مسودة دستور إقليم كردستان
ملاحظات أولية
بقلم صاحب الامتياز يشوع مجيد هداية
طرحت قبل بضعة أيام مسودة دستور إقليم كردستان على الرأي العام وذلك لغرض مناقشتها وإبداء الملاحظات حولها وبالتالي أغنائها بحيث يكون الدستور الذي سيقر معبرا تعبيرا حقيقيا عن الواقع الموضوعي ويأتي ملبيا لمتطلبات وطموحات وأمال الجميع . إن أولى الملاحظات هي حول الديباجة ، حيث اقتصرت على ذكر الشعب الكردي فقط وما عاناه من اضطهاد وما قدمه من تضحيات على طريق الحرية وتلك حقيقة لا لبس فيها ، إلا أن الواقع الديموغرافي لهذه المنطقة الجغرافية يؤكد وجود عدة شعوب أخرى تستوطن هذه المنطقة منذ ألاف السنين ومن بينها خاصة شعبنا (الكلداني السرياني الأشوري) والذي هو حقيقة تاريخية لا يمكن تجاهلها والذي يسعى هو الأخر لممارسة حقوقه القومية كاملة إلى جانب بقية الشعوب الأخرى . كما إن شعبنا قد تعرض إلى شتى أشكال الاضطهاد وقد نال حصته من خلال تدمير مئات القرى العائدة له وتهجير سكانها وليس أدل على ذلك وجود الملايين من أبناء شعبنا في دول المهجر ، كما انه كان ضحية لسياسة التعريب ومحاولة تغيير هويته القومية من قبل السلطات الاستبدادية والتي حكمت العراق مئات السنين ، مما يتطلب الإشارة الواضحة والصريحة إلى شعبنا (الكلداني السرياني الأشوري) بكونه مكونا أساسيا من المكونات القومية (لإقليم كردستان) . فيما تشير المادة 6 من أولا الباب الأول : يتكون شعب كردستان العراق من الكرد والقوميات الأخرى (التركمان والكلدان والأشوريين والأرمن والعرب ) وهنا تبدو بصمات أصابع الأحزاب الأشورية العنصرية المتطرفة أو بعض الأحزاب الكلدانية المتطرفة بالإضافة إلى مواقف جهات أخرى تدعو إلى التقسيم واضحة جلية . إن هذا التقسيم لشعبنا إلى (الكلدان والأشوريين) هو أمر مستهجن كما إن تهميش وإقصاء (السريان ) عن المعادلة هو أمر مرفوض . إن ذلك يدل على نقص خطير بالمعلومات لدى من كتب الدستور ، فهو لا يعلم بان هناك مدنا بأكملها يسكنها (السريان ) وبنسبة 100 % . كما إن ذلك يتناقض مع ما جاء في المادة 2 من أولا الباب الأول حيث تنص : تتكون كردستان العراق من محافظة دهوك بحدودها الإدارية الحالية ومحافظات كركوك والسليمانية واربيل واقضية عقره والشيخان وسنجار وتلعفر وتلكيف وقره قوش ... الخ . وهنا أود أن أوضح مسالة مهمة ألا وهي إن مدينة قره قوش واسمها الحقيقي (بخديدا) بالإضافة إلى مدينة (برطلة) ،هي مدن (سريانية) عبر التاريخ ، بالإضافة إلى أن مدينة بعشيقة وبحزاني يسكنها السريان بنسبة 20 % بالإضافة إلى المكونات الأخرى . فيما نجد ان الدستور لا يأتي على ذكر (السريان) إطلاقا مع انه يدخل في تناقض أخر مع نفسه حين يذكر بان (اللغة السريانية) هي لغة رسمية في الأماكن التي يتواجدون فيها ، فمن هم هؤلاء اللذين يتكلمون (السريانية) أليسوا هم (السريان) ؟ .
والملاحظة الأخيرة هي على ما جاء في المادة 3 من أولا الباب الأول حيث تنص : لا يجوز تأسيس إقليم جديد داخل حدود إقليم كردستان- العراق ، إن هذه المادة يمكن تفسيرها بأشكال عديدة . فلا ادري إن كانت تعني بان شعبنا (الكلداني السرياني الأشوري) سوف لن يتمكن من ممارسة حقوقه القومية من خلال إقامة منطقة إدارة ذاتية ، أو منطقة حكم ذاتي .
إننا في حركة تجمع السريان المستقل نوجه ندائنا إلى فخامة رئيس إقليم كردستان الأستاذ مسعود البرزاني وبما نعرفه عنه بوقوفه إلى جانب الحق ومناصرة العدالة إلى التدخل لضمان تمتع شعبنا (الكلداني السرياني الأشوري) بكامل حقوقه القومية دستوريا ليس على مستوى الإقليم فحسب بل وفي الدستور العراقي أيضا . وان ينصف (السريان) خاصة من خلال استخدام التسمية المركبة وهي الشعب (الكلداني السرياني الأشوري) وإننا على ثقة بان شعبنا بتماسكه ووحدته ووعيه يستطيع الوصول على حقوقه . [/b]