عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - Salahaddin Mohsin

صفحات: [1]
1
في بيتنا عانس..! مأساة كل بيت في مصر (!!)
[/b]



بقلم : صلاح الدين محسن
 
لعلنا جميعا قد قرأنا ما نشرته العديد من الصحف والمجلات المصرية ، من أن تعداد من فاتهم سن الزواج المعتاد في مصرمن الجنسين – اناث وذكور – هو 9 ملايين ( تسعة ملايين ..!) وهو رقم بلا شك مخيف ، بل يبعث علي الفزع من شدة الأسي ، فكل انسان مصري ، بل وكل انسان في أي مكان يتمتع بكامل نعمة الوعي والاحساس ، لابد وأنه سوف يدرك أننا أمام محنة ، مأساة قومية – بل وانسانية بشكل عام – تثير الشجن وتبعث علي الكآبة ...

  واسمحوا لنا في البداية أن نستخدم كلمة  " عانس " باعتبارها تعني الجنسين – الذكور والاناس – كي لا نضطر في كل مرة نذكر فيها الحالة الي أن نصف من تعدت سن الزواج ا لمعتاد بأنها عانس ، ونقول عن الذكور : ( الذكور الذين تجاوزوا أوفاتهم سن الزواج المعتاد ) .. لما في ذلك من اطالة يمكن تجنبها ، بالاضافة الي أن الرقم  ( تسعة ملآيين ) نفضل أن نبقي عليه هكذا جامدا ، معبرا أكثر عن حجم المأساة التي أمامنا ، أفضل مما لو جزأناه فنقول 5 ملايين عانس ، 4 مليون ذكر تجاوزوا سن الزواج المعتاد ..

  ثم نقول : ان تعداد مصر الآن حوالي 67 أو 70 مليون  - تقريبا - ، ولو افترضنا أن كل أسرة مصرية تتكون من الأم والأب وعدد 5 من الأولاد والبنات ، أي اجمالي عدد الأسرة هو 7 أفراد فان عدد الأسر : 67 ÷ 7 = 9 مليون أسرة تقريبا .. في مصر ..

ولو أننا قسمنا عدد العوانس ال9 تسعة ملايين علي عدد الأسر ( التسع ملايين أسرة ) لاتضح لنا أنه يوجد عانس – أنثي أو ذكر – في كل أسرة مصرية .. قي كل بيت مصري ..!!

ما معني أن يكون البيت المصري (  كبيت شرقي له تقاليده التي نعرفها .. )  به عانس ؟!!

معناه أن الأب يبيت في كل ليلة مهموما مغموما يفكر في مصير ابنته بالذات – وابنه أيضا بالطبع ..- وهو لا يعرف كيف يتصرف ؟ ولا ما الذي يمكن أن يفعله لأجلها  ؟!!

هل يخرج الي الشارع ويمسك بأحد الشباب  أو الرجال ويقول له تعالي لتتزوج ابنتي ؟!  واذا كان هذا من قبيل الممكن أو اللآئق .. فكم من الشباب أو الرجال مهيء الآن لتحمل نفقات الباءة  - الأعباء الزوجية - ؟!!

وها هو الأب يري عنكبوت التجاعيد وقد بدأ ينسج خيوطه حول عيني الابنة مؤذنا بأن الشباب سوف يولي عنها ، وستدخل في طور الشيخوخة ، وسيبدأ الشيب في طلاء شعرها باللون الأبيض ..!فماذا يمكن أن يفعل الأب ؟! ويمضي يسأل نفسه في كل ليلة قبل أن ينام .. ولا غرو اذا ذرفت من عينيه الدموع وهو يسأل نفسه أسئلة من نوع : لو لم تتزوج ابنتي وفاتها قطار الزواج نهائيا فتري ماذا ستفعل من بعدي ؟!! ومع من سوف تقيم ؟ مع أخيها وزوجته ؟! ، وهل ستجد الراحة مع زوجة أخيها ؟أم ستعيش مع خالتها ؟ أم مع عمتها ؟!! أم ستفضل العيش بمفردها ، وهل ستكون حينها في مأمن من ألسنة الناس ونحن مجتمع شرقي لا شغلة له سوي جلد بعضه البعض والتربص كل للآخرين علي مسائل وأمور الجنس ؟!!!

   هذا عن حال كل أب .. أما الأم فالبطبع سوف تكون أكثر تعاسة من زوجها علي حال ابنتها التي تري شبابها ينزوي أمام أعين الام ، وعمرها يجري دون اكمال دورة حياتها .. ودون أن تصبح زوجة وأما لها زوجها وبيتهاالخاص وأولادها وبناتها .. تربيهم ككل الأمهات ، تحبهم ويحبونها  ، ككل أنثي .... هم مشروعها الذي تكبره وتنميه ، وتسعي جاهدة لانجاحه .. فالأمومة حياة الأنثي ..

   وترقب الأم ابنها " العانس .. " الذي أشرف عمره علي سن الأربعين ..! فتلبسها الحسرة ويكسوها الغم عندما تري الصلع – أو الشيب  - وقد راح يغزو رأسه دون أن يتمكن من تدبير نفقات الزواج وبناء عش للزوجية .... وتري أن عمرها قد يولي دون أن تري له أولادا ..! ، وان ذلك ليس فشلا لابنها وحده وانما كل أم في مثل تلك الحالة تعتبر نفسها هي التي فشلت في حياتها كلها ، ما دامت لم تتمكن ، أو لم يتمكن ابنها من – فهذا لا يفرق عند الأم -  من أن تزوج أولادها وبناتها جميعهم ، قلوا أم كثروا وتري كلا منهم ومنهن له بيت وله ذرية ..

وتدخل أم العانس فجأة لتجدها وحيدة في غرفتها وقد أحنت رأسها بين يديها وراحت في دوامة من الحزن و اليأس من أن تصبح أما في يوم من الأيام ، يأس من أنها سوف تسمع من يناديها بكلمة " ماما " في يوم من الأيام ..  وتفيق الابنة علي هدهدات يد الأم الحانية ، وصوتها وهي تواسيها ، محاولة تخفيف وجع قلبها وحسرة نفسها ..، فتنهض الابنة وترسم علي وحهها ابتسامة مصطنعة .. ، وتخفي دموعها ، وتنفي للأم أنها كانت تبكي ، وتدعي وحسب أن النعاس  كان قد غلبها ..رفقا بالأم وبقلبها من الحزن والنكد من حال ابنتها ..

ولا سيما اذا كانت الأم مريضة – وغالبا ما يكون مرض الأم بسبب تأخر زواج ابنتها وتحولها لعانس ..وتواسي الأم الابنة ببعض كلمات الصبر والأمل حتي  يحين الأوان ..!،وتسارع الأم فورا بالخروج الي غرفتها لتنام بدورها علي سريرها وتدفن وجهها في وسادتها وتبكي حال ابنتها  - أو ابنها العانس  - فان كان للأم ابنة أو ابنا أصغر ولمح حزنها ودموعها في عينيها أصابه – أو أصابها – الغم والنكد أيضا ..، ثم يأتي دور الأب .. كذلك أيضا يشاركهم الحزن والنكد ..  وبذلك يعم الاكتئاب علي البيت كله بفعل:  العنوسة !!

لماذا لا يكون للعانس حق الحياة؟!!
 

،  وتنجب عصافيرا صغيرة تفرح   ان العصفورة بمجرد أن تتعلم الطيران وتستطيع الاعتماد علي نفسها : يكون لها عش تحيا به

 وتطعمها وترعاها وتعلمها الطيران ، أي تعيش الحياة .

وكذلك القطة .. بمجرد أن تكبر وتقدر علي الاعتماد علي نفسها ، تجد لها زوجا ويكون لها صغارا ترضعهم وتربيهم وتمارس أنوثتها ، وأمومتها كحق طبيعي  لها ..

وكذلك الحمامة ، وكل الاناث بكل  الكائنات تحصل علي حقها في الحياة ، في العيش والزواج .. ، فلماذا تحرم  5 خمس ملايين أنثي في مصر من ذاك الحق ؟!! !! ولماذا يعشن في يأس وحزن يخيم عليهن وعلي أسرهن ..؟! أي ذنب ارتكبته 5 مليون أنثي مصرية  ، 4 مليون ذكر ( عوانس ..)  في مصر حتي يحموا من مثل ما تتمتع به العصافير والقطط وغيرها من الكائنات.. من حق الزواج والانجاب وممارسة الحياة كباقي المخلوقات والبشر ..

 

دعوة لانشاء حزب  - أوجمعية – للعوانس باسم " حزب – أو جمعية – " الحق في الحياة "

 

مادام تعداد العوانس في مصر9 تسع ملايين .. فهو بالتأكيد رقم ضخم للغاية وكفيل بأن يقلب أية انتخابات – صحيحة - .. فهم بذلك أكثر من 10% من اجمالي تعداد مصر وكلهم لهم حق الانتخاب بحكم السن أما نسبتهم فيمن يحق لهم الانتخاب ، فالرقم بالطبع سوف يتضاعف أضعافا ، وأتخيل أنه من الممكن ، بل من الواجب قيام حزب – أو جمعية – للعوانس باسم " حزب الحق في الحياة "  - مثلا ..

و   يلزم الحزب جميع أعضائه بضرورة حمل بطاقة انتخابية ، ويعلن الحزب صراحة عن أن أعضاءه لن يمنحوا أصواتهم في أية انتخابات برلمانية ، أو رئاسية ، أو غيرها الا  لمن يقف بجانب حقوقهم ، ويدخل مصالحهم في برنامجه ، ويضع برنامجا محدد الخطوات والمدة  لحل مشاكلهم .

 ومن حق الحزب – أو الجمعية – أن تكون له جريدة  تتكلم باسم أعضائه وتنقل مشاعرهم وأحاسيسهم وتجاربهم الانسانية وظروفهم وأحوالهم وآلامهم وآمالهم .. ويجب أن تكون الجريدة مرآة لشعب مصر ، ومصر بكل ما فيها لتري حجم الورم والألم الذي تطوي عليه جنبها وقلبها وتتوجع بلا كلام ، وتئن بلا صوت  - عفة واستحياء  - ، ولا بأس من أن تنشر المجلة ابداعات المبدعين منهم  من غير المشهورين ..

ويجب ألا يقتصر دور الحزب علي اصدار جريدة شأنه شأن بقية الأحزاب التي تكاد تكون مجرد مؤسسات صحفية ! وانما يجب أن يكون له نشاط فعال في ايجاد حلول عملية لمشاكل أعضائه الذين قام الحزب لأجل حل مشكلتهم ، ولا يكتفي بمجرد دعوة الدولة لايجاد الحل وانما  يعمل من ناحيته بكل ما يستطيع ، فتكون به أمانة خاصة بالعمل الفعلي لمساعدة الأعضاء .

 

ما هو حل مشكلة ومأساة العنوسة ؟!

 

 

 ما هو الحل  حقا وما هو المخرج من تلك المأساة القومية ؟!

هذا هو ما كان يشغلني منذ بدأت المشكلة تظهر أوجاعها .. وكان يتبدي أمامي شكل للحل .. ، ولكنني عندما دخلت السجن السياسي  من عام 2000 وحتي عام 2003 وجدت معي اناسا كان واجبا علي أن أستطلع آراءهم في كيفية حل تلك المأساة القومية الكئيبة .. اذ كان معي نزلاء من مختلف الجماعات الاسلامية – الجهاد ، والتكفير والهجرة ، والجماعة الاسلامية ، وجماعة التبليغ والدعوة .. ، والاخوان المسلمون .. 

وقد أجمع الكل – فيما عدا جماعة الاخوان المسلمين – علي أن الحل هو تعدد الزواج ، وبقول فيه حسم وقطع .. وكان سؤالي قد حمل للجميع مفاجأة لم تكن في حسبان أحد منهم أصلا .. وهم الذين يحلمون ، ويخططون لحكم مصر !!! –

أما جماعة الاخوان المسلمين    فقد سألت ثلاثة منهم هم : الأستاذ مختار نوح -  وهو اسم اخواني معروف ، وعضو سابق بمجلس نقابة المحامين - ، وقد فاجأه أيضا السؤال ونوع المشكلة .. ففكر قليللا ثم قال بهدؤ وأدب " أنا بصراحة ليست لدي مفاتيح للمشكلة " ، ثم استطرد " .. وان كان البعض يري الحل في تعدد الزواج " ، وقال ذلك بحيادية شديدة .. ، ثم سألني عما اذا كانت لدي مفاتيح للقضية ؟ ، فأجبته : بل انني أيحث عن مفاتيح ، ومن يتوصل اليها منا فليطلع الآخر عليها ..

أما زميله الأستاذ " خالد نبوي " وهو محامي أيضا  ، فقد أجاب بنفس الصراحة والأدب بما معناه أن القضية  وحلها ليست حاضرة بذهنه حتي يفتي باجابة علي السؤال ..

أما  ثالثهم فهو : الأستاذ أحمد الحلواني  - ويعمل مدير مدرسة – فقد أعطي حلا وان كان جزئيا ، الا أنه لا بأس به ..، قاله بعد أن فكر قليلا واجتهد ، حيث فوجيء أيضا بالسؤال ونوعية المشكلة المطروحة  - وكأنها مشكلة ليست موجودة بمصر (!!)

وكان الحل عنده هو : زواج المسيار  ...

سألته : كيف ؟  فأجاب : أن تبقي الفتاة في بيت أهلها الذي تقيم فيه ، ويتم الزواج بنفس ما لديها من أثاث ، وبنفس ما لديها من سكن  ، علي أن يتردد عليها الزوج مرة أو مرتين في الأسبوع حسب اتفاقهما .. ليقضي معها بعض الوقت ، ثم يعود الي بيته .

وفي ذلك - في رأيي  - حل جزئي ، لا بأس به سوف يغني عن عدة معضلات منها ، الشقة ، والأثاث .. ولكن بالطبع لن يكون زواج المسيار هذا حلا شاملا ولا دائما للقضية بكل أبعادها وطبقاتها .. فقد يتبرم أحد أفراد الأسرة من كثرة حضور الزوج المسيار .. وان لم يحدث ذلك ، فماذا بعد سنة ؟ .. طفل طبعا .. ، وبعد سنة أخري ؟  طفل آخر .. وان كانت الأسرة سوف تحتمل دخول الزوج المسيار وخروجه فتري هل ستحتمل أطفالا جدد بالشقة ؟!!

وان  كان بالأسر أكثر من ابنة .. فأحيانا تكون بالأسرة 3 و 4  بنات .. وكل واحدة بالطبع من حقها أن تتزوج زوجا مسيارا كأختها لتستقبل  زوجها بشقة الأسرة كأختها .. وبعد ام أو عامين تتحول الشقة الي دار للحضانة ..!

ومع  ذلك فان ذاك النوع من الزواج من الممكن  أن يكون حلا وبلا مشاكل لبعض الأسروبعض الحالات .. ولكن لكي يمكن الأخذ به فلا بد من الدعوة له وتهوين مسألة الأخذ به ، كشكل من أشكال حل تلك المشكلة ..

هذا عن زواج المسيار  كحل مقترح –بشكل فوري تلقائي دون سابق تفكيرفي المشكلة ، دون العيش في همها ..

فماذا اذن عن تعدد الزوجات كحل ؟!!

نقول : ان تعدد الزوجات لن يكون بالطبع الا لميسوري الحال الذين يستطيعون تحمل أعباء الباءة  لأكثر من زوجة .. أليس كذلك ؟! أم هو لكل رجل قادر كان أم غير قادر؟! بالطبع هو للقادر الميسور وليس المعسر .. حسنا ، ولكن هل ميسور الحال عندما نحثه علي زواج آخر – أو يسعي هو لذلك – لحل مشكلة العنوسة ، هل سيذهب للزواج ممن عمرها بين 35 :40 سنة ؟!! .. بالطبع لا لأن ميسور الحال سوف يتزوج من واحدةعمرها  من 18 : 20   ربيعا ... – بفلوسه ..! أم أنه سيدفع فلوسه للزواج ممن غزا الشيب مفرقها وزحفت التجاعيد علي وجهها؟!   لا طبعا ..

بينما المشكلة التي نحن بصدد حلها    هي تزويج الكبيرات وليست تزويج  الصغيرات ..

هذا من ناحية ، ومن ناحية أخري فانه اذا قيل بوجوب تعدد الزواج ، فان أغلب من سيفعلون ذلك من الموسرين ستكون أعمارهم فوق الخمسين ، وربما فوق الستين ، أو علي الأقل فوق الأربعين – في الغالب -  وسيتزوجن كما قلنا صغيرات – بفلوسهم ..- أي أن فارق السن سوف يكون كبيرا – بين 25 : 45 سنة فارق في السن !! – وبذلك تكون مثل ذاك الزواج هو مشروع لترميل زوجة  بعد 10 أو15 سة بالأكثر ، و  تيتيم أطفال وهم في سن العاشرة !! ،أو الخامسة عشر علي الأكثر حيث  يكون الأب  قد توفي الأب ، ويترك الأم الشابة مع أولادها اليتامي في سن حرجة .. ، ولا تدري هل تتزوج ولا ندري ماذا يمكن أن يحدث لأولادها مع زوجها الجديد ؟! أم تقضي باقي حياتها معذبة بلا زواج ، راهبة في محراب الأمومة ؟ وكم واحدة هي التي تقدر علي ذلك ؟  ، قليلات هن اللآئي يقدرن علي ذلك ، وفي أغلب الحالات يتشرد الأولاد والبنات وينحرفوا ..

اذن تعدد الزواج ليس حلا ، وانما هو حل استسهالي ، ارتجالي ، اعتباطي ينم عن عدم فهم أبعاد وعواقب هذا الذي يظن أنه حل ، وعدم فهم المشكلة أو التفكير فيها من البداية أصلا  كما سبق وذكرنا ..

 وليسمح لنا القاريء بالاستطراد أو الاستدراك بالقول : لو افترضنا أن   تعدد الزواج ممكن أن يكون حلا .. فطبعا تعدد الزواج هوبالنسبة للرجال ، حيث لا يوجد تعدد زواج للنساء .. ولنفترض أن رجالا متزوجين قاموا بفعل تعدد الزوجات وتزوج كل رجل متزوج من 3  أخريات فاقترن مليون ونصف مثلا من الرجال أو مليونين بالخمس ملايين عانس .. نفترض ذلك .. فهل هكذا تم حل المشكلة ؟! كلا .. فهناك 4 ملين رجل عانس .. ، ولم يحل سوي نصف المشكلة فقط وهذا دليل علي أننا لم نحسن رؤيتها جيدا .. ، رأيناها من جانب واحد دون الآخر ، اذ  أن مشكلةالعنوسة ليست قاصرة علي ال5 مليون أنثي ، بل 4 ملايين ذكر  وجودهم هكذا ليس أقل ضررا ولا أقل في حجم الذنب الذي يتحمله المجتمع تجاههم ولا أقل من حيث الثمن الذي يدفعه المجتمع بسبب عنوستهم ..

فهل نزوجهم أو نساعدهم علي الزواج من فتيات صغيرات في السن  20 سنة ، لنخلق بذلك مشكلة تفاوت الأعمار بين الأزواج ومضارها التي سبق وأن ذكرناها ؟..

 وأيهما أفضل : أن يتزوج هؤلاء – الملايين  من الذكور العوانس -  من ملايين الاناث العوانس اللآئي يتناسبن معهم في العمر والظروف .. أم   من صغيرات لا يتناسبن معهم في العمر والظروف ولا في التفكير ؟!

وأيهما أفضل وأكثر حكمة : أن نزوج العانسات الاناث لرجال متزوجين  - أخذا بنظرية التعدد في الزوجات – ليواجهن وبعد طول صير مشكلة وجود ضرة  ، ويواجه أولادهن فيما بعد  مشاكل توزع مشاعر واهتمام آبائهم بينهم وبين أخوتهم من زوجته الأولي – وربما زوجاته .. الأخريات ..! - ؟؟!

أم  الأصوب هو أن يتزوج العوانس الذكور من العوانس النساء ؟

لعل الصواب  هو : أن يتزوج طرفا المشكلة بعضهما البعض ويلتئما ، فالطرفان هما الأقرب لبعضهما والأنسب من كافة النواحي  ، العمر والتفكير ، والجيل ..وبذك تفند وتسقط نظرية تعدد الزوجات ، حيث تبين من تحليليها أنها فاسدة من كل الاتجاهات ..

 

جمعيات تيسير الزواج .. أم تيسير الحج ؟!!   

 

أذكر أن من بين من كنت أستطلع رأيهم في كيفية حل المشكلة والمأساة القومية تلك ، أن أحد أفراد الجماعات العقائدية الذين التقيت بهم في السجن السياسي كما سبق أن ذكرت ..، قال لي : ان هناك عدد كبير جدا من الجمعيات الخيرية تحمل اسم " جمعية تيسير الحج " ، ومن رأيه أن كلمة تيسير معناها افتعال اليسر ، بينما المفروض ألا يأتي الحج الا من يسر وليس من افتعال اليسر افتعالا ، ومن رأيه ان مثل ذاك التيسير سواء كان المقصود به التيسير المادي أو التيسير الجهدي ، فان الشخص الذي عنده ابن أو ابنة في حاجة للزواج فان ابنه أو ابنته  أولي وأحق بهذا التيسير بكل أنواعه .. وأن مثل تلك الجمعيات لو قصدت عمل الخير فعلا لحولت نشاطها لتيسير الزواج .

ونضيف :  ولعل أيضا الأمة التي يحتاج أبناؤها وبناتها الي الزواج ، لا يجوز أن تنفق المليارات كل سنة علي الحج في بلد يعاني من كثرة   المليارات والملايين والبليونات من أموال النفط ، وان شاء من يدفعون تلك الأموال للحج أن يفعلوا خيرا أكبر فليدفعوا تلك الأموال في تيسير الزواج .. 

ولعل ذلك لو حدث ، وقامت الجمعيات بالاجتهاد كل جمعية بطريقتها وتنافست لأجل عمل الخير لرفع الحزن من قلوب الملايين ، وازاحة الغمة  عن الآباء والأمهات .. بل الأخوة والأخوات ممن تظلل بيوتهم سحابة العنوسة القاتمة الجالبة للكآبة لأثمرت جهود تلك الجمعيات أطيب ثمار الرحمة والبركة ، ، وفي ذلك أتصور احدي الجمعيات وقد جمعت التبرعات من القادرين لدعم المشروع ، وأخري تقيم حفلا خيريا لصالح النشاط ، وثالثة تنظم حفلات الزفاف الجماعي لتجنب المتزوجين عبء النفقات الباهظة للزفاف ، ولا يحتملها هؤلاء الذين تعثروا وتأخروا في الزواج لقلة الامكانيات المالية ، وأتصور جمعية أخري تقوم بعمل جهاز بسيط وجميل وقليل التكلفة – الأثاث أو السكن  - ، وجمعية تحث المقتدرين علي اهداء ما يقدرون عليه من السكن – وربما المساكن -  لمساعدة العوانس في الزواج ، وجمعية تحث أصحاب العمارات علي تقديم عقد ايجار بدون مقدم لشقة بكل عمارة لا يزيد الايجار الشهري عن ربع الحد الأدني للأجور ، وأتخيل جمعية أخري تقوم ببناء المساكن بالصحراء  - بالجهود الذاتية والتبرعات – وتسلمها مجانا لهؤلاء ، بيوت مصممة نموذجيا ، ومهيأة لممارسة  نشاط انتاجي منزلي .

 

من يدفع ثمن عنوسة 9 ملايين مصرية ومصري، أم هي بلا ثمن ؟!

 

كلا بل لها ثمن وثمن باهظ  للغاية ، والذي يدفع ثم عنوسة 9 ملايين مصري ومصرية هو المجتمع بأكمله ..

كيف ؟

 الجواب هو : أن هؤلاء الملايين التسعة هم جميعا عاملون ، لا تنقصهم خبرة ولا تدريب ..

فتري : كبف تكون أحوال الصحة النفسية والعصبية لديهم بعد أن فقدوا الأمل في  - أو كادوا أن يفقدوه – في أن يكملوا دورة حياتهم مثل العصافير والقطط ، ومثل باقي البشر الذين تزوجوا ، وأصبح لهم عش ، وأطفال  ؟!!

كيف للعمال منهم أن يحسنوا  عملاأو يحسنوا انتاجا ، وهم ليسوا في حالة استقرار مع أنفسهم  - بيولوجيا أو نفسيا -  اذ يعيشون بلا زواج ، مخالفة لسنة طبيعة كل الكائنات الحية ؟!

وكيف لا ينتقم العامل في عمله من مجتمع ظالم يحرمه من حق الحياة ؟! ، ينتقم من العمل وصاحب العمل والمستفيد من العمل  - أي من الجميع - .. وتكون النتيجة أن مصر تستورد كل شيء  - هل يمكن تجاهل عامل كهذا ؟!  - أوليس لظلم 9 ملايين دور في ذلك بقدر أو بآخر ، ولو كان الدور خفيا ولا يراه الكثيرون .

والذين يعملون بالتدريس من  هذه الملايين التسعة كيف يربون وينشون أجيالا وهم ليسوا مستقرين نفسيا وعصبيا وبيولوجيا  - فضلا علي الأسباب الأخري - ؟!

وأية أجيال تلك التي يمكن أن تخرج من بين أيادي مثل هؤلاء المدرسات والمدرسين ؟!

وكيف لا ينتقموا من المجتمع بالدروس الخصوصية وهم يرون أمامهم مئات الآلاف من المساكن – الشقق – مغلقة من عشرين عاما    ( حكومية وأهلية ) انتظارا لمن يدفع الآلاف ، ومن أين لهؤلاء بالآلاف ؟ ،  وهم يعرفون أن تلك المساكن، لو سكنت لهم بأقل من 20 جنيها شهريا وبدون مقدمات ومن 20 سنة لكان أصحابها قد استعادوا تكلفة بنائها الآن .. أو نصف التكلفة علي أقل تقدير ، وأنقذوا شباب  الكثيرين من هؤلاء من أن يتبخر أمام أعينهم هم وآلهم محسورون .. ولكن : لا ملاك تلك المساكن ( حكومة أو أهالي ) قد استعادوا شيئا من تكلفة بنائها ولا الناس عاشت .. !!

كم ثمن الأدوية التي يتعاطاها هؤلاء شهريا ( مهدئات ، ضغط دم ، سكر ، قلب ، اكتئاب .. ) بسبب ما أصابهم من اليأس والاحباط

؟  وما تكاليف استيرادها سنويا ؟! وما تأثير ذلك علي الاقتصاد العام للدولة ؟!

ونعود لنسأل  :  من يدفع ثمن عنوسة 9 ملايين مصرية ومصري ؟!

لعل الجواب قد أصبح واضحا :

1 – كل من تكويه نار الدروس الخصوصية

2- كل من له مصلحة عند موظف أو موظفة  - محبط أو محبطة -  معقد من حياته كلها – بفعل العنوسة – فينتقم من الجميع بتعطيل          مصالحهم واهدار وقتهم واذلالهم ، واضاعة أوراقهم وملفاتهم .

3 -  كل من له ابنة – طالبة أو موظفة - ، أو زوجة ، تأخرت في العودة الي منزلها بسبب المواصلات أو أي سبب بسيط عادي ، فيتملكه الرعب والفزع خوفا من أن تكون قد اختطفت واغتصبت ، بعد انتشار ظاهرة اغتصاب الاناث بشكل لم يحدث له مثيل من قبل

بسبب  الكبت ويبقي الأب أو الزوج متوترا حتي تعود ابنته أو زوجته الي المنزل ..

4 -  كل من له عمارة وأبقي عليها مغلقة عشرين عاما انتظارا لمن يدفع الآلاف ، وبعد القانون الجديد للايجارات وما سيجد بعده سوف يكتشف بأن عمارته ستدخل عصر تبخير الشقة ليمن الله عليها بمن يسكنها ،  بينما لم يسترد شيئا من ثمنها طوال السنوات  الكثيرة التي مضت وضاعت منه تلك السنوات هباء مثلما ضاع شباب تلك الملايين التسعة من المصريين

5  - الذين تشهر بهم صحف المعارضة في كل عدد من أعدادها بسبب فشلهم في ادارة شئون البلاد والعباد -  عسكر ومباحث .. أو عسكر وحرامبة بمعني أصح  - ، فضلا عما سيقوله التاريخ عنهم وعما لاقاه المصريون وعانوا منه في ظل حكمهم الأغبر  ، وسواء شعروا بدخول ثمن العنوسة فيما يوجه اليه ويوخز أحاسيسيهم البليدة ، أو لم يشعروا.. !

وهكذا .. ثمن العنوسة تلك المأساة القومية المصرية والانسانية يشترك جميع المصريون في دفعه بلا استثناء .

 

واجب الدولة ودورها تجاه حل تلك المأساة القومية " العنوسة"
 

 

لأن جميع المصريين – وكما سبق وبيننا – متضرر من وجود كابوس ومأساة العنوسة  ، ولأن مسئولية الحل يجب أن يشارك فيها الجميع لتستقيم حياة الجميع بعد انعكاس استقرار حياة 9 ملايين مصرية ومصري علي المحيطين بهم من أهل وجيران وكافة المتعاملين معهم من أبناء الشعب مما يعود علي الجميع بالخير والأمن والأمان – حيث لا يخفي علي لبيب أنها عامل من العوامل الخفية وراء الارهاب – نري أنه من واجب الدولة ، ومادامت الحكومة قد أبرمت معاهدة سلام مع اسرائيل ، وننتظر..   أن تبرم معاهدة سلام مع شعب مصر أيضا ..  .. أن تستخدم المجندين للجيش في   انشاء مجتمع كامل وعصري  للملايين التسعة من العوانس يضمهم ، علي أن يكون في الوادي الجديد ، سيناء شمالا وجنوبا والصحراء الشرقية – لاعمارها – لبناء مساكن من ذوات الطابق الواحد بتكاليف اقتصادية بخامات البيئة – مواصفات نابغة المعمار المصري العالمي دكتور حسن رجب - ، وتجهيز تلك البيوت بسخانات وطباخات شمسية سهلة وخفيفة ، قليلة التكاليف ، وأجهزة بيوجاز ، يقوم بتصنيعها خريجو الجامعات والمدارس الفنية والمهندسين المجندين   

وتسلم لهم كاملة المرافق ، وتصمم مساحات البيوت بحيث تكون وحدات انتاجية – زراعية وحيوانية ، كما كان الريف من قبل  ، وبطريقة نموذجية صحية ، وأن يتسلموا الشوارع كلها مشجرة بأشجار مثمرة ، وتسلم تلك الوحدات السكنية لكل زوجين ممن فاتهم سن الزواج – كلاهما .. وليس لمن فاته سن الزواج ويعقد قرانة علي شابة صغيرة 18 سنة ! - .

ان قبول حياة بسيطة والرضا بها هو أفضل من الموت خنقا في بئر العنوسة المظلمة ..

والرضا والقبو بحياة بسيطة كثيرا ما يحتاج الي قدوة ..

والصين التي تعتمد عليها مصر الآن في كل ما هو بين أيادي شعبها من المنتجات الصناعية ، لم تكن بدولة صناعية ذات قيمة ، ولكي تنهض وتصل الي ما وصلت اليه الآن ، كان لابد من البساطة في الحياة ، ولابد من القدوة في ذلك ، وكان رئيس أكبر دولة تعدادا في العالم يلبس بدلة   عمالية بسيطة ، كي لا يتحرج أحد من أبناء الشعب من البساطة وكان يضع في قدميه نعلا بسيطا – كالشبشب الخدوجة- الذي نستخدمه في المنزل نحن المصريين  ، وكان يستقبل رؤساء العالم بحاله هذا وبمنزله الأكثر بساطة ..

حتي نهضت الصين .. ، وأصبحت الآن دولة كبري وعظمي صناعيا وتكنولوجيا ، فأصبحنا نري زعماء الصين الآن يلبسون البدلات الأنيقة والكرافتات –رابطات العنق – الوسيمة ..  ..

فهل اذا بدأت حملة قومية لنصرة ضحايا العنوسة ، سوف يساهم فيها رئيس الوزراء بأن يعلن عن بيع الأثاث المكتبي لمجلس الوزراء في المزاد  العلني واستبداله بأثاث شعبي بسيط ..

وهل سيساهم وزير الشباب من ناحيته بأن يشتري أثاث الزوجية لابنته أو حفيده من النوع الشعبي البسيط المعد  للعوانس ..ويصور التليفزيون الحدث القدوة ..؟!

وهل ستصدر الدولة قرارا بحظر اقامة حفلات زفاف فردية لمدة 5 سنوات واقتصار ذلك علي الزفاف الجماعي في الاستاد الرياضي بكل مدينة ؟!  وهل تفرض الدولة عوائد عاليةعلي علي الشقق المغلقة دون  تأجير ، وتسلم كل الشقق المملوكة لها وتتدخل لوضع حد أدني لايجارات المساكن ؟!

وهل يقوم الاعلام بواجبه نحو تبصير أصحاب المساكن بأن حجبها عن الراغبين في السكني هو عمل غير مشروع ، وغير معقول ، وكيف أن غياب الأمن الاسكاني – أمن المأوي – من شأنه أن يزعزع – بل وزعزع بالفعل – أمن وأمان المجتمع بأكمله ، وأن كل

  صاحب عمارة حتي قبل الستينيات كان يسترد قيمة عمارته في عشرين سنة لأن الجشع والمغالاة علي الناس عمل غير مشروع ، وغير أخلاقي ؟؟

لو قام كل بواجبه علي ذاك النحو لأمكن بالفعل وضع حد لتلك المأساة القومية وخلاص المجتمع كله من ذنب 9 ملايين عانس من مواطني مصر سقطوا في بئر العنوسة ، اشترك جميع أطراف المجتمع في اسقاطهم ، ويجب أن يشترك الجميع في اخراجهم من ظلمة البئر – وهذا لصالح الجميع - .

                                       صلاح الدين محسن


2
                                             الذكري المؤلمة لنكبة 23 يوليو 1952 في مصر
 
بقلم : صلاح الدين محسن
 
في يوم 23 من هذا الشهر  يوليو – تموز –   سوف تمر الذكري المؤلمة الثالثةوالخمسين  لبداية الاستعمار المحلي – وليس الأجنبي –
 لمصر.. وسقوطها في يد حكم الاحتلال الثلاثي الغاشم  – العسكر ،  والاستخبارات ، والبوليس – يوم 23يوليو1952
وهذا هو الحصاد المر :
=   أدخلوا مصر والمصريين 3 حروب داخلية – داخل حدودنا -  لم يكن لها ثمة د اع أو مبرر : في 1956 ( لأجل قناة السويس التي كانت ستعود للأمة بعد سنوات قليلة وبموجب عقد دولي ) .!
=  في سنة 1967 ( حرب دخلتها مصر انجرارا وراء البعث السوري الذي أحري به أن يكون حزب الوأد  ، وليس البعث ) .
=  حرب في 1973 حيث العبور( أبوثغرة ) ..! الذي لم يرجع ما فقد علي يد حكم العسكر في 67 وانما بموجب معاهدة صلح اذعاني
    كانت محل خلاف بين وصفها بالسلام أم الاستسلام ..! .
أدخلونا في حروب خارجية  - خارج مصر – لم يكن لنا فيها ناقة ولا حمل – بالحاء وليس بالجيم - :
=  حرب بزعم حماية البوابة الشرقية .. ، انجرارا خلف صدام ضد ايران .. فشاركت مصر ، صدام والخوميني في قتل ¾  مليون ايراني     وعراقي ..!! في تلك الحرب البشعة وذلك علي يد الطيار البطل – نظيف اليد ..-
=  وقبلها : حرب لحماية البوابة الغربية  ( بالمشاركة في قتل شعب زائير  - اقليم شابا -  الذي انتفض ضد الطاغية موبوتو  في عام 1977 .. وكان ذلك في عهد الرئيس   العسكري السادات -   ( الزعيم المؤمن ) .
=  وقبلها أدخلونا حربا لحماية البوابة الجنوبية ( في اليمن ..) وشاركنا اليمنيين والسعوديين في قتل بعضهما البعض !! وكان ذلك في عهد الزعيم الملهم (  بطل الثورة ..) .
= وحروب أخري خارجية مباشرة وغير مباشرة من الجزائر الي حرب الخليج الثانية – العراق ،الكويت -  ..الخ .. مما أفقر مصر وأجاع شعبها ..
    ذات مرة قال لي أحد النبهاء : لولا ثورة عبد الناصر لما أتيحت لك فرصة التعليم التي أتيحت   في ظل المجانية ..
فقلت له : وعبد الناصر نفسه كيف تعلم قبل  المجانية ..؟ فهو لم يكن ابن باشا ، ولا ابن  بك .. ، بل كان ابن الطبقة البسيطة مثلي ؟!
وأضفت : ولا تدعني أزيد وأسألك عن حال التعليم والخريجين في مصر بعد 53 سنة من حكم عبد الناصر و ورثتة ومجانية العسكر !   
وبينما كنت أحضر ندوة ثقافية منذ 6 سنوات تقريبا بجمعية خريجي الصحافة  بوسط القاهرة،أذكر كان ضمن الحضور الفنان محيي اسماعيل – وهو مثقف ممتاز -  قال أحد البلغاء .. "  لو قارنا وضع مصر الآن بما كانت عليه قبل 1952 لتبين لنا أنها قد تقدمت كثيرا"...
وقمت بالرد "  ما هكذا تكون المقارنة ولا التقييم الصحيح الذي يعطينا نتائج صحيحة .. ليس بالمقارنة بين حال مصر قبل1952 وحالها الآن .. كلا.. وانما المقارنة تكون بينها وبين دول أخري كانت مصر تسبقها قبل 1952 .. : لنري أين مصر الآن وأين تلك الدول ؟ مثل
الصين واليابان ، وحتي الهند ، وحتي تايوان أو حتي ماليزيا أو :.. البحرين وأبوظبي  (!!!!!) .
وهنا سنعرف ما الذي فعله العسكر والمباحث والبوليس في مصر وشعبها ...
من ناحية التعليم :
يوجد 3 أجيال في مصر الآن تعلموا بالمدارس والجامعات وحصوا علي شهادات في ظل عرف الغش الجماعي – عرف ..! -  ولكل عاقل أن يعي معني وجود 3 أجيال في المجتمع المصري أو أي مجتمع تعلمت وتحمل مؤهلات دراسية بالغش الجماعي .. أية قوي هادمة تلك تعيش وسط أمة ، وكيف يمكن أن يكون حاضر أو مستقبل مثل تلك الأمة؟!!
الصحة : أعلي نسبة فشل كلوي ، وأعلي نسبة التهاب كبد وبائي ، وأعلي نسبة لمرضي السكر والضغط ، وأعلي نسبة لسرطان الأطفال والكبار أيضا   في العالم ، في مصر ببركة حكم العسكر والمباحث والبوليس لمدة 53 سنة كاملة سوداء .
 الزراعة : تم  دفن حوالي 3 مليون فدان أراض زراعية خصبة بالبناء فوقها بينما حكومات الحكم العسكري البوليسي المخابراتي لمصر من53 سنة تتاجر في بيع الصحراء الجرداء ليس لندرتها فمساحتها 96% من مساحة مصر ..!!
السد العالي :   تساوت عيوبه مع مزاياه بسبب سؤ الادارة وعدم التعامل مع الآثار الجانبية المعروفة مسبقا لتفادي ضررها أو تقليله
=   فقدت مصر ممرا مائيا مصريا من خليج العقبة للبحر الأحمر    تنازل عنه -  سرا – لاسرائيل  بطل الثورة الزعيم الملهم !! بعدأن تسبب لمصر في الحرب و الهزيمة عام 1956 !!
في الصناعة :  تستورد مصر كل شيء حتي دبوس الابرة والقلم الرصاص ، فما فوق ... 
 
=  ام تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من القمح وبعد 53 من حكم العسكر والاستخبارات بعكس ما فعله حكام الصين ل ¼ سكان الدنيا !! !!
 = مصر أقل دول العالم منذ 1952 في محو الأمية لا لحقت بالصين الكبيرةالعدد  في هذا المضمار ولا لحقت بكوبا الصغيرة العدد!!   
في السياحة   :
لا تساوي مصر أسبانيا في هذا المجال – حيث يصل لاسبانيا 40 مليون سائح سنويا ، مثل تعداد سكانها – ولا تساوي
حتي بلد صغير مثل تونس .. بالرغم من تفوق امكانيات ومؤهلات مصر السياحية عنهما بكثير فبها 1/3 آثار العالم ، وبها مزارات دينية  وبها نهر النيل ، وبها محميات طيبيعية بحرية، نباتية وحيوانية وجيولوجية لا مثيل لها ولكن بها حكام عسكر ، ومباحث وبوليس ، فضاعت كل تلك المزايا وحل الخراب الذي حل بكل شيء في مصر ...
الحريات :  بالنسبة للحريات وحقوق الانسان ، فان مصر علي رأس قائمة الدول التي تهدر فيها الحريات وحقوق الانسان بشهادة المنظمات الدولية والمعنية .
الأمن الغذائي : مفقود وفشلت مزعم وادعاءات السعي لتحقيقه حتي الآن .
الأمن الاسكاني : ملايين من المصريين يعيشون في القبور ، أو يسكنون أعشاش الصفيح ، أو بالغرف الصغيرة الضيقة تسكن عائلات بأكملها ..
 الاعمار والمرافق: جميع المباني التي أقيمت في عصر حكم العسكر والاستخبارات الأسود مساكن أو كباري ، أو غيرها – قبيحة ولن تعيش عمرها الافتراضي لأنها كانت مجرد منفذا  للسرقة والرشوة والفساد والافساد ..
مباديء وشعارات :
جميع ما سمي بمباديء حركة العسكر ضباط 1952 ، وشعاراتهم ، ثبت كذبها ، ولا سيما اقامة حياة ديموقراطية ونيابية سليمة .. فالبرلمان كل الدنيا تعرف أن أغلب أعضائه يصلون اليه بالتزوير ، ورئاسة الجمهورية تتم بالوراثة العسكرية يسلمها كل حاكم عسكري لزميله الذي يستريح اليهمن العسكر أيضا ويبقي كل جاثما فوق قلب مصر وشعبها حتي يموت أو يقتل وهو يتكلم عن الديموقراطية !! 
تشردت الملايين في بلاد اله خلق الله بحثا عن الرزق بعد أن خرب العسكر والمباحث والبوليس بلدهم وسدوا في وجوههم كل أبواب الرزق .
 يوجد في مصر 5 مليون عانس ..! مأساة انسانية ومحنة قومية مروعة .. والسبب وجود البطالة بين الشباب والكبار وانهيار اقتصاد البلاد والفقرالذي دق أوتاده في مصر بفضل حكم العسكر والمخابرات والبوليس لمدة زادت عن النصف قرن ب 3 سنوات .. ..!
 …………
………….
بمناسبة هذه الذكري البغيضة والمؤلمة  ذكري استعمار 23 يوليو 1952  المحلي ، لمصر وشعبها ، و  مرور53 سنة كاملة علي بداية تخريب مصر وسرقتها ونهبها،  واجاعةشعبها ...
 
نقول لشعب مصر : شد حيلك  .
ونقول للحكام المحتلين ( العسكر والمخابرات والبوليس ) :
حرام  عليكم .. مصر بلدكم ، وشعبها أهلكم
وكفاية واحدة لا تكفي...
وانما 60 ألف كفاية .....

3
 

الخيانة العظمي في : مهنة الصحافة والكتابة
   [/b]


                                                     
صلاح الدين محسن

  كل طاغية ديكتاتور  لا يمكنه أن يبقي بلا جوقة من المداحين ، يمتدحونه في كل مناسية ، وبلا مناسبة ..ومنشدين
 يرددون وراءه أية عبارة لاقيمة لها ، ويلمعونها ويكبرونها وكأنها حكمة عز علي أرسطو وسقراط وأفلاطون أن
 يصيغوا مثلها ...! ، ومطيباتية ، يطيبون حماقاته وسوءات سياساته ، ويجملونها ويبررونها.. كذابون ، منافقون

بارعون ، خبراء في التجميل الخاص بالوجوه القبيحة للحكام الفاسدين والطغاة ..!

يدافعون عن الحكام بوفاء يفوق وفاء الكلاب – المسعورة - .. اذ يسارعوا بعقر كل مواطن حر  يمس سيدهم

الحاكم الفاسد  بثمة كلمة نقد صادق وواجب وديوقراطي عادل ..يمزقون ثياب كل سياسي حر يدعو للديوقراطية

والحرية وصالح الوطن   - صحفي أو كاتب أو فكر –

لدول الشرق الأوسط المنكوبة بحكامها الطغاة ، رعايا بالمهجر، وهم الصوت الأكثر قدرة علي التعبير عن أوجاع

شعوبهم، لكونهم في مأمن من  بطش هؤلاء الحكام .. فاذا قاموا بواجبهم نحو أوطانهم : خرج عليهم صحفيون هم

كلاب الحكام الطغاة ( المسعورة)   يتهمونهم بالخيانة للوطن ، والعمالة للأجانب ..! ويشوهون صورتهم في عين

الشعب – وهم الأبناء الأوفياء ..!- 

     هناك صحفيون كانوا ينشرون أخبار محاكمة " كاتب " حول للمحاكمة بتهمة " الامساك بالقلم والتعبير وقول

الحق ، بالعلم والحجة والمنطق ، ورأي هؤلاء أن ذلك يكدر أمن سيدهم الحاكم الفاسد ، فكانوا لا ينشرون أخبار

محاكمة زميلهم الكاتب الا في صفحات الحوادث بالصحف – مع السارق والقاتل والقواد والمرتشي وتاجر المخدر

والجاسوس والمختلس ..! -  وشهروا بزميلهم الكاتب وبأسرته وسخروا من كل شيء فيه ليجعلوا منه أضحوكة 

 

 
 
 
 حقوق أمام الرأي العام !! وهو الذي لم يفعل سوي ممارسة حق يؤيده فيه الدستور ، والقانون الدولي وقوانين
 الانسان ،  في حرية الرأي والتعبير   وحرية العقيدة 
  كل لك يفعله صحفيون وكتاب : دفاعا عن الحاكم الفاسد ، أو اقتفاء  لخطواته ، تأييدا لسياساته  ، كما الكلب
البوليسي المدرب ..    وبدلك يبقي الحاكم الفاسد آمنا مطمئنا علي أمن سلطة الفساد والطغيان بفضل أجهزة أمن
الحاكم ، وبفضل كتاب وصحفيي : أمنه الاعلامي .. ! ، فيبقي ويطول حكمه  -مدي الحياة -، فيبطش ، ويفسد  ،
وهومطمئن، وينام قرير العين ...
هناك كناب وصحفيون ، بل وشعراء  (!)  يحملون لقب "  الكبير "  ، ونقاد يحملون لقب " الكبير " ، يعملون
سرا  -  وما من سر أصبح يخفي – في خدمة أجهزة أمن الحاكم الفاسد .. بما يثبت بقائه , ويبقي علي غيه  ،
وفساده ، يتجسسوا علي زملائهم ويرفعون التقارير عن الوسط  الصحفي والثقافي  ..  !!  والمقابل لهؤلاء هو:
الأجر الدي يحصل عليه كل خائن  لوطنه ، لأهله لقلمه ، لضميره ، لكلمة الحق .. والأجر الدي يحصلون عليه ،
بالتحديد هو : منصب يرقون اليه ، منصب يبقون فيه ، منحة ، سفريات للخارج في صحبة ولي نعمتهم – الحاكم
الفاسد -  ، أو سفر للخارج للهو والتنزه  - علي حساب التكية  - !!
  هناك حاكم  - شرق أوسطي ، ورث السلطة ، عسكريا .. -   في أول خطاب له قطع عهدا علي نفسه بألا يجدد
فترة  رئاسية أخري  - أي أبدي نوايا ديموقراطية  كان بلده يفتقدها من حوالي 30 سنة  ، ولكنه عدل واستمر في 
   في الحكم ربع قرن كامل من الزمان !! بدلا من 4  سنوات وفي الربع قرن هدا أرجع بلده للوراء بشكل مهين

، أفقره وأجاع  أهله وأضاع مكانة وطنه في المنطقة والعالم ، و..و   والموضوع   ذو شجون اذ أ ن الانسان نفسه 

 ،  الضمائر والنفوس قد طالها الخراب ....   فمن وراء رجوع ذاك الحاكم عن وعده الدي قطعه علي نفسه بارساء

 

 

 
 
 
  مبدأ تبادل السلطة -  المفقود من 30 سنة  - دعما للديموقراطية ؟؟!  من وراء  ذلك ؟!
انهم ليسوا   السياسيون المنتفعون وحسب ..كلا  وانما معهم فيلق من قوات الأمن الصحفي الاعلامي المركزي
هؤلاء  هم الوساويس الخنانيس الذين يوسوسون في اذن كل حاكم ليخالف الديموقراطية ويبقي علي كرسيه ،
وليمض في غيه .. يزينون له     سؤ عمله ويوهمونه  - كذبا – بأن الشعب يحبه  بينما كل فرد بالشعب المطحون
يود لو ظفر بذاك الرئيس بين يديه لينتقم لنفسه ولبلده ..!
  ويوسوس في اذنه هؤلاء الوساويس  الخنانيس  بأنه يجب أن يستمر لأجل استمرار المسيرة  - بينما هي ليست
مسيرة بل قعيدة ! ، بل كسيرة وليست مسيرة ..
ويوسوس في أذنه هؤلاء الوساويس   الخنانيس بأنه يجب أن يستمر لأجل الانجازات ولمزيد من الانجازات، بينما
أن عصره هو عصر الجنازات – الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية  - .. وجنازات في كافة المجالات   الحقيقة هي

 
…!
…. !   وحولها هؤلاء  الوساويس الخنانيس بأقلامهم وبسهولة الي انجازات مزعومة بالكذ ب
    هناك عقوبة بالقانون بكل بلد علي التحريض علي الجريمة ، وكدلك عقوبةعلي : التستر علي الجريمة  ، وكذلك
يعاقب القانون في حالات معينة علي عدم الابلاغ عن الجريمة  أو عدم الابلاغ عما يؤدي الي وقوعها ..!

ما هو رد فعل القانون مع هؤلاء الصحفيون والكتاب الذين يرتكبوا جريمة الخيانة العظمي ضدأمتهم وشعوبهم ؟؟!
ويحرضون ويتسترون ، ويشاركون بالكلمة في اطفاء الأنوار وتهيئة الأجواء لكل حاكم فاسد كي يتمكن من قهر
وطنهم واغتصاب حاضره وهتك عرض مستقبله وربما ماضيه أيضا   ..
   
 

-           -

-         ما هو يا تري رد    الفعل أو الموقف القانوني أو الشعبي أو الرسمي الذي اتخد ولو مرة واحدة ضد أمثال هؤلاء الصحفيون

-         والكتاب الذين يرتكبون تلك الخيانة العظمي ضد أوطانهم ؟؟!!

-         الجواب :  لا شيء!!!  بدليل أن آخر الطغاة الذين سقطوا  - صدام  - لم نر أو نسمع معه في المحاكمة ضمن من معه

-         يحاكمون كشركاء  صحفيا واحدا ولا كاتبا واحدا !!! شركاؤه في السياسة دون شركائه في الصحافةوالاعلام ..!

-         ألا توجد أدلة اذن ؟؟

-         الجواب : بل هي كثيرة .. واضحة ..فاضحة .. معروفة كما هم معروفون للجميع : مقالات ، صحف كاملة .. ، كتب تشيد

-         وتنفخ في الحاكم ، أفلام ، و   برامج ، أوليست تلك أدلة الجريمة؟!!

-             أذكر حكاية حكتها لي جدتي وأنا صغير : أن لصا حكم عليه بالسجن  ،  وذهبت أمه لكي تزوره .. فراح يقبلها     

-           
-           ويحتضنهاورجاها أن يقبل لسانها الذي حرمه من حلاوة كلماته ... ولما أعطته الأم لسانها أطبق عليه بأسنانه فقطعه   
 

سألوه  :  لماذا فعلت ذلك بامك ؟!
فقال  :  قطعت لسانها الذي حرضني وشجعني كثيرا علي السرقة وأنا طفل صغير..!، حتي صرت لصا ودخلت السجن

بعاري …!!   فلم ينس اللص أن يعاقب لسان أمه  الذي حرضه وهو صغير علي أن يكون لصا عندما يكبر ، فيدخل

السجن  .. ان أكثر من 50 % من صناعةالحاكم الديكتاتور الفاسد با لشرق الأوسط  بالذات تتم بأقلام صحفيين وكتاب 

 ، وجهود اعلاميين ….  سهلوا  للحاكم سرقة سعادة شعب وحقه في الرخاء والتقدم والحياة الكريمة ، سرقوا حق

الملايين من الشباب في فرص العمل الشريف في بلادهم ، سرقوا حق ملايين الشابات في الزواج  بسبب تنكيس حال

بالاقتصاد من جراء  فساد الحاكم وعصابته ، وتابعيهم من القوادين بالصحافة والاعلام ، الذي شاركوا في صناعته.

     هؤلاء الصحفيون والكتاب والاعلاميون صناع لصوص أوطانهم :

من يحاكم أياديهم التي كتبت ، أوأعدت  صناعة لصوص لأوطانهم  ، مثلما حاكم ذاك اللص لسان أمه، الذي حرضه

علي السرقة وصنع منه لصا ..؟!                                  *   صلاح الين محسن – كاتب مصري -                                                         

 


4
رأيت حلم " نزار قباني " الذي لم يتحقق ..!!
[/b]


بقلم : صلاح الدين محسن
 

 للشاعر الكبير  نزار قباني كلمات  جاءت في احدي قصائده تقول :

 "  أريد أمة عربية تدعني أمارس الحب..

كما العصافير فوق الشجر.. .. "

 ولكن   نزار قباني رحل دون أن يري حلمه هذا قد تحقق   ..  وعندما جئت الي -  مونتريال.. كندا  -  رأيت حلم شاعرنا هذا أمامي ، وأراه كثيرا كلما  استخدمت مترو أنفاق مونتريال في تنقلاتي بالمدينة ،  وقد دونت في مذكراتي أشياء كثيرة ظريفة وجميلة عما رأيته بهذا الخصوص ضمن ما أكتبه كمذ كرات لي بعنوان " مذكراتي في كندا " ، وليسمح لي القاريء بأن أنقل له بعضا منها :

" .. اليوم  دخلت الصالةالرئيسية بمبني مترو الأنفاق، لأحجز تذكرة ركوب ، و كانت الصالة تعج بركاب كثيرين جدا الداخلين الي المحطة والخارجين منها الجالسين علي مقاعد والواقفين ويرمقون من خلف الزجاج ، الباص  الذي يترقبون قدومه للخروج اليه ، مفضلين الانتظار داخل الصالة في الدفء نظرا لكون درجة البرودة  - ولا أقول الحرارة – بخارج الصالة هي تحت الصفر ب  35 درجة !!  بمجرد دخولي لمحت شابا وشابة في حالة عناق شديد وتام بالأذرع والشفاه ، والتصاق الجسد من أعلاه لأسفله ..! ، تلك هي المرة الأولي التي أري فيها منظرا كهذا بمكان عام، أنا القادم حديثا من بلد شرق أوسطي – مصر -  ..

وهنا تعمدت أن أجلس علي أحد المقاعد بالصالة لأ ري نهاية ذاك المشهد كيف ستكون ؟!

جلست بالفعل ولا هم لي سوي انتظار أي الاحتمالات الآتية سوف يسبق الآخر :

=  بعد كم دقيقة أو ثانية سوف يحضر بوليس الآداب  - كما عندنا بمصر – ليقبض علي الفتاة والفتي من القفا ويجرهما جرا الي قسم الشرطة حيث يضربا ويفضحا ويجرسا تجريسا ، ثم محضر فمحاكمة فسجن بتهمة ممارسة الفعل الفاضح بمكان عام ..

=  أو بعد كم دقيقة أو ثانية سيحضر أحد موظفي المترو مهرولا  ليصفع كلا من الفتاة والفتي كفين أو أكثر علي الوجه والقفا ، ويلعن جدود أبويهما ..؟!

وفي نفس الوقت الذي كنت فيه أمر ببصري  مسرعا ومكررا وباستمرار علي كل الموجودين بالصالة سواء الجالسين أو الواقفين أو العابرين منها أو اليها بحثا عن :

  _  كم عدد الذين ينظرون الي الفتي والفتاة العاشقين المحبين ؟

  _  كم عدد الممتعضين من ذاك المشهد ؟

  _  كم عدد الذين يرقبونهما وهم يتميزون غيظا ؟

  _  كم عدد الذين يتأففون من المشهد ويرغون ويزبدون ؟

  _  كم عدد الذين ينظرون اليهما ويهزون رؤوسهم ويمصمصون شفاههم ويرددون  الاستعاذة بالله من غضب الله ؟

وظللت علي ذاك الحال متيقظا متابعا لأجل الحصول علي النتيجة وبكل دقة ، ولم أتوقف حتي توقف الفتي والفتاة بعدما شبعا حبا وعشقا ونظرا للخارج وأشارت له بأن الباص الذي سوف يستقلانه قد حضر ، وتشابكت يدها ويده وخرجا معا ، وظللت أتابعهما حتي ركبا الباص ..

 وكانت النتيجة   لكل الاحتمالات والتوقعات هي :

 لا شيء ، لا شيْء ،  لاشيء ...   ...  .. ، لا قبض عليهما أحد ، ولا ضرب ، ولا شتائم ، ولا غيظ ولا تأفف ، ولا أحد يتابع أو ينظر لذاك المشهد أبدا ..  ..!

نزلت الي أسفل لأستقل المترو -  تحت الأرض -  وفي الدقائق التي وقفتها انتظارا لقدومه وجدت رجلا في حوالي ال45 سنة ومعه سيدة في حوالي ال40 من عمرها  وكلاهما مجذوب للآخر في حديث ولهان ، ثم ..   ما لبثا أن التصقت شفاهما وراحا في احتضان عميق وطويل  ،  رحت  أمسح ببصري جميع المنتظرين قدوم المترو جالسين وواقفين لأسجل ردود الأفعال علي وجوههم ..، ولكن لم ألحظ أن أحدا ينظر اليهما البتة  ، علما بأن المكان كان مملؤا بمختلف أجناس البشر حيث أن كندا  يفد اليها مهاجرون من كافة أشكال وألوان وأجناس وألسنة جميع البشر..

    جاء المترو ، صعدت وجلست ، بعد محطتين ازدحم بالركاب  ، عدد الواقفين كثير ، من بينهم شاب وفتاة في أوائل العشرينيات من العمر يابانيان يبدو أنهما قد تعلما الحرية  وممارسة الحب كما العصافير فوق الشجر في كندا ، راحا يتهامسان ، ثم دخلت في حضنه و ألقت برأسها فوق صدره ونامت  - وسط الزحام .. -  فراح يمشي بيده فوق شعرها ووجهها .. ، لحظات ورفعت رأسها وأطبقت بشفتيها علي فمه ، وراحا معا في قبلة طويلة للغاية.. الناسي يحيطون بهما من كل جانب .. يمينا ويسارا وأماما وخلفا وأسفلهما – الجالسين علي المقاعد ..  .. ، توقعت أن ينهرهما أحد زاعقا:

  ألا تحترم نفسك ياولد أنت وهي ..؟!

  ولكن لم يحدث ، مما أحسسني بأنهما لم يخرجا عن دائرة احترام النفس ..

وكذلك ترقبت أن يزجرهما أحد قائلا:

ألا تراعي أنت وهي مشاعر الناس حولكما ؟!!

ولكن لم يحدث ...   مما أشعرني بأنهما لم يعتدياعلي مشاعر أحد ، فلم يعتد أحد أيضا علي مشاعرهما ..

 رحت أرقب أعين الناس لأري رد الفعل ، فلم أر عينا واحدة تراقبهما ، ولاأحد اطلاقا مشغولا بذاك الأمر اطلاقا :  تماما مثلما تخرج الفتاة  سندوتشا من حقيبتها وتقتسمه مع الشاب صديقها ، وراحا يأكلانه ..!! فهل في أكل شندوتش شيء؟!   كأنه نفس الشيء..

أو بالضبط كما لو كان ما يحدث هو أن الشاب قد أخرج زجاجة عصير معه وفتحها وراح يتبادل  شربها مع صديقته . كما لو كان الأمر هكذا ..  !!

 

  بعد 3 محطات ، كان الزحام قد خف كثيرا ، وفي المحطة الرابعة صعد رجل كبير السن   وزوجته عمر كل منهما لا يقل عن 75 عاما وربما يزيد ، جلسا متقابلين علي مقعدين علي يميني  ، وجها مصوب نحو وجهه بشف وتتحدث اليه كما لو كانت فتاة تحدث فتاها.. أما هو فينظر اليها تماما ولكن لا تستطيع أن تحدد ان كان يعي ما تقوله أو لايعيه يستمع اليها أم لا يستمع ، وواضح من تعابير وجهه أنه قد شبع  من الكلام ومن السكوت أيضا .. بينما زوجته محبة للحياة ، أوليست المرأة هي التي تصنع الحياة فكيف لاتبقي محبة لها ؟! فهي التي تحبل وهي التي تلد ، وترضع وتطعم وتربي وتكبر وترعي الرضيع أو الرضيعة حتي يصير رجلا وتزوجه وتري أطفاله وتود أخذ أطفاله في حضنها أيضا لتواصل صناعة الحياة .. انها المرأة ، الأم..  ، .. ورغم حالة الزوج التي وصفناها الا أنها ، مضت تحدثه وهي مبتسمة وتحكي له ثم .. فوجئت بها تنعطف نحوه وترسل فمها فوق شفتيه وتطبع فوقهما قبلة ..  .. كما تفعل الفتيات والشابات..،  شعرت بسعادة شديدة وطريفة ، وانبهرت بتلك السيدة العجوز لأنني أحسست بأنها مثل عود  يبدو قد جف ،ولكن الصبابة لا تزال  تجري بداخله ، كثيرا ما نري عودا جافا ، نمسكه وننظره عن قرب فنجد الخضرة والحياة لا تزال  تبدو بداخله علي بعد بحيث لو زرع فانه سوف يخضر ويورق من جديد .. انها المرأة ، الأم التي تمنحنا الحب والحياة ..   وقد لاحظت أن أحدا لم يأت مسرعا من آخر عربة المترو لكي ينهي السيدة عن منكر  موبخا اياها قائلا : ألا تختشين أيتها المرأة ؟! ألا توقرين شيبتك ؟!!،  ولا ليلوم الزوج قائلا له : ألا تحترم سنك أنت وامرأتك ؟!!  لم يحدث شيء من هذا الذي يحدث ببلادنا العربية  -  الشريفة ..  ..  –  بعد تلك المشاهد السابقة انتابني

 خوف من أن تكون السماء قد غضبت من     أن يمارس البشر الحب كالعصافير فوق الشجر ، ومثل القطط الجميلة اللطيفة النبيلة        ، أو مثل الحمام واليمام الوديع رمز السلام ، فيتسبب غضب السماء في انقلاب المترو بنا رأسا علي عقب فنموت شر ميته .. ولكن المترو  قطع طريقه حتي النهاية بسلام ..، فالتقطت أنفاسي .. وقبل أن أصعد لأعلي للخروج من نفق المترو انتابني الخوف مرة أخري خشية أن تكون السماء قد أرجأت غضبها لحين صعودنا  خارج النفق لنجد لون السماء قد صار أسودا بلون القطران المغلي ، تمطرنا به .. ، أو حمراء بلون الدم ، ترشنا به غضبا علينا ، أو ربما خرجت من نفق المترو لأجد السماء قد أرسلت طير الأبابيل ترمي مدينة مونتريال  كلها بحجارة من سجيل ، فنتحول الي عصف مأكول ..    مما جعلني أخرج من نفق المترو بخوف وبحذر ، وأتباطأ في الخروج .. ، وعندما خرجت فوجئت بأن الشمس ضاحكة بوسط السماء  ، والسماء صافية تماما في ذلك اليوم رغم أن درجة البرودة 35 تحت الصفر !!  - يسمونها هنا  : شمس كذابة  ..   ..  أي أنه لا السماء ولا رب السماء غضبا ، ولا الناس غاضبون ، ولا أحد غضبان

...  وهكذا وبدون أي غضب وبلاأي أذي من السماء رأيت حلم  الشاعر  نزار قباني الذي لم يتحقق ، حتي الآن ومات دون أن يراه :      وهو الذي كم وطالما  تمناه لأمته العربية التي : ضحكت من جهلها الأمم  ..   

5
                                                      ((ايضاح حول مقالي : مطلوب تمثال ل
شيرام - البطلة العراقية الشهيدة -))

عندما قرأت عن مأساة وبطولة شميرام  ، في عمل أدبي للأديب العراقي ، الصديق  دكتور  " سعدي المالح " شعرت بزلزال يهز كل كياني، فرفعت سماعة التليفون لأسأل وأتأكد منه ان كانت تلك المأساة البشعة قد وقعت بالفعل ، أم هي مبالغات أديب  ، فأجاب : نعم ...
وعدت لأسأله أهكذا كان يحدث في عهد صدام ؟ ، ويبدو أنه فهم أنني أقصد أن مثل تلك البشاعة كان يحدث في عهد صدام؟  فأجابني :  بل وأبشع منها .. فسارعت بالتعبير عما في صدري من الألم بكتابة مقالي عن شميرام  -  بل قد لا تعرفون أنه ثاني مقال ينشر لي ، وأنوه فيه بمأساة وبطولة شميرام ..!  - ولم يكن هو المقال الأول ..! 
وبعد النشر  - وليس قبله – اتصلت بصديقي ، دكتور الملاح لأدعوه لقراءته بالموقع، وبعد أن قرأه أبدي اعجابه به فوجئت به يضيف تصحيحا يفيد أن الواقعة حدثت عام 1933 ..!!
فانزعجت للغاية ، وقلت له ولكنني سألتك لأتأكد منك .. ! فأجاب : عموما الذي قام بذاك العمل البشع لم يكن الاستعمار كما قلت في مقالك وانما كان الجيش العراقي ، وما حدث في عهد صدام كان أبشع ..  فكان ردي وكلي شعور بالأسي  ولكن الدقة في مثل تلك الأمور مطلوبة ، وأضفت معاتبا "  سامحك الله  ، لقد هزني ماحدث لشميرام  الي درجة أن هناك مقالا آخر أرسل بالفعل لجريدة أخري وفي سبيله للنشر ، وكررت قولي وأسفي "  سامحك الله .." ، ويبدو أن صدمتي الشديدة مما حدث لشميرام .
ولكون العمل الذي تناول مأساتها وبطولتها ليس كتاب تاريخ به أرقام وتواريخ واضحة قد كان سببا للبس ، وكان المقال الأخير والذي أعدتم نشره بموقعكم الكريم من نصيب موقع "  ريزجار " والذي علمت مؤخرا أن المشرفين    أو مؤسسيه : عراقيون -   ، وبالرغم من أن المقال كان ترتيبه بين المقالات  330  أي لن يأتي دوره في النشر الا بعد اسبوع من ارساله  .. الا انني فوجئت به منشورا في صباح اليوم التالي ((  وللأمانة : كذلك فعلوا مع مقالي التالي له والذي نشر في 19/ 6 الجاري   بعنوان "  عمر بن الخطاب يزور : جوانتانامو " )).

وقد قرأت يا سيدي تعقيبات قراء موقعكم الأفاضل .. ومع شكري للبعض واعتذاري للبعض الآخر ، أقول ان مأساة وبطولة " شميرام  رغم أي شيء أكدت قناعة لدي من المفروض أن أعبر عنها بمقال آخر هو مشروع لم يكتمل بعد  ويدور برأسي قبل أن أقرأ عن مأساة  " شميرام " .. هذا  لكون البشاعة التي لقيتها  البطلة "شميرام " لم يرتكب مثلها استعمار ممن احتلوا بلادنا بالشرق الأوسط  ، وأن حكامنا "  ا لصداميون "  جميعهم ارتكب جنود أمنهم  - لا أمن الأوطان -بشائع لم يرتكبها استعمار وأنهم هم الأعداء في المقام الأول قبل الاستعمار وقبل اسرائيل وانهم يحرصون علي شغلنا بمن هم أقل منهم خطرا .. 
– كما ذكرت بمقالي عن شميرام الذي أعدتم نشره نقلا عن موقع – ريزجار – وهذا هو حجر الزاوية وبيت القصيد في مقالي ولا يفوتني أن أنوه ردا علي ما اعتقده أحد السادة القراء الذين علقوا علي المقال : أن
اسمي ليس مستعارا  وانماهو الاسم الحقيقي الذي تنشر به مقالاتي  علي أكثر من موقع من الجرائد rezgar.com  ,  elaph.com   ,  copts_united.com  وكذلك بعض الصحف  - غير الالكترونية التي تصدربالعربية  - في مونتريال – حيث أقيم وكذلك هو نفس الاسم الموجود علي الموقع الدولي للاتترنت  " جوجل " والمنشور عليه كتابي  " ارتعاشات تنويرية  "  - بكامله – والذي سجنت بسببه في مصر عام2000  لمدة 3 سنوات في مصر-  وطني - ....  ، وجميع مؤلفاتي ال16

شكرا لكم ولمحبتكم ،  وشكرا لهذا الخطأ  غير المقصود منا لأنه عرفنا بكم وبموقعكم الكريم وبالقراء الكرام الذين شرفوني بقراءة مقالي  وليسمح لي الأخوة العراقيون المتحضرون بكافة توجهاتهم وأعراقهم وطوائفهم بسؤال :  أحقا أنكم لم  تقيموا تمثالا  بعد  ل " شميرام "حتي الآن ومنذ عام 1933  ؟!!!       

مع فائق الحب والتقدير لكم جميعا.....   
 
صلاح الدين محسن

6
مطلوب تمثال ل: شميرام – البطلة العراقية الشهيدة


 
الي الرئيس العراقي " جلال طالباني" :
مطلوب تمثال ل: شميرام – البطلة العراقية الشهيدة

بقلم : صلاح الدين محسن
salah.mohssein@videotron.ca

انها فتاة عراقية بطلة سجلت صفحة رائعة من صفحات البطولة في عصر أبشع طاغية عرفه العراق في كل عصوره منذ ما قبل التاريخ ...
: “ وها هو ما حدث ل " شميرام ....
( ... الجرائد تواصل التحريض ضد الآشوريين ، الحكومة احتجزت " مار شمعون " وراحت تهدد وتتوعد بقطع الرؤوس .. بينما الرؤوس كانت تقطع فعلا والأجساد تطعن ويلقي بها في الحقول والطرقات وبين القري .. ..
عم الاضطراب قري دهوك والعمارية جميعها ، فوجهت الحكومة تعليمات عبر منشورات ألقتها من الجو الي القاطنين في هذه القري تدعوهم لتسليم أنفسهم وأسلحتهم في سميل أكبر قرية في المنطقة والوحيدة التي بها مخفر شرطة ولم نكن نعرف أن الخطة ترمي الي حصر ساحة المذ ابح قدر الامكان للحد من ا نتشار الجيش علي مساحة كبيرة من القري ..
بعد أن تأكدت السلطات من رضوخ المواطنين لأوامرها واطمأنت لعدم وجود سلاح لديهم ولم يكن معظمهم من المقاتلين في الأصل جاءت سرية من الجيش وطوقت القرية ثم تقدم فصيل من الجنود يسمي فصيل الرشاشات الآلية نحو مركز الشرطة وفتح النار دون رحمة علي الناس العزل المحتشدين في ساحة المركز فلم ينج منهم أحد ثم أخرجو المحجوزين في سجن المركز وبقروا بطونهم بالحراب ومثلوا بجثثهم ( 500 فرد ) ..
بعد قليل جاء قائد السرية وأمرنا بتمزيق ملابسنا ونزعها عنا امتنعنا لكن بعد ضغط وتهديد بالسلاح امتثلت بعض النسوة للأمر وبدأن فعلا في نزع ملابسهن فصرخت " شميرام " الفتاة الشابة التي فقدت والدها واثنين من أخوتها ، في وجوههن لكي لا يلبين طلبه ويقاومن ، تقدم اليها القائد وأمرها متقصدا بخلع ملابسها فرفضت ، مد يده الي فستانها ، نهرته متراجعه الي الوراء ، هددها بالقتل ان امتنعت ، راحت تسبه وتشتمه ، عندئذ أمر جنوده باحضار كمية من النفط وهددها قائلا أستطيع الآن أن أنزع عنك ملابسك بالقوة لكني عقابا لك أريدك أن تنزعي بنفسك ملآبسك وتقفي عارية أمامي وان امتنعتي أحرقتك فما كان منها الا أن بصقت في وجهه بغضب ..
احتد غيظه وسكب الكيروسين علي ملابسها الوردية الجميلة وسط ذهولنا وصراخ الأطفال .. فواصلت " شميرام " سبه وشتمه .. تصورنا أنه يريد ابتزازها واذلالها فقط ..، لكنه كان جادا ، أخرج قداحة انجليزية من جيبه وأشعل طرف فستانها ، رفعنا أصواتنا بالصراخ ، انتزعت الفتاة نفسها من بين أيدي الجنود الذين لم يتوقعوا هذا التصرف من قائدهم ، وتركوها تفلت ما ان رأوا ألسنة النار تأخذ بها ، ركضت المسكينة باتجاه البيادر ولهيب النار يرتفع منها أكثر كلما أسرعت في الركض الي أن شلت حركتها فسقطت علي الأرض تواصل احتراقها لا يجرؤ أحد علي الاقتراب منها ..
كنا نحترق مثلها من الداخل ، بعد ذلك خاطبنا القائد مهددا " كل من ترفض أوامري سيكون الحرق مصيرها وأرغمنا علي الامتثال لأوامره .. جاء الجنود وأوثقونا بالحبال وراحوا يغتصبونا واحدة واحدة وكل من تقاوم تلقي عددا من الطعنات تكون كافية للقضاء عليها فقضت ثلاث بنات نحبهن في ذلك اليوم ..
في صباح اليوم التالي قادونا برفقة بعض جنود الخيالة باتجاه الحدود ... كنا منهكات نمشي بصعوبة ، في الطريق طلبنا ماء فرفضوا طلبنا بحجة عدم توفره ووعدونا به عند الوصول الي أقرب ساقية ..
بعد بضع ساعات وصلنا لساقية واعتقدنا أن باب الفرج قد انفتح أمامنا الا أن جنود الخيالة لم يسمحوا لنا بالاقتراب منها قبل أن يغتصبوا بعض النساء الشابات ، وعندما توجهنا للشرب من الساقية واجهتنا مصيبة أخري وهي أن مياه الساقية كانت ملوثة بالدم لرمي ثلآث جثث من جثث رجالنا فيها .. فأبينا الشرب منها .. فأجبرونا علي الشرب من المياه المختلطة بدماء شهدائنا .. .."

هذا ما حدث مع أبناء وبنات طائفة الآشوريين - بالعراق - أحفاد العراقيون الأوائل صناع احدي أعرق الحضارات الانسانية _ وقد دونها أديب عراقي هو " د: سعدي المالح " في احدي كتاباته –
أما من قاموا بتلك الجرائم البشعة التي يتندي لها جبين الانسانية فليسوا جنود الاستعمار الأجنبي الغاشم ابان أن كان العراق محتلا ..، ولا جنود قوات التحالف التي دخلت العراق لاسقاط النظام ، ولا جنود اسرائليين يهود دخلوا العراق .. وانما الجنود الذين ارتكبوا تلك الفظائع هم جنود أمن " فارس الأمة العربية " ، وحامي حمي بوابتها الشرقية من الفرس .. وباعث ( من البعث ..) مجدها الغابر .. صدام حسين .، وقتما كان جاثما فوق قلب العراق وشعب العراق...
أقيموا تمثالا ل " شميرام " مع كتابة ملخص لقصتها وبطولتها ، علي أن تحضر بنفسك ازاحة الستار عن التمثال وتدعو معك لحضور هذه المناسبة كل من السادة الأفاضل " هيئة الدفاع عن صدام في محاكمته باعتبار أن صدام كان في رأيهم مجرد متهم لم تثبت بعد ادانته ..!
وكذلك دعوة السادة المبجلين الذين احتجوا وغضبوا لنشر صور صدام عاريا في سجنه ، ليعرفعوا : كيف تعرت " شميرام " ورفيقاتها ، من بنات العراق علي أيادي جنود صدام الأشاوس ، النشامي ..!!

صلاح الدين محسن
=========================================== الكاتب المصري[/color][/size]

صفحات: [1]