عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - حسيب العم بولص

صفحات: [1]
1
سيرة الكلدان


اتفق المؤرخون على مسألة تصنيف الشعوب والامم في العالم القديم على انها تتألف من الكلدان ,الفرس , الصين , الهند , القبط , اليونان , الترك وهذا ما اكده كل من المؤرخين : ابن العبري في كتابه ( مختصر تاريخ الدول ), ابو الحسن بن علي بن الحسين بن علي المسعودي في ( كتابه الاشراف والتنبيه ) , جورج روو في كتابه ( العراق القديم ) واخرون .
لقد بدأ تواجد الكلدان في بلاد ما بين النهرين وفي الفترتين ما قبل الطوفان وما بعد الطوفان حيث يؤكد المؤرخون بأن الدولة الكلدانية كانت قائمة قبل الطوفان , فيذكر المؤرخ ابن خلدون في كتابه ( تاريخ ابن خلدون ) بأن الكلدان هم الطبقة التي قبل نوح عليه السلام , فهم من بني ادم , كما يذكر الكاتب الكلداني بيروسس وهو احد كهنة الاله رودوك البابلي االذي عاش في القرن الرابع ق.م عن الدولة الكلدانية وعن عشرة ملوك كلدان تولوا حكمها قبل الطوفان كان اخرهم النبي نوح الذي في عهده حدث الطوفان . لقد ولد نوح الكلداني كل من سام وحام ويافت , وولد سام كل من ارام وعيلام واشور وارفكشاد ولود , وولد حام كل من كوش ومصرائيم وفوط وكنعان . لقد عاش هؤلاء من بني الكلدان وتكاثروا واسسوا دولتهم الكلدانية في بلاد ما بين النهرين في الفترة ما بعد الطوفان مباشرة ثم انتشروا في الاراضي المجاورة للبلاد واصبحوا يُسمون بالعيلاميين والاراميين والاشوريين وبتسميات اخرئ . ان أول دولة اقيمت بعد الطوفان وبشهادة المؤرخين والمصادر التاريخية والكتاب المقدس / العهد القديم هي الدولة الكلدانية تولئ حكمها نمرود الجبار في ارض شنعار حيث يذكر المؤرخ احمد رفيق في كتابه ( التاريخ العام ) ان الكلدان هم اول من برز على مسرح السياسة والحكم في وادي الرافدين , ويذكر المؤرخ بطرس نصري في كتابه (ذخيرة الاذهان ) ان اول دولة اقيمت بعد الطوفان هي الدولة الكلدانية في بلاد ما بين النهرين وهذا ما يؤكده ايضا المؤرخ هاري ساكز في كتابه ( عظمة بابل ) , كما يذكر الاب انستاس الكرملي في كتابه ( لغة العرب ) بأن الكلدان هم امة عظيمة قديمة الرياسة نبيهة الملوك كان منها النماردة الجبابرة الذين اولهم نمرود الجبار , ويذكر ايضا الكتاب المقدس / العهد القديم : وكوش ولد نمرود وهو اول جبار في الارض وكان اول مملكته بابل وارك واكد وكلتة في ارض شنعار ومن تلك الارض خرج اشور فبنئ نينوئ ... سفر التكوين / الفصل العاشر . ان هذه الشهادات في ان اول دولة كلدانية اقيمت بعد الطوفان هي بحد ذاتها دليل واثبات على انها كانت ايضا قائمة قبل الطوفان , وبان هذه الدولة كانت تتضمن كل من بابل واكد وارك وكلتة بعد الطوفان ما هو الا تأكيد على ان الشعب الذي عاش فيها هو من الجنس الكلداني فقط وعلى ضوء شها دات تصنيف الامم وشهادات تاسيس اول دولة لهم بعد الطوفان مباشرة . لقد حمل الكلدان تسميات متنوعة وكثيرة ضمن مناطق تواجدهم في بلاد ما بين النهرين وضمن اقامتهم اعظم امبراطورية في التاريخ القديم والتي اشتملت على بلاد ما بين النهرين , بلاد الشام , فلسطين , لبنان , الاردن , الجزيرة ( الجزيرة العربية حاليا ) اليمن , عمان , القسم الجنوبي من تركيا , وضفاف الخليج الكلداني حيث تضمنت الضفة اليسرئ من الخليج كل من الكويت والبحرين والامارات وقطر وان الضفة اليمنئ من الخليج الكلداني تضمنت منطقة عيلام, حيث يذكر المؤرخ طه باقر في كتابه ( مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ) ان الكلدان شعب سكن شواطئ الخليج حيث اسس سلالة القطر البحري التي عرفت بسلالة الامراء , كما يذكر المؤرخ احمد سوسة في كتابه ( العرب واليهود في التاريخ ) بأن علماء الاثار يرجحون ان موطن الكلدان الاصلي هو شواطئ الخليج وانه يؤيد هذا الراي ويقول بأن الكلدان هم شعب سكن شواطئ الخليج وقد اسسوا في القرن الثامن عشر ق.م سلالة القطر البحري . لقد حملت بعض المجاميع من الكلدان تسميات مذهبية ودينية والبعض الاخر حمل تسمية تنسب الى المنطقة التي يقطنوها والبعض الاخر حمل تسمية الجد الاعلى الذي تنتمي اليه , وهناك مجاميع حملت تسميات اخرئ , ومن هنا سنحاول التطرق وتوضيح التسميات التي برزت على الساحة الكلدانية وكما يلي
1-   التسمية الاشورية
لقد اطلقت التسمية الاشورية على قبيلة كلدانية كانت تسكن ارض شنعار (ارض الكلدان ) نتيجة تبنيها للاله الصنم او الثور اشور وانتقالها الى شمال بلاد ما بين النهرين لتقيم لها كيان يدعئ اشور حيث يتم فيما بعد القضاء وتدمير اشور والعاصمة نينوئ وابادة الاشوريين عن بكرة ابيهم مع الجيش المصري الذي جاء لنجدتهم من قبل الكلدان . يقول المؤرخ اليوناني زينو فون بأنه مر بعد 200 سنة من سقوط نينوئ بالقرب من نينوئ وكالح في قلب المنطقة الاشورية ولم يشاهد فيها سوئ انقاض خالية من اي اثر لوجود بشري اشوري ولكنه عند اقترابه من نهرالزاب وعند الاستفسار عن المنطقة علم بان الاقليم الاشوري السابق كان يشغله الكلدان . يقول المؤرخ سدني سمث في عام 1925 ان زوال الشعب الاشوري  سيبقئ ظاهرة فريدة وملفتة للنظر في التاريخ القديم . يؤكد المؤرخ نيكولاس بوستكيت في كتابه ( حضارة العراق واثاره ) على مسالة انقراض الاشوريين بعد تعرضهم للابادة الكاملة على يد الكلدان , وعلى ضوء هذه التاكيدات يتبين بأن شمال بلاد ما بين النهرين ( الاقليم الاشوري ) كان قد شغله الكلدان بعد سقوط الدولة الاشورية سنة 612 ق.م اي منذ ما يقارب اكثر من 2600 سنة لكونه اصبح تابعا للدولة الكلدانية بالاضافة الى تواجد اعداد كبيرة من الاسرئ الكلدان الذين جلبوا واسكنوا في هذه المنطقة نتيجة الغزوات الاشورية على بابل . يذكر حبيب حنونا في كتابه ( الكلدان في حوليات الملوك الاشوريين ) عن مئات الالاف من الاسرئ الكلدان الذين نقلوا الى بلاد اشور حسبما جاء في حوليات الملوك الاشوريين . ويذكر ايضا المؤرخ ذاته في كتابه ( الكلدان والتسمية القومية ) بأن الساكنيين في مناطق تركيا وسهل نينوئ هم احفاد الاسرئ الكلدان المرحلين خلال عهود ملوك اشور بين عامي 745 – 625 ق.م والذين كان يزيد عددهم عن نصف مليون . اذا خالفنا اراء المؤرخين وافترضنا بأنه لم تكن هناك ابادة كاملة للاشوريين فمن الطبيعي ان هؤلاء الناجين من الابادة هم بالاصل من الجنس الكلداني ورجعوا الى اصلهم وقوميتهم الكلدانية بعد زوال وتدمير الاله الصنم اشور . يقول المؤرخ المسعودي في كتابه ( الاشراف والتنبيه ) ان الكلدان كانوا شعوبا وقبائل ومنهم ( النينويون , الاشوريون , الارمان , الجرامقة , النبط , اهل السواد). يذكر ارسطو في كتاب   ( بوليطيا ) ان الكلدان من بلاد ما بين النهرين ومنهم (النينويون , الاشوريون , الارمان , الجرامقة , النبط , اهل السواد) . يقول المؤرخ الاثوري الروسي قسطنطين مابتيف في كتابه ( الاثوريين والمسالة الاثورية ) ان الاشوريين هم من جماعات كلدانية هاجرت في بدايات الالف الثاني ق.م خارجة من ارض بابل . يذكرالمؤرخ الاثوري ايشو مالك خليل جوارا في كتابه ( الاشوريين في التاريخ ) بانه يرجع اصل الاشوريين الى ارض شنعار وهذا ما يؤكده ايضا الكتاب المقدس/العهد القديم .
2-   التسمية العيلامية والارامية
لقد حملت قبائل كلدانية هذه التسميات التي تعبر عن انتمائها الى الجد الاعلى . فالعيلاميون الكلدان ينسبون الى عيلام بن سام بن توح الكلداني انفصلوا عى اخوتهم في بلاد ما بين النهرين وانتقلوا الى جنوب غرب ايران وبمحاذاة الخليجي الكلداني واسسوا دولتهم وسموها عيلام . لقد عثر علماء الاثار في عيلام على اواني ملونة وتحف يدوية دفنت في القبور وعثر على ما يشابهها في جنوب العراق وهذا تاكيد اخرعلى انهم شعب واحد ومن عرق واحد واصل واحد وتقاليد واحده .
اما بالنسبة الى الاراميين الكلدان فهم ينسبون الى ارام بن سام بن نوح الكلداني حيث انفصلوا ايضا عن اخوتهم الكلدان في بلاد ما بين النهرين وانتقلوا الى بلاد الشام وسموا دولتهم بارام . لقد نزحت بعض القبائل الارامية من بلاد الشام الى وسط وجنوب بلاد ما بين النهرين وقد يكون سبب ذلك هو تصادمهم المستمر مع الاشوريين نتيجة الغزوات والاعتداءات الاشورية المتكررة على بلادهم حيث استقروا مرة ثانية في بلاد ما بين النهرين وتعاونوا مع اخوتهم الكلدان في صد الهجمات الاشورية على بابل . وقد يكون سبب تصادمهم مع الاشوريين هو الاختلاف في عبادة الاصنام حيث كان الاشوريين يتبنون الاله اشور وكان الاراميين يتبنون الاله سن . يقول الملك الاشوري نجلات بيلاصرفي احدئ الحوليات ( لقد زحفت الى وسط الاحلامو والاراميين اعداء الاله اشور سيدي ).
3-   التسمية العربية واليهودية
ان نسب النبي ابراهيم الكلداني يعود الى ارفكشاد بن سام بن نوح الكلداني . لقد غادر النبي ابراهيم موطنه الاصلي في اور الكلدانيين وتوجه الى حران ثم الى ارض كنعان . يقول العهد القديم ( واخذ نارح ابرام ابنه ولوط بن هاران ابن اخيه وساراي كنته امراة ابرام ابنه فخرج بهم من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان ) ... سر التكوين / الفصل 11 . انتقل  اسماعيل ابن النبي ابراهيم مع امه هاجر الى الجزيرة وعاش مع بني قحطان المتواجدين انذاك في الجزيرة . ان نسب اسماعيل والقحطانيين يعود الى ارفكشاد بن سام الكلداني اي انهم من اصل واحد ودم واحد وعرق واحد وهو الكلدان . لقد لقبوا هؤلاء جميعا بالعرب نتيجة البداوة والتنقل من مكان الى اخر بحثا عن العشب والماء. يذكر ابن خلدون في كتابه ( تاريخ ابن خلدون ) ان العرب انتقلوا الى الجزيرة من بابل . اما بالنسبة الى اليهود فان اسحق بن النبي ابراهيم عاش في فلسطين وتزوج هناك وولد كلا من عيسو ويعقوب . ان التسمية اليهودية جاءت نسبة الى يهوذا من ابناء يعقوب حيث اعتنقوا الديانة اليهودية وسموا دولتهم بمملكة يهوذا . ان اليهود هم ايضا من الجنس الكلداني لكونهم ينسبون الى اسحق بن النبي ابراهيم الكلداني .
4- التسمية البابلية والاكدية
ان بابل وكما ذكرنا كانت من ضمن المناطق  التي ابتدأ فيها التواجد الكلداني بعد الطوفان في ارض شنعار / بلاد ما بين النهرن حيث كانت عاصمة الدولة الكلدانية التي اسسها نمرود الجبار بن كوش بن حام بن نوح الكلداني . لقد حمل الكلدان اسم بابليين في بعض الفترات نتيجة اتخاذهم من بابل عاصمه لهم حيث كانت اجمل عاصمة في العالم القديم على ضوء ما تم فيها من انجازات عمرانية هائلة تتمثل ببناء القصور الفخمة والاسوار العالية الضخمة وبناء الجنائن المعلقة احدئ عجائب الدنيا السبع وباب عشتار وبرج بابل التي بمجملها تخلد حضارة الكلدان العظيمة عبرا التاريخ . يذكر العهد القديم ( ان بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين ) – اشعيا  13-19 . اما بالنسبة للتسمية الاكدية فهي كما ذكرنا ان اكد كانت ايضا من ضمن المناطق التي بدأ فيها التواجد الكلداني بعد الطوفان في ارض شنعار حيث لم يكن يستوطن فيها اي جنس غريب عدا الكلدان الذين اصبحوا يلقبون بالاكديين نتيجة اتخاذهم من اكد عاصمة لهم والتي تولى حكمها سرجون الكلداني وهو من منطقة اكد واصبح يلقب بسرجون الاكدي واستطاع ان يخضع كل بلاد الكلدان تحت سيطرته من عيلام شرقا الى البحر المتوسط غربا ومن اليمن وعمان جنوبا الى جنوب تركيا شمالا وسمى امبراطوريته هذه بأمبراطورية الكلدان العظيمة .
5- التسمية الكردية والصابئة
لقد اصبحت منطقة شمال وادي الرافدين تابعة للدولة الكلدانية بعد سقوط الدولة الاشورية سنة 612 ق.م وعليه لجا اليها الكلدان من وسط وجنوب البلاد واستقروا فيها بالاضافة الى ذلك كان هناك مئات الالاف من الاسرئ الكلدان المتواجدين فيها والذين جلبوا من ارض بابل اثناء الغزوات الاشورية عليها وكذلك لقد لجا الكلدان اليها من وسط وجنوب البلاد في الفترات التي تعرضت اليها بابل لغزوات متوالية من الشرق والغرب بعد سقوط الدولة الكلدانية حيث عانئ الكلدان الكثير من الظلم والاضطهاد والقتل. وعليه فأن اغلب الاكراد في شمال بلاد ما بين النهرين  هم من الجنس الكلداني وحملوا التسمية الكردية نتيجة اعتناقهم الاسلام ولغرض تمييزهم عن الكلدان المسيحيين والسبب الاخر هو تجاورهم وتعايشهم واختلاطهم مع الاكراد والذي ابتدا منذ سقوط الدولة الاشورية واستمر لاكثر من 2600 سنة والذي ادئ الى انصهارهم في بوتقة التسمية الكردية .
اما بالتسبة للصابئة فقد حمل الكلدان هذه التسمية لكونها تسمية مذهبية وتتبع مار يوحنا المعمذان وايضا لغرض تمييزهم عن بقية المذاهب والاديان الاخرى . يذكر ابن خلدون الصابئة ويقول بان نسبهم يعود الى ارفكشاد بن سام بن نوح الكلداني وعليه فهم من الجنس الكلداني .


"حسيب العم بولص"


2
الكلدان و حقيقة انتساب عيلام وارام واشور

من خلال القاء نظرة عامة على التاريخ الكلداني وعلى ضوء ما تم ذكره ونشره من معلومات وحقائق وتفاصيل تخص الكلدان في صفحات التاريخ من قبل المؤرخين و الكتاب والباحثيىن العرب والاجانب فأنه يتحتم علينا التوقف عند بعض النقاط المهمة والجوهرية ليتسنى لنا معرفة معظم الجوانب الاساسية المتعلقة بحياتهم العامة و تفرعاتهم ضمن اطار امبراطوريتهم العظيمة ومن ثم الوصول الى الحقيقة التي يحاول البعض تشويهها وتحريفها والغائها وتأليف تاريخ جديد لهم ومن خلال اتباع قاعدة اكذب فأكذب تصدقك الناس وبأسناد ودعم من قوى متعددة لا هم لها سوى تحقيق مصالحها واهدافها .
1- لقد تباينت اشكال تصنيف الامم و الشعوب القديمة من قبل المؤرخين, فمنهم من يصنفها على انها تتكون من الكلدان ,الفرس,الهند,الصين,القبط,الترك,اليونان, ومنهم من يصنفها على أنها تتكون من الكلدان,الصين,الهند, ان هذا التصنيف هو اثبات وتأكيد على ان الكلدان هم الشعب الوحيد الذي ظهر وبرز في بلاد الرافدين والجزيرة (الجزيرة العربية حاليا) وضفاف الخليج الكلداني بدون ان تكون هناك تسمية عرقية اخرى في هذه المناطق التي يتواجدون فيها.
2- ما ذكره الكاتب الكلداني بيرسوس عن تاريخ الكلدان والذي قام الكتاب اليونانيين بنقل فقرات منه ,فأن هناك ذكر لعشرة ملوك كلدان حكموا بلاد الرافدين قبل الطوفان وان نوح (الذي بنى السفينة ) كان اخرهم,وهذا يؤكد بأن الكلدانية كانت قائمة قبل حدوث الطوفان وبنفس الوقت يؤكد بان نوح هو من الجنس الكلداني.
3- لقد ولد نوح الكلداني الأصل كلا من سام وحام ويافت وعليه يكون انتساب اولاده الثلاثة الى الجنس الكلداني, ثم ولد سام الكلداني كلا من ارام ,اشور,علام,ارفكشاد,لود.ان نمرود الجبار بن كوش بن حام ( ابن عمومتهم ) تولى الحكم على اول دولة كلدانية بعد الطوفان سميت بالدولة الكلدانية و التي شملت بابل, ارك,اكد,كلتة في ارض شنعار, وهذا تاكيد اخر على ان الكلدانية كانت قائمة قبل الطوفان,وان انتشار الكلدان في هذه المناطق هو ايضا تاكيد على كونها ذات خصوصية كلدانية.
4- توسعت الدولة الكلدانية وانتشر الكلدان في المناطق المجاورة لبلاد وادي الرافدين وأصبحت الأمبراطورية الكلدانية تمتد من اليمن جنوبا و ضفاف الخليج الكلداني ( الخليج العربي حاليا ) الى اواسط اسيا الصغرى شمالا ومن عيلام شرقا حتى البحر الابيض المتوسط غربا.  و على ضوء هذه الخريطة السياسية للكلدان نستنتج بأن العيلاميين الكلدان كانوا قد انسلخوا عن وطنهم وادي الرافدين و انتقلوا الى المنطقة الشرقية المحاذية لارض الرافدين ( في ايران الحالية ) و أقاموا دولة قوية سميت عيلام. اما بخصوص الاشوريين الكلدان فقد تبنوا الها اخر غير الاله الذي يعبده اخوتهم الكلدان في وادي الرافدين ثم انتقلوا شمالا حيث بنوا دولة قوية سميت اشور. أما فيما يخص الاراميين الكلدان فقد انتقلوا الى بلاد الشام وكونوا بلاد ارام. بالأضافة الى ذالك فأن العرب هم من
 الاصل الكلداني وقد لقبوا بالعرب نتيجة البداوة و التنقل من مكان الى اخر بحثا عن العشب والماء. فلقد كان الكلدان قد انتشروا على ضفاف الخليج العربي واليمن وعمان. كما انه يعود نسب العرب الى اسماعيل ابن النبي ابراهيم الكلداني . علاوة على ذالك,يقول الباحث و المؤرخ جواد علي ان مدينة الجرها ( الاحساء حاليا ) في السعودية هي موطن الكلدان الاصلي و كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع بلاد بابل. ان وقوع الجزيرة ( العربية حاليا ) ضمن اطار الخارطة السياسية الكلدانية هو دليل اخر على انتمائهم الى الكلدانية. اما فيما يتعلق باليهود فانهم قد لقبوا بهذا الاسم نسبة الى يهوذا من ابناء يعقوب, ثم ان نسبهم يعود الى اسحق ابن النبي ابراهيم الكلداني حيث استقروا في فلسطين و سموا دولتهم بمملكة يهوذا, وان مملكتهم هذه كانت ضمن اطار الامبراطورية الكلدانية, وعليه فان اليهود هم ايضا من الجنس الكلداني.
5- لقد كان الاله مردوخ هو الاله الاعظم للكلدان في بلاد الرافدين, وكان الاله اشور هو الاله الذي تبنته قبيلة كلدانية وأقامت دولة سميت بأسمه في شمال وادي الرافدين كذالك سموا انفسهم بأسمه. وكان الاله سن هو الذي تبناه الاراميين الكلدان في بلاد الشام. وكان الاله غرورجة او قررجة الذي يرمز الى اله القمر هو الذي تبناه العيلاميين. قد يكون هذا الاختلاف في عبادة الالهة هو سبب من اسباب الانفصال والعداء الذي كان العيلاميون والاشوريون والاراميين يضمرونه ضد اخوتهم الكلدان في بلاد وادي الرافدين وضد بعضهم الاخر, بالاضافة الى ذالك فان كل فئة منهم كانت تحاول ضم كل المناطق المتواجد فيها الكلدان الى امبراطوريتها اي بسط نفوذها وسيطرتها عليها بالقوة.
باستثناء ذالك ان العلاقة بين الكلدان في وادي الرافدين و الاراميين الكلدان كانت جيدة حيث يخبرنا التاريخ بعودة قبائل عديدة من الاراميين الى بلاد الرافدين وهذا يؤكد كونهم من اصل واحد و عرق واحد وايضا ما اكده الباحثين من ان الكلدان والاراميين هم من قبيلة واحدة او من منبع واحد.
6- اما فيما يخص التسميات التي برزت داخل بلاد الرافدين وعلى سبيل المثال التسمية الاكدية فأن اكد وكما ذكرنا كانت من ضمن المناطق التي بدأ فيها التواجد الكلداني مع بداية تأسيس الدولة الكلدانية على يد نمرود الجبار وانها برزت على الساحة اثناء انتقال الحكم والعاصمة من بابل الى اكد و بروز سرجون الاكدي الذي استطاع ان يفرض سيطرته على كل بلاد الكلدان ويسمي امبرطوريته بامبراطورية الكلدان العظيمة. ان هذه التسمية كانت قد اختفت بعد انتهاء حكم سرجون لكن التسمية الكلدانية بقيت مستمرة وحتى بعد سقوط الدولة الكلدانية و لا تزال مستمرة و ستبقى مستمرة.

حسيب العم بولص

3
         
اكذب .. فأكذب.. ثم اكذب... تصدقك الناس
لقد اُطلقت ولا زالت تطلق حملات اعلامية كبيرة ومكثفة من خلال البحوث والمقالات والخطابات تتبنى الفكر الاشوري القائم على التبشير بالاشورية وتهدف الى تشويه وطمس وازالة الهوية الكلدانية وتهميش وجود الكلدان ودورهم البارز في بناء حضارة وادي الرافدين وزرع بذور الأنشقاق وخلق الفتن بين صفوفهم وتمزيق مجتمعهم لتسهل عملية ابتلاعه وبأتباع اساليب الكذب بخداع الكلدان وتضليلهم واصطيادهم من اجل وقوفهم والتحاقهم في الصف الاشوري , وتحريف الحقائق التاريخية بهدف الوصول الى الحلم الكبير في اقامة دولة اشورية في شمال العراق تحمل اسم اشور .
نذكر بعض ما تم ترويجه والاعلان عنه من الفكر الاشوري وبأتباع الاساليب المذكورة  أعلاه ,ومن ثم التعليق عليها لغرض كشف وتوضيح الحقائق والنوايا وكما يلي :
اولاً : اطلاق التسمية المركبة (الكلدانية السريانية الاشورية ) وفرضها على الشعب الكلداني واعتبارها مظلة تهدف الى توحيد ولم شمل الشعب المسيحي في العراق وتنبذ التفرقة والانشقاق بين صفوفه وفي كونه شعب واحد ذات ديانة واحدة ولغة واحدة وتراث واحد ومصير واحد وانه يجب عليه الانضواء تحت مظلتها .
وبعد ذالك بفترة وجيزة تم الكشف عن حقيقة النوايا والأهداف المضمورة ضمن اطار هذه الهوية المركبة وتم الاعلان بأن الكلدانية والسريانية ما هي الا طوائف او مذاهب تابعة للاشورية . ومن هذا يتبين بأن الهدف الاساسي من وراء اطلاقها وفرضها على شعبنا الكلداني كان مبنياً على طمس الكلدانية واتخاذ الاشورية بديل لها كقومية .
لقد كان شعبنا الكلداني الاصيل العريق شعب واحد بلغة واحدة وهي الكلدانية وبتراث واحد وقوة واحدة موحدة منذ القدم وقبل حدوث الطوفان ثم اثناء قيام الدولة الكلدانية الاولى بعد الطوفان مباشرةً ولحين قيام قبيلة كلدانية تتبنى الاله اشور وتخرج من بلاد الكلدان (ارض شنعار )وتبني نينوى ,حيث سمى هؤلاء الكلدان افراد هذه القبيلة انفسهم بأسم الههم اشور كما سموا عاصمتهم ودولتهم لاحقاً بهذا الاسم .
ومن هنا حدث التمرد والانشقاق بأنسلاخ هؤلاء عن امتهم الكلدانية .
ثم بعد ذلك تم  القضاء على الانشقاق بتدمير عاصمتهم نينوى وتمت ابادة الاشوريين عن بكرة ابيهم من قبل الكلدان وقائدهم نبوخذ نصر عام 612 ق.م .
وبعد انتشار المسيحية في بلاد ما بين النهرين واعتناق الكلدان للدين المسيحي ازداد توحدهم ولحين مجيئ البروتستانت الانكليز الى هذه البلاد حيث زرعوا التجزئة والانشقاق بين صفوف الشعب الكلداني وذلك من خلال اطلاق التسمية الاشورية على بعض الكلدان النساطرة .
ان الانخراط والانضواء تحت مظلة التسمية المركبة هو بحد ذاته تمزيق للمجتمع الكلداني وسيزيد من حدة الانقسامات و الانشقاقات بين صفوفه وهذا بالطبع يدخل ضمن مخطط التاَمر على الكلدانية وعلى الشعب الكلداني .
ان الحقيقة التي يجب ان يستوعبها شعبنا المسيحي في العراق تكمن في ان الأنتساب العرقي والأنتماء القومي لأبناء هذا الشعب يعود للتسمية الكلدانية لكونها الأقرب الى الصحة والواقع والتي من المفروض ان يقوم هذا الشعب بتوحيد صفوفه ويدخل تحت مضلتها لكونها تتمثل بشعب عريق يعيش في بلاد ما بين النهرين منذ القدم وبنفس الوقت كونها ذات مدلول قومي عرقي وليس لها اي مدلول ديني وثني .
ثانيا:الأدعاء والترويج على ان الشعب المسيحي في العراق هو من الجنس الاشوري .
ان هذا الادعاء هو باطل وخال من الصحة ولا يستند الى اسس وحقائق تاريخية ,وعليه ولغرض توضيح الحقيقة نبين ما يلي :
1- ان الاشورية ليس لها مدلول عرقي او قومي بل لها مدلول ديني وثني .
2- ان الاشوريين (عبدة الأله الثور اشور) كانوا جزءاً من الشعب الكلداني وخرجوا من بلاد الكلدان (ارض شنعار ) وتوجهوا شمالاً حيث بنوا نينوى .
3- ان الاشوريين القدماء وقبل سقوط دولتهم على يد الكلدان ومن خلال غزواتهم المتكررة على بلاد الكلدان كانوا يقومون بأسر وترحيل الكلدان من بابل واسكانهم في المناطق النائية لبلادهم وفي اطراف نينوى ,ومن ضمن المناطق التي اسكن فيها هؤلاء الاسرى والمرحلين كانت مناطق كرمليس وباسيبا وهي (بيث سبيا ) اي بيت السبايا وبابلو شمال دهوك وحوض العمادية الى زاخو وكذلك في الشام واطراف ديار بكر وماردين والجزيرة وطور عبدين والقوش وبعشيقة . وكانت كل من القوش وبعشيقة مختلطة من الكلدان واليهود الذين جلبوا من مملكة يهوذا .كان سبب اسكان هؤلاء المرحلين من اليهود والكلدان في اطراف نينوى هو للاستعانة بهم في بناء القصور والاسوار وشق الترع والقنوات عند الحاجة .
4- لقد تم ابادة الجنس الاشوري عن بكرة ابيه عام 612 ق.م على يد الكلدان وبقيادة نبوخذ نصر ولم يكن هناك من يحمل الجنسية الاشورية منذ ذالك الحين حيث لم يبق لهم اثر في بلاد ما بين النهرين  .
5- يقول الرب وبتوجيه الكلام الى اشور وعلى لسان النبي حزقيال :
(بما انها تشامخت بقامتها وابرزت ناصيتها بين اغصان ملتفة وترفَّعَ قلبها في تشامخها فقد جعلتها في يد جبار الأمم (نبوخذ نصر ) فيصنع بها صنيعاً فأني قد نفيتها لنفاقها ....
ويضيف السيد الرب : في يوم هبوطها الى الجحيم اُقيمت مناحة....
نبوءة حزقيال
6- يقول المؤرخ ابو الحسن علي ابن الحسين بن علي المسعودي في كتابه الاشراف والتنبيه :
(ان الكلدانيين كانوا شعوبا وقبائل ومنهم (النينويين , الاشوريين , الأرمان , الجرامقة ,النبط .. الخ )).
7- يذكر ارسطوا طاليس وكذلك بطليموس الكلدان ويقولان بأن الكلدان ودار مملكتهم كلواذى من بلاد ما بين النهرين ومنهم ( النينويين , الاشوريين , الأرمان , الجرامقة , النبط , واهل السواد ).
8- كانت الاشورية في عهدها القديم خاضعة لبلاد الكلدان في عهد ملك بابل العظيم حمورابي ثم اعلنت استقلالها عن بابل بعد انتهاء حكمه.
ثالثاً: الأدعاء والترويج بعدم وجود حجر يذكر الكلدان وان التاريخ لم يذكر شيئاً عن الكلدان وانه لا وجود لأمة او قومية كلدانية .
لغرض توضيح الحقيقة نذكر بعض النقاط والتي تستند الى التاريخ وتؤكد عكس ذالك :
1- ان الخليج العربي الحالي كان يطلق عليه الخليج الكلدي او بحر الكلدان في الرقيمات الاشورية وفي المصادر التاريخية .
2- وقال من عنى بأخبار الأمم وبحث سيرة الاجيال بأن اصول الأمم في سالف الزمان سبعة هم ( الفرس ,الكلدان , اليونان , القبط , الترك, الهند, الصين).
3- يقول المؤرخ المسعودي في كتابه مروج الذهب ( ورد ذكر ملوك بابل من النبط وغيرهم المعروفين بالكلدان , والنبط شعب قديم كانت منه بقية على ايام العرب لدى ظهور الاسلام وكانوا ينزلون بلاد ما بين النهرين وثبت كونهم كلدانيي الجنس ) .
4- يقول ارسطوطاليس في كتاب  بوليطيا (ان الكلدان من كلواذى من بلاد ما بين النهرين وسمي سهل هذه البلاد سهل كلدو النضر او سهل شنعار ).
5- يقول المؤرخ المسعودي ( ذكرت الاخبار عن بدء العالم والخلق وتفرقهم على الارض والممالك والبر والبحر في القرون البائدة والأمم الخالية كالهند والصين والكلدان ).
6- يقول المؤرخ القاضي ابو القاسم صاعد الأندلسي في كتابه طبقات الأمم وفي تصنيفه للأمم (ان الأمة الاولى هم الفرس والثانية هم الكلدان والثالثة هم اليونان ...).
7-ان الجنائن المعلقة احدى عجائب الدنيا السبع وبرج بابل هي من صنع الكلدان ومنسوبة تاريخياً الى الكلدان .
رابعاً: التشهير بالكلدان والأدعاء والترويج في كونهم مجموعة من المنجمين والسحرة والعرافة .
هنا ايضاً نذكر بعض الحقائق التاريخية عن الكلدان وفي ضوء هذا الأطار :
لقد اشتهر علماء الكلدان في موضوع الفلك ورصد النجوم حتى اعتبروا مؤ سسوا علم الفلك , ومن خلال خبرتهم ومعرفتهم في هذا المجال كانوا اول من قسم وحدد الزمن بالسنوات والأشهر والاسابيع فالأيام ومن ثم قسموا الأيام  الى ساعات والساعات الى دقائق والدقائق الى ثواني .
اما بخصوص كون الكلدان من السحرة والعرافة , فلا يعقل ان يكون شعب عريق كهذا بكامل افراده من العرافين والسحرة ثم ان هذه الممارسات كانت موجودة  لدى كل الشعوب القديمة , بالأضافة الى ذالك لقد جاء ذكر الكلدان في المصادر التاريخية والكتاب المقدس في غزو مملكة عيلام ونهبها , سحق المنشقين الاشوريين وابادتهم , تدمير مملكة يهوذا , ابادة الجيش المصري واكتساح بلادهم وعلى النحو التالي :
1- في عام  (1124-1103)ق.م شن الكلدان بقيادة الملك البابلي نبوخذ نصر الاول حملة عسكرية وانتصروا فيها واخذوا بلاد عيلام وسلبوا كنوزها .
2- في معركة كركميش التي خاضها الكلدان بقيادة نبوخذنصر ضد الاشوريين والجيش المصري بقيادة نيخو الثاني استطاع الكلدان من تدميرهم وأبادتهم .
3- في شهر ايار من عام 603 ق.م قام الكلدان بقيادة نبوخذنصر بحملة عسكرية ضد مملكة يهوذا المتمردة .
4- في نهاية عام 599 ق.م قام الكلدان بقيادة نبوخذ نصر بالهجوم على مملكة يهوذا واجلوا (3000) يهودي الى بابل .
5- في عام 582 ق.م تمرد صدقيا ملك مملكة يهوذا على ملك بابل وبتحريض من فرعون مصر , وعليه توجه الجيش الكلداني الى المملكة وقام الكلدان بتدمير وحرق اورشليم وجلبوا صدقيا الى ملك بابل .
6- قام الكلدان بقيادة نبوخذ نصر بحملة عسكرية ضد فرعون مصر اماسيس سنة 568 ق.م ودمروا الجيش المصري وتوغلوا في عمق الاراضي المصرية حتى بلغوا حدود ليبيا.
7- قام الكلدان بالهجوم على مملكة يهوذا بعد تمرد اليهود على ملكهم الذي كان نبوخذنصر قد عينه على مملكتهم وقاموا باكتساح وتدمير اورشليم وسبي الالاف من سكانها الى بابل .
8- فحلف جَدَليا لهم ولرجالهم وقال لهم لا تخافوا من عبودية الكلدانيين ,اسكنوا في الارض وتعبدوا  لملك بابل فيكون لكم خير .                                             سفر الملوك الرابع الفصل 25.
9- يقول الرب وعلى لسان ارميا : (والذي يخرج ويلجأ الى الكلدانيين المضيقين عليكم يحيا وتكون له نفسه مغنماً , بنوءة ارميا /فصل 21.
10- قال الرب :هاءنذا اجعل هذه المدينة في يد ملك بابل فيأخذها , وصدقيا ملك يهوذا لا يفلت من ايدي الكلدانيين ...وأن حاربتم الكلدانيين فأنكم لا تنجحون .
 نبوءة ارميا/الفصل 32.
فهل يعقل ان تكون كل هذه القوات والجيوش الكلدانية العظيمة من العرافة والسحرة وهل من المنطق والحكمة ان يتم نعت الكلدانيين بالسحرة والعرافيين وهم بهذا النفوذ والقوة والجبروت.
 يكفينا ان نقول ان الشعب الكلداني العريق بكيانه العرقي هو شعب عاش في بلاد ما بين النهرين من شمالها الى جنوبها منذ القدم وكانت له قبائله وطوائفه العديدة وان الامة الكلدانية كانت امة كبيرة عظيمة بحضارتها وتاريخها ومنتشرة على مساحات شاسعة من الارض في الشرق الاوسط ولها شهرة تفوق شهرة الأمم .
حسيب العم بولص

4
                               الكلدان بين صفحات الكتاب المقدس والتاريخ

لقد تناولت اقلام الكتاب والمؤرخين والباحثين الشعب الكلداني على انه اقدم موجة بشرية خرجت من شبه الجزيرة متوجهة شمالا وشرقا الى بلاد وادي الرافدين وبلاد الشام حيث اتخذت من بابل عاصمة لها , ثم تناولت اقلام هؤلاء حضارة الكلدان وقوتهم وغزواتهم واسماء ملوكهم وفترات حكمهم .
فيما ورد ذكر الكلدان وموطنهم ولغتهم وعاصمتهم وقوتهم وغزواتهم وابرز ملوكهم في العديد من صفحات الكتاب المقدس ( الأنجيل ) .
هناك مصادر تاريخية معتمدة تذكر الكلدان واسماء عدد من ملوكهم قبل الطوفان وهم عشرة ملوك : 1-الور 2-الافار 3- اميلار او الميلون 4- امون 5- اميلاكار 6- داب 7- ادورناخ 8-اميمسين 9- اوبارت 10- شيشيت او ستينشم وهذا في عهده حدث  الطوفان وجاء اسمه في المصادر اليونانية (كسيسطروس) وهو الذي بنى السفينة وكما يبدو هو نوح المذكور في الكتب السماوية .
يقول بعض المؤرخين بان الكلدان كانوا يشكلون امة عظيمة قديمة الرياسة نبيهة الملوك وكان منهم النماردة  الجبابرة الذين اولهم نمرود الجبار . ويقول البعض الاخر بأن اول دولة نشأت بعد الطوفان كانت الدولة الكلدانية وملك عليها نمرود الجبار وبنوه وسقطت هذه الدولة سنة 2449 ق.م . وكان نمرود الجبار هذا ابن كورش بن حام جبارا في الارض وكان ابتداء مملكته في بابل من ارض شنعار .
يقول الكتاب المقدس :
كوش ولد نمرود الجبار اول مملكته بابل وارك واكد وكلته في ارض شنعار ومن تلك الارض خرج اشور فبنى نينوى . سفر التكوين / الفصل العاشر
وارض شنعار هذه وكما يذكر التاريخ والكتاب المقدس هي بلاد الكلدان ( بلاد بابل ) والتي سميت بسهول كلدو النضيرة من قبل بعض المؤرخين .
وبعد ان ولد نوح كلا من سام وحام ويافت وكثر نسله على وجه الارض وكما يقول الكتاب المقدس / العهد القديم بأن الارض كانت كلها لغة واحدة وكلاما واحدا حيث قالوا تعالو نبني لنا مدينة وبرجا رأسه في السماء ونقم لنا اسما كي لا نتبدد على وجه الارض . سفر التكوين /الفص الحادي عشر .
فسميت المدينة بمدينة بابل وسمي البرج ببرج بابل في حين كانت تسميتهم اصلا الكلدانيين .
تفيد المعلومات المقتبسة من المؤلفين الالمان والفرنسيين ومن المستشرقين الاخرين المتخصصين في الاثار والتاريخ الشرقي القديم بأن الكلدان هم اول من برز على مسرح السياسة والحكم في وادي الرافدين كساميين .
يذكر الكثير من المؤرخين والباحثين بأن التواجد الكلداني كان قائما في شمال وادي الرافدين اعتباراً من وان وحتى انطاكيا  ومواقع اخرى هنا وهناك في هذه المنطقة (كوردستان  الحالية ) وقبل تأسيس الدولة الميدية من خلال حملات الترحيل والسبي التي قام بها الملوك الاشوريين بحق الكلدان .
تذكر المصادر التاريخية بأن معظم القبائل الكلدانية كانت تعبد الاله مردوخ وتجعله سيد الالهه , في حين قامت بعض من هذه القبائل بعبادة اله اخر يحمل اسم اشور وتفضله على مردوخ, وعليه تركت القبائل الكلدانية التي اتخذت من اشور الهاً لها ارض بابل وتوجهوا شمالا حيث بنوا نينوى .
وتشير المصادر التاريخية الى ان القوات الكلدانية بقيادة نبوبيلاصر الكلداني وبالتحالف مع الميديين قد قامت باحتلال نينوى وحرقها في شهر اب سنة 612 ق.م. وفي حينها هرب الأشوريين الى مدينة حران للأستعانة بفرعون مصر والقوات المصرية المتحالفة معها لرد الهجوم الكلداني .
بعد وصول فرعون مصر نيخو الثاني على رأس جيش كبير لمساندة الأشوريين , قام الكلدان بقيادة نبوخذنصر ابن نبوبيلاصر الكلداني بالهجوم على حران وتم احتلالها وابادة القوات الأشورية والمصرية عن بكرة ابيها وبذلك انطوت صفحة الأله اشور وتلاشت التسمية الأشورية .
ان مبتكر التسمية الأشورية التي برزت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يتمثل بالأنكليز البروتستانت الموفدين الى بلاد الرافدين لأيجاد موطئ قدم لحكومتهم في قلب الدولة العثمانية او للتمهيد للتدخل البريطاني في المنطقة تحت مظلة الدين بعد ان لاحظوا بلوغ الامبراطورية العثمانية مرحلة الانهيار ولمنافسة روسيا القيصرية على اراضي هذه الدولة . وكان البروتستانت البريطانيين ومن خلال وفد رئيس اساقفة كنتربري الى نساطرة هكاري برئاسة ويكرام هم اول من اطلق التسمية الاثورية على الكلدان النساطرة في هكاري بعد ان كانت التسمية الكلدانية قد تلاشت من الوجود بسبب انتشار المسيحية بين سكان وادي الرافدين والذي ادى بدوره الى تناسي او نسيان الأنتماء القومي للكلدانية .
كان الكلدان في سابق عهدهم اهل غزو وغارات على ضوء ما ذكره واشار اليه المؤرخيين والكتاب والباحثين وما تم ذكره في المصادر التاريخية والكتاب المقدس /العهد القديم .
يقول الرب وعلى لسان النبي ارميا واصفٍا" ملك بابل نبوخذنصر :
قد طلعَ الأسد من عرينه ومهلك الأمم زحف وبرز من مكانه .... نبوءة ارميا / الفصل الرابع .
كما يقول الرب وعلى لسان النبي ارميا واصفا" الامة الكلدانية :
امة قوية امة قديمة امة لست تعرف لسانها ولا تفهم ما تتكلم به جعبتها كقبر مفتوح كلهم جبابرة ..... نبوءة ارميا /الفصل الرابع .
وفي نبوءة حبقوق / الفصل الاول , يقول الرب :
انظروا  بين الامم وابصروا وتحيروا حيرة لأني عامل عملا" في ايامكم لا تصدقون به ان اخبر به فها انذا مقيم  الكلدانيين الامة المرة الفاححة السالكة في رحاب الارض لتملك مساكن ليست لهاء هي هائلة ومخوفة من قبل نفسها يخرج كمها وجلالها وخيلها اسرع من النمور وأحد من ذئاب المساء وفرسانها ينتشرون ويأتون من بعيد يطيرون كالنسر المسرع الى الأكل يأتون كلهم للظلم ، منظر وجوههم الى قدام ويجمعون سبيا" كالرمل وهي تسخر من الملوك والرؤساء ضحكة لهاء وتضحك على كل حصن وتكدم التراب وتأخذه ثم تتعدى روحها وتعبر وتأثم هذه هي قوتها .
يقول الكتاب المقدس في حواش على المجلد الثالث /انجيل القديس متى :
ان القديس متى هو اول من كتب الانجيل وكانت كتابته له في السنة الثامنة بعد صعود الرب الى السماء وضعه لفائدة اليهود الذين في ارض فلسطين ولذالك كتبه باللغة السريانية الكلدانية وهي لغتهم يومئذٍ .
ويتضح من هذا ان السريانية هي ذات مدلول لغوي اي هي لغة الكلدان وليس لها مدلول عرقي ثم انها اطلقت في اواخر القرن الاول وبداية القرن الثاني الميلادي على الكلدان الذين اعتنقوا المسيحية .
يقول الكتاب المقدس /العهد القديم :
1-ان الرب دعا ابراهيم ليخرج من اور الكلدانيين ثم قال له انا الرب الذي اخرجك من اور الكللدانيين لأعطيك هذه الارض ميراثا" لك. سفر التكوين /الفصل الخامس عشر .
2-ومات هاران قبل ابيه نارح في ارض مولده في اور الكلدانيين .سفر التكوين /الفصل الثالث والعشرين.
3-فأخذ نارح ابنه ابرام ولوط بن هاران فخرج بهم من اور الكلدانيين. سفر التكوين /الفصل الحادي عشر .
ويتضح من هذا ان الكلدان كانو قد سكنوا في بلاد وادي الرافدين حيث خروج النبي ابرهيم الكلداني ابو اسحق واسماعيل من هذه الارض . بالاضافة الى ان بلاد الكلدان الكبرى كانت قد امتدت من اليمن -عمان -الحجاز-ضفاف الخليج الكلداني (الخليج الكلدي او بحر الكلدان ) (الفارسي ثم العربي حاليا" ) الى بلاد الشام وجنوب تركيا ولبنان والاردن .
وأخيراً فأن ما يهمنا في المرحلة الراهنة هو تسليط الضوء على ان الشعب المسيحي في وادي الرافدين هو من الجنس الكلداني الذي عليه الافتخار بتسميته القومية وانه لا وجود لأية تسمية اخرى ينسب اليها .
كما ان كل مسيحي يعترف بحقيقة ايمانه بالسيد المسيح عليه الاعتراف والخضوع لكل كلمة وحرف وردت في الكتاب المقدس (العهد القديم والجديد ) وأن كل من هو غير مسيحي ومن نسل النبي ابراهيم الكلداني ابو اسحق و اسماعيل ويؤمن بأن الكتاب المقدس هو كتاب سماوي عليه الاعتراف والخضوع لما ورد فيه من معلومات وحقائق ووقائع
يقول السيد المسيح في انجيل القديس متى :
لا تظنوا اني اتيتُ لأحل الناموس والأنبياء , اني لم آتِ لأحل لكن لأتمم .
الحق اقول لكم انه الى ان تزول السماء والأرض لا تزول  ياء او نقطة واحدة من الناموس حتى يتم الكل .

حسيب العم بولص

صفحات: [1]