عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - ايفان جــاني

صفحات: [1]
1
         
مركز ديانا ينظم حفل توقيع كتاب التعددية والتنوع في إقليم كوردستان
ضمن سلسلة نشاطاته الثقافية، قام مركز ديانا الثقافي وبالتعاون مع معهد توليرانس بلاحدود، مساء الخميس 21 من شهر تشرين الأول الجاري، بتنظيم حفل تعريف وتوقيع كتاب (التنوع والتعددية في إقليم كوردستان ماضياً، حاضراً، مستقبلاً). والكتاب الذي حمل توقيع الأستاذ الدكتور آدم بيدار يعتبر باكورة مطبوعات معهد توليرانس الذي يعنى بتعزيز ثقافة العيش المشترك في الإقليم.
هذا وقد حضر حفل التوقيع السيد هلكورد شيخ نجيب رئيس إدارة سوران المستقلة والسيد عبدالواحد راوندوزي مسؤول الفرع العاشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني والسيد مغديد عريف أحمد قائمقام قضاء سوران وكالة والدكتور بشتيوان سريشميي مدير الأوقاف والشؤون الدينية وممثل هئية العلماء المسلمين وعدد من مدراء الدوائر وأساتذة الجامعة والناشطين والمهتمين.



2
رواية ( هاو ترعن خليقا ـ بابنا المغلق) تعود بحلة جديدة لرفوف مكتبتنا الآدبية

تعتبر رواية ( هاو ترعن خليقا ـ بابنا المغلق)، من باكورة الروايات المنشورة باللغة الآشورية الحديثة في العراق،  وقد كان لصدورها الأول عام  1961 في كركوك ولحد اليوم صدى كبير بين الكتاب والقراء والنقاد على حد سواء، وجاءت كإضافة نوعية إلى مكتبتنا القومية في حقل الآدب وتحديداً السرد الروائي. حيث تفنن الكاتب المرحوم ( ميشائيل لعازر عيسى ) في نسج وحياكة أحداثها بطريقة جد مميزة تجعل القاريء يسترسل في قرائتها وغبر أحداثها دون عناء حتى النهاية.
الرواية بطبعتها الجديدة الثانية، تقع في ( 144 ) صفحة من الحجم الصغير نصف A4، وجاءت كعمل مشترك حيث تكفلت منظمة كابني للمساعدات الإنسانية مشكورة بتكاليف الطباعة، فيما قامت منظمة خيروتا لحقوق الإنسان بأعمال التنضيد والتصميم والتوزيع، وراجعها لغوياً الزميل الدكتور روبين بيت شموئيل مدير عام الثقافة والفنون السريانية.
ويمكن للقراء الكرام إقتناء نسختهم المجانية من العناوين أدناه:
-   منظمة خيروتا لحقوق الإنسان ـ أربيل ـ ديانا (07504609502)
-   المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ـ أربيل ـ عنكاوه (07504350336)
-   مديرية الثقافة والفنون السريانية ـ دهوك (07504506984).

3
المدارس الآثورية الخاصة في العراق في القرن العشرين للدكتور روبين بيت شموئيل باكورة مطبوعات مركز ديانا الثقافي

ضمن سلسلة نشاطاته الثقافية، صدر عن مركز ديانا الثقافي الكائن في قصبة ديانا، وبدعم مشكور من تيار شلاما لشؤون المسيحيين (الكلدان السريان الآشوريين والأرمن)، كتاب  بعنوان "المدارس الآثورية الخاصة في العراق في القرن العشرين". الكتاب أصدره الدكتور روبين بيت شموئيل، مدير عام الثقافة والفنون السريانية، والأستاذ المحاضر لمادة الشعر السرياني في قسم اللغة السريانية بجامعة صلاح الدين ـ أربيل (وهو العمل الثامن عشر له)، وهو في الأصل رسالة ماجستير الكاتب التي نال بها درجة الماجستير في آداب اللغة السريانية من  جامعة لايدن في هولندا مطلع 2008، حيث قام مؤخراً بترجمتها من الإنكليزية الى العربية ونشرها تحت العنوان نفسه، مع إضافة فصل جديد باسم: الفصل المزيد والذي يضم سيّر ذاتيّة لحياة بعض مؤسسي هذه المدارس الخاصة، وعينة لبعض الأدباء الذين درسوا فيها، ممن كان لهم بصماتهم الإبداعية في المنجز الأدبي الآشوري الحديث.
تناولت الرسالة (الدراسة) الغنية بفحواها والفريدة من نوعيتها، خمس مدارس آثورية خاصة ومختلطة، تأسست في العراق الحديث في مطلع عشرينيات القرن الماضي وكانت تحمل في عنواناتها الاسم القومي (الآثوري) الصريح، وهي بحسب أقدميتها: المدرسة الآثورية في الموصل (1921-1934)، ومدرسة التقدم الآثورية الأهلية في بغداد (1922-1975)، والمدرسة الآثورية الأرمنية المتحدة (مدرسة رابي ياقو) في معسكر هنيدي- بغداد (1924-1938)، ثم إنتقلت الى الحبانية (1938-1944)، والمدرسة الآثورية في كركوك (1928-1975)، والمدرسة الآثورية في سرسنك (1928-1952). وقد صمم غلاف الكتاب الفنان الشهير أمير أوراها.
للمهتمين بإقتناء نسخة مجانية من الكتاب زيارة العناوين أدناه:
المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، عنكاوة. * 
مركز ديانا الثقافي ـ ديانا. *


4
لجنة الأوقاف البرلمانية تكرم مركز ديانا الثقافي

زار مساء اليوم الأحد الـ24 من شهر يناير الجاري، وفد من برلمان إقليم كوردستان متمثلاً بعدد من أعضاء لجنة الأوقاف والشؤون الدينية وممثلين عن الشعبين التركماني  و(الكلداني السرياني الأشوري) مركز ديانا الثقافي حيث كان في إستقبالهم رئيس وعدد من أعضاء المركز.
وقد تباحث الجانبان واقع العيش المشترك في المنطقة بشكل عام وديانا بشكل خاص وسبل تعزيزه وتذليل المعوقات والتحديات التي يواجهها.
وفي نهاية اللقاء كرمت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية مركز ديانا الثقافي بشهادة تقديرية تثميناً منها لدور المركز وأعضائه في تعزيز وترسيخ ثقافة العيش المشترك القائمة على أساس الإحترام المتبادل.


5
اللجنة الرياضية التابعة لمركز ديانا تزور أكاديمية حرير الرياضية وضريح الشهيد فرنسو حريري

زار مساء يوم الجمعة 12 من شهر كانون الأول الجاري، وفد من مركز ديانا للثقافة والإعلام ممثلاً برئيس وأعضاء اللجنة الرياضية التابعة للمركز وفريق قروتاني لكرة القدم، أكاديمية حرير الرياضية، حيث إستقبلوا بحفاوة من قبل رئيس وأعضاء الأكاديمية.
بداية قام وفد مشترك من مركز ديانا وأكاديمية حرير بزيارة ضريح الشهيد فرنسو حريري ووضع أكاليل من الزهور على ضريحه تكريماً لجهود هذا الإنسان الآشوري والوطني في دعم الرياضة والرياضيين.
بعدها أجريت مباراة ودية بين فريقي قروتاني وأكاديمية حرير، وفي أجواء رياضية جميلة، تم تكريم كلا الفريقين. وتأتي هذه الزيارة في إطار توطيد العلاقات وتبادل الخبرات بين الجانبين خدمة للرياضة والرياضيين .



6
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: مركز ديانا يستضيف الأستاذ جواد سوار

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، إستضاف مركز ديانا للثقافة والإعلام مساء اليوم الخميس 10 من كانون الأول الجاري، الأستاذ جواد سوار مدير مكتب سوران للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
حيث تحدث السيد سوار وبهذه المناسبة عن حقوق الإنسان بشكل عام، وتناول حقوق وواجبات المواطن بموجب اللائحة الدولية لحقوق الإنسان، كما عرج على موضوع العيش المشترك وقبول الأخر في المنطقة، الذي يدخل في صلب مواد حقوق الإنسان.
وفي الختام تم تكريم الأستاذ جواد سوار بشهادة تقديرية من قبل الأستاذ يوئيل ججو عضو الهيئة الإدارية.



7
مركز ديانا يستضيف ندوة حوارية حول العنف ضد المرأة

ضمن سلسلة فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أقامت مديرية مناهضة العنف ضد المرأة ـ مكتب سوران وبالتعاون مع مركز ديانا للثقافة والإعلام صباح يوم الثلاثاء الأول من شهر كانون الأول الجاري،  ندوة حوارية بمشاركة عدد من الناشطين والشباب الآشوريين في ديانا.
بداية ألقى الرائد سالار تحسين مدير مديرية مناهضة العنف ضد المرأة كلمة مقتضبة تطرق فيها إلى الفعاليات التي تقوم بها وزارة الداخلية وحكومة إقليم كوردستان سنوياً وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، ورحب بالحضور وبالضيفين المحاضرين الدكتور بشتيوان سريشمةيي مدير مديرية الأوقاف والشؤون الدينية ـ فرع سوران والأستاذ إيفان جاني رئيس منظمة خيروتا لحقوق الإنسان.
وخلال الندوة تحدث كل من الدكتور بشتيوان والأستاذ ايفان عن واقع المرأة اليوم، وأهم التحديات والمشاكل التي تجابهها، مستذكرين دورها الريادي في خدمة المجتمعات البشرية وضرورة دعمها والحد من ممارسة مجمل أشكال العنف ضدها بهدف بناء مجتمع صحي سليم.
وفي النهاية قدم الرائد سالار جزيل شكره لمركز ديانا على هذا النشاط المشترك والإستضافة، وقام بتكريم الأستاذ ايفان جاني بدرع المديرية تثميناً وتقديراً لدوره كناشط في مجال المجتمع المدني.


8
مركز ديانا يقيم حفلاً تأبينياً للراحل د. فرست صوفي

أقام مركز ديانا للثقافة والإعلام مساء اليوم الإثنين 23 من شهر تشرين الثاني الجاري، حفل تأبيني لمحافظ أربيل الراحل الدكتور فرست صوفي.
وقد إبتدأ الحفل الذي حضره ممثلوا برلمان إقليم كوردستان والدوائر الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وأصدقاء الراحل وعدد من الوجهاء والشخصيات، بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الفقيد, وأرواح شهداء الحرية والوطن. ثم قام المشاركون بوضع الزهور وتلاوة الصلاة على نيته.
كما ألقيت في الحفل مجموعة من الكلمات بهذه المناسبة بدأها السيد ويسي سعيد ويسي عضو برلمان إقليم كوردستان، وكلمة عائلة الفقيد التي ألقاها السيد أحمد قادر قائمقام قضاء راوندوز، وختم الحفل بكلمة الأستاذ ايفان جاني رئيس المركز.


9
مركز ديانا يستقبل وفد من منظمة Hand of Help  البريطانية

إستقبل مركز ديانا للثقافة والإعلام صباح اليوم السبت 14 من شهر تشرين الثاني الجاري، وفداً من منظمة Hand of Help البريطانية متمثلاً بالسيد جمال ليداوي رئيس المنظمة والسيد داني, يرافقهم السيد مريوان النقشبندي مسؤول قسم الجودة النوعية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
وقد تطرق الجانبان في الإجتماع إلى سبل تفعيل العمل المشترك للعام المقبل فيما يخص خدمة الشبيبة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
كما قامت المنظمة وبالتنسيق مع مركز ديانا بتوزيع (50) سلة غذائية على عدد من العوائل المسيحية والمسلمة المتعففة في ديانا.


10
مركز ديانا يستضيف الناشط والصحفي إسماعيل إبراهيم

إستضافت اللجنة الثقافية التابعة لمركز ديانا للثقافة والإعلام مساء اليوم الأربعاء ٢٨ من تشرين الأول الجاري ، الصحفي والناشط إسماعيل إبراهيم مدير مؤسسة زارى كرمانج للثقافة والإعلام، ومدير مكتب سوران لنقابة صحفيي كوردستان، حيث قدم محاضرة لأعضاء المركز تحت عنوان "الشبيبة والمؤسسات الثقافية ودورهما في ترسيخ الهوية الوطنية".                                                                                       
وقد جاء النشاط ضمن برنامج (منبر الثقافة) الذي أطلقته اللجنة الثقافية وفيه تستضيف نخبة من الناشطين والأكاديميين من مختلف التخصصات لتقديم دورات ومحاضرات تثقيفية لأعضاء المركز والشباب بشكل عام بغية رفدهم بالمعلومات التي تمس مجال عملهم وحياتهم اليومية.                                                                                 


11
دعوة إلى رؤساء أحزابنا السياسية " لو دامت لغيرك ما وصلت إليك"

قبل فترة,  أرسل لي أحد الأصدقاء, رسالة تتضمن مقابلة متلفزة مع إحدى الشخصيات السياسية الآشورية. وكتب مستفسراً رأيي وتحليلي.
هذه الرسالة ، أعادتني إلى أحاديث ومناقشات طويلة جمعتني والكثير من المهتمين بالشأن القومي والوطني من الأصدقاء المخلصين والمؤمنين بإنتشال شعبنا(الكلداني السرياني الآشوري) من الواقع المرير الذي يعاصره وندركه.
ولأننا ومع شديد الأسف, شعب يهوى الكلام الكثير والفعل القليل. تجدنا نتحدث إسبوعياً والبعض منا ساعات وراء الكواليس وعبر المحيطات، لنجد حلولاً مثالية لجُل معضلات العالم بأسره, سواء منها التي تدخل ضمن دائرة تخصصنا أو التي تبعد بسنوات ضوئية عنه ولانفقه حتى أبجدية علومها.  ونبرع كما قال السيد المسيح في تشخيص قشة عين أصدقائنا ونتهرب من خشبة عيننا.  لهذا السبب وغيره من الأسباب الأخرى، بقيت قضيتنا منذ عقود أسيرة مُعالجات حقيقية وسليمة نُدركها جيداً,  لكننا نفتقد إلى دبلوماسية الطرح وجرأة المواجهة وتحمل المسؤولية.
ومن هذا المنطلق, كانت إجابتي للأخ الذي سألني وللكثير من الذين فعلوا مكونة من شقين وبالشكل التالي*.

رأيي وتحليلي لكلام الساسة: بحكم خبرتي المتواضعة في المجال السياسي والعمل القومي، تعلمت أن أُصدق نصف مايقوله السياسي بعد التمحيص الدقيق ومطابقة المصادر التي إعتمدها في كلامه, حتى لو كان المصدر هو نفسه.  لأننا تعودنا أن نستيقظ على تصريح، نفطرُ على ثانٍ،  وفي نهاية النهار, نضع رأسنا على الوسادة وهو مثقلٌ بالأقاويل والتصاريح المتضاربة.
الحل لمعضلتنا القومية: مع فائق إحترامي ومحبتي لمجمل زعماء الأحزاب والمؤسسات السياسية والقومية الذين تجمعني والبعض منهم علاقة صداقة وإخوة جد طيبة، وتقديري لتضحياتهم, وإمتناني لما جنوه من ثمار لشعبنا طيلة فترة حكمهم التي يقيناً لانعرف الظروف التي عايشوها ووزر الضغوط التي عملوا تحت تأثيرها إبان إتخاذ الكثير من القرارت التي قد نراها ويراها الأخرون غير صائبة. أدعوهم للعمل وفي مدة أقصاها عام واحد من أجل خلق أرضية مناسبة, وترتيب شؤون البيت الداخلي لأحزابهم وتهيئته للتنحي هم ومن صرف نصف عمره في صف القيادة في تلك الأحزاب عن مراكزهم، وتسليم دفة القيادة لجيل جديد تُجبل أفكاره الحديثة ورؤيته العصرية بحكمتكم وعصارة خبرتكم الطويلة,  لعل وعسى, نشهد ولادة فكر نير ذي رؤية مختلفة, يجتاز تيارات النزاع الشخصي، ويسموا على العشائرية والإنتماءات الفئوية، ويغلب مصلحة الشعب على مكتسباته الذاتية, ويمهد في سبيل غدٍ أفضل, من خلال مد جسور الثقة وردم الهوة التي إتسعت وتتسع بين القاعدة والقيادة, ولتبقى أولاً وأخيراً الشعلة التي أؤتمنتم عليها من قبل من سبقوكم متقدة تنير وتغذي عقول الأجيال القادمة.
وفي النهاية، أتمنى أن لاتفسر دعوتي هذه من قبل القادة على أنها "إنقلاب أبيض" أو رسالة تحريضية لإسقاطهم عنوة, أو سلخهم أمجادهم ومنجزاتهم ودورهم الذي بلا شك سُطر تأريخاً. فاليوم وغداً لن تشفع لكم فيه إلا المنجزات والتضحيات.
 وأنا على يقين, بقبولكم لهذه الدعوة, ستضيفون نقطة ساطعة أخرى إلى تاريخكم النضالي وتاريخ الحركة السياسية القومية, وتضعونها على الطريق القويم,  من خلال نشر ثقافة التداول الديمقراطي للسلطة, وإحترام الرأي والرأي الأخر، والنزول عند رغبة وقرار الشعب، والإحتكام لمنطق الواقع, وغيرها من الإمور الأخرى التي تطالبون الآخر بها وأنتم تفتقرون لها, خصوصاً بعد أن شهدتم وشهدنا وشهد الجميع فشلكم منذ سنين في الإجتماع حول طاولة مستديرة أو مستطيلة أو بأي شكل هندسي كانت.


•   المقال تم بناءه على روح الرسالة المرسلة للصديق، مع إضافات وتوضيحات وجدتها ضرورية لتبلغ الفكرة القاريء الكريم.

12
مركز ديانا يستقبل وزير الإقليم لشؤون المكونات

زار مساء اليوم الأحد الثامن عشر من تشرين الأول الجاري، السيد أيدن معروف وزير الإقليم لشؤون المكونات رفقة السيد ويسى سعيد ويسي عضو برلمان إقليم كوردستان والسيد مغديد عريف أحمد قائمقام قضاء سوران وكالة، والسيد فرزنك أحمد مدير ناحية ديانا والمقدم يونس مدير شرطة سوران، مقر مركز ديانا للثقافة والإعلام في ديانا حيث كان في إستقبالهم السيد ايفان جاني رئيس المركز وأعضائه.
وخلال كلمته رحب الأستاذ ايفان بالسيد الوزير والوفد المرافق له، وقدم موجزاً عن رسالة وأهداف وأعمال المركز، وشرح بإقتضاب أهم المعوقات والصعاب التي تواجه المكونات القومية والدينية في المنطقة وسبل العمل بغية تجاوزها، مستذكراً الدور المهم والمنتظر لوزارة شؤون المكونات التي تم إستحداثها في الكابينة الوزارية التاسعة بغية متابعة شؤون المكونات القومية والدينية في الإقليم عن كثب والعمل ووفق إسترتيجية وطنية لتلبية إحتياجاتها والنهوض بدورها المنشود.
وبدوره رحب السيد الوزير بهذه المبادرة وثمن عالياً دور المراكز الثقافية والشبابية في حياة الشعوب لاسيما المكونات القومية والدينية, وأكد على أنه سيسخر جهده لتوفير المناخ الملائم لها في سبيل إيصال الرسالة الوطنية والإنسانية التي هي بصددها.

13
ختام بطولة الشهيد (فرنسو حريري) الأولى بكرة القدم الخماسية: وفريق أريي دأشور  يحرز اللقلب

إختتمت مساء يوم الجمعة الموافق 25 من شهر أيلول الجاري، منافسات بطولة الشهيد (فرنسو حريري) بكرة القدم الخماسية التي نظمتها اللجنة الرياضية التابعة لمركز ديانا للثقافة والإعلام للفترة 18-25-أيلول وبمشاركة ست فرق محلية من ديانا وهاوديان وبيديال.
إفتتحت المباراة النهائية التي حضرها جمع غفير من المشجعين، بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء شعبنا الآشوري والرياضة، ثم تليت كلمة اللجنة المنظمة، بعدها قام كل من اللاعبين القديرين (روميو خوشابا وجونسن عيسى) بركل ركلة البداية معلنين بذلك إنطلاقة المباراة النهائية التي جمعت فريقي أريي دأشور (إسود أشور) و نيشري (النسور).
وقد قدما الفريقان مجهوداً طيباً، وأداءاً متميزاً، حيث إمتازت لعبتهم بتبادل الفرص والهجمات، إلا أن فريق أريي دأشور إستثمر هجماته بشكل أفضل وإستطاع أن ينهي المباراة لصالحه بنتيجة أربعة أهداف دون رد.
وفي مراسيم خاصة، وبأجواء رياضية نموذجية، وبحضور نخبة من اللاعبين الرياضيين القديرين, والشخصيات المعتبرة, تم توزيع الجوائز التكريمية على الفرق الفائزة, والتي كانت بالترتيب التالي:
فريق أريي دأشور           المركز الأول
فريق نيشري               المركز الثاني
فريق هاوديان             المركز الثالث
فريق قروتاني       جائزة الفريق المثالي
  اللاعب باواي صبري          جائزة هداف البطولة.


14
مركز ديانا يكرم البرلماني ويسي سعيد ويسي

في أجواء خاصة وبحضور عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلوا الدوائر, كرم صباح يوم السبت الثاني عشر من أيلول الجاري مركز ديانا للثقافة والإعلام، عضو برلمان إقليم كوردستان السيد ويسي سعيد ويسي.
وتكريم السيد ويسي والذي كان يشغل منصب مدير أوقاف سوران سابقاً, جاء تثميناً وتكريماً لدوره المشهود في خدمة المنطقة وتوثيق العلاقات وتوطيدها بين مختلف فئات المجتمع ومكوناته القومية والدينية, لاسيما في مجال العيش المشترك.



15
وزيرة الهجرة والمهجرين، والهوية القومية الموحدة
                                                                                             
ايفان جاني
أرسل لي أحد الأصدقاء يوم أمس, رابطاً وفيه نص كلام وزيرة الهجرة والمهجرين المسيحية السيدة إيفان فائق، الذي وجهته "بحسب قولها" إلى السيد إمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا الذي زار بغداد في زيارة قصيرة.
السيدة ايفان بهدف أو دونه، أحبت أن تدون وتسرد التاريخ كما تحبذ, ناسية أو متناسية بأن التاريخ سيسجل كما هو ولايرحم أحداً.
شخصياً كنت أنتظر من معالي الوزيرة أن تكون أكثر دقة في كلماتها وإنتقاء مفرداتها بحكمة، كونها إبنة حضارات أبهرت العالم، ومن جهة أخرى بسبب خبرتها الميدانية في مجال العمل ناهيك عن صفتها الرسمية, وموقعها كوزيرة في كابينة إصلاحية ترمي إلى مد الجسور والعبور بالعراق والعراقيين إلى بر الأمان وإنتشاله من الوضع المأساوي الذي يعيشه.
كلمات الوزيرة التي إفتقرت إلى الحقيقة التاريخية الأكاديمية، دفعتني لكتابة هذا المقال الذي أختصره في ثلاث نقاط محورية.
أما غايتي من كتابته, فهي لأحافظ على جدران بيتنا المتداعي أو ماتبقى منها على الأقل من جهة، ومن جهة ثانية لدعمها كوزيرة محسوبة على شعبي، ليبقى إسمها مقروناً بأعمال طيبة, وفي مقدمتها توحيد الصف والبيت القومي لشعبنا (الكلداني السرياني الآشوري)، الذي تمثله تحت تمسية المسيحية.
1-   الناحية القانونية: أنت تمثلين المسيحيين بكافة إنتمائاتهم وتسمياتهم في الكابينة الوزارية، وهذا يضع على عاتقك رعاية مصالح كافة المسيحيين دون تمييز على أساس الإسم، المكون, الكنيسة والتاريخ, وغير ذلك يضعك في خانة التجاوز على القانون والدستور العراقي بحد ذاته, وبذلك تساهمين بنفسك في إفشال مسيرتك المهنية، بفتح باب النقد على شرعيتك وتمثيلك العادل للجميع دون تمييز وإستثناء.
 ومن زاوية أخرى, فأنت تعملين على زيادة الشرخ القومي, في الوقت الذي من واجبك العمل على تقريب وجهات النظر وردم الثغرات ونبذ سياسة النعرات الطائفية.
2-   الناحية التاريخية: عندما تقفين أمام شخصية عالمية بحجم السيد إيمانويل ماكرون وتشرحين له عن تأريخ العراق وحضاراته، فهذا شيء جد طيب، لكن دون تحريف, تزييف, أو إلتفاف. وأنا هنا أذكرك بأن السيد ماكرون على يقين بعظمة حضارة العراق، ومن هم روادها، أولئك الذين دونوا أول أبجدية، وأبدعوا في الرياضيات والهندسة والطب والفن والزراعة والبناء وووو.. وإن لم يكن السيد ماكرون قد درس تأريخ العراق، فأنا على يقين بأنه قد قام بجولة أيام الدراسة أو بعد ذلك أو إبان توليه لهذا المنصب، إلى متحف اللوفر الشهير في العاصمة باريس الذي يبعد عشرة دقائق عن القصر الرئاسي، وخلال زيارته سيكون قد مر بالقاعة الآشورية التي إفتتحت عام 1847م والتي تضم الكنوز الآثارية لمدينة نينوى التأريخية العظيمة، نينوي التي كانت مدينتك الثانية بعد النزوح ياسيدتي الوزيرة وخدمتي فيها.
3-   بحكم مجال عملك كمستشارة أجد أنك لم توظفي خبرتك وإمكانياتك بشكل إيجابي في سبيل البحث والتنقيب عن الحقيقة. فقد كان أجدر بك أن تستشيري فيما يخص التاريخ والتسميات المناضل القومي والمثقف التلكيفي المرحوم يوسف مالك ليرشدك إلى شمس الحقيقة، ولكي تدخلي التاريخ عبر الباب الصحيح كان حري بك الإستعانة بكتابات ونتاجات المؤرخ الموصلي العراقي الراحل جرجيس فتح الله. وإن لم تكوني من مناصري السياسة ولاتؤمنين بالمسائل القومية وتفضلين هويتك العراقية والدينية المسيحية على الهويات الأخرى، فهنا كان لك أن تستعيني بإستشارة إبن نينوى المطران الراحل يعقوب أوجين منا لينير دربك فيما يخص حقيقة تسمية شعبك وجذوره القومية والوطنية الأصلية بالعودة إلى قاموسه الشهير (قاموس كلداني ـ عربي) طبعة بيروت 1975. أما مواقف وكلمات مثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الأول بيداويد، فهي منارة لكل أعمى.
 والقائمة تطول بأسماء أخرى غلب عندها المنطق على العاطفة، والمصلحة العامة على الشخصية.
وهنا أنا لاأضع العتب كله عليك، لأن الوزر يتحمله قادة وساسة شعبنا وكنائسنا المنقسمة بينها وعلى نفسها فيما يخص مسألة التسمية المقيتة. وفي عين الوقت أهنئك على إعتزازك بهويتك التاريخية والدينية على عكس البعض، لكن الصفة التي تحملينها تفرض عليك الهوية الشاملة الموحدة، هوية بابل وآشور, هذه الهوية التي فيها الآشوري سيكون قضيباً في يدك، والسرياني حزاماً سانداً لظهرك, وسينتشلونك من وحدتك ساعة المحن.
وختاماً، على الجميع أن يدرك حقيقة أن واجبنا القومي والوطني يضع على عاتقنا مسؤولية العمل الجماعي بغض النظر عن الإنتماء والفكر السياسي والكنسي، كوننا جميعاً نتقاسم مركب واحد ونحلم بوجهة واحدة في بحر هائج لايميز بين إسم، فكر وإنتماء .
 

16
مركز ديانا للإعلام يحيي ذكرى يوم الشهيد الآشوري

ضمن سلسلة نشاطاته قام مركز ديانا للإعلام مساء يوم الجمعة السابع من أب الجاري، وبحضور أعضاء المركز بإحياء ذكرى مذبحة سميل 1933 ويوم الشهيد الآشوري بمجموعة من النشاطات المتنوعة.
بداية قام أعضاء المركز بغرس (7) شتلات تخليداً ليوم السابع من أب، هذا اليوم الذي أصبح تذكاراً يحتفي به أبناء شعبنا في أصقاع المعمورة بالشهيد الآشوري الذي قدم نفسه قرباناً على مذبح الحرية.
كما إستذكر المركز من خلال صور فوتوغرافية ولوحات فنية أهم المحطات الدامية التي عرفها شعبنا على مر أكثر من قرن .
وختم فعالياته بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء شعبنا الأبرار، وإيقاد (87) شمعة تخلد عدد السنوات التي مضت على مذبحة سميل، أول مذبحة وعملية إبادة جماعية في تأريخ العراق الحديث منذ تأسيسه العام 1921.


17

مركز ديانا يكرم المعلمين المحاضرين في مدرسة أشوربان السريانية

إستقبل الأستاذ ايفان جاني مدير مركز ديانا للإعلام وبحضور عدد من أعضاء المركز، مساء يوم الأربعاء الخامس من أب الجاري، الأستاذ صبري حسقيل مدير مدرسة أشوربان السريانية الأساسية المختلطة وعدد من المعلمين المحاضرين فيها.
بداية, ألقى السيد رئيس المركز كلمة مقتضبة ثمن فيها جهود المعلمين الشباب المحاضرين في مدرسة أشوربان، ودورهم المشهود في دعم عملية التعليم باللغة الأم الآشورية في ظل الظروف الإقتصادية العسيرة التي يمر بها الإقليم والتي ألقت بظلالها على سير العملية التربوية برمتها. مشيداً بصبرهم وتفانيهم وتفوقهم على الكثير من التحديات والصعاب في سبيل إبقاء لغتنا العريقة نابضة بالحياة عبر شفاه براعم وأطفال اليوم شباب ومستقبل وغد أمتنا.
مؤكداً في ذات الوقت، على ضرورة دعم وتشجيع مثل هكذا طاقات تؤمن برسالة التربية والتعليم لاسيما باللغة الأم، وحث الجهات المعنية والمسؤولين والميسورين من أبناء شعبنا داخل وخارج الوطن، للإلتفات إلى هذه الشريحة الشبابية المغبونة المؤمنة الغيورة التي تناضل وبأبسط الإمكانيات في سبيل الرقي بثقافتنا وتعزيز وجودنا في خضم صراع الثقافات واللغات العالمية الذي أمسى يهدد هوية الكثير من الشعوب الأصلية وثقافاتها.
بدوره, ثمن الأستاذ صبري حسقيل مبادرة مركز ديانا الطيبة والنوعية، لاسيما وهي تأتي في إطار دعم الشريحة الشبابية التي تعتبر محرك المجتمعات، وتوقيتها, حيث جاءت في ظل ظروف حرجة تمر بها العملية التربوية والتي تتطلب تكاتف الجهود في سبيل تخطي المرحلة الإستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا على وطننا والعالم بأسره.

18
صدور كتاب الصِّحافة السريانية:
ولادتها الدينية وتطوّرها القومي

أصدرت منظمة خيروتا لحقوق الإنسان بدعم من منظمة كابني (CAPNI)، كتابًا جديدًا بعنوان: الصِّحافة السريانية: ولادتها الدينية وتطوّرها القومي. وهو من تأليف الدكتور روبين بيت شموئيل، المدير العام للثقافة والفنون السريانية في حكومة إقليم كوردستان، وجاء متن الكتاب باللغتين: السريانية الحديثة (السوريث)، والعربية، وطرّز غلافه الأول والأخير لوحة الفنان المبدع أمير أوراها،. ويعد هذا المصنف الجديد الذي يقع في 245 صفحة من القطع المتوسط، السابع عشر في سلسلة الأعمال الكتابية للدكتور بيت شموئيل التي بدأها في العاصمة بغداد منذ العام 1998.
يعتبر الكتاب إضافة نوعية إلى مكتبتنا الإعلامية، كونه مصدراً رصيناً وضع الباحث فيه جهداً طيباً لجمع شتات تأريخ صحافتنا ومراحل تطورها مستذكراً أهم القامات الصحافية التي سطرت أول كلمة ليتخلد إسمهم مدى الدهر، ومن جانب ثانٍ لأن عملية تدوين الكتاب جاءت باللغة الأم، فإنما يعتبر رفداً مهماً إلى مكتبتنا اللغوية، لكونه يضم بين ثناياه مئات المفردات الخاصة بالعمل الصحفي التي يحتاجها العاملون في هذا المجال الذي مع الأسف يفتقر إلى أدوات العمل الصحفي الأساسية.
وخارطة الكتاب البحثية هي بالشكل التالي: (12) فصلاً يحمل في طياته كم واسع من المعلومات الشيقة والتحليلات والهوامش العلمية، بالإضافة إلى مقدمة وفصل يوجز الكتاب  باللغة العربية لمن لا يجيدون اللغة الأم.
يمكن إقتناء الكتاب من خلال العناوين التالية:
1-   المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ــ أربيل ــ عنكاوة.
2-   منظمة خيروتا لحقوق الإنسان ــ أربيل ــ سوران ــ ديانا.
3-   مكتبة دار الرجاء للنشر ــ أربيل ــ عنكاوة.


19
                                                                                             ايفان جاني
كُنت قبل أيام قد كتبتُ مقالاً مقتضباً أوضحت فيه رأيي في موضوع رفع الحصانة عن عضو برلمان إقليم كوردستان عن الجماعة الإسلامية السيد سوران عمر وذلك باللغة الكوردية كردٍ على الحملة غير المنصفة التي أطلقتها القنوات الإعلامية التابعة للجهات الحزبية التي وقفت بالضد من مشروع رفع الحصانة عن البرلماني المذكور. هذه الحملة التي أراها تستهدف باطنياً شعبي والمكونات المتعايشة في الإقليم كحلقة أضعف أكثر من هدفها المُعلن في تقويم العلمية السياسية التي تمر بمنعطفات حرجة  هذه الأيام على خلفية التوتر الجديد القديم في العلاقات السياسية بين الحزبين الحاكمين (الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني). 
لم تكن لدي رغبة في خط هذا المقال لعدم إعطاء هكذا مواضيع مساحة أكبر من حجمها الحقيقي كما فعل البعض لغايات في نفس يعقوب،  وإيماني المطلق في عدم خلط الأوراق السياسية بالواقع الإجتماعي السيء والمزري أصلاً الذي يعيشه أبناء الإقليم بكافة مكوناتهم وإنتمائاتهم الفكرية والحزبية جراء تتابع الأزمات الصحية والمالية والسياسية.
إلا أن إحتدام المشكلة وتضارب الأقوال وتبادل الإتهامات جعلتني أدلي بدلوي نزولاً عند رغبة بعض الأصدقاء وإنصافاً وإحقاقاً للحقيقة التي على الجميع الركون إليها.
تسارعت التطورات السياسية في ساحة الإقليم بمجرد أن إلتئم برلمانه لمناقشة مشروع قرار رفع الحصانة عن مجموعة من البرلمانيين، حيث تهافتت مجموعة من الكتل السياسية وهي ( الإتحاد الوطني الكوردستاني، حركة التغيير، الجيل الجديد، الإتحاد الإسلامي الكوردستاني، الجماعة الإسلامية الكوردستانية، الحزب الشيوعي الكوردستاني)  التي عارضت المشروع ورأت فيه إجحافاً بحق وعمل البرلماني،  لتوحيد مواقفها وشرع البعض منها بشن حملة إعلامية واسعة النطاق وهي الأولى من نوعها على ممثلوا المكونات القومية موجهين إليهم سيل من التهم كالتبعية السياسية للحزب الديمقراطي الكوردستاني وإخلالهم بالتوزان السياسي بإنحيازهم لصالح طرف محدد وتحميلهم مسؤولية ما ستتمخض عنه مثل هكذا إصطفافات ومخرجاتها السلبية على العلاقات السياسية والإجتماعية بين الأحزاب على حد تعبيرها.
وبهذا الصدد ومن خلال متابعتي للأحداث ومجرياتها خلال الأيام السابقة، إرتأيت طرح مجموعة من الأسئلة وتدوين بعض الإستنتاجات للقاريء الكريم لاسيما الشريحة التي تعيش على هامش المشهد الإعلامي والسياسي وخارج الوطن.
1-    إن تصويت ممثلي شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري)، لم يكن موجهاً ومقتصراً على رفع الحصانة عن النائب سوران عمر فقط كما روج له الإعلام المضاد، بل شمل برلمانيين أخرين ومن ضمنهم رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وممثلين عن حركة التغيير، وبالفعل صوت على سحب الثقة منهم عدد من ممثلي شعبنا. (للإطلاع على برنامج جلسة برلمان إقليم كوردستان ـ العراق الرابط في نهاية المقال) وهذا دليل على أن أحزاب شعبنا غير منحازة ومُسيرة كما يدعي البعض من قبل جهة محددة لتنفيذ أجنداتها السياسية عبر إستغلال كتل المكونات تحت سقف البرلمان وتحويل أكبر مؤسسة تشريعية إلى مؤسسة حزبية ذي رؤى وأفاق ضيقة وإستحالتها ماكينة لصناعة وتمرير القرارات الحزبية الفئوية. وبرأيي فإن الهدف الأسمى في هذا السيناريو الذي بدء بالتلويح بإنتهاء ونفاذ شرعية مقاعد كوتا المكونات بسبب إصطفافاتها السياسية والتي بالأصل هي تحالفات سياسية طبيعية موجودة في برلمانات العالم، يُراد به أن يختم بقانون تعديل إنتخابات الكوتا بإلغاء قانون الدائرة الواحدة وتوزيع المقاعد على أساس محافظات الإقليم وبالتالي تضمن تلك الأحزاب مقعداً واحداً على الأقل وفق  ماتخطط له.
2-   خلال الكلمة التي ألقاها السيد روميو هكاري (رئيس كتلة الوحدة القومية) في برلمان الإقليم تطرق علانية إلى الحملة الهوجاء التي طالت المكونات وهذا قبل الشروع بعملية التصويت، مؤكداً في ذات الوقت أنهم كممثلي المكونات القومية لايحبذون منظر برلمان الإقليم وهو متشرذم بالشكل التالي، مشيراً إلى أنه كان لابد من إعطاء وقت أكثر للمسألة بغية دراستها وتحليل نتائجها والإستماع إلى رأي الأطراف الأخرى من خلال إجتماعات سياسية، مشدداً على أن المكونات لم ولن تكون طرفاً في الصراعات السياسية، وإن بقائها داخل قاعة البرلمان ومشاركتها في الجلسة لايعني التبعية لجهة سياسية محددة، كما لايعني بالضرورة التخندق ضد أي طرف، مضيفاً بتواجدنا هنا نؤدي الواجبات المناطة بنا ووفق الطرق والمعايير القانونية والبرلمانية. ( للإطلاع على الكلمة والجلسة الرابط أسفل المقال)
3-    بحكم عملي كإعلامي وتواصلي المستمر مدة أكثر من عقد من الزمان مع معظم وسائل الإعلام الكوردية المرئية منها والمسموعة والمقروئة كمحلل ومتابع، لم تجري أي قناة إعلامية للأحزاب المذكورة أعلاه أي لقاء أو حوار معي أو مع زملائي فيما يخص حقوق المكونات القومية المتعايشة في الإقليم والمنطقة، ولم تسلط أصغر بقعة ضوء على قضايانا وهمومنا القومية والدينية،  بإستنثاء تغطية بعض القنوات الإعلامية وليس جميعها لمراسيم القداديس التي تقام بمناسبة الأعياد، هذا في الوقت الذي لم يُكلف البعض منهم نفسه بإرسال برقية تهنئة كمجاملة لنا في أعيادنا الدينية والقومية، ناهيك عن عدم الإعتراف النهائي بنا كمكون وقومية من قبل بعض الأحزاب المعتدلة الإصلاحية وكذلك ذات الخلفية السلفية المتشددة.  وما أثار إستغرابي خلال الأيام القلائل التي تلت الجلسة المذكورة هو عدد البرامج التي أعدتها وبثتها قنوات تلك الجهات، حيث إستُعرض فيها دور ورؤى تلك الأحزاب في حماية حقوق المكونات القومية وحرصها على إنصافها لبلوغ حقوقها كاملة، علماً أن مابثته قناة واحدة من تلكم القنوات يوازي ويزيد مابثته تلك القنوات مجتمعة من برامج خاصة بالمكونات القومية منذ تأسيسها.
4-    إن دعوة بعض الجهات لإنصاف المكونات القومية من خلال تمثيل عادل وحقيقي لها في مختلف مفاصل الدولة، إنما خطوة مباركة وإيجابية ندعمها ونرحب بها ونثمنها عالياً، ومن أجل إثبات حسن نية تلك الجهات نُطالبها بإعادة المناصب التي تشغلها كوادرها في حكومة إقليم كوردستان منذ سنين طوال لحد اللحظة والتي هي في الأصل حصة شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) إلى أصحابها الشرعيين.
5-    التوقف عن الخلط بين الحقوق القومية والرؤى والمواقف السياسية لأعضاء وممثلوا أحزاب شعبنا في البرلمان، والإحتكام إلى طاولة الحوار في حل المشاكل العالقة بين الطرفين دون الزج بشعبنا والإيقاع بين المكونات القومية والدينية المتعايشة في الإقليم.
6-    لو إفترضنا جدلاً أن الحزب الديمقراطي وبحكم موقعه وعلاقاته يعمل على توجيه سياسة شعبنا وتعيين ممثليه في برلمان وحكومة الإقليم، فماذا يمكن تسمية تدخل الإتحاد الوطني في تعيين ممثلوا أبناء شعبنا في محافظة كركوك منذ تحرير العراق عام 2003، وتدخل كوادره المتقدمة وبمباركة عدد من رجال الدين في عملية إستوزار أبناء شعبنا في الحكومة الإتحادية العراقية مراراً وتكراراً وتهميش صوت ودعوات نوابنا وأحزابنا السياسية في مجلس النواب العراقي، ألا ينطبق على سياستكم الإزدواجية هذه القول الكيل بمكيالين.
7-    نُطالب أحزاب المعارضة لاسيما المعتدلة منها أن يكون لها برنامجاً خاصاً يُحاكي هموم ومأسي المكونات القومية والدينية في العراق والإقليم، ويساهموا بجدية وعملياً في التخفيف من معاناتهم التي عانوها بسبب تعجرف الأنظمة المتوالية وسطحية بعض الأحزاب السياسية في التعامل مع واقع المكونات الأصلية، كما نتمنى أن نجد في يوم من الأيام نائباً أو وزيراً أو محافظاً أو قيادياً من المكونات التي تتباكون على حقوقها منكم وبينكم.
8-    فيما يخص تعديل قانون الإنتخابات الخاص بالمكونات، فهذا القانون الذي تتغنون به اليوم، أنتم من لم تدعموه وتغافلتم عنه ولم تعيروه أي إنتباه، كونكم كنتم ترغبون وبجدية في تمرير مشورع تقزيم مشاركة القوميات في برلمان الإقليم بتخفيض نسبة تمثيلهم إلى مستوى مُخجل.
9-   على أبناء شعبنا ولاسيما المثقفين منهم عدم الإنسياق وراء الأصوات المنادية بحل مقاعد الكوتا مهما كانت الحجج والذرائع، لأن هذه المقاعد سياسياً دليل على وجودنا وديمومتنا كشعب وأمة مستقلة، وتأريخياً إعتراف قاطع بتضحيات شعبنا الجسام على مر العقود في سبيل نصرة الوطن وقضيته العادلة, وإجتماعياً تجسد شراكتنا التي يسعى البعض لفضها بشتى الطرق والأثمان، وإن كنا نتفق بأن ماجنيناه من ثمار لم يكن بمستوى كدنا، لكن الفرصة لازالت قائمة لإعادة تقويم سياستنا على المستوى الداخلي والخارجي. 
10-   على أحزابنا القومية المشاركة وغير المشاركة في العملية السياسية، العمل من أجل رص الصفوف وتوحيد الخطاب بغية مواجهة مد التحديات الذي أمسى يجابهنا كمكون ويهدد حقوقنا بشكل عام دون إستثناء في الولاء الفكري والسياسي، والتوقف عن سياسة لوي الذراع وكسر العظم التي مل منها هذا الشعب ولاتسمن ولاتغني من جوع.
في النهاية، أتمنى أن لايُحسب كلامي هذا على أنني أجامل جهة معينة بحد ذاتها، فشخصياً أُحمل الجميع كل حسب ثقله وفي مقدمتهم أحزاب السلطة وممثلوا المكونات القومية والدينية والكنائس، مسؤولية تراكم ملفات مشاكل شعبنا في الإقليم والعراق بشكل عام بإلتفافهم إلى مصالحهم الضيقة وتأجيج الصراعات الحزبية والطائفية والقومية والإجتماعية من خلال وسائل الإعلام وخطبهم الرنانة.


•   رابط برنامج جلسة برلمان إقليم كوردستان ـ العراق 5-7-2020.]

https://www.parliament.krd/%DA%A9%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%B1%DB%8C-%D9%BE%DB%95%D8%B1%D9%84%DB%95%D9%85%D8%A7%D9%86/%D9%87%DB%95%D9%88%D8%A7%DA%B5%DB%95%DA%A9%D8%A7%D9%86/posts/2020/may/%D8%A8%D9%87-%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%87-%D9%89-%D9%83%D8%A7%D8%B1%DB%8C-%D8%AF%D8%A7%D9%86%DB%8C%D8%B4%D8%AA%D9%86%DB%8C-%DA%98%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%87-4-%DB%8C-%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A7%DB%8C%DB%8C%DB%8C-%D8%AE%D9%88%D9%84%DB%8C-%D8%A8%D9%87-%D9%87%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D9%89-%D8%B1%DB%86%DA%98%DB%8C-%D9%BE%DB%8E%D9%86%D8%AC%D8%B4%D9%87-%D9%85%D9%85%D9%87-202057/

•   رابط جلسة برلمان إقليم كوردستان ـ العراق 7-5-2020 (فيديو).

https://www.parliament.krd/%DA%A9%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%B1%DB%8C-%D9%BE%DB%95%D8%B1%D9%84%DB%95%D9%85%D8%A7%D9%86/%DA%A4%DB%8C%D8%AF%DB%8C%D9%88/


21
منظمة خيروتا تنظم ورشة عمل لمدرسي مادة حقوق الإنسان

في إطار نشاطات الحملة الوطنية لمواجهة العنف ضد المرأة، وتزامناً مع الذكرى السنوية لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، نضمت منظمة خيروتا لحقوق الإنسان صبيحة يوم الإثنين الثامن من ديسمبر الجاري وبدعم من المجلس الأعلى لشؤون المرأة وبالتنسيق مع مديرية تربية سوران، ورشة عمل تحت عنوان ( ثقافة حقوق الإنسان السبيل نحو مجتمع متقدم ومستقر)  لمدرسي مادة حقوق الإنسان.
الورشة التي تقاسم مواضيعها الرائد سالار تحسين مدير مركز سوران لمكافحة العنف ضد المرأة، والناشط والأستاذ الجامعي الدكتور مهدي أمين، والأستاذ ايفان جاني رئيس منظمة خيروتا لحقوق الإنسان، ركزت على ثلاث محاور رئيسية ألا وهي السلم المجتمعي وتأثيراته على الفرد والمجتمع، ثقافة حقوق الإنسان ودورها في التنمية المجتمعية، الدور المحوري لمدرسي مادة حقوق الإنسان  في نشر ثقافتها.
هذا وقد حضر الورشة الأستاذ عزيز سعيد مدير تربية سوران، والأستاذ سالار صادق مسؤول إعلام التربية.



22
منظمة خيروتا تحتفي باليوم العالمي لحقوق الإنسان في ثانوية شميرام السريانية

إحتفت (منظمة خيروتا لحقوق الإنسان) يوم الأحد الثامن من ديسمبر، بالذكرى السنوية لولادة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من الشهر الجاري.
الإحتفاء كان على قاعة ثانوية شميرام السريانية المختلطة وبحضور طلاب المدرسة والهيئة التدريسية والموظفين.
حيث ألقى رئيس منظمة خيروتا لحقوق الإنسان، الأستاذ ايفان جاني، محاضرة مقتضبة حول تاريخ وظروف وأسباب ولادة هذه اللائحة العالمية المهمة, مشيراً إلى دور الشخصيات الفاعلة في تدوين اللائحة وعملهم الحثيث لترى النور.
كما تضمن الإحتفاء إلقاء قصيدة باللغة الأم من قبل الطالبتين سمانثا سمير وإيلينا شليمون,    وعرض فلم وثائقي سلط الضوء على مراحل كتابة اللائحة, إضافة إلى نشاطات وفعاليات أخرى جسدت لوحة إحترام حقوق ورؤية وثقافة وفكر الأخر بغض النظر عن إنتمائه العرقي والفكري والديني .



23
     
منظمة خيروتا تشارك في إنطلاق حملة مناهضة حيازة السلاح

شاركت منظمة خيروتا لحقوق الإنسان متمثلة بالأستاذ ايفان جاني رئيس المنظمة صباح اليوم الأحد الأول من ديسمبر الجاري، في فعاليات إنطلاق حملة مناهضة حيازة السلاح والتوعية بمخاطره التي أطلقها مكتب سوران التابع للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وبدعم وتنسيق مع برلمان إقليم كوردستان ـ مكتب سوران.
وستستمر الحملة لمدة عشرة أيام متتالية وتضم مجموعة من الفعاليات موزعة على أقضية سوران وراوندوز وجومان وميركةسور وتشارك فيها مختلف فئات المجتمع، لتختم أعمالها يوم العاشر من ديسمبر الجاري الذي يصادف الذكرى السنوية لإعلان اللائحة العالمية لحقوق الإنسان, بمجموعة من التوصيات والمقترحات التي سترفع إلى برلمان الإقليم لمتابعتها فيما يخص قوانين حيازة السلاح.
 

24
في شقلاوه‌: منظمة خيروتا تشارك في ورشة حوارية حول التعايش في الإقليم

بدعوة من إتحاد الشبيبة الديمقراطي الكوردستاني ـ مركز سفين ومنظمة زركتان، شاركت منظمة خيروتا لحقوق الإنسان متمثلة بشخص رئيسها الأستاذ ايفان جاني في الجلسة الحوارية التي  عقدت صبيحة يوم الثلاثاء 26 من نوفمبر الجاري وعلى قاعة فرع سفين(24) للحزب الديمقراطي الكوردستاني تحت عنوان ( التعايش الديني في إقليم كوردستان).
حيث شارك في الحوار كل من الأستاذ خيري بوزاني ممثلاً عن الإيزيديين، والأستاذ جعفر كواني ممثلاً عن المسلمين ، والأستاذ سه‌فه‌ر هاورى ممثلاً عن الكاكأية، والأستاذ ايفان جاني ممثلاً عن المسيحيين. وقد تحدث المشاركين عن تجربة التعايش الديني في الإقليم وسبل الرقي بها وأهم المشاكل والعقبات التي تجابه المكونات الدينية والقومية في سبيل تفعيل دورهم وإيصال الرسالة الوطنية والإنسانية التي هم بصددها.
هذا وقد حضر الجلسة جمهور غفير من الناشطين والمهتمين وممثلوا الدوائر الحكومية والحزبية ورجال الدين الأفاضل.


25
منظمة خيروتا تلتقي مدير مدرسة أشوربان السريانية  وتناقش واقع التعليم السرياني في ديانا 

زار صبيحة يوم الأحد العاشر من نوفمبر الجاري وفد من (منظمة خيروتا لحقوق الإنسان) متمثلاً باالأستاذ ايفان جاني رئيس المنظمة، مدرسة (أشوربان السريانية الأساسية المختلطة)، حيث إستقبل من قبل مدير المدرسة الأستاذ صبري حسقيل والهيئة التعليمية. بداية قدم السيد جاني وبإسم منظمة خيروتا تهانية الحارة للأستاذ صبري بمناسبة تسنمه إدارة المدرسة متمنياً له الموفقية ومؤكداً في ذات الوقت على دعم المنظمة الكلي لعملية التعليم باللغة الأم. كما ناقش الطرفان المشاكل والمعوقات التي تواجهها عملية التعليم بلغة الأم وسبل تجاوزها. وفي نهاية اللقاء قدم رئيس منظمة خيروتا هدية تذكارية للأستاذ صبري، إضافة إلى تكريم مديرة المدرسة السابقة المعلمة القديرة جاكلين كودا لدورها المشهود في خدمة المسيرة التربوية والتعليمية.

26
بمناسبة الذكرى 170 لصدور صحيفة زهريري دبهرا مركز ديانا للإعلام ينظم جلسة حوارية

بمناسبة الذكرى 170 لولادة صحيفة زهريري دبهرا بكر الصحف الآشورية، نظم (مركز ديانا للإعلام) وبالتعاون مع (معهد راوندوز الخاص)، مساء يوم الثلاثاء 11 من نوفمبر الجاري ورشة حوارية تحت إسم ( الصحافة الآشورية في عمق تاريخ الشرق الأوسط).
بداية ألقى الدكتور دلاور جوهر عميد المعهد كلمة مقتضبة تطرق فيها إلى دور مؤسستهم وسياستها الرامية لدعم مثل هكذا نشاطات ثقافية متنوعة إنما هدفها خدمة ونشر الأفكار المعتدلة والقوميات والأديان المتعايشة في الإقليم، وأشار إلى أنه إطلع على جزء من تاريخ الآشوريين وماعانوه من ظلم وإستبداد وجور على مر دهور، هذا التاريخ الذي يدمي العيون، وتمنى للصحافة والصحفيين الآشوريين النجاح المتواصل في عيد صحافتهم السنوي.
وبعدها تحدث الصحفي (إسماعيل إبراهيم) مدير (مؤسسة زاري كرمانجي للثقافة والإعلام) في مداخلته التي حملت عنوان ( الشباب الإعلامي والإعلام الشاب)، حيث تطرق إلى ضرورة أن يكون هناك تجدد وضخ دماء شبابية في المؤسسات الإعلامية بجل أقسامها بغية تجديد أفكارها خدمة  للقضية والرسالة الإعلامية التي تسعى المؤسسة لإيصالها للجمهور.
أما الصحفي ( ايفان جاني)، وفي مداخلته التي جاءت تحت عنوان ( جولة تأريخية في الصحافة الآشورية من أورميه إلى ديانا)، إستعرض خلال حديثه ظروف ولادة صحيفة زهريري دبهرا وأهميتها ودورها مستذكراً رواد الصحافة القومية والإصدارات التي صدرت داخل وخارج الوطن، ودورهم في إرساء أسس العمل الإعلامي والصحفي في العراق الجديد. كما مر على تجربة مجلة ديانا، هذه المجلة الفتية التي كان لها بصمة واضحة منذ يوم صدورها.


27
مركز ديانا للإعلام ينظم بطولة  كرة‌ المنضدة

تحت شعار (الرياضة تجمعنا) وبغية تفعيل دورالرياضة  كركن من أركان التعايش المشترك وحث الشباب على مزاولتها.  نظم مركز ديانا للإعلام للفترة 23 آب ولغاية 29 من آب الجاري، بطولة  كرة المنضدة شارك فيها 34 لاعباً من مختلف الفئات العمرية والإنتماءات الفكرية والقومية والدينية. وجرت مساء يوم الخميس 29 من آب الجاري وبحضور عدد من ممثلي الدوائر الحكومية‌ والحزبية‌ ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات وجمهور غفير مراسيم إختتام البطولة وتحديد المراكز الأولى.
وفي النهاية‌ تم توزيع الجوائز على الفائزين إضافة‌ إلى تكريم عدد من الرياضيين القدامى من الأشوريين والكورد  في المنطقه‌ لدورهم المشهود في تطوير الرياضة.





29
نشاط مشترك بين منظمات خيروتا و وار وZero Hour  الأمريكية
قامت منظمة وار لحماية البيئة بالتعاون مع منظمة خيروتا لحقوق الإنسان، صباح يوم الأحد الموافق 14 من تموز الجاري، بتنظيم محاضرة تثقيفية عن ثقافة حماية البيئة تحت عنوان ( من أجل بقائنا، لنحافظ على كوكبنا)، للطالبة المتفوقة (نوا هيمن علي) الحائزة على المرتبة الثالثة في مسابقة الرياضيات للمدارس الإعدادية التي أقامتها منظمة روانكة قبل فترة بمشاركة أكثر من 170 مدرسة من محافظة أربيل. وقد تحدثت الطالبة نوا في سياق محاضرتها عن أهمية موضوع التلوث البيئي مستذكرة أهم مصادر التلوث وسبل التصدي لها، مؤكدة على أن حماية البيئة من جل أشكال التلوث إنما مسؤولية المجتمع وجميع أفراده دون إستثناء، بغية الحفاظ على عالم أكثر أماناً وجمالاً لنا وللأجيال السابقة.
هذا وقد حضر النشاط الذي يعتبر الأول من نوعه والذي دعت إليه منظمة  Zero Hour  الأمريكية جمع من الناشطين في مجال البيئة وممثلوا الدوائر الرسمية وغير الرسمية وعدد من وسائل الإعلام.



30
رسالة إلى أحزابنا القومية التي ستشارك في حكومة إقليم كوردستان
                                                                           
ايفان جاني
بعد شهور من الإنتظار وجولات طويلة ومرهقة من المفاوضات بين الأحزاب السياسية الفائزة في إنتخابات برلمان إقليم كوردستان 2019، بدأت بوادر الفرج تلوح في الأفق، والمواطن العادي قبل السياسي أصبح يتنفس الصعداء.
لقد إجتازت عملية تشكيل حكومة إقليم كوردستان ـ العراق الكابينة التاسعة مرحلة عنق الزجاجة، وتجلت صورتها للأعوام الأربع المقبلة، بعد أن فُكت عقدة المفاوضات العقيمة بين الحزبين المتنافسين والمتحالفين في ذات الوقت الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني حيث أعلن الأخير عن تسمية الشخصيات التي ستمثله في الكابينة القادمة، وقريباً ستفعل نفس الشيء حركة التغيير ثاني أكبر الكتل الفائزة ليكتمل بذلك عقد الوزارة.
تمنياتنا لهذه الكابينة كنا قد أوجزناها في نقاط مقتضبة على شكل رسالة إلى السيد مسرور بارزاني الذي سيخوض أول إمتحان سياسي حقيقي له، بقيادته لدفة حكومة الإقليم، ويترك لأول مرة أيضاً الملف الأمني الذي لم يفارق يمينه منذ أعوام وحقق فيه نجاحاً مشهوداً، ساهم بشكل كبير في إرساء أرضية صلبة للكابينات الحكومية على مر الأعوام.
أنا هنا لست بصدد الكتابة عن إستراتيجية الحكومة المقبلة، كون البرنامج السياسي للأحزاب الفائزة والمتحالفة سيحكم في الأخير. إلا أن مايهمني هنا هو المشاركة الإيجابية لشعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري) عبر الأحزاب الفائزة بمقاعد في برلمان الإقليم.
لأن صورة مشاركتنا كشعب أصيل له نضال مشرف مع الشعب الكوردي الشقيق، مع الأسف لازالت مبهمة، هذا في الوقت الذي باتت ساعات ولادة الحكومة الجديدة معدودة. فبإستثناء تأكيد منح  شعبنا وزارة  واحدة، لازالت بقية المناصب مجهولة،  ومايؤلمنا بشدة ويزيد من قلقنا هو تخاصماتنا السياسية وتخندقاتنا الحزبية التي إعتلت المشهد الإعلامي، وعدم إتفاق الكتل السياسية على برنامج سياسي من جهة، وعلى طريقة المشاركة وحصة شعبنا لا حصتها كأحزاب ومؤسسات من جهة أخرى. هذا في الوقت الذي تم حسم الجزء الأكبر من ملف المكاسب السياسية والقومية للمكون التركماني،  لكون أحزاب المكون المذكور كانوا أكثر إتفاقاً وتنظيماً منا في حال إستثناء الدعم الإقليمي.
جُل هذا الكلام يأتي موازياً مع تصريحات الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الحزب الفائز والذي سيشكل الكابينة الوزارية وعلى لسان كبار زعاماته، بأنه سيكون للمكونات المتأخية دور فعال في حكومة الإقليم القادمة، مع تأكيدها على ضرورة المضي قدماً بسياسة التعايش المشترك وتجسيدها في المشاركة السياسية، ودعم المكونات القومية وإحترام خصوصياتها ورفض لغة الأرقام في تحديد حجمها، وهذه النقطة بالتحديد علينا إستثمارها والإنطلاق منها نحو عملنا المستقبلي.
رسالتي موجهة لجل الأطراف القومية التي ستشارك في حكومة الإقليم أو ستبقى تعمل في إطار البرلمان، أتمنى منكم أن تعملوا بجد بغية توحيد صفوفكم وكلمتكم في سبيل مصلحة شعبكم الذي لازال يؤمن بكم ويعول عليكم، جاهدوا لتحافظوا على وحدتكم القومية، وأن تسمو المصلحة القومية على أهدافكم الحزبية، فمن غير الصواب وتحديداً في هذه الفترة الحرجة بالنسبة لشعبنا أن تتخاصموا على مكاسب حزبية، وتنقسموا على ذواتكم وتشكلوا كتل معارضة داخلية وتضحوا بأسمى الأهداف التي ناضلتم في سبيلها ألا وهي الأمانة والإخلاص والمضي على درب شهداء القضية والوطن.
التناحر والتصادم وحرب الإعلام لن تصلح ما جرى ومضى، وجلها أسلحة خاسرة يدفع فاتورتها شعبنا الممزق. كسياسيين وقوميين عليكم تقبل الواقع واللجوء إلى طاولة الحوار للخروج ببرنامج وخطاب موحد، يترجم تطلعات أبناء جلدتكم ويكون المواطن عنوانه وهدفه. فالمناصب والمكاسب السياسية ثمار مرحلية دورية، إلا أن  ثقة الشعب إن فقدتموها لن تفلحوا في كسبها مرة ثانية على مدى الدهر. فأعطوا لأنفسكم وزملائكم فرصة ثانية، وإفتحوا معهم ومع كل من يؤمن بقضيتنا ويساندها قنوات حوار إيجابية، تزيح عن كتوفكم ثقلاً كثيرا وتختصر عليكم المسافات، وتنجدون هذا الشعب المثقل من دوامات التخندق الحزبي. 


31
منظمة خيروتا تلتقي مدير مكتب سوران للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان

ضمن سلسلة زياراتها، قام السيد ايفان جاني رئيس منظمة خيروتا لحقوق الإنسان، بزيارة إلى مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ـ مكتب سوران. وإستقبل من قبل السيد جواد سوار مدير المكتب والسيد نيهاد معاون المدير. وقد تناقش الجانبان في العديد من الموضيع ذات الشأن بحقوق الإنسان، وحقوق المكونات وسبل الرقي والحفاظ على التعايش السلمي بين المكونات القومية والدينية المتأخية في المنطقة وإقليم كوردستان، كما تم الإتفاق على إقامة نشاطات مشتركة في هذا المجال في المستقبل. وفي نهاية اللقاء أهدى السيد جاني نسخة من لائحة حقوق الإنسان المترجمة إلى لغة الأم ونسخ من كتاب حقوقنا المشروعة الخاص بحقوق الأطفال إلى السيد جواد، مثمناً ومؤكداً دورهم كجهة مسؤولة في نشر ثقافة حقوق الإنسان التي من شأنها أن تساهم في غرس روح الوئام وتقبل الأخر في نفوس المواطنين.


32
مسيحيو العراق: أقلية مغبونة، وإقليم كوردستان أخر ملاذاتهم
                                                                                           
ايفان جاني
كثيراً مانسمع عن دور الأقليات العراقية في العملية السياسية، والمجتمعية بشكل عام، وقد كثرت في السنوات الأخيرة الأصوات النشاز التي تنادي من هنا وهناك لإضعاف دورها من خلال تقليص حجم مشاركتها في العملية السياسية، وذلك لإعتبارات إحصائية رقمية بحتة، لا إعتماداً على أصالتها أو مواقفها ووطنيتها وإنتمائها ودورها الفاعل في إرساء دعائم الوطن منذ تأسيس ماعرف لاحقاً بـ (العراق العربي).
وهنا أحببت أن أضع بين أيادي القاريء الكريم دليل أخر يضاف إلى جملة الأدلة التي لايحجب ضيائها غربال الشك، حول دور المسيحيين (الكلدان السريان الاشوريون والأرمن)، قبل عقود من الزمن، يوم كان الوطن للجميع والدين لله.
فحسب بيانات تعداد عام 1957، هذا التعداد الذي يعتبر من أنزه وأكثر التعدادات العراقية نجاحاً وقبولاً لدن الجميع ساسة وأكاديمين، وجدنا هذه الأرقام المذهلة صراحة.
أرقام يجب الوقوف عندها، والسؤال عن الثمن الذي قبضه أبناء هذا المكون الصغير بحجمه والكبير بعطائه، هذا المكون الأصيل الذي أمسى بعد عقود أقل من أقلية، لابل أمسى ووفق تصريحات بعض قادة الدولة جالية ودخلاء ونعتهم أخرون بالكفرة وحرم عليهم حتى سلام الله .
تقول لنا الإحصائية الخاصة بالأطباء والمنشورة في تعداد عام 1957، أن عدد أطباء العراق عام 1957 كان (2915) طبيباً، بينهم (461) طبيب مسيحي، أي (16)% من مجموع أطباء العراق كانوا مسيحيين.
أما أطباء الأسنان فقد بلغ عددهم (843) طبيباً، بينهم (125) طبيب أسنان مسيحي، أي مايساوي (15)% من مجموعة أطباء أسنان العراق.
وبخصوص الأطباء البيطريون فتعدادهم بلغ (148)، بينهم كان (13) طبيب بيطري مسيحي، مكونين بذلك مانسبته (9)% من مجموعهم في العراق.
الصيادلة العراقيون كان عددهم (1411)، منهم (235) صيدلي مسيحي، مؤلفين بذلك نسبة قدرها (18)%.
وفيما يخص المهندسون فقد بلغ مجموعهم (1080)، ومنهم (162) مهندس مسيحي، وبلغت نسبتهم بذلك (15)% من مجموع المهندسين العراقيين.(1)


تصور معي، شعب تعداده لايتجاوز الربع مليون نسمة من مجموع سكان العراق الذين بلغ عددهم 6,538,109          نسمة بحسب نفس التعداد(2)، يؤلف قرابة 15% من مجموع حاملي أعلى الشهادات  وشاغلي أرقى الوظائف في الدولة. قدم ولايزال يقدم بحسب إمكانياته الكثير قياساً بما قاساه على إمتداد العقود وتوالي أنظمة الجور. اليوم يُعاب عليه لابل يعاقب على كونه أقلية، هذه الأقليات التي كانت أكثرية وأمست ضحية مشارط أطباء السياسة في العراق ومن لف لفهم قرابة قرن من الزمان، تلك النخب الدخيلة على العراق وشعبه التي مهدت طريق ذبحه ديموغرافياً بمعاقبته وتشويه سمعته دينياً وإجتماعياً وسياسياً،  اليوم تجاوزت نسبة مشاركتها الـ 90% في عملية إستئصاله من طينته.
والسؤال الذي يثير بطرحه جملة من التساؤولات هو: لماذا يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام جل ماتمر به الأقليات القومية والدينية ليس في العراق فقط، وإنما في المنطقة بأسرها، وأين هو تأثير البرامج التي تطلقها الحكومات والمنظمات الأجنبية بإسم حماية الأقليات وتفعيل دورها, وهل حقاً يمكن تفعيل دورها دون مشاركة حقيقية في العملية السياسية وبلوغها مركز صناعة القرار، وهذا ما نستبعده فيما يخص حكومة المركز التي أمسى وجودنا فيها مجرد تمثيل شكلي وشخصي. وهنا نحن نطمح ونأمل من أحزاب ومؤسسات شعبنا العاملة على ساحة إقليم كوردستان أن تكون لهم مفاوضات مثمرة، من أجل شراكة حقيقية تليق بتأريخ ودور شعبنا في تشكيلة حكومة الإقليم القادمة، لاسيما وإن ممثلي أحزابنا كافة  صوتوا بالإجماع لإنتخاب السيد نيجيرفان البارزاني رئيساً للإقليم، وسيفعلون المثل يوم يتم تكليف السيد مسرور البارزاني لتشكيل الكابينة التاسعة، والتي نبني على مشاركتنا الإيجابية فيها أمال كثيرة كمكون قومي وديني، إلا أن أمالنا تلك ستذهب أدراج الرياح لو لم تكن مقرونة بإستراتيجية مستقبلية واقعية وعملية الهدف منها خدمة المواطن لكسب ثقته وتغذية إيمانه وتعزيز أماله وبالتالي التشبث بالجذور والوطن، لاسيما بعد أن أمسى إقليم كوردستان أخر ملاذاتنا، كوننا خسرنا جل مانملكه في العراق الذي إصطبغ بصبغة إسلامية ـ عربية منقسمة على ذاتها مذهبياً وسياسياً.


المصادر:
(1)   منذر عبدالمجيد البدري، جغرافية الأقليات الدينية في العراق، رسالة ماجستير مقدمة إلى مجلس كلية الآداب ـ جامعة بغداد، 1975، ص 307.
(2)   سجلات تعداد عام 1957.

33
سوران تحتضن الملتقى السنوي  الأول للتعايش الديني
برعاية السيد ويسي سعيد ويسي عضو برلمان إقليم كوردستان، والمدير السابق لمديرية أوقاف سوران، نضم إتحاد الشبيبة الديمقراطي الكوردستاني مجلس سوران، صبيحة يوم الأحد الخامس من أيار الجاري وعلى قاعة مديرية الثقافة والفنون, الملتقى السنوي الأول للتعايش الديني في قضاء سوران.
الملتقى الذي حضره جمع كبير من مسؤولي الوحدات الإدارية والدوائر الرسمية وممثلوا منظمات المجتمع المدني والناشطين وعدد من رجال الدين الأفاضل, إستهل بمعرض لصور فوتوغرافية تجسد التعايش الديني (الإسلامي والمسيحي)، في المنطقة وعموم كوردستان.
وبعدها تليت الكلمات الترحيبية والإفتتاحية، إستهلها السيد ويسي سعيد عضو برلمان إقليم كوردستان، ثم تليت كلمة إتحاد الشبيبة الديمقراطي الكوردستاني.
وضمن إطار النشاط نضمت ندوة شارك فيه كل من الدكتور مهدي ستوني والأستاذ ايفان جاني، حيث تحدث السيدان عن تاريخ ومستقبل التعايش الديني والقومي في الإقليم والمنطقة، مؤكدين على أهمية هذا التعايش، وتأريخه، ودور الشخصيات المؤثرة، مركزين على ضرورة تواصل مسيرة التعايش والعمل من أجل تذليل جميع التحديات والمشاكل التي تجابهها.
وفي النهاية جرت مراسيم تكريم مجموعة من الشخصيات المسيحية والمسلمة التي كان ولها دور فعال في تفعيل وتمتين علاقات التعايش الأخوي وعلى جميع الأصعدة.

34
منظمة خيروتا تترجم وتطبع اللائحة العالمية لحقوق الإنسان
ضمن سلسة نشاطاتها الثقافية، وبدعم من منظمة كابني، قامت منظمة خيروتا لحقوق الإنسان بترجمة وطبع اللائحة العالمية لحقوق الإنسان إلى اللغة الآشورية الأم. وقام بأعمال الترجمة والتنضيد الأب الدكتور سمعان كيوركيس داود، وتم تصميمها وطبعها بشكل أنيق بحجمين، بوستر 48*58 سم، إضافة إلى بروشور 33*24سم.
وتعتبر هذه الطبعة الأولى من نوعها وإضافة نوعية لمكتبتنا الثقافية التي تفتقر أو تكاد تنعدم فيها المصادر التي تعنى بحقوق الإنسان، فلم يسبق أن طبعت اللائحة المذكورة بهذا الشكل وستكون وسيلة مفيدة للمهتمين باللغة الأم والقانون وحقوق الإنسان إضافة إلى أساتذة مادة حقوق الإنسان وطلاب المدراس السريانية حيث يتم تدريس مادة حقوق الإنسان ضمن مناهج وزارة التربية بحكومة إقليم كوردستان ـ العراق في الصفين السابع الأساس والعاشر العام.

35
منظمة خيروتا تفتح أبواب تاريخ الصحافة الآشورية بمعرض صوري
في قضاء سوران.

ضمن سلسة نشاطاتها الخاصة باليوم العالمي للغة الأم، نضمت ( منظمة خيروتا لحقوق الإنسان)، وبدعم من مؤسسة CAPNI، وبالتنسيق مع نقابة صحفيي كوردستان – مكتب سوران، معرضاً خاصاً بأغلفة مجموعة من الصحف والجرائد الآشورية الصادرة داخل وخارج الوطن وفي فترات زمنية مختلفة.
المعرض الذي إحتضنته قاعة مديرية الثقافة والفنون ـ مديرية قضاء سوران، إفتتح صبيحة يوم الإثنين 25 شباط الجاري من قبل الصحفي كوركيس يوسف وبحضور جمهور من المهتمين والصحفيين.
28 لوحة بين جريدة ومجلة، كانت كفيلة بأن تفتح أمام الحضور أبواب جزء من تأريخ مجهول، ألا وهو تأريخ الصحافة الآشورية العريقة التي تبدأ مسيرتها بولادة زهريري دبهرا عام 1849 ولازالت مستمرة دون إنقطاع رغم مد التحديات.
المعرض الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، نال إعجاب الحاضرين وتمنوا أن تستمر مثل هكذا نشاطات للإطلاع والتقرب والإنتهال من ثقافة وتراث الشعوب المتأخية الأصيلة، هذا التراث الذي يعتبر إرثاَ وطنياً وعالمياً وعلى الجميع العمل من أجل نفض الغبار عنه، ومجابهة تهديد تلاشيه.


36
في اليوم العالمي للغة الأم، منظمة خيروتا تفتتح معرضاً فنياً

بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم 21 فبراير، قامت (منظمة خيروتا لحقوق الإنسان) وبدعم من منظمة CAPNI  بتنظيم معرض فني خاص بالزخرفة واللغة الآشورية لطلاب ثانوية شميرام السريانية المختلطة – ديانا .
إفتتحت المعرض مديرة المدرسة السيدة علياء باسم بحضور جمع من أهالي الطلبة والمدعوين. وتضمن مجموعة لوحات فنية من أعمال طلبة المدرسة بإشراف الفنان يوئيل ججو مروان.
وقد نالت أعمال المعرض إعجاب الحضور وتمنوا للمشاركين والجهات الراعية والمُنظمة النجاح والدوام  على مثل هكذا نشاطات نوعية مهمة لاسيما لشريحتي الأطفال والشباب.



37
بضيافة منظمة خيروتا, روند بولص وأكد مراد يحاضران عن لغة الأم

ضمن سلسلة نشاطاتها التوعوية والتثقيفية، وبدعم من (منظمة كابني)، إستضافت (منظمة خيروتا لحقوق الإنسان) كل من السادة (روند بولص) رئيس إتحاد الأدباء والكتاب السريان، و (أكد مراد) المشرف التربوي ونائب رئيس الإتحاد، في محاضرة لمناقشة دور المؤسسات الثقافية في حماية لغة الأم، وذلك مساء يوم الخميس 14 من شباط الجاري وعلى قاعة ثانوية شميرام السريانية المختلطة - ديانا.
في البداية ألقى رئيس المنظمة الأستاذ ايفان جاني كلمة مقتضبة رحب  بها بالحضور والسادة بولص ومراد، مؤكداً على ضرورة إقامة مثل هكذا محاضرات وغيرها من النشاطات التوعوية التثقيفية بلغتنا الآشورية الأم، هذه اللغة المقدسة التي أعطت للإنسانية جمعاء الكثير وعانت ولاتزال من الإهمال والتقصير والتهميش على مختلف  المستويات حتى من الناطقين والكاتبين بها.
بعدها كانت الكلمة للسيد روند الذي تحدث بإسهاب عن مؤسساتنا الثقافية واللغوية الموجودة والعاملة في الوطن ودورها الحالي والمستقبلي، كما وعرج على موضوع الأزمة الإقتصادية التي عصفت بالإقليم ودورها السلبي على النتاجات السريانية بشكل عام، مستذكراً أيضاً الضربة الموجعة التي عرفتها هذه اللغة وثقافتها جراء غزو ما يسمى بتنظيم داعش لمدينة الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى والقضاء على الحركة الثقافية واللغوية والإعلامية التي كانت نشطة في هذه البقعة، التي كنا نحلم بأن تكون لنا في المستقبل القريب العش الدافيء الذي يحمينا ويجمعنا. مشدداً على ضرورة التواصل والعمل الدؤوب والتسليح بالإيمان النابع من حبنا لوطننا وأرضنا وقضيتنا وأمتنا في سبيل إعلاء شأن لغتنا وثقافتنا والحفاظ عليها من الإندثار، لأن إندثار لغتنا يعني إندثار هويتنا القومية والحضارية والتاريخية
ومن حقيبته الزاخرة بالخبرة في مجال اللغة والإعلام، تحدث السيد أكد عن الطرق والسبل التي من المفترض العمل عليها في الحفاظ على لغتنا الأم. وضرورة إفساح المجال أمام الشباب والدماء الجديدة للإنخراط في العمل الثقافي، ودعم كافة المؤسسات الثقافية والقومية، لاسيما المدراس السريانية التي تعتبر اليوم  من المؤسسات الوطنية والقومية المهمة التي تعمل في مجال تطوير اللغة والأدب والحفاظ عليهما.
وفي النهاية فتح باب الأسئلة والنقاش أمام الحضور، حيث كان لهم مع المحاضرين نقاش مستفيض حول الموضوع إضافة إلى طرح أفكار ورؤى جديدة تصب في خانة حماية اللغة اليوم والرقي بها مستقبلاً.


38
منظمة خيروتا تستضيف الدكتور روبين بيت شموئيل في
محاضرة عن الشاعرة الآشورية كيتي شموئيل إيشو

ضمن إطار الحملة الوطنية لإنهاء العنف ضد المرأة، إستضافت (منظمة خيروتا لحقوق الإنسان) وبالتعاون مع (المجلس الأعلى لشؤون المرأة في إقليم كوردستان ـ العراق)، مساء يوم الأحد 2 من ديسمبر الجاري وعلى قاعة ثانوية شميرام السريانية المختلطة في ديانا، الدكتور روبين بيت شموئيل مدير عام الثقافة والفنون السريانية بوزارة الثقافة والشباب في محاضرة تحت عنوان ( كيتي شموئيل إيشو وقصيدتها القومية المبكرة).
في البداية وقف المشاركون دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء شعبنا الآشوري والوطن والحرية، وبعدها ألقى الأستاذ إيفان جاني رئيس المنظمة كلمة مقتضبة أشار فيها إلى الهدف من هذا النشاط وضرورة أن يكون لكافة المؤسسات والمنظمات غير الحكومية دوراً إيجابياً في حث ودعم المرأة والفتيات للإنخراط في مجمل مجالات الحياة والإستفادة من طاقاتهم المكبوتة.
بعدها جاء دور الدكتور روبين الذي تحدث خلال سياق محاضرته عن دور المرأة الآشورية في مجمل مناحي الحياة، مستشهداً بالشعور الوطني والقومي الذي دفع سيدة آشورية وقبل قرن من الزمان، وفي ظل ظروف وبيئة غير مشجعة لكسر جل القيود الإجتماعية المسيطرة على عالم الشعر والكتابة بشكل عام، وكتابة قصيدة أصبحت على مر الأجيال نشيداً قومياً تتغنى به الشفاه أجيالاً وأجيال. فالشاعرة كيتي شموئيل من خلال قصيدتها القومية الرائعة (ܪܥܘܿܫ ܓܘܢܩܐ ، أفق أيها الشاب), والتي أسمتها بـ"قصيدة الشعب"، رغم رحيلها عنا من هذا العالم لازالت حاضرة بيننا روحياً وفكرياً وتحثنا على المضي قدماً برسالتنا الوطنية والقومية والإنسانية، وأضاف الدكتور بيت شموئيل هنا أدعو شبابنا ولاسيما الفتيات منهم كما دعتهم الشاعرة كيتي وتدعوهم منذ أكثر من قرن، إلى ضرورة المساهمة الفاعلة في رسم المشهد الثقافي والفكري والقومي والسياسي، وهذه المساهمة لن ترى النور أو تدرك أهدافها دون التسلح بالتعليم ومواكبة تكنلوجيا العصر، مشدداً في عين الوقت على والتشبث بالأرض والإنتماء للوطن لأننا كشعب لن نستطيع أن نبقى أو نستمر دون جغرافية أو أرض تجمعنا وتضمنا. وفي النهاية فتح باب النقاش والأسئلة أمام الحاضرين الذين أغنو المحاضرة بمداخلاتهم وأسئلتهم.

39
مدارس ديانا السريانية تستصرخ ضمائركم
                                                                                           
ايفان جاني
مبادرة تستحق الثناء، هي أداء اليمين القانونية باللغة الأم من قبل برلمانيو شعبنا (الكلدان السريان الآشوريون)، المنتخبين لعضوية برلمان إقليم كوردستان ـ العراق في دورته الخامسة. هذه البداية الطيبة والتكاتف الذي إلتمسناه منهم، يدعونا للفخر ويدخل البهجة والمسرة إلى قلوبنا المثقلة. وفي ذات الوقت مؤشر إيجابي لسياسة حكومة الإقليم تجاه المكونات القومية المتعايشة مقارنة بما تكابده تلك المكونات في وسط وجنوب العراق، مع تحفظنا على الكثير من السلبيات والخروقات التي على حكومة الإقليم فتح ملفاتها المغبرة بأسرع وقت إنصافاً للمواطن والحق.
ما أبتغي إثارته هنا هو إستخدام برلمانيو شعبنا ورقة اللغة كمقوم أساسي ونقطة فارقة لإثبات إنتمائهم القومي، ورسالة في ذات الوقت إلى الأخر بأننا شعب له كل مقومات القوة التي تقوم عليها أية قومية قوية مستقلة حية.
فهذه اللغة التي تعتبر إرثاً وطنياً وعالمياً قبل أن تكون قومياً، عانت ولاتزال. فمسلسلات وسيناريوهات النيل منها وإضعافها لازالت مستمرة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
لايغفل على المتابع لأوضاع الإقليم، بأن مجمل مناحي الحياة قد تعرضت لضربة قاصمة بعد عام 2014، وذلك لجملة أسباب سياسية وإقتصادية وعسكرية لسنا بصددها في موضوعنا. إلا أن حجم الضربة وتأثيرها كان أبلغ علينا كشعب بحكم حجمنا وتنظيمنا وإمكاناتنا الإقتصادية.
فلو تحدثنا عن الجانبين التربوي ـ التعليمي والثقافي ـ الإعلامي، كجانبين رئيسيين راعيين للغة الأم في الإقليم، نجد بأن جل تلك المؤسسات وكوادرها كانت ولاتزال تعتمد إعتماداً شبه كلي على الدعم المالي الذي تقدمه حكومة الإقليم. وهذا لايعني بأننا نلغي دور بعض مؤسسات شعبنا الداعمة والراعية، كوننا هنا نتحدث عن مسؤولية الحكومة والقوانين المشرعة لرعاية الثقافات واللغات المتنوعة في الإقليم إلى جانب اللغة الرسمية، وهذه الحقوق والمسؤولية مشرعة وفق الفقرة الأولى من المادة (14) من مسودة مشروع  دستور إقليم كوردستان والتي تنص على :" حق مواطني الإقليم في تعليم أبنائهم بلغتهم الأم كالتركمانية والسريانية والأرمنية في المؤسسات التعليمية الحكومية وفق الضوابط التربوية."  والفقرة الثانية من نفس المادة "وإعتبار تلك اللغات لغات رسمية في الوحدات الإدارية التي يشكل الناطقون بها كثافة سكانية".
كما أسلفنا ولجملة أسباب لم تستطيع حكومة إقليم كوردستان منذ عام 2014، من توفير الدعم المادي لهذه المؤسسات، أو قامت بتقليصه. وبعد أربع سنوات عجاف، نجد اليوم بأن معظم المؤسسات الثقافية والإعلامية التي كانت بمثابة روافد تصب في نهر اللغة والثقافة قد جفت تباعاً، والجزء الأخر منها أصبح عاجز عن تقديم أي نشاط يذكر.
هذه الكبوة ألقت بظلالها على المؤسسات التعليمية السريانية الحكومية أيضاً، وإن لم تبلغ مرحلة السقوط لكنها مع الأسف على شفيرها أو تسير بذلك الإتجاه في بعض المناطق، جراء الإهمال المتعمد من قبل بعض الجهات وضعف القدرات المالية والإدارية من قبل الجهات الراعية والداعمة.
فرسالتي هي لأعضاء برلمان إقليم كوردستان، ومن سيمثلنا في الحكومة المستقبلية، وأصحاب الشأن والمناصب والميسورين للإلتفات الجدي والسريع إلى مشاكل الدراسة باللغة الأم والمؤسسات الثقافية والإعلامية التي تعتبر العمود الفقري للغة التي أديتم وستؤدون القسم على خدمتها وخدمة الناطقين بها.
وبدروي أنقل لكم حالة واحدة، وبلا شك هي حالة من بين حالات مشابهة، حال أقدم مدرسة سريانية في محافظة أربيل، وهي مدرسة آشوربان السريانية الأساسية المختلطة التي تأسست عام 1995، وثانوية شميرام السريانية المختلطة 1998*.
هاتان المدرستان اللتان قدمتا الكثير وأنجبتا كوادر خدموا ولازالوا يخدمون اللغة والثقافة والكنيسة والأحزاب، اليوم، لابل منذ أكثر من عام تعانيان من جملة مشاكل ونواقص تعيق عملية الدراسة والتطور. مشاكل يمكن إعتبارها "بسيطة" في حال تكاتفنا لمجابهتها، لكنها كبيرة معقدة وأكبر من طاقة الإدارة والهيئة التدريسية التي تشعر بأنها وحيدة ومهمشة. مشاكل بحاجة إلى دعمكم، متابعتكم وحرصكم وإيمانكم، ويجب أن تكون على رأس قائمة أعمالكم المستقبلية، لإيجاد حلول جذرية لها، وطي صفحتها والرقي بعملية التربية والتعليم باللغة الأم، هذه اللغة " الأم" التي تؤكد اليونكسو على ضرورة المضي قدماً بها، فهذه المنظمة العالمية ترى أن إقصاء أية لغة محلية يؤدي إلى حرمان المتحدثين بها من حقهم الإنساني الأساسي في الإنتفاع بالمعارف العلمية. وتشير إلى أهمية التعلم باللغة الأم كون التعليم بهذه اللغة يساهم في تعزيز التعليم من أجل المواطنة العالمية وبالتالي إرساء عالم أكثر عدلاً، وتسامحاً، وشمولية، وأمناً وإستدامة".
وفي النهاية إليكم غيض من فيض المشاكل التي يعيشها طلبة المدرستان في ظل موجة البرد القارس التي عصفت بقريتنا الجبلية باكراً .
1-   عدم توفر أية وسيلة تدفئة في المدرسة، بسبب قطع وزارة التربية لحصة النفط الأبيض السنوية التي كانت توزعها على المدارس منذ عام 2016.
2-    إغلاق ثلاث صفوف دراسية من أصل ستة صفوف صالحة للتدريس، نتيجة تعرض جدرانها لتصدعات كبيرة تهدد حياة الطلبة. هذا في الوقت الذي تم رصد مبلغ مالي لإعادة إعمارها، إلا أن إدارة المدرسة علقت عملية الإعمار كونها كانت عملية تعمير ترقيعية فقط أو ذر الرماد في العيون. والمدرسة على هذه منذ العام الماضي، ومرور كل هذا الوقت الثمين يؤثر سلباً على عملية التدريس وإتمام المنهج المقرر لاسيما الصفوف المشمولة بإمتحان البكالوريا.
3-   بسبب إغلاق الصفوف الثلاث، إضطرت إدارة المدرسة لتحويل مخزن المدرسة ومختبرها وقاعتها إلى صفوف تعليمية، وهذه الأماكن لايتوفر فيها المناخ التعليمي الطبيعي للطالب، ناهيك عن برودتها.
4-   لأن التيار الكهربائي غير مستمر وتتقلص ساعاته تدريجياً مع ولوجنا فصل الشتاء، فإن الصفوف الداخلية للمدرسة والتي ليس لها نوافذ تسمح لولوج ضوء النهار، تتحول إلى كهوف مظلمة تتوقف فيها الدراسة كلما إنقطع التيار الكهربائي، بحيث يستحيل على المدرس رؤية الطالب ذاته.
وفي النهاية هذه رسالة إستنجاد إلى كل إنسان حريص وغيور على أبناء شعبه ولغته وهويته في الوطن، وأنا على يقين بأنهم كثر.
•   تشغل المدرستان بناية واحدة لهذا تكلمت عنهما كمدرسة واحدة.


40
قراءة نقدية في بحث الدكتورة بروين بدري توفيق الموسوم
 " كنيسة عراقية تاريخية تحاول أن تشرئب برأسها وتنفض غبار الزمن"

                                                                                       
ايفان جاني

نشرت الباحثة التأريخية الدكتورة بروين بدري توفيق" دكتوراة في تاريخ أديرة شمالي بلاد النهرين"، بحثاً تحت عنوان " كنيسة عراقية تاريخية تحاول أن تشرئب برأسها وتنفض غبار الزمن"، في العدد 58 من مجلة رديا كلدايا، وهي مجلة فصلية ثقافية عامة تصدرها جمعية الثقافة الكلدانية ـ عنكاوا، الصادر في أيلول 2018.
البحث الذي نشرته هو دراسة تأريخية عن كنيسة مار كيوركيس الواقعة في قرية بيديال، القرية الآشورية الوحيدة الصامدة في قضاء ميركةسور. البحث يقوم على فرضية مردها أن إسم كنيسة القرية الحقيقي هو (ماريشوع) وليس مار كيوركيس .
ففي الوقت الذي أشد على أيادي الباحثة وأقرانها ممن يولون إهتماماً بتراثنا الآشوري المسيحي كأحد أعرق الشعوب ، أسجل مجموعة من الملاحظات والأخطاء العلمية الأكاديمية والتاريخية التي سقطت فيها الباحثة، متمنياً أن تتقبل الباحثة مادونته بصدر رحب وفي ذات الوقت تجيب على التساؤولات التي أثرتها من خلال هذه القراءة.
1-   في البداية سنبدأ بموقع الكنيسة، حيث تقول الباحثة وفي الصفحة (30)، أن كنيسة مار كيوركيس في قرية بيديال تقع على تل مرتفع يبدو أنه كان مقبرة قديمة. إلا أنه وبحسب معلوماتنا وماأكده لنا أبناء القرية، الكنيسة لم تشيد على أية مقبرة، فنحن كمسيحين نقدس موتانا ونحترم مدافنهم فكيف بنا أن نبني كنيسة للرب فوق مدافنهم؟  أما فيما يخص التل الذي تتحدث عنه الباحثة، فالتل المذكور ماهو إلا مزيج من تل طبيعي وبقايا أنقاض الكنيسة القديمة التي فجرها النظام البعثي السابق إبان حملة الأنفال سيئة الصيت التي طالت القرية عام 1987. وما أن بزغت شمس الحرية حتى شمر أبناء وبنات بيديال وديانا وهاوديان على سواعدهم وبهمة الآب الشهيد بنيامين هرمز إبن القرية وشرعوا بإعادة بناء القرية بإمكاناتهم المادية المحدودة ليشمخ عليها صليب المسيح مرة ثانية.
وفي الصفحة 30 و34 تتحدث الباحثة عن وجود قبر لشخصية مهمة أو قديس بنيت عليه الكنيسة، أو إن القبر كان يقع خلف الجدار الشرقي للكنيسة ولما بنيت الكنيسة صار داخلاً فيها دون سائر القبور، ومازال القبر موجوداً قرب مذبح الكنيسة. وهنا أعود لأذكر الباحثة بأن أبناء القرية ونحن كزائرين لم نرى أي شيء يعلل هذا التحليل غير المنطقي، وما الجزء الذي تتحدث عنه الباحثة متوهمة أنه قبر إلا جزء من بناء الكنيسة، ومع ذلك سنقدم أربعة حقائق تدحض تحليل الكاتبة ونترك القرار والحكم للقاريء الكريم: أولاً : قرية بيديال القديمة كانت تقع في أسفل موقع القرية الحالي، ولازالت أثار القرية القديمة واضحة للعيان، والمنطقة التي بنيت الكنيسة فيها كانت منطقة خالية، وبمرور الزمن قام سكان القرية بتحويل الأرض التي تقع خلف الكنيسة إلى مدفن، كما أكد لي أبناء القرية بأن العوائل التي تحبذ أن تدفن موتاها داخل باحة الكنيسة كان عليها شراء قطعة الأرض المخصصة للدفن، وثمن قطعة الأرض كان عبارة عن تقديم ذبيحة للقديس مار كيوركيس.  ثانياً:  الكنيسة القديمة كما أسلفنا تم تفجيرها نهاية ثمانينيات القرن المنصرم، والبناء الذي تتحدث عنه الباحثة  بناء حديث كلياً. ثالثاً: قبل سنوات دخلت عصابة من اللصوص حرم الكنيسة ونقبت في أرضها باحثة عن أثار أو مواد ثمينة متوهمة كما إدعت الباحثة وجود مقبرة أو قبر لقديس، إلا أن ظنونهم قد خابت، رابعاً: إعتمدت الباحثة في تحليلها هذا على القصة المتناقلة شفاهياً بين أهالي القرية والتي تدعي وجود قبر لقديس وهذه القصة تفتقر لعنصر التوثيق العلمي.  وأظن بأن هذه الحقائق كافية لدحض فكرة وجود قبر في الكنيسة.
2-   تقول الكاتبة في الصفحة رقم 36 حرفياً: " كان شموئيل جميل قد وجد قرية قرب بيديال، تسمى(شباتي)". في حين جميع الآشوريين المنحدرين من تركيا والملمين بجغرافية المنطقة يعرفون أن قرية " شباطي" التي تعنيها الدكتورة تقع داخل الأراضي التركية وليست قريبة من بيديال، والقرية في الأصل قريبة من قرية مار إيشو القرية التي كانت مركزاً أسقفياً للمطران مار يوسف خنانيشو.
3-   جاء في الصفحة 36 مايلي:" وقد ذكر فييه "وتقصد به الأب جان فييه الدومنيكي" أن هناك إنجيل مخطوط وكتاب صلاة دعاء قريء عند وفاة القس وردة بن لعازر كتب في قرية بيديال". وهنا أطلب من الباحثة أن تزودنا برقم الصفحة التي إستقت منها المعلومة كوني راجعت الكتاب ولم أجد ماذكرته.
4-   أما في الصفحة 36 فتكتب الباحثة قائلة:" فقادنا هذا إلى التوصل إلى أن منطقة (بيديال)، فيها دير كان يسمى دير (مار إيشوع)، وهو مقر كرسي مار حنا يشوع النسطوري، كونه أحد المطارنة الذين توارثوا هذا اللقب من عائلة (أبونا) الشهيرة".
ومن يقرأ هذه الأسطر من الآشوريين أو الملمين بتأريخ الكنيسة الشرقية الآشورية، سيتضح له مدى جهل الباحثة بتأريخ كنيسة المشرق وجغرافيتها، لأن قداسة المطران مار يوسف خنانيشوع كان يسكن قرية مار إيشو بمنطقة شمدينان في تركيا، والكرسي الأسقفي كان في ذات القرية، وهذا الخلط بين القرى ظلل الباحثة وألقى بنتائجه السلبية على تحليلاتها وإستنتاجاتها، لا بل دحض بحثها كلياً.
5-   وتمضي الباحثة في خطأها لتقول في الصفحة 36 :" أما كنيسة مار يشوع مقر مطرانية حنايشوع فتبعد عن القرية ( أي بيديال)، وكنيستها بنصف ساعة". وهنا أطلب من الباحثة أن تحصل على خارطة للقرى الآشورية وتحدد فيها موقع مطرانية كنيسة المشرق في شمدينان التي كان يترأسها قداسة المطران مار يوسف خنانيشوع لترى بعينها وتلتمس هول الخطأ الذي إقترفته بتحليلها هذا.
6-   وفي نفس الصفحة السابقة تضيف الدكتورة :" كان لايارد قد ذكر في سنة 1850 عند زيارته هذه الكنيسة في (بيديال)". حسب معلوماتي فإن لايارد لم يزر قرية بيديال، بل زار القرى الآشورية الموجودة في جنوب شرق تركيا الحالية، لكن للتأكيد والإستفادة أرجوا من الدكتورة أن تنشر لنا إسم كتاب لايارد ورقم الصفحة.
7-   وتستمر الكاتبة وتكتب في الصفحة 37 مانصه :" وإذ نجح  (أي الأنبا شموئيل) في تحويل كنائس راوندوز وماحولها من القرى إليها (القصد هنا تحويل الكنائس النسطورية إلى الكاثوليكية). وفي الحقيقة أن هذا الرجل أي الأنبا شموئيل جميل  الذي جاء مبشراً بالمذهب الكاثوليكي بين النساطرة لم يحول أي كنيسة في راوندوز من المذهب النسطوري إلى الكاثوليكي، لأن راوندوز يومها كانت خاوية من المسيحيين. وعندما نقرأ مادونه الأنبا شموئيل جميل في كتابه وتحديداً الصفحة 17 نلحظ أنه مر براوندوز ووصفها فقط، ثم توجه نحو ديانا ونجح في تحويل المسيحيين فيها إلى المذهب الكاثوليكي على حد زعمه، وبعدها ترك ديانا نحو القرى الآشورية المسيحية على الحدود التركية. ولاأدري لماذا تُقول الدكتورة الأنبا شموئيل ما لم يقوله ويدونه.
8-   وفي نفس الصفحة تكتب:" أن الأنبا شموئيل جميل قد فشل فيما يخص كنيسة بيديال لرفضها هذا التحول دون أخذ موافقة مركز الكنيسة الشرقية في قوجانس".
وهنا تعود الباحثة لتقع في نفس الخطأ الذي بنت عليه بحثها، لأن الأنبا شموئيل جميل لم يزر قرية بيديال قط، بل توجه نحو القرى الآشورية التي كانت موجودة داخل أراضي تركيا الحالية وإلتقى بزعماء الكنيسة ومنهم مار يوسف خنانيشوع والبطريرك مارشمعون روئيل العشرون (1860-1903) وتباحثا بموضوع الوحدة الكنسية.
9-   كون الباحثة أكاديمية وتحمل شهادة الدكتوراة كان عليها أن تدرك وهي تدرك إصول البحث العلمي الأكاديمي، فلا يجوز الغور في تفاصيل موضوع تأريخي والكشف عن حقائق مهمة تغير إسم كنيسة تأريخية بجرة قلم، دون الإشارة إلى المصادر والمراجع التي إعتمدتها في تحليلها. لذا أطلب من الدكتورة الفاضلة نشر أسماء المصادر التي إعتمدت عليها مع أرقام الصفحات. وعتبي أيضاً على أسرة مجلة رديا كلدايا لنشرها مثل هكذا موضوع دون ذكر المصادر المعتمدة.
وفي النهاية أدعو الدكتورة بروين إلى إعادة النظر فيما كتبته وتصحيح أخطائها، لأنها ببحثها هذا لم تعمل على مساعدة قرية بيديال وكنيستها لتشرئب رأسها وتنفض غبار الزمن عنها، بل حاولت تشويه تأريخ أهم معلم فيها ألا وهو شفيع القرية مار كيوركيس .

41
الزهد والتقوى في حياة إكليروس وأتباع الكنيسة النسطورية*
قراءة في كتاب "المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية"
                                                                                                                                   ايفان جاني

يتحسر المرء بشدة عندما يحاول دراسة تأريخ أبناء جلدته وكنيسته، ويتفاجيء بأن الجزء الأكبر من هذا التاريخ غير مدون و مندثر أو أمسى أسير مكتبات شخصية لايرى النور، والجزء الأخر دونته أقلام غريبة غربية. وبخصوص الأقلام الغريبة التي دونت تأريخنا، تنقسم إلى قسمين، القسم الأول يضم أولئك الذين سخروا جهوداً طيبة لإعطائنا صورة واضحة، ونقل الحقيقة دون رتوش أو تحيز، وقاموا بجمع تفاصيل وفيرة من كتب ودراسات مختلفة ليجروا في ذات الوقت مقارنة أكاديمية متميزة قل نظيرها في ماشابهها من كتب. في حين أن أصحاب القلم في القسم الثاني،  يمكن القول بأنهم وفي الكثير من المحطات قد جانبوا الحقيقة وحرفوها في محطات مهمة، وذلك لأهداف وغايات شخصية أو مخطط لها من قبل جهات داعمة.  وبسبب شحة المصادر المحلية كما أسلفنا، يجد القاريء أو الباحث نفسه مجبراً لدراسة مادونه الباحثين الأجانب من رحالة ومبشرين وغيرهم، جاهداً قدر المستطاع دراستها بشكل متأني وتحليلها تحليلاً علمياً دقيقاً، كون البعض منهم سطروا كلماتهم بدافع تشويه وتزييف الحقيقة لا أكثر.
كتاب الـ" المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية " الكلدان والسريان والآشوريون والأرمن" الذي إعتمدته كأساس لقراءة ودراسة حالة الزهد والتقوى التي عاشها إكليروس وأتباع الكنيسة النسطورية "الشرقية"، للباحث الفرنسي ميشيل شفالييه، يعتبر ومن منظوري الشخصي من الكتب المهمة بالنسبة لمكتبتنا القومية والكنسية، فالباحث صرف جهداً كبيراً للخروج بهذا الكتاب الغني بتفاصيله، لاسيما المقارنات التي أجراها بين الكتب الأخرى التي كتبت عن هذه الكنيسة وأتباعها خلال فترات زمنية مختلفة، ويمكن إعتماد وإعتبار الكتاب فهرساً جيداً لمن يسعى أو يحبذ الغوص والإطلاع على تفاصيل دقيقة من حياة هذه الكنيسة وأتباعها، ومع ذلك هذا لايعني خلوه من سلبيات ونواقص وبلوغه درجة الكمال.
إعتمد ميشيل شفالييه في وصفه للحالة المعيشية التي عاشها وإستمر عليها رجال الكنيسة النسطورية" مطارنة وأساقفة وكهنة"، على مجموعة من الكتب والمقالات والتصريحات ناهيك عن دراسته الميدانية للمناطق التي سمحت له السلطات بزيارتها في العراق وتركيا.  وسنبدأ مع وصفه لظروف حياة مطران برور التي إستلها من كتاب الأب "ريتوري" الذي دون عام 1898 وفيه نقرأ " إن المار إيشو مطران برواري بالا كان خلال فصل الصيف المناسب للنشاط الزراعي يقوم بسقي مزارع الرز بنفسه، وإني رأيته وساقية مغمورتين في الأوحال وفي يده مسحاة" ]ميشيل شفالييه، 2010، ص140 [.
ويضيف الباحث، أن مطران برواري كان يقيم في ضيعة صغيرة تقع على بعد من قرية "دوري"، مسكن هذا المطران كان عبارة عن مبنى شيد في مدخل كهف جبلي. وإلى جانب مقر إقامة المطران كان هناك بناء من الحجارة طليت جدرانه بالكلس الأبيض المعروف بـ" جص مار قيوما"، منظر المبنى يجعلك تحس أنك أمام صومعة راهب متوحد أكثر من أن يكون مبنى مخصصاً للعبادة الجماعية، هذا بحسب كتابات "أنسورث"]شفالييه، المصدر السابق، ص149 [. ويقول بادجر: كان يوجد في صالة بيت المطران قرب وأواني من الطين المجفف بالشمس أو المشوي بالنار حفظ فيها الرز والحنطة والدهن. في الزوايا كان الزائر يشاهد بعض المعدات الزراعية البسيطة وأواني المطبخ وجفنات صغيرة خشبية فيها أنواع من منتجات الألبان]شفالييه، المصدر السابق، ص150 [.
أما مطران شمدينان فكان يسكن أحد الأديرة القديمة الواقعة ضمن أرض مسورة، عدا الدير كان هناك كنيسة مبنية على إسم "مار إيشو" مع حضيرة للمواشي.  وفي كتابات لايارد 1850م، وماك لين 1892م، نقرأ عما يؤكد بساطة سكنى مطران شمدينان، ويعتبر الكاتبان ذلك النوع من الحياة علامة مميزة لحياة هذا الحبر]شفالييه، المصدر السابق ص149 [.
وفيما يخص الكهنة، فقد كتب عنهم شفالييه مايلي: منظر الكاهن لم يكن يختلف عن منظر أي مؤمن إعتيادي إلا بالعمامة المعتمة المكونة من قلنسوة ملفوف عليها قماش أسود يضعها الكاهن على رأسه وباللحية الطويلة المسترسلة. والكهنة عند النساطرة متزوجون، الكاهن يتمتع عادة ببعض المعونة البسيطة من الإدارة الكنسية، ويقوم بالإضافة إلى مهامه الدينية بدور القاضي المحلي. عدا ذلك يقوم الكاهن بالأعمال الإعتيادية كباقي أبناء الشعب، كأعمال الزراعة ورعي الماشية خلال فصل الإصطياف، أو العمل كأجير يومي أو يمارس إحدى الحرف كبائع متجول]شفالييه، المصدر السابق، ص152 [.
وعن تصرفاتهم يخبرنا شفالييه:" لايختلف كهنة ومطارنة النساطرة عن المؤمنين العلمانيين من حيث المظهر والتصرف، إنهم يركبون الجياد ويقاتلون كباقي أبناء الشعب"]شفالييه، المصدر السابق، ص270 [.
التقوى والبساطة سر إحترام الأحبار:
تبين لنا في أعلاه أن حياة  الأساقفة والكهنة التي جاء على ذكرهم شفالييه، كانت حياة جد عادية كحياة أي مؤمن من مؤمني الكنيسة، وهذه البساطة في الحياة لم تكن يوماً نقطة ضعف بالنسبة للإكليروس بل بالعكس كانت بمثابة عامل قوة وسبب إحترام الشعب  لهم. فها هو شفالييه وغيرهم من المبشرين والرحالة يقرون بذلك حرفياً بقولهم:" كان للدرجة الكنسية التي يحملها المطران أو الأسقف إحترام وتقدير تام من قبل المسيحيين أبناء الجبال بغض النظر عن عمره أي سواء كان شاباً يافعاً أو كهلاً كلله الشيب، وقبل كتابات "ووركوث" بحوالي نصف قرن، كانت هناك كتابات آنسورث وبادجر، عند قراءتها نلمس شعوراً وتأثراً لما شاهداه من إحترام وتقدير تؤديه الجماهير للمطران الشيخ "مار إيشو". عن ذلك يذكران أنهما شاهدا الجماهير تتراكض وتتدافع للمثول بين يدي هذا الحبر الجليل. وكيف أنهم كانوا يتسابقون لمشاهدته عندما كان يزور القرى، وأحياناً كانت الجماهير توقف موكبه وتجبره على التوقف والنزول ودخول قراهم فيقبلون يده ويحظون ببركته الأبوية]شفالييه، المصدر السابق، ص151 [. وتأكيداً على حالة التقوى هذه يكتب شفالييه مانصه:" في منطقة التخوما كوايي" الداخلية" ، التي هي المركز لعشيرة تخوما، كان الحماس على العبادة أشده، إذ كان الإكليروس يُشاهد وهو يُصلي طوال الليل في الكنيسة"]شفالييه، المصدر السابق، ص156 [.
وبكلمات قليلة لكن ذي معنى عميق يصور لنا شفالييه الإحترام الذي كان يحضى به الكهنة فيكتب:" ترى أبناء الشعب النساطرة يقبلون يد الكاهن بكل خشوع وتواضع، وعدا ذلك كان الكهنة يتمتعون بأشكال أخرى من التقدير والإحترام"]شفالييه، المصدر السابق، ص155-156[.

شعب الكهنة:
جاء على لسان شفالييه أن العديد من الرحالين والمؤلفين الذين كتبوا عن مسيحيي حكاري الجبليين، أكدوا وجود كهنة كثيرين بين جماهير النساطرة. أحياناً كان عدد الكهنة في قرية ما عدة عشرات من الكهنة. بحسب بعض الكتابات، كان هناك كاهن في كل عائلة، لذا نعتت تلك الكتابات النساطرة بـ" شعب الكهنة". وهنا يوثق شفالييه كلامه بإحصائيات دونها كُتاب سبقوه في هذا المنحى فيكتب، إن ماجاء في الإحصائيات المختلفة والشاملة، وبإستثناء تلك الخاصة بالمناطق المحيطة بالأبرشية البطريركية، هي أرقام معقولة، وبحسب تلك الإحصائيات وللفترة المحصورة مابين (1850-1914)، فالعدد المحدد كان يتراوح مابين المائتين والثلاثمائة كاهن لجماهير يتراوح عددها مابين السبعين والمائة ألف نسمة تنتشر مواقع سكناهم في الأراضي التركية والفارسية ]شفالييه، المصدر السابق، ص152[ وبخصوص الكنائس، يعتمد شفالييه على الإحصائية التي جاءت في كتابات "كتس" ويقول:" كانت مباني الكنائس عند النساطرة في حكاري والمناطق المحيطة بها كثيرة، وعددها يتراوح مابين 250-300 كنيسة، كل هذه الكنائس أصبحت اليوم خرائب وأطلال أو مباني قديمة مهجورة"]شفالييه، المصدر السابق، ص157[ . وعن أهمية الكنيسة في حياة المجتمع المسيحي النسطوري ينقل لنا شفالييه صورة من واقع عايشه ويكرام ودونه في كتاباته بالشكل التالي:" إن أبناء قرية "راباط" الواقعة في منطقة "الطال" قاموا جميعاً بالمشاركة في العمل لبناء الكنيسة، ونظراً لعدم توفر الخشب اللازم في القرية، لذا وبسبب الحاجة الماسة لحرق الخشب وبكميات كبيرة في عملية تحضير الجص(الكلس)، قام أبناء القرية ومن دون أي تردد بقطع أشجار الجوز الجميلة والزاهية في المناطق المحيطة بالقرية والبعيدة نوعاً ما وجلبوها لحرقها في كور الجص. كذلك إنهم قد ضحوا بكل كميات زيت الجوز المخزونة والمحفوظة لأيام الصوم الكبير (الخمسيني)، فوهبوها للكنيسة للإستفادة منها".

الحياة الروحية لدى النساطرة:
إتصفت جماهير النساطرة بحسب شفالييه بالتقوى والعفوية الحقيقية، ويؤكد الكاتب في سياق كلامه على نقطة جوهرية وهي أن العقيدة والدين عند النساطرة مرتبطان بالشعور القومي إرتباطاً وثيقاً. ويسترسل في حديثه: إضافة إلى ذلك إمتاز مسيحيو حكاري ببقائهم مخلصين لإيمانهم بأمانة وديمومة مدهشة مقارنة بجيرانهم الأرمن الذين تأثروا وخاصة الطبقات المسحوقة منهم بالضغط المادي والثقافي الأوربي. ويتفق شفالييه مع الأب " ريتوري" في تصريحاته التي تفند الأقاويل التي تدعي أن النساطرة يعيشون حالة " موت روحي"، أو من نعتوهم بـ" مسيحيين بالإسم"، أو إن الحياة الروحية في مجتمعات النساطرة تمر بظاهرة مرضية بالكاد يمكن ملاحظتها. ودفاعاً عن هذا  المجتمع المسيحي الصغير المنعزل يقول ريتوري، العبادة التي يمارسها هذا الشعب"النسطوري" تشهد له بالورع والتقوى، وعندما يدخل هؤلاء المؤمنون إلى الكنيسة، يحنون رؤوسهم ويقبلون دعامات الأبواب. وقد أشاد عدد من الكتاب الآخرين بتحمس النساطرة للعبادة والصلاة حيث وصفوا هذا التحمس بالشديد لدى جماهير النساطرة وخاصة أبناء العشائر.
ويقر المبشرون بكثرة فترات الصوم عند النساطرة، أهمها وأطولها مدة صوم الخمسين، وفيه لايجوز تناول أي نوع من الطعام سواء كان صلباً أو سائلاً إلى فترة مابعد الظهر، كما إن إحتساء الخمر أيام الصوم ممنوع، وكذلك التبغ أي التدخين ممنوع أيضاً.
وأنا أضع هذه المعلومات بين أيدي القاريء الكريم، علمانياً كان أم رجل دين، لا أبتغي فتح باب جدال بيزنطي، أو لاسامح الله التشكيك في إيمان أي إنسان، بقدر ما أتطلع إلى  تسليط بقعة ضوء على جزء يسير من تاريخ مضيء أمسى نوره يبهت يوماً بعد أخر، وتأثيراته في حياتنا اليومية تقل إن لم نقل إنها قد تلاشت. هذا في الوقت الذي نحن أحوج مانكون إلى دراسة الماضي بشكل متأني والإتعاض منه بغية وضع تخطيط سليم لبناء مستقبل واعد. كما إن جلد الذات هذه الفلسفة التي لانحملها في نفوسنا الضعيفة المتعالية مطلوبة في أيامنا وتعتبر واحدة من الأساليب التي علينا إتباعها كجزء من رد إعتبار لمن كنا السبب في تغيير وجهة مركبهم عن أو دون قصد.
وأختم كلامي ببضع تساؤولات أوجدها هذا المقال المتواضع، يجيب عليها كل واحد منا في قرارة نفسه وكل بحسب موقعه ومسؤوليته.
1-   بعد عقود من الزمن، هل تنطبق علينا كشعب وكنيسة مانعتنا به بعض المبشرين والرحالة بأننا شعب يعيش "حالة موت روحي"، أو "مسيحيون بالإسم" فقط؟
2-   هل تسلل ضعف الإيمان الروحي والقومي إلى قلوب أبناء الطبقات التي نال منها الضغط المادي وأمست ترزح تحت وطأة الثقافات الأجنبية ؟
3-   لماذا خسرنا كشعب وكنيسة لقب "شعب الكهنة"؟
4-   إلى أي مدى نجح إكليروس كنيستنا في الحفاظ على حالة التقوى والزهد والتواضع التي كانت العلامة الفارقة في حياة أسلافهم؟

الملاحظات والمصادر:

* للأمانة العلمية أبقينا على إسم الكنيسة كما جاء في الكتاب .
إسم الكتاب الكامل:  ميشيل شفالييه، المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية" الكلدان والسريان والآشوريون والأرمن، ترجمة: نافع توسا، شركة الأطلس للطباعة المحدودة، بغداد، 2010.



42
شربل أربل والرها ولبنان
حكاية إسم
                                                                                                                 ايفان جاني
وأنا أُطالع كتاب " كرونولوجيا أربيل"، للكاتب " مشيخا زخا" والكتاب في الأصل مخطوطة سريانية خُطت نحو سنة 550-569م، ونشرها "ألفونس منكنا" باللغة الفرنسية عام 1907 وترجمت لاحقاً إلى لغات أخرى ومنها العربية. إستوقفتني جملة هذا نصها :" كان في مدينة أربيل كاهن الإله شربيل يدعى إيث ألاها" . فجذبني الموضوع وتحريت عنه وتوصلت إلى حقائق معروفة عند البعض وخفية لدى الآخرين وأولهم أنا.
لنعد الأن إلى قصة هذه الإله ومعنى إسمه. فإسم شربل إسم مركب كأغلب الأسماء النهرينية القديمة، ويتألف من مقطعين الأول "شار" ومعناه الملك أو الحامي، والثاني " بل أو بيل " بمعنى الإله، وبهذا فإن إسم شربل يعني " الإله الملك أو الإله الحامي" . وكان الإله شربل إله أربيل الخاص  .
ومعروف للجميع بأن أربيل اليوم كان إسمها "أربا ـ إيلو" أيام الآشوريين، أي مدينة الألهة الأربعة، وكانت العاصمة الدينية للإمبراطورية، وكيف لا وهي التي تضم  معابد لألهات أربع، معبد الألهة " عشتار" إله الحرب والظفر، وهذا المعبد كان يتمتع بمكانة وأهمية إستثنائية فيحجه الملك الآشوري وهو ذاته الكاهن الأعظم للبلاد، قبل الإقدام على أية حملة من حملاته العسكرية، وحج إليه سنحاريب سنة 692ق.م، وكذلك فعل أسرحدون وآشور بانيبال. وبخصوص المعابد الأخرى فهما معبدا والد عشتار وجدها (الإله شمش ـ شمس)، (الإله سين ـ قمر)، أما المعبد الأخير فكان لإبنها الإله شربل حامي المدينة.
ويقول سعدي المالح في مقالته (شربل إله أربل): " وكان هذا الإسم ( أي شربل) ما يزال واسع الإنتشار بين الآشوريين الوثنيين ومعبوداً من قبلهم في بين النهرين العليا من حدياب (أربيل) وحتى ألرها (أورفة)  بعد سقوط الدولة الآشورية عام 612 قبل الميلاد وحتى القرون المسيحية الأولى، أما كيف تحول من إسم مرتبط بالعبادة الوثنية إلى إسم ذي دلالة مسيحية روحية وقداسة فتلك قصةأخرى.   
وجاء في كتاب شهداء المشرق، أن في السنة الخامسة عشر لمُلك ترايانوس قيصر (53-117م)، الثالثة لحكم الملك أبجر السابع أي سنة 105م.  كان شربيل رئيس جميع الأحبار الأوثان في الرها، يلبس أفخر الحلل ويضع تاجاً ذهبياً على رأسه، ويصدر الأوامر كما يشاء. وكان الملك أبجر إبن الألهة يترأس الشعب كله، والجميع يخضعون إلى شربيل الذي كان أدناهم من الآلهة، فينقل إليهم مايدعي سماعه من تلك الآلهة . وبحسب المصدر في يوم الثلاثاء الموافق للثامن من نيسان، إجتمع أهل المدينة (الرها)، لتقديم الذبائح للآلهة نزولاً عند طلب القيصر، والإحتفال بالتقدمة الأكبر أقيم وسط المدينة حيث جُمعت الآلهة كلها بأبهى زينتها. ويومها دنا "برسميا" أسقف المسيحيين مع الكاهن تيردت والشماس شالولا من شربيل رئيس الأحبار الوثنيين ودعاه للمسيحية. وبعد حوار دار بينهما قبل شربيل دعوته قائلاً:" لقد إستعذبت كلامك هذا وصار له أبلغ الواقع في قلبي". وبعد يوم، قام شربيل ونزل ليلاً عند "برسميا" برفقة شقيقته "باباي". فمُنح العماد وهو يعترف بالآب والإبن والروح القدس. ولما سمع "لوسانيا" حاكم المدينة ما أقدم عليه شربيل، أرسل رجالاً إختطفوه ليلاً من الكنيسة. وبعد إستجواب طويل، ومنحه فرصة نكران المسيحية والعودة إلى الوثنية، وصولاً إلى إستخدام أقسى أنواع التعذيبات معه، بقي مار شربيل محافظاً على إيمانه مخلصاً لمسيحيته، حتى صدور أمر إستشهاده الذي كان أكثر من وحشياً، وفي ذات اليوم نالت شقيقته "باباي" إكليل الشهادة على أيدي جلادو الحاكم، وقام بعض شباب المدينة بسرقة جثتيهما ووضعوها في ضريح والد الأسقف عبشلاما وذلك يوم الجمعة الموافق 5 أيلول 105م .
وأهمية هذه الحادثة والحوار الطويل الذي جرى بين الحاكم وشربل إبان الإستجواب تكمن في كونها حقائق دامغة لامجرد قصص شفاهية منقولة يُطعن في مصداقيتها، كونها سجلت في أضابير المدينة الخاصة بالملوك، وهذا ماتؤكده لنا الجملة التي إختتم بها الإستجواب:" نحن مارينوس وأناتول كتبنا هذا الإستجواب ووضعناه في مكتبة المدينة حيث تُحفظ أضابير الملوك" .
إستناداً إلى الحقائق التأريخية المذكورة يمكننا القول لا بل الجزم بأن إسم شربل هو إسم آشوري أربيلي عريق، وبسبب قدسيته وشخصية ودور من حملوه عبر التاريخ إنتشر الإسم وإنتقل إلى البلدان المجاورة، ليختفي أو ليبهت كما هو حال معظم حلقات تأريخنا في المنطقة. إلا أن مشيئة الرب لم تأبى ذلك، فعاد الإسم إلى سابق عهده إسماً مقدساً وشعبياً متداولاً، عبر أحد القديسين أيضاً ألا وهو الراهب الماروني اللبناني "يوسف أنطون مخلوف" المولود في بقاع كفرا في الثامن من أيار 1828 والذي إتخذ إسم شربيل إسماً له يوم إلتحق وترهب بدير مار مارون في عنايا بلبنان.
ومن وجهة نظرنا فإن إختيار القديس مار شربيل لهذا الإسم إنما يعود لسببين.أولاً: تخليداً للشهداء القديسين الأوائل للمسيحية أمثال شربل الآشوري الرهاوي. ثانياً: لإيمانه وإدراكه بأنه سيكون يوماً من الأيام القديس الحامي للبنان كما كان شربل أربل.


43
حي الآشوريين في لبنان.. صور وذكريات 
                                                                             
ايفان جاني                                                                                                       
لست من الذين عاصروا الأجيال الذهبية الآشورية في العراق، لكن الحكايات التي تروى وسمعتها عنهم، ترجمتها في ذهني إلى صورة مقدسة أزلية، لن ينطفيء ضياءها وأمدتني بالكثير من الأمل والإيمان في فترات مختلفة من الحياة.
فكل نجمة كانت مشروع علم قومي، تضاف إليها الشعاعات الثلاث الزرقاء والحمراء والبيضاء، ويزرع لها قلباً ذهبياً يشع نوره فيجرف معه البرد القارس وعتمة الظلام.
كما إن الأقلام القومية الرائدة لم تعرف السكينة ليل نهار وهي تذرف عصارة فكرها على أوراق ناصعة البياض لتحيلها مقالات وأشعار تلهب الروح القومية الملتهبة أصلاً في صدور الشباب.
أوتار القيثارات وصدوح الحناجر هي الأخرى فجرت براكين الثورة وحركت في الحجر روح الإنتفاضة ونكران الذات في سبيل حقوق إنسانية مسلوبة لشعب أعطى العالم أكثر من الكثير وبدوره حرمه من أبسطها.
والحديث يطول عن الأندية الثقافية والرياضية والإجتماعية والكنائس وعامة الشعب وحتى المقاهي التي كان فنجان الشاي فيها لايحلو لشاربه لو لم يغازل حبيبته الآشورية التي أودعها الزمان وغدر الإنسان الحبوس الوطنية بتهمة الجمال وتصحيح مسار التأريخ.
هذه الصور وغيرها، عشتها لحظة وطأت قدماي حي الآشوريين في لبنان، فعادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام، أيام تحريم ومحاربة الإسم الآشوري في العراق.
ففي هذا الحي البسيط المتواضع الذي يفوح منه أريج هكاري وأورمي.. حيث تتحاضن جبال هكاري مع سهول أورمي.. شعرت للوهلة الأولى أن قلبي ينبض بشكل مختلف، قلبي يخفق فرحاً وحزناً على مستقبل وتأريخ شعبي.. فالجدران هنا تتحدث وكسرت قاعدة الصمت.. فما أن دخلت الحي لأسأل عن بيت صديق، حتى وقعت عيني على لوحة جدارية مؤلمة، فيها إستذكار وإستهجان لمرحلة قاسية من تأريخ هذا الشعب العظيم.. كلمة مكتوبة باللغة الآشورية " ܣܝܦܐ ـ سيبا"، أي السيف، كلمة إختصرت فيها وحشية الدولة العثمانية وحلفائها تجاه اللون الأخر، الدين الأخر، اللغة، الثقافة، الإنتماء .. كلمة سوداء حزينة، كلمة توشحت بالأحمر، وكأن الدماء السائلة منها تعود للأمس لا لقرن مضى..
وعندما سألت عن صديقي، لابل عن سليل أحد أعظم ملوك التأريخ" نينوس" الذي جاء إسمه تيمناً بهذا الملك العظيم، قالوا لي: في الشارع الفلاني، فتوجهت نحو العنوان وأنا أجهله، وبعد برهة وقع ناظري على علم آشوري كبير جذبني بقوة نحوه، وكأن العلم تحدث لغتي قائلاً :تفضل فأنت في بيتك وبين أهلك.. فبدون سابق تفكير أو تردد توجهت نحو الباب وطرقته، وإذ بسيدة محترمة تستقبلني، فسألتها بلغتي الآشورية أو " لهجة ديانا"، هل هذا منزل نينوس؟، فأجابتني بلهجة أورمي، نعم تفضل.. وهكذا كان لقائي بأحد شباب حي الآشوريين، "نينوس"، هذا الشاب القومي المؤمن الغيور، الذي تعرفت عليه للوهلة الأولى عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يوم أجريت معه حواراً شيقاً حول أوضاع أبناء شعبنا في لبنان الطبيعة والجمال.
سعدت كثيراً بلقاء نينوس وعائلته الكريمة، وأدركت مصدر الروح القومية التي تنتفض في نينوس ولايستطيع هو أو سواه من كبحها بتاتاً.
أخذني نينوس في جولة قصيرة، لكن مليئة بالقصص والذكريات المؤلمة والمفرحة في ذات الوقت، فزرنا الكنيسة، وتحدثت إلى الرب متوسلاً السلام والإنسانية للعالم أجمع.
كما وقفت في حضرة الصليب والمسيح والعلم الآشوري الذي وجدت نجمته الرباعية محفورة في قلب الأرز المقدس، أرز لبنان، علم لبنان..
فتركنا الكنيسة إلى ساحة الشهداء الآشوريين، هذه الساحة التي سميت بهذا الإسم تقديساً وتكريماً للشهداء الآشوريين الذين سقطوا غدراً وهي يدافعون عن تراب لبنان، لبنان الوطن الذي إحتضنهم كما تحتضن الأم أولادها، وبدورهم عشقوه لدرجة الشهادة، وهكذا سقوا الأرز بدمائهم النهرينية الطاهرة، فأمسى الأرز أكثر قوة وقدسية.
وعندما زرت الساحة، إستقبلني لماسو المهيب، رمز القوة والحارس الآشوري الأمين، فوجدته منتصباً كعادته شامخاً على تراب لبنان، متوسطاً لعلمين مقدسين أدامهم الرب في رفعة وزهو.
فحزنت وفرحت وأخفيت الأمر عن صديقي، ومضيت أسأل نفسي:
الآشوري في هذا البلد غريب قياساً بالآشوري في العراق، وماقدمه الآشوري للبنان لايقاس أيضاً بالتضحيات الجسام التي قدمها آشوريو العراق،  ترى لماذا يرفرف علمنا حراً شامخاً على جباله وفي زرقة سمائه ليطل على بحره الواسع متعطراً بعبق الأرز ومتجذراً في نسيج مجتمعه، في حين حرمت الحكومات العراقية المتعاقبة التي إدعت الوطنية علينا هذا المشهد والشعور عقوداً ونحن من طينة آشور..؟!
أسئلة وصور كثيرة إحتفظت بها لنفسي، لأن الوقت كان قد أدركني والظلام قد خيم، وأنا كنت مرتبطاً بموعد أخر، مع صديق وأخ أخر، هُجر أو تم تهجيره قسراً على أيدي أصحاب القلوب الغليظة، ناكروا المعروف، معدومي الضمائر، أعداء الحضارة والإنسان.
فودعت الأصدقاء لكنني لم أودع لبنان، لأنه أصبح محفوراً في ذاكرتي وقلبي، كما هو بالنسبة لسكان حي الآشوريين.. فشكراً للبنان، أرضاً وحكومةً وشعباً.
شكراً لكل من إستقبلنا بكلمة جميلة، أو بإبتسامة ملائكية على محياه. 





44

رسالة من الوطن.. إلى من يهمه الأمر
                                                                                     
ايفان جاني
تعتبر مشكلة الهوية القومية للشعوب غير العربية، ومشكلة الهوية غير الإسلامية بالنسبة للشعوب غير المسلمة، من المشاكل التي طرقت باب الساسة العراقيين، قبل تأسيس المملكة العراقية عام 1921م، وقبل قبول العراق كدولة مستقلة في عصبة الأمم عام 1932م. ومن أحل الظفر ببطاقة الإنتماء لعضوية عصبة الأمم، قدمت الحكومة العراقية أنذاك جملة من الضمانات لحماية حقوق المكونات والقوميات والأديان غير العربية والإسلامية في العراق الجديد، ومنهم الأشوريين والأكراد والإيزيديين. ومن اللحظة التي حصل فيها العراق على شرف العضوية، ذهبت جل تلك الضمانات أدراج الرياح.
لقد تريثت كثيراً في الكتابة عن هذا الموضوع لتفادي الدخول في نقاشات لربما تكون عقيمة مع البعض، إلا سياسة الكيل بمكيالين وتقديم الشعب كذبيحة على مذابح السياسة لمنفعة الساسة وحاشيتهم لاغير، وإنصافاً للتأريخ كتبت هذه الأسطر القليلة والتي بإمكان أي واحد منكم التأكد من دقتها وسلامتها العلمية بمراجعة المصادر التأريخية، مراجعاً إياها بمنظور أكاديمي بحت ودون الخضوع لسحر العواطف والخنوع لتأثير إنتمائاته الفكرية. كما أريد أن أوضح هنا بأنني بكتابة هذه السطور لاأبريء القيادة الكوردية وحكومة الإقليم من جملة المشاكل التي نمر بها كمكونات قومية وأتباع ديانات أصيلة في كوردستان، لكن هذه الحكومة أقرت بأنها تتحمل جزءاً من ذلك المصاب على لسان رئيس حكومتها السيد نيجيرفان بارزاني حيث قال": كان يجب أن تكون لنا علاقات جيدة جداً مع تلك المكونات في كركوك والمناطق الأخرى، بحيث تُصوت جميع الأطراف عن طيب خاطر بأن تبقى ضمن إقليم كوردستان" " وعلينا أن نسأل أنفسنا أيضاً: لماذا لم نتمكن من كسب تلك المكونات كما يجب، بحيث يصوتوا على أن حياتهم ومستقبلهم سيكون أفضل في إقليم كوردستان؟، وأنا أعتقد بأن علينا ككورد التفكير بجدية وتقييم الأوضاع، وإيجاد حلول لهذه المسائل" ( نص المقابلة على الرابط التالي: http://www.rudaw.net/arabic/kurdistan/230920176)
ومن جانب أخر يجب أن نسأل أنفسنا، هل كانت لأحزابنا القومية الجرأة لتقر بالجزء الأخر من الخطيئة الذي تتحمله، وتطلب الإعتذار من هذا الشعب وتعده بصفحة جديدة وإلزام نفسها بسياسة جلد الذات؟؟!
وربما قد يسأل البعض بأن لنا تجربة تمتد لأكثر من عقدين مع الأكراد ونظام حكمهم، وسأجيب صدقتم، لكن أليس لنا تجارب عمرها عقود مع الحكومات السنية ـ العربية التي تدعي العراقية، وفي السنوات الأخيرة مع الحكومات الشيعية ـ العراقية ؟؟
وإن سألني أخر، بأن الأكراد إغتصبوا أراضينا، فسأجيبه بالإيجاب، سائلاً إياه بدوري: لكن هل نسيت أن الموصل وبابل وأور وتكريت والكوفة ووووو أيضاً كانت أراضينا واليوم بحسب مفهومك يجب أن تكون مغتصبة أيضاً؟؟
ورسالتي إلى أشقائي الأشوريين في المهجر هي: صراحة كنت أنتظر أن أرى وجهاً ثقافياً مغايراً للوجه الذي ظهر به بعضكم في الشبكات الألكترونية وتحديداً مواقع التواصل الإجتماعي، وأشك بأن يكون هذا الوجه يعكس ثقافتكم الحقيقية في الوقت الذي ولد الكثير منكم في المهجر أو عاش عقوداً من حياته في تلك البلدان التي عرفت بمهد الديمقراطية وحقوق الإنسان وإحترام فكر وفلسفة ورؤية الأخر، كنت أمل منكم أن تقفوا إلى جانبنا ونحن نتخذ قرارات صعبة ومصيرية، أن ترفدونا بالأفكار والرؤى البناءة الإيجابية والقانونية لتكون لنا بمثابة نافذة تتيح لنا رؤية أشمل وأدق وأوضح، لا أن تساهموا في إثارة النعرات الحزبية والطائفية وحتى القومية، وتعودوا لتنفضوا الغبار عن مصطلحات وكلمات غير مستحبة كنا قد حذفناها من قواميسنا، لتتصدر كتابات ومداخلات معظمكم.   
أحبتي نحن نحترم أرائكم ومشاعركم وحرصكم على مستقبلنا، لكننا في ذات الوقت من يتخذ القرارات صائبة كانت أم خاطئة ويتحمل تبعاتها، ولنا كل الحق في إختيار مانراه مناسباً ويتماشى مع الواقع الذي نعيشه، كما دعمناكم ولم نقف في وجهكم ولا في وجه رغباتكم لا وبل دعمناكم قدر المستطاع يوم عزمتم الرحيل وهجرة الوطن لأي سبب، ونحن بدورنا إخترنا البقاء والصراع من أجل البقاء ومواجهة مصير ومستقبل مجهول، وهل رأيتم يوماً أي منا ينتقدكم بسبب حصولكم على جنسية أجنبية؟ أو تصويتكم لصالح حزب محدد دون أخر؟؟  لابل وقفنا معكم وطالبناكم أن تكونوا لنا هناك عوناً وقوة وصوتاً هادراً، لهذا أرجوا منكم مرة ثانية أن تعيدوا النظر وتفكروا في كل كلمة تعتزمون كتابتها، وتدركوا مدى تأثيراها الإيجابي أو السلبي على أشقائكم في الوطن.
وهنا إسمحوا لي أن أضع بين أياديكم الكريمة غيض من فيض ماعاناه شعبنا الأشوري ولايزال في ظل الأنظمة المتعاقبة على سدة الحكم في العراق ولحد اليوم.
1-   عدم الإعتراف بتواجدنا القومي نهائياً في جل الدساتير الوطنية العراقية.
2-   مذبحة سميل 1933، مذبحة صوريا ،1969، مجزرة سيدة النجاة 2010، الحركات الإسلامية الراديكالية بمختلف تسمياتها إنتهاءاً بالدولة الإسلامية في العراق والشام .
3-   نفي البطريرك مار إيشاي شمعون وعائلته وكبار الأمة الأشورية من العراق بتهمة الخيانة وتقسيم العراق.
4-   ترحيل أكثر من 15000 أشوري إلى سوريا والهجرة مستمرة.
5-   نزع وإسقاط الجنسية الأشورية عن الأشوريين وفي مقدمتهم البطريرك وعائلته والقيادات الأشورية البارزة .
6-   تدمير وسلب  أكثر من 60 قرية أشورية إبان مذبحة سميل 1933.
7-   تعريب جل القرى والأراضي الأشورية وتغيير واقعها الديموغرافي.
8-   توجيه ضربة سياسية وإقتصادية قاضية إلى القضية القومية الأشورية.
9-   إستشهاد وأسر المئات من أبناء شعبنا في الحرب العراقية - الإيرانية  وحرب الخليج.
10-   أنفلة المئات من أبناء شعبنا في حملية الأنفال سيئة الصيت.
11-   إغلاق معظم الكنائس التابعة لكنيسة المشرق الأشورية ومصادرة أملاكها بحجة دعمها لحركات التحرر فترة السبعينيات.
12-   تدمير جل القرى الأشورية الواقعة على الخطوط الحدودية العراقية التركية الإيرانية وذلك بعد توقيع إتفاقية الجزائر وترحيل قاطنيها.
13-   محاربة أسر الشباب الملتحقين بصفوف النضال القومي والحركة التحررية الكوردستانية.
14-   منع الأشوريين من التدرج في المراتب العسكرية الحساسة.
15-   إجبار معظم الأشوريين الساعين لنيل الجنسية العراقية، لمراجعة دائرة خاصة في مدينة الموصل للتأكد من عدم مشاركة ذويهم في التمرد الأشوري على حد زعمهم عام 1933، وفي حال ثبوت تورط أي فرد من أفراد عائلة المطالب بالجنسية يحرم الأخير منها.
16-   تحريم التسمية الأشورية وتسمية المواليد الجدد بأسماء قومية.
17-   فرض القومية العربية على أبناء شعبنا في الإحصاءات السكانية.
18-   منع التدريس بلغة الأم الأشورية وصهر ثقافتهم في بوتقة الثقافة العربية.
19-   إغتيال وملاحقة الناشطين والسياسيين وتجريم العمل القومي والحزبي.
20-   زرع إنشقاق في صفوف الكنيسة الشرقية الأم.
21-   إخفاق الدولة في حماية مواطنيها والإنقلاب السياسي الذي جاء بتنظيم الدولة الإسلامية إلى العراق والقاعدة من قبله.
22-   تسميتنا بالجالية في عز الديمقراطية العراقية بعد عام 2003.
23-   إقتلاع جذورنا القومية والدينية  من البصرة إلى نينوى.
24-   فرض الجزية والأتاوات على الكنائس والتجار المسيحيين .
25-   إستهداف الطلاب الجامعيين من سهل نينوى والقضاء على مستقبلهم العلمي.
26-   إغتيال كوكبة من رجال الدين المسيحي والمواطنين الأبرياء العزل.
وفي النهاية أضع بين أياديكم أسماء الشخصيات والأحزاب ( الكلدانية السريانية الأشورية)، التي شاركت في تأسيس الجبهة الكوردستانية بعد إنتفاضة أذار 1991، وشاركت في باكورة  إنتخابات إقليم كوردستان العراق عام 1992، وشكلت مع الجهات الفائزة أول كابينة حكومية كوردستانية، وساهمت في صياغة والتوقيع على مسودة دستور إقليم كوردستان، وخلال تلك الفترات حصلت من الحكومة على الكثير من الهدايا والثروات، واليوم وبقدرة القادر أزيلت عن عينها الغشاوة وأصبحت تبصر في إسم كوردستان إسماً قومياً، وفي علم كوردستان، علماً عنصرياً، وفي نشيدها، نشيداً قومياً كوردياً وو. ورغم ذلك لازالوا أعضاءاً في تلك الحكومة وبرلمانها منتفعين منها ولم يتحملوا فكرة أن يستقيلوا على الأقل ليثبتوا أنهم صادقون في زيف أقوالهم .

السيد يونادم كنا ممثل الحركة الديمقراطية الأشورية والأشوريين في الجبهة الكوردستانية – 1992 .
أعضاء برلمان إقليم كوردستان – العراق
الدورة الأولى ( 1992 – 2005 )
1-   بطرس إسخريا هرمز ( القائمة البنفسجية -الحركة الديمقراطية الأشورية ).
2-   شمائل ننو بنيامين ( القائمة البنفسجية - الحركة الديمقراطية الأشورية ).
3-   يونادم يوسف كنا ( القائمة البنفسجية - الحركة الديمقراطية الأشورية ).
4-    فرنسيس يوسف شابو ( القائمة البنفسجية - الحركة الديمقراطية الأشورية ).
5-    سركيس أغاجان مامندو ( إتحاد مسيحيي كوردستان ).

السيد يونادم كنا ( وزير الصناعة والطاقة) في حكومة الإقليم.
السيد يونان هوزايا ( وزير الصناعة الطاقة) في حكومة الإقليم.


أعضاء برلمان إقليم كوردستان – العراق
الدورة الثاني ( 2005 – 2009).

1-   أندراوس يوخنا كوركيس ( قائمة الرافدين – الحركة الديمقراطية الأشورية ).
2-   كلاويز شابا ججي ( قائمة الرافدين – الحركة الديمقراطية الأشورية ).
3-   روميو حزيران نيسان هكاري ( حزب بيت نهرين الديمقراطي ).
4-   جمال شمعون إيليا ( الجمعية الثقافية الكلدانية – عنكاوة ).
5-   بايزاد ملكو أورهان ( الحزب الديمقراطي الكلداني ).

السيد نمرود بيتو ( الحزب الوطني الأشوري) وزير السياحة .

أعضاء برلمان إقليم كوردستان – العراق
الدورة الثالثة ( 2009 - 2013    )

1-   جيهان إسماعيل بنيامين ( قائمة الرافدين – الحركة الديمقراطية الأشورية ).
2-   سالم توما كاكو ( قائمة الرافدين – الحركة الديمقراطية الأشورية ).
3-   أمير كوكة يوسف (قائمة  الملجس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ).
4-   سوزان يوسف خوشابا ( قائمة الملجس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ).
5-   ثائر عبدالأحد أوغسطين ( قائمة الملجس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ).

جونسن سياوش أيو ( الملجس الشعبي) وزير النقل والإتصالات.



أعضاء برلمان إقليم كوردستان – العراق
الدورة الرابعة  ( 2013 -     )

1-   لينا إزريا بهرام ( قائمة الرافدين – الحركة الديمقراطية الأشورية ).
2-   يعقوب كوركيس ياقو ( قائمة الرافدين – الحركة الديمقراطية الأشورية ).
3-   سرود سليم المقدسي ( قائمة حزب أبناء النهرين ).
4-   وحيدة يعقوب هرمز ( قائمة الملجس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ).
5-   كمال يلدا مرقس ( قائمة الملجس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ).

جونسن سياوش أيو ( الملجس الشعبي) وزير النقل والإتصالات. إستقال من منصبه بتأريخ 13-8-2013


45
ثانوية شميرام السريانية تحتفي برأس السنة الأشورية الجديدة 6767

إحتقاءً بمقدم العام القومي الأشوري الجديد 6767، ثانوية شميرام السريانية المختلطة في ديانا وبدعم من منظمة خيروتا لحقوق الإنسان، تحتفي بأعياد نيسان.
بمناسبة أعياد نيسان ورأس السنة الأشورية الجديدة 6767، أقامت ثانوية شميرام السريانية المختلطة مساء يوم الخميس السادس من نيسان الجاري وعلى قاعة الثانوية، حفلاً مميزاً تضمن مجموعة من الفقرات والفعاليات. وإفتتح الحفل بالوقوف دقيقة صمت إستذكاراً وترحماً على أرواح شهداء شعبنا ووطننا وشهداء الحرية أجمعين. وبعدها قرأت المدرسة ريتا روميو كلمة اللجنة المنظمة وهنأت فيها الحضور وشعبنا بهذا اليوم القومي المبارك. وتلتها مديرة المدرسة السيدة علياء باسم بكلمة رحبت فيها بالحضور وهنأتهم بالعام الجديد متمنية لهم عاماً ملئه السلام والأفراح والنجاح ولشعبنا بلوغ  حقوقه القومية والوطنية. لتبدء بعد ذلك الفعاليات المتنوعة التي قدمها الطلبة والتي تنوعت بين قراءات شعرية، وكلمات، ومسرحيات، ولوحات فنية راقصة. كما قامت منظمة خيروتا بتكريم عدد من المدرسات ممن كان لهن الدور الكبير في إستمرارية وتطوير مسيرة التعليم باللغة الأم في المدرسة. هذا وقد شارك في الحفل جمهرة من أولياء إمور الطلبة، إضافة إلى السيد شيبا مندو رئيس المجلس القومي الأشوري بولاية إيلنوي الأمريكية والوفد المرافق له، الذي كان قد وصل ديانا في جولة تفقدية.

46
د. روبن بيت شموئيل:" بتنا من الشعوب التي لا تمتلك القدرة على حل أزماتنا وعقدنا القومية"
المديرية العام للثقافة والفنون السريانية، هذه المديرية التي تمثل وتعكس الوجه الحضاري والثقافي لشعب جذوره التأريخية تمتد لقرابة سبعة ألاف عام، كانت واحدة من المديريات التي عانت من الإهمال  غير المقصود تارة والمقصود تارة أخرى. بعد سنوات من رحيل مديرها العام المرحوم د. سعدي المالح، يعود أحد أبناء شعبنا الأشوري لتولي دفتها، بعدما أمست بيد أخرين طوال سنوات. د. روبن بيت شموئيل، هذا الوجه الثقافي والإعلامي المعروف والمدير العام الحالي للمديرية هو ضيف حوارنا اليوم وسنحاول أن نحصل منه على إجابات لمجموعة من الأسئلة التي أمست بحاجة إلى أجوبة وافية وحلول جذرية وأكاديمية لتفادي إتساع الهوة بين المثقف والمعني بالثقافة السريانية والثقافة بعينها، التي أمست كعنصر غريب في مجتمعنا وجسم أمتنا القومي.

كمديرية عامة للثقافة والفنون السريانية، ماهي خطتكم لمواجهة الأزمات والتحديات النفسية والثقافية التي يمر بها شعبنا؟
شعبنا الآشوري/ السرياني، وبتسمياته المتعددة الأُخر،  يمر في منعطف خطير في حياته، يهدد وجوده في أراضيه التاريخية، لذا وجب شحنه بالأمل الذي لولاه لما وجدت الحياة والعطاء. من جانبنا سنسعى إلى توثيق ودراسة المنجز الثقافي الذي أنجزه نخبة من أبناء شعبنا المهجّر قسرًا من أماكنه ومواطنه، أي سنسعى إلى تقييم عطائه خلال فترة إنقطاعه عن جذوره المعيشية وذكرياته في الأزقة التي ترعرع فيها، وفي القرى التي ولد فيها وتلقى تعليمه الأولي في مدارسها وكنائسها . وعليه، فإن كلَ عمل ونشاط يبعث الأمل والعزيمة في نفوس أبناء شعبنا، مطلوب ومنشود من كل مؤسّساتنا الثقافية والفنية. ويجب أن يعمل الكل على حثّهم وتشجيعهم على العودة والبقاء في أراضيهم بعد ضمان الأمن والطمأنينة الدائمة لهم وذلك لا يجيء إلا من خلال ضمانات وطنية ودولية لهم، فيجب تأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وبناء ما هدمه أعداء الحياة والحضارة والطبيعة.
في إحدى لقاءاتك ذكرت أننا كشعب نمتلك الكثير ممن يخلقون المشاكل ونحن بالأصل نحتاج من يحل العقد التي تعرقل مسيرتنا؟
أنا قلت نصًا، أننا بتنا من الشعوب التي لا تمتلك القدرة على حل أزماتنا وعقدنا القومية ، بقدر قدرتنا على خلق أزمات تعرقل مسيرتنا القومية ، فمثلاً  يحاول البعض منا أن  ينطق أسمنا القومي بإملاء أو بصوت معين وبخاصة في لغتنا الأم، ما يدفع الآخر إلى محاولة فرض إملائه على الآخرين طبقًا لأجندة أسياده السياسية، وكأن الأملاء أصبح عقدتنا الأزلية التي يتعثر فكرنا وعقلنا في حلها وتجاوزها. يا ترى هل أن عقدة تسمياتنا تتحمل طرح تسمية جديدة في بازار التسمية بحيث لا تفضي إلى حلها بقدر ما تساهم في تأزيمها وتعقيدها؟ من هنا جاء استنتاجنا أن قدرتنا على حل أزماتنا خفت بشكل كبير ما ينذر بخطأ قاتل، عدم قدرتنا على حل عقدنا، يفتح بابًا لدخول الآخرين في توظيف عقدة التسمية في تقسيمنا وتشرذمنا تمهيدًا لتهميش حقوقنا القومية كشعب أصيل في هذه البقعة من العالم التي ما زالت الجغرافية تحتفظ بالكثير من أسمائها بلغته !!. وبطبيعة الحال، هذا يولّد ظهور نوازع وترسبات الحقد الدفين على التاريخ والجغرافيا معًا، على الزمان والمكان، على كل ما يمت بصلة بـ (آشور) أرضًا وتاريخًا وثقافة وتراثا. إن الحروف الأربعة التي جاء أسمنا الجغرافي والتاريخي بها في المصادر العلمية المعتمدة (التاء والثاء والسين والشين) تتبادل المواقع في عائلة اللغات السامية التي تعد الأكدية (الآشورية ـ البابلية) أقدمها إكتشافًا، وظهورها في لغة سامية هنا لا ينتقص من ضمورها في شقيقتها الأخرى، طبقًا لطبع الأخيرة وقواعدها وفقهها، ماذا حل بنا أيها الناس؟ في اللغة العبرية مثلاً هناك حرف (الشين) يعطي صوت (السين) أيضًا بمجرد تغيير موقع النقطة فوقه من اليمين إلى اليسار، أي أن هذا الرسم الإملائي الواحد يعطي صوتين مختلفين حسب موقع النقطة الموضوعة عليه، علمًا هناك رسم آخر أصيل لصوت السين (السامخ)، أي هناك (سينين) في اللغة العبرية،  ولم تقم القائمة ! ولم يتبدل اسم اللغة العبرية لا القديمة ولا الحديثة، لأن للناطقين بها قوة حكم، ووطن ذو سيادة، ومنطق علمي لا يسمح بغير العلم والقرينة المقنعة !! كما ان في اللغة الإنكليزية عندما يلتقي حرفا (السين: S) معًا ، أي يكونان مكررين ومتجاورين في موقع الكلمة، يلفظان (شينًا) أحيانًا، مثل: Mission, Issue, pressure ، وأحيانًا (سينًا)، مثل: Assistant, Association  ، هذا يخضع لعلم التلفظ في اللغة المعنية، لماذا لا ينطبق السياق الإنكليزي على كلمة (Assur) مثلاً؟ أنا من دعاة التشبث بمشتراكتنا الساحقة، في الثقافة واللغة والتراث والتقاليد والفنون الشعبية من دبكات وأزياء ومهن، تلك التي  تبرّز هويتنا الشعبية المشتركة، والتي تنسج ثقافتنا القومية الواحدة وتعطيها بريقًا واحدًا، ونكهة واحدة مشتركة.
لشريحة الشبابية هي النبض الحي في جسم الأمة، وهذه الشريحة غائبة عن الساحة الثقافية القومية، فكيف ستجذبون هذه الشريحة إلى العمل الثقافي؟
الشريحة الشبابية غائبة عن الساحة الثقافية القومية لكل القوميات بعامة، لا بل أن جمهور النشاطات الثقافية والأدبية والفنية، أصابه انحسارًا ملحوظًا في كل الثقافات والقوميات، ربما بسبب الثورة المعلوماتية الهائلة التي جاء بها القرن الحادي والعشرين بخاصة. أرى أن هناك تقصيرًا كبيرًا في عدم فهمنا لغة هذه الشريحة وهناك انقطاع شبه تام بين جيلهم وجيلنا، لكني شخصيًا لست بعيدًا عن هذه الشريحة المهمة في مستقبل أي شعب في المعمورة، بحكم التغيير أو الانتقال الذي أجريته في حياتي المهنية، بعد تركي التخصص أو العمل الهندسي، ماضيًا نحو اللغة الأم وتراثها وآدابها. فمنذ نهاية القرن الماضي ، انخرطت في الدراسات اللغوية والأدبية، فدرست اللغة العبرية في جامعة بغداد، ونلت الماجستير في أدب اللغة الأم من جامعة لايدن في هولندا، والدكتوراه في الجامعة اللبنانية بالتخصص نفسه. هذه الفترة الحياتية قرّبتني من الشريحة الشبابية الجامعية كثيرًا، فسنحت لي الفرصة للتعرف على همومها ، والاطلاع على أحلامها ، ومواكبة تطلعاتها، ومعرفة رؤيتها للعالم الجديد، والتمعن في طريقة تفكيرها أيضًا. كما  أن التدريس الجامعي، سابقًا في قسم اللغة السريانية في كلية اللغات بجامعة بغداد، وحاليًا في قسم اللغة السريانية بكلية التربية بجامعة صلاح الدين في أربيل، يجعلني قريبًا جدأ من هموم ومشاغل وتطلعات لنموذج  من هذه الشريحة الشبابية.
لمديريتكم فرعان فقط أحدهما في أربيل والأخر في دهوك، هل يحق لكم فتح مكاتب وفروع أخرى،وهل ستعملون على ذلك؟
نعم كان لنا فرعان بمستوى مديرية، إحداهما في أربيل والثانية في دهوك، الأولى أضحت  قسم تابع إلى المديرية العامة بعنوان: قسم المكتبة السريانية، والثانية ما زالت باقية، وكانت لنا مديرية ثالثة في السليمانية  قام المدير العام وكالة الذي سبقني في المسؤولية الوظيفية بغلقها حلاً للأزمة المالية التي تمر بها حكومة الإقليم،  وكأن الأزمة المالية سوف تنتهي أو تُحل بغلق دائرة رسمية وحيدة بثقافة شعبنا وهويته القومية في إقليم كوردستان، كما لنا مديرية التراث والمتحف السرياني في عنكاوا. نعم لنا الحق بفتح ما نراه مكملاً لعملنا وهو ما ننشده إلا أن الوضع المالي بواقعه الحالي سوف لن يسعفنا كثيرًا بذلك، لكن الأمل يبقى في المخطط والسعي وسوف لن ننأى عنهما.
في أخباركم ونشاطاتكم نقرأ تسمية "شعبنا"، فلماذا هذا التهرب من التسمية القومية، وأنتم كمؤسسة ثقافية هل تتبنون تسمية محددة؟
لا أحسبه تهربًا بدليل أن الجملة الأولى في هذا الحوار كانت " شعبنا الآشوري/ السرياني) كما تلاحظ ، تكرار الاسم مرارًا والتركيز غير الطبيعي عليه، لا يبرّر عمق الشعور القومي الذي يتحلى به شخص ً ما، ولا يعني إخلاصه القومي أو وعيه القومي، لا أحد يزايد على الآخر في العمل القومي الذي هو وحده ـ أي العمل ـ يكشف ماهية الشخصية القومية ومنجزها الفكري والثقافي والسياسي وتاريخها في الإخلاص والتواصل، وليس القول أو الإدعاء القومي، فانا صامد مثل الكثيرين من أبناء شعبي في معقلي ووطني وأقوم بما يمليه عليّ واجبي الثقافي والفني واللغوي بخاصة. اسم مديريتنا الرسمي هو (المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية) الذي يحتّم واجبنا الوظيفي والإخلاقي أن نتبناه رسميًا،  لأننا نعمل تحت هذه اليافطة كحال التعليم السرياني في الحكومتين. وكما هو معروف لدى أغلب العارفين الأكاديميين الذين يحترمون شهاداتهم العلمية وقسَمهم الأكاديمي، فإن التسمية السريانية تساوي التسمية الآشورية في الأصالة والدلالة على حد وصف زميلنا  رابي سعد سعدي، ومنذ مطلع السبعينيات كتب صديقنا المهندس خوشابا سولاقا مقالاً رائعاً بعنوان: الآشوري = السرياني، ونشره في الصفحة الآشورية في جريدة التآخي الغراء. والكثيرون من مثقفي شعبنا يذهبون المذهب عينه، ومنهم على سبيل المثال:
الأب د. يوسف حبي يقول في كتابه: (كنيسة المشرق، بغداد 1989، ص 41)
" فكان جميع مسيحيي كنيسة المشرق بذلك واحداً. أما الإنقسامات المذهبية، والطائفية فيما بعد، فلم يكن لها أن تنشيءَ فروقاً قومية، بالمدلول الحديث للكلمة، لأنها كانت دينية، لا اجتماعية أو سياسية ". كما يقول في كتابه (كنيسة المشرق الكلدانية ـ الآثورية، لبنان 2001، ص 20): " والسريانية من سورية، آسوريا، آشور " .
والعلامة المطران أوجين منّا يقول في قاموسه (ص 487)
" ܣܘܼܪܵܝܵܐ (سورايا، أي بدون ألف مسقّطة): تعني سرياني، آرامي، نصراني (أختصار  ܐܲܣܘܿܪܵܝܵܐ (أسّورايا) أي  ܐܵܬ݂ܘܿܪܵܝܵܐ (آثورايا)) ". ويوضح في الصفحة عينها قائلاً : " فلفظة السرياني على رأي أغلب العلماء المحقّين متأتية من لفظة الآثوري محرّفة بعض التحريف طبقاً لطبع اللغة اليونانية " .
والأب د. لويس ساكو يقول في بحثه المعنون (السريان: الإطار التاريخي والجغرافي)، المنشور في كتاب (جذورنا: مقدمات عامة، بيروت 2005، ص 38) : " والتسمية الحالية (السريان) قد تأتي من سورية موطنهم الأصلي أو من أسورية (أشّور موطن الآراميين) أو من أسروينا، الأسم القديم للرها " .
معظم المؤسسات في بلدة عنكاوة لها بنايات وصروح خاصة، ومؤسسة مهمة كمؤسستكم ليس لها حتى بناية بسيطة ، من المسؤول عن هذا التقصير، أو إهمال أحد أهم ركائز الشعب وهي ثقافته وفنه؟
نعم ليس لنا بناية تليق بالثقافة السريانية، ولا صرح يرمز إلى عمقها الحضاري، على الأقل الثقافي والفني، وبالذات هنا في عنكاوا الزاخرة بالبنايات الجميلة لمؤسّسات المجتمع المدني، فكيف بدائرة حكومية رسمية تمثل ثقافة شعب متميز عن أقرانه قوميًا ودينيًا ؟ من سبقوني يتحملون جزءًا من التقصير والاهمال، فقبل عقدٍ من السنين كان سهلاً جدًا الظفر ببناية في عنكاوا، تعكس ثقافة شعبنا وفنونه التي ما زالت تبهر العالم. سوف نحاول أقصى جهودنا للحصول على قطعة أرض مسجلة باسم مديريتنا في الدوائر الرسمية المعنية، وهناك أكثر من شخصية من أبناء شعبنا، نراها غيورة جدًا على إظهار ثقافتنا بوجهها الناصع، وتدفع جهودنا نحو الأمام، وتوآزرنا في المضي قدمًا نحو  هذا الحق المشروع في تملك قطعة أرض باسم مديريتنا .
هناك نوع من الإنغلاق الثقافي بين القوميات المتأخية في الإقليم، لاسيما شعبنا الذي أمسى متقوقعاً وبعيداً عن النشاطات الثقافية والفنية والإعلامية على حد سواء، ماهي ألية عملكم لإعادة مد تلك الجسور المهدومة؟
الأزمة المالية ألقت بظلالها على مجمل المؤسسات الثقافية الخاصة بالقوميات المتآخية في الإقليم، ومن الطبيعي أن تنعكس على نشاطاتنا لأننا جزء من الكل، إلا اننا لم نقف ولن نتعكز على هذه الأزمة وتلك الظروف. فبعد شهر من إستلامنا المسؤولية أقمنا حلقة دراسية تعريفية عن شخصية البروفيسور الأب فولس إنويّا (من مواليد إينشكي) الذي كان أستاذًا مشرفًا على أطروحة الدكتوراه في الأدب العربي للطالب السوري، الشاعر الكبير أدونيس الذي أهدى أطروحته إلى أستاذه الكبير إنويّا. كما عقدنا في (13 /2/ 2017)، لقاءًا خاصًا مع نخبة من مثقفي وفناني شعبنا في عنكاوا للإستماع إلى أفكارهم واراهم ومقترحاتهم لتفعيل النشاط الثقافي والفني للمديرية العامة، وفي يوم الاثنين الماضي (20 / شباط/ 2017) أقامت منظمة أون بورتي بير الإيطالية بالتنسيق مع مديريتنا مؤتمرًا علميًا خاصًا عن الإرث الثقافي للشعوب العراقية، وذلك في قاعة المتحف السرياني التابع لمديريتنا. غايتنا الأولى كانت رفع صوتنا الثقافي إلى العالم المتحضر، وتعريفه بما جرى لآثارنا ومخطوطاتنا وإرثنا الثقافي في محافظة نينوى، على أيدي داعش وحواضنه في المنطقة. والغاية الثانية كانت لرفع المستوى العلمي والعملي لكادرنا المعني بهذا الاختصاص، وتدريبه كيف الأثر والمخطوط. وفي الشهر القادم نخطط لعقد دورة مكثفة في الإعلام لكادرنا الإعلامي في المديرية لرفع مستواهم أيضاً في هذا الحقل المهم للغاية لمديرتنا، وحالياً نتدارس الأمر مع بعض منظمات المجتمع المدني لتأمين المحاضرين والاختصاصين بهذا الشأن. وغيرها من النشاطات التي أعلنتها في اللقاء الذي جمعنا مع نخبي من مثقفي وفناني شعبنا والذي نوهنا عنه. في الاسبوع القادم سوف نزور كل من المديرية العامة للثقافة والفنون الكردية في أربيل، وكنت قد زرت المديرية العامة للثقافة والفنون في دهوك وتباحثت مع الأستاذ أيوب تمر صحبة السيد بنحاس خوشابا مديرنا في دهوك. كما سأزور المديرية العامة للثقافة والفنون التركمانية، وجمعية الثقافة المندائية في عنكاوا وغيرها من المؤسّسات المشابهة بالغرض والهدف، للتعارف أولاً وللتعاون في نشاطات وفعاليات مشتركة ثانيًا.
   
أتمتلكون الكادر الجيد الذي يمكن أن تعولون عليه لخدمة وحماية ثقافة عمرها قرابة سبعة ألاف عام؟
هناك شحة واضحة في الكادر المختص بثقافتنا وفنوننا، فمن كل كادر المديرية العامة لا يتعدى من يجيد فن الكتابة بحثًا أو أدبًا أو مقالاً على أصابع اليد الواحدة، وهذا خلل كبير وبخاصة أن باب التعيينات الجديدة مقفل تمامًا وحتى مسألة العقود مع ذوي المواهب والإختصاصات غير متوافرة حاليًا. لنا في أربيل كادر كفوء في الإدارة والحسابات والخدمات وغيرها من الحقول غير الإبداعية، لكننا بحاجة إلى رفع مستوى كوادرنا في الحقول الأخرى، أفكر في مسألة تعزيز الكادر الكفوء. معظم الكادر الحالي لا علاقة له بالثقافة ولا بأي فن من الفنون، وهذا شيء مؤسف للغاية ويشكّل عبء ثقيل ، فلا بد أن نفكر بالعلاج والحلول الناجعة، وايجاد البدائل ضمن الممكن المتاح، وإلا نحن ذاهبون بامتياز  إلى البطالة المقنعة.

كيف ستستفيدون وتفيدون المدارس السريانية في الإقليم التي يمكن إعتبارها الوريد المغذي لثقافتنا ولغتنا؟
من المؤكد أن نستثمر نتاج التعليم السرياني في مدارس الإقليم، لكن كما تعلمون فإن الثقافة والفنون لا تقتصر على المدرسة فقط ومنهجها الرسمي، فهناك فعاليات وأنشطة أخرى تغذي الثقافة، وتنشّط الفنون، ونحن نعمل في هذه المنطقة.
سهل نينوى، هل يدخل ضمن نطاق نشاط مديريتكم؟
رسميًا وقانونيًا لا يدخل سهل نينوى ضمن نشاط مديريتنا، لكن لنا امتداد ثقافي وعمق بشري في هذه المنطقة المتجذر فيها أبناء شعبنا منذ آلاف السنين، لذلك وضعنا في مخططنا آلية للقيام ببعض النشاطات في بغديدا وبرطلة وكرمليش وتلكيف، بالتعاون مع المؤسّسات التي كانت فاعلة هناك، وبعد تحرير سهل نينوى بالكامل، وازالة ما خلفه داعش الوحشي، على الأقل تحجيم وكشف من تعاون معه وكان سببًا في تواصل شره. نأمل أن لا تكون الثقافة التي نشرها داعش في نينوى وسهلها، متأصلة في نفوس البعض الحاضن لثقافة التكفير وإلغاء الآخر .

47
الهيئة التدريسية لثانوية شميرام السريانية تلتقي البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا

زار صباح الجمعة 14/10/2016 وفد من ثانوية شميرام السريانية المختلطة ضم كل من السيدة علياء باسم مديرة المدرسة والأنسة هيوي فريدون والسيدان يوئيل ججو وايفان جاني أعضاء الهيئة التدريسية، قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا بطريرك كنيسة المشرق الأشورية في العالم بمقر إقامته بناحية عنكاوة. وجرى خلال اللقاء تسليط الضوء على أهم المشاكل والعوائق التي تعيق عملية التعليم باللغة السريانية في ناحية ديانا بشكل عام وثانوية شميرام بشكل خاص، إضافة إلى  مناقشة أوضاع الشبيبة وسبل دعم الكنيسة لنشاطاتها لاسيما في مجال التربية والتعليم. وبدوره أكد غبطة البطريرك على أهمية هكذا لقاءات لما تتسم به من الصراحة والشفافية والنقاش المباشر المثمر، وتعهد بأن يعمل وبالتعاون مع الجهات المعنية لتذليل كافة العقبات التي تجابه عملية التدريس بلغة الأم، مشدداً على حرص كنيسة المشرق على تفعيل الدور الشبابي وفي كافة المجالات الحياتية.

 

48

د. أدم بيدار: الأحزاب الإسلامية الكوردستانية لم تربي جماهيرها على دعم الأديان والقوميات المتأخية في الإقليم

كانت أرض العراق ولاتزال واحدة من أخصب البيئات التي إستقبلت موجات متباينة من الأفكار والفلسفات والأديان والمذاهب على مر العصور. ومنها التي تأصلت وتجذرت فكرياً، وأخرى فرضت عنوة، وغيرها صمدت بحكم المغريات المادية. هذه الصراعات التي وصلت إلى حد شهر السيف والتكفير والسبي والتهجير القسري، وقفت ورائها في الكثير من المراحل أيادي مكسوة بكسوة الفكر الديني الفئوي، الذي يخدم الفكر المتطرف. وعلى الأغلب أمست الحلقات الأضعف في المجتمع العراقي، والتي يمكن وصفها بالفئات المسالمة والمثقفة والوطنية الضحية الأولى والأكبر. وهنا وقع على كاهل الطبقة المثقفة لاسيما المعتدلة منها ثقل مجابهة واقع مرير، واقع يهدد التعايش المشترك الإثني والديني في وطن عمره الحضاري يمتد لأكثر من سبعة ألاف عام. الدكتور الأكاديمي والناشط في مجال المجتمع المدني "أدم بيدار" يعتبر أحد هذه الشخصيات التي إمتازت بمواقفها المرنة، وإخلاصها في دعم قضايا الأقليات القومية والدينية التي أصبحت ضحية الصراعات المذهبية الدينية الإسلامية التي عصفت بالعراق، وبلغت حد إسقاط محافظات برمتها، محافظات أمتازت بتنوعها الإثني بأيدي حركات جهادية متطرفة، تحرم بقائها في أرض الإسلام وبلادهم. الدكتور أدم هو ضيف حوارنا اليوم والذي سنسخره لمناقشة تنامي الفكر الإسلامي المتطرف وطرق وسبل كبحه، ودور المؤسسات الحكومية والشخصيات الأكاديمية ورجال الدين الإسلامي إلى جانب الأحزاب الإسلامية الكوردستانية.
 

أجرى اللقاء: مركز ديانا للإعلام.

•    كأكاديمي وإعلامي هل أنت راض عن الجهود المبذولة سواء على صعيد الحكومة أو الإعلام أو الجهات الدينية لنبذ التيارات المتطرفة الصاعدة بإسم الاسلام والتي كانت وراء ولادة القاعدة وداعش؟
بالتأكيد المحاولات ضعيفة وليست بالمستوى المطلوب، كون التنظيمات المتطرفة تبحث دائماً عن الجديد فنياً من أجل وضع التأثير الأكثر على الناس، مثلاً: تنظيم داعش المتطرف يستخدم التقنيات العالية ويبحث عن البدائل خاصة في استخدام الوسائل الإعلامية، لذا يجب أن توجد مؤسسة منظمة لوضع الاستراتيجيات الجديدة لمواجهة الفكر المتطرف.

•    هل من سبل لها فاعلية أكثر تجاهلتها الجهات المعنية لإجتثاث الفكر الإسلامي المتعصب؟
نعم مثلاً: الجهات الأمنية كان باستطاعتها أن تضع رقابة (فلتر) على شبكة الانترنيت على المواقع المتطرفة، لكن للأسف المواقع متاحة أمام الكل، والشباب خاصة يتابعون هذه المواقع ويقعون تحت تأثير تلك التنظيمات، ولا يجدون بعد متابعة انتاجات المتطرفين من يجيب على أسئلتهم فيبقون حائرين وقد تتطور تأثيراتهم لتصل لمرحلة الالتحاق بهم.
وكان بإمكان الحكومة دعم المؤسسات الفكرية المعتدلة من أجل نشر أفكارها الداحضة لفكر التنظيمات المتطرفة، لتقوم هذه المؤسسات بمهامها عن طريق الحملات الوطنية الفكرية ونشر الكتب لكل المستويات وعقد المؤتمرات والندوات الفكرية وغيرها مما يمكن أن يكون لها تأثير قوي لرد الأفكار المتطرفة.
وكذلك وضع ضوابط صارمة لمعالجة كل من يوجه الخطاب الديني المتطرف وتطبيق هذه الضوابط.
والأهم من كل هذا اتفاق الأحزاب الرئيسة في إقليم كوردستان على مواجهة الفكر المتطرف بشتى أشكاله وعدم زج هذه المسألة الخطيرة في الصراعات السياسية.

•    في السنوات الأخيرة إلتحق العشرات من الشباب الكورد بصفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام، برأيكم ماهو الدافع أو الخلل الذي جعل هؤلاء الشباب يتركون بيوتهم وأسرهم ويحاربون أخوانهم إلى جانب أشخاص غرباء؟

فتح المجال أمام أناس يوجهون الخطاب الديني المتطرف الذين يهيئون هؤلاء الشباب فكرياً للمرحلة التالية، إذ تقوم التنظيمات المتطرفة من طريقتهم بهؤلاء الشباب ويقرمشون التطرف المكون لديهم فيصلون بهم لمرحلة القناعة التامة بفكر هذه التنظيمات والالتحاق بها.



•    لديكم مواقف إيجابية ومشاركات فيما يخص دعم القوميات والأديان المتأخية في الإقليم، لكننا نلحظ أن أمثالكم في الإقليم عددهم محدود ولايتجاوز في أغلب الأحيان عدد اصابع اليد الواحدة؟
لا يزال الشارع الإسلامي الكوردستاني متأثر بشكل كبير بجزء كثير من التراث الذي لا يشجع على ما نقوم به نحن من توطيد العلاقات الأخوية بين أتباع الأديان في جنوب كوردستان، إلى جانب ذلك الكراهية بزنس لا يزال لها فوائد شخصية وحزبية، فهناك من يستغل هذا النوع من البزنس، ولا ننسى قلة الوعي الديني الصحيح المعتدل، لأنها هي العائق الأكبر أمام توسعة دائرة المهتمين بالسلم المجتمعي.

  

•    في الفترة الأخيرة نشعر أن البرامج التوعوية ولاسيما الإعلامية تتجاهل أتباع الديانات الاخرى، وفي الكثير منها يكون المقدم والضيف من نفس الديانة وعلى الأكثر يحملون الهوية الإسلامية، هل برأيك هذه طريقة ناجحة لإيصال رسالة أتباع الديانات الاخرى أو الدفاع عنهم؟
لا يمكن أن نبخس من أي خطوة أيجابية باتجاه الانفتاح على الآخر المختلف وتقبله والعيش معه بطريقة سلمية، بما أن أغلبية السكان مسلمين فيمكن أن تقوم هذا النوع من البرامج بتوعية الأغلبية، لكن لا يعني هذا أن نستغني عن البرامج الأخرى كما قدمناه في (جيهاني ئادةم – عالم آدم-) من شبكة رووداو ، وذلك لإتاحته الفرصة لأتباع كل الأديان بدون تمييز عن وجهة نظرهم وهمومهم، لأن هذا النوع من البرامج فرصة ثمينة لتصحيح الصور النمطية عن المكونات باتجاه توطيد العلاقات الأخوية والتسامح. 

•    كيف يمكن إعادة جسور الثقة المهدومة بين الأديان والقوميات المتأخية في سنجار وسهل نينوى بعد تحرير المحافظة ؟
حقيقة هذا تحدي كبير أمام الحكومات الموجودة في المنطقة وكذلك المنظمات الداعمة للسلام والناشطين في مجال التعدد، فبتصوري من الضروري جداً أن نفرق بين الجناة وغيرهم، وكذلك محاكمة الجناة، وإعادة الإعمار والبنية التحتية للمنطقة، ودعم المبادرات المدنية من أجل مداواة هذا الجرح العميق.
 
•    برأيكم الشخصي هل من الممكن أن توظف منابر المساجد لمد جسور الثقة وتقوية روابط التأخي والتعايش المشترك بين المسيحيين والمسلمين والإيزيديين في مدينة الموصل، أم أن التطرف الديني في المدينة لايسمح بذلك؟
بما أن مجتمعنا مجتمع متدين بمعنى لرجال الدين الكلمة العليا عليه أو كلمة رجال الدين وعلمائه مسموعة لدى هذا المجتمع، لذا دور المنابر الدينية بكل الأطياف ضروري جداً ويمكن أن تقوم هذه المنابر بهذا الدور الإيجابي، لكن الطريق ليس مفروشاً بالورود، بل يحتاج لوضع استراتيجية واضحة لهم من أجل الوصول إلى الهدف، لأن مواجهة بقايا داعش فكرياً وتنظيماً ليست بالأمر السهل.   
 
•    البعض ينتقد الجهات المعنية في الإقليم من حكومة وإعلام وأكاديميين بأنهم يهملون المعاناة المسيحية وماخسروه بعد النزوح الكبير من مدينة الموصل وسهل نينوى، هل تتفقون مع هذا الكلام؟
يجب أن نكون واقعيين، قام الإقليم بتقديم خدمات مشكورة حكومة وشعباً، لكن ليست بالمستوى المطلوب، لا شك أن وقوعه في هذه الأزمة الخانقة عائق كبير وراء عدم قيامه بالدور الملقاة على عاتقه على أكمل وجه، إلى جانب ذلك قلة الوعي وعدم تحمل المسؤولية هما أيضاً عاملان رئيسيان وراء التقصير أيضاً.

•    برأيكم لماذا لاتتحرك الأحزاب الإسلامية في الإقليم ومع التأريخ الطويل من التعايش المشترك والتضحيات الجسام، لدعم القوميات والأديان الاخرى ولاسيما المسيحية والإيزيدية في الإقليم؟
لأنها لم تربي القاعدة الجماهيرية التابعة لها على هذا الدعم، وقد لا يجني فائدة سياسية مباشرة مثلا أثناء الانتخابات من القوميات والأديان، لذا على الأكثر لا تبذل جهودها في هذا الحقل.
•    نشعر أن المؤسسات الفكرية والثقافية الإسلامية لاتتحرك ساكناً لفتح حوارات مع أتباع الديانات الاخرى وهي المتنفذة ولديها من الإمكانيات المادية والبشرية الكثير؟
لا يمكن أن نعمم الحكم، ولا نرى الجهود المبذولة، المؤسسات قدمت جهود مشكورة، لكن المشكلة تكمن في عدم وجود استراتيجية واضحة للحفاظ على التعدد طبعاً للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، فكان السبب وراء عدم الوصول إلى المقصود وبقاء الجهود المبذولة مشتوتة كما هي عليه، فمن الممكن أن تكون وضع هذه الاستراتيجية بدور كبير في الوصول إلى المقصود.




49
د.منى يوخنا ياقو: " نعاني من خلل كبير و ضعف في الترويج لقضيتنا"

كثيرة كانت وهي هموم المواطن الأشوري في أرض يقر الغرباء قبل الأشقاء بأنها أرض أبائهم وأجدادهم. فمنذ أن تأسست المملكة العراقية، أمست القضية القومية الأشورية لاتفارق طاولات الحكومات العراقية المتعاقبة على دفته حتى يومنا هذا، وبمرور العقود إرتفع مد وحجم المشاكل السياسية والقومية والثقافية والإجتماعية التي يعانيها هذا الشعب، حتى أمست جزءً لايتجزء من جرحه الذي لم يعرف هو الأخر الإندمال يوماً. مواضيع عديدة، وأسئلة متشعبة، وجهناها إلى أشورية تحمل هموم شعبها أينما حلت، أكاديمية ترى الإمور بعين القانون، وتحكم عليها بضمير الإنسان، وتوجهها بروح وطنية، وكل هذا نابع من تربيتها القومية التي تغذي روحها الثائرة لنصرة قضيتها الإنسانية قبل أن تكون أولاً وطنية ثم قومية.. الدكتورة منى يوخنا ياقو، ضيفتنا في هذا الحوار، فشكراً على تلبيتك دعوتنا.
أجرى اللقاء: مركز ديانا للإعلام.
•    في البداية كناشطة في مجال حقوق القوميات والمرأة، اليوم المنطقة بشكل عام وبالأخص سوريا والعراق يمران بظروف إستثنائية ونحن على أبواب رسم خارطة سياسية جديدة، وجميع الشعوب تتحرك وتعمل ليل نهار في سبيل بلوغ حقوقها القومية، هل توافقيننا الرأي بأن مؤسسات وأحزاب شعبنا (الكلداني السرياني الأشوري) خاملة نوعاً ما في هذا المجال؟
في البداية اشكركم على اهتمامكم و تواصلكم ، و على تسليط الضوء على مواضيع مهمة و حساسة، اعتقد بأن فعالية  مؤسساتنا و تحديدا احزابنا ، ليست بمستوى الاحداث و المتغيرات الجارية على الساحة السياسية ، حيث ان متطلبات قضيتنا القومية بحاجة الى جهود و مساعي و آليات عمل غير تقليدية للوصول الى نيل حقوقنا القومية المشروعة ، و نتمنى ان تكون لأحزابنا خطط واضحة لكي لا تحيط مستقبلنا الضبابية ، وايضا خطط بديلة في حالة ان تستجد امور لم تكن في الحسبان ، لذا اتمنى عليهم الا يخيبوا املنا  ، و ان يكونوا بمستوى الحدث و بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، و ان نستفيد من هذا الوقت القليل المتبقي الذي يمكنهم استغلاله .
•   كأكاديمية لماذا معظم أكاديميينا بعيدون عن الساحة القومية، أو معظمهم منطوون على أنفسهم وليس لهم مشاركات حتى ثقافية؟
أعتقد بأن هناك قصورا في استقطاب الاكاديميين ، فحين نقارن وضع اكاديميي شعبنا مع اكاديمين من قوميات اخرى ، نجد الفرق شاسع ، اذ ان الاحزاب من القوميات الاخرى تستقطب الاكاديمين بمختلف الطرق ، و تمنحهم دورا في العملية السياسية ، و تستفيد من تخصصاتهم ، بينما هذا الامر مفقود تماما عندنا ، حيث ان معظم احزابنا لا تعرف كيف تجتذب الاكاديمي ، و بالمقابل فأن الاكاديمي لا يعلم حتى كم عدد احزابنا و ما هي توجهاتها .
وهنا اشير الى نقطة مهمة جدا ، و هي ان احزابا من قوميات اخرى تلعب دور البديل ، حين تستغل هذه النقطة ، و تعمل على جذب اكاديمين من شعبنا ليعملوا لصالح اجندات تابعة لها ، او على الاقل ليكسبوا تأييدهم .
وهذا الوضع السيء يؤدي بالتالي الى ضعف الشعور القومي لدى اكاديميي شعبنا ، اذ ان ثقافتهم القومية مغيبة تماما ، وهذا ما وجدته جليا ، حين حاولت الاعتماد على رأيهم في تسمية شعبنا اثناء عملي في لجنة صياغة دستور الاقليم ، و كانت خيبة الامل حين وجدت نسبة كبيرة منهم ، يفضلون تسمية (مسيحيين) و لا تهمهم التسمية القومية ، على الارجح .
•   هل أنت راضية عن دور إعلام شعبنا في دعم القضية القومية؟
للأسف الشديد ليس لدينا اعلام محايد هادف و قوي ، في الغالب اجد ان وجهة نظر الاعلاميين تطغى على الحدث ، فتجده يحول النقاش بالطريقة التي يقتنع بها ، و التي تخدم قناعاته الشخصية ، كما ان اعلامنا ،في الغالب ، لا يسير مع الحدث ، بل يأتي لاحقا له ، أضف الى ذلك فأن بعض وسائل الاعلام اصبحت محكمة عرفية لحل مشاكل رؤساء احزابنا و ممثلينا السياسيين ،وهذا ينقل احساسا سلبيا للمتلقي و يؤدي الى اختصار دور احزابنا بأحباط هذا الشعب الذي هو اساسا في حال يرثى لها .
•   كممثلة عن شعبنا في لجنة كتابة دستور إقليم كوردستان العراق، إلتقيتم مجموعة كبيرة من ممثلي المنظمات الدولية وممثلي الحكومات والدول كيف كانت نظرتهم إلى قضية شعبنا؟
غالبا ما كنت استغرب ، ان يكون لدينا هذا الكم من اصحاب المناصب و ممثلي الشعب ، بينما ابسط الامور كانت غائبة ، و كان البعض يسمعها لأول مرة ، هذا يعني اننا نعاني من خلل كبير و ضعف في الترويج لقضيتنا ، و ربما كانت وجهات نظر البعض من المدافعين عن السلطة ، الذين يهدفون الى الاطراء و الشكر ، اكثر مما تعنيهم اصلاح الخلل و الانتهاك ، هي الوجهة التي تصل بسرعة اكبر .
•   هل موقف كنائسنا المتناقض داعم لحقوق أبناء شعبنا في سعيهم للحصول على الحكم الذاتي أو محافظة خاصة؟
ليست لدينا خطة واضحة ، البعض ينادي بتشكيل محافظة بينما يرى الاخرين ان الافضل هو الحصول على حكم ذاتي ، في الوقت الذي يقدم فيه اخرون مشاريع عن الحماية الدولية ، و كذا الامر مع الكنائس التي لم تتفق مطلقا على حل واحد ، أضف الى ذلك فأن ما يثير استغرابي هو ان المعنيين بالامر من سكان سهل نينوى مغيبين تماما عن الحدث ، هذا مما يدل على ضعف الروابط و بهتان الشعور المشترك ، حتى تجاه القضايا المصيرية .
•   أنت عضوة في مؤسسة خاصة بأكايميي شعبنا لكن دوركم على الواقع ضعيف حتى في إختصاصكم الأكاديمي ، لماذا؟
دورنا ضعيف ربما لأن حركتنا بطيئة ، و تفاعلنا مع مؤسسات شعبنا ، و تفاعلهم معنا ، هو ضعيف جدا ، أضف الى ذلك ، و كما سبق القول ، فنحن لدينا مشكلة في ضعف الوعي  القومي .
•   المرأة (الكلدانية السريانية الأشورية) ، غير فاعلة اليوم في مجال العمل القومي والثقافي كذلك لماذا هذا الإنسحاب برأيك؟
المشكلة تكمن برأيي في نظرة المجتمع ككل الى المرأة ، و نظرة المرأة الى نفسها ، فالمرأة للاسف حتى و ان تعلمت الا انها لا تكثرث كثيرا بتثقيف الذات ، كما ان مؤسساتنا لا تمنحها دورا الا في سبيل تجميل الصورة ، المرأة عندنا غالبا ما تكون جزءا من الديكور لا اكثر .
•   تعرضت لموجة من الإنتقادات بسبب مواقفك الوطنية والقومية، كيف تجيبين على هكذا إنتقادات؟
من الطبيعي ان اتعرض للانتقاد لسببين ، اولهما ، ان من يتحدث بصراحة و وضوح غالبا ما يكون لديه خصوم في مجتمعاتنا الشرقية ، ثانيهما ، قد يكون هناك من يعتقد انني استهدفه في طروحاتي  ،علما ان ذلك ليس صحيحا ،فأنا لا ابتغي الا مصلحة شعبنا و قضيته ، و انا أرحب بأي انتقاد متى كان موضوعيا و بناءا  ، اما الانتقاد لأجل الانتقاد ، فكلما زاد ، كلما تأكدت اني على الطريق الصحيح ، و هنا اود ان اوصل لهم رسالتي ،وهي اني احبهم جميعا لكني اعتز و اهتم بقضيتي اكثر مما يهمني رضى الافراد ،لذا فأن من يحاول استبعادي بهذه الطريقة ، يضيع وقته الثمين هباءا .
•   الدكتورة منى بعيدة عن المنابر الإعلامية ونتاجاتها تقل يوماً بعد أخر، هل بسبب الضغوط التي تتعرضين لها أم أنك مرهقة نتيجة العمل الفردي وعدم دعم أبناء شعبنا ولاسيما المختصين لك؟
لا ادري ان كان تقيمكم دقيقا حول نتاجاتي ، فأنا دؤوبة في نشاطي القومي كقانونية  ، حيث اشارك قدر المستطاع في جميع المنابر التي اشعر بأني يمكن ان اضيف فيها ، اما ان احضر لمجرد الحضور ، فهذا ليس هدفي اطلاقا ، و بالنسبة لظهوري في الاعلام فذلك مرهون بالحدث و الحاجة ، فحين يستجد امر ما و اشعر بأنه بحاجة الى قولبته قانونيا ، فأني اقوم بذلك ،هذا بالتاكيد الى جانب ضيق الوقت احيانا بسبب التزاماتي كأستاذة جامعية و ايضا كأم و ربة بيت .
و بالنسبة للدعم ، فالخيرين من ابناء شعبي لم يقصروا ، اذ ان تأكيدهم على ثقتهم بي وحرصهم على ان اواصل نشاطي القومي القانوني ، يزيدني قوة و اصرارا ، فشكرا لهم .
•   هل أنت نادمة على تسنمك مهمة ممثلة شعبنا في لجنة كتابة دستور الإقليم؟
قطعا لا ، حيث كان شرفا لي ان يتم اختياري في اللجنة ، كممثلة شعبنا ، على الرغم من ان مهمتي كانت شاقة و في غاية الصعوبة و التعقيد ، الا انني مرتاحة الضمير لأني لم اساوم على حقوق شعبي ، و اشعر بأني قد اديت واجبي بأمانة و في حدود استطاعتي .


50
تعتبر اللغة السريانية واحدة من أقدم وأعرق اللغات التي صمدت لقرون طوال بوجه الموجات الثقافية الغازية التي عملت على طمس أسسها وجذورها وهويتها الحضارية والإنسانية. هذه اللغة التي كتبت بها مئات لا بل ألاف الكتب والمخطوطات، وزفت للعالم نور الحضارة يوم كان العالم أجمع يعيش حالة من الجهل الحضاري. ولازال عطاء هذه اللغة على الصعيد العالمي مستمر وغزير. لربما كان من سوء حظ الناطقين بالسريانية أنهم عاشوا ويعيشون في محيط لم يفهم أهمية هذه اللغة والتنوع الإثني والديني، وسعوا ليس فقط لتشويه أبجديتها وربط نشأتها وتأريخ فطاحلتها بقصص وروايات شبه خرافية، بل جاهدوا لإجتثاث جذور من أوجدوا هذه اللغة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تجفيف ينابيع تغذيتها على مر الأزمنة وبتوالي الحكومات من خلال رفع الدعم المادي والمعنوي عنها. وفي السنوات الأخيرة ولاسيما بعد تحرير العراق إرتفعت الاصوات المنادية بضرورة الإهتمام بتراث العراق وثقافة الشعوب المتأخية فيه لاسيما بعد بزوغ شمس الحرية  بإسقاط النظام البعثي المستبد على العراق. بدأت خطوة الألف ميل بفتح قسم خاص باللغة السريانية في جامعة بغداد عام 2004، وتلتها خطوة جاءت متأخرة من قبل الجهات المعنية في حكومة إقليم كوردستان، كون الإقليم قد حصل على شبه إستقلال منذ أكثر من عقدين ونصف. الموافقة على إفتتاح قسم اللغة السريانية في جامعة صلاح الدين بأربيل للعام الدراسي الجديد 2016 – 2017، وبعد طول صبر وإنتظار هو محور حوارنا مع البرلماني د. سرود سليم عضو برلمان إقليم كوردستان العراق عن قائمة أبناء النهرين.



أجرى اللقاء: مركز ديانا للإعلام.

 
•   أين وصل ملف فتح قسم اللغة السريانية بجامعة صلاح الدين ـ أربيل، ومن أين كانت البداية؟
في البداية أتقدم بالشكر الجزيل لكم ولمنبركم الإعلامي الكريم، تحديدا لتغطيتكم مستجدات فتح قسم اللغة السريانية في جامعة صلاح الدين بأربيل.
إن المطالبة بفتح هذا القسم ليست وليدة اليوم، بل هي مستمرة منذ ما يزيد عن الخمس سنوات، وكان للنخب المثقفة والمهتمة وتحديدا اتحاد الادباء والكتاب السريان بهذا الموضوع لقاءات عدة مع المسؤولين الحكوميين بهذا الشأن، لكنها لم تفلح في مسعاها والسبب يعود إلى عدم قناعة الجهات الإدارية بالموضوع انذاك. في عام 2015.. وأثناء صياغة مسودة قانون حقوق المكونات، حرَصنا كبرلمانيين على تضمين القانون فقرة خاصة تضمن مستقبلا فتح اقسام وأكاديميات لغوية للغات المكونات في الإقليم، وتم ذلك فعلا.. فبعد تشريع القانون رقم ( 5 ) لسنة 2015 والخاص بحماية حقوق المكونات في إقليم كوردستان العراق، وتحديدا في مادته الثانية/ ثامنا: التي أكدت على أن الحكومة تضمن فتح أقسام للغات القومية للمكونات في جامعات الإقليم، وتأسيس أكاديميات لغوية خاصة بهم.  وبعد تشريع القانون كانت المطالبات والمتابعات مستمرة مع الوزارة المعنية من قبل النخب جنبا الى جنب مع البرلمانين ، لكن للأسف دون جدوى أيضا.. وبأعذار منها عدم وجود طلب رسمي، الأمر الذي دفعنا للتقدم بمذكرة تم تحويلها من رئاسة البرلمان وعبر مجلس الوزراء إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتاريخ 11 / 1 / 2016، وبالرقم (178). ( نسخة مرفقة ) ومع بقاء الموضوع معلقا، تحديدا مع عدم تنفيذ ما جاء في القانون رقم (5) رغم كونه مشرع من قبل البرلمان ومصادق عليه من قبل رئاسة الإقليم، قررنا التحرك في خطوة جديدة والتوجه إلى القضاء وتحديدا الادعاء العام كون إحدى مهامه هي مراقبة تطبيق القوانين وسلامة وتطبيقها.  وفعلا توجهنا بدعوى قضائية لدى رئاسة الإدعاء العام بتاريخ 19 / 4 / 2016 بخصوص عدم تنفيذ القانون رقم 5 للعام 2015، وتمكنا من الحصول على ثلاثة مذكرات مهمة إحداهما بتاريخ 21 /6/ 2016 بخصوص فتح قسم للغة السريانية بجامعة صلاح الدين للعام الدراسي 2016 ـ 2017. )نسخة مرفقة( وقد تزامن هذا القرار مع تحرك آخر من قبل اللجنة الخماسية المشكّلة من إحدى ورشات العمل الخاصة باتحاد الأدباء والكتاب السريان والتي بدورها تابعت الموضوع مع رئاسة جامعة صلاح الدين واستحصلت على الموافقة المبدأية بتاريخ 28 / 6 / 2016 لفتح القسم، وقد جاء هذين التحركين مكملين لبعضهما البعض.  وفي ورشة العمل التي عقدها اتحاد الأدباء والكتاب السريان بتاريخ 6 تموز 2016 حول مستجدات فتح القسم، تم تنسيق الأمور بحيث تم تكليفي بمتابعة الموضوع مع الوزارة، وتكليف اللجنة الخماسية بمتابعته في الجامعة
•   ماهي أبرز المعوقات التي سيواجهها القسم في العام الدراسي الجديد 2016 – 2017؟
لا توجد في المرحلة الحالية أية معوقات، وخلال متابعتي للموضوع مع السيد وزير التعليم العالي أكد على ضرورة وجود الكادر التدريسي المختص باللغة السريانية، وتحديدا من حملة شهادة الدكتوراه.. وإلا فما الجدوى من فتح القسم. وقمنا بالتنسيق مع اللجنة الخماسية بزيارة السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مع السيد كوثر نجيب كاحد اعضاء اللجنة الخماسية بتاريخ 8 آب 2016، وعرضنا عليه السير الذاتية الخاصة بالكادر التدريسي في القسم، كما عرضنا عليه أيضا شرحا للتحركات التي أجريت على مستوى جامعة صلاح الدين وتحديدا توفير المكان المناسب للقسم، وموافقة لجنة الجودة النوعية،  عندها أكد لنا السيد الوزير بأن كل شيء جاهز ولا يوجد أي معوق يعرقل فتح هذا القسم، كما ثمن عاليا جهودنا وجهود النخب المثقفة وجهود اتحاد الأدباء والكتاب السريان، وثمن إصرار الجميع على فتح هذا القسم.


 
•   ماذا بخصوص الهيئة التدريسية؟
لدينا أساتذة جاهزون ومن حملة شهادة الدكتوراه والماجستير ولا سيما بعد أن أكملنا الإجراءات الإدارية اللازمة لنقل السيد كوثر نجيب من ملاك وزارة التربية إلى ملاك وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ونحن ننتظر حاليا رفع الملف الخاص بفتح القسم من جامعة صلاح الدين إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ليصدر بها الوزير الأمر الإداري الخاص بفتح القسم.
•   الإقبال على الدراسة السريانية ضعيف، وفي حال كان عدد الطلاب الملتحقين بالقسم محدود هل سيؤثر ذلك سلباً على القسم؟
بالطبع سيؤثر عدد الطلبة المتقديم على هذا القسم، ونحن نأمل أن يكون بمقدور القسم استقبال الطلبة في العام الدراسي 2016 ـ 2017، وأعتقد أن لدينا الوقت الكافي لذلك. وهنا لا بد من الإشارة إلى مهمة أخرى تقع على عاتقنا جميعا وتحديدا مؤسسات شعبنا الأدبية والثقافية، حيث يجب أن تتظافر الجهود مجددا بعد فتح القسم من أجل تشجيع الطلبة من أبناء شعبنا للتسجيل والدراسة في هذا القسم، وهذا عامل مهم لإنجاح الموضوع ولا سيما أننا اتفقنا مع السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي على خطوات مستقبلية مهمة لتطوير القسم، مثل شموله بمقاعد دراسة الماجستير والدكتوراه، وتوقيع مذكرات تفاهم مع جامعات عالمية بشأن تطوير القسم، وتأسيس مركز للدراسات والبحوث السريانية ضمن القسم نفسه.
•   هل من جهات محددة تتابع ملف فتح القسم؟
أنا شخصيا أتابعه مع الوزارة، وأكملت كل الأمور. واللجنة الخماسية تتابع الأوراق المتعلقة بفتح القسم في جامعة صلاح الدين، وكما ذكرت فإننا ننتظر تحويل الملف والطلب من الجامعة إلى الوزارة لتصدر الوزارة الامر الاداري الخاص بفتح القسم.  شكرا

تظافر جهود مؤسسات شعبنا، عامل إنجاح قسم اللغة السريانية بجامعة صلاح الدين.

51
مذبحة سميل 1933 وتأثيراتها على النمو السكاني للشعب الآشوري*

ايفان جاني

المقدمة:

السكان هم ثروة الدولة البشرية، فهم يبعثون الحياة فيها، والعنصر البشري من عناصر الدولة ومقوماتها الفعالة والحاسمة في إستثمار مقوماتها الأخرى قديماً وحديثاً، وهو الأكثر أهمية حتى من العناصر الطبيعية للدولة .
ويعتبر نمو السكان من أبرز الظواهر الديموغرافية أهمية في العصر الحديث. ويرتبط نمو السكان بالزيادة الطبيعية ـ الفرق بين المواليد والوفيات دون أن تدخل الهجرة في حسابها. وبهذا يمكن تعريف النمو السكاني بأنه إختلاف حجم السكان في مجتمع محدد عبر فترات زمنية متباينة.
لقد إهتم الإنسان منذ القديم، وفي كل أدوار حياته بمسألة التحديد الكمي للسكان، ولاشك فإن ثمة تفاوتاً في مثل هذه التحديدات تتناسب والمتغيرات الزمانية والمكانية وإختلاف الأهداف والأسباب. كما وقد بذلت الأمم المتحدة ومنظماتها الإقليمية جهوداً متواصلة لتشجيع البلدان النامية ومن بينها العراق على إجراء تعدادات دورية وشاملة للسكان، فضلاً عن قيامها بطبع ونشر الدوريات والصحف والكتب ذات العلاقة بالسكان والمشكلات السكانية،وعقد المؤتمرات الدولية بدءاً من مؤتمر روما للسكان سنة 1931، وحتى الوقت الحاضر. وبالرغم من تلك الأهمية، إلا أن التعدادات ذات العلاقة بسكان العراق ولاسيما مايخص العدد الحقيقي والنمو والتوزيع القومي واللغوي.. لازالت في أدنى مستوياتها في بلد يمتاز بتنوعه القومي والديني الكبير. وهذا ما شدنا إلى البحث في حالة واحدة من حالات شتى لها تأثيرات بليغة على النمو والتركيبة السكانية الدينية والقومية وحتى الوطنية في العراق، ألا وهي مذبحة سميل التي إقترفتها الحكومة العراقية أنذاك بحق أبناء الشعب الآشوري العزل في محافظة دهوك التي كانت يومها جزءاً من لواء الموصل.

مشكلة البيانات السكانية:

قبل الولوج في موضوعنا هذا، كان لابد أن ننوه إلى أن الباحثين في حقل الدراسات السكانية تعترضهم جملة من الصعوبات، وفي مقدمتها الحصول على البيانات الإحصائية المطلوبة من جهة، وعيوبها العلمية من حيث الدقة والشمول من جهة ثانية. لأن الأرقام التي تتحدث عن سكان العراق وأية منطقة أو محافظة منه، قبل إحصاء عام 1947، ماهي إلا مجرد أرقام تقديرية صادرة عن الدولة العثمانية أو مدونة من قبل بعض المستشرقين والموظفين البرطانيين، أو مصدرها أية جهة غير رسمية أخرى. ويتفق الديموغرافيون العراقيون بأن بيانات التعدادات السكانية العراقية هي الأخرى غير صالحة لهكذا دراسات، بإستثناء تعداد العام 1957 وذلك بسبب الظروف غير الطبيعية التي جرت خلالها، والهدف منها، ناهيك عن الأخطاء العلمية الناتجة عن عدم خبرة القائمين عليها.

النمو السنوي للآشوريين :

يتأثر النمو السنوي  السكاني لأي مجتمع بمجموعة من العوامل التي تقسم إلى فرعين رئيسيين وهما العوامل الطبيعية والعوامل البشرية. وتصنف النزاعات والحروب ضمن العوامل البشرية التي لها دور سلبي في نمو المجتمعات السكانية بشكل عام.
وكما ذكرنا سابقاً فإن التعدادات السكانية العراقية، غير دقيقية وتشوبها الكثير من الأخطاء والنواقص، وفي ذات الوقت لم تأخذ بعين الإعتبار التوزيع القومي واللغوي، أو أحجمت المعلومات المتوفرة في هذا الخصوص. كما إنها عمدت ترقيق حجم أتباع القوميات غير العربية، بهدف تقليل عددهم وبالتالي دورهم في شؤون الدولة لاسيما في المحافظات ذات التنوع القومي. وفي دراستنا هذه وبسبب عدم توافر أية بيانات رسمية أخرى، إضطرينا لتوظيف الأرقام التي وفرتها تلك التعدادات، وبالإعتماد على نسبة النمو السنوية للمسيحيين، لإستخراج النمو السكاني المتوقع للآشوريين، وتأثيرات مذبحة سميل عليه مستقبلاً.
فمن ملاحظتنا للجدول رقم (1) يتضح لنا بأن نسبة النمو السنوية للمسيحيين كانت مقاربة إلى حد كبير مع نسبة نمو المسلمين في العراق، وكانت موازية لتلك النسبة في عموم العراق، خلال الفترة 1947-1957. إلا أن الحال تغير بشكل واضح، وأصبحت تلك المعدلات تهبط بشكل كبير وسريع، حتى سجلت أدنى إنخفاض لها وهو أقل من(1)% وذلك خلال الفترة 1965-1977.
وبطبيعة الحال فإن الظروف السياسية التي جرت فيها تلك التعدادات، وتهميش المكونات القومية وترقيق حجمها من قبل السلطات الحاكمة عمداً، هما السببان الرئيسيان في هذا التدني الخطير.

جدول رقم (1)
نسبة نمو المسيحيين في العراق للفترة 1957-1977
الفترة   المسيحيين   المسلمين   العراق
1947-1957   3,7   4,1   3,7
1957-1965   1,7   3,5   3,5
1965-1977   0,8   4,1   4
1947-1977   2,3   5,6   5,3
•   للمزيد راجع: د. خليل إسماعيل محمد، إقليم كردستان العراق"دراسات في التكوين القومي للسكان", مطبعة كريستال، أريبل، 1998، ص95.

وفيما يخص الآشوريون، فإن التقديرات المتوفرة بخصوص عددهم في تلك الفترة، تقدرهم بحوالي 150,000 نسمة. وفقد هذا الشعب إبان مذبحة سميل 1933 مابين (1000-5000) نسمة من خيرة شبابه، كما إضطر أكثر من (15,000) نسمة منهم للهجرة أو تم تهجيرهم من العراق قسراً، ناهيك عن إسقاط الجنسية وطرد المئات، لاسيما من العائلة البطريركية والأشخاص المتنفذين وممن إتهمتهم الحكومة العراقية أنذاك بالتورط في "العصيان الآثوري". وكما ذكرنا أعلاه، فإن حالة النزاع والحروب والهجرة تعتبر من العوامل ذات التأثير السلبي الكبير والمباشر على نسبة النمو السنوية، كونها تؤثر على كافة المفاصل الحياتية الأخرى لأي مجتمع. وبهدف توضيح أثار تلك المذبحة على النمو السنوي للسكان الآشوريين، وتحديد حجمهم التقديري المتوقع، في حالة عدم وقوع تلك المجزرة وإستشراء حالة الهجرة الجماعية نحو الخارج بالنسبة للآشوريين، وبإعتمادنا على نسبة النمو السنوية الخاصة بالمسيحيين المذكورة في الجدول أعلاه، كون الآشوريين جزء من المجتمع المسيحي، وتلك الأرقام يصح تطبيقها عليهم. حصلنا على النتائج التقديرية الموضحة في الجدول رقم (2).

جدول رقم (2)
النمو السنوي التقديري للأشوريين في محافظة دهوك للفترة 1957-2015

الفترة   النمو السنوي التقديري   الزيادة الكلية للفترة
1947-1957   5500   55000
1957-1965   2550   20400
1965-1977   1200   14400
1947-2105   1200   40600
المجموع الكلي   135.900
•   لإستخراج نسبة النمو السنوية التقديرية تم الإعتماد على المعادلة أدناه:
*عدد السكان×نسبة النمو السنوية ÷100.
**للحصول على العدد الكلي لفترة محددة، يضرب ناتج النمو السنوي في عدد السنوات بين الفترتين.
***تم إحتساب نسبة النمو السنوية الفترة 1965-1977، والتي كانت الأدنى من بين كل الفترات كنسبة نمو سنوية للفترة 1977-2015.

تبين النتائج التي توصلنا إليها والموضحة في الجدول السابق (2)، هول الكارثة فيما يخص نسبة النمو الطبيعية التقديرية المستقبلية التي لحقت بالشعب الآشوري، والعراقي في ذات الوقت.
فوفق الأرقام التي توصلنا إليها فإن عدد الآشوريين التقديري عام 1977 كان سيبلغ(239800) نسمة، أي كان ليتضاعف تقريباً. في حين أن بيانات التوزيع القومي للسكان العراقيين  تشير إلى أن مجموع السكان السريان( الكلدان السريان الآشوريين) في العراق للعام المذكور كان (62819)نسمة. هذا فيما يخص عددهم في مجمل العراق. أما نموهم وعددهم المتوقع على صعيد محافظة دهوك، فإن بياناتنا تشير إلى أن النمو التقديري لضحايا مجزرة سميل والبالغ تعدادهم (16000) نسمة بين شهيد ومُهجر، كان سيبلغ العام 2004، (14816) نسمة، أي أكثر من نصف عدد مسيحيي المحافظة والبالغ مجموعهم وفق بيانات الجهات الرسمية لنفس السنة (25623) نسمة . ليسجل بذلك مانسبته أكثر من (2)% من مجموع سكان المحافظة في نفس السنة والبالغ تعدادهم (725100) نسمة.  ناهيك عن التأثيرات السلبية للمتغيرات السكانية على كافة المجالات الحياتية لهذا الشعب، ومنها السياسي والإقتصادي والإجتماعي والنفسي. كما كان لتلك الحادثة جملة من التأثيرات السلبية الأخرى على الجانب السكاني التي نوجزها في النقطتين التاليتين.

1-   التأثير السلبي على التركيبة السكانية: من خلال زيادة نسبة الإناث على الذكور، وإرتفاع نسبة الأطفال، وكذلك كبار السن، وتدني نسبة الأيدي العاملة المُعيلة.
2-   التأثير السلبي على النمو السكاني: وذلك بسبب إنخفاض الزيادة الطبيعية إنعكاساً لإنخفاض حالات الزواج، وإرتفاع حالات الوفيات بين الأطفال، وتدني نسبة الإنجاب جراء الظروف غير الطبيعية النفسية والإقتصادية التي مر بها المجتمع الآشوري يومها.

وفي النهاية توضح لنا، أنه كان لمذبحة سميل تأثير سلبي بليغ على النمو السكاني والتركيبة السكانية للشعب الآشوري. وهذه التأثيرات ألقت بضلالها القاتمة على كافة المناحي الحياتية الأخرى لاسيما السياسية منها، وأضعفت الدور الآشوري المنشود على المسرح السياسي العراقي لحد هذا اليوم.

*نشر المقال في مجلة معلتا الصادرة عن إتحاد الأدباء والكتاب الأشوريين، المجلد العاشر، العددان3،4 من عام 2015.

52
"لماسو" الحارس الأشوري يغيب عن حراسة قلعته التأريخية نينوي
                                                                                   
ايفان جاني
الثور المجنح أو شيدو لماسو أو لماسو أو الالادلامو، هذا الرمز الحضاري الذي أمسى من أبرز رموز الإمبراطورية الأشورية. تأريخ ظهور لماسو في الحضارة الأشورية لم يحدد بدقة، إلا أن الكثير يرجحونه إلى الملك الأشوري "سنحاريب" وذلك بحسب ماجاء في إحدى الكتابات التي ترتقي لعهد الملك المذكور وهذا نصها" لقد جلبت رجالاً أسرى من المدن التي غزوتها وبنوا لي قصراً يقف على بوابته إثنان من الآلادلامو". وهناك أيضاً من يعيده إلى حقبة الحاكم الأشوري "أشور ناصربال الثاني". لماسو هذا المخلوق المختلط التكوين، يظهر في غالبية المنحوتات والصور برأس إنسان وجسم ثور وأقدام أسد، أو رأس إنسان وأقدام ثور وجسم أسد، وهذه التركيبة لم تأتي من العدم أو دون سابق تفكير، بل كان لها أسبابها الدافعة. ويعرف الكثير من المؤرخين لماسو بأنه الملاك الحارس لمدن وملوك أشور، وأجزائه الأربعة ترمز إلى كمال القوة " الأسد للشجاعة" و"الإنسان للفطنة" و" الثور للقوة" و"النسر للمجد". وقد إنتقلت فكرة الحارس الإلهي أو الملكي من الحضارة الأشورية إلى حضارات أخرى منها الرومانية و المصرية متمثلة بـ"أبي الهول"، واليابانية في شخصية "غيوكي" الأسطورية. كما جاء ذكر لماسو في التوراة وتحديداً في حزقيال (1:1-14)، حيث تقول الأية أن حزقيال يوم كان مسبياً من قبل الأشوريين، تحدث عن مركبة رأها فوق نهر الخابور لها رأس إنسان وأقدام عجل وجسد أسد وأوجه مطلة في كافة الإتجاهات. وحافظ الأشوريون على هذا الرمز الذي أضحى هويتهم الجلية في معظم المتاحف العالمية. فإن زرت  متحف لوفر الشهير في فرنسا، ومتاحف لندن وشيكاغو ونيويورك ولم تلتقي بمجد لماسو وتتلمس وقاره وهيبته، كأنك زرت القدس ولم تحج إلى قبر المسيح المبجل. وعن وقار وهيبة لماسو يحدثنا "مارك الطويل" الخبير الأثاري الأمريكي من أصل عراقي قائلاً: "إنها مرعبة جداً، هذه الوجوه تبدو مرعبة نوعاً ما، الأجنحة والحوافر، وهذا المخلوق المركب الذي يضم حيوانات عديدة هو ضخم جداً وله نظرات مخيفة، إنه يشعرك بقدر من الخوف وفي الوقت ذاته ووسط هذه الكتلة من الشعر المجعد ولحيته المتدلية، ترتسم على وجه الثور المجنح ما تبدو أنها إبتسامة صامتة. إنها صارمة، لكنها تحتفي بالآخرين على طريقتها. صُنع التمثال من لوح واحد من الحجر الجيري قبل نحو 2700 عام خلال عهد الملك الأشوري سنحاريب، الذي كان يحكم إمبراطورية تغطي أجزاء من العراق الحديث وسوريا وتركيا". ويبدو بأن هذا الرعب المستور كان وراء قيام داعش بنسف هذه التماثيل العملاقة، والقضاء على تلك الروح التي كانت تحمي نينوي الأشورية من براثين الأعداء.
وبعد نهاية حرب الخليج الثالثة، التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية بدعم ومباركة أكثر من 50 دولة أجنبية وعربية، وإسقاط النظام البعثي، أسست الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها قوة عسكرية لبسط سيطرتها على العراق، لاسيما بعد صدور قرار حل الجيش العراقي من قبل الحاكم المدني للعراق، الأمريكي "بول بريمر"،  وأطلق على هذه القوة إسم " القوات متعددة الجنسيات" وضمت تحت مظلتها أكثر من 25 دولة، وهذه القوة حالها حال أية قوة نظامية أمسى لها رمزاً وعلماً خاصاً، ومن ملاحظتنا لرمز وعلم هذه القوة نجد أن الثور المجنح "لماسو" يتوسطهما بوقار، كون لماسو كما ذكرنا رمز حضاري نهريني أشوري معروف، وله وظيفة جلية وهذا مادفع بالولايات المتحدة وحلفائا لإختياره. إلا أن المؤسف اليوم هو تجاهل هذا الرمز الذي ظل صامداً لقرون طوال، وأمسى محط إعجاب وفخر العالم من قبل أحزاب شعبنا الأشوري. فبعد أن تم غزو مدينة الموصل وسهل نينوى، تشكلت قوات عسكرية خاصة بتلك الأحزاب، وهي "الدويخ نوشا" التابعة للحزب الوطني الأشوري، "قوات سهل نينوى" التابعة لحزبي بيت نهرين الديمقراطي وإتحاد بيت نهرين الوطني، "قوات حراسات سهل نينوى" التابعة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري، و"وحدات حماية سهل نينوى" الجناح العسكري للحركة الديمقراطية الأشورية، ومن خلال ملاحظتنا للرموز أو البيارق الخاصة بهذه القوات والتي ولدت من رحم معاناة أبناء أشور لتدافع عن أرضهم وعرضهم، نجد أن حامي وملاك أرض أشور"لماسو" غيب أو أهمل. السؤال المطروح في النهاية هو، هل يجهل قادة أحزابنا تأريخ ووظيفة وقيمة لماسو؟ فإن كانت داعش قد نسفت لماسو الأمس، فأنتم تنسفوه اليوم وكل يوم لحين تردون له إعتباره ويعود ليحلق عالياً حامياً لسماء وأرض أشور المغتصبة.   








المصادر:
1- أشور كيوركيس، الثور المجنح الأشوري الخلفية الميثولوجيا والإنتشار: http://www.assyriangc.com/ashur5.html
2-https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D9%88%D8%B1_%D9%85%D8%AC%D9%86%D8%AD http://www.bbc.com/arabic/artandculture/2016/02/160229_culture_lost_objects_winged_bull-3


53
100 عام "سايكس ـ بيكو"، إتفاقية إغتالت أحلام، ومزقت أوصال شعوب وأوطان
                                                                                 
ايفان جاني
تمر علينا في هذه الأيام وتحديداً 16 أيار 2016، الذكرى المائة لميلاد إحدى أهم الإتفاقيات الدولية (سايكس ـ بيكو) التي كان لها وقع كبير على إعادة رسم خارطة العالم نهاية الحرب العالمية الأولى وإنهيار الإمبراطورية العثمانية. الإتفاقية كانت عبارة عن تفاهم سري أبرم بين كل من بريطانيا العظمى وفرنسا بموافقة روسيا القيصرية بغية تفكيك الإمبراطورية العثمانية وتقاسم أراضيها.
وكما هو معروف فإن الإمبراطورية العثمانية كانت قد حكمت منطقة واسعة جغرافياً، وثرية إثنياً، ودينياً لفترة طويلة من الزمن إمتدت لأكثر من ستة قرون (1299 ـ 1923). وجاءت الحرب العالمية الأولى وعرابي هذه الحرب ليضعوا حداً " وفق تعبيرهم" لمعاناة الأنسانية وشعوب العالم جمعاء وتحريرهم من قبضة النار والحديد التي كانت تشدد الخناق على حرياتهم وإنسانيتهم في إمبراطوريات تلاشت وتساقطت تباعاً (العثمانية، الألمانية، النمساوية المجرية، الروسية) إبان نهاية تلك الحرب الدموية. 
ومنذ أن رسمت تلك الخارطة وثبتت الحدود الدولية الإصطناعية، إنسلخت، بل مزقت مجموعة من  المجتمعات والأوطان والشعوب عن بعضها، وتفاقمت مشاكلهم القومية والدينية والإجتماعية، بإستثناء العرب الذين أمسى لهم أوطان وبلدان منحت لهم على صحن من ذهب وعلى حساب شعوب أصيلة ضحت بالدماء والأرض في سبيل راية الحرية، ومن تلك الشعوب الأشوريون والأرمن، وجزء من الأكراد الرافضين للإنصياع لسلاطين لتركيا العثمانية الإسلامية.  رغم أن الأرمن تمكنوا من إستعادة جزء مهم من أرضهم وتأسيس كيان خاص لهم ألا وهي الجمهورية الأرمينية عام 1918 تحت إسم جمهورية أرمينيا الديمقراطية والإستقلال الثاني عن الإتحاد السوفيتي عام 1991. وكذلك أكراد العراق الذين سنحت لهم فرصة ثمينة إستغلوها في تأسيس إقليمهم الخاص منذ العام 1991، كما فرض أكراد سوريا أنفسهم كقوة عسكرية وبشرية في سوريا بعد تدهور أوضاعها السياسية وإستطاعوا في فترة قياسية من السيطرة على مناطق واسعة من شمال سوريا ومن ثم إعلان فيدرالية خاصة بهم، وفيما يخص أكراد تركيا فإن نضالهم الدموي الطويل، وتحركاتهم السياسية لم تذهب سدى حيث إستطاعوا فرض أنفسهم بقوة عبر صناديق الإقتراع والسيطرة الإدارية على مناطق واسعة من سكناهم في تركيا. ومن بين هذه الشعوب بقي شعب لم تكن تضحياته وتحركاته أقل من الشعبين الذان حققا جزء من حلمهم القومي الكبير، وهذا الشعب هو الشعب الأشوري. هذا الشعب الموزع جغرافياً على دول العراق، تركيا، سوريا، إيران.
الشعب الأشوري وفي الكثير من المراحل التأريخية كان قاب قوسين أو أقل من تحقيق حلمه القومي هو الأخر، بأن يكون له وطن وعلم، أو على الأقل يعيش في أرض لايهاب فيها من سيف الجزار المسلط دائماً على رقبة أبنائه في حال تشبثهم بهويتهم القومية وعدم نكرانهم لديانتهم في ذات الوقت.
الحرب العالمية كانت قد وضعت أوزارها في أراضي الإمبراطورية العثمانية في أغسطس 1914، وقد سعت دول الحلفاء وتحديداً (بريطانيا، فرنسا، روسيا) إلى كسب ود الشعوب غير التركية في الإمبراطورية، وفي مقدمتهم الأشوريون الذين كانوا يحكمون جزءاً جغرافياً وإسترتيجياً مهماً ألا وهي ولاية هكاري ـ جنوب شرق تركيا ـ، ناهيك عن الدور الذي لعبوه في التصدي للقوات العثمانية وعدم رضوخهم لهم، وهذا ما أجبر سلاطين الإمبراطورية للإعتراف بهم كـ"ملة" وإعطائهم نوعاً من الحكم الذاتي. 
 أعلن الأشوريون الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية في 10 حزيران 1915 إلى جانب دول الحلفاء وولائهم بالتحديد كان لروسيا القيصرية حتى إندلاع الثورة الروسية عام 1917 ونهاية العهد القيصري وإيقاف العمليات الحربية الروسية الدائرة خارج حدودها وسحب القوات العسكرية. وهنا بدأ فصل جديد بدخول البريطانيين على الخط للتنسيق مع القوات الأشورية بغية بلوغ أهدافها المرجوة إبان تلك الحرب الدموية الطويلة، وفي هذا الصدد قال المندوب البريطاني (كريسي) في أحد الإجتماعات مانصه :" بأن الأثوريين يملكون فرصة كبيرة للتحرر من الإضطهاد والعبودية، ولأجل أن يتمكنوا من إستغلال هذه الفرصة الثمينة ينبغي عليهم أن يعرفوا كيف يتصرفون، وأقولها كلمة شرف بأني مخول من قبل الدول الثلاث العظيمات بريطانيا وأمريكا وفرنسا، وأعلن ساعة تسلحكم وإنضمامكم إلى حرب الحلفاء مع أعدائهم قد حانت، وإذا مافاتت هذه الفرصة فإن ذلك يعني الموت المحتم لكم".   وهكذا أصبح الأشوريون طرفاً من جديد في تلك الحرب وسماهم يومها البريطانيون بـ " الحليف الصغير" . إلا أن هذا الحليف الذي عرف بالصغير على الورق كان كبيراً في ساحات الوغى، وكما قال الحيدري:" قد لايخطر ببال أحد ماقام به الأثوريون من دور هام خلال الحرب العالمية الأولى، غير أن المعارك التي شهدتها أقسام من تركيا وإيران والقفقاس تؤكد ذلك.  إستغلال البريطانيون للأشوريين لم يتوقف عند الناحية العسكرية، بل تعداه إلى الناحية السياسية أيضاً. فبعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى وحلول مرحلة تقسيم الكعكة على الدول المنتصرة، إغتالت بريطانيا وحليفاتها الحلم القومي الأشوري وغيره من الأحلام القومية الأخرى بتوقيعها على إتفاقية سايكس ـ بيكو، التي ضمت مجموعة من النقاط المهمة وأهمها النقطة الأولى التي تنص على " أن تعترف بريطانيا وفرنسا وتحميا أي دولة عربية مستقلة أو حلف دول عربية تحت رئاسة رئيس عربي في المنطقتين (منطقتي النفود البريطاني والفرنسي). إضافة إلى النقطة العاشرة التي تؤكد على الدور الحامي لكل من بريطاني وفرنسا للدول العربية ، وإلى يومنا هذا فقد بقيت هذه الإتفاقية وبعد مرور قرن كامل بمثابة مرض ينخر في أجساد الشعوب غير العربية، وسيف مسلط بيد تلك الحكومات "البدوقراطية" التي تم تعميدها من قبل عرابيها الأوربيين بنفط ودم الشعوب الأصيلة.
وبمرور السنوات وزيادة الضغط الأشوري على البريطانيين، وإعادة البريطانيين أنفسم النظر في إتفاقياتهم السياسية، أكدت بريطانيا وفي أكثر من مرحلة وإجتماع ومعاهدة دولية على حرصها التام في أن يحصل الأشوريون على كامل حقوقهم السياسية والتعويضات المستحقة فيما يخص الجوانب المالية والأرض التي سلبها العثمانيون منهم، إلا أن جميع تلك الوعود أمست حبراً على ورق، وبسبب إلحاح الأشوريين وتحركاتهم وعلى كافة الأصعدة ورغبة الأخيرة في إمتصاص حماس الأشوريين في العراق بغية الإستفادة إلى أبعد حد من خدمات الليفي الأشوري الدرع الواقي لبريطانيا في العراق، طالبت بريطانيا من عصبة الأمم يومها بضرورة وضع المشكلة الأشورية ضمن أجندات عملها، وكان قد طالب السيد (بيرسي كوكس) الضابط السياسي الأول في العراق للفترة 1916 ـ 1918، من القائمين على أعمال مؤتمر القسطنطينية 1924 بضرورة إدراج مسألة توسيع الحدود الشمالية للعراق على حساب ولاية هكاري ( موطن أشوريي الجبال) مبرراً طلبه بعدم رغبة الأشوريين في العيش مجدداً تحت ظل الإضطهاد، ورفض تركيا القاطع في عودتهم إلى أراضيهم في تلك الجبال.  وبغية تسوية مشكلة الحدود العالقة بين العراق وتركيا، وتحت تأثير الضغط البريطاني أوعزت عصبة الأمم بإدارج مسألة تسوية الحدود ضمن جدول أعمال الدورة 30 لمجلس العصبة، وحصل الإقرار بالتسوية النهائية لمشكلة الحدود في تشرين الأول من عام 1924، وذلك عبر لجنة أممية خاصة تشكلت وعرف الخط الحدودي الفاصل بين الدولتين (العراق وتركيا) بخط بروكسل ، وإثر ذلك التقسيم وقعت أجزاء كبيرة من الأراضي الأشورية شمال الخط المذكور وبالتالي أصبح من المستحيل إعادتها لسكانها الأصليين، كما إن تركيا سارعت إلى تهجير كافة القرى الحدودية الأخرى المتأخمة مع الجارة الجديدة لمنع أي تسلل خارجي، ورفضت بشدة أي عودة مستقبلية محتملة للأشوريين. وبهذا الشكل فقد فرضت بريطانيا واقع بقاء الأشوريون في العراق وعدم التفكير بالعودة لأرض الأباء والأجداد بعدما كانت قد وعدتهم بها وضحوا في سبيلها وكانوا على بعد خطوة وفي أكثر من مرحلة من أرض الميعاد. بريطانيا العظمى وقبل كل هذه المجريات كانت قد وقعت على إتفاقية سايكس ـ بيكو المشؤومة، التي وبحسب خارطة التوزيع السياسي فإن فرنسا كانت قد حصلت على الجزء الأكبر من وطن الأشوريين، مقابل حصول بريطانيا على كركوك ومناطق العراق الوسطى والجنوبية الغنية بالنفط، إلا أن تلك المعادلة لم تكن في خدمة البريطانيين لاسيما وإنهم قد خسروا شمال العراق يومها والمتمثل بالجزء الأكبر من ولاية الموصل، الولاية الغنية بثرواتها المعدنية وتربتها الخصبة ومياهها الوفيرة وجمالها الطبيعي ناهيك عن موقعها الجيوسياسي، كل هذه الإمور جعلت البريطانيين يعدلون عن قرارهم ويعيدون النظر بإتفاقية سايكس ـ بيكو ويحاولون وبشتى الطرق إستعادة المنطقة المذكورة، وهنا عاد البريطانيون ولعبوا الورقة الأشورية مرة ثانية، وبحجة إيجاد موطن جديد لهذا الشعب الذي كان حليفاً للحلفاء في حربه الدموية، وإنطلاقاً من مباديء الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان التي تنادي بها دولة صاحبة الجلالة، سعت وكما أسلفنا لإسكان الأشوريين في شمال العراق ودعمهم وحمايتهم إعترافاً منها لهم بالمعروف وتنفيذاً لهم لوعدها الذي قطعته عليهم بإعادة حقوقهم وأراضيهم المسلوبة، وهكذا وفي خضون أقل من عقدين إستغلت بريطانيا الورقة الأشورية مرتين، الأولى في توسيع حدود العراق إلى أبعد مدى على حساب ولاية هكاري الموطن الأصلي للأشوريين بحجة إسترجاع الأراضي الأشورية المغتصبة من قبل الدولة العثمانية، وثانياً بحجة إسكانهم وتعويض مالحق بهم من خسائر بشرية وإقتصادية وسحب منطقة شمال العراق ـ ولاية الموصل ـ من تحت سيطرة فرنسا وبالتالي تقليص نفوذ فرنسا وإبعادها عن أهم موقع جغرافي ـ إستراتيجي، والأهم من كل هذا وذاك هو السيطرة المطلقة على إنتاج وتسويق النفط العراقي. وبهذا تكون ورقة المطالبة الأشورية بحقوقهم القومية على أرض العراق وتركيا قد دخلت معتركاً جديداً كانت أفقه واضحة للعيان بعد أن إشتد عود القوميين الأتراك في تركيا أتاتورك، وتغذيته للوريد الإسلامي ـ العشائري المتطرف في العراق الجديد، وتوالي ولادة الدول القومية العربية تباعاً تحت غطاء بريطاني.
وفي النهاية هل ستشكل الأحداث الأخيرة التي شهدتها دول المنطقة وتلاشي حدودها المصطنعة التي أوجدتها إتفاقية سايكس ـ بيكو ولادة دول قومية جديدة؟ وهل فعلاً تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد أوجد لضرب تلك الإتفاقية والحدود البشرية المصطنعة وحلها بعد مضي قرن من الزمان على يد ورثة السياسة البريطانية (الولايات المتحدة الأمريكية)، وهل حان وقت الإعلان عن ولادة دول قومية غير عربية جديدة، دول تأجل إعلانها لأسباب جيوسياسية وإقتصادية، وهل سيكون للأشوريين نصيباً في نهاية مجمل العملية لاسيما وأنهم أضعف حلقة بشرية وإقتصادية في الوقت الراهن، بعدما خذلهم حلفائهم يوم كانوا أقوى الأقوياء عسكرياً في الساحة العراقية.

54

ايفان جاني

إنتظرت أياماً قبل أن أنشر هذا الموضوع، أملاً أن أقرأ أو أسمع رداً من الذي يهمه الأمر وعنونت له الرسالة، لكن يبدو أن الرسالة لم تبلغ الجهات المعنية كون عناوينهم وأذانهم لاتتقلى ولاتسمع إلا ماتريده ولها في ذلك من المصلحة الذاتية الكثير. 

على صفحة التواصل الإجتماعي"الفيس بوك" كتب السيد د.جعفر ئيمينكي مقالاً بالعربية عنوانه" المسيحيون في كوردستان بين الواقع والطموح"، والسيد ئيمينكي للذي يجهله هو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني والمتحدث الرسمي للحزب، وعلى مستوى الحكومة فهو نائب لرئيس برلمان كوردستان ـ العراق.

جاءت مقالة السيد ئيمينكي بعد مرور أيام معدودة على المظاهرة السلمية التي قام بها أبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري)، أمام بناية برلمان إقليم كوردستان في أربيل وشاركت فيها مجموعة من الأحزاب القومية، كتنديد ضد التجاوزات التي قامت بها بعض العوائل المتنفذة على أراضي أبناء شعبنا في منطقة نهلة بمحافظة دهوك.                       

من يقرأ المقالة المذكورة سيتلمس فيها مجموعة من النقاط الإيجابية التي تستحق الإشادة، نقاط جوهرية أبرزها الكاتب وعرضها مجردة دون لف أو غموض، وفي ذات الوقت فإن تجاوب شخص السيد نائب رئيس برلمان الإقليم مع الموضوع المطروح إعلامياً هو بذاته نقطة إيجابية رغم إختلافنا معه في وجهات النظر والطروحات.  فالمقالة تضم بين سطورها طروحات ونقاط وتساؤولات جدية كثيرة تستحق الوقوف عندها مطولاً ودراستها وتحليلها لما لها من وقع سلبي وإيجابي على المسيرة القومية لشعبنا في الإقليم، الذي لطالما كان يتفاخر بديمقراطيته ووقوفه على خط الحياد فيما يخص التدخلات في الشؤون الداخلية القومية منها والدينية للشعوب المتأخية في الإقليم الثري إثنياً .

لو بدأنا من المقال نزولاً  وليس بحسب أهمية النقاط الواردة فيه بالنسبة لي ولشعبنا وفق رأيي الشخصي المتواضع، سنضطر للبدء بنقطة التسمية، فبحكم كون السيد ئيمينكي يتقلد منصباً تشيريعياً حساساً في الحكومة، "نائب رئيس برلمان الإقليم"، وكونه رجل قانون، فكان عليه أن يكون أكثر دقة في توصيف وفرز الشعوب المتعايشة في الإقليم من الناحيتين الدينية والقومية، لأن مشروع دستور إقليم كوردستان قد فرز وصنف الشعوب بشكل دقيق وبحسب رضى وموافقة ممثلي تلك الشعوب، فشعبنا مسيحي دينياً، و(كلداني سرياني أشوري) قومياً، ولاأعرف ماذا يعني السيد ئيمنكي بكلمة الكورد المسيحيين؟ ولماذا وضع" الواو" الفاصلة  بين الأسامي الثلاث: " الأشور  والكلدان والسريان".
ويقول الدكتور جعفر أن مشكلة الأراضي أو على حد تعبيره"ريف كوردستان"  تعود للتداخل الكبير في الأراضي الزراعية والمراعي والقرى"، فإن كان صاحب المقال يعني بذلك الأملاك "الأشورية والكوردية في محافظة دهوك" فأنا أطمئن السيد ئيمينكي بأن حدود الأراضي الأشورية إن لم تكن معلومة وواضحة في الإقليم أجمع فهي كذلك في عموم محافظة دهوك .

ويستطرد في كلامه قائلاً"  وللحيلولة دون إستمرار الدور السلبي لعدد من الأحزاب المسيحية والتي تتحمل الوزر الكبير في هجرة المسيحيين إلى الخارج بعد إتباعها سياسة خاطئة قائمة على تشويه سمعة الإقليم في أوساط الجاليات المسيحية في الخارج وفي عدد من المحافل الدولية بهدف الضغط أكثر على سلطات الإقليم، وما أدى مباشرة إلى إستفحال أزمة الهجرة". هنا أريد أن أوضح للكاتب بأن الأحزاب التي وصفها بـ"المسيحية" هي أحزاب قومية، فنحن كشعب ليس لنا أي حزب سياسي مبني على أساس أيديولوجي ـ ديني أسوة بالأحزاب الإسلامية العربية وخليفاتها الإسلامية الكوردية التي أصبحت وكيلة للأولى في المجتمع الكوردي. وكان على السيد كاتب المقال أن يكون أكثر وضوحاً في تحديد الجهات الساعية للنيل من سمعة حكومة الإقليم في الخارج ودق أسفين الفرقة والتحريض بين المكونات القومية والدينية المتأخية، لتتوضح الصورة للقاريء الكريم، رغم إتفاقنا معه فيما يتعلق بمسألة الحملات الإعلامية التي يشنها البعض من أبناء شعبنا على الرموز والأحزاب الكوردية والتي نراها لاتخدم التعايش والواقع السياسي لكلا الشعبين الشقيقين.

وبخصوص النقطة الرابعة والتي أراها غاية في الأهمية، والتي سأقسمها إلى شقين الأول هو" إناطة دور أكبر للقادات الكنسية" والثاني" ضعف دور الأحزاب المسيحية"، وسأبدأ بالشق الثاني الذي أتفق فيه فيما ذهب إليه الكاتب بخصوص ضعف دور الأحزاب "المسيحية" وذلك للأسباب التي ذكرها وأسباب أخرى ليست أقل أهمية أغفلها أو تناساها، ومن أهمها التدخلات الخارجية وفرض الأجندات... وفيما يتعلق بالشق الأول من النقطة الرابعة فهو غير واضح تماماً، فهل يعني الكاتب بكلامه إنتزاع الدور السياسي من الأحزاب السياسية وتسليمه للكنيسة، أم تأسيس غرفة عمليات مشتركة بين الكنيسة والأحزاب والمؤسسات السياسية القومية بهدف التخفيف من هول الهجرة الخارجية والحد منها؟
لأنني أشك في أن تكون سياسة الإقليم وعلى رأسه السيد مسعود بارزاني سائرة على هذا النهج ، أي تسييس الدين والكنيسة، فالمجتمعات الديمقراطية والمتحضرة فصلت وقبل قرون بين السلطات الدينية والدنيوية كون الإتجاهين لايسيران على خط متوازي، وما تجربة عراق مابعد 2003 الذي أعيد تأسيسه على أساس الطائفية المقيتة أكبر وأقرب نموذج للجميع، وفي عين الوقت فقد أثبتت معظم الدول الدينية الشرق أوسطية والأفريقية فشلها في إدارة بلدانها بعكس الدول التي نهجت النهج المدني الديمقراطي.

 وبإشارته إلى مسألة "الإنشقاقات والتشرذم" التي تحدث عنها كاتب المقال "كنقطة سلبية ساهمت في أزمة قيادة حقيقية داخل الشارع المسيحي في إقليم كوردستان" فأعتقد أن هذه الحالة طبيعية نوعاً ما ولاتشذ عنها معظم الأحزاب الكوردستانية والعراقية على حد سواء، ولايجوز الحكم بالفشل على الأحزاب "المسيحية" من هذا المنطلق، وإلا فإن معظم الأحزاب الكوردستانية والعراقية وبحسب رأي الكاتب" فاشلة سياسياً وقيادياً ".

وفي الختام أشد على أيادي د. جعفر ئيمينكي كنائب لرئيس أهم مؤسسة تشريعية في الإقليم، وقيادي بارز في الحزب الحاكم لتدشين فكرة إقامة مؤتمر دولي على أرض الوطن برعاية السيد (مسعود بارزاني) رئيس إقليم كوردستان وبمشاركة كافة الجهات المعنية السياسية والكنسية والمنظمات الدولية والشخصيات الأكاديمية والمختصة في مجال الأزمات، كمحاولة حقيقية ومتأخرة في نفس الوقت لحل معضلة الهجرة الخارجية لشعب أصيل يستحق أكثر من الذي عاناه ويعانيه لا لأي سبب سوى كونه صاحب أرض وحضارة وتأريخ، محب للسلام وضحى ويضحي في سبيل رقي وطنه.



55
جسور الثقة بين أحزابنا وشعبنا
                   
ايفان جاني
عندما يجمعني اللقاء بأبناء جيل الخمسينيات والستينيات، أتوق لسماع حديثهم عن الأيام الخوالي. وكيف يجسدون حياة تلك الأيام بكلمات يحن المتلقي لها، فكيف بذلك الإنسان الذي عاش في تلك العقود التي إن صح التعبير أن نطلق عليها الفترة الذهبية من حياة شعبنا الأشوري في الوطن. ففي غالبية تلك الصور، تظهر الحياة بسيطة، البيوت طينية كما الشوارع، الجميع يجهد ويكد من شروق الشمس حتى غسقها. لاكهرباء، فالفانوس القديم يزين صدر البيت، ولا تلفاز بل حكايات الأهالي المليئة بالعبر والحكم كانت تلم شمل أفراد العائلة في الليالي، لاسيما ليالي الشتاء الطويلة، لابدلات فاخرة ولاكاوبويات ماركة، ثياب قديمة تغسل مراراً وتلبس بعد أن تكوى وكأنها جديدة. لا كعوب عالية ولامعطرات ومساحيق تجميل، وما حاجتهم إليها فرائحة تراب الوطن أزكاها، وجمالهم الداخلي آسر، فلما التحوير بأصباغ وألوان خداعة. أما الحرية، فقد كانت مغتصبة على الجميع، إلا أن قلوبهم كانت تفوح بالحب والأمل، قلوب تدق إيماناً كأجراس الكنائس بقضيتهم القومية، وتخفق في صدورهم راقصة كراية الأمة الزاهية الألوان. يومها لم يكن مسموحاً لأحد بأن يتحدث عن قضيته أو حقوقه، ولا أن يرفع رايته عالياً. الأغاني القومية كانت أشبه بالأفيون، أعواد المشانق كانت مصير من ينتمي إلى الأحزاب القومية الأشورية.  مرت أيام وسنوات وعقود، وفي  بداية شهر ربيعي، زف إلينا خبر حرية "الحرية"، يومها كنا أطفالاً، ففرحنا وركضنا وقفزنا، لم نكن ندرك معنى كلمة الحرية، لأننا لم نقرأ عنها في كتب المدارس، وما سمعناها يوماً على التلفاز الوطني، لكننا كنا ندرك تماماً بأنها كلمة خطيرة وسيعاقب بقسوة كل من وجدت تلك الكلمة بحوزته مختبئة بين شفتيه. علامات نصرة الحرية قرأناها بوضوح من على محيا أهلنا. وسمعنا أن " قروتاني دأتور" قد وصلوا إلى أرض الوطن، وشرعوا بفتح المقرات وتنظيم الشباب. نعم كانوا " قروتاني دأتور" إلا أن قادة الـ(قروتاني) قبل أن يزينوا صدورنا بعلمنا القومي، وشحوها برموز حزبية، وقبل أن تنطق شفاهنا الصغيرة البريئة يومها بقصيدة نمجد فيها شهدائنا وأمتنا، أمسينا ننشد للقادة السياسيين شعارات النصر وأغاني وأهازيج البيعة كما علمونا ولقنونا ذلك في المدرسة، يوم كنا نغني لسنوات بإسم وإنتصارات وبطولات قائد الضرورة وسيف العرب وحامي البوابة الشرقية.  ومن تلك اللحظة، بدأ الصراع، وإنقسم الشعب إلى شيعة وفئات، أحزاباً ومؤسسات، عشائر وطوائف وكنائس متناحرات. يومها لم ندرك الحقيقة والمغزى والهدف من صراع هذا مع ذاك، كوننا كما ذكرت صغاراً، ولم يكن بين الصغار المتناحرين يومها كبيراً. فتفرقنا في المناسبات وكذلك في الإحتفالات والإنتخابات والندوات وحتى مراسيم العزاء، كما وقفوا في طريق الحب وحرموه عن العشاق، أتذكر بأننا حرمنا حتى من بعض المطبوعات، كذلك من الألوان التي أمست رموز أحزاب وحركات. ويوم إلتحقنا بالجامعة، إنفصلنا عن أصدقاء طفولتنا وكل واحد منا ذهب إلى أحد الأقسام الطلابية الخاصة بتلك الجهات. وبعد أن مضت أيام طويلة على تلك المأساة، وهاجر ثلث الشعب البلاد والثلث الأخر أمسى نازحاً يعيش مأساة تلو مأساة، والثلث الأخير حائر في أمره بين الهجرة أو الصمود بوجه الأزمات، لازال البعض متمسكاً بتلك الخرافات، ويرى الحياة بمنظار تلك السنوات، ويصر على العزف في تلك القرمة المقطوعة العاجزة عن عزف أي لحن من ألحان الحياة، ومؤمن كل الإيمان بأنه القومي والوطني وبأن شقيقه الذي يخالفه الفكر والرؤية قطعاً ليس على صواب. لكنني اليوم أدركت تماماً بأننا يوم منحت لنا حريتنا، سلبت منا عقولنا، قلوبنا، إيماننا، وضمائرنا، فأصبحنا وبمرور الزمن نميل إلى العدائية والأنانية أكثر من أي وقت مضى، وهذا نتيجة إيماننا المطلق بأننا قطعنا شوطاً طويلاً ونحن نسير في طرق غير صائبة، وهذا ماذهب إليه "مهاتما غاندي" يوم قال:" عندما تكون على حق تستطيع أن تتحكم بأعصابك، أما إذا كنت على خطأ فلن تجد غير الكلام الجارح لتفرض رأيك". نعم لقد تألمنا، لكن الألم شاهد على أننا أمسينا كباراً ولم نعد صغاراً، ومن الطبيعي أن نخطيء فلو لم نخطيء ما تعلمنا اليوم، وإن لم نفشل مانجحنا في الحياة. ما كتبته اليوم سببه كان سؤال من شقين طرحه علي أحد الشباب قائلاً :" لماذا نفتقد نحن الشباب إلى الروح القومية بعكس أسلافنا" ، " وكيف يمكنني أن أثق بنفسي ".  فأجبته قائلاً: أخي العزيز: الثقة لاتعني بالضرورة أن تكون دوماً على صواب، بل أن تكون غير خائف من أن تقول بأنني على خطأ". أما بخصوص الروح القومية وشبابنا هذه الأيام، فأعتقد أن إنهيار جسور الثقة بين عامة الشعب ومؤسساتنا وأحزابنا القومية هي السبب، وبدوري أنصحك بأن تتجنب الخلط بين العمل السياسي والقومي، فتجعل الثاني ضحية الأول، لأننا ولدنا وورثنا الروح القومية، ولم ولن نتخلى عنها رغم الظروف القاهرة التي مررنا بها، لكن ليس من الصواب أن لانغير طريقة عملنا وتفكيرنا إن لم تكن مجدية، ونعدل مسيرتنا لو لم نبلغ الهدف المنشود. وفي النهاية أقول لكل من يتحمل مسؤولية قيادة هذا الشعب المظلوم منذ عقود، أن وقت جلد الذات قد حان، وعليهم أن  يكونوا بمستوى المسؤولية الممنوحة لهم أو التي إغتصبوها عنوة، وليعودوا ويفتحوا مع نفسهم وشعبهم صفحة جديدة خالية من الأنانية والمصالح الذاتية، ويعملوا على ردم الثغرات التي أحدثوها في سبيل العمل القومي، ويحاولوا جهد الإمكان صيانة ماتبقى من جسور الثقة التي تربطهم بمن لازال يؤمن بهم من الموالين والأنصار، وأن لاينسوا المثل القائل:" الثقة كالممحاة تصبح أصغر فأصغر فأصغر فأصغر كلما زادت الأخطاء".                                                                           

56
إستذكار  يوم الشهيد الأشوري في ديانا

مساء يوم السابع من أب، وعلى قاعة كنيسة مار كيوركيس ـ ديانا، وبمشاركة أبناء الرعية، أقامت شبيبة كنيسة مار كيوركيس ـ ديانا أمسية تأبينية إحتفاءاً بيوم الشهيد الآشوري وإستذكاراً للذكرى الـ (82)  لمذبحة سميل 1933. وإفتتحت الأمسية بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء أبناء شعبنا الأشوري. وبعدها ألقى الأستاذ (ايفان جاني) محاضرة تأريخية – سياسية، حملت عنوان ( مذبحة سميل 1933 حقائق وأرقام)، تطرق خلالها إلى أهم الجهات المساهمة في المذبحة، والتأثيرات السلبية للمذبحة على شعبنا من الجوانب السكانية والإقتصادية والإجتماعية والنفسية والسياسية). وبعدها جاء الدور على شبيبة جوقة الكنيسة الذين صدحت حناجرهم بأنشودة قومية مؤثرة تستذكر مأسي شعبنا المتكررة. وإختتمت الأمسية بمعرض فوتوغرافي عرضت فيه صور شهداء أبناء شعبنا في هكاري وسميل وصوريا وسيدة النجاة وسهل نينوى والخابور.


57
أدب / مناجاة طفلة مسيحية
« في: 13:41 06/08/2015  »


مناجاة طفلة مسيحية


                                                                                           
ايفان جاني


أيها الرب
إليك أرسل رسالتي
وعليك أطرح قضيتي
لأنك حصني ومنجدي
قِبلة إيماني ومصدر فرحتي
كرم بستاني وعبق جنتي
بسمة شفاهي ونور مقلتي
فإصفح لي فضولي وجرأتي
***
قبل عام من الأن
كان لي حديقة وبستان
روضة وألوان ألعاب وأقران
أزقة وشوارع يزينها الأرجوان
مدرسة وكنيسة ودير ورهبان
ناقوس يدق مرصع بالصلبان
حمامات تطير بسلام وأمان
***

وفجأة..
دوى إنفجار زلزل الجدران
زمجرت أصوات ببيت الجيران
ألسنة النيران إلتهمت الأرجوان
بأعشاش البلابل أقامت الغربان
حشود غريبة غزت الميدان
قرأوا علينا بإسمك بيان
حرموا الموسيقى واللعب والألوان
نسفوا الكنيسة وحطموا الصلبان
سرقوا الأثار ودمروا البنيان   
أمست الجرذان تفترس الحملان
حملونا إثم المحبة والغفران
فرضوا علينا دية الإئتمان
***
سيدي.. وإلهي
أحقاً يتبعك أولئك الغلمان
وبأمرك يشعلون الحروب والنيران
يذبحوا ويسرقوا ويهدموا العمران
يبيدوا شعوباً بذريعة العصيان
***
أرجوك بشدة ياسيد الأكوان
لتتدخل وتوقف مجازر الشيطان
وتنتشل وطني من مرتع الأحزان
حينها سأمنحك ماأملك بإمتنان
دميتي رفيقة أيام الحرمان.








58
توافق محن المسيحيين والإيزيديين صدفة أم إبادة مبرمجة لشعبين أصيلين

ايفان جاني
عام مضى على سيطرة إرهابيو مايسمى بـ (الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش) على قضاء سنجار ومعظم مناطق إستيطان الإخوة الإيزيديين في 03-08-2014.
وأيام معدودة وتحديداً في 06-08-2014 تفصلنا عن الذكرى الأولى لغزو التنظيم عينه منطقة سهل نينوى وطرده لأبناء شعبنا (الكلداني السرياني الأشوري). هنا لايسعنا طرح المعاناة العظيمة التي مر بها الشعبان في تلك الأيام ولازالوا إلى يومنا هذا. من الصعب وصف محن هذين الشعبين في ظل حكم غوغائيين لايعرفون الرحمة. وفاشلة هي محاولات كل من يسعى لتجسيد معاناة وألام الثواني والدقائق والساعات، التي قضاها البعض تحت رحمة سيف الإرهاب الذي حملوه بحجة فرض كلمة الله على شعوب هو خالقها وهم ليسوا عليها بأولياء.
غايتي من هذا المقال لاتكمن في وصف تلك التراجيدية المؤلمة التي عاصرها شعبنا وأشقاءنا الإيزيديين، بل غايتي هي المشاركة في إستذكار فاجعة هذا الإسبوع الدموي في تأريخ العراق الحديث، والدعوة لإنزال القصاص العادل بالجهات والشخصيات المسؤولة عن ترك ساحة الوغى، وتسليم ألاف الأرواح لبرابرة لاتعرف قلوبهم الرحمة والشفاعة، ليعيثوا في الأرض خراباً كما أسلافهم، فدمروا وسرقوا وسبوا وقتلوا ومارسوا أشنع الجرائم التي لايستوعبها العقل البشري.
في هذه الذكرى الدموية، علينا أن نتعض مما مر به شعبينا على مر التأريخ. فالذكريات الأليمة والأحداث المفجعة التي تجمعنا أكبر بكثير من تجاوزها وعدم الوقوف عندها ودراستها وتحليلها تفادياً لتكرارها.
فإذا عدنا بالذاكرة التأريخية إلى الوراء قليلاً وقمنا بإستقراء لأجزاء معينة من التاريخ، سيتجلى لنا أن معظم الحملات الهمجية التي شنت على شعبنا أصابت الإيزيديين أيضاً والعكس بالعكس. فبعد أن أصبح الإسلام الدين الأول في العراق والمنطقة، أمسى أبناء الديانات الأخرى ـ ديانات أصحاب الكتاب ـ يُحكمون وفق توجيهات الرسول(ص) والمعاهدات المبرومة بينه وبين كبار رجال الدين المسيحيين، وأيات القرأن الكريم والشريعة . إلا أن الوضع لم يكن كذلك بالنسبة للإيزيدية كونهم ووفق المنظور الإسلامي ليسوا من أصحاب الكتاب. وعن أحوال المسيحيين في ظل الدولة الإسلامية يقول بعض الكتاب العرب المسلمين :" برغم تجذّرهم تاريخياً وجغرافياً في الجزيرة وفي بلاد الشام سواء في اليمن أم نجران أم جنوب سورية والعراق (المناذرة والغساسنة) أم قبائل الحجاز (بنو تغلب) وقبائل بين النهرين والبادية السورية (بكر وربيعة وتنوخ)، لم ينالوا قط المساواة الكاملة مع المسلمين امتثالاً لرغبة الحكام والطبقات الاجتماعية العليا والفقهاء، إلا أنهم لاقوا معاملة حسنة في مراحل التاريخ المختلفة كانت تقترب أحياناً من المساواة، وقد تحقق التعايش النسبي في بعض البلدان العربية وفي بعض مراحل التاريخ بسبب سكوت المسيحيين على المظالم وتحمّلها وعدم إمكانهم المطالبة بحقوقهم، وهذا ما سُمّي بالتعايش، وهو في الواقع تعايش إلزامي، وتعايش ضعيف مع قوي".  وفي هذا الكلام الكثير من الصدق لاسيما الشق الأخير منه، ويظهر جلياً لمتتبعي التأريخ. فالتعايش وفي الكثير من المراحل الزمنية كان إلزامياً ومن طرف واحد، وهو قائم على مبدأ القوي والضعيف، والإذعان للواقع المرير. وفيما يخص الحريات فيقول الدكتور رشيد الخيون:" إن هذه الحريات والحقوق كانت تختلف بإختلاف الخلفاء والولاة، الذين كانوا يتشددون ويتسامحون حسب أمزجتهم ومستوى ثقافتهم وإنسانيتهم، فكان البعض لايراعي الذمم في تعاملاتهم مع المسيحيين" .
لقد كان الإيزيديون والمسيحيون ضحية عنف المغول لاسيما بعد إعتناقهم الإسلام، في عهد
 ( غازان إبن أرغون) 1295-1303، وكذلك في عهد ولده (أولجايتو) الذي أسلم وسمى نفسه (خان محمد خدابنده) . وإستمر الحال كما كان عليه إبان الحكم الجلائري ( 1337-1411) . وفترة حكم السلالات التركية القره قوينلو ( 1411-1467) والأق قوينلو (1467-1508) . وفي عين الوقت تعرضا لمظالم وتعسف الفرس أمثال " نادر شاه الفارسي" أعوام 1732 و1743 . وتوالت هذه الحملات وشاركت فيها بعض الإمارات المحلية الكوردية وفي مقدمتهم الأمير محمد، أمير الإمارة السورانية التي كان مركز حكمها راوندوز. فهذا الأمير وبتحريض من رجال الدين قاد حملتين دمويتين شرستين على الإيزيدية والمسيحية منطلقاً من قلعته راوندوز بإتجاه سنجار وسهل نينوى، وكان ذلك عامي 1832 و 1834 فقتل وسبى ودمر وسرق كل ماوجده في طريقه . ومن بعده جاء دور " بدرخان بك" فشن الأخر حملة دموية لم تكن أقل عنفاً من حملة أمير سوران، وكان ذلك العام 1843 . ولم تمضي سنوات حتى طالتهما الحملة التطهيرية التي قام بها (حزب الإتحاد والترقي التركي) من أجل التأسيس لتركيا خالصة من الأجناس غير التركية، وكان ذلك إبان حملة سيفو سيئة الصيت العام 1915. وخلال السنوات الأخيرة أثقلت كاهلهما حملات الجيش الملكي العراقي إبتداءاً من مذبحة سميل الأشورية عام 1933 مروراً بحملات قمع التحركات الإيزيدية عام 1935.  كما كانا ضحية حملات الأنفال التي قامت بها الحكومة العراقية منذ العام 1963. وأخر المصائب التي تقاسمها هذين الشعبين المسالمين والتي نتمنى أن تكون خاتمة أحزاننا وأحزانهم، كانت فاجعتا سنجار وسهل نينوى.
وفي النهاية أيها القاريء الكريم، ماهذه الكلمات التي سطرتها سوى شذرات من تأريخ دموي حافل، أضعها بين يديك، تاركاً الحكم والإجابة على السؤال التالي لك:  هل ترابط جميع هذه المأسي كان مجرد صدفة؟ أم أنها مخططات تستهدف وجود شعبين عريقين، والقضاء على فسيفساء إثنية في وطن ينادي فيه الجميع علماء دين وسياسيين بالتعايش الأخوي المشترك؟.

59
تحية أخ أنطوان
أضيف إلى مقالك حزباً أشورياً أخر وهذا الحزب مع الأسف غير معروف في الأوساط السياسية والثقافية لشعبنا ولاأدري السبب. وكنت قد كتبت مقالة حول الحزب المذكور وهناك وثائق عراقيةإستخباراتية عن ظروف تأسيسه وقيادنه وتحركاته ونشاطاته.
"وبحسب الوثائق العراقية، فإن حزب (النسر الآثوري الأسود) يعتبر أحد أهم تلك الأحزاب في الساحة السياسية من حيث التنظيم والنشاطات.
ومن إستقراء الوثائق العراقية يبدو أن الحزب تشكل خارج العراق إما في الولايات المتحدة الأمريكية أو إيران، والمرجعية الدينية الآشورية كانت الجهة المؤسسة والقائدة للحزب، الذي كان عضواً في جبهة الإنقاذ الآثورية، وكانت للحزب فروع نشطة في سوريا ولبنان وتركيا وإيران. فوفق الكتاب المرقم 1س/خاصة/1458 والصادر بتأريخ 16/أيلول/1967، والموجه إلى مديرية الإستخبارات العسكرية العراقية، تم تنسيب رئاسة الحزب المذكور إلى " المدعو مار شمعون والذي يسكن الولايات المتحدة الأمريكية حالياً". أما" المسؤول عن التنظيم في العراق والشرق الأوسط المطران يوسف خنانيشو والساكن حالياً في بغداد كرادة مريم وهو خال رئيس الحزب المذكور أعلاه يعاونه في عمله هذا بعض رجال الدين للطائفة مستغلين الكنيسة والمؤسسات الإجتماعية المربوطة بها". ولخصت الوثيقة أهداف الحزب بما يأتي: إحياء وتجديد مطاليب القومية الآثورية وتأسيس وطن لهم في شمال العراق، وتوحيد جميع الآثوريين بالرغم من إختلاف مذاهبهم تحت لواء القومية الآثورية".
مع إحترامي.

60

يقوم موقع ناليا تي في بإستبيان حول عدد أتباع الديانات في إقليم كوردستان، ومن أجل المشاركة الفعالة لنا في الإستبيان كمسيحيين يرجى نشر هذا الرابط/


http://www.nrttv.com/
ثم النقر على شعار الإستبيان والبدء بالتصويت.


61

يقوم موقع ناليا تي في بإستبيان حول عدد أتباع الديانات في إقليم كوردستان، ومن أجل المشاركة الفعالة لنا في الإستبيان كمسيحيين يرجى نشر هذا الرابط/


http://www.nrttv.com/
ثم النقر على شعار الإستبيان والبدء بالتصويت.


62
القومية الثانية في إقليم كوردستان بين إدعاء التركمان وحقيقة الأرقام
                                                                           
ايفان جاني*
تزامناً مع بلوغ درجات حرارة الصيف اللاهب ذروتها في أربيل العاصمة السياسية لإقليم كوردستان العراق، إرتفعت درجة حرارة الصراعات السياسية بين الأحزاب الكوردية. فمواضيع شتى مطروحة وبقوة على طاولة المفاوضات، مواضيع جد مهمة وتضع مصير ووحدة الإقليم على كف عفريت. ومن أهم تلك المواضيع مسألة    تمديد فترة حكم السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق للمرة الثانية (ليبلغ بذلك ولايته الثالثة وكل ولاية بمعدل أربع سنوات)، وموضوع صياغة دستور إقليم كوردستان العراق، ومواضيع سياسية وإقتصادية أخرى شديدة الأهمية. إضافة إلى  التهديدات العلانية لبعض القيادات الكوردية بإنشاء إقليم منفصل بذريعة التمييز المقصود الذي تمارسه حكومة الإقليم لصالح محافظات محددة دون غيرها.
القوميات الأخرى التي تعيش في الإقليم هي الأخرى لم تكن بمنأى عن هذه الصراعات، ولكونها الحلقة الأضعف فهي من يصيبها أولى السهام الطائشة مع كل سوء تفاهم أو صراع على المنافع الحزبية. أضف إلى ذلك إنتقال حمى صراع المنافع والإستقواء على الأضعف من الأحزاب المتنفذة إلى هذه القوميات نفسها. ومع الأسف فإن الكتلة التركمانية في برلمان إقليم كوردستان العراق كانت في مقدمة المصابين بعدوى تلك الحمى. ففي الفترة الأخيرة أمسى أعضاءها وعبر المنابر الإعلامية يرددون جملة موحدة ومحددة ألا وهي" أنهم، أي التركمان ثاني قومية في إقليم كوردستان، وعلى الكورد الإعتراف بذلك من جهة، ومن جهة أخرى إعطائهم مناصب تتناسب وحجمهم المذكور، ومن تلك المناصب، منصب نائب رئيس الإقليم، ونائب رئيس الحكومة، ونائب رئيس البرلمان، إضافة إلى وضع رمز التركمان في علم الإقليم وتعديل النشيد القومي الحالي". أنا شخصياً أتفق مع طلباتهم لاسيما الأخيران "العلم والنشيد" . كما أهنئهم إن حصلوا على المناصب الثلاث، إلا أن مايحيرني هو إدعائهم بأنهم ثاني قومية وطلب الإعتراف الرسمي بذلك.
فالجميع يعرف خير المعرفة، أن معضلة العراق وكوردستان هي عدم وجود إحصاءات أو تعدادات سكانية دقيقة يمكن الركون إليها لفض هكذا مسائل حساسة. فالإقليم لم يعرف أي تعداد رسمي منذ العام 1977، أما تعداد العام 1987 فلم تنشر نتائجه، وتعداد العام 1998 لم يشمل محافظات الإقليم يومها لكونها خارج إدراة الحكومة المركزية.
وبالعودة إلى موضوع التعدادت المتوفرة بين أيادي الباحثين، فلو إعتمدنا على نتائج تعداد العام 1977 لكونه الأكثر حداثة، لدراسة خارطة التوزيع النسبي للقوميات العراقية، فالنتائج ستكون كما يأتي: مجموع المسجلين تحت خانة القومية السريانية (كلدان سريان أشوريين) في منطقة الحكم الذاتي ـ أي إقليم كوردستان الحالية ـ بلغ (21،485) نسمة، أي مايساوي (1،5%) من مجموع السكان العام، أما فيما يخص التركمان فعددهم وفق التعداد المذكور كان (10،260) نسمة وكانوا يشكلون بذلك مانسبته (0،69%) من سكان الإقليم .
وبالعودة إلى التعدادت السكانية الأقدم فإن النتيجة هي كما في الجدول أدناه:


وفي حال إدعى البعض بأن نتائج هذه التعدادت محرفة ولايمكن التعويل عليها، فهي كذلك بالنسبة لكافة القوميات غير العربية، وهي في عين الوقت المصدر الحكومي الرسمي والوحيد لهكذا دراسات، هذا من جانب، ومن جانب أخر فإن الإخوة التركمان لن يتمكنوا من تفنيد نتائج تعداد 1957، كونه التعداد الوحيد الصالح في العراق والمعمول به والمتفق على نتائجه من قبل الباحثين والسياسيين على حد سواء.
وإن شاء الإخوة في الكتلة التركمانية إعتماد نتائج أخر إنتخابات عرفها إقليم كوردستان عام 2013 والتي أوصلتهم إلى قبة البرلمان فلا مشكلة في ذلك أيضاً. فبحسب النتائج التي نشرتها المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في العراق فالأرقام تشير إلى مايلي، مجموع ماحصلت عليه القوائم الإنتخابية التركمانية مجتمعة كان (7420 ) صوت، في حين أننا كشعب (كلداني سرياني أشوري) حصلنا على مامجموعه ( 9093) صوت . وبهذه الحالة ووفق كل المعادلات والنتائج المذكورة فإننا كشعب (كلداني سرياني أشوري) كنا ولازلنا ثاني قومية في الإقليم والعراق، هذا لو إستثنينا من ذلك الألاف من أبناء شعبنا النازحين من المحافظات الجنوبية والوسطى والذين إختاروا الإقليم ملاذاً أمناً لهم بعد تعرضهم لشتى أنواع العنف على أيدي الجماعات المتطرفة منذ العام 2003، أضف إلى ذلك نزوح أكثر من (150،000) نسمة من أبناء شعبنا من مدينة الموصل وسهل نينوى، وهذا يعني تغيير كبير في الخارطة الديموغرافية والسياسية للإقليم، قبل وبعد سيطرة مايسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام على أراضي شاسعة في العراق.
وإن كان الإخوة التركمان في حساباتهم يضيفون تركمان كركوك إلى مجموع سكان إقليم كوردستان، رغم أني أستبعد هذا الإحتمال لسببين الأول لكونهم ليسوا أصحاب القرار الأول والأخير في هكذا مسائل مصيرية، وثانياً أنهم أصلاً يطالبون بإقليم مستقل في كركوك. فلو فرضنا جدلاً أنهم يضيفون تركمان كركوك إلى تركمان الإقليم،  فهذا أمر غير جائز، كون محافظة كركوك رسمياً لازالت تتبع الحكومة المركزية ومصيرها لم يحسم قانونياً بعد ليتحركوا ويزايدوا بتركمانها لغايات ومصالح حزبية بحتة.
والنقطة المهمة التي أريد أن أذكر بها الجميع هنا هي، أن حقوق الشعوب لاتمنح وفق معادلات رياضية أو أرقام، وفي ذات الوقت فإن تضحيات شعوب هذه البقعة وفي مقدمتها شعبنا هي نقطة لايمكن تجاهلها، ووفق هذه المعادلة أيضاً فإننا كشعب وقياساً بحجم تضحياتنا كنا وسنكون وسنبقى في طليعة الشعوب الأخرى المتأخية.
في النهاية أقول: أنني أكن كل الإحترام لتطلعات وطموحات كافة الشعوب والقوميات والأديان والمذاهب المتأخية في الإقليم والتي لها تأريخ مشرف ومواقف مشتركة طيبة تستحق الثناء، لكن هذا لايعني أن نطبق أفواهنا عن التزييف اليومي المبرمج، ونرضى بسلب حقوقنا في وضح النهار وأمام مرأى ومسمع الجميع. فواجبنا الوطني والإنساني يدعونا للكف عن الترويج لهكذا سياسات وحياكة هكذا سيناريوهات في ظل الظروف الراهنة المريرة التي نعيشها، كونها لاتخدم واقع التعايش الأخوي ولا التجربة السياسية في الإقليم. فاليوم نحن أحوج مايكون إلى الوحدة والتكاتف لإخراج الوطن من الأزمة التي تعصف به، والتي أمست كوباء خطير ينخر في كل مفاصل الحياة وتفاصيلها. وبعد أن يوفقنا الله متكاتفين في إرساء سفينتنا في بر الأمان، سنحتكم إلى منطق العقل ونجلس على طاولة الحوار ونعيد دراسة وتحليل كافة المؤشرات والمتغيرات وبطرق ديمقراطية ليحصل كل ذي حق على حقه.
* ماجستير في الجغرافية السكانية




63
بأسئلتنا سنقوم إنعواج مسيرتنا

    ايفان جاني

قبل أيام كنت في ضيافة إتحاد الأدباء والكتاب السريان، محاضراً حول موضوع محدد ضمن سلسلة نشاطات الإتحاد والمخصصة لإستذكار الذكرة 100 لمذبحة سيفو الدموية.
وفي نهاية المحاضرة فتح باب النقاش وطرح الحضور مجموعة من الأسئلة، وأنا شخصياً أفرح بل أمتليء غبطة بنقد الحضور وتعقيباتهم وأسئلتهم، ففيها الكثير من الفائدة للطرفين، كما هي في ذات الوقت إشارة على تواصل المتلقي مع الملقي، وفي أحياناً أخرى تجرك تلك الأسئلة للبحث والتقصي عن حقائق جديدة أغفلتها أو لربما قللت من أهميتها.
وبالنسبة لنا كشعب قديم، فأسئلتنا أثارية كما تأريخنا، وأكثر الأسئلة طرحاً وتكراراً هو سؤال مستقبل شعبنا وأفاق قضيتنا في الوطن، إلى جانب السؤال الأزلي متى ولماذا لم تتحقق الوحدة القومية أو السياسية أو الكنسية على الأقل.
والشق الأخير طرحه علي أحد الشباب من الحضور.
وأنا بدوري هنا لن أرد على هذا السؤال، رغم أني أعطيت الإجابة التي أنا مقتنع بها للشاب في حينها، وأحببت طريقة طرحه للسؤال فوجدتها تنبع من أعماقه وتخرج مثقلة بأهات وألام مع الأسف الشديد قلما نشعر بها مع الجيل الجديد، والذي بصراحة نخاف على أنفسنا وشعبنا وقضيتنا ووجودنا يوم يكون اللجام بين يديه، هذا إن تنازل عن إسلوب حياته المشبع بالليونة والتبذير لحد الفحاشة، وخصص من وقته الثمين جزءاً لهموم شعبه ومستقبله.
هنا قد ينتقدني الشباب بقولهم أن البيئة التي خلقتها الأحزاب السياسية هي سبب مانحن عليه, وأفعالهم هي سبب إنزواءنا وإبتعادنا عن الميدان السياسي. وفي هذا أتفق معهم إلى حد كبير، إلا أن السياسة ليست مرهونة بوجود الأحزاب السياسية وليست حكراً عليها، كما إن العمل القومي والإنساني لادخل له أيضاً في ذلك.
فميدان العمل القومي وهموم شعبنا أكبر من حجم أحزابنا السياسية المتصارعة على كرسي وزاري ومدير عام يشرف على ثقافة عمرها 7000 ألاف عام!!
فعلينا أن نتعض من مقولة "توماس جيفرسون" أحد مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية والكاتب الرئيسي لإعلان إستقلالها وثالث رئيس لها حيث يقول:" إذا نشب الحريق في بيتنا فعلينا محاولة إطفائه دون السؤال عما إذا كان قد نشب من الداخل أو من الخارج". نعم̣;  فما فائدة السؤال الأن والزمن ينخر عظمنا، والحريق يفتك ببيتنا، فلنطفيء الحريق ثم نبحث عن مفتعله وننزل به أشد عقاب.
وأنا بهذا لاأناصر الجبهة التي تقود شعبنا اليوم الساعية لتكميم الأفواه وإستغباء العقول والإنزواء والإبتعاد عن التفكير والنقد والسؤال، بل بالعكس يجب أن نكون ثوريين بأسئلتنا وتعقيباتنا وإنتقاداتنا البنائة الإيجابية، وهذا يذكرني في الوقت ذاته بمقولات سياسيي شعبنا حين يريدون التهرب من الواقع فيصفون الأسئلة التي يثيرها الشعب بكونها أسئلة غير حكيمة ومتوازنة، وفي عدم إجابتها خدمة للصالح العام، رغم أن أكثر الفقهاء والعلماء والحكماء يتفقون على أنه ما من أسئلة غير حكيمة، بل على العكس هنالك دائماً أجوبة غير منطقية.
فاليوم نجح البعض في تحويلنا إلى ألات تسمع فقط، نجحوا في تطبيق مشروع التلقين علينا، بحيث أغفلنا أن لنا عقل يفكر، وأذن خلقت لتسمع، وعين لتبصر الصورة المجردة، وفم لينطق بكلمة حق. وهذا يتماشى مع مقولة الروائية الإنكليزية (ماري أن إيفانس) والمشهورة بإسمها القلمي (جورج إليوت)، فهي تقول:" الحيوانات أصدقاء ممتازون، فهم لا يسألون أي أسئلة ولا يدلون بأية انتقادات" . فإن توقفنا عن السؤال ورضينا بما يرددونه على مسامعنا، فلنقبل بهذه المقولة، وإن لم نقبل بها فعلينا أن نتعض من كلمات (ألبيرت أنشتاين) الذي ينصحنا قائلاً:" أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال". نعم أن لاتتوقف عن السؤال والبحث عن الحقيقة، التي بوجودها سيزول عن عاتقنا وعاتقكم ثقل السؤال الأزلي الذي لازلنا نبحث عن إجابة له، الإجابة التي  يدركها كل منا الصغير قبل الكبير، لكننا لانجابه محرفيها، والأنكى من هذا أننا في حضرتهم نجلس بوقار ونسمعهم بخشوع فنصفق لهم ونتغنى ببطولاتهم، وفي النهاية نطبق فاهنا وننزوي مستسلمين لهالة هيبتهم المزيفة.

64
منظمتا خيروتا  و ديانا تزرعان البسمة على شفاه الأطفال


تحت شعار ( بإبتسامتهم الوطن أجمل)، قامت منظمتا (خيروتا لحقوق الإنسان )، ومنظمة (ديانا للثقافة الرياضية)، وبالتنسيق مع كنيسة مار كيوركيس – ديانا.
بتوزيع الهدايا والألعاب لـ(90) طفل وطفلة من أبناء شعبنا المهجرين قسراً من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، من أراضي الأباء والأجداد سهل نينوى.
فتحية إلى كل الأيادي البيضاء والقلوب الخيرة التي بدعمها المتواصل لنشاطاتنا تساهم في التخفيف ولو بجزء يسير من هموم هذه البراعم التي إقتلعت قسراً من حديقتها.



65
الإخوة المتحاورين
شكراً على مداخلاتكم رغم أن البعض لايتمتع بذوق النقد وطريقه القويم بحيث يستخدم كلمات غير ملائمة في نقد الأخر،وبهذا يخرج عن قوانين اللعبة وهو ملثم الوجه لانعرف أصله وفصله.
أعزائي.. يبدو أن البعض لم تبلغه رسالتي البسيطة والواضحة من الموضوع، أو لم يستسيغ طريقة طرحها على المتلقي وأخذ يرمي الحجارة هنا وهناك.
1- السيد الرافديني: أنا لم أتحدث عن التصريحات التي جاءت من هنا وهناك بخصوص تجريم داعش، فهذه التصريحات يطلقها وأطلقها حتى أقل السياسيين شأناً ويدينها الجميع. السؤال المهم هو: أين الجرأة التي يجب أن يتمتع بها قادة شعبنا ياسيدي المحترم، فقد مرت أشهر على تشريد وتهجير أبناء شعبنا من الموصل وسهل نينوى، فهل رأيت أو سمعت يوماً قادتك يخرجون أمام الجميع ويشرحون أسباب هذا السقوط المؤلم ويحددون الجهات الواقفة وراءه والمقصرة؟ هذا هو السؤال الذي أرجوا أن تبحث عن إجابته في " عمك كوكل" وتسعفني بالإجابة لأنحني إجلالاً أمام أي واحد منهم تجرأ وذكر الأسباب وطالب بحق هذا القوم المجروح.
2- هناك من يدعي بأن نكف عن النقد لقادة شعبنا، وأن نفعل كما يفعل الأكراد. أخي العزيز الأكراد تقاتلوا وتذابحوا واليوم تجدهم ورغم وجود مئات من نقاط الخلاف يقفون ملتحمون ومتحدون في وجه الغزاة والطامعين، ويبدو بأنك لاتتابع القنوات الإعلامية الكوردية والوسائل الأخرى، فبرأيي الشخصي وكوني متابعاً جيداً لها المرئية منها والمكتوبة لكوني أعيش في أرض الوطن، فقد لعبت دوراً كبيراً في إحداث تغيير كبير في الفكر السياسي لهذه الاحزاب وأجبرتها على إحداث الكثير من التغييرات في سياساتها وخطاباتها. وبعد سنين من الإقتتال من أجل السلطة والجاه تجدها في خندق واحد، فلماذا لاتستطيع أحزاب شعبنا فعل ذلك، وهي التي لم تسيل دماء بعضها الأخر ولاتتصارع من أجل ثروات ضخمة ولاسلطة مترامية الأطراف.
3- الاخ صنا: أنا لست " زعلاناً" على حد زعمك، بل أنا مبتهج لأن هذا القرار إن تم تطبيقه سيكون لصالحي أولاً كوني أقف في أرضي وارض أبائي وأجدادي، وأمضيت سنوات طفولتي وشبابي تحت وقع القنابل وبين الصراعات الدموية اللامتناهية التي عرفتها هذه الارض الطيبة، إلا أنني سأزعل إذا حاول البعض التقليل من شأنه وتقزيمه في حزب أو شخص أو جهة، لقد أنصفت حين قلت أن القرار كانت ثمرة جهد الجميع أحزاباً ومؤسسات وكنائس، إلا أن تعليقي على كلامك كونك وكالباقين من أحزاب شعبنا قمت بحذف وشطب دور الأخر. فرجاءاً راجع تعليقك المنشور في موضوعي والتعليق الذي كتبته يوم نشر القرار في موقع عنكاوة كوم وأظن حينها ستفهم أن قصدي كان بالضبط التعليق الثاني الذي كتبته في مقالي هذا.
4- أما بخصوص مسألة الأبواق والتي تحدث عنها البعض، فمواقفي الشخصية واضحة للعيان، ومن يريد أن يعرف أكثر ليقرأ مقالاتي وأفكاري من بعدها ليحكم على من ذلك. فالدفاع عن شعبي ليس موضوع أتباهى به أمام الأخرين بل أجده واجباً وواجباً وواجباً على الجميع. وإن ماتفعله أحزاب شعبنا لايخرج عن نطاق ذلك، وأحيي جهود الجميع القومية لا الحزبية الشخصية التي يحبذ البعض التسويق لها أكثر من الجانب القومي.
أتمنى من أعماقي أن أجد أحزاب شعبنا متفقة ومتحدة ومتكاتفة على الأقل ولو إعلامياً. رغم أنني أشك في ذلك كوني كنت قريباً جداً منها وفي قلب معمعاتها ولي معها تجربة طويلة تجبرني على نطق الحقيقة المرة مجردة دون تزييف.

66
قادة أحزاب شعبنا وسياسة التكذيب والتضليل

ايفان جاني
"جان دو لافونيتن"  أشهر كاتب قصص خرافية في تاريخ الأدب الفرنسي (1621-1695)، يقول:" الكذاب والدجال والمتملق يعيشون على حساب من يصغون إليهم". مقولة إغتزلت فيها صفات من يجدون في أنفسهم قادة هذا الوطن ومن ضمنهم قادة شعبنا الذين تتلمذوا على يد أساتذة كبار في هذه المجالات. فأكثر من عشرين عاماً مضوا على تحرير إقليم كوردستان العراق من براثن البعث البائد، وهؤلاء القادة يبيعون لنا أكاذيب رخيصة مغلفة بقصص خرافية كان وقعها أكثر تأثيراً على الشعب من قصص لافونتين. أعوام مضت وتمضي وهم يسمنون وينفخون بطونهم بأموال الشعب وعلى حسابه. أعوام مضت وتمضي وقصورهم ترتفع أكثر لتتناسب وحجم أكاذيبهم وتضليلهم. أعوام تمضي ومشاريعهم تتوسع بحجم الهوة بينهم وبين شعبهم وما يواجهه من محن وشدائد. أعوام تمضي وعلاقاتهم المشبوهة تتنامى أكثر وأكثر على حساب أجيال حرموا أو حرموهم من حب الوطن والقومية وأطفئوا داخلهم لهيب الثورة وحلم ورغبة قيادتهم للدفة الوطنية والقومية بالإتجاه القويم. فمع كل نكسة سياسية كانت أو عسكرية أو إجتماعية يتعرض لها شعبنا، تجد هؤلاء " قادات الضرورة القصوى" يختفون من على منابر السياسة والإعلام، أو من سطح المعمورة حتى، لاسيما وإذا كانت الضربة الموجعة أو النكسة مصدرها جهات لهم معها مصالح إقتصادية ذاتية متبادلة، وإن بدر عنهم أي كلام فهذا الكلام بطبيعة الحال لن يخرج عن سياق الجملة المعهودة "أحزابنا لاحول لها ولاقوة". في حين أنه ومع إستصدار أي قرار إيجابي لصالح شعبنا، تدب في ذواتهم قوة خارقة أو قوة " الرجل الحديدي" .  فيشمرون على سواعدهم ويبرزون عضلاتهم وهم يعتلون المنصات ويشرعون بإصدار البيانات ودق الطبول ورفع الشعارات، لينسب كل واحد منهم ذلك الإنتصار إلى شهامته ومواقفه الجسورة الحكيمة وتضحياته الجسام.
فمع بلوغ أحزابنا القومية قرار الإتحاد الأوربي الخاص بأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، والرامي إلى دعمهم وحمايتهم في العراق وسوريا والإسراع في إيجاد ملاذ أمن لهم في مناطق سكناهم الاصلية لاسيما سهل نينوى. شرعت هذه الأحزاب بالنفخ في قرمتهم القديمة المقطوعة وكل حسب قوته وإستطاعته، وبدأت جماهيرها وتنظيماتها تطبل وتزمر وتهلهل لنصر يرى كل واحد منهم أنه وكما أسلفنا تحقق بفعل سواعده.
فهنيئاً ومباركاً لشعبنا هذا القرار التأريخي الإستراتيجي المهم، أملين من كل فرد من أفراده العمل وبجدية من أجل تحقيق جل النقاط الواردة في القرار، وعدم بقائه أسير الرفوف أسوة بالقرارت الدولية السابقة. المجد والخلود لشهدائنا البررة الذين تحققت جل إنتصاراتنا بفدائيتهم صوب أرضهم وشعبهم، وإخلاصهم لقضيتهم لا لشخص أو فكر أو لون أو رمز. تلك الدماء النقية التي سالت وروت شجرة الحرية التي أمست تثمر ثماراً هنيئة لاتبلغ شفاهنا لأنه مع الأسف يصادرها قادتنا بإسم شعبنا ليصدروها إلى خارج البيت القومي ويبيعونها بأبخس الأثمان ليعيلوا بها عائلاتهم وحاشياتهم وأذيالهم.
ختاماً، أنقل لكم أراء أحزابنا من هذا القرار، هذه الأراء التي تحير الإنسان وتضعه في حيرة من أمره من تصديق هذا أو تكذيب ذاك أو تكذيب الجميع، لأنه وعلى رأي الأخطل الصغير:" إذا عرف الكذاب بالكذب، لم يزل لدى الناس كذاباً وإن كان صادقاً".
 
1-   تصريح يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الأشورية :" اننا اذ نرحب بالقرار ونقيم عاليا موقف البرلمان الاوربي تجاه مطلب حركتنا الذي قدمناه للامم المتحدة والمجتمع الدولي منذ 20 تموز 2014 ". http://zowaa.org/index.php?page=com_articles&id=2202

2-   المنظمة الآثورية الديمقراطية: سلمت المنظمة الآثورية الديمقراطية ظهر اليوم الخميس 12/3/2015 مذكرة للمبعوث الأممي إلى سوريا، السيد ستيفان ديمستورا، في العاصمة السويدية استوكهولم، على هامش لقاء (جلسة استماع)، دعت لها لجنة من البرلمان السويدي،  وتدعو المذكرة، الأمم المتحدة لتوفير المناخات المناسبة لحماية المدنيين في منطقة الجزيرة السورية، وجعلها ملاذاً آمنا لكل أبنائها ولأهلنا السوريين من بقية المحافظات.
وقد سلمت المذكرة للسيد ديمستورا من قبل الرفيق عبدالاحد اصطيفو، عضو المنظمة الآثورية الديمقراطية، في لقاء خاص جمعهما بعد انتهاء جلسة الاستماع
ثالثآ طُرحت يوم أمس الجمعة  13/03/2015 على مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وثيقة إعلان مشترك بمبادرة من الكرسي الرسولي، الفدرالية الروسية ولبنان للمطالبة بالحفاظ على الوجود التاريخي للجماعات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط. http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=775091.0

3-   أنطوان الصنا المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري:" وهنا نثمن بشكل خاص جهود والدور المتميز الذي لعبه الاخ والصديق العزيز رابي كامل زومايا ممثل المجلس الشعبي في المانيا في سعيه المستمر والدؤوب منذ سنوات لايصال قضية حقوق شعبنا والظلم الواقع عليه الى الاتحاد الاوربي والبرلمان الاوربي ومثل هذا القرار الايجابي لصالح قضية شعبنا وامتنا جزء من نتائج اعمال ومتابعات الرجل كامل زومايا الجدية وان كان القرار متأخرا بعض الشىء وغير ملزما فهو في كل الاحوال يشكل نجاحا ومكسبا مهما جدا لقضيتنا ووجودنا القومي والديني في الوطن" . http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=775091.0




67
من المسؤول عن فشل تمثيل شعبنا في حكومة إقليم كوردستان؟
                                                                                           
     ايفان جاني
أكثر من عقدين مضوا على تشكيل الكابينة الأولى لحكومة إقليم كوردستان وتحديداً العام 1992. وذلك عقب إجراء أول إنتخابات ديمقراطية، لإختيار ممثلي الشعب في برلمان الإقليم. ويومها شارك شعبنا الأشوري بمختلف طوائفه، هذا وفق ماجاء في البطاقة الإنتخابية الصادرة عن الهيئة العليا المشرفة على إنتخابات المجلس الوطني الكردستاني. وكان التنافس محصوراً بين أربعة قوائم وهي (الحركة الديمقراطية الآشورية، الديمقراطية المسيحية،  كلدوآشور الديمقراطي، مسيحيي كردستان الموحدة). وبحسب النتائج المعلنة فقد حصلت قائمة الحركة الديمقراطية الآشورية على أربعة مقاعد من أصل خمسة مقاعد كوتا أشورية، وذهب المقعد الخامس للسيد سركيس أغاجان ممثلاً عن قائمة مسيحيي كردستان الموحدة. ومنذ ذلك اليوم ولحد يومنا هذا، لم تنقطع مشاركة شعبنا في الكابينات الوزارية الثمانية المشكلة. والملاحظ لمؤشر مشاركة شعبنا عبر أحزابنا السياسية في هذه الحكومات، سيشعر بوجود خلل في هذا التمثيل. فتارة تراه مرتفعاً وتارة أخرى منخفض. وفي السنوات الأخيرة وبحكم إحتدام الصراع بين القوى السياسية الكوردية لاسيما الحزبين الرئيسيين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني، أصبحت حصة شعبنا أو مشاركته ضعيفة، بسبب توزيع الحزبين المذكورين لمناصب هي في الأساس حق شعبنا على بعضها، أو ملئها بشخصيات محسوبة على شعبنا ومرتبطة بها، بهدف إيجاد التوازن المطلوب في معادلة المحاصصة التي عملوا بها منذ عقود مضت. وهذا ما أثر بشكل كبير على أداء هذه الشخصيات، وإنعكست أثاره سلباً على شعبنا كونه الضحية الأولى والأخيرة لصراعات الحزبين المذكورين من جهة، وصمت أحزابنا القومية، وصراعاتها وإنقساماتها الحزبية على هذه المقاعد من جهة أخرى. فمثلاً مضت سنوات ولازال مقعد مستشار رئيس حكومة إقليم كوردستان لشؤون شعبنا شاغراً، أو بالأحرى مجهول المصير بعد تقاعد الشخص الذي كان يشغله، وكذلك الحال بالنسبة لمقعد مستشار وزير التربية لشؤون اللغة السريانية. لقد كان العام 2014 عاماً حافلاً بالمأسي لشعبنا. فهذا العام حمل لنا مفاجئة من العيار الثقيل ألا وهي غزو لما يسمى بـ " الدولة الإسلامية في العراق والشام" لمدينة الموصل، وزحف جحافلها على قرى وبلدات أبناء شعبنا في سهل نينوى بعد الإنسحاب المفاجيء لقوات البيشمركة المكلفة بحماية تلك المناطق عسكرياً لخضوعها أمنياً لصلاحياتها، وكونها مناطق متنازع عليها وستحل عقدتها عبر المادة 140 من دستور جمهورية العراق. ولم تتوانى قوى الظلام والكفر "داعش" في إجتثاث وجود شعبنا القومي والديني من أرض مر على وجوده فيها قرابة سبعة ألاف عام. ومن نكبات العام 2014 كان رحيل الدكتور سعدي المالح المدير العام للثقافة والفنون السريانية، هذه الشخصية التي شغلت المنصب المذكور منذ العام 2007، وبقاء المنصب المذكور شاغراً ليومنا هذا بالنسبة لشعبنا، بعد صدور قرار تكليف الدكتور أمجد أرشد حويزي مديراً عاماً للمديرية وكالة. ومازاد طين العام الماضي المنكوب بلة، كان قرار إستقالة السيد جونسن سياوش وزير النقل والإتصالات في حكومة إقليم كوردستان، بتأريخ 14 أب 2014 إعتراضاً منه ووفق ماتناقلته الوسائل الإعلامية على "سياسة الإقليم تجاه النازحين وعدم إلتماسه أي إجراءات عملية أو حلول فعلية لمساعدتهم وإنقاذهم من هذه المعاناة، وأنه لايمكنه أن يرى أبناء شعبنا بأوضاع إنسانية صعبة ومأساوية". وفي النهاية قبول قرار الإستقالة من قبل رئاسة حكومة الإقليم، وتكليف السيد مولود مراد محيدين القيادي في الإتحاد الإسلامي الكوردستاني ووزير الدولة لشؤون البرلمان وزيراً بالوكالة على رأس هذه الوزارة اليتيمة، التي كانت حصة شعبنا من مجموع (21) وزارة. ولو قمنا بإحصاء ماتبقى لشعبنا من ممثلين في هذه الحكومة، فإن نسبة التمثيل هذه لن تبلغ نصف الحصة الحقيقية، هذا دون إستثناء المناصب المحسوبة على شعبنا والتي تشغلها شخصيات قريبة من حزبي الإتحاد والديمقراطي.  بالرغم من كون مشاركة أحزابنا السياسية في الكابينة الثامنة مرهونة بورقة مطاليب وعد رئيس الحكومة بتنفيذها ومن تلك المطاليب، أن يكون لشعبنا مستشاراً في رئاسة الحكومة، أو إعادة إحياء المنصب المذكور لكونه موجود أصلاً، ونائباً لمحافظ دهوك، ومديراً عاماً في دائرة العلاقات الخارجية. ففي الوقت الذي كان شعبنا بأمس الحاجة لخدمات أصغر موظف في حكومة الإقليم، ليساهم في التقليل من هول الكارثة الإنسانية التي حلت بشعبنا الجريح في سهل نينوى الذي أصبح يعيش مأسي جمة منذ أشهر،  جرى التعامل مع مناصبنا وحقوقنا كهبات ترضية تمنح لهذا وذاك دون وجه حق، ولم تبالي حكومة الإقليم وبعد مرور أشهر في إيجاد البديل الحقيقي وتنصيب الرجل المناسب في المكان المناسب، أو على الأقل بتنفيذها لسابق وعودها، لتؤكد لنا وللعالم بل تثبت زعمها بأنها تعمل من أجل صيانة وتطوير التعايش الأخوي والإنساني الديني والقومي في إقليم كوردستان، وإن الجميع سواسية في الحقوق والواجبات. وهنا أناشد رئيس حكومة الإقليم السيد نيجيرفان البارزاني المعروف بمواقفه المشرفة والشجاعة من قضية شعبنا، للتعامل بجدية أكثر مع هذا الملف وإعطائه أهمية أكبر، والكشف عن المستور وإبراز الحقائق، لاسيما فيما يخص موضوع عدم توكيل أحد أبناء شعبنا لشغل هذه المناصب الحساسة والمهمة لنا كشعب شريك في الوطن أولاً وكإستحقاق إنتخابي ثانياً، أسوة بباقي الكتل السياسية الكوردية التي حسمت غالبية ملفاتها فيما يخص إستحقاقاتها الإنتخابية. فهذا الشعب المسحوق يستحق أن يعرف الحقيقة وعلة هذا التهميش المقصود أو غير المقصود. فهل السبب هو التوافق الحزبي بين الإتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني وحركة التغيير التي دخلت المعادلة السياسية كطرف ثاني بعد إزاحة الوطني في إنتخابات برلمان الإقليم الأخيرة؟ أم إن أحزاب شعبنا التي ولحد اللحظة ومع شديد الأسف يخيم على مواقفها وصوتها صمت القبور من هكذا مطلب بل حق قومي وشرعي هي السبب، بتفردها كالعادة بتقديم أسماء مرشحيها وعبر طرق ملتوية لشغل المناصب المذكورة؟ أو لربما لإنشغالها بتغذية نار الحروب الإعلامية والمناقشات البيزنطية التي تجيد فنها منذ عقود؟ أو لعل السبب ليس هذا وذاك، بل هو إنشغالها وتوجيه جل تركيزها على تشكيل الجحافل العسكرية الحزبية لسحق داعش وأخواتها، بحيث غاب عنها أن شعبنا أصبح قاب قوسين أو أدنى من الخروج نهائياً من تشكيلة حكومة الإقليم؟ وإن كان السبب هذا فهذه مصيبة، وإن كان السبب ذاك فالفاجعة أهول.  فإن لم يكن لنا دور ورأي وثقل حقيقي في إدارة حكومة الإقليم أو على الأقل دفة قضايا شعبنا المصيرية في هذه الأيام العصيبة التي فيها شعبنا بأمس الحاجة إلينا، فبرأيي الشخصي المتواضع وبعد أن تنكشف عنا هذه الغمة، فإن مشاركتنا في الحكومة لن يكون له طعم أو مغزى، لاسيما ونحن نرى مأسي شعبنا المتكررة يومياً بأم أعيننا، والهجرة الخارجية التي قصمت ظهرنا متواصلة لابل متفاقمة كل يوم أكثر وأكثر، ونحن مكتوفي الأيدي قابعين لاتهتز ضمائرنا ولاتنطق شفاهنا خوفاً على مصالحنا وفزعاً على كراسينا المهزوزة المعوقة.


68
أحزان شعبنا وأفواج أحزابنا
ايفان جاني
أكثر من ثلاثة أشهر مرت على مأساة نينوى وسهلها. ثلاثة أشهر مضت على أغرب معركة سجلها التأريخ العسكري العراقي. معركة أو سيناريو مضحك له أبطاله وضحاياه، وأولهم أبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري). سيناريو لم يكن في حسبان أي شخص، أن يتم تسليم ألاف الكيلومترات إلى زمرة إرهابية، وأن يتم طرد وتهجير والتلاعب بمستقبل وحياة ملايين الأشخاص. نعم التلاعب بحياة ملايين الأشخاص أمام أنظار العالم وحماة الديمقراطية، ودعاة شرعة حقوق الإنسان.
أشهر مضت وتمضي، وشعبنا يعيش مأساة تلو الأخرى، والحكومات المحلية والعالمية مكتوفة الأيدي واقفة لاتؤدي واجبها الأخلاقي والإنساني المطلوب منها، وهي ترى شعبنا ينحدر بإتجاه الهاوية، وتمارس بحقه أبشع الجرائم، وتنتزع منه أبسط حقوقه. هذا في الوقت الذي يجهش العالم أجمع بالبكاء على مرض فأر أو نفوق سعدان.
لندع تحركات العالم والأصدقاء على جانب، ولنتحدث عن دور أحزاب شعبنا ومؤسساتنا السياسية والسياسيين، في إنتشال شعبنا من محنة الألام هذه، التي أمست تثقل كاهله، وفتحت بوجهه باب الهجرة الخارجية من جديد على مصراعيه. إلا أن أثار هذه الهجرة التي نعيشها ونقرأ عنها، لن تكون طبيعية، بل ستكون كارثية وقاصمة لظهرنا وقوة قضيتنا هذه المرة إن لم نسعف نفسنا منها.
لقد ساهمت مجزرة كنيسة سيدة النجاة 2010 في توحيد كلمة وصف أحزاب ومؤسسات شعبنا ولو إعلامياً. إلا أن مأساة نينوى التي كانت أكثر إيلاماً وتأثيراً، لم تفعل فعلها في لم شملهم، بل على العكس زادتهم فرقة ونفوراً. فأمسى كل واحد يغني على ليلاه، يخاطب ويفتي على هواه، يخيط ويفصل بمشيئته، يستقبل يودع بمفرده وكأنه المخلص المنتظر. طبعاً وهذا كله من خلف عدسات الكاميرات وهو قابع في مكتبه الفخم لاتسوغه نفسه للنزول إلى الشارع والإختلاط بأبناء جلدته ومعايشتهم واقعياً.
من خلال متابعتي لوسائل الإعلام القومية والسياسية لشعبنا، لم أقرأ أو أجد أي بيان موحد يصدر من هذه التنظيمات، ولم أراهم يوماً مجتمعين في مؤتمر صحفي، ولم ولن تجدهم يوماً بين سواد الشعب يخاطبوهم ويحثوهم على التمسك بأرض الوطن وتجاوز الأزمات. كما إن البيان اليتيم الأخير الذي صدر عن تجمع التنظيمات السياسية في الأيام السابقة لم يحوي على هكذا دلائل، ولم تتم فيه الإشارة لا من قريب ولابعيد إلى وجود تحرك جماعي للحد من بؤس هذا الشعب، بل على العكس نجح المجتمعون وكعادتهم في تعليق مسلسل إخفاقاتهم المتواصل على شماعة الأخرين، والتحجج بألف حجة وأخرى لتبرير حالة الشلل التي أصابت أعمالهم كما أفكارهم وضمائرهم.
أصبحنا في الفترات الأخيرة نقرأ ونسمع عن تشكيل قوات أو أفواج عسكرية من قبل أحزاب شعبنا، بغية مشاركتها في عملية تحرير مدننا وقرانا، وحمايتها في الوقت ذاته. وهنا أشد على أيادي شبابنا الغيورين الذين دفعهم ولاءهم لأمتهم وحبهم لأرضهم ووطنهم، لحمل السلاح والوقوف بوجه الطغاة الطامعين. رغم أنني لست معارضاً لفكرة تأسيس قوات حماية من أبناء شعبنا يكون همهما الأول والأخير حماية شعبنا وأرضه، لكني ضد كل محاولة هدفها تسييس وتقزيم وشخصنة المشاريع القومية، التي هي أنبل وأكثر سمو من الأنانية الشخصية والحزبية التي كانت ولاتزال تنخر بجسد شعبنا. هذه الأنانية التي كانت ولازالت حجر عثرة في سبيل لم شمل أحزابنا والإتفاق على تشكيل قوة موحدة، تشرف عليها قيادة قومية خالصة، هدفها الأول والأخير ضمان مشاركة شعبنا في الحفاظ على وجوده وإعادة حقوقه المسلوبة. لا أن نرى ونسمع يومياً مهاترات إعلامية من هذا الحزب وذاك حول تشكيل قوة عسكرية تحمل أسامي وبيارق وهويات فئوية متباينة،
وهذا التنافس جعل مسألة تشكيل فوج خاص بأبناء شعبنا حلم لم ولن يرى النور، وفي ذات الوقت ستبقى كل القوات التي ستشكلها أحزابنا بهذه الطريقة، خارج دائرة التسليح والدعم اللوجستي الذي تقدمه الولايات المتحدة وحلفائها لهكذا قوات، كما إن هذه القوات ولتبعيتها الحزبية، لن ولم تكون موضع ترحيب وإسناد أبناء شعبنا. كما أريد هنا التنويه إلى نقطة في غاية الأهمية، ألا وهي، إن معظم أحزاب ومؤسسات شعبنا السياسية، قبل سقوط نينوى كانت لها قوات عسكرية نظامية، تابعة للزيرفاني في الإقليم والحكومة المركزية في بغداد، كما تم إحالة المئات من أعضاء تلك الأحزاب إلى التقاعد وبرتب عسكرية مختلفة، وهذا يعني بأننا لو قمنا بجمع هذه القوات سيكون لشعبنا أكثر من فوجين عسكريين. والسؤال المطروح هنا هو: أين هذه القوات، وما هو دورها ولماذا تم تشكيلها، وأين أصبحت الأن؟!. فالجميع يعلم أن جل الأحزاب السياسية لشعبنا كانت تتاجر برواتب مقاتليها، حيث يتم تسجيل إسم المقاتل دون أن يؤدي أية خدمة تذكر، وكل ماعليه أن يستلم الراتب المخصص له نهاية الشهر ويأخذ الحصة المخصصة له والمتفق عليها مع المسؤول ويرجع القسم الثاني إلى الحزب. كما إن عملية التقاعد التي قامت بها الأحزاب هي الأخرى كانت قائمة على أساس المحسوبية والمنسوبية، أي أن الأحزاب لم تفكر يوماً في بناء قوة دفاعية صغيرة لتكون نواة قوة قومية في المستقبل، ولهذا فنحن اليوم نتوسل ونتسول الحماية ومد يد العون والمساعدة. وإن كان البعض يقول بأن هذه الحرب ليست بمستوى قدراتنا ولسنا مهيئين لها، فلهؤلاء أقول كذلك كنا خلال الحربين العالميتين، إلا أن روحنا القومية، وإيماننا يقيادتنا، كانتا أقوى من اليوم، فبقينا صامدين محافظين على وجودنا. لكن اليوم القيادات السياسية وعائلاتها تقبع في قصورها العاجية، وتطالب أبناء هذا الشعب لحمل السلاح والدفاع عن أرضه وعرضه. فالقيادي يجب أن يكتسب ثقة وإحترام من يقوده في سوح النضال والكفاح، وأن يكون على الأقل مستعداً للتضحية في سبيل مايريد أن يوهم الأخرين بأنه يستحق التضحية من أجله، لا أن يكون حاضراً في السراء وساعة اليسر وتوزيع الغنائم، ويختفي لحظة الضراء ووقت الصمود والشدة.
أتمنى من قياديي أحزابنا أن يعيدوا النظر هذه المرة بحساباتهم السياسية المغلوطة، ويضعوا مشاكلهم ومصالحهم الشخصية على الأقل في هذه المحنة جانباً، وأن يبحثوا بجهد وجدية عن حلول لأفواج المشاكل التي خلفوها لشعبهم، كي لايجدوا نفسهم وفي المستقبل القريب يقودون نفسهم بعدما فرغ الوطن من شعبهم.

69
وحيدة ياقو وأودير ماربين وقناة رووداو الكوردية

تعتبر قناة رووداو الكوردية من القنوات الإعلامية المرئية المعروفة على صعيد الشارع الكوردي داخل وخارج العراق. وذلك بحكم الإمكانيات التقنية العالية التي تستخدمها والسياسة التي تنتهجها، والإمكانات المادية العالية المسخرة لها. وتقدم القناة باقة من البرامج الهادفة وبتقنيات حديثة لجذب المتابع لشاشتها، ويعتبر برنامج" رووداي ئةمرِوَ" أي " حدث اليوم" أحد أهم وأشهر برامج القناة وبرامج القنوات الإعلامية الكوردية، كونه يناقش مع ضيوف بارزين ومختصين أهم قضايا وأحداث اليوم على صعيد العراق والإقليم، ويقدم البرنامج بشكل مباشر في تمام الساعة العاشرة ليلاً بتوقيت الإقليم. البرنامج وكما هي سياسة القناة يؤكد أكثر على القضية الكوردية والمسائل المتعلقة بها، ولهذا السبب كنت قد إتصلت بمعد البرنامج الذي هو أحد زملائي الإعلاميين وأبديت إمتعاضي عن سياستهم في تهميش قضايا شعبنا التي بالأساس هي جزء من مشاكل شعب كوردستان وحكومة الإقليم مسؤولة عنها ويجب أن تبلغها بشتى الطرق، بالإضافة إلى إستضافتهم  لشخصيات ذات خلفيات سياسية وثقافية محددة من أبناء شعبنا. هدفي من هذه المقدمة كان إعطاء نظرة تصورية للقاريء الكريم حول البرنامج والقناة المذكورة قبل الولوج بالموضوع الذي أنا بصدده. فمساء يوم الخميس الماضي 31/07 خصص الجزء الثاني من البرنامج المذكور لمناقشة مسألة إستفساء أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري على مستقبلهم في مناطق سهل نينوى من الإنضمام إلى إقليم كوردستان العراق أو البقاء ضمن سلطة حكومة بغداد. وضيفا البرنامج كانا كل من الأنسة (وحيدة ياقو) عضوة برلمان إقليم كوردستان عن قائمة المجلس الشعبي، والسيد (أودير مربين) القيادي في الحركة الديمقراطية الآشورية. وبدى على كلا الضيفين التشنج منذ بداية الحلقة، إلى أن إستفحل الأمر بينهم وخرجوا عن هدف وإطار البرنامج حول رؤية كلاهم والجهات التي ينتمون إليها فيما يخص مصير وقضية شعبنا المغلوب على أمره، فبدأ الطرفان ومع الأسف بالتطاول على بعضهم البعض وتوزيع الإتهامات السياسية وحشر نفسهم في مواضيع لاتشبع ولاتسمن شعبنا بتاتاً، وأعادونا بنقاشاتهم البيزنطية إلى سنوات مريرة عشناها، أيديولوجيات ومواقف كنا متوهمين يوم إعتقدنا إن ساستنا قد تناسوها أو سمو فوقها بعد ما حل بنا وبشعبنا من مأسي. وفي نهاية الحوار وبعد أن نشر كل واحد منهم غسيل الأخر على الملأ، إنتهى البرنامج ولم يقدما كلاهما أية خدمة لشعبنا عبر هذه النافذة الإعلامية المهمة التي كان بالإمكان إستغلالها بطريقة مثلى لإيصال صوتنا ومعاناتنا وكلمة وحدتنا القومية على الأقل إلى الشارع الكوردي، والساسة الأكراد. كان بإمكان كلا الضيفين تفادي المشاحنات السياسية وتقديم صورة أفضل للمشاهد، صورة أكثر جمالاً وتحضراً من الصورة السوداء القاتمة التي ظهروا بها حين حاول كل واحد منهم إبراز عضلاته وتسطير الأعمال التي قدموها والجهة التي ينتمون إليها لشعبهم، وكأنهم يقدمون خدماتهم دون مقابل وبمنة إلى شعوب أفريقيا. أقولها لكم بصراحة بأنكم خالفتم سياسة حزبكما المعلنة على الأقل، وظلمتم شعبكم، نعم لم تكونوا بالمستوى المطلوب لاقومياً ولاسياسياً ولا دبلوماسياً ولاحتى لغوياً وثقافياً، وكان ظهوركم على هذه القناة سلبياً لشعبنا أكثر منه إيجابياً، وأثبتتم بأننا شعب منقسم على نفسه وأحزابنا السياسية لم ولن تتفق على أي شيء، وإننا لم نتعظ من كل ماجرى ويجري لشعبنا من تشتيت وتهجير وتشريد وقتل وإغتصاب وأخيراً أسلمته عنواً. أتمنى من سياسيينا ومثقفينا أن يدركوا الموقع الذي يتحدثون منه وعبره، والشخص الذي يتحاورون معه، ويحددوا النقاط التي عليهم طرحها ومناقشتها والأخرى التي يجب أن يتم رفعها إلى الإجتماعات الأخوية والحزبية داخل البيت القومي. فمهما حاولنا إبراز عيوب وسلبيات الأخر من أبناء شعبنا، فإننا بذلك نساهم بحيث لاندري في إضعاف ثقة وإيمان الشعب بنا، ومن جهة ثانية نساعد الأخر على الإستقواء علينا، ليفرض نفسه ويتولى هو دفة قيادة شعبنا، بينما نحن نبقى عالقين في الدوامة التي أوجدناها بنفسنا لنفسنا كما كنا ولازلنا وسنبقى كذلك في ظل هكذا تنافرات إلى مستقبل بعيد.

70
شكرا على مداخلات الجميع ..
الأخ أنطوان الصنا، شكراً على المعلومات التي أوردتها حول أحزاب شعبنا. وقد سبقني في الإجابة الأخ تيري بأنني أتحدث عن أحزاب شعبنا في العراق حصراً.

71
الأخ الأستاذ تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
شكراً على مداخلتك ومعلوماتك. ولقد سمعنا الكثير حول حزب خيط خيط ألب، الذي وبحسب ماقيل إنه كان نشطاً ومعروفاً في الوسط القومي والسياسي الآشوري. لكن مع الأسف لحد الأن لم ينشر أي شيء أو وثيقة رسمية حوله، وحزب النسر الآثوري الأسود إرتأيت أن أتحدث عنه كنموذج وذلك لعدم وجود معلومات ومتوافرة عن أي حزب أو حركة سياسية أخرى أو على الأقل لم يتطرق إليها كتاب شعبنا ولاأدري ماهو السبب، هل يعود لضعفها أم لأجندتها التي ذكرت بعضاً منها. وأتمنى من أمثالك ومن عاصروا حركات سياسية قومية ولهم معلومات موثوقة عنها طرحها بين الفينة والأخرى على شكل مواضيع ليتسنى لنا الجيل الجديد على الأقل معرفة سبب خلو ساحتنا القومية من الأحزاب السياسية المنظمة، وإن توفرت الفرصة الملائمة التعمق في هكذا دراسات وتوثيقها بشكل أكاديمي أو كتاب على الاقل.. تحياتي .

72
الأخ العزيز نيسان المحترم 
تحية طيبة
شكراً على ملاحظاتك التي لي تعقيب على أغلبها.
1- في البداية أنا لم أتحدث عن مسألة وموضوع سقوط نينوى والجهات المسؤولة عنها، فموضوعي كان عن واقع أحزابنا السياسية والدور الحقيقي المنتظر منها الأن ومستقبلاً.
2- فيما يخص مسألة فتح مقر مشترك، فأنا شخصياً ناشدت قيادات الاحزاب والحزب الذي كنت أنتمي إليه بضرورة فتح مقر خاص بالتجمع السياسي لأحزاب شعبنا في جل المدن التي يتواجد فيها شعبنا، لكن كلامي ودعواتي ذهبت أدراج الرياح، وفي أحدى الإجتماعات التي حضرتها عاتبت على كافة الأحزاب لانها ولحد تلك اللحظة ولربما لحد اليوم لم تكن تملك ختماً وورقاً رسمياً خاصاً بالتجمع؟؟؟ أما بخصوص عدم فتح مقر مشترك من قبل أحزابنا السياسية فانا أشاطرك الرأي وهذا تقصير مرفوض مهما كانت المعوقات، لكني لاأعرف مالسببب حقيقية كوني قد قدمت إستقالتتي من قيادة الحزب منذ عشرين يوماً.
3- أما مسألة الإعتراف بالخطأ، أعتقد أن المقال يوضح أن الجميع وبقدر حجمه ومسؤوليته وأمكانياته مقصر مع شعبنا وليس فقط في سهل نينوى، وكنت في التوضيح الذي أرسلته لموقع عنكاوة حول صحة إستقالتي من عدمها، طلبت من أبناء شعبي الإعتذار إن كنت قد أخفقت ولم اكن بمستوى المسؤولية الوطنية والقومية والإنسانية طيلة خدمتي في صفوف حزب بيت نهرين الديمقراطي. 

73
أحزاب شعبنا السياسية ومسيرة الإخفاقات المتواصلة
                                                                                   
ايفان جاني
هناك تصانيف وتعاريف عديدة ومختلفة للأحزاب السياسية، تتباين بتباين الأسسس الفكرية والأيديولوجية التي تقوم عليها. إلا أن مايهمنا هنا هو الأحزاب القومية، التي ستكون محور حديثنا. وهذه الأحزاب عادة ما يلاحظ وجودها في الدول النامية ذي التنوع القومي والديني وتبرز فيها المشاكل القومية والعرقية والدينية الطائفية، وذلك نتيجة وجود تركة كبيرة من ميراث إنتهاك حقوق الإنسان على مختلف الأصعدة.
وهذا السبب كان وراء إخفاق الأحزاب الوطنية العريقة في العراق، وصعود الأحزاب ذي النزعة القومية والطائفية إلى سدة الحكم.
يعود تأريخ تأسيس الأحزاب والمؤسسات السياسية الآشورية (*) في العراق إلى نهاية الستينيات من القرن المنصرم. وبحسب الوثائق العراقية، فإن حزب (النسر الآثوري الأسود) يعتبر أحد أهم تلك الأحزاب في الساحة السياسية من حيث التنظيم والنشاطات.
ومن إستقراء الوثائق العراقية يبدو أن الحزب تشكل خارج العراق إما في الولايات المتحدة الأمريكية أو إيران، والمرجعية الدينية الآشورية كانت الجهة المؤسسة والقائدة للحزب، الذي كان عضواً في جبهة الإنقاذ الآثورية، وكانت للحزب فروع نشطة في سوريا ولبنان وتركيا وإيران. فوفق الكتاب المرقم 1س/خاصة/1458 والصادر بتأريخ 16/أيلول/1967، والموجه إلى مديرية الإستخبارات العسكرية العراقية، تم تنسيب رئاسة الحزب المذكور إلى " المدعو مار شمعون والذي يسكن الولايات المتحدة الأمريكية حالياً". أما" المسؤول عن التنظيم في العراق والشرق الأوسط المطران يوسف خنانيشو والساكن حالياً في بغداد كرادة مريم وهو خال رئيس الحزب المذكور أعلاه يعاونه في عمله هذا بعض رجال الدين للطائفة مستغلين الكنيسة والمؤسسات الإجتماعية المربوطة بها". ولخصت الوثيقة أهداف الحزب بما يأتي: إحياء وتجديد مطاليب القومية الآثورية وتأسيس وطن لهم في شمال العراق، وتوحيد جميع الآثوريين بالرغم من إختلاف مذاهبهم تحت لواء القومية الآثورية.
ويرجع الأستاذ عبدالفتاح علي بوتاني، ناشر الوثيقة أسباب تشكيل الأحزاب الآشورية إلى " غمط حقوق الآثوريين والمذبحة التي نظمتها لهم حكومة رشيد عالي الكيلاني (20أذار1933-9أيلول1933" في قرية سميل". (1)
لم تتوقف الحركة السياسية الآشورية عند نقطة نهاية مسيرة حزب النسر الآثوري الأسود، بل يمكن إعتبار الحزب المذكور الشرارة الأولى التي إنطلقت لتوقد الشعلة الكبيرة، ومنها أصبحت تولد الأحزب الآشورية تباعاً. المتابع لسياسة وأهداف الأحزاب الآشورية سيلاحظ أن جميعها وليدة رحم واحد، ولها رسالة وأهداف واحدة مشتركة. فجميعها تنادي بعراق ديمقراطي، يضمن حقوق كافة المواطنين دون تمييز، وطن  تصان وتحترم فيه حقوق القوميات الأصلية لاسيما شعبنا المغبون.
لم يرتقي مستوى الأحزاب الآشورية إلى مستوى الطموح إلى يومنا هذا، رغم الظروف المؤاتية لبعضها والدعم الكبير الذي كانت تتلقاه من داخل وخارج الوطن. فمعظم هذه الأحزاب كانت تحصل على ميزانيات شهرية جيدة من حكومة إقليم كوردستان العراق، ناهيك عن المساعدات التي كان يرسلها أبناء شعبنا من خارج الوطن لأشقائهم، والتي لم يكن يصرف منها إلا شيء نزر على المشاريع التي كانت تجبى بواسطتها هذه الأموال والبقية كانت تذهب إلى جيوب بعض المسؤولين. التغيير الذي طرأ على سياسة أحزابنا القومية، وتحولها من أحزاب ديمقراطية قومية ذي أيديولوجية خاصة، إلى أحزاب هجينة من الأحزاب البرجماتية والشخصية، أفقدها جزءاً كبيراً من شرعيتها، ووصلت بعضها لحد الإفلاس الجماهيري والسياسي. والدليل على كلامنا نسبة مشاركة أبناء شعبنا في العمليات الإنتخابية الأخيرة، وعدم دعوة أي فصيل سياسي سواء كان كلداني أو سرياني أو أشوري لحضور إجتماعات رئيس الإقليم، وصمتها صمت القبور على ذلك. وإن كان البعض يفسرها على أنها تهميش بحق شعبنا، فأنا أعتبرها تحصيل حاصل تهميش قادتنا لشعبهم وإرتمائهم في حضن الأخر وإستصغار شعبهم لغايات في نفوسهم.
لقد سنحت العديد من الفرص لأحزاب شعبنا لتحسين صورتها وأداءها في نظر وفكر الشارع القومي، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في ذلك، ولم تكن بمستوى الطموح، وذلك لكونها كما أسلفنا تحولت إلى أحزاب شخصية براجماتية هدفها الإنتفاع الذاتي لا أكثر.
واليوم وبعد أن مر أكثر من إسبوع على سيطرة الجماعات المسلحة المتطرفة على مدينة الموصل، ونزوح مئات العوائل منها نحو أربيل ودهوك، وما أفرزته تلك الظروف من عبيء على قرى وبلدات ومدن سهل نينوى من إنقطاع للتيار الكهربائي وشحة مياه الشرب الصالحة وأزمة الوقود، وإرتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من المقومات الأساسية في الحياة، وأخر المستجدات كان الهجوم الذي شنه المسلحين مساء أمس على قوات البيشمةركة الكوردستانية وقصف مدينة بغديدا بقذائف الهاون، ونزوح مئات العوائل منها خوفاً من إقتراب شبح الحرب منها. فرغم تسارع الأحداث وتشابكها لم نشهد تحركاً يذكر لقوى وأحزاب شعبنا السياسية، وإن كانت هناك تحركات لعدد من القادة فهي تحركات فردية لاترتقي لمستوى الأزمة التي أصبحت تعصف بشعبنا. فالتجمع السياسي لقوى وأحزاب شعبنا الذي ولد كسيحاً، أخفق هذا المرة وكالمعتاد في أن يلتئم إعلامياً لمرة واحدة ويصدر بياناً تضامنياً على الأقل. والأحزاب السياسية التي لها ثقل في المنطقة لم تتحرك بشكل جدي وعملي للتقليل من هول معاناة هذه العوائل النازحة ولو معنوياً. كما لم نشاهد أي زعيم من زعماء أحزابنا القومية ممن يجيدون ويتفننون في توزيع الكلام المعسول إبان الحملات الإنتخابية، يتفقد قرى أبناء شعبنا ويهدئهم ويبث فيهم روح الطمأنينة، لابل لم يفكروا أو يبالوا حتى في الدعوة لإقامة إعتصام لا مظاهرة أمام مداخل بيوتهم وفي المدن التي يقبعون فيها وأصبحوا من سماسرتها المعروفين.
مع هذا فإنهم سيعاتبون هذا الشعب المغلوب على أمره، والذي مل من ألاعيبهم إذا لم يخرج ليمنحهم الثقة بعد أربعة سنوات أخرى ليشرعوا من جديد بتعبئة جيوبهم النتنة، ويعمروا بألام ودماء الأبرياء قصوراً فخمة لهم ولذويهم وحاشيتهم وأبواقهم.
 وفي النهاية، أنا على يقين بأن التأريخ لن يرحم أي متخاذل غير مبالٍ بمصير ووجود شعب برمته، شعب فرقه ساسته المنتفعين من فرقته، فأمسى شعباً لايفكر كل فرد فيه إلا في نفسه وحاشيته، مغلباً مصالحه الشخصية على القومية، غير مكترث لمصير أشقائه. ليستحيل في النهاية إلى شعب هزيل مسحوق مصهور مذبوح، روح الأمل فيه معدومة، يجول ويدور طارقاً الأبواب شاحذاً الرحمة والعطف من هذا وذاك.
(1)    للمزيد راجع: د. عبدالفتاح البوتاني، حزب النسر الآسود الآثوري، مجلة كولان العربي، العدد55، 2000، أربيل، ص40-47.
(*) إستخدم الكاتب التسمية الآشورية، كون جل الفصائل والأحزاب التي تأسست في تلك الفترات حملت التسمية القومية الآشورية.
•   كتب المقال قبل أحداث مدينة بغديدا يوم أمس 25/6/2014، لهذا لم يتعمق الكاتب في تفاصل الحادثة.


74
داعش اليوم وكنيسة الأمس.. وتأريخ يعيد نفسه
                                                                                             
ايفان جاني
مريرة كالعلقم هذه الأيام التي نعيشها، وكأننا نعيش في كابوس مزعج، ولحد الأن هناك من لايريد أن يصدق أن العراق قد وصل إلى مرحلة لايمكن لأي كان تخمين أو تصور عقباها. لقد أعادت بعض القوى المتطرفة التي تتخذ من الديانة الإسلامية غطاءاً لها، العراق قروناً إلى الوراء. فبعد أن سيطرت بعض المجاميع المسلحة التي تدعي إسلاميتها وعلى رأسها الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة بـ(داعش)، على مدن كبيرة وإستراتيجية في العراق مثل نينوي وصلاح الدين وأجزاء من كركوك وديالى، شرعت بنفث سمومها في المجتمع العراقي، عندما بدأت بإصدار فتاويها ونشر تصريحاتها من مأذن الجوامع وعبر المكبرات الصوتية بضرورة تفجير وهدم وإحراق الكنائس بيوت الكفرة. وبحسب بعض الوكالات الإعلامية فإنه تم تفجير وإحراق معظمها بعد أن سلبت محتوياتها. يتصرف أتباع هذه الجماعات المتطرفة وكأنهم أربابنا ويحاسبوننا على أفعالنا، مسبقاً. في الوقت الذي نجهل الشريعة التي يعتمدونها، والنص الديني الذي يبرر أفعالهم، والآية القرأنية التي تجيز جرائمهم. هل يبررون أفعالهم بالآية التي تقول :" أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" يونس 109، أو الآية التي تقول:" فمن إهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ظل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل" يونس 108، أو الآية التي تقول:" إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل" هود12، أو الآية التالية:" وما جعلناك عليه حفيظا وما أنت عليهم بوكيل" الأنعام 107. وغيرها من الآيات القرأنية التي تدحض هكذا أفعال إستهتارية تعيث بالأرض خراباً وتهين كرامة الإنسان وتدوس على مبدأ المواطنة والتسامح الديني. فمسيحيوا العراق وفي يوم من الأيام لم يساهموا في أي مخطط أو عملية هدفها النيل من سيادة وكرامة وقدسية هذه البلاد، بل بالعكس كانوا السباقين في بسط يد العطاء والبناء والتضحية له وفي مجمل المجالات. اليوم كنائس نينوي تدمر، بعدما دمرت بالأمس القريب كنائس تكريت والنجف وأورهاي ودياربكر وحمص وحلب ووو.. فعلى من سيقع الدور غداً، ومصير من سيكون الهلاك؟!.
شاءت الصدفة أن أطالع هذه الأيام كتاب الباحث والكاتب العراقي الكبير (رشيد الخيون) الذي يحمل عنوان (المجتمع العراقي تراث التسامح والتكاره). ووجدت بين أسطره وفي الصفحة رقم 35، هذا الحوار أنقله لكم، ونحن نبكي وننوح على شعبنا المسيحي الذي سحق في الموصل وكنائسنا التي أمست حطام. يقول الأب سهيل قاشا في مقابلته مع جريدة الشرق الأوسط في 3 إكتوبر من عام 2007، :"بحسب ماوثقته كنائس الموصل من أحداث:" أن الإنكليز عندما دخلوا الموصل (1918) أرسل القائد في طلب البطريرك (مطران الطائفة الكلدانية)، يوسف توما الثاني (ت 1947)، وأخبره بنية الإنكليز في قيام دولة مسيحية بشمال العراق، ولما سمع البطريرك هذا الرأي قام منتفضاً، ورد عليه بالقول: هل إستشرت أخوتي الآخرين؟ قال: من هم؟ قال له: المسلمون وغيرهم". ها نحن اليوم كشعب ندفع جزية كل ذلك، فأين إخوتنا الذين ربطنا مصيرنا وقدرنا بهم!!.
التأريخ يعيد نفسه. نعم، فبالأمس وبلغة التأريخ وتحديداً العام 1933، هب العراق بشيعته وسنته وجزء من العشائر الكردية متناسين خلافاتهم العميقة، يداً بيد وبمباركة بريطانيا التي كانت كافرة وأمست بين ليلة وضحاها مخلصهم المنتظر، هبوا لقتل وسلب الآشوريين المسيحيين "الكفرة" في سميل وما حاطها، لأنهم طالبوا بأن يعيشوا بسلام في أرض يحكمونها، وأن تزود قراهم ومناطق سكناهم بمستوصفات ومدارس لاأكثر. فتحمس الجميع حماساً شديداً بعد أن تدخلت بعض المرجعيات الدينية، وأشعلت فتيل الفتنة الحكومة العراقية وصحافتها اللاوطنية. فوحدت الجماهير المستغفلة كلمتها، وتجاوزت خلافاتها الطائفية والعشائرية التي كانت نارها مستعرة يومها، وبدأت بشحذ سيوفها وجز أكبر قدر من الرقاب، وسبي أعلى رقم من النساء والأطفال، لتثبت عراقيتها!!؟. ( للمزيد راجع: جرجيس فتح الله، نظرات في الحركات القومية العربية مداً وجزراً حتى العام 1970، المأساة الأشورية، الجزء الرابع، مطبعة أراس، أربيل، ص1804). وها إن التأريخ يعيد اليوم نفسه، والضحية واحدة وهو العراقي الأصيل.


75
كتاب موسوعة الصحافة السريانية في العراق أراء وملاحظات
                                                                                                         
ايفان جاني
صدر مؤخراً للباحث والصحفي العراقي الدكتور (فائق بطي) كتاباً قيماً حمل عنوان ( موسوعة الصحافة السريانية في العراق ـ تأريخ وشخصيات ـ). الجهة الناشرة للكتاب هي المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وبدعم من الأستاذ (كريستوف يلدا) كما جاء في الصفحة الأخيرة للكتاب. يبدو أن الكتاب جاء ليكون أخر عملٍ يضاف إلى سلسلة أعمال الراحل الدكتور (سعدي المالح)، المدير العام لمديرية الثقافة والفنون السريانية، وبرحيله نكون قد فقدنا مبدعاً أخراً في مجال الكتابة، داعين الرب أن يسكنه فسيح جنانه.
مشكوراً وفي اللقاء الذي جمعني مع  الوزير السابق الأستاذ (جورج منصور)، أهداني نسخة من الكتاب موقعة بإسمي من قبل الباحث. وخلال متابعتي لنشاطات هذا الباحث، وجميعنا يعلم أنه وثق الصحافة العراقية والكوردية، كنت أنتقده لعدم إيلائه الإهتمام بموضوع توثيق صحافتنا القومية، التي هي أقدم من الثانيتين، ولها دور كبير في تأسيس الصحافة العراقية. واليوم أثني على عمل هذا الرجل الذي سد به فراغاً في مكتبتنا لاسيما في مجال الصحافة والإعلام، الذي نعاني من شحة مصادره كثيراً.
إبان تصفحي لفحوى الكتاب، وقعت عيني على بعض الأخطاء والهفوات، التي غالباً ماتتواجد في معظم الدراسات والبحوث الأكاديمية وغيرها، وهذه هي طبيعة البحث، لأنه في حال كانت الأعمال التي نقوم بها كاملة لما إستمرت عملية البحث والتطوير.
وهنا أضع بين أيدي القراء والأستاذ الفاضل الدكتور بطي ملاحظاتي، لعل وعسى يؤخذ بها في الطبعة الثانية، كي لا يقع القاريء الكريم الذي يتخذ من هذا المطبوع مصدراً في مطالعته الثقافية ودراساته في نفس الأخطاء وبالتالي تصبح جزءاً من تأريخنا وثقافتنا.

في غمار حديثه عن التجربة السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الأشوري يقول الباحث :" لم يبادر المكون السرياني بكل طوائفه إلى تشكيل أي حزب أو تنظيم سياسي إلا في وقت متأخر منذ منتصف عام 1976". ص219.
وهنا لاأدري من أين وكيف إستنبط الباحث هذا الإسم الهجين الجديد، وماذا يعني بالضبط بكلمة "طوائفه"!!؟ هل الأسماء القومية التي نعتز بها، والشعوب التي أرست لحضارة وثقافة هذا الوطن وصانت حدوده وأرضه أصبحت مجرد طوائف!! فالإسم ـ السرياني ـ يتفق الجميع على أنه إسم ثقافي لاأكثر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فالجميع يعرف ويقر بأنه حتى العام 2003، لم تبرز أية حركة أو تنظيم سياسي إلا وحمل التسمية الآشورية، التي كانت حينها الوحيدة المعروفة والمتعامل بها من قبل السياسيين سواء كانوا من أبناء شعبنا أو غيرهم. ناهيك عن هذا، يبدو أن الباحث لم يكن دقيقاً حين أعاد تأسيس أحزاب أو تنظيمات شعبنا إلى العام 1976، متجاهلاً أو غافلاً وجود العديد من التنظيمات والأحزاب والمنظمات الآشورية الناشطة في العراق قبل هذا التأريخ بعقود، وهذا الكلام أثبتته الوثائق الحكومية العراقية. وهنا أورد مثالاً على ذلك. كتب الدكتور عبدالفتاح علي بوتاني من كلية الآداب جامعة دهوك، في مجلة كولان العربي، العدد 55 عام 2000، مقالاً تحت عنوان " حزب النسر الأسود الآثوري في عدد من الوثائق الحكومية العراقية". وهنا أقتبس جزءاً من كلامه حيث كتب :" تشكلت في أعقاب غمط حقوق الآثوريين والمذبحة التي نظمتها حكومة رشيد عالي الكيلاني (20أذار1933 ـ 9أيلول1933)، في قرية سميل، العديد من الجمعيات والأحزاب السياسية الآثورية، لاسيما في العقود الثلاثة الأخيرة، وأولت تلك الأحزاب أهمية للتاريخ السياسي الآثوري من أجل تحقيق الأهداف المشروعة للآثوريين ومن تلك الأحزاب التي نشطت في الستينات كان حزب النسر الأسود الأثوري". ويسترسل الكاتب قائلاً:" كان لحزب النسر الآثوري، العديد من الفروع في سوريا ولبنان وتركيا". ويضيف:" تشير الوثائق الحكومية إلى أن هذا الحزب لم يكن إلا أحد فروع جمعية (إنقاذ الشعب الآثوري)". أنظر الصفحة رقم 42. وأعتقد أن هذا الدليل الدامغ لايقبل التأويل والتشكيك بمصداقيته، لاسيما أن الأستاذ بوتاني قد عزز دراسته بوثائق حكومية رسمية ألحقها ببحثه.
وفي سياق حديثه عن ظروف وتأريخ تأسيس (حزب بيت نهرين الديمقراطي) يكتب الباحث في الصفحة 239 مانصه:" حتى تسنى له ـ أي للحزب المذكور ـ الإعلان رسمياً كحزب سياسي بعد إنتفاضة أذار 1991". وهنا أصحح هذه المعلومة التأريخية السياسية للباحث، فالحزب وحسب ماورد في أدبياته ونظامه الداخلي والبيان التأسيسي له 1976، تأسس وأعلن عنه رسمياً عام 1976. كما كانت للحزب نشاطات سياسية في بدايات ثمانينيات القرن الماضي، حيث أصبح عضواً فعالاً في الجبهة الديمقراطية الكوردستانية (جود) عام 1982، وفتح مقراً له في مدينة (زيوه) الإيرانية وشكل حينها أول مفرزة عسكرية، وهو بالتالي ثاني فصيل سياسي أشوري يخوض غمار الكفاح المسلح بعد (حزب أتور الديمقراطي)، الذي وبحسب قرار مكتبه السياسي حل نفسه ودخلت تنظيماته في صفوف بيت نهرين الديمقراطي مكملة مسيرتها القومية. وخلال سياق حديثه عن مطبوعات الحزب، رغم أن الباحث يؤكد بأنه كان للحزب العديد من المطبوعات لاسيما خارج الوطن، إلا أنه لم يشير حتى إلى أسمائها، كما أهمل عدداً من المطبوعات التي أصدرها الحزب داخل الوطن أيضاً ومنها جريدة ( إيتوتا ـ الوجود)، الجريدة الرسمية لإتحاد طلبة وشبيبة بيت نهرين، والتي كانت تصدر في التسعينيات، ناهيك عن جريدة (زقورا) التي تعتبر واحدة من باكورة المطبوعات القومية التي أصدرت في العاصمة بغداد بعد سقوط النظام عام 2003 وكانت ناطقة بإسم فرع بغداد للحزب.
أما فيما يخص الفصل الثامن للكتاب والذي خصصه الباحث للصحافة السريانية في المنافي والمهجر. مع الأسف نجد الباحث يناقض نفسه وكتابته في المقدمة التي خطها لهذا الفصل حيث يقول:" الذي يهمنا اليوم عند البحث عن تأريخ صحافة السريان ودور السريان في مسيرة الثقافة والصحافة العراقية، أن ندون كل مايتعلق بالصحافة السريانية العراقية فقط، كما جاءت موثقة في عدد قليل جداً من المصادر، وليس عن الصحافة السريانية، خصوصاً في تركيا وإيران وبلاد المهجر الأمريكي والأسترالي". ص413.
فالباحث رغم مقدمته المذكورة هذه، إلا أنه خصص 45 صفحة لصحافة المهجر، كما إنه لم يكن موفقاً توثيقه وعرضه لصحافة المهجر أيضاً، حيث تناسى أو أهمل العشرات من الصحف المهمة التي صدرت في بلدان الإغتراب والتي كان لها دوراً محورياً في دعم قضية شعبنا القومية وإيصال همومه ومأسيه إلى الرأي العالمي. فيتضح للقاريء الكريم عدم إنصاف الباحث في توزيع المساحة المخصصة لهذه الصحافة على صحافتنا القومية، حيث خصص أكثر من نصف تلك المساحة لصحف صدرت في دولة واحد فقط لابل في ولايتين فقط وهما ديترويت وكاليفورنيا، في الوقت الذي أكد فيه الباحث أن عدداً من هذه الصحف كانت موالية لنظام صدام حسين، والبعض الأخر كان إمتداداً لإعلام البعث، ومنها التي لم ترتقي لمستوى الصحافة لبساطة وضعف محتوياتها.
وهنا أقول كان بالأحرى أن يجد الباحث في كتابه هذا فسحة لصحف حقيقية قومية ووطنية حملت هموم المواطن الكلداني السرياني الآشوري، صحف أصدرها نخبة من قادة ومثقفي وإعلاميي أبناء شعبنا، مثل بيت نهرين الجديدة، إيزكدا، أترا، لشانا دأومتا، بابل، أتورايا كلدايا، كلكامش، كتاوونا، بنقيتا، مدنخا، أورمي أرثذوكسيتا، ملتا، نينوي، خيروتا، خويادا، خخمتا، مشخدانا أتورايا، نوهرا من مدنخا، أسيريان كارديان، أتور، كويست، ذي نيو أسيريا، دعتيد بهرانا، قالا دشرارا، نوهرا من مدنخا، خويادا أومتنايا، بيت نهرين، أشور... وغيرها العشرات من الصحف الموثقة في المطبوعات القومية والوطنية والمتاحة أيضاً على المواقع الألكترونية.
في النهاية أرجوا من كافة المعنيين قراءة الكتاب وإبداء ملاحظاتهم حوله للخروج في النهاية بموسوعة تكون بمستوى وثقل تأريخ صحافتنا ونضال صحفيينا الذين منهم من إعتلى أعواد المشانق في سبيل ديمومتها. وأتمنى للباحث كل الموفقية وأشد على يديه على الجهد الذي بذله والذي لايستهان به وهو في هذا العمر. لكني مع هذا أقول بأنه تسرع بعض الشيء، لأن المشروع كان يحتاج لوقت وجهد أكثر وبحث وتمحيص أدق في المصادر، ناهيك عن إستسقاء كل معلومة من منبعها أو مصدرها الأصلي والإشارة إلى ذلك.

76
ضحايا الأنفال من أبناء شعبنا، بين تهميش الإعلام الكوردي وعدم مبالاة مؤسساتنا القومية
                                                                                         
ايفان جاني

مرت علينا في هذه الأيام وتحديداً في 14-4-2014، ذكرى أليمة وثقيلة على قلوب جميع القوميات المتأخية في إقليم كوردستان. ذكرى فاجعة أدمت القلوب قبل العيون. ذكرى ستبقى حية في ضمائرنا كلما سمعنا أو شاهدنا شعب يضطهد في سبيل حريته وهويته القومية والثقافية. هذه الذكرى كانت الذكرى السادسة والعشرين لبدء تنفيذ عمليات الأنفال سيئة الصيت*، التي قام بها النظام البعثي البائد ضد الشعب الكوردستاني المسالم، على سبعة مراحل وراح ضحيتها ألاف الأبرياء ودمرت خلالها مئات القرى والقصبات.
أقتبس هنا جملة من مقدمة كتاب " ضحايا عمليات الأنفال 1988 من المسيحيين والإيزديين" للمحامي الكوردي والعضو السابق في المجلس الوطني لكوردستان العراق طارق جامباز، حيث يقول:" الظاهر أن الدكتاتور – ويقصد صدام حسين- كان (يعز عليه) أن يفرق بين هذا وذاك في توزيع الموت، فدفنهم أحياء في قبور جماعية متشابهة متساوية لافرق في ذلك بين مسيحي وأيزيدي مسلم، فالمهم لديه هو أنهم يشكلون شعب كوردستان وكفى ".   
نعم وكما تقول المقولة العراقية الشهيرة: " أن النظام السابق كان عادلاً في نقطة واحدة، ألا وهي توزيع الألم والدمار على مختلف مكونات الشعب العراقي". واليوم ونحن نستذكر هذه الذكرى الأليمة، نشعر بأن جروحنا لم تندمل، والتي منها كان على شفير الإندمال، تمزق وأمسى ينزف بغزارة. ومصدر جرحنا الجديد، وغصة قلبنا هذه كان أشقاءنا وأبناء شعبنا. كالمعتاد وكما في المناسبات السابقة، فإن إستذكار المناسبات الوطنية في الإقليم، أصبح في الإعلام الكوردي محصوراً بجهة واحدة ومكون واحد من مكونات شعب كوردستان، ألا وهو الشعب الكوردي. بحيث يشعر المرء في بعض المرات بأن هناك إرادة وتخطيط مسبق لإكساء كل مناسبة وطنية ثوباً قومياً كوردياً، ومن يعمل على هكذا فلسفة وفكر أو يستند إلى هكذا تحليل في تفسير هكذا مناسبات، أظنه على خطأ، لأن الجميع يعرف حق المعرفة وفي مقدمتهم الإخوة الأكراد خصوصاً السياسيين والمثقفين منهم، بأن جل المصائب التي وقعت على الكورد ألقت بوزرها على عاتق القوميات الأخرى لاسيما شعبنا، وقد أخذ أو أعطى كل وحسب حجمه وظروفه تضحيات تستحق أن نتوقف عندها ونعطيها حقها وثقلها الحقيقي. فإعلام الأحزاب الكوردية كان طيلة فترة السبعينيات وإلى مابعد عام 2003، يتباهى بوجود الأحزاب الأشورية تناضل إلى جانبه وتشترك معه في الجبهة الكوردستانية، وجل إعلامه كان موجهاً لنقل حالة التعايش والتأخي السائدة بين أبناء الإقليم بمختلف مكوناتهم. حتى أن القيادة الكوردية كانت متيقنة وأشارت في أكثر من مناسبة وعلانية، بأن حقوق شعبنا مرتبطة ولايمكن فصلها عن حقوق وتطلعات الشعب الكوردي. والمذكرات التي رفعها المغفور له مصطفي البارزاني زعيم ومؤسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى الأمم المتحدة، بخصوص حالة الشعوب غير العربية التي تقطن الإقليم وماتلاقيه من قسوة وبطش الأنظمة السابقة دليل على كلامنا هذا.
إلا أنني أصبت هذه المرة أيضاً وكالمعتاد بخيبة أمل كبيرة، بمتابعتي لوسائل الإعلام الكوردية، التي برأيي الشخصي قللت من أهمية هذه المناسبة الوطنية ( اليوم الوطني للأنفال)، بحصرها في إطار قومي ضيق. وخيبة أملي كانت أكبر وأكبر حين لم أسمع من أية جهة قومية، سياسية كانت أو إعلامية أو منظمات المجتمع المدني، أي تصريح أو كلمة بهذا الخصوص، وكأننا لم نقدم في عمليات الأنفال أية ضحية. وهنا أريد أن أذكر الجميع، بأنه وبحسب الإحصائيات الرسمية المتوفرة، أن هذه العملية قد طالت أكثر من (20) قرية ومنطقة يقطنها أبناء شعبنا، وراح ضحيتها مايزيد عن (150) شخصاً بينهم أطفال رضع لم يتجاوز عمرهم الشهر الواحد، وشيوخ طاعنون في السن من مواليد(1912).   وإن كان البعض يحاول إعطاء المسألة بعداً حسابياً، والتقليل من حجم وهول الكارثة التي لحقت بنا كشعب بحجة تدني عدد الضحايا. فلهؤلاء أقول: بأن العدد المؤنفل يعتبر كبيراً قياساً بحجم شعب كشعبنا، وفي ذات الوقت فإن للإبادة الجماعية تعريف وقوانين خاصة، ومنها أن إرتكاب أي من الأعمال الأتية بنية الإبادة الكلية أو الجزئية، لجماعة ما على أساس القومية أو العرق أو الجنس أو الدين، مثل قتل أعضاء الجماعة، أو إلحاق الضرر الجسدي أو النفسي بهم، أو إلحاق أضرار بالأوضاع المعيشية لهم، وحتى منع المواليد داخل تلك الجماعة. وبدون أي شك، فإن معظم المعايير المذكورة أعلاه تنطبق على الضحايا من أبناء شعبنا، وليس للعدد المؤنفل أي دور وتأثير. وأضيف، بأنه لايمكن لا للإعلام ولا لمدوني التأريخ أن يتناسوا ويتجاهلوا ويحذفوا دور العوائل الآشورية التي فتحت بيوتها للعشرات من الشباب الأكراد لاسيما البارزانيين منهم الملاحقين من قبل أجهزة النظام البائد، وأنقذتهم من موت حتمي، معرضة بذلك حياتها وحياة أحبتها لخطر الهلاك.
وبعد كل أردفناه، ألا يستحق شعبنا أن تذكر له هذه التضحيات التأريخية الجسام في سبيل الحرية وحياة الرخاء والترف التي يعيشها الجميع اليوم؟ ألا يستحق هؤلاء الأبرار أن يفتخر بهم شعبنا كما يفتخر بشهداء سميل وصوريا وسيدة النجاة؟  أو، ألم يكونوا أصحاب قضية ليتم دفنهم أحياءاً في الصحاري العراقية الملتهبة؟ أم أنهم ليسوا من أبناء شعبنا؟ وإن لم يكونوا لا هذا ولا ذاك، أليسوا مواطنين ولهم علينا وعلى الحكومة والجهات المعنية حقوق، ومن أبسطها إحترام إنتمائهم القومي وهويتهم الثقافية والدينية؟
في النهاية أقول: بأن إستذكار هكذا مناسبات، هي فرصة لتوطيد علاقات التأخي والتعايش المشترك بين مختلف مكونات شعب كوردستان، وفي ذات الوقت غرس روح المحبة والإنتماء للوطن في نفوس الجميع لا العكس.
المجد والخلود لشهداء عمليات الأنفال.
تحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء شعبنا الأبرار وشهداء سبيل الحرية.
 

77
رسالة إلى ناخبنا القومي   
                                                                 
ايفان جاني
قد لا أكون بمستوى نضج وثقافة الكثير منكم يا أحبتي لأسمح لنفسي بأن أنصحكم أو أوجهكم. لكني هنا أبدي وجهة نظري الشخصية، ولكم كل الحق في تجاهلها أو العمل بها. خلال هذا الإسبوع إلتقيت بالعديد من أبناء شعبي داخل الوطن، وموضوع الحوار أو الساعة كان إنتخابات مجلس النواب العراقي المزمع إجرائها في 30 من نيسان الجاري. مع شديد الأسف توضح لي بأن الكثير منهم لايرغبون بالمشاركة في هذه العملية المهمة وممارسة حقهم الشرعي الذي يعتبر من أساسيات حقوق الإنسان، وفي ذات الوقت واجباً قومياً ووطنياً. وحجج عدم المشاركة كثيرة، وبرأيي الشخصي غير مبررة، مثلاً هناك من يقول: بأني لاأجد بين المرشحين الشخصية المستحقة لأمنحها ثقتي، والأخر يتهمهم بالعمالة والفساد والضحك على الذقون، وهذا يعلق عليهم قائلاً: ماذا فعل لنا من سبقوهم لننتخب غيرهم؟!. وووو والكلام يطول. لكني هنا أقول: بالرغم من كون المشاركة أو عدمها حق شخصي، لكن ستترتب عليه نتائج غير محبذة، كما حدث مثلاً قبل عدة أشهر وتحديداً بعد نهاية إنتخابات برلمان إقليم كوردستان العراق وفرز الأصوات، يوم ظهرت النتائج وكانت نسبة تصويت شعبنا لقوائمه ضئيلة جداً، قياساً بعدده، وهذا مادفع بالعديد من الأحزاب الكوردية للإعلان علناً عن ضرورة إعادة النظر بالمقاعد الخمسة الممنوحة لشعبنا، كون عددهم لايتناسب مع إستحقاقهم، إعتماداً على نتائج الإنتخابات.
فهل سيرتاح ضميرك أيها الغيور على مصلحة أمتك ومستقبل شعبك، أن تقاطع هذه الإنتخابات وتكون جزءاً من الحملة المغرضة التي يقودها البعض ضدك أولاً وضد وشعبك؟. ألا تستحق الأجيال القادمة أن تأخذ فرصتها لعلها تكون قادرة على إنصافك وإنصافي وإنصاف كل مغبون؟. أنا أتفق معك أيها الشاب والشابة، بأن أحزابنا القومية وقياداتها قد أخفقوا في العديد من المحطات التأريخية المهمة، لكن مع هذا يجب أن لانتراجع ونترك صفوف مسيرة شعبنا التي ضحى في سبيل ديمومتها أباءنا وأجدادنا بالكثير. فبحكمتكم ورؤيتكم وروحكم القومية التي ليس لها مثيل، ستبقى شمعة أمل شعبنا متقدة. والأمة التي أنجبت أشور وسنحاريب وسركون وشميرام وأشوربان ومار بنيامين شمعون، وأغا بطرس، وتوما توماس وهرمز ملك جكو وبولص بيدار وفرنسو حريري وغيرهم، قادرة بلا شك على إنجاب قادة أبطال نمشي وهاماتنا مرفوعة بهم.

78
الإخوة الأعزاء
رغم أنني لاأنوي الدخول في سجال مع أحد بقدر إتمام واجبي القومي والوطني والمهني من خلال طرح حال أو موضوع غير طبيعي يمس وجودنا القومي، لكني أجد نفسي مضطراً لتوضيح بعض النقاط.
وأشكر مرور الجميع ومداخلاتهم ورأيهم في الموضوع.
1- في البداية أنا أؤمن بأن المسألة القومية أكبر من زي قومي أو أية مناسبة أخرى، إلا أنه ومع ذلك فوقوفنا عاجزين عن أي تغيير وتحريف وقانون جائر أعتبره غير لائق وعاجلاً أم أجلاً سندفع ضريبته مهما كانت.
2- الأخ نوئيل  المحترم أنا على إطلاع بالملابس التي يرتديها أبناء شعبنا في نوهدار وفي مناطق أخرى، وكتبت في رسالتي الماجستير عن هذه الملابس ومن هم صانعوها وكيف إنتقلت أو أمست كوردية في الوقت الذي كنا نحن من نصنعها ونخيطها وبسبب ذلك الكلام ثار المناقشون علي وحاربوني من خلال إعطائي درجة منخفضة. فأنا لست ضد فكرة أن يرتدي أبناء شعبنا هذه الملابس، لكن عندما نتفق مع أي قانون جائر ونتكاتف مع من يحاولوا تهميشنا ونسير في الطريق الذي يحبذون أن يسيرونا فيه، فهذا ما أرفضه جملة وتفصيلا.. وفي هذا اليوم كان على الجميع إرتداء زيهم القومي الخاص وإبرازه كما فعل الإخوة الأكراد لا بالعكس، فلماذا إذاً لم يرتدي أي كوردي الزي القومي لأبناء شعبنا كدعماً لقضيتنا وتجسيداً لصورة التعايش المشترك؟! هل هم الغلبية الطاغية أن نحن؟!
3- المحترم الأخ صنا، اليوم وكما تحدثت عنه وزارة التربية على لسان المتحدث بإسمها وتناقلته عشرات الوسائل الإعلامية فهو واضح كعين الشمس وهو يوم الزي القومي الكوردي. وأنا رسالتي كانت موجهة إلى الإعلام الكوردي أكثر من الوزارة لما للإعلام من دور كبير في تغيير مجرى الأحداث وتزييف الصورة الحقيقية، وللتأكد بإمكانك القيام بمسح في موقع غوغل عن هذا اليوم والتأكد من الإسم الذي عرف ويعرف به هذا اليوم، وهذا بحد ذاته تحريف لمسار اليوم والمناسبة، أما بخصوص أحزاب شعبنا وممثلينا في الحكومة فموقفهم الصمت لحد الأن مع الأسف. وبالنسبة للإقتراحات الأخرى فهي واقعية ومقبولة يجب التحرك عليها.
أسف للإطالة وتحياتي وإحترامي للجميع .

79
وزارة التربية تفرض الزي الكوردي على أبناء شعبنا
                                                                                           
ايفان جاني
كثيرة هي المناسبات الوطنية والعالمية التي يُحتفى بها من أجل الحد أو القضاء على ظاهرة غير محبذة، أو للترويج لحالة معينة، والإبقاء على ذكرى تأريخية خالدة في ذاكرة الناس. ويتفق المختصون على ضرورة أن تكون مثل هكذا إستذكارات وحملات موجهة بشكل صحيح وبعيدة عن إيذاء مشاعر وأحاسيس الأخرين، بحيث يتم دراستها بعناية وروية. إلا أن ماذكرناه يبدو بأنه لايحسب له أي حساب في إقليم كوردستان العراق، وتحديداً في عدد من الوزارات الحيوية التي لها دور كبير في  المجتمع من خلال تثقيفه وتوجيهه على الطريق القويم، وفي نفس الحال نشر سياسة التسامح والتأخي بين مختلف فئات ومكونات المجتمع الكوردستاني. لقد كان أجدراً بالسيد وزير التربية في إقليم كوردستان المحترم، وأعضاء مجلس الوزارة "إن تمت مشاورتهم"، دراسة حيثيات قرار تحديد يوم الإثنين 10-03 يوماً خاصاً يعرف بـ"يوم الزي القومي الكوردي" يخصص وعلى حد تعبيرهم لإحياء والحفاظ على الزي القومي الكوردي "حصراً" كجزء من الموروث القومي الكوردي، وعليه السماح لكافة الطلبة ووالكوادر التعليمية وموظفي الوزارة المذكورة بإرتداء هذا الزي خلال الدوام الرسمي. أنا هنا لست ضد الفكرة بتاتاً، والشعب الكوردي الشقيق له كل الحق والحرية في التباهي بثقافته وإبرازها والحفاظ عليها، لكني ضد أي قرار يقضي بتحويل الإقليم من وطن للتعايش والتأخي القومي والديني، إلى ساحة للصراع النفسي ومحو الأخر والقضاء على هويته القومية والثقافية بطرق ملتوية. فاليوم ومن خلال متابعتي للوسائل الإعلامية الكوردية المرئية والمسموعة والمقروءة، أحسست بالكثير من التباين بين سياسة هذه الوسائل والخطاب السياسي الذي تعودنا على سماعه من فخامة السيد رئيس الإقليم المحترم مسعود البارزاني وسياسة ورؤية حكومة إقليم كوردستان تجاه القوميات الأخرى المتعايشة في الإقليم ومستقبل هذا التعايش. فجميع الوسائل الإعلامية أجمعت على تعريف المناسبة للمتلقي كمناسبة قومية خالصة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد جرى تعميم من قبل إداراة المدارس بأن يرتدي الطلاب الزي الكوردي، غير مبالين بأبناء القوميات الأخرى المتعايشة معهم. وهنا أسأل ألا يعتبر مثل هكذا إجراء وقرار خرقاً وإنتهاكاً لقوانين حقوق الإنسان ياسيدي الوزير!؟ والأنكى من ذلك خضوع أبناء شعبنا لهكذا قانون مجحف مع الأسف الشديد، وفي ذات الوقت صمت القبور الذي أمسى يخيم على قادة أحزابنا القومية وإعلامهم ومؤسساتنا الأخرى، إضافة إلى ممثلي شعبنا في برلمان الإقليم، فأين هؤلاء وما هو دورهم، وهم يمثلون شعباً برمته، أليس من المفروض أن يتصدوا لمثل هكذا محاولات غير قانونية وإنسانية، ألا يجب أن يكونوا بجانب الشعب الذي إختارهم ممثيلن ومدافعين عن حقوقه؟! ما أعرفه أن البرلماني أو أي شخص يصل إلى موقع المسؤولية يجب أن يكون مدافعاً صلباً وحقيقياً عن حقوق شعبه، لا أن يختار الإنزواء والإختباء وراء المكاتب الفخمة بعد كل حادثة مهمة تستدعي التدخل وبيان موقف واضح وجريء، لكن على هؤلاء وأمثالهم ينطبق المثل الذي يقول أن "الهرة قد أكلت لسانهم". ومن هنا أسألهم أين لسانكم السليط ذاك الذي كنتم تملكونه قبل وصولكم لموقع المسؤولية وتذوقكم لطعم وحلاوة الرواتب العالية والسيارات الفارهة والمنازل المترفة؟! وماذا حل بالوعود الزائفة والأحلام الوردية التي "إستغفلتم" بها المواطن المسكين!؟ أم إن كل ذلك كان مجرد فقاعات إعلامية إنفجرت ما أن بلغتم مرادكم؟.  ومن الجلي لكل متابع  أنكم رسبتم في أول إمتحان لكم، لأن المناضل الحقيقي دائم العطاء، يأخذ حقه من خلال حق الآخرين وليس على حسابهم.
وفي النهاية أقول: على الجهات المعنية التباهي بوجود (الكلداني السرياني الأشوري) والأرمني والتركماني والإيزيدي.. إلى جانب الكوردي في إقليم كوردستان، وإلا ماذا سيحل بباقة الورد الملونة التي يتباهون بها أمام أنظار العالم"؟!.

80
السيد رئيس الإقليم ;إن لم تحققوا حلم والدكم  فلا تجهضوه
   
                                                                                                                                            ايفان جاني    
ليس بخافٍ على الضليع في التأريخ العراقي، العلاقة التأريخية الوطيدة التي تجمع الأكراد خصوصاً البارزانيين بالأشوريين. هذه العلاقة التي توطدها المشتركات الجغرافية والإجتماعية والسياسية والمواقف المشرفة عبر التأريخ تجاه بعضهم البعض، ناهيك عن مناصفتهم لمعضلة عدم هضم الأخرين ــ العرب، الترك، الفرس.. ــ لوجودهم القومي، وتقبل فكرة أن يتحولوا يوماً من الأيام من عبيد كما يراهم أولئك، إلى أسياد يحكمون أرضهم ونفسهم بنفسهم.
وقد قدم الأشوريون ثمناً باهضاً من أجل الحفاظ على هذه العلاقة التأريخية ومنع زعزعتها، لإيمانهم الكبير بهذه العشيرة وروح التعايش المشترك بين كلا الشعبين. لهذا لاعجب من أن نجد إلى الوقت الحالي العشرات من الشباب الآشوريين منخرطين في صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني، إلا أنه نادراً مانرى ذلك في بقية الأحزاب الكردية القومية الأخرى.  فها هوذا الصحفي الأمريكي (د. شميدت) يقول:" لاحظت أن الأشوريين المقاتلين في صفوف المناهضين الأكراد يقاتلون بشجاعة نادرة، كما أنه ـ أي شميدت ـ أحصى في إحدى المجموعات التي زارها (30) أشورياً من أصل (300) مقاتلاً".  وفي سنة 1974 أجرت جريدة الإطلاعات الإيرانية لقاء مع المغفور له مصطفى البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني وسألته: هل كرد العراق مسلمون؟ فقال:" الأكثرية مسلمون، وسكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني مسلم شيعي، وهناك آلاف المسيحيين يناضلون معنا ضد حكومة بغداد ويساندوننا، نحن لانفرق بين السني والشيعي وغير المسلم، كلهم إخوة، نناضل من أجل هدف واحد وهو تحقيق العدالة والديمقراطية للعراق".  وقد توصل الصحفي الفرنسي (رينيه موريس) عندما زار كردستان العراق عام 1966، وإطلع على أوضاع المسيحيين، أنهم لايعانون من أي مشكلة، ولقد شاركوا بجد في الثورات الكردية بقيادة الملا مصطفى البارزاني.   كما إن السيد مصطفى البارزاني أصر وأرضخ الحكومة العراقية على تعيين الشهيد (فرنسو الحريري) قائمقاماً لقضاء جومان، رغم رفضها لطلبه بحجة كونه مخالفاً للقانون العراقي الذي ينص على عدم السماح للمسيحي بتبوأ هكذا المنصب. وكان قد طالب في ذات الوقت بتعيين الملازم (يوسف بطرس) قائمقاماً على قضاء العمادية، إلا أن الحكومة العراقية لم تلب طلبه.  وعلينا أن لاننسى بأن الملا مصطفى البارزاني في العديد من المرات حدد أماكن أشورية ـ مسيحية للقاء كبار المسؤولين، ومنهم اللقاء الذي جمعه بالكابتن (ستوكس) ممثل السفارة البريطانية بتاريخ 25/3/1945 في قرية هاوديان وتحديداً منزل المرحوم (ريحانه شيخو)، حيث كان الأخير مترجماً، وبقي البارزاني في تلك القرية لمدة ثلاثة أيام، وكان جل حراسه من الآشوريين أيضاً وهم كل من (زيا منصور، يوآرش توما، المرحوم آدم باويد، المرحوم حزيران نيسان، المرحوم شمشون سركيس).   هذه العلاقات الطيبة، كانت تثير ثائرة أنظمة بغداد المتعاقبة التي كانت تحاول وبشتى الطرق دق إسفين الشقاق بينهم، لإضعافهم والقضاء على حركاتهم القومية ووجودهم بشكل منفصل. والمواقف الرجولية والطيبة التي علينا إستذكارها وتوثيقها لتبقى محفورة في ذاكرة الأجيال كثيرة، لاسيما من أيام النضال المرير في سبيل حرية الشعبين الكوردي والأشوري. وهنا سأدون موقف أخر له علاقة وثيقة بمغزى الكلام الذي أريد أن أوصله إن أفلحت أو سيبقى جزءاً من ذاكرة التأريخ الذي لاتعرف النسيان،  والواقعة التي أنا بصددها هنا تعود لصيف عام 1969 رواها المرحوم(جرجيس فتح الله) الكاتب والمؤرخ العراقي الكبير، وأحد القياديين المثقفين البارزين في صفوف الديمقراطي الكردستاني. حيث يقول:" إلتقى السيد ياقو إبن مالك إسماعيل القادم من الولايات المتحدة الأمريكية برفقة شاب أخر وهو (سنخيرو أندريوس) أو (سام أندروز) كما أطلق هو على نفسه وهو عضو في اللجنة التنفيذية للإتحاد الآشوري العالمي، زعيم الحزب الديمقراطي الملا مصطفى البارزاني، وبعد حوار دام لأكثر من ساعتين تمحور حول رغبة وإمكانية الجالية الآشورية في الغربة وبمجهود الإتحاد الآشوري العالمي تشكيل كتيبة آشورية صرفة تقاتل العدو إلى جانب قوات البيشمةركة، شريطة أن تتضمن المطالب الكردية السياسية في حالة النصر والموفقية مايؤمن طموحات الآشوريين القومية في العراق. ورداً على طلب السيد ياقو أجاب البارزاني قائلاً:" لقد عشنا معاً قروناً طويلة، وهذه كردستان أمامكم تخيروا أي بقعة فيها وإحكموا أنفسكم بأنفسكم". وكان أخر حديث ياقو عبارة عن مجاملة حيث قال للبارزاني:" إن شاء الله عندما يتحرر شعبانا سنبني لنا أنت وأنا قصرين في نينوى".  واليوم وبعد مرور أكثر من أربعة عقود على هذا الحوار الثنائي بين زعيمين معروفين، وبعد أن تحررت كردستان من نير الدكتاتورية، والجزء الأكبر من نينوى كذلك، وأصبح للأشقاء الأكراد كلمة تسمع على مستوى العراق والدول الإقليمة، ونجحوا في الحصول على جزء كبير من مطاليبهم وتحقيق الجزء الأكبر من حلمهم، فهل ياترى يحق لنا أن نطالب نجل المغفور له مصطفى البارزاني السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق بتحقيق وعد وحلم والده، خصوصاً بعدما أوضحنا في الأعلى مواقف والده الجسورة المشرفة تجاه شعبنا والتي لايستطيع أحد تجاهلها ونسيانها. نعم اليوم بإمكان سيادتكم يافخامة رئيس الإقليم من لعب الدور المنتظر منكم لتحقيق حلم شعبنا، وهنا نحن لانشكك في إيمانكم العميق بقضيتنا القومية، وضرورة أن ينال شعبنا لكافة حقوقه. وفي ذات الوقت أقول بأن لكم أيضاً مواقف مشرفة في دعم قضيتنا ومساندة شعبنا الذي تعرض للتهجير القسري والإرهاب المنظم إضافة إلى دعمكم لحقوقنا وتضمينها في الدستور العراقي ومسودة دستور الإقليم، إلا أننا ننتظر المزيد منكم، فحقوقنا القومية والثقافية والإدارية والسياسية التي نستحقها هي أكثر بكثير من التي نتمتع بها اليوم، وجنابكم وقيادة حزبكم لطالما إعترفتم بذلك. كما أريد أن أسأل، إن كان والدكم المغفور له مؤمن بأن كردستان هي أرض الجميع، ولشعبنا كل الحق في حكم نفسه بنفسه في أية بقعة يشاء، وأنتم تربيتم على هذه القيم والمباديء وتنتهجون نهجه، فلماذا لاتعملون لإستحالة هذا الحلم إلى حقيقية لتتباهون بذلك أمام العالم بأسره، ولتضمن الأجيال القادمة العيش بسلام وتأخي مدى الدهر على أرض الأباء والأجداد. وفي ذات الوقت وبناءاً على ماذكرته أطالبكم للتدخل السريع في موضوع مهم وحساس يمس قضيتنا القومية، ونعتبره كشعب ومؤسسات تدخل غير شرعي ومقبول في شؤوننا الداخلية ومصادرة علنية لحقوق شعبنا. وهذا الموضوع يخص تدخلات الجهات الخارجية غير المقبول في عملية إنتخابات شعبنا المحصورة في إطار الكوتا. فوالدكم إتفق مع ياقو على منحنا أية بقعة لنعيش فيها ونحكم نفسنا بنفسنا، فهل أنت راضٍ بأن يتبدد ذلك الحلم وتنتزع وتنتهك حقوقنا في عهدكم ومن خلالكم، وذلك عبر تشكيل ودعم قوائم خاصة بكم تنافس وتزاحم أحزاب شعبنا على مقاعد الكوتا في إنتخابات مجلس النواب العراقي 2014؟ وفي النهاية أقول: بأن إنتزاع مقعد أو أكثر من مقاعد الكوتا بطرق ملتوية غير مشرفة، لن يضيف إلى رصيدكم السياسي شيئاً، بل على النقيض تماماً من ما تتصوره أو فسره لكم أولئك الذين يسعون للإرتزاق عبر هذه المقاعد ذات الثمن الرخيص بالنسبة لكم، ستتعرضون لوابل من الإنتقادات وستوضع أكثر من علامة إستفهام على مسيرتكم النضالية، ومواقفكم المعهودة ووعودكم لنصرة الشعوب المغبونة وفي مقدمتها شعبنا.





81
شكرا أخي أبو سنحاريب.. وهذا هو جوهر رسالتنا.. تحياتي

83
الأخ المحترم ميخائيل
تحية طيبة

تنفست الصعداء بقراءتي لمقالك، لأنه وأخيراً ولس أخراً طرق باب هذا الموضوع مرة ثانية من قبل أحد أبناء شعبنا. لقد وضعت النقاط على الحروف وإن كانت هناك الكثير من النقاط التي لابد من إثارتها، خصوصاً تلك التي تقع على عاتق مؤسساتنا لاسيما المديرية العامة للتعليم السرياني في الإقليم. لقد أشرت إلى نقاط مهمة لكني سأقف عند نقطة صرف مبالغ مالية سواء كانت تصرف من قبل وزارة التربية أم اللجنة الخيرية كرواتب المدرسين ومكافأت دراسية وإجور نقل المحاضرين والمدرسين، صراحة هذه النقطة صحيحة، أي إن هناك صرف في هذا الباب، لكن هذا الصرف أيضاً يكون حسب أهواء ومزاج الإخوة في التعليم السرياني. مثلاً منذ عام 2003 ولغاية العام 2009 كنت مديراً لإعدادية شميرام السريانية المخلتطة في ديانا، ولمن لايعرف موقع ناحية ديانا فهي تقع 105 كم شمال شرق مدينة أربيل، أي الشخص الذي يريد الوصول إليها سيستغرق زمن قدره 1.50 دقيقة بسيارة التاكسي، وقد كان في المدرسة عدد من المدرسين من عنكاوة وبغديدا وحالياً من برطله، وكنت شخصياً قد طالبت الإخوة في اللجنة الخيرية بضرورة صرف إجور نقل هؤلاء المدرسين الذين يأتون من هذه المناطق البعيدة للتدريس في مدرستنا، لكن مع الأسف لم نلقى اية إجابة وحالياً لازالت المشكلة قائمة بوجود مدرسين إثنين من برطلة، فلماذا هذا التمييز في التعامل مع المدرسين، وعلى أي أساس وبحسب أي قانون يتم صرف إجور النقل، فمن المستحق، المدرس الذي يقطع طريقاً من برطلة أو بغديدا إلى ديانا، أي حوالي أربعة ساعات، أم الذي يأتي من قرية من قرى دهوك ويقطع على الأكثر ساعتين، وبخصوص المكافأة فقد حصلت مدرستنا ولعدة سنوات على المرتبة الأولي  نفي نسبة النجاح على مستوى محافظة أربيل، ولم يحصل لاطلابنا ولامدرسينا ولا إدارة المدرسة لا على مكافأة أو هدية، وإنما على كتاب شكر وتقدير من قبل المديرية التعليم السرياني، فهل يكلف الكتاب الرسمي الإخوة في التعليم السرياني مبلغ طائل، وهل زيارة معنوية للشد على أيادي المدرسين وتقبيل جبين طلابنا المتفوقين ممن حصلوا على درجات دخلوا بها كليات الطب والهندسة والقانون... هو أمر كبير وليس بمقدور الإخوة في التعليم السرياني القيام به. الكلام يطول ويطول، لكن اتأسف على عدم ورود أي رد من قبل الإخوة في التعليم السرياني على المقالين الذي نشرتهم سابقاً في الوقت الذي كان أجدراً بهم أن يبينوا رأيهم وموقفهم ويحددوا مسؤوليتهم وعلى عاتق من تقع هذه المعضلة.. أكن كل الود والإحترام للأشقاء والاساتذة الأعزاء في التعليم السرياني، إلا أن المسألة صراحة خرجت عن مسارها، والغطاء الذي كان يغطي سلبيات العملية قد تلاشى، وأتمنى وأتمنى من كل قلبي أن يقوم كل مسؤول في هذه العملية بواجبه  ويضع المصلحة القومية فوق كل شيء وأن يأخذ هذا الموضوع القومي والوطني على محمل الجد ويغلبه على مصلحته الشخصية والجهة التي ينتمي إليها.

                                                                 ايفان جاني كوربيل
                                             مدرس في إعدادية شميرام السريانية المختلطة - ديانا
                                                      ماجستير في الجغرافية الإثنية

85
كل التوفيق للزميل نسيم... الحقيقة مُرة لكن يجب أن تقال.. طريقنا طويل لكن الخطوة الأولى والصحيحة يجب أن نخطوها..

86

الوزارة اليتيمة إستحقاق أم إجحاف 
                                                                                                                                    ايفان جاني
أسابيع مضت على بدء تحركات ولقاءات السيد نيجيرفان بارزاني مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني لتشكيل الكابينة الثامنة مع قيادات الأحزاب التي فازت بمقاعد في برلمان إقليم كوردستان العراق.  وأصبح من الواضح بأن صيغة وعملية تشكيل الكابينة الجديدة لن يكون كسابقاتها ولن يكون هيناً، لاسيما بعد التغييرات الكبيرة التي أفرزتها صناديق الإقتراع، والتي أدت إلى إرتفاع أسهم بعض الأحزاب في بورصة البرلمان، وخسارت البعض الأخر بل أصابته إنتكاسة غير طبيعية. ومع إرتفاع أسهم أحزاب المعارضة، إرتفع سقف مطاليبهم وضرورة بل وإلحاحهم للمشاركة في الحكومة المقبلة وتضمينها لجزء من برنامجهم الإنتخابي والسياسي للسنوات الأربع القادمة كحق من حقوق الكتل الفائزة، بعد أن قضوا سنوات عسيرة عجاف خارج الحكومة وفي خندق المعارضة.
ما يهمنا من كل هذا هو تمثيل شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) في هذه الحكومة. على أي مستوى سيكون هذا التمثيل، وهل يحق لنا رفع سقف مطاليبنا البسيطة؟ وإلى أي مدى سيكون تمثيلنا تمثيلاً قومياً لاحزبياً؟ دور أحزابنا السياسية في الضغط على الجهة المكلفة بتشكيل الحكومة بالتعامل معنا كشعب وليس كتنظيم سياسي ضمن شعب معين؟ سبل وأليات هذا الضغط؟ مدى نجاح أحزابنا القومية في تقديم ورقة عمل سياسية ـ قومية  لاحزبية تشتمل على مطاليب شعبنا؟ وإدخال البرنامج الإنتخابي الذي صوت له ناخبنا القومي في برنامج حكومة الإقليم للسنوات القادمة؟
فمنذ تأسيس أول حكومة في الإقليم قبل أكثر من عقدين، تعودنا أن يكون تمثيل شعبنا بوزير يتيم في الحكومة، وزير في العادة يشغل وزارة غير سيادية وحتى خدمية بمعنى الكلمة. وإن تبوء عدد من أبناء شعبنا مناصب أخرى كمستشار ومدير عام فهم في العادة يتم تعيينهم من قبل الأحزاب الكوردية المتسيدة ومن غير المنصف أن تحسب على شعبنا، بإستثناء المدير العام للتعليم السرياني الذي يتم تزكيته من قبل الحركة الديمقراطية الآشورية ويكون من كوادرها دائماً، ومنصب رئيس هيئة حقوق الإنسان الذي برأيي كان وسيكون أخر ثمار تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا.
ليس خافياً على المتابع السياسي والعادي، رغبة كافة الجهات لتشكيل حكومة ذي قاعدة عريضة، تشارك فيها جل الأحزاب الفائزة، وبالتالي فإن تشكيل هكذا نوع من الحكومات، وإرتفاع سقف مطاليب الجهات الفائزة، والخاسرة في ذات الوقت، سيخلق أزمة كبيرة في تلبية مطاليب الجميع. ومن هنا ينبع خوفنا على طبيعة تمثيل شعبنا بالشكل الذي يوازي حجمنا وحقنا لا عددنا كما يحبذ البعض.
وبحسب ماجاء في تصريحات الكتل الفائزة التي شاركت في اللقاء الذي دُعيوا إليه من قبل السيد نيجيرفان، وإن كان لنا ملاحظات عليه وأراه مجحفاً بحق أحزاب وأبناء شعبنا، كون السيد نيجيرفان لم يقم بزيارة تلك الأحزاب بل دعاها، رغم إن تلك الأحزاب تمثل شعباً برمته لا تنظيم سياسي، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن السيد نيجيرفان وعلى رأس رفيع المستوى قام بزيارة مقرات أحزاب سياسية لها مقعد واحد في البرلمان، في حين لم يقم بذلك مع أحزابنا التي لها ثلاثة مقاعد في برلمان الإقليم، هذا في حال إستثنينا زوعا الذي إمتنع عن حضور الإجتماع بحجة عدم موافقته ورضاه على طبيعة اللقاء، لكن الأيام أثبتت العكس بعد أن سارع زوعا برئاسة سكرتيره للقاء السيد نيجيرفان ووفد من مكتبه السياسي. ومن هنا يتوضح لنا بأن زوعا لم يقاطع إجتماع الديمقراطي للأسباب التي سبق وأن أعلنها، وإنما لعدم رغبته في الجلوس على طاولة التفاوض جنباً إلى جنب مع شركاؤه في العمل القومي "سابقاً"، وذلك لأسباب يعرفها زوعا، أو لربما كان له كلام خاص حبذا أن يوصله للديمقراطي منفرداً ومن وراء الكواليس كالمعتاد،  لاسيما وإن الإجتماع لم يتبعه أي مؤتمر صحفي كما هو معتاد في زيارات السيد نيجيرفان، ولم يصدر عن زوعا لم يصدر أي بيان بخصوص ذلك الإجتماع بإستثناء خبر عادي. وقبل أن أختم كلامي في هذه الفقرة، أعود وأذكر أحزابنا السياسية بوعد السيد نيجيرفان بزيارتهم، لمناقشة تفاصيل مشاركتهم في الحكومة، هذه الزيارة التي طال أمدها، في الوقت الذي أجرى وفد الحزب الديمقراطي المفاوض أكثر من لقاءين مع الأطراف الأخرى. فهل سكوت أحزابنا القومية على هذا التهميش العلني علامة على رضاهم؟! أم إن مسألة مشاركتنا أو الأصح توظيفنا في الحكومات أمسى بيد الأخرين ولايحق لأحزابنا "التي تدعي تمثيل شعبنا" المشاركة والمناقشة في صنع القرار بل واجبها الطاعة والإمتنان!!
فبإستماعنا إلى أراء الأحزاب الكوردستانية، نتحسر على حالنا وعلى ماالت إليه أوضاعنا القومية والسياسية في الإقليم، فكما ذكرت لجميع الأطراف الفائزة مطاليب للمشاركة في الحكومة المقبلة، وإذما قمنا بمقارنة مطاليب تلك الأحزاب بمطاليب شعبنا، أو أحزابنا التي تلهث ومع الأسف وراء كرسي الوزارة اليتيم وتحتفل بالحصول عليه، نجد أن حزب مثل الجماعة الإسلامية في العراق، والذي حصل على (6) مقاعد، يطالب بثلاثة وزارات، وزارتان سياديتان وواحدة خدمية، إلى جانب عدد من المناصب الأخرى كمدراء النواحي والقائمقاميين ورؤساء الهيئات، هذا على سبيل المثال لا الحصر، وفي نفس الوقت حصول الحزب الشيوعي الكوردستاني على العديد من المناصب ذي الدرجات الخاصة وعلى وزارة الثقافة والشباب، في الكابينة السابقة، هذه الوزارة التي تعتبر واحدة من الوزارات الخدمية المهمة، وعدد الأقسام التي تضمها والتي تدار من قبل مدراء عامين، تكفي وتزيد على كافة أحزابنا القومية، ومن المرجح أن يحصل الشيوعي على نفس الوزارة في هذه الكابينة وبنفس الثمن البخيس، أي كرسي واحد. السؤال المطروح هنا هو: هل من المعقول أن ترضى أحزابنا والتي لها خمسة كراسي وهي في الأصل تمثل شعباً عريقاً، يتميز عن الشعوب المتأخية بهويته القومية والثقافية والدينية، أن تشارك في هذه الحكومة بوزارة واحدة، في حين أن تنظيم سياسي معين يحصل على الضعف وأكثر؟ لهذا على الجميع التفكير بجدية بصيغة وطريقة مناسبة للمشاركة، طريقة تناسب دورنا وإمكاناتنا وتضحياتنا وتاريخنا الذي يشهد عليه، وهذه الطريقة لن تكون ناجحة إلا بإجتماع جميع الأحزاب المنضوية ضمن القوائم الفائزة والإجماع على ورقة سياسية يوضحون فيها مطاليبهم كشعب لا كحزب، ويؤكدون للجهات المفاوضة أن مشاركتنا كشعب كفيلة بإدراج جزء من برنامجنا الإنتخابي في أجندة الحكومة للسنوات الأربعة القادمة، وتمثيل شعبنا يجب أن يكون أولاً على مستوى رئاستي الإقليم ورئاسة الوزراء وعلى الأقل بدرجة مستشار لشؤون أبناء شعبنا. إضافة إلى وزارتين لاأقل أحدهما سيادية والثانية خدمية، وأن يكون لنا كشعب حصة من الدرجات الخاصة أي ( مستشار، مدير عام، خبير وغيرها)، وحتى القائمقاميين ومدراء النواحي لاسيما في المناطق التي يكون فيها أبناء شعبنا نسبة سكانية عالية، كما يحق لنا أن نطالب حكومة الإقليم بضرورة أن يكون لشعبنا مدير عام لشؤون أبناء شعبنا أو مستشار في كافة الوزارات المعنية مثل وزارة التربية ووزارة الشباب والرياضة، لأننا نشعر بوجود فراغ بالنسبة لنا كشعب في هذه الوزارات وإن حقوقنا الثقافية والتربوية فيها مهضومة، وعلينا أن لاننسى ونتجاهل حقنا في عضوية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والتي مع الأسف لغالبية الأحزاب وحتى الإخوة التركمان ممثل فيها بإستثناءنا نحن. أما فيما يخص مسألة الضغط، فيمكن أن نُعلم الطرف المفاوض أنه في حال تهميشنا أو لم يكن تمثيلنا بمستوى الطموح كما في التشكيلات الحكومية السابقة، فإننا مضطرون لإعلان عدم مشاركتنا في هذه الحكومة كشعب لا كأحزاب وسنحملكم تبعات ذلك. وفي النهاية أقول: إن ماكتبته وأطالب به هو حق طبيعي من حقوقنا، وقد تجاهلناه نتيجة صراعاتنا الداخلية، ومن الممكن جداً بل أنا على يقين بأننا سنحصل على مرادنا في حال كانت لأحزابنا رغبة حقيقة للمشاركة كشعب والحصول على أكبر حصة، لا إتباع سياسة الطرق الملتوية للتفرد بكرسي يتيم بهدف التعالي وتهميش البقية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن نكون صادقين مع أبناء شعبنا ونطبق شعاراتنا البراقة التي زيننا بها برنامجنا الإنتخابي وأن لانراهن على حقوقنا القومية ونملك من الجرأة مقدار ذرة في طروحاتنا السياسية والقومية أمام الأخر.

87
تهنئة قلبية حارة بإسمي وإسم أسرة مجلة ديانا أزفها إلى الزميل جنسن ولسن إيشو أحد مؤسسي مجلة ديانا وعضو هيئة تحريرها ومصممها الفني، تمنياتنا للزميل جنسن بالموفقية والنجاح الدائم.
                                                                                            ايفان جاني كورييل
                                                                                         رئيس تحرير مجلة ديانا

88
وزارة التربية; تُمجد قتلة رموزنا وتنتهك دستور الإقليم
                                                                                                                             ايفان جاني

لقد أثارت مسألة تسمية شارعان في مدينتي أربيل ودهوك بإسم الشخصية الكوردية الإيرانية (سمكو شكاك) الذي طالت يده غدراً وإغتال بطريرك كنيسة المشرق الآشورية، ما أثارته من ضجة إعلامية وأصوات إستهجان. وإلى جانب أصوات أبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) المنددين بهذا العمل غير المسؤول والبعيد عن روح التأخي التي لطالما نادى وينادي بها قادة الإقليم، إرتفعت أصوات أخرى لأشقاءنا من القوميات المتعايشة تدعم حقنا وتنتقد هذه الظاهرة المغيظة. ورغم إن بعض القيادات والمسؤولين الإداريين صرحوا بأن المسألة حدثت دون علمهم وليست مقصودة، لكنني أشك في ذلك كل الشك، حتى بعد أن رفعوا إسم سمكو عن الشارعين. أقول أشك بهذه المسألة التي وحسب رأيي لم تأتي من غير قصد وتخطيط مسبق مستنداً إلى دليل قوي موجود تقريباً في بيت كل من له أولاد يرتادون المدارس الحكومية في الإقليم، هذا الدليل هو ورود إسم هذه الشخصية الغدارة في كتب التأريخ المنهجية وبالنسبة لعدد من الصفوف، وإجبار أبناء شعبنا على دراسة تأريخ هذه الشخصية وبالشكل الذي يريدونه، مستعرضينه على أنه بطل قومي وله من المأثر ما لايعد ويحصى، وكأنهم بهذا سيخفون شمس الحقيقة الساطعة بالغربال. أنا أتعجب من أمر هذه الحكومة التي يتحدث قادتها بلغة في حين أن حاشيتهم يترجمونها إلى أفعال مغايرة. فوزارة التربية مسؤولة بشكل كلي عن كل كلمة واردة في كل صفحة من صفحات الكتب التي تطبعها سنوياً وتصرف عليها ملايين الدولارات من ثروة شعب كوردستان، هذا الشعب الذي يعتبر شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) جزءاً مهماً من نسيجه، هذا على حد قول زعماء الإقليم لانحن. والسؤال المطروح هنا هو: هل ستعيد اللجنة المسؤولة عن صياغة الكتب المنهجية المدرسية تجربة النظام البعثي البائد، بصرف أموالنا في سبيل تزييف تأريخ شعبنا؟!! وإذا تحدثنا عن الناحية القانونية، والتي أغفلها الكثير لاسيما القانونيين من أبناء شعبنا، ورغم عدم إختصاصي في هذا المجال، أقول بأن وزارة التربية في حكومة إقليم كوردستان العراق، قد خرقت مواد من مشروع دستور الإقليم بتضمينها لسيرة حياة قاتل في كتب التأريخ، لأن الفقرة العاشرة من المادة التاسعة عشر تنص على" ضمان حرية الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى وتعدديتها ولاينسحب هذا الحق على التشهير أو التجاوز على حقوق الغير أو إهانة مقدساتهم الدينية أو التحريض على العنف أو الترويج على الكراهية بين مكونات شعب كوردستان – العراق" فلو تمعنا في هذه المادة سنلحظ أن الصحفي أو أي شخص أخر لو إتهم بالتجاوز على حقوق الغير أو بالتحريض على العنف أو الترويج على الكراهية بين مكونات شعب كوردستان سيعاقب وفق قوانين معينة. أي يمكننا القول هنا أن وزارة التربية وكمؤسسة مهمة من مؤسسات الإقليم قد تجاوزت على هذه المادة الدستورية بنشرها لتأريخ شخصيات غير محبذة من قبل جزء مهم من النسيج الإجتماعي الكوردستاني، وبهذا فهي تجاوزت عليهم وساهمت بشكل كبير في جرح مشاعر شعب بأكمله، وفي ذات الوقت أمست تروج وعلانية لثقافة الكراهية وتغذية العنف. هذا في الوقت الذي كان بإمكان هذه الوزارة وبحكم دورها الكبير وحساسية عملها، أن تنشر إلى جانب تاريخ الشخصيات الكوردية البارزة، تاريخ شخصيات أخرى من أبناء القوميات المتعايشة في الإقليم والتي كان لها دور مشرف في العديد من المحطات النضالية إبان حركة التحرر الكوردستانية، فبهذا كانت ستبث روح التعايش والتأخي أكثر وأكثر وكانت لتجذب ود هذه الجماعات وستشعرهم بأهميتهم ودورهم المهم كما أسلافهم لحماية أرض الإقليم والعمل من أجل تقدم عجلة التطور فيه ومن كافة المناحي، لابالعكس. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أعود وأذكر الإخوة في وزارة التربية أنهم في هذه الكتب يتحدثون عن تأريخ كوردستان بمختلف مكوناتها القومية والدينية، وليس لهم الحق في تفضيل قومية على أخرى، وهذه الأرض ليست ملك قومية واحدة، فنحن لم نقبل أيام النظام البائد ورغم جل محاولاته البائسة لتحويلنا إلى مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة، ولن نقبل بذلك بتاتاً اليوم، ولاسيما في ظل أجواء الديمقراطية التي تسود الإقليم،  إلا في حالة وافق برلمان الإقليم وصادق رئيس الإقليم على حذف كافة الحقوق القومية والإدارية والثقافية التي يكفلها لنا الدستور وتغيير المادة الخامسة التي تنص على" يتكون شعب إقليم كوردستان من الكورد، التركمان، العرب، الكلدان السريان الاشوريين، الأرمن..." وكذلك الفقرة ثانياً من المادة(6) التي تتحدث عن عدم سن أي قانون يتعارض مع مباديء الديمقراطية، وأعود هنا وأقول للمرة الثانية أنا أشك بتجربة ديمقراطية يتحول فيها القتلة والخائنين إلى رموز رغم أنف المظلومين؟؟! وأضيف على ماقلته بأن سمكو الشكاكي قبل أن يغدر بالبطريرك الشهيد (مار بنيامين شمعون)، غدر بشعبه بتغليبه لمصالحه الشخصية على مصالح شعبه وتنفيذه لأجندات إستعمارية خارجية، كانت سبباً في عدم تحقيق حلم الشعبين بتأسيس دولتين قويتين متجاورتين، ودق إسفين الإنشقاق بين الشعبين لسنين طوال.
وأسأل قيادات الإقليم: هل ذكر إسم هكذا شخصية غير محبذة ومقبولة من لدن أبناء شعبنا وحتى المثقفين وغير المتطرفين من أبناء الشعب الكوردي الشقيق، هو بمثابة تكريم للموقف الرجولي والإنساني والـتأريخي الذي بدر عن البطريرك المستشهد غدراً يوم إستقبل الشيخ (عبد السلام البارزاني) الذي كان مطلوباً وتتعقبه السلطات العثمانية، في مقر إقامته بقرية قودشانس معرضاً بذلك نفسه وشعبه لخطر إنتقام القوات العثمانية؟؟!
ومن هنا أطالب كافة الجهات المسؤولة في الإقليم وفي مقدمتهم رئيس الإقليم الجزيل الإحترام بأن يأخذ هذا الموضوع على عاتقه ويعمل عليه بجدية ويتخذ القرار السليم والصحيح بحذف كل مايرتبط بهذه الشخصية وأمثالها من كافة الكتب، ويوعز الجهات المسؤولة بإعادة النظر بالمنهج التأريخي الذي يدرس حالياً في مدارس الإقليم كون أجزاءاً منه لاتنسجم والواقع الأخوي الذي عشناه ونعيشه، وستتولد عنه إرهاصات وتأثيرات سلبية نحن في غنى عنها ولاتخدم سوى أعداء التعايش الأخوي. وأطالب بأن تتضمن المناهج التأريخية أحداثاً كان شعبنا فيها طرفاً فاعلاً، وأن تضاف  أسماء  شخصيات أخرى لأبناء شعبنا تستحق أن يدرسها أبناء الإقليم ويتعلموا منها التضحية والوفاء والعدل، أمثال مار بنيامين شمعون، أغا بطرس، بولص بيدار، المطران مار يوألاها، هرمز ملك جكو، مارغريت كوركيس(جاندارك كوردستان)ووو.... وأن تتم تسمية عدد من شوارع وساحات الإقليم بأسماء خاصة بأبناء شعبنا، كونهم عاشوا ولازالوا يعيشون في هذه المناطق التي لازالت بصماتهم راسخة في معمارها، وأجد من الضرورة أن تعاد الأسماء القديمة إلى كل القرى والمناطق التي تم تغييرها أو حرفت بقصد أو غير قصد.
وأختم كلامي بمقولة للفيلسوف الفرنسي فولتير حيث يقول" التاريخ شيء أخر غير صورة لجرائم الإنسان".

 

89
الأخ والأستاذ سورو سورو
تحية طيبة

مبروك وتستاهل فأنت نعم المربي .

ايفان جاني

90
يقول المهاتما غاندي:" كن انت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم". وأعتقد شخصياً أننا كأشخاص ومؤسسات مطالبون بترجمة هذه الحكمة إلى أعمال... شكراً لتعليقات الإخوة.

91
وسائل إعلامية وجهات سياسية كوردية تطلق حملة لتقويض حقوقنا القومية 
     
                                                                                                                             ايفان جاني
مع إرتفاع وتيرة المنافسة بين الأحزاب الكوردستانية المتصارعة على مقاعد برلمان إقليم كوردستان العراق لدورته الرابعة، إرتفعت أصوات شاذة نادت بضرورة تقليص عدد مقاعد الكوتا المخصصة لأبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) في البرلمان المذكور. إلا أن البعض شكك في ثقلها وأهميتها وتأثيرها المستقبلي، لاسيما وأنها صدرت إبان فترة الدعاية الإنتخابية، وعن مرشح تابع لحركة التغيير التي يترأسها السيد (نوشيروان مصطفى) القيادي البارز المنشق عن الإتحاد الوطني الكوردستاني. وفي تلك الفترة كنت قد كتبت مقالاً قصيراً، دعوت فيه أبناء شعبنا لممارسة حقهم الدستوري والتوجه لصناديق الإقتراع والتصويت لقوائم شعبنا المدافع الحقيقي عن حقوقهم وتواجدهم، لإسكات دعوات تلك الأصوات الشاذة ومن يدفعها ويحذو حذوها في التعامل مع الحقوق القومية للشعوب المتأخية في الإقليم بعدد أتباعها، رغم عدم وجود أي إحصاء يظهر عددهم الحقيقي، لإفتقار الإقليم لأي إحصاء رسمي منذ العام 1987. إلا أن إقبال أبناء شعبنا الضعيف على صناديق الإقتراع من جهة، وتصويت الجزء الأخر منهم لجهات أخرى، أظهر نسبة التصويت لقوائمنا ضمن إطار الكوتا في أدنى مستوياتها مقارنة بالإنتخابات السابقة، حيث بلغ عدد المصوتين وبحسب مانشرته المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات (12.968)صوت، هذا في الوقت الذي بلغ عدد المصوتين من أبناء شعبنا في الإنتخابات السابقة (19665) صوت. مع الأخذ بنظر الإعتبار وصول أربعة أجيال إلى سن الـ(18) خلال الفترة 2009-2013 وبالتالي إكتسابهم لحق المشاركة بالعملية الإنتخابية والإدلاء بصوتهم. أنا هنا لست بصدد أسباب إنخفاض أعداد المصوتين لقوائم أبناء شعبنا، هذا الموضوع الحساس جداً والذي على الجهات السياسية التي خاضت هذه العملية الفائزة منها والخاسرة الوقوف عنده ودراسته بتأني وإعادة النظر بأجندتها السياسية والعوامل التي أدت إلى عزوف مايقارب من نصف المصوتين عن إنتخاب مرشحيهم وبرنامجهم الإنتخابي، هذا طبعاً بعد الأخذ بعين الإعتبار تأثير الأحزاب المتنفذة على جزء من أبناء شعبنا، خصوصاً وأن هذه العملية إختلفت عن سابقاتها بعد أن فض الإتحاد الوطني الكوردستاني شراكته في العملية الإنتخابية مع حليفه الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وظهور قوة فعالة جديدة على الساحة السياسية وهي حركة التغيير الكوردية،  وبالتالي كان الصراع بينهم شرساً ومريراً وإستخدمت جل الطرق الشرعية وغير الشرعية للحصول على أي صوت يساهم في ترجيح كفة طرف على حساب أخر، ليثبت قوته وجدارته في قيادة الدفة السياسية للإقليم للسنوات المصيرية الأربعة القادمة. خوفنا الشديد والحقيقي هو من المستقبل الذي ينتظر حقوق أبناء شعبنا على الأقل في إقليم كوردستان العراق، الذي أصبح أخر ملجيء وملاذ أمن لنا، رغم ملاحظاتنا على بيئة التعايش السياسية والإجتماعية فيه. فالصراع المحتدم بين الأحزاب الكوردية المنافسة، سيطال دون شك جزءاً من إستحقاقاتنا الإنتخابية والقومية، خصوصاً بعد تغيير موازين القوى السياسية وتغيير خارطة البرلمان وتشكيلة الحكومة القادمة بلا شك، نتيجة حصول قوى المعارضة على (40) مقعداً في البرلمان الحالي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تراجع الإتحاد الوطني الكوردستاني كثاني فصيل سياسي منذ تحرير إقليم كوردستان العراق عام 1991، إلى المرتبة الثالثة، ناهيك عن الصراع السياسي وبكل معنى الكلمة الدائر بين فصائلنا القومية، والذي إستعرت ناره إبان العملية الإنتخابية عندما لجأت الأطراف المنافسة إلى طرق شتى شرعية وغير شرعية لكسب رهان كراسي البرلمان بحشرها لأطراف سياسية خارجية في المعادلة القومية، وهذا ما أدى إلى إفراغ الكوتا من معناها الحقيقي وإبعادها عن مسارها الطبيعي. وترتبت على تلك التدخلات غير المقبولة نتائج وأثار سلبية قاسية، وبرزت علامات إستفهام كبيرة، لاحظها المتابع الإعتيادي قبل السياسي، هذه الأسباب وغيرها تجعلنا غير مطمئنين بتاتاً على وحدة القرار القومي والسياسي لأحزابنا وحتمية تأثير ذلك على تطلعات وحقوق أبناء شعبنا في المستقبل. أنا هنا لست بصدد إثارة مسألة تدخل بعض الجهات لصالح عدد من المرشحين في قوائم أبناء شعبنا المشاركة في العملية الإنتخابية، لأن النتائج التي أعلنتها المفوضية وتناقلتها الأطراف السياسية المتنافسة واضحة وفاضحة جداً. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل فكر قادة أحزابنا القومية بإستقلالية قرار برلمانييهم، ومدى تأثير ذلك على دور وثقل القرار القومي والسياسي المستقبلي لشعبنا عندما عقدوا صفقاتهم؟ الإجابة جاءت سريعة ومباشرة وبمثابة صفعة لتأريخ وسمعة أحزابنا القومية وتأريخها النضالي، فهاهم قياديون من الإتحاد الوطني الكوردستاني والحركة الإسلامية وحركة التغيير والحزب الشيوعي الكوردستاني، إضافة إلى عدد من الوسائل الإعلامية وعلى رأسهم KNNو NRT وRudaw TV وKurd Sat، ينادون ويطالبون بصوت عالٍ وعلني بضرورة خفض حصة تمثيل شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في برلمان إقليم كوردستان، مستندين بذلك إلى نقطتين، الأولى عدم إستقلالية تلك القوائم جراء دعمها من قبل أحزاب السلطة في الإقليم وبالتالي حصر قرارها وإرادتها بتلك الكتل، هذا في الوقت الذي جاء فيه كلام برلمانيي حركة التغيير أكثر صراحة ووضوحاً عندما إتهموا ممثلي هذه المكونات بأنهم لم ينجحوا في تمثيل شعبهم لاقومياً ولادينياً تحت قبة البرلمان طيلة الأعوام الأربعة الماضية، بقدر نجاحهم في دعم وتمرير أجندات ومخططات سياسية حزبية أخرى، مطلقين عليهم تسمية "أحزاب الظل".  والنقطة الثانية إنخفاض عدد المصوتين لقوائم الكوتا التي حصلت على(11) مقعداً بـ(24) ألف صوت فقط، في الوقت الذي بلغ القاسم الإنتخابي للمقعد الواحد في التصويت العام أكثر من (19500) صوت.
فمع مرارة الواقع السياسي والقومي الذي نعيشه اليوم، وإعترافنا بالتدخل السافر في شؤون أبناء شعبنا من قبل جهات معينة وبمباركة قومية داخلية، ووقوع عملية الكوتا في هذه الإنتخابات وبشكل فاضح تحت المسائلة الشعبية والإعلامية إن لم نقل القانونية. إلا أن مسؤوليتنا القومية والوطنية تنادينا للتصدي لمثل هكذا محاولات غير عقلانية ودستورية وبعيدة عن الروح الوطنية وشعارات التأخي الرنانة التي تروج لها بعض الأحزاب السياسية والجهات الإعلامية الكوردية، لأن الحقوق القومية والدستورية تعطى وفق أسس أخرى مغايرة وبعيدة عن الحسابات الرياضية، من أهمها ترسيخ مبدأ التعايش المشترك وإحقاق الديمقراطية عبر إحترام وتعزيز الحقوق القومية للشعوب الأصيلة، التي من خلالها برز وجه كوردستان المشرق. لكن مع الأسف يبدو أن البعض قد نسي أو تناسى أن الحقوق القومية التي منحتها حكومة الإقليم للقوميات الأخرى المتعايشة في الإقليم هي واحدة من أهم الأسباب التي جعلت المجتمع الدولي يتبنى ويدعم القضية الكوردية ويعمل على تدويلها، وفي ذات الوقت كان على تلك الأطراف التي تنادي بضرورة هضم حقوقنا أن تقولها وبصراحة بأن عدد كبير من أبناء هذا الشعب قد صوت للقوائم الأخرى ومنها الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني والشيوعي الكوردستاني وحتى لقائمة التغيير، وهذا ماأثر سلباً على العدد الحقيقي لإجمالي المصوتين لقوائم الكوتا.
وأقولها بصراحة هنا، بأن ظني قد خاب جداً بسياسيي أبناء شعبنا لعدم ردهم على مثل هكذا إتهامات ومخططات مستقبلية خطيرة، وأسألهم هل أنتم على دراية بما يدور في الساحة السياسية والإعلامية الكوردستانية، فإن كنتم كذلك فهذه مصيبة، لأنكم توافقونهم الرأي أو على الأقل لاتملكون الثقة الكافية للرد عليهم، أما إذا كنتم على غفلة مما يجري ويحدث، فهنيئاً لشعبنا على قياديين أمثالكم، تقومون الدنيا وتقعدونها من أجل أتفه الأسباب الشخصية، وها أنتم عن أهم الموضوعات القومية والسياسية غافلون.
في النهاية أرى بأنه كان أجدراً بهؤلاء السادة الذين يدعون الديمقراطية وحماية حقوق الفرد بغض النظر عن إنتماءه القومي والديني والمذهبي، وبتلك الجهات الإعلامية التي تتغزل ليل نهار بمهنيتها وإستقلالها، أن يوضحوا للشعب الكوردي الشقيق أولاً وللشعوب المتأخية معنا ثانياً حقيقة تدني أعداد أبناء شعبنا وإنقراضهم في العديد من المدن والقرى التي شيدوها قبل ألاف الأعوام، فإن كانوا قبل عقود ماضية مجرد أداة ومسيرين ومجبرين من قبل جهات أخرى وغير واعين لنتائج عمليات قتلنا وتهجيرنا وإنتهاك حقوقنا، فبأي حق اليوم وهم يقودون البلاد ويؤسسون لدولة المؤسسات وترسيخ روح التعايش وبث قيم الديمقراطية يسمحون لأنفسهم أن يتطاولوا على أبسط حقوق المكونات القومية المتعايشة معهم، تحت حجج وذرائع هم مصدرها ومفتعلوها ولاسلطة لشعبنا لردعها. هذا في الوقت الذي كنا ننتظر منهم دعمنا على مستوى العراق من أجل زيادة حصة الكوتا الخاصة بأبناء شعبنا في مجلس النواب العراقي، وتخصيص أحد المناصب السيادية الثلاث لأبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) على مستوى الإقليم.


92
شلاما أومتنايا أخي أبو سنحاريب
شكرا على مداخلتك اللطيفة، بالفعل كانت ديانا القرية التي إحتضنت عدداً كبيراً من أبناء شعبنا في الأيام الصعبة، كما كانت المحطة الأخيرة للكثير منهم ممن تركوا الوطن بسبب الظروف القاهرة التي مروا بها. ديانا القرية التي تتحدث اليوم إدارياً أصبحت ناحية كبيرة، وفقدت جمالها الطبيعي، بسبب زحف الإنسان غير الطبيعي وإعتدائه على الطبيعة دون رحمة. اليوم نحن كأشوريين وبعد أن كنا نملك القرية وماحولها، مع الأسف أمسينا أقلية، بعد أن إستوطن الألاف من المهاجرين في أراضي ديانا وعلى أطرافها.
أما بخصوص إسم ديانا فهناك رأيان قريبان من بعضهما إلى حد كبير، الأول يرى بأن القرية إستمدت إسمها من المحكمة الكبيرة التي شيدها الأشوريون فيها، باللغة الأشورية المحكمة هي (بيت ديانا) وبتطور اللغة ولتسهيل عملية لفظ الإسم، حذفت كلمة (بيت) وبقيت كلمة ديانا، والرأي الثاني يقول أن إسم ديانا هو في الأصل دةيانا، اي الحاكم، نسبة إلى حاكم مقتدر ومعروف بعدله وذكائه عاش في المنطقة أو كان مسؤولاً عن المحكمة التي سبق وأن أشرنا إليها. وهذه هي قصة كلمة ديانا، وبهذا أكون قد فكيت شفرة كلمة ديانا التي لربما شغلتك لسنوات.
تحياتي إلى الجميع.

93
ܚܵܝܵܐ ܓܵܢܘܟܼܘܢ ܡܛܸܠ ܬܫܡܸܫܬܵܐ ܕܠܹܫܵܢܵܐ ܕܐܘܼܡܬܵܢ ܡܩܘܸܕܫܵܐ

94
الأستاذ ليون برخو المحترم
تحية طيبة


أود أن أشارك ببعض النقاط والمداخلات في الموضوع الحساس الذي أثرته، والذي مع الأسف لايلقى إهتماماً من كتاب وأكاديميي أبناء شعبنا.
1- لايمكن إطلاق تسمة "إحصاء رسمي" على هذا الإحصاء، لأن الأحصاء الرسمي هو الإحصاء الذي تقوم به جهات رسمية حكومية أو دولية ومعترف من قبلها أيضاً - إن كانت الإحصاءات التي تقوم بها الدولة غير معترف بها من قبل القوميات والجهات الاخرى، فما بالك بإحصائية تقوم بها كنيسة لأتباعها، ماذا سيكون رأي البقية فيها!!-، وببساطة لن تقبل هذه الأرقام كأرقام رسمية في أية دراسة أكاديمية علمية توافق عليها الجهات الرسمية، وهذا ما واجهته إبان كتابتي لرسالة الماجستير يوم لم أتمكن من الحصول على أرقام بخصوص أبناء شعبنا في دهوك لفترة مابعد عام 1987.
2- بالنسبة لتعداد وليس إحصاء عام 1957، فهو الأخر  تعداد لايمكن الإعتماد عليه لمعرفة العدد الحقيقي  لأبناء شعبنا يومها، وإن كان أكثر مصداقية من التعدادات التي سبقته، فتعداد عام 1957 جرى بعد عقدين من مذبحة سميل التي راح ضحيتها عدد كبير  وجرى تهجير وتدمير شامل لمعظم قرى شعبنا الاشوري في دهوك، إضافة إلى إضطرار أعداد كبيرة منهم للهجرة إلى خارج الوطن وإسقاط الجنسية العراقية عن عدد غير قليل منهم، وعدم شمول المناطق النائية بالتعداد وتسجيل أبناء القوميات الأخرى عرباً في الجنوب وكرداً في الشمال، إضافة إلى الاخطاء الفنية، وتدني المستوى الثقافي للشعب العراقي بشكل عام وتخوفهم من التعدادات كونها كانت تجرى سابقاً  لأغراض التجنيد والضرائب وغيرها.
3- الأرقام المذكورة حبذا لو كانت حقيقية لكنها خيالية، ونحن نعلم أن سياسة كنائسنا ورجال الدين قائمة على عدم كشف الأرقام بل زيادتها وذلك خوفاً على مصالح الشعب في الإستحقاقات التي أصبحت تكال بالعدد لا بأي شيء أخر، اضف إى ذلك منافسة الكنائس فيما بينها فيما يخص عدد أتباع كل منها، وكأنها أحزاب سياسية تتقاتل على الكراسي.
4- عند زيارتي لرجالات كنيستنا في دهوك، قابلت أحد المطارنة الأجلاء في المحافظة - المطران كان مشغولاً بإدارة أعماله الخاصة ولم يكن في مقر إقامته- وسالته عن إحصائية خاصة بالمنطقة والكنيسة التي يشرف عليها فأجابني حرفياً: أنا لاأملك إحصائية رسمية عن أبناء رعيتي، فعددهم غير ثابت ومتغير يومياً، بسبب الهجرة الداخلية والخارجية، وإن أردت أن تجري إحصاءاً عنهم فأنا موافق وهاهي القرى بإنتظارك" . هذا موقف مطران لطالب من أبناء شعبه يقوم بدراسة عن شعب المطران الموقر، وأنا الذي قطعت مسافة ثلاث ساعات لأصله " من قرية ديانا شمال مدينة أربيل ولغاية دهوك" فمن أين قد حصلت المنظمة المذكورة على تلك الإحصاءات الرسمية والثابتة والدقيقة.
 
ايفان جاني
ماجستير جغرافية سكانية( الإختصاص الدقيق: الجغرافية الإثنية/ عنوان الرسالة( مسيحيو محافظة دهوك: دراسة جغرافية أثنوغرافية)
قسم الجغرافية/ فاكلتي الآداب/ جامعة صلاح الدين - أربيل(2012)
حالياً مدرس مساعد في قسم الجغرافية/ فاكلتي الآداب/ جامعة سوران(ديانا).



[/size]

95
نتاجات بالسريانية / ملوا
« في: 11:00 11/08/2013  »

96
السيد خوشابا المحترم
كل أمة لاتجري فيها وبشكل دائم دماء جديدة فستتعفن وتضعف ومصيرها الزوال، وقد نجح "مالكي" أحزابنا السياسية في تهميش وتنحية وفصل وطرد وتلفيق ألف تهمة لأي قومي غيور يغار على مصلحة شعبه أكثر من حزبه، أو يخرج عن قاعدة" من ليس معنا فهو ضدنا".
فالشباب في الوطن اليوم قسمين الأول قد تقوقع على نفسه وأنزوى وأخر مايفكر فيه هو القضية القومية ونصرتها، والقسم الثاني فهو القسم الذي يرى في القضية معاداة هذا وذاك ورفع رموز معينة والتفنن بالفوتشوب لنصرة شخص او قائمة أو فصيل معين، وهذا النوع هو من يرتقي ويصل إلى المواقع القيادية لأنه وبصراحة "مُطبل سياسي ناجح ومطلوب دائماً" ويرى الإمور من منظور ذاتي يخدم ويخدم مقابل حفنة إمتيازات ليخفي حقيقته وراء هيبتها التي ومع الأسف أمست تعطي الإنسان هيبة وكرامة وإحترام في زمن العجائب.
واخيراً ارى بأننا أمام خياران لاأكثر، إما عزل هؤلاء التجار وفضحهم، وهذه عملية صعبة كون المنتفعين من تشرذم وضعف شعبنا يدعمونهم وبقوة،  أو تغيير أسماء أحزابنا القومية ونظام عملها من "ديمقراطية" إلى "ملكية" لأنها أولاً وأخيراً تدار من قبل زمرة محددة تعين وتفصل، بديمقراطيتها العصرية.

97
تحية اخ أوديشو
شكرا على تعليقك، لقد قرأت مقالك، وأعتقد أن رياح التغيير يجب أن تضرب بسرعة وبقوة لتقتلع كل شجرة فاسدة غير مثمرة تستحوذ بجذورها على مساحة كبيرة من أرضنا الطيبة المعطاء.


98
المنبر الحر / قادتهم وقادتنا...!!
« في: 14:14 08/08/2013  »
قادتهم وقادتنا...!!
    ايفان جاني
بينما كنت غارقاً في قراءة كتاب(تكلم حتى أراك) للكاتب والمفكر المصري الكبير (أنيس منصور)، توقفت ملياً عند مقطعٍ شدني بقوة، وإستوقفني كما تستوقف إشارة المرور الحمراء السائق في الدول التي تحترم القانون، لا تلك التي يهاب القانون الخارجين عنه.  كتب أنيس منصور في جزء من مقالته(الموت ليس مشكلة) مانصه. " قادة الشعوب وزعماؤها المخلصون هم هؤلاء الأبطال الذين مدوا أيديهم إلى النور والنار وأعطوها لشعوبهم... وإختاروا العقاب والعذاب.. إختاروا أن تشدهم الهموم إلى صخور المسؤولية وأن تجيء الشعوب وتعيش من نور عيونهم وعلى دقات قلوبهم.. وتستدفيء بوهج حياتهم.. وأن تطول أعمار الشعوب لأنها سحبت رصيداً نادراً من أعمار أبطالها وزعمائها..".  وبعد أن إنتهيت من قراءة المقطع المذكور، حاولت جاهداً كي أجد صفات ومزايا تجمع بين القيادات التي تحدث عنها الكاتب وبين قادة شعبنا، لكنني لم أفلح رغم محاولاتي الكثيرة، وإيجاد أكثر من مبرر وعذر لحالة وبيئة قادتنا مقارنة مع قادتهم.
تمعن معي أيها القاريء العزيز في هذه اللوحة الجميلة التي تجسد وتصور ذلك الإنسان الذي يستحق لقب الزعيم والقائد والبطل و... قارنها أيها القاريء اللبيب بصفات قادتنا جلهم دون إستثناء، خذ وقتك وفكر ملياً ثم أعطي نفسك الإجابة، إجابة تقنع بها نفسك أولاً وأخيراً، ولاتخشى الأخرين. لاتخجل، لاتخجل لو إكتشفت إن صورة قائدك مزيفة، وبطولات بطلك باطلة، وزعامة زعيمك ماكانت إلا تمثيلية رديئة النص والأداء. أحكم بضمير وتجرد من الغضب والعاطفة، ضع مصلحة شعبك نصب عينيك، فشمس الصباح الساطعة ستبدد عاجلاً أم أجلاً الضباب الذي خلفه سكون الليل، وحينها ستبقى وحيداً وستكشف عورتك.
ولو أردنا أن نصِف قادة شعبنا على طريقة أنيس منصور، ستكون النتيجة كما يأتي : " قادة شعبنا مدوا أياديهم إلى قوت الشعب وأشبعوا به بطونهم وبطون حاشيتهم وطباليهم، أطفئوا في داخله روح الثورة وأمل القيامة، عاقبوه وعذبوه، إختاروا لأنفسهم كراسي المسؤولية الدوارة الراقية الناعمة الفخمة، بينما إفترش الشعب قارعات الطرق، مُهاجراً مُهجراً، لاهثاً وراء لحظة سلام ولقمة عيش معجونة بعذاب وإهانات الغريب. نعم أصبحت قصورهم وسياراتهم الفخمة وملابسهم الثمينة تتوهج، وأنت ياأيها القومي الغيور، نزعوا عنك حتى رداء الأمنيات والأحلام، هاهي أعمارهم تطول وتطول ومعها تطول أعمار مناصبهم المُربحة، لأنهم سحبوا رصيداً كبيراً من عمرك، فتراهم لعلاج صداع الرأس يجوبون مستشفيات أوربا وأمريكا ومثيلاتها" نعم لهؤلاء وأمثالهم سلمتم وسلمنا ذقوننا منذ عقود. وإن أردتم أن تسلموها لهم مرة ثانية، فأنا أعلن عصياني ولن أفعلها ثانية.
ولمن لايوافقني الرأي ويتهمني بالتجني على رموز شعبنا وقادتنا الأوفياء؟؟! أقول: هذه هي رسالتي بطريقة ثانية، طريقة أوضح  وأبسط: لو أحصينا عدد أبناء شعبنا ممن تبوؤا مناصب مرموقة (درجات خاصة: مدير عام، مستشار، سفير، برلماني، وزير ووو...)، في حكومتي الإقليم والمركز لحد اليوم، فكم سيبلغ عددهم؟ الجواب، سيتجاوز العشرات، وكيف وصل هؤلاء إلى هذه المناصب؟؟ أكيد بأصوات الشعب وتضحياته الجسام،  وماهي الإمتيازات التي حصلوا عليها فيما بعد؟؟ أكيد أراضي سكنية بمساحات ومواقع مميزة أو شقق سكنية راقية وسيارات فخمة وحمايات ورواتب خيالية، أضف إليها المكافأت والسلف والإيفادات المُربحة، وأخيراً وبعد عناء وجهد ومشقة، تقاعد وإمتيازات مُغرية مدى الحياة.
السؤال المطروح هنا هو: كم مؤسسة دعموا هؤلاء؟ كم عائلة متعففة كفلوها، كم يتيم ويتيمة؟ ماهو عدد الطلبة المتفوقين الذين تم تكريمهم من قبلهم وأوفدوا لإستكمال الدراسة في الخارج؟ أسمعتم يوماً بأنهم قد تبرعوا بجزء بسيط من راتبهم* لذوي الإحتياجات الخاصة؟  كم لجنة خيرية أو صندوق خيري أسسوا لدعم المحتاجين والذين يعانون من الأمراض المزمنة أو بحاجة إلى عمليات مكلفة خارج الوطن وووو...، والكلام يطول وماعاد ينفع معهم شيء، لأنهم وبصراحة أبطال وقادة وزعماء وبمواصفات خاصة.
•   بحسب المصادر الإعلامية تتراوح قيمة رواتب أصحاب الدرجات الخاصة التي تتباين بين الإقليم والمركز بين(3.000.000- أكثر من 40.000.000) مليون دينار عراقي شهرياً، هذا إضافة إلى مبلغ خاص لشراء سيارات للبرلمانيين والوزراء والمستشارين، مع مكافأت وإيفادات وسلف ضخمة .

99
قداسة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو جزيل الإحترام

بمناسبة إنتخابكم بطريركاً لكرسي بابل على الكلدان في العراق والعالم، يسرنا أن نتقدم إلى غبطتكم بإسم المكتب السياسي لحزب بيت نهرين الديمقراطي بأحر التهاني والتبريكات متذرعين إلى الرب أن يمدكم بالقوة والصحة والعمر المديد لإستكمال الرسالة الإيمانية التي أنتم بصددها، متمنين أن يفتح بإنتخابكم باب التقارب والوحدة بين كنائسنا لما في ذلك من خدمة لشعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) في ظل الأوضاع المريرة التي يقاسيها في المنطقة والعراق خصوصاً.

حزب بيت نهرين الديمقراطي
المكتب السياسي
2/2/2013

100
شكراً جزيلاً وأتمنى أن يستفيد أبناء شعبنا مما جاء في الدراسة بعد أن أجري التعديلات التي أراها ضرورية وأصدرها بعون الله بشكل كتاب خدمة لمكتبتنا القومية.

102
شكراً للجميع، تمنياتنا لجميع أبناء شعبنا بالنجاح الدائم.

103
بغض النظر عن موضوع سعر الشقق الخيالي بالنسبة لغالبية شبابنا، إلا أن مايسترعي الإنتباه ويدعونا للتساؤول والإستفسار هو إسم الشركة"آشوربان" فيبدو للقاريْ ومن  الوهلة الأولى  أن صاحب الشركة آشوري أو  من  المهتمين بتأريخ هذا الشعب أو يسعى للتمويه به، وهناك نقطة أخرى مهمة ألا وهي تسمية المسميات بغير أسمائها، فمثلاً من غير المعقول أن يفتح شخص ما دكان بقالة ويضع عليها يافطة أو قطعة كبيرة ويسميها بقالة كلكامش، لأن كلكامش لم يكن بقالاً ولادخل له في هذا العمل لا من بعيد ولاقريب، وهذا ينطبق على الكثير من الفنادق والشركات التي يُقال بأنها لأبناء شعبنا وتحمل تسميات تأريخية - قومية  لاتمت إلى طبيعة وظيفتها بصلة، ومن الناحية العلمية هذا يدخل ضمن إطار "التلوث البصري". وهنا  لنسأل صاحب شركة آشوربان، من هو آشوربان؟ ولماذا  هذا الإسم؟ فالتأريخ يحدثنا بأن آشوربان ملك آشوري من سلالة أخر الملوك الآشوريين، وحكم منطقة ديانا وماجاورها وإستشهد إثر إصابته بجرح في إحدى ميادين القتال، كما عرف عن آشوربان بسخائه ودعمه للمحتاجين والفقراء من أبناء جلدته وغيرهم، إذاً، فهل من الصواب أن نخلد ذكرى هذا العظيم بهذا الشكل، بإطلاق إسمه على شركة تجارية تسعى للحصول على أكبر ربح وإمتصاص أكبر قدر من الدماء دون رحمة، على رأي المثل" راد يكحلها عماها" .

104
نتاجات بالسريانية / اكرتا
« في: 23:41 02/01/2011  »



105
نتاجات بالسريانية / خطر الهلاك
« في: 23:19 10/11/2010  »

106
عندما يغتال أبناء الخطيئة والشر هكذا ملاك باسم،
فأي خلاص ينتظر أبناء شعبنا، أية روح حاقدة ترفرف فوق غدنا، أية إنسانية لاتدين مافعلوه بآدم، أية قوانين وشرائع وأديان سماوية تحلل سفك هكذا دماء زكية طاهرة،  أهو من أبناء أدم الذي طالت يده النجسة وخطفت روح أدم البريئة؟؟
الويل لضعفاء النفس وقاتلو الملائكة ومدمروا جنان الرب ودور العبادة.
لك ولأمثالك يا أدم ملكوت الله فنم قرير العين بين أذرع الباري المخلص فادي دربنا بعفته المسيح المخلص.

107
أدب / دماء
« في: 17:54 06/11/2010  »
دماء                                     ايفان جاني
الكل متحد وبقوة
لهضم حقوقنا المرجوة
كثرت العيون المتربصة
لسفك دمائنا متعطشة
     ***
أجيبونا بصراحة ياقادة
السكوت والصمت كالعادة
أمسى سمتكم المعتادة
تجاه دمائنا المنسابة
    ***
البرلمان والوزارة والرئاسة
وعودها كانت كذابة
فقدنا الثقة بصراحة
بكم ياأهل السيادة
   ***
أوقفوا القتل ياساسة
بحق الرب وأنبيائه
فالمسيحيون أحد أعباده
والقتل يثير إمتعاضه
    ***
زهق النفوس البريئة
بأية حجة وذريعة
خطيئة إلاهية مميتة
تنص عليها الشريعة
    ***
الديانات الثلاث للأنسانية
الإسلام والمسيحية واليهودية
تدين بكتبها السماوية
سفك الدماء البشرية.


108
التبعية العمياء سبيلنا إلى الهاوية
                             

ايفان جاني

كُتِب الكثير وكَتب الكثيرقبلي عن علة عدم توافق قادتنا السياسيين  أو من نصبوا أنفسهم قادة علينا ووجدنا حالنا بين لحظة وضحاها نطيعهم ونلهث ورائهم ونقدس أقوالهم كالعميان دون تردد أو نقاش.
سنوات مرت وسنوات تمر، أجيال جائت وأجيالت فُنيت ولازال الحال على ماكان والحلم صار أبعد مما تصورناه ومن أن ينال، هذا إن لم نقل بأنه تلاشى وأصبح ضرب من الخيال، أمل عاش من أجله الكثير وأريقت في سبيله دماء كثيرة، لحظة مابلغتها عقارب الساعة، يوم منشود لم يدون في تقويمنا ولاتأريخنا القديم أو الحديث أو المعاصر، كلمة لم تتعود شفاهنا على نطقها، وخلت منها قواميسنا السياسية، وهي أن نتفق!!.
السؤال المطروح هو: كيف وأين السبيل إلى هذا الخلاص، خلاص إنتظرناه أكثر من اللازم، وكان بين أيادينا أكثر من مرة إلا أننا تجاهلناه ورفسناه، تارة لأننا لم نكن في موقع القيادة ولم نكن أصحاب المبادرة، وأخرى لأنه لم يخدم مصالحنا وتطلعاتنا الذاتية، وثالثة لأننا نتلذذ عندما نرى شعبنا يعاني ويتجرع كأس المرارة، ورابعة لأننا مسيرون لامخيرون ولايحبذ أسيادنا أن يصل شعبنا مبتغاه ويتحول الحلم إلى حقيقة وترتاح أرواح شهدائنا في فردوس الرب، وتجف دمائهم الزكية التي إرتوت بها جبال وهضاب وصحاري هذا الوطن.
مع مرور الأيام وتكرار الفواجع جراء تحزبنا وتشرذمنا أصبح الجميع أو الفئة الأكبر على يقين تام من أن العقلية المتحجرة والفكر العقيم والتفرد والتغريد خارج السرب وحيداً لايخدم قضية شعبنا، ولم ولن يكون يوماً الخلاص المرتقب لما ألم به وأصابه منذ تأسيس المملكة العراقية وقبلها إبان الحرب العالمية الأولى، كما تيقننا إن تخندق قادتنا السياسيين في خنادقهم الشخصية وتغليبهم لمصالحهم الذاتية وتصفية حساباتهم الشخصية العتيقة لايسمن ولايغني من جوع هذا الشعب، هذا الشعب الذي خسر على أياديهم وبسبب رهاناتهم الخاسرة الكثير، فنحن أبناء اليوم علينا أن نؤمن ونتخذ من الفكر الجديد والعقليات المتحضرة طرقاً لخلاصنا، علينا أن نتعظ من أخطاء أسلافنا ونستفاد من تجارب الأمم الأخرى التي مرت بما نمر به  اليوم إلى أن بلغت ماهي عليه ، فاليوم نحن أحوج للخروج من القوقعة التي لطالما أسرنا أنفسنا داخلها خشية من أن نواجه حقيقتنا، يجب أن نزيل من أبصارنا تلك العصابة السوداء التي تعيق رؤيتنا وأن نتخلص من تلك الأحقاد التي أمست أصفاداً تكبل أيادينا وتمنعنا من أن نمدها لبعضنا الأخر.
لو عُدنا بالتأريخ إلى الوراء قليلاً، إلى العقدين الماضيين مستحصين الفرص الحقيقة والمهمة التي هُدرت جراء فرقتنا، والمكاسب التي حققتها أحزابنا القومية فرادة ووضعناها في كفي ميزان، لكانت كفة الخسارة أثقل من كفة المكتسبات بمرات.
ولو سألنا من الذي خسر، ومن الذي دفع ثمن فاتورة الخسارات الثقيلة هذه، لكان الجواب اليقين الشعب المغلوب على أمره، لأنه تعود وتعلم ان يدفع دائماً لا أن يأخذ، فهو المطالب بدفع فاتورة قادتنا الذين فشلوا سياسياً وقومياً، لأن الشعب بتصرفاته هذه أحالهم إلى أسياداً على نفسه وأمسى هو خادم يطيع وينفذ مايطلبونه، عوض أن يطالبهم هو بالخدمات والأعمال ويدين ويبرز أي نقص أو خطأ إقترفوه مهما كان صغيراً لأنه من أوجدهم وصنعهم وأوصلهم وله كل الحق عليهم لا بالعكس كما أصبحنا نرى.
كلما زادت فرقتنا وتمددت فجوة خلافاتنا، كلما كان ذلك في صالحهم أكثر، فبهذا أصبحت خلافاتنا مصدر قوتهم، وتعصبنا وقود حروبهم التي كلما إستعرت نارها في صفوفنا كلما زادت فرصهم للتمسك والإلتصاق بالكراسي التي إحتكروها وإغتصبوها وسجلوها بأسمائهم.
فهل سنستفيق من وحشة هذا الكابوس يوماً ونبصر حقيقة موقعنا ومواقفنا من كل هذا، ألم تحن الساعة لنضع النقاط على الحروف ونسحب السجادة من تحت أقدام أمثال هؤلاء ونعلن ولائنا المطلق لقضيتنا وشعبنا لالرموز لاتخدم تطلعاتنا القومية وترى فينا جمهرة من الجهلة لاتستحق العيش إذا لم نطعهم طاعة عمياء، ألم ندرك لحد اللحظة أي طريق يؤدي بنا إلى الهاوية وأي طريق يوصلنا للهدف المنشود، ألم تحن الساعة للإعلان عن ثورة فكرية نابعة من عقولنا ونفوسنا ونعلن أمام الملأ بأننا أناس نيرون نمتلك زمام الإمور بأيادينا ولسنا أداة طيعة بعد اليوم بيد من كان وسيكون ضد رسالتنا القومية.
أنا على يقين بأننا سنجد الإجابات الشافية لكل هذه التساؤلات إذما بحثنا عنها في أعماقنا بعقلانية ورشد وغلبنا إنتمائنا القومي على السياسي المتشنج.
في النهاية أظن بأن الساعة قد دنت ليشمر كل قومي غيور على ساعديه لنجبل من تراب هذا الوطن لبنة جديدة نعيد بها بناء بيتنا القومي الوحدوي القائم أساسه على التضحية والمحبة والروح القومية، لا على التبعية العمياء.

109
لاتحرقوهما لطفاً بنا..
                                 

                                                                                                                      ايفان جاني
(1)

  أثارت نوايا القس الأمريكي المدعو تيري جونز بإحراق نسخة من المصحف الشريف في ذكرى تفجير بناية برج التجارة الأمريكي (11سبتمبر) غضب وإستياء العالم بأسره من سياسيين وعلمانيين ورجال دين حتى أناس إعتياديين، وقد أدانت الكثير من الحكومات وعلى لسان كبار قادتها هذا الفعل الشنيع والمنافي لكل القوانين والشرائع الدينية.
   نحن كشرقيين نعيش في هذه البقعة منذ ألاف السنين إلى جانب إخوتنا المسلمين بسلام ومحبة، نؤمن ونقدس كتب وشرائع وبيوت الله أياً كان إسمها ونهجها، ولم ولن نتطاول بأي شيء يسيء إلى أي منها.
   ففي الوقت الذي ندين هذا العمل إدانة شديدة، وندعوا الحكومة الأمريكية لإيقاف هذا العمل وأية أعمال منافية للأخلاق الإنسانية وتثير النعرات الطائفية وتفتح أبوباً واسعة لردود أفعال غير محمودة العواقب وسيدفع ثمنها أشخاص بريئين، وأن لاتتخذ من الحرية الشخصية والديمقراطية ستاراً لتمرير هكذا أعمال دنيئة.
  كما إن الجميع يعلم بأن المستفيد الأول والأخير من كل هذا هي الجهات التي ترعى الإرهاب وتفتك بالنفوس البريئة المسالمة دون وجه حق، وهذا العمل وما شاكله من شأنه أن يزيد من إراقة الدماء البريئة في جميع الأرجاء وبالأخص في بلادنا بلاد النهرين، التي أصبحت تعصف بها رياح عاتية حملت معها الويلات على جل مكونات الشعب العراقي دون تفرقة وتمييز.
   فاليوم إخوتنا في جنوب ووسط العراق يهابون من ردة فعل بعض الجماعات التي لربما سترى في هذا الفعل الشنيع ضالتها لتمرير خططها الشيطانية وتنفيذ أجندتها الخارجية في محاربة وجودنا القومي ( كلدان سريان أشوريين) والديني كمسيحيين، والجميع يعلم بأن مسيحيي العراق والشرق بشكل عام براء من هكذا أعمال وأفكار، لأن الديانة المسيحية ديانة الحب والسلام والتأخي ترفض هكذا أفعال وتدعوا إلى التعايش الأخوي والتسامح الديني والثقافي، فليس بالضرورة أن يمثل المدعو جونز الفكر والفلسفة والرؤية المسيحية، وإثبات على كلامنا هذا كان موقف كنائسنا المشرف الذي جاء على لسان أبائنا البطاركة الأجلاء الذين أدانو وبكل قوة هذه الفكرة الشيطانية وطالبوا الجهات المعنية بإزهاقها كي لاترى النور وبكل السبل.
  نعم ونحن سنقولها لتشتعل نيران الله  بأيادي وأجساد كل من يفكر في أن يتطاول أويدنس حرمة كتبنا ومقدساتنا الدينية، لأنها كتب سماوية تنير درب الحياة لنا. ونتمنى ونحن على ثقة بأن لاتترجم هكذا أعمال بشكل خاطيء من قبل شركائنا وأشقائنا المسلمين المتعايشين معنا منذ الأزل، لأن دق أسفين التفرقة بيننا سيخدم مصالح أعدائنا وسيجعل منا دمية في أياديهم يتلاعبون بنا ويغذون نفسيتهم المريضة.
  عيد سعيد وكل عام والإخوة المسيحية الإسلامية أكثر تراصاً ومحبةً.
(2)

  لايخفى على أبناء شعبنا خصوصاً من المتابعين والكتاب والمثقفين بأن موقع عنكاوة كوم أصبح من خيرة المواقع التي تحضن تحركات ونشاطات شعبنا وفي جل الأصعدة القومية والثقافية والرياضية والخبرية وغيرها، إضافة إلى النتاجات القلمية مثل المقالات والبحوث ... ، ويستحق هذا الموقع كل الثناء والتقدير لما يبذله من جهود كبيرة، لكن في الوقت عينه على المرء النزيه أن يبرز السلبيات ويعين الأخطاء لدن من يُحب، فكما قلت بأن موقع عنكاوة أعتبره كما الغير من المواقع الرائدة، لكن ماإلتمسته في الفترة الأخيرة هو كثرة طرحه للمواضيع الخاصة بالتسمية والصراعات الحزبية العقيمة والمحصورة بين أشخاص محددين، فما من يوم فتحت الموقع وإلا قرأت أكثر من مقال فيه الكثير من التهجم على أحزابنا القومية والشخصيات السياسية، إضافة إلى الحرب الشعواء التي بدأت نارها تستعر مع إقتراب كل مناسبة ( إقتراب موعد إجراء الإحصاء السكاني العام في العراق). وكان بودي أن أكتب هذا المقال قبل فترة، لكن سبقني في ذلك الأخ بطرس نباتي في مقاله الذي حمل عنوان(  أن لم ننصف أنفسنا ... كيف نطالب مجلس الشيوخ بأنصافنا؟
دعوة مفتوحة لمصارعة حرة غير مقيدة)   حيث أثلج فحواه صدري قليلاً وأخمد ثوران أعصابي  وأنا أشاهد أبناء جلدتي من المثقفين عوض التكاتف والوحدة يتصارعون مع بعضهم البعض من أستراليا وأمريكا وأوربا وووو في موقع عنكاوة، صراع وأي صراع وكأنهم أعداء يتقاتلون مع جيوش إبليس في سبيل حماية وجودهم القومي والحفاظ على أرض أجدادهم التي هجروها ولايقربونها إلا في حال كانت إجور السفر والإقامة والسياحة والإيفاد مدفوعة لهم لحضور المؤتمرات الربيعية في الأرض التي أصبحت قبلة لصائدي الساحر الأخضر(الدولار).
  أتحسر عليكم وأنا أجد فيكم علة المشكلة وليس حلها، أتحسر عليكم وأنتم تمزقزننا وتقزموننا وتبيعوننا كلما سنحت الفرصة لكم، أنتم يامن تزيدون الطين بلة، يامن تفرقوننا عوض لملمتنا، أنتم تعيشون في بلدان الثقافة والديمقراطية وإحترام إرادة وحقوق الشعوب، كيف تسمحون لنفسكم بالتدخل في شؤون الأخرين، نعم الأخرين لأنكم لاتفعلون شيئاً حباً به وله مالم تنتفعوا منه أولاً وأخيراً، فصول مسرحياتكم التي تكررونها مل منها المشاهدون وأمست حركاتكم واضحة، أين أفكاركم ورؤياكم ودراساتكم ونتاجاتكم للخروج من المأزق الذي يحيط بأبناء شعبكم من كل مكان، أين دوركم في تحريك المنظمات العالمية لأغاثة شعبكم الذي سيصبح بعد سنين قليلة في زمن كان في أرض النهرين، أين أنتم من المقالات والدراسات التي تترجم وترسم واقع شعبكم المرير المذبوح ليل نهارالتي نشرتموها في كبريات الصحف العالمية والإذاعات ومحطات التلفاز والتي تستحق أن يفتخر بها أبناء أمتكم وأنتم تعيشون في بلد الحريات والديمقراطية ولاتجيدون سوى التسمر أمام حواسيبكم  لتكتبوا وتروجوا لأفكار لاتجول في فكر وخيال إبليس، أين دعمكم وجمعياتكم الخيرية الراعية للطلبة المتفوقين لتكميل مسيرتهم العلمية داخل أو خارج الوطن، أين دعمكم للقطاع الرياضي والثقافي والفني وووو.... أين أنتم وموقعكم في هذه الخارطة؟؟  وفي النهاية من الذي سيدفع ثمن أخطائكم وأثامكم هذه بعد أن تنتهي المسألة وتتقزم وتتشرذم الأمة ويتخندق الأخ ضد الأخ ويتقاسم المتصارعون ميراث العجوزة المقعدة، ونفقد تأريخنا وأرضنا وحقوقنا ووحدتنا وقوتنا، من سيدفع الثمن أنتم المسترخون في دياركم الأجنبية، أم نحن المغلوبين على أمرنا المثقلين بالأحزان الأبدية.
    أرجوا أن تكفوا عن الكتابة، أو أن تكتبوا بمسؤولية وضمير، أن تكتبوا لأبناء أمتكم من أجل وحدتهم ونهضتهم ودعمهم ومساندتهم وتقدمهم ورفع منزلتهم ونصرة قضيتهم، لا من أجل زرع الشقاق بينهم وتأجيج روح التفرقة والطائفية فيهم، أرجوكم لاتحرقوا أمتكم، لأنها أسمى من أن تتقاسموها وتمزقوها في كتاباتكم.
كما أتمنى من إدارة موقع عنكاوة أن تعيد النظر بالمواضيع التي تمس الوحدة القومية وأحزابنا لأننا أصبحنا ندرك الحقيقة ولم تبقى أعيننا مغمضة كما في السابق، فنحن اليوم نبصر والحمدلله لنفرق بين القومي والمتطفل.

110
بيت نهرين الديمقراطي يهنيء مسؤول المركز الثالث للوطني الكوردستاني

  زار وفد من حزبنا(حزب بيت نهرين الديمقراطي) في الرابع عشر من أيلول الجاري، مقر المركز الثالث للإتحاد الوطني الكوردستاني بقضاء سوران، بغية تقديم التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وتولي السيد آريز عبدالله القيادي في الإتحاد الوطني الكوردستاني منصب مسؤول المركز، وقد إستقبل وفد حزبنا الزائر بحفاوة من قبل السيد مسؤول المركز وعدد من أعضائه ، وقدم وفد حزبنا تهانيه الحارة للسيد عبدالله بمناسبتي حلول عيد الفطر المبارك وتسنمه لمنصبه كمسؤولاً للمركز، وتمنى له الموفقية والنجاح في أعماله لخدمة المنطقة، كما تطرق الجانبان إلى أهمية توطيد العلاقات أكثر بين بيت نهرين والوطني الكردستاني. ومثل حزبنا في هذه الزيارة كل من الرفيقين جونسن عيسى وايفان جاني عضوا اللجنة المركزية والرفيق ريفان جاني عضو محلية ديانا.















   

111
عندما تذوب جبال الجليد
بقلم: ايفان جاني
لربما القارئ، ومن الوهلة الاولى لمطالعته لهذا العنوان، سيتصور بأن الكاتب سيخوض دراسة مناخية يتطرق فيها الى ذوبان جليد القطبان الشمالي والجنوبي أو ألاسكا أو غيرها، لأننا نواجه موجة حر شديدة اجتاحت أجزاء كبيرة من العالم، وضربت العراق أيضاً، وأصبحت حديث الساعة، إلا أن ما يروم اليه الكاتب ليس له علاقة بهذا. فالجميع يعلم بأن العراق قد خاض تجربة انتخابية في آذار الماضي لاختيار البرلمان وتشكيل حكومة جديدة، وبعد مخاض طويل ولدت نتائج الانتخابات النهائية وصادقت عليها الجهات المعنية (إن صح التعبير)، إلا أن الجهات الأكثر أهمية لم تصادق عليها، بل بدأت تفتش عن ثغرات وهفوات قانونية ودستورية وغيرها بغية جر البساط من تحت أقدام بعضها البعض، لأن الكتل الفائزة تعي تماماً ما معنى أن تشكل الحكومة العراقية وتكون رئيساً لوزراء واحدة من أكبر دول العالم إنتاجاً للنفط، وأرض تعتبر اليوم من المناطق الخصبة للاستثمارات. هذا طبعاً بعد أن ذاق جل القادة السياسيين حلاوة المناصب والامتيازات القانونية والأهم من كل ذلك الامتيازات غير القانونية التي تمرر من تحت الطاولات الوزارية. هذه العوامل وأخرى كانت حجر عثرة في سبيل تحسن وضع المواطن العراقي الذي استبشر بسقوط النظام البائد خيراً، وانتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر ليبلغ أياماً تعوضه الحرمان والذل والعذاب الذي ذاقه طوال عقود، لكن ومع الأسف، فان الأيام كانت تخفي لهذا المواطن ما هو أسوأ من الماضي.
لربما أكون قد خرجت عن مسار مقالي، لأني لا أعتزم الكتابة عن أوضاع العراقي المغلوب على أمره. فالكتابة في رأيي لا تسعفه ولا تقيه البلية التي ابتلى بها، إلا أنني في الوقت نفسه رغبت أن أمر على هذا الموضوع وأجعل منه مقدمة للموضوع الذي أنا بصدد طرحه لكونه جزء من هذا الواقع. فالشعب (الكلداني السرياني الآشوري) كجزء أصيل من نسيج المجتمع العراقي، هو الآخر ابتلى بالداء الذي أصاب العراق بأسره، لأن قادة هذا الشعب أيضاً تتلمذوا على يد اولئك، وتعلموا منهم الكثير، خاصة في فنون الخداع والضحك على الذقون ودغدغة المشاعر الوطنية والقومية.
وأنا على يقين بأن الأيام أثبتت وستثبت ضعف رصيد قادة شعبنا السياسيين بعد الفشل الذريع الذي حققوه في العمل القومي، بعد أن تذوب جبال الجليد التي شيدوها حول وبين مجتمعات أبناء شعبنا. فإنفاق المال العام على غايات خاصة وشخصية لا تخدم مستقبل هذا الشعب، ناهيك عن استغلال مناصبهم السيادية للوصول الى أهداف ذاتية، وإدخال الأحزاب القومية في أنفاق مظلمة وطرق ملتوية خدمة وإرضاءً للبعض أو استخدامها كورقة في الصراعات الشخصية في حالات أخرى. كل هذه مسببات كفيلة بأن تجرهم وغيرهم الى نقطة النهاية عندما تهب رياح التغيير، رغم محاولة الشعب إعطائهم أكثر من فرصة، ومحاولته طي تلك الصفحات وزرع الأمل بنفسه في نفسه ولملمة جراحه وتوهمه بأن القادم أفضل من السابق، وإن أقنية الحوارات ستبدأ والنفوس ستصفى والأيادي الداعمة للوحدة ستمد وتفتح، إلا أن هذا الحلم لم يعرف يوماً سبيلاً الى أرض الواقع.
أكثر من أربعة أشهر مضت على نهاية الانتخابات، والزيارات واللقاءات والحوارات جارية على مختلف الأصعدة بين القوائم الفائزة لتشكيل حكومة عراقية جديدة، رغم الصراعات الحادة الدائرة بين تلك الأحزاب والكتل، وتضارب المصالح، وتباين الأفكار والمذاهب والقوميات، إلا أن الكتل التي نالت ثقة شعبنا لم تحرك ساكناً، ولم تسمح لنفسها بأن تطبق ولو نقطة في بحر برنامجها الانتخابي الزاخر بالأقاويل والكلمات الرنانة التي تسبق الأفعال في كل زمان. فأين أصبح مصير الوحدة القومية والحقوق القومية لشعبنا، وما الذي بذلته في سبيل ذلك هذه الكتل؟!
فمع ظهور نتائج الانتخابات وإعلانها من قبل المفوضية، تقاعدت جميع أحزابنا القومية التي خسرت والتي فازت في نفس الوقت، كالفلاح الذي يرتاح بعد أن ينتهي موسم الحصاد. لقد أثبتت جميع الأحزاب القومية بأنها تلهث وراء الجماهير وتغازلها فقط قبل الانتخابات، وعندما تحصل على صوتها تهملها ولاتحسب لها أي حساب. وهنا لا أروم الى التهجم على الأحزاب القومية، لكني أقولها وبصراحة بأنها قد خرجت عن الخط القومي، وأصبحت بمثابة جهات تعطي عندما تريد وتأخذ بالمقابل، أي أصبحت تزاول التجارة مع أبناء شعبها، ولم تبقى بتلك الأحزاب التي تضحي بالغالي والنفيس في سبيل حرية الشعب، بل أصبحت بحركاتها وتوجهاتها هذه تقيد حركة الشعب وتشلها حتى بلغت حد أن يفقد الشعب ثقته بها ويهبها لآخرين أو يعتصم عن الإقتراع إيماناً منه بعدم أهليتها، وهذا ما حدث في الانتخابات الأخيرة عندما سجل شعبنا فيها حضوراً ضعيفاً مقارنة بالانتخابات العامة التي سبقتها، ناهيك عن تصويته وبدرجة كبيرة لجهات أخرى غير قومية.
وبالنسبة للكتل التي فازت، فالعمل القومي لايعني الإستفراد بالمناصب والتعالي على أبناء أمتك والأحزاب الأخرى التي لم تنجح في كسب ثقة الشعب في الإنتاخابات الماضية، لأن الشعب عندما قرر إعطائكم حق تمثيله في الحكومة العراقية القادمة كان قراره مبنياً على برنامجكم الإنتخابي والأفعال والأعمال الإيجابية التي عرفتها مسيرتكم خلال الفترة الماضية، وفي حال رأى بأنكم تفعلون ما لاتقولون وتهملون الجوهر وتتمسكون بالقشور فإن رأيه بالتأكيد سيكون مغايراً عندما يقف أمام ورقة الإقتراع مرة ثانية.
 وكان حري بتلك الكتل أن تسعى لكسب ثقة الأحزاب الأخرى التي خرجت من العملية الإنتخابية خالية الوفاض، والعمل معاً بغية وضع ألية وبرنامج عمل قومي مستفيدة من خبرات الجميع، لا أن تتقوقع على نفسها وتنعزل عن الوسط القومي والسياسي، لكونها تمثل الشعب وهي تحمل أمال وأهداف أمة كاملة.
وبلوغ الأهداف القومية والسياسية المرجوة في بلد مثل العراق تتقاذفه الأمواج السياسية والطائفية والقومية وتسود فيه سياسة الإصطفاف المذهبي والقومي يجعلنا مجبرين على أن نتحرك مع تيارات المد السياسي بالرغم من عدم إيماننا بالأصطافافات أياً كان نوعها ولأية غاية كانت، لكونها تقود البلاد نحو مستقبل غير واضح المعالم وتزرع الحقد والضغينة في نفوس أبناء الشعب، إلا أن التحالفات المذهبية والقومية أمر لامناص منه وخاصة بالنسبة لشعب صغير مثل شعبنا(الكلداني السرياني الآشوري) الذي لايملك سوى خمسة مقاعد من أصل أكثر من ثلاثمائة وخمسين مقعداً في مجلس النواب، فإضافة إلى التحالف المطلوب بين كتل أبناء شعبنا الفائزة، كان عليها البحث عن كتل أخرة تتحالف معها لتضمن تمثيلاً قوياً وجدياً لشعبنا في البرلمان والحكومة المقبلين، لأن مرحلة مابعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ستكون مرحلة حساسة ومحورية وسيشهد العراق خلالها تغييرات جذرية، وسيسعى الجميع لأقتناص الفرص بغية الحصول على مكتسبات قومية ومذهبية، لأنه على أساسها سيتم توزيع المناصب السيادية في العراق المستقبلي.
ختاماً أقولها بكل صراحة، بأن أحزابنا القومية قد فشلت على جميع الأصعدة القومية والوطنية لحد اللحظة، بسبب السياسات الخاطئة والصراعات المستمرة والأفكار الذاتية المتعشعشة في رؤوس قادة أحزاب شعبنا السياسية التي هي المسؤولة عن كل ما جرى ويجري لشعبنا، وهم مطالبين بإعادة النظر في استراتيجياتهم السياسية القومية والوطنية والإقليمية وتعديلها أو التنحي عن مناصبهم التي احتكروها عقوداً إذا ما أحسوا بأنهم لا يستحقوها، لأن الشعب أصبح يميز بين الأبيض والأسود، وهو من سيقول كلمته الأخيرة، حينها لن يفيد البكاء على الأطلال شيئاً.

113
ألف مبروك لك أخي العزيز أسامة على إصدارك الجديد الذي تفوح منه الرائحة القومية العطرة، كما أرى بأنك وفقت في إختيار إسم الألبوم ليتلائم مع الضروف المريرة التي تمر بها أمتنا الآشورية في الوطن والمهجر، أتمنى أن تواصل دربك وأن تكون جل أعمالك مكللة بالنجاح خدمة وإثراء لمكتبتنا الموسيقية الزاخرة بالنجوم ذي الأصوات العذبة.


أيفان جاني- ديانا

114
نتاجات بالسريانية / اتري
« في: 13:59 15/03/2010  »

115
في الذكرى الـ 160 لصحافتنا الآشورية.. لتتحرر أقلامنا ولتتوحد

ايفان جاني - ديانا
لقد مضى أكثر من قرن ونصف على ولادة زهريري دبهرا أول صحيفة آشورية، وكان ذلك في العام1849بمدينة أورمي بإيران، وعلى أيدي كوكبة من مثقفينا. الذين أرادوا ملىء الفراغ الثقافي بواسطة زهريري دبهرا ومواكبة عجلة الثقافة والصحافة الأوربية التي كانت قد قطعت حينها شوطاً كبيراً لإنطلاقتها المبكرة.
تأثير البعثات التبشيرية كان كبيراً يومها على المجتمعات الشرقية وخصوصاً أبناء شعبنا المعروفين بشغفهم وحبهم اللامحدود للثقافة والعلم، وهذا مادفعهم للتفكير في إصدار هذه الصحيفة الفذة.
التحركات الإعلامية على مدى الفترات التي لحقت صدور هذه الصحيفة كانت تحركات ومحاولات فردية، المحرك الأساسي لها كانوا أشخاص، حيث كان الشخص الواحد يكتب ويطبع، وكل ذلك لتحقيق المنفعة العامة وإفادة وإثراء مكتبتنا الأدبية والفكرية.
وبعد مرور كل هذه الأعوام بدء نبع هذا الحب ينبض في أعماقنا، إنتمائنا القومي أصبح يتلاشى، التضحية في سبيل الصالح العام أصبحت تقابل كفكرة من أفكار الجنون والخروج عن المألوف.
قلائل قلة من يعملون من أجل غاية ومنفعة المجتمع، ومحدودن بقدر أصابع اليد الذين يعرضون أنفسهم لن أقول للمخاطر بل وحتى للمحاسبة والمسائلة الإعتيادية لسعيهم في إيصال رسالة وحقيقة إلى المتلقي.
اليوم الحقيقة المرة التي يجب على الإنسان أن يقر بها هي أننا أصبحنا ككتاب وصحافيين تجار وسماسرة الكلمة.
لكل كتابة وقلم سعر، لكل مفكر وصحفي إنتماء سياسي. أنا لاأعارض الإنتماء السياسي ولا الفكري بل بالعكس أشجعه شريطة أن لايكون على حساب المهنية والموضوعية في العمل. اليوم نحن بامس الحاجة إلى مؤسسة تحتضن جميع صحفيينا وكتابنا، مؤسسة تتولى مهام التوجيه البناء والمهني لأقلام الجميع، بحيث تصب في مصلحة الصالح العام، مؤسسة تجمع الروافد الضعيفة المتفرعة لتشكل نهراً قوياً ينبض بالحياة ويولدها أينما مر.
مع إستمرار عددنا بالتناقص جراء الضروف الصعبة التي يمر بها وطننا العزيز، تزداد حاجتنا إلى توحيد الصفوف والتكاتف ولم الشمل، نحتاج إلى توحيد كلمتنا وخطابنا القومي والفكري ليصل صداه كل المحافل. لنجعل القاريء يحس بالحياة والأمل في كتاباتنا ولتتلون جميع الصحف بأفكارنا وأن لانسمح للصحف بأن تلون أقلامنا.
في كتاباتنا لنعمل على إنصاف الحق، لأن التأريخ لن يسكت على أية كلمة مررت أو زيفت أو إستخدمت في مكان لايناسبها.
نحن الصحفيين نمثل مرآة مجتمعنا، فإن كانت المرآة لاتعكس الحقيقة كما هي حينها ستكون الصورة مشوهة ولن يرى القاريء في خطوطها الحقيقة ولن يتلذذ الكاتب نفسه باللوحة التي خطها لأنها بالحقيقة أمليت عليه وليست نابعة من أعماقه.
لنحافظ على مصداقية كلمتنا ونبض الضمير في قلمنا كي لانضيع في بحر التخبطات ونتوه في مد مغرياة الحياة الذي أصبح يلاحقنا.
علينا أن لانغمض أعيننا عندما نرى حالة سلبية في هذا أو ذاك لأنه من جماعتنا أو محسوب علينا فكرياً بل علينا تسليط ضوء قوي ساطع لنبرزها للعلن ونضع الحلول الحقيقية لها. علينا نحن الصحفيين أن لانكون أداة من أدوات إستغلال مجتمعاتنا وتسخير قواهم لصالح أشخاص أو جهات، فالمسؤولية التي حملناها على عواتقنا أهم وأسمى من كل هدف وغاية حياتية نسعى لبلوغها بالعبور على أساسيات وأخلاق مهنتنا.
من هذا المنطلق علينا البدء بتنظيم عملنا ولم شتات انفسنا وصهرها في بوتقة واحدة، وتوجيه عملنا نحو الطريق القويم الذي هو مليء بالصعوبات لكن نهايته عظيمة ومفرحة للجميع.
في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعاً لايسعنا إلا أن نجدد العهد بالمضي قدماً في درب هذه المهنة المشرفة وإيصال وإبراز كلمة الحق أينما كانت. المجد والخلود لشهداء الصحافة والحقيقة أينما كانوا. 


117
السيد دشتو أدم
عاشت أياديك على هذا الشعر الجميل والمعبر عن الواقع المرير الذي يمر به شعبنا
دعوتك لأبناء شعبنا للنهوض والشروع بالعمل القومي المشترك والحقيقي ضرورية في أيامنا هذه ونتمنى من الجميع أن يعمل بدعوتك ويعيد النظر بالخطوات التي خطاها سابقاً كي لايقع في الأخطاء القديمة المميتة.

118
مبروك الأغنية الجديدة متمنياً لك التواصل والنجاح
مع كل الود


ايفان جاني/ زميل الدراسة

119
نتاجات بالسريانية / يولبانا
« في: 22:46 11/10/2009  »

120
مسؤولية مؤسسات شعبنا في تنشئة شباب مثقف متعلم
 
                                                                                      ايفان جاني كوربيل

الثقافة والتعليم جانبان مهمان في حياة الأمم، فهما من الركائز الأساسية التي تبني عليهما الأمم مستقبلها وتعد وفقهما مخططاتها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وغيرها.
يرتبط هذان الجانبان إرتباطاً وثيقاً بالبيئة والمجتمع، فيحتاجان إلى عقول نشطة خصبة وإلى ضروف حياتية مناسبة.
يعتبر أبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) من الشعوب الغنية بالعقول المفكرة والمبدعة التي برعت في ميادين حياتية شتى بالرغم من الضروف المريرة التي عاشتها.
المتابع لتأريخ شعبنا سيجد تبايناًً شاسعاً بين الضروف التي سنحت لأبناء شعبنا للدراسة والتثقيف وباقي القوميات الأخرى المتأخية معه في الوطن، وحتى في دول أخرى.
فأبناء شعبنا معروفة بيئتهم الأكبر ألا وهي البيئة الجبلية والريفية البعيدة كل البعد عن مظاهر الحضر، هذه البيئة القاسية التي تخلو في العادة بحكم موقعها الجغرافي النائي والسياسات القمعية للحكومات المتعاقبة من كل سبل ووسائل التعلم، ففي بيئات شعبنا الفقيرة قليلة ومعدومة كانت المدارس ومعاهد التعليم، وقلة قليلة من ابناء شعبنا كانوا يملكون الإمكانية الإقتصادية لمغادرة الريف والإلتحاق بالمدارس في المدن، فالفقر كان قد أثقل كاهلهم، ولقمة العيش لم تكن تبلغ أفواههم بيسر وسهولة، هذه العوامل وغيرها دفعت الكثير من أبناء هذا الشعب لإمتهان الزراعة والرعي والأعمال الخدمية الأخرى وأن يمحو من ذاكراتهم فكرة إرتياد المدرسة والحصول على الشهادات الدراسية التي تسهل على الفرد العمل والحياة على السواء، أضف إلى ذلك كله الحروب المتتالية التي أصبحت تعصف بقرى ومدن أبناء شعبنا بين الفينة والاخرى جعلت همهم الأول والأخير الهجرة والترحال لحماية أرواحهم وأرواح أحبائهم، ليعودوا بعد هدوء العاصفة إلى أراض محروقة المحاصيل ومهدومة البنيان ومسلوبة فيشرعوا حياتهم القاسية ليتصارعوا مع البيئة القاسية مرة الثانية في حرب البقاء والنضال على أرض الأجداد.
مع كل هذا فأعداء هذا الشعب العظيم لم يتوقفوا وعمدوا سلب أبناء شعبنا من هويتهم الوطنية، ومن كافة أوراقهم الرسمية التي تثبت مواطنتهم وإنتمائهم الوطني، لتنسب وتلفق لهم ألف تهمة وتهمة ويطرد الباقون من الدارسين في المدارس والمعاهد والجامعات الوطنية وممن تبوء مراكز رسمية في الدولة.
لازال هذا الغبن الذي لحق بشعبنا قائماً حتى اليوم في ظل دولة تسيرها الأحكام الديمقراطية، فبعد أن زال كابوس البعث الجاثم على صدورنا وتنفس شعبنا الصعداء، بقي شعبنا كما كان في المراتب الأخيرة من كل الإمتيازات الممنوحة لأبناء شعب العراق، فالنظام البائد كان يوزع المقاعد الدراسية والبعثات العلمية وفق الإنتمائات الحزبية والمصالح الشخصية الخاصة وبهذا كان ابناء شعبنا محرومين وتم إقصائهم بحجج واهية، وها اليوم وفي ظل دولة القانون والمساواة نرى بأن الغبن لازال قائماً وامام أعيننا، فمرة ثانية تعود المحاصصة الحزبية السياسية لتلعب دورها في توزيع المقاعد الدراسية بالنسبة للدراسات العليا والدراسات الإسترتيجية والبعثات الخارجية، فتوزع هذه المقاعد التي يجب أن بشغلها أناس متمكنون وخريجون أكفاء ذات درجات عالية، توزع كغنائم سياسية بين الأحزاب الحاكمة والقوى المتسلطة على الحكومة العراقية، وهكذا إمور وغيرها التي لاتقدر ولاتعوض بثمن تتجعل من وطننا يراوح مكانه بالنسبة لعجلة التطور والتقدم التي فاتت على العراق واصبح يبعد عنها بألاف السنين الضوئية، هكذا إمور تجعل من وطننا العراق يتربع على عرش أكثر دول العالم فساداً وفي طليعتها، فإن إستشرت ظاهرة الفساد في المجالات التربوية والتعليمية فإقرأ السلام على ذلك المكان.
كل هذه العوامل وغيرها جعلتني أكتب هذا المقال، هذا المقال الذي هو بمثابة صرخة وإستنجاد بمؤسسات وأحزاب الشخصيات ذات التأثير من أبناء شعبنا، لأن ما كان يميز ابناء شعبنا عن باقي القوميات الأخرى كان علمنا ومستوانا الثقافي الذي أصبح يواجه خطراً أكيداً في ظل الضروف التي سلطت الضوء عليها، من هنا أطالب كل ذي قدرة وسلطة للتدخل لدن الحكومة العراقية والإقليمية من أجل عدم حرمان أبناء شعبنا من هكذا إمتيازات وإستحقاقات لطالما حرمنا منها، فاليوم مقياس قوة وشخصية الأمم هو بمثقفيها ومتعلميها، وإذا بقينا على هذا الحال فغننا وفي القريب العاجل سنخسر الكثير الكثير في وطننا، لأن الإستحقاقات السياسية والإقتصادية تتطلب أشخاصاً يحملون شهادات عالية وعالمية، وهذا ماسيضع أبناء شعبنا وأماله في نهاية الطابور، طالبين الرحمة ومتوسلين بهذا وذاك أملاً في أن نحصل على ملحق في سفارة أو مساعد في وزارة ووو.. لأننا من حاملي الشهادات المحلية وبإختصاصات قديمة ودرجة متدنية.     

121
نتاجات بالسريانية / رد: قمودي
« في: 13:54 25/09/2009  »
شكراً جزيلاً أيها الأشوتي، تمنياتي للجميع بالموفقية

122
نتاجات بالسريانية / قمودي
« في: 12:36 20/09/2009  »

123
شعبنا بين قلق المنظمات الإنسانية وعدم إكتراث الحكومة العراقية
   
                                                                                          ايفان جاني- ديانا
يعتبر شعبنا الكلداني السرياني الآشوري أحد أعظم وأعرق الشعوب الموجودة على سطح المعمورة، فتأريخ هذا الشعب يمتد من أيام أبينا آدم ولحد هذه اللحظة، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على قوة هذا الشعب وحماية الرب له لبقائه رغم المأسي  والحروب الطاحنة التي خاضها والتي فرضت عليه.
منذ سقوط الإمبرطورية الآشورية وعاصمتها نينوي 612ق-م أصبح هذا الشعب محكوماً ويعيش تحت وطأة حكام وأنظمة لاتمت إلى ثقافته وديانته بصلة، بالرغم من قدرة بعض البقاع التي كان يسكنها أبناء هذا الشعب من الوصول إلى نوع من الحكم الذاتي كما الحال في هكاري، إلا إن هذه الحالة ايضا لم تدم طويلاً بسبب المكائد السياسية التي نسجتها القوى الخارجية ذات المصلحة للقضاء كلياً على أي وجود لهذا الشعب وإقتلاع عروقه من أرضه الأم. منذ تلك الأزمنة الغابرة وإلى يومنا هذا عانى شعبنا ولازال يعاني من تعسف الأنظمة المتوالية على سدة الحكم في مناطق سكناه، بالرغم من كون شعبنا أكثر الشعوب إمتثالاً وإنصياعاً للقانون وتبنيه لنهج العيش الأخوي المشترك والعيش الكريم بمحبة ووئام بعيداً عن النزاعات الدينية أو العرقية، فمرة نقع ضحية أكاذيب ملفقة تديننا بكوننا جواسيس وأتباع جهات أجنبية وإقليمية وتارة نضطهد بسبب هويتنا القومية التي نحملها قرون عدة ومرة أخرى بسبب ديانتنا التي نعتز بها.
لم يسلم شعبنا بالرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها لكسب ود وثقة أزلام السياسة المتعاقبين على الأنظمة العراقية والعالم الشرقي بشكل عام، فها نحن نتعرض إلى ضربات موجعة وقاصمة منذ نيسان 2003 بعد سقوط صنم البعث البائد الذي كنا ننتظر بزوغ شمس جديدة على عراقنا لتغري بدفئها أولئك المغتربون في البلدان الباردة ليعودوا ولينعموا بدفئها، لكن الرياح هبت بعكس مسير مركبنا فتبددت أحلامنا، وأصبحنا أهدافاً للجماعات المتطرفة والمتصارعة على كعكة العراق، فتعرضنا للذبح والنهب والتهجير.
كل هذه العوامل مجتمعة وغيرها جعلت المنظمات الدولية التي تعني بحقوق الإنسان والأقليات العرقية أن تضع العراق في المرتبة الثانية بعد السودان من حيث الخطورة التي تواجهها جماعات وأقليات معينة وإمكانية تعرضها لمجازر أو عمليات قتل جماعي أو أي نوع من أنواع العنف المنظم، وأضافت منظمة MRG العالمية التي تعني بحقوق الإنسان في تقريرها الصادر في يوليو/حزيران 2009 بأن "العراق يدخل في قائمة دول كأفغانستان وباكستان والصومال حيث يواجه السكان فيهم بحسب المنظمة خطر مجموعات المعارضة المسلحة والقوات المسلحة الوطنية والدولية في آن واحد، كما إنهم عرضة للصراع على السلطة على أساس أثني وطائفي".
السؤال الذي يطرح نفسه هنا والذي أمسى لغزاً محيراً لكافة الأوساط هو: لماذا يتعرض أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري المسالمين لهكذا مخاطر وهم ليسوا في موقع صراع على السلطة مع أية جهة؟ هل هناك أجندات إقليمية ودولية غايتها إفراغ العراق من هذا المكون الأساسي، ولماذا وماهو السبب ومن المستفيد؟ هل هناك قادة من أبناء هذا الشعب متورطون مع جهات سياسية ويدفع أبناء هذا الشعب الفاتورة عنهم؟ هل السياسة التي تتبعها أحزاب ومؤسسات ومنظمات شعبنا خاطئة وهي موجهة ضد البعض ولخدمة البعض الأخر؟هل ضعف القرار السياسي والتمثيل في مجلس النواب والحكومة العراقية هو السبب؟ أين دور رجال الدين  وممثلي  أبناء شعبنا في مجلس النواب العراقي والحكومة العراقية في تصحيح مسار الإمور إن كانت خاطئة على مر الأعوام الستة الماضية. لماذا الدولة العراقية وأجهزتها الأمنية متغيبة أو تغيب نفسها من إحدى أخطر الحالات التي أصبحت تعصف بالعراق وتهدد أحد أقدم شعوبه بالإبادة الجماعية وإقتلاع وجودها التأريخي الذي يمتد لسبعة ألاف عام؟ إلى متى ولماذا إصرار ممثلونا في مجلس النواب العراقي في الدفاع عن سياسة ودور ساستها وإدعائهم بأن دولة القانون الموحدة هي الكفيلة بحماية القوميات والأديان الصغيرة وحتى الكبيرة من جور وبطش الإرهابيين وأين شبح هذه الدولة الذي لانراه حتى في أحلامنا؟ ألم يحن الوقت كي ندافع ونحمي ونحكم ذواتنا بأنفسنا، ألم تأتي اللحظة الحاسمة التي فيها يجب أن نرمي كل خلافاتنا الثانوية على جنب ونشرع بالعمل من اجل تطبيق مشروع الحكم الذاتي لأبناء شعبنا على أرض الواقع, حكم ذاتي في منطقة أمنة يمارس فيها أبناء شعبنا حياتهم العادية ويسعون للقمة عيشهم ويمارسون طقوسهم الدينية دون التفكير بالمفخخات والدم، هل هذا المطلب كبير على شعب أفنى حياته في سبيل خدمة أرض هذا الوطن من كل دخيل، ولماذا يدعي البعض بأن مجرد التفكير بهكذا مشروع سيولد نوعاً من الحقد تجاهنا من قبل جيراننا، وبأن هذا المشروع هو بداية الطريق نحو الهلاك الجماعي ويشجع العنصرية وفيه سيكون شعبنا هدفاً سهلاً للألة العسكرية التي ستحصدنا كسنابل القمح في سهل نينوي؟ لماذ كل هذا التشائم وعدم الثقة بالنفس! ألسنا مستهدفين لكوننا مسيحيي الهوية ونقترب من الهلاك الحقيقي يوماً بعد أخر، هل طلب أبسط الحقوق للعيش في سلام ووئام هو أمر خارج عن القانون ويدخل في خانة العنصرية والتبرئة من الهوية العراقية! ألا يعطينا الدستور الوطني الفدرالي والإقليمي الحق في يكون لنا حكم ذاتي في المناطق التي غالبيتها من أبناء شعبنا كألقوش والشرفية وتلسقف وبغديدا وكرمليس وغيرها. فإلى متى نقف في وجه قدر أمتنا في حين إن جميع الطوائف والجماعات وليس القوميات تعمل من أجل الحصول على جزء من كعكعة العراق أرض الأجداد(بيت نهرين)، هل لعدم كوننا في موقع قيادة المسيرة وأصحاب الفكرة نعارضها ونجد بدائل سياسية رخيصة وغير مجدية لها.                                                                                                                     
 الوقت الأن أكثر ملائمة من أي وقت مضى للمطالبة بحقوقنا القومية كاملة دون مساومة وخوف، واللذين يعارضون هذه الفكرة والمشروع فإن عمر ثقلهم السياسي أصبح قصيراً وماهي إلا أشهر قلة حتى يتركوا دفة القيادة للشعب الذي إستغلوه لأكثر من عقدين. ولكن ها إن ساعة الحقيقة قد جائت والشعب يكافيء من جهد وضحى ويعاقب من تكاسل وإستغل ، وحينها لن يبقى لأولئك حتى أصدقائهم الممولين الداعمين المستغلين المخططين، اللذين يرتمون في أحضانهم كلما ضاقت عليهم الدنيا التي أصبحت بالفعل ضيقة عليهم.                                                                                                       

124
لمن أصوت ولماذا.. حق دستوري وإنساني للجميع
 
                                                                                               ايفان جاني
الديمقراطية من اللغات السهلة والمرنة التي عرفها الإنسان ومارسها في العمل السياسي. فما يزيد على نصف سكان الكرة الأرضية يحتكمون إلى هذه اللغة في تمشية حياتهم وللفصل بين القوة والعقلانية. للديمقراطية تفرعات وأجزء عديدة موزعة حسب متطلبات حياة الإنسان والمجتمع والعصر.
فبعدما كانت سياسة القوي المتأسد هي السائدة وتحكم العالم القديم، جائت الديمقراطية لتضع لهذه السياسة الخاطئة نهاية وتستبدلها بلغة الفكر والعقل،  فإنبثقت عنها العملية الإنتخابية التي يتساوى أمام صندوق الإقتراع فيها السيد والعبد، الرجل والمرأة، القوي والضعيف، الغني والفقير، فهم سواسية ولهم نفس القوة عبر ورقة الإقتراع التي تعطي القوة لشخص وتنتزعها من أخر.
لقد أوجد العقل البشري العملية الإنتخابية لتفادي الأزمات والمشاكل والصراعات على هرم السلطة، وأصبح الإنسان من خلالها يمارس حقه الطبيعي في إختيار نوعية الحكم والحكومة التي ستحكمه، وكل هذا عبر إقتراع سري ديمقراطي مباشر لتفادي الأزمات والمشاكل بين المقترعين المختلفين فكرياً.
من هذا المنطلق على كل شخص إحترام وجهة نظر وفكر الشخص المقابل، لأنه ليس من المنطقي أن تتطابق آراء وأفكار الملايين في قضية معينة وقرار معين.
فكيفما تعطي لنفسك الحق في الإختيار والتعبير والنقاش، فعليك في الوقت عينه إعطاء هذا الحق للمقابل، فلايمكنك فرض رأيك على زميلك حتى إن كنت على صواب، لأن الصواب من وجهة نظرك لايعني بالضرورة الصواب عند الأخر ومن الزاوية التي ينظر إليها هو إلى الإمور، والرأي  ليس مقدساً ومنزلاً ليبقى محافظاً على بريقه وقدسيته حتى بعد مرور الأزمنة وتعاقب الأجيال وتغيير المجتمعات، فالرأي عرضة للتغيير مع التغييرات التي يحدثها الزمن على الفكر والرؤية الإنسانية.
نحن كأحد أقدم شعوب المعمورة عرفنا القوانين والشرائع قبل ولادة معظم القوى العالمية التي تُسير العالم في هذه اللحظة وتتحكم بمصيره إلى حد كبير، لكن تأريخنا هذا وتضحياتنا لايعطيانا الحق للتنقيص والتقليل والطعن بمنجزات وافكار وسياسات هذه القوى التي لربما إعتمدت على أفكارنا في تطوير نفسها في الكثير من المجالات ، وفي الوقت نفسه لايسعنا القول بأننا أصحاب الفضل في كل مايحدث للعالم.
الكل يعلم بان العالم أصبح اليوم يعيش تحت تأثير الدول ذات الإقتصاد القوي الصلب، وهذه الدول هي التي تتحكم بميزان العالم، فتارة ترفع ذراعاً وتارة أخرى تخفضها وتارة تجعلها متوازنة.
اليوم أصبحت السياسة رهينة الإقتصاد.
العملية الإنتخابية الأخيرة التي شهدها إقليم كوردستان العراق والتي شهدت تنافس أربعة قوائم من أبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) على مقاعد الكوتا الخمسة المخصصة لشعبنا، أبرزت على الساحة عدم النضج السياسي لبعض القوائم المدعومة من أحزابنا السياسية بالرغم من تأريخها النضالي ومشاركاتها في غالبية العمليات الإنتخابية على مستوى العراق والإقليم، فإفتقار هكذا قوائم للروح الديمقراطية التنافسية وعدم تقبلها للخسارة كتقبلها للفوز جعلها تكون في نهاية المسيرة هذا إن لم تكن قد أضاعت طريق المسيرة ، فمع ظهورالنتائج الإنتخابية الأولية هب البعض يستغل المنابر الإعلامية بشكل سيء مطلقين الشتائم يميناً ويساراً  وملصقين التهم بهذا وذاك مستعينين بالألفاظ السيئة الجارحة وهذا مايفسد طعم ونشوة الفوز على الشعب الذي إنتخب ممثليه بكامل إرادته ووعيه دون أية ضغوطات. فمن أهان اخاه أهان نفسه، ومن إحتقر أعمال وأفعال أشقائه الخيرة والمستفيدين من هذه الأعمال بالرغم من التقصيرات والسلبيات فكيف له أن يقود المسيرة القومية وكيف للمُهان أن يقف في المسيرة إلى صفه .
ألم يكن أولئك الذين يشتمهم ويصفهم بالخونة وبائعي الذمم قد صوتوا له يوماً  ليصل إلى ماهوعليه الأن، أم إنه نسي أو تناسى ذلك، أو هو الأخر وصل إلى تلك المناصب بالتزوير والمحاصصة والتبعية وشراء الذمم لهذا أمسى ملماً ويتقن كافة الطرق الغير شرعية التي ينسبها للأخرين في كل مناسبة يخسر فيها جزءَ ً كبيراً من قاعدته لعله يجد في ذلك عذراً يقنع أتباعه المتبقين .
لجميعنا ملاحظات على القوائم المشتركة في العملية الإنتخابية، لكن أن نصل بالمسألة إلى درجة السب والإتهام والإهانة والشتم وإستخدام الألفاظ البذيئة فهذا أمر غير مقبول ولايرضاه شعبنا وهو بمثابة نقطة سوداء في جبيننا كدعاة للديموقراطية ، وعلى تلك المنابر الإعلامية وفي مقدمتها (عنكاوة كوم) الإلتزام بالقوانين الأخلاقية لمهنة الصحافة والإعلام وعدم نشر الردود والتصريحات التي تحوي كلمات مسيئة لشخصيات وجهات منافسة وإلا فقدت تلك المنابر الإعلامية إستقلاليتها لدن الشعب.
وإن كانت المسألة متعلقة بكون الناخب من ابناء شعبنا أو من أبناء الشعوب المتأخية معنا في الإقليم إنجر للتصويت لصالح القائمة التي تؤمن مصالحه وتحافظ على مكتسباته ، فإن هذا أمرطبيعي و قائم حتى في أكثر البلدان تطوراً وديمقراطية، فالمقترع ينتخب القائمة التي تلبي مطاليبه ومصالحه وتدعم مشاريعه ويستفيد منها وهذا حق مشروع ولا تسوده علة أوعيب وليس بيعاً للضمير ولاالقومية ولاشراء للذمم والنفوس كما تدعون، وإن لم يكن كذلك فما هو الداعي والهدف من الدعاية الإنتخابية التي تتحدث عن تحسين الضروف المعيشية للسكان  وتوفير فرص العمل للعاطلين وبناء المجمعات السكنية ووو.
في النهاية الشعب قال كلمته الفاصلة وإختار من سيمثله للسنوات الأربعة المقبلة، فهنيئاً لكل من نال ثقة شعبه وعلى الجميع إحترام رأيه.

125
نتاجات بالسريانية / رد: نيسان
« في: 13:16 05/04/2009  »
الأخ العزيز فهد إسحق
قصيدة جميلة ومفعمة بالحياة كما هو نيسان..تمنياتي لك بالموفقية والنجاح

126
نتاجات بالسريانية / نيسان
« في: 15:47 30/03/2009  »
  ܢܝܣܢ ܘܐܘܡܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ

ܐܝܒܼܢ ܓܢܝ


    
ܐܒܼܗܝ̈ܢ ܐܬܘܪ̈ܝܐ ܚܝܢ̈ܐ ܕܢܝܢܘܐ ܘܒܒܼܠ، ܫܢ݇ܬܐܝܬ ܟܐ ܙܝܚܝܗ݇ܘܐ ܒܐ݇ܬܝܬܐ ܕܢܝܣܢ، ܝܪܚܐ ܕܚܘܕܬܐ ܘܚܐܪܘܬܐ ܘܫܘܦܪܐ ܘܚܝ̈ܐ ܚܕܬ̈ܐ ܘܦܘܠܚܢܐ. ܙܝܚܬܐ ܕܥܡܢ ܒܐܗܐ ܝܘܡܐ ܠܐ ܝܗ݇ܘܐ ܗܪ ܗܕܟܼܐ ܐ݇ܬܝܬܐ ܕܠܐ ܗܟ̰ ܬܚܡܢܬܐ، ܝܼܢܐ ܐܝܬܗ݇ܘܐ ܠܗ ܣܒܒ̈ܐ ܕܓܢܗ، ܕܪܒܐ ܟܬܘܒܼ̈ܐ ܟܬܝܒܼ̈ܐ ܝܢܐ ܒܘܬ ܕܝܝ̈ܗܝ، ܘܟܠ ܚܕ݇ ܒܚܕ݇ ܐܣܟܝܡܐ ܦܪܝܫܐ، ܐܚܢܢ ܠܟܼܐ ܠܐ ܥܒܼܪܚ ܓܘ ܥܘܡܩܐ ܬܫܥܝܬܢܝܐ ܕܐܗܐ ܝܘܡܐ ܐܠܐ ܐܚܟ̰ܝ ܒܬ ܗܡܙܡܚ ܒܘܬ ܚܕ݇ܟܡܐ ܢܘܩܙ̈ܐ ܐܢܢܩܝ̈ܐ ܕܟܐ ܚܒܼܫܠܗ݇ܘܢ ܢܝܣܢ.
 ܗܡܫܐ ܐ݇ܢܫܐ ܟܐ ܫܠܗ ܡܢ ܙܘܥܐ ܘܦܘܠܚܢܐ ܘܟܫܝܪ̈ܘܬܐ ܦܪܝܫܐ ܒܥܕܢܐ ܕܩܪܬܐ، ܐܬܘܪ̈ܝܐ ܝܼܗ݇ܘܐ ܚܕ݇ ܥܡܐ ܡܚܒܢܐ ܕܦܘܠܚܢܐ، ܘܬܡܒܠܘܬܐ ܠܐ ܠܚܡܐܗ݇ܘܐ ܥܠܝ̈ܗܝ، ܒܘܬ ܗܕܟܼ ܥܡ ܐ݇ܬܝܬܐ ܕܒܝܬ ܢܝܣܢ̈ܐ ܘܫܪܝܬܐ ܕܦܫܪܬܐ ܕܬܠܓܐ ܚܠܝܡܐ ܕܛܘܪ̈ܢܐ، ܟܐ ܡܠܝܗ݇ܘܐ ܠܒܝ̈ܗܝ ܡܢ ܚܕܘܬܐ ܕܕܥܪܝ ܚܕ݇ ܓܗܐ ܐ݇ܚܪ݇ܢ݇ܬܐ ܒܝܪ̈ܝܐ ܩܐ ܡܪ̈ܥܝܐ، ܘܓ̰ܘܢܩ̈ܐ ܠܨܝܕܐ، ܘܙܥܘܪ̈ܐ ܠܡܛܐܘܠܐ ܓܘ ܕܫܝܬ̈ܐ ܫܡܝܢ̈ܐ ܕܐܬܘܪ، ܘܣܒܼ̈ܐ ܘܣܒܼܝܬ̈ܐ ܠܝܬܒܼܬܐ ܩܕ݇ܡ ܡܫܚܘܢܝ̈ܬܐ ܕܫܡܫܐ ܕܒܝܬ ܢܝܣܢ̈ܐ، ܐܬܘܪ̈ܝܐ ܚܕ݇ ܥܡܐ ܝܼܠܗ ܕܚܙܐܠܗ ܪܒܐ ܪ̈ܕܘܦܝܐ ܘܩܫܝܘܝܬ̈ܐ، ܝܼܢܐ ܗܪ ܓܘ ܗܿܝ ܥܕܢܐ ܝܼܠܗ ܚܕ݇ ܥܡܐ ܚܝܠܢܐ ܘܡܪܐ ܕܗܒܼܝ، ܕܠܐ ܐܬܐ ܠܫܡܛܐ ܒܗܣܢܝܘܬܐ، ܐܗܐ ܡܢܕܝ ܝܼܗ݇ܘܐ ܚܕ݇ ܡܢ ܥܠܠܬ̈ܐ ܕܟܐ ܡܠܝܗ݇ܘܐ ܠܒܐ ܕܕܫ̰ܡܢ ܡܢ ܙܕܘܥܬܐ ܒܫܡܥܬܐ ܕܫܡܐ ܐܬܘܪܝܐ.
 ܐܢ ܓܫܩܚ ܥܠ ܡܦܐ ܕܐܬܪܢ، ܒܬ ܚܙܚܠܗ݇ܘܢ ܡܬܘܬ̈ܐ ܕܐܬܘܪ̈ܝܐ ܐܢ ܒܘܫ ܫܦܝܪ̈ܐ، ܘܥܬܝܩ̈ܐ، ܘܡܘܪ̈ܝܙܐ ܘܐܗܐ ܝܼܠܗܿ ܡܙܒܛܬܐ ܕܝܼܠܗ ܚܕ݇ ܥܡܐ ܡܚܒܢܐ ܕܚܝܘܬܐ، ܘܥܦܪܐ ܕܐܒܼܗ̈ܐ، ܗܟ̰ ܝܘܡܐ ܠܐ ܝܠܗ ܬܘܚܡܢܐ ܕܪܚܩ ܡܢܗ، ܐܦ ܥܕܢܐ ܕܝܼܠܗ ܡܛܝܐ ܣܝܦܐ ܕܕܫ̰ܡܢ ܠܝܛܐ ܥܠ ܦܓܼܪܗ ܨܦܝܐ ܘܚܝܠܢܐ.

127
أكيتو ممزق..أحزابنا متشتتة.. شعبنا يصفق

ايفان جاني

مرة ثانية الحزن يعصر قلوبنا، والأسى يأكل من أجسادنا النحيلة عوض البهجة والفرحة، مرة ثانية أكيتو جديد وسيناريو قديم، أكيتو جديد وصفقات حزبية لإغتنامه، أكيتو جديد ومكائد وسياسات قديمة تحاك لإيقاع أبناء شعبنا في شرك التخاصم.
لطالما تغنينا بأكيتو وقرأنا عنه كمناسبة قومية جامعة شاملة موحدة وعفوية، لكن يبدو بأن التأريخ الذي قرأناه لايتماشى ولايتناغم مع التأريخ الجديد الذي أمسى يكتبه ساستنا الساعون لإستغلال ضروف هذا الشعب القاهرة، الباحث عن ذرة فرح واحدة توقد شعلة الحياة التي إنطفأت في قلبه قبل سنين طوال جراء مالاقاه من بطش وقمع وقتل وترهيب وتهجير وتهميش، هذا الشعب الذي إنتظر طويلاً ليرى بزوغ شمس الحرية، هذا الشعب الأبي الذي تحمل الجور والإثم قرون عدة، هذا الشعب المتشتت المتبعثر الضائع في زحمة السياسات الفردية الخاطئة التي وجدت طريقها إلى عالمه منذ التسعينيات إبان إستئصال جذور البعثية من ارض كوردستان العراق.
مع إقتراب ساعات إنطلاق مهرجان أكيتو على أرض الأباء والأجداد بيت نهرين ترتفع وتيرة الخصامات والنزاعات والإنشقاقات في صفوف شعبنا(الكلداني السرياني الاشوري)، فهذا سيَنظمُ إلى الإحتفالات التي سيقيمها فلان، وذاك سيقاطع تلك الإحتفالات ويرى بأن أكيتو الحقيقي سيتجلى في إحتفالات أولئك ووو...لقد بدءت القوى السياسية منذ الأن بإستخدام نفوذها وتأثيراتها ومغرياتها وفرضها على المواطن لسحبه إلى ميدان إحتفالها، لتثبت للجميع بأنها القوة التي تستحق أن تمثل شعبنا في كل زمان ومكان، بدأت الشعارات الحزبية والأنية تطفو على الساحة القومية، وأمست بعض المناطق تصطبغ بالرايات الحزبية متفوقة وبالكثير على العلم القومي.
بصراحة: يبدو بأن أكيتو هذا العام أيضاً سيضيع كما ضاع لسنين طوال، لعدم إيمان قوانا السياسية بقدسية المناسبة وكونها حدث قومي لاسياسي يستغل لتعبئة الجيوب.هذه دعوة أوجهها لأبناء شعبنا أطالبهم فيها بضرورة وضع النقاط على الحروف وعدم السماح لكائن كان من سلبهم فرحة هذه المناسبة القومية الجماهيرية العزيزة على قلوب جميعنا، أثبتوا للجميع بأنكم أصحاب القرار وأنتم مخيرون ولستم بمسيرين، كونو على مستوى الأحداث ولتكن لكم أيضاً بصمة واضحة في هكذا مسائل حيوية وقومية تهم الصالح العام، لاتدعوهم يستغلونكم لأغراضهم وأهدافهم الشخصية ويتباهو بكم ويعلنوكم تنظيمات حزبية، إلى متى سنساق إلى حافة الهاوية ونحن في غفلة من أمرنا والتعصب الحزبي يعمي بصيرتنا.أنا بكلماتي هذه لاأهمش أو أقلل من دور أحزابنا ومؤسساتنا القومية التي كان ولازال لبعضها دور ريادي في الكثير من القضايا القومية والمصيرية الخاصة بأبناء شعبنا، لكن في نفس الوقت اطالبهم بالتعامل القومي مع أبناء شعبهم وعدم إستغلالهم سياسياً بين الفينة والأخرى، كما أطالب أبناء شعبنا أينما كانوا أن لايفسحوا المجال لأي حزب ليزرع الشقاق في صفوفهم وفي إنتمائنا القومي الذي هو فوق كل شيء، أطالبهم أن لايصفقوا لتمزيق أكيتو وتمزقهم في الوقت عينه..كل عام وأكيتو حدث قومي يلم شملنا ويداوي جراحنا ويوحد صفنا..كل عام وأكيتو تظاهرة قومية يقودها حسنا القومي المفعم بالحب والوحدة والتضحيات، لاإنتمائنا الحزبي الضيق الأفق، كل عام وأكيتو رمز وإرادة ووجود وحرية وتجدد وتجمع شعب بأكمله لاحزب أو جزء من أجزائه، كل عام وأنتم أكيتو وكل أكيتو أنتم ياأبناء أمتي.

128
ܚܝܐ ܟܢܘܟ ܡܝܩܪܐ ܢܝܢܘܣ ܢܪܪܝ ܩܐ ܕܐܗܐ ܡܫܘܚܬܐ ܫܦܝܪܬܐ
ܐܝܒܢ ܓܢܝ

129
لغة الصحافة الآشورية بين الآدبية والعملية

ايفان جاني- ديانا
من خلال الرؤية المتفحصة إلى ماآلت إليه الصحافة العالمية اليوم، ندرك ونلتمس فرقاً وهوةً شاسعة بينها وبين صحافتنا الآشورية (المطبوعات والمنشورات والمحطات الفضائية والإذاعات المسموعة التي تكتب وتتحدث اللغة السريانية الأم) في مجال لغتها، مع وجود متنفس جيد للصحافة الآشورية في الساحتين الإقليمية والعراقية نرى بأن هذه اللغة أمست جامدة ولم تتأثر إلا بقدر بسيط لايذكر مقارنة بالثورة العالمية التي ضربت عالم الصحافة،  فلغة الصحافة لم تبقى كما كانت اللغة الآدبية وإن كانت تضم قسماً منها في بعض مجالاتها،لقد ولى زمان المباهاة  بالقدرة البلاغية التي تجد صوراً عنها في الكثير من الصحف والمقالاة،  كما ولى زمان الكتابة الجبرانية(أي على طريقة جبران خليل جبران الشعرية)وغيره من الكتاب الذين كانت تطفى على كتاباتهم الصورة الشعرية الآدبية.لغة الصحافة اليوم هي لغة عملية بحتة،أي لغة سهلة سلسة، ونعني بها التي يتداول الناس مفرداتها وتراكيبها وأساليبها في ندواتهم وإجتماعاتهم وحياتهم اليومية، وقد صيغت في قالب فصيح وهذا مالانجده في  صحافتنا الآشورية، بعكس كل هذا لازال أغلبية كتابنا يعتمدون الإسلوب الآدبي فينتقون من بين المفردات أصعبها وأغربها التي لايتداولها غالبية الناس، ويلجئون لصياغة الجمل الطويلة المعقدة الفهم والإستيعاب لدن القاريء، هذا كله يجعل من القاريء ينفر من هكذا كتابات وإسلوب بالتالي يهجر حقل القرائة والمطالعة باللغة الأم التي لربما لم تسعفه الضروف في تعلمها وحاول ذلك في حين أصبح الكاتب نفسه مرة ثانية حجر عثرة في إيقافه من تطوير قابليته اللغوية، وينطبق هذا الكلام حتى على وسائلنا الإعلامية المرئية التي  تفضل هي الأخرى الكلمات القواعدية القديمة المعقدة ذات الإسلوب الآدبي على الكلمات العملية الأخرى التي يفهمها الناس بيسر دون عناء، وهذا أيضاً يفقد الإعلام جزءاً كبيراً من مشاهديه.لايمكن للإنسان أن ينكر الدور الريادي والجبار لمثقفينا الذين كانوا بمثابة أعمدة ودعائم أساسية إستندت عليها ثقافة هذا البلد وإعلامه، ونجاحهم هذا كان ثمرة فكرهم النير المتجدد الساعي إلى مواكبة التطور وعجلة التقدم يومها، تطورهم وتقدمهم المستمر جعل منهم متهمين من قبل النظام المقبور بالترويج للثقافة الغربية وأفكارها المعادية، وكان   لهذا الدور الكبير في هجرة العدد الكبير من هؤلاء إلى دول المهجر ذات الفضاء الرحب الواسع لمواصلة مسيرتهم ضد الدكتاتورية في حقل الرسالة الإنسانية. مايؤخذ على صحافتنا وبعد مرور سنوات طويلة من تحرير كردستان والعراق وتنفس الحركة الإعلامية الصعداء بأنها لازالت في النقطة التي توقفت عندها،بالتأكيد هجرة أصحاب الكفائات كما ذكرنا لها دور كبير في توقف عجلة الصحافة الآشورية، إلا أنه في نفس الوقت هناك نقطة مهمة يجب أن نراعيها وهي كثرة المؤسسات الإعلامية التابعة لأبناء شعبنا يقابلها في الطرف الثاني فقر في العطاء الصحافي الحقيقي، هذا بطبيعة الحال يعود إلى سياسة القائمون على هكذا مؤسسات التي أمست تملك قدرات مادية جيدة لكنها تفتقر إلى السياسة التخطيطية المستقبلية، فمواكبة الصحافة العالمية أمر مطلوب ومهم لأن الصحافي في حركة دائمة مع حركة حياة الناس الغنية بالحوادث التي لاتعرف التوقف والإستراحة، على القائمين على الصحافة الآشورية تغذية هذا المجال بالعناصر الشبابية الكفوئة لأن من أفواه أقلامهم ستولد ثورة التغيير المرجوة، هذه الثورة يجب أن تنفجر لتنفض عن صحافتنا قالب الصحافة الخمسينية والستينية والسبعينية الكلاسيكية التي إكتست بحلتها صحافتنا هذا اليوم مع إحترامي وإعتزازي الشديد بإسلوب كتابنا القدماء الذي ولت أيامه، يمكن لهذا التغيير الإيجابي أن يحدث عن طريق فتح دورات تدرس فيها اللغة السريانية الفصحى (مع التأكيد على القواعد اللغوية)إضافة إلى فتح دورات مكثفة في مجال التحرير والخبر والتقرير والمقالة وغيرها، لأنه كما ذكرنا لغة الآدب القديم المتأثر بالأساليب البيانية والبديعية وبزخرفتها لم تعد صالحة للصحافة، وكذلك لغة الآدب الصافي،  شعراً أم نثراً.فليس على الآدباء والمتأدبين ممن يدخلون ميدان الإنشاء الصحفي إلا أن يعلقوا لغتهم التقليدية أو الإختراقية الشعرية مع قبعاتهم على المشجب قبل أن يباشروا الكتابة في مكتبهم.علينا أن لاننسى بأن من خصائص الكتابة الصحافية هي البساطة، فالمعروف إن المرسلة الصحافية/الإعلامية موجهة إلى جميع القراء والمتلقين دون إستثناء، فهي موجهة إلى الجامعي والدكتور وسائق التاكسي والموظف والحداد وغيرهم، فلا يجوز التمسك هنا بوجهة نظر إستعلائية ترمى إلى رفع جميع القراء إلى مستواها اللغوي المتقدم، بل عليها أن تنزل إلى المستوى اللغوي الوسط بين مختلف الإتجاهات،  فيقول فيليب غايار (1)" إن البساطة مرغوب فيها حتى في كتابة المواضيع الموجهة للمثقفين فقط، فهؤلاء عندما يفتحون صفحة ما متخصصة مثلاً، لاتكون لديهم عادة رغبة في بذل مجهود لما يقرأونه".أي إنهم يريدون  الفهم من أقرب الطرق وأيسرها، واللغة الصحفية السليمة البسيطة تودي بهذا الغرض.يعود غايار ليقول بأن الصحافي الناجح هو"الصحافي الذي لايقص الخبر أو الحدث بل يجعله مرئياً ومسموعاً"أي عند الكتابة عن حدث أو خبر على الصحافي أن يعمل على تحريك كل عنصر منه وأن يجعل القاريء أو المتلقي وكأنه يرى بالعين ويسمع وتلتقطه جميع الحواس، هنا إن لم يستطيع القاريء أو المتلقي من فهم نصف كلمات الكتابة أو غيرها فكيف يمكن للصحافي أن يضعه في الصورة التي تحدث عنها غايار؟ ويؤكد غايار بأن على الصحافي الناجح أن ينزل بالموضوع إلى حقل الموازنات والمشابهات في جوانبه الأساسية والدقيقة ويجعل من كتابته بمثابة صورة قريبة وفي متناول الناس بحيث يستوعبها القاريء بحواسه وعقله دون مشقة وعناء، فمثلاً العالم في أبحاثه المنشورة يصر على إستعمال التعبير (حامض الأستيلليسليك) بينما الصحافي يقرب الموضوع بقوله(الأسبرين) أو مثلاً ينصح الطبيب مريضه بإستعمال حامض الأسكوربيك ولكنه إذا أراد كالصحافي تقريب الأمر من مريضه، نصحه بعض الجرعات من عصير الحامض الطبيعي.كانت هذه الفقرات التي تحدثنا عنها أعلاه جزءاً من العقبات التي يضعها الصحافي الذي يكتب باللغة السريانية أمام من يكتب لهم مضيفاً إليها مشكلة عدم مساعدة القراء والمتلقين للتواصل مع كتاباته لصعوبة فهم مفرداتها، وكي لايذهب جهد وعناء صحفيينا هباءً يجب عليهم التقيد بقواعد لغة الصحافة العالمية الجديدة لبلوغ الهدف المنشود.في النهاية علينا أن لاننسى بأن صعوبة مهنة الصحافة تتلخص في أن على الصحافي تلخيص وتبسيط وتجسيد وشرح وعرض مفهوم الأحداث في لغة سهلة معروفة متداولة للقاريء، بمعنى أخر عليه ان يخلق من اللغات المختلفة لغة واحدة سهلة يفهمها جمهور القراء، وبهذا فهو يلعب دور الوسيط بين هذه المجموعات وبين الجمهور.
(1)   المدخل إلى وسائل الإعلام.

130
نتاجات بالسريانية / رد: ديانا
« في: 18:39 14/03/2009  »
الأخ العزيزروبرت شموئيل
شكراً على كلماتك الميلة وتحياتنا إلى جميع الأهل في المهجر
الأخ العزيز فهد إسحاق
شكراً على ملاحظتك البناءة التي تصب في خدمة الكاتب والكتابة ،كلمات القصيدة هي التي فرضت نفسها على إسلوب كتابتي لهذا خضعت لأمر تغيير الوزن الشعري وجائت الكتابة كما ذكرتها...
مرة ثانية شكرا لك وتمناتي لك بالموفقية أيضا
 
ايفان جاني

131
نتاجات بالسريانية / ديانا
« في: 22:21 06/03/2009  »

132
نحو خطاب قومي موحد

                                                                                                        ايفان جاني
كُلُنا فرحنا بنتائج أنتخابات مجالس المحافظات، التي جرت نهاية شهر كانون الثاني، والتي حصلت فيها قائمة عشتار الوطنية على مقعدي محافظة(نينوي – بغداد)، فيما حصل الحزب الديمقراطي الكلداني على مقعد محافظة البصرة.فرحتنا هذه كانت لتكون أعظم لو كنا شاهدنا قائمة واحدة، تضم كافة مؤسسات وأحزاب وقوى أبناء شعبنا(الكلداني السرياني الآشوري). لكن هذا لم يحصل لجملة أسباب لانود الدخول في تفاصيلها الشائكة هنا.عن قريب سيتم تشكيل مجالس المحافظات، وستوزع الصلاحيات والمراكز الإدارية وفق الإستحقاقات الإنتخابية، بالرغم من قلة الكراسي المخصصة لأبناء شعبنا وهذا بطبيعة الحال سيكون له تأثير على بعض القرارات العامة والخاصة أيضا، لقدرة الكتل الكبيرة المسيطرة في المجلس من تمرير بعض القرارات بحكم كونها الأغلبية .إلا إن إننا مؤمنون وواثقون بقدرة وكفائة مرشحينا، في تفعيل قضية شعبنا، وإيصال همومه، وتثبيت حقوقه، وبلوغ أهدافه، نحن على ثقة بأن مرشحينا سيؤدون مهامهم على أتم وجه، وأكثر.نشوة فرحة الإنتخابات إنتهت، ونحن اليوم مقبلون لمواجهة تحديات جديدة واكبر، تحديات تطلب منا المزيد من العمل والجهد والتكاتف من أجل غد أفضل لشعبنا، الإستحقاقات القادمة مهمة ومصيرية إلى حد بعيد.إقليمياً، نحن بصدد الإنتخابات النيابية إضافة إلى إنتخابات مجالس المحافظات، هنا لابد الإشادة بجهود قوى وأحزاب ومؤسسات شعبنا ونوابنا في البرلمان الكردستاني، اللذين جهدوا ونشطوا من أجل تثبيت الكوتا بواقع خمس كراسي لأبناء شعبنا، كما نشكر البرلمان الكردستاني وحكومة الإقليم على مواقفهم الإيجابية وإسنادهم الدائم لقضية شعبنا، وهذا الموقف ليس بالجديد عليهما، وهذه الحصة ليست مكرمة منهم أو كثيرة علينا، لأننا شعب قدم تضحيات جسيمة في خندق النضال والكفاح ضد الدكتاتورية البائدة جنباً إلى جنب مع الشعب الكردي الشقيق.لقد عانى شعبنا كثيراً جراء عدم وجود خطاب سياسي موحد لقوى واحزاب شعبنا، وفي نفس الوقت خسر الكثير من الفرص الذهبية والتي إنشاءالله سيعوضها على المدى القريب.على الجميع أخذ الدروس والعبر من تجربة قائمة عشتار الوطنية الفتية، التي بتواضعها،إتحادها، تمكنت من بلوغ الأهداف التي تصبو إليها خلال فترة قصيرة قياساً، ونالت ثقة غالبية شعبنا.أنا هنا لست بصدد مدح هذه القائمة، لأنها كما ذكرت قائمة فتية ولها سلبيات على القائمون عليها معالجتها وتفادي تفشيها لتنخر في جسدها الطري.لقد مل شعبنا من سياسة التفرد،الحزب الواحد الأوحد المطلق، كما شبع من الشعارات القومية الرنانة التي تداعب الوتر القومي، اليوم شعبنا احوج مايكون إلى ربط الأقوال بالأعمال، بحاجة إلى من يدعمه ساعة العوز والمحن، بحاجة إلى من يكون معه في الصفوف الأمامية، بحاجة إلى من يعرف ويشعر بمعاناة شارعه ومجتمعه، نساءً كانوا أو اطفال أو شيوخ أو شبان،الشعب لم يعد جاهلاً كما في السابق ليقدم ثمرة حياته،أولاده، ليكونوا وقوداً تتحرك به عجلة المخططات السياسية، ويسوقوهم في مجاهل غير معروفة المعالم، في صراعات لاناقة لهم فيها ولاجمل.المواطن اليوم أصبح يمتلك ثقافة سياسية لابأس بها، ولن ينخدع بعد الأن بخطابات وقرارات ساستنا الفردية التي يسعون من خلالها لبلوغ مقاصدهم الأنية.من هذا المنطلق نطالب كل القوى السياسية والأحزاب والمؤسسات المولودة من رحم هذه الأمة، إلى مراجعة أفعالهم وأعمالهم، ولن أقول خطاباتهم السياسية، لأن خطابات أكثرهم متشابهة لحد بعيد، هذا إن لم تكن مستنسخة، وهي على قلب السامع كالسمنة على العسل، لأني أطالبهم بتطبيق مايقولوه ويروجون عنه على أرض الواقع.علينا العمل منذ هذه اللحظة على إستراتيجية جديدة، تقوم على أساس صفاء النيات والإتحاد والإنصهار في قائمة وحدوية واحدة، تحمل هموم هذا الشعب المنهك الذي طال إنتظاره في محطة الصبر، قائمة يكون مشروعها هذا الإنسان المضحي الغيور الصادق، الذي همه الأول والأخير رؤية زعماء هذه الأمة يجتمعون ولو لمرة واحدة على مائدة الحوار، صورة تذكارية لأولئك الزعماء وهم متكاتفون، متحدون، يراها مطبوعة على بوستر كتب عليه، إنتخب قائمة الوحدة الوطنية..... من أجل غد افضل، قائمة أبطالها أنتم يامن تسعون لتصغير أنفسكم بأنفسكم في عيون من إعتبروكم يوماً قادة وقدوة، يامن لن يرحم التأريخ ولن يغفر لكم عما إقترفتموه من خطايا بحق هذا الشعب.لنتحد جميعا ولنكن يد واحدة، يد ضاربة، صوت واحد وعال مسموع في جل الأروقة السياسية ومحافل الدولة والعالم.ثبت لنا على مر الأزمنة مدى ضعفنا ونحن متفرقون مشتتون عن بعضنا، كما ثبت في نفس الوقت مدى قوتنا وصلابتنا ونحن متحدون مجتمعون.فهل ناخذ العبرة من تجاربنا الماضية التي خضناها؟هل سنلبي رغبة ونداء الشعب ونحقق له غايته؟أم سنبقى راكبين رؤوسنا ومتمسكين بافكارنا الحزبية الشخصية، التي خدمتنا لفترة قصيرة لكن سرعان ماظهرت حقيقتها للملىء، وأصبحنا قادة على كومة من بقايا التأريخ، وصرنا حيارة في امرنا بخصوص مصير التنظيمات الحزبية التي نحكمها، وقاعدتنا الجماهيرية الهشة التي تبقت لنا؟. 

133

134

135
قائمة عشتار..فوز منصف
                                             
                                                                                           ايفان جاني
لقد مرت أيام وأسابيع على إنتهاء إنتخابات مجالس المحافظات، وكانت الوسائل الإعلامية قد نشرت في وقت لاحق النتائج الأولية لهذه الإنتخابات وإعتمدت المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في العراق في هذا الإعلان على فرز مايقارب 90% من أصوات المقترعين مستثنية منها أصوات النازحين والقوى العسكرية وفق ماصرحت به المفوضية.في الوقت الذي كانت كل الأنظار متجهة وبإيمان إلى تفوق قائمة عشتار الوطنية التي تضم غالبية أحزاب ومؤسسات أبناء شعبنا وخاصة في محافظتي (بغداد ونينوى)جائت النتائج عكس التوقعات بالنسبة لمدينة بغداد في حين جائت النتائج مطابقة مع التوقعات في نينوى، بتفوق واضح وصريح ليبلغ أكثر من 66% وهذه نتيجة عالية.أما بخصوص بغداد التي راهنت عليها بعض الشخصيات بعد النتائج الأولية، فقد بقت نتائجها محسوبة لصالح قائمة الرافدين(الحركة الديمقراطية الآشورية). هذه النتائج الغير صحيحة جائت جراء تسرع وسائلنا الإعلامية في الحكم على نتائج مدينة بغداد التي لها مشكلة النازحين والجميع يعرف بأن اكثر من 80%من أبناء شعبنا نزحوا إلى كوردستان العراق بسبب الضروف المريرة التي عاشتها مدن الجنوب والوسط والنسبة الباقية منهم لاترجح كفة الفوز لأية قائمة، ناهيك عن المشاركة الإنتخابية الضعيفة التي شهدتها مراكز إقتراع المدن وخصوصاً بغداد.أنا هنا أعاتب موقع عنكاوة كوم الذي تسارع في إنشاء ركن لتقديم التهاني والتبريكات للفائزين في مجالس المحافظات قبل حسم النتيجة، فجاء إسم مرشحة الرافدين ضمن قائمة الفائزين عن محافظة بغداد،وهذا مايؤثرسلباً على مصداقية أخبار الموقع الذي تلمسنا منه الواقعية، لقد كان أحرى بالإخوة في عنكاوة كوم التعامل بمهنية وحرفية أكثر مع هذا الحدث وهم أناس ذو خبرة إعلامية،  وبأن النتائج الأولية معرضة لتغييرات حتمية بمجرد حساب ومعرفة كم النازحين العالي، لقد كان أجدر بموقع عنكاوة أن يعرف بأن صناديق الإقتراع المتوزعة في سهل نينوي ومدينة دهوك وأربيل التي تحتضن غالبية النازحين هي التي ستقرر هوية الفائز، خبر تفوق مرشحة قائمة الرافدين في بغداد خلق نوعاً من الضبابية في رؤية المواطن الإعتيادي بالرغم من كون السياسيين والمثقفين على دراية تامة بأن هذه النتيجة ستتغير ساعة الحسم، ساعة الفرز النهائية، ناهيك عن تكهن البعض بأن العملية الإنتخابية الخاصب بشعبنا قد طالتها يد المحاصصة ووزعت المقاعد بالتساوي على القوائم المشاركة وهذا بطبيعة الحال ما أربك وزاد من شكوك المواطن الذي يُعرِف ورقة الإقتراع بأنها لغة التغيير والتحديث  .الإنتخابات جائت منصفة والشعب أعطى صوته وإختار مرشحه، وفي كل الأحوال مبروك للجميع.كما كتبنا في مقالات سابقة عن أهمية مشاركة المواطن في هذه العملية الإنتخابية والإدلاء بصوته لمن يستحقه ويخدمه، ها نحن اليوم نقول لمن صوّت لهم هذا الشعب وأعطاهم ثقته أن يجهدوا ويجتهدوا ويسهروا على خدمته ويثابروا على إيصال صوته إلى الجهات الحكومية والمطالبة بحقوقه وتثبيتها في الدساتير والقوانين الوطنية والإقليمية.أنتم الأن أمام مسؤولية كبيرة وتأريخية ومواقعكم الحساسة تطلب منكم الوفير من التفكير والجهد لتكونوا في محل ثقة شعبكم الذي إختاركم بمحض إرادته دون ضغوط أو تهديدات، بالرغم من تعالي بعض الأصوات الشاذة التي شككت في نزاهة هذه الإنتخابات وإدعت بأنها قدمت طعوناتها إلى المفوضية.الأحزاب والمؤسسات المؤتلفة في قائمة عشتار عملت بجد وكانت في جوار شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري)ساعة المحن، وبذلت كل الجهود من أجل التقليل من حجم الكارثة التي وقعت عليه ساعة إستهدافه وذبحه وتشريده من موطن الأجداد، هذا إضافة إلى دور الأستاذ سركيس أغاجان اليد الراعية والداعمة لأمتنا وأبنائها أينما كانوا.مبروك لشعبنا ..مبروك لمرشحينا..نحن نقول مبروك وجروحنا لازالت مفتوحة وكبيرة جراء الغبن الذي لحق بشعبنا عند خفض نسبة الكوتا التي لم ولن نرضى بها.في النهاية أطلب من موقع عنكاوة أن يخصص مكاناً خاصاً تدون فيه التهاني للسيد كوركيس خوشابا البرواري لكونه الفائز بمقعد شعبنا في بغداد وليست مرشحة قائمة الرافدين التي أخذت مكانه في ركن التهاني الذي حسب رأيي تسرع موقع عنكاوة في إستحداثه يوم إعلان النتائج الأولية.

136

137
نتاجات بالسريانية / زونا خائن
« في: 00:20 30/01/2009  »

139
نتاجات بالسريانية / شيتا خدتا
« في: 19:35 02/01/2009  »

141
الحقيقة الضائعة في خطاب السيد ملا بختيار


ايفان جاني

كان للخطاب الذي ألقاه السيد ملا بختيار بإسم فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني في إفتتاح مؤتمر الكتاب والآدباء السريان المقام بمدينة السليمانية بتأريخ 14/12/2008 وقع إيجابي جيد على سامعيه وقارئيه،خصوصاً أبناء شعبنا(الكلداني الآشوري السرياني) لكونهم يمرون بضروف قاهرة صعبة،ولإعتراف الأول بالأخطاء التي إرتكبتها بعض القيادات الكردية في حقب زمنية ماضية بحق هذا الشعب،بهذا الخطاب يكون السيد بختيار قد خطى خطوة صحيحة لتحسين صورته الشخصية أيضا أمام أبناء هذا الشعب، بعد التصريحات الغير مقبولة التي أدلى بها لأحد المواقع الألكترونية في الفترة الماضية حول موطنهم الأصلي.
بداية أشكر فخامة رئيس الجمهورية والسيد بختيار على نصرة الحقيقة وموقفهم هذا تجاه شعبنا ،أملين منهم أن يبقوا على نفس المنوال في كافة المناسبات والإستحقاقات الأخرى التي شعبنا بصددها وباتت قريبة.
الغاية من كتابتي لهذا المقال هي لتصحيح الأخطاء ووضع النقاط على الحروف في بعض المسائل الحيوية التي تطرق إليها الأخ بختيار في خطابه،كما إني أتأسف على الصحفيين من أبناء شعبنا الآشوري الذين لم يعلقوا عليها وباتت كما هي ،وهذا ليس من أخلاق الصحفي والصحافة.
لقد تطرق السيد بختيار في خطابه إلى الأخطاء والجرائم التي إقترفها بعض القادة الأكراد بحق الشعب المسيحي في الشرق الأوسط ،في مقدمتهم إغتيال البطريرك ماربنيامين شمعون على يد سمكو الشكاكي ومذابح بدرخان بك ،كما تناول موقف الكنيسة ومار بنيامين شمعون في إيواء زعيم الأمة الكردية الشيخ عبيد الهت النهري .
الأخ بختيار لم يذكر في خطابه الحقيقة كاملة وكما يجب أن تقال ،بل حاول التملص والتهرب من بعض أجزائها الحساسة والمهمة ، لتفادي الوقوع في سين وجيم ولإرضاء الجميع،لربما لايفهم القاريء المغزى من كلامي هذا ،لذا سأبسط المسألة وأوضحها.

السيد ملا بختيار الشخصية المناضلة والمعروفة في الإتحاد الوطني الكردستاني، يعرف جيداً بل وأكثر من أي آشوري بأن سمكو الشكاكي إغتال مار بنيامين شمعون البطريرك الآشوري والقائد الروحي للأمة الآشورية ،سمكو غدر به في داره وهو في ضيافته وأرداه قتيلاً هو ومن كان معه من مرافقين،في الوقت الذي كان ماربنيامين شمعون قد حضر للإجتماع مع سمكو وعلى طلب الأخير لمناقشة مسألة إقامة دولتين متحالفتين قويتين (للأكراد والآشوريين)،كذلك الحال بالنسبة للمجازر التي قام بها بردخان بك أمير بوتان ، فهذه المجازر كانت موجهة للآشوريين لاغيرهم،والذي أوى الشيخ عبيد الله النهري ونجاه من بعد الإنقلاب ، كان الشهيد الآشوري البطريرك ماربنيامين شمعون ،المرافقين الذين حموا الشيخ عبيد الله النهري، كانوا مسلحين آشوريين ،الكنيسة التي ألقى فيها الشيخ خطابه الشهير كما ذكر السيد بختيار كانت كنيسة آشورية أيضا،الحكومات المتعاقبة على سدة حكم العراق والدول المجاورة سعت وتسعى لطمر اللغة والثقافة والهوية والتأريخ والوجود الآشوري،فلماذا اللف والدوران والتهرب وتشويه التأريخ ولصالح من!؟المثل يقول (الحق أبلج والباطل لجلج) نعم فالحقيقة كالشمس لايمكن إخفائها بالغربال،أنا على يقين بأن السيد بختيارعلى دراية بكل هذه الحقائق ، لكنه كما ذكرت فضل ذكر الأسماء القومية والدينية والمذهبية مخلوطة لينتج منها عصيراً يرضي به كل الأذواق القومية والدينية والمذهبية على الساحة الكردستانية،لكني أذكر السيد بختيار وهو كاتب وصحافي وناطق بإسم حزب كبير، بأن قول الحقيقة واجب ولو كانت مؤلمة ولايتقبلها البعض،لقد كان بالأحرى بك ياسيد بختيار أن تسرد الأحداث التأريخية كما هي دون إضافة أو إستقطاع ،أو عدم التطرق إلى أحداث ناقصة.
أتمنى من القاريء الكريم أن لايرى في كلماتي هذه تطرفاً قومياً،لأني بصدد كشف الحقيقة،فإن كنت آشورياً حقيقياً واؤمن بإخوتي مع الكلدان والسريان فلماذا سأمتعض عندما أسمع عن بطولاتهم ومواقفهم الرجولية والإنسانية،أليست كل هذه البطولات أوسمة تزين أعناقنا جميعاً؟إن لم تكن كذلك فأنا متعصب بلا شك.

مقالي هذا غير موجه لأية جهة وماهو إلا تكملة للحقيقة وتصحيح لبعض الكلمات التي ستبقى وتكون تأريخاً وسنكون جميعنا مسؤولون أمامه.

أنا أشكر جرأت فخامة رئيس الجمهورية والسيد بختيار في الإعتراف بالخطأ وهذا عامل قوة وفضيلة ،كما إن التأريخ المشترك بين الشعبين الآشوري والكردي حافل بالتضحيات والمواقف الرجولية والإنسانية  وفي أصعب الضروف وأعسرها ، وأقرب الأمثلة والأدلة على هذه العلاقة ثورتي( أيلول1961 وكولان 1976)،كما إن الإخوة الكردية الآشورية حلقة متينة وتأريخية عريقة  لم ولن يستطيع المتطفلون الحاقدون من إضعافها مهما حاولوا وبذلوا من جهود،ختاما لم يبقى لي إلا أن أمجد كل الأبطال الذين وهبوا حياتهم على مذبح الحرية من أبناء كلا الشعبين المناضلين الكردي والآشوري. 


142
إنتخابات جديدة..نكسة قومية جديدة 
 
 
ايفان جاني
ليس بالخفي على الجميع النكسة التي حلت بشعبنا(الكلداني الآشوري السرياني)جراء عدم المصادقة على الصيغة التي قدمتها الأمم المتحدة عن طريق ممثلها في العراق ،الصيغة التي كانت تضمن لشعبنا 9 مقاعد في المحافظات الجنوبية والوسطى بإستثناء مدينة كركوك،لقد شكل هذا التخلف عن الوعود التي قطعتها الكتل والقوى السياسية المسيطرة على دفة الحكم في العراق، أزمة من عدم الثقة بين شعبنا والحكومة،كما وضعت أحزابنا القومية ومؤسساتنا في حيرة من أمرها ،وأمام محنة كبيرة عند تقليص عدد المقاعد إلى ثلاث فقط عن مدن البصرة وبغداد ونينوي،الكل كان منتظراً وأكيداً من أن سياسة المقاطعة هي الورقة التي ستعتمدها كياناتنا السياسية للرد على هذا الأقصاء وعدم الأعتراف بوجودنا القومي، وإعتبارنا جزءً أساسياً في المجتمع العراقي،خصوصاً بعد التصريحات الطويلة العريضة التي أدلى بها ممثلي شعبنا في البرلمان العراقي كل من السادة أفرام وكنا ،لكن يبدو بأن سياسة المصلحة الشخصية الحزبية لازالت هي الماشية والمعمول بها في أنظمة أحزابنا القومية.أول الأحزاب المتلهفة التي هرعت لدخول هذه الأنتخابات وإقتنا ص فرصة إختلاء الساحة الأنتخابية من أحزابنا القومية كان الحزب الوطني الاشوري ،هذا الحزب الذي للأسف لم يبالي ويحسب حساباً لحجم الخطر الذي يواجهنا جراء إستصغارنا وتهميشنا ولربما محونا من السجلات العراقية في الأنتخابات القادمة،الكل كان مترقباً لأجماع قومي يحمل همومنا ومطاليبنا تجاه هذا الأجحاف الخطير ،لكن صمت أحزابنا القومية وعدم تحركها للم الشمل على الأقل في بيان قومي موحد هز جسور الثقة المفقودة أصلاً بين الأحزاب والشارع القومي مرة ثانية .أنا هنا لست بصدد ذم هذا ومدح ذاك،لأن جل ما أريد قوله هو الحقيقة التي أصبحنا نهابها  ونطمرها كي لاترى نور الشمس،للتأريخ يجب أن نقول باننا لم نرى تحركاً قومياً للم شمل البيت القومي تحت سقف واحد وفي قائمة واحدة سوى تحرك قائمة عشتار الوطنية التي دعت جل الفصائل والمؤسسات القومية للأجتماع والخروج بإجماع قومي بخصوص المشاركة أو عدمها في الأنتخابات ، لكن في النهاية هذا التحرك لم يكتب له النجاح لتمسك الكيانات والأحزاب السياسية الأخرى بسياسة التفرد والركض وراء المقعد ،ولم تعطي للجانب القومي أهمية تذكر.لقد بقيت مواقف بعض الأحزاب غامضة من العملية الأنتخابية،فالحركة الديمقراطية الاشورية التي قررت المقاطعة على لسان سكرتيرها العام دخلت الأنتخابات في اللحظات الأخيرة بحجة تفويت الفرصة على من يريدون إستغلال خلو الساحة الأنتخابية، وطبعاً هذا التبرير ليس منطقياً ،لأن الحركة ووفق بياناتها جلها تبرر نفسها وممثلها في البرلمان العراقي  وتعلن بأنها  غير مسؤولة عن هذا الغبن والتقصير في مسألة توزيع المقاعد، ومن جهة ثانية ليست الممثل الأوحد  والأمثل الذي يمتلكه الشعب ،من جهة ثانية الحزب الوطني الآشوري كما ذكرنا للأسف ترك الإجماع القومي وإنضم إلى قائمة التحالف الكردستاني ساعياً لمقعد حزبي ،كذلك الحال مع حزب الإتحاد الديمقراطي الكلداني الذي وبعد خروجه من قائمة التحالف الكردستاني شكل قائمة أصبح شعارها الأول" إنتخبوا أول قائمة كلدانية في التأريخ" ،أي أصبح ينادي للأنسلاخ والتفكك القومي الذي عانينا وواجهنا بسببه الكثر من المشاكل وفاتتنا بسببه الكثير من الفرص التي لاتعوض.بهذا تكون هذه الأحزاب قد بددت الحلم القومي القائم على إيجاد تحالف قوي بين أحزابنا السياسية لكي لايقع المرشح ولو لمرة واحدة في شك وريبة من أمره عندما يذهب للأقتراع لمن يقترع ومن هو ممثله ،لقد أثبتت أحزابنا وكالمعهود بأنها ليست جديرة بالشعارات القومية التي تتزين بها وتطرب مسامعنا بين الفينة والأخرى.فلماذا أيتها الأحزاب السياسية: كلما إتفقنا تصارعتم وكلما إجتمعنا تغيبتم؟لماذا أيها الساسة: تعيدون كل مرة الكرة نفسها وتخالوننا مفغلون وغير واعين لألاعيبكم التي عرفناها وحفظناها عن ظهر قلب؟ هناك حقيقة أود أن أذكرها لكم،إن روحنا القومية وإيماننا وشعورنا بالمسؤولية هو الذي يشدنا للتقرب منكم والألتفاف حولكم والعمل معكم من أجل الصالح العام،لكنكم تحبذون دائماً الصيد في المياه العكرة وسياسة اللف والدوران واللعب على الحبال الملونة والتفرد بالسلطة والسلطنة وهذه الأمور مجتمعة هي التي ساقتكم إلى حافة الهاوية وجعلتكم غير منتبهين ومهتمين لهموم أمتكم ومصائبها التي لاتعد ولاتحصى،لقد أمست قلوبكم صخورا وصدوركم أثلجت،نعم لقد أثبتتم للمرة المائة بأنكم لاتستحقون قيادة هذه الأمة ولاثقتها بكم.في النهاية أتمنى من أبناء أمتنا أن يدخلوا هذه الأنتخابات ويختاروا مرشحهم الذي يستحق صوتهم،وأن يضعوا مشاعرهم جانباً ويحكموا بعقلهم لأن المشاعر نقطة ضعفنا وتخلفنا وركودنا،كما أذكرهم بأننا أجبرنا على دخول هذه الأنتخابات والبعض من أحزابنا القومية هي التي فرضت علينا دخول هذه العملية الأنتخابية الخاسرة في الأصل ،وأجبرتنا على التوقيع بالرضى لصالح تهميش نفسنا وحقوقنا بأنفسنا ،وأحالوا هذه الأنتخابات إلى نكسة قومية جديدة ستتذكرها الأجيال عبر التأريخ.                             

143
وحدة خطاب أحزابنا القومية كفيل بإعادة ثقة الشعب بهم.
   

                                                                                                      ايفان جاني

لربما سيرى البعض في مقالي هذا تهجماً على الأحزاب القومية العاملة،والبعض الأخر سيحسبه ضربة لجسور التواصل والثقة بين الشعب والأحزاب،وأخرون سيفسرونه على أنه إسطوانة قديمة مل منها الجميع،لكني أقول لهم بأن هذه الأسطوانة القديمة البالية التي تعودنا على سماعها فرضت علينا وساستنا هم من يحبذون أن نسمعها ولاتفارق ألحانها أذاننا ليل نهار وحتى في منامنا،لأن العمل بفحوى هذه الأسطوانة البالية أي الإتحاد كلمة وفعلاً أصبح حلماً لنا لانبلغه دهوراً.المراقب للشارع السياسي في الأونة الأخيرة سيلاحظ تخبط سياسي وفكري بين أحزابنا القومية ،وسيراها تمشي وتتحرك دون إسترتيجية وخطة إنقاذ لمصير هذا الشعب الذي أصبح على كف عفريت والضياع أصبح عنوانه،المؤلم والمضحك في الوقت نفسه هو تكاتف أحزابنا ساعة الأفراح والفواجع ففي هاتين الحالتين السالفتين سترى قياديي معظم الأحزاب موحدين في مواقفهم وخطاباتهم ومع نهاية فترة العسل هاتين الحالتين تراهم مرة ثانية يعودون إلى سابق حالهم فيتناحرون وينشقون ويتقوقعون وووو كمل يقول المثل (عادت حليمة إلى عادتها القديمة)،وغالباً ماتحدث هذه الحالات (أي الأنشقاقات) في الأوقات الحرجة والصعبة أوقات نكون فيها بأمس الحاجة إلى خطاب موحد يضم في فحواه جل مطاليبنا القومية لا الشخصية المتحزبة،هذا وللأسف مالاتستطيع أحزابنا السياسية من هضمه وإستيعابه ،سئمنا ونحن نصرخ ونصرخ لوحدة شعبنا لكوننا مقبلين على أحداث هامة سيكون لها تأثير كبير في مسيرة العراق الجديدة وموازين قواه وتوزيع ثرواته ،فنحن بصدد إنتخابات مجالس المحافظات التي ستجرى قبل مطلع العام الميلادي الجديد ولازلنا مختلفين فيما بيننا بين مشارك ومقاطع ،فالمشاركة الفردية لاتخدمنا والمقاطعة بتلك الصيغة أيضاً،لقد أصبح شعبنا هدفاً يستهدف بشكل يومي ويذبح ويهجر ونحن بأفعالنا هذه نساند أولئك المتوحشين القائمين بمثل هذه الأعمال الدنيئة ،لكوننا من يزرع الأنشقاق في صفوف هذا الشعب ونسقيه من كأس صراعنا الدموي على مصالحنا الحزبية،إلى هذه اللحظة لازالت إستراتيجية أحزابنا القومية أو أغلبها غير واضحة ولم نفهم منها شيء وحتى مواقفها متقلبة بين لحظة وأخرى وهذا مايولد نوعاً من عدم الثقة والأمان في الشعب تجاه هذه الأحزاب،كما ذكرت أحزابنا منقسمة على نفسها بين معارض مقاطع ومشارك بين مؤيد ومعاند لمسألة الحكم الذاتي بين كلداني سرياني أشوري وبين (كلداني) و(أشوري)و(مسيحي)،كل هذا الأنقاسامات أصبحت حلقات ضعف في مسيرة شعبنا القومية وأفقدت هذه الأحزاب جزءً كبيراً من قاعدتها الجماهيرية القومية و أكثرية الأحزاب الأن تستند على قاعدة جماهيرية عريضة كلامياً ومجردة واقعياً،الشارع القومي أمسى اليوم بعيداً عن مجرى الأحداث وغير مبال،لأنه مل من كلمات ووعود جوفاء ودعوات القادة الغير صادقة ،لأن الشارع القومي أدرك بأن مايدور في الساحة القومية ليس مايدور خلف الكواليس، فخلف الكواليس تجري عمليات كبيرة غايتها إستنزاف هذا الشعب ودمائه لمصالح بعض الجهات التي كان لها دوراً سلبياً في عدم تقدم هذا الشعب وبلوغ المنشود،سياسيونا أصبحوا موظفون أوفياء لمدرائهم ورؤسائهم أينما تواجدوا فهم يخافون أن يفقدوا لقمة عيشهم المحشوة بالمكافأة إذما خالفوا القوانين المحددة لهم وعصوها ،كلهم متمسكون بكراسيهم الكارتونية المزودة بألية التحكم عن بعد خشية منهم أن لايجر البساط من تحت أقدامهم وتتلاشى أحلامهم الوردية الشخصية ،من تابع جلسة مجلس النواب العراقي في الأسبوع المنصرم سيلتمس الفارق الكبير بين مواقف نواب عن الكتل البرلمانية مثل الصدرية والعراقية وبين نوابنا في البرلمان العراقي ساعة همشت أمتنا بالكامل ،أنا أوصي المشهداني أن يمنحهم جائزة النواب المهذبون، لأنه على الأقل ولحفظ ماء وجههم كان عليهم مقاطعة جلسات البرلمان والتهديد بتقديم إستقالتهم حتى مزاحاً على الأقل .أيتها الأحزاب السياسية أيها القادة السياسيون:إذا كنتم تعيشون في قصوركم العاجية وبعيدون كل البعد عن معاناة شعبكم فكيف ستعرفون مايدور في خلدهم ومايجري في مقاهيهم وشوارعهم،كيف ستعرفون بما يحلم أطفالهم ويشتهي شبابهم،إن كنتم منشغلون بتناحركم على مصالحكم الذاتية فكيف بكم أن تستمعوا لشكاوى أمتكم وتوفروا لهم طلباتهم،إن كنتم دكتاتوريون عملياً فلماذا الضحك على الذقون بخطاباتكم التي تعج بالمفاهيم والتعاريف الديمقراطية،إن كنتم شخصيون أنانيون فكيف تطلبون التضحية من أبناء شعبكم،إن كنتم تستغلون طيبتنا لبلوغ مقاصدكم فكيف تريدون الفوز بثقتنا،إن كنتم تسيئون لبعضكم بعضا فكيف يمكنكم أن توحدوا صفنا وإسمنا،إن كنتم عميان فكيف نؤمن بكم لتقودونا وتتولوا قيادة دفة هذه الأمة؟؟!
كلمة ختامية لكم:كفاكم تناحراً وتصارعاً وتكبراً وحقداً وإعوجاجاً وغروراً ومعاداةً ،أعدلو عوجكم ومسيركم وإستراتيجيتكم كي تعود ثقة الشعب فيكم وإليكم من جديد وسيتوحد حينها تحت قيادتكم وبكم.

144
كرامة شعبنا أم مصالحنا الحزبية السياسية هي الأولى..؟    
     

                                                                                                               إيفان جاني

أبدء مقالي بهذا السؤال الذي  أتوجه به أولاً إلى أحزابنا وتنظيماتنا السياسية(الكلدانية الآشورية السريانية) التي تبدأ إستعدادتها وتجري إحماءاتها لتدخل انتخابات مجالس المحافظات المزمع عقدها نهاية كانون الأول،سؤال أطرحه على كل مؤمن بصوت الحق والعدالة وغيور على مصلحة أمته،سؤال أوجهه إلى كل من يعتز بتأريخه ولا يعتبر نفسه فعلاً ماضياً في قواعد اللغة العربية.المحصلة النهائية أيها الأخوة هي ثلاث كراس مهزوزة وضعيفة أعطيت لنا أو رميت لأن هذا المصطلح أكثر صحة برأيي،ثلاث كراس لشعب ،في الجهة الأخرى يقابله حزب سياسي يتلاعب بالكراسي كما يحلو له ،و الألعن من كل هذا بأنه علينا في نهاية المطاف وبعد خطف الكرسي من فم التنين كما سيفسره المشاركون في الانتخابات بالتأكيد أن نقف أمام الكاميرات والرأي العالمي ونتحدث عن ديمقراطية هذه البلاد وحول إنجازنا الكبير الذي جاء بعد طول تفكير وتخطيط وإسترتيجية جديدة إتبعناها  وووو غيرها من الكلمات التي لا طعم لها وعارية من الصحة ،لكوننا ربحنا كرسياً في الأصل هو ورقة خاسرة،أيها السياسيون :هل برأيكم الفوز بهذا الكرسي إنتصار؟هل الدخول في هذه الأنتخابات والتناحر على كرسي طريق لضمان حقوقنا القومية؟بدخولكم دائرة الأنتخابات ستثبتون بأنكم راضون عن هذه النسبة ،وبأنكم مسيرون ولا تملكون القرار ولا تمتون للشعب بصلة ،لأن جل الشعب وأنا على يقين غير راض على هذه النسبة في التمثيل وغير راض بالتوجه إلى صناديق الأقتراع،فلماذا تقفون في وجه إرادة هذا الشعب من أجل مصلحتكم الذاتية البحتة؟لماذا تعطون هذه الانتخابات صفة شرعية وتكسونها بثياب الديمقراطية وفي الأصل نحن من غبن حقنا وصودرت حقوقنا في قبة البرلمان العراقي ؟موقعي هذا ككاتب لايعطيني الحق في إصدار القرارات والفتاوي والشعب غير ملزم بأن يتقيد بأفكاري وكلماتي لكني أطالبه أن يخذل ويقف هذه المرة وبكل قوة بوجه القوى التي أرادت لهذا الشعب أن يسحق ويفنى ولايعد له إسم ولاتأريخ،كما أطالبهم بأن يثبتوا لأحزابنا القومية التي تفكر والتي أرادت أن تدخل هذه المهزلة أن يقاطعوهم كي يصحوا من سباتهم ويدركوا بأن الشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في كل ماجرى ويجري وعلى هذا الشعب أن يؤكد لهم بأنه ليس أداة طيعة وعصى بأياديهم ولاكرة بملعبهم يلهون بها كما يشائون ويضربونها لتعود إليهم مرة ثانية،لربما يكون في موضوعي هذا بعض التهجم والضغط على تلك الأحزاب التي تأبى أن تسبح عكس التيار القومي لكني لا أستطيع أن أكتم صوت ضميري وأنا أرى كرامة أبناء شعبي تهان وسط دارهم وأرضهم وأرسل رسالة أنبه فيها الساسة من أبناء شعبنا أن لا يفكروا بإعلاء كعب سياسة أحزابهم على إرادة ورغبة أمتهم التي يدينون لها بالكثير،وعلينا أن نأخذ العبر هذه المرة من مواقف الكثير من الكتل التي إنقلبت علينا ويجب أن تكون مواقفنا أكثر وضوحا بالنسبة لبعض الشخصيات السياسية التي لم تتحرك ساكناً تجاه الغبن الذي لحق بنا والشخصيات الأخرى التي للأسف فقدت مصداقيتها وأثبتت بأن ساعة تضارب المصالح تنقلب  الموازين وتتحول الوعود والعهود إلى سحابة دخان تسبح في فضاء الأطماع اللامتناهي في العراق الجديد عراق الجميع عراق ديمقراطية القوي يلغي ويأكل ويمثل ويهزء ويهجر ويقتل وووووو الضعيف. في النهاية أقترح على شعبنا ومن بعد إذنه أن نتبرع بالكراسي الثلاث للجهات المدونة أدناه وبالصيغة التالية:
1- (1)كرسي    مجلس رئاسة الجمهورية العراقية الموقر.
2-(1)كرسي     مجلس الوزراء العراقي الموقر.
3- (1)كرسي    رئاسة البرلمان العراقي الموقر.
وننتظر ونرى الآلية التي سيتم إتباعها في توزيع هذه الكراسي على مجموعة من الأشخاص لا يزيد عددهم على عدد أصابع اليد الواحدة،ليستفاد قادتنا السياسيون القوميون من حكمتهم عندما يشرعون بتوزيع هذه الكراسي على شعب برمته.

145

146
نتاجات بالسريانية / بشينا
« في: 13:03 02/11/2008  »

147
في ذكرى ميلاد الصحافة الآشورية،رسالة قصيرة إلى أشقائنا الصحفيين
                                                                                                                        إيفان جاني
في هذه الذكرى العزيزة على قلوب الصحفيين الآشوريين،لايسعنا في البداية إلا أن نتقدم بتهانينا القلبية الحارة إلى روادها العظماء وكل الصحفيين لمناسبة دخولها عامها الـ(159)وكلنا أمل أن تبقى مسيرتها النضالية متواصلة ردعاً للتزييف والتكذيب ودعماً للحق والحقيقة.أذا أردنا أن نخطو خطوات إيجابية وشجاعة وجادة في حقل الصحافة فعلينا ان لانقع فرائس سهلة لعدة عوامل ومغريات حياتية أصبحت تحيط بنا في هذا الزمن الشائك،الكثير من المغريات والتأثيرات الجانبية السلبية التي تؤثر في أفكارنا وتجرنا من طريق الصواب إلى طرق أخرى ذاتية لها تأثيرات سلبية واضحة على سمعتنا كبشر أولاً وصحفيين ثانياً وعلى سمعة ومصداقية الصحافة ككل،الصحافة الآشورية حالها حال جل الصحافات العالمية فيها الصحفي المجتهد المناضل الكفوء المخلص لمهنته الذي همه الأول والأخير كتابة ورسم صورة الحقيقة دون إضافة وإستقطاع دون مدح أو ذم مبنيين على أسس وحقائق وبالتالي إبراز تلك الصورة للقراء للحكم عليها لأن لهم القرار في النهاية،في الجهة المقابلة يقابله الصحفي الثاني الذي إمتهن الصحافة للمتاجرة بالكلمة الصادقة وتحريفها وإيصال رسائل أشخاص وجهات معينة إلى القراء وهي في الأصل تفتقر إلى المصداقية والحقيقة بكل معنى الكلمة،هذا الصحفي الذي لايفهم قدسية وإنسانية الرسالة التي هو بصددها،لايدرك بأن على عاتقه جملة من الحقوق والواجبات التي يجب أن يراها بضميره وقلبه ويحكم عليها بفكره،لايعرف بأنه عين ألاف الناس،ألاف الناس لربما ستخدع بكلامه وستقع في ألاف المصائب الجمة ،لأن هذا الصحفي كما أسلفت إمتهن هذه المهنة للمتاجرة وليكون أداة بيد هذا وذاك يكتب لكل من تتناسب وتتماشى مصالحه الشخصية معه،وعادة هذا الأنسان تراه مقارنة بالصحفي الصادق يعيش حياة مترفة وتؤمن له غالبية إحتياجاته الحياتية بل وأكثر من ذلك،وفي الحقيقة لو عمل هذا الأنسان بجد وإعتدال ما إستطاع أن يؤمن لقمة  حياته اليومية لأنه في الأصل فاشل داخلياً ولايستطيع أن يدخل ميدان العمل الصادق الذي غايته المجتمع بشكل عام دون تحديد.بأسف شديد أقولها بأن صحافيينا أمسوا ضحايا منازعات سياسية وأصبح كل واحد منهم طرفاً في إتجاه محدد يتناحر مع الأتجاه الثاني،لقد أصبح الصحفي مملوكاً من قبل الأحزاب السياسية والمؤسسات والشخصيات ذات النفوذ وأصبح لكل قلم بطل ولكل صحفي سعر،أصبحت الكتابات موجهة ومسيسة ،إكتب عن هذا إمدح هذا ذم هذا إرفع هذا ووووو الموضوعات عديدة.أنا هنا لست بصدد نقد الصحفيين الذين يكتبون ويتفاخرون بأعمال أحزاب وشخصيات قومية بل بالعكس فأنا من المؤيدين لدعم الأعمال القومية والخيرة والكتابة عنها ،شريطة أن تكون معلوماتنا دقيقة وصحيحة ومتزنة وغير مبالغ بها والأبتعاد قدر المستطاع من سياسة الطعن والتشهير بأية شخصية أو حزب دون وجود أدلة وبراهين تدين وتبين السبب وتكون المقالة التي تبرز سلبيات جهة أو شخص معين تصب في صالح العام وليس الهدف منها تسوية حسابات قديمة أو عشائرية أو شخصية.علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وقلمنا وكلماتنا ومع الشريحة التي نكتب إليها وأن لاندع العلاقات الشخصية وصلات القرابة تؤثر في كتاباتنا وأفكارنا فنتجاهل الكثير من الأمور التي تعيق مسيرة أمتنا في مناحي الحياة المختلفة.أتمنى في هذه الذكرى أن نراجع ذواتنا وضمائرنا وندقق في كتاباتنا ونكتب مايصب في الصالح العام ونبتعد عن الكتابات التجارية المحرضة لنجعل من أقلامنا مشاعل تنير درب مجتمعنا لنبلغ ونرتقي بصحافتنا إلى مستوى الصحافة الصادقة التي لاتكيل بمكيالين ولاتزن كلماتها بميزان المحسوبية.ليكن رفع الغبن عن الضعيف هدفنا ونصرة الحق والحقيقة أينما كانت شعارنا ومحاربة الفساد وإستئصاله مبدأنا.

148
شجب وإستنكار

في الوقت الذي كنا نستبشر خيراً ببسط سلطة القانون والنظام على ربوع العراق وتخلصه من كفة الأرهاب والأرهابيين،تناقلت الوكالات الخبرية أخبار تعرض أبناء شعبنا(الكلداني الآشوري السرياني)في مدينة نينوى إلى عمليات قتل متعمدة وتهديدات لأخلاء أرض أجدادهم التي يقطنوها منذ ألاف السنين،الأمر الذي أدى إلى مقتل العشرات دون وجه حق وهجرة غالبية العوائل المسيحية الساكنة في المدينة،نحن في حزب بيت نهرين الديمقراطي/محلية ديانا ،نستنكر ونشجب هذه العمليات الجبانة ونناشد الحكومة العراقية إلى التحرك السريع وعدم الوقوف مكتوفة الأيدي لنصرة أبناء قومية عريقة عراقية مستهدفة لتصفيتها وإجبارها على الهجرة القسرية والأستيلاء على ممتلكاتها كغنائم،كما نناشد في الوقت نفسه شخصياتنا القومية وأحزابنا ومؤسساتنا والمؤسسات الأنسانية العالمية وابناء العراق وشعبنا الخيرين لدعم إخوتهم المغلوب على أمرهم بتقديم المساعدات الأنسانية الضرورية لهم.
المجد والخلود لشهداء أمتنا والخزي والعار للقتلة الأرهابيين.

                                                 





                                                                                         حزب بيت نهرين الديمقراطي
                                                                                                   محلية ديانا
                                                                                                12/10/2008

149
الحكم الذاتي سبيلنا الوحيد إلى الحرية




بقلم /ايفان جاني

نينوى من المدن التأريخية العراقية القديمة،مدينة معروفة  بتلاوينها البشرية المتأخية على أرضها منذ مئات السنين،اليوم وفجأت تحولت هذه المدينة من أرض للأخاء إلى أرض للموت،أرض تستباح فيها الدماء البشرية في وضح النهار دون وجه حق.العابثين بأمن وحياة هذا البلد يريدون إحالتها إلى حقل لاتزهر فيه الحياة.كل عراقي شريف يتحسر ألف مرة ومرة حين يسمع بمصاب أليم لحق بشقيقه العراقي مهما كان إنتمائه القومي والديني،لأن الأنتماء الوطني عند العراقي أقدس من باقي الأنتمائات الأخرى،العراقي يحن لوطنه مهما طالت به الأسفار ويبقى مشتاقاً وتواقاً لنسيم ومياه وتربة وطنه.الحزن أصبح يثقل قلوبنا نتيجة الأخبار التي تتناقلها الوكالات الخبرية وشاشات التلفزة عن حالات القتل المتعمد التي يتعرض لها الميسيحيين في مدينة نينوى،حوادث قتل متعمد وبشعة تطالهم وهم عزل في منازلهم وفي أماكن كسب لقمة عيشهم اليومية،فهذه الظاهرة ،ظاهرة القتل المتعمد على الهوية والأنتماء الديني دخيلة على المجتمع العراقي ولم يكن لها مثيل ،فالطرق التي تمارسها بعض الجهات في قتل المسيحيين تجعل الأنسان في حيرة من أمره في كيفية وصف هذه الجهات أو الأنسان الذي يقوم بها ،هذا إن صح أن نستخدم تعبير الأنسان لهكذا أشخاص،فهل لهؤلاء الأشخاص ضمير وقلب وأحاسيس ومشاعر؟وما يثير الأسى والحزن في نفوسنا أكثر هو سكوت وتجاهل الحكومة العراقية التي إنتخبت بأصوات هؤلاء الشهداء لهذه الأحداث المؤلمة والدموية،فخلال الأسبوع المنصرم قتل مالايقل عن عشرة أشخاص وأجبرت أكثر من خمسمائة عائلة مسيحية على ترك بيوتها حفاظاً على أرواحها وأرواح  أبنائها حسب التقارير الخبرية الواردة من هناك ،وأغلب هذه الأسر التي فرت تعاني من أوضاع مزرية في المناطق التي توجهت إليها بحثاً عن الأمان ولاشيء أخر غير الأمان .فصمت الحكومة الغير إعتيادي من جانب والتعتيم الأعلامي الذي يثير التساؤولات والشكوك في هذه المسألة من جانب أخر يضعنا أمام العديد من الأسئلة التي تحتاج لأجابات فورية ووافية من قبل الجهات المسؤولة،فمن المسؤول عن كل هذا؟وأين الحكومة ودورها ودور مؤسساتها الأمنية؟ولماذا أصبح المسيحي هو المستهدف الأول في هذه الفترة؟فأنا أسأل البرلمان العراقي ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء عن الخطط الأحترازية المتخذة بعد مرور أكثر من إسبوع؟إن لم تنصفونا في حقوقنا الدستورية والأنتخابية وسلبتمونا إياها في وضح النهار فلماذا لاتحمونا من هؤلاء القتلة المأجورين المتعطشين للدماء العراقية البريئة؟هؤلاء العابثين بحياتنا ومقدساتنا ومصيرنا،إن لستم بالمستوى الذي يؤهلكم لقيادة هذا البلد وهذا الشعب فلما التشبث بكرسي الحكم ؟أعطونا حقوقنا لندافع بنفسنا عن أنفسنا . ساعة يقع حادث يهز الضمير الأنساني تخرجون علينا بعد شهر من الحادث وكما يقول المثل بعد خراب البصرة لتعطونا وعوداً ووعوداً شبعنا من سماعها وحفظناها عن ظهر قلب.أنا هنا أعاتب وأنتقد القياداة العراقية وفي مقدمتها البرلمان العراقي ومجلس الرئاسة ومجلس الوزراء على صمتها المخيف!.في النهاية أتمنى أن تعمل الحكومة العراقية على إيجاد حل سريع وجذري لهذه الأزمة الكبيرة وأن يكونوا بمستوى المسؤولية وأن يضعوا أنفسهم ولو لساعة لا ليوم مكان أولئك المساكين المغلوب على أمرهم المخلصين لبلدهم والمتشبين بأرضه رغم الويلات التي تنهال عليهم.
في الوقت الذي نثمن جهود قادتنا السياسيين في دعم ومساعدة هذا الشعب  بمصابه الأليم هذا وفي مقدمتهم الأستاذ سركيس أغاجان والمجلس الشعبي وكل أحزاب ومؤسسات شعبنا وأصحاب القلم من الأعلاميين ندعوهم في الوقت نفسه إلى تواصل العمل متكاتفين متحدين لأيصال صرخة ومحنة هذا الشعب إلى الرأي العالمي والضمير الأنساني ومتابعة هذه السابقة الخطيرة التي أمست تعصف بشعبنا (الأشوري الكلداني السرياني)في عقل داره، والمطالبة والتشبث بحقوقنا القومية والأدارية وفي مقدمتها الحكم الذاتي على أراضينا التأريخية لكونه السبيل الوحيد لحريتنا ولأنهاء هذا المسلسل الدموي الذي أصبح يهدد وجودنا التأريخي على أرض العراق .وأنهي كلامي هنا ببيت للأمام علي (رض) حيث يقول فيه:)(تنام عينك والمظلوم متنبه    يدعو عليك وعين الله لم تنم)).

151

152
الكل ملزمون في الدفاع عن مكتسبات هذه الأمة والمطالبة بحقوقها القومية المشروعة وفي مقدمتها الحكم الذاتي على أراضي الأجداد.

منذ سقوط نينوي عاصمة الأمبراطورية الآشورية على يد القوى المتحالفة عام 612ق.م وإلى حد الأن لاتزال العيون الاشورية موجهة نحو هذه البقعة الجغرافية المقدسة التي شهدت ولادة واحدة من أعظم الأمبراطوريات التي عرفها التأريخ ،إمبراطورية مترامية الأطراف ومتفوقة في كافة مناحي الحياة .لقد طالبت القوى السياسية والشخصيات القومية والدينية وعامة الشعب بحقوقها المشروعة وفي مقدمتها العودة إلى هذه الأرض ،وبعد مخاض طويل وعناء وحياة شاقة وبعد مرور مئات السنين حانة الساعة وأصبحت الأرضية أكثر تلائماً بعد سقوط صنم النظام الدكتاتوري البائد الذي أصر وشدد على هضم حقوق كل القوميات والأمم المتأخية التي تكون نسيج المجتمع النهريني العريق.
نعم لقد أصبحت الأرضية ملائمة وخصوصاً بعد أن وصلت قضية هذا الشعب(الكلداني ـ الآشوري ـ السرياني)إلى المحافل العالمية وجلت للعلن الضروف العصيبة والمريرة التي يمر بها والمرارة التي تذوقها ولازال يتذوقها هذا الشعب المسالم الذي كل غايته هي وطن يسوده السلام والأخاء والمحبة ،وطن تصان فيه كرامته وتقدس مقدساته ،وطن يعطي حريته،وطن يصنفه ضمن مراتب الشعوب الأخرى لاأقل مرتبة،وطن لايستعمل الطرق الحسابية والأحصائية في إعطاء حقوق أبنائه،وطن يثمن جهودهم وتضحياتهم التي بذلوها في سبيله،وطن يفتح لهم الأفق ليعيدوا بناء مادمره المفسدون العابثين بمصيره وحياته.لقد كان لوسائل الأعلام القومية المرئية والمسموعة والمكتوبة دوراً كبيراً في دعم ونصرة قضيتنا القومية وفي مقدمتها مسألة الحكم الذاتي لأبناء شعبنا على أرض الأجداد،عملت كل الجهات وكل حسب إمكانيته وطاقته من أجل وضع القواعد والأسس المتينة لهذا المشروع القومي ، وكان لتأييد الشخصيات القومية والسياسية الدور الواضح في هذا المجال لما تتمتع به من علاقات على كافة الأصعدة القومية والأقليمية والوطنية والعالمية ، أضف إلى ذلك كله دور حكومة الأقليم ودور بعض الشخصيات في الحكومة العراقية المركزية.فبعد تحركات كثيرة وعلى كافة الأصعدة أطلق مشروع الحكم الذاتي من قبل شخصية آشورية كان لها باع طويل في خدمة قضية أمته وهو السيد سركيس أغاجان الذي ذهب بمشروعه إلى أبعد من هذا وعمل على تأسيس مجلس شعبي ليكون بمثابة ممثلاً لهذا الشعب يضم تحت قبته الشخصيات القومية المستقلة والمثقفة والأكاديميين من كافة أنحاء الوطن إضافة إلى مؤسسات وأحزاب وقوى شعبنا ،عمل على جمع شمل أبناء هذه الأمة الذين شق صفهم غدر الزمان والأيادي الخفية المسيرة التي غايتها محو إسمه من على الوجود .كما يجب أن لاننسى دور أول لجنة تأسست من أحزاب ومؤسسات وقوى أحزاب شعبنا تحت إسم(لجنة تنسيق أحزاب ومؤسسات شعبنا (الكلداني ـ الآشوري ـ السرياني) هذه اللجنة التي كانت ثمرة الأنفتاح الفكري والنضوج السياسي والقومي التي كان لها دوراً كبيراً في الكثير من المواقف والقضايا القومية الحساسة التي تخص أبناء شعبنا.وكما يعرف الجميع وبعد جولات من المباحثات المكثفة بين لجنة التنسيق والمجلس الشعبي  ونتيجة لأيمان الطرفين بضرورة العمل القومي المشترك في ظل الضروف الراهنة الحساسة ولأهمية هذا العمل من أجل إنجاح مشروع الحكم الذاتي قررت لجنة التنسيق الأنضمام إلى هذا المجلس لتزيد من قوته وتصبح له الذراع السياسي الداعم .كان توحيد هاتين الجهتين صدى كبير وخصوصاً في إيصال صوت ومطالب شعبنا إلى المحافل العالمية وإجابة صريحة وكسر لرهان الذين راهنوا على ضعف وإنقسام وتشرذم هذا الشعب ،نعم الرسالة كانت موجهة إلى هكذا أشخاص ممن كان لهم هكذا أفكار.بالرغم من إنضمام أكثرية الجهات السياسية وتأييد أكثرية الشعب لهذا المجلس وأهدافه المنشودة إلا إنه وللأسف بقيت بعض الجهات بعيدة عن دائرة الحوار وتغرد خارج السرب بشكل لا يتلائم مع الضروف التي يمر بها شعبنا ومع الخطر المحدق بمستقبله وخصوصاً ونحن مقبلون على أهم حدثين في تأريخ الدولة العراقية ألا وهما كتابة الدستور العراقي ودستور إقليم كوردستان  ناهيك عن الغبن الذي لحق بشعبنا بعد إلغاء مجلس النواب العراقي المادة 50 من قانون إنتخابات مجالس المحافظات فخرجت الجماهير الحاشدة عفوياً إلى الشوراع تندد بهذا القرار الجائر وتطالب بحقوققها المشروعة المسلوبة في وضح النهار لكن هذه الضربة الموجعة أيضاً لم تؤثر في رؤية وفكر تلك الجهات لتعدل عن نهجها وتعود بالتالي إلى حضن الأمة وبقيت محتفظة بأنانيتها الذاتية ملوحة بشعاراتها الفردية التي لاتخدم سوى مصالح قيادييها .على الأنسان القومي الناضج أن يضع المصلحة العامة نصب عينيه وقبل كل شيء وخصوصاً عندما يكون ذلك الأنسان في موقع قيادي حساس لأنه ببلوغ الأهداف العامة ستتحقق الأهداف الخاصة وليس العكس،فتأييد مطالب هذا الشعب والنزول عند رغبته دليل على إيماننا وإحترامنا لوجهة نظره والعمل من أجل غد أكثر إشراقاً له،وفي حال عدم إيماننا بعملية سياسية فعلينا إيجاد البدائل الملائمة لها ومناقشة الجهات ذات الشأن في هذا العمل وإبراز نقاط القوة والضعف في المشروع لا اللجوء إلى سياسة التفرد والتقوقع والمقاطعة والتقاذف الأعلامي التي لاتخدم أحداً في هذا الوقت .كل الشعوب التي حققت مكاسبها القومية ووصلت إلى غاياتها بأقامة دولة مستقلة مرت بما نمر به اليوم وقد بدأت خطوتها الأولى مع الحكم الذاتي ومرت بمراحل طورت ذاتها وهيئتها للمرحلة التي بعدها ،وكل من يطالب بحق مشروع مغتصب عنه لايعني بالضرورة عنصرية أو إنسلاخاً عن الوطن الأم أو عن باقي مكونات الوطن وإن كان هذا هو التفسيرالصحيح لكل من يطالب بحقوقه فما من أمة كانت ستبلغ حقها في تقرير مصيرها.كما أن هناك حقيقة واحدة ألا وهي أن الحقوق تؤخذ ولاتعطى والجميع يعترف بحقوقنا ويدعمها قدر الأمكان والبعض منهم يعطي لنا ضمانات متينة وقوية أيضاً،فلماذا العصيان والخروج عن الأرادة الشعبية إذن؟كما إن هذه المطاليب لايمكن أن تتحقق وتطبق دون موافقة وعلم الأمم المتحدة والدول العظمى التي هي لاشك على يقين بقوة إرادة هذا الشعب وقد وصلت إلى حقيقة واحدة ألا وهي إن هذا الشعب يجب أن يعيش ولو لمرة واحدة بسلام وحرية بعد أن خانته الكثير من الأمم وعبر حقب طويلة .اليوم الفرصة مؤاتية فعلى الجميع عدم تفويتها والعمل في سبيل إنجاح هذا المشروع، ومن أجل بلوغ أهدافنا المنشودة علينا أن نسخر كل قوانا ونكون حذرين في مواقفنا وخطاباتنا ووحدتنا القومية من أجل تثبيت الركائز التي سيقوم عليها هذا البيت القومي الذي بعد أن يكتمل بنيانه سيتسع للجميع ولكل من يريد أن يعيش تحت سقف واحد وراية واحدة مع أشقائه الذين سيتمتع كل واحد منهم بنفس الحقوق والواجبات وليس لأي واحد الحق على إلغاء الثاني وفرض نفسه عليه لكونه الأقوى والأكثر إستحقاقية ونزعة قومية  (حسب حساباته) لقيادة المسيرة النضالية.                                                                                                             
                                                                                              ايفان جاني ـ ديانا                                               

153
تحية لأبن ديانا الأخ نينوس سياوش
إكتبوا للشهيد والأمة والحقيقة وليكن الله في عوننا لرفع راية الأتحاد والحقيقة عالياً في أفق السماء ليخجل منها المخادعون كلما رفعوا رأسهم ليروا نور الشمس ليبقوا قابعين في ظلامهم الحالك


أخوك /ايفان -ديانا

154
نتاجات بالسريانية / رد: سميل
« في: 16:29 13/08/2008  »
تحية أخ جونسن إبن ديانا الغالية
عاشت أياديك على كلماتك المعبرة عن المناسبة ودمتم أوفياء لدم الشهداء والأمة الآشورية الجبارة فأنتم سند سند الأمة وعونها


أخوك/ايفان-ديانا

156
أدب / أحببتُك ِ
« في: 13:07 02/05/2008  »
 ايفان جاني ـ ديانا

أحببتك وهذا قضائي وقدري
أحببتك والحب لايعرف عذراً أو مبرر
فهل من طريقة ياسيدتي لردع عشقي
لأيقاف إعصار قلبي وزحف حبي؟؟

أحببتك وهذه مشيئة ربي
فلا تتدخلي ياعبدة في شؤون الرب
ولاتجهضي هذا الحب ياصغيرتي
دعيه ليولد طبيعياً بين أحضان قلبي

قوليها ـ أحبُِكَ ـ لأني لاأثق بالنساء
فأغلبهن يلعبن بأذيالهن في الحب النساء
قولي بأنك لست من نوع النساء
اللواتي تعشقن اللعب بالقلوب والكبرياء

لاأريد الرقم الأول بين رجالك
ولاأريد الرقم الأخير بين رجالك
أنا لاأهتم بأرقام وتسلسل رجالك
أريدك أن تعشقيني أنا وحدي بين كل رجالك

فلا تجبريني على قتل عشاقك ياسيدتي
والأنتقام من كل من يحبك
وأي رجل يعرف إسمك
لأجبرك على حبي وتصبحين حبيبتي.

157
جورج منصور يؤكد على إهتمام الحكومة الكوردستانية بالمندائيين


أستقبل وزير الاقليم لشؤون المجتمع المدني جورج منصور في مكتبه باربيل, وفدا من جمعية الثقافة المندائية ضم رئيسها صبحي مبارك ما الله ونائبه سلمان سعيد وعضوا  الهيئة الادارية رواء سليم و زيتون صبحي. وفي اللقاء الذي حضره مدير علاقات المكتب روند بولص، ثمن رئيس الجمعية جهود الوزير واهتمامه بالجمعية المندائية منذ تأسيسها مما شكل ذلك حافزا قويا لتطوير واستمراية عملها, ملقيا الضوء على انشطتها ومعوقات عملها ومناشدا زيادة الاهتمام بها للنهوض بهذا المكون العراقي لتأدية دوره في العراق الجديد.   

من جانبه اكد الوزير منصور بان الصابئة المندائيين شريحة اصيلة وعريقة في العراق، وان الحكومة الكوردستانية جادة في الوقوف الى جانبهم  وايلائهم اهتمامها ورعايتها, معتبرا ان
جمال العراق وثرائه يكمن في تنوعه القومي والاثني والديني, مشددا على اهمية التنسيق مع مكتب الوزير في ما يخص بناء وتطوير القدرات لمنتسبي الجمعية.

158
أدب / ܣ
« في: 22:42 16/04/2008  »
أحببتُك ِ                                                     ايفان جاني ـ ديانا

أحببتك وهذا قضائي وقدري
أحببتك والحب لايعرف عذراً أو مبرر
فهل من طريقة ياسيدتي لردع عشقي
لأيقاف إعصار قلبي وزحف حبي؟؟

أحببتك وهذه مشيئة ربي
فلا تتدخلي ياعبدة في شؤون الرب
ولاتجهضي هذا الحب ياصغيرتي
دعيه ليولد طبيعياً بين أحضان قلبي

قوليها ـ أحبُِكَ ـ لأني لاأثق بالنساء
فأغلبهن يلعبن بأذيالهن في الحب النساء
قولي بأنك لست من نوع النساء
اللواتي تعشقن اللعب بالقلوب والكبرياء

لاأريد الرقم الأول بين رجالك
ولاأريد الرقم الأخير بين رجالك
أنا لاأهتم بأرقام وتسلسل رجالك
أريدك أن تعشقيني أنا وحدي بين كل رجالك

فلا تجبريني على قتل عشاقك ياسيدتي
والأنتقام من كل من يحبك
وأي رجل يعرف إسمك
لأجبرك على حبي وتصبحين حبيبتي.

159
جورج منصور يناشد التنمية السويدية لدعم المنظمات المدنية

ناشد وزير الاقليم لشؤون المجتمع المدني جورج منصور,  منظمة التنمية الدولية السويدية (سيدا) لدعم منظمات المجتمع المدني في اقليم كوردستان للنهوض بعملها بشكل افضل.

جاء ذلك لدى استقبال الوزير منصور في مكتبه بأربيل وفدا رفيع المستوى من المنظمة السويدية برئاسة فريدريك ويسترهولم- منسق برامج المنظمة في الشرق الاوسط واسيا وشمال افريقيا.

وقدم الوفد الزائر شرحا عن نشاطات المنظمة في العراق واقليم كوردستان، والخاص بتقديم المساعدة في مجال بناء وتأهيل البنية التحتية ودعم نشاطات المنظمات النسوية والشبابية.

ثم اوجز الوزير منصور واقع الحراك المدني في الاقليم ودور الحكومة  في دعم وتنظيم عمل منظمات المجتمع المدني بما يضمن استقلاليتها وحياديتها  وحرية عملها.

واتفق الطرفان على المزيد من التواصل والتعاون، بما يخدم حركة بناء المجتمع المدني في  اقليم كوردستان.

 

 

 

160
الأخ يؤاش
شكرا على كلماتك المعبرة وأتمنى من الجميع أن يكتب مايمليه عليه ضميره ويريحه قبل   كل شيء
أخوك
ايفان

161
نتاجات بالسريانية / آتا د اومتي
« في: 09:32 08/04/2008  »


162
نتاجات بالسريانية / الب بيث
« في: 19:22 16/03/2008  »

163
أدب / رد: المسرحية
« في: 18:01 10/03/2008  »
الأخت هند
الحقيقة ستبقى مرة مهما عشنا في زمن ملكته الخيانة  وتاجها الزيف
شكرا على ردك
 
ايفان جاني

164
أدب / رد: المسرحية
« في: 01:31 10/03/2008  »
الأخ رمزي
شكراً على ردك الجميل وملاحظتك في مكانها إلا أنني تعمدت أن أذكر هذا الكلمة وأبقيها هي دون أي مرادف أو بديل وذلك لسبب معين وكما أنت تعرف بأن المعنى في قلب الشاعر مرة ثانية شكرا على ملاحظتك التي بدوري أعطيها لأي كاتب أراد الكتابة هي عدم تكرار الكلمة لأكثر من مرتين قدر الأمكان
أخوك ايفان جاني

165
أدب / رد: كوكب
« في: 22:57 09/03/2008  »
الأخت شذى
تحية خالصة متمنياً لك كل النجاح
لكل منا مدار فلكي ندور فيه حول كوكب إخترناه من صميمنا وكوكبك أنت أيضاً جزء من هذه المجموعة التي تجمعنا لتربطنا مع بعضنا البعض لنكون حلقة  تزينها كلمات طيبة نكتبها لتبقى ذكرى جميلة تدق في وديان قلوبنا المحملة بأجمل المشاعر التي تولد مع ولادتنا على هذه المستديرة التي سخرها لنا الباري...إستمري فالمسيرة لازالت في بدايتها ونحن مازلنا في الصفوف الأخيرة والطريق نحو المقدمة صعب وشرف الوصول إليه لايبلغه إلا من  يبدع ويضخ دماء جديدة مع كل جرة قلم لتولد حرفا فكلمة  فجملة فشعراً فإنساناً
 
 
أخوك
ايفان جاني

166
أدب / رد: المسرحية
« في: 22:56 09/03/2008  »
إلى الأخوات غادة ـ ديما ـ إنهاء
شكراً على ردودكم الجميلة متمنياً اللذة لكل من يسعى لتذوق الكلمة الصادقة أينما كتبت وفي أي مجال كانت ولتنزل ستارة المسرح بشكل نهائي لتتضح الحقيقة كقرص الشمس اللاهب في أفق السماء
مع تقديري لكلماتكم
 
أخوكم
ايفان جاني

167
أدب / المسرحية
« في: 12:57 28/02/2008  »
المسرحية

ايفان جاني


أستمحيك عذراً ياسيدتي فأنا مغادر
لأن مسرحيتك الهزيلة قد أوشكت على النهاية
وستارة المسرح ستنزل عما قريب
وجمهورك الحاضر سيغادر مقاعده في النهاية
فصول ألفتها من خيالك الخصب المخادع
وسيناريو حكته بحذرٍ ودقةٍ شيطانية
ففي النهاية ستبقين وحيدة
لأن الجميع سيغادرك ساخراً
فمن سيبقى كما في السابق ليحمل أحزانك؟
فمن سيبقى ويتحمل صرخاتك، قساوتك، طغيانك؟
فمن سيبقى ليجمع أجزائك المتناثرة ؟
ويهنئك على عملك وأدوارك الكاذبة..
سواي أنا الضحية التي دارت حولها المسرحية
لأسحب جنازتي ورائي في نهاية القصة
فهل فكرت يوماً ؟
فهل فكرت يوماً بنهاية هكذا مسرحية ونهايتك الهزلية ؟
وأنت تمارسين أدوارك البطولية
تهينينني ..تذبحينني..تقتلينني..أمام كل شابٍ وصبية..
هل فكرت يوماً ؟!.


 ـ ديانا -

   

168
نتاجات بالسريانية / رد: شلاما
« في: 19:13 26/02/2008  »
الأخ باسم يونان المحترم
شكراً على كلماتك الجميلة ،هدفنا وواجبنا هو نحن جميعاً دون إستثناء حماية وجودنا القومي الذي أبى الكثيرون محوه على مر الدهور. لقد فرحت كثيراً بتعليقك وأتمنى لك كل الموفقية والنجاح في حياتك مرة ثانية تقبل سلامي وإشتياقي

169
نتاجات بالسريانية / رد: شلاما
« في: 23:57 24/02/2008  »
الأخ يؤاش
نحن في خدمة الكلمة الصادقة التي صوتها أعلى من كل الأصوات وإن كان مكاننا شاغراً فلأننا نعصر أنفسنا لنكتب ناهم نقي وطيب كما يجهد الفلاح في عصر العنب ليحصل على النبيذ الخالص الذي تتمناه القلوب قبل الشفاه

170
نتاجات بالسريانية / رد: شلاما
« في: 23:57 24/02/2008  »
الأخ يؤاش
نحن في خدمة الكلمة الصادقة التي صوتها أعلى من كل الأصوات وإن كان مكاننا شاغراً فلأننا نعصر أنفسنا لنكتب ناهم نقي وطيب كما يجهد الفلاح في عصر العنب ليحصل على النبيذ الخالص الذي تتمناه القلوب قبل الشفاه

171
نتاجات بالسريانية / شلاما
« في: 22:10 18/02/2008  »

172
نتاجات بالسريانية / اثري
« في: 14:47 03/01/2008  »

173
في ذكرى الراحل المبدع سركون بولص أقول:
أيجب أن أموت لتكرموني؟! 


                       ايفان جاني ـ ديانا

كنا مجموعة من الأصدقاء نتبادل أطراف الحديث حول المسائل الثقافية ومايدور في الساحة القومية من أحداث وتطورات وأزمات وماشابه،بدون أية مقدمات طرح موضوع تكريم المبدعين من أبناء شعبنا هذه الأيام وجاء هذا الكلام على خلفية الأحتفالات التأبينية الكثيرة التي أقيمت على روح المبدع الآشوري سركون بولص الذي توفي بعد حياة مريرة قضاها في المهجر.السؤال الذي كان محور نقاشنا:سبب إهمال الشخصيات المبدعة في كافة المجالات وعدم الأهتمام بها وإستذكارها إلا بعد أن تحين ساعتها لتعود إلى خالقها؟تجمعت عندي بعض الأفكار و  الكلمات مع مجموعة من الأراء البنائة التي طرحت ووجدت نفسي مكلفاً لألملمها وأصيغها وأطرحها عبر أحد المنابر الكتابية لعلها تجد أذان صاغية أو جهة تدعم وجهة نظري هذه.في البداية لنقول لماذا لم يكن الشاعر والكاتب الراحل رحمه الله سركون بولص حاضراً بهذا الشكل الملفت للنظر قبل مماته في وسائل إعلامنا ومؤسساتنا الثقافية والحزبية وكتابات مثقفينا وغيرها مع إستثناء جزء صغير منها ، هل كان هذا الأنسان حقاً مبدعاً أم كل ماقيل في حقه أباطيل وتلفيقات؟ وإن لم تكن كذلك فهلا أوضحتم السبب رجاءً؟؟لماذا لم يكرم هذا الأنسان من قبل أبناء جلدته في الوطن يوماً تكريماً بسيطاً بقلم حبر لايتجاوز ثمنه الدولار الواحد؟؟لماذا لم تقم أية جهة حزبية كانت أم مستقلة وكواجب وطني أو قومي وكتكريماً لجهود هذا الأنسان في المجال الثقافي محاضرة أو أمسية خاصة تسرد فيها قصة حياته الحافلة وتطرح أفكاره وأعماله وتناقش كي يستفاد منها الجميع؟ لماذا وبقدرت القادر إنهالت علينا وبمرة واحدة كل هذه الأعمال الجبارة الخفية وأين كانت كل هذا الوقت؟؟كان الشاعر معروفاً على الصعيد العالمي والوطني لكن نتاجاته لم تكن متوفرة لجميع القراء إلا لجزء بسيط منهم وهم على الأكثر من الشخصيات التي كانت على علاقة وطيدة وصداقة مع الراحل،إذن لماذا لم يخطر على بال أية جهة من الجهات الكثيييييييييييييييييييييييييييرة (ماشاء الله) إعادة طبع كتاب لهذا الأنسان والكل يعلم بأن الكتاب عند المثقف أقدس وأهم من مال وجاه الدنيا؟؟كل هذه التساؤلات والمزيد منها تضعنا أمام عدة أسئلة كبيرة ومهمة على الجهات المعنية الأجابة عليها بشفافية كي ترفع ولو قليلاً من هموم أولئك الباقين من المبدعين ممن لم تسعفهم أيضاً التكريمات أو أي نشاط يذكر ويثمن أعمالهم التي بذلوا فيها كل حياتهم ووضعوا عليها بصيرتهم وأهملوا ذاتهم وحملوا هموم هذه الأمة المثقلة بالجروح إلى جانب هموم إنسانية أخرى لربما لايشعر بها ويعيشها سوى ذلك الأنسان الذي يجسدها ويصورها بالطريقة المثلى كي يضعها أمام مرأى الجميع(تعجلوا في الموت فالأكراميات والمأتم في إنتظاركم جربونا ولن نخذلكم كما خذلناكم وأنتم أحياء ).لماذا وإلى هذا اليوم لم نرى مؤسساتنا القومية والتي الهدف من قيامها هو خدمة الصالح العام وخاصة الطبقة المثقفة والمبدعة تقيم  مهرجاناً يكرم الرواد أو ذوي العطاءات الأنسانية في المجالات الفكرية والآدبية والثقافية والفنية والرياضية وغيرها(على ماذا تنفق ميزانيات مؤسساتهم القومية عفواً مؤسساتنا القومية )؟؟والمعلوم بأن هكذا نشاطات تزيد من عزيمة وإصرار المبدعين على التواصل والأستمرارية وتحث الهواة على سلك هكذا طرق من أجل بلوغ الهدف والغاية التي هم بصددها(خلوها تبقى إلنا ليش نرفع إسم ثاني ينافسنا ويحاصر مصالحنا ويجي يوم يفضحنا،القسمة على واحد وإثنين أسهل من ثلاثة).هذه رسالة بسيطة وقلبية مختصرة أتمنى أن تبلغ الجهات المعنية وهم بدورهم أن يشمرواعلى ساعديهم ويدخلوا بجد في هكذا مسائل ويولوا لها كل الأهتمام وإما فليتخلواعن مناصبهم وكراسيهم التي يشغلونها لأناس أجدر بالمسؤولية وحينها سيكون موقفهم أسلم وأريح(هما مرتاحين أصلاً ) مما هو عليه الأن وستزول عن كواهلهم كل المسؤوليات(أعانهم الله على هذه السؤوليات التأريخية التي سيخلدها التأريخ وسيكتب عنها البعيد قبل القريب) التي على أعناقهم وهم غير قادرون على تأديتها.في النهاية أختم كلامي بكلمات من ديوان شعر للكاتب الراحل والمعنون(حامل الفانوس في ليل الذئاب) ويقول فيها:
النصيحة:
قال لي:أنصحك ألا تؤخر الأمر.لاتلتفت إلى الوراء.غادر
هذه النقطة في الزمن ،هذه البقعة في الأرض،هذا الحاضر الذي تستيقظ فيه:غادر
أنصحك أن تترك هذه الجثة الهامدة وشأنها لأنها ماتت بل بدأت تتعفن منذ مدة
ولن يفيدها الآن لاشانيل رقم5ولاباكو رابان...
ملاحظة/أغلبية من شاركوا في الأحتفال التأبيني المقام على روح هذا الأنسان من قبل المديرية العامة للثقافة السرياينة في مدينة عنكاوة شاركوا لسبب واحد وهو كي يضاف إسمهم إلى القائمة الطويلة للحاضرين يوم مماته والغافلين الغائبين عنه طوال حياته وأشك جداً في أن يكون غالبية الحضور يعرف هذا الأنسان قبل وفاته.

174
[/center]

175
أدب / بلد الحضارات
« في: 17:49 05/12/2007  »
 

بلد الحضارات               
                         
في بلد الحضارات والعظام
أرض الخيرات والكرام
ذبحوا حمامة السلام
قرباناً قدموها لقوى الظلام
***
حولوا مدننا لبقايا حطام
إفترسوا لحومنا حتى العظام
نهبوا عقولنا وإستهدفوا الانسان
ثكلت نسائنا وأبكوا الأيتام
***
فجروا الكنيسة وإغتالوا الهلال
شوهوا الأنسانية وحَرَموا الأحلام
تاجروا بدمائنا و وسحقوا الامال
قتلوا الحياة دون اعذار
***
جرحوك ياوطني وسقوك الألام
أدمعوا عينيك حرموك المنام
سجنوك متهماً بدون إتهام
صادروا الحقيقة وزيفوا الأحكام
***
قيثارتك ستبقى تعزف الأنغام
بسمائك ياوطني سيطير الحمام
لن يرضخ ويخضع شعبك المقدام
لزمرة ترسم بألوان الظلام
***
هذه الغمامة ستزول بالختام
بأرض النهرين سيسود الوئام
ستبقى رايتك ترفرف بإحترام
والخلود وسام لشهدائك الكرام.

بقلم /يفان جاني


178
الأعلام …وعارُ الأعلام 
  [/color]                                                                   

كتابة/ إيفان جاني
الأعلام هو عملية نقل الأفكار والحوادث من المرسل إلى المتلقي كما هي دون أي إضافة أو تحريف عبر أدوات محددة وبأساليب مدروسة لأهداف معينة.يمكن أن تكون وسائل الأعلام وسائل للاتصال بالجماهير في خدمة العلاقات الإنسانية الخيرة في كل الميادين الاقتصادية والسياسية،كما يمكن أن تكون أدوات قذرة لشن حروب نفسية تدمر مصالح الشعوب وتزرع الحقد والكراهية بينها.إن مسألة أن يكون الأعلام أداة لخدمة الإنسانية أو أداة لتدميرها يتوقف أولاً وأخيراً على مالكي هذه الوسائل الإعلامية؟؟ولمصلحة من تعمل تلك الوسائل؟فيمكن للأعلام أن يكون في خدمة الجماهير عن طريق توفير الفكر العلمي والوعي كي تسيطر بنفسها على مصالحها ومقدراتها ،ويمكن أن تكون وسائل تضليل الجماهير لحساب فئات معينة طفيلية تريد السيطرة عليها بهدف استغلالها وإستعبادها.ومن هذه النقطة يمكن مناقشة ودراسة واقع إعلامنا القومي ودوره وثقله وسياسته وأهدافه.فإعلامنا مرهون ومربوط بثلاث جهات وهي:.
1ـ الإعلاميون والمثقفون.
2ـ الأحزاب السياسية والمؤسسات الثقافية.
3ـ المتلقي(الشعب).
ولكل واحد من هذه الثلاث دور يلعبه في الحركة الإعلامية واتجاهاتها وسياستها وتأثيرها السلبي والإيجابي لكونها الجهات المغذية الرئيسية والتي تضخ الأعلام في مجتمعنا اليوم والتي تحتاج إلى دراسة دقيقة ومواضيع خاصة تتناولها كل على حدى لدورها الكبير الذي لا يمكن حصره في مقالنا هذا.وأنا ما بصدد تناوله في موضوعي هذا هو الأنصاف الإعلامي لدور الأعلام في يومنا هذا في حياة الأمم والشعوب ولتأثيره الكبير على السياسات العالمية والذي بدونه سيعيش الإنسان في عزلة تامة عن هذا العالم الواسع الذي يتلاعب به الأعلام.يقال بأن (نابليون بونابرت ) كان يقول(إنني أرهب صرير الأقلام أكثر من دوي المدافع)وهذا الكلام يعود إلى إمبراطور عظيم وإلى عشرات السنين قبل أيامنا هذه حينها كانت الديمقراطية طفلة في مهد الحياة.والسؤال الذي أريد طرحه هنا هل تخاف(قطة) أي مسؤول منا من صرير قلم أعظم كتابنا؟؟؟والجواب البسيط بالطبع لا..لأننا لا نملك ذلك القلم الذي يسعى وراء الحقيقة لينزلها في صفحات مطبوعاتنا ،لأننا لا نملك ذلك الصحفي الجريء ليكتب الحقيقة المجردة كما هي ويضعها بين أيدي القراء ،لأننا لا نملك ذلك الإنسان الذي يزاول مهنته بطريقة صحيحة وأخلاقية ناهيك عن عدم إستقلالية العدد الأعضم من مطبوعاتنا وإرتباطها بجهات معينة في العلن أو من وراء الكواليس.أما الأعلام المرئي فهو بعيد عن متناول الكثيرون ويعود إلى جهات محددة تفرض على منتسبيها نقاط حمراء وخطوط لا يمكن تفاديها وخير دليل على كلامنا هذا إفتقارنا إلى صحف أو قنوات مستقلة بمعنى كلمة الاستقلال الحقيقي .نحن اليوم بحاجة إلى إعلام حقيقي لنخرج من هذه القوقعة التي نخشى الخروج منها كي لا تعمينا شمس الحقيقة ،فإلى متى سنبقى نتاجر بدماء الحقيقة ونبيع ضمائرنا؟؟لقد تفشى الفساد كمرض في نواة أفكارنا وأحاسيسنا وشعورنا وأخلاقياتنا المهنية والإنسانية وتحولنا إلى مهرجين نهرج على أوراق المطبوعات وصفحات الإنترنت وشاشات التلفزة ،فنحن بأعمالنا هذه وأفكارنا عار على الأعلام وتاريخه الحافل بالمواقف الإنسانية والتضحيات،نحن عار على اشرف المهن وأنبلها.إن موضوعية الأعلام تقاس بمدى علمية وموضوعية الفكر الذي نرسله إلى المستقبلين وليس بمجرد كلمات نسطرها كمسرحية هزلية ساخرة نسخر فيها أولاً وأخراً من ذاتنا ويجب أن لا ننسى بأن التاريخ لا يرحم ويدون كل كلمة وحرف.في النهاية هذه دعوة إلى الأنصاف وقول الحق وكلمته وإلى مزاولة هذه المهنة الإنسانية المقدسة بضمير إن لم نستطيع مزاولتها وفق قوانينها وأساسياتها كي نعود وننتشل ما تبقى منا ومن الحقيقة من هذه المستنقعات القذرة التي أصبحت تحاصرنا وتغمرنا إلى الأعناق.[/b][/font][/size]

179
نتاجات بالسريانية / من انا؟
« في: 23:09 26/05/2006  »
من انا؟

180

     هذوله إحنه العراقيين...!!؟؟                     




                بقلم/إيفان جاني
بعد سقوط صنم النظام المقبور وبدء العملية الانتخابية في العراق، برزت في الأوساط الإعلامية المرئية خصوصاً دعايات ومواد إعلانية تحث الشعب على المشاركة في الانتخابات النيابية، وتلتها بعد فترة أخرى إعلانات وطنية بعد تصاعد وتيرة العنف والإرهاب تدعوا العراقيين إلى التوحد والتكاتف ورص الصفوف لردع الإرهاب ونبذ الطائفية للخروج من دوامة العنف التي بدأت تعصف بالبلاد .وتنفق الدولة ملايين الدولارات على هذه الإعلانات من موارد الشعب محاولة منها لجره إلى شاطئ الأمان والطمأنينة وإشعاره بالمسؤولية وبث روح الأخاء والوطنية فيه. تحمل جميع هذه المواد الإعلانية أفكار وطنية ووحدوية بناءة .إلا أن ما أتلمسه من بعض هذه المواد الإعلانية هو تفضيل جهة على أخرى وإبراز ثقافة معينة على ثانية بحجة الوطنية والعراقية.فجميع هذه الإعلانات موجهة وتصب بالدرجة الأولى في صالح العرب بشقيهم (الشيعي والسني) ومن ثم يليهم الأكراد بالدرجة الثانية أما القوميات الأخرى فليس لها ثقل في الميزان ولا يحسب لها أي حساب وكأنها تقوم على أساس القوى الحاكمة والأحزاب المسيطرة على الحكومة ولا تعتمد على ديموغرافية العراق والتركيبة الأساسية لسكانه.على حد علمي بأن الكنائس قد أخذت حصتها وأكثر من التفجيرات الإرهابية وشعبنا المسيحي بكافة أطيافه يحترق في محرقة الإرهاب والإرهابيين و قد اختلطت دماء أبنائنا بدماء أبناء أشقائنا من العرب والكورد والتركمان وكما واجهنا نفس ما واجهوه من ظلم وإستبداد ،فألا يحق أن يكون   لنا جزء يعبر عنا في هذه الإعلانات الوطنية لكوننا جزء من نسيج العراق وثاني ديانة بعد الديانة الإسلامية؟؟وما أخشاه هو سيطرة مجموعة من ذوي الأفكار القومية المتعصبة المتشنجة على إعلام البلد وتقييده وتوجيهه وفقاً لمصالحهم الخاصة ورؤيتهم المتطرفة أسوة بالنظام السابق؟؟أمن أجل هكذا حرية دين وقومية وديمقراطية ناضلنا وحاربنا  النظام البعثي؟؟وأكثر ما يحيرني ويدهشني هو بث فضائياتنا (أشور وعشتار)لهذه الدعايات والإعلانات بتباهي وفخر ومرات متعددة ومتكررة ولا أدري ما هو السبب والدافع من هذا؟أهي مقصودة ؟أم مفروضة ؟أم إن الجانب المادي يطغي على كل شيء؟أم إن القائمون على هذه الفضائيات لا يدركون الفكرة والهدف ولا يرون الصورة ولايقرأون الكتابات التي تظهر جلية فيها؟؟وقبل أن أنهي كلامي أوجه هذا السؤال إلى من يهمه هذا الأمر وفضائياتنا بالتحديد و لربما سينعتني بعضكم بالتطرف القومي أكثر من الانتماء الوطني،عندما أرى شخصاً في الأصل يجب أن يمثلني لكن لا يتكلم لغتي ولا يصور بيئتي ولايرتدي زي ولا يحمل أي من رموزي ولا يذكر وجودي أو يكتب إسمي وفي نهاية كلامه يقول هذوله إحنا العراقيين فكيف أفهم هذا وليتشرف أحدكم بتفسيره لي ؟؟أليست هذه طريقة حضارية أشبه بالاستعمار الحضاري لمحو هويتنا وثقافتنا وتاريخنا وإنتمائنا الوطني إلى العراق وعبر فضائياتنا أيضاً؟؟وماذا يقصد بقوله هذوله إحنا العراقيين؟؟أيعني فقط من هم في الصورة هم عراقيين وتحق لهم العراقية؟وماذا عن الباقين أهل يحسبهم مخلوقات فضائية؟أم غرباء في وطنهم؟.


181
المنبر الحر / إعلامنا والواقع..
« في: 00:02 13/03/2006  »
إعلامنا والواقع..

كتابة /إيفان جاني

يلعب الأعلام بكافة أقسامه(المرئي - المسموع- المكتوب)دوراً جلياً في كثير من دول العالم التي تتمتع فيها المؤسسات الأعلامية بحرية الرأي والتعبير .وللأعلام الدور الكبير في نشر الكثير من القضايا في شتى المجالات .
فالكثير من الكوارث والفضائح والأنتهاكات لحقوق البشر تصل إلينا وتطفوا على الساحة من خلاله سواء كان الأعلام حكومياً أو خاصاًمستقلاً تملكه جهات معينة .
كما إنه سلاح ذو حدين ومصدر إقتصاد ضخم فيحصد الملايين ويصرف ملايين أخرى هذا وأكثر هو الأعلام الديمقراطي الحقيقي إن أردناه .لكن ليس الأعلام الديمقراطي هو بيت القصيد في كلامي هذا بل إن الموضوع الذي أريد الكتابة عنه هنا هو إعلامنا(الأعلام الآشوري)ماهو موقعه وثقله وإتجاهه وأهميته على الساحة القومية على الأقل إن إستثنينا منه الساحة الوطنية؟
لقد عانى الأعلام في العراق على السواء من التقوقع والترهيب جراء بطش الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم فأبت أن يبقى الستار مغلقاً لحجب الأعين عن الكثير من الجرائم والمأسي التي إرتكبتها لمدة ثلاث عقود وأكثر بحق هذا الشعب وكان الثمن عدم توفر وتخرج كادر إعلامي متمكن صاحب قلم وفكر حر والكثير من الذين كتبوا وعبروا عن أرائهم لقوا حتفهم أو إضطروا إلى ترك الوطن.والقسم الآخر حصل على تعليمه خارج الوطن.
وقد كان لأدبائنا وكتابنا وإعلاميونا يومها وعلى مر السنين الدور الفاعل في مجالات الأعلام بأنواعه بالرغم من عدم تخصصهم في الكثير من المجالات التي عملوا بها أضف إلى كل هذا الرقابة الأعلامية السياسية المفرطة والمفروضة على كلمتهم وأفكارهم إلا أنهم إستطاعوا أن يعطوا ويضيفوا إلى تاريخ ومسيرة الأعلام العراقية والقومية الكثير الكثير .
أما اليوم وفي عهد الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والفكر نرى بأن إعلامنا قد إنزلق عن مساره الصحيح وأصبح بعيداً كل البعد عن واقعه الحقيقي ومهنيته.فأعلام اليوم إعلام حزبي فردي بحت بأتجاهات محدودة بحيث لايستطيع أن يغير مساره، وهذا ما أدى إلى زرع حالة من اليأس في نفوس الكثير من الأعلاميين والأبتعاد عن ساحة الأعلام الحقيقية لعدم توفر أرضية ومتنفس حقيقي حر يشعر به الكاتب بحبره ويتفاعل مع كلمته الصادقة النابعة من وجدان ومعاناة أمته وأبناء جلدته.
فبالرغم من كثرة قنوات الأعلام بأنواعها كالفضائيات والجرائد والمجلات لازلنا نفتقد إلى الصحوة في ضمائرنا ،إلى الشعور بالكتابة والكلمة الصادقة من أجل الحياة لا من أجل ملىء فراغات والتغزل بهذا ورفع منزلته مقابل ذاك الذي هو شقيقه وكلاهما يعملان من أجل أهداف مشتركة منشودة واحدة.
فأعلامنا اليوم بعيد كل البعد عن الواقع الحياتي الحقيقي ولايبرز ولا يمثل سوى جانب يسير بسيط من معاناة شعب قاسية وصعبة.وكثيراً مايلجىء إلى إبراز طبقة موالية على حساب طبقة أخرى أو تفادي مجموعة لأسباب سياسية حزبية ضيقة بالرغم من حجمها وثقلها وهذا ما لايجب أن يفعله الأعلامي المحترف في عمله والمخلص لقضية أمته وأهدافها
كما أشرت فأعلامنا إعلام موجه ذا حدود وخطوط حمراء لايستطيع تجاوزها لحسابات معينة.فترانا اليوم نفتقد إلى إعلام حر مستقل بسبب عدم تمويل هكذا مشاريع لأنها في النهاية لاتصب في صالح وغاية السياسيين .
وبالرغم من صرف الملايين والمبالغ الطائلة على الأعلام بأقسامه لتنشيطه ورفع مستواه إلا إننا يجب أن ندرك حقيقية واحدة وهي إفتقارنا إلى عقول نيرة متزنة تفرق بين هذا وذاك وبين الأبيض والأسودوتضع المصلحة العامة فوق كل شيء.
فالأعلام قبل أن يكون سياسة أو مادة هو رغبة وموهبة وهواية ،هو إخلاص وقسم شرف ،فما يغلب على إعلاميونا هذه الأيام هو حالة من العمى المادي بحيث أعمى بصيرتهم ضمائرهم فينزعون الفكرة والمبدىء  عنهم بين ليلة وضحاها كما ينزعون معطفاً عادياً.والأعلام إذا لم يوجه توجيهاً صحيحاً حتماً سيخرج عن مساره وسيلحق الضرر بأصحابه أولاً ثم الباقون على حد سواء.
عسى أن يستفيد   إعملامنا وإعلاميونا من هذه الكلمات وأن يأخذوا منها الجانب النقدي البناء ويصرفوا النظر عن الجانب السلبي منه في حال وروده ونهاية أتمنى الكلمة الصادقة لأعلامنا والضمير الأنساني الذي لاغنى لنا عنه في حياتنا وعملنا لأعلاميونا.[/b][/size][/font]

182
أنا مطرب الأمة الآشورية……إيوان أغاسي.

كتابة/ إيفان جاني¨


     بهذه الكلمات المقدسة إفتتح الفنان الآشوري القدير (إيوان أغاسي)المقابلة المباشرة التي أجرتها معه فضائية عشتار  و برنامج شلاما.كلمات ألهبت الروح القومية وبثت روح الفرح والسرور في كل نفس قومية آشورية أصيلة ،كلمات كان شعبنا تواق لسماعها وليسقي بها ضمأه القومي الذي يعانيه وعاناه خلال السنين التي مضت،كلمات حملت في طياتها رسالة قومية وواضحة المعالم والمعاني إلى أعداء هذه الأمة الكثر الذين لا يعدون  ولا يحصون.مفردات ليست بالجديدة ولا مفاجئة لفنان قومي وهب نفسه لأمته.فمن يتابع أغاسي يلتمس في أغانيه عشق قومي مقدس محال أن لا يدركه.لقد عاشت أجيال وأجيال على عذوبة كلماته وسحر صوته وأقتيد بسببها الكثير من الشبان إلى السجون الحكومية بتهمة التحريض القومي ،وقد واجه الفنان نفسه كما ذكر الكثير  من المتاعب والصعاب ومحاولات لأبعاده عن هذا اللون الغنائي لكنها والحمد لله بائت بالفشل.تواصلت الأجيال مع أغانيه وعشقها الصغار والكبار وكانت بمثابة دروس قومية وتاريخية مجانية لكل فرد آشوري.وعلينا أن لا ننسى دور الأستاذ الكبير المبدع (كور كيس أغاسي)حامل الريشة السحرية التي أبدعت في كلمات أخوه جميعها، فهو الثاني إنسان أحب أمته من صميمه وغازلها وكتب عن مآسيها وطلب حقوقها وتواصل مع مسيرتها القومية الإنسانية العادلة إلى يومنا هذا فهو الرجل الخفي الذي يعمل من خلف الكواليس ليحضر المادة الغنائية والكلمات الشعرية الملتهبة (القومية- الغرامية)كما إنه من علمنا طريقة العشق الصحيحة وأدركنا من خلال كلماته بأن الحب يستحق كل ما نعانيه من أجله والمستحيل في سبيله.طريقة كتابته للكلمات ليست اعتيادية ففيها صبغة ولمسة من السحر والحنان الدافئ تقود المستمع إلى فضاءات الخيال الواسع ليجد اللوحة المفسرة لتلك الكلمات ويعيشها بالطريقة التي عاشها وعرفها كاتبها.لقد خط قلم كور كيس وأبدعت حنجرة أغاسي وأشعلوا ثورة كانت في رأي الكثير خامدة وخاملة خصوصا يعد أحداث 1933 المأساوية .لقد كان للأغنية الآشورية دورها البارز والفعال في بناء صفوف المسيرة القومية النضالية الآشورية على مر الأزمنة وكان قبل أغاسي كثر من الذين غنوا بأمة ولآمة يركع التاريخ من أجلها واليوم متشتتة الوصال والأجزاء،لقد أخذ أغاسي على عاتقه عبئا كبيرا وعملا جبارا فحمل سلاحه وأشهره في وجه أبشع دكتاتوريات العالم قسوة لأكثر من ثلاثين سنة ولم يرضخ لإرادة تفوق إرادة القومية الأم ،لقد طالب في أغانيه بأرض أجدادنا المسلوبة وقرانا المدمرة وتاريخنا الذي يزيف وحقوقنا القومية وسلام واستقرار لبني بابل وأشور أصحاب الأبجدية وبانوا مجد الحضارات الإنسانية وواضعوا أسس الحياة المدنية وأهل العلوم الكونية ،لقد وجه أغاسي رسالات عبر أغانيه إلى قادة دول العالم مستنجدا بهم لحماية ونصرة أعظم الشعوب وأقدمها على هذه المعمورة لقد وجه خطابات إلى الخالق العظيم لنجدة شعب أشور المختار.لقد طلب في أغانيه من أبناء شعبه المضي في درب النضال العسر رغم الآلام والصعاب مدركا بأن الحرية تؤخذ ولا تعطى للأمم و لآن شمس الحرية لابد من أن تشرق يوما ،لقد خلق فيهم روح التفاؤل والنصر والمجد كما هو فاعل إلى هذا اليوم.لقد أستحق أغاسي لقب فنان الأمة الآشورية(زمارا دأومتا أتوريتا) عن جدارة لأنه غنى من أجل أمة واحدة وبقلب الملايين وبإسم الملايين من الشهداء الآخرين الذين وهبوا نفسهم لأمتهم وسقوا بدمائهم الطاهرة شجرة الحرية لتبقى مخضرة .أستحق لقب فنان الأمة لأنه غنى للجميع وليس لواحد ولم يفرق بين هذا وذاك كان دائما في صف أبناء جلدته معهم متواصلا وحاضرا ،أستحقه لأنه ملك الجميع وإختار الجميع دون تفضيل فبدورهم اختاروه جميعا.يستحق إيوان أغاسي كل الحب والفخر والاحترام الذي تلقاه ويتلقاه وسيتلقاه في وطنه وبيته بيت نهرين الأم،فهكذا إنسان يستحق بأن يشيد له تمثال على كل بقعة من بقاع هذه الأرض الطيبة التي غنى لترابها وغازلها كما إستحق بأن يكون له تمثالا ينبض بالحب والاحترام والتقدير في صدور كل من سمعه في جميع أصقاء العالم .تحية حب وإكبار إلى كل من يهب نفسه في سبيل أمته لأنه سيبقى خالدا على مر الأجيال.
 [/b]

صفحات: [1]