عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - منير خوشابا

صفحات: [1]
1
ضحايا قرقوش يسالون اين حقنا مما جمعتم من تبرعات باسمنا
بعد مرور هذه الفترة على ماساة قاعة الاعراس التي راح ضحيتها اكثر من 140 ضحية من اطفال وشباب رحمة الله على ارواحهم بدأ العارفين بجوانب مخفية عن الماساة يسالون عن عدة مواضيع.
احد المواضيع المهمة هو قيام بعض المؤسسات باستغلال الماساة لجمع التبرعات باسم الضحايا بمبالغ كبيرة جدا، وقيامهم بصرف جزء قليل جدا منها للتغطية على الجزء الاكبر.
من حق الضحايا واهلهم ومن حق قرقوش ومن حق الكنيسة ان تطالب بكشف كامل وواضح وشفاف لهذه التبرعات التي جمعت باسم الماساة من قبل هذه الجهات وقاموا بالتصرف بها حيث لم يسلموها الى العوائل او لجنة مشتركة فبقيت في غرف مغلقة وملفات وحسابات مخباة.
اللجنة الخيرية الاشورية التابعة للحركة الديمقراطية الاشورية جمعت اكثر من 400 الف دولار باسم الضحايا.
انظر الصور ادناه لنتائج حملة جمع التبرعات.
الصورة تحدد عنوان الحملة (مساعدة ضحايا حريق بغديدة) والمبلغ المخطط جمعه (400 الف دولار) وفي الصورة الاولى كانت التبرعات قد وصلت (207 الاف دولار) وفي الثانية (371,716 الف دولار) ومن المتوقع ان تكون ازدادت اكثر من 400 الف.
المؤسسة الاخرى هي مؤسسة شلاما التي جمعت تبرعات باسم الضحايا بعنوان (استجابة لماساة عرس بغديدة) وحددت سقف حملتها بمئة الف جمعت منها (96,365) عند نشر التحديث الذي في الصورة ومن المتوقع انها جمعت اكثر من السقف الذي حددته.
اسئلة مشروعة تبحث عن اجابة.


2
وفجأة تذكر البطريرك لويس ساكو
المحامي وديع شابا

وفجأة تذكر البطريرك لويس ساكو ان له  اخوة بطاركة ومطارنة واساقفة هم رؤساء كنائس شقيقة في العراق.
هذا ما تكشفه رسالة مسربة لغبطة البطريرك نشرها موقع (كلدايا مي) بعد اخفاءه لمقاطع مهمة منها.
https://kaldaya.me/

نعم فجاة تذكر البطريرك "اخوته" رؤساء الكنائس "الشقيقة" ويدعوهم لمناقشة مجموعة نقاط، رغم انه وحسب موقع (كلدايا مي) كونه مطلع على النص الكامل للرسالة فان البطريرك لا يدعوهم للنقاش بقدر ما يدعوهم لاقرار والببصم على ما قرره هو وارسله اليهم في رسالته.
ألم يكونوا من توجه الرساللة والدعوة اليهم بطاركة ومطارنة واساقفة ورؤساء لكنائسهم عند بداية "الازمة"؟ فلماذا لم تدعوهم حينها. بل ولم تدعو الاساقفة الكلدان الى اجتماع كهذا.
ألم يكونوا رؤساء لكنائس العراق يوم قررت التصعيد والتهديد ضد مرجعيات الدولة ورموزها ووجهت اليهم التهم والاساءات؟
ألم يكونوا رؤساء لكنائس العراق يوم قررت بتصرف شخصي (حتى لم تتشاور مع اساقفتك) اعلان اللجوء والتخندق السياسي في اربيل اربيل؟
فلماذا اليوم تذكرت انهم رؤساء لكنائس شقيقة.
لماذا فقط بعد ان رفضت المحكمة الاتحادية قبول طعنك بمرسوم الرئيس؟ وبعد ان اكدت المحكمة تأييد قانونية قرار الرئيس.
لماذا فقط بعد ان رجعت خالي الوفاض من زيارة الفاتيكان؟ وبعد ان كنت قد هددت بانك ستثير في جولتك ضجة اوربية وعالمية وتفضح المستور للرئيس بايدن ما لم يسحب الرئيس قراره وغيرها من تهديدات بالون منفوخ بالنرجسية ليكتشف انه خفيف الوزن لا يحرك ريشة فكيف ان يثير ضجة.

لقد تعمدت المكابرة والتعامل الفوقي مع رؤساء الكنائس واستصغارهم واهمال التعامل معهم باحترام.
نرجسيتك وغرورك جعلاك تعتقد انك مركز الكون، وان المجتمع الدولي سيتدخل ويحقق مطلبك ويفرضه على الدولة العراقية.
فما حاجتك باحترام رؤساء الكنائس.

اليوم،
وبعد تاكيد المحكمة الاتحادية قانونية قرار الرئيس.
وبعد عدم اعارة الفاتيكان لك ما توقعته من رعاية ودعم وتاييد.
وبعد ان ادركت ان تهديداتك لم تكن الا اقوال في الهواء.
فجأة تتذكر ان هناك كنائس اخرى في العراق
وهناك بطاركة اخرون في العراق
ورؤساء كنائس في العراق
وتعود لتستنجد بهم بعد سنوات وممارسات ومواقف واساءات مستمرة منك اليهم
وتطلب منهم ان يبصموا على مقررات وتوصيات تريدها لشخصك ونرجسيتك.
لماذا لا تطلب من اساقفتك ومن السفير البابوي ومن الفاتيكان قبل ان تطلب ممن اسأت اليهم وتعاليت وتكابرت عليهم.
طبعا الرسالة بحد ذاتها تعبير عن حالة الاحباط التي يعيشها البطريرك مما جعله يمد يده اليوم الى من اساء اليهم بالامس ومستعد ان يشيء اليهم غدا.

لا نعتقد ان رؤساء الكنائس لا يدركون ولا يسألون ما سالناه.
ولا نعتقد انهم سيتجاوبون مع نداء مفضوح النوايا ومغلف بكلمات منمقة.
رؤساء الكنائس اكثر حكمة مما يعتقد البطريرك ساكو.

ملاحظة:
كنت قررت انقضاء تذكار الاربعين على ضحايا فاجعة الحمدانية لاعود باستكمال ما تبقى من اجزاء مقالي المعنون:
"ساكو – عبداللطيف – ريان: القصة الكاملة"
 والتي نشرت جزئين منها وبقي منها جزئين.
الا انه اثار انتباهي المنشور والمقال على موقع (كلدايا مي) وما تضمنته رسالة البطريرك ساكو من سوء نية تجاه الكنائس الاخرى فقررت نشر هذا المقال قبل العودة الى الاجزاء المتبقية من مقالي.

المقال منقول من صفحة صوت العراق:
https://www.sotaliraq.com/2023/11/17/%d9%88%d9%81%d8%ac%d8%a3%d8%a9-%d8%aa%d8%b0%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d9%84%d9%88%d9%8a%d8%b3-%d8%b3%d8%a7%d9%83%d9%88/

المقالين اللذين يشير اليهما كاتب المقال هما:
ساكو – عبداللطيف – ريان: القصة الكاملة (الحلقة الاولى)
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1046843.msg7796672

ساكو – عبداللطيف – ريان: القصة الكاملة (الحلقة 2): ديوان الوقف المسيحي والايزيدي والصابئي
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1047263.msg7797366


3
احذروا المتاجرين بارواح الضحايا
منير خوشابا

وفي الوقت الذي ما زالت فيه بغديدة لم تنته من جرد ضحاياها بين متوفي ومصاب ومعاق ومفقود
وفي الوقت الذي ما زال فيه المصدومون بفقدان احبتهم يعيشون الصدمة ولا يستطيعوا تصديق ما حصل
في الوقت الذي ما زالت فيه جثث ضحايا عرس قرقوش لم توارى الثرى
وفي الوقت الذي ما زال فيه المصابون يعالجون في المشافي
وفي الوقت الذي ما زالت فيه الفاجعة تصنع الاخبار على شاشات التلفاز العراقية والدولية
وفي الوقت الذي ما زالت فيه الفاجعة تعبر الحدود من على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي

فان تجار الازمات والقضايا ومن دون خجل ووازع بداوا بالاستغلال الرخيص للفاجعة وارواح ضحاياها وجراح مصابيها والام اهلها لاجل تحقيق مآربهم في الكسب السياسي والظهور الاعلامي والترويج لقضاياهم بل والكسب المادي ايضا.

نعم، فشاشات التلفاز وصفحات التواصل الاجتماعي بدات تنقل لنا المعارك السياسية بين مختلف الاطراف حيث كل منها يتهم الاخر، بالقول الصريح او بين الاسطر، بانه سبب الفاجعة رغم اننا جميعنا نعلم ان الفساد في العراق هو مطلق حيث جميع القوى السياسية بكل هوياتها الدينية والمذهبية وبكل مسمياتها المنمقة من: وطنية، ديمقراطية، وغيرها هي فاسدة وفسادها ادى الى خراب البلاد وايلام العباد واخر الحلقات هو بغديدة المفجوعة.

نعم، فشاشات التلفزيونات والتواصل الاجتماعي باتت فرصة للظهور الاعلامي لمن لا مقبولية له في سعي له لكسب المقبولية من عرس بغديدة. واذا كان مشهد معاقبة بغديدة للوزيرة ايفان جبرو يقول الكثير فان هناك ما يستحق القول اكثر تجاه اخرون من هذه الجهة او تلك.

ونعم، فان مشاهد الفاجعة وتعاطف الجميع معها في الوطن والمهجر باتت فرصة لاستغلال وفساد بوسيلة اخرى هي تجميع الاموال بالمتاجرة بارواح الضحايا وجروح المصابين. فالجالية الاشورية في اميركا والمصدومة بالفاجعة والمتعاطفة قلبا وعقلا مع بغديدة قدمت الى الان 350 الف دولار (نعم 350 الف دولار) الى جهة سياسية اشورية معروفة وذات خبرة طويلة في استغلال قضايا اهلنا في مكاسبها الاعلامية والمالية. اسئلة كثيرة تفرض نفسها من قبيل: من؟ كيف؟ ماذا؟ عن التحكم بهذه المبالغ ونزاهة وشفافية صرفها.

ونعم، لم يفوت اخرون الفرصة لتوظيف عرس بغديدة في الترويج لقضاياهم الشخصية.

احذروهم كلهم
فقد يختلفون في اسماءهم المؤسساتية والشخصية
وقد يختلفون في القابهم بين دينية وبرلمانية وحكومية
وقد يختلفون في طرق تجارتهم من سياسية او اعلامية او مالية
ولكنهم متفقون جميعا في استغلال الفاجعة في اجنداتهم الشخصية
فاحذروهم


4
أهالي بغديدة يعاقبون الوزيرة ايفان جبرو ويمنعوها من دخول القاعة المحترقة

https://fb.watch/nms7NnJZWv/?mibextid=DppBMp



5
أهالي بغديدة يعاقبون الوزيرة ايفان جبرو ويمنعوها من دخول القاعة المحترقة

https://fb.watch/nms7NnJZWv/?mibextid=DppBMp


6
هل سيقاضي فخامة الرئيس لغبطة البطريرك؟

منير خوشابا

في اخر حلقة (لحد الان) من الظهورات الاعلامية لغبطة سيدنا البطريرك لويس ساكو وكانت في برنامج المعادلة على قناة 1News بتاريخ 16 أيول الجاري اتهم فيها بالصوت والصورة وعلى الفضاء رئيس الجمهورية بتلقي الرشاوي واصدار مرسوم جمهوري غير دستوري بسحب مرسوم سابق. (من الدقيقة 04:30 من اللقاء على الرابط في نهاية المقال).
بكلمات اخرى: تهمة صريحة وواضحة بالفساد المالي لشخص رئيس الجمهورية، بالاضافة الى تهم مسيئة اخرى الى الرئاسة بان الرئيس نكث القسم واساء الى العراق
وهي بذلك عملية قذف واسائة وتشويه سمعة يمكن للشخص الذي اسيء اليه (في هذه الحالة رئيس الجمهورية) مقاضاة القائم بالاساءة (في هذه الحالة البطريرك ساكو).
فهل سيفعلها الرئيس ويقيم دعوى تشهير ضد البطريرك؟
شخصيا، اكاد اجزم انه لن يفعلها وذلك لثلاثة اسباب:

اولها انه لا يبدو شخصا عدائيا او متعجرفا كما بعض الرؤساء الذين فعلوها (اردوغان مثلا اقام عدة دعاوى من هذا القبيل على اعلاميين ومعارضين)
ثانيها، انه، كما جميع الشخصيات العامة في هكذا مواقع مسؤولية ومرجعية، عايش وتلقى هكذا اساءات واتهامات ومن غير المعقول لمقامه الدستوري وشخصيته المعنوية ورمزيتها الوطنية ان يقيم دعاوى على كل من يسيء اليه.
ثالثها، انه لا يريد اعطاء قيمة معنوية اضافية للبطريرك ولا اعطاء اية اشارة انه يتابع اخبار موضوع البطريرك فالملف عنده مغلق. وان نداءات وصرخات وتصريحات البطريرك هي للبطريرك، فالمرجعيات الوطنية الحكومية والسياسية ليست مهتمة بها ولا متابعة لها.

وحيث ان الشيء بالشيء يذكر وفي موضوع المحاكم والدعاوى، فان البطريرك وفي الدقيقة 18:15 يقول بالعربية العامية ما هو بالصفحى: (انا لا استطيع اقامة دعوى عليهم فهذا عيب علي فانا رجل دين.)
جيد جدا.. اخلاقيات مسيحية رائعة ومن روح الكتاب المقدس.
ولكن مهلا سيدنا.
اين كنتم من هذه الروحانية يوم اقمتم الدعوى في المحكمة على ابن كنيستكم النائب السابق جوزيف صليوا مطالبا اياه بدفع تعويض بقيمة مليار دينار عدا ونقدا. وكما يقول العراقيون: دينار ينطح دينار. واصدرت المحكمة قرارها برفض دعواكم.
(صور اقامة الدعوى والقرار بشانها في نهاية المقال).
سيدنا، ذاكرة الناس ليست قصيرة فما زالت حية والسوشيال ميدا والانترنت تحفظ الذي ننساه.

وحيث ان حديثنا هو عن هذه المقابلة، فلا ضرر ان نشير الى بضعة نقاط اخرى وردت في المقابلة من بينها:
أن البطريرك الذي يعتبر نفسه شخصية ومرجعية وطنية (والحق يقال انه كان كذلك) ولكنه يهدد بمخاطبة الرئيس الامريكي وطلب تدخله لفرض سحب مرسوم الرئيس (من الدقيقة 11:40) ويهدد بضجة عالمية بموضوع المرسوم في زيارة مقبلة له الى اوربا. (الحق يقال ان العالم هادئ جدا والضجة ستهز دوله وحكوماته!!!)
وهنا ايضا فان غبطة بطريركنا الجليل يؤكد لنا عدم درايته بالامور..
فهو في تهديده هذا الموجه الى رئيس الوزراء قبل سفره الى اميركا، يضع حل مرسوم رئاسة الجمهورية على طاولة رئاسة الوزراء، ويكرر اكثر من مرة في اللقاء وفي مناسبات اتخرى ان على دولة رئيس الوزراء الدكتور شياع السوداني، حل موضوع سحب المرسوم الجمهوري!!! سيدنا رئيس الوزراء لا علاقة له بالمراسيم الجمهورية.
وكذلك يبدو غبطته غير مدرك ان زيارة رئيس الوزراء الى اميركا هي لالقاء كلمة العراق في الامم المتحدة وليس للرئيس بايدن اية علاقة بالزيارة وليس هناك لقاء بين الرئيسين.

النقطة الاخرى هي قول البطريرك انه لا يتدخل في السياسة وانما فقط يدافع عن ةحقوق الانسان ودولة المواطنة وغيرها، ولكنه لم ولا يتدخل في السياسة والانتخابات وغيرها، وانه لم يوجه الناس لانتخابات اشخاص محددين.
مهلا سيدنا، ذاكرة الناس ليست قصيرة.
الم تكونوا انتم شخصيا طرفا اساسيا في تشكيل قائمة حمورابي للانتخابات السابقة وقمتم بتضمين مرشحينكم فيها على مقعد كركوك وبغداد؟
الم تكونوا قبلها شخصيا من رشح الدكتورة هناء عمانوئيل للمنصب الوزاري؟
الستم انتم شخصيا، وفي اكثر من مناسبة ومنبر، من اصدر احكامه بتاييد هذه الجهة الحزبية وتسقيط اخرون؟
ان لم يكن هذا تدخلا في السياسة فكيف يكون التدخل؟


نقطة اخرى لاحظناها في المقابلة ان غبطته قد تعلم من الدعاوى المقامة ضده فنراه في هذه المقابلة يتحاشى ذكر اسماء ريان وبابليون عند توجيهه التهم اليهم، يبدو ان غبطته ادرك متاخرا ان ذلك يؤدي الى تقديمها كادلة عند اقامة دعوى التشهير كما حدث في الدعوى القائمة ضده. على اية حال ان تاتي متاخرة افضل من لا تاتي.
غبطته يقول في سبب عدم ذكر الاسم انه لا يشرفه ذكر الاسم..
في كل المقابلات والتصريحات كان الاسم مثل العلكة واليوم بات لا يشرفكم ذكره.

النقطة الاخرى التي توقفنا عندها قول غبطة سيدنا انه لا يعرفه ولم يلتقيه ولا عنده علاقة معه ولا مع غيره.
الكلام سليم تماما اذا كان الامر مع شخص السيد ريان كلداني، ولكن ليس مع بابليون فالبطريركية استضافت السيد اسوان كلداني وزملاءه اعضاء البرلمان (الصور في نهاية المقال).
كما ان مطارنة كلدان، وبمعرفة وموافقة البطريرك، زاروا والتقوا السيد ريان كلداني في مكتبه. (الصور في نهاية المقال)

والنقطة الاخيرة التي طبعت المقابلة هي التعبير عن نرجسية البطريرك في كل محاور المقابلة والتهويل بتاثيرات قضيته على المسيحيين ومحاولة البطريرك ترعيبهم وترهيبهم في الوقت الذي بات المسيحيون انفسهم غير مهتمين بموضوعه حيث ادركوا ان غبطته شخصن الموضوع الى اقصى الحدود.
ونفس الامر عند المرجعيات السياسية والحكومية التي باتت تدرك ان غبطته شخصن الموضوع.
استمع الى السيد بهاء الاعرجي ماذا يقول في نهاية مقابلته (الدقيقة 47) من مقابلته على قناة iNews في 19 أيلول(الرابط الثاني).

نتوسل اليكم سيدنا وتاج راسنا ان تراجعوا اداءكم وتتعاملوا بحكمة لانقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من هيبتكم وشخصيتكم المعنوية.

الرابط الأول:

https://www.youtube.com/watch?v=zRrC-QEKqZU

الرابط الثاني:
https://www.youtube.com/watch?v=bpr5iu6HOyI





7
نشر المحامي وديع شابا الحلقة اثانية من ما يصفه بالقصة الكاملة للخلاف بين الثلاثي: البطريرك، رئيس الجمهورية، رئيس بابليون. ننشره هنا لاغناء نعرفة القراء والحوار. ندعو القارئ للقراءة بموضوعية وحيادية دون كيل التهم المسبقة للكاتب او لناقل المقال. قد مختلف في الاراء ولككنا جميعا حريصون على كنيستنا الكلدانية وحماية المسيحيين من المليشياوي ريان.
منير خوشابا

ساكو – عبداللطيف – ريان: القصة الكاملة (الحلقة 2)
ديوان الوقف المسيحي والايزيدي والصابئي

المحامي وديع شابا

في الحلقة الاولى ولتعريف القارئ بالقصة الكاملة للمشهد وابطاله الثلاثي: البطريرك ساكو، الرئيس عبداللطيف، المليشياوي ريان. ومع هذه الحلقة سنبتدأ تباعا بعرض القضايا المختلفة ذات العلاقة وتفصيلها لتحصين القارئ من التضليل الذي يقوم به البطريرك بحصره كل الامور وربطها بالمرسوم وسحبه.
سيتعرف القارئ في هذه الحلقات ان جل الامور والقضايا الاكثر اهمية لا علاقة لها مطلقا بالمرسوم، بل ولا علاقة لها برئيس الجمهورية أساسا. والبداية هي مع ديوان ديـــوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية

التعريف بالديوان:
الديوان مؤسسة حكومية تنفيذية ترتبط بمجلس الوزراء وتم تشكيلها بقرار من مجلس النواب العراقي والمصادقة عليها من قبل رئيس الجمهورية وصدر قانونها برقم 58 في سنة 2012 باسم: (قانــــون ديـــوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية) نص القانون منشور على هذا الرابط:
https://www.moj.gov.iq/uploaded/4254.pdf
نقتبس منه:
(المادة (2): يعمل الديوان على تحقيق الاهداف الاتية :ـ
اولا: توثيق الروابط الدينية مع العالم الاسلامي بوجه خاص والعالم بوجه عام.
ثانيا: رعاية شؤون العبادة واماكنها ورجال الدين والمعاهد والمؤسسات الدينية بما يساعد على تقديم افضل الخدمات لابنائها.
ثالثا: دعــم ورعاية متولي الوقف لغرض ادارة واستثمار اموال الاوقاف المشمولة باحكام هذا القانون.
رابعا: التشجيع والاسهام في فتح المدارس ودور الايتام والعجزة والمستشفيات.
خامسا: تأسيس مكتبات عامة لتكون مرجعا للباحثين.
المادة (3): للديــوان اعتماد كافة الوسائل اللازمة لتحقيق اهدافه وفقا” لأحكام هذا القانون وطبقا” لاحكام القوانين المرعية الاخرى والانظمة والتعليمات الصادرة بموجبها.) انتهى
من هاتين المادتين يتبين المدى الواسع لمهام الوقف والتي، كما في تطبيقات كل القوانين العراقية، تتوسع بالممارسة لمديات اوسع من المحددة في القانون.
وهذه المواد القانونية مع الممارسة العملية لها تمنح لديوان الوقف امكانية التاثير (قبولا او رفضا، تسهيلا او اعاقة) لقرارات الكنيسة في التصرف باوقافها الموجودة، مع ملاحظة ان الديوان لا يستطيع ان يتصرف من ذاته باوقاف الكنائس ولكنه يمكن ان يسهل او يعيق تنفيذ ما تقرره الكنيسة بشان اوقافها. وهذا سبب كاف لان تسعى الكنائس ان يتولى رئاسة الديوان شخص له الالتزام الاخلاقي والمهني تجاه الكنائس لتسهيل مهام مرجعياتها وليس اعاقتها.
وبكلمات اخرى واضحة وبقدر التعلق بالمقال فان ديوان الوقف، وبخلاف ما يدعيه البطريرك ساكو، لا يستطيع بيع او التحوير او التصرف باي شكل من الاشكال بالاوقاف الكنسية فذلك محصور بالمطلق بالكنيسة. ولكن كما قلنا فان الوقف يستطيع ان يعيق تنفيذ ما تقرره الكنيسة بشان اوقافها.
وبحسب المعلومات فانه وبعد عمليات وضع اليد والتصرف باملاك المسيحيين والتي قامت بها مختلف الجماعات والاشخاص المتنفذين فانه وبغاية منع هذه العمليات تم منح ديوان الوقف دورا وكلمة يقولها بان عملية البيع لا تتم دون موافقة الديوان الذي يفترض به التحقق من نظافة عملية البيع وبانها ليست استحواذا وتزويرا.
وهذه نقطة تثير القلق الكبير لدى الكنائس وحرصها على ممتلكات ابناءها.
ومن هنا فان قلق البطريرك ساكو، وبقية المرجعيات الكنسية، في محله من تولي السيد نوفل (وهو صهر السيد ريان كلداني) لمنصب رئاسة الديوان. ومن هنا ايضا نعرف سبب سعي ريان الاستحواذ على هذا المنصب.

رئيس الديوان:
ينص قانون الديوان في مادته الرابعة: (أولا”: رئيس الديوان هو الرئيس الاعلى له والمسؤول عن تنفيذ سياسته وتوجيه اعماله, والاشراف والرقابة على تنفيذ القوانين وتصدر عنه التعليمات والقرارات والاوامر في كل ماله علاقة بمهام الديوان وتشكيلاته واختصاصاته.
 ثانيا: يكون رئيس الديوان بدرجة وزير ويعين بأقتراح من مجلس الوزراء بعد ترشيحه من قبل مرجعيات الاديان الثلاث.) انتهى
ومن هذه المادة والصلاحيات والامتيازات الممنوحة لرئيس الديوان يتضح جليا سبب سيل لعاب ريان كلداني وصهره نوفل لتولي هذا المنصب. دعونا نستذكر الرئيس المتقاعد للوقف، رعد كججي، والفساد المالي الذي قام به على مدى عشرة سنوات وبالتشارك مع من عينه في المنصب السياسي الاشوري يونادم كنا.
وفي المقابل يتضح ضرورة ان تعمل الكنائس لمنع ذلك.

الواقع الحالي للديوان:
بحسب المادة اعلاه فان اقتراح تعيين رئيس الديوان يتم من قبل مجلس الوزراء بعد ترشيحه من قبل مرجعيات الاديان الثلاث.
ملاحظة: في الوقت الذي لكل من الايزيدية والصابئة مرجعية دينية واحدة، فانه لكل طائفة (كنيسة) مسيحية معترف بها في العراق (وعددها 14) مرجعيتها مما يجعل للمسيحيين، ولاغراض هذا الترشيح، 14 مرجعية مما يجعل الاتفاق بينهم على مرشح واحد صهب جدا لدرجة الاستحالة.
ترشيح مجلس الوزراء ليس كافيا للتعيين، فحيث ان رئيس الديوان هو بدرجة وزير فان مجلس النواب هو من يقرر قبول او رفض تعيين المرشح. وهنا فان للكتلة المسيحية في البرلمان (حاليا بابليون) كلمتها في التعيين.
في نيسان الماضي تقاعد غير مأسوف عليه الرئيس السابق للديوان، السيد رعد كججي، بعد ان كان تولى رئاسة الديوان وكالة عام 2011 ثم اصالة منذ حزيران 2013، وبعد عشرة سنوات من الفساد شاركه فيها الاشوري يونادم واستحقا عليها ان ترمى صورهم في تظاهرات مسيحية في ساحة التحرير في 2016.
واصبح المنصب شاغرا.
فتحرك ريان اليه وتبنى ترشيح صهره نوفل ونال دعم وتاييد بعض الكنائس ومعهم الصابئة.
في المقابل فان كنائس اخرى، ومن بينها كنيستنا الكلدانية، لها مرشحها.
اما اليزيدية فهم في طور الانتظار، ربما لتقديم مرشحهم عندما يحين وقت المناقشة في مجلس الوزراء، خاصة وانهم طالبوا بالمنصب سابقا رافضين احتكار المسيحيين لهم ومعتمدين على حجة ان عددهم اكثر من المسيحيين مثلما هي معاناتهم اكبر تحت داعش.
الحقيقة المهمة التي يجب معرفتها انه في كل عملية تعيين رئيس الديوان فان رئاسة اجمهورية ليست طرفا وليست جزء من العملية لا من قريب ولا من بعيد، وبذلك فان المرسوم الجمهوري لا شأن له بالمطلق بمنصب رئيس الديوان.
ومحاولة البطريرك ساكو حشر رئيس ديوان الاوقاف في موضوع المرسوم هو تضليل للامور واثارة الدخان والضباب للتشويش.
(أما التولية فتلك سناتي عليها في مقال لاحق)

هل من خطة عمل للكنائس لمنع استحواذ ريان على الوقف؟
اخذا بعين الاعتبار الالية القانونية اعلاه لتعيين رئيس الديوان، وبعد تخوين البطريرك لعدد من الكنائس والطعن بشرف بعض مرجعياتها فانه بات من المستحيل قطعا الاتفاق على مرشح مسيحي واحد في مواجهة مرشح ريان (صهره نوفل)، وبات حتميا الذهاب بمرشحين مسيحيين الى مجلس الوزراء، وربما بمرشح يزيدي ثالث.
هل نستسلم؟ قطعا كلا، فليس كل مجلس الوزراء السيدة ايفان جبرو، وليس كل مجلس النواب بابليون.
المعركة الاولى هي على طاولة مجلس الوزراء، هل تواصلت وحشدت الكنائس دعم الكتل السياسية الممثلة في مجلس الوزراء لنيل دعمها؟
المنطق والحكمة يقول كان يفترض ذلك.
ولكن الواقع يقول خلاف ذلك، بل العكس تماما. الهجمة الاعلامية المستمرة للبطريرك ضد الحكومة والانتقاص من رئيس الوزراء واللجوء السياسي الى اربيل والتهديدات المستمرة باستقدام الدعم الخارجي كلها تجعل المهمة صعبة.
فهل سيحاول وهل سيستطيع مانح اللجوء، حزب البارتي، ان يرد الجميل للبطريرك ويمرر ترشيحه في مجلس الوزراء.
نتأمل خيرا.
المعركة الثانية هي تحت قبة البرلمان بافتراض خسارة المعركة الاولى فان للبرلمان الكلمة الاخيرة لتثبيت ترشيح مرشح ريان.
بابليون ستطالب بحقها في تثبيت الترشيح بحجة انها تمتلك قانونا الصفة التمثيلية المسيحية.
وهنا ايضا، فالحكمة تقول ان الكنائس يفترض بها كسب دعم الكتل البرلمانية سواء لتثبيت مرشحها (اذا كان تم تمريره في مجلس الوزراء) او اسقاط ترشيح مرشح ريان واعادة الكرة الى مجلس الوزراء.
وهنا ايضا فان البطريرك ساكو وتصريحاته وتهديداته ولجوءه السياسي في اربيل، ويضاف اليها اساءاته الى الحشد الشعبي، يجعل كسب هذه الكتل شبه مستحيل.
وهنا ايضا هل سيحاول ويستطيع مانح اللجوء حسم قرار البرلمان؟ نتأمل خيرا

الاستنتاجات:
ان رئاسة الجمهورية والمراسيم الجمهورية لا علاقة لها مطلقا برئاسة ديوان الاوقاف واعماله وصلاحياته.
يبدو ان رئاسة الديوان ستؤول الى مرشح ريان ما لم يراجع البطريرك اداءه وتصريحاته ويمتلك الحكمة فربما حينها تتغير الامور.
ان البطريرك ساكو لوحده يتحمل مسؤولية وضع ريان يده على الوقف بكل ما يترتب عليه ذلك من فساد واذى وغيرها.

الى اللقاء في الحلقة الثالثة من القصة وهي: تولية الكنائس على اوقافها.
انتظرونا


منشور على موقع صوت العراق:
https://www.sotaliraq.com/2023/09/17/%d8%b3%d8%a7%d9%83%d9%88-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%b7%d9%8a%d9%81-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9/




8
القضاء يقول: يمكن غلق دعوى ريان ضد البطريرك في حال التنازل

منير خوشابا

في اخر التحديثات والمعلومات عن الدعوى المقامة من قبل ريان كلداني ضد البطريرك ساكو بدعوى التشهير والقذف في الاعلام يقول القاضي المختص في حوار مع برنامج (لعبة الكراسي) على قناة الشرقية بتاريخ 14 أيلول:
•   الدعوى قانونية بحسب القانون العراقي وتقع ضمن تهمة القذف والتشهير في الاعلام حيث ظهر البطريرك في التلفزيون ووجه كلمات ضد شخصية محددة (المقصود ريان) اعتبرها الاخير تشهير وقذف
•   كل مواطن له حق الالتجاء الى القضاء واقامة الدعاوى لنيل حقه
•   المحكمة ملزمة بالنظر بالقضايا امامها بغض النظر عن المكدعي والمدعى عليه
•   تبليغ البطريرك ساكو وطلب حضوره امام المحكمة هو تبليغ حقيقي وموجود
•   القضية ما زالت لم تحسم
•   القضية لا علاقة لها بالازمة السياسية بين اربيل وبغداد
•   القضية لا تغلق ضمن الاتفاق السياسي بين اربيل وبغداد
•   يمكن غلق القضية في حال تنازل المدعي، أي ريان، عن الدعوى
الرابط الى الحلقة الكاملة للبرنامج (اللقاء مع القاضي يبتدا بعد الدقيقة 46)
https://www.youtube.com/watch?v=sP1xIjYadDY

ماذا يعني هذا؟
•   ان التجاء البطريرك الى اربيل هو بسبب رفضه الحضور الطوعي امام المحكمة وتفادي الاحضار الاجباري
•   ان السبب الحقيقي لعدم العودة الى بغداد ليس سحب المرسوم لان متابعة ومعالجة الموضوع وتحقيق الطلب ستكون ممكنة اكثر وهو في بغداد وليس في اربيل خاصة وهو يقدم نفسه على انه شخصية وطنية
•   ان السبب الحقيقي لعدم العودة هو تخوفه من جدية القضاء في متابعة الدعوى خاصة وانه يتوقع ان ريان مصر على الاستمرار بها خاصة مع استمرار البطريرك في توجيه الاساءات والتشهير
•   ان التخندق السياسي له مع اربيل وتنوظيف الاخيرة له في خلافها السياسي مع بغداد لن يثمر نتائج ايجابية له ولكن فقط للاقيم الذي يستخدم ساكو دليلا على التعايش في الاقليم. ألم يقل البطريرك: بغداد تهين وتهجر واربيل تستقبل بحفاوة.
•   ان تشكي البطريرك من طلب الاحضار والدعوى ضده بحجة انه كاردينال بطريرك وشخصية وطنية وعالمية ومرجعية كنسية لا تحصنه من القضاء وان الذي يحصنه هو عدم القذف والتشهير.
•   ان ادعاء البطريرك بانه مثل السيستاني ادعاء لا يستوي مع الفارق الشاسع بين الاداء والتصريحات والمواقف الاعلامية للسيستاني وبين اداء بطريركنا الجليل
•   المخرج القانوني الوحيد هو ان يتنازل ريان عن الدعوى. فهل سيفعلها؟ وان فعل، فما هو الثمن؟ وان فعلها فهل سيقبل البطريرك الصلح مع ريان والتوقف عن التشهير به.
•   ربما بطريركنا يعيش وهم ان القضاء الدولي سيتدخل وينظر في الدعوى ويحسم القضية لصالحه عوض القضاء العراقي!!!!
•   وربما يعيش وهم ان الرئيس بايدن والقصر الابيض سيتدخل لدى القضاء العراقي ليحسم القضية لصالح البطريرك دون اي ثمن فالبطريرك قالها بالصوت والصورة وعلى التلفزيون انه سيتوجه برسالة الى بايدن يكشف فيها كل خلفيات قضيته!!
(الرابط في نهاية المقال)
•   النقطتين الاخيرتين ليست تهكما بل احتمالات جدية واردة لدى بطريرك يعتبر شخصه مركز العالم وان قضيته هي على طاولة المجتمع الدولي اكثر من الشؤون العراقية السياسية الامنية والاقتصادية الاخرى، الحرب الروسية على اوكرانيا، واكثر من الخلافات مع الصين واحتمالياتها، واكثر من انقلابات الغرب الافريقي، واكثر من ازمات سوريا وليبيا واليمن والسودان، واكثر اهمية من الكوارث الانسانية في المغرب وليبيا
 
الى أين نحن ذاهبون؟
امام هذه الامور والوقائع فان البطريرك الجليل يقود كنيستنا الكلدانية وبطريركها التي كانت دوما مرجعية وشخصية معنوية لها هيبتها لدى مؤسسات الدولة وعموم الشعب العراقي يقودها الى المزيد من التراجع والاذى لتلبية نرجسيته.
بالاضافة الى الاذى الكبير الذي يلحقه بمسيحيي العراق وتهديداته بالخارج واعطاءه الانطباع لدى عامة العراقيين بان اسيحيي العراق هم رعايا اوربا واميركا.
آن الاوان ان يتدخل اساقفتنا الكلدان ويتحملوا مسؤوليتهم تجاه كنيستنا ويضعوا حدا لهذه الفوضى والتخبط.
من جهة يقول انه رفع دعوى قضائية بشان المرسوم وانه يثق بالقضاء العراقي.
فاذن لماذا كل هذا التخبط والهوبرة؟
انتظر يا سيدنا نتيجة الدعوى
وننتظر معك
وكما قلنا في مقالنا السابق فانه وبغض النظر عن نتيجة الدعوى فان تعاملكم مع الموضوع منذ اليوم الاول انتج دمارا واذى لا يمكن اصلاحه:
الرابط الى المقال:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1047128.0.html

الرابط الى تصريح البطريرك للالتجاء الى الرئيس بايدن:
https://chaldeanpatriarchate.com/2023/09/15/%d8%b3%d8%a7%d9%83%d9%88-%d9%8a%d9%84%d9%88%d8%ad-%d8%a8%d8%aa%d8%b5%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%b3%d8%a3%d9%83%d8%b4%d9%81-%d9%84%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%86-%d8%ae/


9
حيث ان الشيء بالشيء يذكر:
ماذا عن القضاء الدولي في لاهاي الذي هدد به البطريرك؟ صحيح ان الالتجاء اليه يكون بعد الياس من القضاء الوطني، ولكن يمكن ويتوجب التهيئة له مبكرا لانه يحتاج الى وقت طويل.
هل حددت البطريركية ايا من المحاكم الدولية سيتوجه اليها؟ محمة العدل التي تنظر في الدعاوى بين الدول. أم محكمة الجنايات الدولية التي تنظر في جرائم الابادة؟ أم غيرها.
وهل شكلت البطريركية فريق قضاءي من محامين ذوي الاختصاص؟

10
وفي الوقت الضائع تحدثت البطريركية بحكمة

منير خوشابا

" وسط معاناة المسيحيين غير المستحقة، تدعو البطريركية جميع المؤمنين الى الصلاة من أجل إنفراج ازمة سحب المرسوم، خصوصاً ان غبطته قدَّم الى القضاء العراقي طعناً بقرار سحب المرسوم.
الثقة عالية بالقضاء العراقي في تصحيح قرار الرئيس المخالف للدستور
بالرغم من كل تبريرات ديوان الرئاسة المتناقضة
"


هذا اقتباس من احد المنشورات المستمرة منذ تصاعد الصراع بين غبطة بطريركنا الجليل لويس ساكو والرئيس عبداللطيف رشيد على خلفية سحب الاخير للمرسوم الجمهوري من البطريرك.
اقول، اخيرا تحدث البطريرك بحكمة لانه كشخص مسؤول عن مؤسسة بطريركية وكنيسة مهمة، بالاضافة لكونه شخصية وطنية معتبرة، وكاردينال وحامل شهادات اكاديمية، كان يفترض به امتلاكه لهذه الحكمة منذ اليوم التالي لسحب المرسوم بدل التصعيد والهوبرة الاعلامية مرورا بتهديات التدخل الخارجي ووهم الالتجاء الى المحاكم الدولية وصولا الى لجوءه السياسي في اربيل وتحوله جزءا من الصراع السياسي بين اربيل وبغداد وغيرها من الهوبرات التي لم ولن تؤدي الى اي مخرج للموضوع.
فطريق الحل ومنذ البداية كان واضحا، وهو اما الحوار المؤسساتي والشخصي (وربما من خلال طرف ثالث) بعيدا عن الاعلام وضجيجه بما تضمنه من ترهيب البطريرك للمسيحيين ومبالغته في تصوير الموضوع على انه داعش الثانية.
أو الالتجاء الى الطرق القانونية واعتماد ما تقرره المرجعيات القضائية التي يقول البطريرك انه يثق بها.

أمام هذه الحكمة المتاخرة فان عدة اسئلة تفرض نفسها، لعل اولها واهمها:
اذا كان البطريرك يمتلك هذه الثقة بالقضاء العراقي فلماذا لم يلتجئ اليه منذ اليوم الاول؟ لماذا انتظر هذه المدة وخلق هذا الضجيج والضوضاء قبل اللجوء الى هذا القضاء؟

نعتقد ان اهم الاسباب هو نرجسية البطريرك وتقديمه الـ"انا" فوق كل اعتبار حتى لو كان هيبة البطريركية والكنيسة وكانتها الوطنية، وحتى لو كان زرع الرعب والقلق بين المسيحيين (من الواضح ان هذا لم يتحقق لانه تبين ان البطريرك بالغ في توقعاته عن هذا التاثير).
وربما يكون احد الاسباب اعتماده على مشورات غير موفقة من دائرته الضيقة المؤلفة من اناس محدودي الخبرة او اناس يستغلون شخص البطريرك لطموحات سياسية من خلال دفعه الى اللجوء السياسي الى اربيل. الدائرة الضيقة لا تشمل الاساقفة الكلدان اللذين استبعدهم البطريرك واستثنى الاستئناس بحكمتهم في اتخاذ المواقف.
وربما يكون شد  العصب الطائفي احد الاسباب خاصة وان الانتخابات قادمة والبطريرك السياسي له طموحاته فيها.

أما السؤال الاخر والذي لا يقل أهمية هو:
ما هي جردة الحساب التي جناها البطريرك من هذا التصعيد والهوبرة؟

بافتراض ان القضاء سيحكم لصالح البطريرك في الدعوى التي اقامها (وهو ما نتمناه) فان ما يحققه البطريرك هو تحقيق "انتصار" يلبي نرجسيته.، وسيتم بطبيعة الحال اقامة قداديس الشكر، وربما دبكات احتفالية على ايقاع الطبل والزرنا، وبالتاكيد برقيات وبيانات من تنظيماتنا الكلدانية في الوطن والمهجر تنتهي بعبارات مثل الحق يعلو ولا يعلى عليه، او انتصر الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا وغيرها.
وفي المقابل فان حجم الخسائر والدمار غير القابل للترميم هو كبير جدا لعل اهمه:
•   هيبة البطريرك والبطريركية امام المجتمع المسيحي (في الوطن والمهجر) والمجتمع العراقي
•   انكشاف المستوى الضعيف لصياغات ومفردات تصريحات البطريرك (شكلا ومضمونا): مطعطع، خان جغان، قشمر وغيرها
•   الانقسام\الاختلافات (الصراعات) في البيت الكلداني الكنسي والشعبي
•   العلاقات مع الكنائس الشقيقة بعد الاساءات التي وجهها والتي بلغت التشكيك في الشرف ومن على المنبر
•   علاقات الشراكة مع مرجعيات ومؤسسات الدولة (كيف سيكون التعامل بعد الاهانات والاساءات التي وجهها البطريرك لمرجعيات الدولة)
•   التخندق السياسي والاصطفاف مع جهة ضد اخرى. مقولة سيبقى صداها وتاثيرها: (بغداد تهجر وتهين واربيل تستقبل بحفاوة)
•   انكشاف ضعف اداء المؤسسة البطريركية الاعلامي والقانوني
•   انكشاف ضعف الدراية بالقضايا من قبيل التهديد بالقضاء الدولي
•   انكشاف استعداد البطريرك لاستقدام الدعم الخارجي في مواجهة السيادة الوطنية (وبذلك يتساوى مع الولائيين لخارج الحدود).
وغيرها

أما السؤال الاخر فهم:
ماذا عن القضايا الاخرى والتي لا شان لها بالمرسوم وبالتالي قرار المحكمة لن يغيرها؟ مثل:

•   دعوى التشهير المقامة ضد البطريرك. والتي نتوقع تسويتها، فالبطريرك، مهما قلل من هيبته، يبقى في نهاية المطاف شخصية معنوية. ولكن التسوية سيكون لها ثمن خاصة وان المقابل، ريان الكلداني، جهة سياسية تبحث عن الثمن وتعرف من اين تؤكل الكتف.
•   ديوان الوقف وتعيين رئيسه لملء المنصب الشاغر والذي لا شان لرئاسة الجمهورية به لا من قريب ولا من بعيد. فالترشيح للمنصب يمر عبر الوزارة والموافقة على التعيين يمر عبر البرلمان، وبالتالي قانونيا يكون لبابليون ما يقولونه في التعيين.
•   الصراع السياسي بين البطريرك وبابليون وهو الاخر لا شان بالمرسوم والرئاسة به، فهو سابق للمرسوم من حيث الطموح والانخراط السياسي للبطريرك من جهة وبابليون من جهة اخرى. دعونا نتذكر ان هذا الصراع هو الاساس والتصعيد الاعلامي للبطريرك فيه والذي بلغ حدودا لم يكن اي عاقل يتخيلها، مثل اخراج الراهبات والكهنة في تظاهرة بشعارات سياسية في وسط بغداد والاعلان عنها قبل خروجها وذلك كان دعوة مفتوحة لبابليون لاخراج مظاهرة مقابلة حملت صورا مسيئة للبطريرك وهي سابقة تاريخية في كل الشرق الاوسط ان ترفع صورة البطريرك وترمى في الشارع.

من المؤسف حقا ان تقود نرجسية سيدنا غبطة البطريرك وطموحه السياسي الى هذا الوضع.
ومن المؤسف حقا ان مثقال الحكمة للتعامل ياتي متاخرا جدا.

دعونا رغم كل ذلك نتامل خيرا




11
السيد جلال برنو المحترم
اسمحوا لي ان اشارككم ملاحظة وهي انه رغم اختلافنا مع البطريرك واداءه الكارثي على المسيحية في العراق، وعلى الكنائس جميعها بصورة غير مباشرة، وعلى الكنيسة الكلدانية تحديدا، وعلى موقع البطريرك وهيبته، ورغم اتفاقنا على الخلل الكبير في تعامله مع الامور بسبب تعنته ونرجسيته وغيرها، ورغم رفضنا القاطع لتحوله، منذ قبل بطريركيته، الى رجل سياسة، ورغم رفضنا للتدمير الذي يقوم به لهويتنا وثقافتنا وتراثنا فهو ليس انسانا قوميا بل قومجيا عروبيا، ورغم رفضنا لمحاولاته التشويش والتضليل في موضوع المرسوم، اما اداءه الاعلامي فحدث ولا حرج وصولا الى جولاته الاعتكافية وتسوقه في قلعة اربيل وغيرها.
فان نقدنا ورفضنا وعدم اتفاقنا مع غبطته يجب ان لا يقودنا لنكون ضحية تضليل ريان المليشياوي، ويجب ان لا نغفل عن فساد الرجل وممارساته اللاخلاقية، وان لا نقع من حيث لا ندري في فخاخه الاعلامية حيث من الواضح جدا انه يجيد الاعلام اكثر بكثير مما تجيده البطريركية.
الحبر الاعظم البابا فرنسيس لم يستقبل ولم يلتق ريان، وانما صافحه كعادته في مصافحة الناس الواقفين في ساحة مار بطرس دون ان يعلم من يصافحهم.

وبالتاكيد ريان استغل الفرصة واعطاه الهدية وقال انه من العراق، وبديهي ان البابا سيتفاعل ويقول ما قاله عن استذكار الزيارة والصلاة من اجل السلام في العراق.
عن اي استقبال مهيب يتحدث ريان. اكذوبة كبيرة.

لننتظر بيان البطريركية (يعني البطريرك) عن الخبر بعد ساعات من الان
ههههههههههههههههههههههه
 

12
يا معشر الكلدان لندعم بطريركنا ونحمي كنيستنا

منير خوشابا

قد يستغرب القارئ من عنوان المقال حيث يتساءل: ما بال منير خوشابا يدعو لدعم البطريرك وهو نفسه الذي كرر القول ان البطريرك لا يحتاج للدعم والاسناد بل للنصح والارشاد.
نعم، لقد قلتها واكررها، لاني مؤمن بها تماما، ان غبطة سيدنا البطريرك لويس ساكو ليس محتاجا للدعم والاسناد بل للنصح والارشاد.
لقد قلتها عندما كانت صفحة البطريركية تنشر مع كل ساعة جديدة برقية جديدة او زيارة جديدة او مقال جديد لـ"لتضامن" مع غبطته.
وينتابني شعور، يكاد يكون يقين، ان هذه البرقيات والرسائل والمقالات التي كانت تصب في مسار واحد فقط وتقول قول واحد فقط هو الاتفاق بالمطلق مع غبطته، كانت احد الاسباب، مع السبب الرئيسي وهو نرجسية البطريرك، كانت وراء التصعيد الاعلامي للبطريركية وصولا الى الانتقال والالتجاء في اربيل في موقف سياسي واضح وخطير، ووصولا ايضا الى القول بالصوت العالي ان لا للحلول الوسط وان الحل الاوحد هو اهانة الدولة العراقية وكسر ارادتها والنيل من مقام رئاسة الجمهورية بكل ما يمثله من رمزية وطنية كما هو شان كل رؤساء الدول.
نعم سيدنا البطريرك قرر اللجوء السياسي الى كردستان وليس الاعتكاف في دير في اربيل.
فهو يمارس كل نشاطاته بل واكثر من التي كان يمارسها في بغداد من استقبالات وظهورات اعلامية وتصريحات وجولات في الاقليم وسهل نينوى وغيرها.
فعن اي اعتكاف تتحدث البطريركية.
وهل كانت الجولة الاخيرة بالتيشيرت والقبعة الى قلعة اربيل جولة اعتكافية مثلا.
ولسنا ندري ما هو النشاط الاعتكافي القادم فربما يكون جولة بالدراجات الهوائية الى مصيف كلي علي بك.
من هنا، ومن متابعة تصريحاته النارية في اربيل، وفي مقدمتها تصريحه لحظة وصوله وتقديمه طلب اللجوء بان بغداد تهين وتهجر واربيل تستقبل وتحتفي، وتصريحه الاخر بان داعش هجرت المسيحيين في 2014 واليوم رئيس الجمهورية يهجرهم وغيرها،  نقول ان سيدنا لجا الى الاقليم لاجئا سياسيا وتم قبول لجوءه من قبل اعلى المستويات السياسية والحكومية والادارية في الاقليم الذي من واجبه الاخلاقي ان يستقبل اللاجئين اليه ومن حقه ان يستثمر سياسيا واعلاميا فيهم، فكم بالاحرى عندما يكون اللاجئ السياسي بطريرك اكبر كنيسة عراقية وغيرها من الصفات التي تتكرر  دائما في التصريحات البطريركية التي تعطي الانطباع عند قراءتها ان سيدنا يعتبر نفسه مركز العالم ومركز الاحداث وصانع الاخبار.
لذا وامام هذا الارباك واللامنطق في اداء البطريرك ونتائجه على كنيستنا التي كانت وستبقى اكبر من اي بطريرك، فالكل زائل وهي باقية، كان لا بد لنا نحن معشر الكلدان، وبخاصة الحريصين على كنيستنا وبالضرورة على بطريركنا، ان نقدم الدعم للبطريرك ونحمي كنيستنا.
ولكن كيف؟
ببرقية تضامن؟
ام بمقال بعنوان بالروح بالدم؟
ام بزيارة وصورة تنشر على صفحة البطريركية محل صورة سابقة ولتحل محلها بعد حين صورة لاحقة؟
ام كيف؟

بغض النظر عن الراي في هذه الاساليب من التضامن فاني اعتقد جازما ان البطريرك بحاجة الى دعم يقود الى الحل وليس الى الاستمرار في حالة الجمود والتي تعني اهمال القضية وغيابها عن اجندة المؤثرين كما هو الحال حيث لا احد من الرئاسات العراقية ولا المرجعيات السياسية المتنفذة ولا المرجعيات الدينية مكترث او مبال بان هناك بطريرك "زعلان" ولاجئ سياسي الى الاقليم.
بداية الدعم الذي يحتاجه البطريرك هو ان يتخلى عن نرجسيته ويتراجع عن التعنت في موقفه ويتوقف عن ايجاد مشكلة لكل حل وان يسعى عوض ذلك للبحث عن حل لكل مشكلة.
بداية الدعم هي ان يدرك البطريرك انه لا يمكن له ان يتوقع ان الدولة بكل رموزها ومقاماتها ستقبل الانكسار وتخضع لارادته ومطالباته، وما رفض التظلم الذي قدمه الا مثالا وشاهدا.
في الحقيقة ان طلب البطريرك رفع التظلم يعني ضمنيا اعتراف البطريرك بالمرجعية الوطنية العليا لمقام رئيس الجمهورية وانه غير فاقد الاهلية!!! (كما اتهمه البطريرك وتلقفت التهمة جمهرة من الاقلام لتكتب ما شاء الكيبورد من عبارات ومقالات بعدم اهلية الرئيس)، وانه لا بد من التواصل معه عبر السياقات الرسمية وليس الهوسات الاعلامية.
بداية الدعم هي في الاستثمار بالمقام البطريركي والشخصية المعنوية له في تحريك الحلول والمخارج التي تحفظ المقامات لا ان تهينها، عوض الوضع الحالي الذي يعتقد البطريرك ان استثماره في مقامه البطريركي ولقبه الكاردينالي تكفي لفرض ارادته وكسر ارادةة الدولة ومقام الرئاسة.
بداية الدعم هي في الاستثمار بالكنائس الشقيقة ومرجعياتها لتكون الجسر الى الحلول ولس كما هو الحال حيث يستمر البطريرك ومن على المنابر بالاساءات غير اللائقة الى الكنائس الشقيقة.
بداية الدعم هي اقناع البطريرك ان طريقة تعامله مع الموضوع لا يؤدي الى معالجة للموضوع بل الى تصعيب له وانه يسير في طريق مسدود.
بداية الدعم هي رفع الصوت من القاعدة، مؤمني الكنيسة ونخبهم، بالقول بما معناه بالمضمون (بغض النظر عن الشكل): توقف سيدنا عن هذا الاسلوب. توقف عن اختزال الكنيسة بشخصك. توقف عن التعنت. توقف عن تقديم الجميع قربانا على مذبح نرجسيتك. توقف عن: إما كل شيء او لا شيء. توقف عن ترهيب وترعيب المسيحيين.
وانظر الى نفسك في المرآة. انظر الى اين انزلت مقامك البطريركي والى التشوه والاساءة التي الحقتها بالبطريركية والكنيسة والمسيحية في العراق. انظر الى الممر الذي تسير فيه فليس فيه الا الظلام. انظر الى حجم ومستوى الاهمال واللامبالاة بكم من قبل الرئاسات والمرجعيات السياسية والدينية وهي ذاتها التي بقيت تكيل لها المديح. اسال نفسك سيدنا: لماذا هذا الاهمال واللامبالاة؟ اليست طريقة تعاملك مع الموضوع سببا؟ اليست اساءاتك في الفضاء العام الى الدولة والرئاسة سببا؟ اليست تهديداتك (اسمح لي بالقول انها تهديدات جوفاء لا معنى لها) باستقدام الخارج السياسي والقضائي سببا؟
اسال نفسك اية محكمة دولية هذه التي تهدد بها؟ بالله عليكم وانتم البطريرك الكاردينال: هل هناك محكمة دولية تستقبل دعوى قضائية بان رئيس الجمهورية خرق صلاحياته وسحب مرسوم جمهوري؟
هل هي محكمة العدل الدولية!! ام محكمة الجنايات الدولية!! ام محاكم جرائم الابادة في راوندا ويوغوسلافيا!! ام المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الحريري!!
على من نضحك بذلك، فنحن نضحك على انفسنا لا غير.
صوت منير خوشابا او حسام سامي او جلال برنو او وديع شابا او فراس لوقا ليست كافية على ما يبدو لحد الان.
فهل من نداء وهل من اذان تصغي للنداء
انه نداء للتاريخ


13
لقد فات المحامي شابا ان يشير الى التصرفات اللامسؤولة التي يقوم بها ريان الكلداني في زج المسيحية ورموزها في مناسبات وتجمعات طائفية لم يسبق ان كان فيها وجود مسيحي على الاطلاق.
ريان وبتصرف غير مسؤول يرفع الصليب ولوحات مسيحية للعذراء في المواكب الحسينية، وريان يحشر المسيحيين في الصراع الطائفي الشيعي – السني حين ينادي ان ابناء جون (اي المسيحيين) سينتقمون للحسين من ابناء زيد بن معاوية.
(جون هو اسم شخص مسيحي تقول بعض الروايات المشكوك بها انه كان مع الامام الحسين. وهو اسم غريب على التاريخ المسيحي في العراق فهو لفظ اجنبي للاسم السرياني يوحنا، وجون اسم دخيل على مسيحيي العراق منذ اواخر القرن العشرين).
https://www.zamanalwsl.net/news/article/76932
مثلما فات المحامي شابا الاشارة الى الاذى الكبير الذي الحقه البطريرك ساكو بهيبة البطريركية حيث يصر ويستمر في الظهور الاعلامي على التلفظ بكلمات غير لائقة بالشخص العادي فما بالك بالبطريرك.


14
ساكو – عبداللطيف – ريان: القصة الكاملة (الحلقة الاولى)
المحامي وديع شابا

موضوع طويل ولكن مهم وتعريفي باطراف الصراع.
انشغل (الاحرى تم اشغال) الراي العام المسيحي في العراق منذ اشهر (تحديدا منذ نهاية نيسان الماضي مع المقابلة التلفزيونية مع السيد ناجي مهدي الذي اتهم فيها البطريركية الكلدانية بما يمكن توصيفه بالفساد المالي) بموضوع الخلاف بين الثلاثي: البطريرك الكاردينال لويس ساكو رئيس كنيستنا الكلدانية السامي الاحترام، فخامة الدكتور عبداللطيف رشيد رئيس جمهورية العراق السامي الاحترام، السيد ريان كلداني المحترم رئيس حركة بابليون.
ولكي نكون اكثر دقة فان قطبي الخلاف هما البطريرك وريان، بينما رئيس الجمهورية، وان كان يبدو محور القضية بسبب المرسوم الجمهوري، فان الخلاف الحقيقي بخلفياته وغاياته هو بين البطريرك وريان.
ولكي نكون اكثر دقة أيضا، فانه يصح القول ان الخلاف هو اكثر من مجرد اختلاف في موضوع محدد، فهو صراع على السلطة والنفوذ والصلاحيات بين البطريرك وريان على جملة قضايا، المرسوم الجمهوري هو احدها ولكن ليس اهمها وهو ربما اسهلها، تشمل امورا سياسية كالكوتا والتمثيل المسيحي، مثلما تشمل امورا تنفيذية او حكومية مثل الوقف المسيحي والاملاك وغيرها.
ومن متابعة الصراع نجد نقطتان لا يمكن اغفالهما في فهمه وبالتالي قراءة مساراته الحالية والمستقبلية:
اولها هي ان التصعيد الاعلامي والشعبي يقوم به طرف واحد هو البطريركية التي لا يتوقف اعلامها وبشكل يومي من طرح الموضوع بصيغة او باخرى: تصريحات، تهديدات، مقالات، مقابلات، فيديوات، الخ.. في حين ان بابليون لا تنشر الا القليل بين فترة واخرى يكون ردا او تعقيبا على منشور من البطريركية. أما الرئاسة فقد اعتمدت الحرفية والرزانة وقالت قولها في بداية الموضوع واكدته مرة اخرى بعد ايام من التصريح الاول وتوقفت عن الموضوع وانصرفت الى مهامها وليس من بينها التقاذف الاعلامي.
ثانيها ان هناك اصرار من البطريركية على خلط الامور مع بعض سواء من حيث الموضوع (اوقاف الكنيسة، املاك المسيحيين، الكوتا، وغيرها) او من حيث الالية (المرسوم، تعيين مدير الوقف، حجة التولية، قانون الانتخابات، الخ…) مما يسبب تشويش، يصل حد التضليل المتعمد، لمتابعي الموضوع. وواضح أن التشويش والتضليل يهدف، بوعي وتخطيط، الى وضع المتابع امام خيارين: فاما مع البطريرك بالمطلق او ضد البطريرك بالمطلق. في حين ان الموقف ليس بالضرورة ان يكون: مع او ضد، فقد يكون (مع) في موضوع، و(ضد) في موضوع آخر، وبالاحرى قد يكون (متفق) في موضوع و(مختلف) في موضوع اخر.
وحيث ان الموضوع شغل مساحة كبيرة وزمنا طويلا على الشان المسيحي العراقي، حتى بات بنهاية مفتوحة، فانه سيبقى ضمن اي توثيق للاحداث المسيحية والعراقية، ومن هنا كان لا بد من محاولة جادة لتصفية المشهد من التشويش والتضليل، وازالة الضبابية عن الرؤية.
ومن هنا ياتي هذا المقال بحلقاته كمساهمة محايدة وقراءة صريحة للمشهد رغم كون كاتبها كلداني الانتماء.
انا لا ادعي الكمال في هذه القراءة فهي جاءت بقدر ما نعرف من امور، وبقدر ما نعتقد انه صائب وحكيم.
ونشكر سلفا اية مساهمات سواء كانت اتفاقا او اختلافا، اضافة او تصحيحا، فالغاية النهائية والمشتركة هي انهاء ما بات عبئا ثقيلا على كنيستنا الكلدانية بوجه خاص، والمسيحيين بوجه عام، والعراقيين او بعضهم (الى حد ما).
ولاكون صريحا مع نفسي ومع القراء فاني افكر واكتب من خارج الصندوق الذي يحاول البطريرك وضعنا جميعا فيه. فمع جل احترامي لسيدنا البطريرك ومقامه فاني اكرر ما قلته سابقا:
نحن رعاياك ولكننا لسنا رهائنك
انت بطريركنا ولكنك لست سجاننا
نحن نحترم توصياتك ولكننا لسنا حطب نيران حروبك
في هذه الحلقة\المدخل نقدم تعريفا باللاعبين الثلاثة في المشهد فمن دون ذلك لا يمكن فهم الموضوع بابعاده الكاملة والمتكاملة.

اولا: الدكتور عبداللطيف رشيد، رئيس جمهورية العرق
هو سياسي كردي عراقي معارض. ناضل لعقود ضمن صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني ضد الانظمة المتعاقبة حيث كان من الجيل المؤسس الاول للاتحاد. كان ناشطا سياسيا فاعلا في تمثيل وتنشيط علاقات المعارضة العراقية على الساحة الاوربية والدولية، وعضوا قياديا في مختلف تشكيلات المعارضة العراقية التي ربطته بها علاقات واسعة ومتينة. عاد الى العراق بعد 2003 وتولى وزارة الموارد المائية وهي تتوافق مع اختصاصه الاكاديمي.
بقي مستشارا اقدم للرئيس العراقي من 2010 الى انتخابه رئيسا في 2022.
وبذلك هو ليس بالشخص الطارئ على مؤسسات الدولة العراقية، ولا بالسياسي المغمور الذي عومته الحالة السياسية العراقية، مثلما ليس بالشخص الذي يفتقر الى الدراية الادارية، وليس، عمرا وخبرة وتجربة، بالشخص غير المتزن فهو يمتلك الكياسة والتعامل الرزين والمتصف بالاحترام.
جاء انتخابه رئيسا للعراق ضمن السياق الذي بات تقليدا متفقا عليه بان يكون الرئيس العراقي كرديا، وضمن البيت الكردي يكون من حصة الاتحاد الوطني الكردستاني، رغم ان ترشيحه جاء من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو الغريم القوي للاتحاد، ضد المرشح الاخر الدكتور برهم صالح المدعوم من الاتحاد الوطني الكردستاني.
عائليا، هو عديل المرحوم الرئيس طالباني وهو بذلك زوج خالة السيد بافل طالباني الذي يتراس الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تشظى بعد وفاة المرحوم مام جلال.
دستوريا، فهو كرئيس للجمهورية، فهو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يمثل سيادة البلاد، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة أراضيه.
وبذلك فان مقامه يسمو على كل المقامات العراقية الرسمية والشعبية، مثلما يتقدم المقامات الدينية في البروتوكول والنشاط. وبذلك فان الاساءة الى مقامه هي اساءة الى الدولة العراقية بشخصيتها المعنوية.
ومن هنا فان عدم قبوله الانتقاص من مقامه وكرامته هو رفض للانتقاص من كرامة الدولة، وهذه، للاسف، تغيب، عن دراية او عدمها، عن تفكير ومراعاة البطريرك، ربما بسبب نرجسيته التي تحدد تفكيره وتقييمه في اطار الـ(أنا) فقط.
ورغم ان صلاحياته محددة بمهام بروتوكولية بالدرجة الاولى، الا ان الدستور يمنحه صلاحيات اخرى من بينها اصدار المراسيم الجمهورية. وبالضرورة الغاءها كون من يصدر يحق له ان يلغي. (الرئيس السابق الدكتور برهم صالح سحب في شباط 2022 مرسومين جمهوريين (رقم 1 و2) المتعلقان بالعفو عن تاجر مخدرات).
وللرئاسة العراقية مؤسستها، ديوان رئاسة جمهورية العراق، التي تم تشكيلها ويحدد مهامها وعملها وفق القانون.

ثانيا: غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو
)سيكون التقديم له طويلا فهو محور الصراع واللاعب الاكبر فيه(
هو بطريرك الكنيسة الكلدانية التي مقرها العراق (تحديدا في بغداد) ولها رعايا ومؤمنون عبر العالم. وهي من الكنائس الكاثوليكية المتحدة مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وبذلك فان البطريرك الكلداني يخضع لسلطة البابا الروماني.
تم انتخاب البطريرك ساكو من قبل سينودس الكنيسة الكلدانية بعد تقاعد البطريرك الراحل الكاردينال عمانوئيل دلي وارتسم بطريركا في 2013. كان انتخابه من اصعب الانتخابات البطريركية حيث كان عليه التنافس مع الاسقف سرهد جمو، وشهدت مرحلة ما قبل الانتخاب صراعات كبيرة بين الاسقفين ساكو (اسقف كركوك حينها) والاسقف جمو (اسقف كاليفورنيا حينها) وكان ريان كلداني جزءا من هذا الصراع حيث كان مدعوما من قبل الاسقف جمو، وهذه هي بداية الصراع بين ساكو وريان خاصة وان شخصية البطريرك ساكو هي من النوع الذي لا ينسى او يغفر لخصومه وتبقى كراهيته لهم تعيش معه وتؤثر في مواقفه.
منح لقب الكاردينال في 2018 من قبل البابا فرنسيس. والكاردينالية لقب تشريفي لا يزيد من صلاحيات البطريرك على كنيسته، بل تمنحه بعض الامتيازات الفاتيكانية مثل حق المشاركة في انتخاب البابا. وخضوع البطريرك للسلطة البابوية تحدد من صلاحياته وسلطته على الاساقفة الكلدان في دول الاغتراب، وبخاصة حيث يوجد اساقفة للكنيسة الوطنية الكاثوليكية في تلك الدولة اللذين تسمو صلاحياتهم وتسري على كل الكنائس الكاثوليكية الوافدة الى تلك الدولة. وبالاضافة الى بطريركيته فهو عضو في مجلس الاقتصاد الفاتيكاني.
اكاديميا، البطريرك ساكو يحمل شهادات عليا من روما وجامعة السوربون في باريس.
كما نشر مقالات ومؤلفات كثيرة في العديد من المواضيع التي تتعلق بالمسيحية والكنيسة.
المعروف عن البطريرك ساكو حبه للسلطة والتفرد بها ليس في ادارة الشان البطريركي فحسب، بل وفي التعامل مع الكنائس الاخرى، بالاضافة الى الشغف بالسلطة السياسية.
فكنسيا، لا يتعامل البطريرك ساكو مع الاساقفة الكلدان على انهم شركاء له في ادارة الشان الكنسي، فرغم ازمة المرسوم الجمهوري والتصعيد الذي قام به البطريرك الى درجة التهديد باللجوء الى المحاكم الدولية والتهديد بها، ورغم التهويل بان سحب المرسوم يوازي ارهاب داعش، الا ان البطريرك لم يجد ان الموضوع يتطلب عقد سينودس للكنيسة الكلدانية لمناقشة الموضوع وطريقة التعامل معه. فالبطريرك يريد مواقف داعمة وبالمطلق من كل اسقف دون مناقشة الموضوع بهدوء وبكل الابعاد في اجتماع للسينودس.
وكنسيا ايضا، البطريرك ساكو لا يجد قيمة او سبب يدعوه للعمل المشترك مع بقية الكنائس العراقية التي يصر على استصغارها، وفي العديد من الاحيان الاساءة اليها، دون مراعاة للكرامات الكنسية، فالكرامة الكنسية لا تزيد او تنقص بعدد الاساقفة والمؤمنين. الكرامة الكنسية هي ذاتها لكل الكنائس، فكم بالاحرى الكنائس الرسولية الكاثوليكية والارثوذكسية والشرقية. فالبطريرك ساكو قرر الانسحاب من مجلس رؤساء الطوائف (الاطار الكنسي المسكوني الوحيد في العراق) بحجة ان الكنيسة الكلدانية لا يمكن وضعها على قدم المساواة مع البقية، ودعا الى تشكيل مجلس كنائس العراق برئاسة دائمية للبطريرك الكلداني وهو ما رفضته كل الكنائس.
بالاضافة الى تفرده في التصريح والمواقف والنشاط فيما يخص الشان المسيحي، وعندما انتقده الكثيرون على تفرده صرح في موقف صريح لتشتيت الموقف والجهد المسيحي حيث قال: ليفعل الاخرون وينشطوا ايضا فانا لم امنعهم من ذلك.
سياسيا، وهو المحور الاساس في الصراع بين البطريرك وبابليون، فالبطريرك ساكو مستمر في محاولات امتلاك دور سياسي التي بدأت مع القس ساكو في الموصل بعد 2003 ونمت مع الاسقف ساكو في كركوك وصولا الى البطريرك الكاردينال ساكو في بغداد.
فالقس ساكو كان رجل الدين المسيحي الوحيد الذي انخرط في تشكيلات الدولة العراقية بعد 2003 حيث كان عضوا في مجلس محافظة نينوى. ومع ترقيته الى الدرجة الاسقفية، اسقفا على كركوك، ارتقى بطموحاته ودوره ليكون مرجعا يحدد مرشحي المسيحيين في مجلس قضاء كركوك مما ادخله في صراعات سياسية مع الاحزاب السياسية المسيحية كما هو شانه اليوم في الصراع مع بابليون مع اختلاف ظروف ومستوى وادوات الصراع. وكما في كل صراع كان له تحالفاته في كركوك بالامس، ومع بابليون اليوم، مثلما اليوم ايضا في بغداد واربيل.
ومع بطريركيته التي جعلته مرجعية مسيحية مهمة في العراق فقد رفع سقف طموحاته السياسية مقدما نفسه الممر الالزامي لكل تعيين او منصب مسيحي في تشكيلات الدولة العراقية من مدراء عامون وصولا الى الوزارة.
وعلى التوازي من ذلك سعى لوضع اليد تدريجيا على التمثيل المسيحي البرلماني من خلال دعمه تكتيكيا ومرحليا الحركة الديمقراطية الاشورية ولاحقا الانقلاب عليها، بعد تشكيله لواجهته وذراعه السياسية، الرابطة الكلدانية، والدخول المباشر كطرف سياسي في الانتخابات عبر بوابة الحزب الديمقراطي الكردستاني الراعي لقائمة تحالف حمورابي برئاسة الوزير انو جوهر، الكادر المتقدم في الحزب الديمقراطي والمستشار والمرشد السياسي للبطريرك حاليا.
وفي العمل السياسي المحترف تصبح الكثير من الادوات مشروعة سياسيا، حتى لو كانت غير مقبولة مجتمعيا، ومن بينها شد عصب القاعدة الجماهيرية. وهذا ما قام به البطريرك ساكو بشد العصب الطائفي الكلداني في وجه اخوتهم من الاشوريين والسريان. تفتيت الشعب وتعميق الصراع والقتال الداخلي ليس مهما عند البطريرك ساكو ما دام يخدم اجندته السياسية وشخصيته النرجسية. واستفاد في ذلك من تطرف بعض الاشوريين ليبني على تطرفهم حقدا على كل الاشوريين، افرادا ونخب ومؤسسات ومرجعيات دون استثناء ودون مراعاة ان اخواننا الاشوريين بالغالبية المطلقة لهم يحترمون اخوتهم الكلدان والسريان.
ويستمر حاليا في شد العصب الطائفي ضد السريان حتى بلغ الامر ان يطلق توصيفات غير لائقة بحق المرجعيات الكنسية السريانية في الفضاء العام بل وعلى منبر الكنيسة حيث يمسهم في شرفهم.
وكذا الامر مع التحالفات التي تكون حاسمة في الصراعات السياسية فالبطريرك لا يتردد في التعبير والممارسة لمواقفه السياسية مع التيار الصدري والديمقراطي الكردستاني في مقابل الاطار التنسيقي.
وكذا الاعلام حيث الاعلام والظهورات السياسية للبطريرك تفوق باضعاف المرات اي سياسي عراقي اخر.
البطريرك ساكو سياسي محترف ويخوض صراع سياسي مهما حاول تغطيته والباسه لبوسات مختلفة.
ومهما كرر القول انه مرجعية مسيحية ووطنية ومن حقه ان يتحدث ويحارب الفساد وعدم العدالة وغيرها..
سيدنا الجليل: لا احد يعترض على قولك في السياسة والوطنية، ولكن الكل يعترض على احترافك السياسة.

ثالثا: السيد ريان كلداني
وهو مسيحي كلداني من اتباع الكنيسة الكلدانية وعائلته من القوش، القصبة الكلدانية المشهورة في سهل نينوى.
ريان هو مؤسس ورئيس كتائب بابليون المليشياوية والتي هي اللواء 50 من الوية الحشد الشعبي الذي رغم شرعنته كقوة عسكرية رسمية من قبل البرلمان العراقي الا انه لا يمكن انكار واقع وحقيقة اداءها المليشياوي ومرجعيتها السياسية خارج اطار القوات المسلحة العراقية ومرجعيتها الدستورية (رئيس الوزراء).
تحولت كتائب بابليون الى حركة سياسية بذات الاسم.
ريان ومعه اياد الاشوري حالتان افرزتهما الاوضاع الامنية في بغداد في سنوات الاستهداف الطائفي والديني حيث كان المسيحيون الهدف الناعم والسهل للتنظيمات الارهابية ولجماعات الجريمة المنظمة. حيث تم رعاية السيدين ريان واياد من قبل القوى السياسية الشيعية لاغراض سياسية ولكن تحت يافطة حماية حياة المسيحيين وممتلكاتهم في بغداد ومنح لهما، او منحوا لانفسهم، لقب الشيخ وهو لقب غير معتمد بين مسيحيي العراق.
تلاشت ظاهرة الشيخ اياد الاشوري حين لم يتلقى الدعم والرعاية من اية جهة اشورية كنسية او سياسية، وانتهت ظاهرته دون اي ازمات داخل البيت الاشوري فالرجل بقي مقبولا ومحترما في مجتمعه وبات حالة عابرة من الماضي. في حين ترسخت ونمت ظاهرة الشيخ ريان كلداني مع رعاية الكنيسة الكلدانية له في حينها بشخص البطريرك دلي والاسقف سرهد جمو الذي كان يخوض صراعا مع الاسقف (حينها) ساكو في بلوغ السدة البطريركية.
ومع تشكيل الحشد الشعبي والحاق بابليون به، ومع الدور الذي لعبه الحشد الشعبي في الحرب مع داعش ازداد دور بابليون وتوسعت عددا وتقوت عتادا ونمت سياسيا مستفيدة في كل ذلك من الحشد الشعبي، وبخاصة كونها من الفصائل الولائية التي تدين بالولاء عبر الحدود الى اية الله خامنئي. وولائيتها تجسدت في العلاقات الشخصية لريان مع قاسم سليماني وابو مهدي المهندس.
بعد تحرير سهل نينوى استلمت بابليون المسؤولية الامنية لقضاء تلكيف ولاحقا قرقوش عندما تم فك ارتباط قوات حماية سهل نينوى التي كانت جزءا من الحشد ولكن بمرجعية سياسية للحركة الديمقراطية الاشورية حيث تم فك ارتباطها السياسي بالحركة وتم وضعها تحت بابليون.
تركيبها الهوياتي، بابليون فصيل مليشياوي تحت قيادة مسيحية بشخص ريان والعائلة (اخوته وصهره) واقاربه لا يتعدون عدد الاصابع، ومقاتلين جميعهم من الشيعة. الا انه بعد ارتباط (قوات سهل نينوى) بهم ازداد عدد المسيحيين في كتائب بابليون ولكنهم يبقون عددا صغيرا بالمقارنة مع الشيعة من مقاتلي بابليون.
سلوكيا، بابليون وبسبب ممارساتها المليشياوية العنفية وفسادها الاداري والمالي واعاقتها عودة العوائل النازحة والتلاعب بعقارات واملاك المسيحيين تم تصنيفها (مع اللواء 30 للشبك في برطلة) كمجموعة ارهابية من قبل الحكومة الامريكية. وسلوكيا ايضا، فانه ورغم عدم وجود ادلة مادية فان قيادة الحركة، ومن بينهم ريان، متهمون بالفساد الاخلاقي. وذلك ليس مستغربا من حالة مليشياوية يقودها اشخاص ليس لهم ماض ومؤهلات تحصنهم وتمنعهم من شهوة ومغريات السلوكيات المنحرفة.
سياسيا، بابليون استفادت من ثغرة القانون الانتخابي بكون العراق دائرة واحدة للكوتا المسيحية، بالاضافة الى السلاح والمال السياسي، فضخت الاصوات الانتخابية من اتباعها واتباع حلفاءها من الفصائل الشيعية لتحصل على اربعة مقاعد من اصل خمسة هي الكوتا المسيحية وهذا يمنحها الحق في تسمية الوزير المسيحي ناهيك عن وضع اليد على المناصب المسيحية، ومن بينها محاولة وضع اليد على ديوان الوقف المسيحي واليزيدي والصابئي في وزارة الاوقاف بعد تقاعد المدير السابق السيد رعد كججي. وهذا المنصب هو احد مواضيع الصراع الحالي بين البطريرك وريان وسناتي عليه في الحلقة القادمة خاصة وان البطريرك لا يشير اليه كثيرا لان اعلام البطريركية يقدم ويحصر الامور بالمرسوم الجمهوري حصرا رغم ان المرسوم لا علاقة له مطلقا بتعيين مدير الوقف.
وهكذا اجهض ريان الطموحات السياسية للبطريرك.
اعلاميا، فان الاداء الاعلامي لبابليون في الصراع مع البطريرك، خاصة في مشهد سحب المرسوم والتصعيد البطريركي، هو اعلام رزين ومحترف بالمقارنة مع اعلام البطريرك. فبابليون متقشفون في الظهور والتصريح الاعلامي عن الموضوع الا ما ندر حيث يردون احيانا على تصريحات البطريرك، وفيما عدا ذلك يمارسون نشاطهم وكأن شيئا ليس موجودا مما هو موجود. وهذا مع سكوت المرجعيات العراقية هو احد اسباب خروج البطريركية عن طورها في اداءها الاعلامي حيث لا تستطيع، وهي المعروفة بنرجسيتها واعتبار ذاتها مركز العالم، ان تتقبل هذا الاهمال.

هذا هو مثلث اللاعبين في الصراع السياسي والسلطوي الحالي، وكما هو واضح فان طرفي الصراع هما البطريرك وريان في صراعهم على السلطة والنفوذ التي يتحمل عواقبها مسيحيو العراق.
في الحلقة القادمة سنباشر توضيح مواضيع الصراع مبتدئين بموضوع ديوان الوقف وربما موضوع املاك المسيحيين، على ان نغطي المواضيع الاخرى في حلقات لاحقة.
الى اللقاء قريبا.



منشور على موقع صوت العراق:
https://www.sotaliraq.com/2023/08/29/%d8%b3%d8%a7%d9%83%d9%88-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%b7%d9%8a%d9%81-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%a7/


15
هل صحيح ان الرئاسة رفضت تظلم البطريرك

شخصيا لا اثق كثيرا بمنشورات موقع كلدايامي لانه واضح ان منشوراته هي من موقع الحاقد على البطريركية الكلدانية وابينا غبطة البطريرك ساكو.
لذلك اتساءل مشككا هل ان الكتاب ادناه المنسب الى الرئاسة هو صحيح ام مفبرك؟
ملاحظة:
نشرت المنشور هنا رغم انه ليس مقالا لاني ابحث عن اجابة ربما اجدها في التعقيبات.
لان النشر في زاوية اخبار شعبنا لا يمنح خاصية التعقيب.
مع الشكر

16
السيدات والسادة كتاب ومتابعي المنبر الحر:
يبدو ان الموضوع المنقول تم الغاءه سهوا.. اعيد مشاركته لاغناء نقاش الموضوع ولما هو لصالح كنيستنا المقدسة وابينا البطريرك الجليل.

زميلكم منير خوشابا

أخيرا.. هل بدأ البطريرك ساكو بالتعامل السليم
المحامي وديع شابا

إقتباس:
“الكاردينال ساكو يستقبل المحاميين جمعة العيساوي وحمد عبدالله الدليمي من فريق متابعي قضية سحب المرسوم الجمهوري.
استقبل غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو مساء الخميس 17 اب 2023 في الدير الكهنوتي في عينكاوا/ اربيل الاستاذ المحامي جمعة العيساوي والاستاذ المحامي حمد عبد الله الدليمي من اجل تشكيل فريق من المحامين المتطوعين لمتابعة قضية قيام رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف رشيد بإلغاء المرسوم الجمهوري (147)، الذي إعترف بنيافة الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريركاً على الكنيسة الكلدانية. هذا الفعل مخالف للدستور والقانون.
حضر اللقاء سيادة المطران حبيب هرمز، رئيس اساقفة البصرة والاب افرام كليانا مدير المعهد الكهنوتي.” انتهى الاقتباس
هذا الخبر ومعه صورة اللقاء نشرتهم البطريركية الكلدانية على صدر صفحتها يوم امس الخميس 17 آب.
شخصيا اجدها بداية، ولو متاخرة جدا، لتصحيح اداء البطريركية في التعامل مع الامور.
لماذا متاخرة؟
لان مرسوم سحب المرسوم صدر بتاريخ 20 حزيران ونشر بتاريخ 3 تموز ولكن بالامس فقط 17 آب بدا تشكيل فريق من المحامين الاختصاصيين للتعامل القضائي والقانوني مع الموضوع بحسب السياقات الواجب اعتمادها في معالجة القضايا.
وبين نشره والامس 46 يوما بالتمام والكمال.
فخلال 46 يوما بالتمام والكمال كانت، وما زالت، البطريركية تتعامل بالصياح والصراخ في فضاء السوشيال ميديا.
وخلال 46 يوما بالتمام والكمال كانت البطريركية، وما زالت، تكيل التهم وتوجه الاساءات واحدة تلو الاخرى ضد رئاسة الجمهورية: داعش، فاقد الاهلية، ضعيف، وغيرها.
وخلال 46 يوما بالتمام والكمال بقيت البطريركية، وما زالت، تهدد الدولة العراقية بالقضاء الدولي والبريطاني وتشتكي عند الرئيس المصري على رئيس العراق.
وخلال 46 يوما بالتمام والكمال بقيت البطريركية، وما زالت، تأمر الرئيس بصيغة واحدة للحل وهي سحب مرسوم السحب، وفي احدى المحطات قبلت باصدار مرسوم بديل او امر من مجلس الوزراء. ولم يفتها ان تعتبرهم تلاميذ في الصف الاول الابتدائي عندما طلبت من الرئيس فقط ملء فراغ العدد والتاريخ في نص كتبه البطريرك ليوقعه الرئيس.
وخلال 46 يوما بالتمام والكمال لم تفكر البطريركية بهدوء وحكمة في التعامل بموضوعية مع الموضوع وبالسياقات المتاحة: التراضي او المقاضاة.
فمن المعروف ان اي خلاف واختلاف وصراع يجد طريقه الى الحل باحدى طريقتين:
فاما بالتراضي بين الطرفين من خلال التواصل والتوافق المباشر او عبر اطراف ثالثة. وهذا لم يحصل.
فالرئيس، مدفوعا ربما بطبيعته الشخصية او بتاثيرات اخرى قد تكون سياسية، اصدر مرسومه دون التواصل مع البطريركية لوضعها في الصورة. والبطريرك مدفوعا بنرجسيته وعناده قام بردود افعال تصعيدية مهينة لمقامه ومقام الرئاسة ومسيئة للدولة العراقية على مبدأ: لياتي من بعدي الطوفان.
او بالتقاضي امام القانون، وهذا لم تفعله البطريركية الى الأمس (بدء تشكيل فريق من المحامين) بل على العكس، فبخلاف المعهود والحكيم في التقاضي ان من يلتجئ للقضاء يتفادى اطلاق التصريحات الاعلامية واعلان المواقف التي يمكن استغلالها ضده اعلاميا وقانونيا، بل يقوم بجمع الادلة والوثائق وغيرها بعيدا عن الضجيج الاعلامي ويقدمها في ملف القضية التي يرفعها.
(ملاحظة: لا يحق لاحد ان ياتي ويدعي ان البطريركية بدات مسارا قانونيا منذ الايام الاولى. فاولا لو كانت كذلك لما نشرت الامس الخبر اعلاه وفيه: من اجل تشكيل فريق من المحامين لمتابعة قضية الغاء المرسوم. وثانيا لو كانت فعلت ما كانت تبقى تصدر الاعلان تلو الاعلان، الموقف تلو الموقف، الاهانة تلو الاهانة ضد رئيس الجمهورية بل كانت تكتفي بالقول انها احتكمت للقضاء.)
ماذا يعني منطق اللامنطق الذي سلكته البطريركية؟
اول ما يعنيه وبوضوح هو انه ليس هناك مؤسسة بطريركية. وليس هناك عمل مشترك (تشاوري او تنفيذي) بين البطريرك والاساقفة والعلمانيين الاختصاصيين.
ويعني ايضا ان البطريرك اختزل الكنيسة بشخصه حصرا وانه هو وحده، الواحد الأحد، الذي يقرر ويكتب وينشر ويعلن.
وهذا يؤكد ايضا الشخصية النرجسية للبطريرك ومبالغته في نرجسيته حتى لو سببت الاذى للكنيسة والشعب.
وهذا يؤكد عدم وعي البطريرك للمسؤولية تجاه المسيحيين بحيث لا يهمه التصعيد وزرع الرعب بينهم بسبب مواقفه الاعلامية والسياسية. بل هو يتعمد نشر الرعب عندما يهول في القول بان سحب المرسوم سيؤدي الى هجرة المسيحيين وان سحب المرسوم هو عمل مساو لاعمال داعش.
وهذا يؤكد افتقاره للوعي والادراك بالوضع السياسي العراقي، رغم انه رجل سياسة بقدر ما هو رجل كنيسة، حين جعل نفسه مادة للبازار السياسي والصراع بين القوى السياسية العراقية. مثلما وجه قضيته، من حيث لا يدري، الى التخندق السني في مواجهة الخندق الشيعي. تذكروا معي مضمون رسالة التضامن من هيئة علماء المسلمين في العراق (هيئة سنية اصولية متطرفة).
وارجع بالذاكرة هنا، متمنيا على اهلي الكلدان ايضا، ان يتذكروا معي مقالي الاول الذي نشرته (ماذا كان سيكون لو ..) وفيه التساؤل:
ماذا كان سيكون لو ان البطريركية كانت اصدرت تصريحا من قبيل:
(تفاجئنا بنشر جريدة الوقائع العراقية بعددها المرقم 4727 في 3 تموز 2023 مرسوما جمهوريا لفخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبداللطيف رشيد يسحب فيه المرسوم الجمهوري المرقم 147 لسنة 2013 والذي كان قد اصدره حينها فخامة الرئيس الراحل جلال طالباني.
ان البطريركية الكلدانية ومن موقعها كمرجعية من المرجعيات الدينية المسيحية العراقية المهمة، واستمرارا لدورها التاريخي في الحرص على الوحدة الوطنية حيث بادرت وقدمت الكثير في هذا المجال وبخاصة في الاوضاع التي مر بها وطننا وشعبنا العراقي العزيز تؤكد التزامها بذات الدور وستتواصل مع رئاسة الجمهورية و فخامة الرئيس المشهود له تشاركه في هذا الحرص لمتابعة ومعالجة الموضوع وبما يحفظ الكرامات والمقامات ويخدم الصالح العام. والرب يبارك.)
لنمتلك الجرأة والشفافية والشعور بالمسؤولية ونقولها بصراحة ان ابينا الجليل البطريرك الكاردينال لويس ساكو يفتقر الى الحكمة في التعامل مع الازمات وادارة الصراع.
وان أبينا الجليل اساء الى الكنيسة والمسيحية بقدر ما تسيء اليها بابليون وريان.
وان ابينا الجليل باداءه المتخبط المدفوع بنرجسيته قدم لريان ما لم يكن يحلم به من مادة واسلحة للصراع.
والآن..
نتمنى ان يكون تشكيل اللجنة واطلاق المسار القضائي للتعامل مع الموضوع خطوة حقيقية وليست للتوظيف الاعلامي والسياسي.
وان ينصح اعضاءها البطريرك بالتوقف عن التصعيد والتهديد والتسقيط والتزام خطاب هادئ وحكيم وسليم بانه يثق بالقضاء العراقي لقول كلمته واعادة الحق لكل صاحب حق.
واتمنى ان يلتزم نصيحة الفريق القانوني بعد ان لم يسعى الى سماع فريقه الاسقفي.
ننتظر لنرى

(مرة اخرى اضطراري للتعليق على الخبر والخطوة اخر نشر مقالي التعريفي باطراف الصراع: ساكو، ريان، عبداللطيف ومواضيع الصراع: ديوان الوقف، الاوقاف والاملاك، المرسوم)
قريبا نلتقي


منشور على موقع صوت العراق:
https://www.sotaliraq.com/2023/08/19/%d8%a3%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a7-%d9%87%d9%84-%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%b3%d8%a7%d9%83%d9%88-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84/


17
وجه المحامي وديع شابا رسالة مفتوحة الى غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو نشر نصها على موقع (صوت العراق)، جاء فيها:

رسالة مفتوحة وصريحة الى ابينا البطريرك ساكو
بعيدا عن القول المنافق وقريبا من الكلام الصادق
بعيدا عن السمع المريح وقريبا من القول الصريح
بعيدا عن ردود الافعال وقريبا من الافعال
بعيدا عن الشعبوية قريبا من الموضوعية
بعيدا عن النرجسية وقريبا من المؤسساتية
بعيدا عن العبثية وقريبا من المسؤولية
بعيدا عن الضجيج والصياح وقريبا من الهدوء والانشراح
اقول:
لا بد من احد يقولها، وإني قائلها لليوم وللتاريخ.
نعم لا بد من احد يقول جهارا ما يهمس به الجميع في مجالسهم وخلواتهم ليلا ونهارا.
نعم لا بد من احد يفكر خارج الصندوق الذي يحاول احدهم حصرنا فيه.
لكي لا ياتي زمن يقال فيه الم يكن هناك صوت للعقل والحكمة، وللصدق والمسؤولية، وللصراحة والشفافية.
نعم اقولها وبكل صراحة وحرص ومحبة ومسؤولية لغبطة ابينا الجليل وبطريرك كنيستنا الكلدانية الكاردينال لويس ساكو الكلي الطوبى والجزيل الاحترام السامي المقام:
نحن رعاياك ولكننا لسنا رهائنك
انت بطريركنا ولكنك لست سجاننا
نحن نحترم توصياتك ولكننا لسنا حطب نيران حروبك
كفى نرجسية وكفى عبثية
توقف وراجع اداءك وفكر في نتائج تصريحاتك وافعالك
ففي عهدك ولاول مرة في تاريخ المسيحية في العراق تهان رموزها في شوارع بغداد.
وفي عهدك ولاول مرة ينصدم العراقيون يرؤية الاكليروس والراهبات بزيهن النقي وهم في شوارع بغداد في تظاهرة بغايات سياسية.
وفي عهدك ولاول مرة في تاريخ كنيستنا يدخل البطريرك طواعية في مستنقع السياسة وبازارها وصراعاتها.
وفي عهدك ولاول مرة يصبح البطريرك اداة في صراعات سياسية كما وضعت نفسك الان في الصراع بين اربيل وبغداد و بين الصدر وخصومه.
وفي عهدك ولاول مرة لم تعد تعير الدولة العراقية بكل مؤسساتها اية اهمية لبكاءك وصرخاتك وتوسلاتك.
وفي عهدك ولاول مرة تضع الكنيسة في مواجهة الدولة، نعم كل الدولة وليس شخص او مؤسسة واحدة، وتهدد باستقدام التدخل الدولي السياسي والقضاءي.
وفي عهدك ولاول مرة ينحدر مستوى الاداء الاعلامي واللغوي للبطريكية الكلدانية الى مستوى المقاهي فنسمع ىمنه كلمات: “زعطوط” و”عجي” و”مطعطع” و”خان جغان” و”مخربط” الخ..
وفي عهدك ولاول مرة تنتقل كنيستنا الكلدانية من موقع الاخ الاكبر والشريك مع بقية الكنائس الى كنيسة تحارب وتقاتل بقية الكنائس حتى بلغ الامر ببطريركنا ان يتفوه بكلمات لا يليق برجل دين قولها ضد بقية الكناتئس في الفضاء العام بل وعلى منبر الكنيسة ويتهمهم في شرفهم.
وفي عهدك ولاول مرة يعلن اخوانك بطاركة الكنائس العراقية بالقول الصريح او الضمني رفضهم لاداءك وطريقة تعاملك مع الامور.
لا نخدع انفسنا بالبيانات والمواقف والمقالات “الداعمة” من هنا او هناك فكلها لا تستطيع ان تعالج الاذى الذي خلقه تصرف او تصريح واحد من التصريحات والمواقف العبثية والمهينة التي تطلقها ضد الدولة ومؤسساتها ومقاماتها حين تقول:
رئيس الجمهورية فاقد للاهلية!! رئيس الجمهورية هو مثل داعش!!!
او استهزائك بمقام الرئاسة عندما تكتب وتنشر نص مرسوم جمهوري وتطلب من رئيس الجمهورية ملء الفراغات فيه: الرقم والتاريخ.
او تهديداتك: اذا لم يعاد المرسوم سانقل الموضوع الى القضاء الدولي!! راعي كنيستنا الكلدانية في بريطانيا سيقيم دعوى قضائية ضد رئيس الجمهورية!! راعي كنيستنا في القاهرة يشتكي عند الرئيس المصري ضد الرئيس العراقي!!
لا نخدع انفسنا ونكون ضحية جهلنا ونصدق انفسنا ان هناك في القضية ما يمكن جعلها قضية للقضاء الدولي.. فالمحاكم الوطنية لاية دولة لا تنظر في قضايا دول اخرى.. والمحاكم الدولية لها اختصاصاتها، وطلب النظر في موضوع المرسوم ليس ضمن اختصاصاتها مطلقا. فعن اي قضاء دولي تتحدثون؟ ومن هو الجاهل الذي اوحى لكم بهذه الامكانية؟ أم تراها كغيرها من الامور من وحي اجتهادك الشخصي حيث لا استشارات او مداولات مع الاساقفة والخبراء؟
صحيح ان الشعور بالمظلومية يجعل المسيحي يتعاضد مع المسيحي بغض النظر عن تفاصيل القضية، فكيف اذن اذا كان بطريركا. ولكن تاثير ذلك لا يغير من العمل المؤسساتي شيئا.
لا نخدع انفسنا بتصريحات وصراخات شعبوية من قبيل: لا نقبل بحل وسط أبدا. أنا باق في اربيل الى ما بعد نهاية فترة رئاسة الرئيس.
ولا نخدع انفسنا بجيوش المطبلين والمزمرين: بالروح بالدم.. سيروا الى الامام ونحن من وراءكم. الله اكبر وليخسأ الخاسئون.
فالعراق له تجارب مريرة من هكذا “بطولات” يجب ان نتعض منها.
صحيح ان رئيس الجمهورية سحب مرسوما جمهوريا بطريقة فيها نوع من الكيدية والتي لا يمكن فصلها عن مواقفك وحروبك السياسية المخفية تحت المعلن من حماية اوقاف الكنيسة.
ولكن كان يمكن للحكمة، لو توافرت، ان توظف الموضوع للتحرر من الذمية الموروثة من 14 قرن. بعكس ذلك فان الافتقار للحكمة والخضوع للشخصنة والنرجسية جعلت البطريركية بالتسول والتوسل لابقاء الذمية. بالاضفة الى وسائل ومستويات التصعيد الذي قمت وتقوم به دون مراعاة نتائج ذلك على الكنيسة والشعب.
انت دائما تقول بالحرص على الشعب وطمانته على وجوده، وانت دائما تدعو للتشبث بالوطن، ولكنك نشرت الرعب وتقوم بتحويل الشعب الى حطب في نار معركة سياسية تخوضها وحشرت نفسك فيها ضد رئيس الجمهورية بمبدأ: يا قاتل يا مقتول.
كان ممكنا، لوامتلكت الحكمة، استيعاب الموضوع وتحويله الى عامل قوة يرفع مكانة الكنيسة وهيبتها واحترامها وليس العكس كما صار الحال. لقد تصرفت برد فعل مدفوع بالنرجسية والشخصنة وليس بحكمة ومسؤولية.
لذلك نتسائل:
بعد ان تتوقف جعجعة السلاح ويخفق هدير المعركة ويزول غبارها (وهو بدأ بالانحسار مع تراجع الاهتمام بالموضوع من جهة، ووجود مؤشرات حلول من اطراف تمتلك الحكمة من جهة اخرى ) وبعد ان نقوم نحن الكلدان، كنيسة وشعبا، بجردة حساب لخسائر هذه الحرب سنسأل:
هل كان لا بد من هذه الخسائر؟ من وماذا هو سببها؟ هل يمكن ترميمها؟
ولاجله نقول بالعراقي الجلفي: فك ياخة.. مو بزعنا..
ونضيف:
آن الاوان لتنسحب من المشهد وتمنح الفرصة للكنيسة لترميم الدمار الذي الحقته بها سواء في علاقاتها وتنظيمها الداخلي ككنيسة كلدانية او تعاملها مع الكنائس الشقيقة او تعاملها ومكانتها مع الدولة العراقية.

المحامي وديع شابا

في مقال قادم سنشرح تفاصيل الموضوع حيث فيه ثلاثة اطراف: البطريركية، بابليون، رئاسة الجمهورية
واكثر من قضية: المرسوم الجمهوري، رئاسة ديوان الوقف، اوقاف الكنيسة
حيث يجري خلطها جميعا وتوظيفها اعلاميا وتضليل القراء عن طرق هذا الخلط
الى اللقاء

الرابط الى المقال على موقع (صوت العراق):
https://www.sotaliraq.com/2023/08/13/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%88%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1/


18
قليلا من الحكمة في النشر يا سيدنا البطريرك

ادناه مقتطف من مقال بعنوان: "أزمة البطريرك ساكو وريان الكلداني" بقلم صباح إبراهيم نشره وسوق له موقع البطريركية الكلدانية:
"وفي زمن الفساد والرشوة الذي يعم العراق الحديث، طمع أحد غلمان الفصائل الميليشياوية المسلحة المنضوية تحت ستار الحشد الشعبي والمدعو ريان سالم صادق المُكنّى (ريان الكلداني) والمعيَّن من قبل الإرهابي الإيراني قاسم سليماني زعيم ميليشيا بابليون بعد ان أعلن الولاء والخنوع للحرس الثوري الفارسي مؤيداً من قبل بعض قادة الفصائل الميليشياوية الشيعية في العراق والتابعة ولائيا الى حكومة الفرس في ايران."
وهذا غيث من فيض التوظيف السياسي لخلاف ابينا البطريرك مع رئاسة الجمهورية في هذا المقال وغيره.
وهناك العديد من هكذا مواقف سياسية للكتاب الذين يوظفون الازمة سلاحا في حربهم السياسية او العقائدية مع الدولة العراقية.
كيف يسمح البطريرك بهكذا استغلال ويروج له على صفحة البطريركية لمجرد ان كاتبها يدعمه وبالتاكيد ليس حبا به بل استغلالا له.
سؤال يكشف افتقار اعلام البطريركية للحكمة وانها قررت اشباع النرجسية على حساب المسؤولية.
نكرر:
أبينا البطريرك ليس بحاجة للدعم والاسناد بل للنصح والارشاد.
اتمنى على كتابنا في هذا الموقع ان يكونوا جزءا في هذا النصح فدعم ابينا البطريرك يتطلب منا جميعا تقديم النصح له، خاصة وهو يعيش تحت الضغط ويتصرف بردود افعال متشنجة.


منير خوشابا

الرابط الى المقال:
https://chaldeanpatriarchate.com/2023/07/30/%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%b3%d8%a7%d9%83%d9%88-%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a/

19
الجزء الاول للمقال:
خلاف ساكو -ريان سيعالج.. ولكن  ماذا عن الاسباب والنتائج
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1046227.msg7795277.html#msg7795277

20
خلاف ساكو -ريان: الاسباب والنتائج

"الحقيقة لا بد لأحد أن يقولها..
وإني لقائلها لليوم وللتاريخ"
المحامي وديع شابا

في الجزء السابق من المقال والذي كان بعنوان: "خلاف ساكو -ريان سيعالج.. ولكن  ماذا عن الاسباب والنتائج" قدمنا عرضا تحليليا للاسباب التي تقود الى معالجة الخلاف كما كل الخلافات السياسية التي لا بد ان تنتهي بحل يكون وسطا في بعض الاحيان او لصالح احد الطرفين في احوال اخرى وبحسب ميزان القوة لكل من طرفي الخلاف او لحلفاءه.
بعد يومين من نشر المقال بدات ملامح الحل، او على الاقل الاستعداد للحل، تظهر لدى الطرف الذي رفع سقف مطالبه واغلق كل ابواب الحلول الا الباب الذي يريده هو، وهذا الطرف هو البطريرك الكاردينال ساكو الذي اصر على رفع سقف مطالبه ولوي ذراع رئاسة الجمهورية وكسر كرامة مقام الرئاسة الاولى في البلاد ليعود ويبدأ بالتراجع الذي سيكون تدريجيا بعد ان ادرك، وكما اوضحناها بالتفصيل، ان مختلف المرجعيات الحكومية والسياسية والدينية في العراق لا تعطي اذنا او اهتماما بصيحاته وتهديداته باستقدام الدعم والتدخل الخارجي.
لقد ادرك البطريرك ان قضيته تراجعت دائرة الاهتمام بها حتى بين الاوساط التي لن يقدم او يؤخر موقفها شيئا وباتت قضية مملة بشكل مقالات واخبار على موقع البطريركية بدات هي الاخرى بالتراجع من حيث وزن ومستوى مرسلوها وكتابها، ولتخرج القضية تدريجيا من دائرة الضوء والاهتمام والمتابعة الا لدى بعض الفضوليين من امثالي حيث اتابع واعلق حرصا مني على موقع كنيستي وبطريركيتي الكلدانية والذي كان بهيبته ورزانة الجالسين على سدته موضع احترام الجميع من المرجعيات الحكومية والمجتمعية وليفتقر الان، بسبب الاداء الكارثي للبطريرك الحالي، الى الاحترام الواجب.
اني اشعر بالالم والحزن على حال كنيستي الكلدانية التي كانت فخر العراق.

بدايات الحلول..
بدأ البطريرك ساكو خطوته الاولى نحو التماس الحل عندما قبل من حيث المبدأ استصدار مرسوم جمهوري "جديد" والاهم في خطوته انه قبل بعدم الحاجة بالمرسوم الجمهوري والاستعاضة عنه بامر ديواني من مجلس الوزراء في اقتراح يريد به تحقيق امرين، اولهما الخروج من الزاوية الضيقة التي حشر فيها نفسه بالاصرار على الغاء المرسوم الاخير واصدار آخر، وثانيها استدعاء رئاسة الوزراء الى مشهد الحل بما يجعل السوداني وحكمته طوق النجاة للبطريرك.
الا ان النرجسية التي تطبع شخصية البطريرك والتي يبالغ فيها في كل التصريحات والمواقف حتى بات يصور نفسه انه المصيب والحكيم الاوحد وانه مركز العالم انعكست في خطوته لطلب الحلول عندما اصر ان يطرح طريق الحل في رسالة استهلها بمقدمة طويلة من الاساءات الى الرئاسة العراقية واتهامها بالضعف والتبعية والخضوع لارادة اربعة نواب يشكلون كتلة بابليون.
ولتصل النرجسية مداها الاقصى في توجيه اهانة ما بعدها اهانة الى مقام الرئاسة عندما اقترح نصا لمرسوم جمهوري، وليس مضمونا للمرسوم فقط، وترك فيه فراغات رقم المرسوم وتاريخه ليملئها رئيس الجمهورية ويوقعها ويصدر المرسوم.
وكأن بالبطريرك ساكو يقول لرئيس الجمهورية كما يقول المعلمون الى الاطفال في المدرسة: املأ الفراغات التالية.
يقول الشاعر أنس شوشان: يا ويلي ما هذا القرف.
في جميع الاحوال فان البطريرك ساكو بدأ بالتراجع التدريجي، ونتمنى ان يستعجل التراجع ويحفظ ما تبقى للبطريركية من هيبة.

ماذا عن الاسباب؟
نكون مخطئين ان الموضوع القائم هو مجرد قضية التولية على املاك واوقاف الكنيسة الكلدانية.
فتلك محلولة من حيث ان المراسيم الجمهورية ليست الطريقة الوحيدة للتولية على الاوقاف. فليس لجميع رؤساء الكنائس في العراق مراسيم جمهورية ولكن جميعهم دون استثناء، حتى من ليس له مرسوم جمهوري، هو متول على اوقاف كنيسته.
موقع البطريركية الكلدانية هو من نشر تولية صدرت من قاضي محمكة المواد الشخصية في الكرادة للسيد ستيفن نائل دانيال وهو علماني، متوليا على اوقاف الطائفة الانجيلية البروتستانتية الاثورية بناء على طلب تقدمت به الكنيسة لتوليته على اوقافها. وبين تقديم الطلب واصدار حجة التولية لم تمض اربعة اسابيع بالسياقات العادية، وبالتاكيد سيكون اسرع في حالة حجة التولية للبطريرك ساكو.
كما ان التهويل بان المليشيات تريد الاستحواذ على ممتلكات الكنيسة والتصرف بها، هو ايضا مبالغ فيه من حيث ان سندات ملكية املاك الكنائس هي باسم الكنيسة ولا يمكن التصرف بها دون موافقتها بشخص المتولي على اوقافها الذي تختاره وتحدده الكنيسة وفق قوانينها واتفاق سينودسها كما حصل الحال مع الكنيسة الاشورية الشقيقفة حيث ليس لبطريركها غبطة مار اوا مرسوم جمهوري ولكن له حجة تولية صدرت بناء على طلب من الكنيسة.
إذن ما هي الاسباب او بعضها؟
السبب الاول، وهو من أهم الاسباب، يتمثل في الطموح السياسي للبطريرك ساكو وسعيه للهيمنة على الشان السياسي المسيحي التي تطلبت منه في مراحل سابقة اضعاف واستصغار الاحزاب المسيحية الفاعلة حينها، وتتطلب اليوم ازاحة بابليون واعتماد البطريرك ساكو مرجعية سياسية بالمباشر او من خلال ذراع البطريركية السياسي، الرابطة الكلدانية.
هناك فارق كبير بين القول في الشأن السياسي وبين دخول العمل السياسي واحترافه.
والخيط الفاصل بينهما ليس رفيعا غير مرئيا بل خيط واضح وجلي ومرئي الا لمن لا يريد رؤيته.
ليس من شخص او مؤسسة او حزب تحفظ او رفض ان تقول المرجعيات الدينية قولها في الشان العام، بل هي مدعوة لذلك من موقعها الاخلاقي والمجتمعي الحريص والمسؤول. وهذا ينطبق على البطريرك ساكو الذي كانت مواقفه في الشان العام والمواطنة والعدالة وسلطة القانون وحقوق المسيحيين وغيرها موضع ترحيب من الجميع، ومن بين الجميع الاحزاب السياسية.
ولكن الجميع يرفض ان تتدخل المرجعيات الدينية في تفاصيل الشان السياسي كتسمية مرشحي القوائم الانتخابية او الانحياز الى اي منها او ترشيح الوزراء او المناصب التنفيذية والادارية والدبلوماسية وغيرها مما هو من حقوق وواجبات التشكيلات السياسية والحكومية.
وهذا ينطبق على البطريرك ساكو الذي اثبت انه، ومنذ كهنوته في الموصل واسقفيته في كركوك وحاليا بطريركيته في بغداد، انه يسعى ان يكون شريكا، وفي العديد من الاحيان بديلا، لهذه التشكيلات السياسية مما وضعه في صدام معها جميعا وبحسب الموضوع والاطراف السياسية المعنية. فحتى الحركة الديمقراطية الاشورية التي ايدها عندما كان تركيزه على اضعاف منافسيها صوب عليها سهامه لاحقا عندما دخل كما نقول بالعراقي: عيني عينك الحلبة السياسية ورشح مرشحوه الى البرلمان العراقي حين كان طرفا مشاركا في تشكيل قائمة حمورابي، مما استدعى الحركة الى اصدار تصريح سياسي ضده. وفي هذا السياق ياتي صراعه مع بابليون التي ولاسباب معروفة تهيمن على المشهد السياسي المسيحي، مما يتطلب ازاحتها او تحجيمها لفتح الباب امام البطريرك لتحقيق طموحاته السياسية.
اتابع كتابات كلدانية واتفهمها انها من مبدا نصرة البطريرك والكنيسة مقابل ريان وبابليون، فيقارنوا بين الكاردينالين ساكو والراعي، او بينه وبين اية الله السيستاني من حيث انه كما الراعي والسيستاني يتحدث في الشان العام والشان السياسي وينتقد ويصرخ، فان ساكو يفعل مثلهم أيضا.
كانت ستكون الكتابات والمقاربة صحيحة تماما لو ان البطريرك ساكو كان اكتفى بالتحدث والقول والنقد والارشاد والصراخ عن الظلم والفساد والعدالة ودولة المؤسسات وغيرها كما يفعل الراعي والسيستاني وغيرهما من المرجعيات.
ولكنه، وبعكسهم، يتدخل في التفاصيل السياسية وهو ما لا ولم ولن يفعله الراعي والسيستاني.
ليستمع البطريرك ساكو وكتابنا الكلدان الى البطريرك الراعي في هذا المؤتمر الصحفي بعد لقاءه مع الرئيس اللبناني وكيف انه يرفض وبالمطلق ان يقوم بتسمية وزيرين مسيحيين حتى لو كان ذلك مدخلا لحل ازمة سياسية مستعصية حينها في لبنان.
استمعوا تحديدا الى ما بعد الدقيقة السادسة:
https://www.youtube.com/watch?v=VbDmMaGbZyM
فكيف تجوز المقاربة بينه وبين الكاردينال الراعي او اية الله السيستاني.
فهل سيتوقف عن الفعل السياسي، وليس القول السياسي، بعد حل الخلاف والعودة الى بغداد؟

الاعلام البطريركي ولغة التخاطب:
يكاد يكون الاعلام في عالم اليوم واحدا من اهم مسببات الصراعات والازمات والحروب مثلما هو احد اسلحتها بعد اندلاعها. الاعلام المعاصر بات لا يكتفي بنقل الخبر بل يصنع الخبر. ودور الاعلام في الصراع الحالي لا يختلف عن دوره في كل الصراعات.
العم غوغل يسعف ذاكرتنا اذا كانت مصابة بالزهايمر، فارشيف غوغل واليوتيوب يوثق الظهورات الاعلامية للبطريرك ساكو ليس في مناسبات وانشطة وزيارات كنسية بطريركية فحسب، بل في حوارات ودردشات وتصريحات سياسية فاقت في ساعاتها ساعات الظهور الاعلامي للسياسيين العراقيين والمسيحيين.
واذا كانت ظهوراته الاعلامية تلبي حاجة شخصيته النرجسية وتزيدها نرجسية، وهي الشخصية التي يبحث عنها الكثير من الاعلاميين لكسب الاضواء والمشاهدين لبرامجهم لسهولة استنطاقها لتصريحات تخلق الجدل والقيل والقال، فانها في مقابل ذلك جعلته مادة للتصويب عليها وانتقاد ما يورده فيها من مواقف سياسية ضد هذا او ذاك وبخاصة مع استخدامه للغة لا تليق بالشكل والمضمون بمكانته البطريركية من جهة وبالفضاء الاعلامي من جهة اخرى والذي هو حقل الغام لا بد من الحنكة والدراية واللباقة والدبلوماسية للعبور من خلاله وهذه صفات غابت جميعها عن الظهورات الاعلامية للبطريرك ساكو الذي، بخلاف ذلك، يستخدم لهجة شعبية وبمصطلحات لا تسمعها الا على طاولات مقاهي الرصيف.. كلمات مثل "خان جغان" و"مطعطع" و"عجي" و"غشيم"، ومثيلاتها بالعربية التقليدية مثل "جاهل" و"احمق"  وغيرها..
يضاف الى ذلك توصيفات قد تكون صحيحة على ارض الواقع، ولكن من غير الجائز والحكمة اطلاقها في الفضاء العام كتوصيف كتائب بابليون بالمليشيا والعصابات في حين انها ضمن الحشد الشعبي الذي شرعنه البرلمان العراقي وخصص له حصة في ميزانية الدولة واعتبره جزءا من تشكيلات القوات المسلحة العراقية.
كما ان نرجسيته وحب الظهور الاعلامي له وافتقاره الى الحنكة في الحديث اوقعه في مطبات يبحث عنها الاعلام المسيس ويريدها من حيث تقديمه على ان له موقف سياسي لصالح هذا الطرف او ذاك من اطراف القوى السياسية العراقية المتصارعة، فدعواته وسط ازمته مع بابليون (وهي من قوى الاطار التنسيقي) للصدر للعودة الى الحكومة وتصريحاته في اربيل تجاه بغداد، وترحيبه ونشره لتصريح هيئة علماء المسلمين السنية المتطرفة هي اصطفافات سياسية لم تساعده نرجسيته على تفاديها.
واستمر وازداد الامر كارثيا في التصريحات الاعلامية وقذف التهم ضد الرئاسة حتى ساواها بداعش.
هذا الاداء الاعلامي الكارثي والعبثي وفر ادلة كافية لاقامة دعاوى ضده بتهمة القذف والتشهير وما يترتب عليها من ملاحقات قضائية لا تكفي المكانة البطريركية لتحصينه منها، فما يحصن الانسان هو لسانه. السنا نقول: لسانك حصانك، ان صنته صانك.
ولا نستبعد قيام الادعاء العام باقامة دعاوى ضده بتهم اهانة الرئاسة والدولة العراقية.
وللتذكير فقط فان نرجسية البطريرك ورغبته في ان يكون مادة اعلامية مهما كان المضمون والثمن، ليست مستجدة ولم تبتدأ مع الصراع الحالي. فالبطريرك ساكو هو ذاته بالامس القريب عندما كان يطلق التصريحات وينشر المقالات والردود والمناكفات معنا نحن الكتاب من ابناء كنيسته كلما نشر احدنا مقالا على موقع الكتروني ليقوم البطريرك ساكو صبيحة اليوم التالي بنشر مقال لا يخلو من التجهيل والتسقيط بحق الكاتب.
فهل بعد حل الازمة سيزهد البطريرك ويتقشف في ظهوراته الاعلامية؟ وهل سيطور مهاراته في الحوار والتحدث في الاعلام؟

الفوقية في التعامل مع الكنائس
يكاد لا يخلو ايا من مقالات البطريرك ساكو او تصريحاته في هذا الصراع ولسنين قبله من كليشة انا الكاردينال صاحب الشهادات وانا بطريرك الكنيسة في العراق والعالم وهي اكبر كنيسة عراقية واتباعها هم 80% من مسيحيي العراق وغيرها
ويطالب بامتيازات شخصية ومذهبية على هذه القاعدة.
فعندما اصدر بيان انسحابه من مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق في بداية 2017 برر الانسحاب من هذا الاطار الوحيد لعمل الكنائس العراقية بانه من غير المقبول ان يتساوى هو ورئيس طائفة او كنيسة اخرى محدودة العدد، ودعا الى تشكيل مجلس لكنائس العراق، وليس لرؤساء الطوائف، وهو اقتراح لا غبار عليه ولكن مشكلته كانت في طلبه ان يتولى رئاسته الدائمية البطريرك الكلداني كون الاساقفة والمؤمنين الكلدان اكثر عددا وكما هو معمول به (بحسب ادعاءه) في مصر.
مهلا مهلا مهلا
هذا منطق تترتب عليه نتائج خطيرة.
فاذا كنا نطالب المحاصصة على مبدأ النسبة والتناسب داخل البيت المسيحي المشترك بهويته ورسالته، فكيف لنا ان نعترض، وفي مقدمتنا البطريرك الكلداني الذي يصر دائما، وهو على حق، في رفض المحاصصة بين المكونات العراقية من الشيعة والسنة والاكراد والتي، بخلاف البيت المسيحي، بينها ما بينها من خلافات عميقة ومتشعبة.
ثم ان الكنائس لا تقاس بالاعداد بل بالكرامات، فمهما كانت اعداد مؤمني الكنيسة واساقفتها تبقى كنيسة لها كرامتها المتساوية مع كرامات الكنائس الاخرى. فكم بالاحرى كنائس رسولية تمتد جذورها ووجودها الى الفي عام. ونضيف، ان البطريرك الكلداني، كما بقية البطاركة، يقدمون انفسهم، وهم على حق، بانهم رؤساء كنيستهم في العراق والعالم. وبذلك فان نسبة 80% للكلدان من عدد مؤمني بقية الكنائس العراقية في العالم تكون غير دقيقة بالمطلق.
واخيرا، وهنا يتكشف التضليل، فان مجلس كنائس مصر ليس كما اراد البطريرك تضليل القارئ عنه. فرغم ان الكنيسة القبطية الارثوذكسية تشكل 95% من مسيحيي مصر، الا ان هيكلية مجلس كنائس مصر واعماله ومقرراته تحقق التكافؤ والمساواة بينها وبين بقية الكنائس ولا تمنح لها او لبطريركها امتيازا في مجلس كنائس مصر.
راجع اللائحة الداخلية للنظام الاساسي لمجلس كنائس مصر، ونقتبس للاختصار:
"اللجنة التنفيذية: أ – تكون مدة رئيس اللجنة التنفيذية سنتين ، وبحسب الترتيب الدورى للكنائس الخمس ، وتختاره كنيسته من بين ممثليها" وللراغبين في التفاصيل يمكن زيارة الموقع:
https://www.egy-cc.org/policy/
ان تعامل البطريرك ساكو الفوقي يبتدأ من تعامله مع اساقفتنا الكلدان، حيث يتجاوزهم ولا يشاورهم في مواقفه وتصريحاته، ويتوسع ليشمل تعامله مع بقية الكنائس على قاعدة انا لست الاكبر فحسب بل انا الاوحد. وقد اعلنها في اكثر من منبر ومناسبة انه يمثل مسيحيي العراق، وفي احدى تصريحاته الغريبة انه استغرب لماذا بقية الكنائس لا تقبله متحدثا عنها مع الدولة العراقية. كيف يتوقع ذلك وهو خرج من الاطار الوحيد للعمل الكنسي المشترك، بل وهو وجه الاهانات مستهزئا بعدد منها.
وفي وجهات النظر الخلافية له مع بعض هذه الكنائس، وتحديدا الكنيسة السريانية الكاثوليكية والتي تشترك مع كنيستنا في المرجعية البابوية، تجاوز حدود اللياقة الادبية عندما خون اساقفتها متهما اياهم ببيع انفسهم، ومكررا ذلك في اكثر منبر اعلامي بينها مؤتمر صحفي مع اجهزة الاعلام العراقية المختلفة، واخرها من على منبر الكنيسة وامام القربان المقدس في عنكاوة، حين توسع في اتهام الكنائس واصفا وفد الكنائس الذي كانت الرئاسة قد دعته للمشاركة في وقفة احتجاجية على حرق القران ومن بعدها جلسة حوار مع الرئيس العراقي حيث قال عنهم البطريرك ساكو ومن على منبر الكنيسة بان بينهم شرفاء، وبمعنى صريح ان بينهم غير شرفاء. وكانه يرث ويستنسخ الاسلوب التسقيطي الذي كان يمارسه النظام السابق باتهام معارضيه بشرفهم.
البطريرك ساكو اعتمد اسلوبا ولغة غير لائقة في التعامل مع الكنائس وهذا هو احد اسباب الازمة الحالية التي ما كانت لتحصل، وما كانت لتتصاعد لو ان البطريرك ساكو كان تعامل على مدى سنين كاخ اكبر بين اخوته رؤساء الكنائس وكان شكل معهم فريق عمل واحد وصوت واحد للتعامل مع الشؤون المسيحية والكنسية ومن بينها الاوقاف.
فهل بعد الازمة سيعمل على احترام الكنائس الشقيقة ومرجعياتها بكراماتها؟ وقبل ذلك بالعمل كفريق مع اساقفة كنيستنا الكلدانية نفسها؟

النتائج:
بعد عرضنا لعدد من الاسباب سنقوم باختصار بعرض سريع لنتائج هذا الصراع السياسي بين البطريرك ساكو والشيخ ريان كلداني.
فنقول وباختصار ان من اهم النتائج التي بدأت وباتت ملموسة لدى الجميع هي:
1.   سقوط الهيبة البطريركية
2.   تشويه الصورة الايجابية والمتراكمة عبر القرون عن الكنيسة ورجالاتها بين ابناءها والمحيط
3.   تعميق الفجوة مع الكنائس الشقيقة
4.   تدهور العلاقة مع الدولة العراقية والشراكة والحوار معها في الامور المختلفة

وهذه جميعها لن تعالج ما دام الكاردينال ساكو بطريركا على الكنيسة الكلدانية وانما سترحل الى خلفه البطريرك القادم ليعالجها ويسترجع هيبة ومكانة البطريركية الكلدانية ودورها وهو أمر سيطول، لان من نتائج اداء البطريرك في الازمة انه حقق من خلالها ومن تصعيده لها احد اهدافه بانه لن يتقدم للتقاعد في المدى القريب.

الى اللقاء قريبا

منشور على موقع صوت العراق:
https://www.sotaliraq.com/2023/08/04/%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%81-%d8%b3%d8%a7%d9%83%d9%88-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%a6%d8%ac/




21
خلاف ساكو -ريان سيعالج.. ولكن  ماذا عن الاسباب والنتائج

المحامي وديع شابا

التصعيد الاعلامي ينتهي بالمعالجة..
كما كل الخلافات السياسية فانه في نهاية المطاف، الذي قد تقترب او تبتعد، تبعا للخلاف واطرافه واللاعبين المؤثرين او المتاثرين به، فان الخلاف السياسي بين البطريرك الكلداني لويس ساكو والمتنفذ الكلداني ريان سيحل ويعالج بطريقة كل الساسة حيث يخفض كل طرف سقف مطالبه وصولا الى حل يقبل به الطرفين.
وكما كل الاعلام السياسي فان كل طرف وهو يخوض الصراع يسعى الى اقناع جمهوره والاخرين بعدالة قضيته وشرعية مطالبه مرورا بتسقيط المقابل واتهامه بسيل من التهم يمتزج فيها الصحيح والمغلوط، الحقيقي والمفبرك، فالاعلام السياسي لم يكن يوما، وعبر العالم، اعلاما نزيها شفافا فكيف بالاحرى يكون في العراق.
مساحة التضليل والفبركة في اعلام طرفي الصراع هي اكثر من مساحة الحقائق عن جوهر الصراع حيث يتعمد الطرفين، وبخاصة البطريرك، اخفاءه وانكاره ويتعمد الباس الصراع لبوسا واحدا ويحدده بموضوع المرسوم الجمهوري ويقوم بتوظيف العناوين الكبيرة من قبيل: "مرسوم جمهوري" و"مرجعية دينية" و"سحب تعيين" و"الكاردينال المعين من الفاتيكان" "سابقة تاريخية" "اضطهاد من الدولة" وغيرها التي توجه القارئ الذي لا يعلم بتفاصيل الموضوع وابعاده وخلفياته وجهة واحدة محددة فقط وهي ان هناك تجاوزا لا يمكن التسامح معه على مرجعية دينية كبيرة في الشرق حيث المرجعيات الدينية لها مقاماتها وكراماتها، وان هذا التجاوز هو استمرار للمظالم التي يعيشها مسيحيو الشرق والعراق. خاصة وان الاعلام البطريركي العبثي واللامسؤول يريد متعمدا توجيه المتابعين بهذا الاتجاه ليحصل منهم على عدد كبير من برقيات التضامن والدعم الخارجي، واعداد اخرى من المقالات لكتاب لا يعرفون من الموضوع سوى "سحب المرسوم من كاردينال بتاثير مليشيا مشيطنة".
حتى بلغت عبثية البطريرك وافتقاره المسؤولية ان يذهب مديات لا يمكن التسامح معها حين لعب لعبة خطيرة جدا حيث ساوى بين سحب المرسوم الجمهوري وداعش!!! تصريح خطير جدا من بطريركية تدعي المسؤولية تجاه مسيحي العراق.
تحشيد الدعم الاعلامي لا تاثير له على مجريات الاحداث والوقائع سوى اشباع نرجسية البطريرك وحب الذات المفرطة عنده والتي بلغت حالة المرض حتى انه ومن متابعات اعلامه بات لا يحاور الا نفسه وبصوت عالي وفي الفضاء المفتوح حيث بات يعتقد انه الآمر والناهي في الكنيسة والشعب المسيحي والدولة العراقية، وان كل الامور هو من يتحكم بها وعلى الاخرين قبولها والسير بها فهو وحده يمتلك الحقيقة المطلقة.

بين ساكو وريان..
اخلاقيا وعمليا لا مجال للمقارنة والمفاضلة بين الكنيسة وبين حركة بابليون.. الكنيسة وجود ودور تاريخي ورسالة من القيم الفضلى من المحبة والسلام والاحترام.. وبابليون حركة سياسية عابرة وعليها الكثير من المآخذ السلوكية التي تجعل الافراد والمؤسسات يفكرون الف مرة ومرة قبل اعطاء اية رسالة او موقف يفسر على انه تقارب منها.
واخلاقيا وعمليا ايضا، فانه لا مجال للمقارنة بين البطريرك ساكو وريان كلداني.. فالبطريرك انسان اكاديمي وله مكانة في العديد من المؤسسات والهيئات الوطنية والدولية وفي مقدمتها الفاتيكان، بينما ريان كلداني حالة طارئة وشخص مليشياوي مصنف ارهابيا لدى البعض ومرفوض مجتمعيا ومن المسيحيين في المقام الاول.
ولكن..
في المواقف والاداء الاعلامي والمؤسساتي فان الكفة ترجح كثيرا لصالح ريان وبابليون حيث التزموا التصريحات الاعلامية الرزينة والمسيحانية مقابل تصريحات كارثية شكلا ومضمونا وصياغة ومفردات لا تليق بالبطريركية مما جعلها امام اتهام قانوني لا تحسد عليه. مثلما يدعون الى التعامل القانوني بما هو لهم او عليهم، مقابل الاداء الفوضوي للبطريركية.

المواقف داخل العراق
في العراق، فان الرئاسة ليس لم تغير موقفها قيد انملة فحسب، بل وتجاوزت وجود ساكو وصيحاته. وهل يتوقع البطريرك من الرئاسة ان تتغير وهو يكيل اليها التهم ويسيئ اليها وينتقص منها ويهينها بشتى الكلمات والتصريحات شبه اليومية ومن على جميع المنابر ومنها من على منبر الكنيسة، فعلى العكس تماما فان الرئاسة ستزداد اصرارا وتمسكا بموقفها في وجه هذه الاساءات.
ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء ورئيس القضاء لم يكلفوا انفسهم حتى عناء تصريح دبلوماسي رقيق من عدة جمل، كما نقول بالعراقي: طنشوا. فهم لا يجدون انفسهم ملزمين ما دام ساكو لم يملك الحكمة للتواصل وراء الستار معهم ومنذ بدايات الامور، وقرر التوجه الى الاعلام والاساءات والتهم، فكيف يتوقعهم ان يقولوا شيئا ولو دبلوماسي وهو الذي يهدد الدولة العراقية بالتدخل الخارجي والالتجاء الى القضاء الدولي وغيرها من التهديدات العبثية التي لا يمكن لعاقل ان يعقل معقوليتها.
ان الرئاسات الاربعة (الجمهورية، البرلمان، الحكومة، القضاء) باتوا لا يجدون فيه الا شخص نرجسي عبثي كل ما عنده هو انه بطريرك. ومن غير المستبعد ان يكونوا، ومن حرصهم على المرجعيات الكنسية والعلاقة مع الفاتيكان، قد تواصلوا مع الفاتيكان لوضعهم في التفاصيل واساءات وتصرفات البطريرك.
القوى السياسية الشيعية الكبيرة تتصرف وكانه ليس هناك شيء يستحق ولو عدة كلمات بروتوكولية.
كيف يتوقع البطريرك منهم ذلك وهو حدد خياره السياسي وتخندق في الضفة المقابلة. فمن التجاءه الى اربيل واتهامه لبغداد، حيث تحكم هذه الاحزاب، بانها تهين وتهجر واربيل تحتضن وتحتفي، الى دعوته المتكررة بعودة الصدر الى الحكومة وغيرها من المواقف السياسية التي لا يمكن للسياسيين الشيعة تجاوزها لمجرد انها صادرة عن بطريرك.
حتى المرجعية الشيعية لاية الله السيستاني ورغم ان البطريرك ساكو كان برفقة البابا في زيارته التاريخية لها ولقاءه بالسيستاني ورغم العلاقة القائمة له مع ساكو الا انه تفادى هو ووكيله والمتحدث باسمه اية اشارة او موقف واكتفى بان مصدرا او موظفا في مكتب السيستاني اتصل بالبطريرك.
وبقية المرجعيات الشيعية الاخرى ايضا لم تصدر اي موقف.
وسكوت الرئاسات والمرجعيات السياسية والشيعية لا يمكن تفسيره انه حياد بل هو موقف واضح برفض تصريحات وتصرفات ساكو.

المواقف الكنسية العراقية..
وتكشفت المواقف تباعا في العراق لتشمل مواقف داخل البيت المسيحي، وفي مقدمته البيت الكلداني حيث يتبين يوم بعد اخر ان الكنيسة الكلدانية لا تتحدث بصوت واحد وليس لها موقف موحد مع بطريركها.
فهناك من الاساقفة من التزم السكوت وهو بسكوته الطويل عن الاحداث انما يسجل موقفا رافضا لها.
وهناك من اعلن رفضه بلياقة وحكمة حين تحدث شارحا حيثيات الموضوع وامكان معالجته ورافضا التهويل والتصعيد.
وحتى مواقف من اعلن من الاساقفة موقفه فان معظمها وبشكلها وتوقيتها تبدو انها من قبيل "كفيان الشر" اكثر من كونها قناعة والتزام مبدئي بموقف البطريرك.
وهذا التباين مع موقفه بين اساقفته، بالاضافة الى نرجسيته، هو ما جعله لم يدعو الى اجتماع الاساقفة منذ بداية الازمة والى اللحظة لكونه يعلم يقينا انه في الاجتماع ووراء الابواب الموصدة سيسمع ما لا تتحمل شخصيته سماعه.
حتى ان الاجتماع المخطط في نهاية آب قد الغاه سلفا.
والى جانب الانقسام في الموقف الكنسي الكلداني، فان الكنائس العراقية هي الاخرى كان لها مواقف مختلفة تراوحت بين السكوت الذي يعطي رسالة، الى رسائل فيما بين سطورها ما فيه من رسائل، الى رسالة بالغة الوضوح في مضمونها وشكلها وصراحتها وقسوتها ارسلها الشريك الكاثوليكي للبطريرك الكلداني، البطريرك اغناطيوس يونان بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية وهي من الكنائس الكبرى في العراق. فالبطريرك يونان قال ما يعرفه الجميع وتفادوا قوله.. قال ما يجب ان يقال في هكذا لحظات ومنعطفات تحدد المسارات.
قالها لاخيه ساكو ومن موقع الشراكة الكنسية الكاثوليكية والمسيحية والوطنية: توقف عن السياسة وارجع واحترم موقعك البطريركي. وتوقف عن التصريحات المسيئة والضجيج الاعلامي واعمل كمؤسسة. وحينها فقط تحفظ لك الكرامة البطريركية وتصان من الجميع ومن بينهم المرجعيات الوطنية العراقية.

المواقف السياسية المسيحية..
باستثناء الواجهات الكلدانية السياسية التي خلقها البطريرك لتكون ذراعه في تحقيق طموحاته السياسية فان أيا من الاحزاب السياسية المسيحية في العراق لم يقل شيئا في رسالة رفض واضحة منهم لتدخلات البطريرك السياسية الطويلة والسابقة لصراعه السياسي حالي مع ريان والتي هي من اهم اسباب وخلفيات الازمة.

المعالجة قادمة..
مع انسداد الطريق امام البطريرك في فرض ارادته ومطالبه على الرئاسة والدولة العراقية بكل ما تضمنته من انتقاص واساءات للمقامات الدستورية ومع المواقف المعلنة ومابين السطور الرافضة لتصرفاته، ومع الحوار وتبادل الراي بين رئاسة الجمهورية ومجلس رؤساء الطوائف في اللقاء المشترك بينهم والتوجه نحو عمل مشترك بين الطرفين يتناول موضوع المرجعيات الدينية وعلاقتها مع الدولة وغيرها، بدأ البطريرك يدرك انه حشر نفسه في زاوية ضيقة فبدأ محاولات الخروج منها وكانت خطوته الاولى التراجع التدريجي عن مطالبه والتوجه الى رئاسة الجمهورية (اورئاسة الوزراء وطلب تدخلها في ان يكون امرها الديواني بديل عن المرسوم الجمهوري وهذا بحد ذاته علامة واضحة للتراجع) لاستصدار مرسوم جمهوري بديل.
مسعاه، ورغم انه يشكل بداية التراجع والبحث عن مخرج يحفظ ماء وجه البطريركية، فان النرجسية فيه واضحة تماما.
حيث يحصر المرسوم بنفسه وشخصه في حين ان جميع الكنائس العراقية لها ذات الشخصية المعنوية ولها مرجعيات بينها على الاقل اثنتان بطريركية لم يصدر لهما الرئيس مرسوم جهوري (الكنيسة الشرقية الاشورية والكنيسة الشرقية القديمة).
وحيث توجه الى رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ليملي عليهم نص المرسوم او الامر الديواني وكانهم تلاميذ في صف ابتدائي وهو معلمهم، حيث طالب رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء مجرد ملء الفراغات (العدد، تاريخ الاصدار) في مرسوم جمهوري صاغه هو. فهل هناك من نرجسية اكثر من هذا. وهل هناك من احتقار واستصغار لمقامات دستورية وطنية اكثر من هذا.
كان يمكن له ان يقترح مضمون للمرسوم وليس نص له.
هذه النرجسية والكارثة الاعلامية والافعال والتصريحات العبثية للبطريرك ساكو في الوقت الذي دعمته فيسبوكيا واستجلبت له برقيات ومواقف من خارج الحدود، فانها عزلته واسقطته داخل العراق حيث يجب ان تعالج الامور.
كوارث تلحق كوارث في الاداء البطريركي..
بل وحتى مقترح المرسوم ياتي في نهاية صفحة طويلة من الاساءات والى موقع الرئاسة واتهامها بانها رهينة مليشيا وبانها خاضعة لارادة اربعة نواب..
في جميع الاحوال فان الازمة في طريقها للمعالجة من باب الحوار الحاصل بين الرئاسة ومجلس رؤساء الكنائس ومن باب رضوخ البطريرك والتراجع عن مطالبه التي لاقت عدم الاكتراث بها من قبل الداخل العراقي دولة وسياسيين ومرجعيات من بينها المسيحية ايضا.

للمقال تتمة..
ماذا عن الاسباب والنتائج


منقول عن موقع صوت العراق:
 https://www.sotaliraq.com/2023/07/30/%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%81-%d8%b3%d8%a7%d9%83%d9%88-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%8a%d8%b9%d8%a7%d9%84%d8%ac-%d9%88%d9%84%d9%83%d9%86-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7/


22
لماذا لا يريد البطريرك ساكو حلا مع رئاسة الجمهورية؟

المحامي وديع شابا

المتتبع للتصريحات والمواقف التي صدرت من طرف البطريرك الكاردينال لويس ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية ورئيسها الاعلى، منذ قيام رئيس الجمهورية الدكتور عبداللطيف رشيد بسحب المرسوم الجمهوري الذي كان اصدره سلفه الراحل الرئيس جلال طالباني في 2013 والقاضي بـ:
1- تعيين البطريرك ساكو رئيسا للكنيسة الكلدانية
2- تعيين البطريرك ساكو متوليا على اوقافها.
يكاد يستنتج قطعا بان البطريرك لا يريد حلا لهذا الاشكال.
فاصراره على كسر ارادة رئيس الجمهورية والانتقاص من مقامه ورمزيته الوطنية كونه رئيسا للعراق انما يعني المطالبة بحل تعجيزي. بمعنى اخر هو طلب لعدم الحل.
خاصة وان رئاسة الجمهورية اصدرت اكثر من توضيح عن سبب سحبها المرسوم وانه ليس للانتقاص او الاستهداف للبطريرك ساكو بقدر ما هو تصحيح لوضع تراه غير قانوني من حيث ان المراسيم تصدر لموظفي الدولة وان البطريرك ليس موظفا حكوميا وبالتالي لا مبرر للمرسوم، ومن حيث مساواته ببقية البطاركة حيث رفضت رئاسة الجمهورية منح مرسوم جمهوري للبطريرك اوا، بطريرك الكنيسة الاشورية، رغم مطالبة الكنيسة الاشورية بهذا المرسوم منذ اكثر من سنة أي قبل الااشكالية مع البطريرك ساكو رغم ان سلف البطريرك آوا، البطريرك المتقاعد مار كوركيس، كان قد منح مرسوما جمهوريا من الرئيس السابق فؤاد معصوم، وكذلك رفض رئيس الجمهورية منح مرسوم جمهوري للبطريرك كوركيس المرتسم حديثا للكنيسة الشرقية القديمة.
ويصر البطريرك ساكو على استرجاع المرسوم ويوظف في ذلك ضغوطات شعبية وكنسية ودبلوماسية ودولية من بينها الخارجية الامريكية، ويزداد اصرارا رغم ان رئاسة الجمهورية رفضت هذه الضغوط ولم تتجاوب معها وبقيت على موقفها ورؤيتها بان سحب المرسوم ليس استهدافا للبطريرك ساكو بل معالجة لامر تراه غير قانوني.
مؤشرات الكيدية في اصدار القرار الرئاسي واضحة من حيث انه في الوقت الذي يبدو فيه توقيت القرار (بعد عودة الرئيس من زيارة ايطاليا وعدم لقاءه بالبابا ومقولات ان البطريرك كان سببا في ذلك)، واسلوبه من حيث صدوره في العلن دون دعوة البطريرك الى الرئاسة وايضاح الموضوع له قبل اصداره، وحصريته في سحب المرسوم الخاص بالبطريرك ساكو دون غيره من رئاسات الكنائس تبدو مجتمعة مؤشرات على الكيدية، وفي مقابلها فان ما سبق ايراده اعلاه من رفض الرئاسة اصدار مراسيم منذ تولي الرئيس لمنصبه، ومن بينها رفضه اصدار المراسيم للبطريركين اوا وكيوركيس هي نقطة تخفف من مؤشرات الكيدية التي يبقى احتمالها موجودا ويحق للبطريرك اتهام الرئاسة بها.
ولكن الكيدية لا تستوجب رد فعل باغلاق الابواب امام الحلول خاصة مع التهويل والترعيب والتصعيد المستمر دون اكتراث بنتائجه على الفرد والعائلة المسيحية العادية.
فلو كانت البطريركية ساعية للحل، وليس للبناء على المرسوم والتصعيد المتعمد بغاية عدم الحل، لكانت فتحت الباب امام المعالجة منذ اليوم الاول لصدور المرسوم الجمهوري عبر اكتفاءها باصدار تصريح رزين وحكيم وهادئ من قبيل الذي اوردناه في مقالنا السابق (بين المرجعيتين الشيعية والكلداني والمنشور على موقع صوت العراق (الرابط في نهاية المقال))، ما كان حصل التصعيد الذي وصل مديات تهدد الامن المجتمعي والسلم الاهلي (راجع بيانات البطريركية وكيف انها تماثل بين سحب المرسوم وداعش، وكيف انها تهدد باستقدام التدخل الاجنبي). وكانت البطريركية قد فتحت الباب واسعا لمعالجة الموضوع بالقنوات الهادئة مستثمرة في مقام مرجعيتها وعلاقاتها واحترام المرجعيات الدينية والسياسية والمجتمعية لها.
من هنا فان اصرار البطريرك ساكو على الحل التعجيزي بكسر ارادة رئاسة الجمهورية واسقاط كبريائها وكرامة مقامها الرئاسي الوطني الكبير، يثير التساؤل عن لماذا لا يريد البطريرك ساكو حلا مع رئاسة الجمهورية؟
للاجابة على التساؤل لا بد من اخذ عدة عوامل في الاعتبار قد تشكل احداها او بعضها او جميعها مجتمعة السبب في العناد البطريركي ورفض الحلول حتى يمكن القول ان البطريرك ساكو يبحث عن مشكلة لكل حل وصولا الى اللا حل.
اول هذه العوامل والتي يكاد يجمع المتابعين للموضوع ممن يعرفون التكوين الشخصي للبطريرك هو نرجسيته المبالغ فيها. فالبطريرك ساكو يعتبر نفسه الاوحد بين كل المرجعيات المسيحية ويعتبر نفسه الاوحد في الكنيسة الكلدانية، حتى انه ورغم دعوته واستقدامه للتدخل الاجنبي حيث يرى شخصه فوق الوطن العراقي والسيادة العراقية وان قضيته تستوجب تدخلا دوليا وصولا الى تهديده باقامة دعوى في المحاكم الدولية، فانه في المقابل لم يرى في تعامله معها ضرورة للاستئناس والتشاور مع اساقفة الكنيسة الكلدانية الذين يشكلون معه سينودس الكنيسة الذي تعود له اتخاذ القرارا الكبرى، ولا التشاور مع اقرانه رؤساء الكنائس الاخرى.
المتعاملون مع البطريرك ساكو من اساقفة وعلمانيين من الكلدان او الكنائس الاخرى يعانون ويتشكون من نرجسيته وانفراده في اتخاذ القرارات واعلان المواقف والتي يكون شخصه محورها على قاعدة لياتي من بعدي الطوفان.
(يضاف الى المقطع دعوته ان بطريرك الكلدان هو من يترأس مجلس كنائس العراق المقترح بعد انسحاب الكلدان من مجلس رؤساء الكنائس. دليل اخر عى النرجسية والتعامل الفوقي)
هذه النرجسية قد لا تكون لوحدها كافية لتعنت البطريرك وتصعيده للامور ودفعها نحو التازيم اكثر، فهناك الطموح السياسي له.
البطريرك ساكو سياسي بامتياز حيث لا يكتفي باعلان مواقف سياسية عن القضايا الوطنية او القضايا التي تخص المسيحيين، فذلك امر طبيعي مفهوم بل وواجب، ولكنه يقوم باكثر من ذلك في تدخلاته بتفاصيل العملية السياسية والذي قام بتاطيره بشكل تنظيم سياسي هو المنبر الكلداني لتكون واجهته التنظيمية السياسية وذراعه في العمل السياسي المؤسساتي كالانتخابات مثلا.
فعلى مستوى العمل السياسي التشريعي، وعلى سبيل المثال، كان طرفا مفاوضا رئيسيا في تشكيل قائمة حمورابي الانتخابية لانتخابات 2021 للبرلمان العراقي حيث فرض مرشحيه احدهم من الرابطة الكلدانية والاخر من البطريركية في القائمة. وكذا على مستوى السلطة التنفيذية حيث سعى لتمرير مرشحته الدكتورة هناء عمانوئيل في كابينة عادل عبدالمهدي والتي تم اسقاطها في البرلمان من قبل الكوتا المسيحية التي ضمت نائبين عن بابليون التي طالبت بحقها في ترشيح الوزير المسيحي اسوة ببقية الكتل البرلمانية التي تقدم مرشحيها.
ومع فشل قائمة حمورابي وفشل البطريرك ساكو في فوز أيا من مرشحيه للبرلمان في دورته الحالية، ومع الاستحواذ المطلق لحركة بابليون على الكوتا بات يشعر البطريرك بانسداد الطريق امام طموحه السياسي خاصة بعد ان فشل في استيعاب حركة بابليون كما سعى في البدايات عندما وجه لاعضاء البرلمان ومن بينهم نواب بابليون دعوة للعشاء في البطريركية الكلدانية وهي البداية التي توقفت سريعا بسبب محاولته من دون التشاور مع الكوتا تمرير مرشحته الدكتورة هناء عبر الابواب الخلفية، مما جعل الاستيعاب او التوافق غير ممكن فالبطريرك ساكو لا يقبل الا ان يكون صاحب القرار وليس شريكا في القرار.
ومع اتهام البطريرك ساكو بان بابليون هم وراء قرار الرئيس، وهي تهمة لا تخلو من الصواب الى حد ما، فانه يرى ان الطريق الوحيد لاستعادة حظوظه ومساعيه للدور السياسي هو في تحجيم بابليون سياسيا واضعافها وزعزعة شراكاتها ضمن البيت الشيعي من خلال اجبار رئاسة الجمهورية على سحب قرارها، فاستهداف رئاسة الجمهورية ومحاولة فرض سحب القرار هو في حقيقته استهداف لبابليون بالدرجة الاولى وتعزيز دور البطريرك السياسي خاصة مع ضعف الاحزاب السياسية المسيحية والتي عملت البطريركية على مدى سنوات الى اضعافها مستغلة واقع الاحزاب نفسها وصراعاتها وضعف اداءها السياسي والبرلماني. يضاف الى ذلك تسقيط بابليون مجتمعيا (ولبابليون من الممارسات ما يبرر هذا التسقيط).
من العوامل الاخرى التي تدفع البطريرك الى اقفال باب الحلول هو ضمان تحصينه من اية ملاحقات قانونية بسبب الدعوى القضائية التي اقامها ريان كلداني (رئيس حركة بابليون) ضد البطريرك ساكو والتي اخذت مسارها القانوني وصولا الى مرحلة طلب حضوره كمتهم بحسب القوانين العراقية الى المحكمة للادلاء بشهادته في القضية التي ربما يشعر ان ريان سيربحها مما يعني اصدار حكم قضائي بتغريم البطريرك وطلب التعهد منه بعدم تكرار الاساءة، وهو قرار، اذا سارت الامور بهذا السيناريو السيء، سيصيب البطريرك بمقتل، واذا ما اراد تفادي المحكمة فان عليه طلب التسوية والتصالح مع ريان وهو سيناريو لا يقل سوءا عن سابقه من حيث انه يرد الاعتبار لريان ويتراجع عن الكم الهائل من التهم والتصريحات التي اطلقها بحق ريان في العلن.
وفي هذه القضية تبدو نرجسية البطريرك بجلاء من حيث انه في الوقت الذي قام البطريرك بنفسه باقامة دعوى قضائية على النائب السابق، السيد جوزيف صليوا، على خلفية تصريحات له بشان ادارة املاك الكنيسة الكلدانية والتي اعتبرها البطريرك تشهير بغبطته، فاقام دعوى ضد النائب جوزيف بتهمة التشهير وطالبه فيها بتعويض مليار دينار ولكنه خسر القضية. فانه ينتزع حق ريان في مقاضاته ويقول كيف يمكن مقاضاة مرجعية دينية كنسية هي البطريرك ساكو.
كثيرون يعتقدون، واعتقادهم يتحمل الصواب، ان انسحابه من بغداد الى اربيل هو للهروب من الملاحقة القضائية، وان اصراره على المرسوم الجمهوري هو لتحصينه على الاقل معنويا.
ناهيك عن ان لجوءه الى اربيل سيشكل ضغطا اضافيا على رئاسة الجمهورية، بالاضافة الى فتح الابواب السياسية له خاصة وان الانتخابات في الاقليم وبغداد على الابواب.
عامل اخر لا يمكن الغاء تاثيره في الاصرار البطريركي على مخرج واحد دون غيره من مخارج حل الاشكال هو ان البطريرك كان امام ضغط الوفاء بوعده الذي اعلنه في اكثر من مرة وعلى اكثر من منبر بانه سيتقاعد عن البطريركية عند بلوغه الخامسة والسبعون من العمر، وهو قرار لقي ترحيبا واسعا، في العلن والخفاء، بين اكليروس ومؤمني الكنيسة الكلدانية وربما بقية الكنائس، وبذلك كان امام استحقاق الايفاء بوعده في اجتماع الاساقفة الذي كان قد تم تحديد انعقاده في بغداد للفترة بين 20 الى 25 من شهر آب القادم. وكان جليان، حتى قبل الاشكالية، ان البطريرك يخلق اجواء في الاعلام وبين الشعب للتراجع عن قرار التقاعد وتبرير ذلك بان التقاعد اثناء هذه الحملة (التي هو شارك في خلقها وتصعيدها) هو رضوخ وانهزامية امام مجموعة مليشياوية لا اخلاقيات لها، وهذا ما لا يليق بالبطريرك وعليه يتطلب تاجيل التقاعد الى ما شاء الله.
وفي هذا السياق ياتي قراره بتاجيل الاجتماع اعلاه رغم امكانية انعقاده في اربيل حيث كل المستلزمات متاحة وحيث سبق للكنيسة الكلدانية عقد هكذا اجتماعات، بل واجتماعات اوسع، في مقرها البطريركي في اربيل.
ويبقى السؤال قائما ويبحث عن الاجابة التي ربما ستتاخر الاجابة اليقينية عنها وتبقى الى حين ذلك مرهونة بالتحليلات والاراء والتي حاولنا في هذا الموضوع طرح قسما منها.
تبقى الاسئلة التي تفرض نفسه على اطراف المشهد ومتابعيه ومناقشيه هي من قبيل:
هل ان مضامين المرسوم وتداعيات سحبه تستحق هذا التصعيد؟ خاصة مع وجود اتفاق تام ان شق التعيين في المرسوم هو موروث ذمي يجب الغاءه فالبطاركة ورؤساء الكنائس لا تعينهم الدولة، وان التولية على الاوقاف لها اليات بديلة.
وهل هناك مخرج للازمة؟
من يطرح المخارج؟ كيف؟ متى؟
اسئلة سنتناولها في مقالات قادمة..
الى اللقاء
25-7-2023

منشور على موقع صوت العراق
https://www.sotaliraq.com/2023/07/26/%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%b3%d8%a7%d9%83%d9%88-%d8%ad%d9%84%d8%a7-%d9%85%d8%b9-%d8%b1%d8%a6%d8%a7%d8%b3/

23
الكاردينال ساكو: الوطنية العراقية العميقة

محمد السماك

قضية الكاردينال ساكو رئيس الطائفة الكلدانية في العراق ليست قضية عراقية إدارية – تنظيمية داخلية، ولا هي قضية مسيحية عقائدية. بعد القرار الجمهوري بسحب إدارة الأوقاف الكلدانية.
فالكاردينال ساكو نفسه ليس رجلاً يُزاد إلى عدد رجال الدين المسيحيين في العراق وفي الشرق وحسب. بل إنّه أوّل عراقي يحصل على رتبة الكاردينالية. وهي رتبة تخوّله الترشّح لمنصب البابا في الفاتيكان وتضيفه إلى مجلس انتخاب البابا. وكان حصل على الكاردينالية من البابا الراحل يوحنّا بولس الثاني (الذي قدّسته الكنيسة الكاثوليكية). وهو البابا الذي اقترن اسمه بالحوار والمحبّة والانفتاح على الإسلام والمسلمين. والكاردينال ساكو هو نفسه ابن هذه المدرسة وأحد روّادها في الشرق.. وفي العراق تحديداً.

قال "لا" للاحتلال الأميركي
عندما احتلّت القوات الأميركية العراق، وقف ضدّ الاحتلال. وعندما قال له المحتلّ الأميركي: "أنت مسيحي ونحن مسيحيون ولقد جئنا لتحريركم"، كان ردّه أنّ المسيحية في العراق موجودة قبل ولادة الدولة الأميركية.. وهي مستمرّة منذ عهد المسيح.
عندما انفجر الإرهاب باسم الإسلام على يد تنظيم داعش وأمثاله من المنظّمات الإرهابية، رفض المنطق التبسيطي في ربط الإسلام بالإرهاب، وهو المنطق الذي رفضه قبله البابا يوحنّا بولس الثاني عندما أكّد أنّه "لا يوجد دين إرهابي، لكن يوجد إرهابيون في كلّ دين". ومن هذا المنطق تعاون الكاردينال ساكو معنا في المؤتمرات التي نظّمها الأزهر الشريف في القاهرة. وهو الذي أوصاني بدعوة مطران كلدانيّ كان الإرهابيون اختطفوه من كنيسته وحاولوا قتله، لكنّ الله نجّاه. فكان هذا المطران أحد المتحدّثين في مؤتمر الأزهر.

لعب الكاردينال ساكو دوراً بنّاء وأساسيّاً في ذلك كلّه حتى أصبح رمزاً ومرجعاً ليس فقط لأبناء طائفته الكلدانية، بل لمسيحيّي العراق جميعاً، ولمسيحيّي ومسلمي العالم العربي أيضاً
هذا وجرى تنظيم مؤتمر إسلامي – مسيحي في بيروت استجابةً لمبادرته، وذلك للتضامن مع مسيحيّي العراق الذين تحمّلوا من وحشيّة الإرهاب باسم الدين ما لا طاقة لهم على تحمّله، ولكنّهم تمسّكوا بوطنيّتهم حتى سقط الإرهاب وأهله، وصدع صوت الحقّ عالياً من صوامعهم وكنائسهم.

مرجع لمسيحيي العالم العربي
لعب الكاردينال ساكو دوراً بنّاء وأساسيّاً في ذلك كلّه حتى أصبح رمزاً ومرجعاً ليس فقط لأبناء طائفته الكلدانية، بل لمسيحيّي العراق جميعاً، ولمسيحيّي ومسلمي العالم العربي أيضاً.
من هنا تُعتبر الإساءة إليه، ولو عن غير قصد، إساءة إلى هذا الماضي الحافل بالمواقف الإيمانية والوطنية التي كانت موضع تقدير من الأزهر الشريف ومن الفاتيكان على حدّ سواء.
وربّما أسوأ ما يتعرّض له هو سوء استغلال الإشكال الإداري الذي يواجهه مع الحكومة العراقية، ووضعه في إطار المسّ بالحرمات الدينية أو حرّيّة العبادة، والعراق بعيد عن ذلك.

عندما زار البابا فرنسيس العراق (بغداد وقم وأور) رافقه الكاردينال شارحاً تاريخ العراق في احترام التعدّد الديني وحرّية عبادة الله. لم يتغيّر العراق. ولم يتغيّر الكاردينال ساكو. ومن هنا المدخل السليم لمعالجة الوضع غير السليم الذي طرأ على علاقات الدولة بالكاردينال كمرجعيّة عليا لطائفته الكلدانية وكمثل أعلى للحوار والانفتاح والمحبّة.
من حقّ العراق أن يفتخر بأنّ فيه رجالاً مؤمنين بالله وبالوطن أمثال الكاردينال ساكو. وهو افتخار يتجاوز، ويجب أن يتجاوز، كلّ الإشكالات الإدارية الضيّقة التي قد تسيء إلى الجوهر وإلى الأساس.

منقول من موقع (أساس ميديا)
https://www.asasmedia.com/news/397687



24
السادة الكتاب والمحاورين في هذا الموقع
العرب يقولون ناقل الكفر ليس بكافر
انا مجرد انقل الاخبار والمقالات التي اعتقدها مناسبة للمشاركة معكم واشير الى كاتبها ومصدرها مع الرابط اليها
وانا مثلكم عندي احيانا ملاحظات او اسئلة او اراء عنها ولكني لا اوردها لاني انقلها كما هي
وهي من مختلف الجهات والمواقف
لذلك ارجو منكم عدم تحميلي او مساءلتي بما لا شان لي به
مع التحية

25
وجه السيد فاضل ميراني مسؤول الهيئة الإدارية للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني كلمات معبرة وراقية الى غبطة البطريرك ساكو، جاء فيها:
كلمات الى البطريرك
   
يسعدنا نحن في كوردستان ان تكون بيننا، ويؤلمنا الظرف الذي سبق مجيئكم المُطّهر لتكون في كنسيتك العريقة شاكياً من الألم.
يقولون إن الصورة أفضل تعبيراً من الف خبر، لكن صورتك تحتاج الى كثير من الكلام، وكثيراً من الفعل الخيّر الذي نعول أن لا يتأخرا في المسح على جراح تابع السيد المسيح ودليل امّته في بلاد الرافدين.
تاريخ الإيثار والتضحية والقرب من السماء وأوجاع الناس، هو تاريخ في المسيحية عريق ومتصل وعظيم وحاضر ومضطرد، والنفس القويمة والذهن المصيب لا يكاد يستحضر المسيحية ديناً ومجتمعاً حتى يشعر بفخر الانتماء المشترك الذي جمعنا وكثيرين في دروب الإيمان والبذل والخلاص، ولا مكان أبداً للقبول بتعكير صفو نفسكم الكريمة واشغالكم عن خدمات جليلة تقدمونها غبطتكم على دروب تتصل بطريق الآلام الذي مشاه المسيح يوماً.
لم استغرب ومع كل ألمي أن يعاد التاريخ ذاك أو شيء منه لنرى على تقاطيع وجهك وفي نبرات صوتك غصّة مكتومة، فتاريخ رسالة المحبة والإنسانية والإيمان مزدحم بالامتحانات، وانتم وكل سالكي هذه الدروب تسيل منكم دماء مطهرة وتشعّون صبراً وتستبدلون إساءة الآخرين بالإحسان الذي تجود به قوة إيمانكم الأصيلة.
كوردستان هي بيتك، ونحن اهلك، ولئن تكرر معك الألم فأنت تلميذ المسيح الذي تختصر حياته الأوجاع.
نتوق لدق النواقيس وارتفاع التراتيل وامتداد ظلالك الروحية على أخواتنا وإخواننا وأبنائنا في كنيستك، ونحن معك، كنا، ونبقى.

منقول من موقع البطريركية الكلدانية

https://chaldeanpatriarchate.com/2023/07/23/%d9%83%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83/

ملاحظة: انا انقل بعض المقالات والاخبار كما هي دون تعليق وذلك لتعميم الفائدة وتوسيع الحوار.

26
عن السومرية نيوز:
مجلس الطوائف المسيحية يدعم رئاسة الجمهورية بـ"إجراءاتها المنسجمة مع الدستور"

أعرب مجلس الطوائف المسيحية والديانات الأخرى، اليوم الأحد، دعمه لرئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد في كل اجراء ينسجم مع الدستور والقانون.
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية، ورد لـ السومرية نيوز، أن "رشيد، استقبل اليوم في قصر بغداد مجلس الطوائف المسيحية الذي ضم المطران مار افرام يوسف عبا رئيس طائفة السريان الكاثوليك في بغداد، والمطران نرسيس جوزيف زباريان المدبر البطريركي للأرمن الكاثوليك، والأب مينا الاورشليمي رئيس طائفة الأقباط في العراق، والأب شمعون يونس أصلان مسؤول كنائس بغداد للكنيسة الشرقية القديمة، والأب يونان الفريد الوكيل العام لمطرانية الروم الأرثوذكس في العراق، إضافة إلى الشيخ أنمار عوده مهاوي أمين سر المجلس الروحاني الصابئي".

وفي مستهل اللقاء، رحب الرئيس بالوفد، معربا عن "دعمه المتواصل للطوائف والأديان في العراق وبما يرسخ التعايش السلمي والتآخي والتكاتف بين جميع مكونات المجتمع العراقي، مؤكداً أن رئاسة الجمهورية ستخصص مستشارا لمتابعة شؤون الطوائف والأديان".

وأضاف رئيس الجمهورية أنه "لن يكون مع أي طرف في اختلافه مع طرف أخر، وأنه يقف في منطقة وسط بين أبناء الشعب العراقي وعلى مسافة واحدة من الجميع".

كما جرى خلال اللقاء، "إيضاح الملابسات الخاصة بسحب المرسوم الجمهوري رقم (147) لسنة 2013".

من جانبه، أكد الوفد أن "رئاسة الجمهورية هي الداعم الرئيس لهم، وأنهم مع وحدة الشعب العراقي بجميع مكوناته، ومع كل إجراء ينسجم مع الدستور والقانون".

ودان الوفد "حرق القرآن الكريم وتكرار الإساءات للكتب المقدسة والتي تعد منافية لكل القيم والمبادئ".

https://www.alsumaria.tv/news/localnews/462494/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%80%D8%A5%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A1

27
بين المرجعيتين الشيعية والكلدانية
آية الله السيستاني والبطريرك ساكو مثالا
المحامي وديع شابا

اتابع ليس ككلداني فحسب، بل وكعراقي ايضا، ناهيك عن مجال عملي كمحامي، المشهد المسيحي العراقي الذي تطور تباعا وتصعيدا منذ سحب رئيس الجمهورية للمرسوم الجمهوري السابق لغبطة البطريرك لويس ساكو، رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم وهو مفتوح على تصعيدات اخرى.
في هذا المقال لن اتناول المرسوم بخلفياته وتاثيراتنه وطرق معالجته، فتلك المحاور على أهميتها ليست موضوع المقال وساعود اليها في مقالات قادمة وقريبا.
المقال هو محاولة لتفعيل الحوار بشان القضية والسعي لمعالجتها من خلال تناولها من مختلف جوانبها وبحيادية وموضوعية بعيدا عن التاجيج والشعبوية ولما هو خير الشعب والوطن العراقي.
الملاحظة الوحيد التي اوردها هنا بشان المرسوم هي ما سبق لي ايرادها في مقال سابق نشرته قبل ايام بعنون (ماذا كان سيكون لو...) وهي: لو ان البطريركية كانت امتلكت الحكمة والتزمت المسؤولية كانت اغلقت الباب على التصعيد وفتحت الباب للحل. كيف؟
مع صدور المرسوم الجمهوري بسحب المرسوم السابق لو ان البطريركية كانت اكتفت باصدار تصريح رزين وحكيم وهادئ من قبيل:
(تفاجئنا بنشر جريدة الوقائع العراقية بعددها المرقم 4727 في 3 تموز 2023 مرسوما جمهوريا لفخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبداللطيف رشيد يسحب فيه المرسوم الجمهوري المرقم 147 لسنة 2013 والذي كان قد اصدره حينها فخامة الرئيس الراحل جلال طالباني.
ان البطريركية الكلدانية ومن موقعها كمرجعية من المرجعيات الدينية المسيحية العراقية المهمة، واستمرارا لدورها التاريخي في الحرص على الوحدة الوطنية حيث بادرت وقدمت الكثير في هذا المجال وبخاصة في الاوضاع التي مر بها وطننا وشعبنا العراقي العزيز تؤكد التزامها بذات الدور وستتواصل مع رئاسة الجمهورية و فخامة الرئيس المشهود له تشاركه في هذا الحرص لمتابعة ومعالجة الموضوع وبما يحفظ الكرامات والمقامات ويخدم الصالح العام. والرب يبارك.)
لما كان حصل التصعيد الذي وصل مديات تهدد الامن المجتمعي والسلم الاهلي (راجع بيانات البطريركية وكيف انها تماثل بين سحب المرسوم وداعش!! وكيف انها تهدد باستقدام التدخل الاجنبي!!!).
وكانت فتحت الباب واسعا لمعالجة الموضوع بالقنوات الهادئة مستثمرة في مقام مرجعيتها وعلاقاتها واحترام المرجعيات الدينية والسياسية والمجتمعية لها.

المتابع لتصريحات البطريرك ساكو في الاعلام، واخرها في مؤتمره الصحفي بعد وصوله الى اربيل منسحبا من بغداد، انه يماثل مرجعيته ووجوب التعامل معها كما هو الحال مع مرجعية اية الله العظمى السيستاني.
لا احد ينكر او يغفل اهمية مرجعية البطريرك ساكو كاحدى المرجعيات المسيحية ضمن مرجعيات مسيحية اخرى ومرجعيات صابئية وايزيدية، ولا احد من هذه المرجعيات الدينية ومعها السياسية والمجتمعية انكر ان الكنيسة الكلدانية هي اكبر الكنائس المسيحية الامر الذي ينسحب على بطريرك الكنيسة الكلدانية ليكون اكبر المرجعيات المسيحية العراقية، يضاف اليها علاقاته الدولية.

ولكن الذي خلق ويخلق الفارق في التعامل مع مرجعية البطريرك ساكو بالمقارنة مع مرجعية اية الله السيستاني هو مجموعة امور، من بينها:
اولا: بخلاف السيستاني فان الحضور الاعلامي المتكرر والمبالغ فيه للبطريرك في لقاءات حوارية تلفزيونية في شؤون وتفاصيل مختلفة وتتضمن مواقف سياسية وغيرها جعلته بالتاكيد عرضة للنقد من هنا او هناك وباشكال ومضامين مختلفة باختلاف الناقد.
حتى ان ظهور البطريرك في الاعلام هو اكثر من مرجعيات حزبية وسياسية.
وهذا فارق كبير بين السيستاني المتقشف في الظهور الاعلامي حافظا بذلك مقامه ومحصنا اياه من النقد والتجريح وبين ساكو الذي يلهث وراء الاعلام وبالتالي ما يترتب عليه من نتائج عليه تقبلها.
ولا يمكن له بذلك ان يطالب التكافؤ في التعامل معه كما هو مع السيستاني.

ثانيا: بخلاف السيستاني فان لغة ومضامين الظهور والتصريحات الاعلامية للبطريرك ساكو هي لغة لا تتناسب مع مقامه البطريركي حيث يستعمل فيها مفردات تسقيطية غير لائقة كالتي يستعملها رواد مقاهي الارصفة، كما انها تتضمن تهم وتشهير باطراف اخرى بما يتيح لهم، ان ارادوا الالتجاء الى القضاء، كما فعل البطريرك ذاته حين اعتبر بعض تصريحات البرلماني السابق، السيد جوزيف صليوا، عن ادارة املاك الكنيسة الكلدانية بانها تشهير بغبطته، فاقام دعوى قضائية. نعم ان البطريرك اقام دعوى قضائية ضد النائب جوزيف بتهمة التشهير وطالبه فيها بتعويض مليار دينار!! ولكنه خسر القضية.
يتساءل البطريرك ساكو كيف انه يستدعى للقضاء وهو مرجعية دينية.
الجواب ببساطة هو ان الذي يحصنك من القضاء ليس المقام البطريركي بل التصرف والحديث بما يليق ويتناسب مع هذا المقام، وفي حال عدم الالتزام بما يليق بالمقام والاستمرار بالتشهير (او ما يعتقده المقابل تشهيرا)، فان المقابل يحق له الالتجاء الى القضاء الذي سينظر في القضية ويصدر حكمه وفق السياقات القانونية لصالحك او ضدك بحسب توفر الادلة من عدمها، كما فعل في القضية التي اقمتها انت وبمقامك البطريركي ضد ابن كنيستك النائب السابق جوزيف صليوا.
فكيف هنا ايضا تتوقع التكافؤ بين مرجعيتك ومرجعية السيستاني.

ثالثا: ليس هذا فحسب، بل ولغة المراسلات البروتوكولية ايضا للبطريركية حيث الافتقار الى السياقات السليمة التي تحفظ المقامات المقابلة وبالتالي تحفظ ضمنيا مقام البطريركية. رسالة الانسحاب من بغداد الى اربيل والتي تم نشرها على موقع البطريركية الرسمي كرسالة مفتوحة تضمنت في صيغتها الاولى اخطاء املائية تعكس التشنج الذي فيه البطريرك. وبعد الانتباه على الاخطاء تم سحبها واعادة نشرها مع الابقاء على هفوة بروتوكولية وأدبية لا يعقل الوقوع فيها (الا اذا كانت متعمدة) حيث بقيت الرسالة معنونة بصفة النكرة:
الى: رئيس جمهورية،
الى: رئيس مجلس الوزراء،
دون ان يحدد كما هو المنطق والبروتوكول اسم الدولة (العراق) ودون ان يسبقها بصفة: فخامة رئيس جمهورية العراق، ودولة رئيس الوزراء العراق.
ناهيك عن مضمونها في دعوتها الاستهزائية التهكمية رئيس الجمهورية الى تعيين ريان وعائلته في مناصب متعددة ليست من شان رئاسة الجمهورية، ومن بينها تهكمه واستهزاءه برئاسة الجمهورية ودعوتها لتعيين الوزيرة ايفان جبرو في منصب امانة سر البطريركية!!!

رابعا: بخلاف السيستاني الذي يحرص دائما على احترام الشخصية المعنوية والسيادة الوطنية العراقية ويحصنها من محاولات التدخل الخارجي فان البطريرك ساكو جهارا نهارا يهدد باستقدام التدخل الخارجي في خلافاته واختلافاته مع بابليون او حاليا مع رئاسة الجمهورية.
واخرها تهديده باقامة دعوى قضائية على رئيس الجمهورية امام القضاء البريطاني كون الرئيس يحمل الجنسية البريطانية!!
ومعها ايضا تشكي القس الكلداني في مصر عند الرئيس السيسي ضد الرئيس العراقي، وهذا بمباركة بطريركية تجلت في نشر الموقع الرسمي للبطريركية رسالة التظلم!!
البطريرك ساكو يرى ان قضيته تستحق وتستوجب التدخل الخارجي ولكنها لا تستحق طرحها في اجتماع تشاوري مع اساقفة الكنيسة الكلدانية ذاتها وفي مجمع سنهاديقي. ولا تستحق منه دعوة المرجعيات الدينية والمسيحية الاخرى الى اجتماع تشاوري.

خامسا: بخلاف السيستاني فان شخصية البطريرك التي يعكسها وتبينها الافعال والاقوال هي شخصية نرجسية حين اختصر الكنيسة الكلدانية والشعب المسيحي في العراق بشخصه.
المرجعيات الحكيمة تنظر الى الامور بما هو للصالح العام بعيدا عن الشخص الفرد. والتصعيد الذي يقوم فيه البطريرك ليس لصالح المسيحيين والعراقيين والعيش المشترك. حتى ان البطريرك ساوى بين سحب المرسوم الذي هو اجراء يتحمل الخطا ويمكن معالجته وبين ارهاب داعش!!!
تصريح خطير جدا.
المرجعيات الحكيمة، السيستاني مثلا، تسعى لطرح حل لكل مشكلة. ومرجعية البطريرك ساكو تطرح مشكلة لكل حل.

في مقالات قادمة سنناقش المرسوم الجمهوري وخلفياته وكيديته وتاثيراته.
الى اللقاء

22 تموز 2023

يمكن الاطلاع على التصريحات والمواقف المشار اليها بزيارة موقع البطريركية الكلدانية:
https://chaldeanpatriarchate.com/

منشور على صفحة صوت العراق:
https://www.sotaliraq.com/2023/07/23/%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%ac%d8%b9%d9%8a%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a2%d9%8a/


29
السيد نيسان
خلليني اغششك حتى تلحك على مقالك قبل ما ينشر
سيدنا بشار ما موجود في اربيل وهو باميركا في شغلات ومواعيد على مود الابرشية
من هيجي ما طلع بالاستقبال
المصريين يكولون روء يا معلم

30
نشر السياسي الالماني ديفيد موللر، وهو لوبي ناشط في مناصرة حقوق الاقليات العراقية، على موقعه على الانترنت حوارا مع المطران بشار وردة عن سحب المرسوم الجمهوري عن البطريرك ساكو. جاء فيه:

ما هي المشكلة؟
اختار الرئيس الحالي لجمهورية العراق إلغاء مرسوم جمهوري سبق أن وضعه الرئيس السابق جلال طالباني. وكان هذا القرار الرئاسي قد نصب البطريرك ساكو بطريركا وزعيما للكنيسة الكلدانية. وكان مبرر الإلغاء من قبل الرئيس هو أن المرسوم، في وقت صدوره، لم يكن له أساس دستوري لأن هذه المراسيم مخصصة لموظفي الدولة المعينين من قبل الحكومة العراقية.  وعلى هذا النحو، كان المرسوم الأصلي يفتقر إلى الأساس القانوني اللازم وقت صدوره، وأكد الرئيس أن إلغاءه للمرسوم كان بالتالي تصحيحيا بطبيعته. الحقيقة هي أن البطريرك ليس معينا من قبل الحكومة ولا موظفا حكوميا. وفي الوقت نفسه، لا تزال الكنائس تتمتع بالادارة الذاتية والسلطة القانونية لإدارة أوقافها وشؤونها بشكل مستقل وفقا للمادة 43 من الدستور العراقي، والتي تسبق المرسوم المعني وتستمر بكامل قوتها.

ما الذي أدى إلى قرار الرئيس بشأن المرسوم؟
قبل بضعة أشهر، طلب بطريرك الكنيسة الآشورية وبطريرك الكنيسة الآشورية القديمة مرسوما مماثلا من الرئيس، وهو ما تم رفضه صراحة. وأوضح الرئيس أن هذه الأنواع من المراسيم ليس لها أساس دستوري لأن الكنيسة تنتخب قادتها الفرديين وليس الحكومة. كما أوضحت رئاسة الجمهورية قبل بضعة أيام أن إلغاء مثل هذه المراسيم لا يؤثر على الوضع القانوني لأي رئيس كنيسة بأي شكل من الأشكال.
وأوضح مكتب الرئاسة في بيان لاحق أن جميع المراسيم الرئاسية تنطبق عادة على موظفي الدولة، في حين أن رؤساء الكنائس ينتخبهم أساقفة كنائسهم، ويصادق عليها الفاتيكان (في الكنائس الكاثوليكية)، وليسوا موظفين حكوميين. الكنيسة مستقلة عن الدولة وتدير أوقافها ومؤسساتها الدينية بحرية بموجب الدستور العراقي. حارس الوقف هو الرئيس الكنسي.

ما هو السياق التاريخي لهذه المراسيم؟
تعود أصول هذه المراسيم إلى العصور الإسلامية المبكرة، حيث كان الخليفة يصدر تقليديا فتوى تكلف البطريرك بالإشراف على الأحوال الشخصية للمسيحية، وفقا لقوانين وأعراف الكنيسة المعتمدة. اقترن ذلك بمسؤولية جمع الجزية للخزانة كممثل للخليفة. ومع ذلك، غالبا ما أدت هذه الممارسات إلى انتهاكات لحقوق المسيحيين، حيث أصدر الخلفاء أحيانا مراسيم تعسفية.
وقد تم نقل هذه الممارسات من قبل الخلفاء المسلمين وتبنتها الإمبراطورية العثمانية في وقت لاحق في نظام "الملة" الخاص بهم. في هذا النظام، اعتبر السلطان العثماني البطريرك مسؤولا عن الطائفة المسيحية، ويصدر فرمانا يضمن احترام البطريرك ويوسع سلطته لتشمل الرؤساء الدينيين تحت قيادته. كما منح هذا المرسوم السلطة الزمنية على السكان المسيحيين للبطريرك، الأمر الذي طرح بمرور الوقت مشاكل كبيرة للبطريرك والكنيسة وأتباعهم على حد سواء. كما تم تحميل البطريرك المسؤولية عن أفعال أتباعه، وواجه مساءلة شديدة عنهم. من المهم أن نلاحظ أن هذه السلطات الزمنية كانت إدارية في المقام الأول وليست سياسية.
أنا شخصيا أرى هذه المراسيم كانتهاك واضح لحقوق الإنسان، لأنها تعامل غير المسلمين كأهل ذمة، وتجبرهم على دفع ضريبة. اعتنق العثمانيون هذه الممارسة، مما جعلها عادة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا. يشار إلى أن مراسيم مماثلة صدرت لزعماء الديانات والطوائف الأخرى.

هل يؤثر إلغاء المرسوم على أوقاف الكنيسة؟
الجواب ذو شقين. تنص المادة 14 من الدستور العراقي على أن "العراقيين متساوون أمام القانون، دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو الجنسية أو الأصل أو اللون أو الدين أو الطائفة أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي". علاوة على ذلك، تؤكد المادة 41 على أن "العراقيين أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية وفقا لدينهم أو طائفتهم أو معتقداتهم أو خياراتهم، التي ينظمها القانون". بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الجزء الأول من المادة 43 من الدستور على أن "أتباع كل دين أو طائفة أحرار في: أ. ممارسة الشعائر الدينية، بما في ذلك الشعائر الحسينية، ب. إدارة أوقافهم وشؤونهم ومؤسساتهم التي ينظمها القانون".
لذلك نحن أحرار في إدارة أوقافنا، وحتى مكتب الوقف المسيحي لا يستطيع التدخل أو إدارة الأوقاف، لأن القانون يلزم المكتب بدعم وتشجيع مدير الوقف، وهو القائد الكنسي.

كيف سيدير رئيس الكنيسة الوقف الآن؟
يجب على وزارة العدل تنظيم ذلك بقانون لإزالة الالتباس غير الضروري واصدار وثيقة تفويض لكل رئيس كنيسة، تمنحهم سلطة إدارة الأوقاف وفقا للقوانين الكنسية بموجب الدستور. وهذا يتماشى مع الدستور العراقي، فنحن المسيحيين لسنا مطالبين بدفع الجزية بل الضرائب مثل أي مواطن آخر. وبالمثل، فإن هذا من شأنه أن يؤكد أن المسيحيين يتعاملون مع الدوائر الحكومية مثل أي مواطن عراقي آخر.

ما هو موقف الفاتيكان من هذه المسألة؟
حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي أو تعليق من الفاتيكان حول هذه المسألة. إلا أن القائم بالأعمال في سفارة الفاتيكان في بغداد التقى رئيس الجمهورية، الذي شرح أسباب قرار سحب المرسوم، وأن سحب المرسوم لن يؤثر على مكانة البطريرك ساكو. وأكد القائم بأعمال الفاتيكان أن "إدارة ممتلكات الكنيسة - على النحو المنصوص عليه في الدستور العراقي - يجب أن تستمر بحرية من قبل رؤساء الكنائس" وأنه على المستوى العملي، يجب على رؤساء الكنائس توفير التمثيل "أمام المحاكم العراقية والمكاتب الحكومية" بينما "تعلق الهيئة الرسولية على ما إذا كان سيتم ضمان ذلك بموجب مرسوم رئاسي أو بطريقة أخرى مناسبة".

هل يمكن أن تكون هناك دوافع أساسية أخرى لإصدار هذا المرسوم؟
وفي نقاش أجري مؤخرا مع قناة عراقية محلية، ألمح البطريرك ساكو إلى أن إلغاء هذا المرسوم كان بطلب من النواب المسيحيين في مجلس النواب، ولا سيما أولئك الذين ينتمون إلى كتلة بابليون. كما أشار إلى أن إلغاء المرسوم حدث متزامنا مع عودة الرئيس من زيارة رسمية إلى الفاتيكان، وهي زيارة لم يحدث خلالها اجتماع مع البابا بسبب صحة البابا. انتشرت شائعات بأن البطريرك هو الذي ألغى هذا الاجتماع، وهو تاويل ندحضه تماما.
مع المناخ السياسي السائد في العراق، تحمل جميع الأحداث مضمونا سياسيا ضمنيا. تستغل جميع الجماعات السياسية كل فرصة لإحداث الفوضى داخل الإطار السياسي، وتسعى إلى كسب دعم الجمهور ووضع نفسها في مواجهة الأحزاب السياسية المنافسة. وبالتالي، من الحكمة أن يتعامل الرئيس مع هذا الوضع بتكتم، وأن يتواصل مباشرة مع رؤساء الكنائس، وأن يحبط الفصائل السياسية من الاستفادة من هذه الأوضاع لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية شخصية.

ما الذي دفع البطريرك إلى مغادرة قاعدته في بغداد؟
وفي رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية، أعرب البطريرك عن إحباطه من الاستدعاء المستمر إلى مركز الشرطة، بتحريض من حركة بابليون. اتهمت حركة بابليون البطريرك بالافتراء والتشهير. واتهم البطريرك، في مؤتمر عقد في مقره في بغداد في مايو 2023، الجماعة بالفساد وإساءة استخدام السلطة واغتصاب الممتلكات المسيحية. أدى ذلك إلى قيام الأعضاء برفع دعاوى قضائية في محاكم بغداد ضد البطريرك، وبعد ذلك اضطر البطريرك إلى تقديم نفسه شخصيا إلى الشرطة. واستجابة لهذه الاستدعاءات المتكررة، التي اعتبرها البطريرك تهديدات ضده وضد الكنيسة، اختار الانتقال إلى كردستان.

هل هناك أي فرصة لحل هذه القضايا القائمة؟
أشك في أن الرئيس سيعيد النظر في قراره، خاصة أنه أكد قانونية سحب المرسوم. أما القضايا المرفوعة ضد البطريرك في المحاكم المدنية، فإما أن تتطلب التسوية مع حركة بابليون، مما يؤدي بهم إلى سحب شكاواهم، أو استمرار إجراءات المحكمة.

كيف يمكن التخفيف من هذه الظروف؟ ما هي الخطوات التي يمكن أن تتخذها الحكومة العراقية لإراحة المسيحيين؟
يمكن أن تؤدي زيارة رئيس الجمهورية إلى البطريرك في مكان إقامته إلى تعزيز تأكيداته السابقة على احترام العراق واعترافه بأهمية البطريرك ساكو الدينية والوطنية والدولية.
بالإضافة إلى ذلك، سيكون من المفيد أن تصدر وزارة العدل بسرعة حجج تولية للأوقاف الدينية لجميع رؤساء الكنائس، مما يؤكد للجميع أنه لا توجد خطط للدولة للاستيلاء على هذه الأوقاف الكنسية.
ومن الأهمية بمكان حماية هذه العمليات الإدارية والقانونية من وسائل الإعلام الممولة سياسيا، لأنها غالبا ما تعمل على إثارة المجتمع المسيحي بشائعات وقصص وهمية غير حقيقية، مما يثير القلق على نطاق واسع.

هل هناك مخاوف بين المسيحيين بسبب هذه الظروف؟
ومن المؤكد أن هذا الوضع برمته يديم مناخ الخوف بين بعض الناس.  تأتي معظم هذه القصص من ظل حملات وسائل التواصل الاجتماعي المتعمدة.  "الأخبار" التي تنتج بعد ذلك، سواء كانت حقيقية أو ملفقة، تؤدي بدورها إلى أسئلة ومخاوف من الناس. أنا شخصيا أناشد الناس أن يبقوا هادئين وأطلب منهم التفكير المنطقي في كل ما يسمعونه، لأن الانقسامات في العراق تعمل دائما في محاولة لإثارة مخاوف الناس لإسقاط الجانب الآخر.
وفي الوقت نفسه، فإن مؤمني الكنيسة في العراق يكنون احتراما وتقديرا كبيرين للكاهن والأسقف والبطريرك والراهبة. عندما يشاهد شعبنا ويسمع الحملات الإعلامية التي تؤثر على الكنيسة، ويقرأ مقالات بلغة شعبوية تحريضية من الكتاب، فإن ذلك يجعل الناس قلقين للغاية وخائفين على مصيرهم. لذلك، يجب على جميع الأطراف استخدام وسائل الإعلام بمسؤولية.  من جهتي، أحاول إبعاد هذه القضايا عن الاستغلال الإعلامي حتى تتاح للقرار الصادق فرصة لاتخاذ مساره الصحيح.

المطران بشار وردة

الرابط الى النص العربي:
https://www.ojcos-stiftung.de/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%83-%D8%B3%D8%A7%D9%83%D9%88-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A/

الرابط الى النص الانكليزي:
https://www.ojcos-stiftung.de/en/patriarch-sako-and-the-republican-decree/


32
سحب المرسوم ليس كارثة

د. فراس لوقا
انقسمت الناس وتصارعت فيما بينها، بين مدافع عن البطريرك وآخر متهجم عليه، ولم يتوقف أحدٌ ليسأل: مَن الذي يحصل في الخفاء؟ ولما كل هذه الجلبة؟ ومَن يقف وراءها؟ وما هي الرسالة التي تُريد الحكومة أن توجهها للبطريرك، ولمَن يُعارضها؟
لا يختلِف اثنان على أن الظهور المتكرر للبطريرك في الاعلام، وهي ظاهرة غير مسبوقة وغير مألوفة من قبل رجال الكنيسة من الذين سبقوه، جعله عُرضة للنقدِ السياسي والإعلامي. وإذا احتج: أنا لست سياسيا، ولكن لي كلمة في السياسة، فهذا كلام باطل. كثرة التصريحات الإعلامية وغزارة المقابلات التلفزيونية، والاجتماع بشخصيات وأحزاب سياسية والجلوس معهم حول طاولة واحدة، يجعله وجهاً إعلامياً سياسياً، يدافع عن حكومة كانت صديقة له، كما فعل عندما ساند إعلاميا رئيس وزراء جابه مظاهرات تشرين بالسلاح، ثم عاد وركبَ موجة المُظاهرات في ظلِّ استغراب الجميع من هذه السلوكيات. وفي لقاءه الأخير، صرحَّ بأنه ليس سياسياً، ثم عادَ في خاتمة اللقاء يدعو جهةً سياسية للعودة إلى الحكومة لخلق حالة من التوازن السياسي في إدارة الدولة، أوليسَ هذا تدخلاً في السياسية بشكل صريح؟
البطريرك اختار أن يكون أمام الشاشة وفي الاعلام كل أسبوع تقريبا، وبالتالي فهو مُعرضٌ للنقد من شخوص لن يتفقوا مع مواقفه، وآخرون يقرؤون في تصريحاته تهديداً لمكانتهم وسلطتهم، فيما يستغل غيرهم القضايا التي يطرحها في الاعلام لتحقيق مكاسب سياسية في مواجهة خصومهم. اختياره للإعلام لم يكن صائبا كما ولم موفقا في تصريحاته، ويبدو أن ليس له مٌستشارين يُقدمون له النصيحة، وعليه اليوم أن يعترف أنه يتحمل المسؤولية فيما وصلت إليه الأحداث، والاعتراف بالغلط فضيلة.
قضية المرسوم الجمهوري هي باطلة من الأساس، وهي حدث إعلامي فيه رسالة صريحة للبطريرك. فهذا المرسوم، أو الفرمان أو الطغراء، هو من بقايا عهود عانى فيها المسيحيون الأمرين وخسروا الكثير من أبناء الرعية بسبب فرض الجزية التمييز المُمارس ضدّهم ذميّة، فكان على بطريركهم أن يجمعها لبيت المال وهو صاغر. البطريرك يعرِف هذا التاريخ جيداً كما يعرِف كوراث الدولية العثمانية ضد المسيحيين. وإذا كان الحجة أن هذا صار عُرفاً، فلا ضيرَ من تغيير الأعراف إن كانت لا تتوافق مع حقوق الإنسان، فالعبودية كانت ولفترة طويلة عُرفا وعادة مقبولة، وإذا كان المرسوم والفرمان أو الطغراء يمنح البطريرك صلاحيات وسلطة على الرعية وتنظر إليهم الحكومة نظرة دونية، أهل الذمة، فعليه أن يكون أول مَن يرفض هذا المرسوم، وليس رئاسة الجمهورية وألغت هذا العرف، وحافظت على مكانة البطريرك وعلى كرامة المسيحيين، ورفضت أن تُصدِر مراسيم لرؤساء كنائس أخرى، فجميع رؤساء الكنائس سواسية أمام القانون.
أسلوب وتوقيت سحب المرسوم كان مدروساً فجاء عقوبة بحسب قول البطريرك، وفيها رسالة له شخصيا. فالرئيس شعرَ بالإهانة عندما لم يُقابله البابا في الفاتيكان، وهي زيارة كانت مُبرمجة مسبقا وكان بإمكان الرئيس أن يزور البابا في المُستشفى ليطمئنَ على سلامته، ما لم يكن هناك سببٌ آخر يجعل الفاتيكان يتحجج بحالة البابا الصحية، وهي احترامهم للبطريرك الذي طلب من الفاتيكان عدم مقابلة الرئيس بسبب اصطحاب الرئيس لشخصية رشحها البطريرك ودعم حملتها الانتخابية ماليا ومعنوياً، ولكنها اختلفت معه لأنها عرفت أن تقرأ الوضع السياسي المعقد في العراق، واختارت أن تكون متحالفة مع الشيخ الذي هو جزء من إدارة الدولة.
المُشكلة هي في الحقيقة؛ الصراع على الزعامة؛ ومَن الذي يقود الملف المسيحي.
كلّ الاحزاب السياسية المسيحية في العراق كانت ومازالت تنتقد منذ سنة 2003 تدخل رجال الدين المسيحيين في الشأن المسيحي العراقي، وتقديم أنفسهم ممثلين عن مسيحي العراق، ويتجاهلون أن للمسيحيين أحزابٌ وممثلون في مجلس النواب، وهم الأحق بتمثيل المكون المسيحي، ولا يجوز للحكومة التعامل مع رجال الدين كممثلي المكون المسيحي مهما كان دور النواب ضعيفاً. وإذا تعاطفت أحزابٌ ومكونات مسيحية اليوم مع البطريرك، فهذا لأنها خسرت مقاعدها الانتخابية، فهي التي كانت تعترض وبقوّة على تدخل رجال الدين المسيحيين في الشأن السياسي، ومازالت تصريحاتهم موثقة في الشبكة العنكبوتية مواقع التواصل الاجتماعي.
البطريرك يُقدِم نفسه للعالم رئيساً وناطقا رسميا باسم المسيحيين، وهو ما ترفضه الكنائس المسيحية في العراق، والتي عبرت عن رفضها لأداءِ البطريرك من خلال بقاءها متفرجة على الأوضاع، لأن البطريرك أرادَ أن يكون رئيساً على مجلسهم الاستشاري، وعندما رفضوا ذلك، فسحبَ الكنيسة الكلدانية من مجلس رؤساء كنائس العراق منذ سنوات، بحجة أن الكنيسة الكلدانية هي الأكثر عددا ويجب أن ترأس هذا المجلس.
هناك انزعاج حقيقي من قادة البلاد من السياسيين من الظهور الإعلامي المتكرر للبطريرك وتكرار أسطوانة رئاسة المسيحيين، ودعم أمريكا وأوربا له، ومكانته المرموقة في الفاتيكان، والتي لم تتدخل الفاتيكان في هذا الصراع، ولن تتدخل بسبب سوء تقدير البطريرك للواقع السياسي، وإصراره على مواقف أقلَّ ما يُقال عنها أنها غير واقعية إن لم تكن غير مدروسة.
قادة البلاد يعرفون أن البطريرك اختار أن يكون واجهة إعلامية لجهات سياسية لا يتفقون معها، ليخوض الصراع عنهم بالوكالة، مُصراً على ربط مصير الكنيسة بمصيره هو، ويُعلِن أن ما يجابهه من أزمات هو حربٌ على مسيحي العراق، ويرفض أن يسمع لبقية رؤساء الكنائس الذي يقولون له: لا تتحدث باسم مسيحي العراق، أنت رئيس الكنيسة الكلدانية فقط، ولا تتجاهل حضورنا فنحن 13 كنيسة.
كان على البطريرك، وهو صاحب شهادات علمية عالية ومن جامعات مرموقة أن يكون مرجعية دينية أولاً ويتعلّم من المرجعيات الدينية في العراق تجنّب الظهور الإعلامي المتكرر، والاكتفاء ببياناتٍ مهنية ودقيقة في التعامل مع قضايا مصيرية حاسمة، كان عليه ألَّا يُصرح في كل صغيرة وكبيرة، محافظاً على هيبة الكنيسة ومكانتها التي صارت مصدر استرزاق للقنوات الإعلامية التي تبحث عن أزمات وتختلِق أزمات ليكون لها مادة إعلامية تسوّق بها أجنداتها السياسية فلا يوجد في العراق اعلام مستقل بل كلّه مدفوع الثمن.
سحب المرسوم هو رسالة صريحة للبطريرك من الدولة: أنت رئيس كنيسة، وهي واحدة من 14 كنيسة مُعترف بها في العراق، فلا تجازف بمصير المسيحيين في العراق فأنت لست مُمثلاً عنهم جميعاً، وحتى لست ممثلا عن جميع الكلدان في العراق. ننصحك بالابتعاد عن الشأن السياسي، فهو ساحة قذرة لا تليق بمكانة الكنيسة، ولست قادرا على مقارعة السياسيين، فلا تحاول التدخل في منهاج وأسلوب إدارة الدولة. اِعرف مكانتك وحجمك.
نحترمك لمكانتك الدينية، ولكن إذا أردت ان تدخل الصراع السياسي، فعليك أن تقبل بقواعد اللعبة السياسية في العراق، وإذا قررت المغامرة وعدم التراجع عن مواقف السياسية، فنذكرك بما حصل سنة 2003 عندما رفضَ الدكتاتور التنحي حُباً بالعراق، من دون أن يعرف أنه سيجلبُ الويلات على الشعب والعباد.
مَن بغداد، أقول، أللهُمَّ اشهد أني بلغّتُ.

وللحديث بقيّة.

الموضوع منقول من صفحة "انا كلداني"
https://kaldaya.me/2023/07/16/23768




33
سؤال مهم: اين السينودس الكلداني

34
سؤال مهم: اين السينودس الكلداني

35
اللي ما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره

36
عفو حذفت الموضوع

صفحات: [1]