ماذا لو كان المعتقل.... ليس سركون لازار صليوو؟
تيري بطرس
في مقالة نشرتها على ايلاف (انظر الرابط) وبسبب خطاء مني تأخر النشر يوم واحد، ولكن نشر الايلاف لا يكون مباشرة، كما نفعل في عنكاوا دوت كومو لذا يتاخر النشر أحيانا يوما. ولكن لماذا نشرت في ايلاف، ولم انشر في عنكاوا، حيث في ايلاف هناك نوع من فلترة للمقالات، فاما تنشر أولا، بينما في عنكاوا دوت كوم ينشر المرء وبعد ذلك يتم خضوع المنشور للرقابة وخصوصا حينما تحدث شكوى ما. ولكن النشر في ايلاف ميزة أخرى، وهي انها مفتوحة للعرب كلهم من المغرب الى العراق وكل المهاجر، وبالتالي تنقل قضيتك مدى أوسع، لأننا بحاجة لمعرفة الاخرين، بمعاناتنا ومشاكلنا، وهذه تتمة للرسالة التي يجب ان نؤديها. فيما عنكاوا كوم هي خاصة بشعبنا وأبناء العراق الاخرين.
لا اعتقد ان ما نشرته يمكن ان يلام عليه، فانا لم اتخذ موقف القومي المتعصب، أي ان اتعصب لابناء قومي سواء كانوا على خطاء او صح، وطبعا التعصب أساسا ليس موقفا صحيحا، ولا هاجمت بلا هوادة الحكومة العراقية، ولكنني طرحت أسئلة، محورية وانتقدت وبينت مكامن الخطاء وافترضت حسنة النية أيضا، ولكني مع ذلك أوصلت الأمور الى ان العقوبة تم استسهالها لكون المدان مسيحيا، بلا دعم. وخصوصا في مقدمة المقال والفقرة الأخيرة .
ما فعلته في ايلاف وما فعله الاخوة ممن انتقد القرار او انتقد الهرولة للنقد القرار او طرح تسأؤلات حوله، كلهم ادوا واجبا، تجاه هذه القضية التي تهم شعبنا، ليس لان المدان هو ابن شقيقة فلان او لانه ابن علان اولانه كان وزيرا، بل مهمة لندرك مدى حماية المظلة القانونية لابناء شعبنا امام ما يمكن ان يتعرضوا له.
واذا كان للسيد الوزير السابق مؤيدين ولحزبه انصار يقومون باثارة قضيته، أو ان البعض وجدها فرصة لكي يتملق اشخاص اوحزب من خلال هذه القضية، فسؤالنا الوجيه والحقيقي هو ماذا عن من ليس له كل ذلك؟ في معيار الانتماء القومي سركون لازار واي فرد اخر من أي قرية ومن أي مدينة في العراق ومن أي اب او ام هما بنفس المقياس، وبالتالي واجب الدفاع عنهم هو نفس الواجب. ولكن السؤال مرة أخرى، وبمعيار حقوق الانسان والانتماء القومي والانتماء الوطني والانتماء لحزب يرفع شعارات قومية هل من الواضح من المسيرة السياسية لحزب الوزير المدان ان أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في نفس المعيار. ان السؤال المطروح هو لانصار حزب الوزير المدان أولا، وبعد ذلك لابناء شعبنا وخصوصا لمن عاصر تاريخ الحركة الديمقراطية الاشورية، منذ تأسيسها ولحد الان.
كل انسان له حق في الحياة والتمتع بالعدالة حينما يتعرض لاي مسألة، وكافة الحقوق المنصوص عليها في كل المواثيق الدولية، وسركون لازار صليووا من حقه ان يتمتع بكل ذلك، ومن حقه ان لا يتم حجز حريته ولو لشك بسيط في حيثيات القضية، وعلينا كلنا ان نحارب من اجل ذلك، ولكن هذا يجب ان يكون موقف انساني ووطني وقومي، بمعنى ان ما نفعله لاجل سركون لازار صليووا يجب ان نفعله لاجل أي شخص اخر، وأول واجباتنا ان نعمله لاجل أبناء شعبنا. بحيث لا نتهمهم بتهم كاذبة، ولا ان نحاول ان ننال منهم ومن شرفهم او ان نقضي عليهم. الحرية هبة من الله، وهي هبة ذات قيمة عالية، وقيمتها تكاد تعادل الحياة بذاتها، عندما نريدها لشخص ما يجب ان نريدها لكل انسان وخصوصا الانسان ممن ندعي اننا نعمل من اجلهّ!!
وفي الذاكرة مواقف كثيرة، لمن اهان أبناء شعبه، ولمن حاول القتل ولمن حاول تشويه سمعة، ولمن اتهم، انها كلها في الذاكرة، ويمكن ان يعاد نشرها، ولكن مرة أخرى، في الوقت الذي يجب ان نقف وان يقف الكل مع سركون لازار صليووا، يجب ان يعيد البعض النظر في المسار وممارسات في هذا المسار. والا فان سركون لازار صليووا ليس استثناء مما يعانية وعاناه أبناء شعبنا، والكثير منهم تعرضوا لاكثر مما تعرض له، فمنهم من قدم حياته لانتماءه القومي او الديني وكان البعض يصرح ويقول اننا او ان المكون ليس مستهدفا، هل تتذكرون من صرح بذلك في قمة تعرض المسيحيين لضربات موجعة. نحن مع حرية سركون ومع حقوقه كمواطن، يجب ان يعادل له حقه ان كان له حق مسلوب، ويجب ان يستعيد حريته ان كان لم يتجاوز القانون، أوان لا يعاقب حتى يتم معاقبة الحيتان الكبيرة، ولكن المؤسف ان البعض الان تذكر ان سركون مستهدف لكونه مسيحيا؟
http://elaph.com/Web/opinion/2015/11/1053963.html