رد على تجني السيد عوديشو ملكو على الأستاذ موفق نيسكو
الساده القراء المحترمون
منذ أن قام الأستاذ موفق نيسكو بالإعلان عن صدور كتابه: اسمهم سريان لا آشوريون ولا كلدان، الذي وصفه أحد المطارنة حاملة طائرات نيسكو، ووصفه آشوري مثقف أن الكتاب سد أفواهنا وأن فهرس الكتاب وحده سيخلد اسم نيسكو في التاريخ. وقد أحدث الكتاب ضجة كبيرة وانهيار كامل من قبل السريان المتأشورين، حيث كان ضربة قاضية لكل الجهلة والمزورين في التاريخ. والدليل مع أن الكتاب لم يكن قد صدر ونشر بالكامل، لكن بسبب معرفة هؤلاء أن العلامة نيسكو ذو مصداقية والكتاب يحوي وثائق دامغة تكشف زيف إدعائهم لم يحويها أي كتاب قبله. فقام السريان المتأشورون بكتابة عشرات المقالات حول الأستاذ نيسكو، وهذا أكبر دليل على أن الأستاذ نيسكو كاتب مؤثر فرض نفسه على أهل الدار من خارج الدار وأخرج قسم منهم من محاجرهم حيث كانوا قد قرروا عدم الكتابة.
وكعادة المتاشورين لم يرد شخص واحد على الأستاذ موفق نيسكو رداً علمياً واحداً مطلقاً، على الأقل من فهرس الكتاب المنشور أو من بعض صفحات الكتاب التي نشرت من قبل الأستاذ جورج السرياني، أو من فكرة الكتاب المعروضة في الصفحة الخلفية للغلاف، بل انطلقت الشتائم والشخصنة وقامت الدنيا ولم تقعد، وانطلقت الأفواه والحناجر، بالتكبير والتزوير، بالأقلام والأفلام، وكل هذا يثبت أن قول العلامة نيسكو صحيح، ونتيجة تخبط هؤلاء وإحباطهم من عشاق وهواة الانترنيت والفوتوشوب والمهرجين والمزورين الذين لا علاقة لهم بالعلم والتاريخ، وقعوا في مشاكل وفضائح كثيرة لم يتوقعوها، وقد قام السريان بنشر فضائحهم وفضائح آبائهم وكتابتهم لغوياً والأهم فضح جهلهم تاريخياً بما يخص الأسماء، واستشهادهم بوثائق مزورة، وأحد هؤلاء هو السيد عوديشو ملكو.
يدعي السيد عوديشو أنه دكتور يرد على الأستاذ نيسكو وكتابه (الذي لا يملكه السيد عوديشو أصلاً)، وبدأ بأمر مضحك يدل أنه لا علاقة بالعلم والتاريخ، بل بالشخصنة وهي الطريقة الوحيدة للمتأشورين للرد على العلم والوثائق، فادعى أنه صحح خطأ مطبعي شنيع هو اسم موفق بالسرياني على الغلاف الخارجي فقط، فكتبه موفق (مووفق)، ليثبت السيد عوديشو فعلاً أنه هو من وقع بخطأ شنيع وبامتياز ووضوح تام، أي أراد أن يكحلها فعماها، فليس عيباً أن يخطئ إنسان، لكن العيب الشنيع هو أن يقوم إنسان بالتركيز خارج صلب الموضوع على كلمة معينة ويضع لها حركات يحاول تصحيحها، فيقع بخطأ شنيع، عدا أن السيد عوديشو نشر مقالته واضعاً خلف لافتة حزب زوعا مكتوب عليها كلمة (ذكرى) بالسريانية خطأ أيضاً، لذلك ننصح السيد عوديشو وزملائه اللغوين من مزوري الفوتوشوب وأفلام الفيديو الذين لا يجيدون قراءة السريانية أن يستعملوا مهارتهم اللغوية في مكانها ويصححوا لمطارنتهم أخطائهم الشنيعة التي كتبوها بالسريانية، مثب بطاركة بيت أبونا وغيرها، ومع أن من يركز على أمر ويخطأ هو أمر شنيع، لكننا نسامح السيد عوديشو لأن الله وحده لا يخطي ولأن موضوعنا ليس أخطاء مطبعية بل تاريخ. علماً السيد عوديشو يقول انه استند على صورة لكتاب الأستاذ موفق أرسلت له، ونحن نقول: لا السيد عوديشو، ولا غيره يملك الكتاب الأصلي لتلك الصورة فحسب، بل لا توجد نسخة واحدة في العالم كله.
الأمر الآخر الذي يدلل على أن السيد عوديشو ليس إنسان علم، فهو يستعمل التشخيص وأي كاتب يستعمل أنا أو أنت ونحن، وانتم..إلخ، وكلمات حقد وطائفية وغيره، لاستمالة عواطف الناس، علماً أنه أكثر شخص طائفي ويستعمل كلمات شتيمة لا نريد ذكرها، والمهم أن هذا هو أسلوب الفاشلين، فالإنسان يجب أن يكون مجرد ويكتب بصفة علمية لا شخصية، والأمر الأخير الذي يدلل أن السيد عوديشو ومن مثله، أناس غير علميين بل سياسيين وغير ديمقراطيين قبل أن يقيموا دولة آشور لا سامح الله، هو نشره مقالته في موقع زوعا، وعدم السماح للعلامة نيسكو بالرد، عدا أنه خاف من رد السريان عليه، فقفل التعليق في الفيس بوك باستثناء نشر بعض التعليقات لصالحه ومن جماعته، وإذا كان يريد إثبات عكس ما أقول فلينشر مقالتي في موقع زوعا، إضافة للسماح لي بنشرها على مقالته في الفيس بوك.
الآن نأتي إلى الأمر المهم وصلب موضوع كتاب العلامة نيسكو وهو والتاريخ والتسميات ونذكر الآن باختصار بعض أخطاء السيد عوديشو:
1: قلنا إن السيد عوديشو لا يملك الكتاب، وكان عليه الانتظار أيام قليلة لحين حصوله على الكتاب ثم الرد عليه، علماً أن كتاب الأستاذ نيسكو صدر ونشر بعد أيام قليله من مقالة السيد عوديشو وهو يزين مكتبات العالم.
2: قام السيد عوديشو بسرد تاريخي كله أخطاء وكالعادة كما قال الأستاذ نيسكو إن المتأشورين يتكلمون عن الدولة الآشورية القديمة ثم يقفزون مباشرةً إلى العصر الحديث، وهذا ما فعله السيد عوديشو بالضبط، وهي محاولة يائسة منه.
3: ذكر أموراً كلها قد فندها الأستاذ موفق سابقاً في مقالاته سابقا، وهي موجودة في كتابه أيضاً كما يظهر في الفهرس، مثل سنحاريب أبو بهنام، وعداس ونرساي وغيرهم، وكان على السيد عوديشو قراءة التفنيد ثم الرد.
4: استشهد بميامر نرساي من نسخة سنة 1970م وهذه فيها تزوير وإضافات كثيرة. وكان عليه الاستشهاد من النسخة الأصلية التي طبعها منكانا سنة 1907م، وهي باسم مار نرساي السرياني، وليس الاشوري. وحتى في نسخة 1970 مكتوب عليها النسخة (بالآرامية). عدا ذكر الكنائس والتاريخ واللغة في المقدمة أنها سريانية.
5: ركز السيد عوديشو على استعمال الاسم الآشوري حديثاً وهو ما فنده الأستاذ نيسكو مسبقا بالقول يجب الاستشهاد قبل القرن التاسع عشر وبلغة القوم، وبلسانهم وليس نقلاً عن آخرين، ناهيك عن استعماله الشخصنة بذكر أسماء لسريان رجال دين أو علمانيين يدعون الأشورة المزيفة، وهو ما لا ينكره السريان من أن هؤلاء أيضاً هم المقصودون بالمتأشورين الجدد شانهم شأن السيد عوديشو وغيره.
6: استعماله أموراً حديثة، فقد استعمل أمر طريف هو اعتماده على قطعة حديثة لخطاط سريان متأشور مجهول في القدس في ثلاثينيات القرن الماضي لم تعد القطعة موجودة أصلاً، وحتى هذا الموضوع قد فُند سابقاً.
7: ذكر كلمة أثور العابرة أو المتساقطة التي ترد في كتب التاريخ إما بمعنى عدو أو بربري أو بمعنى جغرافي فقط تشير إلى مدينة الموصل أو نينوى التي أحد أسمائها الجغرافية في التاريخ هو آشور، ولم ياتي بقرينة واحدة معلومة واضحة المعنى، ولشخص معروف. أي لم يذكر لنا من هو القديس، أو البطريرك أو المترجم أو الطبيب أو الفيلسوف الآشوري أو أي خبر عن آشوريين.
8: الأمر الطريف الآخر أن السيد عوديشو ذكر البطريرك ميخائيل الكبير، ولأن السيد عوديشو ليس إنسان علم بل همه الشخصنة لم ينتبه أن فهرس كتاب الأستاذ موفق نيسكو فيه الرد على حجة البطريرك ميخائيل الهزيلة، عندما اعتمد مرة واحدة على العهد القديم قبل الميلاد وليس في عصره، بل نحن نطالب السيد عوديشو وغيره من المتأشورين أن يكتبوا تاريخهم مثل البطريرك ميخائيل ليثبتوا أن هناك آشوريين وليس بكلمة آشور العابرة، فالبطريرك ميخائيل السرياني الكبير، وابن العبري والمجهول وغيرهم، لا يكلون عن ذكر السريان، شعباً وكنيسةً ولغةً، وبعناوين رئيسة، ولعشرات المرات، كنيستنا السريانية، نحن السريان، شعبنا السرياني، السريان الأرثوذكس، فتاة سريانية..إلخ، وسننقل باختصار بعض الفقرات المقتضبة لقليل من كثير من المؤرخ البطريرك ميخائيل الكبير الذي ذكر السريان وننتظر أسلوبا مشابهاً لكتابة التاريخ وإثبات أن هناك آشوريين من السيد عوديشو أو غيره، يقول البطريرك ميخائيل:
وتوفي البطريرك سويريوس الأنطاكي فأقام الأرثوذكس سرجس بدلاً منه، وحاول بولس الإسكندري إحداث شقاق بين السريان والإسكندريين، وبطريرك الإسكندرية دميان +605م من أصل سرياني وأرسل رسالة إلى الكنيسة السريانية، وأقيم بطرس القالينيني (الرقي +591م) بطريركاً لكنيستنا الأنطاكية الأرثوذكسية وأرسل رسالة إلى السريان في الإسكندرية، وتزوج والد يوليان من فتاة سريانية، وعندما جاء هرقل كان أثناسيوس بطريركنا الأنطاكي نحن الأرثوذكس، فأرسل هرقل له رسالة، وفي العيد قصد هرقل كنيستنا الأرثوذكسية لإعجابه بشعبنا، لكن الأسقف إشعيا رفض مناولته لأنه خلقيدوني، فغضب هرقل على الأرثوذكس.
ويضيف ميخائيل: أرَّخ المؤرخون كالقيصري، سوزمين، سقراط، الفصيح، الرهَّاوي، الآسيوي، التلمحري إلى سنة 843م، ومنذ تلك السنة لم يظهر بين شعبنا السرياني من يدون أخبار الملوك والكنائس، الأمر الذي دعاني أنا الضعيف أن أبذل ما في وسعي وأكتب بإيجاز عن الملوك والأحداث بصورة مبسطة، ومن الآن فصاعداً سيخلو كتابي من ذكر أسماء رؤساء الأساقفة الخلقيدونيين في روما والقسطنطينية وسيقتصر على بطاركة كرسي أنطاكية والإسكندرية فقط، وهم الأرثوذكسيون من السريان والأقباط، لأن انتشار دولة المسلمين هو في سوريا ومصر حيث يتواجد السريان والأقباط، وفي سنة 1061م، قرر بطريرك القسطنطينية اضطهاد السريان والأرمن الموجودين في العاصمة، فحُرقت الكتب والآنية وكل ما يوجد في كنائس الأرمن والسريان، ولم يقبل اليونان السكن في ملطية خوفاً من المسلمين فأرادوا إسكان السريان، فاستدعى الملك نيقوفوز البطريرك يوحنا ذي الحصيرة +985م ووعده بمنع الخلقيدونيين إيذاء شعبنا مقابل موافقته على سكن السريان، ففعل البطريرك ذلك، لكن الملك لم يفِ بوعده ومال إلى اليونان، وملطية تضم رفات معظمهم سريان أرثوذكس، وأساء ابن الصابوني إلى السريان والبطريرك فغدت كنيسة الأرثوذكس موضع تعيير من الآخرين، ووصلت المشاكل لكنيسة والدة الله السريانية في أنطاكية، وتدخَّل بطريرك الإفرنج الخلقيدونيين ومنع مغادرة البطريرك، وأمر حاكم المدينة وكيل بطريرك الخلقيدونيين، قائلاً: لا سلطة لك على السريان.
ويستمر ميخائيل قائلاً: لم يكف اليونان عن خبثهم للإيقاع بالأرثوذكسيين وبطاركتهم في البلدان الإسلامية، فكانوا يحرضون ضد السريان والأقباط والأرمن كالحية التي رُضَّ رأسها فحركت ذنبها، فقد اعتادوا في سورية ومصر وأرمينيا وفلسطين أن يحرضوا ضد بطاركة وأساقفة شعوبنا الثلاثة، أي نحن السريان والأقباط والأرمن وحتى ضد النوبيين والأحباش، كما حارب النساطرة الأرثوذكس في بلاد فارس، فكانوا عُشَّاق شر يحرضون ضد الأرثوذكس، وجاء في مقدمة كتاب أسقف كيسوم: إن زماننا تعيس لاسيما لنا نحن السريان، ونتيجة اضطهاد جوسلين لنا، صرخ السريان والأرمن بصوت واحد، ففزع جوسلين، ونكتب بنعمة الله عن ممالك الآراميين القديمة، أي بني آرام الذين سُمُّوا سرياناً، أي أبناء سوريا، وعَدَّ البطريرك ميخائيل أن الأساس في تسمية القوم هو اللغة، فكل من تكلم السريانية أو الآرامية من الشعوب القديمة فهو سرياني أو آرامي.
9: للأسف نزل السيد عوديشو إلى مستوى هابط باستعماله نظرية الاشتقاق أو تقارب اسمي سريان وآشوريين، التي تعتبر اسطوانة مضحكة للمختصين، والتي ردَّ عليها السيد موفق في كتابه وترد في الفهرس، فلا علاقة لاشتقاق أو تقارب الأسماء ببعضها بهوية الشعب، بل حتى لو تطابق اسمان 100 بالمئة واحدهم مشتق من الآخر فذاك لا يعني أن الثاني هو الأول، مثلما أن اسم الروم البيزنطيين اليونان مشتق ومطابق لروم روما اللاتين، لكن الروم البيزنطنيين يختلفون عن الروم اللاتين، بل أنهما شعبان عدوان، فالسريان الآراميون، يختلفون حسباً ونسباً، لغة~ًوثقافةً، تاريخاً وجغرافيا، دولاً وملوكاً، بل أنهما شعبان عدوان في كل التاريخ (كتابياً (حسب الكتاب المقدس، ومدنياً وآثاراً أيضاً) والكنيسة السريانية تصلي ضد الآشوريين القدماء وتصفهم بأبشع الأوصاف (وكنيسة السيد عوديشو نفسها تصف الآشوريين القدماء بالأعداء).
10:
ونختم بالمفاجئة والفضيحة الكبرى والشنيعة للسيد عوديشو، هي أن في كتاب العلامة نيسكو فصل طويل ومفصل كما يظهر في الفهرس، وكذلك على غلاف الكتاب الخلفي وهو أن الآشوريين والكلدان الحاليين ليسوا من سكان العراق القدماء الأصليين بل هم من بني إسرائيل الذين سباهم الآشوريون والكلدان القدماء، وهذا الفصل هو من أهم الفصول التي تطرق لها الأستاذ موفق منذ أكثر من 200 سنة بعد الدكتور آشيل غرانت، والسيد عوديشو الذي أبرز عضلاته للدفاع عن الآشوريين وقع في فخ وفضيحة كبرى وشنيعة فعلاً فهو يعترف بذلك في كتاب كنيسة المشرق لمؤلفه كريستوف باومر الذي حققه ودققه السيد عوديشو نفسه، حيث يقول الكتاب:11: الأمر الطريف الآخر أن كثيراً من المزورين والجهلة ساندو السيد عوديشو ومع أنهم لا يستحقون الرد إلا انه قد رد عليهم في حينها، وضبط آخر بفضيحة تزوير، والحقيقة أن أحدهم لهدوه قليلاً يستحق الرد عليه وهو أبو نينوس الذي جاء متفلسفاً علينا باللغة أيضاً، وعندما علق له احد الأشخاص أن كلمة آشوري تعني عدو وبربري في قاموس الحسن بن بهلول، فلم ينكر المتفلسف اللغوي أبو نينوس ذلك، بل هو مثل زميله عوديشو أرد أن يكحلها فعمها، فقال إن كلمة سوريا في نفس القاموس ص1324 تعني مقعد البطن، وقد فات هذا المتفلسف أن الكلمة هي سوريُا وهي غير محركة وتختلف عن كلمة سوريّا بالشدة كما هو واضح في الكلمتين في قاموس أوجين منا الذي يستعمل الحركات ويشير إلى الشدة.
ومع أن هذا الأمر ليس مهماً سوءً أخطأ أبو نينوس لغوياً أو حتى لو كانت كلمة سوريّا تعني أتعس من المعنى الذي تخيله أبو نينوس
إلاَّ أن الفضيحة الكبرى والحقيقية والفخ الشنيع الذي وقه فيه أبو نينوس وهو أنه لم ينتبه إلى أن بن بهلول في شرحه كلمة سوريّا في الصفحة 1324 التي استشهد بها أبو نينوس، قال إن السريان ليسوا آشوريين، بل هم الآراميون فقال: السريان هم الآراميون وقديماً كان اسم السريان هو الآراميين.
مع تحياتي
الشماس بهنام موسى