسية من تصرفه.

 ليس بمقدوري تشخيص اية حالة بانها مصابة بمرض نفسي، بل احذر أصحاب هذه المواقف بانها مؤشر نحو الإصابة، لان تصرفاتهم هي اعراض للمرض النفسي، ولماذا لست قادراً، لأني تعلمت من عملي المشار اليه اعلاه في قسم الامراض النفسية، ان تشخيص الحالة المرضية النفسية، تحتاج الى مقياس قد يتكون من مئات الأسئلة بحسب الحالة لكي يتمكن المختص للوصول الى التشخيص. وليس لمجرد نظرة معينة تجاه الشخص او من خلال سلوك معين.

 تظهر المواقف السلبية المتكررة تجاه الكنيسة الكلدانية وغبطة البطريرك الكاردينال ساكو من نفس الأشخاص سواء في الانتقادات الفكرية، او عبر سلوكيات بعض السياسيين اعلامياً وعملياً، وغالباً ما تُستغل ايضاً تلك المواقف السلبية للسياسيين من قبل الكتاب للإيقاع، والإساءة للمؤسسة الكنسية الكلدانية ورمزها الذي هو موضع احترام وفخر سواء من قبل اتباع الكنيسة نفسها او من قبل المجتمع برمته.

 وقد تكررت مواقف سلبية من بعض السياسيين تجاه الكنيسة الكلدانية في العراق، سياسيون يعتبرون أنفسهم مسيحيون، او قد يكونوا من بعض الملحدين الذين يفقدون أي احترام للرموز الدينية، بينما نلاحظ ان غير المسيحيين لم يتجرأ أحدهم لتوجيه انتقاد او المحاولة للإساءة لسمعة الكنيسة والبطريرك، سواء من السياسيين او غيرهم. وكثيراً ما يكون توقيت هذه الاساءات تجاه الكنيسة الكلدانية ورئيسها عندما تقترب الانتخابات البرلمانية، وتوزيع المناصب، وكأنما البطريرك مار لويس منافساً قوياً لهم.

هنا تنطبق حالة المشاعر والتصورات الوهمية التي اشرت اليها انفاً في عقولهم، أي تلازمهم أوهام تآمر من قبل الكنيسة عليهم تحيل دون تحقيق أهدافهم، وبعبارة أخرى اسناد فشلهم المتوقع في النجاح على الاخرين، عليه لكي يشعر بالراحة النفسية، يحاول إيذاء الاخر بشتى الطرق، فما محاولة الأخيرة لاتهام البطريركية والبطريرك مار لويس والتشهير به اعلامياً وزوراً محاولة ناجمة عن تلك المشاعر الوهمية التسلطية على عقولهم والتعبير عن احتمالية فشلهم في التكيف وكسب الاخرين.
 فهم يعرفون الحقيقة، كما ذكرت أعلاه، وهنا أيضا يعرفون جيداً، وبحسب ما ورد في تصريح البطريركية الأخير الواضح (بيع أملاك وقف يتطلب موافقات رسمية، الفاتيكان، البطريرك المتولي، موافقة الحكومة العراقية، وتكون عن طريق الاستبدال، والبطريرك هو رئيس الكنيسة يتمتع بشخصية معنوية وله حجة تولية من فخامة رئيس الجمهورية باعتباره متولياً على عموم اوقاف الكنيسة الكلدانية، نؤكد ان البطريرك لم يبع ارضاً ولا داراً ولا شيء). نعم يعون الحقيقة ولكن يحاولون تجاهلها او تغيير مسار التفكير بها ووضع اللوم على الاخرين وايذائهم.
 يدعي بعض ساستنا من المسيحيين، ولو صح التعبير بأنهم ساسة، وبعض الكتاب ان البطريرك "ساكو" يتدخل في السياسة، هذه ايضاً تأتي في سياق الفشل لتحقيق الأهداف الشخصية او فشل جماعته في تحيق ما هو مطلوب منها، أي الجهة السياسية التي يؤازرونها، فيعكسون أفكارهم السلبية تجاه البطريرك، ولكن يدركون تماماً متى يعد الفعل تدخلا بالسياسة، ومتى يكون النشاط هو الدفاع عن حقوق المظلومين والمضطهدين الذي يعد اسمى الاعمال التي تقوم بها المؤسسة الدينية لاتباعها، بينما يتجاهلون ذلك، ويعكسون تصرفاتهم لإيذاء البطريرك والكنيسة والإساءة لسمعتهما.

 طيب لو كان جدلا ان البطريرك يتدخل بالسياسة، لماذا لا تطلب الحكومة العراقية او حكومة الإقليم منه بان لا يتدخل وليس من مهامه القيام بما يقوم به وبما يصرح به؟ ولماذا لا تلجأ تلك الجهات الى الحكومة وتعترض على تدخلات البطريرك؟ فهم يدركون تماماً سيواجهون فشلاً ذريعاً. لان الحكومة تدرك تماماً انه ليس تدخلاً بالسياسة، بل مطالبة بحقوق اتباع كنيسته، والمسيحيين عموماً ورفع الغبن عنهم.

 وهذا ينطبق على تصرفاتهم حينما يصفون موقف البطريرك "ساكو" بالكنائس الأخرى متعالياً، فهي نابعة من أوهام، والا لماذا لم يصرح يوماً ما أحد رؤساء تلك الكنائس عن موقف البطريرك كما هم يتصورون؟ بمعنى ان طبيعة العلاقة بين الكنائس ليست كما يحلو لهم، ولم تسبب زيارة البابا فرنسيس الى العراق التفريق بين الكنائس في العراق، ولكن هم كانوا أدوات لتوسيع الفجوة بين الكنائس، لأفكارهم الهدامة والوسواسية القهرية.

 وهكذا الذين يتصورون ان غبطته يسعى لتحقيق طموحاته ويتفرد بالعمل، طيب وهل محروم الانسان من تحقيق طموحاته؟ لا اعتقد انه يسعى لتحقيق طموحاته البطريرك "ساكو" مُستغلاً وضع ما او سينعكس ذلك الطموح المتوقع تحقيقه على الصالح العام، لأنه يدرك تماماً كيف يعمل ومتى يعمل وما هو للصالح العام. ماذا يطمح غبطته أكثر من ان يكون رئيساً لأكبر كنائس العراق، ومرتبطة بأكبر كنيسة كاثوليكية عالمياً؟ ماذا يطمح أكثر من ان يكون كردينالاً في أكبر كنيسة عالمية؟ فهو حقق بجهوده ومثابرته وأعماله ما هو عليه من مكانة، وحقُ مشروع لكل أسقف وكاهن في الكنيسة اذا يرغب في ذلك، ولم يعمل أكثر مما يفكر كل اكليروسي به.

 فكل تصرفاتهم تُفسر كما اشرت أعلاه من عدم تمكنهم التكيف في المجتمع، والحصول على قبول من المجتمع او الشك في حالتهم بان تلك المناصب التي يقلدونها جاءت بطرق او في سياقات هم أنفسهم غير راضون عنها، بدليل تقلباتهم في تعاطيهم مع جهات متعددة لأغراض تحقيق الغايات. او فشلهم في تحقيق غاياتهم للمرة الثانية لتقليد منصب او كرسي في البرلمان، فتتكالب الأفكار الوهمية التسلطية الوسواسية والغيرة الجامحة على عقولهم، ولا يرون الا البطريرك والكنيسة الكلدانية وسيلة للتنفيس عن حالتهم.

 ختاما أقول: هل يمتلك من يكرر انتقاده السلبي ويحاول الإساءة للبطريرك الكاردينال مار لويس ساكو الشجاعة والجرأة كما امتلكها ويمتلكها دائما بكل مناسبة في قوله اخيراً في كلمة له بمناسبة ذكرى رسامته الكهنوتية 47 (اعترف إني عصبي، لا اقبل الاعوج، لكني قدرت خلال السنوات ان أروض نفسي قدر الإمكان، اطلب المعذرة ممن قد اسأت إليهم). هل يمتلك أحد السياسيين او الكتاب الذين يحاولون الإساءة الى غبطته دائما وبكل مناسبة ويترصدون كل مواقفه ان يقدموا نفس الاعتذار لتتبين المصداقية عندهم وفي كتاباتهم واعمالهم؟ أ لم يقرأ أحدهم هذه الكلمة؟ ام انهم يغضون النظر عما هو إيجابي عند البطريرك "ساكو" منذ تسلمه السدة البطريركية في الكنيسة الكلدانية، والتي لا تُعد ولا تُحصى، ويعجز القلم من وصف مشاعره ومواقفه تجاه أبناء كنيسته والكنائس الأخرى والمجتمع العراقي بكل مكوناته في حالة المحن، ويركزون على هفوة او فلتة لسانية هنا وهناك في حالة انفعالية قد تكون ناجمة لرد فعل سلبي متكرر تجاهه وهو كبشر؟ وسبحان الذي لا يخطأ، وهنا لا ادعي بان غبطته معصوم من الخطأ ابدا، ولكن تبصير الانسان بالخطأ لا يكون كما يتصرفون كتابنا وساستنا، بحيث توحي انها اعراض مرضية. بل بأساليب وقنوات خاصة لا تعكس الإساءة للكنيسة التي يدعون انهم حريصون عليها، او الإساءة لشخصه كرمز ديني كبير على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

http://saint-adday.com/?p=42970
 
http://saint-adday.com/?p=42962

217
تعازينا القلبية للاخ عبدالاحد قلو ولكل افراد العائلة
نطلب من الرب ان يحفظه في ملكوته السماوي
والصبر والسلوان لكم جميعا
شكرا للشماس القدير اوديشو يوخنا صاحب المبادرات في هذا الموقع والرب يحفظه

218
الاخوة الاعزاءالمحترمون
 
ماهر سعيد
عبدالاحد قلو
جان يلدا
سامي ديشو
          شكراً على تفضلكم بكتابة ملاحظاتكم القيمة وكلمات الثناء بحق الاب داود بفرو ، ففعلا انه كاهن المهمات الصعبة، وقد استنتجت ذلك من مراجعتي لمسيرة حياته على درب الرب الحافلة بانجازات كبيرة قل مثيلها، في المجالات الروحية والثقافية، والادارية، وقد عمل رئيساً لكاريتاس العراق وفي ظل ظروف صعبة وقاسية جدا، ولم يقصر في اداء واجباته الروحية، والذي يقرأ الكتاب سيتبين له بوضوح ما قدمه المونسينيور بفرو في حياته الكهنوتية بالتفصيل.
تقبلوامحبتي

219


                          تقديم كتاب/ مسيرتي الحياتية على درب الرب
                                   للمونسينيور داود بفرو
  د. عبدالله مرقس رابي


كتابة السيرة الذاتية للمرء في غاية الاهمية، بالاخص لهؤلاء الذين تقلدوا أدواراً قياديةً في مجتمعاتهم المحلية، والمبدعين في المجتمع، وذوي التأثيرات الواضحة لتغيير المجتمع أو المؤسسة التي يعملون فيها نحو الافضل في مختلف الميادين الحياتية، الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية وغيرها. حيث تدوين المسيرة الحياتية تعد وسيلة  لكشف العبر والخبرات والتجارب والمهارات والكفاءات التي تمتع بها صاحب السيرة، وكانت سبباً لنجاحه وتفوقه والتغلب على المواقف الصعبة وأجتياز المحن، لتكون دليلاً للقارىء لغرض الاستفادة منها والاقتداء بها في تطلعاته العملية والفكرية.
السيرة الحياتية لاتخص صاحبها فقط، بل تتعدى الى المجتمع ككل أو المجتمع المحلي أو المؤسسة التي يعمل فيها، ذلك لعدم وجود كائن بشري يعيش لوحده معزولا عن الاخرين. لكي يستمر الانسان في الحياة لابد أن أن تكون حياته عبارة عن تفاعلات أجتماعية متنوعة على كافة الاصعدة الحياتية من خلال الأخذ والعطاء، وتبادل الخبرات، وأكتساب السمات الموجبة التي تروق لحياته العملية والاستفادة منها.
بالاضافة الى أن الانسان نفسه يحمل سمات وراثية ودوافعَ، يتمكن من خلالها التأثير على البييئة الاجتماعية التي تحيط به سواء كانت بيئة العمل أو غيرها، فالشخصية المؤثرة في مجريات الامور تتميز بخصال وقدرات ذاتية تتفاعل بدورها مع ما يكتسبه الانسان، وبهذا كل ما أنجز الفرد من عمل أو تفوقٍ لابد أن يكون من خلال ذاته مقروناً بالتفاعل مع الاخرين، أي المسيرة الحياتية ليست ملك صاحبها فحسب، بل لكل من أحاط به.
عزيزي القارىء، ستقرأ في هذا الكتاب صفحات مُشرقة ومحطات من سفر الحياة الكهنوتية لكاهن سميته بعد أن راجعتُ مسيرته (كاهن المهمات الصعبة). وذلك لخدمته في كنائس لثلاث مناطق مختلفة في ظروفها السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية والطبيعية، ولما أحتوت من أحداث مؤلمة ومواقف مُثيرة ومُدهشة، ولتمتعه بشخصية تتميز بالحيوية والنشاط والكفاءة والمهارة وحُسن الادارة والقابلية لاتخاذ الاجراءات المناسبة في خضم الاحداث، والمثابرة والصبر والفطنة، كلها مكنته من التغلب على الصعاب والاحباطات والمآسي التي واجهته من جهة، ومن جهة أخرى مكنته من تحقيق النجاح والتفوق والجودة في العمل والادارة التي كُلف لادائها. بالاضافة الى أن أتقانه اللغات: الكلدانية والعربية والكوردية والفرنسية والانكليزية ساهم في التكيف وتسهيل عملية بناء العلاقات الاجتماعية مع الاخرين في المجتمع وأنجاز نشاطاته الروحية.
تعرض المونسينيور داود بفرو في  مسيرته على درب الرب بين فترة وأخرى الى أكثر من ثلاث مواقف خطرة ومأساوية، تكاد تُنهي حياته، ولكن مشيئة الرب كانت حاضرة لانقاذه. ولم يفقد الامل في تواصله لتقديم رسالته الكهنوتية، بل زادته أيماناً وعزيمةً وصبراًوقوةً. وعليه بالرغم من ذلك سنلاحظ  أينما حل من مركز ديني أو كنيسة لاداء واجباته كانت آثار نشاطاته واضحة للعيان، إذ بذل جهوداً استثنائية في أدارتها روحياً لاحياء والنهوض بتلك المراكز الدينية التي أستلمها، وهي تعاني من نواقص متعددة من حيث المستلزمات والمتطلبات التي تُساعد الكاهن لتأدية دوره الروحي.
 كما سيتبين من قراءة الكتاب، ما بذل المونسينيور بفرو من جهود إستثنائية قلَّ مثيلها، في رئاسته لاخوية المحبة (الكاريتاس العالمية) فرع العراق بين عامي 1991-2001، وفي نفس الوقت مارس خدمته الكهنوتية في كنيسة مارتوما الكلدانية في النعيرية/ بغداد، والتي بلغ عدد العوائل المشمولة بالخدمة اكثر من 3000 عائلة، لتكون اكبر خورنة في العراق.
 حقق في الفترة المذكورة في كلا الخدمتين، اهداف نقل البشرى لكلمة الله روحياً ومادياً للإنسان الذي اوصانا به الرب، فالكل بحاجة الى معرفه الله وطريقه، ووصاياه، وسبل الخلاص، وهذه تحققت بالخدمة الكهنوتية، وكما هناك الكثير الذين افتقروا الى لقمة العيش والكساء والمسكن والدواء واوصانا الرب لزيارتهم ورعايتهم وتلبية حاجاتهم، وهذه تحققت من خلال اهداف اخوية المحبة، محبة الجميع، محبة الفقير المحتاج في احلك الظروف واقساها، مثل الظروف التي افرزها الحصار الاقتصادي الذي فُرض على العراق آنذاك لاكثر من عشر سنوات.
سرد الاب داود بفرو كل الوجوه في سيرته الكهنوتية وفي كل مراحلها الزمنية وأماكن تأديتها، فذكر ما أفرحه وأبهجه، وما ألمه وأحزنه وأقلقه وأحبطه نفسياً، وما تعرض له من مواقف أيجابية أو سلبية مع من عمل بشكل عام، ومع بعض من رؤسائه الروحانيين. تحدث عن كل المواقف التي تعرض أليها في حياته سواءً التي أعجبته وأدهشته أو تلك التي أثبطته أحياناً وتألم من جرائها، ومبيناً ردود افعاله الشخصية لتلك المواقف المُثيرة. وعليه أستنتجتُ من طرحه أنه لم يُجمِّلْ مسيرته الحياتية الكهنوتية، بل كتب بكل أمانة وثقة بالنفس كل الاحداث الجميلة والمؤلمة، المُفرحة والمُحزنة.
تبين أن المسيرة الحياتية على درب الرب للمونسينيور بفرو ليست مجرد سرد تاريخي للأحداث والمواقف أو سيرة شخصية للأطلاع، بل هي رسالة روحية وعملية جراء الدور المؤثر الذي لعبه في ممارسة واجباته ونشاطاته منذ تسلم مهامه الكهنوتية بدليل النتائج المثمرة والايجابية التي خلفها جراء عمله الروحي. وعليه ممكن أن يصلح الكتاب مصدراً للاخرين ورسالة واقعية لكل فرد لتفهم معنى الكهنوت وما يتميز به الكاهن من سمات شخصية تساعده وتؤهله للعمل الكهنوتي.
 يتكون الكتاب من 142 صفحة من الحجم المتوسط، ويحتوي على خمسة فصول غطت محطات حياته الكهنوتية، الفصل الأول، تناول فيه نبذة مقتضبة عن قريته منكيش حيث مسقط راسه، وطفولته، وقصته الطريفة عن تلبيته الدعوة الكهنوتية، وثم دراسته في معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي في الموصل والى يوم رسامته. اما الفصل الثاني، فاشتمل، خدمته في ابرشية العمادية، وقصة الحادث الماساوي الذي تعرض له، ورحلته الى بغداد للعلاج.
بينما احتوى الفصل الثالث مسيرته الكهنوتية الحافلة في كنائس بغداد/ ابرشية البطريركية، ويطلعنا في الفصل الرابع على مزاولته رئاسة اخوية المحبة الكاريتاس العالمية، فرع العراق، الى جانب الخدمة الروحية في كنيسة مارتوما، والاحداث التي تعرض لها، وأخيرا الفصل الخامس، عرض مسيرته الكهنوتية من يوم مباشرته في كنيسة العائلة المقدسة في مدينة ويندزور الكندية/ ابرشية مار ادي الكلدانية والى يوم تقاعده عن الخدمة. ويحتوي كل فصل، صور جميلة تعبر عن وقائع مسيرته الكهنوتية على درب الرب.
وأخيراً لي الشرف الكبير أني تلمذتُ على يده لاعدادي للتناول الاول في كنيسة ماركوركيس الشهيد الكلدانية في منكيش عام 1966. واليوم لي فخرٌ كبير لتقديمي ومراجعة وتنقيح كتاب سيرته الكهنوتية على درب الرب.
 الكتاب متوفر حالياً في مكتبة كنيسة مار يوسف في مدينة ديتروت الامريكية، وفي مكتبة كنيسة العائلة المقدسة في مدينة ويندزور الكندية.

220
الأخ هاني مانويل المحترم
تحية

 شكرا على اهتمامك ومداخلتك التي جاءت في ضوء مداخلة مُعقب اخر على موضوعي السابق، وبالرغم من انني نادراً ما أردُّ على مقالات الاخوة الكتاب ليس لشيء، انما لضيق الوقت. او حينما أرى الموضوع يستحق وله علاقة باهتماماتي المعرفية، ولما كانت كلمتك عبارة عن رسالة مفتوحة موجهة لي شخصياً، فهذه محاولة ذكية منك لإرغامي على الاجابة، لأنه واجب يتحتم عليَّ في هذه الحالة. وفي ضوء مداخلتك الهادئة هذه اسمح لي توضيح ما يأتي:

عجبني قولك الرصين على عدم الاتفاق مع بعض ما اكتبه، وهذا شيء طبيعي جداً، واخص بالذكر عندما يتناول الانسان دراسة ظاهرة اجتماعية. وعدم اتفاقك معي يرجع الى اعتباري ان هناك ثلاث اثنيات بشرية في العراق ومشتتين حول العالم هم، كلدان واشوريون وسريان معاصرون، ولكن شعب واحد هو من منابع بيث نهرين، بالطبع، لم اتوصل الى هذه الظاهرة اعتباطياً دون دراسة مستفيضة اخذت عندي اكثر من 16 سنة منذ ان نشرت كتابي الأول عام 2000 بعنوان الكلدان المعاصرون، دارسة سسيو أنثروبولوجيا، وبلورت ونضجت الفكرة عندما بدأت بجمع المعلومات وتحليلها ونشرتها في كتابي الثاني عام 2016 تحت عنوان، الكلدان والاشوريون والسريان المعاصرون وصراع التسمية  (أقول المعاصرون)، ذلك العنوان الذي فسره البعض اني اقصد الاقتتال بين الاثنيات الثلاث حول التسمية، دون ادراك منهم ان المقصود مصطلح نستخدمه في حقل علم الاجتماع ويعد هنا الصراع الفكري وليس الفيزيقي والمعارك الطاحنة، لأننا نعتبر كل قتال هو صراع ولكن ليس كل صراع هو قتال، فهناك الصراع النفسي والاجتماعي والفكري، وهكذا.

دراسة علم الاجتماع للظواهر ومنها التاريخية تختلف عن دراسة المؤرخ، وهذه تحتاج الى تفاصيل بعضها تطرقت اليها في مقالات سابقة، إذا سمحت الفرصة لي سأكتب مقالاً عن الموضوع. وشخصيا اعتبر عملية "التأريخ" وليس التاريخ ارجو التمييز بينهما مهزلة عقلية، لتداخل تأثير الانتماءات المختلفة وعوامل اخرى في عملية التدوين. بينما في علم الاجتماع، ندرس الظاهرة كما تراه حواسنا إضافة الى العقل. ولهذا عندما استعين بما كُتب تاريخياً ليس الا امثلة لأبين للناقد لكتاباتي، انظر كيف يكتب المؤرخون، وليس لاعترافي بها شخصياً.

 ولهذا اخي العزيز هاني، أقول ما يراه الواقع من مقومات التي تفضلت بها في ردك من منظور علم الاجتماع بخصوص مسيحي العراق ليست كافية ليكون جميعهم اثنية بشرية واحدة، لان هذه المقومات هي نتائج دراسات اجتماعية قديمة، كانت قد ظهرت في حالة ان يكون المجتمع او الجماعة البشرية في حالة عزلة اجتماعية تعيش على ارض محددة والاتصال الحضاري السريع غير موجود، بل بطئ، انما في الحاضر ومنذ عقود من الزمن، اختلفت الحالة، فالأرض ليست موحدة للكل فهم مشتتون والاجيال لا ترى انتمائها لنفس الأرض، عادات اختلفت، فبدلا من الدولمة والاكلات التقليدية لنا جميعا أصبحت ثقافتنا تبحث عن الستيك والسوشي ، عادات زواجنا ليست عائلية بل شخصية، نظرتنا الى الدين ولغتنا تنوعت، فمقارنة المغتربون المسيحيون وبالأخص الأجيال الحالية والمستقبلية مع مَن في العراق، سيوحي لك اننا لسنا موحدون بتلك المقومات وهكذا هذه الحالة تنطبق على كافة شعوب العالم الذين اصبحوا بين مفترقَين واخص بالذكر أولئك الذين لا يمتلكون دولة. وحتى الانكليز والفرنسيين في كندا يؤكدون من الاجيال الحديثة ان اثنيتهم كندية كما ظهرت من الدراسات الاثنية لعلماء الاجتماع الكنديين وكما جاء في الاحصاءات السكانية، وهذه التفاصيل موجودة في كتابي الأخير. النظريات العلمية تتغير في كافة الحقول العلمية، في العلوم الطبيعية تتغير، فكيف لا تتغير في العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تعد الظاهرة الاجتماعية المعقدة مجال بحثها.

عليه ادركوا علماء الاجتماع والانثروبولوجيا هذه المسالة في دراساتهم الحديثة ويؤكدون ان الاثنية تتغير ولم تبق ثابتة بحكم عوامل متعددة، فهذه المقومات المذكورة في ردك لا تمثل شيئاً ما لم تقترن بحالة الشعور الفردي للانتماء، واذا تريد المزيد ارجو مراجعة مصادر، خاصة بدراسة الاثنيات، التغير الحضاري، والمجتمع الحديث، ولا تنتظر من عندي ان اصور المصدر واعمل لايت على العبارة او السطر، اترك لك الخيار للبحث، كما قلت لإخوة اخرين، لان هذه الطريقة التي اراها هنا المستخدمة في تصوير المصدر والصفحة ليست علمية منهجية، بل الذي يريد التحقيق من المصدر عليه قراءة المصدر ككل لكي تكتمل الفكرة والهدف منه لدى القارئ، وليس باقتباس سطر او سطرين والقول هكذا قال المؤلف، وبالأخص في هذا الزمن الذي بات كل شيء معرض بسهولة للتزوير، ولا اقصدك هنا حاشك، ولكن اتحدث بعمومية، فلا اقبل من طالبي ولم يقبل اساتذتنا سابقاً ان يأتي لي بكذا طريقة.

 اما الشطر الثاني في تساؤلك هو اعتراضك على "شفاليه"، شكرا على اقتباسك لما وضعت في الرد، وهذا دليل على مصداقية امرين: ان التأريخ مهزلة، لان مئات المستشرقين درسوا سكان بلاد النهرين، واختلفوا في تقرير الأصول ومدى ارتباطهم بالحضارات القديمة الرافدينية، والامر الثاني، مصداقية ما قلت ان هكذا اقتباس ليس علمياً بل يجعل القارئ مرتبكاً لتشويه ما جاء في الكتاب، انما يكفي لو قلتَ راجع شفاليه او في الصفحة الفلانية يقول وهكذا، فيستوجب لو اردتُ التحقيق، ارجع الى المصدر المشار، فإذن بدى لي انك راجعت كتاب شفاليه عن " المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية"، ولكن بحسب هذا الرد ، يبدو لم تقرأه بدقة وكيف تعامل منهجياً مع الموضوع، وما الذي توصل اليه.

شفاليه لم يقل نساطرة او اشوريين او كلدان، بل، كما اقتبست واقتباسك صحيح غيره الذين قالوا ذلك، فهو قال وواضح من عنوان كتابه، المسيحيون في حكاري، فطريقة "شفاليه" اختلفت عن مَن سبقه في دراسته لمسيحي حكاري، وبالذات مسيحي شمال العراق الحالي، لماذا؟ انه جمع مئات الدراسات لمستشرقين كتبوا عن المنطقة جغرافيا واجتماعيا وسياسيا وحضاريا ودينيا، وبنفسه زار المنطقة متأخرا ليستطلعها جغرافيا، ويربطها بما كتبوا عنها اجتماعيا، فحلل ما كتبوا بطريقة المقارنة الدقيقة المنهجية، معتمدا على أسس علمية:
 من الزائر، ومتى الزيارة، غرض الزيارة، مهنة الزائر، ارتباط الزائر المؤسساتي، خلفية الزائر العلمية، طبيعة لقاءات الزائر مع الأهالي، فاستنتج، ليس فقط من سماهم بالعشائر النسطورية، ولكن هناك من سماهم، ذوي أصول كردية، واخر أصول يهودية، واخر كلدان، واخر اشوريون، واخر انهم سكان المنطقة من الحضارات التي سبقت الإمبراطورية الاشورية، ومنهم يرجع اصولهم للأشوريين القدامى ومنهم اعتبروا ذلك اسطورة وخرافة، وهذه ليست من تأكيداته بل توصل اليها من دارسي تلك الجماعات، ولهذا قلت يبدو لم تكمل قراءة الكتاب، لكي تصل الي كل نهاية من مواضيعه وكيف يبدي رايه، وثم لخص نظريته، في العبارة، ان كل ما كُتب عن مسيحي حكاري هي فرضيات لا ترقى الى دراسات علمية يمكن الاعتماد عليها، فهي بحاجة الى دراسات معمقة، هذه هي النتيجة الفكرية لشفاليه المسكين اخي هاني وليس قوله انهم نساطرة، او كورد او يهود. وما جئت من امثلة في ردي على المعقب في المقال ليس لشفاليه وانما موجود في كتابه.

 ومع هذا شفاليه ليس معصوما عن الخطأ، وكذلك عندما نقول عنه ذلك، علينا القول ايضاً أيضا "كرانت" الذي قال انهم ذات أصول يهودية ليس معصوم من الخطأ و "بيترو ديلا فالي" الذي قال سكان كرمليس وزوجته اشورية ليس معصوم عن الخطأ ، والذي قال انهم اكراد ليس معصوم من الخطأ ، والذي قال انهم اشوريون قدامى او كلدان ليس معصوم من الخطأ، وهكذا، كما لسنا كلنا معصومين من الخطأ، انما وضحت هذا لأبين، طريقة دراسة شفاليه لموضوع البحث وكيف اختلفت عن غيره، وعليه علينا، ان لا نقول من يأتي بفكرة لا نرضى بها انه غير معصوم من الخطأ، بينما الذي يأتي بفكرة ترضينا وتلبي طموحنا نقول انه معصوم من الخطأ، هذا لا يجوز.

اسف على الاطالة وشكرا وارجو ثانية قراءة كتاب شفاليه مجددا، وكما ارجو مراجعة كتب حديثة عن الاثنية وكيف تتكون وكيف تتغير مقوماتها زمانياً. والذي انا دائم التأكيد عليه، إذا تحققت الإرادة لجمع شمل الاثنيات الثلاث، ليس بالتسمية الموحدة، بقدر ما هي بالتضامن والاحترام المتبادل والعمل سوية وتوحيد القرار والموقف تجاه كل الاحداث التي يتعرضون لها في البلد. وكل يعمل من اجل نفسه ومن اجل الكل.
محبتي وخالص تقديري 

221
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
 اتحفتنا بنتاج فكري تنويري اخر، كما هو نهجك في طرح الموضوعات بطريقة موضوعية معتمداً علي المصادر، وثم ربطها بواقع الحال، للظاهرة المدروسة، بدليل مقارناتك المستفيضة للمصادر عن موضوع المحاضرة .
ملاحظة واحدة بخصوص مفهوم القومية، التعريف الذي تفضلت به بحاجة الى اضافة الاقتران بالشعور للانتماء ، وفقاً للدراسات الحديثة ذات العلاقة بالموضوع، فكل مقومات التقليدية للقومية من الارض والقيم وما شبه لا قيمة لها ما لم تقترن بدافع الشعور بالانتماء الى الجماعة. كما ان الدين ليس مقوم قوي للقومية بل اضعف المقومات ولا يدخل في مقومات القومية، لان الدين ، واي دين يتكون من عدة قوميات، وكما ان القومية الواحدة قد تحتوي على عدة اديان وهكذا ، فهو مقوم ضعيف جدا.
لك كل الشكر لهكذا محاضرات قيمة ، والشكر موصول لجمعية حدياب الاكاديمية لاتاحة الفرصة لطرح افكارك الموضوعية للمتابعين.
تقبل تحياتي

222
المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
اسف على التاخير في الرد
 شكرا على قرائتك للمقال والمتابعة، وعلى الملاحظات التي اضفتها لتعريفنا بكلية بغداد النموذجية ، ومع الاسف العراق بعد ان دخل مرحلة جديدة من نظام الحكم القائم على القوميةوثم الدين ، جعلت من البلد ، بلدا نائما ولا يزال، ومن جملة المؤشرات لتخلفها، هو تاميم هكذا مؤسسات تعليمية نموذجية ووضعها بيد الايديولوجيين السياسيين.
تقبل محبتي

223
الاخ القدير يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
اسف على التاخير في الرد
شكرا على مداخلتك القيمة، وبيان اهمية العلم والعلماء في حياة الامم ومنها الامة الكلدانية، نعم نحن بحاجة الى توثيق هكذا نتاجات ومعطيات من الشخصيات العلمية في مختلف المجالات وبطرق مختلفة لاحياء ذكراهم، ولكن مع الاسف في يومنا هذا ، الكلدان منشغلون بالسياسة فقط دون الاكتراث بهكذا مواضيع، بينما الامم الاخرى مشغولة ايضاً بالسياسة، مع اهتمامها لمبدعيها عبر التاريخ .
تقبل محبتي

224
الاخ حسام سامي المحترم
تحية
 شكرا علي التحليل في ربط اسم الكنيسة بمكانتها القومية في بابل التي كانت هي وضواحيها معقل الكلدان.
 اتفق مع رايك تماما
محبتي

225
الأخ حنا شمعون المحترم
 تحية ومحبة
 
 قرات تعقيبك، رجعت للكتابة ثانية ليس لأهمية ما جاء به، انما لأساءتك الشخصية لي، وتكررها أكثر من مرة لعدم الاتفاق في الافكار، بينما لم تصدر كلمة إساءة مني تجاهك واحترم الكل، بل انقد ما تكتب من فكر لا يعتمد على أسس علمية بل عاطفية، وهذا لا يعد مس بالشخصية كما تتوهم ويتوهم الكثيرون، وانت لعدم مقدرتك لبيان حججك، تلجأ الى خزعبلاتك النثرية العاطفية، كما يعمل غيرك في هذا المنبر. كما تريد أيضا ان يكون مثلك جون فييه المفكر الكبير عاطفي يبتعد عن المنهجية العلمية.

ميشيل شفاليه، كان أستاذ في جامعة سوربون الفرنسية، زار المنطقة في 1975- 1977، واستحصل الموافقات الرسمية من إيران وتركيا والعراق، لكي يطلع جغرافيا عليها، اذ تعد دراسته في الجغرافية التاريخية، ونعتبرها في علم الاجتماع دراسات اثنوجرافية وأنثروبولوجيا، ليكون أكثر الماما وموضوعيا حينما يحلل ما كُتب عن سكانها في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من قبل عشرات الرحالة المستشرقين، هذا ما يذكره في مقدمة كتابه. طبع كتابه عام 1985 والأب جان فييه كان حياً يرزق ويعيش في لبنان، اذ توفي عام 1995، ومن المتوقع انه قد التقى معه، لأنه التقى مع الكثيرين. ولهذا كيف يكتب شيئا عنه دون ان يتأكد من القائل وينسب اليه وهو حي وكلاهما أكاديميين بارزين.

 لاحظ مقدم الكتاب ومنقحه القس يوسف توما (المطران لاحقاً) ماذا يقول:

يفتتح كلمة التقديم (اعتمدت على أطروحة ميشيل شفاليه منذ صدورها بالفرنسية قبل ربع قرن، اما لمقالات باب “بين الماضي والحاضر" في مجلة الفكر المسيحي، او لمساعدة الباحثين الذين التقي بهم. وها يسعدني اليوم آن أقدمه لقراء العربية، بترجمة ممتازة على يد الصديق الاستاذ نافع توسا، الذي كنت قبل عامين قد طلبت منه تحقيق هذه الترجمة، لما فيه من ضرورة، فهي تملأ فراغاً لدى أبناء شعبنا والمثقفين من محبي تاريخنا وتراثنا، فلبى طلبي مشكوراً وها هو بين يديك، أيها القارئ العزيز كتاب ثمين يملأ فراغاً كبيراً كونه يجمع معلومات كانت موزعة في أمهات الكتب، اذ قلما نجد لمثل هذا الكتاب مثيلاً في المكتبات لأنه يجمع في كتاب واحد ما تبعثر من معلومات كثيرة.
وما يجعل لهذا الكتاب القيم من أهمية، كونه يرفع الكثير من الغموض في فترات تميزت بالأحداث والتقلبات الكثيرة تعرضت اليها منطقتنا وشعبنا، فالمؤلف يتناول بدقة تفاصيل جغرافية لهذه المناطق ويجمع جوانب مهمة من الحياة الاجتماعية والظروف التاريخية والتقاطعات الكثيرة التي تساعد على تسليط الضوء على جوانب قد لا نجد لها مصادر في متناول قراء العربية او لا تذكرها الكتب المتوفرة، فيساعدنا شفاليه على قراءة جديدة أفضل لتلك الاحداث وفهمها).
 يا سلام لروعة التقديم وبيان أهمية الكتاب، تمعن فيها اخي حنا، جاءت من أبرز كتاب عصرنا مختص في علم الاجناس، الذي هو جزء من الأنثروبولوجيا. ولست انا المتكبر القائل. لا يسع المجال والا كنت كتبت مقتطفات من الكلمة الرائعة التي قدمها المترجم، "نافع توسا" القدير.
فإذن شفاليه ليس صاحبي كما تقول، وانما صاحب كل مثقف يدرك تاريخ شعب بيث نهرين من اثنياته الثلاث. والرجل اتهمته انه يكره الاشوريين، ماذا له ليكرههم، وهو رجل فرنسي واستاذ جامعي. ولكن هذه من حججكم عندما تصلون لدرجة الإفلاس الفكري، تقلبون على شخصية الانسان.

 ستجد من جملة ما يحتويه الكتاب، بان العشائر النسطورية في منطقة حكاري، تتباين من الناحية الجسمية والسمات الشخصية البدنية، أي انهم لا يرجعون الى أصول عرقية واحدة، كما تدعون أنتم أصحاب النثر والعاطفة. فيقول في ص 162 (ان اغلب الرحالين الذين زاروا المنطقة خلال القرن المنصرم، اصطدموا وتأثروا عميقاً بما لمسوه من اختلافات قائمة بين العشائر خاصة في: الزي واللهجة المحكية والتكوين العضوي للجسم ، ويستطرد في الأمثلة.....)

 لم الصق ولا شفاليه التهمة بالمفكر ومؤرخ المنطقة، جون فييه، ولكي تعرف أكثر، يجعلني اكتب المزيد.
 العبارة هي في الملحق المعنون (تسمية "اشوريون" المستعملة للتعريف بالنساطرة) ويوجه شفاليه في هامشه المرقم 624 ويكتب راجع كتاب الاب حنا فييه، أي المصدر المعتمد الذي أدرجه في قائمة المصادر تحت رقم 225 المعنون
Fiey, Jean marie, o.p Assyriens ou Arameens? O.S,1965, 141- 160
وإذا تترجمها من الفرنسية تعني الاشوريون ام الاراميون؟ فابحث عنها واكتشف مدى صحة شفاليه. هذه هي الاكاديمية اخي حنا.
ولهذا أقول ثانية اذهب وادرس طرق البحث العلمي لمدة ثلاث سنوات، وبعدها ناقش الاكادميين في استخدام المصادر، فهذه مسالة مهمة، ليست انشاء ونثر وشعر وخطاب سياسي يكتب اصاحبها كما يقول علماء النفس والاجتماع من انعكاسات وانطباعات عاطفية شخصية.
 ومن مؤشرات افتقارك للبحث العلمي، المزج بين الطيبة والعلم، في قولك ان جان فييه كان طيباً ، اخي ما علاقة الطيبة بالعلم، الطيبة سمة انسانية يمتلكها الفرد، كما البحث عن الحقيقة سمة أيضا، ولكن اذا كان الباحث طيبا، لا يعني انه يخدع الناس، ولا يكتب الحقيقة، فالعلم شيء والطيبة شيء اخر.

 لم يذكر ان الأسماء متداولة عام 1918 تمعن في الكتابة واحكم، بل قال: تشرذم هؤلاء منذ عام 1918، ومقالته مكتوبة عام 1965يا رجل.
اما بخصوص اعتزازك بالمؤرخ جان فييه لانه عنون كتابه، اشور المسيحية، فارجو منك ومن له الكتاب الجزء الثالث، مراجعة الصفحة6 الهامش رقم 1، ،وسيتبين بوضوح وبقلم فييه ، لماذا هذا العنوان ومن طلب منه ذلك وعلى من اعتمد.علما انه يقصد الجغرافية وليس القوم.

كنت أدرك تماما انك تعرف جون فييه، ولهذا كتبت في اخر التعقيب عبارة، اني اعرف ما في النفس البشرية وحتى ما يكتبه. ولهذا جاء رد فعلي بهذا الأسلوب، لاني فهمتها استفزازية وتسقيطية. وعليه عكست تكبري عليك، وهكذا اعمل مع من لا يحترم الاخرين في نقده، واتواضع مع من يحترم في نقده، حتى لوكان مختلفاً معي.

لست بحاجة الى رايك كوني مثقف ام لا، ادري تماما، لعدم الاتفاق بما نكتب كلانا، تعدني غير مثقف، ولكن لو كنت متفقاً معك ، لاعتبرتني بطلا، ومثقفا ومفكرا كبيرا والخ. واشكر الرب لدي العديد واعتز بهم حول العالم نبادل الاحترام. ويعدوني مثقفاً. فرأيك او نفر من الآراء لا يعد بشيء.
 
لم أرد في حينها على خزعبلاتك، لما نقدت المقابلة التي انهالت الرسائل والتلفونات عليَّ من أبناء بلدتي العزيزة منكيش للشكر على أثرها، وهذا يكفيني ان افتخر بما قدمته. واما لماذا لم أرد؟
لم تذكرها في منشور الذي وضعت فديو المقابلة فيه.
ثانيا كانت غير صحيحة ولإثارة المشاكل والتسقيط الشخصي باستثناء واحدة على ما اعتقد.
 وثالثا، لاعتبارات تقديرية لإداري الصفحة والأعضاء لكي لا يتغير مسار الصفحة الى مشاحنات شخصية، وعليه تلقيت الشكر من الإداريين لعدم الرد عليك.
 ولكن الأجوبة اعطيتها لاحد الأصدقاء وبل الاقرباء وهو عزيز عليك وعليَّ، وإذا لم تصلك فلا ذنب لي.
 متى استهترت بقدرات لايارد، لا أتذكر، اعتقد هذه من خيالك، وارجو اعلامي لكي اصحح ما قلته، وان كان من باب النقد العلمي، فيحق لي انقد كائن من كان.


ما تقرأ كتاب شفاليه، لانه حاقد على الاشورية، كيف حكمت عليه، ومقدم الكتاب عرفت من أعلاه كيف قدمه، ، مع انه ما حلله ليس من انطباعاته بل تحليل علمي اكاديمي من استاذ في جامعة سوربون الفرنسية لمئات الكتب والمقالات العلمية التي دونت عن تلك العشائر المسكينة لغاية 1914، من قبل المستشرقين، تلك العشائر التي كانت راضية بحياتها، ولكن السياسيين من محبي السلطة والعاطفيين آنذاك ولا يزال أثاروا الفتن وخدعوهم بالأساطير والخيالات وبمساعدة الروس وثم الإنكليز الخبثاء وتعرضوا على ما تعرضوا اليه.

 وكما تتهمني بحقدي على الاشوريين، ايضاً من صنع خيالك، لو كنت حاقداً، لأكدت دائما على اننا كلدان وبس والباقي خس لا اشوريين ولا سريان، ولكن في كل طروحاتي، تأكيدي على وجود واحترام الاثنيات الثلاث، المعاصرة، فأقول شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان. لأني باحث اجتماعي ادرس حاضر المجتمع واحلل ما تراه عيني، واتحسس به في الوجود. ولا اركض وراء مهزلة التاريخ.


 اشكرك على نصيحتك لأكون متواضعاً، اني متواضع مع من يبادلني الاحترام، حتى وان اختلفت آرائنا وانحني له، اما من يصف كتاباتي بالزبالة والخزعبلات وانشاء وفقدان الثقفة بك وبأكاديميتك كما عملت انت وغيرك، فهل ترضى ان أكون متواضعاً، لا  ابدا، ولكن لا اسيء لاحد شخصياً، بل انقد افكاره سواء كانت علمية من عدمها قياساً لما اعمل واعرف، وتكبري يكون عليه ليس لشيء وانما لكي ابين الفرق ومن حق كل انسان يفتخر بإنجازاته ليعرف القراء الاخرين، وهذا المعمول به في الغرب. فهل تريدني ان أقول نعم للمسيء واسكت؟

 اتركك بأمان الله، وكل عام وانت والعائلة والاهل في شيكاغو بخير بمناسبة عيد القيامة المجيد، مع تمنياتي لك بالتوفيق.

226
الاخ متي الهرمز المحترم
شكرا لقرائتك المقال،  ولوثائق الدامغة ،لمن يكتب البيانات السياسية الانفعالية، لتكشف عن اداعائاته وادعاءات الاخرين، بان الكلدان لم يكن لهم نشاطات قومية، وهؤلاء متوهمون جداً ، مثلما كتبت في تعقيب اخر، لان الكلدان يدركون الواقع والامكانات ويدرسون المتغيرات، فيكون ولاؤهم للوطن واذا تحققت الظروف ، فان نشاطاتهم تزهو وتزدهر ، وهذا مثال واقعي لذلك الى جانب انشطة اخرى نفسها في ديترويت وساندييكو وشيكاغو وملبورن وسدني وتورينتو وييندزور وداخل البلد حاليا وحول العالم. ولكن نشاطاتهم تقترن بعقلانية ويدركون الزمان والمكان المناسبين لاقامتها.
 ولا يضحون بابنائهم من اجل الاساطير والخيالات لقيام امبراطوريات كما فعل غيرهم.
تقبل محبتي

227
الاخ حنا شمعون المحترم
تحية التي فقدتها منك في التعقيب
قبل الاجابة على سوالك، اقول: انكم كُتاب آخر الزمن.
 تحاول ان تختبرني باللغة الانكليزية وكتابة المصادر، عجيب، لماذا العجب؟
 كان الكهنة في الخمسينات والستينات في قريتنا العزيزة منكيش يناقشون مع والدي احيانا، الذي عُرف بفيلسوف منكيش حينها ومن قبلهم وبعض لا يزالون احياء، الرب يطول من عمرهم، وكان يسالهم بعض الاسئلة عن اللاهوت، ولم يتمكنوا الاجابة لانهم كانوا مبتدئين، ويردون عليه ، ما هو الجواب عمي "مقو" كان معروفاً بهذا الاسم لكثرة اسم مرقس قي القرية كما تعرف، وهل تعرف ماذا كان جوابه لهم، اذهبوا وادرسوا 12 سنة اخرى في السينمير ، وبعد ذلك اجاوبكم.
المغزى
 اقول لجنابك اخي حنا
 ارجو ان تدرس ثلاث سنوات مادة طرق البحث العلمي ، في الدراسات الاولية والماجستير والدكتوراه، ودرّس نفس المادة 15 سنة في الجامعة، والف كتاب بعنوان (طرق البحث العلمي في عصر الثورة المعلوماتية) بطلب من الجامعة والذي سيرى النور عندي قريبا باذن الرب ،واكتب عشرات البحوث ، وقيم العشرات منها ايضا، وثم بعدها تعال وناقشني في مسالة الاعتماد على المصادر،  وغيرها من الامور العلمية التي ترتبط باختصاصي.
اخي حنا الموقر: عندما اكتب، لم اكتب نثر، معتمداً على عواطفي ومشاعري الانتمائية ولا اقصد هنا القومية فقط وانما الانتماء الى الدين والطبقية والجغرافية والسياسية وغيرها. بل اكتب معتمداً على اسس مفروضة عليَّ كباحث مختص، وسبحانه الذي لا يقع في الخطأ احياناً.
 اما الجواب على خاطرك ولم اعملها مثل والدي.
 راجع كتاب الموسوم (المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية لمؤلفه ميشيل شفاليه) احد الاكادميين الكبار في فرنسا في زمنه، ترجمة نافع توسا وتقديم ومراجعة وتنقيح القس يوسف توما المطران لاحقاً، وبالتحديد لكي لا اتعبك الصفحة 179وما بعدها ، وستلاحظ كيف شفاليه يناقش ويحلل مقال ، نشره الدومنكي (حنا فييه) عام 1965 اي بعد سنة 1933، بمعنى بعد 32 سنة من حادثة سميل والمقال طبعاً علمي وليس نثر مثلما تكتبون انت وغيرك في هذا المنبر، ومقاله عن هذا الموضوع ويختم  شفاليه تحليله بالعبارة التي اثارتك من المقال، ونقلتها نصاً ووضعتها بين قوسين. فكم من الاسماء لهذه السنوات لاحظها جون فييه.
 راجع الكتاب المذكور الذي يعد من امهات الكتب الاساسية الانثروبولوجية التي يحلل عشرات بل مئات الدراسات التي قام بها المستشرقون وزارها هو شخصيا منطقة بلاد النهرين، وسترى فيه كل الاراء التي قيلت عن سكان المنطقة، ويحلل الفرضيات التي طرحت من قبلهم عن اصولهم.

ستقرأ مثلا عن (سايكس) يقول(ان النساطرة في ايامنا هذه اخذوا يطرحون وبكل تاكيد الراي القائل ان اصلهم اشوريين ويفترضون انفسهم احفاداً حقيقيين لاولئك الساميين الذين دوخوا العالم بانتصاراتهم، خلال الالفيتين السابقتين للميلاد، لكن هذا طرح لا يشكل من الحقيقة شيئاً) ويستطرد ويقول( كل ما هنالك تقليد متوارث واسطورة متباطئة ذات اصول ذكية دعمها وساعد على نشرها وترسيخها المبشرون الانكلو- سكسون) كما آيضا ينفي حنا فييه او جان فييه او جون فييه (على خاطرك) فرضية الاستيطان التباطىء للنساطرة في حكاري، ويقول لا تقوم على اساس مكين) هل تعرف هذه الفرضية وغيرها اذهب الى مكتبة جامعة شيكاغو وابحث عن مصادر تدليك عليها وعن كل الفرضيات التي قيلت عن الموضوع، ولا تبحث في كتب مؤدلجة رجاءا.
 وفي الكتاب ستقرا ايضا فرضيات متعددة ، ناقشها شفاليه مناقشة مستفيضة واعطى رايه، على سبيل المثال اضافة لما ذكرت (كاتش، هنري لايارد، ساوث كيت، بادجر، ديلا فالي، مورايي وغيرهم بالعشرات) لهم اراء متناقضة ومتطابقة احيانا، وقسم حديين واخرين يفترضون وهكذا. كل هذا ذكرته لحضرتك لتعرف ان العبارة المقتبسة ليست من كتاب جون فييه الموسوم اشور المسيحية ، بل من مقال له في الكتاب المذكور اعلاه.
 واما اسمه ، فاوجهك ان تراجع كتابه اشور المسيحية فهو مكتوب بوضوح في الغلاف ونبذة مختصرة عنه.
 وهذه ليست المرة الاولى تعملها معي، بل في مناسبة اخرى اثار انتباهك ، عبارة لايارد اثناء زيارة منكيش الحبيبة وشاهد النساء المنكيشيات يعملن الزبيب ، وقلت في ردك ليست في كتابه، ولكن راجع هذا الكتاب اي كتاب شفاليه واقراه واترك لك الفرصة لتكتشف في اي صفحة كتبها وهو يستعرض عن اقتصاديات كردستان وجاء بمثال عن لايارد وزيارته لقريتنا، وهناك مرات اخرى عملتها ولكن اتركها الان . فاوجهك اخي حنا ان تهتم بالمقالات النثرية وتناقش اصحابها ولا تاتي الى المقالات العلمية ، والتوجيه يخص العديد من المحللين النثريين والعاطفيين، والا اريد منكم توجيهي الاول في مقدمة التعقيب هذا.
حقيقة افتخر بك اديباً منكيشياً ناجحاً، ولكن اترك الانسان ان يختار جماعته الانتمائية كما انت حر في اختيارك. ولا تقل لماذا كل هذا الجواب وانا سؤالي كان واضحاً، الجواب، اني اعرف ما في النفس البشرية حتى مما يكتبه.
تقبل محبتي 
 

228
الاخ القدير جان يلدا خوشابا
تحية
 شكرا على قرائتك للمقال، وعرض تجربتك الشخصية التي تخص الموضوع.
نعم اخي المحترم كلنا نؤكد على احترام المتبادل، والتضامن وتوحيد الخطاب ونبذ فكرة التسمية التي هي بدعة سياسية استخدمها السياسيون لتحقيق مصالحهم ، وبين حين واخر يطلعنا احدهم ليلغي الاخر ويمس بمشاعر ابناء الاثنيات، فنقول نحن شعب بيث نهرين، باثنياته الثلاث ، لان هذا هو الواقع، وشخصيا لست مؤرخ ، بل باحث اجتماعي مختص في علم الاجتماع الذي يدرس المجتمع في الحاضر وليس في الماضي، وان اقتبسنا شيء من الماضي لاجل التحليل ، يكون تفسيرنا للظاهرة مختلف عن المؤرخ، فالباحث الاجتماعي يسمي الظاهرة كماهي في الحاضر، فهنا في موضوعنا نرى، الكلدان والاشوريين والسريان. ولا يمكن القفز على الاثنيات الثلاث.
تقبل محبتي وشكرا لوقوفك على مسافة واحدة ،وراي ثابت في تعقيبك هنا وفي مقال اخر يختلف في التوجه والمنمق بالنثر الانشائي.
تقبل محبتي

229
الاخ بولص ادم المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال، وهو المطلوب منا جميعاً بدون استثناء، كما تفضلت به، وكنت اتمنى لو وضعت نفس التعقيب والطلب في تعقيبك على مقال اخر في المنبر الحر، مثلما عمل الاخ جان ، دون تغيير الفكرة بدرجة كبيرة جدا بحيث لا يتناسب مع عطائك الفكري المعروف.
تقبل محبتي

230
الاخ ميخائيل ديشو المحترم
تحية شكرا على قرائتك للمقال.
 لم اسمع يوما عندما يحصل الكلداني على الجنسية العراقية يطلب منه تعهد معين.

231
الاخ عبد اسمرو المحترم
تحية
 شكرا على قرائتك للمقال وملاحظتك.
نعم التعصب موجود لدى العديد، ولكن الاخطر هو التعصب المبطن، اي الذي يتلاعب بالمفاهيم ويمررها على البسطاء من ابناء شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني ، واخطره ايضا تعصب السياسيين ، فهنا دكتورة منى لم تكن كاكاديمية موفقة، وكذلك الحال في ردها اليتيم الذي هو عبارة عن خطاب سياسي تخدع الناس فيه وتكسب ودهم وعطفهم، في الوقت الذي اذا كان لها حجج علمية ان ترد بمنهجية لا بالتهديد والوعيد الذي لا يصل الى المعنين شبر واحد، كانما هي الوحيدة تفهم بالقانون، كل ما قيل عنها هو عن افكارها وليس عن شخصيتها، فعليها التمييز بين الشخصية والافكار، وهي تبرر عدم اقدامها للاعتذار من الكلدان والسريان.
 واما الكتابة عن التعصب اخي عبد، سبق وكتبت مقال عنه، وسوف اكتب اخر واكشف بواطن النفس البشرية التي تعمل خلف التعصب.
تقبل تحياتي

232
لأخ أنطوان الصنا المحترم/ الجزء الرابع

 تحية
    تقول : أ ليس من المعيب ان انقدها هكذا دكتورة منى وهي اكاديمية والخ،  أقول الأخت الدكتورة منى زميلة في المهنة، ولو اني اقدم منها كثيرا، ففي اليوم الذي كانت طالبة ،انا كنت أستاذ مساعد، ولا ضرر ان انقدها والنقد كما علمتنا انت في كل مرة تكررها عندما لا يكون لك حجة وتقول حرية الراي مكفولة، فما معناه مع الدكتورة منى حرية ابداء الراي غير مكفولة!!!
  اخي أنطوان، أ لم تسال نفسك وترى من المُعيب ان تنقدني بكذا أسلوب؟ وتعرف وتعترف أنى اكاديمي، والا ما كتبته من نقد لا يتوافق مع تطلعاتك الأيديولوجية؟
 تريد تحلفني هل كتبت في تعداد 1977 و1978 كلداني، اني لا احلف ولي ثقة بالنفس ولكن أقول كتبت في كلا التعدادين كلداني ولك الحرية في الثقة، حتى في التعداد الأخير كاد اعرض نفسي للفصل من الجامعة لولا احد الزملاء التدريسين يتدخل، لانه بعد التعداد جاء الحديث وكان احد الأساتذة الحزبيين موجودا وقلت اني كتبت كلداني، وتشمر وغضب، وقال مخالفة قانونية وما الى اخره لكن تدخل احد الاخوة وانهى الموضوع، والعديد من جيراننا من الالقوشيين في منطقة سكني في الموصل كتبوا كلدان، ولكن ما الفائدة ، كما قال الأخ مايك سيبي في تعقيبه كان مركز التعداد بعد فحص الاستمارة يصححها الى عربية ، وهذا ما قاله لي المرحوم نافع ابلحد زيرو اخو الفونس تعرفهما جيدا الذي توسط ابن خالي ادم عنده لكي يساعدني في تزويدي بالبيانات عن التركيب السكاني لمدينة الموصل سنة 1993 لغرض البحث الميداني لأطروحتي الدكتوراه التي كانت عن مدينة الموصل، فذهبت اليه في مركز الحاسبة المركزي في شارع 52 وكان مدير قسم البيانات، وقدمت له كتاب رسمي من جامعة بغداد لمساعدتي، فقال: هذه قوائم البيانات كلها عن الموصل وتدلل، وقال لي : لا تسال عن الدين والقومية واللغة فلا يمكن ان ازودك بها سنتحمل مسؤولية وعقوبة قاسية كلانا، واخبرني بان كل الاستمارات صححت الى عربية وكردية فقط، ولهذا ترى كل البحوث خالية قبل 2003 من بينات تتعلق بها.
ولكن لا اعرف ماذا كتبت انت، والذي اعرفه عنك كنت كلداني للعظم بدليل بياناتك عند وصولك الى ديترويت حيث قلعة الكلدان، والتي كنت تطالب بها بمؤتمرات قومية كلدانية وتُشيد بشخصيات كلدانية وغيرها، ولكن انت حر فيما تختار لا أحد يلزمك، وعليك ان لا تلزم أحد ان يشاركك في القومية.
 يا سلام، تقول في فقرة 3 اني انتقصت من الدكتورة، وانت كتبت بالمنطق والموضوعية في ردك، شيء مضحك حقاً، ماذا كتبت لتكون موضوعيا ومنطقياً، عبارة عن بيان سياسي كما ذكرت وهكذا تكتب على الاغلب.
لا تكرر وقلتها سابقاً كليشتك ان القومية مسالة انثروبولوجية وتاريخية والخ 
اخي أنطوان العزيز، قلتها انقد ولكن لا تتدخل انت وغيرك بالعلم الذي ليس من اختصاصك، التعريف الذي وضعته قديم وقد درسناه في الخامس ابتدائى، والعلم ونظرياته يتطور والان التعريف لا يعير أهمية لما ذكرت دون وجود عنصر الشعور بالانتماء، اوجهك والكل معك الى الاطلاع على الكتب في علم الاجتماع الاثنية والأنثروبولوجيا ذات العلاقة الاختصاصية بالموضوع، وهل ممكن ان تقول ماذا تقصد انها أنثروبولوجيا؟ هل تعرف أي فرع او حقل منها يدرس الاثنية؟ قل رجاءا ولكن دون ان تدخل الى الكوكل، أي حقل منها وكيف تُدرس وما الفرق بين دراسة المؤرخ وعالم الاجتماع للظواهر.
 في الفقرة الرابعة تخاطبني التوقف، ولكن أقول انا أيضا:
 اخي أنطوان الصنا ان المتبقي من الكلدان والاشوريين والسريان المسيحيين من أبناء الأمم العريقة الكلدانية والاشورية والسريانية في العراق جميعهم في مركب واحد في الوطن، إذا غرق المركب، غرق الجميع. ارجو ان تعرف ما معنى الامة والاثنية والهوية والقومية والشعب والفرق بينها.
 كلمة أخيرة اخي أنطوان الورد:
عندما بدات بالتاليف والكتابة والبحث عام 1984 ، كنت  جنابك مشغولا بالبيع والشراء، وبعيد عن الكتابة، وجئت بفضل وسائل التواصل الاجتماعي تكتب بعد 2003 مقالاتك في البيانات والانشاء انت وغيرك ممن ينقدونني علميا، اما الاخوة الذين ينقدون دون تقييم علمي فلا اعتراض عليهم، ومن حقهم ابداء رايهم، اما تقول لي كتاباتك انشاء  وغير منطقية ولم تعتمد على ادلة، فسيكون الرد علميا وقوياً ، فهل لاحظت هنا جئتك بدلائل من ما قاله ملوك اشور العظام نفسهم باعترافاتهم بوجود قوم او شعب كلداني، ابحث وتعب نفسك اخي أبو عمار، لا تلقي الخطب رجاءا. وانت لم تات بدليل واحد.
 تقبل تحياتي واسف على الاطالة واخذت من وقتي وتعبتني، لاني في مقالاتي أوجه القارىء الى المصادر ولا اصورها او اكتب ما فيها لثقتي بنفسي لما اكتب.
محبتي

233
الأخ أنطوان الصنا المحترم/ الجزء الثالث
 تحية ومحبة
     


تكملة على وجود القومية الكلدانية تاريخياً، يقول سنحاريب الملك الاشوري العظيم 1705-681 كما جاء بموشورتايلور (ان المقاطعات العيلامين التي تقع على الساحل الشرقي للبحر المر (الخليج هو المقصود) وعددها خمس مقاطعات يقطنها الكلدان من مملكة بيث ياقين، لقد اسرتهم جميعاً، وحملتهم بالسفن التي صنعتها في نينوى وبارسيا ورحلتهم الى البلاد الاشورية).
لاحظ كيف يذكر الكلدان ولا يقول السحرة والمشعوذين كما تقولون.
واليك المزيد ومن فم ملوك اشور العظام
يقول سنحاريب: (انا سنحاريب ملك اشور ركزت اهتمامي وكل تفكيري لانجاز عملي العظيم باوامر الالهة، ان الكلدان واراميين والمانيين-سكان كوي وهيلاكو- الذين لم يستسلموا لنيري وسطوتي، لقد رحلتهم جميعا الى البلاد الاشورية ليعملوا في البناء وصناعة الطابوق، وجعلت الاعداد منهم ان يقطعوا البردي لغرض استخدامه في بناء مدينتي... الخ) ويقول أيضا: (ان رعاة الغنم، اربايي"العرب" واراميين والكلدان الذين كانوا يقطنون في كيش والوركاء ونيبور وكوثا وسيبار وكافة المواطنين لقد جلبتهم معي) وفي مدونة اخري يقول: (انا سنحاريب، ملك اشور ، لقد أنجزت العمل بكامل قواي العقلية وعملاً باوامر الالهة ، ان الشعب الكلداني واراميين وشعب كوي الذين لم ينصاعوا ولم يقدموا الطاعة ويستسلموا، لقد اسرتهم جميعا وهجرتهم من بلادهم وجعلتهم يعملون في الطين " صناعة الطابوق" كما قطعت البردي من اهوار الكلدان وجعلتهم يحملونه الى اشور لانجاز العمل....الخ.)
لاحظ كيف يميز لوجود في نفس الزمان العرب والكلدان والاراميين كغيرهم كشعوب او اقوام، فاذن هم قومية التي جاءت من القوم في العربية. وهناك مئات الأمثلة وهذه من منقوشات ملوك الاشوريين العظام، اذهب الى المتاحف وابحث عنها او الى مكتبة مشيكن وابحث في المصادر. وليست من تأليفي، ولا تقرأ ما كتب من الكتاب المؤدلجين الحاليين. ولكي لا تقول مرة ثانية اني اكتب انشاء كما تكتب انت وغيرك، ولكن لي ثقة بالنفس اوجهك الى المصادر فابحث بنفسك افضل.
يتبع رجاءا

234
  الاخ انطوان الصنا المحترم/ الجزء الثاني

تحية وتقدير
             
تكملة وجود القومية الكلدانية، حديثاً موجودة في كل الأزمنة المعاصرة، ولكن الكلدان واقعيون، بدركون الواقع ومتغيراته، وولاؤهم دائما للوطن ، ولا يفكرون في الخيال والاساطير لبناء امبراطوريات سقطت قبل الاف السنين، بل يعدون العراق الحديث وطنهم، ولكن ، ما العمل من المتغيرات المتعسفة التي يتعرضون لها ، ولهذا يمتثلون للواقع ويعيشون حياتهم بسلام وامان، واذا لا يتوفر ينتقلون الى حيث هو موجود. ولهذا لا حظ وانت في ديترويت، بإمكانك البحث عن مهرجانات ونشاطات كلها مصورة وموثقة وتعكس الهوية الكلدانية منذ عام 1973، فماذا تعني عبارة ( المهرجان القومي الكلداني لعام 1973 الذي أقيم في ديترويت، وماذا تعني  الجرائد التي تصدر تحت تسمية،  شمس الكلدان ، ونجم الكلدان، وغيرها بالعشرات، ولا يزال، وماذا تعني تسمية إذاعة صوت الكلدان التي مر عليها اكثر من اربعين عاما على تأسيسها، (ابحث بنفسك). وانت مقيم هناك. أي عندما سمحت الفرصة لهم ، ولم يُفرض عليهم من حكومات دكتاتورية توجيه انشطتهم، فعملوها حيث الديمقراطية في بلدان الغرب، اما في الداخل ، فويل قبل 2003 ان يرفع احد صوته، ويجابه النظام، والا مصيره كمصير بعض الاثوريين الذين عاشوا في السراب والخيال ولا يزال كما قال (جان فييه) .
اما تاريخياً، فاوجهك الى الكتب الاثارية الأجنبية وليست المكتوبة من قبل هواة الكتابة رجاءا، وعلى خاطرك هذه المرة اكتب لك من بين مئات الكتب التي كتبت عن بلاد النهرين ولاحظ بدقة ما جاء في كتاب الاثاري الألماني (B. Oded, Mass Deportation and Deportees in the Neo-Assyrian (Empire, 1979 : من ص 116-135. وقد اعتمد فيما ذكره على النقوش الملكية التاريخية لملوك الاشوريين ، والنصوص الإدارية والقانونية في الإمبراطورية الاشورية والنقوش العامة والسجلات البابلية بالطبع ما هو موجود في المتاحف، إضافة لمقارنته بالكتاب المقدس العهد القديم. وبحسب ماورد في الكتاب، هذه بعض مما ورد وعليك مراجعة المصدر حتما موجود في مكتبة جامعة مشيكن، مثلما عثرت عليه في مكتبة جامعة ماك ماستر في هاملتون. ونلاحظ كم مرة يذكر الكلدان وبلادهم وعواصمهم، وفي بعضها يذكر العرب والكلدان والاراميين و، يميزهم عن بعضهم ولهذا هناك فرق بين الكلدان القدامى والاراميين.
 هذه بعض النصوص من حوليات الملوك الاشورية المذكورة في كتابه وعشرات الكتب الأخرى:
على لوحة جدارية، عثر عليها في القصر المركزي في مدينة نمرود يقول تغلت بيلاسر الثالث 745-727ق ب: (استوليت على مملكة بيث شيلان الكلدانية وسحقت عاصمتها سارابانو بالكامل وقبضت على ملكها نابو اوشابشي وشنقته على بوابة مدينته، واستوليت على بلاده باسرها واسرت نساءه وابناءه وبناته، وغنمت جواهر قصره وجلبتها معي الى اشور، وكذلك عملت مع مملكة بيث اموكاني الكلدانية جميع سكانها جلبتهم الى اشور).
يتبع رجاء

235
الاخ أنطوان الصنا المحترم
تحية
   شكرا على قرائتك للمقال، وبصدد ملاحظاتك التي كالمعتاد هي عبارة عن بيان سياسي رقم...... وكان ينقصه ختام بعبارة ليعيش الشعب وليخسأ الخاسئون، اود توضيح ماياتي:
   

 تمعن رجاءاً، التعقيب موجه لك والى الاخوة المعقبين، ليس لي استعداد مناقشة الذين كتبوا وتدخلوا بعلمية المقال من دونها وبما فيهم الذين كتبوا مقالات مستقلة من حملة بكالوريوس لغة إنكليزية او في الكيمياء او الهندسة او ما شابه من العلوم الطبيعية، او اكاديمية الفنون او خريج معهد إدارة، او بعض المتعصبين قومياً لمجرد يكتبون نثر انشائي او بيانات سياسية بعبارات بلاغية كأنما في فكرهم يكتبون في العلم او محللين والناس تُصدقهم وهم بعيدون عن أسس ومفاهيم العلوم الاجتماعية ذات العلاقة بالموضوع، ولا يتقنوا أسس تحليل النص، او التحليل المنهجي.
 نعم الباحث النفسي او الاجتماعي هو الذي يحلل بواطن ومكامن النص سواء كان مكتوباً او مُذاعاً، كما يمكنهم الاعلاميون الاختصاصيون، كم منكم درس ثلاث سنوات طرق البحث العلمي، ودرّس المادة نفسها لمدة 15 سنة، والف كتاباً بها حتى في كل مرة تحكمون ان ما اكتبه هو علمي ام لا؟ واما انتم، كلكم محللون هواة لا يمكن الاعتماد على آرائكم او انتقاداتكم لو ادخلتموها في العلم.  فليس ما اكتب انشاء.

 اولاً: هل تعرف ماذا تعني عملية وضع اسم العلم بين الفوارز المضاعفة كما وضعت اسم الدكتورة منى ياقو في عنوان المقال؟ وثم وضع الالقاب والاسم الكامل في متن المقال، لتقول ما احترمتها وجردتها من الألقاب، مما يدل تفتقرون الى أسس اختيار وتحديد موضوع المقال او البحث (ابحث عن ذلك). وكيف تكتب الأستاذة وانت عرفتها بالأستاذة المساعدة الا تعرف الفرق بين اللقبين؟
ما هي الأدلة التي ذكرتها الدكتورة منى ياقو، هل بإمكان ان تذكر لي؟ لو فقط بإمكانك تصطيف كلام سياسي في بيان. الدكتورة الموقرة مختصة في القانون ولها مكانتها في اختصاصها ونفتخر به، ولكن ليست مختصة في التاريخ ولا العلوم ذات العلاقة بالدرجة الأساس بمواضيع الاثنية مثل الأنثروبولوجيا والاجتماع والنفس. وكل ما جاء في حديثها اغلبه عبارة عن اراء أيديولوجية.

ثانياً: الاثنية الكلدانية ومشاعر الانتماء اليها موجودة قبل 2003 وهي اقدم تاريخياً من الاشورية، التي كانت قبل عام 1991 معروفة بالاثورية وقبلها بتسمية العشائر او تسميات جغرافية ليس غير ذلك. (راجع مصادر مؤلفة من قبل الآثاريين وليس المؤدلجين من قبل أبناء الاثنيات الثلاث الكلدان والاشوريين والسريان المعاصرين)، ولكن خذ هذا المصدر وتمعن في ص 13 ماذا يقول المؤلف الذي هو من الاشوريين المعاصرين والمعنون (تاريخ الاشوريين منذ بداية القرن العشرين، كورش يعقوب شليمون وترجمه من الكلدانية الى العربية، وليم ميخايل في شيكاغو عام 1995) والمؤلف شاهد من أهلها وهو كان ضابط في جيش الأورمي. كنت قد صورت لك الصفحة، لكن لست مثل اولئك الذين يصورون، فتلك طريقة تعبر عن عدم الثقة بالنفس، وليست منهجية، بل اوجهك للبحث عن المصدر بنفسك.

يتبع رجاءاً

236
الشماس نميئيل بيركو المحترم
تحية
 شكرا لقرائتك المقال، وبصدد ملاحظتك اود توضيح الاتي:
 اخي استمعت الى المقابلة عدة مرات، ولم اكتب المقال بشكل عابر، واني اكن كل الاحترام للدكتورة منى يوخنا وهي زميلتنا في المهنة،انما هذا لا يمنع ان انقدها في حديثها او كتاب لها وماشابه، ولكن لم ولن اتوقع ان تكون لها هكذا مواقف، لما تتميز من صفات توهلها ان تكون انفتاحية على الكل.
نعم الاعلامي، قدم البرنامج تحت عنوان الشخصية الاشورية، ولكن مثلما تقرا في مقال معين ما بين السطور ، كذلك ممكن ان تكتشف من المقابلات مابين العبارات المحكية. وهناك عدة امثلة، وتمعن  باللقاء جيداً ستكتشف ، ان الدكتورة الموقرة، اجمعت الاثنيات الثلاث، تحت الاشورية، فمثلا عندما سالها عن كيفية تفاعل الاشوريين في الاغتراب مع المجتمعات، سوال واضح جدا، المفروض منها تتحدث عن وضع الاشوريين في دول الشتات ، لكن تحدثت عن عوامل الهجرة وجاءت بامثلة كنيسة النجاة، و وسهل نينوى فما علاقة هاتين الحادثتين بالاشوريين ، لا وجود لهم بالحدثين والكل يعرف، لكن تقصد ان السريان والكلدان هم نفسم الاشوريين، كما عندما سالها عن التسمية ، لماذا هذا السوال ما علاقة التسمية بالشخصية الاشورية واجابت لا ترضى بالتسمية الثلاثية لا اريد ان ارجع احلل لك ثانية اللقاء، فهناك بواطن في الكلام وهذه لا يكتشفها الا الباحث الاجتماعي او الباحث النفسي. ولهذا ارادت ان تعطي انطباعاً لمشاهدي القناة ان مسيحي العراق هم اشوريون.
اما نضع واوات اولا، نعم نحن شعب بلاد النهرين، ولكن انطلاقاً من مفاهيم علم الاجتماع والانثروبولوجية هناك ثلاث اثنيات الكلدان والاشوريين والسريان بدليل مشاعر المنتمين الى كل اثنية، ومن جهة اخري رجاء ومن خلاللك لكل القراء الاعزاء ، اقول انا لست مؤرخ والتأريخ بالنسبة لي مهزلة وليس التاريخ ، ميز بينهما،علم الاجتماع يدرس حاضر المجتمع، اي يستخدم الحواس جميعها في تفسير الظاهرة، فارى امامي الان هناك مجاميع بشرية ثلاث وهي كلدان واشورييون وسريان ولاعلاقة لي في التاريخ، وقد يدرس الباحث الاجتماعي الحدث تاريخيا ولكن لا يدرسه كما يدرسه المؤرخ هناك اختلاف كبير بينهما في دراسة الظاهر التاريخية ، ولا مجال هنا للتوضيح اكثر. فعندما اشاهدك اخي نمئيل ، لا يمكنني ان اقول شاهدت اخيقر ولا عبدالله، لاني شاهدت شخص اسمه نمئيل وله ميزاته، وهكذا.
اتمنى من كل مثقفينا ان يرسخوا ثقافة قبول الاخر والاحترام المتبادل والتضامن والعمل المشترك وكل بتسميته،  فلا اعتقد هناك ضرر .
تقبل محبتي

237
 الاخ عبدالاحد قلو
تحية
شكرا على قرائتك المقال، نعم سيدرك ليس المذكورين في تعقيبك فحسب، بل الكل بمرور الزمن بان لا مجال لالغاء الاخر في عصر الثورة المعلوماتية التي جعلت من الانسان ان يتزود بالثقافة الانفتاحية ويدرك مسالة النسبية، ويتفهم التاريخ ومزبلته ويميز الصح عن الخطأ.
تقبل تحياتي

238
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال، وملاحظاتك المتفقة مع ما جاء في الموضوع.
نعم مع الاسف ان تكون ثقافة بعض حاملي الشهادات بهذا الاسلوب، لم ولن نتوقع من انسان يتلقي تعليم عالي، ولا يمكنه التخلص من عقدة التعصب التي تخلق المشاكل الاجتماعية. ولا تخدم البشرية ونحن في عصر الثورة المعلوماتية، ذلك العصر الذي جعل من الانسان ان يكون منفتحاً على الاخر ويتعرف على الاختلاف والنسبية في الظواهر الاجتماعية، فكيف الاكاديمي، المفروض  تتضاعف مسالة الانفتاح عنده ويدرك اثار الاقصاء والغاء الاخر.
تقبل تحياتي

239
الشماس القدير بطرس ادم المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وتفضلك بابداء رايك القيم عن الموضوع ، فهو راي نابع من تجربة عميقة لتفهم الوضع العراقي الراهن من خلال متابعاتك المستمرة وامكانية فرزك للمواقف بحسب طبيعتها.
تقبل محبتي

240
الاخ مايكل سيبي المحترم
تحية
 شكرا على قرائتك للمقال
 صحيح كانما هناك شيء مبرمج،المسالة تكمن في ديمغرافية الكلدان لانهم الاكثرية، كما انهم يتميزون بخصائص ثقافية وتعليمية ومشاركات في كافة النشاطات الحيوية والميادين في المجتمع اينما حلوا، فهنا تاتي عقدة الغيرة في تقديري كباحث اجتماعي ، والا لماذا صارت العملية مثل لعبة جر الحبل سريان بطرف والاشوريين بطرف اخر وكل يسحب لجهته والحبل قوي جداً وفي الاخير من تعب الايادي يقعان كل على طرفه دون ان يُسحب الحبل لاي طرف . اما لماذا ؟اضافة لما ذكرت، ايضا لان الكلدان لا يلغون احدا بل  يدركون الواقع تماما فلا  يلزمون احدا ان يكون كلدانيا، بل يعتبرون كل فرد حر في اختيار ما يحلو له من جماعة اثنية وهذا هو سر نجاحهم .فهم يشاهدون بحاستهم البصرية في الواقع ثلاث جماعات ، سريان وكلدان واشوريين وشخصيا اسميهم المعاصرون، وهذا هو المنطق.
تقبل تحياتي

241
الاخ ناصر صادق عجمايا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال والاهتمام
محبتي

242
الاخ ادي بيث بينيامين القدير
تحية
شكرا على قرائتك للمقال، والصورة الجميلة التي عملت لها حفظ في الارشيف فالف شكر، وقد زرتها منذ الطفولة عدة مرات ولحد ما غادرت العراق لوجود لنا العديد من الاقرباء اشتغلوا في كلية بغداد الكائنة في الصليخ، فعلا كانت جميلة بطرازها وحدائقها وكان لفترة طويلة متعهد حانوتها ابن خالي ادم ميخو المشهور بمحله خان دجاج الواقع على ساحة الجندي المجهول القديم في شارع السعدون.
تقبل محبتي واحترامي

243
الاخ قشو ابراهيم نيروا المحترم
شلاما وايقارا
شكرا لقرائتك المقال وما كتبت من ملاحظة ،ومع الاسف صعب جدا بالنسبة لي بان افهم ما جاء بها، ولكن مرورك يكفي واحترم رايك ودمت لنا معلماً .
تقبل محبتي

244
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
تحية
شكرا لقرائتك للمقال وعلى تاكيدك لما اقترحه و ما بادر به الاخ الدكتور نوري بركة ، فهو معروف عن مساهماته في سبيل رفع شأن شعبنا الكلداني ورموزه اعلامياً لتبقى ذكراهم حافزاً للاجيال اللاحقة، ونتمنى ان يتحقق المشروع ولكن يحتاج الى الوقت، لان ما امتلك الاخ فرنسيس من مؤلفات وصور عن الاب شليمون صارا احترقت مع مكتبة الاخ فرنيس قبل سنوات عندما احترقت داره بالنيران في كليفرونيا.
تقبل محبتي

245
الشماس القدير سامي ديشو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال، وعلى ملاحظاتك القيمة التي اغنت المقال عن حياة ومنجزات الاب اليسوعي البروفيسور صارا ، وساضيفها على ما كتبت عنه في كتابي المزمع انهائه قريباً باذن الرب ،وكما ساتابع ايضا فيما اذا تمكنا من الحصول على معلومات اضافية، فعلا هو موضع اهتمامنا فهو فخر لبلدتنا الحبيبة منكيش والبشرية جمعاء.
تقبل محبتي

246
الاخ العزيز أخيقر  يوخناالمحترم
 تحية وتقدير
شكرا على قرائتك للمقال وما ابديت من اراء عن الموضوع المطروح وبصددها اسمح لي ان ابين وجهة نظري:
اتفق معك تماماٍ في قولك علينا جميعا ان نتجاوز مسالة التسميةونعمل من اجل الكل، هذا ما اهدفه دائما وهذا ما اعمله عندما اكتب موضوع يخص الاثنيات الثلاث واذكرهم كما هم الكلدان والاشوريين والسريان او احيانا حسب الموضوع المسيحيين ، اما اذا ارتبط الموضوع باثنية واحدة فاذكر تسميتها فقط. ولكن اخي اخيقر كن منصفاً رجاءاً  هل زميلتنا الدكتورة منى الموقرة تجاوزت مسالة التسمية، علما سؤال مباشر قدم لها عن هذا الموضوع؟
 أ ليس بامكانها تؤكد باننا شعب واحد من الكلدان والسريان والاشوريين ، وحتى بدون واوات على خاطرك،وابسط ما يدل من مثال ، قالت هجر وشرد داعش الاشوريين من سهل نينوى ، ولم تذكر الكلدان والسريان .
عزيزي اخيقر ثق لا اعرف التعصب في حياتي ولا اكره احدا سواء من ابناء شعبنا او من غيرهم فشخصيا اتعامل مع الكل لانسانيته وسلوكه. واما اذا ارى هناك خطأ ومن اي كان قاكتب واعطي رايي.
لو كنت متعصبا لقلت في كتاباتي لا سريان ولا اشوريين فقط كلدان، مثلما يقول بعض من كتاب الاشوريين والسريان وحتى بعض من الكلدان.
دكتور نزار والدكتور صباح لم يقصرا في ردهما على المعقبين السريان، وانا كتبت ردودي عليهم في مقالاتي الخاصة لانه نادرا جدا ما اكتب ردود في مقالات غيري لعدم سماح الوقت فاكتفي بالقراءة بما فيها كتاباتك وممكن تشاهد شريطي ويتبين قلة ردودي ، الا ان في مقالي من الواجب واخلاقيا يجب ان ارد.
ولا ادري متى غبطة البطريرك الكاردينال مار ساكو يٌلغي الكلدان وهل طالعت مقالته اليوم المنشورة في موقع البطريركية وعلى الرابط ادناه؟ فالعديد يستقطعون فقرة وينزلونها بحيث توحي للقارىء انه قول لفلان ولكن التكملة مبتورة، شخصيا اذا استوجب علميا ارد على اي شخص دون اكتراث لانتمائه او منصبه ولكن بهدوء ومنهجية واذا تقرا كتابي سترى نقدي للعديد من رجال الدين في كل المذاهب والاشخاص لكل الاحزاب وهكذا.
نعم زميلتنا الدكتورة منى جريئة ودافعت عن الاقليات ولكن اخفقت في رايي بخصوص جوابها وتعميمها وحصرها للاثنيات الثلاث من شعبنا في الاشورية مما يمس ويجرح مشاعر ابنائها، فهي اثنيات عريقة تاريخياً.
كلام غير منطقي عدم وجود الكلدان او تسميتهم او نشاطهم قبل 2003 ، العكس صحيح ، الكلدان والسريان لهم باع طويل في تشكيل وبناء العراق المعاصر من الحرب الكونية الاولي بمشاركتهم الوطنية في كل المجالات السياسية والثقافية والعلمية والاجتماعية والارشيف العراقي يشهد لذلك فهم اصلا وقبل الحرب العالمية متواجدون في العراق في القرى والمدن ولهم مكانتهم ومشاركتهم في بناء الوطن دون اللجوء الى اعمال لا يرون منها ان تتحقق لانهم واقعيون ويدركون الظروف والمتغيرات. فلا يطلبون حكم ذاتي او اي شييء من هذا القبيل فمواقفهم هي وطنية عراقية وهم جزء فعال من الوطن ، ولكن الظروف احيانا ومن مواقف النفوس الضعيفة مثل داعش والمتطرفين يتعرضون الي الاضطهاد الذي تعرضت له كافة مكونات الشعب العراقي.

اخي اخيقر : ليس لي اية نية للتفريق ابدا كما ترى ، وانما تالمت كثيرا من حديث زميلتنا الدكتورة منى والتي هي زميلة معي في مركز هوزايا للبحوث والدراسات ولم اتوقع منها هكذا خطاب في سياق اجوبتها للاعلامي، فاكن لها كل الاحترام ،اما اذا هناك خطا ومن اشخاص بمستوى راقٍ اكاديمي مثلها فارى من الضروري ابداء الراي.

انا لم ارفض احدا لا الاشوريين ولا الكلدان ولا السريان،  شخصيا ارى كباحث اجتماعي امامي ثلاث اخوة هما كلدان واشوريين وسريان ولا يمكن اختزالهم باسم واحد مثلما لا يمكن اختزال اسماء ثلاثة اخوة من عائلة واحدة باسم واحد ،فمثلا في عائلتي ، اخي داود وشموئيل وعبدالله ، هل يمكن عندما تشاهد شموئيل تقول هذا عبدالله؟ بالرغم من ان في عروقنا نفس الدماء.
ولهذا لا احتاج سلسلة من الكتب لاثبات الاثنيات ، كلها موجودة ولا انكرها يوماوتاريخيا مستمرة في الوجود وعدة مرات اقول من السذاجة القول عندما تسقط الدولة او الحكومة سيندثر الشعب مثلما يقولون البعض انتهى الاشوريون بسقوط الدولة الاشورية فهذا خطأ جسيم. كتب التاريخ هي مهزلة في مهزلة وسبق وبينت رايي في عدة مناسبات،وان اهتمامي هو بالكتب الانثروبولوجية وكتابات الرحالة نعتبرها اثنوكرافية ومقدمة لانثروبولوجية وكتب علم الاجتماع وعليه جون فيه وغيره هم انثروبولوجيون اكثر مما يكونوا مؤرخين .
واخيرا انا معك من المفروض ان اذكر الدرجة العلمية ومكان العمل للزميلة الدكتورة منى وهذا فاتني وليس انتقاصا منها واكن لها كل التقدير والاحترام وهي زميلتي في مركز هوزايا كما قلت واسف على ذلك، فهي استاذة في جامعة اربيل في القانون الدولي.
تقبل تحياتي واسف علي الاطالة وقد استوجب ذلك للتوضيح
http://saint-adday.com/?p=42371

247
الاخ الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية وتقدير
شكرا على قرائتك للمقال وملاحظتك.
نتوقع من الاكاديمي ان تكون طروحاته موضوعية ويرى الواقع كما هو وينطلق من المنهجية وليس من العاطفة في تفسير الظواهر
تقبل محبتي

248
الدكتور عامر ملوكا المحترم
تحية
شكرا لتفضلك في التوضيح العلمي الموضوعي لحالة الاكاديمي والباحث من حملة الشهادات العليا، الذي من المفروض قد تدرب في دراسته على استخدام الموضوعية في بحثه عن الظواهر، وقد وفقت تماماً اخي الدكتور في التمييز بين البحث في الظاهرة التي تخص العلوم الاجتماعية والانسانية من جهة والظاهرة الطبيعية التي تخص العلوم الطبيعية ، ولا اريد التكرار ، الا اود الاشارة الى ان العديد وبل الغالبية العظمى من كتاب شعبنا وغيرهم لا يدركون هذا الفرق وماهيته. 
العلوم الاجتماعية تدرس ظواهر مجردة غير ملموسة ، بينما الطبيعية الظواهر التي تدرسها مادية ملموسة، فلا يختلف اثنان عندما نقول حديد ، سيكون نفسه في الصين او العراق او استراليا ، لكن لو قلنا كيف ينطر الى الظاهرة الدينية كل من الصيني اوالعراقي او الاسترالي سيكون هناك تباين كبير، فالظاهرة الاجتماعية نسبية وهذه تنطبق على الاثنية او القومية ، ولا ادري كيف باستاذة اكاديمية تقفز فوق الموضوعية وتتحدث بهكذا لغة في تفسيرها للانتماء القومي!!!
تقبل محبتي

249
الشماس القدير سامي ديشو المحترم
تحية
شكرا لقرائتك للمقال ، وملاحظتك القيمة التي اغنت الموضوع، اذ مثلك اخي الشماس العزيز لم اتصور من اكاديمية ومختصة في القانون ، وتدعو لاجل حقوق الانسان للاقليات والشعوب المظلومة ، ان تُثير هكذا مواضيع تمس مشاعر الاخرين وتلغي وجودهم وفي اعلام اقليمي عربي، بدلا من ان تشجع للتضامن واحترام الاخر، اطلعت علينا بموقفها هذا مع الاسف.
تقبل تحياتي

250
الدكتور نوري بركة المحترم
تحية شكرا على قرائتك للمقال، والمبادرة الرائعة للاهتمام الاعلامي لتوثيق حياة الاب الدكتور شليمون صارا اليسوعي الذي يعد فخرا لنا لما قدمه للبشرية من العطاء العلمي، اتمنى ان يتحقق التوثيق ، انما يحتاج بعض الوقت لجمع الوثائق والصور والنتاجات.
شكرا على حرصك لاحياء هكذا نشاطات من ابناء شعبنا الكلداني ، واعرف جيدا انك لا تقصر سواء كان للكلدان او غيرهم.
تقبل تحياتي

251
                              "مني ياقو" تشكو من الغاء الاشوريين
                                 لكنها تُلغي الكلدان والسريان!




   د. عبدالله مرقس رابي
                           

                          في لقاءٍ مع الاكاديمية الدكتورة منى ياقو المختصة في القانون الدولي في فضائية الميادين اللبنانية/ برنامج أجراس المشرق في 20 من الشهر الجاري، حصل تجاوز من قبلها، ومن قبل معد البرنامج الإعلامي غسان الشامي بحق الاثنيتين (القوميتين بالمفهوم السياسي) الكلدانية والسريانية من خلال حديثهما المتبادل. وقد يُثير هكذا خطاب الاستغراب من اكاديمية وتعمل في مجال حقوق الانسان وتدعي بحقوق الاقليات في مجانبة الحقيقة، لعدم احترامها لمشاعر الاثنيات الأخرى الاصيلة من بلاد النهرين، الكلدان والسريان لتعميم التسمية الاثنية القومية على مسيحي العراق بأنهم اشوريين. كما انها توحي في طرحها وتثير انطباعاً لدى العرب وكل المشاهدين ان مسيحي العراق كلهم اشوريين. لكن الواقع يُشير الى غير ذلك.
بدلا من ان تكون الدكتورة منى ياقو حيادية ومنصفة لما هو في الواقع من الانتماءات الاثنية وتسميات قائمة تاريخياً، وكما نشأ عليها الفرد، لجأت في خطابها الى بث روح التفرقة والالغاء العنصري القومي الذي لا يتطابق ابداً مع ما تدعي به من انها تعمل في مجال حقوق الانسان، فأي حقوق للإنسان قد شرعتها الأمم المتحدة وتلغي الاخر!!!
انها قانونية، والمفروض منها ان تكون في مقدمة الكل في بث خطاب يتسم بقبول الاخر واحترام مشاعره الانتمائية الاثنية، ولكن هنا عملت العكس تماماً. ومن حقها وحق كل الاخوة الاشوريين ان يفتخروا بانتمائهم الاثني القومي، وهذا حق طبيعيي ومشروع وانساني للشعور بالانتماء كغريزة بشرية، وهكذا من حق كل كلداني ان يفتخر بكلدانيته وانتمائه الكلداني، وكل سرياني يفتخر بسريانيته وانتمائه السرياني، ولكن الضيفة في برنامج أجراس المشرق الغت هذه الحقوق، وليست هذه المرة الأولى تبث مثل هكذا خطاب، بل في معظم خطاباتها ولقاءاتها تحتوي وتعبر عن مشاعر الاقصاء للأخرين. علما انها مرشحة سابقة للبرلمان في إقليم كردستان ضمن قائمة حزب (أبناء النهرين) بمعنى ان الحزب المذكور يؤيد هكذا أفكار الغائية.

 اذا كان مقدم البرنامج يعاني من نقص في المعلومات عن التركيب الاثني لشعب بلاد النهرين والعراق الحالية، كان الواجب، لو تملك نية من الاحترام وقبول الاخر عليها تصحيح من تعميمه بتسمية الاشوريين على مسيحي العراق، وكما ورد ايضاً في المقطع الوثائقي الذي قدمه قبل بدء المحادثة وصورّ الفيلم في محتوياته بان كل الاحداث التي وقعت لحقت بالاشوريين، انما لم يكن للأشوريين وجود في سهل نينوي الحالي، بل القرى والبلدات معروفة للجميع انها كلدانية وسريانية باستثناء عدد ضئيل من الاشوريين في تلكيف والشرفية قياساً للأخرين، او عبر التاريخ الذي كان الاضطهاد موجهاً  ضد الكلدان والسريان والاشوريين والارمن .الا اذا انها تعرف مُسبقاً او انها اعدت الفيلم الوثائقي.

تحدثت الدكتورة منى ياقو عن حقوق الاشوريين وتشكو من تهميشهم واقصائهم من قبل العرب والكرد، بالرغم من ان هناك انصاف في المواد الدستورية كما قالت في الدستور المركزي وفي دستور الإقليم، ولكنها تأتي وتلغي حقوق الاخرين بعدم ذكر الوقائع كما هي على ارض الواقع، وتعمم بحديثها بان الاشوريين هم في الواقع ولا غيرهم، فهذا اجحاف بحق الكلدان والسريان.
تحدثت عن الأقليات ككل عند ذكرها لأقليات العراق ولكن لم يعجبها ان تذكر الكلدان والسريان وتضيفهم الى الأقليات. بمعنى انها مصممة على الإلغاء والاقصاء، وان كانت تتحدث بشكل عام في بعض الأمور عما يجري في العراق، ولكن ان تقصد في حديثها وتعمم بتسمية الاشوريين، فهذا غير مجدي بحق الكلدان والسريان.
في سؤال الإعلامي عن موضوع التسمية ومدى تأثيره في نيل الحقوق، اخفقت لعدم ذكر الحقيقة، قالت نحن شعب واحد، نعم نحن شعب واحد من بلاد النهرين، ولكن انت كقانونية تعرفين جيداً ان مصطلح الشعب مطاطي ومصطنع يمكن استخدامه في حالات متعددة، وقد يكون الشعب واحد كالشعب العراقي ولكنه متكون من عدة اثنيات قومية، وممكن ان يستخدم مفهوم الشعب ويطلق على حالات مثل ان نقول الشعب المسيحي، ولكن الشعب المسيحي يتكون من عدة اثنيات، ولهذا ممكن ان نقول شعب بلاد النهرين ولكن تاريخياً متكون من عدة اثنيات، بينما مفهوم الاثنية هو مفهوم طبيعي يقترن بالمشاعر الانتمائية الغريزية للفرد بالإضافة الى ما ترسخ الاسرة في اذهان الفرد منذ الطفولة للمشاعر الانتمائية، فمفهوم الشعب، سياسي ويحدد بقانون اكثر مما هو غريزي واجتماعي يحدد بالتنشئة الاجتماعية. وعليه لو نريد احترام الاخرين ونقبلهم، علينا ان نسميهم كما هم في الواقع وليس كما نريد.

 قالت ان موضوع التسمية واشكالياته قائمة، وذكرت ان التسمية الرسمية قبل 2003 كانت واحدة هي الاشورية، هل هذه حقيقة؟ وأين كانوا الكلدان والسريان يبدو انهم بعد 2003 هبطوا من المريخ!! علما ان الاشوريين في العصر الحالي هم اقل من 5٪ من مسيحي العراق، ما هذا التخبط؟  ا لا تشعري انت وغيرك أنتم السبب في استمرارية إشكالية التسمية؟ في مثل هكذا مواقف وفي كل مناسبة، كما قلت من حق الفرد ان يقرر انتمائه الاثني، اما يأتي الاخرون ويفرضون عليه انتماء ما، كما ظهر في حديثك، فهذا تعدي صارخ ضد حقوق الكلدان والسريان لمشاعرهم الانتمائية.

الكلدان والاشوريون والسريان المعاصرين، واقع في الوجود لا محال، وإذا يرغب من هو على نفس سياق الدكتورة منى في خطابه، عليه ان يقر بذلك لكي يتم السيطرة على إشكالية التسمية، مع بقاء وتفضيل خطاب التضامن واحترام خصوصيات الاخر التي تكمن في المشاعر الانتمائية الاثنية وتوحيد الكلمة والموقف تجاه ما يجري بحق الاثنيات الثلاث، والا مادام الإلغاء قائم، الإشكالية ستظل كما تشير اليها كل المعطيات في الواقع السياسي والاجتماعي، لم يكن جوابك صائباً في جوابك للإعلامي، بان إشكالية التسمية لا تمثل شيء عملي في خطاباتنا، بالعكس تماماً أساس التلكؤ والاخفاق في الخطاب وايصال ما تريدون من أحد اسبابه الرئيسية هي إشكالية التسمية.

لم تقبلِ بالتسمية الثلاثية، فهل تقبلي بفرض التسمية الاشورية على الاثنيات الثلاث؟ وهكذا ان في حديثك هذا وكالمعتاد تجعلي من المهتمين بهذا الشأن الرجوع الى المربع الأول، بعد ان حصل نضج ووعي، وأدراك كما تؤشر المعطيات بقبول التسمية كما هي في الواقع الكلدان والاشوريين والسريان، وهذه الرؤية المفروض ان تنال الدعم منك كأكاديمية، لان الأكاديمي وفقاً للمفاهيم العلمية، يؤكد على الظاهرة كما هي لا كما يريد لتحقيق الموضوعية، فهنا خرجتِ عن القاعدة وأردت الظاهرة كما ترغبين. والذي يرى الظاهرة كما يريد هو سياسي أيديولوجي بعيد عن الموضوعية.

انت متوهمة جداً بان من هم في الخارج يسعون لدعم من هم في الداخل الذين يسيرون في خط الالغاء، لا تتصوري ابدا، ان كلدان وسريان الخارج يدعمونكم وأنتم ملتزمون في السياسة الالغائية القومية. الكلدان والسريان يدعمون من يحترم مشاعرهم الانتمائية، فهم لا يفرقون، بل مشاعرهم تجاه الكل واحدة بشرط الاحترام المتبادل في كافة المجالات. وكلما تسعون لبث هكذا خطابات، أني على ثقة بحسب المؤشرات تلقون رد فعل سلبي.

تحدثت عن أعضاء البرلمان كأنهم اشوريون جميعهم، ونست ان واحد فقط في المركز اشوري ومثله في البرلمان الكردي، واما البقية فهم كلدان، او من اتباع التسمية المركبة.

 ذكرت كنيسة النجاة، وهي تتحدث عن الاشوريين، ولكن الذين استشهدوا في كنيسة النجاة هم سريان وليس غيرهم، كما انها تحدثت عن تهجير وتشريد سكان سهل نينوى، وهي تتحدث عن الاشوريين، ولكن سكان سهل نينوى كما بينت أعلاه هم من الكلدان والسريان، باستثناء نفر قليل من الاشوريين.

اذكركِ واذكر الجميع المهتمين بالموضوع سواء من السياسيين او غيرهم، ان موضوع الانتماء الاثني لا يمكن ان يحدد بقانون ابدا ولا يمكن ان يلزم الانسان لتبني تسمية معينة، وذلك لان الانتماء ظاهرة غريزية تنميها الاسرة عبر التنشئة الاجتماعية بمساعدة عمليات اجتماعية أخرى. واذكّر ان من يقول لنا جميعاً سواء كلدان او سريان او اشوريين صلة عرقية مباشرة ونقية بكلدان واراميين واشوريين القدامى فهو متوهم جدا، وليقر ذلك، فالمختبرات مستعدة لفحص انتمائه البيولوجي العرقي، وليجرب، بل نعم وكما توصلت في دراستي المستفيضة ونشرتها في كتاب، اننا من سكان بلاد النهرين بالانثنيات الثلاث، ولكن بعد تلاقح حضاري وبيولوجي وثقافي، تكونت على مر العصور الاثنيات الثلاث المعاصرة، الكلدان والاشوريين والسريان، ولا يمكن لأي واحد ان يهز شعرة من راس الاخر لترسّخ هذا المبدأ في ذهنه، اما ان يختار أي واحد انتمائه بحسب اهوائه ومصالحه فهو حر ولكن لا يحق له ان يفرض ارادته على الاخرين.
 
ففي ضوء الدراسات الأنثروبولوجيا والاجتماعية الحديثة التي ادعو الدكتورة منى ياقو وغيرها الرجوع اليها، يؤكد العلماء عدم وجود جماعة بشرية اثنية او قومية تتميز بدم نقي لأبنائها دون ان يدخلها دم غريب، اذ السلالات البشرية بدأت بتداخل واختلاط الدم منذ القدم، فانقرضت سلالة وظهرت أخرى مكانها، فاختلطت في السابقة، وهكذا، وان اعتبار وجود جماعة بشرية ذات دم نقي، هو ضرب من الخيال. وهنا ادعوها وادعو من يكتفي قراءة الكتب التاريخية وبالذات غير المكتوبة من قبل الاختصاصيين او المكتوبة من قبل السياسيين ان يراجع كتب التي تفسر الاقتباس الحضاري وتأثيراته في المجتمع من الأنثروبولوجيا والاجتماع، ومن هذا المنطلق كمختصة في القانون اكاديمياً، دون المام بكورس واحد في دراساتك عن التاريخ والدراسات ذات الاختصاص في تفسير الظواهر الاجتماعية، مثل علم الاجتماع والنفس لا يحق لك ان تُثيري هكذا مواضيع، الا في حالة كونك سياسية مؤدلجة تبحث عن مصالحها ومصالح حزبها الضيقة.

 اختم هذا المقال بما اكد وتوصل اليه المفكر الكبير الشهير (جون فييه) وشخصياً اتفق معه في قوله لوصف الاشوريين المعاصرين (ان تضارب الآراء وكثرة الادعاءات الحاصلة خلال القرن العشرين لعبت ادواراً قاتلة في مجرى تطور حضارة هذه الجماهير، لأنها جعلت تعيش الخيال بأسماء رنانة اتخذوها اسماء لأحفادهم المتأخرة من أسماء ، سركون وسنحاريب واسرحدون واشور وشميران التي صبغت تاريخ الاشوريين القدماء بطابع العظمة والافتخار، انها مأساة حقيقية خلقت الانتساب الأسطوري الخرافي لاختلاق قومية اشورية او كلدو اشورية ، فسببت التشرذم لهؤلاء من عام 1918). " المصدر، ميشيل شفاليه، المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية" وهذا حقاً ما نلاحظه من تحقيق في تنبؤ هذا العالم الكبير الذي اختص في دراسات مجتمعات الشرق الوسط.

 الى متى يستمر السياسيون في نشر وبث الكراهية، والاقصاء للأخرين، أ لم يردعوا وتلقوا دروساً عبر التاريخ وبالأخص ما بعد 2003 من مسالة الغاء الاخر؟ ومن هنا ادعو من الإعلامي غسان الشامي والدكتورة منى تقديم الاعتذار للمكونين الكلدان والسريان العراقيين.
 وادعو كافة التنظيمات، مجتمع مدني والسياسية والكنائس وممثلي في البرلمان المركزي واقليم كوردستان من الاثنيتين الكلدانية والسريانية في الداخل والخارج استنكار وشجب مثل هذه الخطابات في الاعلام العربي والعالمي التي تقود الى التفرقة والتمييز.

252
                         القس اليسوعي الاكاديمي العالمي البروفيسور شليمون صارا
                                            من منكيش

د. عبدالله مرقس رابي
                                       ولد في منكيش بتاريخ 1/5/1930، والديه ايشو واشو من عشيرة صارا احدى عشائر منكيش، اكمل دراسته الابتدائية في القرية، ولتفوقه قُبل في كلية بغداد الثانوية التي ادارها الإباء اليسوعيين الامريكان. بعد ان شعر انه مدعو من الرب للانضمام الى الكهنوت وبعد تفاعله مع العديد من الإباء اليسوعيين عندما كان طالباً، سافر الى الولايات المتحدة الامريكية في شهر أيلول من عام 1950، ( شادوبروك في لينوكس، ماساتشوستس) ليكون اول منكيشي يصل أمريكا، للالتحاق بجمعية رهبنة الإباء اليسوعيين، وهي جماعة كاثوليكية عالمية، أسسها (القديس اغناطيوس دي لويولا) في القرن السادس عشر. درس لمدة سنتين دورات تحضيرية في اكليريكية الناشئين، وثم الفلسفة في كلية (ويستون) في (نيوانكلاند) عام 1957.
عاد الى العراق، ودرّس في كلية بغداد لمدة ثلاث سنوات، ورجع الى أمريكا لدراسة اللاهوت في كلية (ويستون). وثم بدأ دراسة الدكتوراه في جامعة (جورج تاون) في واشنطن العاصمة. وتخرج عام 1967، وكانت اطروحته بعنوان (وصف الكلدانية الحديثة، مقاربة بنائية ووظيفية، وتم نشرها عام 1969.A (Description Of Modern Chaldean: A Functional Structural Approach  فاصبح من الاوائل الذين درسوا لغته الام الكلدانية.
درّس اللسانيات في جامعة (جورج تاون) للدراسات الاولية والعليا من الماجستير والدكتوراه، واشرف على عدة اطاريح علمية، وشغل منصب كرسي، أي الاستاذية. وكان خبيرا متميزاً في اللغويات. فاعتبر من احد اعظم اللغويين في العالم. حيث اشتهر بدراساته اللغوية في:
نشر اول كتابه 1974 بعنوان (وصف للكلدانية الحديثة)Description Of Modern Chaldean بعد نشر اطروحته الدكتوراه كما بينت آنفاً.
 نشر كتاباً سنة 2008 بعنوان (سيبويه، نص وترجمة وملاحظات وتحليل)، وساهم بفصل في دليل اكسفورد، اللغة العربية، الذي حرره (جوناثان اوينز) بعنوان (التقليد المعجمي العربي الكلاسيكي).
 الف كتاب (معجم الصوتيات والتعبير والصوت والسمعيات، الإنكليزية العربيةعام 1999.
 وله كتاب (ابن سينا، رسالة في الصوتيات العربية) لعام 2009.
 ومن ابرز ما اشتهر به هو تاليفه قاموس عن (لغة امبيرا)، وهي لغة هندية في أمريكا الوسطى، يتحدث بها في بنما وكولومبيا والاكوادور، بعنوان (قاموس ثلاثي، اللغات امبيرا والاسبانية والانكليزية).
 وثم قام بتاليف قواميس عن اللغات الافريقية من خلال طلبته الافريقيين في الدراسات العليا، بعد ان حصل على مفردات اللغة منهم.
 وقد نشر عدة مقالات في مجلة (تقاليد اللغوية العربية الدولية (JALT) . كما أنتج دورات تعليمية متعددة الأجزاء في اللغة العربية الفصحى الحديثة باللهجة العراقية لمعهد اللغة التابع للجيش الأمريكي (DLI) في (مونتيري - كاليفرونيا). وتقاعد عن عمله عام 2013.
 التقى الكاتب المهتم في الكتابة والتأليف عن التراث من أبناء منكيش (فرنسيس خوشو موكا) مع الاب شليمون صارا، أثناء زيارته العاصمة واشنطن لغرض جمع المعلومات لكتابه من مصادر مكتبة الكونغرس لعدة مرات منذ عام 1986 والمعنون (فهرست الكتب للنهرين التوأم، الاشورية والكلدانية والسريانية، الماضي والحاضرTwin Rivers Bibliography: Assyrian, Chaldean and Syrian   وقدم للكتاب الدكتور الاب شليمون بمقدمة رائعة. وكتب مقالاً عن زياراته باللغة الانكليزية الموسوم (From my Town Mangeshi: Dr. Solomon Eshoo Sara, S .J .
وعبر عن مشاعره تجاه الاب شليمون ووصفه، انه كان شخصاً ذكياً، أكاديمياً نشطاً عالماً عالمياً، مولعاً بالعلم والمعرفة، اذ امتلك ثروة من المعرفة العلمية في الدين والفلسفة واللسانيات، لطيفاً كريماً، متعاوناً، مرحاً، محباً ومتواضعاً، وذات مرة اخذ فرنسيس معه كمية من رمان حديقة بيته في كاليفورنيا للقس صارا، فتذكر أيام طفولته الجميلة الهادئة في قريته منكيش التي لا تفارق ذاكرته، وتذكر كل شيء من بساطة الحياة وتنوع الفاكهة وناسها الطيبين وازقة القرية والكنيسة والمدرسة والعابهم.
 ويستطرد ويقول: اخذني في جولات في الحرم الجامعي ورحب كل الترحيب كلما كنت أزوره، وكانت غرفته في الجامعة، بسيطة ومريحة جدا وجذابة، لم يكن فيها تلفزيون ولا اية وسيلة الهاء حديثة أخرى، بل أربع جدران مغطاة برفوف فوق أخرى من الكتب، قال له: تعيش مع الكتب، فأجابه، أحب الكتب لا اترك الكتاب فهو كل شيء بالنسبة لي، ذكّره بهذا الاقتباس من الكاتب الكندي (روبن شارما) (الناس العاديون لديهم تلفزيونات كبيرة، لكن الأشخاص غير العاديين لديهم مكتبات كبيرة). وهكذا ايضاً وصفته ابنة فرنسيس (شانون) التي كانت طالبة جامعية هناك، اخذها ذات يوم الى مخزن للهدايا في الجامعة وقال: لها اختاري أية هدية لتبقى ذكرى عندك، ولم يختلف انطباع ابنه (اندرو) عن القس صارا، حينما تواجد هو الاخر في واشنطن لأجل الدراسة والتقي معه.
كان القس الأكاديمي شليمون صارا يعمل بجد ساعاته المقررة في العمل، ويحضّر المحاضرات لطلبة الدكتوراه والماجستير والدراسات الاولية، وشغوف في مساعدة الطلبة، ويكتب ويؤلف لخدمة البشرية ويصلي يومياً، ويقيم القداس كل أسبوع، ويحضر تناول الطعام مع أبناء مجتمعه المحلي.
توفي الاب اليسوعي شليمون صارا في 8/8/2016 عن عمر يناهز 86 سنة في مركز كامبيون الصحي في ويستون، ودُفن في مقبرة الإباء اليسوعيين في جورج تاون، تاركاً ارثاً علمياً زاخراً للبشرية في اللسانيات والفلسفة والدين. فهو فخر لنا لهذه المساهمات في المعرفة العلمية عالمياً ومن الأكاديميين البارزين.

253
الاخوة الاعزاء المحترمون
تحية
سردار كوردي، شكرا على مرورك، وقت ذكرتُ ما تفضلت من اشارة في متن المقال ، وانا تحدثت عنه حاليا لكون الرجل مستقل ، وقارنت عمله اثناء تمثيله للمجلس الشعبي وما بعده. محبتي
الشماس سامي ديشو
يوحنا بيداويذ
ديفيد برنو
شكرا على مروركم وكلمتكم بحق الاخ مظلوم مروكي من الثناء والتذكير بما يتمتع به ونظرتكم الايجابية للمقال. وأُؤيد مقترحك اخي يوحنا، الذي يكون اداة لتحفيز الجميع.
تقبلوا وافر محبتي وتحياتي

254
                                          مظلوم مروكي
                                   عضو منظمة العفو الدولية/ كندا   
                                        كيف ولأجل من يعمل؟


  د. عبد الله مرقس رابي

                       كنت اتصفح جريدة نينوى الصادرة في كندا/ تورينتو لأطالع اخبار الجالية العراقية بمختلف مكوناتها في كندا. اثار انتباهي الخبر الذي يخص شعبنا، المعنون (في اجتماعها الافتراضي في كندا، العفو الدولية تناقش واقع الأقليات الدينية والاثنية والنازحين في العراق) في 20 من شباط 2021. عنوان مهم بارز يثير انتباه القارئ ليطلع ما الذي تم مناقشته في اجتماع العفو الدولية كمنظمة دولية مهمة في المجتمع العالمي، ومن هي الجهة التي شاركت العفو الدولية لمناقشة الموضوع.
تبين من الخبر ان الناشط في منظمات المجتمع المدنية (مظلوم مروكي) من المشاركين في الاجتماع لاعتباره عضوا في منظمة العفو الدولية فرع كندا، كما انه رئيس جمعية المكونات العراقية الخيرية في كندا. ترأست الاجتماع (لانا فيران) رئيسة منظمة العفو الدولية/ فرع كندا في دورتها الحالية 2020-2021.
كان للناشط الإنساني المدني (مظلوم مروكي) مداخلة مستفيضة بحسب الخبر لنقل هموم ومعاناة الشعب العراقي، وخاصة ما تعانيه الأقليات الدينية والاثنية، في ظل حكومات متعاقبة من احباطٍ كبيرٍ لنيل حقوقها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمدنية والقانونية، وما تعرضت له الأقليات من اضطهادٍ وتعدٍ في ظل غياب سلطة القانون والصراع الطائفي المتفاقم يوماً بعد يوم. داعياً منظمة العفو الدولية لرفع تلك المعاناة ومساعدة الأقليات وايصال صوتها الى كافة المنظمات الدولية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة لتنال العيش الكريم في ظل حياة آمنة ومستقرة في بلدها الأصلي.
ويمكن تلخيص ما طرحه بما يأتي: 
أولا: تامين الاحتياجات الأساسية للنازحين من جراء الاضطهاد على أساس الهوية الدينية واجبارهم لترك منازلهم وممتلكاتهم، لضمان عودتهم الى قراهم وبلداتهم المدمرة، متسائلاً عن طبيعة الخدمات التي ممكن ان تقدمها هذه المنظمات لهذه الشريحة من العوائل النازحة، سيما ان معظمهم من بلدات وقرى سهل نينوى، حيث لا تزال دورهم دون اعمار، البنى التحتية مدمرة، و ينتابهم عدم الشعور بالأمان لفقدان الثقة في إمكانية الحكومات الضعيفة المتعاقبة في ضبط الامن وفرض القانون في المنطقة، كما ان فرص العمل غير متوفرة لانعدام مشاريع التنمية في مختلف مجالات الحياة.
ثانياً: أكد على معاناة النازحين المضاعفة من جراء وباء كورونا في المخيمات داخل العراق والتسريع لإيجاد سبل الوقاية والعلاج.
ثالثاً: طرح موضوع التجاوزات على ممتلكات المسيحيين سواء في السابق او الان، وما يحدث من تجاوزات متواصلة على القرى واراضي شعبنا في إقليم كوردستان وبلداته في سهل نينوى، مطالباً بوضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة، ومعالجتها قانونيا.
رابعاً: أكد على تفعيل دور العفو الدولية لضمان حقوق الأقليات وفق الدستور ولوائح حقوق الانسان العالمية، لينال الانسان في العراق بغض النظر عن انتمائه الاثني والديني والمذهبي حق معاملته كانسان له قيمة في الحياة اسوة بالأخرين. كما أكد على عملية تمثيل الأقليات الاثنية والدينية في العراق استناداً الى حضورهم التاريخي واصالتهم وتضحياتهم في تشكيل وبناء العراق الحديث.
خامساً: شدد على معاناة المسيحيين الذين اجبرتهم ظروف الاضطهاد والقمع في بلدهم العراق للهجرة الى البلدان المجاورة، حيث تعد محطة انتظار لهم لحين بدء رحلتهم الأخيرة الى البلدان التي سيشعرون فيها بالأمان والاستقرار، فالكثير منهم لم يحصلوا على حق اللجوء اليها على الرغم من مرور فترة طويلة.
وهم يتعرضون الى: عدم الحصول على الإقامة في تلك البلدان، حرمان أولادهم من مواصلة الدارسة في المدارس الحكومية المجانية، عدم حصولهم على العلاج الصحي المجاني، إضافة الى عوزهم المالي المستمر والشعور بالضياع والخوف من المستقبل.
وعدتْ رئيسة العفو الدولية/ فرع كندا بالعمل في منظمة العفو الدولية وكافة منظمات حقوق الانسان العالمية الأخرى التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لتفعيل ما طرحه الناشط الإنساني من قضايا راهنة ذات العلاقة بحقوق الأقليات الاثنية والدينية في العراق والمهجرين منهم المقيمين في البلدان المجاورة.
بعد ان قدمتُ عرضاً مقتضباً لهذا النشاط الفردي، لابد الاجابة على التساؤل الذي طرحته كعنوان للمقال، كيف ولأجل من يعمل؟ وهو الهدف الرئيسي من المقال.
أكثر المطلعين على هكذا نشاط يقوم به شخص ما، يعتقدون ان الناشط مرتبط بمؤسسة سياسية او حزب سياسي او وكالة حكومية تعني بشؤون المواطنين وحقوقهم، لكن الناشط المعني في المقال، ليس الا شخصاً مستقلا غير مرتبط حالياً بأية جهة سياسية او حكومية بحسب علمي. انه كان منذ تأسيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ممثلاً له في كندا، وعرف في تحركاته المستمرة للمشاركة في طرح هموم ومعاناة شعبنا للمنظمات والحكومات العالمية وفقاً لارتباطه بالمجلس المذكور، ولم ابالغ عندما أقول انه كان أكثر ممثلي المجلس نشاطاً وشعبية وحضوراً في اللقاءات الحكومية ولقاءات المنظمات الدولية في حينها. لم يترك باباً دون ان يطرق عليه لإيصال كلمة المسيحيين والمضطهدين عامة من الشعب العراقي.
كان دؤوب الحركة والاتصالات، ليس لأجل تحقيق مصلحة شخصية، انما لغرض رفع المعاناة من أبناء شعبه وبلده بقدر الإمكان مُستغلاً وجوده في المهجر، وكانت السنين التي قضاها ممثلاً للمجلس الشعبي تهدر كل طاقاته وتؤثر على سير اعماله الشخصية في كندا. نفذ كل جولاته لمسافات طويلة على حساب عمله ووقته وراحته وراحة عائلته وحياته الاجتماعية ككل.
استقال من المجلس الشعبي عندما تحول الى حزب سياسي قبل ثلاث سنوات تقريباً، لأسباب غير معروفة عندي شخصياً، بل الذي اعرفه لا يرغب بالعمل السياسي أكثر من ولعه بالعمل الإنساني الخيري. ولما كانت جهوده استثنائية في عمله ضمن سياق تطلعات المجلس الشعبي، ولم يبحث حينها على منصب او جاه، لأنه متمتع بمكانة اجتماعية مقبولة جدا في محيطه الاجتماعي الحالي وبين أبناء قريته (شيوز) واقربائه ومعارفه، ويمتلك من اعمال شخصية لها مردوها قبل الانضمام الى المجلس، مما يدل بوضوح ان ما قدمه حينها لم يكن لأجل تحقيق مصالح ذاتية، بل ابتغى تحقيق مصالح شعبه من الاثنيات الثلاث وكافة المظلومين من أبناء الشعب العراقي.
وليست عملية تصميمه ومواصلته لمتابعة معاناة شعبنا والعراقيين الى مختلف الجهات ذات العلاقة دولياً، الا دليلا واضحاً على انه لا يبحث عن مصالح شخصية، ولكن لدافعه الإنساني وغلبة ميوله الذاتية للتعاون ومشاركة آلام الناس والحرص عليهم وتقديم المساعدة اثناء تعرضهم للمآسي والظلم والكوارث بأنواعها. وقد تفاعلت قدراته الشخصية ودوافعه الإنسانية في استعداداته الذاتية مع خبراته العملية المتراكمة، ومع ما تلقاه من تنشئة اجتماعية عائلية اهلته ليكون دائماً محباً ومندفعاً لمساعدة الاخرين المعوزين والبحث عن حاجاتهم.
 وهكذا سمعنا وشاهدنا عن شقيقه الدكتور (شمعون مروكي) مدير مستشفى زاخو في الثمانينات من القرن الماضي الذي توفي على إثر حادث سيارة، فتألم وحزن أبناء زاخو ومحافظة دهوك من الكورد المسلمين والمسيحيين وكل من سمع عنه في كوردستان العراق، وذلك لما تميز به من حسن الطيبة ومساعدته وحبه للأخر بغض النظر عن انتمائه، وما تمتع به من مشاعر انسانية خيرية تجاه الكل، فتلك الميول المشتركة لهما صقلتها تنشئتهما الاسرية.
وعليه، قدم جهود استثنائية (مظلوم مروكي) في العمل بمنظمات المجتمع المدنية في المهجر، وعلى إثرها تمكن الانضمام الى منظمة العفو الدولية/ فرع كندا ليكون عضوا فيها، تلك المؤسسة الدولية التي تعني بشؤون حقوق الانسان. فينطلق من خلالها الى بذل قصارى جهده من اجل الاستمرار لإيصال معاناة شعبنا بأثنياته الثلاث ومآسي كافة أبناء العراق الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد، دون ان يرتبط بجهة سياسية او حكومية، بل دوافعه الذاتية الإنسانية هي وراء هذه المساعي على المستوي الدولي. فهناك القلة من يطالب دولياً بالنظر في شؤون المسيحيين المقيمين في دول الجوار ويتحسس مشاكلهم وما يعانون منه في أماكن اقامتهم.
فهكذا مبادرات شخصية وبجهود ذاتية اراها شخصياً أفضل وأجدر من أي عمل يقدم اليه حزب سياسي ما، اذ الأحزاب السياسية تبحث عن مصالحها الحزبية الضيقة، والمنتمون اليها لا يمكنهم تقديم أي نشاط الا في ضوء فلسفة حزبهم الفكرية وطموحاته او لمصلحته الذاتية، فالانتماء الى اية جماعة منظمة لابد للفرد ان يأمل تحقيق غايات شخصية وطموحات ذاتية قد تكن مناصب او غيرها. وهذا ما نلمسه بوضوح مما تقدمه الأحزاب السياسية للاثنيات الثلاث من شعبنا او غيرها في العراق انها تصب لتحقيق المصالح الحزبية الضيقة والصراع على المصالح، وهم في وادٍ والشعب في وادٍ اخر.
بينما النشاط الذي ينجزه الفرد من تلقاء ذاته دون العمل تحت اجندات حزب معين هي اعمال تنفذ بإخلاص، وناجمة عن نكران الذات، وراؤها دوافع إنسانية لتحقيق مصالح المتألمين والمضطهدين دون تمييز..
ولهذه الأسباب اندفعت للكتابة عن هذه المناسبة لأجل التمييز بين العمل الفردي دون تبعية سياسية والعمل تحت وطأة الأيديولوجية الحزبية من خلال هذا النموذج الانساني. وتعريف القارئ العزيز على (كيف ولأجل من يعمل مظلوم مروكي عضو منظمة العفو الدولية/ كندا) فهو يعمل دون ارتباط بحزب سياسي، بل منطلقاً من مشاعره الانسانية، ومن اجل المضطهدين والمعوزين من أبناء العراق، متمنياً له النجاح الدائم والتواصل نحو الأفضل.
ومما هو جدير بالذكر هناك نماذج عديدة من هذا القبيل بين أبناء شعبنا في المهجر، ولا يمكن نكران دورهم.
أثمن جهدهم وحرصهم، فالف تحية لكل من خطى ويخطو هكذا خطوات من اجل الانسانية والبشرية جمعاء.






255
الاخ ابرم شبيرا المحترم
تحية ومحبة
قرات تقييمك لمحاضرة الاخت الدكتورة منى ياقو ، جاء في منتهى الموضوعية. وقد استمعت اليها مباشرة. الموضوع الذي تفضلتْ به هو من مواضيع الساعة، فحسنٌ اختار مركز هوزايا لعنوان المحاضرة.انما كما تفضلت اسهبت في مواضيع اخرى مطروقة جانبية دون التركيز على الربط منهجياً بين القانون ومسالة تجاوز على الاراضي او الممتلكات لابناء شعبنا في العراق. فمثلا المطلوب هو:
الى اي مدى وفقاً للقانون هناك تجاوز؟
ماهي طبيعة الملكية للاراضي المتجاوز عليها؟ هل هي ملك صرف ام اميرية ( حكومية) ام حق التصرف او اميرية مفوضة بالطابو؟
ما هي الالية التي بموجبها يمكن حل المشكلة؟
مدى تجاوب السلطة السياسية للقضية؟
مدى شفافية المحاكم في الاقليم للنظر في القضية؟
ما مدى تعاون الاكادميين المختصين مع السياسيين لحل المشكلة وايجاد صيغ لتجاوزها؟
ما هي طبيعة القوانين في الاقليم التي تحدد موقف الدولة من مالك الارض في حالة عدم استخدامها؟
وامور اخرى لم تتطرق اليها اختنا الدكتورة منى بل خرجت عن الموضوع نحو البرلمانيين والتسمية واداء الاحزاب ومثلما تفضلت.
اما النقطة التي تفضلت بها في المجال الشكلي للمحاضرة اسمح لي ان اطرح وجهة نظري:
هناك فرق بين المحاضرة والندوة او مناقشة ورقة عمل والمؤتمر، كل منهم له قواعد محددة.
فالمحاضرة يلقي المحاضر موضوعه ومعظم الوقت ملكه ليغطي الموضوع وثم يفسح الوقت لتقديم الاسئلة واقول الاسئلة بخصوص المحاضرة دون الاسترسال بالتعقيب وابداء وجهة النظر ، ولكن اغلب جماعتنا هم من صنف التعقيب وليس تقديم الاسئلة . وهنا ادت الدكتورة منى دورها كمحاضرة ، لا اعتراض.
اما لو كانت العملية التنظيمية كما تفضلت منح وقت اطول للمستمعين وفسح المجال لهم بتعقيبات وطرح وجهات النظر ، هنا تنظيمياً يتحول النشاط الى الندوة وليس المحاضرة ، فالندوة تُقام على اساس طرح موضوع من قبل ضيف معين وثم يُفسح الوقت للمشاركين لابداء ارائهم وتعقيباتهم ومشاركتهم بفاعلية.
فهنا المركز  كان عليه ان يحدد فيما اذا كانت محاضرة ام ندوة ،والمركز حددها محاضرة .
وبالاضافة الى ما تفضلت به.  كنت اتمنى لو تُلقى مثل هذه النشاطات في مركز هوزايا للدراسات باللغة العربية التي هي مفهومة للكل ، وطالما ان المسائل المطروحة تخص العراقيين كافة .فلابد ان نخاطبهم بلغة مفهومة،  علما ان الكثير من المفردات التي جاءت بها الاخت الدكتورة منى فاتني فهمها وادراكها ومنها لم اسمع بها ابدا.

بعد الاستئذان من الاخ الكريم ابرم شبيراالمحترم
الاخ شوكت توسا المحترم
تحية
 ماتفضلت به من تفسير لدور الاكادميين للمشاركة في حل قضايا الشعب ومشاكله اتفق معك تماماً ،فالعالم المتحضر احد عوامل تقدمه هو الرابطة والدور الذي يضطلع به الاكاديميون ، بينما في البلدان النامية مع الاسف مفقود هذا الدور ، ولكن هناك شكليات في تسمية رؤساء الوزاراء استشاريين لهم او لرئيس الجمهورية او الاحزاب. و قد لا يكون في الحقل المعرفي العلمي له او قد لا يتجاوز تعليمه متوسطة او ثانوية او معهد وتراه مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون ما. ولهذا تكمن هنا اسباب الفشل لتحقيق الاهداف.
  كما اود الاشارة هنا وهذه مهمة في رايي
اكدت على دور الاكاديمي الذي يمكن الاعتماد عليه في مجال ما ، نعم ، ولكن لا بد ان يكون الاكاديمي مستقلا بعيدا عن اي ايديولوجية سياسية او دينية او غيرهما فهناك بعض الاكاديميين لهم ارتباطات سياسية واخص بالذكر لو كانت مهامهم في الشؤون الانسانية او الاجتماعية، لا اعتقد هناك جدوى من استشارتهم لانه لا يمكن ان يتجاوز العقيدة الفكرية لحزبه.
تحية للدكتورة منى ياقو والى مركز هوزايا واثمن هكذا نشاطات لطرح قضايا الساعة التي تخص شعبنا المسيحي  في بلده الام.
تقبلوا  جميعكم وافر محبتي

256
المحامي القدير بطرس نباتي المحترم
تحية
شكرا على تسليطك الضوء لاهمية زيارة قداسة البابا فرنسيس الى العراق. وبينت بوضوح الدلالات والمعاني لهذه الزيارة. وما توقعات ومواقف سياسي الصدفة وكتاب الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي الاخرى، الا تعبير، او جاءت لما تفضلت من الاسباب الصريحة في كلمتك. فالبابا كرئيس كنيسة ليست زياراته ولقاءاته سياسية او تفاوضية لاجل قضية سياسية،او لفرض ارائه، او سلطته، بل ليوجه رسالة لها معانيها ودلالاتها في شؤون المجتمع العامة، فمن له اذان ليسمع ومن له عقل ليفكر .
نتمنى زيارة موفقة لقداسته ولتتبارك ارض بلدنا العراق بقدوم البابا فرنسيس اليها.
تقبل تحياتي

257
الاخ الدكتور بولص ديمكار
تحيةارجو ان تكون والعائلة الكريمة بخير وعافية
 حسناً عملت وسبقتني لكتابة كلمتك عن اذاعة صوت الكلدان التي نعتز بها جميعاً وباعضاء الفريق الفني الاعلامي الذي يعمل لتقديم الافضل دائما من مساهمات خبرية وفنية. وكما تفضلت تعدو مساهماتها وفعالياتها الاعلام التقليدي الى العمل الميداني، فالمتطوعون فيها يحرصون على تقديم ما بوسعهم لبث روح التعاون والوعي عندما يرون هناك ازمة تعرض لها الكلدان وغيرهم اليها في البلد والدول المجاورة لحث الخيرين للتبرع، وقد تكررت لعدة مرات، ناهيك عن دورها في ترسيخ الوعي القومي الكلداني الذي هو احد اهتماماتها الاساسية .
تشكر، ومبارك ذكرى تاسيسها والف تحية لاعضاء فريق العمل في الاذاعة الذين يعملون كخلية واحدة بتعاون مثمر من خلال الادوار التي يقلدونها.
تقبل تحياتنا

258
الأخ زيد ميشو المحترم
تحية
 ارجو من الرب ان تكون والعائلة باتم الصحة والعافية
 قرأت مقالك الذي يعبر عن واقع الحال لما يتميز به الكهنة والأساقفة وحتى الشمامسة الانجليين الذين تعرفنا على وجودهم في السنين الأخيرة، بالرغم ان رتبتهم قد سمعنا بها ضمن رتب الاكليروس.
الكثير من المومنين يُشخصون ما تفضلت به، ولكن القلة من تبقى غيرته على بيته في اوجها ، فالاكثرية يرددون ويقولون ويتذمرون ولكن في الأخير شعاره " انا ما عليَّ" .
تحليل موضوعي، موجه للعام وليس للخاص او لفرد ما، تحليل لم تعكس فيه حالة شخصية مع المعنيين، بدليل كما قلت، كلنا نلمسه لاننا أعضاء في الكنيسة، ولا احد يختلف معك عن ما تفضلت به.
تحليل مقرون بمقارنات في نفس السياق الفكري. وما مقارنتك بين تصرفهم وتصرف الهة العرب الا دليلا واضحا على التوفيق في المقارنة، نعم لا تزال العقلية الشرقية للرؤساء وتصرفاتهم واختلافاتهم وقيادتهم للمجموعة بنفس تلك العقلية التي تميزت بها الهة الشرق وتراوحت مكانها دون ان تتطور خطوة للامام.
اخي زيد
أرى ان أسباب حالة كهنتنا واساقفتنا تعود لاكثر من سبب :
أولا بالدرجة الأساس القواعد القانونية في المؤسسة الكنسية تمنحهم هذه السلطة ولا بد إعادة النظر بها، فالخلل في القوانين الكنسية التي تمنح السلطة المطلقة للاسقف ضمن ابرشيته ، ويلحقها سلطة الكاهن ضمن خورنته .
ذات الكاهن او الاسقف او الشماس الإنجيلي نفسه هل يتميز شخصيا بسمات ذاتية لتؤهله للعمل الكهنوتي؟ وتلك السمات والخصائص التي هي نتاج الاستعدادات الوراثية وما يتلقاه في بيئته الاجتماعية الاسرية وما يحيط بها.
الخلل في عملية التنشئة الكهنوتية.
سكوت المؤمنين عن ما يلاحظونه من تصرفات.
والسبب الأهم براي أيضا هو فكرة، ان الكاهن او الاسقف بشر والبشر معرض للخطأ، هذه الفكرة على من يؤمن بها ان يعيد النظر' بها لانها مهمة جدا ، لماذا؟
انها مبررات وليست معالجات، وهي عملية التبرير التي تعد حالة وآلية ميكانيكية دفاعية يبرر بها الفرد المسؤول الفعل، أي اصغاء اللامعقول على المعقول والتهرب من الواقع ومواجهة الموقف.
شخص مؤظف في مؤسسة ما وتكررت شكوى المواطنين من تصرفاته او ثبت عليه خطأ او مخالفة او جنحة او جريمة وقدمت الشكوى للمسؤول، ويكون جوابه ان ذلك المؤظف بشر والبشر معرض للخطأ!!! هذا لا يجوز ابدا ان تسلمنا بتلك النظرة بمعنى سنخلق الفوضى في المجتمع او المؤسسة.
وهذا ما ينطبق على الاكليروس الذي يخالف او يجنح او يرتكب جرماً ما، عليه ان يحاسب بحسب الفعل بعد الدراسة والتشخيص لغرض المعالجة.
ولهذا وجدت عملية التنظيم في المجتمع البشري من خلال الأعراف والقيم في الماضي ولقوانين المنظمة لفعاليات وتصرفات الافراد في المجتمع الحديث .
تحديد سلطة الأساقفة امر مطلوب منه وكذلك الكاهن بصلاحيات معينة للتصرف، أي تحقيق المركزية في السلطة افضل من التهاون ومنح الأساقفة السلطات المطلقة. وطبعا سلطة مستوحات من مجلس مركزي مثل السينودس.
اسف على الاطالة
تقبل محبتي

260
الاخ حسام سامي المحترم
تحية
قرات ما تفضلت به، اسمح لي ان اقول لا جديد فيما أتيت به.
كلام مكرر ونعرفه، ونعرف انواع المكافآة، كانما تخاطب اهل الكهف النائمون .ولا احد منعك من النقد والرد،انما لا تتهم غيرك بما انت عليه وتبرىء نفسك.
تقبل محبتي



261
الاخ الدكتور ليون برخو المحترم
تحية وكل عام وانتم والعائلة بخير وسلام
شكرا على مشاركتنا في تقديم كتاب الشماس سامي ديشو عن قواعد اللغة الارامية ،فرايك مهم لنا لخبرتك ايضا بهذه اللغة التي كُتب تراث اجدادنا بها.
وفي نفس الوقت اتمنى لك كل الموفقية لاختيارك استاذا محاضرا في كلية نصيبين اللاهوتية لكنيسة المشرق الاشورية، فاختيارهم لك كان موفقا لما تمتلكون من خبرة في التراتيل لكنيسة المشرق .فالف مبارك وتقبل تهنئتنا القلبية.
تقبل محبتي

262
الأخ الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
شكراً على مداخلتك عن موضوع اللغة، في الوقت الذي طرحت افكاري عن هذا الموضوع الشائك في كتابي الأخير معتمداً على كتب اثارية وأنثروبولوجيا حضارية واجتماعية اجنبية بالتفصيل والكتاب موجود في حوزتكم، الا انه سأوضح رأيي باختصار مقتضب لعدم التمكن من التفاصيل.
أولا ما موجود بين قوسين الذي اقتبسته من المقال هو جواب المؤلف سامي حيث يقول: الكلدان يسمونها الكلدانية والسريان سريانية والاشوريين اشورية. ولست انا القائل. وكلامه صحيح كل فئة تدعو ان اللغة الارامية بحسب ما ترى. ولا يمكن التغاضي بأن في المجال الأكاديمي تسمى الارامية او السريانية.
اما رأيي، المشكلة ليست باللغة التي هي لغة الطقوس والتي تهتم بتدريسها بعض اقسام الجامعات التي لا تستخدم للتواصل الاجتماعي حاليا ولا يفهمها الناس، فهي تدرسها وتهتم بها اسوة باللغات الأخرى المنقرضة مثل الاكدية والسومرية ومئات اللغات المنقرضة حول العالم. انما مشكلتي هي مع اللغة التي نتحدث بها اجتماعيا ونستخدمها للتواصل الاجتماعي، فهي اعتبرها متطورة من تلاقح اللغات السومرية، والاكدية التي تكلم بها الكلدان والاشوريين ومن عاش في بابل وبلاد النهرين على مر العصور مع اللغة الآرامية التي دخلت البلاد في القرن الثامن قبل الميلاد واستبدلت حروفها بحروف الاكدية. وثم تلاقحت مع تلك اللغات الأخرى الوافدة الى بلاد النهرين. وحصلت على ما هي عليه الان وليسميها كل واحد حسب اثنيته بحسب رأيي. انه تحتاج الى دراسة ميدانية مستفيضة ومنهجية للتعرف على مدى استقلالية مفرداتها ولمن هي المفردات الأغلبية فيها. لكي تسمى علمياً.
والمشكلة الثانية ،الكتبة غير الاختصاصيين لا يميزون بين اللغة والاثنية والعرق من الجماعات البشرية، كانما الجماعة البشرية الاثنية التي تتحدث لغة معينه عندهم هم بتسمية اثنية لتلك اللغة، فهناك جماعات بشرية عرقية او اثنية في المجتمع البشري هم من عرق ما ولكن يتكلمون لغة اثنية اخرى. وهناك جماعات اثنية تشترك في التواصل الاجتماعي باستخدام لغة واحدة،وهذه تحتاج الي ادراك.
تاريخياً الكلدان القدامى بحسب الآثاريين تكلموا الاكدية بلهجتها البابلية وهناك تمييز واضح بين الاراميين والكلدان كأقوام كما جاء في حوليات الملوك الاشوريين الموجودة في المتاحف، وما توصل اليه الآثاريين بان ملوك الإمبراطورية الكلدانية استخدمت الكتابة المسمارية، حيث يقول "ليبينسكي" في مقالته المنشورة المشار اليها ادناه ( ان الكلدان قد استعملوا تعابير وقواعد آرامية في كتاباتهم الاكدية)  وهناك مدونات في المتاحف ترجع لملوك الكلدان مكتوبة بالاكدية والخط المسماري، مما يدل بوضوح ان لغة الكلدان كانت اكدية وتداخلت معها الآرامية الوافدة. الا انه لاختلاطهم مع الاراميين والاتحاد معهم أحيانا لأجل التخلص من السيطرة او النفوذ الاشوري بات عدم التمييز بينهم  واضح بين عدد من الآثاريين لاقتباس الكلدان للغتهم، ونرى أيضا عندما يٌشير بعض الآثاريين الى البابليين يكون المقصود بهم الكلدان .
ارجو مراجعة بالذات
St.W. Cole; ‘ Nippur IV” Archive from Nippur.” Oriental Institute Publications”
Edward Lipinski. Aramains and Their Ancient History, Vol.100.
وقد اعتمد الكاتب القدير حبيب حنونا في كتابه الموسوم " سفر الخروج الكلداني" على المصدرين ايضاً
تقبل تحياتي

263
الأخ عبدالاحد قلو المحترم
تحية
اسف على التأخير في التعقيب على ما تفضلت به عن مقال او رد محمد مندلاوي على أحد أبناء شعبنا وما جاء في مقالته عن الصراع حول الأرض.
من وجهة نظري:
                   ترجع عملية ظهور هكذا كُتاب آخر الزمن الى عدة اسباب واهمها:
الثورة المعلوماتية اتاحت الفرصة لكل من هب يكتب وبحسب اجتهاده وتأثره بأيدولوجيات معينة مترسخة .
اتاحت الفرصة لغير الاختصاصيين ان يكتبوا بما لا يعنيهم وبعيد عن اختصاصاتهم، فظهرت فوضى عارمة في إيصال المعلومات والمعرفة العلمية، يكاد لا يمكن القارئ ان يميز بين المعرفة العلمية التي يكتبها المختص وتلك المعرفة العامة التي يكتبها غير المختص في مجال ما او عن ظاهرة ما. وهذا النمط من الكتاب أيضا حاضرون بين أبناء الاثنيات الثلاث الكلدانية والاشورية والسريانية .
في الوقت الذي نعيش عصر التخصصات الدقيقة يأتي مختص في الفيزياء او الكيمياء او إدارة مخازن او هندسة وما شابه، ويكتب في التاريخ والأنثروبولوجيا والحضارات والاجتماع لمجرد قد قرأ بعض الكتب المؤد لجة وينتقي منها بحسب اهوائه وغاياته دون مراعاة منهجية البحث العلمي في الكتابة للعلوم الاجتماعية. وهذا مندلاوي واحد منهم بالتأكيد.
من الأسباب الاخرى لظهور هكذا نماذج من الكُتاب يرجع الى عوامل ذاتية أيضا مرتبطة بالأحزاب السياسية للمسيحيين، فهم أي الأحزاب لا تُعير اية أهمية للخبرة العلمية من أبناء شعبنا من المختصين، وحتى اذا أرادوا فانهم ينتقون ما يخدم مصالحهم وغاياتهم الفكرية.
وهذه الاحزاب نفسها انشغلت بمواضيع الغائية تبحث عن الاصالة،ولكنها دون جدوى. وتركت الاهم.
كتب محمد مندلاوي، ولكن هل كلف أحد من ممثلي شعبنا نفسه في البرلمان الكردي وكلف مختص او لجنه معينة من أبناء شعبنا للرد عليه رسميا او إيصال صوتهم العلمي المدروس الي القيادة الكردية في الإقليم ؟ ولم الاحظ لحد الان احد غيرك انتبه الى القضية وتفعيلها إعلاميا؟
من يقود اثنياتنا غير مؤهلين وهم على شاكلة الحكومة العراقية، منشغلون بمصالحهم وكراسيهم لا تُسحب من تحتهم. هناك نقطة مهمة نوهت اليها في احد تعقيباتك عن العامل الديمغرافي، فنحن قلة في عموم العراق ولا بإمكاننا ان نعمل شيء سوى نطلب من الرب ان يحمي من هم في الداخل والستر لهم والأمان، ولا تغريك ما يتبخترون به من هم في الخارج تحت تسميات متعددة يؤسسها أصحابها لمصالحهم على حساب تحرير الأرض، الأرض ذابت وانتهت ولا قوة ممكن ان ترجعها فكل ما يزمرون به لا يعدو مترا واحدا .
لا ادري جوزيف صليوا ما علاقته بالموضوع، هل صوته مهم لدى قيادة الكردية اكثر من ممثلي شعبنا والسياسيين؟ /هل نسق معهم مثلا هل استشار احد الاختصاصيين في المسالة؟ / وما هو موقعه الان؟ الذي اعرف عنه كان عضو مجلس النواب في بغداد، اذ لم اكن خاطئاً، والا لماذا لم يرد محمد مندلاوي؟  اعتقد لا يمتلك معلومات عن تاريخ بلاد النهرين .
على كل حال هناك نقطتين بالنسبة لي اراهما من وجهة نظري مهمة:
أولهما التأكيد على الوطنية والانتماء للعراق ونبذ كل محاولات المفاهيم القومية الشوفينية .
وثانهيما، شخصيا لا اعترف بالكتابات التاريخية لأنها تُكتب بحسب الاهواء وتحت تأثيرات سياسية وقوة سياسية، هل تتذكر كيف في عام 1985 اصدر نخبة من المؤرخين العراقيين مجلدات تحت عنوان الحضارة العراقية بأمر من الرئيس الأسبق صدام حسين تحت ذريعة إعادة كتابة التاريخ وكتبوا بحسب غايته وهم صاغرون، وهم اكاديميون ومنهم زملائي، فكيف عندما يُكتب التاريخ من قبل هواة الكتابة، وهكذا نفس الحال ممكن ان يحدث في كوردستان العراق لربما، او قد يكون مثل مندلاوي كاتب هاوي شوفيني الغائي يكتبون التاريخ حسب غاياتهم .
ولا ننسى لا تزال الحكومة الكردية هي حامية من تبقّى من أبناء شعبنا في العراق .
اسف على الإسهاب
تقبل تحياتي

264
الاخ العزيز يوحنا بيداويذ المحترم
كل عام وانتم بخير
مقال يسلط الضوء على ظاهرة مهمة في المجتمع وهي العمل الطوعي الذي يندفع الفرد للعمل في تقديم خدمة ما دون مقابل ٫فقط لاجل الرضى والطمأنينة النفسية وحبه للعمل المجاني ، اساسه الدافع للخدمة ومساعدة الاخرين وتحقيق الذات بين افراد مجموعته البشرية وفي مجالات متعددة .
هذه الظاهرة، نرى عدم الاقبال عليها من قبل الافراد في مجتمعاتنا وبل في البلدان النامية كلها ،او بين جماعتنا في بلدان المهجر ،بينما نرى العكس يتهافت الافراد في المجتمعات الغربية للانضمام الى فرق العمل التطوعي في كافة المجالات حتى في تشجير الطرقات وتوريدها ،وترجع الى ما ذكرتَ من الاسباب، اضافة الى عدم وجود الوعي لاهمية هكذا عمل ،كما ان الحكومات والمؤسسات الاعلامية في مجتمعاتنا لا تحفز الافراد للانخراط في المجاميع التطوعية.
فقط اذا تسمح لي ملاحظة على نقطة ذكرتها في متن مقالتك كمثال القائد السياسي ، السياسيون لا يعد عملهم تطوعي لان غاياتهم في العمل السياسي تختلف عن غايات المتطوعين الاخرين فهم يبحثون عن تحقيق مصالحهم من خلال وجودهم في الاحزاب بالاضافة انهم يتقاضون اي الاحزاب مخصصات مالية من الدولة ،عليه عملهم لا يدخل ضمن سياق العمل التطوعي دون مقابل.
تقبل محبتي

265
الاخوة الاعزاءالمحترمون
بولص آدم
يوحنا بيداويذ
عبدالاحد قلو
قشو ابراهيم نيروا
شكرا على اهتمامكم ومشاركتكم معنا في تسليط الضوء على كتاب الشماس سامي ديشو.
وبخصوص ما تفضل به الاخ ابراهيم في تعقيبه اتمنى من الشماس سامي ان يكون له كلمة اذا استوجب ذلك وشكراً.

266
بعد الاستئذان من الدكتور نوري بركة المحترم
الاخ حسام سامي المحترم
كل عام والجميع بخير وبركة
كلامك في تعقيبك اعلاه صحيح جداً، لا غبار عليه ، ما تفضل به من راي وتصريحات هامة غبطة البطريرك ساكو يعرفها الطفل العراقي والمسن والفقير والجريح والمشرد في المخيمات وخرجت الجماهير في احتجاجات، ونعرفها جميعا ،وتعرفها حضرتك لا بل كل الدول والحكومات في العالم يعرفونها جيداً،وكتبنا كلنا عن الوضع ولا يزال عن ما يجري في العراق بعد عام 2003 من فساد ودمار على مستوى الحكومات المتعابة، وكلنا نعرف لا جديد في ذلك .لكن هل يمنع الموقف ان يدلي البطريرك ساكو برايه الصريح كاي مواطن عراقي رايه ويكرر ذلك مراراً مثلما يكرر الجميع امتعاضهم ورايهم تجاه الموقف السياسي ؟ فهل حلال للاخرين تكرار موقفهم وتصريحاتهم وحرام على البطريرك ساكو ؟
عندما يتحسس الفرد وباية مكانة اجتماعية او مهنية، ان مجتمعه يعاني من التدهور المستمر وسببه الحكومات ،هل من الافضل يكرر ويصرح عن امتعاضه ورفضه للحالة ام يسكت؟ فكيف في حالة غبطته ومكانته العالمية ليكرر ويعبر عن موقفه؟
لا تقل لي وما الفائدة وماهي النتيجة؟ كلنا نعرف ذلك ونعرف ما الذي يحرك الوضع ولمصلحة من دوليا واقليميا ومحليا ٫ومثلما تظن لا فائدة من التصريح لموقفه ٫ولماذا لا توجه السؤال ايضا لكل من ذكرتهم الذين يعرفون ويصرحون؟ولماذا بالذات للبطريرك ساكو؟
أ لم تر اخي حسام انك تُبيح التكرار لنفسك وتحرمه على الاخرين؟ انك تكتب وتكرر دائما منشوراتك الاعلامية بموقف سلبي وانتقاد لاذع تجاه البطريك ساكو لمدة طويلة ،السوال يطرح نفسه وما فائدة ما تكتبه وما هي النتيجة ؟ وكلنا نعرف عن البطريرك مثلما تعرف حضرتك، لماذا اذن تبيح التكرار لنفسك ولا ترضى ان يكرر الاخرين؟ حضرتك تكرر تجاه حالة فرد امامنا،بينما غبطته يكرر امام حالة مجتمعية ومصيرية امامنا، فاي هي الافضل؟
نعم الكل يعرف، ولكن روساء الدول والسفراء ورؤساء الاحزاب ورؤساء البرلمانات والوزراء وكل الزائرين للعراق والمهتمين بشوؤن المجتمع والعلماء ورجال الدين ،كلهم هولاء يتسابقون لزيارة غبطته كلما تسنح لهم الفرصة ،بينما لا يتهافتون لزيارتي وزيارتك وزيارة اي فرد اخر في العراق ، أ لم تهمك هذه وتسال لماذا؟ اخي حسام مهما كان ومهما يكن غبطته فهو شخصية لا يمكن مقارنتها مع من يعرفون من الاخرين، مع تقدير للكل ٫فكل واحد له دور وموهبة يخدم فيها المجتمع ولكن الادوار والمواهب تتباين من فرد لاخر ٫ وان لم يكن كذلك فكلنا اصبحنا اطباء او لاهوتيين او بطاركة او مهندسين وووو ٫ارجو ان تصحح لي أ لم يقولها الرسول بولس لكل واحد له موهبة منحها الله له في الكنيسة وكل المواهب لكل الافراد تتكامل وتتفاعل لتحقيق الهدف الاجتماعي؟.
نعم لا توجد شخصية دينية بمكانة البطريرك ساكو قد امتلك الجراة والشجاعة لكي يكرر هكذا تصريحات تجاه الحكومات العراقية، وفي عقر دارهم وفي الاعلام المفتوح وفي وسطهم ، وان قال البعض لمرة واحدة. نعم طرح المطران نيقوديموس ولا احد ينكر شجاعته ولكن هناك فرق بين من هو راعي ابرشية ومن هو راعي بطريركية كلدانية على العالم ومتواجد دائما في المحافل المحلية والدولية والاقليمية ،من جهة، ومع اعتزازي بالمطران نيقوديموس فلا يمكن ان نقارن دوره ومكانته وعلاقته بما يمتلك البطريرك ساكو ، واذكرك بمحبتي الفائقة للمطران المحب نيقوديموس وسيادته يعرف ذلك شخصيا .
اخي حسام المحترم:  لماذا تكرر في معظم ردودك عن حالة موقفية تجاه الكاتب اذا لم تتفق معه في الطرح مثلما قلت هنا( لكي تعرف اننا نعرف ان جنابك لك غاية غير التي اعلنتها في موضعك)
كل من يكتب في رايك لمؤازرة البطريرك ساكو له غاية ،بينما الذي يكرر انتقاده لغبطته ولكل خطوة يخطوها ليس له غاية ، أ ليست هذه عجيبة ؟
ازيدك علما وليس دفاعا عن الدكتور نوري لانه قادر للدفاع عن نفسه لكن اقولها وانا واثق جدا ،الدكتور نوري بركة ليس بحاجة لاية مكافأة ومن اية جهة كانت ،بل هو الذي يكافأ الاخرين واكرر انا المسؤول عن كلامي ،الشخص اعرفه جيدا لا يطمح الا لمساعدة الاخرين والاخص منهم المنكوبين والمحتاجين .فهو ليس بحاجة الى مكافاة من احد فلا اعرف من اين تاتون بمثل هكذا توقعات.
وبهذه المناسبة اشير الي ما تفضل به الاخ مايك سيبي في قوله ان شجاعة البطريرك جاءت نتيجة كتاباتنا ، نعم اتفق معه كتاباتنا اثرت وهذه حالة طبيعية جدا فغبطته متابع لما يُكتب في الاعلام بكل المستويات فخذ الشاطر الذي يستفيد مما يقرأ ، فلا ضرر ان نقول ذلك فشخصية الانسان تتكامل بمواقفها مما يكتسبه من البيئة وما يمتلك من المواهب لتتفاعل بينها ونطلع بمخرجات الشخصية، فكلام الاخ مايك صائب فكلنا نستفيد من بعضنا فلا احد كامل في شخصيته ،انما كلنا بحاجة لبعضنا لنتكامل .علما شجاعة البطريرك ساكو معلومة لدى الجميع قبل ما نكتب وقبل ما يكون بطريركاً.
تقبل أخي حسام تحياتي ومحبتي وارجو ان لا تكرر اني طبال او محامي او ما شابه ذلك للبطريرك، لاني ما اتفقت مع طرحك لا بل من باب طرح الفكرة وضعت مداخلتي هذه ولا انتظر مكافاءة لقناعتي بما انا عليه وشكرا.
اخوكم
عبدالله رابي

269
                        عرض كتاب "قواعد اللغة الآرامية"
                                للشماس سامي ديشو


د. عبدالله مرقس رابي
                         
                         في سياق حديثي مع الشماس الإنجيلي "سامي ديشو" يوم عيد الميلاد لعام 2020  لتبادل التهاني بالمناسبة، سألني الشماس فيما وصلني إصداره الجديد الموسوم "قواعد اللغة الآرامية" أجبته كلا، فاستفسرت عن الكتاب، فوضح لي إنه مكتوب باللغة الآرامية (نحن الكلدان نسميها الكلدانية، والاشوريون الاشورية، والسريان السريانية) فأجبته مع الأسف لست متمكناً من قرائه، إذ اعرف القليل عن اللغة الآرامية القديمة، والا لكتبت عنه عرضاً اعلامياً لتعريف القُراء بالكتاب ومحتوياته، في سياق اهتماماتي بعلم اجتماع اللغة، بالتأكيد انه مهم، ولكن داركت هذه المشكلة على الفور، فطلبت منه الاستئذان لعرض الكتاب بطريقة خاصة، سألني كيف؟ اجبته، سأُقدم لك مجموعة من الاسئلة عن الكتاب وفي ضوء الإجابة سأكتب العرض، فرحب الشماس مشكورا.

التعريف بالمؤلف
                  تعلم الشماس الإنجيلي سامي ديشو خنجرو اللغة الآرامية في كنيسة قريته منكيش منذ الصغر، وتعلم قواعدها في معهد ماريوحنا الحبيب في الموصل لمدة ست سنوات، دراسة أكاديمية منتظمة ومنهجية، من عام 1971-1977، وكان من الطلبة المتميزين في المعهد المذكور.
المؤلف خريج كلية الهندسة من جامعة بغداد سنة 1981. وحصل على شهادة الماجستير في الهندسة الكيمياوية من جامعة سدني الأسترالية سنة 1998.
له مقالات ومساهمات متنوعة بخصوص اللغة الآرامية، منها الترجمة من الآرامية الي العربية واللغة المحكية.
درسّها في السابق، محلياً في منكيش في العطل الصيفية لتنشئة الشمامسة ولمدة ست سنوات.
درسّها في مدرسة اورهاي للكلدان في مدينة سدني الاسترالية لعدة سنوات في منتصف التسعينات من القرن الماضي.
درسّ قواعد اللغة الآرامية في كلية اللغة الاشورية في سدني، قرابة ثلاث سنوات، منذ 2017 والى منتصف عام 2019.
درسّ قواعد اللغة الآرامية والالحان الطقسية الكنسية في كاتدرائية مار توما وكنيسة الانتقال للكلدان من 2016 ولا يزال.

محتويات الكتاب
        يقع الكتاب في 250 صفحة من القطع الوسط. طُبع الكتاب في سدني، تموز من عام 2020، وفي مدينتي شيكاغو وديترويت الامريكيتين في تشرين الأول من نفس العام، وسيطبع في كندا بإذن الرب.
يحتوي الكتاب على خمسين فصلاً، وينقسم الى قسمين رئيسيين وهما:

الصرف
 يشمل: الالفاظ المفردة من أقسام الكلام، من الحروف والحركات والاسماء بأنواعها، والصفات والظروف وكل ما يرتبط بهما. إضافة الى النسبة والتصغير والضمائر والافعال بأنواعها وتصريفها وصياغة المشتقات.

النحو
      أو ما يسميه اللغويون، تركيب الكلام ويشمل: الفاعل وأنواع المفعول، والمبتدأ والخبر، والحال والتمييز والتفضيل والتوكيد والبدل والعطف وغيرها. كل ذلك مع أحكامها في التقديم والتأخير والحذف وجوازها أو وجوبها على غرار اللغة العربية. مثلما أتى في كتاب قواعد اللغة الآرامية للعلامة القس "البير أبونا" المنشور باللغة العربية، حيث لم تشمل كتب قواعد السابقين الاقدمين هذا القسم المهم، أو اشتملت جزءاً يسيراً يكاد لا يُذكر. كما يشمل النحو في الأجزاء الأخيرة منه، الروابط بأنواعها ومعاني الحروف واستخدامها واسماء الأفعال واحكامها.
أُلحق في الأخير، جداول مهمة من الأسماء المؤنث بدون علامات التأنيث، وتلك التي تأتي مذكراً ومؤنثاً أيضاً. إضافة الى جمع الأسماء والصفات الشاذة والتي لا تتبع القواعد المعروفة. كما تحوي الجداول جميع الأفعال المجردة وأوزانها، على اعتبار حركة عين الفعل في الماضي والمضارع اوزان الأفعال هذه، أخذها من كتاب القواعد للقس "فيلبس الراهب". والجداول مُرتبة حسب الحروف الأبجدية لسهولة المتابعة.
وقد ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أبرز المؤلفين واللغويين من الخط الشرقي والخط الغربي منذ نشوء قواعد اللغة الآرامية. أخذ الشيء الكثير مما أتي في كتاب القس "البير ابونا" خصوصاً ما يرتبط بالنحو. كما اعتمد المؤلف على اللغويين في العهود المتأخرة، منهم:
جبرائيل قرداحي، المطران اوجين منا، المطران توما اودو، المطران اقليمس يوسف داود، عبدالمسيح قره باش، المطران ايرميا مقدسي، القس فيليب الراهب، واللغوي بنيامين حداد.
في سؤال عن هدف الكتاب، أجابني المؤلف: الكثير يسال لماذا الاهتمام باللغة الآرامية القديمة التي باتت شبه منقرضة؟ هذا صحيح، لكن لا ننسى ان مؤلفات آبائنا الاقدمين جميعها أتت بهذه اللغة، فكيف لنا (او على الأقل الباحثين والمهتمين) ان نفهم تلك الكنوز المعرفية المختلفة والطقوس الدينية المدفونة في تلك المصنفات ونترجمها الى اللغات الاخرى لتعميم الفائدة ونحن لا نجيدها. عليه بادرتُ في تأليف كتاب قواعد اللغة الآرامية، ليسر الطريق أمام الباحثين والمهتمين.
وفي سؤال آخر، عن مدى فائدة غير المتقنين للغة الآرامية كتابة وقراءةً، أجاب المؤلف: نعم هناك مهتمين محدودين في هذه اللغة، كما هناك المحدودين من يتقنها كتابة وقراءةً وادراكاً كما يفهم اللغة المحكية. وعليه أقوم حالياً بترجمة الكتاب الى اللغة العربية، بوضع الترجمة في صفحة تقابل النص الآرامي لتعم الفائدة لجميع الفئات والمستويات.
في ضوء ما توصلت اليه من معلومات من المؤلف، ومحتويات الكتاب المعروضة، يبدو جلياً إن الشماس سامي ديشو بذل جهوداً استثنائية كبيرة في تأليفه للكتاب، عن لغة قديمة، تكاد تنقرض، تُعرف في الأوساط الاكاديمية، اللغة الارامية او اللغة السريانية. تلك اللغة التي ظهرت في منتصف الالف الثاني قبل الميلاد في سورية وثم انتشرت في بلاد النهرين على مر العصور، فاستعارت اللغة الاكدية بلهجتيها الجنوبية والشمالية حروفها وابجديتها بدلاً من الحروف المسمارية لسهولتها، وامتزجت مع الاكدية والسومرية. واستخدمها الفرس لغة دواوين الدولة لإدارة مقاطعاتها الغربية، كما استخدمها العرب في دواوين الدولة الى عهد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان 685-705م.
 بعد دخول سكان بلاد النهرين في المسيحية، كانت قرون عديدة لغة الطقوس في الكنائس الشرقية السريانية والكلدانية والاشورية، ولا تزال. الا أنه أصبحت لغة غير مفهومة للمصلين في الكنائس، وبل حتى بعض الشمامسة لا يدرك معانيها، فبدأ دورها يضعف تدريجياً بمرور الزمن في التواصل في الكنائس التي استخدمتها منذ القدم. كما شعبياً لم نر جماعة بشرية تستخدمها للتواصل الاجتماعي والحضاري، وعليه تعرضت للانقراض، ذلك يعد السبب الأساسي الذي دفع بالمؤلف لتأليف الكتاب، كما ذكرنا أعلاه.
 لشمولية الكتاب في محتوياته عن قواعد اللغة الآرامية القديمة، وما كُتب عنها الا يسيراً، ومن النادر توفر مثل هكذا كتاب في المكتبات وبين أيدي المهتمين بها في أوساط الاثنيات الثلاث المعاصرة السريانية والكلدانية والاشورية، وغيرهم، كما إن الدقة والموضوعية التي يتميز بها المؤلف، جراء خبرته الطويلة في الاهتمام باللغة دراسة وتدريساً وممارسته لها في الكنيسة وبعض المراكز التعليمية لأمد طويل، لكل هذه الأسباب، بلا شك يعد الكتاب مهم، وجدا اساسي للاعتماد عليه واستعارته من قبل المراكز والمؤسسات التعليمية المهتمة باللغة الآرامية القديمة في مختلف مستوياتها الدراسية، سواء من قبل المؤسسات التعليمية الرسمية في العراق اوأقسام الجامعات التي تُدرّس هذه اللغة في كافة البلدان. كما إنه يعتبر كتاباً مهماً لكي يُقتنى من قبل الكنائس التي تمارس طقوسها بهذه اللغة. فهو يسد الفراغ، وحاجة المعلمين والباحثين واللغويين والأساتذة الملمين بها والطلاب في المراحل المتقدمة من دراستهم، كما يُفيد الذين لا يجيدون اللغة العربية.
أتمنى التوفيق والنجاح للمؤلف الشماس القدير سامي ديشو في مشاريعه الثقافية والعلمية المستقبلية، ولي أمل كبير في ترويج الكتاب بين الأوساط المهتمة، مؤسسات وافراد للأسباب الانفة الذكر. وستزداد أهميته وانتشاره الواسع لمستويات مختلفة بعد طبع النسخة الثانية التي ستحتوي على ترجمة عربية لنصوص الكتاب.
فالف مبارك وألف تهنئة للمؤلف الذي يساهم مساهمة فعالة لإدامة اللغة الآرامية القديمة في متناول ايدي المهتمين لكشف كنوز الاقدمين التي كُتبت بها.
للاستفسار: الاتصال بالمؤلف على العنوان الإلكتروني:
samdesho@hotmail.com


       
 


270
الاخ العزيز ابرم شبيرا المحترم
تحية
كل عام وانتم بخير
(فوجدت أن أكتب بعض السطور التي تتماشى مع هذه الأيام المجيدة وبعيداً عن السياسة و"دردشة" التسميات والأحزاب السياسية. مبتدءا بـ:)
قبل قراءة المقال تصورت ان الموضوع سيكون طفرة جديدة في كتاباتك التي تعكس مدى اهتمامك بشوؤن شعبنا بعد ان قرات المقتبس اعلاه .ولكن تبين ليس هناك من جديد ابدا ، بل الموضوع في صلب السياسة وثقافة الغاء الاخر مع الاسف ٫ذلك الذي لا اتمناه من قبل احد مثقفي شعبنا ٫لان التحليل جاء من وجهة نظر احادية واعتمادا على العهد القديم الذي لايخفى عليك الكثير من محتوياته والاخص التاريخية غير مثبتة علميا. كما هناك الكثير من المغالطات التاريخية والانتقائية بحسب الهدف المنشود من المقال ٫لا مجال للدخول في المناقشة ،اذ تعرف جيدا وجهة نظري عن  هذاالموضوع وشكرا.
تقبل تحياتي

271
الاخ ناصر عجمايا المحترم تحية
شكرا على ردك ،ولكن اسمح لي ان اقول لم تات بشيء جديد عن مقالك.
 استخدمت مفهومين مختلفين في المعنى بتمنياتك لي عن السنة الجديدة وهما ( التطور والتقدم) فاي منهما يُستخدم هنا ؟ بمعنى لكل من المفهومين مكان علمي في الاستخدام.
وما قدمت في ردي الاول ليس رايي الشخصي، وانما ما يجمع عليه علماء الاجتماع ومنهم كارل ماركس .
وثانيا اثبت في ردك هذا ان ما قيل عن معنى الثورة من قبل علماء الاجتماع هو صحيح ولكن دون ان تشخص كيف ولماذا لان كتابتك هي تحت تاثير الايديولوجية وليس وفقا للمنهجية العلمية ،وهذا هو الخطأ الكبير الذي يقع فيه معظم كتابنا غير المختصين ومنهم السياسيين ،ففي علمي السياسة والاجتماع، الثورة هي عملية تغيير نحو الافضل او الاسوء، بالضبط مثل استعمالك لمفهوم التطور هنا في التهنئة فالتطور يكون اما نحو الافضل او نحو الاسوء، لتقريب الفكرة، لو سالت طبيب عن حالة مريض ،كيف حالته فيحتمل ان يكون الجواب حالته الصحية تطورت موخرا نحو الاسوء. قارن مع الثورة التي ايدت تعريفي من حيث لا تدري في تعقيبك. فالتطور عملية انتقال من حالة الى اخرى سيئة او حسنة ،اما التقدم فهو مسار تطوري نحو الافضل.
 اي تغيير في النظام السياسي هو ثورة ولكن قد تكون نحو الافضل او الاسوء وهذه تدخل ضمن سياق نظرية النسبية الاجتماعية . وهذه النسبية تبينت عندك عندما تقول ثورة 14 تموز تقدمية بينما 17 تموز شوفينية متخلفة وما شابه وبالتاكيد بالنسبة لك ثورة 63 ايضا شوفينية وثورة 2003 موامرة ايرانية امريكية .وثورة البلشفية تقدمية وهكذا....
انت في هذه الحالة تخلط بين اداة الثورة وعملية التغيير ومن القائمين.
التغيير السياسي سواء يكون دموي او تسليم السلطة دون اسالة الدماء او قام بها الشيوعيون او البعثيون او المحافظون او اللبراليون او احزاب دينية هي عملية واحدة في مضمونها وهي عملية تغيير اما هي تقدمية او رجعية او غيرها، فهذه ، المستقبل سيبين نتيجتها .
اخي ناصر استخدامك كلمة العلمي هي التي اثارت انتباهي لارد هنا ، ممكن ان يكتب الفرد بحرية ويبدي رايه ولكن استخدام كلمة العلمي لوصف عبارة او نص ذلك موضوع يتطلب الدقة والحرص والخلفية المعرفية والتدريب ولذلك على الكاتب ان يكون حذرا .ولا تظن غير ذلك من تدخلي ،انما لتوخي الحذر من وصف ما يُكتب انه علمي رجاءا . تقول وفق ايديولوجيتنا اي الشيوعية . لا باس تحدد وفقها ولكن تمنح صفة العلمية ذلك خطا كبير .لماذا لان كل ايديولوجية تعد ما تقوم به علمي وتقدمي( حشاك) حتى ايديولوجية المجرمين والشحاذين وغيرهم من وجهة نظرهم تقدمية،وهذه تُفسر في ضوء النظرية النسبية.
اسف على الاطالة لعل ان نستفيد جميعا.
اتمنى لك وللعائلة سنة مفعمة بالتقدم والرخاء ولكل البشرية. لا تنسى لا تستعمل التطور في تمنياتك للاخرين قد تكون للاسوء، بل استخدم التقدم لانه مفهوم يدل علي الافضل دائما.
ولا تنسى انها مشكلة الكثيرين في عملية استخدام المفاهيم الاجتماعية، وعليه علينا ان نكون حذرين.
تقبل محبتي

272
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
عيد ميلاد سعيد وكل عام انت والعائلة بخير وعافية
جهد متميز في تحليل للثورة وما يبتغي الانسان منها، الا ان تعريفك هذا
" الثورة بمعناها الواسع ضمن الواقع العلمي، هي بالتغيير الملموس لحياة مجتمع متطلع نحو غد أفضل جديد متقدم ومتجدد، مناقض للقديم الرجعي المتخلف، في مختلف مجالات الحياة "الأجتماعية والسياسية والأقتصادية والتربوية التعليمية الثقافية والصحية والعمرانية والخدمية المتنوعة"
غير مِجدي علمياً اذ يعد تعريف وفق فكرة محددة لاهل الثورة،اي الجماعة التي تقود الثورة.
التعريف العام العلمي للثورة هو انها: عملية تغيير لحالة النظام السياسي ليدخل المجتمع مرحلة جديدة تِنظم وفق ايديولوجية الثوار التغييريين.
بمعنى كل تغيير هو ثورة ولكن لا يِشترط ان تكون نحو الافضل ،بل قد تكون نحو الاسوء، انما وفقا لايديولوجية من يقودها قد تكون نحو الافضل،فخذ هذه الامثلة: الثورة الايرانية التي قادها خميني في ايران لم تحول ايران نحو الافضل وتقدمت بل تخلفت بمعايير التقدم الحضاري وارجعت الانسان الايراني الي ما قبل الفي سنة تقريبا.ولكن من وجهة نظر القائمين عليها احدثت تغيرات متقدمة، وهكذ بالنسبة الى ثورة 17 تموز، قادتها وصفوها ثورة تقدمية وتغيير نحو الافضل ،بل من وجهة نظرك وايديولوجيات اخري لم تات بشيء افضل . ولما كانت ثورة 14 تموز، تقدمية من وجهة نظر الثوار الا انه غير ذلك بالنسبة الى الدستوريين الملكيين ولم تكن كذلك بالنسبة الى القوميين العرب الذين اطاحوا بها بعد فترة ، وهكذا بالنسبة الى الثورة البلشفية وغيرها حول العالم. وهذا ما نلاحظه بوضوح في عراق اليوم . حدثت ثورة تغييرية بمساعدة قوى خارجية وبكل معاني التغيير تعد ثورة ولكن ! نحو الاسوء وكل درجات السوء والانحطاط.
مفهوم لينين صحيح يتطلع المجتمع نحو الافضل ،انما للقضاء على التخلف فهذا نسبي كما وضحت اعلاه .
تعريف الثورة يكتفي علمياً انها عملية تغيير ،وللدقة اضافة نحو الافضل من وجهة نظر الثوار.
وهذا الذي يقصده لينين في قوله
لا ثورة حقيقية بدون نظرية
اي افكار ايديولوجية التي يتم التغيير وفقها.
تقبل خالص تحياتي

273
     ببالغ الحزن والاسى تلقينا صباح اليوم خبر مؤلم، انتقال غازي ميشو الى الامجاد  السماوية في مدينة ويندزور الكندية،  والد زميلنا العزيز زيد ميشو. على أثر إصابته بفايروس كورونا .
                نسال الرب أن يسكنه في ملكوته السماوي ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
                         تعازينا القلبية للاخ زيد ولجميع الاهل والاقارب والاحبة
                          الراحة الابدية إعطه يارب وبنورك الدائم أشرق عليه
                                          آمين
فوزي دلي وعبدالله رابي


274
الاخ بولس ادم المحترم
تحية
مقال جميل لتغطية نشاط مغنية تحي التراث الشعبي الاشوري، انها تعكس الوظائف الاساسية لاحياءالتراث ، في ادامة اللغة والاعتزاز بهااضافة الى خلق الحماس للانتماء الاثني لدى افراد الجماعة البشرية وثم الترفيه وايضا في التنمية الاقتصادية مما لها مردودات اقتصادية مثل هذه النشاطات .
تقبل تحياتي وللمغنية التوفيق والنجاح

275
الاخ نيسان سمو المحترم
تحية
مقال تحليلي لوضع تساؤلات منطقية عن الحدث، هذا هو حال كل البلدان النامية لانها نائمة ،ولا يهمها الا مصالح القادة الزعماء المتسلطين ،ليستحوذوا على ثروات البلاد ولا يشبعون ، ،هناك تجارب عديدة من هذا القبيل سواء في ايران او بلدان اخرى، والا كما تفضلت في غضون ساعات قليلة وجهت اصابع الاتهامات ، شنو هل مخابرات السريعة والقوية حول العالم.
نعم انها بلدان كارتونية ابتلت البشرية بسلوكها التخبطي اللاعقلاني. بالنسبة لهم كل من لا يتفق معهم فهو مارق وكذاب ،اما اذا اتفق فهو الاصح والشريف حتى لو كان الشيطان.
ولكن قل لي هذه المرة مقالك طويل هل انعديت من عبدالله رابي .؟
تقبل تحياتي

276
المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال، وملاحظاتك المفيدة والاساسية في صلب الموضوع. تثمينك للمقال تعد لي شهادة اعتز بها من شخص له خبرة عميقة في المعرفة العلمية والمعرفة المكتسبة من الحياة العامة التي تعد المدرسة الاساسية للتعلم ،
من يحاول تغيير اتجاه الموضوع بالطبع له غايات شخصية لا علاقة لها بالعلم ، والا المناقش عليه ان يبقى ضمن سياق الموضوع المطروح وينتقد ما جاء به دون ان تكون لمداخلته كلمات نابئة غير مرغوبة وتشخيصية. وبالاخص عندما يكون المقابل يرد بكل هدوء .
نعم اخي الكبير، الكنيسة الكاثوليكية واعية لعملية التغيير ،فهي مسايرة للوضع الاجتماعي المتغير دائما ،فتغير دون ان تمس الجوهر العقائدي، ولنا امل كل الكنائس ان تخطو هكذا خطوات.
تقبل تحياتي

277
الاخ ابو افرام المحترم
تحية
اولا قبل كل شيء اذا تريد المناقشة الهادئة واقناع الاخرين بما لديك من راي لا يجوز استخدام كلمات غير مناسبة كما تستخدمها ومع مجموعتك الاخرين. لانه سيحدث رد فعل بنفس الاتجاه ولا يمكن الاستفادة من المناقشة . اما اذا كان هدفكم التسقيط فهذا موضوع اخر، القراء يتحكمون.
كما قلت لاحد زملائك في مقال سابق ردا على تعقيبه الذي استخدم كلمة الكذاب ايضا قلت: اذا اني كذاب فعليكم اعادة النظر بما تلقاه عشرات الكهنة والاساقفة الذين اكن كل الاحترام لهم لانهم تلقوا التدريس وكسب المعرفة من خبرتي العلمية لمدة 12 سنة في الاكليريكية السريانية الارثودكسية في الموصل وذلك بمعنى ما تصفني به فكذبت عليهم في ايصال المعرفة حاشاهم وعلى قولك فان معرفتهم باطلة. طلبتنا الاعزاء نفتخر بهم اليوم ونراهم كهنة واساقفة يخدموننا جميعا فارجو الانتباه الى هذه المسالة.
اما بخصوص ما انزلت اليوم من رابط ، كيف فاتك ان هذا الرابط هو عبارة عن مقترح قدمه غبطة البطريرك ساكو في 19 نيسان 2015  وفيه عدة بدائل عن موضوع التسمية،وهو يعبر عن رايه مثلما يعبر غيره ولا يُشترط ان يكون صائبا او خاطئاً فهو مجرد مقترح وليس ملزما ، مثلما انت وانا وغيرنا قدموا كتاباتهم ومقترحاتهم ولكن ليست ملزمة . انتبه ال هذه النقطة الظاهرة الاجتماعية ليست ملزمة وانما هي قناعة فرد، وتوضيح الموضوع هذا فيه تفاصيل.
اما الرسالة التي وجهها غبطته الى برلمان اقليم كوردستان فهي في تاريخ 17 حزيران 2015 اي بعد شهرين من مقترحه ومحتواها هو غير ما جاء في المقترح فارجو التمييز بين التاريخين والمحتويين  والهدف . الرسالة الاولى موجهة للجميع المعنيين وليس لجهة معينة ، وفيها عدة مقترحات لتدارسها . وهذا هو الهدف ، والثانية هي رسالة الى جهة محددة وبمثابة طلب  وغبطته لا يُغبن احد فهو انسان واقعي لا يعيش في خيالات الماضي السحيق فيرى ما موجود اليوم من كلدان وسريان واشوريين ويحترم الجميع وهذا مطلبه دائما احترام المتبادل ودرج التسميات الثلاث. ولهذا حاولت هنا في ردك الاخير تمويه القراء وخلط الامور.ولكن كما قلت سابقاً لا تتصور كل ما تكتبه او نكتبه جميعا ، ان القراء يصدقون.
اخي ابو افرام اني لا زلت مقتنعا: ان  من يرجع نفسه الى تلك الاقوام القديمة التي ظهرت في بلاد النهرين فهو يعيش في خيال وانها اسطورة وسوف يصادفون مشكلة عدم الاستقرار ومشاكل متعددة ،وهذا الذي يحدث اليوم . وارجو ان ازيدك علم بالنسبة الى موقفي انا التزم بهذا الراي وعليه اقول الكلدان والسريان والاشوريين المعاصرون الذين اراهم اليوم ولا اقصد القدامى منهم ابدا . وهم نتاج تلاقح حضاري ثقاقي اجتماعي وبايولوجي لكل الحضارات التي ظهرت على ارض بلاد النهرين على مر التاريخ منذ القدم ، واكبر دليل هو فحص الدم الجيني الذي لا يتجرا احد لاختباره لانه قد تطلع عائديته على الاكثر قوقازي او هندي او ....
اخي كلنا في نفس الطريق وكل ما يًكتب وفقا لاصول البحث العلمي هي تخمينات وفرضيات ، سواء كُتبت من قبل الكلدان او السريان أوالاشوريين  المعاصرين او رجال الدين او الاكادميين وغيرهم اذا وجد . فكل واحد له مصادره وانتماءاته التي يتاثر بها وهذه مسالة تخص طرق البحث العلمي اذ يؤكد المختصون على ان ما يُكتب عن الظواهر الانسانية والاجتماعية تتاثر بالعاطفة الناجمة عن الانتماءات . وليس كمسالة الظاهرة الطبيعية.
ارجو ان لا تُشغلنا بالموضوع فلا يمكنك تغيير قناعات الاخرين ابدا ، وعملوها غيرك سابقا ولكن دون جدوى ومن كل الاثنيات.
تقبل تحياتي ومحبتي واتمنى لك كل الموفقية.

278
الشماس نمئيل بركو المحترم
تحية
اسف وقد سبقت الرد على الدكتور نزار قبلك وذلك حدث سهوا.
شكرا على مداخلتك الجميلة الهادئة. وعلى تاكيدك على التغيير المناسب مع العصر في كنائسنا وهو المطلوب.
اما بخصوص ما قاله غبطة البطريرك ساكو في القداس عن موضوع التغيير في الكنيسة. فهو خارج موضوع المقال هذا ، ذلك يدخل ضمن سياقات القاء الوعظ، وكما اني اشرت في اخر المقال ان التغيير يجب ان يكون هناك لجنة مختصة وليست محاولات فردية .
 تقبل محبتي

279
الاخ الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
شكرا على مداخلتك وقرائتك للموضوع.
ما يخص سؤالك ولو هو خارج سياق الموضوع الحالي كما نبهت في اخر المقال ،الا ان بعض القراء حاولوا سحب المقال الى موضوع كتبت عنه الكثير وكُتب عنه من قبل الاخرين ولكن البعض لا يزال يتشبثون به.وهو موضوع التسمية الاثنية واللغة. وافكاري عن هذا الموضوع مطروحة بالتفصيل في كتابي الاخير الموجود لديكم، سواء قال غبطة البطريرك من راي او غيره من رجال الدين لا يعني اني اتفق معهم لانهم رجال الدين ،اقولها بصراحة وغبطته حتما يقرا ما اكتب او غيره من رجال الدين:
شخصياً لست من يقدس رجل الدين بل احترمه كاحترامي لاي انسان اخر منطلقا من الانسانية وليس الدين ، التقديس للانسان مهما يكن هي عقلية تقليدية لا تناسب العصر الحالي.فما اقتنع به هو رايي ولايهمني اي راي اخر ما لم اقتنع به مهما يكن مصدره بل احترمه واقدر تعبه.وشكرا
فالجواب موجود في الكتاب بالتفصيل رجاءا
محبتي

280
الاخوة القراء الاعزاء
وهذا توضيح حديث لاعلام البطريركية الكلدانية لكشف التحريفات التي لا تفيد في عصرنا اليوم. وليس كما ذكرت بهذه الطرق الملتوية يمكن تغيير المواقف واقناع الاخرين ، هذه محاولات تعكس على صاحبها في فقدان الثقة به ، وعندما يضعون من امثالهم تحريفات يتصورون كانما القراء سيصدقونهم  وهذا وهم.
http://saint-adday.com/?p=40268

281
الاخ ابو افرام المحترم
تحية
ارجو عندما تتحدثون ان تقولوا الحقيقة وليس هكذا ممكن ان تكسبوا عقول الاخرين او تغيروا المواقف ففي عصر التقدم والثورة المعلوماتية لايمكن اخفاء الحقيقة بل كشفها دائما .لماذا تقول وتضع شيئاً وغبطة البطريرك ساكو لم يقولها.
رجاءا هكذا محاولات لا تفيد . وتغيير اتجاه الموضوع الذي بداته ليس موضوعيا أذ الموضوع حصرته في التجديد وابعدت اللغة والتسمية منه.وهذا نص صورة الطلب المقدم من غبطته الى اقليم كوردستان فالالتزام بوضع الحقائق يدعم الثقة بالكاتب اما تحريفها سوف يفقد الثقة به فهنا الثقة مفقودة بك لوجود محاولات سابقة لك  متعددة من هذا القبيل
التزموا ثقافة التعايش الاخوي وقبول الاخر كلنا ابناء بلاد النهرين .
تقبل تحياتي

282
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
مقال من السخرية الاعلامية ،هادف جداً ليعي المقصودين ليقارنوا حالتهم بمن لا يغنون بالتراث،
ومع الاسف مثل هذه الثقافة التراثية ،التي تجعل الانسان ان ينكمش على نفسه ويغني بالامجاد وتعظيم الاسلاف وما تركوه انتقلت الى بعض من فئات المسيحيين في الشرق ، ولا ادري متى سيتجاوزن هذه المحنة لكي يعوا ما المقصود بالتراث والتغني بالامجاد، اعتقد يريد البعض ان يقرأ على ضوء الفتيلة المطموسة بالزيت التي استعملها اجدادنا في القرن التاسع عشر، او فيما بعد الفانوس ، او يريدون ان يكون الرجل سيد الاسرة والمراة للمطبخ ولاشباع شهوات الرجل مع احترامي الشديد له ،او كل ما يقوله القائد روحيا او غير ذلك لنقول نعم سيادتك الاصح. أ ليست هذه جميعها من التراث، لان التراث يشمل العادات والتقاليد ايضاً والا التراث يُفهم انه الفانوس فقط!!
مصيبة المصايب اخي نيسان الاستمرار في هذا النهج الغنائي ، اعتقد نهجك الغنائي افضل بكثير مما لديهم ههههه .
تقبل تحياتي

283
الاخ بولص ادم المحترم
تحية
مقالة مثيرة تحتوي على رواية ، تُذكرنا على مدى الظلم الذي تعرض اليه ابناء  شعبنا من الاثنيات الاشورية والكلدانية والسريانية والارمنية في عهود سابقة.
كما اود الاشارة من منطلق الذي يهمني في الاختصاص  الى:
لو تفحصنا دلالات الرواية الحقيقية هذه وبالطبع هناك المئات او الالاف مثلها، نرى مدى تاثير التنشئة الاجتماعية الاسرية في بناء وتنمية دافع الانتماء الى جماعته او اثنيته ،فهي ترسخه منذ الطفولة ، وتذكر ان هذا مراد هو  من الجيل الثالث ، فكيف كانوا من مشاعر الانتماء الجيلين الاول والثاني وبالرغم من الاضطهادات والتهميش بعد دخولهم في الاسلام لانقاذ حياتهم او لانهم اطفال لاقوة و ولا حول لهم.
وهذا هو تاكيدي ان التنشئة الاسرية لها دور كبير في ترسيخ المفاهيم وتنمية الدوافع عند الانسان وتبقى جزءاً من حياته .
شكرا وتقبل تحياتي

284
الاخ جلال برنو المحترم
شكرا على مداخلاتك الجميلة الثانية ، وهكذا في النقاش الهادىء يكتسب المرء المعرفة والخبرة.اذا تسمح لاهمية الاسئلة المطروحة من قبلك اود الاشارة الى :
بخصوص التشبث بالاسم الاثني " القومي" بالطبع تعرف حضرتك الظروف التي حلت على الكنيسة الشرقية وكيف جاءت الاسماء الثلاث الجديدة لتسمية فروعها.، الكلدانية ، الاشورية ، القديمة.
وهذه اصبحت معضلة تاريخية ومعقدة. وتحتاج الى تفاصيل .
ولكن مع هذا من وجهة نظري : حتى لو افترضنا سُميت بالكنيسة الشرقية ، او باية تسمية جغرافية ، وحتما تنضم اليها اثنيات متعددة، والاثنية الاغلبية ستفرض لغتها، اليس كذلك ، سوف ناتي الى نفس المشكلة ، اليوم الانسان حر لايخضع كما كان سابقاً، اذا لم يفهم الصلاة وما يدور في الكنيسة ، يتوجه الحضور الى كنيسة اخرى كما يعمل ابناؤنا ويلجاؤون الى الكنائس الانكليزية. اما في السابق كان الانسان على بساطته يقبل باللغة المفروضة لاعتبارها مقدسة / كما تقبل الهنود الملباريين باللغة الارامية القديمة التي كانت لغة الطقوس في الكنيسة، حتى دون ان يدركوا ماذا يقولون. وهناك امثلة متعددة . وعليه الكنيسة حالياً بحاجة الى اجراء توفيقي لغوي ليستفيد الاتباع من حضورهم .
اما لعدم وجود دولة لنا وتسندنا الكنيسة ، نعم الكنيسة يستوجب ان يكون لها دور ، وهذا ما تقوم به ، في كل الابرشيات ، ولكن ماذا لو لم يكن رغبة للناس ان يبعثوا ابنائهم الى تعليم اللغة؟ وماذا تعمل الكنيسة؟ اذا قالت مجموعة من العوائل نحن لانفهم ؟ هذه مشكلة معقدة اخي جلال ومتشابكة، تحتاج الى لجان متخصصة للحد منها.
واخيرا / ان يترك الابناء والدهم على فراش الموت وهو مريض.
فاقول ماذا بيدهم وهم يحاولون بكل السبل ، ولكن مشيئة الرب اقوى من اية محاولة اخرى. اي ماذا نعمل أمام جبروت  وتحديات العوامل الضاغطة، ولا يمكن الرد عليها لكي يحافظ الشعب على لغته ، فالظروف اقوى من ارادتنا. رجاءا لا تقول لي الاخوة الاشوريين محتفظين بلغتهم ، نعم محتفظين ، ولكن ايضا سوف ياتي يوم لا يمكنهم مقاومة تلك العوامل .
تقبل وافر تحياتي وارجو ان لا تفسر ردي هذا من اجل فرض الراي بل التعبير عن وجهة نظري وشكرا ثانية .


285
الاخ القدير عبدالاحد قلو المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال ، وما جئت من الامثلة الواقعية التي نلمسها ونعيشها ،وما جرى من التغيير تدريجياً ،بالضبط جاء تجديدها في ضوء المتغيرات المعاصرة وطبيعة الحياة الانسانية بشكل عام.
اما عن الاية التي تفضلت بها ،فخذ وقتك مع الاخ مايك سيبي للنقاش، وموصول شكري له لقرائته المقال والمتابعة.
تقبل تحياتي

286
الاخ البرت ماشو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ومشاركتك في النقاش وملاحظاتك التي تعبر عن وجهة نظرك،وبخصوص تساؤلاتك اقول:
 قبل كل شيء من باب الاحترام لرموزنا الدينية علينا تسميتهم بالقابهم الرسمية .
اما ،ما هو المطلوب تغييره مما تفضلت به، هو تجديد ما يتطلب في المؤسسة الدينية لكي يتناسب مع العقل البشري المعاصر ،سواء في الوقت أو الادارة او القوانين او الطقوس مع الحفاظ على جوهر الايمان.
اضافة الى ما ذكرت من عوامل ضعف الايمان، تشير الدراسات الى ان الكنيسة أيضا لها دور مماثل في نواحي متعددة تؤدي الى ضعف الايمان عند الفرد والابتعاد عنها.ومن جهة اخرى عليها الكنيسة كمؤسسة ان تُعيد النظر في نظامها الاداري وأدائها لكي تتمكن من تغيير مواقف الناس من تلك المغريات وتوجيهها وتكييفها نحو الكنيسة، وهذا هو الهدف تماما من التغيير بحسب الظروف المستجدةوعليها تضع الحلول ومنها اجراء التجديد .
نعم اللغة مهمة جداً ولابد ان تكون مفهومة، ولكن لم اتطرق اليها في المقال لخصوصيتها واهميتها وتحتاج الى فصل كامل.
أما المثال الذي ذكرته عن الحياة الزراعية في الريف والعمل في المدينة في الماضي ومقارنته مع الايام الحالية، فهذه من نتائج دراسات ميدانية علمية في علم الاجتماع الديني ، وهي صحيحة اخي البرت،
نعم كان العمل شاق ، ولكن الوقت ملك للانسان والعمل ملك له سواء في الريف او في المدينة ، اما في عصرنا هذا حتى في الريف بات العمل الزراعي بالرغم من انه ملك المزارع ولكن في الحقيقة مرتبط بعملية صرف المنتوج من عدمه ، فمثلا شركة انتاجية غذائية تطلب الوارد الزراعي في وقت معين وبمواصفات معينة، فلابد ان يرتبط معها ويعتبر المزارع غير مستقل في عمله كالسابق .وهكذا ايضا في المدينة قديما، العمل كان ملك الفرد ، والحديث عن الموضوع طويل . ازيدك علم في السابق والى الخمسينات من القرن الماضي ولا يزال البعض في القرى ، لا يقتصر حضورهم للقداس ايام الاحاد فقط ، بل كل يوم كان حضورهم في القداس قبل شروق الشمس وثم حضور صلاة الرمش بعد الثالثة عصرا. في الريف والمدينة لم يكن لهم تشعبات اخرى للعمل والالتزامات كما هي الان .ما عدا الزراعة ، او الحرف في المدينة.، ولم يسهروا مثلنا كماتشير الساعة عندي الان الثانية عشرة في منتصف الليل، بل يتوجهون للنوم بعد غروب الشمس بقليل والى الفجر.وهم مقتنعون ببساطة حياتهم، والان الانسان بعقليته لا يقتنع مثلما اقتنعوا اجدادنا.
على كل حال ، لو تتمعن في المقال ستلاحظ اني اشرت الى كل تساؤلاتك.
تقبل محبتي

287
الشماس سامي ديشو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك المقال وتقييمك  .
نعم اتمنى من الاخوة المتابعين ، ان يكتبوا بموضوعية عن اي موضوع اونشاط يقوم بها الفرد، فهنا كتبت عن ما يقوم به غبطة البطريرك ساكو من نشاط،اراه مناسباً وصائباً حسب التحليل الذي اعتمدت فيه على الدراسات الاجتماعية .
تقبل وافر تقديري

288
الاخ جلال برنو المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال والاهتمام والمتابعة.وبملاحظتك عن الموضوع وبصددها اسمح لي ان اقول:
هناك فرق بين السعي للتعريب ، والسعي للتخلص من التراث بانواعه المذكورة في تعريفنا في المقال الذي لا ينسجم مع المستجدات.
والبطريرك ساكو يسعى الى اختزال وانتقاء التراث وابقاء الذي ينسجم مع عناصر الحضارية المعاصرة.وهذا المقصود بالتاوين .
اما اللغة فهي جزء اساسي من التراث وهي رمز بل كيان اية جماعة بشرية لتحديد هويتها اضافة الى امور اخرى تكون مهمة باهميتها .  والبطريرك ساكو لا يسعى للتعريب، بل يفكر ويهمه كرجل دين وليس الوحيد، انه يريد ان تصل الصلاة وان يندمج المؤمن روحيا في علاقته مع الله وهو يفهم ما يقول ، فهناك في كنيستنا من لا يعرف لغتنا الام وهذه هي المشكلة، لان الكنيسة هي جامعة لاثنيات متعددة وليست خاصة بالكلدان ، فهي تجمع الكل ولا يمكن ان نقول لاحد هذه كنيستنا الاثنية لا يمكنك الانضمام اليها ، هذا لايجوز دينيا.  ولكن من واجب رجل الدين ان يوصل الكلمة للمتلقي ويفهم ما جرى ،فاللغة باقية ولايمكن ان يمحيها شخص واحد مهما بلغ من المكانة الوظيفية الروحية.
ولماذا نلقي اللوم لغبطته فقط ، ماذا عن الاسرة وتنشئة الابناء ، ماذا عن الانخراط في مجتمعات  غريبة لاجيالنا الحالية، ماذا عن عدم وجود دولة لنا تحفظ لغتنا ، وماذا بالنسبة الى الكهنة الاخرين ، كل هذه وغيرها نضع امامها علامات استفهام؟
شخصيا ضد اي تغيير في اللغة واقصد اللغة التي نفهما وليست تلك التي لا نفهما.
اما قولك التراث يتغير وحالة طبيعية في كل المجتمعات ،نعم ، فهذا موضوع اخر وشائك ومعقد وليس كما تتصور ، أ  لم تر احدى عوامل الصراعات  والحروب الاهلية او بين البلدان هي التراث من حيث البقاء عليه او تجديده كما يحصل في الشرق الاوسط والشرق قاطبة؟ وما يحدث بين المحافظين والليبراليين في الغرب ايضا وتعكس على السياسة.
التغير وهذا ما وضحته في مقالي مسالة حتمية ولكن حتميته تعتمد على عوامل متعددة.
 ولا تنسى ايضا اللغة جزء من التراث الاساسي ، وهي حال كل العناصر الاخرى قابلة للتغيير ، والتاريخ مليء بالشواهد حول انقراض لغات متعددة ومنها في طريقها للانقراض بسبب التغيير.
اسف على الاطالة .ولو موضوع اللغة لايخص المقال وانما على خاطرك وضحت رايي.
تقبل محبتي

289
الاخ العزيز بولص ادم المحترم
تحية
تمنياتنا لك وللعائلة أن تكونوا بوافر الصحة والعافية في زمن الكورونا.
شكرا على قرائتك للمقال ، وما اضفت اليه من تحليل قيم أغنت جوانب متعددة من الموضوع.
نعم علينا أن لا نتعالى كما تفضلت على التراث بدعوى اننا عصريين ، وايضا علينا ان لا نستسلم للتراث ويجعلنا اسرى افكار الاجداد لانها مقدسة، فالمحصلة يستوجب ان تكون خلق التوازن والانتقاء لان كلاهما مطلوبان ، كما وضحت في متن المقال ، التراث كرمز واستمرار المفيد منه للتضامن الاجتماعي والانتماء ،ليحدد هويتنا ، وبامتزاجه مع عناصر الحداثة لابد سيكون النتاج عناصر جديدة لنميز ذاتنا عن الاخرين. وهذا يتم بواسطة التركيز على الجوهر منه ونبذ ما لا يصلح للمستجدات الحضارية.
نعم اخي بولص ليكون تراثنا آداة للانفتاح على بعضنا وترابطنا وتضامننا، لا لتنافرنا.
تقبل محبتي

290
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا على تفضلك في الرد على مقالتي عن التراث، بمقال منفصل، كما اشكرك على الملاحظات التي وضعتها ،وقد اغنت الموضوع من جوانب متعددة.
حديثك عن ارتباط شعبنا بالكنيسة ، لا يعني ان نبقى اسرى هذا الارتباط بل علينا ، ايجاد اليات وصيغ توزيع الادوار ، وهنا نقدي لم يكن لجوهر العقيدة ،هذا ليس من اختصاصي ، بل ربط ما جاء وياتي به الروحانيون من الممارسات لتادية الطقوس ومدى ملائمتها زمانيا من حيث ، الوقت ، النص ، طريقة الاداء، اللحن ، وليس جوهر العقيدة. فهذه لكي تتلائم مع عقلية الفرد المعاصر لابد ان تتغير لتسنجم مع الواقع.
اما ما تفضلت من امثلة عن اكيتو وتذكارات القديسين ، لست معترضا عليها بل اكدت في فقرة الاخيرة ان نميز بينها وبين الامور التي لا تنسجم ، ومثل هذه الامور قلت ممكن الاستفادة منها كرمز للتضامن والانتماء الاجتماعيين وايضا توظيفها للتنمية الاقتصادية،
تقبل تحياتي

291
الاخوان زيد ميشو وأدي بيث بنيامين المحترمان
تحية
شكرا جزيلا على متابعتكما وتوضيح الحقيقة للسيد جورج السرياني الذي يسحب المواضيع الى امور لا تربطها علاقة به مع الاسف وهذا ليس اسلوب المناقشة.
شكرا على الرابط الذي انزلته اخ زيد
وشكرا على الصورة لغلاف الكتاب الذي انزلتها اخ ادي
كنت املك نفس الكتاب في الموصل ، وهنا اعتمدت على ما هو محمل في البطريركية الكلدانية وهو نفس الكتاب وهناك ايضا طبعة اخرى عنوانها
الكنيسة الشرقية لعام 1973 طبعة الموصل ايضا اذا نجحت بادخالها سادخلها
على كل حال لا احتاج اعتذاره بل يعتذر للبطريركية والى كل من يتهمهم بهكذا اباطيل دون ان يتاكد منها .
عندما اكتب لا يراودني الشك باحد واكتب دون ان افكر بانه سياتي احد مثله يكتب ردودا غير لائقة.
على كل حال اكرر شكري لكما ثانية
محبتي لكما والرب يسامح الاخ جورج على اعماله تجاه الكل والتي لا نحتاج الى هكذا اساليب في المناقشة

 

292
الاخ جورج السرياني المحترم
تحية
ارجو ان لا تاخذ مداخلاتك مداها الغير الطبيعي
لا وقت لي لهكذا مداخلات رجاءا
تنازلت عند رغبتك وليس من حقك ان تطلب المصدر مني لاني لست في محكمة ولا تقييم نتاجاتي ولا علاقة المصدر بهذا الموضوع.
والذي يقيم نتاجاتي كما قلت لك قبل في ردك ثلاث اساتذة في علم الاجتماع وليس التاريخ وشخصيا لم اكتب في التاريخ مطلقا بل احيانا اتناول مواضيع تاريخية اجتماعياً.
هل تعرف ذلك
انا اعتمدت على الكتاب المحمل في البطريركية،هذه ليست مشكلتي
وكانت لي نسخة نفس الكتاب في الموصل اذا تشكك في ذلك هذه مشكلتك
والاب البير ابونا لديه اكثر من كتاب وبحث عن الكنيسة الشرقية وكل منها لها عنوان مختلف  وهو حي يُرزق متمنيا له الصحة والعافية، ممكن ان تبعث له وليس لي وتخبره ان كتبك معرضة للتزوير
رجاءا رجاءا لا تطولها .لك افكارك ولي افكاري ولست محققا قضائيا معي
ارجو عندما تعقب على موضوع ما واي موضوع ان تكون في صميم الموضوع وهذه المداخلة لا علاقة لها بتاتا في موضوع المقال وليست لي اية مداخلات معك على الاطلاق.
 وارجو ان تتفهم قصدي ولست من هؤلاء الذين تقصدهم.وارجو ان تسال الاخوة الكهنة والمطارنة من السريان الارثودكس عني والذين كانوا طلبتي الاعزاء .
انا حر في تفكيري كما انت حر
تقبل محبتي ووافر تقديري لك

293
الاخ جورج السرياني المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ومتابعتك.
أخي سبق وان وضعت تفاصيل الكتاب من العنوان والجزء ورقم الصفحة الذي تقصده في تعقيب الاخ موفق نيسكو الذي طالبني به على مقالتي عن الهرطقة وهذا هو الرابط على خاطرك ثانية
علما كان لي في مكتبتي في الموصل نسخة من الكتاب بنفس العنوان، وهنا وجدته محمل في موقع البطريركية الكلدانية وببرنامج pdf وهذا الرابط رجاءا
http://saint-adday.com/?cat=8&paged=11
وسترى فيه التطابق، الذي درّس 20 سنة  مادة طرق بحث العلمي يدرك تماما ما اهمية كتابة المصادر في البحوث والمؤلفات . وهذا الرابط المباشر
http://saint-adday.com/?p=1413
تقبل محبتي

294
الاخ القدير ناصر عجمايا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للموضوع ،ومتابعة كل ما اكتب.
ملاحظتك اغنت الموضوع ودعمت الفكرة بالاتجاه المنطقي، فعلا نحن بحاجة الى افكار تؤكد على التجديد ومواكبة التقدم في العقل البشري والا سنصبح متراوحين في مكاننا ، وهذا الذي يحصل في معظم الكنائس مع الاسف.
تقبل محبتي

295
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك المقال ، وتثمين ما ورد فيه من موضوع يخص التحديث في كنيستنا، وبل بشكل عام التحديث الاجتماعي وفي الكنيسة ككل .
وشكرا لمداخلتك الثانية، في توجيه بعض الاخوة نحو الالتزام بموضوع المقال وعدم سحبه الى امور اخرى خارج الموضوع ، ولهذا اكتفي بردي على هؤلاء القراء بكلمة شكر . تقبل محبتي

296
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال، ولملاحظاتك الاكاديمية ذات نكهة السخرية ، وسبق وقلت هناك اعلام السخرية ، يكون اكثر تاثيرا في محتواه على المتلقي من الاعلام العادي، وها انت اكاديمي في السخرية.
كما تفضلت في ردك الساخر لا يمكن ان يتوقف التحديث ، وهذا هو المُتفق عليه عند الاكاديميين المختصين ، طالما هناك حتمية التغير ، ولكن مسالة التغير نسبية تعتمد على طبيعة المجتمع ، وعزلته وموقعه الجغرافي وامور اخرى لا حاجة ادوخك يكفي لهذا الحد. كما ان القوى الاجتماعية التي تعترض عليه في الاخير هي الاخرى تخضع للتغيير ومواكبته.
المشكلة اخي نيسان ان بعض المهتمين والمتابعين لايميزون بين حفظ التراث ، للاعتزاز به والاستفادة منه للتنمية الاقتصادية، وبين الرجوع اليه وممارسته في عصرنا،
على كل حال ، وضعتَ صفات الذي لا يواكب التغيير بطريقتك الخاصة ، فشكرا على ما تقدمه ليس هنا،بل في كل سخرياتك الهادفة وفي مختلف المواضيع .
محبتي

297
                             البطريرك ساكو وعصرنة التراث الديني
                                   مكامنُ الصواب والتساؤل
 د. عبدالله مرقس رابي
                                منذ أن تسنم البطريرك الكاردينال لويس ساكو السدة البطريركية عام 2013، تصب إحدى إهتماماته الراعوية في تجديد التراث الديني في الكنيسة الكلدانية. وعلى أثر ذلك تظهر بعض ردود الافعال في وسائل التواصل الاجتماعي علنية من قبل بعض الروحانيين والعلمانيين في الكنيسة على السواء. ولما كان موضوع التراث في المجتمع أحد أبرز حقول علم الاجتماع  في الدراسة، فأنطلقت من أُسسه والدراسات السابقة لتسليط الضوء على ما يقدمْ اليه من محاولات التحديث،في محاولة لتشخيص مكامن الصواب والتساؤل. 
مفهوما الحضارة والتراث
                   يتفق علماء الاجتماع على تعريف الحضارة، بأنها : الكل المركب من الانجازات في مختلف المجالات الحياتية، المعرفية والعلمية بأنواعها، اللغة، الفن، القيم، الاعراف، القوانين، التقاليد، المعتقدات الدينية، وسائل الانتاج، وكل ما ينتجه الانسان من الماديات المحسوسة والمعنويات المجردة في مجتمع معين، وهي مترابطة ومتفاعلة مع بعضها وتتواصل بين الاجيال في سياق المتغيرات المستجدة. وقد تكون بعض الجوانب المعنوية مكتوبة أو منقولة شفاهاً من جيل الى اخر. ولايختلف وفقاً للدراسات السابقة مفهوم التراث عما تحتويه الحضارة من العناصر.
علاقة التراث بالتغير الاجتماعي والحضاري وتطبيقاته
                                ظاهرة التغير ليست وليدة العصور الحديثة، فهي قديمة، تناول الفلاسفة دراستها، وثم وضع علماء الاجتماع نظريات كثيرة عنها، ومنها توصلت الى قوانين علمية لا تزال ثابتة. لاجل توضيح العلاقة، إنطلقتُ من أسس إحدى أكثر النظريات الاجتماعية انتشاراً في الاوساط العلمية التي تعد حالياً قانوناً اجتماعياً، وهي نظرية" الفجوة الحضارية " أو التلكؤ الحضاري" لعالم الاجتماع الامريكي " وليم أوكبرن" 1886 – 1959، مفادها أن : (التغيرات في العناصر المادية الحضارية تحدث بسرعة أكبر من التغيرات في العناصر اللامادية في المجتمع، فيُحدث هذا التفاوت في السرعة فجوة حضارية تُصيب المجتمعات مشاكل إجتماعية مختلفة). وبيّن أن هذه العملية تحدث جراء تأثير النتاج الفكري المادي أو القيمي، تلك العملية التي تبدأ بظهورها، وثم إنتشارها، وأخيراً تعديل أو تكييف الانساق القيمية بناءً على التاثير الجديد، وبما فيها النسق الديني .
أولى " وليم اوكبرن" إهتماماً كبيراً بالتراث، فيعرفه بكونه( نتاج الانسان المتبقي منذ زمن بعيد، استطاع أن يدوم لينتقل من جيل الى آخر ). ولكن ما الذي يحصل وفقاً لقانونه في التغير؟ تحدث في المجتمع تغيرات مادية وفكرية بحكم حتمية التغير، ( تُحرك وتضغط على النموذج الحضاري القديم في المجتمع، حيث العناصر القائمة لا تستقبل بسهولة ويُسرٍ الافكار الجديدة) وأخص بالذكر تلك التي تعد من المقدسات لدى الأفراد. لان ما يُستحدث في المجتمع من عنصر حضاري لا يتوقف على طريقة استعماله وممارسته، بل تتبعه مجموعة من الممارسات والتعديلات تمس القيم والتقاليد بانواعها ومنها الدينية.
لا يمكن صد العناصر المستحدثة في المجتمع، أنها ستولّد حاجات جديدة وتؤدي الى فقدان التوازن في النظام الاجتماعي ككل. فالمستجدات قد تتطلب إيجاد أنماط جديدة، قد لايتلائم الافراد معها لعدم إستيعابها وإستساغتها وعدم التعود على ممارستها، فتظهر المقاومة من بعضهم، لكونها غير قائمة على الاطار الفكري والعملي المألوف عليه سابقاً، عندما تصبح إلزامية للممارسة. (والاراء المتباينة حول الاصالة والعصرنة، لاتختلف عن التخلف والتحديث، كما أكد عليه " اوكبرن "، فالفكر الذي يستطيع إدراك الواقع المجتمعي والمستجدات، لايستوعب ظاهرة البقاء على التراث الذي لا ينسجم مع متطلبات العصر).
ولما كان التحديث في الكنيسة يجري في جانبيه المادي والمعنوي التجريدي. نلاحظ أن المادية منه تتغير بسرعة دون أية مقاومة إجتماعية شديدة، مثلا، تغيير هندسة البناء، تأثيث الكنيسة بتجهيزات معاصرة، الازياء وغيرها. ولكن تبقى عملية تغيير الطقوس وطرق ممارستها، وبعض النصوص التي وضعت من قبل الروحانيين القدامى بطيئة. وأية محاولة تجديدية تتعرض الى إعتراضات متباينة من قبل بعض الاتباع، لعدم التقبل العقلي لها، لاسباب ترتبط بالبنية الشخصية للفرد.
ظاهرة الدعوة( اذ لم نقل عقدةالدعوة) للاكتفاء بالتراث، والتفكير من خلاله للعيش، والحال فأن ممارسة طقوسنا ونظامنا الديني أو اي مجال آخر هي مناقضة لطبيعة الحياة المتغيرة، طالما هناك حتمية التغير وضرورة خلق التوازن في النظام الاجتماعي. فالعمل على أحياء التراث باكمله يعتبره علماء الاجتماع " نكوص فكري"، لاعتباره عملية الارتداد للماضي، فقوة المحافظة على الموروث وتقديسه يؤول الانسان أن يكون وراثياً خاملاً إتكالياً وتابعاً ويُبعد عنه عنصر الابداع.
لا أقصد هنا نبذ التراث برمته، بل إقتباس الجوانب المشرقة من تراثنا الديني والارتقاء به الى مستوى الحياة المعاصرة ومتطلباتها ومؤاومته، مع إنتاج فكري حداثوي،وذلك تحوطاً وأحتواءاً لكل ما يعترض تحقيق الكنيسة لوظيفتها الروحية، هي الطريقة التي نحافظ من خلالها على هويتنا الكنسية. فهل من المعقول أن نمضي فترة طويلة في التعبد والصلاة في ظل الجهد الجسدي والفكري والانشغالات المتعددة للانسان المعاصر جراء طبيعة أنساق العمل التي يكون الانسان فيها مُلكاً لغيره، وفي ظل التشعبات الفكرية ؟ مقارنة مع الماضي الذي لا يعدو عمل الانسان الا  في كونه منشغلاً في الزراعة وبعض الحرف والخدمات البسيطة في المدينة والوقت مُلكٌ له.
ابناؤنا، وبل نحن ايضاً أعضاء في عدة مؤسسات إجتماعية ورسمية مفروضة علينا وأيضاً إختيارية، دخلت المرأة مجال العمل الى جانب الرجل، بدلا من تقوقعها في الدار. اصبحت متطلبات الحياة المعاصرة متعددة، كانت بعض الحاجات في الماضي كمالية، لكن اليوم اصبحت حاجات اساسية مطلوبة لتنمية قدراتنا العقلية، ولنتمكن من التكيف والانسجام مع المجتمع الحديث، وهي تتطلب نفقات كبيرة، مما يضطر الوالدين بذل قصارى جهدهما في العمل لكسب الاموال والحصول عليها.
اليوم لنا علاقات والتزامات متشعبة لا حدود لها، فقضاء فترة طويلة في الكنيسة للصلاة لا يناسب طبيعة المجتمع المعاصر، وبعض النصوص والالحان لا تتناسب مع طبيعة التفكير للاجيال المعاصرة، الوعظ الديني القديم بمفرداته التخويفية والعنيفة والتهجمية وما شابه لا تنسجم مع فكر الفرد المعاصر. لعدم تجانس كل المتلقين اليوم كما كانت الاجيال السابقة في السياق الفكري والعقلي.
علينا ان لا نستغل التراث كآداة لترسيخ فكر معين، والتمعاكس مع الاخرين، انما يُفترض بمن يؤمن بالحداثوية وواقعية التغيرات في كافة المجالات الحياتية والفكرية، أن ينصب موقفه على التوفيق بين الوجه المفيد من التراث وربطه بالتحولات المذكورة لتسنجم مع الواقع لتجاوز الفجوة الحضارية. فحتمية التغير قانون اجتماعي طبيعي، وعلى أثره مظاهر التحديث هي أقوى من كل الارادات والمحاولات لاحياء التراث بمجمله.
 فلابد من انتقاء العناصر التراثية التي تترابط مع العناصر المستجدة وتتكامل معها، وليكن الهدف إقرار الفائدة من التراث وليس رفضه ونبذه بالكامل. فهل من المعقول أن لا نشاهد التلفاز ولا نستخدم الحاسوب، ووسائل التواصل الاجتماعي ولا المركبة، لانها ليست من تراث أجدادنا؟ بل نكتفي بالقصص، والحكايات الشعبية، ونعد الاشياء باصابعنا، ونستخدم الحيوانات للنقل لانها من تراثهم!
ليس من المنطق التشبث في إستمرار التراث وجودته الشمولية، وكانما هو قالب صالح لكل الازمنة، دون ربطه بالمستجدات، لان كل العناصر الحضارية مترابطة ببعضها، أي عندما يطرأ تغير في عنصر معين لابد أن يتبعه تغيير في عناصر اخرى لتنسجم معه لخلق التوازن. فنحن بحاجة الى ابتكار الافكار لتلائم العصر. إذ تؤكد الدراسات الاجتماعية ( إن التراث يتجدد عبر الإنتقال من جيل الى آخر، تحت إبداعات الجيل الجديد، وتسقط منه عناصر لا تتناسب مع حاضرها، وتضيف اخرى تجعله أكثر صحياً للجيل الجديد ).
يعكس التراث حالة خاصة للمجتمع أوالمؤسسة، وهي الذات، ويُعرّف الاخرين بتلك الذات وخصائصها. ولكن السؤال الذي يُطرح: هل الابقاء على التراث القديم وممارسته بالرغم من التغيرات، يحدد هويتنا؟ ليس المقصود التشبث بالتراث، سيقودنا لمعرفة ذاتنا أو يعرفنا الاخر، بل بعملية إستخلاص المعاني والافكار التي تخص حياتنا اليوم والاستفادة منها، ومن جهة اخرى إحياء التراث ووضعه في الواجهة، ليبقى رمزاً للترابط الاجتماعي والانتماء المشترك للجماعة الدينية او الاجتماعية، ويعزز روح المشاركة بين أعضائها، وجعله عاملاً للتنمية الاقتصادية. وليس الموضوع بممارسته اليومية، بل حفظه في أماكن خاصة، كالمراكز الثقافية، والمتاحف، وممارسته وعرضه في مناسبات وطنية ودينية وسياسية، كما تعمل المجتمعات المتحضرة.
أين هي مكامن الصواب والتساؤل؟
                           بعد التحليل الموجز اعلاه عن التراث والتغير الحضاري المُستخلص من الدراسات الميدانية والتنظيرية، لابد الاجابة على السؤال المطروح عن مكامن الصواب والتساؤل في محاولات البطريرك ساكو التجديدية في الطقوس الكنسية، والنصوص التي وضعها الاجداد الروحانيين، هل في ضوء ما طرحتُ تعد هذه المسالة صائبة؟ هل عملية تعامله وتعاطيه مع التراث الكنسي تتناقض مع المفاهيم المطروحة عن التراث وعلاقته بالتغير؟
لو تجردنا من الاحكام المُسبقة، والتفسير العاطفي الذي يشدنا بالتراث، وتقديس الاجداد وتعظيم إنجازاتهم الفكرية، ونركن وبهدوء الى العلاقة المنطقية بين التراث والتغير الاجتماعي، الذي يحصل جراء تطور العقل البشري وإنجازاته، ونسأل انفسنا بروح موضوعية ونقول:" هل تتناغم وتنسجم أفكار الاجداد مع عصرنا ومتطلاباته والمتغيرات المتلاحقة ؟ لو تكن نظرتنا موضوعية ومجردة من العواطف، سيكون الجواب، مكامن الصواب في ما يقدم عليه البطريرك ساكو هي متوافقة ومتطابقة مع التفسير المنطقي الحديث للعلاقة بين التراث والتغير الحضاري. فمثلما يتغير المجتمع بسرعة، فالطقوس لا محال ستتغير آجلاً أم عاجلاً لكي تتناسب والتغيير الحاصل.
فهل يُعقل أن نبقى أسرى لافكارالاجداد وانجازاتهم وتعظيمهم وتقديسهم ومنحهم صفة الافضل تفكير منا، لنتراوح في سياق الجمود الفكري، وقتل المواهب وروح الابداع للاجيال الحالية واللاحقة. هل كانوا أكثر ذكاءً وفطنةً منا، لكي نبقى أسرى إنجازاتهم قبل مئات السنين بل الالاف؟ المتابع لتاريخ الطقوس وتاليف وتثبيت نصوص الصلوات والقوانين، سيلاحظ بوضوح انها لم تحصل بدفعة واحدة، بل تجددت واضيف عليه او حذف منها تباعاً من قبل البطاركة في الكنيسة.
 إذن لماذا نرفض ما يستجد لدى البطاركة الحاليون، فهل القدامى على صواب والحاليون على خطأ؟ لماذا نرسخ في ذواتنا نزعة الشعور بالنقص حيال القدامى؟ أ ليس بمقدور الاجيال المعاصرة، الابداع في وضع نصوص للصلاة تتناسب لهذا اليوم وخصائصه ؟ وما الضرر لو أحتوى نص الصلاة اليوم بدلا من ان نقول: خلصنا من الجراد، يارب أنر عقولنا لنستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لفائدة البشر، أو لنقول: خلصنا من التطرف والارهاب، أو أنرعقول اطفالنا ليواكبوا تعليمهم، أو خلصنا من الحكومات الفاسدة، أو أبعدنا عن الغش والرشوة والمحسوبية، تلك المفاهيم التي لم تكن سائدة في الثقافة القديمة.
كما هو معروف إن الكثير من الطقوس الدينية التي تمارسها الكنيسة، وهنا أعني كل الكنائس والاديان، جاءت  جوانب كبيرة من افكارها من الميثولوجيا، من الديانات الوثنية، وتم صياغتها لتسنجم مع واقع الحال في القديم، ولا تنسجم مع المفاهيم الحياتية السائدة اليوم، أ لم تكن ستائر المذبح هي عينها كانت تعزل الكهنة في المعابد القديمة، وبعد تراويح وصياح من قبلهم هناك، يخرج الكهان أمام المؤمنين ويهددهم بالطاعة الى الالهة والا سينالون العقاب؟ أ ليست قِبلة الصلاة  نحو الشرق في كنائسنا متاثرة بقبلة الزرادشتية التي كانت الديانة السائدة في المنطقة، ولكونها تعد الشمس نور الاله وتبدأ الصلاة مع شروقها؟ وهناك مثل ذلك مئات الامثلة، لماذا نستمر بما لاينسجم مع فكرتنا عن الدين والتخلص مما هو وارد في النصوص من حالات غريبة ؟ يسوع المسيح له المجد، في العشاء الاخير لم يفرض القيام باية حركات مُثيرة وانعزالات واختفاءات، كما يحدث في طقوس قداس العديد من الكنائس حالياً، بل كل ما قاله، خذوا أكلوا، وخذوا أشربوا .... وأعملوا هذا لذكري. بمعنى يكفي بالكلمة المحيية التي يُلقيها الكاهن المفوض من يسوع المسيح ويتم كل شيء. والبقية من الطقوس هي من وضع الانسان، بإمكانه أن يلغي منها ويتبنى ما يجده مناسباً للعصر.
هل يُعقل أن نحضر الكنيسة دون أن نتفاعل مع الصلاة ونفهمها؟ وأن نكون مثل الرهبان القدامى الذين وضعوا معظم هذه الطقوس والنصوص الطويلة لنبقى ساعات طويلة في الصلاة والتامل بعد جهد نهاري أنهك قوانا الجسدية والفكرية؟ هل نبقى نردد التراتيل أو المدائح التي لا تنسجم بعض الحانها او كلماتها مع فكر الجيل الحالي الذي يستمتع بالاغاني الخفيفة وبحركاتها وايقاعاتها، ولا تنسجم مع الحان وكلمات الاغاني القديمة. نعم كجيل قديم عاش تلك الالحان والكلمات، أستمتع بها وتقبلها، ولكن الاجيال الحالية هي غير ذلك، وعليه يجب ان لا نكون انانيين. وهنا لا اعني رفض كل ما وضع، وانما تتم عملية الانتقاء والاستمرار بتلك التي تنسجم مع الحياة اليومية ومع الفكر والذوق والحس العاطفي الذي يشد الانسان لما يسمع ويمارس.
 خلاصة القول:وفقاٌ للمعطيات اعلاه، ما لم نواكب التغير في العقل البشري، وما يجري من مستجدات في الحضارة البشرية، سوف تبقى الكنائس متقوقعة على ذاتها وتنكمش تدريجياً من مؤمنيها، فتبقى كفكرة المتاحف البشرية، ولم تؤد وظيفتها الروحية المطلوبة. يتحمل مسؤلية ذلك التلكؤ الجيل الذي يرى ما هو مناسب له ولا يرى ما هو مناسب للجيل الجديد. ولما كان أتباعها  يتميزون بتباينات فكرية، عليه ارى من الافضل، إيجاد آليات تُنظم عملية التغيير وتتحكم بها وتوجهها وفقاً لمخططات مُسبقة لتحريك المؤسسة نحو الاتجاه الامثل والانسب، وهذه لايمكن أن تحدث بفعل فردي، بل لجان مختصة فنية مؤهلة لوضع الخطط السليمة.

ملاحظة للقراء الاعزاء:  وأخيراًاود الاشارة هنا ،ان المقال لايخص موضوع اللغة ،لانها تختلف في أهميتها وتداعياتها وعلاقتها في التغير.
رجاءً، إعتمدت على ثمان مصادر عربية وانكليزية في إعداد المقال، وهي بحوزتي، لمن يرغب، ساكتبها. وشكرا للقراءة.       
 
   










298
اسف
فاتني ان اذكر في ردي اعلاه ان التحليل الذي جاء به الاخ نبيل رومايا يتطابق مع تحليل معظم المحطات الاعلامية، ومنها التي كنت اتابعها
محطة سي، بي، سي الكندية الرسمية، ومحطة مدينة بافلوا الامريكية. من حيث التحليل الاحصائي واسباب اخرى ايضا لفوز بايدن.علما ان محطة فوكس العائدة للجمهوريين ايدت النتائج.
شكرا

299
بعد استئذان من الاخ نبيل رومايا
الاخ ادي بيث بنيامين المحترم
تحية
تعرف اني اعيش في كندا ونظام الانتخابات متقارب جداً ، اود الاشارة:
 اولا: ما يخص منعك من الانتخاب ، اذ قرات في رد لك على احد الاخوان الاخرين في المنبر، المنع هو بسبب عدم تطابق العنوان او عدم ظهور اسمك في قوائم المنطقة، ان هذه الحالة حدثت معنا ايضا شخصيا في كندا اول ما استلمنا الجنسية الكندية ، انتقلنا الى دار جديدة وفي منطقة اخرى وقررنا المشاركة في الانتخابات وذهبنا للمركز الانتخابي ، ولم يتطابق العنوان مع ما موجود عندهم ومستمسكاتنا الرسمية وقيل لنا في هذه الحالة نحن ابلغنا لتعديل العنوان والمتابعة قبل يوم الانتخابات ولكن لحداثتنا لم نعرف الاجراءات، فحرمنا من التصويت ولا عندنا بايدن ولا ترامب احزابنا متفقة ونزيهة جدا مقارنة مع امريكا،وهذا ايضا حصل مع ابنتي ، كانت تدرس في مدينة اخرى ، ولم تتمكن من القدوم للبيت بسبب الامتحانات،وذهبت لاعطاء صوتها وحرمت ايضاً.وهذا لا يدخل ضمن سياق التزوير ،لماذا ؟ لان الذي منعك انت وغيرك ببساطة لا يعرف لمن سوف تعطي صوتك ،فلماذا يمنعك من اجل ماذا؟ ولا يعرف لمن هو الصوت لكل من مُنعوا، فعدم توفر شروط الانتخابات في الفرد لا يعني تزويراً.فهل الذين مُنعوا قالوا لمسؤلي المراكز سننتخب فلان؟ لكي يمنعهم ويتحجج اذا اصواتهم لا تتماشى مع ما يريد تحقيقه المسؤل؟
اخي التزوير يحصل بعملية الفرز ،وهذا من الصعب ان يحصل في بلد متقدم مثل امريكا تقنيا ووعياً قانونياً ، باستثناء كما تفضلت بمثالك اذا اخطا الكومبيوتر وهذه تحل قانونياً، ولابد ان يعاد النظر فيها،والا كل ما قيل اعلاميا هي مجرد اجتهادات.
وثانيا:
هناك مؤشرات مهمة في مقال الاخ نبيل منها لماذا لم يعترض الجمهوريون على نتائج مجلس النواب؟ واعتقد اسماء المرشحين في نفس البطاقة كما عندنا في كندا الرؤساء والبرلمانيين، اذا لم اكن خاطئاً، واشارة اخرى هنا نتابع الاعلام الامريكي يوميا وتابعنا ايام الانتخابات ، لماذا كانت مناداة مناصري ترمب لوقف الفرز في الولايات التي كان فائزا بها مع الاستمرار في تلك التي على وشك الخسارة؟
وثالثاً تقول في نهاية ردك لا الاعلام ولا غيره يقرر ،والسؤال انت استشهدت بالاعلام في ردك على مسالة خطأ الحاسوب ؟
اخي ادي المحترم:
ارى ما تراه من معظم المؤشرات في تحليلك هو اعتمادك على الاعلام ، ولكن تعلم جيداً كيف يعمل الاعلام .
على كل حال نتمنى الوصول الى القرار الصحيح لصالح اي كان بالنسبة لي شخصيا،ولكن طالما نتابع، وانتخابات امريكا ليست حصرا لشعبها بل للعالم كله لان العالم كان في ترقب وقلق، بينما ياتي رئيس دولة اخرى ويذهب دون الاكتراث العالمي الا بخبر بسيط في الاعلام.
تقبل تحياتي 

300
الاخ نبيل رومايا المحترم
تحية
مقال جدير بالاهتمام ،وموضوعي في التحليل بشان الانتخابات الاخيرة في الولايات المتحدة الامريكية ،وضعت مؤشرات في ضوء الواقع والادلة والارقام، وليس في ضوء الايحاء النفسي المقترن بالعاطفة تجاه الشخص الذي يفضل المحلل ان يفوز. كل ما تفضلت به هي دعائم منطقية ،ولا استوعب استعجال البعض في التشكيك ومساندة الرافض للنتيجة دون دلائل واضحة وقائمة.
تقبل تحياتي

301
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
اكثر المواضيع موضوعية وطرحاً ومُدركاً للسياسة الامريكية وتقليد الادوار الرئاسية وتعاطيها مع السياسة الخارجية والداخلية لامريكا.
الكل مُنشغلون بموضوع التزوير الوهمي لتشبع هؤلاء بنظرية المؤامرة التي تشبع بها ترامب لاعتقاده لا افضل منه لانه يمتلك ما لم يمتلكه غيره، كل ما لم يصب بما يفكر به ويريد تحقيقه فهناك تزوير وخيانة وما شابه من التعابير، فالكل منشغولون في ذلك الوهم منطلقين من التحليل العاطفي لسبب واخر ،كما بينت في المقال بسخريتك المفضلة، وانت وضعت السياق الواضح للسياسة الامريكية.
شكرا
محبتي

302
العزيز يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
 اتابع سلسلة الخواطر التي تنشرها ، وهي قيمة جداً لان البشرية تحتاج اليوم الى هكذا طروحات، وهي نتاج المعرفة الواسعة التي تتمتع بها ، فالانسان لا يحتاج الا ان يعرف عن غيره هو انسان مثله بالرغم من الاختلاف في بعض القيم المكتسبة الناجمة من البيئة الاجتماعية وتصبح جزءً من حياته ،فيبقى هو هو انسان وعليه ان ينظر الى المختلف بنفس الرؤية ،بان البيئة الاجتماعية هي التي اوجدتها له وليست وراثية.فالتعايش يتحقق بالمشاعر الوجدانية المتبادلة ،وقبول الاخر كما هو لا كما يريد.
تقبل تحياتي

303
الاخ مايك سيبي المحترم
تحية
مقالة هادفة لها بعد نفسي إجتماعي غرائزي.
مثالك التعليمي كان بمثابة الربط بين الابعاد الثلاثة اعلاه، وجئت بعملية الربط بطريقة مشوقة للقارىء.
بناء الشخصية يبدأ من الاسرة التي يعيش فيها الانسان منذ الطفولة،مع تركيبة استعدادية لدوافع معينة يمتلكها الفرد جينياً، وتقوم الاسرة بفعل التنشئة الاجتماعية ترويضها وصقلها بحسب ما هو سائد من قيم في المجتمع المحلي المحيط في الاسرةمن جهة، ومن جهة اخرى ما يحمله الوالدان من خصوصيات في الشخصية.وبعدها تظهر في سلوكهم في التعامل مع الاخرين في المجتمع، فالاثنين المخاصمين لك وبتدبير اكتشفته للايقاع بك لتخسر هو استعداد موجود في كينونتهم بقوة ،والاسرة صقلته كما يبدو وفق معطيات السلوكية للوالدين وهما على نفس الشاكلة. أي بمعنى استعداد الخدر والمؤامرة والغش والايذاء كلها مجتمعة ظهرت في سلوكهما.
تبقى التصرفات عند الفرد ملازمة له مع ظهور تغيرات نحو الاسوءاو الافضل ارتباطاً بالعوامل الخارجية الاخرى التي تنقلها وكالات التنشئة الاجتماعية الرسمية او خارج اطار الاسرة مثل المدرسة او الكنيسة او جماعة الاصدقاء او السفر وتغيير مكان السكن وغيرها ،انما تتحول الى اللاشعور عند الانسان مع تقدم العمر فهي لا تزول مطلقاً ، بل عندما تتوفر فرصة لزوال قوة العوامل المؤثرة في مواقف معينة تطفو على السطح ثانية.
وفقت جدا في المثال ،اذ قراءة سلوك الطفل يخدم المعنيين في البحث الاجتماعي والنفسي للتكهن بسلوك الفرد ومعرفة طبيعة الانسان من جهة اخرى، ولهذا بعد ان كانت النظريات في العلوم الاجتماعية هي السائدة في التنظير دون العمل الميدانيي اي الاستنباط التاملي للظواهر قبل القرن الثامن عشر ،تحول الى عمل ميداني بعد خروج الانثروبولوجيين مع بدا الانتشار للدول الاوربية في المجتمعات الخارجية ومنها البدائية في افريقيا والامازون ، فدرسوا المجتمعات البدائية الخامة التي لم تدخلها الحضارة الجديدة ، وعليها بنوا نظرياتهم عن الطبيعة البشرية وعند القدامى من البشر.
اسف على الاطالة
تحياتي الخالصة.

304
الاخ العزيز ماهر سعيد متي المحترم
تحية
 ليست مداخلتي الثانية هذه الا لاهمية الموضوع، فشكرا على ردك المختصر الجميل الذي نبهتني فيه الى الانطلاق من تعريف لمفهوم الاخلاق ليُعمم كما فهمتُ من عبارتك.
تقصد هنا الاخلاق الايجابية التي يمكن توظيفها لاستقرار المجتمعات البشرية وليحل السلام وتتحقق العدالة. نعم هذا فعلا ما تسعى اليه المجتمعات من خلال حكوماتها الرسمية عبر المنظمات الدولية ،فالخبراء جادون لتشريع القوانين التي تحقق ما يطمح اليه المجتمع البشري ،اذ كل مجتمع يهدف الى تحقيق السلام والعدالة،انما المشكلة أين هي؟
المشكلة هي ان كل مجتمع يحاول ان توضع تلك القواعد القانونية لتحقيق العدالة والسلام والاستقرار بحسب قياساته المرتبطة بالنسق الاخلاقي الذي أُستمد من مصدر معين، فالدول التي تستمد منظومتها الاخلاقية لها من المصدر الديني الذي هو ثوابت لا يجوز تغييرها لايمكنها ان تتواصل مع تلك البلدان التي تنطلق بناء المنظومة الاخلاقية وضعياً من خلال العقد الاجتماعي المبرم بين الشعب والحكومة.
فهناك حقوق الانسان الواضحة لكل المجتمعات ومثبتة لتنطلق منها البلدان، وهناك قوانين تنظم العلاقات الدولية وامور متعددة متفق عليها دولياً، ولكن عملية تنفيذها ترتبط بالقانون المُشرع في البلد وفقاً لمنظومة الاخلاق التي يرى انها هي المثالية والايجابية لتحقيق الاستقرار، وهنا هي المشكلة، فلا ترجو من دولة تحكمها مثلا احزاب دينية اسلامية ان ترجع للقواعد التي تنظم حقوق الانسان دوليا ضاربة ما استمدته من اخلاق وفق شريعتها. حتى الدول الكبرى ذات الهيمنة، هي التي تدعم هكذا تشريعات، ولكن ايضا بمقاساتها، فهي تنطلق وفقاً لمعطيات مصالحها في المنطقة ومصالحها الداخلية. تحاول باي شكل من الاشكال خلق تبريرات للتدخل بشؤون البلدان الاخرى، واحيانا تحت مظلة القانون الدولي.

خذ مثلاً منظمة الصحة العالمية اليوم، نشفت حنجرة خبرائها بتوصياتهم التي تعكس اخلاقاً ايجابية لكافة المجتمعات تجاه القضاء على فايروس كورونا، فلا اطيل كيف هي ردة فعل المجتمعات المختلفة وحتى الحكومات مع تلك النصائح ؟ كيف تتعامل الحكومات ومجتمعاتها مع حقوق المراة والاقليات الاثنية والاقليات الدينية مثلا، بالرغم من انها موقعة اتفاقية مبادىء حقوق الانسان العالمية.
فالمشكلة اخي كما تفضلت لو انطلقنا من تعريف مقبول ومُعترف به للاخلاق، ولكن تبقى مسالة التطبيق وظهور الى السطح مسالة النسبية التي تحدثنا عنها في المداخلة الاولى والتي تحتاج الى كتابات مطولة لتعريف القارىء كيف تحدث النسبية الاجتماعية الاخلاقية.
اما لو سمحت حضرتك وبالاستئذان من الاخ العزيز نذار عناي اعرج الى مداخلتك معه لارتباطها بالفكرة الحالية، ففي ردك الجميل الهادىء، تذكر انك مع النسبية مئة بالمئة ،نعم نحن متفقون كلنا،وذكرت هناك بديهيات اي مسلمات مُتفق عليها مثلاً
نشرع ، لا تقتل
نعم كل المجتمعات البشرية لا اعتقد تشرع قوانين لتؤكد على القتل ،فكل الدساتير تحرم القتل ،ولكن اين تكمن المشكلة هنا؟ المشكلة هي ليست في القتل ذاته كسلوك اخلاقي سلبي غير مرغوب، بل هي في دافع القتل.أي ماهو الدافع ليقدم الانسان لقتل الاخر؟ فاذا كانت الاخلاق الدينية تؤكد مثلا على القتل في سبيل الله اي الجهاد، فاذا هنا لايدخل سلوك القتل ضمن سياق لا تقتل لاي سبب. عندما يراس الحكومة شخص دكتاتوري، في هذه الحالة ايضا يشرع لا تقتل كمفهوم ،لكن يقتل من يهدد مصالحه ،فاذن نرجع ثانية ونقول مصدر الاخلاق في المجتمع هو الذي يحدد طبيعة الاخلاق وسماتها.
فالاتفاق على مواثيق لتحديد نوعية الاخلاق لم تصل الى نتيجة طالما هناك فروقات بين المجتمعات في نظرتها الى الاخلاق، وانما كما يؤكد علماء الاجتماع لنعمل ونشرع القوانين للحد من الانحرافات والاعتداءات، والسعي لنشر السلام والاستقرار والعدالة الى اي حد ممكن الوصول اليه ولا نصل الى المطلق بسبب النسبية وتداعياتها الاخلاقية. فالمحاولات في هذا الشان هي لاجل الحد والتقييد وليس لاجل العلاج النهائي. فاذا عالجنا كل المشاكل لوجود نسق اخلاقي ايجابي متفق عليه فنحن هنا نعيش في مجتمع مثالي وهذا لايتحقق وفقاً لكل الموشرات الواقعية والمنطق الحديث .
تقبل وافر تحياتي واسف ان كانت مداخلاتي غير مناسبة.

305
الاخ نيسان سمو المحترم
تحية
عندما اقرا منشوراتك الفكرية التي تعكس حرصك على البشرية المعاصرة طبعا ليست تلك التي عاشت قبل الاف السنين ،اضطر الى المداخلة بغض النظر عن الوقت.
هذه الرسالة تصلح ان ترسلها الى ماكرون بخصوص العراق ايضا فعراق اليوم اصبح نسخة من لبنان بفضل من سعى الى تحطيمهما باسم الدين.
تحياتي

306
المحامي القدير ماهر سعيد متي المحترم
الاخوة المتحاورون الكرام
موضوع جميل طرحه الاخ ماهر عن الاخلاق والدين ومداخلات هادئة تعبر عن وجهات نظر قيمة جميعها ،بصدد الاخلاق اود توضيح الاتي:
في البدء اذكركم ان في العلوم الاجتماعية هناك تداخلات في المفاهيم ،وكل ميدان معرفي له استخدامات مفاهيمية مختلفة وقد تعني ذات الشيء بالنسبة الى المفهوم الواحد ،فهنا مثلا مفهوم الاخلاق يُستخدم من قبل المختصين في الدين والفلسفة، ويأتي عند المختصين في علم الاجتماع والنفس بمعنى القيم، اي القيم نفسها هي الاخلاق، وهي التي تحدد القواعد السلوكية التي ينشأ الفرد عليها في احضان اسرته لكي يتمكن ان يشق طريقه للتكيف مع المجتمع على مر الزمن.
مسالة الاخلاق هي نسبية وهي تختلف بحسب اختلاف المجتمعات ،وقد تُعتبر اخلاق مجتمع معين مُثل عليا لهم انما نفس السلوكيات التي تعبر عن اخلاق اخرى في مجتمع معين اخر قد تكون قيم منحطة تماماً فهي قياسات ذهنية لاتخاذ المواقف والتصرف حيال الظواهر المجتمعية. هذا الاختلاف النسبي يجعل وكما يعرف الاستاذ ماهر بان تختلف القواعد القانونية التي تُنظم لمعالجة الانحرافات او الظواهر المجتمعية الاخرى ،ولهذا نرى ان تنظيم القواعد القانونية مرتبط بنوع منظومة الاخلاق السائدة في المجتمع وطبيعتها، فالاخلاق السائدة في المجتمعات المتحضرة في الغرب مثلا تعد زهق روح الفرد لاي سبب كان جريمة يُحاسب عليها ،بينما في مجتمعات مثل الاسلامية او القبلية زهق روح فتاة لانحرافها جنسيا برضاها لا تعد اخلاقيا جريمة او تكون عقوبتها مخففة ، بل تكون من الاخلاق المثالية المقبولة اجتماعياً. افضل مثال لنسبية الاخلاق هو نوع الزواج ،فتعدد الزوجات يعد اخلاقيا مقبول في المجتمعات الايزيدية والاسلامية وبعض المجتمعات الطوطمية بينما لايعد اخلاقيا مقبول باي شكل من الاشكال في المجتمعات الاوربية والامريكية ،كما هي الحال مع نظام الاخلاقي لبعض المجتمعات الطوطمية التي تبيح نظام زواج امراة من عدة رجال. ومثال اخر يعجبني يطرحه الاخ لوسيان دائماً هو
الاخلاق القرضاوية وهي مثل عليا متاثرة بالتعاليم الدينية ،وهي مُثل عليا لهم بينما نفسها مرفوضة في المجتمعات الاوربية وتعد بعضها جرائم، التحريض للقتل ، كيل الاتهامات باطلا ، الغاء الاخر ، الاستحواذ على فكر الاخر بالقوة ، كلها ضمن نسق اخلاقي مقبولة في المجتمع القرضاوي بينما في كندا النطق بها تعد انحرافات ويُحاسب عليها الفرد. مثال اخر ، في بعض القبائل الامازونية السرقة تعد اخلاقيا من المثل العليا في مجتمعاتهم بينما هي جرايم في مجتمعات اخرى.وهناك امثلة متعدد لنسبية الاخلاق.
 كل مجتمع تُصاغ منظومة الاخلاق فيه من تاثيرات معينة كأن تكون سلطة القانون بالاتفاق الجماعي اي قانون وضعي او تُصاغ  تاثرا بما تاتي من عقائد وفروض ديانة معينة أو لقيم سياسية متاثرة بنظام سياسي معين ،بالضبط منظومة الاخلاق في الراسمالية تؤكد على الفرد وحريته بينما في المجتمعات الاخرى النامية منظومةالاخلاق متاثرة بالجماعة وقرارها في التاثير على حياة الفرد.
ولا ننسى كما ان الاخلاق نسبية افقيا جغرافيا ايضا نسبية تاريخيا عموديا في ذات المجتمع، والمثال عليها بسيط هو عدم رضى الاجيال باخلاق من سبقوهم او بالعكس باخلاق الجيل المعاصر.
فلا غرابة عندما يقول احدهم هناك ازمة اخلاق ، لكن لماذا وكيف ومتى هي الازمة ومن يعتبرها ازمة؟. الجيل المعاصر لا يرى ازمة اخلاق بما هو سائد في البلدان الغربية بينما الفرد من البلدان النامية يرى انها ازمة قائمة وبلية في المجتمعات هذه،عندما يرى الغربي ويسمع طبيعة القتال واسبابه في العراق ،يقول هناك ازمة اخلاق، فهذه هي نسبية الاخلاق .
أما عن ارتباطها بالدين يأتي من ان الدين في بعض المجتمعات تكون تعاليمه هي مصدر للاخلاق كما بينت اعلاه وهناك مصادر اخرى ،وكلها تنتقل من المجتمع الى الاسرة ومن الاسرة الى الفرد وتترسخ في ذهنه ويسمى انثروبولوجياً " التمركز السلالي للقيم" . وطالما هناك فروق فردية في طبيعة تركيب شخصية الفرد والاختلاف في نمط التنشئة الاجتماعية فاذن لايمكننا ان نتوصل الى نظام اخلاقي شامل في المجتمع البشري ليحدد نمط القواعد السلوكية مطلقاً فنظام الاخلاق الشامل لا وجود له في الواقع بل في ذهن المفكر فقط ولهذا ينسج في مُخيلته نظاما اجتماعيا طوبائياً.
قد يكون نظام البدء من الصفر في هذه الحالة للاخ نيسان سمو طوبائي لا يمكن ان يحقق منظومة اخلاقية شاملة للمجتمع البشري وفقا للاسباب المذكورة.
اسف على الاطالة وهو موضوع شيق لكن يحتاج الى وقت للمناقشة
تحياتي للجميع

307
الاخ لوسيان المحترم
تحية
شكرا على مداخلتك العامة عن المقال .
بصراحة عندما دخلت اليوم الى الموقع لتصفحه ولاحظت اخر تعقيب يُشير الى اسمك ،فقلت يبدو رابي لوسيان له مداخلة او استفسار ، لكن ظهر تعقيب عام لوصف المقال. فعلا كانت مناقشات بمستوى المسؤولية والسمة الحضارية التي نتمناها من كل كتاب الموقع ،ولا اخفي عليك وعلى القراء الاعزاء والمعقبين جميعاً زادتني البهجة لهذا التفاعل مع المقال والمداخلات التي معظمها كانت قيمة وجديرة بالاهتمام سواء في الموقع هذا او عبر وسائل الاتصال الاجتماعي الاخرى او الاتصالات المباشرة، ويبدو ان الموضوع كان يهم الكثيرين. فاستوجبت الاجابة عليها.
بالرغم من انها اخذت الشيء الكثير من وقتي وتاجيل اعمال كتابية اخرى كنت بصدد انجازها،لكن مع هذا طالما هناك الفائدة المتوخاة منها لي اولا ولجميع المتفاعلين فلا مشكلة في الوقت .
ولا يسعني هنا ان اقدم شكري وتمنياتي بالتوفيق لكم جميعا على هذا التفاعل الجميل ،والى المزيد من المناقشات من هذا الطراز كما تفضلت.
تقبلوا تحياتي

308
الاخ هرمز كوهاري المحترم
تحية
اتابع ما يسطر قلمك من التحليل العلمي الذي جاء به عالم الاجتماع العراقي علي الوردي الذي تميز باسلوبه السلس وتفاعله مع احداث المجتمع مباشرة متجاوزاً الحرم الجامعي،اذ كانت كتاباته حسب ما قالها يوماً في احدى محاضراته اني اكتب لحسون وفطومة وليس لافلاطون وارسطو بعد ان انتقدوه البعض على اللغة والطريقة التي يستعملها في كتاباته، لهذا السبب كانت لكتاباته الصدى الكبير بين عامة المجتمع ولم تقتصر على طلابه مثل الباحثين الاخرين من جيله.
والاستمتاع بافكاره يكون اكثر تقرباً لو استمع الفرد الى محاضراته في يومها. فيبقى ما يلقنه  مترسخاً  في ذهن الفرد.

اود الاشارة الى ما يرتبط بما توضحه من افكار الوردي تجاه الماركسية، للاستزادة الى القراء، النظرية الماركسية التي تفسر الظواهر وتعد عللها المادة او الاقتصاد تعتبر كما قال الوردي النظرية الاحادية التفسير.
هذه النظريات ظهرت في القرن الثامن عشر والتاسع عشر في اوربا بعد انفصال علم الاجتماع عن الفلسفة الام ، وسُميت " النظريات الحتمية" اي حتمية نشوء الظاهرة لعامل واحد والماركسية تقع ضمن الحتمية الاقتصادية. ومنها ايضاً نظرية حتمية القيم لعالم الاجتماع الالماني ماكس فيبر ، ونظرية الحتمية الوراثية التي تبنتها الجماعات العنصرية الالمانية لاعتبار العنصر الجرماني هو المتفوق ،وحتمية الجغرافية اي ان البيئة الطبيعية هي المسؤولة في تشكيل السلوك الانساني ، والحتمية الجنسية لسيجموند فرويد الذي اعتبر عامل الجنس هو الوحيد المسؤول عن تصرفات الفرد ، وحتمية التنشئة الاسرية.

 ولكن بعد ان تطورت وسائل وادوات البحث العلمي واتخاذ علماء الاجتماع منحى الاستفادة وتطبيق الاحصاء في دراساتهم وزيادة كمية الدراسات الميدانية التي اجراها الانثروبولوجيين على الشعوب البدائية والحصول على معلومات وافية لدراسة سلوك الانسان توجه التفكير العلمي في البحث الاجتماعي الى تفنيد النظريات الحتمية والتوجه نحو تعدد العلل المسؤولة عن اية ظاهرة. وعليه الحداثوية في النظرية الاجتماعية لا تقبل اي تفسير ذو بعد احادي للظاهرة الاجتماعية وانما تركز على عدة عوامل.

واود الاشارة هنا ليست نظرية ماركس الوحيدة في مسالة التباين بين النظرية والتطبيق ،اذ لكل نظرية اجتماعية في العلوم الاجتماعية لها نصيب في مسالة الاختلاف بين التنظير والتطبيق ،وهذه احدى الفروقات بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية في التطبيق والممارسة . فالتطبيق للنظريات الطبيعية يكون أيسر من التطبيق للنظريات الاجتماعية والحديث عن الاسباب طويل.ومنها مثلا تلك التي ذكرها الاخ لوسيان في تعقيبه تفسير تطبيق النظرية الماركسية في الاتحاد السوفييتي سابقا.
تقبل تحياتي واسف على الاطالة
شكرا ولنقرأ المزيد

309
الاخ القدير متي اسو المحترم
تحية
شكرا على تعقيبك المنفرد على مقالي الاخير ، ويبدو اهتمامك وامتعاضك واضح عن الموضوع.
وبصدد ما تفضلت به اود توضيح الاتي:
انطلق من عبارتك المقتبسة من مقالك الحالي والتي هي صميم ما ارمي اليه من كتاباتي دائما وابدا.
( من منا مستعد ان يغيّر قناعاته التي أصبحت كالنقش على نفوسنا ، ونحن غير مستعدين لتغييرها )
نعم ان ما رُسخ في ذهن الانسان عبر التنشئة الاجتماعية الاسرية منذ الطفولة هو الذي يعتقد به الانسان في الخصوصيات الاجتماعية القيمية والانتمائية سواء الانتماء الديني او الاثني او الطبقي او الجغرافي وغيرها من الانتماءات . وهذا ما توصلت اليه في دراستي المفصلة اعتمادا على اسس نظرية تخص الموضوع في كتابي الاخير ،وان غير الفرد عن موقفه بتقدم العمر، يكون ذلك لاسباب مصلحية لتحقيق رغبة ما أو المسالة هي نفسية ،بمعنى عندما يرفض الفرد ما نقله الوالدين اليه عبر التنشئة الاجتماعية هي عملية رد فعل نفسي لرفضه الواالدين انفسهما والنفور منهما من حيث لا يشعر ويرجع ذلك الى عوامل متعددة لا مجال لذكرها في هكذا تعقيب.
فاذن كلانا متفقان قلباً وقالباً.
الا ان امتعاضك هو اثارة هكذا موضوع لا فائدة منه او يعمق افكار بعض القوميين .
اخي متي المحترم:
سبق واشرت في تعقيباتي في المقال الى ان هدفي هو نداء: يا من تكتبون عن اللغة وتُشيدون برجال الدين لاثبات حججكم ، تعالوا وانظروا انهم متناقضون بينهم في موقفهم من الموضوع. فالمقالة هي رسالة للكف عن وضع الحمل على رجال الدين والاعتماد عليهم.
اما لماذا التعميم ولم اذكر " بعض" ؟
اصعب مرحلة من خطوات البحث العلمي للظواهر الاجتماعية والانسانية هي تحديد الموضوع او العنوان ، شخصياً اضع كل الاحتمالات والاسس المنهجية لوضعه .فهنا لا ارى شائبة في العنوان وهو واضح ومنسجم مع متن المقال .كيف؟
لم يكن هدفي تشخيص من من هؤلاء الكتبة من رجال الدين هو الصحيح او الخطأ .ولم اذكر ذلك في سياق الحديث .بل اكتفيت بعرض نتاجاتهم حول الموضوع ولهذا لا احتاج الى " بعض " لو قلت فلان خطأ والاخر صح كنت قد وقعت بخطأ كبير وهو التعميم،ولكن لم افعل.
وثانياً ً التناقضات المكتشفة ليست عند الكاتب الواحد والاخر لا تناقضات عنده بل التناقضات بينهم او عند نفس الكاتب.ولهذا هنا لا توجد صفة التعميم في الموضوع .بل عرض وبيان هذه التناقضات وكيف انها تؤثر على المهتمين في التشبث بها.علما ذكرت ان هؤلاء عينة .
أما مسالة قد تؤدي هكذا مقالات لخلق فجوة بين المؤمنين ورجال الدين: اقول: لا اظن ذلك لان عامة المؤمنين لا يعرفون ما يجري في المواقع الالكترونية ، والمُحصن من التربية الاسرية كما اشرت وايدتك اعلاه لا يمكن ان نخاف عليه مهما قرا انتقادات تجاه رجال الدين. علماً ان العقائد الدينية يتقبلها الفرد منذ الطفولة عبر قانون الايحاء النفسي دون تمحيص وفحص ولهذا ترى الغالبية العظمى يؤمنون ولا معرفة لهم بما يؤمنون به وانما تلقائيا وايحائياً .
واما لماذا ما كتبت عن الكتاب المدنيين غير الروحانيين ، هناك في الموقع هذا وغيره مقال مفصل عن الموضوع وكتبت فيه " بعض" .علما ان الموضوع هو اساساً مستل من كتابي الاخير عن صراع التسمية مع بعض التطوير، وفيه تجد انتقادات لتناقضات الكتاب بصورة عامة ورجال الدين واقوالهم. كما ان رجال الدين غير معصومين من الخطأ ، لو لا اخطائهم لما شاهدنا اليوم مئات المذاهب الدينية ، ولول اخطائهم لما ،عانت المؤسسات الدينية من المشاكل ، لولا اخطائهم لما فقد العديد من المؤمنين ايمانهم ،وهناك الكثير ، ولما كان المؤمن يتجنب نقد رجال الدين فيما مضى ، لموقف القدسية ، انما اليوم تغير الوضع وتغيرت العقلية البشرية ، ولا يجوز ان نتركهم على خطأهم لان البقاء على الخطأ سيكون عاملا لخلق المشاكل. وانا متاكد تؤيدني هنا ايضاً . ولم يكن هذا ما تقصده.وشكرا
 
تقبل تحياتي

310
الاخ الشماس نمئيل بيركو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ، ومداخلتك التي فهمت منها انك متفق معي لدرجة كبيرة عن الموضوع المطروح. كما اشكرك للمناقشة في صلب الموضوع.
نعم هكذا مواضيع بحاجة الى دراسات معمقة مستفيضة من قبل الاخصائيين في علم اللغة والعلوم ذات العلاقة مثل علم النفس والانثروبولوجية والاجتماع.
عجبتني عبارتك ( بحسب ما طرحته من اراء قد نتفق او نختلف) بالطبع هذا الصحيح في المناقشات السليمة والحوار الهادىء.
بالنسبة الى تساؤلك عن المصادر بانها لغة ارامية: لو تراجع تسميتها في الجامعات التي تدرسها تسمى " نيو اراميك" او بعضها " " سيرياك" وهي اللغة التي شخصيا اعتبرها الارامية الوافدة الى بلاد النهرين وظلت مستخدمة في الكنيسة لحد الان، بينما لغتنا الاصلية هي التي نتحدث بها يوميا وهي نتاج لغة الاكدية الاصيلة بلهجتيها البابلية والاشورية وامتزجت مع لغات اخرى. ولا نستطيع ان نعرف فيما اذا هناك فرق كبير بين مفرداتها ومفردات اللغة الارامية او السريانية الا باجراء دراسات ومعرفة الفرق بينها لمحتوياتها من المفردات  هل له دلالة احصائية معنوية ام لا.
أما بخصوص قاموس جامعة شيكاغو الاشوري: شكرا على الرابط ، ولو انه مخزون عندي الكترونيا من زمان واقرا احيانا فيه. ولكن اخي العزيز الشماس الموقر نمئيل :
ارى ان عدم الترويج لهذا القاموس من قبل الاخوة الاشوريين افضل، لماذا؟
الجواب ليس من عندي ، بل لو تتمعن وكل قارىء في مقدمة المجلد الاول ماذا سيستنتج؟
يقول المقدم : استخدمنا لمشروع قاموس شيكاغو المصطلح " قاموس اشوري" لان " الاشورية" كان المصطلح الشائع للغة السامية الرئيسة في بلاد النهرين، وذلك لان معظم الوثائق المسمارية التي كانت متوفرة في ذلك الوقت اي منذ بداية العمل به عام 1921 قد تم كشفها في مواقع بلاد الاشورية القديمة ، ولهذا كل ما كان يخص بلاد النهرين من كتابات وضع تحت عنوان " علم الاشوريات" ويستطرد ويقول: وثم في السنوات التالية اكتشف المنقبون المواقع البابلية فظهرت لوحات تؤكد ان اللغتين المستخدمتين في بابل واشور مرتبتطان ارتباطا وثيقا ،فاطلقوا مستخدميها على لغتهم اشورية او بابلية .
ولما بدات الاكتشافات لمواقع اثار الامبراطورية الاكدية التي تعتبر اول امبراطورية سامية عظيمة في منتصف الالفية الثالثة قبل الميلاد ،اصبحت تظهر حقائق اخرى، فبدأ مصطلح " الاكدية" يزاحم أو ينافس مصطلح" اشوري" للغة الاشورية – البابلية في الاستخدام. ولكن مع اكتشاف الحقائق الجديدة عن بلاد النهرين، ارتأينا استخدام مصطلح " القاموس الاشوري" ليس دلالة على انها لغة اشورية بل كان الشائع ذلك في الدراسات، بالاضافة الى عامل اخر تجنبنا استخدام مصطلح" الاكدية" للنفور منه شعبياً في الدوائر الامريكية الرسمية ، اذ يُلفظ بما لٌقب الفرنسيين الكنديين به بتسمية" اكديان" في مقاطعة " نوفاسكوشيا" ولوزيانا بعده" .وعليه استمر فريق العمل استخدام "القاموس الاشوري" منذ عام 1921 ، بينما استخدم في مناقشة التقريرين للعددين 18 و21 عن القاموس المنشور في " اوريوريان" مصطلح " الاكدي". ومجموعة شيكاغو فضلت المصطلح الاشوري للاسباب اعلاه وارضاءا لمؤسس المشروع المتوفي واحتراما له لتحقيق حلمه لما سماه في البدء مشروع القاموس الاشوري.
وعليه ان اللغة المقصود بها هي الاكدية وليست الاشورية كتسمية بحسب ما ورد في المقدمة . ارجو التمعن في قرائتها جيداً.
وهذا فعلا ما جرى، اذ في البداية عندما جاء المستشرقون الاثاريين الى بلاد النهرين في القرن التاسع عشر، بدات تنقيباتهم في المواقع الاثرية لبلاد اشور وعليه ما اكتشفوه وما كتبوا عنها وُضع تحت مصطلح " علم الاشوريات" بينما عندما نزلوا الى الوسط والجنوب واكتشفوا اثار بابل واكد وسومر والدولة الكلدانية تبينت حقائق اخرى ،ولكن ظل العديد من المهتمين والدارسين يضعونها تحت المصطلح المذكور وهذا لا يدل على ان كل ما هو مكتشف يرجع للاشورية لوضعه تحت علم الاشوريات.
وعليه اخي الشماس بيركو، شخصيا ارى ان شعب بلاد النهرين ظهرت له تسميات اثنية تاريخيا ،اختفت وظهرت مرة اخرى ، وامتزج الكل وتجري الدماء المشتركة في عروق الاشوريين والكلدان والسريان المعاصرين واقول المعاصرين في العراق. فلا يبقى امامنا الا التضامن والتماسك والاحترام المتبادل وتقرير المصير الموحد.
اسف على الاطالة وشكرا لك ثانية
تقبل تحياتي 

311
الاخ سان ديف المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ولملاحظاتك القيمة التي اغنته معرفياً وفكرياً ، كما اشكرك لعدم الخروج عن صلب الموضوع المطروح.
اتفق مع كل التحليلات التي تفضلت بها.
نعم انه درس كبير لنعرف جميعاً ان دراسة التغيرات التي تطرأ على اللغات تحتاج الى اخصائيين في اللغة ،واضيف الى العلوم المرتبطة بها لتكشف مراحل تطورها كوسيلة للاتصال الاجتماعي مثل علم النفس والاجتماع والانثروبولوجية.ومهما يكون الفرد متضلع باللغة ،لابد ان يحتاج الى بناء فكري منهجي لتفسير تطورها وتغيرها ووظيفتها الاجتماعية.
اخي سان ، اصبت الهدف بقولك ما جاء به رجال الدين هي مجرد اراء واجتهادات وليس بالضرورة ان تكون علمية. نعم فهم تعلموها من خلال الممارسة في الكنائس او من ابائهم او تلقين من الكهنة والمطارنة.والغاية هي دينية اكثر من التركيز كلغة للاتصال والتواصل .كما مثلما تفضلت تاثرت هذه الاراء بالمذهبية والطائفية والقومية .
شكرا
تقبل تحياتي

312
الاخ صبري يعقوب ايشو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وملاحظاتك التي تعبر عن وجهة نظرك.
عنوان المقال واضح هو التحذير من طروحات رجال الدين في كتاباتهم عن لغتنا. اي يرتبط الموضوع بفئة معينة هي رجال الدين وبينت من خلال الامثلة المُختارة ،وهناك المئات مثلها انها تاتي متناقضة وبل عند الكاتب الواحد هناك تناقض ،وشخصت انها ساهمت في تشويه تسمية اللغة التي نتحدث بها نحن سكان بلاد النهرين الاصليين من الكلدان والاشوريين والسريان، وجئت مع هذا وتستشهد بكتابات واقوال رجال الدين وتعلم اللغة وما سُميت من قبل المعلم، فهناك من ذكر اثناء تعلمه اللغة تسميات متعددة اطلقها المعلمون من الاكليروس في مناطقهم وحسب تاثرهم بالطائفية، عندما تعلمتها على يد كهنة في منكيش في الستينات من القرن الماضي كان يسمونها دورة "لشانا كلدايا" وفي مناطق اخرى يسميها سورث واخرى ارامية واخرى اشورية واخرى سريانية وهكذا. وهذه كلها اطلقها كما قلت المعلمون من الاكليروس عندما تعلمنا على ايديهم!! ولم تبين رايك فيما فعلا هناك تناقضات ام لا في هذه الكتابات التي هي نقطة النقاش هنا..
واما عن المؤتمرات التي ذكرتها لا علم لي بها واية جهة اقامتها واشرفت عليها ومن المشاركين. وعلى كل حال هذه لا علاقة لها بالموضوع الحالي، لانه عن كتابات رجال الدين وليس عن السياسيين او الاكادميين او اية فئة اخرى.
اما الاشتقاقات هي الاخرى ليست معنية بالمقال هذا، وهي خارجة عن الموضوع ، ببساطة لان الموضوع لا يناقش اية تسمية هي الافضل ؟بل تشخيص التناقضات .وهذا التصور الخاطىء الذي وقع به اغلب المعقبين.
يا اخوان اني لم اناقش اي من التسميات هي الصحيحة ،بل ناقشت موضوع محدد جدا كما هو مبين في العنوان .واني احترم رايك بما تقتنع من تسمية وشكرا.
تقبل تحياتي

313
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال وملاحظتك عن حالة شعب بلاد النهرين الذي عانى الكثير جراء الاتفاقيات والحكومات المتعاقبة. وحسناً ذكرت مصدرا اخر لنضيفه الى المصادر الاخرى من رجال الدين لتشويه الهوية الاثنية ،وهناك المئات من هذه المصادر المؤلفة من قبلهم ساهمت في تمزيقنا.
تقبل تحياتي

314
الاخ سمير عبدالاحد المحترم
  تحية وتقدير
اسف على التاخير في الرد
              شكرا لقرائتك المقال ومداخلتك التي استعنت بمقابلة للدكتور الاثاري العراقي بهنام ابو الصوف الذي التقيت معه شخصياً اكثر من مرة اثناء عمله في الموصل . اعرفه عن قرب واكن له كل الاحترام الله يرحمه. كان انساناً رائعاً وقدوة للاخرين في العمل، وقد بذل جهداً كبيراً في الاكتشافات الاثارية على امتداد ارض بلاد النهرين. ويعد من المبدعين الاثاريين مع استاذه طه باقر وغيرهما من الاثاريين العراقيين.
ارى تعقيبك مثل تفسيرات اخوة اخرين لا علاقة له بموضوع المقال المحدد تحديدأ دقيقاً ، وهو عن تناقضات رجال الدين في طروحاتهم عن لغتنا. ولا علاقة المقال بكتابات غير الروحانيين ،ومن جهة اخرى لم اذكر في المقال تسمية لغتنا ولم اقترح تسمية لها، ولم اتطرق الى تسمية للاثنيات في الموضوع المطروح. حيث اني اقف على مسافة واحدة من كل التسميات واحترمها.  بل الهدف تحذير المهتمين من هكذا طروحات متناقضة، واغلب المعقبين هكذا كان تفسيرهم للمقال مع الاسف.
فلا ادري لماذا تفضلت بمثال عن الدكتور بهنام ابو الصوف وتسجيلاته وليس من رجال الدين!!
مع هذا ساوضح رايي.
 من خلال قرائتي لمئات المصادر الاثارية والتاريخية كلها تُشير الى ان االامبراطوريات والحكومات تنهار، ولكن الشعب يبقى ويستمر في الحياة، الا بعض من الجماعات الصغيرة، كما ان اللغة تتفاعل مع اللغات الوافدة. فكيف الامبراطوريات الكبيرة مثل الامورية والاكدية والاشورية والكلدانية تتلاشى عرقياً .
أما المثال الذي طرحته عن ما تحدث به الدكتور بهنام ابو الصوف. لا يتطرق الى من هم الكلدان والاشوريين والاراميين المعاصرين . بل في مقدمات كتبه اعتبر العرب ورثة حضارتي بابل واشور. بمعنى كلنا عرب. وقد كرر هذه العبارة في كتبه الثلاث (وبقيت أرض العراق واحدة بحضارتها وأنسانها المناهض للظلم والتسلط ومحاولات التفتيت وطمس المعالم القومية والوطنية طيلة الفترات التي تعرض فيها للغزو والتسلط الاجنبي الاخميني والسلوقي والفرثي والساساني بعد كبوة بابل الاليمة في عام 539 ق م حتى بزوغ نور الاسلام وأمتداد ظله شرقا وغربا حيث أستعاد العراق قوته ومركزه الحضاري ليكون قلب الامة العربية الاسلامية وصارت بغداد دار السلام ووريثة بابل وآشور، حاضرة لدولة العرب الكبرى في ازهى عصورها) انتهى الاقتباس، ويواصل في كتاباته دائما ذكر حضارة العراق القديم بدلا من بلاد النهرين.( هل تقبل منه هكذا طرح؟) وواضح ان ما يقصده نحن كلنا عرب لا اشوريين ولا سريان ولا كلدان.
 ولكن بعد  2003  طرح أفكارا أخرى غير التي طرحها كما تبين من المقابلتين اللتين وضعهما الاخ سالم يوخنا مشكورا . فأية من أفكاره هي الصحيحة وما هي الظروف التي أحاطت به لكي يقول فقط الكلدان المعاصرون لا علاقة لهم بالكلدان القدامى والجميع آشوريون عندما أجرى معه مقابلة أحد الاعلاميين الاشوريين. بينما في مقابلة معه من قبل أحد الاعلاميين السريان يقول كلنا سريان ولا علاقة كلدان واشوريين اليوم بالقدامى.  في ضوء مواقفه هذه غير المستقرة لو صادف وان اجرى احد الاعلاميين الكلدان معه مقابلة اعلامية حتماً الجواب هو كلنا كلدان ولا علاقة للسريان والاشوريين المعاصرين بالقدامى، أيمكننا أن نعتمد على هكذا مفكر؟ اهكذا يدون التاريخ؟ فلو شاءت الاقدار وظل صدام بالسلطة أو توفي الدكتور  ابوالصوف قبل 2003 لأصبح طرحه الاول  تاريخاً واصبحنا كلنا من وجهة نظره عرباً.
نعم  اكتشف الكثير ما في باطن ارض بلاد النهرين، ولكن لا يعني ذلك  قد حسم الموضوع.  حيث المئات مثله نقبوا في ارض بلاد النهرين،عرباً واجانباً، ،انما لم يتطرقوا الى موضوع من هم ورثة بابل واشور ، الا المؤدلجين منهم تحت تأثيرات سياسية . مع ان التاريخ يُعلمنا ان العرب لم يدخلوا الى بلاد النهرين قديماً ،بل بقوا رُحل ، وعُرفوا في كتابات القدامى" اربايا" .
وُرد في تعقيبك الثاني عبارة(لا يمكن لي او لغيري اعادة تقييم المرحوم بهنام ابو الصوف ، الشخصية المهمه في تأريخ العراق الحديث، فقط لانه لا يلائم افكاري و افكار غيري . هذا اجحاف اكيد).
 
لا يا اخي سمير العزيز ، الباحثون والعلماء لا يقبلون هكذا تصور. مهما بلغ العالم او الباحث من شأن علمي فهو معرض للنقد واكتشاف اخطائه، أو الاستفادة منها في تطوير موضوع ما بنفس السياق. كبار العلماء سواء في العلوم الطبيعية او الاجتماعية والانسانية تعرضوا الى الانتقادات وفندت ارائهم، الكل سمع عن افلاطون وارسطو ، ولكن الان علماء الاجتماع والنفس ، لا يُعيرون اهمية لمعظم ما جاء في كتاباتهم. وهكذا العديد من المشاهير من العلماء من هيكل وماركس ، ولم استثن احد منهم لم يتعرض للنقد، ويُعد الدكتور علي الوردي من المع علماء الاجتماع العراقيين ولكن لم تسلم كتاباته من النقد الصارم وكشف بعض اخطائه. ،كما تظهر هذه الحالات في العلوم الطبيعية ،انما اقل مما هو من الاجتماعية ، للاختلاف في طبيعة الظواهر المدروسة. فهناك علماء فيزياء اخترعوا اجهزة ووضوعوا قوانين ، وجاء بعدهم اخرو اخترعوا افضل منها لتؤدي نفس الوظيفة ،واُعيد النظر في الكثير من القوانين . كم من الادوية المخترعة فشلت في وظيفتها ومُمنعت من التداول والعلاج لعدم جودتها.
عزيزي سمير يتكون العلم من تراكم معرفي جيل على جيل ، تُستحدث نظريات وتُلغى اخرى وهكذا. وباحث يستفيد من الاخرين قبله وياتي بشيء جديد. العلم لا ينتهي عند باحث او عالم مهما بلغ من شأن كما قلت. فالدكتور بهنام حاله حال الاخرين لايختلف عنهم . ولا يسعني هنا المجال لكي ادرج لك الكثير من الاكتشافات الحديثة التي ظهرت بعد اكتشافات ابو الصوف .ونظريات في نشاة واصل الحضارات الجديدة التي تفند ارائه .
اخ سمير ، ارجو ان لا تفهمني كما جاء في تعقيبك الاخير اني اروج للدعاية مثل كوكا كولا ، هذا كلام تسقيطي. ابحث من عام 1991 في علم اجتماع الاثنيات ، واهتم باثنيات بلاد النهرين وتوصلت الى نظرية طرحتها في كتابي الاخير ، واقول نظرية .ولا تزال قناعتي اننا اثنيات ثلاث سريانية واشورية وكلدانية معاصرة ، واكرر معاصرة. لانها تكونت من تفاعل حضاري لعدة حضارات على مر العصور في بلاد النهرين من شعب بلاد النهرين .ولعوامل متعددة انتهى المطاف بها ليكون هذا الواقع ، فمن منظور علم الاجتماع ، ندرس الظاهرة كما هي لا كما يجب، اي كما نراها في لحظة الدراسة. فلا استغل الشهادة لترويج عنصري كما ذكرت ، بل تأكيدي دائما للتعاون والتضامن وتوحيد القرار والمصير.والاحترام المتبادل ،ومن جهتي احترم الجميع كما اشرت اعلاه.

 المصادر
دكتور بهنام ابو الصوف ،قراءات في الاثار والحضارات القديمة ،مراجعة البير ابونا، منشورات دار نجم المشرق ،18 ، مطابع الاديب ، بغداد ، 2008،ص 7
دكتور بهنام ابو الصوف ، العراق وحدة الارض والحضارة والانسان ، سلسلة افاق ، 11 ، ص 4-5
دكتور بهنام ابو الصوف ، التاريخ من باطن الارض ، اثار وحضارات واعمال ميدانية ، الاردن ، عمان ، مطابع شركة الاديب ، 2009 ، ص9

تقبل تحياتي





315
الاخ العزيز سالم يوخنا المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال وكلمات الثناء ووضعك للامثلة التي عايشتها شخصيا وميدانيا في الموصل .
نعم كما تفضلت في تعقيبك لا يُشترط أستخدام احرف لغة ما ،وان تسمى المحكية بتسمية اللغة المقتبس منها.اضافة لمثالك عن العربية ،فهناك الكوردية التي اقتبست الاحرف العربية ،والفارسية ،والتركية اقتبست اللاتينية وهكذا ولكن ظلت تسمياتها قائمة.وهناك العديد من اللغات في العالم على نفس الشاكلة.
المشكلة ان الذين يتحدثون عن هذه المواضيع هم خارج الاختصاص ،فيعكسون اجنداتهم وميولهم وانطباعاتهم الشخصية في المناقشة .
كما اشكرك لوضع شريطي الفديو المسجلة المتناقضة للدكتور بهنام ابو الصوف واختصرت الطريق لي .وليس هذا فقط، قد صدر من الدكتور بهنام في مقدمة كتابه الاقوى ،واقد اعتبر كلنا عرب.
تقبل تحياتي

316
المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ومداخلتك القيمة وكلمات الثناء.
نعم ،نحن بحاجة الى ذوي الاختصاص لتحليل ما ورثانه من الاجداد ،ولهذا حذرت التدخل بموضوع اللغة ليُترك للاختصاصيين طالما لا يحمل رجال الدين هكذا اختصاص .
ولايهمك من الطروحات المتجاوزة ،الذي يكتب يتوقع كل الاحتمالات وشكرا
تقبل تحياتي

317
الاخ القدير ناصر عجمايا المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال واختصار تعقيبك بالعبارة التي لاقت اهتمامك .
مع الاسف لايزال من يقدس كلام رجال الدين سواء ما يتعلق منه بالروحانيات وغير الروحانيات.
ولهذا يكون لهم دور مثل هؤلاء في ترسيخ سلطتهم وتقديسهم وتدخلهم بما لا يعنيهم .
تقبل تحياتي

318
الزميل القدير الدكتور ليون برخو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ومداخلتك واضافاتك القيمة التي اغنت الموضوع.
اثمن واقدر رايكم واعده مهما جدا بالنسبة لي لاعتبارك مختص في علم اللغة وتحليل النص، ومحاط بكل المفاهيم لتراكم الخبرة العملية والنظرية عندك لتنطلق منها لابداء الراي .
نعم اخي الدكتور ليون لم يكن غرضي ابدا النيل او ان تشمل كلمتي التراث الذي خلفه لنا الاباء الروحانيين في كنيسة المشرق ،فهو تراث زاخر بمعطيات رائعة لا مثيل لها من الطقوس والالحان والمؤلفات اللاهوتية وغيرها ، وحتى بحسب علمي اقتبست منه الكنائس الغربية الكثير .
ومع الاسف بعض الاخوة المعقبين تصوروا اني انتقص من دور اللغة ،بالعكس حذرت الجميع من الاهتمام بما كتبه هؤلاء وبالاخص في الفترة التي بدات التمزقات الطائفية تنخر في جسم كنيسة المشرق ،وبينت كيف تناولوا الموضوع بتناقضات جعلت مما كتبوه لا قيمة له.
تقبل تحياتي

319
الاخ متي أسو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ومداخلتك .وبصددها اود توضيح الاتي:

الموقف من المقال واي مقال ولاي كاتب ، تكون نتيجة القراء المتوقعة ،مؤيد بشدة ، مؤيد ، لا ابالي ، رافض بشدة ، رافض
الكل يكتب ،ويتوقع هذه الاحتمالات.
تأتي اهمية الموضوع من انطباع الباحث عن الظاهرة التي تُثير أهتماماته، فعندما الاحظ العديد وباستمرار من كتاب المسيحيين العراقيين او على خاطر القوميين من الاثنيات الثلاث الكلدان والسريان والاشوريين يكتبون عن موضوع تسمية اللغة، معتمدين بالدرجة الاساس على الكتب المؤلفة من قبل رجال الدين للطوائف المسيحية منذ فترة طويلة ويتخذها كل واحد ذريعة لكلمته كانها مقدسة تفوه بها او كتبها رجل الدين وليست قابلة للنقاش.
عليه راجعت المئات من هذه الكتب سابقا وحالياً، وتوصلت الى نتيجة وهي هذه المؤلفات مشحونة بالتناقضات بين الكتاب الروحانيين، وبل عند الكاتب الواحد في مؤلف واحد. حاولت بيان واعلام وتحذير هؤلاء الكتاب المهتمين او القوميين لانهم يعتمدون على افكار اشخاص متناقضة ،بمعنى لا فائدة من جدالاتكم ،بالاضافة الى تنبيه رجال الدين انفسهم عن الدور السلبي الذي يؤدونه في كتاباتهم المتناقضة حول الموضوع ،ولو لا لامانة حفظ الاسماء للمراسلات الشخصية لاعلنت لك الكم من رجال الدين  الذين كان موقفهم مؤيد لما جئت به في المقال . بمعنى المقال ترك اثاره الايجابية على من تابعه. وهذه اول مرة اكتب عن موضوع يرتبط باللغة وبعنوان محدد ودقيق، اذ اتجنب الكتابة عن الموضوع سواء عن التسمية الاثنية او اللغة الا بعض المداخلات التي اكون مضطرا لتوضيح رايي.
وهكذا المسالة يمكن قياسها بنفس السياق الذي تؤكد عليه دائما،على التكرار سواء بالمداخلات او المقالات على موضوع تاسيس حزب سياسي مسيحي وبوقفة مُشددة لاهميته بحسب نظرتك وانطباعك عن الموضوع مفضلا ذلك على الاحزاب القومية المتصارعة بين بعضها. وبالطبع هناك من يؤيد مقالاتك بشدة او يرفضها.
اخي متي القدير: اول خطوات كتابة مقالة او دراسة هي قياس الباحث او الكاتب مدى الاهمية المتوقعة من الموضوع ، وبحسب انطباعاته ونظرته للموضوع.
تقبل تحياتي

320
الاخ لوسيان المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال وملاحظاتك التي اتفق معك عن بعضها واختلف في اخريات.وبصدد ما تفضلت به اود توضيح:
ما يخص قولي الاعتماد على الدراسات والكتب الاكاديمية ،اعتقد هناك ارباك في معرفة ما اقصده ،فلا اقصد كل  ما كُتب من قبل حملة الشهادات العليا في اختصاص ما هو الاصح دائما، لا والف لا، واخص بالذكر في مجالات العلوم الاجتماعية والانسانية ،انما اقصد في حالة وجود مسالة ما أجمع عليها الباحثون الاكاديميون ،وقد تكون من بينها تلك المسائل التي يطرحها غير المختصين أو تلك المتاثرة في ايديولوجيات سياسية ودينية معينة.وابسط الامثلة ما كتب احد الروسيين عن ثورة العشرين في العراق ودحض ما كتبه عالم الاجتماع العراقي علي الوردي. بالتاكيد كتب الاول تحت تاثير سياسي لقولبة ظروف تلك الثورة بمفاهيم سياسته.
كل من له معرفة من الناس له الحق ان يدلي برايه وان يكتب عن ظاهرة ما،ولكن لاثبات صحتها اليوم نحن بحاجة الى ادوات بحثية مقننة قد يفتقدها غير المؤهل ،لا بل احيانا لا يُجيد استعمالها بعض الاكاديميين.
مثلا اتابع كتباتك ،اراها من الناحية النظرية العديد منها صحيحة ،انما تحتاج الى برهان لانها تبقى فرضيات او نظريات ما لم تخضع للبحث العلمي المقنن، وهكذا كل الكتابات حتى لو كتبها الاكاديميون. ومن بينهم أنا شخصيا .
تضع فرضيات ، لا بأس ولكن تُناقش فرضياتك نظرياً وفق معطيات تلاحظها ستبقى تلك النتائج اولية. لاختبار تلك الفرضيات تحتاج الي مقاييس احصائية لمعرفة الفرق النسبيي المعنوي الذي يعطي دلالة احصائية بين شقي الفرضية ،ليتقرر الرفض ام الاتفاق.
وعلى كل، خطواتك بهذا الاتجاه هي افضل من السرد الانشائي كما يحدث عند البعض هنا.
متى الح الاعتماد على الاكاديميات؟ عندما ارى من سياق حديث الكاتب انه يكتب تحت تأثير افكار سياسية او دينية او طبقية او جغرافية انتمائية وهكذا. فهل تريدني مثلا اعتمد على كتاب من تاليف رئيس حزب سياسي عن ظاهرة التسمية؟ ماذا تتوقع ان يكتب؟ الجواب واضح لا يمكنه الخروج من اطار الفكري المقولب من حزبه ،وهذا من حقه.
التقيت في احد الايام وكانت معي مجموعة من الاصدقاء مع مؤسس حزب من احزاب شعبنا ،وكان قد الف كتاباً تاريخيا عن اثنيته، فعرض لي الكتاب واشتريته،مع ابتسامة خفيفة ،وقد لاحظ ابتسامتي ،فقال لماذا تبتسم ؟ قلت تريد الصراحة ، قال نعم، قلت اعرف مقدما ما الذي توصلت في كتابك عن الموضوع ، قال كيف تحكم ولم تقرأ الكتاب؟ اجبته :ماذا تتوقع من رئيس الحزب الفلاني -ذكرت له حزب اخر من احزاب شعبنا- لو كتب نفس الموضوع ان تكون النتيجة؟ هكذا حالات شخصيا ارفضها .
كما الجأ التاكيد على الاكاديميات، عندما ارى في سياق حديث احدهم كما رايت عند الاخ فاروق كوركيس من اخطاء ،بالرغم من ان الاكاديميين الاثاريين قد اكدوا عليها بالاجماع في البحث الاكاديمي.
كيف تريدني ان لا اوجه شخص ارتكب خطأ واعلم به تماماً، أ ليس من الخطأ القول :الامبراطورية الاشورية حكمت بين خمسة الاف سنة وسبعة الاف؟ علما كل التنقيبات الاثارية والدراسات الحضارية التي اتابعها لمدة عشرين سنة تؤكد، بقت الدولة الاشورية 1200 سنة فقط !! ووجودها الفعلي كان بلاد النهرين الشمالي ولم يمتد الى مصر وفلسطين ألا بالمد والجزر لاخضاع الشعوب لدفع الضرائب وكسب الثروات وتامين حدودها.
وهكذا عندما رايت الاخ عصام المالح يؤكد على عامل واحد في نشر اللغة ،اضطر التصحيح واللجوء الى الاكاديمية ،لانها اجمعت ان اية ظاهرة لا يمكن ان تعزو تطورها ووجودها لعامل واحد وهذا خطأ كبير ووضحت في تعقيبي عليه. حيث بينت لكل حالة ظروفها وطبيعتها وعواملها،ولا يجوز التعميم ،ان كانت العربية مثلا انتشرت بالقوة فالانكليزية لم تنتشر في البلدان العربية لا بالقوة ولا دونها.وبينت كيف انتشرت في مناطق اخرى.
هكذا حالات تدفعني الاستعانة بالاجماع الاكاديمي .
ما يخص ملاحظاتك الاخرى،
اية لغة لكي نعرف علمياً هي السائدة بين افراد مجتمع ما ،لابد ان نشخص نسبة المفردات الدخيلة في اللغة قياساً لمفرداتها ،واستحصال الفرق النسبي المعنوي والدلالة الاحصائية في الفرق بينهما،حين ذلك يمكن ان نقرر هل هي فعلا لغة سائدة بتسمية معينة ام المفردات الدخيلة من لغة اخرى.
فالفرضية تكون بهذه الصيغة مثلا لو اردنا معرفة ان العراقيين يتكلمون العربية ام لا:( تعتبر لغة العراقيين العرب عربية لان نسبة المفرادات اللغوية المستخدمة اكثر من المفردات الدخيلة) فرضية تتكون من شقين ولاختبار علاقة متغيرين في تسمية اللغة.هكذا نظرية لغرض اثباتها لا بد نحتاج الى دراسة ميدانية مفصلة ومقننة واستخدام المقاييس الاحصائية وتطبيقها للحصول على نتيجة الفرق النسبي وفيما اذا كان يُعطي دلالة احصائية ام لا لنقرر هل هي لغة عربية ام لا .هل يمكن نفي او قبول الفرضية؟ هذه الطريقة الاكاديمية الصحيحة وليست كما احدهم تعرف على بعض المفردات الدخيلة من الاكدية او السومرية او الارامية ليقرر ذلك كما تفضلت من امثلة عن بعضها ، وهكذا لو اردنا ان ندرس لغة الجزائريين او الليبيين وغيرهم .
وهذا ما اسعى اليه ،اجراء دراسة عن اللغة المحكية للاشوريين او الكلدان او السريان المعاصرين ومقارنة مفرداتها مع اللغة الارامية المستخدمة في الكنيسة ،لكي نقر بهذه الطريقة العلمية ،هل لا تزال مفرداتها اكثر نسبة في الاستعمال اليومي ام تغيرت؟ وما الفرق المعنوي الاحصائي؟ مُسترشدين بقوانين تطور اللغة الى لهجات وثم قوانين تطور اللهجات الى لغات مستقلة وهكذا.
اسف على الاطالة وشكرا على القراءة
تقبل تحياتي

321
الشماس القدير سامي ديشو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك المقال ومداخلتك التكميلية لها، وبصددها اود توضيح ما ياتي:
المقال لا يخص اللغات السامية القديمة ،بل يخص اللغة الارامية التي تتخذها الكنائس اليوم لغة الطقوس ،واللغة التي يتحدث بها عامة الشعب ،والتناقضات التي وُردت في كتابات الكهنة. فالمسالة لا تحتاج مختصين في اللغات السامية المنقرضة او القائمة ،بل الموضوع محدد في يومنا هذا للاجابة على الاسئلة ،لماذا التناقضات؟ ولماذا لا تُتخذ اجراءات انهاء مشكلة التسمية اللغوية ،ولماذا لا تُتخذ الاجراءات لاحياء اللغة المحكية وبيان علميا مدى الاختلاف النسبي في مفرداتها مع اللغة الارامية ؟
والموضوع المطروح بسيط جداً،الغاية منه كشف تناقضات رجال الدين في كتاباتهم التي اصبحت الذريعة للمهتمين السياسيين وغيرهم في تسمية اللغة لتصورهم ان ما يأتي به هؤلاء من كتابات هي مقدسة لا تقبل النقاش ، ورسخت المذهبية لاختلاف تسميتها بحسب المذهب ،وعليه بعد تشخيص التناقضات ،حذرت هؤلاء منها لانها كما قلت في تعقيبات اخرى تعمق المشكلة .
 فلا اجحاف في صياغة العنوان بحق رجال الدين بحسب رايي ، في هذا الموضوع المحدد ،لو ظهر من دراستي عدم وجود تناقضات ،واخترت العنوان الحالي لكان ذلك فعلا اجحاف ، لكن ظهر بالعكس ،مع اني اشرت الى جهودهم في ما قدموا من الدراسات اللاهوتية وتدوين تاريخ الكنيسة المشرقية.
ارجو ان لا نبقى اسرى تجنب نقد كتابات رجال الدين لانهم رجال الدين،وهم بشر معرضين للاخطاء في اعمالهم وكتاباتهم ،ارى في اليوم الذي كانوا يوجهون الناس لانهم الطبقة المثقفة بينهم ،ارى اليوم هم بحاجة الى توجيه ايضا طالما يقعون في الاخطاء .
تقبل تحياتي

322
الاخ كوركيس اوراها منصور المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ،ومداخلتك وبصددها اود توضيح:
نعم اتفق معكم ان الطبقة الكهنوتية في الماضي ابدت جهوداً في تعليم اللغة وتدوين تاريخ الكنيسة ،انما اخفق هؤلاء في وضع تسمية لما علموا الناس من لغة،ويتضح ذلك من التناقضات التي وقعوا بها. عدم توفر المصادر وضعف امكانية البحث وادواته في القرن التاسع عشر ، ليكون مبررا لهم ،انما بعد الخمسينات من القرن العشرين توفر في العراق كل وسائل البحث العلمي وفُتحت الجامعات ،وارسلت بعثات من الكهنة لتلقي المعرفة العلمية في اوربا ،ولكن ما تمكن احدهم من وضع اللبنات الاساسية لبناء فكري لغوي لتجاوز التناقضات بل استمرت .
اخي العزيز كوركيس القدير : ليست المشكلة في تدريس اللغة السريانية في الجامعات وتسميتها ،فهي فعلا ارامية وتلتها السريانية، فهي لغة الطقوس الكنسية وليست لغة الحديث ،فتبقى حصرا بين المتعلمين ،اما عامة الشعب لغتهم هي بحاجة الى التطوير والتهذيب والرعاية.
وضع الباحثون والمختصون مناهج تدريسية ،وُضعت لتدريس اللغة السريانية ،ولكن السؤال هو كم بحث ودراسة معمقة اجريت من قبلهم لمعرفة الفرق المعنوي الاحصائي بين اللغة الارامية والمحكية في التداخل المفرداتي بين اللغتين لكي يتضح مدى تطور اللهجات الى لغات بحسب قوانين تطور اللغة. علما ان المهتمين باللغة هم من العلمانيين ولا اظن هناك العدد الكافي من المختصين فعلا اكاديميا في اللغة وان وُجد فهم مختصون بالنحو والصرف .
وهنا في المقال ليس المقصود هؤلاء ،بل رجال الدين الذين اخفقوا في التوجيه الصحيح لوضع حد للمشكلة ، وبقت كتاباتهم ذريعة للمهتمين لدعم ارائهم كأنما هي مقدسة لا تقبل الشك كما يتبين مما يُكتب عن الموضوع يومياً، ولتناقضاتهم حذرت هؤلاء وغيرهم ،اي بمعنى ان اعتمادهم على الكتابات المتناقضة لا يفي بالغرض وانما يعمق المشكلة في تسمية اللغة.
تقبل تحياتي

323
الاخ اوشانا يوخنا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ،ومداخلاتك مع المعقبين . ارجو ان يكون هدفنا جميعاً الحوار الذي يقودنا الى نتائج مثمرة ، بالرغم من ان هكذا مواضيع عن الظواهر الانسانية والاجتماعية والتاريخية معقدة.  تتاثر عملية اقناع المقابل بعدة عوامل، منها سياسية واجتماعية ودينية ومذهبية ومعرفية ،ولهذا ترى دائما الاختلاف في وجهات النظر، وصعوبة الاقناع، لان المُحاور يتبنى من افكار وتفسير عن الظاهرة بما يرى مناسباً وفق تطلعاته في ظل معطيات وسياقات العوامل المذكورة. وعليه الاهم هو ان نحترم بعضنا البعض ونرسخ مفاهيم التعاون والتضامن والعمل المشترك. وهذه رسالتي الى كل الاخوة المعقبين والمهتمين.
مع شكري وتقديري
تقبل تحياتي

324
الاخ عصام المالح المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ومداخلتك ،وبصددها اود توضيح الاتي:
عن عوامل انتشار وتبدل اللغة ، وفقاً لنظريات الاقتباس والانتشار الحضاري ،هناك عدة عوامل لانتشار اللغة وتبدلها، قد يكون لعامل او اكثر اكبر تأثيرا من غيره ،لكن لابد هناك عوامل اخرى،ومنها ،طبيعة اللغة الجديدة ومقارنتها مع طبيعة لغة المجتمع المستعمر، وخصائص المجمتع المستعمر من حيث القيم الاجتماعية والدينية ومدى تقاربها مع قيم الاستعمار، الفترة الزمنية التي يبقى المجتمع مستعمرا. التهجير القسري وفرض اللغة بالقوة، التجارة المستمرة، االانتشار الديني حاملا لغة جديدة ،الابداعات الفكرية وتوافد عناصر حضارية جديدة، مستوى وسائط النقل للتحرك والاتصال الاجتماعي بين المجتمعات، مدى قدرة وسائل الاتصال عبر العصور، كل هذه العوامل مجتمعة تساهم في انتشار اللغة او تطورها.
لو اتينا على ما ذكرت من العامل الذي هو القوة،احيانا يكون صح واحيانا لا يساهم، فمثالك عن الاستعمار البريطاني  لايتوافق مع حالة عامل القوة ،لماذا؟ اولا لم نر المجتمعات التي سيطر الانكليز عليها قد تحولت لغتها من العربية الى الانكليزية في العراق والاردن والسعودية ومصروغيرها، لاسباب ذكرتها انفا واكررها، الفترة القصيرة لمكوث الاستعمار، طبيعة اللغتين العربية والانكليزية مختلفتان تماماً،  خصائص المجتمع المستعمر فيه عوامل قوة مناهضة كرد للتوغل في الحياة اليومية للمجتمع منها اختلاف الدين والقيم الاجتماعية، وتنامي الشعور القومي . و ارجو ان لا تخلط بين تبدل اللغة ومحاولة تعليم لغة الاستعمار رسميا في البلد، فهذا لاغراض سياسية وتجارية وسياحية وبرغبة المجتمع المستعمر .
من جهة اخرى لاحظ مثالك صحيح اين ؟ في افريقيا وامريكا الجنوبية ،لماذا؟ ظل الاستعمار فترة طويلة في تلك البلدان، كانت مجتمعات متخلفة قياسا بمصر والعراق مثلا، طبيعة اللغة لشعوب المايا الاصليين لم تكن متطورة، استخدمت اللغة الاسبانية في عموم المنطقة والبرتغالية في برازيل للتبشير الديني ونجحوا في اختراق واذابة الاديان القديمة هناك ولغتهم البسيطة ، كما نجح الاستعمار في محو أو تقليص تطور لغات البلدان الافريقية ،لانها لم تكن لغات مكتوبة ،والمجتمعات متخلفة جداً ولا قوة لها للردع بحيث كانت مسالة فرض اللغة سهلةً جداً عكس ما ظهر في العراق ومصر مثلا والهند. مع ان الهدف الرئيسي للاستعمار من سيطرته على بلدان اخرى هو الاستحواذ على الثروات والبحث عن مناطق السوق لتصريف منتوجاته ،وتأمين الطرق والممرات حول العالم لضمان التجارة والمصالح.
اما ما حدث بين الشعوب القديمة من القتال وفرض القوة فالعملية تختلف من حيث اسبابها ومنطلقاتها الدينية والاقتصادية والولاء للحاكم .
لو اخذنا مثالك ونطبقه على بلاد النهرين قديما، ستظهر النتيجتين ايضا،كيف؟ كل المعطيات الاثرية تُشير الى ان اللغة السومرية اضمحلت وانتقلت بعض من مفرداتها الى الاكدية بعد سيطرة الاكديين ، وعممت اللغة الاكدية في بلاد النهرين بلهجتيها الشمالية الاشورية والجنوبية البابلية ، هنا لعب عامل القوة دوره، ولكن بعد سقوط الامبراطورية الاكدية ، وقدوم الحثيين والكشيين والاموريين ظلت الاكدية قائمة، بل القبائل الغازية هي التي اقتبست اللغة الاكدية والحضارة الاكدية اجتماعيا ودينيا،  لعدم امتلاكها لغة مكتوبة وحضارة افضل من الاكديةً. أي بمعنى أن عامل القوة الذي يمثل في سيطرة حضارة على اخرى لم يغير لغة سكان بلاد النهرين الاكدية بل اقتبسوها.
أما عن انتشار اللغة الارامية في بلاد اشور : تشير المصادر ولا اختلاف بينها ان الامبراطورية الاشورية عام 1100 قبل الميلاد تبنتها رسمياً ،ليس بسبب قوة وسيطرة الاراميين عسكرياً على البلاد، بل ترجع الى اسباب فنية مرتبطة باللغة الاكدية وحروفها ،وابجدية الارامية السهلة والمقتبسة من الكنعانية ، وحاجة الاشوريين لتعلمها وعلى اقل تقدير رسميا لان الاراميين اشتهروا بالتجارة في المنطقة،  فتوغلت تدريجياً لغتهم بين شعوب المنطقة ليس الاشوريين فقط بل البابليين في الجنوب ومنهم الكلدان بحيث بعض المصادر لم تفرق بين الاراميين والكلدان لتداخل لغتهم مع بعضهما.
اما عن ما اشرت اليه غلبة الاشوريين ثقافيا وديمغرافياً : نعم كانت الدولة الاشورية متقدمة ثقافياً واقتصاديا وعسكرياً، لكن هذا لايبعدهم عن الاستغناء بلغتهم من اجل لغة اخرى تتميز بخصائص اكثر تطورا منها  وبالاخص احرفها، وبالعكس في رايي ان عامل الثقافي الذي تميز به الاشوريون ساعدهم على تقبل حروف لغوية جديدة ولغة متطورة سهلة الكتابة والتعبير. مثلما اقتبس العرب الاحرف الارامية وطوروها والفرس اقتبسوا الاحرف العربية والكورد العربية وثم اللاتينية والترك اللاتينية. وهذه حالة طبيعية ومنطقية في تطور اللغة وفق مفاهيم علم اللغة وعلم اجتماع اللغة الذي يؤكد على التاثير المتبادل بين اللغة والمجتمع ويعد اللغة كالمجتمع في تطورها او انتكاستها.
اما ديمغرافياً، لا يُشترط ان الاشوريين في بلاد اشور كعرق او اثنية كانوا الاكثرية، كما كان الامر في بابل ايضا، بل قبل ظهور الاشورية في شمال بلاد النهرين كانت هناك شعوب في المنطقة وتعامل معهم الاشوريون واخضعوهم تارة الى حكمهم واخرى انتفضوا كما كان يحدث في بابل ، مثل الحثيين والكشيين والميتانيين والحوريين واللوليين .ويذكر مؤرخي بلاد النهرين علاقات الاشوريين التجارية احيانا والقتالية معهم بحسب طبيعة العلاقة .
 كنت قبل فترة اطالع بحث متميز للدكتور الاثاري عامر الجميلي بعنوان، ( الجبال في الكتابات العراقية القديمة) و في سياق حديثه عن الجبال في كتابات الاشوريين ،يذكر اعتمادا على علماء اثار متعددون(  ص93 هامش 92 ) وجود اقليم في المنطقة الجبلية كان موطنا للحوريين تعرف عليهم الاشوريون وتعاملوا معهم ووردت  تلك المعلومات  في النصوص الكتابية الاشورية.  ويضع الباحثون حدوده ما بين الزاب الاعلى شرقاً حتى حدود بلاد الحثيين غرباً ومركزه تحديداً ما بين منطقة العمادية وزاخو شمال غرب العراق وحتى مدينة سعرت التركية. وكان اللوليين مسكنهم الجبال الشرقية لبلاد اشور والميتانيين في الجبال الشمالية وحتى كان لهم وجود في كركوك الحالية وضواحيها، ناهيك عن الاعداد الهائلة من الاسرى من كل الشعوب التي غزتها الدولة الاشورية ولم ترجع ومنهم الكلدانيين واليهود  " راجع عالم الاثار " اودد بوستاني " في( كتابه الترحيل الجماعي والمبعدين في الامبراطورية الاشورية الحديثة) باللغة الانكليزية ص 116- 135 . الذي اقصد به هنا، بلاد اشور تكونت من مكونات اثنية مختلفة. ولا يُشترط ان الاثنية الاشورية هي الاكثرية بالرغم من قدرتها على السيطرة. وكون الامبراطورية مترامية الاطراف مداً وجزراً.
من جانب اخر ،في رايي ، لا يُشترط ايضا ان اللغة الارامية التي استخدمت رسميا في سجلات الدولة الاشورية ، اصبحت لغة السواد من الشعب ضمن الامبراطورية، بل ظلت الاكدية قائمة بلهجتيها،واختلطت مع الارامية الوافدة ،وترسخت عند دخول المسيحية الى بلاد النهرين لان المبشرين تحدثوا بها واعتبرت مقدسة ولا يزال البعض ينظرون اليها بنفس الرؤية. مثلما ايضا بالرغم من انها اصبحت الارامية اللغة الرسمية في دواوين الدولة الفارسية في مختلف سلالاتها ،وبعدها في الدولة الاسلامية الى عهد عبدالملك بن مروان، ولكن الفارسية كانت لغة السواد المحكية ،والعربية لغة السواد المحكية.
الذي حصل هو تلاقح بايولوجي ثقافي وحضاري ولغوي بين الحضارات التي توالت على بلاد النهرين سواء قبل سقوط الدولة الاشورية وبعدها الكلدانية ،وما بعدهما والى يومنا هذا. وهدفي هو الوصول او تشخيص مدى ارتباط اللغة التي نتحدث بها بالارامية والاكدية ، ولا اشك او اي اعتراض على ان اللغة المستخدمة في الكنيسة هي الارامية التي بات لم يفهما جيل بعد جيل من الاثنيات الثلاث في العراق. وهذه المسالة تحتاج الى دراسات معمقة لتشخيص فيما اذا لا تزال المحكية لهجة ام تطورت الى لغة بحسب قوانين التطور اللغوي. لا ان تُشوه تسميتها في تناقضات الكتابية لرجال الدين.
اسف على الاطالة وشكرا على ملاحظاتك. ولايمكن تغطية الموضوع بتعقيب او مقال لتشعبه وتعقده.   
تقبل تحياتي

325
الاخ سامي عطاالله المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ومداخلتك القيمة واسلوبك الحضاري في الحوار.
بخصوص ما اقتبست من المقال ابين الاتي لو سمحت.
ما اعتمد على كتب رجال الدين لو كان محتواها خارج الاختصاص، فهنا لا احد منهم مختص في اللغة ،لو كان الكتاب في اللاهوت والتاريخ الكنسي فهم ادرى ،اما اللغة وامور اخرى فلا .هذا ليس استشهاد بهم بل احذر المهتمين والباحثين والقراء منها للاسباب التي ذكرتها في المقال.
اخي سامي القدير
نحن كما يعرف الجميع نعيش في زمن الاختصاصات والدراسات الاختصاصية الدقيقة ،وليس في زمن ان يكون الكاتب موسوعة ،او في زمن الفلسفة التي كانت تحتضن كل العلوم الطبيعية والاجتماعية والصرفة. فعلينا ان نعي طريقة التعامل مع الظواهر والمصادر. ومن كتبها مختص ام هاوي.
من من هؤلاء مختص في اللغة؟ لا احد. وبعض منهم لا ذنب له لعدم وجود فرص لهم لمواصلة الدراسة او كانت سياقات الكتابة تختلف عما هو الان.
ليس معرفة اللغة قراءة وكتابة وقواعد الصرف والنحو مؤشرات كافية ليكون الكاتب ضليعا في البحث عن اصول اللغة وتطورها وتبدلها .
أ تدري الى بداية القرن العشرين ما استطاع المختصون بعلم اللغة الصرف ان يتوصلوا الى مسائل مرتبطة باللغة من حيث تطورها وعلاقتها بالمجتمع ،الا بعد ان ظهرت اختصاصات اخرى مهمة ،علم اجتماع اللغة وعلم اللغة الاجتماعي وعلم النفس اللغة والانثروبولوجية اللغة، كلها ساعدت علماء اللغة وزودتهم بحقائق عن علاقة اللغة بالمجتمع والتاثير المتبادل بينهما وتطورها وانتشارها . وقد كشفت هذه العلوم الحديثة اخطاء كثيرة وقعوا بها علماء اللغة قبلهم وصححت من قبلهم. والحديث عن الموضوع طويل لايمكن ان نغطيه بتعقيب او مقال.
اما عن مصدر المطران عبديشوع الخياط ،كما قلت في تعقيب اخر على بعض المعقبين، الكتب المذكور وردت عناوينها في المصادر المذكورة في المقال .ونقلتها كما هي مدونة.وبالنسبة لمصدر الخياط مدون في كتاب" معجم الكُتاب الكلدواشوريين " لمؤلفه القس حبيب النوفلي المطران لاحقاً. وهنا للتحقيق ممكن توجيه السؤال الى مؤلف المعجم الذي اعتمدته وليس لي. وهكذا لبقية الكتب المذكورة.
وهنا التساؤل ،هل يجوز ان نحسم اي موضوع من خلال مصدر واحد ولمؤلف غير مختص عما يقوله عن ظاهرة ما .فهناك غيره بالمئات يقولون العكس .وما هي مدى صحته عن علمه بلغة الفردوس ؟ الفردوس بحسب معرفتي وخبرتي في الدراسة والتدريس كل الاديان باختلافها يؤكدون وبقوة وحجج انها كانت بلغتهم.المسلمين لا يقرون لغة الجنه الا العربية ،لو تقرا الزرادشتية سترى تاكيد مؤلفيها ان لغة السماء الاعلى هي لغتهم ،الايزيديون كذلك واليهود يؤكدون على لغتهم ،وحتى لو تقرا عن الاديان الطوطمية يرون ان طوتمهم الذي هو بمثابة اله يتحدث بلغتهم،هذه مسالة انثروبولوجية نفسية وليست تاريخية اخي سامي .لا توجد براهين علمية مثبتة عند الكل وانما هي نتاجات واستنباطات عقلية في ضوء العقائد لكل دين ليقر بلغة الفردوس .
وماذا لو قال المطران عبديشوع وعرف نفسه انه سرياني او غيره من المطارنة او حتى الاشخاص ،هذه قناعة شخصية ومدى تفهمه لما وصله. هل ترضى بما يؤكد عليه مثلا المطران الكلداني " سرهد جمو" الذي يقول نحن كلدان ولا يقبل غير ذلك؟ هل ترضى ان يقول البطريرك عمانوئيل دلي" في كل تصريحاته نحن كلدان ويرفع بيانا لاقليم كوردستان بان الكلدان يقرون هذه التسمية ،هل ترضى بكل اساقفة وبطاركة الكنيسة الاشورية الذين يؤكدون في كل مناسبة انهم اشوريين وبل كل الكنائس اشورية.والامثلة كثيرة .وهؤلاء حالهم حال المطران عبديشوع او غيره ،و حالهم حال اي مطران من الكنيسة السريانية الذي يؤكد على انهم سريان،وهكذا. بماذا يختلف المطران الخياط او غيره من القدامى عنهم، كلهم رجال الدين. وكل واحد له حججه ومبرراته وقناعته. لماذا تقبل برايه او راي غيره الذين يؤكدون على نفس الفكرة ،ولا ترضى وتقتنع بافكار الاخرين؟ لانها تُساير مع ما تؤمن به،والاشوري او الكلداني يؤمن بافكار من تُساير رغباته وهكذا المسالة هي نفسية اكثر من تاريخية .
اما بالنسبة لمسالة القواميس عدم وجود قاموس تحت تسمية الكلدانية او الاشورية ،فهذا موضوع يرتبط زمنيا بعد المسيحية التي انتشرت على اثرها التسمية السريانية بحسب اكثرية الاراء ،بداية في بلاد الشام وثم انتشرت الى العراق في عهد الدول الاسلامية فاصبحت كلمة السريان شائعة عند المهتمين ،علما لو تفحصنا كتب المؤلفة من قبل العرب في العراق بالذات ،عند الحديث عن المسيحيين يكون بحسب ما جاء في القرآن " النصارى" وحتى كُتاب الكنيسة استخدموها في كتبهم .
علما ان لغة القواميس لا احد بامكانه ان ينكر انها لغة ارامية وعرفت عند البعض سريانية كما انها لغة الطقوس ،انها فعلا لغة ارامية اكاديمياً والتي تدرس في الاقسام العلمية في الجامعات هي الارامية ،ولكن ما ذنب الشعب الذي لا يفهم هذه اللغة ،وهل لغته فعلا هي ارامية ؟؟!! هذه هي الفكرة وليس الاعتراض على القواميس .نريد حلا ومعالجة اللغة التي نتحدث بها من قبل المختصين وليس من قبل رجال الدين او السياسيين. كما علينا ان نميز بين اللغة والاثنية، فلا يُشترط من يتحدث لغة ما ان تكون اثنيته العرقية من نفس اصحاب اللغة.
اخي سامي الموضوع شائك ومعقد ،نصرف الوقت كلنا للبحث فيه ودون جدوى، ولا يمكن اي واحد منا ان يهز شعرة من راس الاشوري ليقتنع انه غير اشوري ولا يمكن ان ينكر اي كلداني كلدانيته أو اي سرياني سريانيته الا اللهم لسبب شخصي او طموح ما.
هكذا مواضيع يجب ان نعي ان دراسة الكتب التاريخية لا يمكن ان تساعدنا في فهم الحقيقة ما لم نرجع الى الاختصاصات الاخرى مثل علم الاجتماع الحضاري وعلم النفس والانثروبولوجية الحضارية والطبيعية والاجتماعية وعلم اجتماع التغير.
علينا التاكيد على التضامن والتماسك ووحدة القرار والمصير ولا نتعلق بالتاريخ الذي شخصيا لا اهتم به .بل نخطط لحاضرنا ونفكر لاجل مستقبلنا. وارجو للعلم ان تعرف جيدا شخصياً لا انتمي لاي حزب سياسي،بل باحث اهتم بشؤون شعبنا بقدر ما تتعلق المسالة باختصاصي.
وشكرا ثانية
تقبل تحياتي الخالصة

326
الاخ العزيز قشو ابراهيم المحترم
شلاما
شكرا على مداخلتك ،لكن يؤسفني ان اقول ما فهمت من الخط الذي كتبت به،لو كان الخط الشرقي العادي لدبرته . ولا اعرف اذا هناك شيء يخصني فيها او كلها موجهة للاخوة المعقبين.
مع اطيب التمنيات لك والتوفيق دائما في مسعاك.
محبتي

327
الاخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للموضوع ومداخلتك القيمة التي اغنت المقال ،وما تفضلت به منطقي جدا.
فعلا لا احد من رجال الدين الذين ذكرتهم مختص في اللغة ، بل قدموا الكثير في مجال اللاهوت  والتاريخ الكنسي ،وذلك ايضا لا يعفيهم من الاخطاء ،وقد كنت قبل يومين اقرا حلقة عن بطاركة الكنيسة الشرقية لغبطة البطريرك لويس ساكو ،والا ينفي ثلاث مرات معلومات ذكرها الاب البير ابونا عن البطاركة لانها وردت عنده خطأ، فكيف في اللغة التي تحتاج الى دراسات معمقة واختصاصيين يعرفون باللغات القديمة والحديثة .
تقبل تحياتي

328
الاخ ابو افرام المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال.
واسف اقول ان مداخلتك لا تصب في الموضوع ،وارجو ان تميز بين اللغة والاثنية.
كما كل واحد له مجموعته من الكتب التي تُطيب له وتعكس ما يهدف اليه ويبتغيه فيقول انتهى الموضوع حسمنا المشكلة.
اخي التاريخ اذا لم يُكتب من قبل مؤرخ مختص فهو غير مُعتمد عليه .وحتى اذا كُتب من قبل المؤرخين الاكاديميين فنرى الاختلافات الحادة بينهم في دراسة الظاهرة ،وهذه تعتمد على المصادر المُعتمدة في الكتابة والفترة الزمنية .كما ارجو عدم التركيز على كتب التاريخ بل هناك الانثروبولوجية والاجتماع والدراسات الحضارية تبين كيف عاشت المجتمعات وتطورت في الماضي و على مدار العصور ،اما التاريخ فيؤرخ الحدث ولا غيره وهذا ما استنتجته خلال دراستي وتدريسي وشكرا ثانية.
تقبل تحياتي

329
الاخ الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ومداخلتك القيمة .
نعم غير الاختصاصيين ضيعوها المسالة وكانت هذه المجموعة من رجال الدين الذين افتقدوا الاختصاص اكثر تاثرا في تشوية تسمية اللغة .
اضم صوتي لما اقترحه الاخ يوحنا بيداويذ وتاييدك لتشكيل هيئة مستقلة ومعتبرة وتشارك فيها الجامعات لدراسة هذا الموضوع الشائك.
وكتب التاريخ يومياً تبين لنا الجديد .
تحياتي

330
الكاتب القدير يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال وملاحظاتك القيمة التي اغنت الموضوع.
والمهم هو كما تفضلت
زيغان رجال الدين نحو طوائفهم في كتاباتهم وهذا ما افقدهم الموضوعية وثانيا والاهم هو نبذ التعصب والتلاحم والكف عن الغاء الاخر بل التضامن والتماسك ووحدة القرار والمواقف. اثنيات مختلفة المنبع تتضامن في ايام المحن ،ولماذا تصعب علينا نحن ابناء بلاد النهرين ذوي المنبع الواحد؟!!!
تحياتي

331
الاخ ابرم شبيرا المحترم
خبر مؤلم في الحقيقة لفقدان علم من اعلام شعبنا ،اذ كان له الدور الكبير في ايصال الكلمة لجميع انحاء العالم واخص بالذكر في شوون شعبنا بدون تمييز ،واخذت مقابلاته مع المسؤولين والمهتمين بشؤون شعبنا حيزاً كبيرا من اهتماماته وتغطيته للاحداث والمواسم التي أقيمت في مختلف بلدان العالم. ويشرفني ان اذكر تلك المقابلة التي اجراها معي للاستفسارات التي قدمها للاجابة عنها بمناسبة انتهاء اعمال المؤتمر الكلداني العالمي في ديترويت عام 2013 ، لما رن الهاتف واجبت من؟ قال انا ولسن رابي هل تعرفني فرحبت به وطلب لاجراء المقابلة ووافقت بدون تردد. فقد عجبني بطريقة القائه ونوعية التساؤلات ودقتها وطريقة حواره ،فعلا كان اعلامياً بكل معنى الكلمة وتبقى احاديثه ترن في الاذن وفي ذاكرة الانسان.
نطلب من الرب ان يحفظه في ملكوته السماوي ونقدم تعازينا لكم ولعائلته وذويه جميعا ،فعلا ان حيله الابدي خسارة.
اخوكم
د. عبدالله رابي
كندا

332
الاخوان جورج السرياني وبهنام موسى المحترمان والاخت سريانية انا المحترمة
تحية
اشكركم كثير الشكر لقرائتكم للمقال ،ومستغرب جدا على الوصف الشخصي الذي طالني منكم ،ولم اتوقعه وذلك لم ادخل معكم يوما من الايام في نقاش ولم تصدر مني تجاهكم كلمة بذيئة او سيئة وليس تجاه اي صاحب مداخلة على كتاباتي سواء اختلفوا معي اولا . واعتقد انكم متاكدون اني سوف لا اتعامل بالمثل ولهذا كان موقفكم غير طبيعي مع الاسف. بالرغم من ان ما جئت به من عناوين الكتب لا ذنب لي به،ولم اكتب شيئاً من عندي وانما نقلت كما هو نصاً مكتوب في مصادر كتبتها بوضوح امام كل مجموعة من العناوين وكما ساوضح .
واود الاشارة الى ان الغاية من المقال واضحة وهي استغرابي من تناقضات وتشويه من قبل مجموعة كانت يوما من الايام الطبقة المثقفة الوحيدة في مجتمعنا في مجتمعنا .ولما رايت تلك التناقضات وكتابنا مهتمين بموضوع تسمية اللغة ويعتمدون عليها ويعتبرونها مقدسة لانها من لدن رجال الدين فحذرتهم والتحذير هو من وجهة نظري، ولم ترون في المقال اية عبارة او كلمة قلت ان تسمية لغتنا هي كلدانية او اشورية او سريانية او ارامية وبدليل عنوان المقال الذي اكتفيت بكلمة " لغتنا" دون تحديد فارجو تشخيص اين قلت افضل اللغة الفلانية .لماذا ؟ ببساطة ليس من اختصاصي ان احدد تسمية اللغة ابدا هذا من مهمة المختصين بعلم اللغة الصرف ،انما شخصيا اتطرق الى هكذا مواضيع من منظور علم الاجتماع اللغة وعلم اللغة الاجتماعي اللذان يؤكدان على دور اللغة في المجتمع والاتصال بين الافراد ونقل الحضارة والتاثير المتبادل بين المفردات اللغوية والمجتمع.
ومن جهة اخرى ايها الاخوة ،لم انكر ابدا ان لغة الطقوس في الكنائس المشرقية برمتها هي لغة ارامية وتلت تسمية سريانية وكما هو ماخوذ به في الجامعات العالمية ولا يمكنني الخروج من السياق الاكاديمي لتسميتها الا اذا ظهرت دراسات جديدة تؤكد على غير ذلك. فلماذا هذا التجني؟ واتهامي بالتزوير ونعتي بصفات بذيئة لاستعجالكم في النظر لما احتوت المقالة.
 وبهذا المعنى وهذه الصفات من التزوير والجهل وما شابه ،اقول: تدرون او لاتدرون ابين لكم ،يعني ذلك ان ما قدمته من معرفة اثناء تدريسي في معهد الاكليريكي للسريان الارثودكس في الموصل للفترة من 1988 والى 1998 بدعوة من الحبرين الجليلين مار صليبا شمعون والمرحوم مار اسحق ساكا وتزكية كل من المرحوم الدكتور بهنام البعشيقي والقس سهيل قاشا .وما قدمته في الكنائس السريانية بمذهبيها الكاثوليكي والارثودكسي في الكنائس الموصلية وفي بغديدا هي كلها مزورة وصادرة عن جاهل.
وقد عشنا مع الطلبة الاعزاء والكهنة والاساقفة المشرفين على المعهد سنوات جميلة وهادئة تميزت بالمحبة والاخلاص والاحترام المتبادل ولا تزال كلما تسنح الفرصة لنا اتصالات معهم ونفتخر بهم كاساقفة وكهنة اليوم في مختلف ارجاء العالم من الابرشيات السريانية الارثودكسية. وكان معي الزميلين الدكتور ليون برخو والدكتور يوسف للو المحترمين .
ارجع الى الموضوع ولان ثلاثكم على نفس الفكرة والاسلوب ومع اخوة اخرين على الاغلب بنفس الوتيرة النفسية وجهت تعقيبي لكم مشترك.
بالنسبة الى الفقرة المقتبسة من قبل الاخ جورج السرياني ( اي اللجنة المكلفة باعادة طبع القاموس تقر بان القاموس هو باللغة الكلدانية بينما العنوان الاصلي هو كما ورد) .هذه العبارة هي تعبير عن امتعاضي للتساؤل لماذا كل الحديث هو عن اللغة السريانية في المقدمة وعنوان الكتاب الاصلي هو ( دليل الراغبين في لغة الاراميين).ولكن وضع عنوان جديد " قاموس كلداني – عربي" يبدو هناك خطأ في فهم سياق العبارة منكم فلا اقصد هنا انهم صح بل بالعكس تماما لماذا هذا التغيير وهم لجنة مختصة من علماء اللغة السريانية؟ فهم المزورون أو المطبعة او الناشر، ولست انا ،انا مستغرب ولم ازكيهم بالعمل الصحيح .ولهذا اقول استعجلتم في القراءة والتحقيق بما قصدته . واما عن الصورة المنزلة من قبلكم عن طلب البطريرك ودعوة لجنة مختصة فهذه مذكورة عبارات منها من قبل البطريرك في مقدمة الناشر. ولا غبار عليها وبالطبع طالما القاموس ارامي فعليه ان يختار لجنة من علماء اللغة السريانية.
أما العبارة المقتبسة الاخرى من قبل الاخت سريانية انا ( قاموس اللغة الكلدانية ،توما أودو ،الموصل ، 1897 وله كتاب اخر بعنوان كنز اللغة الارامية بجزاين 1897 ) اقول ايضا هناك استعجال في فحص المقال ،لو نظرتم الى الاعلى من العبارة وقبل عرض عناوين الكتب المذكورة وسترون ما كتبته وبوضوح ( ويبدو جلياً التشويه والتخبط في مؤلفات رجال الدين في العناوين المستخدمة لكتبهم وتسمية اللغة ،وذلك كما وصفها الاب حبيب النوفلي " المطران لاحقاً" في كتابه المعنون ( معجم الكتاب الكلدو اشوريين الصادر 2003 ).اي بمعنى واضح جدا نقلت العناوين كما هي مذكورة في المعجم من تاليف المطران حبيب النوفلي كما هي ،فاين التزوير ،لا ادري،فسؤالكم واتهامكم استفسروا مؤلف الكتاب الذي الفه ووضع فيه هذه العناوين وهو حي يرزق والرب يحفظه بصحة وعافية وطول العمر. ولا علاقة لي به.والمصدر المعتمد هو( الاب حبيب النوفلي ، معجم الكُتاب الكلدو اشوريين ،2003 ، ص 6 وما بعدها ). وحاشا ان اتهم احدا بالتزوير.
فهذه العناوين لم اضعها انا بل نقلتها كما هي من مؤلفات اشرت اليها قبل عرضها في المقال ،فارجو ثانية الاتصال بمؤلفي الكتب التي احتوت تلك العناوين ،كل من المطران النوفلي ، والمطران شليمون وردوني وهو حي يرزق والرب يحفظه وطول العمر ،والاب بطرس حداد المتوفي الله يرحمه.
فاية شجاعة مطلوبة مني كما ذكرتم انتم الثلاث واخرون معكم سوف اكتب تعقيبي عنهم بانفراد .
(اتشجع واقول كتاب توما اودو سرياني وليس كلداني،) انا لم اقول ذلك ابدا ،بل نقلت العنوان من معجم المطران النوفلي. ومستغرب من ذلك .
واين احذر كما يقول الاخ بهنام موسى من رجال الدين الذين يسمون لغتهم ارامية او سريانية ؟ رجاءا اريني عبارة قلتها في المقال .الذي قلته : ما هذا التخبط والتشويه والتناقض لدى رجال الدين سواء من الكلدان والاشوريين والسريان وجئت بامثلة عليها مقتبسة نصا من مؤلفات اخرى،وبمعنى من نصدق؟ فهذا هو سؤالي لزيادة التوضيح وليس تحذير للكتاب كما ذكرتم. كل تسؤلاتك اخي بهنام موسى باطلة لاني ما ذكرت ما تسال عنه بل هذا استنباطك الشخصي المستعجل وغير الدقيق ،بل عبرت واكرر عن استغرابي وقلت طالما هكذا كتب لرجال الدين في تناقض وتشويه عليه احذركم من الاعتمادا عليها ؟
اخيرا ، لا ارى في ردكم الا استعجالا وارتجالا دون تدقيق وقراءة معمقة بل سريعة للمقال ، ومن المؤشرات النفسية هو انفعالاكم واطلاق كلمات لا يطلقها الانسان في حالة الهدوء والتاني بل في حالة الغضب والانفعال ،وهذه تدخل ضمن سياق حالة الاسقاط الشخصي بحسب مدرسة التحليل النفسي .فارجو ان تكون مداخلاتكم معي ومع كل الاخوة بتاني وعرض ما لديكم دون المساس بشخص الكاتب ،لان اي تماس بشخص الكاتب يعد تهرب وتوجيه انظار القارىء الى الكاتب  لتغيير مسار محتوى المقال وتضييع الوقت والاستفادة مما يُكتب. وليكون اسلوبكم اخوان هادئاً على الاقل مع الذين لم تلقوا اية اذية او اساءة منهم.
المصادر الاخرى التي نقلت منها نصا ما مكتوب بالاضافة المذكور اعلاه
الاب حبيب النوفلي ،فهرست مخطوطات مكتبة كلية بابل الحبرية للفلسفة واللاهوت ،2003 ، ص 8-13
الاب الدكتور شليمون وردوني والشماس حبيب هرمز ،فهارس المخطوطات السريانية والعربية في خزانة معهد شمعون الصفا الكهنوتي،بغداد ، 1998 ، ص5 .
الاب بطرس حداد ارشيف البطريركية الكلدانية، مجلة نجم المشرق عدد 3-4 ، السنة الاولى، 1995،ص،177
واية مصادر تُطلب فحاضر رجاءأ

شكرا ولا لي ان اقوله الا
تقبلوا تحياتي الخالصة


333
الاخ الكاتب القدير تيري بطرس المحترم
تحية
شكرا على قرائتك المقال، وعلى التوجيه للنقاش الحضاري الذي نستفيد منه جميعاً في قضايا تخص الاثنيات الثلاث من شعب بلاد النهرين.ولكن مع الاسف هناك من الاخوة المعقبين استعجلوا في كيل الاتهامات دون قراءة المقال بتاني والهدف منه.واود الاشارة الى اني اتابع ما تكتبه من كتابات باسلوبك الهادىء،وكما تفضلت، احيانا ما اتفق مع بعض التحليلات ولكن ذلك ليست مشكلة فكل واحد له قناعته ،وبالاخص ما يتعلق بالظواهر التاريخية والاجتماعية التي تختلف عن الظواهر المادية التي لا تقبل الاجتهاد.
تقبل تحياتي

334
الاخ القدير وردا اسحاق المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ،وما اضفت من معلومات تخص لغتنا، كما تفضلت المعروف عن ابناء بلاد النهرين القدامى لغتهم الاكدية بلهجتين الشمالية الاشورية والبابلية في الوسط والجنوب .وثم دخلت الارامية اواخر الامبراطورية الاشورية وترسخت عندما جاءت المسيحية الى المنطقة .
تقبل تحياتي

335
الاخ فاروق كوركيس المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال والاهتمام والمتابعة ،أود الاشارة الى ماياتي لوسمحت بخصوص ملاحظاتك:
اسف جدا لم افهم بالامثلة فلا اتمكن من تفسير ما تفضلت به من مثال ،اريد كلام واضح .
اخي فاروق القدير: شخصياً لا انساق وراء تاريخ كتبه الاعداء هذه كلمات يستخدمها السياسيون  مثل الاعداء والانتصار والمتربصين والمزورين والبواسل وغيرها من كلمات وهذا من حقهم لمتطلبات عملهم وتحقيق اهدافهم. فاذا كنت سياسيا فلك الحق في استخدامها ،اما اذا كنت باحثاُ ومعرفيا يا اخي لا يجوز ان تستخدمها.
انساق وراء تاريخ كُتب من قبل أكادميين وليس سياسيين اي كان ومن اي اثنية الا في حالة واحدة عندما يتطلب مراجعة كتابهم لمعرفة افكارهم او الاستفادة من بعض الاحداث والبديهيات.اما اعتمد على كتاب مؤلف من سياسي اولا وقبل كل شيء كلداني او اشوري او سرياني لمسالة تخص شوؤن هذه الاثنيات ،فهذا ليس من سياقاتي في البحث العلمي.وشخصيا لي موقف من كتب التاريخ لعدم رزانتها وموضوعيتها، والموضوع هذا طويل وقد كتبت مقال عنه ممكن مراجعته رجاءاً.
اما هنا لم استخدم اي مرجع او مصدر ،الموضوع واضح، لغة موجودة تنطق بها جماعة بشرية ،واختلفوا عقلائها من الروحانيين في تسميتها كما تبين من كتبهم ،وجئت بينت دورهم في تشويه تسمية اللغة ،هذا هو الهدف من المقال. كما اني لم الغ احد ولا ارجح كفة على اخرى ولم اشير الى ان التسمية الصحيحة هي الفلانية،وهكذا فهم بعض الاخوة الاخرين غرضي ,وشخصيا وفي كل كتاباتي لا الغي احد ،انما اسمي كل واحد باسمه كما هو الان وكما هو في الواقع  والاحظه ولهذا  استخدم الكلدان والاشوريون والسريان المعاصرين. وبدليل اخر ما جاء في العنوان ،لغتنا ،ولم اسمي اية لغة.
بخصوص سنوات وجود الامبراطورية الاشورية الذي اعرفه تاسست عام 1816قبل الميلاد وسقطت عام 612 قبل الميلاد فمن اين جاءت الاف السنين ،لا ادري ،وهذه مثبتة عند اثاريين الاكاديميين ،وان كانت في كتب المؤدلجين فهذه مشكلتهم. وهناك فرق بين ارض الاشورية والاراضي المحتلة التي خضعت للامبراطورية الاشورية ،فارضها هي شمال بلاد النهرين سابقاً واما اراضي والاقوام التي خضعت اليها لدفع الضرائب لفترات متقطعة وليس بصورة دائمية فكانت في مد وجرز .اتمنى ان لا تكون كما اشار الاخ عطالله في تعقيبه ان اهل الفردوس تكلموا السريانية. 
لغة الاشوريين والبابليين القدامى ومنهم الكلدان في ديار البابليين تكلموا الاكدية وبحروفها المسمارية، لا يختلف عليها الاثاريون ،وبعدها في اواخر الامبراطورية الاشورية دخلت الارامية وطغت لعوامل متعددة وترسخت بعد دخول سكان بلاد النهرين في المسيحية.
ليست مشكلتي مع االارامية المستخدمة في الكنيسة ،هي معروفة ارامية اكاديميا ،ولكن مشكلتي مع تطور اللغة وما نتحدث به حاليا ومدى تباينها مع الارامية التي اصبحت غير مفهومة لدى السواد من الاثنيات الثلاث الا من خلال الترجمة. وهذا ما ساناقشه في مقالي اللاحق.
اتفق معك في مسالة اقتباس الحروف وتطور اللغة تماما وهذا الذي اهدف اليه .كما اقتبست الارامية مثلما تفضل به الاخ عبدالاحد سليمان بولص الابجدية من الكنعانيين ونقلت الى الاشوريين والكلدان ممكن ايضا ان تحدث تطورات اخرى ،وهذا ما لم ينتبه اليه الكتبة الروحانيون.وبعض الاخوة من العلمانيين.
تقبل محبتي

336
الاخ الكاتب القدير أدي بيث بنيامين المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال ،تهنئة قلبية لك لما تملك من خزين معرفي صوتاً وصورة وكتابة ،كما اشكرك على الاضافة والمعلومة عن المرحوم والدك وعلاقته بموضوع قاموس منا.فهو موضع فخر لشعبنا باثنياته الثلاث أن يكون له مساهمة لاحياء اللغة .مما يدل على مكانته المعرفية في مجال اللغةوالتراث.
أما عن تساؤلك لقرابة جمال بالبطريرك بيداويذ فهو اخ له واعتقد يعيش في كاليفورنيا وكان له ايضا اخ اسمه كمال نسيب المنكيشيين وهو متوفي والرب يرحم الجميع .
تقبل محبتي

337
العزيز انطوان الصنا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك المقال ،كما اشكرك لاضافة مثالين اخرين لما كتبه رجال الدين ،فهناك المئات من هذا القبيل والتناقضات بينهم وبل عند الكاتب الواحد ،فلا مجال لحصرها في مقال بسيط،وبدل ان يعالجوا الموضوع في اليوم الذي كانوا هم فقط الطبقة المثقفة في مجتمعناوكلامهم لا شك فيه لانه مقدس ،ولكن الان على من يقتنع بقدسية رجل الدين ونتاجاته الفكرية ان يعي في عصر التخصص لا مجال لذلك التفكير.
تقبل محبتي

338
الاخ مايك سيبي المحترم
تحية
شكراعلى قرائتك للمقال ،وكما اشكرك لانك حسمت الموضوع بعبارة مختصرة.دون اتهامات تزويرية ودفاعية وتصوير المصادر مثلما يفعل الاخرون كانما نحن نفقدها فالف شكر اختصرت الطريق لي برايك عن قناعتك الايجابية بما جئت من حديث .
محبتي

339
بعد الاستئذان من الاخوة المعقبين واولهم الاخ مايك
الاخوة القراء والمعقبين جميعا
تحية
تفاعلكم مع المقال قراءة وتعقيبا يدل على اهمية الموضوع المطروح ،وهكذا اضافة لما تفضلتم به وردتني عبر التواصل الخاص من الماسنجر والفيبر والوتسب واتصالات هاتفية مباشرة من اخوة متابعين منهم بدرجات وظيفية خاصة من داخل العراق ومختصون ورجال الدين بمختلف درجاتهم الكهنوتية واساتذة الجامعة وناشطين سياسيين ومهتمون من جميع ابناء شعبنا باثنياته الثلاث وقد وصلت الى 180 اتصال لحد الان وكلها انصبت في تثمين المقال وموضوعيته. وبالمناسبة اقدم جزيل الشكر لهم ولقرائتهم المقال وملاحظاتهم وتشجيعهم واعتذر عن تدوين اسمائهم لعدم الاستئذان منهم لانهم لا يرغبون التعقيب المباشر هنا وهذا رايهم .
والذي استغربت هنا ان بعض الاخوة استعجلوا في موقفهم واستنباطهم الغاية من المقال .وساوضح السبب في استعجالهم على انفراد.
فالمقال هو بلغة بسيطة جدا وسلسلة ومفهومة ،فالغاية منه ليس لالغاء تسمية اللغة وتاكيد على اخرى ،بل انشغلت فترة طويلة في الموضوع واثار انتباهي من متابعاتي كباحث اجتماعي ومهتم في علم اجتماع الاثنيات،وتبين لي ان كتابات رجال الدين ساهمت وكان لها دور في تشوية تسمية لغتنا ويعتمد عليها الكثير من المهتمين بالموضوع تاركين المختصين على جانب، وبينت الاسباب ،ولم اذكر في المقال اية اشارة الى تفضيل تسمية على اخرى ابدا ،انما تاكيدي هو على تناقضات هؤلاء الكتبة ،وعرضت مقتطفات من كتبهم .ونبهت المهتمين بالحذر من كتاباتهم لانها ليست من اصحاب الاختصاص. ومما هو جدير بالذكر اشاد احد الاساقفة الكرام بما كتبته الان عنهم  وقال نعم نحن السبب بالحرف الواحد ..
علما ناقشت الموضوع مع احد الاساتذة المختصين في اللغة واكن له كل الاحترام والتقدير قبل نشره بالرغم اني انطلق من مفاهيم علمي اجتماع اللغة والاثنيات وليس من علم اللغة الصرف ولا من التاريخ .
اخوتي من عنوان المقال يتبين لا غاية لي لتثبيت تسمية دون اخرى لان هذا ليس من اختصاصي فلم اسمي لغة معينة في العنوان وانما قلت لغتنا ،لغتنا .ولم انكر ان اللغة الطقسية والكنسية هي ارامية وثم سريانية وهذا هو الاسم المتداول اكاديميا وهذا ما ذكرته في الفقرة الاخيرة من المقال .ولا يمكنني الخروج من السياق الاكاديمي الى بعد اثبات تسمية اخرى مستقبلا.وانما مشكلتي بالدرجة الاساس هي مع اللغة التي نتحدث بها نحن في العراق من الاثنيات الثلاث.وساتناول الموضوع في مقال لاحق .رجاءا كما اكد الاخ تيري بطرس في تعقيبه لنتحاور علميا وباسلوب هاديء لا تسقيطي .كما اطلب من الاخ قشو كتابة تعقيبه بالخط الاعتيادي رجاءا ليتسنى لي فهمه وشكرا .
المعذرة من الاخوة المعقبين ثانية وسارجع بحسب توفر الوقت للتعقيب على المداخلات جميعها المتفقة مع رايي والمختلفة .
مع بالغ محبتي وتحياتي للجميع

340
                                أحذروا من طروحات رجال الدين
                                          عن لغتنا
  د. عبدالله مرقس رابي
                        أحتدم  النقاش في الاونة الاخيرة حول تسمية لغتنا، وتطورها، وعلاقتها بالتراث الديني والاجتماعي بين الكُتاب المهتمين بالموضوع. أردت كمتابع وباحث أجتماعي المشاركة في أبداء رأيي عن الموضوع ، فبدأت البحث وأستقصاء المعلومات.لاحظت أن الغالبية من المهتمين في موضوع اللغة كانت أستعانتهم بالمصادر والاراء التي تنحصر في ما كتبه أو طرحه الكُتاب الروحانيين بمختلف درجاتهم الكهنوتية. كما يتخذ المهتمون تلك الكتابات مبرراً مقدساً، تأثرا بعقلية تقديس رجل الدين على اساس مبدأ " التفويض الالهي"، وان كل ما يكتبه او يتفوه به مقدس وحقيقي لا يمكن مناقشته. بالرغم من ان بعضهم لا يقرون بهكذا عقلية الا انها تبقى حجة للتاثير على الاخرين. ويصر كل واحد على أن ما توصل أليه هو الحقيقة المطلقة. فأصبح تخبط وعدم وضوح تسمية اللغة عند هؤلاء متأثراً بتخبط وعدم وضوح نتاجات رجال الدين. وعليه شرعت في دراسة ما كتب رجال الدين بما تيسر عندي من كتب تعود لهم كعينة وأمثلة.
فما الذي أستنتجته من قرائتي لكتبهم ولماذا أطالب المهتمين بالحذر منها؟ لغرض تبسيط الفكرة والمقصود من تحليلي أقتبس ما يتعلق بالموضوع من تلك الكتب المُختارة كعينة.
قاموس المعنون أصلا" دليل الراغبين في لغة الاراميين" لمؤلفه المطران " يعقوب أوجين منا" المطبوع عام 1900 في الموصل.
وهو القاموس الذي لاحظت التكرار عند الكُتاب للأستعانة به. وقد أعاد طبعه البطريرك روفائيل بيداويذ سنة 1975 . لنتابع ما يثُير الانتباه من غرائب وتناقضات في الطرح الذي وُرد في مقدمة الطبعتين. تبين في مقدمة الناشرعند أعادة طبعه :
 عنونه في طبعته الثانية " قاموس كلداني – عربي" فيدل من العنوان، الترجمة هي من اللغة الكلدانية الى العربية، أي أن اللجنة المكلفة باعادة طبع القاموس تقُر بأن القاموس هو باللغة الكلدانية. بينما العنوان الاصلي هو كما وُرد اعلاه.
 عند قراءة المقدمة نرى التناقضات والتخبط في تحديد اللغة، فيقول: "كان بودنا وضع معجم جديد متطور للغة السريان من المشارقة وهم الكلدان، والمغاربة وهم السريان".
ويقول أيضا: "فشكلنا لجنة من الضالعين باللغة السريانية برئاستنا، فوجدنا (دليل الراغبين في لغة الاراميين) والمقصود به قاموس منا. ويستطرد قولا: وبتاريخ 14 تموز من عام 1972 أصدرت لجنتنا كتابا عممته على اساتذة اللغة السريانية وعلمائها من شرقيين ومستشرقين أعلنت فيها عن عزمها على اعادة طبع قاموس منّأ مع ملحق جديد يكمل هذا السفر الجليل لياتي بداية مفيدة لطالبي اللغة السريانية ويساعد في دراسة كتب (اللغة والتراث السرياني الاصيل) ويقول: (وهو من المصادر الجليلة في اللغة السريانية).
نلاحظ تكرار " اللغة السريانية" في الفقرة اعلاه ،بينما يعنون القاموس بتسمية اخرى كلداني- عربي، هل يُعقل ذلك ومنطقية؟!..
وأكثر تخبطا وغرابة للمُختارين، ما جاء أيضا في المقدمة "نظرا الى طبعه بالحرف الكلداني وباللهجة السريانية الشرقية (الكلدانية) اللهجة الاكثر أستعمالاَ في الكنيسة الكلدانية والكنيسة المشرقية الاشورية". لاحظ ايها القارى الكريم يقولون " الحرف الكلداني" والحرف هو ارامي ! ولهجة سريانية شرقية وغربية. ما هذا التخبط؟
 صاحب القاموس لم يذكر اللغة السريانية ولا الكلدانية في مقدمة قاموسه بل "الارامية". وناقض نفسه حين وضع العنوان نفسه باللغة الفرنسية على القاموس بهذه الصيغة "كلداني – عربي" فقامت اللجنة بوضع العنوان المذكوربحسب ما مذكور في مقدمة الناشر. يبدو أن المؤلف نفسه المطران يعقوب منّأ لا يعرف عن أية لغة يتحدث، والا لماذا يعنون كتابه باللغة الفرنسية بهذه التسمية، والعنوان هو "دليل الراغبين في لغة الاراميين"؟  فهو نفسه قد أخفق في التمييز بين الاراميين والكلدان أثناء تحليل أسباب وضعه لهذا القاموس. فيقول في وصفه اللغة الارامية:
"فضلا عن كونها لغة لهج بها اقدم الشعوب اصلا ونبلا وتداولها أعظم الممالك صولة وبأسا وتهذبا من الكلدان والاثوريين والسريان". فهنا لم يميز بين اللغة والاصول الاثنية العرقية، علماً بحسب الكتب واللقى الاثرية القديمة بينت بوضوح أن الكلدان والاشوريين القدامى كانت لغتهم " الاكدية " والكتابة مسمارية ولم يكن لها أبجدية كالارامية وقد اختلفت عن الارامية كتابة ولفظا، واللغة الارامية دخلت الى مناطق تواجدهم في بلاد النهرين في منتصف القرن التاسع عشر قبل الميلاد .
   أليس هذا التفسير غريبا ويدل على مدى أفتقار المطران "منّا" للمعلومات التاريخية والدراسات الانثروبولوجية والحضارية؟ فهو قد أعتمد بالدرجة الاولى على ما وُرد في العهد القديم من الكتاب المقدس الذي يحتوي أخطاء تاريخية وجغرافية وتسموية للشعوب والمناطق مقارنة لما وُرد في الدراسات التاريخية والحضارية، فكل ما جاء به واضع القاموس وما ذكره في مقدمته مُناقض لما جاء في الكتب الاخرى. 

ويعتبر الاب "ألبير أبونا" من كُتاب رجال الدين المحدثين الاكثر تخبطا وتناقضا وتأثيرا على المفاهيم الاثنية والقومية والتسمية وتحديد اللغة، وهذه مقتطفات مختارة من بعض مقالاته ومؤلفاته وسنرى التناقض والتخبط الذي وُرد فيها.
 لو تفحصنا هذه العبارات من كتابه المعنون "الاراميون في التاريخ" لنرى التناقض الواضح في تحليلاته عن أصل الاراميين والاثنيات الثلاث المعاصرة حيث يقول في مقدمة الكتاب: (ألا يكون هؤلاء الناس من أجدادنا الذين خلفوا لنا لغتهم الارامية؟) كيف برهن أنهم أجدادنا؟ هل بعبارته (وربما خلف لنا الاراميون الكثير من صفاتهم وعاداتهم وتقاليدهم أيضا، الا تكون هذه العناصر من مكونات القومية الحقيقية؟).
ويقول (ولنفهم الارامية ما تزال لغتهم خير شاهد لدى التاريخ الثقافي لا سيما في بلاد النهرين). أية لغة يقصد الاب ألبير؟ هل التي أنحسر تداولها في الكنائس ولم نفهم منها شيئا؟ فالعامية أو الاغلبية الساحقة من افراد الاثنيات المعاصرة لا يتقنون هذه اللغة تحدثا وكتابة ؟ ولا يعني من يُحدثها ارامي أثنياً وعرقياً.
وعبارة اخرى له (ومن يدري لعل الاشوريين والبابليين الذين أختفوا عن المسرح السياسي قد ذابوا بين الشعوب الجديدة التي استولت على بلاد بين النهرين أو لعلهم واصلوا استمرارهم عن طريق الشعوب الارامية متبنين عادات هذه الشعوب ولغاتهم عبر الاجيال).
 وتتبين تناقضاته أيضا فيما لو تابعنا بعض من كتبه الاخرى، فمثلا يقول في أحدى هوامش كتاب "الرؤساء" لتوما المرجي الذي ترجمه الى العربية (والاب بولس بيجان الذي أعاد طبعة النص الكلداني وغيرها ممن كتبوا بالاداب السريانية. وجاء في سنة 1893م، قام العلامة المستشرق الانكليزي السير ي، أ بدج  بنشر نص الكتاب باللغة الكلدانية، وأيضا حتى أن المرء ليعجب من سعة أطلاع هذا العالم على دقائق اللغة الكلدانية). 
بينما في مقالِ له بعنوان (تطور الفكر اللاهوتي في كنيسة المشرق) جاءت عبارة (كانت لغة التعبير عن الديانة المسيحية هي الارامية في معظم مناطق بين النهرين ... الخ). وعنون أحد كتبه (آداب اللغة الارامية) فتارة يعتبر اللغة كلدانية وأخرى آرامية أو سريانية فليس هناك أستقرار على راي ثابت.
 يُلاحظ أحتواء كتبه العديد من التناقضات، ومن ثم كثيرا ما أستخدم عبارات و مفردات تدل على عدم اليقين مثل ربما ولعل ومن يدري وغير معروف ونتخيل. مما يدل على أن الافكار التي جاء بها هي عبارة عن فرضيات ،حيث لا يمكن استخدام مثل هذه المفردات في الكتابات العلمية الموضوعية المنهجة. وقد أنعكست حالة الافتقار الى الدراسة الاختصاصية الممهدة للبحث العلمي بأتباع المنهجية المقررة في دراسة الحضارات انثروبولوجيا وتاريخيا، فقد كتب معتمدا على خبرته الشخصية.

وأما المطران "سرهد جمو" راعي أبرشية مار بطرس الكلدانية في غرب أمريكا -  ساندييكو والفخري لاحقاً .في بحث له ورد المقتبس الاتي:
مذكرات (ريكولدو دي مونتي كروجين) الذي كتبها سنة 1292، حيث وُردت عبارة (مع ذلك فان هؤلاء النساطرة الشرقيين هم جميعا كلدان وبالكلدانية يقرأون ويصلون ).

وفي الكتاب الموسوم "آشوريون أم كلدان" لمؤلفه الاسقف "عمانوئيل يوسف"، تكفي الاشارة الى هذه  العبارة( فأن مفهوم تسميات "السريان" و"اللغة السريانية" كانت تعني بالنسبة لموجدي التسميتين من اليونانيين القدماء "الاشوريون" و "اللغة الاشورية" حصرا) .
 
ويبدو جليا التشويه والتخبط في مؤلفات رجال الدين في العناوين المستخدمة لكتبهم وتسمية اللغة، وذلك كما وصفها الاب حبيب النوفلي (المطران لاحقا) في كتابه المعنون (معجم الكُتاب الكلدو آشوريين الصادر سنة 2003) ففي وصفه للغة الكتاب يضع لغة" آرامية " وبين قوسين يضع (كلداني، سرياني، أشوري).
وفيما يأتي بعض الكتب المختارة من المعجم والعناوين وتسمية اللغة:

قواعد اللغة الكلدانية، مؤلفه جرجس عبديشوع الخياط الموصل 1869.
مؤلفات أقليمس يوسف الذي يذكر اللغة السريانية في كتبه، مثل، اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية على كلا مذهبي الشرقيين والغربيين، 1873.
مبادىء القراءة السريانية، الموصل، 1879.
نحو اللغة الكلدانية، أيرميا طيماثاوس مقدسي، الموصل 1889. ولنفس المؤلف كتاب بعنوان: قواعد اللغة الارامية، 1889 (أليست غريبة وعجيبة !!!) .
وأما يعقوب أوجين منا فله:
الاصول الجلية في نحو اللغة الارامية، الموصل 1896
المروج النزهية في اداب اللغة الارامية ج 2 سنة 1902
الاناشيد الروحية، اللغة سورث، داود كورا الموصل 1896
قاموس اللغة الكلدانية، توما أودو، الموصل1897، وله كتاب آخر بعنوان "كنز اللغة الارامية بجزاين، 1897.
وله مخطوطة أخرى بعنوان "قاموس اللغة الكلدانية - كنز اللغة السريانية" الموصل، 1907.
قواعد اللغة الارامية أو مفتاح اللغة الارامية، الفونس منكنا، الموصل 1905.(ومما هو جدير بالذكر أصبح أكاديمياً لامعاً.)
ذخيرة الاذهان في تواريخ المشارقة والمغاربة السريان ج 1 بطرس نصري، الموصل  1905.
كتاب التعليم المسيحي باللغة الكلدانية (سورث) الموصل 1908.
اللغة الارامية، يوسف كوكي، الموصل 1924.
مقطتفات من حياة القديسة ترازيا (سورث) 1931.
قواعد سورث وفرنسي، 1937 الموصل.( غريبة سورث اربع مرات من ذلك الزمن)
مبادىء القراءة الكلدانية، فرنسيس حداد، الموصل 1939.
دروس في القراءة السريانية، نعمة الله دنو، الموصل 1939.
اللغة السريانية، ماضيها وحاضرها، غريغوريوس صليبا، الموصل، 1973.
القراءة السريانية، ستة أجزاء الاب البير أبونا1983.
تواريخ سريانية، يوسف حبي 1983.
قاموس عربي سرياني، الاب شليمون أيشو وعمانوئيل، دهوك 2000.
قواعد اللغة الارامية، للاب فيلبس أسحق، بغداد. 2002

 ويذكر الاب حبيب النوفلي في كتابه المعنون (فهرست مخطوطات مكتبة بابل الحبرية للفلسفة واللاهوت) في وصفه للغة المخطوطات: اللغة كلدانية، الحروف سريانية شرقية، وهذه بعض الامثلة:
مخطوطة العهد الجديد وأعمال الرسل ورسائل بولس:  يصف المحقق اللغة (كلدانية، الخط كلداني سرياني شرقي) الناسخ القس هرمز بن القس خوشابا سنة 1705.
مخطوطة: اسفار: الامثال والجامعة ونشيد الاناشيد والحكمة، للناسخ القس عبدالمسيح سنة 1825، ويقول المحقق في وصفه اللغة (كرشوني وكلدانية، حروف سريانية غربية) .
مخطوطة صلوات الساعة في مدار الاسبوع للناسخ الشماس حنا شمعون سنة 1953، ويصف اللغة (كلدانية، الخط سرياني شرقي) .

ويعنون المطران شليمون وردوني وبمشاركة الشماس حبيب هرمز كتاب بعنوان (فهارس المخطوطات السريانية والعربية في خزانة معهد شمعون الصفا الكهنوتي) ويذكر المحققان في وصف اللغة لكل المخطوطات: سرياني شرقي أو سرياني غربي وبعضها سورث). وهذا يختلف عن ما وصف به الاب حبيب النوفلي الكتب في كتابه (معجم الكُتاب الكلدو آشوريين) المار ذكره حيث يصف اللغة كلداني، سرياني، آشوري.

وفي مقال للاب بطرس حداد الموسوم (أرشيف البطريركية الكلدانية) جاء (أن السلف الصالح كان يعتز باللغة الكلدانية، فالمراسلات بين البطريكية والاكيليروس كانت تتم بهذه اللغة الشريفة، وتراجعت تدريجيا في عهد البطريرك عمانوئيل). وأما في مقدمة مقالته المنشورة في مجلة نجم المشرق عدد 3/4 أستخدم عبارة (بمناسبة احتفال الطائفة الكلدانية) وفي المقال نفسه كتب (السجل مكتوب بالكلدانية). وله مقال معنون أيضا (الكتابات السريانية في ديارات المشارقة). وله بالاشتراك مع الاب جاك أسحاق الكتاب الموسوم (المخطوطات السريانية والعربية في خزانة الرهبانية الكلدانية في بغداد). يُلاحظ أزمة المفاهيم لدى الاب حداد، فيؤكد أن اللغة هي الكلدانية، أي هناك شعب يتكلمها وهو الكلدان، بينما يسمي هذا الشعب بمناسبة أخرى طائفة، ويغير اللغة الى السريانية وهكذا.

يقول القس " منسى يوحنا " القبطي في كتابه الموسوم " النور الباهر في الدليل الى الكتاب المقدس":(أما قبولنا أن العهد القديم،كتب بالعبرانية ،فهو لاينبغي وجود بعض فصول من بعض اسفاره كُتب باللغة الكلدانية وهي لغة شبيهة بالعبرية.)
ويستطرد قولا:( عزرا لم يكن يجهل العبرية ،أنما بمكوث كل تلك المدة الطويلة بين الكلدانيين أمتزجت لغته بلغة الكلدان ،ولهذا تجده يكتب سفره بعضه بالكلدانية وبعض بالعبرانية) .
وجاءت عبارة اخرى في كتابه( قال بعضهم أن الكلدانيين أظهروا الشفقة لنبي دانيال ،لذلك كافأهم الله بأن جعل لغتهم تحوز الشرف بها جزء من الكتاب المقدس).
بينما يقول في فصل آخر( ان اللغة الارامية التي كانت مستعملة في فلسطين في عصر المخلص هي الارامية او السريانية ويسميها بعضهم الكلدانية لان اليهود تعلموها عندما سُبيوا الى بابل وظلوا يستعملونها بعد رجوعهم من السبي). ما عرفنا هي ارامية ام كلدانية؟

ومن الامور المدهشة قيام بعضهم بوضع عناوين لكتبهم تخص نتاجات من سبقوهم وينعتوهم بالسريان أو اراميين أو اشوريين حتى لو كانوا اشوريين او كلدان  او سريان او عرب أو فرس أو ترك او هنود، لان تلك النتاجات هي باللغة السريانية. وأدرج مثالان واضحان، كتاب الاب لويس ساكو" البطريرك لاحقاً" المعنون " آباؤنا السريان". وكتاب " اداب اللغة الارامية"  للاب " البير أبونا"حيث يذكر ادباء كتبوا بالارامية كأنما هم اراميون. وهناك العديد من الكتب التي الفها غيرهم ويتحدثون عن من كتب بالارامية انه ارامي أو سرياني أو آشوري الاثنية.
  نعم انها لغة ارامية وثم سميت سريانية التي أستخدمت في الكنيسة وعُممت على كنائس المشرق برمتها، فأصبحت لغة الطقوس، فكتب الروحانيون بها، ولكن من المعلوم تاريخياً، ان اتباع هذه الكنائس من اثنيات مختلفة، وهذا لا يعني جميع من كتب بالسريانية هم سريان، قد يكونوا كلدانا اواشوريين او فرسا أو عربا أو سريانا. والصح أن يكون مثل هكذا عناوين بهذه الصيغة" اباؤنا الذين كتبوا كتاباتهم بالسريانية " أو مثلاً "نتاجات كُتاب الكلدان أو السريان او الاشوريين الذين كتبوا بالعربية في القرن العشرين" لتصبح اكثر موضوعية.
 فهل مثلا بطاركة الكنيسة الشرقية الذين كانوا من اصول فارسية مثل، شمعون برصباعي، وشاهدوست، وبربعشمين من السوس عاصمة الفرس، وأبا المجوسي الاصل، وسبريشوع من فيروز آباد ، ويبهالا الثالث المغولي ،واليشوعياب الارزني عربي الاصل ،وغيرهم الاف الكهنة والاساقفة على مر العصور،هل هؤلاء كانوا سرياناً؟ لانهم كتبوا نتاجاتهم الدينية بالسريانية؟ بالطبع كلا.
 وهذه الحالة تنطبق على كتابنا المعاصرين سواء من الروحانيين او العلمانيين من الاثنيات الثلاث الذين يكتبون بالعربية ومنهم بالكوردية أوالتركية والفارسية والانكليزية وبلغات مختلفة. وهذا لا يعني هم عربا او كورد او فرنسيون او انكليز أو ترك.
 عليه، لابد من التمييز بين اللغة التي يتقنها الكاتب ويكتب بها وانتمائه الاثني. وكلنا الذين نكتب هنا نكتب بالعربية التي أصبحت لغتنا في الكتابة بحكم الظرف باستثناء " الاخ قشو ابراهيم" فهل يعني الوحيد هو سرياني وكلنا عرب لاننا نكتب بالعربية؟ علماً لا أحد بامكانه أن يجرده من انتمائه الاشوري. وهذه أيضاً تنطبق على أجيالنا الحالية والقادمة من كل الاثنيات التي تكتب وستكتب بلغات البلدان التي ولدوا فيها وتعلموا لغتها. وهذا لا يعني ان اصولهم هي كأصحاب تلك اللغات.

أ ليس تخبطا وأرباكا ونقصا في المعرفة لاسس العلوم الاجتماعية واللغوية عنما تظهر عندهم هذه المفاهيم وأحيانا عند الكاتب الواحد؟ ألا تُثير الدهشة والاستغراب والحيرة لدى العامة من الاثنيات الثلاث؟:
 الكلدان، الاشوريين، السريان، الاراميين، اللغة الكلدانية، اللغة الاشورية، اللغة السريانية، لغة السورث، اللغة الارامية، الكلدانية النسطورية، الشعب الاشوري بكنائسه الكلدانية والسريانية، السريان هم الكلدان والاشوريين والسريان بجميع كنائسهم، السريان هم العرب ، الكلدو اثوريين، الاداب السريانية، الاداب الارامية، الناطقين بالسريانية، الطائفة الكلدانية. الحرف الكلداني، الحرف السرياني، الحرف الاشوري واخرى غيرها.
فالكتبة الروحانيون لهم دور كبير في تشويه الموضوع .وذلك لانهم غير مختصين باللغة وأصولها، نعم هم اهل للكتابة عن الطقوس واللاهوت وتاريخ الكنيسة ،وهذا لا يجعل بامكانهم تقرير تسمية اللغة لمجرد اتقانهم لها، ونحن نستعين بأفكارهم المتناقضة لانها مقدسة لاتقبل النقاش، فهذا وهم وهراء. فمن كتب منهم من الجيل الاول، كتبوا وفق اجتهادهم وخبراتهم الشخصية دون الالمام باسس العلوم ذات العلاقة باللغة. واما الجيل المعاصر والذين كتبوا من أصحاب الشهادات العليا أو دونها ،لا أظن ان دراستهم اهلتهم للكتابة عن اللغة والاثنية وانما جل تركيز المعاهد الفاتيكانية أو الدينية الاخرى التي تخرجوا منها هو اللاهوت وتاريخ الكنيسة وافكار الروحانيين فيها،علماً أن اعدادهم ضعيف في البحث العلمي ومناهجه، بدليل ضعف المنهجية والرصانة فيما يطرحونه.
في رايي أضافة لهذه المشكلة هناك مسألة اخرى ترتبط باللغة الارامية المستخدمة في الكنائس، لا أحد ينكر انها ارامية كتابة ولفظاً وثم سُميت سريانية وهاتين التسميتين تستخدمها الجامعات والابحاث الرصينة، ولكن ماذا عن التي تتحدث بها الاثنيات الثلاث وأخص بالذكر في العراق؟ وهذه الاشكالية ساتناولها في مقال قادم وفق اسس علم اجتماع اللغة وعلم اللغة الاجتماعي وتطبيقاتها على لغتنا لتكتمل الفكرة.



 

341
اخي سالم يوخنا المحترم
تحية
استمعت الى الترتيلة ،كلمات خفيفة لها وقع على نفسية المستمع ولها بعد واقعي للتعبير عن ما يمر به الانسان في مثل الايام العصيبة وكما انه اداء تبقى نغماته مع الموسيقى الجميلة في اذهان السامع ،فالف شكر لتزودنا بهذه الترتيلة المبدعة لك ولكل فريق العمل المتميزين.
تقبل تحياتي

342
زميلي الدكتور ليون برخو المحترم
تحية
عمل ومجهود كبير لتحليلك نص الترتيلة هذه التي كنا نسمعها في الكنيسة وشرحك الوافي لمعانيها وابعادها النفسية واللاهوتية ولو لا هكذا شرح لما فهمت شيئاً عن ما يُرتل من قبل الشماس ،واصبحت اكثر وضوحاً وضعك الترجمة للنصوص .تسلم والى المزيد من هكذا محاولات لاحياء تراثنا الكلداني الديني وباسلوب يكون مفهوماً للمستمع ولاداء الجميل للترتيلة .
تقبل تحياتي

343
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
تحية
حسناً فعلت لوضع هذا المقال المهم الذي يعد مؤشراً لصحوة الـتاكيد على الانتماء الاثني لمسيحي الشرق الاوسط ،هكذا تصبح كل الحقائق جلية لسكان المنطقة تدريجياً في عصر الثورة المعلوماتية التي اتاحت الفرصة لكل فرد في المجتمع للتعبير عن رايه وايصال المعلومة للجميع دون حواجز تُذكر أو معوقات تُعيق وصولها.كاهن يعيش في وسط منطقة مشتعلة يصرح هكذا تصريح فهو مهم جدا وينبه لمن يقول غير ذلك حتى لو كان من مسيحي الشرق الاوسط لامر خطير.
شكرا
تقبل تحياتي

344
نقدم تعازينا لغبطة البطريرك الكاردينال ساكو ولعائلتها وذويها جميعاً ونطلب من الرب ان يحفظها في ملكوته السماوي.
والصبر والسلوان لاهلها جميعا.
مشكور الشماس القدير اوديشو يوخنا لنقله الخبر في هذا المنبر
د. رابي والعائلة
كندا

345
المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ومتابعة ما اكتبه.
الاجتهادات في مواقف البعض هي متعددة تجاه محاولات غبطة البطريرك ساكو،وقد تصلح منها لادامة الزخم للعملية وتفعيلها، ومنها قد تكون من اجل النقد فقط .فهو حينما يتحدث لا يتحدث رسميا باسم المسيحيين في العراق ككل ،وانما يطلب ويدعو الاخرين في تبني افكار ومشاريع او المشاركة لتفعيل اليات لنيل حقوق المسيحيين.
شكرا على اضافاتك وتقبل محبتي

346
الشماس القدير سامي ديشو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وملاحظتك التأكيدية على التناقض في بنود الدستور العراقي، وهذه هي معضلة المسيحيين والاقليات الاخرى في العراق..فلا اعتقد شخصياً أن يأتي احد بنتيجة ما لم يتم تعديلها بحيث تنسجم مع حقوق الانسان، ولن سيحدث ذلك ما لم يتحرك المسيحيون والاقليات المغبونة قانونياً كمرحلتين على مستوى العراق وثم العالم.
محبتي

347
الاخ الياس متي منصور المحترم
تحية
في البدء نشكر الرب على تعافيك وشفائك من مرض الكورونا.
شكرا على مداخلتك القيمة عن الموضوع.
ما تفضلت به هو صميم المشكلة في العراق والبلدان الاخرى التي لها دساتير متناقضة في موادها القانونية ،كانما هي نفس فكرة الناسخ والمنسوخ .والا أ لم يفكر مُشرعو الدستور في هذا التناقض الكبير والذي له ابعاد سياسية واجتماعية ودينية متعددة تكون بلاءاً على المجتمع العراقي؟ كيف تتفق فكرتان ،الديمقراطية وحرية الراي والفكر مع ترسيخ فكر واحد لا غيره هو التشريع الاسلامي الذي يجب عدم تجاوزه في سن اي قانون وفي اي مجال من الجوانب الحياتية. تناقض واضح وخطير اذا لم يعالج ستبقى هذه حالة العراق والواقع كما هو الان كما ذكرت في مقالتي السابقة. فالحل هو معالجة قانونية وليس استحداث احزاب او تكتلات جديدة لا معنى لها ولا قوة .
تقبل تحياتي

348
الكاتب المتابع والغيور على شعبه وكنيسته الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال واغنائك الموضوع بملاحظات مكملة لتشخيص واقع شعبنا وكنائسنا .وقد وضعت اسباب قيمة تبين توسع الفجوة بين الكنائس والشعب كاثنيات اجتماعية بشرية ،واذا امتلك الجميع الرغبة والارادة وادراكهم مدى اهمية تضامننا على اقل احتمال لعملوا ذلك لكن الارادة مع الاسف مفقودة ،فظل التفكير والعقلية تدوران في حلقة مُفرغة ويقابلها تلاشينا واضمحلالنا وهكذا ستستمر الحالة الى ان يقولوا في المستقبل كان هناك شعب اصيل في بلاد النهرين وليس غير ذلك بدليل الانصهار في المجتمع البشري هنا وهناك .
تقبل تحياتي

349
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
شكرا على متابعتك ما اكتب من مقالات.
اود الاشارة بما يخص  بيان اتحاد ادباء الكلدان،اسف ما قرأته قبل اعداد هذا المقال،اذ لا تتوفر الفرصة عندي للقراءة كل ما يُعلن عنه،ومن جهة اخرى هناك اراء اخرى ايضا كُتبت وفي نفس سياق المقال هذا ،وعلى كل حال الاشارة اليه من عدمه سوف لا يؤثر على مكانة واهمية البيان فهو في الاعلام وله خصوصيته .
تقبل تحياتي ومحبتي

350
الاخ المحامي يعقوب ابونا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وملاحظاتك القيمة التي اضفت عليها لتذكير غبطة البطريرك ومن يهمه الامر بتلك الدراسة القانونية.
كما اود الاشارة الى اني شخصياً غير مقتنع بمسالة مفهوم بطلان الزواج في المسيحية فهو تغطية على حقيقة وهي وصول حالة الزوجين الى التعقيد بحيث لا يمكنهما الاستمرار في حالة الزوجية ،ومن جهة اخرى طالما تم عقد الزواج واتمام المراسيم ،عليه القائم بمسؤلية العقد بينهما ان يدرك تماماً مدى اهليتهما للزواج ليتمم. والحالة تستوجب تفاصيل اخرى قد يكون  تغطيتها بمقال مستقل افضل.
تقبل محبتي

351
الاخ أوشنا يوخنا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال.
بصراحة لم أستوعب ما تفضلت به ،اذ هناك عدم اتساق في اللغة.
اعتقد ما تقصده هو:
انك تكتب وتقترح والاخرين ايضا ودون فائدة.
ولا ادري في النهاية قلبت الفكرة الى الكيمياء نتنفس الاوكسجين انا والبطريرك ساكو فنشكر الرب ونطرح ثاني اوكسيد الكاربون فذلك مهم جدا لبقاء البشرية لانه هو جزء من عملية تكوين الغذاء النباتي التي تطرح الاوكسجين للبشرية فالعملية هي دورة الحياة لولا ثاني اوكسيد الكاربون لما وجد الاوكسجين اصلا لان عدم وجود ثاني اوكسيد الكاربون يعني لا نبات على الارض وتاليها لا انسان.
هناك لا تنسى من يطرح اول اوكسيد الكاربون فهذا هو المصيبة وهو مادة سامةخانقة.ولكن لا يوجد احد يطرحه من البشر بحسب معلوماتي، وانما ناتج من احتراق لبعض المواد مثل الفحم والخشب والبنزين وغيرها.
 ولا تذهب بعيد وتعب نفسك تقبل كل الاراء بسهولة دون التفاعلات الكيميائية وسوف تشعر بارتياح  ولكل واحد رايه واني احترم رايك مهما كان.
تقبل محبتي

352
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
شكرا على متابعتك ما أكتب ولا تنسى هناك متابعة من قبلي لما يسطر قلمك الساخر الهادف،ولكن احيانا للزخم الحاصل من قبلك في الكتابة وزخم الوقت عندي يفوتني ان اعبر عن رايي .
نعم اخي نيسان وضع العراق مهلك وتعبان جدا ولا يمكن ان يرجع الى نقطة الصفر بسهولة والمناشدات لن تفيد وهذا ما قلته في مقالي الاول الذي اراد غبطته شيئا من المسيحيين للانقاذ ولكن لن يحصل في ظل الواقع الذي اشرت اليه ،بينما الخطوة هذه القانونية هي الافضل .
محبتي

353
الاخ مايك سيبي المحترم
تحية
شكراعلى مرورك وملاحظتك
ولهذا جاء في مقترحاتي ان تشمل اللجان المرتقبة كل الطوائف المسيحية،بالاضافة الى تعهد خطي من رؤسائها ،فاذا حصل سيكون الافضل ،اما اذا لايعيرون اهمية فلا نتيجة للمحاولة.
محبتي

354
                          الاجراء الحالي للبطريرك ساكو
                                خطوة متميزة من نوعها
 د. عبدالله مرقس رابي
                     نشر موقع البطريركية الكلدانية في 15/7/2020 كلمة لغبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو تحت عنوان " مراعاة حقوق المسيحيين في خصوصيتهم بموضوع الاحوال الشخصية" ويعد نص الكلمة بحسب ما وُرد في مطلعه، بمثابة نص اولي يُقدم للجهات ذات العلاقة في الحكومة العراقية بعد أغنائه من قبل رجال الدين والقانونيين من خلال أبداء ارائهم بشكل علمي وقانوني. ومن المفارقة الجميلة أن مضمونها يتماهى ويتناظر مع مضمون مقالي السابق.
جاء في الكلمة مناشدة الحكومة لمراعاة حقوق المسيحيين على أساس تعديل قوانين الاحوال الشخصية السائدة في العراق لتتماشى مع خصوصية المسيحيين وفقاً لعقيدتهم الدينية دون فرض عام لقوانين مستنبطة من التشريع الاسلامي عن الارث والنفقة وحق حضانة الاطفال. منبهاً ان مثل هذه الاجراءات القانونية السائدة هي مُناقضة لبعض مواد الدستور العراقي وحقوق الانسان الرسمية والصادرة من الامم المتحدة بالرغم من ان العراق عضوا فيها.
وضع غبطة البطريرك الخطوط العامة الاساسية للمناشدة لتكون مُنطلقاً وطريقاً لاضافات من قبل رجال الدين والقانونيين الاختصاصيين لتُغني الموضوع بتفاصيل أكثر وبصيغة متكاملة لتكون في متناول الجهات المختصة الحكومية للوقوف بجدية وموضوعية على أن لتلك القضايا مردودها السلبي تجاه المسيحيين. وستكون مؤشرا حقيقياً لتبيان فيما اذا كانت الحكومة العراقية جادة للسير نحو منح الحقوق القانونية والاجتماعية للاقليات في العراق، كما الكشف فيما أنها جادة أيضاً في معالجة التناقضات في المواد الدستورية من عدمه. لتلحقها خطوة التعديل بمواد الدستور العراقي الخاصة بحقوق الانسان والتعاطي مع الاقليات.
تعد هذه الخطوة  أجراءاً موضوعياً علمياً ومنطقياً  وفكرة متميزة نوعية، وذلك  للاسباب الاتية:
ستكون بعيدة عن مزايدات الاحزاب السياسية التي دعاها غبطته للتضامن والاجتماع من أجل وضع صيغة للنظر في قضايا المسيحيين ومشاكلهم. وهنا أكرر ماجاء من فكرة رئيسية في مقالي السابق، مفادها، لا جدوى من محاولة الاستعانة بالاحزاب السياسية التي هي نفسها تعاني من أنشقاقات وصراعات خارجية أو داخلية جلها تتمحور حول المناصب، وخير مثال أنشقاق حزب أبناء النهرين المتجاوب من الحركة الديمقراطية الاشورية لاجل المناصب والقيادة، ولو انشقاقه بحسب تصريحاتهم جاء من أجل الاصلاح الاداري لكن الحقيقة جلية لكل متابع. فكيف يمكن الاعتماد على عناصر هكذا حزب قد ثار على الاصل من أجل المنافع.
 بالاضافة الى أمكانات الاحزاب المحدودة، بل المعدومة في التمويل، فلا يخفي على أحد ان الرابطة الكلدانية التي بادرت هي أكثر التنظيمات التي تعاني من التمويل بدليل تقلص نشاطاتها تدريجياً واخفاق وفشل قيادتها في تفعيل صيغ لتمويل ذاتها، وهكذا بقية التنظيمات لها نفس المعاناة.
 ناهيك عن الاختلافات الحادة بين الاحزاب السياسية في مواقفها من التسمية الاثنية ومسالة التعاطي معها، سواءً احزاب الاثنية الواحدة فيما بينها، أو بين أحزاب الاثنيات الثلاث الكلدانية والاشورية والسريانية. فهناك في كل أثنية أقطاب متطرفة متعصبة لاتقبل النقاش، وأخرى تقبل النقاش ومعتدلة.  فهل هناك أستعداد لهذه الاحزاب المختلفة في المواقف أن تحاور وتتفق لاجل الخروج بسبل ناجحة وموضوعية لرفع الغبن عن المسيحيين؟
وبخصوص الاحزاب السياسية أيضاً، أني على قناعة ومن متابعتي المستمرة، كل نداء لاجل التقارب والتضامن بين الاحزاب السياسية المسيحية يخفق في تحقيق الاهداف ما لم كل الاطراف المعنية تلبي النداء وتستعد للاجتماع، بدليل فشل كل المحاولات السابقة سواءً مصدر النداء كان جهة دينية أو مدنية، فكم من مرة أجتمعت أطراف معينة ورفضت الاخرى فجاءت النتائج العملية مُخيبة للآمال ولم تُحقق شيئاً ملموساً. فهكذا محاولة مُجتزة لا منفعة منها سوى هدر الاموال والفشل.
كما هناك مسألة جديرة بالتذكير والاهتمام، هناك مواقف مختلفة وعدم رضى الاطراف فيما بينها، فمثلا لو بادرت وأعلنت حركة بابليون الكلدانية التي لها اليوم ثقل ونفوذ في الشأن السياسي شئناً ام أبينا عن أستعدادها للتجاوب مع صرخة البطريرك ساكو، فهل سيكون هناك ارتياح واستعداد لقبول تجاوبها؟ كما لو اعلنت الحركة الديمقراطية الاشورية أستعدادها أيضاً، فهل سيكون لحزب أبناء النهرين الاستعداد للاستمرار في تلبية الدعوة؟ وهل لو اعلن المجلس الكلداني السرياني الاشوري لتجاوبه، فهل سترى العمل معاً تلك الاحزاب التي لها موقفها التعصبي من التسمية الاثنية؟ وعليه ما لم يكن هناك حضور لكل الاطراف سوف لن تنجح العملية وتكون مبتورة وسيكون هناك أعتراض من الاحزاب غير المشاركة. وعليه الاجدر هو الفكرة الحالية التي طرحها البطريرك ساكو.
في كل الاحوال، مبادرة من ذلك النوع لابد في رأيي ان تبدأ من بناء الذات لكل أثنية أو طائفة مسيحية، أي لو كانت الدعوة لبناء البيت الكلداني أولا والاتفاق على رؤية موحدة وأرضاء الاطراف كافة وأحضان الجميع دون تهميش، وبالاخص المستقلين لكانت خطوة ناجحة ومثمرة، وهكذا تبدأ كل الاثنيات، وثم تليها الخطوة الاخرى الدعوة لتضامن بين الاثنيات او الطوائف المسيحية الرئيسة في العراق. فلا يجوز منطقياً المطالبة للتضامن بين المختلفين، بينما ابناء البيت الواحد مختلفون.
من الاسباب الاخرى لتميزها، الاختصار للوقت والطريق، فبدلا من قال وقيل السياسيين والاستعداد للتحاور، تختصر الفكرة الزمن والطريق من خلال اللجوء الى المختصين في الموضوع مباشرة. بالاضافة الى عدم وجود كوادر مُهيأة وذات خبرة واختصاص وممارسة فنية علمية في الاحزاب السياسية. فلا بد في كل الاحوال الاستعانة بالخبراء القانونيين.
كما تميزها يأتي أيضا، بما يرتبط بمسألة التمويل، فبدلا من هدر الاموال للندوات واللقاءات أو اللجان المتوقعة التي سوف تنبثق من تجاوب لصرخة البطريرك، من الافضل توجيهها لتسديد نفقات وفواتير محامين أكفاء للدفاع عن القضية رسمياً .
بعد تشخيص عوامل التي تبين تميز الفكرة أقترح ما يأتي لعله يمكن الاستفادة منها:
تشكيل لجنة من القانونيين لدراسة الموضوع مفصلاً ليستند على المفاهيم العلمية والقانونية ومعهم رجال دين مختصين بالقانون الكنسي، وان تشمل اللجنة محامين ورجال الدين من كل الطوائف المسيحية في العراق. لتعد فرصة التقارب والتضامن والوحدة الضمنية لواقع الحال.
أستعداد خطي من كل رؤساء الطوائف المسيحية في العراق لابداء أستعدادها للتعاون والتضامن من أجل تحقيق الاهداف.
ارى من الافضل ان لايقتصر طلب غبطة البطريرك ساكو للمشاركة في ابداء الرأي وأغناء الموضوع بما يلزم اعلامياً ومفتوحاً، بالاضافة لذلك مفاتحة أصحاب الشأن شخصياً فهناك من لا يُعير أهتمام للطلب المفتوح لاعتبارات نفسية شخصية. وهذا كنت اتمنى لو جرى للتجاوب مع صرخته السابقة.
بالاضافة لهذا الموضوع، الاستعداد لتشكيل لجان تخص القضايا الاخرى التي الحقت الغبن بالمسيحيين منها، الاستيلاء على ممتلكاتهم والتغيير الديمغرافي لقراهم، والمناهج الدراسية. وتعمل في نفس سياق اللجنة المشكلة للدفاع عن قضايا الاحوال الشخصية، مع اخذ بنظر الاعتبار ان تلك القضايا تحتاج الى خبراء تربويين ونفسانيين واعلاميين وديمغرافيين ومخططين اضافة الى القانونيين.
لا يُشترط ان يكون القانونيين والخبراء في اعلاه من داخل العراق، بل بالامكان مفاتحة اخرين لهم كفاءات وخبرات قانونية ومكانة في بلدان الانتشار ويمكن تشخيصهم عن طريق الجاليات المسيحية كافة في هذه البلدان. فهناك العديد منهم لهم الشهرة في أعمالهم القانونية ونجاحاتهم وأعتقد العديد منهم يقبلون بمبالغ رمزية لسد نفقات القضايا فقط دون التفكير بالارباح الشخصية، أضافة الى تغذية فريق الدفاع من محامين معتدلين مسلمين.
لغرض ضمان الاموال، مفاتحة أصحاب رؤس الاموال لكل الطوائف المسيحية لابداء استعدادها للمشاركة في توفير الاموال.
هذه الخطوة هي أمام آليتين لتحقيقها: أولهما، مناشدة الحكومة رسمياً ومباشرة، وان لم تبدأ بأتخاذ أجراءات جادة وسريعة، يضطر المسيحيون في حينها الى تقديم شكوى رسمية قانونية للحكومة نفسها أو لجهات دولية مختصة يتبناها فريق من المحامين كما بينت اعلاه مقترنة بحملات من الاحتجاجات الميدانية أمام السفارات العراقية في مختلف البلدان .
وثانيهما،  هي تمرير الطلب عبر البرلمان العراقي بحسب الدستور العراقي، وهذا لن يتحقق ما لم يكن هناك مشاركة طرفية من اعضاء الكوتا المسيحية لانه شئنا أم ابينا رسميا هم ممثلو المسيحيين قانونياً في البرلمان، فلابد من تمرير الطلب من خلالهم. وفي هذه الحالة يتطلب التقارب والتعاون معهم واحترام دورهم وفسح المجال أمامهم للمشاركة في تفعيل المشروع.
مع تمنياتي النجاح للفكرة
كندا في 15/7/2020
http://saint-adday.com/?p=38564
 

   
   

355
الاخ مايكل سيبي المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وملاحظتك.
نعم شيء منطقي ان الاعتماد على المستقلين افضل من المرتبطين بايديولوجيات سياسية او غيرها ،لانهم يطلقون المعلومة كما هي لا كما يجب بحسب تطلعاتهم .
محبتي

356
اخي الكبير غانم كني المحترم
تحية
ارجو ان تكون والعائلة بخير وعافية
شكرا على قرائتك للمقال وما ابديت من ملاحظات تعكس واقعنا المسيحي وواقع المجتمع العراقي بصورة عامة ويبدو جليا تشاطرني الراي عن طبيعة الواقع الذي يمر المسيحيون فيه.
اود الاشارة فقط لم اطلق انا على طلب البطريرك ساكو الصرخة ،بينما غبطته نفسه سماها صرخة في كلمته الموجهة لمسيحي العراق.
نعم البطريرك ساكو يطلق مبادراته وندائاته والان اصبحت صرخة والصرخة لغويا أقوى من الطلب والنداء وهي اخر المطاف فان لن تستجيبوا فنحن نحو الهاوية.ولكن ما الجدوى منها وان واقعنا لا يشجع سياسياً واثنيا ودينيا.
المفروض كل مشروع من هذا القبيل ان يتهيأ له المُنادي. وهو يذهب اليهم وليس هم يستجيبون لكي تتضح الامور اكثر ،الهدف ،طبيعة المشروع ، امكانات تحقيقه .
هل تتصور دون دعم مالي ينجح اي مشروع في ظل هذه الانقسامات؟
لاحظ اخي العزيز غانم من الذي لبى نداء غبطته؟ وقد وضحت ذلك في ردي على الاخ متي ،اتجنب تكراره.
شخصيا غير متفائل من اي مشروع او نداء او صرخة لتوحيد خطاب او راي المسيحيين في ظل الواقع الموجود حالياً.
كما لا جدوى منه للتاثير على الراي العام العالمي او الاعلامي ،لن يكون باعتقادي اكثر فاعلية من لقاءات الشخصية ومشاركات غبطته في مختلف المناسبات العالمية.ولكن وعود فقط ، حضرتك تعرف جيدا ان الدول تتعاطى بحسب المصالح ،فاينما يقتضي الامر لتحقيق مصالحها تتجه ذلك الصوب. اما المتعاطفة مع المسيحيين في العراق لا يعدو تعاطفها قدر من المال وليس غير ذلك او استنكار وما شابه.
وضحت في اخر مقالي لست ضد اية فكرة لتضامن المسيحيين او ضد صرخة البطريرك ساكو الا اني شخصت الواقع المرير وقدمت رسالة للمعنيين اعلاميا.
تقبل تحياتي

357
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال .تشطارني االراي في الشان المسيحي في العراق ،وعن الاحزاب السياسية المتصارعة دوما وابدا.وعن الطائفية التي اهلكتنا وكانت السبب الرئيس لاختلافنا ومحو اسمنا الاثني لشعب بلاد النهرين ،،فاذن اعتمادا على هذا الواقع هل سنرى بصيص من النور من صرخة البطريرك ساكو؟لاحظ في ردي على الاخ متي لا اكرره من لبى صرخة غبطته؟ وانت سيد العارفين.
نامل وانا معك ان نرى كل النور وليس البصيص.
تقبل تحياتي

358
الاخ متي اسو المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال وتقديم وجهة نظرك عن الموضوع.
شخصيا معك بأن نخرج بتجمع واحد أو رأي واحد  مسيحي سياسيا في العراق،وهذا ما أكدت عليه في المقال في الفقرة الاخيرة وبكلمات اخرى.ولكن السؤال هو هل بامكان المسيحيين في ظل واقعهم وواقع العراق بشكل عام الخروج بنتيجة موحدة سواءً كان رأياً أو موقفاً أو حزباً سياسياً؟
تفضل حزب سياسي مسيحي موحد ،الا ترى منتسبيه لا يبحثون عن المناصب والمنافع لتبدأ الصراعات بينهم؟ هل يمكن ارضاء القوميين المتطرفين الذين هم بلاء المسيحية بهكذا تشكيل ؟ هل تتصور سوف لن تحدث تكتلات طائفية في الحزب المرتقب  طالما هناك عدة طوائف؟
اخي متي ،التمنيات شيء والواقع شيء اخر ،لا احد هو ضد وحدة الراي او الموقف السياسي، الذي هو بالضد معناه لا يريد الخير لمسيحي العراق .ولكن متى يمكن ان نحقق ذلك؟
من الذي لبى صرخة البطريرك ساكو ؟ أبناء النهرين ،الذين هم فصيل بالاساس انشقوا من زوعا بسبب الصراعات على المناصب ،فهل ترجو منهم سوف لن يبحثوا عن المناصب في التجمع المرتقب؟ جمعية حدياب للكفاءات صحيح معظمهم اساتذة جامعيين ،ولكن معظمهم موالين او منضمين لاحزاب سياسية واعرف منهم شخصياًوانتماءاتهم ،فهل ترى ما يقدمونه من خبرة او استشارة سوف تتعارض مصالح احزابهم ؟
اخي متي المحترم ،انك ترى العبور لشاطيء الامان لمسيحي العراق هو راي موحد او تجمع سياسي واحد ،وتقدم مبرراتك .
شخصيا ارى ان الاندماج المسيحي في المجتمع العراقي سياسيا بمشروع وطني الذي يؤكد عليه البطريرك ساكو في كل مناسبة ومعظم رجال الدين المسيحي هو الافضل واني لم افهم هذه التناقضات لديهم .
من طرفي اي حزب سياسي يحمل اسم قومي او تسمية دينية لايخلو من العنصرية والتمييز في اي
مكان وزمان.
ارجو ان لا تحسبني من القوميين ،وقد اكتب عن الاثنية احيانا انما انطلاقا من الاختصاص والبحث وليس انطلاقا لانتماء سياسي قومي ابدا .
تقبل تحياتي

359
الاخ سامي حسام المحترم
تحية
شكرا على متابعة ما اكتب .
اضافات قيمة تخص موضوع واقع الحال لمسيحي العراق.
كل مؤسسة مهما كانت طبيعتها ووظيفتها واهدافها فهي تشكل عائقاً لاستقرار المجتمع لو اتخذت من اسلوبها الاداري الدكتاتورية التي تحتوي عقول الافراد في المجتمع لتتصرف كيفما تشاء سواءً كانت سياسية او دينية أو تعليمية او اقتصادية وغيرها.

كما ان الصراع مستمر بين السلطتين الدينية والسياسية للاستحواذ على الحكم ،وتعتمد بروز الصراعات  على مدى التطرف الذي يصيب احداهما . فتحاول كل منهما النيل من الاخرى ،والضحية في هذه الحالة هم عامة الشعب.
اخي حسام نكتب ونكتب في ضوء حرية الرأي واستناداً الى الاسس الموضوعية ولعل من يهمه الامر قد يستفيد ولو حبة خردل.
تقبل تحياتي

360
الدكتو نزار ملاخا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وملاحظاتك القيمة والجديرة بالاهتمام .
اتفق تماما معك، كان من الاجدر لغبطة البطريرك ساكو أن يخطو خطوته الاولى مع الكلدان وثم تنسحب على الجميع ..لو كانت صرخته موجهة اولا للكلدان وبهذه النبرة الابوية ،بالتاكيد سيحصل تجاوب كبير لغبطته،وليس كما جاءت تجاوبات ضعيفة من أطراف كحزب ابناء النهرين الذي انشق من زوعا لاسباب معروفة هي الصراع على المناصب ومحاولة الثورة على قيادة حزبهم الاول لانها استحوذت على الصفوف المتقدمة حزبياً وعلى المناصب والترشيحات للبرلمان ،فماذا تتوقع مما يقدمه ابناء النهرين  ،حتما ستبدأ معركة المناصب من جديد،وأما جمعية حدياب ،التي بالرغم من انهم اساتذة الجامعة الا اني شخصيا اشك في اكاديميتهم الموضوعية لان اكثريتهم موالين لاحزاب سياسية اخرى بمعنى هم تحت تاثير ايديولوجي لا يمكن الخروج من سياقه ،وعليه ستكون توجيهاتهم مقترنة بافكارهم الايديولوجية،اما الرابطة فهي تلقائيا مع اي نداء او صرخة تاتي من الكنيسة.
شكرا على اضافاتك القيمةالاخرى
تقبل تحياتي

361
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية وتقدير
شكرا على مداخلتك وتثمينك للمقال الذي ياتي من كاتب له خبرة ميدانية وفكرية عن شؤون العراق عامة والمسيحيين خصوصاً.
نعم كما تفضلت دون وجود حكومة مدنية ذات سيادة قانونية مبنية على اسس حقوق الانسان لا جدوى من أي تحرك .ولهذا جاء المقال كمناشدة للمعنيين ليتعرفوا عن حقيقة واقع المجتمع العراقي والمسيحيين ،ومن جهة اخرى لتجاوز التناقضات ما بين التعاطي معنا قومياً أو دينياً ،فلابد الاستقرار على صيغة واحدة .انها رسالة الى السياسيين والمتابعين ورؤساء الكنائس كافة في العراق ،لنقول البطريرك ساكو يعمل والاخرين لا يحركون ساكناً .فاذن لماذا هذا التحرك الذي لا ياتي بثمار الا عن طريق التضامن والتمويل .
تقبل تحياتي

362
الكاتب القدير يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للموضوع وتطابق وجهة نظرك معي هي دلالة على رؤية مشتركة للواقع الذي يعيشه مسيحي العراق ،ومثل ما تفضلت نكسر سيوفنا في الهواء وهم ايضا اخي يوحنا يعرفون الحقيقة ولا ادري لماذا هذا الاصرار ،لتكن مناداتنا نحو دولة قانونية والعمل جميعا من اجل الوطن وحكومة تحترم الجميع .
تقديري لك

363
الاخ نيسان سمو الهوزي
تحية
شكرا على مداخلتك وتجاوزك لوعدك للاخ زيد على خاطرنا
لا تواعد مرة اخرى وتتراجع مثل السياسيين ولا حاجة الى الوعود اكتب واكتب لعله هناك من يستفيد ولو ذرة مما تكتب.
لكن اشوفك اليوم تميل للتاريخ لقولك لتبقى هذه الاحزاب للتاريخ ،ليش بقى تاريخ اخي نيسان؟
ملاحظاتك جديرة وشكرا
تقبل تحياتي

364
                            الصرخة، التجاوب، المقترحات
                                بين الواقع والطموح
د. عبدالله مرقس رابي
                  أطلق غبطة البطريرك الكاردينال ساكو في 17 حزيران صرخة بعنوان" هل سيهب المسيحيون العراقيون لاجتماع يناقش أوضاعهم " وفي الثاني من تموز الحالي أصدر أعلام البطريركية الكلدانية كلمة بعنوان "مقترح البطريرك ساكو حول (أجتماع ) لدراسة وضع المسيحيين العراقيين" موجه الى الذين أستجابوا وتفاعلوا أيجابياً مع صرخته.
يوجه غبطته هذه النداءات والتوجيهات والمقترحات منذ تسلمه السدة البطريركية في ظل ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية قاسية ومضطربة لفقدان حكم القانون والدولة لظهور حكومات ضعيفة مُسيرة، مما ادى الى انتشار الحروب المحلية والفساد وعكست سلباً على المجتمع العراقي برمته وعلى المسيحيين خصوصاً.
 تأتي من حرصه على المجتمع العراقي والمسيحيين كمسؤول روحي منطلقاً من اساسيات اللاهوت الذي يؤكد على رفع الغبن والظلم عن الجماعات البشرية وحرص الكاهن على رعيته. الامر الذي يعده البعض تدخلا بالسياسة عندما لايرون مصلحتهم تتحقق حينها، او يسكتون او يباركون عندما يرون ان ما يوجه به يتوافق ومصالحهم.
أذا كانت الغاية من الصرخة هي لتاسيس تجمع سياسي، أوتشكيل لجنة، أوتأسيس مرجعية. في كل الاحوال لابد  من  تشخيص واقع المجتمع العراقي عموماً وواقع المسيحيين بوجه خاص لكي يتمكن المرء من تحديد فيما اذا سيكون هناك توافق بين الواقع ومتغيراته والطموح الذي يسعى من أجله غبطته تجاه المسيحيين في العراق. هل يساعد هذا الواقع لتحقيق الطموح؟ هذا ما أحاول تشخيصه من وجهة نظري أستناداً الى المعطيات والمؤشرات المُتاحة.
 تتمثل معاناة المسيحيين في العراق بحسب النداءات التي تطلقها البطريركية الكلدانية وبعض من الاحزاب السياسية للأثنيات المسيحية بين حين وآخر منذ عام 2003 بحزمة من المؤشرات وهي:   
التمييز على أساس الدين. ليست معاناة المسيحيين على اساس الدين وليدة الظروف الحالية اليوم، وانما ترجع الى  1400 سنة أي جراء خضوع المنطقة برمتها لحكم الشريعة الاسلامية. فالتاريخ يعلمنا على مدى العصور أن دين الدولة الرسمي هو الاسلام وهو مصدر التشريع، ولايجوز تشريع قوانين مخالفة لتعاليمه، وهذا ما تؤكده الدساتير التي تعد قانون الدولة الرسمي ومنه تنبثق القوانين الاخرى التي تُنظم مختلف شؤون الحياة في ظل الحكومات المدنية الجمهورية منها والملكية والحكومات الدينية. وهذا ما ثبته المؤتمر الاسلامي العالمي في مقرراته والزم أعضاءه التنفيذ.
أية حكومة عراقية لايمكنها الخروج عن سياق التشريع الاسلامي، فكيف في ظل حكومات  تستحوذ عليها أحزاب دينية رسخت المفاهيم الدينية والطائفية في السلطة ننتظر منها أستجابة حقيقية لاعادة النظر بمواد الدستور المرتبطة بالدين؟ لا أظن ستتحقق لعدم وجود الامل في ألغاء المادة الدستورية التي تؤكد على أن الدين الاسلامي مصدر التشريعات.
 فاذن ستبقى كل المعاناة التي تخص المسيحين جراء قانون الاحوال الشخصية عن ظاهرة أسلمة أحد الوالدين ومصير الابناء القاصرين قائمة. وستبقى المناهج الدراسية تحتوي مواداً تُثير النعرات الطائفية، ويستمرتقييد بعض الانشطة الاقتصادية للمسيحيين.علماً أن هذه المعاناة كانت قائمة قبل عام السقوط، الا ان الشعور بها حينئذ عن قرب معدوم لاختلاف الظروف الامنية وطُغيان مظاهر الحياة المدنية على الدينية.   
مصادرة الكوتا المسيحية في الانتخابات البرلمانية: باختصار، السياسة هي فن تحقيق المصالح الشخصية والحزبية الضيقة قبل كل شيء وثم في الاخير بعضهم يفكر بمجتمعه، وهذا طموح المنتمين الى الاحزاب السياسية، ومن يقول غير ذلك فأنه يخدع الاخرين، وهذا السياق الجاري في كل المجتمعات البشرية مع التفاوت النسبي مكانياً وزمانياً ، بأدلة واضحة هي تشبث القياديين السياسيين بالسلطة سواء في تنظيمهم السياسي او الحكومي، والصراعات على المناصب بين منتسبي الحزب الواحد نفسه التي تقود الى الضعف من أداء الحزب وثم فقدان جماهيره. فتراهم يبدلون في قيمهم السياسية ومواقفهم بين فترة وأخرى ويغيرون لغة خطابهم وتاييداتهم، فالخدعة والكذب والتسقيط للأخر والانكار وحتى الشتائم والتهديدات هي من السمات المستفحلة في شخصيتهم وادائهم. وتلاحظهم يتكتلون مع أحزاب أخرى أكثر شعبية ونفوذا في المجتمع من أجل تحقيق المنافع الشخصية.
على ضوء هذا الوصف للسياسيين،لايمكن استبعاده عن الاحزاب السياسية للاثنيات الثلاث المسيحية في العراق، فاذا لم تمارس لعبتها سوف لا يمكنها تحقيق ما يصبو اليه أعضائها فتبقى أحزاباً شكلية أو تنهار كما حصل لبعضها. فأتهام الاحزاب بتبعية ومناشدتها للاستقلالية غير منطقي. فمن حقها أن تتكتل وتبحث عن السبل التي تحقق غاياتها ومنها اتفاقاتها مع الاحزاب الكبيرة في استراتيجيتها للشروع بالانتخابات البرلمانية وما بعدها. وهذه الحالة تُفهم من قبل البعض أنها مصادرة الكوتا المسيحية من قبل الاحزاب المتنفذة في العراق. أنما في رايي هي حالة طبيعية لكل الاحزاب الصغيرة أينما وجدت.
 لو أفترضنا أن أحزاب شعبنا تخوض الانتخابات باستقلالية دون اتفاقات مبرمجة مع غيرها، وحصلنا على خمسة نواب يمثلون المسيحيين. يا ترى هل سيتمكن هؤلاء الخمسة من زحزحة الامور المطروحة كمعاناة المسيحيين في البرلمان مقابل أكثر من 300 نائب، وهل بأمكانهم أقناع الاخرين لتأييد ما يبغون تحقيقه عند التصويت لاقرار قانون ما  لصالح المسيحيين في ظل الدستور الذي لا يقر الا ما يحمل الاعضاء الاخرين في أفكارهم وسياق حياتهم؟ بالرغم من تبعيتهم للاخرين حالياً لايمكنهم تحريك ساكناً فكيف في حالة أستقلاليتهم؟ فهؤلاء يرون أن التبعية أفضل على أمل أن يحققوا مقعداً برلمانياً وبعض من المناصب لمؤازريهم أو اعضاء احزابهم من لا شيء لكسب الموضوع سواء باستقلاليتهم او تبعيتهم.
أما الترشيح للوزارة وبعض المناصب الاخرى فهو مرتبط بالكوتا المسيحية، الواقع القانوني حالياً يؤكد أن الاكثرية في الكتلة هم الذين يحق لهم ترشيح أحد الى الوزارة، فلا يجوز لاية مرجعية أخرى التدخل بهذا الشأن بحسب القانون. فمن الطبيعي سيرشحون أحد أو احدى الشخصيات الموالية لافكارهم وتطلعاتهم. وقد حدثت وتحدث اشكالات للترشيح للوزارة ،ولكن في الاخير تُحسم وفقاً لما يقره اعضاء الكوتا.
هناك توهم في أفضلية الترشيح من جهة دون أخرى، ففي كل الاحوال سواءً رُشح من قبل الممثلين في البرلمان أو أية مرجعية دينية مسيحية، ما الذي سيتغير؟ الوزارة في كل البلدان أعمالها مرتبطة بقانون الدولة، فلا يمكنه الوزير أو المدير العام أو السفير أن يتجاوز القانون المُناط بوزارته، والا أما يُعاقب أو يبقى أسير الفساد الاداري. هل بأمكان الوزير المسيحي أن ينحاز الى المسيحيين في وزارته؟ بالطبع لايجوز.
 حالياً تقلدت مسيحية وزارة الهجرة والمهجرين، هل ستركز على المهجرين المسيحيين وتتعاطى مع مشكلاتهم فقط  أم عليها أن لاتميز بين كل مكونات المهجرين؟ بالطبع وفقاً للقانون ان لاتميز. هل تتمكن أن تجتاز صلاحياتها المالية التي تنفقها للمهجرين؟ كلا ، فلايمكنها أن تعمر القرى المسيحية دون قرى المكونات الاخرى ولها ميزانية مخصصة لا يمكن تجاوزها. فاذن لو كانت وزيرتنا مرشحة من كتلة بابليون الكلدانية أو البطريركية أو من الهيئة المرتقبة من الصرخة، النتيجة هي نفسها. فهنا وزارتنا هي رمزية معنوية لاغير. وهذا ينطبق على المناصب الاخرى أيضاَ المخصصة للمسيحيين.
التغيير الديمغرافي والاستحواذ على ممتلكات المسيحيين والهجرة: هذه المشاكل ترتبط بالدرجة الاساس في طبيعة النظام السياسي برمته ولا يرتبط بممثلي المسيحيين في البرلمان أو بتشكيل سياسي مسيحي او مرجعية ما. اذا القانون هو السائد والامان متوفروالتناحر بين السياسيين ينعدم من خلال ميليشياتهم العسكرية ويتحكم على الارض الجيش العراقي بهيبة وقوة سيكون كل شيء على مايرام لجميع العراقيين. وعليه مهما قالت مرجعياتنا الدينية واحزابنا السياسية وممثلي المسيحيين في البرلمان لا جدوى منه ما لم يتحقق ما أشرت أليه وهذه هي مطاليب كل العراقيين ذوي المشاعر الوطنية.
الوجهة الثانية للموضوع هو التناقضات التي ستنجم عن ما تحققه الصرخة وهي:
واقع الحال للمسيحيين في العراق يختصر في ثلاث متغيرات:
النقص الديمغرافي الحاد بالنسبة الى عموم سكان العراق وهو في تناقص مستمر بسبب الهجرة.فحجم السكان وفقاً  للدراسات الديمغرافية يضطلع دوراً كبيراً في عملية التنمية والاستقرار، أو  في أمكانية التنافس مع شركائهم في الوطن وبالاخص عند فقدان قوة القانون. فكلما يزيد عدد السكان كلما يكون بمثابة قوة، حيث تزيد فرص وجود المتخصصين في مجالات المعرفة النظرية والعملية، توفر الاموال ، ومنافسة المكونات الاخرى، تزداد فرص وجودهم في مؤسسات الدولة فيكون لهم دوراً متميزاً في صناعة القرار وأثبات الوجود.
 التشرذم الطائفي:  لاتحتاج المسالة الى التفصيل، أصبح معلوماً عبر كل المراحل التاريخية أن المذاهب الدينية لا يمكنها التضامن والتوافق على المواقف التي تتعرض عليها لاسباب متعددة تخص العقيدة والادارة والسلطة وترسيخ مفاهيم الغاء وهرطقة الاخر. وهذا هو واقع الحال للمذاهب الدينية المسيحية في العراق، ومن يقول غير ذلك فيخدعنا. وعلينا أن لا نتوهم ببعض الحركات التظاهرية التي تبين تضامنهم ، انما الحقيقة هي في العقل الباطني. ومن يتحدث عن الوحدة بينهم فذلك هو أسير العاطفة والخيال.
المفارقات السياسية: تعاني الاحزاب السياسية للمسيحيين في العراق من الافتراق الحاد سواء بين أحزاب الاثنية الواحدة من جهة أو الاحزاب بشكل عام، وما الصراعات وعدم الاتفاق بينهم في المواقف وعدم توحيد القرار الا مؤشرات تعبر عن واقعهم الحالي.
أذن ماذا أتوقع من نتائج الاستجابة لصرخة غبطة البطريرك ساكو في ضوء المعطيات المشار أليها؟
لست ضد أو مناهض لاي تضامن مسيحي في العراق أو رافضاً لصرخة البطريرك الموقرابداً، لكن من أستقراء الواقع كمهني في البحث الاجتماعي الذي يكون المجتمع برمته مادته الدراسية والعملية - من يقول انتم في بلدان الانتشار لا معرفة لكم بالواقع العراقي لانكم لاتعيشونه فهذا وهم في ظل الثورة المعلوماتية وما يخصني شخصياً كمهني في تشخيص واقع المجتمع، أينما أكون لي طرقي المنهجية لاستقراء المعلومات- أرى:
طالما أكد اعلام البطريركية على أن المستجيبين لنداء البطريرك هم: الرابطة الكلدانية، وهذه لايمكن حسابها ضمن الاستجابات لانها مرتبطة بالكنيسة بحسب نظامها الداخلي الحالي، وجمعية حدياب للكفاءات، وحزب ابناء النهرين وبعض الشخصيات، لم يحدد الاعلام عن ما هيتها ومكانتها وعددها. طالما مؤشر الاستجابات ضعيف، فالمتوقع هو عدم وجود رؤية جماعية تضامنية مستقبلية. وهذا أحد مؤشرات التباين بين الواقع والطموح.
وجود تشكيلة سياسية الى جانب أخرى مهنية أختصاصية ، حزب أبناء النهرين وجمعية حدياب للكفاءات على التوالي، غير موفق لان السياسي ليس مثل صاحب الكفاءة في أختصاص معين لكل منهما نظرة مختلفة للواقع والمواقف. صاحب الكفاءة يبحث علمياً ومنهجياً ويطبق ميدانياً بينما السياسي لا يبحث الا اولا على مصالحه الشخصية والمنافع المتوخاة لحزبه. أما بالنسبة الى الرابطة فموقفها مرتبط  بالكنيسة وفقاً لنظامها الداخلي الحالي كما ذكرت  آنفاً.
لو أفترضنا انبثقت هيئة أو لجنة أو خلية أزمة وما شابه من اللقاء، هل سيكون دورها أكثر قوة من الاحزاب السياسية وممثلي البرلمان الحاليين في التأثير على القرار السياسي العراقي في ظل المعطيات المشار اليها للواقع العراقي اعلاه؟ اذا الجواب نعم، ماهي مقوماتها الدافعة لها للنجاح. لا أظن ستتوفرلانها بحاجة الى:
تضامن كل القوى السياسية المسيحية وهذا سوف لن يحدث، فهل الاحزاب الحالية سينتهي دورها، فهذا تناقض، هل ستنعدم الحاجة الى ممثلين في البرلمان؟ هذا تناقض اخر. فاذن سيزداد التناحر لانه اضفنا على المتناحرين جهة أخرى. علماً وفقا للقانون العراقي اعضاء البرلمان هم الممثلون الشرعيون للمكون المسيحي، وهذا يُزيد من الارباك لدى الحكومة العراقية للتعاطي مع المسيحيين. أما لو كانت الخطة المستقبلية للهيئة المرتقبة هي التي ستقرر من يُدعم في الانتخابات، ومن سترشح للوزارة أو المناصب الاخرى فلا جدوى من ذلك في ظل المعطيات المُشار اليها اعلاه عن الواقع العراقي السياسي.
أهم  عامل لضمان نجاح الهيئة المرتقبة هو المال، يا ترى من هي الجهة الممولة؟ واثق جداً لو عرف السياسيون أن هناك أموالاً ستخصص لها سيركضون كلهم للالتحاق، مثلما ركضوا والتحقوا مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري عندما كانت باقات الاموال توزع بلا هوادة، وحينها لم يكترثوا لمبادئهم السياسية مقابل تلك الاموال، الا القليل منهم جدا وبجدارة هو الحزب الديمقراطي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني الموحد. ولما بدأ الصرف بالانخفاض فأبتعدوا رويداً رويدأ كأنما شيئاً لم يحدث. فضمان المال مهم جداً.
أعتقد ان تشكيل مرجعية موحدة لن تحقق شيئاً بدليل لا استجابة من الاحزاب كافة ولا من الطوائف الدينية للصرخة وان كان هناك شيء ما وراء الكواليس فهذا بحث اخر وسيتبين لاحقاً. بل سنزيد جهة أخرى كما أشرت لتفعيل التناحر. والاهم هو أيجاد مخارج فاعلة لتغيير النظام السياسي وتوجيه المواطن العراقي نحو المفاهيم الوطنية والمدنية وسيادة القانون وتفعيل قوة الجيش، وليكن هذا شعار وموقف مسيحي العراق دائما، لا يكون بتشكيل مرجعية مسيحية أودينية لتعد كمؤشر لترسيخ الطائفية وللتعاطي معهم كمسيحيين بل كمواطنين عراقيين، فهكذا توجهات هي متناقضة من جهة نطلب عراق خالي من الطائفية ومن جهة نطالب بتاسيس مرجعية تدافع عن المسيحيين !!
وضعت مؤشرات ومعطيات عن الواقع العراقي عامة والمسيحيين خاصة امام المهتمين بالموضوع لعله يستفيدون منها وليست الغاية الا لترسيخ مفاهيم التضامن والتساند بين المسيحيين وتوجيه بوصلة الفكر نحو الوطن الواحد. وتشخيص ظاهرة تهم الجميع، بان في ظل الواقع الحالي للمجتمع العراقي السياسي وواقع المسيحيين لا يمكن ان نحقق الطموح.
http://saint-adday.com/?p=38357
http://saint-adday.com/?p=38100








365
هل مرة كافي بدون استئذان لان الهوزي طيب ههه
الاخ لوسيان المحترم
فقط اود اعلامك
ثق اني لم افتح الروابط ابدا التي وضعتها ،
 تعرف جيدا اعيش في بلد غربي كندا وسنويا احضر مهرجانات من هذا القبيل مع العائلة للاستمتاع وثانيا للاطلاع لانها جزء من اهتماماتي المعرفية في المدن والقرى وهذه ميزة رائعة في المجتمع كما قلت لها اهدافها المتعوية واثبات الذات بالنسبة الى المجتمع الكندي الذي تعكس تلك المهرجانات وجوده التاريخي بالاضافة الى المنفعة المالية لنفقات انسانية.
وشخصيا لم اذكر ان الراسمالية تخدعهم ،كيف فهمت ذلك؟ قلت مخطط لها راسماليا أي بمعنى اقامتها لابد ان تحقق منفعة مالية .هل نوضح كل كلمة نكتبها يا اخي نحتاج الى جرائد مفصلة.
اما عندما اقرا شيء عن تحرير الارض التي سُلبت قبل الاف السنين ولعوامل التي ذكرتها لايمكن ارجاعها تبقى احلام اليقظة نعم بشعة وساذجة ومضيعة الوقت والمال وتوجيه الفكر نحو امور لا يمكن تحقيقها بدلا من التخطيط للحاضر والمستقبل .نعم الامم المتحدة ترعى وتهتم بالسكان الاصليين لكن ولكن لا لتحرير اراضيهم وانما منح حياة لائقة بهم مثلما يعيش الاكثرية الساحقة في المجتمع.
كما قال احد الخبراء في الامم المتحدة لا تسعفني الذاكرة اسمه وهو عالم اجتماع امريكي لو منحت دولة لكل اثنية في العالم اليوم سيكون لدينا كل عشرة اشخاص لهم دولة اي الاف الدول وهذا هراء.فهدف الامم المتحدة واضح ليس لتحرير الارض بل مساواتهم بالغازيين الذين اصبح وجودهم امر واقع قبل الاف السنين.
تقبل تحياتي

366
بعد الاستئذان من الاخ نيسان سمو المحترم
الاخ لوسيان المحترم
تحرير الارض ، هنا اقصد بها من يحاول بائساً تحرير ارضه التي اغتصبت قبل الاف السنين ،فمن يكتب عن تحرير ارض الاجداد الذين لا يرتبطون بهم الا وهمياً واسطوريا بالنسبة لي هي بشعة جداكتاباتهم ومحاولاتهم.ببساطة لعدم تداركم الواقع الديمغرافي والقوة والمال.
اما مسالة ارجاع التاريخ ليس المقصود به اقامة المهرجانات التراثية ،بل التفكير الساذج لاعادة حضارتهم كما كانت عليه قبل الاف السنين والتوسع الامبراطوري .
المهرجانات هي ممارسات مهمة لها وظيفة نفسية واجتماعية ومالية لتواصل الاجيال فتقام في المجتمعات الغربية لاستذكار الاصول وجلب المتعة والفرح وكسب المال لانها مخططة راسماليا اي يتوخى القائمون عليها الربح ،وقد يكون الربح لشركات او اشخاص او لمساعدة المحتاجين من الناس او لمراكز البحوث العلمية.هذه هي اهدافها وليست لغايات اخرى كما تفهمها جماعتنا كأنها عامل لتحفيز الاخرين لارجاع التاريخ او تقليده.
تقبل تحياتي.

367
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
لا تعليق لي ،لماذا ؟
لان كل عبارة جئت بها صحيحة وضعتها بعيدا عن العواطف والسذاجة والجهل ،الجهل في كيفية حدوث ما حدث وعدم رجوع ما كان وعدم ادراك الواقع بموضوعية .فقط لا ادري ان كنت وضعت عبارة اخرى وهي
من ابشع ما اقرا واسمع بان التاريخ سيعيد نفسه او نرجع الى ما قبل الاف السنين ، أي سنحرر الارض!!!!.
تقبل تحياتي

368
الاخ مايك سيبي المحترم
تحية
تعازينا القلبية لذوي فقيدنا "سامي كمو" والصبر والسلوان لهم جميعا.
أما مقارنتك اخي مايك فاختصرها
شتان بين الاثنين او المؤسستين
منتسبين واداريين من اساقفة وكهنة وشمامسة وعلمانيين .
دخولك الى كنيسة لاتينية كاثوليكية توحي للفرد انه دخل الى كنيسة معاصرة تحترم الفكر البشري والانسان ،اما لو دخل الفرد للكنائس الشرقية كانما دخل عبد وقطيع ومهان وخائف وقلق وضعيف وووووو.
تقبل تحياتي

369
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
تسليطك الضوء على موعظة لكاهنين وتشخيصك السليم هو كمثال رائع لانتكاسة الوعظ باساليبه ومادته وطريقة القائه في هذه الايام ،فهناك العديد من الكهنة لايجيدون فن القاء الموعظة وقسم منهم لايفهم ويدرك ماهي الموعظة وما الذي عليه ان يقدم ،وكيف يربطها بالواقع الاجتماعي. ومعظمهم يعدون انفسهم احرارا بما يلقونه تحت ذريعة مبدأ " أنا الكل بالكل هنا" ليس الكهنة فقط بل اساقفتهم المسؤولين عنهم ايضا .وهذه هي اساس المشكلة.فلا يعتبر المستمعين الا قطيع ،تلك الكلمة المستخدمة مع الاسف في الطقوس الدينية التي تمس مشاعر المؤمنين الواعين وليس السُذج منهم لانها تستخدم لغير البشر وهم متكيفون على استخدامها.
احيانا تحتوي مواعظهم اسقاطات شخصية يعانون منها فيصبون غضبهم على المستمعين، وهناك من لم يميز بين الموعظة والمحاضرة بحيث يخلق مللا عند المستمع وبل يفقد ما الذي يريد ان يوصله ويفقد المستمع الفكرة من اساسها .وهناك لا تزال موعظتهم تقليدية لا تنسجم مع الحياة الاجتماعية والفكر البشري المعاصر. ومثلما ذكرت في مقالك فبعضهم يستخدمون كلمات تمس مشاعر المستمع وبل تهين المستمع ومنها الترهيب والوعيد وما شابه .مرات استمع الى وعظات ومحاضرات لمختلف الكهنة واقول مع نفسي تبا لمن رسمك كاهناً .
في رايي هناك سببين رئيسيين هما:
التنشئة الكهنوتية غير مستوفية شروط الرسامة الكهنوتية للمتقدم اليها.بالاضافة الى نوعية المواد المنهجية الدراسية ونوعية التدريسيين .
والسبب الاخر هو سذاجة  معظم المستمعين في مجتمعنا ونظرتهم الى الكاهن وتقديسه وكل ما يصدر منه هو مقدس ومقبول لا يحتاج الى مناقشة.وهناك اسباب اخرى لو سمح لي الوقت ساكتب مقالا مطولا.
تقبل تحياتي

370
الشماس عوديشو يوخنا المحترم
شلاما
أحساس تعبيري منطقي ورائع لتساؤلاتك عن ما يجري لواقع البشرية هذه الايام وما يخصنا نحن المسيحيين بالذات ،أي ان البشرية تخطو باتجاه عكس ما علمنا الرب.
موضوع هادف وكل فقرة جاءت فيه تحتاج الى دراسة.
تقبل محبتنا

371
الاخ  العزيز سامي المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ،وملاحظتك القيمة عن الموضوع .
نعم المحاولة هي لتوجيه بوصلة الرابطة الكلدانية نحو الاتجاه الصحيح لكي تتجاوز الاخفاقات التي وقعت فيها والاستفادة من الاخطاء .وكما تفضلت أن الديمقراطية ايضا مفهوما غائبا في سياقات الرابطة وليس هناك وعياً لهذه الممارسة التي اصبحت من مفاهيم التقدم الاجتماعي والنضج الفكري للمجتمعات والمؤسسات .وليس الصراع وعدم الاتفاق بين اعضاء الهيئة العليا لها الا دليل لعدم وعيهم لمفهوم الديمقراطية ،فكل واحد منهم يحاول ان يفرض رايه وان يكون هو السيد .واذا لم يحدث الاتفاق معه يعلن الانسحاب او الانزواء الى جهة او الغضب والصياح والتسقيط لمن لا يتفق معه.
تقبل تحياتي

372
الاخ لوسيان المحترم
تحية
جواب عن سؤالك هو واضح اذ قلت تاسست الرابطة الكلدانية لاجل تحقيق اهداف معينة وهذه الاهداف موجودة في النظام الداخلي لها ،ولهذا قلت لا تلف وتدور لان سؤالك بسيط وجوابه واضح لا يحتاج اساساً لهكذا سؤال .والنظام الداخلي موجود في كل مكان وليس لحزب سياسي سري، ممكن الاطلاع عليه وستجد لماذا تاسست الرابطة الكلدانية.وبالتاكيد كنت ستقول لو وضعتك الاهداف هنا ،لقلت وماذا تحققت منها؟ وايضا الجواب على هذا السؤال المتوقع جاء في المقال.
تقبل تحياتي

373
الاخ لوسيان المحترم
ارى ان كل شيء في الرابطة واضح من حيث اهدافها ،فكل مؤسسة اجتماعية او حزب يتبين اسباب تاسيسها من اهدافها المشار اليها في النظام الداخلي .ارجع اليها رجاءا.انما حديثي في المقال لم يكن هذا انت سحبت الموضوع اليه . موضوعي هو نقطين اساسيتين:
انتهت الدورة الحالية لقيادة الرابطة ،فوضعت مقترحات للعمل في الدورة القادمة وقياديين جدد وان يتجاوزا الاخطاء التي وقعت الدورة السابقة فيها .والموضوع الثاني كان عن وجود ثغرات في النظام الداخلي للرابطة وضعت مقترحات للنظر فيها.
صار واضح فلا تخرج عن الموضوع رجاءا .
الجواب واضح لسؤالك في ردي لا يحتاج الى لف ودوران وهدف وجود الرابطة واضح وضوح الشمس الا انه هناك بعض الارتباك في العمل .وجئتك بامثلة مستوفية للادراك وكان مثالي للحركة الديمقراطية الاشورية للتوضيح عن الاستقرار وعدمه لوجود الاحزاب او المؤسسات .وليس لانها نجحت كما وصفت فتلك مبالغة ولها اخفاقات متعددة اولها التربص والالتصاق على الكورسي لاكثر من ثلاثين او اربعين سنة لناس محدودين كانما لا احد غيرهم من الاشوريين مؤهلين لقيادتها .واصبحت دكاكين سياسية لتحقيق مصالح شخصية .
اما تلك التي تؤكدون عليها اهتمت باللغة الام وما شابه هذه بالنسبة لي لا اعتبرها اية انجازات لان نتائجها السلبية اكثر من الايجابية ولم تكن مدروسة وكانت فقط ناجمة عن اندفاع عاطفي لا غير.وماذا لو تعلم لغة الام عشرة اشخاص او الف او الفين ومانسبتهم تساوي لكل الاشوريين هذه المسالة تقوم بها الكنائس لمختلف المذاهب في كل مكان .وماذا عن مستقبلهم اين المعاهد والجامعات .انا على يقين لو وقفت حكومة كوردستان على رجليها ستوقف تلك المدارس وتمحوها مثلما عمل صدام حسين بمدارس اقليم كوردستان التي درست اللغة الكوردية وبعدها قلبت الى العربية.
الاهداف الاستراتيجية الناجحة لاي حزب من احزاب شعبنا هي:
مدى امكانية التاثير لعودة الكلدان او الاشوريين او السريان الى بلد الام من المهجر؟ بالعكس مغادرة البلد الام.
كم محاولة لتغيير الديمغرافي في قرانا وبلداتنا نجحت في تقييدها واحباطها؟ كلا بل تجاوزات متكررة
كم قرية عصرية بنيت باستثناء بعض الدور التي بنتها حكومة اقليم كوردستان ونسبت الى سركس لانه كان وزير المالية؟ كم رئيس حزب تغير لكل هذه الفترة؟ لا يوجد
وكثيرة هي الاسئلة .تتشبثون باللغة كانما بوجودها وكم مدرسة على الارض تحققت كل طموحات اشور بانيبال  شيء مضحك جدا . انا لا اجيد بالامثال الشعبية ولكن حافظ هذا المثل :
" ارخي نبلا لمايي واخنوتن بجيالا لجقجق" اي اذا لم تعرف الكلدانية اترجمها
الطاحون دمرتها وازالتها المياه وانتم تبحوثون عن جزء بسيط هو مشغل الطاحونة" اخي لوسيان هذه لو يسمعها واحد غريب ترى سيتعرف على العقلية الحقيقية لمن يؤكد عليها.
متى ما رجعت من اوربا الى نينوى وانا ارجع من كندا اقول نعم اللغة  والاحزاب فادتنا "
هكذا نحن مغمضين العين ما نعرف ماذا يجري وما فائدة تلك المدارس ؟
تقبل تحياتي

374
الاخ نيسان سمو المحترم
والاخ دكتور نوري بركة والاخوة القراء جميعا
تحية
اود ان ابين عدم ذكر عن منظمة امل التي يراسها الدكتور نوري بركة في ساندييكو والاخ باسل بقال في مدينة ديترويت لمنظمة مساعدة العوائل المتعففة في البلد ودول الجوار في تعقيبي اعلاه ،وذلك لان هكذا منظمات لا علاقة لها بالرابطة الكلدانية وهي مجهودات لشخصيات غيورة تنظم البرنامج ،وهدفي هو ان تكون قيادة الرابطة المقبلة ان تتضمن هكذا شخصيات تعمل بجد واخلاص لا لاذاعة البيانات   ورئاسة الاجتماعات اوالانزواء في كركوك، او التملص من العمل لانهم لا يسمعون كلامهم او لاتتفق ارائهم ،فبوركت سواعد كل الخيريين مثلكم دكتور نوري وباسل البقال الذي تتعاون معه ايضا نخبة من كلدان ديترويت .
تقبلوا تحياتي

375
الاخ لوسيان المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال والاهتمام.أما بالنسبة الى تساؤلك عن الفترة الزمنية والاحاطة بالمشاكل اود توضيح مايلي:
المسالة واضحة ،واستغربت من عدم فهمك للمسالة كما قال نيسان سمو ،لماذا واضحة؟
الاتحادات والجمعيات ومنظمات مجتمع مدني والاحزاب السياسية ايضا قائمة في كل المجتمعات سواء في حالة الاستقرار او في حالة الاضطراب.فترى في المجتمعات المتحضرة التي تنعدم فيها الاضطرابات قائمة مئات بل الاف مثلها ولكل منها وظيفتها واهدافهاولها استراتيجية معينة .وفي المجتمعات المضطربة مثل العراق ايضا قائمة ولها اهداف واستراتيجيات معينة تحاول تحقيقها لخدمة جهة ما او مجموعة بشرية ما.انما الفرق يكمن في ان تلك الموجودة في المجتمعات المستقرة تعمل دون معوقات تُذكر بيئية خارجية فهي مطمئنة وفي امان، ففي هذه الحالة تقدم ما بوسعها من خدمات وتحقق اهدافها .انما تلك التي هي في المجتمعات المضطربة لها اهداف مرسومة ،انما المتغيرات السريعة التي ترافق الاضطراب يحول دون تحقيق الاهداف بيسر كما في حالة الاستقرار فيكلفها ذلك كثيرا.
فمثلا خذا الحركة الديمقراطية الاشورية كان لها تواجد في زمن تُمنع النشاطات القومية ومعها احزاب كوردية ايضا فلجأ عناصرها الى الاحتماء في المناطق النائية ولم تتمكن اي من تلك الاحزاب ان تحقق شيئا ملموسا مباشرا حينها لتقييد حركتها على الارض بينما بعد عام 1992 استطاعت ان تحقق بقدر الامكان بعض الشيء وعلى الاقل علنية وزال الخوف وشعر اعضائها بالامان وعملت الاحزاب الكوردية بحيث استطاعت ان تتمسك بالحكم في الاقليم لعدم وجود اي تهديد لمصالحهم ولهم قوة عسكرية ومالية بالاضافة الى العامل الديمغرافي الذي لا يعد بالنسبة لهم عائقا،بينما مقارنة باحزاب شعبنا ومؤسساته موجودة على الارض انما تحقيق اهدافها يسير ببطىء ومنها ببطىء شديد بسبب تلك المشاكل المُشار اليها في الاحمر ،وهي
تناقص شديد ومستمر ديمغرافيا اذ ان بعض الاحزاب لم يعد تعدادها الان على اصابع اليد لان الكل هاجر وترك البلد ،عامل الامان غير متوفر لابناء شعبنا،الكساد الاقتصادي ضارب كل عراقي الا من هم في قمة الهرم.ففي هذه الحالة لاتتمكن المؤسسة الاجتماعية او الحزب السياسي ان يحقق ما يطمح له مثلما لوكانت الظروف مستقرة .فالفترة خمس سنوات بالنسبة للرابطة او اية مؤسسة اخرى قليلة قياسا الى ما يحيط بها من المتغيرات المذكورة.انما هدفنا من الكتابة هنا ان لايكون تفسير اخفاق او تلكؤ حزب او مؤسسة ما في تحقيق اهدافها كليا لتلك الظروف فالنظرة والتفسير العلمي لابد ان يكون شموليا اي لعوامل موضوعية التي اشرنا اليها زائدا الذاتية التي تخص التنظيم نفسه وهذا ما وضحته في المقال بقدر ما يتعلق الامر بالرابطة الكلدانية. فمثلا اغلب احزاب شعبنا متشبثون قادتهم بالقيادة لفترات طويلة كانما لايوجد في هذا الحزب او المنظمة ناس جديرون اخرون للعمل.ليس هناك وعي لتبديل السلطة.فلهذا ركزت على قيادة الرابطة بان لاتقع بنفس الخطأ.
اما لو كان المجتمع مستقر كما تقول فلا حاجة للاحزاب والمنظمات مثل الرابطة فهذا غير صحيح لان المجتمع بحاجة لوظائفهاوبدات تعقيبي بمثال البلدان المتحضرة التي تحتوي مجتمعاتها الاف منها وهي جزء من التنظيم الاجتماعي ومكملة للبناء الاجتماعي مثلما كل المؤسسات الاخرى هي مكملة معها لتبقى ديناميكية المجتمع ونبض الروح في الحياة الاجتماعية مستمرة ،ومن جهة اخرى، لا يوجد مجتمع بدون مشاكل ابدا ،مجتمع بدون مشاكل هو نموذج مثالي موجود في عقل الفلاسفة فقط ،وانما حدة المشاكل وطبيعتها ونوعيتها وشدتها تتباين زمانيا ومكانيا ،نفسها التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني موجودة في العراق وكندا مثلا ولكن تتعرض الى مشاكل متباينة كما وضحت فالحاجة اليها قائمة منذ بدء البشرية بصيغة واخرى وشكل واخر. لو افترضنا ان شعبنا يعيش في ظل ظروف مستقرة ،هل يعني سيكون مثاليا دون وجود مشاكل ؟ لا ،سيكون هناك مشاكل تختلف في طبيعتها عن ما يتعرض لها الان .
اكتفي بهذا القدر وشكرا
تقبل تحياتي

376
الكاتب الساخر نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
مقالتك في الربط بين الرابطة والكلداني فيها ابعاد فكرية عن موضوع الرابطة الكلدانية والكلدان .نعم على الرابطة يجب بحسب نظامها الداخلي يكون ربط بينها وبين الكلداني.ولكن من تقلد زمام الحكم فيها لم يدرك هذه النقطة الساحرة وجئت بها بسخرية لعله القيادة المقبلة تتفهمها.اخويا نيسان ،" انت ما تريد لا اخ ولا سيد فنكتب اخويا"
الرابطة هي جمعية لها اهداف محددة ارجع اليها لاتعبني في كتابتها كثيرة،عليها ان تنطلق منها ويبرر وجود هذه الجمعيات قانون الجعيات مثلما هناك قانون الاحزاب،.
لا سلطة عليها اطلاقا على اي كلداني ولا تمثل اي كلداني ومتوهم من يقول ذلك لماذا؟ لان هكذا جمعيات وروابط واتحادات وحتى الاحزاب ليست رسمية ولا تمثل الشعب رسميا ،وانما الاحزاب تسعى لاستلام الحكم بكل جهد لان هو هدفها الاساسي وعليه يحشد امكاناته للفوز بالاكثرية من المقاعد حتى يتحكم.فالحكومة هي ممثلة ومنفذة لشؤون الدولة والبرلمان يمثل الشعب لانه اختار من هو فيه ولكن مو مثل اصحابنا من ابناء شعبنا يتعرضون لجرة اذن واحد من الشيعة وواحد من السنة والاخر من الكورد والاخر من... هل تعرف ماذا اقصد ؟ اي دير بالك احنا نمشييك والا تروح تكعد بالبيت ،نيسان خلتني من اعجابي بطروحاتك كسبتني الى كاتب ساخر شنو رايك اكتب بالسخرية افضل اعتقد طلعنا من الموضوع .بالضبط المفروض من اهدافها تعمل هكذا الرابطة الكلدانية طالما هي منظمة مجتمع مدنية وبحسب المثال هذا.
بين فترة واخرى يرن هاتفنا والا واحدة تقول : هل لديكم ملابس عتيقة ارجو وضعها في كيس وضعها امام الباب واكتب عليها دي ار وما الك علاقة ولاتعب نفسك .طبعا الكلام بالانكليزي وليس بالكوردي والعربي ولا بالكلداني ولا بالاشوري ولا بالسرياني حتى لا يزعلون كلهم.
ذهبت الى الكوكل وسالته عن الامر فالنتيجة كانت كهذه جمعية من متطوعين فيها رئيس ونائبان و اكثر وسكرتير وامين صندوق مثل الرابطة،ومنتشرين في انحاء كندا ولا ادري اذا عندكم مثلها ام لا ولا ادري وين تعيش في تركمانستان ولو طاجاكستان عفية صديق لايعرف وين يعيش صديقه.
شغلهم هؤلاء هو جمع كل الملابس العتقية ولا اقصد ممزقة وكثير عتقية يعني راح موديلها ويغسلوها ويطلعوها جديدة وما يعطوها للفقراء لا تروح بعيد وانما تباع باثمان رخيصة في اسواق محددة والريع هو لمركز بحوث السكري " دايبيري" حتى يتواصل الباحثين لاجراء بحوث للقضاء على السكر وهناك السرطان والاطفال وووو .
بالضبط المفروض ان يكون هكذا عمل الرابطة للكلدان او احد واجباتهم لا ان يكعد احد في فرنسا ويلقي الخطابات الرنانة واخر مختبىء في كركوك ما يحرك ساكن لانه خطية طيب ،واخر يجتمع كل اسبوع باعضاء الفرع مثل حزب ال لا اقول.تصور مرة اتصل بي اثنين من احد فروع الرابطة وقلت خير قالوا لي هذا فلان مسؤول الفرع كل اسبوع يجتمع بنا والله موتنا هل هذا في نظام الرابطة قلت لا .اتصلت بالمعني قلت فلان صدق تجتمع هكذا شنو عندك حزب ال اخي رابطة هي جمعية ليست حزب طبعا وهذه غير الاجتماعات الطارئة . ومسؤول اخر نائم يقول ما لي علاقة واخر يقول ما يسمعون كلامي وووات كثيرة.وواحد مهتم بالمحاضرات والثقافة هاي زينة وواحد مشغول بتاسيس حزب.هكذا مثال اطرحه لان معظم القادة العظاء لم يفهموا ماهية الرابطة الكلدانية ،
الرابطة المفروض تعمل بكل جهدها لجمع اموال باي طريقة  وتذهب وتعيش مع اهل بطنايا وتللسقف وتلكيف العراقية مو الامريكية دير بالك هؤلاء اغنياء وبرطلة وغيرها وتقيم برامج تاهيل ناس تعرضت الى صدمة وصدمة ولكن لحد الان لم يرفع احد يده هناك وقال انا من الرابطة.
الرابطة في الخارج المفروض تدعم الداخل ،تستقبل من ياتي لتسهل امور استقراره ومساعدته وتعريفه بقانون البلد تستقبله لكي يبحث عن شقة له اول ما يصل للبلد .
كنت يوما في وسط مدينة في مطعم شرقي دخل احدهم وسالني : اخويا وين اكو جامع قريب ، قلت ليش قال انا جديد هنا من الطائرة الى الفندق مع العائلة وما اعرف ماذا اعمل واين اسكن قالوا الجامع يساعدك ،فخرجت امام الباب واشرت ذلك جامع لكن مابيه منارة ،سالني وقال لي هو حسينية لو جامع ،قلت تالي ما اعرف انا اشوف ناس تدخل على البناية لابسين دشدلشة ونعال اما حسينية جامع لا اعرف يعني الرجل نقل طائفيته الى مسكينة كندا ،المقصود لا الكنيسة ولا الرابطة تقوم بهذه المهمة ابدا  في كل مكان.ولما تقولهم يقولون مو شغلنا عجيب شغل الجامع وليس شغلهم.مع العلم هناك عدة مواعين للجمع واحدة للفاتيكان المسكينة التي تعيش دول ومنها للكنائس في الارض المحتلة ومنها للكهنة المتقاعدين مع العلم يستلم راتب ايضا من الدولة وما عدا المواعين الاحادية والاشتراكات وانا ادفع الهم "واير ليس" يعني دفع مباشر من حسابي الى حسابهم ولكن المشكل هي يقولون ما عدنا .الجامع ما يعطيهم فلوس بل منظمين امورهم ياخذوه الى مؤسسات ترعى المهاجرين الجدد تساعدهم للبحث عن شقة وهكذا
طولت كثير وصاحبك لوسيان ينتظرني في مقالي  يجب ان ارجع اليه لا يزعل.ارجو ان نفهم جميعنا ما هية الرابطة من الامثلة.مع وجود اهداف سامية لها لكن مع الاسف وقعت بايدي لا دفع ولا منفعة.
تقبل تحياتي

377
الاخ الزميل الدكتور صباح قيا المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال وملاحظتك عن الحدث الجديد المرتبط بالرابطة الكلدانية.
لا اعتقد انك ضد الحزب والثورة،حيث لايعني كل من ينقد ويقدم مقترحاً ويكشف خللا معينا هو بالضد المعني، ولا نقد تصرف شخص في الرابطة الكلدانية يعكس على الرابطة لتصبح موضع النقد.وجود الرابطة فكرة متميزة ولكن ان لا تُستغل عملية تحقيق الاهداف ميدانياً من قبل الاشخاص لتحقيق مصالح شخصية او التلكؤ في العمل وعدم فسح المجال للاخرين للعمل.
أما مسالة تقديم التهنئة هنا هي كمثال حي تفضلت به ليبين الارباك في العمل عند قيادة الرابطة فهو ليس الحدث الاول دون الاعلان عن الموقف تجاه الحدث.وهذا الارتباك ناجم عن الازدواجية والضبابية في فقرات النظام الداخلي الذي تتناقض مواده بل في المادة الواحدة هناك تناقض احيانا.وهذا كان الهدف من مقالتي هذه ،أما أن تكون رابطة كلدانية مستقلة عن الكنيسة مع تشاور غير مُلزم او ينظموا نظاما داخليا تعتبر الرابطة منظمة تابعة للكنيسة ،حينها لا احد يعترض وسوف يتلاشى التناقض والازدواجية.فحتما القياديين المنتهية مهمتهم بحسب النظام الداخلي في بداية الشهر المقبل لا يمكنهم اعلان رايهم واتمنى ان غبطة البطريرك الكاردينال ساكو ان يكون غير راض من تصرف الرابطة في هكذا حالات ارتباكية ،بل عليهم التصرف فورا دون انتظار رايه او موقفه.
هذا هو التخبط نفسه الوزيرة المرشحة كلدانية وكانت ضمن قائمة الائتلاف المدعومة جزئيا من الرابطة الكلدانية والسيدة كانت بحسب اعتقادي مسؤولة فرع في الرابطة،ففي كل الاحوال اول من يقدم التهنئة ان تكون الرابطة الكلدانية .اما توافق موقف السيد يونادم كنا مع موقف البطريركية من عدمه هو صدفة ام لا ،سيتبين ذلك مستقبلا لا يمكننا الحكم، لانه لا سر يبقى بين الاورقة في مؤسسات البلدان النامية.فاذكرك بقول "حسني مبارك" في احدى احاديثه التلفزيونية عن اسرار الدولة فقال" الكدعان بيعرفو فين المطار السري فكيف الدول الاجنبية لا تعرفها" يقصد عامة الشعب.
يبدو كلدان الناصرية لهم استقلاليتهم ولن ينتظروا احدا ليقرر لهم.
ننتظر مقالك القادم .
تقبل تحياتي.

378
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ،وتقييمك له.
كما تفضلت ليس لي أي طموح اداري وانت اقرب الاعزاء لي ومتأكد من ذلك ومن اليوم الاول ،لا في الرابطة ولا عند أي جهة اخرى ،انما ما نكتبه ومعك ومع الاخوة جميعا ما هو الا لمصلحة مؤسساتنا التي نطمح ان تقدم الاكثر ثم الافضل ،وهذا لم يحدث ما لم يكن هناك دراسة لوضع الرابطة الكلدانية وتقييمها من حيث الجوانب التي ذكرتها في المقال وثم تقويم مسارها لتقديم الافضل.
تقبل تحياتي

379
الاخ فاروق يوسف عكو المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال .
كلمتي هي موجهة لقيادة الرابطة المقبلة ،لعله تستفيد من المقترحات لتتجاوز ما وقعت به القيادة الحالية من الاخطاء والاخفاقات ،ولاعادةالنظر بالنظام الداخلي لتصحيح المسار.واما مشاركة الحاليين من القياديين في التعقيب فلا اعتقد يعملوها لان معظمهم اخفقوا للاسباب المذكورة في المقال.
شكرا ثانية وارجو ان تكون بخير وعافية
تقبل تحياتي

380
الاخ قيصر السناطي المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وعلى ملاحظاتك القيمة التي تعد مكملة للمقال،فهي مقترحات جدية ،فعلا نابعة من خبرة لانسان مارسها ميدانيا ونسقها فكرياً.فكل ما جئت به مدروس ومقنن.
اتمنى من الدورة القادمة لرئاسة الرابطة ان تاخذها بنظر الاعتبار لاهميتها.
تقبل تحياتي

381
المهندس القدير غانم كني المحترم
تحية
شكرا لقرائتك للمقال وملاحظاتك القيمة وتنمياتك لنجاح الرابطة وتوصياتك الجميلة لاجل العمل البناء من خلال التعاون والاخلاص وتبادل الاراء.
تعرضت الرابطة كما ذكرت في المقال الى عدة انتقادات ،ولا باس عندما تكون بناءة.ومن منطلق الحرص لبناء افضل للرابطة، من وجهة نظري طرحت ما رايته عائقاً امام الدورة القادمة لغرض تجاوزه.
نعم هناك ثغرات امام كل تنظيم ،عمقها وشدتها تتباين من تنظيم الى اخر ولسبب واخر.وعليه لكي نسد او نقيد من تلك الثغرات ابداء راينا لمن سيتسلم القيادة في الدورة القادمة لان الحالية انتهت وفقاً للنظام الداخلي للرابطة ولا اعتقد انها ستتمكن من مواصلة العمل.
تقبل تحياتي

382
الشماس القدير سامي ديشو المحترم
تحية
شكرا لقرائتك للمقال .
نعم ان الرابطة لا تزال فتية وهناك مؤسسات واحزاب من شعبنا بمختلف الاثنيات لهم مدة طويلة على الساحة ،ومقارنة معها لم يعملوا ما يرضي الجميع ،علما ظروف تاسيسها مختلفة .وهذا ما ذكرته في مقدمة المقال.
انما اخي الشماس كان من الافضل ان نبني الاساس بحيث يقاوم ويستند البناء عليه ،لا من البدء يكون الاساس هشاً .والاساس هنا يتمثل بالقياديين الذين لم تكن لبعضهم مؤهلات العمل في منظمات المجتمع المدنية و يتمثل بالنظام الداخلي الذي مر بمراحل متعددة دون عرضه للمختصين في القانون فظهر هو الاخر هشاً ومتناقضاً.وننتظر الدورة القادمة وما ستعمل من اجل تفعيل نشاط الرابطة.
تقبل تحياتي

383
الى عائلة المرحوم المحترمة
تقبلوا تعازينا لفقيدكم الدكتور ابرم حنا والصبر والسلوان لكم ولاحبته جميعاً.
تعرفت على الدكتور ابرم في دهوك اثناء وجودي في دهوك مع العائلة لقضاء عطل نهاية الاسبوع واثناء الصيف ،وكان طبيبنا العائلي المفضل .
كان صديقا حميماً ،ومتفانياً في عمله ومحباً من جميع اهالي دهوك ومن كل الملل، الكورد والكلدان والاشوريين ،كانت عيادته دائما مكتظة بالمرضى لسمعته الطيبة واخلاصه وعمله الدقيق وشطارته وتمكنه من ممارسة مهنته الطبية باقتدار. لم يبخل لاحد لو طلب منه أية خدمة،اتذكر اثناء الحصار الاقتصادي في ساعة متاخرة من الليل اتصلت به لطلب حاجة فلبى بكل سرور وهكذا كان مع الجميع وهو يمر ماشياً في طريقه للعيادة تُرفع كل الايادي لاداء التحية والتعبير عن احترامهم له .نال احتراما وتقديرا من اهالي دهوك قاطبة،لتميزه بتواضعه الكبير .أحبه الجميع واحب الكل.
نطلب من الرب ان يحفظه في ملكوته السماوي .
والشكر للاخ وحيد كوريال ياقو لاعلانه الخبر
د. عبدالله رابي والعائلة

384
الاخ مايك سيبي المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال.
مشكورة جهودك للكتابة عن تحليل مواد النظام الداخلي للرابطة الكلدانية .وهناك ايضا العديد من الاخوة كتبوا وكتبت ولعله القيادة المقبلة تستفيد مما كتبنا جميعا من الاراء البناءة وتتجنب الاخطاء التي وقعت بها الهيئة التاسيسية والدورة الحالية.
تقبل تحياتي

385
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
شكرا على قراءة المقال وملاحظاتك القيمة.
كان أملنا ولا يزال أن تكون الرابطة الكلدانية جسراً منيعاً يربط الكلدان في بلدان العالم المختلفة مع بعضهم ثقافيا واجتماعيا وموقفياً تجاه كل الاحداث وبما فيه بالاساس ما يحدث في الوطن الام.
نعم كانت خطوة سليمة من غبطة البطريرك ساكو ،الا ان بدايتها كانت تبشر بالخير لنشاطها وحيويتها ،بينما تلاشت وتراجعت تدريجياً لاسباب ذكرتها في المقال.
تجنبت ذكر الاسماء في المقال لانه دراسة عامة عن حال المؤسسة ولا يجوز تشخيص وانما القارىء يستنبط ويستنتج المقصود.وما جاء من اسماء في ردك ،ارى انها ايضا بحاجة الى غربلة لبعضها. كما هناك من نشطاء في الرابطة لم تذكرهم ،على كل حال انها وجهة نظرك.
نعم اتفق معك اخي زيد ان المشكلة واحد اسبابها تكمن في احباط الناشط والمجد عندما يحيط به من له طموحات شخصية متطرفة وشخصيات غير مؤهلة للقيادة .
قد يكون تزكية فرد لعمل ما من وجهة نظر معينة سليمة في البدء ولكن بمرور الزمن يُكتشف ان الشخص المزكى تجاوز التوقعات نحو السلبيات فعلى الزاكي ان يُعيد النظر فيه .وهذا ما حصل في الرابطة.
تقبل تحياتي

386
الاخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم
تحية
شكرا على مداخلتك القيمة وملاحظاتك عن الموضوع.
أدعم تمنياتك للقيادة المقبلة للرابطة الكلدانية التي ستُنتخب للدورة الثانية للعمل بالمقترحات المطروحة.
أملنا أن تستفيد من كل ما يقدمه المهتمون من المقترحات والاراء البناءةولا تقع بنفس الاخطاء التي وقعت بها القيادة الحالية،كما نتمنى ان تنتبه وكل قيادة أن لا تعد نفسها بأنها مستوفية كافة الشروط الفكرية والعملية لقيادة الرابطة دون اللجوء الى الاستشارة سواء في المنهاج العملي أو لاصلاح النظام الداخلي الذي أحتوى على مواد كانت عائقاً لعملهم ولكن لم يحركوا ساكناً.مقترحك لبناء صرح أعلامي جديد ومعاصر جدير بالاهتمام،ونعم أنه يتحقق لو كان هناك الارادة والرغبة الحقيقية للخدمة وتحقيق مشروع دولار لكل كلداني.
تقبل تحياتي

387
الاخ نذار عناي المحترم
تحية
تمنياتنا لك وللعائلة ولجميع القراء بوافر الصحة والخير والامان الصحي في هذه الاوقات
شكرا على تقييمكم للمقال ،وذلك مؤشر كبير لتشجيعنا للاستمرار في الكتابة كما يشجعنا الاخوة الاخرين سواء برايهم الايجابي او السلبي.
طرحت ملاحظات قيمة جداً مكملة لمحتوى وهدف المقال مشكورا عليها وهي جديرة بالاهتمام ونتمنى ان تؤخذ بنظر الاعتبار من المعنيين.اذ دائما طروحاتك مقترنة بالمفاهيم والاسانيد العلمية.
نعم لابد الربط بين الفكر والاستراتيجية لضمان تحقيق الاهداف والا ستُخلق فوضى وتخبط في اتخاذ القرار.
نبهتني على مسالة مهمة وهي استخدامي لمفهوم الايدي العاملة الذي غالبا يُستخدم في المؤسسات الانتاجية ،بينما كما تفضلت استخدام مفهوم العنصر البشري هو الاصح والاشمل وقد فاتني ذلك وهذا ما نستخدمه في علم اجتماع التنمية. فالشكر لك ، وهذه احدى نتاجات المناقشة الفكرية السليمة والهادئة التي تتميز بها اخي نذار .
كما أُأيدك بشدة في مسالة وجود جهاز رقابة في كل مؤسسة وهذا ما ينقصها مؤسسات ومنظمات شعبنا بمختلف انواعها لقياس جودة الانتاج والاداء.
تقبل تحياتي

388
العزيز كوركيس اوراها المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال .والمداخلة القيمة التي تفضلت بها ،فما سطره قلمك من ملاحظات ومقترحات لقيادة الرابطة والرابطة بشكل عام هي جديرة بالاهتمام والمتابعة.وهي فعلا ترتبط بعمل واهداف الرابطة الكلدانية.
نعم اتفق معك لا احبذ وافضل النقد الهدام ،بل لتكون انتقاداتنا ايجابية بناءة بحيث تستفيد منها اي مؤسسة من مؤسسات شعبنا سواء منها منظمات مجتمع مدني او الاحزاب السياسية.
انما المشكلة اخي الموقر تكمن في من يقود هذه المؤسسات وواحدة منها الرابطة الكلدانية حيث لا يميزون بين نوعي النقد ،فكل نقد لا يتوافق مع طموحاتهم ونزواتهم الشخصية يعدونه سلبياً في حين يجب ان تكون النظرة شمولية من قبل الناقد والمتلقي ،فعندما نشخص ان احد اسباب تلكؤ الرابطة من الاستمرار في تحقيق اهدافها كما رسمت في النظام الداخلي وبدات بنشاط جدي يكمن في النظام الداخلي وعدم اهلية بعض اعضاء القيادة ،عليهم اعادة النظر بالاثنين وليس بالنظام الداخلي فقط .وهكذا بالنسبة الى بقية تنظيمات شعبنا .واما النقد الاسقاطي فهو واضح جدا عندما ينطلق من البعض تجاه اية مؤسسة .
شكرا ثانية واتمنى من القيادة المقبلة للرابطة الكلدانية ان تاخذ بنظر الاعتبار ما طرحت حضرتك من مقترحات في مداخلتك هذه.
تقبل تحياتي

389
العزيز الكاتب يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا على مداخلتك القيمة ،شخصيا معك نتمنى ان تاخذ قيادة الرابطة الكلدانية بما نقدمه ويقدمه غيرنا من توجهات ومقترحات ايجابية مستندة على الاسس العلمية كما اجريت ذلك في مقالي هذا الذي اعتمدت فيه على نتائج الدراسات السابقة عن موضوع القيادة والجماعة .
انما اتمنى من القيادة المقبلة ومن اعضاء الذين يحق لهم الانتخاب ان يلتزموا وليس المعني القيادة الحالية ،فهي عملياً منتهية ولا تحرك ساكناً .ان اهداف الرابطة كما بينت في فقرتك الاخيرة مهمة جدا لتوظيفها لتحقيق اهداف شعبنا الكلداني ومد الجسور مع الاثنيات الاخرى.ولكن نريد المزيد ،اذ انها لا تتحقق ما لم تكن القيادة مؤهلة لهذا العمل .نعم ظهر من بينهم نشيطون لكن البقية لم تحرك ساكنا واصبحوا عائقاً لاستمرار المنشود.واعتقد كما بينت في مقالي ان التناقضات في النظام الداخلي هي احدالاسباب في تلكؤ القيادة والتخبط ،اضافة الى عدم اهلية بعضهم.
تقبل تحياتي

390
شكرا لك اختنا العزيزة سهى بطرس  قوجا على التعازي .نطلب من الرب ان يحفظك بوافر الصحة والسعادة ويبعد عنك وعن محبيك كل مكروه وسوء.
تقبلي تحياتي

391
الاخ ماجد هوزايا المحترم
شكرا على قرائتك للمقال .وما تفضلت من ملاحظات بصصدد الموضوع.تعرف اخي ماجد ان الرابطة الكلدانية هي فتية وحديثة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات ،وتاسست في ظل ظروف مُتعبة وصعبة وقاسية سياسية واقتصادية واجتماعية وديمغرافية ،قياساً لهذه الفترة عملت بما هو مناسب للظروف الحالية ،ولتفاقم العوامل الموضوعية مؤخرا وتفاعل العوامل الذاتية معها تلكأ بعض اعضاء قيادتها من العمل الجدي .ومن جهة اخرى لو قارنت الرابطة من حيث فترة تاسيسها مع منظمات واحزاب اخرى من الاثنيات الثلاث الكلدانية والاشورية والسريانية،انها حققت قياسا لما مضت على بعضها اكثر من اربعين سنة ولم تجن شيئا الا تحقيق مصالح فردية وصراعات داخلية على السلطة ووجودها من عدمه لم يحقق شيئا لشعبنا باثنياته الثلاث الا التراجع والهجرة والاضطهاد وقد تكون الاسباب لجميعها موضوعية او ذاتية تخص التنظيم نفسه ،علينا ان لا نلوم رابطة فتية قياسا لتنظيمات مرت عليها عقود من السنين دون جدوى.
لم افهم بالضبط ما تقصده بالسطر الاخير من تعقيبك، انما اعتقد الكلدان تختلف نظرتهم الى الواقع عن غيرهم فهم اكثر التصاقاً بالوطن وبالمفاهيم الوطنية من الاثنية التي لا رجاء فيها غير الانتكاسة تلو الانتكاسة كما يشخص لنا التاريخ لمن ارتبطوا بمفاهيم قومية في ظل حكومات لا تسعى الا لتدميرها ومحوها بقوة العامل الديمغرافي والسلطة .
تقبل تحياتي

392
الاخ اوشانا المحترم
شكرا على تعازيكم،نطلب من الرب أن يبعد عنكم كل مكروه وسوء.

393
السيد الساخر نيسان سمو المحترم
طالما تريدها السيد فلتكن ،شكرا على مداخلتك الهادفة المقترنة بمثال ينطبق على الاكثرية الذين يركضون وراء الانتماءات للمنظمات او الاحزاب وبالدرجة الاساس الاحزاب السياسية ،فلابد ان يضع بنصب عينه المنافع  الشخصية قبل ان يقدم الى الانتماء ،لينتفع الانسان حالة طبيعية،لكن ان لا يكون متطرفا للحصول على منافعه على حساب الاخرين او على حساب اهداف التنظيم فبعدها يكون عائقا لمجموعته لتحقيق الاهداف .
نعم لو لا الرغبة والتصميم عند الفرد سوف لا يمكن ان نحقق شيئاً ،وهذه الرغبة تكون موجودة في البدء ،لكنها مع الاسف تتحول الى مجرد اشباع رغبات كما اشرت على حساب التنظيم ,والرابطة الكلدانية لم تخلو في قيادتها من هكذا اشخاص.
تقبل تحياتي

394
الاخ قشو ابراهيم المحترم
تحية
شكرا على تعازيكم والرب يبعد عنك وعن العائلة كل مكروه وسوء ياطيب .

395
الاخوة الاعزاء المحترمين
فوري دلي
زيد ميشو
عبدالاحد سليمان بولص
الشماس نمئيل بيركو
الشماس سامي ديشو
نذار عناي
نيسان سمو الهوزي
سالم كندا
يوحنا بيداويذ
بطرس نباتي
بت نهرينايا
شماشا عوديشو ومشكورا لوضع صورة المرحومة في هذاالملف
سالم يوخنا
تيري بطرس
متي أسو
عبدالاحد قلو
د. صباح قيا
قيصر شهباز
كوركيس اوراها
سامي
وديع زورا
يوسف شنو 
وكافة الاخوات والاخوة من الاصدقاء والاقرباء من مختلف البلدان الذين اتصلوا عبر وسائل الاتصال من التواصل الاجتماعي ،الفيس بوك ، وت ساب والايميل وعبر الهاتف.
لجميعكم اقول أنبهرت على هذا الكم من الاصدقاء الاحبة وأثلجتم صدري وأصبح اليقين عندي أن الحياة فعلا سرها المحبة .
شكرا لكم جميعا على مشاركتم أحزاننا وتعازيكم التي عبرت عن مشاعركم لما أصابنا من فقدان شقيقتي الوحيدة وانتقالها الى الاخدار السماوية. وخففت عن مأساتنا لعدم تمكننا من حضور مراسيم الجنازة .
أطلب من الرب أن يبعدكم وعوائلكم من كل مكروه وسوء في حياتكم متمنياً أن تكون حياتكم كلها مسرة وفرح.
أخوكم
د. رابي

396
                              رؤية مستقبلية عن الرابطة الكلدانية
د. عبدالله مرقس رابي
                       بمناسبة قرب يوم تأسيس الرابطة الكلدانية في الثالث من تموز القادم، ومن المفروض أن تبدأ دورة أنتخابية جديدة لقيادة الرابطة في دورتها المُقبلة. ولما أبديت من اهتمامات ومتابعات عنها منذ اعلان البطريرك ساكو لتأسيسها وما بنيت من آمال لتكون مؤسسة كلدانية تحقق أهدافاً متعددة تخص هذه الاثنية في العراق وبلدان الانتشار بالرغم من أني لست عضوا فيها. لهذه الاسباب ارجع لوضع رؤية مستقبلية لعله قد يستفيد المعنيون في الرابطة منها بعد أن فقدت الامل لفترة طويلة للفتور والتلكؤ الذي حدث في نشاطها وترجمة أهدافها للواقع.
لماذا هذه الرؤية؟
وقد تعرضت الرابطة الكلدانية الى انتقادات متعددة من المتابعين بعد تأسيسها ،لا بل بعضها جاءت قبل التأسيس منذ الاعلان عنها. وكانت منها ايجابية من الضروري أن تراجعها الرابطة لتقييم أدائها، ومنها جاءت أسقاطية تدور فكرتها حول عدم وجود حاجة للرابطة الكلدانية، لمبررات غير مدروسة متناسين انها تجربة حديثة وتحتاج الى فترة زمنية لاختبار ادائها.
جاءت هذه الرؤية بعد مرور اربعة سنوات وهي لاجل التنبيه لمؤشرات نجاح التنظيم المؤسساتي طالما أن الرابطة مُقبلة لانتخابات جديدة قريباً .
لابد لاية قيادة لكي تنجح في تحقيق اهدافها                                   
     مراجعة الذات ،أي " التقويم " فبعد ان تتحول الجماعة من مرحلة اللوائح الى مرحلة الانجاز ،يتطلب مراجعة ما انجزته وليكن شعارها دائما  (كن غير راضي ) بمعنى لا تقتنع بما هي عليه لان الرضى به يجعلها جامدة وغير قادرة على التحول نحو الافضل , فعلى المؤسسة مراجعة اسباب الفشل واين تكمن هل في : القيادة ،الاعضاء ،الانظمة ،اللوائح ، البيئة ؟ وعلى المؤسسة اذا ارادت النجاح ان تضع امامها عند مراجعة الذات القانون النفسي العلمي ( اذا كان الخلل فينا فلا نحس به فيخدعنا ) فالمرء دائما يرى بوضوح اخطاء غيره ويتغاضى عن اخطائه . وبهذه الطريقة تستطيع تحول مؤشر الفشل الى النجاح . 
ولكي تستمر الرابطة في أدائها والاستمرار لابد أن تتوفر اربعة عناصر اساسية:
أولها الفكر،أي التنظير وهي حالة تفقدها معظم التنظيمات في البلدان النامية لاعتبارات الذات والشعور بالانا في امكانية الاعتماد على النفس وهذا خطأ كبير تقع المؤسسات فيه ،علميا هناك فرق بين امكانية الفرد في الانجاز العملي الميداني ،وقابلية التفكير نظرياً ، فبعض الافراد يمتلكون قدرة على التنظير وربط المتغيرات ودراسة العلة والمعلول ،وقد لا تتوفر هذه القدرة عند الاخرين ،وبالعكس قد تتوفر القدرة للعمل الميداني والتنفيذ عند البعض ويفقدها الاخرين. فعلى الرابطة بناء حلقات الاتصال مع ناشطين ومفكرين ومنظرين لهم مؤهلات قانونية مدنية وأجتماعية ونفسية وادارية.
والعنصر الثاني هو المال ، ولهذا لابد تشخيص فيما اذا كان المال عائقاً لتحقيق الانجازمن عدمه ،وفي ضوئها وضع خطة لتوفيره.
والعنصر الثالث الايدي العاملة ،وهنا في هكذا مؤسسة المقصود بهم الاعضاء. لابد من دراسة ماهية نوعية الاعضاء ، فيستوجب تشخيص فيما اذا كان العضو في القيادة او القاعدة له قدرات وأمكانيات تؤهله لاداء دوره ، محاولة كشف فيما اذا كان العضو هدفه الوحيد من انتمائه هو تحقيق مصالح شخصية كالمناصب أو الوظائف، أو لتحقيق الذات كحب الظهور والتعويض عن ما يعانيه من النقص في شخصيته، أو لتحقيق منافع شخصية مادية. أو كشف أي أجندات قد وضعها لنفسه لكي يحققها بوجوده في الرابطة وأخصها السياسية أو لترسيخ أفكار يؤمن بها. كأنما جاء من أجل ما ذكرته ضارباً تحقيق أهداف الرابطة الموضوعية.
  لابد السعي لكشف مدى قدرة الاعضاء واخص بالذكر القياديين في الاداء الاداري الايجابي، مع تشخيص وقياس وربط الأداء العملي لهم مع الخصال المتفق عليها ادارياً وعلميا. وما مدى علاقتها بأخفاق المؤسسة. وأهم السمات الاساسية للقيادة الناجحة في أية مؤسسة أو تنظيم وفقاً لنتائج الدراسات الميدانية هي:
الانتباه والتركيز على المتغيرات المستجدة السريعة في عالم اليوم، والتمتع بالقدرة والطاقة وفاعلية المهارات المهنية. مثلا هل كان لقائد المؤسسة المام بالعمل الاداري والقانوني؟ وأيضاً المثابرة على تحمل صعوبات العمل، والتميز بالمرونة والتكيف مع المستجدات، والقابلية على تحمل الضغوط والتحكم بالغضب، وادارة العمل الجماعي ،والاهم أيضا  القدرة على بناء العلاقات الخارجية، بتوسيع العلاقات مع النُخب في المجتمع،الفكرية والسياسية والادارية بكل مستوياتها ومع القاعدة الشعبية.
  ولما كانت الرابطة الكلدانية منظمة مجتمع مدنية وأهدافها مدنية ،فلابد الكشف هل أن القياديين والاعضاء لهم وعي ودراية بماهية منظمات مجتمع مدنية وتمييزها عن الاحزاب السياسية ،وهل لهم مؤهلات لقيادة هكذا منظمات؟ وهذه المسالة مهمة بالنسبة الى عمل الرابطة في العراق، حيث أن المجتمع العراقي يمر بمرحلة التصدع الفكري والادائي، فالاحزاب القائمة هي أحزاب مُحافظة وُجدت على أساس طائفي وقومي، فلا تستغيث فكرة منظمات المجتمع المدني، وعليه بعد الاحباط الذي تولد لدى الفرد العراقي، ظهرت مسألة تنشيط الفكر المدني على أيدي نشطاء مدنيين لا علاقة لهم بالاحزاب السياسية، فهنا يتجلى دور الرابطة في المرحلة القادمة في أداء دورها لتنشيط مفاهيم العمل المدني.
والعنصر الرابع هو التخطيط ،أي وضع خطة للعمل للمرحلة القادمة في ضوء النتائج التي يتوصل اليها الدارسون المكلفون في ضوء ما أشرت أليه من رأي في المراحل الثلاث الاخرى.
مقترحات أقدمها للمهتمين والمكلفين للاعداد للمؤتمر الذي اتوقع انعقاده بمناسبة انتهاء الدورة الحالية أضافة لما قدمته اعلاه عن مؤهلات وسمات القياديين وغيرها:
اولا : أعادة النظر في النظام الداخلي للرابطة
                   كنت شخصياً من لبى نداء البطريك ساكو في حينها لكتابة مسودة للنظام الداخلي للرابطة، فوضعت نسخة بحسب خبرتي المتواضعة، ونالت حينها رضى البطريرك بأعتبار غبطته صاحب الفكرة، وطلبت عرضها الى لجنة من الخبراء القانونيين للتعديل ،انما الذي حصل قدم بعدها العديد مسوداتهم ومقترحاتهم حول تلك المسودة ،واجتمعت نخبة من المهتمين برعاية المطران ابراهيم ابراهيم الراعي السابق لابرشية مارتوما في مشيكن،وأجريت تنقيحات كانت متميزة. بينما في المؤتمر التأسيسي جاء النظام الداخلي الحالي  بطريقة غير مدروسة بتأني، فظهرت الرداءة في صياغته الفنية والقانونية واللغوية. مع العديد من التناقضات بين مواده .فمن مراجعتي له ثانية أرى ضرورة الانتباه الى ما يأتي:
1-اعادة النظر لصياغة المقدمة في فقرة التي تؤكد على اضطهادات الكلدان في "سفربلك" لماذا اعطاء هذه الخصوصية لها مع العلم المعروف هناك اضطهادات أبشع منها تاريخيا، فممكن صياغة الفقرة" عان الكلدان تاريخياً من الاضطهادات في بلدهم بيث نهرين ولا يزال".
2-الانتباه الى تعريف الرابطة في فقرة رقم 1 ،اذ لايجوز تعريف مدور للشيء فلا يصح كما ورد أن الرابطة هي رابطة، فلايجوز القول  القانون هو القانون او الاسرة هي الاسرة، وعليه مباشرة القول
الرابطة هي تنظيم مدني غير حكومي يعبر عن الهوية الكلدانية والانتماء الى الشعب الكلداني في العراق وبلدان الانتشار.
أرى من الافضل رفع صفة العالمية منها لانها توحي لابعاد اخرى. يكتفي ذكر بلدان الانتشار في التعريف.
ارى ضرورة صياغة فقرة رقم 2 " مركزها العراق- بغداد.
ارى تعديل الفقرة الواردة في فقرة 4 التي تؤكد على" لا تتعارض نشاطاتها مع توجهات الكنيسة العامة" وهي من جهة متناقضة مع الفقرة الاولى التي تؤكد على انها مستقلة لا وصاية عليها من أية جهة. تناقض واضح كيف هي مستقلة ولا وصاية عليها ومن جهة انها لاتتعارض مع توجيهات الكنيسة! مع ان من حق العلماني الملحد واللادري او الشيوعي أن ينتمي اليها طالما خصوصيتها هي في الهوية الاثنية الكلدانية  وهؤلاء مثلا تتعارض افكارهم مع العقائد الكنسية وتتفق مع اهداف الرابطة .اذا ظلت بهكذا ضياغة بمعنى انها خاضعة ادارياً وموقفياً للكنيسة.
التعديل المقترح" ويكون لها تشاورات مع الكنيسة بخصوص انشطتها " لان مفهوم التشاور لا يعني الالزام.
فقرة 5  تُشير الى تبعية دينية وكنسية للرابطة لاعتبار عيد مارتوما عيد رسمي لها من كل عام.
مقترح تعديل" يكون 3 تموز يوم تأسيسها عيدا سنوياً لها يُحتفل به " .
3-المادة الثالثة :أهداف الرابطة
تحذف في الفقرة 5 الواو في عبارة " التراث الكلداني والمشرقي" أي تبقى " التراث الكلداني المشرقي" اذ ليست الرابطة مخولة لاحياء التراث المشرقي لكل الاثنيات .
أعادة النظر في صياغة الفقرة6 بخصوص عبارة " الضغط على الحكومات التي يتواجد الكلدان في بلدانها لتحقيق حقوقهم" في بلدان الانتشار الغربية الحقوق مُصانة قانونياً للجميع ولا مشكلة للكلدان أبداً وهم متساوون مع غيرهم قانونياً.بل المشكلة هي في البلدان النامية التي يتواجد فيها الكلدان.
واما اذا كان القصد من الفقرة تشكيل لوبي ضاغط ،فهنا يجب على أي تنظيم أو مؤسسة ان لا تذكر في نظامها الداخلي هكذا هدف ،بل يكون ضمني وغير مُعلن لسببين، اولهما لكي لا يُخترق، والثاني مرتبط بالحكومة التي تطالبها في منح الحقوق، فكيف تطلب الرابطة من حكومات اجنبية الضغط على الحكومة العراقية لمنح حقوق الكلدان وفي نفس الوقت ان الحكومة العراقية منحت ايجازة العمل للرابطة، بمعنى هناك حقوق لهم، فهذا لايجوز. وهذا خطأ يقع فيه مؤسسات شعبنا واحزابه أيضاً عندما يعلنون عن تشكيل جماعات ضغط في الخارج عبر انظمتهم او وسائل الاعلام.
اعادة النظر في صياغة الفقرة 8 لانها تؤكد على تقديم المساعدات من قبل الرابطة على القرى الكلدانية والمسيحية.الرابطة ليست مخولة لتقديم انشطة وخدمات في القرى غير الكلدانية لتخصصها بالاثنية الكلدانية وفق تعريفها اعلاه.وعليه سيسجل تجاوز وتناقض، ولانها منظمة مجتمع مدني ولكي لا يُشار اليها انها عنصرية،ممكن أن تقدم خدماتها للقرى غير الكلدانية وهنا اقترح صياغة الفقر" تقديم المساعدات للقرى الكلدانية ولكل القرى المسيحية وغير المسيحية اذا طُلب منها الساهمة"
حذف عبارة " ان لاتتحول الى حزب سياسي" في الفقرة9 .لكي لا تتعارض مع المواد الاخرى وهذه العبارة لا وظيفة او فائدة منها في النظام لان المواد الاخرى تُشير الى انها منظمة مدنية فانتهى الموضوع فلاحاجة لها.كأنما توحيى للقارىء ان الرابطة لها رغبة للتحول الى حزب سياسي وهذا لا يجوز لانها عارضت نظامها الداخلي بنفسها.
4- المادة الخامسة الهيئة العليا
في فقرة 2 ارى ضرورة ان تكون المدة المقررة للدورة الانتخابية سنتان وثم يحق لهم الترشيح لدورة اخرى فقط .وتسري على الفروع .لماذا؟ دائما المؤسسات الحديثة في تجربة ما تحتاج الى خبرة،من قبل اعضائها، ففي تحديد الفترة القصيرة ستُتيح الفرصة لاداء الادوار القيادية لاخرين قد يتميزون بمهارات وقدرات اكثر من غيرهم الذين يبقون فترة طويلة ولا يمتلكون تلك المواهب القيادية،اذ تظل الرابطة تنتظر طول الفترة لتغيير القيادة غير المؤهلة وتضيع فرص تحقيق الاهداف.
في الفقرة 2 تُضاف مع الرئيس ومقره في بغداد العاصمة.ومع النائب ومقره في اقليم كوردستان والنائب الثاني في بلدان الانتشار والسكرتير في بغداد بمعية الرئيس، لماذا هذا التعديل مستوجب في رايي؟
من الاهداف الاساسية للرابطة هي العمل من اجل الكلدان في العراق وترسيخ وجودهم في البلد على ارض الاجداد،فمن هناك يكون الانطلاق لعمل الرابطة والتركيز على نشاطاتها،ومن جهة اخرى ،طالما ان المعني هم كلدان العراق ، فلابد ان يكون رئيس الرابطة متواجد في العاصمة حيث مصدر القرار الذي يخص الشعب العراقي، ووجوده يتيح الفرصة له لبناء علاقات مباشرة مع اصحاب النفوذ والمسؤلين بمختلف درجاتهم السلطوية. وسيكون على اطلاع مباشر عن ما يجري ميدانياً ، فهل لو طالب مثلا رئيس الوزراء او الجمهورية اللقاء مع قايدي المنظمات او غيرها ننتظر حين قدوم رئيس الرابطة من الخارج ،او يخول مكانه النائب ،وهذا لا يجوز بروتوكولياً.ويؤدي وجوده في العاصمة لتحرك والتواصل لسبق الزمن ،وان كان هناك نية لان يكون مقر الرئيس في احدى بلدان الانتشار أو في مدينة اخرى في العراق، فهذا خطأ اداري يحول دون تقدم الرابطة، للاسباب المذكورة. وهذا لا اعني به ان من يرشح نفسه ان يكون من سكنة بغداد ،ليس ذلك ، بل الكل من حقه ان يرشح نفسه مع وضع شرط مسبق له أن يتحول للاقامة في بغداد، وهذا ينطبق على النائب المرشح لاقليم كوردستان.
أما تخصيص نائب ومقره في اقليم كوردستان يأتي لكون الاقليم له خصوصية قانونية وسياسية تختلف عن المركز ،فلابد ان يكون هناك قيادي للرابطة لبناء العلاقات والتعاطي مع المسؤلين وادارة شؤون الرابطة هناك.
واما لماذا السكرتير بمعية الرئيس ،ليكون بتماس مباشر معه لاداء دوره كسكرتير ويكون الناطق الرسمي للرابطة لانه مطلع على ما يجري بشكل مباشر.
5- في المادة الحادية عشر ارى ضرورة حذف العبارة الثانية عن حسن السلوك عن الاساءة الى الكنيسة وتبقى للشعب الكلداني فقط لان الكنيسة هي جزء من الشعب الكلداني وليس العكس كما تغييرها يُلغي جزء من التناقض بين مواد النظام الداخلي.
ثانياً:  ارى ضرورة عدم الاخذ بازدواجية تأدية الادوار القيادية كما هو معمول به في الدورة الحالية ،وذلك لاتاحة الفرصة للاخرين لتقليد ادوار قيادية والاستفادة من خبرتهم ،فلايستوجب ان يكون نائبا أو سكرتيرا او امينا للصندوق ومسؤولا للفرع. فهذه تدخل ضمن سياق الاستحواذ واحتكار القيادة في المؤسسة .
ثالثاً :رفع بشكل عام اية مادة في النظام الداخلي توحي ان الرابطة تعمل تحت وصاية الكنيسة أو انها لايمكنها التحرك الا بعد التعرف على موقف الكنيسة تجاه الاحداث ،فأية اشارة الى العلاقة الترابطية مع الكنيسة تأتي بمعنى ان الرابطة ما هي الا منظمة او تشكيل تابع للكنيسة برمته فاقترح اما ان يكون هناك نظام داخلي دقيق ومنسق من قبل خبراء في القانون تؤشر كل مواده ان الرابطة هي منظمة مجتمع مدني مستقلة لا وصاية خارجية عليها.او ان يكون نظام داخلي يؤشر الى انها منظمة تابعة للمؤسسة الكنسية .والا اذا بقى النظام الداخلي على حالته الانية ،سيكون هناك ارتباك في عمل الرابطة والازدواجية والتدخلات الكنسية .
رابعاً:- ارى من الضروري ان يعي المؤهلون لانتخاب رئيس الرابطة الكلدانية للدورة القادمة ان يكون مع مرشحهم مؤهلات علمية وعملية واخص بالذكر في القانون والاعلام والادارة، لان قيادة منظمة مجتمع مدني هي بامس الحاجة لهكذا مؤهلات لتتمكن من العمل وتحقيق أهدافها ومعرفة القائد بالقانون ضرورة قصوى.
مع تمنياتي للرابطة بالتوفيق والنجاح واختيار الشخص المناسب في المكان المكان المناسب لدورتها المقبلة.


 



397
الاخ لوسيان المحترم
تحية
شكرا لمداخلتك الاخيرة
محاولاتك في النقاش يبدو لي هي تشويش على الفكرة مثل التشويش على وسائل الاتصال تقنياً.
لا يزال في رايي مفهوم السلطة غائباً عندك او انك تقوم بالتشويش .الاحتكام بالسلطة من قبل رجال الدين كيف تقارنه باحتكام العلماء بالسلطة ،بمعنى لا تملك معلومات عن كيف سيدير العلماء المجتمع .
اخي رجال الدين باعتقادهم مفوضون من الله لادارة البشرية ولهذا جاءت سلطتهم ثيوقراطية ولا نقاش فيها ،اما سلطة العلماء فهي غير ذلك ،اترك معرفتها لك لتبحث عنها كيف تبدا وماذا تقرر ،اذ ارى من ردودك الاخيرة على مختلف الاشرطة هنا انك بدات تبحث في طيات كتب علم الاجتماع والانثروبولوجية وعلم النفس .ورجعت تقول الاحتكام لسلطة الدارونية والماركسية ونسيت هاتين هما نظرية لعلماء اُستغلت للاحتكام بالسلطة وليس العلماء.
تاكيدك لتحرر الفرد من السلطة ،هذا احدى مبادىء واساسيات سلطة العلماء التي تؤكد على هذا المبدأ وهذا الذي هو قائم ليس كليا بل بدرجة معينة في الغرب ومعروف لدى الجميع .واذا كان هذا قصدك لماذا هذا التعب في النقاش ، هذه مسالة معروفة فمتى ما تتحول السلطة الى ديمقراطية في البلدان النامية ويتحرر الانسان من السلطة البطريركية الابوية العشائرية الوحدوية التسلطية الانانية سيكون تلقائيا متحرر الفرد لكي ينقد ولا يخضع .
اما ما ذكرت عن ما جرى في ساحة التحرير ، حالة خاصة، لماذا ؟ ان هدفهم هو واحد وتصرفاتهم جاءت تحت اساسيات العقل الجمعي اللاشعوري فيتحول السلوك الفردي لهم الى السلوك الجمعي .لا مجال لي لشرح التفاصيل هنا ،راجع كتب متخصصة في تفسير العقل الجمعي في علم الاجتماع وعن الحركات الاجتماعية وسترى كيف ولماذا تصرف من تجمع في ساحة التحرير.
واما التعصب ايضا لا يزال لم تفرق بين الاعتزاز بالانتماء والتعصب .
تقبل تحياتي

398
الاخ لوسيان المحترم
تحية
شكرا على تعقيبك الثاني الذي يبدو فيه هناك غموض في معرفة ما أقصده وعليه اود توضيح الاتي باختصار.
النقطة الاولى عن السلطة:
يبدو هناك خلط عندك بين مفهومين هما سلطة العلماء ،والسلطة السياسية من الناس العاديين الذين يستغلون ما يتوصل اليه العلماء في ابحاثهم سواء في العلوم الطبيعية والاجتماعية والصرفة.
العلماء يبحثون وغايتهم هي لاجل تنمية المجتمع في كل المجالات الا احيانا يوجهون من قبل السلطة لتحقيق ما يصبو اليه السياسيون تحت ضغوط تعسفية. بعض النتائج التي يحققونها يمكن االاستفادة منها ايجابيا في تمنية المجتمع او في تدمير المجتمع ،فما توصل اليه علماء الفيزياء وعلماء الكوانتم من قوانين القوة والسرعة ورد الفعل والكتلة وغيرها معروفة عندك بالطبع ، كما ايضا نتائج الكيميائيين في التفاعلات واستخدامات النووية سلميا وعسكريا . هذه أستغلت في التصنيع لخدمة البشرية لتوفير حاجاته المختلفة ،وأستغلت من قبل السلطات في التصنيع العسكري لاستخدامها في الحروب  وتدمير البشرية.
وهكذا الحال في العلوم الاجتماعية، اذ توصل العلماء الى قوانين اجتماعية واقتصادية ونفسية علمية أُستغلت هي الاخرى من قبل السلطات السياسية،فمثلا نتائج النظرية الوظيفية استفادت الحكومات الغربية من نتائجها وبالذات نظرية تالكوت بارسونز في توجيه برامج التنمية واستقرار المجتمع والحفاظ على استاتيكيته وتوجيه الجانب الداينميكي من البناء الاجتماعي في الراسمالية ،وكما استخدمت نتائج نظرية التبادل الاجتماعي وحورت الى الاقتصادية لرسم في ضوئها السياسية الخارجية للبلدان الراسمالية وعلى نتائجها تعتمد حروبهم الخارجية ،واستغلت نتايج نظريات علم النفس والاجتماع في صياغة وبلورة طرق وبرامج للحرب النفسية لكي تستخدمها الجيوش للايقاع بالعدو نفسيا وتحطيم معنوياته، وهكذا استغلت نتائج النظرية الصراعية في علم الاجتماع لتحقيق برامج واهداف الثورة البلشفية في روسيا وظهور نظام سياسي والامثلة كثيرة . وليست فقط نظرية ماركس التي تاتي اليها في كل مناسبة.انما نظريات متعددة .كما هناك نتاجات للادباء في تحفيز الجوانب الايجابية في المجتمع مثل المعنويات لترسيخ الانتماء للتشجيع لافعال مثمرة للجمال والمتعة، وبالمقابل يمكن استغلال الشعر في تحفيز العدوان مثلا والتعصب.
هذه اخي لوسيان ليست سلطة العلماء واراك تكررها في كل ردودك .هذه واضحة لكل واحد يدركها انها استغلال نتائج العلم في تحقيق السلطة لاهدافها.
اما سلطة العلماء يتمناها كل عاقل لانها سلطة مبنية على العقل الوضعي وتسعى لتنمية المجتمع، لا مصالح شخصية فيها  ولا كذب وتزوير واختلاس وووو وليست فئوية حزبية ولا طائفية دينية ولا طبقية ولا اشتراكية ولا راسمالية فاحزر ما هي؟ وتفاصيلها كثيرة.
يبدو من كلامك ان المجتمع ليس بحاجة لاية سلطة ،فمن الذي يُنظم المجتمع ، هل تريد الاباحية والفوضى العارمة ، تقول حرية الافراد يقررون السلطة .طيب ما هي نوع السلطة التي يقررونها؟ لم تحدد لنا؟ اعتقد مراجعة نظرية الفرد والمجتمع في علم الاجتماع ستوفر لك جهداً لمعرفة ما طبيعة العلاقة والتاثير المتبادل بين الفرد والمجتمع.ثلاث او اربعة مجاميع حزبية لا يتفقون فكيف تريد ان يتفق ملايين الافراد في المجتمع؟ والا هل لك طريقة اخرى لاتفاقهم؟ لاادري .فلابد من سلطة معينة لتنظيم المجتمع.
اما النقطة الثانية هي عن التعصب:
عندما قلت المتعصب الكلداني والاشوري والسرياني والكوردي والعربي في سياق كلامي السابق .
اخي لوسيان المحترم
هنا ايضا يبدو هناك غموض في التمييز بين المفاهيم ،التعصب لمجموعة هو غير الاعتزاز وحب ورغبة الانتماء الى مجموعة معينة,التعصب هو مرض نفسي ينتاب الفرد ويصاب به ويجعله نفسيا اعمى لا يرى الا ما في عقله وتربى عليه ولا يرى من حوله الا نفسه او جماعته وهو الغائي للكل المختلفين.
اما حب الانتماء والاعتزاز الفرد بمجموعته فهي غريزة ايجابية تعبر عن الانتماء الى مجموعة بشرية سميها الاثنية القومية الوطنية الطبقية الدينية وما شئت هذه حالة طبيعية عند كل الافراد لان الفرد كائن اجتماعي بالطبع لابد ان ينتمي الى مجموعة بشرية لكي يواصل الحياة .انما اذا وصلت غريزة الانتماء لدرجة في نهاية المقياس وهي التعصب ففي هذه الحالة يتحول الفرد من حب الانتماء الى التعصب للانتماء وهذا له انعكاساته وتداعياته . والمتعصب في اية مجموعة هو نفسه مريض وله نفس الخصائص سواء كلداني او اشوري او عربي او كوردي او الماني والى اخره .او مسيحي او مسلم او بوذي او ايزيدي ،او طبقة متعلمة او غير متعلمة ، اناث ،او ذكور .
تقبل تحياتي 

399
بعد الاستئذان من الاخ زيد ميشو المحترم
الاخ الزميل الدكتور صباح قيا المحترم
تحية
شكرا على الاهتمام وبصدده اود من حسب خبرتي المتواضعة واستفساري من اصحاب القانون الاشارة الى:
بالنسبة الى تدخل السفارة في هذه الحالات لا يجوز لها مطلقا التدخل طالما انهم اي العراقيين او اللبنانيين يحملون جنسية كندية وحتى المهاجر صاحب الاقامة خاضع لكل القوانين الكندية وهو تحت حمايتها باستثناء عدم منح جواز السفر له وان يكمل المدةالمقررة لمنح وثيقة الجنسية الكندية وهم مواطنون كنديون ويعيشون في كندا فيبقى تنظيم حياتهم ومواقفهم القانونية في ظل القانون الكندي وحمايتهم في ظل الحكومة الكندية المحلية والمقاطعية والفدرالية .والا ستحدث فوضى.وهم تحت رعاية كندا كلياً ،فهي تتحكم وتنظم العلاقة بين المواطنين في ظل دستورها وقوانينها المتنوعة بحسب الاختصاص.
اما حالة المشاركة في الانتخابات ،فهي تعتمد على القوانين التي تنظم العلاقة بين البلدين وبحسب الاتفاق الدولي في ضوء القوانين التي تنظم شؤون حاملي الجنسية المزدوجة،اذ بعض الدول تسمح بمشاركة مواطنيها المهاجرين للمشاركة في انتخابات البلد الام ومنها لا تسمح فاكثر البلدان الاوربية لا تسمح ،وهذا لا يعني بامكان السفارة لاي بلد ان تتدخل بشؤون مواطني البلد المضيف الا في حالة كما قلت في ردي على الاخ زيد اذا احدهم طلب فصرحت السفارة بحماية نفسها وان لا تكون طرفا في القضية وتدخل نفسها بالمشاكل وعلى مسؤول الرابطة في مدينتكم ان يقدر هذه المسالة .
اما النقطة الثانية غير المفهومة عندك اني اقصد ما قصدت فعلا في ردك ،اي لماذا يحشر رئيس فرع الرابطة الكلدانية الرابطة في القضية .ويتحدث باسم الكلدان جمعاء في المدينة ،هذا لا يجوز اطلاقا كما وضحت في ردي ان الرابطة لا تمثل الكلدان قاطبة وانما تمثل منتميها فقط .
ارجو ان الفكرة قد توضحت وشكرا.
تقبلوا تحياتي

400
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
شكرا على مقالك التوضيحي عن ما جرى في مدينة ويندز الكندية مؤخرا. نظرتك هي موضوعية ولا اقتبس شيئا من مقالك لان الفكرة كلها موجزة بالعبارةالتي وردت في المقال( من حق إخوتي المسلمون في دولة القانون وحرية الأنسان والمعتقد، ان يحصلوا على اي ممارسة دينية ضمن الأصول القانونية المتبعة، وهذا بالفعل ما قام به البعض باستحصال الموافقات الرسمية برفع الآذان خلال شهر رمضان.
وكل اعتراض على ذلك فهو اعتراض شخصي وليس مؤسساتي، والشخص الوحيد الذي من حقه الأعتراض هو من يجد بذلك سبباً مقـنعا بسبب قرب سكنه من مكبرة الصوت.) نعم نحن في بلد القانون.والقانون يُعالج كل القضايا.

انما هناك مسالتين جاء ذكرها في المقال اثارت انتباهي وهما:
رسالة او تصريح السفارة العراقية!!
ما هو شأن السفارة في الموضوع ، القضية هي بين مكونات من الشعب الكندي فكل المعنيين هم مواطنين كنديين وليسوا عراقيين ،قد يعد هذا تدخل في شؤون البلد المضيف للسفارة،الا اذا في حالة واحدة اذا كان احدهم قدم اعتراض على ما جرى ،فاصدرت السفارة تصريح لحماية نفسها.لان السفارة بالعرف الدبلوماسي وعلى طاقم السفارة معرفته مسؤولة عن مواطني بلادها المقيمين مؤقتا في البلد المضيف من الطلبة الدارسين مثلا والعمال المقيمين والسواح القادمين من بلدانهم فاذا ارتبط الحادث بهم فمن حقها التدخل بالتعاون مع البلد المُضيف اضافة الى تنظيم العلاقات الدبلوماسية في كافة المجالات بين بلدها والبلد المضيف،ولا اظن هناك من يدرك هذه الامور لان من موجود في السفارات العراقية اغلبهم مرشحين من احزاب سياسية للعمل فيها ولا يعتمد وجودهم على الاختصاص المهني في القانون والسياسة .بل تراه حتى من الذين يقراؤن ويكتبون  فقط او من اختصاصات بعيدة عن العمل الدبلوماسي.
والنقطة الثانية هي حشر الرابطة الكلدانية في الموضوع، اذ لايوجد اتفاق جماعي من قبل الكلدان حول العالم ان الرابطة الكلدانية العالمية تمثلهم ولا يوجد في نظامها الداخلي تدخلها بهكذا حالات واتخاذ هكذا خطوات الا بالتشاور مع قيادتها وهل هذا حصل يا ترى؟؟ فالتمثيل لجماعة بشرية لا يتم بتخويل منظمة او مؤسسة معينة نفسها بانها تمثل تلك الجماعة في المحافل العامة،الا باتفاق عام بين الجماعة البشرية ،بالتاكيد لا يوجد هكذا اتفاق عام بالنسبة الى الكلدان،كان من الاجدر ان لا يتم ذكر الرابطة في اي من محاور القضية. فلا يعني انتخاب شخص لمؤسسة تحمل اسم اثنية معينة انها اصبحت تمثل تلك الاثنية لكي تخول المؤسسة او المسؤول عنها نفسها او نفسه لتمثيلها " كما نوه احد المعقبين الى العكس ".بل هو يمثل من هو ضمن المؤسسة فقط او نفسه.
نتمنى حل كل الازمات بالطرق التي هي افضل.
تقبل تحياتي

401
الاخ سيزار ميخا المحترم
تحية
كلمات ابصرتنا بها عن همة وشجاعة وايمان بالكلمة التي كرس نفسه من اجلها سيادة المطران سعد سيروب وانت قريب عنه .ندعو الشفاء العاجل له وان تمر حالة اصابته بيسر دون مضاعفات تُذكر ليبدأ معكم مشواره الخدمي في الكنيسة الكلدانية والانسانية جمعاء .قلوبنا معه ومعكم في السويد ونطلب من الرب ان يحفظكم بسلامة ويبعد عنكم هذا الفايروس اللعين.
تحياتي

402
الاخ  دكتور ليون برخو المحترم
تحية
شكرا على اعلامنا عن الخبر المؤسف لدخول سيادة المطران سعد سيروب الى المستشفى على اثر اصابته بفايروس كورونا.ندعو لسيادته الشفاء العاجل والتام ليرجع لاكمال مشواره كمدبر رسولي للكنيسة الكلدانية في اوربا .قلوبنا معه ونرجو ان تسعفنا عن تطور تحسن صحته لنطمئن.

403
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
ما جاء في كلمتك هذه صحيح مئة بالمئة لو اخذنا بالحتمية الاجتماعية في بناء الشخصية وتكوينها منذ الولادة ،ولا بل قبل الولادة والطفل في رحم امه تبدأ التنشئة.
هذه النظرية جاءت رد فعل تجاه النظريات العنصرية التي اكدت على الوراثة وتفوق البعض عن الاخر،ولقفها السياسيون في المانيا وانطلقوا منها لتبرير تفوق العنصر الابيض الاري على كل العناصر البشرية .وهي ايضا رد فعل من قبل علماء الاجتماع تجاه بعض علماء النفس الذين اكدوا على حتمية الوراثة في بناء النفس البشرية.
ولكن بعد ان تطورت طرق ومناهج البحث العلمي لعلمي الاجتماع والنفس لدراسة الشخصية وسلوك الانسان تبين من دراساتهم الحديثة ان بناء الشخصية ومكوناتها التي تعكس مواقف الفرد وسلوكه وتطلعاته تتم في تفاعل موروثات سُميت استعدادات او دوافع او غرائز عن البعض مع ما يكتسبه الفرد من البيئة الاجتماعية المحيطة به منذ الصغر وتبقى كما تفضلت في كلمتك تلك التي يتلقاها في طفولته المبكرة اكثر قوة وترسيخا من غيرها وهي تظهر بشكل لا شعوري بطريقة واخرى عند الشخص في مراحله العمرية اللاحقة وهي تظهر عند السياسيين والكتاب كما نرى هنا الان في موقع عينكاوة وغيرها وحتى عند الاكادميين ورجال الدين وكل انسان جملة وتفصيلا.ولكن المسالة تعتمد في تاثير البيئة الاجتماعية التي انت بصددها على مدى قوة ودرجة الموروث من الاستعداد لكي تصقله وفقا لاهدافها .
فمثلا استعداد وراثي للعدوانية يرثه الانسان بدرجة كبيرة فاذا صادف هذا الانسان عاش في بيئة او اسرة تنمي لديه هذا الاستعداد لا شك سيكون عدوانيا بدرجة كبيرة في حياته ،أما اذا عاش في اسرة تربيه على مفاهيم التسامح والمحبة والتعاون وحب الاخرين حتى المختلفين بمعنى انها تصقل وتقيد من هذا الاستعداد ،ولكن لا تنسى احيانا اذا تهيات الفرصة سيظهر الى السطح. والانتماء الديني والاثني واللغة وغيرها كلها مكتسبات ترسخها التنشئة بتنمية استعداد الانتماء وغريزة التجمع لدى الانسان ،اي هذه الغريزة موجودة " الانتماء والتجمع" عند الانسان والبيئة هي التي تحددها له ان تكون قروية او وطنية او اقليمية او عربية او كلدانية او اشورية او امريكية او سريانية او امازونية وهكذا .وقس على اكثر من مئة استعداد يرثه الانسان على هذا المثال ،ليس بوسعي هنا ان اتحدث عنها.
فالقانون العلمي عن الشخصية هو تكامل بناء الشخصية في تفاعل عوامل وراثية بايلوجية واجتماعية ونفسية.فلا وجود للحتميات المنفردة في دراسة اية ظاهرة انسانية واجتماعية وسلوكية وغيرها.
اكتفي بهذا القدر لا اروح زائد ادوخك .اذا هناك سؤال انا برسم الخدمة حاضر .
خلاصة لا اعتراض على كلمتك وتحليلك الا ان تكامله هو بالتصور التكاملي. وليس بالحتمية الاجتماعية .
تقبل تحياتي

404
الاخ لوسيان المحترم
شكرا على مداخلتك وابداء رايك في موضوع المقال
بخصوص ما تفضلت به اود الاشارة والتعقيب لضرورة الموضوع المطروح.
اسف لعدم وضع مقتبسات من كلمتك والتعقيب عليها لاني لا اجيد فن الاقتباس في الكومبيوتر حالياً .
المقال هو عبارة عن تعريف القارىء باهمية الكلمة المترجمة من قبل الكاتب بولص ادم لمفكر اجتماعي له تاثيره في الدراسات الاجتماعية التي اجريت فيما بعد شأنه شأن كل المفكرين.وهذا ما اشرت اليه .
وهذا الاهتمام من قبلي كان انعكاس لما رايته من افكار طبقتها في دراستي عن موضوع مهم أشغل السياسيين وبعض المهتمين هو موضوع التسمية ،وليس من افكاره مباشرة بل من افكار علماء الاجتماع. وهذه النقطة مهمة أي متابعة ما يُكتب .ارجو مراجعة تعريف العلم ،سترى من خصائصه ،التراكمية المعرفية ،اي الفكرة تكون في ذهن الباحث وعند الرجوع الى ما أخترع واكتشف وكتب عنها ستكون مساعدة لتحقيق نتائج افضل .
وعليه الاهم احدى خطوات البحث العلمي الاساسية والمعروفة لدى الاكادميين ومن درس طرق البحث العلمي هي ،" مراجعة الدراسات السابقة عن الموضوع" ليس الغاية منها تقليدها بل تطويرها والاستفادة منها في وضع الخطة والتحليل. فهذا هو سر الاهتمام بما يُكتب من قبل الاخرين .
تقول من ينقل افكار غيره ان ينقدها.
اخي لوسيان المحترم ارجو ان تُميز بين الثلاث : الترجمة ،التي هي نقل الافكار من لغة الى اخرى دون المساس فيها.والثاني عرض وتقديم الافكار كأن يكون بحث اوكتاب دون المساس بما هو مكتوب وغرض الحالتين استفادة القارىء الذي لم تتهيأ الفرصة له للاطلاع على الافكار المترجمة او المعروضة .وثالثا عرض وتحليل ،فهي حالة نقد ما يقدمه الكاتب من افكار او كتاب او بحث غيره.
هنا في كلمتي جئت بالافكار المترجمة، ولو تمعنت بدقة سترى اني كتبت ما مقتبس من المترجم وضعته بين قوسين ومباشرة تعقيب قصير لي عن كل فقرة هي التي تعبر عن وجهة نظري, وهذا هو الجزء الاول من الكلمة ،اما الثاني لخبرتي المتواضعة عن ما اعرفه عن المفكر رينان ،انتهزت الفرصة لتقديم مقتطفات من افكاره لغرض الاستفادة منها من لم تمر عليه دون تعقيب وهذا الجزء يقع ضمن سياق التقديم فقط.
ترى تناقض بين فكرتين وهما" وجود الامة استفتاء يومي" و" خلاص البشرية في حكم العلماء" .
اولا الفكرتين ليست لي ونسبت التناقض لي.الفكرتين للمفكر رينان. ومع هذا اود التوضيح عن الفكرتين انهما غير متناقضتين .
لا اريد اعادة ما وضحته في تعقيبي عن تشكيل الامة او الاثنية او بالمفهوم السياسي القومية والاستزادة عن ما كتبته .فتمعن فيها رجاءا وهذه مستخلصة من دراسات معمقة عن الظواهر هذه واعتقد خلافها ليس الا لترسيخ التعصب وتحقيق الطموحات السياسية لدى مروجي نقاوة السلالة او العنصر البشري كما يعمل متعصبوا الكلدان اولا والاشوريين ثانية والسريان ثالثة والكورد والعرب وغيرهم في البلدان النامية.هذه الظواهر تتغير وفقا للمستجدات وهي تعبير عن ارادة الفرد اي عدم فرض الانتماء الى مجموعة بشرية يختارها ووضحت ذلك في تعقيبي في الجزء الاول والاتفاق مع رينان ومع من جاء بعده .
اما سلطة العلماء كانما تدركها انهم اذا حوصرت بيدهم سوف لن يحصل تغيير ،عجيب هذا الراي !
 سيد لوسيان ،عندما نقول مراجعة ما كُتب عن موضوع يطرحه الفرد اي كان ،ليس اعتباطي وانما مسالة منطقية في المنطق الحديث الاستقرائي وليس ذلك المنطق الاستنباطي التاملي الذي تستخدمه او غيرك ،ولو راجعت ما كتب عن التغير سيكون لك رؤية واضحة كيف ومتى وسرعة التغير يحدث. التغير من عوامله ،الابداع الفكري ،المخترعات الاكتشافات سوى في العلوم الطبيعية والصرفة والاجتماعية والانسانية ، هذا الابداع الناتج عن تطور العقل البشري تدريجياً مع الاستفادة من افكار من سبقوه.وعامل الاحتكاك الحضاري والاقتباس ومسالة كيف يحدث التغير بتاثيرها يحتاج الى  فصول لتوضيحها. الثورات ،سواء ثورات سياسية او دينية، وهي تشكل عاملا للتغيير الحضاري والاجتماعي ،وعامل البيئة الطبيعية ،اي موضع وموقع المجتمع الجغرافي بحيث يساعده للاحتكاك من عدمه .وهذا يرتبط بعامل مدى تجانس المجتمع وعزلته من عدمه.وعامل اخر الذي هو مدى قوة ومعارضة اصحاب المصالح في المجتمع مثل مصالح رجال الدين اصحاب رؤس الاموال او السياسيين الايديولوجين .
فلا يعني ان وجود العلماء في السلطة لادارة المجتمع سيكون عائقا للتغير ، حتمية التغير الاجتماعي والحضاري هو قانون علمي أُقر من قبل علماء الاجتماع ولا توجد اية افكار متفق عليها لدحضه.
اذا اسلمنا بفكرة رينان وهي نفسها فكرة افلاطون  في سلطة العلماء العقلية ، سوف لن تكون كما هي سلطة السياسيين او الدينيين متوشحة ومرتبطة رسوخاً بالعاطفة التي تحرك هذه السلطات وفقا الاهواء والمصالح والانتماءات المختلفة، بل سلطة عقلانية نابعة من العقل وهي التي تُعد  وتسند الفرد ان يعبر عن ارادته ويقرر ما يرغب الانتماء اليه لانهم يدركون ما هي النفس البشرية وكيف تعمل قوانين الطبيعة بعقلانية . وليس سلطة السياسيين والدينيين العاطفية..ولا تنسى كل السلطات قديما وحديثا في المجتمع البشري ما عملت ولم  تعمل دون وجود سلطة من العلماء يعملون لمساندة السلطة القائمة الا ما ندر حتى صدام حسين ومن هو مثله كان لهم سلطة من العلماء.فالنظام الراسمالي واللبرالية والاشتراكية والسلطات الدينية وراء وجودها السلطة العلمية . والحديث طويل عن الموضوع .
اما عن توقيت عرض الفكرة وعدم تناسبها في الوقت الراهن المرتبط بفايروس كورونا وعدم تمكن العلماء من السيطرة.شخصيا ارى الموضوع من زاوية اخرى وهكذا التاييد والتصفيق وتقدير الناس اينما كانوا يعبرون عن امتنانهم للجهود التي تُبذل من قبل علماء الطب والصحة العامة في مكافحة الفايروس،ظهرت سلطتهم العقلية بوضوح تماما عكس ما تقوله ،خضعت السلطة السياسية نفسها لما تُقره واقرته سلطة العلماء عن الظاهرة بدليل الاخذ بنصائحهم وارشاداتهم بل هم الذين يقرون  قبل السلطة القائمة في مختلف البلدان .وهذا دليل واضح على تفوق سلطتهم وحاجة المجتمع اليها، فكيف سيكون المجتمع لو كانت السلطة بيدهم ووفقا لعقليتهم.؟ واذا تقصد عدم التمكن للسيطرة على الفايروس ،انك ذكي لا تخلط الامور، الفايروس ظهر في المجتمع والعلماء ليس لهم قوة خارقة في اللاشعور كما يقول الوردي وغيره ليعرفوا ما هو نوع الفيروس الذي سيظهر وباية طريقة كانت لكي يستعدوا مسبقا لوضع تدابير القضاء عليه ،انما ظهر وهم يبذلون جهود مضنية وفائقة وعظيمة في كل المجتمعات للسيطرة عليه وهم قد انكبوا على وضع خطط الوقاية واخرون لاكتشاف المصل الرادع له.
نقطتك الثالثة ،بصراحة غير واضحة عندي عن التغير.على كل حال ساوضح الاتي عن التغير قد تكون مرتبطة بما تقصده:
التغير كما اشرت اعلاه له عوامل متعددة .والمجتمع البشري مستمر في التغير منذ نشاته على الارض.وتحكمه عوامل التسارع او التباطؤ بحسب قوة العوامل التغييرية وتجانس المجتمع من عدمه .
نعم سيتكرر التغير في عناصره في المجتمع الواحد، منها تلك التي تفضلت بامثلتك، وهذا يُسمى التغير العمودي الدائري، وستتكرر عناصره في اكثر من مجتمعين وهذا يسمى التغير الافقي الذي يظهر في اكثر من مجتمع على التوازي.والتغير العمودي في ذات المجتمع يحدث جراء وجود النقيض في الفكر، وهذا النقيض يُكبت لحين ان تتهيأ فرصة لتمكنه من التغيير في الحياة.وهكذا دواليك  تحدث افكار متناقضة اخرى ويستمر التغيير .وعليه ثانية اقول مراجعة ما يُكتب سابقا يقود المتابع للتعرف عن الموضوع اكثر ،وعليه ارجو مراجعة ما كُتب عن الوظيفية الاجتماعية والصراعية الاجتماعية كنظريات وقوانين علمية اجتماعية نفسية حضارية سترى كيف يعمل المجتمع ولهذا ياتي التاكيد على عرض الافكار والنظريات لكي تُسهل عملية ادراك ما الذي يجري في المجتمع تباعا والمجتمع ليس كالمادة.
تحياتي

405
الكاتب الساخر نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
شكرا على تعقيبك الجميل بمحتوياته الساخرة.
بالتاكيد بعد الاستمرار بالقراءة وانت على مائدة الطعام وتبين ان رينيه هو من ابطال السخرية الهادفة وتتطابقت افكارك معه زادت شهيتك والله يُستر ما خليت شيءللاعزاء المشاركين معك.
اخي نيسان ،هكذا افكار تفيدنا لعله يتعض قادة شعبنا ،ولكن لا اظن ذلك لانهم ملتهين مثل غيرهم باللهف من خيرات العراق ولا مهتمين بالفكر ولا بالسخرية ،بل علينا ان لاتُصيبنا خيبة امل نكتب ونكتب.
ولا تظن انهم ما يستفيدون من مقترحاتك التي تعبت اياما على التفكير بها وصياغتها ،هناك مسالة لا ادري تعرفها ام لا عند المسؤولين وهي: عندما يقدم احدا مقترحات لا يرد او يشكر او يعطيك رايه بل يخليها سكتة وبعد مرور فترة سيطبق تلك المقترحات او يعلن عنها وكانما هو بطلها ،هذه لقفتها من خبرتي الميدانية ومع زملاء لي في الوزارات العراقية اثناء عملي كخبير الى جانب التدريس في دوائر الدولة،نقدم مقترحات ونتعب ولكن الوزير ساكت بكل تفاصيله ولا يحرك ساكن،وبعد مرور فترة قد تطول سنة والا تلك المقترحات اعلنت باسم الوزير وتُرجمت للواقع الميداني وتبدا تعيش سيد الوزير تعيش.
فلا يهمك اكتب كما كان رينيه ابن عمك يكتب وبجدارة بالرغم من الانتقادات التي تلقاها في حياته .هناك تطابق فكري بينكما يعني تطابق عقلي وثم معناه تطابق جيني ،وقد يكون من الاعمام هههه ابحث عن ممتلكاته ،ولكن لا اعتقد انه امتلك شيئا سوى العقل .
قل لي شنو مسالة تكرار والله في ردودك هذه جديدة ،احنا مصدقينك يا رجل الفكر والعطاء.
تقبل تحياتي

406
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا على تعقيبك المنفصل على ما تفضل به الاخ بولص ادم والتعقيب الذي تبعه من قبلي عن مقال المترجم لاحد عمالقة الفكر "ارنست رينان" .
انها خطوة للتكامل المعرفي والحوار الفكري ،فهناك من يترجم والبعض يحللون ويضيفون ،والغاية منها البحث في المعطيات الفكرية المختلفة من اجل خدمة شعبنا وخدمة البشرية .
ان مسالة تكامل الافكار هي المسار الاصح للوصول للمعرفة العلمية ،حيث من صفات العلم ،التراكم المعرفي ،فكل جيل يؤدي مسؤوليته الى ان تتراكم المعرفة للوصول الى القوانين العلمية التي تُترجم الى الواقع الميداني لغرض الاستفادة منها .
وقد اضفت من معرفتك الواسعة والمشهود لها على ما اضفنا من تحليل للمقال المذكور.
تقبل تحياتي

407
الاخ بولص ادم المحترم
تحية
اسف على تاخري لوضع رابط تعقيبي المنفصل هنا اذ انهيته في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل .
اكرر شكري على ترجمة قيمة لمفكر اجتماعي متعدد المواهب ، والتمعن في الموضوع ان تحليله يتطابق على ما جرى في بلاد النهرين ،وهذا التطابق لايمكن ان يكتشفه اي كان ما لم يكون ملم بالدراسات الفكرية الاجتماعية والنظريات التي تفسر عملية الانتشار الحضاري وتاثيرات ذلك على الحضارات المتداخلة لغوياً وفكريا وقيميا .
حالة بلاد النهرين هي نفسها تلك الحالة التي ظهرت في اوربا القديم ، المشتركات هي :
الحروب المستمرة منذ القدم بين الحضارات سواء مع الغازية او في داخل بلاد النهرين. تعدد الحضارات، تفاعل تلك الحضارات مع بعضها تاريخيا، التغير اللغوي على مر العصور ، الانقسام في الجغرافية ، حضارة تضطهد حضارة اخرى ، سقوط تلك الحضارات ولا وجود لها حاليا ، الصورة الاجتماعية والديمغرافية والاقتصادية والعلمية والنفسية والثقافية لشعوب اوربا الحالية وبلاد النهرين الحالية هي غير تلك التي كانت سائدة عند الشعوب القديمة فيها.الا اذا يكتب احد عن الموضوع بتاثير ايديولوجي فيفهم تلك المقارنة وفق معطيات فكره الايديولوجي أو يعملها السياسيون لاجل تحقيق مطامحهم برؤوس افراد المجتمع البسطاء .
لاحظ كيف ينظر الى القومية والامة او الاثنية والتراث واللغة، فهو فعلا عظيم بسخريته وفكاهته لتناول هكذا مواضيع مهمة. وعظيم لانه ينظر بواقعية للمواضيع المذكورة.واود الاشارة ان تحليله لا يخلو من الانتقادات لوجود بعض التناقضات عنده.
تقبل محبتي وشكرا ثانية. ولطول تعقيبي لاهمية الموضوع وضعته منفصلا واسف على ذلك وعلى الرابط ادناه
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,976902.0.html#lastPost

408
                                   ما هي الامة؟
                       تعقيب منفصل على ترجمة الكاتب "بولص ادم"
                                عن " ارنست رينان"
د. عبدالله مرقس رابي
تحية في البدء اقدر الجهود التي يبذلها الكاتب المبدع " بولص ادم " في ترجمة مقالات فكرية للمفكرين لتكون بمتناول ايدينا لقرائتها ،واليوم قدم لنا ترجمة مقال المفكر الاجتماعي "ارنست رينان أو رينه " 1823- 1892 من الالمانية والى العربية  "ما هي الامة" ليطلع القارىء عليها لاهمية محتواها الفكري الذي أثر في افكار العديد من علماء الاجتماع الحديثين بخصوص تحديد مفاهيم أشغلت المهتمين في عالم اليوم ،الاثنية والعرق والامة والقومية . وما ينطبق هنا على الامة فهو ينطبق على القومية والاثنية . بالاضافة الى انه موضوع يهم المتابعين والسياسيين من ابناء شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني .وان كان قد مضى على المقال فترة طويلة الا كما ذكرت اثرت في افكار الاجتماعيين والانثروبولوجيين ومن بين الذين تاثروا عالم الاجتماع " روبرت برايم " الذي انطلقت من تعريفه لمصطلح الاثنية وتكوينها في دراسة اهم ما شغل سياسي ومفكري شعبنا فيه ولا يزال موضوع " التسمية القومية  " اثناء تاليفي لكتابي الاخير " الكلدان والاشوريون والسريان وصراع التسمية،تحليل سوسيولوجي" في تطبيقه لدراسة التغير الحضاري لبلاد النهرين وما نتج عنه عبر العصور وصولا الى يومنا هذا .
االمفكر رينان توصل لتحديد مفهوم الامة من خلال دراسته للتطورات والاحداث التاريخية للحضارات الاوربية منذ القدم والى زمانه في القرن التاسع عشر ولخصه في مقالته هذه ،ان ما جرى من الاحداث قد يكون غريباً على القارىء غير الملم بالتاريخ الاوربي القديم وفي القرون الوسطى.الا  انه يمكن الاستنتاج ما يخص فكره عن مفهوم الامة من متابعة المقال.ويمكن مقارنة ما جرى في التاريخ الحضاري لاوربا مع ما جرى في تاريخ الحضارات في بلاد النهرين على مر العصور.وهذه بعض الامثلة :
يؤكد : " ان تقسيم اوربا عميق جداً"  وكذلك ما حدث في بلاد النهرين عميق جداً .
" الامم التي نفهمها هي شيء جديد الى حد ما في التاريخ لايعرفون العالم القديم" أي الامم الاوربية .من هم في بلاد النهرين اليوم بما فيهم الاشوريون والكلدان والسريان المعاصرين هم شيء جديد الى حد ما في التاريخ لا يعرفون العالم القديم " لا ياتي احد ويقول نقرأ تاريخ اجدادنا" المسالة اعمق وما يقصد رينان اعمق بكثير من قراءة الكتب التاريخية .المقصود هنا " روح العصر"
"لم تكن الامبراطوريات القديمة وطنية كالاشورية والفارسية والرومانية" فعلا من قراءة مدونات الملوك لتلك الامبراطوريات وغيرها توضح تماما ان ولاء الانسان فيها كان للملك ،ولم تكن كل الاحداث والوقائع في الامبراطورية تحدث الا لاجل الملك وتمجيده ولارضاء الالهة .ولم يحدث لاجل الانتماء الوطني او القومي لان الامبراطورية لاحدود لها ولا حس مشترك لافراها الا واحد هو الخضوع لقوة بطلهم.
" اللغة تتغير بحسب امتزاج الحضارات " فعلا ما حدث في اوربا.وهذا الذي ايضا حدث في بلاد النهرين منذ السومرية والى يومنا هذا الذي نرى انفسنا نتحدث بلغة تخصنا نحن وتقدم لنا وظيفة الاتصال والتواصل الفكري.
" تمتزج العادات والقيم عند غزو حضارة لاخرى" وهذا ما حدث في بلاد النهرين  لتلاقح عدة حضارات متعاقبة تاريخياً.
" الامة توجد بدون مبدأ السلالة" وهذه بالطبع توصل اليها من دراسته للتاريخ ،واصبحت الفكرة علمية واقرها علماء الاجتماع والانثروبولوجية وتوصلوا الى القول ان وجود عرق بشري نقي في العالم ضرب من الخيال وبل اسطورة طالما حدث التداخل جراء الغزوات المستمرة للشعوب على بعضها وحدث التلاقح البايولوجي. وعليه الامة تتجدد .
يؤكد ان : العرق، اللغة ، الدين ، الجغرافية، متغيرات لا يمكن اعتمادها لبناء امة.
فالعرق كما اشرنا ضرب من الخيال وقد جاء بامثلة متعددة على عدم نقاوته.
واللغة ، يقول عنها لا يعني ان مجموعة بشرية تتحدث بلغة واحدة مرتبطة بعرق واحد او سلالة واحدة فهم من اعراق مختلفة وجاء بامثلة متعددة عن اوربا ،وبين كيف ان البلدان الحديثة تشكلت كامم وابناؤها يتحدثون اكثر من لغة.وهذا ما نلاحظه اليوم في العراق ومصر وسورية ولبنان هم من اعراق واثنيات مختلفة انما توحدهم لغة واحدة او بالعكس لغات متعددة يتكلمون بها افراد المجتمع انما توحدهم مشاعر الانتماء الى الامة الواحدة مثل كندا والولايات المتحدة الامريكية والهند وروسيا والكثير من البلدان الاوربية.
واما الدين ، فهو الاخر متغير ضعيف في رايه لاعتماده لفرز الامة، بدليل وجود امم يعتقد افرادها مختلف الاديان الا ان عيشهم المشترك يربطهم .
وياتي الى الجغرافية ، فيقول لا الانهار ولا الجبال ولا اي مظهر جغرافي طبيعي او جغرافي سياسي بامكانه تشتيت المشاعر الانتمائية للامة الواحدة قديماً وحديثاً. وهذا ما نلاحظه اليوم فمثلا بالرغم من تشتت الاكراد او العرب او البرتغاليين او الاسبانيين او الاشوريين او الكلدان او السريان في بقاع العالم المختلفة الا ان هذا التباعد الجغرافي لا يمنع من توحيد مشاعرهم للانتماء الى امتهم.
يقول رينان " " ان الاعتبار الحصري للغة بالاضافة الى التركيز المفرط على السلالة له مخاطره وعدم تتحمله اذا ركزت كثيرا على اللغة فانك تُحاصر نفسك في ثقافة معينة تعتبر وطنية ،انت تحد نفسك وتترك الهواء الحر الذي تتنفسه في اتساع الانسانية للتراجع الى اديرة مواطنيك" أي انه يخطو خطوات نحو الانسانية وليس التقوقع على اثنية او قومية معينة.ويستطرد ويقول: " دعونا لا نتخلى عن المبدأ الاساسي القائل بان الانسان كائن معقول واخلاقي قبل ان يتم حصره في لغة أو اخرى.أو في هذا العرق أو ذاك ". وهكذا لايمكن حصرها في جغرافية معينة او ارض أو دين .أنما الامة عنده هي :" مبدأ روحي ينتج عن التشابك العميق في التاريخ والذكريات والاسرة الروحية وليس مجموعة يحددها تصميم ارض،ويشكل التراث المشترك والاتفاق الحالي على اسلوب الحياة روح الامة ،اي الشعور بالانتماء اليها والرغبة في العيش معاً، الرغبة الحقيقية في العيش معاً والاتفاق."يؤكد على الاتفاق على اسلوب للحياة يكون طريقهم للعمل والاداء اي نعمل وفق المستجدات الحضارية مع الاعتزاز بالتراث لا التشبث فيه كما يذكر في حواراته الفكرية بل ان يكون عامل وحدة الشعور .
 ويختم فكرته عن الامة بقوله:" هناك شيء متفوق على اللغة  والعرق،هي الارادة ،فهي توحد مشاعرهم وافكارهم. بمعنى التضامن  والتماسك بين افراد الامة والعمل معاً من اجل الامة والاتفاق على اسلوب الحياة والرغبة الحقيقية وتوحيد الفكر والمواقف هي الكفيلة في استمرار وجود الامة.فاين الاثنيات الثلاث لشعبنا من هذه المشاعر.؟
وكل ما ذكره عن الامة وتكوينها يقول اخيراً: ان وجود الامة استفتاء يومي" اي ان الامم تتشكل بارادة الفرد نفسه لا بالقسر والقوة كما يحدث عند البعض في المجتمعات النامية. فالامة تتغير زمانياً ولا ثبوت لها وهذا ما يؤكده الاتجاه الحديث في علم الاجتماع في دراسته للاثنية او القومية والامة .فيقول " برايم " وغيره، الكندي المهاجر كانت مشاعره الانتمائية الى خلفيته الاثنية الا انه تدريجياً وعند الاجيال الحديثة من ابناء اولئك المهاجرين يعدون امتهم " كندية " وهذا ما يحصل بزيادة نسبة من يُسجل في حقل الانتماء في استمارات الاحصاءات الرسمية  الاثنية هي " كندا" وهذا ما يحصل في امريكا واستراليا وغيرها من البلدان. فالانتماء الاثني يتغير وفقاً لمستجدات الحياة المجتمعية وطرق العيش المشترك والمصير المشترك.
بعد هذا العرض اود  الاشارة الى بعض من افكار " ارنست رينان" الاخرى استخلصتها من افكاره في حوارته المعروفة لدى الاختصاصيين لمزيد من المعرفة .
له كتابات في اللغة والفلسفة والتاريخ ،  وقد تأثر بفلسفة هيكل.يُعد مفكراً اجتماعياً استفاد علماء الاجتماع من افكاره .
كانت معظم افكاره يعبر عنها بالسخرية والفكاهة . واستكثر من الالاعيب اللفظية وكان يتغنى بكل لحن ويتفنن وذلك لحرصه على جذب الجمهور ويترضاه ، كان حافلا بالافكار بالرغم من تناقضاته.( يعني انه صديق نيسان سمو الساخر والفكاهي في التعبير عن افكاره).
لا يُعادي مذهب من المذاهب ،يعطف على كل شيء من بعيد ، لان كل شيء مايبرر وجوده في هذا الكون الذي تجتمع فيه المتناقضات..فهو يسلم بكل المعتقدات لا على انها حقائق ،بل لانها تعبر عن حالات للروح يستطيع ان يتذوقها ويستمتع بها .وعليه كان يؤكد على التسامح والاعتدال ويدعو الى المصافاة بين الاديان.
ولم يكن له موقف سلبي تجاه اي ظاهرة. حيث يؤكد انه يتذوق الوجود قاطبة بمثل الشعور العام فهو مع المدينة الحزينة والمدينة الفرحة .ويرى الجمال في كل شيء .
درس الحضارات العالمية ومنها حضارات بلاد النهرين القديمة ودرس الديانات وقدم تحليلات عنها ومنها الاسلامية وله نقد للاسلامية باعتبارها مُقيدة لفكرة التقدم وانها وسيلة لاحباط العلم والعلماء كما له كتابات عن المسيحية وحياة يسوع ونقد رجال الدين في اوربا.
يرى ان الحضارة شيء متحرك. ويؤكد على التخلص من التقاليد التي لا تخدم المجتمع طالما ان الحضارة متجددة لتلائم الحياة.
يؤكد على ان خلاص البشرية يكون في حكم فئة العلماء .فيؤكد سياتي اليوم الذي ستكون السلطة بيد العلماء بحيث لا تقوم ضدها ثورة ،ولا يمكن الانسان ان يستغني عن العلم  فقوتهم العلماء هي في حكم العقل دون الركون الى الاكاذيب ،فالكذب سلاح العاجز يصطنعه في مكان القوة .بمعنى ان السياسة الحالية التي تحكم المجتمعات، الكذب سلاحها .والخوف ينشأ من وعيد حقيقي او خيالي ،فالقوة والمخادعة من هذه الوجهة نظيران.
يقول: حاولت الكنيسة في العصور الوسطى ان تحقق القوة الروحية ، ولكن لم يكن بيدها القوة الكافية وكان سلاحها بدلا من الجيوش التخويف بالجهنم ،وعليه ظلت ضعيفة مُكرهة على الاستعانة بالقوة الدنيوية التي أملت عليها شروطها نظير ذلك انقاص الحقوق الاكليروسية ،وفي رايه القوة الروحية لا تكون قوية الا اذا كانت بيدها قوة مادية لاتخضع الا لها.فهو يؤكد هنا على دور العلم في الفكر الديني وادارة المؤسسة الدينية.
من ارائه: الديمقراطية لا تعمل على اعلاء الشعب وانما ترمي الى الاسفاف به وهي لا تريد العظماء.
يؤكد على ان المادة هي حالة الوجود ، لا سببه ،وعلة الاشياء مصدرها الفكر ،فالعقل يحرك كل شيء.ويؤكد ان الفكرة هي التي تحمي  كل شيء والفكر لا يتحقق الا بالتراكيب المادية فيقول مثلا لا فائدة من الحان " بتهوفن" ما لم هناك اهتزاز الاوتار الموسيقية.
يقول" العمل على رفعة الناس قاطبة هو اول واجبات المجتمع ولكن رفع الناس كلهم الى مستوى واحد امر مستحيل.
بالرغم من انتقاده للاكليروس الكنسي الا انه يؤكد: الدنيا بدون الله شديد الفظاعة والنكر. ويقول:اتصور في بعض الاحيان ان الله هو العيد الداخلي العظيم للكون وانه ذلك الشعور المترامي الفياض الذي تعكس فيه كل الاشياء ويتجاوب صداها.
ويستطرد في حواراته ويقول: لا يزال يسوع حياً وشخصيته لا تزال باقية ،بل هي اعظم مما كانت .
تعرض رينان الى الانتقادات لكثرة التناقضات في افكاره وحتى انه كان يشك بما يقوله ،وكان مترددا .وهذا ناشيء عن الصراع النفسي الداخلي الذي كان الكثير يعاني منه ولا يزال ،والناجم عن التناقض بين ما يتلقاه الفرد من افكار دينية وقيمية في اسرته وثم ما يفكر به هو شخصياً .
اكتفي بهذا القدر لعله قد يستفيد القراء من افكاره،والمقال هو عبارة عن تعقيب لمقال المترجم من قبل الكاتب " بولص ادم " الا لطوله وضعته منفصلا فاعتذر من الاخ بولص.
من : كتاب محاورات رينان الفلسفية.
رابط مقال المترجم
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,976656.new.html#new

409
الاخ مايك المحترم
تحية
رسالة طويلة وعريضة،وهي شخصية عبر الايميل ومحفوظة عندي ، أسف جدا كيف تريدني ان اعلن اسمه.ولا يهمك تلقى رسالة جوابية قوية على اثرها وستاتي مناسبة واشرح لك. لنتركه على بساطته ويتمتع بسلطته الوهمية .ولا ادري سلطته على من تؤثر ومدى طولها وعرضها .ناس يضحكون على انفسهم يمنحون سلطة لانفسهم ومنطقيا لا قيمة لها ولا تاثير فقط لتبرير عملهم من لاشيء.

410
الاخ العزيز زيد ميشو المحترم
تحية
المقال قيم ، فيه حقائق ودعمك بامثلة عنها تبرهن عليها.واسمح لي بمداخلة سريعة عن الموضوع.
اللغة هي من العوامل المهمة التي تعكس الهوية الانتمائية للفرد لمجموعة بشرية معينة .يتلقاها الفرد من اسرته دون ان يشعر بانه اصبحت جزء هام من شخصيته ،لو لا اللغة لما استطاع الانسان ان يفهم المجتمع الذي ينتمي اليه .ومن الحقائق النفسية العلمية: ان ممارسة أي فعل يقترنه الكلام او الحديث مع الاخر باستخدام لغته التي تعلمها من اسرته عبر مراحل التنشئة الاجتماعية تُشعر الفاعل بالارتياح والتقبل والانجذاب للحدث اكثر مما لو أستخدم لغة اخرى غيرها.والصلاة ممكن ان تكون تلك الممارسة المقترنة باللغة.ومن هنا يأتي دور اللغة في ترسيخ الانتماء الديني والاثني
فهنا الحق معك عندما تطالب او غيرك من تعلم العربية من الاسرة بان تكون الصلاة او اي حدث اوممارسة اخرى بالعربية لانها تُسبب ارتياحاً لك .وكما لك الحق فالاخر الذي تعلم اللغة الكلدانية المحكية من اسرته له الحق، فالنتيجة هي كما لمن تعلم العربية.
فكل من يدعو الى الصلاة بلغته له الحق.
لكن المشكلة اين تكمن ؟
هي في الكنيسة الكلدانية من خلال اتباع الكنيسة المختلفين لغوياً وهذا الاختلاف ناجم عن التنشئة الاسرية بالطبع. فكل يريد ان يمارس طقوسه بلغة الام ،ولا تقول لي ان كل الكلدان يعرفون العربية. ليست المسالة معرفتها من عدمها وانما كما قلت هي الراحة وانبعاث الطمأنينة في نفسه واثبات وجوده وعرض شخصيته التي تعكسها اللغة .فكثيرا ما نسمع اكثرية المؤمنين وهم يخرجون من الكنيسة يتذمرون من القس الذي يُكثر من العربية او الانكليزية في القداس بالرغم من انهم يفهمون العربية وكثيرا ما يرددون عبارة " خو ما نحن عرب"  .هذا برهان على ما اقوله.
المشكلة الاخرى المرتبطة بالكنيسة هي لغة الطقوس التي هي الارامية /فعلا انها مشكلة المشاكل .وهي لغة غير مفهومة ابدا ليس في جيلنا والاجيال الاصغر بل في اجيال ابائنا واجدادنا ومن يدري في اجيال سحيقة قديمة .انها لغة دخيلة على بلاد النهرين جاءت الكنيسة بها عن طريق المبشرين القادمين من سوريا وانطاكيا اذ كانت فعلا لغتهم حيث موطن الاراميين.وتقبلوها الكلدان والاشوريين واليهود والفرس وغيرهم الذين دخلوا في المسيحية في بلاد النهرين لاعتبارها لغة مقدسة جاء بها المبشرون فاصبحت لغة الطقوس الكنسية ،وأما لغتنا التي نتحدث بها هي تلك اللغة التي اعتبرها لغة متطورة من تلاقح اللغة الاكدية بلهجتيها البابلية التي تحدث بها الكلدان القدماء واللهجة الاشورية التي تحدث بها الاشوريين القدماء وليس الكلدان والاشوريين المعاصرين، تلاقحها مع اللغة الارامية القادمة من غرب الفرات وبعض القبائل الارامية في الجنوب قديما ومع لغات الحضارات المتعاقبة التي حكمت بلاد النهرين على مر التاريخ.فهنا هي المشكلة نحن بحاجة الى ترجمة لغة الطقوس الى لغتنا المحكية.وقد عرفنا من ابائنا اللغة الارامية الطقسية تحتاج الى " مبشوقي" اي تفسيرها على ما ظن ،ولكن الحقيقة هي ترجمتها .فكيف يكون قاموس ارامي عربي معنا وياليت نعرف كلمة واحدة في كل صفحة مشتركة مع لغتنا!!بالرغم انها لم تكن لغة ابائنا الا انها تقبلوها بفطرة والايمان جاءهم بفطرة وبحسب عقليتهم في تلك الازمان،وما يقوله الكاهن كن فيكن اؤمن فيؤمن دون نقاش . اما الان فالانسان الواعي ولتطور العقل البشري بحاجة ان يفهم ما يؤمن به ولماذا هذا الايمان وما هي الممارسات .
والمشكلة الاخرى هي مشكلة الاجيال التي رات النور او قدموا صغارا في بلدان المهجر.وهذه معروفة .
فكل بحاجة الى لغته فلا تتذمر ولا تشتكي وغيرك ارى ان لا يشتكي ايضا لان اللغة تمنح الفرد في ممارستها الراحة والسكينة.
فهذه مشكلة عويصة الكل الحق معه .وتحتاج هذه المسالة الى دراسة مستفيضة من قبل الاختصاصيين بالتعاون مع الاكليروس ،وان لا يتفرد الاكليروس او السينودس بوضع صيغة او خطة لتلافي المشكلة دون الاستعانة بالاختصاصيين ،.من يظن ان الاكليروس مختصين في اللغة وعملية الاتصال الاجتماعية فهو خاطىء .الاكليروس اختصاصهم معروف.
فلا نعتقد ان المسالة ترتبط بالايمان والتبشير ليفهم المؤمن بل بالحالة النفسية للانسان المتلقي والممارس .
وهناك من يقع بخطأ من وجهة نظري عندما يسند كل تراجع في استخدام لغتنا في الكنيسة الكلدانية الى شخص البطريرك او الكنيسة فقط .فتراجعها يرتبط بعوامل متعددة ،الاسرة، الشخص نفسه ، عدم وجود دولة ترعى اللغة وتُديمها ، وتنشئة الكاهن . وغيرها
اكتفي بهذا القدر
تقبل تحياتي .

411
الاخ مايكل سيبي المحترم
تحية
شكرا على تحليلك الرائع وشخصياً اقول فوق العادة لبعض من القوانين الكنسية وربطها بنصوص من الكتاب المقدس العهد الجديد.
نعم ان غاية من وضع هذه القوانين هي السلطة وليس غيرها والاستحواذ على عقول البشر البسطاء ليكونوا تابعين دائما ولا راي لهم ونصوص الانجيل واضحة .
وقد تطرقت الى هذه المسائل في عدة مقالات لي ولكن دون ان اربطها مع النصوص  وانما منطلقا من خلفيتي المعرفية في علم الاجتماع.ولا يعني ذلك اني غير مُطلع عليها بل اقراها باستمرار.
ولو تتعمق اكثر في مجموعة القوانين الكنسية لترى ايضا التناقضات الواضحة بين القوانين نفسها .فهناك تخبط في صياغتها وصُيغت بعقلية لاهوتية قديمة لا تتماشى مع العقلية المعاصرة للبشر.
وهذا احد عوامل تراجع الايمان اولا في الغرب وبدا في الشرق واخص بالذكر بعد تطور وسائل الاتصال والثورة المعلوماتية التي لا يمكن تحديها من قبل رجال الدين وكل شيء سيتبدل باعتقادي تدريجيا ،وان ظلت هذه القوانين قائمة وتخول هذه السلطات الوهمية لهم ستكون عواقبها وخيمة. واعتقد بدا التغيير مع البابا فرنسيس .واتمنى ان ياتي خليفته على نفس الخط.
لابد ان يفهموا ان الاكليروس هم مؤظفون للتنظيم المؤسساتي وليس سلطة مخولة من الله .
فقط اود الاشارة انت ذكرت القوانين الكنسية الشرقية في مقدمة المقال ،الذي اعتقده من متابعتي كل الكنائس بما فيها الغربية قوانينها على نفس السياق ،وانما الفرق يكمن في مدى الوعي بين رجال الدين في الكنيسة الشرقية عن ما هو لدى رجال الدين في الكنيسة الغربية في التطبيقات واحترام تطور العقل البشري.
 احد الفطاحلة من الاساقفة قال ذات مرة في رسالة خاصة لي ، لايمكن كائن من كان ان ينتزع السلطة مني !!! تصور مدى ترسخ مفهوم السلطة عندهم وهذا دليل على ان انخراطهم في السلك الكهنوتي ليس لغرض التبشير بالكلمة وانما من اجل تحقيق غريزة التسلط التي لم يتمكن ان يحرزها في مجالات اخرى.
كنت اتمنى عنوان مقالتك ان يكون اكثر تحديدا لانه عنوان عام وانت تطرقت الى مسالة محددة .
تقبل تحياتي وشكرا .

412
الاخ العزيز نذار عناي المحترم
تحية
اتفق معك بان تعدد الاحزاب السياسية حالة ايجابية
الا ان ما استوقفني هو مفهوم" ضعف الوعي السياسي عند شعبنا المسيحي" أتفاقاً مع زميلي الدكتور صباح قيا المحترم ،من متابعة تاريخية نلاحظ بوضوح ان الوعي السياسي لدى المسيحيين في العراق اكثر انتشارا من المكونات الاخرى لو كان قياسك له الانخراط في الاحزاب السياسية ،اذ انخرطوا في الاحزاب الوطنية التي شُكلت سواء ابان النظام الملكي او الجمهوري .وبعد 1992 انخرطوا في تشكيلات لاحزاب اثنية بعد توفر فرصة حرية الفكر والراي في كوردستان وبعد 2003 في عموم العراق.
انما ارى هناك مؤشرات اخرى لقياس الوعي السياسي في المجتمع غير الانخراط ومنها على سبيل المثال، مدى المشاركة في الانتخابات، قبول الاخر المختلف اثنيا او طائفيا او سياسيا،او دينيا،مدى تنشيط التراث والفلكلور الشعبي الذي يحفز للانتماء ،الكتابة في الموضوع السياسي كما حضرتك تمارسه وغيرك من الكتاب ،والمهم هو مدى تقبل الاحزاب السياسية والمجتمع توجيهات البحث الاكاديمي المقنن في عالم السياسة وهذا برايي هو المفقود عند المسيحيين وهذه حالة عامة في البلدان النامية.
ارى اخي نذار ان الوعي السياسي قائم انما التحفيز له مفقود عند شعبنا المسيحي وهذا التحفيز تجابهه تحديات نفسية وسياسية واجتماعية واقتصادية وديمغرافية تحول دون تحقيقه والحديث عنها طويل.
شكرا تقبل تحياتي 

413
الاخ موفق هرمز المحترم
تحية
شكرا على تفضلكم اعلام متابعي موقع عينكاوة برحيل أحد أبرز الاعلاميين الكلدان في اذاعة صوت الكلدان في ولاية مشيكن الامريكية،المرحوم ضياء ببي .وبهذه المناسبة أقدم التعازي لعائلته الكريمة ولاهله واقربائه جميعاً،والى كادر اذاعة صوت الكلدان الذي عمل معهم المرحوم بنشاط وهمة،اذ اعتبر نفسي من المقربين جداً لطاقم هذه الاذاعة التي لعبت دوراً كبيراً منذ تاسيسها والى اليوم في نشر الوعي القومي الكلداني بمختلف برامجها واذاعتهم الاخبار وما يقدمونه من نتاجات فنية اعلامية بلغتنا الكلدانية. مع أقامة مهرجانات سنوية فنية تعبر عن التراث الكلداني والحياة الاجتماعية في المهجر .
نطلب من الرب أن يحفظه في ملكوته السماوي والصبر والسلوان لذويه جميعاً
د. رابي

414
الاخ بولص ادم المحترم
تحية
التفاتة ذات دلالات لخلق الاجواءالاخوية والتفاعل الاجتماعي الايجابي ،وهي نابعة من حرصك على استيقاظ الروح التفائلية وأحياء التواصل ونبذ التقاطعات التي تستمر دون الوصول الى نتائج مرجوة .قمت بمبادرتك الطيبة لشعورك ما آل من بعض المتابعين لشؤون كنيستنا من الاستمرارية في النقد أو لعدم الاستجابة .باعتقادي ثمرة جهدك الطيب هو الاستجابة من قبل غبطة البطريرك ساكو لتوضيح المسالة وما بادر به الاخ دكتور ليون من كلمة بهذا الخصوص .
الا انه لوتسمح بملاحظة، كنت افضل ان تكون هكذا مبادرة تحدث بمراسلات شخصية وتهيئة الاجواء قبل النشر في الاعلام ،وان كان نشرك لرسالة لرد البطريرك ساكو خطأً واسمح لي القول ذلك الا اني اعرف مافعلته هو استجابة لمشاعرك والتعبير عنها بفرح ومسرة.
كما ان هناك مسالة اخرى هي في رايي ومع اني اكن كل التقدير والاحترام لاخي الدكتور ليون برخو لغيرته المتواصلة والتركيز على ما يراه مهما من وجهة نظره الا ان التوفيق في الاراء بين هكذا طرفين ان يتم من خلال لجنه تبحث في الموضوع، وعليه بوضوح بين غبطة البطريرك ساكو ليس لديه موقف شخصي من الدكتور ليون بل الاختلاف في وجهات النظر عن موضوع معين.أي لو اقترحت لتشكيل لجنة لكان الافضل.
من هو ضمن الكنيسة كمؤسسة له الحق بابداء رايه بما يجري ويضع مقترحات لاجل تطوير العمل في المؤسسة ،فهنا اضع المسؤولية للاساقفة الذين يحضرون السينودس كل عام ،ولما يرون هكذا وجهات نظر ونقد تجاه المؤسسة ان يبينوا ما الذي يجري وكيف يعالج وما هي المبررات التي تحول دون معالجتها ، وان لا تبقى محصورة بين اورقة السينودس. فما يُطرح من المواضيع ليس  ذات صبغة سرية او ما شابه لكي لا يطرح لاعضاء المؤسسة فكلنا اعضاء فيها .
تقبل تحياتي

415
الكاتب القدير يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
تناولت موضوعا مهما يتضمن مقترحا ذات بعد انساني واجتماعي وديني واثني.
تقديمك للمقترح لكنيستنا الكلدانية لاحياء ذكرى شهداء عام السيف" سفر بلك" ذلك الاضطهاد الذي تعرض اليه المسيحيون قبل اكثر من مئة عام من قبل السلطة العثمانية ومن تعاون معهم لتنفيذ تلك المجازر بحق الشعب المسيحي بمختلف اثنياته في المنطقة من الارمن بالدرجة الاساس والكلدان والاشوريين والسريان ،
انها فعلا حالة غريبة لم تبد كنيستنا اسوة بالكنائس الاخرى اهتماما في هذه المسالة لاحيائها ،فكل الكنائس المعنية هي التي بادرت وشجعت العلمانيين والنشطاء لاحياء ذكرى الشهداء باستثناء كنيستنا.
ان هكذا حالات هي في غاية الاهمية لرفع درجة الوعي للانتماء الاثني والديني وترسيخ مبادىء الوفاء لمن كانت دمائهم وسيلة لبقائنا وشهادة لديننا وعقائدنا وثم خلق مفاهيم التضامن والتماسك الاجتماعيين.
ومن الغريب تُطلق كلمات التهنئة بمناسبة قد تكون اسطورية وهي اكيتو ولم نسمع او نقرا يوما من البطريركية الكلدانية شيء من هذا القبيل عن احياء ذكرى شهداء المسيحية لعام السيف في الكنيسة الكلدانية اسوة بالكنائس الاخرى كما ذكرت انفا .
اتمنى من غبطة البطريرك ساكو الجزيل الاحترام ان يوجه تعليماته وياخذ من الموضوع اهميته لتكن لكنيستنا الحصة في تقدير ارواح شهدائنا الابرار والسعي لايجاد سبل احيائها في كل الابرشيات ،فهي ذكرى دينية قبل ان تكون اثنية او سياسية .
تقبل تحياتي

416
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
تحية
تناولت موضوعاً مهما يربط العلاقة بين الدين والمؤسسة الدينية مع المجتمع واحواله الاجتماعية والسياسية .
ان لاهوت التحرير من اكثر الاختصاصات اللاهوتية المتميزة التي تستند على ما يُبحث ويصل اليه من نتائج المختصين في العلوم الاجتماعية ،فرواده اكدوا الرجوع الى نتائج البحوث العلمية ذات الصلة بالمجتمع ليتمكنوا من خلالها وضع سياقات مسؤولة لتصرف الكنيسة والاكليروس تجاه الظواهر التي تحصل في المجتمع منها الظلم والتمييز العنصري والتمييز الديني والتفاوت الطبقي وتوزيع الثروات دون عدالة والفقر والجريمة ،فهذه الظواهر عندما تطالب الكنيسة بوضع حد لها وتشارك في حلها وتقييد ظهورها في المجتمع هو من صلب اختصاص لاهوت التحرير الذي ظهر في مجتمع يعاني من الازمات المذكورة انفا في امريكا الجنوبية لان وجود الكنيسة هو من اجل المؤمنين لا من اجل التسلط عليهم فحسب او تركهم وحالهم لكونهم الجزء الاساسي من البناء الكنسي.
حبذا لو ربطت تشخيصك لاهمية لاهوت التحرير بما يقوم به غبطة البطريرك ساكو في كنيستنا الكلدانية من اعمال انسانية ونداءات للسياسيين والمسؤولين لرفع الغبن عن المظلومين في العراق وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص للجميع دون النظرة الضيقة لتبعية الانسان الطائفية او الاثنية او الدينية او الطبقية ،نداءاته من اجل العمل لخلق مفاهيم وطنية ودولة ذات سيادة قانونية كل هذه الاعمال تصب في لاهوت التحرير وليس تدخلا في السياسة كما يفهم بعض المتابعين ،بل من صميم الكنيسة في عصرنا كما تقره السلطة العليا لها ،وهذا يؤكد عليه قداسة البابا فرنسيس الذي كان رائدا متميزا في امريكا الجنوبية في قضايا لاهوت التحرير ولا يزال همه الشاغل هو تلك القضايا الانسانية
شكرا وتقبل تحياتي

417
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية وتمنيات بالسلامة وضبط النفس في زمن كورونا
اخي الكاتب الساخر
هذه الايام العصيبة من تاريخ البشرية قلبت الموازين النفسية للانسان لمحاصرته بين اربعة جدران فالحمية ودرجة الانفعال تزداد (اترك التفاصيل لا ندخل بالعلم والنظريات)وادوخ راسك.
اقولها لك وللاخوة جميعا ،احيانا الانسان يكتب عن موضوع ما او ينقد فكرة ما ولكن الاسلوب قد يكون السبب في ان المتلقي او المتابع او القارىء يفسر ذلك بما لايعني به الكاتب .وارى شخصيا هذا يحصل معي وكذلك مع العديد من الاخوة في هذا المنبر وجنابك واحد منهم.وعليه لزاما علينا جميعا التروي والاستفسار المباشر في التعقيب قبل تسليط الضوء على الفكرة او ما يرتبط بالموضوع .
غايتنا هي تبادل الاراء هنا للمنفعة العامة لمن يتابع وللكاتب نفسه ،وكل واحد له اسلوبه في الكتابة ،وليس اسلوبك غريب عن القراء في السخرية فهو اسلوب يُمارس اعلاميا ،ولكن هذا الاسلوب كما للصحافة العامة تتحكم فيه طبيعة النظام السياسي والقانوني في المجتمع ،فهناك في بعض المجتمعات مطلق الحرية في السخرية من الاوضاع وحتى الاشخاص،وفي حياتنا جميعا وهذا ما يتبين هنا من ردود افعال بعض الاخوة لم نتعود على الحرية في السخرية وحتى انها وجدت في صحافة بلدنا ايام زمان ولكن لم تكن بحرية مطلقة بل يشوبها التقيد الصارم وتحديد المسموح للساخر دون ان يتجاوز الخط الاحمر ،فهل كان الساخر الصحفي ايام حكم حزب البعث في العراق مثلا ان يكتب موضوعا يطرح فيه نقدا بسخرية عن النظام السياسي ،بالطبع لو عملها ليوضع في الدبخانة.وهل بامكان احد في السعودية او ايران ان يطرح موضوعا بسخرية عن الدين ورجالاته ؟ كلا بل هذا ممكن في بلدان التي نعيش فيها وهكذا تنوع سخرياتك بمواضيع مختلفة ونحن متعودون الى تلك السخريات البسيطة التي كانت موجهة لباعة الباجلاء او موظف بسيط في الدولة او معلم معين وماشابه وهنا فرق شاسع .
من وجهة نظري ان الاعلام الساخر يوصل الهدف من الكلمة والباقي عليك
تقبل تحياتي

418

الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
مقال جدير بالاهتمام ،وتشخيص دقيق للسلوك الانساني الذي يكون نتاج الغرائز اي بمعنى الطبع كما جئت في عنوان مقالك مع صقل تلك الغرائز عن طريق البيئة الاجتماعية التي يعيشها الفرد،.وقد يحدث أحيانا ان يتصرف الانسان بحسب دوافعه الغريزية عندما يمر المجتمع بازمات معينة لان ضعف السيطرة الاجتماعية وتهيىء الاوضاع تتاح فرصة للدافع الغريزي للعمل ،فلايمكن ان بتخلص من طبعه بل يزيد من قدرته لاشباع ذلك الطبع .
بالمناسبة لمشاهدتي الشخصية لك ومعرفتك هيئة وكلاما وتصرفا وبحسب خبرتي المتواضعة في التحليل النفسي والاجتماعي لا ارى فيك روحا انفعاليا ولا صورتك توحي بالانفعالية ,ان كانت بحسب نظرة المختص في الرياضيات انفعالية فتلك مصيبةرياضياتية فلسفية.
تقبل تحياتي

419
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
حسنا فعلت في مقالك القيم عن طرح رؤية متميزة عن تبرعات البطريكية المتمثلة بغبطة البطريك ساكو والاساقفة الاجلاء بمبالغ نقدية بحسب امكاناتهم الى المؤمنين في ابرشية بغداد .ومن المعروف ان الكهنة لا يخضعون الى النظام الوظيفي لتدفع لهم الدولة رواتبهم ،فهم مستقلين عن الارتباط في الدولة ماليا ،بالرغم من ذلك كان توجيه البطريرك توجيهاً انساسيا وابويا لتلبية حاجات المؤمنين في ازمات الضيق ،فهو تعبير عن المسؤولية الابوية والاجتماعية التي يستوجب ان تكون عند كل عضو في الاكليروس الكنسي بدلا من ان يطلب الاسقف في البلدان المتحضرة التي لا تترك احد يعاني في كل الازمات من المؤمنين دفع الميالغ، عليه يعلن من هو بحاجة الى المساعدةحيث العديد منهم تركوا اعمالهم بسبب الحجر المنزلي .
هكذا اتمنى من كل متابع ان يركز على الظواهر من كل الجوانب فقبل فترة طرحت ونقدت موضوع الاساقفة الذين يطالبون المؤمنين بدفع اشتراكاتهم والان جئت لتسلط الضوء على مبادرة البطريركية عكس الذين يرون من زاوية ضيقة ويترصدون للسلبيات فقط ،فهذا يعد في الحقيقة النقد البناء بتوجهك من زاويتين .
تقبل تحياتي

420
الاخ العزيز الاستاذ نذار عناي المحترم
ارجو ان تكون والعائلة الكريمة بخير وعافية في زمن الكورونا
اسف عن التعقيب المتاخر على مقالتك القيمة التي في الحقيقة تعد دراسة مستفيضة للوضع السياسي والمجتمعي العام في العراق .
وقد تميز تحليلك للواقع المرير الذي حل بالعراق حكومة وشعبنا بعد عام 2003 .
التغيير المتناغم والمنسق الذي يخرج بنتائج ايجابية في المجتمع لا يصح ان يحدث فجأة وفي فترة قياسية مالم يتهيأ اليه المجتمع للتوفيق ما بين قبل التغيير واثناء التغيير وما بعده.وهذا ما حصل في العراق ،اذ التغيير لاصلاح المجتمع لم يكن في حسابات الغريب ولا في حسابات من تعاون معه ،بل انحصر الهدف في تغيير النظام السياسي فقط ،وعليه الت الاوضاع الى ما هي عليه ،فمثلما تفضلت الغاية من وجود السياسيين في دفة الحكم لا يبحثون عن مصلحة الشعب المتالم بقدر ما يبحثون عن مصالحهم وجشعهم الشخصي ،ولهذا اصبحت الوزارات في ظل المحاصصة المتخلفة نظامياً دولة قائمة يراسها الوزير ويعمل فيها اتباعه غير المؤهلين للعمل بحسب الاختصاص الذين لا يمكنهم الخروج عن طاعته والا قُطعت الارزاق.
كما ان هكذا تغيير لم يضع منفذوه في الحسبان مدى وعي وادراك السياسيين اولا والشعب ثانية معنى الديمقراطية وتطبيقاتها ،بعد ان عانى من استبداد طويل الامد وترسخت تلك الثقافة الاستبدادية في عقول الناس ،ولهذا نرى ان الاحزاب السياسية ورؤسائهم لا يمكنهم التخلص من الاستبداد ،بالاضافة الى سوء الدستور الذي وضع من قبل سياسيين لا تجربة لهم ولا خبرة وان كان معهم بعض الاختصاصيين فهم موالين لهم ومشاركين التغيير السلبي ،وعليه جاء دستورا مناقضا في مواده ومتحيزا لفئات دون اخرى وخلق المحاصصة والفئوية والطائفية وهذا انعكس على المجتمع العراقي .
شكرا على تحليلك الوافي الذي تنطلق به من الاسس العلمية في التشخيص
تقبل تحياتي

421
الاخ بولص ادم المحترم
تحية مع تمنياتي لك وللعائلة الكريمة السلامة والامان في زمن الكورونا
اهتمامك بالحالة الراهنة في المجتمع البشري دلالة على مشاعرك الانسانية لكي تضيف الى المعرفة العلمية ومهما كان من مجهود فكري للتصدي للكارثة الكورونية .
انها محاولات لخلق وعي اجتماعي وصحي وتخطيطي لمستقبل البشرية،كما يفعل العديد من العلماء والمفكرين ومن امثالهم جاك اتالي الذي ترجمت افكاره هنا التي تصب في عملية مواجهة حرب كورونا والتخطيط للمستقبل لمواجهة حروب اخرى من هذا القبيل.
اما هنا لي ملاحظة عن ما يدور في المختبرات السرية ،فاني شخصيا لا استعجل في وضع صناعة الفيروس في تلك المختبرات ولاسباب متعددة سوف اتناولها في مقال مستقل بالطبع من وجهة نظري المتواضعة مع توضيح رايي عن التغير المجتمعي في المستقبل ما بعد كورونا.
تقبل تحياتي

422
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
احييك على المثابرة في مكافحة العقلية ذات النفس البسيطة والرؤية للمدى القصير .
مقالك تحليل مهم عن ما يحدث فعلا من تفسيرات وتأويلات غير منطقية تجاه كارثة كورونا.منها تفسيرات تقع ضمن سياق نظرية المؤمرة ،واخرى المتشبثة بالتفسيرات الدينية ذات الصبغة المتخلفة التي تحاول استقطاب عقول الناس البسطاء .
بالمناسبة اثني على تفسير الاخ البيرت مشو عن الحاجة للصلاة على روح الميت ،في الموت كل شيء ينتهي ولا سلطة للبشر على روحه ابدا.ان المرضى بحاجة الى الصلاة وليس الموتى.
تقبل تحياتي وتمنياتي لك والعائلة والجميع السلامة والامان.

423
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
تحيةوتمنياتنا لك وللعائلة السلامة والامان في زمن الكورونا
قرات مقال الدكتور القبطي مجدي يعقوب التي قدمت لها ابداعاً شعرياً وبينت المواهب.
لكن اسمح لي شخصياً وبصراحة لا أتفق معه ولا مع اي كان يكتب بهكذا سياق عن ما ذكره هي اساطير ،بل هي وقائع موجودة في المجتمع البشري وستستمر مجرد طريق السكة مثل ما يقولون المصريون انفسهم.
أنها لم تسقط بل تتخذ اجراءات وقائية احترازية لكارثة طبيعية بايولوجية مثلها مثل كل الكوارث الاخرى.
لولا الفلوس لما اتخذت البلدان هكذا اجراءات وقائية.
الانسان التزم البيت لحماية نفسه بحسب توصيات السلطات الصحية.
لم تسقط الخناقات " الصراعات" وليس قتل مجموعة ارهابية قبل يومين في مصر لاستهدافها الكنائس المسيحية الا دليل على استمرارية الخناقات أي الصراعات.
العلم لم يسقط ،العلماء مستمرون في البحث وبمقدورهم التصدي واليوم اطلقت جامعة ماك ماستر في مدينتنا خبر مفرح انهم سيعالجون 4000 حالة مصابة باستخدام دم المصابين المعافين بطرق طبيةمعروفة لديهم.
لم تسقط اسطورة الدول العظمى بل اتخذت من الوضع هذا سبيلا للمنافسة والصراع لان التاريخ هكذا علمنا.
اخي وبرشي العزيز كل ما جاء بها الطبيب المصري مشكورا ليست مستندة على تحليلات علمية ،بل فيها مُسحة عاطفية تشاؤمية ودينية لاغير ،وهذا ليس المطلوب حاليا، المطلوب هو ايجاد سبل السيطرة على الوضع الحالي.
دمت سالماً والامان للجميع
بالاستئذان من الاخ عبدالاحد العزيز
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
ملاحظة بسيطة ولكن علمياً كبيرة على تعقيبك
جاءت عبارة
(فالنظرة الايجابية هي ان العقل الجمعي سوف يستنبط ويستخلص بعض النتائج المهمة من هذه التجربة
اخي يوحنا العقل الجمعي لا يمكنه ان يستنبط ولا يستخلص ،العقل الجمعي غير واعي،يحدث في حالة توحد الهدف في اللاشعور ،وتختلف خصائصه عن عقل الفرد ،انما الاصح استخدام العقل البشري لانه يفكر في الحالات الطبيعية.
تقبل تحياتي

424
الاخ العزيز زيد ميشو المحترم
تحية مع تمنياتي لك وللعائلة السلامة والامان في زمن الكورونا
مقال تحليلي مهم جاء عن الشعوذة التي يمارسها العديد من رجال الدين ،وفي مختلف الاديان تجاه الظواهر الاجتماعية او الطبيعية مثل فيروس الكورونا الحالي ،ان كانت شعوذة مستنبطة من عقائدهم في الاديان غير المسيحية فهذا مشروع لهم لانهم هكذا تعلموا،اما يأتي رجل الدين في المسيحية ويتصرف في خطاباته ومواعظه عن الشعوذة والقول ان الله غاضب على البشرية وينتقم ويعاقب وما شابه من الالفاظ ،فهذا غير منطقي في زمننا هذا ولا وجود لتلك المفردات عن صفات الله بحسب معرفتي في العقيدة الدينية المسيحية ،فهم يجتهدون لسذاجتهم وحبهم للتخويف لتبرير سلطتهم وتثبيت دورهم التسلطي على الناس البسطاء وعدم ادراكهم لماهية الدين المسيحي مهما يكون من درجة كهنوتية.يكفي اننا تعلمنا " الله محبة واب حنون".هذه ظواهر طبيعية تحدثها الطبيعة بتفاعلها مع الانسان نتيجة التعاطي معها والتطورات البيولوجية التي تحدث على مر العصور .
دمتم بأمان وسلامة للجميع

425
الشماس القدير أوديشو يوخنا المحترم
شلاما وايذوخ بريخا
شكرا على اعلامنا عن الحالة الصحية لاخينا العزيز قشو ابراهيم نيروايا
نطلب من الرب ان يحفظه بسلامة والشفاء العاجل له ليرجع معنا ينور هذا الموقع الذي تعرفنا من خلاله على طيبين ومحبين لبعضهم
ونشكر الاخ ادي على اعلامنا ومتابعة اخبار تطور صحته
اتمنى للجميع موفور الصحة والامان في زمن كورونا
عبدالله رابي

426
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
عبرت في ندائك لحسن الشعور والحرص على مؤسسة انت عضوا فيها سواء كانت الكنيسة محتاجة ام لا. ولا أظن أن الكنيسة ستحتاج الا في بغداد وبعض ابرشيات الداخل لان الظروف وارتباط الكهنة مع الدولة من الناحية المالية غير ما موجود في دول الاخرى مما يستدعي الجميع التكاتف والتضامن من اجل مرور هذه العاصفة التي لا تميز بين الناس على مختلف خصائصهم .
هذا رأي قدمته ومقترح ،ولكن الاستغراب من بعض الاخوة فهموا الموضوع من زاوية اخرى في التملق وما شابه ،ارجو ان يكون الجميع على مستوى المسؤولية والنظرة الى الامور من ايجابياتها وليس من السلبية فقط .
وعلى هذا الاساس الرابط ادناه برهان على ما أقدمت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية من مبادرة وفي ظل ظروف العراق المعروفة لرعاية ابناء الكنيسة بتوجيه من غبطة البطريرك الكاردينال ساكو يتخصيص مبلغ 60 الف دولار لكهنة بغداد من اجل مساعدة المحتاجين من المؤمنين.فأملي للاخوة الذين يرون من نافذة واحدة ان يستخدموا نافذتين في النظر الى الاحداث .أي بمعنى لا نرى الا السلبيات ويا ليتها سلبيات ذات تأثير كبير أو تخص هذه المرحلة من الكنيسة بل موجودة في كل المراحل التاريخية لها.فهل من أحد اثارت انتباهه ؟ مثلما اثارت محاولتك انتباههم ومن الجانب السلبي؟!!
تقبلوا جميعكم تحياتي والرب يحفظكم في زمن الكورونا جميعا وأتمنى ان تكون هذه تجربة تساعدنا في ترسيخ الروح التضامنية والجمع بدلا من التشتيت.
http://saint-adday.com/?p=37048

427
الاخ بولص ادم المحترم
تحية
تمنياتي لك وللجميع الصحة والعافية وتجاوز الازمة الكورونية
 حسناً فعلت في تناولك عرض لكتاب مهم للفيلسوف الالماني "ارثر شوبنهاور" واختيارك له، لان ماجاء في الكتاب واضح من عنوانه لما يحتوي من المادة المعرفية الفلسفية التي تعالج موضوعاً اساسياً عند المفكرين والكتبة بأنواعهم، وهو الجدل والحوارات الفكرية.وهي قائمة في كل زمان ومكان،وقد ازدادت هذه الظاهرة في عصرنا الحالي عصر الثورة التكنولوجيةالمعلوماتية حيث أتاحت الفرصة للجميع للكتابة والمحاورة والجدال.
قدم شوبنهاور تحليلا لظاهرة الجدال في كتابه الذي نحن بصدده بعد معاناته من الفلاسفة المعاصرين له والذين رفضوا افكاره ،انما بعد مُضي فترة وفي سنينه الاخيرة بدأو في فهم اهمية ما كتب من كتب، فاعطى تحليلا للجدل وأكد على أن الفرد يحاول دائمأً النيل من خصمه بأعتبار أن ما جاء به هو الاصوب.
ولما كان العلم من صفاته التراكمية ،فيما بعد عالج هذه الظاهرة علماء أجتماع المعرفة هذه المسالة ،محللين للاجابة ،لماذا ،يكتب الفرد ؟وماهي العوامل التي تقوده للاصرار على افكاره ومحاولته لدحض أفكار الاخرين.واستقرائهم للعوامل البيئية والشخصية التي يتمتع بها الكاتب وتاثيرها  وربطها في افكارهم المطروحة.
شكرا على تناولك لموضوعات مهمة اساسية في المعرفة الفلسفية لتميزك بسعة المعلومات والقدرة في الربط والتحليل ،بالتأكيد نستفيد جميعنا من هكذا طروحات.
تقبل تحياتي

428
الاخ بولص ادم المحترم
تحية
تمنيات لك وللجميع وافر الصحة والسلامة في زمن جائحة كورونا.
شكرا على مداخلتك القيمة التي تحتوي على أفكار معرفية علمية تحلل فيها وجهة نظر بعض الاخوة المعقبين وذات العلاقة في التحليل العلمي من قبل الاختصاصيين وغيرهم.
أخي بولص الموقر افتخر بكم وتسرني مداخلاتك التي تحمل في طياتها الرؤية الاكاديمية في ربط الحدث المطروق بتراكمات المعرفة العلمية ولتنتهي بابداع شخصي للمعالجة كما تفعل دائما في مقالاتك التنويرية .
هذه هي مشكلة العديد من كتابنا الاعزاء ،عدم اتقان اجراءات البحث العلمي ،والاصرار على ان ماجاء به هو الاصوب .ويرجع ذلك الى عدم التمييز بين المعرفة العامة التي يكتسبها الفرد من الخبرة الحياتية والمعرفة العلمية التي تُكتسب عن طريق التعليم والبحث المقنن ،فالاكاديمي يمر بمراحل التعليم وثم يربط التراكمات العلمية عن الموضوع المدروس مع ما يطرحه هو شخصياً وهنا يكون الابداع ,ليس كما يتصور البعض ان الاكاديمي يتلقن فقط دون ان يبدع أو انه يرد ويكتب كالببغاء بما جاء من سبقوه،هذه اراء خاطئة نحو الاكاديميين.
عدم المامهم واتقانهم اجراءات البحث العلمي كما تفضلت ،تتولد لديهم قناعة مثلما عنون الفيلسوف " آرتون شوبنهاور الالماني أحد كتبه " فن أن تكون دائماً على صواب"
بمعنى لا يقبل الاخر ان يكون على صواب .
شكراً على الربط الرائع والمدهش الذي يعكس سعة اطلاعكم المعرفي العلمي بين اراء الفلاسفة وموقف بعض الاخوة من مسالة الاختصاص والبحث العلمي .فمن لا معرفة له بنظرية المعرفة "الابستمولوجيا" التي تعد الاساس في ادراك ماهية المعرفة وانواعها وماهية الفكر وشروط المعرفة وحدودها ،سيكون له القصور في ادراك عملية عمل الفكر والبحث العلمي.
تقبل تحياتي .

429
الاخ العزيز حسام سامي المحترم
تحية ومحبة
ارجو ان لا تاخذ هذه المناقشة مدى لا معنى له ،يبدو من البداية لم تصل رسالتي ما الذي اعنيه.
قبل كل شيء شكرا على تنبيهك باذا بدلا من اذن وكلاهما بعد ان استفسرت احد الزملاء من مختصي اللغة  صحيحة وقال في اللغة مدارس لا تنسى ،ولكن ارجو ان تنتبه في ردك الاخير الى (بأبو)يجب ان تكون (بابي)وهناك اخطاء اخرى .ولا اقصد هنا انتقاص من لغتك لان اللغة ليست من اختصاصنا كلانا،لم يكن من الدواعي ان تصحح لي اللغة لاننا جميعا معرضون لنقع في الاخطاء وهناك للعلم عدة اخطاء لغوية اخرى في مقالتي .
 ولا اريد ان ياخذ الموضوع من وقتنا ولكن بعد ان تبين انك لم تات باية حجة ومن مصدر يؤكد على ما تقوله، ولوقوعك بخطا اخر في التعريف كما سابين ادناه،عليه كتبت ردي هذا .
اخي الفاضل انك تكتب وتبرهن وتثبت وتقر بنفسك ومع نفسك ،الكاتب او الباحث يكتب ويبرهن ولكن الاخرين يقرون مدى الصحة والحقيقة وليس الكاتب نفسه .لماذا لان هذه قناعته وهكذا ينظر الى الموضوع،وهكذا يرى ان الحقيقة معه.لماذا مثلا عندما نكتب بحثا في الجامعة ونستخدمه لاجل الترقية العلمية او التعضيد يُرسل الى ثلاث خبراء وهم يقرون ،ولا قرار للباحث فيه ،بالطبع لا يوجد باحث او كاتب يقول لا يصلح بحثي او مقالتي او ان رايي ليس على خطأ.انت هنا تكتب وتبرهن وتثبت وتقرر بنفسك وهذا خارج سياق البحث العلمي.
كل ما جئت به هو تكرار لما سبق.
لم اطلب منك ان تقدم لي ما تنجزه ،اذا اريد اطلبه منك اخي حسام ،هذه الانجازات ما اسهلها اليوم لكل شخص يقوم بها في عالم الثورة المعلوماتية .ومع هذا هي انجازات كبيرة ولكن اكرر انها لا تدخل ضمن البحث العلمي في العلوم الاجتماعية ،لو كانت في الهندسة ،لم يحق لي المناقشة.ولهذا ثانية وقعت في خطأ كبير في تعريفك لمفهوم البحث .
اخي حسام المحترم
البحث ليس موضوع كما جاء في تعريفك الذي تعرفه لي وانا ادرس 30 سنة طرق البحث العلمي واشرف واناقش الاطاريح العلمية واقيم البحوث  .وتوا انهيت تقييم استمارة البحث لاطروحة دكتوراه ارسلت لي من جامعة بغداد قسم الاجتماع للتقييم .
البحث هو اجراءات وليس موضوع
اجراءات  مقننة يستخدمها الباحث لدراسة ظاهرة معينة او موضوع ما .
دخلت معك في هذه المناقشة التي اخرجتنا عن موضوع المقال لكن لا باس،كانت هناك فائدة متبادلة على ما اعتقد ،شخصيا هكذا مناقشات تعد لي بمثابة ادوات للتعرف على النفس البشرية واما فائدتك بحسب ظني هي التزود بمعلومات عن البحث العلمي ،ولكن متأكد لا تعلن عنها لان النفس البشرية هكذا تعمل. حيث اتبع كل ما تكتب ،تكتب من وجهة نظرك وتعدها حقيقة لكن الاخرين لا يعدونها ذلك ،هذه هي حالة العلوم الانسانية والاجتماعية واخصها الدينية فهي قناعات.هذه ليست بحوث ابدا هذه تخمينات وفرضيات في ذهن الكاتب يبرهنها ويقرها بنفسه كما تفعل هنا.
اخي اتمنى لك السلامة مع عائلتك والرب يخلص الجميع من وباء كورونا والف مبارك كل انجازاتك وهي فخر لنا ولكن ارجوك لا تشغلنا.
تقبل تحياتي

430
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
تمنياتنا لك وللعائلة والاهل وكل الاصدقاء في ملبورن السلامة والصحة في زمن الكورونا في كل مكان ونطلب من الله ان يخلص البشرية جمعاء منه.
مقال رائع يسلط الضوء على تداعيات كورونا والمرحلة وربط الظاهرة بالطبيعة وتفكير الانسان.
المجتمع البشري منذ البدء يمر بمراحل ،ولكل مرحلة خصائصها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية ، ولما كان علماء النظرية التطورية يعتقدون بتطور المجتمع البشري بخط مستقيم في التقدم ،ولكن في كل فترة ولاسباب متعددة يعترض هذا التقدم احيانا معوقات قد تكون طبيعية او بشرية ،فبدلا من التقدم يرجع به الى الوراء، وعليه يستخدم نظريةالتغير الاجتماعي بدلا من نظرية التطور ،لان التغير في المجتمع قد يكون ايجابيا مثل النهضة الفكرية أو سلبيا التي تكونها بعض الثورات السياسية او الكوارث الطبيعية التي تحدث بشمولية وقوة في الطبيعة. فمن كان يتصور يوما من الايام ذلك التقدم الذي حصل مثلا في العراق بعد سقوط العثمانية ان ياتي يوما ويرجع المجتمع العراقي ليصبح متخلفا وكانما ليس ذلك المجتمع ما قبل 2003.او قد تكون الثورات السياسية ايجابية تغير المجتمع نحو الافضل ،او من خاصية الى اخرى كما حدث في روسيا القيصرية وثم جاء الاتحاد السوفيتي وتغير الى روسيا والدول المستقلة.وهناك امثلة متعددة .فمرض الكورونا وكما ذكر الاخ بولص ادم في تعقيبه كان عاملا فاصلا بين عالمين كانما اليوم ونحن نعيش ايام كورونا ليست كما كنا نعيش قبل شهر او اكثر وحتما سيحدث تغيير في النظام العالمي بكل مجالاته بعد فترة القضاء عليه ،فقسم العالم قبل الكورونا واثناء الكورونا وما بعده ،التفاتة موضوعية منه تقرها نظرية التغير الاجتماعي.فكورونا هو بمثابة ثورة على المجتمع البشري بدليل توقع تداعيات وجوده في المرحلة المقبلة.
بالاستئذان منك اقدم شكري وتقديري للاخ بولص ادم الاديب والكاتب المبدع لرايه فيما كتبت عن كورونا.
تقبلوا تحياتي ومحبتي

431
الاخ نيسان سمو المحترم
تحية وسلامة من الكورونا
حيرتك عن مدى انتهاء مفعول الاديان بسبب كورونا ،اود الاشارة الى:
في البدء يستوجبني الذكر ان الزميل الدكتور صباح قيا مشكورا سبقني بالفكرة .وهنا اقدم بعض الايضاحات الاخرى:
لا مجال للسخرية هنا ،شخصية الانسان تقودها للتفاعل في كافة مجالات الحياة نوازع ،يسميها البعض دوافع ,اخرين غرائز ، وهذه تُصقل من قبل البيئة التي يعيش فيها الانسان بوجوهها المختلفة وتبدأ عملية الصقل منذ ولادة الانسان.ولعل اكثر تاثيرا في الشخصية هي نزعة البقاء ونزعة الاكل ،ونزعة الجنس  ونزعة التفكير بالروحانيات ، والنزعة العدوانية ،ونزعة الحب والسلطة ولا اخفي عليك تصل هذه النزعات الى 114 نزعة يرثها الانسان ،وتبقى هذه النوازع نسبية بحسب قوتها في تصرف وتفكير الفرد و عملية التفاعل الاجتماعي.وكما تفضل زميلي الدكتور صباح منذ بدء البشرية ،الناس تصارعت وتجولت بحثا عن المأكل والمشرب، ولكن لا تنسى ايها الكاتب الساخر ، ان الانسان منذ البدء ايضا وفي نفس الوقت الذي سعى اليه للبحث عن الماكل بحث لاشباع غريزته الجنسية ، وثم التناسل والا لم يكن وجود للبشرية، ولم يكن هناك فائدة من الثمار والغلات الغذائية اي الاقتصاد، وكان له نزعة العدوان ،نزعة التسلط ،ونزعة الابداع التي لو لاها لما تقدمت البشرية في عصورها المختلفة.وهذه كلها يبحث عنها الانسان من اجل البقاء.

في العلوم الاجتماعية وقبلها الفلاسفة بحثوا للاجابة عن ما هية العوامل التي تدفع بالانسان الى التفاعل في مختلف مجالات الحياة،مثلا لماذا يجمع المال ، لماذا يتصارع، لماذا يفكر بما وراء الطبيعة ، لماذا يتزوج ، لماذا يريد ان يتسلط على الاخرين وهكذا .ومن جمله هؤلاء العلماء هو كارل ماركس الذي كان له دورا كبيرا في توجيه بوصلة العلوم الاجتماعية والاخص علم الاجتماع بدرجة كبيرة عما كانت عليه.فجاءت دراساته لاجل حل الصراع الاجتماعي واخص بالذكر الصراع الطبقي فوجد ان الصراع هو من اجل الاقتصاد،. وفي نفس الوقت وفي ايام ماركس ظهر ماكس فيبر الالماني عكس ما جاء به ماركس فراى ان تفاعل الانسان والتقدم الاقتصادي ليس كما يذكر ماركس بل ان القيم الاجتماعية ومنها الدينية تلعب دورا كبيرا في خلق الاقتصاد وهذا وضحه بالتفصيل في كتابه " الاخلاق البروتستانتية والراسمالية" وايضا جاء الطبيب النمساوي وعالم النفس والاجتماع ،سيجموند فرويد في فرنسا بنظرية جديدة لا هاي ولا هاي وقال : ان غريزة الجنس تدفع بالانسان الى كل تصرفاته بما فيها التدين والاقتصاد والحب والعدوان.اكتفي بهذه الامثلة وتبقى عليك البحث وراء الاخريات " هاي صعبة في زمن الكورونا".
ولهذا العلماء المعاصرين في الاجتماع والاقتصاد والنفس ،لا يعدون النظرية التي تفسر التفاعل الاجتماعي او حياة الانسان من منظور عامل واحد هي متكاملة، "اي النظرة الى الظاهرة بتك عين"
فظهرت النظرية التكاملية وتسمى الان البايولوجية النفسية الاجتماعية.
ولا تنسى ان نظرية ماركس طُورت على ايدي تلاميذه ولا اريد ادوخك بالاسماء وسميت افكارهم الماركسية الحديثة واستخدمت مفاهيمها في الغرب نفسه ،ولم يكتف العلماء بل الان هناك تطوير لنظرية ماركس تسمى نظريات الماركسية ما بعد الحداثة.
يبدو ساتعبك اكتفي بهذا القدر .
ولهذا صديقي الكاتب الساخر والمبدع في سخريته ومواضيعه الهادفة ،ما تعمله الان المجتمعات البشرية والحكومات لاجل القضاء على الكورونا ليس لدافع الاقتصاد فحسب ،بل لدافع البقاء ، لدافع حب الاستمرار بالسلطة من قبل البعض ، لدافع التعاون، لدافع الجنس ، وهكذا.
تقبل تحياتي واسف على الاطالةالمملة.

432
الاخ حسام سامي المحترم
تحية
ما هذا الانفعال كله يااخي لمجرد سؤال سالته لانك تكتب عن تنظيمات مجتمعيةوتقول باحث فيها وارى تشويه في تحديدك للمفاهيم مما يدل ان التنظيمات المجتمعية ليست اختصاصك والا اتقنت تحديد المفاهيم .
فاذن تبين مشكورا انت باحث في الهندسة الكهربائية والنووية وملحقاتها الاخرى وليس في التنظيمات المجتمعية لا من قريب ولا من بعيد ،.اما عن الكتابات الدينية لا اعتقد تلك السنوات الدراسية الاعتيادية تؤهل الفرد ان يكون مختصا بل كاتبا مهتماً واشهد لك ابداعات في المسائل الدينية ولا تفوتني واحدة دون قراءتها الا نادرا بحسب الوقت المُتاح.اما عندما تاتي للتنظيمات المجتمعية ومفاهيم اخرى في العلوم الانسانية والاجتماعية فارى شخصيا غموض وعدم الدقة في تحديدها مما ستكون الفكرة التي تريد ايصالها للقارىء غير واضحة .
اود الاشارة الى ان الاكاديمي لا يحفظ كالببغاء ما قدمه من سبقوه،هذا يدل عدم الالمام بطرق ومنهجية العلوم الاجتماعية في البحث ،دائما الباحث فيها ،لابد ان يذكر ما كُتب عن الموضوع لكي يسند ارائه فيها ويبدع هو في البحث وهي جزء من متطلبات البحث العلمي وتاتي في الاهمية بعد تحديد الموضوع وثم المفاهيم وثم استعراض الدراسات السابقة وبعدها وضع الفرضيات لاختبارها ،عليه لا يرددها كالببغاء وانما مطلوبة منه منهجياً وهذا هو الفرق بين الباحث والهاوي.
لنا فخر بك اخي حسام صاحب هكذا سيرة علمية في الشؤون النووية وليس التظيمات الاجتماعية.
ولا احد يمكنه احباطك من الكتابة ولن يتمكن احد وفي اي مجال كان. اما كتابة باحث عن موضوع لم يكن الفرد مختص في ذلك هذا غير مناسب لان كلمة البحث كبيرة جدا جدا.انما لو كان الموضوع في الهندسة الكهربائية لا احد يعترض.
 واما عن جائزة نوبل ففي سياسة منحها لا تقتصر على الباحثين فقط للعلم فهناك من حصلوا عليها لمجرد لهم روايات ادبية او اختراعات او اكتشافات ولو هولاء اكثريتهم من الحاصلين على الشهادات العليا.ارجو عدم خلط الموضوع .
تقبل تحياتي

433
الاخ حسام سامي المحترم
تحية
شكرا على مداخلتك
وبصددها اود الاشارة الى :
اولا: تقول :(على الرغم من اختلافنا في الأختصاص وممكن ان تكون اختصاصاتنا متناقضة)
لا ادري عن اي اختصاص تقصد مع الاسف لا اعرف اختصاصك ،ولان الاختصاصات تمنحها المعاهد والجامعات العلمية فارجو ان تكتب لي اختصاصك لكي يتسنى لي المعرفة فيما اذا هي متناقضة وما ماهي طبيعة اختصاصك .اما اذا كان اختصاصك مصدره ذاتي اي منحته لنفسك كما يفعل الاخرين فهذا ليس اختصاص بل اهتمام معرفي في احدى مجالات المعرفة، لو كانت هكذا سائبة الامور كل واحد يمنح اختصاص لنفسه لعمت الفوضى العلمية والكتابية في عالم المعرفة .ذات مرة عقب على احدى مقالاتي احدهم واكد انه مختص في التاريخ لانه يكتب كهاوي ومهتم في قضايا التاريخ وتبين ان اختصاصه هندسة ،مما اكدت عليه ان ماتكتبه لا اهمية بالنسبة لي طالما لا يقع ما تكتبه في سياق اختصاصك ،اما اذا تمنح اختصاص لنفسك فهذا امر غير مقبول في عالم المعرفة والعلم طالما تتحدث بمفاهيم مثل البحث وما شابه .فذهب ولم يرجع الى مقالاتي ثانية.
فارجو اخي العزيز حسام طالما تتحدث بالاختصاص والبحث وتحدد المفاهيم ان تبين لي اختصاصك الذي مُنح لك جامعياً او اي معهد علمي للدراسات العليا.والا اعتبر كتاباتك ضمن سياق الكُتاب الهواة.ويتبين من شروحاتك لا اختصاص لك في العلوم الاجتماعية او الانسانية بدليل تحديدك للمفاهيم لا ياتي ضمن الاطار المفاهيمي لهذه العلوم ،فمثلا لا يوجد " مؤسسات دينية " وانما مؤسسة دينية " لانها واحدة مثلما نقول المؤسسة الاقتصادية والمؤسسة الاسرية والمؤسسة التربوية والمؤسسة الاعلامية والمؤسسة السياسية والمؤسسة الترفيهية التي يتكون منها مجتمعة ما يسميه علماء الاجتماع والانثروبولوجية " البناء الاجتماعي " وبدليل اخر تعريفك للمؤسة الدينية فهي نسق اجتماعي وليست منظمة وهكذا هو تعريف اي مؤسسة في المجتمع والتي تسمى مؤسسات اجتماعية.فمهوم الدين الذي على اساسه تتكون المؤسسة الدينية واحد في كل زمان ومكان ، الا ان ادوات وفلسفة تحقيق الهدف الديني الروحي يختلف زمانيا ومكانيا، مثلما يختلف بين اليهود والمسيحيين والاسلام والهندوس .
المؤسسة: نسق اجتماعي يتكون من مجموعة افراد فيما بينهم تفاعل اجتماعي وموزعون على ادوار اجتماعية تتكامل مع بعضها ولها وظيفة اجتماعية لتحقيق هدف الافراد المنتمين اليها .هذا تعريف المؤسسة بشكل عام وتختلف المؤسسات بطبيعة ادوار الافراد والهدف والهيكل ،فمثلا المؤسسة الاسرية هدفها هو الاشباع الجنسي والانجاب والتنشئة الاجتماعية وتحقيق العواطف انما المؤسسة السياسية وظيفتها لتحقيق هدف ادارة المجتمع وتحقيق الاستقرار وتنظيم القوانين لاجل المجتمع وغيرها.ويبدو جليا من تصنيفك للمؤسسات ان اختصاصك بعيد جدا عن العلوم الاجتماعية والانسانية فالنقابات ومنظمات المجتمع المدني ليست مثل المؤسسات التي ذكرتها اعلاه.فهي انساق فرعية لتلك المؤسسات فالحزب السياسي ليس مؤسسة بل نسق فرعي للمؤسسة السياسية التي هي الاشمل منه في كل شيء، ونقابة المعلمين ليست مؤسسة بل نسق فرعي للمؤسسة التربوية التي هي اشمل منه وهكذا .
ركزت على الاحزاب الاسلامية لانها الفيروس القاتل في المجتمع المعاصر ويعاني منه العالم حاليا وليس من بضعة هندوس او مسيحين او يهود متطرفين.
وقد اشرت بشكل عام على ان التطرف الديني هو فيروس منذ القدم واستخدم في اقدم الحضارات ،وفي كل الاديان بشكل عام واشرت الى حالة رجال الدين المسيحي في اوربا في القرون الوسطى وقلت علما ان المسيحية لا يوجد في عقيدتها ما يلزم منتميها الى القتال.وثم تحديد امكاناتهم الفيروسية امام التقدم الفكري .وظلت قائمة عند المتطرفين الاسلاميين .
ومن قال واين اشرت ان هذه الاسطر هي " بحث" هل تعتقد ان ما تكتبه حضرتك هي بحوث!!!!! لا يا اخي اعطيك المصادر المهمة لو اردت للتعريف بالبحث ان ما نكتبه هنا انا وانت والاخرين تقع ضمن سياق التخمينات والفرضيات الفكرية وليس غيرها .اخي كلمة بحث كبيرة جدا جدا .
تمنياتي لك بالصحة والسلامة

434
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
ارجو ان تكون والعائلة الكريمة بخير وعافية وجميع اهل ملبورن
شكرا على مداخلتك القيمة واضافاتك عن الدور السلبي لرجال الدين في المجتمع،نعم هناك من الاغنياء ايضا يجعلهم المال يتصورون انفسهم اكثر مما هم عليه في الواقع ويشكلون فيروساً قاتلا ايضا لو صادف وان تسلم السلطة ،بالتاكيد لو لا المال والسلطة عند رجل الدين لما فكر في الانتماء الى المؤسسة والدليل ما نراه تحكمه وتشبثه بالسلطة وحبه للمال.
تقبل تحياتي

435
الاخ الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
ارجو ان تكون والعائلة بخير وعافية .
شكرا على تقييمك للمقال ومداخلتك القيمة التي تؤكد فيها على دكتاتورية رجل الدين  وادعائه بمعرفته وتدخله بكل جوانب الحياة خارج الاختصاص، نعم هذه هي تنشئة رجل الدين في كل الاديان ،فهو قد منح لنفسه السلطة المطلقة منذ القدم ،ولكن في هذا العصر لايمكنهم الاستمرار في تشويه للعقل البشري بما ينسبونه لانفسهم لزيادة الوعي الاجتماعي وللثورة المعلوماتية التي باتت تكشف كل شيء.
تقبل تحياتي

436
الاخ نذار عناي المحترم
تحية
تمنياتنا لك والعائلة الكريمة السلامة والامان من فيروس كورونا مع تمنياتنا للبشرية جمعاء التخلص من مخاطره وانهاء وباء الاحزاب الدينية حول العالم.
شكرا على مداخلتك القيمة .نعم اخي العزيز نذار ان كل ظاهرة ما لم تحقق التوازن في وجودها بالطبيعة البشرية سواء باتجاه القطب الموجب او السالب حتما ستكون نتائجها وخيمة على البشر ولا يتحقق التوازن في المجتمع.ولما كان استعداد التفكير بما وراء الطبيعة وما حوله وما يدور في ذهنه عن الخالق وما هية وجود الانسان جزء من التركيبة الفطرية للانسان كدافع مثل بقية الدوافع المتعددة ،فاذن توازنها مطلوب ،فمتى ستكون تلك الاستعدادات وخيمة وخطرة على البشر عندما تزداد شحنتها عند الانسان ومصقولة بقوة من البيئة الاجتماعية ولهذا يظهر التطرف الديني وثم يشكل خطرا لا يفرق عن الفيروس على البشرية.
تقبل محبتنا والرجاء ابلاغ تحياتنا الى العائلة الكريمة

437
 الشماس القدير سامي ديشو المحترم
تحية
شكرا على تقييمك للمقال والملاحظات التي اضفتها .نعم اخي الشماس ان المسيحية وليست كعقيدة بل رجال الدين انهوا تصرفاتهم المغلفة بالغطاء الديني منذ فترة،والطامة الكبرى هي في رجال الدين الاسلامي المتطرفين والاحزاب الدينية بتصرفهم الذي يشعل النار والوباء في كل مكان من العالم ولهذا جاءت المقالة تحت عنوان فيروس الاحزاب الدينية التي وكلت نفسها عن الدين .
تقبل محبتي

438
الاخ سردار كوردي المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للموضزع ووضعك رابط الفديو كدليل ميداني على ما تمخض من حكم الاحزاب الدينية والتطرف الديني في المجتمع العراقي وبلدان اخرى ،نعم هكذا يريدون الرجوع بالمجتمع البشري الى قبل الفي سنة ،هذا هو التخلف بعينه ،وهذا هو فيروس الاحزاب الدينية بعينه الذي تناولته في المقال .
تقبل محبتي والرب يحفظك من كل سوء ومن فيروس الاحزاب الدينية والفيروس العادي

439
الاخ متي الهرمز المحترم
تحية
شكرا على تفضلكم لقراءة المقال وعلى ملاحظاتك القيمة ،التي سلطت الضوء فيها على مسالة استمرارية العقلية التي لا تستوعب الفكر الديني ،ليس عند المسلمين المتطرفين فحسب وانما في المسيحية ايضا .لو لا معتقداتنا الدينية لكان  تصرف هؤلاء مثل غيرهم، وما صراعاتهم المزمنة دينيا واثنيا الا دليل واضح .
تقبل تحياتي

440
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا على رايكم في المقال وملاحظتك القيمة عن المعرفة عند البشرية. فقط او د الاشارة بخصوصها ان المعرفة والفكر يستمران في الوجود ولكن بطبيعة ومزايا قد تختلف عن المراحل السابقة ،فلا تتشاءم . رواد وسائل التواصل الاجتماعي هم انفسهم كانوا فيما مضى لهم وسائل اخرى للاتصال ولا يعرفون ما الذي يجري ويتطور من المعرفة،لان أصحاب الفكر مستمرون في خدمة البشرية في مختلف الميادين.
أكتب وتفاءل اخي العزيز يوحنا
تقبل تحياتي

441
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
شكرا على ملاحظاتك الاضافية للمقال . بالتأكيد التطرف الديني وسوء فهم تعاليمه يعد فيروساَ خطراَ،وحل فيروس كورونا ضيفاً ليكون عامل المقارنة بينه وبين فيروس التطرف الديني الذي تبتلي البشرية به منذ القدم ،ولكن هل بالامكان الوصول الى نقطة الصفر للقضاء عليه؟هذه من الصعوبة التنبؤ عنها.اذ كشف فيروس كورونا حالات وافكار لايمكن ان نتوقعها من رجال الدين ولي مقال قادم بصددها قريباً.
تقبل تحياتي

442
الاخ العزيز نيسان سمو المحترم
تحية
سبق واشرت في احدى المناسبات اني اقرا مقالاتك الهادفة و(الجارحة) لا هاي كبيرة ،مقالاتك هادفة وبسخرية اعلامية ،ولكن لا اتوقع من نيسان الربيع المتفاءل يوما ان يفقد الامل .
اخي نيسان : لو يراجع كل واحد منا حياته منذ الطفولة ويحسب كم من الناس التقى ومنهم اصبحوا اصدقاء وثم غادروا من الصحبة وجاء غيرهم هكذا.هذه تعتمد على الطبيعة البشرية واستعدادات الشخصية التي تختلف عند كل واحد منا( دخلت بالسوسيولوجيا لا اروح زائد).وهنا ايضا الكتابات وتقبل الاخر يعتمد على نفس المبدأ ،كنت اردت يوما ان اكتب عن موضوع لماذا وكيف وما الدافع لان يكتب الشخص ،ولكني تراجعت لتوقعي ساخسر اصدقاء وقراء لان علم الاجتماع مصيبة يالنسبة للبعض لانه يكشف ما في دواخل الناس وكيف نشأ وكيف تتاثر تلك التنشئة بما يجول في خلايا دماغه وفكره.
فلا يهمك اصدقاؤك كثيرون هذا ياتي وهذا يروح وهذا يستمر لتوافق الافكار وهكذا .
استمر في كتاباتك ،ولا تتوقع وكلنا علينا ان لا نتوقع بان الفائدة المستوحاة من كتباتنا ستكون نتائجها مباشرة ،هذا لايمكن ابدا في مثل هذه المظاهر التي نتناولها ،لانها ليست مسالة اكتشاف مصل ونراه باعيننا وياتي مفعوله مباشرة او خلط الحصو والرمل والاسمنت ونحصل مباشرة على خليط لبناء الجسور وهكذا ،نحن نتناول قضايا نفسية اجتماعية تتغير على الثواني وتثير المشاعر وتسبب الانفعالات وبل تصل الى القتال كما عند المتطرفين.
وهذا على خاطرك بدات تعقيباتي هنا وليس في مقالي واعتذر من الاخوة المعقبين هناك ،والوقت متوفر لان كورونا حجزنا في بيوتنا.
تقبل تحياتي صديق العزيز
عبدالله رابي

443
                          فيروس كورونا وفيروس الاحزاب الدينية
                               مقارنة في الاثار المترتبة
د. عبدالله مرقس رابي
                        ينتاب بعض المتابعين والمهتمين بشؤون المجتمع في مجالاته المختلفة الاستغراب للاهتمام والتركيز على الدين ،انما كمتابع للبحث والتنظير الاجتماعي ،تعد المسالة صميمية لتأكيد علماء الاجتماع المعاصرين، أن الدين أصبح اليوم ظاهرة تهم افراد المجتمع البشري، وله حساباته وارتباطاته السياسية والصراعية والتنموية في المجتمعات كافة سواء المتحضرة منها أو النامية .( روبرت برايم، المجتمع الحديث، 2017، ص 322).
الذي يهمنا كباحثين أجتماعيين عن الدين كما يقول عالم الاجتماع الالماني " ماكس فيبر" ليس الجوهر، اي طبيعة المعتقدات ومدى حقيقتها ومصدرها، بينما الذي نركز عليه هو عن العلاقة بين الدين والفعل الاجتماعي، بمعنى كيف يؤثر الدين الذي تصبح تعليماته العقائدية وطقوسه جزءاَ من حياة الانسان في سلوك الفرد وفي طبيعة المجتمع وأنشطة الجماعات والمؤسسات المجتمعية ومنها السياسية والاقتصادية والاسرية والاعلامية وبشكل عام في حضارة المجتمع . (مصدر اعلاه ص 326 ).
االارتباط الذي يهمني هنا هو بين الدين والسياسة. من متابعة تاريخية للحضارات البشرية في العصور المختلفة نجد الارتباط الوثيق بين الدين واالسلطة، فالملوك والاباطرة تبنوا تحركاتهم الحربية والاقتصادية والتعامل مع افراد المجتمع وفقاً لتوجيهات الالهة المتعددة والمتخصصة كل منها في نشاط او حالة معينة. وهناك اشارات واضحة في مدونات الملوك لارضاء الالهة عن أعمالهم، كأن تكون شن حرب أو جمع الضرائب او اقامة المهرجانات وغيرها.
ظل هذا الارتباط  مستمراَ ولحد اليوم. بالرغم من أن العقائد المسيحية لا تؤكد على ازدواجية السلطة المدنية والدينية ولا تقر لشن الحروب من اجل ارضاء الله كما في الاديان الاخرى، الا انه بتأثير من العقلية السلطوية وحب السيطرة من قبل بعض رجال الدين المسيحي تمكنوا في الاستحكام بشؤون الحياة العامة ومنها اعلان الحروب تحت المظلة الدينية وأخص بالذكر في اوربا. وفي الشرق كانت الحروب التي يشنها خلفاء المسلمين ذات صبغة دينية عقائدية تماماً .
 وقد تمكن الفكر البشري في اوربا بنهضته التقدمية والوضعية من تقليص دور هؤلاء وتحجيمه تدريجياَ بحيث لم يكن بأمكانهم التأثير على الحكومات وتوجيهها بحسب ارادتها منذ بداية القرن السابع عشر الميلادي. على العكس من ذلك أستمرت في الاسلامية ولم تركن البلدان التي تسودها الى الوضعية، الا بعض منها بعد سقوط الامبراطورية العثمانية في مطلع القرن الماضي تبنت الدساتير الوضعية وفي الحقيقة مبطنة ومتأثرة بالعقيدة الاسلامية.
تُشير المصادر التاريخية منذ القدم  الى سقوط مئات الالاف بل الملايين في تلك الحروب التي شُنت باسم الدين. ولا يزال الفكر الديني المتطرف يضطلع دوراَ كبيراَ في عالمنا المعاصر في حصد ارواح البشر في مختلف بقاع العالم، مثلما يحصد الفيروس ارواح البشر عندما يفاجىء البشرية بين فترة واخرى منذ القدم . وحالياَ فيروس كورونا الذي ارعب البشرية وأصاب الناس الخوف والهلع، وأعدته منظمة الصحة العالمية وباءاَ عالمياَ، واشغل العالم والحكومات للوقاية منه والقضاء عليه كما نرى في ايامنا هذه الاستعدادات الكبيرة من قبل الحكومات لبذل أقصى جهودها للتخلص منه.
طالما أن الفعل الذي يرتكبه المتطرفون بأسم الدين ومنهم الاحزاب السياسية الدينية تكون نتائجه الموت والدمار والترهيب والابادة الجماعية، فأذن لا يختلفون عن الفيروس القتال الذي يفاجىء البشرية. ولما كانت الاحزاب الدينية في عالمنا المعاصر قد توكلت نفسها للعمل باسم الدين، عليه جاءت تسمية  "فيروس الاحزاب الدينية " في عنوان المقال.
 وفيما يلي مقارنة بين الفيروسين من حيث طبيعتهما ونتائجهما على البشرية.
يفاجىء الفيروس البشرية بظهوره بين فترة وأخرى منذ القديم وعلى اثره يحصل الوباء ويقضي على أعداد كبيرة من الناس وبالاخص تلك التي ظهرت قبل التقدم العلمي الطبي الوقائي والعلاجي، وبعدها اصبحت الوفيات قليلة بسبب فيروسات انتشرت حول العالم لسرعة أكتشاف المصل وتدبير عوامل الوقاية والتعاون الدولي وتقدم الوعي الصحي. وهكذا بالنسبة الى فيروس كورونا أصبحت البلدان في حالة طوارىء لاتخاذ التدابير الوقائية والعلماء منهمكون لاكتشاف التلقيح المناسب. ولفترة زمنية سيتم القضاء عليه.
بينما فيروس الفكر الديني المتطرف والاحزاب الدينية مستمر منذ أقدم العصور جنباً الى جنب مع الفيروس العادي، ويقضي على أعداد كبيرة من البشر، فلا اذهب بعيداً في التاريخ، بل أكتفي بمثالين نعيشهما اليوم، ماجرى في العراق بعد سنة 2003 على اثر تحكم الاحزاب الدينية وميليشياتها القتالية على زمام الحكم ،وثم ظهور الفكر الديني الاسلامي المتطرف وبتسميات متعددة وأخرها تنظيم داعش، مما تسبب نشوب قتال عنيف على الاساس المذهبي وسحب ذلك على الاضطهاد الديني للمختلف عنهم من المسيحيين والايزيديين والصابئة، فسُكبت الدماء وهُجرت الناس من بلداتهم وتفاقمت الاغتيالات وأبيدت قرى بأكملها وسُبيت النساء، ودمرت الممتلكات، ونُهبت الاموال.
 وقد بلغ عدد الضحايا في العراق بسبب فيروس الفكر الديني المتطرف والاحزاب الدينية من عام 2003 والى 2017 نحو (201873 ) شخص .والقتال مستمر الى اليوم. وهكذا عمل فعلته هذا الفيروس الفتاك في سوريا تحت تسميات مختلفة متطرفة دينياً كحزب الله والنصرة والجهاد وداعش وغيرها فحصد أرواح ما يقارب (470000)شخص لغاية عام 2016 وسفك الدماء مستمر الى هذه اللحظة.
وسلسلة ضحايا فيروس الاحزاب الدينية وُجد ايضا في مصر وتونس واليمن ولبنان وليبيا والجزائر ونيجيريا وكينيا وافغانستان وفلبين وايران متمثلة بحكومتها الدينية، وكشمير وباكستان وتركيا بحكومتها الدينية المتطرفة المبطنة. وانتشر في البلدان المستقرة سياسياً واجتماعيا ودستورياً من البلدان الاوربية وأميركا. فبين فترة وأخرى يقضي على ابرياء مسالمين وهم في الطريق العام أو في مطعم أو في مؤسسة أو مكان عملهم.
فيروس كورونا يقضي على ارواح البشر لحين اكتشاف التلقيح المناسب، والاجراءات الوقائية قائمة للحد من انتشاره وثم السيطرة عليه. بينما فيروس الاحزاب الدينية والفكر الديني المتطرف مستمر في سفك دماء البشر لا علاج له الا في حالات مؤقتة ولا طرق الوقاية منه الا بحسب مصالح أصحاب القوة في العالم.
فيروس كورونا يقضي على الانسان أو قد يشفى أكثرية المصابين، بينما فيروس الفكر الديني المتطرف يترك آثاراَ عميقة في النفس البشرية  تبقى لاجيال متعددة تؤثر في سلوكهم وطريقة حياتهم ومواقفهم وتعاملهم مع الاخرين .ناهيك عن التخلف المستمر في كافة نواحي الحياة الاجتماعية. يزداد الجهل ،ويتدنى المستوى الدراسي وتنتشر الامراض والاوبئة.
يؤثر فيروس كورونا سلباَ على الاقتصاد العالمي لفترة وثم يتم معالجة التأثير بعد الحد من انتشاره، بينما فيروس الاحزاب الدينية يبقى تأثيره على مدى البعيد أقتصادياً في المنطقة التي ينتشر فيها، لعل أبرز مظاهر آثاره، ما نراه اليوم في العراق وسوريا واليمن وليبيا وبلدان اخرى من تخلف أقتصادي لتدمير البنى التحتية وتعطيل المصانع وأهمال الزراعة والسياحة.
يرافق وجود فيروس الاحزاب الدينية والفكر الديني المتطرف ،أنتشار الجرائم بأنواعها، ويكون لميلشياتها والذين يقلدون السلطة منهم والوظائف المتقدمة في البلد اليد الطولى في ارتكابها. فأينما وُجد هذا الفيروس، تفاقمت حالات النهب والسلب ،والقتل والسرقات، والاغتصاب وتدمير الكنائس واماكن العبادة الاخرى، وسرقة وتدمير الاثار والاختلاس من اموال الدولة والرشاوي وهدر مال الشعب وغيرها. بينما فيروس كورونا بريء من هكذا آثار.
فيروس كورونا لا يميز بين سياسي ومستقل وبين مذهب واخر،دين واخر ،متعلم وامي، فقير وغني، رجل دين أو علماني، ولا بين رجل وأمرأة، ولا يميز بين اثنية واخرى، ولا بين كافر ومؤمن. الكل سواسية عنده الكل معرضون له وممكن أن ينال منهم وبحسب صحتهم. فلا يعرف التمييز العنصري أو الديني أو الاثني أو الطبقي أو النوعي.
أما فيروس الاحزاب الدينية، وُجد على أساس التمييزالديني والمذهبي، فهو يحطم كل أنسان ما لم يكن على مذهبه أو دينه بشكل من الاشكال، بدأَ من القتل أو الترهيب أو الاضطهاد، او التهجير أو الاستحواذ على ممتلكاتهم أو فرض شريعته على المختلف معه، فالاخر المختلف لا يستحق الحياة  فهو كافر أو عليه أن يعيش تحت رحمته وشريعته. هذا الفيروس لا يعرف أن يداول السلطة سلمياً وحتى لو استحقها غيره.
فيروس الفكر الديني المتطرف، لاينطلق من الحاضر والتخطيط للمستقبل ولا يقبل المستجدات، بل العكس يرجع الى الوراء، الى التاريخ ويحاول تطبيق ما جرى وشُرع قبل الاف السنين في يومنا هذا. فيخلق الصراع الفكري والاجتماعي .
خلاصة القول: فيروس الفكر الديني المتطرف والاحزاب الدينية التي لا تختلف تطرفاً عن غيرها، فيروس شرس وفتاك لا يقل تأثيره عن فيروس كورونا، بل في بعض الحالات هو أشد ضرراَ منه كما تبين اعلاه. وعليه اتمنى تخليص البشرية من الفيروسين لعله نرى الحياة أكثر استقراراَ وبهاءاَ وتقدماَ .مع تمنياتي الشفاء العاجل لمن أصابه فيروس كورونا، والوقاية والسلامة للجميع.

     

   

444
زميلي الدكتور ليون برخو المحترم
تحية ارجو ان تكون بخير وعافية
ارجو ان يكون العلم هنا مداخلتي ليست دفاعاً عن البطريرك ساكو ،وانما عن الكتاب الذي قدمت له في مقالتك هذه .ويبدو قد اتعبت نفسك كثيراً في قرائته.
وارجو العلم ان الكتاب وصلني وهو في حوزتي من الاسبوع الاول من صدوره حيث بعثه لي صديق عزيز من ملبورن الاسترالية .
اول ما استوقفني لتسليط الحكم على ما يحتويه الكتاب هو عنوانه الركيك جداً والذي لا يتطابق مع المتن واعتقد تتفق معي.وهكذا عنوان يوحي للقارىء من اول وهلة بان ما يحتويه سيكون في ضوء المواقف المسبقة للمؤلف ومن يخصهم .
لا اعرف القس كمال بيداويذ شخصياً ولم التق يوما ما معه ،الا اني سمعت عنه من مقربين ومن عمل معه بجانبيه الايجابي والسلبي في عمله في سلك الكهنوت ،وهذا امر طبيعي لاغبار عليه لعدم وجود شخص في منتهى الكمال .
ارجع الى الكتاب ثانية ،بالرغم من توقعي لما يحمله الكتاب في طياته من العنوان الا انه استهواني لقرائته وقلت لعله نستفيد منه.
ولكن تفاجئت بالمستوى المتدني للكتابة والاسلوب وترتيب الكتاب وهو يفقد ابسط قواعد التاليف سواء اكاديمياً ام تاليف الهواة من الناس.اسلوب ركيك ،لغة لاترتقي بالمستوى المطلوب الا خريج الدراسة المتوسطة لم يعتمد على المصادر الاساسية وما ذكره من المصادر لم يدونها منهجيا والتحليل مفقود وكانما كتبه أحد المبتدئين في الكتابة وليس له خبرة وممارسة كتابيةوختمت الكتاب ووضعته على جانب في مكتبتي.ولهذا ما عيرته اهمية.
الاحظ وصفك للكتاب اخي العزيز ليون كانما كتاب لا مثيل له ،فيه الصدق والامانة والعلمية والموضوعية في الطرح ولكن من جانبي لم الاحظ ذلك وبل بالعكس .هذا المقال لحضرتك وكتاب القس كمال يقودني لوضع امامكما هذه الاسئلة:
هل يعتبر هذا الكتاب كتاباً علمياً اكاديمياً بحيث صدقت كل ما جاء به واعرف عنكم لاتؤمن بموضوعية الكتاب الا بمرسوم اكاديمي!!! فالكتاب يفتقد الى ابسط المعايير المنهجية كانما هو قصص لابي زيد الهلالي يرويها احد من ابائنا.
هل القس كمال حريص على مؤسسته الكنسية ؟لو كان حريصاً لما كتب هكذا كتاب لطالما يسبب تصدعا في الكنيسة من وجهة نظره ،ولكن هذا يخيب اماله.
لماذا لم يكتبه لو كان حريصاً اثناء خدمته ؟ولماذا بعد ان تقاعد ؟هل الان لايهمه شان كنسيته ،الكاهن سواء كان مزاولا لعمله او متقاعدا فهو لابس السر الكهنوتي عليه ان يكون حريصاعلى كنيسته لا يعرضها للمشاكل والتصدعات واستثارة مواقف غير طبيعية تجاه رئيس الكنيسة.
كتابته لهكذا كتاب لا يدل الا ان دخوله للكهنوت كان لاجل طموحات شخصية ومناصب وترقيات ،فهل من يدخل الكهنوت لابد ان يرتقي يوما الى الاسقف او الى البطريكية او البابوية؟فهناك العديد من الكهنة تقاعدوا او توفيوا ولكن لم يترقوا الى درجات كهنوتية اخرى.والان هناك من تقاعد وكان مرشحا للاسقفية ولكن لم يناله الحظ .واعرف العديد من الكهنة حاليا يستحقون باعمالهم وانشطتهم لنيل الاسقفية ولكن لم يحصل.
يؤكد القس كمال على ان الروح القدس لم يعمل في السينودسات وانما المصالح تعمل ! امر غريب سؤالي لكما هل عمل روح القدس عمله هنا ليصدر هذا الكتاب التخريبي لكنيسة الله ؟
انا اتفق مع من يقول الروح القدس لا علاقة له في الاختيارات ؟من وجهة نظري ان روح القدس يحل على كل مؤمن في الثالوث المقدس وهو في ذواتنا جميعا اكليروس وعلمانيين، فمتى ما عملت وتصرفت خيراً فهو من عمل روح القدس واذا تصرفت شرا لم يعمل روح القدس،هذه وجهة نظر شخصية.  علمياً الانسان مجموعة من غرائز تصقلها البيئة وهي التي تعمل وتحدد فيما اذا عمل روح القدس فينا ام لا. فلا اعتقد ان روح القدس دفعه لكتابة هذا الكتاب الركيك في اسلوبه مثلما لم يدفع اخرين من الكهنة او الاساقفة ليتصرفوا باعمال مُشينةومقززة .فعليه ان لا يتهم غيره وهو مثلهم؟
اخي ليون العزيز تقول لا مثيل لهذا الكتاب يفضح امور مشينة في الكنيسة،.انت اعرف مني عن تاريخ الكنيسة المشرقية بمختلف طوائفها وتاريخ كل الكنائس في المعمورة ،كم من الكتب تحدثت عن تجاوزات واعمال شنيعة ارتكبها الاكليروس بحق بعضهم او مع العلمانيين ولا يسعني هنا لذكر الامثلة فكل متابع عارف بها.وما جاء في هذا الكتاب لا تساوي حبة خردل مما يذكر تاريخياً.فالعديد من الكتب تحدثنا عن ما قدمه الاساقفة مثلا لدفع الهدايا للخلفاء والرؤساء المدنيين لتزكيتهم لنيل البطريركية كم منهم خان الوعد وكم منهم زرع الفتن وحرض المؤمنين على غير للنيل من سمعتهم وبل التحريض على القتل !! والامثلة كثيرة في التاريخ،والان لم يف البطريرك بوعده او ان العلاقات تلعب دورا في تصرف الاساقفة والكهنة مع بعضهم او استخدام قوة العلاقة للتاثير على الغير اصبح من الاعمال المشينة!!! وهذا تضخيم لا مبرر له عزيزي ليون.وماذا يعني لم يصبح اسقفاً!!
تقول يروي القس كمال في كتابه بالادلة الدامغة كيف تتكسر الاخلاق ،الا ترى انه ايضا تكسر الاخلاق في كتابه هذا بحق كنيسته؟وتجاوز مبادىء السلوك الانساني؟
لو كان القس كمال يمتلك القليل من الموضوعية والعين البصيرة لكتب الاعمال الجبارة التي انجزها البطريرك ساكو الى جانب السلبيات بالرغم من الظروف السيئة المحيطة بالكنيسة الامنية والاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية والسياسية ،انا متأكد لو كان احد غير البطريرك ساكو في ظل هذه الظروف لنقل كرسي البطريكية الى امريكا او اوربا او لبنان او اي مكان امن ،وبذلك كنا نفقد اهم تراث كنيستنا الذي تؤكد عليه حضرتك دائما وهو كرسي الاباء ..واما لو تم اختياره اسقفا كان اتجاه البوصلة عنده العكس تماما ،فيمطر على البطريرك بالمديح والثناء.
اخي الدكتور المحترم
لاتوجد مؤسسة تخلو من المشاكل ،ولا فترة لبطريرك معين تخلو من المشاكل والتاريخ يشهد على ذلك .وما جرى هنا هو مجرد لم ينال نصيبه القس كمال من الاسقفية فاقام الدنيا واقعدها على البطريرك ساكو ،لانه وعده لينال ولم يتحقق ذلك،او لعب دورا سيئا في مسالة اختياره لاسقفية الموصل بحسب قوله ولا اعرف مدى الصدق هنا الا معرفتنا من الجانب الاخر او وجود شهود للقضية ،وفي كتابه يؤكد وبحسب قوله ولست ايضا متاكدا من الجانب الاخر ان البطريرك ساكو حين زار استراليا وكنيسته في ملبورن وقبل مغادرته ذكره بالقضية واعتذر ووعده ان يكون اسقفا،لو حدث هذا كان من الاجدر ان تشير اليها اخي ليون لان هذه قمة الاخلاق ، الاعتذار ومن قبل رئيس المؤسسة لادنى مرتبة منه.!!!
تؤكد على صدق ماجاء به القس كمال .وكيف تحققت ان ما جاء به هو صدق؟لمعرفة الكذب عن الصدق على الباحث عن ذلك ان يلم من جهات متعددة واصحاب الشان ويتوقف على ارائهم فهل اتصلت مثلا بالبطريرك ساكو او باحد الاساقفة او الكهنة الحياديين ؟
اختم تعقيبي اخي ليون بالقول :لا اظن للكتاب اهمية وتاثير لان من يقرا العنوان وثم يقرا الكتاب سيفسر هناك مواقف واحكام مسبقة لكتابة هكذا كتاب من قبل كاهن بعد ان تقاعد.لان الكاهن الذي يبحث عن مناصب كهنوتية لم يات للعمل الكهنوتي ابدا انما لتحقيق مصالح شخصية ودوافع غريزية ،وهذا من حق الطبيعي لكل انسان وفي اي مجال ولكن ياتي ويثير هكذا مشاكل لانه لم يصبح اسقفا فحقا لا تعدو الا سذاجة فطرية لديه .
تقبل تحياتي ولك كل التوفيق وللقس كمال وافر الصحة ومزيد من التقدم والرخاء للكنيسة الكلدانية في عهد البطريرك ساكوالموقر.

445
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
في البدء اسف جدا على تأخري في تهنئة اذاعة صوت الكلدان هنا لاسباب تخص صحتي وعدم المقدرة للجلوس امام الحاسوب.
شكرا على المقال الذي يسلط الضوء على مؤسسة اعلامية كلدانية راقية وهي تحتفل بمناسبة الاربعين سنة لتاسيسها ، ومن قبل نخبة خيرة من النشطاء الكلدان الاعلاميين ،وبهذه المناسبة اقدم لفريق العمل الاعلامي في اذاعة الكلدان من مشيكن الامريكية التهاني والتبريكات مع تمنياتي لهم بالتقدم والعطاء الدائم.
نعم سر نجاح فريق العمل هو ترابطهم وتطوعهم وكل واحد مسؤول من موقعه ،ولهذا تغطي الاذاعة فعاليات متعددة للشعب الكلداني في ولاية مشيكن ،وكما المؤسسة نفسها تقدم العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية ،وهي حريصة جدا على شعبنا الكلداني في العراق وعلى الكنيسة الكلدانية ولهم مبادرات كبيرة من حيث دعم المحتاجين من ابناء شعبنا المسيحي بمختلف طوائفه مالياً، ففي كل ازمة يمرون بها سواء في العراق كتهجيرهم من قراهم او في بلدان الجوار وهم في طريقهم للاغتراب يبادرون بعطاءاتهم لجمع التبرعات لانقاذ ما يمكن انقاذه وتلبية الاحتياجات. انها اذاعة وصرح اعلامي يستحق الكلدان ان يفتخروا بها وبفريق العمل النشط والمثابر والمتطوع والواعي ،ولا اريد ان اذكر الاسماء فهم واحد بعملهم الجماعي المعروف وكلهم مبدعين وبنفس الهمة والنشاط والرب يوفقهم .سبق أن كتبت مقالتين عن نشطاتهم وفعالياتهم المختلفة.
اخوكم
د. رابي

446
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
تُطلعنا بمقال آخر مهم عن أشكالية مجالس الخورنة وسلوكيات بعض الكهنةوالاساقفة غير المسؤولة تجاه اعضاء المجالس والعلمانيين بصورة عامة وبصدده اود الاشارة:
لا تتوقف المسالة عند الكهنة فحسب بل مرتبطة بالاساقفة الذين يوجهون هؤلاء الكنهة المتجاوزين،وهم يستندون الى القوانين الكنسية التي فيها الغموض الكبير في تحديد طبيعة العمل في المجالس الخورنية والابرشية ،فمن جهة تؤكد القوانين الكنسية على عدم وجود فرق بين الاكليروس والعلمانيين لانهم يتساوون بالمعمودية وهناك اخرى تؤكد على السلطة المطلقة لهم ،تناقض كبير ،لا ادري لماذا لا ينتبه اليه المشروعون ،فلا قيمة لوجود العلماني في مجلس الخورنة طالما لم يشارك الكاهن او الاسقف في اتخاذ القرار بخصوص شؤون الكنيسة واخصها الدنيوية .فهي خدعة نُظمت من قبل الاساقفة لترسيخ سلطتهم الوهمية التي اخترعوها لانفسهم دون سند لاهوتي ولتخدير عقول البعض الذين يرغبون العمل في خدمة الكنيسة، والا ما معنى وجودهم دون ان يكونوا فعاليين ،وفي الاخير يكون الراي القاطع للاسقف او الكاهن .
أخي زيد هذه القوانين نفسها هي في الكنيسة اللاتينية الرومانية ،ولكن الاساقفة والكهنة فيها وصلوا الى درجة من الوعي والفكر المتقدم الذي يمكنهم من تفهم واقع المجتمع الحالي ومواكبة العقلية البشرية ،وعليه لم تر مثل هذه المشاكل الا نادرا، اما في كنائسنا فلا تزال العقلية متخلفة واقول متخلفة جدا للاساقفة والكهنة ومعظمهم، بحيث لا يزال شعارهم الذي استنتجته في دراساتي عن المؤسسة الكنسية " أنا الكل بالكل هنا" هو السائد .فلا تنتظر التغيير الا في حالتين الاولى اعادة التنشئة الكهنوتية لكل من الاساقفة والكهنة بحيث تتلائم مع العصر الحالي ليتفهموا طبيعة العقل البشري أو التغيير في القوانين الكنسية المتناقضة بهذا الشان .ولا تغريك شهادات بعضهم للدكتوراه من الفاتيكان، فهي لا تؤهلهم للادارة وانما بعض من اللاهوت، فهي مجرد تلقين معرفة لاهوتية وليس غير ذلك ولا تعادل الا ماجستير عراقيةأو اقل في بعض الاحيان  وفقا لقوانين معادلة الشهادات الاجنبية لوزارة التعليم العالي العراقية ،طبعا في زمن الخير والتفوق العلمي في العراق.وقد اختبرت العديد منهم حيث تبين لا معرفة اصولية  لهم في البحث العلمي ولا يتلقون معرفة علمية كافية في العلوم ذات العلاقة بادارة المؤسسة وشؤونها الاجتماعية والنفسية والمالية ..ولا رغبة لهم في تطوير معرفتهم التقليدية لمواكبة تطور العلوم بمختلف مجالاتها.
تقبل تحياتي

447
الاخ أنطوان الصنا المحترم
تحية
 قرأت موضوع الحالي الذي يعتبر رد لمقال عن القومية نشرها غبطة البطريرك ساكو،ارجو ان تتقبل ملاحظاتي هذه بروح اخوية وحرية الراي كما تقول حضرتك دائما:
اولا: كباحث اجتماعي ونفسي وانثروبولوجي ،ارى ان كلمتك هذه عبارة عن خطاب سياسي مكتوب تحت تأثير ايديولوجي واضح بعيد عن الموضوعية والعلمية ،اعتمادا على طبيعة الكلمات المستخدمة هي نفسها تُكتب في خطابات السياسيين، بالاضافة الى عدم التمكن من ذكر المصادر العلمية التي تعتمدها في تفسيرك.
ثانياً: لا يعد ما طرحه غبطة البطريرك ساكو عن القومية رسمياً  ،بينما يعبر عن وجهة نظره  الشخصية والمقصود هو كشخص ولا يعمم، كرد فعل لبعض الكتاب،كما تعرف جيداً،ومع هذا ان موضوع تحديد الهوية ،هي مسالة علمية وليست سياسية ابدا لكي تفسر محاولة غبطته تدخل بالسياسة ،هي مسالة علمية يتشبث بها السياسيون ويقولبونها بحسب اجنداتهم ومصالحهم.ولذا يؤكد على ان الموضوع هو شغل الاختصاصيين .وغبطته لايقصد عمل الاختصاصيين في فرز من هم الكلدان والاشوريين والسريان المعاصرين اليوم ،فهؤلاء يعرفون انفسهم بانفسهم مثلما عرف نفسه وعائلته انه كلداني وليسوا بحاجة الى اختصاصيين كما قال ايضا في وقتها  المطران ابراهيم ابراهيم ،بل المقصود في كلام البطريرك ساكو هو: نحن بحاجة الى اختصاصيين لكي يفسروا مدى علاقتنا بالشعوب القديمة التي حكمت بلاد النهرين قبل الاف السنين.فهو يتنصل من المسؤلية ،لانه لا يملك اختصاص فيه ، بينما حضرتك لاعلاقة اختصاصية بالموضوع وتكتب عنه وتؤكد على ما تريد تحقيقه.هنا البطريرك أكثر موضوعية.
نعم هذه المسالة بحاجة الى تفسير علمي موضوعي من قبل الاختصاصيين في الاجتماع والانثروبولوجية وعلم النفس وبعض الشيء اللغة والتاريخ.وعليه فعلا ،وبكل المقاييس العلمية الانثروبولوجية لا يمكننا الجزم باننا على صلة مباشرة معهم ابدا ،بل لنا عروق منهم سواء كلدان ام اشوريين ام سريان وذلك وفق منطق(نظرية الاقتباس والانتشار الحضاري) في الانثروبولوجية والاجتماع.أي نحن الان ثلاث اثنيات معاصرة ،طبيعيا لنا دماء مشتركة ،وعادات مشتركة بعض الشيء وقيم مشتركة ولغة مشتركة لحد ما، ليس لاننا من عرق واحد بل جاءت مشتركة تحت تاثير الاشتراك في الدين الواحد بالدرجة الاساس بالاضافة الى الاقتباس الحضاري لتلاقح الحضارات النهرينية بايولوجيا وثقافيا واجتماعيا على مر الازمنة مع بعضها ومع الحضارات التي غزت بلاد النهرين الى يومنا هذا.
ثالثاً:نعم الانتماء الى جماعة بشرية معينة محددة الخصائص الاجتماعية والثقافية لابد ان يتوفر الشعور بالانتماء اليها من قبل الفرد والا لا فائدة من المشتركات التي ذكرتها من ارض والتاريخ والخ،هذا تعريف قديم عفى عليه الزمن اكاديميا وهناك مصادر حديثة  تعرف الاثنية او القومية ،التعريف الذي ذكرته هو حجة للسياسيين لتحقيق طموحاتهم وبلاء شعوبهم بويلات الحروب.
فالمفهوم الجديد هو لابد اقتران كل ذلك بالشعورالانتمائي.ويؤكدون ان مفهوم القومية او الاثنية لدى الفرد يتغير من زمن الى اخر ،ولا تستغرب من هذا ابدا، هذه نتائج دراسات علمية اكاديمية حديثة جدا،فالقومية تتغير بحسب تغير نمط التفاعل الاجتماعي والمستجدات في حياة الانسان ،راجع بالدرجة الاساس هذا الكتاب لعام 2013 ( المجتمع الحديث،علم الاجتماع في القرن الحادي والعشرين لمؤلفه روبرت برايم) بالانكليزية وهو موجود في مكتبتي الخاصة ممكن مراجعته يوما ما.
اذن اخي انطوان ارجو ان تميز بين الكتب التي تعتمد عليها مؤلفة من قبل اشخاص مؤدلجين وكتب الاكاديمية ،وحتى قراءة الكتاب الاكاديمي من قبل غير المختص لا يمكن ان يصل به الى نتيجة مضبوطة طالما ليس له خلفية دراسية وعملية في الموضوع . فكثيرا ما اراك تؤكد في قولك وبكل مناسبة(موضوع الانتماء الاثني أو العرقي أو القومي للشعوب مسألة علمية موضوعية انثروبولوجية) نعم هذا صحيح ولكن كما تعرف حضرتك منذ سنة 1974 انا ادرس وبعدها ادرَس علم الاجتماع والانثروبولوجية بكل ميادينها التي هي اختصاصي الثاني ولمدة46 سنة ومع اجراء بحوث وقراءة الاف الكتب لم ار فيها ولم اصل الى ما تقوله،فاي انثروبولوجية تقصد رجاءا واي ميدان منها وهي على عدة فروع ،ومن هم روادها في الاثنية والمعاصرين منهم.؟فارجو ان لا تتهم الانثروبولوجية هكذا اتهام ،بل ممكن ان تتهم كتب السياسيين.
ارجو الاطلاع على نظرية" الاقتباس والانتشار الحضاري" في الكتب الانثروبولوجية وستصل علميا وموضوعيا الى نتيجة تكشف لك كيف تحدد الاثنية في حضارات بلاد النهرين،وراجع نظرية" التفاعل الرمزي" في كتب علم الاجتماع وستعرف كيف ان ان التنشئة الاجتماعية تطبع المشاعر الانتمائية للفرد سواء كانت الوطنية او القروية او الاثنية او القومية او الدينية او الطبقية.
رابعاً: لاحظ تناقضك وكما ذكره الاخ عبدالاحد سليمان ،لا الكلدان ولا الاشوريين ولا السريان وُجدوا ما قبل التاريخ ،،هل تعلم ما معنى قبل التاريخ،اي العصور البشرية التي لم تكن الكتابة موجودة،بمعنى لا احد لحد الان يعرف ماذا كانت لغتهم ومن اين جاؤا وماهي عاداتهم ونمط حياتهم الا الجزء اليسير انما ابدا لا تعرف لغتهم ولا عرقهم ولا موطنهم الاصلي،لا من قبل الاثاريين ولا الانثروبولوجيين، فالاشوريون كما تفضلت ظهروا في القرن الواحد والعشرين قبل الميلاد في شمال بلاد النهرين ،ولقراءتي مئات الكتب الاثارية وتاريخ القديم،لا يوجد الا فرضية واحدة مقبولة عند الجميع وهي انهم قبيلة امورية انشقت عن الاموريين عندما احتلوا بابل وتوجهت نحو شمال بلاد النهرين ووصلت الى اشور اي الشرقاط الحالية ومدينة سميت باسم الهها.واما غيرها مما يُكتب في الكتب من تاليف المؤدلجين السياسيين فهي لاغراض سياسية بحتة.
القرائن المادية التي تتحدث عنها تاريخيا تحت الارض هي لشعوب عاشت قبل الاف السنين وليست لمن هم على الارض الان من المعاصرين الكلدان والاشوريين والسريان.فنحن خليط حضاري معقد لا يمكن الجزم بصلتنا المباشرة واقول المباشرة مع القدامى ابدا.
خامساً: ترددك دائما ان الكلدانية مستحدثة ،خطأ كبير بدليل واحد انك تؤمن بالامبراطورية الاشورية ،وتاريخها وكلنا نؤمن بوجودها ،فما هو تفسيرك لحوليات الملوك الاشورية الذين حاربوا الكلدان في طلعاتهم الحربية ،والموجودة في المتاحف والكتب الاكاديمية ويذكرون صراحة اسم الكلدان وايضا الاراميين وكذلك العرب.والاسماء الثلاث المعاصرة هي مصطنعة جميعا كنسيا وسياسيا. ونبقى شعب واحد من ابناء بلاد النهرين باثنيات ثلاث معاصرة هي : الكلدان والاشوريين والسريان،وكل واحد يعرف نفسه وانتمائه ولا يحتاج الى احتصاص.بل الى القرار الشخصي واندماجه وتفاعله في المجتمع الذي يعيش فيه.
أما بالنسبة الى اللغة ،فاعتقد كلاكما غير موفقين في التفسير ،لانه ليس من اختصاصكما ،ومن جهتي علاقتي باللغة اعتبارها وسيلة للتفاعل الاجتماعي والاتصال والتواصل كمواضيع في علم اجتماع اللغة والانثروبولوجية اللغة،وشخصيا ارى التمييز بين اللغة المحكية وحروف الكتابة فممكن ان تستخدم مجموعة بشرية احرف في الكتابة لمجموعة بشريةاخرى هناالاحرف لا احد يمكنه ان ينكر انها ارامية ،اما المحكية هي خليط من لغة الاكدية والارامية ومع اللغات التي غز اصحابها بلاد النهرين منذ سقوط الدولة الاكدية.وقد فصلت الحديث في كتابي الاخير عن دور رجال الدين في تشويه اللغةوالهوية الاثنية من كل الطوائف الدينية في كنيسة المشرق ولا يمكنني الحديث هنا لان الموضوع مطول.واما تسجله تناقض للبطريرك ساكو هذا غير صحيح ،لان غبطته هو باحث مع كونه رجل دين والباحث حسب زيادة المعرفة والمعلومات عن موضوع ما يمكن ان يغير وجهة نظره او تفسيره للظاهرة،فهو ليس كالسياسي المؤدلج.
هذا ولا اضافة لي اخرى لان الموضوع طويل لايمكننا تغطيته هنا واضفت هذا على ما جاء به الاخوان عبدالاحد قلو وعبدالاحد سليمان.واما المصادر الاثارية والاجتماعية والانثروبولوجية ممكن استعارتها مني شخصيا متى ما شئت وسترى كيف تختلف عن المصادر التي بحوزتك.
همسة في أذنك اخي انطوان مثلما قلت في ردك على غبطة البطريرك ساكو( يبدو ان غبطته بدأ ينسى ما يكتب طبعا للعمر احكام) ان غبطته هو من جيلك في العمر وقد يكون الفرق سنتين او ثلاث لا اكثر.فكلنا معرضون ولكن هذه ليست صحيحة في التعميم ،اذ البطريرك ساكو يعي تماما ما يقوله وما يؤكد عليه وفقا للمتغيرات والمستجدات. فاسمح لي القول هنا نسيت انك تتحدث وفق ايديولوجية معينة وليست اختصاصية او اكاديمية وللعمر احكام.
اسف على الاطالة
وشكرا
تقبل تحياتي

448
الاخ ادي بيث بنيامين المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وتهنئتك .ووضعك الصورة الجميلة لاستقبال المرحوم البطريرك دنخا احد رموز الدينية لشعبنا .ارجو لو سمحت ان تذكر لي تاريخ الزيارة هذه ليتسنى توثيقها في كتابي الثاني عن منكيش الذي سيرى النور قريبا.
نعم اهالي منكيش الكلدانيين هكذا هم تاريخيا ،ناس مسالمين ،محبين لبعضهم ،يحترمون الضيوف أي كان ،فهم ضيفوا اخوتهم التيارايي ثلاثة ايام في مخيم خاص بالقرية وهم اهالي قرية ملجمخت واخرى قريبة منها ضاع عني اسمها حماية من اعتداء الاكراد ومأكلا لحين وصول خبر مغادرتهم الى حدود سوريا عام 1933 ،وهناك لا تزال قصة بين اهالي منكيش عن شجاعة احد رجالها المدعو" حنانا" كان متأهبا وبندقيته معه في بيادر القرية ويقول ساقتل من يقترب للقرية ليؤذي اخوتنا التيارايي.وهكذا ضيوفوا عام 1962 اهالي صبنا عندما تركوا قراهم وفتح المنكيشيون بيوتهم لهم الى ان غادروها تدريجيا الى مدن العراق.وكان في ضيافة المنكيشيين الاخوة السريان والايزيديين بعد ترحيلهم من داعش الارهابي وقدموا لهم كل التسهيلات المعيشية وتبرعنا لهم في المهجر من ابناء منكيش ثمانون الف دولارا وفتحت للكاهن الكنيسة لاقامة الصلوات ،وهكذا ايضا فتحوا بيوتهم في الستينات لقرى الاكراد الذي هجروا قراهم ومكثوا فيها حوالي عشر سنوات. وهذه الضيافة لا تقتصر على اهالي منكيش بل كل قرى شعبنا من الاثنيات الثلاث الكلدان والاشوريين والسريان.
فكيف لا يستقبلون بطريرك رئيس كنيسة مشرقية .وهكذا استقبلوا بطاركة على مر التاريخ واساقفة وقبل فترة زارها غبطة البطريرك ساكو ،وزار البطريرك ساكو المرحوم البطريرك دنخا في شيكاغو وزار الكنائس المشرقية غير الكلدانية في استراليا وهكذا الزيارات هي رسالة محبة واحترام وقبول الاخر كما هو ولا كما نريد .
وبعد هذه المقدمة ارجو واتنمنى ،ان لايكون غرضك من وضع الصورة هدف  وقصداخر ،بل اتمنى ان يكون مثل ما وضحت اعلاه من قصد،فنحن شعب واحد كما قال المهندس عبدالاحد قلو في تعقيبه ولكن التاريخ فصلنا كما نحن عليه.
ولي ملاحظة، كثيرا ما تردد في تعقيباتك عبارة :الى من يهمه الامر التي تذكرني بكليشة كتاب العرائض ايام زمان ،بالنسبة لي لا افهم بالالغاز رجاءا وانما التوضيح والصراحة.
تقبل محبتي

449
الدكتور نزار ملاخا المحترم
تحية
شكرا على تفضلك لقرائتك المقال ،وكلمات التهنئة الجميلة المقدمة للقس حنا قلو.
نعم نحن بأمس الحاجة كما تفضلت في توثيق منهجي ومنظم لكل اعلام الكلدان في مختلف الميادين في قرانا وبلداتنا الجميلة حيث هناك الكثير منهم.واتمنى ان يتحقق هذا المشروع وشكرا.
تقبل تحياتي

450
الاخ قشو ابراهيم المحترم
شلاما وايقارا
شكرا على تهنئتك لمناسبة رسامة القس حنا قلو ،دائما تكون حضرتك في المقدمة لمتابعة شؤون شعبنا بمختلف اثنياته متمنينا من الرب ان يحفظك وعائلتك واهلك بخير وسلام .
شكرا على كتابتك بهذا الخط الجميل وهو سهل لي للقراءة وفهمت كل ما تفضلت به.
تقبل محبتي

451
الاخ بولص آدم المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وعلى مداخلتك الجميلة لوصفك الحدث المهم لرسامة كاهننا حنا قلو، فعلا كانت فرحة لاهلنا في منكيش .وصف جميل منك كما هي كتباتك الرائعة والمقننة فنياً في التعبير الرصين والتي تعكس فكر ومعرفة واسعة وخيال أدبي فني مع اقترانات فلسفية لرواد الفلسفة وابداعات شخصية تضيفها على تلك الافكار ،فالحقيقة اني استمتع بقرائتها واستفيد منها في زيادة المعرفة .
اشكرك على قرائتك سلسلة مقالاتي عن منكيش الجمال والعطاء المنشورة في موقع منكيش الالكتروني.وقد نظمتها منهجياً لتكون كتاب تحت عنوان ،منكيش الجمال والعطاء .وهو عبارة عن تنقيح لكتابي الاول عن قريتي المعنون "منكيش بين الماضي والحاضر دراسة في التغير الاجتماعي" الذي الفته سنة 1999 .فمنذ ذلك الحين حدثت تغيرات سريعة في البلدة وعليه اردت توثيقها في الكتاب الذي سيرى النور قريبا. واول ما يُطبع الكتاب سابعث اليك نسخة منه ومع كتبي الاخرى بعد ان تبعث لي عنوانك البريدي.وتدلل.
تقبل تحياتي

452
الاخ وردا اسحاق المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال وكلمات الثناء بحقنا ،دائما تواق لاجل خدمة بلدتنا منكيش ،كما حضرتك تنورنا بالمقالات الجميلة المنشورة تباعاً في موقع منكيش الالكتروني عن تراث منكيش في مختلف المجالات ،وواجب علينا تغطية هذا الحدث الرائع لرسامة كاهن مقتدر ومثقف حنا قلو.كما علينا ان نشكر دعم ومبادرات كاهننا المحبوب في منكيش القس يوشيا صنا لتفضله لتشجيع "لوفين" سابقا.
تقبل تحياتي

453
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال وتهانيك للقس حنا قلو .
نعم اخي هناك الكثير الكثير من الاعمال التي بحاجة الى التوثيق في قرانا الكلدانية في مختلف المجالات.
سبق أن كتبت مقال عن المكتبة التي يشرف على تاسيسها وتنظيمها المطران المتقاعد مار ابراهيم في ديترويت واقترحت في سياق المقال ،ان تساهم المكتبة بتوثيق كل الانشطة وان لا تقتصر على المخطوطات الكلدانية فقط .ونأمل ان تنظر اللجنة المكلفة في ذلك المقترح.
وأما اذا تبادر مجموعة من المهتمين والكتاب لتاسيس هكذا مركز فانها فكرة رائعة ،وثم يتطور الى كل الاثنيات لشعبنا النهريني.
تقبل تحياتي

454
الاخ هيثم دنخا المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ورايك .
تقبل محبتي

455
الاخ الشماس سامي ديشو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال .
نعم آل قلو عشيرة كبيرة في بلدتنا منكيش ولها فرع آخر في القوش مع وجود فرع اخر في تلعفر وينحدر منها اللواءالعسكري المعروف في القرن الماضي سعيد حمو قلو .كما اخبرني المرحوم المطران حنا قلو بمعلومة ،اذ في السبعينات سافر الى ايران والتقى هناك صدفة مع عائلة مسيحية متنفذة في بلدتهم أكدوا له انهم على نفس النسب من آل قلو.
وفي قريتنا تميزوا بعطاءاتهم الى جانب كل العشائر خدمة لقريتهم واعتزازا بها ولمجتمعنا العراقي والكنيسة .
تقبل تحياتي

456
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك لهذه المقالة التي جاءت بمناسبة رسامة كاهن من آل قلو ،فهم بركة لمنكيش ، حيث لافرادها اسهامات متنوعة في العديد من مجالات الحياة العملية من الدينية والمدنية ومختلف انواع المعرفة العلمية. فالقس حنا قلو فخر لنا جميعاً ،وننتظر المزيد للانخراط في الكهنوت.
تقبل تحياتي

457
                                    " حنا جهاد عيسى "
                              كاهن جديد لمنكيش الجمال والعطاء
د. عبدالله مرقس رابي
                        تعد ظاهرة الانخراط في السلك الكهنوتي هذه الايام من الامور الاكثر صعوبة والحاجة الى التفكير ليقرر الفرد الانضمام مقارنة مع الماضي .وذلك لاختلاف مظاهر الثقافة الاجتماعية والمتغيرات التي تعج وتلاحق المجتمع الحديث والتطورات السريعة المُذهلة التي لم يشهد لها مثيل في التاريخ البشري. مع ذلك هناك من الشباب يقرون الانخراط في السلك الكهنوتي. ولنا اليوم القس حنا جهاد عيسى من منكيش ، فمن هو هذا القس الجديد؟
نال الشماس حنا (لوفين) جهاد عيسى السر الكهنوتي بوضع يد غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو صباح يوم الجمعة في 17 كانون الثاني لعام 2020 الحالي مع زميله الشماس (مدين شامل خضر) من الموصل  في كاتدرائية القديس يوسف في الكرادة – بغداد بمشاركة الاساقفة معاوني البطريرك ،والقائم بأعمال السفارة البابوية واساقفة وكهنة من كنائس شرقية اخرى مع مجموعة من الرهبان والراهبات ،وجمع من المؤمنين مع ذوي واهل الشماس الذين قدموا من منكيش .
القس حنا من مواليد منكيش 5/8/1990 والده جهاد عيسى قلو ووالدته زريفة يوسف حنكرا، وله اخان واربع اخوات. وقد تربى ونشأ في طفولته والى اليوم في بلدة منكيش،وكان في مراحله العمرية ملتزماً ومهتما بالانشطة الدينية ، فنال تعليمه الاساسي في الدين واللغة الطقسية الكلدانية في كنيسة ماركوركيس الكلدانية في منكيش، وانضم الى الدورة اللاهوتية في الكنيسة للاعوام 2009 – 2011 وتخرج بتفوق. وقد تأهل أن يكون معلماً مواظباً للتعليم المسيحي وشماساً قارئا يخدم في الكنيسة بهمة ونشاط.
 نال تشجيعاً ودعماً من القس يوشيا صنا كاهن الكنيسة الحالي لايمانه بأن الشماس"لوفين" مؤهل للانخراط في السلك الكهنوتي لتميزه بشخصية ذكية ومتمكن ثقافياً ومتقن الطقس وملم باللاهوت وبكل الجوانب التي يتطلب العمل ككاهن. وفي ضوء هذه التوصية أُرتسم شماساً انجيلياً في بغداد بوضع يد غبطة البطريرك ساكو في 18/10/2019 وبعد أن قضى فترة للتاهيل والتدريب للعمل الكهنوتي تقررت سيامته في التاريخ اعلاه. أما تعليمه ،فهو خريج جامعة دهوك بكلوريوس ادارة الاعمال للعام 2013- 2014 ،وثم عمل في ثانوية منكيش.
أنضم القس حنا جهاد عيسى قلو الى كوكبة الكهنة المنكيشيين ليصبح عددهم 28 كاهنا منذ دخول اهلها في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية عام 1796 ،الى جانب اربعة أساقفة ،و41 راهباً انضموا الى الرهبنة الانطونية الكلدانية منذ تجديدها على يد جبرائيل دنبو عام 1808 وبحسب سجل الرهبنة الذي أطلعت عليه شخصياً، ان الرهبان الستة الاوائل عند تجديد الرهبنة جاء بهم جبرائيل دنبو من شباب منكيش.
ومما هو جدير بالذكر،ان كاهننا الجديد ينتسب الى عائلة معروفة في تفانيها وهمتها وخدمتها للكنيسة وانضمام افرادها الى السلك الكهنوتي ،فالمطران حنا ايشو قلو(ميخو) هو عم والده المتوفي عام 2002 على أثر حادث مؤسف، سُمي الاخير باسم جده القس حنا قلو الذي خدم منذ سنة 1884 في منكيش وفي عائلته ابن عم والده القس الراهب شليمون قلو الذي دخل الرهبنة عام 1884 ورٍسم كاهنا عام 1904 لابرشية عقرة وتوفي ودفن هناك عام 1919. كما أن جد والده أيشو كان ساعورا وشماساً متميزا لكنيسة منكيش. وأعتبر جده الشماس الرسائلي عيسى ايشو من أكثر الشماسة تميزأ بمعرفته الواسعة في الشؤون الدينية والطقسية وتأليف التراتيل لعدة مناسبات وفي التعليم المسيحي في المدرسة الرسمية وفي الكنيسة  في عقود الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي، وقد اتقن الطقس الكلداني بجدارة وبتعمق، وغالبا ما كان يصحح للكهنة أخطائهم الطقسية وعليه أطلق عليه "رابي" دون غيره من الشمامسة . كما أن جدة والده وردية هي حفيدة القس كوركيس رابي أبن القس كيسو المنكيشي ،وجدته حني يوسف حفيدة عائلة خنجروا التي اشتهرت بنقل اهالي منكيش للكثلة عن طريق المختار هرمز خنجرو ومنها الاسقف توما روكس خنجرو الذي رسمه البطريرك يوسف اودو اسقفا على البصرة وعلى ان يخدم في الهند – الملبار. فحقاً تستحق أن تلقب عائلة القس حنا "عائلة أبونا" المنكيشية.
بعد أن عمت الفرحة عموم المنكيشيين في أرجاء المعمورة عند سماع خبر رسامته في بغداد، أُستقبل القس حنا جهاد عيسى في بلدته منكيش قبل اربعة أيام في 6/2/2020 بحفاوة وسرور لا مثيل لهما. ذكرنا أستقباله من قبل أهل منكيش أيام أستقبال الاساقفة عند قدومهم لزيارة القرية في الماضي. مثلما خرجوا لهؤلاء، تسابق المنكيشيون كباراً وشباباً وصغاراً ،ذكوراً وأناثاً، كهنة وراهبات وشمامسة لاستقبال الكاهن الجديد ويتقدمهم الكاهنان يوشيا صنا وجبرائيل شماني للترحيب به والتعبير عن فرحتهم لقدومه فأصطفوا لتقديم التهنئة في الشارع المؤدي للكنيسة في القرية القديمة بالرغم من البرد القارص في شتاء منكيش، وتمازجت اهازيج وهلاهل النساء بالتراتيل الدينية بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم.
أما شخصياً، يتمتع الكاهن حنا جهاد بشخصية رصينة كفوءة تتميز بذكاء عالي وسريع البديهية ،وقابليات تؤهله للعمل الكهنوتي ،له معرفة واسعة في الطقس الكنسي ويتمتع بوفرة معلوماته عن المفاهيم الدينية واللاهوت، مع أهتماماته التاريخية والاجتماعية وسعة أطلاعه على كافة مجالات المعرفة. له القدرة على بناء العلاقات الايجابية والتفاعل الهادف مع الاخرين ،يتفهم تناقضات العصر الحالي ويدرك للتغيرات السريعة التي تصاحب الحياة الاجتماعية فيحسن التصرف وفهم الواقع.
من الصفات التي يتميز بها أيجاباً هي جمعه بين المعرفة اللاهوتية وما تحتاج منه المؤسسة الدينية كمؤسسة لها رسالتها الروحية والاجتماعية مع المعرفة العلمية في ادارة الاعمال التي تلقاها في دراسته الجامعية. فهي معرفة يكون الكاهن بأمس الحاجة اليها لادارة الكنيسة كمؤسسة ،تلك المعرفة التي غالبا ما ندعو الى أن تكون جزأً أساسياً ألى جانب علم الاجتماع والنفس والانثروبولوجية والقانون في عملية أعداد وتنشئة الكهنة في المعاهد والكليات الدينية ،وبحسب علمي أن كلية بابل للدراسات اللاهوتية تفتقد الى هكذا مناهج في خطتها التعليمية، بل تركيزها على الفلسفة بأنواعها ،وهذا خطأ كبير ،نعم دراسة الفلسفة تنمي القدرات الفكرية عند الدارس أنما ذلك في بُعده التنظيري فقط، فالكاهن بحاجة الى تنشئة منهجية معرفية تُنمي القدرات التنظيرية والعملية معاً.
ولهذا الجمع عند الكاهن حنا في المعرفة ،يمكن القول أنه سيتمكن بنجاح من عملية أدارة الكنيسة التي سيتولى خدمتها لاكتسابه المعرفة المستوجبة لذلك الى جانب معرفته في اللاهوت .حيث أن دراسة ادارة الاعمال تهيء الفرد لاتقان فن الادارة العامة ،وأدراك ماهية وكيفية بناء العلاقات أفقيا وعموديأ في التراتب الوظيفي، وتؤهله لكسب المعرفة والخبرة التي يستخدمها في التعامل مع المؤمنين بمختلف خصائصهم الاجتماعية والثقافية ،وتمكنه من تقدير طبيعة العلاقات التي تدعم وتُساند التفاعل الاجتماعي الايجابي لمعرفته بفن التفاوض .
ومن هنا أتوقع أن يكون القس حنا جهاد من الكهنة الذين يدركون روح العصر الذي يعيش فيه ،ويقدر طبيعة المجتمع ويتفهمها ،ويتكيف مع المستجدات التي جاءت بها الثورة المعلوماتية المعاصرة، وقادر أن يستلهم من الاصالة أيجابياتها ليكيفها مع واقع المجتمع الحالي ،ويكون مستجيباً مع عملية تطور العقل البشري، ليكون تعاطيه مع الاخرين تعاطياً ايجابياً معاصراً ومتفهما لدور ومشاركة كل مؤمن في الكنيسة لأحترامه الاراء والمساهمات التي تدفعها الى الامام .
تهنئة من الاعماق الى كاهننا الجديد حنا جهاد قلو ،متمنينا له كل الموفقية والنجاح في عمله الكهنوتي لخدمة كلمة الرب وكنيسته ، فهو فعلا من افرزات عطاء منكيش الجميلة ،ذلك العطاء التاريخي في كل المجالات الحياتية ومنها الدينية. مع تمنياتي له السعي لاكمال دراساته العليا. وتهنئة مُقدمة لوالديه وأقربائه جميعاً ولكل أهالي منكيش بهذه المناسبة الجميلة ولكل مُحبيه وللكنيسة الكلدانية  .
كندا في 10/2/2020 
رابط استقبال القس حنا جهاد قلو في منكيش
https://mangish.net/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%b9%d9%8a/


458
الاخ يعكوب ابونا المحترم
تحية
شكرا على تسليطك الضوء على مقالتي عن زواج الكهنة التي جاءت في ضوء مقال الاب نوئيل السناطي عن الموضوع ذاته.
قرات تعقيبك هذا بمقال منفرد واستنتجت لا اختلاف بيننا في الموقف من الموضوع ،وعليه استغربت من تقديم مقالك بعبارة" الا ان الموضوع غير ذلك " .ولم استوعب ما الذي تعني .
المعلومات التي تفضلت بها مشكوراً ليست خافية عني ،اذ اطلعت عليها وعلى مصادر عديدة في علم الاجتماع الديني والانثروبولوجية الدينية والنفسيةوعلم النفس الاجتماعي وكانت احدى الدعائم للوصول الى النتيجة التي تبينت في المقال .انما لم افصل الحديث عنها تاريخيا لطول المقال ،بل اكتفيت بما استنتجته.
حيث تبين ان العديد من البابوات قد تزوجوا ووفقا للمصادر بعضها متناقضة. وُجد احتمال 37 بابا منذ مار بطرس في التسلسل البابوي متزوجون وثم هناك احتمال ايضا وجود 14 اخر منهم متزوجون على فترات مختلفة.
الزواج عند الاكليروس كان مسموحا منذ انتشار المسيحية في كل كنائس المعمورة ،في الكنائس الشرقية ظهرت محاولات لتنظيم هذه الظاهرة بتشريع القوانين ومن خلال المجامع ،وكانت متأرجحة زمنياً الى ان استقرت بالسماح رسامة الاشخاص المتزوجين كهنة وتثبيت العزوبية للرهبان ،ولهذا كان اختيار الاساقفة من الرهبان بعد القرن الرابع بحسب بعض المصادر.
 اما في الكنيسة الرومانية اللاتينية استمر حتى في القرون الوسطى .وقد ساند النظام الاقطاعي الاقتصادي والسياسي الى تفاقم هذه الظاهرة نحو الاسوء اذ ظهرت طبقة اكليروسية اقطاعية لان الاقطاعي لمنطقة ما كان بيده اختيار الاسقف من بين الكهنة وذلك الاسقف يختار الكهنة، اي العلمانيين سيطروا سيطرة تامة على السلك الكهنوتي،وظهرت مشاكل في الوراثة للابناء لجمع الثروة والممتلكات ، بمعنى لم يكن هناك قوانين تنظم حياة الاكليروس . وكانت تظهر بين فترة واخرى قوانين تمنع زواج الاساقفة والكهنة الا انها فشلت الى ان جاء البابا غريغوريوس السابع 1037 - 1085 فاصدر مرسوما قاسيا تجاه مسالة الزواج والمتزوجين في حينها وكان شديدا لتطبيق البتولية لدى الاكليروس والى يومنا ،وقد وضحت في تعقيبك مدى قساوة ذلك البابا وفعلا لو تاكدنا من ان الالفاظ التي قالها تجاه المتزوجين في وقته ،استطيع القول ان عقليته لا تختلف عن عقلية كهنتنا وابائنا في الماضي عندما كانوا يهددون ابنائهم من الاطفال اذا امتنعوا الصيام سيتحولون الى الكلاب والقطط والدجاج وما شابه.كان عليه وضع قوانين محكمة لتنظيم المسالة وليس التهديد والوعيد.
عليه ان مقالتي كانت عبارة عن رسالة موجهة لاي كان من منصب كهنوتي يحمل عقلية مطابقة لعقلية ذلك البابا لو صح ما نُقل عنه من قساوة وبغض وتهديد.
بينت في مقالتي كيف تعمل النفس البشرية غريزيا وربطتها بمسالة الزواج،وقدمت توضيحات عن عدم وجود اي ضرر لزواج الكهنة بمختلف مستوياتهم ،بل بالعكس زواجهم افضل من عزوبيتهم،ولا فرق بين من هم متزوجون وغيرهم في تأدية وظيفتهم أو خدمتهم الروحية.
وهكذا توصلت الى عدم وجود اشارة في الانجيل لمنع زواج من هو في خدمة المؤمنين وكذلك في مضامين الرسائل المتبادلة بين رسل المسيح لا توجد اشارة للمنع بل بالعكس السماح بالزواج لهم . وعليه ان منع زواج الاكليروس ليس عقيدة وانما جاء للضبط الاداري الذي توقعه ذلك البابا من بتوليتهم .وهذا ما تفضلت به ايضا حضرتك في تعقيبك .وعليه لا ارى اي اختلاف بيننا في الموقف والرؤية.
اشكرك ثانية على الاهتمام وتبادل الاراء
تقبل تحياتي ومحبتي
اخوكم
د. رابي

459
بعد الاستئذان من الاخ قيس سيبي المحترم ثانية
الاخ القدير حسام سامي المحترم
تحية ومحبة
شكرا على جوابك ،وبخصوصه اود التاكيد على ما ياتي :
لكون اليوم عطلة عندي عليه اكرر مداخلاتي في هذا الموضوع الذي عجبني طرحه من قبل الشماس الموقر قيس ،وكانت مداخلتي انطلاقا من معرفتي العلمية وليس اللاهوتية ،اذ اجمع البيانات والمعلومات لتاليف كتاب عن البحث العلمي في علم الاجتماع وهو مطلوب مني ،تبين والذي اعرفه منذ فترة طويلة دراسة وتدريسا : ما يُكتب نظرياً من افكار ودراسات وبحوث ومنها الدينية تبقى في وضع الاجتهادات الشخصية ولا تعدو فرضيات تحتاج الى برهان ،والبرهان لايمكن حسمه بالمنطق الحديث الا باستخدام بيانات تُعالج بالمقاييس الاحصائية باستخدام الترابط والانحدار ومعامل التوافق ومعامل التشتت وعليه ما يكون الناتج هو المُعتمد علميا وحقيقة ،واما ما نكتبه اولهم " انا" شخصيا وانت والكل هنا وما يُكتب تاريخيا ولاهوتياً اذا لا تقترن الدراسة بالتحليل الاحصائي ،تبقى تخمينات وفرضيات اولية واجتهادات تُضاف الى المعرفة وتاريخها الى ان ياتي احد يعالجها احصائيا ،ولهذا تتجه العلوم الاجتماعية في بحوثها الميدانية الى الاحصاء وثم الاحصاء. ومن هنا جاء تعقيبي على الاخ قيس واكدت على ما طرحه انه اكثر قربا للمنطق من القول الجمل . اما ان الرب له المجد يسوع المسيح يقصد " البوابة المسمى ثقب الابرة" فيبقى ايضا تخمين من قبل المفسرين وكل الاحتمالات واردة طالما انها مسالة تاريخية ومرتبطة باللاهوت ،كيف ربطت ذلك بالبوابة ،يمكن ربطها بالحبل وارى انها اكثر منطقية طالما هناك ما اشرت بنفسك اليه تاكيد باية اخرى ذكرتها بالتعقيب اعلاه ،فالتفسيرات كلها تبقى اجتهادات قطعية طالما مر عليها الزمن ،أي لا يمكننا الجزم بان المسيح قصد البوابة مهما اتينا من الحجج وفي نفس الوقت قد يكون ذلك صحيحا وانما عندما ناتي ببدائل مثلما جاء به الاخ قيس نقارن ايهما اكثر منطقية كما اشار اليها الاخ مايك ايضا ،علما ان الاخ بنيامين اكد في تعقيبه الثاني بقوله هناك تفسير اخر ولم يجزم به.بمعنى هناك تفسيرات كثيرة بحسب قناعة الانسان المتابع ..لو كنت حاضرا معي في قداس اقامه احد الكهنة وكان ضيفا على رعيتنا ويشرح لنا هذا النص بالذات قبل ثلاث سنوات لقلت مثلما قلت "يا رب من الذي رسم هذا الانسان كاهناً".
ارجو ان نكون جميعا واقعيون ،هناك العديد من النصوص في الكتاب المقدس بعهديه تحتاج الى تفسيرات غير التي عُودنا عليها ولا تلتقي مع العلم والموضوعية ابدا،ولا اريد ان استرسل بها هنا.ولا اقصد كل ما يُكتب دينيا هي تخمينات وفرضيات في المسيحية فقط وانما كل الاديان قاطبة تقع في هذا السياق الافتراضي في الكثير من نصوصها واقول نسبياً .بالرغم ان ما يدعي به المُفسرون لهم دراسات وحجج فلا نفع منها الا  بعد خضوعها للتحليل الاحصائي .فهناك نظريات طُرحت من قبل العلماء ،ظلت لحد هذا اليوم نظريات لا يمكن الاعتماد عليها في تفسير الظواهر ،انما هناك العديد من هذه النظريات بُرهنت من قبل الباحثين بدراسات تحليلية ميدانية احصائية.فارجو ان تفهمني اني انطلق من هذه الزاوية المعرفية البحثية في التفسير وليس على العقل فقط لافسر حالات قبل الفي سنة.واتمنى الفكرة قد وصلت،فلا مجال لاقناعي شخصيا بشيء قطعي جازم تاريخي او ديني طالما اني مقتنع بالتحليل الاحصائي واستخدام الحواس كلها في الدراسة.مع كل احتراماتي لافكارك وتفسيراتك الاجتهادية ،وفعلا انها اجتهادات طالما هناك اختلافات عليها.والا ما معنى احدنا يمتلك الحقيقة والاخر لا !!
تقبل تحياتي ومحبتي
اخوكم
د. رابي
 

460
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
اسف على الرد المتاخر لما تفضلت به من ملاحظة مهمة وقرائتك للمقال مشكورا ،اذ السبب هو عدم رجوعي الى المقال لفترة طويلة .
نعم ليس كل ما نريده ان يمتثل اليه الكاهن هو الرغبة الجنسية واقصد كل درجات الكهنوت والمناصب الادارية في المؤسسة الدينية ،بل ان يتخلى من كل مغريات الحياة لكي يكون مؤهلا تماما لنشر الكلمة ويكون مثالا للاخرين ،وتلك هي متعددة المال ،الكبرياء، التسلط، النفاق، الكذب ، التمييز بين المؤمنينن اضافة الى الرغبة الجنسية وغيرها.ولكن علينا ان لا نعمم  فهناك النسبية لكل شيء.
تقبل محبتي

461
بعد الاستئذان من الاخ قيس
الاخ حسام سامي المحترم
تحية
جميلة هي كتاباتك ،والان تفسيرك هذا لايختلف عن ما جاء به الاخ قيس ،لان تظل هكذا تفسيرات اجتهادات ،وفي كلتا الحالتين تنطبق على صعوبة دخول الغني للملكوت بحسب النص ما لم يترك مشتهيات العالم وقد ذكرتها في قول(بع كل شئ واتبعني ) وحتى هذه لها تفسير منطقي حيث ان كل شئ تعني ( المشتهيات ).اي ارتباط الاية باخرى بعدها او قبلها .ولكن تفسير الاخ قيس هو اكثر منطقي جغرافيا وشيئيا وتاريخيا ومناسبة، اي صنف المادتين المذكورتين الابرة والحبل ،وباعتقادي المسالة ترجع الى الترجمة ولم ينتبه اللاهوتيون اليها.فيبقى اخي العزيز تفسيرك اجتهاد شخصي مثل بقية اللاهوتيين الذين هم بشر مثلنا لا اكثر لانه من الممكن ان تفسر بحالة اخرى.انما جاء توضيحك لاية بعدها منطقيا لربطها ،اي على الاغنياء ترك المشتهيات وليس ما يحملونه والا كيف يعيش الانسان ويترك كل شيء.منطقيا لايمكن ان يعيش الانسان دون مقتنيات من الماكل والملبس والماوى.اما لو كان ربط الجغرافي والتاريخي بالبابين لماذا لم يذكر المسيح الباب وذكر الابرة.اي لماذا لم يذكر الباب مباشرة بل ذكر ما يسمونه( دخول الجمل من باب المشاةلاورشليم)؟
تقبل تحياتي
اخوكم
د. رابي

462
الشماس الانجيلي قيس سيبي المحترم

تحية
احييك على هذا المقال الرائع والتحليل المنطقي السليم جدا وبامتياز .
نعم كلما نقرأ االكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ،توقفنا هكذا تساؤلات ،عندما نرجع الى تفسيرها من قبل رجال الدين او اللاهوتيين يكون ذلك التفسير على الخطا ،ولو سالنا فالجواب يكون هكذا اجتمع عليه الراي، وهذا تبرير غير مقنع وتهرب من الاجابة ،ماذا يعني لو اجتمع الراي ،أ لا هناك احتمال خطا ذلك الراي؟
السلطة الكنسية وبمختلف الطوائف المسيحية ،اقر ومتاكد بانها ذات السلطة التي تحمل عقلية القرون الاولى ومتخلفة ،تلك العقلية التي لم يكن في حينها من عامة المؤمنين ثقافة دينية او تعليم معين فهم اي رجال الدين كانوا عقلاء المجتمع ،ولكن منطقيا كانوا متخلفوا المجتمع ولاتزال تلك العقلية السائدة عند العديد والنسبة العالية منهم ،أي لا يزال شعارهم فكريا وعمليا "انا الكل بالكل هنا" وهذا شعار استنتجته من عدة دراسات تخص المؤسسة الدينية.
فهناك الكثير من الامور هي حبيسة او اسيرة عقلية هؤلاء ولكنها على خطا وهذه امثلة ذكرتها في مقالك المتميز دليل على ذلك .اذ يوم من الايام وانا اقراها قلت مع نفسي ما الذي جاء بالجمل الى الابرة وليسا من صنف واحد!! وكما هي الايات الاخرى لم تحظ بتفسير صحيح.
وهنا دعوتي لهم ان يتنوروا كثيرا ويقبلوا انهم ليسوا الوحيدين في المجتمع الان بل هناك من هم اذكى منهم كثيرا ،وعليه ان يطوروا تنشئتهم الكهنوتية والا سيراود الشكوك المؤمنين في عصر الاعلام المفتوح وسينعكس ذلك على الايمان .وتقبلهم بمناقشة علمية للعلمانيين وليس بتسلط دون وعي . ولعل البقاء على هكذا تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية هي احدى الاسباب في تراجع المجتمع البشري دينياً.
شكرا اخي الشماس قيس سيبي وهناك الكثير ان اقوله ولكن كتبت ذلك في مقالات سابقة .
تقبل تحياتي
د. رابي

463
الاخ لوسيان المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للموضوع واهتمامك.فقط اود الاشارة الى نقطة واحدة:
مفهوم الزواج والجنس موجود مع وجود الحضارات البشرية ولكن تتطور في القواعد والاساليب والنمط  ومدى الانتشار.( اسف لا يمكنني كتابتها بالانكليزية اذ تتلخبط الكتابة لو حاولت)احيلك الى الدراسات الانثروبولوجية رجاءا تلك التي درست تطور مفهوم الجنس والزواج واخيرا الجنسية المثلية .ولا غبار على ما جاء في تعقيب البطريرك ساكو عن الموضوع في اشارته لتطور هذا المفهوم.
وكما قلت للاخ مايك سيبي من الصعوبة الغوص في النفس البشرية ما لم يكن هناك قواعد واساليب يتمرن عليها المحلل وهذه لا تتوفر عند الكل بل عند المختصين وعليه كل ما يُكتب عن النفس البشرية من غير المختصين هي عبارة عن فرضيات ووجهات نظر تحتاج الى برهان .
تقبل تحياتي

464
الاخوة القراء الاعزاء
توضيح من غبطة البطريرك الكاردينال ساكو على الرابط ادناه بخصوص الردود التي حصلت على المقالة التي كانت تحليل لقضية زواج الكهنة التي نشرها المونسينيور نوئيل السناطي .
قرات المقال وان لم اكن خاطئا فارى ان البطريرك يتفق مع ما جاء في محتوى المقالتين ولكن عبر عنها بمفردات دينية وتحليل كرجل ديني لا يمكنه الخروج عن اطار المفاهيم الدينية،وجاء التعقيب بالدرجة الاساس على بعض الردود .
في هذه المناسبة اقدم شكري وتقديري لغبطته لتفاعله الفعال مع الاعلام والكتبة والمهتمين بشؤون الكنيسة من العلمانيين . واتمنى من الاساقفة والكهنة ان يحذو خطواته الفكرية والعملية هذه .
http://saint-adday.com/?p=36150
د . رابي

465
الاخ مايك
صباح الخير
اولا المثال الذي ذكرته لا علاقة به في موضوع غريزة البقاء بدرجة اساسية انما جزئية
هذه الحالة مشخصة من قبل الاختصاصيين والنفسانيين والاطباء،تسمى هستيريا الشلل النفسية ناجمة عن موقف من الخوف عميق التاثير على الشخص يتطلب منه استخدام الاطراف السفلى لتجاوز ذلك الموقف ولكن ليس باستطاعته فيتحول الى هستيريا نفسية تتشلل رجليه وليس شلل عضوي وعلاجها يبقى الى ان يتعرض الشخص الى موقف عميق مماثل التاثير في نفسيته لكي يكون رد فعل قوي للحالة الاولى ويتخلص من الهستيرية النفسية هذه ،وهناك هستيريا العمى النفسية كثيرا ما عند الزوجة التي ترى زوجها في حالة الخيانة مباشرة وهستيريا الصم والبكم النفسية الناجمة عن سماع او الحديث عن حالات تؤثر بالعمق في نفسية السامع او المتحدث ،وان لم يكن دراستها وتخطيطها لما شُخصت من قبل .واعتقد ان المعالجين لهذه الحالة هم فيزيائيين ههههه
اخي مايك عندما ضُرب تجمع الطلبة في جامعة المستنصرية في نهاية السبعينات الذين خرجوا لاستقبال طارق عزيز كنت اعمل تطبيق في قسم الامراض النفسية في مدينة الطب مع الدكتور النفساني استاذي الجامعي للدراسات العليا عدنان الفضلي  ،تم نقل العديد من الطلبة واكثرهم من الطالبات الى القسم وهم مشلولين لايتحركون ،اجري الفحص الطبي العضوي من قبل اخصائي العصبية والمفاصل ،لم يكن هناك حالة مرضية عضوية فتم تحويلهم الى قسمنا النفسي في الطابق السادس ،للمعالجة النفسية والاجتماعية ،وهم بحاجة الى صدمة اخرى مماثلة ناجمة عن الخوف ليتحركوا وهذه تبقى للزمن كما حدث في مثالك او عن طريق التدريب النفسي والاجتماعي للتاهيل ثانية للحركة .ومدى التاثير والتحول الى هستيريا نفسية او المعالجة تعتمد على شخصية المصاب وطبيعة الموقف .اما هناك حاجات لا تحتاج الى تخطيط او انتظار الاخصائي ،نحن هنا في حالة عامة وليس خاصة وشاذة ومقدرة شخصية تعتمد على خبرة الانسان .
دير بالك ليس لي وقت لمناقشة اشخاص مع تقديري واحترامي لك من غير اختصاصي وبالاخص في مواضيع من صلب اختصاصي  .

تقبل تحياتي

466
الاخ ناصر عجمايا المحترم
تحية
ارجو ان تكون والعائلة الكريمة بخير وعافية
شكرا قرائتك للمقال ومداخلتك القيمة ،نعم ما تفضلت به هو المحور الاساسي للموضوع ،لماذا كبح الغرائز الطبيعية عند الانسان ،أ ليس تجويع الناس بحرمانهم من الغذاء جريمة يُحاسب عليها دينيا ودنيويا، وكل منع لغريزة يحتاجها الانسان في حياته فهي تجاوزات على الطبيعة وما منحه الله للانسان ، والغريزة الجنسية حالها حال كل الغرائز ،ولهذا من متابعتي للدراسات التي اجريت عن الموضوع وحتى اللاهوتية منها تؤكد على عدم وجود اشارة عقائدية لمنع من ينخرط في السلك الكهنوتي من الزواج بمختلف المراتب الكهنوتية .انما استخدم المنع كوسيلة للضبط الاداري من وجهة نظر الكنيسة وهذا خطأ كبير ،لان رغبةالانضمام لمؤسسة مع شرط حرمانه من اشباع حاجته مقابل اشباع حاجات اخرى هي عملية استغلال ،والاستغلال لايحبذه الدين، فهم يعملون ويقرون دون ان يدركوا تبعات قراراتهم.علما في القرون الثلاثة الاولى من انتشار الكنسية كان الزواج قائما في كل كنائس المعمورة للمراتب الكهنوتية ،ولهذا وجد الكثير من البابوات قد تزوجوا  وتلاميذ المسيح كانوا متزوجين وبعضهم عزاب وعلى راسهم مار بطرس كان متزوجاً. 
تقبل تحياتي

467
عزيزي مايك سيبي
تحية
شكرا على قرائتك للمقال
أبسط المواضيع يحتاج الى دراسات مطولة وبحوث واختصاصيين ،قولك عبارة لاحاجةالى بحوث واختصاص ، لا تصلح لهذا العصر،نحن في عصر التخطيط السليم المنظم وليس العشوائي والكيفي وفي عصر الاختصاص الدقيق ،فلا يمكن التخطيط للحد من المشكلة ما لم ندرسها بمنهجية.ارجو ان تميز بين المعرفة العامة التي يكتسبها الفرد من الحياة اليومية والمعرفة العلمية التي يكتسبها بالتعليم والعمل الميداني العلمي .
لو لا نتائج الدراسات التي اجريت بمرور الزمن لما عرفت شيئا عن الغرائز وماهيتها وتاثيراتها وتفاعلاتها النفسية والاجتماعية لتكتب هذا التعقيب .
الفرد باختياره ينخرط في السلك الكهنوتي ،ولكن كما ذكرت في المقال تحت شرط ان يكبح غريزته الجنسية ،اي يُمنع من الزواج ،انما هذا لا يحدث الا عند بعضهم وهذه نقطة موضوعنا لماذا المنع من غرائز مقابل اشباع اخرى وهي مسالة غير منطقية طبيعياً واجتماعياً طالما لا توجد اشارة عقائدية لمنعهم من الزواج.
ارجو عدم التعميم ،الظواهر النفسية والاجتماعية لا تقبل التعميم ،والنفس البشرية لا يمكن كشفها بيسر كما تظن.
تقبل تحياتي

468
الاخ القدير عبدالاحد قلو المحترم
تحية
شكرا على قرائتك للمقال ومداخلتك التي تعبر عن وجهة نظرك بالنسبة الى الموضوع ،اذ يتبين من الملاحظات ،حرصك على كنيستنا وتمنياتك لان يكون الكهنة بمختلف درجاتهم الكهنوتية بمواصفات نتمناها لهم جميعا لكن ،لا اعتقد تتحقق امنياتنا.
انهم يخطون خطى المسيح ربنا ،،ولكن السؤال كم منهم ولايمكننا التعميم !!!؟ المسيح بشر الملاك به وبولادته من امراة عذراء ،بشر بملكوت السماء وضع وصايا لم يضعها احد قبله، عاش بتولا، كان الطريق والحق والحياة، عمل العجائب ، أقام الموتى صلب من اجلنا ،مات ودفن وقام من بين الاموات وهو الوحيد قام من بين الاموات وولد من عذراء واقام الموتى.فمن منهم يتميز بهذه الخصائص الشخصية لنقول عليه ان يكون كالمسيح بتولا ،لماذا فقط نشبههم ببتولية المسيح فقط دون خصاله الاخرى.
اخي عبد العزيز لا يمكن اي من البشر مهما كان ان نشبهه بالمسيح ،هذا رايي ،اما نتمنى فهذه مسالة اخرى ، ولكن لا يمكن ان تتحقق منطقيا .لان الانسان كما وضحت واستنادا لدراسات علمية لا يمكنه كبح شهواته وانفعالاته الغريزية وبالاخص الجنسية الا الشواذ منهم الذين يتميزون بالجمود الجنسي .
تقول عليه ان يطفىء ما يحفزه من وسائل غريزية،وايجاد وسائل تكبح غرائزه،تقول عليه!! ولكن هذا لايتم ولن يتم لان الغريزة لا انطفاء لها الا بممات الانسان.
تقبل تحياتي وشكرا على تمنياتك للكهنة .

469
زميلي الاستاذ الدكتور صباح قيا المحترم
تحية وتقدير
شكرا على قرائتك للمقال والاهتمام الذي ابديته بوضع رابط مقالتك القيمة ،وقد اطلعت عليها سابقاً واثناء اعدادي لهذا المقال الى جانب دراسات اخرى واستفدت منها.
نعم اخي الدكتور صباح انهم بحاجة الى قمع الحاجة الجنسية لهم.
اتفق معك ان النداء الجسدي لا يفرق بين راع واخر مهما تكن مرتبته الكهنوتية وعليه استخدمت بشكل رئيسي المنتمين الى السلك الكهنوتي واقصد كل المراتب الكهنوتية باعتبار الكل من القس واالاسقف والبطريرك والبابا ضمن هذا السلك ،
نعم الموضوع معقد وشائك يتطلب جهود حثيثة ودراسات جدية يشارك فيها كل الاختصاصات ذات العلاقة بما فيهم بالتاكيد الاطباء اذ معالجة المشاكل الاجتماعية والنفسية والسلوكية تحدث تحت ثلاثية (بايو سايكو سوشيل)وذلك كما تعرف حضرتك هناك تفاعل وتاثير متبادل بين العوامل البايولوجية الفسلجية واخص الذكر عمل الغدد وسلوك الانسان مع تاثير البيئة الاجتماعية.اتمنى ان يعي المعنيين باهمية الدراسات وما يُكتب من قبل المهتمين انطلاقا لغيرتهم على كنيستهم .
تقبل تحياتي

470
الكاتب القدير يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
شكرا لقرائتك المقال ،وعلى ما ابديت من ملاحظات قيمة عن الموضوع ،
كما هي غيرتنا لكنيستنا وانت ايضا تبادر نفس الغيرة ،وقد جربت البريد الداخلي لطرح الافكار والمقترحات ولكن لا تجدي نفعاً،اليوم الاعلام يلعب دورا كبيرا في التاثير على الافراد والمؤسسات ،ولهذا نرى اليوم المؤسسة الكنسية تستجيب وتناقش ما يظهر في الاعلام بشان السلبيات التي تظهر عند الاكليروس ،فالاعلام المفتوح افضل بكثير من المراسلات الداخلية ،تلك التي تُرسل هكذا تبقى على الرفوف اذا لا قناعة من المعنيين بتك المسالة .
ارجو كما تفضلت ان السلطة الكنسية تتفهم الوضع الحالي للمجتمع وما يتميز من خصائص اجتماعية وثقافية ونفسية واقتصادية واتصالية عن مراحل تطوره السابقة ،فكل مرحلة لها ظروفها وواقعها.
تقبل تحياتي

471

الاخ قشو ابراهيم نيروا المحترم
تحية ومحبة
شكرا لقرائتك المقال وتأييدك لما جاء به في قولك ان من الافضل زواج الكاهن اذ سيكون حريصاً ويقدم خدماته الكنسية افضل من غير المتزوج. بالطبع لانه سيكون اكثر استقراراً من الناحية النفسية فيؤدي واجباته الروحية باتقان.
اتفق معك ومن خلال مراجعتي للعديد من الدراسات تبين لا توجد اية اشارة في الانجيل تؤكد على منع زواج خدام الكنيسة وكما يظهر ذلك ايضا في الرسائل المتبادلة بين رسل المسيح .
تقبل تحياتي وخالص شكري لك للكتابة بلغتنا وانما اتمنى من حضرتك ان تكتب بالحروف العادية ليتسنى لي قراءتها ،حيث الان ساعدني احد الاصدقاء في ترجمتها لي .ولا اريد ان تمر المقال وانت قد ابديت رايك فيها بدون ان افهم ما تفضلت به وعلى الاقل اقدم لك شكري وتقديري .

472
الكاتب القدير بولص ادم المحترم
تحية
شكرا على تشرفكم لقراءة المقال واهلا بك .
الملاحظات التي تفضلت بها هي مهمة جدا وتدعم موضوعنا الحالي من حيث تنبيه أصحاب الشان في الجامعات الدينية ومنها التابعة للفاتيكان أو المحلية للاهتمام بالدراسات التكاملية ،فهي مسالة مهمة جدالان التوجه الاكاديمي في معظم الاحيان وبحسب طبيعة الظاهرة المدروسة هو تشكيل فريق عمل للبحث من مختلف الاختصاصات التي ترتبط بالظاهرة والمتقاربة لدراستها من كل الجوانب.
فمثل ظاهرة زواج الكهنة ما لم يشارك بها مختصون لدراستها في علم النفس والاجتماع والقانون ستكون النتائج غير مُرضية .وقد أطلعت على مقابلة أجريت مع أحد اللاهوتيين وهو الاب الدكتور سمير خليل اليسوعي محاضرا في بيروت وروما وميلانو عن الموضوع نفسه ،فطلب على ما يبدو منه الحل،كان جوابه:الصبر والصلاة .طلب الصبر يكون لحالات واحداث طارئة وقصيرة الامد وليس لطويلة الامد ومعقدة ومتفاقمة كما هي هذه الظاهرة ،وبالطبع اللاهوتي سيكون هذا جوابه ،بينما لو شارك الباحث النفساني والاجتماعي سيكون تحليلهما بعيدا عن ما ياتي به اللاهوتيون.
اثناء اعدادي لهذه المقالة المتواضعة اضافة لمصادري الاختصاصية اطلعت على مقالات ودراسات اجراها اللاهوتيون انفسهم ،وقد تبين عدم وجود اية اشارة منع زواج خدام الكنيسة في الانجيل ،لا بل يسوع المسيع اختار تلاميذه من المتزوجين والعزاب واولهم الرسول بطرس .كما استخلصت بنتيجة بان الرسائل المتبادلة بين رسل المسيح وبالاخص العائدة لبولس الرسول مع تلاميذه لا توجد اشارة منع بل الخيار للعزوبية او الزواج .فمنع زواج الكهنة في الكنيسة الكاثوليكية والمراتب الكهنوتية الاخرة في الكنائس الاخرى ما هي الا للضبط الاداري ولا علاقة لها بالعقيدة.
اما ملاحظاتك القيمة الاخرى عن دراسة الثنائيات فهي مهمة جدا ،اذ هكذا مقارنات توصلنا الى نتائج افضل واصح ،فالمنهج المقارن هو احد المناهج المهمة التي تستخدمها العلوم في البحث.
تقبل تحياتي

473
                           خيار الزوجية أو العزوبية للكهنة
                                    تحليل نفسي أجتماعي
                              في ضوء مقال أ. نوئيل السناطي
د. عبدالله مرقس رابي
                              في 17 من الشهر الجاري نشر المونسينيور الاعلامي نوئيل السناطي مقالاً جريئاً في طرحه لموضوع زواج الكهنة بعنوان " بين الكر والفر، مرحلة جديدة بشأن خيار الكهنة المتزوجين والعزاب " حلل فيه ظاهرة العزوبية أو الزوجية للكهنة التي أشغلت المفكرون واللاهوتيون وكرادلة الفاتيكان والاعلام في السنين الاخيرة.
أستخلص في مقاله الهام وجود فريقين متناقضين في موقفهما عن ظاهرة زواج الكهنة في اعلى الهرم الكنسي الكاثوليكي المتمثل بالكرادلة واللاهوتيين ،فئة منفتحة مؤيدة تقرأ الواقع بموضوعية وفئة محافظة رافضة ترسخ التقليد دون أن تدرس الواقع الكنسي بموضوعية . وألقى الضوء على عراقة الكنائس الشرقية الكاثوليكية منها في تراثها من موقفها لرسامة أشخاص متزوجين كهنة منذ البدء بالرغم من الشركة مع الكنيسة الرومانية التي ترفض هكذا رسامات. أخيراً يحذر من مهبة  الانزلاق للتمييز بين الكهنة المتزوجين والعزاب منبهاً بوجود أفكار انتقاصية تجاه المتزوجين مع تجذر فجوة بين الاكليروس والعلمانيين من كلا الجنسين.
لاهمية الموضوع، ولكونه من أهم مواضيع الساعة في الكنيسة الكاثوليكية والاعلام العالمي ولارتباط ظواهر هامة به أشغلت الكنيسة، كالانحرافات الجنسية لرجال الدين بمختلف درجاتهم الكهنوتية والنقص الحاد للكهنة في الكنيسة الكاثوليكية، ولاهمية المقال المذكور ،أرتأيت أن أسلط الضوء على الظاهرة مُنطلقاً من التحليل النفسي الاجتماعي .
 بناء الشخصية
             تتركب شخصية الانسان من صفات وراثية ،جسمية منها ممكن رؤيتها مباشرة، وأخرى وراثية لايمكن الاستدلال عنها ألا بالسلوك الصادر من الانسان وتسمى الاستعدادات الوراثية ، مثل الاستعداد للبقاء والتملك والسلطة والحب والكره وايذاء الاخرين والسعادة والجنس والاكل. وهي متعددة تصل عند بعض علماء النفس الاجتماعي الى 114 استعداد غريزي. ويختلف العلماء في أكثر الاستعداد أهمية في حياة الانسان، وأخرى صفات مكتسبة من البيئة الثقافية والاجتماعية التي يعيش فيها الانسان، كالتعليم والقيم والتقاليد والادوار والمكانة الاجتماعية والمهن وغيرها.
كيف تعمل الشخصية؟
 الاستعدادات الوراثية هي حاجات طبيعية موجودة عند كل أنسان وتختلف درجتها بأختلاف الافراد .تنمو مع نمو الانسان الطبيعي، وأثناء نموها زمنياً يكتسب الانسان الصفات الاخرى المُشار لبعضها اعلاه من البيئة الاجتماعية. تتفاعل الفئتين مع بعضها فتحدد تصرفات وحاجات الانسان .وهذه الحاجات تتباين بين الافراد وتمتد بين القطبين السالب والموجب ،أي زيادة مفرطة جداً لتصل الى درجة الجموح،والى النقصان المفرط لتصل الى درجة الجمود والبرود.وفي كلتا الحالتين يتعرض الانسان الى المشكلات، وعليه بقاء درجتها في وسط المقياس تخلق توازن في الشخصية وهي عند الغالبية العظمى من الناس. ولا يمكن أن يستغني الانسان ابدا عن هذه الحاجات الاساسية. منحتها لنا الطبيعة بالمفهوم العلمي ومنحها لنا الله بالمفهوم الديني. منع الانسان من أشباع هذه الحاجات وأخص بالذكر الاساسية منها، يعني تجريد الانسان من جزء طبيعي من كيانه .مما يقود ذلك الى الخلل في الشخصية.
الحاجة الى الجنس
وهي مرتبطة بموضوع المقال. نالت هذه الحاجة أهتماماً كبيراً من قبل علماء النفس والاجتماع لارتباطها بسلوك الانسان وحياته، هي تلك الحاجة التي لو انعدمت كاستعداد عند الكائن الحي لما كان هناك في الوجود كائناً حياً. وهي الحاجة التي تمهد للتناسل البشري والتكاثر، بمعنى البقاء وأستمرار البشرية.  تؤثر البيئة في تفعيل هذه الحاجة عند الانسان فتنظم أشباعها بقواعد معينة وتختلف بأختلاف ثقافات المجتمع البشري. ويتطور تنظيمها مع تقدم العقل البشري .
الحاجة الجنسية وفقاً لعلماء التحليل النفسي الاجتماعي وفي مقدمتهم " سيجموند فرويد" يعدونها الاساسية جداً في حياة الانسان، بحيث يعزو تصرفات الفرد جميعها لغرض أشباعها. بمعنى أن الانسان لايمكن الاستغناء عنها. فشدتها أي جموحها قد يؤدي بالفرد الى تجاوز القواعد الاجتماعية ويندفع الى أشباعها بطرق غير شرعية، وأما اعتدالها ستجعل منه الانتظار الى يوم الزواج .والى حين الزواج تكون مشاعره الجنسية مكبوتة في اللاشعور ،أو قد يشبعها بطرق مختلفة لا مجال لذكرها هنا. وعليه فالمجتمعات المتحضرة لتدارك المشاكل الناجمة عن عدم أشباع هذه الحاجة عند الانسان سمحت قوانينها الوضعية بالاتصال الجنسي دون وقوع الزواج رسمياً وبرضى الطرفين، مع التأكيد  على نشر الوعي لتكون علاقة جنسية سليمة لتجنب الامراض والمشاكل.
الانخراط في السلك الكهنوتي والحاجة الجنسية
وهي حاجة لا تنطفي عند الانسان تبقى ملازمة له طوال حياته كالحاجة الى الاكل، فتشريع قوانين لمنع الانسان من اشباعها وكبحها هو أجراء تعسفي يحبط حاجة مُلحة عنده لايمكن الاستغناء عنها عند الانسان الطبيعي مُقابل منحه فرصة لاشباع حاجات أخرى . هذا بالتأكيد يحدث في المؤسسة الكنسية التي تضع قيود صارمة على من يرغب الانضمام الى السلك الكهنوتي وتمنع أشباع حاجته الجنسية ومنعه من الزواج مقابل توفير فرصة لاشباع دوافع اخرى مثل،الرغبة في خدمة الناس، تحقيق مكانة أجتماعية وهو كاهناً أو اسقفاً، تحقيق رغبة الخلاص الابدي ما بعد الموت التي يرى تحقيقها وهو كاهناً. والا، هل أن رغبة الشخص ليصبح كاهناً تأتي من الفراغ؟ بالطبع لا.
 لابد منطقياً أن كل عمل يقدم أليه الانسان هناك دافع لتحقيق حاجة أو أكثر، فالرغبة بالكهنوت حالها حال أية رغبة أخرى. بالرغم من أن الانسان يقرر الانضمام الى السلك الكهنوتي برغبته ولم يُلزمه أحد، الا أنه واقعياً تحقيق تلك الرغبة مشروط بحرمانه من تحقيق رغبة أخرى هي الحاجة الجنسية، أي بمنعه من الزواج. وهذه هي عملية أستغلالية بعينها. وهذا الشرط يختلف عن شروط أخرى تضعها المؤسسات امام الفرد المتقدم أليها، مثل مدة الخدمة ،مكان الاقامة ،الطاعة للتعليمات لاجل الانضباط الاداري وغيرها .هذه ليست رغبات طبيعية كالرغبة الى الجنس. فلا تدخل ضمن سياق الاستغلال.
لكي يحقق الشخص رغباته التي من اجلها انخرط في السلك الكهنوتي تقوم عنده(الهو) الجزء الطبيعي من الشخصية باستشعار الذات (الانا) لاشباع الرغبة الجنسية، ولكن ( الانا العليا) الضمير الذي يمثل المُثل العليا للشخص المتكون عن طريق التنشئة الاجتماعية يمنعه من القيام بنشاط لتفريغ هذه الطاقة فيقوم بتحريف المسار للتعبير عن دوافعه الفطرية وتخفيف الصراع النفسي الداخلي للقيام والانخراط في نشاطات قيمة مقبولة مجتمعياً ومنها الاعمال الفنية والكتابة والاعمال الخيرية ومنها الروحانية بحيث هذا النشاط ليس له علاقة مباشرة بالجنس، بل يحقق اللذة الجنسية للفرد وهذه العملية تسمى ( التسامي) .وهذه هي بعينها (الموهبة)ويُنظر أليها خارجياً في المفهوم الديني انها تكريس الذات للانخراط في الكهنوت ويبذل كل جهوده وطاقاته للاعمال الروحية وارضاء الله وهو بتولا،أو هي بتولة .
ماذا يحدث للكهنة المكرسين أنفسهم أو العزاب؟
غالباً ما يدخل الفرد الى معاهد التربية الدينية للعمل الكهنوتي أو الرهبنة ما بين 12 الى 18 من عمره ويُرسم كاهنا بعد اربعة أو ستة سنوات ،أي في عمر تكون الدوافع الفطرية على فاعليتها القصوى ومنها الجنسية،ولكن تُحول عن طريق التسامي كما أشرت آنفاً. وهل تبقى هذه الحالة مستمرة عند الشخص الكاهن الاعزب طوال عمره؟ الجواب هنا هو المسألة نسبية أي تتباين عملية التسامي في استمراريتها بين الافراد، بحيث تبقى عند البعض مدى الحياة وهؤلاء قلة وعليه نستشف النقاوة عند بعض الكهنة والرهبان وامكانية السيطرة على رغباتهم ،ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها طبيعة النمو في الطفولة بيولوجياً وأجتماعياً،موقع درجة الانفعال الغريزي في المقياس ،هل هي معتدلة أم جامحة أو جامدة، فغالباً ما تكون هنا جامدة.مدى تعرضه للمثيرات الخارجية، مثل الاغراءات الجنسية من الجنس الاخر أو توفر فرص الاختلاط مع الاطفال او الفتيات بأستمرار وطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه ،هل هو متحضر ،هل فيه وسائل اعلام متطورة ومفتوحة كما في عصرنا اليوم الذي يُبيح ويثير المشاعر الجنسية للشخص ،هل له مواهب أخرى كالكتابة والرياضة والسفر المستمر .
عليه مثلا تزداد نسبة الانحرافات الجنسية عند كهنة واساقفة اليوم لان طبيعة المجتمع المعاصر اعلامياُ وأقتصادياً وأجتماعياً تختلف عن المجتمع قديماً .لذا فرص الاغراءات والاختلاطات تكون اوفر مما في السابق .وهذا لايعني الكهنة والاساقفة في المجتعمات التقليدية براءة جميعهم من الانحرافات، كانت موجودة وقد تكون بنفس النسبة أو أقل ،لكن عوامل كشفها لم تكن فعالة ،فالاعتداء على الاطفال من الجنسين من قبلهم يبقى مستوراً بفعل القيم الاجتماعية للاسرة لكي لا تُصيبها الفضيحة أو خوفاً من الفاعل لرهبته ومكانته الدينية واعتباره شخصاً مقدساً ،اضافة الى طبيعة التنشئة الاجتماعية ،فاليوم الاسرة تدرب اطفالها على الصراحة وعدم الاخفاء ،فيلقفها الاعلام المفتوح وتصبح موضوعاً دسماً له. بينما في السابق تُدربه على الصمت والتستر والسكوت.
  اذن هل خيار زواج الكاهن هو الافضل؟
      في ضوء ما طرحته أعلاه مستنداً على التحليل النفسي الاجتماعي لشخصية الانسان يكون الجواب بسيطا ،نعم رسامة اشخاص متزوجين لاداء الخدمات الروحية أفضل أستجابة لمتطلبات العصر وظروفه مع بقاء خيار العزوبية للشخص الذي يرغب من كلا الجنسين طالما هو قرار شخصي ويرى أنه بأمكانه السيطرة على رغباته الفطرية، واذا انحرف لاسباب ذكرتها اعلاه ،ان لا تتهاون الكنيسة معه بل يُفصل ويُجرد من سر الكهنوت مثلما يُجرد العلماني من سر الزواج أي بطلان زواجه .
ماهي الوظائف المتوقعة من زواج الكهنة؟
انها طريقة واقعية وعملية للحد من انحرافات الكهنة ، وهنا أقول الحد وليس القضاء ،لعدم وجود قضاء تام على أية مشكلة نفسية أو أجتماعية طالما هناك النسبية والفروق الفردية.وتعويض النقص في عددهم في ظل متغيرات مجتمعنا المعاصر.
يعد الزواج عامل اساسي للاستقرار النفسي والاجتماعي للانسان طالما يحقق له أشباع غرائز طبيعية علاوة على المشاعر الجنسية ،عاطفة الابوة ، والحنان،اثبات الذات، التكامل مع الجنس الاخر. فبدلا من أن يبحث على وسائل بديلة لاشباعها وقد تكون انحرافية بعد ضمور التسامي، فالاسرة هي بيئة مثالية ومستقرة لاشباعها.
الاسرة التي يكون الكاهن فيها عضواً تكون بمثابة مدرسة أجتماعية له ،فهو يكتسب خبرة في المجال الاسري الذي لايمكن العازب حصولها ميدانياً وممارسة.وثم يُسخر هذه الخبرة في تقديم المشورة ومساعدة الاسر المضطربة والمفككة .كما يكون أكثر استعدادا لتهيئة المخطوبين في دوراتهم الكنسية من غيره.فما يتعلمه الكاهن العازب عن شؤون الاسرة نظرياً ليس كما يتدرب عليها المتزوج.
هل ستعيق الاسرة عمل الكاهن الروحي ؟
غالباً ما يكون أعتراض الكنيسة بدرجة الاساس ،او بعض العلمانيين وهم قلة ،اذ تُشير نتائج استطلاع راي العلمانيين حول زواج الكهنة الى 85% في بعض البلدان الاوربية بالتأييد الكامل.يدور الاعتراض حول قصور الكاهن المتزوج من اداء واجباته الروحية تجاه الرعية ،لان الاسرة تأخذ حيزاً كبيراً من مجهوده، ولان واجبات الكهنة والاساقفة جسيمة جدا وهامة ومسؤلياتهم كبيرة ومتعددة وعليه ان لا يشتت جهده لرعاية اسرته.
أعتقد لو أجرينا المقارنات بين الحالات المتشابهة لنصل الى نتيجة ايجابية لصالح الكاهن او الاسقف المتزوج. وفقاً لمبرر المسؤوليات الجسيمة ،يعني على كل شخص له مسؤليات في المجتمع ان لايتزوج والا اسرته تُشتت جهوده!! هل مسؤليات الاسقف او الكاهن هي اكبر من رئيس الدولة او الوزير او الطبيب او المهندس او الاستاذ الجامعي ؟في رايي ومنطقياً واجبات الاسقف والكهنة لاتساوي الا جزء بسيط مما ذكرت اعلاه. كم من الاساقفة يقضون اوقاتهم للساعة الحادية عشر في مكتبة الجامعة والمختبر للبحث والدراسة لاجل خدمة البشرية ،كما يفعل الاستاذ الجامعي ؟بلد ومهما تكون طبيعته برمته تحت مسؤلية رئيسها وقد يصل نفوسها الى مليارات.او الطبيب الجراح الذي يُطلب منه احيانا اجراء عملية اضطرارية بعد منتص الليل او يقوم باجراء ثمان عمليات لانقاذ البشر؟بمعنى هؤلا على سياق العادة التبريرية للكنيسة يُمنع زواجهم.فاذن هذا مبرر لا قيمة وسند علمي له.
وهلم نقارن الحالة مع كهنة في الماضي وكهنة المتزوجين في الكنائس الشرقية .الكثير منا هم احفاد كهنة ادوا رسالتهم الروحية في قراهم اذ اغلب الكنائس خدم فيها المتزوجون. كان جد والدي كاهناً وابن لكاهن ايضاً والان عشيرتنا التي سميت باسمه"رابي" يتكون تعدادها بالمئات ، وهكذا في كل القرى المسيحية ،ولا تزال الكنائس الشرقية على هذا المنوال. فاين هو الضرر؟يتحملون مسؤليات الرعية الروحية واسرهم واذا حدث اي قصور حينها يتعرضون للعقوبة وفقاً للقوانين الكنسية.
وهكذا لو قارنا الاعمال والنشاطات الجدية والكبيرة التي يُكلف بها العلمانيين من الجنسين في خدمة الكنسة وهم متطوعون ورغبة منهم لنرى تُضاهي اعمال بعض الكهنة العزاب، وهذا ما نلاحظه ميدانياً في كنائسنا.
فالانتقاص من الكاهن المتزوج من قبل العزاب منهم هي عملية اصغاء اللامعقول على المعقول ،هي الية نفسية للدفاع عن النفس امام ابناء الرعية لتقديم نفسه انه بتول وليس كالكاهن المتزوج وكرس نفسه من اجل العمل الروحي فقط ،لكن في الحقيقة لا فرق بينهما،لان كلاهما لايقصران بعملهما الروحي ،لا بل المتزوج أكثرحرصاً واستقراراً من غيره .وهذه ممثالة لحالة الاكليروس المتقدم بالسن وله سلطة كنسية ويقف بشدة امام مشروع السماح للكهنة الزواج قبل رسامتهم لمن يرغب،بل يتصلب في رايه عن الزامية وفرض العزوبية للكاهن تحت مبررات لاتعود للعقيدة صلة انما هي لاغراض ادارية ضبطية .وتصلبه هذا لا مبرر له وانما هي الية نفسية اسقاطية ،اي ليكون الاخرين مثله!!
شكرا لقراءة الموضوع
كندا في 23/01/2020     
 رابط مقال الاب نوئيل السناطي
http://saint-adday.com/?p=36018


474
الاخ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية
اود الاشارة الى ان ما كتبت من تحليل عن الوضع العراقي وارتباطه الاقليمي والعالمي من خلال العنوان الذي ابدعت فيه هو تحليل منطقي ورؤية ثاقبة عن الواقع العراقي الحالي ،كل المؤشرات الميدانية والاحداث تشير وتؤكد أن هادي العامري هو رقم واحد في السياسة العراقية وتحريك بوصلتها وبالطبع مصدر التوجيه معروف وواضح هو ايران، ومهما تبرر الاخيرة تدخلاتها أو تنكرها في العراق ،لكن الدارس والناظر لما يحدث،سيرى العملية ترتبط بايران التي جاءت بالميليشيات الحزبية لضرب الجيش العراقي وثم لاقحام اية محاولة لابعاد عملائها الحاليين المسيطرين على السلطات الثلاث في العراق ،تحريك الامس والتحرش بالقوات الامريكية واضح لابعاد الانظار عن الاحتجاجات الشعبية وتمرير الاستعطاف الشعبي على العراقيين ليحقد على الامريكان والا هؤلاء لماذا هاجموا بضعة مؤظفين في السفارة الامريكية التي من واجب الحكومة حمايتها ولم يتوجهوا الى القواعد الامريكية .
بالطبع هذا المدعو العامري هو رئيس كل السلطات والا لماذا لم يتمكن المتظاهرون باكثر من شهرين لاقتحام او التقرب من المنطقة الخضراء المحصنة ،بينما اوامره جعلت من مؤازريه المتخلفين اقتحام المنطقة المحصنة والدخول الى اروقة السفارة الامريكية خلال ساعات .
تقبل تحياتي وكل عام وانت والقراء الكرام بخير وعافية والسلام يعم في ارجاء المعمورة .

475
الاخ سالم يوخنا المحترم
تحية
 شكرا على تعريفنا بالترتيلة الكلدانية الجميلة وشكري موصول رجاءا الى من ساهم في اعدادها واخراجها وادائها والى الشاعر الكلداني سمير زوري وعادل يوخنا وزوجته الاخت سلوى يوخنا
كل عام وانتم بخير وابداعات ونشاطات على روعة هذا الانتاج الفني
تحياتي

476
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
كلمة أخرى جديدة من لدنكم للثوار المتظاهرين السلميين نابعة من حرصكم على الشعب العراقي والعراق ،انها كلمة لمؤازرة الشباب ،وهم بحاجة الى من يدعمهم بحسب أمكاناته ،فالقلم أداة لدعم الفكر ،فهنا دونت مطاليب في غايةالاهمية لكي يبقى العمل منسقاَ ومدروساً.واضيف الى ما وضحت، مطالبتهم في الغاء الميلشيات التي هي السبب في ضعف الجيش العراقي والتي هي فكرة ايرانية تصدرها طائفياً للاحزاب الموالية لها.فبناء الجيش مهم جداً،لو كان الان هناك جيشاً عراقياً يبحث عن مصلحة البلد العليا لاصبحوا من هم في السلطة من الفاسدين في خبر كان.
سنة ميلادية جديدة مليئة بالافراح ومباركة للمتظاهرين لكي يحسموا ثورتهم.

477
الاخ زيد ميشو المحترم
عيد ميلاد مجيد ودائما بالافراح مع العائلة الكريمة
شكرا على قرائتك للموضوع والتعبير عن رأيك هنا بخصوص ممثلي الكوتا المسيحية ،اذ نتمنى منهم أن يتفهموا حالة الشعب العراقي ويطالبون لتحقيق ما يسعى المتظاهرون اليه بدلا من مضيعة الوقت في امور لاتخصهم بل تخص كل فرد في اقرارها وهي موجودة في واقع الحال.
تقبل تحياتي وكل عام وانت بخير

478
الاخ قشو ابراهيم المحترم
أيذوخ بريخا
بالرغم من ان مداخلتك كما تبين من الاقتباسات ليست موجهة لي شخصياً وانما الى الاخوين عبدالاحد قلو وزيد ميشو ،فالمسالة تخصهم في الاجابة والتعقيب .
ومن جهة اخرى مع الاسف ما فهمت شيئا مما تفضلت به من تعقيب ،الا وجودي هنا هو لتحيتك وتقديم الشكر لقرائتك المقال والتهنئة بمناسبة عيد الميلاد لك ولعائلتك الكريمة
تقبل تحياتي

479
الاخ كوهر يوحنان المحترم
عيد ميلاد مجيد
شكرا على قرائتك المقال ،واود الاشارة الى اني متفق معك بخصوص الموقف من ممثلي الكوتا المسيحية ومسالة أعادة صياغة الدستور بوجود الاشخاص انفسهم علما ان المتظاهرين يطالبونهم التنحي من السلطة بانواعها.
تقبل تحياتي

480
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
عيد ميلاد مجيد
شكرا على مرورك وقرائتك للمقال
اتفق تماما معك في أ ن من هم في البرلمان في الكوتا المسيحية سواء في بغداد او كوردستان بحاجة الى التنوير الفكري لكي يتمكنوا من مواصلة مهامهم والا ستكون لهم اخفاقات تلو الاخرى كما مضى من الدورات، واذا لم يكن هناك المختصين في القانون واختصاصات اخرى علمية لغرض وضع الدستور الجديد فتعد تلك عملية كارثية ولا معنى مما يتوصلون اليه.
تقبل تحياتي

481
المونسنيور نوئيل فرمان السناطي المحترم

تحية وعيد ميلاد مجيد
  كلنا نعرف من توجيهات ونصائح المختصين في ادارة المرور وتنظيم السير  تلك التي تُشير الى ان قيادة السيارة فن وذوق وأما هنا اسمح لي أن اقول عن كتاباتك تعكس العبارة مع اضافة،ان الكتابة عند المونسنيور نوئيل هي فن وذوق وأبداع.
أن مسالة أختيار موضوع الكتابة ليست هينة وسهلة ، ولابد أن يبذل الكاتب أو الاعلامي جهوداً والتزاماً في عملية الاختيار،هل يستحق الموضوع الكتابة عنه، هل سيكون للموضوع تاثير على المتلقي ووقعة على نفسيته ،هل بالامكان سرد المتن بأتقان ويتطابق مع أهمية الموضوع، وهل للكاتب ألمام عن ما ينوي كتابته؟  في ضوء هكذا تساؤلات في رأيي أبدعت في عملية أختيار الموضوع والكتابة عنه.
اذ ليس من السهل الكتابة عن موضوع الفن ،ولكن عندما تتوفر عناصر الابداع الفني في الكتابة والذوق في سرد المعلومات ،وانتقاء ما يشفي مرُاد القارىء ستكون العملية سهلة بغض النظر عن ألاهتمام المعرفي الرئيسي الذي يعمل ويفكر في سياقه الكاتب. وليس هذا الموضوع الاول الذي أقرا للكاتب الموقر الاعلامي الكاهن نوئيل السناطي بل عدة مواضيع سابقة له وفي مختلف الاتجاهات وحقول المعرفة كانت مُشرقة وهادفة وتحمل في طياتها الذوق السليم والفن في الانتقاء لما يكتبه وتحقيق رضى القارىء  .
هذه سمة ابداعية تتميز بها ،وبل هي سمة تعدد المواهب، قد يكون الكاتب موهوباً في مجال أختصاصه ،ويقال انه موهوب، وهناك من يتجاوز درجة الابداع الاختصاصي الى درجة تعدد المواهب.أذن نحن أمام كاتب وأعلامي متعدد المواهب.
وفي هذا الموضوع الشيق الذي قدمته لنا عن الفنانة عفيفة أسكندر ،أرى أبداع في تغطية وتحليل لحالة الفنانة وبأتقان لربطه مع مفهوم الوطن والانتماء اليه ،وربطه في انسانية الفن الغنائي ،أي أنه يتجاوز الدين والاثنية والطبقية .أجادة قيمة في تحليل حالة الفنانة لتجاوزك التقليد كما عند البعض ،لم تقتصر على تحليل الصوت وطبيعته وامكاناتها الغنائية وطبيعة جمهورها ،بل تعدى ذلك الى مكانتها في المجتمع ومدى تقبله لها ولفنها ،موقف المجتمع من شخصيتها والاهتمام بها وهي في عمر متقدم، ولمن غنت ،وكما اشرت ربط التنوع الديمغرافي في العراق بالموضوع ، كما فسرت وربطت الموضوع بالمراحل التاريخية للمجتمع العراقي ومواقفه من الفن الغنائي وعفيفة اسكندر ،وأحتضان الوطن للمبدعين دون تمييز على أساس اثني او ديني او طبقي او سياسي ،بل لان المبدع عراقي او عراقية فالمجتمع يحتضنه متجاوزاً الفئوية.
حققت هدف التحفيز للمسؤلين والمجتمع العراقي المعاصر للتركيز والاهتمام بالفن ومراعاة الفنانين ،كما ان مقالتك تعد رسالة واضحة للمجتمع والقارىء ،أن للفن وظيفة  والفن موهبة ،وله دلالات تعكس أيجاباً في المجتمع ،ولتُنبذ الاراء والمواقف السلبية التي يحملها البعض عن الفن بأنواعه وأصحابه.
تقبل أجمل التحيات وكل عام وابداعات متوالية
اخوكم
د. رابي 

482
الاخ متي اسو المحترم
عيد ميلاد مجيد
شكرا على مداخلتك القيمة والملاحظات المهمة .
نعم اخي متي أستوجب ادراج السريان كتسمية من اليوم الاول من تشريع الدستور ،والا ما معنى الاهمال ؟بحسب معرفتي كان اتفاق من اجتمع في بغداد لمناقشة هذه المسالة هو ادراج الكلدان والاشوريين وتسمية اللغة بالسريانية ،شخصياً أعتبرها محاولة حمقاء لا معنى لها وغير منطقية، المفروض ادراج التسميات الثلاث مع تسمية اللغة بالسريانية ،اذ في حالة ان المجتمع البشري هو ديناميكي متغير وقد يحدث التغير الحضاري ويشمل الاقتباس اللغوي ،ممكن تظهر اكثر من اثنية بشرية تتحدث بلغة واحدة والامثلة عليها في عصرنا متعددة.اما لو كان المجتمع في حالة استاتيكية جامدة بطىء التغير لا تحدث مثل هذه الحالة.
اتفق معك بمنع الدستور العراقي تأسيس احزاب تحمل بمُسمى ديني أو قومي أو طائفي اذ انها تحمل في فلسفتها صراعات تؤثر سلبا على وحدة المجتمع.والاجدر منح اجازة العمل السياسي لاحزاب تُسمى بمفاهيم معاصرة.
اتمنى معك ان يتم تشكيل حزب واحد للمسيحيين طالما ان الاوضاع تبقى كما هي حاليا في العراق ،اما لو تغيرت الاوضاع وتُنبذ كل المفاهيم الدينية والاثنية فافضل شخصياً الانتماء الى احزاب تحمل مفاهيم عصرية .
واتفق كذلك معك في تعليق ممثلي المسيحيين عضويتهم في البرلمان والمناصب لحين تسوية حقوق وتجنب الاجحاف بخصوص المسيحيين.
تقبل تحياتي

483
الاخ الشماس نمئيل بيركو المحترم
عيد ميلاد مجيد
شكراً على مرورك والملاحظة القيمة التي سجلتها بخصوص الموضوع .شخصياَ معك تماما وهذا ما ذكرته في متن المقال ،اي دستور يحمل في طياته ومواده مفاهيم دينية ويقسم الشعب على الاساس الطائفي والاثني واللون لهو دستور مبني على العنصرية.فالاجدر بمن يضع دستور العراق أن يتعامل مع المواطنين كشعب عراقي واحد ومسؤول أمام القانون دون تمييز بين ذاك وهذا اسوة بالبلدان المتحضرة .
تقبل تحياتي

484
الاخ سالم يوخنا المحترم
تحية
عيد ميلاد مجيد
شكرا على مداخلتك القيمة التي أكمل محتواها ما جاء في المقال وتأييدك لما كتبت .
نعم ان الشعب العراقي منشغل لتحقيق اهدافه والاصلاح لما خربته الاحزاب السياسية ،بينما يـاتي ممثلينا للانشغال بأمور هي محسومة من ذاتها ،فالفرد كما تفضلت حر بأختيار ما يُسمي نفسه ولا فرض عليه.
تقبل تحياتي

485
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية وعيد ميلاد مجيد وسعيد عليك وعلى العائلة الكريمة
شكرا لتفضلك لقرائتك المقال ، وعلى ثنائك وتوافق رأيك معي في الموضوع المطروح .
نعم أخي لو كان هناك من يسمع ويتعاون ويناقش الاراء مع الكتاب وأصحاب الخبرة والمتابعة لكانت نتائج أعماله أفضل وأنجح ، اذ ان بعض الاشخاص يكونوا مقتدرين للعمل الميداني انما الفكري والتنظري غير مؤهلين والعكس صحيح ،ومن هذا المنطلق الترابط وتبادل الافكار بين التنظيريين والعمليين خطوة ناجحة ومؤثرة.
تقبل تحياتي

486
الاخ كوهر يوحنان المحترم
تحية وعيد ميلاد سعيد
اود الاشارة الى ان مقالك هذا في غاية الاهمية ،كلمة موجهة لاصحاب الشان .لعلهم ينتبهون اليها .
والا كيف يُعد دستور فاشل وثم يأتي الاشخاص انفسهم يُعيدون النظر فيه .مسالة غير منطقية ابدا .
واليكم رابط رايي عن ممثلي الكوتا المسيحية الذي له علاقة بموضوعك القيم هذا
تقبل تحياتي
د. رابي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=960375.0

487
الاخ عبدالاحد قلو المحترم
تحية شكرا على تنبيه القراء لهذا التصريح المُخجل كما سميته في مقالي على الرابط أدناه حيث التفاصيل.
تقبل تحياتي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,960375.0.html

488
                           مهزلة المواقف المُخجلة وغير المسؤولة
                                  لنواب الكوتا المسيحية
د . عبدالله مرقس رابي
                                ظهرت في الاونة الاخيرة بعض التصريحات غير المسؤولة والمثيرة للسخرية والمُخجلة من قبل من يمثل المسيحيين في البرلمان العراقي تعبر عن مواقفه ومطاليبه .أما لماذا وصفتها بهكذا مواصفات ؟ فالجواب سيتبين ادناه .
بات معروفاً على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي حدوث فجوة كبيرة جداً بين الشعب العراقي وعناصر السلطات الثلاث المتورطة بالفساد بشتى انواعه منذ أندلاع الاحتجاجات الشعبية التي يقودها الشبان الذين عانوا الكثير من وجود الاحزاب السياسية الحالية وأخص بالذكر الدينية التي تحكمت وتداولت السلطة بين قياديها الفاشلين منذ سقوط النظام السياسي السابق عام  2003 .لعل أبرز العوامل التي أدت الى فشل هذه الحكومات هي الدستور الذي وضعته لجنة مشكلة منهم ليتضمن مواد متناقضة ويرسخ نظامهم الاداري والسياسي الطائفي والمحاصصة في توزيع الادوار في السلطات الثلاث، مما جعلها عبارة عن بؤر ادارية موزعة على الاحزاب الطائفية بعيدة عن الولاء الوطني العراقي الذي يقره الشعب. وعليه كانت النتيجة ،انها حكومات ومجالس نواب وقضاء عبارة عن دمى تحركها قوى أقليمية وفقاً لمصالحها الطائفية.
أفرزت هذه الحالة مشاكل متعددة على كل المستويات والاحجام وبمختلف الانواع وفي شتى الميادين  في المجتمع العراقي ،حدث الكساد الاقتصادي، فزاد الفقر والبطالة والانحراف والفساد والجريمة بأنواعها، السلب والقتل وانتهاك الممتلكات والبغاء والسرقات والتشرد واستغلال الطفولة والمرأة. أنتكاسة واضحة في المجال التعليمي بمختلف المراحل، تدمير البنى التحتية في المجتمع، فقدان الامن لضعف القانون. أنتشار الفساد الاداري المتمثل بالتزوير والرشوة والابتزاز والمحسوبية والاحتيال والاختلاس ولدى اعلى السلطات في البلد بدليل بسيط من أين لهم هذه الاموال الضخمة التي لم يمتلكوها قبل تسلم مناصبهم.. على اثر هذه الظروف قرر الاف العراقيين الهجرة الى الخارج وكان النصيب الاكبر للمسيحيين في مغادرة البلاد.
بعد ستة عشرة عاما على هذه المهزلة والحالة الشاذة لسلطة الحكم في العراق ،نفذ صبر الشعب العراقي الخير الوطني ،فخرج الشباب الى الساحات يطلقون شعارات تعبر عن الولاء للوطن ونبذ الطائفية والولاء لقوى الاقليمية، وينادون لرحيل هؤلاء المتسلطين والمتمسكين بزمام الامور والسلطة في البلد، خرجوا للتعبير عن معاناتهم المختلفة بطرق سلمية واصلاح المجتمع العراقي، الا ان السلطات الفاسدة الحالية أستخدمت كافة الوسائل الدموية لتشتيتهم والقضاء على ثورتهم الهادئة السلمية ، من اطلاق الرصاص الحي وغازات مُسيلة للدموع ومؤذية للأعصاب، والخطف، والحجز ،وابشع وسائل الترهيب التي تنافي قواعد حقوق الانسان العالمية بكل مقاييسها ضد الناس المسالمين، وعلى أثرها سقطوا العديد من الشهداء والجرحى والمفقودين والمعاقين.   
ماقدمته صورة مقضبة للظرف العراقي الحالي ،ولكن ماهو موقف أعضاء الكوتا المسيحية في البرلمان العراقي اليوم ؟
من يمثل المسيحيين باثنياتهم الثلاث الكلدان والاشوريين والسريان اليوم في البرلماني العراقي ومن هم في المناصب العليا في الدولة، من وجهة نظري هم جزء من المنظومة الادارية والسياسية للسلطة الفاسدة في العراق. ليس بمقدوري أخلاقياً اتهمهم بالتورط في الجرائم، لكن لايختلفون عن غيرهم في غاياتهم لنيل مناصبهم لتحقيق منافعهم ومصالحهم الشخصية والصعود على أكتاف أبناء الاثنيات الثلاث والدلائل متعددة لهذا الوصف والتحليل لغاياتهم منذ وجودهم على الساحة السياسية .فهَمهم الوحيد هو الكرسي والالتصاق به والصراع عليه ،وما حالات التسقيط القائمة بينهم الا برهان دامغ على الحالة ،فكلنا نعرف التسقيطات الاعلامية التي حدثت بينهم كلما يقترب موعد الانتخابات بالرغم من أن بعض أحزابهم تعمل على نفس الفلسفة والايديولوجية في العمل السياسي لتحقيق الاهداف .انهم ضمن هذه المنظومة الفاسدة ولا يستوجب مجاملتهم طالما هم متمسكون بمناصبهم ومواقفهم الهزيلة ولم يحركوا ساكناً مع السياق الفكري والعملي للشعب العراقي والمسيحيين جزء منه. ففي تصريح أطلقه "يونادم كنا" لوكالة أنباء"براثا". رابط 1
   نلاحظ بوضوح أن اللغة المستخدمة في التصريح لا تختلف مفرداتها وصياغتها وفلسفتها عن اللغة التي يستخدمها المسؤولين الاخرين في الدولة ، فالتصريح من البداية والى النهاية هو جملة عبارات أطلقها للسخرية من المتظاهرين، كانما المتظاهرين لا عقول لهم ليحللوا ما في جعبته، اذ جاء:
 (وقال رئيس الكتلة النائب يونادم كنا في حديث صحفي إن "البرلمان والقوى السياسية جادة في محاولة إجراء الإصلاحات وتلبية المطالب الشعبية، ومن بينها اختيار شخصية لشغل منصب رئيس الوزراء تنطبق عليه المواصفات الوطنية) بمعنى أن الحكومة العراقية والبرلمان والقوى السياسية لمدة خمسة عشرة عاما لم تكن جادة في الاصلاحات وانما خدعت الشعب العراقي ولم تسع لشيء يحقق مصالح البلد والشعب، بل لتحقيق منافعهم الخاصة. كما أن رؤوساء الوزراء لحد هذا اليوم لم يكونوا وطنيين بل رجعيين مرتبطين وتابعين لاجندات خارجية أقليمية. والا لماذا أختيار الحالي سيكون وطني؟!! 
وتابع (أن الحكومة مطالبة بالحزم في معالجة حالات الفوضى، لكن بنفس الوقت فان المتظاهرين السلميين عليهم تفويت الفرصة على المندسين وأن ينسحبوا من ساحات التظاهر بالتزامن مع أعياد الميلاد لأسبوع أو اثنين لفرز الجهات المندسة والعودة بسلمية حقيقية). كل هذه التضحيات الجسيمة بالنسبة الى المتظاهرين السلميين ويناديهم للانسحاب من ساحات الاحتجاج ،غريبة هل سيصدقوه المتاظهرون؟ أ ليست خدعة أخرى وتعبير عن فشل الحكومة والبرلمان الذي هو جزء منه . وسؤالي الى "يونادم كنا" أ ليس بأمكان هذه الحكومة الجبارة التي ميزانيتها مليارات الدولارات قادرة على حماية المتظاهرين من المندسين ومكافحتهم ؟ أين الاجهزة الامنية والدفاعية؟ وهذا برهان وشاهد من أهلها ،ان الدولة الحالية غير قادرة على حماية مواطنيها، ولكن هذه ليست الحقيقة ،بل أن الميلشيات الحزبية بمباركة أيرانية هي التي تقوم بواجب زج المندسين كمحاولة حكومية سياسية لترهيب المتظاهرين لعلهم ينسحبون، هذا ما يؤكده المتظاهرون أنفسهم كشهود عيان. وأخيرا يؤكد:
(سنعمل من أجل تحقيق جميع المطالب السلمية بعيداً عن الفوضى التي يحاول خلقها المخربون والقتلة وأصحاب الأجندات الخارجية)،ومرة أخرى ، نسأل :أين كنتم طوال خمسة عشرة عاماً؟ لماذا انتظرتم لكي تصل معاناة الشعب العراقي وأخصهم الشباب الى هكذا حالة ؟كما أن لغتكم هذه عن المؤامرة الاجنبية الخارجية ،أ ليست لغة الفاشلين لتبرير فشلهم في تحقيق الاهداف والنجاح في خدمة الوطن ،هذه نسمعها ونقرأها لكل حكومة أو حزب سياسي فاشل لتبرير مواقفه. وماذا تقول عن التدخل الاجنبي الايراني الواضح، أ ليس تخريبيا أم تعتبرونه هذا لاستقرار العراق؟
وهذا هو رد  الفعل والاستجابة لندائك تراه على الرابط أدناه 2(في بيـــان "معركة الاصلاح "... متظاهرو ساحــة التحرير يدعون للخروج بمظاهرة مليونية في كافة محافظات العراق من شماله الى جنوبه)

 ومن المفارقات الهزلية والتي تؤكد أن ممثلي الكوتا المسيحية هي بعيدة كل البعد عن الواقع العراقي الحالي هي مطالبة لجنة أعداد الدستور بأدراج السريان في الدستور العراقي. رابط3 رفعتها ممثلة كتلة "بابليون في البرلمان" بيداء خضر السلمان" نعم لا أحد يعترض على هذا المطلب فهو مشروع جداَ لتكتمل درج الاثنيات الثلاث في الدستور العراقي وارجو ان لا يفهمني خطأ الاخوة السريان، اذ لا أقصد في ذلك المهزلة ، بل قصة الفقرة الثانية في مطالبة أعادة صياغة المادة 125 من الدستور التي يؤكد المطلب فيها على حذف الواوات ؟ لماذا الرجوع بنا الى المربع الاول.
وما هو أثر الواوات ، طالما أن ذكر الاثنيات الثلاث موجود كتحصيل حاصل كدلالة أنها موجودة على ارض الواقع .حذف الواوات من وجهة نظري هي محاولة ألغاء خصوصية الاثنيات الثلاث والنيل من مشاعر الافراد ،ألغاء أقوى مقوم لاعتبار جماعة بشرية أنها أثنية ما، وتقره الامم المتحدة وأهل الاختصاص ( الشعور بالانتماء) .هناك تراجع فكري لمن يؤكد على الارض والتاريخ المشترك والدم المشترك كمقومات اساسية لاعتبار مجموعة بشرية انها اثنية ،كلها لا معنى لها دون أن ينتاب الفرد في الجماعة الشعور للانتماء.
 اليوم الكلدانيين والاشوريين والسريان ليست ارضهم مشتركة فمنهم من يعيش على ارض الاجداد وغيرهم على ارض امريكية واخرى استرالية واوربية وكندية ،وليس تاريخهم ونمط حياتهم موحد ابداً فمن يعيش من ابناء الاثنيات الثلاث في العراق وسوريا يعيش حياة مشحونة بالصراعات مع الاخرين ،في حالة الخوف وعدم الاستقرار والاستحواذ على حقوقهم من قبل الاغلبية ،يفتقدون الى أبسط وسائل الراحة والخدمات والامان ،بينما الذين يعيشون في البلدان المتحضرة يتمعون بحياة يسودها الاستقرار والراحة والامان وكافة الحقوق كما هي للاغلبية في هذه البلدان ،لا تعرف الاجيال الحالية من الاثنيات الثلاث الغالبية العظمى منهم شيئأً عن تاريخ الاجداد وأمبراطورياتهم بينما يدركون تاريخهم الجديد في أماكن أقامتهم.، فأين التاريخ المشترك ؟ وأن كانت اللغة المؤشر الاساسي لمجموعة بشرية لتوحدهم كأثنية ،ايضاَ بالرغم من أهميتها القصوى، أصبحت غير قادرة على ربط الافراد ، فالعديد من الكلدان لا يتحدثون الا العربية أو الانكليزية عند الاجيال الحديثة وهكذا بالنسبة الى السريان ،وأيضاً بالنسبة الى الاجيال الحالية للاشوريين لا يتقنون نفس اللغة التي اتقنها الاباء والاجداد بتاثير لغات بلدان الاقامة والعيش.هكذا أذن، لايبقى غير ( الشعور بالانتماء) وهو الذي يوحدنا فالكلداني يوحده مع غيره في مختلف أنحاء العالم هذا الشعور بالرغم من الاختلاف في المؤشرات الاخرىن وهكذا بالنسبة الى السرياني والاشوري.انما مقومات الارض والتاريخ والدم بحسب الدراسات الاجتماعية والانثروبولوجية بدأت للاجيال الحالية بمثابة أسطورة.
ليسعى ممثلوا الكوتا الى وضع صيغة لتقدير وأحترام خصوصية ومشاعر الافراد لكل أثنية .كما لا يحق لهم أقرار هكذا مسائل والنظرة اليها الا في ضوء استفتاء شعبي للاثنيات الثلاث فكل فرد هو الذي يقرر ما يسمونه وليس حزب سياسي او عضو في البرلمان.
والغرابة في هذا المطلب انه مقترح مقدم من كتلة بابليون الذين لا يساومون على خصوصية أثنيتهم الكلدانية، كما هو ممثل كتلة الكلدان "هوشيار يلدا" الذي ساندته في الحصول على الكرسي البرلماني مؤسسات واحزاب كلدانية سياسية لا تساوم على خصوصية كلدانيتها، كان أقل أحتمال الرجوع الى تلك الجهات أو الى الخبراء. فما الذي جرى وراء الكواليس يا ترى.
بدلا من أن يطالب ممثلوا الكوتا بتحسين الوضع المعاشي للشعب العراقي والقضاء على المعاناة والفساد وترسيخ الفكر الوطني في ظل عراق واحد ،وبدلا من تفقدهم لاحوال المسيحيين في قراهم المحررة من داعش للوقوف على مطالبهم وتحسين مستوى حياتهم وتحقيق متطلبات الاستقرار والامان والحد من الهجرة وبدلا من تأكيدهم على المواد الدستورية المجحفة بحق المسيحيين مثل أسلمة القاصرين والمطالبة بالكف عن الاستحواذ على ممتلكات المسيحيين في بغداد واماكن اخرى، وكما وضح الكاتب القدير(كوهر يوحنان عوديشو ) في مقاله عى الرابط أدناه4. رفعوا مطلبهم عن التسمية كأنما كل مشاكل المسيحيين ستحل لو رُفعت الواوت . يا المصيبة !!! ومتى  في وقت خرج الشعب العراقي ومن ضمنهم المسيحيين يقولون لا للطائفية ، لا للاثنية ، لا للمحاصصة ، بل للعراق ، للوطنية ، للشعب الواحد، للاصلاح، لتحسين مستوى المعيشة ، لتحقيق الامان والاستقرار.
وعليه الافضل لو كان مطلبهم في ظل هذه الظروف هو أعادة صياغة المادة125 دون ذكر للاثنيات والقوميات بل تؤكد المادة على ضمان الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية لكافة أفراد الشعب العراقي. فالدستور الذي يتضمن في مواده شيء عن القومية والدين لهو دستور يرسخ مفاهيم عنصرية شوفينية تحفز للصراعات بين أبناء البلد الواحد.الدساتير في البلدان المتحضرة ترسخ المفاهيم الوطنية.
أ ليس أخي القارىء ممثلوا الكوتا في وادِ والشعب العراقي في وادِ آخر؟ أيهما أفضل للمسيحيين ولكم ،أن تعيشوا في ظل بلد يقر دستورها بالوطنية وتسمية واحدة "عراقيون" ومساواة في الحقوق ومنح الفرص في العمل بحسب الكفاءة والقدرة ،ونبذ الطائفية والمحاصصة أم في ظل السلطة الحالية التي ترسخ الطائفية والاثنية والمحاصصة ليستحوذ عليها الاغلبية والاحزاب الدينية التي تعمل وفق التشريعات الدينية ؟
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,960030.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,959787.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,960194.0.html
http://www.ankawa.com/forum/ind

                       

489
الاخوة من أقرباء واهل الفقيد المرحوم ماجد عزيزة
نقدم لكم تعازينا للمناسبة الاليمة على جميعنا ،وقد كان المرحوم صديقاً وكاتباً صحفياً ملتزما بالقلم التنويري الهادىء المعتدل، ومثابرا وصريحا في مقالاته الصحفية.نطلب من الرب ان يحفظه في ملكوته السماوي الابدي .
د. عبدالله مرقس رابي
هاملتون /كندا

490
الاخ يوحنا بيداويذ والعائلة الكريمة
تحية وعيد ميلاد سعيد لجميعكم
نقدم لكم تهنئتنا بمناسبة حصول ابنتكم انجيلا على درجة الماجستير في الرياضيات والفيزياء مع تمنياتنا لها النجاح الدائم وتكملة مشوارها ومسيرتها العلمية لنيل درجة الدكتوراة.ولنا الفخر بهكذا مبدعات ومبدعين ليضافوا الى اعلام الكلدان في كل مكان من المعمورة.
اخوكم
د. رابي والعائلة

491
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
اود الاشارة الى ان كلمتك الموجهة للثوار العراقيين هي قيمة جداً وهم بأمس الحاجة الى هكذا افكار لكي ترى النور في الواقع السياسي ،وكل ما تفضلت به هو أجراء واقعي لكي تتم مسيرة الثورة العراقية اليوم ،ثورة الشباب،واخص بالذكر هو تشكيل حكومة انتقالية وابعاد كل من هم في الحكومة الحالية والاحزاب السياسية من ادارة البلاد ،وكما ادعو بهذه المناسبة ان يلتزموا الثوار بالحذر من ان البرلمان الفاسد الحالي على وشك تعيين رئيس وزراء جديد ،فمهما يكون فهو موالي للكتل المستحوذة على الحكم كتل الاحزاب الدينية المتخلفة،فالصمود والتفكير بتشكيل حكومة انتقالية بدعم من الدول التي ذكرتها خير وسيلة لانقاذ العراق من ويلات المتخلفين في الحكم.
تقبل تحياتي

492
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحبة
اسف على التاخير
اشكرك على قرائتك للمقال والملاحظات القيمة التي طرحتها عن الانتفاضة الشعبية في العراق ،وما تفضلت به من تساؤلات مهمة وجديرة بالاهتمام عن موقف الاعلام العالمي والحكومات المتنفذة عالمياً من هذه الاحتجاجات لعدم وضوحه .
تقبل تحياتي

493
الاخ الزميل الدكتور ليون برخو المحترم
تحية
ارجو ان تكون بتمام الصحة والعافية
دعوة موفقة للاخ جاك الهوزي الذي فقدناه وفقدنا مواضيعه الشيقة والموضوعية التي يطرحها من غيرته على بيته الكبير .
اعتقد ما تفضلت به من مؤشرات كاسباب لبقائه بعيداً هي صائبة ،وكثيرا ما كنت اناقش شخصيا معه فكان رده لا فائدة مما نكنب فلا من يسمع سواء من القادة السياسيين او الروحانيين أو المعنيين في كتاباتنا..
وهذا يذكرني عندما كنت طالياً في منتصف السبعينات في قسم الاجتماع ،وفي سياق شرحه عالم الاجتماع العراقي حاتم الكعبي عن دور علم الاجتماع في المجتمع والتخطيط ،فقال: " كثيرا ما يقولون انكم الباحثين تبحثون وتكتبون وتتنبؤن ولكن ليس من مُجيب" فقال ردنا هو على هؤلاء :نحن نبحث ونؤدي عملنا الذي قسمنا من أجله لخدمة المجتمع ،ولا نملك سلاحا وضغطا اجتماعيا لكي نُلزم الحكومات والمسؤولين في المجتمع باقرار او عدم اقرار ما نصل اليه من نتايج ،فهم يتحملون نتائج افعالهم ومواقفهم مما نكتب ونبحث ونصل من نتائج اذا لا يعيروها اهمية وينطلقون منها..وهكذا اقول للاخ جاك :نحن نكتب، وتعتمد على االامكانيات الفكرية للمعنيين فيما يقرون بما نصل اليه من عدمه وهم يتحملون المسؤولية التاريخية.
تحية لك دكتور ليون وللاخ جاك مع العودة الينا والى كل الاخوة القراء.
محبتي

494
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية وتقدير
اسف على التاخير
شكرا على ملاحظاتك القيمة والمكملة للمقال .
كانت محاولة تحليلية في ضوء معلومات مباشرة من موقع الحدث وعلى لسان الاعلامي المحامي ظافر نوح الذي نعرف عمله المهني والمواظب على نقل الكلمة كما هي ولا كما يظن أو ما يحمل في فكره من مواقف ،فهكذا تحليلات برايي المعتمدة على اشخاص مهنيين ومن موقع الحدث هي الافضل في تغطية ما يجري على ارض الواقع .
كما ان اذاعة صوت الكلدان التي يديرها نخبة كلدانية طليعية ورائعة وملتزمة بقواعد الاعلام المعاصر هي مشجعة للتواصل مع ما تقوم به من انشطة ومتابعتها.
شكرا على كلمات الثناء التي وصفتني بها واني لست مستحقاً لها.
اخي زيد
كل شخص في الحياة له طبيعته وأفكاره ومواقفه .وهو يتحمل مسؤلية افكاره المطروحة.
تقبل تحياتي

495
الاخ المهندس غانم كني المحترم
تحية
اسف على التاخير لاشكرك على ردك الجميل وما تفضلت من ملاحظات ومعلومات قيمة جديرة بالاهتمام.
نعم دور العلمانيين في الكنيسة لم يكن وليد اليوم بل منذ نشأتها لكن مع الاسف النفس البشرية لبعض الاكليروس حرفت وبل الغت ذلك الدور لاسباب تكمن في نفسيتهم .
شكرا على مرورك
تقبل تحياتي

496
المهندس القدير عبدالاحد قلو
تحية
شكرا على مداخلتك القيمة ،نعم اخي عبد أنهم شباب الالفية الثانية ،الذين لا ينسجمون مع القيم والاساليب الحياتية التي جاءت بها الاحزاب الدينية المتخلفة والتي تحاول ان تأخذ بهم 1400 سنة الى الوراء ،أي عاقل يعقلها ،ونهايتهم وبهذه الافكار قريبة طالما نهض جيل الشباب الذي لا يتقبل الا ما هو معاصر وفي عصر ثورة المعلومات .
تحياتي

497
الاخ العزيز يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
اسف على التاخير في الرد على مداخلتكم الرائعة التي أوضحت فيها اموراً تستحق الاهتمام ،هكذا هي الفائدة المتوخاة من تبادل الاراء والنقاش بهدوء.شكرا مع أملنا في قراءة مقالاتك التنويرية.
تحياتي

498
                                   رأي في التظاهرات العراقية
                             في ضوء اللقاء مع المحامي "ظافر نوح"
                                         من موقع الحدث
  د. عبدالله مرقس رابي
                      لتسليط الضوء على أنتفاضة الشعب العراقي الحالية في بغداد والمحافظات الجنوبية، اعتمدت على المعلومات التي وُردت مباشرة من أحد المتظاهرين المعروفين الذي نزل الى الساحات من اليوم الاول مُشاركاً ومتابعاً ومعتصماً في خيمة المحامين لما يجري على الارض، وهو الاعلامي والناشط الحقوقي المحامي "ظافر نوح" رابضاً مع المتظاهرين في ساحة التحرير حيث موقع الحدث. من خلال المقابلة التي أجراها معه الاعلامي "فوزي دلي " من أذاعة "صوت الكلدان" في ولاية  مشيكن الامريكية. وكانت التغطية المعلوماتية له على أثر الاسئلة الشاملة والدقيقة التي طُرحت عليه.
وصف ضيف أذاعة صوت الكلدان من موقع الحدث التظاهرة: أنها تظاهرة الشعب العراقي بكل أطيافه خرجوا الى الساحات مطالبين بحقوقهم والقضاء على الفساد الاداري ومحاسبة الفاسدين في الحكومة العراقية، تظاهرة سلمية انطلقت في الاول من تشرين الاول بحماس كبير وأندفاع لا مثيل له، تجمعهم كلمة رائعة ومُهيبة هي "العراق"التي بترددها أسحقت الطائفية المتخلفة التي أوقعت البلاد في أتون لا خروج منه الا بمناداة "نحن عراقيون". وشعارهم " الوطن" وتحت راية واحدة موحدة"العلم العراقي" لا راية الميلشيات والاحزاب السياسية الطائفية.
وصفها "نوح" انها حلم ومعجزة ،اذ لم يتوقع أحد ،وحتى المحللين السياسيين أن يحدث أحتجاج عارم وبهكذا قوة ضد الحكومة. بل الحكومة نفسها توقعت أنها ستكون مؤقتة وتتفرق بسهولة ،الا ان الاعداد تتزايد يومياً الى أن وصل المليون شخص من شباب من كلا الجنسين ومختلف الاعمار ومن كل فئات الشعب. يقول: هي الثورة من أجل حياة أفضل، وانعطاف كبير في تاريخ العراق اليوم. ثورة ضد الحكومة التي أنتكست في تحقيق العيش الملائم للشعب العراقي، التي أخفقت في تحقيق أبسط الخدمات،وهي ضد الاحزاب السياسية الطائفية التي وضعت الدستور ولم تطبقه.
متظاهرون تجمعهم فكرة واحدة هي مطالبة بالحقوق والعيش الرغيد، ثورة رافقها التغيير في العقلية العراقية، تغيير في عقلية الانسان العراقي، فبدلاً من الطائفية ،الرغبة الجامحة في التعايش السلمي بين مختلف مكونات النسيج العراقي تحت مفهوم "الوطن" وراية واحدة هي راية العراق.وهذا يعد أول أهداف الثورة ،واول انجازها،التحول في العقلية للشعب العراقي.ولهذا كانت صدمة للسلطات ،كيف حدث هذا ولم يتوقعوا من شباب اليوم هكذا أندفاع للمطالبة باصلاح النظام السياسي ،وتطبيق الدستور،لا للمحسوبية ولا للعشائرية ،ولا للطائفية، انما الالتزام بالضمير والانسانية ،عليهم أن يعوا انهم في وطن.وليس من بين المتظاهرين مندسين وحاقدين كما يُروج.
ردة فعل الحكومة
توقعت السلطة بأن التظاهرة ستنتهي،ولكن بعد استراحة أحتراما لارواح الشهداء،انطلق مُجدداً المتظاهرون بكل اطياف الشعب العراقي،وكان ذلك العدد مفاجأة للحكومة.وعلى أثر هذا الاصرار من الشعب بدأت مقاومة الحكومة لهم ، فتعرض المتظاهرون يومياً الى غازات مُسيلة للدموع ، وأُغمي عليهم  العديد منهم، وبعض حالات الاختناق ،وقد وصل أحد الايام عدد القنابل الى 400 قنبلة. وأستخدمت الغاز الثقيل الخارق للجمجمة ،وقد جمعنا الظروف الفارغة لتلك القنابل للتعرف عليها واجراء التحقيق لكشف عن هذه المادة التي عرفنا أنها ليست قنابل مُسيلة للدموع، وهي غريبة ومن الصعب التعرف عليها، ونحن كمحامين قدمنا الشكاوي لمنظمات دولية للاجراء اللازم.وقد توقف اطلاق القنابل أثناء زيارة ممثلة الامم المتحدة في العراق في ذلك اليوم ، انما في الليل أطلقوا على المتظاهرين مادة الكبريت. في البداية تخوف المتظاهرون  للاعراض التي سببتها هذه القنابل ،ولكن تدريجياً تشجعواوأستمروا بأحتجاجهم وأطلقوا على هذه الغازات " عطر الابطال" فأُطلقت هتافات "أضربونا بعطر الابطال".أضافة الى انتشار اشخاص ملثمين لتهديد وترهيب المتظاهرين.وكل هذا لايثني من عزيمة المتظاهرين بدليل أن عددهم يتزايد يومياً.بالرغم من وصول عدد الشهداء لحد هذا اليوم 200 شهيدا والاف من الجرحى والمعتقلين.
أما سلمياً كانت ردة الحكومة أصدار بعض البيانات التي لم تلتق مع مطاليب المتظاهرين، بل انكشف امامهم أن الحكومة تخدعهم، فكيف مضى على حكومة عبدالمهدي سنة كاملة دون توظيف شخص واحد ،ولكن في بيانه أكد على توفير الان 12 الف وظيفة.وقد أدرك المتظاهرون ان هذه التصريحات ليست الا للالتفاف حول حقوق الشعب ،وعلى أثرها فقدت المصداقية وتُعتبر محاولات تخديرية. لم يطلب المتظاهرون تنازلات من الحكومة،ولكن عليها واجبات ،كما للشعب حقوق.بل مطاليبهم هي نظام جديد للاحزاب، وان لا تكون الدولة مؤسسة مبنية على حساب المذهبية والدينية والعشائرية،انما الالتزام بالقانون وتطبيق الدستور والانسانية .وليس للحلول الترقيعية.
 ويضيف قولا: لا يوجد لقاء بين الثوار والحكومة، فالسلطات الثلاث مصدومة ،ليس لهم خطاب ليعلنوه وليس لهم جواب. ويعرفوا جيداً ان الشعب مصدر السلطات بحسب الدستور المادة الخامسة، جاء بهم الشعب،ومن حقه أن يغيرهم طالما لم يححقوا شيئاً له.وعليهم أحترام أرادة الشعب العراقي.فالخطأ ليس على الارض ،أنما الخطأ عندهم.
الحياة اليومية للمتظاهرين
  يقول المحامي المعتصم" ظافر"  بالرغم من الاعداد الغفيرة جداً من المتظاهرين،هناك تعايش بينهم سلمياً ومشاعر موحدة لان هدفهم واحد. وتجاوب الشعب لاستمرار التظاهرة قائم.والشعب يمول نفسه، كالتبرع بالماء والاكل الذي يتم تحضيره في البيوت، ونقل المتظاهرين الى ساحات الثورة ، فاشتهر أصحاب "التكتوك" التي كانت منبوذة ورُوج لمنعها قبل الثورة من قبل الحكومة ،وقد أستخدمها أصحاب المدخولات المتدنية للتنقل ،انما اصبحت اليوم رمز للثورة فسواقها هم أصحاب فضل للمتظاهرين،أذ نقلوا المصابين الى المستشفيات والمتظاهرين الى ساحات الثورة ،فأصبحوا قادة الثورة بدلا من طبقة مسحوقة.
وهناك من يتبرع لتوفير الادوية وبعض الحاجات الاخرى للمصابين ومنهم جمعية "سان جود "الكلدانية وقدم البطريرك الكاردينال ساكو وفريقه من الاساقفة الى ساحة الثوارحاملا معه الادوية واحتياجات أخرى للمتظاهرين،وكان حضوره داعماً ومحفزاً لهم ووجوده يعد رسالة بأنه احتجاج وطني،وقد عبر المتظاهرون عن فرحتهم وأعتزازهم به.( هكذا ينقل الاعلامي المهني بشفافية الخبر بدون تأويلات شخصية عن الحدث والسلوك ، ودون أن ينعت الانسان بصفات لايمكن كشفها عن الشخصية الا من قبل الباحثين الاجتماعيين والمختصين بالصحة النفسية من خلال دراسات معمقة وقياسات علمية لهذا الغرض .اذ ظافر نوح، هو اعلامي مهني خريج كلية الاعلام ،جامعة بغداد قبل أن يكون محامياً ويمارس كلتا المهنتين بشفافية وحيادية. وهو مع المتظاهرين حالياً للتوعية بحقوق الانسان والتأكيد على سلمية الاحتجاج ومساعدة اًلمصابين ).
ومن بين المتظاهرين أطباء وصيادلة وطلبة الكليات الطبية والصيدلة، يقدمون ميدانياً أفضل الخدمات لانقاذ الجرحى، فقبل نقل المُصاب الى المستشفى، يجرون عمليات التنفس الاصطناعي لتفادي الاختناق، تزويدهم بالمغذي ووقف النزيف. وقد طلبت الحكومة منهم عدم القيام بهذه الخدمات في ساحات الاحتجاج وهُددوا بطردهم من كلياتهم، لكن يزدادون أصراراً لتقديم خدماتهم الانسانية. كما لا يقصرن النساء والشابات في تنظيف ساحات الاحتجاج وتقديم المساعدات للمتظاهرين ،وهي حالة نفتخر بها ،حالة تقدم لنا  صورة عراق موحد تضامني وحالة من العيش المشترك.
هكذا هي الحياة اليومية للمتظاهرين وتفاعلهم اليومي،وهم شبه معزولين عن العالم الخارجي كما عبر عن ذلك ضيف الاذاعة لعدم السماح للاعلاميين وممثلي المؤسسات الاعلامية لتغطية الاحداث ومنعهم من الدخول الى ساحات الثورة واللقاء مع المتظاهرين. بينما يدخل بعضهم بخفية عن الانظار ويخافوا من كشف الحقائق.
يمكن الاستنتاج مما قدمه الاعلامي والحقوقي "ظافر نوح" معتصماً من موقع الحدث عن التظاهرات الشعبية العراقية ضد الحكومة القائمة أنها:
تحرك شعبي لتفاقم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في البلد منذ عام 2003.وعدم وفاء الحكومات المتعاقبة بالوعود التي أطلقتها للاصلاح وتقديم الخدمات وتوفير مستلزمات العيش الانسانية والقضاء على الفساد،وتجاهلت السلطات مطالب الشعب وأنشغلت بتوزيع المناصب والصراع عليها من قبل الاحزاب السياسية الطائفية.
أدرك الشعب العراقي الحقائق ،حقائق العمل السياسي الحالي بأنه غير مجدي ،وبالرغم من تغيير الوجوه القيادية ،الا ان السلوك واحد والفكر نفسه لايتغير،فتولدت قناعة عنده بأن النظام السياسي الحالي الطائفي والذي يتخذ من المحاصصة في ادارة دفة الدولة لابد أن يتغير،فكل ما تؤديه الحكومات من محاولات ما هي الا ترقيعية ،والا لماذا يستمر الفساد في كل مؤسسات الدولة من القاعدة والى القيادة، ولم تُعالج ظاهرة البطالة، وعدم توفر الخدمات الارتكازية التي تعد من اولى واجبات الحكومة.
على أثر هذا الاسلوب السياسي والاداري المُتبع ،فقد الشعب العراقي الثقة بالسلطات الثلاث،وعدم المقدرة في التحكم بالاحداث لتحقيق الاستقرار والعيش الرغيد بالرغم للعراق ثروات طبيعية وبشرية تجعلها من الدول الغنية والمتقدمة.
ثارت الجموع الشبابية ولحقتهم أطياف مختلفة من الشعب ،من مختلف الاعمار والجنسين،ومن مختلف المهن والطبقات الاجتماعية والطلبة من مختلف المراحل الدراسية وكل مكونات النسيج العراقي ومن كل قوى التيار الديمقراطي،نعم الشيعة أعدادهم كثيرة وهذه حالة طبيعية لتفوق عددهم ،وهذا لا يعني أنها تظاهرة شيعية ،ففي بغداد كل المكونات المذهبية .والدليل على أنها ليست كذلك، وحدة هتافات المتظاهرين  من اليوم الاول حيث أطلقوا شعار "العراق" ونحن عراقيون ونحن هنا من أجل الوطن وانقاذه ووحدتهم في رفع راية واحدة هي " علم العراق" وليست ألاعلام والرموز الطائفية كما تعمل الاحزاب السياسية الدينية وميليشياتها.
هدفها واحد هو المطالبة بحقوقهم وحاجاتهم التي على الحكومة توفيرها،ولوحدة الهدف تميزوا بالعقل الجمعي الذي وحد سلوكهم التعبيري ومشاعرهم في التظاهرة. تجاوز تجمعهم حدود الطائفية المذهبية والاثنية المتخلفة التي أوقع وجودها البلد في مأساة اجتماعية وأقتصادية وسياسية تاريخية لا مثيل لها في التاريخ العراقي المعاصر.وقد يكون عدم وقوع هذه المظاهرات في المحافظات ،الانبار ونينوى وصلاح الدين  ومحافظات أقليم كوردستان،للظروف التي تمر بها حالياً لانها توا خرجت وتخلصت من حرب مدمرة لسيطرة داعش عليها حقبة من الزمن فانهكت وهي في حالة التعافي مما خلفته الحرب ولها مشاكلها الاستقرارية، واما اقليم كوردستان له خصوصيته في الحكم والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويكفي ان المتظاهرين موحدون تحت راية العراق.
قيام هذه الثورة يعد رسالة واضحة للعالم أن حكومة العراق غير صالحة وليست وطنية، وان ولائها ولاء حزبي وطائفي متخلف وتقودها دول الجوار وتوجهها بحسب مصالحها ،لا تعرف القانون وتطبيقاته في ادارة الدولة والمجتمع. فهي ثورة ضد التدخل الاقليمي والطائفية والمحاصصة والفساد بأنواعه.
وهل ستحقق النجاح ثورة الشعب العراقي؟
النجاح مرهون بعوامل متعددة ،منها:الاصرار والاستمرار بالاحتجاجات السلمية ،مساندة الجيش العراقي وان لايبقى متفرجاً فهو لحماية الشعب وصيانة حقوقه،انضمام أعضاء النواب البرلمانيين مع المتظاهرين ولا يبقون متفرجين فالشعب الثائر رشحهم ليمثلونه، بتر يد ايران من التدخل بشؤون العراق السياسية، مساندة الامم المتحدة واتخاذ الاجراءات الميدانية وليس الاكتفاء بالتنديد، مساندة الدول العظمى للمتظاهرين.وأخيراً تشريع قوانين لاتجيز بتاسيس احزاب سياسية على اساس المذهبي أو الطائفي أو الاثني.
مع كل التمنيات للشعب المتظاهر الذي يسعى لتحقيق الكرامة، النجاح،وشكرنا للاخ المعتصم ظافر نوح لما قدمه لنا من معلومات من موقع الحدث كما نشكر طاقم اذاعة الكلدان في مشيكن والشكر للاخ فوزي دلي..     

499
الاخ يوحنا بيداويذ المحترم
تحية
تساؤلات مشروعة قدمتها للحكومة العراقية بسلطاتها الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية التي واعدت ولمرات عديدة بعد انتخابهم ونفس الوجوه في قمة السلطة وان لم يكن ذلك بل حاملي نفس الافكار والولاء فما الفرق بينهم وهم ينتمون الى نفس الاحزاب السياسية، فهم يحملون ذات الافكار المتخلفة والسبل نفسها في السلطة،انهم حقاً سببوا في تخلف العراق ،انتشار الفساد ،الاجرام بكل انواعه ،التخلف الصناعي ،تخلف التعليم والقائمة تطول،نعم كانت لهم انجازات عظيمة لا احد ينكرها وهي
ملىء جيوبهم وثانيا تسليم العراق لايران الطامع تاريخيا بها .
ولكن الشعب العراقي انتظر وصبر الى ان وصلت الحالة الى الغضب وعدم السكوت فها كما نرى انهم بسلاحهم السلمي ونداءاتهم واحتجاتهم يطالبون محاسبة الفاسدين ،وكما تفضلت من عبارات تستحق هؤلاء الابطال في ساحات السلام فعلينا ان نرفع القبعة لهم لا ان نخلط الامور ونؤولها بالطائفية كما يفعل البعض بل يكفي شعارهم هو العراق وهم يحملون رمز العراق .
تقبل تحياتي

500
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
اود الاشارة الى ان قرائتك للمقال كانت دقيقة جداً وقدمت تساؤلات عن ما ورد فيها لاعادة النظر في بعض المفاهيم سواء على المستوى الروحي أو المدني العلماني في الكنيسة .
نعم أخي زيد ان حركة المجتمع والتغيرات التي تصاحبها هي التي تجعلنا دائماً أن نعيدالنظر في العديد من المفاهيم ،فمثلا قد تكون هناك في اللاهوت مسائل غير صائبة في زمان ما وكُتبت من حيث البيئة الفكرية وتاثراتهافي عقل المفكر ،او كُتبت العديد من الافكار ولكن لا توكل أية اهمية للعلمانيين في الكنيسة باعتبارهم جزء منها ،بل كانت جل اهتمامات المفكر اللاهوتي هو لترسيخ مبدأ القدسية للاكليروس ،ولكن عند قراءة جديدة للكتاب المقدس سيتضح ان امور عديدة لابد ان يعاد النظر في تفسيرها ،فالجمود الفكري لا يولد الا المشاكل والتشبث بما قيل وقال في الماضي السحيق من التراث وما شابه هي حجة التنصل من الابداع .
تحياتي

صفحات: [1] 2 3