عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - jean yazdi

صفحات: [1]
1
أدب / تراكمات ..
« في: 23:10 20/05/2024  »
تراكمات..
و يحدث معي بأن اصل في بعض محطات حياتي و روحي قد نست الكثير من المشاعر  لدرجة ان البعض منها لم أعد اتذكرها  و انا في هذه الجغرافية التي لا احد يواسي فيها احد و اتسائل هل كُنت املكها..؟!
أراقب  بكل صمت تعثراتي في الماضي و كم من مرة هويت و  نهضت ...
واقفً امام المرآة و كل ظني بأني أشاهد التلفاز و انا مستلقيٌ على الاريكة العتيقة التي اشتريتها  قبل عقدين او اكثر و لا زالت تشهد على جميع تفاصيل يومياتي هي خلفي الآن و انا اراقب هذا الهرم في المرآة...قطار افكاري يمر بمنعطفات الماضي قطار ذكريات يداهمني بلا استئذان لا صوت له كدبيب النمل  ، و أنا لا زلت هنا وحدي متعلقاً بالتفاصيل الصغيرة و منها الاسترخاء تحت ظل الهدوء لا أنتظر احدً و لا احد ينتظرني ...لا شيء يزعجني فأنا في غرفتي انا التاجر و المَتجر و انا الزبون الوحيد .
جان يزدي

2
أدب / و ليَّ موعدٌ معها..
« في: 03:54 29/04/2024  »
و ليَّ موعدٌ معها..
خابرتني كي نتقابل ..شعرت بفرحةٌ لا توصف ..! جهزت نفسي و حرصت على اناقتي
و ارتديت ما يروق و يليق بلقائها..
و رشقت على اماكن محددة من جسدي عطر فينيقي ، و حرصت بأن لا اركب سيارة أجرة كي لا يعكر صفوتي سائق السيارة بثرثرتهم المعتادة ، و لا ان استقيل حافلة عامة كي لا تلامس روحي في هذا التوقيت سلبية من الركاب ، و لا أن أذهب إلى الموعد بقليل كي لا اضطر للهرولة فأفقد رونق عطري و تسلسل  أفكاري المرتبة لبدء الحديث معها ..
قلت : اليوم سوف اصارحها بشغفي و ودي لها ...وأي شغفٍ ثري أملكه كلما ألقاها .
رتبت وضعية الكرسي كي تجلس و شكرتني و وجهها مزين بإبتسامة ملائكية ..جلست معها و كان النادل سريعاً كلهيثي في أخذ طلبنا .
طلبت قهوة ايطالية  .. و قُلت لي ايضاً .. بدت مرتاحة الملامح ..سحرني منظرها و للحظات قليلة و ثوانٍ معدودة غمرتني فرحة سحرية و كأن دعوتها لي أشبه بدعوة ملاك لناسك و فرزه الى جنات الخُلد..
 و لم  أكن بعلم بأن عزازيل سوف يجلس ساخراً مني لمدة تطول الزمن بأكمله .
وقتها بدأت الحديث و هي مبتهجة و ما أن بدأت بالحدث قد غيرت خارطة قوافي القصيدة المجهزة لمغازلتها و غيرت مواقع ترتيب الكلمات كنت هادئ لم يكن  ليقلقني شيء سوى مرور الوقت.
يومها لم يلفت أو يشتت انتباهي لا صوت صفارة سيارة الشرطة المفاجئ الذي هزَّ اسوار الطمأنينة كرعد مفاجئ ، و لم يلفت انتباهي صوت مغني الشارع المجاور للمقهى و هو يغني بلهفة عن الحبيبة الغائبة .
كل ما كان يقلقني توقيت  نهاية الموعد  قبل ان اصارحها . نعم هذه المرة الوداع كان يقلقني ويربكني
و رغم تعودي للوداعات فمن قبل بعيد قلت وداعاً أبي و وداعاً يا أماه و يا مائة صديق و الف إمرأة  اعجبت بها قلت وداعاً  يا وطن ..لكن يومها توقف الزمن في حضرتها ..
اخبرتني و نحن نرتشف قهوتنا في فسحة ذلك المقهى بأنني احببتك و كنت لطيفاً و راقياً دائماً
(( ارتحت قليلاً و لحفتي الطمأنينة أكثر)). و انت اليوم من النخبة المخملية من الأصدقاء و المفضلين لاخبرهم ببشارة خطوبتي ابتسمت و رفعت ساعدها من على الطاولة و باصبعي سبابتها والوسطى و هي ترفعهما للأعلى و ترخيهما للاسفل لتقول سوف اتزوج عما قريب و اسافر لقارة بعيدة عن خارطة الوطن .
 بينما كنت مسترخياً بكل مشاعري و جسدي على الكرسي و كأن إعصار الفضول و برق مخيف لسع ظهري فنهضت قليلاً للأمام محافظاً على هدوئي في لحظة عشتها تحت رحمة الإرتباك .
لأستمع اليها و انا اعيش لحظات أشبه بجدال الصمت مع الهدوء ..ابتسمت و هي مستهزئة بمشاعري عن غير قَصدْ .
لحظةٌ كانت الأشرس و الأشد عاصفة في تحطيم  اجمل الأيام التي عشتها فرحاً ..
لحظةٌ و كأنني أقاوم  آلاف الخيبات و الخذلان دفعةً واحدة و اي خيبة يعقوب بغياب يوسف أمام رحيلها ..!
وقتها شعرت بأن الحزن قد سرق رائحة عطري الفينيقي و  نثر كل ما من حولي من رماد الوصب(١).

باركتها لحظة الفراق بروح مُنكسرة و ابتسامة أصابها الفتور و الوهن ... رجعت ادراجي و انا استقل حافلة  النقل الموعجة بأناس لا تعرف لهم عنوان و فوضويين كَحالتي .
كنت في حيرة و ضياع كحال عصفور صغير في صباحٍ ضبابي قلقٌ كي لا يصبح فريسةً سهلة.
انطفأت حالتي كشمعة عاشق اشعلها مكان لقائه الاول لحبيبته على شاطئ هائج .
و عندما صعدت ادراج البناية قاصداًغرفتي في الدور الثالث و قفت منتصف الدرج امتلكني شعور بالفقد و الوهس و في لحظة اشد ضياعاً مررت بها  سألت نفسي هل أنا بصاعد الدرج ام بنازل...؟! و مذ يومها  لا زلت عالق هناك في منتصف الدرج اكرر سؤالي لنفسي .

 الوَصَبْ(١). التعب من شدة الحب

جان يزدي

3
أدب / لحظة إدراك
« في: 01:45 10/12/2023  »
لحَظة إدراك...(غياب شَغَفْ)

جان يزدي

هوا ذا العيد يمر و لم اكافئ نفسي ولو بزي جديد.!
حينها أدركت بأن شغفي أصبح أسير اللامبالاة...
و أدركت بأن هدوء الروح قد داهمه الضجيج...
و أيقنت أيضا بأنني كلما حاولت أن ابتسم يسبقها النقيض ...  فيزوم وجهي . ..
حينها أدركت بأن السلام الذي كنت اعيشه كان سلاماً مُقمع ...!
حاولت و جربت كل هدنة ممكنة ...لكن الروح الموجعة كانت عاجزة عن التعبير كطفلٍ في عامه الأول عاجز أن يعبر عن الامه...
عندها أدركت بأن شغفي لن يعود حتى إن قُلت بالله المُستعانْ .


4
أدب / هَوَس الإنتظار..
« في: 00:12 29/08/2023  »
هَوَس الإنتظار..

جان يزدي

و قد وعدَتني بأن نكون في الصيف معاً ..
و أتى الصيف و أذابت شموس عشرون صيفاً تلت  ثلوج قمم الشوق الشاهقات, و لم تأتِ ..
و بقت أحلامي وحيدة  كغابة معزولة , و لم تأتِ ..
سقطت الف ورقة خريف بنفسجية كسقوط  وعدها , و لم تأتِ..
و أنا  لا زلت أنتظر ..قرأت ألف اقتباس كي أداري خيبتي ولم تُجدي..
  و سافرت آلاف الأميال بحثاً عن مجدٍ بديل ، و جربتُ المئات من تعويذات الحب فبقت أحلامي هشة ناعمة كندى العنب تُبخرها شمس حبكِ ............حتى من دون انتظار ..!
و أنا لا زلت أنتظر ..
زرتُ عشرات العرابات مستنجداً لبؤس إنتظاري و فشلتْ
وكم أمضيت من ليال الشتاء القاسية محارباً الوعي و اللا وعي في كأس خمرة الإنتظار
كلما كانت تغزوَ مُخيلتي الأفكار المُحرضة ..لماذا لم تأتِ..!؟
و كم بكت أُمي و هي تراقب من بعيد حزني و هوسي  و هي لم تستطع أن تبشرني بفرح قدومك..
الى ان داهمت اجراس الكنيسة وهسي فأيقننت بعد عشرون صيفاً انها هي من تنتظر قدومي.
 رفعت برأسي نحو السماء و بقيت لزيم الصمت و رفيق الإتزان و الصبر  ليوم لقياك ...
                              .. قد تم ..

5
أدب / ومضات...
« في: 01:57 13/07/2023  »
.ومضات

جان يزدي

 - حَاصرتْ عُزلتي
و من ثم إنتصرت على كبريائي
حتى غَدتْ شغفي.

_ أحياناً أزور نفسي حتى و لو تلاشت المحبة.

_ عِشنا زمنَ الويلات
  فتعلمنا كيف نُميت الدمعة في الأحداق.

- هاجرتُ وطني لا خوفاً من الحرب.بل لأخدع الموت.

- روحي المنهكة...كعصفور حَط عل غُصنٌ يابسٌ في أرض قاحلة .

_ فَشلتْ في غُربتي فتاهت في غابات اليأس أحلامي.

- كُلما اتذكركِ أغيب عَنيِّ.

- الذكريات الدافئة تتلاشى كَنظرات أطفال الحرب على  أطلال  دورهم.


6
أدب / وَجَمْ في الطريق
« في: 14:27 03/06/2023  »
وَجَمْ في الطريق ___

و يحدث أن أكون متجهاً الى عملي راكباً قطار الضواحي و هو يشق طريقه في هذه الجبال السرمدية ماراً بين القرى النائمة تحت الغابات المنسيه و بعض المنازل المتناثرة فوق الروابي الخالية من أثر الاطفال ..منازل لا روح فيها ...!
أكون متعباً من لا شيء..و احيانا ً من كل شيء..فأتيه بين مراوغة خلسات النوم و بين لدغات الصحوة المفاجئه..و عندما تغلبُني وسنات النوم أحلم و كأنني نشط و مفعم كينابيع الربيع الآتية من الزمن السحيق ، و ما تلبث الا لحظات اقصر من ذاكرة الذباب حتى تلدغني انتباهات الصحوة و تلكز وسناتي الشفافة كغيمة الصيف الشاردة على وقع ضجيج فرامل القطار هذا ...
حينها يصبغ الوجم وجهي لترحل بسمة الحلم فأبدو كهذه البيوت المنكمشة بعد هجران اهلها...أترجل من هذا الصندوق الحديدي متيقناً بأن احلامي في هذه البلاد ما كانت الا ظنون من ذاتٍ منهكة في بلادي..
أنظر الى السماء منحنياً برأسي  الى الخلف و مرخلاً ذراعيّ المنهكة و صوت بداخلي يقول ..ما اجمل الموت بدون صخب.
جان يزدي

7
يوم ضوضائي
 (مشهد من حياة مغترب)
صباح اليوم استيقظت باكراً كغير عادتي  إذ أن الكد و العناء قد تغلبا على سكينتي فلم استطع أن اغفو بطمأنينة لأسباب أعلمها وأخرى لا تذكر ..
خرجت من غرفتي و لا اتذكر هل اغلقت باب غرفتي ام لا ..؟! تركت ضجيج فضولي خلفي و تابعت طريقي ..كنت في حالة متعبة و مُكبل بالتذمر طيلة الطريق ..ركبتُ الحافِلَةَ متجهاً نحو الساحة القديمة لهذه المدينة التي امضيت فيها اكثر أيامي تذمراً و انا أحاكي نفسي و كأن شخصٌ اخر يسألني ..لماذا ..؟ لا أدري و لا تسل ..!
كان هدفي ان اصل الى ذلك المقهى  الذى طالما كنت اتردد إليه كلما ضاقت بي ظروف الحياة
كانت الساعات الأولى من هذا الصباح باردة و باهته ..فالسكون و السكوت كانا أسياد المشهد ..لا احد يحادث أحد لا صوت في الشارع سوى وقع الاقدام فوق الاحجار البازلتية المرصصة بإتقان في الساحة القديمة ..لاحظت في بعض الوجوه الإرهاق و قد غلبها مثلي  تماماً و البعض الآخر بدى عليه التذمر ربما بسبب العمل و البعض الآخر كان مفعماً و مندفع للحياة بشهوة خيل يجوب السهول الخضراء محرر القيود ..و الشيء الوحيد الذي كان مشتركاً في جميع الوجوه كان فقط بخار الزفير في هذا الصباح البارد..كنت امشي و انا في شرودي المتقطع كأنفاس روح مرتعبة و يداي في جيوب معطفي متجهاً الى حيث أدري و كانت من المرات القلائل في حياتي و أنا اعلم اين هي وجهتي مُذ وطأت اقدامي هذه المدينة .
اخذت الزقاق المؤدي الى المقهى المترامي خلف أخرالزقاق من ساحة مركز المدينة ..مضى زمن طويل و أنا لم ازر هذا المكان المحاط بالسكنية بعيد عن ضجيج الشوارع التقليدية و بعيداً عن صخب المدينة الذي يشبه صوت عداد قنبلة موقوتة ..كانت افكاري تسبق خطواتي الى حيث مُبتغاي ، و وسط الشرود و الهدوء السائد و إذ بشخص يخرُج عن المألوف و يمط رأسه من نافذة سيارة تويوتا حمراءة اللون مادً ذراعه الى الخارج لصيح بصوت عالٍ صباح الخير علوشي صوته العالي وسط ذاك السكون أخرج جميع من في الشارع من شرودهم و انا منهم ..الشتيمة قاطعت شرودي ايضاً و كانت حاضرة بسرعة سهمٍ بعد فراق القوس ، وكما لاحظت في الوجوه التي وقع نظري عليها قد نطقوا بحرف الفاء بلغتهم النساء قبل الرجال ..علمت انه مغترب مثلي و لربما  جار بلادي الاولى ..استدار علوش مرتبكاً و خجولاً بعض الشيء ملوحاً بيدٍ لا تظهر عليها بشاشة الترحيب تابع مشيه بعد ان رمى عقب السيكارة من يده بتذمر و تلتها بصقة على ارضية الرصيف و هو يهز رأسه يميناً و يساراً و لم استطع رؤية ملامح وجهه المخفي تحت قبعة معطفه المؤطرة بالوبر.
كانت دقائق قليلة و وصلت الى المقهى ..جلست على طاولة صغيرة معزولة في ركن اضوائه خافته تطل من خلال نافذة اصغر من طاولتي على أخر الزقاق ..ما ان طلبت قهوتي و ارتشفت منها رشفتان و اذ بصوت مألوف احتل مَسمعي نعم اتذكر هذا الصوت ..نظرت الى الضيف الآتي و يتقدم بخطواته  الهشة نحو النادلة ..نعم انه هو ذلك الزبون القديم و بكلام خافت اقرب الى الصمت قلت يخرب بيتك لساتك عايش.. انه المتقاعد العجوز السيد ويلسون هذا المتقاعد المتبرم و المتذمر دائماً من كل شيء..لديه نفس الشكوى ما ان تسأله النادلة كيف حالك اليوم..? وبعد ان يزفر زفرة المتذمر يعيد تكرار قصة طفولته و كيف كان معلمه في الابتدائية يتنمر عليه ..اكثر من نصف الف قهوة ارتشفها في هذه المقهى و كلما كان السيد ويلسون حاضراً هنا و بحتمية السمع القسري و صوته العالى لثقل سمعه يسمعه الجميع ..عندها ادركت بأن نهاري لن يكون أحسن من ليلتي الظلماء و انه سيكون ضوضائي وبهدوء خالٍ من السلام غادرت المقهى  و انا في باطني اشتم ويلسون و علوش و نهاري هذا الذي داهمته الدواهي في كل  أجزائه ولا علم لي كيف سيمضي بعد ،و لا زلت أمشي في صحروات قلقي لوحدي .
جان يزدي

8
أدب / كمائن
« في: 17:48 22/02/2023  »
كمائن
عندما شعرت بأنني بدأت أنسى ضحكات السعادة من الماضي البعيد لأن حدود الأحلام قد تم اغلاقها قد بدأت اخطو بخطوات متسارعة نحو الكَهل…. بعيداً عن الشباب  ,وغير آبه بالتأني بعد أن أيقنت بأن الطفولة لن تعود .
سئمت هذا المرحلة التي جعلت كل ما من حولي مبهما لتبدو غامضة  وضبابية كالثقب الأسود .
لأقف احياناً و أنا أُحاكي صمتي متسائلا اوا هل العالم اصبح تافهٌ ام انني أُصبت بمرض الجدية ؟!
حتى الصمت لم يعد صديقاً بعد أن تكاثرت الخيبات و إشتدت المصائب و لم يعد لي أي عنوان ألجأ إليه ، وحتى إذا الذكاء احتضنني أبدو لمن من حولي غبياً. ...أبتسم ابتسامة الميؤوس فُتصعق ابتسامتي بضحكاتهم المتنمرة....ارجع الى غرفتي مرهقاً متعباً بعد ان قتلت الشكوك كل ظنوني البريئة بإكرام الحياة .......لأستيقظ في الصباح الباكر على وقع حوافر العبيد المتسارعون نحو مقر أعمالهم ، و بعد وقت قصير يتلاشى هذا الضجيج ليسود الهدوء لأرى  الكهلة في المقاهي يستلذون بكل صدق اكاذيب الساسة في الجرائد...فتلتهم سخرية الواقع هذا رونق  رشفات قهوتي ...اتنهد و نظري متجه كمآذن   دورالعبادة نحو السماء لأخبر امنياتي بفشل خطة خطواتي المتسارعة نحو الكهل لأن الكهولة ايضاً حقل الغام...
و انا في عزلتي وسط المهاترات و الضجيج الملوث تصلني رسالة هاتفية من صديق يدعوني الى فرحه في عطلة الاسبوع نفسه..ارد عليه ( إن شاء الله) و لكني على يقين تام بأنني لن اذهب خوفاً من ظنوني بأنه كمينٌ آخر .


جان يزدي

9
أدب / ومضات ..
« في: 23:29 16/11/2022  »
ومضات ..
_ ليس الحزن دائماً في رحيل الحبيب بل تذكُرنا لوهجه القديم.

_ هذه الليلة تجرعت حبوب الحلم كي أحوم بعيداً لكن الألم ايقظني.

_ للحياة دائماً حلان ساريا المفعول .... الإعتزال  او الصمتْ.

_ يالني من مُقامر فاشل ...كل ليلة اعد نفسي بأن لا  أعود لذكرها  ...فاعود لاثب لنفسي ذكاء غباواتي الليلية .

_ تحت صمت الضباب استمع لموسيقا أولها شجن و أخرها زلزلة المشاعر..
و صوت بداخلي يخبرني .:  إنها مؤامرة بين الآلات و الآلحان ..

_ لا نشعر ببعضهم ..فبداخلهم ألم و ثورة القيامة و هم يظهرون لنا بملامح الهدوء ...انهم المرهقون.

جان يزدي

10
أدب / وعود كاذبة
« في: 23:45 18/10/2022  »
وعود كاذبة
كنت و قد وعدتُ نفسي بأن لا ادخل نفق الصمت مجدداً ففعلت..
عندها ادرَكت شيئاً جميلاً .. و أنت في الصمت لن تقدم المبررات او تعتذر لاحد.
و كنت قد وعدتُ سجيتي بأن لا اتأقلم مع الوحدة فـفعلت..
ادرَكت في وحدتي بأني حُــر في الكثير من الاشياء .. احتسي قهوتي أقْـرأ أفكار سكينتي بهدوء
و ادع غيري يستمتع بفائض وقته في جواله .
وكنت قد وعدتُ روحي  بأن لا أكون بسيطاً .. فـفعلت .
أدرَكت بأن في البساطة لا يوجد مكان لرياح الكره في ثنايا الروح و بأن الثبات لا يكن فقط بالقوة 
..فالديناصورات انقرضت و لا زالت الفراشات تحوم في كل بقاع.
لكن خطئي  كان  عندما وعدتُ نفسي بحياة مرحة و هادئة... لم أفعل.
فإخترت التعاسة لنفسي عندما وقفت عند نقطة بائسة هي أشبه بمكان موجود في محيط الثقب الاسود  يسمى (افق الحدث) ..هناك لا مجال للتراجع ، فخالفت وعدي لنفسي عندما  قررت بأن أحفر نفقاً تحت جبال الذكريات .

جان يزدي

11
أدب / ومضات
« في: 23:20 11/10/2022  »
* ذات مرة قالت لي : لا تكن كالشعور...
 اذا رحل لا ياتي.
* في الوحدة أشياء كثيرة...
هدوء ..بُعد عن الضجيج.. قربٌ من الذات ..ولادة أفكار و نفيرٌ للروح.
* في وقتٍ كُنت أرتب أموري كي أكون أكثر إطمئناناً ... باغتني الفقد لأصبح لوحدي وحيداً .
*غيرة ..
ومن أحد اسباب خيبتي ..
كلما أتيت لأداعب رقمها اسمع رسالة مثابها الرقم المطلوب يجري محادثة حالياً .
* اشتياق..
مَرَّ زمنٌ و لم تُصب روحي نسمةٌ عابرة..

جان يزدي

12
أدب / إندثار
« في: 00:03 17/06/2022  »


إندثار


  جان يزدي

بعد رحيلكِ
لم تتركِ خلفكِ سوى ضوضاء صامتة و ذكرياتكِ المتناثرة
كأمواج تسافر نحو الشواطئ البعيدة ..
بعد رحيلك
لم أعُـد أُحب الدوافع ... لم أعُـد أرغب كتابة النصوص..
لأن الكلمات اخذتها الرياح
كما تأخذ سحابة صغيرة في الفضاء البعيد ..
وكلما مر طيفك في الكأس أبدأ بالتلعثم لتصبح افكاري في رحلة سباق باتجاه واحد ...نحوكِ .!
ليغدو شغفي كريح مرتجفة مرة أخرى بعد تلاشي طيفكِ
فلا يترك خلفه سوى رائحة عطرك...
خلف هذا الضباب ::
أقف حائراً  لأجد نفسي في وسط طوفانٍ عظيم من الذكريات
فتندثر أحلامي آخر الليل مع ضوء الشمع الشحيح
فأحضن بين ذراعيَّ  طيفكِ و قد غدى في قلبي كلهيب , و قلبي أصبح لهذا اللهيب علبة كبريت..
تباً لي ..قد فشلت في نسيانك عندما غلب عليَّ ظني بعدم القدرة  لوعدٍ لا قدرة لي بفعله.


13
أدب / ومضات
« في: 20:38 19/04/2022  »


ومضات


  جان يزدي

وهــم ..

في ليلة ما
خدعتني تخيلاتي  بأنها آتية...
فخُـنتُ النوم ليلتها... 
لم تأتِ ...!؟
قلقت ... فأتعبني الإنتظار..
غادر السهر مبكراً
حاصرتني خيبتي
و خانني النوم .
_______________________
إنـــدثـار ....
كانت أرواحنا تعيش لحظات أمل قصيرة مُفعمة ببهجة الروح
كلما عثرنا على هـندبـاء.... لنحلم بأُمنية ..!؟ فننفخ بعدها على زُهيراتها الرقيقة البيضاء بكل زفيرنا المكبوت للتطاير مُبعثرة في السماء و تتطاير
أمنياتنا معها لتختفي بعد برهة مع أمواج الرياح بالفضاء السحيق
ما أشبهنا اليوم بزُهيرات الهـندبـاء.
__________________________________
خيبات____
 كلما وضعت الساعة الرملية أمام أمنيتي
تتوسع حدود الأذهان عندي
حتى تتعادل الخيبات مع الأمل
لتصبح قواي الداخلية مُنهكة
كالدول المنسية
____________________________
نوستالجيا..
كل اعاصير الذاكرة و الشغف
 اسكبها في كأس النبيذ
فأعيش في ما هو غير صالح لي
حتى باتت كوارثي لا رأي لها
لينتهي كل شيء أمام الفراغ
في غرفتي الغريبة.


14
أدب / نَــدَمْ
« في: 20:45 03/03/2022  »
نَــدَمْ
و يحدث بأن الكلمات تتقطع و تبدو  هشة بين الشفتين وقد اصابهما الوهن 
عندها تظهر ملامح اليأس في وجهي عندما أقف عند لحظة الندم
اليوم  أشتاق لنفسي القديمة  و أندم يوم تخليت عنها و يوم  كنت انعتها بالجاهلة و غير المتنورة
ساعة إنغريت بالتغيير و تركتها تتآكل في عناء رحيلي لها
اليوم أقول :  نفسي القديمة كانت اكثر سعادة ،و إن أجمل صوري االمحببة  لا أجدها مؤرشفة في زوايا غرفتي  أو جهاز هاتفي اجدها في نفسي القديمة فقط عندما اُغمض عَيْناي و استرسل في تأملاتي بعد أن سَـئمت مْني توسلاتي بالرجوع اليها. و ما اصعب حكاية الطرف الواحد...! و أنا اليوم كل الأطراف أتذكر يوم كنت صغيراً كنت أبكي   كي لا أنام  لأسهر أكثر كعادة الصغار
أما  اليوم اسهر كثيرا حتى ينام الجميع ومن ثم يبدأ النحيب عليها و بالرغم  من وحدتي
أفعل هذا متأخراً تحسباً من رنة طائشة  لفارق التوقيت فـتـفضح بَحةَ الصوت  نحـيـبــي ..!
و عندما أُلهي ندمي  وحال لساني يقول : الماض قد مضى و اليوم راحلٌ و ما عليّْ إلا أن  احلم بشمس مضيئه لغدٍ أجمل فهناك أشياء لا تستحق المحاربة  و لا البكاء   ... ليس لتفاتها بل لأن الإثنان لا يـُجديان نفعاً بعد فوات الآوان ولكن الندم يبدو و كأنه كالكتاب المقدس مُقدَّر بقراءته
وكما  يبدو ليس له مدةً صالحة الإنتهاءْ
. جــان يــزدي

15
أدب / رِحْلة عَـبَثْ
« في: 13:15 06/01/2022  »
رِحْلة عَـبَثْ ( حالات عابرة )

منذ عقود و هواجسي مُتبَعثرة   كطفل شردته الحروب ...
و عواطفي مُقْفِرَة  ككنيسة قديمة ..
فقد كانت أحلامي صغيرة في وطني الكبير ، و الآن كبُرت و كثُرت الأُمنيات في هذا العالم الصغير.
 قلت لنفسي سوف أُجبر سجيتي بأن تتغير ..! فأقمت لنفسي بنفسي حفلةً للتعافي ، و مع حلول العام الجديد سوف تكون حزمة قرارات على طاولتي ..؟
أخذت الكثير من القرارت ..  قررت أن أكون حازماً و خبيراً في إقتراحاتي .
ونسيت بأن تحديد التاريخ للأخذ بالقرار هو أسوأ خطوة نقوم بها ..لأنني و بعد مرور أسبوع من ليلة رأس السنة نسيت كل ما كان مقرر  ، وتذكرت بأن التغيير لا يأتي بالتخلص من شيء ما و إنما يأتيك عندما تبحث عن أسباب فرحك فعندما أكون فرحاً و متسامحاً مع نفسي أكون مع الأخرين أيضاً و عكسه صحيح.
 أدركت  وقتها بأني لا زلت أسير التصرف القهري بعدما استودعني  الوعي ليلة رأس السنة  و غفوت ليلتها على طاويلتي و عندما  صحوت رأيت  البشر لا زالوا متناسين وصايا الأنبياء النبيلة  و يتقاتلون بين بعضعهم البعض على  تاريخ  ولادتهم و تاريخ  قيامتهم  ، و كان هذا أحد الأسباب  بأن أنسى كل ما قررته .
جان يزدي

16
أدب / وَطْأة شغف ..
« في: 14:34 14/12/2021  »
وَطْأة شغف ..

بعد رحيلك لم تترُكِ خلفكِ
 سوى ضوضاء جزينة
ذكريات متناثرة كأمواج تسافر نحو شُطآنٍ بعيدة.
بعد رحيلك..
لم أعد أُحب الدوافع..
لم أعد أرغب بكتابة نصوص ..
لأن الكلمات أخذتها رياح الرحيل
كما تُؤْخَذُ  سحابة صغيرة في الفضاء البعيد
وكلما مرَّ طيفك في كأس البيذ ..
يهدد سكون غرفتي فأبدأ بالتلعثم
لتصبح أفكاري في سباق نحو إتجاه واحد  ... نحوكِ.!
ليغدو شغفي كريح مرتجفة____ بعد تلاشي طيفُـكِ
حين لا يترك خلفه سوى رائحة عِطرك
فيرتعش شغفي أكثر و أكثر ..
أبدأ بكتابة رسائل في هاتفي لأرسلها إلى رقمٍ مَمْحي .!
لا مالكٍ له ....
لشخص لم يبق منه  إلا ذكرى ... إسمٌ  مخزن في الذاكرة فقط.
أضحك في بُـكائي  ليتسع  حُزْنَ  نفسي أكثر و أكثر
حتى تُصبح حقول الشوق مأوى لأسراب طيور وَحيـُـكِ
فأقف حائراً  وسط طوفان عظيم من الذكريات
كلما فتحت ادراج الخزانة القديمة بحثاً عن صورنا
لأبقى طيلة الليل مع خيبتي
لا أحد يسأل عني
فتحتضر أحلامي في آخر الليل مع ضوء الشمع الشحيح
أحضن  بين ذراعي ذكراكِ...
و ذكراكِ أصبحت كَـلهيب ___ أَخْبِئَة في قلـبٍ غَدا لهذا اللهيب كَعـُـلبة كبريت.
جان يزدي

17
أدب / شَـتـات
« في: 19:24 24/11/2021  »

 شَـتـات  ___
أيها المارون أخبروا الغائبون بأن المنتظرين قد غابوا
 و فوق أذرع الصُلبان في الكنائس القديمة
 لا تقف .... إلا الغربان و لا صدى صوت في السهول المترامية
 سوى نعيقها 
بعد أن سحق صدى الأجراس
أيها المارون أخبروا الغائبون بأن حمامات الدار
يوم كانت تأكل النمال مع حبات الحنطة في فناء الديار
 قد أصبحت بلا مأوى و سقطت على الأرض جثثها
 و النمل يلتهما __الآن ....
 أخبروهم بأن أسماء القبور قد تغيرت
و بأن الأزقة أضحت ممراً للغبار
و  في الخريف البنفسجي نايات للرياح
تعزف مع كل غروب سيمفونية الرحيل
و  الكرم أصبح خنثى يضاجعه فأس المارقون
 الذين سيخبروكم بالبقية الباقية
أيها الغائبون في هذه اللحظة و الشياطين تحتفل على خيبتنا
 نقول لكم  قد فشلنا في الإنتظار
و لسوف تفشلون في النسيان
 أيها الغائبون تصبحون على غيابكم.
جان يزدي

18
أدب / الشهيد الوشيك .....(أحلامنا)
« في: 15:56 12/11/2021  »


الشهيد الوشيك   .....(أحلامنا)

جان يزدي

في بعض الآحيان تصيبنا جشهة بكاء كجهشة بكاء جندي جريح بعد أن خرج حياً من معركة شرسة شبه منتصر ...  هكذا نبكي عندما ندرك بأن أحلام طفولتنا لوثها الواقع في الكِبر ..نحزن عندما نتذكر كيف غَـفَـلنا النوم للحظات و عندما استيقظنا رأينا مركب الأحلام قد ابتعد عن شواطئ واقعنا  لنحزن أكثر لأننا سنبقى على فراش الخيبات مُفترشين .
نحزن عندما نشعر بأن الصمت يلازمنا في وقتٍ كانت أصوات ضحكاتنا تعبر ضفتي نهر ..
ها هي  الأقدار تبعثر كل ما من حولنا في وقتٍ كنا مرتمين فوق أفرِشةَ الأقحوان... هادئون  رغم  كدِر العيشُ.
هو ذا مجدداً يأتي الشتاء بارداً و تراكمات البرد أصبحت كثيرة ...
فأي حنين هذا الذي لا ينحني من فوق أغصان الذاكرة ...
لقد تعبت خطواتنا من الإمتداد و اللحاق بحلمنا بعد أن جربت جميع ما ينسب لحقل المسافة من قدم و متر و أميال ...
رغم كل هذا  اليأس بمحطات الخيبة في الحياة  إلا أن تذكرتاً وحيدة بقت سارية المفعول و لم تنتهِ  ..تذكرة  أمل ..لنقول يا أيها الأمل العابر إن مررتْ لا تكن خفيف العبور بل كن عظيم الأثر... كي يبقى الحلم مستمراً ...لأننا تعبنا .

19
أدب / صدى الجروح...... (هايكو)
« في: 19:56 24/10/2021  »
صدى الجروح
جالسون تحت ظل الشحوب
كوردة تحيا بجوار بركان ثائر
غارقون في رماد العنقاء
ننتظر الأمل

⁠✍⁠جان يزدي
[

20
أدب / شذَّب....
« في: 14:09 20/10/2021  »
شذَّب....
في هذه الحياة ...
شُذبت براعم  إبتساماتنا فغَدتْ كأوراق الأشجار حينما تَذُرها الرياحْ..
أبتسامات إرتسمتها  الأقـدار لنا لسنوات و بضربة جزاء واحدة
إِمَّحَت و تلاشت جميع أهدافنا في الحياة  ......لجزاء لم يـُـرتـكبْ..!؟
 لنغوص في أقدارٍ سرقت الآمال مِـنَّـا .
 مُحاطون بالمتاعب ...
فلا الصمت يستر على خفايانا و لا نحن على البوح قادرون ...و كلما إرتجلنا على الأقدار....مزقنا الحنين و كأنه  و لا كُنا ...
خدعنا التوقيت يا صديقي عندما لاح لنا كالوحي و قال بوحوا بما ترغبون
لنستيقظ كل صباح  فـنرى أمنياتنا لا زالت تعوم في فضاء السموات ....لا مستجيب..!؟
غرقت و لم تعد تستجدي بالنجاة ...كالزوهور العطشى لا تصرخ  فإما أن تُسقى أو تموت...!
أوا هل يحين اللقاء بالإبتسامات المسروقة مجدداً أم نمضي هكذا لم نعد نثق بالهدوء مجدداً.
أم نعيش الرغد المزعوم تحت فضيلة التغافل عن كل ما جرى ...أم نرتدف خلف شؤوننا و نختار ما يجلب لنا السلام ...و كل ما نحتاجه  دائرة سلام صغيره...
فكم من لَهيبٍ  مر على قلوبنا يا صديقي ,,,,,, و لا زالت  قلوبنا تـُـزهر .. 

                                    __جان يزدي
شذَّب. ازال او قطع 
شَذَبَ الشجر: أَزَالَ مَا عَلَيهِ من أغْصَان وَ أوْراق

21
أدب / ( صَرخة النهرين).
« في: 02:15 20/10/2021  »

( صَرخة النهرين).
غيبنا و غدى غيابنا
صحوة للغادرين...
فعارٌ عليك يا زمن
و عارٌ على هذا العالم
و عارٌ على هذا الواقع
و على الأيام الزائلة
لتجعلنا مذهولين حيارى ..!؟
حتى غيرت كل شيء.
و لم تأبه بمصيرنا
و قذفت بنا في أنقاض الحاضر
فلا دفء يحتوي أمل الإنتظار
برودٌ .....! كقهوة صباحنا لحظة شرود
سُحقاً  لدكتاتور  إسمه الأمل
و سُحقاً لعميله الصبر
وتباً لمحطة الإنتظار
فالعمر قد وشك على المُضي
بل كاد أن يكون في مهب الريح
ولم ننل شيء من حُلمنا المُريح
فلتخسأ يا قدر لهديتك المطرزة بالندم
بعد أن قذفت بنا نحو ركن الوجع
في غربة تنثر الأوهام في أحلامنا
و تركتنا نمضي و لا ندري الى اين
سحقاً  لخيانتك  يا زمن
و نحن من بدءناك
سحقاً عليك أيها التاريخ
و نحن مَن رسمناك
وسحقاً لقدرٍ جعل من صُعْلُوكٌ
مارق كفيل اعماله
و الف سُحق وألف عارعليك يا ألم
يوم  سَلبت الحاء من الحلم.
و ما كنا  نحلم بأشياءٍ عَصية
✍️  جان يزدي

22
أدب / مع جلالة القدر
« في: 20:13 25/09/2021  »
مع جلالة القدر
رحلت بعيداً عن روحي المتجهمة  وقفت  بين الدروب المؤدية إلى بيتنا ..وقفت وحيداً ... حتى الريح كانت وحيدة مثلي لم تجلب معها ورقةً  يابسة و لم  لم أرَ  في الدروب سوى أثار المدرعات و عوض الأزهار كانت الرصاصات الفارغة  تزين جانبي الطريق .. ! قلت  يا للوعة.. أوا هل عليَّ أن أمططي الأمل حتى يوم الحساب .
أجبت عن نفسي : و لكن  تحت شمس الإنتظار أصبح  لون الذكرى داكناً  و الأمل خذلني و الربيع
لم يعطيني إلا زهرة بلا رائحة ..هنا و في هذا الدرب كانت أخر الحكاية .. بشرٌ فروا من عقل بشر.
سألت جلالة القدر هل ككل مرة يتحول الغد الى اليوم هل يفترض  أن نملكَ أجنحةً حتى نفرّ من الذكريات ..؟!
لم يأتـني إلا الصمت و هو الآخر كان وحيداً نزل عليَّ  هادئاً  كَنُدف الثلج  الأولى عند الصباح  فوق الحقول الخاوية .
بالرغم من أن هناك اشياء لم نخترها و بعضها اخترناها ولكن ثمةَ اشياءٌ صغيرة تستحق أن نبكي عليها .
لوهلة و أنا بين هذه الدروب المقفرة  أصاب الوهن كل ذاكرتي و أصبحت ضعيفاً كالفقاعات  تــحت وخــــــــز  إبر حبات المــطرْ ...
 حَفّزتُ نفسي على أن أكون قواياً و ناعماً  و كالأثير لا تستطيع البراري عن صده إن عبر ..
ركعت أمام الصليب الخشبي في الكنيسة المُدمرة لأصلي صلاة الإستسقاء علها تمطر الرحمات  لشرقٍ يفوز دائماً بأول الفجر و رجعت مرة أخرى إلى هنا حيث أنا ..و أنا لا أدري هل سيكون انتظاري للغد ليكون  كهذا اليوم أم أن الربيع المنتظر سيفضح أسرار الغصون من بعد شتاءٍ قارص و  يزهر من جديد كرم النبيذ بقريتي .

                                                 جان يزدي

23
أدب / حتى الأزل ....
« في: 19:16 19/09/2021  »
حتى الأزل ....
و أنت قربي...
كُنت حينما أراكِ ...يرتعش قلبي كَغُصنٍ طري حط عليه عصفور مُنْهَك
كنت أبتسم و روحي مفعمة بكل ما في الوجود...!
اليوم أخاطب قلبي مردداً تباً لك يا قلب أما حان لتنسى رحيلها..!؟
 و كم حاولت نسيانك ..لكني لم أكن مجتهداً في النسيان
النسيان كئابة لذاكرتي  و ذاكرتي متعبة و مرهقة من الحنين لكل ماضٍ لا يمضي.... سودائة ذاكرتي  كثلج الحروب في التاريخ.
أهلوس  لأرى  روحك المندثرة في ذاكرتي اليتيمة  تتراقص مع دخان تبغي..
و أتذكر كيف كان بياض الثلج يحتال خلسة شعرك .. كُنت اداعب جبينك بظهر يدي... حيث منفاها المشتهى.!
و كنا نقول قد كبرنا و القلب لا زال طفلاً مراوغاً يجول في أزقة الماضي لا يعرف الكراهية ولا الشك و لا يمل و لا ينسى.
كم غـسَـقَتْ عيناي من بعد رحيلك.. كل ما من حلولي غريب ..كرحالٍ يمر بقرب أضواء قرى مجهلولة.
اليوم أقول لكِ و انت الغائبة قسراً .. لستُ للنسيان مُخلصاً..... فلم أنسكِ
ولم أكن للغياب صديقاً وفياً ، و لا أرغب أن أغب طويلاً بعد بعدكْ ..فالعودة أصعب من مَجِيئِ إليك.
ففي كل كتاباتي عن الحروب الأهلية الشرسة مع الحنين لا زلتِ البطلة الناجية
و الكاتب لا زاله لم يرفع الراية البيضاء ، و في كل استهلال قصصي أبدؤها.. بأن الحب لم يمُتْ لكن الأوفياء انقرضوا ، و لــسـوف أظل وفياً
رغم الغفوة الصعبة وحيداً في سرير مزدوج .
.
.
شــــــرود. . .
                             ✍____ جان يزدي

24
أدب / أخـيـراً ..
« في: 23:16 06/09/2021  »
 أخـيـراً ..
و يوم قلت لي أنت هو المُمَيز هربت من غرفتي و خرجت بين الطرقات ....فغرفتي الصغيرة لم تسع طول  اجنحة فرحي .
فأتى حبك على فؤادي كنور الشمس الدافئة فوق السهوب الثلجية و غفى غفوة سرمدية لا يرضى بغير دفئ أحضانك...
و أجلس معك  فأضع في كل مرة يدي على خديَّ أسند عيوني كي لا تغفو و أخسر اللحظات الجميلة
و كل أنفاسي تلامس جبينك لأخبركِ  و  كل أجزاء جسدي تحكي  لتقول  بلغتها  أنتِ لستِ صدفة إرتطمت بقدري في مُعترك الحياة .
كنت تائهاً فوق الشواطئ المجهولة ..و اليوم و أنت بقربي يرقص جسدي على إيقاعات خطاكِ
و تتلاشى مع صوت حفيف يديكِ على خدي كل الأعاصير الحائرة في مُخيلتي...
فيتغير إتجاهها نحو البعيد و تسكن السكنية  في كل لحظاتي لأقول لكِ أنت كُلَ كُلي و إن غبتِ..!
و إن هطل فوق قلبي ألف ودق لن يروي  عطش شوقي
و بيتُ كلما ألمحك  أفرح كالسنابل العطشى عندما تلمح من بعيد أهداب غيمة سوداء قادمة من بعيد و اترنح مثلها يمينا و يسارى مع أول نسمة ريح تسبقها
و لقد حفظت موسيقى خطواتك كما حفظت الأسطح القرميدية دغدغات أُولى قطرات المطر...
أقفز فرحاً و أقول في صمتي ....إنها آتـيـة ..
و لحظة رؤيتك ترجتف فرحاً كل أحزاني من فوح عطرُكِ ، و يفسخ بريق عينيك صمتي كما نور البدر يشق دَجْن الليالي القاتمة ...
لينضج حُلُمي على وقع ابستامتكِ بعد قُبلتي .

جان يزدي

25
أدب / في إنتظاركِ....
« في: 20:24 18/08/2021  »

في إنتظاركِ....
ألمحـُـكِ مصادفةً
فـيُـبـكمُني عناقكِ
كما البزوغ الأولي يـُخمد القناديل
هكذا تخبو نيران تَـلـهُـفي في عناقكِ
و وجلٌ * يصيبني كلما غبتِ
فلا تبتعدي و تضمحلي في الزحام
بين الأزقة الرمادية في المدينة القديمة
و لا تجعلي ظلكِ يمتد ... ليذوب مع فناء الغروب
بين أحضان الظلام
كوني بقُـربي....!
ف كَوني بين عِناقـُكِ
يُنسيني الأعباء الهائلة ..!؟
و دعي قلق المدينة و الإزدحام العاري الملامح
يذوب بين الحان عازفٍ مُنفرد فوق الأرصفة المتعبة
فشتاء  الحنين المُباغتْ يتعب تكهناتي
و يرهقني الشوق و  التقهقر الليِّن
و يجعنلي أمشي بخطواتٍ مُتسرعة في الأسواق الصامتة
مع الشروق الأولي عندما يـُخمد قناديل الحانات العتيقة
كما يُخمد عناقـكِ  نيران وَجَـدي .
ولا تجعلي هذا الطريق ينتظركِ طويلاً ....!
عودي....
فإني في إنتظاركِ كفيفٌ ضعيف كـيعقوب المنكسر في الإنتظار .
جان يزدي

26
أدب / كُحْلَ الـُروحْ
« في: 16:07 25/07/2021  »


كُحْلَ الـُروحْ 


  جان يـزدي

و مضى بي الزمن بعيداً عن وطني
فخذيني و لو لمرة ....
معك حبيبتي....
إلى البعيد البعيد هناك
إلى الـدِيار الـيَـبَـابُ (١)
خذيني إلى حيث المنحدرات
المنسية..
الجَلْحاء.. (٢)
الظِماء..
هناك حيث تشهق الكروم اليابسة
زفائر النسائم الحارة ..
خذني يا حبيبتي الى تلك الممرات الضيقة
هناك..... يوم همستي لي ...لا تــرحـــــل .!
هناك حيث الأبواب المُجردةُ من اطارها الحديدي
هناك تحت الظلال المتبقية
و حُزم القمح الصفراء الخَجولة
حول البيادر الخاويات
الى سهول أَبْسِطَة الفصَّة حيث الفراشاة المتعبة
هناك حيث العصافير تموت في المصانع المهجورة
خذيني حبيبتي إلى تلك التلال
حيث كان بدء سفر التكوين
لحكَايا طفولتنا...
هناك حيث صُلبت أمنياتي
و غادرتُ في العقد الثالث نحو مـَـنفاي
خذيني و لو لمرة من هنا إلى  هناك
حيث أولى نسائم الروح
فهنا  كل شيء جميل
لكن البرق أعمى و السماء رمادية
و داخلي استعمره  المستحيلُ الـطويـلُ
فــخـُـذني ....
       

(١) الـيَـبَـابُ= الخراب  أو الخالي من كل شيء
(٢) جلحاء = أَرض لا شَجَر فيها

27
أدب / ومضة..
« في: 16:23 17/07/2021  »
ومضة..
لدي الكثير من الكلمات التي فات أوان قولها...!؟
منها...
عندما رحلت نسيت بأن أخبرها  بأنها الوحيدة التي كانت تتحكم بابتسامة قلبي ...أمي .
جان يزدي

28
أدب / شَذا العشق ... ( نثر )
« في: 16:12 17/07/2021  »
شَذا العشق ... ( نثر )
أنتِ الـرَّيَّـا  أنتِ هـو
و أنتِ العذابُ المُدمر....
أحترق في البرد في حضرة حضورك ِ
و أرتجف برداً  في صيف بُعادكِ
لا محالَ لمحولاتي .....اسيرك انا ..
معتقلٌ...
كالنوم عندما يعتقل الطيور الشرسة   آخر المساء..
لا هَدأة في الليل
إن الليل خوف...!
يأتي  فأُبدع بشكوكي
و اتنصل من ذكراكِ ذكرياتٍ جميلة
تثير شهواتي  و شوقي و جنوني و أشجاني
وكم حاولت...!
حاولت ألف مرة، يا محاربتي الحلوة
أن أصنع اتفاقية سلام مع مقلتيك الفاتنتين
فشلتْ.....
و لا زلت أُغفل نفسي عن الشفاء من عِـلّة حُـبَـكِ
و ما زلت نائياً عن الصحة الحقيقية.
و أسأل حالي ..؟
لَـئِـن لم يكن حباً.... فما بال حالي  أحترق بإرادتي
كُلما اخْتَلَطَ حلو ذكراكِ بـمُرهِ
كنافورة ماءٍ يتدفق منها الصافي  والكَدِر
كما يختلط  جَلْجَلَة  الناقوس القديم  بلحنه القدسي
 بضَوْضَاء آخرالنهار ...
فأرتبك...
إني أرى هـذي الحياة ظـلاً زائـلاً من دونكِ
 فشمس الأحياء لا تُدفئ الموتى
فإلى متي ىسوف أُغذي اليأس حتى تظهر السنة  لهيب الأمل
يا أولى نـُـزهاتي السعيدة
جان يزدي

29
أدب / عشرة دقائق
« في: 17:38 10/07/2021  »
عشرة دقائق...( حالات عابرة)
تحت قمر هذه الليلة  أتى الصمت رائعاً في حَـرم الهدوء ..... لم يمرق وقتٌ طويل حتى ظهرت بوادر  الطفر  ليبدأ مباراته  الغليظة...قررت الإنسحاب و اللجوء إلى ثملة تحملني بعيداً عن ضجيجه
فوجدتكِ مُتسكعة على أرصفة شراييني فقضيت الخمس دقائق الأولى مهزوماً عندما تذكرت بأن الطريق إليكِ مستحيلا ..إحدى هزائمي أنتِ ...
و أدركت جيداً بأن الماء هذه المرة لن ينفع للغضة لأن الغصة هي من الماء نفسه... غريق الشوق أنا . و أثـار شقوق الشظايا القديمة المتناثرة على أسوار قلبي  يوم رحلتِ ...لم استطيع  اخفاءها ...... باقٍ هذا الحزن كنكبة أندلس ..
مرة العشر دقائق الأولى عسيرة جداً طويلة كعشر سنوات الحرب  في وطني  وأنا منهار  و متعب مثله
فبدى كل ما حول ذاكرتي مفخخاً وقبل نفاذ الدقيقة في الثواني الأخيرة كدت أن أعلن الهزيمة و الإنسحاب من مباراة هذا الطفر الغبي الذي تملكني....
لكني قررت الصمود و قررت بأن أكتب  رسالتي لها فكتبت ..
صباح الخير مُلهمتي.... أما بعد.... ذكراكِ بكل أشكالها هي أجمل من صباحٍ مشرق يحمل معه بشرى الإستقلال.
نقطة إنتهى
فحسمت المبارة بعد عشرة دقائق و نيف بإبتسامة طفل خانه النوم و غفوت.
جان يزدي

30
أدب / رَدَى ...!
« في: 15:17 20/06/2021  »
رَدَى ...!
كُنتُ سعيداً و طائِشاً مجنونـــا
و لم يكن  شاهدٌ على جنوني 
سوى  تبغي و صهيل الذكريات .....
في أُمسياتي الضباية ..
حتى هَوَى هوايَّ في هواكِ
و لم أكن عالماً بالعشقِ.... و عشقك جعلني اتعلم لغة الياسمين
و اعلم بلغة الأنوثة الموسيقية
و مَن لا يعلمها فليبتعد عن الأوتا ر...!
حاصرني غرامكِ فعشقت طريق العُزلة الراقية
لأقطع أشواطاً بعيدةً و بعيدة  في خيالي داهســاً على واقعي المُشرذمْ
سارقة السلام من أيامي أنتِ ......
حتى غَدت الطُمأنينة  كالـفَـخُّ  ...تصطادني كل مساء..
لتتعود أُمسياتي على هذا القلق
و أصبحت كالظمآن في البراري يحسب السراب  ماءً
و أنت الشمس  تُرحقين ظللي
و أصبحت  أعيش يومي في مهلٍ .. و مللٍ....على أملٍ
أن تطرقين بابي 
ويومَ  لا تهمُسين لي ...... !؟ يكون مُجرد ... يوم من الأيــام
و لا أجد لشغفي فرحاً غير هَمْسُكِ ,,,, يا خطـئي الذي أعشقُهْ .
                       ✍_____جان يزدي

31
في حَضَرة الذكريات ...(سرديّة)
أسأل نفسي...!؟ ومع حبة حبذا
أوا هل لا زال من العمر أفراحٌ  لم نفرحها بَعدْ...؟
و ضحكات سوف تنهال على الوَتِين لتُعكر صفوة خمول القلوب  لتظهر بَشَاشَة  الروح...؟
أوا هل من خبايا رائعة كرائحة الأمطار تنتظرنا...!؟
 المشاعر  المتصدئة توقظ ذكريات موجعة كلما أمشي وحيداً في غابات الصنوبر
أستلقي  تحت الظلال الكثيفة بعد أن أقطع دروباً لا تعرف إلا الكِتمان...
فتلمع أحياناً في ذاكرتي لحظات سعادة لأقبض عليها فألتهم عطش فرحٍ فَائِت وقد مضى.. و أصَبحَ كوجبة بائتة في وِكر متسولٍ حاصرته سَكرتُه .
وحدي أنا .... بين سنوات مَضت و أُخرى مُقبلة ...!
لا أملكُ شيئاً ....سوى طمأنينة اليوم في لحظتي هذه...
لأُعطي لوحدي ...أنا لنفسي وَعـْداً هادئً  بأني سوف أكون حتى ما بعد هذه اللحظات ....بــخـير...
تطول الساعات و هي قصيرة جداً ، و أنا مُستـلقٍ هنا تحت هذه الظلال التي تعزلني عن الفتنْ
يمتلئ صدري بهواءٌ بارد حتى تظهر قبة الظلام  .... و يبدأ بياض القمر بالتحديق على الوديان الثلجية ..
و الريح بإرسال قشعريرة باردة نحوي .
هكذا ... كلما فارقتني الذكريات الموجعة ...أفـــرح...فأركب ماكوك اللامبالات لأقطع عشرات السنوات الضوئية بعيداً عن ذُعْر المواجع ...
و لكن نغمة ناي حزينة تأتي من بعيد لتفسد كل شيء .!
و عندما تدمع العين لا جدوى من الكتماني  لأعود إلى ما كنت و ما أنا عليه.
جان يزدي

32
أدب / بُعادك...( نثر )
« في: 22:20 11/06/2021  »
بُعادك...( نثر )
في بُعادكِ أُصبح هشيماً و أَحْمقً  ضامر التفكير
فأقتفي  نغمة موسيقى  تقودني الى فراغات الشجن
لأُصبح بعيداً ...عماذا..... لستُ أدري...!
لكني أكون بعيداً عن كل كياني
و أرى كل ما حولي مُغبراً
ضبابياً كَسديم الصيف
لتبقى الأحاسيس هشة
كقطرات الندْىَ فوق أوراقٍ مُرتشعة...
أقسىَ من كل الأزمنة  بُعادِك...
قد تعودت مسوداتي على وسواس ذِكراكِ
و  تعودت على إضراباتي بين جدران غرفتي
النازفة من الإشتياق..
و يوم يُخيل لي لُقياكِ...
ارقص كالنور بين فراغات الغابات المُظلمة
و تعلو ضَحكتي كَهُتاف الأمواج الجائشة...
وكأوراق الخريف الصفراء
تقف كلمات العشق .... لتقول حان وقت السقوط ...عند رؤياكِ..
و أقول.... يا أنتاي الأبدية
يا أقرب مني من نفسي
سوف أعانقك حتى تخبو نيران أشواقي
سأظل أُحبكِ  حتى تتلاشي كل أوراق التكهنات ...
لتظهر في حياتُكِ ظاهرة  الإزدهار
و سأجعل من الحزن يعيش في وئام
مع كل شيء لا وزن  له.
فأنت بقربي ...أنت  كل التيارات الموسمية..
سوف أُفسر لكِ  كل همسات الجداول و اسرار الغيوم
و إيماءات الأشجار ..
أما  في بُعادك ..
يبقى الحزن مسروراً ما دامه يزورني طِوال غيابكِ
أقسىَ من كل الأزمنة  بُعادِك...
جان يزدي

33
أدب / لُـقْـيـاكِ ____(نثر)
« في: 22:30 23/05/2021  »
لُـقْـيـاكِ ____(نثر)
عند لقياكِ
كاللَّهبِ الحبيس في الفانوس تغدو زفائري
و تبقى نفسي دافئة كأعشاش السنونو
أفرح كَطفلٍ يقود قصبةً بين أزقة البيوت القديمة
يلتوي بين ثناياها  كنهر هادئ في اليالي المقمرة ....
ارتعش كالعشب مع أول ريح التشارين
حين تقبليني...
جميلة أنت ...
كم أنت جميلة...  كحدائق الحكايات القديمة...
بلهفة انتظر  لُقياكِ  عند جفون المساءِ المُتعَبة
عندما يبدأ نحيبُ الجداجد بالإرتفاع
و انت تدنين نحوي  تحت ضوء القمر
المح سلسال عنقك الماسي
يلمع كيرعات  تضيئ ليالي الصيف
لتملأ روحي بغبطات صامتة
و عند نهاية اللقاء ...
 تكثر الهمهمات فوق صمتي النحيل
و تكفهر السُحب الحزينة فوق سماء قلبي
فهل لك أن تتخيلي  بأن تكوني هيهاتي...!؟
أنتظر لقياكِ......
         ✍___جان يزدي
جداجد./ صَرَّار الليل
تكفهر السحب= تشتد سوادً

34
أدب / كبرياء و شغف.
« في: 20:41 04/05/2021  »

كبرياء و شغف...



جان يزدي

لأسوار كبرياؤكِ نكهة
الاستنفار و التحدي
فرغم رحيلك
اخترع   في ذاكرتي
مواعيد فوق فائضٍ من الأطلال...
ذكريات منسيّة تَهلُك في داخلي
هنا في غبار المنفى
تجعلني اغوص مع خيبتي
 في معكسرات وحل الحنين
فتتكاثر الاشواق لتتشبث
مجددا بحدود كبرياؤكِ...
على هوامش حُبكِ  يحاول قلبي
 ان يختطّ  أوهامه المبعثرة
كلما وضعت الساعة الرملية أمام أمنيتي
لتتوسع حدود الأذهان عندي
حتى تتعادل الخيبات مع الأمل
لتصبح قواي الداخلية مُنهكة
كسكينة الرُوح...
كالدول المنسية ....
و كلما حاولت مشاعري المُتمردة
النيل من غَطْرَسَتك
أُدرك بأن خرائطي مُحبطة وغير مُؤكدة
فأعود لحسرتي  مرةً أُخرىَ
لأُحاكي شغفي  بعد انهزاماته
و أقول غبتِ و مع غيابكِ غابت ألوان الحياة
و أردد  متكابراً ربما لغيابُكِ راحةً...!
فوجودكِ يوقد فـَـتيل مَشاعري.


35
أدب / على شفير الفجر..( نـثر )
« في: 21:54 26/04/2021  »
على شفير الفجر..( نـثر )
يبدو ان الحدود هي فقط على  الخرائط
 أما في الذاكرة كما لو أنها عَدمْ
تضعف أمام أقل نأمةٍ عابرة
بعد أن الحفت نفسها بطيلسان الماضي الرمادي
فهنيئاً لك يا أنا
استمتع من بعد الآن  بذاكرة مُغتربْ
كلما تذكرت أراضي الصيف
بأنها بقت بلا مياه..
بلا أنت...!
و كلما تسلق الشغف كاللبلاب
 فوق جدران ذكرياتك الهرمة
تتكاثر الآهات الصامتة كأوراق السراخس
لتغدو أوجاعك كألم وحنين الرمال
 لغابات تلاشتْ
 و السهوب أصبحت  أقفار
تلامس أحلام بَواسِقُ السَحابْ
و سلاسل  الروابي تحضن أطلال رمادية  .
لتوقظك من سَهْوَة الشرود.........  يا  أنــا   
أصوات المطر والريح على قرميد السطح
 و تصفيق النوافذ القديمة
حتى تهدأ لهفة أنفاسك عند شفير الفجر.
جان يزدي

36
أدب / تحت الضباب
« في: 19:26 19/04/2021  »
تحت الضباب..
في ثانيةٍ  من الأبدية
في ليلة
تحت ضوء الضباب
بين أزقة المدينة
قَبَلـتني ...!
فَرسَمت  وجه السعادة
فوق لوح تعاستي
و تحللت مع الضباب
حواسي الخمس
التي لن تُسعفني  بعد الآن
و وقفت كالصنم من  إِنْشرَاحي المُذهِل
و بقيت بعد قُبلتها هامداً
كجدار لا علم له بمضمون الصورة
المرسومة عليه وهي تستوقف المارة.
    ✍__جان يزدي

37
أدب / الـمُـعْجِـزَة
« في: 17:42 15/04/2021  »
الـمُـعْجِـزَة___
بين ثنايا حُبكِ
عَثَرت على نفسي الضالة
يوم كُنت تائهاً في معتدقداتي البائسة
و يوم كانت شريعتيمستوحاةمن
نصوص غرائزي الوثنية
و مَرجعي الوحيد رجولةً مغشوشة..
في ثنايا حبكِ التقيت بذاتي الصافية
و كسر حبُكِ صبر الملائكة  لفوضى تصرفاتي
و مَحىَ حبكِ  الأمواج الصاخبة من أيامي
لأدنو  قريباً نحو شُطئانكِ الهادئة ..
فكانت البداية ... لتكوني  سفري التكويني
و سفر الخروج من فوضتي الذهنية...!
حبكِ أشفاني من عَمىَ بصيرتي الجنونية
و تعافيت من شلل السكرة  الليلية
و أوقف حبكِ جميع عواصف تهوراتي
فكانت المعجزة قد تمت..! يوم مشيت بروية
فوق أمواج حبكِ السرمدية
لتصنعي امبراطوريتي في ثانية 
بأربعة حروف يوم قُلتِ
 أُحبِكَ ... فكم أحببتُكِ و أحبكِ.
جان يزدي

38
أدب / فَـــرَاغْ ...
« في: 16:00 03/04/2021  »
فَـــرَاغْ ...
( أنا و الليل و الذاكرة)   
حَل الغسق و بدأت  الذاكرة  تَرَنُّحِهِا
كأمواج نهر تعرَّى من الصفصاف..
كَمصيري الشاحب المُرتجفْ...!؟
يأخذني الليل لينثر بأضواء الذاكرة على لوح مدرستي كان فيها  مَـقْعَـدي ،  و يرش الليل عِطرهُ الداكن على  أُرجوحة في ساحة المدرسة و قد تآكل حديدها بعد غياب الجميع ، لأول مرة الكُل يُسجَل غياب..! غابت صديقاتي و لا زلت هناك أنتظر...! غاب المعلمون و أنا أُحضر وظائفي..!
تمَلصُت بنفسي قليلاً  متوارياً عن الأنظار لأسرق من الوقت  بعض الوقت كَي أرتشف خِلْسَةً جُعب سيجارة التقطته من أمام دكان العجوز ، حيث كان مُلتقى الجميع كل مساء  ، و بعد كل رشفة سَريعة كنت اختلس النظر من خلف الحائط عَلَّ أحدهم  يأتي...!؟ لكن لا أظهُر تستند على الأسوار لـتُخفي كِتابات الحيطان__ كذكرى سركون أو ذكرى حَمد وشعارت أُخرى... رشفت جُعبَ السيجارة  بسرعة البرق خوفاً من عيون مارقة ، قَضَمَت كَمشة زبيب لقتل روح الرائحة الممنوعة و كالجبان اخبط صفعات فوضوية  عشوائية على سحابة الدخان  تلك لأظهر من وراء دورة المياه تمويهاً بأني كنت في قضاء حاجة ما .! نعم هكذا لكل شيء سرَه وطيّاته.
انتظرت طويلاً و لم يأتِ أحد ...! النوافذ عالية و مُغلقة ، و في الخارج الطريق خالٍ لم المح سوى شيخ عجوز يَجُر خَلفهُ بحبل مصنوع من ثياب قديمة ماعزة مُصابة بالوهن ، أو ربما سَئمت
عِشرة العجوز الطويلة أو لربما هي مثلي تَشعر بِوحشة الوحدة لغياب الأصدقاء .
لم أرى تحت سهام الشمس المُضيئة  سوى نحيب أمل كل شيء كان قد استبيح ، ولم أرى سوى أثر المَنَاسِر المارقة  و آثار  فَرار الأهل.! هذا الفرار الذي يتلو تَرنيمتُه كل فترة من الزمن.
مَللت الإنتظار و لم يأتِ أحد و لكن خَشيتُ الرجوع الى البيت من توبيخ أبي....! لكن مهلاً..! أبي قد مات ، و إخوتي و الخِلان لا أثر لهم ....! مشردون كالطيور في السماء ، و الشوارع  مُقْفِرة خالية من النقاشات ، و حواف الأرصفةِ مُشمئزة من ظِلال أشواك الجمل المُتطفلة ... سَرقت من  الأرض كمشة رماد  من شُجيرات الكُروم  المُحترقة  كي يكون دليلي و زاد ذاكرتي في تشردي  فأنا لم يعد ليَّ ثقةٌ  بالتاريخ.. لأن التاريخ لا يُحب التأمل و قَلمُ  التاريخ هو السلاح و أنا سلاحي هو القلم . فكلما توغلنا في عمق التاريخ لن  نصادف الفرح ...! كله مَليء بالويلات... فَقُلت للتاريخ تافه أنت  و مُكرر أما أنا
لا شيء  يُشبهني لأنني أنا .
أشعلت سيجارتي العشرون  هُنا ، و لكن....!  لَكِنِّي  هناك لا زلت أنتظر رفقتي  وحيداً هناك .
 فـشَرنقة الذاكرة  تحتجزُ روحي خلف أسوار مدرستي... و  خارج الأسوار لا شيء يبشر بطمأنينة الحياة  سوى  ذلك العجوز الذي لم يرغب  ترك الديار.... وحيداً مع مِعزته العقيمة .
(المَنَاسِر= جماعة اللصوص)
جان يزدي

39
أدب / مُنَاشَدَة تائه...
« في: 15:29 20/03/2021  »
(قيل بأن الأمان هو أن تحذف منه آخر حرفين ).

مُنَاشَدَة  تائه...
أُحدثكِ يا أُمي  لأبوح لكِ هامسًا في عُزلة الصمت و آسفًا  لأقول بأني لا  زلت يافعاً طائشًا تائهاً في أزقة المتاهات دون وجودكِ و لم أعُد أتذكر عِنوان حاضري ،و لم  أُعد أمتلك مفتاح دارنا الذي ضاع مني في الحانات الداكنة بسبب ثقب صغير في جيب الإلتزام
و لأنني يا أُمي فقدت خَارطة العودة  لوطني ،و حتى أني نسيت صديق طفولتي الأُول فكَبِر وتاه عَني كما تُهت أنا...، و لا جدوى من البحث عنه في عالم الفضاءات الإفتراضي لأني نسيت ملامحه .
و لكن يا أمي  و إن كَذبتُ عليكِ في إستهلال حديثي هناك أشياء لم أنسها  بعد..! لا زلت أتذكر وصياكِ كلما إشتقت لنوم عميق يريحني من ضجيج الحياة ليأخذني الى حيث مُشتهى أحلامي الجميلة.   
فأنا يا أُمي و كما أوصيتني لا زلت لا  أَنام  مستلقياً على ظهري كي لا يُربك الشخير أهادب عيوني منتصف الحُلمْ ، و لا أن أنام على يساري كي لا يُثقل ثُقل هموم الكَبد على قلبي الصغير، و إنما أنام كما أوصيتني على يميني كي أكون على يمين الرب كما كُنت تُغريني بصِغري ..!
اليوم يا أُمي أعلم بأن كُل خُرافاتُـكِ المُقدسة ما كانت إلا من حرصُكِ عليّْ ، و سَّهَرُكِ الطِويل على  راحتي ، و بأني كيف سأغفو بهدوء بفطرة النوم لا أكثر .
اليوم  و رغم  يفاعتي و طَيشيَ إلا أني أقول و أنت البعيدة عَني يا أُمي
بأن صلواتك للسماء لا زالت  خيمتي التي تحمي كل خطوات  من شراسة الحياة ، و بأني أحتفظت في خزانة الوجدان بكل دعواتـكِ الربانية ليَّ كي تكون زادي اليومي ،و حارس وجودي ، و أجنحتي عندما أطير صاعـداً بأمر الآمر.
فـعـذراً كبيراً ... و شــكراً وفيراً يا أُمي.

40
أدب / ـ إعترافات ـ
« في: 19:39 14/03/2021  »
ـ  إعترافات ـ
لا أنكُر بأني
كل مساء...
أعود  لذِكرُكِ عندما يَتمكن مني  هذا الأشتِياق
وهناك احتمالان فقط ..إما أَن أنام مع دمعة أو ابتسامة...!
فتباً لهذا الزهيامر الذي لا يُعدي القلب قبل العقل
و لم أجد  قاضٍ سيئ و قاسٍ ..كالشوق هذا..!
 يُحاكمني كل ليلة و ليس لديه مِطرَقة
كي  يُخرس ما بداخلي من ضَجيجْ الشَغفْ
فإضبارة  إتهامات الشوق ليَّ قد تَعدتْ الرقم المألوف
فأصبحتْ أكبر عدداً من رقم هاتفي
بسبعة مرات سَبعون مَرةٍ  و مَرةْ...
و رغم أني قد تعلمت  لُغة أشور الأولى و لغاتٍ شقيقة   
لم أجد حتى اللحظة  حرفاً واحداً  يُعبر  عن حُبٍ لم  أُجيده  .
و كم من مرة  وعْدت ُ نَفسي بأن أنام و أستَيقظ  باكراً
من دون أن أعْبُر صحراء مَشقتي  لـُنقطة  لُقياكِ في ذاكرتي
لكن في كل ليلة  يزوني الحَنين و يُفسدْ كُل شيء.
فعذراً يا نفسي لأنني أجعَلُ الحُزن يَرتبكْ
فتندلع ثورة الدموع فوق كؤوس الخمور.....كل مساء
 بقلمـ  ـ ـ  جان يزدي

41
أدب / _ حَيَّرتنْي __
« في: 01:09 10/03/2021  »
_ حَيَّرتنْي __
وتَقتُلني حيرتُـك
فماذا الآن ...!؟
لا ريحٌ تَرد  لي صَدى الجواب ...!
فهل عَصيتْ  الكَلماتْ في حبال الحناجر
أم أن أمواج   تَرَدَّدُك في البوح  أوقفتها رياح حيرتُـكِ  ...!؟
أما أنا ...
لا زال  هناك دِفئٌ مُتبقي  و الكثير من اللوعة..!
كلما حاولت بأن أخرُجَ من شَرنقة الشوق
 تشدني أَغْشِية الحنين إليكِ
وكم  خضتُ حروباً مُشاكسة مع بوليس التقاليد
حتى أصبحت أشجاني الجنونية خارج التغطية
و كم من مرة هربت من جُرم غرائزي
لأحتمي عند عشائر  إغراءاتك  و أنتحل صفة الدَخيل
 حاربت و عشت لأحارب و رغبت في حربي
أن أسقط مُتيَّمً في ساحة مَعكرتُكِ
لكن  لم أُخمن يوماً بأن تكوني قَاتِلَتِيّ
يوم  حجبتي عَني قُبلاتكِ
التي كانت لي وثيقة سلام
بين عاشقٍ مشاكس و عدو عَزِيز ضبابي العقيدة
و هكذا ضاعت قافلة الأُمنيات في صحراء حيرتُكِ
و اليوم عند الثانية عشر و الثانية الأولى  الذي أصبح بالأمس
أقول لَا زَالَ لِي حَديثٌ طويل ..
فهل لك أن  تمتلكي  غيرة البجعات و  تبوحي...؟
أم ماذا بعد في حيرتكِ..
           بقلم جان يزدي

42
أدب / مَوعِدْ و فشل
« في: 13:43 02/03/2021  »
 مَوعِدْ  و فشل
 اتفقنا على الوفاء لبعضنا
و يوم تواعدنا لم تأتِ ....!
نقضت أول بنود المعاهدة ..!
مُحرجٌ أنا قبل أن أقول لنفسي
بائِسُ الحظ أنت ..!
و أي  عُذرٍ عليَّ أن أجده
لأقنع   الموعد بما جَرى وأعتذر..!
اوا  عليَّ الإعتذار من الموعد..؟
أَم من الوردة  الحمراء على الطاولة
 التي لن تُلَامِسْ خَديها..
أَم أعتذر من إحساسي الذي وقع
على المعاهدة و ذاق طعمة الخيبة من أول موعد
أَم أعتذر من النادلة التي طلبت
منها فنجانين قهوة و لن تُشربْ..!
و سوف أُضطر لدفعها
لأطلب الإعتذار من محفظتي
أَم  عساي أن أُقنع تصوراتي 
لربما في غيابها عُذرٌ ما...!؟
وأقول كم مرة خيبني هذا المُسمى بـ(الظن).
و أعتذر من الإعتذار لأنني أربكته بظنوني .
في اللحظة الأخيرة  لم أركب ظني طويلاً ، و لم أعتذر لأحد .
رشفت القهوتين و دفعت الثمن و أهديتُ الوردة  للنادلة
و أقنعت البقية بمقولة : رُبَّ ضارةٍ نافعة.
بعد أن دفَعتُ الفِدية  ، و التغت المعاهدة ...
 بقلم : جان يزدي

43
أدب / صمْتُكِ..
« في: 15:10 27/02/2021  »
صمْتُكِ..
وهج عينيكِ  يَبوحْ 
بكل ما في سكونكِ
و كلما اردت أن
أُفسر ما بداخلي
أُدغدغ صَمتكِ
فهُنـــاك  أتنفس
القوة بآيمان
و كي لا أنزف
في الرحيل دموعا...!
أَوْصد على نفسي
في  تُخوم صَمتكِ
و أصنع منه  قُضباني 
فلا أرحل منه
ويبقى سَجاني
فتهْدَأُ  بين
فواصله  أشجاني...!
في صمتكِ
تستنفر إستفسارتي
و أبدأ بجمع
لوحة تَسْوِيغاتي
فبعض الموسيقى لها نغمة صمتْ
و بعض الصمتْ له نغمة موسيقى
و منهم صمتكِ .
و أغزلُ من أحاديث صمتكِ
التي لم تُحكى
أَرديةً تُلفح جنون إشتهاءاتي
و أحذف ترانيم  آياتٌ خشية العصيان
من صمتكِ.
جان يزدي

44
أدب / قُنُوطْ
« في: 22:39 25/02/2021  »
 قُنُوطْ...!
عندما أفصحتُها عن حبي
 كتبت لي رسالة
 بلغة منقرضة لا أُجيدها
و منذ وقتها سكنت الصحارى
 و لا اعلم إلا لغة السماء
جان يزدي

45
رؤيا موجزة في الذكرى السادسة ليوم الألم على شهداؤنا و عن التهجير القسري لأهلنا في خابورنا.
بقلم ./  جان يزدي
سَفَرْ الخُرُوجْ (العهد الجديد)
الإصحاح الأول_( إِسْتِهْلال)
و هذه اسماء بني أشور الذين قطنو الخابور و جاء كل فردٍ مع عَشيرَته
باز و تياري و جيلو و ديز و تخوما.
و كانت جميع نفوس الخارجين من صُلب أشور وهم أربعة و ثلاثون أيقونة.
كانوا في تلك السهول يستلقون مُتعبين آملين بالكَرمة التي غرزوها  بأن تورق في الربيع القادِمْ
وينتظرون أن تُزين أزهار الرُمان دروب العاشقين و بأن تُفرَشَ لهم بِساطاً مَخمَلياً
نَحو دروب النواعيرالتي كانت تَعزف لهمْ لَحْن الحياة.
الإصحاح الثاني _(الحَدثْ)
مات الحُلم في رحم شباط عندما عَصَفت رياحه العاتية و أزاحت ستائر الغدر و أسقطت الأقنعة
فبقت تلك الضِفاف بلا ربيع وعارية كما كانت من قَبلِنا و ماتت الطمأنـــينة  مع ذلك الحُلم  .
لينزل ملاك الرب و يبشرهم  بالرحيل و لم يمهلهم الوقت حتى صلاة الفجر...!
ولم يقتنوا في حقائبهم سوى كومة هموم.
كانوا على عكس قوم موسى.... لا يريدون الخروج...! من أرض الخابور و موطن عُش الفينيق
و لكن عصى الشيطان كانت أقوى من كنائسنا الطينية الغير مُعترف بها دولياً..!
سَلكوا كل دروب الوطن من دون وداع من أحد أو سؤال إلى إين يا إخوة التراب ..؟
الإصحاح الأخير _(دقيقة صمت)
لوحدهم تُركوا كَيوسف في البئر منتظراً القافلة ...
و القافلة لم تأتِ .. مات يوسف  في البئر على يد إخوته تماماً مثل شُهداء الخابور.
و  لمْ يبقَ هناك إلا ذاك الشهيد الذي كان يحلُم بربيع الكروم و قوافل زهر الرمان
مع حوار  الجدل بين المياه مع النواعير... لتولد سيمفونية أرضنا الخضراء ......ماتت أحلامُه..!
ومات حائراً  ولم يترك خَلفه سوى ذِكرى وحيدة ... عبارة  كَتبَها على أخمص البندقية ..
 سوريا يا حبيبتي .
جان يزدي

46
أدب / لُغتي و غُربتي
« في: 23:57 12/02/2021  »
__ لُغتي و غُربتي___
أريد أن
أسْرَجَ السِّراجَ
في ظُلمتي
هنا في غربتي
و أغدو مجدداً كطفلٍ
ينفخ بالوناً تطير
مع غيوم لُغتي
و أن أرى قماشة
تزين سماء لغتي
وأن تنبت سنابل
الأحرف مرة أُخرى في لغتي
فحروف لغتي لا تخون
و لا تحاصرني
 في سراديب العنصرية
أريد أن أهرب من غربتي
و أن لا أصدق
و لا أرى
و أن لا ألمس قرون
 من يُحرق لغتي
أريد كَفَّنَ  لغتي
فالنَحْبُ  جميلٌ بين أذرع لغتي
حيث تتراقص الترانيم
فوق روائح البَخُور
أريد أن أغفو تحت
صفصاف لغتي
و أعدو مسرعاً شقياً
إلى موعدي
تحت الزيزفون
حيث عشقي و لغتي
تنتظرني
وأريد و أريد ...
جان يزدي

47
أدب / و لمْ تَعُدْ...!
« في: 16:18 09/02/2021  »
ق.ق.ج(مشهد)
و لمْ تَعُدْ...!
سافرت و قالت سأعود في العيد القادم و لم تعد....
و اِستَنظَرت عودتها طويلاً في إنتظاري و لمْ تَعُدْ..
مَرَ وقت طويل حتى كدت أنسى أخر موعد أتتني في موعدها....! و بقي وسواسي القهري لا ينطق إلا بإسمها وكلما حاولت أن أخفي ملامحي الخائبة كان خوفي يكمن في عيوني التى تفشَّى إكناناتي .
هنا و أنا في المحطة بدى لي كل شيء بَائِسًا..مسافرون غرباء ... متسولون أمام باب المحطة.. متسكعون حَيارىَ مستلقون على مقاعد هشَّة ينتظرون لا شيء ... ربما مثلي..!؟ و بين الفينة و الأُخرى يُجفلني صوت الساعة الحمقاء ومن ثم يتلاشى و تتلاشى معه أفكاري المُفتعلة من قبل إشتهاءاتي.... فأعود من شرودي و أراقب المارة لعل طيفها يُنير ضبابية الفضول و يرتوي بقدومها غَلِيْل الإنتظار ...!
وكنت  أُلهي نفسي بسماع موسيقى __من مُبدع رمت به أقدار الحياة في هذه الزاوية التي تزيده إهانة. و أنا أستمع لمُحاكات أنامله المُتعبة مع أوتاره المتآكلة و أندمج مع أشجان ألحانه
 فيحدث في نقطة ما من شجن الموسيقى و إذ تشعر بجسدك يقشعر تأكد بأنك هنا..... قد خُذلت .!!
لوهلة بدت لي  أبواب قلبي و قد غَدت ضعيفة كأبواب بيوتنا الهشة بعد هذه الحرب .
لتنتهي سطور رواية الإنتظار وماكان ليُجمعُنا عنوان.... و لم تأْتِ .
جان يزدي

48
أدب / ـ أمنيات أشُك بأن تتحقق ـ
« في: 17:16 04/02/2021  »
ـ أمنيات أشُك بأن تتحقق ـ

و ليَّ حَنينْ إلى طائفتنا الأولى
و التي كان إسمها المحبة
و حنين إلى أخيها الشهيد و
 الذي كان  يُدعى السلام
و ليَّ حَنينْ إلى سماء الأمل
و نجومها التي كانت
تُنير لنا السعادة
و حَنينْ إلى حرية نقية قبل فلتانها
في شوارع الديمقراطية الزائفة
و حَنين إلى أكواخ النجاة
كانت تسمى جمعية خيرية لا تعرف السرقة
و حَنين لتقبيل يد ناسكٍ نَحِفَ جوعاً بعد أن تبرع
بخاتمه ليطعم الأبرار و المساكين
و ليََ حنين بأن ألتقط صورة تذكارية مع بطل قومي
كفنه ملف أبيض قبل أن يستشهد
و لا حنين لي لأوطان تُقيظ الفتن و تستعبد الفساد
و تلحف نفسها بالعنصرية و أشياء أُخْرى!
فطوبى لأهل هذا الحنين لأنهم بالأمل متشبثون.
جان يزدي

49
أدب / ___باقة منوعة___
« في: 21:39 02/02/2021  »
____باقة منوعة___
(ربما)
في بعض الاحيان
 لا نصلي من أجل الإيمان فقط
 بل بطلب من إشتياق لشيء ما
استيقظ بداخلنا
___________________
(تشابه)
لا فرق ملحوظ بيننا
نحن والطيورالمهاجرة
هي تهاجر و نحن كذلك...!
هي تزقزق بحرية
و نحن نُخفي زقزقة  الأنين
جان يزدي 
 ____________________
(تصرفات عاشق)
و يحدث بأن أبحث عن عطرُكِ
فى مقتنياتي البسيطة بعد
 أن أعود الى غرفتي
كالقميص الذي يجمَعنُي
 معكِ في موعدنا
وهذا ما لا تعلمينه
____________________
(وجع)
محزن أن يكون الخبز
 مادة إخبارية عن أبناء وطني
و ليس مادة على مائدتهم
جان يزدي

50
أدب / قصة حرب المشاعر الخاسرة
« في: 14:32 28/01/2021  »
قصة حرب المشاعر الخاسرة
و يُحكى بأنكِ يوم أحببتني قد رَميتِ بكل ثقل عواطف أُنوثتكِ
على حبي حتي إستعمرتي حصني المنيع.... و عندما حاول
(كبريائي) التدخل و إنقاذ أخر معاقلي فشل بادئ الأمر...
حتى إستعان بكتيبة الإعدام (غروري),ومن ثم  بفرقة الرماة( تذمري)
ومجموعة المغاوير للتدخل والدعم االسريع  من  (النُّكْرَانْ)... فلم يجدي الأمر شيئاَ
فخَِسرت المعركة مرة أُخرى عندما إستنجد القلب بـ (باللهفة)
بإسناد من (لوعتي)التي أخذت الدعم  الكامل من (عنادي العنيد ).
فتم بث الخبر العاجل بالإنتصار و بسقوط  حصني ...
وتم الإحتلال ليتدخل العقل قائلاً أهذا ما رغبت به أيها القلب...!؟
         ✍....جان يزدي

51
أدب / __ تَرَنُّح ___
« في: 17:43 18/01/2021  »
__ تَرَنُّح ___
ما بالُكَ يا أنا
كلما تذكرتها تخلق لنفسك ألف عذر
لتُنصب كأس النبيذ على طاولتك
كساريةٍ عارية من القماش
و تُهمل حبيبتك التي حضنت كل أشجانك
أما سئمت من إستغاثاتك المُتكررة
و كأنك في قارب مثقوب و جهاز إرسالك لا يعمل
ما بالك يا أنا ...
و كأن ماليخوليا(المزاج السوادوي). مُهجنة أصابتك
تارة تسمع لسمفونية خالدة و تارة ترقص
على أنغام أغنية شعبية..
أما سئمت من كذبتك بقولك
استطيع تجاوُز كل ما يحدث ....و لكنك تفشل.!
ما بالك لا تعترف
بأن كل الطرق المؤدية إليها قد محتها الخرائط
وكل اليافطات التي كانت تشير نحوها قد إستُبدلتْ
و لا زلت  تترنح يميناً و شمالاً مع كأسك على إصرارك
ما بال حالك ...
لَست بقادرٍ على التقدم لصعوبته 
ولا على الرجوع لأنه أشد صعوبة
تاهت بك الحالة حتى أصبحت
كمَن يبحث عن وردةٍ في  فصل شتاء قارص
حتى أصبحت تشعر بالخيبة قبل حدوثها ..أسوأ شعور.
ما بالك تحترق و لا أثر للرماد عليك
ربما حتى الرماد ملَ منك..!؟
صدقت في كل هذا... يا نصفي الآخر.
و لكنني سوف أُخبرك
بأنني مـُـتــعـــب كوطني الذي لـم يـبـتـسـم مــنــذ ألفي عام
وكل شيء يتحمل فرصه ثانيه إلا ضياع وطن
فعلى ضفاف الأيام لي ذكريات لن أقبل بنسيانها
هي كرمة بيتنا..
       ✍️ ....جان يزدي

52
أدب / طَيْفُكِ
« في: 19:10 06/01/2021  »
       

طَيْفُكِ

جان يزدي

لعلني كنت جاهلاً عن سراديب الحب
عندما أدركت بأن أفكاري تصاب بالخرس
بل وقلمي أيضا
كلما غاب طيفها
فأعتصرالدمع و أنا أَسْتَجْدِي
طيفك بأن لا يتوارى
حتى أكاد أن أعلن إستسلامي
في حرب لا أعلم فيها
مَن أحارب و على مَن سأنتصر ...
فلا أنل شيئاً و كل شيء ينال مني
كلما  تذمرطيفك في المكوث بعيداً
لقد ذبل القلب ياساقيتي
فهَوِّنِْ البعاد  قليلا
فالا الواقع يطاق و لا الأحلام  تكتمل..!
و اللإشتياق قصة طويلة
إسألي يعقوب عن يوسف .
أَم عساي أن أخاطب  قلبي هامساً
تألم بصمت فلن يراك أحد
قبل أن يدخل العقل شامتاً  منك يا قلب
لقد غدَوْتُ هشاً.. هشاً كثيراً
كجدران وطني التي تساقطت
و بَقى القليل منها صامداً لتعلقها بحدود أرضه
فإن أقبل طيفك أو أَبَى
سأظل أعانقك في تمنياتي

53
أدب / _ مع قهوتي _
« في: 02:58 27/12/2020  »
_ مع قهوتي  _
و أنا أتأمل من نافذتي على الشارع الذي
لم أحفظ بعد مُعظم تفاصيله حتى الآن...!
يُحيرني هذا الشارع ...لا يشبه شوارعنا
و لكنه يشبهني....
هو دائماً خالٍ و لكنه مَـسـكون..!؟
منازلٌ كُـثر لـكن  ما من أحـــد فـيـه...
تأخذني حالته التي تشبنهي  الى تساؤلات
تحيرُني  فـكـلما حاولت فهم حالتي
أقف حائراً...... لا صدى يتردد
في الأُفق على تفسيراتي
فأكون حقيقةً مُفعم بالحياة  و سعيد
و لكني حزين.... أنام بأمان و لكن
الخوف يحوم حولي كالنحلة فوق الزهور.
و كثيراً ما أكون ضاحكاً و لكن
الأنِـيـن المُتطفل يمطتي ضحكتي
فأبتعد ....لا قاصداً الغياب و لا كـُرهاً بأحد ...
لا أحد يدري و حتى أنا ...
يُرهقني هذا المنتصف البارد و الساذج ..
فأقول ربما هو نوع من فراغ الغربة المفروض أو ماذا..!؟
و لربما أحببت أن تسكن بين الصلوات و النسيان
لتنسى سنوات لم تحسبها من عُمرك..؟
أو  لعَـلهُ ذلك الإحساس الذي يمضغ
القلوب و من ثم يبصقها في ملامحنا الظاهرية..
فأقول أعان الرب أُناساً إستشهدوا
و هم أحياء من ضجيج قلوبهم
و أحياناً تأخذني حيرتي ...
فأقول يا تُرى من يقف أمام باب بيتنا ...!؟
تمتلكني لوهلة صفنة عاشق و أقول داعياً..
.. و حظ أوفر لعيني .
فَـلْي حُبّاً عميقاً لداري بعمق جروحنا اليوم..
و أقول مواسياً نفسي ربما لي ربيع مُزهر..!
لربما هذه الأوقات أصبحت بلا ألوان
كالموت بلا قبرٍ و بلا أكفان في كل مكان...!
فـاقـول لهذه الأوقات  كما قــُـلت لحبيبتي ..
شكراً لكِ كُنتِ أجمل من خيب ظني ..
وكـلما حاولت ترقيع ثوب الصُلح مع الغـربة أفشل بإرتدائه.!
و هكذا عندما لا أجد تفسيراً لحيرتي أُكثر من قهوتي
وأختار لوناً موسيقياً يلامس حالتي
ولكن حين يلتقي الكمان و الشجن بالوجـدان
أقـول أبـشـر بزلزال مشاعِـركْ ...
فأقول والله إشتقت إليك يا نفسي
و نفسي تقول والله لا أحد يفهم عليك ..
وأقول لربما بعد الف مُنعطف حائر...سأجد نفسي يوما ما.!
فأُكثر من قهوتي وأنا ما بين البشاشة و بين الآسى
كهذا الشارع بين  خالٍ و مَسكون .
               ✍........ جان يزدي

54
أدب / __ يَـقـيـن __
« في: 16:18 14/12/2020  »
__  يَـقـيـن __
اليوم أيقنت بأن حياتنا لا تمر
إلا في فصل واحد.... شتاء طويل.
و بأننا سنظل على الرتابة اليومية المعتادة..!
 نشعل شموعاً ..
على مَـن فارقونا و فارقناهم
و نصوم لأجل شيء ما....!
و ننام بعد كذبة تصبحون على خير
و لا أحداً منا ينام بعد هذا الدعاء
و حقيقةً ... لا أحد يدعو بأن تصبح على واقع سعيد
بدلاً من ( حلم سعيد ) ..!!!!
اليوم أيقنت بأننا في كل ليلة ننام
على الأمل و نستيقظ على الــمَلَّ __ =(سُئم).
وتيقنت بأن شتاؤنا بارد و الطيور لا تغرد في الشتاء ..!
اليوم أيقنت أكثر و بما أننا أبناء الملحمة أحفاد أجدادنا
إذاً ....لا تحلم بوطن ..
و بأننا مهمشون ...!
 تحت الشمس و لا ظل لنا..!؟
كم أشتاق لروحنا المأهولة ..
و لـ شهيق يَمْلأُ نفسُنا برائحة خبز الأُمهات
و ليس لهز جذعنا في حفلة عيد ميلاد مشلولة.
لقد أصبحت أجسادنا خفيفة لا تقاوم رياح الشرق
وكلما نستعين بالمزاح لإخفاء آلامنا تفضحنا الدموعُ الهوَامِع
بعد أن أصبحت أجمل الأحلام في مهب الريح...!
و التزحلق نحو السراب حليفنا الأسوء.
 نتعثر دائماً و كأننا نمشي فوق ظهر سلحفات .
الحياة تمضي....
و ليَّ رغبة  بأن أصحو من حلم متكرر
إسمه ..كن متفائلاً...
اليوم أيقنت  بأننا مبعثرون كالشذايا في كل مكان
لن نزرع بعد الآن..!
كم أحقد على زمنٍ خان البسطاء
كيف لا وكنا نزرع الزيزفون عطراً
للحقول و العاشقين... و كروم زينت ودياناً قاحلة..
اليوم نرضى بإناء ( الوفيرا ) في بلكون مأجور
بجانبه  إناء فيه مَجَامِرُ و بخور ...  كل كنيستنا.!
نوقدها  رحمة على روح  الفاقدين
ونحن من المفقودين .
أصبح واقعنا كطرفة بليد في جنازة شهيد...لا معنى لها
قـُـدر لنا أن نكون المَرحومون و المُحَرَّمُون  والملامون ...
*
*       
و هكذا بين التأمل و الحسرة يضيع الحلم
             ✍️...... جان يزدي

55
مــــع أَبـْـي ...(( مَـشهـد))
 عندما أراه في عالمه الذي 
لم يألفه و لا زال لا يعلم الكثير عن خفايا
التغيرات وهو في المحطة ما قبل الأخيرة من حياته
و حبيس تداعيات الإغتراب .
و بأن أطول خطواته تكون في فناء الحديقة
بينما كان يرتحل و يطوف أصقاع
الحقول المترامية الأبعاد...يأسِرُني مَشهَد أسره
و يحدث بَيْنَ الْفَيْنَةِ وَالأُخْرَى بأن يسألني
عن صديقه القديم ..أغافله كي لا أكذب عليه
فينسى سؤاله و يُحدثني بأنه كان خصمه
 اللدود في لعبة النرد.. يبتسم وهو يحاكي ماضيه
و كأنه يعيش اللحظة..
لم أرغب بإبلاغه بأن عنوان صديقه
 أصبح في شَفا  السماء..!
و يجلس كل يوم في غرفته مُتعب 
ولا يرغب بغفوة قبل أن يُعكر بنفسه
مزاجه المُعكر و المُثقل بالفطرة من
أشياء كثيرة حاضرة كانت أوغائبة
ليجلس و يراقب أخبار العامة  و الأخبار
بشكل عام في مواقع التواصل و هو بالكاد
قد تعلمها و يجهل حقيقة خفايها
 ليكتشف شيء واحد فقط ..
بأنه لن يكون قادراً على إكتشاف السيئون
لأن الجميع لبس عباءة المثالية
فأخبره : إما أن أن تدعو
لهم بالخير أو تقتنع بمقولة لاتَدين كي لا تُدان.
لأنك سترى نفسك و أنت  في هذا الموقف
كما لو أنك في حالة شعور متناقض
كأنك  مُغادر ولكنك مُنتظر  .
ستقف للوهلة و سوف تدرك بأنك تمرفي فترة سيئة
وتليها الأسوأ... ربما ستقول إشتقت لزوجتي
و أبنائي و هم ليسوا ببعيدين عني
أو ربما ستقول إشتقت لوجه أُمي
أبي و لا أعلم ما فعل  التراب بوجهيهما .
و ربما سوف تبدأ بالبحث عن التفاصَيل
البسيطَة التي تُشعرك أن الحَياة لا تزال تَنبض لك.
و ربما ستقول إن النحيب و الصمت صار عقدة أيامي...
و لكن الى متى ....أقولها لك أبي !
فالحقيقة التي ترغبها أصبحت في قفص الإتهام
و هي بحاجة لمحامي دفاع..!  فالبعض
يتهمها بالغطرسة و إزدراء الأديان..!
و هذه النبرات الشاهقة فوق صدرك
لن تستر عُرى الروح إن أذرفت دموعك ..
و إن سألتني يا أبي ما الذي يجري مع البشر
أقول لك :
عندما لا يعلم أحد  بما يدورمن حوله
فإن الأمر حتماً كُله يتعلق بالمال.
و إن الماضي قد مضى
و بعد أن تُسرق البقرة لا فائدة من قفل باب الحظيرة.
فدعك من كل هذا...
فبعد هذا الكَربْ سوف تحيَّا ربيعاً ساحراً
فالأحلام الرائعة مثلك يا أبي لا تأتي في بداية العمر،
الآن وقتها ...لنشرب نخب المساء الشتوي هذا
فالصيف يعطي الحبوب و الخريف يعطي النبيذ ،
و يستهلك الشتاء كل ما يمنحهما.
رائعٌ أنت...  نخبك يا أبي .
_____  جان يزدي  ____
(الرحمة لجميع الآباء و أبي ..و طول البقاء لبركة بيوتكم).

56
أدب / تَـثَـأْثُـؤ ((خوف))
« في: 00:46 23/11/2020  »
     
تَـثَـأْثُـؤ  ((خوف))

  جان يزدي

وقف لوهلة أمام المرآة..لتستحضر ذاكرته
مقولة : (لا يدري و لا يدري بأنه لا يدري)
فيخاطب نفسه قائلاً: يبدو أن خبرة العمر
لا فائدة منها ...الأصح لا قوة فيها كما كنت تتخمن..!؟
كيف و أنت تبكي من طيف ذكرى أو سماع أغنية تلامس واقعك
و كم مرة تناءيت عن الغسق خَشْيَةً و هرباً من أطروحاته المُتكررة
وكم تمنيت بأن لا يغرب الشروق..!
كادت البصقة ان تنطلق من فاهه بعد هزة رأس يمناً و يسارى
ندماً أم خوفاً أم أسفاً لا زال لا يدري..!؟
لكن نقيضه الثاني هَمَس بصَوْت خَافِت قائلاً
لا تـتَـثَـأْثَـأَ لست أنت من شاخ  لست أنت المتشائم ..
بل العالم قد شاخ ...ألا ترى بأن
كل الأشياء فقدت بهجتها و تبدو فارغة
كل الأزقة أصبحت مُوحشة لا سحر فيها
المُدن أصبحت باهتة لا راحة فيها
الشوارع مُظلمة لا تسمع أصواتاً مألوفة
سوى بكاء و صراخ في كل زوايا المدينة
خطر وفوضى و تحشيش  و صوت بوليس أزعر سئم مهنته الليلية..!
حتى الحانات و المقاهي لم تعد كذي قبل
قد ولى الزمن الجميل..!
الغناء مشمئز كله جنون.. تطرف...عنصرية...
المآذن تطبل للحقد ..الأجراس ترقص للتنمر
 و الملائكة تقف  ذاهلة ...!
ماتت جميع الكلمات المقدسة
في عالم الحروب و صمت القوانين....
لا بل الطبيعة أصبحت مذعورة من أشياء و غرائز
غير مألوفة ككلب متغطرس يرغب بالزواج
من  أنثى رنة  قاصرة .
لم يعد للزمن ألوان ...
ياليت كل الأشياء بقيت كما كانت و لم تتغير... كالأسماء.
فالأمور لم تعد تتعلق بالماضي أو فقدان الأيام الجميلة
بل بغُربة قلوب تبتعد عنا حتى أصبحنا في وحدة قاحـلة ..
و كم تفزعني عبارة (كان يامكان لم يعد أحداً كما كان) .
فالماضي أصبح كالزجاج المكسور يجرح كل مَـن يلمسه
ليبقى القلب فقط يتألم ...!
يتابع لوهلةٍ أُخرى شروده وهو يتمتم مع نفسه و كأس نبيذه بيده
لست انت من شاخت أحلامه بل العالم قد شاخ.
كم أريد أن أغفو على صدر الأمل و أحتضن الأُمنيات الجميلة
أريد أن أُحاكي الصدى و أجلس على أعتاب الحنين
منتظراً شيء ما...!؟
تمر دقائق و ربما ساعات و ينحسر النبيذ من الكأس
و يحترق التبغ تلو الآخر و العيون عالقة بأمل زائف
في عالم متشرذم همه الوحيد....فوضى و لا شيء آخر ...!
ليقول: ما الذي تصنعه الأقدار بنا
أية روحٍ فقدناها في هذه الحياة..... بسبب هذا العالم القاصر
و هذا الحظ التافه الذي عكر صفوة الجميع
و لصق بنا أخذاً دور الكلب الوفي ..لا نريدك..!
يُغفل بنفسه عن هذا  العالم و غطرسته هارباً في متاهات الدقـائـق 
ليلتهي بذكريات الطفولة ...محاكياً ماضي لن يعود.. كيف كنا نسرق الرمان
و التوت البري من بستان جارنا و كيف كان يُفضح  أمرنا
باللون الليلكي العالق على ستراتنا البيضاء كقلوبنا
كم كان عالمنا بريء عندما كنا نلتقط قطعة خبز
من على الأرض لنضعها جانباً مع قبلة إعتذار .
لم تعد للبراءة  قيمة في عالم ليس بريئاً.
يهز برأسه مرة أخرى  شبه مستسلم ولكنه دارياً
بأن العالم قد شاخ في الشر.... و ليس نحن.
           

57
أدب / على ضفة نهر (( هواجس مُغترب))
« في: 17:31 14/11/2020  »
على ضفة نهر
 (( هواجس مُغترب))
..................
و يحدث ان تصبح أرواحنا المثقلة بالكثير
 كسفينة في وسط عاصفة ... نرمي منها غير
الضروري كي لا تغرق .
فقد كنا نعيش في شرودٍ سرمدي حتى
 لطمتنا رياح الحرب..
وعَلت موسيقى المدافع على ضفة ذلك النهر
إستيقظنا من شرودنا و غادرنا
تاركين خلفنا أقوام حربائية  لم نعلم ماذا تريد
يقدسون  في معتقدهم قطعة الخبز
و لكن يحرقون حقول السنابل..!
حتى مضى بنا الحال بأننا لا نحيا كما نشاء
فكل ما يحصل لا نحبه
و كل ما نحبه لا يحصل..!
لنقف حائرين في منتصف النص
بين عبارة ..لسنا بحاجة أحد ..
و بين ...لقد اتعبنا الترحال و قتلتنا الوحدة.
فلا حياة الخراب تناسبنا و لا العيش هنا
 على الذكرى والسراب.
كم هي قاسية ان تُحكم حياتك من قبل الغير
بعبارة ...نقطة إنتهى...
و هذا ما جـرى .!
لقد تراكمت التنهيدات كالكثبان الرملية
و الترحال أطول من غباء مُتدين متعجرف..!
لنُدفن في أرضٍ لم نكن نعلم خارتطها
بعيداً عن الصلبان التي دفنت على ضفة النهر
و بعدها  بكت المأذن نادمةً على أخيها العدو.
ونحن نندم على وطنٌ حروف رايته مهجورة
في مجلس الأمم.
مذ نام كلكامش حسرة على موت أنكيدو.
هكذا  نعيش المجهول  ..!
و ياليت  هذا المجهول يكون كما في الرياضيات..!
و لكن الغربة تقول ..كما قالت العنكبوت للذباب
أهلاً بك في الأدغال.
فأرجوك يا أنا ... دع ثرثرة هواجسك التي
 تؤرقني... بعيدة عني  هذه الليلة
و لا تقنعني بالحمد و الفرج و أشياء مثيلاتها
دعني أحتسي كأس النبيذ بهدوء
كم أحب كأس النبيذ الذي ينسيني..
كم أكره كأس النبيذ الذي يبكيني ..
و أمضي ما تبقى من الليل كحارسٍ ليلي
لا يحرس شيئاً...
كأخرس يغني لجمهور أصم...
فقط الشغف يبقى على ضفة ذلك النهر.
     __جان يزدي__

58
أدب / ربما... و أشياءٌ أُخرى...!
« في: 02:07 02/11/2020  »

ربما... و أشياءٌ أُخرى...!


  جان يزدي

عندما كنا صغار
و نسأل عن الأب كانوا
يقولون بأنه صعد إلى السماء..
ربما كانت أكذوبة بيضاء
أو ربما لإسكات الفضول و الجواب
المحال ..
وعندما  كبرنا و في أول عشق
كنا نظن بأن كل النهايات ستكون سعيدة..
ربما كنا جاهلون
و ربما كانت  درساً لنا في الحياة
و عندما غادر بعضنا الديار
لم يعلم السبب ..!؟
ربما كان القرار قاتلاً
أو ربما نِعمه القرار
أو ربما يدرج في عائلة القدر و أخواته.
وعندما إدعى  الذين و من حولنا
بمحبتهم لنا ...
لربما ظنوا بأنهم بارعون في كذبهم
فكنا بارعين في تمثيل دور ٱلْمُصَدِّقِينَ
ربما لهذا  هَاجرنا
ربما البعض من الفقر و الملامة
و البعض من قلة السلامة
و ربما البعض من شدة  دور العمامة
لننصدم اليوم هنا بكتم الأفواه بالكمامة...!
لكن الأصعب من كل هذا
عندما تبكي و تسألك الأيام : لماذا..!
فنجيب : إسألي الأحزان..
أو ربما المكان
أو ربما عيوبنا إن وجدت
أو ربما لأن الكوابيس الليلية
أصبحت أجمل من الواقع
و ربما حبال الغربة إشتدت
لدرجة باتت تخنقنا...
ربما نبكي للأننا  شعرنا
بقسوة الحياة و كأننا  شجر
صبار لم يحضنّا أحد
يوم بكينا....!
والله لا ندري..و ليس لنا جواب لك أيتها الأيام
و كأنك تسألين لماذا انت مُبتل أيها الغريق...!
كل ما نعلمه بأن صرخة الروح أصبحت موحِشة 
تشبه صرير أرجوحة في باحة مدرسة
مدمرة هجرها التلاميذ .
لا ندري ربما سنضحك من سُخف ظنوننا يوماً ما....!
و رغم كل شيء..... سيبقى كل ما عشناه
خير وجميل لنا.. لــربما .!؟
حتى نحذف  من أخر ( يا ربما ) الميم و الألف


59
أدب / حنين وطن
« في: 18:00 22/10/2020  »
__ حنين وطن ___
عندما تغسل السماء هنا الأشجار
أطلب داعياً يا أيتها السماء
و وطني كذلك....
فهناك أصبح الحزن
جار الحزن
و مأساة تعانق مأساة
و الفرح فقد ذاكرته
و لا سلام يرفرف في الأفق
في وطني أصبحت جميع
الألحان حزينة..
ولمْ يبقَ هناك شيء
جميل سوى ذكريات
الطفولة التي تسعدنا
كلما كبرت همومنا
هكذا ........ كل شيء
جميل غـدا قديماً ....و إنتهى
و أصبحنا نعشق الذكرى
 بجمالها و بقساوتها 
تماماً كالإبرة التي تخيط فستان عرس
و نفسها تخيط الكفن .!
و إذا أصبح الوطن شيء ضائع
سنبقى في شوقٍ لا يمكن تحقيقه ..!
بلا وطن تعني المعاناة الى الأبد
ففي الوطن مساحة روحية نتوغل
فيها بشكل أعمق مع مرور كل عام
هناك كنا نصنع عالمنا الخاص ...
أما لعنة التشرد الأبدي تكمن في الهجرة ...
** ** **
الف شمس لن تدفئنا كشمس الوطن
حتى ولو كنا في الجنة
سنبقى منفيين عنك يا وطن
فالوطن كالأم و الثاني زوجة أب
         حنين وطن
         جان يزدي

60
أدب / __ نحن الصامتون __
« في: 13:22 12/10/2020  »

__ نحن الصامتون __
لنا نحن الصامتون
حكايا موجعة لا تقبل البكاء
أحياناً...
فبعض الحكايا لا نجدها بين
الحروف....
لأنها تمر كعابرة سبيل
فنفتش عنها في الألم .
وعندما  نحلُم نحن الصامتون
بأحلام  رقيقة
يصفعنا الواقع
 بالصدمة كل دقيقة
حتى غـدَت آلامنا كالوطن
حكايا وجع لا تنتهي...!
لتُجبرنا الأيام أن
ننتشل النصائح
من سنوات الضياع .
لقد أصبحت كل البلدان
لنا موحشة ...
حتى و إن رأينا أشياء
جميلة نقول
سنكتب عنك لاحقاً...
وحدنا نحن الصامتون نمضي
أوقاتاً من حياتنا ندافع فيها
عن أشياء لا نملكها..!
و أشياء ربما لن تعود.
و يحدث أحياناً أن نكون
 منفردين بصمتنا
في وسط الهدوء
و لكن شيء ما أشبه بنقيق ضفادع
يدغدغ فكرنا
ليعكر صمتنا
فيجعلنا نقول___ لسنا حزانى
و لكن لسنا سعداء
لنصبح في المرحلة الصعبة..!؟
فإن أخر نوبة ضحكٍ أصابتنا
كانت قبل فراق من أحببنا
حتى مضى خمسون خريفاً
و لا زلنا نحن الصامتون ننتظر
رسائل أسف على الغياب
فلا سؤال عنا و لا مجيب لنا...!؟
يبدو أن كل الهواتف
وضعت في  حالة صامتة .

إذاً .....!
لا يليق بنا نحن الصامتون
سوى سماع الموسيقى.
جان يزدي

61
أدب / إدراكات مُغفلة
« في: 14:06 30/09/2020  »

إدراكات مُغفلة

جان يزدي

عندما كنت صغيراً
ما كنت لأُدرك بأن كل الأُمنيات
سوف يبتلعها بحر الخيبات
و لم أُدرك و أنا يافع بأنني كلما أغضبت أمي
كنت أعاقبها على صبرها لجميع سهواتي التافه
و رغم ذلك كانت تلطمني بإبتسامة الأمهات الرائعة
 فلم أكن لأُدرك  حتى ذلك...!
و عندما انتظرت حبيبتي طويلاً
لم أُدرك بأنها لن تأتي
و قلت غداً و غداً لم تأتِ...
فلم تأتِ حبيبتي...!
 فوقفت عند ذلك الزمن الذي
كان يمضي و أمالي ملتصقة بتاريخ لربما
يأتي و لم أكن لأُدرك بأنه لن يأتي....!
و يومها لم أكن لأُدرك بأنني إذا أحببت
سيكون فقط كخبر عاجل في عيون غيري
و لكن في قلبي رواية لا تنتهي.
و عندما غادرت الوطن
لم أُدرك بأنني لن أعود مجدداً...
و عندما ودعت الصفصاف
لم أُدرك بأني لن أراه أخضرٌ مرة أخرى
أُحرق الصفصاف
و أصيب أملي بالشلل..!
و لا زلت لا  أُدرك بأن الأمل هو خبز الفقير.
و عندما كنت أحلم بحب بسيط
إسمه إستقرار
لم أكن لأُدرك بأنه
سيصبح  أسير قوارب على أبواب الموانئ و القارات.
كنت اعتقد بأن الإشتياق لا يتكرر دائماً
كجداول الربيع و لم أكن لأُدرك
بانه يتكرر بل أكثر من ذلك
يتكرر بكثرة ___كأُطروحات الليل ....كل ليل .
و اليوم أدرك تماماً
بأن أبي عندما قطع شجرة السنديان خلف بيتنا
ليصنع من خشبها سرير عرسي
أدرك بأن ولدي سيصنع من نصفها الثاني نعشي
و اليوم أدرك بأن كل حبات المطرلو تحولت لحبر
لن تكفي لأُدرك كل  إدراكاتي المغفلة .


62
أدب / بين الماضي والمستقبل
« في: 20:07 04/09/2020  »
بين الماضي والمستقبل

بين الماضي والمستقبل حكاية تستمر
مضى الماضي
و لم يمضي ماضينا و هو فينا
باقٍ في خيالنا
في حاضرنا
في كل تفاصيل حياتنا
فهل يلازمنا لحبه لنا أم يوبخنا...!؟
نقول للماضي نعتذر منك
إعذرنا على بساطتنا
على شقاوتنا
المسألة لم تكن عدم اكتراث
او خوف
أو لا مبالاة بالحياة
المسألة  كوننا طيبون و بسطاء
عذراً أيها الماضي عندما
تركتـُكَ خلفي
و محيت  بكل سذاجة
نقطة الجيم من كلمة رجل..
اليوم نادمون
و على أمل عائدون
كن وسيطاً بيننا ايها الماضي
و مستقبلنا
كي لا نذوب
عندما نشتري قصوراً هنا
ليرثها أولادنا و نورثهم غربتنا
التي..
*
*
التي ..كانت يوما ما
إختيارنا يوماً ما
للحظة ما
لقدر ما
لسببٍ ما
لا اعذار قبل الإعتذار...!
فعذراً يا ماضينا
و عذراً من الصفصاف الحزين
على ضفاف الخابورين
بعد أن ضجر السنونو
و طائر النمنمة
بعد رحيلنا و رحلا ايضاً .
عذراً ليرقات الفراشة التي
أُحرقت على أغصان الكروم
عذراً من الهضاب و السهول
العذارى لتركها سوداوية
في ايدي الشيطان
و الشيطان كالفحم ان لم يحرق
يجعل كل شيء أسود .!
نعترف و نعتذر
نعترف ربما بفشلٍ غير مقصود
بل بألف فشل على أن نكذب مرة واحدة.
فكن لنا عوناً أيها المستقبل لمرة أخرى
فالأشجار الباسقات كانت ايضاً مجرد حبة.... يوماً ما  .

جان يزدي

63
أدب / في بلادنا
« في: 20:35 24/08/2020  »

في بلادنا

جان يزدي


فقط في بلادنا
كاهن او شيخ جامع أفقه بالقانون من محامي
متعهد بناء يجادل بل ينافس مهندساً معمارياً
في بلادنا
البائع المتجول
يتشاطر بالحساب على موظف في البنك مرشح  للتقاعد...!
و هكذا تسير القوافي في بلادنا
*  *  *
فقط في بلادنا
المرأة مقدسة تحت جلبابها
وفي بلادنا فقط
درس في الديانة أحسن من فصول في الكيمياء
ووجهنا المألوف للعامة صباح يوم الأحد أو ظهيرة الجمعة
أقدس بكثير من بحثك العلمي في تطوير النظام القبلي.
* * *
في بلادنا 
الأخضر .. بل كل الخَـضَار مُحتقر...!
إلا إذا كان لوناً للرايات الطائفية أو الحزبية
والأنهُر العذبة تحتضن البراز
و ربما _____ نعم أقول ربما فقط في بلادنا
تدار بيوت الله من اللصوص ..
*  *   *
في بلادنا
السجون تستقبل فقط  شخصاً جائع سرق بسكوت
من دكان على ناصية شارع
و أرضية ذلك الشارع أنظف بكثير
 من غلاف البسكوت المسروق .
*  *  *
في بلادنا
تباع الحلوى بنكهة الذباب الصيفي و الشتوي
تحت الرقابة المشددة ( النظافة من الإيمان)..!
* * *
فقط في بلادنا
يعلو و لا يُعلى عليه
انه ليس القانون ...!
بل عنصر مخابرات
أصبح يد عزرائيل بشهادته الإبتدائية..
*  *  *
فقط في بلادنا
شرب العلقم  أكثر من شرب البيرة في حفل اكتوبر
في المانيا
اذا كنت أباً لبنات فقط.
* * *
في بلادنا
 فقط........!
المعلم مُهان
و الزبال مُهان
و بائع المازوت مُهان
و العقيم مُهان
و الجامعي مُهان
والشهيد مُهان
و الشعب كله مُهان
و حاشى كلب الأمير المُصان..
هكذاغدى شرقنا بعد أن إحتفظ بمورثات جامعة
اليوز باشي  حفيد  الافندي باشا  أوسمان.
 *  *  *
فشلت كَـغيري في جميع البحوث التي حاولت التوصل
إليها عن السؤال الكبير ___لماذا طرد الاوسملي
من الشرق بكيانه..!
و أُبقيت  مُخلفات تعاليمه مقدسة في جميع
الشرائح الإجتماعية و العلمية و الأسرية و غيرها و غيرها...!
عندما أُنـهـك نفسي بالحث عن الجواب المفقود
أستلقي قليلاً لأستمع إلى السيمفونية الشرقية
العالمية  الكونية التي عنوانها ( الموت و لا المذلة)
لأصل بعد الإستجمام  الرائع من سماع هذه السمفونية
       الــبِـت مـوتـذولـيَـة ( الموت و لا المذلة)
إلى قناعة شخصية أو ربما جواب مؤقت
أن أموت  ضيف ثقيل ويابس المشاعر في الغربة
على أن  أعيش  المذلة الدائمة  الخضرة في شرقنا الحبيب

64
لوعة و شجن
______________
عندما قرأت كغيري
خبر خطوبة من أحببتها
و هذا ما لم يكن يعرفه غيري
بأني أحبها..!
إبتسمت شفتاي إبتسامة الخاسر
 فأدمع قلبي لحظتها.
وقلت لأحلامي التي تساقطت
إعذريني __لأن الرياح كانت أقوى من توقعاتي.
كنت يومها جالساً  في ساحة عامة وحيداً
مع خيبتي.
وقفت لوهلة أراقب المارة
في تلك الساحة  المُشمسة
و لكن الفصول السوداء كانت فوق
كل شهقة من أنفاسي
كانت خيبتى وقتها تشبه
خيبتنا و نحن أطفال
عندما لم تكن الريح تحمل
 طائرتتنا الورقية.
وقبل ان أقرر في الاتصال بها .!
جهزت نفسي
و أتـلـفت مُخيلتي
حتى خلقت الف مشهد
و حوار و سيناريو
يمكن أن يدور بيننا . !
حتى أيقنت أن زمن الوداع
قد مر و الأفضل
أن نبقى بعيدين.
فحتى إن عادت المياه لمجاريها
لن تكون صالحة للـُشرب.
مع أنها كانت مستقرة في قلبي
كالخيط  المستقر في وسط الشمعة
و من بعدها يذيبُها
هكذا أحرقتني هي ايضاً.
 إنمحت من ذهني كل الحوارات التي جهزتها .
عندما أصبحت   حالتي
شعور فائض بالحزن
و إفلاساً بالكلمات.
مر الوقت صعباً و أصبحت أعظم
أمنية لي بأن لا أشعر .
لم أرى أحدً لأشكو له
غير التي أحتضنت  آلامي  دائماً بكل صدق.
فهاتفت  أمي
و قبل بدء الكلام...!
تراجعت و قررت أن لا أشكو لها .
فأصعب شيء عندما تقول لأُمك ___لست بخير..!
فقلت في نفسي لا بأس إبتسامة مزيفة
 تكفي لإخفاء روح بائسة
 لكن أمي قالت لي  عندما سمعت صوتي
قد كبرت يا بـُـني و أصبحت ..!
تبكي من دون علمي
على عكس صغرك..!
يبدو أن إحساسها كان أقوى مما تخيلت..!
عندها تركت تلك الساحة هارباً من الضجيج
 و عدت الى غرفتي.
و قلت سوف اشغل جهاز التلفاز
الذي اهملته لسنوات
سوف أُلهي تفكيري المرهق
بفلم وثائقي
 عن ليلة سقوط بغداد ____مثلاً 
او عن نظرية المؤامرة
أو ربما فِلْمٌ تافه و سخيف كيومي هذا.
و عندما أدرت التلفاز  ____ كانت تبث مسلسل
العشق الممنوع الذي لم ينتهى بعد.
 في هدوء ذلك الليل علمتْ 
أن الضجيج لم يكن من الساحة التى
كنت جالساً فيها
 بل في داخلي
أطفيت التلفاز
تركت كأس النبيذ على حاله
و قلت لا بأس ستمر هذه الليلة
على قلبي بثقلها كباقي الليالي
رحبت  بنفسي البائسة قائلاً أهلاً بكِ في الفراش .
جان يزدي/ النمسا

65
أدب / عاطلين عن الأحلام
« في: 18:39 01/08/2020  »
عاطلين عن الأحلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
في الكثير من الأحيان 
تهبُ الحياة نعمتها للمشاغبين فقط
لنصبح نحن بيادق تعيسة في جمهورية البكاء
و نبقى كالجندي المهووس الذي يريد حصار نفسه
ليجدها  و يفشل ....!
فنقول عندها يا أيتها الحياة___: قررنا أن نكــون
عاطلين عن الأحلام .
لأن أيامنا محشوة بالصعاب
و لأن خارطتنا مُمزقة
و لأنك يا حياة تهبين السلاسة للمشغابين فقط.
و لم تسمعي صراخنا الذي كان أقوى
من صرخة أم فقدت إبنها الصغير وسط الزحام
بل و أقوى من صوت الجماهير لحظة إعلان
ضربة الجزاء الحاسمة.
 فما قيمة الأحلام إن  وضِـعـتْ
 في إضبارة_____  إنتظر أيها الإنسان.
 لم نَـعُـد نرى نَـفسنا  البسيطة
إلا في الرسوم المتحركة
فقد غابت الإبتسامة الجملية
عن شفاهنا الصادقة
نشعُر بها كل حين ___عند المصور و بأمرٍ منه.!
لقد حَيـيـنا...!
 كل ما سمعنا به من الأوجاع في غابرالأزمنة.
ولم نُهزم
لم نغضب
لم نستسلم
بكَت كل حواسنا ولم تذرف دمعة من عيوننا
كي لا  نستعمل أسلحة الضعفاء هذه...!
حفاظاً لكبرياءك ايتها الحياة .
بقينا دائما شامخون و جيدون كالسنديان
و السنديان الجيد لا يخشى المطرقة.
بقينا خدام للسلام و ملوكاً  للتواضع.
نعم أيتها الحياة
سئمنا  من قانون ___لا حياة إلا للمشاغبين.
و لا حياة للحالمين.
فقط لأننا رفضنا أن نخضع لدورة في قلة الأدب.
فيا أيتها  الحياة دعينا هكذا عاطلين عن الأحلام .
               و سنستمر .....!
           
جان يزدي

66
أدب / في غربتنا
« في: 15:11 25/07/2020  »


في غربتنا


جان يزدي


في غربتنا يشبه صُراخنا المدفون
في خُلجان صُدورنا
كصراخ الأطفال في مدينة الألعاب
البعض من الأطفال يصرخ خوفاً
و الآخر يصرخ فرحاً مستمتعاً.
في غربتنا..
نصادف اشخاصاً  يخبروننا بأنهم
لا يحبون الوطن
كبعض الفقراء الذين لا يحبون الذهب
بحجة أن لمعانه يؤذي العيون.!
في غربتنا ..
 يقول بعضُنا نحن هم الموجودون
و الغائبون عن الوجود .
و يقول البعض الآخر الكل قد تخلى عنا
إلا خـــو فـنـا ...!
في غربتنا..
نخفي حنينـُـنـا بإدعاءات زائفة خلف
 كبريائنا البنفسجي .
و نتمادى أحياناً بأحلامنا
لــ نـُكـذب شيء إسمه القدر..!
و نبقى نخربش في غربتنا على أوراقنا
البيضاء أحزاناً لم يكن يعرفها أحد
 سوى وسادتنا في الوطن.
و نحزن أحياناً عندما يتركنا لوحدنا
رفيق السفر  الذي إنصهر بسرعة
الـمِغـزَل في يـدٍ ماهرة
و أصبحت أفكاره لا تشبه أفكارنا...!
في غربتنا ..
 نستمع و نهتم كثيراً لأخبار  لا تهـمـُـنا
 كفضولنا الفارغ عندما تمر
سيارة إسعاف مسرعة في شارعنا ( عفواً ).
أقصد الشارع الذي نسكن فيه..!
و في الليل و ربما كل ليل
نــُـلـقي بمشاعرنا المتعبة كتلك
 الشمعة التي تقاوم الريح
نلقيها خلف شخيرنا المكبوت خلف
التنهيدات المغبرة بغبار الحنين
لتكون أخر صورة ساخرة تمرفي مُخيلتنا
و نحن نقول لأنفسنا : و كأن الحياة أيضاً تأخذ منا ضريبة
الأيام السعيدة التي عشناها ذات مرة
ننام و سِراجُ الذكريات يبقى  مُـتَّـقِـدٌ... كي يَضرَم شعلة الحنين الى الوطن.
وتصبحون على ما تتمنون .


67
ـــ سَــوداويّة الـنَـقـاء ـــ
أن تكون نقياً يجب أن تُـدرك بأن لها جانب سوداوي
يشبه تلك الحالة .( الأمنية الطيبة بعد الندم ).!
حالة أخبرني بها قلبي ذات مرة
وإعـتـذرت لـقـلبي .
بعد الندم.!
يوم نَصَحَني ولم أصغ إليه. (( والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُوْهَبُ )).!
بأن لا أفعل هذا و فعلت.
عندما تنازلت ذات مرة لا لشيئ ..و إنما هكذا
تنازلت فقط ___ربما لبساطتي و نَـقَـاوَتي.
يومها أخبرني قلبي قائلاً :
و أنت تقدم هذا التنازل
تذكر بل جهز نفسك لـرحـلـة الـمـذلـــة.!
و أول بوادر هذه المذلة هي ___الكِتْمَان .!
الذي يضرنا أحياناً و لكن إن بُحنا لن يتغير شيء .
لتصبح الحياة مملة بعض الأحيان !
فلا متغيرات فيها ____سوى التاريخ.
و لأنك تنازلت مرة وندمت قررت بعدم التنازل
و أول قرار حُكم يصدرعليك__ بأنك قاسٍ جداً .
و نصبر كثيراً عندما ندخل هذا النفق المُظلم
و الذي من المفترض
أن يُشِعّ الضوء في آخره.
حتى نعلم في منتصف الطريق بسوء توقعاتنا
عندما نقرأ لوحة مكتوب عليها__ النفق قيد التمديد ..!
فأصفن كثيراً وأنا حائِرٌ وقد أصابني
فُتُور مُلْغِز عند كل إشارة إستفهام .
لـ يأتي أحدهم دَبَّتْ فيه فَجأةً روح الفصاحة
و كم يغيظني هذا البليد الذي يـُملي علـّي
في يومي الخاطئ بقـولـه: ..(( الحياة صعبة و هي كثقف
إبرة و حظنا كخيط يوماً ما حتى و إن كانت الرياح قوية
سيدخل ذلك الخيط في ذاك الثقب و تجرنا الحياة
خلفها للأفضل__ فقط قل الحمد لله))....
و هو من مَعْشَرَ الذين لم يَحمدوا الرب على شيء.
أتابع هنا سكوتي و صفنتي
في حياة قست علينا ولم نرغب منها شيء إلا الحياة
لتصبح أجمل أمنياتي بعد إرْهاق و عَنَاء !
بأن أعود طفلاً على تلك الأرجوحة البدائية المعلقة
على شجرة التوت أمام بيتنا الريفي الأول.
و أمي تراقبني و هي تسمع دَنْدَنَة غنائي العشوائي
في شرودي الطفولي.
         جان يزدي __النمسا

68
أدب / بعض الأحيان
« في: 21:34 02/07/2020  »
بعض الأحيان

يخدشُنا بعض الأحيان
صدى الماضي المُشْبَع ____لــحنين ما.!؟
بدقاته على ناقوس ذاكرتنا
و نحن في حاضُرنا البسيط
ليشوه ما كنا نحلم به بهدوء للغد القادم ..!
و نقول في هذه الأحيان بحسرة
والله عشنا حياتنا نُصارع ظُلم السنين..!
حتى الأيام لا وبل كل العابرون
حفظوا أوجاعنا.
* * *
و يضرب في أعماق أفكارنا
بعض الأحيان ضجيجٌ
أشبه بصوت رصاص في ساحات النصر
ليحل من بَعده صمتٌ رهيبْ..!
هذا الصمت في هذه الأحيان لا يعني الرضى...!
بل شعور بإنتهاء الفرص.!
فنجلس شبه مُستسلمين
و حنين الماضي يُحرقنا
فيأتي البعض ليُعيرنا برائحة الدخان ..!
و هو لا يدري أن خلف هذا الصمت السحيق
و قلة الكلام
صراخ يُحرق القلوب .
فأحياناً يكون صمتنا جداً أنيق.!
لا يسمح لنا بالبوح بأوجاعنا.
* * *
أما أنا فمثلهم يدعوني الحنين إلى الماضي
لأَمضي في الماضي بخطوات مُبعثرة
و أعود في بعض الأحيان
بسرعة و أنحي قلمي جانباً...!
و أقول لذلك الصدى كفى لقد تعبت
فلِمن أحنْ و لماذا أكتُب..!؟
فقد إعتدتُ على الوحدة في أكثر الأوقات ازدحاماً.
فأبكي في بعض الأحيان
خُفيتاً تحت وشاح الغربة عندما لا أتحمل الألم.
* * *
و عندما أقوى ثانيةً و أرفض نسيان ذكريات إنطوت ..!
أرجع لأكتب في بعض الأحيان.
حتى و إن رفَضَتْ الحياة عشقي الطويل
و الكبير لها
حتى و إن جعلتني وحيداً مرة أخرى
كرسالة عشقٍ لم تُقرأ على هاتف محمول في جيب شهيد.

/......جان يزدي

69
أدب / أحلام مُنكسرة
« في: 14:36 22/06/2020  »
أحلام مُنكسرة

راسلت حبيبتي التي خُنتها
يوم وعدتها بأني سوف أغادرد
و سوف أعود
سافرت و لم أعد.!
كم كانت كذبتي تافهة مثل أيام غربتي..
رغبت بأن أعود و لكن بخور البارات
و عطور النساء أسكرتني
قبل الويسكي المثلج
استلذت نفسي يومها بهذا .
لم أُدرك بأنه في الجانب الآخر و الأجمل
كان ينتظرني ما هو أنقى
من الغيمة البيضاء و أرق من الأقحوان
و الطف من الفراشات التي كانت تلهو
حول التلال و تحت الصفصاف الحزين خلف بيوتنا ..
كتبت يومها نادماً
على حب خسرته و أغرقته على شفاه مصبوغة بالكذب
في الحَوانيت الداكنة .
راسلتها بأن لا تأتي ..
و أن ترمي بأوراق السفارة في مزبلة المحاولة..
و بأن تبقى هناك
حيث الشمس تعيش كل فصل فصلها .
حيث الزهور لها عطرها
إنتظرت طويلاً و لم استلم رَدٌّ منها..!
و لو عتاب ..!؟
كم قست علّي لأنها لم تعاتبني ..

اليوم شاهدت في الشاشة الصغيرة
صورة مصغرة لها..!
حفل اسقبالها.....
في مطار ما ...!

 جان يزدي

70
أدب / مذكرات شعب لم يمُتْ
« في: 01:11 04/06/2020  »


مذكرات شعب لم يمُتْ



جـان يـزدي


(هذا نحن )
و إذ تبدلت علينا الجغرافيا
بين زاوية الأمس و فجر اليوم .( اليوم الذي اصبح الأمس)
لا تحزن على واقع يسير عكس الواقع
نحن لم نمت
هم أحرقوا صورنا كي يحصلوا على الرماد ...!
ولم نمت.
* * *
نحن فقط مَن لا يخشى القيامة.
و اذ كُنا نحن البداية ...فما معنى للقيامة.
نحن كماء بئر عميق
لا تزعجنا الأعاصير...
لأننا نحن فقط من رأى شهادة الوفاة
و لم يستطع غيرنا. لأنه مات ..!
ونحن لم نمت.
* * *
نحن أقوى من النفي حتى و إن هجرنا السلام
ولأننا نحن السلام .. سنعود لنحضن انفسنا
لأننا لم لم نخُنْ..
* * *
لا تحزني يا ابنة أمتي على طفلك و أنت في غربتك
و لا تحبسي دموعك خلف قلقكِ و أنت تجهزين زاده
ريثما يعود...!
سيعود
و سيعود ...!
ولن نموت
لأننا أول من زار المغارة
نحن الذي اعطيناه إسماً.

نحن كصراع نقط الماء فوق الصخر
لنا صبرنا و النصر لنا.
* * *
ربما أحرقوا الشجر منذ أعوام
او منذ مئات الاعوام و لكن
أفضل يوم لزرعها ثانية هو اليوم
و ليس غداً ..! و سنعود.
* * *
نحن من طُعن سبعة و سبعون مَرَّةً
سبعة عشر مَرَّةً ، و لم نمت ..
لأننا نحن مَن صنع الرمح و استبدلناه بالقلم
فثقوا بالأمل بأنه لن نموت
و إن مُتنا.....!

سيبقى العالم
في مستودع العدم .


71
أدب / رسالة الى المرسل إليه
« في: 13:57 05/05/2020  »
     رسالة الى المرسل إليه
هناك في البعد البعيد في عمق الفكرعندما
يشتد الحنين لـيلامس الأمل الضائع
حالةٌ أشبه بقميص يوسف عندما لامست وجه أباه يعقوب .

قد أَبْصَرَ قليلاً فكره المُنهك من كثرة التأمل و الإنتظار
فأخذ قلمه ليرسل رسالة لصديقٍ قديم لا عنوان له ..!
فكتب إليه .
إلى متى سنُرسل حنيننا عبر جداول الماء
إلى متى تبقى أحاديثنا في دائرة .. عمّا مضى..
و ما تبقى أُمنيات على شكل رسائل
مكتوبة على زجاج نوافذنا في صباح بارد
أشبه ببرقية مرسلة إلى الأحبة .. و لكن لا أحد يقرأها إلا كاتبُها.

أسأل الأحبة هناك من بعيد ..
هناك حيث هاجر السلام من هناك .
هل لا زال لديكم صندوق بريد..!؟

نحن هنا لا نملكه ..!
لقد مُنعت عنه الرسائل الخطية و بطاقات التهنئة .!
لأسباب عديدة ...منها ( السخرية ) ... حتى باتت كتُهْمَةً
تسبقها قهقهة خفيفة
مع كلمة دخيلة لا بد منها و هي
OLD FASHIONED
( دقة قديمة ).
نعم يا صاحبي
لدينا صندوق بريد جميل جداً أشبه ببيت عصفور
في الحدائق العامة الجميلة أيضاً
الصندوق مخصص فقط لمواعيد حكومية
أو ربما صحية في أحسن الأحوال مخالفات مرورية
و لكن مؤكد ليس لــرسالة أخوية أو غرامية..!

يُكمل كتابته ليقول ...:
أعلم أن الدّنْ اصبح فارغٌ من الخمرِ
لأن حقول الكرم خاوية.
فهل سيمُر عليها الصيف ثانيةً ..!؟
كي يُفرح آنية النبيذ في الخريف الحزين ...!

هل مَا زلتُمْ تنتظرون رسالة أخوية ..؟
أم أنكم تَنَاسِيتم المغادرون ..!
وأنكم تعانقون كل مساء أنين البيوت الفارغة
في الأُمسيات البنفسجية .؟
هل ما زال أحد منكم هناك ..!؟
أم أن عناوينكم تَغيرت أيضاً كأرقام الفصول في كتب الصَّلَوَات .

أم انكم تَأَخّيًتم مع مَن قال لنا يومها: إرحلوا من هنا و دعونا و شأننا..!؟
و يوم رحلنا بكى علينا نادماً
و قال: قد كانوا شأننا..!

لوهلة.... إعترته صَفْنَة عميقة و قسرية
رافقتها دمعة خجولة التصقت بلأهدابْ المُتعبة .
وضع القلم جانباً ... لم يُكمل المُرسِل رسالته .!
لسوء الأحوال الفكرية
و لأن المُرسَل إليه أصبح خارج التغطية .

جان يزدي . (النمسا )

72
أدب / و نحن صغار
« في: 23:16 18/04/2020  »
 

و نحن صغار

جان يزدي

هناك كنا نلعب يوم لم نكن نعلم
الجهات ..!
لولا كنائسنا فوق الراوبي
هناك و بين الأزقة كنا نختبئ
في التنانير المتواضعة
نغازل الجمرة التي تدفئنا
ولا نُغادرها
حتى نرى أضواء
الصلبان فوق أجراس الكنائس
هكذا كنا نفترق أخِر المساء
و نحن صغار..!

و نحن صغار...
في الصباح
كنا نلعب مع السنونو فوق مراعي
الفِصَة الناعمة
و الفراشات تغار
كنا نصارع المُحَال  على الضفاف
 بحثاًعن دراهم ربما سقطت من نمرود
يوم مر من هنا .
هكذا سمعنا من الكبار...!
هكذا حلمنا و نحن صغار .

كنا نصنع أكاليل الأُقحوان
وقوارب ورقية
كنا نداعب الداليات رغم أحزاننا
كنا نرسم من النجوم أحرف أسماءنا
كي لا تمحوها يد الغرباء
يوماً ما ..!
هكذا كانت أسرارنا ونحن صغار .

و نحن صغار ...
كنا نلهو بجانب القبور
التي لن نُدفن فيها  ..!

كبرنا و لم نزل صغار
نحلم بذاك القطار
الذي لم نره ..!
ربما مر بنا في فصل دراسي ما
و نحن صغار .

رحلنا و لم ترحل  أحلامنا
و لا زال السنونو في انتظارنا
لا زالت تلك الروابي في الليل تحاكي
أحرف أسماءنا
خلسةً......! من الغادرين .

خُلع تاج زهر الرمان
على يد أعداء الحياة
يبُست الداليات بعد ان قُطع ظِلُها ...!
يوم لم نكن صغار...!

لكنها لا تزال تقبل الربيع عوضاً
عن ربيعنا يوم كنا  صغار

كم كبرنا و نحن لا زلنا صغار.

(كل عام وتلك التلال مُكللة بالغار........... )



73
أدب / وحيدا في العزلة
« في: 16:39 02/03/2020  »
 ( رصد حالة كل من ترك وطنه لظروف مختلفة قسرا او طوعا )

وحيدا في العزلة

جان يزدى

دعني أرحل
دعني أموت حيثما كان... في هذا الكون الفسيح
قد سئمت العنصرية
قد تعبت من الحروب
قد تعبت من تعلم اللغات
فلماذا نعشق الحياة .

لا وقت لديك للموهبة ، لا صديق وقت التسلية
لاحبيبة تداعب رقمك على لوحة مفاتيح هاتفها..
 أخرالمساء .
لا أُمّ تحضن بكائك.

رحلت من القهر لتحتضن الوهن
و تشقى كي تدخر أخر الرمق
تهرب من حربٍ لتنجو بروحك
فترى نفسك عبداً حيث نفسك رَسَت
ماتت أحلامك ...!

تأتي اخر الليل 
وحيدا مع عزلتك الى تلك الغرفة
البائسة و لعلها أجمل ما لديك في منفاك
لتصحو مجدداً على صوت المنبه
و لا احد ينبهك بما انت فيه ..!
فتهرول في الشارع الماطر لتقطع تذكرة   
توصلك الى منفاً عصياً حتى أخر النهار
وعندما يعانق الغروب حُلْكَةُ الليل  تنجو بنفسك
الى إحدى البارات لتملأ كأسك
قهراً  و غيظاً  و تذمراً
بزفيرالآهات...

سئمنا حفظ اللغات
 سئمنا أخبار الحروب 
أتعبتنا المواعظ .

كنا منفيين في  الديار
و هنا منسيين في وبلد (الأحرار)...
لا صديق يطرق بابك.. لا جار
تعبنا من أُحاديّة السهرات
و الحياة المرهونة خلف الشاشات
و تكرار المشهد كالصلوات
كل يوم.. كل يوم.. حتى المَمَاتْ 
فلماذا تُكافح أيها الإنسان إن كان قاتلك  الإنسان .
قد ماتت تفاصيل الحياة الجميلة
كم كنا نعشق الحياة...!

راسلت أمي من منفاي كاتباً لها.
أُبشرك يا أمي ..اليوم أخذت الماجستير في تنظيف الحمامات ..
لكن لا تحزني يا أمي الليلة لم اكن وحيداً كما كنت اشكوك .
اليوم كان عندي ضيوف شرف...!؟
القهر
الحزن
و التي لا يفوتها حفل ..الأنسة ( إهانة ).
إعتذر الفرح الذي كان لديه فرح و إعتذر الأمل يا أمي لكونه في اجازة
و الحمد لله على إعتذار الذل لان العمل هنا.. نعم هنا .. لا خِزَايَة و هِجَاء
فيه .. وهكذا تمضي الأيام هنا يا أمي 

و تبقى وحيدا في العزلة.


74
أدب / هاجِر ام مُهجِّر...!
« في: 17:00 02/02/2020  »


هاجِر ام  مُهجِّر...!


جان يزدي
   
غادرنا الديار و تركنا الشمس خلفنا  وعذب النهرين و سهول الأزهار
مغادرتنا لم تكن طوعاً بل من اسياد القرار.
لست أدري  هل غادرنا أمْ كان الفرار..!؟
يومها قلنا ربما نرتاح من تلك الحناجر التي ترهقنا بغناءها 
الأتي من وراء الحقول ذاك الغناء الذي لا يمت بصلة للنوطةِ  الموسيقة .!
ما عدنا نرغب بالدالية الباكية..   
و لا بالاقحوان المتعب من العطش
لم نكن ندري ماذا بعد البحار
لملمنا غلتنا
طوينا صفحتنا
قطعنا التذكرة
و رغبنا السفر بالطائرة و ليس القطار
تركنا الحَكايا كل الحَكايا خلفنا واخذنا معنا ربوع  الوطن في الخارطة...
قبل ان نرحل كتبنا على الجدران ذكرى انسان
ولد هنا
عاش هنا
شرب هنا
مر من هنا
رحل من هنا
و لم يمت هنا...!
لم نعلم سبب الرحيل و لم نفهم سبب النسيان
لم نسأل عن السبيل ، فقط غادرنا و الهدف.....!؟
لا احد يعلم أين الهدف...!
الاشتياق هنا يولد في الكؤوس و الدمع يذرف عند المسائلة
القهر يعلو عند المعاتبة و الضحك غائب ما دامت المماطلة .
سنغيب طويلاً كماغبنا عن الخارطة و سننسى كاشواك الصحارى لأننا رغبنا النسيان.
عندما غادرنا الديار كنا نكتب على أسوار الكنيسة  المنيسة اليوم...!
بطباشير ملونة شبه مازحين هنا شارع مشجعين البرازيل ، و هنا نغزوا الكنائس الخالية  بإضائة الشموع و صلوات باهتة ...علنا نعود...!
لن نعود..!
و سنموت هنا كالمنسيين في أزقة المدن الفقيرة .
لن نعود ما دام الغريب لا يرغب بذلك..
لكن الغريب الغريب ..الغريب أنه هو انا ذاك الغريب الذي لا يرغب..!
و الى امل العودة ..و العالم علمين
 و شبه آمين.


75
أدب / الراحلون ...( حِكاية جَدّة )
« في: 22:22 19/12/2019  »
    الراحلون
  (حِكاية جَدّة)

هناك في بلاد الحُروب
و في قرية متشرذمة البيوت فوق تلةٍ
خجولة و ملتاعة من ويل الحرب
و خلف تلك الأزقة المهجورة التي لم تَعُد تحضن صيحات الأطفال
تصحو عجوز من قيلولتها مُضْطَرِبٌة
تُتمتم بينها و بين نفسها ..إنه وقت صلاة العصر
و ببطء تحاول ايجاد حِذائها الذي إحتفظت
به منذ أكثر من عشر سنوات مَضَت
أخذت عكازها الذي رافقها لسنين طويلة
و بخطوات أثقل من أن تُحسب بخطوات
وصلت الى باب الكنيسة المُغلق
جلست على ذلك الدرج الإسمنتي تنتظر الكاهن و بقية النسوة..
إنتظرت طويلاً..
جرس الكنيسة لم يدق كي تسمعه
لأنها بالكاد تسمع..
و إنتظرت طويلاً.
لم تكن تدري بأن الكل قد رحل ..قد رحل الكاهن و كل من معه
تُركَت  وحيدة ...هناك
طال انتظارها و بدأت تتمتم و تسأل  نفسها و تجاوب لنفسها
ربما تآخر الكاهن كعادته
يبدو أن زوجته تعاقبه كعادتها بطول ثرثرتها  كقوقاء الدجاج ..
فهي تُغرغر كراعي الغنم حتى من صوت جرس الكنيسة إن لم ترى أحد  بجوارها
(تقولها العجوزبصوت في نفسها).
ثقل عليها الإنتظار..
فبأت تمد يدها في جيوبها المرقعة من بقايا بناطيل الجينز
التي رماها يوما ما أحفادها ليستبدلوها بجينزات  مرقعة و ممزقة أصلاً..
فتخرج من جيبها مشمشتين مجففتين
لتضع إحداها في فمها الذي هاجرته الأسنان هو الأخر
و احتفظت بالباقي .
حينها رجعت ادراجها حتى وصلت بيتها ودخلت فراشها
و هي تتمتم ثانية و تقول ما حال الكاهن و بقية النسوة
قالت سوف أصلي اليوم في فرشتي ...و حال بدأت بكلمة آبانا ...شهقت شهقة طويلة
ثم خيم سكوت رمادي ...؟  كأنها تَلَقت إيمَاءةٌ من الرّوح..!
فاستجاب آبانا .. لدعاء دعته على نفسها منذ أول يوم قبل يوم زواجها الذي ما تمنته .

جان يزدي

76
أدب / (سرمدية الوجود)
« في: 22:32 18/11/2019  »


  سرمدية الوجود


جان يزدي

 كائنٌ أنا ...
 أنا لم أكنْ حلماً...!
 و لا حرفاً سقط في نَفق التاريخ
 أنا لست مجرد تفسيرلمن ينبش
 في المدائن المدفونة و لم أكُن ريشةً ناعمة
 سقطت من طائر الوروار المهاجر
 فوق الروابي الشرقية
 أنا لست قشَّة رافقت دجلة  أول الربيع
 و لم أكن حبّة قمح سقطت من قافلة عابرة
 أنا ولدت هناك نخلة شامخة
على ضفاف النهرين
ولدت و حرف الألف معي
فداعبت يومها لوح الفخار كي أرسم مستقبلي....أنا كائن
 

77
أدب / ............. بلا عنــوان..
« في: 19:51 28/10/2005  »
 ...... بلا عنوان....!

كلماتي...

أكتبها بخطوط  ذهبية ، و ارسلها الى  حيث لا ادري . . . !

سطورٌ رمى عليها الزمان غبار النسيان.

لتبقى محمية بين ثنايا الذكريات ، و تغدو  كورقة خريف و تهب رياح

الغربة  لتتلاشى كالدخان في سماء غائمة ، و تبقى الحيرة في صدري ...!
 
الى اين ستذهب كلماتي . . !

أية شواطئ سترسوا ، و یمضي بي الحنين ، و الشوق يكتم انفاسي .

فيا غربتي ردي لي ما سلبته  الأيام مني ، و لا  تبخلي علي من نسمة

ربما تكون أملي الأخير في زمن بات يقتل فيه كل داعي سلام .

صفحات: [1]