1
المنبر الحر / رد: القداسة والنجاسة في المذابح المسيحية العقائدية
« آخر مشاركة بواسطة Husam Sami في اليوم في 16:53 »العزيز د. نزار ملاخا المحترم
نشكر لكم قرائتكم للموضوع وتواصلكم معنا ...
حتى باسئلتك انت استاذ رائع ...
نعم التقاطع موجود بين المفهوم المؤسساتني للكهنوت والكهنوت بحد ذاته .
قبل ان تكون هناك مؤسسات كهنوتية ... كان هناك كهنوت ترافق مع اول بداية لخليّة بشرية ... تأسس كهنوت البداية من ( الخوف من المجهول ) والشعار هو ( كل مجهول مقدس وكل مقدس مهاب وكل مهاب يعبد " إله " ) وهنا كان لابد ان يكون هناك شخصيّة تتصل بهذا المهاب " الإله " لحين معرفته ... وبما ان الإله يعلم الغيب فأن وكيله او وكلائه يجب ان يعرفوا الغيب بسبب انكشاف الإله لهذه النخبة . فاصبحت هذه النخبة مقدّرة ومقرّبة من ( القائد المجتمعي .. امبراطور , ملك , رئيس قوم ... الخ ) وبالتالي فالكاهن هنا يأخذ مقام " الساحر " ينبئه بمجريات المستقبل ويعزز ثقته بالقيادة وخاصة في تولي الكرسي والحياة الطويلة والحروب والغنائم ... وهنا نعرف ان ( الكاهن موظف في بلاط المسؤول ومهنته الكهانة ) كما هو في البلاط الطبيب الذي مهنته الطبابة والمعلم .. التعليم .. والفلاح .. الفلاحة ... فمهنة الكهنوت هي مهنة ارتزاق كما بقية المهن ... ولو عدنا لتصريح البابا فرنسيس الذي يحث فيه الكهنة على ان يكونوا (( رجالات الله خدام شعوبهم وعدم الأنجراف ليصبحوا موظفين " مرتزقة من المهنة " )) لأدركنا الفرق بين ( الكاهن المرتزق والكاهن رجل الله ) .
وهنا فتسمية الكاهن تحمل دلالتين وتستخدم في الحالتين ( الكاهن الموظّف تعني الفاسد الذي لا تهمه غير مصالحه لم يأتي من خلال دعوة او رسالة بل لإحتياج " المال القيمة الإجتماعية اشباع الشهوات .. الخ " ) و ( الكاهن رجل الله هو الذي يأتي من خلال الدعوة ليؤدي رسالته الإنسانية الأخلاقية وليكون معلماً كما سيده يسوع المسيح خادماً وليس سيداً متواضعاً وليس متفاخراً يملأه الغرور والكبرياء طاهراً وليس منجساً فاسداً محباً لا كارهاً وحقوداً وحسوداً عاشقاً لحرية الإنسان لا راعياً لخرفان بل قائداً لأبناء الله يكرم سيده يسوع المسيح وامه العذراء مريم لا يهينهما مهما كانت الذرائع .. الخ )
وعلى الرغم من ان السيد المسيح يسوع لم ينشئ الكهنوت ولا دعى له لكون ( الكهنة الفاسدين كانوا اعداء له ... بل انشأ منظومة اخلاقية انسانية تبناها فيما بعده تلاميذه " رجالاته ورجالات الله " وهناك من النصوص الرائعة التي تؤكد ذلك عن لسانه وسنأتي بمشيئة الرب للربط بينها )
من هنا نؤكد ان الكهنة صنفين ( موظفين ورجالات الله ) والأثنين يعملان جنباً إلى جنب في جميع المؤسسات الدينية ليس المسيحية فحسب والأثنان يدعون ( كهنة ) ...
من هنا يأتي دورنا لرفع البرقع وكشف القناع عنهم فنفصل بينهم ونعطي كل واحد منهم قيمته وقدره وبهذا نكون قد حققنا مشيئة الرب يسوع المسيح في تنظيف بيوته بيوت الرب الإله ومذابحه من الشوائب ليبقى كهنتنا من رجالات الله على الكرسي الذي يستحقونه وليبقى قرباننا " يسوع المسيح " ممجداً طاهراً غير مدنّس ... تحياتي اخي الغالي ... الرب يبارك حياتك واهل بيتك
اخوكم الخادم حسام سامي 14 / 5 / 2024