مجمعي كنيسة المشرق الآشورية:
مجمع بيت لاپاط (484♰) ومجمع أقاق (486♰)
في عهد الجاثليق بابوي، في سنة (484♰) دعى برصوما مطران نصيبين إلى عقد مجمع [غير قانوني] في مدينة بيت لاپاط عاصمة الأهواز، الذي سُمِّي (مجمع بيت لاپاط) لتبني العقيدة التي سمتها روما خطأً بالعقيدة (النسطورية)، وذلك كردة فعل لتزايد النشاط المونوفيزي وسيطرة المونوفيزيون المباشرة على ممتلكات كنيسة المشرق في شرق أنطاكيا، بمساعدة ودعم الإمبراطور زينو لهم. لم تعارض كنيسة المشرق مجمع خلقيدونيا المنعقد سنة (451♰)، ولكن آباء الكنيسة أعلنوا عن إستيائهم من قرار هذا المجمع، بتحريم مار نسطورُس.(1)
إنعقد مجمع بيت لاپاط لأن الكنيسة في أورهي وشمال بيت نهرين، كانت لا تزال تُعْتبر جزء من الكنيسة الغربية بسبب سيطرة المونوفيزون عليها. وجاء إنعقاد المجمع بإقرار عزل كنيسة المشرق عن كنيسة أنطاكيا الغربية، ليس فقط فصل إداري كما حدث في مجمع مركبتا (424♰)، بل فصل عقائدي لاهوتي أيضا، وعلى وجه الخصوص بعد أن تبنت أنطاكيا العقيدة المونوفيزية الإسكندرية. وبذلك تطور هذا الخلاف إلى فصل كلي شامل، بين كنيسة المشرق وكنيسة أنطاكيا الغربية.(2)
ترأس المجمع برصوما نفسه، وناني مطران فرات ميشان. ومن جملة ما قرره هذا المجمع بالإضافة إلى إسقاط الجاثليق وشجب أعماله:(3)
تحريم تعاليم المونوفيزية
السماح للرهبان والأساقفة والكهنة بالزواج
منع السيمونية (شراء المراتب الأسقفية بالمادة)
منع الزواج من امرأة الأب أو الأخ بعد وفاتهم
منع الزواج بامرأتين كما كانت عادة المجوس
وأزاء فعل برصوما الغير قانوني، عقد الجاثليق بابوي مجمعاً شارك فيه الأساقفة الموالين له في أبرشية الجاثليق الكبرى في بيت أرماي. وقرر المجمع حرم برصوما وأتباعه، وإلغاء قرارات مجمعه. ولكن بعد مجمع بابوي بشهرين، أي في حزيران عام (484♰) قُتِل الجاثليق بابوي. وبعد وفاته بقي الكرسي شاغراً لعدة سنين. وخلال ثلاثة سنوات التالية لعب برصوما دوراً كبيراً في الكنيسة.(4)
وسبب مقتل أو إستشهاد الجاثليق بابوي كانت رسالته التي بعثها إلى المسيحيين في الغرب، لكي يأخذوها إلى ملك الروم زينون؛ فوقعت الرسالة في يد حرس الحدود، الذين حملوها إلى برصوما، ومن برصوما إلى الملك. فتح فيروز الرسالة ووجدها مكتوبة بالأشورية، لذلك استدعى طبيبه جبرائيل السنجاري الذي كان من أتباع أوطاخي المونوفيزي، والذي كان يحمل حقداً على الجاثليق، لكي يترجم تلك الرسالة. وخلال قرائته للرسالة زوّر وبدّل بعض الكلام، وزاد من عنده كلمات توجب السخط على كاتبها، بأنه يشكو من الملك فيروز ويقول عنه: «ملك المملكة الفاجرة». غضب فيروز غضباً شديداً وأمر بإحضار الجاثليق أمامه في البلاط، وخَيّره إما أن يترك دينه ويعتنق المجوسية، لكي يسامحه ويعفو عنه ويرفع من شأنه، أو القتل. فردّ الپطريرك: معاذ الله أن أنتقل من النور إلى الظلام. بذلك أمر الملك بقتله. فصلبوه على خشبة خارج مدينة سالق معلقاً بإصبعه التي فيها الخاتم حتى أن سلّم روحه إلى باريها. وأخذ جسده ودفن في مدينة الحيرة.(5)
بعد أشهر قليلة من صلب الجاثليق بابوي، مات الملك فيروز منتحراً في معركة خاضها ضد الهونيين. وخلفه أخوه بالش (484-488♰) على العرش. ولم يلاقي برصوما من الملك الجديد الدعم الذي كان يقدمه له فيروز. فرأى مؤمني كنيسة المشرق أن الفرصة مواتية لإنتخاب جاثليق خلفاً لبابوي.(6)
انتخاب أقاق جاثليقاً لكنيسة المشرق الآشورية
في عهد الپطريرك بابوي حينما دبت الخلافات بينه وبين برصوما، ترك أقاق مدينة أورهي وذهب إلى سـالق، وبقي فيها يُعّلم وينشـر راية الإنجيل إلى يوم إختياره للجثلقة. وتم إنتخاب «أقاق» الذي كان من خريجي مدرسة أورهي وزميلاً لبرصوما جاثليقاً سنة (484♰) خلفاً للجاثليق بابوي الذي كان من أقربائه. حاول برصوما في البداية الطعن في سيرة الجاثليق وإظهاره بمظهر سئ أمام المؤمنين. كما وحرض عليه المجوس الذين كان الجاثليق يقاوم تدخلهم في شؤون الكنيسة، فحبسوه مدة وآذوه.(7)
وبعد مدة أفرج عن الجاثليق؛ فبدأ بدحض جميع إفتراءات ومزاعم برصوما الذي كان يقرفه بالزنا والفجور أيضاً، وأثبت بالبرهان فضيلته وأمانته. ولم يبقى أمام برصوما ألا التقرب من الجاثليق أقاق وإتخاذ موقفاً مسالماً منه، لأنه لم يستطع مقاومته، وبالأخص أمام شخصية وسلطة وتدبير الجاثليق. وأدرك برصوما بأن الصراع يقود الكنيسة إلى الضعف، لاسيما في تلك الظروف القاهرة التي كان المونوفيزيون يتلقون التأييد والعون من الإمبراطورية الرومانية ويتغلغلون في المشرق ويعملون ضد كنيستها. إذ ذاك لم يسعه إلا التقرب من الجاثليق والإقرار بسوء تصرفاته. فرحب الجاثليق ببرصوما بعد أن قدم الطاعة للكرسي الجاثليقي.
وبعد أن أظهر برصوما استعداده للتفاهم واجراء المفاوضات، عقد الطرفين إجتماعاً للمصالحة في بيت عذراي الواقعة بالقرب من ألقوش. وبعد مداولات توصلوا إلى إتفاق في شهر آب سنة (485م)، على الدعوة إلى مجمع سنهدوسي في مدينة سالق للنظر في شؤون الكنيسة ومعالجة مشاكلها.(
كان الملك فيروز قد بعث رسالة إلى ملك الروم حملها له أقاق بصحبة برصوما ونرسي. وإلتقوا هناك بتاودولوس تلميذ ديئودورُس وتبركوا منه. وقد أعطى لكل منهم لقباً، فدعا أقاق عمود المشرق وبرصوما بضياء المشرق ونرسي بلسان المشرق. ولكن لما عادوا إلى نصيبين ضجّ أهلها ضد برصوما على مساوئه، ولكن أقاق قال لهم: احضروني أحداً خيراً منه، لكي أستطيع خلعه عن منصبه، فهذا بلد لا يحتمل أن يبقى بلا رئيس.(9)
في أيام أقاق إنتشر بالمشرق أصحاب سوريوس(10) ويعقوب السروجي(11) المونوفيزيون، وقوي أمرهم في عهد الملك أنسطاس (أنستاسيوس) لأنه كان يدعم مذهبهم. وإستعان ساوري بالملك لفرض عقيدته، وكان يقيم في دير كان قد بناه أتباع أوطاخي. حَرَّمَ سوريوس كل من يؤمن بالجوهرين. وكانوا لايقبلون العماذ إلا في الدير لأنهم إعتقدوا ان الإيمان فسد باعتقاد الجوهرين في المسيح الذي قرره مجمع خلقدونية سنة (451♰). فأخذت أعداد المتصوفون أتباع مذهب ساوري ويعقوب السروجي تتكاثر بصورة كبيرة في المشرق.
كان المونوفيزيون يعملون ضد كنيسة المشرق، منذ أن كان المعلم الأشوري العجيب مار نرسي في أورهي، والذي كان يعمل ضد عقيدة قورلوس، فصعب ذلك على قيوري أسقفها وعلى سوريوس ويعقوب فتآمروا على قتله، بأن يحرقوا قلايته وهو فيها. فنبهه بعض قسانه الذين كانوا على الإيمان القويم، فهرب نرسي ومعه أبرهيم إبن أُخْته الذي كان يقاوم هو أيضاً من يقول بالجوهر الواحد.(12)
ولما لمس مار أقاق بأن المونوفيزيون يعملون ضد كنيسة المشرق، حرمهم وقطعهم، وحذرهم من أن يعهدوا أو يقيموا في المدن التي فيها أساقفة. كما وألّف مار أقاق ميمراً في الأمانة، يكشف فيه خطأ المونوفيزيون (جوهراً واحداً بالمسيح)، كما وألف ثلاثة ميامر في الصوم والإيمان.(13)
أما برصوما فقد بقي على عهده في مقارعة المونوفيزيون الذين نجدهم في كل كتاباتهم يتهمونه بأنه هو الذي أقام الإضطهادات ضدهم. ولكن برصوما كان يدافع عن عقيدة كنيسة المشرق، فليس منصفاً أن يتهم برصوما بالمجازر التي وقعت على المونوفيزيون في عهد الملك فيروز، لأن المجازر ضد المونوفيزيين وبالأخص في تكريت كانت على يد الملك فيروز الذي كان يجبرهم إما إعتناق المجوسية أو القتل. وكانت هذه السياسة سائدة بدرجة أقل ضد مؤمني كنيسة المشرق أيضاً. فالملك فيروز بدأ حملة ضد جميع المسيحيين التابعين لمملكته بدون إستثناء، وقتل الكثير، ولم يسلم اليعاقبة من القتل في تكريت، كما وقتل من اليعاقبة في شرقي الموصل أعداداً كبيرة، أو إعتنق الكثير منهم المجوسية.
مجمع أقاق (486♰)
دعا الجاثليق أقاق إلى عقد مجمع في سالق من أجل توحيد الآراء في كنيسة المشرق، حضره عدداً من الأساقفة، ومن ضمنهم أساقفة موالين لبرصوما. إلا أن برصوما لم يستطع الحضور وأرسل رسائل وجهها إلى الجاثليق معتذراً لعدم استطاعته الحضور لأن المقاطعات الشمالية من المملكة الفارسية كانت معرضة لمجاعة شديدة ولهجوم الرومان الإنتقامي على بعض القبائل الرحل التي عاثت فساداً في منطقتهم. ولكنه يعلن ولائه ويقدم إحترامه وطاعته ويبدي أسفه على ما صدر منه ضد الجاثليق بابوي.(14)
قطر المجمع في شهر شباط سنة (486♰)، وكان الجاثليق أقاق نفسه يرأس المجمع. ولكن تخلف برصوما عن حضور المجمع أثر على بعض الأساقفة في المناطق المجاورة، فأحجم عدد منهم عن الحضور، ومن ضمنهم أساقفة جاء ذكرهم، ولكن تواقيعهم لم تكن على قرارات المجمع، ومنهم جبرائيل أسقف هراة (خراسان)، موسى أسقف أرمن، پاپا أسقف ماخوزي، معنّى أسقف ريوأردشير، پولا أسقف كرخ ليدن، وموسى أسقف الحيرة. ولکن الآباء المجتمعین توصلوا إلى سـن وإقرار ثلاثة قوانين هامة حول الشؤون الكنسية والمشاكل التي كانت تواجه الكنيسة آنذاك. (15)
والأهم فقد حدد الآباء عقيدة كنيسة المشرق بقولهم: «يجب أن يكون إيماننا جميعاً بالاعتراف بطبيعة إلهية واحدة في ثلاثة أقانيم كاملة لثالوث واحد حقيقي وأزلـي، الآب والابن والروح القدس. (هذا الثالوث) الذي به تقهر الوثنية وتدان اليهوديـة. ويكون إيماننا أيضا بتـدبير المـسيح بـالاعتراف بـالطبيعتين: اللاهـوت والناسوت. وألا يتجاسر أحد منا أن يدخل في اختلافات هـاتين الطبيعتـين مزجاً أو خلطاً أو بلبلة. فبينما يكون اللاهوت قائماً ومحتفظاً بخواصه، نضم في سيادة واحدة وسجود واحد اختلافات الطبائع لأجل الاقتران الكامل والغير منفصل الذي صار بين اللاهوت والناسوت. وإذا فكر أحد وعلم الآخرين بأن الألم والتغيير يلحق بلاهوت ربنا، ولا يحفظ، بالنظر إلى وحدة شخص (برصوفا ܦܪܨܘܦܐ) ربنا، الاعتراف بإله كامل وإنسان كامل، ليكن هذا محروماً».(16)
كما وتطرق الآباء إلى قضية الرهبان الذين ينتقلون من قرية أو مدينة إلى أخرى، ويُعّلمون تعاليم فاسدة، فيما يتعلق بالإيمان القويم بالمسيح. ففرض المجمع على هؤلاء الرهبان المتشردين العودة إلى مناسكهم أو إلى أديرتهم. ومنعهم من الإقامة في المدن والقرى، أو تسلم الخـدمات الدينية، أو القيام بمراسيم الكنيسة حيثما يوجد مطران أو كهنة أبرشيون. ويناشـد المـؤمنين والرؤساء بعدم الاستجابة إلى مطاليب هؤلاء الرهبان أو مساعدتهم، وإلا فإنهم يعرضون أنفسهم للحرم. ويأمر الأساقفة بألا يمنعون الزواج ويفرضون البتولية على الأكليروس، كهنة كانوا أم رهباناً، مستندين إلى كتابات الرسول بولس: «وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَضْبُطُوا أَنْفُسَهُمْ، فَلْيَتَزَوَّجُوا. لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ».(1 كور 7: 9). فعلى كل واحد أن يختار بـين البتولية والزواج الشرعي. وسمح هذا القانون للشمامسة بأن يتزوجوا، وكذلك للكهنـة إذا توفيت زوجاتهم، وحذر عليهم منع أثمار الزواج، إلا لعلة العقم. أمـا المتبتلون منهم، فعليهم أن يقيموا في الأديرة.(17)
وهكذا فإن هذا المجمع جاء في الواقع تأييداً لما وضعه برصوما النصيبيني في مجمع بيث لاپاط. وقد يكون الدافع الذي حدا الآباء إلى إتخاذ هذا الموقف المتساهل تفشي الشرور والعادات المجوسية بين المؤمنين وحتى بين الأكليروس نفسه. ولكي يتجنبوا الوقوع في المعاثر ويعطوا الكنيسة مظهراً لائقاً أمام الفرس الوثنيين الذين كانوا يقدسون الزواج ويستهجنون من يرغب عنه لأية علة كانت، التجأ آباء هذا المجمع إلى إعادة الشرعية لزواج الأكليـروس. وأصبحت هـذه القوانين سارية المفعول في الكنيسة المشرقية منذئـذ للـدرجات الـدنيا مـن الكهنوت. وفي ختام جلسات المجمع وقع الآباء الخمسة والعشرين الحاضرين وفـي مقـدمتهم الجاثليق أقاق على محاضر المجمع.
بالإضافة إلى الپطريرك، فقد شارك في مجمع أقاق أربعة وعشرون أسقفاً. وفي ختام المجمع وقع الحاضرون على قرارات المجمع، وأدناه لائحة الموقعون:(18)
1- مار أقاق چاثليق المشرق ܡܪܝ ܐܩܩ ܩܒܬܼܘܠܝܼܩܐ ܕܡܕܢܚܐ
2- مار پاپا أسقف بيت لاپاط ، ومطراپوليط بيت هوزايي ܡܪܝ ܦܦܐ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܒܝܬ ܠܦܛ: ܘܡܝܛܪܦܘܠܝܛܣ ܕܒܝܬ ܗܘܙ̈ܝܐ
3- مار خاي أسقف ومطراپوليط فرات ميشان ܡܪܝ ܚܵܝ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܘܡܝܛܪܦܘܠܝܛܣ ܕܦܪܬ ܕܡܝܫܢ
4- مار يوحنا أسقف كرخ بيت سلوخ ومطراپوليط بيت كرمايي ܡܪܝ ܝܘܚܢܢ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܟܪܟܐ ܕܒܝܬ ܣܠܘܟ ܘܡܝܛܪܦܘܠܝܛܣ ܕܒܝܬ ܓܪ̈ܡܝ
5- مار پرومي أسقف مدينة مارو (ميرف) ܡܪܝ ܦܪܘܡܝ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܡܪܘ ܡܕܝܢܬܐ
6- مار باطي أسقف هرمزدأردشير ܡܪܝ ܒܛܝ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܗܘܪܡܝܙܕܐܪܕܫܝܪ
7- مار أبيشوع أسقف كشكر (كوت) ܡܪܝ ܐܒܝܫܘܥ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܟܫܟܪ
8- مار شمعون أسقف الحيرة ܡܪܝ ܫܡܥܘܢ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܚܝܪܬܐ
9- مار يزدكرد أسقف داري ܡܪܝ ܝܙܕܓܪܕ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܕܪܝ
10- مار مهنرسا أسقف الزوابي. وقع نيابة عنه، الشماس شيلا ܡܪܝ ܡܝܗܢܪܣܐ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܙܐܒ̈ܐ: ܕܐܪܡܐ ܐܝܕܐ ܫܝܠܐ ܡܫܡܫܢܐ
11 مار بغيش أسقف ريما̤، وقع نيابة عنه الشماس نرسي ܡܪܝ ܒܓܝܫ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܪܝܡܐ: ܕܐܪܡܐ ܐܝܕܐ ܢܪܣܐ ܡܫܡܫܢܐ
12- مار پوسي أسقف شوشتر ܡܪܝ ܦܘܣܝ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܫܘܫܬܪ̈ܐ
13- مار ميخا أسقف لاشوم ܡܪܝ ܡܝܟܐ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܠܫܘܡ
14- مار أبراهيم أسقف مادي ܡܪܝ ܐܒܪܗܡ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܡܕܝ
15- مار إيليا أسقف نهركور، وقع نيابة عنه القس يوسف ܡܪܝ ܐܠܝܐ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܢܗܪܓܘܪ: ܕܐܪܡܐ ܐܝܕܐ ܝܘܣܦ ܩܫܝܫܐ
16- مار نوح أسقف بلشبر ܡܪܝ ܢܘܚ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܒܠܫܦܪ
17- مار اسحق أسقف كرخ ميشان ܡܪܝ ܐܝܣܚܩ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܟܪܟܐ ܕܡܝܫܢ
18- مار أبراهيم أسقف تخل ܬܚܠ ܡܪܝ ܐܒܪܗܡ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܬܚܠ
19- مار پاپا أسقف أريون ܡܪܝ ܦܦܐ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܐܪܝܘܢ
20- مار يوسف أسقف راي، وقع نيابة عنه، القس ابراهيم ܡܪܝ ܝܘܣܦ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܪܝ: ܕܐܪܡܐ ܐܝܕܐ ܐܒܪܗܡ ܩܫܝܫܐ
21- مار موسى أسقف فيروز شابور ܡܪܝ ܡܘܫܐ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܦܝܪܘܙ ܫܒܘܪ
22- مار دانيال أسقف كرما ܡܪܝ ܕܢܝܐܝܠ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܟܪ̈ܡܐ
23- مار كوديز أو كوزيد أسقف خرب كلال ܡܪܝ ܟܘܕܝܘ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܚܪܒܓܠܠ
24- مار أفرهاط أسقف بيت بغاش ܡܪܝ ܐܦܪܗܛ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܒܝܬ ܒܓܫ
25- مار هوشع أسقف قازاخ أذربيجان ܡܪܝ ܗܘܫܥ ܐܦܝܣܩܘܦܐ ܕܓܝܙܟ ܕܐܕܪܒܝܓܢ
أما العلاقات بين الجاثليق وبرصوما فلم تكن سوى هدنة قصيرة الأمد. فمجمع باباي الكبير (497♰) يطلعنا علـى أن الخصومات بدأت من جديد بين الجاثليق أقاق وبرصوما وأتباعهما منذ السنة الرابعة لقباذ (أي سنة 491♰) حتى وفاة برصوما سنة (496♰). فأصبحت هذه الاضـطرابات حقـلاً خصباً للمنوفيزيين الذين أحسنوا إستغلالها وزادوا من نفوذهم في المنطقة الشرقية، بعد أن كانوا قد إكتسبوا نفوذاً قوياً في المنطقة الرومانية وبدأوا يتغلغلون في المناطق الفارسية. وأفلحوا كذلك في تنظيم صفوفهم بـين القبائل العربية المتاخمة للإمبراطورية الفارسية. كما وتلقوا كل مؤازرة من الأمراء اللخميين. ولكن المساعدة الكبيرة كانت تأتيهم من بعض الأباطرة الرومان أمثال: الملك زينون في مرسوم الاتحاد والمصالحة «هينوتيكون»، وأنسطاس اللّذين أرادا فرض الموفيزية على كنيسة المشرق.
وكذلك لعب سمعان الأرشمي دوراً رئيساً في إنتشار المنوفيزية في المشرق، فإنه كان لولب الحركة المنوفيزية بين الشرق والغرب. سمعان عُيّن أسقفاً في نحو عام (510♰)، ولكن لم يكن له مركز أبرشية ثابت، إنما نُسب لقبه إلى بلدة بيت أرشم القريبة من سالق، لكونها مسقط رأسه ليس إلا. وقد مهد سمعان بأعماله الطريق لما قام به يعقوب البرادعي وغيره، الذين نشروا المذهب المونوفيزي في فارس في القرن السادس وما بعد ذلك.(19) وأخذت المونوفيزية تتقوى في فارس، حتى إنه في المجمع الذي عقده باباي سـنة (497♰)، تحـزب أسـقفان شـرقيان للمذهب المنوفيزي، وهما: يزداد أسقف روارداشير، وپاپا أسقف بيث لاپاط .
بعد موت الملك فيروز تقلد إبنه بالاش العرش الفارسي في سنة (484♰). وسرعان ما حاول أخوه قباذ أن يستولي على السلطة؛ فقصد الهونيين الساكنين في بختيريا(20) وأطرافها. فساعدوه وأرسلوا معه قواتاً لمحاربة أخيه الملك بالاش. ولكن قبل وصوله إلى سالق العاصمة كان بالاش قد مات. فملك قباذ سنة (488♰) فأطلق للمسيحيين حرية بناء الأديرة والكنائس. لكن تمسكه بمذهب مزدق(21) جعل المجوس تحتالون على قتله، حتى إستطاعوا أن يلقوا به في السجن. وعينوا مكانه أخاه زماسب سنة (496♰)(22)
في نفس السنة التي تقلد زماسب الملك، توفي الجاثليق أقاق بعد مدة قصيرة، بعد أن شغل كرسي ساليق نحو إثنتي عـشرة سـنة (484-496♰). وانتخب بابَيْ أو باباي إبن هرمزد خلفاً له، وكان باباي طاعناً في السن، متزوج وله أولاد. ويقال أنه كان أميناً لمرزبان بيث أرامايي.(23)
(1) Young, By foot to China. 1984. P. 7
(2) Ibid. P. 7
(3) أبونا، ألبير. تاريخ كنيسة السريانية الشرقية. ج1. ط3. ص. 78
(4) Wigram, W. A. An Introduction to the History of the Assyrian Church. P. 152
(5) عمرو بن متي. أخبار فطاركة كرسي المشرق. ص. 31
(6) أبونا، ألبير. تاريخ كنيسة السريانية الشرقية. ج1. ط3. ص. 82
(7) عمرو بن متي. أخبار فطاركة كرسي المشرق. ص. 43
(
أبونا، ألبير. تاريخ كنيسة السريانية الشرقية. ج1. ط3. ص. 82-83
(9) عمرو بن متي. أخبار فطاركة كرسي المشرق. ص. 43
(10) ولد سوريوس (ساوري) نحو سنة (459♰)، في بيسيدية في آسيا الصغرى. وفي سنة 512م عقد بعض الأساقفة مجمعاً في صيدا في 6 تشرين الثاني سنة 512م ضد فلابيانس الثاني پطريرك أنطاكية الخلقدوني. وعين پطريركاً على الكرسي الأنطاكي. وأخذ يعمل ضد أفكار نسطورس وأوطاخي ولاون بابا روما، مؤكداً على صحة الاعتقاد بطبيعة واحدة من طبيعتين للإله المتجسد. وفي عام (518♰) توفي الملك انسطاس الذي كان يدعم ساوري، فخلفه يوسطينوس الأول الخلقيدوني فنفى جمهرة من الأساقفة المونوفيزيين من ضمنهم الپطريرك ساوري، وأقاموا في عام (519♰) القس بولس الخلقيدوني وعين پطريركاً على أنطاكيا، أما الأنطاكيون فسموه «بولس اليهودي» الذي كان يسعى بنشر عقيدة المجمع الخلقيدوني.
(11) يعقوب السروجي كان من تلاميذ مدرسة أورهي وتعلم فيها مع برصوما، وكان على الإيمان القويم لكنيسة المشرق. ولكنه لما رأى ميل الملك أنسطاس إلى ساوري انقلب وبدأ عمل ميامره بأن للمسيح جوهر واحد وان الالم حلّ بجوهر اللاهوت. وتشبه بمار نرسي في انشاء الميامر.
(12) ماري إبن سليمان. أخبار فطاركة كرسي المشرق. ص. 45
(13) عمرو بن متي. أخبار فطاركة كرسي المشرق. ص. 35
(14) أبونا، ألبير. تاريخ كنيسة السريانية الشرقية. ج1. ط3. ص. 83
(15) Chabot. Synodicon Orientale, Ou, Recueil De Synodes Nestoriens P.P. 54-59
(16) أبونا، ألبير. تاريخ كنيسة السريانية الشرقية. ج1. ط3. ص. 84-85
(17) نفس المصدر السابق. ج1. ط3. ص. 84-85
(18) Chabot. Synodicon Orientale, Ou, Recueil De Synodes Nestoriens P. 60
(19) أبونا، ألبير. تاريخ كنيسة السريانية الشرقية. ج1. ط3. ص. 143
(20) بختيريا دخلت فيها المسيحية في القرن الأول الميلادي بواسطة أحد حواري المسيح الرسول توما عندما مرّ فيها في طريقه إلى الهند.
(21) ظهر مزدق ووضع أصول عقيدته في القرن الخامس، وأخذت عقيدته الكثير من المانوية. وكان مزدق يبيح الأموال والنساء، لأنها أساس الإقتتال بين الناس. وأباح قتل كل المعارضين لمذهبه. ويعتقد مزدق بأن كل البشر متساوون، وكل الحياة ومن ضمنها الحيوانات مقدسة ويحرم انتهاكها.(Wigram, An Itroduction, P. 172)
(22) أدّي شير. تاريخ كلدو وآثور. ج2. ص.183
(23) أبونا، ألبير. تاريخ كنيسة السريانية الشرقية. ج1. ط3. ص. 88