علياء الانصاري / رئيس منظمة بنت الرافدين
العراقية الأولى التي تحظى بجائزة نوبل للسلام.. لماذا نادية مراد؟!
قبل عامين تحدثت نادية مراد في قمة الأمم المتحدة للاجئين والمهاجرين في قاعة الجمعية العامة، موجهة رسالة إلى قادة العالم من الضحايا واللاجئين. وقالت "أنتم من تقررون الحرب أو السلام. أنتم من تقررون ما إذا كانت فتاة أخرى مثلي في مكان آخر في العالم ستتمكن من الاستمرار في حياتها البسيطة أم أنها ستجبر مثلي على عيش حياة المأساة والاستعباد والاغتصاب."
نادية مراد، الفتاة الايزيدية العراقية التي استطاعت أن تتحدى قدرها، وأن تجعل من مأساتها، سلاحا لمواجهة تجار الحروب وأصحاب نيافة الموت.
تستحق، هذه الجائزة.. وبجدارة، لأنها لم تكن كغيرها من النساء والفتيات، كانت شجاعة وقوية في طرحها نفسها كنموذج للمعاناة ونموذج للتحدي والثبات أيضا.. كانت شجاعة في تحديها للمجتمع وجعل قصتها، أداة لتحرير الفتيات والنساء من عبودية العنف الجنسي وتباعاته التي تلاحقهن فيما تبقى من حياتهن، وتقضي على ما تبقى لهن من أمل في الحياة.
إن تكريم نادية مراد بجائزة نوبل للسلام، خطوة عالمية مهمة لدعم الناشطين والمدافعين عن حقوق النساء وخاصة المتعرضات للعنف الجنسي وتسليط الضوء على معاناتهن وأهمية دعم قضاياهن سواء على المستوى العالمي أو المستوى الوطني.
ومن هذا المنطلق، تدعو منظمة بنت الرافدين، مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية بإيجاد الحلول الحقيقية والواقعية لقضية العنف الجنسي في العراق، ومئات النساء والفتيات اللواتي تعرضن للعنف على أيدي قوات داعش الإرهابية، وما نتج عنه من ولادة الالاف من الأطفال الذين يتنفسون الحياة الآن بدون حماية قانونية أو حماية مجتمعية، وما تعانيه تلك النساء والفتيات من الالآم النفسية والحياة الصعبة التي لابد ان تتوقف يوما ما.
نادية مراد، فتاة عراقية أمست رمزا..
وهناك المئات من أمثالها، مجهولات المصير.. من سينقذهن ويطالب بحقهن في الحياة الكريمة؟
نادية مراد، فتاة عراقية خلدها التأريخ عندما قلدها العالم جائزة نوبل للسلام..
فمن سيحمي مئات الفتيات والنساء من أمثالها، ويمنحهن جائزة الحياة في سلام؟