نص كلمة الارشمندريت عمانوئيل يوخنا في الاجتماع السنوي لمجموعة التضامن مع طورعبدين والعراق المنعقد في 4 و5 تشرين الاول في مدينة توتسنغ بالمانيا
صباح الخير
حيث ان المشاركين في هذا اللقاء لهم خلفية جيدة من المعلومات عن العراق والكنائس المسيحية فيه وغيرها، فاني لن اتحدث عن ذلك بل ساحاول تحديث المعلومات المعروفة عندكم والتعريف باخر المستجدات في العراق.
بداية يجب التاكيد انه في الوقت الذي نتحدث فيه عن عراق واحد بمعنى الكيان السياسي والدولة الواحدة فانه في حقيقة الامر وبالنسبة للحياة اليومية بمجالاتها الاقتصادية والامنية والخدمات الاساسية فان هناك عراقين مختلفين تماما.
هناك اقليم كردستان العراق الذي يضم ثلاثة محافظات: دهوك واربيل والسليمانية والذي هو تحت ادارة الحكومة الاقليمية والبرلمان الاقليمي.
وهناك العراق الذي تحت ادارة الحكومة المركزية والذي يتالف من 15 محافظة اخرى من كركوك ونينوى شمالا الى البصرة جنوبا.
وجدير بالتوضيح هنا ان هناك تشويشا او خلطا في الاعلام بين الحالتين نتيجة استخدام مصطلحات جغرافية كالقول بحدوث انفجار في شمال العراق في الموصل!! فيعتقد السامع او القارئ انه في اقليم كردستان. بينما هي في منطقة ادارة الحكومة المركزية. اي ان هناك خلط بين الجغرافيا والادارة السياسية تسبب الارباك وعدم الوضوح لمن لا يعرف وقائع الامور.
بداية لنتحدث عن العراق الخاضع للحكومة المركزية:من المؤسف ان السنة الحالية هي اكثر السنوات عنفا ودموية في العراق منذ انسحاب الجيش الامريكي.
فخلال الاشهر السابقة تكاد تكون هناك تفجيرات واعمال ارهابية يومية في بغداد وكركوك وبقية المحافظات ويذهب ضحيتها المئات من الضحايا الابرياء.
العراق يشهد عودة للعنف الذي يعكس ازمة عميقة بين قواه السياسية.
فبعد اربع سنوات من تشكيل الحكومة المركزية فما زالت الوزارات الامنية المهمة من دون وزير وما زالت تخضع لسلطة رئيس الوزراء العراقي الذي يرى الكثيرون انه تحول الى دكتاتور جديد يحكم العراق ومستقويا بالدعم السياسي لطائفته الشيعية ومدعوم اقليميا بايران ذات النفوذ الكبير في العراق.
والصراع والعنف المستمر في العراق لا يمكن انكار كونه صراع طائفي سني شيعي. كان واضحا باستهداف رموز السنة السياسية في الحكومة العراقية (نائب رئيس الجمهورية، ومن ثم نائب رئيس الوزراء وهكذا) حتى بات السنة يشعرون انهم مستهدفون. ويضاف الى ذلك المعالجة الامنية العنيفة للمظاهرات الاحتجاجية في المحافظات والمدن السنية. من هنا المحافظات والمجتمع السني في العراق اصبح بيئة حاضنة لكل التنظيمات السنية وفي مقدمتها التنظيمات الجهادية. ولعل ازدياد نشاط تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام يعكس هذا الطابع الطائفي والبيئة الحاضنة. وبهذا السياق فانه بات يرتبط ويتاثر بالازمة السورية التي هي الاخرى باتت صراعا طائفيا.
ومن ناحية اخرى فان استمرار تردي الخدمات الاساسية للمواطنين من مياه وكهرباء وغيرها واستمرار الفساد المالي والاداري في مؤسسات السلطة تزيد من حالة الاحباط لدى المواطنين.
الاستحقاقات القادمة؟الاستحقاق السياسي القادم والذي يعتقد البعض انه ربما يشكل مدخل لتجاوز الازمة السياسية، فيما لا يعتقد اخرين بانها ستحقق تغييرا، هو الانتخابات البرلمانية القادمة للبرلمان الفدرالي التي من المفترض ان تجري قبل صيف 2014 والذي ستنبثق عنه الحكومة الجديدة.
ولكن هناك اشارات لتاجيل الانتخابات بسبب الاختلافات على قانون البرلمان مثل هل يكون العراق دائرة واحدة ام كل محافظة دائرة لذاتها.
بالنسبة للاقليات فان هناك كوتا برلمانية من 15 مقعدا على اساس ديني للمسيحيين والايزيدية والشبك والمندائيين.
حصة المسيحيين بينها هي 5 مقاعد.
الكنائس العراقية:اكتسبت الكنائس العراقية قود دفع كبيرة للامام مع رسامة سيدنا البطريرك لويس ساكو بطريركا على الكنيسة الكلدانية التي هي اكبر الكنائس العراقية ووضعها هو مؤشر للوضع المسيحي العام، فعندما تكون ضعيفة تنعكس على الجميع وعندما تكون فاعلة تنعكس على الجميع.
عناصر قوة البطريرك ساكو متعددة فمن كونه جاء بعد بطريركية تميزت بالاداء والحضور الضعيف في فترة البطريرك دلي، ومنها مرتبط بالغياب شبه التام للكنائس العراقية الاخرى، الى كون البطريرك الجديد رجل ذو رؤية للكنيسة ودورها، اضافة لكونه رجل يلتزم بمبادئ ترسيخ الوجود والحضور المسيحي المشرقي وتجلى ذلك باكثر من موقف معلن وباكثر من ممارسة لعل اصراره على عقد السينودس في بغداد كان واحدة منها، يضاف الى ذلك كونه رجل ذو رصيد كبير من الاتصال والتواصل ليس مع اكليروس وابناء الكنيسة فحسب بل ومع المرجعيات الدينية والسياسية العراقية المختلفة والاتصالات مع المرجعيات الكنسية والمؤسسات الدولية المختلفة.
يضاف الى ذلك كونه، وكما هو الحال مع بقية الكنائس الكاثوليكية المشرقية، مدعوم من الفاتيكان التي تحرص في السنوات الاخيرة على التعبير عن دعمها للكنائس المشرقية، وما مشاركة بطاركة كاثوليك من خارج العراق في الرسامة الا اشارة على ذلك.
في المقابل فان هناك الهواجس الناتجة عن انعدام الثقة المتراكمة من السنين والعقود السابقة، فعلى سبيل المثال فان رعاية الكنيسة الكلدانية لتمرد الاسقف الموقوف اشور سورو ما زال جرحا لم يندمل.
بالاضافة الى ان الكثيرين من متابعي الشان الكنسي العراقي لا يتفقون، وهم على حق، في اعتماد المنابر الاعلامية لطرح القضايا والبرامج الكنسية للعمل المشترك او الوحدوي. فالتاريخ يثبت ان اية حوارات بين اية اطراف تريد تحقيق ثمارا عملية فان عليها اعتماد "الدبلوماسية" الهادئة واجتماعات الطاولة المستديرة بعيدا عن الاعلام.
كما ان للمؤسسات والمرجعيات القومية السياسية ايضا هاجسها الذي ياتي نتاجا للتساؤل عن حدود الدور المرجعي للبطريركية الكلدانية؟ هل سيبقى محصورا في الشان الكنسي وداعما للمرجعيات القومية والسياسية في الشؤون الاخرى مع الحق والواجب الطبيعي بالتشاور وتبادل الراي؟ ام سيكون مرجعية سياسية موازية (لكي لا نقول بديلة)؟ فعندها، لا سمح الله، سيكون الصدام الذي لا احد يتمناه ونحن نثق بالبطريركية الكلدانية بانها لن تسمح به. وما هو اطار المطالب والطموحات؟ هل هي بهوية دينية ام هوية قومية؟ وما هي حدود الالتقاء والافتراق بين الاطارين؟ والى غيره من الاسئلة التي ترد في هذا السياق.
اقليم كردستان العراق:الوضع يختلف تماما عن الموجود في بقية محافظات العراق، حيث الاستقرار السياسي والامني والنمو الاقتصادي والخدمات الاساسية وغيرها مما يجعل الاقليم واحدا من المناطق الاسرع نموا وتطورا.
ولعل لغة الارقام تستطيع التعبير عن الحقائق اكثر، فبمقارنة ما كان عليه الاقليم يوم تحرر من النظام عام 1991 وما بلغه اليوم يمكن لنا الاستنتاج:
المدارس: كان هناك اقل من 700 والان هناك 12 الف
المراكز الصحية: كان هناك 500 والان 11 الف
الجامعات: كان هناك جامعة واحدة وعدد من المعاهد تضم جميعها حوالي عدة الاف طالب فانه الان هناك اكثر من 98000 طالب جامعي و7200 تدريسي جامعي
وهناك 876 اصدار مطبوع من الصحف والمجلات الدورية
وتراجع مستوى الفقر ومستوى البطالة بنسب كبيرة.
بل وحتى في حقول اخرى تبدو ثانوية في المجال الثقافي والاجتماعي ولكنها تبقى معبرة في هذا الشرق الاوسط المتوجه للتشدد وعدم التسامح. انها للسنة الثانية او الثالثة يتم انتخاب ملكة جمال كردستان في احتفال شارك فيه فنانون كرد وعرب من خارج العراق ايضا.
كل ذلك بفضل الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي، مما جعل للاقليم دورا سياسيا مؤثرا ليس في العراق فحسب حيث يشكل عامل امان بين الاطراف العراقية المتصارعة مذهبيا، بل وفي منطقة الشرق الاوسط، ابتداء بدور الوساطة التي قام بها بين انقرة وحزب العمال الكردستاني، الى الدور في استقبال ورعاية اللاجئين من سوريا الذين فاق عددهم 130 الف لاجئ.
اشوريا في اقليم كردستان العراق:التطور في الحضور والفاعلية الاشورية في الاقليم لا تتناسب مع تطور وفاعلية الاقليم، فمقابل ما اسلفناه من تطورات سياسية واقتصادية نوعية فان اشوريي الاقليم حضورا وفاعلية ما زال هامشيا حيث ما زال الاهتمام والجهد الاكبر يذهب ويستنزف في صراعات داخلية تسموية وحزبية وغيرها.
وفي الشان السياسي فانه ورغم مشروعية المطالبات بشان التجاوزات على الاراضي فان هناك تجاهلا للمشكلة الاهم الا وهي مشكلة الانسان الاشوري بالتوازي مع مشكلة الاراضي الاشورية. الذي يهدد وجودنا في اقليم كردستان العراق هو انحسار اعدادنا وتراجعها. من العدل والمشروع تماما ان نطالب برفع التجاوزات على القرى الاشورية, ولكن من المهم ايضا ان نسال انفسنا ماذا فعلنا للقرى والمناطق والاراضي التي لا يوجد تجاوز عليها؟ ما هي المشاريع الاقتصادية والتنموية التي قدمناها لقرى برواري بالا او السليفاني مثلا وهي بعمومها ليست قرى تعاني من تجاوزات تعيق تنفيذ البرامج الاقتصادية فيها؟ وما هو تصورنا لوجودنا ودورنا وشراكتنا في الاقليم؟
الخطاب السياسي الاشوري ما زال اسير ذاته ولم يتطور حيث ما زالت الاولويات ذاتها: الحروب والانتصارات الوهمية الداخلية، التوجه لكسب المهجر من خلال ترويج الفوبيا تجاه الاخر حتى بات الوطن رهينا للمهجر. فالمعادلة الاشورية لعلاقة الوطن بالمهجر هي معكوسة تماما وبخلاف المعادلة الطبيعية بين وطن ومهجر كل الشعوب. المهجر الاشوري لم يخلق الى الان اية فرصة عمل واحدة للمواطن الاشوري في وطنه مقابل الاف مؤلفة من المقالات والمطالب والشكاوى والتذمر.
الانتخابات البرلمانية في الاقليم:حيث ان الانتخابات البرلمانية تم اجراءها مؤخرا فانه ربما يكون من المفيد القاء بعض الضوء عليها.
كرديا: تميزت الانتخابات الحالية بعدد من التطورات عما سبقها عام 2009 فعلى سبيل المثال فانه في هذه الانتخابات تنافس الحزبان الرئيسيان البارتي واليكتي.
الحملة الانتخابية كانت متطورة ولم تشهد اساءات كسابقاتها من شق وازالة البوسترات الانتخابية وغيرها الا بقدر محدود.
كما انها كانت سلمية خالية من العنف فيما عدا بعض الحوادث في السليمانية وهو امر متوقع بسبب حداثة الخلاف بين اليكتي وكوران.
كانت النسبة عالية بين المرشحين للشبيبة وحاملي الشهادات الجامعية من مختلف الاختصاصات.
المراة كان لها حصتها التي تفرضها الكوتا، ولكن المتميز ان البوسترات الدعائية للمرشحات كانت منتشرة في كل مدن وقرى الاقليم وهي تحمل صورهن بلباس عصري او قومي تقليدي. لم نلحظ صور للنسوة المحجبات الا النادر في مرشحات الاحزاب الاسلامية حيث ارتدين نوعا من الحجاب دون اخفاء ملامح اوجهن. قارن مع حملة انتخابات بغداد حيث نشر الزوج صورته على البوستر الدعائي لزوجته داعيا الناخبين التصويت لها!!
كان هناك توظيف للانتماء العشائري او المناطقي في المنافسة بين مرشحي القائمة الواحدة كون الانتخابات كانت بالقائمة المفتوحة.
ما بعد الانتخابات:مع اعلان النتائج حيث احتل البارتي المركز الاول وتراجع اليكتي الى التسلسل الثالث بعد كوران، فانه من الملفت للاحترام وفي سابقة في دول الشرق الاوسط وانتخاباتها ان اليكتي اعلن احترامه للنتائج واعترافه بالخسارة وتحمل قيادته مسؤوليتها.
بل وان السيدة الاولى، هيرو ابراهيم احمد عقيلة الرئيس طالباني، استقالت من مسؤولياتها التنظيمية في اليكتي بعد خسارته الانتخابات.
اشوريا: هناك كوتا من خمس مقاعد وهي على اساس قومي تخص الكلدان السريان الاشوريين. وهناك كوتا اخرى من خمسة مقاعد للتركمان. وكوتا من مقعد واحد للارمن.
اشوريا تنافست ثلاثة قوائم هي:
1.
الرافدين وتمثل الحركة الديمقراطية الاشورية
2.
ابناء النهرين وهي القائمة التي تمثل الخارجين من قيادات الزوعا واعضاءه البرلمانيين السابقين ووزراءه السابقين وكوادره المتقدمة، والعديد منكم يعرفهم شخصيا والتقوهم مرات عديدة في زياراتكم للمنطقة. واسباب الخروج المعلنة تتراوح بحسب البعض تجاوزات تنظيمية من قيادة الحركة وتحويلها الى الى مصالح عائلية، ولدى البعض الاخر، هي اختلاف الرؤية في التعامل مع الشعوب التي نعيش معها، وتحديدا الاكراد.
3.
التجمع وهي قائمة مشتركة ضمت المجلس الشعبي والحزب الوطني وبيت نهرين والمجلس القومي الكلداني.فازت كل من قائمة التجمع والرافدين بمقعدين فيما فازت ابناء النهرين بالمقعد الخامس.
الحملة الانتخابية اشوريا كانت هذه المرة اكثر تطورا من الانتخابات السابقة من حيث عدم وجود تشنجات وتشويهات ما قبل الانتخابات ما عدا القليل من الاحيان والمواقف.
ولكن في التعاطي مع النتائج فقد كان تكرارا للاتهامات المتبادلة بتلقي الدعم الانتخابي من الاحزاب الكردية.
الوقائع المادية اثبتت تلقي مرشحي المجلس الشعبي الدعم من البارتي وتلقي الرافدين الدعم من اليكتي.
برايي الشخصي هي تكتيكات انتخابية مشروعة تحت سقف القانون.
الخطاب السياسي لما بعد النتائج الانتخابية يتهرب من مواجهة الحقيقة الرقمية المؤلمة بان عدد الناخبين (بافتراض جميعهم من الكلدان السريان الاشوريين) لخمسة مقاعد كان 13 الف وهو اقل من ثمن مقعد برلماني واحد من المقاعد العامة.
فعوض التعامل مع هذه الحقيقة السلبية التي تمس وجودنا ومستقبلنا في الاقليم فان القوائم والاحزاب راحت لتبتهج بالانتصار بان فلانا كان له اصوات اكثر من علان. بينما الحقيقة المؤلمة ان الجميع ليس لهم صوت اذا كان مجموع الناخبين هو 13 الف فقط!!
وهذا يؤكد ما سبق لي قوله بان المشكلة الاشورية الاهم في اقليم كردستان هي الانسان الاشوري.(وبعض الخطاب السياسي لما بعد النتائج يدعو الى تحويل الكوتا الى غيتو انتخابي وبما لا يمكن للقانون الانتخابي قبوله، فالكوتا هي قومية لا دينية، وسجلات العراقيين لا يوجد فيها حقل الانتماء القومي. فكيف يمكن التفريق بين الناخب الارمني والاشوري، وكيف يمكن التفريق بين الناخب الكردي والتركماني. هذا في المستوى القانوني، ناهيك عن المضمون ومفاعيل هذا الفرز.
الغريب ان من رفض استحداث محافظة ادارية وضمن الدستور العراقي في سهل نينوى متهما اياه بالغيتو يعود اليوم لتبني تحويل الكوتا الى غيتو لمكاسب انتخابية حزبية.
برايي، وانا لست رجل قانون، ولكني رجل اشعر بالمسؤولية القومية والوطنية فانه وبعيدا عن المصالح الحزبية فان الكوتا يتوجب تطويرها بما يعزز الشراكة، فكما هي الكوتا النسوية مفروضة على الجميع وبينها احزاب اسلامية لا تؤمن بولاية المراة، فان الكوتا القومية الاشورية والتركمانية والارمنية اذا ما فرضت قانونيا على كل القوائم فانها برايي ستحقق شراكات ومكاسب قومية قد تكون بعضها على حساب مصالح حزبية وشخصية للبعض من الاحزاب والشخصيات الاشورية.)
(ملاحظات:
النص اعلاه هو النص الكامل للعرض الذي قدمه الارشمندريت عمانوئيل في اللقاء، ولكن وحيث ان الالقاء كان بالانكليزية بالترجمة الفورية للنص من قبل الارشمندريت فانه وبالتاكيد فان الترجمة الانكليزية قد تختلف ايجازا او تفصيلا في هذه النقطة او تلك.
اللقاء كان الاجتماع السنوي لمجموعة التضامن مع طورعبدين وشمال العراق والتي تضم المان وابناء شعبنا من طورعبدين وتقدم الدعم منذ الثمانينيات لشعبنا في طورعبدين والعراق، وقد قامت بزيارات دورية كثيرة الى المنطقتين ولها علاقات واسعة مع كنائس مؤسسات شعبنا.
موقع المجموعة على الانترنت هو على الرابط:
http://nordirak-turabdin.deاللقاء عقد في مدينة توتسنغ في مقاطعة بافاريا في يومي الرابع والخامس من تشرين الاول الحالي. وكانت المجموعة قد وجهت الدعوة للارشمندريت عمانوئيل للمشاركة في تقديم عرض بالمستجات والاوضاع التي تخص شعبنا في العراق.
الفقرة الاخيرة من النص والمحصورة بين قوسين لم يتم طرحها في اللقاء بسبب ضيق الوقت ولكنها كانت موجودة في النص).
اما اهم الحوارات والاسئلة التي تلت التقديم فكانت:
العلاقات المسكونية بين الكنائس العراقية: وتعليق الارشمندريت الشخصي كان انه من المؤسف انها ما تزال في اطار اللقاءات البروتوكولية، وحتى الاطار الجامع لهذه الكنائس والذي تشكل قبل سنوات وانطلق بضجيج اعلامي عالي فانه لم نسمع منه لاحقا مبادرات او مواقف او برامج عمل.
وفي متابعة حوارية لهذا السؤال: المؤمنون وابناء الكنائس تعيش علاقات وحياة يومية متضامنة ومشتركة، ولكن الاشكال والعقبة هي في المرجعيات التي ترتهن قرار الكنائس ولا تطرح او تلتزم مبادرات وبرامج عمل مشتركة. المؤمنون العلمانويون والكهنة متقدمون على مرجعياتهم في مجال القناعة والالتزام بالعمل المسكوني بين الكنائس.
اللاجئون السوريون في اقليم كردستان العراق: حيث تم التعريف بوجود اكثر من 130 الف لاجئ من سوريا غالبيتهم المطلقة من الاكراد وبينهم حوالي 100 عائلة اشورية مسيحية وعدد من العوائل الارمنية. معظم اللاجئين يعيشون في مخيمات معدة لاستقبالهم، اكبرها مخيم دوميز في دهوك، وتم فتح مخيمات اخرى في اربيل والسليمانية لتوزيع الاعباء الاقتصادية والنتائج الامنية والاجتماعية والاقتصادية بين المحافظات. وبصورة عامة فان حكومة الاقليم تسعى لتقديم خدمات جيدة للمخيمات ولكن بالتاكيد فان احتياجاتهم اكثر من الامكانات المتاحة.
العوائل الاشورية رغم تسجيلها كلاجئين فانها لا تعيش في المخيمات بل تستضيفها القرى الاشورية وتقدم لها السكن المجاني.
وهنا تستحق المفاضلة بين اللاجئين الى لبنان من الخابور حيث يضطرون لدفع ما لا يقل عن 600 دولار للايجار فقط.
وعن برامج منظمة (كابني) بشان اللاجئين السوريين: تشمل برامج ومساهمات منظمة كابني ثلاثة فئات:
الفئة الاولى: المحتاجين والنازحين من ابناء شعبنا داخل سوريا حيث تستمر المنظمة بدعم برامج السلات الغذائية في الخابور والقامشلي حيث تقدم الدعم المادي ويتم شراء وتوزيع السلات محليا. بينما تقوم المنظمة بارسال الادوية وحليب الاطفال من العراق من خلال معبر فيشخابور – سيمالكه.
الفئة الثانية: مخيمات الفلاجئين في العراق حيث قدمت وما زالت مستمرة في تقديم الاحتياجات الاساسية وبخاصة المواد الصحية ومواد غذائية محددة بالتنسيق مع ادارات المخيم في دوميز ومخيم خبات.
الفئة الثالثة: اللاجئين الاشوريين من سوريا في العراق حيث تقدم المساعدات الغذائية والعلاجية، وقريبيا ستفتح دورات تاهيلية لتطوير قابليات الشبيبة منهم للحصول على فرص عمل. بالاضافة الى تلبية الاحتياجات والمتابعات الادارية والقانونية لهم.
كما كان هناك مداخلات وتعقيبات اخرى.