عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - ريني البغدادي

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / يا رب لا تغفر لهم !!!
« في: 14:33 09/11/2010  »
ترددت كثيرا بان اكتب هذا الموضوع , غير ان ما يقوله البعض من اخوتي المسيحيين اصبح لا يحتمل , والكلام هنا يخص الفاجعة التي المت بنا كثيرا بل كانت صدمة غير مسبوقة ومذبحة ارهابية جعلت منا جميعا وخصوصا اهلنا في العراق جعلتنا كمن اخذ حبة مخدرة وسرح  بتفكيره الى ابعد الحدود ...قال احدهم ( يا رب اغفر لهم لانه لا يعرفون ما يفعلون ) ...صعقت حينما قرات هذا الكلام , هل الى هذه الدرجة وصلنا من تفسير غير منظقي للانجيل . هل يمكن لنا ان نردد الشعارات في هذه الاوقات ؟؟؟ يسوع قالها على الصليب عن اناس صلبوه ولم يعرفوا من هو ولكن هؤلاء المجرمين القتلة هم كانو لا يعرفون ما يفعلون ؟؟ هل كانو مسيرين ؟؟ الم نسمع ولا نزال نسمع شهادات اناس عاشو المحنة وهم يقولون للكاهن والرعية بانهم كفار ؟؟ هل كان المجرمين يعرفون ما يفعلون ؟؟ لا يوجد غير جواب واحد : نعم كانو يعرفون ...كانو اتين لتنفيذ هذه الجريمة وكما يقول القانون مع سبق الاصرار والترصد ..هل لنا ان نقول لهم اننا نحبكم ؟؟ هل كان هذا فعلا قصد المسيح ؟؟ هل كان يسوع شخصا حساسا لا يعرف غير ان يقول من ضربك على خدك الايمن فادر له الاخر ؟؟ قرات الانجيل مرات عديدة ورايت في يسوع شخصا ثائرا قويا غيورا فهو قلب موائد الصيارفة وطردهم من الهيكل وهو الذي حين ضرب على خده لم يدر الخد الاخر وانما دافع عن نفسه وبانسانية ..هو الذي قال للمراه الكنعانية بانه لا يجوز ان يعطى خبز البنين للكلاب ..هو الذي قال عن يهوذا خير له لو لم يولد لانه عرف بانه خائن ...يسوع الذي اراه في الانجيل هو ذلك الانسان الغيور على انسانيته , الذي يغفر لصالبيه لانه لا يعرفون ما يفعلون ..وماذا اذا كان المسيح من ضمن الناس الذين كانو في الكنيسة في ذلك اليوم ؟؟ كنت اتكلم مع صديق لي عندما طرح نقطة مهمة جدا : من له حق الغفران في هذه الفاجعة ؟؟ نحن ام الشهداء ؟؟ نحن ام الجرحى والذين كانو رهائن في اسوا المشاعر التي يمكن ان يتخيلها عقل ؟؟ هم فقط يستطعون ان يقولو اغفر لهم يارب ..لن اقول يا رب اغفر لهم ما حييت ولن اخرج بهذا القول عن روح الكتاب المقدس الذي يقول : لي النقمة وانا اجازي يقول الرب ...وساصرخ في صلاتي ليوم مماتي واطلب من الهي ان ينتقم من هولاء , اطلب منه بان لا يضيع دم هؤلاء الذبن استشهدوا هباء . لكم ان تتخيلو ما عانوه وكيف قتلو وضعوا نفسكم في اماكنهم وانظروا ان كان بامكانكم ان تغفروا لهم ...

2
جذبتني الصفحة الرئيسية لهذا الموقع المسيحي ليس من خلال الاخبار التي ينشرها الموقع ولا من خلال الاعلانات بل الذي جذبني هو احتفالات ابناء شعبنا في المهجر بشكل عام باعيادنا الدينية ولكن على طريقتنا الحديثة ...والمعاصرة ...تذكار القديس مار اتقن في ساسكاتون ..مرفقة بصورة شباب يرقصون ( الخكة ) , تذكار الشهيدة سلطانة مهادوخت في وندزور كندا ..مرفقة بصورة شبان وشابات يرقصون ( الخكة ) ,سفرة جمعية الخابور بمناسبة تذكار مريم العذراء ومار كدا في سدني استراليا ..مرفقة بصورة شابات يرقصون ( الخكة )...وغيرها الكثير....حينما كنت صغيرا تعلمت من الكبار في ذلك الوقت ان الاعياد الدينية هي للصلاة..للتامل ...هي من اجل اشباع الناس الفقراء من خلال ما تيسر لنا من اكل ممكن ان نقدمه لهولاء ...تعلمت انها فرصة لنا لتقوية ايماننا من خلال ماعاناه هولاء القديسين من اجل المسيح , من اجل ايمانهم ..لم يكونو يرقصو فرحا ويدبكون ( الخكة ) في مواجهة قتلتهم ومعذبيهم ممن كانو يكرهون المسيح ..ويكرهون الايمان به ..ويكرهون المومنين به ..من امثال مار كوركيس, ماربهنام واخته سارة ...والقائمة طويلة جدا ...غير ان هذه الاعياد تحولت تدريجيا الى عبارة عن حفلات ورقص ودبك ولم يعد لها معناها الديني غير ( اقامة صلاة في بداية اليوم الاحتفالي ) ومن بعدها ( انطينا الله حقه هسة اجا دورنا لازم ندك ونركص حتى من صدك نكون محتفلين بعيد القديس ) . نحن الذين في المهجر قد نكون في غنى عن الصلاة ف ( الامور تمام وكلشي مضبوط ) فلا نحتاج الى الصلاة!!!! لكن الذين هم في العراق , اهلنا , وشعبنا هم في امس الحاجة لدعمنا ..ان لم يكن ماديا فمعنويا وان لم يكن معنويا , فعلى الاقل ان نذكرهم في صلاتنا , في شيراتنا , في تذكار قديسينا , لا ان نرقص ونهز وندبك فرحا على اوجاع القديسين ..فكلنا نعرف انهم ماكانو ليكونو قديسين لولا ماقاسوه وما عانوه من الام والتي نسيناها ونتناساها من اجل ان ( نتونس ) , والمشكلة او الطامة الكبرى انه في المهجر تقريبا في كل الدول التي فيها الجالية المسيحية هناك حفلات كثيرة جدا فهناك حفلة الصيف والشتاء والربيع والخريف , هناك حفلات الاعياد , هناك السفرات ,,هناك كل شيء ..يعني اننا لسنا بحاجة الى تحويل تذكارات قديسينا الى حفلات ايضا ..تذكارات قديسينا وشيراتنا هي افراح , هي شكر  هي اوقات جميلة نقضيها فيما بيننا ...بدون ان نتناسى معناها الحقيقي , بدون ان ننسى صلاتنا فيها ...بدون ان نحولها الى حفلة دك وركص ....

3
يبدو ان الصدمات تلاحقنا بشكل منقطع النظير ...فلا يندمل جرح احد كهنتنا حتى يأتينا جرح اخر اشد واعمق ..وفي كل جرح جديد تعمُق فينا الاحزان ..والجراحات ..وما استشهاد الأب رغيد كني الا مثالا واضحا لما نعيشه نحن المسيحيين العراقيين ...غير ان مصيبة اهلنا في العراق مابعدها مصيبة ...واحزانهم ومشاكلهم وظروفهم القاسية تضيق عليهم الخناق ...وتدمر نفسياتهم واحلامهم ومشاعرهم ...بالاحرى لم يعد لديهم غير حلم واحد ....( الامان ) ....

وفي خضم هذه الظروف الصعبة , والامور السيئة المتفاقمة , وفي ظل خطف وقتل وتدمير هوية شعبنا المسيحي في العراق ....ماذا نفعل نحن الذين تركنا بلدنا واتجهنا الى الخارج ؟؟

معظمنا لا يفكر الا بنفسه ....ماذا يلبس ...ماذا يأكل ...متى ستكون هناك سفرة .....واين ستقام تلك الحفلة ....يقولون ان الامم المتحدة لا تساعدنا ؟؟ كيف نكون لاجئين ونحن لا نعرف في قاموسنا غير سفرات وحفلات ...ماذا اذا اتى احد المسئولين واراد ان يتفقد احوال العراقيين مثلا في سوريا , ورأى ان الكثيرين يتأهبون للذهاب الى حفلة ( حسام الرسام )....او حفلة ( ايوانا اغاسي ) ....او سفرة على شرف فلان من المطربين ...
الكل يرقص والكل يفرح والكل يهرج ....ولا من يفكر بأن اهلنا في العراق يتحسرون على دقيقة فرح , ويعيشون ايام سوداء , اذا عاشوا هذه الساعة لا يعلموا ان كانوا سيبقون احياء الساعة التي تليها...

ونحن هنا ( واقصد في سوريا ) ...لا نعرف متى ستاتي الساعة التي سنذهب بها الى هذه الحفلة , او تلك السفرة ...ويبدو ان ايامنا اصبحت  كلها اعياد وافراح ومسرات ...فلا تمضي سفرة الا ونجد حفلة ...ولا تمضي حفلة الا ونجد سفرة ....

من يصلي فينا من اجل العراق ؟؟ من يصلي فينا من اجل اهلنا المضطهدين ؟؟ اليس الاحرى بنا ان ( نلبس الاسود ونذر الرماد على وجوهنا وندق على صدورنا طالبين من الله الرحمة والمغفرة ) ..السنا في مصيبة عظيمة ؟؟ السنا مشردين في بلاد غريبة ؟؟ ....

صفحات: [1]