لقاء مع رئيس حكومة أقليم كوردستان.
بدعوى من ممثل حكومة أقليم كوردستان في واشنطن،ألتقى وفدً من أبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري)،برآسة ألسيد مارتن منا، مع رئيس وزراء الأقليم السيد مسرور البارزاني والوفد المرافق له،وتضمنت المحادثات عدة مواضيع،منها حول كيفية تطبيق المادة 125 من الدستور العراقي الدائم،التي تنص على منح الكلدان والآشوريين الحقوق الأدارية والثقافية في مناطقهم في محافظة نينوى،كذلك تم بحث قرار المحكمة الأتحادية الذي ألغيَ بموجبه نظام (الكوتا) في أنتخابات برلمان أقليم كوردستان،التي هي خمسة مقاعد للمسيحيين وخمسة للتركمان واحد للأرمن،ثم ناقش المجتمعون موضوع التجاوزات على القرى والأراضي العائدة للمسيحيين في الأقليم من قبل بعض المتنفذين الأكراد، وتم مناقشة مواضيع أخرى متفرقة ...ألخ
وتعهد السيد مسرور البارزاني بأتخاذ الأجراءات اللازمة لتحقيق الحق والعدالة بين جميع الموطنين في كوردستان دون تميز ،كما أبدى رغبته في مساعدتنا في تطبيق المادة 125 من الدستور الدائم لدى الحكومة العراقية، وحَلً قضية ( الكوتا ) لصالح شعبنا في الأنتخابات القادمة بصيغة جديدة،والتي ستجري في 10-6-2024 في أقليم كوردستان.
في الحقيقة أن مثل هذه اللقاءات تتكرر في كل سنة ولكن دون جدوى،ربما لأنها تكون مع مسؤولين من الدرجة الثانية، يأتون من الأقليم لزيارة الولايات المتحدة،ويعقدون ندوات ولقاءات عديدة، أما هذه المرة أنها تختلف عن سابقاتها، لأن اللقاء تم مع رئيس السلطة التنفيذية في الأقليم،وله كافة الصلاحيات، ولهذا نعَولً عليه في حَلً جميع المشاكل العالقة بين أبناء شعبنا ،وبعض المتنفذين في حكومة الأقليم. على أية حال، أن هذه التجاوزات قسم كبير منها تم في عهد النظام السابق وتراكمت الى درجة من الصعب جدآ أيجاد حلول آنية لها،ولكن يمكن أيجاد حَلً لها في المستقبل. أن هذا اللقاء جاءَ في ظروف صعبة يمر بها العراق والمنطقة،بسبب الحرب الدائرة في غزة وأنعكاساتها على دول المنطقة،ولاسيما دول التي لها أذرع مسلحة تابعة لأيران،كما أن المشاكل الداخلية بين المركز والأقليم تتفاقم يومآ بعد آخر، وتتطورت الى مرحلة خطيرة،بحيث تم أطلاق صواريخ على أربيل قبل فترة من قبل أيران،أدى الى أستشهاد عدد من الأبرياء،كما أن العلاقات بين الديمقراطي الكوردستاني،والأتحاد الوطني الكوردستاني متوترة بسبب الخلافات والصراعات بينهم، ونحن أصبحنا ضحية لتلك الصراعات التي أدَتً الى الغاء الكوتا لأعضاء البرلمان في الأقليم.
وفي سياق المشهد العام ،أن الفصائل المسلحة الخارجة عن القانون في العراق، يزداد نفوذها يومآ بعد يوم،ويفرضون سلطتهم بالقوة على الدولة والحكومة،ويتمددون في كافة مفاصل الدولة ،وخاصة في التعليم والأقتصاد،وهم يسعون لتطبيق نظام أسلامي وفق شريعة ولاية الفقيه في العراق، كما هو في أيران،ونحن مسيحيين أهل الذمة عندهم، لا مكان لنا في هذا البلد، في ظل نظام الشريعة الأسلامية،وهذه العملية تجري على قدم وساق، وسوف يتحقق هذا الشئ قريبآ، بعد أنسحاب قوات التحالف من العراق، بالنسبة للسنة في المحافظات الغربية،أنهم يطالبون بأقليم سني،يضم المحافظات نينوى،الأنبار،صلاح الدين. وأن العراق سيصبح بلد أسلامي خالٍ من المكونات غير المسلمة،ويطبق فيه الشريعة الأسلامية التي تنسجم مع النظام القائم في أيران،ولم يبقَ العراق كبلد عربي جزء من الأمة العربية، كما كان ذلك في السابق. أما عراق اليوم فلم يبقى منه سوى أقليم كوردستان، وعلينا التعامل معه لكي نضمن بقاء وجودنا فيه، أننا لا بدً أن نعمل مع حكومات الدول التي نعيش فيها،ومع المجتمع الدولي (منظمات الأمم المتحدة) لمعالجة الخطر القائم الذي سيواجهنا قريبآ وقبل فوات ألآوان،ونطالبهم في بذل أقصى الجهود للضغط على الحكومة العراقية من أجل تطبيق المادة 125 من الدستور ،وأستحداث محافظة سهل نينوى لتثبيت كياننا فيه،ونطالب حكومة الأقليم أيضآ بتطبيق المادة 35 من مسودة الدستور المؤقت لأقليم كوردستان.
كما على منظماتنا وأحزابنا ومؤسساتنا الثقافية في الداخل والخارج وغيرها من الشخصيات...ألخ،أنتخاب هيئة أو مجلس أعلى يمثل الجميع ليكون بمثابة مرجعية لنا جميعآ ،ويكون الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في المحافل الدولية وأمام الحكومة العراقية وحكومة أقليم كوردستان.
أن كوردستان الآن هي الملاذ الآمن لكافة المكونات القومية والدينية العراقية، بسبب القيادة التاريخية الحكيمة والشجاعة لزعيم كوردستان السيد مسعود البارزاني وأسرته،ومن مقتضيات الوضع الراهن،التعاون بٍِجدً وأخلاص وفي كافة المجالات مع هذه القيادة الحالية، المخلصة لشعبها ووطنها،لأن أعداء الحرية والديمقراطية في كوردستان من الأسلاميين المتشددين،والقوميين المتعصبين كثيرين جدآ،ولولا هذه القيادة الحكيمة لما بقيَ مسيحي أو يزيدي في كوردستان ،لأن تجربتنا معهم طويلة ومريرة،ولم ننسى تصريح زعيم الأتحاد الوطني الكوردستاني قبل سنوات،الملا بختيار، عندما قال (أن المسيحيين واليزيديين مقيمين في كوردستان) يعني بأمكانه طردهم متى ما يشاء،كذلك نتذكر دائمآ الهجوم الذي قام به الأسلاميين الأكراد المتشددين عام 2012 على محلات المشروبات المجازة من قبل حكومة الأقليم، والعائدة للمسيحيين واليزيديين في محافظة دهوك ،ومدينة زاخو، بعد خطبة الجمعة التي القاها الأمام في جامع ناحية سميل،ودعا فيها الى حرق محلات الخمور والمساجات في المنطقة،وكل هذه الجرائم أرتكبت وهم خارج الحكم،فماذا سيعملون بنا لو أستلموا الحكم !!،هذا هو الواقع الذي نعيشه،وأخيرآ ،أدعوا السيد مسرور البارزاني بتنفيذ وعدُهُ في تلبية مطالبنا.
داود برنو