عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - هيثـم ملوكا

صفحات: [1]
1
مفهوم الحريات عند الشعوب ، تطبيقاتها وتداعياتها اليوم

بقلم// هيثم ملوكا

    قبل التوغل في شرح مفهوم الحرية وأختلاف مفهوم تطبيقها عند الشعوب علينا أولاً أن نعطي التعريف العام للحرية .
هناك عدة تعريفات للحرية لكنها غير محصورة بجملة معيّنة أو تعريف بعينه . فهي الكلمة التي يستطيع كلّ إنسان الشعور بها بالممارسة العملية في الحياة، وهي الفضاء الفسيح الذي يُمكن للإنسان التحرّك من خلاله دون أن يشعر بنقصان، أو عيب، أو إهانة، ودون أن يخدش فضاء الآخرين، حيث يُقال( تنتهي حريتُك عندما تبدأ حُرية الآخرين)،
وفي مفهوم أرسطو للحرية فيصف الحرية بأنها ما يختار الإنسان القيام به بناءً على توجيه العقل والإرادة في آنٍ واحد، واعتبرأنّ الحرية شرطٌ أساسي لتحمل الإنسان المسؤولية في أفعاله وأخلاقه، كما آمن بأهمية الحرية في بناء شخصية الإنسان، وفي حديثهِ عن الإنسان الحر، يرى أرسطو أن وصف الإنسان بالحر يعتمد على إمكانيتهِ في اختيار أفعاله دون أي تأثيرٍ خارجي يُفرض عليه من أي طرفٍ آخر، أما عن أشكال الحرية؛ فيعتبر أرسطو أنّ للحرية شكلان، وهما (أولاً) حرية الأفراد، والتي يختارون فيها أسلوب حياتهم من تلقاء أنفسهم بعيدًا عن تأثير الدولة، و(ثانيًا) الحرية السياسية، والتي يُسمح للمواطنين بناءً عليها أن يتولوا المناصب العامة، ويؤدون المهام التي تخدم مصلحة الدولة والمجتمع من خلال تنفيذ القوانين.
سنركز في مقالنا هذا ، لماذا أُسيئ فهم الحريات عند الشعوب ومن هو السبب وراء انحدارها وتحللها؟.
مما لاشك فيه أن الإنسانية بعد حدوث التطور الفكري والعلمي الهائل.  بدأت تبحث بالسعي لتطبيق الحرية الشخصية والحريات العامة لشعوبها . وقد ظهر ذلك جلياً بعد الثورة الفرنسية (1789م – 1799م). التي أحدثت الطفرة الكبيرة في أوربا والعالم. حيث كانت ثورة عالمية انعكست نتائحها على البشرية جمعاء، حيث ساهمت بصعود جمهوريات ديمقراطية ، وأصبحت نقطة محورية لتطوير الآيديولوجيات السياسية الحديثة التي أدّت إلى الليبرالية والراديكالية والقومية والأشتراكية.
وأيضا بدأ واضحاً أن البشرية خلال القرن الأخير من التأريخ خطت خطوات كبيرة لترسيخ وتطبيق مفهوم الحريات عبر سَن القوانين وتطبيقها . لتُنهي سيطرة الأقطاع وطبقة النبلاء( كما تسمى سابقاً ) على موارد وخيرات الدولة من خلال تقييد حريات الشعوب واستعبادهِم.
الا أن أكثر مايهمنا في هذ المقال هو أن الإنسانية سعت للخروج من بودقة التخلف والعبودية وسحق لحقوق الإنسان . وفعلاً أستطاعت أوربا والغرب أن يجتازوا مرحلة العصورالمظلمة.  وكما وضحنا . فقبل حصول الحرب الفرنسية ،عانتْ أوربا والغرب  سابقاً من الأقتتال وتسلط الطبقات الحاكمة المستبدة على قوت الشعب، وأستغلال رجال الدين لمناصبهم ومشاركتهُم رجال الحكم في التسلط على رقاب هذه الشعوب ،وأستعباد الطبقات المسحوقة والتمييز العنصري والصراع بسبب المذهب والعرق والسلطة والمال . كل هذه الأسباب دفعت الثورات لأحداث تغيرات حقيقية في تحقيق المساوات والعدالة الأجتماعية والغاء التمييز على أساس الدين والعِرق واللون.
وبعد مرور حوالي أكثر من قرنين على هذا التغيير وحدوث الطفرة الهائلة في التطور العلمي في كل مجالات الحياة، وأقرارحقوق الإنسان . وصلتْ أوربا والغرب الى ماوصلوا اليه اليوم.
ولكن ماحدث من تطورات غريبة بعد منح الحريات الفردية والعامة في الغرب . بدأت تظهر في العقود الثلاثة الأخيرة قوانين غريبة أُدخلت ضمن خانة حقوق الإنسان والحريات الشخصية .مثل زواج المثليين(الرجل بالرجل) و( المرأة بالمرأة) . وحق أختيار الأطفال تغييرجنسهم والأجهاض المتعمد . هذه القوانيين لو تأملنا بها نراها مخالفة لكل قوانين الطبيعة والسلوك الطبيعي للأنسان منذ وجوده على الأرض،  وايضا مخالفة لكل الشرائع السماوية.
مايحصل ان الذين أَقروا هذه القوانين بأتفاق مع لوبي عالمي تقوده الرأسمالية العالمية،التي تتحكم بحياة البشرية على الأرض و هدفها الرئيسي الهيمنة على الشعوب والدول ومقدراتها، والتحكُم بالأقتصاد العالمي حتى ولوكانت على حساب القيم والأخلاق. والهدف منه القضاء على كل الروابط الأُسرية والغاء وجود اي اثر لتعاليم السماء على الأرض وأضعاف دور رجال الدين والكنيسة والمؤمنين في نشر الأيمان الروحي . لأنها لا تتوافق مع تطلعاتهم وجشعهم للهيمنة والنفوذ .
ماحصل أن المتنوريين بعد فترة العصور المظلمة كما وضحنا قد فصلوا الدين عن الدولة وأعطوا لنفسهم حرية مطلقة في كيفية سن القوانين تحت ضغط الرأسمالية المدمرة،  وأوصلونا الى ماوصلنا اليه اليوم. متناسين بنفس الوقت أنهم لم يعطوا هذه الحرية التي( منحوها للجميع) الى للكنيسة وللدين في نشر القيم والأخلاق والعلاقات الإِنسانية من مفهوم الكتُب السماوية.  كما أُعطيت للعلمانيين والملحدين الرأسماليين.لابل حاولوا الأستهزاء بها وتصويرها للأجيال الجديدة على انها معتقدات بالية .مُعطين الضوء الأخضر للأعلام الرأسمالي بالسخرية من رجال الدين ودورهم ومن الكنيسة، ليقتلوا أي مفهوم للأيمان للأجيال الجديدة. ورغم كل هذه المحاولات لأضعاف الدين والأيمان عند شعوبهم.  الا انه هناك من كانوا يحملون شعلة الأيمان وشقوا طريقهم في مستنقع الرأسماية المدمرة .
مايحصل اليوم يعتبر منعطف خطير في حياة البشرية لأن مفهوم الحرية الشخصية والحريات العامة خرج عن مضمونه الحقيقي وتعدَى حدود القيم والأخلاق والروابط الإنسانية لبناء أُسَر جيدة ومجتمعات متطورة وفُقدتْ الروابط الأُسرية المتينة وكثُرتْْ الأنفصالات الزوجية، وعزوف الشباب عن الزواج، وأباحة الأفلام والصور المثيرة للغرائز في كل وسائل التواصل الأجتماعي بصورة علنية . وكثرة ممارسة العلاقات الغير شرعية وخروج أجيال تجهل انتمائها البايلوجي لأي أب . ولم يعد وجود القيم والأحترام داخل الأُسرة الامانَدَر كما كانت من قبل. والتي هي أساس بناء المجتمع والدولة. والسبب كما أسلفنا تسلط الرأسمالية العالمية على مفاصل الدول متحكمة في مصيرالدول والشعوب. وأبسط مثال على ذلك حين تسُنْ الدول العظمى قوانين مثل الإجهاض وزواج الشاذين جنسياً(المثليين) . فانها تفرض على الدول الأُخرى  نفس القوانين لسنها واقرارها، والا سيتم أعتبارها مخالفة لحقوق الإنسان . وربما ستكون هناك عقوبات اقتصادية عليها بطرق غير مباشرة ، مما يجعل الدول الضعيفة او المنضوية تحت إرادت هذه الدول ان تنصاع وتسن القوانين في بلدانها .
للأسف اذا كنا نحن الأحياء اليوم نشهد زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة. هذه المشاهد المؤلمة التي اُعطيت من باب الحريات و حقوق الانسان . فربما سنشهد قريباً ، سن قوانين زواج الأنسان من الحيوان ويعطى لهم نفس حقوق الرجل والمرأة وتصرف لهم مخصصات الرعاية الأجتماعية.  وليس من المستبعد ان يُسَن فيما بعد قانون يسمح للرجل والمرأة  بالخروج عُراة في الشارع من منطلق  الحرية الشخصية،  وأن الإنسان ولِدَ عاريا ومن حقه أن يتعرى .وربما يتم سن قانون من حق الرجل والمرأة ان يزنوا ويكون لهم أولاد غير شرعيين وربما من حقهم تبديل أزواجهم مع الآخرين، وقوانين اُخرى تحط من القيم الإِنسانية، وستحول الأنسان عبارة عن جسد تحركه الغرائز والشهوات وأطاعة القوانين ومجرد من اي فكر يحمل القيم الإِنسانية والأيمان الروحي
في الحقيقة اننا نعيش في زمن (أوقات عصيبة) كما في رواية الأديب البريطاني جارليس ديكنز.
ويمكن تشبيه مايحصل اليوم بأن(( الإِنسانية انطلقت من اوطأ نقطة من سفح الجبل العالي ووصلت الى القمة خلال اكثر من قرنين ولكنها بدأت تهوي من الجانب الآخر لسفح الجبل نحو الهاوية )) . و بعدها لاندري ربما سيكون ليد الله دور في القضاء على تمرد الإنسان على تعاليمه السمحاء التي اوصلها لنا عبر رسله وأنبيائه. كما حصل في الطوفان، وكما حصل مع قوم لوط. وكل ما نستطيع قوله أرحم يارب عبادك المؤمنين ونطلب منك المغفرة للجميع.
.

5
محنة العقل بين العولمة والعلمانية
بقلم// هيثم ملوكا
     لا يختلف أثنان بأن البشرية خطت خطوات جبارة وكبيرة في القرن الأخير من عمرالإِنسان على هذا الكوكب. وقد كان أثر التطور العلمي  في كل العلوم واضحاً وضوح الشمس في إِحداث طفرة هائلة  لتسهيل معيشة الأنسان وتنقلهِ والحفاظ عليه وتحسين معيشتهِ . ولو تطرقنا اليها فحدث ولاحرج من أختراع المحركات واكتشاف الطاقة الكهربائية والضوء وما تلاها من أختراعات عظيمة ووووالخ.
بالتأكيدهذه الطفرة الكبيرة قادت الأنسان ان يكتشف ماكان مستحيلا في الوصول اليهِ  لقرون طويلة من الزمن.
وقد كان لدور العولمة اثرا كبيرا على الشعوب  حيث أستطاعت العولمة ان تجعل العالم عبارة  عن قرية كونية صغيرة،  مما سهل  على الشعوب الإِستفادة من الثورة العلمية والثقافية والتكامل الإِقتصادي التي غزت كل الدول وأستفادت منها.ومما لاشك به نجحت العولمة  في أن تستبدل علاقات الهيمنة والأستعمار بين الدول الى علاقات تكامل إِقتصادي وسياسي . ورغم كل ماذكرناها من الأمور الجيدة للعولمة في حياة الشعوب ، الا ان هناك من يرى أن العولمة الرأسمالية والإِقتصادية  تبشر بنظام عالمي بلا ضمير .وتعتبر سبب ونذير شُئم لتهديد والقضاء على الشعوب الضعيفة التي تخضع لسياسات الدول القوية المهيمنة عليها عبر دمج اقتصادها الخاص في الاقتصاد العالمي حيث يتم التحكم بها وسلب ثرواتها وقدراتها الاقتصادية ، وخلق الحروب والأزمات الإِجتماعية والإِقتصادية وإِنتشار الفقر والبطالة بين هذه الشعوب المغلوب على أمرها. لا بل يتعدى الأمر الى سلب قرارها الوطني وأضعاف هيمنة الحكومات على الأستقلالية في قراراتها المتعلقة بسيادة الوطن ، كما يحصل في العراق وبعض الدول الأخرى اليوم. والأمثلة كثيرة ، خصوصاً في دول الشرق الأوسط وافريقيا.
اما فيما يخص العلمانية، فالعلمانية يمكن تعريفها بأنها المبدأ القائم على فصل الدين عن الدولة .
أن بداية مفهوم العلمانية يعود الى الفلسفة اليونانية القديمة وفلاسِفتهم مثل (أبيقور 311 ق.م -270 ق.م) ولكنها عُرفت بمفهومها الحديث بعد حرب الثلاثين عام(1685م) بين الكاثوليك والبروتستانت.وأدت الى مقتل 8 مليون أنسان أي حوالي ربع اواكثر من سكان اوربا في تلك الحقبة من الزمن.

وقد نشأت العلمانية على يد عددٍ من مفكّري  عصر التنوير مثل جون لوك واروخ ستينوزا وفولتير وفي العصر الحديث امثال كريستوفير هيتشنز بيرتراند رسل.
وجِدت العلمانية نتيجة للتجارب المريرة كما أسلفنا بعد حرب الثلاثين سنة الطويلة بين مذهبين في اوربا . فكانت عقول الفلاسفة والمفكرين أوجدت مفهوم العلمانية لحقن الدماء والكراهية بين الشعوب والدول المختلفة في مذاهبها وأديانها.وقد تم فصل سلطة رجال الدين من مفاصل الدولة . ونجحت العلمانية لعقود طويلة في وقف هذه التناحرات بين المذاهب لكي تستطيع الشعوب التعايش بسلام .ولكن هنا نقطة يجب التوقف عندها وهي ان العلمانية بدأت تنظر الى الأديان نظرة تخوف وازدراء وبالرغم من ان العلمانية جاءت لِإزالة مفهوم التعصب بين الشعوب بحسب معتقداتهم وقبول الآخر. الا ان العلمانية نفسها دخلت في بوتقة التعصب بكل ما يخُص الأديان وتعاليم السماء ومفهومها الراقي لصفاء ونقاء روح الأنسان  وحبه لأخيه الأنسان. لذلك نرى ما حصل في أوربا والغرب وما يحصل اليوم  الغاء لبعض القيم والعلاقات الانسانية التي نظمها الخالق كما يعترف بها المؤمنين أوكما نظمته الطبيعة حسب راي الملحدين . في كلا الحالتين هي عملية هدم للقيم والأخلاق والاُسرة  في المجتمعات. كما نلاحظ ذلك في سن قوانين غريبة ومريبة بزواج المثليين والتشجيع لهذه الحالات وسن قوانين  لحمايتهم  والسماح للمدارس  باعتبار ممارسة العلاقات الجنسية مسألة طبيعية الى حد وصلت احدى الأحصاءيات في امريكا بان  طالبات المدارس الثانوية حملن من سفاحين بنسبة 48% . ناهيك عن حالات الطلاق العالية . هذه الممارسات والقوانيين ، تُعتبر بحق محنة العقل عند من شرعوا  أوسنوا مثل هذه القوانيين والمماراسات  اللاأخلاقية والمنافية للطبيعة البشرية. ولذلك نرى بعض المفكرين والعقلاء أدركوا الخطر الذي سيُصيب البشرية وسيُصيب العلاقات الإِنسانية والأُسرية .ولذلك ظهرت مدرسة حديثة ومصطلح جديد يسمى  ( مابعد العلمانية ). يقول العالم الأجتماعي والفيلسوف الألماني يورغن هابرماس:-
على العلمانيين ان لا يقوضوا قواعد الأعتراف المتبادل ، ويتساءل هابرماس في نفس الوقت حول ما إذا كان مطلوباً أيضاً أن يخوض الجانب العلماني عملية تعلم مماثلة أيضاً. فإذا استمر المواطنون العلمانيون في تعزيز تحفظاتهم حول الناس ذوي الذهنية الدينية على أنهم أناس لا يمكن أخذهم بجدية، فإنهم يكونون بذلك قد قوضوا القواعد الأساسية للأعتراف المتبادل الذي تقتضيه المشاركة في المواطنة. يقول هابرماس يجب على المواطنين العلمانيين أن يظلوا منفتحين أمام أحتمالات أن التعابير الدينية نفسها يمكن أن يكون لها معنى إذا تمت ترجمتها إلى نصوص علمانية.
بالتأكيد نحن كشعوب نؤمن بوجود الخالق فليسميها البعض القوة الخفية او أي شيْ يسمونهُ وكما يحلو لهُم .  يبقى ان لهذا الكون و والمجرات يد الله التي تُسَيرها ، والإِنسان ليس سوى مخلوق من خلق الله العظيم وخالق الأكوان. فهل يريد هذا الإِنسان المخلوق الضعيف الذي لاحول له ولاقوة إلا بخالقهِ ،أن يتمردعلى طبيعتهِ البشرية الضعيفة وعلى خالقهِ. فالنتائج إذاً ستكون كارثية على البشرية ، اذا إِستسلمت لعقول تحاول السيطرة على البشرية وتجعلها روبوتات متحركة مجردة من المشاعر والقيم والعلاقات الإِنسانية والأيمان.


6
لماذا يتم أستهداف الكنيسة الكلدانية وهيبتها ؟ وما هو الهدف والغايات؟

هيثم ملوكا
    المرسوم الجمهوري الذي أصدره رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف رشيد ، والذي يشير الى سحب المرسوم الجمهوري رقم(147) لسنة 2013م . في خطوة غير مسبوقة وقرار غريب في مضمونه وتوقيته من قبل رئيس الجمهورية (الذي تنقصه الخبرة).  كان لهذا القرار ردود فعل قوية وأثار حفيظة الكنيسة الكلدانية وشعبها الكلداني وباقي القوميات والمذاهب الأخرى.
البعض حاول التمويه والألتفاف على أبعاد وخطورة هذا المرسوم على مستقبل الكنيسة الكلدانية وشعبها والوجود المسيحي في أرض الأجداد . وفَسروا المرسوم بأنهُ  لا تأثيرله على الكنيسة ولا على شعبها وانما سحب يد غبطة البطريرك من أملاك الكنيسة فقط وتسليمها لشخص آخر، وهذا الفصيل الذي يؤيد هذا المرسوم كانت لهم مواقف خاصة من رأس الكنيسة الكلدانية وبخلاف مع شخصه .
وكان للفصيل المسلح لحركة بابليون الدور الواضح في تأييد وتبرير مرسوم رئيس الجمهورية  بسبب عدم توافق قناعات رأس الكنيسة الكلدانية  مع توجهاتهم وقناعاتهم ومخططاتهم. وقد أنضمت بعض الأصوات القليلة من هنا وهناك مع هذا الفصيل ومع قرار سحب المرسوم لغاية في نفس يعقوب كما يقولون  ولأسباب ومصالح شخصية أو نكاية برأس الكنيسة بسبب مواقفهم الخاصة والرافضة له. وبالمقابل وقفت غالبية التنظيمات القومية والثقافية ومنها أتحاد الكُتاب والأُدباء الكلدان  و أبناء الكنيسة من الكلدان والمسيحيين من القوميات الأخرى وحتى من الأخوة العرب  في العراق والعالم ضد صدور هذا المرسوم المشؤوم الذي لم يسبق ان قام اي رئيس او حاكم جاء في العراق على أصداره. ونُظمت وقفات ومسيرات تندد بهذا المرسوم. ولم يكن موقفهم دفاعاً عن شخص البطريرك بل للمكانة التي يمثلها كرأس مدبر وممثل لأكبر كنيسة في العراق وللكلدان في العالم الذين يمثلون 75% من مسيحي العراق ودفاعهم عن التأريخ العظيم لهذه الكنيسة منذ انتشار المسيحية وتعاليم المسيح الحي المخلص في أرض بابل (بلاد مابين النهرين) والى اليوم .

السؤال المهم هنا . ماهي أبعاد تبني هذا القرار ؟
في الحقيقة  التي لم يفهمها بعض المثقفين والقوميين الكلدان للأسف  بعد ان حصروا  المشكلة في قالب ضيق وأعتبار المشكلة هي بين رأس الكنيسة الكلدانية غبطة البطريرك مار لويس ساكو. وبين شيخ الفصيل المسلح ريان الكلداني ، متناسين ان الغايات هي أبعد من ذلك بكثير . فالهدف من المرسوم رفع يد الكنيسة من التحكم بممتلكاتها الخاصة بها وبشعبها لأكثر من ألفين سنة مضت (لتي تقدر بملايين الدولارات وعن قيمتها التأريخية )، ناهيك عن وجود مخططات للتغييرالديمغرافي في منطقة تواجد الكلدان والسريان في سهل نينوى . وقد هلهل لهذا المرسوم ايضا  نفر قليل  من رجال الدين نكاية بالكلدان وبكنيستهم العريقة  القوية الكبيرة أو من أجل حفنة من الدولارات، أو لمواقف مختلفة مع البطريرك .
 لقد أغفل هؤلاء الكلدان الذين لم يكن لهم موقف ورؤيا عميقة وقراءة دقيقة للتأريخ بأن مايحصل هو ضرب لعمق للكنيسة الكلدانية القوية في العراق ولشعبها الكلداني المؤمن ، ومحاولة أستئصال جذورها العميقة الراسخة في أرض بابل أرض العراق ، ومحو الوجود المسيحي في العراق من خلال الأستيلاء على كنائسهم وممتلكاتهم  وبيعها فيما بعد عبر فترات زمنية قادمة. وتجريد الكنيسة من أي أملاك تابعة لها وهو من ضمن المخططات المرسومة للجماعات الأسلامية المتشددة في المنطقة من قبل والتي تأتيها الأوامر من خارج العراق . لتنفيذ هذا المخطط  التي بدأته داعش ،وكما كان واضحا وجليا في الموصل، ولكن اغلبية أبناء العراق من مختلف الأديان والمذاهب الذين تعايشوا مع مسيحي العراق يرفضون هذا المخطط الخبيث ويعتبرون مسيحي العراق هم الشعب الأصيل والمسالم ويرفضون الأفكار الشوفينية التي تحملها الجماعات المتشددة.  وخير مثال على ذلك رفض التجمعات الكلدانية من أبناء الناصرية الأبطال  المرسوم الجمهوري ودعم كنيستنا وأيضا موقف حكومة الأقليم في كردستان العراق وشيوخ العرب وشخصيات كثيرة . أذا لم يتدارك الجميع هذا المخطط المرسوم له ضد الكنيسة وشعبها ووجودها  ويتحدوا جميعا كمثقفين وناشطيين ورجال دين ومؤمنيين. فستكون هذه بداية نهاية وجودنا التأريخي والكنسي في أرض الأجداد  أرض العراق، وسوف لن ينفع الندم لأنها ستكون كارثة أصابت هذا الشعب الأصيل عبر تأريخه في العراق. وحينها سيتذكر الجميع القول الشهير لرجل يهودي غادر العراق لأحد أصدقاءه المسيحيين حين قال:- (تذكر أن بعد يوم السبت يأتي يوم الأحد وهنا كان يقصد بأنهم راحلون( بمؤامرة دُبرتْ لهم لطردهم ) فيوم السبت الذي هو عطلة اليهود سيأتي يوم الأحد من بعده وهو يوم عطلة المسيحيين والمقصود الدور سيأتي عليكم من بعدنا  .
 لازال هناك الوقت ليتحد الجميع كنيسة وشعبا ضد هذا المرسوم المشؤوم وضد كل المؤامرات والمخططات . وأن يبينوا بأن أبناء الكنيسة الكلدان ليسوا رقما سهلا لأبتلاعه والتلاعب به . ونتمى من أبناء شعبنا في العالم ان يشكلوا لوبي قوي ضاغط على الحكومة العراقية (التي تتلاعب بها السياسات الخارجية وتأتمر بأمرها) . لرفع الغبن عن الكنيسة الكلدانية العريقة وعن شعبها ، ولكي يكون درسا لكل من تسول له نفسه في المساس بكنيستنا ووجودها المتجذر والعميق بعمق التأريخ ، ونتمنى أيضا من رجالات كنيستنا أن يكونوا يدا واحدة وكلمة واحدة ،وأن يكونوا تلاميذ حقيقيين يمثلون معلمهم ومخلص البشرية السيد المسيح ويقتدون بالدرب التي سار بها من القداسة والأيمان والأنسانية ، وليكونوا قدوة حسنة لهذا الشعب العظيم.
  ليحفظ الله شعبنا العراقي العظيم بكل قومياته وتنوعاته. ويحفظ شعبنا المسيحي وكنيستنا الكلدانية العريقة وشعبها الأصيل.لكي تبقى أجراس كنائسنا تدق حتى مجيئ رب المجد والمخلص الى هذه الأرض ثانية

8
قناة أور الكلدانية في لقاء مع الباحث والكاتب الكلداني عبدالله مرقس رابي
https://youtu.be/x3lpEzkqecs





9
 

 
الوصوليون والمتلونون
كلمة نائب رئيس تحرير مجلة بابلون// هيثم ملوكا

    كلمة الوصولية هي كلمة تعني بالفرنسية الجري أو العدوغالباً ماتمر علينا هذه الكلمة في قراءاتِنا وأسماعِنا ، وتنطبق كلمة الوصوليون على أشخاص معينين يتصفون بما تعنيه هذه الكلمة.
فيعرف الوصولي في علم النفس:- هو الشخص الفوقي الذي يضع نفسه بالمقدمة، بلا تردد أو حياء ولا خجل أو شعور، ولا يتراجع مهما كانت العواقب، ولا يكترث بأي رادع.
ويقول الكاتب الأيطالي الشهير  (نيكولوا ماكيافيلي) كما ذكر في كتابهِ الشخصيات أن الغاية تبرر الوسيلة.  وتنطلق الشخصية الوصولية من هذا المنطلق لتحقيق طموحاتِها وأهدافِها الخاصة ، حتى ولو كانت على حِساب المبادئ والأخلاق والقيم الأنسانية وبطرق غير شرعية.حيث يضع  نُصب عينيه الوصول والهيمنة و المسك بمقاليد الحكم سواء في مجال العمل او مع المُحيطين بهِ، مهما كلفه الأمر، حتى ولو كان هذا يؤذي من حولهُ ، ويُسببْ لهم مشاكل نفسية وأجتماعية أومادية فيما بعد. وقد يَدفع ذلك الوصولي حسب رأي العلماء الى الخيانة أو السرقة أو الغش ومختلف الرذائل للوصول الى أهدافه والتفرد(الفردانية) بالسلطة والهيمنة.
ويقول عالم النفس التحليلي (( كارل يونغ )) للتمييز بين التفرد والفردانية. فاما التفرد فهي سيرورة إيجابية تجعل الفرد متزناً وهو يؤدي مهامه متماشياً مع المقتضيات والواجبات العامة أما
الفردانية فسلبية وفيها تتعارض خصوصية الفرد مع أية مقتضيات أو واجبات، فيتحرك بشكل معتم وغامض مختبئاً وراء قناع يَظهر فيه أمام الناس على خلاف حقيقته..

وهناك بالتأكيد أسباب تجعل بعض الأشخاص ان يكون وصوليون وفردانيين.
اثبتتْ الدراسات أن سبب التجاء الشخص أو الأفراد الى أن يكونوا وصوليون،هو بسبب النشأة أو البيئة التي تربوا بها داخل الأسرة والمجتمع . فغالبا مابكون هؤلاء الوصوليين قد تعرضوا في صغرِهم الى التنمُر او التَحقير وعدم التشبع من غرائزهم كأطفال ، مثل حصولهم على المدح والثناء والتقديرمن الأب والأم. وقد يشعر بالدونية مقارنةً بأصدقاءهِ ومن حوله. فتنعكس كل هذه الأموروتُخزن في ذاكرتهِ ، فيلجأ لاحقاً الى الأنتقام من الآخرين وسَلك كل الطرق السيئة والغير شرعية والقانونية للنجاح. لأثبات وجودهِ ونجاحهِ وانتقاماً من الأخرين والتخلص من الأحباط والفشل الذي وصف به في طفولته.

وغالبا مايكون الوصولي أنتهازي  وتكون هذه الصفة ملاصقة معه أيضًاً .ويتصف الشخص الوصولي بعدد من الصِفات التي تميزهُ عن الآخرين .
ومن هذه الصفات نرى أن الشخص الوصولي دائم المديح عن نفسهِ وانهُ قادرومتفوق على الآخرين وهو أفهمُ منهم جميعاً. ويمكنهُ حل النزاعات وحل المشاكل، ويحاول إِيجاد نقاط ضعف الآخرين وأنتقادهم حتى يظهروا بأنهم مقصرين ليبرز وجوده .أمام مرؤوسيه وأمام الجميع في مكان عمله ونشاطه. ويُبيحْ الشخص الوصولي لنفسه أن يَتسَلق أعلى المناصب حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين والتأثيرعليهم والتقليل من شأنهم. وعادة ما تراهُ لايهتم بفكرة العمل الجماعي والتعاون المُشترك. ويحاول أن يسحق زملائهِ بكل الطرق ليكون هو بالمقدمة .ويتصف هذا الشخص أحيانا بالمكر والذكاء في أختيار الأشخاص الضعفاء الذين يخافون ويتجنبون المنافسة .فينسحبون أمامه ويحصل هوعلى فُرصِهِم التي يستغلها لتحقيق اهدافه للوصول الى مبتغاه.
 ويستمر الوصولي عادة بعد تحقيق هدفه في محاربة وأسقاط أي شخصية يعتقد أنها تتفوق عليه في أمور كثيرة ولها شهرة وتقدير من قبل الكثيرين فهو يحاول التقرب وأظهار الود والصداقة مع الأشخاص المتميزين عنه ، وبعدها يحاول بكل الطرق إِستغلال أي فرصة وبكل الطرق لتسقيطها. وهدفهُ من التسقيط لكي يبقى الوصولي هو البارز في الصورة والأحداث ويحقق اطماع أبعد للوصول اليها.
ويتصف الوصوليون أيضاً بأنهم متلونون وهنا نعني بالمتلونون هم الأشخاص الذين يغيرون أفكارهم ومبادئهم التي أدعوا بها من قبل مع كل تغيير يحصل في محيطهم . فهو متغير مع الموجة .ونُشاهد أمثلة كثيرة منهم في حياتنا سواء في مجال العمل او في النشاط الأجتماعي او السياسي أو في المؤسسات والمواقع الأُخرى.
قد يكون لتأثير الوصوليون عواقب وخيمة وهي تعتبر من أفتك الممارسات التي تصيب الدول والمجتمعات والتنظيمات. وتصيب الكثير من مفاصل الدولة بالشلل والفساد وبالتالي تأخر عملية بناء المجتمع.
ماهو المطلوب من افراد المجتمع او افراد المؤسسة الواحدة او التنظيم الواحد لمحاربة هذه الحالة المرضية التي تنخُر في جسم المجتمعات و التي تعرقل وتُشتتْ العمل الجماعي الصحيح. وكيفية التخلص منها.
 الأجابة سهلة وبسيطة، ينبغي على الجميع عدم المساهمة في تسهيل وتحقيق هدف     الوصوليون والأنتهازيون على حساب الآخرين. ويجب تقييم الناس كلٍ حسبْ عمله وانجازاتهِ وقدراته.
الفئة الأخرى التي لاتختلف كثيرا عن فئة الوصوليون وتشترك بكثير من القواسم المشتركة معها ، هي فئة المتلونون هذهِ الفئة من الناس تُغير من سلوكياتها حسب ماتراه موافقا لأهدافها للوصول والهيمنة ، وخير مثال يمكن ان نعطيهِ هنا . هو الحرباء فلها القابلية أن تتلون حسب لون الغُصن الذي تقف عليه وذلك لتمويه فرائِسها للأقتراب منها ومن ثم تنقض عليها وتلتهِمُها . هكذا هم المتلونون يحاولون أظهار كل الود والقبول للأشخاص المهمين سواء كانوا في تنظيمات او مؤسسات أو دوائرالدولة . وربما في زمن سابق كانوا مخالفين لهم في الفكر والتوجه .لكنهم يستغلون مهاراتهم في الكلام والمراوغة لكسب ثقة المسؤولين او المُهمين من حولهم  حتى الوصول الى هدفهم ومن ثُمَ تسلم مراكز ومواقع عُليا وبالتالي الهيمنة وتحقيق مايصبون اليه على حساب الآخرين .
وتعتبرهذه الفئة هي هدامة وغير بناءة وغيرفاعلة لخدمة المجتمع والتنظيمات ، لأنها لاتحمل هموم الشعب وليست لها مبادئ ثابتة.  فكما قُلنا متغيرة حسب مصالحها وأهدافها . لذلك لا يمكن الأعتمادعليها لا بل تكون هدامة لأي عمل تنظيمي وجماعي ومؤسساتي . لذلك وجب من افراد المجتمع أو التنظيمات أو المؤسسات توخي الحذر لأن هؤلاء يأتونهم بثوب الحملان الوديعة وبداخلهم ذئاب خاطفة. ويمكنكم ملاحظة ردة فعل المتلونون إذا ماواجهت أحدهم بخطأ سلوكه وتنبيهه بأن مايقوم به يختلف مع المبادئ التي اتفقوا عليها  فستراه سيحاول تسقيطك  وتجييش من حوله لأظهارك بمظهر المعتدي وهو المعتدى عليه . وبالتأكيد غالبيتنا مرَ بمثل هذه التجارب والممارسات في حياتنا وأعمالنا. وأكثر مايخشاه المتلونون هو أصحاب المبادئ والأحرار والمناضلون الحقيقيون لأنهم يكشفون مخططاتهم ويظهرونهُم عُراة بدون أي مبادئ حقيقية تخدم العمل الجماعي وتخدم مجتماعاتهم وتطورها.




10
التكنلوجيا والتطور
هل قادت الأنسان الى السعادة والرفاهية ؟
كلمة نائب رئيس تحرير مجلة بابلون// هيثم ملوكا

   مما لاشك فيه والذي لا يختلف عليه إِثنان أن البشرية خطتْ خطوات جبارة وعظيمة في شتى الميادين والعلوم خلال حقبة القرن الأخير من عُمر الأنسان على كوكب الأرض . فبعد ماكان الإنسان يعيش حياة بدائية معتمداً على مصادر الطبيعة ودواب الأرض في إعانته كالحصان والثور والكلاب وغيرها، و مصدر رزقه يأتي من العرق الذي يصب على جسده من العمل الشاق في حقلهِ او لرعاية دوابهِ منذ طلوع الفجر حتى غروب الشمس . ومع تقدم البشرية وزيادة التنور الفكري والتقدم العلمي عند الإِنسان ، حدثت أكتشافات عظيمة غيرت وجه الأرض ونظام الحياة فيها. مثل اكتشاف الكهرباء والضوء والمحركات ونظام الأتصالات وهلم جرا الى حيث وصلنا اليه اليوم من طائرات وصواريخ والأنترنيت وووالخ.
وهنا بعد كل هذه الخطوات الكبيرة والطفرة الهائلة التي خطاها الإِنسان تأتي لحظات وافكار يبوح بها حتى العلماء الذين شهدوا الطفرة الكبيرة في حياة الأِنسان وتغيير نمط حياته البسيطة وحتى عامة الناس، جميعهم في لحظات خلوتهم مع النفس تساءلوا. هل نحن سعداء اليوم أكثر من اقراننا من البشر الذين عاشوا حياة بدائية بسيطة من قبل ؟؟.
 بالتأكيد الجميع سيقُر بأن حياة الأنسان اليوم أصبحت سهلة لو تم مقارنتها بأسلوب الحياة البسيطة التي عاشتها الأجيال من قبل ، ناهيك عن التقدم الهائل في الطب والعلاج بين اليوم والأمس . ولكن سيظلُ هناك سؤال في داخلهم يؤرقهم ويقلقهم ، وهو هل أنسان اليوم أكثر سعادة وأستقراراً  نفسياً وفكرياً من الإنسان الذي عاش حياة بدائية بسيطة ؟؟  هنا سيكون صمت وسيكون هناك تأمل ومقارنة قبل الإِجابة فالغالبية العُظمى ستكون إِجابتها بان إنسان الأمس القريب كان مُرهقا ومُتعبا جسديا لكنه كان مستقر نفسياً وفكرياً نوعا ما . لأن مشاغل الحياة وصَخبِها لم تكن كثيرة كاليوم فما كان عليه كرجُل ، أن يعمل لساعات طويلة في حقلهِ او يرعى حيواناتهِ أو تجارتهِ على ظهور دوابهِ . فتعودَ على هذا النمط البسيط من الحياة رغم التعب والعمل الشاق، وهكذا بالنسبة للنساء تعودنَ على رعاية أطفالهُنَ وخدمة أزواجهُنَ ومشاركتهم أعمالهم .لذلك لم يكن هناك الكثيرليؤرقه او يقلق مضجعه . أما انسان اليوم أصبحت له كل وسائل العيش السهلة والمترفة ، اليوم يملكُ بيت واسع وإِضاءة ومكيفات وتلفاز وكمبيوتر للترفيه وسيارات وطائرات تنقله الى حيث يريد وأسواق تلبي طلباته بكل أنواع الأغذية الجاهزة ، وهاتف بيده يتصل في اي بقعة من الأرض ، مقابل أن يعمل ويكسب رزقه . ولكن هذه الوسائل التي ترفه من معيشتهِ ليست مُقدمة لهُ بالمجان ، فيحتاج الى أموال طائلة وكثيرة لكي تغطي كل احتياجاته ليعيش مترفاً ومنعماً بها  .فثمنها يكون طلب قروض من البنوك وان يقوم بتسديد دفعات شهرية  وأيضاً لدائرة الكهرباء والماء والهاتف وللتأمين وللمدارس ولدفعات البيت ووووالخ . هذه الأحمال والأعباء الثقيلة ، تُنهك كاهل الرجُل والمرأة وتأخذ من أوقات سعادتهم وسعادة العائلة . وهنا لم نتطرق الى مقارنات أخرى مثل العادات والتقاليد الجيدة والأحترام والأيمان الذي كانت تتصف به عوائل الأمس التي عاشتْ حياة بسيطة . فكانت هناك روابط أُسرية قوية وأحترام لمكانة الأم والأب ولكبار السن . إِضافة الى التمسك بالأيمان والمواضبة على الصلاة  .هذه الأمور تكاد تكون شبه معدومة او قليلة في جيل اليوم . فترى ربُ الأُسرة منهمكاَ لاهثاً من هنا وهناك ليستطيع اللحاق بتغطية الديون والدفعات المترتبة عليه ويصيبهُ الأرق والقلق والكآبة ، وهكذا ربة البيت تعاني من السيطرة على أبنائها لعدم وجود الأب وأنشغالهِ. بالأضافة الى ذلك فأن هذه التراكمات السلبية وأختلاف موازين وأُسُسْ الحياة كما قلنا  ، مثل التقاليد الجيدة كالعيب والأحترام وقدسية الزواج والعائلة  كلها انتقلت الى قوانين مدنية والأنفتاح الأعمى للحريات وخصوصا في بلدان الغرب التي سهلت من تدمير الروابط الأسرية والعلاقة الزوجية بين المرأة والرجل في بعض القوانين التي سنَتها .فتكون النتائج قاسية ومؤلمة ومُدمِرة في كثير من الأحيان بعد انفصال الزوجيين وتفكك الاسرة .
اذا مانُريد ان نُعبر عنه في هذا المقال وقد يعارضني به البعض ويتهِمني بالمُتشائم . فأقول انا كتبت ليس بما أحس به فقط بل ماكتبتهُ هو عُصارة ما أستنتجتهُ لأقوال رجال ونساء كبار السن من الجيل الأول ومن الأجيال من بعدها.  فجميعهُم أجمعوا ان زمنهُم كانا جميلاً ، رغم الصعوبات والمعوقات وكلهم أجمعوا أيضاً ان التماسك والمحبة داخل الأُسرة والعائلة كانت اقوى،  وكلهم أجمعوا انهم عاشوا حياة قاسية وفي بيوت طينية لكنها كانت تلمهم بالحب والتعاون والسعادة والأيمان والقناعة.
 اليوم غالبيتهم يملكون بيوتاً وقصورا فخمة مليئة بالأثاث الفخم والسيارات ولكنها خالية من العلاقات الأسرية والتواصل بين افراد الأُسرة فربُ الأسرة قد لايرى زوجته الى آخر النهار فيكون منهكا نقسيا وجسدياً و الزوجة تلهثُ وراء الأطفال في تنقلاتها وفي شراء حاجات المنزل وأحيانا في العمل وياتي آخر النهار ربما حتى لقاء وخلوة تكون غير موجودة بينهما. بالأضافة الى كل هذه هناك القلق النفسي والفكري الذي يحطم المرأة والرجل داخل الأُسرة .
اذا نستنتج مما كتبناه أن التطوروالتكنولجيا قدمَتْ خدمات هائلة وعظيمة للأنسان، لكن بالمقابل كانت على حساب صحتهِ وأستقرار حياتهِ وإيمانهِ وانحلال القيم والأواصر الأُسرية المتينة.
انا اعتقد بأن على المختصين والباحثسن والمهتمين بالأُسرة وبالمجتمع عليهِم ان يعيدوا حساباتهم في بعض القوانيين والحريات التي تخطت حدود القيم والأخلاق ووصلت الى ماوصلت اليه اليوم البشرية من أمور لايمكن ان يتقبلها عقل الأنسان قبل سنوات مضت ، مثلاً شهدنا زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة التي كانت في زمن قريب يُعتبر الحديث عنها هو شيئ مخجل ومعيب واليوم يعامل رجلين مثليين معاملة الزوج والزوجة تحت ذريعة الحريات وحقوق الأنسان،  وتشجيع الأجيال الجديدة على هذا الامر باعطائهم كل حقوق الرجل والمرأة وأعتبارها حالة طبيعية وغير مُشينة ومُخلة بقيم الأنسان، والنتيجة هي الأنحطاط والأنحلال الخلقي . وظهور تصرفات غريبة تدفع الأنسان للتشبه بالشيطان مثل الرسوم والوشم (التاتو)، ووصل الجنون بالبعض منهم ان لاترى من جسده مايدُل على انه مخلوق من خلق الله. قوانين كثيرة تم سنَها تساعد على تمزق الأُسرة والأنفصال  ناهيك ماحصل من التطور الهائل في الأنترنيت والهواتف وبث سموم كثيرة من خلالها دون وجود اي رقابة او منع للأعمار الصغيرة مما دفعت الأجيال الجديدة ان  تتربى وتتلقى كل هذه السلبيات من وسائل التواصل الأجتماعي والتي تنعكس بالتالي على الأسرة والمجتمع ونتائجها ستكون مريرة وقاسية على الأنسانية جمعاء  . واذا كان البعض يظُن ان العلم يتقدم الا ان ذلك تم دفع ثمنهُ ايضا بالسلبيات التي اشرنا اليها.
هنا أود أن أبين ايضا ان ماتتطرقنا اليه لايعني أن الحالة شاملة لكل الأٍسُر والأفراد بل نحن اخذنا باقوال الأغلبية الغالبة، وحسب الأحصائيات وآراء الناس . فهناك بالتأكيد البعض أستفادوا من التظور الذي حصل لصالحهم حيثُ ، درَسوا وتعلموا وأجتهدوا  وكونوا لهم أستثمارات وأموال وواهتموا بأطفالهم وتابعُوهم . وكانت حياتهم مستقرة وهانئة.
فياترى هل يحتاج العلماء والمفكرين والقانونيين الى مراجعة حساباتهم قبل فوات الأوان لوضع حدود لحرية الأنسان في الأمور التي تتجاوز القيم الأنسانية والربانية . أم أن لهم حسابات أخرى معقدة تتلاعب بها مافيات المال والحكومات المتنفذة لتركيع الأنسان وجعله مثل أداة يتم التحكم بها كيفما شاؤوا لجعل مصالحهم واستثماراتهم فوق حدود قيم الأنسان والروابط الأُسرية والأيمان ؟ سؤال يستوجب من العقلاء والباحثيين والمتنوريين والمؤمنيين التوقف عنده !!!!!!.

12
المنبر الحر / لغتنا هويتنا
« في: 16:56 13/09/2022  »
لغتنا هويتنا
كلمة نائب رئيس تحرير مجلة بابلون
هيثم ملوكا
 مما لاشك فيه أن اللغة هي صلة التواصل بين البشر وهي الأداة التي تنقُل المفاهيم وتحمل الأفكار. كما أن اللغة أيضاً تعد جُزءاً لايتجزأ من الثقافة والتأريخ ، فهي الهوية والدليل الى الأنتماء والعرق..
وسَنُسلط هنا الضوء على اللغة التي يتحدث بها عموم مسيحي العراق أو في المهجر وغالبيتهم من الكلدان(حيث يشكلون حوالي 75%من مسيحي العراق) ولغتهم الحية هي اللغة الكلدانية. فهذه اللغة الأصيلة التي يرجع تأريخها الى آلالاف السنين ، حيثُ تناقلتها الأجيال تِباعاً. فبالرغم من حصول الكثير من التغيرات عليها كلغة محكية عبر التأريخ  بسبب تأثير بعض اللغات عليها. ألا انها لازالت حية وباقية ومتداولة الى الآن. وأما كلغة مكتوبة فلازالت كما هيَ عندما تبناها الكلدان كلغة مكتوبة في كتبهم ووثائقهم ، وصلواتهم فيما بعد عبر الوثائق التأريخية التي تثبت ذلك.
السؤال المهم . كيف نحافظ على لغتنا وننقلها للأجيال القادمة.؟
ظلت لغتنا الكلدانية متجذرة وقوية ومنقولة من جيل الى جيل في موطنها الأصلي (بلاد الرافدين) العراق اليوم . وترسَختْ لغتنا وحافظت على جماليتها وحروفها ،بسبب وجود الكنيسة بعد ان أعتنق الكلدان المسيحية والأيمان بالمسيح المخلص. ولكن القرن الأخير وتحديداً في العقود الأخيرة وبسبب الحروب والأرهاب وتدهور الأمن وعدم الأستقرار، هاجر غالبية مسيحي العراق، وكما قلنا الكلدان يشكلون الغالبية العظمى منهم والبقية هم( السريان والاثوريين والأرمن).هاجروا الى كل بقاع الأرض وانتشروا في كل دول العالم وشكلوا جاليات لهم في البلدان التي سكنوها. وهنا أصبحت مهمة الحفاظ على لغتنا أصعب مما كانت عليه في بلدها الأصلي حيث كانت الأهالي والعوائل الكلدانية في العراق تتحدث وتتباهى فيما بينها وفي كل المناسبات بلغتهم الكلدانية ، وكان الجميع يتحدثون داخل بيوتهم صغارا وكبارا بها ويتقنونها بلباقة رغم دخول بعض الكلمات (العربية أو الكردية أو التركية )عليها بسبب تأثير البيئة المشتركة والتعايش المشترك عليها. وكانت العربية أو الكردية تعتبر لغة ثانية لهم .والشيئ الأخرهو بسبب تمسكهم القوي بدينهم ولكي يتميزوعن الأقوام الأُخرى خوفاً من الأنصهار. لذلك بقت اللغة بمثابة الهوية الدينية والقومية بنفس الوقت.
 ماحصل في بلاد الغرب والمهجر بعد هجرة ثلاثة ارباع الكلدان الى الخارج. أنضوتْ هذه الجاليات تحتَ حكم سياسات هذه الدول وقوانينها ودساتيرها وثقافتها . حيث نلاحظ أن دول الغرب أو الأغتراب لاتعطي اهمية لدين الفرد او لغتهِ ولاتفرق بينهم ، وتعتبراللغة والتقاليد حريات شخصية يحق ممارستها فيما بينهم .
لذلك نرى الأجيال الجديدة من الأطفال الذين يولدون في هذه البلدان يتشربون من ثقافة هذه الشعوب وافكارهم فترى غالبية أطفال المهاجرين غير مكترثين بالتحدث بلغتهم الكلدانية بالرغم من أنهم تعلموها من الوالدين بالممارسة اليومية. ولكن حالما يلتقون هؤلاء الأطفال مع بعضهم في البيت او في الشارع او المناسبات تكون لغة البلد الرسمية هي المحكية وهذا ما لم نكن نلاحظهُ الا نادرا عندما كانوا في العراق. في الحقيقة الخلل ليس فقط في نظام هذه الدول ودساتيرها وثقافاتها، بل لأنها تعامل الجميع تحت طائل القانون والدستور المدني الذي لايغبن حق قوم على قوم بعكس مانلاحظهُ في بلداننا فغالبا ماتكون التشريعات والقوانيين مبنية على شريعة دين الأغلبية وهذا مايولد بعض الظلم في كثير من القوانين المدنية التي تعطي الحق لقومية الغالبة في العدد.  مثل حق أختيار الدين او القومية او الزواج من أقوام أخرى. ولذلك تكون هناك ردة فعل في التمسك القوي من قبل الأقوام الأخرى غير العربية،  للحفاظ على هويتها.وهذا ما لانراه في بلدان الأغتراب . لذا تبقى مسألة الحفاظ على اللغة والتقاليد طوعية عند الفرد، لعدم وجود اي مؤثرات وغُبن بحق اي قوم أو اقلية عرقية.  ويبقى هنا العامل الأساسي الذي ستلعبهُ العائلة والكنيسة ومؤسسات المجتمع المدني والتنظيمات القومية في تلك البلدان  للحفاظ على لغتهم . فالتساهل وعدم المتابعة مع الأبناء وعدم حثهم على التحدث بلغتهم او حثهم لحضور تراتيل وقداديس الكنسية الكلدانية بلغة الأم.. وايضا عدم فتح دورات لتعليم اللغة. كل هذه العوامل مجتمعة سيكون لها نتائج سلبية مدمرة مستقبلا على جالياتنا وسوف تفقد هويتها القومية وأن بقت محافظة على ديانتها التي هي بدورها ستضعف بسبب ثقافات ومعتقدات هذه الشعوب. لذا توجب على الجميع بِدءاً من الأسرة ومن ثم الكنيسة التي تلعب دوراً مهما في نشر الأيمان والتشبث باللغة والقومية ، ومن ثم أيضاً كما اسلفنا تلعبُ تنظيمات المجتمع المدني( الثقافية والقومية) دوراً مُهماً في التعاون مع الكنيسة والعكس صحيح لترسيخ مفهوم القومية واللغة، لخلق جيل واعي يتميزعن الجميع ويتفاخروا بأنتماءهم التأريخي العظيم الى تلك الحضارات العريقة  التي صنعها أجدادهم بكل ماتعنيه هذه العبارة من معاني عميقة وسامية .
 فإذاً كل ماتطرقنا اليه يجب أن يتم تطبيقهُ على الأرض من خلال بناء مدارس خاصة بجالياتنا لتعليمهم اللغة ، كتابة وقراءة ، ووضع مناهج دراسية تتحدث عن عظمة بلاد النهرين وبابل العظيمة والعلوم والأكتشافات التي وجدوها والتي لازالت البشرية تستند عليها مثل النظام الستيني لضبط الوقت وموقع الكواكب وقوانين تنظم حياة المجتمعات في العدل والمساوات وأنَ ارض العراق (بلاد الرافدين) هي مهد الحضارات ومنبع الأديان السماوية . فالنبي أبراهيم ابو الأنبياء هو من أور الكلدانيين ومن نسبهِ جاءت سلسلة من الأنبياء . كل هذه الأمورأضافة الى زرع الوعي القومي والثقافي ودور الكنيسة في ترسيخ وتقوية الأيمان . كلها ماذكرناه مجتمعة ستولد لنا أجيال نعتزُ بها وستعتزوا هي بنا لأننا مهدنا الطريق لهم ، وبخلاف ذلك سنخسر لغتنا وأنتمائنا القومي وربما حتى الديني بمرور الزمن  .
هناك تجارب حصلت عبر التأريخ لشعوب فقدت هويتها القومية الأصيلة بسبب أهمالهم للغتهم وعدم الحفاظ عليها عبر الأجيال ،وخير مثال على ذلك . مسيحي لبنان اليوم هذا الشعب تنتمي جذؤره الى الشعب الفينيقي(الكنعانيين) والحضارة الفينيقية العريقة ولكن هؤلاء القوم أضاعوا وأهملوا لغتهم الفينيقية الأصيلة وأستسلموا الى لغة الشعوب التي غزتهم وكانت أقواها تأثيرا عليهم اللغة العربية . لذلك نرى مسيحي لبنان منذ البدء أنصهروا مرغمين مع العرب بعد عدم تمسكهم وتشبثهم بلغتهم وهويتهم القومية منذ عقود طويلة في حين هم بالأصل فينيقيون(كنعانيون) ولغتهم هي الفينيقية. أي أضاعوا لغتهم وهويتهم القومية وأصبحت فقط حبر على ورق وهذا فعلاً شيئ مؤسف . ويقول الأختصاصي في علم الوراثة من الجامعة اللبنانية الأمريكية الدكتور( بيار زلوعا) إنه أجرى دراسة حول الجينات الوراثية للشعوب في سوريا ولبنان وفلسطين نشرت قبل أشهر وأثبتت ان السكان الذين ينتشرون على هذا الساحل المشرقي يحملون تقريباً الجينات نفسها. ويضيف أن نسبة تشابههم أكثر من نسبة اختلافهم . وكان زلوعا نشر في 2008 دراسات حول اصول الشعوب في الشرق الأوسط بيّنت وجود آثار من جينات فينيقية في الحمض الريبي النووي لـ30% على الاقل من اللبنانيين.
إذن في ختام حديثنا نقول:- أن اللغة تعد جزء لا يتجزأ من الثقافة والتاريخ، فهي الهوية والأمر المعنوي الذي يشير إلى الأنتماء والعرق .فلغتنا هي الوعاءُ الفكري لشعبنا  والخزين المتبقي، وهي النبض الدائم للقيم الثقافية والأجتماعية. وأي أهمال لها أو ضُعفِها  أوالأستغناء عنها أواستبدالها بلغة أخرى مكانها قد يؤدي إلى خلل في فكر أبنائنا وبناتنا والأجيال القادمة مما يؤثرعلى معتقداتهم وقيمهم العريقة.

13
حِوار بدون رتوش
أعداد وحوار// هيثم ملوكا
حِوار مع الكاتب والناشط القومي زيد ميشو

     كما أعلمنا القراء الأعزاء أن ننشر حوار بين فترة وأخرى مع شخصية  ثقافية، سياسية، دينية أو رياضية. حوارنا هذا سيكون مع الكاتب والناشط القومي الكلداني (زيد ميشو)، الذي كانت له بصمات واضحة في المواقع وخصوصاً في موقع عنكاوا المعروف بين اوساط مثقفينا وشعبنا .تعرفت عليه أكثر عن قرب بالحوار. لايحب المظاهر والرسميات بل العفوية والبساطة والصراحة في تعاملاته وهذا ما لاحظته في حوارنا، وهذا مانلاحظهُ ايضاً في كتاباته ونقدهِ .ولكن أحياناً يثور ويكون نقده لاذع اذا ما أعتقد تجاوزا على بعض الخطوط التي يعتبرها حُمرْ لايمكن تجاوزها مثل الكنيسة ودورها الروحي .أو أذا ما اراد احداً تزوير أنتمائهِ و هويتهِ ولغتهِ الكلدانية التي يعتز بهما.   يتقبل النقد حتى وأن كان ضد شخصهِ . لكنهُ يرفض تشويه الحقائق والمتلونين الذين يثيرون الفتن والقلاقل ويرد بقوة عليهم . أنهُ الكاتب زيد ميشو.الذي نبدأ حوارنا معه.
س1 // من هو زيد غازي ميشو ؟

  زيد غازي ميشو مواليد ٥ تموز ١٩٦٦ خريج أعدادية الصناعة قسم الكهرباء، في تاريخي بعض نشاطات كنسية في العراق والأردن ولبنان وقليل في كندا أعمل في مجال النقل والتسويق. متزوج من هدى حيقار هندوش، ولي إبنتان رهام ٢٨ سنة ناردين ١٩سنة.
ولدتُ في الكوت وتعمذت في البصرة وطفولتي في منطقة المشتل ومن بعدها قضيتُ أجمل سنوات عمري في منطقة الميكانيك وذلك بسبب الخدمة الجماعية في أخوية كلمة الحياة / كنيسة الرسولين مار بطرس وبولس. سكنا في المشتل  من عام ٧١ إلى ٨٩ .غادرنا العراق عام ١٩٩٤م قضينا ٣ سنوات شقاء في الأردن و٦ في لبنان التي اعشقها رغم عدم وجود أوراق الأقامة والحالة المادية كانت ضعيفة. وأخيرا انتهى بنا المطاف للأستقرار في كندا.

س2// قبل أن ننتقل الى المواضيع الساخنة، ما لا حظته في سيرتك الذاتية كانت دراستك وتخصصك في قسم الكهرباء وهو بعيد عن الكتابة والأدب. هل من الممكن ان نُعرف القُراء كيف وجَهت أهتمامك الى الكتابة ؟

بالحقيقة حتى دراسة الكهرباء لم تكن أختياري للتخصص بل لتضييع الوقت، وقد كانت فترة الدراسة ممتعة، كونتُ فيها صداقات رائعة، قضينا معاً اوقات جميلة جداً ، وهذا كان ربحي، ولم أستفد شيئا من الكتب المنهجية، كون النجاح شبه مضمون.
أما عن الكتابة ، الصدفة جمعتني بالكاتب المحترف ماجد عزيزة (رحمه الله)، شخصية جميلة ويبادر في تشجيع الآخر لتقديم ما بداخلهِ .
كان حينها رئيس تحرير جريدة أكد خلفا لمؤسسها المرحوم باسل الصفار، وطلب مني أن أكون مدير مكتب الجريدة في مدينة وندزور حيث أسكن. وكان ذلك في فترة أعياد الميلاد سنة ٢٠٠٥ . وبعد سؤالي عن ماهية عملي قال:
تغطية النشاطات والأخبار في المدينة من خلال كتابة رؤوس أقلام لبعض التفاصيل مع صور، وأرسالها لي واصيغها تحت اسمك.
ورغم أرتياحي بأن أكون ضمن كادر أجمل وأهم جريدة باللغة العربية في كندا، لكني لم أستسغ أن ينزل إسمي على مادة  ليست من صياغتي، فقدمت له تقريراً شبه كامل عن قداديس أعياد الميلاد في كنائس مدينة وندزور، وكانت المفاجئة بنشر التغطية كما هي بتعديلات جدا بسيطة، وهذا ما شجعني أكثر وأتجرا بطلب كتابة مقال، وتمت الموافقة من قبل السيد عزيزة، وكان طلبي هذا يسجل كأي مندفع متهور ياخذ قرارهُ حين غفلة.
فعلاً كتبتُ مقالاً وتم نشرهُ مع بعض التصحيحات القواعدية التي كنت ولا أزال وإلى الأبد لا أفقهُ منها شيئا، وما يميز المقال هو أعتمادي الأسلوب المنهجي المعروف في المقالات، واقصد مقدمة واشكالية ومَتنْ وخاتمة مع طرح سؤال في الأخير، وأتصل بي من بعد النشر قائلا: زيد، حاول أن تكتب بأسلوب شعبي في بداية دخولك لعالم الصحافة، كي تكسب قُراء ومن ثم أُكتب للنخبة، لأن مقالك هذا للنخبة.
أستغربت جداً كون مقالي الأول يعتبر جيداً، ومن بعدها نشر مقالي الثاني بأسلوب منهجي يحمل سخرية ومصطلحات عراقية، وشجعني اكثر على ذلك مبدياً فرحته مع بعض التوجيهات، فأصبح لي عمود باسمي وهكذا استمريت.

س3// كانت لك نشاطات كنسية عديدة ولازالت وقُربُكَ من رجال الدين والكنيسة .هًلْ أثرت هذه العِلاقة في كتاباتك في بعض الأحيان ؟

 النشاطات الكنسية أتت بعد تغيير جذري في حياتي والأنتقال بقرار سطحي من الأدعاء باللا إِيمان إلى الإيمان، وشجع على ذلك انتقالنا من منطقة المشتل إلى الميكانيك أواخر عام ١٩٨٩م، ولم أكن حينها أستطع أن أكمل قانون الإيمان الذي نسيت بعض من كلماته.
في شهر ١١ من نفس السنة دعيت إلى أخوية الكبار، وكان بداية التعارف على أخوة واخوات نشأت بيننا علاقة مميزة منذ اليوم الاول ومازلنا نتواصل إلى اليوم.
 الأسبوع الثاني، طلب كاهن الرعية أن يُبادر أحدنا عل استلام مكتبة الكنيسة بدل عن طلاب الدير كون النشاط كنسي وليس اكليريكي، ولم يبادر أحد، فرفعتُ يدي ولا أعرف لماذا، فقال الكاهن: هل هناك غير زيد؟
يبدو أنه لم يرتح لوجودي كثيرا، كوني كنت اتصرف بعفوية مع الجميع وكأننا أصدقاء عُمر، ولم يرفع أحدْ يده، فقبلتُ التحدي مجدداً، وبعد فترة تحولت المكتبة البسيطة إلى بناء مع وارد جيد جداً، نستعملهُ لدعم النشاطات بطلب من الكاهن الذي أعطانا ثقة مطلقة بعملنا وهو: ( الأب شليمون وردوني مطران متقاعد حاليا). الجدير بالذكر، عند أستلامي المكتبة من الاكليريكي (الأب) سلوان تبوني، سألني أن كنت أعرف شيئا عن الكُتب، وكان جوابي: أبدا، فقال لي: كيف سيكون لك دور في تشجيع المؤمنين على أقتناءها وانت لا تعرفها، تكلم معي بأسلوب لم أعهده من قبل، والمحبة متقدة في وجهه، فبدأت قراءتها تباعا وهذا ما جعلني خلال أشهر أن القي محاضرات بتشجيع كامل ومميز من قبل الأكليريكي بشار متي وردة (اسقف ابرشية اربيل) ومن ثم اصبحت مدرسا" للتعليم المسيحي، وفي الجوقة، ومسؤولاً للأخوية ومسؤولية التعليم المسيحي.
وبحكم وجود كنيسة مار بطرس وبولس مع الدير الكهنوتي، تعرفت على طلاب الدير ونشأت بيني وبين أغلبهم علاقة طيبة جدا و مميزة ومازالت أستفدتُ منها كثيراً، منهم من ترك الدير، وآخرين كهنة وأساقفة، الجدير بالذكر: كان طلبة الدير يعتبروني منهم،  وحتى ملابسي في وقت ما طغى عليها السواد، وما زال بعض الشعور يراودني بأن عالم الكهنوت هو عالمي الذي لا أنتسب لهُ..
حتما هناك زعل وعتب من بعض الكهنة والأساقفة بسبب أنتقاداتي، لكن هذا لم يمنع محبتي وأحترامي الكبير لهم ومحبة الكثيرين وأحترامهم لي، وواثق الخطوة منهم يمشي ملكا.
وأن كان كل الاكليروس برتبهم والمؤمنين تحت سقف النقد، تبقى الكنيسة فوقهُ.
قبل ثلاث سنوات وفي أحدى الجلسات مع أصدقاء وشخص حُسب على كهنة كنيستنا للأسف والذي ببركة الرب تركها، وكان حينها يعتبرني أحد مستشاريه، وأثناء مزاح، قال لي صديق مع ضحكة طيبة: زيد ماعندك صاحب صديق،  فقال لي القس:
زيد صدك سمعت اكثر من واحد ما عندك صاحب صديق مع أبتسامة خبيثة، فأجبته للفور: نعم الكنيسة خط أحمر، الكاهن على الرأس، لكن عندما يتمادى لا صاحبي ولا صديقي، وقلت له أيضا: شوف أبونا (تعبير لا يستحقه): انا أضع كاهن كنيستي فوق ظهري، لكن إذا وقعت بسببه، سننكسر معاً، لذا اقولها بكل صراحة: عندما أنتقد كاهنا" ما، يكون نتيجة وجعي وأنيني من ظهري الذي كسره.

 س4// كنت بصد الأنتقال الى السؤال الأخر وهي مرحلة العمل القومي .ولكن من خلال إِجابتك على السؤال الثاني دفعني الفضول لسؤالك  كونك تعمقت كثيرا بحكم نشاطاتك ودورك في الكنيسة ومع رجال الدين. السؤال برأيكم لماذا يخرج بعض الكهنة من طريق التقوى والأيمان والتسامح وووالخ ،وهم أقرب مايكون الى تلاميذ المسيح والى رسالته العظيمة في التسامح والتضحية والزهد والتواضع  ؟
   سأجيب رغم قلقي من تقبل الأكليروس لما سأقول، هناك واعز إنساني ممكن يقيد حرية الإِنسان السلبية ويكتمل بالإيمان السليم عند اليقين بأن الله محبة، وعلينا أن نغرفْ من تلك المحبة لتقويم أخلاقنا، وتصل للقمة عندما يختار الإنسان المؤمن بحريتهِ أن يكون رسولاً وتلميذاً للمسيح، ولا أعظم من هذه الأعمدة الثلاث .. الإنسانية - الإيمان - تلبية الدعوة الكهنوتية.
لكن عندما تتغلب عليها المصالح الشخصية التي تتحقق بأستغلال السلطة، تُضرب جميعها بِعرض الحائط، ولا يبقى منها سوى الشكليات، ويتحول الكهنوت إلى وظيفة، والإِنسان إلى غريزة والإِيمان إلى روتين تافه وممل، وسيصبح الأهم من كل مُهم في ما تسول به الأنفس، فيتحول الكهنوت من ماذا يريد الله إلى ما انا أريد.
وبحسب قناعتي، يكمن الخطأ في التنشئة الكهنوتية التي أستغلت سذاجة الشعب لتصنع من خلالهم وعليهم قواعد متينة وصلبة للسلطة، ليصبح الكاهن فوقهم وأعلى مستوى منهم، وهذا تحديداً هو السوس الذي ينخر به الكنيسة.
من خادم إلى رئيس، والرعية خراف ناطقة لا يكترث لفقدان أي عدد منها ما دام المتبقين يُشبعون حاجاته التي لا تنتهي. فأصبح أحترام مميز للكهنة، القاب لا تعد ولا تحصى، تقبيل أيادي، ركوع وأنحناء، كلها عوامل رخيصة تجرد حتى القديسين من تواضعهم. لذا اقول: نعم للكهنة والأساقفة لهُم كل الحق بالانحراف، لأن من الصعب جدا أن لم يكن من المُستحيل، أن يبقى الكاهن أميناً برسالتهِ أمام مغريات السلطة وتبجيل الشعب لهم وسيل اللعاب أمام الأمور المادية، ولو بقي حال النشأة الكهنوتية على ما هو عليه، فإن أبواب الجحيم ستقدر على سحقنا.

  س5// المكون المسيحي العراقي هم سكان العراق الأصليين هم شعبنا الكلداني الذي يمثل الجزء الكبير منه ومن ثُمَ السريان والآشوريين (الآثوريين) .كانت هناك مخططات وعمل أعلامي كثيف في الخارج والداخل وبتنسيقات من أيادي خارجية الى تهميش الكلدان وأدخالهم ضمن بودقة المذهبية لطمس هويتهم والأبقاء على الهوية الأشورية(الآثورية) فقط. الم ترى أن هذا المخطط مات بعد ولادتهِ بسنوات لأن محوا تأريخ ومحو لغة ومحو أمة لايتم الا بفنائها بالكامل . وهل أضعفت هذه المخططات من وحدة شعبنا المسيحي وترابطه.؟ وهل الخلافات المذهبية بين الكنيستين كانت الدافع لهذا الأنقسام ؟

  أبدء من الشق الأخير، الخلافات المذهبية بشكل عام تضعف الكنيسة، لا بل تضعف العلاقات نفسها بين المؤمنين، حيث مازال لغاية الآن يزدري المسيحيين بعضهم البعض بحجة نحن الأصح وأنتم الخطأ.
 والخلافات السياسية منذ فجر المسيحية عززتْ الأنقسامات المذهبية، وفي الشرق الأوسط وتحديدا العراق عرضة لكافة أنواع الأحتلالات، وجغرافية العراق قسمت المسيحيين إلى حسب تبعية منطقة سكناهم ومن يحتلها.
 حتى أصبح لنا الغرب الكاثوليكي والشرق المتعدد بمذاهبهِ، وبعد عودة الكلدان إلى الكنيسة الكاثوليكية الأم وتسمية الكنيسة بالأسم الكلداني القومي، حيث لم يكن هناك من أعتراض على التسمية، ولغاية بدء نفوذ بريطانيا التي كانت تسيطر عليها الكنيسة الانكليكانية المنشفة عن الكنيسة الأُم، وبدورها لعبت دوراً حقيراً في دعم وأسناد لمن تبقى على المذهب النسطوري، وتغيير تسميتها وقناعاتها إلى الآثورية اولاً ومن ثم الآشورية، وقد لعب بعض رجال الدين والسياسيين المنتفعين بفعالية قل نظيرها لتعزيز انشقاق قومي كبير لم يكن للكلدان علما به، فكان المخطط يمر من تحتنا بدهاء،
 فأصبح هناك من ينادي بغباء بأن الكلدانية ليست قومية، بعد أن كان هناك أستحواذ دنيء من بعض السياسيين لمُقدرات شعبنا، ثبتتْ بريطانيا أركانه..
 فكانت الصحوة الكلدانية التي أوقفت الكثير من الأستهتار السياسي الذي حاول أقطابه بكل الطرق وبكامل الدعم وأقصد السياسيين الآشوريون وأتباعهُم من الآغاجانيين، أن يكونوا ممثلين عن شعبنا.
ولكن، أن بقينا ككلدان كما نحن عليه الآن، لن نستبشر خيراً أبدا، لأن بين صفوف القوميون الكلدان يوجد من يفتعلون المشاكل والتي أضعفتنا بشكل لا يوصف، وكأنهم مرتزقة في أرض معركة وليسوا كلدان، ولا أستبشر خيرا ابداً كوننا منقسمين على أنفسنا بشكل مشوه، ولايمكن تجميلهُ ألا بالعمل القومي الكلداني بتنسيق وأحترام، ولا أعتقد ابداً بقرب الغد للناظرين.

س6// هناك البعض من الكلدان تم أغرائهم بالمال والمناصب وهم معروفون لدى الكلدان وقد عملوا بالضد من قومهم وقوميتهم ولغتهم .وللأسف منهم قلة من المثقفين الذين باعوا أسمهم وتاريخهم وقومهم ألا تعتقد بأن هؤلاء الكلدان المنتفعين كانوا سببا لتغذية هذا التعصب والحملة على كل ماهو كلداني وهل  تعتقد بأن هذا البعض قد تورط لأن الموازين أنقلبت وأضاعوا البوصلة وهم في موقف لايُحسد عليه ،وأصبحوا منبوذين من أبناء قومهم؟

  الذي يبيع نفسه فهو حتماً يذهب إلى تنظيم أقوى من حيث الدعم والنفوذ، ولو كنا أقوياء في وحدتنا لن يجدوا من يشتريهم إلا لسبب التغلغل بيننا، ويبقى العرض قائم للخونة، أومن ينطبق عليه المثل (الحشر مع الناس عيد).
المشكلة الحقيقية في من له أهداف سيئة على حساب الكلدان وبأسم الكلدان، والذين تنقسم الآراء ضدهم بين من يشخصون على أنهم شريحة ضارة تعمل على خراب الكلدان، وبين من مازال يعتبرونَ مخلصين وأن كانوا على يقين بأنهم حجر عثرة أمام اي مشروع كلداني.
مشكلتنا اكبر مع المتطوعين من الكتاب الذين كان لهم اهتمام بالجانب القومي، وبسبب خلاف شخصي مع كلداني آخر، رفع شعار: اما معي أو ضدي، وجعل هذا الخلاف فوق المصلحة العامة وشهر أسلحته ضد الكلدان على سبيل المثال لا الحصر:
شخص مهتم في الرابطة وأصبح عضواً فيها رسمياٌ كان أم ما زال طلبه في طريقه ليكون كذلك، أختلف مع عضو آخر او مسؤول، يخرج قلماٌ آخر يخبئهُ في مكان وسخ، ويبدء حملة شرسة ضد الرابطة ككل، ومن ثم ينتقد أبينا الباطريرك في الشاردة والواردة، ويتناغم بالمجاملات مع ثلة المعارضين المنشقين عن أنفسهم بعد أن أسقطوا أنفسهم في وحل من الحقد والكراهية.
صدقني أخي العزيز، لو اتفق عشرة قوميين كلدان يهمهم الجانب الأعلامي، سيعرف الجميع قوتنا،  لكننا وللاسف ضُعفاء جدا جدا في انقساماتنا.

س7// المثقفون والناشطون الكلدان عملوا خلال العقود الثلاثة الماضية بقوة في ترسيخ مفهوم الوعي القومي عند الكلدان من خلال الأعلام والنشاطات المتنوعة وتأليف الكتب والبحوث ،وقد جاءوا بالوثائق والأراشيف والأدلة، لتدحض كل الأوهام والأدعاءات بخصوص لغة وعراقة الكلدان واصولهم. ماهو المطلوب بعد انتهاء هذه المرحلة والخطوات الأخرى القادمة في دفع مسيرة العمل القومي الكلداني لنيل حقوقهم الكاملة كأكبر مكون أصيل.

  بعض من الكتاب القوميون الكلدان الذين كنت ارفع لهم القبعة كانوا في مواجهة مباشرة مع كل مخدوع يحاول طمس الهوية الكلدانية والأدعاء بهوية غيرها، لكن بعد مؤتمر المسمى بالنهضة الكلداتية الذي عقد في ساندييغو، تغير الأتجاه لتصبح سِهامهم مصوبة على كل نشاط كلداني. بينما يسعى الكثيرين جاهدين لترسيخ الأسس القومية الكلدانية ودَحض كل افتراءات مزوري التاريخ. 
ومن بين هؤلاء أيضا من يريد أن يقود الكلدان ويسيرهُم كما يشاء بحجة انه ناضل من أجل هويتنا، وعلى أثر هذا الطموح حاربَ بشدة من لا يقبل ان يكون تحت وصايتهِ، وحاربَ أيضا نشاطاتِهم والتي هي نشاطاتنا جميعا.
حتى على مستوى العمل على نيل حقوقنا ومكانتنا التي سُلبت بأجندة، يكون العمل للأسف فردياً وليس بتنسيق مع الكلدان، وايضاً الهدف تمثيل الكلدان على المستوى السياسي بأي وسيلة لذا، وأعتذر على تشاؤمي، حقوقنا ومكانتنا لن نحصل عليها طالما نحن متفرقين، وأن كان هناك من يعتقد بأنه يمثلنا في البرلمان، فهذه كذبة صعب أن تصدق، لأنهم لم يربحوا الكوتا بأصوات كلدانية، لذا لن يكون ولائهم للكلدان طالما هم صعدوا بأصوات قوى كبرى ابتلى العراق بها.
ارفع القبعة لمن يعمل بتجرد من أجل هويتنا، من في العراق اولاً والمهجر، ومنهم من يُضحي بكثير من وقته وماله من أجلنا. لكل من كتب ولو سطراً ولم يعتبره فضلاً. و من كتب شعراً وقصيدة وعمل لحناً ومن غنى من أجل الكلدان.
وأستغل الفرصة لأقول: ماذا ينفع الكلدان إِن وجد بينهم من يكتب بحثاً ويؤلف كتباً ويطبع دواويناً ويتعالى على الكلدان، ويهين بتعمد من يعمل في الساحة القومية الكلدانية، ويهين بإصرار بعض رجالات كنيستنا وبحجة أنهُ قومي كلداني أو محسوب على المثقفين الكلدان؟
س8//  ذكرت في إِجابتك السابقة .هناك في صفوف القوميون الكلدان من يفتعلون المشاكل والتي اضعفتنا بشكل لا يوصف، أعجبتني صراحتك لأنك تتحدث ماهو لك وماهو عليك كناشط وكاتب قومي كلداني . كيف توصفهم أو تسميهم فهم بالنهاية محسوبين على القوميين الكلدان وهل هناك أسباب دفعتهم الى ذلك أم بسبب عدم فهمهم أو تنقصهم الخبرة في العمل الجماعي القومي.؟

عندما تحارب الرابطة الكلدانية وهي مجرد فكرة من اشخاص محسوبون على القوميون الكلدان، فاعلم ان هناك من يفتعل المشاكل وعندما يحارب ابينا الباطريرك فور تسنمه السدة الباطريركية ويستعمل موقع رصين لهذا الهدف، فأعلم أن هناك من يفتعل المشاكل ومن يؤسس موقعاً للشتيمة والتهديد بأسم كلداني، فاعلم بأن هناك من يفتعل المشاكل وللأسف الشديد.بقدر أهمية نشر الوعي القومي الكلداني، هناك ما يفوق أهمية وهو الوعي الأخلاقي للمتجاوزين المشار لهم، وبدون وجه مقارنة أضع الفرق الأخلاقي والمهني بين من أسس موقع القوميين الكلدان، الناشط القومي المحترم مارتن متي الهرمز، وبين من أسسَ ويكتب في موقع حضيض، ان ترفع لن يصل إلى مستوى مواقع الرذيلة، وللأسف الشديد تحت أسم ... كلدايا انا... والكلدان من أفعالهم وبذاءتهم براء، ولو كنا نعمل بتنسيق فحتما سيتم عزلهم من الساحة القومية الكلدانية.
من جانب آخر، ولأسباب شخصية قد تكون انتماء قروي او خلاف شخصي، أو على مبدء خالف تعرف، يحمل بعض الكلدان معاولهم لضرب أي شيء أسمه كلداني، ولا أنسى ذكر وجود أحزاب كلدانية، أستعملت لتشتيت القوى الكلدانية كي لا نتوحد سياسيا ابداً، وشخصيا اتمنى وضعهم في خيارين لا غير، أما ان يتوحدوا باسم تنظيم واحد، ويصبحوا لنا ممثلين سياسيين، أو نصنفهم على أنهم آفة على جسمنا الكلداني واجب علينا معالجتها بأي شكل من الاشكال

س9// علينا أن نكون منصفين في أحكامنا وأن نفرق بين النقد البناء والصحيح وبين من يريد فقط التهجم وتشويه الحقائق لأسباب عدة.هناك البعض من أنتقد عمل الرابطة وتطبيق نظامها الداخلي والية التحضير لمْؤتمرها الأول.وهم كثر من المثقفين والكتاب ألمخلصين لقوميتهم وللعمل القومي .في هذه الحالة لايمكن اعتبار هؤلاء المثقفين او الكتاب هم يحاربون الرابطة . لا بل علينا ان نستمع لهم. واثبتت السنوات أخفاق الرابطة وعدم تمكنها من أن تكون بالمكان الذي خُطط لها أن تكون فيه.وهذا الأخفاق ليس بسبب من تظن أنهُم وقفوا بالضد منها، ولكن لأسباب عديدة لامجال لذكرها، ولكن هذا لايعني انها النهاية فيمكن تلافي الأخطاء التي حصلت وتنهض الرابطة بقوة وكل كلداني قومي مخلص سيرحب بذلك. الا تؤيد ماذكرته أعلاه؟
 
بالتأكيد لا يمكن أن نحكُم على من ينتقد الرابطة بأختبار أو بوعي من أجل تقويم الخطأ وإصلاح الخلل كي يكون لنا رابطة قوية تجمع كل كلدان العالم وخصوصا في أرض الوطن. لكن ما هو الحكم على من حاربها من المحسوبين على القوميون الكلدان وهي مجرد فكرة أو في بداية تشكيلها؟ ما هو الحكم على من كان مؤيداً لها أو منتمياً لها وهاجمها بشراسة بسبب خلاف شخصي؟ الكل من حقه ان ينتقد الرابطة، لا بل لا يوجد تنظيم او شخص فوق مستوى النقد، إنما الأخلاق الصحفية والواجب القومي يفرض على من يسلك الطريق القومي ان يكون بناء في نقده ولهدف الإصلاح وليس الهدم، بالنتيجة الرابطة ليست تجمع ملائكة، لذا هم دوما بحاجة للنقد والتصويب.

س10//   لننتقل الان الى جانب آخر من حوارنا حول المؤتمرين الكلدانيين الذين انعقدا في امريكا (مشيغان & ساندييغو) وأنت كنت أحد المشاركين في المؤتمرين .كان هناك الكثير من الكلام حول هذين المؤتمرين الذان يعتبران خطوة نحوا الطريق الصحيح رغم كل شيئ آخر. هل ممكن أن تعطينا رأيك وبصراحة حول هذين المؤتمرين من حيث الأيجابيات التي خرج بها وماهي السلبيات أن وجدت ؟

الحديث عن المؤتمرين طويل جدا، في مؤتمر النهضة الذي عقد في ساندييغو كنت جديدا  في الساحة القومية الكلدانية وفي كامل الأندفاع، لكن حينها تفاجأت بالسيطرة الكهنوتية على المؤتمر والمؤتمرين بحجة التنظيم، واللذين قسموا الناشطين الكلدان إلى أصناف، هذا كلداني أصيل وهذا لا، وذاك متعاون مع الأحزاب الغير كلدانية، وغيرهم من الذين لهم باعْ في الأسم الكلداني عليهم ان يثبتوا كلدانيتهم. تعرفت في هذا المؤتمر على أشخاص من حول العالم لهم غيرة كلدانية حقيقة، لكنهم أختفوا ولأسباب عدة، أهمها الخلافات. بأختصار: هذا المؤتمر عقد ليفرق الناشطين الكلدان والسيطرة التامة عليهم بالرغم من وجود خيرة من شعبنا كان يفترض ان يُنهَض بهم في وقتها.
قبل المؤتمر كان بعض الكتاب يدخلون حوارات مع الجانب الذي يحاول تهميشنا قومياً وسياسياً، وبعده بفترة، وجهِتْ أقلامهم بالضد من أي نشاط كلداني وعددهم يزداد، كونهم يمدون الجسور فورمعرفتهم بوجود معارضة للسلطة الكنسية أو الرابطة فيما بعد.
 حقيقة، كان يفترض أن يكون مؤتمراً نهضوياً بكل ما للكلمة من معنى لو تم أستغلال الطاقات وجمعها. لكن ما حصل هو تشتيتها ومحاولة السيطرة على الكلدان ليكونوا فوق الكل لا بل حتى فوق الكنيسة، وقد شعرتُ بأن طموحها هو في قيادة الكلدان كنسيا وقومياً..
 مؤتمر مشيغان كان في غاية الدقة والتنظيم،عمل البعض في اللجنة التحضيرة التي كنا نجتمع من خلالها كل خميس عبر البالتوك على خلق الخلافات والمشاكل، وطالما طلبت متوسلا للأخ والصديق فوزي دلي المنسق بين الجهة المستضيفة واللجنة، ان يلغوا عقد المؤتمر لأن هدف البعض التابعين إلى الجهة الكلدانية التي تريد قيادة الكلدان هو تدمير المؤتمر كلياً، ولولا وجود الأخ دلي وقدرة تحمله وصبره وأخلاقه الرفيعة وشخصيته الطيبة، لما عقد هذا المؤتمر.
بالنتيجة، عقد المؤتمر وكشف الوجه الحقيقي للكثيرين الذين عملوا بكل قواهم لمنع العمل في مقررات المؤتمر ونجحوا، لأننا في زمن يغلب به الشر.

س11//   ماهي الرسالة التي تحب أن توجهها الى أخوتك الكلدان الذين يعملون كناشطين وكتاب وسياسيين وهدفهم الحصول على حقوق الشعب الكلداني كأكبر قومية تمثل مسيحي العراق عدداً؟

ان أردنا ان نكون كبار، فلنعمل بتنسيق لا يوجد أسهل من الخلافات، وهي متوفرة بيننا كثيراً، ألم يحنْ الوقت للمصالحة؟ هويتنا الكلدانية اكبر من الأنتماء العشائري أو القروي، وهي هوية عراق النهرين، في وقت ما كان هناك من يريد طمس هويتنا وتهميشنا، هؤلاء في أجازة منذ زمن، لأننا بانقساماتنا وخلافاتنا ومواقفنا المتشنجة أخذنا دورهم على أكمل وجه! لنعمل على وحدة أحزابنا وقوة الرابطة العالمية الكلدانية، ولا ننسى من الكتاب من وقف بالضد تجاه كل من يسيء لها، وأخص بالذكر الدكتور العزيز عبدالله مرقس رابي، وله برأي أروع مقالات موضفاً بها تخصصه وخبرته في علم الاجتماع لخدمة الكلدان كنسيا وقومياً ، وأيضاُ وكل من كان له دور مهم في الكتابة وأنسحب فيما بعد، واذكر هنا كلدانايا، وجاك الهوزي، وفادي دندو وآخرين.

س12// قبل ان ننهي هذا الحوار الشيق والبناء الذي تخلله الكثير من النقد ووجهات نظرك التي طرحتها وعبرت بها عن رأيك بكل صراحة. وبالتأكيد هناك البعض من له وجهة نظر أخرى حول بعض إجاباتك لذا.ولهُم حق الرُدْ سنفسح المجال للردود من قبل كل القراء للنقاش بقدر المستطاع. هل لكم كلمة أخيرة قبل أن أختم هذا الحوار.

  بداية أشكرك جزيل الشكر ليس تحديداً على هذا الحوار، بل لأنك تحاول أن تستثمر بعض من وزناتك من أجل هدف تؤمن به، من خلال إجراء مقابلات في زمن يندُر به توفر الوقت وهذا العمل ليس بالأمر السهل ابداً . 
هناك الكثير من الأمور التي اكرههُها، ومنها ان أجد نفسي كثير الأنتقاد، وطالما تمنيت أن أكتب عن الإيجابيات فقط، إنما حقيقةً، هناك ما لا أتحمل كتمانه.
 نحن لسنا في موقف عِداء من أحد، بل وجدنا أنفسنا مدافعين رغم محبتنا وأحترامنا لكل من يحاول تهميشنا، أن كان على مستوى أخوة لنا من غير الكلدان، أو حتى مع كلدان قومين وناشطين يحاولون قيادة الدفة وفق أهدافهم وتطلعاتهم او مزاجياتهم، حتى نجد أنفسنا مدافعين عن من يسيء لنا قوميا وكنسيا من الكلدان لأسباب  تنحصر بين شخصية او سلطوية.
 أتمنى أن يكون هناك تعايش وتنسيق بين الكلدان فيما بينهم ومع الآخرين من أجل أسمى الغايات الإنسانية على كل الأصعدة
 أكرر شكري لك ولكل ناشط كلداني يعمل بحق من أجل اعلاء أسمنا بتجرد.

في ختام حوارنا هذا اشكرك انا بدوري لتعاونك معي في أجراء هذا الحوار البناء الذي كان الهدف منه تسليط الضوء على أمور كثير تخص أبناء شعبنا وغايتنا دائما ان تكون هذه الحوارات مفيدة وقيمة لتُبين مواقع الخلل والقوة في كل ماجرى ويجريً.اتمنى لك التوفيق والمواصلة في كتاباتك ونشاطاتك لأننا دائما بحاجة الى كتابات هادفة وقيمة واقلام حرة وصادقة في التعبير بعيدا عن التعصب والمحسوبيات والميول.من أجل المضي قدما لنيل حقوق شعبنا وأعلاء شأنه في كل مكان.

ملاحظة // صور مرفقة مع المقال / الصور حسب التسلسل
الأولى/ مع الأب عماد البنا الذي يخدم في البصرة والأخت سناء توما /عندما كنا مسؤولين عن أخويتين مار يعقوب (ومار بطرس وبولس).
الثانية / خوات وأخوة من كنيسة مار بطرس وبولس يوم الخطوبة.مع أغلى إنسان، والدي الغالي المهندس غازي ميشو.
الثالثة / مع البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد (الراحل) عام 1991م.
الرابعة / الدير الكهنوتي في الدورة(الأخوية) عام 1990م
الخامسة / في الأردن في أحد النشاطات عام 1996م.
السادسة / في مؤتمر النهضة مع المطران مار باوي سورو والكاتب الصديق العزيز سيزار هرمز.
السابعة / في كنيسة سانت جورج /مشيغان مع الأب ماهر كوريال والأب سلوان تبوني عام 2019م.
الثامنة  / يوم تنصيب المطران مار روبرت جرجيس على ابرشية كندا في 14/12/2021.
التاسعة / صورة في المؤتمر الكلداني /ساندييغو
العاشرة /صورة مع الأصدقاء اثناء التحاقي بوحدتي العسكرية دفاع جوي /سامراء
الحادية عشر / في المؤتمر الكلداني / مشيغن
الثانية عشر / مع مجموعة من الأصدقاء في المؤتمر الكلداني في مشيغن.
الثالثة عشر / يوم تأسيس جمعية تلكيف في كندا مع مجموعة من الأصدقاء.
الرابعة عشر/ صورة أثناء العمل /كند
الخامسة عشرة/ صفحة لأحدى الخواطر التي كتبها عام 2006م تظهر أبنته بعمر 3 سنوات.
السادسة عشر / صورة شخصية تشكيلية/فوتو ونخب الصداقة والمحبة للجميع.






14
المُبدِعون لا يموتون
هيثم ملوكا

  يرحل المٌبدعون والعُظماء من عالمِنا ، وتبقى بصماتِهم ونِتاجاتِهم بيننا راسخة بِأذهاننا . حيثُ يكون رحيلهم كحالة طبيعية لزوال الجسد الأرضي الفاني وعودتهِ الى التراب الذي جًبِلَ منهُ. ولكن الروح تبقى خالدة لتعود الى خالِقها . ولكن مايميز موت المبدعين والعُظماء الذين أفنواحياتَهُم لخدمة البشرية ونشر رسالات السلام والتنوير والأبداع. بِأنهُمْ يرحلون من هذه الأرض كجسد ولكن لن يموتوا أبداً من ذاكرة الأنسانية ،وتبقى أعمالهم خالدة وناطقة بأسمائهم وفي الوجدان . أليست أعمال شكسبير أيقونة الأدب الأنكليزي والعالم، خالدة الى اليوم عبر مسرحياتهِ الرائعة، مثل عُطيل وهاملتْ وتاجر البندقية وغيرها.. هل مات نيوتن والقوانين التي وضعها ، أم لازالت الى اليوم قوانينهُ تُدرس وبأسمهِ. وهل مات إينشتاين ونظرياتهُ في النسبية. وهل مات ليوناردو دافنتشي ، ألا زالت الموناليزا بأبتسامتها العجيبة تنظر لنا عبرالأنامل  السحرية التي ابدعَت في رسمِها . وهل مات فيكتور هيغو،  أم لازالت شخصية أحدب نوتردام تعيش في مخيلتنا ، وهل مات شارلي شابلن أم لازالتْ أفلامه بالأسود والأبيض و صورهِ  وهو حاملاً عصاهُ مرتديا قبعته السوداء التي تغطي رأس ذلك الجسد الصغير، في مخيلة الصغار والكبار. وهل ماتتْ أٌم كلثوم . أم مازالت اغانيها تهز مشاعر وأحاسيس الملايين من محبيها الى اليوم والى الأبد، وتبث الطرب في النفوس حين يعلو صوتها الرخيم( فات الميعاد أو سيرة الحُب.) .وهناك العشرات من الأسماء لمبدعين وعُظماء، منذ بداية مسيرة الأنسان على الارض والى يومنا هذا. عظمَة هؤلاء المبدعون تكمُن في أعمالهم الخالدة، حيث تكون كقوة تتحرك على الأرض ومصباح يُنير العقول ويُضيئ دروبهم وعلومهم وفنونهم لتنتفع منها الأنسانية على مر الزمان . ووعلى قول الشاعر محمود الوراق:-
المَرءُ بَعدَ المَوتِ أُحدوثَة              يَفنى وَتَبقى مِنهُ آثارُه 
                               يَطويهِ مِن أَيّامِهِ ما طَوى                 لَكِنَّهُ تُنشَرُ أَسرارُهُ
            فَأَحسَنُ الحالاتِ حالُ اِمرِئٍ              تَطيبُ بَعدَ المَوتِ أَخبارُهُ 
يَفنى وَيَبقى ذِكرُهُ بَعده           إِذا خَلَت مِن شَخصِهِ دارُهُ

في أحدى كتاباتي كتبتُ عبارة  (( يُحزنني جداً أن يتساوى في الموت العُظماء والمبدعين مع  الجُهلاء والمنتفعين )) .  بالتأكيد  ومما لاشك به  أن الموت حق على الأنسان كما كان له الحق في المجيئ الى الحياة وهذه مشيئة الله وآمنا بالله وأرادتهِ الجبارة نحو أبنائه الذي خلقهم من تراب الأرض .  والى الله تعود  أرواحهم ليتقرر مصيرها.
ولكن بقناعتي الشخصية أشعرُ بحسرة كبيرة لرحيل مؤرخ عظيم أو مخترع أو فنان متميز أوبطل رياضي أو شاعر كبير أوكاتب مبدع . يرحل بصمت ووجوده  وبقاءه كان من الممكن أن يقدم للبشرية الكثيرالكثير، لتنعم الأنسانية باكتشافاته وعلومهِ وأدبهِ وأبداعاتهِ. في حين نرى أناس هما عبارة عن مستهلكات بشرية . لاتقدم ولاتنفع الأنسانية بشيئ، لا بل أحياناً كثيرة تكون مستهلِكة ومُدمرة . فنراهُم يعيشون عالة على الغير، يرحل العُظماء ويتركون المرارة في قلوب المليارات من البشر التي استفادت من علومهم واختراعاتهم وفنونهِم .
لايسعني عبر هذه الكلمة الا أن أتطرَق الى الأسماء الكبيرة والمبدعة التي قدمت للعراق في العقود الأخيرة من تأريخ العراق من أبداعات واكتشافات وأدب وفنون ، وأعتذر عن عدم ذكر كل الأسماء للمساحة المسموح بها للنشر.
فمن الأدباء والشعراء الذين قدموا للعراق الكثير الكثير من الأبداعات ، ونخص منهم :-
•   الشاعرة نازك الملائكة   الشاعر محمد مهدي الجواهر  الشاعر  أحمد مطر   الشاعر بدر شاكر السيّاب –علي الوردي -وغيرهم
فنانون رحلوا
محمد القبنجي – ناظم الغزالي  - عفيفة اسكندر – صديقة الملاية – مائدة نزهت – جبار عكار – ورياض أحمد  - منير بشير.    ممثلون:-  خليل الرفاعي – راسم الجميلي –سليم البصري –غازي التكريتي – قائد النعماني – عبد الجبار الشرقاوي – صادق علي شاهين –عز الدين طابو – مكي البدري –عبد الجبار كاظم. اسعد عبد الرزاق.وغيرهم.
رسامون ونحاتون رحلوا
جواد سليم – خالد الرحال – حافظ الدروبي – فائق حسن –محمد غني حكمت –نزيهة سليم.وغيرهم.
الرياضيين:-  عمو بابا – أحمد راضي –
وبالتأكيد هناك أسماء أخرى لرجال دين وسياسين لعبوا دورا كبيرا ومتميزا في تأريخ العراق الحديث
وعلينا أن نستذكر أسماء لامعة رحلت من أبناء شعبنا المسيحي من المبدعين ومنهم الفريد سمعان – والبير أبونا – وآخرهُم من رحل هو الشاعر زهير بهنام بردى ،الذي شغل منصب  نائب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقي ورئيس المكتب الثقافي السرياني ، الذي فارق الحياة في أحد مستشفيات بغداد إثر أزمة صحيَّة. شكَّل الراحل مع شقيقه القاص هيثم بردى والشاعر الراحل شاكر سيفو منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، أبرز ثلاثة مثقفين أنجبتهم بلدة قره قوش التابعة لمحافظة نينوى، حيث كان الثلاثة على قدر كبير من الاهتمام والوعي بجذورهم العراقية الأصيلة  وقد خصصت مجلتنا (بابلون) ملف خاص لشاعرنا الراحل زهير بهنام بردى لما قدمه من أشعار رائعة و جميلة .
في الختام أُهدي هذه الأبيات لكل متميز وعظيم رحل من عالمنا :-
قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَمَا مَاتَتْ مَكَارِمُهُمْ        وَعَاشَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَمْوَاتُ
لَعَمْرُكَ مَا وَارَى التُّرَابُ فِعَالَهُ             وَلَكِنَّهُ  وَارَى  ثيابًا   وَأَعْظُمًا
رَدَّتْ صَنَائِعُهُ عَلَيْهِ حَيَاتَهُ                 فَكَأَنَّهُ مِنْ نَشْرِهَا مَنْشُورُ
فَإِنْ يَكُ أَفْنَتْهُ اللَّيَالِي فَأَوْشَكَتْ         فَإِنَّ  لَهُ  ذِكْرًا  سَيُفْنِي  اللَّيَالِيَ.


15
كلمة قناة أور الكلدانية بمناسبة يوم العلم الكلداني
   تحية كلدانية طيبة                                                                 
  يوم مُميز لأبناء شعبِنا الكلداني ، حيتُ يحتفل أبناء شعبنا الكلداني الأصيل في اليوم السابع عشر من أيار من كل عام  في العراق والعالم بذكرى يوم عيد العلَم الكلداني. وهو أقدم عيد تحتفل به قومية حية اليوم  وشعب حَي هم الكلدان. حيث كان هذا العيد أحد الأعياد القومية الكلدانية وهو يصادف تحرير بابل ومن أجل تكريم الملك الكلداني نبوبلاصرمؤسس السلالة الأمبراطورية المعروفة (بالسلالة الكلدانية). ومحرر بابل في اليومِ السابع عشر من أيارعام 4674 كلدانية والموافقة لتأريخ 17 أيار 626 ق.م، وبالتالي تّسُنمهِ عرش عاصمة العالم (بابل) في 23 تشرين الثاني عام 626 ق.م.
أيها الشعب الكلداني الأصيل في كل مكان.
في هذا اليوم الخالد تجتمعُ فيه الآمال والأحلام والطموحات في كل بقعةٍ من العالم يتواجد بها ألكلدان ، لترتسِم على وجوهِهِم علامات الفرح والزهو والفخر بهذه الراية العريقة  والشامخة رمز الكلدان وبابل العظيمة.
 علمنا اليوم يرفرفُ في فضاء قلوبنا ووجدانِنا قبل أن يرفرفُ على أسطح المباني والساريات والمنصات. وبيد سواعد الكلدان.
يوم العلم الكلداني هو قصة أرتباط عميقة بعمق حضارة بابل وتأريخ الكلدان المُشرفْ . أنه التواصل الحي الذي لايموت بين الأمس البعيد و الحاضر أنه تواصل بين كلدان بابل العظيمة وكلدان العراق والعالم اليوم. أنهُ حكاية شعب جبار  وقف بوجه كل التحديات عبر الالاف السنين ليبقى حياً ورايتهِ خفاقة عالية.
سيبقى علم الكلدان منارة للحب ونبراساً للعطاء ورمزاً للشموخ والعزة.
وستبتهجُ قلوبُنا عندما يرفرف علم الكلدان فوق الأبنية والمحافل وسواعد الأبطال الذين ضحوا ويضحون من أجل أن يبقى علمُنا خافقاً عالياً. وصدقِ الزهاوي شاعر العراق حين قال:-
عـــش هَـــكَــذا فــي عــلوٍّ أَيُّهــا العــلمُ                      فــإنــنــا بــك بــعــد اللَه نــعــتــصــمُ
عـش خـافـقـاً فـي الأَعـالي للبقاء وثق               بــــأن تــــؤيــــدك الأحــــزاب كـــلهـــم

                                           
إن العيون قريرات بما شهِدت **** والقلب يفرحُ والآمال تبتسِمُ
إن أحتقَرتَ , فإن الشعب محتقرُ **** أو أُحترمتَ , فإن الشعب محترمُ
الشعب أنت , وأنت الشعبُ منتصباً **** وأنت أنت جلالُ الشعبِ والعِظمُ!
فإن تعش سالماعاشت سعادتهُ**** وإن تمُتَ ماتت الآمالُ والهِممُ
هذا الهُتافُ الذي يعلو فتسمعهُ **** جميعه لك , فاسلِم أيها العلمُ
يمثل علمُنا الكلداني نفس الرموز والأشعاعات لعلم بابل . حيث
مثل الخطان العموديين نهري دجلة والفرات الخالدان الذان ينبعان من الشمال ويصبان في الجنوب ويرمزان للوفرة والعطاء، فيما ترمز الأضلاع والأشعاعات الثمانية والقرص الدائري الأصفر للشمس رمز الخيرِ والعدل والمساواة والمدنية، وإذا ما وضعنا الدائرة الداخلية الزرقاء التي تمثل القمر فانهما سيرمزان للاجرام السماوية الرئيسية في المعتقد البابلي الكلداني ويرمزان ضمناً إلى حضارة الكلدان وأبتكاراتهم في مجال العلوم ومنها علم الفللك الكلداني القديم الذي يعد أساسُ علم الفلك المعاصر

عاشَ علم الكلدان عالياً شامخاً خفاقاً ،
عاش أبناء الأُمةِ الكلدانية الأُصلاء في كل مكان عاشَ العراق بلاد بابل والحضارات العريقة .
 وكل عام وانتم بالف خير
هيثم ملوكا
مدير قناة اور الكلدانية/ youtube
للمشاهدة يرجى الضغط على الرابط
https://youtu.be/4TfASUKzPgE

16
البارغماتية والسياسيين والعراق الجريح
هيثم ملوكا

   قبل أن ندخُل في أغوار هذا الموضوع علينا قبل كل شيئ أن نعطي توضيحا بسيطاً لمعنى البارغماتية.
(progma)البارغماتية :- الأصل اللغوي يرجع الى المصطلح اللغوي اليوناني ، وتعني النفعية والسعي وراء تحقيق الأهداف بدون النظر عن النهج المتبع حتى ولو كان ذلك على حساب المبادئ والأفكار ، فالمهم هو تحقيق الغرض المُراد والمنافع الشخصية، وهنا سنتعرف أكثر على البراغماتية من خلال ربط معنى هذا المصطلح برجال السياسة بالعراق حيث طَغت الباراغماتية على غالبية السياسيين في العراق منذ السقوط الى يومنا هذا.

  منذ نهاية حُكم نظام صدام حسين في 2003م . دخل العراق في فوضى عارمة بعد حل الجيش العراقي وسقوط مؤسسات الدولة وسقوط بغداد المدوي وغياب القانون . وحلَت الوصاية الأمريكية ،  لتتحكم في كل شيئ . فهنا ظَهرَ السياسيون القادمون من المنفى والمعارضون سابقا لنظام الحُكم في العراق كمنقذون للعراق .
 حيث تسلم الحاكم بريمر قيادة الدولة لحين تثبيت شكل الحكومة الجديدة . تأمل الجميع خيرا . نحو تحقيق الديمقراطية والحرية ونحو بناء عراق جديد بعد ويلات الحروب والحصار التي عانى منها شعب العراق ما عانى لسنوات طويلة.
 
لكن الذي حصل بعد تشكيل أول مجلس للحكم في الدولة(والمسمى بسلطة الأئتلاف)  وبعدها عمَتْ الفوضى وفلتان السلاح والقتل على الهوية.  وظنَ الكثيرون أن يقوم فرسان السياسة الجُددْ بالخطوات الأولى لأنقاذ الوطن وأخراجهِ من عُنق الزجاجة . لكن الذي حصل وأصبحَ واضحاً للعيان . أن الساسة البارغماتيين ،  لم يكُنْ في حِساباتهِم تحقيق الأهداف والمبادئ والأفكار التي ستقود البلد الى بَرالأمان ليتعافى من جروحهِ . بل المُهم هو تحقيق غاياتهِم الشخصية قبل كل شيئ وهي ملئ جيوبهم وسرقةأموال الدولةوالعيش في ثراءفاحش مع المناصب والأمتيازات .وقد أغرتهم الأموال والسلطة بعد ما كان البعض منهم لايملُك ربما حتى أُجرة دفع فاتورة الأيجار .
الحقيقة التي لايختلف عليها إثنان أن العقول المفكرة والقادرة على قيادة العراق من علماء ومفكرين ووووالخ كثيرة.ولكن الفوضى العارِمةالتي سببهاالأحتلال  وبقصد، كانت تستهدف تدمير العلماء وذوي الخِبرة والأختصاصات والبُنية التحتية للعراق وأدخالهِ في فوضى عارمة لسنوات طويلة، وهذا ماحصل من أغتيالات للعلماء والباحثين وذوي الخبرة ،ونزيف الهجرة للكفاءات، كل هذهِ المخططاتْ تمت من جهات كانت ممولة ومبرمجة ومخصصة لهذا العمل الأجرامي. بالأضافة الى تدخلات الدول المجاورة عبر زرع عصاباتها ومخابراتها في العراق .

أجتمعَتْ كل هذه العوامل لتنهش بجسد العراق .ثُمَ جاء البارغماتيون من دعاة السياسة ،ليزيدوا الطين بلَه كما يقول المثل . فبدلا من أن يتكاتفوا ويجتمعوا لأنقاذ الوطن ولملمة جراحهِ،وخصوصاً بعد خروج الحاكم العسكري بول بريمر، وتسلمهُم لِزمام السُلطة . كانت الفرصة مؤاتية للبدءْ ، بخطوات فعالة لوضع دستور قوي إِسوة بدساتير الدول المتقدمة . والسعي لتأسيس جيش عراقي وطني قوي . وتشكيل قوات أمنية بأسرع وقت للحفاظ على الأمن ودعم المؤسسات والصناعات الوطنية .ذهبَ البرغماتيون بعيداً عن الأهداف التي رفعوها بشعاراتهم المُزيفة لنجدةالعراق وأنقاذهِ . وعلى الرغم من وجود بعض السياسيين وهم قلة بعدد أصابع اليد جاءوا محملين بالأفكار والطموحات البناءة للوطن. لكن ماحصل ان الأغلبية الساحقة باعتْ الوطن ونكثوا بالقَسَم الذي اقسموه للدفاع عن الوطن وكرامة شعبهِ وسيادتهِ.وأتجه كل واحد منهم ينهش بجسد العراق ويسرق ثرواتهِ والتنعُم بالمناصب والسلطة والمال .فما حصل ضاعت القلة المخلصة بينهم ومشَت مع الموجة والتيار ليصبحوا بارغماتيوون أسوة برفاقِهم، ولكي يتنعموا بالمكاسب والمناصبْ،ليبقى العراق بعدها سجيناً بين شلة حاكمة من السياسيين البارغماتية الأنتهازيين .التي ظلت تتحكم بمصير العراقيين خلال ثمانية عشر سنة بعد السقوط ، والشعب يزداد فقراً ناهيك من أنعدام الأمن وانتشار الأمراض والمخدرات والقتل . وتدهور المؤسسات الخدمية ونَهب اكثر من350 مليار دولار ذهبتْ بجيوب السياسيين وأتباعِهم . ولكن كما يقول بيت القصيد (( إذا الشعب يوماً أراد الحياة    فلابد أن يستجيب القدَر)).

 خرجت ثورة تشرين البطلة. لتُسطر صورة من صور الملاحم البطولية للعراقيين كثورة العشرين وغيرها. فأنتفض شبابُ الثورة حاملين( بيد علم العراق وباليد الأُخرى لافتة كُتبَ عليها نُريد وطن(العبارة التي هزتْ العالم ).هيهات أن يفهَم معناها من تلَطختْ يداهم بالقتل وسرقتْ خيراتْ الوطنْ والخيانة، وفقدانهم لأي حس وشعور وطني. فكانت ثورة سلمية شبابية نموذجا للبطولة والصبر والوقوف بوجه أعتهْ عصابات تلاعبت بأموال الشعب وسيادة الوطن . فدفع ثمن ذلك  أبطال تشرين  بدماء أكثر من سبعمائة شهيد بطل تم قتلِهم بدم بارد لتخويف وترهيب شباب هذه الثورة التي دقت ناقوس الخطر أمام من نهب العراق وضيع الوطن . فبعد ثورة تشرين بدأ العد التنازلي لأعادة مؤشرالبوصلة الى مكانهُ الصحيح .فبدأت شروط الثوار تفرض على الساسةالبارغماتيين . وطالبوا بوطن حُر كما لباقي الشعوب ، لينعموا بخيراتهِ ويضحوا من أجلهِ . وطالبوا بأن يكون هذا الوطن فوق كل أعتبار. والولاء له فقط والتضحية من أجلهِ . فاليوم مرت ثمانية عشر سنة من الأنتخابات والمهازل السياسية من سرقات ووووووالخ.

 هل ستكون الحكومة القادمة قد تعلمَت من دروس الماضي وأتعضَت،أم تعَودَالبعض منهُم على أن يكون بارغماتياَ بأمتياز وخائناً للوطن. أعتقد هذه المرة  لن تكون هناك أي فرصة أمام السياسيين والبرلمانيين للعودة الى الوراء. ولو حصل ولم يتم التغيير والأصلاح والنهوض بالوطن من جديد .فأعتقد ستظهر ثورة تشرين أُخرى عارمة بقوة، سيشارك بها كل الشعب من الداخل والخارج.وسيُطرد كل من خانَ الوطن وباعهُ، وسيرمونَ في مزبلة التأريخ وستلعنَهُم الأجيال القادمة.هذه فرصة البرلمان الجديدوفرصة الحكومة الجديدة وربما تكون الأخيرة .عليهم أن يعيدوا الوطن لأبناءهِ ويستتبْ الأمن والأمان فيهِ، ويتعافى الوطن  وينهض ،وأن يتم بِناء العراق من جديد وأقوى ،ويتم رمي أصحاب العقول البارغماتية في مزبلة التأريخ. 

17
أفتتاح قناة أور الكلدانية على اليوتيوب
تم فتح قناة أور الكلدانية على اليوتيوب
حيث ستبث هذه القناة كل مايخص ويتعلق بتأريخ الكلدان وأرثهم الحضاري العريق،
 منذُ تواجدهم في أرض بلادالرافدين، ومروراً ببابل العظيمة والى يومنا هذا .
وسيتم بث برامج متنوعة وأيضاً أخبار شعبنا المسيحي (الكلداني والآشوري والسرياني) .
رابط القناة المشرف الفني للقناة (أيدي أسمر )
https://youtu.be/wMHYk9KAFuI

المدير الأداري للقناة
هيثم ملوكا

18
كورونا..... الفايروس الذي حير العالم.... نحن ذاهبون الى أين ؟
بقلم//هيثم ملوكا
في الحقيقة كُتب الكثير الكثير عن فايروس كورونا ، وكان حديث الساعة لعامين متتالين والى الأن (مثل ابطال هوليوود الذين تتسيد أفلامهم الصفحات الاولى للصحف والأخبار) . وحصلت الكثير من النقاشات والمحادثات والمقالات وأنقسمت الأراء حوله في كل مكان ،حتى حول اللقاحات المضادة له. ياترى الى من سيُصدق الناس البسطاء على هذا الكوكب الذين هُم الغالبية العُظمى منه. هل يصدقون من يقول بأن هذا الفيروس هو من صنع الأنسان وعبثهِ وتهوره.؟ أم يصدقون بأن الخفافيش والجرذان هي التي نقلته الينا؟؟ هل يصدقون بأن اللقاح مهم وسيقيهم من الأصابة وينامون قريري العين؟ وتبين لاحقا بأن اللقاح مفعوله لايتجاوز  الستة أشهرفقط أي على قدر ثمنه. وهاهم الملقحون يصابون مرة ومرتين. هل سيصدقون البسطاء بأن الجرعة الثالثة ستقيهم وربما الرابعة والخامسة  لتصبح أجسادهم  بعدها حقول تجارب كما هي الفئران في المختبرات.
بالله عليكم اذا كنتم يامنظمة الصحة العالمية تؤمنون بالله الى الأن .
بالله عليكم ياقادة العالم الذين أدعيتم بتفوقكم العسكري والعلمي اذا كنتم لازلتم تؤمنون بالله..
بالله عليكم .... البسطاء والمستضعفين في هذا العالم يريدون أجابات واضحة لتساؤلاتهم. حول مايجري. أصدرتم تعليماتكم بالغلق العام والتباعد الأجتماعي للقضاء على الفايروس لحين انتاج اللقاح المناسب . حصلتم على اللقاحات لا بل اكثر من لقاح . هل تحصن الملقحون من الفايروس الجواب كما ذكرنا 6 اشهر فقط وهل هذا هو بالمعنى العلمي الصحيح نسميه لقاح . لماذا هذا التكتم والخذلان من قبل قادة العالم ومنظمة الصحة العالمية في توضيح الحقائق . نحن في القرن الحادي والعشرون ووصلت الأنسانية من التطور مالم يمكن تصدبقه. هل يمكن أن يعقل مايحصل اليوم. سنتان من التجارب في المختبرات واحدث التقنيات لم يتم التوصل الى لقاح دائمي ؟ بالأمس خرج طبيب كبير في اوربا يصف مايحدث باللعبة القذرة والمؤامرة ومن قبله خرج العشرات . وبالمقابل خرج المئات يشيدون بقدرات اللقاحات وبرنامج الصحة العالمية. الى من سيصدق البسطاء من الناس  واليوم مرت حوالي سنتان على بداية فايروس كورونا ولازالت الامور تسير من سيئ الى اسوء . هل سيصدق البسطاء أحداً بعد اليوم أم سيتركون أمرهم الى الله الذي سينجيهم ويقيهم من فايروس كورونا..


19
((حوار بدون رتوش))
حوار مع الكاتب والناشط القومي
الدكتور نزار ملاخا
حوار وأعداد// هيثم ملوكا
ملبورن/ استراليا
  عودنا القارئ الكريم ، بأن نجري لقاءاً خاصاً مع شخصية معروفة بين فترة وأخرى  . وكان لنا هذه المرة حواراً شيقا وممتعاً مع الكاتب والناشط القومي الكلداني، الدكتور نزار عيسى ملاخا.
 
س1// في البداية نُريد أن نُعرف القُراء الكرام ونقول :- من هو نزار ملاخا؟

  أنا نزار بن عيسى زكريا ملاخا ووالدتي هي جميلة ألياس خوشو، أصولي من قرية ألقوش الكلدانية التاريخية العريقة، أنحدرت عائلتنا من قرية پيوس التي تبعد عن ألقوش مسافة كيلومترين أثر مرض الطاعون الذي اصاب القرية فهربوا إلى أقرب قرية وكانت القوش.أنا من عائلة تتكون من ثمانية ذكور وثلاث بنات، وتسلسلي في العائلة هو الرابع. ولدت في الثاني عشر من شهرآب ،ولكن لوجود تعثر في تنظيم ورقة الولادة من قبل الطبيبة أدى إلى تأخر التسجيل ثمانية ايام فكان التاريخ هو العشرون من شهر أب. حملت بي أمي في قرية تسمى قرية الصينية (حالياً ناحية تابعة لقضاء بيجي في محافظة صلاح الدين) وذلك بسبب عمل والدي في شركة نفط العراق آنذاك، ولما حان وقت ولادتها وبسبب عدم توفر المؤسسات الصحية آنذاك نقلها والدي إلى الموصل وتمت ولادتي هناك، ثم عدنا إلى القرية مرة ثانية، درستُ في مدارسها (متوسطة الصينية وثانوية بيجي)، ثم بغداد ومن ثم تعينت في كركوك في شركة نفط العراق وبعدها في شركة حفر ألآبار النفطية، وآخر منصب كنت فيه هو : مدير شعبة الخدمات الفنية الهندسية.
أنشغلنا في أمور العمل ومن ثم خدمة الأحتياط في الجيش وشاركنا في الحرب العراقية الأيرانية في الجيش العراقي. تزوجت عام 1978م، ورُزقت بثلاث أولاد وبنت واحدة.
بعد أن لاحت بوادر تُنبئ بسوء الأحوال والأوضاع وبضغوط من أهلي والأقرباء قررنا الرحيل، فهاجرنا في العام 2001 وكانت محطتنا الأولى الأردن، ومن هناك وخلال مسيرة شاقة وصلنا إلى الدنمارك وحصلنا على الإقامة الدائمية في الدنمارك،
حصلت على الماجستير في تاريخ العراق القديم، والدكتوراه أيضاً .وكان التخصص الدقيق هو "اسباب تغييب وتهميش الكلدان في المجتمع العراقي في العصر الحديث والمعاصر" كان ذلك عام 2016.
أنتميت إلى المجلس القومي الكلداني عام 2002م وكنت أحد المؤسسين ومسؤول فرع المجلس في الدنمارك.

س2 ماذا كان طموح د. نزارملاخا في المراحل الاولى من حياته وما هي نشاطاتهِ ومواهبهِ  خلال تلك المراحل.

 المراحل الأولى من حياة كل شخص تكون مليئة بالأحلام، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركهُ، كانت رغبتي الدخول إلى الكلية العسكرية، وقدمتُ أوراقي هناك وقبلت، لكن نزولاً عند رغبة والدي (الله يرحمه) الذي رفض ذلك بشدة وعارض، تركت الأمر، أنخرطت في المجال السياسي وعملت في المكتب فيه، ودخلت دورات سياسية وتثقيفية كثيرة ومتعددة، أما في المجال الديني  الثقفي وكنت عضو فاعلاً  شاركت في الأخوية المريمية (الجيش المريمي)، وساهمت مساهمة جادة وفاعلة في إصدار النشرة الشهرية للأخوية المريمية في كركوك، إلى أن أصبحت رئيس المجلس المحلي (في كركوك والسليمانية) على ما أتذكر. وكانت لي علاقات جداً متينة مع الآباء الكهنة وبالتحديد الأب الدكتور پول ربّان (أمدّ الله بعمره) حالياً يقيم في السويد، فكان الصديق والرفيق والمرشد الروحي والأب. دخلت عدة دورات دينية بالمراسلة وأنهيت فيها دورة تتخصص بحياة يسوع وأخرى بحياة مريم العذراء واخرى بحياة مار يوسف.
 
س3// د.نزا ملاخا عملت ولازلت تعمل كناشط قومي كلداني وككاتب لك عدد من المؤلفات
وشاركت في المؤتمرات والندوات واللقاءات و في كل مايخص العمل القومي . وكنت سكرتيرا لأتحاد الكتاب والأدباء الكلدان ولازلت عضوا فعالاً فيه. كيف تنظرون الى وضع الكلدان ودور الكتاب والمثقفين والناشطبن اليوم مقارنة بالأمس البعيد. ؟؟


 مهما يكن من أمرفإن الحال اليوم يختلف إختلافاً جذرياً عن الأمس البعيد، فالتطور التكنولوجي وحرية الرأي والفكر والعقيدة والكلمة والأجواء المناسبة وخاصة في بلدان المهجر التي تتمتع بديمقراطية أو تعطي مجال واسع لا بل بلا نهاية لحرية الكلمة، كل هذه الأمور ساهمت مساهمة جادة وفاعلة في تبلور الفكر، كما أنها أتاحت للإنسان أن يختار ويقرر بنفسه، ولنكون أكثر تحديداً أنه في السابق لم يكن للمجال القومي أو الفكر القومي وتحديداً الكلداني أن يبرز على الساحة، بسبب أنظمة الحكم آنذاك، لهذا لم يكن بتلك السهولة الخوض في المجال القومي الكلداني، حيث أقتصر تصنيف الشعب إلى فئتين كبيرتين وهما العرب والأكراد، بينما الآن وفي كل دول العالم وحتى العراق، تتمكن وبكل سهولة ويسر أن تتحدث عن قوميتك كما ترغب، لهذا أستعدنا نشاطنا في الإجهار بقوميتنا وفُسح المجال لنا كما أتيحت السبل لإزالة غبار السنين عن تاريخنا المسروق، وتراثنا وحضارتنا، ولهذا برز كتّاب شجعان يكتبون بمصداقية وتجرد، ويتخصصون في تاريخنا، فلم يبق تاريخنا بيد الآخرين، بل نحن بدأنا بكتابة تاريخنا وفق المصادر الرصينة الصادقة، فتشكل المجلس القومي الكلداني داخل العراق وفتح له فروعاً في أغلب مناطق تواجد شعبنا، وبرزت تنظيمات قومية كلدانية أخرى، كما لا ننسى أن نذكر ابناء عمومتنا في الجنوب العراقي حيث استعادوا أسمهم التاريخي وهو "الكلدان" وقاموا بتأسيس تنظيمات قومية كلدانية، نسوية وشبابية، كما ساهموا وما زالوا يساهمون في إقامة المعارض وإستذكار المناسبات القومية والوطنية الكلدانية، ولنا تواصل مع مؤسس هذه التنظيمات الأستاذ علي إيليا الكلداني، كما لا ننسى أن كتلة بأسم كتلة بابليون شاركت في الإنتخابات النيابية واليوم فازت باربع مقاعد، وعندنا نائب يحمل اسم الكلدان عالياً هو النائب أسوان سالم صادق الكلداني. الحمد لله اليوم نرى أن كتابنا يؤلفون الكتب ويكتبون المقالات ويقيمون المعارض والندوات.
                                                                           
س4// كيف تنظرون الى وضع أبناء شعبنا في المرحلة القادمة بكل قومياتهم وخصوصاً أنتم تعلمون الأختلافات التي حصلت بسبب التسميات الحديثة التي أُدخلت حديثاً، وسماها البعض بالقطارية والهجينة. وألأختلافات مابين الكنائس. هل تعتقدون أنتهت هذه المرحلة وبدأت مرحلة جديدة على ضوء التطورات في السنوات الأخيرة.؟

 إن القرارات أو القوانين التي سُنّت قبل العام 2003م وأغلبها من تبعات الإستعمار العثماني الذي خلق أجواء العداء بين الأقوام والأديان. بالإضافة إلى ما تعرض له الكلدان من غبن لحقوقهم وحرايتهم من قبل السلطة وكذلك من قبل المسيحيين الآخرين وكذلك من قبل بعض أبناء شعبنا الكلداني. فالسلطة حينذاك وتحديداً في العام 1972 أصدرت قراراً برقم 251 ينص على منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية. القرار كان مجحفاً بحقنا نحن الكلدان، نحن لا نتكلم السريانية بل لغتنا هي الكلدانية المنبثقة من الأكدية (وهذا ما تؤكده المصادر) حيث أن لغتنا الكلدانية لها أبجدية تختلف عن الأبجدية السريانية، يذكر ذلك الأستاذ لويس معلوف في مؤلفه "المنجد في اللغة". هذا القرار راق للإخوة السريان فشنّوا الحرب على كل ما هو كلداني، وبعد أن تأسس المجمع العلمي السرياني وحصروا جميع المطبوعات المسيحية بهذه الدار تم الضغط على أن تتسمى أغلب الأمور والمؤلفات بالسريانية بدلاً من الكلدانية (وإلا لن يرى المطبوع النور) ومنها أسم لغتنا وأسم آباءنا (آباؤنا السريان الذي راى النور الحقيقي بعد الحرية فأستعاد أسمه الحقيقي وهو آباؤنا الكلدان) وبقية المطبوعات. وتم التثقيف على اساس ذلك، بينما المجمع العلمي السرياني كان يقوده فلاسفة وآباء الكنيسة الكلدانية اي من الكلدان مثل المغفور له المطران أندراوس صنا والمغفور له الأب يوسف حبي وغيرهم ولم يستطيعوا أن يجاهروا بأسم الكلدان آنذاك. والقسم الآخر من ابناء شعبنا الكلداني (ربما لمصلحة معينة) يستسيغ له أن يكون آثورياً ولا أقول آشورياً، لأن الكلمة (آشور وآشوري) تدل على موقع جغرافي وشعب سكن ذلك الموقع، فإقليم آشور لم يعد له وجود في عصرنا الحالي لذا لا يوجد شعب بهذا الأسم، والشعب الآشوري آنذاك كان متكوناً من عدة قوميات كحال الشعب العراقي الذي يتكون من عدة قوميات. بالنسبة لي شخصياً دعوت في أكثر من مناسبة لأن يقوم المعنيون أو المختصون بتأسيس دار أو مشروع بأسم "المجلس العلمي الكلداني أو مجمع اللغة الكلدانية) وغير ذلك، لكن لحد الآن لم يلقَ اذاناً صاغية من قبل المتمكنين والمختصين. 
التسميات الهجينة التي ظهرت كلها بدافع سياسي، غايتها سياسية قبل أن تكون قومية، التسمية الثلاثية بشكل عام هي تسمية هجينة، وإن قال المروجون لها هي تسمية لشعب واحد أقول لهم، لا يجوز أن تخلط الأوراق هكذا، لسبب بسيط جداً، أن السريان أسم للآرامين والكلدان المسيحيين أي الذين آمنوا برسالة يسوع عندما قدم المبشرون من سوريا، فتسموا بأسم مبشريهم، أو هي تسمية دينية وتعني مسيحي، وبالنسبة للتسمية الثالثة التي هي الآشوريين فهي نسبة إلى أقليم آشور، وسكانه كانوا من الكلدان ومن شعوب أخرى، واليوم لا توجد بقعة أرض بأسم إقليم آشور، لهذا لا يجوز أن نخلط التسمية القومية مع التسمية الدينية مع التسمية الإقليمية وندّعي بأنها تسمية مشتركة. والغريب أن المتخصصين باللغة العربية وافقوا بذلك لربما من أجل تمشية أمورهم ومصالحهم والله أعلم.  .
أبناء شعبنا أحتار في ذلك ونحن أيضاً أحترنا بهم، أن تهاجر من ألقوش إلى الموصل ومن ثم إلى بغداد لا يعني هذا أنك من الموصل عندما تُسأل في بغداد. عائلة آل خوشو (وهم أخوالي وأتشرف بهم) تصوروا أنهم من أشيثا أو باز ولهذا كانوا يعتقدون بأن أصولهم آثورية (والفرق شاسع ما بين الآثوري والآشوري) ولما وقع بيدي مصدر يثبت أنهم قبل هذه الهجرة كانت لهم هجرة أخرى من قرية كلدانية تقع شمال تركيا، ومن ثم مصدر آخر يذكر أنهم من كلدان روسيا، وهكذا، لذا أبناء شعبنا مقسم لأنهم يجهلون تاريخهم، في ألقوش تجد مَن يقول بأنه كلداني، بينما تجد فئة قليلة تقول بأن اصولها آثورية ولا دليل على ذلك لا من ناحية اللهجة ولا من ناحية الملبس ولا العادات أو التقاليد، بعد التغيير الذي حصل في 2003 لعبت الحاجة دوراً فعالاً في الإنتساب لكسب الأصوات، مَن اراد التعيين يجب أن ينتمي إلى حزب الزوعا لأنه الحزب المتنفذ هناك (بينما لم يكن اي نفوذ للحزب الديمقراطي الكلداني) ومن يريد أن يحصل على مساعدات يجب أن يكون منتمياً للزوعا وهكذا الوظائف وحتى مجلس النواب، اغلب الكلدان أنتموا لا بل قادوا فروع الحركة الديمقراطية الآشورية ليكسبوا رضى السيد سركيس أغا جان لأنه المسيحي الوحيد المتنفذ في حكومة الإقليم والذي وزع المبالغ بملايين الدنانير العراقية بسخاء حتى أنه لم يكن يطالبهم ولا بقصاصة ورق عند إستلامهم المبالغ. لقد عانينا كثيراً من قلة الوعي القومي الكلداني، وما زلنا نعاني من ذلك، تصور مطبوع أجهد في جمع معلوماتهِ وتصحيحهِ وصرف مبالغ على طبعهِ وما يكلفني من جهد ووقت، أسمع أحدهم يقول : ولماذا طبعهُ؟ وهل نحن أجبرناهُ على طبعهِ؟ علماً بأن المطبوع يباع بسعر كلفة الطبع والجميع يعلم بذلك، فاضطر إلى الإهداء مجاناً متحملً كلفة البريد التي عادة ما تكون ضعفي كلفة الطبع، وتتلقفه الأيادي بالشكر والممنونية، بينما يصرف ما يعادل مئات الدولارات في جلسة واحدة أو لقاء واحد، والحديث في هذا الشأن مؤلم وذو شجون. 
مرحلة التسميات والصراع عليها لن تنتهي ما لم تنهي الكنائس خلافاتها فيما بينها، لأنهم أحد أسباب تأجيج الصراع القومي، وتدخلهم غير المقبول في المجال القومي والسياسي، ونجد تصريحات بعض رجال الدين بما يخص التاريخ بصراحة مخجلة ووهمية ولا تستند إلى واقع صحيح، وبما أننا وما زلنا شعب كنسي، حيث يرونَ في رجل الدين مهما كانت رتبتهِ  ذلك الإله المُنَزّل والذي يفقه في كل العلوم لا يمكننا أن نتقدم خطوة واحدة بدونه.

س//5 سؤال لطالما يدور الجدل حوله . أنتم تعرفون جيدا بأن شعبنا الكلداني هو شعب كنسي اي الغالبية العظمى تتأثر في مايقوله رأس الكنيسة ورجال الدين .ومن خلال تجربة مسيحي لبنان ومصر شاهدنا دور رأس الكنيسة الفاعل في كل الأحداث المهمة، ولهم كلمتهم المسموعة والمؤثرة في الدولة . هل تعتقدون من واجب الكنيسة دعم أبناء شعبها وخصوصا وضع مسيحي العراق اضعف بكثير مما هو عليه في لبنان ومصر من الناحية العددية للمسيحيين مقارنة بالقوميات الاخرى. ام أن تبقى الكنيسة بعيدة عن كل الامور غير الدينية كما يحلو للبعض قول ذلك.

 عزيزي الأستاذ هيثم، عبارة نحن شعب كنسي كتبتُ في وقتها مقالة بهذا العنوان، والتي تدل على أن شعبنا يهتم كثيراً بما ينطق به رجل الدين سواء كان من إحتصاصه أو غير ذلك، وهذا خطأ كبير فأنا لا أجادل رجل الدين في أموره اللاهوتية وبهذا كنا نطلب منهم دائماً أن لا يفتوا في أمور لا علم لهم بها، كالأمرو التاريخية والعلمية وغير ذلك من التخصصات، نحن خذلتنا قيادتنا الدينية، وبسبب الجهل في التاريخ وقع رجال الدين في الفخ، فبعضهم يفتي بما لا يعلم وآخر يصرّح بمعلومات بعيدة كل البعد عن التاريخ وآخر يتكلم بموجب قناعته، ونحن نعرف أن التاريخ لا يرحم، فأصبحوا بذلك في موقف محرج ومازالوا، قادة كنيستنا تخلّوا عنّا، فأما أن نجاريهم على الصح والخطأ أو تتم محاربتنا، وهذا ما حدث، ولنا تجربة كبيرة في ذلك، بالنسبة لقادة الكنائس الأخرى فالأمر يختلف كلياً وجذرياً، فقادة الكنيسة السريانية ألتزمت مثقفيها وكتّابها وسندتهم ودعمتهم،  وكذلك قادة الكنيسة الآثورية سندوا حاملي مشعل القومية، ترى اعلامهم تتقدم كل مناسبة أو تجمع، والحال على أشدّه عند المارونيين،بينما عند الكلدان لو تم رفع علم كلداني في سفرة أو مناسبة فإن أول المعترضين هم رجال الدين على كافة درجاته ، كما نلاحظ في بطريركيات كل هؤلاء فإن علم قوميتهم من بين الأعلام المرفوعة في المقر البطريركي أو في  مقر المطرانيات أو عند الكهنة، لهذا ترى شعبهم يسندهم ومعهم لأن بيتهم أولى بالإهتمام والتنظيم من بيت الجيران، أما عندنا فمع الأسف، رجل دين بدرجة مطران وأعلى يقول أنا لا أحب التسمية القومية، والتسمية القومية يجب أن تُمحى وتُهمل لتحل محلها التسمية الدينية (التسمية المسيحانية) وكأنما يسوع نكر أصله ولم يقل بأنه من الناصرة ولا القديس پولس ولا بقية التلاميذ، ترى رجال الكنيسة الكلدانية يبتعدون كل البعد عن التسمية القومية، نعتوا مؤتمراتنا بأبشع الكلمات، وأطلقوا علينا أقذر الكلمات، ويشمئزون من الأسم القومي، فكيف يرفعون العلم القومي؟ أنا لا أريد أو أرفض رفضاً قاطعاً أن يتدخل رجل الدين بالسياسة، لكن هذا لا يمنع من أن تكون له كلمة في السياسة، قائد في الكنيسة الكلدانية ينسى موقعه ومكانته الدينية وينزل على الساحة الفيس بوكية ليجادل هذا وذاك، أقولها بكل أسف وخجل، بينما أنظر إلى قادة الكنائس الآخرين كيف يحترمون منصبهم ودرجتهم الدينية، الدكتاتورية قاتلة في الكنيسة، ولكن مع الأسف لا يوجد مَن يخدم في الكنيسة يستطيع أن يتخلى عنها، وهذا هو سبب إبتعاد أبناء شعبنا عن الكنيسة والدين بشكل عام، خاصة في بلدان المهجر،
لا يمكننا المقارنة بأي شكل من الأشكال دور رئيس الكنيسة الكلدانية بدور ومكانة رئيس الكنيسة القبطبية أو المارونية، وكمثال على ذلك أقول : حاول رئيس الكنيسة الكلدانية تأسيس أو تشكيل تنظيم يختار أعضاؤه هو بنفسه، ويكون مشرفاً على المقر العام وبقية الكهنة مشرفون تحت غطاء مرشد روحي، وتقرر على ضوء ذلك تأسيس الرابطة الكلدانية ، وكانت أن فشلت فشلاً ذريعاً بسبب تلك الشروط المجحفة، فلو كانت فقط المباركة من عنده وأختار الشخص المناسب في المكان المناسب لكانت الرابطة في غير التي هي عليه الآن، أساساً الأختيار الأولي كان خطأ في خطأ، أشخاص لا علاقة لهم بالعمل القومي وضعهم على رأس الرابطة ومنحهم أسماً لماعاً براقاً (رئيس الرابطة الكلدانية في العراق والعالم" والأعضاء ما شاء الله عليهم أحدهم كانوا عضواً في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشورية الذي كان العدو الأول للكلدان، بينما أبعد كل القادة القوميين والناشطين الكلدان من ذلك، ولم يستمع إلى صوت الحق الهادر من فم هؤلاء الكلدان الأصلاء، لا بل حاربهم بالكلمة والتعليمات، إضافة إلى أمور أخرى مخجلةومحزنة حقاً ،  اليوم حانت الفرصة مرة ثانية وأتمنى من كل قلبي أن يصغوا إلى منطق العقل ، فاليوم كتلة بابليون فازت بأربعة مقاعد الكوتا المسيحية، والمنطق يقول أن على قائد الكنيسة الكلدانية أن يستغفر ربه ومن ثم يعفو ويغفر لمن بدرت منه أخطاء ويوجه نداء إلى الفائزين ويدعوهم إلى طاولة مستديرة بلقاء مفتوح على إحدى منصات التواصل الإجتماعي يدعو فيها كل القادة والناشطين القومين الكلدان وكذلك الشخصيات القومية الكلدانية ، ويمكنه أن يكلف شخصاً سواء كان كاهناً أم علمانياً  ودعوة يدعوا تلك الشخصيات وبالأسم وذلك عبر الماسنجر أو سكايب أو واتس آب أو أية وسيلة إعلامية أخرى، وبذلك يكون قدد حقق أكثر من هدف في لقاء واحد، وهو إجراء المصالحة (وهذا هو الأهم) ثم الإستماع إلى الملاحظات، ومن ثم توجيه الفائزين بملاحظاته وتوقعاته، وبهذا يثبت على نفسه أنه قائد من طراز فريد، فهو سوف يمسك بعصا السياسة وتوجيهاته لقادتها دون أن يتدخل كسياسي، ويمسك بصولجان القيادة للشعب بكل فئاته دون أمر أو مرسوم جمهوري ولكن برغبة الشعب نفسه.

س6// أنتم كنتم أحد المؤسسين  للمجلس القومي الكلداني ومسؤول فرع المجلس في الدنمارك كما ذكرتم. كيف تنظرون لعمل أحزابنا السياسية وتقيمون دورها. وهل اخفقت للعب دورفعال ومؤثرعلى الساحة السياسية؟؟

 تأسست اغلب تنظيمات شعبنا خارج العراق قبل علم 2003 عدا الحزب الديمقراطي الكلداني الذي تأسس داخل العراق ولكن في منطقة بعيدة عن سلطة الدولة، لهذا كان عمل هذا الحزب محدوداً داخل العراق بالإضافة إلى أن السلطة كان بإمكانها الوصول لمن ينتمي إليه ربما لمعاقبته أو معاقبة عائلته، لهذا بقي نشاطه محدوداً، أما بعد عام 2003م أمتد نشاط الحزب إلى كل مناطق العراق وتم فتح فروع ومقرات له وزاول نشاطه بكل حرية، بالنسبة للمجلس القومي الكلداني كنا ناشطين فيه بسبب تواجدنا خارج العراق، وبعد التغيير تم إختيار قيادة له من بغداد وألقوش وبعض قرى شعبنا وتم فتح المقر الرئيسي في بغداد وفروع له في مناطق تواجد أبناء شعبنا، لكن يبقى اي تنظيم مكسور الجناح ما لم يتم دعمه بالمال لكي يتمكن من تسيير أموره خاصة أن الإنتماء للأحزاب يكون مصحوباً بمقدار الدفع، بينما سابقاً كان المنتمي للحزب يدفع بدل الإشتراك الشهري للحزب، ولا ننسى السلطة المتنفذة التي يجب على الحزب تنفيذ أجندتها وغير ذلك، وهذا لا مجال لذكر التفاصيل حوله، منذ البداية أخفق قادة أحزابنا في تقديم خدمة لشعبنا الكلداني، مثلا لم نسمع أن الحزب أو المجلس تمكن من تعيين مدراء عامين أو محافظين أو غير ذلك، ربما لم يتم تخصيص درجات وظيفية له، لم تتمكن من الإنتباه إلى مهام مصيرية لأبناء شعبنا، مثلا تشكيل مؤسسات مجتمع مدني، لحماية الأسم التاريخي واللغة والتراث، رص الصفوف ، تعبئة جماهير شعبنا، توعيتهم وتثقيفهم، النقطة الوحيدة التي يجيرها الجميع لصالحه هي إدخال أسم الكلدان بشكل مستقل في الدستور العراقي، وهذه النقطة نرى أن قادة الكنيسة ينسبونها كمكسب لهم حققوه، بينما من جهة أخرى الأحزاب والتنظيمات تجيرها لصالحهم، المهم تم تشكيل تجمع وطني كلداني ما لبث بعد فترة قصيرة أن خفت نوره وأنتهى، كما أنتهى الحزب الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني، العمل الذي نعتز به ونفتخربهِ هو أننا قمنا بتأسيس إتحاد الكتاب والأدباء الكلدان الذي يضم نخبة خيرة من مثقفي شعبنا وما زال يعمل لحد الآن وبهمة عالية وكلمته مسموعة وله تأثير بين ابناء شعبنا، اليوم جميع تنظيمات شعبنا ليس لها تأثير مباشر على الساحة السياسية العراقية، لا بل حتى الأسم أندثر، وطواه النسيان، ومشاركة البعض منهم فردية ولا تتعدى ترشيحهم لمنصب في إقليم كردستان أو في حكومة المركز.

س7// صدرلكم كتابين فيما يخص الكلدان ،الأول الكلدان في المجتمع العراقي وهو بمثابة دراسة تأريخية عن هذ الشعب النهريني العظيم. والثاني هو مدننا وقُرانا الكلدانية. هل من الممكن تعطي نبذة مختصرة للقراء الذين لم يحصلوا على نسخة منها لقراءتها.؟ وهل لكم أي أصدارات أو في طريقكم لأصدار كتاب جديد؟

نعم الكتاب الأول هو أطروحة دكتوراه تقدمت بها وحصلت على تقييم بدرجة ممتاز، وأعتقد كنت من أوائل الذين تقدموا برسالة دكتوراه في هذا الموضوع، بينما هناك عدة دراسات لرسائل ماجستير فيما يخص الكلدان وعاداتهم وتقاليدهم، تم طبع الكتاب على نفقتي الحاصة في كل من الدنمارك والعراق ، ويمكن لمن يريد الكتاب أن يطلبه من دار عدنان للطباعة والنشر - بغداد ـ شارع المتنبي، وأنا بصدد طبعه طبعة ثانية لنفاذ الطبعة الأولى، شارك الكتاب في معارض للكتاب أقيمت في عنكاوا والبصرة والشارقة وغيرها. الكتاب يحكي قصة تغييب وتهميش شعب عراقي أصيل حكم العراق لفترة من الزمن وكان يعتبر آخر الحكومات الوطنية قبل الميلاد. والكتاب غني بمواضيعه وذلك لكثرة المصادر الرصينة التي أعتمدنا عليها في تأليف الكتاب، أما الإصدار الثاني فكان أن أستهواني موضوع إنتشار ابناء شعبنا وقراه، وتألمت حينما رأيت ابناء هذا الشعب يجهل تاريخه واصوله ومناطق سكناه، فراودتني فكرة متابعة مناطق سكن الكلدان من منبع النهرين العظيمين الخالدين دجلة والفرات وإلى مصبهما في الخليج وذلك دون تحديد الفترة الزمنية كما هو متعارف عليه، فذكرت عبارة (عبر القرون) وخلال رحلة البحث والتقصي عثرت على قرى كلدانية كنا نعتقد بأنها عربية او تركمانية أوإيزيدية نظراً لواقعها اليوم، لكن وبكل مرارة نقول، أنها كانت كلدانية وسكنها شعبنا الكلداني وبسبب معتقداته الدينية تمت محاربته وأستبيحت دماء أبنائه واراضيهم وقراهم وممتلكاتهم فهربوا إلى مناطق أخرى،
الكتاب الثالث الذي صدر قبل ايام هو عن الحجاب والنقاب وبقية أغطية الرأس، وهو يحكي عن تاريخية هذه الأغطية وتفاصيل لطيفة عنها وما جاء في الشرائع القديمة، كما تطرق إلى الحجاب في الكتاب المقدس وفي القرآن الكريم وغيرها، بالإضافة إلى تنوع في معاني الحجاب، هل هو حجاب لتغطية جزء من الجسد أم حجاب الروح أم حجاب هيكل أو غير ذلك؟
تحت يدي الكتاب الرابع الذي سيصدر بعون الله في بداية الربع الأول من السنة القادمة وهو بعنوان " شذرات مخفية من تاريخ المسيحية في العراق" . وهناك مرارة والم في ذلك من ناحية ابناء شعبنا، وخاصة النخبة المثقفة منها حيث لم تكلف نفسها وتتنازل وتكتب كلمتين بحق الكتاب الذي صرفنا عليه جهداً ووقتاً كثيرين، أنا مؤمن بمقولة "أذهب إلى القبر فارغاً" ومعنى ذلك أن لا تأخذ غلمك معك إلى قبرك، لا بل أنشره وأعلنه عسى أن يستفيد الناس منه، نعم أصرف وأطبع فالكلمة الطيبة صدقة، ومن نشر علماً ينتفع منه الناس أعانه الله، الإقبال على شراء الكتب ضعيف جداً في دول المهجر، بينما في داخل العراق وبالرغم من المعاناة الكبيرة التي يعاني منها أبناء شعبنا على مختلف المستويات فإنهم يتابعون ويشترون ويقرأون.

س8// بالتأكيد تابعتُم جولة الأنتخابات البرلمانية العراقية في الأونة الأخيرة . هل تعتقدون بعد أعلان النتائج هناك تغيير قادم في عمل وأداء البرلمان والحكومة الجديدة هذا من ناحية والفائزين بالكوتا المسيحية من ناحية أُخرى.؟؟

الكل يعلم ويعرف أن لا دقة في النتائج فالبلد مُستَعْمَر وتحكمه أمريكا إذن يتم تنفيذ الأجندات التي تفرضها، سواء كانت الإنتخابات نزيهة أم مزورة فهذا لا يعني شيئاً، نفس الوجوه تتكرر ولكن بأسماء مختلفة، الهدر في المال واضح للعيان ولا يحتاج إلى دليل أو برهان، لهذا إعلان النتائج لن يقدم أو يؤخر من العملية شيئاً، أما الفائزين بالكوتا المسيحية فأقول لنسأل أنفسنا ماذا قدم الفائزون بالكوتا المسيحية على مدار ثمانية عشر عاماً؟ لا نعول كثيراً على من فاز اليوم فهم ايضاً ينفذون أجندات من أعطاهم الأصوات، ولكن لا نقطع الأمل، لذا نأمل أن يقدموا شيئاً مفيداً لأبناء شعبنا المسيحي وللكلدانيين بشكل خاص.

س9/ ذكرت في ردك على السؤال الثامن بأن الفائزون بالكوتا المسيحية لم يقدموا شيئاً على مدار 18 عام ولاتعولون كثيرا على من فاز اليوم بسبب تنفيذهم لأجندات لمن اعطوا أصواتهُم لهم. ولكنكم تتأملون أن يقدموا شيئأ. هل من الممكن أن توضح للقارئ الكريم ونحن في (حوار بدون رتوش ) .هل ستستطيع كتلة بابليون بنوابها الفائزين، والتي فازت واكتسحت مقاعد الكوتا الأربعة من خمسة مقاعد. بالمطالبة بحقوق الكلدان وباقي مكونات شعبنا ويكون لها ثقل وتأثير في سن القوانين او المصادقة عليها في البرلمان .؟؟

 نعم ..الكل يعرف بأن عدد المقاعد هي 329 مقعد، فماذا سيكون تأثير كتلة من أربعة أو خمسة نواب؟ إذن هنا يجب البحث عن مصادر قوة، هذه القوة هي التآلف أو الإئتلاف، إذا تمكنت كتلة بابليون من أن تجد لها قوة مؤثرة تاتلف معها، حينذاك سيكون صوتها مسموعاً، وإلا فلن يكون هناك أي تأثير يُذكر، وهناك محاولات تقودها كتلة بابليون للتحالف مع بعض القِوى السياسية لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً. وبما أن الكوتا التي أكتسح مقاعدها الشيخ ريان الكلداني هي كوتا مسيحية وليست كلدانية، وكنا نأمل أن تكون كلدانية، لكن خير إن شاء الله، ونأمل أن يكون القادم أحسن، بما أن الكوتا مسيحية فمن المنطق أن يطالب نواب الكوتا بما يخص مكاسب لأبناء شعبنا المسيحي من العراقيين، وبصورة عامة وأنا شخصياً أفضل العمل وفق رؤيا ومنظور وطني عراقي وأن نبتعد عن التسميات أو التشكيلات الدينية، فالكلدان عراقيون وفيهم المسلم وفيهم المسيحي، لهذا أنا أقرأ منطوق كتلة بابليون بأنها ستذهب بإتجاه تحقيق المكاسب للشعب العراقي عامة ولا مانع من أن يتبنون هموم الشعب المسيحي أو على الأقل نقل معاناتهم إلى مجلس النواب، ونأمل من الكلدانييَن (الشيخ ريان والشيخ اسوان) بما أنهم يحملون الأسم الكلداني واليوم اصبحوا هم الوحيدين الذين يرفعون هذا الأسم عالياً، نأمل منهم النظر في مسالة تنشيط التنظيمات القومية والعلمية والثقافيةو الكلدانية على وجه الخصوص. من الممكن أن يكون لكتلة بابليون تأثير في سن القوانين وخاصة الفقرات التي تتعلق بمصيرومعتقد الشعب العراقي (المسيحيين)، وفي هذا المجال أناشد وأدعو الرئاسات الدينية المسيحية الإنفتاح على الكتلة الفائزة بشخص قائدها الشيخ ريان الكلداني وتتناسى الخلافات السابقة التي خلقت وجهات نظر مختلفة، خاصة ما لمسته من الشيخ ريان الكلداني من سعة صدر وإحترام لجميع المراجع الدينية بمختلف عقائدها ومذاهبها.

س10// العراق وطن عظيم وتأريخ وحضارة عريقة ، وعلى مدار اربعين سنة أو اكثر  و الى اليوم لازالَ غارقاً في الحروب والصراعات السياسية والطائفية والسرقات وووالخ .حولت هذا العوامل مجتمعة هذا البلد العظيم الى بلد يتذيل قائمة الدول في كثير من الأحصائيات من حيث انعدام الأمن والأمان ونسبة الفقر والبطالة وتدني معدل الدخل السنوي للافراد وغيرها. هل ترون هناك بصيص أمل اونور ضئيل في النفق المظلم سوف ينتشل هذا الوطن ويقوده الى بر الأمان ؟

يجب أن نقرأ التاريخ بشكلهِ الصحيح، العراق لا يختلف عن باقي الدول، العالم كله ذاق الأمرّين في القتال الداخلي والحروب المذهبية وغيرها وقد دام الحال في أوربا ما يقارب خمسمائة عام، وهذا ثمن الحرية، مضى على تأسيس العراق (كدولة) أكثر من ثمانين عاماً( النظام الملكي لحد عام 1958)، أعقبه نظاماً جمهورياً  لم يدم طويلا فالصراع من أجل المناصب والكراسي والشهرة كان في مقدمة المطالب، العالم اليوم يسير وفق نظام القطب الواحد حيث لحد الآن نرى أمريكا هي التي تتصدر الموقف، هي التي سارعت بالأمور في العراق لتصل الى هذا الحد، خلقت الفوضى، خلقت الجريمة المنظمة وتحت مسمع ومرأى ونظر  أمريكا تم إرتكاب أبشع الجرائم، وخاصة بحق المسيحيين، فلم يحدث قط أن أفرغت الموصل من مسيحييها منذ أن خُلقت الموصل ولحد 2014م لكن شاهدنا الموصل خالية من المسيحيين وخالية من الكنائس وخالية من كل قانون، عندما يضعف القانون تدب الفوضى، تم قتل الخبراء والأطباء والمثقفين والفنيين، وتم دفع الآلاف من الدولارات من أجل إبقاء المعامل والمصانع في حالة توقف ثم بيعت في سوق الخردة، كل ذلك من أجل مصالحها، تناوب على العراق السراق واصحاب الضمائر الميتة، فقتلوا رجال الدين وقتلوا الناس والأطفال وفجّروا المستشفيات ودور العبادة، وتركوا ثقلاً لا يمكن النهوض بأعبائه بتلك السهولة التي نتوقعها، دب الخلاف بين الأخ وأخيه، وختاماً لهذه المرحلة القذرة السوداء من تاريخ العراق لا بد أن يأتي ذلك الخيّال الأصيل لينقذ البريئة والشريفة والأصيلة ويقطع الأرجل النتنة التي تحاول تدنيسها، نعم كلي أمل بأن المستقبل القريب إن شاء الله وبعونه سيشهد فيه العراق تغيراً في كل شيء فالأصلاء كثيرون والأرض الأصيلة لا يحررها إلا الأصلاء، نعم بكل قوة اقول لا بد للليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، ستكون المرحلة القادمة بداية زمن النهوض لأننا شبعنا من إراقة الدماء، وإنتهاك المقدسات، حان الوقت للوقوف صفاً واحداً من أجل إعادة الإعمار والبناء ونحن لتلك المرحلة شهود عيان.
قبل أن أختم هذا الحوار الشيق معك دكتور نزار ملاخا هل لك كلمة تحب ان تذكرها  ؟

أود أن أتقدم بالشكر والتقدير لشخصكم الكريم، الأُستاذ هيثم ملوكا المبدع، ولسعة صدرك، كما أثني على إمكانياتك الرائعة في صياغة الأسئلة وترتيبها وأجراء هذا الحوار الممتع  تحت عنوان (حوار بدون رتوش)، والذي كان بحق حواراً صريحاً وواضحاً. أتمنى أن تستمر في حواراتِكُم مع شخصيات أخرى معروفة(ثقافية) أدبية ودينية وفنية ورياضية. ليتعرف عليهم القراء في كل مكان .أتمنى لك كل التوفيق والتألق والأبداع.

في ختام هذا الحوار الممتع والذي جاءت أجوبتكم به حسب قناعاتكُم صريحة وواضحة ,. أود أن اقدم لك شكري وتقديري دكتور نزار ملاخا ولتعاونكم في أجراء هذا الحوار. وأود أن أُبارك لك صدور كتابك الجديد ((الحجاب)) متمنياً لك المزيد من الأبداع والتألق في مؤلفات جديدة ومتنوعة.

 7صور مرفقة
.........................



1-في ليبيا عام 1999م

2-في المكتب الثقافي الذي كنت مسؤولاً عنه عام 1975

3-في المرحلة الاعدادية ١٩٦٧

4-حفل توقيع كتاب القرى والمدن الكلدانية في بلاد مابين النهرين.

5-في مكتبي بالدانمارك..

6-مع رفيقةالعمر (قرينتي أم نبراس).

7-الثاني من يسار الناظر في أحد المشاريع النفطية عام 1979.




20


الدِين والسياسة والفصل بينهما.
هيثم ملوكا
  غالباً مايجري الحديث والنقاش حول السياسة وعلاقاتها بالدين وبالعكس وهل يجوز رجال الدين أن يتدخلوا بالسياسة ؟ أوالسياسين يتدخلوا بالشؤون الدينية؟ وهل الفصل بينهما  يخدم أبناء الشعب الواحد المتعدد المذاهب والأديان؟؟؟؟ سأوضح هذه التساؤلات وساُسلط الضوء على هذين المصطلحين .ودورهما في مجتمعاتنا الشرقية.
قبل أن نبدأ في تعريف مفهوم السياسة والدين  والربط بينهما. علينا أن نُعرف السياسة أو كما تم تعريفها :- اشتقت كلمة سياسة من كلمة ” ساس“ الأمر أي قام بالأمر و بالتالي تعني كلمة سياسة القيام بأمر من أمور الناس بما يصلحه.  والأمر هو الحكم أو الرئاسة. و تعني تدبير شؤون الدولة.
والتعريف الآخر للسياسة:- هى العلاقة بين الحكام والمحكومين وهي الدولة وكل مايتعلق بها من شؤون مختلفة.وهي السلطة الكبرى في المجتمعات الأنسانية وكل ماتعلق بظاهرة السلطة.
اما الدين فيتم تعريفه من ثلاث وجهات وهي:-
تعريف حسب المنظور الديني(رجال الدين): ينطلق هذا التعريف من الإيمان واليقين نفسه، حيثُ يرى هؤلاء أنَّ الدين وعي عميق وإدراك لوجود الإله والإيمان به، ويشمل اليقين المطلق بأن الكون والعالم والوجود كله قد وُجِد عن طريق قوة فوق طبيعية هي الخالق أو الإله يعُدّونها مظاهر ناتجة عنه وليست أساسًا له..
 تعريف علماء الاجتماع: ينظر هؤلاء إلى الدين على أنَّه مجموعة عادات وقيم ومثُل وخبرات تخضع لمراحل تطورية في منظومة ثقافية اجتماعية، فالدين في بدايته كان لصيقًا بالعادات الجتماعية لكل مجتمع ولا يمكن التفريق بينه وبينها، ومعَ مرور الزمن يتطوَّر ليغدو بعدًا روحيًّا مستقلًا ينتهجه الناس في حياتهم، وذلك حسب وجهة نظرهم
 أقوال اُخرى: يوجد بعض الأقوال التي تشيرُ إلى أنَّ مفهوم الدين هو نتيجة لخوف البشر من الطبيعة والمجهول وعجزهم لعدم قدرتهم على السيطرة على مصيرهم، ويستندون في ذلك إلى أن الإنسان القديم عبد النار في البداية ثم النجوم والريح فيما بعد، لكنه بعد أن استطاع السيطرة على هذه الظواهر تركها وتوجه إلى مظاهر طبيعية أكبر كان يبدو عاجزًا أمامها في تلك الأزمان، فالدين كما يقول الفيلسوف الألماني فريدريك شلايرماخر: الشعور بالعجز المطلق.
في الحقيقة بعد أن عرفنا وأعطينا مفهوم السياسة ومفهوم الدين. نأتي هنا لنرى ماهي العلاقة بين الدين والسياسة وهل من الممكن أن يكون أحدهم مُكملاً للاخر أو داعماً له؟.
أن العلاقة بين الدين والسياسة علاقة غير مستقرة ومثيرة للجدل وتختلف قوة هذه العلاقة ونوعيتها .بأختلاف طبيعة وثقافة  ووعي هذه الشعوب. . فيمكن تقسيمها الى ثلاثة أنواع:-
-علاقة  ود.   فنرى هذه العلاقة يسودها الود والتصالح والهدف منها الى تحقيق مصالح الشعب ورفاهيتهم وسعادتهم. وبنفس الوقت يكون لرجال الدين مقامهم وحكمهم(كسلطة دينية) وكذلك رجال الدولة السياسين تكون لهم زمام  السلطة الدنيوية ويتم المشاركة بين الطرفين كلاً ضمن اختصاصهِ . وعادة ماتنجح هذه العلاقة عندما تكون الجهتين لها نفوذ قوي على الشعب وخصوصا قوة الدولة وقوة الحاكم. ولاتدوم طويلاً بسبب التغيرات السياسية والفكرية للحكام.
-علاقة  طمع وأستغلال   وقد تكون من قبل رجال السياسة للدين ، من أجل تحقيق مصالحهم وأطماعهم. الشخصية . حيث يتم تسخير رجال الدين كما يريد هؤلاء السياسيين للبقاء في السلطة والتحكم بالمال. وقد يكون العكس صحيح حيث يحاول رجال الدين التدخل بالسياسة  واستغلال رجال السياسة من اجل مطامع وأهداف شخصية . وهذه الحالة موجودة في الحكومات الضعيفة ورجال الدين الأنتهازيين.
-علاقة أختلاف وتعارض. وهنا قد تكون الكفتين متكافئتين في القوة والهيمنة بين رجال الدين والدولة . ويحاول كل طرف فرض سيطرتهِ على مقدرات الشعب والتجكم بهِ ،لذلك يحدث التصادم والمعارضة وتصل الى حد الأبعاد والعزل لرجال الدين من قبل السياسيين او أثارة الفتن والقلاقل بين ابناء الشعب للتمرد والعصيان على الدولة من قبل رجال الدين .
الفصل بين الدين والدولة
  تدخُل الدين بالسياسة أو الدولة ،إذا صح التعبير  هذه الحالة في المجتمعات الغربية  تكاد تكون معدومة أو ضئيلة نسبياً في العقود الأخيرة من الزمن .خصوصاً بعدما عانت هذه الدول من الويلات منذ عقود مضتْ، بسبب تدخل الدين في شؤون الدولة مما أدت الى أقتتال وحروب ومذابح بسبب تعدد المذاهب وأختلاف الرؤى والأفكار وهيمنة رجال الدين وابتعادهم عن رسالتهم الروحية وأنغماسهم في الأطماع الدنيوية الزائلة.وبالتالي كان القرار.الى لجوء هذه المجتمعات والدول الى فصل الدين عن السياسة(الدولة). ولكن في مجتمعاتنا الشرقية  لازال تأثير الدين على سياسة  هذه الدول واضح . ويتم صياغة دساتتيرها على أساس الدين أو المذهب للفئة ذات الأغلبية العُظمى. . وهذا مايخلق أحيانا الأضطرابات وعدم الأستقرار خصوصا في الدول التي تختلط شعوبها وتختلف أديانها ومذاهبها ومعتقداتها . وتكون هذه الدول فريسة سهلة في أية وقت ، لسياسات الدول الكبرى والقوية  لأثارة الفتن الطائفية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد وأحيانا الدين الواحد  (مختلفي المذهب)..
 أنا أقول ....(( أن الشعوب الشرقية تسير خلف رجال الدين معتبرة إياهُم أولى بتطبيق الشرع والدين وتسيير ألأمور الدنيوية للشعب ويعتبرونهم ممثلي الله على الأرض  ويجب إطاعتهم إطاعة عمياء. وقد يكون هذا التحليل  ممكنا من قبل البعض ولكن هل رجال الدين يطبقون فعلا  شريعة الله كما فعل انبيائه. . وقادوا شعوبهم للخلاص من الخطيئة وزرعوا السلام بين شعوبهم)) . وهناك مقولة للفيلسوف الألماني إمانوئيل كانط إني أسمع من كل مكان صوتاً ينادي لا تفكر ،  رجل الدين يقول لا تفكر بل آمن ،  ورجل الإقتصاد يقول لا تفكر بل إدفع ، ورجل السياسة يقول لا تفكر بل نفذ،  ولكن فكر بنفسك وقف على قدميك. إني لا أعلمك فلسفة الفلاسفة ولكني أعلمك كيف تتفلسف..
 التجارب التي مرت بها المجتمعات الغربية اثبتت فشل  هذه النظرية(خلط السياسة والدين) وكانت نقطة التحول أمام هذه الدول عندما أخذت قرار فصل الدين عن الدولة. وخطت فعلا هذه الدول خطوات كبيرة وأنهت حالة الأقتتال والفقر والأستغلال ووصلت الى ماوصلت اليه اليوم وبنفس الوقت هي لم تتخلى عن دينها أو مذهبها، بل اعطت أيضا كل الحقوق لرجال الدين ولبناء دور العبادة. والمدارس ووضعت دستور مدني يعيش تحت حكمهِ وقوانينهِ الجميع بأختلاف أديانهم ومذاهبهم وعروقهم تحت طائل هذا الدستور ،الذي يطبق على الجميع. لذلك نرى أن هذه الدول تفرغت الى الأعمار والتطور في كل مجالات الحياةو خطت خطوات كبيرة في مجال حقوق الأنسان وتوفير كل وسائل العيش الكريم لشعوبها وفي مجالات التكنلوجيا وكل العلوم الأخرى وهذا عكس مايحصل في أغلب البلدان الشرقية .التي لازالت تمر في نفس مامَرت به أووربا قبل قرن من الزمان .برغم كل الثروات والطاقات البشرية التي تمتلكها هذه الشعوب.  هنا ربما سائل يسأل متى ستستفيق هذه الشعوب وهذه الدول ويتم تطبيق حكم النظام المدني في دساتيرها الذي يساوي بين أبناء الشعب الواحد؟ . ومتى يتم ترك امور السياسة لرجال السياسة والشؤون الدينية لرجال الدين؟ .هل ستستفيق هذهِ الشعوب من سُباتِها وتلتحق بمسيرة الدول التي سبقتها بقرن من الزمان . بعد ما عانت من ويلات الأقتتال الطائفي والمذهبي الذي مر وتمر به الكثير من الشعوب العربية الى اليوم . أم لازالت هذه الدول والشعوب تعتبر الدول الغربية بلاد الكفر والفسق . وكل يوم الآف منهم يلتجؤون اليها لطلب اللجوء والعيش بكرامتهم .التي لم يحصلوا عليها بأوطانهِم.

ملاحظة المقال سينشر في مجلة بابلون /أستراليا/ باب ..كلمة نائب رئيس التحرير


21
لماذاأمتعضَ البعض من تصريحات غبطة البطريرك ؟
 ومتى تتعض وتعترف بعض التنظيمات الآشورية بواقع الحال ؟
وهل هناك تحول فكري جديد للمثقفين الأشوريين؟
هيثم ملوكا
  عنوان قد يبدو طويلاً بصيغة السؤال ،ولكن في الحقيقة هناك ترابط بين الأسئلة الثلاثة .وكان من الممكن أن يكون لكل سؤال مقال خاص به. ولكن سنتتطرق بإيجاز واضح عن هذه الأسئلة . والربط بينهما.
ففيما يخص رسالة الكاردينال غبطة البطريرك مار روفائيل لويس ساكو الكلي الأحترام،  بأإدراج أسمْ الكلدان في دستور إقليم كردستان إِسوةً بالدستورالأتحادي. لو تأملنا قليلاً في هذه الرسالة وفيما جاء في مضمونِها . لم نرى فيها أي شيئ غريب أو مفاجئ  . فالتسمية الكلدانية مثبتة في الدستور الفدرالي العراقي . ولو أن بعض الكلدان يعتقد أن هذا المطلب جاء متأخراً بعض الشيئ . لكن السؤال هنا لماذا أمتعض البعض وخصوصا الأخوة الأشوريين وبعض تنظيماتهم ؟ وأعتبروا هذا تدخل من قبل الكنيسة في شؤون خارج عملها؟؟.
لنكن أكثر صراحةً في تفسيرنا للحقائق ونقول، هذا الأمتعاض الذي جاء من قبلهم، لم يكن بسب ما أشاروا اليه من (تدخل الكنيسة في الشأن القومي والسياسي) أو ( المطلب يؤدي الى عدم وحدة شعبنا). وبكل بساطة أستطيع ان أبرهن للأخوة المعارضين بأن أدعائهم غير صحيح وفيه مراوغة  وأنما الأعتراض كان لأسباب أُخرى وهي التخوف من صعود الكلدان وتأثيرهم القوي وهذا مالا يخدم توجهاتهم وأحلامهم  . وتفنيدي لهذا الأدعاء سأضرب مثالاً .. أقول لو أفترضنا وهو أفتراض فقط وغير ممكن مطلقاً  .. أن غبطة البطريرك ارسل نفس الرسالة و طالب بها تسمية شعبنا بالشعب الأشوري .. ماذا كانت ردود  الذين اعتبرت هذه الرسالة تدخل الكنيسة في الشأن القومي والسياسي وعدم وحدة شعبنا. هل ستكون الردود نفسها  ..بالتأكيد نفس هذه الأقلام والتنظيمات التي عارضت (رسالتهِ وبيان الأحزاب الكلدانية).   كانت ستنشركلمات الشكر، وتهلهل وتمجد غبطة البطريرك وتعتبره .بطلا تاريخياً ومن حقه أن يصرح بما يخدم شعبنا المسيحي .لا وربما سيدعونَ حتى كنائسهُم للأتحاد مع الكنيسة الكلدانية . إذا أدعائهم باطل ومبطن . بل هم في الحقيقة بدأوا بالقلق والتخوف من القادم . لأنهم يدركون بأن...
 أولاً... التنظيمات والأحزاب الكلدانية  بدأت تنشط بقوة وهناك توجه قومي كلداني قوي في نشر مفهوم القومية  والتمسك بها والأعتزاز بها .في العراق والعالم.
ثانياً ... الكنيسة الكلدانية قوية وراسخة ولها حضورها القوي سواءاً بين أبناء شعبها أو في المحافل الدولية وكصوت قوي يمثل أبناء شعبنا المسيحي في الدولة العراقية. وهذا ما اثبتتهُ التجارب حتى في فترة حُكم النظام السابق قبل السقوط. وهم يدركون جيداً بأن الكنيسة كانت بعيدة كل البعد عن ماكانوا يفكرون بهِ ويخططون لهُ لسنوات طويلة،وكانت الأحزاب الأشورية  تحاول تمرير أيدلوجياتها الخاصة بها حول نشر مفهوم وفكرة كلنا أشوريين منذ زمن  . وأقناع بعض البسطاء بهذه الفكرة والتوجهات وبحجة كلنا مسيحيين ولغتنا واحدة ولافرق بيننا.ولكن ربما سائِل يسأل لماذا جاءت رسالة غبطة الببطريرك في هذا الوقت ؟ وحسب معرفتي لما يجري وتحليلي للأمور . أقول أن الكنيسة حاولت بكل الطرق أن تعطي فرصة للأحزاب والتنظيمات الآشورية عندما كانت قوية ولها وجود على الأرض مثل الحركة الديمقراطية الأشورية) في أن تخطو خطوة بالأتجاه الصحيح في توحيد شعبنا المسيحي ،( وهذا ماكان واضحاً بعلاقة البطريرك الجيدة معهُم) . منذ أن بدأت التسميات المركبة والهجينة أو كما يسميها البعض( القطارية) . ولكن في الحقيقة التي أدركتها الكنيسة لاحقاً. أن الفكر الشوفيني والأقصائي هو متغلغل في شرايين من يقودون هذه التنظيمات والأحزاب الآشورية أيضاً ،وأن التسميات التي استحدثوها هي فقط شكلية وهم لايعترفون بها أصلاً ووجدت فقط للضحك على ذقون من غُرر بهم  ووالاهُم.  .حيث يعتبرون الكلدان والسريان مذاهب كنسية ولا وجود قومي لها.وهذا ماتم دحضهُ في الوثائق والكتب التأريخية. وبالتأكيد الكنيسة سوف لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى من يريد سرقة أسم شعبها وتأريخهم ومادفع هذا التوجه هو النشاط القوي للكلدان والطفرة الكبيرة التي حدثت في توعية أبناء شعبهم حول التمسك بأسمهم القومي العريق وأنتشارها في كل بقاع المعمورة وممالاشك بهِ، كان للمثقفين دور فاعل وقوي ونخص بالذكر أتحاد الكتاب والأُدباءالكلدان لعبَ دوراً فاعلا في التواصل مع كل تنظيمات شعبنا ودفعهم للترابط والوحدة  . التي بدأت نتائجها تطفوا على السطح. رغم المخاض العسير التي مرت به التنظيمات والأحزاب الكلدانية لوقف هذا الفكر الأقصائي المتزمت الذي تغلغل حتى داخل البيت الكلداني وأثر على البسطاء منهم . وأستطاعت هذه التنظيمات القومية والثقافية الى أعادة البوصلة  لوضعها الصحيح . وبدأت كفة الميزان تميل الى الجهة المعاكسة لأصحاب من حملوا فكرة التعصب وتدمير شعبنا وزرع الفتنة بينهم ،وهذا ما بدا جلياً وواضحا من مواقع التواصل الأجتماع .وحتى بين المثقفين منهم .
 إذا رسالة غبطة البطريرك والأحزاب الكلدانية لم تأتِ من عدم .ورغم أنها أتت متأخرة  . لكنها قطعت الخيط الرفيع المتبقي للحالمين بافكارهم الأقصائية.
أعتقد بان بعض الأحزاب الأشورية او التنظيمات أدركت الحقيقة منذ زمن.وهي.. بأن الفكر الذي أُشيعَ وروجَ له لسنوات طويلة ، والكل يعرف التفاصيل حول ذلك حيث توجهت ومارست كل الطرق الممكنة أعلامياً وفنياَ وسياسياً وغيرها لأقناع الجميع بأن شعبنا المسيحي كلهم (إشوريين). في فترة لم يكن للكلدان كشعب وقومية أصيلة أي حاجة  لتثبتْ وجودها ..لأنها موجودة على الأرض وبقوة وهم يشكلون الغالبية العُظمى من هذا الشعب بكل قومياتهِ.
لكن هذه التنظيمات او بعض الأفراد النافذين منهُم يحاولون حتى الرمق الأخير أن يستقتلوا حول فكرة التعصب لتسميتهم ومستندين على بعض المتزمتيين لهذا الفكر الأقصائي الذي لم يجلب لشعبنا غير الفرقة والضعف وخسارة حقوقهِ المشروعة في وطنهم العراق. وخير مثال على ذلك ماجاء في طلب المجلس (القومي الآشوري في استراليا) من برلمان أُستراليا بأعتبار مسيحي العراق الأصليين هم اشوريين.  في الحقيقة أنا اعتبر هذه المحاولات اليائسة  هي الأحتضار الأخير لهذه الفكرة وقلتها سابقاً للسيدة منى ياقو (أكل الدهر عليها وشرب). واود أن أوضح لبعض الذين هلهلوا لهذا الطلب وضنوا بأنهم حققوا الحلم الذي كان يراودهم  ويقلق مضاجعهم . وأسمحوا لي وأنا أعيش في أُستراليا وكانت لنا أتصالات مع الكثير من برلماني استرالي ووزرائها عبر تنظيماتنا الكلدانية. أقول لكم أن هذا الأقتراح مفعوله لايتعدى باب البرلمان لأن الحكومة الأسترالية ومن ضمنهم وزير الخزانة الأسترالي (كريس باون) الذي  يعلم جيداً من هم الكلدان وكم هي نسبتهم في العراق  والتقيته أنا شخصيا مع مجموعة من الناشطين الكلدان في عدة مناسبات منذ أن كان وزيرا للهجرة وهو يُجيد التحدث ببعض الكلمات باللغة الكلدانية. أما ماحصل .  تم تمرير هذه الرسالة عن طريق بعض المتنفذين من التنظيمات الآشورية ولهم علاقات مع بعض اعضاء البرلمان. ولكن هذه الرسالة بلا جدوى وفاقدة لأي مصداقية ووثائق تثبت هذا الأدعاء وخصوصا بعد أن اكدت تنظيماتنا الكلدانية برسالة للبرلمان الأسترالي توضح زيف هذا الأدعاء بدلائل ووثائق.وحقائق تبين عددهم الصحيح بين أبناء شعبنا المسيحي (العراقي) في العراق والعالم هي 5%فقط.
السؤال هنا... أين هم دعاة الوحدة الذين يُطبلون لها ليلا ونهاراً ومن المنتقدين للكنيسة الكلدانية وللتنظيمات والأحزاب الكلدانية؟؟؟؟. اليس هذا الموقف من المجلس القومي الأشوري وطلبهِ بالغاء القوميات الأصيلة والكبيرة هو تعبير واضح لتفرقة شعبنا وزرع الفتنة والكراهية بينهم ؟؟؟؟. لماذا لم يخرج لنا حزب او تنظيم او كاتب أو ناشط  آشوري ينتقد هذا التصرف المُخرب لوحدة شعبنا لا بل جاءت بعض الأحزاب مهلهلة ومؤيدة.
 من جهة أُخرى ....هناك شيئ بدأنا نتلمسهُ من بعض الكُتاب المثقفين من أخوتنا الآشوريين في كتاباتهم . حيث لاحظنا  بعض التغييرفي كتاباتِهم حول الغاء الفكرة القديمة والتزمت للقومية الواحدة وهي (كلنا آشوريون) .وبدأوا يدركون أن هذا الطريق والفكرة أنتهى مفعولها وزمانها والأسباب واضحة . نتمنى أن تكون لهذهِ الأقلام والشخصيات المثقفة من اخوتنا الآشوريين دور فاعل في نشر افكارهم ورؤيتهم للأمور كما تجري على واقع الحال وأن تغيرالفكرالأعمى والمتزمت لبعض أبناء قومهم وخصوصاً من الذين لهم دور فاعل في تنظيماتهم القومية والثقافية وتوعية أبنائهم على نبذ العنصرية والتفرقة وأحترام حقوق الأخرين ...... ولكن من جهة أُخرى لازال البعض المثقفين لم تصل به الجرأة للأعتراف بهذه الحقيقة . ويحاول التغطية على الأخطاء التي أرتكبتها الأحزاب والتنظيمات الآشورية لأيدلوجياتها حول عدم الأعتراف بقوميات شعبنا الكلدانية والسريانية رغم ادراج اسمائها في عناوينهِم وكتاباتهِم، وهو فقط  لذر الرماد في العيون. لكن الحقيقة التي كانوا متفقين عليها هي أن الجميع هم(آشوريين) . ولهذا السبب لم تصمد طويلا هذه الفكرة المبنية على افكار وهمية (ولا مجال لذكرها) وسببت الكثير من الفرقة والكراهية بين أبناء هذا الشعب الأصيل بكل تسمياتهم الجميلة الى الأن.وما نراه بين فترة وأُخرى يخرج الينها أحد اصحاب هذا الفكر الأقصائي بالغاء الكلدان كقومية كبيرة وأصيلة والأمثلة كثيرة  أبتداءاً من السيد يونادم كنا  وهلمّ جرّاً.
أحب أن أختم هذا المقال برسالة صادقة و نابعة من القلب ومن أخ لأخوتهِ ولكل أصحاب الفكر الأقصائي .الذين لايؤمنون بوجود قوميات أخرى غير قوميتهم. أن التفكير في الغاء شعب حي ومتجذر وكبير هو كمن يريد ان يبني قصرا على أساس من الكارتون. وبتشبيه أبسط ، هو أن تراهن على سمكة تستطيع أبتلاع حوت. أتمنى من أصحاب هذا الفكر الأقصائي وخصوصاً من المثقفين . أن يحاولوا تصحيح الأعوجاج الفكري لدى بقية أصحاب هذا الفكر والأعتراف بما هو واقع حال على الأرض أن الكلدان يمثلون الغالبية العظمى  ومن ثم السريان واخيرا الآشوريين... شاؤوا أم أبوا هذه هي الحقيقة ونمد يدنا بيد أخوتنا لنتعاون معاً.... وعليكم أن لاتنسوا بأننا جميعاً أخوة ننتمي الى نفس الجذور النهرينية العظيمة وأن اختلفت أسماؤنا، مايربطنا الكثير الكثير  .الدم، التأريخ ،الأرض، الدين،اللغة . وجودنا في أرض حضاراتنا للأسف ...بدأ بالعد التنازلي أمام التحديات الكبيرة التي واجهناها ونواجهها الى اليوم حتى صاروا يطلقون علينا (طائفة) ونحن السكان الأصليون في العراق . أستفيقوا قبل أن يرحل أخر مسيحي من ارض العراق ولم يبقى لنا بعدها غير الأطلال. وستُصادركنائسنا وآثارنا وكل تراثنا وحينها لن ينفع الندم والحسرة على مامضى. لننظر الى مستقبل شعبنا المسيحي لنستطيع معاً العمل بيد واحدة وصوت واحد للمطالبة بوجودنا التأريخي وتمثيلنا القوي في البرلمان والحكومة . ونترك أي فكرة للتعصب ونتقبل بعضنا البعض كل بأسمه وحين يسود هذا الجو من المحبة واسقاط كل فكر مريض ومتعصب، بعدها كل شيئ سيكون ممكنا وسهلاً( توحيد الأسماء وحتى ربما توحيد الكنائس)  .


22
رد على مقال السيدة ياقو( تهنئة وبعد)..
 تُهنئ ابناء شعبنا عبر كلمات معسولة بطعم السُم.وتزيد الطين بله
.بدل من الأعتذار ل 95% من ابناء شعبها
.
هيثم ملوكا

 يؤسفني حقاً أن ارى ماجاء في مقال السيدة منى ياقو من تعنت وأصرار على الخطأ والتباهي والتفاخربما تؤمن به على حساب الأخرين من أبناء شعبها. متناسية مشاعر 95% من أبناء شعبنا الكلداني والسرياني.
أولاً//  سنبدأ خطوة خطوة فيما كتبتهُ ..بدأت بالتهاني والتبريكات برأس السنة البابلية والآشورية ووضعت الرقم 6771 لهذا السنة .ونحن نحتفل وحسب التقويم البابلي بهذه المناسبة سنة 7321 هذا كان اول الغيث.

ثانيا// تقول (اقتباس) انني كشخص ، اؤكد على اعتزازي العميق بانتمائي الآشوري ، مع تقديري العالي و اعتزازي ايضاً ، بكل التسميات المتداولة ، و من يتابعني يعلم جيداً ،بأني ادعوا دائماً لتناول موضوع تسمية شعبنا ، في اطار وحدوي جامع ، كونه (أي شعبنا ) ، في احوج ما يكن للوحدة في المرحلة الراهنة.

انتي تؤكدين اعتزازك بقوميتك هذا حقك المشروع .وأين تقديرك العالي واعتزازك للتسميات الأخرى الكلدانية والسريانية. وهل دعواتك للوحدة تنطلق من تفكيرك الضيق فقط بأنتمائك القومي وتضعين 95% في المئة منهم في خانة أنتمائك ؟ اليس هذا تناقض واضح وتعبير لغوي خاطي ؟ اليست هذه إهانة  واضحة وصريحة؟

ثالثاً// (أقتباس ) أود ان اطمئن شعبي العزيز ، بأن انتمائي القومي ، الممتد عبر آلاف السنين ، من سومر و أكد و بابل و آشور ،هذا الشعب الواحد الموحد ، بكل مسمياته، التي تعني لي الكثير ، سيبقى راسخاً شامخاً في تفكيري كما كان ، و اؤكد لبعض الساسة، و البعض ممن يسمون بالمثقفين، و لأولئك الذين لا يتنفسون الا هواء الطائفية ، و للاهثين وراء المناصب، ان غاياتهم الدفينة ، لن تنال من عزيمتي و فكري الوحدوي هذا ، و لن يحيدوني عن القيم و المبادئ التي بنيت على اساسها ايماني بقضيتي القومية ، و سأبذل كل جهدي ، و اكرس ثقافتي بشكل عام ، و معلوماتي القانونية ،على وجه الخصوص ، من اجل ابراز نقاط القوة و الضعف في الدستور و التشريعات القانونية النافذة ، حتى أرضي ضميري الذي أهتم له و لحكمه ، اولاً و اخيراً

تقولين اود أن أطمئن شعبي عن أي شعب تتحدثين ال 5% لأنك الغيت وجود 95% وتمسكت بالقوم الذين تنتمين اليهم فقط . واذا كنت درست القانون وتعلمت هل هذا يعطي لك الحق في فرض ماتؤمنين به على غيرك ؟؟؟
تقولين أؤكد على بعض الساسة. والذين يسمون أنفسهم بالمثقفين وأولائك الذين لا يتنفسون الا هواء الطائفية.. اذا كانوا هم طائفيون كما تقولين. ماذا تطلقين على نفسك بعد اللقاء المخجل الذي بينت به تعصبك الأعمى والذي لايليق بك كأمرأة ناضجة ومثقفة وتدافعين عن حقوق شعبك كما تقولين .لاتُديني كي لا تُداني.

وتقولين لن يحيدوني عن القيم والمبادئ التي بنيتي ايمانك على اساسها بقضيتك .. هل أيمانك بقضيتك ياسيدة ياقو ومبادئك تنبني على انقاض اخوتك وأبناء شعبك والغاء أيمانهم ومبادئهم!!! أما قولك ابذل جهدي واكرس ثقافتي ومعلوماتي القانونية لتبيان نقاط الضعف والقوة في الدستور والتشريعات ..أقول لك وبكل صراحة  أنتي سوف لن تخدمي أبناء شعبنا مادمت تحملين هذا الفكر الاقصائي الشوفيني. وأنما ستخدمين شريحة صغيرة منهم فقط  .!!!!

رابعاً // (أقتباس) ثالثاً – ليعلم كل من قام بتلك الجعجعة المخجلة ، الظاهرين للعلن منهم و المتخفين المحرضين ، انه كان من الممكن ان يكون لي رد فعل سلبي ، لما اقترف بحقي من تشهير من قبل البعض ، و انا كقانونية اعرف مسبقاً النتائج الايجابية بالنسبة لي كشخص ، و الآثار التي تترتب على ذلك ، لكني لست من يرد الاساءة بهذه القسوة ،  خاصة عندما يتعلق الأمر بأشخاص من ابناء شعبي ، حتى و ان كان وضعهم بائساً لهذا الحد.

انت تتكلمين عن محاسبة المسيئين اليك الذين هم ربما بالعشرات وتضعين نفسك في خانة المتجاوز عليها وهو العكس تماما وبنفس الوقت انت تجاوزت وجرحتِ مشاعرالملايين من أبناء شعبنا من الكلدان والسريان .هل تعلمين بنفس القانون الذي تلمحين به بالتهديد، يمكن أن تؤخذ اجراءات بحقك في حالة قيام محامين وجهات رسمية بتقديم هذا الفيديو كاثبات  بتوجيه تهمة اليك بالأساءة والغاء وتهميش وتجريح لقوميات أصيلة ولشعب أصيل. 
خامساً// أقتباس) رابعاً –أن مشكلة اولئك ، هي انهم لا يقرأون ، فما قلته هو ذاته ما كتبته في اكثر من مقال ، و ايضا في كتابي الأخير ، و اتمنى عليهم أن يكونوا اكثر وعياً و اطلاعاً ، في المرات القادمة.

ومن قال لك ان ماكتبتيه في مقالاتك وكتاباتك سابقً، كان مفرحا لأبناء شعبنا الكلداني والسرياني . وهل لأنهم غضوا النظر بما كتبتيه يعطي لك الحق بالتجاوز مرة أخرى على حقوق ابناء شعبنا والتجاوز عليهم وتهميشهم.
سادساً// كما و يبدو لي، ان هناك من لا يفهم اللغة الأم ، التي تعد ركناً اساسياً في وجود أية قومية ، لأن وجهة نظري هذه وضحتها اكثر من مرة ، في اللقاءات التي اجريها بلغتي الأم ، و من استمع الى ما قلته كاملاً ، يعلم بأن ما ادعاه اولئك هو محض افتراء ، و سببه جهل كبير بالمعلومات القانونية و الدستورية ، سواء في العراق الاتحادي بعد 2003 أو في اقليم كردستان العراق منذ 1992.

تقولين أن مايدعوه هؤلاء هو محض أفتراء  وهل الفيديو الذي تحدثت به . وأهنت غالبية أبناء شعبنا بتسميتهم بأسم قوميتك والغاء الأسماء العريقة والأصيلة  الأخرى الكلدان والسريان هل هو أفتراء عليك الست أنت المتحدثة؟؟؟.

سابعاً// أقتباس)  أشكر اصحاب المواقف و الاقلام الجريئة ، التي أبت الا ان تنطق بالحق ، و من جانبي أعلن بأن ما حدث و ما سيحدث ، لن يؤثر على نشاطي اطلاقاً ، بل سيقويني و يدفعني بحماس اكبر ، للقيام بواجبي في الأمور المتعلقة بالجانب القومي .
كل عام وأنتم شعب أصيل  ، له اولويات ، اتمنى ان يتم الاهتمام بها.

تقدمين الشكر للأشخاص الذين صفقوا لك لأنهم ينتمون الى نفس الفكر الأقصائي الذي تحملينه وتسميها أقلام جريئة !!!!

أود أن أوجه رسالة صغيرة لك في ختمام هذا المقال لو جاء أحد المثقفين الكلدان سواء كان كاتب أو فيلسوف او باحث او خبير قانوني وأجرى لقاء تلفزيوني وكنت أنت أحد المشاهدين ووجهت له نفس الأسئلة التي طرحت عليك . وذكر بأن شعبنا المسيحي العراقي  كلدانيون (وهم يشكلون فعلا كما قلنا الغالبية العظمى ) وظل مفتخرا بالحديث عن الكلدان والقرى الكلدانية . ماذا كان شعورك في تلك اللحظة !!! هل سيكون ماقاله مفرحا لك لألغاء قومك وقوميتك وقومية أُخرى .عليك ياسيدة منى ياقو وأنت أمرأة حقوقية وقانونية أن تضع دائما نفسك مكان الشخص المقابل لك، وحينها سترين أنك أرتكبت خطأ كبير وخصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها أبناء شعبنا المسيحي من الكلدان والأشوريين والسريان من هجرة مستمرة  والخراب والدمار الذي حل بقرانا من الأرهاب الداعشي . كأن من الأولى بك وانت أنسانة مثقفة ،واذا كنت حقاً محبة لأبناء شعبك كان من المفترض أن تزرعي بذور الخير وتنشري السلام والوحدة والوئام في كتاباتك . نحن جميعاً عانينا من هذا الموضوع وفي النتيجة كل واحد يعتز بقوميته  ويجب علينا كمثقفين وجامعيين ان نكون قدوة صالحة للأخرين، لا أن نكون سبب فرقتهم ودمارهم. عندما علمت بأنك كتبت مقال كنت أتوقع أن اقرأ بين سطوره من أنسانة متعلمة وحقوقية ، الأعتذار بسبب الجرح الذي سببتيه لأبناء شعبنا ولكن للأسف ماجاء في مقالك عبر عما بداخلك  كفكرك الأقصائي الذي اكل الدهر عليه وشرب  منذ زمن طويل. إذا كنت متابعة للمقالات التي كتبها المثقفون من أبناء شعبنا وحول الجدالات التي حصلت بسبب التسميات والتي بدأت تختفي  رويداً رويداً حتى جِئت أنت لتصب الزيت على النار وتؤججي هذه الخلافات .في الوقت الذي يسعى غالبية المثقفين من الكلدان والسريان والأشوريين الخروج من عنق الزجاجة عسى في يوم أن نتوصل الى اسم جميل واحد يجمعنا كأخوة .
، ا

23
حوار
 مع الشاعر والفنان الشماس سمير زوري



حوار بدون رتوش
أعداد وحوار //هيثم ملوكا
 
  لقاؤنا اليوم مع شخصية كلدانية معروفة، يتسم بالتواضع والهدوء، وتعلوا وجهه دائما أبتسامة جميلة مليئة بالتفاؤل والحُب للجميع .فإذا أردنا ان نوصف الأستاذ سمير زوري فهو شخصية أَنعمَ الله عليها بِمواهب كثيرة أبدع في جميعها فهو شاعر كلداني بأمتياز يجيد اللغة الكلدانية بكل براعة، كتابةً  وقراءةً وهذا ما يظهر في مشاركاتهِ في العديد من الندوات واللقاءات الأدبية والفنية والأجتماعية.
ومن جهة أُخرى ،فهورسام ومبدع، حيث تتحرك أنامله بكل أنسيابية  لترسم وتلون أجمل اللوحات ، يحتفظ ببعضها واهدى البعض الآخر منها للأصدقاء.
إضافة الى ذلك فهو شماس خدم ولازالَ في الكنيسة، قدمَ الكثير لها، وأضافت الكنيسة اليه أيضاً الكثير حيث تعلم فيها كتابة وقراءة اللغة الكلدانية القديمة وفروعها وأصولها وكيفية النطق الصحيح لمفرداتها والبحث عن المصادرالأولية لهذهِ اللغة .
 هل ممكن أن نُعرفْ القُراءالكرام من هو سمير زوري؟
    انا سمير ميخا عيسى زوري من مواليد  بلدة القوش العريقة. انحدرأجدادي من كوكاي تركيا  في حوالي سنة 1740م بسبب الأضطهاد والقتل من قبل الدولة العثمانية ضد الكلدان بتلك المنطقة. وقد أبصرتُ النور سنة 1957م في القوش وبين عائلة كادحة حيث كان والدي فلاحاً ومن ثم  عمل منظف في بلدية القوش ولي الفخر بأبي الذي رباني تربية حسنة وترك بصمة الصبر والتحمل والأصرار في ذهني لكي أواجه كل الصِعاب لأعيش حياة حُرة كريمة مزوداً بسلاح العلم والمعرفة .تنتمي والدتي لعائلة بيت كجو التي سكنت عائلتها بغداد منذ الثلاثينيات  ،
-- أنت تمتلك مواهب كثيرة وكما قلنا أبدعت فيها جميعاً ، حيث تجيد الخط الكلداني و كتابة الشعر والقاءه بأحترافية وأيضاً كرسام لك العديد من اللوحات الفنية الرائعة .كيف أستطعت  أن تجمع  بين كل هذه المواهب وتبدع بها .وهل لنا معرفة بداياتك في أكتشاف مواهبك ومن ثم صقلها الى هذا اليوم؟
  في بداية حياتي وتحديداً في التاسعة من عمري وأنا في الصف الرابع الأبتدائي في مدرسة القوش الأولى للبنين ،حيث كانت في مبنى كنيسة مار ميخا النوهدري انذاك التي تأسِسَت سنة
1918 م. ظهرت أول مواهبي مع الرسم، ورسمت عدة لوحات متعددة حيث كنت في اللجنة الفنية للمدرسة وشاركت في المعرض المقام( لجميع المدارس)  في ناحية القوش، وقد حصلنا على الجائزة الأولى من مديرية تربية نينوى ولظروف خاصة ،رسِبتُ في الصف الرابع الأبتدائي، ولكن لن تُثني من عزيمتي و موهبتي في الرسم، فأَبدعت في تلك السنة برسم أجمل اللوحات و فازت مدرستي في حينها بالجائزة الأولى. وفي الصف الخامس الأبتدائي رُشِحتُ ان أكون رئيس اللجنة الفنية . وقد ثابرتُ كثيرا ورسِمتُ لوحات عديدة و حصلنا على الجائزة الأولى لتلك السنة، و في الصف السادس الأبتدائي نلنا الجائزة الاولى أيضا وبعد ان أنهيتُ الأبتدائية،  دخلتُ معهد مار يوحنان الحبيب المعهد الكهنوتي الدومنيكي في الموصل لأدرس اللغة الكلدانية والفرنسية والعربية كما ذكرت من قبل. كانت لوحاتي تعرض لسنوات في مدرسة القوش الأولى للبنين من بعد تخرجي منها. حيث حصلت مدرستي لستة سنوات متتالية على الجائزة الأولى في المعارض التي شاركت بها  مدارس كثيرة في القوش. هذه كانت بداياتي في الرسم، وفي المعهد شجعني الأب ريتشارد الدومنيكي رئيس قسم الصغار في المعهد وتعلمت التلوين بالأصباغ المائية والزيتية على يد الأب ميريكو الدومنيكي وساعدني أيضا المطران يوسف توما .
وفي سنة 1975م ، قفل المعهد لأسباب دولية بين العراق وفرنسا ، التجأت الى أعدادية الصناعة في الموصل قسم النجارة وابدعت كثيرا بالرسم في المدرسة وكنت من الأوائل بالرسم الهندسي الصناعي حيث كان مدرسي وأسمه أرشد البنا  متعجبا بلوحاتي، حيثُ قامَ بتكليفي بأن أرسم له لوحات متعددة ومنها للامتحان النهائي، ولم أعلم بذلك وانا في الأمتحان تفاجأت عندما كنت ارى رسمي في الأمتحان.
ومن خلال الرسم الهندسي المتقن اتقنت الخط الكلداني الجميل أيضاً بنوعيه الأسطرنجيلي والشرقي وحتى الغربي .وأبدعت بلوحات فنية وجميلة أيضاَ وانا في الخدمة الألزامية ( العسكرية) كنت رساما ماهراً وقد شاركت في عدد من المعارض الفنية في فرقتي .
 ووخلال فترتي في الجيش تعرفتُ على رسامين ماهرين ، منهم مؤيد نعمة وعلي النجار. اتقنت الخط العربي بدقة وامعان جميل وتعلمت بنفسي بدون معلم من كراريس الخطاط المشهور يوسف ذنون .وبعد تعلمي جميع الخطوط العربية الرقعة .النسخ . الديواني. الديواني الجلي، الثُلثْ .الفارسي . كان اصعب الخطوط هو الثلث ،وألفت كراسة قواعد الخط الكلداني. ويرجع فضل تعلمي وبروز موهبتي في الخط والكتابة الى عم والدتي  صادق كجو حيث كان خطاطاً ماهراً بخطه الكلداني الجميل وله عدة مخطوطات كلدانية وهي الان بحوزة أبنه عادل كجو حيث كان بليغا باللغة الكلدانية وفي كل مخطوطة كان يكتب في المقدمة قصيدة طويلة باللغة الكلدانية الفصحى، وقد أُعجبتُ به وجائتني رغبة ان اتعلم هذه اللغةمنذ صغري وتعلمتها في بداية الستينات على يد الشماس هرمز كادو وعاصرتُ الخطاط الكلداني الشهير بولس قاشا . وقد تأثرت به منذ صغري وكنت متعجبا بخطه الجميل وخاصة الخط الأسطرنجيلي اكملت دراستي الأبتدائية في بلدتي القوش وبعدها انتقلت الى معهد مار يوحنان الحبيب المعهد الكهنوتي الدومنيكي في الموصل لأدرس اللغة الكلدانية والفرنسية والعربية. من بعد ان اتقنتُ جميع الخطوط العربية قواعديا، خطر في بالي فكرة ان أرسم الحرف الكلداني بالقياس والأنحراف والزاوية ومن 5 حروف أساسية تأخذ باقي الحروف منها. وعند طباعة الكراس  حصلت على إِجازة للطبع من المجمع العلمي السرياني في العراق تَمَ حذف العنوان (قواعد الخط الكلداني ) الى (خط اللغة السريانية) وفي مقدمة الكراس تم تغيير كل كلمة كلداني الى سرياني ولم أستطع عمل شيئ لم يكن هناكَ من يقف في مواجهة وتصحيح هذت الخطأ من الكلدان والمطالبة بتثبيتها. وكان علي ترك طباعتهِ وعدم قبولي تبديل الحقائق وبسبب الحاح الكثيريين من القُراء والشباب للحصول على نسخة من هذا الكراس لفيمتهِ .تم  طبع 1000 نسخة ووزعتها على جميع الكنائس في العراق وخارج العراق وبقى في حوزتي ما يقارب 70 نسخة فقط .وبعد خدمتي الألزاميةالعسكرية
تعينت مدرساً  .في أعدادية صناعة دهوك كمدرس للرسم الهندسي الصناعي لقسم النجارة وانذاك طلب مني رسم لوحتين كبيرتين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين وواحدة ايضا مدخل ناحية القوش وبعدالأنتفاضة الكردية رسمت صورة للقائد الكردي ملا مصطفى البرزاني وفتحها السيد فاضل الميراني المسؤول السياسي الكردي في محافظة دهوك . هذه هي مسيرتي في الفن والرسم والخط .
  انت تنحدر من بلدة  القوش المعروفة  بجمالها وأرثها التأريخي العريق وشموخ جبلها وطيبة وشجاعة اهلها. هل أضافت لك الأبداع في كل ما ذكرناه؟ 
     طبعا ان القوش قريتي العزيزة والحبيبة على قلبي لم ولن انسى طفولتي وشبابي التي عشتها وترعرعتُ فيها . حيث تعلمت فيها اللغة الكلدانية منذ صغري وانا في العاشرة من عمري قرأت ( نقوم شبير) وهي طُلبات تقال في صلاة الرمش باللغة الكلدانية الفصحى، بعد ان تعلمتها من الشماس القدير ايليا سكماني وفي السنة التالية تعلمت خدمة القداس بكاملهِ بلا قراءة الرسالة وثم اتجهت الى المعهد الكهنوتي ودرست اللغة الكلدانية على يد الاب العلامة البير ابونا ، حيث تعلمت لفظ الحرف الكلداني بأتقان جيد مع الحركات وتعلمت كل المزامير. وعند عطلتي الصيفية التي كنت اقضيها في القوش قريتي كنت اُعلم اللغة الكلدانية لطلاب الأبتدائية ( قرايا كلذايا). وكنت اتشجع ان اقرأ ( قريانا ) في القداس الكبير ليوم الأحد حيث كان باللغة الكلدانية وتعلمت ترجمته من الشماس المخضرم  الياس ملوكا الذي هو جَد الأستاذ هيثم ملوكا. حيث كان ينبهني ان لا أكتب او أُأشر على الكتاب بل َ فقط ان اقرأه مترجماً الى السوادية وكان من الصعب عليَ في البداية القيام بذلك.  أجتهدتُ كثيرا وتعلمت الترجمة بدقة وبعد دراستي في المعهد الكهنوتي تعلمت قواعد اللغة الكدانية للمؤلف المطران( اوجين منا) ، واتقنت ما هي الأسماء وانواعها وجمعها وجزمها وكذلك الصفات وأسماء الأشارة وأسماء الموصولة والأفعال وتصريفِها .وقد قمتُ بتعليم شمامسة كثيرون قواعد اللغة الكدانية ومنهم من صار راهبا او كاهناً ، وقد ابدعت باللغة الكلدانية من كتابة الشعر وترجمة بعض الطقوس الكلدانية منها طقس الموتى . وطقس المعموذية . وصلاة مسحة المرضى وصلاة الصباح اليومية وبعض القصائد الشعرية  وتسمى توركامي وبويائي وسوغياثا . واليوم قد اكملت ترجمة الكتاب المقدس بجزئيه العهد القديم بكامله والعهد الجديد  لأول مرة يترجم من اللغة الكلدانية الى السوادية وهو تحت التصحيح والتنضيد ويجهز للطباعة .
في الحقيقة ....وبحسب معرفتي بكَ وما ذكرته سابقاً ،أنتَ شخصية متعددة المواهب والشيء الملفت للنظر انك ابدعت حقاً بها جميعاً .هل لك اي هوايات او نشاطات أُخرى لفتت انتباهك وأهتمامك عبر مسيرة حياتك المليئة في العمل والسهر والأجتهاد؟
  نعم لي مواهب عديدة ليست فقط هواية فحسب بل هي كانت أيضا موهبة نمت مع شخصيتي منذ الطفولة مثل كتابة الشعر باللغة الكلدانية والعربية ولي قصائد كثيرة منها
باللغة العربية وزنا وقافية ومنها بالكلدانية الفصحى وزنا وقافية أيضاً و ترتيب الأبيات حسب الحروف الأبجدية.  وبدأتُ بأول قصيدة كتبتها سنة 1969م،  حين تجاوزت العشر سنوات حيث كتبت قصيدة لحادثة جرت في بلدتي القوش وكانت قصتها تدور حول الأعتداء الذي حصل من قبل الأيزيديين على قريتي القوش لأسباب دينية ودافع اهالي ألقوش الشجعان ببسالة ضد المعتدين بمعركة استخدم بها السلاح لثلاثة أيام وهُزم المعتدين من قبل رجال القوش العروفين ببسالتهِم. .وقد عشت هذا الحدث ورأيته بعيني وكتبتهُ عندما انتهى الصراع بعد ايام. وقد رُتِل على شكل سوغيثا او منحلتا بلحن شجي وبعد هذه القصيدة كتبت أيضا قصة حياة مار بهنام واختهِ سارة سنة 1975والمتكونة من 250 بيت مزدوج من الوزن السباعي، إذ كتبها كتقليد للشاعر الكلداني الشهير الأب يوحنان جولاغ كقصيدة جنفياف وقصيدة يزداندوخت، وأستمريت بكتابة الشعر وكنت القي قصائدي في المناسبات وفي سنة 1973م كتبت اربع قصائد باللغة العربية وزنا وقافية ، عندما كنت في معهد مار يوحنا الحبيب ، أسشرتُ استاذي انذاك ، اسمه نافع بزوعي حيث كان مشرف تربوي للغة العربية فقرأها بتأني وقال لي :” سمير من علمك ان تكتب القصائد الشعرية؟  أجبته : لقد قرأت دواوين عديدة للشعراء وأحببت الشعر وانا كما تعلم ذكي باللغة العربية وخاصة القواعد فقال لي نعم وهو كذلك لكن ماذا عن الدروس الأخرى . فسكِتُ!! فقال لي سأقول لك شيئاً !! يُعجبُني اقرأ ما كتبتهُ، و لكن لا تأكل الكعكة قبل الخبز أهتم بدروسك جيدا ولك المجال ان تكون شاعرا مشهورا” وتركت الكتابة بالعربية واتجهت الى اللغة الكلدانية السوادية الى ان التقيت بالأستاذ القدير فاضل بولا وقرأت أمامه قصائدي،  فقال كتاباتك مليئة بأخطاء أملائية وانت شماس يجب ان تكتب بالصيغة الصحيحة. فتفاجئت بهذا الكلام ونصحني ان اكتب القصائد بأن تكون لها بداية مع التركيز والنهاية. وعلمني كيف اكتب املائياً . واستمريت ان اكتب قصائدي حسب توجيهات الأستاذ فاضل بولا وشاركت في عدة أُمسيات شعرية ومهرجانات ثقافية .
اما  هوايتي الأُخرى هي الموسيقى،  تعلمتها وانا في المعهد الكهنوتي من كتاب تعلم الموسيقى باللغة الفرنسية وأتقنته وعرفت النوتة ورسمها وتعلمت العزف على الماصول ومن ثم تعلمت العزف على البزق وأيضاً على الكمان وتعلمت اكثر المقامات العراقية ولحنت عدة اغنيات وتراتيل .
وفي المسرح تعلمت التمثيل في معهد مار يوحنا الحبيب . حيث شاهدت من قبل مسرحية فكاهية في القوش بعنوان دوشو. وانا في المعهد مع الأكركيين، كنا نحضر أحتفال بمناسبة الأعياد المارنية وبهذ الأحتفالات شاهدت مسرحية أعجبتني . فكتبت تلك المسرحية كما شاهدتُها ومثلناها في المعهد سنة 1972 وبقيت ممثلا ومخرجاً في المعهد لسنوات التي قضيتها بالمعهد . وفي سنة 1980 في القوش بعد اغلاق المسرح بها لمدة 10 سنوات فُتِحَت ابواب المسرح ثانية وعملتُ مخرجا وكاتبا مسرحياً ، وحسب أمكانياتنا المتواضعة   كالديكور والمكياج والأكسسوارت. وآخر مسرحية مثلتُ بها كانت مسرحية جبرائيل دنبو للكاتب الأُستاذ سعيد شامايا وأخراج الأستاذ هيثم أبونا، وكان دوري بصفة كاهن مساعد لجبرائيل دنبو مجدد الرهبنة الهرمزدية الكلدانية، وبالطبع الديكور والمكياج من حصتي .
اما عن الأعمال التي مارستها لكسب المعيشة تعلمت الحلاقة للرجال في المعهد الكهنوتي ايضا، وبعدها مارسته في الخدمة الألزامية وكنت أُحلق فقط الضباط،  وفي سنة 1977 م دخلت الى أعدادية الصناعة قسم النجارة وتعلمتها باتقان علمي وهندسي. وثم تعينت مدرسا بهذه المادة.واضيف الى كل ذلك .اني تعلمت اللغة الكدانيةالفصحى باتقان واللغةالعربيةواللغةالفرنسيةواللغةالأنكليزيةلست متفوق بهاوقليلا من اللغة الكردية مع لغتي الأم الكلدانية السوادية ولي فكرة أن الف كتاب قواعداللغة لكلدانيةالسوادية .
  كونكم تعمقتم وتفحصتم وقلبتم الكتب والوثائق التأريخية حول اللغة والكتابة الكلدانية والتقيتم بشخصيات أدبية وثقافية معروفة .هل من الممكن ان تُعرف القراء بِأثباتات او أدلة أو وثائق تأريخية تبين حقيقة وأصالة اللغة الكلدانية المحكية والمقروءة ؟
سؤال مهم جدا وسأرد عليه بأختصار. لأنهُ من هذا السؤال ممكن أن أقوم ببحث طويل للغاية مع الأدلة والمصادر والوثائق والصور لِأثبات الحقيقة . سابدأ أولاَ بأساس اللغة الكلدانية منذ الحضارة البابلية . أحتضنت بلاد الرافدين الأنسان الأول وأصبحتْ مهد الحضارات فبدأ التاريخ من سومر ومن هناك بدأت اللغة السومرية والكتابة المسمارية قبل اكثر من 7 الآف سنة قبل الميلاد . وأستفاد الأكديون الساميون من هذه الأنجازات العظيمة . حيثُ صاغوا الكتابة الصورية ومنها الكتابة المصرية الهيتوغروفية . لم تكن هذه الطريقة كافية  للكتابة حيث اخترعوا الكتابة الصورية الرمزية  التي تمثل الخط المسماري للبابليين الكلدان والأمويين واخذوا منها الآشوريين ولا زال هذا النظام معمولأً به في الصين واليابان ومنها تطورت الى المقطعية،واقدم كتابةاكتشفت في سيناء قبل حوالي 2500 سنة قبل الميلاد ، وتعود الى الحقبةالفينيقية والتي تشير الى المعاني والمقاطع الصوتية بصور وأشارات الى أن تكونت عندهم مجموعة من الحروف وتكونت الأبجدية الكنعانية ومن ثم  تبنتها الأمبراطورية البابلية واليونانيين. وشاعت في جميع أنحاء بابل واطرافها. وثبتت لغة رسمية لكل بلاد الرافدين لسهولة لفظها وكتابتها وسميت التلمود البابلي وكانت المملكةالبابلية أعظم أمبراطورية صاحبة حضارة علمية وأجتماعية وثقافية وعسكرية. إذ شهد لها،  ايشعيا النبي وايرميا النبي والملك سنحاريب وملك الفرس كورش، لأِنها كانت البهاءوالزينة على الأرض ولايوجد مدينة بنيت هندسياً ومعمارياً وحتى طريقةالبزل وتبليط الشوارع بها كانت موجودة في ذلك الزمان .وكانت كل الدول المجاورة والبعيدة لمملكة بابل لها تعامل تجاري وأجتماعي وعسكري معها. حيث كانت اقوام مثل الكنعانيون والآراميون والميديون والعجم وحتى الصين ومصر وكل واحد منهم يتحدث بلغتهِ. ان اللغة الكلدانية ماخوذة من السومرية والأكدية والكنعانية والآرامية كان لها أبجدية حيثُ يتم بها التعامل التجاري والأجتماعي والعسكري وعلوم الطب و الفلك .
  لقد دونت بعض الأسفار للكتاب المقدس التوراة بالخط الكلداني وباللغة الكلدانية لأن اليهود قد  تعلموااللغةالكلدانية وصارت الكلدانية هي السائدة .لذا نفتخر بان يسوع المسيح تكلم باللغة الكلدانية .وان جذرأصلهِ من أبراهيم من أور الكلدانية. وهناك ترجمات الكتاب المقدس الى معظم لغات العالم وبقيت بعض العبارات اوالجمل باللغةالكلدانية كما هي الى اليوم تستعمل مثل : بيث لحيم . عمانوئيل. أيل أيل لمانا شوكتان. طليثا قومي. مارن أثا. ايشوع . وبعض الكلمات مثل كملا . قنيا . الب بيث. قرايا . كندل وغيرها .
لقد وجد اقدم آثار للخط الكلداني سنة 317 يوناني اي سنة 6 ميلادي هو نقش على قبر بيرجيك  التي تقع على الشاطئ الأيسر من الفرات على بعد 5كم من مدينة الرها.
وان أول كنيسة شُيدتْ في عهد الرسول توما أحد تلاميذ المسيح في بابل (كوخي)،  ويذكرها مار بطرس برسالته الأولى 5: 13  كان مار ماري تلميذ مار توما قد عُين مسؤولا عن هذه الكنيسة وترجم الأنجيل من اللغة اليونانية الى الكلدانية وكتبه صديقهُ اسمهُ أحا سنة 389 يوناني اي سنة 78 ميلادية .
اما القديس جيروم( 350 ـ 420 م) ترجم الكتاب المقدس من اللغة الكلدانية الى اللاتينية وهناك مخطوطات كثيرة كتبت باللغة الكلدانية وخاصة في القوش مدينة النبي ناحوم الألقوشي واشتهرت اللغة الكلدانية بمجيء مار ميخا النوهدري الى القوش في الجيل الخامس. حيث فتح مدرسة لتعليم اللغة الكلدانية وهي عامرة لحد اليوم وكذلك دير الربان هرمزد الذي أشتهر بمخطوطاتهِ الكثيرة كلها كُتبت باللغة الكلدانية . وقد عملت في هذا الدير في زمن الأنبا ابرهيم يوسف رئيس الدير حيث كلفني ان أُصحح المخطوطات المتلوفة لِأدامتها وتجليدها وكتابة الأوراق الناقصة لم أجد في كل قراءتي لهذه المخطوطات أي إَشارة تُشير الى كاتب أو مؤلف اشوري اوأشارة الى اللغة الاشورية أطلاقا بعكس مايدعي البعض.( وهذا ليس انتقاصاً بأحد ولكن لتوضيح الحقائق لمن لم يطلع علىها من مصادرها الأصلية ).وطبعا هناك قواميس كثيرة في متاحف العالم باللغة الكلدانية ومخطوطات قديمة باللغة الكلدانية  تُثبت قِدم وأصالة هذه اللغة العريقة.
هذا مختصر عن اللغة الكلدانية ولي بحث طويل بالأدلة والوثائق والمصادر تثبت بان اللغة الكلدانية هي الأصل ولها شعب كلداني منذ العهد البابلي والى يومنا هذا. وربما نحتاج الى لقاء آخر لتوضيح كل هذه الحقائق بوثائق تأريخية .
    بالتأكيد جيلكم والأجيال التي من قبلكم حملتم هذه المسؤولية والأرث الحضاري والثقافي الكلداني العريق على عاتقكم ، ونقلتموها الى الأجيال التي من بعدكم .ماهي الرسالة التي تريد ان تقولها للأجيال الحالية والقادمة للحفاظ على لغتنا وتأريخنا وثقافتنا التي ورثناها من حضارتنا العريقة عبر الألأف السنين.
  رسالتي الى الأجيال التي جاءت من بعدنا .. أكتب لهم كما كُتب لنا من قبل المؤلفات في اللغة الكدانية . فهذه لغتكم الأصيلة هي الأساس لكل فرد كلداني مهما كان مذهبه او عقيدته يجب ان يتعلمها  كتابة وقراءة بجد وكفاح ،لأننا منها تعلمنا وعبر التأريخ ...العلم والثقافة والفن والطقوس الدينية والطب والفلك والتاريخ والجغرافية والزراعة والصناعة..الخ. ومن خلال هذه اللغة ترجمت الكثير من العلوم والكتب الى جميع أمم العالم والى لغاتهم وتطورت، فنحن كنا البداية ولا نترك النهاية لغيرنا بل يجب ان نلتزم بها ونعتز ونفتخر بها وننقلها الى أجيالنا القادمة وهكذا. وأتمنى من الجميع الذين يتحاورون في موضوع اللغة وبالأخص للأسف أقولها أنَ بعض المثقفين من أبناء شعبنا الكلداني ، بان لايبيعوا ضميرهم والأمانة العلمية و التأريخية، ويحوروا الحقائق الموجودة في التأريخ من أجل حفنة من الدولارات ويزورون التأريخ هنا وهناك لأن الحقيقة مهما تم أخفاؤها لابد أن تظهر وتطفوا على السطح . تمسكوا في لغتكم وتأريخكم وعلموها لأطفالكم وللأجيال القادمة لتستمر هذه الشعلة والأمانة التأريخية وهاجة الى الأبد.
البعض يحاول تنسيب اللغة الكلدانية على انها لغة سريانية بماذا تردون على هذه الأدعاءات وأصرارهم على الغاء لغة حية ووأصيلة (اللغة الكلدانية)  ؟ وهل لكم وثائق ومصادر تستندون عليها تفندوا هذا الأدعاء تبين وجه الحقيقة؟
  انها مشكلة كبيرة وتزوير للتأريخ بتسمية اللغة الكلدانية باللغة السريانية ، ويحتاج هذا السؤال بحثا مطولاً بالادلة والوثائق والمصادر ،بل ساكتب بأختصار شديد لما يسمح به اللقاءان اللغة الكلدانية موجودة قبل الميلاد بحوالي 20 قرن منذ أن كُتب الكتاب المقدس باللغة تسمى التلمود البابلي اي اللغة الكلدانية،وبما ان موقع أور وأرضها هي لشعب كلداني اذن لكل شعب  لغة باسم قومهِ، كما الحال الشعب الأنكليزي له لغته الانكليزية الشعب التركي لغته التركية وكذلك الشعب الكلداني لغته الكلدانية. أما تسمية اللغة السريانية اتت عندما انفصلت كنيسة انطاكيا من كنيسة الرها في الجيل الخامس الميلادي اتخذت كنيسة انطاكيا أسم سريان نسبة الى سوريا وأصبح الشعب المسيحي التابع لكنيسة انطاكيا بالسريان الأرثاذوكس او السريان الغربيين. وحولواأسم اللغة الكلدانية الى السريانية .واما كنيسة الرها سميت كنيسة المشرق (الكلدان النساطرة) نسبة الى البطريرك نوستورس اليوناني . والبعض يقول انها اللغة الآرامية، لا أختلف بهذا لكن اللغة الكلدانية كانت خليط من اللغة الاكدية واللغة الآرامية وسميت لغة التلمود البابلي (الكلدانية) بحروف آرامية لسهولة كتابتها وأبجديتها المنسقة.
وتوسعت الجهة الغربية اي كنيسة انطاكية توسعا كبيرا وأسمَت كل العلماء والكتاب وحتى القديسون باسماء السريان مثل مار افرام السرياني وهو من رها وكان يجب ان يسمى مار افرام الكلداني وحتى الشعراء والأطباء في القطر وفي الحيرة والمناذرة وبابل سميت باسم السريان لقوة كنيسة انطاكية أداريا وماديا ومعنويا آنذاك . اما كنيسة الرها اي الكنيسة الشرقية كانت فقيرة إِداريا وماديا وقد أحتل بيت (ابونا ) كرسي البطريركي بالوراثة وسيطروا على هذا الكرسي وعلى كل املاك الكنيسة حوالي 5 قرون، الى أن انتفض الشعب المسيحي النسطوري الكلداني سنة 1551 م. وترشح رئيس دير ربان هرمز انذاك ( يوحنا هرمز سولاقا من القوش) ونُصب بطريركاً كاثوليكياً على الكلدان. وبسبب فُقر الكنيسة ماديا والأنقسامات الدينية آنذاك،  أضطرت وقبلت الكنيسة ان تَطبَع كتبنا على هذا النمط ( طقس القداديس مع ثلاث قداديس كطقس الكنيسة المقدسة السريانية المشرقية الذين هم الكلدان) اذن كما وضحنا بسبب فقر الكنيسة مادياً  وقوة كنيسة أنطاكيا إدارياً ومالياً تم طبع بعض الكتب والقبول بالتسمية السريانية .
 كلمة الختام..... نتركها لك أُستاذ سمير زوري مع شكرنا وتقديرنا لك وبما تحملهُ من خزين من المعلومات المهمة، أوصلناها للقراء الكِرام، متمنين لك المزيد من الأبداع والنجاح في أعمالك الفنية وكتابة الشعر وتدريس اللغة الكلدانية  وترجمة الكتب وايضاً في خدمت كنيسة الرب ولشعبنا المؤمن.
-في ختام هذا اللقاء و(حوار بدون رتوش) ، أُعبر عن شكري وتقديري لك أستاذ هيثم ملوكا لما تقوم بهِ من خلال عملك الأعلامي،  بتقديم شخصيات أدبية وفنية ودينية وسياسية
لتعريف القراء عليها بصورة دقيقة ولطرح افكارهم وعلومهم وأعمالهم للقُراء، وأيضاً للأسئلة المتميزة التي طرحتها ، وحاولت بدوري من خلالها أن أوصل بعض الحقائق  للقارئ الكريم ،كما قرأتُها من مصادرها ومن الوثائق التأريخية والبعض منها لازال موجودا معي .كما عرفت القراءمن هو سمير زوري وما قدمهُ من أعمال أدبية وفنية وبحوث وترجمة للكتب باللغة الكلدانية الأصيلة.
مرفق  مع الحوار 13 صورة.


سمير زوري / ترميم كنيسة مار كوركيس الكلدانية في القوش سنة 2007م

سمير زوري(مساعد المخرج) مع مجموعة من الممثلين في القوش للتحضير لمسرحية الثري النبيل
 
ص1/في مسرحية صخرة العطش من تاليف واخراج وتمثيل سمير زوري سنة 1976 على قاعة الربيع في الموصل/ ص2/ في القوش مع العود

 الكاتب هيثم ملوكا في حواربدون رتوش مع الشاعر والفنان سمير زوري/ ملبورن 2021



 
ص/ في ترميم كنيسة مار كوركيس الكلدانية في القوش سنة 2007/ ص2/ القاء الشعر في احدى المناسبات في ملبورن
 
صورة مع كادر التمثيل لمسرحية الثري النبيل


 
 
 ص1/الشاعر والفنان سمير زوري الرابع جلوساً من اليسار .. في محاضرة اقامها الأتحاد الكلداني
مع البروفسور الراحل افرام عيسى في ملبورن /استراليا.
ص2/ البروفسور افرام  عيسى(وسط) / الكاتب هيثم ملوكا(يسار)/ الكاتب يوحنا بيداويد

عزف على البزق سنة 1976 في قاعة الربيع في الموصل
 
لقاء تلفزيوني في دمشق/ سوريا بأفتتاح معرض فني شارك به الفنان سمير زوري ب12 لوحة زيتية سنة 2010

في تعليم اللغة الكلدانية في مدينة ملبورن سنة 2016
 

24
حوار بدون رتوش
حوار وتقديم// هيثم ملوكا
حِوار مع الأستاذ نامق ناظم جرجيس
رئيس أتحاد الكُتاب والأُدباء الكلدان

اعزائي القُراء وعدناكم من قبل ان نتحاور ونلتقي بين فترة وأُخرى بشخصية من أبناء شعبنا،
 عبر نافذة (( حوار بدون رتوش)) . حيث يعبر الضيف الذي نحاورهُ بكل صراحة وشفافية من خلال أجوبتهِ على أسئلتنا المطروحة .
 
س//1
هل لنا ان نُعرف القُراء من هو نامق ناظم جرجيس ؟

ج/1
   رأيتُ النور في بغداد شارع الرشيد منطقة العمار محلة حجي فتحي الواقعة الآن في إِستدارة حافظ القاضي.بيت جدي لوالدي كانوا من سكنة منطقة العوينة , المنطقة التي تشغُلها أمانة بغداد حاليا وبيت جدي لِأُمي من سكنة عقد النصارى في شارع الرشيد , جدي لوالدي وجدي لِأُمي ولِدوا في بغداد وبطبيعة الحال أبي وأمي من مواليد بغداد لكننا نعود بأُصولنا الى بلدة تلكيف في سهل نينوى . اكملت الدراسة الابتدائية والمتوسطة والأعدادية في بغداد وحصلت على معدل يؤهلني للدخول الى كلية الهندسة العام 1973 ولكن فضلت الأنتماء للجيش ودخلت الى الكلية الفنية العسكرية ( أصبح اسمها لاحقا الكلية الهندسية العسكرية ) وتخرجت منها برتبة ملازم أول مهندس بشهادتين بكلوريوس علوم في الهندسة الكهربائية والألكترونية وبكلوريوس علوم عسكرية .
س//2
 سنتوجه في سؤالنا الثاني الى مرحلة مهمة في حياتك وهي كونك رَجُل عسكري متقاعد برتبة لواء. هل لنا ان نعرف كيف تنظرون الى تلك الحقبة من الزمن والى تلك السنوات المهمة في حياتُك، في ظل  ظروف السلم و الحرب والنظام العسكري الشديد؟

ج/2
بعد تخرجي من الكلية نسبت للعمل في قيادة القوة البحرية العراقية وخدمت في مختلف الوحدات البحرية من قطع عائمة (سفن) ووحدات أرضية (معامل وجناح فني ومقرالقيادة ) عملت في قيادة القوة البحرية لغاية العام 1994 وبعدها نقلت الى بغداد للعمل في احدى المديريات الهندسية التي تعني بالفحص الهندسي للمواد الداخلة في الخدمة في القوات المسلحة واعطاء شهادة الصلاحية لها ( مديرية الفحص والقبول ) حيث تدرجت في المواقع من ضابط قسم الى مدير شعبة ثم منصب ضابط الركن الأقدم وكان اخر ترفيع لي برتبة عميد العام 1997 وكان من المفترض ان اترفع لرتبة لواء العام 2001 لكن عدم توفر ملاك حال دون الترفيع وخرجت من الخدمة العسكرية العام 2003 بعد احتلال العراق من قبل قوات الغزو الاجنبي ,الفترة التي قضيتها في العسكرية كانت من الفترات المهمة في حياتي حيث تعلمت ودرست ومارست مهنتي كمهندس وايضا كضابط في القوات المسلحة اكتسبت مهارات هندسية وأدارية وعسكرية وشاركت في كل الحروب التي خاضها الجيش العراقي آنذاك حيث عملت في الوحدات الفعالة في القوة البحرية لفترة طويلة من عمري كذلك تم إِيفادي لدورات تخصصية في مجال عملي خارج العراق ولمرات عديدة . استهوتني الحياة العسكرية واحببتها كثيرا وعملت بكل جد وأخلاص في مختلف المواقع من ضابط حدث الى ضابط يتولى مناصب مهمة في القوات المسلحة ,شاركت بكثير من اللجان العسكرية سواء عضو او رئيس لها   وكان لي دور فعال ومؤثر في مجال عملي  حصلت على رضا من كان اآمرا او قائدا لي وأحترام معيتي وحبهم  كوني كنت عادلاً أضع الرحمة فوق القانون لكن ليس على حساب الضبط العسكري الذي كنت متمسكا به  وهو سر نجاح الضابط في عملهِ   لكن خاب الأمل كثيراً  يوم سقوط بغداد  ليس حباً في النظام، إِنما الماً من أجل الوطن العراق , تم أحتساب خدمتي بعد السقوط لِأغراض التقاعد والترفيع ، والآن انا ضابط متقاعد برتبة لواء مهندس . حاصل على ثلاثة أنواط شجاعة ونوط الأستحقاق العالي وثلاث شارات ام المعارك اي مجموع اأنواط 7 .
س//3
كونك رئيس  أتحاد الكتاب  والأدباء الكلدان لهذه الدورة ، وكما هو معروف الأتحاد لعب دورا مهما في نشر الكلمة  عبر المقالات والبيانات ووسائل التواصل الأجتماعي ،التي تقوم بها اللجنة التنفيذية والهيئة العامة . هل لك ان تبين  وتعطي فكرة ولو مختصرة  للقراء عن  هدف تأسيس الأتحاد ودوره الثقافي الفاعل وفي مجال العمل القومي ؟

ج/3
كما جاء في ديباجة النظام الداخلي  لِأتحاد الكُتاب والأُدباء الكلدان منذ تأسيسهِ في 13/07/2009م. فان الأتحاد ياخذ مسلكا مناضلاً جسوراً في المجال القومي الكلداني والثقافي والأدبي والفني كما والوطني العراقي ، متعاوناً ومؤازراً مع جميع منظمات المجتمع المدني الكلدانية في العالم وهو جزء منها ، ويتعاون ويتآزر مع جميع المفكرين والمثقفين في العالم وخصوصاً أتحاد الكتاب والأدباء العراقي ، بغية التوعية الفكرية والثقافية من الوجهة الأنسانية لأحترام جميع المكونات القومية والأثنية ، لمد جسور المحبة والتعاون بين محبي الفكر الحر وقبول الآخر ومع مبدأ (في الأختلاف لا يفسد للود قضية) ومع (الرأي والرأي الآخر) والقبول بمبدأ (الديمقراطية) في التعامل داخلياً وخارجياً ونحن في الأتحاد عبر مسيرتهِ منذ يوم التاسيس كان هذا هو ديدنه في التعامل مع القضايا القومية والوطنية بغية الوصول الى أفضل الحلول لكل المشاكل والصعوبات التي تجابه شعبنا الكلداني بصورة خاصة والشعب العراقي بمختلف الوان الطيف الرائع الذي يحتويه .
س//4
 انتم عايشتم كل الظروف التي مرت ويمر بها شعبنا المسيحي، وبحكم دوركم كنشطاء ومثقفين كلدان.  كيف تنظرون  الى مستقبل هذا الشعب ، بكل قومياته الكلدانية والآشورية والسريانية والأرمن. في ظل الخلافات  والأنقسامات  الحاصلة في داخل الوطن وخارجه ووفق رؤيتكم  هل هناك حلول وقواسم مشتركة يمكن العمل عليها وكيف.؟

ج/4
الخلافات والخصومات الحالية هي حالة طارئة وجدت بعد عملية التغيير في العام 2003  اذ حاولت بعض القوى السياسية السيطرة وفرض هيمنتها الفكرية والسياسية تحقيقا لمصالح حزبية ضيقة ليس لها علاقة باي توجه قومي انا شخصيا اؤمن انه لايوجد عرق نقي، يمكن ان نقول نحن كلدان أنقياء او آشوريين أنقياء او سريان أنقياء ، نحن جميعا بقايا الشعوب العراقية القديمة أنصهرت في بودقة واحدة  وعند أعتناق المسيحية حصل نبذ للفكر والأتجاه القومي بغية المحافظة على الوحدة الدينية لكن بمرور الزمن ظهر تميز أدى الى تسميات قومية متعددة وهذا أمرعادي. اذ ان احد تعريفات القومية هو شعور وأنتماء فأنا أشعراني كلداني وأنتمائي كلداني فلا يوجد من يستطيع أن يغير قناعتي حول تسمية أُخرى ربما انا لا استسيغها او احبذها ، لكن انا احترم جميع وجهات النظر الأُخرى ولا أُحاول فرض ما اؤمن به على الآخرين ، مثلما لا اقبل ان يفرض عليَ نفس الأمر، وهذا الطريق يمكن ان يمهد لتفاهمات سياسية وثقافية بين مختلف الوان الطيف القومي  وأنا بتصوري سبب هذه الصراعات نتيجة عدم وجود نظام ديمقراطي حقيقي ودولة مدنية حقيقية في العراق لذا ترى هذا الصراع, بينما نجد ان هذا الصراع اقل حدة خارج العراق في دول المهجر بسبب وجود دولة مدنية تعطي جميع المكونات الحقوق نفسها ولاوجود لصراع سياسي بغية تحقيق المغانم للقوى السياسية المختلفة
س//5
 ماهي رسالتكم التي تودون ان توجهوها الى التنظيمات والأحزاب الكلدانية  والى النشطاء والمثقفين الكلدان خصوصا في هذه المرحلة التي جاءت بالبيانات والدعوات لتوحيد الصفوف  وكان آخرها البيان الذي دعا فيه اتحاد الكتاب والأدباء الكلدان الى عقد مؤتمر كلداني عام ؟

ج/5
النداء الأخير لِأتحادنا واضح وضوح الشمس. نحن ليس لدينا مصلحة سياسية كوننا لسنا حزبا سياسيا بل منظمة ثقافية وأدبية قومية لها اهتمامات خاصة لكن ضعف الأحزاب والتنظيمات السياسية الكلدانية وتشتتها واختلاف الرؤى لِأسباب كثيرة ، واقولها بكل صراحة بسبب التبعية السياسية لِأحزاب وتنظيمات ليست كلدانية بغية الحصول على أصوات من خارج شعبنا للوصول الى المواقع المختلفة وهذه حقيقية تنطبق ليس فقط على الأحزاب الكلدانية انما تمارس من قبل الأحزاب الآشورية والسريانية كذلك ,  وعلى القوى السياسية الكلدانية ومختلف منظمات المجنتمع المدني الكلداني و الشخصيات المستقلة الأجتماع ووضع خارطة طريق موحدة يمكن لنا من خلالها تحقيق ما يصبوا اليه شعبنا في هذه المرحلة من وصول ممثليين حقيقيين لهم الى قبة البرلمان وبقية المجالس المنتخبة سواء في المجالس الأتحادية  او المجالس الموجودة في اقليم كرستان . يجب علينا التوضيح للجميع وبكل شجاعة نحن لسنا حصة احد، نحن حصة انفسنا وشعبنا ,ندائنا لايتعارض مع نداء البطريركية لغرض تشكيل مرجعية مسيحية ونحن لسنا في تنافس مع البطريركية ابدا نحن نحترمها ونجل دورها ونحترم الخيارات التي تدعو اليها واكيد نحن لسنا منغلقين على ذاتنا فنحن بعدالمؤتمر الكلداني الذي نامل ان تستجيب اليه  الجهات التي تمت الدعوة اليها نستطيع ان نضع آلية ممكنة التحقيق للتفاهم والأتفاق مع أخوتنا الآشوريين والسريان وبالتالي نستطيع إِيقاف كل تيارات الهيمنة وبناء أُسس جديدة وصلبة للعلاقات بيننا وبين أخوتنا الآشوريين والسريان هذا ما نؤمن به ومستعدين للمضي قدما من اجل تحقيقيهِ .
......................................
س// 6
في البيان الأخير دعوتُم الى عقد مؤتمر كلداني كما ذكرنا وحسب مانعرفهُ، هو مؤتمر سيتم  عقدهِ عبر الأنترنيت بسبب فايروس كوفيد19 المستجد.  . هل من الممكن توضيح الية العمل والتحضيرات التي ستدعون اليها ، ومن هي الجهات سواءاً تنظيمات او مؤسسات او نشطاء ومفكرين كلدان الذين ستتم دعوتهم او مناشدتهم الى عقد هذا المؤتمر ؟

ج/6
نعم نحن بأنتظار الأجابة من كل المعنيين الراغبين بالمشاركة (ووصلتنا بعض الرسائل ويجري التشاور والحوار) ومن ثم سنشكل لجنة تحضيرية تعد للمؤتمر من كافة الأطراف للمشاركة. وسيتم طرح ورقة عمل سيتم مناقشتها واقرارها بعد أجراء التعديلات عليها ان تطلب الأمر ذلك،  ان  تحوي كل الهم والشان القومي والسياسي وتصورات المؤتمرين للمرحلة اللاحقة  واهم شيء يجب ان توقع هذه الورقة وتصبح ملزمة للاطراف المشتركة وثيقة شرف لها .
س//7
  فكرة تأسيس الرابطة الكلدانية التي دعمتها ورعتها الكنيسة الكلدانية ،كانت خطوة رأها البعض نحو الأمام للم شمل كل التنظيمات الكلدانية .ولكن بعد التأسيس ومرور الوقت ظهرت عقبات وأختلافات داخل البيت الكلداني،  حول ألية عملها ودستورها .بصفتكم تمثلون أتحاد الكتاب والأُدباء الكلدان وهي جهة ومؤسسة ثقافية وقومية كلدانية تسعى الى كل مايخدم العمل القومي الكلداني وتقوية الآواصر داخل البيت الكلداني أولاًوبين باقي القوميات الأخرى لشعبنا كيف تنظرون الى عمل الرابطة الكلدانية ودورهاوماهو رأيكم بفكرة التأسيس ودستور الرابطة.وهل وصلتْ الى الهدف الذي يصبوا اليه الكلدان .؟

ج/ 7
حقيقية الأمر،  نحن ليس من طبيعتنا التدخل في الشؤون الداخلية للمنظمات الشقيقية الأُخرى. فاهل مكة أدرى بشعابها ولكن نظرتي الحالية الى الرابطة في الوقت الحاضر انها لم تحقق الغاية التي جاءت من أجل تاسيسها فانها ظلت تعتمد على البطريركية والمؤسسات الكنسية في كل شيء وهذا شيءغير صحيح فكانت غاية البطريركية المساعدة في التأسيس وعندما تشتد أوزارها تسير بنفسها كمنظمة مجتمع مدني حقيقية تعتمد على أعضائها ومؤازريها في تمشية أمورها وتحقيق الغاية التي انشئت من أجلها ولابأس في إِحداث اي تطوير تتطلبهُ المرحلة وتطورات الأوضاع في العراق خاصة، ودول المهجر عامة . انا رحبت بانشاء الرابطة وأتمنى لها ان تكون اكثر فعالية وتاثير على مختلف السوح التي تعمل بها .
س// 8
هل تعتقد من الممكن في يوم ما أن يتحد أبناء الشعب الأصيل في العراق من الكلدان والآشوريين والسريان تحت اي مُسمى  وخصوصا بعد أن آمن الجميع بأن الكلدان سيبقون كلداناً والأشوريون أشوريين والسريان سرياناً ؟ وهل من الممكن الكنائس ان يكون لها دور ومبادرة للأتحاد ؟

ج/8
انا بالأساس أدعوا الى الوحدة والتقارب بين جميع مكونات الشعب العراقي من عرب واكراد وتركمان وكلدان وآشوريين وسريان وصابئة وأيزيديين ..الخ  فكيف لي لا اؤيد التقارب والوحدة مع الآشوريين والسريان فهم أقرب الينا من حبل الوريد فاصلنا وأصلهم واحد ،ولغتنا واحدة ، لكن شاءت الأقدار ان تتخذ كل مجموعةأسما وتطورت من خلاله وبنت ثقافة وتأريخ يخصها،  وهذا الأمر ليس بغريب فاحد تعريفات القومية انه شعور وأنتماء فأنا أشعرانني كلداني وانتمي الى الشعب الكلداني.  ولا أحتاج الى عالم ومؤرخ يشرح لي أصلي هذا هو أنتمائي الذي اعتز به مثلما يعتزالأخرون بانتمائاتهم المختلفة. والامر لايفسد للود قضية . ويمكن لنا ان نعمل سوية وبيد واحدة بآلية تتفق عليها جميع الأطراف بدون وصاية اوقوالب جاهزة بديلة تصنع وتعد لصالح أحد الاطراف،  فالكل متساوون ولهم خيارراتهم التي بجب ان تُحترم  أي الوحدة في التنوع , وحقيقية الأمر اذا الشعب العراقي أستطاع بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحقيقية فكثير من الأمور سيتم حلها الياً بأعتماد آليات الدولة المدنية التي لاتفرق بين مواطنيها وتقدم كل الحقوق الثقافية والقومية الى كل مكونات الشعب كله بغض النظرعن عدده.
س//9
  كيف تنظرون الى مؤشر الأحداث في العراق هل هناك فرصة للعراق للنهوض من جديد وبناء وطن وعراق قوي موحد حُر بعيد عن اي تدخلات خارجية.؟

ج/9
انا متفائل بمستقبل  العراق والشعب العراقي وخاصة بعد انتفاضة تشرين الباسلة التي قدم بها شباب العراق امثولة رائعة عن شعب حي يابى الظلم والفساد وانتهاك الحريات والتبعية الى قوى اقليمية  تريد بالعراق شرا , والامر يتطلب المزيد من الصبر ومواصلة الضغط على احزاب السلطة الحاكمة لتشريع قانون انتخابات يسمح بالتمثيل العادل لكل القوى السياسية وفق نظام النسبية المعمول به في كثير من دول العالم وعدم حصر السلطة في يد احزاب معينة تستخدم المال السياسي من اجل تحقيق مأربها , واهم شيء المطلوب الان تقديم كل الفاسدين الحقيقين الى المحاكم لينالوا جزائهم العادل وايضا معاقبة قتلة وخاطفي المنتفضين . وبناءحياة سياسية جديدة تاخذ بمبدا المصلحة والمسامحة مع محاسبة كل من اوغل بالدم العراقي من اي جهة كانت .

// كلمة أخيرة..تودون قولها في ختام هذا الحوارالشيق .
اقدم الشكر والتقدير اليك ايها الزميل العزيز هيثم ملوكا على هذا الحوار الرائع الذي أجريتهُ معي وأمل اني كنت واضحا وصريحا في كل ما عرضتهُ من وجهات نظر وأَملُ ان نصل الى ما نصبو اليه في الشأنين القومي والوطني من أجل عراق حُر، ذا سيادة، مستقل، ودولة مدنية ديمقراطية .
المرفقات//8 صور
 
           

25
صرخة البطريرك وندائهِ  الأخير
هل جاءت بعد أن طفحَ الكيل وبلَغَ السيلُ الزُّبى
هل سيهبّ المسيحيون العراقيون لاجتماعٍ يُناقش أوضاعَهم؟.
   النداء الأخير الذي وجههُ غبطة البطريرك مار روفائيل لويس ساكوا الجزيل الأحترام ..كان مختلفاً عن كل الرسائل والنداءات السابقة .... لأنه حمل بين طياتهِ الكثير من المعاني والأسى والحزن، بسبب الظروف الصعبةالتي عصفت ولازالت تعصف في وضع مسيحي العراق. وبعد كل الصدمات والأزمات التي تعرضوا لها والتي تم صدها وامتصاصها بكثير من التضحيات و الصور المؤلمة كالهجرة والترهيب والقتل والتهميش ...الخ.
 بالتأكيد البطريرك وكونهُ رأس هرم الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم.  يقع عليه الحمل الكبير والمسؤولية التأريخية  للحفاظ على شعبهِ  والسير به الى بر الأمان في ظل ظروف قاسية وصعبة ومعقدة في بلد دارت فيه الحروب رحاها والأقتتال الداخلي والأرهاب الأعمى الذي استهدف هذا الشعب الأصيل ..بالتهجير والتنكيل به وبالترهيب والقتل.
ومما زاد الطين بلة(كما يقول المثل ) وعقدت الأمور  .أن هذا الشعب المسيحي الأصيل المبتلي وهو في ارض أجداده وموطنه الأصلي وبكل قومياته . لازال في صراع داخلي مرير ولسنوات طويلة في البحث عن أسم يجمعهم بحب ووئام ولم يتفقوا بعد بالرغم من أن القواسم الكثيرة التي تربطهم هي اكثر بكثير من التي تفرقهم .فهم يرتبطون برابطة الارض والتاريخ والدم واللغة.  وأختلفوا في نقطتين فقط هي الأسم القومي والمذهب.
  إذن سبب الضعف وسبب هذا الأنكسار والتشتت لهذا الشعب المسيحي هي الأختلاف في التسمية القومية والمذهب  وبالرغم من ان هذا الأختلاف القومي  ليس له مبرر أصلا لأن ابناء شعبنا هم ينحدرون من نفس الجذور الأصيلة للشعب الذي سكن في بلاد مابين النهرين وأختلطت دمائهم على مر السنين لابل أن بعضهم تغيرت حتى قوميتهِ ودينهِ بعد ذلك بحد السيف. فربما هناك عربا في الشرقاط هم اشوريين اقححاح في الأصل وفي الناصرية عربا كانوا بالأصل كلداناً اقحاح. ولكن التعصب والحقد والكراهية التي زرعها البعض للأسف منذ سنوات طويلة . نجني ثمارها السامة اليوم ولحل هذه المعضلة نحتاج الى سنوات لسحب السموم التي تغلغلت في خلايا المتعصبين القوميين وانتقلت الى ابنائهم واحفادهم وولدت هذا الكره والحقد بين ابناء الشعب الأصيل.
النقطة الثانية هو الخلاف المذهبي هذا الخلاف زاد من صدأ الخلاف القومي وزاد الضغينة والحقد على هذ الشعب وأسبابه معروفة.
ما أريد أن أنقله بدوري الى غبطة البطريرك مار روفائيل لويس ساكو.
  يالتأكيد انتم .. رأس الهرم  للكنيسة الكلدانية  تتحدثون لشعبكم المسيحي بكل قومياته ( الكلدان والسريان والأشوريين) وتوجهون النداء الى احد الأحزاب او التنظيمات للقيام بعقد مؤتمر للم الشمل واختيار قيادة ذات كاريزما قوية.
غبطة البطريرك الجزيل الأحترام  سوف لن أدخل في التفاصيل وخير ماقل ودل..انتم تعرفون ونحن نعرف جيدا ولنكن صريحين وواضحيين لايوجد حاليا اي حزب في العراق او تنظيم يستطيع أن يكسب ويلم شمل ابناء هذا الشعب الأصيل بكل قومياته الموجودة بسبب الانفراد والتسلط في القرارات والأرتماء في احضان الاحزاب الكبيروالأنقسامات الداخلية داخل هذا الحزب او ذاك التنظيم ..اي لاوجود لاي استقلالية للدفاع عن حق هذا الشعب ومصيره.
وقبل ان نلتجأ ككلدان الى اخوتنا الأشوريين والسريان لبناء بيتنا المسيحي سويةً علينا اولأ ياسيادة البطريرك ان نبني بيتنا الكلداني الكبير الذي يضم ثلثي شعبنا المسيحي وبدعمكم المؤثر وتشكيل حزب كلداني قوي التي تتوفر كل الشروط لتأسيسه ... قاعدة جماهيرية قوية.. كوادر مثقفة.. وناشطين قوميين. وسياسيين.
بعد ذلك ومن موضع القوة والأقتدار ندعوا أخوتنا الى التحاور معاً لوحدة الصف المسيحي وحينها سيكون الهدف اسهل بكثير وتحقيق حلم الوحدة بين الأخوة المفترقين.
سيادة البطريرك.  انتم تفضلتم بالقول  (لاحظنا اننا ككنيسة لو قمنا بتوجيه هذا النوع من الدعوة الى الأحزاب والمؤسسات المسيحية لأتَّهمونا بالتدخل في السياسة،).
لا أعتقد أن الكنيسة حينما تقوم بتوجيه شعبها لعمل ما ودعمه من اجل  نهضتهِ وحمايته ومن أجل نيل حقوقه ،سيكون شيئاً معيبا او خاطئاً . ولكن الخطأ يأتي عندما تتحكم الكنيسة بزمام هذا الحزب او ذلك التنظيم  وتكون هي الأمر والناهي بشؤونه وتحصل الخلافات والانشقاقات بين صفوفه. .وخير مثال على ذلك الكنيسة المارونية في لبنان ، البطريرك الماروني( الكاثوليكي )يلعب دوراً رئيسيا كبيرا في الدفاع عن حقوق المسيحين والأحزاب والقوات لها استقلالية كاملة لكنها تأخذ الدعم والمشورة من الكنيسة. ولازالت لبنان رئيسها مسيحي ولهم كلمة الفصل في كل القرارات الى اليوم، برغم ان عددهم الان أصبح اقل من المسلمين بسبب الهجرة المستمرة. وهكذا الحال في مصر،  لازال بابا الاقباط يلعب دورا كبيرا في الدفاع عن الاقباط ويتولى كثير من الامور بنفسه ويقوم بتوجيههم ودعمهم .
سيادة البطريرك ..انتم تعرفون جيداً بأن شعبنا شعب كنسي مؤمن مثلما هو في لبنان ومصر ايضاً . فالدعوة التي تخرج من رأس الكنيسة لها صدى وأذان صاغية
من الرعية لأنها تؤمن بأن الراعي الصالح هو مدعوم من الروح القدس لخدمة شعبه ورعيته. وانا هنا سوف اتحدث عن كنيستنا الكلدانية وشعبها الكلداني الذي يمثل الاغلبية الكبيرة من ابناء شعبنا المسيحي.
انا كلي ثق بأن هناك أبناء من هذه الكنيسة في الداخل والخارج وخصوصا من المثقفين والواعيين و يمتلكون  الغيرة والحس القومي ويعملون ويتحاورون ويكتبون من أجل النهوض ووضع الحلول  للوصول الى ماجاء في بيانكم وندائكم .
ولكن بسبب عدم وجود آذان صاغية  او الأهتمام بأرائهم ( الا النذر اليسير منها) وصلنا الى ماوصلنا اليه اليوم .
سيدي البطريرك ...اقترح على غبطتكم  ان تقوموا في هذه المهمة والوقفة التاريخية بحق أبناء شعبكم الكلداني و لملمة صفوفهِ  حيث تدعون الى مؤتمر يكون برعايتكم في العراق. وعلى ان يكون هناك لقاء  تشاوري قبل المؤتمر يضم  الناشطين والمفكرين والسياسيين لوضع اسس تشكيل حزب كلداني  او تنظيم قيادي قوي ومدعوم بقوة من الكنيسة.
 وأن لاتحدث الأخطاء التي حدثت سابقاً في تأسيس الرابطة الكلدانية.  في التنظيم وتوجيه الدعوات والتنسيق الصحيح وبعيدا عن اي امور اخرى وبحيادية تامة. والتي نوهنا اليها من قبل وحصل ماحصل من أختلافات وافتراقات بين صفوف ابناء شعبنا الكلداني ووصلنا الى ماوصلنا اليه اليوم. . وانا كلي ثقة بأن الله سيبارك خطواتكم في هذا العمل المهم و في هذا الظرف الصعب وهي فرصة للملمة بيتنا الكلداني ورصهِ وتقويتهِ وكما وضحت بعدها الوحدة ولم شمل البيت المسيحي ستكون اسهل بكثير لتحقيقها . وأذا قدر الله بعدها تتحد الكنيستين وتنتهي حقبة الصراع المرير بين ابناء الشعب الأصيل.
 

26
لقاء وحوار مع الكاتب والناشط القومي الكلداني مايكل سـيـﭘـي

 اللقاء والحوار// هيثم ملوكا
 
     بين الحين والأخر نختار شخصية معروفة من أبناء شعبنا المسيحي  (رجل دين – فنان-كاتب-الخ) للتعرف عليه عن قرب وعن أفكارهِ وطموحاتهِ. لقاؤنا الجديد مع الكاتب والناشط القومي الكلداني مايكل سـيـﭘـي، الكاتب المُثير للجـدَل بين القُراء والمثقفين والمتابعيين  ، بسبب أسلوب نقدهِ لرأس الكنيسة الكلدانية( الـﭘاطـريـرك مار روفائيل لـويس ساكـو ).
وقد إلتقيتهُ في ملبورن وأجريتُ معه هذا الحوار عـبر تساؤلات كثيرة نبحثُ فـيها عـن إجابات واضحة وصريحة و للوقوف عند الأسباب التي دعـتهُ إلى إتخاذ هذا الموقف الحاد من رأس الكـنيسة التي ينتمي لها وهو أحد خُدامها،حيث خَدمَ في الكنيسة لسنوات طويلة  وكان من المدافعين عنها ،والذي يعـتز ويدافع عن حـقـوق شعب كـنيستهِ (الكلدان). ونريد من هذا اللقاء أيضاً أن يتعرف الكثير من القراء والمثقفين عن طموح مايكل سـيـﭘـي كـناشط قومي كلداني كان له دور وحضور في الموتمرين القوميين الكلدانيين ( سانديـيـﮔـو 2011  و  مشيـﮔان  2013   ).
 
س//1 ــ من هو مايكل سـيـﭘـي
   ج1/  سـبق أن ذكـرتُ في مقال أنّ الأرض لا تـنـبـتُ بشراً ، وإنما يأتي إليها الـبشر ، فعائـلتي ألـقـوشية منـذ مئات السنـين . شاءت الصدفة أن يرى ــ مايكل سـيـﭘـي ــ الـنـور في الساعة الثامنة والـنـصف من صباح عـيـد ميلاد ربنا يسوع المسيح 1949 في قـلعة كـركـوك حـيث تـرعـرعـتُ في كـنـف عائلة محافـظة تميل إلى الـدين ( والـدي ــ عـبـو سيبي ــ شماس) في فـتـرة طفولتي ، لم ألعـب في الشارع مع الأطفال لـذا لم أتعـلم حـرفا واحـدا من اللغة العـربـية ولا التركـمانية حـتى دخـولي مدرسة المأمونية الإبتـدائية / شاطرلو / كـركـوك حـين رافـقـني والـدي وسَجَـلني فـيها ، وعـنـدها تعـلمـتُ اللغة العـربـية والتركـمانية بطلاقة الأطفال .
وبعـد نجاحي من الصف الثالث الإبتـدائي تـناولـت القـربان المقـدس في كـنيسة مار يوسف الكلـدانية ثم في منـتـصف الصف الرابع ( 1958 م) إنـتـقـل سكـنـنا إلى ألـقـوش موطـن الأجـداد ، وعـنـدها بـدأت مقـدرتي باللغة التركـمانية تـتـضاءل لعـدم إستخـدامي لها حـتى نسيتها ولم يـبـقَ منها سوى العـد من واحـد إلى العـشرة مع بضعة كلمات متـفـرقة .
شكـرا لله الـذي وهـبني صوتا جـذب إنـتباه معـلمنا المدرسي الموسيقار ــ حـكـمت زيـباري ــ في مدرسة ألـقـوش الأولى الإبتـدائية للبنين ــ حـيث درسّ والـدي في طـفـولتهِ ــ فكان يـدعـوني أمام السبورة في حـصة التربـية الـفـنية وأنـشـد لعـبـد الكـريم قاسم ( عـبـد الكـريم كـل الـقـلـوب تهـواك ... ) وهـو يعـزف الأوكـورديون
. س2 ـ// كيف ومتى بدأتم في خدمة كنيسة الرب ؟
   ج2/  كانت بـداية مشاركـتي الكـنسية في عام 1959 بصوت منـفـرد في طقـوس درب الصليب ثم كـخادم صغـير في الـقـداس تـواصـلـتُ إلى خـدمة الـقـداس بصوتي الرخـيم والمتميّـز ثم الإنـضمام إلى أخـوية الجـيش المريمي حـتى تخـرجي من المرحـلة الإعـدادية ( آخـر وجـبة من طلاب الصف الخامس العـلمي ) .  تعـلـمـتُ قـراءة وكـتابة اللغة الكـلـدانية ــ مع قـليل من الترجـمة حـوالي 20% ــ حـيث غادرت إلى بغـداد لمواصلة الـدراسة في جامعة بغـداد/ كـلية التربـية ( الملغاة لاحـقاً ) / فـرع الـفـيـزياء .
لا أرغـب في الإنـتماء إلى أية جهة أو منـظمة ولكـني أشارك بنشاط في الحـقـل الـذي أرغـبهُ ، فـمثلاً : أشارك في طقـوس الكـنيسة بما تسمح لي الظروف ولكـن أرفـض ــ الرسامة الشماسية ــ لأنها في نـظـري واجـب قـد يصعـب عـليّ الإلتـزام به ... عـرضها عـلي المرحـوم الأب فـيليـب هيلاي 1968 / بغـداد ... سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم 1997 / أثـينا ... سيادة المطران جـبرائيل كـساب مرتين في سـدني وكانت حجـتي أني أرى نـفـسي لا أستحـقـها ، فكان ردّ سيادته (( تـواضعاً منه )) : مَن منا مستحـق !!! ... كما رفـضـتً إستلام شهادة (( سـفـيـر السلام العالمي )) / سـدني ، لأني لم أقـدّم أية خـدمة للسلام العالمي بـيـن الـدول أو بـين الشعـوب ، فلا أرغـب بتـكـريم لا أستحـقه.

 س3 ــ  في السنوات الأخيرة ظهرت لكم ردود ومقالات كثيرة تهاجمون بها (غبطة البطريرك مار روفائيل لويس ساكو) رأس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم وأتُهِمتَ أيضا بتجاوزكَ في كتاباتك أيضاً . مما جعلَ الكثيريين ينتقدونكم وخصوص من المثقفين والكتاب. كيف تردون على ذلك.؟
  ج3/  بـداية ، لم أكـن أعـرف شخـصا يحـمل إسم لويس ساكـو إطلاقاً ولا كاهـنا بهـذا الإسم ولا أسـقـفاً ...! إلاّ قـبل سنـوات ــ موثـقة في مقال لي ــ عـنـدما سمعـتُ المذيع ولسن يونان ومقابلته في إذاعة ( SBS ) سدني/ استراليا  مع المطران لـويس ساكو ، ولما إنـتـبهـتُ إليه ، إستغـربتُ من طروحاته وأنه لا يعـرف إسم قـوميتهِ ولا إسم لغـتهِ وهـو مطران وحامل لشهادة الـدكـتوراه . قـلتُ مع نـفـسي من هـو هـذا المطران .. ومن أين هـو .. وإبن مَن يكـون .. ومَن عـيّـنه مطرانا في الكـنيسة الكـلـدانية ؟
تـواصلتُ مع الموضوع فـكـتـبتُ عـنه ... وفي مقابلتهِ الثانية مع المذيع نـفـسه الـذي ذكــّـرهُ بمقالي وإستـفـساراتي وقال له : إن مايكـل سـيـﭘـي يسألك في المقال : ما هـو إسم لغـتـك وقـوميتك ... ؟ أجابهُ المطران بما لا يُـقـنع ، متـطـرقاً إلى التأريخ ... فإستـوقـفهُ المذيع قائلا.. أن سؤالي ليس عـن التأريخ ، مؤكـداً له مباشرة عـن سؤالي ! فأجاب أن المسألة بحاجة إلى إخـتـصاصيـيـن لـيـبحـثـوا لـنا عـن إسم لنا !!!!!
هل يُعـقـل هـذا الجـواب أخي هـيثم ؟ أليس هـذا شيء مؤلم ومُحـزن بحـق شَعـب عـريق وأصيل ؟ ويريـدونـنا أن لا نـرد عـليه ؟ والـبـعـض الـمتملـقـين العاجـزين والفارغـين يسمون ردنا (( تهـجـماً )) كي يحـصلـوا عـلى كـلمة عـفـرم من الـﭘاطـريـرك ، وأؤكـد أن الـﭘاطـريـرك نـفسه من فِـئئـتهم ، فخـليهُم يعـتـبرون كلامي تهجـماً ..... وقـد ردّ عـليه رداً شافـياً بهـذا الشأن سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم في إفـتـتاحـية المؤتمر الكـلـداني / ديترويت 2013 . طيب فـلماذا لا يـردونَ عـليه الإنـتهازيـون ؟ هـل لكـونهِ مطراناً وأنا إنـسان بسيط ؟ يا حـيـف عـلى الـذكـور وليس الرجال .
أما التجاوز ... إذا كان تـذكـيري له بأقـواله وكـتاباته الموثـقة تجاوزاً ، فالعـتب عـليه (البطريريك) ! لماذا يكـتب وينـشر ويحاور ويسجـل صوتهُ ؟ وكما قـلـتُ في أكـثر من مقال ...
(1)  لو لم يظهـر في وسائل الإعلام ، هـل سنـكـتـب عـن الحـيطان ؟ وحـﭼـي بـيناتـنا أن أحـد المطارنة قالها له قـبل بضعة سنـوات : سـيـدنا أنت تظهـر كـثيراً في وسائل الإعلام ، فلا تستغـرب أن يكـتب عـنـك الكـثيرون .
(2)  كـررت في مقالاتي عـشرات المرات ... رجاءاً رجاءاً ، أشـروا إلى كـل خـطأ تـقـرأونه في مقالي ، فأنا سأعـتـذر لكم أولاً ، ثم أصحح الخـطأ !!!! إذن يا أخي هـيثم إسألهم : لماذا يسكـتـون ؟ أليس إدّعاؤهم نفاقا ؟.
أما إنـتـقادهم لكـتاباتي .... يا عـزيزي سأقـول : هـذا الـيـوم إللي ﭼـنـا نـريـده
أنا أنـتـظر الـنـقاد .... لـقـد جـرّب الـبـعـض ثم سكـتـوا. ليست لـديهم حجة عـن تجاوزي أو تهـجـمي  كما يسمونهُ ) فـيلجأون إلى كـتابات رخـيصة ) . فمثلاً..
(1) يوحـنا بـيـداويـذ في ملبورن غـير مطلع ولا يعـرف ماذا يقـول الـﭘاطـريـرك ولماذا ينـشر ، ولا يـبحـث هـنا وهـناك مثـلي ... فـكـتب عـني قائلاً : ( إنـك تـلـفـق قـصصا عـن الـﭘاطـريـرك ) فأجـبته بمقال قـصير جـعـلهُ يسـكـت سنيناً حـتى الـيـوم ولا يتجاسر عـلى تـكـرار ذلك :
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/196-mi/42999-
2014-11-11-18-51-57.html
ونـظرا لأن القـراء ليست لـديهم حجة عـن تجاوزي أو تهـجـمي ( كما يسمونهُ ) فـيلجأون إلى كـتابات رخـيصة مثـلما :-
(2) كـتب فـريـد شـكـوانا عـني أنـني كاتب مأجـور ... فاجـبتهُ بسُخـرية ــ ربما أنت مطلع عـلى ذلك ــ جـعـلـتهُ يسكـت منـذ ذلك الـيـوم وإلى الآن . وهـكـذا آخـر
 (3) قال أني حاقـد عـليه فأجـبتهُ بالأسـلـوب ذاته فـسكـتْ .
أنا بإنـتـظار الـنُـقاد ... وإذا كـنـتُ مخـطئاً ، فـما أسهـل الإعـتـذار والتـصحـيح ... فالكـتاب المقـدس يقـول : الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله .
ونـقـطة أخـيرة عـن كـون الـﭘاطـريـرك رأس الكـنيسة الكـلـدانية والبعـض يتـصوّرون أنهُ لا يجـوز إنـتـقادهُ .... عـزيزي : إن هـؤلاء ليسوا مطلعـين عـلى الكـتاب المقـدس !! إن مار ﭘـولس إنـتـقـد مارﭘـطرس ( خـلـيفة المسيح وهامة الرسل ) ليس خـفـية بل عـلـنا وأمام الـناس ... لأنه كان يستحـق اللـوم .... فـهـل مِن مانع أن نـنـتـقـد غـبطة الـﭘاطـريـرك ؟

س4 //ــ  حسب ماورد في ردك على موقفك من  غبطة البطريرك مار روفائيل لويس ساكو . وسبب ماكتبتهُ عنه في مقالاتك وردودك .هو ضعف مواقفه وتصريحاته تجاه القومية الكلدانية واللغة الكلدانية الأصيلتين، وهذا ماورد في لقاءاتهِ الموثقة كما ذكرت. وأن منتقديك هم من مؤيديهِ  وتابعيه سميتهُم بالمتملقين والعاجزين والفارغين.
السؤال هنا  .... بالتأكيد لايوجد انسان معصوم من الخطأ والبطريريك هو من البشر وقد يخطأ هنا ويصيب هناك . ومن حق اي كاتب وقلم حُر ان ينتقد بشكل بناء وهذا ماحصل فعلا  من بعض الكُتاب ،حتى ان البطريريك... وكما يعرف اغلب الكُتاب والمثقفين، عدَلَ من بعض أراءهِ وتصريحاتهِ تجاه القومية الكلدانية وخصوصا بعد العمل الكبير والجبار للنشطاء الكلدان والمثقفين في الخارج والداخل .و على سبيل المثال ،تأسيس الرابطة الكلدانية وأمور أُخرى تعزز  الوجود القومي الكلداني بغض النظر عن السلبيات التي رافقتها. الا تعتقدون ان النقد البناء وبأسلوب بعيد عن التجريح .....واستخدام مصطلحات مقبولة وغير جارحة ...هي افضل بكثير، وأكثر قبولا  لمسامع البطريرك وبين القراء والمتابعين ..و قد يكون هذا  السبب أيضاً الذي جعل بعض الكتاب يردون عليكم بقسوة؟؟
  ج4/   إسمح لي بشيء وهـو ــ عـلـتي ومشكـلـتي ــ هي أني أبحـث وأحـفـر أنـفاقاً لإستخـراج اللآلىء المخـفـية فأكـتـشف أموراً يجهَـلها الكـثيرون الـدائرون في فـلك البطريرك لويس ساكو . هـذا عـدا أن شعـبنا ورثّ الطاعة العـمياء لـرجـل الـدين بكـل معـنى الكـلمة ... إن كلامي هـذا جاء عـن خـبرة ومسح ميـداني ، ويمكـنـك أنت أن تجـرّب !! .
مثال : سألـتُ مثـقـفـين رجالاً ونساءاً : هـل تـقـبـلـون بكـذا وكـذا ؟؟ قالـوا : مستحـيل ، هـذا غـير ممكـن ، كـيـف وأنت شماس تـقـول ذلك ؟؟؟؟؟ قـلـتُ لهم : ما رأيكم إذا البطريرك لويس ساكو قال ذلك أو عـمل كـذلك ؟؟ .... كانَ جـوابهم المخـزي بعـبـودية واضحة : (( أن البطريرك يعـرف شغـله )) !! إذن ، إذا دعـوتُ صديقي المسلم أن يقـرأ سورة من قـرآنه في قـداسـنا الإلهي ، ستـنهال عـليّ المسبات والإنـتـقادات ... ولكـن إذا البطريرك ... عـمل ذلك ، فـهـو يعـرف شغـله ... فـهـل تـتـرجى خـيرا من هـكـذا ناس مثـقـفـين ( فارغـين ) يا أخي هـيثم ؟ . طبعا سـبق أن ذكـرتُ في مقالي عـشرات الأمثلة من هـذا الـنـوع .
الكـتاب المقـدس نبراسـنا ودلـيلـنا ... هـو الـذي يُؤكـد أن الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله ، فلا عـصمة لأحـد مخـلـوق أياً كان ، إلاّ المسيح والمسيح وحـده لا غـيـر .
إن أولـيات التعـليم المسيحي إستـقـيناها في مرحـلة التهـيئة لـتـناول القـربان المقـدس للمرة الأولى ، ومِن أسُسِها الـبارزة (( الإعـتـراف بالخـطايا )) فـنستحـق تـناول جـسـد المسيح .
أقـول : لـو ــ شاء الـقـدر ــ  أن يعـترف البطريرك لويس ساكو.. يوماً بخـطئهِ ( في أي حـقـل كان من تـصريحاتهِ أو كـتاباتهِ ) فإن 90% من الإنـتـقادات الموجهة له ستـنـتـفي الحاجة إليها إحـتـراماً لـتـواضعهِ ، بل ستـتحـوّل إلى دعـم وإسناد لهُ ، ولكـن يا أخي هـيثم ، إن البطريرك لويس روفائيل ساكو ، التي هاجـرت عائلته من تـركـيا إلى إصطبلاني / شمال العـراق ، ليس متواضعا ولا يقـبل الإعـتـراف بالخـطأ .
وإذا قال أحـد أن رجلاً بهـكـذا منـصب رفـيع ليس وارداً ولا منـطـقـياً أن يُـقـدِم عـلى خـطـوة كـهـذه ! فـردّنا عـليه جاهـز :
(1) إن الـبشير يوحـنا يقـول : إنْ إعـتـرفـنا بخـطايانا فـهـو عادل وأمين حـتى يغـفـر لـنا خـطايانا ويطهّـرنا من كـل إثم .
(2) الـﭘاﭘا فـرانسيس نـفـسه إعـتـرف بخـطاياه أمام كاهـن أصغـر منه عـمرا ودرجة !! .
فـما المانع من أن يعـتـرف بأخـطائه وأمام الجـميع ؟ فـيـكـبـر في عـيـونـنا .
طيب ، أما عـدوله لاحـقاً عـن مواقـفه الخاطئة السابقة ، فـيا أخي هـيثم ، كـلما تـفاءلـنا قـليلاً بما ذكـرته عـن ( عـدوله ) فإنه يفاجـئـنا بتـناقـضه مرة أخـرى ونـقـول : رجـعـت حـليمة إلى عادتها الـقـديمة .... مثال : الرابطة ليست من بُـناة أفـكاره ، ولكـنه أسسها عـلى إعـتـبارها نابعة من قـريحـته ، فـقـلـنا آمنا بالله .. ولكـن حـين شاهـدنا واقعها فإنه يـناقـض دستـورها تـناقـضاً فـضيعاً ، وقـد كـتـبت سلسلة من المقالات بشأنها وكـلها موثـقة ولم يحـرّك ساكـناً .... أتـدري أين المشكـلة ؟ يا أخي : إن المشكـلة الرئيسية ذكـرتها في مقالي بعـد خـبرتي في الحـياة العـسكـرية كـجـنـدي ، والوظيفـية كـمدرس ، وفي الكـنيسة كما يراني الكـثيرون ، وهي أن (( القائـد الشرقي )) يرفـض المقـتـرحات والأفـكار النابعة من غـيره  ، كي لا يستـلم غـيـره نـوط الشجاعة !! . يا حـيـف عـلى عـقـول العـصافـيـر . أما ردود الـبعـض عـليّ بقـسـوة ، فـيا أهلا ويا مرحـبا وأنا جاهـز 24/7 .... قـلـتُ أن الكـثيرين لا يـبحـثـون مثـلي . فـفي مقال ، ذكـرتُ فـيه أحـد أقـوال البطريرك ــ اللامعـقـولة لـدى أحـد مؤيـديهِ في سان ديـيـﮔـو ولم يصدّقـني ــ وكأني ألـفـق تلـفـيقاً ! فإستـغـرب وأرادَ أن يحـرجـني ويمتحـنـني فـسألـني : هـل يمكـن أن تـذكـر متى وأين قال البطريرك هـذا الكلام ؟
فأجـبته : إذا أجـبتُ عـلى أسئـلتـك بالـدليل والبرهان ، ماذا ستـفـعـل ؟ .. وهـل ستـزداد ثـقـتـك بي مستـقـبلاً ؟ .... إنّ هـذا الشخـص الموقـر ، لم يـرد عـلى تساؤلاتي.
أما عـن إستخـدامي كـلمات جارحة .... فـمعـذرة ، أنا لم أقـل يوماً :
بطريرك نـص ونـص ... فـلـيتا ... عاصي ... متمرّد ... إنـقـلع ... كـل مَن إيـدو  إلـو ... عـبّي بالخـرج ( خان ) ... الجـماعة الفلانية ليسوا خـوش ناس ... ولم أرفع أصبع التأيـيـد لجهة تكـره الكـلـدان ... .................. هـل تـريـد المزيـد ؟

س5//  كونك ناشط قومي كلداني وكاتب لمقالات عديدة  ومشارك في مؤتمرين   قوميين كلدانيين في ساندييغو عام 2011م ومشيغان عام 2013م
كيف تنظرون  من وجهة نظركم تحرك الكلدان كحـزب او تنظيمات او نشطاء (كافراد) في العمل القومي لتوحيد الصفوف وتشكيل حزب او تجمع قومي كلداني يفرض وجوده وشعبيتهِ على الارض، ليكون ممثلا قويا للكلدان في كل المحافل في الخارج والداخل  ويكون اعضاءه من النشطاء القوميين والسياسين من الكلدان .وهل من الممكن ان تكون الرابطة الكلدانية في هذه المرحلة، الممثل القوي للكلدان ولم صفوفهِ، اذا حصل ان استقلتْ عن الكنيسة في تبني دستورها وفي اتخاذ قراراتها واجراء انتخابات جديدة لقيادتها بأشراف  الكنيسة ودعمها لها.
 
ج5// لمحة :  سـبـق أن كـتـبـتُ في مقال ، أنـنا لسنا نطمح إلى بناء سـور بابل ولا نينوى ولا إحـياء نـبـوخـذنـصّـر من الـقـبـر ، وإنما نعـتـز بـقـوميتـنا وتـراثـنا .
أخي الموقـر هـيثم .. جـواباً عـلى أسـئـلـتك الـقـيّـمة أقـول :
أولاً :
شاء الـقـدر في يوم ما قـبل سبع سـنـوات ! أنْ كان لـدى الكـلـدان ثلاثة تـنـظيمات سياسية إن لم أقـل أربعة بعـضها عـلى الأوراق (( لـن أتهـمها ولا أظـلمها ولا أقـول كانـت نيّاتها سـيـئة ... أبـداً )) ولا أستـرسل بالتكـلم عـنها كـثيرا سـوى الـقـليل .
(1) الـبعـض مسجّـل ومسـنـود من قـوى محـلية وطنية ! يتحـرك ضمن إطارها ، وكـمحـصلة فإنه يعـمل لصالحها فـتعـوّضه عـلى أتعابهِ ، وبحـكم الظروف لا يمكـنهُ التحـرر منها إطلاقاً والـيـوم نراه خاملاً أو إسماً فـقـط ! وهـذه ــ الـقـوى المحـلية ــ هي أصلاً مسنـودة من قـوى لا محـلـية ! ولا أعـلـق عـليها سـوى ما قاله يوماً المطران شـلـيـمون وردوني : ــ لا نـريـد أن نـكـون جـزءاً من الجـزء ــ بعـكس تـصريح البطريرك لـويس ساكو 100%  إذ يرى ضماناً أكـثر لـنا ضمن الجـزء ، موثـق بالـﭬـيـديـو .. شـتحـطـلها حـتى تـطـيب ؟.
(2) الـبعـض يـتعامل عـلـناً مع رجـل الـدين الـقـريـب منه والمهـيمـن جغـرافـياً في دائـرته ، والمسانـدة بـينهما متـبادلة ، وظاهـرياً لا تـوجـد خـسارة ، وفي ذات الـوقـت يتمنى مصافحة الـبعـيـد أملاً بمصلحة ذاتية ، والـيـوم نراه خاملاً أيضاً إن لم نـقـل تـلاشى .
(3) الـبعـض الآخـر تعـداده بعـدد أصابع الـيـد الـواحـدة يرتبط بعـناصر مصلحـية في الـوطن يهـدف إلى تحـقـيق مصالح شخـصية 100% تبخـر وتـفـكـكـت جـزيئاته فـلا وجـود له كـتـنـظيم إطلاقاً .
وفي وقـتها ، رُفِعَـت شعارات رنانة ودارت مناقـشات ودراسات وتخـطيـطات وكـتابنا وكـتابكم ، والمحـصلة : لم يتـفـقـوا فـتـبعـثـروا . عـلماً أن البعـض منهم رفـض مشاركة (( الـنـشطاء المستـقـلـين )) معهم لأن ولاء المستـقـلـين هـو للكـلـدان فـقـط ولا يـبحـثـون عـن مصلحة ذاتية ولا نـوط شجاعة .
(4)  أما الرابع ــ إنْ وُجـدَ ــ فأنا أرثي عـلى حالهِ ، أشـبّههُ بطريح الـفـراش لا يقـوى عـلى رفع يـده لـيَـردّ السلام ، وجـوده أو عـدم وجـوده لا يعـني شيئاً إطلاقاً ــ لا بـيها ولا عـليها ــ يـبحـث عـمّا يسـدّ رمقه والحـمد لله فإنه يَحصُلُ عليه.
وأرجـو أن تسمح لي بإضافة : قـبل مؤتمر رابطة البطريرك لويس ساكو. كـنـتُ قـد إقـتـرحـت تأسيس تجـمّع أو حـزب أو تـنـظيم كـلـداني موحـد يحـوي كـل تـنـظيماتـنا الكـلـدانية ، لكـنه لم يلـتـفـت إليه لأنه لم يكـن نابعاً منه ، فإذا ظهـر إلى الـوجـود لـن يكـون الفـخـر له . وسـبق أن كان البعـض قـد إقـتـرح عـليه تأسيس تجـمّع ( أو رابطة ) بالإضافة إلى ما تمخـض عـنه المؤتمرَين الكـلـدانيـيـن من أفـكار وإقـتـراحات ... والبطريرك لا يعـتـرف بأن كـل ذلك كان محـفـزاً له لتأسيس تـنـظيمه السياسي ( رابطـته ) .
فـبعـد كـل هـذا ، هـل تـتـرجى خـيرا يا أخي هـيثم ؟ وتسأل عـن تـوحـيـد أو تـشكـيل حـزب أو تجـمّع كـلـداني ؟ أخـتـصرها لك : إن القائـد الشرقي يعـرف نـفـسه !! يريـد أن يكـون وحـيداً مهـيمناً في الساحة فـيعـمل جاهـداً عـلى إزاحة كل نـزيه .
ثانياً :
إضاءة : في المسألة الـقـومية ، هـناك فـرق بـيـن الكـلـدان والآثـوريـين في تـركـيـبة علاقـتهم برجـل الكـنيسة . إن رجـل الكـنيسة الآثـورية يـرغـب ! ويُـسايـر المشاعـر الـقـومية لشعـبهِ الآثـوري ، أما عـنـد الكـلـدان فالمعادلة معاكـسة الإتجاه ، فالشعـب الكـلـداني يُسايـر رجـل الـدين بطاعة عـمياء موروثة عـلى أصعـدة عـديـدة . الشعـب الكـلـداني مع الأقـوى آنـياً ، وتجـربة سان ديـيـﮔـو خـير مثال .
أما الرابطة وما أدراك ما الـرابطة ! وهـل تـصلح أن تكـون ممثل الكـلـدان ؟
إنّ تعابـيـرَ كهـذه (( ممثـل قـوي للكـلـدان ... مستـقـل عـن الكـنيسة ... بمباركة الكـنيسة ... إنـتخابات بإشراف الـنـشطاء )) ... لا وجـود لها في قاموس رجـل الـدين في الكـنيسة الكـلـدانية ، ولا عـنـد مَن يتـظاهـر بصوته العالي بأنه يعـمل من أجـل الكـلـدان ولا عـنـد أعـضاء الرابطة المزكــّـين أصلاً من الـبطريرك ..... . نـقـول في العامية ــ تـريـد أو ، ما تـريـد ، هـذا الموجـود ــ ...
      عـزيزي :  حـين يـوصي البطريرك مطارنـته بتـبـنّـيها ، ولا يمكـن لأعـضائها الـتـصرّف إلاّ بإستـشارتهم ، ومكـتـوب في دستـورها ( إذا حـلـت الرابطة وألغـيت فإن ممتـلكاتها وأرصدتها تـرجع إلى الكـنيسة ) ،هـل يعـني لك ذلك أنها مستـقـلة عـن الكـنيسة ؟
ثم أنا من جانبي ومـبـدئياً لا يهـمني إنـتماء الكـلـداني من مـذهـب مسيحي آخـر إليها ،ولكـن حـينما البطريرك يعَـبّـر عـن موقـف سـلـبي تجاهه ، كـيـف يقـبله في رابطـته ( بغـداد ) ؟
وكـيـف يقـبل في عـضويتها فـخـرياً ، رجـل دين آثـوري يصرح ( بالـﭬــيـدـيـو ) بأنه لـن يتحـد مع الكـلـدان حـتى مجيء المسيح ثانية ؟ وتـتـبرّع الرابطة له بألـف دولار من ميزانيتها ؟ .
وفي دستـورها مكـتـوب أن لا يقـبل أي سياسي فـيها ، فـكـيـف فـيها سياسيون ؟
لا يغـرنـك الكـلـداني الـمهـنـدم والمتـظاهـر بالـثـقافة يا أخي هـيثم ، إنه يتجـنـب العـمل بعـيـداً عـن رجـل الـدين خـوفاً من أنْ يخـسر ( كـلمة عـفـرم ، المقـعـد الأمامي في إحـتـفال كـنسي ، تـرقـية ، صورة فـوتوغـرافـية ، مايكـروفـون ، مرافـقة السـيـد الـقائـد ... ) فـتـراه عـبـداً تابعاً خانعاً ، لا يـبحـث عـن معـنى المسيح الحـق الـذي قال : إن عـرفـتم الحـق فالحـق يحـرّركم .... فـكـيـف تـريـده مستـقلاً في قـراراتها و تـبَـنّي دستـورها ؟ .... وعـليه ، لا خـيار للكـلـدان كي أقـول أن الرابطة تـلـبّي طـموحهم أو ــ لا تـلـبّي ــ طالما ليسو أحـراراً في طموحـهم لأنهم تابعـون .
ثالثاً وأخـيراً :
إذا سألـتـني عـن الـبـديل أقـول : إذا وصلـنا إلى نـظام حـكـومي عـلماني عـراقي ، ستـنـتـفي الحاجة إلى هـكـذا تـنـظيم يجـمعـنا ، بمعـناه المألـوف في مجـتمعـنا العـراقي .. مسيحي أو غـير مسيحي ، وسيكـون الشعـب حُـراً كما في (( الـدول الـغـربـية الـديمقـراطية ــ أستراليا نموذجاً )) حـيث كـل شـريحة قـومية تخـضع لـقانـون الـدولة بـدون تميـيـز ولا تحـيّـز ، سـواءاً عـلى مستـوى تأسيس جـمعـية إجـتماعـية أو حـزب موالي للـدولة يهـدف إلى بناء الـوطن ، لا غـير .... أما حالياً خـلـينا كـلـداناً معـروفـين تأريخـياً مع قـوميات الشعـب العـراقي ، العـرب والأكـراد والأرمن وغـيرهم إنْ وُجـدوا .... ولا أحـد يمكـنه نـكـران وجـودنا .
للإستـمتاع وفائـدة الكـلـداني ، إقـرأ
: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,102110.0.html
س6// كيف ترى وضع شعبنا المسيحي بكل قومياتهِ في الداخل والخارج   وفي  ظل الظروف الصعبة التي يمربهاالعراق والتواصل والدعم من ابناء شعبنا في الخارج لأ خوتهِم وللحفاظ على أرثهِم التأريخي في العراق؟
ج6/   مثـلما يقـولـون : إن أكـثـرهم للحـق كارهـون ، ونحـن نـقـول أن الصراحة مؤلمة وإخـفاء الحـقـيقة ظلمٌ .
تـقـول المصادر ــ وهـذه حـقـيقة ــ أن 95% من الشعـب العـراقي قـبل 1400 ىسنة كان مسيحـياً وغالـبـيته كـلـدانيـيـن ، فالآن نسأل : هـل تبخـر ذلك الشعـب أم شُـوّهـت هـويته ؟ إن الجـواب سهـل ولكـنه سـيُخـرجـنا عـن موضوعـنا ، فـدعـنا نـتـواصل مع سؤالك وحالة شعـبنا المسيحي الـيـوم :
في الـداخـل : إذا إستـمر الخـط الـبـياني للنهج السياسي بالإمتـداد عـلى خارطة الـوطن كما نـراه حالـياُ فإنه لا يـبشر بالخـير ، وقـد أشار الكـثيرون إلى ذلك ومن بـينهم البطريرك لـويس ساكـو ( عـن تـفـريغ الشرق الأوسط من مسيحـيـيه ) . إن هـذا الإنـطباع موجـود لـدى أبناء شعـبنا ، إنه خـميرة محـفـوظة في أذهانهم يتـوقـون تـرجـمته إلى واقع في مستـقـبل قادم لا محـدود ولا معـروف . قـبل سنين سالـتُ أحـدهم وهـو من سكان منـطقة شـبه آمنة في الـوطـن : ما هي إستعـداداتكم لمواجهة ظروفكم الصعـبة وأنـتم تسكـنون في مكان افـضل من غـيـركم ؟ قال : كـل واحـد يحـتـفـظ بجـواز سـفـره في جـيـبه !! إستعـداداً لأي ظرف طارىء !! .
في الخارج : إن جـيـلـنا ، وأبنائنا لا نـزال بخـير إلى يومنا هـذا ، ولكـن بفـضل الحـرية المتـوفـرة والـثـقافة المتجـددة وتكـنـولـوجـيا الـتـواصل الإجـتماعي المتيسّـرة ، فإن التغـيّـر قادم بعـد الجـيل الثالث والرابع شـئـنا أم أبَـيـنا ، وستـبقى الآثار ( لغة وتـقاليـد وعادات ... )
س7// ــ تعرفـون ان وطننا العراق يمر في مرحلة من التخبط في كل مفاصل الدولة والضياع السياسي ، والشارع العراقي مُلتهب الى درجة الأنفجار وخصوصا في الفترة الأخيرة وهناك سيناريوهات عديدة توقع الكثيرون من حدوثها لاسامح الله .مثل الأقتتال الداخلي بين الموالين لبعض الأحزاب وبين الشعب ومعهم العشائر او فيما بين الأحزاب المتصارعة .والسيناريو الأخر تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن لحقن الدماء والأقتتال . ماهو توقعكم في ظل رفض الأحزاب الحاكمة قبول مرشح الشارع العراقي المنتفض لرئاسة الوزراء في الحكومة.؟
   ج7/  إسمح لي بمقـدمة : سألـتـني إبنـتي يوماً (( بمَن أثـق (( ؟ قـلـتُ لها : بمَن يصدّ الرصاصة عـنـكِ بصدره ! فـقالـت : وهـل يوجـد هـكـذا شخـص ؟ قـلـتُ لها : وهـل تـشـكّـين بـوالـدكِ ؟ ... فإبتـسمت .
لـو تـكـلمنا عـن المسيح كإنسان ( وليس كإله وخـطة الخلاص ) سنـقـول صُـلِـبَ لأنه لم يكـن يمتلك جـيشاً عسكـرياً ولا أسلحة نارية فـتاكة يـدافع بها عـن نـفـسه ، وإذا أحـد قال ــ أن للمسيح جـيش من الملائكة ــ سنسأله ونـقـول : نعـم ولكـن لماذا لم يستـنجـد بها ؟ كما لم يكـن لـديه فـدائيـون يُـرهِـبـون أعـداءه من أجـله ... وبالمقابل كانت هـناك سلطة المحـتل الروماني الـذي لا يكـتـرث بالمسيح ، بالإضافة إلى الشعـب اليهـودي المنافـق الـذي غـدر بالمسيح بـين ليلة وضحاها ، حـتى تلاميـذه تـركـوه وهـربـوا ، وهامة الرسـل مار ﭘـطرس نكـره ... فـمثـلما هـناك تـضحـية ووفاء عـنـد الـبعـض ، تجـد عـنـد آخـرين الغـدر والخـيانة والأمثـلة التأريخـية كـثيرة ..... بـروتس غـدر بصديقه الحـميم قـيصر ، الصحابة والخـلـفاء الـراشـدون حـدّث ولا حـرج ، غـدروا فـيما بـينهم .... وفي سـنينـنا الحالية تـرى قادة روحانيـيـن والصلـيـب عـلى صدورهم غـدروا بأنماط متباينة حـين وعـدوا ونـكـثـوا العـهـد ــ مو ثِـقة ــ !.. وحـتى العامّة لا ثـقة فـيهـم وكـمثال ( لا للحـصر ) حالة سان ديـيـﮔـو رغـم ملابساتها القابلة للإنـتـقاد ، بالإضافة إلى أمثـلة الغـدر من خـبرات الحـياة لكـل واحـد منا .
إن كـل ذلك يقـودنا إلى الإنـدهاش من الـبُـنية الـنـفـسية الغامضة للإنسان ذاته والمنحازة إلى الأقـوى آنياً ! والتي تـوحي بأن لا ثـقة فـيه ( إلاّ بمقـدار محـدود ) ... وعـليه نستـنـتج أن الغـلبة تكـون دائماً لعـنصر الـقـوة في جـميع الأزمنة والأمكـنة .
والآن دعـنا نـضيف : الحـزبـيـون المتـسلطون في العـراق يستخـدمون الـقـوة التي بأيـديهم للـوصول إلى رغـباتهم الغـير محـدودة ولا شرعـية ، عـلى حساب الحـقـوق الشرعـية لعامة الشعـب الـذي نـفـد صبره من جـرّاء الجـوع والـبـطالة والمرض وفـقـدان الخـدمات الـبسيطة للحـياة . فـهـل من مُـنـقِـذ ؟
إن أهـل السياسة وصفـوا أنـفـسهم بالفاسـدين حـين قالـوا ( السياسة مفـسِـدة لكـل شيء ) بل وبكـل صلافة قالـوا : لا يوجـد صديق دائم ولا عـدوّ دائم ، بل المصالح هي التي تـتحـكـم في العلاقات بـين الشعـوب .
الحـكـومة الحـزبـية موالية لخارج الـوطن ومستمرة في فـرض إرادتها بالـقـوة . أما الشعـب العـراقي غاضب الـيـوم ومنـتـفـض يطالب بحـقـوقه الشرعـية لأنه لم يعـد يتحـمّل حالة اليأس حـتى صار لا يـبالي بالموت بـدليل تـزايـد أعـداد الشهـداء والجـرحى والمعـوقـين بالإضافة إلى المخـتـطـفـين .
عـلميا : يقـول نـيـوتن في قانـونه الفـيزيائي الأول (( لا بـد من قـوة خارجـية لـتغـيـيـر الحالة )) .... وقـد ثـبت عـنـدنا صحة هـذا المبـدأ حـين كـنا نـقـول أن الـنـظام السابق في العـراق لا يمكـن تغـيـيـره من الـداخـل ما لم تـتـدخـل قـوى خارجـية ، وهـكـذا كان .
وإجابة لسـؤالك عـن الـقـوى الخارجـية المذكـورة أقـول : هـل بقي شرف وضمير عـنـدها بما يكـفـيها لتـتحـمس وتـنـقِـذ الشعـوب المظلـومة ؟ وهـل لـديها مصلحة في حـقـن الـدماء لكي تـتـدخـل لإنهاء الإقـتـتال القائم في العـراق ؟ إسمع كلام سيادة المطران نـيقاديموس وهـو يسأل يسأل في الـدقـيقة 0:46 : (هـل يوجـد شـرف في هـذا العالم ) ؟
https://www.youtube.com/watch?v=uki3OA4jaWQ&t=49s
أما عـن تـوقعاتي في ظل رفـض الأحـزاب الحاكمة قـبول مرشح الشارع العـراقي المنـتـفـض لرئاسة الوزراء في الحكـومة ، أقـول : أن الطرفـين يـوَتـران الحِـراك بالسحـب بإتجاهـين متعاكسين ، ولا شك بأن الأقـوى سينـتـصر ، ولكـنـنا خائـفـون من إحـتمالـية إنـتـصار شعـبنا وسـقـوطه إلى الخـلـف من شـدة السحـب ! . ــ
 
كلمة تحب ان تقولها في ختام لقاؤنا . وأيضاً الى ابناء شعبنا المسيحي بكل قومياتهِ   (خاصة) والى ابناء شعبنا العراقي (عامة) في في هذهِ المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن.
    بعـد أن تعـلـّـمنا القـراءة والكـتابة ، لم نعـد بحاجة إلى مَن يُـعَـلـّـمنا الهـجاء ... لـقـد منحـنا الله العـقـلَ كي نـفـكــّـر كـيـف نـرضيه ، لا أن نـرضي الناس ... من الكـياسة والآداب العامة أن نحـتـرم مـدير مدرستـنا ، رئيس قـومنا ، مخـتار محـلـتـنا ، كاهـن كـنيستـنا ، ولكـن لا وألـف لا ، لـن نسمح له أن يستعـبـدنا ... حـين نحـب سيارتـنا (( لـن نـهمل عـطلاتها )) بل نعالجها ونغـسـلها ونعـطرها كي تخـدمنا ونـفـتخـر بها وإلاّ إما نبـيعها عـلى علاتها أو نضعها في ساحات السيارات المستهـلكة للإستـفادة من بعـض أجـزائها ، فهـكـذا نـتعامل مع رؤسائـنا . كـلـكـلـدانيـيـن ، نحـن أصدقاء الجـميع ، لا تـفـيـدنا التـكـتـلات بجـميع ألـوانها ... كممسيحـيـيـن وعـراقـيـيـن نعـمل من أجـل إستـمرار الحـياة وبناء الـوطن .
في الختام أُقدم شكري لك وبالتأكيد في لقاؤنا هذا. عرَفنا القُراء عن قُرب. من هو مايكل سـيـﭘـي ،الذي عَبرَ بكل صراحة عن رأيه الخاص وقناعاتهِ الشخصية عن كل الأسئلة التي وجهتْ اليهِ . نتمنى لكم التوفيق في خدمة الكنيسة وتقوية الآواصر بين خُدام الهيكل والمؤمنين ، وفي عملكم ونشاطكم القومي مع اخوتكم الكلدان  ومع كل أبناء شعبنا. وأن شاءالله سيكون لنا لقاء آخر ومع شخصية أُخرى بإذن الله.

تم اللقاء في ملبورن/استراليا.
متابعة الصور في الاسفل
عناوين الصور  من الأاعلى الى الأسفل
1-اللقاء والحوار في ملبورن بين الكاتبين هيثم ملوكا ومايكل سيبي 2020م
2-المؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام في مشـيـﮔان 2013م
3-صورة تـناول الأول في عام 1957 / كـركـوك
4-صورة بالأعلام الكلـدانية  في    2  آب  2014    / مركـز سـدني ... الأُستاذ مايكل سيبي مع (زوجتهِ وأخـتها وأبنتهِ) .. في تـظاهـرة إسناداُ لشعـبنا المضطهـد في الوطن العـراق
5-صورة مع المطران أميل نوناو الشمامسة 2017 عـيـد الشمامسة / كـنيسة مار توما / سـدني
6-  مع المطران سـرهـد جمو في تـشرين الأول 2018 في داره / / سان ديـيـﮔـو / كاليفـورنيا / أميركا .. والأب نـوئيل ومجموعة من الضيوف.
7-صورة للشماس مايكل سيبي في احد القداديس .

27
 
لقاء وحوار مع الكاتب والناشط القومي الكلداني مايكل سـيـﭘـي

 اللقاء والحوار// هيثم ملوكا
 
     بين الحين والأخر نختار شخصية معروفة من أبناء شعبنا المسيحي  (رجل دين – فنان-كاتب-الخ) للتعرف عليه عن قرب وعن أفكارهِ وطموحاتهِ. لقاؤنا الجديد مع الكاتب والناشط القومي الكلداني مايكل سـيـﭘـي، الكاتب المُثير للجـدَل بين القُراء والمثقفين والمتابعيين  ، بسبب أسلوب نقدهِ لرأس الكنيسة الكلدانية( الـﭘاطـريـرك مار روفائيل لـويس ساكـو ).
وقد إلتقيتهُ في ملبورن وأجريتُ معه هذا الحوار عـبر تساؤلات كثيرة نبحثُ فـيها عـن إجابات واضحة وصريحة و للوقوف عند الأسباب التي دعـتهُ إلى إتخاذ هذا الموقف الحاد من رأس الكـنيسة التي ينتمي لها وهو أحد خُدامها،حيث خَدمَ في الكنيسة لسنوات طويلة  وكان من المدافعين عنها ،والذي يعـتز ويدافع عن حـقـوق شعب كـنيستهِ (الكلدان). ونريد من هذا اللقاء أيضاً أن يتعرف الكثير من القراء والمثقفين عن طموح مايكل سـيـﭘـي كـناشط قومي كلداني كان له دور وحضور في الموتمرين القوميين الكلدانيين ( سانديـيـﮔـو 2011  و  مشيـﮔان  2013   ).
 
س//1 ــ من هو مايكل سـيـﭘـي
   ج1/  سـبق أن ذكـرتُ في مقال أنّ الأرض لا تـنـبـتُ بشراً ، وإنما يأتي إليها الـبشر ، فعائـلتي ألـقـوشية منـذ مئات السنـين . شاءت الصدفة أن يرى ــ مايكل سـيـﭘـي ــ الـنـور في الساعة الثامنة والـنـصف من صباح عـيـد ميلاد ربنا يسوع المسيح 1949 في قـلعة كـركـوك حـيث تـرعـرعـتُ في كـنـف عائلة محافـظة تميل إلى الـدين ( والـدي ــ عـبـو سيبي ــ شماس) في فـتـرة طفولتي ، لم ألعـب في الشارع مع الأطفال لـذا لم أتعـلم حـرفا واحـدا من اللغة العـربـية ولا التركـمانية حـتى دخـولي مدرسة المأمونية الإبتـدائية / شاطرلو / كـركـوك حـين رافـقـني والـدي وسَجَـلني فـيها ، وعـنـدها تعـلمـتُ اللغة العـربـية والتركـمانية بطلاقة الأطفال .
وبعـد نجاحي من الصف الثالث الإبتـدائي تـناولـت القـربان المقـدس في كـنيسة مار يوسف الكلـدانية ثم في منـتـصف الصف الرابع ( 1958 م) إنـتـقـل سكـنـنا إلى ألـقـوش موطـن الأجـداد ، وعـنـدها بـدأت مقـدرتي باللغة التركـمانية تـتـضاءل لعـدم إستخـدامي لها حـتى نسيتها ولم يـبـقَ منها سوى العـد من واحـد إلى العـشرة مع بضعة كلمات متـفـرقة .
شكـرا لله الـذي وهـبني صوتا جـذب إنـتباه معـلمنا المدرسي الموسيقار ــ حـكـمت زيـباري ــ في مدرسة ألـقـوش الأولى الإبتـدائية للبنين ــ حـيث درسّ والـدي في طـفـولتهِ ــ فكان يـدعـوني أمام السبورة في حـصة التربـية الـفـنية وأنـشـد لعـبـد الكـريم قاسم ( عـبـد الكـريم كـل الـقـلـوب تهـواك ... ) وهـو يعـزف الأوكـورديون
. س2 ـ// كيف ومتى بدأتم في خدمة كنيسة الرب ؟
   ج2/  كانت بـداية مشاركـتي الكـنسية في عام 1959 بصوت منـفـرد في طقـوس درب الصليب ثم كـخادم صغـير في الـقـداس تـواصـلـتُ إلى خـدمة الـقـداس بصوتي الرخـيم والمتميّـز ثم الإنـضمام إلى أخـوية الجـيش المريمي حـتى تخـرجي من المرحـلة الإعـدادية ( آخـر وجـبة من طلاب الصف الخامس العـلمي ) .  تعـلـمـتُ قـراءة وكـتابة اللغة الكـلـدانية ــ مع قـليل من الترجـمة حـوالي 20% ــ حـيث غادرت إلى بغـداد لمواصلة الـدراسة في جامعة بغـداد/ كـلية التربـية ( الملغاة لاحـقاً ) / فـرع الـفـيـزياء .
لا أرغـب في الإنـتماء إلى أية جهة أو منـظمة ولكـني أشارك بنشاط في الحـقـل الـذي أرغـبهُ ، فـمثلاً : أشارك في طقـوس الكـنيسة بما تسمح لي الظروف ولكـن أرفـض ــ الرسامة الشماسية ــ لأنها في نـظـري واجـب قـد يصعـب عـليّ الإلتـزام به ... عـرضها عـلي المرحـوم الأب فـيليـب هيلاي 1968 / بغـداد ... سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم 1997 / أثـينا ... سيادة المطران جـبرائيل كـساب مرتين في سـدني وكانت حجـتي أني أرى نـفـسي لا أستحـقـها ، فكان ردّ سيادته (( تـواضعاً منه )) : مَن منا مستحـق !!! ... كما رفـضـتً إستلام شهادة (( سـفـيـر السلام العالمي )) / سـدني ، لأني لم أقـدّم أية خـدمة للسلام العالمي بـيـن الـدول أو بـين الشعـوب ، فلا أرغـب بتـكـريم لا أستحـقه.

 س3 ــ  في السنوات الأخيرة ظهرت لكم ردود ومقالات كثيرة تهاجمون بها (غبطة البطريرك مار روفائيل لويس ساكو) رأس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم وأتُهِمتَ أيضا بتجاوزكَ في كتاباتك أيضاً . مما جعلَ الكثيريين ينتقدونكم وخصوص من المثقفين والكتاب. كيف تردون على ذلك.؟
  ج3/  بـداية ، لم أكـن أعـرف شخـصا يحـمل إسم لويس ساكـو إطلاقاً ولا كاهـنا بهـذا الإسم ولا أسـقـفاً ...! إلاّ قـبل سنـوات ــ موثـقة في مقال لي ــ عـنـدما سمعـتُ المذيع ولسن يونان ومقابلته في إذاعة ( SBS ) سدني/ استراليا  مع المطران لـويس ساكو ، ولما إنـتـبهـتُ إليه ، إستغـربتُ من طروحاته وأنه لا يعـرف إسم قـوميتهِ ولا إسم لغـتهِ وهـو مطران وحامل لشهادة الـدكـتوراه . قـلتُ مع نـفـسي من هـو هـذا المطران .. ومن أين هـو .. وإبن مَن يكـون .. ومَن عـيّـنه مطرانا في الكـنيسة الكـلـدانية ؟
تـواصلتُ مع الموضوع فـكـتـبتُ عـنه ... وفي مقابلتهِ الثانية مع المذيع نـفـسه الـذي ذكــّـرهُ بمقالي وإستـفـساراتي وقال له : إن مايكـل سـيـﭘـي يسألك في المقال : ما هـو إسم لغـتـك وقـوميتك ... ؟ أجابهُ المطران بما لا يُـقـنع ، متـطـرقاً إلى التأريخ ... فإستـوقـفهُ المذيع قائلا.. أن سؤالي ليس عـن التأريخ ، مؤكـداً له مباشرة عـن سؤالي ! فأجاب أن المسألة بحاجة إلى إخـتـصاصيـيـن لـيـبحـثـوا لـنا عـن إسم لنا !!!!! 
هل يُعـقـل هـذا الجـواب أخي هـيثم ؟ أليس هـذا شيء مؤلم ومُحـزن بحـق شَعـب عـريق وأصيل ؟ ويريـدونـنا أن لا نـرد عـليه ؟ والـبـعـض الـمتملـقـين العاجـزين والفارغـين يسمون ردنا (( تهـجـماً )) كي يحـصلـوا عـلى كـلمة عـفـرم من الـﭘاطـريـرك ، وأؤكـد أن الـﭘاطـريـرك نـفسه من فِـئئـتهم ، فخـليهُم يعـتـبرون كلامي تهجـماً ..... وقـد ردّ عـليه رداً شافـياً بهـذا الشأن سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم في إفـتـتاحـية المؤتمر الكـلـداني / ديترويت 2013 . طيب فـلماذا لا يـردونَ عـليه الإنـتهازيـون ؟ هـل لكـونهِ مطراناً وأنا إنـسان بسيط ؟ يا حـيـف عـلى الـذكـور وليس الرجال .
أما التجاوز ... إذا كان تـذكـيري له بأقـواله وكـتاباته الموثـقة تجاوزاً ، فالعـتب عـليه (البطريريك) ! لماذا يكـتب وينـشر ويحاور ويسجـل صوتهُ ؟ وكما قـلـتُ في أكـثر من مقال ...
(1)  لو لم يظهـر في وسائل الإعلام ، هـل سنـكـتـب عـن الحـيطان ؟ وحـﭼـي بـيناتـنا أن أحـد المطارنة قالها له قـبل بضعة سنـوات : سـيـدنا أنت تظهـر كـثيراً في وسائل الإعلام ، فلا تستغـرب أن يكـتب عـنـك الكـثيرون .
(2)  كـررت في مقالاتي عـشرات المرات ... رجاءاً رجاءاً ، أشـروا إلى كـل خـطأ تـقـرأونه في مقالي ، فأنا سأعـتـذر لكم أولاً ، ثم أصحح الخـطأ !!!! إذن يا أخي هـيثم إسألهم : لماذا يسكـتـون ؟ أليس إدّعاؤهم نفاقا ؟.
أما إنـتـقادهم لكـتاباتي .... يا عـزيزي سأقـول : هـذا الـيـوم إللي ﭼـنـا نـريـده
أنا أنـتـظر الـنـقاد .... لـقـد جـرّب الـبـعـض ثم سكـتـوا. ليست لـديهم حجة عـن تجاوزي أو تهـجـمي  كما يسمونهُ ) فـيلجأون إلى كـتابات رخـيصة ) . فمثلاً..
(1) يوحـنا بـيـداويـذ في ملبورن غـير مطلع ولا يعـرف ماذا يقـول الـﭘاطـريـرك ولماذا ينـشر ، ولا يـبحـث هـنا وهـناك مثـلي ... فـكـتب عـني قائلاً : ( إنـك تـلـفـق قـصصا عـن الـﭘاطـريـرك ) فأجـبته بمقال قـصير جـعـلهُ يسـكـت سنيناً حـتى الـيـوم ولا يتجاسر عـلى تـكـرار ذلك :
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/196-mi/42999-
2014-11-11-18-51-57.html
ونـظرا لأن القـراء ليست لـديهم حجة عـن تجاوزي أو تهـجـمي ( كما يسمونهُ ) فـيلجأون إلى كـتابات رخـيصة مثـلما :-
(2) كـتب فـريـد شـكـوانا عـني أنـني كاتب مأجـور ... فاجـبتهُ بسُخـرية ــ ربما أنت مطلع عـلى ذلك ــ جـعـلـتهُ يسكـت منـذ ذلك الـيـوم وإلى الآن . وهـكـذا آخـر
 (3) قال أني حاقـد عـليه فأجـبتهُ بالأسـلـوب ذاته فـسكـتْ .
أنا بإنـتـظار الـنُـقاد ... وإذا كـنـتُ مخـطئاً ، فـما أسهـل الإعـتـذار والتـصحـيح ... فالكـتاب المقـدس يقـول : الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله .
ونـقـطة أخـيرة عـن كـون الـﭘاطـريـرك رأس الكـنيسة الكـلـدانية والبعـض يتـصوّرون أنهُ لا يجـوز إنـتـقادهُ .... عـزيزي : إن هـؤلاء ليسوا مطلعـين عـلى الكـتاب المقـدس !! إن مار ﭘـولس إنـتـقـد مارﭘـطرس ( خـلـيفة المسيح وهامة الرسل ) ليس خـفـية بل عـلـنا وأمام الـناس ... لأنه كان يستحـق اللـوم .... فـهـل مِن مانع أن نـنـتـقـد غـبطة الـﭘاطـريـرك ؟ 

س4 //ــ  حسب ماورد في ردك على موقفك من  غبطة البطريرك مار روفائيل لويس ساكو . وسبب ماكتبتهُ عنه في مقالاتك وردودك .هو ضعف مواقفه وتصريحاته تجاه القومية الكلدانية واللغة الكلدانية الأصيلتين، وهذا ماورد في لقاءاتهِ الموثقة كما ذكرت. وأن منتقديك هم من مؤيديهِ  وتابعيه سميتهُم بالمتملقين والعاجزين والفارغين.
السؤال هنا  .... بالتأكيد لايوجد انسان معصوم من الخطأ والبطريريك هو من البشر وقد يخطأ هنا ويصيب هناك . ومن حق اي كاتب وقلم حُر ان ينتقد بشكل بناء وهذا ماحصل فعلا  من بعض الكُتاب ،حتى ان البطريريك... وكما يعرف اغلب الكُتاب والمثقفين، عدَلَ من بعض أراءهِ وتصريحاتهِ تجاه القومية الكلدانية وخصوصا بعد العمل الكبير والجبار للنشطاء الكلدان والمثقفين في الخارج والداخل .و على سبيل المثال ،تأسيس الرابطة الكلدانية وأمور أُخرى تعزز  الوجود القومي الكلداني بغض النظر عن السلبيات التي رافقتها. الا تعتقدون ان النقد البناء وبأسلوب بعيد عن التجريح .....واستخدام مصطلحات مقبولة وغير جارحة ...هي افضل بكثير، وأكثر قبولا  لمسامع البطريرك وبين القراء والمتابعين ..و قد يكون هذا  السبب أيضاً الذي جعل بعض الكتاب يردون عليكم بقسوة؟؟
  ج4/   إسمح لي بشيء وهـو ــ عـلـتي ومشكـلـتي ــ هي أني أبحـث وأحـفـر أنـفاقاً لإستخـراج اللآلىء المخـفـية فأكـتـشف أموراً يجهَـلها الكـثيرون الـدائرون في فـلك البطريرك لويس ساكو . هـذا عـدا أن شعـبنا ورثّ الطاعة العـمياء لـرجـل الـدين بكـل معـنى الكـلمة ... إن كلامي هـذا جاء عـن خـبرة ومسح ميـداني ، ويمكـنـك أنت أن تجـرّب !! .
مثال : سألـتُ مثـقـفـين رجالاً ونساءاً : هـل تـقـبـلـون بكـذا وكـذا ؟؟ قالـوا : مستحـيل ، هـذا غـير ممكـن ، كـيـف وأنت شماس تـقـول ذلك ؟؟؟؟؟ قـلـتُ لهم : ما رأيكم إذا البطريرك لويس ساكو قال ذلك أو عـمل كـذلك ؟؟ .... كانَ جـوابهم المخـزي بعـبـودية واضحة : (( أن البطريرك يعـرف شغـله )) !! إذن ، إذا دعـوتُ صديقي المسلم أن يقـرأ سورة من قـرآنه في قـداسـنا الإلهي ، ستـنهال عـليّ المسبات والإنـتـقادات ... ولكـن إذا البطريرك ... عـمل ذلك ، فـهـو يعـرف شغـله ... فـهـل تـتـرجى خـيرا من هـكـذا ناس مثـقـفـين ( فارغـين ) يا أخي هـيثم ؟ . طبعا سـبق أن ذكـرتُ في مقالي عـشرات الأمثلة من هـذا الـنـوع .
الكـتاب المقـدس نبراسـنا ودلـيلـنا ... هـو الـذي يُؤكـد أن الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله ، فلا عـصمة لأحـد مخـلـوق أياً كان ، إلاّ المسيح والمسيح وحـده لا غـيـر .
إن أولـيات التعـليم المسيحي إستـقـيناها في مرحـلة التهـيئة لـتـناول القـربان المقـدس للمرة الأولى ، ومِن أسُسِها الـبارزة (( الإعـتـراف بالخـطايا )) فـنستحـق تـناول جـسـد المسيح .
أقـول : لـو ــ شاء الـقـدر ــ  أن يعـترف البطريرك لويس ساكو.. يوماً بخـطئهِ ( في أي حـقـل كان من تـصريحاتهِ أو كـتاباتهِ ) فإن 90% من الإنـتـقادات الموجهة له ستـنـتـفي الحاجة إليها إحـتـراماً لـتـواضعهِ ، بل ستـتحـوّل إلى دعـم وإسناد لهُ ، ولكـن يا أخي هـيثم ، إن البطريرك لويس روفائيل ساكو ، التي هاجـرت عائلته من تـركـيا إلى إصطبلاني / شمال العـراق ، ليس متواضعا ولا يقـبل الإعـتـراف بالخـطأ .
وإذا قال أحـد أن رجلاً بهـكـذا منـصب رفـيع ليس وارداً ولا منـطـقـياً أن يُـقـدِم عـلى خـطـوة كـهـذه ! فـردّنا عـليه جاهـز :
(1) إن الـبشير يوحـنا يقـول : إنْ إعـتـرفـنا بخـطايانا فـهـو عادل وأمين حـتى يغـفـر لـنا خـطايانا ويطهّـرنا من كـل إثم .
(2) الـﭘاﭘا فـرانسيس نـفـسه إعـتـرف بخـطاياه أمام كاهـن أصغـر منه عـمرا ودرجة !! .
فـما المانع من أن يعـتـرف بأخـطائه وأمام الجـميع ؟ فـيـكـبـر في عـيـونـنا .
طيب ، أما عـدوله لاحـقاً عـن مواقـفه الخاطئة السابقة ، فـيا أخي هـيثم ، كـلما تـفاءلـنا قـليلاً بما ذكـرته عـن ( عـدوله ) فإنه يفاجـئـنا بتـناقـضه مرة أخـرى ونـقـول : رجـعـت حـليمة إلى عادتها الـقـديمة .... مثال : الرابطة ليست من بُـناة أفـكاره ، ولكـنه أسسها عـلى إعـتـبارها نابعة من قـريحـته ، فـقـلـنا آمنا بالله .. ولكـن حـين شاهـدنا واقعها فإنه يـناقـض دستـورها تـناقـضاً فـضيعاً ، وقـد كـتـبت سلسلة من المقالات بشأنها وكـلها موثـقة ولم يحـرّك ساكـناً .... أتـدري أين المشكـلة ؟ يا أخي : إن المشكـلة الرئيسية ذكـرتها في مقالي بعـد خـبرتي في الحـياة العـسكـرية كـجـنـدي ، والوظيفـية كـمدرس ، وفي الكـنيسة كما يراني الكـثيرون ، وهي أن (( القائـد الشرقي )) يرفـض المقـتـرحات والأفـكار النابعة من غـيره  ، كي لا يستـلم غـيـره نـوط الشجاعة !! . يا حـيـف عـلى عـقـول العـصافـيـر . أما ردود الـبعـض عـليّ بقـسـوة ، فـيا أهلا ويا مرحـبا وأنا جاهـز 24/7 .... قـلـتُ أن الكـثيرين لا يـبحـثـون مثـلي . فـفي مقال ، ذكـرتُ فـيه أحـد أقـوال البطريرك ــ اللامعـقـولة لـدى أحـد مؤيـديهِ في سان ديـيـﮔـو ولم يصدّقـني ــ وكأني ألـفـق تلـفـيقاً ! فإستـغـرب وأرادَ أن يحـرجـني ويمتحـنـني فـسألـني : هـل يمكـن أن تـذكـر متى وأين قال البطريرك هـذا الكلام ؟
فأجـبته : إذا أجـبتُ عـلى أسئـلتـك بالـدليل والبرهان ، ماذا ستـفـعـل ؟ .. وهـل ستـزداد ثـقـتـك بي مستـقـبلاً ؟ .... إنّ هـذا الشخـص الموقـر ، لم يـرد عـلى تساؤلاتي.
أما عـن إستخـدامي كـلمات جارحة .... فـمعـذرة ، أنا لم أقـل يوماً :
بطريرك نـص ونـص ... فـلـيتا ... عاصي ... متمرّد ... إنـقـلع ... كـل مَن إيـدو  إلـو ... عـبّي بالخـرج ( خان ) ... الجـماعة الفلانية ليسوا خـوش ناس ... ولم أرفع أصبع التأيـيـد لجهة تكـره الكـلـدان ... .................. هـل تـريـد المزيـد ؟

س5//  كونك ناشط قومي كلداني وكاتب لمقالات عديدة  ومشارك في مؤتمرين   قوميين كلدانيين في ساندييغو عام 2011م ومشيغان عام 2013م 
كيف تنظرون  من وجهة نظركم تحرك الكلدان كحـزب او تنظيمات او نشطاء (كافراد) في العمل القومي لتوحيد الصفوف وتشكيل حزب او تجمع قومي كلداني يفرض وجوده وشعبيتهِ على الارض، ليكون ممثلا قويا للكلدان في كل المحافل في الخارج والداخل  ويكون اعضاءه من النشطاء القوميين والسياسين من الكلدان .وهل من الممكن ان تكون الرابطة الكلدانية في هذه المرحلة، الممثل القوي للكلدان ولم صفوفهِ، اذا حصل ان استقلتْ عن الكنيسة في تبني دستورها وفي اتخاذ قراراتها واجراء انتخابات جديدة لقيادتها بأشراف  الكنيسة ودعمها لها.
 
ج5// لمحة :  سـبـق أن كـتـبـتُ في مقال ، أنـنا لسنا نطمح إلى بناء سـور بابل ولا نينوى ولا إحـياء نـبـوخـذنـصّـر من الـقـبـر ، وإنما نعـتـز بـقـوميتـنا وتـراثـنا .
أخي الموقـر هـيثم .. جـواباً عـلى أسـئـلـتك الـقـيّـمة أقـول :
أولاً :
شاء الـقـدر في يوم ما قـبل سبع سـنـوات ! أنْ كان لـدى الكـلـدان ثلاثة تـنـظيمات سياسية إن لم أقـل أربعة بعـضها عـلى الأوراق (( لـن أتهـمها ولا أظـلمها ولا أقـول كانـت نيّاتها سـيـئة ... أبـداً )) ولا أستـرسل بالتكـلم عـنها كـثيرا سـوى الـقـليل .
(1) الـبعـض مسجّـل ومسـنـود من قـوى محـلية وطنية ! يتحـرك ضمن إطارها ، وكـمحـصلة فإنه يعـمل لصالحها فـتعـوّضه عـلى أتعابهِ ، وبحـكم الظروف لا يمكـنهُ التحـرر منها إطلاقاً والـيـوم نراه خاملاً أو إسماً فـقـط ! وهـذه ــ الـقـوى المحـلية ــ هي أصلاً مسنـودة من قـوى لا محـلـية ! ولا أعـلـق عـليها سـوى ما قاله يوماً المطران شـلـيـمون وردوني : ــ لا نـريـد أن نـكـون جـزءاً من الجـزء ــ بعـكس تـصريح البطريرك لـويس ساكو 100%  إذ يرى ضماناً أكـثر لـنا ضمن الجـزء ، موثـق بالـﭬـيـديـو .. شـتحـطـلها حـتى تـطـيب ؟.
(2) الـبعـض يـتعامل عـلـناً مع رجـل الـدين الـقـريـب منه والمهـيمـن جغـرافـياً في دائـرته ، والمسانـدة بـينهما متـبادلة ، وظاهـرياً لا تـوجـد خـسارة ، وفي ذات الـوقـت يتمنى مصافحة الـبعـيـد أملاً بمصلحة ذاتية ، والـيـوم نراه خاملاً أيضاً إن لم نـقـل تـلاشى .
(3) الـبعـض الآخـر تعـداده بعـدد أصابع الـيـد الـواحـدة يرتبط بعـناصر مصلحـية في الـوطن يهـدف إلى تحـقـيق مصالح شخـصية 100% تبخـر وتـفـكـكـت جـزيئاته فـلا وجـود له كـتـنـظيم إطلاقاً .
وفي وقـتها ، رُفِعَـت شعارات رنانة ودارت مناقـشات ودراسات وتخـطيـطات وكـتابنا وكـتابكم ، والمحـصلة : لم يتـفـقـوا فـتـبعـثـروا . عـلماً أن البعـض منهم رفـض مشاركة (( الـنـشطاء المستـقـلـين )) معهم لأن ولاء المستـقـلـين هـو للكـلـدان فـقـط ولا يـبحـثـون عـن مصلحة ذاتية ولا نـوط شجاعة .
(4)  أما الرابع ــ إنْ وُجـدَ ــ فأنا أرثي عـلى حالهِ ، أشـبّههُ بطريح الـفـراش لا يقـوى عـلى رفع يـده لـيَـردّ السلام ، وجـوده أو عـدم وجـوده لا يعـني شيئاً إطلاقاً ــ لا بـيها ولا عـليها ــ يـبحـث عـمّا يسـدّ رمقه والحـمد لله فإنه يَحصُلُ عليه.
وأرجـو أن تسمح لي بإضافة : قـبل مؤتمر رابطة البطريرك لويس ساكو. كـنـتُ قـد إقـتـرحـت تأسيس تجـمّع أو حـزب أو تـنـظيم كـلـداني موحـد يحـوي كـل تـنـظيماتـنا الكـلـدانية ، لكـنه لم يلـتـفـت إليه لأنه لم يكـن نابعاً منه ، فإذا ظهـر إلى الـوجـود لـن يكـون الفـخـر له . وسـبق أن كان البعـض قـد إقـتـرح عـليه تأسيس تجـمّع ( أو رابطة ) بالإضافة إلى ما تمخـض عـنه المؤتمرَين الكـلـدانيـيـن من أفـكار وإقـتـراحات ... والبطريرك لا يعـتـرف بأن كـل ذلك كان محـفـزاً له لتأسيس تـنـظيمه السياسي ( رابطـته ) .
فـبعـد كـل هـذا ، هـل تـتـرجى خـيرا يا أخي هـيثم ؟ وتسأل عـن تـوحـيـد أو تـشكـيل حـزب أو تجـمّع كـلـداني ؟ أخـتـصرها لك : إن القائـد الشرقي يعـرف نـفـسه !! يريـد أن يكـون وحـيداً مهـيمناً في الساحة فـيعـمل جاهـداً عـلى إزاحة كل نـزيه .
ثانياً :
إضاءة : في المسألة الـقـومية ، هـناك فـرق بـيـن الكـلـدان والآثـوريـين في تـركـيـبة علاقـتهم برجـل الكـنيسة . إن رجـل الكـنيسة الآثـورية يـرغـب ! ويُـسايـر المشاعـر الـقـومية لشعـبهِ الآثـوري ، أما عـنـد الكـلـدان فالمعادلة معاكـسة الإتجاه ، فالشعـب الكـلـداني يُسايـر رجـل الـدين بطاعة عـمياء موروثة عـلى أصعـدة عـديـدة . الشعـب الكـلـداني مع الأقـوى آنـياً ، وتجـربة سان ديـيـﮔـو خـير مثال .
أما الرابطة وما أدراك ما الـرابطة ! وهـل تـصلح أن تكـون ممثل الكـلـدان ؟
إنّ تعابـيـرَ كهـذه (( ممثـل قـوي للكـلـدان ... مستـقـل عـن الكـنيسة ... بمباركة الكـنيسة ... إنـتخابات بإشراف الـنـشطاء )) ... لا وجـود لها في قاموس رجـل الـدين في الكـنيسة الكـلـدانية ، ولا عـنـد مَن يتـظاهـر بصوته العالي بأنه يعـمل من أجـل الكـلـدان ولا عـنـد أعـضاء الرابطة المزكــّـين أصلاً من الـبطريرك ..... . نـقـول في العامية ــ تـريـد أو ، ما تـريـد ، هـذا الموجـود ــ ...
      عـزيزي :  حـين يـوصي البطريرك مطارنـته بتـبـنّـيها ، ولا يمكـن لأعـضائها الـتـصرّف إلاّ بإستـشارتهم ، ومكـتـوب في دستـورها ( إذا حـلـت الرابطة وألغـيت فإن ممتـلكاتها وأرصدتها تـرجع إلى الكـنيسة ) ،هـل يعـني لك ذلك أنها مستـقـلة عـن الكـنيسة ؟
ثم أنا من جانبي ومـبـدئياً لا يهـمني إنـتماء الكـلـداني من مـذهـب مسيحي آخـر إليها ،ولكـن حـينما البطريرك يعَـبّـر عـن موقـف سـلـبي تجاهه ، كـيـف يقـبله في رابطـته ( بغـداد ) ؟
وكـيـف يقـبل في عـضويتها فـخـرياً ، رجـل دين آثـوري يصرح ( بالـﭬــيـدـيـو ) بأنه لـن يتحـد مع الكـلـدان حـتى مجيء المسيح ثانية ؟ وتـتـبرّع الرابطة له بألـف دولار من ميزانيتها ؟ .
وفي دستـورها مكـتـوب أن لا يقـبل أي سياسي فـيها ، فـكـيـف فـيها سياسيون ؟
لا يغـرنـك الكـلـداني الـمهـنـدم والمتـظاهـر بالـثـقافة يا أخي هـيثم ، إنه يتجـنـب العـمل بعـيـداً عـن رجـل الـدين خـوفاً من أنْ يخـسر ( كـلمة عـفـرم ، المقـعـد الأمامي في إحـتـفال كـنسي ، تـرقـية ، صورة فـوتوغـرافـية ، مايكـروفـون ، مرافـقة السـيـد الـقائـد ... ) فـتـراه عـبـداً تابعاً خانعاً ، لا يـبحـث عـن معـنى المسيح الحـق الـذي قال : إن عـرفـتم الحـق فالحـق يحـرّركم .... فـكـيـف تـريـده مستـقلاً في قـراراتها و تـبَـنّي دستـورها ؟ .... وعـليه ، لا خـيار للكـلـدان كي أقـول أن الرابطة تـلـبّي طـموحهم أو ــ لا تـلـبّي ــ طالما ليسو أحـراراً في طموحـهم لأنهم تابعـون .
ثالثاً وأخـيراً :
إذا سألـتـني عـن الـبـديل أقـول : إذا وصلـنا إلى نـظام حـكـومي عـلماني عـراقي ، ستـنـتـفي الحاجة إلى هـكـذا تـنـظيم يجـمعـنا ، بمعـناه المألـوف في مجـتمعـنا العـراقي .. مسيحي أو غـير مسيحي ، وسيكـون الشعـب حُـراً كما في (( الـدول الـغـربـية الـديمقـراطية ــ أستراليا نموذجاً )) حـيث كـل شـريحة قـومية تخـضع لـقانـون الـدولة بـدون تميـيـز ولا تحـيّـز ، سـواءاً عـلى مستـوى تأسيس جـمعـية إجـتماعـية أو حـزب موالي للـدولة يهـدف إلى بناء الـوطن ، لا غـير .... أما حالياً خـلـينا كـلـداناً معـروفـين تأريخـياً مع قـوميات الشعـب العـراقي ، العـرب والأكـراد والأرمن وغـيرهم إنْ وُجـدوا .... ولا أحـد يمكـنه نـكـران وجـودنا .
للإستـمتاع وفائـدة الكـلـداني ، إقـرأ
: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,102110.0.html
س6// كيف ترى وضع شعبنا المسيحي بكل قومياتهِ في الداخل والخارج   وفي  ظل الظروف الصعبة التي يمربهاالعراق والتواصل والدعم من ابناء شعبنا في الخارج لأ خوتهِم وللحفاظ على أرثهِم التأريخي في العراق؟
ج6/   مثـلما يقـولـون : إن أكـثـرهم للحـق كارهـون ، ونحـن نـقـول أن الصراحة مؤلمة وإخـفاء الحـقـيقة ظلمٌ .
تـقـول المصادر ــ وهـذه حـقـيقة ــ أن 95% من الشعـب العـراقي قـبل 1400 ىسنة كان مسيحـياً وغالـبـيته كـلـدانيـيـن ، فالآن نسأل : هـل تبخـر ذلك الشعـب أم شُـوّهـت هـويته ؟ إن الجـواب سهـل ولكـنه سـيُخـرجـنا عـن موضوعـنا ، فـدعـنا نـتـواصل مع سؤالك وحالة شعـبنا المسيحي الـيـوم :
في الـداخـل : إذا إستـمر الخـط الـبـياني للنهج السياسي بالإمتـداد عـلى خارطة الـوطن كما نـراه حالـياُ فإنه لا يـبشر بالخـير ، وقـد أشار الكـثيرون إلى ذلك ومن بـينهم البطريرك لـويس ساكـو ( عـن تـفـريغ الشرق الأوسط من مسيحـيـيه ) . إن هـذا الإنـطباع موجـود لـدى أبناء شعـبنا ، إنه خـميرة محـفـوظة في أذهانهم يتـوقـون تـرجـمته إلى واقع في مستـقـبل قادم لا محـدود ولا معـروف . قـبل سنين سالـتُ أحـدهم وهـو من سكان منـطقة شـبه آمنة في الـوطـن : ما هي إستعـداداتكم لمواجهة ظروفكم الصعـبة وأنـتم تسكـنون في مكان افـضل من غـيـركم ؟ قال : كـل واحـد يحـتـفـظ بجـواز سـفـره في جـيـبه !! إستعـداداً لأي ظرف طارىء !! .
في الخارج : إن جـيـلـنا ، وأبنائنا لا نـزال بخـير إلى يومنا هـذا ، ولكـن بفـضل الحـرية المتـوفـرة والـثـقافة المتجـددة وتكـنـولـوجـيا الـتـواصل الإجـتماعي المتيسّـرة ، فإن التغـيّـر قادم بعـد الجـيل الثالث والرابع شـئـنا أم أبَـيـنا ، وستـبقى الآثار ( لغة وتـقاليـد وعادات ... )
س7// ــ تعرفـون ان وطننا العراق يمر في مرحلة من التخبط في كل مفاصل الدولة والضياع السياسي ، والشارع العراقي مُلتهب الى درجة الأنفجار وخصوصا في الفترة الأخيرة وهناك سيناريوهات عديدة توقع الكثيرون من حدوثها لاسامح الله .مثل الأقتتال الداخلي بين الموالين لبعض الأحزاب وبين الشعب ومعهم العشائر او فيما بين الأحزاب المتصارعة .والسيناريو الأخر تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن لحقن الدماء والأقتتال . ماهو توقعكم في ظل رفض الأحزاب الحاكمة قبول مرشح الشارع العراقي المنتفض لرئاسة الوزراء في الحكومة.؟
   ج7/  إسمح لي بمقـدمة : سألـتـني إبنـتي يوماً (( بمَن أثـق (( ؟ قـلـتُ لها : بمَن يصدّ الرصاصة عـنـكِ بصدره ! فـقالـت : وهـل يوجـد هـكـذا شخـص ؟ قـلـتُ لها : وهـل تـشـكّـين بـوالـدكِ ؟ ... فإبتـسمت .
لـو تـكـلمنا عـن المسيح كإنسان ( وليس كإله وخـطة الخلاص ) سنـقـول صُـلِـبَ لأنه لم يكـن يمتلك جـيشاً عسكـرياً ولا أسلحة نارية فـتاكة يـدافع بها عـن نـفـسه ، وإذا أحـد قال ــ أن للمسيح جـيش من الملائكة ــ سنسأله ونـقـول : نعـم ولكـن لماذا لم يستـنجـد بها ؟ كما لم يكـن لـديه فـدائيـون يُـرهِـبـون أعـداءه من أجـله ... وبالمقابل كانت هـناك سلطة المحـتل الروماني الـذي لا يكـتـرث بالمسيح ، بالإضافة إلى الشعـب اليهـودي المنافـق الـذي غـدر بالمسيح بـين ليلة وضحاها ، حـتى تلاميـذه تـركـوه وهـربـوا ، وهامة الرسـل مار ﭘـطرس نكـره ... فـمثـلما هـناك تـضحـية ووفاء عـنـد الـبعـض ، تجـد عـنـد آخـرين الغـدر والخـيانة والأمثـلة التأريخـية كـثيرة ..... بـروتس غـدر بصديقه الحـميم قـيصر ، الصحابة والخـلـفاء الـراشـدون حـدّث ولا حـرج ، غـدروا فـيما بـينهم .... وفي سـنينـنا الحالية تـرى قادة روحانيـيـن والصلـيـب عـلى صدورهم غـدروا بأنماط متباينة حـين وعـدوا ونـكـثـوا العـهـد ــ مو ثِـقة ــ !.. وحـتى العامّة لا ثـقة فـيهـم وكـمثال ( لا للحـصر ) حالة سان ديـيـﮔـو رغـم ملابساتها القابلة للإنـتـقاد ، بالإضافة إلى أمثـلة الغـدر من خـبرات الحـياة لكـل واحـد منا .
إن كـل ذلك يقـودنا إلى الإنـدهاش من الـبُـنية الـنـفـسية الغامضة للإنسان ذاته والمنحازة إلى الأقـوى آنياً ! والتي تـوحي بأن لا ثـقة فـيه ( إلاّ بمقـدار محـدود ) ... وعـليه نستـنـتج أن الغـلبة تكـون دائماً لعـنصر الـقـوة في جـميع الأزمنة والأمكـنة .
والآن دعـنا نـضيف : الحـزبـيـون المتـسلطون في العـراق يستخـدمون الـقـوة التي بأيـديهم للـوصول إلى رغـباتهم الغـير محـدودة ولا شرعـية ، عـلى حساب الحـقـوق الشرعـية لعامة الشعـب الـذي نـفـد صبره من جـرّاء الجـوع والـبـطالة والمرض وفـقـدان الخـدمات الـبسيطة للحـياة . فـهـل من مُـنـقِـذ ؟
إن أهـل السياسة وصفـوا أنـفـسهم بالفاسـدين حـين قالـوا ( السياسة مفـسِـدة لكـل شيء ) بل وبكـل صلافة قالـوا : لا يوجـد صديق دائم ولا عـدوّ دائم ، بل المصالح هي التي تـتحـكـم في العلاقات بـين الشعـوب .
الحـكـومة الحـزبـية موالية لخارج الـوطن ومستمرة في فـرض إرادتها بالـقـوة . أما الشعـب العـراقي غاضب الـيـوم ومنـتـفـض يطالب بحـقـوقه الشرعـية لأنه لم يعـد يتحـمّل حالة اليأس حـتى صار لا يـبالي بالموت بـدليل تـزايـد أعـداد الشهـداء والجـرحى والمعـوقـين بالإضافة إلى المخـتـطـفـين .
عـلميا : يقـول نـيـوتن في قانـونه الفـيزيائي الأول (( لا بـد من قـوة خارجـية لـتغـيـيـر الحالة )) .... وقـد ثـبت عـنـدنا صحة هـذا المبـدأ حـين كـنا نـقـول أن الـنـظام السابق في العـراق لا يمكـن تغـيـيـره من الـداخـل ما لم تـتـدخـل قـوى خارجـية ، وهـكـذا كان .
وإجابة لسـؤالك عـن الـقـوى الخارجـية المذكـورة أقـول : هـل بقي شرف وضمير عـنـدها بما يكـفـيها لتـتحـمس وتـنـقِـذ الشعـوب المظلـومة ؟ وهـل لـديها مصلحة في حـقـن الـدماء لكي تـتـدخـل لإنهاء الإقـتـتال القائم في العـراق ؟ إسمع كلام سيادة المطران نـيقاديموس وهـو يسأل يسأل في الـدقـيقة 0:46 : (هـل يوجـد شـرف في هـذا العالم ) ؟
https://www.youtube.com/watch?v=uki3OA4jaWQ&t=49s
أما عـن تـوقعاتي في ظل رفـض الأحـزاب الحاكمة قـبول مرشح الشارع العـراقي المنـتـفـض لرئاسة الوزراء في الحكـومة ، أقـول : أن الطرفـين يـوَتـران الحِـراك بالسحـب بإتجاهـين متعاكسين ، ولا شك بأن الأقـوى سينـتـصر ، ولكـنـنا خائـفـون من إحـتمالـية إنـتـصار شعـبنا وسـقـوطه إلى الخـلـف من شـدة السحـب ! . ــ
 
كلمة تحب ان تقولها في ختام لقاؤنا . وأيضاً الى ابناء شعبنا المسيحي بكل قومياتهِ   (خاصة) والى ابناء شعبنا العراقي (عامة) في في هذهِ المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن.
    بعـد أن تعـلـّـمنا القـراءة والكـتابة ، لم نعـد بحاجة إلى مَن يُـعَـلـّـمنا الهـجاء ... لـقـد منحـنا الله العـقـلَ كي نـفـكــّـر كـيـف نـرضيه ، لا أن نـرضي الناس ... من الكـياسة والآداب العامة أن نحـتـرم مـدير مدرستـنا ، رئيس قـومنا ، مخـتار محـلـتـنا ، كاهـن كـنيستـنا ، ولكـن لا وألـف لا ، لـن نسمح له أن يستعـبـدنا ... حـين نحـب سيارتـنا (( لـن نـهمل عـطلاتها )) بل نعالجها ونغـسـلها ونعـطرها كي تخـدمنا ونـفـتخـر بها وإلاّ إما نبـيعها عـلى علاتها أو نضعها في ساحات السيارات المستهـلكة للإستـفادة من بعـض أجـزائها ، فهـكـذا نـتعامل مع رؤسائـنا . كـلـكـلـدانيـيـن ، نحـن أصدقاء الجـميع ، لا تـفـيـدنا التـكـتـلات بجـميع ألـوانها ... كممسيحـيـيـن وعـراقـيـيـن نعـمل من أجـل إستـمرار الحـياة وبناء الـوطن .
في الختام أُقدم شكري لك وبالتأكيد في لقاؤنا هذا. عرَفنا القُراء عن قُرب. من هو مايكل سـيـﭘـي ،الذي عَبرَ بكل صراحة عن رأيه الخاص وقناعاتهِ الشخصية عن كل الأسئلة التي وجهتْ اليهِ . نتمنى لكم التوفيق في خدمة الكنيسة وتقوية الآواصر بين خُدام الهيكل والمؤمنين ، وفي عملكم ونشاطكم القومي مع اخوتكم الكلدان  ومع كل أبناء شعبنا. وأن شاءالله سيكون لنا لقاء آخر ومع شخصية أُخرى بإذن الله.

تم اللقاء في ملبورن/استراليا.
متابعة الصور في الاسفل
عناوين الصور  من الأاعلى الى الأسفل
1-المؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام في مشـيـﮔان 2013م
2-اللقاء والحوار في ملبورن بين الكاتبين هيثم ملوكا ومايكل سيبي 2020م
3-صورة تـناول الأول في عام 1957 / كـركـوك
4-صورة بالأعلام الكلـدانية  في    2  آب  2014    / مركـز سـدني ... الأُستاذ مايكل سيبي مع (زوجتهِ وأخـتها وأبنتهِ) .. في تـظاهـرة إسناداُ لشعـبنا المضطهـد في الوطن العـراق
5-صورة مع المطران أميل نوناو الشمامسة 2017 عـيـد الشمامسة / كـنيسة مار توما / سـدني
6-  مع المطران سـرهـد جمو في تـشرين الأول 2018 في داره / / سان ديـيـﮔـو / كاليفـورنيا / أميركا .. والأب نـوئيل ومجموعة من الضيوف.
7-صورة للشماس مايكل سيبي في احد القداديس .

صفحات: [1]