قيثارة روح القدس -( نرسي ملك الاشوريين )[/center؟]
b]ابو سنحاريب [/b]
نقرا بين حين واخر ادعاءات لبعض اقلامنا بان الاسم الاشوري لم يكن مستعملا بعد اعتناقهم الديانة المسيحية .
ويتفنن هؤلاء في تفسير حوادث التاريخ وما كتب عنها في بعض الكتب المنتقاة وبما يخدم ما يرمون اليه من عدم وجود ذكر للاسم الاشوري فيما بعد التنصير .
وفي محاولتي الاخيرة للبحث عن كتب لمورخين حول الموضوع وجدت الكتاب المهم التالي
اسم الكتاب - تاريح الادب السرياني من نشاته الى العصر الحاضر من تاليف ثلاثة مؤرخين في جامعة القاهرة وهم الدكتور مراد كامل والدكتور محمد صمدي البكري والدكتورة زكيه محمد رشدي
والكتاب مهم جدا لمن يرغب في معرفة امور تاريخية تتعلق بشعبنا منها اسماء الكتاب والشعراء والمترجمين ورجال الكنائس وما تركوه من كتب قيمه يفتخر بها شعبنا وكل المهتمين بالشان الحضاري الانساني عامه
وبحق استطيع ان اقول ان هذا الكتاب يجيب على الكثير من الاسئلة التي تثار حول تاريخ الادب لشعبنا والمعروف بتاريخ الادب السرياني .
وسوف انقل للقارئ الكريم مختطفات مهمة تلقي الضؤ على هذا التراث الحضاري لشعبنا
اولا - اللغات السامية :
حيث يتحدث الجزء الاول من الكتاب عن اللغات السامية وتقسيمها ووجود لهجات عدة كان اهمها اللهجة السريانية وموطنها ما بين النهرين في الاقليم الذي كانت عاصمته مدينة الرها او اورفه والتي كان يسميها الفرنجة اديسا وبين كيف ان المسيحية اتخذت السريانية لغة ادبية لها فكانت لغة الكنيسة في الشرق تتبعها اينما حلت فذهبت بها الى فارس وحملها المبشرون من النساطرة معهم الى بلاد التركستان والهند حتى بلاد الصين وبها درس الطب والعلوم الطبيعية في مدرسة جنديسابور وغيرها من مدارس السريان في البلاد الفارسية قبل الاسلام ص 5
وشارف الادب السرياني على النهاية في القرن الثالث عشر وهو الوقت الذي انقرض فيه استعمال اللغة السريانية كلغة حيه
ولم تبقى الا في بعض نواحي العراق الشمالية في عدد من البلدان فيما بين بحيرة اورميا وبحيرة فان يقيم بعض النصارى من النساطرة ويسمونهم بالاشوريين وفي شمال الموصل حيث يعيشون على فلاحة الارض وفي طور عابدين وهي نواح جبلية في البلاد الفاريسية حيث يقيم بعض اليعاقبة وفي ثلاث مدن في سوريا منعزلة بعضها عن بعض وهي معلوله وجبعدين وبخعه ولم تكن هذة اللغات لغات تاليف غير ان المبشرين الامريكيين اجتهدوا في القرن الماضي في استخدام هذة الكتابه فترجموا اليها الانجيل والفوا فيها بعض الكتب
ص(6
واللغة السريانية (هي احدى اللهجات الارامية والارامية لغة من مجموعة اللغات التي اتفق العلماء على ان يطلقوا عليها اسم اللغات السامية اما موقع اللغة الارامية من اللغات السامية الاخرى فنستطيع استجلاءه باستعراض التقسيم الجغرافي الذي اصطلح عليه اللغات السامية
فاللغات السامية قسمان |:
شمالي وجنوبي
اما الشمالي فينقسم الى شعبتين |: شرقية - وتشتمل على اللغة الاكدية بقسميها البابلية والاشورية
وغربية - وتشتمل على اللغة الاجريتية - وهي لغة نقوش راس شمرا
والفينيقية والعبرية والارامية
واما القسم الجنوبي فيضم اللغة العربية ولغة نقوش بلاد العرب الجنوبية واللغات السامية الموجودة في بلاد الحبشة
والاراميون هم ثالث فرع نبت في شجرة الامم السامية
وكان اول ذكر لهم في نصوص اسفينية ترجع الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وهم يذكرون فيها على انهم منتشرون في الصحراء الواقعة في ما بين النهرين وانهم كانوا في اول امرهم قبائل رحلا ينتقلون في البادية كالعبريين وبقية الامم السامية بين نجد في الجنوب وحدود الشام في الشمال ونهر الفرات في الشرق وخليج العقبة
في الغرب وان ظروف الصحراء كانت تضطرهم الى الالتجاء الى الحضر في بعض الاحيان فيدخلونه مغيرين وقد استطاعوا في احدى غاراتهم ان يكونوا امارة بين بابل والخليج الفارسي عرفت باسم كلد ومنها اشتق اسم الكلدانيين وترجع هجرة قبيلة ابراهيم الخليل من اور في بلاد الكلدانيين - الى حران الى واحدة من هذة الهجرات ) ص 11-12
( وفي اوخر القرن العاشر قبل الميلاد استولى الاراميون على دمشق واسسوا فيها مملكة مهمة )
( ويقوم النزاع بين الفرس والروم وتكون بلاد الاراميين مسرحا لهم فهي حينا في ايدي الفرس وحينا في ايدي الروم وتخرب الحرب بلادهم ويتاثرون بحضارة الفرس والروم وثقافتهم ويصبحون بذلك ورثة الحضارات الاشورية والبابلية والفينيقية والفارسية واليونانية اما لغتهم فانها كانت تفرض نفسها على سائر اللغات فابادت اللهجات الاكدية والكنعانية وكانت قوتها كامنة في بساطة ابجديتها وسهولة نحوها وصرفها ولذلك كانت الارامية لغة الاقوام العمليين النشطين الرحل الذين اشتغلوا بالتجارة والذين كانوا موظفين اكفاء اعانوا الفرس على ادارة امبراطوريتهم
ولم تكن الارامية لغة الامبراطورية الفارسية الرسمية فحسب وانما كانت لغة دولية - فقد جاء في الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني 18:26واشعيا 36:11انه في سنة 710 قبل الميلاد لما حاصر سنحاريب بيت المقدس في عهد حزقيا كان الشعب يتكلم الارامية وكانت ارستقراطية اليهود تعرف الارامية وكان موطفو سنحاريب يعرفونها ايضا
وقد تبع انتشار الارامية واتصال اصحابها بغيرهم من الاقوام ان تولدت لهجات عدة يمكن ان نميزها تبعا لاختلاف الزمان والمكان والدين والحضارة وقد اختلفت الاراء في تقسيم اللهجات الارامية فيقسمها نولدكه الى شرقية وغربية
والهجات الشرقيه عنده هي لهجات التلمود البابلي والسريانية والمندعية وما عداها فهو غربي
وتقسم اللهجات الارامية الى شرقية وغربية اما الشعبة الشرقية فتضم لهجة الرها الارامية وكان موطنها ما بين النهرين وسميت بعد ضهور المسيحية بالسريانية
ولهجة ارامية يهودية بابلية هي لهجة التلمود البابلي كان موطنها شمالي العراق ولهجة الصابئيين الارامية وهي اللهجة المندعية وموطنها جنوبي العراق
اما الشعبة الغربية فتضم دويلتين لسانهما ارامي وهما تدمر والنبط )ص14
( وقد اخذ نصارى فلسطين وسوريا هذة الترجمة السريانية للعهد الجديد فاستعملوها في كنائسهم مع بعدها عن لغة العامة
ثم حدث بعد ذلك ان انقسم النصارى الى نساطرة ويغاقبة وملكية وكان الملكية يخالفون اكثر النصارى الاراميين ولهذا السبب عدلوا عن كتابه لهجتهم بالخط السرياني واستبدلوا به خطا هو الى حد ما مزيجا من الخطوطالسريانية جميعا
وتختلف لهجات الشعبة الشرقية عن الغربية اختلافا واضحا اذ انها تستعمل النون في صيغة المضارع الغائب بدل الياء في اللهجات الغربية )ص21
(لهجة الرها ( السريانية )|:
وهي اللهجة الارامية التي كان موطنها ما بين النهرين في الاقليم الذي كانت عاصمته مدينة الرها او اورفه كما كان العرب يسمونها
وهي التي يعرفها الفرنجة باسم اديسا وانتشرت في هذا الاقليم واتخذت لغته لغة ادبية --- التسمية مرادفا للوثنية فعدلوا الى الاسم الي اطلقه اليونان عليهم وهو االسريان وسموا لغتهم السريانية
وكانت هناك صلات بين كنيسة الرها والكنيسة المسيحية في جنوب فرنسا وهاجر الى فرنسا كثير من السريان في عهد القيصرية الاولى حوالي سنة 800 الميلاد
اما في الشرق فلم يكن هناك ما يمنع من انتشار اللغة السريانية فقد كانت لغة الكنيسة المسيحية في الشرق تتبعها اينما حلت وكانت اللغة السريانية لغة المسيحيين في المملكة الساسانية )ص 23
انتشار المسيحية في الرها في النصف الاخير من القرن الثاني الميلادي وان اول اشارة الى وجود كنيسة في الرها كان سنة 201 م
وان النقوش المقابر تعتبر دليل على ان اللغة السريانية كانت تكتب بحروف سريانية في اقليم الرها قبل دخول المسيحية اليه بزمن غير قليل ) ص 37
(ان الادب المسيحي السرياني قام على على ضفتي الدجلة في منطقة حذيب الواقعة بين نهري الزاب الكبير والصغير شرقي الدجلة وفي منطقة الرها الواقعة في الشمال الغربي لاقليم ما بين النهرين وهما المنطقتان اللتان كانت تسيطر غليهما الدولة الرومانية والتي كان للارساليات المسيحية نشاط ملحوظ فيها وان السريانية كانت لغة هذة البلاد وان ابجر الخامس كتب الى المسيح وامن به
كما ان ملكي حذيب قد اشتركا مع اليهود في محاربة الرومان وان اخر ملوكهم كان من اشد اعداء الامبراطور تراجان ابان حروبه في الشرق ولكنه هزم سنة 116 م
واصبحت حذيب جزءا من الاقليم الاشوري التابع للامبراطورية الرومانية ) ص63
0( ان ادي كان مرسلا الى قرى حذيب الجبلية ليبشر بالمسيحية هناك وانه كان من بين الذين عمدهم ادي رجل اسمه فقيذا وانه ارسله الى اربل عاصمة حذيب فصار اول اسقف للمسيحين هناك وكانت كثرة الاساقفة في اربل من اليهود المتنصرين او من مسحيين من اصل يهودي
وان ادي وماري كانا اول مبعوثين الى كرخا - كركوك -
ودحلت المسيحية حذيب في النصف الثاني من القرن الاول ومنها انتقلت الى الهند فيما بعد وبذلك يسقط الراي القائل ان المسيحية قد دخلت الى الرها قبل دخولها الى اي اقليم اخر من اقاليم الشرق ولكننا مع ذلك نحب ان نناقش هذا الراي ) ص 63
0( والظاهر ان تلك المنطقة اصبحت اقليما مسيحيا الى حد كبير حول الناس الحقائق التاريخية التي كانت معروفة من قبل -- الى قصة مسيحية -
( ان المبشرين المسيحيين قد استقروا في بلاد اشور قبيل نهاية القرن الاول وان المسيحية قد انتشرت في حذيب ومنها الى جانبي نهر دجلة
ولا يزال عندنا بقايا من قصة من قصة حذيب المسيحية هة وفيها يستبدل اسم الملك يزد باسم نرسي وهو يسمى في رسالة ادي الرهاوية
( نرسي ملك الاشوريين ) ص65
( ان نرسي لقى تاودوروس تلميذ تيودور المفزوستي المعروف بالمفسر مع اقاقيوس وانه باركه ولقبه لسان المشرق وان اصحاب نرسي من النساطرة الذين تذوقوا شعره واعجبوا به كانوا يلقبونه ب قيثارة روح القدس ) ص 158
وان الدياطسرون هو الاسم اليوناني لكتاب مضمون الاناجيل الاربعة الذي وضعه طاطيان بالسريانية ومعناه - على الاربعة -
اما مؤلفه طاطيان فهو اشوري كما كان يطلق على نفسه
وقد ولد طاطيان في احضان اسرة نبيلة غنية تدين بالوثنية وكانت لغة امه السريانية وهي اللغة التي كان يتكلمها اهل اشور في ذلك الحين ) ص ٧٣
نكتفى بهذا القدر من الاقتباسات حيث ان الكتاب يحتوى معلومات مهمة اخرى تفيد المهتم بتاريخ شعبنا
قيثارة روح القدس -( نرسي ملك الاشوريين )[/center؟]
b]ابو سنحاريب [/b]
نقرا بين حين واخر ادعاءات لبعض اقلامنا بان الاسم الاشوري لم يكن مستعملا بعد اعتناقهم الديانة المسيحية .
ويتفنن هؤلاء في تفسير حوادث التاريخ وما كتب عنها في بعض الكتب المنتقاة وبما يخدم ما يرمون اليه من عدم وجود ذكر للاسم الاشوري فيما بعد التنصير .
وفي محاولتي الاخيرة للبحث عن كتب لمورخين حول الموضوع وجدت الكتاب المهم التالي
اسم الكتاب - تاريح الادب السرياني من نشاته الى العصر الحاضر من تاليف ثلاثة مؤرخين في جامعة القاهرة وهم الدكتور مراد كامل والدكتور محمد صمدي البكري والدكتورة زكيه محمد رشدي
والكتاب مهم جدا لمن يرغب في معرفة امور تاريخية تتعلق بشعبنا منها اسماء الكتاب والشعراء والمترجمين ورجال الكنائس وما تركوه من كتب قيمه يفتخر بها شعبنا وكل المهتمين بالشان الحضاري الانساني عامه
وبحق استطيع ان اقول ان هذا الكتاب يجيب على الكثير من الاسئلة التي تثار حول تاريخ الادب لشعبنا والمعروف بتاريخ الادب السرياني .
وسوف انقل للقارئ الكريم مختطفات مهمة تلقي الضؤ على هذا التراث الحضاري لشعبنا
اولا - اللغات السامية :
حيث يتحدث الجزء الاول من الكتاب عن اللغات السامية وتقسيمها ووجود لهجات عدة كان اهمها اللهجة السريانية وموطنها ما بين النهرين في الاقليم الذي كانت عاصمته مدينة الرها او اورفه والتي كان يسميها الفرنجة اديسا وبين كيف ان المسيحية اتخذت السريانية لغة ادبية لها فكانت لغة الكنيسة في الشرق تتبعها اينما حلت فذهبت بها الى فارس وحملها المبشرون من النساطرة معهم الى بلاد التركستان والهند حتى بلاد الصين وبها درس الطب والعلوم الطبيعية في مدرسة جنديسابور وغيرها من مدارس السريان في البلاد الفارسية قبل الاسلام ص 5
وشارف الادب السرياني على النهاية في القرن الثالث عشر وهو الوقت الذي انقرض فيه استعمال اللغة السريانية كلغة حيه
ولم تبقى الا في بعض نواحي العراق الشمالية في عدد من البلدان فيما بين بحيرة اورميا وبحيرة فان يقيم بعض النصارى من النساطرة ويسمونهم بالاشوريين وفي شمال الموصل حيث يعيشون على فلاحة الارض وفي طور عابدين وهي نواح جبلية في البلاد الفاريسية حيث يقيم بعض اليعاقبة وفي ثلاث مدن في سوريا منعزلة بعضها عن بعض وهي معلوله وجبعدين وبخعه ولم تكن هذة اللغات لغات تاليف غير ان المبشرين الامريكيين اجتهدوا في القرن الماضي في استخدام هذة الكتابه فترجموا اليها الانجيل والفوا فيها بعض الكتب
ص(6
واللغة السريانية (هي احدى اللهجات الارامية والارامية لغة من مجموعة اللغات التي اتفق العلماء على ان يطلقوا عليها اسم اللغات السامية اما موقع اللغة الارامية من اللغات السامية الاخرى فنستطيع استجلاءه باستعراض التقسيم الجغرافي الذي اصطلح عليه اللغات السامية
فاللغات السامية قسمان |:
شمالي وجنوبي
اما الشمالي فينقسم الى شعبتين |: شرقية - وتشتمل على اللغة الاكدية بقسميها البابلية والاشورية
وغربية - وتشتمل على اللغة الاجريتية - وهي لغة نقوش راس شمرا
والفينيقية والعبرية والارامية
واما القسم الجنوبي فيضم اللغة العربية ولغة نقوش بلاد العرب الجنوبية واللغات السامية الموجودة في بلاد الحبشة
والاراميون هم ثالث فرع نبت في شجرة الامم السامية
وكان اول ذكر لهم في نصوص اسفينية ترجع الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وهم يذكرون فيها على انهم منتشرون في الصحراء الواقعة في ما بين النهرين وانهم كانوا في اول امرهم قبائل رحلا ينتقلون في البادية كالعبريين وبقية الامم السامية بين نجد في الجنوب وحدود الشام في الشمال ونهر الفرات في الشرق وخليج العقبة
في الغرب وان ظروف الصحراء كانت تضطرهم الى الالتجاء الى الحضر في بعض الاحيان فيدخلونه مغيرين وقد استطاعوا في احدى غاراتهم ان يكونوا امارة بين بابل والخليج الفارسي عرفت باسم كلد ومنها اشتق اسم الكلدانيين وترجع هجرة قبيلة ابراهيم الخليل من اور في بلاد الكلدانيين - الى حران الى واحدة من هذة الهجرات ) ص 11-12
( وفي اوخر القرن العاشر قبل الميلاد استولى الاراميون على دمشق واسسوا فيها مملكة مهمة )
( ويقوم النزاع بين الفرس والروم وتكون بلاد الاراميين مسرحا لهم فهي حينا في ايدي الفرس وحينا في ايدي الروم وتخرب الحرب بلادهم ويتاثرون بحضارة الفرس والروم وثقافتهم ويصبحون بذلك ورثة الحضارات الاشورية والبابلية والفينيقية والفارسية واليونانية اما لغتهم فانها كانت تفرض نفسها على سائر اللغات فابادت اللهجات الاكدية والكنعانية وكانت قوتها كامنة في بساطة ابجديتها وسهولة نحوها وصرفها ولذلك كانت الارامية لغة الاقوام العمليين النشطين الرحل الذين اشتغلوا بالتجارة والذين كانوا موظفين اكفاء اعانوا الفرس على ادارة امبراطوريتهم
ولم تكن الارامية لغة الامبراطورية الفارسية الرسمية فحسب وانما كانت لغة دولية - فقد جاء في الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني 18:26واشعيا 36:11انه في سنة 710 قبل الميلاد لما حاصر سنحاريب بيت المقدس في عهد حزقيا كان الشعب يتكلم الارامية وكانت ارستقراطية اليهود تعرف الارامية وكان موطفو سنحاريب يعرفونها ايضا
وقد تبع انتشار الارامية واتصال اصحابها بغيرهم من الاقوام ان تولدت لهجات عدة يمكن ان نميزها تبعا لاختلاف الزمان والمكان والدين والحضارة وقد اختلفت الاراء في تقسيم اللهجات الارامية فيقسمها نولدكه الى شرقية وغربية
والهجات الشرقيه عنده هي لهجات التلمود البابلي والسريانية والمندعية وما عداها فهو غربي
وتقسم اللهجات الارامية الى شرقية وغربية اما الشعبة الشرقية فتضم لهجة الرها الارامية وكان موطنها ما بين النهرين وسميت بعد ضهور المسيحية بالسريانية
ولهجة ارامية يهودية بابلية هي لهجة التلمود البابلي كان موطنها شمالي العراق ولهجة الصابئيين الارامية وهي اللهجة المندعية وموطنها جنوبي العراق
اما الشعبة الغربية فتضم دويلتين لسانهما ارامي وهما تدمر والنبط )ص14
( وقد اخذ نصارى فلسطين وسوريا هذة الترجمة السريانية للعهد الجديد فاستعملوها في كنائسهم مع بعدها عن لغة العامة
ثم حدث بعد ذلك ان انقسم النصارى الى نساطرة ويغاقبة وملكية وكان الملكية يخالفون اكثر النصارى الاراميين ولهذا السبب عدلوا عن كتابه لهجتهم بالخط السرياني واستبدلوا به خطا هو الى حد ما مزيجا من الخطوطالسريانية جميعا
وتختلف لهجات الشعبة الشرقية عن الغربية اختلافا واضحا اذ انها تستعمل النون في صيغة المضارع الغائب بدل الياء في اللهجات الغربية )ص21
(لهجة الرها ( السريانية )|:
وهي اللهجة الارامية التي كان موطنها ما بين النهرين في الاقليم الذي كانت عاصمته مدينة الرها او اورفه كما كان العرب يسمونها
وهي التي يعرفها الفرنجة باسم اديسا وانتشرت في هذا الاقليم واتخذت لغته لغة ادبية --- التسمية مرادفا للوثنية فعدلوا الى الاسم الي اطلقه اليونان عليهم وهو االسريان وسموا لغتهم السريانية
وكانت هناك صلات بين كنيسة الرها والكنيسة المسيحية في جنوب فرنسا وهاجر الى فرنسا كثير من السريان في عهد القيصرية الاولى حوالي سنة 800 الميلاد
اما في الشرق فلم يكن هناك ما يمنع من انتشار اللغة السريانية فقد كانت لغة الكنيسة المسيحية في الشرق تتبعها اينما حلت وكانت اللغة السريانية لغة المسيحيين في المملكة الساسانية )ص 23
انتشار المسيحية في الرها في النصف الاخير من القرن الثاني الميلادي وان اول اشارة الى وجود كنيسة في الرها كان سنة 201 م
وان النقوش المقابر تعتبر دليل على ان اللغة السريانية كانت تكتب بحروف سريانية في اقليم الرها قبل دخول المسيحية اليه بزمن غير قليل ) ص 37
(ان الادب المسيحي السرياني قام على على ضفتي الدجلة في منطقة حذيب الواقعة بين نهري الزاب الكبير والصغير شرقي الدجلة وفي منطقة الرها الواقعة في الشمال الغربي لاقليم ما بين النهرين وهما المنطقتان اللتان كانت تسيطر غليهما الدولة الرومانية والتي كان للارساليات المسيحية نشاط ملحوظ فيها وان السريانية كانت لغة هذة البلاد وان ابجر الخامس كتب الى المسيح وامن به
كما ان ملكي حذيب قد اشتركا مع اليهود في محاربة الرومان وان اخر ملوكهم كان من اشد اعداء الامبراطور تراجان ابان حروبه في الشرق ولكنه هزم سنة 116 م
واصبحت حذيب جزءا من الاقليم الاشوري التابع للامبراطورية الرومانية ) ص63
0( ان ادي كان مرسلا الى قرى حذيب الجبلية ليبشر بالمسيحية هناك وانه كان من بين الذين عمدهم ادي رجل اسمه فقيذا وانه ارسله الى اربل عاصمة حذيب فصار اول اسقف للمسيحين هناك وكانت كثرة الاساقفة في اربل من اليهود المتنصرين او من مسحيين من اصل يهودي
وان ادي وماري كانا اول مبعوثين الى كرخا - كركوك -
ودحلت المسيحية حذيب في النصف الثاني من القرن الاول ومنها انتقلت الى الهند فيما بعد وبذلك يسقط الراي القائل ان المسيحية قد دخلت الى الرها قبل دخولها الى اي اقليم اخر من اقاليم الشرق ولكننا مع ذلك نحب ان نناقش هذا الراي ) ص 63
0( والظاهر ان تلك المنطقة اصبحت اقليما مسيحيا الى حد كبير حول الناس الحقائق التاريخية التي كانت معروفة من قبل -- الى قصة مسيحية -
( ان المبشرين المسيحيين قد استقروا في بلاد اشور قبيل نهاية القرن الاول وان المسيحية قد انتشرت في حذيب ومنها الى جانبي نهر دجلة
ولا يزال عندنا بقايا من قصة من قصة حذيب المسيحية هة وفيها يستبدل اسم الملك يزد باسم نرسي وهو يسمى في رسالة ادي الرهاوية
( نرسي ملك الاشوريين ) ص65
( ان نرسي لقى تاودوروس تلميذ تيودور المفزوستي المعروف بالمفسر مع اقاقيوس وانه باركه ولقبه لسان المشرق وان اصحاب نرسي من النساطرة الذين تذوقوا شعره واعجبوا به كانوا يلقبونه ب قيثارة روح القدس ) ص 158
وان الدياطسرون هو الاسم اليوناني لكتاب مضمون الاناجيل الاربعة الذي وضعه طاطيان بالسريانية ومعناه - على الاربعة -
اما مؤلفه طاطيان فهو اشوري كما كان يطلق على نفسه
وقد ولد طاطيان في احضان اسرة نبيلة غنية تدين بالوثنية وكانت لغة امه السريانية وهي اللغة التي كان يتكلمها اهل اشور في ذلك الحين ) ص ٧٣
نكتفى بهذا القدر من الاقتباسات حيث ان الكتاب يحتوى معلومات مهمة اخرى تفيد المهتم بتاريخ شعبنا