عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - Pierre Iwaz

صفحات: [1]
1
الإعلام المسيحي المشرقي بين الحاضر والمستقبل

بقلم: المهندس بيير حنا ايواز / حلب سورية

أولا ، لا بد من تحديد من هم مسيحية المشرق الاساسيون .. من آشوريي العراق إلى أقباط مصر ومرورا بسريان الشام بمن فيهم الموارنة وغيرهم .. في نطاق ما يسمى اليوم بالشرق الأوسط .

ولا شك بأن ( مسيحية المشرق ) ليسوا كلهم كتلة واحدة متجانسة.. وإنما تاريخ المسيحية المشرقية حافل بكل تلك التناقضات وحتى التناحرات .. من خلال طروحات طائفية ومذهبية وخاصة ( الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية البروتستانتية ).

وليس خافيا على أحد .. من ان عام ( 2010 ) هو امتداد طبيعي لقرون سابقة ماضية .. على الأقل منذ عصر الإمبراطورية العثمانية / التركية وانهيارها في بداية القرن الماضي .. وتلك المصائب التي ألمت بالمسيحية المشرقية عموما في هجرات ( السفر – برلك ) ولغاية أحوال مسيحية العراق مؤخرا .. ومسيحية الشرق الاوسط عموما في الآونة الاخيرة..

ونبدأ مقالنا هذا بطرح التساؤل:
أين الإعلام المسيحي المشرقي .. والى أين يتجه ويسير .. وأين ( الرأي العام ) المسيحي المشرقي في كل ما جرى ويجري بهم ومن حولهم .. ولماذا هذا الصمت المريب واللامبالاة وحتى التهرب والانتهازية من مواجهة حقائق الارض الواقعية والتحديات المعاصرة ..

إن مبدأ ( التعايش السلمي والعيش المشترك ) هو لا شك مبدأ إنساني حضاري راقي تماما .. ولكنه يشبه مبدأ ( الحياد ) ، إذ لابد من إضافة كلمة ( حركية حياتية ) وهي الإيجابية في التعايش السلمي أو العيش المشترك وحتى الحياة المشتركة الإيجابية ..  وهذا يعني أن          ( الإيجابية ) تفاعلية تبادلية خارج نطاق السلبية أو اللا موقف.. حتى أن الحياد لا بد وان يكون إيجابيا ذي فكر وموقف واتخاذ قرار .. حيث حياة الإنسان ( دين ودنيا ) معا .

ومن هنا لا بد للإعلام المسيحي المشرقي أن يكون إيجابيا فعالا نشطا .. بالحيوية والطاقة والنشاط .. والرأي العام والفكر والثقافة وغير ذلك .. و لا يمكن الوقوف أو التوقف في منتصف الطريق والتفرج على العالم .. بدون التفاعل أو المشاركة أو على الأقل إبداء الرأي أو إشعال شمعة بصيص نور وأمل ..

واليوم .. وإذا أخذنا ( بالصدفة ) مجلة مشرقية مسيحية لطائفة معينة منذ مئة عام وما قبل ، فإننا لن نجد ( فرقا جوهريا أو بالمضامين ) ما بين محتويات تلك المجلة وأي موقع إلكتروني مسيحي مشرقي .. سوى بالشكل والقشور ( إذ تتحول الصفحة الورقية السابقة إلى مجرد إلكترونية ) ، بينما المضامين والتوجهات والأفكار .. لا بل وحتى الأساليب .. هي هي ذاتها وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد .. ولكن للأسف قد يكرر التاريخ ذاته ولكن بشكل أو أشكال اكثر مأساوية وربما سخرية.. أليس كذلك ، عزيزي القارئ الكريم ؟!



2
الإعلام السرياني.. مابين الداخل والخارج

بقلم: المهندس بيير حنا ايواز

 
نعتقد جازمين بأن الإعلام السرياني اليوم في أزمة ومأزق حقيقي ( أو على الأقل يمر في مخاض عسير جدا ) وذلك لأسباب منها تاريخية ومنها تقصيرية .. أي غير مبررة في عدم وضع النقاط على الحروف ..  ورب قائل:  بان المنطقة تمر في ( منعطفات تاريخية حادة ) ، ونقول: كل منطقة تمر في منعطف تاريخي على الأقل مرة كل ( نصف ) قرن ..

وفي العقود القادمة سيكون المعدل ( مرة كل عقد ) ، وبالتالي لا بد من مواجهة الحقائق والوقائع والموضوعية اليوم قبل الغد .. وهذه من مسؤوليات وواجبات النخبة وأولي الأمر.. سواء اكليروس أو مدنيين من المجتمع المدني العام أو حتى الجماعات المدنية المستقلة ،  وليس مجرد ( نخبة / مختارة ما يسمى بالعلمانيين ) ، وبرأينا المتواضع ( العلمانيون هم رجال الدولة / الحكم في الدول المسماة بالعلمانية مثل فرنسا وتركيا ) .. والعلمانية بحد ذاتها مصطلح مستحدث .. غير واضحة المعالم كما اللون ( الرمادي ) ، بمعنى أن تركيا اليوم إسلامية ، كما فرنسا مسيحية ، لا بل الاتحاد الأوروبي الحديث اتحاد مسيحي في واقع الأمر ، ومن يقل غير ذلك فانه يتكلم ( السياسة والديبلوماسية لا اكثر ) .
 
ونتابع لنقول: ليس مهما أو كافيا فقط أن تكون محقا في طروحاتك ، وإنما الأهم في كيفية اظهارك وتقديمك وسلوكك في مسألتك أو قضيتك .. وكم من قضية عادلة ومحقة تضيع في غياهب ( الملفات أو الزمن أو الغبار أو الخ ) بسبب سوء تصرفات أو سرعة غضب أو سوء منطق أو غير ذلك ) .
 
 ولابد من التحرر من ( الأحكام المسبقة ) ، كما ( إسمنت البيتون ) المسلح المسبق الصنع أو معاد التقوية .. ولابد من ( المرونة ) في الحياة مع النفس والقريب والبعيد .. و لا يمكن العيش في ( عزلة ) تامة مع أوهام انك ( صح ) والآخرون كلهم على ( خطأ ) وخاصة اليوم في عصر العولمة والإعلام والاتصالات .. ومن هنا تركيزنا على ( الإعلام / المتعددة الأشكال والوسائط والوسائل ) وبما يخص في ( السريانيات ) تحديدا والتي هي ( تراث ) عالمي بامتياز ويلقى التقدير والاحترام عالميا .. ويكفينا فخرا على أن السيد المسيح قد نطق وتكلم بالآرامية السريانية لأنها كانت السائدة ثقافيا وشعبيا في تلك الأزمان .. أي أن السيد المسيح أعطى الأولوية تحديدا للثقافة السريانية بمفهومها الإنساني العالمي ..  وليس لأسباب عرقية أو سياسية أو غير ذلك .. وبالتالي لا بد لنا جميعا أن نكون على مستوى عال من المسؤولية والدقة .. وخاصة في الإعلام المعاصر اليوم الواسع الانتشار في كل العالم بشرقه وغربه ..
 
 ونتخطى هنا من ( المحليات الداخلية / الإدارية التنظيمية .. ) الأسهل والابسط  والتي هي ( تحت المجهر العالمي ) والاختبار والامتحان .. نتخطاها إلى الدائرة التالية ( الداخلية الحقيقية ) وهي الدائرة العربية وهي الأهم نظرا للتلاحم السرياني العربي عبر كل العصور .. وكذلك أهمية الارتباط السرياني مع الحضارة والثقافة العربية الإسلامية بشكل استراتيجي في وحدة مسار ومصير وأهداف .. ضمن إطار الوطن والوطنية والهوية والانتماء .. والحياة والعيش المشترك الواحد بكل معنى الكلمة .. ومن هنا المنطلق وبعد ذلك يمكننا الاستناد إلى هذه القاعدة التاريخية الجغرافية الحضارية الصلبة ( المادية والروحية ) ، يمكننا الانطلاق نحو ( الخارج والشتات والانتشار .. والامتدادات .. ) وعبرها أو بالأحرى معها سويا نحو العالمية ..
 
 وهنا مربط الفرس أو بيت القصيد .. ولكن باختصار نقول زبدة الكلام / وخير الكلام ما قل ودل .. واللبيب من الإشارة يفهم :
 
السريانية هي ( حضارة وإيمان ) .. ومن هنا ننطلق اليوم وغدا .. نحو الآفاق الرحبة .. أي من ( الداخل ) إلى ( الخارج ) .. وليس بالعكس !!
 
ومع احترامنا ومحبتنا وتقديرنا للجميع ( داخلا أو خارجا ) على السواء .. حيث من في الداخل اليوم قد يكون في الخارج غدا أو وبالعكس ..
ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع في خدمة مجتمعاتهم .. والمجتمع السرياني المشرقي العربي والإسلامي المسيحي بشكل عام .


3
التلويح بالنووي من الردع إلى الإستباقية ...

بقلم: بيير حنا ايواز   مساهمات القراء

ظهرت الطاقة والأسلحة النووية الذرية في أواسط القرن ( 20 ) الماضي بعيد الحرب العالمية الثانية .
وبالتالي كلمة أو بالأحرى مصطلح ( الردع ) يعود إلى أدبيات القرن العشرين الماضي وخاصة في سنوات الحرب الباردة ما بين القوتين العظميين الاتحاد السوفياتي وأمريكا ، بينما بدايات القرن ( 21 ) الحالي تشهد مصطلحات جديدة تماما بديلة لمفهوم الردع مثل الوقاية والاستباقية وغير ذلك وفقا لظروف ومعطيات العولمة وتشابك العلاقات الدولية عبر نشوء قوى جديدة مثل الاتحاد الأوروبي والصين والهند بالإضافة إلى أمريكا وروسيا واليابان والخ.

القوة الرادعة أو الردعية تعني الاستقرار والسكون ما بين طرفين أو خصمين في العلاقات الدولية قديما وحديثا ، بمعنى أن الطرفين يملكان من القوة العسكرية ( الساحقة والماحقة ) ما يكفي لتدمير الطرف الآخر تماما ، وهنا لا فرق ما بين القدرة على تدمير العالم كله مرة واحدة أو أربع مرات فالأمر سيان .. و لا فرق كثيرا ما بين الذي يبدأ بالضربة النووية الأولى ومن يرد عليه بالثانية .. وباختصار تبقى المسألة ضمن إطار توازن مستقر ( حرج ردعيا ) إلى إشعار آخر .

ولم يتغير الشيء الكثير ( قوة عسكرية ضاربة نووية ) جوهريا بين الاتحاد السوفياتي السابق وروسيا الاتحادية اليوم التي ورثت بامتياز كل مكامن القوة السوفياتية سواء العسكرية أو العلمية التكنولوجية أو الثروات الطبيعية . والأرقام السابقة منذ ذروة الحرب الباردة خير دليل في امتلاك الطرفين ( آنذاك ) بنسبة: ( 40 ) ألف راس نووي أمريكي مقابل ( 35 ) ألف رأس نووي روسي سوفياتي ، حيث مثل هذا الرقم ( 75 ) ألف رأس نووي يؤدي بالعالم كله إلى شتاء ( نووي ) وسبات عميق ..

وبدأ القرن 21 الجديد مع أحداث أيلول 2001 المؤسفة..
اليوم وفي بدايات هذا القرن الجديد ..  لم تعد ( العقائد ) العسكرية للجيوش النظامية الكبرى في العالم ذاتها كما كانت قبل عقد من الزمن ..  وإنما تغيرت من حالة الاستقرار ( السكوني الستاتيكي ) إلى الحالة الحرجة ( الديناميكية الحركية ) المتغيرة باستمرار لحظي ..
بحيث تم دمج مصطلح الوقاية أو الوقائية ( الأخف وطأة نسبيا ) مع مصطلح لاحق ( الإستباقية ) الأكثر خطورة وغموضا ..
أي من حالة مبدأ الردع إلى حالة مبدأ الاستباقية ..  والتي تعني في واقع الأمر انعكاسا طبيعيا لواقع حال العلاقات الدولية في ظل ما يسمى بالنظام
( الفوضوي ) العالمي الجديد وأهمية دور الأمم المتحدة في مجمل القضايا العالمية الكبرى وتحدياتها في المستقبل القريب المنظور .



4
المعلوماتية بين الأقلام والسيوف ...
بقلم: بيير حنا إيواز   


 زهرة جميلة..
بين القلم والسيف وبالتالي يأتي مصطلح المعلوماتية فن برمجيات وأعتدة وبالتالي منظومات الاتصالاتية والإعلام.. الصحافة، الكتابة، الفكر ومنتديات الانترنيت.. وقاعات المؤتمرات والمؤامرات وأصحاب القرار والنفوذ والسلطة والمال والبترول والذهب..

ولغاية الألعاب النووية الذرية في عالم التطرف والعنف والإرهاب.. والتلوث الفكري والبيئي معاً.. أبواق منتشرة هنا وهناك.. والكل خائفون وبالتالي يخيفون... الخوف والقلق والرعب المتبادل.

ـ ويقول الشاعر قديماً:
السيف أصدق إنباء من الكتب         في حده الحد بين الجد واللعب

ـ وعندما تدوي المدافع.. تسكت وتتكسر الأقلام.. أو القلم في خدمة المعركة.. والقلم قبل ذلك في خدمة الفكر والسؤال ما هو الفكر، وشتان ما بين الفكر وحب المعرفة والتقدم وبالمقابل الفكر التفكيري أو التخويني أو الممتلك للحقيقة المطلقة..

ـ عش يا أخي الكريم ودع الآخرين يعيشون أيضاً.. عش أنت في حقيقتك (المطلقة) في الأرض والسماء وما وراء الكون ودع غيرك يعيش في حريته وكرامته الإنسانية ويمكنك أن لا تتعامل معه.. ولا تأكل معه أو من بين يديه.. وهذا الكوكب الأرضي لك ولغيرك.. والأرض تتسع للجميع والقوة هي قوة الإيمان والفكر والمنجزات والعمل والزرع والسلاح والعصا والزهرة.. ضد الإرهاب والفساد والاستبداد والتلوث!

بيير حنا ايواز


5
اقتصاديات متناثرة.. كرة قدم - سياحة- دعايات- إعلام

بقلم: بيير حنا ايواز


نحن هنا بصدد الاقتصاديات ( الصلبة والناعمة) في نموذج القرنين السابق العشرين والحالي الحادي والعشرين حيث يتميز الأول بالصناعات الثقيلة مثل صناعات الصلب والفولاذ والحديد والصناعات الحربية (دبابات- طائرات00)
والحالي في الصناعات ( الناعمة)مثل كمبيوترات -برمجيات- تحكم- اتصالات- فضائيات- صحف- إعلام متعدد - دعايات -إعلانات وتسويق وترويج في عالم ( الاستهلاك) والقوة الناعمة00الخ .‏

ولنأخذ مثلاً لعبة كرة القدم الأكثر شعبية في عالمنا اليوم بمعنى الأكثر متابعة ومشاهدة على تلفزة الفضائيات منها ( المشفرة) ومنها الحكومية المركزية 00 وفي كل الأحوال توجه أو توجيه الجمهور الكروي نحو الخروج من البيت والذهاب الى أماكن تجمعات (مقاهي أو نواد ومطاعم00) لمشاهدة المباراة النهائية بالأخص، هنا نجد مفعول اقتصاديات كرة القدم ابتداء من تشكيل الفرق والمنتخبات ومروراً بالتمارين والتدريبات وانتهاء بماركات الدعايات والإعلانات ( تحت تأثير شركات أو مؤسسات تجارية ورعايات00) ولغاية الجمهور المستهلك أمام التلفزيون وإخراجه من بيته إلى ( السياحة) الداخلية والإقليمية وحتى الدولية بحيث ينتقل جمهور واسع من بلد الى آخر وهو جاهز لمتابعة المباراة سواء في النهار أو الليل أو قبيل الفجر .‏

وعالم السياحة أصبح متعدد السياحات من المعالم التاريخية والأثرية إلى الترويحية والترفيهية وفق أسلوب ( السهل الممتنع) والمطلوب ليس فقط ( مشاهدة أو متابعة) الجمهور وإنما تحريضه على الاستهلاك وبالتالي صرف المال مقابل شغفه واستمتاعه باللعبة المفضلة وبالتالي نحن أمام صناعة حقيقية (مادية اقتصادية) بحيث تتضافر وسائل الرياضة مع الاتصالات والمواصلات وبناء الملاعب .‏

المهندس بيير حنا ايواز


6
الشراكة الكهربائية السورية بين العام والخاص

بقلم: بيير حنا ايواز
 
 وننطلق كمقدمة بسيطة في هذا المجال من بوابة أكبر للاقتصاد الوطني ومجالات بيئات الأعمال والاستثمار, حيث الحاجة للاستثمارات هي بحدود (مئة) مليار دولار في الخطة الخمسية.
 
والمطلوب وفق معظم وجهات النظر والدراسات الرصينة الواقعية هو في استقطاب أو جذب الاستثمارات الوطنية (المحلية) أولاً والعربية الشقيقة ثانياً لغاية عام 2015.‏
المستثمرون هم رجال أعمال بين القطاع الخاص والسؤال ما هي نسبة مشاركتهم في تأمين مبلغ مئة مليار دولار في الاستثمارات الضرورية لتحسين الواقع الكهربائي في كافة المجالات (تأمين استمرارية التغذية بلا انقطاعات دورية أو طارئة وتحسين جودة المنتج الكهربائي وتحديد المنتج النهائي بواسطة (كيلو واط ساعي, كيلو فار ساعي) استهلاك ونظام الشرائح المتبع للتخفيف من أعباء دفع فواتير (عالية) لشرائح الدخل المحدود أو غير المحدود وغير الثابت وغير المستقر.‏
 
وفي هذا المجال لا بد من تحديد مفهوم (الشراكة الكهربائية) ما بين القطاعات (العام والخاص والمشترك) وذلك بهدف إيجاد وتحقيق وإنجاز منظومة متكاملة للبنى التحتية الخاصة والعائدة للقطاع الكهربائي العام, من إدارات وفنيين مختصين مؤهلين وكوادر تنفيذية لدراسات مشاريع جاهزة أو قيد الدراسة أو مرتقبة.‏
 
والمطلوب في مشاريع الطاقة عموماً تنظيم العقود بين شركات الاستثمار والحكومة, وهنا يكون لدينا شراكات كهربائية ما بين الحكومة ممثلة بالقطاع العام زائد شركات استثمارية أجنبية مؤهلة وفق أعلى المعايير العالمية في مجالات الاستشارات وتحديد معدات وتجهيزات المشاريع ونوع من الضمان وبالأخذ على عاتقها تسليم المشروع باليد إلى الجهة صاحبة المشروع ويتضمن إقلاع بدء عمل المشروع وأعمال صيانات آنية ومتوسطة ودورية متباعدة, بالإضافة إلى عمليات تدريب وتمكين كوادر مؤهلة لمتابعة التشغيل العادي - صيانة - إصلاح أعطال وتحسين مؤشرات نظام العمل والتشغيل مثلاً تردد 50 هرتز توتر اسمي 220 فولط وثلاثي طور 380 فولط, مع نتر حيادي وخط تأريض, الشكل الجيبي الدقيق ..إلخ ولغاية توزيع الشبكات (توزيعية - متوسطة ومنخفضة التوتر) بين المستهلكين (منزلي - صناعي - خدمي) وغير ذلك.‏
 
وبهذا الشكل يكون المشروع (التحسيني أو للبنى التحتية أو الإصلاحية أو التوسعية) يكون منفذاً بشكل أساسي بالأيدي الخبيرة الوطنية وتحت قيادة وإشراف الحكومة وبمساعدة شركات استثمار وطنية وعربية أو أجنبية مؤهلة وخبيرة ذات مصداقية وموثوقية عالية لضمان إنهاء المشروع وكذلك سرعة إدخاله في النظام الكهربائي العام.‏
 
ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار واقع القطاع الكهربائي اليوم, من معطيات وبيانات وأرقام وتوصيفات وأنظمة عمل وقوانين نافذة.. ابتداء من تحديد مواقع محطات إنتاج الكهرباء تقريباً في معظم المحافظات السورية من الشرق قرب دجلة والفرات إلى الشمال حلب والساحل اللاذقية طرطوس والوسط حماه حمص ولغاية دمشق في الجنوب حيث لدينا خطوط التوتر العالي للنقل (220 ك. ف و400 و 600ك. ف) وكذلك خطوط التبادل للارتباطات الدولية (مع تركيا والعراق) ودول عربية شقيقة مجاورة وبعيدة لبنان الأردن دول الخليج العربي ولغاية مصر والمغرب العربي.‏
 
ودور القطاع الخاص هنا يكون تشاركياً في أجزاء معينة من النظام الكهربائي العام, أي تحديداً من شبكات التوزيع وملحقاتها وبدقة أكثر من شبكات ومحطات تحويل 66ك.ف ثم شبكات ومحطات تحويل التوتر المتوسط 20ك. ف وأخيراً بتماس مباشر مع المشتركين في الشبكات ومراكز التوتر المنخفض (أحادي وثلاثي الطور) ومن ثم العدادات وعمليات المناورة ولغاية مراكز جباية الفواتير ومراقبة وصيانة وتحسين النظام التوزيعي.‏
 
المهندس بيير حنا ايواز / باحث وكاتب
حلب سورية
 
 



7
أورفا – الرها مركز الثقافة الآرامية السريانية

بقلم : المهندس بيير حنا إيواز

الرها بالعربية وأورهويو بالسريانية وأورفا ، إديسا .. وهي كلها ..
ولئن تعددت تسميات الرها ، إلا أنها تبقى جوهرة متكاملة ساطعة في مسيرة الحضارة الانسانية ، خالدة بتاريخها الغني وبمساهماتها الهامة في بناء واغناء التراث السرياني ومعالم الفكر والثقافة والحضارة على مدى اكثر من 15 قرنا من الزمن . وبلغت الرها عصرها الذهبي .. بكنائسها وأديرتها ومدارسها ومكتباتها العامرة والزاهرة ، بحيث أصبحت من المراكز الهامة في الفكر والثقافة ، وفي دراسة اللاهوت والفلسفة والآداب السريانية ، وفي مؤلفات وترجمات هامة في العلوم الدينية والهندسية والطبية والفلكية وغيرها.وقد قيل في وعن الرها – أورفا الكثير ، ولكن نقتطف هنا تلك الابيات الشعرية الذهبية القائلة :
للكتب أنشئ مقدس أوحى لنا
                                                                          عصر الرها ومآثر المأمون
في بابه ازدحمت اساطين النهى
                                                                            سعيا وراء الجوهر المكنون
إن الانتشار الواسع للغة الآرامية على مدى ثلاثة آلاف عام ، والأقدار المختلفة لناطقي وأهالي هذه اللغة في المناطق المختلفة من الشرق الأوسط ، بالإضافة الى انقطاع روابط بعض مجموعات الآراميين عن بعضهم البعض نتيجة لأسباب دينية وسياسية ، كل ذلك أدى إلى انقسام اللغة الآرامية الى لهجات ، وبحيث اقترب بعضها الى حالة لغة .وهنا تظهر بشكل خاص اللهجة الآرامية ( المحلية ) لشمال بلاد ما بين النهرين – مدينة الرها Edessa  ومناطقها المجاورة حيث تشكل فيها خلال مئات السنين ( القرون 3 – 16 ) أدب كنسي وروحي وفكري معروف بشكل واسع لكل العالم . وهكذا تكون اللهجة الرهاوية للغة الآرامية بالأخص والتحديد هي التي قد حصلت على تسمية ( اللغة السريانية ) وهي اللغة المقدسة ، التي نطق بها السيد المسيح .
مدينة الرها وهي من أقدم مدن الشرق ، حيث كانت عاصمة إمارة سريانية في مابين النهرين ، يحكمها الملوك السريانيون المعروفون بالأباجرة ( مدة أربعة قرون ) وقد تأسست سنة ( 132 ) قبل الميلاد، وكنيستها هي أم كنائس مابين النهرين ( تأسست في السنة 37 بعد الميلاد ) .
وترجع آثارها السريانية إلى ما قبل ظهور المسيحية ، ومنها آثار حفريات من مدينة الرها ( أورهوي ) ومناطقها المجاورة ، حيث حكمت فيها سلالة الأباجرة منذ ( 125 ) عاما قبل الميلاد . واللوحة الكتابية لضريح أحد أعضاء العائلة الحاكمة معنو / Ma’ny/ تعتبر من أقدم المحفوظات الأثرية للغة السريانية وتعود لـ ( 73 ) عاما قبل الميلاد. وهناك كتابة سريانية ثانية ، تقريبا من نفس الفترة ، تعود لضريح آماش – شمشا / Amash – Shamsha / زوجة شاردو /  Shar’dy / ممثل نفس تلك السلالة ، كذلك كتابة منقوشة على صخر منصوب على شرف ابنة الملك الحاكم معنو . ومن المحفوظات الأثرية الأخرى ما قبل المسيحية ، هناك المحفوظة الكتابية الأصلية وهي عبارة عن عقد تجاري من مدينة الرها لعام ( 243 ) ق.م. وتعتبر من أقدم الوثائق السريانية المكتوبة بخط قريب من الاسطرنجيلية Estrangelo  .
بعد اعتناق الأسرة الحاكمة السريانية للاباجرة الدين المسيحي ( النصف الأول من القرن الأول للميلاد ) تحولت مدينة الرها الى منبع متدفق ومنارة ساطعة للأدب المسيحي السرياني . فكانت المؤلفات الكنسية ومؤلفات أصيلة محلية وأخرى مترجمة عن اليونانية . فقد ترجم كتاب دياطسرون Diatessaron  أي الأناجيل الأربعة المختلطة من تأليف ططيانوس الفيلسوف السرياني ( القرن الثاني ) ، كما كانت أسفار الكتاب المقدس قد نقلت الى السريانية بالترجمة المسماة بشيطا Pshita  وذلك في القرنين الأول والثاني . كما ظهرت مؤلفات في المنطق والآداب ومن بينها حكاية احيقار الحكيم الشهيرة جدا .
ويظهر الادب السرياني للقرنين الثالث والرابع في كتابات مؤلفين وكتاب معروفين على نطاق واسع ، مثل بارديصان Bardaisan
( القرن 2 – 3 ) مؤلف ومنشئ عدد كبير من الأناشيد والتراتيل ، ومار أفرام السرياني ( القرن الرابع ) ، الشاعر والمفكر ومؤلف المواعظ التبشيرية التعليمية ، ودعي بـ ( نبي السريان ) .
ويعتبر القرنان الخامس والسادس ، فترة تتويج للأدب السرياني واشراقته . فقد انتجا أدبا شعريا كنسيا ضخما وواسعا جدا ، وكتبت خلالهما سير بعض القديسين والآباء . وبالإضافة إلى الأدب الديني ، تطور بشكل مطرد الأدب الفلسفي حيث كان المصدر الأساسي له المؤلفات اليونانية . وتم إنشاء المراكز والمدارس في الرها لأعمال الترجمة من اليونانية بشكل أساسي ، وتمت ترجمة الكثير من المؤلفات الفلسفية اليونانية بما في ذلك أعمال ارسطو .
وقام السريان بنقل الفلسفة اليونانية والرياضيات والطب وعلوم أخرى . وتمازجت الثقافة الخاصة للسريان مع الثقافة اليونانية . كما تعرف العرب على هذه الأعمال من خلال تعاون مثمر في إغناء الثقافة والمعارف العربية في هذه المنطقة من بلاد الشام وما بين النهرين . وفي هذه الفترة كان المركز العلمي للسريان ايضا في دير قنسرين Kenneshren  / بيت النسور / حيث كان الاهتمام الأكبر منصبا على تلك الفروع المعرفية مثل الفلسفة وعلم الفلك والرياضيات والآداب والتاريخ .
 إن اللغة السريانية ، كما يمكن القول ، هي اللغة الأدبية للآراميين – المسيحيين ، وتدخل اللهجة الرهاوية لّلغة الآرامية في أساس اللغة السريانية . لذلك من الطبيعي افتراض أن التشكيلة الأساسية لمفردات اللغة السريانية تشتمل على المفردات المستخدمة من قبل الناطقين باللهجة الرهاوية . وأصبحت اللغة السريانية مع مرور الوقت اللغة الأدبية لكل الآراميين – المسيحيين بما في ذلك الناطقين باللهجات الآرامية الأخرى .
وهكذا كانت الرها مركزا للثقافة السريانية ، حيث وهبت نفسها للحضارة الدينية والفكرية معا . ففيها الآداب الغنية في الدين والفلسفة والقواعد اللغوية والطب وعلم الفلك ، بالإضافة إلى الآداب ، وكل ذلك أغنى مفردات اللغة السريانية بمصطلحات متنوعة الأشكال ومتعددة الفروع .

المهندس بيير حنا ايواز - حلب


8
سورية اليوم: استهلاك الكهرباء (50) مليار كيلوواط ساعي سنوياً

بقلم: بيير حنا إيواز

سورية اليوم (25) مليون نسمة وباستهلاك حوالي (50) مليار ك.و.س سنوياً ما بين (وفق رأينا) بنسبة (60-70)% استهلاك منزلي والباقي (40)% استهلاك صناعي وهذه الأرقام متغيرة تبعاً لعوامل وظروف عديدة ومن بينها طبيعة الحياة المعاصرة اليوم وازدياد الأدوات والتجهيزات الكهربائية المنزلية ومسائل الدعايات والإعلانات المرئية وإنارة الشوارع والساحات ... الخ .

وبلادنا الحبيبة سورية تتميز بنظام كهربائي مدروس ومركزي بحيث أن كل مناطق سورية ومدنها ومحافظاتها وأريافها مرتبطة في نظام موحد وشبكات (نقل وتوزيع) موحدة مترابطة ومتكاملة مع بعضها بحيث أن (أية نقطة استهلاك) تتغذى في واقع الأمر من كل نقاط إنتاج الكهرباء سواء القريبة أو البعيدة جغرافياً وهذا يعني استقرار الشبكات ومنظومة التبادلية في الإنتاج والاستهلاك مع الزيادات السكانية وتوسيع المصانع والمنشآت .‏

ولنأخذ بعض المؤشرات الأساسية التي لابد من التقيد بها من الناحية الفنية مثل هبوط وارتفاع التوترات أي تنظيمها وكذلك توليد الاستطاعات (الردية) في أماكن استهلاكها وخاصة في المعامل والمصانع التي تتطلب تلك (الردية) وبحيث يتم الحفاظ على مستوى التوترات في باقي المناطق وهناك مسألة (التردد) المحدد في النظام السوري الكهربائي (50) هرتزاً وهذا رقم يؤثر على دوران الآلات وحتى في مسائل (الهدر والضياعات) الفنية والتغلب عليها يتم في زيادة القوة الميكانيكية الإنتاجية الأولية في محطات التوليد .‏

وفي الآونة الأخيرة نلاحظ بوضوح تحسناً واستقراراً كهربائياً مما يعني أهمية بذل الجهود في توفير (70) مليار ك.و.س قريباً .‏

المهندس بيير حنا ايواز - حلب


9

أضواء وألوان ... الطاقة واللغة والمعلومات

بقلم: بيير حنا إيواز

بداية نود الإشارة إلى أن ترتيب العنوان أعلاه قد يكون عكس الترتيب الزمني الحضاري البشري نظراً لأن البداية من اللغة (حروف وأرقام) ولكننا آثرنا الترتيب الجغرافي السياسي الاجتماعي للحضارة العالمية المعاصرة أو الحديثة على مدار كامل القرن العشرين الماضي وما زالت أهمية الطاقة بكافة أشكالها متزايدة بتسارع في بدايات هذا القرن الحادي والعشرين الحالي .

ومقالنا هذا يتبع عدة مسارات (حضارية طاقوية وثقافية) بالتوازي وننطلق من بلادنا الحبيبة سورية الجميلة مهد الحضارات الأولى ... سورية حيث فيها وعلى أرضها الخصبة كانت الزراعة الأولى وفيها كانت أول سنبلة قمح وكذلك أول أبجدية في العالم وأول نوطة موسيقية ... والشواهد بينة وموثوقة لدى معظم خبراء وعلماء عالمنا اليوم .‏

إن المنجزات المذكورة أعلاه هي منجزات حضارية وفق معايير القفزات النوعية والتي أسست لتتالي وازدهار وتواصل الحضارات على المستوى العالمي وليس جزافاً قول أو مقولة أحد علماء الغرب (بأن لكل إنسان في هذا العالم وطنان وطنه الأول وكذلك وطنه الثاني وسورية الحضارة والثقافة والعلم) .‏


الضوء وألوان قوس قزح:‏

تتميز بلادنا الحبيبة سورية الجميلة بموقعها الجغرافي – التاريخي – الحضاري الهام حيث كانت عبر كل العصور تلك الشعلة الحضارية الثقافية الفكرية الرائدة والمبدعة في شتى مجالات الحياة ... ناهيك عن موقعها السياحي المميز بالشواهد والمعالم التراثية التاريخية من ضفاف دجلة والفرات ولغاية سواحل شواطئ البحر الأبيض المتوسط ومن قلعة حلب الشامخة عبر نواعير حماة وأبجديات أوغاريت ولغاية العاصمة دمشق الشام وبردى وبصرى الشام ... ومن شواطئ البحر والشريط الساحلي تقف الجبال الشامخة ومن ثم السهول البرية وبادية الشام ولغاية كل بقعة من سورية الجميلة .‏

الطاقة واللغة والمعلومات الأولى هي القوة المحركة للحياة المعاصرة منذ اكتشاف النار وحجر الكهرمان وتجفيف المزروعات تحت طاقة الشمس المباشرة ومن ثم حرق الفحم الحجري ومحركات البخار ولغاية عصر الكهرباء ومشتقات النفط والغاز ثم اللغة ونحن نعتز بلغتنا العربية الجميلة وهي لاشك تصبح أكثر غنى ومرونة وقرباً من لغة العلوم والبرمجيات ووسائل الإعلام المتعددة ... لغة التخاطب والكلام والكتابة والقراءة والإعلام والكمبيوتر .‏

وعبرها تتدفق (المعلومات) كماً ونوعاً وشكلاً ومضموناً ومع مرور الوقت تتم قفزات نوعية من حيث فرز وجمع وتحليل المعلومات سواء في الأدب أو الفن أو العلوم وحلب الشهباء ومنذ أقدم العصور وعبر الحضارات كانت وما زالت مدينة الحضارة والثقافة بأهلها الكرام ويروى بأن بعض اليونان الإغريق القدماء كانوا يأتون إلى حلب ومناطقها للزيارة والإقامة لفترات مطولة وذلك لهوائها النظيف وطقسها ومناخها المعتدل أو المتنوع طقس مناخ صيفي وشتائي وربيعي وخريفي بشكل منفصل وإن بدأ المناخ الجوي (عالمياً) قد دخل مرحلة بيئية مختلفة في السنوات الأخيرة بسبب ظاهرة (الدفيئة الأرضية) .‏

تلك كانت بعض لمحات ومقتطفات مقالتي (بالأضواء والألوان) ونتمنى ونرجو أن تبقى سورية الجميلة بكل مناطقها ومن بينها حلب الشهباء (لؤلؤة شمال بلاد الشام) أن تبقى مرتبة ومنظمة في بنيانها وشوارعها وأهلها لتكون حلب زاهية مضوية ومتقدمة في الطاقة واللغة والمعلومات .‏

المهندس بيير حنا ايواز / باحث وكاتب - حلب


10
الاقتصاد السوري اليوم .. أهم ملامحه ومتغيراته

بقلم: بيير حنا ايواز    

نشير بداية إلى أن مرحلة الاقتصاد السوري الوطني اليوم هي دقيقة بحيث تتطلب بالضرورة المزيد من الدقة والوضوح والشفافية سواء من قبل المسؤولين أو الاقتصاديين من رجال أعمال ومديري شركات  قائمة وجديدة مرتقبة ولغاية الباحثين والمفكرين والصحافيين والاعلاميين،وذلك لوضع النقاط على الحروف انطلاقاً من المحبة الخالصة للوطن أولاً وبلدنا الحبيبة سورية ولما فيه مصلحة وخير جميع أبناء المجتمع السوري المتلاحم بكل أبنائه.‏
ونحن هنا ننطلق من مقاربتنا الشمولية وهذا أسلوب معين للنظر إلى الأمور وتحليلها ولابأس من مقاربات أخرى وبالنتيجة فإن الاقتصاد السوري اليوم شئنا ام أبينا لابد وأنه يعكس الكثير من المتغيرات العالمية والتحولات الكبرى في السنوات الأخيرة.‏
 
سورية اليوم .. موارد وطاقات شابة:‏

وبعدد سكانها حوالي (25) مليون نسمة وأراضيها الزراعية الخصبة ومياه نهري الفرات ودجلة ونهري العاصي والساحل البحري الطويل على شرقي البحر الأبيض المتوسط .. وفي السنوات الأخيرة أثبت المجتمع السوري جدارته وكفاءة أبنائه في ادخال واستيعاب أهم التكنولوجيات الحديثة المتقدمة ونجد ملامحها في تجهيزات المستشفيات والأدوية والاتصالات وفي الكثير من الصناعات الانتاجية وبالتالي نجد أمامنا افاقا واسعة لمجالات الاقتصاد السوري اليوم والغد في الصناعات والزراعة والتجارة والخدمات والسياحة والفنون والعمارة والبناء .. والاتحاد الاوروبي المتماسك اقتصادياً قريب من سورية جغرافيا وسياسياً عبر تركيا المرشحة للعضوية الكاملة .‏
وبرأينا فإن الاقتصاد السوري اليوم بكل قطاعاته الحكومية أو الخاصة هو قيد أو في مخاض تشكلات جديدة ومحاولات حثيثة للثبات والدخول في النشاطات الاقتصادية من محلية إلى اقليمية عربية واسلامية ولغاية الأوروبية .. والاقتصاد أساسه تحقيق المصالح المشتركة في المقام الأول وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى , وهذه الرؤية لابد وان تنطلق من تحقيق أهداف رفع المردودية الانتاجية وتحسين الجودة وتشجيع الاستثمارات ..الخ‏
 
جملة أو فقرة اعتراضية في هذه المقالة:‏
 
وقد تكون هذه الفقرة من أهم فقرات هذه المقالة.. الجملة الاعتراضية في اللغة عادة لاتتحمل الانتظار.. وهنا أقول: قبل فترة نشرت في مجلة دمشقية عريقة موضوعاً حول مسألة الهدر أو الفاقد في الكهرباء والماء والاتصالات ووضعت رقماً أعرفه نسبة 42% وبعد النشر شعرت بأنني ربما قد بالغت ولكن في اليوم التالي رأيت في صحيفة دمشقية رسمية عنواناً يقول : الفاقد المائي بنسبة 40-60% وهنا أشير بأن هذا الأمر اقتصادي واجتماعي تماماً.. المياه متوفرة في بلادنا ولكن لماذا هذا الهدر غير المنطقي.‏
ثانياً: قبل فترة كانت انقطاعات الكهرباء واليوم الماء ( هنا في حلب وأنا اشعر بها في بيتي وليس بقراءة خبر أو مشاهدة تلفزيون) ورغم ذلك لمست مؤخراً في بعض أحياء حلب وبالصدفة كيف أن البعض يقومون بغسل سياراتهم من فوق أسطح أبنيتهم عبر خراطيم ماء من خزانات سطحية .‏
وقبل أيام كنت في احدى المستشفيات وشعرت ولمست مدى حداثة الأجهزة الطبية ومدى الاهتمام والرعاية الجيدة من كل كادر المشفى ... والنظافة العامة كانت ( شغالة) على مدار اليوم .. مرة كل ساعتين ولكن المطلوب من الزوار الكرام والمرضى المشاركة في الحفاظ على النظافة تقديراً لجهود العاملين المبذولة.‏
 
ونتابع في الاقتصاد السوري:‏
 
إن كلمة الاقتصاد تعني كل شيء ملموس في الحياة والاقتصاديات تعني الدراسة في كيفية قيام الانسان بتحقيق معيشته .. والفقرة الاعتراضية أعلاه تدخل في باب الاقتصاديات وبالتالي لم أخرج عن عنوان أو موضوع هذه المقالة, ونظراً لأن الشيء بالشيء يذكر فإن حلب فيها 4-5 مليون نسمة وقريبة جغرافيا من أوروبا.. فلماذا لاتقام مصانع للسيارات في ضواحي حلب .. على غرار سيارة (شام ) في دمشق حيث أن من أهم عوامل الانتاج أولا الموارد الطبيعية , ثانياً قوة اليد العاملة ثالثاً الرأسمال أو التمويل , رابعاً الادارة وهي التي تقوم بجمع تلك العوامل الثلاثة الأولى وهذه الادارة هي مثل هيئة تشغيلية للمشروع يتم تشكيلها في كافة الأنظمة الاقتصادية في العالم مهما كانت مختلفة.‏
والأولويات في عالم اليوم لم تعد ( تسلسلية) ولم تعد أيضاً( بالتوازي ) وإنما بطريقة مدمجة مختلطة , أي الاقتصاد على عدة جبهات دفعة واحدة بالتنسيق والادارة .‏
 
ملامح الاستهلاك المتزايد ومتغيرات الاقتصاد المرتقب:‏
 
إن من أهم وظائف الاقتصاد تحقيق أو تلبية احيتاجات المجتمع من سلع وبضائع وخدمات من ربطة الخبز إلى تعليم المدارس إلى الطرق والجسور والمشافي والكثير الكثير والاستهلاك من حيث طبيعته وتنوعه وتزايده وسرعة متغيراته هي عوامل مؤثرة على ملامح الاقتصاد السوري القادم أو المرتقب حيث تتم عملية ( تلاؤم أو توافق ) فيما بين الاستهلاك والانتاج والتصدير أو الاستيراد.‏
 
ولننظر الآن إلى بعض من أهم هذه المتغيرات:‏
 
أولاً- فورة الانتاج للسلع والخدمات , أي انتاج السلع وتأمين الخدمات في عصر الثورة التكنولوجية والأتمتة والكمبيوترات ...حيث لابد وان تكون تأثيراتها كبيرة على زيادة الانتاجية في الاقتصاد السوري اليوم.‏
 
ثانياً- مستوى معيشي أعلى والمقصود بالمستوى المعيشي تحديداً كمية السلع والخدمات التي يستخدمها الفرد أو المجتمع أي كيف يعيش الناس في مجتمعهم ( مثلاً وسطي دخل الفرد سنويا) كمية وجود المواد الغذائية وغير ذلك مثلاً تحديد نسبة ( خط الفقر ) في المجتمع.‏
 
ثالثاً- دمج وتخصيص وتوسيع القطاعات الاقتصادية مثلا شركتان كبيرتان تنتجان السيارات, أربع شركات كبرى للاتصالات الخليوية ,مشاف مركزية عامة أساسية والخ..‏
 
رابعاً- الزيادة أو التزايد في اعتماد المستهلك أي رفع ( اعتماد) ظاهرة الاستهلاك عبر الدعم وتقسيط الدفع وتسهيلات حكومية للمواطن الفرد أمام ظاهرة ( اشتر الآن.. وبتقسيط مريح) أي ادفع لاحقاً, وهذه ظاهرة في الاقتصاد السوري اليوم كما في معظم اقتصادات العالم الأخرى, وتشكل (ازاحة) في أسلوب الحياة اليوم.‏
وهنا تبرز مسألة تقديم( قروض) للمستهلكين عبر قوانين وقواعد حكومية مدروسة بعناية وبهدف ( تحريك وتنشيط الاقتصاد).‏
 
خامساً- أهمية الأيدي العاملة الشابة , وهذه المسألة تدخل في باب البطالة أو الانتاجية وكذلك من حيث أيضاً شريحة الشباب وأهميتها في الاستهلاك والشراء للسلع والخدمات المعروضة في الأسواق ( سيارة- جهاز خليوي- كمبيوتر - سكن- زواج-... الخ).‏
 
المهندس بيير حنا ايواز


11
سفربرلك أورفا حلب وبالعكس
مصطلح ( سفر برلك ) بالتركية يعني ( التهجير/ الترحيل او الهجرة الجماعية ) ، وهناك من يصر على ( الانتقال الجماعي ) وحتى بمعنى الطوعي الخياري والاختياري .. الديموقراطي !! وذلك كمن يقوم بملء إرادته (   ( وفق مصطلحات اليوم ) بنقل مكان إقامته من مدينة او قرية الى مدينة أخرى لأسباب العمل او استلام منصب وزاري مثلا ، يحتم عليه الاقامة في العاصمة او من ينتقل من مدينته الى مثلا ، شركة ( ارامكو ) النفطية السعودية مع افراد عائلته للاقامة المؤقتة لمدة ( 25 ) سنة بعقود رسمية حيث يتقاعد ويرجع الى مكان اقامته الاصلية ويكون قد بنى ( فيللا ) سكنية وامامها سيارة ( مرسيدس ) ومتابعة باقي العمر مع الاولاد والاحفاد .. ـ وعودة الى ذكريات الهجرة من ( اورفا ) الى حلب الشهباء الحضارية العريقة في بدايات القرن العشرين الماضي مع أحداث انهيارات الامبراطورية العثمانية وما ترافق ذلك من فوضى وحروب ومعارك .. وحتى مذابح وآلام وتشريد وقهر وظلم .. موصوفة بدقة في بعض الكتب ومذكرات أفراد وعبر نقل وسرد شفهي وحتى مراجع مذكرات ووثائق الأرشيف العثماني والأجنبي وغير ذلك .
ـ والانطلاقة.. المسيرة ..القافلة .. الكرافانة .. من ( اورفا ) رملا وزحفا وسيرا على الأقدام .. نحو ( حلب ) ..وذلك على عدة دفعات ( قافلات ) .. مع نقل ما يمكن نقله للبقاء على قيد الحياة .. ومن بينها ( جرس ناقوس الكنيسة ) بوزنه المعدني الثقيل طبعا .. والوصول الى حلب ضواحي حلب ( خارج نطاق محطة سكة الحديد آنذاك ) في منطقة شمالية غربية حيث تم بناء مخيمات / كامبات على شكل ( براكات ) متواضعة للسكن .. ومع فرز ( سريع ) للحارة ( الفوقانية ) والحارة ( التحتانية ) .. للذين كانوا او مازالوا يأملون بالعودة السريعة .. بعد أن تهدأ الامور وجماعات .. ( التحتانية ) الاقل أملا بالعودة نظرا لإمكاناتهم المادية الأضعف ( علما بأنهم كلهم في الهوا سوا ) . وبعد سنوات قليلة تم العمل الدؤوب في بناء الكنيسة في ( الوسط ) ما بين الحارتين كمرجعية للجمع وكمؤشر على واقعية ( البقاء ) الدائم المستديم والاندماج في المجتمع الحلبي الكبير ونشاطاته وبناء مدارس واقامة ومواطنة نهائية .. وفي نهاية الأمر فنحن أساسا سوريون .. انتقلنا ضمن منطقة شمال بلادنا الشام الحبيبة .
ـ ومازال هناك ( الحنين ، ربما نوستالجيا العودة ) والبعض ذهب فعلا لزيارات سياحية واسترجاع ذكريات الماضي العريق .. والأليم .. ربما الحنين للعودة إلى الجذور والأصل ( والبكاء على الأطلال ) .. على الأقل سياحة وزيارة.. ولكن الواقع كان بعد ( نصف قرن ) ولغاية أيامنا هذه .. بالعودة \" الردية / السلبية/ الحيادية / اللامبالية/ العولمية \" شتاتا في جميع أنحاء العالم .. عالم بدايات الألفية الثالثة !
بقلم: بيير حنا إيواز


12
الاقتصاد الأمريكي .. أقل من ربع العالم
حلب
اقتصاد
الثلاثاء27 -9-2011
بقلم: بيير حنا ايواز
 
 
ـ العنوان أعلاه ليس دقيقاً من الناحية الأكاديمية .. ولكن يمكن التصحيح في مسار وسياق هذه المقالة بدون الخوض في دقة المصطلحات , ناهيك عن وجهات نظر اختلافية فيها ومدى مصداقية الأرقام الإحصائية سواء الرسمية المعلنة أو الخاصة وغير ذلك من أبحاث مراكز معينة والخ .
 
ـ وعلى هذا الأساس لابد من ( مرجعية ) للانطلاق وفق منهاج التركيب والبناء وبالتالي نأخذ رقمين هما : أولاً إجمالي الناتج القومي الأمريكي السنوي بحدود (13-14) تريليون دولار ( التريليون يساوي ألف مليار ) , ثانياً تشير بعض المصادر بأن هذا الرقم (13-14) يشكل نسبة (22%) من إجمالي الناتج العالمي.‏
 
ـ هنا يتوضح نسبياً المقصود بعنوان هذه المقالة أي أن الحركة المالية العالمية السنوية قبل بضعة سنوات كانت تقارب 30 أو 40 أو 50 تريليون دولار والسؤال الآن أو اليوم كم يبلغ إجمالي الناتج العالمي ؟!.‏
 
ـ وحتى لا نستخدم الآلة الحاسبة , نتبع أسلوب الحساب الذهني إذ أننا نقصد المضمون بالرؤية الشمولية الأكثر منه بدقة تفاصيل الرقمية .. وهكذا نأخذ الرقم (المدور)(15) تريليون دولار والنسبة (25%) من العالم ومن هنا نضرب (15) في (4) والجواب (60) تريليون دولار وهذا رقم مبدئي أولي لإجمالي الناتج العالمي اليوم ( ربما زائد - ناقص عشرة ) , ولكننا بدل الدخول في هذه الحسابات الرقمية ومصطلحاتها الدقيقة , نطرح التساؤل : كيف هي هذه الحركة المالية العالمية السنوية ما بين قارات العالم ودول العالم المقدر عددها /200/ دولة ما بين صغيرة ووسطى وكبيرة أو يمكن تقسيم العالم على أساس الكتل الجغرافية والسياسية الكبرى أو الأساسية , مثلاً أمريكا , أوروبا , روسيا , الهند , الصين , اليابان . ولكن لابد من تصنيف أكثر دقة من حيث مصطلح كبرى عالمية وإقليمية وكذلك الأخذ بعين الاعتبارات المتغيرات السريعة في نمو أو تنمية الدول , مثلاً هناك قوى كبرى ومرشحة للتقدم عالمياً مثل تركيا وإيران , البرازيل وكذلك مصر وغيرها وخاصة إذا دخلنا في تصنيف مؤشرات القوة الاقتصادية ومعدلات النمو والقوى البشرية أو المالية أو الفنية بالنفط .. فهناك دول حتى أوروبية إجمالي ناتجها القومي (3-5) تريليون وبمديونية عالية .. وعوامل كثيرة أخرى .‏
 
المهندس بيير حنا ايواز - حلب




13
توترات عالية عبر ترددات طنينية
بقلم: بيير حنا ايواز
High Tensions thru Resonance Frequencies
By: Eng. Pierre Hanna Iwaz / SYRIA
 
نقول ( فلان يرن ويطنّ ) أي انه متجاوب تماما .. مرن ومرح ومساير على المبدأ.. له مواقفه وآراؤه وتعابيره .. يتكلم بوضوح ويحترم الآخرين بكل مودة ومحبة ..
ونقول ( فلان اليوم مانو عالحديدة ) أي مزاجه عكر ومعصّب .. لا يمكن حتى التكلم معه .. أي ( مانوعالموود / not in mood  )..
ويقولون ( الاشيا معدن وكله عال .. ) أي أمور مادية حياتية معيشية مثل أثاثات ومفروشات المنزل .. أكل شرب ونوم .. صبيان وبنات ونبات .. ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) والخ
 
ما بعد المقدمة:
( اعطني نقطة ارتكاز وسأقلب لك كل الدنيا ) .. الاستناد والمرجعية ( ريفيرانس ) وخلال تقديمك للعمل تكتب ( سي في CV ) .. مرجعية لنفسك .. مثلا ، هل تتكلم الإنكليزية بشكل وسط ، جيد ، ممتاز .. أو غير ذلك من خيارات ( بما في ذلك الاستعانة بصديق وحتى طلب المزيد من الخيارات او تقليصها إلى الحد الأدنى ( يس ، نو ) إما معنا او ضدنا . ما في خيارات وخلصت القصة ) .
 
الطاقة الحيوية والترددات:
اليوم ربما من أقوى التقنيات أو التكنولوجيات ( الاتصالات ، الترددات ، الطاقة ، والبقية تفاصيل ) . الإنسان والبيئة المحيطة به .. الأرض والسماء والكون .. المجرات البعيدة والأسرة الشمسية ودرب التبانة / وربما وادي عبقر .. العبقرية وشعرة معاوية الرقيقة التوازنية .. ونقول الشخص متوازن حتى في خضم كبرى الأزمات.. تعيش وتبكي وتصرخ وتقع وتنهض .. تلك هي الحياة( سي – لا – في ) ..
 
ما هو ترددك الخاص بك ؟
كما مثلا ، ما هو برجك للحظ ؟ التردد يمثل ويعكس مظهرك ومادياتك ومعنوياتك أي التردد يصف الشخص كما يصف أيضا المادة .. وأرجو عدم الخلط بينهما.. فالإنسان هو أرقى ما في الوجود من بين المخلوقات .. والإنسان جسد ونفس وروح .. شكل ومضمون وعمل وإيمان ومحبة ..
 
فرقة عسكرية على جسر نهري:
الجسر متين تماما ويصل بين ضفتي النهر .. وعن رواية تاريخية، اضطرت فرقة مشاة عسكرية باجتياز النهر عبر الجسر .. وبالطبع بشكل نظامي بمسير ( واحد، تنين .. ) بضربة القدم بشكل موحد .. وحدث ما كان غامضا .. انهار الجسر أثناء المسير .. وتبين في التحقيقات ان ( تردد ) ضربات الأقدام على الجسر بشكل ما قد توافق أو تساوى مع تردد ( جسم وهيكل الإنشاء الجسري ذاته ) وحدث طنين ( ريزونانس ) أدى إلى انهيار الجسر ( هكذا بدون سبب واضح للعيان ).
 
عالم اليوم:
نحن اليوم في عالم تردداته عالية في مجمل الحياة .. نعيش تحت خيمة من الخيوط ( الكهرومغناطيسية ) العالية التردد .. وكأنها فوضى منتظمة أو حتمية .. ومع ابتعاد الإنسان المعاصر عن البيئة المحيطة الطبيعية .. والدخول اكثر في المحيط ( الاصطناعي غيغاهرتز ، غيغابايت ، .. تيرا والخ  ) .. تظهر احتمالات توافق الترددات الإنسانية والمادية المصطنعة بحيث نجد انهيارات ( جسور ) حياتية إنسانية متنوعة في كل العالم .
 
أين الحل ؟
في المحبة .. والحلول التكاملية والمقاربات الشمولية / System Approach على الأقل النسبية .. بالمحبة والتعاون والسلام يزداد الخير والبركة والبناء والتقدم .. بين أبناء هذا الكوكب الأرضي الجميل ..
 
المهندس بيير حنا ايواز
حلب ، تموز 2011     



14
معلومات تحليلات بنسبة 19.9 %

بقلم: بيير حنا ايواز


هذه معلومات..  وتلك تحليلات..  بصّارة برّاجة:
والبقية تأتي لاحقا .. آراء وأفكار ورؤى وتوقعات وتكهنات .. مواقف مسبقة الصنع وتشدد أو رفض للآخر واحتكار الحقيقة.. تخوين تكفير تهديد..  وكما يقول الشاعر:
أنا بن جلا طلاّع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ..
وقول آخر: إني لأرى رؤوسا قد حان وقت قطافها .. وإني لقاطفها !!

مقالات ومقابلات وتصاريح وكلام كثير هنا وهناك .. وكل يدلي بدلوه .. الرأي والرأي الآخر باتجاه عقارب الساعة وعكسها .. مع التيار أو ضد التيار وخارج السرب .. ثم ينبري أحدهم ليقول : هل تريد كلاما مبنيا على المنطق أو المصالح .. أو فتش عن المرأة أو المال .. السلطة والثروة  و .. عنتريات شرق أوسطية تتجدد عبر زعامات ( المرسيدس )الصيفي والشتوي وربما الربيعي والحق على الطليان والفرنساويين وحتى الجنوب إفريقيين في مسائل بطريقة الغموض الإيجابي بالتماثل مع الفوضى الخلاقة الأمريكية ..  وما في حدا احسن من حدا .. وكلنا سواسية كأسنان المشط ..

هل تعرف ما هو ( مطبخ صنع أو صناعة القرارات ) ، وهل تستقي معلوماتك من الكتب أو الشارع أو الخبرة أو الحياة مدرسة أو غير ذلك . من أين لك هذه المعلومات الخطيرة التي حتى أصحاب العلاقة لا يعرفونها .. وهل أنت كنت في موقع وقلب الحدث أم انك في شانزيليزيه باريس تنظّر ( نظريات المؤامرة ) يمنة ويسرة وتتسلى بلوي عنق الكلمات والعبارات ..

هل تملك معلومات مؤكدة موثوقة ذات مصداقية ..
هل لديك إمكانيات التحليل موضوعيا .. حياديا وبشكل حر ومستقل بدقة ونزاهة عالية..
هل تنطلق بتحليلاتك من المنطق السليم أم على مبدأ المصالح بتسويق هذه الفكرة أو تلك..
هل نقدك بناء أم للهدم والتشكيك .. أم النقد للنقد كما الفن للفن واستسهال جهود الآخرين.

يقول المثل العالمي:
إذا لم يكن لديك شيء .. فالصمت افضل ،  كما أن الذي يطلع على المسرح عليه أن يتقن أصول الرقص والخطابة أو على اقل تقدير حسن التصرف والتحية أو مجرد الابتسامة الناعمة ..  وإلا فليجلس في مكانه معززا مكرما .. ( والذي يترك داره يقل مقداره ). 

نقول هذا الكلام فقط لبعض الأشخاص الذين مع عدم تمكنهم حتى من قراءة وكتابة أسمائهم وهم يحاولون ( سرد نظريات فكرية ونقدية ) على من حولهم .. ونضيف لنقول:
ليس كل من وضع على رأسه قبعة أمريكية أو مكسيكية يصبح أمريكيا أو مكسيكيا ، وكما نقول عندنا ( هون  بحلب ) ليس كل من صفّ الصواني أصبح حلواني ، 
أليس كذلك عزيزي القارئ الكريم ؟!

عشرون بالمئة بين أمريكا و حلب:
النسبة هي ( 20 ) % ذاتها سواء في أمريكا أو في حلب ..  وربما في أماكن كثيرة أخرى أيضا ، فالأرقام لا حدود لها وهي لغة عالم اليوم ، لغة تضع النقاط على الحروف وتكشف الحقائق والوقائع شريطة قبولها بكل رحابة صدر وروح رياضية عبر منهجية علمية تنطلق من:
أولا: المعلومات
ثانيا: الأرقام
ثالثا: التشخيص السليم
رابعا: البحث عن الحلول
خامسا: إيجاد الحل الأمثل من بينها

وها هي شركات القطاع الخاص بالمعلوماتية وفي تقديمها لدعاياتها تقول دائما وتكرارا وبالحرف الواحد:
نقدم خدمات ( الحلول المتكاملة ) !
ونبدأ من هنا عندنا في حلب / الشهباء / وكذلك عاصمتنا الجميلة دمشق / الفيحاء / ، حيث قرأت قبل فترة في إحدى الصحف الرسمية الصادرة في دمشق جملة قصيرة واحدة تقول بالحرف الواحد:
تبلغ أو بلغت نسبة ( الفقر ) في حلب ( 19.9 ) % ، نقطة ، وانتهت الجملة.

ومباشرة إلى أمريكا ، حيث قالت فضائية تلفزيونية عربية ( مشهورة ) بأن الإنسان الأمريكي يصرف من دخله ( مدخوله ) السنوي نسبة ( 20 ) % على المواصلات ( وليس الاتصالات !) ، أي على غالونات البنزين لإملاء خزان سيارته ، ( الأسرة الواحدة من زوج وزوجة وولدين ) قد تملك ( 3 ) سيارات ، كما أجهزة الخليوي وانتشارها ( عندنا ) بين أفراد العائلة ( الأسرة الواحدة ،..  من طفلة روضة الأطفال إلى بائع المازوت ولغاية مهندس مفاعلات التكنولوجيات النووية الذرية .. ) ،  وكل الناس خير وبركة ( وما في حدا أحسن من حدا ) ، ونحن لسنا أقل من هذه أو تلك الأمريكا أو السويسرا أو حتى ماليزيا ..

وها نحن قد وصلنا ( من حيث لا ندري ) إلى مشاكل الشرق الأوسط ( السائدة ) في هذه الأيام ( حيث ما من شخص يتفق مع شخص آخر في مسألة ( ت ع ر ي ف )  سواء لغويا أو فكريا أو قانونيا أو الخ ) ،  وبالتالي لقد تم طرح نسبة دقيقة جدا ( 19.9 ) ..  وقد يكون هذا رقم إسعاف طوارئ في أمريكا .. ويبقى السؤال أو التساؤل:
وماذا بعد ..  وما هو تعريف الفقر ومعاييره العالمية  وأين هو حد وخط الفقر ..
وين الولد الصبي يا جماعة ؟!!

Magic Number Information 19.9
By: Pierre Hanna Iwaz
 



 



15
مقالة متناثرة 2 .. تحت عباية2011
بقلم: بيير حنا ايواز


مقالة(1 ): الصدأ على مقص الرقيب..

وتمر السنوات هكذا الواحدة تلوى الأخرى ويتراكم الصدأ الكثيف على مقص الرقيب.. وتظهر جبال من الكتب في المعارض وكذلك على أرصفة الطرق والساحات وأقبية الشقق أو الدور السكنية العربية القديم وفي ( بيت مونة ) الشقق الحديثة .

والمقص ( المصدي ) كما ( الحكي أو الكلام المصدي ) لا ينفعان ( لا في العير و لا في النفير ) علما بأن مقص الرقيب ( سابقا ) كان عبارة عن وسيلة لتشذيب نتاجات الكتاب والمؤلفين.. المسألة لصالحهم ، أي حذف وقص ما هو غير صالح ، غير مناسب.. والذي قد يجر عليه المتاعب هو في غنى عنها .

كيف نكتب بعد الآن بدون ذلك المقص الذهبي لصاحبنا وحبيب قلوبنا ( الرقيب ) وبالإنكليزية
( سرجنت ) وهي رتبة عسكرية – هامة جدا – بمعنى تلعب دور همزة الوصل ما بين الجنود العساكر العاديين و رتب الضباط العليا.. والكتابة عملية تحريرية مثل عجن الخبز في بيت النار والصدور .

ولكن مهلا عزيزي القارئ الكريم ، هل تشعر الآن بأن مقالتي هذه أقوم بكتابتها بدون الأخذ بعين الاعتبار مقص الرقيب !؟ والجواب: إنني أشعر من فوق كتفي و وراء ظهري ( آلاف ) الأعين وهي تقرأ ما أكتبه وأسمع ( صوتا ) يحذر وينبه ويزمجر ويحرض.. قل هذا و لا تقل ذاك ، افعل هذا و لا تفعل ذلك.. فالكاتب هو الرقيب!!


مقالة( 2 ): حرائق السماء باحتمالات 2012


حاليا عام 2011 هناك مؤشران:
أولا:
تنبؤ فلكي إعلامي يقول بحدوث " عاصفة رياحية شمسية " عام 2012 مع رياح كهرومغناطيسية قوية واحتمالات تعطل تجهيزات الاتصالات وأنظمة المراقبة والتحكم سواء الفضائية أو الأرضية وغير ذلك من اضطرابات ممكنة في الشبكات والنظم الهندسية المتقدمة.
ثانيا:
مؤشر قديم جديد مع " طبقة الأوزون " في الغلاف الجوي الهوائي الأرضي .. وتوسع هذا الثقب وتحركه وامتداده نحو القطب الشمالي .. وبالتالي اضطرابات في " الدرع الوقائي " الأرضي الطبيعي والتفاعلات الأرضية الباطنية في " النواة الماغنا " الأرضية المعدنية الحديدية الصخرية المنصهرة ، مما يؤدي إلى ثورة بركانية هائلة في إحدى قمم الجبال وانطلاق " الحمأة اللافا " النارية القوبة نحو أعالي السماء .

وبتوافقية هذين المؤشرين .. الماغنا المغناطيسية الأرضية واللافا البركانية والعاصفة الشمسية الكونية .. قد تنطلق الشرارة الأولى نحو قبة السماء ولتبدأ مرحلة احتراق الغلاف الجوي لكوكب الأرض بالتسلسل وبالتالي تآكل ونضوب " غاز الهواء الاوكسيجيني " تدريجيا.

والتساؤل:
ما هو الحل ؟! وقد يكون الجواب في " مداواة النار بالنار أو وداوها بالتي كانت هي الداء " أي ، إسكات الفوهة البركانية بالسرعة الكافية بأربعة صواريخ نووية ذرية باليستية عابرة للقارات أو من غواصات بقوة ( 4×5 = 20 ) ميغا طن .. و من يدري ؟!


مقالة( 2 ): حرية عدالة مساواة للجميع

طوبى للمستضعفين والمظلومين ،
والفقراء والمساكين ،
والمناضلين وأنقياء القلوب .. في الأرض ،
لأن لهم ملكوت السماء والأرض معا ..
الحرية والعدالة .. من مشيئة وإرادة
الله سبحانه وتعالى لكل بني البشر
في كل زمان ومكان..
الأمل والعمل بدون خوف أو كسل
الحب والبناء بدون كراهية أو تدمير
حرية وعدالة ومساواة..
Freedom , Justice , Equality
لنا جميعا نحن أبناء
هذه الأرض الطيبة المباركة ..
بالأمل والسلام والكرامة والمحبة
تبنى المجتمعات والحضارات الكبرى
على كوكبنا الأرضي الجميل ..

المهندس بيير حنا ايواز
Pierre Hanna Iwaz - Aleppo Syria


   





16
مقالة متناثرة تحت عباية 2011
بقلم: بيير حنا ايواز
 
 
 
المقالة ( 1 ) : ضروري ولكن غير كاف
 
هذا بالعربية الجميلة ..
وبالإنكليزية البريطانية / الأمريكية :
Necessary but not Enough
وبالروسية / السلافيانية :
Neobkhodima no Nedostatochna
 
وبذلك نكون قد أوصلنا فكرتنا أو عبارتنا هذه ( بالثلاثة ) وبكل دقة و وضوح. ونتابع في العربية وبالعربية بمسألة ( الشكل ) أولا ، لنشير إلى حرف العطف( الواو ) قرب ( لكن ) من أخوات ( إنّ ) ، أنّ ، لكن ، لعل .. حيث من الأفضل القول : ( ضروري لكن غير كاف ) أي بدون حرف العطف ( الواو ) الذي يربط اسما أو فعلا بما قبله ( اسم معطوف ) وإعرابه كما للمعطوف عليه.
 
من الضروري " الجبري " أن يكون للمربع ( 4 ) أضلاع متساوية ، ولكن هذا غير كاف ، إذ لا بد وأن تكون تلك الأضلاع متوازية ، وهذا غير كاف أيضا ( حسب شروط المربع ) ، إذ لا بد وأن تكون الأضلاع متعامدة . وهنا تكتمل الصورة تماما . مع الإشارة إلى أن تساوي الأضلاع الأربعة يعني بالضرورة توازيها أيضا ولكن العكس غير صحيح ، وبالتالي يبقى شرط التعامد أساسيا وكافيا .
 
ونتابع بشكل عملي تماما :
لنأخذ ( 4 ) عصي ( قضبان حديدية مثلا ) طول كل منها بالضبط ( 1 ) متر ، والآن نحاول رسم شكل مغلق .. ونحصل إما على مربع أو شكل يسمى " المعيّن "  rhombus  أي ،  متوازي متساوية الأضلاع وهذه حالة خاصة من تعريف عام " لمتوازي الأضلاع " ،  وبالتالي لا بد أن تكون هذه القضبان متعامدة لتحقيق شرط الحصول على مربع square  تحديدا .
 
وكثيرة هي الأمور التي يمكن أن تكون ضرورية .. ولكنها تبقى غير كافية ، مثلا ، من الضروري ذهاب الطالب إلى الامتحانات الرسمية للحصول على شهادة " البكالوريا " ، ولكن من السذاجة تماما الاعتقاد بأن هذا( الذهاب أو الحضور ) كاف .. للهدف المطلوب.
 
وهناك من يبدأ بالمقلوب ، من الكفاية إلى الضرورة .. أي يأخذ شرط التعامد أساسا للموضوع .. ويجلب ( 4 ) قضبان غير متجانسة ، غير متساوية وبعد ذلك يعتقد بإمكانية تشكيل ( مربع ) وفي واقع الأمر يحصل على شكل رباعي لا لون ولا طعم ولا رائحة له .. نظرا لأن الضروريات غير موجودة أساسا .. والجهود هنا مهما كانت كبيرة ، صادقة ، فإن مآلها للزوال أو الفشل المؤكد والمحتم .
 
إن عملية جمع المعلومات اليوم ليست كافية أبدا ، وإن كانت بالطبع ضرورية .. إجراء الإحصائيات ضروري ولكنه غير كاف .. والكفاية هنا معالجة وتقييم وتحليل تلك المعلومات المجمعة أو المخزنة .. و إلا " لا ينفع حتى كل كتب ومعلومات السي – ديات لكامل مكتبتي " الكونغرس الأمريكي " ومكتبة لينين " الروسية .... ووجود أو توفر المعلومات يشبه وجود
( مليون كتاب عن علم العيون ) ولكن لمن يقرأها ويستوعبها ويبدع فيها عبر قنوات أكاديمية رسمية تعليمية اختصاصية طبية ..
 
المشكلة هنا في عدم تطبيق " المقاربة الشمولية " system approach   وهي منهجية منظوماتية لعلوم وتكنولوجيات اليوم.. بهدف حتى صناعة واتخاذ القرارات السليمة الصائبة التي بالضرورة تؤدي لصالح المجتمع والشعب .. بدون ( ضربات ارتجالية عشوائية ) قد تصيب أو لا تصيب على الأغلب.
 
والكلام اليوم علم وفن وجمالية... وحتى من التراث العربي القديم والحديث وكذلك الفلكلوري .. وهو نقطة قوة ضرورية  جدا في الحياة العملية والثقافية وحتى الديبلوماسية والعلاقات العامة والدولية ، وهذا/ الكلام / ضروري ولكنه غير كاف من وجهة نظر موضوعية " حضارية عالمية عامة " ، إذ لا بد من إلحاقه بالمصداقية وإظهار مواقع القوة الموضوعية واستثمارها .. لا بد من أن يترافق ذلك الكلام مع استعراض " عناصر القوة  المادية والمعنوية " وفي حال عدم التوفر ، فعلى الأقل إرفاق ذلك الكلام " المعسول " مع شيء أو أشياء داعمة متوفرة .. للوصول إلى الهدف المراد ولو بنسبة مرحلية مؤقتة !
 
والمسألة ليست مجرد أداء واجب .. بل العمل بقناعة وعقيدة وجدية .. في الفوز بهذا الصراع أو ذاك سواء بهذه أو تلك الوسيلة المناسبة .. من الوسائل الشريفة وهي المؤهلة للاستمرار فقط  ، حيث وسيلة " حرق النفس " بالوصول إلى قمة افيريست / Everest .. تؤدي إلى دعاية وفوز " فقير" من المعاني .. حيث القاعدة الذهبية : هي ليس فقط بالوصول إلى القمة  " وهذه ضرورة " ، وإنما البطولة/الهدف في الاحتفاظ بتلك القمة أيضا..
" وهذه هي الكفاية " . !
 
زهرة حزينة .. اسمها الوطن .. ويقولون وردة جميلة و زهرة حزينة أو كما الأغنية العربية
( ليه يا بنفسج بتبهج وأنت زهر حزين ) .. ولا ندري لماذا الحزن للمذكر والبهجة أو الجمالية للمؤنث .. هل الشمس تعطي النور والضوء والقمر يعكسه ؟!
 
 باقات ورود و زهور وازاهير .. وردة حمراء و رياحين و ياسمينة الشام .. جماليات الشكل والمضمون واللون والرائحة .. والوطن هي الأم وهو الحبيب .. وبشر وارض وحجر وسماء وزرع وتراب .. والإنسان هو عماد الوطن ، وحب الوطن ضروري .. ولكنه غير كاف .. فالحب يتطلب العطاء وبذل الجهود والعمل .. وحتى التضحية في بنائه وتقدمه وازدهاره.
 
 
المقالة ( 2 ): الكل ديموقراطيون ولكن ..
 
أجواء الحرب أو الحروب تخيم هذه الأيام على العالم بأسره ، وحتى ان إحدى دور الأزياء العالمية قدمت أخيرا عروضها حول أزياء نسائية ورجالية وولادية ذات مسحة حربية عسكرية متتالية ، وكان اللون ( الخاكي ) أو الكاكي هو اللون المسيطر مع الأقمشة المرقطة الميدانية والقبعات والأحذية العريضة والسميكة على شكل ( بوط ) عسكري وغير ذلك .
الكل يبيع والسؤال أو التساؤل من يشتري .. بضاعات كثيرة معروضة للبيع على الأرصفة وواجهات المحلات وفي الأسواق ، والبيع بالتقسيط المريح جدا ، وأحيانا بنصف القيمة ، وتنزيلاات سنوية وفصلية وأسبوعية . والبترول معروض للبيع أيضا مع تذبذب أسعاره تبعا للأخبار والأحداث أو التوقعات .
 
الكل متفائلون ومتشائمون وهناك المحبطون واليائسون والمفلسون والمعذبون في الأرض ، ولكن لا أحد يعلن إفلاسه . وأمريكا تجاري العصر تماما ، وها هي قد صنعت وجربت في اختبارات ميدانية حقلية ما يسمى بأم القنابل وكأنها أم المصائب .
 
ويقولون هل أنت يساري أو يميني أو وسطي ومتوسطي ومعتدل أو متطرف ومتعصب وسلفي وتراثي أو تقدمي وعلماني وعلموي أو متعولم وعولمي وهناك الأفكار الإمبريالية والنزعات الإمبراطورية وبينما يتمدد ويتوسع أحدهم نجد الآخر ينكمش ويتقلص وينعزل ويتقوقع لغاية أسرته الصغرى وفق مبدأ الدولة العائلة .
 
أمريكا ديموقراطية تماما في الداخل وعلى عكس ذلك خارجيا ، وهذه فلسفة كما يسمى بالدول العظمى التوسعية واللا توسعية بالعكس أي قمعية في الداخل وديموقراطية في الخارج . وللتوضيح نجد مثلا رب أسرة صغيرة يصارع الحياة خارج بيته وما ان يدخل بيته ، يرتاح ويكون محبا جدا وبالعكس هناك من يكون مثاليا في الخارج وما ان يدخل باب بيته يبدأ بالضرب والمنع والارتجال ....
 
المقالة( 3 ):  بين تنكة مازوت و ربطة خبز
 
آخر التوقعات الطازجة أتت هذه المرة من روسيا حول إمكانية ارتفاع سعر برميل النفط إلى
( 250 ) دولار .. والمواطن في الشرق الأوسط الغني بالنفط يتفرج على صندوق الألعاب والعجايب والسحر وبينما هو محاط من كل الجهات بالأمن النفطي الاستراتيجي للحفاظ على الرفاهية الأمريكية المعتادة .. مساكين هدول الأمريكان والرومان .. بدون البسكويت لا يستطيعون العيش بتاتا !
 
ومذيعة التلفزيون الامورة الحلوة باللكنة العربية ( المحلية تماما ) والمهضومة بتعمل ريبورتاج مع مسؤولي نقابات الأفران والطحين والدقيق وربطات أرغفة الخبز ( العيش ) وبائعي الكاز والمازوت وأصحاب مالكي وسائل النقل والشاحنات .. تستمع إلى التحليلات والبيانات والأرقام والأسعار والمقارنات .. الطحين المدعوم والمازوت الحر والنقليات للصهاريج وارتفاع الأسعار ( ليس هنا عندنا فقط يا جماعة الخير ، وإنما في كل أنحاء العالم .. إنه غلاء عالمي وسوء أحوال الطقس والمناخ وقلة هطول الأمطار وانهيار او تشققات في بنيان السدود مثلا سد مأرب  والخ ).. اكتر من هيك ما بيلمع .. ما إلنا نصيب في الطيب سواء النمو او التنمية او الإنماء الاقتصادي.. هاي شغلة خواجات .. هون مو سويسرا للجبنة الهولندية ذات الثقوب .. ورحم الله امرءا عرف حده فوقف عنده .. اشكر ربك يا مواطن .
 
 برغل في ، زيت ما في .. مازوت في ، خبز ما في .. سيارة في ، بنزين ما في .. كهربا في ، مي ما في .. ويقولون للطفل الصغير:
ابك قد ما بدك .. اختر إما ( الصفّيرة او السكّرة / البونبونة ) واحد من اثنين يا هي يا هي ! ديموقراطية الفوضى أو استقرار الأمن والاستبداد ، يا هجرة وغربة ، يا غربة في الوطن .. والخيار لك ! بتحكي بتجوع بتسكت بتشبع..  وإذا مو عاجبك .. روح روح و روح بلّط البحر الأبيض المتوسط من طرطوس او طرابلس لبنان إلى صقلية إيطاليا  او مرسيليا فرنسا .. ثم تابع المسير إلى أقدام تمثال الحرية بنيويورك .. عسى ولعل وربما وكيف ..
 
 تنكة مازوت زائد ربطة خبز .. وهات يا بطل زمانك يا زلمة .. يا زول / حسب ما كنت اسمعه من صديق زميل لي سوداني أيام الدراسة. يا خيو يا .. أوعى الزيت .. رجاع رجاع .. هوب عفستو..  عباية عباية .. من أيام العثمللية والاستعمار والإمبريالية ولغاية العولمة الامريكانية اليوم .. والحق عالطليان هذه المرة أيضا أو ربما على إنتاجية ومردودية القمح الأسترالي في مزارعها ومراعيها الخضر الغنية .. والله يستر من قنينة الهوا / الأوكسجين في الأيام القادمة مع ذوبان جليد وثلوج القطب الشمالي أو الجنوبي ..
ما بتفرق كتير .. مو هيك ؟! . وهذه النقطة الأخيرة (  ما إلها لزمة بنوب / بتاتا / طاول !). وهاي نقطة كمان ولا يهمك .. شرحو !!  وختاما ( فوول سطوب وليس ستوب ) وخلصت الحكاية .
 
المقالة ( 4 ): أمريكا ما بعد..  الروس قادمون !
 
إن الارتباك والتخبط الأمريكي الاستراتيجي اليوم عبارة عن نسخة طبق الأصل من ذلك الارتباك الأمريكي الاستراتيجي الأول قبل نصف قرن أمام واقع التفوق السوفياتي الروسي في  غزو الفضاء عام 1957 ، وبالتالي أطلقت أمريكا في حينها شعار ( الروس قادمون ! ) وقامت على وجه السرعة ( الاستعراضية الهوليودية ) بإرسال رائد فضاء إلى سطح القمر ..
 
واليوم تطلق أمريكا شعارين :
الأول ( محاربة الإرهاب )
 والثاني ( الصين قادمة ! ) ..
مع احتمال شعار: الروس قادمون .. من جديد !
 
وبحيث الشعار الأول ( التكتيكي ) يساعد على الشعار الاستراتيجي الثاني ، أي أن الشرق الأوسط منطقة عبور .. عبر الطفرة النفطية المالية الحالية ( الثانية ) وباتجاه ( اسفل ومنتصف ) الهدف الصيني ( وحلفائه المرتقبين من روسيا والهند ).. في حرب عالمية شاملة قادمة .. حيث ( تكتيكيو و مفلسو العالم مع الركب الأمريكي ) بينما ( حضاريو واستراتيجيو العالم ) ليسوا مع الصين تحديدا .. وإنما مع ( المقاومة ) الشاملة ضد ( الاستعراضات ) الأمريكية ..
 
وإذا كان الخطأ الأمريكي ( الأول ) في محاربة ( الكتلة الاشتراكية ) ( على البارد ) .. وانتهاء
( الموضوع ) ليس بالنصر الأمريكي ( كما تعتقد القوى المتفرجون ) .. وإنما ( بتكبير ) العقل السوفياتي الروسي .. أمام الاستعراضات الأمريكية ..  ولا بأس من اللعب ( على الطريقة الأمريكية ) وفق مبدأ ( ان الإنكليز اخترعوا كرة القدم ووضعوا قواعدها .. ولكنهم يخسرون دائما في بطولات العالم ) .
 
وترك العالم لأمريكا ( حرية الحركة ) .. لكي تستنزف وترتبك .. وها هي ( تضرب يمينا ويسارا ) بحيث من المستحيل ان يعرف ( مؤيدو أمريكا من معارضيها سواء في الداخل الأمريكي أو العالم الخارجي ) .. وفي مجلس الأمن اليوم ( أمريكا ، روسيا ، الصين ، بريطانيا وفرنسا ) ، فإن أمريكا لا تجد ( صاحبا ) لها سوى بريطانيا في احسن الأحوال .. والبقية في واد آخر .. إلى إشعار آخر .
إننا هنا نحاول تحليل ما يدور من حولنا في عالم اليوم .. وخاصة انه ( عالم القرية الصغيرة ) .. وها هي أمريكا تحاول بناء ( الجدار العازل ) على حدودها .. وقد تطرد ( 12 ) مليون مهاجر غير شرعي في أراضيها .. وتضع أسماء الدول على ( لوائحها الخاصة ) في حقوق الإنسان .. والانزعاج من روسيا التي ( تبيع وتشتري ) في الأسواق العالمية الحرة منتجاتها من تكنولوجيات الأسلحة والنفط والغاز والفضاء .. كما تبيع السعودية مثلا لأمريكا أو حتى الصين .. وأمريكا منزعجة من التنمية الصينية العالية الوتائر .. ومنزعجة من حتى كليات الهندسة ( الكيماوية ) في جامعات العالم الثالث والرابع الفقيرة ..
 
الانترنيت خارج السيطرة الأمريكية .. الصواريخ البعيدة المدى قيد التجارب في العالم .. الطاقة النووية الذرية قادمة لا محالة سواء رضيت أمريكا أم لا .. ولتذهب في ( تبليط المحيط الأطلسي ) العجوز المتصابي منذ اكثر من نصف قرن .. الذي كان ( بارعا ) في تفكيك يوغوسلافيا الأوروبية .. وتحاول تفكيك ما يمكن تفكيكه .. من اجل ترويج السياحة العولمية أو الاستهلاكية .. لتقديم خدمات لآلات الحرب الأمريكية .. تعويضا لأسعار النفط ( الظالمة ) .. ( ياحرام .. مساكين ! ) .
 
الكل يعمل في هذا العالم اليوم .. وكل حسب فهمه ومقدرته وأهدافه وإرادته .. ومصالحه .. وهناك من يجلس على أريكته الوثيرة .. ويطلق شعارات ( ما قبل العصر الحجري ) عبر احدث التكنولوجيات وبدون حتى فك أغطيتها .. ودمتم ودمنا جميعا سالمين وبألف خير .
 
 
المقالة (5 ):  دبابات روسية على سيارات أمريكية

 
ما هو الفرق بين الدبابة الروسية والسيارة الأمريكية ؟ !
و ها هو الرئيس الأمريكي ذاته يقود سيارة روسية / سوفياتية الطراز ( غاز 21 ) في الساحة الحمراء بموسكو في ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في أواسط القرن الماضي .
 
ولكن هذا ليس جوابا للسؤال أعلاه .. والإجابة قادمة .. ولكن للأسف فيما بين السطور...
ويتكلمون عن " المعايير المزدوجة " المسكينة.. ويا ليتهم يتقنون لعب التنس كما اللاعبة " ميسكينا "..وعن ازدواجية التعامل او السلوك .. وكأننا في محاضرة لفرويد عن علم النفس .. بينما هم في حالة معايير ثلاثية ، لا بل متعددة المعايير!
وقديما قالوا : لم نطل لا بلح اليمن ولا تمر العراق ولا عنب او توت الشام .. ويمكن إضافة ولا حرير الهند ولا ورق الصين ولا " موبايلات " فنلندا او حتى حسناوات باريس ..
 
انهم أصحاب الأفكار والطروحات " الزئبقية " ذوي الرؤوس " الخشبية " على أكتاف نصفها حديدية ونصفها شمعية ..لا لون ولا طعم ولا رائحة لهم وكما يقال " يرنون من كل الجهات " وهم " فهلوية الشرق الأوسط الجديد الموسع والمتمدد ..وقل عنهم كما تشاء .. على منابر " الهايد بارك " طالما (كذا وكذا ).
 
يحتفظون بنماذج / مساطر / عينات من كل أيديولوجيات العالم سواء القديم او حتى المستقبلي ( مثلا مجتمعات الذكاء الاصطناعي ) ولكن ما عدا الحاضر ..
 
يلقون محاضرات وفي حال الضرورة وغيرها ( من دون لازمة ) يستجلبون او يستقدمون " بروفيسورية " جامعات مانهاتن او طوكيو وحتى نيجيريا لتدعيم مواقفهم .. تصفيق ثم جولة على " معالم " المدينة .. والسلام عليكم !
 
ويكتب أحدهم شعرا وقصيدة او ملحمة .. هذا هو تراثنا .. ونحن أحفاد ( آدم ).. ونرفض ونقبل ونشجب ( على شماعات كثيرة ) ونستنكر ( كما أيضا تستنكر الأمم المتحدة ) ونؤيد ( وتسأله ماذا ؟ ويرد لا اعرف !! ).. ولقد كنا على شفا حفرة او هاوية .. فخطونا خطوة للأمام .. ( وكان يجب للوراء ) . وفي الحلقة الثانية من المسلسل ( المضحك المبكي ) .. نحن أسياد العالم .. والباقي ( لا  لا ).. ونريد او نبغي تلك الدبابة الروسية التي زحفت على ( برلين ).. + أن نركب تلك السيارة الأمريكية " ابو 19 سلندر " .. وبلاها " ما منعيش ".. وغدا سنستورد ( بعائدات النفط او .. كل الروبوتات اليابانية وبعدها ( سنغزو الألم والعالم كله ) .. وسنقيم أنظمة متعددة المعايير بتوجهات زئبقية مرنا قاسية لولبية انفلاشية وسياسة جيوبوليتيكية إمبريالية واقتصاد مركزي او شبه ذلك وعسكرية لا اقل من نووية .. والمهم على سيارات انكلو – أمريكية بزمامير فرنسية ، عفوا بعطور باريسية .. وربما فاتنات مريخية .. .. قريبا جدا !!!
 
المهندس بيير حنا ايواز
حلب / حزيران 2011
 
 
 

17
السيولة بين السندات والذهب والعقارات
حلب
اقتصاد
الثلاثاء31-5-2011
بقلم: بيير حنا ايواز
 
السيولة وتعني المال النقدي (الكاش) والتسييل بمعنى تصفية (بيع منشأة) مثلاً لتسديد دين معين وبشكل عام السيولة هي سيولة مالية (نقد مالي كاش باليد وتحت التصرف المباشر) .
ومفهوم السيولة هو العامل المشترك ما بين تعاملات أسواق وبورصات الأوراق المالية (أسهم، سندات) وأسواق العقارات والاستثمارات في مجالات وقطاعات مختلفة في الاقتصاد العام .‏
في الآونة الأخيرة وفي معظم الصفحات الاقتصادية العربية ومنتدياتها وندواتها بات من الشائع تماماً تداول مصطلحات البورصة والبورصات على أنواعها وأشكالها أسهم وسندات عقارات وكذلك الاستثمار والسيولة في هذه المجالات أو النشاطات الاقتصادية ومقالتنا هذه هي معرفية توضيحية عامة أكثر منها محددة ومعينة بدقة لهذه البورصة أو تلك السوق أو ذلك البلد وإنما نتلمس هنا العوامل والأمور المشتركة الأساسية والتي عادة تهم القارئ العادي الكريم المهتم بالثقافة المعرفية أولاً وبعد ذلك يمكن الاحترافية أو المهنية الدقيقة حيث المصادر المختصة بذلك .‏
 
السيولة عامل مشترك أساسي بين الأوراق المالية‏ :
السيولة تعني مباشرة وسهولة البيع والشراء سواء للأسهم أو السندات (الصين وحسب بعض المصادر تملك حالياً سندات الخزينة الأمريكية بقيمة حوالي 2 تريليون دولار) وذلك عبر التداول في أسواق البورصات .‏
 
والسيولة بالتعريف تعني:‏
تلك العملية التسهيلية (البسيطة والمريحة والمباشرة) والتي بها يمكن تحويل (الموجودات، الأوراق المالية، القيمة والفوائد والممتلكات والخ) تحويلها إلى قيمة مالية نقدية جاهزة (كاش) تحت التصرف المباشر والسريع والحركة .‏
وباختصار: أي شيء نافع ومفيد وذي قيمة وتحويله بسهولة إلى نقد مالي جاهز مثلاً الذهب ذو قيمة (عبر كل العصور) وكذلك السند ذو قيمة ولكن كلاهما يحتاجان إلى عملية لتحويلهما بسهولة إلى نقد جاهز (بيعاً وشراء ... الخ) وكذلك الأمر حتى بالنسبة إلى الفكرة الإبداعية أو الاستشارة أو النصيحة ويمكن معادلة كيميائية فهي كلها ذات قيمة (تقديرية معينة تبعاً للظروف والعرض والطلب والأسواق ... الخ) ولكن المسألة في أنها ليست سهلة بشكل عام تحويلها إلى نقد مالي جاهز وإنما تتطلب مراحل عدة ووقتاً منها بيروقراطية وإجرائية وتسويقية .‏
 
السيولة أشكالها وعناصرها‏ :
والسؤال ما هو أفضل الاستثمارات (حالياً) ؟ أي المسألة تكمن في اختيار مجال الاستثمار (أين تستثمر وكيف ولماذا ...؟) مثلاً في البورصات على أنواعها في أسواق الذهب أو المعادن أو البن ربما في السياحة أو المولات وفي مجال الاتصالات (الخليوية، وايرنس، لاب توب، انترنيت ... الخ) أو البرمجيات وربما في العقارات والأراضي والمباني أو الزراعة والمواد الغذائية أشكال مختلفة ولكن وفي كل الحالات لابد من البحث عن مدى توفر (السيولة) مسبقاً ولاحقاً (مع العائدية والسلامة والجدوى وسرعة التحويلات ... الخ) .‏
وكما أسلفنا فالسيولة أو (تسييل المدخرات) تعني أنك قد ادخرت مالاً في مجال معين للاستثمار فما هي قدرتك على تحويلها حين اللزوم والضرورة إلى سيولة (كاش نقدي) أي عداً ونقداً باليد.‏
 
أمثلة ونماذج عملية ... من العالم:‏
في يوم أحد جميل (وخاصة في أوروبا وأمريكا) ربما تحتاج إلى مبلغ نقدي – كاش على وجه السرعة ولكن اليوم عطلة والبنوك مقفلة للتعاملات وبالتالي مدخراتك في البنك وحساباتك لن تستطيع أن تساعدك كثيراً في (يوم الأحد – العطلة) لذلك عليك الانتظار لليوم التالي ومن ناحية أخرى إذا كانت مدخراتك متموضعة في (العقارات) أو المباني فإن الأمر يحتاج بالضرورة إلى وقت زمني معين قبل أن تجد مشترياً جاهزاً أو مناسباً ولهذا السبب يقوم المدخرون بالأخذ بعين الاعتبار مدى سرعة استرجاع مدخراتهم وقت الحاجة واللزوم .‏
 
ما هي العوامل الثلاثة لأخذها بعين الاعتبار ؟‏
وهي العوامل الثلاثة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار قبل الاستثمار:‏
 
أولاً: الأمن والسلامة، ثانياً: العائدية الربحية، وثالثاً: السيولة والأهداف هي التي تحدد أو تقرر في أي مجال يمكن الاستثمار من وجهة نظر صاحب المدخرات في الاستثمار فالأمان والسلامة تكون متوفرة ولكن السرعة (المرونة) قد تكون غير متوفرة ومن هنا يتم اختيار مجال مدخراتك وفقاً لظروف حياتك وأهدافك (السلامة، العائدية، السرعة) .‏
 
أين تستثمر مدخراتك ؟‏
أولاً: في المؤسسات الرسمية والحكومية (بنوك، مصارف، تأمينات، ضمان، تقاعد، معاشات، رواتب ومعاشات أو مكافأة نهاية خدمة ... الخ) فالبنوك تقدم لك كلاً من (السلامة والرأسمال المودع زائد فوائد على الوديعة) .‏
ثانياً: سندات خزينة حكومية رسمية وهذا يشبه الإيداع في البنوك حيث السندات الحكومية تقدم (السلامة للرأسمال ومعدل ثابت من العائدية وكذلك الحق بتحويلها إلى مال نقدي كاش تقريباً عند الطلب مباشرة وبالسرعة اللازمة .‏
ثالثاً: هناك مجال الأسهم شراء أسهم شركات (مرموقة ذات مصداقية وسمعة أو شهرة بأنها شركات رابحة على المضمون والأرجح) .‏
 
بالإضافة إلى مجال (العقارات، الأملاك والممتلكات، المباني، منشآت ... الخ) وحتى في مجال الأعمال الفنية (موسيقا، رسم، مسلسلات تلفزيونية ... الخ) وكلها تشترك في أن قيمتها تكمن في ذاتها هي والمستثمرون في هذه الحالات يستندون في قرارهم على (الثقة والأمل والتفاؤل) في أن تلك القيمة الذاتية ستتزايد مع مرور الزمن (مثلاً لوحة رسم ميكيل أنجلو أو بيكاسو) ومثل هذه الزيادة في القيمة مع مرور الوقت (ربما لعقود) من المفترض أن تكون زيادة قادرة على تغطية (انخفاض) القيمة الشرائية أي نسبة (التضخم) المحتمل إنه عالم المال والأعمال والتجارة والاقتصاد والاستثمار ولابد من حسن القرار واختيار الأمثل .‏
 
المهندس بيير حنا ايواز - حلب /  الجماهير    




18
كيفية وطريقة قياس مستوى النشاط الاقتصادي

حلب
اقتصاد
الأحد12-6-2011
بقلم: بيير حنا إيواز
 
 
لا شك بصعوبة إيجاد طريقة قياس مستوى لأي فعالية أو نشاط أو حتى ظواهر معينة ... اللهم سوى تارة بالوصف والكلام أو بتوصيف الحالة (تشخيص) وتارة باستخدام أدوات بيانية توضيحية مثل استخدام جداول ومنحنيات أو خطوط ومربعات صندوقية بيانية وتارة بمؤشرات رقمية بحتة (وغالباً ما تكون جامدة) وغير ذلك .
وإذا أخذنا النشاط الاقتصادي الوطني في أي بلد فإننا لا نشك بأنه نشاط تفاعلي تبادلي واجتماعي وسياسي وإنساني وحضاري بالشكل العام حيث تشترك فيه معظم شعوب عالم اليوم.‏
نظراً لأن الخبرات العملية على واقع الأرض وعبر مراحل تاريخية طويلة قد أثبتت مبدأ (التراكمية للخبرات) عبر تطور الأحداث المرافقة للنشاط الاقتصادي وظروفه على الأرض (تواجد وتوفر موارد وثروات وقوى يد عاملة ، خبرات وكفاءات وإدارة وتنظيم وتخطيط) ومن هنا نجد أقسام الشركات في الإدارة ، التنفيذ، الجدوى الفنية والاقتصادية، مسألة سرعة تنفيذ الأعمال بالجودة والمعايير وزيادة ودورية وجودة الإنتاج والخدمات ... ومن هنا يتفرع (النشاط الاقتصادي) إلى فروع كثيرة داخلة في العملية أو مؤثرة عليها بشكل مباشر أو غير مباشر ويبقى سؤالنا: كيف نقيس مستوى النشاط الاقتصادي بالطريقة أو الوسيلة البيانية والرقمية المثلى ؟!.‏
النشاط الاقتصادي سابقاً وحالياً‏
خلال العقود الماضية تبدل تحديد وتعريف هذا المصطلح مع تطور أدوات الإنتاج والخدمات مع دخول الأتمتة والتكنولوجيات المتقدمة بالإضافة إلى ظهور أشكال متنوعة حديثة من النشاطات الاقتصادية في معظم دول العالم اليوم وإن ثلاثية (الاقتصاد عبارة عن صناعة وزراعة وتجارة) لم تعد تلبي مفهوم وواقع اليوم فالنشاط قد توسع أفقياً وشاقولياً وعالمياً وبالتالي دخلت مفاهيم الاستثمارات، الخدمات المتطورة وتغيرت وسائل وطرق الإدارة ووسائل الاتصالات والمواصلات والتواصلات ودخلت أسواق (البورصات وتفريعاتها) في قلب النشاط الاقتصادي العالمي (سواء سلباً أو إيجاباً) ولم يعد الأمر وفق (هذا جيد، هذا سيئ) وإنما في تحديد النسب الرقمية وتوصيف (بالمقارنة) مثلاً هذا جيد وذاك أفضل وتلك أقل سوءاً وغير ذلك من توصيفات لغوية ولكنها تحمل في طياتها ما يسمى بلغة الرياضيات المنطقية المتقدمة (التماثلية والرقمية) وغير ذلك .‏
عملياً على واقع الأرض‏
القيم والأسعار قد تنكمش وتتقلص أو تصعد إلى مستويات هائلة خيالية (صعوداً أو هبوطاً) مثلاً بزيادة الضرائب وبالتالي تتناقص القدرة على الدفع أو تنخفض (القوة الشرائية) والمزارعون قد لا يجدون أسواقاً لتصريف منتجاتهم ومحاصيلهم بالإضافة إلى ارتفاع مستوى البطالة ، التضخم ومسائل السيولة والتقويم ... الخ ومثل هذه الحقائق على الأرض لا يمكن نكرانها أو التغاضي عنها حيث مثل هذه الحالات تعني بوضوح (أزمة اقتصادية) ولو بدرجات معينة وهنا لا يجوز المبالغة كما لا يجوز أيضاً التهوين أو التبسيط .‏
وعلى هذه الأسس يبرز السؤال الهام: ما هي الإجراءات العلاجية التي يمكن أن تؤخذ لمنع مثل هذه الأزمات أو الركود أو التراجعات ؟.‏
في البحث عن حلول‏
الأسئلة تكون كثيرة وبالتالي في البحث عن الأجوبة والحلول لها يحاول الخبراء الاقتصاديون بتطوير مفهوم أفضل للقوى والفعاليات الاقتصادية وتأثيراتها على المجتمع ومن هنا تنطلق عدة نظريات سواء للأسباب المؤدية للتأرجحات الاقتصادية أو للخطوات التي يمكن أن تتخذ لوضعها تحت السيطرة أو الضبط والإدارة .‏
تأرجحات وتموجات الدورة الاقتصادية‏
لا شك بوجود أو ظهور تغيرات في مستوى النشاط الاقتصادي وبالتحديد في الأعمال التجارية وعالم المال والأعمال عموماً والتي على مدى عقود تدخل فيما يسمى بدورة الأعمال التجارية أي أن تلك التغيرات تتأرجح وتتموج .‏
وللتوضيح نجد بأن النشاط الاقتصادي العام أو بالأحرى توجهه العام يكون في مرحلة ما يسمى (بالطبيعي) أي وفق خط بياني مستقيم ولكن في الواقع نجد على هذا الخط (ارتفاعات وانخفاضات) في فترات زمنية معينة وعلى هذا المقياس يتم تحديد مستوى النشاط ونلاحظ بأن كل (دورة) تختلف بالضرورة عن سابقتها أو لاحقتها والاختلاف سواء في الشدة أو الحدة أو المدى الزمني .‏
وعبر هذه الدورات يتم قياس مستوى النشاط بشكل (رقمي – توصيفي) بمؤشرات وبارامترات ... الخ من عمليات حسابية لاحقة والشكل العام يكون مثلاً فترة ازدهار، فترة تراجع، فترة ركود، فترة المعالجة والانتعاش والازدهار من جديد (وكما يقال وتلك هي مراحل وأطوار الدورة الكاملة) .‏
الفترة العلاجية ثم الانتعاش‏
وهي فترة الحل ... وفيها يزداد مستوى الصرف والاستهلاك وهذا الأمر سوف يدفع أو يحرّض على التفاؤل الاقتصادي وتوسع الأعمال التجارية تحديداً وفي هذه الفترة تنمو وتزداد نسبة الاستخدام للعمل وتنخفض نسبة البطالة بصورة ملموسة وتزداد المداخيل مما يعني زيادة في الصرف أكثر وعودة الدورة إلى فترة الازدهار من جديد .‏
وبلادنا الحبيبة سورية الجميلة اليوم مؤهلة بجدارة وبكافة المقاييس، مؤهلة لكل تطور وتقدم بفضل رعاية قيادتنا الحكيمة والشجاعة وهمة ونشاط أبنائها وشبابها في القوة العاملة اليدوية والفكرية والإبداعية في العلوم والتكنولوجيات المتقدمة وذلك نحو وصول سورية الحبيبة للازدهار والرفاهية والتقدم بخطوات واثقة نحو غدٍٍ ومستقبل مشرق .‏
 
المهندس بيير حنا ايواز - حلب
pierreiwaz@hotmail.com‏



19
الإعلام العربي والميديا العالمية 2011

بقلم: بيير حنا ايواز
 
الإعلام العربي اليوم متمثلا بقناتي الجزيرة والعربية ، والأقنية الرسمية / الحكومية العربية  من جهة والميديا العالمية الناطقة بالعربية والإنكليزية والروسية مثل ( سي ان ان ) الأمريكية والـ ( بي بي سي ) البريطانية و ( روسيا اليوم ) .. والخ  بالإضافة  إلى مجموعات عربية وعالمية عربية وإنكليزية متناثرة بين عمالقة ( الميديا المتعددة) فضائيات تلفزة ،انترنيت وفروعها غوغل ، فيسبوك ، تويتر والخ  ومرورا بأجهزة الخليوي عبر الفضاء المحلي و العالمي .. كل شكل ينافس ويكمل الآخر عبر (مايسترو) قيادة فرقة عالمية تارة فوضوية وتارة متجانسة مع سرعة تغيير (السلاح من كتف إلى آخر خلال ليلة وضحاها )  ..
هذه من حيث الشكل والمسائل الفنية بغض النظر عن المضمون وأسباب الصراع ما بين كل فرع وآخر.. صراع فكري او تجاري بحت او مصالح اقتصادية تجارية مالية .. الوقت يظهر ذلك مع مرور الوقت ( يذوب الثلج ويبان المرج) و( كل إناء بما فيه ينضح شاء صاحب الإناء أم أبى ).
 
المقدمة:
هي ما ورد أعلاه ونتابع المقال عبر أربع نقا ط وهي:
 
 بسكويتة تويتر على سات
•        اليوم نجد مصطلحات ومفردات جديدة في ما بعد عصر الصحافة التقليدية ( السلطة الرابعة ) ، مثل صندويشة ( الهامبرغر ومن بعدها او على غرار ملحمة او بقالية مسلسل ( كاساندرا ) للرومانسيات  ولغاية الانترنيت ( الفيسبوك ) للتواصلات الاجتماعية الموسعة بإفراط .. وربما بسكويتة أو حلويات ( تويتر ) سواء السلكي والكابلات البحرية او اللاسلكي عبر الأقمار ( ساتلايت ) ، بحيث أن الكلمات الأجنبية ( ( بالأخص الأمريكية ) تشكل حوالي نصف كلمات فقرة النص العربي المعاصر الحديث.
•        قطع الأعناق أو الأرزاق يتم استبداله في ( الميدل إيست ) بقطع الاتصالات سواء الأرضية الثابتة ( تلفون ) او أبراج إرسال أجهزة الخليوي النقالة عبر أسطح البنايات المسبقة أو اللاحقة الدفع ولغاية تشويشات الأقمار الاصطناعية وبالرغم من تغيير او متغيرات او تحولات او انتقالات ترددات الأفنية التلفزيونية الفضائية بواسطة ( قاذفات – صواريخ ) الأشعة الليزرية نحو 0 أسفل ومنتصف الهدف ) .. ثم أطلق نار ( التشويش والتشويه والتعتيم ) ..
•        وكما نلاحظ هنا ، فإن هذا النص العربي أصبح ( هجينا) أو رماديا كما الماء ( لا طعم ولا رائحة ولا مذاق ) بالرغم من كل تسريبات فتور الأخ ( ويكيليكس ) الذي .. ما زال ملاحقا ما بين بريطانيا والسويد وهو أساسا من استراليا في أقصى الشرق..
•        ونتابع باللهجة العربية تماشيا مع المفردات التكنولوجية الحديثة .. الشعبية والفنية .. وعند المطالبة برغيف الخبز او ( العيش ) ، كان الرد الأمثل على كلمتي ( جعانين ، أو جوعانين ) ، كان الرد ( روحوا كلوا .. باميا ، هامبرغر محشي بالبسكويت المحشي بالقشطة البيضا والجوز واللوز ) .. حاجه او شغله بسيطة تماما  في القسم الطبق الأمريكي في المولات ..
•        والآن أشعر بالفرحة المشوبة بالحذر ( والخوف – مرض الشرق الأوسط  الدائم )  ولكن وفي كل حال ، ها أنا قد وصلت إلى خط النهاية من ( ماراتون ) كتابة هذا المقال ( تعبير عن رأي ) ..   بانتظار النشر أو  عدم النشر ..
 
 إنها مجرد وجهة نظر
•        وجهة نظرك صحيحة ،طالما أنت تؤمن بها .. وتدافع عنها ، شريطة أن يكون أساس ( النظر ) لديك صحيحا ، وبالتالي هناك عدة أوجه لمثل هذا النظر( الرؤية ) الصحيحة وإن كانت بدرجات مختلفة .
•        ما ينطبق عليك ، عزيزي القارئ الكريم ، كذلك ينطبق على الطرف الآخر سواء مقابل رؤيتك أو وجهة نظرك .. والكلام الزايد هنا لا معنى له ، لأن الأمر مفهوم انطلاقا من المشتركات الإنسانية في كل زمان ومكان ..
•        إذا اختلف أحدهم عن باقي الناس ، فإن ( المشكلة ) فيه وليس في الناس .. مثلا ، لاعب كرة قدم ( يعرج ) ضمن فريقه .. وبالتالي هو غير مؤهل ليكون عضوا في هذا الفريق للعبة كرة القدم ، وقد يكون مؤهلا ليكون عضوا في هيئة ( البورد ) العالمية الطبية او الهندسية .. أو عضوا في أكاديمية العلوم الدولية..
•        و لا يجوز هنا تحميل وجهة النظر أكثر مما تحتمل أو يستحق .. هي مجرد وجهة نظر والاختلاف بين الناس والمجتمعات من أساسيات خلق الله للبشر بمثل هذه الصفات .. من حق الفرد حريته الشخصية ومن حق الجماعة او مجموعة او مجتمع أن يكون له خصوصياته التراثية والقومية والوطنية وله تطلعاته وطموحاته في الحياة وبناء مجتمعه والعمل على تقدمه .. كما من حق الطالب في البكالوريا أن يطمح للحصول على المرتبة الأولى عبر نتيجة علامات الامتحانات .. هذه ليست ميزة عنصرية أوإستكبارية وإنما مجرد فرز طبيعي لتسلسل درجات الأرقام ، وكم من حاصل على المرتبة العاشرة يكون أكثر تفوقا في ممارسته مهنته أكثر منه الحاصل على المرتبة الثانية .. فالمرتبة مجرد مؤشر واحد للتفوق .
•        لا تستعجل آخي القارئ الكريم في رفض وجهة نظر زميلك أو الآخر من اللحظة الأولى بشكل قاطع .. حاول مناقشته في نقاط ضعف خصمك بدون أن ترفضه أو تلغيه .. إن استملته إلى جانبك حسنا .. والعكس لا بأس به ..
 
الإعلام العربي .. عتمة التعتيم والتعمية
•        ونبدأ بالتساؤل الأول: ما هو ذلك او هذا الإعلام العربي ، وهل هو الإعلام بالفكر أم باللغة .. وهل هو الإعلام عبر ( مدرستي ) الجزيرة والعربية .. إذ أن هناك الكثير من الإعلام غير العربي ولكن المكتوب بالعربية !! وحتى السي ان ان الأمريكية والبي بي سي البريطانية تنطقان بالعربية الدقيقة جدا مثل ساعة بيغ بن الشهيرة.
•        وإذا كانت معظم شعوب العالم هي التي تحدد ( هويتها وانتماءاتها وثقافتها ومنهجية فكرها .. ) ، فان الإعلام العربي العام والخاص يتوه ويتخبط ويترنح اليوم في متاهات لا علاقة لها بالموضوع ..  سوى بالقشور تارة والقمع تارة أخرى ولغاية الاستفزاز غير المبرر وغير العقلاني وغير المنطقي !  من أفغانستان إلى كوسوفو ودارفور إلى سد مأرب اليمن ..
•        اليوم لم يعد الإعلام العربي .. مجرد منشورات ورقية للتوزيع في الحارات الضيقة ..  بل في واقع الأرض والفضاء وعلى مرأى وسمع وإحساس العالم كله ، حيث حتى الدارات الالكترونية المغلقة قد دخلت متاحف التاريخ منذ زمان
•        يقال بأن الإعلام يمثل ( السلطة الرابعة ) والمعلوماتية ( الخامسة ) في المجتمعات .. ولكن هل الإعلام العربي اليوم يمثل شيئا ما من هذا القبيل وعلى اقل تقدير .. أم أن الإعلام العربي ( على الأقل من حيث الشكل والمحتوى السطحي ) من محاضرات وندوات وأحاديث الناس إلى الصحف والمجلات والفضائيات والراديو والانترنيت ..  يمكن ان تجد فيها كل تيارات العالم العشوائية الفوضوية الإحباطية الانهزامية الاصطناعية .. تيارات تسعى ( للتصفيق ليل نهار ) وتتكلم بلغات ( خشبية سواء بالعربية أو حتى بالإنكليزية) أو ساذجة أو تهديدية أو فهلوية وغير ذلك ، وهل الإعلام العربي له علاقة بشيء هام جدا اسمه ( الاجتهاد ) ، حيث عدم مزاولة على الأقل ( هواية إن لم نقل حرفة ، لا  بل الأصح  ، واجب وفرض وحق ) الاجتهاد يؤدي بالضرورة إلى حتمية ظواهر ومظاهر الظلامية في العتمة والتعتيم والتعمية ..
•        وأخيرا هناك اليوم ( الإعلام ) وبجانبه مفاهيم قديمة متجددة مثل العتمة والتعتيم والتعمية .. كلمات عربية دقيقة تحكي عن نفسها بنفسها وكما يقال أو تقول الحكمة الشرقية:
•        ( لا تعليق ) ! أو ( No Comment ! ) ( Bez Komentari  ) والسلام .
 
الشفافية .. مزيدا من المسؤولية والمحاسبة
•        خلال متابعاتي للأحداث الأخيرة في تونس ومصر وغيرها ، لفت انتباهي بعض المداخلات والتعليقات التلفزيونية في الفضائيات العربية والتي تتكلم لغة ( الثنائيات ) مثلا  ما بين الافتخار والاحتقار ، ما بين الأبيض والأسود ، الفجوة ما بين الحكومات وشعوبها .. وهي تتوسع وضرورة العمل على تضييق تلك الفجوة بحيث لا تتحول إلى هوة عميقة وبالتالي إلى أعمال عنف وثورات وغير ذلك .
•        وفي فضائيات أمريكية وبريطانية كانت النقاشات في ندواتهم حول الأحداث عموما في ما يسمى بمنطقة الشرق الأوسط تدور حول ظاهرة الانترنيت وبالتالي تلك الشفافية ( القسرية ) المنتشرة في كل بلدان  عالم اليوم مهما عزلت نفسها .. ولم يعد حتى لأي مسؤول في بلده ( حتى مختار حي صغير أو محلة او قرية .. ) أصبح في وضعية مكشوفة تماما أمام كل الناس عبر وسائل الإعلام المتقدمة سواء ( شاء أم أبى هذه المسؤول او ذاك ) أو حتى الشخص الذي يعمل في الشأن العام في حارته ، مدينته أو حتى طائفته .. وضمن أسرة عائلته ..
•        كل فرد اليوم تحت أنظار ومراقبة الناس ( وليس فقط الأجهزة المختصة ) وبالتالي يتشكل رأي عام حول الفرد وبالتالي لا بد من أن يقوم بمسؤولياته الملقاة على عاتقه وأن يتحمل الانتقادات في حال العكس .. وقد تصل الأمور إلى المحاسبة .. سواء الناعمة او القاسية ..
•        يقال لاشيء جديد تحت الشمس .. ولكن وسائل الاتصالات والتواصل المتقدمة ( صوت ، صورة ، رسائل ، انترنيت ، مباشر وحي باللحظة وبكل إمكانيات الصحافة الاحترافية سواء الرسمية او الحرة ..كل ذلك بأن الفرد ( مسؤول وحتى عادي ) هو بالضرورة تحت مجهر الناس .. ناس كثر ومتنوعون من حارتك إلى مدينتك ولغاية على مستوى بلدك ووطنك .. وفي كل أنحاء العالم عمليا ..  ولقد مضى زمن الجلوس على عرش أو برج عاجي .. والإنسان قد أصبح تماما على بيئة العالم كله.. أليس كذلك ؟!

الخاتمة:

الحرية والعدالة
Freedom & Justice
Svoboda & Spravedlivost
 
طوبى للمستضعفين والمظلومين ،
والفقراء والمساكين ،
والمناضلين وأنقياء القلوب .. في الأرض ،
لأن لهم ملكوت السماء والأرض معا ..
الحرية والعدالة .. من مشيئة وإرادة
الله سبحانه وتعالى لكل بني البشر
في كل زمان ومكان..
الأمل والعمل بدون خوف أو كسل
الحب والبناء بدون كراهية أو تدمير
حرية وعدالة ومساواة..
لنا جميعا نحن أبناء
هذه الأرض الطيبة المباركة ..
بالأمل والسلام والكرامة والمحبة
تبنى المجتمعات والحضارات الكبرى
على كوكبنا الأرضي الجميل ..
 
المهندس بيير حنا ايواز – باحث وكاتب




20
البيئة الثقافية اليوم..  بالأبيض والأسود

بقلم: بيير حنا ايواز
 
 
الثقافة مرآة عاكسة للحضارة والمدنية ، كما الفن والموسيقى والرياضة . وكلمة الأبيض
 )وايت )  تعني الضوء أو حزمة كامل الألوان للطيف الضوئي من الأحمر بموجات طويلة وترددات منخفضة ومرورا بالبرتقالي ، فالأصفر والأخضر ( في وسط الطيف ) ولغاية الأزرق واللون البنفسجي بموجات قصيرة وترددات عالية .
 
وخارج هذه الحزمة ونطاقها نجد ( الغير – مرئيات ) بالعين المجردة ، مثل ما فوق البنفسجية وما تحت الحمراء بترميز (  الترا -  فيوليت )/ UltraViolet  و ( اينفرا – ريد ) / InfraRed .
 
الأبيض حزمة مؤلفة من كل الألوان وخاصة الأساسية:
( الأحمر – الأخضر – الأزرق ) ، بينما الأسود هو تعريفا ( اللا لون ) أي يمتص كل الألوان المرئية .
 
ومصطلح عنواننا ( ثقافة الأبيض والأسود المعاصرة ) المقصود به تحديدا تلك الثقافة العالمية السائدة والمعاصرة في ظروف عالمنا اليوم هذا ..  وهي بملامح ثقافة عامة وخط عريض وكما يقال ثقافة الجو العام ورياح متغيرات العولمة ، وليس الخاص أو المحدد ، كقولنا ملامح الثقافة الفرنسية اليوم ، أو الثقافة العربية وغيرها .

ومع بداية القرن الحادي والعشرين الحالي منذ عام ( 2000 – 2001 ) وإلى اليوم 2011 ، نلاحظ هبوب رياح ثقافية من كافة الاتجاهات الأربعة في كل العالم ، وهي ثقافة تميل شكلا على الانفتاح والحرية ولكن مضمونا ( مباشرا أو غير مباشر ) تميل نحو الاستقطاب والتحريض نحو التقوقع في " القرية العالمية الصغيرة "  وكذلك العزلة والانعزالية ( كطريقة للدفاع عن النفس وصد الغزو الثقافي ) وظاهرة انتفاخ أو تورم أو تضخم الذات والأنا واهتمامات تفاصيل فرعية ثانوية واعتبار ( الأنا ) محورا أساسيا سواء الفردية أو الجماعية الصغيرة ..  على مستوى العائلة والطائفة على أسس قبلية وعشائرية وحتى عائلية مجددة وضيقة ، 
 
وبالتالي تنحصر الاهتمامات في التركيز على المحليات والفولكلور والذات ،  وهذا يؤدي إلى الانغلاق وحتى نفي الآخر والآخرين ،  وعدم وضوح الرؤية الاستراتيجية والمستقبلية وتراجع المصلحة العامة والمصالح الحقيقية للمجموع العام أو المجتمع ككل ، حيث العالم والكون لا يسيران وفق الأهواء والعواطف والتمنيات الضيقة ، وإنما وفق قواعد ونظام تاريخي خاص ..  حيث الدنيا تبتسم وتساعد دائما ..  ولكن لمن يرغب ويعمل من أجل البسمة ، تخدم وتعطي وتزرع البسمة ثم تحصدها ،  وتساعد نفسك بالبدء بالمحاولات الحثيثة وتجد الدنيا تساعدك .

والتاريخ أو التأريخ .. هل هو الذي يصنعنا ونحن جالسون ننتظر ( حبة التمر لتقع من الشجرة في أفواهنا ) أو نحن من نصنع أو على الأقل نشارك في صنع وصناعة التاريخ عبر الجد والجدية والإرادة ومن يكتب التاريخ ويؤثر على الأحداث ..  قوة الحضارة أم حضارة القوة الشاملة بكافة مجالات الحياة ( فكرية ، ثقافية ، اقتصادية وغيرها ) .
 
ونتساءل: 
لماذا هذا الفرز القاطع والبتر والفصل التام ما بين أمور الحياة المتداخلة أصلا ، إما أبيض أو أسود ، علما بأن الطبيعة والحياة ذاتها تعرف ذلك التداخل المتجانس والمتناغم ما بين حلكة وظلام الليل وأشعة ضوء ونور النهار ، واليوم يبدأ من الفجر وشروق الشمس والغسق وظهرا يكون الضوء الكامل ثم المغرب والمغيب تدريجيا ، وليس مثلا في ساعة محددة ، مثلا في الساعة ( 6.32 ) هناك الحد الفاصل القطعي وبمعنى أن ( 6.31 ) ضوء وفجأة ( 6.32 ) حيادي و( 6.33 ) ظلام اسود حالك دامس ..  وكما يقال فإن جسر الحياة جسر متواصل وبدون انقطاعات فجائية عشوائية .

الأمور سواء الفردية أو الجماعية أو حتى الدولية لا تسير هكذا .. ولكن المشكلة ليست في المعرفة أو عدم المعرفة ، وإنما في ضخ تلك الثقافة السائدة المستندة إلى تفسير أحادى الجانب ما بين الأسود والأبيض وهي ثقافة احتكار الحقيقة المطلقة .

الأبيض للخير ترميزا والأسود للشر ترميزا / اصطلاحيا  ، وما على الإنسان سوى المحاولات اليومية الحثيثة بالسير في طريق الخير ، طريق المحبة والعطاء والخدمة والبناء والكرم والشجاعة والسعي للتطوير والإصلاح وتوسيع حركاته ( في الحركة بركة ) من الحلقات الضيقة إلى الأوسع فالأوسع .
 
والمرونة ليست ميوعة أو مياعة والمنطقة ( الرمادية ) ما بين الأبيض والأسود ليست هدفا ، بالإضافة إلى أنها ليست لا لونا ولا ثقافة ولا فكرا ، ولكن المسألة مرونة وعقلانية مغايرة لثقافة الحسم والقطع والبتر والنفي والإلغاء ومطابقة مع ثقافة العاطفة والعقل والروح وتلبية الاحتياجات ، والمسألة برمتها اليوم ، هل العالم يسير نحو فكرة المجتمعات والمؤسسات والحق والعدالة والتطوير ، أم نحو العصبية والانعزال والتقوقع ..  وحتى الانقراض !
 
المهندس بيير حنا ايواز – حلب
باحث كاتب وإعلامي
8 ك2 / يناير 2011
 


21
ويكيليكس ..   جيوبوليتيك تسريبات 2011

بقلم: بيير حنا ايواز
 
إنها مسألة المعلومات عبر التحكم ( كونترول ) بالتسريبات .. على دفعات وتدفقات بالتقسيط .. مع فلسفة الفوضى الخلاقة والعشوائية المنتظمة .. التسريب يختلف عن التسرب ، كما يختلف القرار الظني عن الاتهامي ، بمعنى أن التسريب عملية مصطنعة أو اصطناعية ، بينما التسرب عملية طبيعية تمر عبر نقاط ضعف معينة كما تسرب الماء من تمديدات أنابيب المياه عبر الوصلات أو الفوهات وأماكن اللحامات والخ .  وبالأرقام يمكن القول بشكل دقيق أنه إذا كان ( التسرب ) الطبيعي بحدود (1-2 )% ، فإنه قد يتزايد إلى حدود ( 25-60) % وهنا يتحول مفهوم التسرب الطبيعي إلى مفهوم آخر يسمى بالتسريب ( الاصطناعي اوالصنعي او المقصود أو غير المقصود ، مثلا ، وسيلة لتوجيه رسالة او جس نبض او( الحكي إلك يا جارة واسمعي يا كنّة)  والخ الاسطوانة السليمة أو حتى المشروخة في عالم القيل والقال والنميمة والإشاعات وأساليب المناورة وغير ذلك ).
 
هل أنت تعرف أكثر من اللازم:
وقبل متابعة مقالنا هذا ، ننوه إلى أنه تم إلقاء القبض على مؤسس ( او صاحب او مدير أو محرر ) موقع ( الويكيليكس ) في بريطانيا لندن .. مدينة أغاثا كريستي ، شكسبير ، جيمس بوند ، .. حيث من المتوقع ان تكون محاكمته أي محاكمة (ويكيليكس ) عبارة عن تسريبات جديدة من منبر حر عالمي اكثر انتشارا .. وكما يقال : دق الماء او المي  وهي  مي .. كذلك المعلومات عندما تدقها فإنها تنشطر وتتكاثر .. وليس جزافا قول الأقدمين: فلان يعرف الكثير .. لا بد من أن يختفي خلف المحيطات .. النفي إلى ما وراء الشمس.
 
عبر الصحف الورقية.. الحب الاول:
وصحف عالمية عديدة دخلت ميدان ( ويكيليكس ) من الأبواب الضيقة قبل ويكيليكس اليوم ، وأقربها ربما ( نيويورك تايمز ) ، التايمز البريطانية ، دير شبيغل الألمانية ، اللوموند الفرنسية ، وغيرها .. ومحاولاتها (الموسمية) بإطلاق تسريباتها الخاصة بها .. استنادا إلى مصادر خاصة او وثيقة الاطلاع او غير ذلك من تحليلات أو تعليقات او وجهات نظر ورأي أو افتتاحيات أو كتابة مقالات ( أعمدة ) وغير ذلك من أساليب لا تخفى في المهنة الصحفية بشكل عام . واليوم ويكيليكس ما زالت مدعومة من تلك الصحف العالمية في تنفيذ تسريباتها سواء على الانترنيت أو ورقيات ومواقع تلك الصحف ( كما حصرية النشر بالاتفاق ).
 
إنتقائية إزدواجية .. اولاد الست والجارية:
ولا ننسى هنا العملية ( الانتقائية ) كما يقال "سيللكتيف " عبر التدفق المعلوماتي ثم الفرز والتفريعات والانتقائية على دفعات عبر مواقع الكترونية ثم حصرية النشر في صحف معينة بالتناوب والترتيب والانتقاء .. أساس المعلومة الأصلية( 100% ) تسرب منها 40% مثلا ، تتم المعالجة والفرز تبقى 25 % ثم الانتقائية والباقي يكون 15 % وأخيرا الأخطاء المطبعية ( المقصودة وغير المقصودة ) وتصل المعلومة الأصلية إلى المستهلك المتلهف بنسبة 10% مع التشويشات المحمولة أو المثقلة عليها عبر الارسالات الشتى . كما القيل والقال من جارة في بداية الحارة وتصل المعلومة إلى نهاية الحارة لدى الجارة المستهلكة والمعلومة ربما محرفة أو مشوشة أو مشوهة .. أليس كذلك . فمن يمكنه ان يتحكم في كل هذا المسار المعلوماتي العالمي الطويل ( شبكة معقدة يدوية وإن كانت بطرقة آلية ). وهنا تحميل الخطأ كما شائع على " الخطأ التكنولوجي " على الخطأ البشري وبالعكس . وننوه إلى ان الانفجار المعلوماتي قد وصل اليوم إلى حده الأخير وبالتالي بدأ عصر التدفق المعلوماتي  للسيطرة على التدفق المالي  ، النفطي ، الغازي ، المائي والأمثلة كثيرة ( شرقي البحر الأبيض المتوسط ، النيل ، الفرات ، الإمارات  والخ ) في منطقة الجغرافية السياسية جيوبوليتيك المحصورة ما بين تركيا ،إيران ، مصر ، السودان ، اليمن ، السعودبة .
 
6.7 مليار نسمة أو وثيقة / مينيموم :
ويكيليكس حاليا تملك ( 400+250) ألف وثيقة وتم تسريب 10% منها حتى الآن والبقية تأتي على مراحل او دفعة واحدة حسب الظروف.. ومواضيع الوثائق ذات صلة مع العالم كله ( 6.7 مليار نسمة في حوالي 200 دولة ) .. تسريب وتسريبات ثم تحليلات وتعليقات .. وهناك موقع ويكيليكس الأساسي وله فروع تسمى بمرايا ويكيليكس وثم تتفرع المصادر إلى مواقع تبرعات إقليمية وربما محلية .. بحيث يكون ( الخبر / المعلومة ) في بدايتها شيء وتصل إلى الهدف ( الاستهلاك) في شيء آخر تماما مثلا ، مأساة قد تنتهي بكوميديا وبالعكس .. مثلا ، فلان مريض بالرشح وفي موقع آخر مريض ثقيل ثم يتحول إلى مريض بالسرطان ... وقد يعلن الوفاة واخونا يكون قد طاب من مرضه الرشح بينما العالم يقيم جنازته ..
 
فتش عن المرأة .. سيرشيه لا- فام  انفورماتيك:
مؤسسة ويكيليكس.. تبدأ ماليتها  بمليون دولار، وذلك عبر الصندوق المالي الأولى بمبلغ قدره كانطلاقة ( 1.5 ) مليون جنيه استرليني مقابل او صفقة تجارية صحفية – إعلامية حول حق وبث ونشر ( السيرة الذاتية ) لمؤسس أو صاحب أو محرر موقع ويكيليكس .. والبقية تأتي لاحقا عبر بيع التسريبات بالمفرق والجملة والانتقائية وبعدها رفع الحظر عن الانتقائية وحتى التشفير عن ( النقاط الحساسة ) تباعا .. ( حبة حبة .. ياعلاّم ). علما بأن رحلة الويكيليكس تبدأ من استراليا البعيدة .. إلى السويد ثم لندن وربما السويد وربما أيضا إلى واشنطن حيث البازار الكبير ( توبي اور نات تو بي ) .. ويتحرر ربما ويكيليكس من تعقيدات المحاكم المختلفة وحقوق اللاجئين والاستلام والتسليم بين تعقيدات ( لعبة الأمم ) .. وانطلاق مفهوم مصطلح جديد للاتصالات والتحكم بالمعلومات بطريقة ويكيليكس ..
 
الطريق الى القلب عبر المعدة:
مقبلات/ الابيتيد – الطبق الرئيسي – الحلو/ الدوسير:
وثائق لفتح الشهية لدى القارئ أو المتابع أي نسبة 10%
وثائق الطبق الرئيسي / خاروف محشي أي مربط الفرس والميدان 70%
وثائق الخاتمة الحلوة  .. مزمزة بقايا .. فتات الطاولة 30%
وكأمثلة عملية متوقعة: 300  بنك سويسري حاليا تحتفظ بأرشيف الأرقام السرية التي بقيت سرية حتى تحت حصار وقصف القوات النازية الألمانية الهتلرية .. جبال سويسرا مع سلاح بيد كل سويسري وحماية ( دولية ) غير معلنة من كل الأطراف..  جعلت من سويسرا ما يسمى بالملاذ الآمن!! ووصل عدد الرؤوس النووية الذرية في العالم إلى رقم (70 ) ألف ، والسؤال: كم يبلغ عددها اليوم ؟! شو رأيك يا سيد / مستر ويكيليكس !
 
المهندس بيير حنا ايواز – حلب
 
 

22
قرض بمئة دولار وبفائدة 6% وكيفية الحساب

بقلم: بيير حنا إيواز
 
 
المصادر الأساسية الثلاثة للمال بشكل عام هي:
أولاً الدخل أو المدخول, ثانياً المدخرات, ثالثاً القروض وبالتالي نجد المدخرات مقابل القروض وباتجاهين, فالمدخرات المودعة في البنك قد تذهب للاستثمار أو لتقديم قروض وغير ذلك.. وفي كل الأحوال هناك مفهوم (معدل نسبة الفائدة) أو بدون فائدة.
 
طرق حساب الفائدة:
أبسط وأيسر طريقة هي (بدون فائدة) أي تأخذ قرضاً بمبلغ 100 دولار وبعد شهر أو سنة تعيد المبلغ كما هو مئة دولار وهذا المبلغ الأولي يسمى بالأساس أو الأصل والأم. أما إذا كانت هناك فائدة فيجب معرفة كيفية حسابها وبالتالي لا بد من تحديد نسبة الفائدة المئوية مثلاً 6% وفيما إذا كانت فائدة سنوية أو شهرية وغير ذلك. فالقرض مرتبط بالمدة الزمنية لاعادته أي قرض على مدى سنة أو ربما 10 سنوات وفي أحيان معينة يرتبط القرض بكيفية صرفه دفعة واحدة أو على أجزاء متفرقة وهذه تسمى بالشروط. كما ويجب معرفة إذا الفائدة كانت أو هي فائدة بسيطة أو مركبة وغير ذلك من تفاصيل تختلف من مؤسسة إلى أخرى. مثال 100 دولار بفائدة 6% والتوضيح هو أن القرض الأساس - الأم 100 دولار ومعدل نسبة الفائدة البسيطة 6% وهي فائدة سنوية وهذا يعني إعادة مبلغ القرض للبنك أو الجهة المقدمة للقرض بعد سنة واحدة من استلامه مع إضافة فائدة سنوية بسيطة وفق معادلة 100 0,06 والجواب 6 دولار أي إعادة مبلغ إجمالي 106 دولاراً بعد سنة. فوائد شهرية أو سنوية أو معادلة بدون فائدة .
 
والسؤال:
ماذا لو كانت بفائدة شهرية 1,5 % وهل هذا الشكل أفضل من السنوية 6% .
علينا أن نحسب ونقارن النتائج النهائية. 100 1,5 بالمئة ضرب 12 شهراً والجواب (100) ضرب (0,015) ضرب (12) يساوي 18 دولاراً وهي الفائدة السنوية في الواقع والفعل وبالنتيجة هذه الفائدة الشهرية أكبر أو أن 6% السنوية أفضل بالطبع من 18% المعادلة للشهرية 1,5%.
أما الفائدة المركبة فهي تراكمية تصاعدية أي أن الفائدة الأولى تضاف إلى الأساس ومن ثم تحسب فائدة لأساس جديد إلخ....‏
 
المهندس بيير حنا ايواز / باحث وكاتب - حلب 



--

23
هل نحن وحدنا في هذا الكون ؟!
بقلم: بيير حنا ايواز
 
 
هذا السؤال لا شك شغل بال الإنسان والبشرية عموما منذ اقدم العصور .. وما زال بدون إجابة سوى القول بأننا على شفا معرفة الإجابة ربما خلال العقد القادم .. ولاشك بأن مجرد الإجابة ( بنعم او لا ) سيكون ثورة حقيقية في كافة مجالات الحياة وقفزة نوعية بامتياز للبشرية جمعاء وحضاراتها المتراكمة .
 
 
إن أقرب مجموعة شمسية ( غير مجموعتنا الشمسية التي نحن أي الكوكب الأرضي نقع فيها ), هي على مسافة او بعد حوالي ( 4 ) سنوات ضوئية , أي المسافة التي يقطعها الضوء في أربع سنوات ، علما بأن سرعة الضوء (300 ) ألف كم بالثانية الواحدة وهي سرعة الموجات الكهرو- مغناطيسية , وأقصى سرعة قد حققها الإنسان حتى الآن لا تزيد عن (6 ) ميل بالثانية ، والمطلوب عمليا التوصل على الأقل إلى سرعة تقارب ( 1 على 10 ) من سرعة الضوء ، أي (30 ) ألف كم بالثانية وهذا نظريا او عمليا لا يتحقق سوى بالطاقة الذرية الاندماجية الانصهارية أي المحركات بالطاقة الذرية الهيدروجينية الاندماجية الحرارية التي تعمل بمساعدة الطاقة النووية الانشطارية ( يورانيوم/ بلوتونيوم ) .. وكل ذلك عبر سلسلة محركات هيدروجينية ذرية متسلسلة دافعة ..
 
وعلى هذا الأساس تصل المركبة إلى أقرب مجموعة شمسية خلال ( 100 ) ألف سنة عادية بدلا من 4 آلاف سنة ( ضوئية ) . وكيف للبشرية الانتظار ( مئة ) ألف سنة لمعرفة النتيجة أو لمجرد معرفة الإجابة على السؤال القديم الجديد:
 
هل نحن وحدنا في هذا الكون ؟!
 
وما زال الجواب .. لا ندري !!  بينما المقاربات لمثل هذا السؤال / التساؤل كثيرة مختلفة ومتنوعة عبر كامل التاريخ البشري على كوكبنا الأرضي الجميل هذا الذي نحن اليوم نعيش عليه ..
أليس كذلك , عزيزي القارئ الكريم ؟!
 
 
المهندس بيير حنا ايواز – حلب
 

24
مقالات الجملة س ، ع ، ص ، ز

بقلم: بيير حنا ايواز
 
إنها معادلة المجاهيل الأربعة .. يتم تركيب أربع معادلات منفصلة مستقلة ثم يتم حلها معا بهذه الطريقة او تلك ، مثلا بحذف المجاهيل بالاستبدال والتعويض لغاية الحصول على معادلة جامعة واحدة وحلها بمجهول واحد عبر طريقة خطوة – خطوة وبالتدريج المنطقي .
 
إنها مسألة المكان والزمان عبر إحداثيات ( س ، ع ) للمستوى المسطح ثنائي البعد وثم المكان الفراغ ثلاثي الأبعاد ومع الزمن اللحظي المتحول لحظة- بلحظة . او يمكن الحل بطريقة المصفوفات والمحددات ( ماتريكس ) والخ .
 
البعد الخامس واكثر .. حيث الميتافيزيقيا ما وراء الطبيعية .. الإحساس والشعور والحدس والغريزة والتوقع والارتقاب .. نظام التموضع الجغرافي ( جي بي اس ) ، البرمجيات الذكية أو الشبه ذكية وتطبيقاتها الحديثة المتنوعة .
 
عصر المعلومات اليوم .. ما بعد عصر العولمة ووثائق بعدد مثلا ، نصف مليار وثيقة عبر ما يسمى ( ويكيليكس ) وتسريباتها . ربما يلزم لمراجعتها حوالي ألف شخص عمل يومي لمدة سنة متواصلة للمراجعة أو اكثر للتدقيق والخ . عدد سكان العالم اليوم 6.8 مليار نسمة يقابل 6 مليار وثيقة ( صفحة أي 4 ) على اقل تقدير .. أسلوب حديث لتثبيت الكتفين على الأرض تماما ومبدأ ( إما ابيض او اسود ) .
 
فضائيات تلفزيونية بالمئات .. سوداء بيضاء ورمادية .. تغلق واحدة وتفتح عشرة .. مواقع الكترونية تسرح وتمرح ..منها الأصلية والأصيلة ومنها المنسوخة الاستنساخية .. فوضى وعشوائية المعلومات والإنسان البسيط الضايع في أتونها وأعماقها وحتى سطوحها .. ملامسة المعلومة مجرد لمسة خفيفة وتحترق أفكارك وربما أصابعك ..
 
لم يعد المريض يرغب فقط بالعلاج والطبيب المعالج وإنما يتدخل في اختيار نوعية العلاج وهوية المعالج .. وتتنوع وتتزايد الكوارث الطبيعية عبر العالم من سيول وفيضانات وزلازل وتصحر .. وامراض .. ويزداد التدخل في المورثات الجينية ..
 
الفرسان الأربعة .. على صهوة جيادهم يجوبون العالم .. مبشرين بالمستقبل الجديد المتفائل المشرق .. فرسان أربعة على صهوة أحصنة العلم والاقتصاد والثقافة والأخلاق .. مازالوا يتابعون المسير الطويل للأمام تارة ببطء وتارة بسرعة مع تدفقات الزمان والمكان .. المفتوحين على كل الاحتمالات .. علم فلك وفضاء وتنجيم وسحر وشعوذة وخرافات .. ناهيك عن تضليل وتعمية وتداخل الحابل بالنابل .. من عصور أكاد وسومر وبابل وحمورابي .. إلى عصر العولمة اليوم ونضوب النفط ( مالئ الدنيا وشاغل الناس .. ) .
 
يزدهر فن الخطابة والكلام المباح وغير المباح وفن كتابة مقالات الأعمدة والزوايا ، افتتاحيات ، تحليلات ، تحت عناوين نوافذ آفاق دروب رؤية وجهات نظر .. في وسائل الإعلام ( مالتي – ميديا ) ربما في / من نيويورك تايمز او واشنطن بوست .. لا ندري !
 
المهندس بيير حنا ايواز -  حلب
 
 




25
اقتصاديات المدن المعاصرة ...كيف تكون حلب لؤلؤة الشرق؟

بقلم: بيير حنا إيواز
 
يجمع معظم الخبراء على أن للمدن اقتصادياتها منذ تحولها وتغيرها من القرية والريف لغاية المدن ثم المدن الكبرى (متروبول) وحتى ما يسمى في أيامنا هذه بالمدن العملاقة (ميغابول)
مثل مدينة نيويورك واستانبول والقاهرة وموسكو وبكين وغيرها حيث يزيد عدد سكان مثل هذه المدن أو يقارب العشرين مليون نسمة وفي بلادنا الحبيبة سورية اليوم نجد العاصمة السورية دمشق مع ريفها وكذلك محافظة حلب بمدينتها وريفها بعدد سكان يقارب /5/ ملايين نسمة أي أن دمشق وحلب تشكلان معاً مساحة كبيرة وكذلك تمثلان تقريباً نصف عدد سكان سورية اليوم (20ـ25) مليون نسمة .‏
 
وكمقدمة بسيطة ثانية من المعروف أن الحضارات البشرية الأولى قد تشكلت على ضفاف الأنهار وكذلك بدءاً من الحياة المستقرة على أراض زراعية والاستقرار الاجتماعي في الزرع والحصاد والري وتخطيط الأراضي وتجارة المحاصيل الزراعية ولغاية نشوء المدن عبر الصناعات الإنتاجية الخدماتية وتمركز خدمات معاصرة مثل المدارس والمشافي ودور السينما والمتنزهات وفي أيامنا هذه نشوء المدينة العملاقة بأبنيتها الشاهقة وانتشار المؤسسات الحكومية والخاصة ومرافق الخدمات والتسلية والتعليم وغير ذلك في عصر صناعي معلوماتي خدماتي ... من مؤسسات تلفزة وشبكات انترنيت وشركات اتصالات ومواصلات متقدمة وشوارع واسعة وغير ذلك .‏
 
 
المدينة المعاصرة وضواحيها‏ :
 
ضواحي المدينة اليوم قد تكون أكبر من المدينة ذاتها مثلاً مدينة حلب هي مركز المدينة، مؤسسات البريد والكهرباء والهاتف، القصر العدلي ومراكز أساسية وأحياء ذات شهرة أو قلعة حلب وغير ذلك حيث نجد اليوم ضواحي حلب تنتشر وتتوسع حتى تشمل جامعات ومؤسسات ومراكز تجارية مثل (المولات) ناهيك عن ضواحي (مدن) قريبة تسمى بالمدن الصناعية وغير ذلك من متغيرات وتطورات.‏
أما الأسباب أو المسببات فهي التحول من الزراعة إلى الصناعة والزيادات السكانية والتقدم العلمي والتكنولوجي الصناعي الحاجة إلى توسع بناء عمراني (شاقولياً وأفقياً) لتلبية احتياجات السكن ومساحات للمؤسسات وتوسعت المدينة، حلب عبر ضواحيها وأريافها بحيث أصبحت متصلة جغرافياً واجتماعياً .‏
وتوسع المدينة أصبح على أساس توسع الضواحي ذاتها وبحيث تغيرت المفاهيم وبالتالي أن تسكن في حلب لا يعني بالضرورة في (وسط حلب) وإنما الضواحي أصبحت كما المدينة وفي هذه الظروف المستجدة لابد من حل مسائل المواصلات والنقل والمركزية للمدينة ومعدلات البطالة ونقص الإمدادات ... الخ .‏
 
ويبقى السؤال الأساسي: ما هي بالضبط اقتصاديات المدن الكبيرة أو الكبرى في أيامنا هذه ؟!.‏
والإجابة ببساطة وإيجاز وفي سياق ما ذكرناه أعلاه تكون كالتالي :‏
 
أولاً: في المدن الكبرى اليوم يشعر الإنسان بطبيعة الحال في مسائل التلوث البيئي سواء في النفايات وتلوث الهواء لأسباب صناعية إنتاجية أو بشرية وازدياد السلع وحتى التلوث البصري ومستوى الضجيج والحقول الكهرومغناطيسية عبر الأبراج والأسلاك والتجهيزات الحديثة وكلنا نشعر بها في حياتنا اليومية المعاصرة ولابد من إدخال كل هذه الأمور ضمن أطر قانونية وسلوكية عامة (قانون ونظام وتوعية وترتيب) .‏
 
ثانياً: إيجاد الحلول المثلى لمسائل التلوث والعمل على إظهار الوجه الجميل للمدينة ومدينتنا حلب تتوسع عمرانياً وفق شروط هندسية جيدة وجميلة شوارع عريضة ومناطق سكنية في الضواحي تجذب إليها الناس ووصول كل الخدمات الضرورية إليها وكمثال ضاحية الحمدانية، منطقة حلب (شمالي ـ غربي) وكل زائر إليها يجد المساحات الخضراء والأبنية الجميلة وحتى مؤسسات خدماتية وتنظيم مروري وغير ذلك .‏
 
والهدف هو رؤية مستقبلية متفائلة وطموحة في جعل مدينة حلب مع ضواحيها (السكنية والصناعية) مكاناً سياحياً وصناعياً وخدماتياً جميلاً راقياً مريحاً لتكون حلب عروس الشمال ولؤلؤة الشرق .‏
 
المهندس بيير حنا ايواز - حلب

26
وادي الذئاب.. ضبابية عربية
بقلم: بيير حنا ايواز


مسلسل مكسيكي طويل مرّ علينا قبل سنوات.. فترة الاسترخاء الممل.. Casandra
واليوم .. وادي الذئاب / Kurtlar Vadisi .. تلفه ضبابية عربية بالشكل والصوت..
وقريبا جدا مشهد إيران نووية ( بدعم روسي ) وتركيا أوروبية ( في النادي المسيحي )..
ونفط عربي ( خليجي ) يئن بقطراته الأخيرة..
وشاشات عربية تقول: صعب المنال وصعب المراس..

أمريكا في مرحلة غروبها ونجوميتها الآفلة..
وأوروبا ( الموحدة ) تحاول التماسك .. تحت تهديد التفكك على غرار السوفياتي..
و روسيا في الطرف المقابل .. تبني فوق صواريخها أقمارا اصطناعية ومفاعلات نووية..

وما يسمى بالشرق الأوسط تتحول إلى منطقة رمادية هلامية.. تترنح في المكان والزمان.. ملتقى تقاطع المحاور والتحالفات .. والاستقرار الحرج تماما .

المهندس بيير حنا ايواز – حلب
pierreiwaz@hotmail.com

27
مسيحيو المشرق.. بؤس اليأس بامتياز

بقلم: بيير حنا ايواز


يبدو أن المسيحية المشرقية عموما وعبر قرون طويلة .. لم يأخذوا من تعاليم السيد المسيح سوى ما يناسبهم من مقولة- رمزية ( من ضربك على خدك الأيمن ، فدر له الأيسر ! ). ومازال التاريخ والوقائع على الأرض تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه تم ضربهم على الأيمن والأيسر والقفا .. وسمعان مو هون !!

نحن مع الغيرة والكرامة المسيحية ..  ونقول: ما هكذا تورد الإبل .. أيها المسيحي العربي أو المشرقي أو غير ذلك .. والأفضل أن نتساءل: أين الخلل؟!

الخلل بالطبع ليس في تعاليم السيد المسيح ، وإنما في نفوس المسيحيين المشرقيين عموما وبعض قياداتهم (الروحية) والدنيوية ..  والبرهان: هذا التاريخ الطويل من التعرض لكافة أنواع التنكيل والقمع والتهميش والخ  وحتى أن المذابح والمجازر الرهيبة لم تؤتي ثمارها في تحسين الأوضاع .. بل تم التمادي في الانخراط في دوائر ( الاستبداد والفساد والقمع والنفاق والغدر.. ) وبعد ذلك لماذا التساؤل ..  ولماذا بقي سمعان العامودي منعزلا عن العالم الكبير والصغير معا .. أمام الزوار والسياح والضحايا الأبرياء .. وأرواحهم الطاهرة.

أوضاع المسيحية المشرقية اليوم عام 2010 ليست أفضل حالا من أوضاعهم عام 1910 أو 1810 والخ . ولكن الأوضاع قد تغيرت للأفضل حتى في بلاد ( الواق – واق ) مع جماعات القبائل البدائية .. فأين ( الحضارة والثقافة المسيحية المشرقية ) التي يتغنى بها المسيحي وغير المسيحي .. مصلحة مشتركة تآمرية بينهما على حساب المصلحة العامة .. وبالنتيجة يخسر المسيحي نفسه ( في الدنيا والآخرة معا ) .

ونردد قول السيد المسيح: بأنه سيلفظ ( سيطرد ) الماء الفاتر من فمه .. لأن الماء الفاتر كما يقول المثل العربي ( لا في العير ولا في النفير )..  وقليل من الكرامة والمقاومة والشجاعة والمبادرة أيها المسيحي ( المتدين والمدني ) في الشرق الأوسط الكبير أو الصغير..  وبعد ذلك فأنت مسيحي مشرقي حقيقي.. ترفع رأسك عاليا وجبينك مضويا مشعا بالنور والإيمان ..

المهندس بيير حنا ايواز- حلب
pierreiwaz@hotmail.com 

28
شميرام الملكة..  برديصان الفيلسوف

بقلم:  بيير حنا ايواز
 
 
شميرام الملكة جمالية الأرض والسماء:
ملكة الشرق القديم كله ..  ملكة آشورية قوية وشجاعة ،  وهي قد انطلقت من سوريا / بلاد آرام حاملة اسمها الأصيل الآرامي ( شمو رامو ) أي الاسم الرفيع العالي ..  الاسم السامي / شمو ، شيم / من الأرض / أرعو ..  نحو أعالي السماء / شمايو..
 
قامت الملكة شميرام بتوحيد بلاد بابل وآشور ..  وقادت الجيوش في كل الاتجاهات شمالا وشرقا في بلاد آسيا الشاسعة الواسعة ،  ووصلت حتى تخوم أرمينيا شمالا في وادي جبال ( آرارات ) والتقت بملك أرمينيا آنذاك ( آرا ) الجميل الوسيم ..
 
شميرام /  Shamiram ( سميراميس / Semiramis  ) ما قبل الميلاد بحوالي ( 8 ) قرون ، حيث قامت ببناء ( حدائق بابل المعلقة ) التي تعتبر من إحدى عجائب الدنيا السبعة.. ، ذاع صيتها في أقاصي الشرق والغرب على السواء وتحدث عنها الكثيرون من المؤرخين والعلماء والبحاثة .. ولها مكانتها الرفيعة في الأدبيات العالمية.
 
إنها ترمز إلى قوة الحضارة وحضارة القوة .. تجمع تناغم الماديات والروحانيات ما بين الأرض والسماء في تمازج حضاري رائع بجمالية وقوة الحياة والإرادة .. والعنفوان والبناء والعمران .
 
شميرام الملكة الآشورية الأصيلة من عمق هذا الشرق ..  قادت جيوش الإمبراطوريتين العظميين الآشورية البابلية وذلك قبيل عهد الملك ( نبوخذ نصر ).
 
إنها رمز الجمالية والشهرة والقوة والشجاعة .. وإرادة الحياة ، كما عشتار وأورنينا .. في حضارات شرقنا الحضاري القديم .
 
 
برديصان السرياني .. ابن الرها والفرات:
++ برديصان (( Bar Daisan  : آرامي سرياني رهاوي من أورفا الرها / اورهوي إديسا ( Edessa ) ، وكان عالما فلكيا بارزا ومفكرا وفيلسوفا في عصره ( في القرنين 2 – 3 ميلادي ) ، وكان أديبا وشاعرا وكاتبا مؤلفا معروفا على نطاق واسع ، له الكثير من المؤلفات والكتب والأناشيد والتراتيل والموسيقى، بالإضافة إلى الرؤى الفكرية والفلسفية والمعرفية المميزة له .. ولتيارات عصره وحضارات وثقافات منطقته.

 
++ ولد برديصان في مدينة الرها / إديسا في 11 تموز عام 154 ( 164 ؟ ) وتوفي عام ( 222 ) على الأغلب في إديسا وهو في سن 68 عام ، وذلك بعد أن كان قد التجأ إلى أرمينيا قبلا . ويتداخل تاريخ برديصان ( القرن 2 – 3  م ) مع تاريخ القديس مار أفرام السرياني ( القرن 4 م ) عبر تقاطع الفترتين في أوج عصر بروز الأدب السرياني ( كهمزة وصل وتواصل / بين القرنين 3 – 4 م ) .
 
++ وتسمية برديصان تعني بالسريانية ( ابن / بار ، النهر/ ديصان ) أي انه سرياني رهاوي .. ابن النهر العظيم الفرات .. المتدفقة مياهه بغزارة من شمال الرها إلى بلاد الشام وأشور وبابل جنوبا .. وكأن برديصان ( اسم جغرافي ) موحد .. بحيث جمع برديصان ومزج علومه الفلكية البابلية مع ثوابت الإيمان المسيحي والعقائد المذهبية والمعارف الهندية والفارسية والشرقية .. مع طول واستمرارية تدفق ومسار نهر الفرات العظيم.. ومن هنا رؤيته ومقارباته الخاصة ( فلسفة أو مذهب المعرفة – الروحية التصوفية .. الارتقائية / الادراكية  Gnosticism / Know / knowledge ) في الفكر والفلسفة والمعرفة وشمولياتها.. ، مثلا طريقة المعرفة بالتحليلية والتركيبية .. وثنائيات ( النور والظلام ) ، ( الروح والجسد ) ، ( المادة والطاقة ) ثم التطور الحضاري العالمي لغاية النهضة العلمية والثورات العلمية التكنولوجية والمعرفة الحسية المادية والطرق والتجارب الفيزيائية الميكانيكية ..  وغير ذلك إلى أيامنا هذه في القرن الحادي والعشرين .
 
++ وإذا أخذنا بعين الاعتبار حياة برديصان في القرنين ( الثاني والثالث ) الميلادي ، نجده من أوائل السريان في العلوم والفلسفة والكتابة والشعر في الرها المسيحية ، رها الكنيسة السريانية المقدسة والإيمان المسيحي القويم منذ بدايات المسيحية الأولى عبر بلاد الشام شرقا وغربا .. إلى كل العالم ، الرها الواقعة ما بين الشرق ( بلاد فارس والهند ) والغرب الإغريقي اليوناني الروماني والشمال الروسي السلافياني.. ، ومن هنا كان برديصان تعبيرا وانعكاسا للبيئة والصراعات / الانشقاقات المذهبية المحيطة ( اليعاقبة غربا والنساطرة شرقا ) والكونية..( الأرثوذكسية / الشرقية الانطاكية اليونانية والكاثوليكية الرومانية ثم البروتستانتية الإنجيلية ) ..  وبالتالي كان برديصان في عصره نتاجا ومعبرا عن واقع  ظاهرة تفاعلات تبادلية عميقة ما بين الديانة المسيحية الجديدة من ناحية والتعاليم اليونانية ( الفيثاغورسية ) والعلوم البابلية الفلكية من ناحية أخرى .. مما دفع برديصان إلى التعمق والاجتهاد .. فلسفيا ومعرفيا .. واهتم بنظريات كونية ومقاربات فلسفية في ( القدر والحياة والموت وصراع الخير والشر ) وكتب عنها وعن قوانين وشرائع البلدان .. واصبح الطريق ممهدا لظهور تلك النخبة من المفكرين واللاهوتيين والعلماء السريان مع توسع ( ألوان ومعارف ) الأدب السرياني وتعدد مجالاته وآفاقه وغناه .. على ارض الرها ونهر الرها .. أدبا آراميا سريانيا رهاويا مسيحيا .. مشعا بنوره وعراقته وعالميته لكل العالم.
 
++  برديصان كان متأثرا بحضارات شرقي وغربي الرها .. من بابلية وفارسية وهندية وبنظريات إغريقية الأصل .. وقد كتب الكثير عن الهند ومعارفها وكذلك كتب عن تاريخ ملوك الأرمن ، وعاصر ملك الرها / إديسا ( ابجر بار معنو الذي حكم 202 – 217 ) والذي كان رفيق صباه في التعليم  ، وقد كتب ( معنو ) تحت اسم ( كتاب الأسرار ) حيث في أحد فصوله يتحدث بالكامل عن برديصان. وكذلك ابن النديم المؤلف الإسلامي في القرن ( 10 ) قد ذكر برديصان في موسوعته . وكتب عن برديصان أيضا العالم السوري ( بورفيري ) .
 
++ وهكذا وبالرغم من ان برديصان كان كاتبا ومؤلفا غزير الإنتاج ، إلا ان معظم نتاجاته وإبداعاته قد ضاعت .. وخاصة ضاعت كل نتاجاته المبكرة .. وهذه تعتبر خسارة تراثية للمكتبة الرهاوية السريانية .. والعالمية أيضا .
 
المهندس بيير حنا ايواز

29
الضمان المصرفي...ماهيته.. شروطه.. أشكاله
حلب
اقتصاد
الأحد25-4-2010
بقلم: بيير حنا ايواز
 
 
الضمان وجمعه ضمانات وهي عادة مالية ومصرفية حيث مصطلح الضمان بالتعريف العام :
عبارة عن وعد بالرد والاجابة حول ومن أجل ديون وأخطاء أو سوء تصرف شخص آخر , في حال أن ذاك الشخص يفشل في تلبية أو تنفيذ التعهد أو الالتزام ,‏
حيث المسؤولية ( القانونية) الأولية للديون تقع على المدين ( المديون) الأساسي بينما الضامن يعتبر مسؤولاً ثانوياً أي أن الضامن يصبح مسؤولاً فقط في حال فشل المدين الأساسي ( الأولي) أو تقاعسه وتخلفه عن الدفع وفي حال كانت مسؤولية المدين تجاه البنك ( باطلة أو لاغية ) فإن الضامن سوف لن يكون مسؤولاً.‏
شروط الضمان‏
يجب أن يكون الضمان موثقاً بإشعار أو مذكرة تحريرية مكتوبة موقعاً من قبل الضامن أو الضامنين أو وكلائهم وبدون مثل هذا الاشعار المكتوب فإن الضمان لن يكون سارياً وموجباً للتنفيذ , وعلى هذا الأساس فإن الضمانات المصرفية هي بالطبع عبارة عن عقود تحريرية مكتوبة .‏
ما هو الفرق بين الضمان والتأمين؟‏
هناك وقاية أو اجراءات وقائية والتي قد تكون على شكل تأمين ضد خطر أو تعويض عن ضرر وغير ذلك من أساليب وطرق, وبالتالي تعتبر الوقاية مسؤولية مباشرة أو أولية للدفع ولاتحتاج الى التوثيق كتابة .‏
أشكال الضمان‏
وهي الأشكال التي في واقع الأمر هي وثائق ذات غاية مزدوجة , وهذه الأشكال تعمل كضمانات حيث الاقتراض يكون قابلاً للتنفيذ الاجرائي مقابل أو ضد المدين الأساسي , وبالتالي الضامن بالتعريف هو المسؤول الثانوي حيث يكون التنفيذ ضد المدين ولكن كوقايات حيث الاقراض لايكون مقابل أو ضد المدين.‏
الضمان غير المدعوم‏
في حال كون الضمان غير مدعوم , فإن هذا يعتبر من أبسط اتخاذ اجراءات عوامل ( الأمان – سيكيوريتي ) حيث لاتسجيل ولاتعقيدات في الاثباتات .. وكمثال من الناحية العملية فإن الضمان يمكن أن يكون فوراً وبسهولة تامة في اجراءات التنفيذ من قبل قرار المحكمة ومن ناحية أخرى الضمان غير المدعوم يشبه الضمان بالحد الأدنى ( بالشكل الأبسط).‏
أنواع الضمانات‏
- ضمان نوعي مميز :‏
حيث مسؤولية الضامن عن عملية مالية معينة مابين المدين والمصرف تكون مسؤولية محدودة لمبلغ مالي معين.‏
- ضمانات سارية مستمرة لمبلغ محدود:‏
حيث الضامن يضمن مسؤولية المدين تجاه المصرف من أجل مبلغ محدد وبالتالي يتم تحديد مسؤوليته القانونية الخاصة علماً بأنه وحيثما كان ذلك ممكناً فإن المصارف عادة تحصل أو يحصلون على ضمان مستمر سار .‏
- ضمان بواسطة أحد الزوجين أو الأقرباء:‏
من المحتمل حصول مشاكل عادة في مثل هذه الحالات مثلاً عندما تقوم الزوجة بضمان زوجها المقترض أو أحد أفراد العائلة .. ولكن تبقى الاستشارات القانونية وبالأخص شروحات وتفاسير فقرات الضمان ضرورية في كل الأحوال .‏
من الذي يحصل على الضمان..؟‏
إنه المدين( المديون) الأساسي أو الأولي.. ويلعب المصرف هنا دور الوسيط الاداري القانوني مابين المدين وضامنه , وتتم العلاقة هذه بضمان المصرف لمدى قانونيتها وصحتها ومسؤول عن وجود أو عدم وجود تأثيرات وضغوطات تفرض على هذا أو ذاك الطرف.‏
حالات ضمان معينة‏
-الضامن قد يكون تحت تأثير أو هيمنة المدين الأساسي‏
-الضامن ليس شخصاً على أساس أنه رجل أعمال ليقوم بتقدير مثل هذه التعاملات المالية.‏
- حالة عند معظم عوامل أمان من تأمينات وضمانات للضامن وموجوداته قد تمت بالكامل تحت بند ( الوقاية )‏
ماهي شروط وبنود الضمان..؟‏
وهي أولاً يجب ألا تقدم للزبون بشكل خاطئ سواء أكان بسبب السذاجة أو البراءة أو الاهمال أو التزوير.‏
وهناك سوء الفهم الظاهر حول الضمان والذي يجب أن يتم توضيحه من قبل المصرف وخاصة إذا كان الضامن زبوناً للبنك.‏
المطلوب أن يفهم الضامن طبيعة الضمان والتوقيع عليه بعد القراءة المتأنية .‏
السندات والأسهم .. أمانات‏
إن كلا (السندات والأسهم) عبارة عن (أمانات) مع فارق أساسي بينهما في أن حامل السهم له حصة أو نصيب مشاركة في الشركة (أي أنهم مالكون للشركة) بينما حامل السند له موقع ومكانة (مقدم القرض أو المعتمد) في الشركة (أي أنهم مقرضون) .‏
 
المهندس بيير حنا ايواز

30
حكاية أرمنية سريانية في ذكرى مأساة 1915
بقلم: بيير حنا إيواز

++  حكايتان من تركيا اليوم ونحن .. بعد مئة عام:
الأولى:
حادثة مؤسفة أليمة بالاغتيال الآثم والجبان للصحفي الأرمني ( هرانت دينك ) في قلب استانبول ..
والثانية:
حكاية ذات مغزى عميق في رفض سرياني غيور تلبية دعوة حضور حفلة شعبية في أحد الأرياف التركية.. حيث عريف الحفلة ( وهو صديق شخصي للسرياني المذكور ) كان قد أعلن بأن الدعوة موجهة ( لاخوته وأشقائه ) المسلمين .. متناسيا ( كالعادة مع الكثيرين ) أن من أقرب أصدقائه هناك أيضا مسيحي وسرياني من المواطنية التركية.

++ أما الأراضي التركية اليوم .. فهي تتكلم بالمسيحية .. الأولى.. منذ أكثر من ألفي عام..  والانطلاقة والإشعاع لكل العالم ، وبالتالي نتساءل:

لماذا إغتيال الصحفي و الكاتب المواطن التركي الأرمني الأصل والمسيحي الإيمان .. وذلك ( نهارا جهارا ) أمام مكتبه المتواضع في وسط أزقة استانبول ذات ( عشرات الملايين نسمة وبأغلبية إسلامية واضحة تماما لكل العالم ) ؟!!

++ المسيحيون اليوم في تركيا لا يشكلون سوى بضعة آلاف من الأفراد / حيث عدد الكنائس والأديرة والمعالم المسيحية أكثر عددا ..  في مجتمع تركيا اليوم ( 75 مليون نسمة ) ، ومن الأجدر والأجدى والمنطق والحضارة والإنسانية ( الحفاظ وحماية الأقلية المسيحية في : بؤبؤ أو رمش العين تماما ..  وليس بالنفي أو الإلغاء أو القمع .. أو الاغتيال ؟!!
فهل هؤلاء يشكلون تهديدا ( للأمن القومي التركي أو الإسلامي ) ؟!!
أم أنهم في واقع الأمر ثروة نادرة وقيمة على الجبين التركي والمشرقي بشكل عام !

++  وللحقيقة فلقد رأينا على شاشات التلفزة التركية ..  بعد الاغتيال مباشرة تلك الحشود الجماهيرية الكبيرة العفوية ..  وهي تجوب شوارع استانبول وتهتف تضامنا: ( كلنا أرمن ! ) ، مستنكرين بشدة الاغتيال الآثم بحق صحفي ارمني حر.. وأن الاغتيال موجه ضد المجتمع ككل .

++  وكذلك عريف تلك الحفلة الموسيقية وخلالها لاحظ عدم حضور صديقه / السرياني المسيحي المقرب إليه واستغرب .. ولكنه تدارك بسرعة وتفهم السبب .. واعتذر بشجاعة أمام الحضور علنا وأضاف :
نحن كلنا اخوة .. مسلمون ومسيحيون في هذا البلد .. والأرض الطيبة المباركة.

المهندس بيير حنا ايواز – حلب / أورفا الرها
باحث كاتب وإعلامي ، 24 نيسان 2010 / 1915 /   

31
ثورة الأرض /  إي 15 /  أيسلندا 2010 


بقلم: بيير حنا ايواز

والأرض تثور اليوم من أيسلندا .. ارض الجليد في أقصى غربي شمالي قارة أوروبا .. تطل مثل مرصد برج مراقبة وتحكم على المحيط الأطلسي .. بعدد سكان حوالي ربع مليون نسمة ، عاصمتها ريكيافيك .

نار وثلج براكين وهزات أرضية حمم ( اللافا ) والماغنا .. من قلب نواة الأرض المنصهرة بالصخور والمعادن والرمل والاغبرة .. الرماد ( آش ) محملة على السحب ومنقولة بالرياح .. باتجاه معتاد ( غربية – شرقية ) .

تسمية هذا الثوران للبركان في أيسلندا قد أصبحت مثار إهتمام العالم من حيث مجرد التسمية على أساس ( إي – 15 ) مثل ماركة طائرات أف-16 أو ميغ 27 مع فارق أن إي15 تعني حرف ( إي ) وبعده 15 حرف يصعب تهجئتها .. وكأنها تسمية بوابة الجحيم التي فتحت على العالم بغطاء رماد واسع النطاق .. ويقول البعض بأن تداعيات ثوران هذا البركان ( إي 15 ) قد تفوق أو تعادل تداعيات هجمات أيلول / سبتمبر عام 2001 على نيويورك .

والأرض تثور أحيانا منذ اقدم العصور .. مع فارق أن مفكري وباحثي هذه الأيام يضعون تاريخ 2012 في قلب الحدث .. كما الشتاء النووي أو نهاية العالم .. الثمن الباهظ للتكنولوجيات الحديثة .. فلسفة ، فيزياء نووية ما وراء الطبيعية .. عصر الفوتون .. النظريات العلمية العامة للنشوء والارتقاء .. الفوضى الكبرى والخ .

ونتساءل نحن هنا :
كم من البراكين الخامدة اليوم .. وتحتها الرماد الصخري الناري .. بانتظار الوقت والمكان لقذف الحمم اللافا اللاهبة ..  مثلا ، عبر حروب نووية استباقية فجائية وقائية أو تحت أي تسمية كانت .. حيث رماد البركان الثائر اليوم قد يكون ألطف بكثير من مقذوفات قوى " الشر  و الظلام " التي تنتشر مثل النار في الهشيم في عالم اليوم.
وتبقى إرادة الحياة هي الأقوى .. مع أشعة الشمس الذهبية فجر صباح كل يوم جديد..

المهندس بيير حنا ايواز   

32
ملامح وخصائص ثقافات عالمية مرتقبة

بقلم: بيير حنا ايواز

بداية ، لسنا مع مقولة ( حضارات أو ثقافات سادت ثم بادت ) ، حيث تعريف المادة ينطبق على ( الحضارة والثقافة ) بمعنى أنها لا تزول وإنما تتحول من شكل إلى آخر وفق ( النشوء والارتقاء ) وعبر تحولات عميقة .. كما سيلان الماء على منحدر يجد مساره وفق أقصر وأيسر الطرق .. ومثل هذه المحاكمات لا بد وأن يقودنا إلى مفاهيم فلسفية .. لسنا في صددها الآن .

اليوم عام ( 2010 ) ونحن نتكلم .. إنما نتكلم من أرضية عالم عربي وإسلامي و (  شيء من المسيحية المشرقية ) و ..  ربما الكثير من التأثيرات أو المؤثرات ( الحضارية الثقافية ) العالمية المتنوعة من حضارات وثقافات بلاد ما بين النهرين والنيل إلى اليونان والرومان وعصور الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين .. ولغاية التاريخ الحديث في نهايات الإمبراطورية العثمانية وحاليا ما يسمى بالدول الكبرى من أمريكا وأوروبا وروسيا والهند والصين .. في مرحلة نضوب النفط التقليدي وظهور مظاهر العولمة في الاقتصاد والاتصالات والحياة الاجتماعية عبر أزمات وصراعات وحروب وحتى حوارات وترتيب أوضاع والخ ..

إنها الآن ( مرحلة انتقالية ) أو عابرة سواء للمجتمعات الكبرى أو المتوسطة أو الصغيرة .. ومن هنا الشعور العالمي العام بأن ( الجميع ) في مركب واحد وخاصة تجاه قضايا كبرى مشتركة مثل الطاقات البديلة ومسائل بيئية وطروحات ( صراع أم حوار حضارات) وغير ذلك .

وبهدف التوضيح باختصار، يمكن القول بأنه لم يعد بعد الآن ( الجوخ أو القماش الإنكليزي ) حكرا على الإنكليز ..  حيث التايواني قد يتفوق عليه من حيث ( الجدوى الفنية والاقتصادية ) وتلبية متطلبات الطبقات الاجتماعية في كل أنحاء العالم وعبر وسائل إعلام متقدمة تماما تلعب دورها في تشكيل وحتى إقناع الرأي العام في كل أرجاء المعمورة .

ثقافات وحضارات ومفاهيم جديدة تتشكل اليوم في المرحلة ( العابرة )  للبشرية . وما يهمنا نحن في هذا العالم الغربي والإسلامي الكبير أن نكون على مستوى المسؤولية للمرحلة العابرة .. للمرور بقوة ( معنوية ومادية ) نحو المجتمع العالمي القادم .

بيير حنا ايواز – حلب
مجلة الثقافة – دمشق / العدد 14 ،  10 نيسان 2010


33
الإعلام السرياني اليوم..  صحافة تلفزة إنترنت

بقلم: بيير حنا ايواز


لسنا هنا حاليا بصدد سرد تاريخي .. وإنما بصدد سرد واقع ما يمكن تسميته بالإعلام السرياني ووفق طريقة ( المقاربة الشمولية ) التي تهدف أساسا الى النظر ( بعيون النسر ) نحو المشهد العام او الصورة المتكاملة على ارض الواقع.. وترك التفاصيل الدقيقة لوقت لاحق ..

ومن هنا نقول:
السريانية هي هوية ثقافية ودينية ..  تضم بشكل أو بآخر تحت جناحيها ( جغرافيا وتاريخ وثقافة ولغة ) ضفاف نهري دجلة والفرات شرقا وغربا او شمالا وجنوبا .. وتحت تسميات قديمة جديدة مثل الآشوريون البابليون الكلدانيون الآراميون .. أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت / إنجيليين.. من العراق والشام ولغاية سيناء وتخوم أرمينيا ونهر ضفاف فولغا الروسي .. إنها الرقعة ( الجغرافية السياسية ) الواسعة تماما .. متضمنة أيضا وحتما الحضارة والثقافة العربية الإسلامية .. منذ القدم والى يومنا هذا ..

الممالك الآرامية في سوريا القديمة .. حلب حماه أورفا دمشق .. والآلهة القديمة ( حدد ) الآرامي .. سنحاريب ونبوخذ نصر وآشور نصربال وبانيبال والملكة شميرام .. ملوك الاباجرة وإماراتهم .. قبل وبعد الميلاد .. تراث متواصل من زمن شريعة حمورابي ولقمان الحكيم واحيقار .. وموسيقى اوغاريت وفينيقيا لبنان .. نينوى حران بابل آشور آرام .. سريان نساطرة يعاقبة موارنة .. واليوم ( مشرقيون أو شرقيون بما في ذلك سريان الهند او سيبيريا او حتى أرياف يريفان عاصمة أرمينيا .. وسريان شتات يتعاظم وينتشر ويتوسع .. وسط أوروبا واستراليا وكندا وأمريكا ) ..

اليوم عام 2010 مئات الصحف والمجلات والمنشورات والنشرات سواء لدى سريان ( الداخل او الشتات ) وباللغات الحية مثل العربية والسريانية والإنكليزية والروسية والسويدية والألمانية والتركية والأرمنية والإيرانية والفارسية .. إضافة الى الفضائيات التلفزيونية السريانية الطابع عموما وهي تهتم بالخصوصيات ( لشعوب ما بين النهرين القديمة ) والحالية في الداخل ( تركيا إيران العراق سورية لبنان .. ) والشتات في كل أرجاء العالم . ناهيك عن مئات مواقع الانترنيت ذات الطابع السرياني وإن كانت تحت تسميات ( آرامية آشورية كلدانية مارونية اورفللية ماردللية طورانية طوارنة .. )   واعتذر عن عدم تمكني من سرد كل التسميات ..

العامل المشترك:
استخدام الأبجدية للحروف السريانية ( شرقية غربية اسطرنجيلية ) او حتى كرشونية وربما بحروف لاتينية او عربية او روسية .. وبعد ذلك لهجات متعددة ولكنها من جذر واحد ( وهنا التلاحم الحقيقي مع العربية سواء في الحروف او الألفاظ او حتى الفكر والأسلوب ). وهنا مجازا نقول بالمصطلح ( السرياني ) الجامع لكل الأطياف التي ذكرناها أعلاه بما في ذلك تلك التي خارج نطاق ( المسيحية ) أيضا ، ونحن هنا في مشهد تمازج ومزج حضاري ثقافي وديني وطائفي .. ومذهبي وفلسفي .. فلسفة قريبة من البيزنطية او اليونانية او الرومانية اللاتينية وفلسفة شرقية ( عربية فارسية إيرانية هندية صينية ) .. مثلا ، برديصان السرياني ومار أفرام السرياني ..

هويتنا الحقيقية اليوم هي ( السريانية والعروبة الداخلية والهوية الجديدة في دنيا او عالم الانتشار القسري سابقا وحاليا بأشكال ناعمة مختلفة ) .. ولكي لا نعتبر الأمر غريبا .. اليوم نجد اللغة الإيرانية بالحروف العربية ، التركية كانت بالعربية في العهد العثماني وحاليا بالحروف اللاتينية ولكن الكثير من الكلمات التركية من جذور عربية ( أي ضمنا سريانية آرامية ) ايضا .. 

وننوه أخيرا الى أن الإعلام السرياني ( بالمقاربة الشمولية ) ما زال في مرحلة التشكل للعبور الى عالم ( المهنية الأكاديمية أولا ثم الموضوعية ثانيا ) أي أن نمتلك الأداة المهنية ثم أن نرتب منهجية فكرية جامعة مرنة حكيمة وشجاعة ضمن أوطاننا ( السريانية الوطنية ، الكنيسة المسيحية السريانية / العربية الوطنية ،  وفي عالم الانتشار ( دياسبورا ) وفي ذلك خدمة ( للإنسان المشرقي ) سواء العربي او السرياني او مهما كانت التسمية وسواء بالصيغة المسيحية او الإسلامية .. فنحن هنا أمام تمازج وارتقاء حضارات وثقافات عبر عصور طويلة من التاريخ على واقع الأرض والتي هي العمود الفقري لكل حوار او مناقشة اليوم بعيدا عن التقوقع او التمنيات او الافتراضيات والفرضيات او حتى الأكاديميات التي لا تلبي طموحات الناس وواقع حياتهم اليومية على الأرض.  أما العزلة والانعزالية او التعصب العرقي او الثقافي الضيق او المذهبي والطائفي او المناطقي او الجغرافي .. فهي تبقى تكتيكية إن لم نقل مناوراتية لمصالح آنية مؤقتة لا تنفع مع الزمن .. وخاصة مع مصطلحنا هنا ( بالسريانية الواقعية اليوم عام 2010 ، وليس تلك التنظيرات على أرصفة مقاهي شانزيليزيه الباريسية او في احضان دير او قصر الزعفران في احضان الطبيعة الخلابة او في مكاتب حديثة براغماتية مالية اقتصادية .. استثمارية وغير ذلك مثلا ، سريانية عربية او شرقية مشرقية او غربية او حديثا قبل سنوات ، يسارية ويمينية أو تقدمية ورجعية او قبلية وعشائرية او ليبرالية منفتحة ، أو دينية ام علمانية وحتى ديموقراطية مقابل استبدادية .. واللائحة قد تطول مع مرور الزمن واختلاف الظروف والخ  ).

وأنوه أخيرا الى كل تقديري واحترامي البالغ لكل التسميات الدينية او العرقية او الطائفية او المذهبية أعلاه .. حيث لكل منها خصوصياتها الذاتية .. وقد سمحت لنفسي أن أتحدث عنها تحت تسمية ( سرياني ) ولا أقصد القسرية وإنما أرى الأمور كذلك من نظرة شمولية .. وهذا المنهج قد لا يكون مقبولا ( من الناحية الأكاديمية او الفلسفية او حتى الدينية / المذهبية ) ربما للكثيرين او البعض .. لا أدري !  لأنه نحن في الشرق عادة  نخاف من الإحصائيات الرقمية .. حيث أي زعيم او لنقل رئيس جمعية خيرية مسيحية او سريانية او رئيس رعية صغيرة في ريف تركي ، مثلا، نراه ( لأسباب ) معروفة يبالغ في عدد المسيحيين لديه او عدد السريان او العائلات السريانية .. وهناك مع يعتبر الأمر ( من أسرار الآلهة ) ..
عنواننا الصحافة التلفزة الانترنيت .. لم يتسع المكان لها حاليا .. على أمل المتابعة في لقاء قادم ..
وللبحث تتمة أو صلة .. ( خصائص الإعلام السرياني بين الأمس واليوم ) الواقع والطموح

بقلم: بيير حنا ايواز
حلب ، 8 نيسان 2010 

34
الأهرامات جاذبات للحديد والنار
بقلم: بيير حنا ايواز

يبدو أن عالمنا المعاصر اليوم ( عام 2010 ) في طور مرحلة عصر جديد تماما .. ما بين تحولات جذرية عميقة من عصر الحديد إلى ما يسميه البعض في هذه الأيام ( بالعصر الذهبي ) .. من الحديد إلى الذهب كما كان التحول الأسبق من العصر الجليدي إلى الحجري والفحمي ثم الحديدي والناري .. و لا ندري لماذا بعض ( النخبوية العالمية ) الثقافية اليوم يتعبون أنفسهم ويرون في أننا بصدد الدخول الى العصر ( الذهبي الإيجابي ) وتحديدا منذ تاريخ مرتقب وقريب جدا أي عام ( 2012 ) !! إشارتا تعجب .. لان المعتاد التهرب من المستقبل القريب في مثل هذه الحالات .. لذلك يضيفون : ( عام 2012 ) بداية مرحلة العصر الذهبي .. مرحلة قد تطول إلى عام ..  ربما ( عام 3012 )! 

هل هي حالة الفوضى أم العشوائية أم حالات انفصامات افتراضية التي تسود الحياة الدنيوية في هذه الأيام .. افلاسات بنكية وتاريخية وأيديولوجية .. انكسارات بالعظم .. انتصارات تلفزيونية وهمية .. والخ ، وكأن هناك ( جوقة ) تعمل تحت إمرة ( مايسترو ) يدير دفة العالم .. نحو مزيد من الفوضى " الخلاقة " ومن الروح الفردية والانعزالية والاستهلاكية عبر تشجيع وسائل ( المواصلات والاتصالات والأدوية ) الفردية .. وترويج أفكار ( قديمة – جديدة ) حول مركزية الإنسان – الأنا في هذا الكون .. مع قهر الروح الجماعية وحتى الإنسانية المبنية على قيم ومبادئ سامية معروفة على الأقل منذ شريعة ( حمورابي ) والحضارات التي تلت ..

هل نحن اليوم أمام ثقافتي ( النور والنار ) كما ( الخير والشر ) وغير ذلك من ثنائيات " متطرفة " ، مثل طاقة إيجابية موجبة وطاقة سلبية أو سالبة .. وكما يقول الأمريكان بشكل مباشر " غوود غاي – باد غاي " من وجهة نظرهم الضيق " الأنا ونحن والآخرون للجحيم " ، رجل ابيض رجل اسود والخ.

الأهرامات جمع هرم بالعربية ، أي رجل طاعن بالسن ، ولكن بالإنكليزية أو اللاتينية ( بيراميد ) وهذه كلمة جذرها ( بايركس ) بمعنى النار ، وكما يفسر البعض بأن الهرم جسم معماري يجمع ويكثف الطاقة بداخله منذ اختفاء قارة اتلنتيس .. لبلوغ الخلود .. ونحن نختم بالقول:
كذب المنجمون ( الأقدمون والحداثويون ) و لو صدقوا !!
فهل تمطر السماء ذهبا وفضة في بداية عام ( 2012 ) أم سيكون عاما كغيره من الأعوام ..

بيير حنا ايواز
حلب ، 24 / 3 / 2010


35
نيروز.. تراث ثقافي شعبي أصيل
بقلم:  بيير حنا ايواز


إنه عيد أو احتفالات /  نيروز أو نيوروز /  وكلمة نيروز ( NeuRoz )  من اصل  (  يوم جديد ) حيث كلمة ( روز = يوم  ،  نيو= جديد ) بترميز الوردة الجديدة وهي فتاة الخصب والأرض الربيعية والقوة والعطاء ، والجديدة / هي بداية العام الجديد الذي يبدأ وفق التقاويم القديمة من (21)آذار = بداية الربيع .. بداية السنة الجديدة ،  وهذه هي بداية الشهر ( الأول ) من السنة ، والدليل على ذلك نيسان (2 ) ، أيار ( 3 ) ، حزيران ( 4 ) ، تموز ( 5 ) ، آب ( 6 ) ، أيلول ( 7 ) وهنا تحديدا يتطابق اللفظ ( سبتمبر = السابع ) مع الترتيب ،  ثم أكتوبر ( 8 ) ، نوفمبر ( 9 ) ،  وأخيرا ديسمبر ( 10 ) وهو ( ديسات / الرقم 10 ) وهو آخر السنة ( الميلادية ) ، بينما شباط (21 ) يكون آخر السنة الآسيوية ( النيروزية ) .. وبالتالي بدء السنة الجديدة النيروزية من (21 )آذار أعياد الربيع والتجديد واليوم الجديد وعيد الام والخصوبة .. والاحتفال بتجدد الحياة نحو الحب والخصوبة  ،  وبالتالي هي من أصول الشعوب الآسيوية  الهندو- أوروبية أي السلافيانية أيضا ..   ثم آذار  –   مارس بلفظ      ( مارت ) سريانية الجذور بمعنى/ سيدة ، كما / مار/ بمعنى سيد ، ومريم / سيدة البحر/ اليم ,الخ.

نيروز .. من وفي قلب آسيا أكبر قارات العالم البرية المتصلة والمتواصلة من سهول آسيا الكبرى .. عبر الشعوب الهندو- أوروبية والآسيوية والروسية والهندية والصينية .. سهول آسيا المترامية الأطراف الخصبة لتربية المواشي وازدهار الحصان والفرس .. وتجدد الطبيعة مرة في السنة مع يوم او عيد نيروز .. عيد آسيوي بامتياز يحتفل بالنور والخصوبة والتجدد والنار والقوة والحركة .. حتى ان التراث العالمي والى اليوم يستخدم ( روزنامة / روز – نغمة ) كجدول ترتيب وتقويم الأيام على مدار السنة .. وقارة آسيا هي التي تمتد لتصل وتلتصق مع أفريقيا عبر مصر والجزيرة العربية ومع أوروبا عبر تركيا اليوم نحو أوروبا = يوروبا =  من عروبة . وبالتالي آسيا أكبر وأقدم قارات العالم .. من شرقها تشرق الشمس وفي سهولها ووديانها وجبالها الواسعة الممتدة على مد البصر .. تتناغم الطبيعة مع الأرض والإنسان .. آسيا النور والنار والنفط والحديد .. آسيا الفروسية في الرحاب الفسيحة .. حيث الرمح والسهم تنطلق لتتصادم مع الصخرة القوية القاسية ..

وتنطلق الشرارة النارية لتشتعل قطع الحطب الخشبية ووقود النفط ما بين شقوق الصخور منذ قديم الزمان .. وحيث الرياضة الآسيوية التقليدية في الفروسية والمصارعة  والرماية والسباقات والمسابقات من الألعاب الشعبية المتوارثة عبر قرون طويلة  .. بأعتدة تلك الأزمان بالنار والحديد ونور الشمس في السهول الخضر والوديان وقمم الجبال بين ألوان قوس قزح من الأزهار والرياحين والورود والنباتات والمراعي والرعي بتناغم فريد ما بين الإنسان والبيئة والطبيعة من حوله وبالتالي فهي حقا من التراث العالمي للشعوب ، وتراث ثقافي آسيوي بري قاري بامتياز حيث التصاق الإنسان بالأرض والعطاء والخير والمطر والرياح والشمس تلفح تلك الجباه السمر والسواعد التي تحرث الأرض وترعى قطعان الخراف والماعز والأبقار مع ركوب الخيل والانتقال مثل السهم المنطلق في قطع مسافات آسيا البرية الشاسعة ، انه تراث وثقافة الفضاء الرحب .. فضاء الحرية الجميلة المنطلقة بالاتجاهات الأربعة .. شعلة النار المتوهجة  في ظلمة الليالي الحالكة  .. آسيا هي مثل الأم الأرضية وهي تتواصل مع باقي كل قارات العالم وإن كانت قد تباعدت عن القارة الأم عبر ملايين السنوات في انزياحات وتباعدات تدريجية جيولوجية طبيعية ..

أما ارتباط نيروز بالأمل والنصر فالحكاية / وفق بعض التراث الآسيوي او حتى المشرقي العربي الآسيوي الشرقي الشمالي ( جغرافيا ، من شرق تركيا إلى أرمينيا وأذربيجان وإيران وكازاخستان وفي آسيا الوسطى حيث الجغرافيا والعيش المشترك قد أملت لتحويل نيروز إلى عيد عام للوسط والفروع منها ولغاية مصر والسودان والشام .. عيد شم النسيم ، عيد السيران والاحتفالات في أحضان الطبيعة وإشعال النار والجلوس حولها في الغناء والرقص ) ، فإن تلك الحكايات تقول على سبيل المثال التراثي المتوارد إلى أيامنا هذا :

كان هناك وحش كاسر مخيف يفترس كل من حوله .. وأهل البلدة خائفون تماما ولا يستطيعون فعل أي شيء .. إلى أن ظهرت هذه الفتاة البطلة الشجاعة والمحبة لأهلها وبلدها وشعبها وأخذت على عاتقها قتل ذلك الوحش الأسطوري في إحدى الليالي الحالكة الظلام.
استغرب الناس وبكوا عليها لأنها تنتحر بقرارها ولم يصدقوها..
ولكن نيروز قالت لهم :
انتم قفوا هنا وانتظروا إشارتي .. فإذا أنا قتلت الوحش ، سأقوم بإشعال النار .. وبالطبع في حال العكس فإنكم لن تروا شيئا.

وذهبت نيروز إلى مكان مغارة أو جحر الوحش.. ومضى وقت.. والناس ينتظرون بفارغ الصبر وشبه ميؤوسين .. ، ولكن ،
فجأة اندلعت وانطلقت شعلة النار معلنة إشارة النصر..  وكان البريق اللامع في عيون الناس.. و ها هي احتفالات نيروز الربيعية في كل عام.. ومنذ قرون طويلة عبر مسار التاريخ والجغرافيا ..

نيروز .. أصبح عيدا ورمزا .. لشعوب متجاورة جغرافية كثيرة .. ومفاهيمه ومغزاه تتعدى بعض الشروحات الضيقة .. لتتسع الى مفاهيم وتقاليد احتفالية بشرية إنسانية راقية المضمون في الاحتفال بربيع اليوم الجديد بالأمل والحرية والانتصار على قوى الشر .. فالحياة أقوى من الموت وثقافة الانتصار والازدهار والتناغم مع الطبيعة من حولنا هي  الجميلة والمنتصرة بالحب والانفتاح ومشاركة كل الشعوب في القارات الخمس من العالم مشاركة الجميع في تبني هذه القيم السامية والمفعمة بالأمل وروح الديموقراطية وصدّ  قوى الشر والغلبة عليها بالشجاعة والإصرار .. لتبقى الحياة في كوكبنا الأرضي الجميل مزدهرة ومستمرة ..

Neuroz 2010  /  New Day for Life Hope Victory
By: Pierre Hanna Iwaz /  Syria , Aleppo



36
الإعلام والإعلان .. بين الميم و النون
بقلم: بيير حنا ايواز


الإعلام اليوم بكافة أشكاله ووسائله ومضامينه وتوجهاته يعتبر حاملا وناقلا مثاليا وفعالا للإعلانات والدعايات التجارية ، شريطة أن يكون الإعلام ناجحا من حيث ( نسبة المشاهدة أو القراءة أو المتابعة وحتى مجرد الزيارة بالتقدير والاحترام ) ، وكذلك وبالتالي من حيث المصداقية والموثوقية التي كذلك تجذب نسبة معينة من الجمهور المتابع سواء محليا أو وطنيا وإقليميا أو دوليا وعالميا .

ومع التطورات التكنولوجية اليوم ..  يتبوأ الإعلام ( المقروء ، المسموع ، المرئي ، وخاصة الفضائيات التلفزيونية وشبكات الانترنيت وصحف ومجلات عريقة ذات جاذبية وموضوعية خاصة ) ، يتبوأ هذا الإعلام قمة ومركز تشكيل وتوجيه الرأي العام " والثقافة العامة " وذلك بالأخص في أجواء من الفوضى المعلوماتية والإخبارية وحتى الفنية والأدبية .. بحيث لم تعد الشركات التجارية تهدف فقط إلى نشر إعلانها ودعاياتها في أي مكان أو زمان ، وإنما تختار الوسيلة الإعلامية المثلى والأكثر مردودية للمادة الإعلانية لديها للترويج والتسويق .

ونسبة المشاهدة أو القراءة أو النقرات " هيتّات " على مواقع الانترنيت لم تعد كافية لمجرد الإحصاء العددي الرقمي ، وإنما المهم أيضا في النوعية والجودة والشريحة الاجتماعية المعينة .. حيث الوسيلة الإعلامية هي همزة الوصل ما بين المنتج ( للبضاعة أو السلعة أو الخدمة التجارية ) والمستهلك أو شريحة المستهلكين في هذا المجتمع أو ذاك .

ويبقى مربط الفرس أو بيت القصيد في هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك ومدى ( أهدافها ومضامينها ومصداقيتها وموضوعيتها وموثوقيتها وأشكالها التكنولوجية المتقدمة ) ومدى انتشارها الواسع ( الحر ) في عصر العولمة اليوم .. حيث المعلومات الكمية وحتى النوعية متوفرة للجميع ولدى الجميع بدون أي احتكار فعلي أو عملي .. وبالتالي نجاح الإعلام اصبح يقاس بمعيار ( داخلي نوعي ) على أساس مدى تأثير هذا الإعلام على الجماهير الواسعة .. وليس مجرد فئة صغيرة منها .

والسؤال هو:
هل الإعلام هنا أو هناك يتلقى تمويله من حكومة أو حكومات أو منظمات أو طوائف .. مثلا ، من مواطني بريطانيا دافعي الضرائب في تمويل ( بي بي سي ) الإعلامية البريطانية ؛ أم ان تمويله ( ذاتي ) من إيرادات الإعلانات والدعايات في وسائله الإعلامية ، وبالتالي هل يبقى الإعلام ( في الحالتين ) حرا ومستقلا وموضوعيا .. والاهم ناجحا من حيث جذب واستقطاب المستهلكين للإعلام أولا .. ومن ثم البقية تأتي لاحقا !

وننوه أخيرا إلى التمويل الذاتي الذي يعني استمرارية الإعلام ووسيلته الراهنة وتطوره وتقدمه على أساس إنتاجي معلوماتي ومعرفي اكثر منه أساس نقلي ومجرد إخباري وتقديم معلومات .. إذ لا بد من وضع لمساته الخاصة المميزة ( علامة تجارية فارقة مادية ومعنوية ) .. حيث مصداقية الإعلام تنعكس تماما على مصداقية المواد الإعلانية والدعائية .. والعكس صحيح أيضا .. إذ كما ان الإعلان يختار الوسيلة الإعلامية ( صحافة أو إعلام ورقي أو إلكتروني ) ، كذلك لا بد للإعلام ان يختار ما يناسب مكانته من الإعلانات والدعايات .. فالمصلحة تبادلية وسمعة وشهرة والخ .
أقوال ومواقف في الإعلام والإعلان..  بين الأمس واليوم ؛
السيف والقلم .. ثنائية جدلية ؛
الصحافة .. السلطة ( الرابعة ) ، والخامسة ربما للانترنيت والمدونات والخ ؛
عند جهينة الخبر اليقين ؛ ربما ! عند ( غوغل ) أو غيره ..
وقد قال الشاعر قديما:
قل للمليحة في الخمار الأسود ، ماذا فعلت بناسك متعبد ( في ترويج وتسويق السلعة التجارية عبر ناقل حامل جولات الشاعر على قصيدته الشعرية .. )
وقد قال في العصر الحديث خبير أمريكي في مجال ( البزنس – المال والأعمال ):
إذا كان لديك رأسمال ( 10 ) وحدات مالية لمشروعك التجاري ، فقم بصرف ( 9 ) منها على ( الدعايات والإعلانات ) والباقي ( 1 ) في صلب المشروع التجاري !
وهذا يشبه العلاقة ما بين ( أعتدة وبرمجيات الكمبيوتر ) بشكل ما .. شركات البرمجيات في المقدمة..
خبر أو معلومة حديثة تماما:
يقول بعدم فائدة التدفق الجارف للمعلومات .. إن لم يترافق مع تحويلها إلى ( معارف ) .. كما أن الكتب التي تم تحويلها إلى الكترونية سابقا .. اليوم العملية عكسية .. إنها مراحل التطورات والتقدم .. والمنافسة والبقاء للأصلح والمفيد وللإبداع الخلاّق ..
الإعلام يعني :
ناشر ورئيس تحرير ووسيلة نشر ،
والإعلان يعني:
سلعة أو بضاعة ومدير ترويج وتسويق واختيار الوسيلة المناسبة ..
لتحقيق أهدافها التجارية ..

وفي العالم العربي اليوم ( اكثر من 300 مليون نسمة ) ومئات الفضائيات وربما آلاف المواقع الالكترونية و الكثير من الصحافة الورقية وبنفس الوقت هي الكترونية .. نجد مجمل ما ينفق على ( الإعلانات ) في حدود ( 3 ) مليار دولار .. حيث تتوزع الدول فيما بينها بنسب متفاوتة بحدود ( معدل 100 مليون ) دولار × (25 ) بلد والجواب حوالي 3 مليار دولار وهو رقم في ازدياد متسارع .. وهذا يعني الاختصاص الدقيق في مجالي ( الإعلام والإعلان ) ومصادر التمويل وتنسيق العلاقات التبادلية ما بين هذين القسمين أو جناحي الإعلام والإعلان الحالية والمرتقبة أيضا في السنوات القريبة القادمة ..

المهندس بيير حنا ايواز
باحث كاتب و إعلامي                   

37
استانبول 2010 عاصمة أوروبا الثقافية
بقلم: بيير حنا ايواز – حلب


مع إعلان استانبول عاصمة أوروبا للثقافة هذا العام ( 2010 ) ، انطلقت المهرجانات واللقاءات والأعراس والأفراح في ساحات وميادين استانبول التاريخية والتراثية .. حيث يلتقي الشرق مع الغرب في مشاهد حضارية جميلة وراقية متناغمة عبر الموسيقى والأغاني والمسرحيات وأنواع احتفالات الرقص والغناء والبهجة والفرح على وجوه الناس ومجموعات من مشاهير الفنانين والأدباء وجموع غفيرة من الناس والجماهير العريضة وهي تشارك بشكل عفوي في كل فعاليات ونشاطات هذه المناسبة ..

من ميدان ( تقسيم ) الأشهر في استانبول و ( سلطان أحمد ) انطلقت المهرجانات والألعاب النارية وهي تضوي سماء استانبول في محيط وفوق ( الجسور المعلقة ) التي تربط البر الشرقي مع البر الغربي للمدينة الكبيرة التاريخية والتراثية العريقة .. وانطلقت بين الشرق والغرب الإضاءات والألوان والأفراح البهيجة في سبعة ألوان متنوعة شرقية وتركية وعربية ممزوجة بالنكهة أو اللمسات الأوروبية .. وكأن استانبول تقول بالحضارة العالمية والاخوة الإنسانية الجمعاء بين شعوب الأرض .. بدون خطوط تماس فاصلة وإنما بالمشاركات التفاعلية التبادلية الإيجابية .

وهنا لا بد من أن ننوه بالتقارب الحضاري والثقافي والتراثي العربي والتركي عبر مراحل التاريخ المتعددة .. والبارحة أنا شخصيا تابعت برنامجا تلفزيونيا في القناة الرسمية التركية ، وكانت للفنانة التركية القديرة ( آمال سايين ) وهي قد استضافت الفنان الموهوب من أصول تركية عربية ( سلامي شاهين ) الذي قدم إبداعاته الفنية الموسيقية في الأغاني والألحان المميزة سواء بالتركية وأكثرها بالعربية والتي نالت إعجاب الحاضرين .. وأنا شخصيا قد استمتعت كثيرا بأغانيه التركية الراقية ولكن زاد إعجابي عندما استمعت إليه وهو يغني أغان عربية كاملة من ألحانه وإعداده .. حيث كان أداؤه رائعا ينم عن موهبة وخبرة جيدة بالعربية وألفاظها ..

استانبول ، حلب ، بيروت .. مشاعل طريق الحرير الشرقية الجديدة إلى قلب أوروبا اليوم  .. مشاعل حضارية ثقافية تراثية عربية وتركية وعالمية نحو حضارة النور والمحبة والسلام في العالم أجمع .

آفاق التعاون والتكامل الاقتصادي السوري التركي والمتوسطي:
العلاقات الاقتصادية التكاملية في ظروف ومتغيرات عالمنا المعاصر اليوم تأتي في مقدمة أولويات الدول والشعوب والمجتمعات وخاصة في النطاق الإقليمي ( الجغرافي السياسي ، الجيوبوليتيكي والتاريخي ) بحيث يمكن تحقيق المصالح الذاتية من خلال المصالح المشتركة التبادلية تحت بند التكاملية وحتى الاستراتيجية بعيدة المدى ، مع التنويه إلى الشروط والظروف اللازمة والملائمة لمثل هذه العلاقات .. والتي يمكن ان تتحول من مجرد ( الطبيعية والعفوية ) إلى أشكال تنظيمية وترتيبية منتظمة قادرة على تحقيق الفائدة المثلى والقصوى للأطراف ، وكنموذج لذلك خطوات وآفاق العلاقات الاقتصادية التبادلية بين سورية ولبنان وتركيا في مجالات واسعة متعددة من اقتصاديات الطاقة ، الصناعات الإنتاجية ، الزراعة ، المياه ، السياحة ، المصارف والبنوك ، شركات المقاولات التجارية ، المواصلات والاتصالات والخ .

معطيات وملامح النموذج السوري التركي اللبناني:
ما يميز هذا النموذج هو التواصل الجغرافي والثقافي والسياسي والتاريخي والتراثي بين هذه الدول الشقيقة والمتجاورة في نطاق المشرق العربي والإسلامي حيث تنوع وتميز اقتصاداتها بحيث يكون التفاعل والتكامل اكثر ذي جدية وفائدة وحتى وبلغة الأرقام للمصالح ، اكثر ربحية وفائدة وذات جدوى فنية اقتصادية بطبيعة الحال .

وبنظرة أو مقاربة شمولية ورؤية استراتيجية نجد في هذا النموذج كل الشروط الملائمة للتعاون الاقتصادي التكاملي المميز والاستراتيجي .. وكما أسلفنا أولا التواصل الجغرافي والتاريخي المشترك .. أو التداخل الحضاري والثقافي العربي التركي .. من أنقرة واستانبول إلى حلب والموصل ودمشق وعمان وبيروت .. في إطار مجموعة بشرية بقدرات ذاتية هائلة وكامنة أو كمونية حيث تركيا ( 75 ) مليون نسمة ، سورية ولبنان بحدود ( 30 ) مليون نسمة ، وبالتالي يكون التكامل الاقتصادي ضمن إطار أكثر من ( مئة ) مليون نسمة على رقعة جغرافية كبيرة تشاطىء البحار الهامة وفيها الفرات ودجلة والعاصي .. وتنوع المصادر والموارد والمؤهلات والخبرات مبنية على أسس قوة حضارات قديمة رائدة وتكنولوجيات حديثة متقدمة .

* بيير حنا ايواز - حلب

38
بع التاريخ واشتر الجغرافيا
بقلم: بيير حنا ايواز

•        الأهمية الاستراتيجية اليوم ( كما أهمية الحكمة والشجاعة قديما ) كانت ومازالت القبض والإمساك بالمكان ( الجغرافية الأرضية ) لتتثبت الأقدام والحركة عليها ..
بدلا من التحليق على أجنحة الأحلام فوق حصان طائر ..  قادم من الأساطير اليونانية
القديمة.

•        بع التاريخ واشتر الجغرافيا ( الجيوبوليتيك ) وهذه الجغرافيات السياسية تضم بدخلها ثنائية المكان والزمان ..  وبقوة دفع للأمام والتقدم .

•        بع ولكن فورا ومباشرة بعد ذلك اشتر حيث البيع بدون شراء تكون تجارة ناقصة ..  أي البركة تكون ناقصة في العملية.

•        أثناء السلم ، الدفاع خير وسيلة للدفاع ، وأثناء الحرب الهجوم خير وسيلة للدفاع .. وكما العين بالعين والسن بالسن ..   فالهجوم المضاد خير وسيلة لصد الهجوم ..   ناهيك عن الهجوم ) الوقائي الاستباقي ) ..

•        ( وإنما أصل الفتى والمجتمع والشعب ما قد حصل ) ..   
والتاريخ دروس وأخذ عبر واستخلاص نتائج ..  ليس لمجرد المتعة والترفيه ..     وإنما للجغرافيا السياسية القوية !!

•        الحضارة  =   حرية  +  عدالة
•        بطبيعة الحال فإننا لا نرغب هنا ببذل الجهد الجهيد ومن ثم ( تفسير الماء بالماء ) ، وبالتالي وتهربا من ( اختراع العجلة والدولاب واكتشاف النار ) من جديد .. آثرنا استبدال العنوان أعلاه بصيغة رياضياتية منطقية دقيقة ..  وبدقة لغتنا العربية الجميلة أيضا .. فالجمالية هي البساطة.

•        الحضارة ( بألــ ) التعريف لأن المقصود بها الحضارة البشرية الإنسانية على وجه هذه البسيطة ..  حيث احتمالات الخطأ والصواب ، ومن ناحية أخرى بدون ( أل) التعريف ، حرية زائد عدالة ، حيث محاولات البشر للوصول إليهما بشكل نسبي وليس بالمطلق .

•        المهم هو الحفاظ على التوازن الدقيق ما بين طرفي هذه المعادلة ..  الحياتية البشرية على الأرض ..  حيث وبالتأكيد ( لا حضارة بدون حرية وبدون عدالة ) وإنما هي ضرورة حتمية تاريخية تثبتها الوقائع عبر التاريخ .

•        إن الظلم والقمع والعبودية والقهر والإكراه والاستبداد كلها مظاهر توجد على ( هوامش ) الحضارات ..  وخارج قلوب ونفوس الناس من أفراد وجماعات .. وإذا كان الظلم أشد قسوة من الظلام ..  فإن الأخير مسبب له.

المهندس بيير حنا ايواز /  باحث كاتب وإعلامي  –  حلب
مجلة الثقافة الأسبوعية –  دمشق –  العدد 3  ،  23 / 1 / 2010

39
الإعلام المسيحي المشرقي عام 2010

بقلم: بيير حنا ايواز

أولا ، لا بد من تحديد من هم مسيحية المشرق الاساسيون .. من آشوريي العراق إلى أقباط مصر ومرورا بسريان الشام بمن فيهم الموارنة وغيرهم .. في نطاق ما يسمى اليوم بالشرق الأوسط .

ولا شك بأن ( مسيحية المشرق ) ليسوا كلهم كتلة واحدة متجانسة.. وإنما تاريخ المسيحية المشرقية حافل بكل تلك التناقضات وحتى التناحرات .. من خلال طروحات طائفية ومذهبية وخاصة ( الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية البروتستانتية ).

وليس خافيا على أحد .. من ان عام ( 2010 ) هو امتداد طبيعي لقرون سابقة ماضية .. على الأقل منذ عصر الإمبراطورية العثمانية / التركية وانهيارها في بداية القرن الماضي .. وتلك المصائب التي ألمت بالمسيحية المشرقية عموما في هجرات ( السفر – برلك ) ولغاية أحوال مسيحية العراق مؤخرا ..

ونبدأ مقالنا هذا بطرح التساؤل:
أين الإعلام المسيحي المشرقي .. والى أين يتجه ويسير .. وأين ( الرأي العام ) المسيحي المشرقي في كل ما جرى ويجري بهم ومن حولهم .. ولماذا هذا الصمت المريب واللامبالاة وحتى التهرب والانتهازية من مواجهة حقائق الارض الواقعية والتحديات المعاصرة ..

إن مبدأ ( التعايش السلمي والعيش المشترك ) هو لا شك مبدأ إنساني حضاري راقي تماما .. ولكنه يشبه مبدأ ( الحياد ) ، إذ لابد من إضافة كلمة ( حركية حياتية ) وهي الإيجابية في التعايش السلمي أو العيش المشترك وحتى الحياة المشتركة الإيجابية ..  وهذا يعني أن          ( الإيجابية ) تفاعلية تبادلية خارج نطاق السلبية أو اللا موقف.. حتى أن الحياد لا بد وان يكون إيجابيا ذي فكر وموقف واتخاذ قرار .. حيث حياة الإنسان ( دين ودنيا ) معا .

ومن هنا لا بد للإعلام المسيحي المشرقي أن يكون إيجابيا فعالا نشطا .. بالحيوية والطاقة والنشاط .. والرأي العام والفكر والثقافة وغير ذلك .. و لا يمكن الوقوف أو التوقف في منتصف الطريق والتفرج على العالم .. بدون التفاعل أو المشاركة أو على الأقل إبداء الرأي أو إشعال شمعة بصيص نور وأمل ..

واليوم .. وإذا أخذنا ( بالصدفة ) مجلة مشرقية مسيحية لطائفة معينة منذ مئة عام وما قبل ، فإننا لن نجد ( فرقا جوهريا أو بالمضامين ) ما بين محتويات تلك المجلة وأي موقع إلكتروني مسيحي مشرقي .. سوى بالشكل والقشور ( إذ تتحول الصفحة الورقية السابقة إلى مجرد إلكترونية ) ، بينما المضامين والتوجهات والأفكار .. لا بل وحتى الأساليب .. هي هي ذاتها وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد .. ولكن للأسف قد يكرر التاريخ ذاته ولكن بشكل أو أشكال اكثر مأساوية وربما سخرية.. أليس كذلك ، عزيزي القارئ الكريم ؟!

بيير حنا ايواز – حلب
باحث كاتب وإعلامي 

40
الاستبداد.. أشكاله وآلياته


بقلم: بيير حنا إيواز

يرتبط مصطلح " الاستبداد " بشكل أو بآخر بالمصطلحات والكلمات والتعابير التالية وهي على سبيل المثال وليس الحصر الديكتاتورية بمعنى الإملاء ومصادرة حق الرأي والتعبير على أساس انتصار القوة ، وبالتالي احتكار الحق والحقيقة وحتى احتكار كتابة التاريخ وفق مقولة المنتصرون هم الذين يكتبون تاريخهم وتاريخ المهزومين.

وظاهرة الاستبداد قديمة قدم التاريخ البشري منذ نشوء السلطة الأبوية ثم الإقطاعية الباشوية والآغاوية ولغاية مرحلة العلمانية الأوروبية والعولمة الأمريكية الحالية حيث تتغير أشكال وألوان الاستبداد تبعا لمتغيرات العلوم والتقنيات والعلاقات الاجتماعية والدولية . فالاستبداد أساسه احتكار الحقيقة ( سواء المطلقة أو النسبية ) وبالتالي فرض تلك الحقيقة من الحلقة الضيقة ولغاية العنف والتطرف والإلغاء والإبادة والقتل والإرهاب.. إلخ..

ولقد كان الاستبداد عبر عصور التاريخ آلية " رائعة " للفرملة أو الكبح لكل تقدم وتطور إنساني والسبب كامن في الآليات المستخدمة وهي:
أولا الفساد ، ثانيا القمع ، ثالثا التضليل .
وهي لاشك آليات غير إنسانية أولا ومعيقة للتطور ثانيا وقد تكون مهلكة للجنس البشري عموما في مرحلة معينة ، مثلا في التضليل الإعلامي للرأي العام العالمي حول التحكم النووي الذري أو التلوث البيئي وبالتالي تكون نهاية العالم.

ونتساءل هنا: ما هي العلاقة أو الرابطة ما بين العولمة اليوم ومفهوم الاستبداد ؟
فمن ناحية " العالم قد اصبح قرية صغيرة " والأمور مكشوفة مانعة اومعيقة للاستبداد والتمادي فيه ، ومن ناحية ثانية ظهور " عمدة " لهذه القرية قادر على ممارسة الاستبداد المعاصر بأسهل وايسر الطرق ( العسكرية ، الاقتصادية ، الإعلامية ) ، وهكذا نتساءل : هل تتحول العولمة والياتها ( وخاصة التكنولوجية ) إلى آلية ( رابعة ) من آليات الاستبداد التقليدية ( فساد ، قمع ، تضليل ) ، أم تكون آليات العولمة مناهضة ومقاومة لمفهوم الاستبداد أساسا والحد من آلياته.

أما تداعيات ونتائج الاستبداد في أي مجتمع كان وفي زمان ومكان فهي أولا التخلف وفقدان المبادرات الخلاقة والبقاء على هامش الحياة العالمية وفقدان المسؤولية وغير ذلك من شروط التقدم ( المعنوي والمادي ) . وإذا كان الاستبداد سائدا في 90 % من التاريخ البشري ، فإن المتبقى 10 % هو المسؤول عن أي تقدم وتطور قد حصل أو يحصل أو سيحصل في العالم ، وهنا تكمن قوة ( الأقلية – النورانية ) للعشرة بالمئة مقابل قوى الظلام !

المهندس بيير حنا ايواز – حلب
مجلة الثقافة – دمشق


41
اقتصاديات الكهرباء السورية بين الاستطاعة والاستهلاك

بقلم: بيير حنا ايواز
 
 
منظومة الكهرباء السورية هي ليست وليدة اليوم وإنما هي نتيجة تخطيط وبناء تأسيسات مدروسة ومنفذة منذ عقود سابقة بشكل متواز ( كماً ونوعاً وتطويراً وتحديثاً وتوسيعاً ) في المجالات الأساسية:
 
من: تأمين مصادر الطاقة (الميكانيكية , الحرارية , المائية ) الأولية( نفط- غاز- مازوت- فيول- سدود مائية- ديزل ..والخ) وبالتالي ( الانتاج والتوليد) على مخرج المولدات الكهربائية في المحطات المنتشرة على كافة مناطق وأراض جغرافية سورية في المحافظات من الشرقية إلى الشمالية والجنوبية والوسطى والساحلية الغربية وهذا تطلب عمليات نقل ( عبر خطوط التوتر العالي 220 كيلو فولط) وارتباطات مع خارج سورية ( تركيا- العراق – لبنان - مصر – الاردن )بتوتر (400) كيلو فولط وبعد ذلك عبر خطوط توزيع للمدن السورية الرئيسية حيث مراكز النقل بالحمولات والاستهلاك ( الطاقة المنزلية والخدماتية والصناعية الانتاجية ) ولغاية شبكات التوتر المتوسط والمنخفض ( 220 فولط احادي الطور زائد 380 فولط ثلاثي الطور مع بعض مخارج 6.5 – 10 كيلو فولط لمحركات ضخ خاصة لمياه أو نفط أو غاز ).

إنها مسألة اقتصادية أو اقتصاديات هذه الطاقة الكهرباء في تأسيس وتأمين استطاعات مركبة جاهزة لتوليد الكهرباء في المحطات الرئيسية وهذا يتطلب ادخال مزيد من مجموعات توليد جديدة سنوياً من مرتبة ( ألف) ميغاواط استطاعة مركبة لتغطية العجز القائم من ناحية وتلبية الاحتياجات سواء النمو السكاني بمعدلات سكانية عالية نسبياً وتغطية نسبة زيادة الطلبات على الاستهلاك من ناحية أخرى (تطور الصناعات وانتشار الخدمات وحتى مسائل الدعايات والاعلانات ناهيك عن متطلبات الأدوات المنزلية الحديثة في رفع مستوى معيشة الأسرة السورية المعاصرة المنزلية).

الاستطاعة الكهربائية تعني القوة المركبة وتقاس بقوة (الحصان) المعادل لحوالي 750 شمعة أو واط بينما الاستهلاك يعني التوليد أو الانتاج أي استهلاك تلك القوة عبر مرور زمن أي 750 شمعة منارة تحترق لمدة ساعة وتنطفي وهذه قدرة أو طاقة مقدرة (0.75) كيلو واط ساعي أي بالعامية ( فقط ربع كيلو استهلاك بالعداد).‏
وفي بلادنا الحبيبة سورية اليوم عام 2009 لابد أن ننطلق من الواقع الحالي وباستشراف مستقبلي ووفق رؤية ومقاربة شمولية واستراتيجية والأخذ بعين الاعتبار ظروفنا ومعدلات النمو السكاني والتنمية الاقتصادية ونسب الطلب والزيادات السنوية والخ.. وهذه دراسات وأبحاث ليست فقط فنية كهربائية وإنما اقتصادية بحتة وجدوى فنية واختيار الحلول المثلى المتكاملة والخ.

وهنا سنحاول تكثيف المعلومات بالحقائق والأرقام الموثوقة والتحليلية ... فالاستطاعة التوليدية يجب أن تساوي كمية احتياجات البلد ( سكان , منزلية , صناعية ..) زائد 20% كاحتياطي ولابد أن ننطلق من عدد سكان سورية اليوم من الرقم 25 مليون نسمة والحاجة إلى 6000 ميغاواط وربما أكثر ودراسة الحمولات أي الاستهلاك أو الطلب أو الحاجة وفرز المنزلية والصناعية والخدماتية أو التجارية والدراسات تشير إلى مناصفة 50% منزلية و50 % تجارية وهذا ضروري لدراسة الاستطاعات الردية التحريضية والسعوية في الشبكات وعامل الاستطاعة وطرق تحسينه لاستقرار المنظومة.‏
 
وللاختصار نورد فيمايلي نقاطاً سريعة للأخذ بعين الاعتبار :‏
 
- المستقبل القريب هو عام 2015 مثلا وبالتالي هذا يعني زيادة الاستطاعة 6000 إلى 13000 ميغاواط.‏
- معدل النمو السكاني في سورية 2.45 % سنوياً والطلب على الطاقة متسارع أي نحن إزاء تأمين طاقة كهربائية من مرتبة (50-70) مليار ك.و.س , وهذا الرقم يتطلب مليارات من الدولارات , مع الأخذ بعين الاعتبار بأن النمو الاقتصادي يجب أن يساوي (3) أضعاف النمو السكاني أي حوالي 7% .‏
- الطلب على الطاقة يزداد سنوياً بنسبة 10-15 % وهي نسبة عالية وهذا يعني أهمية الترشيد وتخفيض الهدر والاسراع بالتوسعات والتركيبات واعتماد شبكات ربط(400)كيلو فولط لتبادل الاستطاعات أثناء فترات الذروات.‏
 
المهندس بيير حنا ايواز / حلب 

42
حضارة الأنظمة الاقتصادية .. نحو الحرية والعدالة

بقلم: بيير حنا إيواز
 
 
ـ الأنظمة الاقتصادية بكل أشكالها المتقدمة اليوم ، وبرأينا المتواضع ما هي سوى نتيجة تلك التراكمات الكمية والنوعية لخبرات الحضارات البشرية عبر القرون ..
ووفق مبدأ (الحاجة أم الاختراع ، أي أن الاقتصاد عبارة عن حياة البشر قديماً وحديثاً لأنه عبارة عن أعمال التجارة والصناعة والزراعة ولغاية ظهور النقد والعملات وتبادل السلع والبضائع من المقايضات البسيطة إلى عمليات اقتصادية ومالية وتجارية معقدة في عالمنا اليوم .‏
 
ـ ولكل نظام اقتصادي حسناته ونقاط قوته وحتى ضعفه .. والواقع على الأرض وفي ميدان العمل لايمكن أن يكون (مثالياً) وبالتالي سعى الإنسان منذ القدم إلى تحسين عناصر ومركبات الأنظمة الاقتصادية نحو السهولة واليسر ونحو مبدأين أساسيين في كل الأزمان : نحو الحرية والعدالة .‏
 
ـ وبشكل موجز ومكثف نتكلم عن الاقتصاد المركزي التخطيطي الموجه من ناحية واقتصاد نظام السوق الحر ، أي النظامين الاشتراكي والرأسمالي مع تفريعات كل منهما وممارسات تطبيقهما والخ ، وقبل يومين قرأت رأيا لخبير ومفكر اقتصادي مفاده : أن الأزمة الاقتصادية المالية العالمية اليوم (وبالأخص الأمريكية) تعادل وتكافئ إلى حد كبير انهيار أو تفكك المنظومة السوفياتية عام 1991 ، أي أزمة النظام الرأسمالي الحر جداً (إلى حد التوحش) وبالتالي فقدان التوازن اللازم ما بين الحرية والعدالة .. وها هي مؤسسات ومصارف أمريكية كبرى تتهاوى اليوم وتعلن افلاسها .. بينما الحكومة أو الإدارة الأمريكية لاترى حلاً سوى باستخدام (أدوات اشتراكية) نحو تعويض ودعم تلك المؤسسات الفاشلة والمنهارة .. وكأنها تضطر لمكافأة الفاشلين بهدف تحصين الرأسمالية الحرة من مخاطر انهيارها التام .‏
 
ـ وفي واقع الأمر ومنذ عقود طويلة .. لايمكن تصور دولة متقدمة صناعياً وعلمياً وزراعياً إلا باتخاذها عناصر التوازن ما بين (الحرية والعدالة) أي لاقيمة للحرية المطلقة الفوضوية العشوائية حيث تنتفي العدالة التي هي قيمة أخلاقية ومبدئية سامية في كل ثقافات وحضارات البشرية .. والهدف يجب أن يكون وفق (ليس قتل الناطور وإنما أكل العنب) والتقدم الشامل للبشرية‏ .
 
المهندس بيير حنا ايواز / باحث وكاتب

43
المنبر الحر / اضاءات وألوان
« في: 17:29 23/09/2009  »
اضاءات وألوان
حلب
اقتصاد
الأحد 23 - 8 - 2009
بقلم: بيير حنا ابواز
 
نبدأ ببعض الاضاءات والألوان من خلال فانوس رمضان.. حيث في تركيا وقبيل حلول رمضان تعلو لوحة كبيرة مضاءة فوق بناء تراثي في استانبول وتقول بالتركية ( خوش غالدين رمظان) أي ( أهلاً وسهلاً برمضان ).
ماهو أصل أو جذور كلمة ( رمضان)؟!‏
معظم الشروح والمصادر تشير إلى مفهوم ( جمر – رماد- حجارة - رمال حارة وساخنة ) وبالتالي نجد مقولة ( كالمستجير من الرمضاء بالنار ).. ولكن هناك تفسير قد قرأته قبل سنوات يشير إلى كلمة ( رمضان - رمض - رمضاء) حيث هنا لدينا حرف ( الضاد) المميز في العربية بقولنا العربية لغة الضاد ولغة القرآن الكريم , وهناك ارجاع الحرف ( ض) إلى جذره ( عين ) فمثلاً كلمة ( ارض ) بالعربية تصبح يشقيقتها السريانية ( أرع- أرعو ) وكلمة ( رمع تناظر رمض ) وتعني الجمرة الساخنة .. رموض الحر .‏
يوم الجمعة في الجاهلية كان يسمى( عروبتو) بفتح العين ومعناها ( البيان) وفي الإسلام نجد صلاة وخطبة الجمعة .
 
المهندس بيير حنا ايواز‏

44
الاقتصاد السوري اليوم .. أهم ملامحه ومتغيراته
حلب
اقتصاد
الأحد28-6-2009
بقلم: بيير حنا ايواز

 
نشير بداية إلى أن مرحلة الاقتصاد السوري الوطني اليوم هي دقيقة بحيث تتطلب بالضرورة المزيد من الدقة والوضوح والشفافية سواء من قبل المسؤولين أو الاقتصاديين من رجال أعمال ومديري شركات قائمة وجديدة مرتقبة ولغاية الباحثين والمفكرين والصحافيين والاعلاميين
وذلك لوضع النقاط على الحروف انطلاقاً من المحبة الخالصة للوطن أولاً وبلدنا الحبيبة سورية ولما فيه مصلحة وخير جميع أبناء المجتمع السوري المتلاحم بكل أبنائه.‏
ونحن هنا ننطلق من مقاربتنا الشمولية وهذا أسلوب معين للنظر إلى الأمور وتحليلها ولابأس من مقاربات أخرى وبالنتيجة فإن الاقتصاد السوري اليوم شئنا ام أبينا لابد وأنه يعكس الكثير من المتغيرات العالمية والتحولات الكبرى في السنوات الأخيرة.‏
سورية اليوم .. موارد وطاقات شابة‏
وبعدد سكانها حوالي (25) مليون نسمة وأراضيها الزراعية الخصبة ومياه نهري الفرات ودجلة ونهري العاصي والساحل البحري الطويل على شرقي البحر الأبيض المتوسط .. وفي السنوات الأخيرة أثبت المجتمع السوري جدارته وكفاءة أبنائه في ادخال واستيعاب أهم التكنولوجيات الحديثة المتقدمة ونجد ملامحها في تجهيزات المستشفيات والأدوية والاتصالات وفي الكثير من الصناعات الانتاجية وبالتالي نجد أمامنا افاقا واسعة لمجالات الاقتصاد السوري اليوم والغد في الصناعات والزراعة والتجارة والخدمات والسياحة والفنون والعمارة والبناء .. والاتحاد الاوروبي المتماسك اقتصادياً قريب من سورية جغرافيا وسياسياً عبر تركيا المرشحة للعضوية الكاملة .‏
وبرأينا فإن الاقتصاد السوري اليوم بكل قطاعاته الحكومية أو الخاصة هو قيد أو في مخاض تشكلات جديدة ومحاولات حثيثة للثبات والدخول في النشاطات الاقتصادية من محلية إلى اقليمية عربية واسلامية ولغاية الأوروبية .. والاقتصاد أساسه تحقيق المصالح المشتركة في المقام الأول وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى , وهذه الرؤية لابد وان تنطلق من تحقيق أهداف رفع المردودية الانتاجية وتحسين الجودة وتشجيع الاستثمارات ..الخ‏
جملة أو فقرة اعتراضية في هذه المقالة‏
وقد تكون هذه الفقرة من أهم فقرات هذه المقالة.. الجملة الاعتراضية في اللغة عادة لاتتحمل الانتظار.. وهنا أقول: قبل فترة نشرت في مجلة دمشقية عريقة موضوعاً حول مسألة الهدر أو الفاقد في الكهرباء والماء والاتصالات ووضعت رقماً أعرفه نسبة 42% وبعد النشر شعرت بأنني ربما قد بالغت ولكن في اليوم التالي رأيت في صحيفة دمشقية رسمية عنواناً يقول : الفاقد المائي بنسبة 40-60% وهنا أشير بأن هذا الأمر اقتصادي واجتماعي تماماً.. المياه متوفرة في بلادنا ولكن لماذا هذا الهدر غير المنطقي.‏
ثانياً: قبل فترة كانت انقطاعات الكهرباء واليوم الماء ( هنا في حلب وأنا اشعر بها في بيتي وليس بقراءة خبر أو مشاهدة تلفزيون) ورغم ذلك لمست مؤخراً في بعض أحياء حلب وبالصدفة كيف أن البعض يقومون بغسل سياراتهم من فوق أسطح أبنيتهم عبر خراطيم ماء من خزانات سطحية .‏
وقبل أيام كنت في احدى المستشفيات وشعرت ولمست مدى حداثة الأجهزة الطبية ومدى الاهتمام والرعاية الجيدة من كل كادر المشفى ... والنظافة العامة كانت ( شغالة) على مدار اليوم .. مرة كل ساعتين ولكن المطلوب من الزوار الكرام والمرضى المشاركة في الحفاظ على النظافة تقديراً لجهود العاملين المبذولة.‏
ونتابع في الاقتصاد السوري‏
إن كلمة الاقتصاد تعني كل شيء ملموس في الحياة والاقتصاديات تعني الدراسة في كيفية قيام الانسان بتحقيق معيشته .. والفقرة الاعتراضية أعلاه تدخل في باب الاقتصاديات وبالتالي لم أخرج عن عنوان أو موضوع هذه المقالة, ونظراً لأن الشيء بالشيء يذكر فإن حلب فيها 4-5 مليون نسمة وقريبة جغرافيا من أوروبا.. فلماذا لاتقام مصانع للسيارات في ضواحي حلب .. على غرار سيارة (شام ) في دمشق حيث أن من أهم عوامل الانتاج أولا الموارد الطبيعية , ثانياً قوة اليد العاملة ثالثاً الرأسمال أو التمويل , رابعاً الادارة وهي التي تقوم بجمع تلك العوامل الثلاثة الأولى وهذه الادارة هي مثل هيئة تشغيلية للمشروع يتم تشكيلها في كافة الأنظمة الاقتصادية في العالم مهما كانت مختلفة.‏
والأولويات في عالم اليوم لم تعد ( تسلسلية) ولم تعد أيضاً( بالتوازي ) وإنما بطريقة مدمجة مختلطة , أي الاقتصاد على عدة جبهات دفعة واحدة بالتنسيق والادارة .‏
ملامح الاستهلاك المتزايد ومتغيرات الاقتصاد المرتقب‏
إن من أهم وظائف الاقتصاد تحقيق أو تلبية احيتاجات المجتمع من سلع وبضائع وخدمات من ربطة الخبز إلى تعليم المدارس إلى الطرق والجسور والمشافي والكثير الكثير والاستهلاك من حيث طبيعته وتنوعه وتزايده وسرعة متغيراته هي عوامل مؤثرة على ملامح الاقتصاد السوري القادم أو المرتقب حيث تتم عملية ( تلاؤم أو توافق ) فيما بين الاستهلاك والانتاج والتصدير أو الاستيراد.‏
ولننظر الآن إلى بعض من أهم هذه المتغيرات:‏
أولاً- فورة الانتاج للسلع والخدمات , أي انتاج السلع وتأمين الخدمات في عصر الثورة التكنولوجية والأتمتة والكمبيوترات ...حيث لابد وان تكون تأثيراتها كبيرة على زيادة الانتاجية في الاقتصاد السوري اليوم.‏
ثانياً- مستوى معيشي أعلى والمقصود بالمستوى المعيشي تحديداً كمية السلع والخدمات التي يستخدمها الفرد أو المجتمع أي كيف يعيش الناس في مجتمعهم ( مثلاً وسطي دخل الفرد سنويا) كمية وجود المواد الغذائية وغير ذلك مثلاً تحديد نسبة ( خط الفقر ) في المجتمع.‏
ثالثاً- دمج وتخصيص وتوسيع القطاعات الاقتصادية مثلا شركتان كبيرتان تنتجان السيارات, أربع شركات كبرى للاتصالات الخليوية ,مشاف مركزية عامة أساسية والخ..‏
رابعاً- الزيادة أو التزايد في اعتماد المستهلك أي رفع ( اعتماد) ظاهرة الاستهلاك عبر الدعم وتقسيط الدفع وتسهيلات حكومية للمواطن الفرد أمام ظاهرة ( اشتر الآن.. وبتقسيط مريح) أي ادفع لاحقاً, وهذه ظاهرة في الاقتصاد السوري اليوم كما في معظم اقتصادات العالم الأخرى, وتشكل (ازاحة) في أسلوب الحياة اليوم.‏
وهنا تبرز مسألة تقديم( قروض) للمستهلكين عبر قوانين وقواعد حكومية مدروسة بعناية وبهدف ( تحريك وتنشيط الاقتصاد).‏
خامساً- أهمية الأيدي العاملة الشابة , وهذه المسألة تدخل في باب البطالة أو الانتاجية وكذلك من حيث أيضاً شريحة الشباب وأهميتها في الاستهلاك والشراء للسلع والخدمات المعروضة في الأسواق ( سيارة- جهاز خليوي- كمبيوتر - سكن- زواج-... الخ)
 
المهندس بيير حنا ايواز باحث وكاتب - حلب‏

45
سوق حلب للأوراق المالية

بقلم: بيير حنا ايواز
 
 
مؤشرات كثيرة ذات دلالات هامة نراها في المشهد الاقتصادي السوري في هذه الأيام .. من محاولات تحويل الشركات ( الفردية والعائلية ) إلى شركات مساهمة .. ومروراً بافتتاح وانطلاقة سوق دمشق ( العاصمة السورية ) للأوراق المالية وبالتالي مصطلح بورصة دمشق
كما مثلاً بورصة طوكيو أو لندن وغيرها .. وبالتالي يحق لنا أن نتساءل: متى الموعد المرتقب لافتتاح وانطلاقة سوق حلب ( عاصمة الشمال السوري) للأوراق المالية.. أسوة بالتقليد العالمي المتبع في الكثير من بلدان العالم حيث المدن الثانية تكون في الريادة مثل نيويورك مقابل العاصمة واشنطن أو استنانبول مقابل العاصمة أنقرة وغير ذلك وخاصة أن حلب الشهباء لها تاريخ هام في مجال التجارة والصناعة والاقتصاد وفيها الكثير من الخبرات سواء التقليدية أم العلمية والأكاديمية والتكنولوجية المتقدمة.. والهيئة السورية للأوراق المالية تكون المشرفة على أسواقها.‏
ماهية الأوراق المالية ...؟‏
من حيث اللغة عادة تستخدم جمع الكلمة ( أوراق) مالية وبالانكليزية ( سيكيوريتيز) والمصطلح التالي : أسواق الأوراق المالية وهي تتعامل مع أسهم الشركات الكبرى حيث تلك الأسهم تتم تجارتها في الأسواق الوطنية المنظمة مثل ( سوقي دمشق وحلب على نطاق سورية) وهذا لايمنع وجود أسواق مدن سورية أخرى ضمن نطاق الهيئة الوطنية السورية حيث تتشكل ( لائحة - ليستا) تتضمن أسماء الشركات المؤهلة والراغبة في بيع اسهمها للجمهور العام , ووجود الأسم في اللائحة يعني الموافقة على تجارتها لأسهمها على مستوى سوق المبادلات الوطنية.‏
وهناك عملية تصنيف لأنواع الأسواق المالية حسب الاصدار وحسب البيئة والمكان ولغاية ظهور أسواق التبادل الالكتروني والخ..‏
 
بيير حنا ايواز حلب الجماهير 

46
حرائق السماء باحتمالات 2012

بقلم: بيير حنا ايواز

حاليا عام 2009 هناك مؤشران:

أولا:
تنبؤ فلكي إعلامي يقول بحدوث " عاصفة رياحية شمسية " عام 2012 مع رياح كهرومغناطيسية قوية واحتمالات تعطل تجهيزات الاتصالات وأنظمة المراقبة والتحكم سواء الفضائية أو الأرضية وغير ذلك من اضطرابات ممكنة في الشبكات والنظم الهندسية المتقدمة.

ثانيا:
مؤشر قديم جديد مع " طبقة الأوزون " في الغلاف الجوي الهوائي الأرضي .. وتوسع هذا الثقب وتحركه وامتداده نحو القطب الشمالي .. وبالتالي اضطرابات في " الدرع الوقائي " الأرضي الطبيعي والتفاعلات الأرضية الباطنية في " النواة الماغنا " الأرضية المعدنية الحديدية الصخرية المنصهرة ، مما يؤدي إلى ثورة بركانية هائلة في إحدى قمم الجبال وانطلاق " الحمأة اللافا " النارية القوبة نحو أعالي السماء .

وبتوافقية هذين المؤشرين .. الماغنا المغناطيسية الأرضية واللافا البركانية والعاصفة الشمسية الكونية .. قد تنطلق الشرارة الأولى نحو قبة السماء ولتبدأ مرحلة احتراق الغلاف الجوي لكوكب الأرض بالتسلسل وبالتالي تآكل ونضوب " غاز الهواء الاوكسيجيني " تدريجيا.

والتساؤل: ما هو الحل ؟! وقد يكون الجواب في " مداواة النار بالنار أو وداوها بالتي كانت هي الداء " أي ، إسكات الفوهة البركانية بالسرعة الكافية بأربعة صواريخ نووية ذرية باليستية عابرة للقارات أو من غواصات بقوة ( 4×5 = 20 ) ميغا طن .. و من يدري ؟!

بيير حنا ايواز حلب   

47
أورفا الرها .. منارة حضارية أصيلة

بقلم: بيير حنا إيواز

+ أورفا الرها .. آخر مملكة سريانية ، وأول مملكة مسيحية في العالم .
+ وهي تشكل أحد جناحي  السريان : المشارقة / النساطرة في بلاد ما بين النهرين / العراق والمغاربة / اليعاقبة في بلاد الشام ، حيث أورفا الرها كانت من أهم مراكز الثقافة الآرامية السريانية المسيحية في حضارات المنطقة والعالم .

+ إن إلقاء الأضواء على بدايات القرن ( 20 ) الماضي وتحديدا عام ( 1924 ) يعني الربط ما بين المرحلة السابقة واللاحقة .. حيث عام ( 1924 )  ذروة ما تعرض له السريان في عصر الإمبراطورية العثمانية / التركية خلال القرنين ( 19 و 20 ) لسلسلة من الاضطهادات  و .. ناهيك عن سلسلة انتقالات المقر البطريركي للكنيسة السريانية ( الأم ) عبر أرجاء ( الشرق الأوسط ) والتي لم تكن سوى انعكاسا للتاريخ المضطرب .. فمن انطاكية إلى الرها فأرمينيا فملاطية ، وإلى الزعفران بدءا من ( 1166 ) ثم انقسامها إلى عدة بطريركيات بدءا من القرن ( 13 ) .. ووصولا إلى حمص ودمشق العاصمة السورية لبلاد الشام المباركة .

+ وعودة إلى العصر العثماني في أواخره  .. حيث ومنذ عام ( 1828 ) ونتيجة للاضطهاد في أورفا ، هاجر الآلاف..  ، بينما ما بين أعوام ( 1843 – 1847 ) كان السريان ( المشارقة ) ضحايا الاضطهاد.. ، وفي عام ( 1895 )  في ماردين وأورفا في اضطهاد السلطان عبد الحميد ، وفي عام ( 1909 ) أي بدايات القرن العشرين الماضي ،  ضحايا في اضنة ..
 وبالتالي خلال الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1919 ) بلغ عدد ضحايا السريان الذروة ..    . .  وفي فترة ( 1924 – 1926 ) أفرغت مناطقهم ( المسيحية ومنها السريانية ) إفراغا تاما .. وتمت هجرة  / تهجير / انتقال .. ( سفربرلك ) المأساوية / الجماعية القسرية ..  إلى سورية والعراق ولبنان ..

+ واليوم نحن في بدايات القرن الجديد الحالي ( 21 ) .. وعصر ( العولمة وتحدياتها ) ، حيث منذ عام ( 1950 ) وإلى اليوم ( 2009 ) استبدلت هجرة ( سفربرلك ) بهجرات ( العولمة / الخشنة و الناعمة ) إلى مختلف بلاد الدنيا ..  من استراليا إلى كندا والسويد .. والخ.
 والتساؤل اليوم هو :
 
لابد من استشراف وقراءة حكيمة وشجاعة .. للذكرى ( 1924 ) الأليمة ( المئوية ) القادمة عام ( 2024 ) ..
ولتبقى الرها وعبرها الرهاويون السريان ..  تلك الشعلة المضيئة المشرقة في الوطن سورية الجميلة وعلى جبين الفرات العظيم وبلاد الشام المباركة والحضارة الإنسانية والعالم اجمع .

بيير حنا ايواز حلب     
 

48
بين تنكة مازوت و ربطة خبز

بقلم: بيير حنا ايواز – حلب


# آخر التوقعات الطازجة أتت هذه المرة من روسيا حول امكانية ارتفاع سعر برميل النفط الى ( 250 ) دولار .. والمواطن في الشرق الاوسط الغني بالنفط يتفرج على صندوق الالعاب والعجايب والسحر وبينما هو محاط من كل الجهات بالامن النفطي الاستراتيجي للحفاظ على الرفاهية الامريكية المعتادة .. مساكين هدول الامريكان والرومان .. بدون البسكويت لا يستطيعون العيش بتاتا !
#  ومذيعة التلفزيون الامورة الحلوة باللكنة العربية ( المحلية تماما ) والمهضومة بتعمل ريبورتاج مع مسؤولي نقابات الافران والطحين والدقيق وربطات ارغفة الخبز ( العيش ) وبائعي الكاز والمازوت واصحاب مالكي وسائل النقل والشاحنات .. تستمع الى التحليلات والبيانات والارقام والاسعار والمقارنات .. الطحين المدعوم والمازوت الحر والنقليات للصهاريج وارتفاع الاسعار ( ليس هنا عندنا فقط يا جماعة الخير ، وإنما في كل أنحاء العالم .. إنه غلاء عالمي وسوء احوال الطقس والمناخ وقلة هطول الامطار وانهيار او تشققات في بنيان السدود مثلا سد مأرب  والخ ).. اكتر من هيك ما بيلمع .. ما إلنا نصيب في الطيب سواء النمو او التنمية او الانماء الاقتصادي.. هاي شغلة خواجات .. هون مو سويسرا للجبنة الهولندية ذات الثقوب .. ورحم الله امرءا عرف حده فوقف عنده .. اشكر ربك يا مواطن .
#  برغل في ، زيت ما في .. مازوت في ، خبز ما في .. سيارة في ، بنزين ما في .. كهربا في ، مي ما في .. ويقولون للطفل الصغير:
ابك قد ما بدك .. اختر إما ( الصفّيرة او السكّرة / البونبونة ) واحد من اثنين يا هي يا هي ! ديموقراطية الفوضى أو استقرار الامن والاستبداد ، يا هجرة وغربة ، يا غربة في الوطن .. والخيار لك ! بتحكي بتجوع بتسكت بتشبع..  واذا مو عاجبك .. روح روح و روح بلّط البحر الابيض المتوسط من طرطوس او طرابلس لبنان الى صقلية ايطاليا  او مرسيليا فرنسا .. ثم تابع المسير الى اقدام تمثال الحرية بنيويورك .. عسى ولعل وربما وكيف ..
#  تنكة مازوت زائد ربطة خبز .. وهات يا بطل زمانك يا زلمة .. يا زول / حسب ما كنت اسمعه من صديق زميل لي سوداني ايام الدراسة. يا خيو يا .. أوعى الزيت .. رجاع رجاع .. هوب عفستو..  عباية عباية .. من أيام العثمللية والاستعمار والامبريالية ولغاية العولمة الامريكانية اليوم .. والحق عالطليان هذه المرة ايضا أو ربما على انتاجية ومردودية القمح الاسترالي في مزارعها ومراعيها الخضر الغنية .. والله يستر من قنينة الهوا / الاوكسجين في الايام القادمة مع ذوبان جليد وثلوج القطب الشمالي أو الجنوبي ..
ما بتفرق كتير .. مو هيك ؟! . وهذه النقطة الاخيرة (  ما إلها لزمة بنوب / بتاتا / طاول !). وهاي نقطة كمان ولا يهمك .. شرحو !!  وختاما ( فوول سطوب وليس ستوب ) وخلصت الحكاية .
ملاحظة: هذه المقالة كتبت في اواسط العام الماضي 2008 .

بقلم: بيير حنا ايواز
حلب ، 17 / 1 / 2009 


49
ماهية حرائق " الماس" الكهربائي
حلب صحيفة الجماهير

بقلم: بيير حنا ايواز

 
 
كثيراً مانقرأ عن أخبار حوادث حرائق قد تنشب في المباني السكنية أو المحال التجارية أو المصانع والمعامل .. وفي نهاية الخبر يتم التوقع أولياً ومبدئياً أو الظن بأنه من المحتمل أن يكون الحريق بسبب أو نتيجة ( ماس ) كهربائي وسؤالنا هنا هو : ما المقصود بهذه العبارة( ماس كهربائي )..؟!
لاشك بوجود الكهرباء في كل مكان وهذا يعني أسلاكاً وكابلات معدنية (نحاسية والمنيوم) في التمديدات على الجدران والاسقف وتحت الأرض الظاهرة منها أو المخفية وضمن أنابيب وغير ذلك كما أن معظم التجهيزات الكهربائية قد تحتوي محركات وملفات أسلاك ناهيك عن تجهيزات التكنولوجيات الحديثة والتي لها (وحدات -بلوكات) تتعرض الى السخونة والحرارة بحيث نجد بداخلها ( مراوح تهوية ) صغيرة للتبريد أو امتصاص وطرد الهواء الساخن الى خارج الجهاز.‏
إن كلمة ( ماس ) هي من ( تماس ) أو ( مس ) بمعنى ان يتم ( التماس ) مابين مادتين أو جسمين وبالانكليزية(كونتاك) أي اتصال وتماس وفي الكهرباء من المعروف ان التيار الكهربائي عبارة عن تدفق الكترونات في الأسلاك المعدنية وهذا التدفق يؤدي الى احتكاك وحرارة كما أن الأسلاك من نوعين ( موجب وسالب أو ساخن وبارد)وهذه الثنائية القطبية متنافرة ولايجب ان يكون هناك تماس أو ماس أو وصل أو وصلة فيما بينهما وفي حال تم التماس بين الموجب والسالب تحدث شرارة نارية ( تفريغ) قوية ولذلك يتم عزل الاسلاك بمواد مطاطية بلاستيكية خاصة لمنع التماس ولمنع حدوث شرارة.‏
إذن سبب الماس الكهربائي قد يكون على شكلين:‏
أولاً : زيادة حرارة التشغيل .. وبحيث يحترق العازل أو أحياناً ينهار العازل في التوترات العالية وينكسر ويطق ويحدث التماس أو يتم تماس مباشر مابين سلكين عاريين أو ضمن محرك يحدث تماس مابين ملفات وشائع أسلاك المحرك سواء بسبب ضغط الحمولة والزمن المطول او انهيار العازلية او حتى تسرب ماء الى داخل المحرك .. وتحدث شرارة ويحترق المحرك .. وقد تمتد الشرارة الى حريق.‏
فماهي أهم اجراءات الأمن والسلامة في التمديدات والتجهيزات الكهربائية بشكل عام ..؟‏
أولاً: استبدال التمديدات القديمة المترهلة بالجديدة‏
ثانياً : منع تسرب المياه او الرطوبة الى التمديدات والتجهيزات‏
ثالثاً: ان تكون التمديدات معزولة تماماً حرارياً ومقاومة للرطوبة والسوائل او المواد الحمضية منعاً للتآكل.‏
رابعاً: اتباع صيانات دورية لتحقيق الأمن والسلامة.‏
خامساً : ويمكن للفني المختص اجراء كشف عام بسيط للتحقق من الأعطال أو وجود تسرب أو رطوبة وغير ذلك.‏
 
بيير حنا ايواز - الجماهير

50
الإفلاس .. من الإشهار الى التداعيات

حلب صحيفة الجماهير
اقتصاد
الثلاثاء4-11-2008
بقلم: بيير حنا ايواز
 
 
الإفلاس بالعربية من لفظة ( فلس- نقود ) وكمصطلح يعني حالة الإفلاس التي ببساطة تعني خلو الخزنة المالية من أي فلس .. ومن هنا يتوافق الإفلاس مع حالة الانهيار المالي أو توقف العجلة الاقتصادية التجارية في وظيفتها سواء الانتاجية أو الخدماتية
مثلاً إفلاس بنك أو مصرف أو إفلاس مؤسسة في حال وقوعها في عجز تام ورفع الغطاء المالي عنها ..الخ والإفلاس بالاجنبية من كلمة ( بنك - ربط) بمعنى (تمزق - بنك) أو مقعد وطاولة أو خزنة حيث نشأت البنوك الأولى قبل قرون على أساس صراف أو صيرفي واحد على كرسي في ناصية شارع عام وأمامه طاولة مقعد لمبادلة النقود والمعادن الثمينة وجاهياً مابين الزبون وصاحب الطاولة.‏
اليوم توسع مفهوم الإفلاس في المجتمعات المعاصرة وأصبح له تفرعات وتداعيات واجراءات قانونية وحتى وسائل معينة للتخلص من آثار الإفلاس مثلا بعملية وسائل ضخ أموال من بنك مركزي أو مساعد ..لتسيير الأعمال ومن ثم المحاسبات القانونية بعد ذلك لاحقاً أي تمرير عاصفة الإفلاس بشكل آمن ريثما تعود العجلة الى سكتها الصحيحة . وكل ذلك عبر إجراءات وخطوات ترتيبية تبدأ من إعلان أو إشهار الإفلاس وكأنه على شكل علم وخبر أو إخبار ومنه تبدأ الاجراءات الأصولية القانونية أو العرفية.‏
البنوك المنهارة في السنوات الأخيرة‏
هناك اليوم دراسات وأبحاث احصائيات دقيقة حول حالات الفشل -الانهيار للبنوك -وهذه الاحصائيات تؤدي الى استنتاجات أن المطلوب هو ماذا يمكن فعله من إجراءات وقرارات صحيحة وسليمة لحفاظ أو المحافظة على سلامة البنوك من الفشل الانهياري الافلاسي.‏
وفي حالة الإفلاس تخرج البنوك خارج العمل .. ومثل هذه الاجراءات مع مرور الوقت أدت الى تقلص عدد البنوك المنهارة الى حد كبير وفق احصائيات عالمية معتبرة موثوقة.‏
أهم الاجراءات المتخدة لتجنيب البنوك من الانهيار - الإفلاس:وهي أولاً تأمين البنوك بحيث أن كل المحاسبات البنكية تكون مؤمنة من قبل شركات تأمين مركزية وذلك حماية للمستثمرين والحفاظ على ثقة الجمهور العام أو استعادة الثقة العامة في البنوك ووظيفة شركات التأمين المركزية هذه هي في اعادة ودائع الزبائن في البنك الذي لم يعد بقادر في الاستمرار بالعمل التجاري.‏
وهنا لابد للبنوك أن تكون اعضاء في نظام التأمين المركزي هذا -نظام مركزي حكومي - شريطة تقيدهم بمعايير سواء شركة التأمين والمركزي معاً والبنوك الاعضاء هم المساهمون في تمويل هذه الاجراءات والتي لها تأثيرات نفسية هامة على أصحاب الودائع وبهذا الشكل يقل تأثير الشائعات المغرضة وتهافت المودعين بسحب أموالهم جماعياً.‏
البنوك هذه الأعضاء في الجمعية وفي حالات الاوقات الصعبة والعصيبة يحق لهم اقتراض الأموال من التأمين المركزي الحكومي كما وتقوم هذه الهيئة المركزية الحكومية بعملية فصل مابين البنوك الأعضاء بحيث تقوم الهيئة بالاشراف على الأعمال من سحوبات , ايداعات , قروض والخ.. وتقوم بموازنة مستمرة مابين نسبة قروض أي بنك الى ودائعها وتحدد النسبة وغير ذلك.

بيير حنا ايواز
حلب صحبفة الجماهير


51
ثقافة بيئية... في الطبيعة براً وبحراً وجواً

حلب صحيفة الجماهير

بقلم: بيير حنا ايواز

 
 
إنها البيئة من حولنا في عالمنا المعاصر اليوم من الرباعية الأزلية, الأرض - الهواء - الماء- النار إلى التماثلية والمحاكاة من باطن نواة الكرة الأرضية ( منصهرة حديدية)  الى النفس والروح الإنسانية البشرية ولغاية الطاقة الحيوية والتخاطر والحدس وهذا الغطاء الكهرومغناطيسي الكثيف والمتزايد والذي يتلبس حياتنا المعاصرة عبر كافة أشكال ثقافة ( شاشات العرض) من تلفزيون وانترنت وخليوي وبحيث تتحول لغات التواصل الحية مابين البشر الى أشكال ( رموز وصور وزخارف) مرئية سمعية قديمة تشبه تارة الهيروغليفية وتارة المسمارية على سطوح الحجارة والآجر والخزف .‏
 
إنها الحركة الدائرية حيث ( عود على بدء) اكتشاف النار والعجلة وحجر الكهرمان والكريستال القاسي للكهرباء والنبضات والتذبذبات والترددات المنخفضة والمتوسطة والعالية.‏
 
السمكة( الكهربائية) في البحار تشع نوراً وهي تسير وتكون مضوية تماماً في الليل وقد تم قياس فرق كمون مابين رأس وذيل السمكة بحدود /12/ فولط موجب سالب كما البطاريات الصغيرة وكذلك الطائرات وهي تحلق في أجواء السماء وتقطع خيوط الخطوط المغناطيسية الأرضية من الشمال الى الجنوب تتحرض كهرباء مابين طرفي جناحي الطائرة.‏
 
ومن هنا تتعدد أشكال التلوث البيئي المعاصر.. من نفايات الصناعات الثقيلة المعدنية الحديدية في بدايات القرن الماضي الى نواتج التكنولوجيات الحديثة اليوم من تشوهات متعلقة بالبصر والصوت والضجيج وحتى مفردات ومصطلحات لغوية ( مختصرة , مجزأة) ولغاية الكتابة بالحروف والأرقام والرموز والإشارات.‏
 
السرعات تتزايد باضطراد براً وبحراً وجواً .. والإنسان في المستقبل قد يرغب في مساحات ومساحات حرة بعيداً عن الأرض التي تبدو وكأنها تضيق بمن عليها .. وبالأحرى أن صدور الناس والبشر هي التي بدأت تضيق ... وما أحوجنا اليوم الى الصدور الرحبة في البيوت الضيقة ..والعكس ليس صحيحاً .. فهل نتصالح مع البيئة من حولنا.‏
 
بيير حنا ايواز
حلب , 8 - 10 - 2008 


52
اتراحام علين .. إلى أمريكا در !

بقلم: بيير حنا ايواز

ها قد أثمرت الفوضى العشوائية ( الخلاقة الابداعية الفهلوية ) .. وقد اينعت تماما واستوت وقد حان وقت قطافها أو شويها او تخليلها وربما تحنيطها.. الكل بالانتظار بلا استثناء .. ماذا ، لا أحد يعرف .. البعض مستعجل وعلى نار حامية ( وبصلتو محروقة ) وآخرون على استحياء خجول .. وكل شي بأوانو حلو. الكل بانتظار سماع ذلك الايعاز ( الكوماند ) السحري الذهبي .. وكل يقرأ وفق طريقته عندئذ في السفربرلك الحديث المعاصر.

اتراحام علين ..
بارخمور..
سكوت سكوت .. سمع :
انتابييييه .. انتبيييييه أتانسيون فنيمانيه آختونغ ..
إلى الوراء .. إلى أمريكا درررررر !
احت تنين اح تنين .. راس دفا ..
وتبدأ مدافع كاتيا الكاتيوشا .. الدلوعة على مسارح برودواي الامريكية.
ومسكين انت يا مشرقي يا عربي او مسيحي من افغانستان الى السودان عبر لبنان وجيورجيا..

ومسك الختام:
طوبى للفقراء والمساكين والمستضعفين والمقاومين والمناضلين .. لأن لهم ملكوت السموات والارض وأمريكا معا !


مقالة خاطرة: اتراحام علين .. إلى أمريكا در
بقلم: بيير حنا ايواز
حلب ، 11 ايلول / سبتمبر 2008


________________________________________

53

ثقافة بيئية... فوانيس رمضان.. إضاءات وألوان
حلب صحيفة الجماهير
صحة و بيئة
الأربعاء3-9-2008
بقلم: بيير حنا ايواز
 
 
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك نحكي اليوم عن حلقة تحت عنوان ( فانوس أو فوانيس رمضان) الفانوس يرمز الى الضوء والإضاءة والنور المشع وبالألوان الزاهية
التي تضفي البهجة والفرح والسرور الى النفس وعيون الأطفال التي تشع فرحاً وسروراً برؤية الفانوس الرمضاني التراثي المضاء.... وطبعاً بالاضافة الى السهرات الرمضانية الشعبية وحتى النخبوية الراقية ..من المسحراتي ودق طبلته وصوته الرائع في الفجر ( يانايم وحد الدايم) والبدء بيوم الصيام التالي.. من الفجر الى الغروب صياماً مباركاً وإفطاراً سعيداً.‏
وفي كل حلقة سنقوم بتقديم ماهو جديد قلباً وقالباً ونبدأ الآن : لنفترض أن الساعة الآن تمام /12/ ظهراً والعقربان طبعاً متطابقان والسؤال هو : بعد مرور كم من الوقت ( بالساعة والدقائق والثواني وأجزاء الثانية) يلتقي العقربان بالتطابق ..?!‏
والسؤال الثاني: ماهو الفرق بين( الكسوف والخسوف) لغوياً ومصطلحاً...?‏
وإلى اللقاء في حلقة جديدة..‏
 
بيير حنا ايواز
حلب صحيفة الجماهير

54
هيروشيما .. أول كبش فداء نووي !

بقلم:  بيير حنا إيواز

++ إن أول يوم نووي ذري بامتياز في التاريخ البشري كله .. كان قبل ( 63 ) عاما، عندما قررت أمريكا قصف مدينتي ( هيروشيما و ناغازاكي ) اليابانيتين بالقنابل الذرية من النموذج الانشطاري النووي ..  وبلغ إجمالي عدد الضحايا ( ربع ) مليون نسمة بالإضافة إلى الإصابات والأضرار غير المباشرة الناجمة عن الإشعاعات والصدمات ..  ،  وذلك بعيد أو قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية في قلب أوروبا وانتشارها لأطراف بعيدة لغاية اليابان وذلك ما بين دول المحور " ألمانيا – إيطاليا – اليابان " الأساسي ودول التحالف " الاتحاد السوفياتي – أمريكا – بريطانيا " التي انتصرت وتقاسمت العالم تحت نفوذ قوتين عظميين " روسيا و أمريكا " وبفصل جدار برلين فيما بين هذين القطبين ( الشرقي السوفياتي والغربي الأمريكي ) ثم مرحلة " الحرب الباردة " فيما بين هذين العملاقين .

++  واليوم يشهد عالمنا المعاصر مجموعة احتمالات حقيقية وواقعية لمخاطر التهديدات النووية الذرية .. تارة على شكل التهديد بالرد النووي وتارة بالردع .. والتخويف والتهديد
" ضمنيا " ولغاية الاستفزاز والابتزاز ..  والضربات الاستباقية او المحدودة او حتى الانتقامية .. والخ. ويبقى التساؤل المنطقي والمشروع تماما إزاء الأوضاع العالمية الراهنة وفي ظل انتشار الأسلحة النووية في عالم اليوم والغد القريب .. من التالي بعد هيروشيما ؟!

++  بالطبع لا أحد يعلم ..  ولكن تطورات الأحداث والظروف الطارئة أو الفجائية المحتملة أو المتسارعة .. هي التي ربما ستفرض على متخذي القرار باستخدام " الأسلحة النووية والتدميرية الشاملة "  بمختلف أشكالها المتطورة باستمرار .. النووية الذرية ، الانشطارية والاندماجية والنيترونية ، الكيماوية والبيولوجية والجرثومية ، والليزرية والكهرومغناطيسية وغير ذلك . وكمثال لاحتمال ممكن: " ضربة كيماوية أولى قد تجلب ردا نوويا شاملا " !

++  لقد كانت " هيروشيما " قبل حوالي ( 60 ) عاما "  كبش فداء " عالم مرحلة الحرب العالمية الثانية ..  والقرار كان أمريكيا بامتياز وذلك لكسر إرادة دول المحور ( ألمانيا ، اليابان ، إيطاليا ) من ناحية عبر " صكوك استسلام تام " ، ومن ناحية أخرى وبنفس الوقت " كسر عين " الاتحاد السوفياتي /  روسيا الصاعدة .. اليوم تحول العالم كله إلى شبكة "  معقدة ومركبة تماما " من العلاقات والمصالح والتوجهات .. مع تواجد ( عشرات آلاف ) الرؤوس النووية لدى كل من أمريكا و روسيا ، و عدة "  مئات "  لدى باقي العالم..  ويبقى التساؤل قائما.. والجواب مفتوحا ..

++  فهل ستكون هناك " هيروشيما ثانية " ؟!!
بالطبع لا أحد يتمنى ذلك ..  ولكن منعها يتطلب بالتأكيد بذل جهود جبارة ومخلصة من قبل الجميع  بآن واحد !!

بيير حنا ايواز
حلب ، 13 – 8 – 2008


55
إدارة استطلاعات الرأي العام

بقلم: المهندس بيير حنا إيواز -  المجلة البطريركية السريانية دمشق     


إن مسألة استطلاعات الرأي العام قد تحولت في السنوات الأخيرة فعلا الى ( علم مستقل ) له قواعده وأسسه وطرق منهجيته والخ . وهناك الكثير من مراكز متخصصة في إجراء استطلاعات للرأي العام حول قضية او مسألة او أي موضوع كان ، ثم تذاع وتنشر نتائج تلك الاستطلاعات على شكل أرقام ونسب مئوية او إجابات وغير ذلك ، والسؤال: ماذا تعني إدارة استطلاعات الرأي العام و ما هي الأسس والمناهج الحديثة ؟!

من الرياضيات الى الإحصاء والاستطلاعات:
إذا كانت الرياضيات علما مستقلا بذاته ( نظريات وتطبيقات ) فإن هناك فروعا من الرياضيات قد تطورت في السنوات الأخيرة لغاية وصولها او تحول تلك الفروع الى ( علوم مستقلة ) بذاتها ، كما مثلا علم الإحصائيات ثم الاحتمالات وعلوم الوثوقية او الموثوقية وعلوم الألعاب وغير ذلك، وهذا يعني أن بعض النظريات الرياضياتية البحتة عندما تجد طريقها نحو التطبيقات العملية على واقع الأرض وعلى تماس مباشر مع التكنولوجيات المتقدمة ، فإنها مع مرور الوقت تأخذ طابعا خاصا لها وتتحول الى ( مادة ) مستقلة . وفي الواقع فإن ( علم الرياضيات ) قد اصبح علما عاما جدا و لا بدّ من التخصص في هذا العلم ( الواسع ). فهناك الرياضيات التقليدية والتطبيقات وكذلك الخوارزميات والبرمجيات ، وهناك رياضيات إدارة الأعمال ورياضيات المسائل ( العشوائية ، الفوضى ، الانتظام والخ ) ومسائل المخاطرة وحتى احتمالات ( الربح والخسارة ) ومعدلات البورصات ومؤشرات الأسهم والسندات والتدفقات المالية وغير ذلك حيث ( الأرقام ) تتكلم بدلا من الوصف او الشرح اللغوي وبالتالي عندما تزداد أهمية نظرية رياضياتية من حيث التطبيق العملي فإنها لا بدّ وان تتحول الى علم مستقل مع الوقت.

ماذا يعني استطلاع الرأي العام:
والهدف العملي أساسا يكمن في معرفة آراء الناس ( في مجتمع ما ) حول مسألة معينة ، وهذه المعرفة تتطلب إدارة وتنظيما ومنهاجا معينا للتطبيق على واقع الأرض ، فمثلا ، من المستحيل عمليا معرفة آراء مجتمع مؤلف من ( 25 ) مليون نسمة بشكل فردي .. و لا بدّ من منهاج معين او كما يقولون أخذ ( عيّنة ) من ( 100 ) شخص ( بشكل عشوائي ) من ذلك المجتمع ثم تحديد من (  مع ) ومن (  ضد ) وتكون النتيجة مثلا ( 70 ) بالمئة مع  و (30 ) بالمئة ضد . ولكن كما نلاحظ هناك مفاهيم ( العشوائية ) وكذلك ( العيّنة ) وكذلك طريقة طرح السؤال او التساؤل او الاستفسار وأسلوب جمع المعلومات / الآراء  وعدد ( العيّنة ) مكانها وانتشارها والخ . وكمثال عملي هناك طريقة الانترنيت والإذاعة والتلفزيون وحتى ( الطاقة الكهربائية ) او السؤال المباشر في الشارع وغير ذلك.

استطلاع الرأي العام العالمي:
ويمكن استطلاع الرأي العام العالمي في مجموعة صغيرة ( من مئة شخص ) ولغاية المجموعة العالمية ( 200 دولة  و 6 مليار نسمة ) حول أي موضوع كان ، ولكن تختلف طرق المقاربة علميا وموضوعيا و لا بدّ من تحديد نسب ( الإنزياح ) وكذلك مجال تذبذب المصداقية وهذا يتطلب أولا تحديد الهدف. ثانيا تحديد طريقة جمع المعلومات . ثالثا معالجة المعلومات . رابعا تحليلها واستخلاص النتائج . وكما نلاحظ فالمعلومات / الآراء  قد تتوفر ولكن السؤال كيف معالجتها ومن ثم تحليلها وأخيرا ليس من السهل استخلاص النتائج وخاصة في استطلاعات الرأي العام في قضايا معقدة.

واليوم لم يعد العالم يقبل بمقولات أن ( أغلبية الناس في مكان ما ) وحول مسألة ما تقول
( موافق ) و ( غير موافق )، كما ان المجتمعات اليوم أصبحت متداخلة نظرا لتحول العالم الى ( قرية صغيرة ) ولا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار مكان وزمان الاستطلاع والمؤثرات الجانبية وغير ذلك.

بيير حنا ايواز – حلب
المجلة البطريركية السريانية – دمشق 
العدد:  نيسان- ك1 /  2007   




56
بالقلم والمسطرة على صفحة مصورة

بقلم: المهندس بيير حنا إيواز – المجلة البطريركية السريانية دمشق


دقة العمل أحيانا يشبهونها بعبارة – بالقلم والمسطرة – أي على أحسن ما يرام ، كما صناعة ( الساعات السويسرية ) الدقيقة سابقا واليابانية حاليا ، وفي العربية نقول بالقسطاس وبالميزان الدقيق وليس كما ميزان – القبان – الذي يزن الشاحنات بالأطنان مع إهمال وحدة الكيلو غرامات ، أي ميزان الذهب يقيس الى حد ( السنتيم ) .

بالقلم والمسطرة كانوا ( أيام زمان ) يبدعون في الكثير من المجالات ، التأليف والكتابة والرسم والهندسة . واليوم بالكمبيوتر والبرمجيات الجاهزة – لا داعي للتصميم – هناك ما وراء البحار ( يعملون ) كل شيء جاهزا لنا – لسواد عيوننا – ونحن نستهلك إبداعاتهم الخلاقة – لزرقة عيونهم – علما بأن عيوننا ليست كلها سوداء ، بل هناك الكثير من العسلية والبنية وغير ذلك.

المسطرة الحاسبة الخشبية كانت تحسب جداء رقمين صعبين مثلا ( 57.820 ) ضرب ( 0.0689 ) واليوم الآلة الحاسبة الصغيرة في الجيب ولكن من سخرية القدر أنه لم يعد أحد يحتاج الى إيجاد حل مسألة مثل ما هو جيب او تجيب ( يه ) زاوية مثلا تجيب ( كوساين ) ( 60 ) درجة والجواب ( نصف ) وهناك من يبحث ( ربع ) ساعة في الكمبيوتر لإيجاد مكان هذا الحل.

الصورة ما زالت غير متكاملة نرى جزءا من الصورة أي من الجمل أذنه ومن البحر نقطة ونغرق في التفاصيل ، وبينما العالم يهتم بتفاصيل وأدق الأمور ( مثلا ألف تدرج مغاير للون الأحمر ذاته ) ، فنحن ما زلنا نردد بدون وعي مقولة أحد كبار الفلاسفة او الحكماء بأن ( الشيطان في التفاصيل ) ، علما بأن الشيطان جالس خارج التفاصيل وهو يضحك حرا طليقا .. وهكذا نقدم آراءنا وأفكارنا بالخطوط العريضة وبشكل مبدئي والسؤال: هل أنت يا أخي الكريم من حلب ؟ والجواب نعم مبدئيا من حلب .. وغدا من نيويورك !

أمثال شعبية معلوماتية منوعة:
ونبدأ بالأخماس والأسداس حين القول بأن فلانا ضرب أخماسه بأسداسه أي حالة القرار في الأحوال الصعبة ، ماذا يفعل وكيف الخروج من المشكلة او الأزمة . فالعد الرقمي على أصابع اليد الواحدة عملية سهلة وبسيطة ، ولكن تصعب و ( تتلخبط ) الأمور مع الاستعانة بأصابع اليد الثانية أي جمع ( 5 ) تفاحات مع ( 6 ) والجواب ( 11 ) ، علما بأنه حتى في أيامنا هذه واحيانا أستغرب أنا شخصيا كيف يعلمون الأطفال الصغار طريقة ( العد بالأصابع ) وبشكل معقد متشابك تماما . وأقل ما يقال عن مثل هذه الطرق والوسائل التعليمية ( التربوية الحديثة ) بأنها وسائل ( الاستبداد والقمع والقسرية والجبرية ) كما طريقة جداتنا أيام زمان في ( قولبة ) الوليد الجديد بوسيلة ( القندقة ) الصارمة بحيث لا يستطيع الوليد سوى التنفس والنظر ( للأمام او الأعلى فقط ) بدون إمكانية تحريك اليدين والرجلين وحتى الرأس .. ربما هناك ( حكمة او خبرات معينة ) في هذا الامر ، ولكن الطب الحديث التربوي لا يشارك في هذا الرأي.

وفلان من الناس لا يعرف حتى ( ثلث الثلاثة كم ؟! ) وهذه صعوبة لغوية اصطلاحية أساسا والجواب أن ثلث الثلاثة هو واحد تماما ، كما أن أيهما اكبر الربع ام الثلث والجواب بالطبع الثلث اكبر من الربع والخمس اكبر من السدس وهكذا.

أيهما اثقل وزنا: كيلو غرام حديد ام كيلو غرام قطن / والجواب السريع أن الحديد حسب الواقع والخبرة المباشرة أثقل من القطن الخفيف الوزن بطبيعته ، ولكن في حالتنا هذه حجم كيلو القطن سيكون كبيرا ليوازن حجم مكعب كيلو الحديد.

وهناك من يشتري السمك في الماء وآخرون يبيعون الأهرامات او حديد برج ( ايفل ) كخردة او قطعة ارض على سطح القمر وهناك من يخلط الحليب والمازوت بالماء للربح غير المشروع.. ولكن التجارة مباركة بالمنافسة الشريفة والسمعة الطيبة.

ما بعد عصر المعلومات:
وكان عصر الصناعات الثقيلة في بدايات القرن الماضي .. الحديد والصلب والفولاذ والدبابات والطائرات والقنابل الذرية وصواريخ الأقمار الاصطناعية ولغاية رحلة الى سطح القمر.. وبعد ذلك عصر الصناعات الحديثة المتقدمة مع دخول عتاد الكترونيات الترانزيستورات ومواد أنصاف او أشباه النواقل ( ما بين العازلية والناقلية ) ومن ثم النظام التماثلي ( أنالوغ ) والدارات الكهربائية الالكترونية وغير ذلك.

وفي نهايات القرن الماضي كان بدء عصر المعلومات بالتزامن مع النقلة النوعية من التماثلية الى التكنولوجيات الرقمية .. وهنا كانت القفزة النوعية العلمية والتطبيقية التكنولوجية وكانت الأدوات والتجهيزات الرقمية من الكمبيوتر الى الكاميرا والإرسال والخليوي والاتصالات مع أشعة ( الليزر ) ولغاية يومنا هذا ، فنحن في عصر المعلومات والمعلوماتية والبرمجيات التطبيقية.

إن عصر ما بعد المعلومات لا شك وأنه سيكون عصر البرمجيات الذكية او الشبه ذكية و ما يسمى بالذكاء الصنعي او الاصطناعي ، وفي واقع الامر إمكانية إيجاد ( الحلول المثلى المتكاملة ) باستخدام إمكانيات البرمجيات في ( السرعة ، الدقة ، التغيير في معطيات الإدخال وسهولة دمج الخوارزميات بالبرمجيات آليا ). وعمليا على واقع الأرض ، فالبرمجيات الذكية ليست هدفا بحد ذاته ، وإنما هي وسيلة لتحسين شروط تقدم الحياة .. في الزراعة والصناعة والتعاملات التجارية وبناء السفن والصواريخ والاتصالات والخ.

والعالم اليوم على أعتاب تداخل وتشابك كل النظم الهندسية التكنولوجية في جملة وحدة عالمية متكاملة.. وقد يكون من المناسب ( تجزئتها ) لاحقا وهذا يفي تقسيم العالم وفق ما يسمى ( الفجوة الرقمية ) ما بين شمال وجنوب او شرق وغرب . ولكن تبقى البيئة والجغرافيا والكرة الأرضية وغلافها الجوي موحدة لكل العالم بالرغم من وجود مياه إقليمية في البحار والمحيطات ، ومع تزايد سكان العالم الى حدود غير مسبوقة تاريخيا ( 9- 12 ) مليار نسمة .. فلا بد من تكامل عالمي !

بقلم: المهندس بيير حنا إيواز – حلب ، 1 تموز 2007
المجلة البطريركية / السريانية بدمشق
العدد: ك2 وشباط وآذار 2007


57
يا إعلاميي معلوماتيي مبرمجي العالم .. اتحدوا !

بقلم: المهندس بيير حنا ايواز



# السلطات الثلاث في القرن العشرين .. والخمس في بداية القرن ( 21 ) الحالي .. وذلك بإضافة جبرية قسرية للسلطتين: الرابعة ( للصحافة والإعلام ) والخامسة ( للمعلوماتية والبرمجة ).

# إنها مسألة في سياق طبيعة الأمور والأشياء والحياة ذاتها .. حيث مقولة ( يا عمال وشغيلة العالم .. اتحدوا ) في عصر الثورات الصناعية التقليدية الأولى .. واليوم في عصر الثورات المعلوماتية والاتصالاتية والإعلامية والفضائياتية .. الأولى ( في عز فورتها تارة العشوائية وتارة المنتظمة بخطوات خجولة من الأغلبية الساحقة للبلدان النامية ).

#  وصوت صارخ في براري وحواضر الشرق الأوسط: يا عالم .. يا هو .. في حدا سامعني .. في حدا هون .. ويأتي صدى الرد من الأشباح: لا .. لا .. سمعان مو هون أو كما يرد الطفل الصغير عبر الهاتف: بابا عم بيقول انو هو مو هون ، وشكرا لمشاركتكم .. وعظم الله أجركم وسعيكم .

#  درسنا المقامات العراقية البغدادية في باب مادة الأدب العربي .. واتذكر عبارة: كنت في بغذاذ وأنا آكل الأذاذ .. وجلست وكنت أراه بحيث لا يراني ..  وفي مادة الفيزياء: قالوا بالمسار المستقيم لأشعة الضوء .. ولكن للشرق الأوسط قوانينه الخاصة ( بدون حقوق الإنسان وبدون الإنسان الآخر – بدون تقديم تعريف له .. من هو ذلك الآخر ناهيك عن صدور كتب تحض على قبول الآخر .. ومعظم الناس ما هي طايقة حتى نفسها هي بالذات شحما ولحما وقلبا وقالبا .. وماذا إذا كان ذلك الآخر يمثل الشيطان ذاته وعن أي قول يمكن التكلم عندئذ .. وما هكذا تورد الإبل يا ناس و يا خيو  ،  وبدون الديموقراطية التي هي في الواقع عصارة الفكر البشري الحضاري التراكمي والنوعي عبر العصور وليس من اختراع أحد بل من اختراع مسار حضاري بشري طويل .. و لا بأس من تحسينه في كل عقد من الزمن ).

#  المثقف في الشرق الأوسط كان على الأقل يجد مادة يمتدح فيها ويفتخر بها ألا وهي ( رغيف الخبز ) الأسمر الشرقي الرخيص الثمن والمفيد للصحة .. ولقد تم مؤخرا سحب هذه المادة اليتيمة من بين يديه .. ويتوقف عن العمل في المدح والمديح لينتقل الى النقد اللطيف والذم والهجاء ضد ( الآخر ) وفق الترويجات السائدة ! وشعراء البلاطات والأسواق كثر والأزقة اكثر .. والاختصاصات دقيقة كما دقة جراحة العيون بالليزر وفق طريقة ( أم أكس دبليو – 32 المعدّل / الرموز هنا وهمية ) مثلا .

#  وعودة الى السلطات الخمس ( المرتقبة ) .. وإنه التوازن المرتقب بين السلطتين الأولى والثانية من ناحية مقابل السلطتين الرابعة والخامسة من ناحية ثانية ، وما بينهما السلطة ( الثانية ‘ التنفيذية ( الحاسمة الساحقة ) وخاصة في الظروف الشرق أوسطية الراهنة في هذه الأيام ( وهي مرحلة عابرة ترانزيت للعبور الى الحالة المستقرة القادمة و لا يمكن التكهن اذا كانت افضل او اسوأ من المستقرة الراكدة الاولى او السابقة للعابرة الحالية ) .

# إنه عصر قوة ( المال والسلطة والسلاح ) .. كما او منذ عصور الإمبراطوريات الفارسية والرومانية والآشورية وحتى العثمانية ثم السوفياتية .. حيث القوة النارية للأسلحة النووية الذرية وهي تردع وتخيف بكل ما للكلمة من معنى .. ويتحقق توازن ( الرعب ) .

# العالم اليوم في بدايات القرن ( 21 ) اكثر تعقيدا من أي وقت مضى .. أسلحة نووية فتاكة تمحي كل شيء في الأرض والسماء والبحر .. أسلحة نووية مثل ( العصا التي بيدك هزها و لا تستخدمها ) ، تطرف وعصبيات فكرية سلوكية .. مؤتمرات حوارات بين ( النخب ) هنا وهناك والأرض والواقع في واد آخر تماما و ( ذر الرماد في العيون ) .. نتساءل لماذا مثل هذه الديبلوماسيات في طمس الحقائق ..
ونقول:
المطلوب تحالف السلطتين الإعلامية( 4 ) و المعلوماتية( 5 ) بقيادة الإعلامية لأنها المحرك الأقوى في المجتمعات ..
وشعار:
يا عمال ومبرمجي العالم و إعلاميي الشرق الأوسط .. استيقظوا واتحدوا اليوم قبل الغد .. وقبل فوات الأوان!!  قبل غزو " المريخيين " المدججين بتكنولوجيات ذكية فائقة تفوق خيالاتنا وتصوراتنا على الأرض وأقمارنا الصناعية العالمية / البشرية المخترقة منذ زمن طويل.

المهندس بيير حنا ايواز
حلب ، الاحد  15 حزيران 2008

58
عين على الرها وعين على حلب
بقلم: بيير حنا ايواز


 وقرّت عينا الرها وحلب اليوم .. وتلتقي العينان معا هذا العام ( 2008 ) في قداس كنيسة مار جرجس بحي السريان في حلب بمناسبة ذكرى مرور ( 1300 ) عام للملفان مار يعقوب الرهاوي ( + 708 ) ، صوت سرياني رهاوي اصيل ما زال يتردد صداه بين ابناء الرها – اورفا في وسط حلب الشهباء وجوارها في منطقة عفرين وتحديدا في دير تلعدا الكبير حيث فيه ضريح مار يعقوب الرهاوي الملفان .

وقبل سنتين كانت أيام سريانية في باقة حلب الثقافية( عام 2006 ) ، حيث  ويسير القديس مار افرام السرياني / السوري ..  بالامس وكأنه اليوم..  حاملا بيده باقة محبة وألحان قصائد شعرية من التراث السرياني / المسيحي الاصيل لينثرها  في ربوع حلب الشهباء المباركة .. و لمشاركتها في  احتفاليتها عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2006 ولتتوافق مع ذكرى مرور ( 1700 ) عام على ميلاده  .

انه الايمان المسيحي القويم والتراث السرياني الاصيل يشعان معا بكل سطوع وعزة وافتخار في حلب اليوم وعبرها الى العالم وبهمّة حثيثة ورعاية كريمة من
نيافة الحبر الجليل المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم مطران حلب وتوابعها،

حيث قال وأشاد في كلمته المعبرة بمناسبة ذكرى مار يعقوب الرهاوي ، بأنها ذكرى مميزة اليوم ، فنحن امام قديس وملفان وبطل ومار / ملفونو مور يعقوب د- أورهوي / .. وبالرغم من كل الصعاب والاضطهادات التي تعرضت لها كنيستنا عبر الازمان الغابرة ..  فاننا اليوم ( كعائلات سريانية /  رهاوية ) نحيي ذكراه هنا في حلب حيث كنيستنا قائمة ومزدهرة مع مدرستها ونشاطات شبانها وشاباتها وتمثل او تماثل وتحاكي مدرسة الرها الشهيرة ومكتبتها واديرتها التي انتجت العلماء والادباء والشعراء واصحاب الكلمة الحقة .. وتابع سيادته ليقول ، اليوم ذكرى الرها وبلاد ما بين النهرين .. ومار يعقوب حاضر بيننا اليوم .


المهندس بيير حنا ايواز /  والى اللقاء مع إضاءات باقات سريانية عطرة ثقافية مسيحية سريانية تراثية ووطنية رائعة ..
حلب / من كنيسة مار جرجس للسريان الارثوذكس وباحتها العامرة بالابنية الجديدة مع الالحان الموسيقية الكشفية الرائعة ومعرض الرسومات والصور الفنية والاجواء التنظيمية الملفتة للنظر والاهتمام والتقدير والوجوه النيرة للحاضرين والمشاركين والسادة الضيوف الكرام من محبين ومهتمين ودارسين باحثين في التراث السرياني العريق .
يوم الاحد 8 حزيران 2008

 

 

59
مسيحيو الشرق الأوسط.. أين جهوزيتكم للمقاومة ؟!

بقلم:  بيير حنا إيواز – حلب  

Middle East Christians for Resistance
By: Pierre Hanna Iwaz / Aleppo


إنه التساؤل المشروع والقائم في صدور وعلى ألسنة معظم مسيحيي الشرق الأوسط ..
هذه المنطقة الممتدة من إيران وتركيا وبلاد الشام والرافدين عموما ولغاية بلاد النيل من مصر والسودان..

إنها منطقة تمتاز بخصوصيات قومية ودينية متداخلة مع ثقافة وتقاليد وأعراف ..  تجعل من المسيحيين في الشرق الأوسط ، وبمختلف طوائفهم ومذاهبهم ، "  كبش فداء "  وبطرق وأساليب مختلفة تبعا للظروف والأحوال والسياسات الداخلية والخارجية ..  وبحيث أن المسيحي في أية بقعة في الشرق الأوسط .. لا يجرؤ " إعلاميا وسياسيا " لا يجرؤ حتى على النطق بالمذابح التي حدثت تحديدا في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الماضي في ظل الحكم العثماني التركي .. في مئات المدن والقرى والأرياف ..
وكأن المسألة  "  قضاء و قدر " أو سياسات عالمية كبرى متناقضة آنذاك ..  وما إلى ذلك من تبريرات " اقبح من الذنب " !!  وحجج هاربة من المسؤولية والحقائق المؤلمة والجرائم بحق الإنسانية جمعاء !

وكان السكوت العالمي التام ..  في بدايات القرن الماضي ..  وكان ثمن هذا السكوت الشيطاني بأن ظهر " هتلر "  ألمانيا وتسبب بمقتل اكثر من ( 60 ) مليون إنسان في قلب أوروبا ودمار شامل وحتى قنابل ذرية وغير ذلك.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين .. ظهرت سياسات "  قطع الأرزاق " فرديا .. شبه ظاهريا ، بديلا  لسياسات "  قطع الأعناق "  وبالتالي كانت الهجرات التهجيرية " القسرية "  للمسيحيين فرادى ..  تدريجيا وتحت يافطة مخادعة تماما  " اللجوء الاقتصادي " !!  علما بأن معظم المهجرين أو المهاجرين كانوا ممن لاتنطبق عليهم هذا الادعاء ..  فقط الذاهبون إلى دول الخليج هم " وراء الرزق " ..

والأمثلة خير توضيح :
أي مسيحي عادي وبطبيعة الأمور يكون لديه حوالي (10 ) من زملاء أو أصدقاء الطفولة .. ولكن بعد عقود تجد ( 7 ) منهم قد استقروا نهائيا في آخر أصقاع الدنيا .. وبقي اثنان فقط في المكان ..  والدوران في المكان !!
وفي بيت لحم –  مهد ميلاد السيد المسيح ، كم يبلغ عدد المسيحيين في بيت لحم –  فلسطين اليوم ؟ !  بضع عائلات ..  نماذج وعينات " للتنوع الفولكلوري "  مع رئاسة بلدية فخرية ..  و كاهن لكنيسة المهد ..  للمقارنة مع كنيسة نوتردام مثلا ، الأسباب .. ظروف صعبة و.. و..  وكذلك كنيسة القيامة ..  مسيحيو الغرب واليابانيين السياح يتواجدون اكثر من مسيحيي بيت لحم أو القدس أو الناصرة "  يسوع الناصري " !

ونطرح التساؤل :
من كان المسؤول المباشر وغير المباشر في تنفيذ تلك المجازر والمذابح ضد " الاقليات " المسيحية في الشرق الأوسط ..  ثم هجرتهم وتهجيرهم أو انتقالهم وحتى نفيهم ..  عبر سياسات الإبادة الجماعية بكل الطرق والوسائل ..  ونتابع إلى يومنا هذا ----
عام 2008 – 2010 --  حيث نلاحظ بوضوح تام " سياسة تفريغ المنطقة من المسيحيين "  بشتى الطرق ، بالترهيب والترويع والتخويف ..  وحتى الترغيب ..

والعبرة بالنتائج :
عدد المسيحيين من أصول شرق أوسطية في الخارج اليوم ( أوروبا ، أمريكا ، استراليا ) يفوق أضعاف عدد المسيحيين المواطنين " المؤقتين إلى إشعار آخر "  في كامل رقعة الشرق
الأوسط  ، علما بأن المبدأ الإنساني يقر :
وطني أجمل من كل بلاد الدنيا !  زيوان البلد و لا قمح الجلب .. فمن هي القوى / الشبح / الساعية لتفريق الإنسان عن وطنه و حقه قسرا أو مراوغة ..
لا يخفى على أحد تلك " الفهلويات " الدونية الهمجية الساعية سواء الداخلية أو الإقليمية أو الخارجية  مهما كانت مساحيق التجميل !!

ولسنا هنا بصدد السرد ..  وهناك كتب ومراجع كثيرة ..  و لا يفيد البكاء على الأطلال ..  ولا الكلمات المعسولة ( بين فردين تخاصما على شيء وتصالحا ) ..  المسألة في تدارك الأمور وهذا يقع على عاتق المسيحيين أنفسهم ( من رجال دين وفكر وثقافة ورؤية وسياسة ) المقاومين والمناضلين والوطنيين وكل الشرفاء معهم ..  وبالتالي ما هو الحل الأمثل في مسألة " الاقليات المسيحية " القائمة ؟ !

ونقول بكل وضوح :
الحل الوقائي والاستباقي الإيجابي ..  عبر رفع الصوت وتحريك الرأي العام العالمي ..  للوقوف بحزم ضد أي اضطهاد أو تمييز أو إبادة جماعية على شاكلة الماضي أو أشكال جديدة مبتكرة
اليوم وغدا من قوى الظلام والتكفير والإرهاب ومن أي جهة كانت أو أتت ..
فالشعوب هي المقدسة وليس الأنظمة أو حتى الأيديولوجيا ..

وندعو هنا كبداية استباقية إيجابية :
إنشاء /  بأيد مسيحية وطنية في بلدانهم و أوطانهم / الاتحاد المسيحي العام في العالمين العربي والإسلامي ومقره الرئيسي في : استانبول –  تركيا  " على سبيل المثال  وليس  الحصر "  كبرج مراقبة مستقلة حرة و محطة إنذار مبكر ومركز لإجراءات طوارئ     استباقية ..  وذلك لمتابعة الشؤون المسيحية " الدنيوية قبل الدينية "  في كل هذه الدول التي يقدر عددها ( 25 بلد عربي + 25 بلد إسلامي ) وبعدد سكان حوالي ( 1.5 ) مليار نسمة .

الهدف هو :
ضمان حقوق المسيحيين السكان الأصليين والمواطنين في هذه البلدان الشرقية ذات الحضارات والثقافات والمدنيات الإنسانية الأولى ومهد الديانات السماوية   ..  وبدون تمييز سياسي أو إعلامي أو غير ذلك .

مسيحيو الشرق الأوسط .. إلى أين ؟ !
تساؤل يبرز على السطح في هذه الأيام و تساؤل موجه ..  للجميع بلا استثناء لشعوب وأبناء واديان وسياسات وتوجهات ..  محليا وإقليميا وعالميا . أما أرقام وإحصائيات واستطلاعات .. وتحقيقات "  شرق أوسطية "  فهي للأرشيف أو لاختبارات مصداقية وموثوقية ..  ولبرامج تلفزيونية لانتخابات " محاصصات طائفية "  تبقي التساؤل :  مسيحيو الشرق الأوسط .. إلى أين ؟ !  بدون أي جواب موضوعي ..  سوى تلك التي في الصدور والعقول ..                 وكما قال  أحدهم :  عسكريه دبر راسك !!  ولكن ( من له أذنان للسمع فليسمع !! ).

قف في طابور منذ الفجر أمام سفارات العالم ..
وقل :  أريد وطنا أكون فيه كريما مكرما فخورا  ..
لاجئ سياسي أولا ..  في البحث عن ( أ ل ك ر ا م ة )
ثم لاجئ اقتصادي ثانيا ..  في البحث عن ( ر غ ي ف ) ..
أريد أن ادفن في مسقط رأسي في بلدي وطني الأصلي ..
إذا كان أو مازال ممكنا لي شبر ارض باقية !!

المهندس بيير حنا ايواز
حلب ، الاحد 1 حزيران 2008



60
المجلة البطريركية السريانية ديسمبر 2007   


بقلم: المهندس بيير حنا إيواز / حلب سورية


إنها المجلة البطريركية العزيزة .. وهي سريانية بامتياز .. لكل السريان في العالم أينما كانوا
وهي اليوم تصدر بأحلى واجمل حلة جديدة .. من حيث تنوع المواضيع والمضمون القيم ولغاية الإخراج اللائق.. من حيث الغلاف الخارجي الجميل والألوان الرائعة والورق الصقيل ونماذج الخطوط العربية والسريانية وحروفها التي تنساب جمالية جذابة وحنانا ومرونة..
 
إنها مجلة سريانية أساسا .. ولكنها مجلة مسيحية لكل مسيحيي العالم لكل الطوائف والمذاهب .. ولكل أبناء الأديان السماوية .. لكل مثقف وباحث في التاريخ والتراث .. ولكل مهتم ومحب ودارس للتراث والحضارة الآرامية السريانية العريقة ومآثرها في التمسك بالإيمان المسيحي القويم .. والمجلة هي مجلة دينية تاريخية أدبية شهرية.. تصدرها بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق – سورية.

وقد صدر العدد /  جديد المجلة 264 الى 270 /  عن اشهر /  نيسان – ك1 /  للسنة 45  ،  وقد تصفحتها شخصيا ..  وهنا فإنني أعبر عن آرائي وقراءتي وانطباعاتي حول المجلة وأهميتها ومصداقيتها في شتى المواضيع والمجالات .. والقارئ العزيز الكريم يجد في محتويات المجلة ما يفيده ويغني معلوماته ومعارفه .. في إطار الإيمان المسيحي وكذلك المواقف الوطنية والقيم والمبادئ الإنسانية السامية .. من الكلمات الروحية والمواعظ.. إلى الكلمات الوطنية و كلمات المناسبات والأعياد ..  ، ولغاية المقالات والدراسات المتنوعة.. والأبواب الثابتة حول انباء البطريركية والابرشيات  والشؤون المسكونية ..


المحتوى في هذا العدد  ( صفحة 161 – 384  ) :

الترويزة:  الرحمة والصدقة

المنشور البطريركي " بالسريانية ":   

الكلمة الروحية:  محبة المؤمن للرب يسوع أساس التلمذة الحقيقية له:
لقداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص

البيان المشترك لرؤساء الكنائس الشرقية الأرثوذكسية:

الكتاب المقدس والعبادة في الكنيسة السريانية:  لنيافة المطران اسحق ساكا

تدبير الله الخلاصي:  لنيافة المطران بولس سفر

الرهبنة السريانية ، أنواعها ونمط معيشتها اليومية:  للأب الربان يعقوب يعقوب

الأهواء والتنقية:  للأب الربان جرجس كورية
المرأة الشماسة في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية:  للأب الربان فادي عبد الأحد

مقالة حول مفارقة الروح القدس للخاطئ:  للأب الربان يوسف أخرس

دخول المسيح إلى أورشليم:  للأب الربان كيرلس بابي

العطاء المطلق والهبة العظمى في المسيحية:  للأب القس توما كاسوحة

إدارة استطلاعات الرأي العام:  للأستاذ بيير حنا إيواز

الحب الأعظم:  للأستاذ نبيل الظواهرة الصائغ

رؤيا يوحنا اللاهوتي ( قصصها ):  للأستاذ عبود سعدو

مع الراحل العزيز المرحوم يوسف قرياقس:  للشماس شمعون شمعون


أنباء البطريركية
أنباء الأبرشيات
أفراحنا
وفيات 


 * كل التحيات الحارة والتمنيات الطيبة بالمحبة والتقدير والاحترام إلى :
 رئاسة وهيئة تحرير – المجلة البطريركية السريانية – الموقرة

المهندس بيير حنا إيواز / باحث وكاتب
حلب ، 20 أيار 2008 



61
العالم بين مزدوجة أزمتي الطاقة والغذاء

بقلم: بيير حنا ايواز

إنها ازمة الغذاء العالمية اليوم ( التي يعتبرها البعض مقدمة جريمة ضد الانسانية ) المترافقة والمتزامنة مع ظاهرة ارتفاعات الاسعار سواء للطاقة النفطية او المواد الغذائية ، وبالتالي يكون العالم ( 6.5 مليار نسمة ) اليوم امام أزمة عالمية ( مزدوجة ) تماما .. مجاعة غذائية ومجاعة طاقوية نفطية .. وجهان لعملة واحدة للعولمة الفوضوية المتوحشة مع بدايات هذا القرن الحادي والعشرين .

والتساؤل الأساسي في مقالنا هذا:
ما هي اسباب وعوامل وتداعيات أزمة الغذاء العالمية الراهنة ؟!
وهل العالم اليوم بحاجة الى ثورة زراعية حقيقية إنتاجية مقابل او بالتناظر مع الثورات الصناعية التي كانت في بدايات القرن الماضي .

ونحن الان هنا في تغطية اولية شاملة لازمة الغذاء العالمية ( 2008 ) وفقا لمعلومات وتحليلات متواضعة لدينا ، ناهيك عن الحلول حيث يتفق كل خبراء العالم بأن لا حل افرادي او سحري للازمة وانما في سلة جملة حلول متكاملة للطاقة والغذاء والمياه والأسعار والتجارة الدولية والسياسات الزراعية والدفيئة الارضية والخ . فالانهيارات الكبرى تبدأ من تصدعات صغيرة عادة .. وأزمة الغذاء كافرة أساسا .. وقد تجرف كل شيء امامها وخاصة ان ( مجاعات ) عالم اليوم متعددة الأوجه بما في ذلك ( قشة ) الغذاء والبطاطا التي قد تقصف او تقصم ظهر البعير العالمي المتغطرس.


رباعية النفط والماء والغذاء والهواء:

قبل فترة طويلة كان الحديث عن مبدأ ( النفط مقابل الغذاء او وبالعكس ايضا ) وكثر الحديث آنذاك عن حروب النفط وربما المياه لاحقا.. واليوم ( عام 2008 ) يقف العالم مندهشا امام احتمالات مجاعات قد تضرب بلدانا كثيرة في العالم مع تقلص كميات المواد الغذائية من ناحية وارتفاع اسعارها من ناحية اخرى ، ناهيك عن تفتق أذهان ( العولمة الرأسمالية المتوحشة ) باستبدال الاراضي الزراعية الغذائية المعيشية باستقطاع الجزء الكبير منها لزراعة محاصيل الوقود الحيوية لاستخراج ( بيو – فيول ) مادتي الايثانول والميثانول من حبوب الذرة والشعير وقصب السكر والشوندر لتغذية خزانات وقود السيارات والطائرات على حساب تجويع شعوب باكملها .. وإذا كانت أمريكا ( العظيمة ) اليوم عام 2008 ، تقدم وجبات غذائية كاملة مجانية لحوالي اكثر من ( 20 ) مليون نسمة من سكانها ..  فكيف الحال في البلدان النامية والفقيرة في انحاء العالم المختلفة .

ويقول بعض الخبراء بمبدأ ( سبع سنوات عجاف قحط قادمة ) من الان 2008 وهذا يعني لغاية ( 2008 + 7 = 2015 ) !! ولكن من يضمن بعدها ( سبع رخاء ) اذا لم يتم استباق وتدارك الامر على واقع الارض بعيدا عن حجج واهية عولمية تبريرية وذرائعية والحق ( على المناخ او الطليان او المواصلات والخ ).


ما وراء أزمة الغذاء العالمية:

ظاهرة ارتفاع اسعار المواد الغذائية لم تعد او ليست محلية او اقليمية وإنما عالمية بامتياز .. وقد تراكمت الأسباب والمسببات والعوامل المؤدية الى ارتفاع الغذاء الطعام في معظم بلدان العالم اليوم .. فما هي الاسباب المباشرة وغير المباشرة :

اولا:
انخفاض مستويات المنتجات الزراعية لاسباب سوء احوال مناخية قاهرة في السنوات الاخيرة مثل قلة الهطولات المطرية وانخفاض شدة التدفقات المائية النهرية ونضوب الكثير من المياه الارضية الجوفية ، ناهيك عن ظاهرة الدفيئةالارضية والاخلالات الحرارية ما بين فصول السنة الاربعة.

ثانيا:
ارتفاعات غير طبيعية لاسعار النفط بشكل روتيني شبه يومي وبالتالي توجه العالم نحو أي مصدر جديد للطاقة .. حيث النووية الذرية ليست متوفرة بطبيعة الحال لمعظم بلدان العالم وبالتالي يتم الالتفات ( والالتفاف السهل والساذج ) نحو استخدام ( المحاصيل الزراعية ونباتات او منتجات زراعية تكمن بداخلها ( الطاقة الحيوية ) مثل قصب السكر ، الذرة والشعير والحبوب الحنطة والقمح والبقوليات فول الصويا والشوندر والخ ، مثل ابسط الاشكال بحرق حطب اخشاب الاشجار بديلا للفحم او البترول .

ثالثا:
تقلص مساحات الاراضي الزراعية الخصبة للمواد الغذائية نظرا لانتشار المزروعات ( الطاقوية ) أي يتم إرضاء او تحقيق او تلبية طلبات الجوع ( الطاقوي ) على حساب ازدياد الجوع البشري للغذاء والطعام والشراب.

رابعا:
ازدياد اعداد ( الطبقات المتوسطة ) في الصين والهند بسبب نجاحات النمو والتنمية الاقتصادية لديهما وبالتالي تتزايد الطلبات العالمية ( يشكلان معا نصف سكان العالم ) من الهند والصين على كافة اشكال المواد الغذائية .. من كل انحاء العالم حتى من المناطق البعيدة .

خامسا:
ان ازمة الغذاء العالمية اليوم ( 2008 ) وفي حال احتدامها لاحقا لا تقل خطورة عن الازمة الاقتصادية في القرن الماضي ( الركود الكبير عام 1930 ) حيث ادت الاوضاع الى حرب عالمية ثانية طاحنة ومن ضمن اهدافها كان الاستيلاء على منابع النفط في الشرق عموما والاوسط خصوصا.

سادسا:
الحروب الماضية الكبرى كانت بسبب النفط والمياه والغذاء وهذه من اهم مصالح الدول والمجتمعات .. ( الماء والكلأ ) والارض الخصبة الزراعية وتربية المواشي وها هي منطقة دارفور والازمة بين اصحاب الاراضي الفلاحين المزارعين والرعيان ومربي الماشية المتنقلين بحثا عن الماء والكلأ .. ناهيك عن السودان الشاسعة الاراضي المؤهلة لتكون ( سلة الغذاء لكامل الوطن او العالم العربي 300 مليون نسمة ).. وهذا يتطلب ( الاموال + اليد العاملة البشرية + الارادة والتخطيط ) وفي المقابل نجد استراليا وامريكا وهما سلة غذاء كل العالم تقريبا من الحبوب واللحوم وخاصة القمح .. الاستراتيجي منذ العصور القديمة ومخازن او عنابر القمح قبل السلاح .. وفي زيارة لرئيس سوفياتي روسي قبل عقود الى امريكا كان اكثر ما اعجب به هناك ليس الصاروخ او الغواصة او السينما الامريكية ، انما تحديدا وفرة ومردودية محصول ( الذرة – كورن ) الصفراء .. في المزارع الامريكية الخاصة. هذه الذرة اليوم تلعب دور المنافس للنفط .. عبر الوقود الحيوي ( بيو – فيول ) باستخراج مادة ( الايثانول ) منها وهي وقود بمردودية عالية .. ولكن على حساب الامن الغذائي العالمي. ومن ناحية اخرى يضرب الجفاف قارة استراليا وينخفض الانتاج الاسترالي من القمح .. وترتفع اسعارها عالميا ..

سابعا:
ابناء الارياف الشباب في معظم انحاء العالم يهجرون اريافهم واراضيهم الزراعية الخصبة ويغرون اعمالهم الى التوظيف في المدن .. والمزارعون الامريكيون يزيدون من انتاجهم للحبوب والقمح وبدعم وتشجيع الحكومة الامريكية بحيث يستخدمونها كمساعدات ( اسعافية ) للكثير من الدول وبالطبع كورقة ضغط فعالة .


ثامنا:
المياه اليوم لم تعد فقط للشرب وانما تلزم مياه لري الاراضي الزراعية ومياه صناعية لتدوير المصانع والمعامل .. وحتى محطات الطاقة الذرية تحتاج الى الكثير من الماء للتبريد لمفاعلاتها ومن هنا شح المياه وانتشار التصحر في العالم وانحسار الغابات الكبرى في العالم بسبب قلة الامطار الغزيرة او بسبب تمدد المدن على الغابات او انشاء منشآت في امكنة الغابات وبالتالي يتم الاخلال بالتوازن البيئي السليم للكرة الاضية .

تاسعا:
ما زال العالم ينظر الى المسألة البيئية كنقاش ترفيهي غير جدي .. وبان المشاكل المرتقبة بعيدة .. ولكن مؤشرات التلوث البيئية بدأت بالظهور منذ سنوات في المناخ وانتشار الامرا ض وضعف المناعات الجسمية البشرية وحتى الطبيعية ، اذ ليس كل اخلال بيئي يتم استيعابه آليا  في الظروف البيئية الحرجة الراهنة ، والعلماء كثيرا ما يحذرون بلهجات قوية ولكن اصحاب القرارات العالمية يتجاهلون او يؤجلون .

عاشرا:
سوء التخطيط الاقتصادي العالمي بالمقاربات الشمولية التي يمكن بها العمل على ايجاد طاقات بديلة معقولة ويمكن تحلية مياه البحار والمحيطات للتزود بالماء الذي لا تقل ضرورة من النفط . والعمل على توسيع المساحات المزروعة على اساس الجدوى الفنية الاقتصادية .. والاهم استخدام افضل وامثل الوسائل في توزيع المنتجات والمواد الخام ضمن اطار خطة متكاملة عالميا . والى هنا نتوقف عند بندنا العاشر .. وننتقل الى بعض ما ورد في الاعلام العالمي من عناوين .. مع التعليق عليها على الاقل شكلا !

أزمة الغذاء العالمية في وسائل الاعلام .. :

-         ليست الاعلام الحمراء الصينية المرافقة للشعلة الاولمبية في كل العالم هي التي تخيف امريكا وانما ذلك النمو الاقتصادي الرقمي ( 10 ) % سنويا بدون أي انقطاع منذ عقود .. بالإضافة الى ازدياد ( الشهية ) الصينية المتصاعدة لاستهلاك النفط والغاز .. ناهيك عن الشهية المتزايدة نحو تنويع اطباق الطعام والمواد الغذائية والتي قد تتخطى قريبا خط او معيار الشهية الامريكانية ذاتها .
 
-         الارز او الرز .. مادة غذائية اساسية مطلوبة بشدة من قبل حوالي ( 3 ) مليار نسمة في العالم. وكما يقال ( العز للرز والبرغل لن يشنق حاله بل سيلحق بزميله بالعز ).

-         الملكة ( ماري انطوانيت ) على ما اعتقد هي قائلة عبارة ( خلوهم ياكلوا بسكويت بدلا من رغيف الخبز .. شو هالقصة العويصة يعني ؟! ).

-         لدى تساؤل احدهم: ما هي اسباب استمرار تفاقم جنون الاسعار ؟ اجاب هو بنفسه ، يعني اذا الحكومات لا تعرف ، فكيف الحال .. لا أحد يعرف بالضبط او بالتقريب ، ولكن كل يدلي بدلوه ، كما انا كاتب هذا المقال او بالاحرى خاطرة نثرية .

-         لفت انتباهي شريط اخبار فضائية تلفزيونية عربية : ارتفاع اسعار البطاطا في الاسواق بنسبة كذا ، ثم خبر تالي : وكذلك ارتفاع اسعار الأسلحة !! مثلا ، باتريوت والخ .

-         ونتساءل : مع ازمة الغذاء العالمية ، هل سيتبع ذلك ازمة غذاء فكري عالمية ايضا ، أم انها قد سبقتها .. وهل تصح مقولة ( وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ) و ما هي العلاقة بين ربطة الخبز السياحي وربطة الفكر ( السياحي الامريكاني ) .. تجويع الشعوب والافراد والنخب خاصة لتسهيل عملية الهيمنة والسيطرة التامة على مقدرات شعوب ومناطق بالجملة ..

-         لماذا ارتفع سعر برميل النفط الى قياسي ( 120 ) دولار للبرميل .. ولم تستقر بل تراجعت خلال يومين الى 115 ، والسؤال: من هو فعلا يتحكم برفع او تخفيض هذه الارقام السحرية .. ربما الأتمتة الكمبيوترية كما الشائعات في الأزمنة القديمة .. وشائعة الكمبيوتر اكثر انتشارا ومصداقية شكلا وبهرجة ومكياجا .. ومازال ( كل الحق عالطليان والكمبيوتر والأمريكان والنفط وحاليا المناخ وذوبان جليد الشمال .. بينما القصة في معظم البلدان النامية في تهريب السلع المدعومة من مجتمعاتها .. وما دخل المناخ او الأمريكان او كما قال خبير عربي مؤخرا: كل الحق على ( العولمة ) ، ونتساءل : من هي هذه العولمة وكأنها شخص او فرد او ربما مؤامرة .. وهل الشتاء البارد القارس مثلا مؤامرة ايضا ( أم ان دود الخل منه وفيه ) .

-         مع ازمة الغذاء العالمية نعتقد جازمين بظهور ( ادب وثقافة ) مقاومة كرد فعل مباشر وبأشكال مختلفة ضد .. أسباب ومسببات انهيار سد مأرب تاريخيا والجواب : سوء صيانة لا اكثر ولا اقل وفق معايير الصيانة الروتينية لجسم أي سد كان سواء قديما او حديثا او حتى مستقبلا .. وفقا لقوانين وسنن الطبيعة والكون والحياة البشرية على هذه الارض .. والتاريخ شاهد على ( امبراطوريات سادت ثم بادت ) ويمكن البحث تماما في اسباب النشوء والانهيار .. كما الاسباب المباشرة وغير المباشرة لنشوب الحروب الكبرى العالمية وغيرها..
 
-         ما يلف النظر ايضا في هذا الصدد دعوة رئاسة ( الأمم المتحدة ) الى ( تحرك فوري ) ضد ازمة ارتفاع اسعار المواد الغذائية. وهنا نتساءل: متى وكيف وهل هناك امكانية قرار عالمي موحد او توافقي في الصراعات الدولية الحادة على ( المصالح ) بدءا من امريكا وهي تضرب بعرض الحائط مثلا تخفيض طرح نواتج ثاني اوكسيد الكربون وفقا لاتفاقيات ( كيوتو ) ، وهل المزارع الامريكي ( الحر ) في السوق الحرة وعندما يجد ان ( 1 ) طن من محصوله للذرة الصفراء ( الذرة الملك / كورن كينغ ) سعره ( 100 ) دولار مثلا ويرتفع سعره الى ( 200 ) في حال تحويله الى ( ذرة طاقة حيوية كوقود للسيارات / بالايثانول  ) وضرب عصفورين ( بيئة + تجارة رابحة ) بحجر واحد .

-         حتى انتخابات الرئاسة الأمريكية تقع اليوم تحت تأثيرات أزمة الغذاء العالمية بحيث بدأ مرشحو الرئاسة بإقامة اجتماعاتهم ولقاءاتهم الجماهيرية في فناء محطات بنزين وقود السيارات بالهواء الطلق وفي صالات مبيعات المواد الغذائية .. وحتى ان المحللين يستخدمون مصطلحات ( غذائية ) مثل قولهم ( بطاطا ساخنة / هات بوتيتو ) بمعنى قضية راهنة ساخنة او موضوع حام ( و دق الحديدة وهي حامية ) والخ .

بيير حنا ايواز
pierreiwaz @ hotmail.com
 
 

62
هل الاقتصاد العالمي في طور التراجع ؟!


بقلم: بيير حنا ايواز –  حلب

 

 

يبدو أنه كذلك في هذه الفترة .. حيث يتفق معظم الخبراء على واقع وحقيقة التراجع ( تباطؤ )، ولكنهم يختلفون في رؤية مسارين متعاكسين: منهم من يرى ( تشاؤميا ) بحيث يعتقد بأن هذا التراجع سيتزايد مؤديا إلى انهيار مشابه إلى الانهيار ( او الكساد ) الاقتصادي المالي الكبير في أزمة عام ( 1930 ) الشهيرة في القرن الماضي والتي أدت لاحقا بشكل غير مباشر إلى حرب عالمية ثانية. وهناك على النقيض من ذلك ، من يرى بأن طور التراجع هذا حاليا سيكون قصيرا ومعتدلا وستتفعل القوى الاقتصادية ( عالميا ) لتجاوزه والانتقال إلى طور التعافي واسترداد طور النمو والازدهار وفق ديناميكيات وآليات حركة الدورة الاقتصادية العالمية العامة.

 
 
 

الاقتصاد السياسة المناخ:

 

والسؤال هو: ما هي الأجندة ، أي جدول وبرنامج عمل المنتديات الاقتصادية العالمية في الآونة الأخيرة ، وذلك المنتدى الأخير الذي انعقد في / دافوس / السويسرية في قلب القارة الأوروبية الباردة ؟!

المنتدى في الواقع على 3 محاور أساسية: الاقتصاد ، السياسة ، المناخ ، وبالتالي البحث في أهم المتغيرات العالمية وبالأخص فيما يتعلق بحالة ( الارتخاء ) الاقتصادي العالمي حيث كلمة الارتخاء هنا تعني: الركود ، التراجع ، الكساد ، وحتى الأزمات المصرفية في الأسهم والسندات والأوراق المالية وغير ذلك .

 

اقتصاديات القاطرة والمقطورة:

 

المنتدى يبحث في ما يسمى بخطة ( تحريضية ) عبر محرضات أو منبهات أو حوافز بهدف إنعاش الاقتصاد العالمي ومؤشره الأمريكي الذي يشكل حوالي ثلث العالمي . وكلمة ( الخطة ) هنا تعني في واقع الأمر الحد أو التقليل من الأضرار في الفوضى الاقتصادية العالمية وفي قاطرتها الأمريكية ، ولكنها ليست خطة ( تخطيط ) اقتصادي إنتاجي وإنما حاليا هي خطة

( مهدئات ومسكنات ) أولا ثم خطة إقلاع ودفع للقاطرة بالمقويات اللازمة .

 

الإنعاش بطريقة دولار لكل فرد:

 

من إحدى محاور المنتدى كان بعنوان ( نفط اقل جليد اكثر في القطب المتجمد الشمالي ) وهذا محور ( المناخ ) والمتغيرات والتخوف من ذوبان الجليد القطبي واحتمالات إغراق أهم الموانئ البحرية في العالم مستقبلا ، ومحور آخر يقترح مثلا توزيع ( ألف ) دولار لكل مواطن فرد أمريكي مع شرط صرفه بسرعة وذلك كوسيلة مباشرة فورية لإنعاش أو لوقف التدهور أو كتدبير إسعافي أولي . وقد رد أحد الخبراء الظرفاء على هذا الاقتراح ( المميز ) بقوله إن كامل المبلغ في فترة قصيرة سيذهب أو يكون في جيوب الصينيين وليس في الأسواق الأمريكية أو القاطرة الأمريكية التي تشد الاقتصاد العالمي الأساسي ( الأوروبي الأمريكي ) .

المنتدى الساخن في دافوس الباردة ..  حيث برميل البترول ما زال يدفئ قاعات هذا المؤتمر العالمي ذاته إلى إشعار آخر .

 

مؤشرات ومظاهر ومخاوف التراجع الاقتصادي:

 

في أمريكا قالوا وما زالوا يقولون: إنه الاقتصاد .. إنها مخاوف التراجع الاقتصادي ( ريسيشن ) ، سبع سنوات رخاء تليها سبع سنوات عجاف ، وتتزايد المخاوف الأمريكية ( ومعها العالمية ) في احتمالات انتقال الاقتصاد الامريكي من حالة الركود ثم التراجع على شكل ساسلة فوضوية متتالية بسبب ازدياد المديونيات ونفقات الدخول الباهظة في حروب عدوانية ومشاريع للهيمنة على العالم.

والمؤشرات تظهر بوضوح الهبوط المستمر لقيمة الدولار ولغاية دخول البنوك والمصارف الأمريكية ( العالمية ) مرحلة ( المشاكل ).. ولغاية ترقب البعض من الخبراء ( الأزمة الكبرى ) ما لم يتم تدارك الأمر ..

 

التراجع لغويا واقتصاديا:

 

لغويا يعني الانحدار ، الانعطاف للأسفل ، واحيانا بمعنى الانهيار او التفكك .. وكلها معان معاكسة لمفهوم ( الطفرة ، الرخاء الرفاه ).

اقتصاديا وإذا كانت الطفرة تعني النمو والازدهار ، فإن التراجع يعني ذلك الطور من الدورة الاقتصادية والذي معه لا تتحقق أية زيادة في الناتج خلال فترة زمنية معينة ، ثم يكون التراجع مثلا ، ( 17 ) بالمئة تراجع خلال ( 9 ) أشهر متواصلة ، ولكن ليس كل تراجع اقتصادي بالضرورة يؤدي إلى انهيار ، حيث التراجع الاقتصادي له نوعان: أولا التراجع المعتدل ويكون عادة على المدى القصير بحيث يتراجع الناتج وتتزايد الأسعار وسرعان ما تتحسن الأمور ويتم تلافي الانهيار . ثانيا التراجع الشديد ، بمعنى أن الاستقرار الاقتصادي قد يصادف في مساره حالات تراجعات معينة وفي حال اشتدادها تتحول إلى الانهيار.

 

كساد عالمي كبير مرتقب 2009 :

 

عندما تهتز القاطرة الاقتصادية الامريكية .. لا بد من أن تتأثر كل المقطورات خلفها أو حتى بجانبها .. وهذا تحصيل حاصل لا جدال فيه ، ولكن هناك مقطورات تحمل في طياتها ( قاطراتها الذاتية الخاصة بها ) والتي في نقطة محددة تنفصل عن القاطرة وتسير في مسارها .. مثل الصين والهند وروسيا واليابان .. والعالم اليوم في عصر ( الخيارات المفتوحة والمتاحة ) ، وليس صحيحا ابدا كما يروج بعض الإيديولوجيين ( الجدد ) بأن العالم كله سوف يدفع ثمن او كلفة ( الرفاهية ) الامريكية ! تلك الرفاهية ( التي أصبحت رجعية ومتخلفة ) والتي تستورد اكثر مما تنتج او تصدر وتتورط في حروب عبثية غير محددة الاهداف استراتيجيا ، كما وتفشل تماما في نظرياتها ( في إدارة المخاطر ) اقتصاديا على اقل تقدير .. بحيث ازمة الاستثمار في العقارات تتحول إلى ازمة عالمية تماثل وتحاكي ازمة رغيف الخبز في العالم الثالث وتهريب الدقيق الطحين المدعوم  والخ .

 


القشة التي قد تقصم ظهر البعير:

 

الأزمة – القشة هنا عبارة عن ( قشة – ازمة العقارات الامريكية ) كلفتها البدائية حوالي ( 15 ) تريليون دولار وما يعادل ( نصف ) ميزانية العالم كله . ثم ترتفع أسعار ( النفط والغذاء ) ، يبدأ التراجع الاقتصادي ، وتبدأ المخاوف والقلق .. في كيفية إنعاش الاقتصادات المتراجعة . وهنا قد تصح مقولات مثل ، مصائب قوم عند قوم فوائد ، وكذلك على قدر اهل العزم تأتي العزائم والخ.

 

الاقتصاد أهدافه ودورته وأطواره:

 

واهم أهداف الاقتصاد المعاصر هي: تحقيق نظام اقتصادي يؤدي إلى النمو ، الاستقرار ، الأمن ، العدالة ,آليات اقتصاد السوق المرنة ، وبالتالي يكون مؤشر ( الاستقرار ) من أهم الأهداف .. مع التنويه إلى الأخذ بعين الاعتبار تلك الدورة الاقتصادية الطبيعية التي تمر في أطوار لا بد منها من نمو وصعود وركود وتراجعات ( بدون انهيارات ) على المدى القصير..  والإقلاع من جديد في النمو والازدهار بخطوات مدروسة ثابتة ومستقرة في الناتج والدخل والأسعار . ويبقى التساؤل اليوم: هل الاقتصاد العالمي ( الأمريكي ) قادر على تخطي وتجاوز الانهيار والانتقال من طور التراجع إلى طور النمو والتقدم من جديد .

 

World Economy Recession Phase 2008

By: Pierre Hanna Iwaz 

 

بيير حنا ايواز

pierreiwaz @ hotmail.com

 


63
المسيحية المشرقية زعامات بلا قيادات
بقلم: بيير حنا ايواز

 

 

تكمن قوة المسيحية اليوم أساسا في مجتمعاتها المدنية تحديدا وحصرا وقياداتها الدينية والدنيوية معا .. بعيدا عن عقد الخوف او التخوف .. أو حتى النفاق الذي يؤذي صاحبه عاجلا ام آجلا قبل غيره ..  وبعيدا حتى عن مبدأ ( الزعامات ) القبلية العشائرية او الطائفيات الضيقة او الانعزالية والهروب او التهرب إما الى الأمام او الماضي .. ويقول الشاعر العربي :

لا تقل أصلي وفصلي أبدا ، إنما أصل الفتى ما قد حصل .

ونحن هنا لا نشكك بالنيات الحسنة ولا بالاعمال الجيدة ، ولكن .. وإنما العبرة بالنتائج والوقائع على الارض الصلبة الملموسة . و لا يكفي ان يدرس طالب البكالوريا ( 24 ساعة على 24 ساعة يوميا ) ثم يرسب .. أي هناك لا شك خلل اساسي كبير وخطير !! .

ويبدو أن المسيحية المسماة بالشرق أوسطية اليوم ( بزعاماتها ) لم تعي بعد ( ما الذي جرى ويجري أو قد يجري من حولها ) مثل ( الزوج آخر من يعلم ) او وفق مبدأ ( الاستعباط ) وغير ذلك مما بات مكشوفا حتى للطفل الصغير.

المسيحية العالمية اليوم بألف خير وكذلك المسيحية الغربية ..  فلماذا هذا التعثر ( المريب ) للمسيحية الشرقية المشرقية او ما يسمى بالشرق الاوسطية هنا تحديدا عندنا ( ماذا ولماذا وكيف حصل ما حصل للمسيحيين المشرقيين وغير المشرقيين في بدايات القرن الماضي في تركيا أواخر الامبراطورية العثمانية ، وبعد مئة عام لمسيحيي العراق ولبنان والخ  ..  بحيث على زعامات المسيحية المشرقية اليوم عام 2008 العمل على منع أو اليقظة في عدم تكرار مآسي الماضي والحاضر الماثل اليوم بوضوح بالغ للجميع وذلك تحت ذرائع او تبريرات لا تسمن ولا تغني في شيء )  في عقر دارنا حيث ولدت وانتشرت المسيحية الأولى شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .. ولماذا هذه ( الاستقالة ) الجماعية او التقاعد المبكر جدا من الحياتين المادية والإيمانية .. والارتماء في أحضان كل من ( هب ودب ) , وأين المبادرات والعقلانية والروح المسيحية الشجاعة .. في أمور الدين والدنيا ، ولماذا هذا ( التنسك ) والدروشة واللامبالاة والانهزامية .. حتى في ابسط أمور الحياة .

المسيحية الحقيقية اليوم وغدا لا تتطلب أبدا إقامة إمبراطوريات مسيحية .. وإنما مجتمعات مدنية إنسانية وطنية .. وهنا أسأل أي إنسان يعيش في طول وعرض هذا الشرق الأوسط : هل هناك مجرد لجنة او جمعية ( ثقافية فكرية ) عادية جدا خارج نطاق ( الكنيسة المسيحية المشرقية ) ، وهل هذا يعني أن أبناء هذه الكنائس ( قصّر ) أم أن الكنيسة المسيحية هي ( الممثل الشرعي والوحيد والمطلق ) للشعوب المسيحية الشرقية .. وذلك في أمور الهندسة المعمارية او جراحة العيون او في مسائل صناعة الصواريخ ..

ولنترك جانبا مسألتي المسيحية وماضيها التاريخي .. وكما يقال مسألتنا أساسا هي مسألة الاقليات المسيحية في هذا الشرق الأوسط .. تحديدا اليوم وبالأخص غدا بدون ( اللف او الدوران ) او التملق والاتيكيت او حتى الديبلوماسية للعلاقات الدولية .. فنحن مسيحيو المشرق عبارة عن أفراد عزل ( من كل شيء ) سوى الإيمان المسيحي ، وبالتالي لا بد من وضع النقاط على الحروف قبل فوات الأوان .. بعيدا عن ( فزلكات ) بعض مسيحيي المشرق سواء في الداخل أو في الشتات من استراليا حتى هونولولو او كوبا او جنوب افريقيا .. وفق طريقة

( منظري الشرق الاوسط ) التقليديين ( الجامدين ) او الثوريين ( الطفوليين ) او الرومانسيين الحالمين او السذج الجالسين على مقاهي ارصفة شانزيليزيه الباريسية .. أو والخ .   

 

64
التلويح بالنووي من الردع إلى الإستباقية

بقلم: بيير حنا ايواز

 

ظهرت الطاقة والأسلحة النووية الذرية في أواسط القرن ( 20 ) الماضي بعيد الحرب العالمية الثانية . وبالتالي كلمة أو بالأحرى مصطلح ( الردع ) يعود إلى أدبيات القرن العشرين الماضي وخاصة في سنوات الحرب الباردة ما بين القوتين العظميين الاتحاد السوفياتي وأمريكا ، بينما بدايات القرن ( 21 ) الحالي تشهد مصطلحات جديدة تماما بديلة لمفهوم الردع مثل الوقاية والاستباقية وغير ذلك وفقا لظروف ومعطيات العولمة وتشابك العلاقات الدولية عبر نشوء قوى جديدة مثل الاتحاد الأوروبي والصين والهند بالإضافة إلى أمريكا وروسيا واليابان والخ.

 

القوة الرادعة أو الردعية تعني الاستقرار والسكون ما بين طرفين أو خصمين في العلاقات الدولية قديما وحديثا ، بمعنى أن الطرفين يملكان من القوة العسكرية ( الساحقة والماحقة ) ما يكفي لتدمير الطرف الآخر تماما ، وهنا لا فرق ما بين القدرة على تدمير العالم كله مرة واحدة أو أربع مرات فالأمر سيان .. و لا فرق كثيرا ما بين الذي يبدأ بالضربة النووية الأولى ومن يرد عليه بالثانية .. وباختصار تبقى المسألة ضمن إطار توازن مستقر ( حرج ردعيا ) إلى إشعار آخر .

 

ولم يتغير الشيء الكثير ( قوة عسكرية ضاربة نووية ) جوهريا بين الاتحاد السوفياتي السابق وروسيا الاتحادية اليوم التي ورثت بامتياز كل مكامن القوة السوفياتية سواء العسكرية أو العلمية التكنولوجية أو الثروات الطبيعية . والأرقام السابقة منذ ذروة الحرب الباردة خير دليل في امتلاك الطرفين ( آنذاك ) بنسبة: ( 40 ) ألف راس نووي أمريكي مقابل ( 35 ) ألف رأس نووي روسي سوفياتي ، حيث مثل هذا الرقم ( 75 ) ألف رأس نووي يؤدي بالعالم كله إلى شتاء ( نووي ) وسبات عميق .. وبدأ القرن 21 الجديد مع أحداث أيلول 2001 المؤسفة..

 

اليوم عام 2008 لم تعد ( العقائد ) العسكرية للجيوش النظامية الكبرى في العالم ذاتها كما كانت قبل عقد من الزمن ..  وإنما تغيرت من حالة الاستقرار ( السكوني الستاتيكي ) إلى الحالة الحرجة ( الديناميكية الحركية ) المتغيرة باستمرار لحظي .. بحيث تم دمج مصطلح الوقاية أو الوقائية ( الأخف وطأة نسبيا ) مع مصطلح لاحق ( الإستباقية ) الأكثر خطورة وغموضا .. أي من حالة مبدأ الردع إلى حالة مبدأ الاستباقية ..  والتي تعني في واقع الأمر انعكاسا طبيعيا لواقع حال العلاقات الدولية في ظل ما يسمى بالنظام ( الفوضوي ) العالمي الجديد وأهمية دور الأمم المتحدة في مجمل القضايا العالمية الكبرى وتحدياتها في المستقبل القريب المنظور .

 

World Nuclear Power 2008

By: Pierre Hanna Iwaz

 

65
جديد المجلة البطريركية السريانية 2008   
 

بقلم: المهندس بيير حنا إيواز
 
 

إنها المجلة البطريركية العزيزة .. وهي سريانية بامتياز .. لكل السريان في العالم أينما كانوا

وهي اليوم تصدر بأحلى واجمل حلة جديدة .. من حيث تنوع المواضيع والمضمون القيم ولغاية الإخراج اللائق.. من حيث الغلاف الخارجي الجميل والألوان الرائعة والورق الصقيل ونماذج الخطوط العربية والسريانية وحروفها التي تنساب جمالية جذابة وحنانا ومرونة..

 
إنها مجلة سريانية أساسا .. ولكنها مجلة مسيحية لكل مسيحيي العالم لكل الطوائف والمذاهب .. ولكل أبناء الأديان السماوية .. لكل مثقف وباحث في التاريخ والتراث .. ولكل مهتم ومحب ودارس للتراث والحضارة الآرامية السريانية العريقة ومآثرها في التمسك بالإيمان المسيحي القويم .. والمجلة هي مجلة دينية تاريخية أدبية شهرية.. تصدرها بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق – سورية.

 

وقد صدر العدد الأخير/  جديد المجلة 261  و 262  و 263 /  عن اشهر /  كانون الثاني  و شباط  و آذار / 2008  للسنة 45  ،  وقد تصفحتها شخصيا ..  وهنا فإنني أعبر عن آرائي وقراءتي وانطباعاتي حول المجلة وأهميتها ومصداقيتها في شتى المواضيع والمجالات .. والقارئ العزيز الكريم يجد في محتويات المجلة ما يفيده ويغني معلوماته ومعارفه .. في إطار الإيمان المسيحي وكذلك المواقف الوطنية والقيم والمبادئ الإنسانية السامية .. من الكلمات الروحية والمواعظ.. إلى الكلمات الوطنية و كلمات المناسبات والأعياد ..  ، ولغاية المقالات والدراسات المتنوعة.. والأبواب الثابتة حول انباء البطريركية والابرشيات  والشؤون المسكونية ..

 

المحتوى في هذا العدد  ( صفحة  1  -  154  ) :

 

 

الترويزة:  السنة الجديدة تتكلم

 

المنشور البطريركي " بالعربية ":   لقداسة سيدنا البطريرك زكا الأول عيواص

 

المنشور البطريركي " بالسريانية ":   لقداسة سيدنا البطريرك زكا الأول عيواص

 

في الزيجة:   للمطران مار طيمثاوس يعقوب موصلية مطران دير مار متى ( + 1966 )

 

جدول الأعياد والأصوام لعام 2008 :   لقداسة سيدنا البطريرك زكا الأول عيواص

 

الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الهند للمطران مار يوليوس قرياقس:

بالإنكليزية:

بالعربية:   ترجمة الأب الربان فادي عبد الأحد

 

إنجيل يهوذا:   للبروفسور خريستوس فولغاريس ،   ترجمة القس توما كاسوحة

 

العرض مستمر:   للأديبة السيدة مارسيل الخوري طراقجي

 

بالقلم والمسطرة على صفحة مصورة:   للأستاذ المهندس بيير حنا إيواز

 

حياة البطريرك عبد الله صطوف وأعماله:   للقاضي الأستاذ فارس ملحم صطوف

 

رؤيا يوحنا اللاهوتي ( النبوءات ):   للأستاذ عبود سعدو

 

ليكن سراجك مشتعلاً:   للأستاذ المحامي نبيل الظواهرة الصائغ

 

المعرفة والتأمل الشعري الوجداني:   للشماس شمعون شمعون

 

 

أنباء البطريركية

أنباء الأبرشيات

أفراحنا

وفيات 

 

 

 * كل التحيات الحارة والتمنيات الطيبة بالمحبة والتقدير والاحترام إلى :

 رئاسة وهيئة تحرير – المجلة البطريركية السريانية – الموقرة

 

المهندس بيير حنا إيواز

حلب ، 6 شباط 2008 

66
مسألة اتخاذ وصناعة القرارات والحلول


بقلم: بيير حنا إيواز

إنها مسألة موضوعية أكاديمية وعملية بامتياز في واقع الأحوال اليوم في معظم مجالات الحياة المعاصرة حيث تزداد أهميتها مع تقدم التجهيزات التكنولوجية المتقدمة الرقمية وشبه الذكية ,

وبالتالي يمكن إقحام هذه المسألة من مجرد التطبيقات الهندسية وحتى الاقتصادية إلى المجالات الفكرية واللغوية وحتى الاجتماعية والسياسية وغير ذلك.‏

والمصطلحات المستخدمة في هذا المجال لها مدلولاتها الدقيقة نظرا لان (الكلمة اللغوية ) تعادل أو تكافئ (الأرقام )التجريدية في لغات أجهزة الكمبيوتر والتي ستلعب دور البحث عن الحلول المسماة (بالمثلى ) وهذه الكلمة الأخيرة يختلط أمرها على الكثيرين على أنها ( مثالية ) وهي ليست كذلك , وإنما الحل( الأمثل ) هو مسالة الخيارات أو الاختيار الأفضل من بين سلسلة حلول متوفرة وممكنة وذلك بالاستناد على معايير موضوعة مسبقا في البرمجيات.‏

وقبل عقود كان الأساس في(اتخاذ/ أخذ )القرار بشكل أساسي , ولكن مع تقدم التكنولوجيات اصبح من الممكن والضروري التحول نحو ( صناعة)القرار أي صناعة وإنتاج وتسويق ودعاية وإعلان ومناقشة وإقناع وكسب الرأي العام وكذلك العلاقات المحلية الإقليمية الدولية .. وكما نلاحظ لم تعد المسالة(ارتجالية )وإن كانت بداية (الصناعة)قرار إرادي ذاتي .. وكذلك فأجهزة الكمبيوتر المتقدمة جدا ليست قادرة على العمل بدون برمجيات موضوعة مسبقا.‏

إنها مسألة ومن ثم إيجاد حل لها وبعدها وضع الحل في خطوات (خوارزميات )وتحويلها إلى لغة برمجة متطورة وبعد ذلك نكون أمام سلسلة حلول منها ممكنة أو متوفرة أو ذات جدوى فنية وأخرى ذات جدوى اقتصادية والخ وقد تكون الحلول متناقضة فيما بينها وبالتالي يتم الاختيار الأمثل عبر سلسلة مقارنات زوجية ما بين حلين اثنين على أساس قبول الواحد ورفض الآخر وهكذا حتى الوصول إلى الحل الأخير المتبقي الأمثل وهو يكون الأفضل من بين الحلول المتوفرة.‏

وقد ينفرد الاقتصاد من بين كل مجالات الحياة المختلفة كون الاقتصاد يحمل بين طياته ذلك الجزء الفني التقني الرقمي الإحصائي من ناحية وكذلك ارتباطه الوثيق العضوي المباشر سواء مع الأفراد أو المجتمعات والبلدان والدول , ومن هنا أهمية اقتصاد السوق الاجتماعي وبالتالي يمكن التأكيد هنا بان الاقتصادات وبالتالي الاقتصاديات هي علوم فنية اجتماعية تتطلب بالضرورة استخدام عمليتي اتخاذ وصناعة القرارات بآن واحد, ومن هنا أهمية المشاركات الجماهيرية واستطلاعات الرأي العام في اتخاذ القرارات, بينما مثلا في مسألة طبية علمية معينة قد يكون الأساس لاتخاذ القرار من النخبة فقط وخاصة في التفاصيل ..وفي كل الأحوال لا بد من دمج العمليتين بهذه النسبة أو تلك للصالح العام أولا والخاص ثانيا والعكس ليس صحيحا.‏

pierreiwaz @ hotmail.com‏


67
أورفا الرها منارة أصالة وإيمان


بقلم:  بيير حنا إيواز / باحث وكاتب
 

 
++ أورفا الرها بالحقائق والأرقام عبر العصور :

++ ويعود تأسيس مدينة أورفا الرها ( منارة ولؤلؤة الشام على الفرات ) من قبل آراميي منطقة ما بين النهرين الغربية الشمالية وبالتفاعل الطبيعي مع المناطق الشرقية وتأسيس مجتمع أورهوي إديسا الرها أورفا وقد تحولت أورفا إلى منارة آرامية عالمية وخاصة مع اعتناقها المسيحية حكاما ومجتمعا في الفترة الأولى المبكرة من انتشار المسيحية.

++ وتأسيس أورفا الرها يعود إلى حوالي عام ( 400 ) قبل الميلاد وهيمنة اللغة الآرامية على هذه الحياة المستقرة المدنية.. من قبل الآراميين المستقرين على ضفاف الفرات التاريخي العظيم والتسمية الأولى للمدينة بالآرامية ( السريانية ) :

أورهوي / أورهويه Urhoy ) ( .

++ وتبدأ المسيرة التاريخية الحضارية على مدار متواصل منذ 2500 عام إلى اليوم ..

(500 ) عام قبل الميلاد ، ثم (2000 ) عام بعد الميلاد ..

ومازالت أورفا اليوم مأهولة ونابضة بالحياة .. متواصلة ومستمرة.. وهي ارض آبائنا وجدودنا .. وفيها تراثنا وتاريخنا المشرق والمشرف لنا وللسريان في كامل هذه المنطقة وللمسيحية العالمية جمعاء .

 

++ وفيما يلي أورفا الرها ومراحلها التاريخية الزمنية وأبرز منعطفات مسيرتها الحضارية الثقافية الآرامية السريانية المسيحية المتسلسلة على مدى (2500) سنة :

 

+ عام ( 137 ) ق.م. : 

قيام مملكة ( أوسروينه / الاوسروهني ) ( Osroene ) ، وقد امتدت / آرامية سريانية /  لفترة 353 عاما / إلى الملك أبجر التاسع .

+ أعوام ( 132 – 127 ) ق.م. :

أول حاكم آرامي ( أريو ) .

+ عام (100 ) ق.م. : 

مملكة رومانية ،  حكام سلالات آرامية ( أبجر ،  معنو ).

++ عام ميلاد السيد المسيح ++ : 

ملوك الأباجرة واعتناق المسيحية .

+ عام ( 37 ) م. :

الآراميون اعتنقوا المسيحية / ( كنيسة مار بطرس الرسول /  وعلى هذه الصخرة /  كيفو ، بترا / ابني كنيستي ) ودعيوا بالسريان ( الكنيسة السريانية ) الأم التي امتدت ( موحدة ) لفترة زمنية متواصلة حوالي ( 5 قرون )  لغاية عام ( 410 ) م. /  بدء الانقسامات .     

+ عام ( 114 – 214 ) م. :

الحكم الروماني ، استمرار حكم الأباجرة السريان مع تسمية المدينة ( إديسا ) (  Edessa) ، المدينة المباركة .

+ عام ( 154 م. ) :

العالم برديصان من أوائل علماء السريان في الرها .

+ عام ( 180 م. ) : 

العالم ططيانس صاحب ( الدياطسرون ) .

+ عام ( 260 ) م. :

حكم الفرس .

+ عام ( 300 ) م. : 

مركز مسيحي ( بيزنطي ) .

+ عام ( 373 ) م. :

القديس مار أفرام السرياني / شمس السريان وكنارة الروح القدس .

+ عام ( 410 ) م. :

بدأت الانقسامات / المارونية.

+ عام ( 431 ) م. : 

النسطورية. ( اليعاقبة والنساطرة ).

+ عام ( 435 ) م. :

مار رابولا مطران الرها .

+ عام ( 451 ) م. :

( المجمع الخلقيدوني ) / انشقاقات الكنيسة الشرقية.. ،

عن الغربية( الأم ) / انقسام   الملكيين  ، الروم الأرثوذكس.

+ عام ( 512 م ) :

البطريرك مار سويريوس الكبير /  كنيسة انطاكية السريانية الارثوذكسية.

+ عام ( 639 ) م. :   

فتح ودخول العرب والتسمية ( الرها ) العربية .

+ عام ( 667 ) م. :

العالم الرياضي ساويرا سابوخت .

+ عام ( 708 ) م. : 

مار يعقوب الرهاوي / مدرسة الرها .

+ عام ( 1094 ) م. :

الحاكم الأرمني ( طوروس ) .

+ عام ( 1098 ) م. :

الحروب الأوروبية الصليبية ( إمارة انطاكية ، إمارة الرها ) .

+ عام ( 1144 ) م. :

حكم المماليك .

+ عام ( 1170 ) م. :

الجامع الكبير ،  الكنيسة الحمراء ( منديل المسيح ) .

+ عام ( 1552 ) م. :

عن النسطورية / الكلدانية الكاثوليكية.

+ عام ( 1637 ) م. :

حكم العثمانيين وتسمية ( أورفا ) (  Urfa) .

+ عام ( 1724 ) م. :

عن الروم الارثوذكس /  الروم الكاثوليك.

+ عام ( 1783 ) م. :

عن السريانية اليعقوبية الارثوذكسية ( الام ) / السريان الكاثوليك.

+ عام ( 1900 ) م. :
عن السريانية اليعقوبية الارثوذكسية ( الام ) / السريان البروتستانت  الإنجيليين .
+ عام ( 1919 ) م. : 

مار قورلس منصور المارديني / آخر مطارنة الرها / أورفا 1924 .. للسريان  الرهاويين / الاورفلليين في كنيستي :

كنيسة الشهيد مار جرجس وكنيسة مار بطرس ومار بولس .

+ عام ( القرن 19 و 20 ) م. :

عن النسطورية /  الآشورية والشرقية القديمة.

+ عام ( 1924 ) م. :

الهجرة والانتقال  ..

 

++ وهكذا فنحن أمام تاريخ موثوق ومدون لمدينة ( أورهوي ) الآرامية السريانية منذ حوالي عام ( 500 ) قبل الميلاد ولغاية اليوم عام ( 2000 ) ميلادي بتسمية ( أورفا ) .

أي ( 2500 ) عام من تاريخ وحضارة وإيمان وثقافة .. ،  منها:

( ألف ) عام تحت حكم آرامي سرياني ،

و( ألف ) عام من التفاعل والتبادل والتمازج العربي الآرامي السرياني ..

وبروز الحضارة العربية الإسلامية في العهود الأموية والعباسية في دمشق وبغداد ..

ولغاية فتح / سقوط القسطنطينية على يد العثمانيين ( الأتراك ) عام ( 1516 )

وامتداد الحكم العثماني لغاية أبواب قلب أوروبا على أسوار ( فيينا ) ..

وبدايات العصر الحديث للقرن العشرين ..

 

أورفا الرها منارة أصالة وإيمان

بقلم: بيير حنا إيواز

سوريا حلب ،  15 / 11 / 2007

 

68
الإعلام السرياني بين الوصل والقطع



بقلم: بيير حنا إيواز / حلب
 

بدأت في السنوات الأخيرة تتجسد بوضوح تلك الفروقات الجوهرية ما بين سريان الداخل ( تركيا ، العراق ، سوريا ، لبنان ) و سريان الخارج ( من استراليا إلى الهند وإيران وبريطانيا ولغاية البرازيل ) ، ومن هنا تحديدا ظهر نوعان او مساران للإعلام السرياني .. وتياراته المتشابكة محليا عربيا اقليميا دوليا .

 

وكلمة ( الفروقات ) تشبه إلى حد ما ( همزتي القطع و الوصل في العربية ) وتبقى الكلمات في المشرق عموما مطاطة مرنة .. ولكنها هنا تحمل اكثر من معنى ، وبداية من ( المصالح المتعاكسة أو المتضاربة في المبدأ العام الأساسي ! ) بالإضافة إلى ( الاهتمامات الأساسية المتباينة على اقل تقدير ! ) ، وكل ذلك انعكاس للظروف والبيئة والمحيط المعاش ، وكما يقال ( وما الإنسان سوى ابن بيئته ومحيطه وظروفه ) وبالتالي يختلف الإنسان من قبائل ( الاسكيمو ) في شمال كندا عن الإنسان في ( جنوب افريقيا ) وهذا أمر طبيعي .

 

ويبدو لنا ، وبكل تواضع وتأكيد نقوله ، بأن كلمة ( السريان ) يوما بعد يوم أصبحت تقارب كلمة ( المسيحي ) ، وهنا يكمن جوهر الموضوع ومربط الفرس أو بيت القصيد . وبطبيعة الحال شيء جميل أن يتقارب ( السرياني و المسيحي ) وغير المسيحي أيضا .. إلى حد التماهي ، ولكن في هذه الحالة ومع مرور الوقت قد نجد سريانيا على أساس ( مكسيكي مسيحي ) أو ( ألماني مسيحي ) وبالتالي تتم إضافة ( ألماني مسيحي ) سرياني أرثوذكسي قديم يعاقبة او نساطرة او طورعبدين او نينوى ماردين الرها او معلولا والخ ، أي يصبح مصطلح ( سرياني ) جسر أو همزة وصل ما بين ( المسيحي ) والأرثوذكسي أو الكاثوليكي أو الإنجيلي البروتستانتي .. ما بين همزتي الوصل والقطع .. بدون فائدة !

 

و رب قائل بأن هناك ( اللغة السريانية لغة السيد المسيح ) ، ولكننا نرد على ذلك بأن هناك ( اللغة اللاتينية ) أيضا والتي لا تقل مسيحية أو ( كنسية ولاهوتية ) عن السريانية .. علما بأن اللغة الروسية هي لغة الكنيسة الروسية في عهد القياصرة وكذلك في العهد السوفياتي وحاليا في روسيا الاتحادية .. وبالتالي نتساءل:

هل سريان الداخل في واد والخارج في واد آخر تماما ؟!!

 

بقلم: بيير حنا إيواز

حلب ، 10 / 11 / 2007

 

Internal External Aramaic Syriacs

By: Pierre Hanna Iwaz

Aleppo Syria

 

69
التأمين مصطلحه, أشكاله, مشاركة الجماعة في تحمل المخاطر
بقلم: بيير حنا ايواز

مع توسع وتطور وتعقيد الحياة المعاصرة اليوم في كافة المجالات , أصبح من الضروري إيجاد آليات معينة للتقليل من الخسارات الناجمة عن المخاطر والحوادث وحتى الكوارث سواء الطبيعية أو غيرها ..

وبالتالي ظهرت شركات(التأمين )في معظم دول عالمنا المعاصر اليوم في ظل التطورات العلمية التكنولوجية والاقتصادية الصناعية المتسارعة يوما بعد يوم .‏

وبداية نقول: ما هو التأمين(انشورنس ) كمصطلح أولا , ناهيك عن المضمون اللغوي بالعربية والإنكليزية . التأمين على وزن ( تفعيل ) أي آلية تتطلب التدخل والحركة من قبل الإنسان وهذا يعني تقديم الأمن والسلامة أمام أو مقابل أو ضد مخاطر الحياة المعاصرة .. وكما يقال : التخفيف من الآثار والتبعات والنتائج بطرق إنسانية بشرية معاصرة ضمن إطار التضامن والتكافل والتعاضد وكذلك التطمين والتوفير وهذه المفاهيم أوسع واشمل من (انشورنس )التي تعني التأكيد والضمان , وهنا قد ندخل مجال شركات التأمين وبنوك أو مصارف الضمان (غارانتي )حيث المسائل تتداخل ما بين الضمانة والكفالة .. وتأمين قروض مثلا أو تأمين على (شيء ما)وبالتالي تتشكل لدينا صناعة التأمين وتليها أقساط التأمين .. ومدى القابلية للتأمين سواء على شيء أو على الإنسان ما بين طرفين: الطرف الأول الضامن و الطرف الثاني المؤمن عليه .‏

مصطلح التأمين تعريفا:‏

التأمين عبارة عن وسيلة أو طريقة للمشاركة مع الآخرين في تحمل مخاطر الضياعات المادية والخسارات المالية . وكمثال توضيحي عملي: لنفترض مجتمعا معينا مؤلفا من حوالي ( ألف) شخص يملكون سيارات , حيث كل سيارة مقدرة بقيمة/ ربع/ مليون ل.س. , وهنا يمكن وضع احتمالات أن تتعطل أو تضيع أي سيارة أو تصاب بحادث وغير ذلك خلال فترة زمنية محددة ولنفترض على سبيل المثال حالة سرقة سيارة , حيث في هذه الحالة يمكن لأصحابها أن يقوموا بحماية أنفسهم من الضياع المادي أو الخسارة المالية وذلك بواسطة إيجاد صندوق مالي بحيث يضع فيه كل صاحب أو مالك سيارة مبلغا/250 /ل.س. عن كل سيارة , حيث من هذا الصندوق يتم الدفع لصاحب (الحظ السيئ ) الذي فقدت أو ضاعت سيارته , أي أنه يسترد كامل قيمة سيارته المفقودة أو المسروقة , وذلك بتوزيع هذه الخسارة/ربع /مليون ل.س. توزيعها على كامل أفراد المجموعة , بحيث يخسر كل شخص فقط /250/ل.س. لا غير , أي توزيع الخسارة على الكل بالتساوي , وكما يقال (تهون المصيبة بالتضامن والتكافل الجماعي) . ولو أمعنا النظر فإننا نلاحظ بأن كل صاحب أو أي صاحب سيارة في واقع الأمر معرّض وبشكل احتمالي كامن , معرّض لمثل هذه الخسارة المالية الفجائية لمبلغ /ربع /مليون ل.س. , ولكن تهون المشكلة المصيبة على أساس توزيع الخسارة على كل المؤمن عليهم لدى صندوق شركة التأمين . هذا المثال يدل على التأمين ضد السرقات وفي أمثلة أخرى تأمين ضد الحرائق وغير ذلك .‏

التأمين أشكاله وعناصره:‏

أولا: عناصر التأمين ثلاثة وهي التأمين على شيء ما ( قابل للتأمين عليه أساسا ) ثم تأتي صناعة التأمين وأخيرا أقساط التأمين التي تكون على شكل دفعات (بريميوم) منتظمة , قد تزيد أو تنقص تبعا لدرجة أو احتمال المخاطرة, في وضع المال في صناديق أو أحواض معتمدة . وهذه العناصر الثلاثة تؤدي إلى عملية التأمين كمصطلح فني تجاري اقتصادي في تنظيم الحياة في المجتمعات المعاصرة . وكما نلاحظ فالتأمين هنا تعني ضمانة وكفالة , أي هناك طرفان : ضامن كافل مؤمن ومؤمن عليه لشيء ما أو حتى أمر ما قابل للتأمين عليه أو ضده أو مقابله , مثلا , التأمين على شقة سكنية ضد الحريق أو على معمل لإنتاج غازات قابلة للاشتعال وتترتب أقساط التأمين تبعا لدرجة احتمالات الحدث وكذلك تبعا لدرجة اتخاذ إجراءات الأمن والسلامة والاحتياطات الضرورية اللازمة للحد من المخاطرة أو الاحتمال .‏

ثانيا: تأتي الأشكال المتعددة للتأمين ( على , مع , مقابل , ضد والخ )أي ضمانة أمر أو شيء ما متفق عليه وفق قواعد وأنظمة وشروط وتفاصيل كثيرة ودقيقة جدا لسنا بصددها هنا الآن , وفي الواقع هي مسائل اختصاصية دقيقة ومعقدة . ونحن هنا بصدد المبدأ أساسا في عملية التأمين القائل ببساطة: المشاركة بالمخاطرة أو التشارك بالمخاطرة , كما شريكان في العمل يتشاركان في سواء الأرباح أو الخسائر (في السراء والضراء).‏

ثالثا: ونعدد أهم أشكال التأمين في عصرنا الحديث اليوم وهي: تأمين على الحياة , تأمين ضد الحرائق , تأمين ضد السرقات , تأمين قانوني , تأمين المسؤولية القانونية , تأمين ضد أو مقابل الديون والمديونيات والعوائق والمعوقات وضد الكوارث والأخطار وغير ذلك الكثير مثل تأمين راتب تقاعدي أو مبلغ مقطوع ( نهاية خدمة)أو الادخار القسري الجبري بهدف الاسترداد لاحقا بسيولة دفعات منتظمة معينة على شكل تقاعد .. ولغاية التأمين ضد التعرض للمخاطر , وقد يكون الشخص المؤمن عليه (عرضة لمساءلات قانونية)أو يكون هو بذاته مسؤولا قانونيا .. وحالات كثيرة مثل التأمين على أقدام مشاهير لاعبي كرة القدم أو على جماليات ملكات جمال العالم وحتى على أصوات المطربين والمغنين .. التأمين على لوحات عالمية شهيرة مثل لوحة موناليزا لعرضها في اليابان .. من الاندثار أو التقادم أو الزوال والضياع .. مثلا أثناء انتقال معارض الآثار التاريخية القيمة من بلد إلى آخر آثار الفراعنة أو تاج نفرتيتي والخ .. والمطلوب هنا عمليات معينة تتطلب النقل والحفاظ عليها ضد كافة المخاطر .. بيئية , كوارث , حوادث والخ وهي كلها مبنية على التشارك بالمخاطرة والخسائر , وبهذا الشكل تقوم شركات التأمين بحساب احتمالات الخسارات أثناء أو خلال فترة زمنية , ومن ثم تقوم بتقسيم أو تجزئة( المخاطرة / ريسك ) فيما بين عدد الأشخاص المشاركين بها , أي في تحمل جزء من ضرر المخاطرة الموزعة على الجميع من المشاركين أساسا.

بقلم: بيير حنا إيواز


70
الطاقات المستقبلية ... أشكالها وآفاقها



حلب صحيفة الجماهير
اقتصاد
الاحد21-10-2007
بقلم: بيير حنا إيواز


الطاقة تعني القدرة وكذلك العمل والحركة والقوة والاستطاعة وهي كلها مفردات متداخلة فنياً كما الثقل والثقالة والجاذبية الأرضية وحتى التوازنات بين الكواكب والأجسام الفضائية الكونية.

والبشرية منذ فجر التاريخ قد استخدمت تلك المصادر البدائية للطاقة مثل قوة العضلات الحية ثم كان اكتشاف النار وبالتالي ظهرت الطاقة الحرارية بواسطة حرق المخلفات الزراعية والنباتات والحطب ثم الاستفادة من حرارة الشمس في تجفيف المزروعات أو حتى تسخين الماء ولغاية ظهور الفحم الحجري واستخداماته في جر القطارات على سكك حديدية وتسيير محركات البواخر وفي بدايات القرن العشرين الماضي بدأ عصر النفط بامتياز واستخدام مشتقاته مثل المازوت والكاز والبنزين والفيول وبدأ الانتعاش الصناعي العالمي.‏

اليوم ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين ومازال الهاجس الأكبر لعالمنا »6.5 مليار نسمة في حوالي 200 دولة« مازال في توفير النفط وبالتالي مسألة الإنتاج والاستهلاك وكذلك سعر برميل النفط, ومن هنا مازالت صراعات سواء مباشرة أو غير مباشرة على مصادر وينابيع النفط والغاز ولغاية تأمين خطوط الامدادات والنقل عبر أنابيب عملاقة وعلى متن بواخر ناقلات عملاقة تمخر عباب البحار والمحيطات لايصال النفط من مراكز إنتاجها إلى المدن أو الدول الصناعية الكبرى أو المجتمعات السائرة بوتائر نمو وتنمية سريعة مثل أمريكا, أوروبا, الصين, الهند شرقاً وغرباً.‏

والسؤال البارز هنا هو: وماذا بعد عصر النفط ربما في الغد القريب المنظور أو المستقبل القريب المرئي بعد نصف قرن مثلاً, فهل يتوقف العالم عن »الحركة« أو هل يتحول إلى طاقات بديلة سواء متجددة أو نووية ذرية أو طاقة شمسية ورياحية وغير ذلك.‏

وفي هذا الخضم تبرز مسألة البيئة وقضاياها الملحة أيضاً بالإضافة إلى مسألة الجدوى الفنية الاقتصادية للطاقات المستقبلية أو المرتقبة وعلى رأس اللائحة تأتي الطاقة النووية الذرية للاستخدامات السلمية مثل إنتاج الكهرباء وبتلوث بيئي أقل من حرق الطاقات الاحفورية.‏

وباختصار شديد, طاقتان واعدتان تماماً وهما الذرية النووية من ناحية والشمسية من ناحية ثانية, الأولى تحتاج إلى منشآت تكنولوجية معقدة مع وقود اليورانيوم وإجراءات السلامة والأمن والثانية الشمسية مازالت في طور »الجدوى الاقتصادية الفنية« وبالتالي الذرية لا يمكن انتشارها تجارياً وبشكل واسع في العالم, بينما الثانية الشمسية آمنة ومجانية تماماً شريطة التعمق أكثر في أبحاثها.

بقلم: بيير حنا إيواز

حلب صحيفة الجماهير‏


71
ارة النفط العراقي اليوم وغداً


بقلم: بيير حنا ايواز

حلب صحيفة الجماهير

 

العراق الموحد بكافة ابنائه على موعد للتحرر من قوى الاحتلال والعدوان والهيمنة وبالتالي لابد من رؤية واضحة في مرحلة مابعد التحرير في مسائل استثمار وانتاج النفط الذي يبلغ احتياطيه حسب التقديرات ب¯ 400 مليار برميل نفط خام وبالتالي الدخول في مرحلة البناء والاستقرار والتنمية الاقتصادية الشاملة.‏

وللتدليل على الأهمية الاستيراتيجية للنفط العراقي تكفي الاشارة الى ترتيب احتياط النفط في منطقة الخليج العربي كالتالي : العراق 440 مليار برميل , السعودية330 , ايران 150 , الكويت 110 وغيرها , وواضح بأن الاجمالي الاحتياطي في منطقة الخليج يقارب نسبة 75 بالمئة من الاجمالي العالمي المؤكد 1500 .‏

ونعود الى النفط العراقي اليوم وبالأخذ بعين الاعتبار المستقبل القريب المنظور ( خلال العقدين القادمين أي لغاية 2025) حيث يحتاج العراق اليوم أولاً الى تطوير منشآت النفط وتحسين شروط البنى التحتية للتمكن من رفع مستويات الانتاج اليومي تدريجياً من 2 مليون برميل يومياً الى 4 ثم 7 وحتى الرقم 10 مليون برميل انتاج يومي وكما يرى الخبراء لمدة تقارب مئة عام قادمة.‏

النفط العراقي القادم للساحة العالمية المتعطشة لاستهلاك النفط التقليدي وخاصة في شرق جنوب آسيا حيث الكثافات السكانية ووتائر التنمية العالية .. ولكن السؤال يبقى في كون النفط العراقي ثروة وطنية عراقية بامتياز لتعود عائداته الى أبناء العراق عبر عقود عادلة ومنطقية مع كبريات شركات النفط العالمية ..والعراق يملك من الخبرات الذاتية المؤهلة مايكفي لادارة نفطه حالياً ومستقبلاً.‏

بيير حنا إيواز

حلب صحيفة الجماهير


72
مسيحيو المشرق واجبات بلا حقوق



بقلم: بيير حنا إيواز / سوريا

 

++ لا شك بوجود خلل كبير وخطير في هذه الأيام ونحن في بدايات هذا القرن الجديد الحادي والعشرين ( 2007 )  ..  ما بين الواجبات ( وخاصة الجبرية القسرية ) للمسيحيين المشرقيين من ناحية وحقوقهم ( المهدورة المغيبة ) تماما من ناحية أخرى ،  بالرغم من كل ( التطبيل والتزمير )  الإعلامي الرسمي الوظيفي الشكلي ( المركزي ) الفارغ تماما من أي مضمون أو موضوعية أو مصداقية ..  بحيث ينعكس كل ذلك سلبا على الكيان والوجود المسيحي المشرقي برمته من ( أساسه وشرشه وجذوره ) ..  كما تم اقتلاع الجذور المسيحية في تركيا العثمانية في بدايات القرن الماضي ..  والتاريخ هنا ( يكرر نفسه ) تماما وبشكل اكثر مأساوية مع ( لا مبالاة ) تامة ( إن لم نقل مؤامرة دنيئة ) من ( الداخل ) المسيحي المشرقي  أولا ( وقد يظهر الأرشيف العثماني الأدلة على ما نقول ) ،  ثم الخارجي .. القريب والبعيد لا فرق ثانيا وسابعا ..

 

++ اعرف تماما بان هذا سيزعج الكثيرين من ( القيادات المسيحية المشرقية ) والتي تعرف اكثر مني ( أنا شخصيا ) ..  وما أقوله هنا الآن ( يقوله كل مسيحي مشرقي حقيقي وشريف ومخلص ووطني أصيل ). والقيادات المسيحية ( إن صح هذا التعبير العسكري السياسي ) ومنذ ( مئة عام ) كاملة يرددون ( مثل الاسطوانة المشروخة ):  ليس لدينا افضل مما كان أو متوفر ..  ثم يتابعون بالقول:  إن كل شيء ممنوع لنا ( وهنا الغموض:  لنا لهم لكم .. لهن وهذا درس عربي متقدم ) ..  والحمد لله أن أبواب كنائسنا مفتوحة ( ما شاء الله وكان ) ..  والحمد لله أن ( لا أحد يهددنا علنا في حاراتنا بالذبح مثل الخراف ) ..  ثم يبدأ ( القائد المسيحي ) بسرد سلسلة مطولة من ( الواجبات ) الملقاة على عاتق الإنسان المسيحي ( المشرقي دون سواه ) ..  وبان يضحي بنفسه من اجل المسيح والكنيسة والمجتمع والوطن والإنسانية والبيئة والمناخ الجوي وفقراء العالم ومن اجل الإنسان أخو الإنسان وإغاثة الملهوف ومساعدة مرضى الإيدز والتبرع لجمعيات مكافحة شلل الأطفال ..  ودفع ( الجزية والضريبة والخوة والدية والعشرية والخمسية والاتاوة والتبرع والمعونة والتامين والضمان والحماية والواسطة والمعلوم والمقدر والبودي غارد والواجب والرسوم والكشافة والفيالق والجوقات والفواتير والخ  ) للكنيسة ( المسكينة ) ..  والمؤسسات والمنظمات الإقليمية وهيئات الأمم المتحدة ولجنة شؤون الإنسان والرفق بالمهجرين والنازحين والأيتام ..  وكل ذلك صح وجميل و لا غبار عليه  ..   ولكن أين وما هي الحقوق ؟!! حقوق الإنسان أولا ، المواطن ثانيا ، المسيحي ثالثا ، الطائفة رابعا ، المذهب خامسا ، العائلة سادسا ، الفرد سابعا ، المرأة والطفل ثامنا ، .. وكم استغرب عندما اقرأ عنوانا يقول: حقوق المرأة والطفل والمسيحي في الشرق الأوسط .. من أين يستقون هذه النظريات والممارسات ..   

 

++ وهناك من يعدد منجزات كنسية مسيحية مشرقية على الساحات الوطنية والإقليمية والعالمية وكأن المسيحية العالمية تحت وصاية أو حماية المسيحية المشرقية التي تطرد أبناءها ( لا فرق طوعا أو جبرا أو إهمالا أو سذاجة أو تآمرا ) إلى كل أصقاع الدنيا  .. ثم يتباهون بأن مسيحيا ( هنا أو هناك ومرة كل ربع قرن ) تم تعيينه وزيرا وزيرا وزيرا لسياحة الرحلات الفضائية ( تأكيد ثلاثي ) في إقليم ( المريخ ) ..  ومسيحي مشرقي آخر عين رئيسا مسؤولا في وكالة ناسا لإطلاق الأقمار الصناعية الأمريكية ..  وابن فلان من عائلة مسيحية مشرقية أصيلة قد عين مديرا ( للإصلاح الزراعي ) في بادية أو مراعي تابعة للأمم المتحدة ..  وناشط في ( برج المراقبة لحقوق الإنسان ) في تايوان .. ورئيس مكسيكي من أصول مسيحية مشرقية ..  وعدد مسيحيي المشرق ( مليون أو مليونان فقط في المشرق / الداخل مقابل 60 مليون في الخارج ) ، ما هذه المقارنات الصبيانية الساذجة .. ؟!! وإذا كان هذا كلام ( النخبة ) ،  فكيف يا ترى كلام الإنسان العادي البسيط ؟!  ونضيف لنقول:  بأنه حتى ( الرهبان البوذيون ) في عمق الشرق في هذه الأيام ..  يتظاهرون في بلدانهم ضد الفساد والقمع والاستبداد والظلم ..  في مسيرات تحد ومقاومة وتعبير متقدم  وهم حفاة وعزل تماما وبصمت وبدون شعارات أو لافتات .. يمشون على الأرض الصلبة بتفاعل رائع مع طاقتي الأرض والسماء والإنسان ..

 

++ أين الدراسات الحقوقية القانونية المدنية الوطنية ( على مستوى طالب سنة أولى كلية حقوق في الجامعة ) ..  مع وجود كل هذا الأمن والاستقرار والأمان .. والهدوء ..  وإذا كان تشكيل مجرد ( لجنة ثقافية ) على مستوى ( حارة ) يعتبر من المنجزات ..  أو أن ابن فلان عين رئيسا في اتحاد الفلاحين العالمي في بروكسل مثلا ..  فماذا عن تشكيل مثلا اتحاد مسيحي مشرقي يرعى شؤون الحقوق والواجبات ..  أم أن كل ( طائفة ) مسيحية مشرقية تعتبر إمارة مسيحية مستقلة قائمة بذاتها وفق أعراف وتقاليد لا تقبل النقاش ..

وباختصار: يحصد مسيحيو المشرق في ( الداخل ) اليوم نتائج ( نومهم العميق ) على مدى ( 100 ) عام الماضية ..  يستيقظون فقط إما مع الهجرة أو التهجير .. وليس مع أجراس الكنائس التي يعلو صوتها ..  للتعويض عن الحقوق المهدورة ..  فما جدوى أن يستيقظ جرس الكنيسة والناس نيام نومة أهل الكهف ؟! وكما يقول عنوان شهير ( لمن تقرع الأجراس ) ؟! 

 

++ ويبدو أن الاستمرار بالسرد غير مفيد إذ أن ( كل مسيحيي المشرق يعرفون تماما كل ما أود قوله ) وبالتالي من الأفضل على هذه القيادات المسيحية والنخبة المدنية المسيحية إعادة النظر في أمور ( الحقوق والواجبات ) كما هو الحال في كل بلدان الدنيا المتقدمة أو المتخلفة ..

نقول لكم: أين الدور المسيحي المشرقي اليوم .. في العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين وتركيا .. لا دور ولا مبادرة ولا ( من يحزنون ) .. فالمسيحي المشرقي يبيع اليوم التمر في بغداد والصاروخ في سيبيريا السوفياتية الروسية والقطعة الموسيقية في فيينا ،  وكما يقول المثل: لا بلح العراق ولا توت الشام أو بن اليمن أو قهوة البرازيل  ..   وكان من الأفضل للمسيحي المشرقي أن يصبح رئيس مخفر صغير في بلده من أن يصبح رئيس مركز ناسا في مجال معين حيث الجماعة هناك ليسوا بحاجة ماسة لعلوم وتكنولوجيات المشرق في هذه الأيام ، ولكن زيادة الخير خير ( لهم ) ،  وليس كما يقال هنا:  بالناقص واحد ثم عشرة ثم  ..  وبعد كل ذلك:  لماذا / هناك استهداف للدور المسيحي وربما مؤامرة أو ..  والمهم اليوم ( كما يتشدق الانتهازيون المشرقيون الجدد .. ما شاء الله عليكم وكان ):  يكفي أن أبواب الكنائس مازالت مفتوحة على مصراعيها ..  تعالوا إلي .. تقول لصاقة ورقية صغيرة معلقة على جدار الكنيسة .. إلى استراليا وكندا ..  حيث الحقوق لا تقل عن الواجبات سواء في داخل الكنيسة أو خارجها..

 

++ ونتساءل بقوة وببساطة:  من يقف أو يسعى أو يتآمر على إفراغ المشرق من مسيحييه وبالتالي مسيحيته ؟!! مؤامرة ضد المشرقيين كلهم بدون استثناء ..

سؤال قد يتطلب أدلة أرشيف ما بعد الحقبة العثمانية في المشرق ..  ربما عام 2050 إذا توافرت إرادة مسيحية مشرقية حرة ومستقلة .. تنطلق أساسا من الكرامة والحرية سواء المسيحية والإسلامية أو الإنسانية ..   

 

بيير حنا إيواز

سوريا حلب أيلول 2007

73
معالم التراث الحضاري السرياني اليوم


بقلم: بيير حنا إيواز / سوريا

 

انوه بداية إلى انه من النادر أن نجد موضوعا عن ( السريانيات ) في هذه الأيام يجمع ما بين الماضي والحاضر ..  واستشراف المستقبل ،  وخاصة من قبل أبناء السريان ..  حيث يتم الغوص إما في غياهب التاريخ والجغرافيا أو بشكل معاكس الغوص في أمور الحياة اليومية التفصيلية على مبدأ البراغماتية وغير ذلك من ( سفسطائيات ) لا طائل منها كما المناقشات حول ( جنس الملائكة ) بينما التحديات الراهنة والمستقبلية المرتقبة بالانتظار على الابواب  ..

 

وعنواننا هنا قد يتضمن أيضا تناقضا ما بين عبارتي ( التراث الحضاري ) من ناحية وعبارة ( اليوم ) من ناحية أخرى ..  والحديث عن ( السريانيات ) اليوم محفوف بالمخاطر إذا كان الهدف من الحديث تقديم الأمور بموضوعية وفائدة ..  وهدف السير للأمام ..  وكم من المقالات أو حتى المحاضرات التي تتقدم الساحات الإعلامية المعاصرة على أساس ( السريانيات ) من منطلقات غريبة وعجيبة أو في احسن الأحوال لا علاقة لها بالسريانيات سوى بالشكل والمظاهر أو الرؤى الضيقة التي لا تسمن ولا تغني في شيء ..  حيث التمنيات والعواطف ليست كافية ..  ولا بد من التنويه هنا أن هناك الكثيرين من ( غير السريان ) وحتى الأجانب الذين أفادوا ويفيدون السريانية ثقافة وتقديرا وأهمية اكثر من ( بعض ) أبناء السريان ذاتهم .

 

الكنيسة السريانية ..  وهي الأم العظيمة ،  هي من أهم المعالم المسيحية والسريانية في العالم كله ..  وبالتالي لابد من مقاربة شمولية عالمية للتراث الحضاري السرياني ..  والسريانية هي حضارة وإيمان مسيحي وهنا مكمن القوة .. على الأقل منذ ألفي سنة ما قبل المسيحية فألفي سنة ما بعد المسيحية ..  وفي إطار هذه الصورة الحقيقية الواقعية لا بد من وقفات جدية وبكل الاحترام وحتى الفخر والاعتزاز أمام آبائنا وأجدادنا السريان الذين حافظوا على هذا التراث الحضاري السرياني المسيحي ..  من الحروف الأبجدية السريانية ( اولاف ، بيت ، جومل .. ) إلى التراتيل الكنسية الرائعة وفنون العمارة للكنائس والأديرة مرورا بالقصائد والأشعار والتقاليد الشعبية التي تنم عن قيم نضالية رفيعة .. وأخلاقيات سامية وعمل دؤوب ..

 

ولسنا معزولين في العالم لا في الماضي البعيد منذ حضارات اكاد وسومر واشور وبابل وآرام مرورا بالإغريق اليونان والرومان والهند والفرس وبيزنطة ..  ولا في الماضي القريب أو الحاضر المعاصر في التاريخ الحديث ..  حيث السريان في هذا المشرق العربي في تلاحم عضوي تماما مع الحضارة العربية والإسلامية .. على مجمل مسار ( السريان )  المسيحي ..  في عصر الخلفاء الراشدين ثم في العصرين الأموي في دمشق والعباسي في بغداد وفي عصر الإمبراطورية العثمانية التركية ..  إلى يومنا هذا في هذا المشرق العربي من بلاد الشام والرافدين وتركيا / شمال الشام وفي لبنان وفلسطين وحتى سيناء وبلاد النيل ..  هذا هو تاريخنا ومسارنا وجغرافيتنا ..  ومن هنا كانت الحضارة السريانية والتراث السرياني العربي فكرا وثقافة وسياسة .. وحياة يومية ..  في السراء والضراء ،  ومن هنا نظرة العالم لنا جزءا عضويا من هذا المشرق بكل أطيافه وألوان عصوره المتتابعة عبر مراحل التاريخ ..

 

الآرامية السريانية منذ الأزل كانت رسالة حضارية وتواصلا حضاريا ثقافيا فكريا .. عبر أهم معالمها ومحطاتها من الممالك الآرامية في عصور الإمبراطوريات الآشورية والبابلية الكلدانية في نينوى وبابل وفي ( حدد ) حلب وحماة ودمشق آرام وفينيقيي لبنان وأديرة سيناء أورفا وماردين ..  مرورا بالكنيسة الانطاكية الأولى ..  واقدم النسخ السريانية ( للكتاب المقدس ) والحروف الاسطرنجيلية وترجمة /  بشيطا ..  فنون عمارة بناء قصائد أشعار رسالة مسيحية متقدمة بالاتجاهات الأربع ..  من ( الطريق المستقيم ) في دمشق الشام ..  وهذه كانت وستبقى السريانية الحضارية التراثية الإيمانية الرسالتية الفكرية الإنسانية في البناء والتقدم .. ونحن بدورنا ندعو من قلوبنا السريان وكل محبي السريان ..  إلى التمسك بهذه الرسالة السريانية الرفيعة ..  فخر واعتزاز العالم كله ..  أن نكون على مستوى المسؤولية ..  على الأقل في إشعال شمعة بسيطة أو وضع لبنة فوق هذا الصرح السرياني التراثي الحضاري الشامخ .. للسير قدما للأمام مع الكنيسة والمجتمع والوطن و في المهاجر .. بين سريان المشرق العربي والشتات في العالم الواسع .. من الهند إلى الأرجنتين  وكندا وموسكو ولندن ودبي واستراليا ..   

 

نعم ، السريانية هي رسالة حضارية وإيمانية مسيحية ..  وكذلك حضارية عربية وإسلامية في هذا المشرق العربي .. والشرق عموما في بوتقة الحضارة الإنسانية الشاملة المشتركة .


74
نظام كهربائي موحد بين العراق وسورية ولبنان

حلب / صحيفة الجماهير
اقتصاد
الثلاثاء4-9-2007
بقلم: المهندس بيير حنا ايواز

إذا كانت الطاقة الكهربائية مجرد جانب من جوانب الحياة المعاصرة اليوم ونحن في عام 2007 فإنها في واقع الأمر أي الكهرباء تشكل اساساً مايسمى( بالبنية التحتية) المتينة سواء للبلد أو الدولة أو الاقتصاد وغير ذلك.

أما لماذا تحديداً ( العراق وسورية ولبنان) فالجواب بسيط نظراً لانها أولاً دول شقيقة ومتجاورة ومتداخلة عضوياً وثقافيا وفكرياً , ثانياً الجغرافيا والجغرافيا السياسية وحتى المصلطح الحديث الجغرافيا اقتصادياً جيو- ايكونومي بديلاً للجيو- بوليتيك) وثالثاً المعطيات والحقائق والبيانات والأرقام هي تتكلم وتفرض تماماً نظاماً كهربائياً موحداً يكون اقتصاديا وبمردودية عالية وبأبعاد استراتيجية بعيدة ومتوسطة المدى .. وحتى على المدى القريب المنظور.‏

حيث العراق اليوم 30 مليون نسمة سورية 20 مليون لبنان 5 وبالتالي نحن أمام عدد سكاني متجانس في كافة مناحي الحياة تاريخياً لغوياً اجتماعياً .. مؤلف من حوالي 50 مليون نسمة في رقعة جغرافية تبدأ من الخليج العربي وتمتد براً لغاية سواحل البحر الابيض المتوسط ( أي بلاد الشام والرافدين) ولابد من ذكر النهرين الكبيرين دجلة والفرات وكذلك العاصي .‏

هناك حالياً شبكات قطرية قائمة ..وبالتالي لانبدأ من الصفر وإنما نحن في صدد تحسين الامور عبر تقوية النظام الكهربائي الموحد حيث لبنان يحتاج اليوم الى استطاعة كهربائية بحوالي 3 آلاف ميغاواط وبالتالي تحتاج سورية الى 5 اضعاف أي 15 الف ميغا واط وبالتالي العراق يحتاج الى 20 الف ميغاواط وباختصار يكون لدينا نظام كهربائي باستطاعة اجمالية بحدود 40 الف ميغاواط لعدد سكان اجمالي 50مليون نسمة أي هناك مولدات حرارية حيث الواحدة منها تقدم 2 الف ميغاواط أي 10وحدات كافية لتحقيق النظام الموحد خلال عقد واحد فقط .‏


75
هيروشيما .. أول كبش فداء نووي !

بقلم : المهندس بيير حنا إيواز
باحث وكاتب / سوريا

 

++ إن أول يوم نووي ذري بامتياز في التاريخ البشري كله .. كان قبل ( 60 ) عاما تقريبا ، عندما قررت أمريكا قصف مدينتي ( هيروشيما و ناغازاكي ) اليابانيتين بالقنابل الذرية من النموذج الانشطاري النووي .. وبلغ إجمالي عدد الضحايا ( ربع ) مليون نسمة بالإضافة إلى الإصابات والأضرار غير المباشرة الناجمة عن الإشعاعات والصدمات ..  ،  وذلك بعيد أو قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية في قلب أوروبا وانتشارها لأطراف بعيدة لغاية اليابان وذلك ما بين دول المحور " ألمانيا – إيطاليا – اليابان " الأساسي ودول التحالف " الاتحاد السوفياتي – أمريكا – بريطانيا " التي انتصرت وتقاسمت العالم تحت نفوذ قوتين عظميين " روسيا و أمريكا " وبفصل جدار برلين فيما بين هذين القطبين ( الشرقي السوفياتي والغربي الأمريكي ) ثم مرحلة " الحرب الباردة " فيما بين هذين العملاقين .

 

++  واليوم يشهد عالمنا المعاصر مجموعة احتمالات حقيقية وواقعية لمخاطر التهديدات النووية الذرية .. تارة على شكل التهديد بالرد النووي وتارة بالردع .. والتخويف والتهديد " ضمنيا " ولغاية الاستفزاز والابتزاز .. والضربات الاستباقية او المحدودة او حتى الانتقامية .. والخ.

 

++  ويبقى التساؤل المنطقي والمشروع تماما إزاء الأوضاع العالمية الراهنة وفي ظل انتشار الأسلحة النووية في عالم اليوم والغد القريب ..

من التالي بعد هيروشيما ؟!

 

++  بالطبع لا أحد يعلم .. ولكن تطورات الأحداث والظروف الطارئة أو الفجائية المحتملة أو المتسارعة .. هي التي ربما ستفرض على متخذي القرار باستخدام " الأسلحة النووية والتدميرية الشاملة " بمختلف أشكالها المتطورة باستمرار .. النووية الذرية ، الانشطارية والاندماجية والنيترونية ، الكيماوية والبيولوجية والجرثومية ، والليزرية والكهرومغناطيسية وغير ذلك . وكمثال لاحتمال ممكن : " ضربة كيماوية أولى قد تجلب ردا نوويا شاملا " !

 

++  لقد كانت " هيروشيما " قبل حوالي ( 60 ) عاما "  كبش فداء " عالم مرحلة الحرب العالمية الثانية .. والقرار كان أمريكيا بامتياز وذلك لكسر إرادة دول المحور ( ألمانيا ، اليابان ، إيطاليا ) من ناحية عبر " صكوك استسلام تام " ، ومن ناحية أخرى وبنفس الوقت " كسر عين " الاتحاد السوفياتي /  روسيا الصاعدة ..

 

++ اليوم تحول العالم كله إلى شبكة "  معقدة ومركبة تماما " من العلاقات والمصالح والتوجهات .. مع تواجد ( عشرات آلاف ) الرؤوس النووية لدى كل من أمريكا و روسيا ، و عدة "  مئات "  لدى باقي العالم..  ويبقى التساؤل قائما.. والجواب مفتوحا ..

 

++  فهل ستكون هناك " هيروشيما ثانية " ؟!!

بالطبع لا أحد يتمنى ذلك ..  ولكن منعها يتطلب بالتأكيد بذل جهود جبارة ومخلصة من قبل الجميع  بآن واحد !!


 

حلب ، 6 – 8 – 2007


76
مسيحيو المشرق مسار و مصير
بقلم: بيير حنا إيواز / سوريا

 

مسيحيو المشرق العربي اليوم بشكل ( رمزي ) أساسي هم آشوريو الرافدين وسريان الشام وموارنة لبنان وأقباط مصر .. وفق مذاهب الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية .

ويبدو أن مسار التهجير الجماعي للسفربرلك والمذابح والمجازر التي حدثت ( تحت العيون المحلية والعالمية ) قبيل انهيار الإمبراطورية العثمانية التركية هو ( محاولة تكرار ) للمسار ذاته اليوم .. بعد قرابة مئة عام .

 

هل التاريخ يكرر نفسه ، أم أن الإنسان لا يتعلم من الحياة .. وهذه حال ( الإنهزاميين المفلسين والبائسين السلبيين الكسالى ) سواء قديما أو حديثا ..

والتاريخ وإن يكرر نفسه ، فإن التكرار يكون أكثر مأساوية أو حتى تهريجا وسخرية .. والمسيحية الشرقية أو المشرقية ليست مجرد تيارا أو حزبا مستحدثا ..  وإنما المسيحية دين ودنيا ( في السماء كما على الأرض )  وإيمان وحضارة مؤهلة لكل تقدم بالعقلانية والحكمة والشجاعة ..  ضمن إطار التاريخ والجغرافيا والمدنية الإنسانية الحضارية .. بالأمس واليوم والمستقبل .

 

ومنذ عام 1900 إلى اليوم 2007 أكثر من ( مئة ) عام .. وللأسف الشديد نقول بأن مسيحيي المشرق اليوم .. قد تحولوا إلى أقل من الأقليات ( كما ونوعا وحضورا ومبادرة وتفاعلا .. ) والأرقام تتحدث عن نسبة ( 1 – 2 ) بالمئة في هذا المجال أو ذاك .. أي ، هل هذه المسيحية العظيمة تتحول إلى مجرد ( فولكلور ) تراثي سياحي تسويقي قديم في عقر دارها .. هنا في الشرق حيث ولد السيد المسيح .

 

إضافة على ذلك ، أين الروح المسيحية .. ولماذا المسيحي المشرقي خارج إطار و روح المبادرة والفعالية والتفاعلية .. من المسؤول عن مثل هذا التوجه أو الثقافة ، أين المسؤولية والمسؤولون المسيحيون ( المحليون ) سواء كانوا من رجال دين أو رجال أعمال أو سياسة أو فكر وثقافة ، أين الموقف المسيحي المشرقي .. من كل ما يجري عندنا وحولنا وفي العالم ..

 

ونتابع لنقول أين السيد المسيح من وفي كل هذا ..  تعاليم السيد المسيح والكتاب المقدس والكنيسة في حياتنا ومعاملاتنا ومواقفنا وتفاعلاتنا وتأثيراتنا التبادلية التفاعلية مع المحيط والبيئة حولنا  ، أين ذلك المسيحي المشرقي الوطني الأصيل اليوم ،  بعيدا عن مبدأ ( شرق أوسطية جديدة عقيمة ..  دبّر راسك !! ) ، والذي ( صوت صارخ ) قادر أو محاول أن يتكلم على الأقل ( بأضعف الإيمان ) جملتين تامّتين مفيدتين متتاليتين ذات معنى و دلالة واقعية ورؤية حالية ومستقبلية للمدى القريب ..

العيب فيهم ( كل الحق على الطليان !! ) .. ولكن أليس فينا أيضا ؟!

 

MidEast Christians Today Tomorrow

By: Pierre Hanna Iwaz

 

Syria / Aleppo ,  7 / 7 / 2007   


77
الإعلام السرياني بين الداخل والخارج
بقلم: بيير حنا إيواز

 

نعتقد جازمين بأن الإعلام السرياني اليوم في أزمة ومأزق حقيقي ( أو على الأقل يمر في مخاض عسير جدا ) وذلك لأسباب منها تاريخية ومنها تقصيرية .. أي غير مبررة في عدم وضع النقاط على الحروف ..  ورب قائل:  بان المنطقة تمر في ( منعطفات تاريخية حادة ) ، ونقول: كل منطقة تمر في منعطف تاريخي على الأقل مرة كل ( نصف ) قرن .. وفي العقود القادمة سيكون المعدل ( مرة كل عقد ) ، وبالتالي لا بد من مواجهة الحقائق والوقائع والموضوعية اليوم قبل الغد .. وهذه من مسؤوليات وواجبات النخبة وأولي الأمر.. سواء اكليروس أو مدنيين من المجتمع المدني العام أو حتى الجماعات المدنية المستقلة ،  وليس مجرد ( نخبة / مختارة ما يسمى بالعلمانيين ) ، وبرأينا المتواضع ( العلمانيون هم رجال الدولة / الحكم في الدول المسماة بالعلمانية مثل فرنسا وتركيا ) .. والعلمانية بحد ذاتها مصطلح مستحدث .. غير واضحة المعالم كما اللون ( الرمادي ) ، بمعنى أن تركيا اليوم إسلامية ، كما فرنسا مسيحية ، لا بل الاتحاد الأوروبي الحديث اتحاد مسيحي في واقع الأمر ، ومن يقل غير ذلك فانه يتكلم ( السياسة والديبلوماسية لا اكثر ) .

 

ونتابع لنقول: ليس مهما أو كافيا فقط أن تكون محقا في طروحاتك ، وإنما الأهم في كيفية اظهارك وتقديمك وسلوكك في مسألتك أو قضيتك .. وكم من قضية عادلة ومحقة تضيع في غياهب ( الملفات أو الزمن أو الغبار أو الخ ) بسبب سوء تصرفات أو سرعة غضب أو سوء منطق أو غير ذلك ) .

 

ولابد من التحرر من ( الأحكام المسبقة ) ، كما ( إسمنت البيتون ) المسلح المسبق الصنع أو معاد التقوية .. ولابد من ( المرونة ) في الحياة مع النفس والقريب والبعيد .. و لا يمكن العيش في ( عزلة ) تامة مع أوهام انك ( صح ) والآخرون كلهم على ( خطأ ) وخاصة اليوم في عصر العولمة والإعلام والاتصالات .. ومن هنا تركيزنا على ( الإعلام / المتعددة الأشكال والوسائط والوسائل ) وبما يخص في ( السريانيات ) تحديدا والتي هي ( تراث ) عالمي بامتياز ويلقى التقدير والاحترام عالميا .. ويكفينا فخرا على أن السيد المسيح قد نطق وتكلم بالآرامية السريانية لأنها كانت السائدة ثقافيا وشعبيا في تلك الأزمان .. أي أن السيد المسيح أعطى الأولوية تحديدا للثقافة السريانية بمفهومها الإنساني العالمي ..  وليس لأسباب عرقية أو سياسية أو غير ذلك .. وبالتالي لا بد لنا جميعا أن نكون على مستوى عال من المسؤولية والدقة .. وخاصة في الإعلام المعاصر اليوم الواسع الانتشار في كل العالم بشرقه وغربه ..

 

ونتخطى هنا من ( المحليات الداخلية / الإدارية التنظيمية .. ) الأسهل والابسط  والتي هي ( تحت المجهر العالمي ) والاختبار والامتحان .. نتخطاها إلى الدائرة التالية ( الداخلية الحقيقية ) وهي الدائرة العربية وهي الأهم نظرا للتلاحم السرياني العربي عبر كل العصور .. وكذلك أهمية الارتباط السرياني مع الحضارة والثقافة العربية الإسلامية بشكل استراتيجي في وحدة مسار ومصير وأهداف .. ضمن إطار الوطن والوطنية والهوية والانتماء .. والحياة والعيش المشترك الواحد بكل معنى الكلمة .. ومن هنا المنطلق وبعد ذلك يمكننا الاستناد إلى هذه القاعدة التاريخية الجغرافية الحضارية الصلبة ( المادية والروحية ) ، يمكننا الانطلاق نحو ( الخارج والشتات والانتشار .. والامتدادات .. ) وعبرها أو بالأحرى معها سويا نحو العالمية ..

 

وهنا مربط الفرس أو بيت القصيد .. ولكن باختصار نقول زبدة الكلام / وخير الكلام ما قل ودل .. واللبيب من الإشارة يفهم :

السريانية هي ( حضارة وإيمان ) .. ومن هنا ننطلق اليوم وغدا .. نحو الآفاق الرحبة .. أي من ( الداخل ) إلى ( الخارج ) .. وليس بالعكس !!

ومع احترامنا ومحبتنا وتقديرنا للجميع ( داخلا أو خارجا ) على السواء .. حيث من في الداخل اليوم قد يكون في الخارج غدا أو وبالعكس ..

ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع في خدمة مجتمعاتهم .. والمجتمع السرياني المشرقي العربي والإسلامي المسيحي بشكل عام .

 

78
النفط العراقي آفاق وأرقام

بقلم: بيير حنا إيواز / سوريا

ها هو الغرب الأوروبي الأمريكي يكثف من هجومه الاستباقي الوقائي .. على الشرق وعبر المشرق العربي ..

و ها هو سباق التسلح بين أمريكا و روسيا .. من جديد ، دروع متقدمة وصواريخ باليستية ..

ويتدفق النفط ( وربما اليورانيوم أيضا ) من دارفور باتجاه الصين ( 1.5 مليار نسمة ) بدون المرور عبر قناة السويس .. التي تتحول إلى طريق حرير ( سابق ) ..

 

الروس والصين من أقوى الرموز الشرقية اليوم مقابل أوروبا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية..

والنفط الأمريكي ينضب أو قيد النضوب وكذلك الروسي .. والإيراني .. ومنطقة الصين والهند يشكلان معا ( نصف ) العالم أي ( 3 ) مليار نسمة بمعدلات نمو عالية( سكانيا واقتصادا وعلوما وتخطيطا ) .. وأمريكا ما زالت في نشوة ( نصرها ) في الحرب الباردة من القرن الماضي ..

اليوم هناك طاقة النفط وفلزات اليورانيوم .. مع شركات الاتصالاتية والمعلوماتية العملاقة .. والمسارات ما بين الشرق والغرب ( استيرادا وتصديرا ) ..

وها هي إيران النووية .. رؤية طاقوية مستقبلية استباقية وروسيا العلمية التكنولوجية .. غير الإيديولوجية وباستقلالية خاصة ذاتية ..

وأمريكا تتحول من مجرد السيطرة على أهم منابع النفط .. إلى التحكم بمسارات تدفق النفط عالميا ( قطعا ووصلا وأسعارا .. بقرار أمريكي منفرد شبه مطلق ) .

 

والنفط العراقي لم يعد مجرد ( رقما ) من بين الأرقام ، وإنما تشير ( بعض ) المصادر إلى بروز العراق كأول احتياطي نفطي عالمي بالتوازي مع السعودية ، أي أن احتياطي النفط العراقي يعادل ( 300 ) وربما ( 400 ) مليار برميل نفط خام مقابل الاحتياطي السعودي البالغ ( 330 ) مليار برميل ، وكلاهما معا ( 300 + 330 ) = اكثر من ( 600 ) حيث الإجمالي العالمي كله ( 1200 ) مليار برميل.

إجمالي الاحتياطي النفطي العالمي = 1200 مليار برميل

حوالي ( ربعه ) = نفط عراقي = 300 مليار برميل ( المؤكد 115 ، المكتشف 220 ، المرتقب 300 / المرتقب المستقبلي 400 ) وهذه أرقام ( استراتيجية .. عالمية متعددة المصادر قد تكون متضاربة وغير ذلك ، ونحن نتكلم بالمبدأ العام بالتخمين والارتقاب والخ ) .

إنتاج العراق من النفط يوميا ( حاليا تحت ظروف الاحتلال الأجنبي ) = 2.5 مليون برميل وبأسعار اليوم ( 70 ) دولار للبرميل ويكون العائد ( 2.5 مليون ضرب 70 ) والجواب ( 175 ) مليون دولار ضرب ( 400 ) سنويا والجواب حوالي ( 70 ) مليار دولار سنويا ، وكما يقال فهذه حسابات ( خشنة ، مبدئية ) .

 

ومع دخول العراق مرحلة التحرير والتحرر من الاحتلال واستتباب الأمن والاستقرار ضمن الوحدة الوطنية العراقية بكافة أبنائه وتحديث وتوسيع المنشآت النفطية ، تقول بعض المصادر أو تتوقع التالي :

إنتاج يومي بمعدل ( 10 ) مليون برميل نفط .. وعلى مدار ( 100 ) عام قادمة !

أسعار اليوم ( 2007 ) = حدود ( 70 ) دولار للبرميل

وهناك من يتوقع هبوطا أو صعودا في الأسعار .. عرض وطلب وظروف قاهرة أو استثنائية , و إلى حد انه في حال إغلاق مضيق ( هرمز ) قد يقفز سعر برميل النفط لغاية ( ألف ) دولار للبرميل .

وبكلمات أخرى :

( 10 ) مليون برميل إنتاج يومي

يعني : 10 ضرب 400 = 4000 مليون برميل إنتاج سنوي أي ( 4 ) مليار برميل سنويا .

وعلى مدار ( 100 ) عام قادمة : ( 4 ) مليار برميل ضرب ( 100 ) والجواب كما هو واضح يساوي = ( 400 ) مليار برميل نفط .. وهذا هو الرقم الدال على كمية الاحتياط في باطن كامل الأرض العراقية ( بشماله ووسطه وجنوبه )  والتي تعود للشعب العراقي لأبناء وأجيال البلد الموحد العراق حاضرا ومستقبلا .

Iraqi Oil future horizons

By: Pierre Hanna Iwaz

 

Syria ,  May 31, 2007

79
ثقافة الأبيض والأسود المعاصرة
بقلم: بيير حنا إيواز / سوريا

الثقافة مرآة عاكسة للحضارة والمدنية ، كما الفن والموسيقى والرياضة .   

وكلمة الأبيض White ) )  تعني الضوء أو حزمة كامل الألوان للطيف الضوئي من الأحمر بموجات طويلة وترددات منخفضة ومرورا بالبرتقالي ، فالأصفر والأخضر ( في وسط الطيف ) ولغاية الأزرق واللون البنفسجي بموجات قصيرة وترددات عالية .

 

وخارج هذه الحزمة ونطاقها نجد ( الغير – مرئيات ) بالعين المجردة ، مثل ما فوق البنفسجية وما تحت الحمراء بترميز (  Ultra - v)  و (Infra - r  ) .

الأبيض حزمة مؤلفة من كل الألوان وخاصة الأساسية:

( الأحمر – الأخضر – الأزرق ) ،

بينما الأسود هو تعريفا ( اللا لون ) أي يمتص كل الألوان المرئية .

 

ومصطلح عنواننا ( ثقافة الأبيض والأسود المعاصرة ) المقصود به تحديدا تلك الثقافة العالمية السائدة والمعاصرة في ظروف عالمنا اليوم هذا ..

وهي بملامح ثقافة عامة وخط عريض وكما يقال ثقافة الجو العام ورياح متغيرات العولمة ، وليس الخاص أو المحدد ، كقولنا ملامح الثقافة الفرنسية اليوم ، أو الثقافة العربية وغيرها .

ومع بداية القرن الحادي والعشرين الحالي منذ عام ( 2000 – 2001 ) ، نلاحظ هبوب رياح ثقافية من كافة الاتجاهات الأربعة في كل العالم ،

وهي ثقافة تميل شكلا على الانفتاح والحرية ولكن مضمونا ( مباشرا أو غير مباشر ) تميل نحو الاستقطاب والتحريض نحو التقوقع في " القرية العالمية الصغيرة "  وكذلك العزلة والانعزالية ( كطريقة للدفاع عن النفس وصد الغزو الثقافي ) وظاهرة انتفاخ أو تورم أو تضخم الذات والأنا واهتمامات تفاصيل فرعية ثانوية واعتبار ( الأنا ) محورا أساسيا سواء الفردية أو الجماعية الصغيرة ..  على مستوى العائلة والطائفة على أسس قبلية وعشائرية وحتى عائلية مجددة وضيقة ، 

 

وبالتالي تنحصر الاهتمامات في التركيز على المحليات والفولكلور والذات ،  وهذا يؤدي إلى الانغلاق وحتى نفي الآخر والآخرين ،  وعدم وضوح الرؤية الاستراتيجية والمستقبلية وتراجع المصلحة العامة والمصالح الحقيقية للمجموع العام أو المجتمع ككل ، حيث العالم والكون لا يسيران وفق الأهواء والعواطف والتمنيات الضيقة ، وإنما وفق قواعد ونظام تاريخي خاص ..  حيث الدنيا تبتسم وتساعد دائما ..  ولكن لمن يرغب ويعمل من أجل البسمة ، تخدم وتعطي وتزرع البسمة ثم تحصدها ،  وتساعد نفسك بالبدء بالمحاولات الحثيثة وتجد الدنيا تساعدك .

والتاريخ أو التأريخ .. هل هو الذي يصنعنا ونحن جالسون ننتظر ( حبة التمر لتقع من الشجرة في أفواهنا ) أو نحن من نصنع أو على الأقل نشارك في صنع وصناعة التاريخ عبر الجد والجدية والإرادة ومن يكتب التاريخ ويؤثر على الأحداث ..

قوة الحضارة أم حضارة القوة الشاملة بكافة مجالات الحياة ( فكرية ، ثقافية ، اقتصادية وغيرها ) ،

 

ونتساءل: 

لماذا هذا الفرز القاطع والبتر والفصل التام ما بين أمور الحياة المتداخلة أصلا ، إما أبيض أو أسود ،

 

علما بأن الطبيعة والحياة ذاتها تعرف ذلك التداخل المتجانس والمتناغم ما بين حلكة وظلام الليل وأشعة ضوء ونور النهار ، واليوم يبدأ من الفجر وشروق الشمس والغسق وظهرا يكون الضوء الكامل ثم المغرب والمغيب تدريجيا ، وليس مثلا في ساعة محددة ، مثلا في الساعة

( 6.32 ) هناك الحد الفاصل القطعي وبمعنى أن ( 6.31 ) ضوء وفجأة ( 6.32 ) حيادي و

( 6.33 ) ظلام اسود حالك دامس ..

وكما يقال فإن جسر الحياة جسر متواصل وبدون انقطاعات فجائية عشوائية .

الأمور سواء الفردية أو الجماعية أو حتى الدولية لا تسير هكذا .. ولكن المشكلة ليست في المعرفة أو عدم المعرفة ، وإنما في ضخ تلك الثقافة السائدة المستندة إلى تفسير أحادى الجانب ما بين الأسود والأبيض وهي ثقافة احتكار الحقيقة المطلقة .

الأبيض للخير ترميزا والأسود للشر ترميزا / اصطلاحيا  ، وما على الإنسان سوى المحاولات اليومية الحثيثة بالسير في طريق الخير ، طريق المحبة والعطاء والخدمة والبناء والكرم والشجاعة والسعي للتطوير والإصلاح وتوسيع حركاته ( في الحركة بركة ) من الحلقات الضيقة إلى الأوسع فالأوسع .

 

والمرونة ليست ميوعة أو مياعة والمنطقة ( الرمادية ) ما بين الأبيض والأسود ليست هدفا ، بالإضافة إلى أنها ليست لا لونا ولا ثقافة ولا فكرا ، ولكن المسألة مرونة وعقلانية مغايرة لثقافة الحسم والقطع والبتر والنفي والإلغاء ومطابقة مع ثقافة العاطفة والعقل والروح وتلبية الاحتياجات ،

 

والمسألة برمتها اليوم ،

هل العالم يسير نحو فكرة المجتمعات والمؤسسات والحق والعدالة والتطوير ، أم نحو العصبية والانعزال والتقوقع ..  وحتى الانقراض !

 

 

Culture Informatics Media Globalism

By: Pierre Hanna Iwaz

 

Syria / Aleppo ,  May 29, 2007‏

 

80
البرتقالي ..  للمرح أم للرعب ؟!

The Blue Orange 2007

By: Eng. Pierre Hanna Iwaz

بقلم: المهندس بيير حنا إيواز
 

اللون البرتقالي .. كان بالأمس القريب ومازال ( حتى إشعار نفسي آخر ) كان بجدارة لونا مقنعا مميزا للفرح والمرح ..  والسعادة    ..  في رحلات الصيف لشواطئ البحار والمشاريب الباردة ..  وحتى ألوان الواقيات الشمسية الملونة بالمسحة البرتقالية.

وفاكهة البرتقالة / البرتقال ..  شكل بيضوي شبه دائري كروي جميل ..  لون اجمل ونكهة عصير بارد منعش حقا.


وأول رائد فضاء في العالم الروسي / السوفياتي قال من الفضاء عن رؤيته للكرة الأرضية:

إنها برتقالة زرقاء !!

 

وقشرة البرتقالة بعض الناس يحولونها إلى " مربة / مرملاد / جام " لذيذة ..

واللون ذاته مأخوذ من لون قشرة فاكهة البرتقالة وليس الليمون أو حتى الموز ..

والمصطلح العالمي هو:

 

اللون البرتقالي .. البرتقالي بدون منازع !

 

اورنج / اورانج / اورنجيفي ..  وهو اقرب الألوان منافسة للون الأحمر الشهير أيضا ..  ولكن لكل اختصاصه الملائم له.. غروب الشمس أو شروقه يكون مائلا إلى الاثنين معا تبعا للظروف المناخية والمناطقية.

 

السيارات العامة عادة برتقالية اللون وبدرجات -  حسب البلد -  برتقالي كاشف / غامق وهكذا .. ربما حسب توفر هذا أو ذاك الطلاء.. والحاجز المروري او اعمدة الحدود الدولية شريطية برتقالي / اسود وبالتوالي .

 

وهناك من يرى في تخصيص " براءة اختراع للون البرتقالي " ..  كما براءة اختراع اللون الأصفر لسيارات الخدمات العامة للتوصيلات في أحياء المدن الكبرى.. في عالم اليوم.

 

Would you give me a cup of natural orange juice , please!

 

 

81
المعلوماتية بين الأقلام والسيوف

بقلم: بيير حنا إيواز - الإعتدال:
زهرة جميلة.. بين القلم والسيف وبالتالي يأتي مصطلح المعلوماتية فن برمجيات وأعقدة وبالتالي منظومات الاتصالاتية والإعلام.. الصحافة، الكتابة، الفكر ومنتديات الانترنيت.. وقاعات المؤتمرات والمؤامرات وأصحاب القرار والنفوذ والسلطة والمال والبترول والذهب.. ولغاية الألعاب النووية الذرية في عالم التطرف والعنف والإرهاب.. والتلوث الفكري والبيئي معاً.. أبواق منتشرة هنا وهناك.. والكل خائفون وبالتالي يخيفون... الخوف والقلق والرعب المتبادل.


ـ ويقول الشاعر قديماً:
السيف أصدق إنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب


ـ وعندما تدوي المدافع.. تسكت وتتكسر الأقلام.. أو القلم في خدمة المعركة.. والقلم قبل ذلك في خدمة الفكر والسؤال ما هو الفكر، وشتان ما بين الفكر وحب المعرفة والتقدم وبالمقابل الفكر التفكيري أو التخويني أو الممتلك للحقيقة المطلقة..


ـ عش يا أخي الكريم ودع الآخرين يعيشون أيضاً.. عش أنت في حقيقتك (المطلقة) في الأرض والسماء وما وراء الكون ودع غيرك يعيش في حريته وكرامته الإنسانية ويمكنك أن لا تتعامل معه.. ولا تأكل معه أو من بين يديه.. وهذا الكوكب الأرضي لك ولغيرك.. والأرض تتسع للجميع والقوة هي قوة الإيمان والفكر والمنجزات والعمل والزرع والسلاح والعصا والزهرة.. ضد الإرهاب والفساد والاستبداد والتلوث!
 

82
ولم يعد السكوت ذهبا



بقلم: بيير حنا إيواز

 ++  لا ندري بالتحديد .. متى كان السكوت ذهبا فعلا .. ربما عندما كانت " الهروب أو الهريبة نصف المرجلة ؟!! " وبالتالي " أنصاف أو أشباه الرجال لا يصنعون شيئا ذي قيمة ملموسة " والمثل الشعبي القائل " يمشي خائفا .. الحيط للحيط ،  ويا دار ما دخلك شر .. ،  وعبارات الصراخ القائلة : اسكت أو اسكتي ..  جاتك الخيبة أو البلى !

 ++  ويعلق أحدهم لوحة حائط مذهبة تقول :  إذا كان الكلام من فضة ،  فالسكوت من ذهب .. اصمت .. اسكت يا ولد.. عندما يحكي الكبار .. يسكت الصغار ولغاية مرحلة الشباب ثم يتهم بالانعزالية والوحدانية ..

++  ولا تتفوه ببنت شفا ..  وثلاثية :  لم أرى ، لم اسمع ، لم أتكلم ..  وماذا يبقى من حواس الإنسان الطبيعية وهي نعمة الله تعالى لبني الإنسان .. وهي إجمالا ( 5-7 ) حواس ، وهي رؤية العين ،  سماع الأذن ،  صوت الكلام واللسان ،  شم الأنف ،  حاسة الجلد في اللمس ، الحاسة السادسة في الحدس والتوقع ،  حاسة توارد الخواطر ،  حاسة الشعور اليقيني .. الهالة " الهولوغرامية المحيطة بالإنسان وخاصة حول الرأس والدماغ "  هالة دائرية بيضوية واسعة أو ضيقة مغلقة أو مفتوحة .. وتفاعلاتها مع الجو / البيئة المحيطة .. من بشر وأفراد وطبيعة وشجر .. وحتى كواكب قد تكون بعيدة أو قريبة مثل القمر ..

 ++  نعم ، يكون السكوت من ذهب وذهب خالص عيار 24 ..  فقط عندما تتعطل لغة الكلام لسبب أو لآخر ، مثلا تحت ضوء القمر في حضن الطبيعة .. وكلام العيون بين العشاق .. وتتعطل لغة الكلام والمفاوضات والحوارات والمباحثات والمناقشات .. عندما فجأة تتكلم المدافع .. ولا صوت في حينه يعلو فوق صوت المدفع بطلقاته المدوية .. ويعم الصمت والسكون لغاية انتهاء الذخيرة .. وآخر ما في الجعبة من رصاص .. وقد يتم نصب خيمة على عجل في ميدان المعارك والحروب .. لإجراء المفاوضات تحت دوي المدافع وهي الجزء " الصلب " بالتوازي مع الديبلوماسية التفاوضية " الناعمة " !! ..

 ++  وقد يقلب أحدهم الطاولة رأسا على عقب بسبب أو هكذا بدون سبب واضح للطرف الآخر .. والتاريخ البشري الطويل مليء بالشواهد .. مثلا ، أثناء مقابلة بطل الشطرنج الأمريكي خصمه السوفيتي / الروسي في بطولة العالم .. شعر بضعف معين وبالتالي قام بالاعتراض على " عدم وصول كرسيه الخاص " أي حاول " قلب الطاولة بطريقة أمريكية " وبطريقة أخرى قام أحدهم وهو في مرحلة الهزيمة أمام خصمه في الشطرنج ، قام بأخذ الرقعة بكلتي يديه وتنزيلها على رأس خصمه ..

 

++  إن القوي والمحق والبطل يكون سكوته من ذهب .. وبطل العالم في الجودو " الحقيقي " لا يستخدم يديه في حل أي خلاف أو نزاع مع شخص عادي .. حيث الثقل الحقيقي يكون محترما وفارسا وشهما .. أما العربة الفارغة فتصدر أصواتا منوعة عالية وهي تسير بدون استقرار ..

 

++  أما الساكتون والصامتون عن الحق والحقيقة والصح والصواب والعدل والعدالة .. فهم أشبه ما يكون " بالشيطان الأخرس " .. والساكت عن الحق والحقيقة لا يكتفي بالسكوت فقط ولكنه يحاول لوي عنق الحقيقة بشتى الصور .. يسكت حيث لا يجب أن يسكت ، ويتكلم كثيرا وفق " ملكي اكثر من الملك ذاته " ..  وسكوته هنا " شيطان اخرس " وكلامه " شيطان ناطق " ناطق رسمي للظلم والقمع والاستبداد "  بل " محامي الدفاع عن الشيطان " مدعيا شتى الذرائع " الكلامولوجيا " التي لا تقنع حتى زوجته أو اقرب الاقربين إليه .

 


83
الإعلام السرياني ملامحه وآفاقه 

بقلم: بيير حنا إيواز


++ كثرت في الآونة الأخيرة مواقع الانترنيت السريانية ومن معظم أرجاء العالم من استراليا إلى الشرق الأوسط وأوروبا وحتى أمريكا اللاتينية .. وتحت تسميات خاصة أو عامة وإقليمية مناطقية وجغرافية والخ  ضمن إطار ( الآرامية ، السريانية ، الآشورية ، الكلدانية أو المسيحية بشكل عام ، أو منوعات عامة وخدمات وفنون وتراث وغير ذلك ) .

 

++ ومع مواقع الانترنيت السريانية ، هناك أيضا المواقع ( غير السريانية ) ولكنها تهتم ( بالسريانيات .. لغة وثقافة أو حضارة وتراثا ومسيحية ) بما في ذلك الموسوعات الكبرى وإصدارات الكتب والمجلات ومواقع ومراجع معلوماتية مختلفة منتشرة في الأديرة والكنائس ومكتباتها ، وكذلك في المتاحف ومراكز الدراسات والأبحاث وحتى الكليات الاختصاصية في اللغات واللسانيات في اكبر واشهر جامعات العالم .. بالأمس كما اليوم اكثر توفرا ودقة .

 

++ ويبقى التساؤل اليوم ونحن في بدايات هذا القرن الحادي والعشرين الجديد ( 2007 ) ، أين هي ملامح الإعلام السرياني الحديث في عصر المعلوماتية المتقدمة وفي مواجهة تحديات العولمة .. وهل هناك ما يسمى بالإعلام السرياني .. وفق مصطلحات ومفاهيم هذا العصر .. بمعنى الإعلام السرياني .. بالمقاربة الشمولية .. الموضوعي الهادف والناقد ، والحر والمستقل ، عبر وسائل الإعلام الحديثة من مقروءة ومسموعة ومرئية متكاملة حيث الانترنيت تشكل جزءا هاما منها ، كما مثلا أهمية ( المحاضرات أو المنتديات واللقاءات والمناقشات الحية المباشرة على واقع الأرض ضمن تفاعلات وتأثيرات تفاعلية تبادلية ..  وفي إطار مفهوم       ( المجتمع المدني ) السرياني .. الحر والمستقل ( نسبيا ) والذي قادر أن يعكس على الأقل الصورة الواسعة والأمور الأساسية ( الجوهرية ) في الثقافة السريانية .

 

++ ويستطيع ( الإعلام السرياني ) أن يلعب ذلك الدور الكبير والمساعد  بالتوازي مع الكنيسة السريانية التي يشهد لها التاريخ والأحداث العالمية الكبرى والظروف الاستثنائية في مراحل تاريخية معينة ، كيف كانت الكنيسة السريانية / كنيسة الإيمان والحضارة  و الكنيسة التي حافظت على اللغة الآرامية السريانية المقدسة والتي تكلم بها السيد المسيح ،  وكانت ذلك الملجأ الأمين لأبنائها .. وحامية التراث السرياني الأصيل من حضارة وبناء وثقافة وتقدم في كافة مجالات الحياة وحضارات العالم .

 

++ الإعلام السرياني اليوم .. وغدا ..  لابد وان يكون منفتحا و شاملا للمجتمع المدني السرياني ( أو المجتمعات المدنية السريانية ) إلى جانب الكنيسة السريانية الأم / في الوطن وفي المشرق عموما ، كما في كنائس ومؤسسات ( الانتشار السرياني ) في كل العالم ..  ضمن توافقية أساسية وطنية ومجتمعاتية ما بين المسيحية والسريانية وتحديات العولمة ..

 

Aramaic-Syriac Informatics Perspectives

By: Pierre Hanna Iwaz

 

May 11, 2007


84
جمالية امرأة من اليسار 2007
بقلم: بيير حنا إيواز
 
++ إنها امرأة جميلة من اليسار الفرنسي .. وقد حصلت ( بزنودها ) على نسبة عالية ( 47 ) بالمئة من الأصوات في الانتخابات 2007 ، مقابل رجل من الشرق الأوروبي وحصوله على نسبة ( 53 ) بالمئة ، وكان الفوز في الرئاسة الفرنسية الجديدة .
 
++ إنها الثقافة الفرنسية .. الإنسانية بكل مبادئها الوطنية العالمية ، وتكفي باريس فخرا بأنها عاصمة الشمس والنور والجمال والأناقة واللباقة .. ولغاية قوة الردع النووية الذرية بعد روسيا وأمريكا مباشرة .
 
++ ونحن هنا أبناء هذا الشرق أو المشرق .. ما زلنا ( في محاصصات ) تارة باللون وتارة بالجلد ثم بالنسب أو التاريخ .. ونحن أبناء آدم وحواء والحضارات .. وربما من سلالة ( حمورابي ) أبو القوانين والشرائع الإنسانية بالطبع ، وليس شريعة ( الغاب ) التي سادت في عصور حتى ما قبل الحجرية .. سواء في الشرق أو الغرب .
 
++ إنها دروس وعبر من الحياة .. إنها قوة الجماليات في الحياة .. وقوة وديموقراطية الألوان في التغيير ضمن إطار وبوتقة الوطن الواحد للجميع ..
وهذا هو سر التقدم !
 
Pierre Hanna Iwaz
May 6 , 2007           

85
نووي إيراني على نفط سعودي
بقلم: بيير حنا إيواز

 

وانتقل العالم من الحطب إلى الفحم ثم كان عصر النفط على كامل مدار القرن العشرين الماضي ، واليوم ( عام 2007 ) يشرف عالمنا المعاصر على مرحلة نضوب النفط كاملا قبيل منتصف هذا القرن الحادي والعشرين الذي نحن اليوم في بدايته.

 

والطاقة النووية الإيرانية المرتقبة اليوم .. عبارة عن فكر وإرادة وقرار ( استباقي ) استراتيجي مميز في هذا الذي يسمى بالشرق الأوسط ، وبالتالي أفول نجم النفط وصعود نجم القدرة النووية سواء في السلم أو الردع أو الأزمات .. وان لزم الأمر ، حتى في الحروب ، بالإضافة إلى اقتصاديات الطاقة النووية من حيث الجودة والأرباح و النظافة .. والاهم من كل شيء : من حيث بناء تلك القاعدة البنيوية العلمية التكنولوجية الصلبة والحقيقية على ارض واقع عالم اليوم والغد.

 

ومن حق كل شعوب العالم امتلاك علوم وتكنولوجيات الطاقة النووية .. والمسألة إرادة وقرار وعمل دؤوب .. وحتى تحدي ضد كل الذين ( قد ) يقفون في وجهها ، وبالتالي تدخل إيران اليوم والغد ( النادي النووي ) العالمي ، سواء مع حتمية أو عدم حتمية التصادم الأمريكي الإيراني . وفي هذا المجال روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفياتي السابق بالأمس ، أي لا مجال للحسابات ( الايديولوجية ) ، وإنما المصالح الاقتصادية .. من الأبواب الواسعة العريضة في ظل تنافس عالمي .. للتحكم بالأسواق والعلاقات الدولية .. والدخول بقوة في التوازنات الدولية القادمة المرتقبة ما بين : أمريكا ، أوروبا ، روسيا ، الهند ، الصين .. وأمريكا بالضرورة والحتمية غير قادرة على قيادة العالم بشكل أحادى ..

 

روسيا اليوم لديها كل التكنولوجيات اللازمة عمليا في النووي ، الفضاء ، الأسلحة المتقدمة ، النفط والغاز والخ ، وبالتالي تتحالف مع إيران ( تكتيكيا واستراتيجيا ) في إنشاء البنية التحتية للطاقة النووية ، وخاصة أن إيران دولة شاسعة واسعة وبإمكانيات كبيرة تؤهلها لاقتناء وتشغيل هذه التكنولوجيات ضمن إطار سيادتها الوطنية وحتى القومية الإيرانية الفارسية .. وتكون أول جمهورية إسلامية نووية في العالم ، وبشكل يختلف عن باكستان النووية الإسلامية أيضا.

 

و لاشك بان السعودية و إيران من أهم و كبرى الدول الإسلامية اليوم .. مع فوارق عديدة بينهما ، من حيث القومية والمذهب الديني ..  ومن حيث التوجهات الحالية والمستقبلية .. و إذا كان من حق السعودية أن تتحالف مع أمريكا ( منذ عقود طويلة ) ، فانه من حق إيران أن تتحالف مع روسيا .. علما بان العلاقات الروسية الإيرانية تستند إلى مصالح ومتطلبات دول الجوار والمصالح المشتركة .. في وصول روسيا إلى المياه الدافئة بالجغرافيا السياسية ..

 

حدائق إيران بالأزهار و الورود والعشب الأخضر هي بتصاميم مميزة تتفوق على كل العالم .. وروسيا المسيحية قد تختلف أو بالأحرى تختلف عن إيران الإسلامية .. ولكن هناك ( عقلية أو ذهنية مشتركة ) فيما بينهما .. قوميا ، جغرافيا .. و روسيا مسيحية / أرثوذكسية شرقية قديمة و أصولية .. أي أصولية شخصية خاصة بها .. لا تنتمي لأية كنيسة عالمية سوى للكنيسة الروسية القديمة ، كذلك للإسلام الإيراني خصوصيته أيضا .. وهذه مسألة تقارب مع روسيا.

 

إيران اليوم ( 75 مليون نسمة ) و تطل أو تشرف على كامل الشرق الأوسط .. وفي المقابل السعودية مع بلاد الشام والرافدين ( 100 مليون نسمة ) ، ولها مكانتها المميزة في العالمين العربي و الإسلامي . ومن الواضح بان هناك صراعا ( تارة معلنا وتارة مخفيا باطنيا ) ما بين إيران والسعودية ( الجزيرة العربية ) على النفوذ في بلاد الشام والرافدين .. في ظل متغيرات عالمية كبرى .. من ( دبي ) الإمارات باتجاه الشرق العميق .. نحو الهند والصين ..

 

الاحتياطي النفطي السعودي الإجمالي يبلغ حدود ( 330 ) مليار برميل نفط خام ، الكويتي ( 110 ) والعراقي ( 220 ) وهذه أرقام ( مبدئية ) لسنا بصدد نقاشها هنا ، ومقابل هذه الأرقام ( للبترو دولارات ) الفلكية ، نجد إيران ، وبالرغم من غناها بالنفط والغاز بمستوى جيرانها العرب ، إلا أن قرارها  في تنويع مصادر الطاقة ، ربما تصدير نفطها  و غازها باتجاه الشرق ، وتوليد النووي البديل لديها وفق حسابات ( بيع و شراء وبورصة .. و تفعيل دورها في التوازنات العالمية الحالية والقادمة المرتقبة .. لعالم متعدد الأقطاب وهذه هي حتمية تاريخية أصبحت ناضجة .

 

ومقارنة بسيطة توضيحية ما بين ( النووي الإيراني والنفط السعودي ):

330 مليار برميل نفط ( على مدى 40 عاما قادما ، حيث يصل عدد سكان العالم إلى 13 مليار نسمة ) وبسعر البرميل ( 60 دولار الآن ، ربما 100 غدا !! ) ، أي ( 300 ) مليار برميل ضرب ( 100 ) دولار للبرميل والجواب ( 30 ) تريليون دولار ، أي بمعدل ( 500 ) مليار دولار سنويا .. إنتاجا وتصديرا وبترو دولارات .. وربما أسلحة أو مطارات وأبراج .. بقياسات دخول موسوعة ( غينيس ) .. أو خطب ( ود ) أمريكا !!

 

في المقابل كيلو غرامات من الوقود النووي .. يورانيوم و بلوتونيوم .. تخصيب يورانيوم ، أجهزة طرد مركزي .. عشرات المحطات الذرية لإنتاج الكهرباء .. ربما بكلفة منافسة والبيع في أسواق الشرق الأوسط .. عشرات من المفاعلات النووية ..  كل مفاعل 800 ميغا واط  قوة استطاعة ، أي 4-5 محطات و كل محطة بـ 10 مفاعلات ، أي 50 مفاعلا نوويا ضرب 1000 ميغا واط للمفاعل الواحد والجواب ( 50 ) ألف ميغا واط / استطاعة كهربائية .. تغذي إيران والشرق الأوسط عبر خطوط نقل توتر عال جدا ..

 

وباختصار الدخول في عالم ( التقدم ) وبنفس الوقت الحفاظ على الهوية الذاتية القومية والدينية .. ويمكن للنفط أن يلعب دورا متقدما ، والنووي متخلفا ..  تبعا للإرادة والقرار والأهداف .. والغايات السامية النبيلة ..  وبالضرورة أيضا بالوسائل النبيلة .. لكي تتشكل قوة حضارة أولا ..  ثم بعد ذلك بالاستناد إلى حضارة القوة .. للدفاع عن الذات والمصالح المشروعة و كامل الحضارة الإنسانية الكاملة المتكاملة ..  ومن هنا حتى لا نتساءل و حتى لا يتساءل المجتمع الدولي ، هل النفط نعمة أم نقمة ، و هل النووي للسلم أم للردع أو التهديد أو الحرب .. 

 Pierre Hanna Iwaz

3 / 5 / 2007


86
المنبر الحر / التفاؤل الحذر
« في: 18:52 24/04/2007  »
التفاؤل الحذر

 
بقلم: بيير حنا إيواز


ـ ما يسمى بالشرق الأوسط اليوم.. سواء الموسع أو الممدد أو الواسع أو المتقلص وربما المنكمش من شدة (البرودة) وتوترات الأعصاب.. هذا الشرق الأوسط اليوم ينبض كما نبضات قلب رجل مريض ينبض بالتفاؤل القمعي الاستبدادي.. ولكنه بالكثير من الحذر والانتباه والحرص الشديد على محافظة ما هو قائم في اليد نظراً للروح التشاؤمية الشديدة التي تتلخص في فقدان كل ما في اليد وكما يقال (صفينا على الحديدة)!! وليس كما يقول الإخوة المصدومون (الحمد للـه) الأمور جيدة.. والأشياء معدن! وذلك في أوقات الفقر المدقع حيث الرجل الذي كان يملك (سريراً حديدياً بالنوابض- الزمبرك) كان يعتبر أن أحواله (عال العال)!


ـ اليوم الشرق الأوسط أصبح في كل برامج تلفزيونات العالم بجميع مستوياته (الأول المتقدم والثاني الصناعي والثالث النائم والرابع المغمى عليه.. بانتظار فرج إنعاشه في غرفة اللاعناية المشددة.. وكما قال مسؤول شرقي أوسطي: ليمت وواحد ناقص.


ـ الآخرون من خارج الشرق الأوسط متفرجون يشربون (البيرة) ويشاهدون الأحداث على شاشات تلفزيوناتهم ويقولون: الحمد للـه نحن نفدنا بجلدنا في الوقت المناسب.. حظنا جيد واللـه كان معنا أما الباقون والقاعدون والضاربون بجذورهم في الشرق الأوسط.. فليس بهم سوى فرج اللـه تعالى ونعمته ورحمته بينما خبراء الشرق الأوسط كما مستشرقوا القرون الوسطى يجلسون في الطابق (235) في برج نيويورك حول طاولة وخريطة وقلم ومسطرة.. لتحريك البيادق البشرية!!
 

87
أربعة في أربعة ما شاء الله

بقلم: بيير حنا إيواز

الخرزة الزرقاء يقولون عنها بأنها تبعد عيون الحاسدين وتأثيراتها السلبية ويقولون عن إصابة أو إصابات العين التي تنطلق منها إشعاعات معينة نحو الهدف وتصيبه بالدمار والتحطيم .. وفلان مسكين صابوه بالعين .

وقديما عندما كان الإنسان يبلغ الأربعين كان الاعتقاد بان هذا الرقم ( 40 ) هو نهاية المطاف وأثناء العد  والحساب كانوا يقولون  واحد  اثنان  ثلاثة  وعند الوصول إلى ( 40 ) يطلقون تسمية الموت على تلك الحالة ،  وربما من هنا عادة أو تقليد ( الأربعينية ) لدى معظم شعوب العالم وأربعون يوما كاف لتخطي مرحلة ما والبدء بمرحلة جديدة .

والرقم أربعة يعني التكامل واللفظة أربعة ،  ربع ،  ربيع ،  مربع  تدل على البيت والسكن والناس والحياة وبالتالي أربعة في أربعة يعني مربعا ضلعه بطول ( 4 )  من كل الجهات الأربع أي غرفة بمساحة ( 16 ) متر مربع وهي نموذجية تماما وخاصة في ظروف عصرنا الحالي . وأحيانا إتقان عمل ما بدقة متناهية يعني ( التربيع ) أي أربعة في أربعة محاطة من كل الجهات وسلام مربع للجدعان !

وعين الحسود أو الحاسد تبلى بالعمى وكذلك الحسود لا يسود ومن راقب الناس ( ربما حسدا ) مات هما ،  وصحيح بان مراقبة الناس تعني إهمال العمل المفيد وبالتالي التراجع في الحياة والموت هما وغما وحسدا وحتى طمعا .
ولإبعاد عين الحسد هناك من يعتقد بصب مادة الرصاص بقطعة صغيرة وهذا يعود إلى أن مادة الرصاص من عمر قديم جدا ( ملايين السنين )  وبالتالي تختزن ذاكرة ماضوية تاريخية تراكمية وكأنها تختزل في جزيئياتها الكون ذاته . والرصاص أصله اليورانيوم المشع الذي يتحول إلى رصاص ( خامد ) بدون أية إشعاعات  ولكن بعد آلاف ومئات آلاف السنين  ،    ومن هنا خطورة التلوث بإشعاعات اليورانيوم ،  بينما الرصاص هو يورانيوم ميت منذ أمد بعيد جدا .
واليوم فلان لديه فيللا جميلة وأمامها سيارة ( كذا ) وفي يده ( أصغر ) جهاز خليوي وفي يده الأخرى ( أصغر ) كمبيوتر محمول نقال وشعره أشقر أو أسود  وعيون زرقاء أو عسلية .. وشهادات عالية ..  وقولوا جميعا أربعة في أربعة ..  ما شاء الله .

88
شميرام الملكة جمالية الأرض والسماء
بقلم: بيير حنا إيواز

 ملكة الشرق القديم كله ..  ملكة آشورية قوية وشجاعة ،  وهي قد انطلقت من سوريا / بلاد آرام حاملة اسمها الأصيل الآرامي ( شمو رامو ) أي الاسم الرفيع العالي ..  الاسم السامي / شمو ، شيم / من الأرض / أرعو ..  نحو أعالي السماء / شمايو..

 قامت الملكة شميرام بتوحيد بلاد بابل وآشور ..  وقادت الجيوش في كل الاتجاهات شمالا وشرقا في بلاد آسيا الشاسعة الواسعة ،  ووصلت حتى تخوم أرمينيا شمالا في وادي جبال ( آرارات ) والتقت بملك أرمينيا آنذاك ( آرا ) الجميل الوسيم ..

شميرام /  Shamiram ( سميراميس / Semiramis  ) ما قبل الميلاد بحوالي ( 8 ) قرون ، حيث قامت ببناء ( حدائق بابل المعلقة ) التي تعتبر من إحدى عجائب الدنيا السبعة.. ، ذاع صيتها في أقاصي الشرق والغرب على السواء وتحدث عنها الكثيرون من المؤرخين والعلماء والبحاثة .. ولها مكانتها الرفيعة في الأدبيات العالمية.

 إنها ترمز إلى قوة الحضارة وحضارة القوة .. تجمع تناغم الماديات والروحانيات ما بين الأرض والسماء في تمازج حضاري رائع بجمالية وقوة الحياة والإرادة .. والعنفوان والبناء والعمران .

شميرام الملكة الآشورية الأصيلة من عمق هذا الشرق ..  قادت جيوش الإمبراطوريتين العظميين الآشورية البابلية وذلك قبيل عهد الملك ( نبوخذ نصر ).

إنها رمز الجمالية والشهرة والقوة والشجاعة .. وإرادة الحياة ، كما عشتار وأورنينا .. في حضارات شرقنا الحضاري القديم .[/b][/font][/size]


89
حكاية أرمنية سريانية حزينة 2007
بقلم: بيير حنا إيواز

++  حكايتان من تركيا اليوم ونحن في بداية هذا العام 2007 :

الأولى:

حادثة مؤسفة أليمة بالاغتيال الآثم والجبان للصحفي الأرمني ( هرانت دينك ) في قلب استانبول ..

والثانية:

حكاية ذات مغزى عميق في رفض سرياني غيور تلبية دعوة حضور حفلة شعبية في أحد الأرياف التركية.. حيث عريف الحفلة ( وهو صديق شخصي للسرياني المذكور ) كان قد أعلن بأن الدعوة موجهة ( لاخوته وأشقائه ) المسلمين .. متناسيا ( كالعادة مع الكثيرين ) أن من أقرب أصدقائه هناك أيضا مسيحي وسرياني من المواطنية التركية.

 

++ أما الأراضي التركية اليوم .. فهي تتكلم بالمسيحية .. الأولى.. منذ أكثر من ألفي عام..  والانطلاقة والإشعاع لكل العالم ، وبالتالي نتساءل:

لماذا إغتيال الصحفي و الكاتب المواطن التركي الأرمني الأصل والمسيحي الإيمان .. وذلك ( نهارا جهارا ) أمام مكتبه المتواضع في وسط أزقة استانبول ذات ( عشرات الملايين نسمة وبأغلبية إسلامية واضحة تماما لكل العالم ) ؟!!

 

++ المسيحيون اليوم في تركيا لا يشكلون سوى بضعة آلاف من الأفراد / حيث عدد الكنائس والأديرة والمعالم المسيحية أكثر عددا ..  في مجتمع تركيا اليوم ( 75 مليون نسمة ) ، ومن الأجدر والأجدى والمنطق والحضارة والإنسانية ( الحفاظ وحماية الأقلية المسيحية في : بؤبؤ أو رمش العين تماما ..  وليس بالنفي أو الإلغاء أو القمع .. أو الاغتيال ؟!!

فهل هؤلاء يشكلون تهديدا ( للأمن القومي التركي أو الإسلامي ) ؟!!

أم أنهم في واقع الأمر ثروة نادرة وقيمة على الجبين التركي والمشرقي بشكل عام !

 

++  وللحقيقة فلقد رأينا على شاشات التلفزة التركية ..  بعد الاغتيال مباشرة تلك الحشود الجماهيرية الكبيرة العفوية ..  وهي تجوب شوارع استانبول وتهتف تضامنا: ( كلنا أرمن ! ) ، مستنكرين بشدة الاغتيال الآثم بحق صحفي ارمني حر.. وأن الاغتيال موجه ضد المجتمع ككل .

 

++  وكذلك عريف تلك الحفلة الموسيقية وخلالها لاحظ عدم حضور صديقه / السرياني المسيحي المقرب إليه واستغرب .. ولكنه تدارك بسرعة وتفهم السبب .. واعتذر بشجاعة أمام الحضور علنا وأضاف :

نحن كلنا اخوة .. مسلمون ومسيحيون في هذا البلد .. والأرض الطيبة المباركة.   [/b] [/font] [/size]



90
طوبى للمستضعفين والمقاومين في الأرض
بقلم: بيير حنا إيواز

 

++  طوبى للمستضعفين بالأرض لأنهم يرثون الأرض وملكوت السموات معا ،

 و طوبى للذين يملكون روح المقاومة في عروقهم لان لهم الملكوت والأرض معا .

 

++  ولقد كان السيد المسيح أول من وقف إلى صف المستضعفين في الأرض ضد قوى الاستكبار والعجرفة وضد أولئك ( الصيارفة والسماسرة والمرابين ) الذين دنسوا قداسة معابد الله ، وبالتالي لم ( يتحاور ) السيد المسيح معهم ، بل امسك بعصا وسوط وضربهم ( يسرة ويمنة ) .. وطردهم خارج قدسية المكان والزمان .

 

++  طوبى لكم أيها المقاومون ضد الظلم ( الظلم ظلمات / الأول مفرد مبتدأ والثاني جمع خبر )  ، ضد الاحتلال ،  ضد الغدر والعدوان ، وضد الطامعين والجشعين .. زبانية الشيطان في هذا العالم .

 

++  طوبى للفقراء والجياع والمستضعفين والمظلومين في الأرض ، طوبى لحاملي النور .. والمثقفين والمفكرين وزارعي الأرض والسنابل وصانعي الطريق والأمل  ..

 

++  طوبى لذلك الإنسان المجاهد والمناضل وهو يحاول إنارة الطريق .. يعمل بما تملك يداه وعقله ضد الاستغلال والعبودية والعنصرية المقيتة .. ضد ( نخبة الظالمين والظلاميين ) التي تتحالف حتى مع الشيطان ذاته إرضاء لشهوة أو لكرسي أو مال أو .. سلطان و غير ذلك ، وبالتالي هم اصل البلاء في خراب العمران  وحتى سقوط البلدان .. والإمبراطوريات.. ، كما انه حيث يسود الظلم يسود التطرف والاستبداد والفساد والعنف والخراب والإرهاب ..

 

++  طوبى لشعوب الأرض الحرة المناضلة في سبيل الحق والعدالة والحرية ..

طوبى للشعوب السعيدة على الأقل بالحد الأدنى من المعايير المدنية والحضارية الإنسانية .. عبر عصور ومراحل التاريخ ..  ضد الظلم والعدوان في كل زمان و مكان.    [/b] [/font] [/size]


91
لبنان بين الخصخصة والمديونية والتهجير
بقلم: بيير حنا إيواز

 

لا شك بأن لبنان هو ذلك البلد / الوطن الجميل لجميع أبنائه ..  والشقيق لبلادنا الحبيبة سورية ، وبالتالي لبنان دولة وواحة جميلة في هذا ( الشرق الأوسط المضطرب من سيناء ودارفور إلى استانبول وبغداد .. ) واكثر من ذلك رسالة حضارية محلية وإقليمية وعالمية .

 

لبنان اليوم ما بين ( الاقتصاد والسياسة ) ، يسار يمين ، خاص عام ، حكومة ومعارضة ، زائد أخو الناقص .. هل نبيع الخليوي أم نبيع الكهرباء .. وإذا كانت الكهرباء ( بالضرورة لكل بيت / شقة سكن ) ، فان الخليوي لكل ( شخص / فرد حر ومستقل ) والخ.

 

اليوم عام ( 2007 ) نجد ( باريس 3 ) ( وكما يقولون : التالتة ثابتة / ما في غيرها بقا ) ، وهناك قوى / أجهزة ( طرد مركزي ) ليس لتخصيب اليورانيوم .. وإنما لتهجير ( المسيحي تحديدا وبالحسنى حاليا تحت ظروف القلق والخوف ..  سواء كان مع الخصخصة أو التأميم !! ) من لبنان أولا ..  ثم .. البقية تأتي لاحقا !! وبعد ذلك / بعد ( خراب بصرة )..  ( العيش المشترك والتوزيع العادل ) .. ضمن إطار الفولكلور الشعبي التراثي .. من الماضي !!

 

قبل عقود كانت بيروت ذلك ( الملاذ الآمن ) الضروري ( لغير اللبنانيين قبل اللبنانيين ) وكانت ذلك ( الأمل ) الجميل والضمان لكل من يدخل أو يلتجئ إليها .. و كان الشعراء و الأدباء والسياسيون .. يجدون ( الحضن الدافئ ) و يجدون شعاع الأمل ماديا وفكريا وغير ذلك . وكانت بيروت مركزا متقدما للخدمات البنكية والمصارف والمعاملات والالتقاء بالغرب حضاريا وثقافيا .. ولبنان الأخضر السياحي الخدماتي .. وسميت ( بسويسرا ) الشرق ، وهذا فخر وامتياز للبنان وأبنائه من مختلف التوجهات حيث التعددية المتجانسة في العيش المشترك ( عش واترك الآخر أو غيرك أو شقيقك أيضا يعيش ) .

 

اليوم ونحن في عام ( 2007 ) وليس كما كان في عام ( 1950 ) ، أي هناك فاصل زمني بحوالي ( نصف ) قرن .. وها هي مدينة ( دبي ) في الساحل الشرقي للجزيرة العربية / الإمارات تأخذ / تخطف ( مكانة ) بيروت السابقة ، وها هو لبنان اليوم بعدد سكانه ( المتناقص ) بسبب الهجرة والتهجير لا يزيد عن ( 4 – 5 ) مليون نسمة ضمن دولة مؤسسات و بنى تحتية معينة من حيث الإنتاج والإدارة والخدمات وغير ذلك .

 

الديون تبلغ ( 40 - 50 ) مليار دولار ، ولنقل ( 50 ) مليار ( 9 أصفار )  على سكان لبنان ( 5 ) مليون ( 6 أصفار )  والجواب ( 10 ) آلاف دولار ..  مبلغ مديونية كل فرد -  مواطن لبناني ( صغيرا ، فقيرا ، غنيا والخ ) ، وهذا دين كبير ، يولد الطفل اليوم وعلى كتفه ثقل دين شخصي عليه ( 10 ) آلاف دولار وهذا مبلغ ( محبط ) منذ الولادة .. مع الاعتراف بحيوية وشطارة و حب عمل الفرد اللبناني .. في ارتياد أقاصي الأرض والتأقلم ..

 

و مربط الفرس أو بيت القصيد هنا :

إن أية دولة مشابهة للبنان اليوم ، لا بد وأن تتمسك بقوة بمؤسساتها وبناها التحتية .. وليس خوض مغامرات ( الخصخصة ) بمعنى بيع القطاع العام ( أملاك الدولة والشعب ) أو طرح المؤسسات للبيع بالمزاد العلني المحلي أو الإقليمي أو العالمي .. حيث ترتفع ضرائب الدولة ( للتعويض ) .. ويتحول لبنان ( لا قدر الله ) يتحول إلى مجرد فولكلور !!   [/b] [/font] [/size]

92
وعلى الولايات المتحدة الأمريكية
[/color]
بقلم: بيير حنا إيواز


إنهم أولئك السذج والذين يستسهلون كل شيء في هذه الحياة ( الدنيوية والدينية والأخلاقية والروحية وسواء في السلم أو الحرب أو حتى الكوارث الطبيعية والخ ) ، عندما يجلسون تحت شجرة التمر ويفتحون أفواههم لتلقف حبة التمر الساقطة بفعل النضوج الزائد و قوة الجاذبية الأرضية .. ولا يعترفون بشيء اسمه ( الفلسفة ) بمعنى فلسفة الحياة والطبيعة والعلوم والفكر وذلك بعيدا عن روح مقولة / نصيحة السيد المسيح : وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.

 

أمريكا وهي الولايات المتحدة الأمريكية هي التي انتصرت على النازية الهتلرية الألمانية العنصرية والفاشية الإيطالية والعسكريتاريا اليابانية المتهورة .. انتصرت بالتعاون والمشاركة الفعالة مع ( زميلها وخصمها وندها ) الاتحاد السوفياتي عبر رؤية حياتية حضارية موحدة .. وفي نهاية الأمر كانت الايديولوجيا السوفياتية الروسية جزءا لا يتجزأ من الايديولوجيا الحضارية العالمية .. والدليل على ذلك أن كلاهما قد حققا منجزات عالمية إنسانية كبرى من ارتياد للفضاء واقتحام أسرار الذرة سواء تحت العلم الأحمر أو الأزرق أو اللون الرمادي وغير ذلك ، بينما ( النائمون والذين بدون أي لون أو طعم أو رائحة ) جلسوا طوال ( القرن 20 ) ينتقدون ويفضلون العطر الباريسي على البارودة الروسية و..

 

 وحتى في هذه الأيام العصيبة ظهر أحد المحللين الاستراتيجيين ليقول : وعلى إيران أن ترفض امتلاك التكنولوجيا النووية !! وقال آخر: هيه .. قنبلة نووية بتكنولوجيا روسية ! ، ونحن لا نرضى / لا نبغي ..  سوى بالتكنولوجيا الفرنسية عفوا الأمريكية ! مع ريبانة سويسرية 5 نجوم !

ويمكن للباحث حتى السطحي أن يشتم في ( الشرق الأوسط ) تلك الروح الاستعلائية الإحباطية الفارغة .. وكأن المسألة ( شجار في الحارة ) .. وينبري ( أحدهم ) ليقول ( وهو ربما قد حشش مسبقا للظهور في الفضائية العالمية ) ، أن على الولايات المتحدة أن تقصف موسكو بالنووي وأن ( عليها ) أن تنسحب من ( نيويورك ) وعليها التضحية ببرجين في شيكاغو لتلقي الضربة كما كان الأمر لبرجي مانهاتن نيويورك ( من ضربك على خدك الأيسر ، فدر له الأيمن ) ، وفي المباريات لن نشارك وسنختطف الكأس للبطولة ..  وعلى أمريكا أن تكون ( عادلة وفق ( دستور ) ( قمرستان المريخية ) !! ..

 والخلاصة وكأن أمريكا ( بولاياتها الخمسين أو أكثر ) من أحد خصيان البلاط لديهم !       و أن حركات التحرر العالمية ( لعبة ) في أيديهم تبعا لخيالاتهم . . ويضعون ( خرائط طرق ) للجميع باستثناء انفسهم .. What USA should & shouldn’t ?! .

وإذا شعرت بالألم أو الضيق أو القلق .. فعليك ( بالأخضر الشافي ) ، أي يجب عليك ومفروض ومطلوب ومجبر ومقدر  ..  you must , they should                       

ونقول لهم: وعليكم أيضا أن تستحوا قليلا ! !   أليس كذلك  ، يا رعاك الله .[/b][/font][/size]

93
ثلاثة تهديدات عالمية كبرى اليوم
[/color]
بقلم: بيير حنا إيواز

 

أولا: الإرهاب المنظم

ثانيا: التكنولوجيا النووية

ثالثا: التلوث البيئي

 

ويتم الحديث عن هذا الموضوع في بعض وسائل الإعلام الكبرى تحت بند / منوعات ومتفرقات أو حتى في برامج ( طرائف من العالم ) أو ( من هنا وهناك ) وغير ذلك !!

 

ويستمد الإرهاب العالمي المنظم اليوم جذوره من التطرف الفكري / الفلسفي المعاصر ، وهو التطرف الذي يجد ( حاضنات دافئة ) من حيث الدعم والتحريض والتمويل .. واللوجيستيك بتأمين البنى التحتية اللازمة لاستمراره وتنظيم وانتشار الإرهاب عالميا من استراليا إلى تركيا وباريس ولغاية نيويورك والأرجنتين وغيرها .

 

التكنولوجيات النووية الذرية .. قد دخلت المرحلة ( النظامية الأكاديمية ) منذ أواسط القرن ( 20 )  الماضي ، وتعتبر الطاقة الذرية / القوة النووية هي الوحيدة من بين ( الثلاثة ) أعلاه والتي تحتمل ( الخير والشر ) تبعا للقرار الإنساني المستند إلى الفكر والفلسفة الإنسانية و مدى القدرات العقلية المنطقية والإمكانيات المادية في استخدام الطاقة النووية للأغراض المدنية السلمية في أمور التنمية والكهرباء .. وحتى توازن القوى والردع..  ضمن أطر وشروط محددة ومعينة بدقة .

 

التلوث البيئي ناجم عن توسع الصناعات وزيادة معايير وأشكال الكماليات والرفاهية لدى الإنسان المعاصر المشبع بالفكر الاستهلاكي ، وبالتالي المحاصر بجشع و أطماع ( التجارة العالمية ) العشوائية ( مثل البازار ) بدون تخطيط أو فرملة ، وبالتالي ينتشر التلوث البيئي بدون ( ضوابط ) ولغاية أن تقوم ( الطبيعة ) بالرد المناسب والحتمي عبر زلازل أو برودة فائقة أو ذوبان الجليد ..

 

أما الحل لمجابهة التهديدات الثلاثة معا .. فإنه يكمن ببساطة في الفكر والنظام ..  في ظل ورعاية قوة الإرادة الإنسانية الخيرة والحرة . [/b] [/font] [/size]

94
برديصان السرياني .. ابن الرها والفرات
[/color]
بقلم: بيير حنا إيواز / سوريا

 

++  برديصان (( Bar Daisan  :

 آرامي سرياني رهاوي من أورفا الرها / اورهوي إديسا ( Edessa ) ، وكان عالما فلكيا بارزا ومفكرا وفيلسوفا في عصره ( في القرنين 2 – 3 ميلادي ) ، وكان اديبا وشاعرا وكاتبا مؤلفا معروفا على نطاق واسع ، له الكثير من المؤلفات والكتب والاناشيد والتراتيل والموسيقى، بالاضافة إلى الرؤى الفكرية والفلسفية والمعرفية المميزة له .. ولتيارات عصره وحضارات وثقافات منطقته.

 

++  ولد برديصان في مدينة الرها / إديسا في 11 تموز عام 154 ( 164 ؟ ) وتوفي عام ( 222 ) على الأغلب في إديسا وهو في سن 68 عام ، وذلك بعد أن كان قد التجأ إلى أرمينيا قبلا . ويتداخل تاريخ برديصان ( القرن 2 – 3  م ) مع تاريخ القديس مار أفرام السرياني ( القرن 4 م ) عبر تقاطع الفترتين في أوج عصر بروز الأدب السرياني ( كهمزة وصل وتواصل / بين القرنين 3 – 4 م ) .

 

++  وتسمية برديصان تعني بالسريانية ( ابن / بار ، النهر/ ديصان ) أي انه سرياني رهاوي .. ابن النهر العظيم الفرات .. المتدفقة مياهه بغزارة من شمال الرها إلى بلاد الشام وأشور وبابل جنوبا .. وكأن برديصان ( اسم جغرافي ) موحد .. بحيث جمع برديصان ومزج علومه الفلكية البابلية مع ثوابت الايمان المسيحي والعقائد المذهبية والمعارف الهندية والفارسية والشرقية .. مع طول واستمرارية تدفق ومسار نهر الفرات العظيم.. ومن هنا رؤيته ومقارباته الخاصة ( فلسفة أو مذهب المعرفة – الروحية التصوفية .. الارتقائية / الادراكية  Gnosticism / Know / knowledge ) في الفكر والفلسفة والمعرفة وشمولياتها.. ، مثلا طريقة المعرفة بالتحليلية والتركيبية .. وثنائيات ( النور والظلام ) ، ( الروح والجسد ) ، ( المادة والطاقة ) ثم التطور الحضاري العالمي لغاية النهضة العلمية والثورات العلمية التكنولوجية والمعرفة الحسية المادية والطرق والتجارب الفيزيائية الميكانيكية ..  وغير ذلك إلى ايامنا هذه في القرن الحادي والعشرين .

 

++  واذا اخذنا بعين الاعتبار حياة برديصان في القرنين ( الثاني والثالث ) الميلادي ، نجده من اوائل السريان في العلوم والفلسفة والكتابة والشعر في الرها المسيحية ، رها الكنيسة السريانية المقدسة والايمان المسيحي القويم منذ بدايات المسيحية الاولى عبر بلاد الشام شرقا وغربا .. إلى كل العالم ، الرها الواقعة ما بين الشرق ( بلاد فارس والهند ) والغرب الاغريقي اليوناني الروماني والشمال الروسي السلافياني.. ، ومن هنا كان برديصان تعبيرا وانعكاسا للبيئة والصراعات / الانشقاقات المذهبية المحيطة ( اليعاقبة غربا والنساطرة شرقا ) والكونية..( الارثوذكسية / الشرقية الانطاكية اليونانية والكاثوليكية الرومانية ثم البروتستانتية الانجيلية ) ..  وبالتالي كان برديصان في عصره نتاجا ومعبرا عن واقع  ظاهرة تفاعلات تبادلية عميقة ما بين الديانة المسيحية الجديدة من ناحية والتعاليم اليونانية ( الفيثاغورسية ) والعلوم البابلية الفلكية من ناحية اخرى .. مما دفع برديصان إلى التعمق والاجتهاد .. فلسفيا ومعرفيا .. واهتم بنظريات كونية ومقاربات فلسفية في ( القدر والحياة والموت وصراع الخير والشر ) وكتب عنها وعن قوانين وشرائع البلدان .. واصبح الطريق ممهدا لظهور تلك النخبة من المفكرين واللاهوتيين والعلماء السريان مع توسع ( الوان ومعارف ) الادب السرياني وتعدد مجالاته وآفاقه وغناه .. على ارض الرها ونهر الرها .. ادبا آراميا سريانيا رهاويا مسيحيا .. مشعا بنوره وعراقته وعالميته لكل العالم.

 

++  برديصان كان متأثرا بحضارات شرقي وغربي الرها .. من بابلية وفارسية وهندية وبنظريات إغريقية الاصل .. وقد كتب الكثير عن الهند ومعارفها وكذلك كتب عن تاريخ ملوك الأرمن ، وعاصر ملك الرها / إديسا ( ابجر بار معنو الذي حكم 202 – 217 ) والذي كان رفيق صباه في التعليم  ، وقد كتب ( معنو ) تحت اسم ( كتاب الأسرار ) حيث في احد فصوله يتحدث بالكامل عن برديصان. وكذلك ابن النديم المؤلف الإسلامي في القرن ( 10 ) قد ذكر برديصان في موسوعته . وكتب عن برديصان ايضا العالم السوري ( بورفيري ) .

 

++  وهكذا وبالرغم من ان برديصان كان كاتبا ومؤلفا غزير الانتاج ، إلا ان معظم نتاجاته وابداعاته قد ضاعت .. وخاصة ضاعت كل نتاجاته المبكرة .. وهذه تعتبر خسارة تراثية للمكتبة الرهاوية السريانية .. والعالمية ايضا .  [/b] [/font] [/size]

95
بطرسبورغ المسيحية لينينغراد المقاومة
[/color]
بقلم: بيير حنا إيواز / سوريا

 

إنها مدينة ( بطرس الأكبر ) الروسية ، بطرسبورغ الشهيرة ( Petersburg ) ، وهي مدينة  مسيحية بامتياز ، وجولة سريعة فيها وبأريافها تدل على العظمة المعمارية للكنائس والكاتدرائيات الضخمة المرصعة بقبات وصلبان مذهبة .. ناهيك عن التقاليد والأعراف المسيحية في مجالي ( الدين والدنيا ) والتي تستند إلى التراث ( السلافياني ) الروسي الأرثوذكسي المميز .

 

وتتميز مدينة ( بطرسبورغ ) بمسيحيتها الشرقية الأصيلة تماما .. مع تمسك رائع بكل الروائع والنتاجات الإبداعية العالمية من كل الجهات .. وبالتالي فقد يكون الإنسان طالبا جامعيا يعيش في منطقة تسمى : الرجولة ( Mujestvo ) وفي حي الانتفاضة ( Vostaniye ) ، و ما بين سكنه وجامعته يكون هناك مركز دراسات وأبحاث علمية ( ذرية ، نووية ، ليزرية ) وتلك الرصانة و مظاهر القوة من نوع إضفاء الثقة والفخر والاعتزاز .

 

وفي عز أيام العصر السوفياتي في لينينغراد / بطرسبورغ ، بتروغراد .. كان المجتمع المدني بكل فئاته يستقبل أعياد الميلاد المجيد والقيامة المظفرة وذلك ما بين كاتدرائية روسية سلافيانية شرقية وكنيسة تالية مجاورة بروتستانتية إنجيلية ، معمدانية ( بابتيست ) وذلك بالتراتيل والترانيم والموسيقى الروسية والشرقية والعالمية ,, بعيدا عن التقوقع أو الانعزال أو سلوكيات ساذجة فوضوية . . وحتى بمشاركة الفرسان الخيالة بملابس وزي خاص من الجهات الحكومية والرسمية .

 

وفي الأعياد يقولون ( Khristos Voskress ) أي المسيح قام حقا قام ، والروس يمزجون الاحتفال الديني مع الاحتفالات الوطنية والقومية الروسية مع العقيدة المسيحية بصفائها وقوتها وإيمانها بالتفاؤل والحق والنصر .. والعدالة لجميع البشر على كوكب الأرض ، وبالتالي تسمى الساحات الكبرى في بطرسبورغ بتسميات مثل ساحات النصر والرجولة والأحياء بالمقاومة ومناهضة الاحتلال أو صد الغزوات أو العدوان الخارجي .. والدفاع عن الوطن الأم والإيمان المسيحي أو الفكر الإنساني والتراث الحضاري العالمي .

 

في بطرسبورغ تجد متحف ( الارميتاج ) ( Ermitage ) الشهير عالميا ، كما مرتبة ( اللوفر ) بباريس ، وتجد مسرح الباليه والأوبرا .. وذلك الفن الإنساني الراقي الذي يدعو أو يهدف إلى الخير ، العمل ، الحوار ، السلام ، البناء .. وتنتشر في أحياء المدينة جسور منها معلقة تربط ما بين أجزاء وجزر المدينة . وفي الليالي البيضاء تطلق السفن السياحية / راكيتا  تمخر عباب نهر النيفا على وسادة هوائية ناعمة / صفاراتها المميزة مع الباخرة التاريخية ( اورورا ) ( Aurora / Avrora ). وتنتقل إلى بلدة ( بوشكين ) القريبة حيث يعتزون بقصائده الشعرية وان كانت ذات نكهة شرقية بحتة .. ولا ينسون نهر ( الفولغا ) ..  ( Volga ) التي تنساب بهدوء وتدمع عيونهم لسماع خرير مياهها تتدفق بكل عنفوان وكبرياء..

 

وتحية من القلب حارة .. إلى لينينغراد المقاومة بطرسبورغ المسيحية العالمية الحضارية .. للرجولة والكرامة والمقاومة والعلم والفن والأدب .

 

Pierre Hanna Iwaz   /   pierreiwaz@hotmail.com[/b][/font][/size]

96
هندسة القوة بالعقل والعاطفة   
[/color]
بقلم: المهندس بيير حنا إيواز

ـ من الهندسات الناشئة في السنوات الأخيرة على مستوى عالمي،هناك هندسة البيئة والتكنولوجيا الحيوية وهندسات الجينات أو الصبغيات الوراثية ومروراً بهندسة المعلوماتية والبرمجيات الذكية ووصولاً إلى هندسة ما يسمى بالقوة وملحقاتها من استطاعة وقدرة وسيطرة وتحكم وقيادة وغير ذلك.

ـ قوة الحضارة وحضارة القوة وجهان لعملة واحدة، كما اعتاد الكمبيوتر وبرمجياته حيث الواحدة تكمل وتتمم الآخر (بالتمام والكمال كما يقال في المحاسبات المالية أثناء الموازنات وغير ذلك).
ـ وللقوة في عالمنا اليوم أشكال متعددة كثيرة أي أكثر مما كان سابقاً، حيث في قديم الزمان كانت قوة (النيران والمدافع) هي الأساسية والحاسمة واليوم هناك أشكال وأنواع وحالات للقوة وعناصرها المتعددة من قوة الأسلحة إلى قوة المال والإدارة والاقتصاد وقوة الدبلوماسية والسياسية والعلاقات العامة ولغاية قوة الاستقرار والتوازن والحالات الحرجة أو غير ذلك ولغاية قوة الإدارة والشجاعة وقوة الإيمان والثقة بالنفس وقوة المعرفة والمعلومات وقوة التخطيط المركزي مع قوة المناورات اللامركزية ولغاية قوة الجاذبية أو الثقالة الأرضية(واستثمارها مثلاً في رفع المياه للري أو محاولات الانقلاب منها في الطيران والتحليق).

ـ وهناك قوة الحق والقوة الأدبية المعنوية الأخلاقية وقوة (الإجماع) العالمي وحتى المحلي وقوة القانون والأنظمة والعادات والتقاليد ووصولاً إلى قوة العاطفة والشعور والحدس والغريزة.. والسؤال الكبير:هل يتم استخدام كل هذه القوى في التوازنات العالمية لتحسين ظروف ورفاهية وتقدم الحياة البشرية على هذا الكوكب الأرضي؟

ـ فالعقل يميل عادة نحو التشاؤم،وبالمقابل العاطفة نحو التفاؤل والكأس الملآنة نصفها بالماء عبارة عن حالة (ممتازة)في واقع الأمر بالمقارنة مع حالة عدم وجود الكأس أساساً لإملائها بالماء،ومع نضوب النفط في العقود القادمة ينتقل العالم من اللون(الأسود) إلى اللون (الأزرق) للغاز الطبيعي ثم إلى اللون (الأصفر) لليورانيوم.. والحياة حلوة بألوانها! [/b] [/font] [/size]

97
ثقافة الأبيض والأسود المعاصرة

بقلم: بيير حنا إيواز
 
الثقافة مرآة عاكسة للحضارة والمدنية ، كما الفن والموسيقى والرياضة . وكلمة الأبيض (White ) تعني الضوء أو حزمة كامل الألوان للطيف الضوئي من الأحمر بموجات طويلة وترددات منخفضة ومرورا بالبرتقالي ، فالأصفر والأخضر ( في وسط الطيف ) ولغاية الأزرق واللون البنفسجي بموجات قصيرة وترددات عالية . وخارج هذه الحزمة ونطاقها نجد ( الغير – مرئيات) بالعين المجردة ، مثل مافوق البنفسجية وماتحت الحمراء بترميز (  Ultra -v ) و ( Infra-r  ).
 
 الأبيض حزمة مؤلفة من كل الألوان وخاصة الأساسية ( الاحمر – الاخضر – الازرق ) ، بينما الاسود هو تعريفا ( اللالون ) أي يمتص كل الألوان المرئية .ومصطلح عنواننا ( ثقافة الابيض والاسود المعاصرة ) المقصود به تحديدا تلك الثقافة العالمية السائدة والمعاصرة في ظروف عالمنا اليوم هذا .. وهي بملامح ثقافة عامة وخط عريض وكما يقال ثقافة الجو العام ورياح متغيرات العولمة ، وليس الخاص او المحدد ، كقولنا ملامح الثقافة الفرنسية اليوم ، أو الثقافة العربية وغيرها .
 
 ومع بداية القرن الحادي والعشرين الحالي منذ عام ( 2000 – 2001 ) ، نلاحظ هبوب رياح ثقافية من كافة الاتجاهات الاربعة في كل العالم ، وهي ثقافة تميل شكلا على الانفتاح والحرية ولكن مضمونا ( مباشرا او غير مباشر ) تميل نحو الاستقطاب والتحريض نحو التقوقع في " القرية العالمية الصغيرة " وكذلك العزلة والانعزالية ( كطريقة للدفاع عن النفس وصد الغزو الثقافي ) وظاهرة انتفاخ او تورم او تضخم الذات والأنا واهتمامات تفاصيل فرعية ثانوية واعتبار ( الأنا ) محورا اساسيا سواء الفردية او الجماعية الصغيرة .. على مستوى العائلة والطائفة على اسس قبلية وعشائرية وحتى عائلية مجددة وضيقة ، وبالتالي تنحصر الاهتمامات في التركيز على المحليات والفولكلور ولذات، وهذا يؤدي الى الانغلاق وحتى نفي الآخر والآخرين ، وعدم وضوح الرؤية الاستراتيجية والمستقبلية وتراجع المصلحة العامة والمصالح الحقيقية للمجموع العام او
المجتمع ككل ، حيث العالم والكون لا يسيران وفق الاهاء والعواطف والتمنيات الضيقة ، وانما وفق قواعد ونظام تاريخي خاص .. حيث الدنيا تبتسم وتساعد دائما .. ولكن لمن يرغب ويعمل من أجل البسمة ، تخدم وتعطي وتزرع البسمة ثم تحصدها ، وتساعد نفسك بالبدء بالمحاولات الحثيثة وتجد الدنيا تساعدك .
 
 والتاريخ او التأريخ .. هل هو الذي يصنعنا ونحن جالسون ننتظر ( حبة التمر لتقع من الشجرة في أفواهنا ) أو نحن من نصنع او على الاقل نشارك في صنع وصناعة التاريخ عبر الجد والجدية والارادة ومن يكتب التاريخ ويؤثر على الاحداث .. قوة الحضارة ام حضارة القوة الشاملة بكافة مجالات الحياة ( فكرية ، ثقافية ، اقتصادية وغيرها ) ، ونتساءل لماذا هذا الفرز القاطع والبتر والفصل التام ما بين امور الحياة المتداخلة اصلا ، إما أبيض أو أسود ، علما بأن الطبيعة والحياة ذاتها تعرف ذلك التداخل المتجانس والمتناغم ما بين حلكة وظلام الليل واشعة ضوء ونور النهار ، واليوم يبدأ من الفجر وشروق الشمس والغسق وظهرا يكون الضوء الكامل ثم المغرب والمغيب تدريجيا ، وليس مثلا في ساعة محددة ، مثلا في الساعة ( 6.32 ) هناك الحد الفاصل القطعي وبمعنى أن ( 6.31 ) ضوء وفجأة ( 6.32 ) حيادي و ( 6.33 ) ظلام اسود حالك دامس .. وكما يقال فإن جسر الحياة جسر متواصل وبدون انقطاعات فجائية عشوائية .
 
 الامور سواء الفردية او الجماعية او حتى الدولية لا تسير هكذا .. ولكن المشكلة ليست في المعرفة او عدم المعرفة ، وإنما في ضخ تلك الثقافة السائدة المستندة الى تفسير احادي الجانب ما بين الاسود والابيض وهي ثقافة احتكار الحقيقة المطلقة .
 
 الابيض للخير ترميزا والاسود للشر ، وما على الانسان سوى المحاولات اليومية الحثيثة السير في طريق الخير ، طريق المحبة والعطاء والخدمة والبناء والكرم والشجاعة والسعي للتطوير والاصلاح وتوسيع حركاته ( في الحركة بركة ) من الحلقات الضيقة الى الاوسع فالاوسع . والمرونة ليست ميوعة او مياعة والمنطقة ( الرمادية ) ما بين الابيض والاسود ليست هدفا، بالاضافة الى أنها ليست لا لونا ولا ثقافة ولا فكرا، ولكن المسألة مرونة وعقلانية مغايرة لثقافة الحسم والقطع والبتر والنفي والالغاء ومطابقة مع ثقلفة العاطفة والعقل والروح وتلبية الاحتياجات، والمسألة برمتها اليوم، هل العالم يسير نحو فكرة المجتمعات وحتى الانقراض![/b] [/size][/font]
 

98
من كاترينا إلى ثريا مع التحيات
[/color]

بقلم: بيير حنا إيواز

 

وهاهي ( كاترينا ) موظفة عادية عاملة في مركز بحوث الأرصاد الجوية ، هي أول من نقلت خبر قدوم الإعصار إلى الشواطئ الأمريكية ، وبالتالي – وحسب التقاليد المرعية – أطلقوا اسم ( كاترينا ) على ذلك الإعصار وهكذا إعصار ( ريتا ) وغيرها .

 

والإنسان يولد واسمه معه .. صبيان وبنات وأغاني فيروز ( أسامينا ) وعاشقان يحفران اسميهما على جذع شجرة وبينهما إشارة ( زائد ) وغير ذلك الكثير.

 

ونتابع في مسألة الأسماء .. حيث كاترينا ليست مجرد ( إعصار ) فقط ، وإنما قبل ذلك .. هناك ( كاتيا أو إيكاتيرينا ) الروسية واسم الإمبراطورة ومدينة ( ايكاتيرنبورغ ) باسمها .. ولغاية ( كاتيوشا ) الشهيرة .. صواريخ محمولة على ناقلات مدرعة .. أرغن ( ستالين ) وهي تقصف خطوط العدو المهاجم .. موسيقى رائعة للدفاع عن الوطن ومقاومة العدو والاحتلال ..

 

وفي لغتنا العربية الجميلة نجد مقولة ( وشتان ما بين الثرى والثريا ) حيث الثرى ( تراب ) والثريا ( النجوم في السماء ) وبالتناظر مع ( المهد واللحد ) حيث اللحد ( ما تحت الأرض ) ويشبه الثرى والمهد ( ما فوق الأرض ) .. ونتابع في الأرض والتراب وكلمة عفراء بمعنى التراب ربما المائل للاحمرار كالتربة الزراعية وقولنا تعفر أنفه بالتراب أي انهزم وخسر المعركة.

 

ونظرا إلى ضيق مساحة هذه المقالة ( وهذا من حسن حظ الكاتب والقارئ معا ) نترك تحديثات ( العولمة والإرهاب ) .. ونتابع في سياق المقالة .. ونقول : من كاترينا إلى ثريا مع التحيات والمحبة ومشاعل النور والنجوم المتلألئة بالحياة والأمل والسعادة.[/b][/font][/size]

99
قوة (10)آلاف ميغا واط 
[/color]



بقلم: بيير حنا إيواز
 

 
ـ سورية اليوم بعدد سكانها حوالي(20) مليون نسمة تحتاج إلى استطاعة كهربائية بحدود (10) آلاف ميغا واط وذلك لتلبية احتياجاتها من الطاقة الكهربائية سواء المنزلية السكانية أو الصناعية.


ـ ولكن ماذا تعني هذه الأرقام عملياً وبالتالي نبدأ من (10) آلاف ميغا واط والتي تساوي (10)مليون كيلو واط استطاعة تعمل على مدار (24) ساعة متواصلة يومياً وعلى مدار السنة (بدون أية انقطاعات على الأقل نظرياً اعتمادا على أساليب إدخال احتياطات الطوارئ وغير ذلك)، مثلاً الاستجرار من شبكات ربط مع نظم أخرى والخ.


ـ السنة الكاملة (12) شهراً ضرب (30) يوماً شهرياً والجواب (360) يوماً ضرب (24)ساعة يومياً والجواب بالدقة (8760) ساعة،أي أن (10) مليون كيلو تعمل على مدار سنة كاملة لمدة (8760) ساعة وبالتالي الاستهلاك يكون (10) ضرب (8760) والجواب (600و87) مليار كيلو واط ساعي أي استهلاك سنوي من كهرباء بقيمة حوالي (2) مليار دولار أمريكي (في حال الكيلو بليرة سورية واحدة).


ـ ولكن في واقع الأمر فإن الحساب هنا (بالحد الأقصى) أي أن المتوسط السنوي (ذروة،هبوط،صعود،توقف) بحدود (50) مليارك.و.س.وقد يكون أقل وليكن مثلاً (50) مليارك.و.س .
وهذا نقسمه على عدد السكان (20) مليون نسمة ونحصل متوسط استهلاك الفرد الواحد سنوياً أي (2500) كيلو كهرباء سنوياً للفرد الواحد.


ـ هل الرقم (2500) للفرد الواحد كثير أم قليل..إذ أن هذا الرقم يحمل في طياته (ليس فقط استهلاك الفرد المباشر) وإنما أيضاً الاستهلاك الصناعي ومؤشرات الاقتصاد الوطني.وبرأينا أو بالأحرى المعايير العالمية للبلدان المتقدمة اليوم أعلى منه مع وجود بلدان أقل من ذلك.
 [/b]

100
المنبر الحر / ضروري ولكن غير كاف
« في: 02:35 13/11/2006  »
ضروري ولكن غير كاف
بقلم: بيير حنا إيواز
 هذا بالعربية الجميلة ..
وبالإنكليزية البريطانية / الأمريكية :
Necessary but not Enough
وبالروسية / السلافيانية :
Neobkhodima no Nedostatochna
 
وبذلك نكون قد أوصلنا فكرتنا أو عبارتنا هذه ( بالثلاثة ) وبكل دقة و وضوح. ونتابع في العربية وبالعربية بمسألة ( الشكل ) أولا ، لنشير إلى حرف العطف ( الواو ) قرب ( لكن ) من أخوات ( إنّ ) ، أنّ ، لكن ، لعل .. حيث من الأفضل القول : ( ضروري لكن غير كاف ) أي بدون حرف العطف ( الواو ) الذي يربط اسما أو فعلا بما قبله ( اسم معطوف ) وإعرابه كما للمعطوف عليه.

من الضروري " الجبري " أن يكون للمربع ( 4 ) أضلاع متساوية ، ولكن هذا غير كاف ، إذ لا بد وأن تكون تلك الأضلاع متوازية ، وهذا غير كاف أيضا ( حسب شروط المربع ) ، إذ لا بد وأن تكون الأضلاع متعامدة . وهنا تكتمل الصورة تماما . مع الإشارة إلى أن تساوي الأضلاع الأربعة يعني بالضرورة توازيها أيضا ولكن العكس غير صحيح ، وبالتالي يبقى شرط التعامد أساسيا وكافيا .

ونتابع بشكل عملي تماما :

لنأخذ ( 4 ) عصي ( قضبان حديدية مثلا ) طول كل منها بالضبط ( 1 ) متر ، والآن نحاول رسم شكل مغلق .. ونحصل إما على مربع أو شكل يسمى " المعيّن "  rhombus  أي ،  متوازي متساوية الأضلاع وهذه حالة خاصة من تعريف عام " لمتوازي الأضلاع " ،  وبالتالي لا بد أن تكون هذه القضبان متعامدة لتحقيق شرط الحصول على مربع square  تحديدا .

وكثيرة هي الأمور التي يمكن أن تكون ضرورية .. ولكنها تبقى غير كافية ، مثلا ، من الضروري ذهاب الطالب إلى الامتحانات الرسمية للحصول على شهادة " البكالوريا " ، ولكن من السذاجة تماما الاعتقاد بأن هذا( الذهاب أو الحضور ) كاف .. للهدف المطلوب.

وهناك من يبدأ بالمقلوب ، من الكفاية إلى الضرورة .. أي يأخذ شرط التعامد أساسا للموضوع .. ويجلب ( 4 ) قضبان غير متجانسة ، غير متساوية وبعد ذلك يعتقد بإمكانية تشكيل ( مربع ) وفي واقع الأمر يحصل على شكل رباعي لا لون ولا طعم ولا رائحة له .. نظرا لأن الضروريات غير موجودة أساسا .. والجهود هنا مهما كانت كبيرة ، صادقة ، فإن مآلها للزوال أو الفشل المؤكد والمحتم .

إن عملية جمع المعلومات اليوم ليست كافية أبدا ، وإن كانت بالطبع ضرورية .. إجراء الإحصائيات ضروري ولكنه غير كاف .. والكفاية هنا معالجة وتقييم وتحليل تلك المعلومات المجمعة أو المخزنة .. و إلا " لا ينفع حتى كل كتب ومعلومات السي – ديات لكامل مكتبتي " الكونغرس الأمريكي " ومكتبة لينين " الروسية .... ووجود أو توفر المعلومات يشبه وجود ( مليون كتاب عن علم العيون ) ولكن لمن يقرأها ويستوعبها ويبدع فيها عبر قنوات أكاديمية رسمية تعليمية اختصاصية طبية ..

المشكلة هنا في عدم تطبيق " المقاربة الشمولية " system approach   وهي منهجية منظوماتية لعلوم وتكنولوجيات اليوم.. بهدف حتى صناعة واتخاذ القرارات السليمة الصائبة التي بالضرورة تؤدي لصالح المجتمع والشعب .. بدون ( ضربات ارتجالية عشوائية ) قد تصيب أو لا تصيب على الأغلب.

والكلام اليوم علم وفن وجمالية... وحتى من التراث العربي القديم والحديث وكذلك الفلكلوري .. وهو نقطة قوة ضرورية  جدا في الحياة العملية والثقافية وحتى الديبلوماسية والعلاقات العامة والدولية ، وهذا/ الكلام / ضروري ولكنه غير كاف من وجهة نظر موضوعية " حضارية عالمية عامة " ، إذ لا بد من إلحاقه بالمصداقية وإظهار مواقع القوة الموضوعية واستثمارها .. لا بد من أن يترافق ذلك الكلام مع استعراض " عناصر القوة  المادية والمعنوية " وفي حال عدم التوفر ، فعلى الأقل إرفاق ذلك الكلام " المعسول " مع شيء أو أشياء داعمة متوفرة .. للوصول إلى الهدف المراد ولو بنسبة مرحلية مؤقتة !

والمسألة ليست مجرد أداء واجب .. بل العمل بقناعة وعقيدة وجدية .. في الفوز بهذا الصراع أو ذاك سواء بهذه أو تلك الوسيلة المناسبة .. من الوسائل الشريفة وهي المؤهلة للاستمرار فقط  ، حيث وسيلة " حرق النفس " بالوصول إلى قمة افيريست / Everest .. تؤدي إلى دعاية وفوز " فقير" من المعاني .. حيث القاعدة الذهبية : هي ليس فقط بالوصول إلى القمة  " وهذه ضرورة " ، وإنما البطولة/الهدف في الاحتفاظ بتلك القمة أيضا " وهذه هي الكفاية " . !

زهرة حزينة .. اسمها الوطن .. ويقولون وردة جميلة و زهرة حزينة أو كما الأغنية العربية ( ليه يا بنفسج بتبهج وأنت زهر حزين ) .. ولا ندري لماذا الحزن للمذكر والبهجة أو الجمالية للمؤنث .. هل الشمس تعطي النور والضوء والقمر يعكسه ؟!
 
 باقات ورود و زهور وازاهير .. وردة حمراء و رياحين و ياسمينة الشام .. جماليات الشكل والمضمون واللون والرائحة .. والوطن هي الأم وهو الحبيب .. وبشر وارض وحجر وسماء وزرع وتراب .. والإنسان هو عماد الوطن ، وحب الوطن ضروري .. ولكنه غير كاف .. فالحب يتطلب العطاء وبذل الجهود والعمل .. وحتى التضحية في بنائه وتقدمه وازدهاره.[/b][/size][/font]

101
من معاداة المسيحية إلى اضطهاد المسيحيين
بقلم: المهندس بيير حنا إيواز / باحث وكاتب

ومع بدايات القرن ( 21 ) اليوم ،  ينتقل الإرهاب العالمي ،  من الفكر الايديولوجي المتطرف في معاداة المسيحية ،  ينتقل إلى اضطهاد المسيحيين في كل انحاء العالم .. وذلك بشتى الطرق والوسائل والأساليب القديمة منها أو الحديثة ، وحتى المبتكرة ..

ونتوقف هنا لنعود إلى الماضي القريب نسبيا .. قبل قرن من الآن .. إلى بدايات القرن ( 20 ) وأواخر الإمبراطورية العثمانية التركية / الرجل المريض في العالم آنذاك / حيث وصل اضطهاد المسيحيين / المواطنين وسكان البلاد الأصليين / وصل إلى اوجه .. حيث كانوا يدخلون إلى قرية ويجمعون شبانها ورجالها ويبيدونهم ( إبادة جماعية ) في حفر .. بينما النسوة والأطفال والشيوخ المحتمون تحت قبة / سقف كنيستهم الصغيرة يبكون و يصلون والرعب يحيطهم .. كان مجرمو الابادات الجماعية يتسلقون إلى سطح تلك الكنيسة ويفتحون ثقبا ويلقون بالزيت والنار والبارود على من في الداخل بدم بارد .. وينتقلون إلى القرية التالية أو حتى ملاحقة قوافل التهجير والهجرات / السفر برلك المتتالية .. وإلى أعماق بادية الشام السورية للجوء والامان .

ومازال في عالمنا اليوم عام ( 2006 ) ظاهرة نمو وتنمية حركات وتيارات مختلفة تنطلق من ( ايديولوجيات ) معاداة المسيحية ذاتها ( سرا وأحيانا علنا ) ، ويتم تجسيد هذه المعاداة عبر اضطهاد المسيحيين ( حيثما أمكن ذلك ، أفرادا وأحيانا جماعات ) على ارض الواقع وبأشكال اضطهادات مختلفة ، تارة تقليدية ومؤخرا مبتكرة .. بحيث يكون الهدف :

تفريغ المسيحيين الشرقيين / المشرقيين سكان البلاد الأصليين منذ آلاف السنين ، تفريغهم أو نزفهم من بلادهم .. بالترهيب والترعيب / الترغيب وبعرقلة أمورهم

 ( الدنيوية المدنية ) واستبدال ( قطع الأعناق )  كما اعتمد في الامبراطورية العثمانية التركية ( مذابح ، مجازر ، انتهاكات لحقوق الانسان ، تهجير وسفربرلك .. وإبادات جماعية  ) للمسيحيين تحت ذرائع شتى ( مفبركة وناجمة عن حقد أعمى وكراهية غير مبررة والتي لا يقبلها ( لا العقل ولا المنطق ولا الدين ) ، تبديل ( قطع ) الأعناق ( بقطع ) الأرزاق وهدر الكرامة ..

ولنترك مسألة ( معاداة ) المسيحية .. لان المسيحية رسالة إيمان ومحبة وسلام ورحمة وتسامح .. وبالتالي فهي بخير على نطاق مجمل جغرافيات العالم .. ولكن باستثناء مناطق ..  ما زالت تستمر فيها المعاداة ( الناعمة ) للمسيحية .. وتصاعد ( ممنهج ) للاضطهاد ضد المسيحيين كأفراد وخاصة ضد ( النخبة ) من الأفراد .. النخبة الفكرية ، العلمية ، الهندسية ، المهنية ، الصناعية ، الأدبية والفنية .. تحت ذرائع أو تبريرات واهية ( ووفق كلام حق يراد به باطل ) .. وبالتالي وفي الموجة الأخيرة من عصرنا الحديث اليوم ( ومنذ عام 1984  تحديدا وإلى اليوم 2006 ) ، ما زالت هذه ( النخبة المقهورة .. من المجتمعات المسيحية والوطنية قلبا وقالبا ) ما زالت تضطر قهرا وقسرا وتحت التهديد ( المبطن ) والوعيد والابتزاز وهدر الحقوق وحتى المواطنة الكريمة .. تضطر إلى إما إلى :

القبر ، أو المشفى أو الحصار أو الإعاقة ، أو اللامبالاة ودفع ( الخوة ، الاتاوة ، الجزية والخ ) .. أو اختصار الطريق :

 والهجرة .. بحثا عن الكرامة أولا .. وشيء من الحرية .. ومن يقل غير ذلك .. ؟!! 

والخاسر :

الوطن والمجتمع والمسيحية ..

 ونتساءل من القلب والعقل والعاطفة والمنطق والانسانية :

 لماذا ؟ !![/b] [/size] [/font] 


102
خسرنا البشر ونخسر الحجر ؟ !


بقلم: بيير حنا إيواز


++ ولسان حالنا يقول اليوم ذلك السؤال اعلاه .. ولكن من هم وعما نتكلم هنا.. وهل ( الرقابة المشددة / سنسور ) قد وصلت الى ربعنا ( بالعربية ) و ( بلدياتنا بالمصرية ) و ( ملتنا ) بالسريانية .. او جماعاتنا المحلية المتواضعة والضيقة( بالحياة والهموم اليومية العادية ) تماما بكل معنى الكلمة ؟!

++ نعم ، شيء ما من هذا القبيل .. والكتابة من هنا عندنا أصبحت صعبة جدا ( برقابة ذاتية طوعية ) حول ( المحليات ).. والأسلم الحديث عن ( العولمة وأمريكا وهونولولو وغير ذلك ).

++ قبل سنوات قليلة ظهرت قائمتان ( للانتخاب أو الاستفتاء او التعيين والتكليف .. ) في نطاق محلي اجتماعي ضيق لكنيسة في حي صغير..حيث الاولى : كانت بورقة ملونة ( زرقاء او على الأغلب حمراء ) بشعار ( بناء الإنسان أولا ) والثانية : بلون معاكس ( زرقاء ) بشعار يقول ( بناء الحجر أولا أي البناء والتشييد والعمران والعقارات والأوقاف والقاعات شتوية وصيفية .. أولا ) ، ولكل قائمة حتى فلسفته ومنطلقاته الفكرية ( البراغماتية المصلحية الذاتية الضيقة ) : الانسان اولا ام الحجر اولا ..  فالمكان يحافظ على الانسان للاستقرار وفي المقابل الانسان هو الذي يبني المكان والحجر.. كما ( الدجاجة أم البيضة اولا ) أو كما مباراة اولمبية بين مصارع ( روسي سوفياتي ) باللون الاحمر مقابل او ضد مصارع امريكي ( باللون الازرق طبعا ) والمتفرجون الحياديون ( لا ناقة لهم فيها ولا جمل .. ازرق احمر برتقالي بنفسجي لا فرق ).

++ وانتصرت إحدى القائمتين .. وانتشرت القاعات السفلية والعلوية والملونة .. ومع مرور الوقت انخفض عدد الناس ( البشر ) سواء بسبب ( عدم الحضور او عدم المشاركة او السلبية واللامبالاة ) او بسبب الهجرة النهائية .. وتبقى القاعات والاعمدة الحجرية شامخة وحيدة .. تناجي حجارة الأديرة وكنائس ( قره كيليس ) الخشبية المحروقة والمتروكة للسياح والتراث والآثار والفلكلور والتنويع والخ..  وقد انبرى أحدهم غاضبا ليقول بكل سذاجة ( مقصودة او عن حسن نية لا فرق ) ليقول : بأن الباحة مليئة بالأطفال الصغار للمستقبل ليملؤوا هذه القاعات..

فالحجارة المبنية قائمة تنتظر ..


++ كلام جميل يدل على سذاجة صاحبه ( وأنه من كوكب آخر ) .. يتكلم بلغة ( السبعينات ) .. حيث البشر والناس آنذاك قد هاجروا فرادى وبأعمار متوسطة .. ثم لاحقا بأعمار شابة وشبه جماعية / منهجية منتظمة .. وقد فرغت مناطق بأكملها إذ بقي فيها ( ممثل واحد من كل عائلة ) لادارة شؤون الأملاك المتبقية .. وكنائس في الأرياف بيعت كعقارات بالمزاد العلني والسري .. لا توجد كوادر بشرية لإدارتها .. حجارة وبنيان بدون حضور ( وحتى الجنة بلا ناس ما بتنداس ).. حتى ان ( السويد ) ذات الجغرافيا الواسعة .. احتاجت الى من يملأ اراضيها من البشر لمواجهة ( الروس قادمون ) على غواصات نووية والخ
 

++ ومن له اليوم بصر عادي ( وبقليل من البصيرية ) لا بد وان يصل الى نتيجة مفادها : هجرة وتهجير .. والعيون ( ساخنة ) على ( الغرين كارد ).. حتى الأجنة في بطون امهاتهم ( يسعون ) لضربة حظ على متن طائرة ( محرزة ) في الاجواء للولادة والقدوم الى العالم ( مباشرة ) الى ( ميناء الوصول ) بدون ( لف او دوران ) .. ولا وقت لاستخدام تلك الحجارة الباردة القاسية .. الخاوية ( على الاقل من الدنيا ).. والحصول الاتوماتيكي على جنسية الطائرة في الاجواء.. وفي بلاد المهجر ( ما اسهل بناء كنيسة ومدرسة وحتى إنشاء فرقة رقص فولكلوري .. وجمعيات والخ ) .. حي ( سريان او طليان ) في (مانهاتن نيويورك ) مقابل نادي الاحلام الامريكي لكرة السلة .


++ إنها تحديات العولمة اليم وغدا التي تجابهها مجتمعاتنا المحلية وكذلك كنائسنا المسيحية المشرقية الأصيلة .. ونحن نتفهم جيدا ( سهولة كتابتنا لمقالة وتحليلات .. ) وصعوبة أصحاب المسؤولية وموازنتهم للأمور ومدى الجهود المخلصة التي يبذلونها .. في تحقيق طرفي المعادلة الصعبة ( بناء الإنسان وبناء الحجر ).. ونحن نرجو من مقالنا تحقيق التوازن الأمثل والممكن والمبادرات الإيجابية الفعالة.



103
المسيحيون في العالم 2006

 بقلم: بيير حنا إيواز

Christians World wide Today

By: Pierre Hanna Iwaz

 

يبلغ عدد المسيحيين في عالم اليوم ( 2006 ) حدود نسبة حوالي ( 35 ) بالمئة % من إجمالي سكان العالم كله والبالغ ( 6.5 ) مليار نسمة أي ( 6500 مليون فرد / شخص / إنسان ) ، وبالتالي ووفق حساب بسيط :

 

حاصل جداء ( 0.35 ) ضرب ( 6.5 )  والجواب ( 2.3 ) مليار نسمة أي ( 2300 ) مليون مسيحي في عالم اليوم 2006 ومن مختلف الطوائف والمذاهب والقوميات على قارات العالم الخمس من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ..  ، وعبر اكثر من ( 2000 ) عام ، يحملون لواء المسيحية / الإيمان المسيحي بالسيد المسيح / يسوع المسيح والكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ، عبر المذاهب المسيحية الأساسية / الأرثوذكسية القويمة والكاثوليكية الجامعة والإنجيلية البروتستانتية الإصلاحية .. وهي ( اجتهادات عالمية ) مسيحية ( دينية ، فكرية ، دنيوية ، سياسية والخ ) تصب في صالح الإيمان والمحبة والرحمة والتسامح ..  والرسالة المسيحية الحضارية العالمية ..  والحضارة البشرية / الإنسانية العالمية المتكاملة لكل ومع كل شعوب الأرض قاطبة .. بتياراتها المختلفة التي تتحاور وتغني وتطور المسار الحضاري العام للبشرية جمعاء  ..  و للإنسان أخ لأخيه الإنسان في كل زمان ومكان..  قائلين معا :

المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة .

 

والكنيسة المسيحية / الكاثوليكية لوحدها تجمع تحت جناحيها اليوم اكثر من ( مليار نسمة ) وبشكل أدق حوالي ( 1.1 ) مليار نسمة ، يتوزعون أساسا على كامل القارة الأمريكية الجنوبية / اللاتينية ذات الكثافات السكانية العالية ..  وفي أواسط وجنوب أوروبا من اسبانبا إلى فرنسا و إيطاليا.. وصولا إلى أقاصي آسيا وافريقيا ..  ويشكلون مركز ثقل هام في العالم المسيحي اليوم ( تقريبا نصف إجمالي مسيحيي العالم ، أي 1.1 مليار نسمة من إجمالي 2.3 مليار نسمة) .

 

 ونتابع بالأرقام حيث يبلغ اتباع الكنائس المسيحية / الأرثوذكسية حدود (700 ) مليون نسمة وخاصة في روسيا وأوروبا الشرقية واليونان وتركيا ومصر وبلاد الشام .. وحتى بلاد الهند وغيرها ، بينما اتباع الكنائس البروتستانتية / الإنجيلية يبلغون حدود ( 500 ) مليون نسمة ويتوزعون أساسا في قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية ولغاية استراليا .. مع تنويهنا إلى أن أرقامنا هنا وكذلك مسائل التوزع ( تقديرية عامة ) وليست ( رسمية إحصائية ) وليست حصرية في المكان الجغرافي والزمان التاريخي .. حيث أن العالم ( يتضاعف ) تقريبا في اقل من ( 40 ) عاما والمعلومات أيضا تتضاعف في اقل من ( 15 ) عاما ..  وتحول العالم إلى ( قرية صغيرة ) ، ناهيك عن ظروف ( العولمة ) وغير ذلك ، بالإضافة إلى انتشار المسيحية ( بمئات الملايين )  في بلاد الهند ( إجمالي سكانها 1.2 مليار نسمة ) والصين ( 1.5 مليار نسمة ) وتشكلان معا لوحدهما فقط  حوالي ( نصف سكان العالم كله اليوم ) .. ومراكز الدراسات والأبحاث العالمية ومنذ اليوم تستعد لاستقبال عالم الغد القريب .. القادم في اقل من عقدين بعدد سكان عالم العام 2025 بحدود ( 9.5 مليار نسمة ).

 

ونعود إلى واقع عالم اليوم القائم على الأرض لنقول ، بأنه إذا كان عدد دول عالم اليوم حوالي ( 200 ) دولة ما بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة , فإن الكثير ( اصطلاحا ، إذ لا وجود أساسا لمنظمة دول أو بلدان مسيحية ، بل اتحاد أو مجلس كنائس مسيحية عالمي أو إقليمي أو غير ذلك )  منها / إما مسيحية أو ذات أغلبية مسيحية أو ذات صبغة حضارية ثقافية مسيحية .. وبالتالي سواء بأغلبية أو في اغلب الأحيان مختلطة من المذاهب المسيحية الثلاثة ( الأرثوذكسية ، الكاثوليكية ، البروتستانتية )، وكمثال على ذلك ، أمريكا الشمالية حيث ( الاختلاط المذهبي ) المتجانس ما بين البروتستانتية والكاثوليكية / جمهوريون وديموقراطيون .. مع اقليات أرثوذكسية مشرقية وشرقية ، وبالعكس في روسيا وبلاد السلاف واليونان ومصر حيث ( الأكثرية ) الأرثوذكسية ..

 

وتلك كانت جولة معلوماتية رقمية مبدئية أولية سريعة في ( العالم المسيحي ) الرحب بكل مذاهبه وتياراته وجغرافيته .. على هذا الكوكب الأرضي الجميل بكل أبنائه..  كما جمالية واستمرارية الحديقة بكل الوان الزهور والورود المختلفة والمتناغمة بانسجام رائع  .. الجميل بالإنسان أخ للإنسان في كل زمان ومكان .. في هذا الكون الفسيح والبديع الرائع .   [/b]

104
بطرسبورغ ..  جماليات القوة والحضارة

بقلم:  بيير حنا إيواز
لينينغراد أو بطرسبورغ .. أهم مدينة روسية / سلافيانية تقترب من ( نجمة ) القطب الشمالي وهي تطل تماما على كامل القارة الأوروبية غربا بينما جذورها تمتد عميقا في حضارتها الشرقية والمسيحية المميزة .  ولتشكل تلك الجماليات الإنسانية الرائعة في القوة والعلم والحضارة والثقافة ولتحقق المعادلة الصعبة ( قوة الحضارة وحضارة القوة )
 
لينينغراد السوفياتية ..  بطرسبورغ الروسية .  مدينة القديس بطرس المسيحية ( Saint Petersburg ) ،  مدينة بطرس الكبير ،  في البناء والتطوير والتحديث ..  مدينة تجمع العقلانية والرومانسية .  كما تربط عشرات الجسور الهندسية المزخرفة ما بين أحيائها على نهر ( نيفا ) في الليالي البيضاء ..  وعلى ساحة متحف ( الارميتاج ) ، حيث ( بوشكين ) يلقي قصائده في الهواء الطلق ..  قرب مدافع السفينة ( اورورا ) التاريخية
 
وتسير في شوارعها ..  وأحيائها وساحاتها .  لتجد روعة وهيبة وضخامة الكنائس والكاتدرائيات وعماراتها المميزة ..  ولتسمع من بعيد تداخل أجراس الكنائس  والتراتيل وأضواء الشموع .  مع موسيقى مسرح الباليه والأوبرا ..  ولا بد  وان تمر على ساحات كبيرة تدل أسماؤها /  مثل ساحة الرجولة وساحة الانتفاضة وساحة النصر ..  تدل على البطولات والمقاومة والدفاع عن الوطن ضد الغزاة والأعداء الطامعين .
 
إنها لينينغراد ،  بتروغراد ،  بطرسبورغ .  ويسمونها ( البالميرا الشمالية ) ..  مدينة الليالي البيضاء ..  مدينة ( على نهر نيفا ) وعشرات الجسور الثابتة والمتحركة .  ما بين جزر المدينة ..  وربما مع إضاءات نجمة شفق القطب الشمالي . 
 [/b]

105
مسيحيو الشرق الأوسط ..  إلى أين ؟ !
[/size]

بقلم :  بيير حنا إيواز /  باحث وكاتب
Middle East Christians Today 2006
By: Pierre Hanna Iwaz
Syria - Aleppo
 
إنه التساؤل المشروع والقائم في صدور وعلى ألسنة معظم مسيحيي الشرق الأوسط .
هذه المنطقة الممتدة من إيران وتركيا وبلاد الشام والرافدين عموما ولغاية بلاد النيل من مصر والسودان..
 
إنها منطقة تمتاز بخصوصيات قومية ودينية متداخلة مع ثقافة وتقاليد وأعراف ..  تجعل من المسيحيين في الشرق الأوسط ، وبمختلف طوائفهم ومذاهبهم ، " كبش فداء "  وبطرق وأساليب مختلفة تبعا للظروف والأحوال والسياسات الداخلية والخارجية .. وبحيث أن المسيحي في أية بقعة في الشرق الأوسط .. لا يجرؤ " إعلاميا وسياسيا " لا يجرؤ حتى على النطق بالمذابح التي حدثت تحديدا في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الماضي في ظل الحكم العثماني التركي .. في مئات المدن والقرى والأرياف .
وكأن المسألة  " قضاء و قدر " أو سياسات عالمية كبرى متناقضة آنذاك ..  وما إلى ذلك من تبريرات " اقبح من الذنب " !!  وحجج هاربة من المسؤولية والحقائق المؤلمة والجرائم بحق الإنسانية جمعاء !
 
وكان السكوت العالمي التام .. في بدايات القرن الماضي ..  وكان ثمن هذا السكوت الشيطاني بأن ظهر " هتلر "  ألمانيا وتسبب بمقتل اكثر من ( 60 ) مليون إنسان في قلب أوروبا ودمار شامل وحتى قنابل ذرية وغير ذلك.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين .. ظهرت سياسات " قطع الأرزاق " فرديا .. شبه ظاهريا ، بديلا  لسياسات "  قطع الأعناق " وبالتالي كانت الهجرات التهجيرية " القسرية "  للمسيحيين فرادى ..  تدريجيا وتحت يافطة مخادعة تماما  " اللجوء الاقتصادي " !!  علما بأن معظم المهجرين أو المهاجرين كانوا ممن لاتنطبق عليهم هذا الادعاء .  فقط الذاهبون إلى دول الخليج هم " وراء الرزق " .
 
والأمثلة خير توضيح :
 
أي مسيحي عادي وبطبيعة الأمور يكون لديه حوالي (10 ) من زملاء أو أصدقاء الطفولة .. ولكن بعد عقود تجد ( 7 ) منهم قد استقروا نهائيا في آخر أصقاع الدنيا .. وبقي اثنان فقط في المكان ..  والدوران في المكان !!
وفي بيت لحم –  مهد ميلاد السيد المسيح ، كم يبلغ عدد المسيحيين في بيت لحم –  فلسطين اليوم ؟ !  بضع عائلات . نماذج وعينات " للتنوع الفولكلوري "  مع رئاسة بلدية فخرية ..  و كاهن لكنيسة المهد .  للمقارنة مع كنيسة نوتردام مثلا ، الأسباب .. ظروف صعبة و.. و..  وكذلك كنيسة القيامة ..  مسيحيو الغرب واليابانيين السياح يتواجدون اكثر من مسيحيي بيت لحم أو القدس أو الناصرة " يسوع الناصري " !
 
ونطرح التساؤل :
 
من كان المسؤول المباشر وغير المباشر في تنفيذ تلك المجازر والمذابح ضد " الاقليات " المسيحية في الشرق الأوسط ..  ثم هجرتهم وتهجيرهم أو انتقالهم وحتى نفيهم ..  عبر سياسات الإبادة الجماعية بكل الطرق والوسائل ..  ونتابع إلى يومنا هذا  –
عام 2005 – 2010 --  حيث نلاحظ بوضوح " سياسة تفريغ المنطقة من المسيحيين "  بشتى الطرق ، بالترهيب والترويع والتخويف ..  وحتى الترغيب ..
 
والعبرة بالنتائج :
 
عدد المسيحيين من أصول شرق أوسطية في الخارج اليوم ( أوروبا ، أمريكا ، استراليا ) يفوق أضعاف عدد المسيحيين المواطنين " المؤقتين إلى إشعار آخر "  في كامل رقعة الشرق
الأوسط  ، علما بأن المبدأ الإنساني يقر :
وطني أجمل من كل بلاد الدنيا !  زيوان البلد و لا قمح الجلب .. فمن هي القوى / الشبح / الساعية لتفريق الإنسان عن وطنه و حقه قسرا أو مراوغة .
لا يخفى على أحد تلك " الفهلويات " الدونية الهمجية الساعية سواء الداخلية أو الإقليمية أو الخارجية  مهما كانت مساحيق التجميل !!
 
ولسنا هنا بصدد السرد ..  وهناك كتب ومراجع كثيرة ..  و لا يفيد البكاء على الأطلال ..  ولا الكلمات المعسولة ( بين فردين تخاصما على شيء وتصالحا ) ..  المسألة في تدارك الأمور وهذا يقع على عاتق المسيحيين أنفسهم ( من رجال دين وفكر وثقافة ورؤية وسياسة ) المقاومين والمناضلين والوطنيين وكل الشرفاء معهم .  وبالتالي ما هو الحل الأمثل في مسألة " الاقليات المسيحية " القائمة ؟ !
 
ونقول بكل وضوح :
 
الحل الوقائي والاستباقي الإيجابي ..  عبر رفع الصوت وتحريك الرأي العام العالمي ..  للوقوف بحزم ضد أي اضطهاد أو تمييز أو إبادة جماعية على شاكلة الماضي أو أشكال جديدة مبتكرة
اليوم وغدا من قوى الظلام والتكفير والإرهاب ومن أي جهة كانت أو أتت .
فالشعوب هي المقدسة وليس الأنظمة أو حتى الأيديولوجيا .
 
وندعو هنا كبداية استباقية إيجابية :
 
إنشاء /  بأيد مسيحية وطنية في بلدانهم و أوطانهم / الاتحاد المسيحي العام في العالمين العربي والإسلامي ومقره الرئيسي في : استانبول –  تركيا  " على سبيل المثال  وليس  الحصر "  كبرج مراقبة مستقلة حرة و محطة إنذار مبكر ومركز لإجراءات طوارئ     استباقية ..  وذلك لمتابعة الشؤون المسيحية " الدنيوية قبل الدينية "  في كل هذه الدول التي يقدر عددها ( 25 بلد عربي + 25 بلد إسلامي ) وبعدد سكان حوالي ( 1.5 ) مليار نسمة .
 
الهدف هو :
 
ضمان حقوق المسيحيين السكان الأصليين والمواطنين في هذه البلدان الشرقية ذات الحضارات والثقافات والمدنيات الإنسانية الأولى ومهد الديانات السماوية   ..  وبدون تمييز سياسي أو إعلامي أو غير ذلك
 
مسيحيو الشرق الأوسط .. إلى أين ؟ !
 
تساؤل يبرز على السطح في هذه الأيام و تساؤل موجه ..  للجميع بلا استثناء لشعوب وأبناء واديان وسياسات وتوجهات .  محليا وإقليميا وعالميا . أما أرقام وإحصائيات واستطلاعات .. وتحقيقات " شرق أوسطية "  فهي للأرشيف أو لاختبارات مصداقية وموثوقية ..  ولبرامج تلفزيونية لانتخابات " محاصصات طائفية "  تبقي التساؤل :  مسيحيو الشرق الأوسط .. إلى أين ؟ !  بدون أي جواب موضوعي ..  سوى تلك التي في الصدور والعقول ..                 وكما قال  أحدهم :  عسكريه دبر راسك !!
 
قف في طابور منذ الفجر أمام سفارات العالم .
وقل :  أريد وطنا أكون فيه كريما مكرما فخورا  ..
لاجئ سياسي أولا ..  في البحث عن ( أ ل ك ر ا م ة )
ثم لاجئ اقتصادي ثانيا ..  في البحث عن ( ر غ ي ف ) ..
أريد أن ادفن في مسقط رأسي في بلدي وطني الأصلي ..
إذا كان أو مازال ممكنا لي شبر ارض باقية !!
 
pierreiwaz@hotmail.com[/b]

صفحات: [1]