عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - ريمون جوزيف جرجي

صفحات: [1]
1
احتضار المشهد الثقافي


يعاني المشهد الثقافي لدينا من مشاكل عدة أمام تغلغل عادات اجتماعية جديدة كنا دائماً نُشَهِرُ بها وننتقدها، كضعف التواصل العائلي وانقراض مفهوم أهل الحارة الواحدة و قلة الثقافة العامة، كما يعاني المشهد لدينا من عولمة العادات الاجتماعية وفساد مضمون الفضائيات العربية وطغيان المصلحة الشخصية، مقابل ازدياد مظاهر التشدد الديني بين الناس، نتيجة لأسباب وظروف اجتماعية متعددة.

كما يشوبه الكثير من التصرفات والعادات التي ترقى لأن ندعوها بالظاهرة السلبية كنتاج رئيس عن اتساع رقعة الأمية الثقافية، وعدم مواكبتها للتغييرات والتطورات العالمية، فنبدأ بجلد الذات بسبب احتضار المشهد الثقافي الذي نلمسه ونكافح للقضاء عليه بطرق قاصرة  ووسائل بدائية و تمويل هزيل مع ضعف قدرة الإدارة وعقلية القائمين عليها، بحيث لا تتم مساءلة الكثيرين عن الأهداف المرسومة والنتائج المحققة والمقارنة بينها.
 
أمثلة واقعية عن المشهد الثقافي
- من الطبيعي أن ترن أجهزة الموبايل في أية محاضرة ثقافية تقام هنا وهناك، مطلقة العنان لنغمات وأغاني شتى تعبر حالة هستيريا النغمات التي تختلف درجات صوتها من شخص إلى آخر، و كثيراً ما  يرّدُ أحد الحضور على مكالمة واردة له بصوت عال مزعج ومقلق للحضور ضمن سياق المحاضرة،  وغالباً ما لا ترقى تلك المكالمات لظرف طارئ بأي شكل من الأشكال.

- عندما يكون مدير دائرة كبرى في المحافظة هو أحد ضيوف ندوة ثقافية( بحسب أوراق الدعوات المعلنة والموزعة)، وعند بدء الندوة يغيب المدير ويحل نائبه مكانه ( مع كل الاحترام والتقدير لشخص النائب)، ولكن دون أية إشارة لسبب الغياب أو التنويه عن الاعتذار للحاضرين، فيبدو عدم الاكتراث بهم (عليكم أن تسمعوا ما سيقال لكم وإياكم أن تتساءلوا! فطالما أننا اخترناهم فعليكم أن لا تتذمروا!!!).

- عندما يتم حشر شخص ما للمشاركة في أحد الندوات وهو لا ناقة له ولا جمل في آداب إلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات أو في أساليب الطرح والحوار والالتزام بالوقت، ( كأن تأتي بحاملة ماجستير في الاقتصاد والمصارف لتشارك في ندوة عن هموم تربوية لتتكلم عن دور المرأة في التربية مع أساتذة و موجهين تربويين فتأتي بصفحات كثيرة من الكتب الأكاديمية لتقرأها أمام الحضور ولتكتشف هي معهم بأنها لم تطرح فكرة هامة مترابطة ولم تضف أية معلومة جديدة، وهذا ليس ذنبها بل ذنب الذين حشروها في الندوة).

-عندما يتأخر مدير الندوة ومعه المشاركين فيها عن الدخول إلى صالة المحاضرة لأكثر من ربع ساعة عن موعدها دون مراعاة للحاضرين الذين حضروا على الموعد ودون الاعتذار منهم أو توضيح السبب فهذه بدعة، ولكن أن تنسحب هذه البدعة على أغلب المحاضرات الثقافية الأخرى، دون الإشارة لها، كما النعامة التي  تدفن رأسها في الرمل، فهذا كفر ثقافي.

-عندما يكون المحاضر قادماً من محافظة أخرى ويذهب إلى الفندق المفترض للمبيت فيه، فيكتشف بأن لا حجز له ولا من يحزنون ويتدارك الأمر متصلاً  بالأٌقارب لتدبير مكان المبيت في اللحظات الأخيرة ما قبل المحاضرة،  فهذا عيب وسوء ترتيب ( حتى ولو تزاهد المحاضر وتقبل الواقع المرير).

-عندما تفشل إحدى الجمعيات ( والتي يزيد عدد المنتسبين لها على المئات) في حشد 20شخص على الأقل، لحضور محاضرة ثقافية مختصة تنظمها إدارة الجمعية، بينما يقتصر الحضور على 11 شخص بمن فيهم 3 من الإدارة 3 من الصحفيين و2 من إدارة المركز الثقافي والمحاضر فهذا يعني بأن شخصين  فقط حضرا المحاضرة ، (ولا علاقة للظروف الجوية!!).

-عندما تتضمن اغلب عناوين المحاضراتن بكلمة تاريخ ( تاريخ العلاقات... تاريخ التجارة...، تاريخ ...) فنتعرف حينها بأننا نُبرع في الحديث عن التاريخ ونخشى الحديث عن المستقبل، وهنا الطامة الكبرى.

-عندما يقف أحد المثقفين أمام قاعة مليئة بالحضور للتحدث و المداخلة ممسكاً المسباح بيده محركاً إياه جيئة وذهاباً تبعاً لتواتر المداخلة،
 
-وعندما تجلس على كرسي لحضور محاضرة ما، ويستمر أحد الذين يجلسون بقربك في التحدث والتهامس أو دحرجة حبات المسبحة بأصابع اليد وكأن صاحبها جالس في مقهى أو على ضفة نهر عابر.

-عندما يمارس مدير ندوة ثقافية الاسترسال في الحديث والشرح فيناقش الظواهر ويعطي الأسباب ويقترح الحلول وكأنه هو المحاضر بينما يجلس المحاضر إلى جانبه في وضع لا يحسد عليه أبداً أمام أنظار الحاضرين.

 -عندما يقمع مدير ندوة أصحاب المداخلات وطارحي الأسئلة ويبدأ بالإجابة على أسئلتهم من تلقاء نفسه وكأنه العليم الفهيم بما له من السلطة والصلاحية فكيف لا و هو مدير الندوة!!!،  فيُسكتُ من يريد! ويسمحُ لمن يريد بالاسترسال في الحديث حتى ولو كان يتحدث عن موضوع محاضرة أخرى !!.

-عندما يبدأ المحاضرون بالرد على أسئلة الحضور فتبدو أجوبتهم و كأنها محاضرة جديدة بحيث يندم السائل على طرح سؤاله، فيشعر المحاضر حينها بأنه كنز ثقافي كبير.... وبنك للمعلومات مثير.

-عندما يتأخر الوقت ويبدأ الحاضرون بالانسحاب والمغادرة اثناء اصرار المحاضر في الحديث والنقاش دون مراعاة الوقت ودون الاكتراث بأن السائلين يغادورن دون سماح الردود بسبب تأخر الوقت.

-عندما ينام أحد الجالسين في الصف الأمامي من أية محاضرة ( نتيجة ضعف المحاضر في جذب الانتباه واعتماده على القراءة البحتة)، ودون أن يُعدل من أسلوبه ودون أن يبتكر نمطاً جديداً للحوار والتفاعل مع الحاضرين الذين يُفترض أنهم من المهتمين!!.

-عندما يرد أحد المتنادين على مداخلة أحدهم بطريقة استفزازية وقمعية فيها عدم احترام الرأي الآخر( مهما كان رأي السائل)، فهي تُعبر عن ضحالة القدرة و ضعف الخبرة.

يا جماعة، يا أهل الأدب والثقافة والإعلام، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، فكما قال بلزاك "فكروا فيما سيكون عليه شعوركم في الغد .. فالأمس قد مضى .. واليوم يوشك على الانتهاء".

ريمون جرجي
حلب 25/03/2008 

2
" ميلاديات"  أمسية مرتلة برعاية المفتي العام


تزامنا مع عيدي الأضحى المبارك والميلاد المجيد، دعت مطرانية السريان الأرثوذكس في حلب لأمسية مرتلة بعنوان " ميلاديات " مساء الأحد 23/12/2007 على مسرح دار الكتب الوطنية التابع لوزارة الثقافة، رعاها سماحة المفتي العام للجمهورية، الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، حيث رددت جوقتي الملائكة للأطفال ومار يوحنا للشباب والشابات تراتيل وأغاني عيد ميلاد السيد المسيح بأربع لغات هي العربية والسريانية والإنكليزية والفرنسية .

وقال المفتي حسون في كلمته في نهاية الأمسية: " إن الذي تسمعونه من حروب وقتال وصدام باسم الدين، اعرفوا بأنه كاذب، فالدين لا يقتل وإنما الدين هو الحياة وهو السعادة وهو البقاء" وطالب المتحاربين باسم الدين قائلاً: " نزهوا الدين عن الحروب، فالدين جاء لحياة الإنسان لا لقتله، فالذي يعتبر بأن دينه لا يمكن أن يقوم إلا بالقتل، فنحن نقول له: استغنينا عن هذا الدين، لأنه دينٌ من صنع الإنسان، فالديان أرسل الدين ليحيا به الإنسان ويسعد به في الأكوان".

و حول تزامن عيدي الأضحى والميلاد خاطب المفتي الحضور قائلاً لهم :" حينما جُمع عيد الأضحى وعيد الميلاد في هذا العام، وكأن الإله الواحد يقول لنا أنا هو العيد الأجمل، فإنْ جعلتُ لكم أعياداً لتفرحوا، فافرحوا بي أنا الذي صورتكم و جملتكمْ، و نوعتكمْ وعددتُ طرق السماء من خلال الشرائع المتعددة، ولكن الديان واحد ودينكم واحد.

وتوجه إلى الأطفال والشباب حاثاً إياهم على عدم الهجرة إلى الغرب" لا تجعلوا من الغرب قبلتكم، لا تفكروا يوماً بالهجرة من بلدانكم فأنتم في بلد باركتها السماء وقدستها خطوات الأنبياء وترنمت وُديانها وجبالها بأجمل ألحان هتف بها رهبان وقديسون وعلماء وأولياء، صدحوا في الكون، فمنذ ألفي عام كانت صلوات الكنائس تُرتلْ، ومنذ ألف وأربعمائة عام تعانقت مع الآذان فكان الترتيل والآذان أخوان يصعدان إلى السماء، وطالب الشباب بأن بتعلموا من الغرب صناعاته لا أزيائه" فلباس فتاة عربية سريانية كلدانية في منطقة الجزيرة يساوي عندي أجمل فستان".

وكانت السيدة سيرمولا تورو جرجي رئيسة لجنة الموسيقى السريانية قد نوهت في كلمة الافتتاح إلى أن: بعض الأغاني التي ستُنشد  يعود جذورها إلى ما قبل أن توجد المسيحية والإسلام في هذه المنطقة، وأن مالك هذه الموسيقى هو جميع أبناء الوطن الواحد، وأن الموسيقى هي من أهم الأبواب التي يمكن الاتكال عليها عند التفتيش عن بعض المقومات التي يمكن أن تُبنى عليها العلاقات المتعددة الانتماءات .

وبعد أن تلى المفتي آيات من القرآن الكريم عن السيدة مريم العذراء وابنها الذي باركته السماء، طالب المرتلين بأن يغردوا لسوريا بكل أطيافها ونفى بأن يكون في سوريا أقليات( لا أقليات دينية، ولا أقليات عرقية، ولا أقليات قومية، ولا أقليات مالية)،

شكر بعدها الشيخ حسون : كل من عملَ على إنتاج هذه الباقة من الأطفال والشباب، وطالبهم بأن لا يغرسوا فيهم حب الآخر، بل أن يغرسوا حب الأخ، لأن الآخر هو الحيوان، ونفى أن يكون هناك آخر في سوريا.

ونوه المفتي حسون بأنه يعتقد بأنه أول مفتٍ في سوريا رعى حفلةً سريانية تُرتلُ لعيد الميلاد.

وكان نيافة المطران يوحنا ابراهيم  قد شكر في كلمة مقتضبة جداً سماحة المفتي العام للجمهورية على رعايته لهذه الأمسية المرتلة ودعاه إلى إلقاء كلمة أبوية عند نهايتها، فكان عناق أخوي مؤثرٌ جداً على المسرح بين المفتي والمطران الذي لاقى تصفقياً شديداً من الحاضرين.

 

ريمون جرجي – حلب

Ray11968@gmail.com

 

 

 

" ميلاديات"  أمسية مرتلة برعاية المفتي العام

تزامنا مع عيدي الأضحى المبارك والميلاد المجيد، دعت مطرانية السريان الأرثوذكس في حلب لأمسية مرتلة بعنوان " ميلاديات " مساء الأحد 23/12/2007 على مسرح دار الكتب الوطنية التابع لوزارة الثقافة، رعاها سماحة المفتي العام للجمهورية، الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، حيث رددت جوقتي الملائكة للأطفال ومار يوحنا للشباب والشابات تراتيل وأغاني عيد ميلاد السيد المسيح بأربع لغات هي العربية والسريانية والإنكليزية والفرنسية .

وقال المفتي حسون في كلمته في نهاية الأمسية: " إن الذي تسمعونه من حروب وقتال وصدام باسم الدين، اعرفوا بأنه كاذب، فالدين لا يقتل وإنما الدين هو الحياة وهو السعادة وهو البقاء" وطالب المتحاربين باسم الدين قائلاً: " نزهوا الدين عن الحروب، فالدين جاء لحياة الإنسان لا لقتله، فالذي يعتبر بأن دينه لا يمكن أن يقوم إلا بالقتل، فنحن نقول له: استغنينا عن هذا الدين، لأنه دينٌ من صنع الإنسان، فالديان أرسل الدين ليحيا به الإنسان ويسعد به في الأكوان".

و حول تزامن عيدي الأضحى والميلاد خاطب المفتي الحضور قائلاً لهم :" حينما جُمع عيد الأضحى وعيد الميلاد في هذا العام، وكأن الإله الواحد يقول لنا أنا هو العيد الأجمل، فإنْ جعلتُ لكم أعياداً لتفرحوا، فافرحوا بي أنا الذي صورتكم و جملتكمْ، و نوعتكمْ وعددتُ طرق السماء من خلال الشرائع المتعددة، ولكن الديان واحد ودينكم واحد.

وتوجه إلى الأطفال والشباب حاثاً إياهم على عدم الهجرة إلى الغرب" لا تجعلوا من الغرب قبلتكم، لا تفكروا يوماً بالهجرة من بلدانكم فأنتم في بلد باركتها السماء وقدستها خطوات الأنبياء وترنمت وُديانها وجبالها بأجمل ألحان هتف بها رهبان وقديسون وعلماء وأولياء، صدحوا في الكون، فمنذ ألفي عام كانت صلوات الكنائس تُرتلْ، ومنذ ألف وأربعمائة عام تعانقت مع الآذان فكان الترتيل والآذان أخوان يصعدان إلى السماء، وطالب الشباب بأن بتعلموا من الغرب صناعاته لا أزيائه" فلباس فتاة عربية سريانية كلدانية في منطقة الجزيرة يساوي عندي أجمل فستان".

وكانت السيدة سيرمولا تورو جرجي رئيسة لجنة الموسيقى السريانية قد نوهت في كلمة الافتتاح إلى أن: بعض الأغاني التي ستُنشد  يعود جذورها إلى ما قبل أن توجد المسيحية والإسلام في هذه المنطقة، وأن مالك هذه الموسيقى هو جميع أبناء الوطن الواحد، وأن الموسيقى هي من أهم الأبواب التي يمكن الاتكال عليها عند التفتيش عن بعض المقومات التي يمكن أن تُبنى عليها العلاقات المتعددة الانتماءات .

وبعد أن تلى المفتي آيات من القرآن الكريم عن السيدة مريم العذراء وابنها الذي باركته السماء، طالب المرتلين بأن يغردوا لسوريا بكل أطيافها ونفى بأن يكون في سوريا أقليات( لا أقليات دينية، ولا أقليات عرقية، ولا أقليات قومية، ولا أقليات مالية)،

شكر بعدها الشيخ حسون : كل من عملَ على إنتاج هذه الباقة من الأطفال والشباب، وطالبهم بأن لا يغرسوا فيهم حب الآخر، بل أن يغرسوا حب الأخ، لأن الآخر هو الحيوان، ونفى أن يكون هناك آخر في سوريا.

ونوه المفتي حسون بأنه يعتقد بأنه أول مفتٍ في سوريا رعى حفلةً سريانية تُرتلُ لعيد الميلاد.

وكان نيافة المطران يوحنا ابراهيم  قد شكر في كلمة مقتضبة جداً سماحة المفتي العام للجمهورية على رعايته لهذه الأمسية المرتلة ودعاه إلى إلقاء كلمة أبوية عند نهايتها، فكان عناق أخوي مؤثرٌ جداً على المسرح بين المفتي والمطران الذي لاقى تصفقياً شديداً من الحاضرين.

 

ريمون جرجي – حلب

Ray11968@gmail.com

 

 


3
الباحث الكندي "باتريس برودور" وضرورة حوار الأديان


وصل إلى حلب البروفيسور والباحث الكندي " باتريس برودور Prof. Patrice Brodeur " ال أستاذ المشارك وأستاذ كرسي الأبحاث الكندي حول الإسلام والتعددية والعولمة في كلية اللاهوت وعلوم الأديان في جامعة مونتريال بكندا،

حيث ترعى السفارات الكندية في دول المنطقة (السعودية والأردن وسوريا ولبنان)، نشاطاً حول التعدديات والأديان وحالة كندا، من خلال تنظيم زيارات ل لبروفيسور باتريس الذي يتقن اللغة العربية، مع رجال الدين والطوائف وإلقاء محاضرات و ورشات عمل.

وكان باتريس قد التقى فور وصوله إلى حلب، المطران بطرس مراياتي رئيس طائفة الأرمن الكاثوليك، والمطران جان أودو رئيس طائفة الكلدان، و مفتي حلب الشيخ الدكتور محمود العكام بحضور عدد من العلماء المشايخ ورجال الدين الإسلامي في حلب.

 

وفي صباح يوم الثلاثاء11/12 زار باتريس  المطران يوحنا ابراهيم في دار مطرانية السريان الأرثوذكس بحلب، حيث دارت حوارات حول العيش وحوار الحياة في حلب.

 

وخلال حديثه مع فؤاد أزمرلي مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني بحلب (سيبث لاحقاً)، صرح " باتريس" بأن هذه هي الزيارة الثالثة له،حيث كانت أول زيارة له لسوريا منذ عشرين عاماً وزار فيها أغلب المدن والمناطق السورية، كما أوضح بأن حوار الأديان هو جزء من حوار الحضارات، ويجب على العالم كله أن يعرف عن تاريخ العلاقات بين الأديان المعاصرة في سوريا، لأن هناك تعامل كبير قائم بين الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية، ويجب أن يتعلم العالم من سوريا حول هذا العيش بين الأديان، كما تمنى باتريس في مقابلته بأن يكون هناك برنامجاً مستمراً حول الحوار بين الأديان، فالتلفزيون الذي يعتبر وسيلة لنقل الصورة، هو أيضاً وسيلة للتربية العامة، ويتوجب استعمال الإعلام في التربية وعدم الاكتفاء بتربية المدارس.

 

و حول طبيعة هذه الزيارة أفاد " دانييل ماكسيميوك Daniel Maksymiuk " السكرتير الثاني في السفارة الكندية بدمشق الذي يرافق بارتريس في جولته، بأن باتريس يتواصل في زياراته هذه مع السادة رجال الدين ورؤساء الطوائف والجاليات، أما السفارة الكندية فهي تتعرف من خلاله على هؤلاء السادة رغبة منها في التواصل مع كل مكونات الشعب السوري أيضاً، وأن هذه الجولة هي من ضمن برامج ونشاطات السفارة الكندية بدمشق.

كما تحدث نيافة المطران يوحنا ابراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس للتلفزيون السوري حول هذه الزيارة وأهدافها ومنافعها قائلاً: بأن سوريا هي الأنموذج لما يسمى بالعيش المشترك، والحوار بين الأديان والثقافات ، وذلك بسبب طبيعة هذا البلد، فتاريخه وتعاليم الكتب السماوية التي شددت على أن يكون هناك حواراً مستمراً، كما أضاف بأنه يشعر بالسعادة عندما يلتقي بالشخصيات والوفود الأجنبية لدى زيارتها لسوريا، لأنه يريد أن يأتي إلى سوريا كل من يريد أن يتعرف أكثر على الحوار القائم فيها حالياً، من خلال لقاءاته مع الناس ورجال الدين على حد سواء، لأن سوريا هي أنموذج للحوار بين الأديان وهي المكان المناسب لتلاقي أبناء الديانات مع بعضهم بعضا، كما كشف المطران يوحنا عن اختيار شخصيتين سوريتين ( مسلم ومسيحي) كأعضاء في المجلس التقليدي للحوار بين الأديان من أجل السلام الذي ترعاه " المنظمة العالمية للأديان من أجل السلام" من خلال اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي في مكتبة الاسكندرية بمصر.   

 

وكان باتريس قد ألقى محاضرة في الرياض يوم الأحد الماضي 9 ديسمبر قبل مجيئه إلى سوريا، نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية حول التنوع الثقافي والتفاعل والتعددية، كما نظم المعهد الملكي للدراسات الدينية بالتعاون مع المعهد الدبلوماسي الأردني والسفارة الكنديّة في عمّان ، محاضرة وورشة عمل له أيضاً.

 

وبعد حلب التي غادرها إلى مدينة السلمية، سيتجه إلى حمص ومنها إلى دمشق، التي سيلقي فيها اليوم الأربعاء 12/12/2007 محاضرة  حول "التنوع الثقافي، التداخل الثقافي، والتعددية: دروس وتحديات... حالة كندا وما بعدها "، كما سيلتقي بعدد من الشخصيات الرسمية والدينية وفي مقدمها سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية ، ويغادر بعدها إلى لبنان متتماً زيارته إلى دول المنطقة.

ريمون جرجي

حلب

4
الكنائس السريانية في تلاقيها مع الإسلام       المطران يوحنا إبراهيم


إعداد: ريمون جرجي نقلاً عن موقع مطرانية حلب للسريان الأرثوذكس،


عُقد أول كولوكيوم سرياني في مدينة سالزبورغ-النمسا في الفترة بين 14 ـ 16/11/2007، بدعوة من مؤسسة "برو أورينتي" وجامعة "سالزبورغ"، حضرها باحثون شرقيون وغربيون، و حضرها من سوريا نيافة المطران يوحنا إبراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب.
وتهدف " برو أورينتي" إلى خدمة الكنائس الشرقية والتي لم تشأ في أن تنحصر نشاطاتها عند الحوار اللاهوتي، حيث قررت تنظيم نشاط فكري بحت، لا علاقة له باللاهوت ولا بالتعليم الديني، فاختارت دعوة باحثين وخبراء في شؤون الفكر والثقافة لخوض مجالات تخدم الكنيسة بشكل غير مباشر".
وكانت مؤسسة برو أورينتي قد أنشأت المنتدى السرياني Forum Syriacum في تشرين الأول سنة /2006/، وهو مكوّن من مجموعة من الاختصاصيين في الدراسات السريانية بهدف تعزيز التراث المشترك، والعمل على إثراء متبادل، ووضع دراسات متخصصة من واقع التاريخ بهدف تمتين العلاقات من مبدأ حوار الحضارات والثقافات، وتُعتبر المؤسسة التي يقع مقرها في فيينا- النمسا، وأنشأها الكاردينال فرنسيسكو كونيك رئيس أساقفة النمسا الأسبق بهدف التقارب مع الشرق. واسمها يعني " من أجل الشرق "، حيث تكوّنت الفكرة أثناء انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني الذي يُعتبر أهم حدث في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في القرن العشرين.
  وفي موضوع الحوار بين الأديان فإن للإسلام والمسلمين اليوم الأهمية البالغة، لأن الإسلام أصبح ديانة مهمة ومنتشرة في كل العالم،   ويشهد التاريخ المسيحي في الشرق على هذا الحوار منذ ظهور الإسلام، فالعلاقة بدأت مع الرسول العربي محمد، وامتدت إلى أيامنا هذه، مروراً بكل المراحل التاريخية. لذلك اُقترح تسليط الأضواء من جديد على العلاقة بين الكنائس السريانية الشرقية والإسلام والمسلمين، بناءً على الدراسات الحديثة ومصادر التاريخ في الكنائس السريانية،  فتقرر بأن يكون موضوع الكولوكيوم السرياني الأول بعنوان :   
" الكنائس السريانية في تلاقيها مع الإسلام: اختبارات من الماضي وآفاق نحو المستقبل"،
حيث حضره المطران Alois Kothgasser رئيس أساقفة سالزبورغ، وتُليت فيه رسالة  الكاردينال فالتر كاسبر V. Kasper رئيس المجلس الباباوي لتعزيز الوحدة المسيحية، الذي اعتبر المبادرة الجديدة لـ : " برو أورينتي " أملاً جديداً للتعاون بين الشرق والغرب، ،
جلسة الإسلام في المصادر السريانية
 ترأسها المطران يوحنا إبراهيم وتحدث فيها المطران لويس ساكو حول : الحوار المسيحي ـ الإسلامي في المصادر السريانية، كما تُليت ورقة المستشرق Sidney Griffith وهو أستاذ معروف في جامعة واشنطن D.C بعنوان: الكنائس السريانية في أيام الخلفاء الراشدين الأربعة، أعقبها مناقشة مستفيضة حول مضمون هاتين الورقتين.
نظرة المسلمين إزاء المسحيين
بحسب ما جاء ذكره في التقرير النهائي للمؤتمر، تبين أنه منذ البدايات ظهرت بوادر اختلاف في موقف المسلمين إزاء المسيحيين تبعاً لكونهم عرباً أو غير عرب، وتبين بعد المناقشة بأن هذه النقطة غير مدروسة بشكل كافٍ، فالمسيحيون في المنطقة كانوا عرباً وغير عرب، وكان للمسلمين موقف من العرب المسيحيين، وموقف آخر من المسيحيين غير العرب !!
        وهنا ظهر بأن الخلافات في أمور لاهوتية معقدة في القرنين الرابع والخامس للميلاد، جعلت المسيحيين ينقسمون على ذواتهم، و لكن في كل الأحوال يبدو أن الفاتحين لم يقاوَموا بشدة من قِبَل المسيحيين سكان البلاد الأصليين، وبعض المسيحيين تعاونوا مع المسلمين الفاتحين بسبب ظلم البيزنطيين. فهذه مرحلة مهمة جداً، وعلاقة الخلفاء الراشدين بالمسيحيين تبدو كأساس للعلاقة في المراحل التالية. ولا بد من ذكر العهدة العمرية التي هي الأنموذج لما وعد به المسلمون عند فتحهم للمدن في المنطقة.
مداخلة المطران يوحنا ابراهيم
كانت عن " الكنائس السريانية في العصر الأموي وتحديداً من سنة /661 ـ 750 م/". والورقة الثانية كانت للدكتور ديتمار وينكلر  Prof. Dr. Dietmar W.Winkler الذي عنوَّن ورقته بـ : اللقاءات اللاهوتية والأجوبة المسيحية للديانة الإسلامية في العصر الأموي. وقد تميزت الحقبة الأموية الأولى بالانفتاح الكامل ونظرة التسامح إزاء المسيحيين.
ودارت المناقشات حول اهتمام المسلمين بالمسيحيين في الحقبة الأموية نظراً لكفاءاتهم، ولكن هذه الحقبة التي اتسمت بالانفتاح عرفت أيضاً حالات ظهر فيها العداء والظلم، بسبب مزاج الحاكم ورؤيته للآخر!، وفي هذه الحقبة تَبين أن النصوص التي تناولت الإسلام وأكثرها كُتب باللغة السريانية، كانت للاستعمال الداخلي ضمن الجماعات المسيحية، الهدف منها تثقيف المسيحي وترسيخ مبادئ الإيمان في حياته، وفي بعض الأحيان لمساعدة المسيحيين على الإجابة لأسئلة واعتراضات أثارها المسلمون، لهذا فمن الملاحظ بأن المراجع السريانية أخذت:  طابعين، الأول: دفاعي، والثاني: جدلي.
الحقبة العباسية
        إنها حقبة غنية بالتبادل الثقافي، والسريان قدّموا الكثير من خلال الترجمات التي قاموا بها من اليونانية عبر السريانية إلى العربية. ونذكر هنا فضلهم في بيت الحكمة الذي نشط كثيراً أيام المأمون، كما لا أحد يستطيع أن ينكر دورهم الهام الذي أدى إلى نهضة فكرية ذات أبعاد ثقافية وحضارية. وقد ساهم انفتاح الخلفاء العباسيين مساهمة كبيرة في هذا الإنتاج الفكري الرائد، وشعر المسيحيون بأن الدور الذي أعطي لهم قد زاد من احترامهم وتقديرهم، والمصنفات التي تركوها في هذه الحقبة في العلوم والمعارف خاصة في الطب والفلسفة تشهد على طول باعهم، وتعطي دليلاً ملموساً إلى أن التعاون الفكري قد أدى إلى هذا النشاط المميز،
الحقبة العثمانية
 بعد المغول جاء دور العثمانيين وهي مرحلة مهمة جداً. علماً أن السريان في القرنين الثاني عشر والثالث عشر أخذوا ينقلون بعض المعارف والعلوم إلى الناطقين بالعربية باللغة العربية بالذات، وهكذا عاش المفكرون المسلمون والمسيحيون معاً في عالم ثقافي مشترك حتى أن بعض المفكرين المسيحيين مثل العلاّمة مار غريغوريوس ابن العبري /1286 +/ توصل إلى أن يميز بين الإسلام كمنظومة من المعتقدات إلى الإسلام كتراث ثقافي.
 وعن الحقبة العثمانية قدّم المطران مار ميخائيل الجميل و الدكتور مارتن تامكي  Pref. Dr. Maztiw Tamcke بحثين حول هذه الحقبة التي أفرزت نظام الملل والنحل كمفهوم جديد لتحديد أحوال الجماعات الدينية غير المسيحية، وهنا بدأت دراسة جديدة للأحوال الشخصية للكنائس المسيحية وكيفية التعامل مع الرئاسات من خلال السلطان، وعلاقة نظام الملل الجديد بتكوين الطوائف والكنائس، وهي مرحلة صراعات لأن حركات التبشير في هذه الحقبة أدّت إلى تجزئة الكنائس الوطنية. وكان هنالك تدخل أجنبي لصالح الكنائس التي أصبحت رئاساتها في الغرب. كل هذه الأمور أدّت إلى انحسار كبير في دور المسيحيين في المنطقة، كما أدّت إلى انعزال بعض الطوائف عن المدن الكبيرة لأكثر من سبب منها تخلصاً من تأثير السلطة العثمانية عليها. ولكنها أيضاً مرحلة مهمة وخطيرة في حياة بعض الكنائس التي أرادت أن تؤكد على حقوقها من جهة، وتبرز هُوِّيتها من جهة أخرى. ولم تُغطَ هذه المرحلة بالبحثين المذكورين إذ شعر المشاركون بأن المرحلة تحتاج إلى دراسات أخرى.
خبرة الكنائس السريانية في الهند مع الإسلام
و للاستفادة من خبرة الكنائس السريانية في الهند مع الإسلام(الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الهند. يربو عدد أبنائها على مليوني نسمة).
 تم طرح ورقتين واحدة لـ بابي فاركيس الهندي، بعنوان الإسلام والكنائس السريانية في الهند، والاختبار الهندي إزاء الإسلام في ولاية كيرالا، (وكانت معروفة ببلاد الملبار)، ولكن المَلباريين عرفوا تدخلات استعمارية غربية، كانت تجربتهم معها مريرة، لأنها جاءت لا  لكي تقضي على مفهوم هذا العيش فحسب، بل لتدمر النظم التعايشية التقليدية. فمن هذه المداخلة اكتسب المشاركون خبرة جديدة في علاقة السريان الهنود مع الإسلام خارج نطاق الشرق الأوسط.
أما الورقة الثانية للدكتور جوزيف يعقوب الكلداني بعنوان : الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط والمستقبل، حيث توقف المشاركون عند كلمة الأقليات وقد رُفضت العبارة بشكل واضح، لأن الدين أو الأثنية لا ينبغي أن يشكلا مفهوماً جديداً في المجتمع على أساس ديني أو قومي أو أثني.
السؤال الكبير!!!!
وبعد هذه النهضة السريانية وخاصة في العصر العباسي جاء سؤال كبير جداً تم وضعه في البيان الختامي وهو : لماذا بدأ هذا التبادل الثقافي الضخم الذي كان قائماً بين المسلمين والمسيحيين ضمن البلاط العباسي في بغداد يأخذ بالأفول بعد الألف الثاني للميلاد، مع ظهور تشدد في تأويل الإسلام أدى إلى انحسار في حرية الفكر والتعبير؟ وبقي هذا السؤال دون جواب !
 
في اليوم الأخير للمنتدى، شاركُ فيها المطران يوحنا ابراهيم مع المطران لويس ساكو والأب كرم رزق، حول موضوع : صراعات دينية_  العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في العراق وسورية ولبنان. و كان الحضور المثقف فيها كبيراً، تفاعل مع المعلومات التي وردت في هذه الندوة، وطرحَ أسئلة تدل على اهتمام الحضور بقضايا شرق أوسطية، خاصة ما له علاقة بمستقبل المسيحيين في هذه البلدان، وكذلك تصور المشاركين في الندوة للعلاقة التي تربط بين المسيحيين والمسلمين في هذه البلدان على ضوء التطورات الحاصلة على أرض الواقع، وقد تناولت الصحف النمساوية هذه الندوة بالتفصيل.
في كل الجلسات تبين بأن العلاقات المسيحية ـ الإسلامية اليوم مبنية على اختبار الكنائس السريانية ماضياً وحاضراً، فالأمل بأن تتطور هذه العلاقة يوماً بعد يوم للمساهمة في عملية الحوار، والشهادة المشتركة، والتعاون الدائم في كل مجالات الحياة، وقد طالب المشاركون بمتابعة مبادرة برو أورينتي للدراسات المشتركة للمساهمة في تعميق العلاقات من مبدأ حوار الحضارات والثقافات بين المسلمين والمسيحيين. بعدها صدر التقرير النهائي الذي صدر باللغة الإنكليزية ووزع على الصحافة في الغرب،  وخُتم هذا الكولوكيوم السرياني الأول بانطباع جيد نقله المشاركون إلى أوطانهم وكنائسهم.


5
لأجل مستقبلك يا طفلتي.. أنبقى أم نهاجر؟

ماذا يخبئ لها المستقبل، فيما يخص استقرارها، صحتها، سلامتها، نفقات تعليمها، عملها، حياتها، كيفية تمويل مصاريف حياتها؟.

طفلتي عمرها الآن تسعة أشهر، وهي لا تتميز عن غيرها أبداً،  حيث يتجاوز عدد من هم أقل من عام واحد في سوريا حالياً الأربعمائة وخمسين ألف طفلة، يستهلكون الحليب والحفاضات والأدوية والألبسة ومن ثم الكتب والدفاتر وأقساط المدارس.......... وغيرها!.

ها أنا أبثها أفكاري وتوقعاتي عن مستقبلها، و لكن بما أنها لا تدرك معاني كلماتي، ولا تفهم قلقي على مستقبلها، فقد قررت الكتابة لها.

 

مع صباح كل يوم عمل أحتضنها، آخذاً إياها إلى بيت إحدى جدتيها بالتناوب، بسبب دوام عمل زوجتي، ومنذ عدة أشهر ألاحظ عليها بأنها  تسترق النظر دائماً إلى السماء، وإلى الطيور المتنقلة على أسلاك الكهرباء والأغصان، فتستمتع بها جداً وغالباً ما تشد جسدها محاولةً رفع رقبتها لتوسيع مدى نظرها، وكأنها تحاكي الطيور وتسألهم عن حريتهم و عن سعادتهم و على ما أظن عن مستقبلهم، بهدف مقارنته مع مستقبلها الذي ينتظرها، فربما هي قلقة ويشكل المستقبل هاجساً لها بالفطرة منذ الآن.

كثيراً ما تسرقني أفكاري حول مستقبلها ومستقبل أخيها أيضاً، فتتأجج أحاسيسي أكثر عند سماعي لعبارة " الله يريها أياماً حلوة " من جيران الحارة و بعض المعارف الذين اعتادوا مشاهدتنا يومياً ونحن ننتظر "ميكرو باص" روضة أخيها.

طفلتي العزيزة:

أحاول جاهداً بأن أبيّن لك وأنت في هذا العمر، ما أتمناه لك من مستقبل ملفتٍ ومستقر، فيه كل السعادة والاستقرار لتحقيق ما ستصبين إليه، كما أتمنى أن تعتدل أحوالكم عندما تكبرين( ولكن الأمل ضئيل جداً )، فمن صفات هذا العالم الحالي: سرعة التغييرات والتطورات وسيطرة التكنولوجيا و ووسائل الاتصال مع تغير العادات المعيشية وتبدل الأعراف الاجتماعية، ولكن:

تكاليف التعليم:

بماذا أعدك يا ابنتي! فالتعليم من صعب إلى أصعب وفرص التعليم في الجامعات تقل في ظل ازدياد عدد السكان وعدم توسيع الجامعات الحكومية لزيادة الاستيعاب، وبعد أن صار عندنا التعليم المفتوح و الموازي، وحتى لو أنهما تأسستا قبل تعديل الدستور الذي نص على مجانية التعليم في سوريا من خلال المادة السابعة والثلاثون منه: " التعليم حق تكفله الدولة وهو مجاني في جميع مراحله وإلزامي في مرحلته الابتدائية وتعمل الدولة على مد الإلزام إلى مراحل أخرى وتشرف على التعليم وتوجهه بما يحقق الربط بينه وبين حاجات المجتمع والإنتاج" .    أما عن الجامعات الخاصة فأقساطها الكبيرة و البعيدة عن متناول الكثيرين من سوريا بسبب ضعف دخول السوريين، وكذلك  تكاليف الدورات الخاصة لطلاب الشهادة الثانوية التي يبدأ الانتساب لها فور النجاح من الصف العاشر!!!( Syrian Dreams )وبأرقام فلكية تقصم ظهر الآباء والعائلات، وهي التي تمول الأساتذة لامتلاك المزارع والسيارات، ولذلك أنا آسف يا ابنتي إن لم أتمكن من توفير فرصة مناسبة لك للدراسة بالمدارس الخاصة الحديثة أو في الجامعات الكبيرة التي تُدَرِسْ باللغات الأجنبية، وربما ستشعرين بعقدة النقص وانعدام تكافؤ الفرص، إن تخرجت من جامعة حكومية مجانية، عندما ستتقدمين لفرصة عمل تقدم لها أيضاً طلاب الجامعات الخاصة.

 

أما عن الصحة والنظافة:

 فها نحن نئن من انتشار القمامة بسبب عدم وعي الناس لخطورتها وعدم تطبيق" النظافة من الإيمان"، مع اتساخ الشوارع ونبش القمامات في الشوارع، وغلاء الاستطباب والعلاج بدون تطبيق الضمان الصحي للأفراد، وأن دخول المستشفيات الحكومية لم يعد بحاجة إلى الدعم والواسطة كما كان سابقاً بل أصبح بحاجة إلى رش الإكراميات بعد تقبيل أيادي الأُذان والممرضات ومن بعدهم الأطباء الذي سيحولون المريض إلى أحد المشافي الخاصة أو إلى عياداتهم الخاصة، وإلا إلى أماكن أخرى لا رجعة منها!! وذلك بسبب العجز أو الإهمال أو الاكتظاظ ( فهل هناك من يظن في سوريا أن الأطباء يعملون في المشافي الحكومية طمعاً بالراتب والتعويض الهزيلين أم طمعاً بالشهرة والانتشار وكسب المزيد من المرضى؟).

حوادث المرور و أضرارها:

وعن المرور وحركة السيارات، فأقولها لك بالفم الملآن بأننا ننتمي للعصور الوسطى في الوعي المروري، كما أننا نقلد الميليشيات المتمردة في سير مركباتنا التي تقتل يومياً ثمانية مواطنين أي مواطناً كل ثلاثة ساعات تقريباً( في عام 2006   قتل 2756 إنساناً في سوريا بحسب الإحصاءات المنشورة) ، وكل ذلك على مرأى ومسمع كل من له عيون و من له أذنان في بلدنا ( و سننتظر الإحصاءات القادمة عن حوادث 2007 قريباً لنتأكد من فداحة أضرارها !!)، ولستُ على يقين من أن أحد ما يسعى بشكل جدي وجذري لوقف هذه الحرب الخاسرة، وتوقيع اتفاق سلام مع هؤلاء الذين يتسببون بقتل السوريين بدم بارد و بلا حضارة إنسانية، وهذا ما قد يلغي أي أمل بالحياة المستقرة الهانئة والمريحة لأي إنسان أو عائلة في أية لحظة، دون سابق إنذار.

لا أمل إلا بالهجرة!!

أعرف يا ابنتي بأنه من الأفضل لك ولمستقبلك بأن نقدم أوراق الهجرة لأي بلد أوروبي أو أمريكي( كما يفعل الآلاف غيرنا حالياً من أجل أطفالهم )، حتى ولو كان فيها من المخاطر والأعباء المالية الكبيرة والتذلل أمام السفارات الأجنبية وانتظار الدور لسنوات طويلة على أمل الموافقة على طلباتنا، على الرغم من ندرة فرص العمل في تلك البلدان، حيث لا أهل ولا جيران ولا عادات ولا تقاليد فيها من البؤس كله للأبوين لأجل أن ينعم الأبناء أو الأحفاد بعد سنين، ولكن بعد خسارة كل القيم والأخلاق التي نشأنا عليها هنا لتحل محلها قيم غيرنا.

انتهاك الكرامة

كما أود إحاطتك بأنك قد تتعرضين أنت أو أحد ما قد يخصك إلى سلوكيات سيئة مسيئة لك وللبلد، فيها من الوقاحة واللا إنسانية ( تحت عُرف سلطة فرد من الأفراد إياهم )، حتى لو اعتذر منك من هو أعلى منه سلطة فيما بعد، ولكن هيهات" فالإنسان الكريم قد يغفر الإساءة ولكنه لا ينساها"، وليس عيباً بل وساماً بأن يتميز السوريون بالكرامة أينما تواجدوا.

لماذا نهاجر؟

فأنا هنا أعترف لك بأنني قد أهاجر لأجلك ولأجل أخيك، فمثلك في دولة أوروبية يحصل على راتب  شهري يتم إيداعه في حسابه الخاص من تلك الدولة،  دون منةٍ أو جميل منهم أو من أهاليهم، فلن تكوني  هناك بحاجة لأحد لكي تشقي طريق مستقبلك بشكل هادئ ومستقر،  دون أية إشكالات مادية إضافية لك ولأهلك، وستنعمين بالتأمين والعلاج الطبي، كما ستحصلين على التدريب والتأهيل اللازم قبل دخولك إلى سوق العمل على عكس ما يحصل عندنا هنا، وهناك سوف لن ينافسك أبناء المناطق الأخرى ( مع الاحترام لهم جميعاً لأن الإنسانية لاتعرف المناطقية في العيش وتساوي الفرص ) ولكنهم عندنا.... احتلوا كل الوظائف والمناصب ولم يتركوا شيئاً لسكان المدن وهذا ليس ذنباً منهم!!!، ولكن من يفكر بحال أهل المدن عندنا، سيرأف بوضعهم، ومن يلحظ تغير عادات المدن وطغيان عادات أخرى لا ترقى إلى مواكبة السرعة في التغييرات كعولمة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، أو انتشار العلمانية والمفاهيم الإنسانية العالمية، ومؤسسات المجتمع المدني، والعيش المشترك وقبول الآخر، حتى أصبحت كل تلك المواضيع وغيرها، مشكلة المشاكل وحديث كل فرد وأسرة ومدرسة.

هل الهجرة هي الحل؟

ابنتي يقولون عن الهجرة بأنها مثل صوت الطبل، فصوته من بعيد جميل جداً أما عند الاقتراب منه فصوته مزعج جداً، ولكن إن كانت هذه الكأس مقدرة لنا فسنشربها مثلما شربها الكثيرون غيرنا، وإن كُتب لنا البقاء هنا كما عاش أجدادنا من قبلنا حيث تركوا لنا و للإنسانية عامة، كل هذه الأوابد والأماكن التاريخية والتراث الكبير، سواء أكان تراثاً ملموساً أم شفهياً.

يا ابنتي قُلت دائماً، و ناديتُ مراراً وحاورتُ كثيراً عن الهجرة، وكان الإجماع على: أن الهجرة ليست هي الحل، وأن البقاء في الوطن هو الحل الأرقى والأروع فلا كرامة لإنسان إلا في وطنه، ولكن هل يُفكر الوطن فينا ولو قليلاً؟ ولماذا لا يسعى إلى حجب تفكيرنا بالهجرة، فمغبون هو ذلك الإنسان الذي يولد و يعيش في وطن ومن ثم يموت ويدفن في نفس ذلك الوطن.

أزمات متزايدة

ولكن كيف يقاوم الإنسان مع هذه الأزمات؟ فهناك أزمة: سكن، طاقة، فساد، بطالة، تلوث، نقص مياه، تعليم ضعيف، انفجار سكاني، ضعف استثمارات، قطاع حكومي فاشل اقتصادياً، وتفكير دائم بذوي الدخل المحدود، ولكن ماذا عن ذوي الدخل المسدود أو عن ذوي الدخل المهدود؟.

تساؤل !

ماذا لو فتحت الدول الغربية أبوابها للهجرة رغبة في تحقيق غايات أو مخططات كبيرة باتت شبه معروفة وملموسة للكثيرين لتغيير ديمغرافية منطقتنا؟ فماذا ستكون النتيجة حينها؟ فلا أحد يهاجر من   وطنه إلا وهو مرغم بسبب الظروف ، وليس حباً في الهجرة، ونعم فإن السوري مرفوض من كثير من الدول العربية والغربية لأسباب معروفة، ولكن ماذا عن مستقبل أطفال الوطن؟ فهل هناك من يفكر بهم؟.   

لأجل مستقبلك يا طفلتي.. أنبقى أم نهاجر؟ ولكن إلى أين نهاجر؟

 

ريمون جرجي

Ray11968@gmail.com

حلب 22/11/2007

6
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز   
الرقص مع آلام حوادث المرور ... بقلم : ريمون جرجي مساهمات القراء



أُخبرتُ عصر يوم الأحد 23/09/2007، بأن شخصاً قريباً لي، قد تم نقلهُ إلى أحد المستشفيات بحالة إسعاف، نتيجة لحادث مروري عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً، عند مفرق مدينة منبج التابعة لمحافظة حلب التي تبعد عنها حوالي 80 كم نحو الشمال كم، أثناء عودته من دوامه الرسمي في إحدى دوائر الخدمات التابعة لمحافظة حلب.



رأيته  ممدداً على سرير أحد المشافي الخاصة، في ثيابه الداخلية فقط، وهي مغطاة بدمائه التي خسرها نتيجة الحادث، مع الجروح التي احتلت وجهه وكأنه عائد من عملية استشهادية.

 

صراخه المجروح المترافق مع الآهات، كان كافياً ليملأ الغرفة بحزن المشاعر الإنسانية، و رهافة الأحاسيس النبيلة، كان يصرخ: لا تحضروا طفلي إلى هنا!!! لا أريده أن يراني في هذه الحال!،  يا الله... ماذا فعلتُ كي يحصل هذا لي؟؟؟؟ خَدروني!!... خدروني!!، لا تفعلوا أي شيء قبل تخديري....، بينما كنا نعمل على تهدئته، كان الطبيب يقوم بتنظيف عظام كوع يده اليمنى التي ظهرت خارجاً نتيجة حادث مروري حدث لثلاث سيارات إحداها صالون ( سرافيس الجراد الأبيض، بسبب خروج مفاجئ لإحداها إلى قارعة الطريق)، كانوا  ثلاثة مهندسين منفيين عائدين إلى منازلهم وعائلاتهم، أحدهم أصيب بنزف داخلي في رأسه مع كسور أخرى، والآخر كسرت ساقه.

 

طبعاً المصاب هو واحد من آلاف السوريين الذين يتعرضون لحادث مروري، وعائلته هي إحدى العائلات التي نكبت بمثل الحوادث والشكر لله بأن العناية الإلهية هي التي أنقذت الثلاثة وأبقتهم على قيد الحياة، ونذكر الآية الكريمة " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهم خير لكم"،

 

وبحسب وكالة سانا للأنباء بتاريخ 5/9/2007
بلغ اجمالي عدد الحوادث المرورية الحاصلة في مختلف المحافظات خلال السبعة أشهر الأولى من  العام الجاري2007،  فقط 16368حادثا نجم عنها وفاة 1533 شخصا و9216 جريحا، و احتل شهر حزيران المركز الأول من حيث عدد الوفيات، فقد وصل عدد الوفيات فيه الى 251 وفاة ( في ثلاثين يوماً مات 251شخصاً ) بينما وصل عدد الجرحى الى 1829 جريحا .

 

و لكن إلى كم سنة ستبقى سوريا تئن من هذا الوجع؟ وإلى متى سنعجز عن وضع الحلول للتخفيف من الحوادث المرورية:

شوارع غير نظامية، تنفيذ سيء مستمر لطرقاتنا، استعمال إحضارات إنشائية غير صالحة في إنشاء الطرقات، الاعتماد على آليات مكانها في المتاحف لا في المشاريع، عدم اعتماد المعايير الإنشائية الصحيحة في شق الطرق، حفريات دون إعلانات وتنبيهات للسائقين، سرعات خيالية زائدة مع سيارات كرتونية، تعمل كتوابيت متنقلة أُعدت للسوريين، سرافيس الصالون القاتلة، رُخص قيادة سيارة تشترى بالمال،  تُفرخ يومياً مئات السائقين كما مداجن الدواجن، والذين يصح تسميتهم " لحوم جاهزة للذبح، ألهذا الحد أصبح دم المواطن رخيصاً!!! ".

إذاَ نحن في حالة حرب، القاتل والمقتول هما من سوريا.. والضحايا هم من سوريا أيضاً، وآخ يا سوريا( حتلاقيها من مين ولا مين).

 

من سيدفع تكلفة العلاج والمتابعة؟

من سيصرف على العائلة خلال التعطل؟ ومن سيدفع كلفة العملية الجراحية المؤجلة بسبب التهاب الجرح؟

وما مصير الأعمال الخاصة الأخرى؟

وماذا سيحصل إن أدى حادث ما إلى ضرر الانسان ومنعه من أداء عمله؟ كيف سيعيش؟ ومن سيؤمن له الحياة الكريمة؟

لماذا يهاجر الناس من الريف إلى المدينة طلباً للعمل؟، بينما ننفي أبناء المدينة للخدمة في الريف أو المناطق البعيدة؟

 

أرى أن من يُحلل لنفسه سرقة جيوب الناجين والمنكوبين في مثل هذه الحوادث لهو جدير بأن ينال ما نال الشهيد الحلبي " سليمان الحلبي ..... بالخازوق لمن لم يقرأ التاريخ!!!!!! " حتى يتعظ الناس، ( تم سرقة أكثر من خمسة آلاف ليرة من جيب هذا المهندس )؟

لابد من حل!!! ولا بد من لحظة للانطلاق!!، ولابد من أن يواكب هذا الانطلاق، التكاتف والتضامن والنية والرغبة والهدف الواحد، فكفانا

ولا تظنوا رقصي بينكم طرباً، فالطير يرقص مذبوحاً من الألم، وحتى لا نستمر بالرقص من آلام حوادث المرور... علينا أن نبدأ...!!! كيف نبدأ؟

سأوافيكم قريباً برؤيتي المتواضعة لتلك البداية،

 

7
11 سبتمبر...... هو عيد ميلادي

 

اليوم هو 11 سبتمبر/ أيلول، وهو ذكرى أحداث 11 سبتمبر التي هزت الولايات المتحدة في العمق، كما أنها هزت العالم أجمعه من خلال تداعيات لازال العالم كله يعاني منها وخصوصاً منطقتنا، ولكنه يبقى بالنسبة للكثيرين مثلي الذين وُلدوا في نفس اليوم هو ذكرى عيد الميلاد. 

 

حيث وُلدتُ في يوم 11 سبتمبر / أيلول من عام 1968، ومنذ ذلك التاريخ ، أتلقى الورود أو الهدايا أو الكلمات، كتهنئة لي في كل عام.

حتى أتت أحداث نيويورك في عام 2001، في ذلك اليوم الذي وقعت فيه اعتداءات على مركزي التجارة العالمي والبنتاغون، وأوقعت حوالي الثلاثة آلاف قتيل، و أثبتت الاعترافات بأن تنظيم القاعدة الذي يترأسه السعودي أسامة بن لادن هو الذي نفذها .

 

أحداث 11/9 هي هجمات انتحارية تعرضت لها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001،  قام بتنفيذها 19 شخصا على صلة بمنظمة القاعدة. انقسم منفذو العملية إلى 4 مجموعات ضمت كل منها شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية. تم تنفيذ الهجوم عن طريق اختطاف طائرات تجارية، ومن ثم توجيها لتصطدم بأهداف محددة، فطائرتين من طراز بوينج 767   اصطدمتا ببرجي مركز التجارة العالمي ( الشمالي والجنوبي ) ، وبعدها بنصف ساعة تقريباً،  اصطدمت طائرة بوينغ أخرى بمبنى البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية ) ، و البنتاجون هو اكبر مبنى إداري في العالم يعمل فيه 23000 شخص يوميا، والطائرة الرابعة  كان من المفترض أن تصطدم بهدف رابع، لكنها تحطمت قبل الوصول للهدف.

 

 وأنا لن أنس لحظات  ذلك اليوم مطلقاً، حين ركبت فيها الطائرة من مدينتي حلب ، متوجهاً إلى ستوكهولم عاصمة السويد في زيارة سياحية لها، ولن أنس ما قاله لي موظف المطار هناك عندما لاحظ بأن يوم قدومي هو يوم عيد ميلادي، فأجبتهُ  قائلاً : نعم فأنا قدمت للسويد لأحتفل بعيد ميلادي مع أخي وعائلته، ثم ختم جوازي بعدها قائلاً   " Happy Birthday" تلك العبارة كانت آخر تهنئة تصلني  دون الإشارة إلى أحداث نيويورك.

 

بعد ساعات بسيطة من خروجي من مطار " ARLANDA " توحدت القنوات الفضائية في كل العالم لتبث تلك الانفجارات الهائلة والآثار الفظيعة التي حدثت بواسطة طائرات في مكان آخر من العالم كان من الممكن أن أكون على متنها.

 

إذاً حولت تلك الاعتداءات في ذلك اليوم، إلى ذكرى أليمة راح ضحيته الآلاف، وخلفت مآسي وآلام  لعائلات بلغت أضعاف ذلك الرقم، ولن أتحدث عن الاستنتاجات الكثيرة التي نُشرت ورُبطت بالأحداث  بعدها، كتعريف الرقم11 9 ، وسأكتفي بذكر رقم الطوارئ في أمريكا هو 911 يعرفه الأمريكان وكل من يشاهد الأفلام الأمريكية.

ولدى بحثي عن الأحداث التي وقعت في يوم 11 سبتمبر/ أيلول، أنقل باختزال بعضاً مما قرأته في " ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ":
في عام:   1840 - بريطانيا تقصف بيروت لإرغام علي محمد كبير على ترك سوريا.

             1922 - إعلان الانتداب البريطانية على فلسطين.

            1931 - ألقى الإيطاليون القبض على المجاهد الليبي عمر المختار ، وهو مصاب ينزف دماً.

             1962 - أعلنت وكالة تاس السوفيتية لأول مرة عن الصواريخ السوفيتية التي زرعها السوفيت في الأراضي الكوبية.

            1964 - ختام أعمال مؤتمر القمة العربي في الإسكندرية والذي دعا إليه الرئيس جمال عبدالناصر. وكان ثاني قمة عربية.

            1971 - انضمام البحرين و قطر إلى جامعة الدول العربية.

            2001 - هجوم بالطائرات استهدف مبنى التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية في ولاية واشنطن. 

 ومن مواليد 11 سبتمر أيضاً:

في عام:   1816  - كارل زايس، عالم ألماني ومكتشف المجهر والعدسات البصرية.

           1935 - جيرمان ستيبانوفيتش تيتوف ، رائد فضاء سوفيتي.

           1945 - فرانز بيكينباور، لاعب كرة قدم ألماني

           1965 – شخصية سورية هامة لها تأثير كبير على تاريخ سوريا، سأشير لها بعد سطور .

تم طبع أكثر من مائة و خمسون كتابا،  عن أحداث 11 سبتمبر، وأفلام عديدة أشارت إليها، لعل أبرزها فيلم " فهرنهايت سبتمر 11" للمخرج الأمريكي مايكل مور، الذي أظهر فيه عدم إدراك الرئيس جورج بوش لمسؤولياته الرئاسية عندما أُبلغه أمينه العام آندي كارد خبر تعرض أمريكا لهجوم فتجمد بوش لمدة سبع دقائق قبل أن ينطق بحرف، حينما كان يتحدث مع تلاميذ أحد الفصول الدراسية لمدرسة في فلوريدا التي كان يزورها في تلك اللحظة،

طبعاً أنا حزين لذلك العدد الكبير من الضحايا الذين ماتوا في تلك التفجيرات، وهم أبرياء لا ذنب لهم، قضوا بسبب أناس يرغبون بتزعم الكون وفرض السياسات، يتواجهون مع أناس يعتقدون أنهم بذلك يجاهدون في سبيل الله، رغم أنهم يتبعون شخصاً لم يوكله أحد في الدفاع عن الإسلام أولاً، وأن الأمريكان هم من صنعوه ودعموه للحرب في أفغانستان ثانياً، والآن نراه يدافع عن العراق وعن فلسطين من تورا بورا أو من قندهار، ولكن هل القاعدة فعلتها في نيويورك بحسن نية وكانت مخترقة ؟، وهل هناك نظرية مؤامرة كما ذكرتها الأفلام والكتب والمواقع الالكترونية عن ضلوع الإدارة الأمريكية بها؟

إن أغلب من قام بتلك الهجمات هم للأسف عرب من أبناء جلدتنا، وهم السبب في تحامل الغرب علينا، فمنذ ذلك اليوم ونحن العرب نتلقى التهديد والوعيد، نعاني من التقسيم والتفتيت، نواجه الفوضى الهدامة والفوضى الخلاقة، تحاصر دولنا عقوبات اقتصادية وسياسية، وتحكمنا قوانين دولية جديدة شعارها العولمة، والحبل على الغارب، فليس العراق ولبنان وفلسطين هم الختام.

أما عن الشخصية السورية التي زينت يوم 11 سبتمبر / أيلول، فهو الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية الذي ولد في دمشق في نفس اليوم من عام 1965، والذي أتقدم منه بتحية المواطن لرئيسه، متمنياً له ولعائلته ولسوريا الأمان والسلام والازدهار، قائلاً له كل عام وأنت وسوريا بألف خير، ويبقى 11 سبتمبر / أيلول هو ذكرى ميلادي، ولو ترافق مع ذكرى أحداث نيويورك التي لا نعلم كم ذكرى ستماثلها مستقبلاً لتحقيق غايات سياسية ولا إنسانية خُطط لها في الخفاء بكل حنكة ودهاء.

 

ريمون جرجي

Ray11968@gmail.com

 

8
حول " مؤتمر العَلْمانية في المشرق العربي بدمشق "

 

كان المعهد الثقافي الدنماركي في دمشق، قد نظم مؤتمراً تحت عنوان " العَلْمانية في المشرق العربي" ، بالتعاون مع دار أطلس ودار بترا للنشر والتوزيع بدمشق، شارك فيه كُتابَ وأدباء ورجال دين وعلم وإعلاميون حول موضوع العَلمانية في المشرق العربي، قارب عددهم على المائة مشارك.

 

وقد أصدرت دارا النشر المذكورتان مؤخراً، كتاباً بعنوان " العَلْمانية في المشرق العربي"، من إعداد وتحرير الكاتب الصحفي لؤي حسين الذي ضمّن في كتابه، جميع المساهمات والتعقيبات وأغلب المداخلات التي تم طرحها في المؤتمر، بأسلوب و تبويب شفاف ينقل قارئه إلى أجواء المؤتمر وكأنه كان حاضراً فيه، مع التزام المؤلف بعدم الانحياز للأفكار التي طُرحت، وبالتالي فالكتاب هو تأريخٌ و توثيق للحوار حول العلمانية الذي يشهد العالم بأسره سرعة تغلغلها في أغلب مفاصل الحياة الاجتماعية وتنظيم العلاقات الانسانية بين البشر في شتى أنحاء العالم ، نتيجة للتقدم التكنولوجي والمعرفي، وتطور وسائل الاتصال و انتشار وسائل الإعلام، فلو استخدمنا محرك "غوغل" للبحث عن كلمة العلمانية، لتبين لنا بأن عدد الصفحات العربية التي تحتوي على كلمة العلمانية في مقالاتها هو أكثر من مليون وتسعمائة وعشرين ألف صفحة، وهذا تأكيد بسيط على شيوع تداول هذا المصطلح، و قوة تأثيره على الحوارات والكتابات والنقاشات الفكرية والأدبية وأيضاً الدينية .

 

عن المؤتمر:

فخلال يومي 17 و 18/أيار، مايو/2007 انعقد المؤتمر بدمشق، ومن خلال 4 جلسات كل منها 3 ساعات( مع تخصيص نصفها للمداخلات والحوارات)،  نوقشت فيه أفكار و أطروحات و وجهات نظر المشاركين والحاضرين، من كُتابَ وأدباء ورجال دين وعلم وإعلاميين، حول موضوع العَلمانية.

وطبعاً لن ندعي هنا بأننا ألممنا بكل ما جرى في ذلك المؤتمر، ولا ندعي تلخيص كل الأفكار والمناقشات في هذه العجالة، ولكن رغبتنا الأساسية هي تأييدُ طرح فكرة الحوار عن العلمانية في جو ثقافي وحضاري ، ديمقراطي و صريح، حوار حضره علمانيون ومفكرون يمثلون تيارات مختلفة، بحضور رجال دين (مسلمين ومسيحيين)، و دون أن يمارس أحد الأطراف القمع أو إلغاء الطرف الآخر، أو يمارس طرف استفزاز الطرف الآخر في طروحاته، كما يحدث عادةً أثناء الحوارات الارتجالية التي تحدث هنا وهناك ، وهذا ما يُحسب للقائمين على تنظيم المؤتمر، الذي تمنى الحاضرون أن تستكمل هذه الحوارات بندوات أخرى تالية،

ولذلك أتينا بأجزاء من بعض الحوارات كشواهد ، مع تأكيدنا بأنها لا تُعبر أو تستطيع وصف كل الأفكار والآراء أو الانطباعات.

 

الجلسة الأولى كانت حول: " العلمانية كإشكالية إسلامية-إسلامية" للمفكر السوري جورج طرابيشي، الذي خلص إلى التساؤل الآتي: كيف السبيل إلى تسوية العلاقات المتوترة دوماً، وإنْ الكامنة في ظاهرها تحت الرماد، بين طوائف الإسلام، أعن طريق الديمقراطية وعقلنة العلاقات بين طوائف الإسلام؟ كما ذكر بأن العلمانية هي توأم الديمقراطية التي تعتمد فلسفتها وآليتها على اعتبار الشعب هو مصدر التشريع بينما الإسلام ( كما هو سائد اليوم )، لايعترف بمصدر آخر للتشريع سوى القرآن والسنة بالإضافة إلى إلهام الأئمة الإثني عشر عند الشيعة، وطرح موضوع المساواة بين حقوق الرجل والمرأة والمساواة في العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج في قانون العقوبات.

كما خلص المفكر طرابيشي إلى نتيجة أن " العلمانية ليست ثمرة برسم القطف، بل هي بذرة برسم الزرع"، وأن التربة العلمانية لابد أن تبدأ من المدرسة الإبتدائية، بموازاة ترجمتها إلى مادة دستورية أساسية، لأن العلمانية لن يُكتب لها النجاح والنجع في العالم العربي، وفي العالم الإسلامي بشكل أعم ما لم تُقترن بثورة في العقليات، ففي صندوق الرأس وليس في صندوق الاقتراع يمكن شق الطريق إلى الحدائة بركيزتيها الاثنتين: الديمقراطية والعلمانية، وفي رده على أحد المتسائلين أجاب طرابيشي: بأننا لا نستطيع مواجهة تسييس الإسلام إلا بروحنة الإسلام.

 

تعقيب ماني كروني ( باحثة دنماركية ) عن " العلمانية الدينية": التي بدأت بتساؤل هل العلمانية هي الحل للعنف الطائفي الذي يُسمم الشرق الأوسط حالياً؟ أم أنها اختراع أوروبي لا مكان له في المشرق العربي مطلقاً؟

وقد بينت ماني بأن العلمانية نظام طيع إلى حد يمكن معه أن يستوعب الدين في الفضاء العام والسياسي، وافترضت بأن حل المشكلة الإسلامية-الإسلامية في علمانية صريحة لا تكون معادية للدين، بل في علمانية نسبية تحافظ على تعددية العلمانية ومرونتها، و ضمن هذا الفهم التعددي المحتمل للعلمانية، ربما تكفُ عن أن تبقى نموذجا فاشستيا مفروضا من الغرب.

 

  الجلسة الثانية كانت حول: " العلمانية بين سلطة الدولة وسلطة الدين" للباحث اللبناني عاطف عطية، الذي طرح التساؤل الآتي: هل الفصل بين الدين والسياسة يعني العلمانية؟ وطرح إمكانية العمل على بناء العلاقة بين السلطة الدينية والسلطة السياسية انطلاقاً من موقع التحالف كمرحلة أولى، وصولاً إلى موقع الاستقلال لكل من السلطتين تجاه الأخرى، للانتقال من ضبابية العلاقة واختلاط المهام والغايات، إلى البدء في رسم حدود الممارسة لكل من الحقلين لتصل هذه العلاقة إلى إظهار ما هو ديني وماهو دنيوي ليمارس كل منهما سلطته دون طغيان الآخر.

 

تعقيب المطران يوحنا ابراهيم (مطران السريان الأرثوذكس-حلب) حول " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"

استخدمَ هذه العبارة البسيطة والمفهومة للسيد المسيح، والتي حددت اختصاصات الدين بالنسبة للدولة، وحددت العلاقة بين الكنيسة والدولة، حيث لكل منهما حق وحقوق بحيث يُعطى كل طرف ما له ويأخذ ما عليه.

وطرح المطران المسألة الآتية وهي: " أن المجتمع حيث كان يحتاج إلى إصلاح من وقت إلى آخر في مساحات الفكر، والثقافة، والسياسة، والاقتصاد، والاجتماع، وغيرها.. فإن استخدام مصطلحات مثل العلمانية و طرح مفهوم الفصل بين الدين والدولة، لا ينبغي أن تكون عائقاً أمام الإصلاحات المنشودة، لأن العمل الإصلاحي لا يتناقض مع القيم الدينية.

 

تعقيب يرغي نلسون ( مدير المعهد الدنمركي في دمشق)  " العلمانية والتحديات الجديدة" ذكر فيها بأن الحدود غير واضحة بين الدين والدولة وليس من السهل التمييز بين هذين الحقلين، وهذا ما يفرض البحث والنقاش والصراع في هذا الموضوع من جديد، كما أنه يتطلب إنتاج واكتساب خبرات جديدة.

 

  الجلسة الثالثة كانت حول " جولة في أفق العلمانية وشأن الحضارة" للباحث السوري عزيز العظمة، الذي نقتبس من قوله الآتي: " ما العلمنة إن لم تكن مدنية القانون، ومدنية السلطة، ومدنية مرجعيتها المتراكبة مع أمور تستبطنها هذه المدنية، مرجعية المصلحة والعقل في أمور المجتمع والدولة والسلوك واعتماد العلم بالتاريخ وبالجغرافيا، بدلاً من الاهتمام بجبل قاف، وبمعارك الجان والملائكة وتحول النار برداً وسلاماً، والمشي على الماء، واتخاذ المدارس والجامعات بدلاً عن حلقات المسجد والأديرة إلى آخر ذلك مما يمكن أن يُذكر.

 

تعقيب محمد كامل الخطيب ( باحث سوري) " الوعي الشقي" " العقلانية، العلمانية، الديمقراطية، المواطنة"

تحدث عن " أننا نرفض الأسس الفكرية والفلسفية والمعرفية والتاريخية والاجتماعية للتقنيات والمؤسسات الأجنبية، فنحن ثمار " رؤية العالم" الغربية، نرفض المكان والزمان الراهنين، ونبني في الوهم مكاناً وزماناً يرجعان أو يعودان بنا إلى الماضي "

وتحدث الخطيب أيضاً عن :

-العقلانية بكونها تفكير فلسفي، وتعني تحكيم العقل في التفكير والسلوك، بدل تحكيم النص أو الهوى.

-العلمانية بكونها تفكير اجتماعي، وتعني الانطلاق من أمور هذه الحياة وتحكيم العقل في حلها، دون النظر إلى أية مفترضات مسبقة، فالإنسان هو الذي ينشئ مؤسساته الاجتماعية.

-الديمقراطية بكونها تفكير سياسي، وتعني الاحتكام إلى البشر أو العقل البشري، في شؤون الحكم وتداول السلطة، وليس إلى " رأي أبدي واحد " سواء دينياً أم دنيوياً.

-المواطَنة بكونها عقد اجتماعي سياسي بين الأفراد لتشكيل المجتمع، وتعني تمثيل الفرد نفسه سياسياً واجتماعياً وكينونة في الدولة دون أية إطارات مرجعية مسبقة.

 

 

تعقيب محمد حبش ( عضو مجلس الشعب السوري ) " العلمانية في بلاد الشام الشريف"

قدم دراسة في منطق التطوير التشريعي في الفقه الإسلامي، وطرح أسئلة عن : تطور الخطاب العلماني بما ينسجم مع الخلفية المقاصدية للرواد، وعن السلفية الأصولية والسلفية العلمانية إن كانا في محل صراع، وعن العلمانية حين تكون مطلباً سياسياً وحين تكون مطلباً شعبياً، وعن الأصولية الدينية التي لا تعبأ بالخطاب الحكومي العربي. كما تحدث عن النظم والديمقراطيات المعاشة في الدول وأعطى أمثلة عديدة منها ماليزيا مثلاً واستشهد بسؤال كان قد وجهه إلى  مهاتير محمد : كيف بنيتَ ماليزيا؟ فأجابه حينها مهاتير بأنهم: حين يريدون الصلاة فهم يتوجهون صوب مكة، و عندما أراد بناء ماليزيا فهو توجه نجو اليابان.

كما صحح محمد حبش الأرقام التي ذُكرت سابقاً حول أعداد المعاهد الدينية في دمشق وعن المساجد والجمعيات الدينية أيضاً، وأيد في حديثه عن فكرة فصل الدين عن الدولة.

 

  الجلسة الرابعة والختامية كانت حول " العلمانية والدين في العالم وفي التاريخ" للمفكر السوري الشيخ جودت سعيد

الذي بدأ بتساؤل عن   كيف نجعل الدين علماً، و كيف يصير الدين علماً، واستشهد بالآيات والظواهر العلمية الصحيحة التي أتى على ذكرها القرآن أو الكتب السماوية، ولخص حديثه " بأننا يجب أن نعود إلى عقلنا في تفسير الظاهر حولنا والحكم عليه وأن نبنيه على مكتشفات العلوم ومنجزاتها وليس على السحر والخرافات " وأن الإنسان يتعلم من الآلام كي لا يكرر آلامه وشهد على أن كل المبشرات بأن علم الله يتحقق على أيدي البشر.

 

تعقيب جان داية ( باحث لبناني )  حول " علمانيو بلاد الشام المسلمون في عصر النهضة "

حيث ذكر بأن عصر النهضة في بلاد الشام وُلد في العام 1846 من خلال مؤسسيها، فذكر منهم بطرس البستاني والشيخ ناصيف اليازجي والمستشرق كورنيليوس فانديك، وقسم عصر النهضة على ثلاثة مراحل وهي :1) 1846-1918 بنهاية الحكم العثماني، 2) 1919 عند احتلال الإنكليز لفلسطين والأردن وفرنسا للبنان وسوريا، 3) تبدأ من العهود الاستقلالية للبنان وسوريا في أربعينيات القرن الماضي وحتى الآن.

وطرح أمثلة عن العلمانيين فاستشهد بالمفكر الحلبي عبد الرحمن الكواكبي، وعمر فاخوري، وخالد الخطيب ابن مدينة حماه ، واستشهد بقصص وأحداث استطاع أصحابها برهان علمانيتهم.

 

تعقيب إبراهيم الموسوي ( إعلامي لبناني)  حول "العلمانية في الخطاب الإسلامي "

تحدث عن طغيان الموقف السلبي من العلمانية على مجمل الخطاب الإسلامي في القرن العشرين، وربط التبشير بالعلمانية بالهزائم العسكرية والسياسية للدول الإسلامية والعربية،   وبروز الإطار السلفي الرافض لإلغاء الخلافة العثمانية وفصل الدين عن الدولة ومن أبرز رموزه رشيد رضا، كما انضم إليهم طائفة المناهضين للعلمانية الشيوعية الملحدة والحضارة الغربية المادية وعلمانيتها الرأسمالية مثل: سيد قطب ومحمد البهي و أنور الجندي وغيرهم، الذين خاضوا سجالاً حاداً ضد العلمانية التي اعتبروها نتاجاً للحضارة الغربية، والتي تعتمد على البشر كمصدر للتشريع     ( فلا يجوز التشريع إلا بما أنزل الله )، وكذلك بحسب منظورهم فإن النموذج العلماني يخاطب البعد المادي في الإنسان و يهمل بعده الغيبي، وان الحضارة العلمانية المادية ورطت الإنسانية في الحروب والمآسي، ويعاني نموذجاها الرأسمالي والاشتراكي من أزمات عميقة ستودي إلى انهيارها، وليس هناك من أمل للإنسانية إلا بالإسلام الذي يملك الحل لكل أزمات البشر، ولديه الأجوبة لكل التساؤلات، وهو الخلاص من القلق والاضطراب، وأن الغرب هو مكان نشأة العلمانية، لأن المسيحية تفصل بين الدين والدنيا، أما الإسلام فهو دين ودنيا، ونظام شامل للحياة،   ومن هذه المنطلقات التي اعتمد عليها الخطاب الديني السياسي والفكري في التعاطي مع العلمانية، فطرح الموسوي ثلاثة نماذج إسلامية لتسليط الضوء عليها وهي : الشيخ محمد مهدي شمس الدين من لبنان، والشيخ راشد الغنوشي من تونس، والشيخ حسن الترابي من السودان.

 

وقد تلت جميع الجلسات مناقشات من الحاضرين تلاها ردود من المحاضرين، ولا يتسع المجال لإقحامها هنا، و يعترف كتاب " العلمانية في المشرق العربي"   في نهايته بأن النقاشات التي دارت في المؤتمر لم تتمكن من تقديم إجابات حاسمة لكل الأسئلة التي طُرحت، لكنها تمكنت من إثارتها جميعها، وأثارت غيرها من الأسئلة الأخرى التي تمت مناقشتها بكثير من الأريحية، بعيداً عن التشنجات و الإقصاءات.

 

 

ريمون جرجي

حلب 28/08/2007

Ray11968@gmail.com


9
ونبقى كما نحن ولا نتغير!!!!


 

مواقع الانترنت من أمامنا و " الايميلات التي تُدهشنا و الموبايلات التي بين أيادينا ، مع رسائل " ال SMS " التي تُعًيدنا و" سباحة الملفات عبر "البلوتوث" في أجوائنا، والفضائيات التي تسحرنا  وتُغدق على أعيننا الكوارث والحروب التي ساهمت في تدني قيمة الحياة مع " الفيديو كليبات الفاجرة "، ويستمر العلم والتطور الاجتماعي بالمسير ، ونبقى نحن نتحدث عن تاريخنا وعن أمجاد أجدادنا.

 

يقول تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002   بالفم الملآن: إن مجموع الكتب التي ترجمت إلى العربية خلال 12 قرناً من الزمن يكاد يوازي ما تترجم إسبانيا -أقل دول أوربا تقدماً- في خلال عام واحد، ونبقى نتحدث عن ثقافاتنا ومستقبلنا الزاهي،

ووفق تقرير الأمم المتحدة لعام 2004  أيضاً فإن إجمالي الناتج القومي لمجموع الدول العربية يعادل إجمالي دخل مملكة أسبانية وحدها التي ترتكز في اقتصادها على السياحة، مما يجعلنا نبصر هذه الفجوة الاقتصادية الكبيرة، رغم غنى دول العالم العربي بعنصر الطاقة،

وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على تخلف المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والإدارية في هذه الدول( ناجي طاهر، كلنا شركاء) .

ونبقى نحن كما نحن ولا نتغير، مبتعدون عن العقل مهتمون بالنقل، بينما يلاصق الإبداع كل تقدم وحضارة، ويلاصق التراجع كل تخلف أو تباهي.

ونبقى نحن كما نحن ولا نتغير، نشقى لتلافي فجوات الماضي و استقرار أوضاعنا الحالية، بينما هم يفكرون بمستقبل أبنائهم وأحفادهم، هم يخططون لأعوام عشرة قادمة بينما نحن نفكر لتجاوز مشاكل الأعوام السابقة،

والسؤال الكبير هو: إلى متى ؟

إلى متى نبقى هكذا ؟ ..... في بيوتنا، مدارسنا ، أماكن عملنا، وسائل تنقلنا، علاقاتنا مع اطفالنا، في تطلعاتنا، وحتى في أحلامناا؟

إلى متى نبقى هكذا ؟ ..... ( رغم أنه سؤال دائم يصلح لكل زمان ومكان ).

إلى متى ؟

.... سنبقى متأخرين ؟

.... ستبقى مصالحنا الفردية الخاصة أولى من مصالح الوطن؟

.... نتذمر و نشتكي، دون أن نخطو خطوة واحدة صحيحة نحو إنهاء تقصيرنا وتحجيم مخالفاتنا؟

.... نتهم حكوماتنا، ونتغافل عن ضعف مساعينا في تطبيق قوانينها؟

.... نرفع أصواتنا عالياً لفضح الآخرين ونهمس عندما نخطئ أو نقصر؟

.... ستبقى أقو النا واقتراحاتنا تُقرأ ولا تُطرح على طاولة النقاش وتبقى مشاكلنا هي، هي، مع تعاقب السنين؟

.... نمتاز بقوة التنظير لا بسرعة التنفيذ؟

.... نبقى منغلقين، متقوقعين، متقولبين، مدافعين عن أفكار أو متفاخرين بآراء أكل الدهر عليها وشرب؟

.... نواجه التحديث والتنقيح، ونقف ضد كل شيء جديد ونعتبره، خروج عن الأعراف والتقاليد ؟

.... سنستخدم التكنولوجيا لأجل الضبط والمنع  لا من أجل تطوير الفكر وإبداع الفرد؟   

.... سنخشى من ثقافة الديمقراطية خوفاً من إساءة استعمال البعض لها؟

.... سنبقى نتخبط في مجتمعاتنا ومدارسنا أو في اختيار مناهجنا؟

.... نصرخ ونهاجم ونلعن ونهدد ، ونتراجع عما قلناه في لحظات غضبنا؟

.... ستبقى جرائم الشرف، والأخذ بالثأر، هي وسيلتنا لاسترجاع   رجولتنا "الوهمية" ؟

.... ستبقى شوارعنا حبلى بالمشاهد اللاحضارية ، والحركات اللا انسانية ؟

.... نصرُ على الاستمرار في الهبوط ، بينما يفاخر الآخرون بالاستمرار في الصعود ؟

.... نعرف أن أبناءنا يتراجعون دراسياً وأخلاقياً وفكرياً وأدبياً ونظل نتفرج .....؟

.... نترك الفضائيات والانترنت و خدمات " الموبايل" وغيرها تحطم حياتنا وأخلاقنا دون أن نستنبط منها علاجاً لمشاكلنا؟   

.... ستبقى أنظار مهاجرينا تنظر إلينا بعين الشفقة لأحوالنا الاجتماعية وطغيان الأفكار البالية؟

.... سنشهد ازدياد التفكير بالهجرة وتقديم طلباتها للسفارات ، راضين بالمهانة، حالمين بمستقبل ناصع للأبناء ؟

.... سنظل ندرك بأن الغرب يكرهنا ويحقد علينا ، ونستمر بالتذلل أمام سفاراته بفرح وسرور طمعاً بجنسية أو حتى بفيزا سياحية ؟

.... نتصرف بكل ماتركته لنا الأجيال التي سبقتنا فنؤذيها آخذين منها دون أن نضيف إليها ؟

.... سنبقى نُخرب بيئتنا ، ونهدر مياهنا، ونلوث شطآننا، ناسين أنها الإرث الذي سنهديه لأولادنا؟

.... نعرف أن قوتنا في عيشنا وقبولنا لبعضنا، ونبقى نتلفظ بألفاظ ومصطلحات دسها الآخرون بيننا؟

.... ننسى أننا نتنشق الهواء نفسه، ونشرب الماء نفسه، ونلتحف بسماء واحدة وندفن في تراب واحد؟

.... نعرف كل ماذكرته هنا ونبقى ندور حول أنفسنا محاولين تلمس أطرافنا حين ينبغي تشغيل حواسنا؟

 

أما أيها السادة ....أما بعد !.

ماذا استفدنا ؟ هل تعلمنا ؟ الم نتراخ ونتساهل؟ ألم يصبنا الإهمال واليأس ؟ ألا تكفينا مآسينا ؟ ألا نتعلم من ماضينا ؟ ألا نستشعر حاضرنا ؟ ألا نخاف على مستقبلنا ؟ ألا نعترف بأخطائنا ؟

 

رحمك الله يا أديبنا الكبير   عبدالسلام العجيلي  فنحن فعلاً  جيل الدربكة كما قلتَ يوماً، و ما أدراكم ما هي الدربكة يا سادة.....

 

ريمون جرجي

 

Ray11968@gmail.com

‏13‏/08‏/2007

10
المطران كبوتشي: " أُصلّي للعراق، لفلسطين، وللمنطقة

تحدث المطران هيلاريون كبوتشي مطران القدس في المنفى عما قاله له " رحمة الله عليه رئيس سوريا الراحل الحبيب حافظ الأسد"  الذي كان يزوره دائماً قبل مغادرته أبرشية القدس، فقد كان يقول له في كل الزيارات : أنت ذاهب وأنا هنا في سوريا، أينما كنت و متى احتجت للمساعدة  فأنا موجود في سوريا، هذه العبارة التي يرددها عليه حالياً الكثير من الأحبة.
وتابع المطران كبوتشي حديثه العفوي المرتجل، متذكراً ما جرى في آخر مقابلة له مع الرئيس الراحل وأثناء مغادرته  استوقفه الرئيس الراحل ( واضعاً يده على كتف المطران قائلاً بصفة أبوية وأخوية لا تُنسى):
" يا سيادة المطران أنت عائد إلى منفاك ومعاناتك، لأنك تعيش من حنينك والحنين قتّال فلماذا لا تبقى هنا في بلدك و وطنك وأهلك؟ " و تمنى عليه أن لا يذهب، فكان رد المطران له والدمعة في عينيه، أنه عاجز على إيجاد كلمات الشكر لهذه المشاعر النبيلة التي فاحت عبر كلمات الرئيس معه حينذاك، لكنه اعتذر عن البقاء في سوريا لأنه إذا استقر في سوريا، فإنه سيصبح بنظر العالم أجمع والعالم العربي بشكل خاص كمن أضاع أمله و رجاءه في العودة إلى القدس وإلى فلسطين، وأن عودته إلى سوريا ستعني بأنه لم يعد هناك فائدة من المطالبة باسترجاع القدس ولذلك هو يُصر على البقاء في منفاه  وتابع حديثه مع الرئيس قائلاً : إن قرار عودته هو شكٌ وخطيئة مميتة لا يمكنه أن يرتكبها، على الرغم من أنه سيكون سعيداً جداً عندما يترك منفاه في روما ويعود إلى أهله ووطنه و بين إخوته (وهل هناك أعزُ من الوطن!!).
وتابع " قلت للرئيس حافظ الأسد أن الدنيا ليست عواطف فقط بل الدنيا هي ضمير ووجدان، فأنا لي وقفة أمام الله تعالى وسيسألني وسيحاسبني، لذلك فإن عودتي إلى سوريا هي الدليل للعالم بأنني يئست من العودة إلى القدس، وبذلك سأرتكب خطيئة مميتة ".
 بعدها شكر الرئيس على دعوته وعرضه واستأذنه بالعودة إلى منفاه، حينها صمت الرئيس الراحل ... وقال له : " أنت رجل أصيل ، اذهب والله معك، وتأكد أن يومك قريب جداً وستعود إلى القدس يوماً مرفوع الرأس و نحن نعمل على تحرير القدس إنشاء الله ".

وعبّر عن سروره باللقاء الذي دعاه إليه راعي أبرشية السريان الأرثوذكس بحلب نيافة المطران يوحنا إبراهيم مساء السبت 30/06/2007 في حضور عدد من رجال وسيدات المجتمع في المدينة، فوصف اللقاء بأنه الحلوى و الفواكه التي تُقدم عادة بعد انتهاء وجبة الطعام لأنه الآن قبل أيام من عودته إلى منفاه وهو الحزين الذي يعيش منفياً في روما، و" الغربة كربة والهم فيها حتى الركبة و هو استبدلها حتى الرقبة "، ووصف اللحظات الأخيرة قبل العودة إلى منفاه، كشعور الطفل الذي انتهت فرصته وحان وقت العودة إلى الصف، وتعزيته هناك في منفاه في غربته هي قلبه وفكره ودعاؤه ، و وصف الحضور بأنهم  باقة زهر حلوة.
وعن يومياته في منفاه قال المطران كبوتشي بأن في مكان إقامته في روما مكان صغير للصلاة يجلس فيه على الأرض يومياً كلما ضاقت به الدنيا وهاجمه الحنين والشوق، فيلجأ إليه ولا ينطق  بأي حرف لأن الله يعرف كل شيء ، ويطلب من الله بأن يوحد شمل العرب الذي أصابهم التفكك في هذه الأيام، " أصلي لوحدة العراق، أصلي لإخوتي في فلسطين الذي يتقاتل فيه الإخوة مع بعضهم بعد أن وقعوا في الفخ الذي نصبه لهم الإسرائيليون، أصلي إلى لبنان الذي تغنى به وديع الصافي يوماً:  " لبنان قطعة من السماء " ، أصلي بصورة خاصة لبلدي ووطني وأمي سوريا لأنها مستهدفة في مخطط جهنمي تنفذه أمريكا بالتعاون مع إسرائيل"، ووعد الحاضرين بأن يُصلي إلى الله كي يعيده يوم تعود البلاد العربية مرفوعة الرأس بتحرير القدس العربية عاصمة دولة فلسطين ووعد بالذهاب مع الحاضرين إلى القدس من جميع أماكن سوريا نحو القدس للاجتماع في رحاب المسجد الأقصى وكنيسة القيامة أثناء قرع أجراس الكنائس وصدح أصوات المآذن التي ستهلل حينها. و ذكّر الحضور بأن المطران هو خادم، و راع والراعي يُضحي بحياته عندما يواجه الذئب مع قطيعه، وقطيعه هو الشعب الفلسطيني.

بدوره تحدّث المطران يوحنا إبراهيم عن ضيفه قائلاً : إن سيادة المطران هيلاريون كبوتشي، بعد أن كان مطراناً للقدس، أصبح مطراناً للعالم من خلال نضاله الذي اختاره لنفسه وبعد صفحة المقاومة التي خطها لنفسه، والتي نقلته من أبرشيته القدس إلى المنفى الذي أعطاه مكانة جميلة وراقية في سبيل نقل كلمة الحق .
كما وصفه بالمدرسة التي تتصف بالصدق والوفاء والخدمة والعطاء، هذه الصفات التي تتجسد مع واقع الحياة، لأنه لا تكفي الكتابة ولا يكفي الكلام، وإنما الأفعال الواقعية هي التي تجسد كل المعاني، وتمنى من الحاضرين أن ينقلوا إلى أولادهم وعائلاتهم معاني هذه المدرسة الكبيرة في التضحية والعطاء والصدق،
 كما وصف المطران كبوتشي حلمه بلقاء القدس بأن عطشه إلى رؤية القدس كعطش الأيل إلى ينابيع المياه، وأن حلمه وأمله قبل مماته بعد أن بلغ 86 عاماً من العمر فذكر أن قلبه ينزف دماً على الواقع العربي المأساوي حيث لا أمة عربية  كما عاشها بل مشرق عربي و مغرب عربي وخليج عربي، وصعبٌ عليه من أن يُكحل عينيه برؤية القدس، ولكنه متأكد من أنه سيراها من السماء .
والمطران هيلاريون كبوتشي هو من مدينة حلب، عين مطراناً لمدينة القدس في عام 1965 ( منذ 42 عاماً )، وحُكم بـ 14 سنة سجنا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، قضى منها 4 سنوات في السجن وأضرب عن الطعام خرج بعدها من السجن بناء على تدخل شخصي من قداسة البابا  الراحل بولس السادس، و كان خروجه مشروطاً بعدم العودة إلى فلسطين،  ومنذ ذلك التاريخ هو يعيش في روما .
ريمون جرجي
Ray11968@gmail.com
حلب 3/07/2007






11
كيف تتخذ قرار حكيما ؟ شرائح باور بوينت باللغتين الانكليزية و العربية أُرفقت برسالة الكترونية، وردتني كما هو الحال عادة إلى عنواني، قرأتها وأعجبتني، ، كونها تقدم رسالة جيدة وواضحة لمن يتخذ القرار!!، في أي مكان وزمان، وفي أي مستوى إداري أو أسري كان.
ريمون جرجي
Ray11968@gmail.com

 
كيف تتخذ قرار حكيما ؟

لو كانت هناك مجموعة من الأطفال تلعب بالقرب من مسارين اثنين منفصلين لسكة حديد قطار ما، أحدهما معطل والآخر لازال يعمل، وكان هناك طفل واحد يلعب على المسار ( الأول ) المعطل ومجموعة أخرى من الاطفال يلعبون على المسار( الثاني ) الغير معطل ،
و أنت تقف بجوار موجه التحكم باتجاه سكة القطار، ورأيت الأطفال!!!، و لمحت قدوم القطار، وأنه ليس أمامك إلا ثوان معدودة، لاتخاذ قرار توجيه سير القطار.
فإما أن تترك القطار يسير كما هو مقرر له ( على المسار الثاني) ويقتل مجموعة الأطفال أو تغير اتجاهه إلى المسار الآخر( الأول ) ويقتل طفلاً واحداً فقط، فأيهما تختار ؟، و ماهي النتائج التي سوف تنعكس على هذا القرار..؟

دعنا نحلل هذا القرار.........

قد يرى معظمنا، أنه من الافضل التضحية بطفل واحد، وذلك  خير من مجموعة اطفال، وهذا من الناحية العاطفية على اقل تقدير.
 
فهل ياترى هذا القرار هو صحيح ؟
اولاً :هل فكرنا ان الطفل الذي كان يلعب على المسار المعطل قد تعمد اللعب عليه،  حتى يتجنب مخاطر سير القطار على المسار(الثاني)، ومع ذلك يجب عليه ان يكون الضحية بسبب قرارنا!!!.
في مقابل ان الاطفال الآخرون الذين في سنه، هم المستهترين والغير مبالين و اصرارهم على اللعب في المسار النشط للقطار ( الثاني )، علينا أن نفكر بهم ونحميهم!!!.
هذه الفكرة مسيطرة علينا في كل يوم في مجتمعاتنا في العمل.
حتى في القرارات السياسية الديمقراطية، كذلك قد يُضحى بمصالح الأقلية، مقابل الاكثرية بغض النظر عن قرار الاغلبية حتى ولو كانت هذه الأغلبية على خطأ في قرارها والاقلية هي الصحيحة ( كما هي حالة الطفل على مسار القطار).

وهنا نقول ان القرار الصحيح انه ليس من العدل تغيير مسار القطار  وذلك للأسباب التالية :
-         الأطفال الذين كانوا يلعبون في مسار القطار العامل، كانوا يدركون ذلك! وسوف يهربون بمجرد سماعهم صوت القطار !.
-         ولو انه تم تغيير مسار القطار فان الطفل الذي كان يعمل في المسار المعطل سوف يموت حتماً، لأنه لن يتحرك من مكانه عندما يسمع صوت القطار، لانه ببساطة سيعتقد بأن القطار لن يشكل خطراً عليه لأنه يلعب على المسار المعطل كالعادة.
 


إضافة إلى أن هذا المسار المعطل لم يُترك هكذا،  إلا لأنه غير صالح ولا آمن وتوجيه القطار الي هذا المسار لن يقتل الطفل فقط بل  سوف يدفع بحياة الركاب إلى الخطر، وعندها قد يحدث ما لا يُحمد عقباه ولا ينفع الندم.
•   -         فبدلا من   انقاذ حياة  مجموعة من الاطفال فقد يتحول الأمر إلى قتل مئات من الركاب بالاضافة الي موت ذلك الطفل المسكين !!!

مع علمنا ان حياتنا مليئة  بالقرارات الصعبة التي يجب ان نتخذها لكننا قد لا ندرك ان القرار المتسرع عادة ما يكون غير صائب.
 
تذكر أن:  الصحيح ليس دائماً هو الشائع..... و أن الشائع ليس دائماً هو صحيح.

( منقولة )

12
العيد الماسي لمجلة الضاد الحلبية... بلمسات حسين عصمت المدرس

احتفالاً بمرور77 عاماً على تأسيس مجلة الضاد التي أسسها عميدها المرحوم الأديب الشاعر عبد الله يوركي حلاق عام 1931،
ومنذ تأسيسها تحولت إلى منبر للشعراء والأدباء في الوطن العربي وبلاد المهجر، رسالتها فكرية وأدبية وثقافية واجتماعية وقومية, ولازالت مستمرة في النشر حتى يومنا هذا .

الباحث حسين عصمت المدرس الذي أضفى خبرته في إقامة المعارض التوثيقية وتنظيمها ( كمعارض الكتب والصور التاريخية والأثرية) على هذا المعرض الذي أقيم في صالة بلاد الشام من فندق شهباء الشام من 7-10 حزيران يونيو 2007 تحت عنوان      " الضاد وعميدها عبد الله يوركي حلاق في عيدها الماسي " .
يقول المدرس بأن المعرض يضم لوحات تحكي مسيرة الضاد، وهذا المعرض سلط الضوء على بعض الزوايا والجوانب الخفية عن الكثيرين من الذين قرؤوا نتاج الضاد وعميدها، حيث تضمن المعرض صوراً للأديب عبد الله حلاق مع الشاعر القروي، رياض المعلوف، البدوي الملثم( يعقوب العودات)، عبد السلام العجيلي، فتح الله الصقال، محمد سعيد الزعيم، سامي الكيالي ، وعمر أبو ريشة، وغيرهم من الشخصيات الأدبية والعلمية البارزة في حلب وارتباطها مع الحركة الفكرية في لبنان والدول العربية كفلسطين ومصر والعراق و الأردن، وحتى في بلاد المهجر الذين اشتركوا معاً بلغة الضاد .

ترك عميد الضاد عبد الله يوركي حلاق مكتبة تحتوي على عشرة آلاف كتاب وثلاثمائة وثلاثون مخطوطاً وهو الحائز على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى الذي قلده إياه الراحل حافظ الأسد رئيس الجمهورية عام1993  فرقى بذلك الوسام الذي كان قد منحه له في العام 1985 من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى.

الأديب الشاعر رياض عبد الله حلاق الصاحب والمدير المسؤول للضاد حدثنا عن والده قائلاً: " لو كان والدي حياً معنا اليوم، لكان سروره عظيماً جداً كما هو شعورنا الآن، فمسيرة الضاد لازالت مستمرة والأدب الذي كرس له الوالد حياته مازال هو شعارنا وهدفنا"،
وكشف رياض عن سبب بقاء والده في حلب وعدم تفكيره بالهجرة كما غيره من الأدباء والشعراء قائلاً: " والدي كان عربياً حتى الصميم، كان يُحب تُراب حلب ويعشق حلب وهو القائل من كندا" إنني حننتُ إلى الشهباء يا كندا….متى أراها……………… "
وعن رأيه بلمسات حسين المدرس في تنظيم المعرض، أوضح رياض عبد الله حلاق بأن المدرس هو رجل مثقف وله الفضل في هذا المعرض، وأنه تميز من خلال خبرته وثقافته بإظهار هذا المستوى الراقي للوحات المعرض وترتيبها وعرضها.

الحفيد الشاب رياض عبد الله حلاق رئيس التحرير الحالي (الذي يمثل الجيل الجديد في أسرة الضاد) أوضح بأن: الإرث الكبير العريق الذي تسلمه عن جده عبر والده سيكون محور حياته وسيحاول الحفاظ عليه، لا بل الإضافة إليه حتى تبقى راية الضاد متقدة( رغم انخفاض عدد القراء والمشتركين بها نتيجة للواقع الثقافي المتردي الذي يعيش أزمةً ثقافية واضحة في أيامنا الحالية، وأنه يسعى إلى إدخال الاهتمامات والمفاهيم الحديثة وتحديث الشكل والمضمون لمجلة الضاد حتى تبقى مواكبة للعصر وتستمر في النشر.
من جانبه كشف والده رياض بأن الرئيس الدكتور بشار الأسد تمنى من رياض الابن ( أثناء لقائه معهما) الاستمرار في نشر الضاد كي تصل الضاد للاحتفال بذكرى المئوية في المستقبل على أقل تقدير.

بدوره وصف مطران القدس في المنفى هيلاريون كبوتشي المعرض قائلاً: إن صور المعرض أعادته إلى الأيام الخوالي وإلى تلك اللقاءات الحلوة التي كانت تُقام في الوطن بين الأدباء والمثقفين، خاصة أنه قادم من الغربة والمنفى ، من البعد والعزلة، ومن الرائع له أن يلتقي بأحبابه على أرض الوطن وعلى أرض أمه والأرض هي أم والأم هي بعد الله قداسة للإنسان".

ختاماً نستشهد بأبيات لعميد الضاد المرحوم عبد الله يوركي حلاق حول اللحمة الوطنية التي تغنى بها في ثلاثينيات القرن الماضي، وكأنه كان يتحدث عن واقعنا الحالي المعاش ضمن هذه المخططات الغربية التي تحيكها لنا حكومات ودول لأغراض وأطماع دنيئة   
عانق المسلمون أبناءَ عيسى          والنصارى قد عانقوا الإسلام
فليمتْ زارع الشقاقِ فإنــا                          أمةٌ تأبى أن تموتَ انقسامـا


ريمون جرجي – حلب
Ray11968@gmail.com
13/06/2007







13
نص المحاضرة التي ألقاها الدكتور محمد نهى شيط في صالة مطرانية حلب للسريان الأرثوذكس مساء يوم الثلاثاء بتاريخ  15/5/2007 والتي تندرج ضمن الحوار المسيحي ـ الإسلامي التي يسهم به  نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم،  راعي أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس .

السيدة مريم العذراء يوم وُلدت ويوم وَلدت  " نظرة اسلامية "

بسم الله الرحمن الرحيم خير الأسماء والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الرسل والأنبياء وعلى أخيه سيدنا عيسى معجزة الله في الخلق بين البشر والأنبياء وعلى أمه ستنا مريم أعظم أمهات الأنبياء وعلى بقية الرسل والأنبياء استهل حديثي عن معجزات الله تعالى التي أوردها في القران لستنا مريم يوم ولدت ويوم ولدت فأقول :
إن قصة ستنا مريم بنت عمران الطاهرة المطهرة عليها السلام في الإسلام لقصة عظيمة والتي سطرت بالقرآن الكريم لما فيها من المعجزات.

لقد سمى الله تعالى سورتين في القرآن الكريم باسمها الأولى سورة مريم والثانية سورة آل عمران لورود ذكرها فيهما تعظيما لها ولسيرتها وللمعجزات الإلهية التي حدثت لها يوم وُلِدَتْ ويوم وَلَدَتْ. مع العلم أنه لم يذكر في القرآن الكريم  اسم امرأة صريحا إلا مريم عليها السلام وما ذلك إلا تعظيما لشأنها وتكريما لذاتها لما مرت به ومر بها. إضافة إلى ذلك فقد ذكر اسم مريم عليها السلام في القرآن الكريم 34 مرة في عشر سور فأعظم به من تكريم وتشريف.
نسبها الشريف:
ذكرت مريم عليها السلام بالقرآن الكريم بقوله تعالى :( ومريم ابنة عمران) التحريم 12 . قال المفسرون أن أباها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل ينتهي نسبة إلى داوود عليه السلام وأن أمها حنة بنت فاقود من العابدات المشهورات في زمنها. وإن ذلك النسب الشريف مصطفى من خيرة الخلق حيث يذكر الله تعالى ذلك النسب في قرآنه الكريم بقوله:( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم و آل عمران على العالمين ) آل عمران 33 . ( ذرية بعضها من بعض ) آل عمران 34 . ومعنى ذلك أن الله تعالى اختار للنبوة صفوة خلقه بدءً من آدم عليه السلام أبو البشر أولا, إلى نوح عليه السلام شيخ الأنبياء ثانيا, إلى إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء ثالثا, إلى آل عمران رابعا. وقيل أن المقصود بآل عمران مريم بنت عمران وابنها عيسى المسيح عليهما السلام. هذا هو أصلها الشريف ونسبها الطيب الرفيع.
 
قصة حمل مريم ابنة عمران عليها السلام:
بدأت قصة حمل مريم ابنة عمران عليها السلام بمعجزة إلهية فقد روى مفسرون القرآن الكريم أن أباها زمن حملها كان عجوزا وأن أمها كانت عجوزاً وعاقراً أيضا فكيف حصل الحمل بها؟ لقد حصل الحمل بها بمعجزة ربانية يذكرها الله تعالى في قرآنه الكريم بقوله: (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ) آل عمران 35 . قول عجيب! كيف تنذر امرأة عاقر و عجوز ما في بطنها من حمل؟ ذكر المفسرون قصة النذر بأن حنَّة زوج عمران كانت من العابدات المشهورات في زمنها وكانت عجوزاً عاقراً وذات يوم رأت طائراً يزق فرخه فاشتهت الولد وتمنته لخدمة بيت المقدس فاستجاب الله لها أمنيتها ودعاءها. فحاضت من فورها وبعد طهرها وطأها زوجها عمران فحملت وبعد الحمل هلك عمران.فكانت معجزة الله الأولى في حملها .
ولادة سيدتنا مريم عليها السلام:
        يروي القرآن الكريم قصة ولادتها عليها السلام بقوله تعالى: ( فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) آل عمرن 36.
        روي انه : لما ولدت حنّة مريم عليها السلام قالت على وجه التحسر والاعتذار لله أنها وضعت أنثى لأنه لم يكن يقبل في النذر إلا الذكور في زمنهم. فقبل الله تعالى المولودة مريم عليها السلام بقوله: ( والله أعلم بما وضعت ) ( وليس الذكر كالأنثى ) أي ليس الذكر الذي طلبته كالأنثى التي وهبتها لك بل هي أفضل لما يريده الله تعالى بعد ذلك من أمر عيسى عليه السلام حيث ذكر المفسرون أن الجملتين معترضتين من كلامه تعالى تعظيما لشأن تلك المولودة وما علق بها من عظائم الأمور حيث جعلها وابنها آية للعالمين . إن تقبل الله تعالى مريم الأنثى بدل الذكر هي معجزة الله الثانية حيث لم يسبق لها مثيل في بني إسرائيل.
        وتتابع الآية الحديث : ( وإني سميتها مريم ) ومعنى مريم في لغتهم العابدة خادمة الرب. أما قول أمها كما جاء بالقران : ( وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) فهذه معجزة الله الثالثة إذ كيف علمت أمها بأن سيكون منها نسل؟ وهي المولودة من عجوز عاقر وأب عجوز؟ ثم تتبعها معجزة الله الرابعة بحقها ألا وهي تقبل الله تعالى الإعاذة من شر الشيطان الرجيم إذ يوضح الحديث الشريف ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم : ما من مولود يولد إلا الشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها ثم يقول راوي الحديث أبو هريرة (ر) واقرؤوا إن شئتم  (و إني أعيذها بك من الشيطان الرجيم ). ثم تكون معجزة الله الخامسة بتقبلها لقوله تعالى: ( فتقبلها ربها بقبول حسن) قال ابن العباس (ر): سلك بها طريق السعداء. ثم تلتها معجزة الله السادسة وهي إنباتها الحسن كما قال  تعالى: ( وأنبتها نباتا حسناً ) أي رباها تربية كاملة ونشأها تنشئة صالحة ثم تكون معجزة الله السابعة وهي كفالتها  بقوله تعالى ( وكفلها زكريا ) أي جعل نبي الله زكريا عليه السلام زوج خالتها كافلا لها ومتعهداً للقيام بمصالحها حتى إذا بلغت مبلغ النساء انزوت بمحرابها تتعبد ربها الله. أي معجزة تلك نبي من أنبياء الله يكلفها ويعهد إليه الله تعالى بالقيام بمصالحها لتكتسب من علم نبوته وعمله الصالح. وقصة كفالتها لخصها المفسرون بأن أمها بعد ولادتها لفتها وخرجت بها وسلمتها إلى العباد المقيمون بالمعبد وكان بينهم نبيهم زكريا عليه السلام فأراد أن يكفلها لأنه زوج خالتها وحيث أن الخالة بمنزلة الأم فيكون زكريا عليه السلام أحق بكفالتها لقرابته . فشاقوه في الكفالة وطلبوا منه أن يقترعوا معه فاقترعوا مرات فكانت تخرج القرعة في كل مرة لزكريا عليه السلام لذلك كفلها لتحقيق معجزة الله تعالى بكفالتها حتى إذا ما بلغت مبلغ النساء وضعها في محرابها الذي انزوت به في تعبدها لله وأثناء تعبدها كانت معجزة الله الثامنة  عندما روى القرآن الكريم ذلك بقوله تعالى: ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ) آل عمران 37 . أي كلما دخل عليها زكريا محرابها ومكان عبادتها ليتفقدها بتامين الغداء أو أي شيء آخر وجد عندها فاكهة وطعاما.قال مجاهد: وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف وقيل أنها فاكهة من الجنة أي معجزة تلك يشهد لها بها نبي. وجود الطعام بنوع خاص ثم تكون معجزة الله التاسعة عندما يسألها نبي الله زكريا عليه السلام عن مصدر ذلك الطعام كما جاء في القرآن ( قال يا مريم أين لك هذا ) آل عمران 37.  فتجيبه بكل ثقة: ( هو من عند الله ) آل عمران 37.  تم تضيف مفسره سبب ذلك بقولها ( إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) آل عمران 37.  قال بعضهم هذا رزق العباد الذين انقطعوا لعبادة ربهم فتكفل الله برزقهم بغير حساب وهنا تكون معجزة الله العاشرة التي يمنحها الله لمريم عليها السلام بأن تذكر نبي الله أن الله يرزق من يشاء بدون جهد أو تعب إذا أخلص له العبادة. بعدها كانت معجزة الله الحادية عشرة إذ دعا زكريا ربه أن يرزقه الذرية كما يرزق مريم بقوله: (هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك أنت السميع العليم ) آل عمران 38 .
 كأنني أرى زكريا عليه السلام يستعرض شريط معجزات مريم عليها السلام التي مرت به من يوم نذرتها أمها إلى ساعته و يسأل الله الذرية بحق تلك المعجزات فيقول: ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك أنت السميع العليم ) آل عمران .38  تماثل في الطلب مثل طلب أم مريم :   ( رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك أنت السميع العليم ) وعندها تحصل معجزة الله الثانية عشرة حيث يستجيب الله لنبيه زكريا عليه السلام طلبه كما جاء بالآية الكريمة ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي بالمحراب أن الله يبشرك بيحيى ) آل عمران 39 .
نعم لقد أكرم الله نبيه زكريا عليه السلام ببركة صاحبة المعجزات الطاهرة المطهرة عليها السلام التي كفلها ورأى من معجزات الله فيها ما شجعه على ما طلب من ربه فأجابه.
 ثم نصل إلى معجزة المعجزات من أطهر الطاهرات ألا وهي ولادة سيدنا عيسى بن مريم المسيح عليهما السلام.
       لقد ذكر القرآن الكريم تلك الولادة المعجزة بسرد جميل وطهر عظيم وجعل تتابعها بمعجزات أيضا حيث كان  أول معجزاتها أن أوحى الله تعالى لمريم عليها السلام عبر الملائكة بالاصطفاء والتطهير والاختيار تمهيدا وتهيئة لتلك الولادة إذ قال تعالى : ( وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) آل عمران 42. أي أوحي إليها عبر الملائكة. وقيل أن الله أطلق اسم الملائكة وأريد به جبريل عليه السلام فهو من باب تسمية الخاص بالعام تعظيما ( المجاز المرسل ) أي تعظيما له ولها بأن الله اختارها من بين سائر النساء وخصَّها بالكرامات وطهرها من الأدناس والأقذار ومما ستتهم به من قبل اليهود واصطفاها اصطفاءً ثانياً أي اختارها على سائر نساء العالمين لتكون مظهر قدرته في إنجاب ولد بدون أب ثم يتتابع الإيحاء كما قال تعالى:( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) آل عمران43 . أي لازمي عبادة الرب وطاعته شكراً على ذلك الاصطفاء, وأن اسجدي لله لأنه طهرك, واركعي مع الراكعين للاصطفاء الثاني, وما كان ذلك إلا تثبيتاً لقلبها الشريف مما يوحى إليها.
        ثم تكون معجزة الله الثانية بأن يوحى إليها بالبشارة بكلمة الله المسيح وصفاته التي توضحها الآية الكريمة: ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ) آل عمران 45 . أي أن الله أوحى لها عبر الملائكة أن الله يبشرها بمولود يحصل بكلمة من الله اسمه عيسى بن مريم ولقبه المسيح ونسبه إلى أمه لأنه سيولد من أم بدون أب وصفاته سيداً معظماً في الدنيا والآخرة ومن المقربين عند الله. ثم كانت معجزة الله الثالثة وهي أن ذلك المولود سيكلم الناس في المهد قبل وقت الكلام وكهلا بكلام النبوة كما أنه سيكون من كاملي الصلاح والتقى بدليل الآية الكريمة: ( ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين ) آل عمران 46.قال المفسرون: وكل ذلك الإيحاء لتثبيت فؤادها أثناء تهيئتها للولادة المعجزة ويتابع القرآن الكريم سرد محاورتها للوحي بقولها: ( قالت ربي أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ) أي كيف يكون لي ولد ولست بذات زوج فتجاب وحياً ( قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون )  آل عمران 47.  أي هكذا أمر الله عظيم لا يعجزه شيء يخلق ما يريد بسبب أو بلا سبب لأنه جلت قدرته إذا أراد شيئاً حصل بمجرد الإرادة قبل اللفظ بكن فيكون. ثم يتابع القرآن معجزات صفات المولود بمعجزة الله الرابعة بقوله تعالى: ( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ) آل عمران 48.  أي يعلمه الكتابة والسداد من القول ويجعله يحفظ التوراة والإنجيل الذي يعطيه إياهما و أنه سيكون رسولاً لبني إسرائيل بقوله تعالى:          ( ورسولاً إلى بني إسرائيل ) آل عمران 49. وهي معجزة الله الخامسة. ثم نصل إلى الولادة المعجزة وأحداثها.
قصة ولادتها عليها السلام لسيدنا المسيح عليه السلام:
        بعد كل ما سبق ذكره من تهيئتها عليها السلام في مرحلة التمهيد والإعداد تأتي مرحلة التنفيذ للولادة فيذكر الله تعالى ذلك بقوله: ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكان شرقيا) مريم 16.  قيل في ذلك أنها كانت تخرج من مكان عبادتها في زمن حيضها أو لحاجة ضرورية لابد منها من استسقاء الماء أو لبعض شؤونها وكان ذلك المكان شرق بيت المقدس في مكان مستور عن أعين قومها. ومرة ظهر لها الملك لقوله تعالى: ( فأرسلنا إليها روحناً فتمثل لها بشراً سوياً ) مريم 17 . وتلك كانت معجزة الله السادسة  إذ قيل أنه جاءها جبريل عليه السلام بصورة البشر التام الخلقة لتستأنس بكلامه ولا تفزع ولا تنفر عنه فلمَّا رأته قالت كما جاء بالآية الكريمة : ( قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً ) مريم 18. أي فلما رأته فزعت وخافت وخشيت أن يكون أرادها بسوء لذلك احتمت والتجأت إلى الله وأخبرته بذلك وقيل أن جواب الشرط محذوف وتقديره إن كنت تقياً فاتركني ولا تؤذني قال الشارحون إن استعاذتها بالله دليل على عفافها وطهرها وورعها. فأجابها جبريل عليه السلام حسب الآية الكريمة: ( قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً ) مريم 19 . قال المفسرون إن قول جبريل عليه السلام إنما أنا رسول ربك لتهدئه روعها من الخوف منه ثم أخبرها بأنه مرسل من عند الله تعالى ليهب لها غلاماً طاهراً من الذنوب. قيل إن كان الغلام طاهرا من الذنوب فأمه من باب أولى طاهرة أيضا ( قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً ) مريم 20 . أي وعلى أي صفة يوجد هذا الغلام مني ولست بذات زوج ولست بغية فيجيبها جبريل عليه السلام: ( قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضياً ) مريم 21 .  أي أن ذلك على ربك هين وسهل ويسير ثم يخبرها بأن ذلك المولود سيكون مجيئه بتلك الصورة دلالة للناس على عظمة قدرة الله العجيبة ورحمة لهم ونبياُ يهتدون بإرشاده وكل ما سيحصل كان أمراً مفروغاً منه لا يتغير ولا يتبدل لأنه في علم الله الأزلي ثم تحصل لمعجزة الله السابعة في حدوث الحمل بقوله تعالى: ( فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً ) مريم 22 . قال المفسرون إن جبريل عليه السلام لما نفخ في جيب درعها حملت وكان ذلك في المكان القصي الذي كانت تخرج إليه ثم تتابع الآيات قصة الولادة فتذكر: ( فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ) مريم 23.  قال ابن عباس (ر) وهو ترجمان القرآن في ذلك: ما هي إلا أن حملت فوضعته. جاء في تفسير الجلالين أن الحمل والتصوير والولادة في ساعة بمعنى أن الحمل والتصوير والمخاض والوضع في لحظة عندها كانت معجزة الله الثامنة ويصف القرآن حالة الولادة أن جاءها المخاض آلام الطلق وشدة الولادة فالتجأت إلى ساق نخلة يابسة لتعتمد عليه عند الولادة وفي تلك اللحظة تمنت الموت قبل هذا اليوم وأن تكون شيئاً لا يذكر ولا يعرف قال ابن كثير قالت ذلك لما عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بذلك المولود الذي لا يحمل الناس أمرها على السداد ولا يصدقونها في خبرها وخاصة بعد أن كانت عندهم العابدة الناسكة فتصبح عندهم فيما يظنون. قال المفسرون يجوز تمني الموت عند الفتنة. ثم تكون معجزة الله التاسعة وهي مناداتها من تحتها كما في الآية: ( فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً ) مريم 24 . أي ناداها الملك من تحت النخلة لا تحزني لهذا الأمر إن الله قد جعل تحتك جدولاً من ماءٍ عذبٍ. كان جبريل عليه السلام قد ضرب الأرض برجله فظهرت عين ماءٍ عذبٍ سارت جدولاً. ثم كانت معجزة الله العاشرة عندما أمرت أن تهز الجذع بقوله تعالى: ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ) مريم 25 .  قيل أنها عندما أمرت هز الجذع اليابس فإذا هو نخلة تحمل الرطب الذي يتساقط عليها وقيل لترى إحياء موت الجذع تثبيتا وطمأنة لقلبها قال وهب بن منبه كان الرطب يتساقط عليها وذلك في الشتاء. جاء في قصص الأنبياء للشيخ عيد الوهاب النجار قال البيضاوي: أنها كانت نخلة يابسة لا رأس لها ولا ثمر وكان الوقت شتاءً فهزتها فجعل الله لها رأساً وفيها خوص وثمر... وتسليتها بذلك لما فيه من المعجزات الدالة على براءة ساحتها وهناك من الكتاب ما ذكر معجزة نخلة ستنا مريم عليها السلام أنها أحيت وصارت شجرة من جزء من الجذع وهناك من ذكر أنها أثمرت بدون تلقيح علماً بأن النخلة منفصلة الجنس أي شأنها شأن مريم عليها السلام تكاثرت بكريا ثم أن هناك من ركَّز على الرطب في غير أوانه في بيت لحم وزمن الشتاء البارد القارص ثم أن هناك من ركَّز على معجزة هز الجذع من قبل امرأة في حالة ولادة وجهد وتعب علماً بأن النخل يقاوم الريح العاتية ولكنها المعجزة. ثم يتابع القرآن سرد قصة الولادة بالآية الكريمة: ( فكلِي واشربي وقري عينا ) مريم 26 .  أي كلي من الرطب الشهي واشربي من الماء العذب وطيبي نفسا بالمولود العظيم. ثم تؤمر بالا تكلم  الناس بأمرها وأمر وليدها إذ عادت إلى قومها كما تذكر الآية: ( فإمَّا ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صومًا فلن أكلم اليوم إنسيًّا ) مريم 26.  أي إذا رآها أحد من البشر وسألها عن شأن المولود فتشير إليهم بأنها نذرت لله السكوت والصمت حيث كان ذلك في زمنهم عبادة. ثم حملت وليدها وذهبت لقومها حسب ما جاء بالآيات :( فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فريا ) مريم 27 . أي أنها حملته وجاءت به إلى قومها فلما رأوها استنكروه عليها فقالوا لها: لقد جئت شيئاً عظيماً منكراً وأضافوا حسب ما جاء بالآيات :( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا ) مريم 28. أي يا شبيهة هارون بالصلاح والعبادة. ما كان أبوك فاجراً وما كانت أمك بغيا فكيف فعلت ذلك فلم تجيبهم بل أشارت إلى الوليد كما جاء بالآية الكريمة: ( فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا) مريم 29 . أي إن مريم لم تجبهم وأشارت إلى وليدها ليكلموه ويسألوه فتعجبوا من ذلك وقالوا كيف نكلم طفلا رضيعاً؟  فنطق الوليد حسب الآية الكريمة فكانت معجزة الله الحادية عشرة: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًّا ) مريم 30 . أي أن الطفل الرضيع رد عليهم بقوله إني عبد الله بقدرته من دون أب آتاني الكتاب أي قضى ربي أن يؤتيني الإنجيل وجعلني نبيًّا. ثم تابع قوله حسب الآية الكريمة :( وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًّا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولت ويوم أموت ويوم ابعث حيا ) مريم 31 .  ومعنى ذلك أن جعل فيّ البركة والخير والنفع للعباد أينما حللت وتلك هي  معجزة الله الثانية عشرة وأمرني بالصلاة التي هي مخ العبادة والتي من أجلها خلق الله البشر لعبادته كما أمرني بالزكاة التي بها تطهر النفوس من الهوى وحب المال والإنفاق على الضعفاء والمساكين والأهل والأقارب والأضياف وكل ما فيه خير للعباد وهي معجزة الله الثالثة عشرة وبرا بوالدتي أي باراً بها محسناً إليها معترفاً بحقها إذ لا والد له سواها. ولم يجعلني جباراً شقيا أي لا يصدر عني قول أو فعل أو عمل لا يكون في طاعة الله ورضاه وهي معجزة الله الرابعة عشر أما قوله السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًّا. فهذا يعني سلام الله علي يوم ولادتي ويوم موتي ويوم بعثي وهي معجزة الله الخامسة عشر قيل أن تلك الأيام أيام شديدة على الإنسان يستهلها باكيا يوم ولادته لما سيعانيه فهل يفلح أم لا؟  ويوم يموت أي ينتقل إلى الآخرة فيحاسب على عمله وهل هو من أهل النعيم أم الجحيم ؟ ويوم يبعث يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قيل فمن كان سلام الله عليه في تلك الأيام كان سعيداً حقاً وهذه المعجزة التي أعطيت لسيدنا عيسى عليه السلام. وهكذا ختم القرآن قصةسيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام بقوله تعالى:
{ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق }.
إلى هنا تنتهي معجزات سيدتنا مريم عليها وعلى ابنها سيدنا عيسى السلام في القران الكريم و لننتقل إلى ما قاله فيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة.
 
سيدتنا مريم عليها السلام في الأحاديث الشريفة :
 
·        قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إلا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ... . البخاري 3485 .
 
·        عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديثه عن الجنة قَالَ :  خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. مسلم 4458
 
·        قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ . احمد 11332.
 
·        قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَفَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَائِهِمْ إلا مَا كَانَ لِمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ . احمد 11192 .
 
·        عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (ر) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَّ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ لِمَ خَطَطْتُ هَذِهِ الْخُطُوطَ قَالُوا لا قَالَ أَفْضَلُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ ابْنَةُ مُزَاحِمٍ . احمد 2805.
 
 
 
وختاما أقول سلام الله عليك يا ستنا يا مريم بنت عمران يا طاهرة الطاهرات وأم معجزة المعجزات في يوم وُلِدتْ ويوم عشت ويوم وَلَدَتْ ويوم مت ويوم تبعثي. والسلام عليك يا سيدنا عيسى ابن مريم معجزة الله في خلقه وكلمته وروحه في يوم ولادتك ويوم رفعك ويوم نزولك و في كل وقت وحين. وكذلك السلام على سيدنا محمد رسول  الله الأمين الذي اخبرنا عن ستنا مريم وابنها سيدنا عيسى عليهما السلام كما جاء بالقران و على جميع الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين .

محمد نهى شيط ، حلب

14
صرخة شعب
د.الياس حلياني : ( كلنا شركاء ) 13/5/2007
رد على الخبر المنشور في موقع كلنا شركاء يوم 11-5-2007 تحت عنوان
رؤساء الطوائف المسيحية في العراق يدعون الحكومة الى وضع حد للتهجير :
عندما يتبنى كاتب اسلامي ، أي قضية ، تهم طائفته أو مذهبه ، يقال عنه : انه كاتب متخصص في هذا المجال . بينما عندما يكتب أي كاتب مسيحي ، شيء ، يتعلق بالظلم والاجرام والارهاب ، الذي تتعرض له طائفته ، على يد سكان المريخ ، فالتهمة جاهزة : هذا كاتب طائفي .
بالله عليكم ما يحدث اليوم وليس الأمس ، في منطقة الدورة في العراق ، أمر مخجل ، ويُلحق العار بالإسلام كله . فلم نسمع حتى الآن تنديداً واحداً ، من عالم فضائي ، أو شيخ تكية ، أو واعظ سلطان . لم نسمع أي تنديد بما يحدث ، لم نسمع أي اعتراض ، لم نسمع أي تدخل عربي أو اسلامي ، لوقف عمليات انتهاك حقوق المسيحيين في منطقة الدورة .
أما لجان حقوق الانسان في سوريا ، فهم ينددون ، ويُطالبون بحقوق الفلسطينيين في العراق ، وحقوق طوائف اخرى في ليبيا ، أما المطالبة ، بحق المسيحيين في العراق بالعيش الآمن ، فلم نسمعها من احد .
في منطقة الدورة ، اليوم ، وفي القرن الواحد والعشرين ، وتحت سمع ومرأى كل العالم يجري تخيير المسيحيين ، بين ثلاثة أمور :
الدخول في الإسلام .
القتل ذبحاً
مغادرة المنطقة واعتبار منازلهم غنائم حرب .
لا أعرف هل يستحق هؤلاء المسيحيين ، ان يقف معهم أحد ، أم أن من يقف معهم من المسيحيين ، سيعتبر طائفيا .
لا أريد أن أتعمق أكثر في الموضوع ، وأستطيع ذلك . أي لا أريد أن أعرف من يقتل المسيحيين ويطردهم من ديارهم ، هل هم الشيعة أم هم السنة .؟؟ ولكن الذي أتمنى أن أعرفه ، أن هذا الكم الكبير من المشايخ ، من السنة أو من الشيعة ، زوار الفضائيات ، ومنظري دين الرحمة والسماحة ، والقدوة الحسنة والهمبرغر . كل هؤلاء المشايخ ، وأثناء ارتدائهم ، لباس الملائكة ، وروح القديسين ، وحكمة الأنبياء ، وظهورهم المضيء على الفضائيات . ألا يخطر على بالهم ، مواطنهم المسيحي ، ألا يخطر على بالهم ، أن يحثوا مواطنهم ، على الرأفة ، بأخيه المسيحي ، المواطن العراقي الذي عاش معه كل حياته . وليس بعيد الزمن ، الذي جرى فيه التنكيل ، بأخوتهم الأكراد ، وحرقهم في أبشع جريمة عرفها العصر الحديث ، وأيضاً لم نسمع كلمة حق ، أو استنكار لتلك المجازر ، ولعل السكوت عنها ، هو الذي أوصلنا الى هذه المجازر الجديدة ، بحق المسيحيين العراقيين .
وكيف يحق لنا أن نتحدث عن المجازر الاسرائيلية والتي ترتكبها اسرائيل بحق الفلسطينيين ، ونحن نرتكب أبشع منها . واذا أردنا المقارنة الحقيقية والمنطقية ، فإن الاسرائيليين ، يُعدون من صنف الملائكة لدى مقارنتهم ، مع سفاحي العراق .
أنا لا أعرف أو لا أعرف تماما ماضي هذه الشعب . لكنني أعرف حاضره ، أي النتيجة . ومن هذا الحاضر الذي أراه أمامي ممكن أن أستنتج ، الكثير من المحبة والانسانية والاخلاق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
لكي نتعرف الى شعب ، راقي ؟ مثل الشعب العراقي الهمجي ، لا يكفي تماما أن نقرأ تاريخه المكتوب . فهو لن يقدم لنا صورة واضحة عن حياة المجتمع العراقي ولطفه وانسانيته واخلاقيته ودينه السمح . التاريخ يخبرنا عن الأحداث والقصائد والقصص والملاحم والأساطير ،. التاريخ يتحدث غالبا عن الملوك والأباطرة ، واحداث مجموعة محددة من البشر. وأنا لا أستطيع أن أقول أنني أعرف الشعب العراقي وتاريخه اذا عرفت أياً من ملوكه وقادته ، واي معارك خاض وأين انتصر ، وأين انكسر . ولا استطيع ان اعرف ذلك الشعب ، اذا عرفت تشريعاته وثقافته . علي أن أعرف كيف عاش العراقي في بيته ، كيف عامل جاره ، كيف ظهرت كل هذه الوحشية ، كيف انقلب ، هذا اذا انقلب ، ولم يكن في الأصل ذئب فتاك . ومن الممكن بعدها اذا مزجنا هاتين الصورتين أن نقول : نحن نعرف الشعب العراقي ! هذا هو الشعب العراقي الحقيقي ، وكل ما سمعناه في السابق عن حضارته ورقيه ، ما هو الا الوجه الحضاري ، والذي اختفى من التاريخ -أو كان كذباً وبهتاناً ، مثله مثل تاريخ كل جبار في هذه الأرض - وما نراه اليوم هو الوجه الوحشي الفعلي لهذا الشعب . الوجه الذي سيتعرض للنقض التاريخي ، والمساءلة عن مدى صحة التاريخ القديم ، مقارنة بالتاريخ الحديث .
مقارنة الحضارة السابقة وشرائع حمورابي ، بالهمجية الحالية والشرائع السماوية . تجعلنا ، نقول بكذب التاريخ ، وصدق الوقائع .
ومرة أخرى ، حتى لا نتهم بالطائفية ، ويتصلون بنا ، ويقولون : قال لي فلان ، وقالت لي فلانة ، صاحبك طائفي . أقول وأكتب وأبصم : اذا كان دفاع الإنسان عن بني طائفته ، واستنكاره لذبحهم وتهجيرهم وحرقهم ونهبهم وسرقتهم وتفجيرهم ، هو من علائم الطائفية ، فأرجوكم سجلوا اسمي .
ومن أجل التاريخ مرة أخرى ، نكتب ونقول : لعن الله ديمقراطية بوش .
لعن الله كل هذه الأنواع والأصناف والأجناس من الديمقراطية.
لعن الله كل من وقف ويقف مع ادارة بوش في سعيها لنقل الارهاب العراقي الى سوريا .
ونقول مع المطربة جوليا :
ما منرضة نحنا نموت
قولولهن قولولهن
وأيضاً قال الرب: قايين قايين أين أخاك؟
ماذا فعلت بأخاك ؟
وأنت يا بوش ماذا فعلت ؟ وكم قتلت؟ وكم هجرت
وكم ذبحت ؟
فإذاً كل واحد سيعطي عن نفسه حساباً لله (في يوم الدينونة العظيم) (رومية 14-12)
وما أكبر حسابك يا بوش ساعتها .

الخبر كما ورد في النشرة:
رؤساء الطوائف المسيحية في العراق يدعون الحكومة الى وضع حد للتهجير
(ا.ف.ب): 11/5/2007
وجه رؤساء الطوائف المسيحية في العراق امس الخميس نداء الى الحكومة العراقية، طالبوا فيه "باتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من العمليات الارهابية" التي طالتهم في بغداد.
وأوضح الزعماء الروحيون في بيان ان ابناء الطائفة المسيحية في بغداد "يتعرضون لتهجير قسري وتهديد بالتخلي عن دينهم على يد مجموعات يشتبه بانتمائها الى تنظيمات سلفية متشددة واحزاب دينية". وناشد البطريرك مار دنخا الرابع والبطريرك عمانوئيل دلي في البيان "حكومة نوري المالكي ومجلس النواب العراقي بالتحرك لوقف هذه الاعمال". وكذلك طالبا "الامم المتحدة بالتدخل لوقف اعمال العنف التي تقوم بها هذه الجماعات تحت ستار الدين". وذكر البيان ان "المسيحيين في عدد من المناطق العراقية وتحديدا في المناطق التي تسيطر عليها ما يسمى (دولة العراق الاسلامية) يتعرضون لعمليات ابتزاز وخطف وتهجير". وأضاف "الغريب ان هذه المناطق امتدت لتصل الى اجزاء من العاصمة العراقية بغداد دون ان تاخذ الحكومة أي اجراء حازم لوقف توسعها".
ونقلت صحيفة المؤتمر الناطقة باسم حزب المؤتمر الوطني بزعامة احمد الجلبي ان بطريرك الكنيسة الكلدانية عمانوئيل دلي دعا في عظة القاها خلال قداس في كنيسة مار قرداخ في اربيل (شمال العراق) الاحد الماضي "الحكومة العراقية والمسؤولين الى حماية المسيحيين لما يتعرضون له من تهجير وترهيب وقتل في البلاد". وقال "نرى في هذه الايام بأننا نطرد من بيوتنا ونهجر قسرا من اوطاننا، من مساكننا، ونبعد من بين اخوتنا الذين عشنا معهم".
يذكر ان آلاف المسحيين الذين تعرضوا لتهديدات في السابق والذين فروا بحثا عن الامن توجهوا الى مناطق كردستان العراق

15
مؤيداً لموعظة بطريرك الكلدان، مداخلة المطران يوحنا ابراهيم على  قناة عشتار الفضائية


عمليات الطرد والتهديد والتهجير القسري للمسيحيين، لا تقبله الأديان السماوية، فلا الدين الإسلامي ولا الدين المسيحي يقبلان ما يحدث للعراق الشقيق.
نحن نعيش في وطن، وإن كنا ننتمي إلى أديان ومذاهب ، ولكننا نشكل هذا النسيج الوطني، ونحن دائماً كنا مع هذا النسيج الوطني  نشكل صمام الأمان،  أمام كل التحديات.
أؤيد كلام سيدنا البطريرك  مار عمانوئيل الثالث دلي بطريرك الكلدان بما قاله في عظته ،
تأثرنا جداً بما سمعناه عن أحوال المسيحيين في بغداد والموصل.
من شيم المستعمر دائماً أن ينهب الآثار و المعالم، وأن يفعل كل شيء ضد قوانين الله ووصاياه.
شكر غبطة البطريك للسيد رابي آغا جان، لم يشكره باسمه فقط بل إنه عبّر عن شكر الكثيرين الذين عرفوا كرمه ومحبته وتعاونه مع كل الجهات التي تعمل لأجل السلام والأمن في كل تلك المنطقة  وخاصة لدى أولائك  الذين يمرون بلحظات عصيبة  ويشعرون بالحرج.

في مداخلته مع قناة عشتار الفضائية يوم الثلاثاء بتاريخ  08/05/2007 ،  رد نيافة المطران يوحنا إبراهيم راعي أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس على أسئلة مذيع القناة  السيد " شمعون متي " حول رأيه في كلام غبطة بطريرك الكلدان مار عمانوئيل الثالث دلي عما يعانيه مسيحيو العراق في هذه الأيام ، حيث يهجر المسيحييون من بيوتهم ويطردون قسراً من مساكنهم، ومن خدمة وطنهم مع إخوتهم المسلمين،
فقال : إن هذه الموجة هي حالة غير طبيعية وغير مرضية، ولا يقبلها أحد ، وأن هناك من يريد اليوم استثمار أو استغلال الظروف الغير طبيعية  التي تحدث للعراق ، فيبدأ باستغلال هذه الظروف لتغيير معالم البلد، وتهجير وضرب وتهديد بعض الناس ، وأشار إلى وجود شبه مخطط يؤثر على النسيج الوطني والوحدة الوطنية للعراق و على الفسيفساء الجميل الذي تغنى به الجميع  ،
وعن رأيه في كلام غبطة البطريرك حين خاطب المسؤولين العراقيين في إشارة إلى تصرفات الأمريكيين  " إن الاضطهاد لم يأتينا فقط منكم أيها المسوؤلون ، لكن يأتينا الآن من الخارج أيضاً "
أضاف نيافته : بأنه من الطبيعي جداً أن يضطهد المستعمر أبناء الشعب الواحد، وأن ينتهك أعراض الناس، وأن يدك أسوار الحضارة، وأن يسلب خيرات البلاد، وأن يقضي على كل أمل يدعو إلى تطور البلاد وتقدمها .
وأيد كلام غبطة البطريرك، بأن هذا المحتل الذي يأتي إلى بلادنا،هو أولاً لا يخاف الله، ولا يعلم ما هي القيم والأخلاق، فهو يعمل لمصلحته فقط وأضاف بأن غبطة البطريرك هو أدرى من الجميع بما يقوله ، خاصة وأنه يشير إلى انتهاكات حصلت في بيوت الله من مساجد وجوامع وكنائس و كليات ومؤسسات ثقافية، وشدد على أن غبطته يعلم  أن كل هذه الأمور إنما هي أعمال غير مقبولة من الله ولدى كل إنسان يريد أن يعيش تحت وصاية الله، وأن مخططات الشر التي ينفذها هذا المحتل لها أهداف دنيئة.
وحول  موعظة غبطة البطريرك " التي طالب  فيها الإخوة المسيحيين بالتفاؤل وأن بعد هذه الغيمة التي تمر على العراق سيأتي الصحو ، لأن الرب أرسل  رجالاً صالحين في إشارة إلى الأستاذ سركيس آغا جان "  أوضح المطران يوحنا  قائلاً :
إن غبطة البطريرك هو رجل دين كبير، ذو منصب عالٍ ويمثل طائفة عزيزة لها مكانتها التاريخية في مجتمعاتنا الشرقية، من غير المستغرب منه بأن يكون دائماً مليئاً بالرجاء والأمل والمحبة، فلا يمكن لأي رجل دين مؤمن  إلا أن يكون  متفائلاً أمام أحداث غير طبيعية تجري في المنطقة، و الذي قاله غبطته هو كلام صحيح نابع من تعاليمنا السماوية وكتبنا السماوية ، وسنشعر  بلمسات الرب دائماً وسيحصل الفرج لكل المواطنين مسيحيين ومسلمين، وأيد كلام غبطته : إن الله يُرسل مَن يستطيع القيام بواجبات إنسانية تجاه إخوته في الإنسانية، قاصداً في حديثه أعمال ونشاطات  السيد رابي سركيس آغا جان الذي عرفه الجميع  من خلال أعماله الكثيرة ليس فقط من خلال عمله كوزير للمالية،
وأنهى حديثه الهاتفي مع مذيع قناة عشتار الفضائية قائلاً : بأنه يضم صوته إلى صوت غبطة البطريرك وإلى أصوات الكثيرين الذين عرفوا محبة وكرم وخدمات رابي سركيس أغا جان وخاصة أولائك الذين هربوا من القتل والتهجير ووفر لهم مساكن لإيوائهم  وهو يعمل بوحي من الله ومن القلب لإخوته في الإنسانية ولإخوته في الوطن الذي يعيش به، كما تمنى الخير سائلاً الله أن يُبعد هذه الغيمة عن الجميع و يعيد الأمن للعراق الحبيب ليعيش فيه كل مواطن من كل الأديان والإثنيات والثقافات.
ريمون جرجي
Ray11968@gmail.com

المداخلة الكاملة لنيافة المطران يوحنا ابراهيم
 مطران حلب للسريان الارثوذكس


الحقيقة كلمات غبطة بطريرك الكلدان سيدنا مار عمانوئيل دلي أثرت فينا كثيرا لاننا و نحن نعيش في سورية بلد المحبة و الوئام و الوحدة الوطنية نشعر بان هذا الذي نراه و نلمسه و نعيشه في هذا البلد الآمن يجب ان يكون ايضا نفس الشيء في بلد جار و صديق و شقيق لنا علاقات تأريخية طيبة معه أقصد به العراق. عندما سمعنا الموعظة تأثرنا جداً جداً خاصة عندما أشار الى ان المسيحيين بشكل خاص يطردون من بيوتهم ويهجروا قسرا من هذا الوطن العزيز الذي عاشوا فيه ويتركون مساكنهم و يبتعدون عن خدمة هذا الوطن مع اخوتهم المسلمين تأثرنا لاننا نرى ان هذه الموجة هي غير طبيعية وحالة غير مرضية ولا يقبلها احد و خاصة ان عمليات الطرد و تشريد والتهجير القسري للمسيحيين في هذا الزمن بالذات لا يقبله احد لا تقبله الاديان السماوية لا الاسلام ولا المسيحية كما لا يقبله كل انسان عاقل لا يقبله كل انسان ينتمي الى هذا الوطن العزيز نحن نعيش في وطن نشعر بأننا وإن انتمينا الى أديان و مذاهب و لكننا نشكل هذا النسيج الوطني ونحن دائما كنا مع هذا النسيج الوطني نشكل صمام الأمان أمام كل التحديات فعندما نرى اليوم مثلا في العراق من يريد ان يستثمر و يستغل هذه الظروف غير الطبيعية في هذا البلد و يبدأ بتغيير معالم هذا البلد بتهجير بعض الناس بضرب بعض الناس بتهديد بعض الناس يعني ان هنالك شبه مخطط يؤثر على هذا النسيج الوطني وعلى الوحدة الوطنية وعلى هذا الفسيفساء الجميل الذي كنا و مازلنا نتغنى به، فأنا أيضا مع كل المشاهدين مع كل الذين سمعوا سيدنا البطريرك عمانوئيل دلي بطريرك الكلدان تأثرت جدا جداً للحالة غير المرضية التي نسمع عنها سواء كانت في بغداد أو في الموصل.
أنا اقول انه من الطبيعي جدا ان يعمل المستعمر ما يريده في اي مكان يحتله ان يضطهد ابناء الشعب الواحد ان ينتهك اعراض الناس ان يدك اسوار الحضارة ان يسلب خيرات البلاد و خبزها اليومي ان يقضي على كل أمل يدعوا الى تطور البلاد و تقدمها ان ينهب آثارنا و معالمنا ان يفعل كل شيء ضد قوانين الله و وصاياه هذا يفعله المستعمر وانا ايضا اقول مع غبطة البطريرك ان هذا المحتل الذي ياتي الى بلادنا اولا لا يخاف الله و لا يعلم ما هي القيم و الاخلاق انه يعمل فقط لما هو لمصلحته و طبعا غبطته ادرى من جميعنا فيما يقوله خاصة الى انه يشير ان انتهاكات حصلت في بيوت الله من مساجد و جوامع وكنائس و مؤسسات ثقافية من كنائس و كليات وغيرها وهو يعلم ان هذه الامور التي يقوم بها المحتل انها هي اعمال غير مرضية و غير مقبولة لدى الله و لدى الانسان الذي يريد ان يعيش تحت وصايا الله فأنا أيضا مع غبطته أشير الى ان هذا المحتل الذي جاء الى بلادنا إنه يريد ان ينفذ مخططات الشر التي من خلالها يريد ان يحتل بلادنا بكل ما فيها من امكانات و طاقات و خيرات طبعا كرجل دين كبير في هذا المنصب العالي يمثل طائفة عزيزة و كريمة ولها مكانة تأريخية في مجتمعاتنا الشرقية عليه ان يكون دائما مليئا بالرجاء والامل و المحبة لا يستطيع ان يكون بطريرك الكلدان ولا أي رجل دين مؤمن متشائما تجاه احداث غير طبيعية تجري في المنطقة ونحن كمسؤولين نحمل رسالة المحبة الى كل الناس كرجال دين سواء كانوا بطاركة ام مطارنة علينا ان نكون دائما مع كل المؤمنين مع كل رجال الله مع كل الذي يعملون من أجل الوطن و نعمل معهم برجاء وأمل و هذا الذي قاله غبطته هو شيء صحيح نابع من تعاليمنا السماوية من كتبنا المقدسة و علينا ان لا نخاف وان نعلم بان هذه الحالة غير الطبيعية تمر علينا هي بمثابة الغيمة التي تأتي مهما كانت عاتمة سوداء او قوية او منتشرة مهما كانت سيأتي اليوم الذي فيه سيحصل الفرج و سنشعر فعلا بان يد الرب هي معنا و مع الوطن و مع كل المواطنين مسيحيين و مسلمين.
ولا شك كما ذكر غبطته وانا اؤيد ما قاله إنه في كثير من الاحيان الله تعالى يرسل لنا من يستطيع ان يقوم بواجباته الانسانية تجاه اخوته في الانسانية فمثلا عندما ذكر رابي سركيس آغاجان الذي عرفناه نحن من خلال أعماله الكثيرة ليس فقط في المكان الذي هو يحتل فيه مكانة وهو وزير المالية ولكنه ايضا في اي مكان آخر يستطيع ان يقوم باي عمل يساعد الانسان لكي يتجاوز كل هذه المحن فاذا شكره غبطته طبعاً لا يشكره باسمه يشكره باسم الكثيرين من اولئك الذين عرفوا كرم رابي سركيس آغاجان و محبته و تعاونه مع كل الجهات التي تعمل من أجل إحلال السلام والامن في كل تلك المنطقة التي يعيش فيها اخوتنا اليوم في العراق و خاصة لدى أولئك الذين فعلا يشعرون بالحرج في هذه الايام و هم يمرون بأوقات عصيبة وصعبة جدا نسأل الله بأن يبعدها عنا جميعنا انا ايضا اضم صوتي الى صوت صاحب الغبطة والى اصوات الكثيرين الذي عرفوا محبة رابي سركيس آغاجان وكرمه و خدماته الكثيرة وخاصة في موضوع ايواء اولئك الذين هربوا من القتل و التهجير في مساكن كثيرة بناها وهو يعمل كل ذلك طبعا بوحي من الله و بمحبة نابعة من هذا القلب الكبير لاخوته في الانسانية و لاخوته في الوطن الذي يعيش فيه.
شكراوأرجو ان تنقل محبتي للجميع و اسأل الله ان يبعد الله هذه الغيمة عن جميعنا و ان يعيد السلام و الامن الى العراق الحبيب وان يعيش فيه كل المواطنين من كل الاديان و الاثنيات و القوميات والثقافات تحت رعاية الله و بسلام و امن وانشاء الله يعود العراق الى ما كان عليه و أفضل مما كان عليه.



كلمة غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي
في خورنة مار قرداغ الشهيد في أربيل بمناسبة مرور سنة على افتتاحها


أخونا العزيز سيادة المطران ربان القس السامي الاحترام
   صاحب السيادة معالي الوزير السيد سركيس آغاجان ادامه الرب
راعي هذه الخورنة الاب ريان
الكهنة الاعزاء
ادارة المعهد الكهنوتي وكلية بابل
التلاميذ الاعزاء
الراهبات الموقرات
ايها المؤمنون الاعزاء:

سالت اليوم صباحاً دموع أبيكم البطريرك حينما شاهد ما دمرته يد الإثم في بلدة تلسقف، وجُدد هذا الحزن والألم حينما سمع في هذا المساء المبارك ما حدث في مدينة البياع في بغداد.
الأب يحبكم يحب ابناءه، وخاصة في هذا الزمان الصعب في هذه الظروف العصيبة، التي تمر بها كنيستنا المقدسة، يمر بها المسيحيون في أرض الرافدين جميعا، رغم كل الظروف المفرحة: عيد شفيع كنيستنا مار ادي كنيسة المشرق، ذكرى اعطاء اسم قرداغ لهذا البيت المبارك، امور تفرحنا ولكن هذا الفرح مختلط مع الحزن والألم في قلب الأب ومع كل ذلك نطلب شفاعة هؤلاء القديسين مار ادي شفيع كنيسة المشرق ورسولها، ومار قرداغ شفيع هذه الابرشية العزيزة ابرشية اربيل – عنكاوا،  نطلب صلواتهم لكي الرب يمنح لنا السلام والاستقرار والأمن في بلدنا ارض الرافدين العزيزة.
ايها القديسان العظيمان ادي وقرداغ ابناءكم بالمسيح إخوتكم في الايمان مضطهدون كما كان في وقتكم وزمانكم، أيام حالكة مؤلمة صعبة نمر فيها اليوم وخاصة في هذه الايام الأخيرة تمر الكنيسة يمر المسيحيون جميعا دون استثناء في بعض مناطق هذا البلد العزيز الذي سَفك آباءنا وأجدادنا دماءهم دفاعاً عنه ومكثوا فيه رغم كل شيء. اليوم المسيحيون مضطهدون ايها الابناء الاعزاء، اليوم أبناء العراق يقتلون بعضهم بعضاً دون سبب، أو بسبب في عقلهم لا أساس له الا حب الذات والمصلحة، وإن المسيحيين الذين منذ بدء المسيحية هم على هذه الارض وهذه هي ارضهم عملوا كل ما بوسعهم من أجل ازدهار ابناء هذا الوطن العزيز بالتقوى والقداسة والمحبة لبعضهم بعض في حقل الثقافة والعلم وفي كافة المجالات الأخرى، عملوا يدا مع اليد مع اولئك الذين كانوا في هذا البلد وهم إخوتهم، ليسوا غرباء عن هذا الوطن هم أبناء هذا البلد، هم أصيلون فيه ليسوا وافدين لكن أصيلين، هذا بلدنا .. هذا وطننا .. كما سفك اباءنا دماءهم من أجل ازدهار أبناء الوطن وتقدمه بالتقوى والقداسة هذا ما علينا ان نصنعه اليوم ايظاً ايها الابناء الاعزاء  لا نخف: لا تخف ايها القطيع الصغير اني معكم الى منتهى الدهر، رغم كل الاضطهادات التي أتتنا في هذه السنوات الأخيرة من الداخل ومن الخارج: أتتنا من الداخل ونحن نعمل من أجل مصلحة هذا الوطن، فلنا كافة الحقوق كما علينا كافة الواجبات، قمنا ونقوم بواجباتنا ونطالب المسؤولين بحقوقنا جميعا أن يحافظوا علينا وأن يساعدونا في محنتنا هذه ولكن مع الاسف نرى في هذه الايام نطرد من بيوتنا، نهجر قسراً من اوطاننا من مساكننا، نبعد من بين إخوتنا الذين عشنا معهم، لماذا كل ذلك؟ أضع كل هذه على عاتق المسؤولين واولئك الذين في أيديهم الحل السليم، صرخة بإسمكم ايها الابناء الاعزاء، بسم جميع المسيحيين ارسلها الى المسؤولين والى اولئك الذين بيدهم القدرة أن يضعوا السلام والامن والاستقرار بين ابناء الوطن ليعيشوا هذه السنوات القليلة على هذه الارض حسب ارادته تعالى.
  كملنا واجباتنا ونكملها ونطالب بحقوقنا كافة فإني اطالب الجميع أن يوصلوا صراخنا هذا الى المسؤولين، هذا ما اطلبه باسمكم أيها المسيحيون الحاضرون والسامعون، لأن ما يقام ضدنا في هذا البلد في هذه الايام الاخيرة لا يرضي الرب، لا يرضي أبناء عائلة واحدة، أيها المسؤولون إعلموا اننا إخوة في هذا الوطن أننا ابناء هذا الوطن كما انتم، فلهذا نطلب منكم أن تعملوا ما بوسعكم لإسعاد إخوتكم المسيحيين في هذه الأيام العصيبة، يُهجّرون قسراً، يُقتلون أمام أعينكم، فلستم المتفرجين، عليكم ان تعملوا وتنزلوا الى ساحة الوغى لتعملوا ما في امكانكم لسلامة ابناء وطنكم العزيز كلنا ابناء عائلة واحدة كلنا شعب واحد كلنا ابناء الله ايها المسؤولون عليكم أضع المسؤولية امام الرب وامام العالم كله، في الداخل وماذا اقول عن الخارج الاضطهاد لم يأتينا فقط من الداخل منكم ايها المسؤولون، لكن يأتينا ايظاً أتانا من الخارج ايضا اؤلئك الذين احتلوا بلدنا انتهكوا كرامة ابناءنا العراقيين كله، دخلوا بيوت الله من المساجد والجوامع والكنائس واخيراً اخذوا المؤسسات الثقافة مننا كنائسنا كلياتنا أهكذا أتوا ليساعدونا؟ اتوا بدون رضانا ولا نرضى بما يقومون به، فإننا نناشدهم قائلين لهم إن الرب ليس راضياَ عما قمتم به تقومون.
الرب أحبنا، الرب يحمينا، إننا ايها الابناء الاعزاء مع كل هذه الظروف الصعبة مع هذا الوقت العصيب لن يتركنا الرب، الرب معنا "وان كان الرب معنا فمن علينا" الرب يحبنا لأننا ابناءه وعلينا أن نظهر اننا ابناءه بحياتنا المسيحية الحقة. اننا ابناء الرجاء ولهذا علينا ان نكون متفائلين لا متشائمين، سوف بعد هذه الغيمة المؤتمة سوف يأتينا الصحو ولهذا الرب من وقت الى آخر يرسل الى كنيسته رجالاً يعتنون بأبناءه، أرسل اليوم رجالاً الى كنيسته ومن جملة هؤلاء الذين أرادهم الرب أن يساعدوا إخوتهم، اعذروني أن أذكر الاسم: هو سعادة معالي الوزير سركيس اغاجان، مُرسل من الرب في هذا الوقت العصيب، سمعت منه انه سبعة آلاف بيت صنع في هذه الايام حتى اليوم لإيواء اولئك الذين هجروا من بيوتهم، عدا المساعدات الظاهرة والخفية الكثيرة التي يقوم بها لهذا كل هذا علامة محبة الله لكم، لنا، أيها الابناء الاعزاء يرسل اخاً ابناً من بيننا ليكون سببا لرجاءنا وتفائلنا بالله وبمعونته تعالى، لهذا نشكر الرب على جميع النعم التي ينعمها علينا في كافة الظروف وفي هذه الايام الحالكة، لنطلب له الصحة والعافية والنجاح ودوام التوفيق وأن يحفظه الرب من كل ضر وأذى كما نطلب من الرب أن يكون بعون مساعديه جميعا دون استثناء ليباركهم الرب ويبارك عائلاتهم.
لا تخافوا أيها المؤمنون الأحباء إن الرب معنا، الرب يذكرنا، الرب يحبنا حتى في أحلك الأيام، ينتظرنا يوم سعيد، ونأمل أن المسؤولين سوف يقومون بواجباتهم ويدافعون عنا كما الرب سوف ينير عقول المحتلين الذين انتهكوا حقوق العراقيين جميعاً دون استثناء.
ما أطلبه منكم هو أيها الابناء الأعزاء أن نصلي من أجل بعضنا البعض، لأننا كلنا اخوة، ابناء ارض الرافدين ابناء عائلة واحدة، ابانا الله، أن نغفر لبعضنا البعض، أن نعمل دوما الخير فسوف نلاقي الخير كونوا أمينين مع الله تأكدوا ان الله سوف يكون معكم دوما لنذكر هذه النعمة ايها الابناء الاعزاء منه تعالى بشفاعة مار ادي شفيع كنيسة المشرق، بشفاعة مار قرداغ شفيع هذه الكنيسة المباركة، وخاصة نطلب هذه النعمة بشفاعة أمنا العذراء مريم التي اليها نوجه افكارنا وصلواتنا كي ترفعها الى إبنها ليمنح لنا سلامه سلام الله اولاً وقبل كل شيء مع الله في تقديس نفوسنا، مع عائلاتنا في تقديسها، مع ابناءنا في جعلهم ابناء حسب قلب الرب وان تضع السلام في وطننا هذا العزيز لنمجد الرب دوما بارككم الرب وحفظكم وأطلب منكم الصلاة من اجل بعضكم بعض ومن أجل اولئك الذين اعتدوا ويعتدون علينا، هذا هو أمر الرب بهذا نفرح الله وحينئذ يجازينا ببركاته السماوية الغزيرة آمين.

16
المطران يوحنا ابراهيم: عام 2008 هو ذكرى مرور1300 عام على وفاة القديس مار يعقوب الرهاوي

كشف نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم راعي أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس عن أن عام 2008 سيشهد الاحتفال الرسمي بذكرى وفاة القديس مار يعقوب الرهاوي على المستوى الدولي والمحلي،  بمناسبة ذكرى مرور 1300 عاما على وفاته.
فقد اشار نيافته خلال عظته بكنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس بحلب، يوم الأحد 6 أيار مايو وهو عيد شفيع الكنيسة الشهيد مار جرجس،
عن بدء استعدادات الكنيسة السريانية الأرثوذكسية للاحتفال بقديسها الكبير" مار يعقوب الرهاوي"  الذي له علاقة مباشرة بمرعيث حي السريان الرهاوي و بمدرسة الرها وتراثها وكنيستها و تاريخها، فالقديس مار يعقوب الرهاوي الذي توفي في الخامس من حزيران يونيو سنة 708 ميلادية، وستمر ذكرى 1300 سنة على وفاة هذا القديس العظيم بتاريخ  05/06/2008 ،
لذلك بُدأت الاستعدادات، من خلال دعوة أكثر من عشرين مستشرقاً من العالم للقدوم إلى حلب ، وإنشاء الله سيكون قداسة سيدنا البطريرك على رأس هذه الاحتفالات التي ستقسم إلى قسمين: أولهما احتفالات شعبية كنسية، ويتبعها في شهر ايلول سبتمبر 2008 حوارات ومحاضرات ومداخلات حول هذا القديس العظيم من قِبل المستشرقين والمحاضرين والمشاركين،
وأوضح المطران يوحنا حول التساؤلات التي قد تُطرح عن أسباب الاحتفالات بأعياد القديسين في كل سنة، فأجاب: "إن القديسين هم قدوة لنا في موضوع الإيمان وفي موضوع الشهادة في موضوع الرسالة هذه الأمور التي نحتاج إليها في حياتنا ".

 ( " ويُذكر أن القديس مار يعقوب الرهاوي قد ولد في قرية عندابا (عين الذئب )القريبة من عفرين ، ويقع ضريحه في دير تلعدا مقابل بلدة ترمانين ، ويُعتبر  أخصب كاتب في الكنيسة السريانية" )

جاء حديثه هذا بعد أن لخص نيافته للمؤمنين عن الاحتفالات السابقة التي شارك بها مسيحيو حلب على تنوع طوائفهم وكنائسهم ، فقال :
- احتفال جرى في كنيسة القديس مار سمعان العمودي التي بنيت سنة 491 ميلادية، بمناسبة مرور ألف وخمسمائة سنة على بنائها، عندما تجمهر أكثر من سبعة آلاف انسان في باحتها  وشهدت لأول مرة  على ذلك الإيمان القوي للحاضرين بتلك الكثافة وهذا العدد من الطوائف الشقيقة، بعد أن أصبحت تسمى تلك المناطق " بالمدن المنسية وأحياناً بالمدن الميتة " ولكن هذه المدن التي كانت حية يوماً ما ( فحتى الآن تم اكتشاف أكثر من تسعمائة كنيسة ومعبد في تلك المنطقة ) ، وأضاف بأن الصلوات تُليت في ذلك الاحتفال باللغات السريانية والعربية و الأرمنية واللاتينية واليونانية ( وهي اللغات التي تستعملها كنائس حلب في صلواتها ).

- احتفالات ذكرى القديسين المعروفين في الطقس السرياني وهما " مار سركيس ومار باخوس" ، حيث احتفل بهما في مدينة الرصافة( الطبقة ) حيث احتفل الشعب بعيد هذين القديسين هناك.
-أما المناسبة الثالثة بحسب كلام المطران يوحنا فقد كانت الذهاب إلى المكان الذي استشهد فيها القديسان الطبيبان السريانيان" مار قوزما ومار دميان " في مدينة قورش الأثرية  (النبي هوري) شمال حلب، ، حيث تم الإحساس بأن عظام القديسين تتحرك مع مشاعر وصلوات المصلين، بواسطة شفاعاتهم.

وأضاف أنه في هذه السنة 2007 ستحتفل حلب بذكرى قديس عظيم هو " القديس مار يوحنا الذهبي الفم "، حيث ستحتفل الكنائس المسيحية في حلب بمن فيهم السريان بالاحتفال في ذكرى هذا القديس الذي كان بطريركاً على القسطنطينية.
ريمون جرجي- حلب
Ray11968@gmail.com 

17
القاعدة و الإف بي آي وأبراج الخليوي السورية


 

 

تسبب حديث هاتفي بريء بين سيدة سورية مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية مع والدها المقيم في إحدى مناطق مدينة حمص - سوريا، حول برج الخليوي المركب على سطح منزله، إلى استنفار شرطة " الإف بي آي FBI- " الأمريكية التي حاصرت منزل السيدة السورية هناك بعدد كبير من سيارات الشرطة والعناصر المتأهبة لمكافحة الإرهاب، وفاجأتها في التحقيق معها لعدة ساعات، حول علاقتها بالقاعدة وأسامة بن لادن والظواهري و" أسباب تمويل القاعدة لعائلتها في سوريا " .

 

مقطع من الحوار الهاتفي:

السيدة: " بابا هل تحتاجون إلى مال لتدبير أحوالكم المعيشية ".

الوالد :  لا حاجة لنا للمال، " الله يخليلنا هالقاعدة فهي تمدنا بمائة وخمسين ألف ليرة سنوياً وهذا المبلغ يكفينا " ،

 

طبعاً هو كان يتحدث عن قاعدة البرج التي ركبته إحدى شركتي الخليوي العاملة في سوريا على سطح منزله مقابل بدل سنوي كما هو المتبع حالياً،

لكن بحسب أجهزة مراقبة المكالمات الهاتفية الأمريكية التي تراقب المكالمات الكترونياً وتلتقط أي تداول للكلمات التي يتم تلقينها وحفظها مسبقاً   لحواسيب أجهزة المراقبة، حيث تُعتبر كلمة القاعدة من أخطر الكلمات الموضوعة تحت التصنت والمراقبة .

 

 

القصة التي أوردها لي محدثي هي قصة حقيقية جرت في مكان وزمان غير محدَديْن ، وهي توضح ضرورة استخدام العبارات الصحيحة لدى التحدث مع الأشخاص الذين يقيمون في الولايات المتحدة، فمن الخطأ إطلاق كلمة القاعدة على قاعدة برج الخليوي المركب على السطح، ولا أدري لماذا لم يصدر الرئيس الأمريكي قرارً بتغيير اسم اللعبة المحببة في أمريكا وهي " البيسبول – Baseball  " إلى " خليويبول- Cellball " لإجبار الشعب الأمريكي على شطب كلمة " القاعدة " من مصطلحات حياته اليومية .

 

ريمون جرجي

18
كشاف الفوج السادس " لسريان حلب " أمام رئيس الجمهورية
شاركت الفرقة الموسيقية لكشاف الفوج السادس في العزف أمام رئيس الجمهورية بشار الأسد أثناء افتتاحه لملعب حلب الدولي الواقع في "منطقة الحمدانية- حلب" مساء الثلاثاء 03/03/2007 ،  بحضور " رجب طيب أردوغان " رئيس وزراء تركيا أثناء مباراة كرة القدم الودية التي جمعت فريقي نادي الاتحاد  بطل سورية مع فريق "فنر بغشة" بطل الدوري التركي . هذا الملعب الذي يُعد ثاني أكبر ملعب في الشرق الأوسط بعد إستاد الملك فهد في السعودية حيث يتسع ل75 ألف متفرج ووصلت تكاليفه إلى 107 ملايين دولار أميركي ، وقد حصل على تصنيف/Class 1/ من الاتحاد الدولي لكرة القدم .
وتكونت الفرقة الموسيقية من 75  شاباً وشابة، عزفوا على أنواع مختلفة من الآلات النحاسية والإيقاعية، دارت وفق أشكال هندسية متناسقة في مضمار أرض الملعب حيث عزفت الفرقة  ثلاث مقطوعات واحدة منها تركية خلال شوطي المباراة ، بعد الاحتفال الضخم الذي تم من خلاله افتتاح الملعب الكبير.   

وقد تحدث عميد الفوج المحامي ابراهيم لحدو حول مشاعر أعضاء الفرقة في عزفهم أمام رئيس الجمهورية: بأن العزف أمام رئيس الجمهورية هو وسام على صدر كل أعضاء الفرقة الكشفية ، ولم ينس عميد الفوج أن يشكر مفوضية حلب على ثقتها بالفوج السادس ومؤازرتها لهم خلال هذا الحدث الكبير.

وعن رأي مفوضية حلب هذه المشاركة، سألنا مفوض حلب السيد نهاد الغوري " عضو اللجنة التنفيذية لكشاف سوريا " فأجاب :
إنها لمناسبتين كبيرتين أولهما: تدشين السيد الرئيس لملعب حلب الدولي، و ثانيهما: مساهمة مفوضية حلب لكشاف سوريا عبر عزف الفرقة الموسيقية أمام رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد ، وأنا سعيد وفخور لهذه المشاركة، وهذا ليس فخراً للفوج السادس فقط وإنما هو فخر لكل كشافة حلب وسوريا أيضاً، أما عن سبب اختيار الفوج السادس للمشاركة في هذه المناسبة فأفاد: إن الفرقة الموسيقية للفوج السادس ( كشاف الفوج السادس أُلحق بكنيسة مار جرجس للسريان الارثوذكس - حي السريان حينها وعاد منذ عام تقريباً إلى مفوضية حلب لكشاف سوريا) لهي فرقة عريقة ولها خبرة جيدة جداً في العزف الكشفي الموسيقي، حيث لم تتوقف أنشطتها وتدريباتها خلال 12 عاماً ( هي فترة توقف الحركة الكشفية في سوريا) وهذا ما أهلّها لكي تنجح خلال التقييمات التي أُجريت لها وللفرق الموسيقية الأخرى التي لم تسعفها إمكانياتها الحالية للمساهمة في هذا النشاط الضخم، وليس صحيحاً ما يُشاع بأن فرقاً أخرى اعتذرت عن المشاركة لأسباب خاصة، فالقرار كان للجنة مفوضية حلب والاختيار وقع على الفوج السادس.
أما عن النشاطات القادمة لفرق كشافة حلب، فقال: بأن كشافة حلب يستعدون للمشاركة في المناسبات الوطنية القادمة كعيدي الجلاء والشهداء وغيرها، من خلال المشاركة في تنظيم المسيرات والعزف في شوارع وساحات حلب الرئيسة.
ريمون جرجي
04/04/2007

19
في المرور، ينقصنا الوعي والانضباط والالتزام

لازالت حلب تئن " كغيرها من المحافظات " تحت الازدحام المروري الذي يحول بعضاً من مناطقها إلى مناطق شبه مشلولة مرورياً وحركياً ، كأوقات  انصراف طلاب المدارس، أو انصراف الموظفين من أماكن عملهم، أو مساءً عند توجه الناس إلى الأسواق الرئيسة ، أو عند عودة الناس إلى بيوتها مساءً، وقد تؤدي هذه الحالات  إلى  تواجد حوالي 10000 سيارة عمومية في منطقة جغرافية صغيرة من حلب،.

تدفع هذه الإشكالات اليومية بالناس إلى الاستخفاف بالجهود المبذولة أو الاستهزاء بواقعنا المحلي المروري المتقاطع عمودياً مع خط التطور الحضاري والانفراج الاجتماعي، وقد تدفعه إلى اليأس وفقدان الأمل من تحديثه وتطوره.
فرغم كل الاجتماعات والندوات وكل الحوارات والنداءات حول تأزم الحركة المرورية في حلب، لا زالت المشكلة قائمة رغم الانتشار الكثيف لسيارات وعناصر شرطة المرور من الساعات الباكرة إلى ساعات المساء المتأخرة، لكن المشكلة الحقيقية المتأزمة.... هي أن قلة من السائقين من يؤمن بقدرة الشرطة في التخفيف من أزمات المرور لذلك لا يلتفت السائقين  إلى توجيهات شرطة المرور إلا إذا كانت فرضاً أو خوفاً من الغرامة.. وهذه " مأساة شرطة المرور ".
في بداية شهر شباط الماضي، نظمت شرطة المرور ولجنة السير بحلب حملة مرورية واسعة ، لزيادة الوعي المروري وثقافة الطريق وإطلاق التنبيهات الأخيرة للقضاء على بعض المخالفات السائدة كعدم استعمال حزام الأمان، واستخدام الهاتف الخليوي أثناء القيادة، والوقوف على ممرات المشاة عند الإشارات الضوئية، وغيرها....
وللأمانة أقول: نجحت تلك الحملة في التخفيف من بعض الظواهر، حيث لا نجد اليوم سائقاً  يقود سيارته دون حزام أو يتكلم بالموبايل علناً أمام شرطي المرور..... لكن هيهات أن نلتزم دون إكراه، لأنه ينقصنا الوعي والانضباط والالتزام .

أما الملفت في تلك الحملة المرورية وهذا هو مقصدنا من الحديث هنا هو : عدم مشاركة الدوائر الأخرى غير شرطة المرور في تطبيق ونشر بنود الحملة ، فلا مديرية التربية ساهمت من خلال دورها التعليمي والإرشادي أو من خلال توزعها الجغرافي الكبير وتواصلها مع الطلاب والهيئة التدريسية، ولا المنظمات أو الجامعات ولا الدوائر الوظيفية الحكومية ، قامت بأي جهد يُذكر للمساهمة في إنجاح الحملة ، ولذلك صدق المثل الشائع " ما ضل بالميدان غير حديدان " وحديدان هو كل كوادر شرطة المرور .
والظاهرة الملفتة حالياً وهي انتشار المشاة في أغلب الطرقات والشوارع المزدحمة مرورياً بشكل عشوائي ومن كل حدب وصوب، دون أي انتباه أو احترام لانسياب حركة السير المزدحمة أصلاً، أو دون أي تقيدٍ بممرات المشاة والإشارات الضوئية، وهذا  ما يدعو لضرورة تدخل مديرية التربية والمنظمات والجامعات والنقابات ووسائل الإعلام إلى المساهمة في التقليص من هذه الظاهرة التي لا يمكن أن تبقى على هذه الحال، فإرشاد المشاة وتوعيتهم عن أن الذنب ليس ذنب السائقين دائماً، وإنما الذنب ناتج عن علاقة متداخلة بين" السائق والعابر والطريق"، فمتى أوجدنا تفاهماً وترابطاً أقوى لهذه الثلاثية، لاستطعنا حينها أن نتوقع متى سننتهي من هذه المعضلات.
 
ويبدو أن المشاكل المرورية ستظل عندنا للسنوات العشرة القادمة على أقل تقدير، في ظل تزايد عدد السكان وهجرة الريف إلى المدينة وتزايد عدد السيارات، مع استمرار عدد الحاصلين على الشهادات المرورية بطرق ليست بأكاديمية، وفي ظل عدم قدرة  الدولة على تحديث البنية التحتية من الطرق والجسور والأنفاق بشكل كامل أو توريد كاميرات مراقبة الطرقات أو تركيب إشارات ضوئية يتحكم بها شرطي المرور عند الأزمات أو إقامة غرف تحكم مركزية لحركة السير في المحافظات الرئيسة ( نظراً لعدم الإمكانية أو لضعف الميزانيات) .

 لكن الأمر الوحيد الذي هو بمتناول أيدينا وبمقدورنا إذا تضافرنا جميعاً وتوحدنا للسعي في تنفيذه وحصاد ثماره خلال السنوات القادمة هو :
1-زيادة التثقيف والوعي المروري، بدءاًً من المدارس والجامعات ودور العبادة والنقابات والشركات وصولاً إلى سائقي التاكسي و السرافيس.
2-التشدد في تطبيق القوانين المتعلقة بالمرور والسيارات ورخص القيادة والطرق، حتى نصل إلى أقل ما يقال فيها أن" المواطن والسائق" أصبحا مدركَيْن للمخاطر والعواقب التي تنجم عن ارتكابهما لمخالفة قد تودي بحياة أناس أبرياء لا ذنب لهم. 
3-إقامة حملات توعية جديدة على مدار شهور السنة تواكب شهور :  المدارس، السياحة، قدوم سيارات المقيمين في الخليج، مواسم الأمطار، وأهمها على الإطلاق برأي هو حملة توعية تخص سائقي سيارات التاكسي و السرافيس عبر نقاباتهم وإخضاعهم لدورات تأهيل أو رفع مستوى .
ريمون جرجي
Ray11968@gmail.com

01/04/2007

20
تراتيل الصوم الأربعيني في كنيسة حي السريان

دعت لجنة الموسيقى السريانية مع جوقة مار يـوحنا في يوم الأحد 25 آذار مارس 2007 (وهو يوم الاحتفال " بعيد البشارة"، في كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس حلب، سوريا )، إلى ريسيتال لمختارات من تراتيل الصوم الاربعيني، تحت رعاية راعي أبرشية حلب نيافة المطران يوحنا ابراهيم.
عشرون شابا وشابة، مع تدريب الأب جورج كلور، وإشراف فني وقيادة للسيدة مارغريت خجادوريان باندك بمشاركة الإخوة جوزيف ناقوز وعبدو استانبولي عزفاً وتوزيعاً موسيقياً،
هذه المجموعة المتكاملة التي توحدت لأجل حفظ و إظهار التراث السرياني العريق الذي تميزت بها كنيسة الرها، ولازال الرهاويون السريان يحفظونها ويتناقلوها جيل بعد جيل .
وقد جاء في البروشور الموزع على الحضور الذي ملأ مقاعد الكنيسة بأكملها " أهال وأبناء ورعية ورئاسةٌ روحية وضيوفٌ أكارم " ما يلي:

في تراثنا الكنسي، تراتيل للصوم الأربعيني بعضها للقديس مار أفرام السرياني  " نبي السريان"  الذي برع في الكتابة شعراً ونثراً، ولم يكن أقل منهما في فن الموسيقى حيث استخدمه وسيلة أسرع لبلوغ قلوب المؤمنين وعقولهم، سيما وأن السريان الرهاويين كانوا مولعين بالشعر والموسيقى، فنظم القصائد الدينية والزجليات والأناشيد الشعبية وضمّنها التعاليم الكنسية القويمة والمعتقدات السليمة ووقعها على ألحانٍ وأنغام.
ويعتبر مار أفرام، أول موسيقار استخدم الموسيقى الليتورجية في الكنيسة محولاً الغناء العابث إلى ترنيم يروي عطش الشعب المسيحي لمناهل التعليم الصحيح. حين ألّف آنذاك جوقة من النساء السريانيات الرهاويات وعلّمهن ألحانه، فنال بذلك استحسان السريان الرهاويين الذين شجعوا بناتهم على الانخراط فيها لإنشاد تلك التراتيل الأفرامية العذبة. ولا عجب إذ أُطلق على مار أفرام لقب " كنارة " أو "قيثارة" الروح القدس لأنه تغنّى على أوتار قيثارته بصوته الرخيم وتحت إلهام الروح القدس بعجائب الله ومخلوقاته.
تخليداً لتراتيل الصوم الأربعيني ، وتذكاراً لجوقة النساء السريانيات الرهاويات الأوائل اللواتي شكلهن مار أفرام في القرن الرابع،  نرنم لله في هذه الكنيسة المباركة بحضوركم معنا، مقدمين هذا الإرث الذي تحفظه العناية الإلهية وترعاه الكنيسة لنا منذ تاريخ طويل،  وها نحن اليوم بنات وأبناء هذه الكنيسة المجيدة وريثة كنيسة الرها السريانية نقدم باقة من تراتيل تراث آبائنا الخالد، ونعد بأن نكمل مسيرة مار أفرام بأن نكون تلاميذه وأعضاء دائمين في جوقات الترتيل.

في كلمة الافتتاح التي تلتها رئيسة اللجنة الملفونيتو سيرمولا تورو جرجي قالت  :
 أن هذا الريسيتال هو الرابع للجنة " وأننا بعد كل ريسيتال قدمناه في الماضي، كنا نشعر بأنه يتوجب علينا تقديم المزيد المزيد من هذا الإرث الكبير الذي تركه لنا آباؤنا منذ مار أفرام، لقد تعلمنا الكثير من هذا التراث الغزير،حيث صارت قلوبنا تفرح عندما ننشد ونرتل ونصلي لأننا نشعر بأن كل هذه الألحان والمقامات التي نتعلمها هي جزء لا يتجزأ من حياتنا.
فبعد أن بقيت هذه الألحان لفترة طويلة خاصة بالاكليروس والشمامسة، تجاوَزْنا التقاليد ودخلنا إلى رحاب الألحان، فأدخلناها أولاً إلى قلوبنا ثم حفٍظناها، وها نحن على استعداد لنصدٍرَها إلى قلوبكم وأفئدتكم ، فأقبلوها كهدية منا في عيد البشارة أولاً، وبعيد قيامة ربنا يسوع المسيح الذي نستعد له، من خلال الحان وتراتيل الصوم الأربعيني.
وفي ختام كلمتها توجهتْ إلى نيافة المطران يوحنا ابراهيم راعي الأبرشية قائلةً: لن نشكركم، فالشكر لنا لأننا لولاكم لما كنا في الكنيسة الآن ، نيافتكم زرعتُم كل الصفات النبيلة فينا من خلال تنمية حبنا للكنيسة، وتشجيعنا على العمل الجماعي، وعندما نسمع من كل وسائل الإعلام عن الاكتشافات المذهلة للآثار السريانية في عدة مناطق قريبة من حلب خلال الشهور الماضية ، نستذكر أولائك الآباء والرهبان السريان الذين تركوا للإنسانية هذه الآثار، وعندما نرتل هنا بينكم اليوم ، فإننا نقول: بأنكم أنتم من دفعنا لكي نُظهر للعالم أن السريان هم شعب حي يحب البقاء والتواصل ولديه من الوفاء لله وللكنيسة والوطن الكثير الكثير،فدمتمْ ودامتْ رعايتكم لهذا المرعيث وهذه اللجنة.
بعدها أنشد أعضاء الجوقة على مدار ساعة و ربع تراتيل رائعة بألحان شجية شارك في بعضها نيافة المطران والأب جورج كلور وهي :    ( تشبوحتو لالوهو، كاد قريتوخ، فتاح لي مور، ليامو دراحمايك، قورينان لوخ، بوعوتو دمور افريم، يوتيب بسيتوره، يوتيب بسيتوره، بات ملكو بشوبحو، تشمشت أحد القديسين، دحطو لو نحطه، يا رب ارحمنا، او حاطويو، يامكون العوالم، راحيم علاين آلوهو، أيها الديان العادل، تارعه دالوهو، فوش بشلومو، سوهده لنشره، توبون توبون، عدامو ليمان، او ليخ او نفش ).

في الختام كانت كلمة نيافة المطران الذي تحدث باللغة السريانية أولاً ، تلاها باللغة العربية قائلاً : هذا العمل الجبار الذي يقوم به فريق العمل بسبب تكامل في العمل مع تشجيع الأهل ، وأن هذا العمل هو لتأكيد أن لغة سوريا القديمة مازالت حية، وتراث سوريا الموسيقي القديم مازال حياً، وربط بين قيامة ليعازر بعد مماته بأربعة أيام كما جاء في الانجيل وبين قيامة اللغة السريانية في عصرنا  الحالي الذي سنشهد نهضة اللغة السريانية، ودعا السريان بكل فئاتهم وطوائفهم إلى إحياء هذا التراث وتمنى بأن تتوحد الجهود لتأسيس جوقة واحدة لكل الطوائف السريانية، تستطيع أن تشهد على هذا التراث المشترك الذي هو تراثنا، وهذه اللغة المقدسة التي هي لغتنا السريانية، وهذا الفن الموسيقي الذي نتباهى به ونفتخر، وهو فننا وهي موسيقانا ، إذا حصل هذا فنكون قد قدمنا شهادة جديدة للعالم المسيحي ولسوريا ولكل من يريد أن يعرف: أن تراث الآباء السريان مازال حياً في قلوبنا وضمائرنا.
وأسرً نيافته في نهاية كلمته قائلاً: لاتعجبوا أيها الأحبة في القريب العاجل إن رأيتم من يعمل على إحياء تراثكم وتراثنا ، لغتكم ولغتنا.
وفي الختام أنشدت الجوقة الصلاة الربانية " أبون دبشمايو" التي كان لها المفعول الروحي الرائع لكل الحاضرين الذي صفقوا طويلاً.

ريمون جرجي
حلب 26/03/2007
93740090 963++

21
                               " تقرير من أجل الديمقراطية " ... بطرس غالي


في مدينة حلب ومن خلال دعوة كريمة من نيافة المطران يوحنا ابراهيم لحضور حوار مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة الدكتور بطرس بطرس غالي الذي زار حلب للمشاركة في نشاطات الأسبوع الفرانكوفوني ، حيث لبى دعوة المطران له للحديث عن العولمة في دار المطرانية، ونظراً لأهمية الحديث وحجم المتحدث أردت نشر حديثه، فشخصية بحجم بطرس غالي وهو صاحب فكرة " الولايات المتحدة العربية " وصاحب " أصعب وظيفة على وجه الأرض"، (على الرغم كل الانتقادات التي قد يوجهها له البعض من أصحاب الميول السياسية أو المندفعة ).

العولمة :هي ظاهرة جديدة، اتضحت بعد الحرب الباردة، وهنا لي ملاحظة حولها ، أنه بعد حروب نابليون عام 1815 ، انعقد مؤتمر فيينا لكي يعالج مسألة العلاقات الدولية بين الدول الأوروبية ، وبعد الحرب العالمية الأولى انعقد مؤتمر فرساي  وأدى إلى قيام عصبة الأمم ، وبعد الحرب العالمية الثانية انعقد مؤتمر سان فرانسيسكو وأدى إلى إنشاء الأمم المتحدة التي تولت الإشراف على العلاقات الدولية.
أما بعد انتهاء الحرب الباردة سنة 1979-1980 ، فلم ينعقد أي مؤتمر وبالتالي نحن نعيش في الوقت الحاضر أمام فوضى دولية، لأن القطبية الثنائية انتهت وكانت عماد التوازن المنشود داخل الأمم المتحدة وفي العلاقات الدولية، هذه القطبية الثنائية التي  ساعدت على إنشاء حركة عدم الانحياز التي انضمت إليها كلٍ من سوريا ومصر .
ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة ، لم ينعقد أي مؤتمر ، ولم توجد أية صيغة جديدة لتنظيم العلاقات الدولية في سبيل العمل على استتباب السلام في إطار الأمم المتحدة وفقاً للفترة الجديدة التي من سماتها الرئيسية هي" سيطرة دولة واحدة على العلاقات الدولية ".

ظاهرة العولمة :
هي ظاهرة لها عدة أشكال مثل: عولمة المشاكل البيئية، عولمة المشاكل الإئتمانية، عولمة الأمراض، عولمة الإرهاب، ....الخ.
وأمام هذا الوضع الجديد، ماذا يستطيع المجتمع الدولي أن يفعله من أجل احتواء الظواهر السلبية للعولمة؟ ، ماذا يستطيع من أجل العمل على إيجاد نظام دولي جديد تستقر فيه الدول ؟.
والدولة الكبرى التي انفردت بالسلطة وهي الولايات المتحدة الأمريكية، نجد أنها قررت أن من خلال فرض النظم الديمقراطية المختلفة في كافة أنحاء العالم سوف يتحققُ السلام المنشود ، السلام الدائم على أساس أن دولة ديمقراطية لا تحارب دولة ديمقراطية أخرى، طبعاً هذه الفلسفة التي دافع عنها " إيمانويل كنت " منذ أكثر من مئتي سنة هي غير صحيحة لأن الجيوش الديمقراطية تُحب أن تحارب الجيوش الديمقراطية الأخرى.
المهم أن الولايات المتحدة الأمريكية أرادت أن تفرضَ الديمقراطية على مختلف أنحاء العالم !!، فماذا كان الرد ؟
كان الرد هو أننا أصبحنا أمام ظاهرة جديدة وهي ظاهرة العولمة وهذا يعني : أن السلطة ستنتقل من الدولة إلى جهاز دولي جديد ، وبالتالي  ليس هناك أي فائدة أو ضرورة من فرض الديمقراطية على مستوى الدولة ، إذا لم توجد ديمقراطية على المستوى الدولي!! .
بمعنى آخر ، كما أن هناك عولمة الإرهاب، عولمة المشاكل البيئية، عولمة المشاكل المالية، عولمة الأمراض، يجب أن نعمل على عولمة الديموقراطية، حيث سنجد هناك أن عولمة الديمقراطية هي التي ستساعد على استتباب السلام ، وبمعنى آخر : نرفض أن تنفردَ دولة واحدة بإتخاذ القرارات الدولية، وأن عولمة الديمقراطية يمكن أن تأتي بعولمة الأمم المتحدة أو الديمقراطية في الأمم المتحدة.

كيف يمكن أن نحقق هذه الديمقراطية في الأمم المتحدة؟
قبل أن أتركَ الأمم المتحدة بتاريخ 15/01/1996 ، كنتُ قد نشرتُ تقريراً اسمه " تقرير من أجل الديمقراطية " ، هذا التقرير الذي اختفى بعد أن تركتُ الأمم المتحدة لأنه لا يتماشى مع صالح سياسة الولايات المتحدة، قلتُ فيه لابد أن نعمل أولاً على ديمقراطية الأمم المتحدة ومن خلال هذه الديمقراطية نستطيع أن نعقد ديمقراطية العلاقات الدولية، والفكرة بسيطة :
فإلى جانب ممثل الدولة ينبغي أن يوجد ممثل للمجتمع المدني، والمقصود بالمجتمع المدني هو: المنظمات الدولية غير الحكومية، الجامعات ، المراكز الدينية، مراكز الأبحاث العلمية، وهذه الفكرة ليست فكرة ثورية، فهيئة العمل الدولي لديها ثلاثة ممثلين هم: 1- ممثل عن الدولة، 2- ممثل عن العمال، 3- ممثل عن أصحاب العمل، أي إلى جانب ممثل الدولة هناك ممثليْينِ اثنين لاينتمون إلى الدولة، والفكرة الأساسية والتوجه الجديد هو أن المجتمع الدولي سواء البرلمانات ، الأحزاب السياسية، المراكز الدينية، والتيارات الفكرية الجديدة تبقى ممثلةً حتى نستطيع أن نوفر الحد الأدنى من الديمقراطية في العلاقات الدولية.
وهنا سيظهر أهمية عامل الدين سواء الدين المسيحي أو الدين الإسلامي أو البوذي أي كافة الأديان التي تستطيع أن تلعب دوراً جديداً في العلاقات الدولية إلى جانب المنظمات غير الحكومية، إلى جانب الجامعات، إلى جانب البرلمانات، وسوف نحقق السلام، ويمكن الاعتقاد بأن هذا الكلام هو كلام نظري أو متعلق بال " يوتيبيا " ، وأنا أرد بأن "اليوتببيا" ( افتراض ماليس مفترضاً ) هي حقيقة الغد ويجب على السياسي أن يستعد للمستقبل القريب ، والاستعداد يتطلب في أن نفكر في تدعيم المجتمع المدني داخل الدولة في المستقبل القريب وتمثيل هذه الدولة في كافة التنظيمات الدولية ،ومنذ الآن فالمشاكل المحلية والمشاكل الوطنية سوف تعالج دولياً في المستقبل ، وهناك عشرات المشاكل التي تعالج على المستوى الدولي مثل : انتشار الأمراض ، الطيران ومشاكل توزيع خطوط الطيران وترددات الإذاعات  كلها تتم على المستوى الدولي ، وبالتالي يجب أن نستعد لتمثيل الدولة في مختلف المحافل الدولية ، والرسالة التي أقدمها إلى مختلف قيادات العالم العربي هي :
أرجوكم الاهتمام بالعالم الخارجي، فهو يكاد أن يكون أهم من المشاكل الداخلية الوطنية من حيث الأهمية ، لأنه وخلال السنوات القادمة سوف تُعالج المشاكل الوطنية والمشاكل المحلية على المستوى الدولي، فلو لم يوجد هناك مندوب سوري ( سواء مندوب غيرحكومي أو سواء مندوب كنيسة من الكنائس أو فكر سياسي ) فلن نستطيع أن نملئ هذا الفراغ وسنجد أن القرارات سوف تُفرض على الدول التي ليس لها وجود في هذه المنظمات أو المحافل الدولية.

وبعد انتهاء الأمين العام السابق من سرده البسيط المرتجل (وهو واقف أمام جميع الحاضرين الجالسين كدرس من دروس التواضع الجم الذي يصرعلى إيصاله للآخرين )، 
اقترح بطرس غالي أن يبدأ في الحوار مع الحاضرين مع رجاءه بأن لاتكون الأسئلة دبلوماسية حيث أكد بأن الأجوبة ستكون غير دبلوماسية أيضاً.

وهناك احتمالين لانهاء القطبية الواحدة في المستقبل القريب أو البعيد في رده على أحد السائلين :
ان نجد رئيس اميركي مقتنع ان الولايات المتحدة لاتستطيع ان تسيطر على العلاقات الدولية وليست لها القوة للسيطرة على العشرات من النزاعات الدولية والمشاكل ، وليست من مصلحة الولايات المتحدة أن تتولى بمفردها في معالجة المشاكل عن طريق الشورى والتداول   ، وهناك سابقة هي أن الذي عمل لإنشاء الامم المتحدة هو رئيس اميركي الرئيس ويلسون والذي عمل على إنشائها هو الرئيس روزفلت .
أن هناك دول أخرى كبرى غير مهتمة بالشؤون الخارجية كالصين مثلاً عندما تنتهي من مشاكلها الداخلية ستلتفت إلى معالجة المشاكل الدولية، فرغم قوة الولايات المتحدة ولكن هذه القطبية هي ناتجة عن سلبية بعض الدول الكبرى الأخرى، ولو استعادت هذه الدول من دورها فتستطيع أن تلعب دوراً في السياسة الدولية، ولاشك أن الدول العربية لو استطاعت في الحد الأدنى من الاتحاد والترابط تستيطع ان تلعب دورا الى جانب الاتحاد الاوروبي او الدول الكبرى.
الثقافة التي لدينا هي أن نرجع إلى التقاليد عند حل مشاكلنا ، وكيف تم حل هذه المشاكل قبل خمسين سنة ، وأن الرد هو أن  هذه المشاكل التي تواجهنا حالياً هي جديدة وليست لها سابقة في التاريخ وبالتالي لابد من فكر جديد حتى نستطيع ان نحتوي الجوانب السلبية للعولمة

وعن النظرة التشاؤمية في المستقبل الحالي للمنطقة ، ونتيجة للصراعات الطويلة المختلفة في المنطقة فالإنسان سيدفع ضريبة هذه الصراعات ، وهل يمكن للإنسان أن يتوقع أن تنتهي الصراعات وأن يتفاءل الانسان بمستقبله ويبدأ ببناء كيانه واستعادة هويته التاريخية،
وقال إنني متشائم، أننا نحتاج إلى جيل جديد ربما أولادنا أو أولاد أولادنا هم الذين سيتطيعوا أن يجدوا الحلول المنشودة للسلام والاستقرار في المنطقة ، ولكن في الوقت الحاضر إنني متشائم بالذات بين المواجهة بين العرب وإسرائيل، وهذا احساسي . 

وفي سؤالين لمعد هذا الموضوع تم طرحهما على الدكتور بطرس غالي :
1-هو في عام 1996 وعند اعادة انتخابك كأمين عام للأمم المتحدة ( 14 دولة صوتت لك ودولة واحدة استخدمت حق النقض الفيتو وهي اميركا ونجحت في إبعادك) بصراحة شديدة هل كان سبب عدم انتخابك هو كشفك لحقيقة يهودية مادلين أولبرايت؟

الجواب : عدم انتخابي كان لعدة اسباب هو أنني اتهمت بأنني جنرال أكثر من سكرتير ، وأنا جنرال اجنبي ولست جنرالاً أميريكياً، والأمر الآخر هو: طُلب مني أن امتنع عن نشر التقرير الذي أرسله جنرال بلجيكي وهولندي ، كشفا فيه أن مجزرة قانا كانت انتقامية قام بها الجيش الإسرائيلي وطُلب مني من قِبل جهات مختلفة بأن امتنع عن نشر هذا التقرير كونه سيؤدي إلى عدم إعادة انتخاب حزب العمال الاسرائيلي على أساس أن مصر لها مصلحة في إعادة انتخاب حزب العمال الإسرائيلي ( كوني مصري الجنسية )، لأنه أقرب في أفكاره من السلام ، ثم قُدم لي اقتراح آخر بأن أكتفي بتقديم تقرير شفهي أمام مجلس الأمن ، لكنني رفضت وأصريت على تقديم التقرير كما هو لمجلس الأمن وهذا كان العامل الأساسي لعدم انتخابي ، كذلك كان هنالك اسباب أخرى مختلفة كقضية النفط مقابل الغذاء، ليبيا، ميلي إلى الجانب العربي، أتت فترة إعادة انتخابي مع الانتخابات الأمريكية التي تتكرر كل 25 سنة .

2-ترأس حالياً المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر، ماهو رأيك وانطباعاتك عن حقوق الانسان في كل الدول العربية بشكل عام من خلال خبرتك؟
أولاً: في مؤتمر فيينا الذي انعقد عام 1993 ، كنتُ قد طالبتُ بإنشاء لجان وطنية في كل دولة، تتولى الدفاع عن حقوق الإنسان ، هذه اللجان تُؤسسها الدولة ووظيفتها استشارية ، وأنا كُلفت برئاسة هذه اللجنة بعد عودتي من الأمم المتحدة  .
الرأي العام المصري : أفاد بأن هذه اللجنة هي " ديكور وبطرس غالي هو كرسي ذهبي لها " لإرضاء الجانب الأميركي ، ورأي آخر أفاد بأنها أؤسست كي تنافس منظمات حقوق الانسان الأخرى الغير الحكومية وعددها حوالي 20 منظمة في المجتمع الأهلي ، وأنا أرد عليهم بالشكل الآتي: لكي أستطيع أن اكون شخصية دبلوسي أو سياسي أو جراح فأنا محتاج لحوالي 20 أو 30 سنة فثقافة حقوق الانسان " ثقافة الديمقراطية " لانستطيع أن نحققها في خلال سنتين أو ثلاثة ، بل نحتاج إلى عدة سنوات ، ومع الأسف أن الثقافة المنتشرة الجديدة ،  ترفض المدى الطويل وهناك رغبة في ايجاد الحلول السريعة ،هي ثقافة " الدايجست" أي ملخص التقرير ، بينما ثقافة حقوق الانسان بحسب خبرتي الواسعة محتاجة إلى عدة سنوات حتى تستطيع أن تحقق الهدف المنشود ، وهذا ليس بالنسبة إلى مصر فقط بل لمختلف أنحاء الدول ، ولو حققنا الديمقراطية المنشودة فقد تقع الكارثة، كما حصل في اليونان ( الدولة الأوروبية) التي حدث انقلاب عسكري فيها، أو في تايلاند ( دولة آسيوية ) أيضاً حصل منذ شهرأو شهرين  تقريباً حيث وقع فيها انقلاب عسكري ، فالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان  هو عمل مستمر لأنه قد تقع كارثة وحرب أهلية جديدة وهناك عشرات الحروب الأهلية حالياً في عدة أماكن من دول العالم، فإذاً العملية تحتاج إلى العمل المستمر ولابد أن تستمر العملية إلى ما بعد تحقيق حقوق الانسان ، أو التنمية أو الديمقراطية.


ريمون جرجي _ كلنا شركاء في الوطن
Ray11968@gmail.com

22
بطرس بطرس غالي : لهذا لم ينجح العرب في الحوار مع  الغرب



عبر الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر حالياً ، أمام نخبة من المثقفين    ( سيدات وسادة ) في صالة مطرانية السريان الأرثوذكس في حلب ، اليوم الخميس 15/03/2007 ، بدعوة من نيافة المطران يوحنا إبراهيم حول موضوع العولمة قال فيها:

إن ظاهرة العولمة تعني أن : السلطة تنتقل من الدولة إلى جهاز دولي جديد ، وهناك أنواع عدة للعولمة : منها عولمة المشاكل المحلية، عولمة الأمراض، عولمة الائتمان، عولمة الإرهاب.

وأضاف ليست هناك ضرورة من فرض الديمقراطية على مستوى الدولة، إن لم تكن على المستوى الدولي، ويجب أن نعمل لأجلها.

وحول ثقافة حقوق الإنسان قال الدكتور بطرس غالي: أنها تحتاج إلى سنوات طويلة جدا لتعليمها للناس بينما يُطالب الكثيرون حالياً بتطبيقها كاملة بشكل فوري، وغير منقوص وهذا ما يجعله منقوصاً ولن يحقق أهدافه.

كما طالب في الحوار بين ثقافات وأديان شعوب العالم السماوية وغير السماوية فنسبة الشعوب التي تدين بالأديان السماوية تعادل 48% فقط والأديان الغير سماوية نسبتها تعادل 52% من سكان العالم ، ولأننا منغلقين ولا نستعمل اللغة والمفاهيم التي يفهمها ويتداولها الآخرون،

 فشلنا في إقناع الرأي العام الفرنسي أو الألماني أو الهندي   بقضايانا، بينما نجحت الصهيونية في إقناعهم بأهمية قضاياهم على الرغم من أنهم ليسوا على حق ، وأن الصهيونية ليست بذلك المارد الضخم والقوة الكبيرة التي نتصورها، لكنها نجحت بسبب اتصالها وحوارها مع الغرب وخصوصا الأمريكان بالتزامن مع الضعف العربي .

 

وأضاف أننا : نحتاج إلى جيل جديد ( أولادنا أو أولاد أولادنا ) لكي يجدوا حلولاً لمشاكل منطقتنا.   

 

وعن أسباب عدم تجديد انتخابه كأمين عام للأمم المتحدة عام 1996 أجاب : أن الأمريكان اتهموه أنه جنرالاً أكثر من كونه سكرتيراًً ،  مترجماً منصبه باللغة الانكليزية ( Secretary General  - General of  Secretary  )،  وأن قيامه بنشر تقرير الأمم المتحدة حول مجزرة قانا التي طُلب منه عدم نشره والاكتفاء بالتصريح الشفهي ، كانا العامل الأساسي لرفض التمديد له على الرغم من أن 14 دولة صوتت له بينما أمريكا استخدمت حق النقض " الفيتو " ونحجتْ.

 

ريمون جرجي


 البيانات الشخصية في حال الرغبة بنشرها :


والدكتور بطرس بطرس غالي سادس أمين عام للأمم المتحدة  حيث عين في أول كانون الثاني/يناير 1992 لفترة خمس سنوات. بعد أن تبوأ منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مصر ،

·                     متزوج من ليا نادلر ، يهودية مصرية من الإسكندرية .

·                     حاصل على الدكتوراه من فرنسا عام 1949 م.

·                     عمل أستاذا للعلوم السياسية في جامعة القاهرة في الفترة (1949 - 1977).

·                     أسس مجلة السياسة الدولية الفصلية بجريدة الأهرام.

·                     شغل منصب وزير الدولة للشئون الخارجية في عهدي السادات و مبارك.

·                     تولى منصب أمين عام الأمم المتحدة 1992 - 1996 بمساندة فرنسية قوية. إلى أن أجبر على الاستقالة قبل نهاية مدته الثانية.

·                     ترأس منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة.

·                     يرأس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان (حكومي مصري).

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

23
حلب بدأت حملتها المرورية... فآزروها


 

ساعة الصفر بدأت مع شروق شمس يوم السبت الماضي 3 شباط حيث انطلقت "حملة التوعية المرورية "  في مراكز محدودة من مدينة حلب بهدف التركيز على التفاعل الأكبر مع السائقين أولاً وحسب الإمكانات المتاحة ثانياً.

وتشترك المحطات الإذاعية الخاصة والعامة من خلال بث دقائق صوتية إعلانية عن هذه الحملة، وكذلك الشركات الإعلانية العاملة في حلب من خلال وضع لوحات إعلانية ( جامبو )، إضافة لتوزيع " بروشورات " ملونة على السائقين مصممة بشكل راقٍ ومحترف تحمل رسومات كاريكاتورية تعبيرية وجملاً مثل : لا تعبر الطريق.. إلا من المكان المخصص / أفضلية المرور للسير الدائري / تقيد بالمسير ضمن المسار المخصص / التحدث بالموبايل أثناء القيادة... يخفف اهتمامك بالطريق ... وبأمانك / استخدام حزام الأمان... يجعلك بأمان أكبر/ احترام ممر المشاة ... دليل تحضر / السرعة الزائدة.. ضرر للجميع.. لك ولأولادك / أوقفوا التلوث الصوتي... خفف استعمال الزمور/.

 

أما ضباط وعناصر شرطة المرور فقد توزعوا بأعداد لافتة منذ صباح السبت عند التقاطعات وإشارات المرور لتنفيذ خطة الحملة التي تهتم بالتركيز على ضرورة استخدام حزام الأمان، وخطورة استخدام الهاتف الخليوي أثناء قيادة السيارات، والوقوف على ممرات المشاة، وإدمان استعمال الزمور بشكل دائم ، وأيضاً رمي الفضلات من شبابيك السيارة .

 

وللوقوف على تفاصيل هذه الحملة ورغبة من سيريا نيوز  في دعم ومؤازرة هذه الحملة الوطنية، قابلنا المهندس مازن جبل رئيس دائرة تنظيم السير في حلب فأفادنا بالتالي:

 تفاصيل الحملة:

لقد اتخذ مجلس مدينة حلب قراراً بمنع استخدام الزمور بشكل نهائي في مراكز محددة من مدينة حلب وهي : ساحة سعد الله الجابري ، قيادة الموقع، القصر البلدي، فندق ميراج ( الأمير سابقاً)، دوار السبع بحرات، شارع عبد المنعم رياض، عوجة الكيالي، المنشية (صيدلية الاستقامة) حتى الفندق السياحي، شارع بارون ، ساحة الحرية، شارع محطة بغداد، شارع سينما الزهراء، الاطفائية القديمة ، كنيسة اللاتين .

بالإضافة إلى الوقوف على ممرات المشاة، وعبور المشاة تحديدا من الممرات المخصصة لهم ، وربط حزام الأمان للسائقين.

وستستمر الحملة لغاية السابع عشر من الشهر الحالي، حيث لن يتم تسجيل أية مخالفة بخصوص هذه المواضيع. أما بعد ذلك فسيتم ردع هذه المخالفات وتسجيلها ، بالإضافة إلى لجان محلّفة من قبل مجلس المدينة لمخالفة رمي الفضلات من السيارات، خاصة عند الإشارات الضوئية.

 

الجهات المنظمة والممولة:

وقد ولدت فكرة الحملة من خلال اهتمام رئيس مجلس المدينة بالحركة المرورية لمدينة حلب   ومتابعته لعمل دائرة تنظيم السير في مجلس مدينة حلب وفرع مرور حلب الذي يقوم بتطبيقها رئيساً وضباطاً وأفراداً من خلال تسخير كل الإمكانيات البشرية والمادية والتواجد الفعال لتنفيذ الحملة وتوزيع البروشورات على السائقين ، بالإضافة إلى بعض الإذاعات الخاصة ووسائل الإعلام والصحف ودور العبادة حول هذه الحملة، مع التمنيات بأن تتحدث دور العبادة كافة ولو لدقائق من خلال خطبها ومواعظها عن فائدة الالتزام بهذه الحملة. أما عن مديرية التربية ومؤازرتها من خلال توعية أطفال وطلاب المدارس  فقد تأسف لضعف تعاونها مع اللجنة من خلال عدم الاستفادة من الحديقة المرورية المثالية المعدة لتدريس الأطفال وتعليمهم القواعد المرورية وآداب السير على أرض الواقع في منطقة بستان القصر .

 

الجديد بخصوص خطط لجنة السير في حلب:

نعمل على تنظيم السير في عدة أحياء كالشيخ مقصود بعد الانتهاء من مناطق الشعار والفرنسيسكان وشارع فيصل، وهناك خططاً لتنظيم المرور في مناطق أخرى، متمنين التعاون من المواطنين والسائقين . وهناك المزيد من الحملات القادمة التي نتمنى بأن تأتي بفوائد هامة على المدينة وحركتها المرورية ومن بعدها سيتم التعميم على مناطق المحافظة والطرق الدولية.

 

" من خلال اللقاء مع المهندس مازن ومن خلال الإصغاء إلى جهاز اللاسلكي الخاص بعمليات فرع المرور الموضوع أمامه تجلى بوضوح حجم النشاط والحملة والعدد الكبير لرجال المرور ، وكانت تعليمات رئيس فرع المرور بحلب العميد أكرم حسن بصو لضباط ودوريات المرور المنتشرين ، وأيضاً مخاطبته رئيس لجنة السير المتأهب هو وكل طاقم لجنة السير لتلافي الثغرات الفورية الآنية ، واضحة ومؤثرة ودليلاً واضحاً على جدية الحملة " .

 

أخيراً التفاؤل عن نتيجة هذه الحملة كبير رغم صعوبتها، وخاصة أن التعاون الكبير بين طرفيها رجال المرور وسائقي السيارات هو العامل الرئيس لإنجاح هذه الحملة والحملات التي ستليها، وهذا ما تسعى له الحملة بشكل واضح .

فالقصد هو تكريس الوعي المروري لدى مستخدمي الطرق والتشجيع على التزود بثقافة الطريق التي تُعتبر ثقافة مهمة جداً للإنسان كباقي الثقافات الأخرى والتي من خلالها يستطيع السائق أن يتعرف على حقوقه وواجباته، فالإلتزام الطوعي بقواعد وآداب المرور لدى السائقين وتعزيز الثقة بين منظم المرور والسائق هو الحلقة الأقوى في سبيل توفير عوامل الأمان والثقة للمجتمع بكل مكوناته وأفراده وأن المخالفة هي أمر يمس المجتمع بكامله ولا يملك أي طرف من الأطراف بأن يتنازل عن هذا الحق.

مصادر قالت لنا بأن التعليمات التي أُعطيت وتُعطى لرجال المرور هي الطلب من جميع أفراد المرور بالتعامل مع المواطن   باحترام والابتعاد عن استفزازه أو التشفي به، ومحاولة إفهام السائق بلباقة عن مخالفته ، أملاً بأن تكون هذه التعليمات هي الأساس لبناء علاقة قوية وشفافة بين الجميع خدمة للوطن والمواطنين .

 http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=47580

ريمون جرجي[/b][/font][/size]

24
   
الرسام السرياني العالمي زاهي عيسى ... و علمُ الوطن
[/color]

[/img]

هو زاهي عيسى تولد حلب 05/01/1962 ، ذهب بزيارة سياحية عام 1986 لإيطاليا فأُعجب بأسلوب الحياة فيها ، فعاد إليها ثانية ليرسم لوحاتٍ لإحدى كنائسها ، ولازال مستقراً فيها لغاية يومنا هذا، ويقول أن ايطاليا كانت الولادة الجديدة له .
زيارته اليوم إلى سوريا بدعوة من وزارة المغتربين، من خلال التنسيق والدعم الكبير الذي يحظى به من السفارة السورية في روما ، وخاصةً من السفير السوري فيها " سمير الكسير " الذي يدعمه دعماً لا محدوداً ، ويتابع معارضه دائماً، ويقطعُ المسافات بسيارته ( 500كم أحيانا) كي يفتتحَ له معرضاً ، فهو الوحيد الذي كان له الفضل في كل المعارض والجوائز التي نالها في مسيرته الفنية، كما أن السفير السوري يطلب منه صوراً عن لوحاته ومعارضه كي يرسلها إلى دمشق لإعلام الوطن بنشاطات هذا الفنان ، ولا عجب من ذلك طالما أن زاهي يُصرُ بكل فخر أن يضع العلم السوري في وسط أي معرض يُقيمه أو يشارك فيه، فهو يعمل لأجل الوطن ، ويفخرُ دائماً بأنه سوري ، ويتحدث بفخر عن ذكرياته بأحد معارضه المشتركة في دولة مالطا، كيف أن رئيس جمهوريتها وخلال افتتاحه للمعرض اختاره وحضنه ودعاه لمكتبه الخاص قائلاً له: " اخترتك من بين كل المشاركين ، لأنك الوحيد الذي وضعت علم بلدك الأصلي في المعرض ، وخاصة أنك من سوريا ونحنُ نحب رئيسكم ونعرفه وأن لسوريا مكانة عزيزة على قلوبنا ".
زاهي عيسى، الرائد الطليعي الأول (مرحلة الدراسة الابتدائية ) على مستوى سوريا بمجال الرسم في بداية السبعينيات ، هو الآن رائد على مستوى الرسامين والفنانين العالميين بشهادة الكثير من النقاد الكبار في العالم من أمثال " فيكتوريوس زغاربي الذي يعرفه معرفة شخصية ويُحب لوحات وأسلوب رسمه "  وزاهي يحملُ شهادة عضو من أعضاء جمعية الإمبراطور الألماني " فيديرك الثاني " هذه الشهادة التي مُنحت إلى 50 أو 60 شخص فقط في العالم منذ تأسيسها ، يعمل حالياً من خلال المدرسة الكلاسيكية السريالية.
هو إنسان مُحب للحياة ، بشرط أن يتحقق فيها العدل ( الذي يأس من تحقيقه في العالم برأيه حالياً ) ، وهو متواضع جداً وطموحاته أن يعرض نشاطاته في سوريا كما في ايطاليا وهو يؤمن بأن السماء قد أعطته موهبة عظيمة هي الرسم  وعليه أن يُترجم هذه الموهبة إلى لوحات ومعارض يشكرَ بها السماء ، ويُهدي نجاحه وكل لوحاته  إلى روح والده الفنان الحلبي يعقوب عيسى المشهور بالرسام جاك.
أما هدفه فهو إثبات نفسه وإثبات فنه لروح والده الذي قال له قبل وفاته: " يا ابني لا تنظر إلى أعمالي ، أنا زرعت لك، فامشي واجمع الورود التي في طريقك ، فالحصاد جميلٌ حتى لو كان تحت أشعة الشمس القوية الحارقة "  .
قبل أشهر لم يصدقه أصحابه بأنه سيقيم معرضاً مشتركاً مع " خوسيه "ابن الرسام الإسباني الكبير سلفادور دالي رائد الفن السريالي ، حيث أقاما معرضاً في قصر تريني نابولي بإيطاليا، افتتحته " الكونتيسة انطونيتا بيشيتيلي " في حضور سفيرنا في روما وحضور بعض الأمراء ووجهاء العائلات الراقية المهتمة بالفن. 
لوحاته فيها أسلوب حر، تتميز بأنها لا تتقيد بإطار اللوحة التي تحدد وتٌقيد اللوحة عادة، بل غالباً  ما تتجاوز رسوماته إطاراتها "براويزها"، وهو يقول: إن الشيء الجميل لا يمكن حصره، وأسلوبه متميز ونادر بين فناني العالم أجمع .
أقام معارضه في : أغلب مدن إيطاليا ، وكذلك اليونان وبولونيا ومالطا وقريباً فرنسا في /عاصمة مملكة موناكو، مونتي كارلو/ ، وآخر معرض له كان بمملكة باربيريني " ايطاليا" بحضور السفير السوري الذي يُقدر له دعمه ومساندته الدائمة له ولكل الفنانين السوريين في إيطاليا.
وهو يشبه عملية ولادة اللوحة ، بعملية ولادة المرأة بما فيها من حبل، وآلام مخاض، وعملية الولادة ، ويقول "إن لم تعترف بلدي بموهبتي فسأستمر بعمل المعارض خارجها ( عدة قنوات تلفزيونية ومئات المجلات والجرائد كتبت عن معارضي وخاصة خبر معرضي مع ابن سلفادور دالي، بينما صحف بلدي نشرت أحرفاً فقط عن ذلك المعرض !! متسائلاً: ألأنني لم أكن مسنوداً أو مدعوماً فلن تُكتب لي مفاتيح الشهرة والنجاح في بلدي."
وعن مواهب الأطفال فيقول أنهم بحاجة إلى رعاية وبحاجة أكبر لأن يُمنحوا الحرية الكاملة في اختيار الشكل وأسلوب الرسم، "لا تخافوا على مواهب الأطفال فالطفل الموهوب سيرسم حتماً حتى لو لم تحضروا له الريشة والألوان".
حين سألنا أخاه الرسام برهان عيسى ( عضو في نقابة الفنون الجميلة )، في مرسمه بحلب عن رسومات زاهي عيسى أجاب: لا يمكن سؤال رسام عن أعمال رسام آخر بسبب روح العظمة والأنا التي تسكنُ جميع الفنانين ، وزاهي حقق بسبب توسع رؤاه العلاقات الواسعة والدرجات العالية في الرسم .
اليوم، الإثنين 08/01 /2006 ، اُستقبل زاهي من قبل الدكتورة بثينة شعبان وزيرة المهجرين في سوريا ، حيث تم تقديره ، كما أجرت الصحف السورية لقاءات صحفية معه ، وكذلك أجرى التلفزيون السوري حواراً حول مسيرته .

ريمون جرجي    قنشرين
Ray11968@gmail.com

حلب في 08/01/2007 [/b] [/font] [/size]



[/img]
[/img]
[/img]
[/img]
[/img]
[/img]

25
سوريا بحاجة لهذه المناسبات أيضاً !!
[/color]
 
ها نحن على أبواب أعيادنا المباركة التي ننتظرها جميعاً مهللين خاشعين راجين الله بدعاواتنا وصلواتنا لكي يعم الخير على البشرية جمعاء ، فلاشك أن حياتنا زاخرة بالأعياد الدينية والقومية التي تزين حياتنا وتعطيها معان سامية وفاضلة ، ولكن ......
ألا توافقوني الرأي على أننا بحاجة إلى أعياد انسانية إضافية ، بعد أن أصبحت أعيادنا بكل فضائلها ومكانتها روتينية أحياناً  " بواجباتها لا بمعانيها "  فأصبحت عطلات الأعياد هي فرصة لأداء مهمات روتينية أو لقضاء أعمال مؤجلة ، أوحتى حافزاً إضافياً للبحث عن حصة من الأعمال الإضافية بهدف تحسين الدخل ، وبما أننا يجب أن نسعى لسعادة الإنسان بكل فئاته العمرية :
 فالإنسان الطفل الذي ينتظره مستقبل في هذا الوطن ، والانسان الشاب الذي يشق مستقبله بصعوبة ، والانسان المنتج الساعي لتحقيق حياة كريمة له ولأسرته ولأهله ، وأخيراً الانسان الذي قضى عمره باذلاً شبابه فانياً صحته في سبيل توفير الحياة الكريمة من  خلال المراحل الانسانية السابقة ، وهذا الإنسان الذي يُعامل اليوم معاملةً أقل ما يقال عنها أنها مجحفة بحقه ، ومعذِبة لأبنائه الذين ليس بيدهم أي حل أو إمكانية لتحقيق شيء من الرفاهية لآبائهم عند أرذل سنوات العمر (وهي نسبة غالبة حالياً بيننا) .

أما الهدف من هذه المقالة فهو دعوة الجميع للإلتزام بيوم مخصص لكل مناسبة من المناسبات التي سآتي على ذكرها ،علماً أنها لاتحتاج إلى إمكانيات مادية ضخمة أو إلى تعطل عن العمل أو إلى خسارة مادية ، فكل منا يستطيع الإحتفال على طريقته ، ويبقى الهدف الرائع بأن نجتمع جميعاً في هذا الوطن بنفس اليوم لتحقيق هدف نتكاتف ونتضامن من أجله ، وهدفنا هو الإنسان ، وغايتنا هي الوطن ، فأي معان سامية أفضل من الانسان والوطن ، فإن لم نتوحد بالجهود فلتوحدنا النوايا على الأقل ! .
ومن هذه المناسبات :
يوم للمرأة الحامل: أينما كانت في البيت، العمل، المدرسة، في عيادة الطبيب أو حتى أمام غرفة الولادة.
يوم المواليد الجدد : لنبارك هذه الدفعة الكريمة ونأمل لها خيراً وللوطن مدداً.
يوم للطفل من ذوي (الاحتياجات الخاصة ): فليس على الأهل فقط أن يتذكروا ، بل لابد للإنسانية أن تتذكر أيضاً وتمدَ يدها بلمسة حنان لهذا الإنسان الطفل ذو الاحتياجات الخاصة .
يوم لشرطي المرور: فمهما جرى، ومهما حدث فهذا الإنسان يقف في الشارع بلا مكتب ولا كرسي، تحت الشمس والمطر فهل نشكره، حتى ولو كان له عيد رسمي كله " بروتوكول " وروتين بلا مشاعر من الإنسان تجاه أخيه الإنسان.
يوم للجندي المناوب في خدمة الوطن: عندما نتذكر أن لنا أخاً أو ابناً أو جاراً أو مواطناً يسهر ممسكاً بندقيته أينما كان موقعه، كي ننعم نحن بالطمأنينة، لنتذكره ونسأل عنه في هذا اليوم.
يوم للأب الذي يكدح لـتأمين حياة أبنائه، لشكره على ما يقدمه لهم من دعم ومشاعر وما لهذه المشاعر من تأثير على تأهيل شخصية الأبناء، فعلى الأقل هل نلتفت إلى هذا الأب الإنسان ؟  كي نقول له شكراً على عطاءك، شكراً على تضحياتك إلى جانب الأم المكرمة أيضاً في عيدها.
يوم للممرض الذي يقوم على خدمة المرضى: ملاك أو ملائكة الرحمة ، فهذه المهنة بحاجة إلى ترقية كبيرة لدينا فلابد من تحفيزها وتغيير النظرة السلبية السائدة وتغيير طبيعة الخدمة المقدمة للمرضى.
يوم لطاقم الإطفاء والإسعاف : لاحاجة إلى التوضيح أو الإفاضة .
يوم لموظفي بنوك الدم: نتذكر بنوك الأموال دائماً، نشاهد أخبارها في كل نشرات الأخبار، ولكن ماذا عن بنوك الدم التي تحافظ على حياة الإنسان وعلى أهم عنصر لاستمرار الحياة.
يوم لعمال النظافة: هل يمكن للجميع النزول إلى الشوارع لتنظيف مخلفاتهم وقماماتهم بأنفسهم كمساعدة وشعور لما يعانيه رجال النظافة في جمع القمامة وتنظيف الشوارع.
يوم للمسنين: تكريم هؤلاء الناس وسؤالهم عما ينقصهم من طعام ودواء ولباس أو تقديم شحنة من العواطف والمشاعر لهم.
يوم للمعلمين المتقاعدين: هل يلتفت الناجحون والبارزون في حياتهم إلى أساتذتهم ومعلميهم السابقين ؟ هل رأى أحدكم دموع أستاذ متقاعد قابل طالب ناجح من طلابه السابقين فعلم بنجاحاته ومراتبه فذرف الدموع بشكل عفوي وصادق كأنه تكريم له هو بأمس الحاجة إليه ، بينما يكابد هذا الأستاذ بحثاً عن تقدير أو فضل يجنيه بعد عذاب كابده وشقاء يعانيه .
يوم للموظفين المتقاعدين : التفاتة كريمة في يوم واحد لهذه الفئة من الناس ، قد تمسح دمعاتهم ، وقد تزيدهم أملاً في الحياة.
يوم الطلبة: فكل طالب بحاجة لمثل هذا اليوم كي يعرف أنه مهم جداً للوطن والوطن ينتظر نجاحه وتخرجه.
يوم لأصدقاء المدرسة: لو فكر كل منا بأسماء زملاء الدراسة في شتى المراحل الدراسية ، ولو تواصل هؤلاء وسأل البعض عن أحوال زملائهم ، وأحوالهم ، فلا بد من مشاعر دفينة وذكريات حميمة قد تتفجر لتفيض بينابيع العواطف واللحمة الانسانية.
يوم  العائلة:  للعائلة فقط وليس لأي اهتمام آخر، خاصة أن العائلة هي الخلية الصغيرة لبناء هذا المجتمع.
يوم الطبيعة: العودة إلى الطبيعة ، وطلب الاسترخاء فيها ،
يوم الكتاب : يوم القراءة ، والمطالعة والاستفادة والثقافة .
يوم اللارشوى : يوم حلال 100% للجميع فهل هناك من يرغب بكل صراحة ، لاراشي ولا مرتشي ليوم واحد من 365يوم
يوم اللاتلفزيون: نعم أجل بلا تلفزيون وبلا إقحام وحشو لنفوسنا وعقولنا وعاداتنا الاجتماعية وبيوتنا.
يوم الدراجات الهوائية : نساهم في تخفيف التلوث ، نمارس فيه البساطة ، نُقارب فيه المجتمعات المتطورة أو حتى الفقيرة .
يوم الرياضة الصباحية: فالرياضة التي نفقتدها وأجسامنا المريضة لقلة الرياضة ، وعدم توفر أماكن الرياضة الطبيعية فمن خلال هذا اليوم قد يتحمس مخططو المدن لدينا على تصميم أماكن الرياضة الطبيعة في مخططاتهم .
يوم الورود: لنتبادل الورود والأزهار مع بعضنا بعضاً في يوم محدد .
يوم المساعدة الانسانية : نقدم عهداً لتقديم المساعدة لمحتاج في هذا اليوم أينما كان ، فلابد لهذه المساعدة أن تُزهر وتُبهر.
يوم الجار: فالأديان أوصت بالجار ، ونحن غالباً ماننسى جيراننا ،
يوم الجد والجدة : لنخصص يوما في السنة للجدات والجدود ونقضي معهم يوماً لأجل شكرهم وتفانيهم .
يوم الصحة: لنحتفل بالصحة والعافية ، لنشعر بمكرمة الله علينا بهذه النعمة الغالية ، حتى نعرف أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء .
يوم العطاء : تبرع أي شيئ فالمهم هي فكرة التبرع والاستغناء عن تملك الأغراض ومنحها لأناس قد يكونوا بأمس الحاجة إليها.
يوم لقبول الآخر: والمقصود بالآخر هنا، هو كل من ليس هو أنا ، أي أنه كل إنسان آخر .

هناك الكثير الكثير من المناسبات التي ينبغي الاحتفاء بها وتقديرها وتخصيص يوم واحد لكل الوطن ولكل أبنائه ، لنتوحد بعواطفنا الانسانية ونُكرم الانسان ، وندفعه للأمل والتفاؤل بالمستقبل ونُكرم الانسان الذي أعطى وأفنى ونشكره أمام كل الأجيال .
إذا كانت الظروف المادية صعبة ، وليس بإمكاننا تحسينها بشكل سريع ، لكنني أجزم بأننا نستطيع إلهاب عواطفنا وشحن مشاعرنا ومشاعر أطفالنا وكبارنا ، فهل نخصص لها يوماً لنمارسها ؟ وهل من جهة تتبناها وتُشهرها ؟.

ريمون جرجي
حلب فب 19/12/2006
Ray11968@gmail.com [/b] [/font] [/size]

26
نشاطات احتفالية حلب ... أزمة ثقافة أم أزمة مثقفين [/color]


 

عروض أفلام سينمائية في ظل تظاهرة "مسارات النور ..أفلام من الدول الإسلامية " فخلالها تم تكريم الفنان الشهيد مصطفى العقاد ابن حلب من خلال ندوة عنوانها " مصطفى العقاد مبدعاً وشهيداً " ، التي حضرها أساتذة وفنانون كبار كالأستاذ محمد الأحمد مدير عام مؤسسة السينما والفنانة منى واصف والفنان المصري فاروق صبري والأديب وليد اخلاصي والفنان أسعد فضة وغيرهم من الأدباء والفنانين والأساتذة الذين تحدثوا عن حياة  ومسار عمل الفنان الشهيد مصطفى العقاد وذكرياتهم معه ، فالصورة المنشورة في الجريدة المحلية بينتْ بعد التدقيق بها أن عدد الحضور لما يتجاوز صفوف المقاعد الثلاثة الأولى من مقاعد صالة سينما بلاد الشام  بينما بقيت أغلبية المقاعد خالية!!! ، فمن العروض من حضرها ثلاثة أشخاص ، وأكبر عدد للحضور بعد يوم الإفتتاح هو عشرون شخصاً فقط مع أن الدخول مجاني 100% ، والقاعة تعد من القاعات الراقية والمعروفة جداً في حلب وهي سينما فندق شهباء الشام.

كان عدد الحضور مفاجئاًً لي الذي لما يتجاوز العشرين شخصاً عند حضوري للفيلم الهندي بما فيهم موظفي الصالة ، وحيث أن غياب   منظمي المهرجان أصحاب الإحتفالية كان ملفتاً جداً ومقلقاً للغاية ، فهل ياترى أن الإعداد توقف عند الإعلان عن موعد النشاط فقط ، وأن حضوره من قبل المنظمين لاداعٍ ولا أثرله !!!!!  .

حتماً لدينا مشكلة إعادة تعويد الناس على الذهاب إلى قاعات السينما كنوع من النشاط الاجتماعي والثقافي الراقي ، ولكن أيضاً لدينا ضعف في تنظيم وإعداد أو إعلان هذه النشاطات ( كفانا نقداً للجو السائد والتباكي على انحسار الثقافة ومشجعيها ، فلنسمع الطرف الآخر عما يقوله عن أسباب عزفه عن حضور النشاطات الثقافية ، ولنسأل أنفسنا لماذا يحضر المئات بعض المحاضرات والندوات بينما لايحضر إلا القلة المحاضرات أخرى !!  ، فهل من المعقول أن حلب ذات الأربعة مليون نسمة لايوجد فيها سوى عشرين شخصاً فقط ليحضروا فيلما سينمائياً مجانياً  ضمن نشاطات احتفالية وصلت أخبارها كل دول العالم ، ألا ُيقلقكم هذا الأمر أيها السادة !!!.

كان هناك محاضرات ضمن الاحتفالية لم  يحضرها سوى خمسة أوعشر أوعشرون شخصاً لا أكثر ، فهل تعاني حلب من أزمة ثقافة أم أزمة مثقفين أو هو تقصير في التنظيم وضعف في التواصل أوسوء في الإعداد؟ أم هو نتيجة تجارب سابقة أدت إلى العزوف عن الحضور !!!! .

لايمكن التوسع والتنظير في البحث عن الأسباب نتيجة لضعف البيانات وطغيان المجاملات ، ولكن سأستعرض لكم ما رأته عيناي وما لمسته من انطباعات: فعندما حضرتُ ( ولو متأخراً بسبب العمل ) قراءة كتاب " تهذيب الأخلاق للجاحظ " في مديرية الثقافة في حلب ، ولا أخفيكم أنني تفاجئت بعدد الحاضرين الذي بلغ  سبعة عشر شخصاً فقط دون أية مبالغة .

فالمحاضرة التي كان الإلقاء فيها سطحياً ، مبعثراً ، ركيكاً ، بحسب رأيي أنا ورأي رجل أكاديمي مشهود له على الصعيد الثقافي الحلبي ، فكتاب الجاحظ موضوع المحاضرة يخص زمناً قديماً عاش فيه الجاحظ لا عالمنا اليوم فهل تتقبلون اليوم بعض ما قاله الجاحظ وتلاه علينا المحاضرعلى سبيل المثال لا الحصر  : " تجنبوا السماع أي سماع الأغاني لأن فيها يكمن فساد الأخلاق ، وإن كان لابد من السماع فتجنبوا سماع الأصوات النسائية لأن فيها إثارة ".

أما تساؤلاتي التي توجهتُ بها للمحاضر، والذي لم يُجب على أي منها بل لملم أوراقه ورحل بعد عدة مداخلات أخرى ، فكانت : ماهو المغزى من هذه القراءة ؟  وماهي الإسقاطات التي كان يؤمل منها عند إسقاطها على واقعنا اليومي ؟ وماذا استفاد الذي حضرها ؟ وبماذا سيخرج من إضافات لثقافته عند مغادرته باب القاعة ؟ وكيف سيبرر لنفسه ولغيره عن سبب حضوره وتفضيله لهذا النشاط عن باقي النشاطات والفعاليات الأخرى ؟ .

أسئلتي للقائمين على هذه الإحتفالية التي أفخر بها كوني ابن حلب   (وقد كتبتُ ذلك في مقالات سابقة) فهي:

هل من الضروري أن يكون المثقفون المحاضرون من الأكاديميين دائماً ؟
ماهو دور الشباب ومساهمته في طرح الأفكار أو المشاركة في الندوات أو الحوارات ؟
هذا الكم الكبير من النشاطات التي لا يحضرها إلا القلة!!! أهي الهدف أم أنها الوسيلة لدفع الحراك الثقافي في حلب ؟
ماهو معيار انتقاء أسماء المحاضرين المشاركين ضمن نشاطات الفعالية ؟ وهل غطت الفعالية جميع أوجه النشاطات الثقافية المعاشة حالياً      ( أهي العلاقات أم المكافآت )؟
إن كانت هذه الإحتفالية قد أظهرتْ أن هناك أزمة ثقافية تعيشها حلب وافتراضاً أن مدناً غيرها أيضاً ، فهل يمكن إطلاعنا على كيفية معالجة هذه الأزمة ولماذا لا تُطرح على الحوار والمناقشة  ؟
ماهو رأي الأدباء والمثقفين والمحللين لظاهرة تراجع الاهتمام الثقافي لدى المجتمع ؟ هل هي " أزمة ثقافة أم أزمة مثقفين "؟   
 

ختاماً ، أتقدم بتحياتي وشكري لكل القائمين على نشاطات الاحتفالية ، ومقالي هذا أبداً ليس لإنتقاص جهدهم وإنما هو تحذير لما تعانيه حلب العاصمة من أزمة في الثقافة والأدب ، واستشهد بكتاب نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب الذي قال : " من حذركَ كمن بشركَ ".

ريمون جرجي

Ray11968@gmail.com

     حلب 30/11/2006[/b][/font][/size]

27
" نور .... ابنة  حلب الشهباء"   
[/color]


" كوني ابنة حلب الشهباء، وهذا فخرُ لي طبعاً ، صممتُ وأنجزتُ هذا القرص الليزري حول حلب لأُبرز تاريخ وعراقة هذه المدينة العظيمة ، التي أٌُختيرت هذا العام لتكون " عاصمةً للثقافة الإسلامية ".
قرأتُ هذه المقدمة المعبرة حين ابتدأتُ بتصفح القرص المضغوط ( سي دي ) وأنا بحالة من الانبهار والاندهاش لما تضمنه من تبويب،معلومات ، عناوين وصور عن مدينة حلب الشهباء.
عندما أهدتني أمس الآنسة نور محمد طارق الخطيب، بتواضع ملفت عملها هذا، لم يكن يخطر ببالي أن يكون بهذه الحرفية والموسوعية وهذه التقنية المشوقة، حيث كنت أظن أنه مجموعة صفحات محفوظة ومنتقاة من الانترنت عن مدينة حلب لا أكثر، لأنه ببساطة... نتاج عمل فردي لامؤسساتي .
الآنسة نور تحمل إجازة الأدب الانكليزي وتهوى الكتابة والقراءة وهدفها الدائم كما تقول هو الكتابة عن " حلب المحروسة " ، فبالإضافة إلى كتاباتها الأخرى أحياناً في بعض الصحف المحلية أو في مواقع الانترنت ، حالياً تدير نور موقع محبي حلب الذي يٌغطي كافة النشاطات اليومية الثقافية لمدينة حلب ومن خدمات الموقع أنه بإبلاغ مواعيد وأماكن إقامة كافة النشاطات الثقافية في حلب دون استثناء ، لأعضائه بواسطة البريد الالكتروني وعنوان الموقع هو: www.aleppoculture.com   
بعد قراءة التمهيد نطالع تبويبات ثلاثة هي: حلب في قاموس الأعلام ، حلب كما شاهدها مواطن حلبي مغترب عام 1947 ، ولاية حلب الشهباء .
ولدى الولوج إلى محتويات هذا القرص " الكنز" نجد تبوبيات رائعة ممتعة تتضمن مكايلي :
أصل تسمية حلب، تاريخ حلب، حدث في حلب، متاحف حلب، أبواب حلب، قلعة حلب، البيوت الحلبية، إحياء حلب القديمة، القناصل، أهم المعالم، الصناعة، التجارة، الزراعة، الأعلام البارزين، الأزياء الشعبية، جمعية العاديات، جامعة حلب، الحركة الثقافية، المطبخ الحلبي، قالوا عن حلب، فتلة المولوية، أهم المقالات ، مواقع الكترونية، والمصادر التي اعتمدت عليها لإنجاز عملها هذا.
فالمعالم الدينية التاريخية (مسلمة ومسيحية) والمعالم العلمية ومعالم أخرى كالحمامات والفنادق أو سبب تسمية نهر قويق أو باب الفرج أغلبها موثق وموضح بالصور التاريخية ، ربما لم يتسنى للكثيرين مشاهدتها من قبل ، كتاريخ وصول البندورة إلى حلب ، ووصول السجائر، وأول خارطة، وأول سيارة وصلت حلب وغيرها من حوادث تاريخية حصلت لا يعلم بها غالبية أهل حلب هذه الأيام ، فكيف سيكون الحال مع الأجيال اللاحقة لأبناء حلب؟
ختاماً وأنت تزور متحفاً خاصاً متنقلاً، تستطيع أن تتنقل بمحتوياته أينما شئت دون أية مساءلة أو ملاحقة ، وتستطيع إهداؤه لمن تحب كهدية نفيسة مؤثرة ومعبرة أكثر من أغلب الهدايا الغالية التي اعتدنا تقديمها وتبادلها في مناسباتنا واحتفالاتنا عادةً، وكما المسافر عند مغادرته لحلب  يأخذ الهدايا والحلويات الحلبية الشهيرة ، فيمكنه الآن أخذ حلويات ثقافية حلبية مدمجة بقرص مضغوط له تاريخ  صلاحية أطول من الحلويات العادية .

تحية إلى نور التي لم أقابلها إلى مرة واحدة فقط  ، تحية لكِ يا حلب ، يحقُ أن تفخري  بإبنة اسمها نور الخطيب ، وشكراً يا حلب لأنك أنجبت من أمثال " نور.. ابنة حلب الشهباء "  .
ريمون جرجي
Ray11968@gmail.com
22/11/2006 [/b] [/font] [/size]

28
أخيراً... أسواق تجارية حديثة في حلب
[/color]
افتتحت عدة مجمعات تجارية وأسواق بيع كبيرة غير مألوفة سابقاً خلال الأشهر الأخيرة الماضية في حلب ، وهناك أسواق عديدة قيد الإنشاء أو الافتتاح ، وهذه الأسواق تعتمد أساليب راقية في عرض البضائع وتنوعها  وأسلوب إعلان أسعارها وشهرة ماركاتها ،  وضخامة عدد الأصناف والماركات المعروضة التي تسمح للمتسوقين بالمقارنة بغية اتخاذ القرار الأنسب للشراء  وبالتالي خلق وضع مناسب لعمليتي  العرض والطلب ، وهذا يدل على أن حلب بدأت بخطوة هامة تُعد من الخطوات الصحية الضرورية للانتقال بالحركة التجارية إلى الطريق المتطور .
وعلى الرغم من أن حلب اشتهرت منذ مئات السنين بحركتها وتجارها ، لكن بإعتقادي أن التطورات التي حصلت في الأسواق المجاورة وانتشار الوعي الاستهلاكي لدى مستهلكي الدول الأخرى التي سبقتنا بأشواط كبيرة ، فمن استعمال وسائل الدفع الألكترونية وانتشار استعمال البطاقات الإئتمانية ، إلى انتشارالأسواق الرئيسية في المدن والمناطق وقربها من التوزعات السكانية ، إلى المنافسات الكبيرة والعروضات المذهلة بغية جذب أكبر عدد من المتسوقين وبالتالي نيل حصة أكبر من مدفوعات المستهلكين.
ولا شك أن تواجد وانتشار هذه الأسواق يُعطي أريحية كبيرة وثقة واسعة للسياح وللمغتربين الذين يعودون إلى الوطن للاستقرار والعمل فيه ، خاصة المقيمين في دول الخليج (وهم العدد الأكبر) الذين تعودوا على التبضع والتسوق لكل احتياجاتهم الأسبوعية  من مكان واحد وخلال زيارة واحدة لمجمع أو سوق تجاري ، فالبعض منهم قد يعتبرها نشاط أسري ترفيهي أسبوعي يتشارك فيه كل أفراد الأسرة الواحدة كباراً وصغارا ، وكانت عملية التسوق في أسواقنا المحلية سابقاً تسبب لهم الأرق الكبير خلال عطلاتهم الصيفية، كما أن البعض منهم من عمل في مجمعات وأسواق ضخمة جداً واكتسب خبرات كبيرة وبالتالي قد تعدهم هذه الأسواق بفرص عمل مشجعة لهم في وطنهم وبين أهلهم . .

ربما قد تساهم هذه الأسواق في التخفيف من إحدى العادات القديمة المستشرية لدى المستهلكين المحليين ، هي المساومة على السعر وتُنهي قلقهم تجاه السعر الحقيقي للمادة والخوف من الغش التجاري ومن البضائع التي قاربت على إنتهاء تاريخ صلاحيتها ( يُفترض أن تكون لها أماكن خاصة تُعرض بأسعار مخفضة تشجيعية كنوع من التحفيز على الشراء)  ، كذلك سترفع هذه الأسواق من سوية محلات البقالة والميني ماركت التي لاتهتم عادةً بطريقة العرض وتدفعهم لإعلان الأسعار وتوفير العديد من الأصناف المتوفرة ، وكذلك للبحث عن المنتجات المرغوبة والتي لها سمعة أشهر.

إذاً هو حراك تجاري لابد منه ، وعلى الجميع الإستفادة منه فالمنتجون عليهم تحديث منتجاتهم وتطويرها كي تنافس المنتجات العربية التي تتواجد بقوة مع الاهتمام الكبير بأسعار البيع كي لاتكون خُرافية ، وعلى أصحاب هذه الأسواق تدريب وتأهيل كوادر بشرية هامة وتعليمها أساليب الشراء والتخزين والعرض والبيع وخدمة المستهلك وتحفيزه على الشراء لا دفعه للإبتعاد ، أما عن المتسوقين فالفائدة لكل أفراد العائلة حتماً من حيث تخفيض عدد مرات التسوق ، والتفكير المسبق بالإحتياجات اللازمة ( أي تخطيط مشتريات أسبوع كامل ) ، أما الأطفال الذين يبتهجون عادة لدى دخولهم لتلك الأسواق فعلى رب الأسرة أن يدفع بالتي هي أحسن وحتماً سيتساءل كيف دفع مبلغاً ضخماً لدى الصندوق ( الكاشيير ) ولكن الإيصال ( الفاتورة ) واضح ومرتب جداً وسهل للقراءة والمراجعة سيعطيه الشعور بالثقة المفقودة لدى الكثيرين عند شرائها من محلات أخرى لاتمنح فواتير ، كما أعتقد أن طريقة الدفع بواسطة بطاقات الصراف الآلية  ( ATM ) ستدفع بنا إلى اتساع رقعة المتعاملين مع البنوك والمصارف ، واعتماد نقاط البيع "Point of Sale" ستصيب القطاعات والوكالات بالعدوى نتيجة زيادة عدد المتعاملين بهذه البطاقات ، ولن أتحدث عن البطاقات الإئتمانية التي تدفع بالمستهلك للشراء حتى ولو لم يكن في حسابه أية نقود تكفي لمشترياته !!!.
أما ما أتمناه هو سرعة تدشين أسواق أخرى لكي تزيد درجة المنافسة بينها ودفعها لطرح عروضات أكبر وأسعار تنافسية يستفيد منها المستهلك حتماً ، حتى ولو كان ظاهرياً ولأصحاب الميني ماركت والسمانة ( محلات الاستقراب ) فعليهم تطوير وتنويع وتحديث كل العادات التي أعتادوا عليها منذ سنوات وسنوات حتى يتمكنوا من المنافسة والبقاء في الأسواق وتحقيق أرقام مبيعات مستقرة وأولها الميزان أبو كفتين أوشمعات احتراق السيارات " بواجي " أبو 50غ .

ريمون جرجي
Ray11968@gmail.com
15/11/2006 [/b]

29
المنبر الحر / أحلام مواطن سوري
« في: 00:06 31/10/2006  »
أحلام مواطن سوري
[/color]

من الطبيعي جداً أن يحلم الانسان ، لما للأحلام دور في تحقيق آمال
الانسان ولو حتى في الخيال ، و يلجأ أكثرنا إلى أحلامه "أحلام اليقظة "
ليخفف بهاعذابات أفكاره وكثرة انتقاداته ، لتأخذه إلى صفاءٍ وراحة "
افتراضية "، فهذا الانسان الذي شاهد وعرف من خلال وسائل الاتصال الحديثة
الحالية أو من خلال السفر، قطار التطور الذي يسير بالدول الأخرى نحو
الرقي والتقدم ، فشعر بغصة كم ينقصنا  لكي نلحق بركب آخر مقطورة من ذلك
القطار ، ولافرق عنده لوكانت عربة نقل الأمتعة حتى ! وسؤاله الدائم هو :
لماذا هم تقدموا ونحن نسير إلى الوراء ؟
ويصعب حصر أو سرد كل هذه الأحلام التي تراود انساننا الحالي هنا ، فشتان
ما بين الحلم والعلم وما بين الكسل والعمل ، لذلك اخترت لكم بعضاً من هذه
الرغبات التي أضحت كأحلام في يومنا هذا بعد اليأس الذي تغلغل بيننا وسرى
في عروقنا بشهادة كل المقالات والتعليقات التي كُتبت أو هي قيدَ الكتابة
في كل المواقع الالكترونية السورية .
فأرجو التمعن عند القراءة لما للأحلام من سعة للأفق وبعد للنظر ونية للأمل :

1. نحلم بأن نعيش ذلك اليوم الذي لانرى فيه حفراً تزين  شوارعنا ، بشكل
مريع وفظيع !! .
2. نحلم بأن يتقيد المشاة حركة المرور والعبور عند ممرات المشاة !!.
3. نحلم بأن نرى طلاب مدارسنا يعودون إلى بيوتهم في أمان دون بطش " سائقي
 السيارات " وإرهاب زماميرهم  !!
4. نحلم بأن تتطور مناهجنا الدراسية لتدفع طلابنا إلى الإبداع بدلاً من
الحفظ والبصم !!
5. نحلم بأن نرى الأفضلية الدائمة في عبور شوارعنا وطرقاتنا / قانوناً
/للمرأة والطفل وعربات الرضع وذوي الحاجات الخاصة !!
6. نحلم بأن يمر أسبوع واحد فقط دون أن نقرأ عن وفيات حوادث المرور
المروعة  في سوريا !!!.
7. نحلم بأن لانسمع زمامير السيارات بهذه الشدة ، مخففين " التلوث
بالضجيج " الذي استعمرنا !!
8. نحلم بأن نرى السيارات العامة نظيفة راقية ، لها نظام واسلوب حضاري في
الوقوف والعبور والتوقف دون تأزيم المرور !!
9. نحلم بأن لا نرى سيارات تسير بعكس اتجاه السير في سوريا !!.
10. نحلم بأن لا نرى دراجة نارية مخصصة لراكبين ، يركبها أب وأم وثلاثة
أطفال أبرياء لاذنب لهم إن حصل مكروه لدراجة أبيهم ، غير أنهم أبناؤه
فالفقر لايعني الانتحار الجماعي أو إبتلاء الآخرين  !!.
11. نحلم بأن لا نرى دراجات بالية لايصح تنقلها أو تواجدها أو إركاب
العائلات والأطفال عليها في طرقات بلدنا !!.
12. نحلم بأن لانرى عربات تجرها الدواب تبيع الخضار في أحيائنا ، متمخترة
كالسلحفات مربكة لحركة السير والمرور !!.
13. نحلم بأن لانرى حوادث سيارات أحد أطرافها سيارات الصالون التي ابتلى
بها وطننا ومواطننا !!.
14. نحلم بأن يشعر أصحاب السيارات بأنهم معروضون للتفتيش من قبل هيئات
رسمية لاترتشي ولا تتهاون بمستقبل أبناء الوطن!!.
15. نحلم بأن نرى سياحاً وأجانب يقودون السيارات بيننا دون رُهاب أو قلق
من إرهاب سائقي السيارات العامة !!.
16. نحلم بأن نسمع عبارات بلغات أجنبية تتعالى في شوارعنا وأسواقنا
وأماكننا السياحية دليلاً على صحة أجوائنا بنتيجة وجودهم بيننا!!.
17. نحلم بأن نقرأ اللافتات الأجنبية التي ترحب بسياحنا وضيوفنا بلغاتهم
لا بلغتنا في كل الأماكن ومنها مطاراتنا !!.
18. نحلم بأن لا نرى السيارات والشاحنات التي تكتب أشعاراً أو أقوالاً أو
لصاقات على أجسامها  !!.
19. نحلم بأن لا تحتاج سيارات التكسي لنقل المرضى بحالة إسعاف جنوني
بينما سيارات الإسعاف ميؤس منها رغم أنها المؤهلة طبياً!!
20. نحلم بأن يُصبح عدد سيارات الاسعاف في وطننا متناسبة طرداً مع عدد
سكان سوريا !!.
21. نحلم بأن نرى سيارات إسعاف حديثة ، وإطفاء جديدة ، وسيارات نجدة لها
هيبة !!.
22. نحلم بأن يسارع الممرضون والأطباء لاستقبال المرضى عند الدخول إلى أي
مشفى عام طلباً للعلاج أو الاستشفاء !!.
23. نحلم بأن نرى مستشفيات نظيفة راقية هادئة تختلف عن أسواقنا وبعض
دوائرنا الحكومية !!.
24. نحلم بأن نقابل أطباء حضروا دورات تدريبية وتأهيلية حديثة داخلية
وخارجية بعد تخرجهم من كليات الطب !!.
25. نحلم بأن نرى عيادات طبية مهيئة ومؤهلة تستخدم أدوات وأجهزة حديثة،
لا أجهزة وأدوات منقوصة ، بينما تكون الأتعاب خيالية!!.
26. نحلم بأن نعيش لنرى مواطني الدول المجاورة يأتون للاستشفاء ومراجعة
أطبائنا ومستشفياتنا ، وشراء أدويتنا لسمعتها لا بسبب رخصها !!.
27. نحلم بأن نرى أغلب أطباء سوريا ، ينظرون إلى المريض كحالة انسانية ،
لا كوزة بيوضها ذهبية !!.
28. نحلم بأن نرى المؤسسات وشركات الدولة تطور ذاتها وتلغي قوانينها
البالية وتتماشى مع تطورات العصر لتنافس الشركات الخاصة بخدماتها !!.
29. نحلم بأن لانرى موظفي الدوائر الرسمية وهم يستخدمون كومبيوتراتهم
للعب الورق أثناء دوامهم الرسمي القصير نسبياً  !!.
30. نحلم بأن تسارع الإدارات إلى قراءة التعليقات والمواضيع التي تكتب
عنها في الانترنت  لمعالجة التقصير بهدف التطوير!!.

31. نحلم بأن يتوقف المدراء العامون أو معاونيهم عن إضاعة أوقاتهم
بالتوقيع على المعاملات التي لاطعم لها ولا معنى لتوقيعهم عليها!!
32. نحلم بأن يشعر الفرد في سوريا أن وقته ثمين جداً كي لا يهدره في أمور
لاتغني ولا تفيد و أن يكف عن إضاعة أوقات غيره أيضاً!

33. نحلم بأن نحتفل بيومٍ واحدٍ في السنة تحت مسمى " يوم بدون رشوى "
يحرم فيه دفع أو قبض الرشى  دينياً وقانونياً وانسانياً  !!!!!!!. ( أي
يوم حلال 100% للسوريين)

34. نحلم بأن يزيد الفرد السوري من انتاجيته وكفاءاته التي أصابها التأخر
والكسل !!.

35. نحلم بمزيد من الأمل
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

أرجوكم دعوني أحلم وأدعوكم إلى الحلم معي ، لعل الحلم يُزهر يوماً فنقول
" ثمَ أزهر الحلم " .
ريمون جرجي
30/10/2006
Ray11968@gmail.com[/b]

30
حِكم ومواعظ السيارات السورية


 

تضاعفت أعداد السيارات التي تزين مؤخراتها بكتابات يُبدع فيها سائقونا المحليين بكتابتها على سياراتهم أنى كانت أنواعها ومهما كانت مساراتها   على الرغم من أن الكتابة على السيارات ممنوعة قانوناً ولكنها للأسف منتشرة بكثرة ولا أحد يلتزم بمنعها.

فمن الملاحظات الغريبة التي يلحظها أي شخص في سوريا على سياراتنا العمومية وباصات السفرأو الشاحنات أنها تحمل كتابات وعبارات وأقوال متنوعة تتدرج من العبارات الدينية إلى الحكم والغزل أو التحدي والتنبيه أو ذكر لقب السائق أوأسماء بناته !! وحتى اللغة الانكليزية أيضاً لم تسلم من أهواء بعض السائقين في كتاباتهم .

لا شك في أن البعض قد يعتبرها دعابة أو محاولة لتوصيل الأفكار والعبر أو أنها تفسير لحالة العشق والوله التي يقع فيها السائق بحب سيارته التي استثمر فيها كل ما جناه ( فلاعجب أن شاعر القبيلة قديماً قد وصف وتباهى بناقته وخصائلها  بينما السائق يصف سيارته حالياً والفرق يكمن في نوع المركوب وفي الكلام المعبر الموزون ومكان النشر)  لكني أجزم أن القارئ بالتأكيد سيوافقني الرأي بأن السيارات ليست المكان المناسب للكتابات والمقولات وهي إن دلت على شيء فهي تدل على بساطة التفكير وجهل في التعبير ، والغريب أن أعمار بعض السائقين قد تخطت سن الخمسين وهذا يعني أن سن الشباب وروح الاندفاع   ليسا هم الدافع دائماً ، والغريب أيضاً أن نسبة 100% من السيارات المذكورة هي سيارات عامة وليست خاصة ! تُرى ما هي العلاقة بين الكتابة والسيارة العامة ؟!  فكثير من المجتمعات قد تخلت عن هكذا عادات بينما قد تمتاز مجتمعات اخرى بالرسومات والإعلانات الفنية على مساحات راقية على جوانب السيارات بهدف مادي بحت وليس للتحادث والتواصل وإيصال الأفكار للغير، وقد جمعتُ لكم في موضوعي هذا بعض الكتابات التي شاهدتها أو سمعتها ذكرتُ فيها نوع المركبة (السيارة ) لمزيد من الإيضاح والربط :

 

ما مرتاح قلبي                                                                                    تكسي عمومي
الله ما يكطع ( المقصود .. ما يقطع )                                                            تكسي عمومي
تحت جناح الصقور                              ماتنام الطيور                                    شاحنة نقل
من كتر غدر الناس                              صرت أعشق السفر                             شاحنة نقل
حبايب كيف ننساكم                             عشنا الحب وياكم                                شاحنة نقل
ذوبتني بطيب الكلام                            ونسْيتْني حتى السلامْ                             سيارة فان
لاتشوفني عَبًدْ أدرج(   أتَدًرج )                  دوبلني واتفرج !!                               شاحنة نقل
حلوة الصلاة على النبي                                                                          تكسي عمومي
عروسة جبلة ( متكررة كثيرا مع اختلاف اسماء المدن )                                         تكسي عمومي
كرمال النبي   صلي على النبي                                                                  تكسي عمومي
عطر فمك بالصلاة على النبي ( عبارة دينية محترمة جدا ، لكن الهدف منها هو تخفيف نبرة وغضب السائق الخلفي                                    من شتم السائق الأمامي والدعاء عليه عند المخالفة أو الوقوف المفاجئ المربك أثناء الازدحامات) تكسي عمومي
أفضل الكلام الصلاة على النبي         عطر فمك بالصلاة على النبي                            تكسي عمومي
عين الحسود فيها عود                                                                            شاحنة نقل
Kees me  ( المقصود بها قبلني بالانكليزية Kiss me )                              تكسي عمومي
Fives Stars  ( خمسات نجوم )                                                                 تكسي عمومي
 دايماً دموع                                                                                    تكسي عمومي
الله يحرسها ويحرس اللي فيها                                                                   تكسي عمومي     
بحمى الرحمن أبو حسن     محروسة سليم                                                       تكسي عمومي
لا تطحش ..... محسوبك أجحش                                                                تكسي عمومي
 يا رب ارزقني  كي أطعمهم           ابني وبنتي وحياتي أمهم                                 تكسي عمومي
ربي أعطهم مايتمنون لي                                                                         تكسي عمومي
ميلي على ميالك             أبو اصطيف خيالك                                                          شاحنة نقل
وحش الليل                                                                                     شاحنة نقل
الطير الكاسر                                                                                    شاحنة نقل
مركب الشجعان                                                                                  باص سفر
خليك بعيد مشان واجهتك                                                                        طرطيرة 3 دواليب
لا تلحقني بتفوت ( بمؤخرتي)                                                                    شاحنة نقل
رضاك    يا أمي....   حورية                                                                  تكسي عمومي
غدار يا زمن                                                                                    تكسي عمومي
يا طيبَ القلبِ وينكْ                                                                              شاحنة نقل
 

 

إن هذه العبارات قد تُرسم رسماً أو دهناً   بدهان عادي ، أو تلصق بورق لاصق لايتحمل الماء والمطر أو وهج الشمس فتؤثر فيها أشعة الشمس أو تبوح عند الغسيل والتنظيف ، فما أدراكم كيف تؤول وبأية حالة تصير عند قراءتها  لاحقاً وخاصة عندما تُمحى النقاط من بعض الكلمات وقد يتلاعب أولاد الشوارع ببعض الأحرف كالحك أو الكشط لتتحول إلى تعابير أخرى سيئة أو سخيفة.

 

ألستم معي بأننا بحاجة لتعرية هذه الظاهرة ودفعها إلى الانقراض والقضاء على هذه الطرق البالية لتدليل سياراتنا التي تشوه المنظر العام لمركباتنا  وإلحاق الأذى بعيوننا ؟ وخاصةً أن عدد السيارات المكتوب على خلفها في تزايد ، لا في تناقص ،

صحيح أن من الصعب إفهام الناس أن ممارسات وعادات شائعة أصبحت كالدواء الذي انتهت صلاحيته منذ زمن طويل وأصبح غير قابل للإستخدام بشكل نهائي وقاطع ولكن الأمل يبقى أملاً والرجاء رجاءً .

 

ريمون  جرحي

03/10/2006

Ray11968@gmail.com

 

 [/b]

31
حين يخذلك حرف الـ C !!



وأنت في خضم عملك اليومي أمام جهاز يدعى " كومبيوتر" تتنافس أصابع يديك في الضغط على لوحة المفاتيح " الكـــي بوردKey Board  ",  متأملاً إنجاز العمل في أسرع وقت ممكن  .
فجأة ! تكتشف مشكلة كبيرة ، عصية على الحل ، تدفعك إلى التوقف عن العمل بعد أن تستشيط غضباً لتفاهة السبب وضخامة الضرر .
هل تخيلتَ يوماً ماذا ستفعل حين يخزلك حرف /السي C /  ؟  وأنت تطبع باللغة الأجنبية أو حرف / ؤ / باللغة العربية ؟
حين يُعصي هذا الحرف أوامركَ و"يحرن"!! رافضاً الانصياع لك مسبباً خللاً كبيراً في سياق عملك ، لا تستهن أبداً بحجم المشكلة فتعطل زر واحد من أزرار " الكي بورد " البالغة 101 زر وأكثر ، أو حرف واحد من الحروف العربية ، فلافرق أياً كانت اللغة التي تستعملها فلابد لك من استعمال حرف C  حين تحتاج إلى اختصارات النسخ واللصق Copy ، Paste   التي تُعتبر كالماء والهواء في حياة الكومبيوتر.

تفشل جميع محاولات الضغط والرج والهز والضرب على المدعو " كيبورد " ، وكأنك تنهر طفلاً صغيراً تُريد توبيخه لا إيذائه
( بينما تترجاه في سرك كي يتوقف عن الشقاوة وينصاع إلى توجيهاتك) ، ويزداد غضبك وتتساقط قطرات العرق على وجنتيك ، ماذا تفعل ؟ وبمن تستنجد ؟ فليس لديك وقت كافٍ تتعطلُ لأجله، تشعر كم أنت صغير ووضيع عندما يهمشك حرف مثل حرف ال C اللعين الذي أراد إغضابك وإبلاغك رسالةً بضرورة تخفيف وتيرة ضغطك الدائم عليه وعلى زملائه من أحرف  " الكيبورد " ، وهي رسالة واضحة لك على أنك قد أدمنت إفراغ شحنات ضغط الأعصاب التي تشحنك بها الضغوط اليومية فتختزنها بداخلك لتترجمها إلى الضغط على لوحة مفاتيح جهازك .

بدهاءٍ ونباهة ، تبدأ بالبحث عن مواضيع وملفات قديمة لك ، لتبحث عن ملفات قد تتضمن  حرف ال  ؤ  أو حرفC   لتأخذها نَسْخاً (بواسطة الماوس) وتلصقها في مكان جديد ضمن موضوعك ، أو تلجأ إلى خيار إدراج الحرف باستخدام ال Symbol (الرموز) من ضمن خيارات برنامج   Word " " ، تَشعر أن تحايلك قد أتى بنتيجة وأنك قد قهرت عناد الكومبيوتر ، لكنك ستشتعل غَضباً كلما وصلت إلى كلمة أخرى فيها حرف ال/ؤ/ ، تبدأ بعصر مخيلتك للبحث عن كلمات مرادفة ليس فيها حرف ال/ ؤ /  لتفي بالمعنى كي تتجاوز المشكلة ، قد تخونك الذاكرة وقد تُسعفك ، لكن المرادفات الجديدة قد تنقل موضوعك إلى نواح بعيدة عن أفكارك الأساسية .
لكن لا عليك يا مستر " كي بورد " ، فقد وصلت الفكرة ، لقد أصبحنا تابعين للتكنولوجيا ، لا بل مستَعمرين من قبلها ، استعماراَ لا جلاءَ منه ولا اندحاراً له ، دون أن يُلفتَ  ذلك هيئة الأمم المتحدة أو لجان الدفاع عن حقوق الإنسان ، وكلما زاد من استعماره لنا قلنا : أما من مزيد ؟
فمن يتجرأ على المطالبة بجلاء هذه التكنولوجيا عنا ، كأنه يحكم على نفسه وعلينا بالتخلف والتأخر.
كل هذا يحصل حين يخزلك حرف ال C ، فتذهب لشراء " كي بورد " جديد أنيق ( لاعناً " الكي بورد " القديم والتكنولوجيا  معاً !!) ، لتدفع ثمن لعبةً لطفل صغير للحصول على لعبةٍ لطفلٍ كبير وتعود من البداية .... مطلقاً العنان لأصابعك لتمارس حريتها دون أية ضوابط أو حدود ،
ولكن على " الكي بورد " فقط.
ريمون جرجي
حلب 19/09/2006
Ray11968@hotmail.om[/b]

32
حلب 13/09/2006
حول عرض مسرحية " النبي " لجبران خليل جبران في حلب

كانت القنصلية الملكية الهولندية بحلب قد دعت لحضور مسرحية  " النبي " التي هي إحدى مؤلفات الأديب والشاعر والفيلسوف جبران خليل جبران ، وذلك مساء يومي الجمعة والسبت 1 و 2 ايلول 2006 عند الساعة الثامنة والنصف تماماً ، على مسرح مديرية الثقافة بحلب ، السبع بحرات ، والنص المسرحي من إعداد السيدان القنصل حسين عصمت المدرس والفرنسي أوليفيه سالمون ومن إخراجه أيضاً ، بينما قدم العمل مجموعة من طلاب جامعة حلب باللغتين العربية والفرنسية في آن معاً .   

•   نظراً لشهرة الأديب جبران خليل جبران وقيمة أعماله ، خصوصاً مؤلفه " النبي " وأيضا مع السمعة العطرة التي تميزت بها أعمال الباحث السيد حسين المدرس وإبداع المخرج اوليفيه سالمون الذي يحضر لنيل شهادة الدكتوراه الجامعية عن حلب في أدب الرحالة الأوروبين خلال الفترة العثمانية مابين عام 1516 إلى بدايات القرن العشرين، هذه الأسباب كلها دفعت الكثيرين من المدعويين للحضور  قبل الوقت المحدد لبدء العرض المسرحي وخاصة أن المسرحية ستُعرض مرتين فقط !!!  فكان حشد لابأس به واقفاً أمام باب القاعة مبدياً الإستغراب من إنشغال الصالة بإحدى المؤتمرات التي أقامتها إحدى الجهات ( أحد الأحزاب ) حتى الدقائق الأخيرة من موعد المسرحية ، فكان من نتائج هذا التباين أن الصالة بقيت مشغولة حتى الثامنة و20 دقيقة ، حيث كانت القصائد تتلى على ثلة بسيطة من الحاضرين ( بشكل عادي وبطيئ وكأن الوقت لا قيمة له ) وهكذا لم يتسنى التهيئة الرسمية لبدء العرض ولدخول الجمهور إلى الصالة إلا قبل 10 دقائق فقط من الموعد الرسمي ( بعكس ما يحدث في المسرحيات التجارية عادةً ) وهذا ما أخرمن بدء العرض لتلافي الآثار السيئة التي تركها تأخير تسليم الصالة والعبث بمستلزمات المسرحية كالقضاء على كمية كبيرة من الفواكة الطازجة التي كان سيتم الاستعانة بها في العرض المسرحي التي تم أكلها ورمي قشورها على الأرض وأن أدوات أخرى تم العبث بها وانتزاعها من قبل المشاركين في المؤتمر ولم تنفع الاعتذارات بعدها من حل الإشكالات الكثيرة التي سببتها هذه التعديات .
•   الحضور المميز الذي شغر مقاعد الصالة كلها ، بدا عليه أنه يعشق اللغة الفرنسية ، الثقافة الراقية، والمسرح الجاد لا المسرحيات التجارية ، سيدات وفتيات حلبيات كن يتهامسن ويتبادلن التحية قبل المسرحية باللغة الفرنسية وهذا ما افتقدناه في حلب منذ زمن طويل حتى اعتقدنا أن اللغات قد انحصرت في الجامعات والمعاهد وذكرتنا بأن أهل حلب اتقنوا لغات أخرى فضلاً عن العربية .
•   رسومات الأديب الفنان الرسام جبران التي تم عرضها قبل بدء عرض المسرحية مع فقرات من أهم كتاباته وانطباعته مع مرافقة الموسيقى الشرقية الرائعة وأغنية فيروز الشهيرة التي غنتها من كلمات الأديب جبران / المحبة / هيأت الحضور ونقلتهم إلى أجواء مكانية وزمانية وولدت لديهم المشاعر والأحاسيس ذاتها التي عاشها جبران ودفعته لإبداع كتاباته .
•   كلمات النص الرائعة ، ( رغم ضعف أصوات الممثلين لعدم استخدام وسائل صوت مكبرة بهدف تقديم مسرح جاد حي دون مؤثرات ) ساهمت في حمل الحضور على متابعة همسات وكلمات الممثلين الرومانسية باللغتين العربية والفرنسية معاً كتجربة فريدة في مسرحنا المحلي تكراراً لتجربة مسرحية المجنون التي قدمها السيدان حسين المدرس واوليفيه سالمون قبل عامين .
•   حل المخرج مكان أحد الممثلين الذين انشغلوا بحضور المهرجان المسرحي الذي اقيم في إدلب ، فكان دوره إنقاذاً سريعاً لإكمال العرض ، ونظراً لاتقانه اللغة الفرنسية فقد تجلى تمثيله الرائع ونطقه السهل أريحية في التمثيل والحركة بشكل أفضل من باقي الممثلين ، الذين بذلوا جهداً مضاعفاً في حفظ النص ونطقه وتمثيله بشكل يليق بكل مؤثرات المسرحية رغم فقدان وسائل التمثيل التي سبق ذكرها.
•   الفيلسوف الألماني شوبنهاور يقول: قل لي ما هي قدرتك على الصمت اقل لك من أنت! هذا ماعشناه جميعاً نحن الحاضرون نتيجة الجو الذي أضفاه العرض ، فقد خيم الصمت على الحاضرين متابعين مهتمين غير منشغلين ، فشكراً ياجبران لأن كلماتك  أشعرتنا برهبة وخشوع فكم وددنا حينها لو أشعلنا الشموع ! أعتقد أن كثيرين تلهفوا لإقتناء كتب جبران ، وقراءة مؤلفاته ، والنهل من أقواله ، وهذه من إحدى وأهم أهداف العرض برأي الشخصي على مااستنتجت . وهنا تتأكد المقولة التي تقول " لا يذكر التاريخ بالحسنى أسماء الطغاة، لكن البشر يذكرون و يحترمون المفكرين " لعل هذا ما حاول السيدان حسين وأوليفيه على قوله من خلال عرضهما لهذا النص بهذا الشكل الأنيق دون تكلف أو مبالغة .
•   في تحليل شخصي عن الدوافع التي ساهمت في خروج هذا العمل الناجح وعرضه للجمهور ، وعن دوافع السيد الباحث حسين المدرس على تبنيه لهكذا نشاطات ومعارض كتب ولوحات وصور نادرة باستمرار،  لم أجد إلا الاستعانة بقول لأديبنا الكبير أطال الله في عمره حنا مينة " القلق : هو المحرض على الحب والإبداع، والطمأنينة: قاتلة الحب والإبداع " ولعل حالة القلق هذه هي التي تسيطر على باحثنا وتدفعه للإبداع دائماً وتحثه على المثابرة وبذل الكثير دائماً ولهذا فهو عادة " لا يذهب إلى حيث يسير به الدرب بل يذهب حيث لايوجد درب ، لذلك يترك أثراً خلفه دائماً " (رالف والدومرسون ) .
•   مجموعة الممثلين المشاركين وهم من طلاب جامعة حلب قدموا مسرحية جادة انسانية بلغتين في آن معاً  وكانت الفرنسية الصعبة التي أتت بشكل صحيح لغة ونطقاً كما شهد لها أصحاب الخبرة ، فمن شفاههم خرجت الحكم والدروس والمواعظ والعِبر، وفيها من النبل والانسانية ما ينبئ عن أخلاقهم السامية وهم من أهل حلب الغالية .
•    أتمنى على أدبائنا وباحثينا ومثقفينا أن يقدموا لنا دائماً نشاطات وأعمال تَرفع من قيمة الإنسان وتُهذب من أخلاقه وتدفعه لحب وطنه وأبناءه من خلال الإخلاص والصدق والعلم والمحبة .

ريمون جرجي

حلب 13/09/2006
Ray11968@hotmail.com[/b]

33
أمسية أناشيد وطنية وسريانية بحلب

ضمن احتفالية حلب عاصمةً للثقافة الإسلامية ، أقامت مطرانية السريان الارثوذكس في حلب حفلاً فنياً لأناشيد وطنية ومنوعات سريانية وعربية ، أحيتها جوقة السريان الأرثوذكس على مسرح مديرية الثقافة بحلب مساء الجمعة 14/07/2006.
افتتح بكلمة السيدة سيرمولا تورو جرجي رئيسة الجوقة التي تحدثت عن مشاركة السريان في حلب للإحتفالية ومساهمة جميع الثقافات وتأثيرها في ثقافة مدينة حلب .
بدأ الحفل بترديد النشيد السوري من قبل الجوقة وشارك معها الحاضرين التي غصت بهم مقاعد المسرح ، فمع نشيد بلاد العرب أوطاني إلى سوريا يا حبيبتي ، ارتفعت حرارة وحماسة الحاضرين وأفعم الجو بروح الوطنية الصادقة انتقلت بعدها الجوقة إلى أغاني مختارة مثل الحلوة دي، فوق النخل ، يامايلا عالغصون وغيرها.
بعدها كان نصيب الأناشيد السريانية مثل " بيت نهرين " و" ليشونو دومتو" " نوم حابيب " وقنشرين مربيونيتو " وغيرها .
ثم اختتمت  الجوقة بأغانٍ رومانسية رائعة  مثل : نحنا والقمر جيران، وطلوا حبابنا ، علموني ،  ونسم علينا الهوا .

كلمة نيافة المطران يوحنا ابراهيم مطران السريان الأرثوذكس بحلب راعي الاحتفال أتت في نهاية الحفل ، متحدثاُ فيها عن ثلاثة أسبابٍ ودواعٍ لإقامة هذه الأمسية  أولها : تأكيد مشاركة السريان في احتفالية حلب كعاصمة للثقافة الاسلامية وتعبيرهم على أن هذه الثقافة شارك فيها كل أبناء حلب بمختلف أديانهم وطوائفهم وكان لابد للسريان أن يساهموا في هذه الاحتفالية.
ثانيها: حوارالثقافات واللغات وخاصة أن اللغة السريانية الآرامية هي لغة سوريا الأصلية وهذه اللغة هي لغة العلم مازالت حية لم تمت ولن تموت بالتواصل وأن العربية والسريانية لغات ثقافة تتفاعل وتتداخل وتتحاور وهذا ما أكدته هذه الأمسية الغنائية .
ثالثها: إن عطاء أبناء الوطن هو من الضروري لنجاح للوطن ، وأن هذه الأمسية هي تعبير عن المقاومة لما قد يبثه العدو في عدوانه على أقطارنا وشعوبنا وهي رسالة موجهة للعالم عن الإخاء الديني والعيش المشترك لأبناء سوريا وأبناء حلب  ،
وختم بقوله : إن ما قدمناه اليوم هو نتيجة تعب وجهد لأفراد الجوقة شباباً وشابات من أبناء هذا الوطن ، ونحن هكذا ننشئ الجيل ونعلمه على حب الوطن ونعلمه الأغاني التي تؤسس أخلاقاً رفيعة و تبني جيلاً ناضجاً نحن ووطننا بحاجة إليه .

ختاماً : تعب أشهر عديدة، سهرات طويلة بعد عناء ساعات العمل اليومية ، تدريبات قاسية ، ومتابعات مستمرة ، وقيادة رائعة  من السيدة مارغريت خجادوريان باندك ، وجهود 32 شاباً وشابة كانت من أهم أسباب نجاح هذه الأمسية الوطنية الغنائية،  هذه الأمسية كانت رداً لا شعوريا دون سابق تخطيط وكأنها مواكبةٌ عفوية للأحداث الأليمة والعدوان اللا انساني الذي كان يتعرض له لبنان الشقيق وشعبه الصامد من قذائف وصواريخ وقنابل العدو الإسرائيلي ، وحين أتت أخبار قصف البارجة الإسرائيلية من قبل المقاومة اللبنانية وإصابتها بنفس لحظات اختتام الأمسية تقريباً جاءت  لتكلل فرحة المشاركين  وترفع من حرارة مشاعرهم التي جاشت بها أنفسهم خلال الأمسية .

ريمون جرجي
حلب 15/07/2006
Ray11968@hotmail.com[/b][/size][/font]


34
السريان والإشعاع الإسلامي في حلب

 لوحات ضوئية جميلة جداً لأشهر مساجد حلب الإسلامية كجامع الشعيبية الذي يعتبر أقدم مسجد في حلب أو كجامع العثمانية ، السلطانية ، الخسرفية ، جامع الغزالي ، الأموي ، الرحمن أو جامع التوحيد وغيرها من لوحات عديدة لا تقل أهميتها عن بعضها بعضاً ،
عرضها الفنان الضوئي " جهاد حسن " الذي سبق أن أقام معارضاً كثيرة منها " استانبول في صور " عام 2004 تلاه معرضاً باسم " حلب في استانبول " عام 2005 الذي أقامه بصالة أتاتورك بمدينة استانبول التركية .

لم تتوقف جرأة هذا الفنان الكريم على عرض لوحاته أمام رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب أرودغان وأمام السيد المهندس ناجي العطري رئيس مجلس الوزراء في سوريا ، أو من خلال نقله لوحاتً عن مدينة حلب إلى قلب مدينة استانبول ، بل تجلت جرأته بإقامة معرض "الإشعاع الديني في مساجد حلب " في صالات مطرانية السريان الأرثوذكس بحلب وتحت رعاية أمين فرع الحزب بحلب ونيافة راعي أبرشية حلب المطران يوحنا ابراهيم ، الذي بدا واضحاً وجلياً اهتمامه الفائق بمثقفي حلب من كل الأديان وهو الذي أهدى حلب مؤخراً كتاباً جيداً بعنوان  " قبول الآخر"

أما عن لوحات المعرض التي عرضت التراث المعماري والهندسي لمساجد حلب ، فكانت غنية وجيدة ونادرة تعرف من خلالها الكثيرون   على أماكن لم يزوروها أو أشكال لم يتنبهوا لها مسبقاً
أما عن العيون التي  بدت متسائلة عن سبب ومغزى إقامة هذا المعرض في مطرانية ، والتي أوضحتها كلمات نيافة المطران في كلمته المختصرة عند الافتتاح بأن هذا المعرض يأتي أيضاً كتعبير عن العيش المشترك وقبول الآخر وضمن الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة الاسلامية ، أما عن الأدب الجم والتواضع الملفت للفنان جهاد التي تدل كلماته عن إيمان عميق بدينه وعبادته لله من خلال أعماله ، فقد أتت كلماته توضيحاً عن هدف سامي ونبيل ودوافع قوية لإظهار الإشعاع الإسلامي أينما كان وفي كل مكان محترم وراقي فكيف بدار مطرانية يتعبد من خلالها لله وحده .
ملاحظات :

•   سيدات وسادة من الحاضرين شاهدوا صوراً لمساجد في حلب لأول مرة ، وزاد فيها حسن تصوير اللوحات والحس الفني للفنان جهاد.
•   زار المعرض أدباء وفنانون وسيدات ورجال من حلب فكانت تظاهرة أدبية ملفتة بحضورها مشعة بشفافيتها ، ول كانت خجولة بعدد حضورها!.
•   تساؤلات طُرحتْ : إن كان إقامة هكذا معارض للوحات وكتب إسلامية في مراكز مسيحية هل سترشدنا قريباً إلى إقامة معارض مسيحية في أماكن ودور إسلامية مستقبلاً حتى تعطي ملامح الإخاء والعيش المشترك والتناغم بين أبناء مدينة حلب ؟

وهذا هو قمة التآخي والعيش المشترك وقبول الآخر وخاصةً في ظل الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة الاسلامية التي ساهم فيها أبناء حلب بكل أديانهم ومختلف طوائفهم وهذا ما أكدته جميع الندوات والحوارات والمطبوعات التي دارت تحت كنف هذه الإحتفالية.

ريمون جرجي
Ray11968@hotmail.com
 
حلب  28/05/2006

35
معرض " العصر الذهبي للكتاب الاسلامي المطبوع باللغة العربية في العالم الاسلامي
للباحث القنصل حسين عصمت المدرس "



افتتح مساء الجمعة الواقع في 12/05/2006 هذا المعرض بدار مطرانية حلب للسريان الأرثوذكس وهو المعرض الوثائقي الاول في سورية عن طباعة الكتب الاسلامية وبداية انتشار الثقافة الاسلامية المطبوعة.
تم الافتتاح برعاية نيافة مطران حلب للسريان الارثوذكس وحضور السيد الدكتور معن الشبلي رئيس مجلس مدينة حلب ، كماحضرها نيافة المطران صليبا شمعون مطران الموصل ، ونيافة المطران جورج صليبا مطران جبل لبنان للسريان الارثوذكس ، اللذين يشاركان في  فعاليات مؤتمر التراث السرياني الحادي عشر في ذكرى مرور 1700 عام على ولادة ما افرام السرياني السوري بعنوان ( ما أفرام السرياني شاعر لأيامنا ).
كما حضر افتتاح المعرض لفيف كبير من رجالات وسيدات مدينة حلب وضيوفاَ أجانب وعرب ، أدباء وعلماء ، رجال دين وفكر ومثقفين مولعين بالكتاب ، تضمن المعرض كتباً أصلية مطبوعة لأدباءً وكتاباً كبار ، يرجع تاريخ طباعتها إلى الفترة من عام 1790 إلى 1936 للميلاد ، حيث طبعت بعضاً منها في تركيا والهند وايران وأوزباكستان .

القنصلية الملكية الهولندية بحلب وجمعية المرأة السورية للعلوم والتكنولوجيا SWST دعتا للمعرض ضمن دعوات " بروشورات" أنيقة فاخرة التصميم والإخراج احتوت على كلمات صادقة تخص المعرض  ، زينتها كلمة سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون  مفتي عام الجمهورية ، أما من كلمة الباحث صاحب المعرض فأختار :
" إن معرضي هذا حول انتشار الثقافة الاسلامية المطبوعة بين عامي 1790 و 1936 للميلاد ونحن نحتفل بحلب عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006 هو أقل ما يمكن أن أقدمه بهذه المناسبة، لأضعه وردة بين يدي مدينتي حلب الشهباء عربون وفاء لما قدمته للعالم أجمع "                                                            حسين عصمت المدرس

ويعتبر هذا المعرض هو الثاني عن الكتب للباحث القنصل حسين المدرس ، حسيث سبق أن أقام العام الماضي معرضاً عن الكتب المسيحية الأولى المطبوعة في الشرق احتوى على أمهات الكتب الأصلية وكنوز أولى من المطابع العربية .
ومع افتتاح هذا المعرض يصل الباحث الكبير إلى تحقيق نصف حلمه الذي يسعى إليه منذ سبعة عشر عاماً ، فمازال أمامه طريقٌ لتحقيق النصف الثاني من حلمه بإقامة معرضاً للكتب العلمية ومعرضاً للكتب الأدبية أيضاً .
وبهذه المناسبة أرتجل نيافة المطران يوحنا ابراهيم حديثاً نابعاً من قلب  رجل يعشق الوطن ويفيض بالحب والتسامح مع الجميع فعبًرعن شكره وامتنانه للباحث والحضور الكريم ، وربط في كلمته بين معرض الكتب الاسلامية ودار المطرانية ، فتحدث عن الإخاء الديني الذي يعم هذا الوطن ، وعن الفرحة العارمة التي تجتاح أهل حلب بكل فئاتهم وأديانهم بمناسبة الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة الاسلامية ، أما عن الحوار بين الأديان ومبدأ قبول الآخر والتعايش المشترك فقد وجه نيافته دعوة إلى الخارج كي يُلحظَ هذا التعايش الرائع ويُعرفْ مايعيشه أهل حلب من صفاء ووئام ، كما شكر الباحث على جهوده الجبارة التي بذلها في جمع هذه المقتنيات الأثرية النفيسة وأسلوب عرضها وترتيبها الرائع التي أخذت الوقت الكبير والجهد الوفير منه في سبيل إقامة هذا المعرض .
وفي نهاية حديث نيافته قدم الشاعر الوطني المعروف الأستاذ رياض عبدالله حلاق الذي كعادته دائمأً وحضوره اللافت فاح بكلمات عطرة وختمها بقصيدة رائعة بعنوان " الكتاب " شكر وقدر للباحث وأسرة آل المدرس العريقة على هذا الجهد الجبار المميز مبتدئاً القصيدة بكلمة " إقرأ " التي كان لها وقع كبير في آذان الحضور والمستمعين عرج فيها عن المعاني النبيلة الانسانية الصادقة والعلاقة التسامحية والتكاملية بين الدينين الإسلامي والمسيحي وتوحدها في عبادة الخالق سبحانه وتعالى.
هذا ويستمر المعرض لغاية يوم الثلاثاء   16/05/2006 والدعوة عامة .

ريمون جرجي


رأي في معر ض " العصر الذهبي للكتاب الاسلامي المطبوع باللغة العربية في العالم الاسلامي " للباحث القنصل حسين عصمت المدرس

حين تتجه غالبية  الناس وتتهافت لقراءة صفحات الانترنت وإعادة تحويل الإيميلات كنوع هش من الثقافة التي ليس لها موثوقية كنتيجة  ليسرها وسرعة الاطلاع على مضامينها ،  نتفاجأ بباحث من سوريا يتجه إلى منحى آخر من البحث والاقتناء مع أنه لاتنقصه الفطنة والذكاء فهو يتمتع بقدر كبير من الأصالة والوفاء  ، فيبدو أنه يعشق الكتاب عشقاَ لم تصفه كل قصائد الحب العذري ، فلديه دوافع للسفر إلى بلاد العالم الواسع للبحث عن أصل كتاب ، سبق أن تمت طباعته في دولة ما ولكن بلغة عربية منذ  عدة مئات من السنين ، فرحة هذا الباحث وسروره لا تنبع من جمع هذه الآثار والكنوز بل تنبع من خلال عرضها على الجمهور والباحثين عن العلم والثقافة والدين ، تخال أن في مخيلته شمساً تضيء له طريقه لينجز أحلاماً سها عنها الكثيرين منا، تواضعه الجم في الحوار ، وإسهابه في الشرح عن كل كتاب من الكتب المعروضة وكأنها جزء منه وهو جزء منها ، طريقة عرض الكتب والخزنات  الجميلة الراقية التي استراحت فيها الكتب المعروضة لحمايتها من العبث تدفعك للإعتقاد بأنك في متحف عالمي راقٍ يدفع الناس نقوداً كثيرة للإطلاع على مقتنياتها والاستمتاع بها ، بينما هنا يعرضها صاحبها دون مقابل بكل حب وزهو وعنفوان , فخره بأنه من سوريا ومن حلب بالتحديد لا يعادله سوى حبه في البحث والمتابعة وحفظ التراث .
يفاخر الباحث حسين المدرس بأجداده مفتيا حلب الشيخ عبدالرحمن أفندي المدرس(1840 م ) والشيخ تقي الدين باشا المدرس ( 1892 م ) ويهدي معرضه هذا إلى روحمها الطاهرة وهذا يدل على تواصل الأجيال وتكاملها لا صراعها من الناحية العلمية والأدبية فلابد أن أرواح
أجداده الطاهرة وهي ترفرف في جنان النعيم والخلد  تشعر بالغبطة والسعادة لهذا الابن البار الذي جعل مسيرة أجداده مشاعل نور لدرب قرر أن يكمله الآن بهكذا أعمال.
وقد احتوى المعرض على كتب قلما يراها أو يحوز عليها انسان في هذا الزمان فمن كتاب " تفسير القرآن الجليل المسمى لباب التأويل في معاني التنزيل" تأليف علي بن محمد ابراهيم المعروف بالخازن الذي طبع في مصر عام 1830 م ، إلى كتاب "النفحات النبوية في الفضائل العاشورية " للشيخ حسن العدوي الحمزاوي ( مصر عام 1830م ) وأيضاً كتاب "أصل التوحيد ومايصح الاعتقاد به" للإمام أبي حنيفة المطبوع في نيودلهي عام 1872 م ، لنصل إلى كتاب مهم له عنوان معاصر هو " مبدأ في بيان ارتباط التمدن بدين الاسلام" لصاحبه عبدالحميد الجابري الحلبي المطبوع في بيروت عام 1904 م الخ من كتب قيمة ومجموعات متكاملة ومتنوعة مطبوعة باللغة العربية.

ونحن ( أهالي حلب ) في زهوة أفراحنا  باحتفالات اختيار عاصمة للثقافة الإسلامية ، ومن خلال هذا المعرض النفيس كأن الباحث القدير  يعاهد نيابة عن أهالي حلب أجمعين ، بأن أهالي حلب  سيبقون باحثين ومنقبين عن الأصالة والأدب فما " حلب إلا حضارة وأدب " وستبقى حلب عاصمة للثقافة لا بل هاهم يضيفون إليها وإلى تاريخها عبقاً ستأتي أجيال لاحقة لتعرف عن حلب وأهلها ورجالها الوطنيين اللذين فاحت نفوسهم بحب الوطن وتراثه ، وسيقدمون تركة التراث الوطني للأجيال القادمة كما تسلموه من أجدادهم لا بل أضافوا إليه  .
كلمة نيافة مطران حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم التي ارتجلها اثناء افتتاح المعرض أوضحت للحاضرين معنى العلاقات الرائعة بين أهالي حلب ومدى التواصل والتلاحم بين الشعوب والأديان وضرورة عدم قطع الحوار واستمراره لما فيه خير للأجيال و الأوطان ومبدأ قبول الآخر الذي ظهر من خلال أعمال ومعارض الباحث حسين  ، وقد نبعت من نيافته كلمات التوحد بين الأديان وتلائم الانجيل مع القرآن من تسامحٍ وغفرانْ ، وهذا ما أتى على إنشاده شاعر حلب والوطن رياض عبد الله حلاق في قصيدته الرائعة التي سبكها من جواهر الحروف والكلام ، التي أعطت لكتب المعرض زخماً وللحضور فخراً ولدار المطرانية شرفاً وطنياً ولأهالي حلب تسامحاً دينياً راقياً فقد أخى بين أبناء الوطن وجعلهم سواء بكل فئاتهم وأديانهم ، وألهب الحماسة الوطنية للحاضرين فصفقوا له شاكرين.
ريمون جرجي حلب Ray11968@hotmail.com

صفحات: [1]