15
الاستاذ الياس منصور والاساتذة والاخوة المشاركين في هكذا حوار ساخن في نفوسنا و هادئ في طريقته:
انه لفخر وسرور لي ان يكون اسمي من ضمن من عملوا في الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية حيث كانت بالنسبة لي اللبنة الاولى للشعور القومي,حيث تعلمت ابجد هوز لغتي على يد الاستاذ يونان هوزايا, و عن تاريخنا و حضارتنا من خلال المحاضرات و المهرجانات الثقافية و مجلة قالا سوريايا و المثقف الاثوري و معارض الخط السرياني و المسرحيات مثل مسرحية شمشموكين وغيرها.
عندما كنت ارى الاستاذ المرحوم شيشا كولا او الاستاذ الياس الموجود غالبا ,اسأل نفسي ككثيرين ( لم كل هذا التعب و الجهد يقدمونه و امثالهم ,مجانا) بل كنت اسمع ممن هم خارج مجموعتهم بأن جهودهم ستذهب سدى و الافضل لهم ان يحصلوا على عمل يجدي لهم و لذويهم بعض المال او مستقبل افضل.
نعم مرت اربعون سنة على صدور القرار, ان عدم السماح لآي مجموعة بشرية بممارسة الحقوق الثقافية يعني تغيير الاجيال القادمة لتلك المجموعةو قلع جذورها بواسطة ثقافات اخرى محاطة لها, و اعطاء بعض الحقوق الثقافية لشعبنا و لمدة لم تتجاوز اثنا عشرة سنة و لاسباب عدة ذكرت كانت كافية للشباب المثقف في تلك المرحلة لتعطي ثمارا, و قفزة نوعية في الشعور القومي ليس فقط لمن هم في اعمارهم او اصغر منهم بل حتى للذين كانوا اكبر منهم سنا و في الداخل و الخارج ,و التغيير الديموغرافي لا يقل اهمية( في التأثير على الشعوب) عن التغيير الثقافي كلاهما يؤديان الى نتيجة واحدة .
أعتز كثيرا بتلك الفترة القصيرة التي عشتها بين مجموعة من الشباب المتنورين ذوي رؤى مستقبلية بعيدة فتلك البذرة الصغيرة التي زرعت نمت و ترعرعت برغم قساوة المناخ و جفافه , والتعليم السرياني خير دليل على ذلك.
و لا اقول اكثر من انني تعلمت منهم ان افتخر بقوميتي و لغتي و تاريخ امتي العريق .
وشكرا لهم جميعا لانهم أفضل أصدقائي و أصفاهم.
سرهد هوزايا
ملبورن