عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - رمزي العبيدي

صفحات: [1]
1
مقالة:

قولٌ مهمٌ بعد زيارة إلى مكتب من مكاتب
وزارة الأمن الوطني الأمريكيَّة

رمزي العبيدي
لويسفيل ــــــ كنتاكي
بتاريخ 19/آب/2016م، طلبْتُ من صديقي المترجم (أ.أA.A) ()، مرافقتي إلى مكتب من مكاتب وزارة الأمن الوطني، بمدينة لويسفيل بولاية كنتاكي الأمريكيَّة، ذلك لأنَّني أحتاج مساعدته في الاستفسار عن معاملة الإقامة الدائمة (الكرين كارت) في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد مرَّ عام كامل تقريبًا على فترة الانتظار منذ يوم التقديم، وهذا أمرٌ طبيعي لأنني آتٍ من بيئة حقيرة ينتشر فيها القتل والإرهاب وسفك الدماء، واسفًا إنَّنِي منها، فالأمر لم يكن باختياري.
استعنْتُ بصديقي هذا المترجم الفذ، خوفا من عثراتي المحتملة في اللغة الإنكليزية، كوني أحسن استعمالها في حياتي اليومية مع بعض الزلات المحتملة، فقد أتلكأ أو لا أفهم بعض المفردات، لكنِّني أجيد منها ما يتعلق بعملي ورزقي وأحسنه ولا أتوقف فيه، حتى يظنَّ بعض المتعاملين معي في العمل إنَّني متمكن منها أو مجيد لها، وكنتُ أظنُّ وأعتقد أنَّ مكانا مثل وزارة الأمن الوطني الأمريكية لا يحتمل أخطائي وعثراتي وزلاتي اللغويَّة، فقد كنتُ خائفا من هذه الزيارة، قبل الشروع فيها، رُبَّما كان هذا الخوف من تراكمات الظلم الذي تعرضْتُ له بما قيل لي قبلا بأنَّها بلادي، قُبِّحَتْ من بلاد.
وكنت مخطئًا في هذا الاعتقاد وسيِّئًا في ذاك الظن، فقد استقبلنا ضابط بملابس مدنية، لا أعرف رتبته، ربما يكون عقيدًا قياسا إلى ما قدره صاحبي المترجم من عمر الرجل، ومهما تكن رتبته، فقد كان ظريفا مبتسمًا دمث الخلق حلو الحديث، قدَّمَنِي له صديقي المترجم كمراجع، وقدم نفسه كمترجمٍ لي، ثمَّ قدَّم له أوراق معاملتي، فابتسم الرجل وطلب هويتي الأمريكيَّة وهي إجازة السوق نفسها، معتذرًا عن طلبه تلك الهوية، بقوله: إنَّه يحافظ على خصوصية ملفي، فيمنع أن يطلع عليه غيري، لهذا يطلب إثبات الشخصيَّة، خاتمًا طلبه بقوله: إذا سمحت سيدي (سير).
عندها حزنت على نفسي وما كنت فيه، متذكرًا مراجعاتي في وزارة الداخلية العراقية الحقيرة التافهة البائسة، عندما أردْتُ تجديد هوية الأحوال المدنيَّة، أو إصدار شهادة الجنسية العراقيَّة، أو إصدار جواز السفر العراقي سيء السمعة والذكر، وتذكرْتُ الرشاوى التي دفعتها في كلِّ زيارة، وتذكرت سوء معاملة الضباط والمنتسبين لمَن لم يدفع، وكذا تذكرت ما شابهها من مراجعاتي في سوريا بلد بشار بن أنيسة مخلوف، هذا المجرم ابن المجرم الذي قتل شبعه في أكبر مجزرة عرفتها البشريَّة في التاريخ المعاصر، وكيف استلموني بالرشاوى منذ يوم دخولي عبر الحدود العراقية السوريَّة في ربيعة واليعربيَّة، إلى يوم مغادرتي عبر الحدود السورية اللبنانية من معبر جديدة يابوس، وما بينهما من ابتزاز علني في ثمانية أعوام لتجديد معاملة الإقامة التعيسة.
وبينما أنا أتذكر كلَّ هذا، كان الضابط الأمريكي يراجع معاملتي عبر الكمبيوتر، مدققا مراحل سيرها، محاولا مساعدتي بما تيسَّر له من صلاحيَّات خولها له القانون الأمريكي العادل من خلال منصبه السامي، فاجأنِي باعتذاره عن تأخيرهم بالمصادقة على إقامتي الدائمة، معللا ذلك بكثرة الطلبات، وطبعًا لم يصارحنِي بحقيقة قذارة المنطقة التي آتٍ أنا منها، وهو لا يدري إنَّني لا أنكرها، فالغبي هو من ينكر الحقيقة ويعاندها، عندها أخبرته عبر المترجم إنني غير متضرر من التأخير كوني لا أريد السفر حاليًا، لكنَّني أريد تجديد تصريح العمل، والمبلغ المطلوب كرسوم هو مرتفع جدا، فهو بقيمة 380 دولار لكلِّ شخص، وأفراد أسرتي خمسة، فقال لي مبتسمًا، أنتَ مقيم نظامي وفق ضوابط قانون الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكيَّة، لهذا فأنت معفو من تلك الرسوم، وأشار بإصبعه إلى وصل استلام معاملة الإقامة الدائمة، قائلا هذه الورقة تعفيك منها، وقدَّم لي نموذج طلب التجديد (الأبلكيشن)، شاكرًا لي مراجعتي له وحرصي على المحافظة على عملي، ولم يطلب مني أو يلمح لرشوة أو إكراميَّة، ولم يقل لي باللهجة العراقية (وين مالاتنا).
والحديث هنا ذو شجون، وقد يطول ولا أريد الإطالة، لكنَّني أريد أنْ أقول لكلِّ الأغبياء الذين يشتمون أمريكا، دون أن يعرفوا عنها شيئًا، اشتموا أنفسكم وما أنتم فيه من سوء حال، أو حالوا التخلص ممَّا أنتم فيه من تخلف ورجعيَّة، واجهوا أنفسكم بالحقيقة حتى تتغيروا وتتطوروا، ولا تنكروها حتى لا تنغمسوا في الوحل أكثر من انغماسكم فيه الآن.
ولا يفوتني أن أقول لكلِّ الأغبياء الآخرين الذين يقيمون في دول الغرب المتحضر، ودول الديمقراطية وحقوق الإنسان، وما زالوا محتفظين بغباوتهم الموروثة من دولهم المتخلفة والرجعيَّة التي قدموا منها، لا تخربوا هذه الدول المتحضِّرة بغباوتكم وأفكاركم الهدامة وخزعبلات أديانكم البائسة وترهاتها، وعيشوا وتمتعوا بالحرية والديمقراطية التي فيها، بالعراقي: (اكلوا ووصوصوا)، واتركوا العراق بحاله، وإذا كنتم معترضين على الحضارة والتطور الذي تشاهدونه في دول الغرب، وتحنون إلى بلدكم الأم العراق التعيس البائس، اتركوها بحالها، وعودا إليه وعيشوا تحت ظل أحزابه الدينيَّة الإسلاميَّة الرجعيَّة المتخلفة، وعاصروا حكومات الروزخونات واللطامة المتعاقبة فيه بعد العام 2003م.
بالنسبة لي، أو بقدر تعلق الأمر بي، أنا -شخصيًا- أؤمن بأنَّ بلدي هو الذي تُصَانُ فيه كرامتي، ويُحفظ فيه حقي، ولا يتعدَّى عليَّ فيه شرطي تافه لغرض ابتزازي أو أخذ الرشوة منِّي، بلدي هو الذي يوفر لأولادي حياة كريمة، فيكفل حقهم في الصحَّة والتعليم، بلدي هو الذي يعطيني حقي عليه أولا قبل أنْ يطالبني بأنْ أدافع عنه أو أذود عن حدوده، هذا هو بلدي، أمَّا فيما يتعلق بالعراق هذا البلد الذي أحمل جواز سفره مرغمًا كارهًا مكرها، على طريقة مكره أخاك لا بطل، فإذا كان الأمر فيه متعلقًا بالأوراق والوثائق والأصول، فأنا عراقي ابن عراقي ابن عراقي، وإذا كان متعلقًا بغيره من كرامة وصحة وتعليم وغيرهم ممَّا قدَّمتْ فيما أريده للذي هو بلدي، فأنا لسْتُ عراقيًا ولا يشرفني ذلك، لأنَّ في عراقكم التعيس لمْ تُحفظْ ولمْ تُصنْ كرامتي، وابتزني وأرغمني واعتدى عليَّ فيه أتفه الشُّرَط، ولم يوفر لأولادي حقهم في التعليم والصحَّة، ولمْ يقدِّم لي شيئًا وأرغمنِي على الدِّفاع عنه والذود عن حدود أراضيه، وإلا كنتُ عارًا على أهلي وأقربائي وعشيرتي التي لم اعترف بها يومًا، لا أنا ولا أبي، ولم نتواصل معها وما هي عندي إلا اسم ونسب فقط وجدته مكتوبًا في بطاقتي الشخصيَّة، ولم يكن لدي حقٌ اختياره أو الانتساب إليه، بئس العراق وبئس من يفتخر بأمجاده الزائفة التي لا مجال هنا للخوض في زيفها وأباطيلها.
بقي أمرٌ أخيرٌ لا بد من ذكره أو تذكير الأغبياء به من الذين طبلوا وزمروا ورقصوا على أغنية المطرب الإماراتي حسين الجسمي، والتي ظهرت مؤخرًا، بعنوان: #كلنا_العراق ، وهو: إنَّ هذه الأغنية جميلة جدا وراقية، لكن مضمونها أو ما جاء فيها هو بعيد عن الواقع تمامًا، ولا يمت له بصلة مطلقًا، فقد انتهى العراق بفضل الأحزاب الإسلامية الرجعيَّة المتخلفة، التي حولته إلى بلد لأدعياء الثقافة وتجار الدين من مزوري الشهادات، وجاءتْ لنا بالفاشلين المتخلفين الذين لا يصلحون لإدارة دولة، ليت مشاكل العراق تحل بالأغاني والكلمات الجميلة التي جاءَتْ في هذه الأغنية الرائعة.
بالعراقي:
نبقى شعب ياهو الي يصفكله يركص.
يله أركصوا براحتكم، وصدقوا الكذبة مال ‫#‏كلنا_العراق‬ .
..................

للتواصل مع الكاتب يرجى الكتابة إلى:
Ramzee_Alobadi@Yahoo.Com
Ramzee_Alobadi@Hotmail.Com
RamzeeAlobadi@Gmail.Com
ramzee.alobadi@facebook.com
RamzeeAlobadi@Skype.Com
http://facebook.com/ramzee.alobadi

2
مقالة
زها حديد
ذكاء امرأة امتزج في غباوة شعب
رمزي العبيدي
لويسفيل ــــــ كنتاكي
الولايات المتحدة الأمريكيَّة
هناك مثل شعبي بغدادي، يقول: (إلي يموت يطولن كراعينه، ومن جان عايش محد بحالة)، وهو ينطبق شكلا ومضمونًا على المهندسة البريطانيَّة من أصل عراقي زها حديد، صاحبة التصميمات العالميَّة في أرجاء عديدة من هذه الدنيا في العالم المتحضِّر الذي احتضنها مذ كانت صغيرة، ونمَّى موهبتها وطورها وأتاح لها مجال الإبداع، ليستفيد في الأخير من علمها وعملها تطبيقيًا، وطبعا ليس لها أي تصميم عراقنا التعيس، والسبب يتلخص ببساطة أنَّها لا تنتمي لهذا البلد أو لا علاقة لها به، فهو لم يقدِّم لها شيئًا، ولا تعرفه لا من قريب ولا من بعيد، لذا فأنا أشكِّك بما جاء في سيرتها الذاتية على موقع الموسوعة الحرَّة (ويكيبيديا) في الشبكة الدوليَّة للمعلومات (الانترنت)، من إنَّها عاشت في العراق حتى أكملتْ دراستها الثانوية فيه، وأكاد أجزم أنَّها غادرته وهي طفلة لم يتجاوز عمرها السنوات الست الأولى، لأنَّ كلَّ مقابلاتها المسجلة مع جميع القنوات الفضائية  الناطقة بالعربية التي استضافتها لغرض تسليط الأضواء على إنجازاتها في مجال البناء والتعمير في العالم الحر العائش عيشة تختلف أو لا تقارن بعيشتنا في العراق المتخلف المبتلى بالأحزاب الإسلاميَّة الرجعيَّة، قلتُ: تظهر في كلِّ تلك المقابلات ناطقة بعربيَّة ركيكة، وبلهجة لبنانيَّة سرعان ما تمزجها باللغة الإنكليزيَّة لغة بلدها بريطانيا، وهي تبدو للمشاهد وكأنَّها تعلَّمَتْ العربية باللهجة اللبنانيَّة، أو إنَّ العربيَّة لغة ثانية لها لا أولى، وهذا أمر طبيعي لمن لا علاقة لها بالعربيَّة أو لم يستعملها في حياته، ولو إنَّه درس بها حتى الثانوية لكان الأمر مختلفًا، والمؤكد: إنَّها خريجة الجامعة الأمريكية في بيروت، عام 1971م، ثمَّ تخرجَتْ من الجمعية المعمارية بلندن عام 1977م، لتصير في الأخير عميدة لكليَّة العمارة فيها، وأستاذة زائرة في عديدٍ من جامعات أوربيَّة وأمريكيَّة.
والسؤال الوجيه هنا يمكن لنا صياغته بعدَّة أوجه، منها: ما علاقة العراق بكلِّ ما تقدَّم في حياة زها حديد؟، أو ما علاقتها بالعراق؟، أو أين العراق في حياتها؟، هل هي عراقيَّة تحمل الجواز العراقي غير المحترم في كلِّ دول العالم تقريبًا؟، هلْ كانت تشعر بالحنين إلى شوارعه وأزقته التي لا أعتقد إنَّ عندها ذكريات فيها، أو إنَّها تعرف شيئا عنها؟، هل دفع لها العراق مصاريف الجامعة؟، أو هل أرسلها بعثة دراسيَّة؟، هل فكرت هي أنْ تقدِّم لهذا العراق البائس شيئًا؟.
يذكر موقع الموسوعة الحرَّة (ويكيبيديا)، الذي لا أثق فيه لأسبابٍ منطقية ومهنيَّة، ليس موضوعنا التفصيل فيها، يذكر هذا الموقع: ((لم تلقَ تصاميمها اهتمامًا لدى مجلس النواب العراقي، حيث رفضوا عدة تصاميم قدمتها بدون مقابل، حيث جاء على لسان المعمارية زها حديد بأنَّ النائب علي العلاق كان قد رفض تصاميم قدمتها، وذلك حسب ما جاء في مقابلة لها في مجلة دير شبيغل الألمانية))، وسواء صحَّ هذا أم لم يصحْ؟، فلا قيمة له من الناحية العمليَّة، لأنَّها إنْ كانت قدَّمت ما قدَّمت فعلا، فهي قد تأخَّرَتْ كثيرًا إلى أن وصل الحكم إلى يد الهمج والرعاع والمتخلفين من حثالات البشر وأرذال الناس، ولا تقلْ لي لمْ تقدم شيئًا للنظام الدكتاتوري السابق لأنَّها كانتْ سياسية أو إنَّه كان يضطهدها، كافانا سخفًا في طريقة التفكير، وكفانا استخفافًا بعقول الناس.
دعونا نتخيَّل ماذا سيكون مصير زها حديد لو إنَّها بقيت في العراق ولم تغادرها ناجية من كلِّ ما فيه من رجعية وتخلُّف، وتزييف وتسويف للتاريخ والحقائق، فمنصب والدها محمد حديد الوزير السابق عن الحزب الوطني الديمقراطي العراقي، قد لا يشفع لها في أنْ تكون صاحبة محل للعطور، أو محل للحلاقة النسائيَّة، وهذا أقصى ما قد تستطيع الوصول إليه في العراق مقارنة بعبقريتها ونبوغها، أو لا تعدو أن تكون موظفة بائسة مغمورة في دوائر ما تسمَّى الدولة العراقية، ولن تتميَّز عن المفكرينَ والمبدعينَ الذين لمْ يأخذوا حقهم ومكانتهم في عراقنا التعيس البائس المتخلف في كلِّ العصور،  العراق الذي فيه شعب لا يعرف أنْ يقول الحقيقة، فهو مستحيي منها دائمًا، ولا أدري لماذا؟، شعبٌ يدَّعي أنَّه عريق في الماضي، ولا يعترف بتخلفه الآني أو الحاضر، شعب يرفض التفكير، ويرفض الاستماع، شعب متميِّز في إلقاء التهم الجاهزة للمقابل أو المعترض على، أو الرافض لـ، هذه السلوكيات الرديئة، كما تعرفون، من مثل: خائن عميل جاسوس، أضيفت لها اليوم ملحد كافر مرتد، عدو الله، الله الذي هو الرب الذي يقتلون باسمه، أو إرضاءً له، وعندي: ملعون هو الرَّبُّ الذي يرضى بقتل البشر.
في النهاية انتقلتْ المهندسة البريطانيَّة زها حديد، إلى العالم الآخر، أو عالم البقاء الحقيقي، كما يطيب لأحد كبار كتَّابنا أو أساتذتنا أنْ ينعته، عالمٌ يعتقد بعض البشر أنَّها ستقابل فيه هذا الرَّبَّ المزعوم، وما سيتعلق بهذه المقابلة من ترهات وخزعبلات لا تهمنا، المهم: إنَّها ماتتْ والموت هو النهاية الحتمية والمنطقية لكلِّ ما هو حي، وطبعًا لم يمرِّر السُّذج ومحدودو التفكير وضعيفو الإدراك وقليلو التمييز من العراقيين – وهم كثر، بلا فخر – هذه المناسبة فامتلأت أغلب الفضائيات العراقيَّة، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالنعوات والحسرات على موت هذه العظيمة التي يدعون عراقيَّتها، وهي لم تكن تحمل جوازًا عراقيًا في حقيبتها، بل لا تريده، هو الذي لنْ ينفعها ولا قيمة له عندها إنْ وجد.
يبدو إنَّ النكسات والخيبات والنكبات التي مرَّتْ على العراق في الستين سنة الأخيرة من تاريخه العتيد البائس، حوَّلَتِ العراقيين إلى شعب غير منطقي وغير موضوعي في طريقة تفكيره وإدراكه، شعب رأيته يقدِّس علم بلاده كخرقة لا كرمز، فلم يهتم أو يكترث عندما يتغيَّر هذا العلم دائمًا أو كلَّ مرَّة، بتغير الحاكم المستبد طبعًا، فعلم العراق تغيَّر بتغير الحاكم في الأعوام 1958م، و 1963م، و 1996م، وبتغيير الظروف أو لمناسبة ما في العام 1991م، ثمَّ تغيَّر مرَّة أخرى بتغير الحاكم أيضًا عام 2003م، وكان العراقيون مستمرين بتقديس الخرقة دائمًا، كخرقة لا كرمز كما قدَّمنا، أقول بعد هذا الاستطراد، الذي قد تتخيَّل أن لا علاقة له بموضوعنا: هكذا تعامل العراقيونَ في رثائهم لهذه الإنسانة الراقية، فقد رثوها لأنَّ أصولها عراقية، ولم يرثوها لأعمالها الخالدة في العالم المتحضر، لم يرثوا إنسانيتها ورقي علمها وعظمة عملها، رثوها مفترضين أنَّها عراقيَّة، وشابه تعاملهم معها تعاملهم مع الخرقة في علمهم، وهذه كارثة الكوارث، ومصيبة المصائب؛ وبسبب كلِّ ما تقدم أنا أشفق على حزنهم المصطنع المتكلف الذي لا معنى له ولا قيمة، وما عساي إلا أنْ أقول وداعا أيَّتها الإنسانة البريطانية العظيمة زها حديد، وداعا يا مَن قدَّمْتِ للإنسانية ما ستذكرك به، أو ما ستخلد اسمك في قواميسها بسببه، ارقدي بسلام أيَّتها الطيِّبة، أرقدي بسلام يا مَن حملك البسطاء والأغبياء ما لم تكن تريدين أنْ تحمليه.
تحدثتُ في مضمون هذه المقالة مع مثقف مستنير، هو صديق لي، فقال ما علاقتك أنت يا رمزي بزها حديد؟، ولِمَ تحاسب الناس على ما تخال أنه جهلٌ أو قصور في طريقة تفكيرهم؟، لِمَ لا تترك الخلق للخالق يا رجل؟، قلتُ له بكلِّ أريحيَّة: أنت تعلم أنَّ ابنتي الكبرى وقرَّة عيني تدرس اليوم في المدارس الأمريكيَّة، وأنا أرى فيها نبوغًا وتفوقًا وأتوقع لها مستقبلا باسمًا زاهيًا، فقد تصير طبيبة أو مهندسة أو عالمة في مجال ما،  عندها سيطلع كثير من سذج العوام العراقيين وأغبيائهم، ليقولون عنها مثلا: العالمة العراقيَّة مريم العبيدي، وقتذاك لنْ يجدوا منِّي إلا تصديًا واستهجانًا ورفضا لِمَا يدعونه أو ما يزعمون به، سأقول لهم: ما علاقتها بعراقكم وهي تحمل الجنسية الأمريكيَّة؟، ما علاقتها به وهي لمْ تدرس بمدارسه؟، ما علاقتها به وهي التي لا تذكر عنه شيئًا، ابنتي ليسَتْ كالخرقة التي في علمكم، ولا شأن لها بكم، ولا بعراقكم، ولا بعلمكم، فكروا قليلا إنْ استطعتم، أو إنْ بقيت عندكم قدرة على التفكير، وليشغِّل كلُّ منكم مخَّه، الذي تعب من قلَّة التشغيل.
..................

للتواصل مع الكاتب يرجى الكتابة إلى:
Ramzee_Alobadi@Yahoo.Com
Ramzee_Alobadi@Hotmail.Com
RamzeeAlobadi@Gmail.Com
ramzee.alobadi@facebook.com
RamzeeAlobadi@Skype.Com
http://facebook.com/ramzee.alobadi

3
الجواهري ليس ملكاً لأحد .
رمزي العبيدي
موقع الناقد العراقي .



http://www.alnaked-aliraqi.net/article/16057.php

4
الجواهري
ليس مُلكاً لأحد
رمزي العبيدي
دمشق
   قرأتُ في موقع الناقد العراقي الذي يقع على الشبكة الدوليَّة للمعلومات ( الانترنت ) ، والذي يشرفُ عليه ويحرِّره فيها الأسـتاذ الدكتور حـسيـن سـرمك حـسن ، مقالة قصيرة للأستاذ سامر علي أحمد المحسوب على أو المنسوب إلى مركز الجواهري في ( براغ ) ؛ وقرأتُ نفس الأكتوبة منشورة في صفحة ( جواهريات ) على موقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) في الشبكة نفسها ، نقلته عن كاتبه المذكور محرِّرة الصفحة والمسؤولة عنها الأستاذة بان فرات الجواهري .
وكان عنوان تلك المقالة ( ويُـزعَمُ عن الجواهري في " أيَّامهـم " ) ، وفيها نصَّب كاتبها نفسه محامياً عن الجواهري ، من دون أنْ يعِي أو يدري بأنَّ الجواهِري ليس ملكاً لأحد ، لا لورثته الشرعيينَ من أبنائه وأحفاده ، ولا لورثته الآخرينَ من مثل الأستاذ سامر علي أحمد وأشباهه ، ولا لمركز الجواهري الثقافي في ( براغ ) مع كلِّ الاحترام والتقدير للجهود التي يبذلها مؤسِّسه ومديره الأستاذ رواء الجصَّانِي في نشر فكر الجواهري وتراثه ، ولا لرمزي العبيدي أو غيره من الأدباء أو البشر ؛ وذلك لأنَّ الجواهري هو شاعر العربية ، وعليه فهو ملك لكلِّ مَن يتذوَّق أدبها أو يستحسن شعرها ونثرها أو حتى يجيد التكلُّم بها ولو كانتْ أصوله غير عربية ، وبمعنًى أوسع أقولُ : إنَّ الجواهري مُلكٌ للإنسانيَّة كلِّها ، فالجواهري هو الجواهري ، كـما قلْـتُ عــنه في مناسبةٍ سابقةٍ ، إنْ مدحته ومجَّدْته ما صنعْتَ شيئاً ، وإنْ ذممْته أو تعرَّضْتَ له ما صنعْتَ شيئاً أيضاً ، فهو علمٌ بالغلبة ، كباقي الأعلام بالغلبة الذين أتى ذكرهم في كتاب ( شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك الأندلسي ) .
وأجدنِي أرى السيد سامر علي أحمد في تلك المُقَيلَة قد رفع الكلفة الأدبيَّة بينه وبين الأستاذة الدكتورة خيال الجواهري ، فهو يذكرها مرتينِ من دون ذكر لقبها العلمي أو نعتها بالأستاذة ، قائلاً عنها : ( كريمته خيال ، السيدة خيال ) ، وهذا ممَّا لمْ يرق لِي في أسلوبه الكتابي لأنَّ فيه من الخشونة والغلاظة ما فيه ! ، فلا مبرِّر له ولا مسوِّغ وإنْ كان يعترض على ردودها وأجوبتها في برنامج اسمه ( أيَّامهم ( الذي عُرِضَ على شاشة قناة العراقية الفضائيَّة التي حالها ليس بأحسن من حال كلِّ مؤسَّسات الدولة العراقية في عهد حكومات الأحزاب الإسلاميَّة المتخلفة ، فهي تُدَار ويشتغل بها أو فيها كثير من الأدعياء ومزوري الشهادات والدخلاء على المهنة والطارئينَ على حياة مجمعنا العراقي الذي كان نقياً طيِّباً .
قلْتُ : لمْ أشاهد ذلك البرنامج ، لذا سأصدِّق السيد سامر علي أحمد بما نقله ، وسأحسبه فاهماً مستوعباً لما رأتْ عيناه وسمعَتْ أذناه ممَّا اعترض عليه أو امتعضتْ نفسه منه من أجوبة الدكتورة الفاضلة كريمة الجواهري الكبير ، كما ينعته زوجها الأستاذ الفنان صباح المندلاوي ، رواية الجواهري وتلميذه النجيب الوفي ، والذي أوصى الجواهري به وله في وصيَّته الأولى كما أوصى لأولاده فرات وأخوته ، وهو مؤلف كتاب ( الجواهري الليالي والكتب ) الذي روى لنا فيه ذكرياته مع الجواهري وهو يقرأ له في سنيِّه الأخيرة أو أخريات أيَّامه مذ أنْ أعجز الزمن عيني هذا الجهبذ القرَّاء عن القراءة ! ؛ وهنا لا بُدَّ لِي من أنْ أتقدَّم بنصيحةٍ لكلِّ من يريد أنْ يعرفَ معلومة عن شعر الجواهري أو حياته وتاريخه وأدبه ، بأنْ يذهبَ إلى الأستاذ المندلاوي مستفهماً منه أو مستفسراً عمَّا يريد ، وسيجد عنده الجواب الشافي والردَّ المفيض المقدَّم بأسلوبٍ عذبٍ رشيق مقتضب ممزوج بطيبةٍ عراقيَّةٍ معهودةٍ عنه تجعلك تشعر بالغبطة والرِّضا ، وقد فعلْتُ ذلك يوماً من قبلُ ، ونالنِي منه ما كتبته لكم .
ومعدودونَ في العَالَم من يمكنكَ أنْ تلجأ إليهم لتسألهم عن شعر الجواهري وكلِّ ما يتعلَّق به معانٍ وتأويلاتٍ ، فالخبراء بشعره قلة ! ، والأدعياء كثرة ! ، مع العرض والتنبيه بأنَّ الجواهري ليس ملاكاً ولا قدِّيساً ولا من أصحاب الكرامات في سلوكه وتصرُّفاته ، بلْ هو بشر عادي مثل باقي البشر ، وأستطيع أنْ أقول لك ممَّا قرأته عنه أنَّه من أبسط الناس وأطيبهم ، بلْ لسْتُ مبالغاً إنْ قلْتُ لك إنَّ الجواهري أطيبُ وأبسطُ ممَّا تتخيَّل .
ولا بدَّ لي أنْ أناقش الأستاذ سامر علي أحمد ، وهو الكاتب غير معروف السيرة والإنتاج بالنسبة لي ، أو الذي قرأتُ له بعض أسطرٍ قبلاً أو في مناسبة ما ! ، قلْتُ : لا بُدَّ أنْ أناقشه في بعض ما سطَّره طالباً منه عدم المبالغة والاندفاع في الكتابة عن الجواهري ، فليس وحده من يحبُّ الجواهري ، وليس وحده الحريص على تراثه وتاريخه .
وأبدأ باعتراضه على أنَّ الجواهري كانَ رئيساً لديوان تشريفات الملك فيصل الأوَّل وتصويبه بأنَّ الجواهري كان معنياً بشؤون الإعلام والصحافة في ذلكم الديوان ، وأسأله عن مصدره في هذا !! ، وأقول : إنَّنِي قرأتُ في مقالة ضافية لأحد كبار كتَّابنا وأدبائِنا العراقيينَ وأحد الخبراء القليلينَ بشعر الجواهري - أرجو أنْ يعفيني القرَّاء والأستاذ سامر على أحمد من ذكر اسمه - نشرتها له على إحدى صفحاتها جريدة ( الزمان ) اللندنيَّة في عدد ما قبل سنين معدوداتٍ ، يقول فيها ويسجل ما يلي : (( وقد بلغ الجواهري من العمر مرحلة لا بُدَّ من أنْ يغدو المرء معها بحاجة إلى معاونة غيره والقيام ببعض أسبابه ، هو الذي درج مولعاً بالقراءة منذ نشأته الأولى في أرض الغري ، ومصاحباً للكتاب لا يطيق مفارقته ، وإنْ خُيِّل للبعض من خلال تقصِّيهم لمسار حياته وتمحيصهم لذكرياته عن طور شبيبته ، وكيف أمضاها منغمساً في اصطـياد هـذا الـوطر أو ذاك ، حتى وهو يزاول وظيفة مرموقة في بلاط الملك فيصل الأوَّل صباحاً ، لينصرف بالليل ملتقياً بلداته وعشرائه ، ممَّن يُشاكلهم في مشاربهم ويتجانس هو ورغباتهم ، ويمضونه جميعاً ساهرينَ ، قلتُ : خُيِّل لهذا النفر أنـَّه منقطع عن الكتاب ومقصِّر في حقِّ ذاته عليه من ضرورة تثقيفها وزيادة معارفها ، لولا أنْ تصدمهم هذه المقدرة الفائقة في صوغ شعره عموماً إبَّان ذلك الشوط البعيد ، وإيداعه قوالب آسرة يتميَّز بها وحده ، ودالة على شدَّة نفسه وارتباطه بالحوادث واهتزازه بما يتوالى من الظروف وما تحفل به من النذر والتحولات )) ؛ أرجو أنْ تلاحظوا أنَّ الكاتب قال ( وظيفة مرموقة في بلاط الملك فيصل الأوَّل ) ، وتجنَّب توريط نفسه في تحديدها ، وهو العارف عن الجواهري أكثر من غيره ، والقريب منه في خمسينيات القرن الفائت يوم كانَ يكتبُ عنده في جريدة ( الرأي العام ) التي كان يصدرها الجواهري يوم ذاك ؛ لذا أجد الأستاذ سامر علي أحمد قد تورَّط في هذا التحديد .
وعن إنكار الأستاذ سامر علي أحمد لزيارة زعيم الجمهورية العراقية الأولى عبد الكريم قاسم للجواهري في بيته عام 1961 للاطمئنان على صحَّته بعد أنْ تعرَّض لاعتداء بحجارة رشق بها على جبينه ، أقول : أنا لا أعرف شيئاً عن موضوع تلك الحجارة ، لكنَّني أعرف أنَّ الزعيم عبد الكريم قاسم قام بتلك الزيارة للجواهري في منزله لتفقد أحواله إثر مرضه وملازمته الفراش ، ومدَّ يده مصافحاً الجواهري الذي ارتجل بدوره :
شُفِيْتُ برؤيَاكَ يا سَـيِّدي
      وَضَـمِّ يدٍ مِنكَ ضَمَّتْ يدِي

   وعن التوتر الذي بين الرجلينِ فإنَّني أؤكد للأستاذ سامر وغيره أنَّه كان موجوداً فعلاً ، وقد فصَّل في ذلك غيري من الكُتَّاب ، لأنَّ الزعيم عبد الكريم قاسم وعد الشاعر بوزارة أمام الملأ وحنث بوعده ولمْ يفِ به ، بأنْ ألمح للحاضرينَ قائلاً لهم : ( سآخذ الجواهري منكم ) ، في ذلك الحفل الساهر الذي أقامته نقابة الصحافيينَ العراقيينَ برعايته ، في يوم 31 / تموز / 1960م ، ولم يأخذه منهم طبعاً ! .
   ينفي الأستاذ سامر علي أحمد إسقاط الجنسية عن العراقية الجواهري مرَّتينِ في العامينِ الميلاديينِ : 1963 و 1995 ؛ وفي هذا أقول : هذا الموضوع لا يستحقُّ الخوض فيه فالجواهري لم يكن بحاجة إلى الجنسية العراقية الملعونة في كلِّ زمان والمبتلاة بالطغاة والمجرمينَ في كلِّ آن ، بلْ إنَّ الهويَّة العراقية هي المحتاجة للجواهري في كلِّ عصر وعهد وحتى بعد وفاة الجواهري ، والدليل على كلامي : إنَّ الكلَّ - حكوماتٍ وأغلب الأفراد - يتبجح بعلاقته بالجواهري ، كما أتبجَّح أنا رمزي العبيدي بقراءاتِي عنه ، وإذا أردْنا التوثيق في هذا ولا ضير منه ، علينا أنْ نسأل مَن كانَ قريباً من الجواهري في تلكم السنين ؛ وإذا استطعْنا أنْ نؤكِّد أو ننفِي أنَّ الجنسية العراقية لمْ تُسحَب من الجواهري في العام 1963م ، فإنَّنا لا نستطيع ذلك في العام 1995م ، لما هو معروف عن ظروف العراق في تسعينيَّات القرن الفائت ، ومهما يكنْ فهذا الموضوع لا يستحقُّ الخوض فيه كما نوَّهْتُ قبلاً ، بل لا يسوى أنْ نشغل عقلنا بالتفكير فيه ولو على نطاقٍ ضيقٍ ومحدود لأنَّه أتفه من أنْ يخطر في البال .
   وعن تلك القصيدة التي أنكرَ الأستاذ سامر علي أحمد حتى تسميتها بالقصيدة ، قال عنها : ( تلك الكتابة المسماة قصيدة ) وأنَّها ( ما برحَتْ تدور على ألسن البسطاء ) ، وظنِّه أنَّ في ادِّعاء أو جواب الدكتورة خيال الجواهري لمقدِّم البرنامج ، بأنَّ الجواهري الكبير أعجبَ بها ، فيه إساءة للجواهري ، قلْتُ : لمْ يُخلَق بعدُ في هذا الكون أو في هذه الدنيا بعدُ مَن يستطيع الإساءة إلى الجواهري قاصداً متعمِّداً أو ساهياً مخطئاً ، لا الدكتورة خيال ولا غيرها ، فالجواهري هو الجواهري يا ناس افهموا ! .
   أمَّا موضوع أنَّها ليسَتْ قصيدة فهو مردود عليه أيضاً ، فهي قصيدة متكاملة الأركان والمتطلبات الشعريَّة ، قد نالها بعض التحريف ودخلها بعض التزييف نوعاً ما ، لأنَّ الناس في تسعينيات القرن الفائت كانتْ تسمعها مَرويَّة على الشفاه ولا تدوِّنها خوفاً وتقيَّة من بطش جلادي ذلك الزمن الرَّديء ، وكنتُ قد سمعْتُ بعض أبياتها من صديق لي وأنا في بغداد عندما كنتُ طالباً في قسم اللغة العربية في إحدى جامعات بغداد في تسعينيات القرن الفائت ، كما أخبرني أحد معلِّمِيَّ من الأدباء ممَّن هو أكبر منِّي سناً وأكثر منِّي باعاً وخبرة في الأدب والنقد أنَّه سمع مقاطعَ منها - تحديداً - في العام 1995م ! .
   ومطلعها :
يَا غَادِرَاً إنْ رُمْتَ تَسْأَلُنِي أُجِيْبُكَ مَنْ أنَا
      أَنَا العَرَبِيُّ سَيْفٌ عَزْمُهُ لا مَا أنْثَنَى



   وتنتهي بقوله :
سَلْ مُضَاجِعَ أُمِّكَ يَا ابنَ الزِّنَا
      مَنْ العِرَاقِيُّ فِيْنَا أَنْتَ أَمْ أَنَا ؟





وقد دارتْ على لساني يوماً ونشرتها في مركز النور الثقافي ، بعد أنْ ضبطها وعدَّلْتُ عليها ، وأنا لسْتُ من البسطاء ! ، واعترض في وقتها السيد سامر علي أحمد على أنَّها ليستْ للجواهري ! ، ولم ينتبه أو يفطنَ إلى أنَّني قـلتُ : إنَّني ( أعـدِّل نصاً منسوباً له عَثرْتُ به أو عليه ، منشوراً وبه زحافاتٌ وعلل ، ممَّا لا يليق بشاعر وقامةٍ كالجواهري ) ، فكتب بسماجة وفظاظة ما يلي : (( راجينَ العلم بأنَّ الكتابة أعلاه ،المنسوبة زيفاً ، والتي جرى تداولها كثيراً ، بوعي أو بلا وعي ، لا تمتُّ للجواهري الخالد بأيَّة حالة من الأحوال ، ومع ذلك يسعى البعض عمداً أو بساطة على إعادة نشرها وتعميمها . سامر على أحمد . مركز الجواهري في براغ  )) ، ومن يراجع أسطره القليلة المنقولة بعد تعديلها في محلها المنشورة به ، يجد بها العديد من الأخطاء اللغوية والإملائية التي استحيْتُ أنْ أنقلها كما هي من دون تصحيح ! .
وقد كتبْتُ له في نفس الموضع بلطفٍ وهدوءٍ وتسامح رداً فيما يلي نصُّه : (( توضيح / السيد سامر علي أحمد المحترم / تحية عطرة ... أولاً لا داعيَ لهذه الخشونة وهذه العصبيَّة وهذا التشنج في تعليقك ، فما هكذا تناقش الأمور الفكريَّة ، وثانياً أنت لمْ تقرأ مقالتِي جيِّداً ، فأنا قلتُ نصاً منسوباً للجواهري ، عَدَّلْتُ عليه دونَ التحقيق في صحَّة نسبته للجواهري ، وأنا أعتقد أنَّ هذا النصَّ فيه من العناصر الجماليَّة ما فيه أو فيه من الشاعريَّة - وحتى لا تزعل - ما فيه ، لذا نجح مَن نسبه إلى الجواهري لأنْ يدفع بعضنا إلى تصديقه ، ويدفعنِي شخصياً للتعديل عليه بعدما وجدته منشوراً بزحافاته وعلله ؛ واعلم يا صديقي أنَّني في الأغلب الأعم أو معظم الأحيان لا أرد على التعليقات التي ترد على مقالاتِي ، وذلك لعدم قناعتي بما يرد فيها ، ولا أريد أنْ أدخل في جدل عقيم مع كاتبيها ، لكنَّني ردَدْتُ عليك لأنَّ في تعليقك الصحَّة والصَّواب ، رغم عدم قناعتي بتشنجك واستغرابي من عصبيتك ؛ فقد أفادنِي قبل أيَّام قليلة الأستاذ القدير صباح المندلاوي عبر موقع الفيس بوك بأنَّ هذه الأبيات ليست للجواهري الكبير ، وما عزائِي إلا أنَّنِي قلْتُ : الجواهري رجلٌ فوق الشبهات . ولك في الأخير الاحترام والتحية . رمزي العبيدي . دمشق في : 1 / 8 / 2011م )) .
وممَّا تقدَّم نستنتج أنَّ القصيدة هي موجودة فعلاً ، وناظمها بالتأكيد شاعرٌ من محبِّي  الجواهري ، وربَّما يكون من تلاميذه ، لمْ يستطع نسبتها لنفسه لأنَّه يتكلم فيها بلسان الجواهري ، ولا أدري كيف سمح لنفسه - أو مَن خوَّله - بذلك ! ، ولكن نصَّها جميلٌ يستحقُّ الإعجاب سواء أ كانَ للجواهري أم لمُلفِّقٍ عليه مُفتَرٍ ! .
أخيراً فإنَّني أتفق مع السيد سامر علي أحمد وأشكره على اعتراضه الوجيه هذه المرَّة  على ما جاء في البرنامج ذاك من أنَّ الجواهري لمْ يكتبْ أيَّة قصائد تدين انقلاب 8 / شباط / عام 1963م ، واكتفى بالكتابات وحسب ، ذلك عندما كانَ الجواهري رئيسَ اللجنة العليا للدفاع عن الشعب العراقي التي تأسَّسَتْ في ( براغ ) بعد الانقلاب ، ومعه كلُّ الحقِّ والصواب في اعتراضه هذا ، فالجواهري كتب وكتب وكتب في إدانة الانقلاب رغم زعله على أو من الزعيم عبد الكريم قاسم ، الذي ولَّد ذاك التوتر الحاصل وتلك الجفوة الموجودة بينهما .
لمْ يبقَ لِي إلا أنْ أوضَّح أمرينِ مُهمَّينِ ، أوله&

صفحات: [1]