عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - nassirazo

صفحات: [1]
1
حضرة الأستاذ ساهر يلدو المحترم

شكرا على المعلومات القيمة التي زودتنا بها في موضوعك المعنون.. "الكنيسة الكلدانية في مشيكان تحتفل باليوبيل الفضي لرسامة المطران مار أبراهيم أبراهيم الجزيل الاحترام"

بالتأكيد فإن اليوبيل الفضي لرسامة سيادة المطران أبراهيم أبراهيم السامي الأحترام هي مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا ونود بحلولها أن نرفع لسيادته التهاني القلبية وأسمى آيات الأكرام والطاعة البنوية.. وقد أعجبتني جدا الكلمة الروحية التي ألقاها سيادته في القداس الأحتفالي والتي قال فيها: "إن الكنيسة تعمل سوية، الشعب والكهنة والأسقف، ولهذا فأن كل الإنجازات التي قدمتها الأبرشية خلال هذه السنين هي ثمار العمل المشترك بين الجميع".. وأحيي في سيادته تقديمه الشكر لجميع الكهنة والعلمانيين الغيورين، على تعاونهم معه والذي يصب في خدمة الكنيسة الكلدانية ومؤمنيها .

تمنيت عليك أيها الأخ العزيز ساهر.. لو ذكرت أيضا بأنه اليوبيل الفضي لتأسيس أبرشية مار توما الرسول الكلدانية وهي أول أبرشية للكلدان في القارتبن الأمريكيتين.. وهذه المناسبة هي بحد ذاتها فرحة لاتوصف تضاف لفرحتنا برسامة سيادته.. علما بأن المطران أبراهيم أبراهيم قد تحمل مسؤولية خدمة هذه الأبرشية منذ تأسيسها وحتى تقرر تأسيس الأبرشية الكلدانية الثانية والتي يخدمها منذ تأسيسها سيادة الحبر الجليل مار سرهد جمو السامي الأحترام.. وبدورنا ننتهز هذه الفرصة لنهنيء سيادة الحبر الجليل مار إبراهيم إبراهيم وسيادة الحبر الجليل مار سرهد جمو وكل إكليروس وراهبات وشمامسة ومؤمني كنيستنا الكلدانية العزيزة في أمريكا.. ونتمنى لهم إستمرار التقدم والأزدهار والنماء الروحي والأنساني والأقتصادي والثقافي والعمراني بصلاة العذراء القديسة مريم وجميع القديسين آمين...

الشماس نصير عزو
عن لفيف من الشمامسة
في مدينة ونزر - كندا

ملاحظة: تمنيت أيضا لو أن لوحة الأعلان عن الحفل كتبت بالأنكليزية بإحدى الطريقتين التاليتين:

His Excellency
Mar Ibrahim N. Ibrahim

Is Celebrating
The 25th Year Jubilee
Of
His Episcopal Ordination
أو بطريقة مغايرة
His Excellency
Mar Ibrahim N. Ibrahim

We're Celebrating
The 25th Year Jubilee
Of Your Episcopal Ordination

2
قالت ناشطة وكاتبة مسلمة أمريكية من أصل مصري إن بث الكراهية والدعوة للعنف في الجوامع المنتشرة بالولايات المتحدة دفعها للذهاب للكنيسة بدلا عن الجامع.. بحثا عن الحب، نافية بشدة الأنباء التي تحدثت عن اعتناقها للمسيحية. وتحدثت الناشطة المصرية نوني درويش، التي تعتبر من أبرز المتحدثين في مؤتمر يعقد خلال هذه الأيام في الولايات المتحدة حول الاسلام والعلمانية، عن قصة مشروعها عرب من أجل إسرائيل قائلة إن اليهود أولاد عمنا ويجب أن نعيش معهم بسلام... وتظهر درويش بشكل دائم في أبرز القنوات الإخبارية الأمريكية للتعليق على الشؤون العربية والإسرائيلية، وعن التطرف الإسلامي. وكان والد نوني درويش يعمل مع الفدائيين الفلسطينيين في غزة في بداية الخمسينيات من القرن الماضي حتى اغتالته إسرائيل عام 1956، في عمر 35 سنة.

تخرجت نوني درويش من الجامعة الأمريكية بمصر سنة 1969 في عمر 20 سنة حيث درست علم الاجتماع وهاجرت إلى أمريكا عام 1978، وتلقي محاضرات في جامعات أمريكية مثل بوسطن وبراون واسمها الأصلي ناهد حافظ... وأصدرت العام الماضي كتاب: الآن يسموني كافرة: لماذا تخليت عن الجهاد.. من أجل أمريكا وإسرائيل والحرب على الإرهاب?. وذكرت على موقعها أن الكتاب يعد مرجعا لكل من يريد التعرف على الخطر الذي تواجهه الحضارة الغربية بسبب الإسلام الراديكالي والذي يحميه ويخلقه ويقويه مفاهيم خاطئة متجذرة في الثقافة العربية الإسلامية.

وجاء حديث نوني درويش لـ"العربية.نت"، والذي يعتبر الأول لها لوسيلة إعلام عربية، على هامش مؤتمر تنظمه شخصيات غربية من تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة وتحضره شخصيات علمانية من الدول الإسلامية، حول الإسلام والعلمانية. وتعتبر درويش أبرز المتحدثين فيه. ويناقش المؤتمر "التفسيرات العلمانية للإسلام والقرآن ومسألة حرية التعبير في المجتمعات الإسلامية وضرورة الإصلاح الثقافي وتغير الفلسفة الإسلامية وبناء ثقافة إسلامية عصرية". ويبحث أيضا في أسباب تحول ثقافات الشرق الأوسط من الانفتاح خلال العصور الوسطى إلى مجتمعات دينية حاليا وفق بيان صدر عن منظميه...

وقالت نوني درويش لـ"العربية.نت": صُدمت عندما دخلت الجوامع في أمريكا بسبب وجود المتطرفين فيها والذين قدموا من البلاد العربية لينشروا الكراهية ويشجعون على كره أمريكا. أنا لم أترك الإسلام ولكن هو الذي تركني، وأذهب للكنيسة حيث لا يتحدثون بالسياسة.. وأذهب للكنيسة لأسمع كلاما عن الحب لم أعد أسمعه في جوامعنا، ولو سمعت كلاما عن الحب في الإسلام وتوقف الكلام عن السياسة في الجوامع ولو قليلا سوف أقضي كل حياتي في جامع. وأضافت: أنا لست ضد الإسلام.. ولم أترك الدين ولم أعتنق المسيحية وذهابي للكنيسة لا يعني أني اعتنقت المسيحية.

وعن مشاركتها في مؤتمر الإسلام والعلمانية في فلوريدا في 5-6 مارس، تقول: سأتحدث عن ضرورة التغيير في العالم العربي. يجب أن يكون هناك فصل بين السياسة والدين، ولا أعني إلغاء الدين من الحياة تماما، ولكن رئيس الجمهورية يجب ألا يكون من دين محدد، لأنه توجد أقليات مثل المسيحيين الذين يجب معاملتهم مثل المسلمين.... ورأت أن المشكلة الآن أن الاقليات في العالم العربي التي تعامل معاملة سيئة، بينما هنا في الولايات المتحدة.. ومن أول يوم أتيت فيه عاملوني مثل أي شخص آخر، فليس معقولا أن يكون كل الشرق الأوسط مسلما، وانظر مثلا إلى الشارع الذي أعيش فيه هنا ستجد الناس من كل الديانات والاعراق...

وتقول نوني درويش: يجب أن ندافع عن ديننا ونسترده من الكارهين. ولدى سؤالها كيف ذلك وأنت تركت الجامع وذهبت للكنيسة؟ أجابت: هذا رأيي. لست متدينة كثيرا. الإسلام هو الذي تركني بسبب التطرف الذي رأيته هنا في الجوامع. ما أعنيه أنه يجب ألا نبحث في لغة القرآن لأنه واحد لن يتغير، ولكن يجب إعادة النظر في تربية أبنائنا، وهذه مسؤليتنا نحو ديننا، حيث أن الأجنبي ينظر لأعمالنا كمسلمين ولا ينظر للموجود في القرآن، وتقييم الناس يتم وفق أعمالهم التي تجعل الناس تحب الإسلام أو تكرهه.

واستطردت: حصلت مؤتمرات في العالم العربي وأمريكا حول الإسلام في العصر الحديث وجرى الحديث فيها عن كيفية تحسين صورة الإسلام أمام الغرب، بدلا من الحديث عن التغيير لمنع حصول الإرهاب وأسباب الإرهاب وجذوره وإصلاحها، وتغيير تربية الأطفال، لأن الجهاد لا يعني القيام بأعمال إرهابية ولكن تربية الأطفال تعلمهم الجهاد بطريقة تقودهم للإرهاب.... وأوضحت: على سبيل المثال.. موجة الاحتجاج العارمة على الرسوم المسيئة للرسول لم تكن مناسبة، وصحيح أن نشر الرسوم قلة أدب وأن الضحك على دين الآخرين والانبياء خطأ، وأن المسيحيين يحزنون هنا عندما تنشر صور للمسيح ولكنهم لا يحتجون بهذا الحجم الكبير الهائل الذي يشير إلى وجود خطأ ما في الإسلام...

وفي موضوع متصل، ولدى سؤالها عن قصة لقائها مع الرئيس الإسرائيلي موشه كاتساف وما شكل من انتقادات لها، دون أن يقدم لها اعتذارا عن قتل والدها، قالت: مصر تقيم سلاما مع إسرائيل، وأنور السادات ذهب بنفسه إلى إسرائيل وهو رفيق أبي، وأنا متأكدة لو بقي والدي على قيد الحياة لكان قد ذهب مع السادات إلى إسرائيل... وأضافت أن والدها العقيد في الاستخبارات المصرية وممثل جمال عبد الناصر في غزة في الخمسينيات، مصطفى حافظ، عمل مع الفدائيين، نافية بشدة أن تكون قد وصفته بـالإرهابي كما نشر عنها. وقالت: هو شهيد وهنا في أمريكا فهموا أني أقول عنه بأنه إرهابي.. ولكني حاولت أن أفهمهم الفارق بين الشهيد والإرهابي.
 
وكانت نوني درويش أطلقت مشروعا أسمته: عرب من أجل إسرائيل، ومن أبرز مبادئه: دعم إسرائيل ودعم الشعب الفلسطيني، دعم دولة إسرائيل والدين اليهودي، والاعتزاز بالثقافة العربية والإسلامية، إسرائيل دولة شرعية وليست خطر على الشرق الأوسط، بل هي فائدة له. وتحدثت عن مشروعها للعربية.نت، قائلة: في الخمسينيات قتل الفدائيون أكثر من ألف يهودي واليهود قتلوا منا أيضا، ولو بقينا نعيش على دوامة القتل فهذا خطأ كبير، ويجب أن يبدأ السلام والمسلمون أكثر من اليهود .. مما يخافون واليهود أقلية... وأضافت: ثلاثة أرباع اليهود أصلا من دول عربية مثل مصر والعراق والمغرب واليمن وهؤلاء أولاد عمنا وليسوا شرا كما تربينا وتعلمنا، ولكن لم أقل إن إسرائيل مثالية فلها أخطاؤها ولنا أخطاؤنا، والحل بنشر التسامح ومن الغريب ألا نكون قادرين على التسامح مع إسرائيل رغم أنها أقلية.

3

زواج المتعة.. زواج المسيار.. تزويج الطفلة قسرا.. المفاخذة مع الطفلة.. التمتع بالرضيعة.. ختان الفتيات.. حرمان المرأة من حق التعليم... حرمان المرأة من حقوقها المدنية.. حق المرأة المسلمة في طلب اللجوء الأسرى إلى دول غير اسلامية (اسبانيا وفرنسا مثلا).. ومواضيع جوهرية أخرى تتحدث بها غادة جمشير الناشطة البحرينية للدفاع عن حقوق المرأة وتهاجم في لقاء صحفي لها بعض العادات الأسلامية (الشيعية والسنية) التي تنتقص من كرامة المرأة.. ومازالت تمارس في معظم البلاد العربية والأسلامية حتى هذه الساعة... إستمع للتسجيل التالي من موقع ميمرا:

http://switch5.castup.net/frames/20041020_MemriTV_Popup/video_480x360.asp?ai=214&ar=978wmv&ak=null



4
** نص الخبر بقلم الزميلة الإعلامية أنعام ككجي من ميلانو/ إيطاليا نشر في موقع  www.kamishli.com  **

مهندس من أبناء شعبنا ينقذ البندقية من الغرق...
بنوع مبتكر من المصدات البحرية الحساسة لحركة الأمواج

ميلانو: إنعام كجه جي

يغرق مهندس عراقي في العمل يومياً، مع رفاق له، ومنذ 17 عاماً، من أجل أن تطفو مدينة البندقية الإيطالية فوق مياه البحر التي تفيض على أرصفتها وساحاتها عشرات المرات كل سنة. وعرض مشروع انتشال المدينة العائمة على وزارة النقل والبنى التحتية في روما عام 2002. ومن المؤمل أن ينتهي العمل فيه عام 2011.
وشيدت البندقية اعتباراً من القرن العاشر الميلادي فوق مجموعة جزر على بحيرة ضحلة تمتد 40 كيلومتراً طولا و 10 كيلومترات عرضاً، تتصل ببحر الأدرياتيك بثلاث قنوات أو خلجان صغيرة.

وفي حديث مع «الشرق الأوسط» قال يوئيل أبرم، إن مشكلة فيضانات البندقية فريدة في نوعها لأن ارتفاع منسوب المياه لبضع عشرات من السنتيمترات، بسبب أي رياح أو عواصف في البحر، تكفي لإغراق المناطق الواطئة من المدينة، ومنها ساحة سان ماركو الشهيرة. وتغمر المياه هذه المناطق بين 45 الى 60 مرة في السنة. لذلك كان لا بد من التفكير بنوع مبتكر من المصدات البحرية الحساسة لحركة الأمواج والقادرة على الانتصاب خلال نصف ساعة، لا أكثر. وهو وقت قصير بالمقارنة مع الحواجز الموجودة على نهر التيمس، مثلاً، والتي تحتاج الى ساعتين لكي تغلق مصاريعها في وجه حركة المياه المتدفقة.

ويشغل المهندس يوئيل أبرم، 66 عاماً، منصب المدير المسؤول عن مشروع «نظام الحواجز المتحركة لمدينة البندقية». وقد استدعته شركة الاستشارات «تكنيتال» عام 1989 ليتولى هذه المهمة بعد أن اكتسب خبرة طويلة في عدة ميادين هندسية، بضمنها إنشاء الموانئ والمنصات البحرية والطرق السريعة وسكك الحديد، في أماكن عديدة من العالم.

ويقول أبرم «يقوم التصميم الذي توصلنا اليه على أربعة حواجز متحركة، طول كل منها 400 متر تقريباً، توضع في البحر على أعماق تتراوح بين 6 و 14 متراً، وتفصل بين الهور الذي شيدت فوقه المدينة وبين البحر في فترات الفيضانات المحتملة. ويتألف كل حاجز أو بوابة من رفارف معدنية يصل طول الواحدة منها إلى 30 متراً ووزنها إلى 300 طن». وتتساطح هذه الحواجز، في الأوقات العادية، مع المنسوب الواطئ لمياه البحر، لكنها ترتفع في الوقت المناسب مع اقتراب الفيضان لكي تحافظ على منسوب المياه داخل الهور بالشكل المقبول. ويستعمل الهواء المضغوط لطرد المياه من داخل البوابات بهدف منحها التعويم اللازم عند حدوث الطوارئ.

ولد يوئيل أبرم، وهو عراقي آشوري، في مدينة خانقين. ودرس الهندسة في جامعة الحكمة في بغداد، ثم حصل على درجة الماجستير في الهندسة المدنية من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وعاد الى العراق لبضع سنوات قبل أن يغادره عام 1968 للعمل في مشاريع للنفط والغاز امتدت من إيران الى الكويت وقطر وجنوب آسيا وروسيا وأميركا اللاتينية. وفي عام 1972 استقر في إيطاليا. وهو متزوج من عراقية وأب لابنتين.

5
اهتفوا لله بصوت الترنيم                                                بقلم الشماس نصير عزو

أعلنت دقات الساعة الخامسة مساء حسب التوقيت المحلي لمدينة بغداد ليوم الأحد 6 كانون الثاني 1985. وكان لي الشرف في ذلك اليوم أن أرتقي درجات المذبح المقدس لكنيسة مار إيليا الحيري الكلدانية الكاثوليكية في حي الأمين الأولى ببغداد الجديدة، رفقة خادم الرب الأب المرحوم فيليب هيلايي الذي أقام الذبيحة الإلهية بمناسبة عيد عماد الرب "عيد الدنح". والدنح  APeI  كلمة سريانية (كلدوآشورية) تعني الشروق "الظهور". ويعد هذا العيد من الأعياد الكبرى لكنيسة المشرق، ففيه أعلنت للملأ حقيقة الرب يسوع باعتماده علي يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن:  "(16) واعتمد يسوع وخرج لوقته من الماء، فإذا السموات قد انفتحت، فرأى روح الله يهبط كأنه حمامة وينزل عليه (17) وإذ صوت صادر من السموات يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت".          (متى 3/16-17)
في موكب احتفالي مهيب، دخل أطفال التعليم المسيحي إلى الكنيسة من بابها الرئيسي. فقد فتح ذلك الباب على مصراعيه لاستقبالهم.  دخلوا وحناجرهم البريئة ترتل باللحن الطقسي الاحتفالي:
"شباح لماريا بقوذشه.. شبحوي برقيعا دعوشنه.. شبحوي بحيلثانوثيه.. شبحوي بسوغا دربوثه.. شبحوي بقالا دقرنا.. شبحوي بقيثاري ووخناري.. شبحوي ببلكي وورويعي.. شبحوي بمني حلياثا.. شبحوي بصصلي شمعا شبحوي بقالا ووقعاثا.. بخل نشما نشباح لماريا.. شوحا لاوا ولورا وروحا دقوذشا.. من عالم وعذما لعالم آمين وآمين".           (مزمور 150/1-6)
وقفت أمام ذلك الحشد المبارك من أعضاء كنيسة المسيح، أنا الجندي المكلف الملتحق حديثاً بالقوات المسلحة العراقية، جندياً متطوعاً في خدمة الرب، لإعلان بشرى ظهوره، وتبليغ رسالته الخلاصية لبني البشر. رفعنا الصلاة إكراماً للثالوث القدوس الإله الواحد طالبين لجرح شعبنا النازف، جراء الحرب العراقية/ الإيرانية الالتئام، متضرعين لنيل نعمة الخلاص لجميع أخوتنا في المواطنة.  فقد ألمـّت بوطننا الحبيب حرباً ضروساً دخلت عامها الخامس، وحصدت عشرات الألوف من خيرة شباب العراق، لتترك أضعاف ذلك العدد من المعاقين والأسرى والمفقودين، والأيتام والأرامل والعوانس، والشيوخ والأطفال المشردين، دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل بانتهائها. لقد دمرت تلك الحرب الشعواء التي دارت رحاها لثمانية أعوام (1980-1988) جيلاً بأكمله من أبناء العراق، وأصابت في الصميم، شعباً منكوباً آخر هو شعب إيران الجار، فيما أصطلح عليه لاحقاً بـ"حرب الخليج الأولى"
ما أروعه من مشهد، وما أعظمها من كلمات يقدم فيها إلهنا الفادي يسوع المسيح جسده ليكسر ودمه ليسفك كي تكون لنا فيه الحياة الأبدية.  ألا سقياً لتلك الأيام المحفورة في ذاكرة الخلود، فيها اقتربنا أفواجاً من مائدة الرب العامرة مبتهجين لوعده: "من أكل جسدي وشرب دمي فله الحياة الأبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير، لأن جسدي طعام حقاً ودمي شراب حقاً. من أكل جسدي وشرب دمي ثبت في وأنا فيه" (يوحنا 6/54-56). إنها الذبيحة الإلهية، الوعد الذي يتجدد كل يوم في بيت الرب، فطوبى للمدعوين إلى وليمة الحمل. وقفنا بتواضع وخشوع في حضرة الرب القدير، يضمنا ذاك المبنى المكرس لتقديم ذبيحتي كلمة الحياة والقربان الأقدس. المبنى المهيب الذي شيدته سواعد العراقيين الخيرة، هيكلاً مقدساً للرب، فإذا به صرحاً إيمانياً شامخاً امتزجت فيه كل قطرة عرق أو دم نضحت أو نزفت من بدن أحد أبناء الرعية الكرام، حاضرين كانوا أم غائبين، ليتباركوا جميعاً بانتسابهم لعائلة المسيح الواحدة.
تلك لوحة مار إيليا الحيري وهو يتوسط رهبانه في ديره الكائن قرب الموصل. رسمتها ريشة المأسوف على شبابه المرحوم الفنان المهندس أنضر جميل جزراوي، فقد رحل أنضر إلى ملكوت السماء، وهو لم يزل بعد في مطلع الثلاثينيات، ودون أن ينال فرصة وضع اللمسات الأخيرة للوحته الخالدة.  وهذا صليب مشرقي من القرون الأولى يتوسط جدار المذبح المقدس، حفره إزميل المهندس الشاب المبدع أنهار بولس عبد الله، فنال بإنجازه الرائع ذاك، كرامة وشرفاً تعوضانه عن الغبن الذي لحق به، جراء سرقة المشرفين على مجلس البحث العلمي (آنذاك) لثمرة جهوده العلمية، بمنح براءتي اختراع  Patents من إنجازاته الشخصية إلى "الرفيق الدكتور... عضو قيادة شعبة الكرادة الشرقية/ الأطراف لحزب البعث العربي الاشتراكي".
داعبت أنامل الأخوين المهندسين الشابين ساهر (على الـ Solo) ووسام (على الـ Base) أوتار قيثارتيهما، فجادتا بأعذب الأنغام حتى كادتا أن تنطقا بتسبيح سماوي فريد. قد شاءت العناية الإلهية أن تحفظ تلك العائلة المباركة، بعدما قام جلاوزة النظام السابق باغتيال والدهم الشهيد البطل أدور ميخائيل معروف، في منزله الكائن بحي المعلمين، قرب ثانوية الأول من حزيران للبنات، أثناء قيلولة بعد الظهر. اغتيل الرجل في رابعة النهار أواخر عام 1975، وبمرأى ومسمع من زوجته وأطفاله! فكممت سلطات الأمن أفواه العائلة المنكوبة، وهددتهم باختطاف الأطفال وارتكاب الأفظع… إن هم فضحوا سراً.  أغلق ملف التحقيق، وقيدت القضية ضد مجهول، لعدم تجرؤ ذوي المجني عليه بتوجيه التهمة ضد أحد، فهجرت العائلة منزلها، لتستأجره فيما بعد الفرقة الحزبية للعبثيين، وتحوله إلى مقر مؤقت لما أطلق عليه خطأ "الجيش الشعبي".
وقف طالب كلية طب الأسنان الشاب الوسيم سعد حاملاً قيثارته الجميلة، متأملاً العلامات الموسيقية (النوتة) استعداداً للترتيلة التالية.  هكذا يحلو لأصغر أبناء المرحوم الشماس رزوقي يوسف عجمايا  أن يسبّح الله بحسب الموهبة التي أعطيت له، فهو يستخرج من تلك الأوتار الذهبية، أحلى النغمات وأرقـّها ليساعد المؤمنين على التأمل والصلاة. وصدحت أصوات فرقة التراتيل Choir تتقدمهم هدى إبراهيم موسى بإطلالتها الملائكية المحببة، وصوتها الفيروزي الصافي:
                                    (1)
       نور فادي الناس أشرق     من علاه في الظلام
       والهدى السامي تألق      مذ أتت بشرى السلام
       في يسوع النور فاقا         كل أنوار الشموس
       وهو للأبصار راقا              بل أضاء للنفوس
       نور فادي الناس أشرق     من علاه في الظلام
                                   (2)
       وجهه البهي تراه            في الأعالي كل عين
       شمس فردوس سناه      فاق نور النيرين
       قد جرى ذا النور يسطع     من بلاد لبلاد
       سينير الكون أجمع          في الروابي والوهاد
       نور فادي الناس أشرق     من علاه في الظلام

أبدع الموسيقار الشاب مانوئيل ميخا عوديش في وضع ألحان هذه الترتيلة المميزة، فصاغها وفق أرفع مقاييس الموسيقا (بالألف الممدودة). نعم فتلك هي الوزنة التي استودعه إياها السيد، وهاهو يتاجر بها بفطنة وحكمة ونشاط.  لقد تخرج مانوئيل من الدراسة المسائية لمعهد الفنون الجميلة في المنصور بمعدل عام 76%.  لم يكن بين الأوائل على دفعته، إذ كان يعمل ويدرس في ذات الوقت، وتراوحت علاماته في الدروس النظرية بين 62 و 86%، لكن اللافت للنظر هي علامته في مادة الحس الفني والذوق الموسيقي، والتي زادت على 92% على مدى سنتي الدراسة، وهذه الترتيلة دليل على صدق ذاك التقييم. ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نثني على نزاهة أساتذة المعهد المذكور وموضوعيتهم، وسط ضغوط قاهرة عصفت بمؤسسات البلد وهيئاته التعليمية آنئذ، جراء تسليم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ليد أمين العاصمة الأسبق، "الأستاذ س ش"، وهو لا يجيد كتابة جملة مفيدة واحدة.
ويبقى سؤال بانتظار إجابة، من نظم تلك الترتيلة الخالدة؟ لقد بحث مانوئيل في بطون المطبوعات العربية لشرقنا المسيحي، فوجد ذلك الكنز الفريد مطموراً فاستخرجه.  نظم هذا الكلام الجزيل الأديب والكاتب والمؤرخ السرياني الماروني المعروف الشيخ إبراهيم اليازجي بن الشيخ ناصيف اليازجي. ولد إبراهيم اليازجي في بيروت عام 1847 وتعلم العربية والسريانية والعبرية على يد والده، ثم صار أستاذاً في المدرسة البطريركية ببيروت، فإذا هو أحد أئمة النهضة الأدبية واللغوية وأعلامها.  إذ ترجم الآباء اليسوعيين نصوص العهد القديم المعقدة إلى العربية، أحالوها إلى إبراهيم لصياغتها في عربية سليمة، هي أدق ما تكون إلى النص الأصلي. سخّر الرجل عبقريته اللغوية والأدبية الفذة لتحقيق ذاك الهدف النبيل، ولم يألو جهداً في استخراج الكلم اللائقة بكلام الحياة الذي غذى ويغذي إيمان شعوب هذه المنطقة بأروع صورة،.
جلب الآباء اليسوعيين إلى الشرق اختراع العالم الألماني يوهان كوتنبرغ  Johann Gutenberg (1400-1464) الطابعة الآلية بالأحرف المنفصلة لأول مرة. وإذ احتاجوا إلى من يرسم لهم أمهات الحروف العربية والسريانية وينضدها للمطابع، لم يجدوا خيراً من اليازجي يوكلوا إليه تلك المهمة الخالدة. إن هي إلا أشهر قليلة حتى دفعت الرهبانية اليسوعية بمخطوطاتها للطبع، وبذلك تشرفت اللغة العربية ومدينة بيروت بأن يطبع فيها عام 1881 الكتاب المقدس كاملاً (73 سفراً) كأول كتاب مطبوع بالعربية، على غرار اللغة الألمانية ومدينة ستراسبورغ Strasbourg اللتان تشرفتا بأن يكون الكتاب المقدس أول كتاب في العالم أجمع يطبع فيهما عام 1450.  وبإتمام هذين العملين الجبارين، قرر الشيخ إبراهيم اليازجي الهجرة إلى مصر في عام 1894 وبقي فيها حتى وفاته عام 1906 وهناك أنشأ جريدة الضياء فحرر القسم الأكبر منها، بالإضافة إلى إصداره مؤلفات لغوية وأدبية أهمها: "نجمة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد" و"العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب".
أحييكم يا أبناء كنيسة مار إيليا الحيري الأجلاء وأحيي فيكم كل كنائس العراق وشعبه وأرضه ومياهه. وأدعوكم للتمسك بوصية الرب يسوع: "(34) أعطيكم وصية جديدة: أحبوا بعضكم بعضاً.  كما أحببتكم، أحبوا أنتم أيضاً بعضكم بعضاً (35) إذا أحببتم بعضكم بعضاً عرف الناس جميعاً أنكم تلاميذي"(يوحنا 13/34-35)


6
حكاية الرجل المريض: القصة الكاملة للإمبراطورية العثمانية
   
(1) سقطت بغداد على يد هولاكو المغولي (مؤسس السلالة الإيلخانية)  في عام 1258، وبسقوطها انتهت الخلافة العباسية وقتل آخر خلفائها (المستعصم). دام حكم العباسيين خمسة قرون ونيف (750-1258)، وبزوالهم المفاجئ صارت منطقة الشرق الأوسط نهباً مشاعاً للغزاة من كل القوميات والأجناس والأعراق، وخلت الساحة من "أمراء المؤمنين" الذين يؤمون المصلين في المساجد نهاراً، ليقيموا مجالس القصف والسكر  والخلاعة والفجور في قصورهم ليلاً.
(2) بعد ربع قرن من الزمان أسس عثمان الأول (1281-1326) الإمبراطورية التي سميت فيما بعد باسمه. وضع عثمان نواة إمبراطوريته تلك في الجبال الوعرة من وسط أسيا الصغرى (قرب أنقرة الحالية)، وعلى مسافة تزيد على ألف كيلومتر شمال/غربي مدينة بغداد. استثمر سلاطين بني عثمان الظرف التاريخي لصالحهم فأطلقوا على أنفسهم لقب "أمراء المؤمنين"، وقالوا بأنهم حماة حمى الإسلام، والذائدين عن الأرض والعرض.. يحكمون باسم الدين، ويقاتلون "في سبيل الله"، لنشر دينه "الحنيف"، وإبادة "الكفرة" عن وجه الأرض.
(3) لم تذق البشرية طعم الراحة والسلام، على مدى سبعة قرون ونصف (1281-1923)، إذ أغرقها العثمانيون في دوامة من الحروب المتواصلة، وأبادوا أمماً وقبائل عن بكرة أبيها. توالى على حكم الخلافة سبعة وثلاثين سلطاناً كان آخرهم السلطان عبد المجيد الثاني (1922-1924). نجح العثمانيون خلال فترة حكمهم الطويل في نشر الرعب والهلع والقتل والدمار في كل الأرجاء. فتكوا بكل ما وقع في قبضتهم من شعوب وممالك وحضارات، حتى حلت نهايتهم بنهاية الربع الأول من القرن العشرين حين انبرى القائد التركي العظيم مصطفى كمال أتاتورك (1881-1938)، ليطهّر بلاده من رجس الطغاة، ويلغي نظام الخلافة، ويعلن عن تأسيس الجمهورية التركية الحديثة (1923).
(4) تحت معاول العثمانيين الأوباش، سقطت القلاع الحصينة والمدن الزاهرة، واحدة تلو الأخرى. واستشرى وباء العثمنة في الأمم كالنار في الهشيم، فتهاوت تحت ضرباتهم اللئيمة كل أسيا الصغرى، ونصف أوربا وعموم منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا. خلف أورخان (1324-1359) أباه عثمان الأول، فاحتل مدينة بروسة وجعلها عاصمة له، وتلاه مراد الأول (1359-1389) الذي احتل أدرنه وجعلها عاصمة له، ثم احتل صوفيا وتسالونيقي (1385-1386).
(5) تخلف بايزيد الأول (الصاعقة) (1389-1402) عن أسلافه، فانهزم أمام تيمورلنك في معركة أنقرة (1402) وسقط في الأسر. لكن مراد الثاني (1421-1451) تدارك عثرة جده بايزيد فاستعاد زمام الأمور وانتصر على بولونيا وهنغاريا (المجر) في معركة فارنا (1444)، وعلى صربيا في معركة كوسوفو (1448). وسار محمد الثاني (الفاتح) (1451-1481) على خطى أخيه مراد الثاني فأسقط الدولة البيزنطية واستولى على عاصمتها القسطنطينية (1453)، التي جعلها عاصمة للعثمانيين وأسماها الأستانة (استنبول)، ثم حاصر بلغراد وارتد عنها أمام صمود يوحنا هونيادي، لكنه واصل غزواته ضد البيزنطيين، وأسقط عاصمتهم المؤقتة في مدينة طرابزون الأرمنية (1461).
(6) استمرت الحروب سجالاً بين العثمانيين والأوربيين حتى وصل إلى حكم الأستانة، السلطان سليم الأول(1512-1520) والذي أحدث تغييراً جوهرياً في وجهة المعارك. فقد استشعر السلطان سليم خطراً متنامياً على الحدود الجنوبية الشرقية لإمبراطوريته، فحارب الصفويين وانتصر على الشاه إسماعيل الأول الصفوي في معركة جالدران (1514)، ثم حارب المماليك وانتصر عليهم في معركة مرج دابق (1516)، التي دارت رحاها على نهر قويق (بين منبج وأنطاكيا)، وأسقط حلب ودمشق والقاهرة، وشنق ملكهم الأشرف (طومان باي الثاني)، منهياً بذلك حكم المماليك لمصر (1517).
(7) انبهر السلطان سليم الأول لتعدد الصناعات وتنوع المهن في مدينة حلب الشهباء، وفوجئ بالرقي والعمران الذي وصلت إليه المدينة العريقة، والذي طبع بعمق في ذاكرته المريضة (لا نقول في وجدانه، فهو لا يملك وجداناً). زار المدينة بعد عدة سنوات ليجدها في حال يرثى لها من الانحطاط والتردي. استفسر عن سبب الخراب والدمار الذي أصاب المدينة والتي كانت قبلاً قبلة للناظرين، فأخبره مرافقوه بأن ماحدث هو نتيجة طبيعية لعدم استتباب الأمن في المدينة، ولسيطرة الجيش الإنكشاري عليها، وكأني بهم يقرؤون الإنجيل الشريف: "من ثمارهم تعرفونهم، أيجنى من الشوك عنب، أو من العليق تين؟" (متى 7/15-16) 
(8) تساءل سليم بدهشة، عن سـر اختفاء دكاكين الصاغة والحرفيين المهرة، الذين كانت تعج بهم المدينة فيما مضى، فرد عليه أحد قادة جيشه: "لقد هرب نفر كبير منهم لدى دخولنا المدينة، وقتل العديد منهم بأيدي جيشنا، وأما البقية الباقية فقد أعلنوا إسلامهم، وتعلموا اللغة التركية، وانضموا إلى صفوف الجيش الإنكشاري". إثر هذه الزيارة، أصدر السلطان العثماني مرسوماً باستجلاب 40 عائلة من أصحاب المهن والحرف، من الموارنة السريان من أطراف جبل لبنان، ليعيدوا لمدينة حلب وجهها الحضاري المشرق، على أن يعيشوا بمعزل عن المسلمين. جيء بالحرفيين المسيحيين، وأمروا بالإقامة على أطراف المدينة القديمة في (حي الأربعين) وبحضورهم انتعشت حلب ثانية: "أنتم نور العالم، لا تخفى مدينة على جبل، ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال، بل على المنارة، فيضيء لجميع الذين في البيت" (متى 5/14- 15).
(9) بعد أن كسر سليم شوكة الصفويين والمماليك، استتب الأمر لابنه سليمان القانوني (1520-1566)، الذي حارب على عدة جبهات، وانتصر على خصومه جميعاً، ووسع رقعة الإمبراطورية إلى أقصاها. اتجه شمالاً وغرباً فاحتل بلغراد ورودس (1522) وانتصر على المجر في معركة موهاكس (1526)، ثم اتجه جنوباً وشرقاً فاحتل بغداد وتبريز (1534)، وأرغم الصفويين على نقل عاصمتهم من تبريز إلى قزوين (1555). تعد مرحلة حكم السلطان سليمان القانوني أوج مجد الإمبراطورية العثمانية، ومع ذلك فلا يصح أن نسمي تلك الفترة "عصراً" أو "عهداً"، بل "حقبة" ليس إلاّ. عاشت البشرية تحت نير العثمانيين المقيت أشد أيامها جهالة وظلمة (1281-1923). فقد نشر بنو عثمان روح التعصب الأعمى والحقد الأسود، والجهل والتخلف والقتل والتدمير. ومرت فترات حكمهم الطويلة دون إنجازات تذكر، فتاريخهم بمجمله وصمة عار يندى لها جبين الإنسانية.
(10) اقترف العثمانيون أبشع المجازر وأكثرها هولاً بحق مئات الملايين من الأبرياء والعزّل. وخير مثال على بشاعة العثمانيين، إصدارهم المرسوم السلطاني (الفرمان)، الذي أجاز قتل أكثر من مليون ونصف المليون من الأرمن، ونصف مليون من الكلدوآشوريين (1915-1918)، في مجازر مروعة سميت في التاريخ الحديث بـ"سفر برلك" أو بـ"مذابح الأرمن". ورافق تلك المجازر تشريد أضعاف هذا العدد من الأبرياء الذين هربوا إلى البلاد المجاورة على غير هدى، باحثين عن ملجأ يؤوون إليه، فهلك  الكثيرون منهم جوعاً وعطشاً، وصار آخرون هدفاً مباشراً لقطاع الطرق، وطعاماً جاهزاً للوحوش والكواسر.
(11) عين السلاطين العثمانيون ولاة لهم على الأقاليم التي سيطروا عليها، وأطلقوا عليهم لقب الباشوات (مفردها باشا). والباشا ليست لفظة تكريم كما قد يظن البعض، مثل “Lord, Sir or Dock ” في الإنكليزية. بل هي لفظة إهانة وإذلال، وتعني بالحرف الواحد (الشخص الذي يحق له أن يقبّل قدم السلطان ويضعها على رأسه "تبـرّكـاً"). وهذا بالضبط ما كان يفعله الباشوات، إذ يمثلوا بين أيدي سلاطينهم، عفواً، أعني إذ يمثلوا تحت أقدامهم.
تعد مهمة نشر الفوضى والقلاقل أولى أولويات الوالي العثماني، وتتلخص مسؤولياته بنشر الرعب والقهر والقتل والدمار. وأفضل الولاة في أعين السلاطين من يبالغ في استخدام السياط والقازوخ ومفارم اللحم البشري، وأفران شي الآدميين، (وذلك ما اقتبسه حليفهم هتلر في مجازره لاحقاً). ونرى أكثر الولاة قبولاً لدى الأستانة، من ينجح في تشريد وتهجير وتدمير أكبر عدد ممكن من القرى والمدن والبلدات التي تقع تحت سيطرته.
(12) كان العثمانيون ينظرون بازدراء إلى جيرانهم المسلمين في الشرق والجنوب من فرس وأكراد وعرب. وكانوا يكيلون للناطقين بالعربية أقذع السباب والشتائم. فعبارة "عرب جرب" الشهيرة، هي واحدة من ألطف وأرق ألفاظهم البذيئة، وفيها يشبهون العربي بالمداس الذي يتم انتعاله بعد ارتداء الجوارب. خص العثمانيون شعوب أوربا بغزواتهم المدمرة، وحقدهم وغيظهم، مستنكفين عن إضاعة الوقت والجهد في تدمير شعوب اعتبروها "أقل شأناً" قاطنة في جنوبهم الشرقي. بيد أن العثمانيون لم يتوانوا يوماً عن تدمير تلك الشعوب المسلمة، حين تهدد أمنهم خطر عسكري قادم من هناك، أو بعد سلسلة من هزائم وخيبات أمل في معاركهم مع أوربا.
(13) أرسل والي مصر محمد علي باشا ابنه ابراهيم باشا لقتال العثمانيين في سوريا، فانتصر عليهم في قونية (1831- 1833) وفي نصيبين (1839)، وبذلك تدهورت الأوضاع في المنطقة. ولأجل تأمين سلامة طريق تجارة الحرير، فقد رعت ملكة إنكلترا الشابة فكتوريا (1837-1901) مفاوضات سلام جرت في لندن عام 1840، بين السلطان العثماني الشاب عبد المجيد الأول (1839-1861)، وحاكم مصر الشيخ محمد علي باشا (1805-1849) ، انتهت بتوقيع معاهدة لندن التي يتخلى بموجبها محمد علي عن سوريا مقابل إقرار العثمانيين بأحقية سلالته في حكم مصر. يقال (والعهدة على الراوي) بأن السلطان العثماني رفض الصفقة مبدئياً لكنه أمام إلحاح مضيفته، وافق عليها لاحقاً بقوله: "بقشيشك مصر". أي إنه تنازل عن مصر، لا عن قناعة ذاتية، بل إكراماً للملكة.
(14) تقوم "فلسفة" الإدارة العثمانية على اعتبار الشعوب الرازحة تحت نيرهم كجرذان مخبأة في كيس من القنـّـب "الجنفاص" Canvas، وهو ما نسميه في العامية "الكونية" أو "الجوال" والتي نستعملها في خزن القمح والشعير لأن نسيجها الخشن يسمح بمرور الهواء خلالها، فلا تتعفن. ويقول لسان حال العثمانيين: "يجب أن نزعزع أمن واستقرار الشعوب التي نحتلها، ونجعلها تعيش في رعب وقلق دائمين، حتى نبقيها تحت سيطرتنا، لأن الجرذان إذا ما تركت كي تنعم بالهدوء والسلام، فإنها ستجد الفرصة سانحة لقضم خيوط القنب والهرب من الكيس، أما إذا واظبنا على رجها بعنف فإننا نمنعها من الاستناد على أرجلها والإمساك بتلابيب تلك الأكياس، والشروع في قضمها والخروج منها".
(15) ليست التركية بلغة حقيقية بل هي مزيج من اللغط والتعابير المسخ، المستوردة بصورة عشوائية من كل لغات الشعوب التي سقطت بأيدي العثمانيين. كتب العثمانيون أوامرهم بالحروف العربية كي يحافظوا على ارتباطهم المزعوم بالخلافة العباسية الإسلامية البائدة. وفي عام 1923 أمر مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء نظام الخلافة العثمانية، وإلغاء استخدام الحروف العربية في كتابة التركية، (التي بها تكتب أيضاً الفارسية والأوردو حتى يومنا هذا)، واستبدلها بحروف لاتينية، وشجع فكرة صياغة وتأليف قواعد للغة التركية، وإغناء اللغة بالمؤلفات الأدبية والقومية.
(16) يعزو العثمانيون خسارتهم المتتابعة لمعظم الممالك التي كانت تحت إمرتهم، واقتصار دولتهم (تركيا الحالية) على آسيا الصغرى وجزء أوربي صغير من بقايا الدولة البيزنطية (بموجب اتفاقية سان ريمو 1920)، يعزونها إلى عامل اللغة التي هي في عرفهم العنصر الوحيد للقومية. فتلك الشعوب (بحسب رأيهم) قد انفصلت عن تركيا فقط لكونها لم تتحدث التركية. ولذلك فاللغة الوحيدة التي يسمح باستخدامها في وسائل الإعلام التركية هي التركية، وبها تبث خمسون قناة تلفزيونية TV Channels وعشرات المحطات الإذاعية Radio Stations. وتعد تركيا الرائدة بين دول العالم في دبلجة الأفلام والمسلسلات الأجنبية بأصوات ممثلين أتراك، ونادراً ما تجد ترجمة مكتوبة Close Caption  على الأفلام.
(17) ظلت أوربا تئن تحت وطأة ضربات العثمانيين الماحقة. ورغم بعض الانتصارات المحدودة التي حققها الأوربيون هنا وهناك، فقد ظل العثمانيون يشكلون تهديداً خطيراً للكيان الأوربي برمته، حتى توالت هزائم العثمانيين في الربع الأخير من القرن السابع عشر على يد البولونيين 1675 والروس 1681 والنمساويين والهنغاريين (المجريين) 1687 والصرب 1691. واستطاعت روسيا وأوكرانيا ودول البلقان في بحر القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أن تسترد معظم أراضيها من الغزاة الهمجيين، وكانت اليونان Greek قد شفت من داء العثمنة بعد أن قامت بثورة عارمة (1821-1829) نالت على إثرها استقلالها عن العثمانيين عام 1830.
(18) اختارت العناية الإلهية القائد النمساوي (فرنسي الأصل) الأمير أوجين Prince Eugene (1663-1736) لتعدل موازين القوى لصالح أهل الأرض الأوربيين ضد غزاتهم العثمانيين. فقد قصم هذا القائد المغوار ظهور الغزاة الجبناء، وطارد فلولهم التي هربت أمامه كالجرذان المذعورة. لقن هذا البطل غزاة بلاده أقسى الدروس في معركتين فاصلتين، غيرتا وجه تاريخ أوربا الحديث، هما معركة زنطة 1696 ومعركة بتروفاردين 1716 حيث فرض المنتصر على العثمانيين المهزومين بعد الأولى التخلي عن ترانسلفانيا والمجر في معاهدة كرلوفيتش (1699)، وبعد الثانية التخلي عن بلغراد وصربيا في معاهدة باساروفيتش (1718).
(19) لم تنجب الإمبراطورية العثمانية، على مدى تاريخها الطويل، ولا رجلاً واحداً يستحق أن يشار له بالبنان. ومن بين جميع رجالاتها الأراذل، نختار أقلهم سوءاً ألا وهو مدحت باشا (1822-1884). فهذا "الباشا" يشبه العثمانيين قاطبة، في كراهيته العمياء لغير المسلمين وحقده الأسود على كل ما هو غير تركي. ويبدو بأنه كان محدود الذكاء أسوة بأسلافه، إذ يقول عنه المؤرخون، أنه ارتكب خطأ فادحاً بهدمه السور الذي بناه الخليفة العباسي الثاني "أبو جعفر المنصور" للمدينة المدورة "بغداد"، ظناً منه بأنه يوفر على رعاياه حق الآجر (القرميد الأصفر) لبناء المنازل، لكنه في الحقيقة حرم المدينة الأثرية من أحد معالمها التاريخية الفريدة.
(20) كان مدحت باشا قد أصبح الرجل الثاني في الإمبراطورية العثمانية في حقبة السلطان عبد العزيز (1861-1876)، وشغل منصب الصدر الأعظم (وهو ما يعادل رئيس الوزراء في أيامنا هذه) (1872-1877). اتسع نفوذ مدحت باشا تدريجياً، واكتسب حب الجيش والعامة له، لأنه أراد فرض سلطة الدستور على عموم البلاد، لكن أحلامه ذهبت أدراج الرياح، فقد خلف السلطان عبد العزيز على حكم الأستانة ابن أخيه مراد الخامس (1876)، ولم تمض سوى أشهر قلائل على حكم مراد، حتى تآمر عليه أخوه عبد الحميد الثاني(1876-1909)، وتمكن من إزاحته عن السلطة والاستئثار بالحكم لنفسه. أقلقت طموحات مدحت باشا سلطانه الجديد، فعزله من منصب "الصدر الأعظم"، وعينه والياً على بغداد (1877-1880). لم ترق لعبد الحميد تصرفات واليه في بغداد، والذي شرع بتعلم اللغة العربية (لغة القرآن)، وسن القوانين المدنية، وتشكيل المحاكم الدستورية، والمجالس المحلية، وإنشاء المدارس والمستشفيات، فعزله من ولايته، واستدعاه على الفور إلى الأستانة حيث أمر بإيداعه السجن، ثم بقتله خنقاً.
(21) لقد أطلق المؤرخون على الدولة العثمانية في آخر سنيها لقب "الرجل المريض، حيث انحسر نفوذها الجغرافي والسياسي، وخسرت معظم الممالك التي خضعت لها. لكن الحقيقة التي يجب ألاّ تغيب عن ذهن القارئ اللبيب هي أن الدولة العثمانية كانت رجلاً مريضاً، وبكل معنى الكلمة، منذ تأسيسها المشؤوم (1281)، وحتى زوالها المبارك (1923). لقد ابتدأ المرض فكرياً وعقلياً ونفسياً وإيمانياً، ثم استشرى الوهن والهزال في بنية الإمبراطورية الطفيلية وقضى عليها. لقد طهرت أوربا شعوبها من دنس العثمانيين، وطردتهم عن معظم أراضيها. فهل يرتكب الأوربيون الخطأ التاريخي الفادح بقبول تركيا (80 مليون نسمة) عضواً في اتحادهم الأوربي ليدخلوا من الشباك، الوحش الكاسر الذي طردوه من الباب، بعد كد وعناء ولأي قرون مريرة من الرعب والدمار؟
(22) في أواخر القرن الثامن عشر، حاول بعض مسيحيي الشرق الأوسط من السريان الموارنة أن يجدوا لأوطانهم نجاة من الغزو العثماني البغيض. فتنازلوا عن لغتهم السريانية وعن قوميتهم، وأتقنوا العربية كي يوحدوا جهود مواطنيهم من مسلمين ومسيحيين ويهود لطرد الأجنبي الباغي. أنشؤوا الجمعيات القومية العربية، واستوردوا أول مطبعة حديثة باللغة العربية، وصاروا يصدرون الكتب والمجلات بالعربية كبطرس البستاني وابراهيم اليازجي. عرف بينهم بعض المتطرفين للعروبة، أمثال جورج أنطونيوس، وقسطنطين زريق، وجرجي زيدان الذين نادوا بوحدة أسلاب الأمبراطورية العربية الإسلامية في أمة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج.
(23) باءت بالفشل جهود مسيحيي سوريا ولبنان في توحيد الشعوب الناطقة بالعربية لمقارعة الطغيان العثماني. ففي الوقت الذي كان هؤلاء "القوميون العرب" يبذلون الجهود حثيثة لترقيع الفجوات بين ذلك النسيج غير المتماسك من أبناء جلدتهم، فوجئوا ببعض الشعوبيين من مواطنيهم والذين وصفوهم بأكثر الألفاظ بذاءة "مسيحي رقعة" وسلموهم إلى قبضة الغزاة الجلادين، مفضلين الخضوع والخنوع لحكم آل عثمان "الأخوة في الدين" على وضع أيديهم في أيدي مواطنيهم المستعربين من أبناء العقيدة المسيحية. وباع بعض العرب والأكراد ضمائرهم للعثماني "العصمللي" الذي استخدمهم عملاء وخونة، وأداة لقتل مواطنيهم الكلدوآشوريين السريان والأرمن، وتدمير قراهم ودساكرهم، وتشريدهم من ديارهم، وفرض الإسلام عليهم ديناً، وإخضاعهم بالحديد والنار، لحكم آل عثمان.
(24) فشلت النظريات والتأملات التي أطلقها ميشيل عفلق في عشقه للنبي العربي والقومية العربية  واللغة العربية، في اجتذاب الشعوب الناطقة بالعربية نحو نظريته العمياء، كالذباب نحو العسل. فالأكاذيب الصارخة، والطمس المتعمد، ومحق هوية الشعوب الكلدوآشورية السريانية، والقبطية، والأمازيغية، والحبشية، واليمنية التي تقصدها المنظـّر جعلت أفكاره الجوفاء تذهب إلى مزبلة التاريخ، دون أن تثير رغبة حقيقية لدى أي إنسان عاقل، في النضال لأجل تلك الوحدة المزعومة. على أن بعض القادة المعاصرين ممن أظهروا هوسهم بالقومية العربية، كجمال عبد الناصر وصدام حسين، وجدوا في مبادئ "القومية العربية" تلك، وفي قضية العرب المركزية "فلسطين" حصان الرهان، الذي سيضمن لهم إحراز قصب السبق، وتضليل الجماهير "العربية"، والفوز بقلوبها، تمهيداً لضمها تحت لوائهم والتحكم بمقدراتها وثرواتها، تمهيداً لحكمها إلى ما شاء الله.
(25) إن كانت الشعوب والأمم  التي خضعت يوماً ما لحكم العثمانيين، تفخر اليوم بأنها قادت حروب تحريرها ضد الغاصب المعتدي حتى أخرجته بالقوة من أراضيها، فإننا ومع كامل اعتزازنا بانتمائنا الشرق أوسطي، لا نملك هذا الفخر، بل ندين للأوربيين بفضل تحريرنا من جلاوزة آل عثمان. ففي مطلع الحرب العالمية الأولى نزلت القوات الفرنسية والبريطانية المباركة على السواحل الشرقية للبحر المتوسط، والسواحل الشمالية للخليج الفارسي (العربي)، وأرغمت العثمانيين على الانسحاب من العراق وبلاد الشام، بموجب اتفاقيتي سايكس بيكو (1916) وسان ريمو (1920)، حيث انتدبت تلك الأقطار تمهيداً لتهيأتها لنيل حريتها الكاملة التي تستحقها، والتي نالتها لاحقاً.
(26) يتفق المؤرخون على أن سلاطين بني عثمان بمجملهم، كانوا قد أصيبوا بلوثة في العقل والقلب والنفس والضمير، دفعتهم نحو توسيع النفوذ وزيادة رقعة الإمبراطورية، والانغماس في الفسق والفجور، والرغبة المتواصلة في القتل والتدمير والتلذذ بتعذيب الآخر، وهو ما يسمى علمياً بـ (السادية Sadism). لكن ما يؤسف له هو أن يوجد بين ظهرانينا اليوم الكثيرون ممن اعتادوا الذل والهوان، وصاروا يطلبونه ويتمنونه، ويشتهون السياط والقازوخ وتقطيع الأوصال وفقأ العيون والشي والكي الذي مارسه العثمانيون بحق شعوبهم، وهو ما يطلق عليه علمياً بـ (الماسوشية Masochism).
(27) إن بعض المحطات الفضائية العربية "ذائعة الصيت"، بحاجة ماسة إلى استئجار كم هائل من العلماء النفسيين Psychologists والأطباء النفسيين Psychiatrists ، للنظر في الحالة المستعصية للعديد من إدارييها ومراسليها، ومندوبيها، ومشاهديها، ومتابعيها على الشبكة الدولية للاتصالات Internet، من المصابين بـ (الماسوشية Masochism)، والذين مازالوا يترحمون على حكم الخلافة العثمانية ويشتهون عودة حكم "الأخوة في الدين"، ويلعنون الساعة التي ولد فيها الزعيم التركي المعاصر مصطفى كمال أتاتورك "مبدد الأحلام" و "مفرق الأصحاب والأحباب".

7
لقد انتهى عصر الشمولية والموسوعية ولم يعد من إنسان في هذا العصر قادرا على أن يلم بكل العلوم والفنون والآداب كما كان يحدث في العهود الغابرة...

إن سبب هذه المقدمة هو لتنبيه إدارة الموقع إلى ضرورة السماح بالرد على المواضيع المنشورة في باب اخبار شعبنا وبتنببه الإداري لما يرد في بعضها... مع احتفاظ الإداري بحق حذف المسهمات غير اللائقة وإغلاق الموضوعات في حال تحولها الى مسرح للصراعات الشخصية وتصفية الحسابات.. أو إنتهى الأمر بالمتحاورين إلى إتباع اسلوب الجدل البيزنطي العقيم وكيل التهم الباطلة واستعمال عبارات نابية والفاظ غير مهذبة...

استوقفتني الكثير من الموضوعات في باب أخبار شعبنا وأردت التعقيب عليها في حينها دون المباشرة باطلاق مواضيع جدبدة ولكنني وجدت نفسي مكبلا بسلاسل المنع .. فعلي سبيل المثال لا الحصر ..  نقل السيد babel2010 عن صحيفة السياسة بعددها ليوم الجمعة 12/ 8 /2005 موضوعا بعنوان
ـ الآشوريون والأقليات العرقية يطالبون بفيدراليات أيضا-  جاء فيه

طالبت الأقلية الآشورية في العراق بإقامة فيدرالية لها في مناطق تركزهم في شمال البلاد ... وقال ادوارد
أوراها نائب رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر الآشوري العام الذي عقد في الفترة من 5-7 اغسطس الجاري

>> ايمانا منا بعراق تعددي فيدرالي نطالب بفيدرالية آشورية في [سهل نينوى] وسائر مناطق وجود الآشوريين مع بقية المكونات القومية, العرب والأكراد والتركمان والأرمن والكلدان... ونطالب بالتأكيد على حق العودة للمهجرين الآشوريين الى قراهم ومساكنهم التي تركوها... وادراج رمز آشوري تأريخي في العلم العراقي الجديد <<< وتشير تقديرات الى ان ما بين مليون و1.5 مليون آشوري يعيشون في العراق معظمهم في مدينة سنجار قرب الموصل شمالي العراق.

وهنا أود الإشارة لمايلي

1-  إذا كان الآشوريون يطالبون بفدرالية لهم في منطقة سهل نينوى وسائر مناطق تواجدهم فهذا يعني ان المتحدث يؤمن بوحدة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ويطالب بحقوقهم جميعا...  فلماذا اوردت اسم الكلدان في النهاية كقومية اخرى وكأنه السقط بقولك ...مع بقية المكونات القومية, العرب والأكراد والتركمان والأرمن والكلدان...؟؟؟؟ فإن كان الكلدان والسريان شعوبا مختلفة عن الآشوريين واعطيت سيادة فيدرالية للآشوريين في سهل نينوى.... فأين سيذهب الكلدان والسريان ؟؟؟

2- إذا كان ما بين مليون و 1.5 مليون آشوري يعيشون في العراق معظمهم في مدينة سنجار .... فلماذا لانطالب بتشكيل جمهورية سنجارستان في جبل سنجار ؟؟؟ او على الأقل *مملكة سنجار* على غرار مملكة البحرين التي لايصل تعداد سكانها إلى ربع مليون نسمة 70 بالمائة منهم من العمال الوافدين؟؟

لا أعلم مدى صحة المعلومات المذكورة بخصوص الأكراد الفيلية والشبك فأنا لست بإنسان موسوعي ..
ولكني ارجو منك ياسيد babel2010 إخبار صحيفة السياسة بخطأهم الكبير فيما يخص أبناء شعبنا وشكرا

الشماس نصير عزو
عضو جمعية كلدوآشور
ونزر / اونتاريو / كندا



صفحات: [1]