65
رسالة اخرى الى غبطة البطريرك ساكو المبجل
بقلم : عادل شايب زوري
سيدي البطريرك
بعد عدة رسائل ارسلتها اليك ونشرتها في مواقع شعبنا المسيحي وفي صفحتي الشخصية في الفيسبوك
كنت قد نبهت الى ما سيحدث لقرانا وشعبنا قبل الاحداث الاخيرة وسقوط الموصل وقرانا ومدننا الحبيبة بيد الارهابيين المجرمين
لكن رسائلي بقيت حبر على ورق دون اخذ النظر بها مع الاسف وقد طالبت بها ان تساعد شعبك بالهجرة والهرب قبل ان تقع
الفأس بالراس لكنك كنت تمنع الهجرة بحجة كيف نترك ارض اجدادنا وكيف نترك وطننا .
الان بعد ان نزح عشرات الالاف من شعبك وتركوا اراضيهم ودورهم واملاكهم واموالهم خلفهم لا زلت مصرا على عدم الهجرة
والهروب الى مكان آمن ان شعبك يموت,يتالم,جائع,يعيش في المخيمات والمباني التي لا تصلح للسكن فما هو الحل عندك ..؟؟؟
ان النبي موسى امره الرب ان ياخذ شعبه ويهاجر من مصر الى الى سيناء بعد ان عانى شعبه الذل والهوان والقتل والتشريد على يد
فرعون واتباعه الفراعنة وترك الارض التي عاش فيها شعبه مئات السنين وبذلك حافظ على شعبه من الانقراض .
سيدي البطريرك
نرجوا منك ونتوسل اليك كما توسلت اليك في رسائلي السابقة وقبل الاحداث ان تساعد شعبك الى الهجرة لا ان تقف في وجهها
فان كل الحلول التي تطرح من بعض الاحزاب والمنظمات المسيحية بتشكيل منطقة آمنة لشعبك تكون بحماية الامم المتحدة هي مجرد
اوهام ومحاولات من هؤلاء للمحافظة على مصالحهم ومصالح قومياتهم واحزابهم .
اننا نطلب منك ان تقود شعبك للخروج من ارض اجداده الى ارض اكثر امنا لتحافظ على نسله الذي دام اكثر من ستة الاف سنة
من جحيم لا يطاق عشته انت بنفسك .
ان خطة تهجيرنا قد تم الموافقة عليها وتفريغ العراق من مسيحييه ولن يوقفها الا بخروج آخر مسيحيي من ارض الاجداد واجلب لك
مثالا بسيطا في ايلول 2012 قال ساركوزي رئيس جمهورية فرنسا وبصلافته المعهودة بالحرف الواحد لبطريرك لبنان الراعي :
( لا مكان لكم في الشرق الاوسط الجديد تعالوا هنا ) اي الى اوروبا وامريكا واستراليا .ولم يصدقه احد حتى البطريرك الراعي
وعند سقوط الموصل وقرانا ومدننا بيد داعش اعلنت فرنسا مباشرة بما يلي :
( اهلا وسهلا بمسيحيي العراق في فرنسا ) وبذلك اصبح تهجير شعبك من ارض اجدادهم يعلن رسميا وليس بالخفاء
كما كان قبل الاحداث وصدقني ان فرنسا الاستعمارية لن تنطق بكلمة اذا لم تكن متاكدة منها .
أعود واطلب واتوسل اليك ان تقود شعبك الى بر الامان بعيدا عن ارض اجداده ليبقى حيا لان الايام تنبأ بحروب ليس لشعبك
طاقة على تحملها ولن يجد مأوى يأويه وستكون الخسائر بالارواح وليس بالممتلكات كما حدث الان .
احد ابناء شعبك الكلداني
عادل شايب زوري
24.08.2014