القوش في الصباح الجديد تبحث عن انفاس الحاضر بعبق النرجس البلدي
متابعة و تعليق / فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد
تحقيق نشرتة صحيفة الصباح الجديد العراقية عن القوش حاضرة الثقافة ( الكلدانية الأشورية السريانية ) حاولت نقلة الى قرائنا الأعزاء لما له من أهمية في نقل معلمات مميزة عن مدينتنا العزيزة القوش، مدينة الكل و حاضنة الجميع , القوش الحديث عنها لا يمكن حصره بتقارير او ريبورتاجات او حتى كتب فهي اكبر من كل ذلك , من خلال متابعاتي للصحف العراقية وجدت هذا التحقيق المتواضع في صحيفة الصباح الجديد فشدني الية محاولاً نقلة الى كل ابنائنا للأستفادة منه , و كذلك اتمنى من ابناء القوش و من المتهمين بمديتنا الغالية القوش متابعة هذا التحقيق لما يحوي من حقائق و معلومات قد تحتاج الى متابعة او تعليق ... مع كل حبي و تقديري الى كل ابناء القوش العاصمة الثقافية و الأدبية لشعبنا ...
القوش ...انفاس الحاضر بعبق النرجس البلديمن بعيد تلوح المدينة القديمة ، رابضة متكورة على سفح جبلها المزدهي بذلك الدير الاحمر” دير الربان هرمزد “ وهو يحتضن تلك الكهوف في جوانبه ، شواهد ايمانية ارتبطت بتأريخ المدينة منذ زمن مبكر من فجر التاريخ.
على طرف الطريق قبل الوصول الى المدينة ، ثمة فلاح وثلة انفار من عائلته يعملون بصمت لجني ثمار البطيخ ، الذي طالما اشتهرت به مدينة القوش ، او لربما هو الذي اشتهر بأسمها منذ ازمنة بعيدة ، موغلة في القدم ، قد ترجع الى سبعة الاف سنة حيث ابتدأ الانسان هجرته الاولى من الكهوف نحو السهل الاخضر لمزاولة الرعي والزراعة ومن ثم الاستيطان ، تاركاً الكهوف معتمداًعلى بناء سقيفة له تحميه وافراد عائلته
من تساقط الامطار والثلوج في فصل الشتاء وتقيه حرارة الشمس المحرقة في فصل الصيف ، لتحط اولى خطوات الاستيطان في مدينة القوش المتاخمة لسفح الجبل ، وغير البعيدة عن المغاور والكهوف التي كانت المستقر الاول للانسان ، لتتوسع فيما بعد فتملآ سهل نينوى الممتد على طول الضفة الشرقية لنهر دجلة ، حيث ولدت المدينة وهي ممسكة بسفح الجبل ، ابت ان تفارقه كما يابى الرضيع فراق ثدي امه ، وحين ارتفع فيها البنيان ، فانه ظل متواضعا امام عظمة ارتفاع الجبل الذي مايزال يحتضن المدينة بحنو الاب الرؤوف.
الشمس هي الاخرى في ذلك الضحى التموزي الرائع تطل خجلى من خلال درفات الغيوم البيضاء التي غطت سماء المدينة وكأنها تنذر بسقوط الامطار ، وهذا مالم يحدث ، ولم تشهده القوش في تأريخها الطويل في مثل هذا الموسم الصيفي الساخن من كل عام ، الاانه حدث فعلا قبل زيارتنا للمدينة ببضعة ايام ، اذ اشار احد المواطنين من كبار السن
الى انه وجدها من الغرائب ، وتساءل متعجبا : كيف تمطر السماء ونحن في عز الصيف ؟ قبل ان نسلك دروبها الضيقة توقفنا امام بوابة قديمة لدار واسعة قيل لنا انها اقدم دار في المدينة ، يمتد عمرها لبضع مئات من السنين ، وهي على الرغم من وضوح الشيخوخة على مظهرها الخارجي الا ان زخارف البوابة المصنوعة من الرخام المحلي ماتزال زاخرة نافرة تنبىء عن هوية ذلك المعمار الفنان الذي صاغ بازميله تلك النقوش والتطريزات الفنية الرائعة على المرمر المحلي قبل عدة قرون كما هو النحات الاشوري الذي صاغ روائع الاعمال الفنية من مسلات وجدران وثيران مجنحة من الرخام الاسمر الذي يكثر وجوده في الجبال اومن المرمر الموصلي الذي تتواجد منه كميات كبيرة في تلول ووديان ضواحي الموصل، ماتزال شاخصة ومؤثرة في معظم الاعمال الفنية لفناني عصر الحداثة .
في قلب المدينة القديمة حيث الازقة تضيق بسالكيها كلما توغلوا في اعماقها ، وهي ترتفع بأتجاه صدر الجبل ، في تلك الازقة التي لا تزرها الشمس لاكثر من ساعة في عمق الظهيرة التموزية نستشعر انفاس الانسان الاول الذي شيد اول دار له فوق هذه الربوة ، او على سفوح المنحدرات الفاصلة مابين السهل والجبل، ثم ارتحل عنها تاركا آثاره البيتية وعدة الزراعة القديمة وجرار الماء الخزفية ، التي ما تزال مركونة في هذه الزاوية او تلك من فضاءآت البيت الالقوشي الذي تشم في اركانه رائحة الماضي برغم ما تحتويه رفوف الشباب بداخله من عطور باريسية!
للحقيقة نقول ان السير وكثرة التجوال في الطرقات الضيقة المتعرجة اتعب خطانا ، وحالما استشعرنا بوجود مقهى صغير محشور في واحد من الازقة غير النافذة اذاصبحنا بجوار مدخله ، أندفعنا اليه مسرعين للتمتع بأحتساء فنجان من القهوة ، و قدح من عصير البطيخ الألقوشي ذي النكهة الفواحة والمذاق اللذيذ.
قال محدثي ، وهو مواطن من اهل البلدة: ان كل حجر في هذه البيوت التي تراها ، تحدثك عن حكاية ، وكل بيت من هذه البيوت المتناثرة امامك ، الآيلة للسقوط تئن حزنا على فراق اهلها او احد ابنائها ، وكل درب فيها صار يضيق بسالكيه، كأنه يعتصر الالم حزنا على ما كان من امر هذه البلدة التي هجرها الابناء وادار الاحفاد ظهورهم اليها.
تجديد القديم
كان وصولنا الى قصبة القوش ضحى يوم السبت ، وهو يوم عطلة رسمية ، الا اننا كنا على موعد مع السيد رئيس المجلس البلدي لكي تتاح لنا فرصة التحدث والحواربحرية وتواصل من دون مقاطعة ، وهو ما حدث بالفعل ، فقد اتيح لنا ان نتحدث عن المشاريع القائمة والمقترحة على وفق حاجة الناحية اليها في ظل التوسعات السكانية الحاصلة في عموم الناحية ،قمنا بعدها بجولة استطلاعية لحارات وازقة المدينة للاطلاع على معالمها العمرانية والاجتماعية.
خلال جولتنا تلك وجدنا ثمة اكثر من عمل وفي اكثر من مكان يتواصل في تشييد الدور الحديثة على اشلاء البيوت القديمة ، وقد بدت العملية بتصورنا نافرة عما هو قائم من البيوت القديمة بما تمتاز به من جمالية في الريازة والتصميم الشرقي الجميل ، اوضح رئيس المجلس البلدي هذه العملية ، بأنها جاءت على وفق متطلبات التجديد او التوسيع ،وبما ان الاراضي السكنية في البلدة القديمة اصبحت معدومة تماما،
فقد التجأ اصحاب الدور القديمة المتهدمة او الآيلة للسقوط لازالة تلك الخرائب وتشييد دور حديثة كبديل عنها فوق الارض القديمة ، وحيث ان مساحات تلك الدور تعد صغيرة قياسا لمتطلبات العصر الذي نعيشه الان ، فقد اضطر اصحابها الى استعمال البناء العمودي على تلك المساحات الصغيرة. على الرغم من جمالية الدور المشيدة حديثا بطوابقها المتعددة وابوابها المزركشة بزخارف وافاريز نباتية جميلة ، ونوافذها الواسعة الفارهة ، الاان الدور القديمة تبقى هي الاجمل والاروع في تشكيلة التصاميم القديمة للمدينة المتوارثة عن الاجداد منذ ازمنة سحيقة في القدم قد ترجع الى بضعة آلاف سنة سبقت الميلاد ،
وقد قام البناء في هذه البلدة الصغيرة الجميلة على نسق الطراز الحيري حيث حاول المناذرة قبل الاسلام ان يبهروا العالم بتصاميهم المبتكرة آنذاك بما تتصف به من جمالية الشكل وسعة الخدمة وبواعث الراحة النفسية في نفوس ساكنيها ، وهذا الطراز الذي بات منقرضا الان الا من بضعة مدن قديمة في المنطقة، تعد مدينة القوش صاحبة الريادة فيها في هذا المجال، لأنها المدينة الاقدم ، والمدينة الافضل والامثل التي حافظت على مكوناتها المعمارية في الازمنة القديمة وصولا الى الزمن الحاضر ، وما يزال الكثير من اهلها لا يستسيغون تلك التصاميم الوافدة اليهم من عقول غربية لا تتفهم حاجات الانسان الشرقي ومتطلبات معيشته اليومية ، حيث يعتبر الرجل الشرقي داره جزءاً من الجنة بقول المثل القديم " جنة الرجل في داره كما ان الدار تعد للرجل الشرقي هي المملكة الصغيرة التي يلوذ بها واليها لقضاء اجمل الاوقات بين افراد عائلته واهله ومحبيه.
جهود مشتركة بين المجلس والناحيةجلسة حوار هادئة ومفتوحة جمعتنا مع السيد رئيس المجلس البلدي في مكتبه داخل مبنى الناحية ، الذي اكد ان مديرية الناحية والمجلس هما وحدة واحدة مشتركة في العمل والتنفيذ ، ويسعيان معا بروح الفريق الواحد وصوت المسؤول الواحد من اجل بناء وتطوير وخدمة الناحية ، وتلبية احتياجات المواطنين فيها ليس على مستوى حدود القصبة وحدها وانما على مستوى المجمعات السكانية والقرى المنتشرة في اطرافها ، وقد عمل المجلس منذ اليوم الاول لانتخابه في 13 آب 2003 مع مدير الناحية الذي تم تعيينه هو الآخر في ذلك التأريخ بهمة عالية خدمة لمواطني هذه الناحية التي تضم اكثر من 60 الف نسمة يتوزعون على 39 مجمعا وقرية ضمن رقعة جغرافية تمتد بمساحة 134 مليونا و170 الف دونم.
والمجلس كما يقول رئيسه - قد قام منذ تأسيسه بتمثيل المناطق التابعة له في جميع اللقاءآت والاجتماعات المهمة على مستوى المحافظة والعراق ، يدافع عن حقوق ابناء الناحية ويسعى للحصول على مزيد من الخدمات والمشاريع التنموية التي من شأنها تطوير الناحية في المجالات الصحية والتربوية والعمرانية ، الى جانب الخدمات البلدية التي تشمل بالدرجة الاساس ايصال الماء الصالح للشرب لمواطني القرى والمجمعات السكنية ، وتبليط الشوارع والطرق الزراعية الرابطة ما بين القرى ومركز الناحية ، والسعي الحثيث لاعادة تبليط الشوارع الداخلية للقصبة وبقية القرى والمجمعات الاخرى ، والعمل على تصعيد الهمم لمواطني الناحية للنهوض بالجوانب الزراعية والاقتصادية في عموم الناحية.
كما ان المجلس كان وما يزال على تواصل دائم ومستمر مع الجهات الحكومية والمنظمات الانسانية ومع مجلس المحافظة من اجل رفد الحالة الخدمية والتربوية والصحية والزراعية والامنية وبعض الجوانب الاخرى المتعلقة بحياة ابناء المنطقة من دون ادنى تفرقة بين طائفة واخرى او بين دين او قومية او انتماء سياسي لاي مواطن في الناحية.
وهذه المطالبة تكون مشتركة ما بين المجلس ومديرية الناحية حيث نعمل سوية بتعاون تام وتفاهم قل نظيره من اجل خدمة وسعادة وسلامة المواطنين في كل مكان من الناحية ، وان مدير الناحية هو عضو مهم وفاعل في المجلس ، كما ان المجلس كوحدة واحدة يعتبر عضوا فاعلا ومؤثرا في ادارة الناحية بهدف خدمة ابناء الناحية كل من موقعه ومصدر مسؤوليته.
انشطة متنوعةحقق المجلس البلدي في ناحية القوش خلال الفترة من منتصف آب عام 2003 وحتى الآن جملة من المشاريع والانشطة والفعاليات الهادفة الى الارتقاء بالحالات الخدمية والصحية والعلمية وبقية المجالات الاخرى التي تدخل وتهم المواطن في حياته اليومية بمحاولة لرفع الغبن عنه والدفاع عن حقوقه المشروعة ، والقيام بأنجاز المشاريع الضرورية ووضع الخطط والبرامج التي من شأنها الارتقاء بالواقع الخدمي والاداري والاجتماعي للناحية .. هذا ما قاله السيد رئيس المجلس البلدي في محور الحديث عن الجوانب الخدمية في الناحية ، واضاف: في مجال التربية والتعليم تم ترميم وتأهيل العديد من المدارس في عموم الناحية
منها المدرسة الثانية في قرية حتارة كبير وثانوية البحيرة في مجمع الرسالة واضافة 4 صفوف لمدرسة قرية سريشكة والمدرستين الاولى والثانية في قصبة الناحية واعادة بناء المدرسة الطينية بأخرى كونكريتية في قرية سندانك الى جانب بناء مدرسة جديدة اخرى فيها, وبناء مدرسة جديدة في قرية الشرفية وخمس مدارس جديدة اخرى اضافة الى الموجود في قرى سريشكة وحتارة كبير وبوزان والنفيرية التي لم يكن فيها مدرسة قبل الان وبناء ثانوية انموذجية في قرية حتارة كبير وصيانة وتأهيل 12 مرفقا خدميا في مدارس القرى وتزويد 10 مدارس بما مجموعه 840 رحلة مدرسية حديثة و42 سبورة ، ووضع خطة للاهتمام ببقية المدارس من حيث الترميم واضافة ملحقات ، حيث تم ترميم 11 مدرسة واضافة 6 ملاحق لمدارس اخرى تتكون من 4 صفوف والموافقة على بناء مدرسة انموذجية في مجمع شيخكا والمباشرة في بناء ثانوية في مجمع رونك وكرخوش وحصول الموافقة على بناء مدارس ثانوية في قرى دوغات وبوزان وسريشكة ومجمع الرسالة.
اما في مجال مشاريع مياه الشرب فقد قمنا بفصل مشروع مياه الشرب لقرية سريشكة عن مشروع ماء قرية باقوفة بمد انابيب ذات قطر 6 انج وبطول 6 كم لانهاء الخلافات بين القريتين المترتبة من جراء اشتراكهم بمشروع واحد وحفر 42 بئرا ارتوازيا في القرى والمجمعات ونصب طواقم عليها في شيخكة والنصيرية وسريشكة ودوغات وحتارة وبوزان وخوشابا والنفيرية وندانك والبدرية وجرغان وبندوايا والجراحية والقرى الاثورية داسقطان وعين بقرة وبيروز وكيرنجوك وكرماوة وعميري وقصرون وغيرها ونصب خزان كبير في قرية خوشابا
وخزانات اخرى في قرية النفيرية وحفر 3 ابار اخرى ذات سعة 23 الف لتر في قرى دوغات وحتارة وديرستون وتنظيم شبكات توزع مياه الشرب الداخلية في قرى اخرى وحفر بئرين اخرين وربطهم بالخط الناقل في قرية دوغات وبئرين اخرين في حتارة.وتوسيع الشبكات الداخلية لتوزيع مياه الشرب في القرى المذكورة بطول 7 ونصف كم وتمديد شبكات اخرى بطول 8 كم وحصول الموافقة على تمديد شبكات جديدة بطول 8كم في القرى المذكورة وتغيير الانبوب الناقل للمياه من مشروع تلسقف الى حتارة بقطر 8 انج وطول 9 كم وفي داخل القصبة تم تغيير الشبكة الداخلية وتمديدها بطول 4كم.
اما في المجال الصحي فقد تم فتح العديد من المراكز الصحية بعد القيام بترميم الابنية وتأهيلها وتجهيزها بالاثاث والمعدات والمستلزمات الطبية بضمنها اجهزة طب الاسنان واشعة وتخطيط قلب وضغط الدم واجهزة طبية متطورة اخرى، وعقد دورات لتدريب القابلات وزيادة كفاءتهم العلمية في المركز الصحي في قرية حتارة بمشاركة العشرات من النساء بالتعاون مع احدى المنظمات الانسانية وبناء مركز صحي نموذجي متطور في داخل القوش يتكون من ردهات للطوارىء والولادة والعيون والاشعة وطب الاسنان
واقسام مختبرية وباطنية اما في مجال الطرق فقد عملنا على تحسين الطرق التي تربط القرى ببعضها او تربط تلك القرى بقصبة القوش من خلال رصها بالتيكلة الجبلية وتجهيزها للتبليط بطول 6كم في مناطق تلسقف وتبليط الشارع الرئيسي في مجمع الرسالة وداخل الناحية وتبليط فرعين اساسيين بالكونكريت في مجمع الناصرية بطول 1 كم وانشاء سوق تجاري بطابقين في داخل القوش وهو الان في اطواره الاخيرة من الانجاز ، ووضع خطة للاهتمام بالطرق الداخلية في العديد من القرى من منحة مجلس المحافظة البالغة مليار دينار محسوبة على خطة تنمية الاقاليم للعام السابق 2006 وفي مجال الامن فقد تم ترميم وتاهيل مركز شرطة القوش وتاثيثه واستحداث بناية للسيطرة في مدخل القصبة والمجلس مستمر في التعاون مع الاجهزة الامنية والاحزاب والوجهاء والمواطنين من اجل خير وسلامة ابناء الناحية اما في مجال المحروقات فان المجلس تولى الاشراف على توزيع المحروقات منذ انتخابه من خلال وضع خطة عادلة للتوزيع بالتعاون مع جهات امنية ومخاتير ووجهاء الناحية حيث تم توزيع الحصص المقررة لكل عائلة وفق الجداول.
كما ان المجلس يشرف على عمل الدوائر الفرعية في الناحية للتعاون مع هذه الدوائر في رفع العراقيل والمعوقات التي تواجه عملهم اثناء تقديمهم الخدمات للمواطنين من خلال 5 لجان منبثقة عنه هي اللجنة الخدمية والصحية والتربوية والامنية والزراعية والمحروقات ،كما ان المجلس يتواصل مع دائرة زراعة الناحية ومن خلالها مع دائرةالزراعة والغابات في نينوى لتنمية وتطوير وتوسيع زراعة غابات الزيتون المثمرة في مدخل القوش حيث تقوم دائرة زراعة نينوى باستحداث غابة زيتون في طرفي الشارع المؤدي الى القوش ضمن مشروعها الرائد والكبير وهومشروع انتاج وتكثير الزيتون عالي الزيت حيث قامت بغرس 11 الف شتلة زيتون في الموقع من انواع متميزة هي الزيتون البعشيقي والسوراني والنيبالي والدر الملالي ومن المؤمل ان تتواصل الزراعة بتوسيع هذا المشروع الذي سيكون له الشان الكبير في تنمية اقتصاديات الناحية وتطوير عوامل السياحة فيها لكي تكون منطقة جذب للسياح للتمتع باجوائها الخضراء والاطلاع على معالمها الاثارية الزاخرة والمعروفة.
مواقع دينية .. وآثارناحية القوش من النواحي القديمة اداريا ، تأسست عام 1918بأرضية فسيفساء العراق العام حيث يتعايش فيها مزيج من اطياف العرب والكورد والايزيديين والمسيحيين بواقع الاخاء والتكاتف والتعاون فيما بين الجميع.
يؤكد رئيس المجلس البلدي ان بلدة القوش التي تتكون من 5900 الف نسمة تتظافر بين اهلها عوامل العائلة الكبيرة الواحدة في العمل والانتاج والترابط الاجتماعي القوي ، فالواحد يعمل من اجل الكل والكل ينهض بالواحد في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية ، وهذه العائلة المتألفة من اطياف متنوعة تحتفل معا في كل الاعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية لابناء الطوائف الاخرى ، يتزاورون فيما بينهم ، وكأنهم افراد اسرة او طائفة واحدة ، لذلك فأن الترابط بينهم اصبح قويا متماسكا بفعل التقارب والمودة والالفة والمحبة ، حيث يؤدي كل واحد من افراد هذه العائلة الكبيرة طقوسه العبادية وشعائره الدينية بحرية مطلقة في الجوامع والكنائس والمزارات والمراقد المنتشرة في عموم الناحية ، اذ يتواجد في الناحية 9 جوامع و10 كنائس واكثر من 10 مزارات.
شىء من التأريختسمية (القوش) جاءت من اللغة ألآرامية وهي مختصر لـ( إليا قوس) بمعنى ( قوس الله) أي قياسه وعدالته، وقيل ان اسمها مشتق من مقطعين هما” آل “ وتعني اللون الاحمر نسبة الى تربتها المائلة الى الاحمرار و” قوش “ وتعني التراب ، أي بمعنى التراب الاحمر وهي مركز ناحية تابعة لقضاء تلكيف في محافظة نينوى , تبعد عن الموصل بنحو45 كم إلى الشمال , وهي مدينة صغيرة بحجمها وعدد سكانها البالغ الذين يتوزعون على 4 احياء قديمة ، لها عمق تاريخي في الحضارة العراقية بحيث تعتبر إحدى أقدم المدن العراقية ، جاثمة على سفح جبل يسمى باسمها ويمتد أمامها سهل زراعي فسيح ، في الشتاء يستغل لزراعة الحنطة والشعير وأنواع البقوليات .
ويزرع في الصيف بانواع البطيخ والرقي والترعوز وبقية الاصناف الاخرى، احدى الروايات تقول ان القوش كانت مبنية في وسط الجبل وكان مصدر الماء الوحيد لها يصب من العين الموجودة في وسط كهف كبير يقع شمال البلدة حاليا.
بطيخ القوشكما اسلفنا في مستهل الحديث عن القوش بأشارة الى جني البطيخ حيث تعود الفلاح الالقوشي زراعة هذا النوع من الفاكهة او الخضروات منذ زمن بعيد ، وقد قام بتقسم ارضه الزراعية إلى قسمين ، احدهما لزراعة الحبوب كالحنطة والشعير في الشتاء والقسم الثاني لزراعة البطيخ ،الذي يبدأ موسم بذاره في شهر نيسان معتمدا على الأمطار التي تهطل في الربيع على الأغلب وعلى أمطار الشتاء التي لها حضورها الفعلي أيضا في هذه العملية وخاصة إذا كان الشتاء مثلجاً.
وبعد حرث وتثنية للأرض تزرع بذرة البطيخ لتنبت بعد شهر او أكثر ، ويزرع أيضا مع البطيخ في مقطع واحد او أكثر الترعوز ( القثاء) . للبطيخ أنواع عديدة منها الحلو و يسمى { الملوكي } ويكون مخطط على الغالب ،
والآخر حامض حلو يسمى { المزي } ويكون مكورا على الغالب ، ونوع ثالث يتميز بثلاثة حزوز ويسمى ( سي جقل ) وطعمه يختلف حسب الموقع والطبيعة ، وهناك نوع أخر يكون طويل دائما وطعمه متغير حسب الطبيعة والتربة فيسمى شلنكا .ويبدأ نضوج البطيخ في منتصف تموز ، حيث تتخذ البطيخة لونها الاحمر المصفر ، ، وتكون آنذاك مهيئة لعملية القطاف التي تتم في الغالب في ساعة مبكرة من الفجرللاستفادة من برودة الجو.
حكيم صابر