عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - abuthar

صفحات: [1]
1
  فارس محسن غالي

الموت.. لاشيء غير الموت يجوب شوارع المدينة، ويفرض سيطرته وسلطته وسطوته.. ويصيب كل البيوت الآمنة وكل الناس بالرعب والخوف.. لم يعد لأحد ان يدعي بأنه آمن على حياته مهما كان عرقه او دينه او طائفته، حتى القتلة صاروا في وضع ملتبس ومضطرب وغامض فلا احد يدري (من مع من ومن ضد من ومن يخيف من ومن يخاف ِمن مَن) حتى ليخيل للبعض ان الغموض صار هو الذي يتسيد الشارع اكثر من تسيد اية جهة!! السوق الكبير في بعقوبة اغلق عن بكرة ابيه، بعد ان اغتيل الكثير من اصحاب الدكاكين والمحلات التجارية، وبعد ان احرقت الكثير من تلك المحال وتكبد اصحابها خسائر مادية كبيرة، حتى باعة الخضروات والفواكه لم يسلموا من الخطر فقد قتل العديد منهم ولم ينج الكثير ممن يعملون في مهن اقل شأنا ولا يكادون يحصلون على قوت يومهم. قبل شهرين او اكثر كان الجميع يتذمرون من حالات القتل والاغتيال اليومي ويضطر اصحاب تلك المحلات القريبة من حوادث القتل تلك الى اغلاق ابواب محلاتهم اثر كل جريمة قتل، بحيث يتواجد هناك دائما من يردد بعد حدوث الجريمة بدقائق: (هذا قتل لأنه عميل، او انه يعمل في الاجهزة الامنية او ينتمي إلى الحزب الفلاني او الجهة الفلانية) وكان الناس وقتها يتلاقفون مثل تلك الروايات ويضيفون اليها بعض التفاصيل التي تكون قد غابت عن مخيلة الراوي (المكلف من جهة مجهولة) يفعلون هذا بحماس قل نظيره ومن المرجح ان تلك الروايات كانت تساعدهم على الاستمرار في مزاولة اعمالهم، ففلان قتل لأنه كذا او كذا بما ان هذه الاوصاف لا تنطبق عليّ فأنا في مأمن، الآن غاب الراوي، أما لأنه لم يعد مقتنعا بالاكاذيب التي يرددها فقتل أو لأن من يديرون ماكنة القتل لم تعد بهم حاجة الى طابور خامس يلمع صورتهم ويطمئن باقي الخراف (وعذرا لهذه العبارة التي لم اجد غيرها) بأنها ليست المقصودة بالذبح، وربما يعزز هذا التصور ان نعلم بأن جميع المناطق التي تمت السيطرة عليها من قبل المسلحين قد صدرت فيها الاوامر للسكان بأن من ينتقل من منزله الى مدينة آمنة يعرض نفسه للقتل هو وعائلته، وبغض النظر عن انتمائه الطائفي، يحدث هذا دون ان توقف عمليات القتل على الهوية واحراق البيوت بعد نهبها. المفارقة ان لي صديقا كان يمازح جاره بسبب اضطرار هذا الجار للبقاء حبيس جدران منزله خوفا من الاغتيال لأنه ينتمي لطائفة معينة، لكن وبعد ان احرقت الكثير من المحلات في السوق وبعد ان تنامى الخطر وصار يهدد الجميع اضطر صديقي الذي ينتمي الى طائفة اخرى الى البقاء هو ايضا في منزله، ولجأ كلا الجارين الى ممارسة لعبة الطاولة والدومينو تزجية للوقت! المفارقة الاخرى ان الكثير من الزوجات ممن كن يلقين معاملة خشنة او باردة من قبل ازواجهن تصل احيانا حد الاعتداء بالضرب والاهانة، قد حصلن مؤخراً على شروط اكثر انسانية في معاملة ازواجهن لهن، فذهاب الرجال الى السوق قد صار من الامور التي تستدعي قدراً كبيراً من المخاطرة سيما وان الكثير منهم قد تعرض للاغتيال اثناء قيامه بالتسوق، وبالتالي فان مهام جديدة قد القيت على عاتق النساء فصرن يخرجن لتلبية جميع احتياجات البيت ولعل في بقاء الكثير من الرجال داخل جدران منازلهم قد دفعهم الى مزاولة الكثير من الاعمال المنزلية (لقتل الفراغ) كما يقول بعضهم. مشهد آخر - ربما يضيئ بعض الزوايا، أو اذا شئنا الدقة يضيف الى عتمتها تعتيماً دراماتيكياً مؤثراً - فقبل ثلاثة اسابيع ولم يكن الوضع قد تفاقم الى هذا الحد المأساوي كانت هناك عائلة عملت على تأجيل زواج ابنتها لعدة اشهر أملا في حدوث تحسن ما ثم اضطرت - بعد ان خمنت ان الوضع في ترد مستمر- الى الموافقة على اتمام مراسيم الزفاف، فعمدت ام العروس الى تزيين ابنتها لدى جارة لديها صالون نسائي متواضع في منزلها ولم تقل للجارة ان ابنتها ستتزوج، ثم عادت بها الى البيت والبستها ثوب زفاف الام القديم وعند حلول الظلام وضعتها في سيارة العريس بصمت وخوف وسط تهاطل دموع العائلة واعمام واخوال العروس ولم يعلم احد من الجيران بأمر الزواج الا بعد ان صار العروسان في منطقة بعيدة آمنة.. من جهة اخرى فان تعطل الدوام في الكثير من الدوائر الحكومية فضلا عن التوقف شبه التام لدوام المدارس بكافة مراحلها، قد خلق حالة من الاختناق والاضطراب والفوضى داخل المنازل،ولو علمنا ان متوسط عدد افراد العائلة في المدينة يقع بين (7- 8) افراد ومع تواجد هؤلاء لفترات طويلة دون عمل (بالنسبة للكبار) ودون وجود دوام مدرسي (بالنسبة للطلبة) وما يتبعه من واجبات مدرسية يقضيها الطلبة في منازلهم تكون النتيجة فائض كبير في وقت الفراغ ومساحة صغيرة لتبديد وقت الفراغ المستمر هذا! في ظل هذه الاوضاع وما يترتب عليها يمكن النظر الى العامل الاقتصادي بوصفه القشة التي ستقصم ظهر البعير في فترة زمنية لن تطول كثيرا، ذلك اننا لونظرنا الى موضوع البطاقة التموينية على سبيل المثال - ودون النظر الى الشهور الماضية حيث لم تصل اكثر من ثلث او نصف المواد - نقول ان مواد هذا الشهر لم يصل منها الى مركز مدينة بعقوبة سوى مادة حليب الاطفال، واذا وضعنا مشكلة غياب هذه المواد - التي يعتاش عليها مايقارب (95%) من ابناء المدينة – الى جوار مشكلة ارتفاع كبير (وصل في بعض المفردات الى الضعف او اكثر) في اسعار المواد الغذائية بكل انواعها، فضلاً عن المعاناة الكبيرة والمخاطر التي تكلف المرء احيانا حياته وهو في سبيله للحصول على ما يسد رمقه ورمق عائلته.. تتضح لنا حقيقة الوضع المأساوي الذي يعيشه ابناء هذه المدينة، ومدى تفاقم حالة الحصار والشلل الذي يصيب كافة مرافق الحياة ويوشك ان يؤدي بها الى نهاية لا تحمد عقباها.. هذا الحصار وهذا الشلل يزداد غموضا يوماً بعد آخر من حيث الجهة او الجهات الداعمة له ومن حيث تقاعس او عدم قدرة من (يفترض) بأن بيدهم الحل والربط عن القيام بدورهم. اخيرا وباختصار نقول ان المواطن البعقوبي الذي وجد نفسه في هذه المرحلة الحرجة وقد تكالبت عليه كل انواع الخطوب والمحن، وترك لوحده في عزلة شبه تامة وفي تنكر واضحٍ من قبل الحكومة لمسؤولياتها تجاهه لم يعد يقوى على المواصلة في ظل الاوضاع الامنية الصعبة للغاية وفي ظل ارتفاع الاسعار وغياب مواد البطاقة التموينية وازدياد عدد العاطلين عن العمل باعداد هائلة جراء اغلاق الاسواق التجارية، فضلا عن الكثير من الامور التي قد لا يتسع المجال لذكرها جعلت المواطن في مواجهة اشد حالات اليأس (الجمعي) قسوة وهذه المواجهة ربما وعلى المدى القريب ستفرز نتائج لا يمكن تخيلها. ففي المثل يقال (يحرق الاخضر بسعر اليابس) وفي وضعنا الراهن نقول سيحترق النزر المتبقي من الاخضر بسعر اليابس المتفاقم بجنون.. واتمنى.. اتمنى بقوة ان اكون مخطئا فيما ذهبت اليه.


2
البرلمان قعد .. البرلمان قام !!
حسين التميمي
صباح الاثنين الماضي عقد البرلمان جلسته .. المشهداني اعتذر عن التواصل لانشغالات وارتباطات تخصه ، ولغياب نائبيه بسبب سفرهما الى الخارج تم ترشيح نائبة الائتلاف زكية اسماعيل لترأس هذه الجلسة  ،
وتضمن جدول أعمال المجلس قراءة اولية لمشروع قانون تعديل أصول المحاكمات الجزائية ,وقراءة ثانية لمشروع قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ,وقراءة ثالثة لمشروع قانون اصلاح النزلاء والمودعين رقم 104 لسنة 1981 .
فضلا عن مناقشة الوضع الامني المتردي فى البلاد والقاء بيانات حول هذا الموضوع ، وقد تخلل الجلسة اعلان انسحاب الكتلة الصدرية ثم حزب الفضيلة احتجاجا على احداث المحمودية التي راح ضحيتها الكثير من الشهداء ، ثم رفعت الجلسة الى يوم الثلاثاء المقبل .
أي ان المجلس وبعد الجهد الكبير الذي بذله في هذه الجلسة، شعر بأنه بحاجة الى اجازة او استراحة تمتد لثمانية أيام ، ولا يعلم الا الله ماذا سيحدث خلال هذه الأيام الثمانية في الشارع العراقي بينما المجلس مسترخ يستمتع باجازته وباغفاءته الجميلة التي لن تقلقها العبوات والمفخخات ، مادامت المنطقة الخضراء آمنة مستقرة هادئة ، ومادام - حتى اولئك الذين يغادروها – ينتقلون الى اماكن أكثر امنا واستقرارا واغلبها يقع فيما وراء الحدود ،
وليعذرني القارئ لأنني صغت الكثير من الجمل اعلاه بطريقة اعتمدت الصياغة الخبرية استنادا الى خبرين احدهما يتحدث عن بدء جلسة النواب والآخر يتحدث عن رفع الجلسة ، ولعل كلمات مثل (عقد) تقابلها (قعد) (ورفع) تقابلها (قام) .. مفردات كهذه تثير في نفس المواطن مشاعر شتى لعل الحيرة أولها لكن الخيبة ليست آخرها ، ومن حيرة الى قلق الى  وجع الى ... الى خيبة تختتم مطاف مشاعر الانسان العراقي الذي غلقت أبواب الخوف بينه وبين رغيف الخبز ، وهو يرى اطفاله يتضورون جوعا ولا يستطيع ان يطل براسه خشية خارج باب الدار خشية ان تقتطفه اطلاقة مدفوعة الثمن (يحدث هذا في العاصمة التي اصيب نوابها بالنزق فهذا يعتذر عن الحضور وذاك يعتذر عن المواصلة او المشاركة ، بينما اوصال البلاد تتقطع شمالا وشرقا ، جنوبا وغربا .
المفارقة أن زميل لي يعمل في الصحافة  ، وطلب منه ان يبذل جهدا مضاعفا لأن صحيفته قد تحولت من اسبوعية الى نصف اسبوعية .. هذا الجهد استوجب منه ان يتواجد في مقر الصحيفة كل يوم من ايام ايام الاسبوع وحين التقيته بعد مرور اسبوعين أو اكثر والاعياء باديا عليه ، قلت له عليك ان تاخذ اجازة ليوم او اثنين كي تستريح فقال : والله لو انهم طلبوا مني ان ابيت في مبنى الجريدة لوافقت دون تردد ، مادام الأمر يصب في صالح الصحيفة التي تطعمني وتطعم اطفالي ، وحين سألته عن الأجر الذي يتقاضاه لم يكن المبلغ يوازي عشر معشار مايتقاضاه النائب في البرلمان !!
ترى لو فكر - اولئك الذين يتصرفون بنزق غريب داخل قبة البرلمان – بما يحدث الان مستذكرين وعودهم التي بذلوها للناس قبل ان يتم انتخابهم ، أقول لو فكر هؤلاء بمسؤولية تتناسب وحجم الكارثة التي نعيشها  ، مستذكرين تلك الوعود التي بذلت بالمجان ثم حصدت الكثير من المكاسب (لها) دون ان تفكر بما (عليها)  .
ترى لو فكر هؤلاء بما ينبغي عليهم فعله بدقة وحرفية والتزام ، هل سيجرؤ احدهم على مغادرة باب قاعة البرلمان ولعدة ايام واسابيع او حتى أشهر قبل ان توضع كل الامور في نصابها !!
ذلك هو السؤال ونتمنى ممن سيعودون من قيلولتهم الجميلة ان ينعموا علينا بالاجابة .


3
الدين .. بين الايثار والاستئثار
حسين التميمي

فلان يؤدي فروضه كاملة .. هو يصلي ويزكي أو يخمس ويصوم ويحج و .. لكن ماذا عن سلوكه اليومي . ماذا عن علاقته بباقي أبناء جلدته ؟ ماذا عن أخلاقه ؟ يقول الرسول الكريم (ص): (انما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق). ويقول احد الحكماء انما الأمم الأخلاق مابقيت .  ولعل أي مطلع أو دارس لاخلاق الكثير من الأمم يكتشف بأن جميع الحضارات والثقافات
التي غيرت وجه التاريخ قد تبلورت وتكونت في ظل أجواء مشابهة لما دعى اليه الرسول الكريم (ص)، ولعل اغرب وأكبر المعضلات التي يمكن ان تواجه دارس كهذا تكمن في حال تدرجه في البحث الى المقارنة بين الغرب والشرق ، فالشرق وعلى الرغم من كونه مهبط الرسالات ، والحاضن الشرعي للكثير من الحكماء الا انه ولبضع قرون خلت . قد أثبت بأنه أكثر الشعوب عداء للتطور والتقدم ، وهذا ليس من باب التحامل او الافتراء ، انما من باب وضع الاصبع على الجرح ، ووضع المشكلة أو المعضلة على طاولة التشريح .. ليس من اجل ايجاد حل ناجع لها ، فهذا جهد شاق يصعب علينا تبنيه انما من اجل محاولة ايجاد حل ضمن محاولات عديدة، تنطلق من هنا وهناك من اجل الوصول الى قراءة موضوعية وعقلانية لواقعنا المعاش (كشرقيين ) ومن ثم الانتقال الى المرحلة التالية وهي مرحلة العلاج ، فلا طب ولا دواء بغير تشخيص ، ولا عيب في ان يخطيء البعض وأن يصيب البعض الآخر ، مادامت الأغراض والنوايا تتصف بالنبل والجدية في التصدي لما نحن فيه الان من تخلف عن ركب الحضارة ، وأذكر هنا طيب الذكر جاليلو ذلك العالم الكبير الذي اطلق لمرقابه أو منظاره العنان كي يسري الى الكواكب مستنطقا اياها نظريته حول كروية الأرض ، ومثله فعل كوبرنكس وآخرون كي يقلبوا للكنيسيون وليس للكنيسة الحقة .. ظهر المجن وليظهروهم للبشرية عراة ، معزولة آفاقهم ورؤاهم عن الحقيقة وعن نور الشمس نور الحقيقة ، ولم تنفعهم المحاكم التفتيشية بكل جبروتها ، ولم ينفعهم (أي رجال الكنيسة) كل انواع الترهيب والترغيب للعلماء الأفذاذ الذين غيروا وجه التاريخ ، ووضعوا قاطرة التطور على خطها أو مسارها الحقيقي كي تنطلق وتنطلق معها آلاف مؤلفة بل ملايين من شعوب الأرض ، فاخترعوا القطار والسيارة والطائرة والكهرباء والتلفون والكثير من العلوم التي ترتع البشرية الآن في ظل نعيمها ، بينما كان مصير رجال الكهنوت الانزواء أو العودة الى الاماكن التي تخصهم ، ولعل الكثير منهم قد وعوا الدرس مبكرا فراحوا يعملون ضمن المساحة الحقيقية المخصصة لهم ، وهذه المساحة أعادت لهم احترام العامة من الناس ، فرجل الدين ووفقا للتجارب التي يحدثنا عنها التاريخ ، يكون أكثر اهمية وقدرة على الاقناع ونيل الاحترام حين يلتزم بما اوصاه اياه الخالق (عز وجل) ، ويعي مساحة تحركه ، ومساحة عمله ، بينما هو يستطيع ان يحقق مكاسب دنيوية أكبر عن طريق تدخله في السياسة وفي القوانين الوضعية لكن الحراك العام للتاريخ ، أو المتحول في التاريخ يجعل من الثابت (أي التعاليم المنزلة والمقدسة) في موضع حرج لأنها غالبا ما تتعارض مع هذا الحراك اذا ماطبقت بطريقة تعسفية والزامية لا تقبل المناقشة او الرأي الآخر، بينما على العكس من ذلك نجد أن رجال الكنيست ومن خلال استيعابهم العقلاني لتجربتهم في القرن الخامس والسادس عشر - استطاعوا ان يعيدوا النظر بآليات عملهم ، فتحولوا من الاكراه الى الترغيب ، ومن القسر الى التحبب الى الآخر وعرض التجربة المسيحية بشكل أكثر انسانية واكثر اقناعا من لغة محاكم التفتيش ، وهذا أنتج مايسمى اليوم بالمسيحية الجديدة ، وهذه المسيحية تحولت الى ورقة ضغط وعامل موازنة قد انتج الكثير من الافكار والمدارس الدينية اللاحقة ، وكان آخرها ماصار الآن عليه كبار الساسة في أكبر دول العالم من حيث التأثير والقدرة على اتخاذ قرارات كونية . ولكي لا يصاب القارئ الشرقي بالدوار من هذه الالتفافة أو الدوران ، نقول : على رجل الدين الشرقي أن يعي الدرس جيدا ، فما خسرته الكنيسة في القرون الوسطى عادت الى جني أرباحه أو حصيلته في القرن الحادي والعشرين عن طريق تسنم رجال - لم يخطر للبشرية حين ازاحتهم في القرون الوسطى - ان يعودوا مجددا ولكن بافكار معاصرة ،ولسنا هنا في مجال محاكمة أو تقييم هذا الطرف أو ذاك ، انما اردنا ان نضرب مثلا للكثير من رجال الدين ممن تركوا المساجد ، وجميع مساحات اشتغالهم وتأثيرهم وتحولوا الى السياسة ، واستفادوا أو استثمروا تأثيرهم الديني من أجل جني مكاسب دنيوية ، بحجة أنهم يروجون للدين الاسلامي بعملهم هذا ، وأنهم يدخلون الناس تحت لواء هذا الدين زرافات زرافات .. لكن ماذا عن الغد ؟ ففي ظل العولمة وغزو الغرب لنا اعلاميا، وبجميع الوسائط والسبل .. أقول في ظل هذا الغزو ثمة وعي آخر يترعرع وثمة أفكار وقيم تتشكل (في الخفاء غالبا) هذا الوعي وهذه الأفكار ستقوض الكثير من التأثيرات الشكلية لرجال الدين الذين تحولوا الى ساسة ، وتلونوا بألوان وبهرج السياسة والمناصب والمكاسب ، وستفرض في الغد القريب أسئلة مغايرة للسائد ، وهذه الاسئلة ستضع ساستنا الجدد في زاوية ضيقة وسيصعب عليهم ان يجيبوا أو يستجيبوا لعقول متنورة متفهمة متعلمة تعي الحراك التاريخي للحضارة والانسان وتعي ايضا حقوقها المسلوبة وفقا لمرجعيات باتت خارج التاريخ . فهل سيعي هؤلاء دورهم الحقيقي ويعودوا الى جادة تأثيرهم الحقيقي فينا أم يواصلون محاولاتهم لشغل ذلك الحيز الذي سبق وان غادره رجال الكنيسة منذ أكثر من خمسة قرون خلت ؟

4
حسين التميمي

  طالعتنا قناة(......) وربما قنوات اخرى غيرها بمشهد هو غاية في البشاعة ، الخبر يقول :العثور على ثمانية رؤوس بدون أجساد فى ديالى ، والصورة تقول او تنقل مشهدا لسيارة اسعاف واقفة وثمة رجل يرتدي ملابس من يعملون في دائرة الصحة ، يفتح باب السيارة المتوقفة في باحة المستشفى ، ثم يتناول الصناديق التي تحتوي على الرؤوس ، وحين يكتشف بأن العدد غير مكتمل يذهب الى السيارة كي يجيء برأس آخر ليضعه في صندوق الفاكهة الصغير ، ثم بعد ذلك تنتقل الصورة كي تطلعنا على مشهد الرؤوس من جديد ولكنها هذه المرة بغير صناديق ، أي اننا نراها مرصوفة على الأرض قرب جدار في المستشفى . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ماهو المبلغ الذي دفع لهذا الموظف او الجهة التي تمثله كي يؤدي دوره بهذا الاتقان في عرض رؤوس موتانا على الملأ وبهذه الطريقة المهينة حد البشاعة والمفزعة حد الشعور بالخوف من أن يكون الانسان العراقي قد تحول الى بهيمة لا ينكر احدا على رأسها ان يتواجد في أي مكان بمعزل عن الجسد !!
  ولو شئنا ان عدم الايغال بمثل هذه الشكوك والتصورات وقلنا ان الموظف كان يعمل بطريقة آلية ، وأن مشاهد الموت المتكرر قد اعمت او قتلت فيه الجانب الانساني حتى ماعاد يفرق بين رأس الشاة ورأس الانسان ، ترى هل ينطبق هذا القول على القناة التي عرضت المشهد بطريقة سينمائية متأنية  هي في غاية البشاعة  ، حتى ان هتشكوك  لو كان حيا لأنف منها !!
 القليل من الانسانية يكفي لكي يمارس الاعلامي دوره بشكل أفضل ولا يخدش مشاعر شعب بأكمله ، القليل من الانسانية يكفي كي لا نجعل من القتلة ابطالا تتصدر اعمالهم شاشات الفضائيات التي توجه بثها للعالم أجمع ، سيما وان الكثير من القنوات التي تمارس مثل هذا الدور هي قنوات عراقية او عربية ، والقائمين عليها يدّعون بانهم يتصفون بالوطنية وبالمواطنة في اي بقعة من شرقنا العربي المسلم من أقصاه الى أقصاه . ترى هل هذه هي الرسالة التي يحملون ؟ واذا كانوا يصرون على التعامل مع مآسينا بهذه الطريقة المهينة (وليس المهنية) ، ترى الا يحق لنا ان نتسائل عن الجهة المستفيدة من هذا التوجه البشع وكم يُدفع للفضائيات لقاء مثل هذه المشاهد ؟
والتي ربما تسلي نفوسا متخمة بالبترول أو الأحقاد على شعبنا .
 

5
لماذا لا يزعل الشعب قليلا ؟
حسين التميمي


لست ادعو هنا الى عصيان مدني بالمعنى المتعارف عليه ، فنحن أحوج مانكون الآن الى تذليل الصعاب بدلا من تهويلها ، والى التخفيف من وطاة المشاكل والأزمات من أجل تفتيتها ومعالجتها باكبر قدر من التفهم والموضوعية ، لكن السؤال الذي يثيره العنوان هو أقرب الى الدعابة أو العتب المخفف على من تصدروا ، أو تصدرت صورهم الفضائيات العراقية والعربية والعالمية ، وأيضا تصدرت الكثير من المساحات الوطنية ، كي تخاطب الجماهير في انتخابات الأول من كانون الأول الذي مضى في عام 2005 ، ولم تف الى الآن بعشر معشار ما وعدت به ، لا بل هي لم تف بأي شيء لأنها (وببساطة) لم تستعد بعد شروط تماسكها وحضورها الذي (جعجعت به) قبل الانتخابات ، ولسنا هنا في مجال مناقشة أمر المبالغ الطائلة التي صرفت على هذه الاعلانات ومصادر تمويلها والاستحقاقات التي تترتب عليها ، فهذا أمر نتركه للتاريخ ، وضميره الذي يحاول أن لا يغفل أي شيء – ولو بعد حين – لكن يحق لنا أن نتسائل عن استحقاقات المواطن البسيط الذي ضحىّ ومازال يضحي بكل شيء (حتى حياته) من أجل صلاح هذا البلد / الوطن ، ولم يجازا بالمقابل , إلا بكل انواع الاستخفاف والتجاهل ، ووصل الأمر ببعض الساسة الأجلاء ممن يتدرعون بالمنطقة الخضراء الى تقاذف التهم والشتائم والتصعيد الكلامي بمناح شتى ، وترجمت هذه المواقف الى مزيد من الدماء سالت على كل أرض العراق باستثناء المنطقة الخضراء التي يتحصن بها الساسة الأشاوس !! وبدلا من التوصل الى الجلسة الأولى للبرلمان أو الاتفاق على تسمية رئيس الوزراء ، راح كل منهم يغني على ليلاه ، و (يحوز النار لقرص خبزه) بينما النار تستعر لتلتهم المواطنين والوطن ، ولسنا هنا في مجال تبرءة المواطن ، فكل الذين ادلوا بأصواتهم على أساس طائفي أو عرقي هم شركاء(وإن عن جهل وقلة وعي) في الجريمة التي يتم بموجبها ذبح الوطن من الوريد الى الوريد .
لذا وبموجب هذا القتل اليومي الذي نتعرض له كشعب دون ان تهتز أي عمامة أو عقال أو حتى شعرة في رأس أي من ساستنا ، ندعو هذا الشعب الصابر المحتسب الى أن يعلن عن موقفه من كل ما يحدث الآن بشكل واضح وجلي ، ولا بأس في أن يكون هذا الاعلان على هيئة اعلان يوم (الزعل) الشعبي العام لكل العراقيين المتأذين المتضررين مما يحدث الآن ، وكاقتراح من شخصنا المتواضع أرى ان يتم الاتفاق على يوم نصوم فيه عن مشاهدة التلفاز وعن شراء الصحف وعن الذهاب الى العمل وقيادة المركبات وأي جهد يستلزم منا الحركة ، وبدلا من أن نكون ملزمين بمنع التجول ، سيكون يومنا هذا يوم منع ذاتي للتجول وللكلام ولكل شيء ، يوم صمت عراقي يقاطع كل الأشياء كي تنتبه الأشياء الينا .
ومن يدري فربما انتبه احدهم الى وجودنا وهو يتسائل : من هؤلاء فيرد عليه اخر :انهم الشعب كما أظن!!

6
انفلونزا الفساد الاداري
حسين التميمي

هاهي المدن العراقية تتصدى لمرض انفلونزا الطيور  واحدة بعد الأخرى وبكافة السبل والوسائل خوفا من تفشي هذا المرض المخيف ، والآن لا نتصفح أي جريدة ، أو نشاهد أي قناة تلفزيونية ، دون أن نشعر بالخوف والقلق لكثرة اهتمام وسائل الاعلام بنقل اخبار هذا الوباء وكيفية التصدي له ، فوسائل الاعلام هذه تستعرض بفخر ودم بارد.. المجازر التي اقيمت في اكثر من مدينة بحق الاف مؤلفة من الطيور الداجنة . ولاتكتفي بذلك بل تؤكد بأن هذه الطيور قد احرقت وتم دفنها على عمق متر تحت سطح الأرض ، مما يعكس مدى خطورة هذا الفايروس ، وامكانية انتشاره بسرعة انتشار النار في الهشيم . ويعكس أيضا مدى قسوة الخيار البشري أمام هذا الخطر الداهم . ولا نحاول هنا ان نجرم الدولة واجهزتها الاعلامية والطبية لأنها تقوم بمثل هذه المجازر فالوضع في غاية الخطورة كما اسلفنا ويستوجب شروط وقاية مسبقة .
 لكن مهلا .. فنحن لدينا فايروس أشد خطرا وفتكا وهو يمتد الى بضع عقود مضت فضلا عن سنوات احتلال (ثلاث) رفعت الغطاء عن هذا الفايروس وجعلته اكثر قدرة على الانتشار والتفشي في اجسادنا ، وما من أحد يتخذ ضده أي اجراء وقائي أو علاجي حقيقي ، باستثناء لجنة خجولة تفتقر حتى لشجاعة كشجاعة وزير الصحة الذي صرح بأن اغلب الاستحضارات والعقاقير التي اعلن عنها في موضوع انفلونزا الطيور هي محض اكاذيب اعدت للاستهلاك الاعلامي !!
اذكر قبل مدة ليس بالقليلة انني شاهدت فلما لعادل امام يدعى (طيور الظلام) ولم يكن في الفلم أي أثر حقيقي لوجود طائر من تلك الطيور (ولا حتى غراب) لكن الفلم من بدايته الى نهايته يتحدث عن مجموعة من الانتهازيين الفاسدين الذين يغتصبون احلام الفقراء والمعدمين ويرددون شعارات حزبية ودينية من اجل الوصول الى السلطة وجني كافة انواع المكاسب ، وهم لا يتوانون - حين تتضارب مصالحهم - عن ان ينشبو انيابهم في اجساد بعضهم بعضا ، ولعل من اكثر المشاهد اثارة وأهمية هي تلك المشاهد التي يلتقي فيها اولئك الغرماء فيعروا بعضهم بعضا ويتعرون هم أيضا (مجازا) دون شعور بخجل أو حياء .
ولعل القارئ اللبيب قد فهم ما أعني ، ولكن ساواصل من أجل من لم تصلهم الفكرة بعد(والمفارقة أن اغلب الذين لم يفهموا بعد هم من المعنيين بمقالي هذا) لذا يمكن القول بأنني قد تذكرت هذا الفلم وأنا اطالع وانظر الى وسائل الاعلام وهي تنقل اخبار مرض انفلونزا الطيور ، فعلى الرغم من ان هذا المرض لم يكن متداولا – اعلاميا – في زمن عرض هذا الفلم إلا أنه اشار بما لايقبل الشك الى وجود علاقة بين الطيور (طيور الظلام) ومرض خطير يدعى الفساد (اداريا وماليا واخلاقيا) فطيور الظلام هي غالبا خفافيش الكهوف التي تعتاش من امتصاص دماء ضحاياها ، والفاسدون بكل انواعهم يعتاشون من امتصاص دماء المواطنين وهم لا يكتفون بذلك بل تصيبهم الشراهة فيمتصون ثروات البلد دون حسيب أو رقيب ماداموا قد تسنموا مناصب عليا ، وصارو هم الحسيب والرقيب بينما لا رقيب عليهم سوى لجنة تدعى لجنة النزاهة وهذه أمرها سهل فكلما ظهر مسؤول (شريف) فيها يتم اغتياله ولصق التهمة بـ  (قفا) الارهاب ، هذا القفا الذي اتسع للكثير من المسميات . ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين مرض انفولنزا الطيور وانفلونزا الفساد الاداري بكل انواعه من ناحية الخطورة ، لاكتشفنا ببساطة ان مرض الطيور لم يحصد الى الآن أكثر من بضع عشرات بينما مرض الفساد قد حصد المئات بحجة الارهاب وهو يقوم أيضا بتخريب البنى التحتية للوطن عن طريق التخريب النفسي للبشر ، لذا نحن بحاجة ماسة الى ان نفكر جديا بالتعامل مع الفساد الاداري بوصفه وباء وداء خطير جدا ، ويجب القضاء عليه باسرع وقت ممكن لأن آثاره المدمرة لم تخضع الى الآن لأي درس أو استقصاء او تحليل ، كما لم تتخذ ضده تدابير وقائية بنسبة 1%  قياس الى التدابير التي اتخذت ضد مرض انفلونزا الطيور !!

7
المنبر السياسي / شهداء خمس نجوم
« في: 23:16 07/09/2005  »
شهداء خمس نجوم

 الشهادة هي غاية الجود ، أي أن المرء حين يجود بنفسه يصل إلى مرتبة لا يعدله فيها أحد ممن هم على قيد الحياة ، وحتى في الحالات التي تكون فيها الشهادة ليس محض اختيار مسبق إنما نتيجة حادث عرضي يعتبر من يقضي نحبه شهيدا مادام قد مات وهو يؤدي واجبا إنسانيا ما ، وله يقين بأنه يفعل فعل خير ، حتى مع عدم تمام هذا الخير ، ولا نريد هنا أن نتوغل أكثر مما يجب في شرح أبواب الشهادة وتصانيفها وفقا لهذا المذهب أو ذاك ، لكن نود هنا أن نشير إلى الشهادة بوصفها قيمة عليا يحصل عليها الإنسان جراء إيمانه بهدف نبيل وبذله أقصى ما يستطيع في سبيل تحقيق هذا الهدف .
ولعل في فاجعة جسر الأئمة خير دليل وبرهان على سمو النفس الإنسانية التي تتحدى المخاطر ، وتواجه الإرهاب بقلوب مفعمة بالخير والصفاء والسلام ، لتضرب مثلا للعالم أجمع على سمو قيم الخير والسلام واندحار كل البغي والعدوان أمام هذه الصور المشبعة بالمعاني السامية وبالعبر لمن لا يعتبر ، فالجميع الآن – سنة وشيعة وأكراد ومسيح – يتحدثون بإكبار وإجلال عن هؤلاء الشهداء ، بينما المجرمون الذين اقترفوا فعلتهم الشنيعة تلك منبوذون مدانون تلاحقهم اللعنات كما لاحقت من قبل قتلة الحسين الشهيد ولم تنقطع الى يومنا هذا ، لكن هل لنا ان نتأمل جيدا فيما حصل ، وهل لنا ان نؤشر بعض النقاط وأن نتعلم من هذه التجربة درسا قد يغنينا عن التعرض لتجربة (فجائعية) مماثلة ..
أنا أرى أن ذلك أفضل بكثير من كل ردود الأفعال التي ارتجلت في الآونة الأخيرة ، والتي تسوق لنا عبر الفضائيات العراقية (إعلاميا) ولنتحدث هنا (مثلا) عن حملة التبرعات .. فهذه الحملة التي بدأ وطيسها يستعر يوما بعد آخر ، قد تخفف العبء عن عوائل الشهداء (ماديا) لكن ماذا عن الأعباء الأخرى ، والتي يتعرض لها عامة الشعب وفقا لـ (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) فلا أحد بمنجى من رصاص الإرهاب (باستثناء من يسكنون المنطقة الخضراء) ولعل حض المواطن الذي يقتل مع مائة من المواطنين أفضل ممن يقتل مع عشرة ، وأما من يقتل مع ألف فحضه أوفر أضعافا مضاعفة ، ولا ندري غدا هل سيتفه هذا الرقم ويطلب منا أن نموت ضمن عشرة آلاف أو مائة ألف كي يحظى ذوينا بالرعاية والوفادة ، ونحظى نحن (الشهداء) بخطب ذات رنين وإيقاع يتناسب وقعه مع حجم الكارثة !!
لي صديق يجيد الترجمة من الإنكليزية (وأرجو أن لا يفهم القارئ بأنني أخرج عن الموضوع) قال : طلب مني شخص أن أترجم لـه كتاب رسمي صادر من الأمريكان ، وحين تعجبت الأمر وسألته عن علاقته بهم ، لعلمي أنه قريب من جماعة إرهابية ، فقال ضاحكا : لقد قدمنا رشوة مناسبة إلى جهاز الشرطة لكي يطلقوا سراح بعض (المجاهدين) لكنهم طلبوا منا أن تكون الإجراءات رسمية ، لذا أنا أريد منك أن تترجم هذه الورقة وسنمهرها بختم مزور للأمريكان فيكون إطلاق سراح اخوتنا (المجاهدون) أمرا رسميا ، ولن يعترض طريقنا أحد . فقلت لصديقي : ولكن هؤلاء سيقتلون الشرطة حين يطلق سراحهم (على يد المرتشين من الشرطة) فقال هم يعلمون بذلك ، لكن الورق الأخضر (الدولارات) له تأثير ساحر !!
          ونحن بالطبع لا نريد هنا أن نصيب المواطن بالإحباط وفقدان الأمل في تحسن الوضع الأمني ، لكن سقت هذه المعلومة لتكون نقطة دلالة في بوصلة حكومة الجعفري الذي تنازل أخيرا عن برجه العاجي الأخضر وتوجه إلى الشعب كي يشاركهم أحزانهم ومآسيهم ، وتلك في رأيي خطوة بناءة ترتكز إلى ما سيليها وليس إلى ما سبقها ، أي أن الجعفري مطالب الآن بأن يتحمل وزر أمانته لأنه قد صار على مرمى شبر من دموع ضحايا تلكؤ حكومته وعجز وزراءه عن منع الثكلى من الثكل ومنع الأرامل من الترمل ومنع اليتامى من اليتم ، ولعل في المبالغ التي تم التبرع بها لذوي الشهداء خير دليل على البؤس الذي وصلنا إليه ، والسؤال الذي يطرح نفسه رغم حرج الموقف – هل كان علينا أن نخسر ألف من أبنائنا كي نعلم كم يتقاضى الوزير الفلاني كراتب شهري ؟
وهل علينا أن نخسر ألف شهيد كي نتأكد من أننا أبناء بلد واحد وأن لا فرق بين طائفة وأخرى (إلا ما شاء ساستنا الجدد ؟) وهل علينا أن نخسر ألف شهيد أو أكثر كي نقيل هذا الوزير أو ذاك ؟ ثمة أسئلة أخرى كثيرة أثارتها الفاجعة ، لكننا بالمقابل نتمنى أن لا تكتفي حكومة الجعفري بعمل نصب للشهيد البطل عثمان ، او أن يزور رئيسها سرادق العزاء ، كي يقول كلمة هنا وأخرى هناك ، ثم يعود الى حصنه المنيع وينتظر حدوث فاجعة أخرى كي يتعامل معها بأبوة وانسانية (تقتصر على ذوي الضحايا) بل نريد أن يشحذ السيد الجعفري وحكومته الرشيدة كافة مواهبهم النضالية ، وأن يستلهموا الأفعال المناسبة مما يقولوه (كلاما) كي يحولوه الى فعل حقيقي يدوس بجزمته على رقبة الإرهاب ويمنعه من أن يفجعنا بكاظمية جديدة ، فقد شبعنا كظما لغيضنا ، وآن لنا أن ننتقل إلى مرحلة الفعل والعمل بلا هوادة .. [/size]

8
أيها الجعفري ضع الخطة الأمنية جانباً
حسين التميمي
لست من خبراء فن إعداد الخطط الأمنية، ولم اعمل من قبل في أي مؤسسة من مؤسسات الأمن الوقائي، لكنني فكرت وأنا استمع للسيد الجعفري وهو يستعرض خطته الأمنية التي تتوزع على اثني عشر بنداً أو فقرة، وكلها تصب (من وجهة نظر الحكومة) في صالح المواطن، لكنها من وجهة نظر الكثير من المواطنين تصب الزيت على النار وتساهم في مفاقمة التوتر، وتوسيع الهوة ما بين الحاكم والمحكوم، فالأزمات التي يمر بها المواطنون وبكافة أشكالها وألوانها باتت تشكل ضغطا نفسيا يثقل كاهله ويضفي عليه احساسا مريرا بالظلم والشعور بالعزلة وبوجود مسافة شاسعة تفصله هو وأمثاله ممن يتواجدون في القاع عمن يتواجدون في الأعلى أو القمة ومقترباتها، وهو يرى (أي المواطن) أن على السيد المسؤول أن يتوجه بدلا من ذلك الى أقرب المقربين في مكتبه ويسألهم عما استحصلوه من مبالغ خلال شهر واحد، وهل بالإمكان التبرع بما يفيض عن حاجتهم إلى العائلات الفقيرة، ثم ينطلق بعد ذلك موسعا الدائرة الى حيث الوزراء ووزاراتهم، وكم ينثر (بما يسمى النثرية) من مبالغ، وهل يستطيع هؤلاء الوزراء وتوابعهم أن يتنازلوا عن نصف تلك المبالغ لصالح المعدمين من أبناء الشعب ممن خاطروا بأرواحهم في يوم الانتخابات العظيم، وممن أصواتهم أوصلتكم لما انتم فيه الآن من بحبوحة في العيش حد الترف وما يفوقه ؟ ونزولا عند مسؤوليات أدنى في الأهمية ولنقل أن محافظ أي مدينة من تلك المدن يستلم عند بداية كل شهر مبلغا يفوق الخمسة عشر مليون دينار، ويصاب من جراء هذا الاستلام موظفو الحسابات بالقلق والتوتر حين ياتي آخر الشهر كي يزوروا الوصولات ليظهر محافظهم بالمظهر الناصع البهي بعد أن يكون قد حمل الى بيته ما يقارب العشرة ملايين دينار الى بيته، واستوفى من الخمسة ملايين الباقية مصاريف أخرى تخصه بحيث لا يبقى من المبلغ الأصلي الا بضع مئات من الألوف تدفع في شكل مكارم يقوم بها المحافظ أثناء زيارته لمستشفى ما أو أي حفل اجتماعي بطريقة غير مدروسة بحيث تذهب غالبا الى من لا يستحقها أو لا يحتاجها.
لذا أقترح وبغير وجل أن تستبدل الخطة الأمنية بخطة إنسانية، خطة تعيد لنا الكهرباء والماء والوقود بكل أنواعه التي يحتاجها المواطن، خطة تعيد لنا مفردات الحصة التموينية حتى ولو اقتضى الأمر ان تقوم الحكومة بشراء تلك المفردات من السوق المحلية فهذا شأن الحكومة وليس شأن المواطن، خطة تعيد الموظفين المفصولين الى وظائفهم دون النظر فيما إذا كان المفصول منتميا الى حزب أو منظمة أو مجلس لأننا في النهاية جميعنا عراقيون، ونستحق أن نعامل على قدر من المساواة والاحترام يليق بنا كعراقيين هدرت كرامتهم على يد سلطة غاشمة ويستحقون معاملة أفضل على يد من خلفوا هذه السلطة ويدعون بأنهم جاءوا في زمن الحرية والديمقراطية لذا أقول وبغير استثناءات بأنكم لو قمتم بما أسلفت (أنا) الحديث عنه لما كنتم الآن بحاجة الى خطة أمنية، لأنكم وقتها ستكونون قد جندتم المواطن في خدمة وصالح حكومتكم والوطن، ولو اختبأ الإرهابي خلف حائط فسيصرخ الحائط : خلفي إرهابي فاقتلوه، ولو اختبأ خلف باب المنزل فسيصرخ الباب: خلفي إرهابي مجرم فاقتلوه، ولن تجد بعد أيام قلائل من يقول لك هذا سني وهذا شيعي، بل كلنا شعب واحد وقلب واحد. خلف راية العراق التي تضع الإنسان في أعلى مرتبة وفي صميم اهتماماتها، عندئذ لا تقلقوا من التجول في الشوارع العامة وبين الناس لأنهم سيحمونكم بأرواحهم.
أخيرا أعيد القول.. ضعوا الخطة الأمنية جانبا وتوجهوا الى الشعب بلا مجاملة أو وعود لن تتحقق، قولوا لهم بصراحة ماذا يمكن أن يتحقق من خير وأعملوا على تحقيقه، شرط أن يسبق هذه الوعود فعل آخر.. وهو تنظيف كافة الوزارات بما فيها مجلس الرئاسة، من كافة أنواع الفساد الإداري والإهدار للمال العام سواء عن قصد أو غير قصد.. وقتها فقط ولا غضاضة في أن أعيد القول : ستكون الأمور وبكل بساطة قابلة للحل، ولن نحتاج إلى خطط أمنية أخرى.

نشر في صحيفة الأهالي العدد 131

9
أدب / أريد السماء
« في: 00:21 06/07/2005  »

 أريد الأرض أجمعها بين كفي
 أريد السماء ............حبيبة
 أريد لهذا الكون أجمع أن يستمع إلي
 حين أبكي
حين أضحك
حين أحب
حين أغضب
أريد اللاغربة في هذا اليم الكوني
أريد اللاضياع
أريد التوحد بالنشيج الذي تردده الأجرام
أريد للكينونة العظمى أن توسع لي .. تحت جناحها
أريد أن ....... أموت
ترى هل بالموت وحده سأحيا ؟
ترى هل بالموت وحده سأرى
.......... سأحب ... أعشق ... أذوب
                                          تهجدا
 هل سأصير غناء كونيا أبديا
 هل ... هل .. هل ؟
سأكون !!

10
المنبر السياسي / ضباع الشرقية
« في: 23:42 05/07/2005  »
ضباع الشرقية أم ذئاب الشرقية ؟

مع ابتسامة عريضة تقول مذيعة الشرقية (قتل اربعة من رجال الشرطة وكذا من المواطنين) أو قامت قوات كذا في ما يسمى بعملية البرق (؟!!) ولا تملك الا ان تتسائل في سرك هل هذه مذيعة عراقية من اب وأم عراققين وهل رضعت حليبا طاهرا حتى تتشفى بشهدائنا بهذه الطريقة البشعة !!
وقد سبق وأن أتحفتنا قناة الشرقية بالكثير من المشاهد التي (تسوّد) الدنيا في عين المواطن العراقي وتدفع به الى حافات اليأس والإحباط ، ولا نود هنا أن نقارن بين قناة الجزيرة وقناة الشرقية ، على الرغم من أنها سبق وأن كانت ممتلكة من قبل سعد البزاز .. ذلك المناضل الشهم الذي صور لنا في جريدته (الزمان) الناخب العراقي بهيئة حمار ، متناسيا أن أول صفات الحمار هو التقرب من عدي المقبور ، والاتجار بنقوده المسروقة من أموال الشعب العراقي . لكن الغريب في الأمر هو استمرار قناة الشرقية في نهجها المحبط والمحرض على العنف على الرغم من تغير إدارتها واسم مالكها ، وذلك بإصرارها على عرض مسلسل (ذئاب الليل) سيء الصيت ، فقد سبق .. ووفقا لإحصائيات جرت في زمن الطاغية ، أن ارتفع معدل الجريمة في العراق بعد عرض هذا المسلسل الملعون (لأول مرة ) كونه يحرض على ارتكاب الجريمة ، ويبتكر لهم الكثير من الوسائل التي تزين لهم الإجرام وتدفعهم الى اليقين بأنهم ناجون من العقاب ان هم استخدموا ذكائهم بشكل جيد ،  لذا وبدلا من أن تقدم لنا قناة الجزيرة (عفوا أقصد الشرقية) برامج هادفة تصب في خدمة عراقنا الجديد وتوجهاته المشروعة نحو الحرية والديمقراطية ، نجدها تعزز لدى المواطن هاجس الجريمة والقتل ، وتدفع به الى حافات اليأس والإحباط ، كي يكون مهيأ لارتكاب أي جريمة أو فعل إجرامي ، ولن نذكر هنا جذور هذا المسلسل ولا ارتباطه بالمنتج الأردني الجنسية الفلسطيني المولد (الصوالحة) ولا ارتباطه بذاك الممثل الغر ذو الأصول المشابهة لأصول المنتج ، لكن نقول فقط : كفى يا شرفاء الشرقية ما تبتكروه من تحريض على القتل والدمار ، كفى .. وفكروا أن ثمة عراق ستلتجئون لـه في نهاية المطاف ، وإحذروا من ذاكرة العراقي لأنها لا تغفل الإساءة أبدا .

11
أبو المعالي .. رجل قلّ نظيره 

 
 التقيت بالسيد مهدي عيسى أبو المعالي قبل عقدين أو أكثر بقليل ، ووقتها كان الرجل قد ترك القضاء وانصرف كليا للعمل في المحاماة دفاعا عن المظلومين في زمن تحول فيه الكثير من المحامين الى سماسرة ينصرون الظالم اذا أجزل لهم العطاء ويقلبون الباطل حقا والحق باطلا ، وغالبا ما كان يعلو نجم هذا أو ذاك منهم وتتزاحم الدعاوى على مكاتبهم ، لكن حين تقترب منهم ، لتتعرف على سر هذه العبقرية التي هبطت عليهم بين ليلة وضحاها حتى صاروا (يكسبون) الدعاوى منذ أول جلسة ، تكتشف بأن الموضوع لا علاقة لـه بالعبقرية أو حتى بمعرفة القانون وأسراره ، فالواحد منهم لا يقول إلا كلمتين أو ثلاثة أمام القاضي حتى يحكم هذا ببراءة المتهم ، وحين تبحث عن السر تكتشف بأنهم قد توصلوا الى رشوة القاضي فضلا عن رشوة رجال الأمن والشرطة ، وقد كنت وقتها (أي قبل عقدين) أسعى في قضية تخص شخص قريب مني ، تعرض لظلم النظام البائد وحكم عليه بالسجن لأكثر من خمسة أعوام ، وقد تمكنت من الوصول الى (أبو المعالي) بعد طول جهد وعناء ، ولا أكتمكم السر فقد كنت - وبعد أن تعرضت لتجارب مريرة مع محامون آخرون -  أخشى أن اتعرض مجددا الى مزيد من الغش والاحتيال الذي مارسه معي من قبل ، أشباه المحامون الذين تحدثنا عنهم آنفا ، لكن لحظة أن دخلت مكتبه (في منطقة المنصور ببغداد) شعرت لأول وهلة بأن هذا رجل يمكن الوثوق به حتى قبل أن يرد التحية ، وقد صدق ظني فيما جرى بعد ذلك ، ليس لأنه استطاع تبرئة المتهم الذي يخصني فقط ، إنما لأني اكتشفت بأن هذا الرجل يمتلك ثقافة وإطلاع يفوق مقدرة أي زميل لـه في المهنة ، فضلا عن شجاعته آنذاك في ادانة النظام البائد دون خوف أو خشية سيما وأنني لم أكن الوحيد الذي يتواجد آنذاك في مكتبه ، بعدها تكرر اللقاء بيننا ورغم فارق العمر شعرت بأن هذا الرجل صديق لي ، وتوالت بعدها السنوات ، وسقط نظام الطاغية ، ولم أحصل على أخبار ابو المعالي ، على الرغم من أنني تمنيت أن يكون الآن في منصب مهم من المناصب الحكومية ، لأنه رجل كفء لأي منصب يشغله ، ولأن العراق الجديد بحاجة ماسة الى أناس شرفاء يمتلكون المعرفة والخبرة ولهم تاريخ نظيف ناصع .
   لكن المفاجأة حدثت بعد سماعي لخبر استشهاد مفتش عام وزارة التربية مع نجله . إذ طرق سمعي اسم أبو المعالي ، ولم أتأكد من حقيقة الخبر إلا بعد أن اتصلت بأحد أصدقاءه من عائلة (النصّار) في مدينة بعقوبة ، فأكد لي حقيقة الخبر، وقتها شعرت بأنني قد فجعت بشخص عزيز جليل لا يمكن تعويضه ، شخص هو بمثابة بطل من أبطال هذا الزمان الذين يكرمون بالقتل بدلا من أن يوضع الغار على رؤوسهم ، وقد تحدث الرجل (النصّار) عن أبو المعالي قائلا : في السبعينات كان أبو المعالي يشغل منصب قاض في محكمة بعقوبة ، وقد سهرنا في إحدى الليالي الى وقت متأخر وبعد إلحاح استطعنا أن نجبر أبو المعالي على تناول الخمر ، وفي الصباح التالي كان على ابو المعالي أن يحكم في قضية لها علاقة بتناول الخمور ، فما كان منه إلا ان يؤجل النظر في القضية ، وحين سألته عن السبب ، قال : كيف تريدني أن أحكم في قضية كهذه وأنا قد فعلت الفعل ذاته ليلة أمس ، ثم أنه أقسم بأن لا يتناول الخمر مطلقا بعد ذلك .
إذن بهكذا خلق كان أبو المعالي يتعامل مع القضاء وقد استمر الرجل في عمله متوخيا الشرف والنزاهة ، حتى وجد في آخر المطاف بأن استمراره في هذا العمل سيؤدي به .. أما الى الحكم بالباطل على ضحايا النظام البائد ، أو التعرض للسجن أو الاعتقال في حال رفضه لتنفيذ أوامر الطاغية وزبانيته لذا اختار الرجل ترك القضاء ، والعمل في المحاماة عسى أن يكون قادرا على رفع الظلم والحيف عن المواطنين وفقا لتمكنه من الأمر .
 أخيرا لا أظن بأن من قتل أبو المعالي يدرك فداحة الجرم الذي ارتكبه بحق نفس بريئة عزيزة كريمة كنفس أبو المعالي ولا أظنّه يدرك أيضا الجرم الذي ارتكبه بحق الوطن ، لأننا بحاجة ماسة الى أمثال أبو المعالي اليوم وغدا ، كي نستطيع حقا أن نبني هذا الوطن بناء حقيقيا وعلى كافة الأصعدة ،  أيضا أود أن أشير هنا إلى أن هناك الكثير من عمليات الاغتيال قد تمت في ظروف مشابهة وضد شخصيات ذات كفاءة ونزاهة ، وبعضهم يشغلون مناصب مشابهة أيضا ، وقد ألصقت هذه الجرائم بالإرهاب أيضا ، وأنا لا أود هنا ان أبرء الإرهابيون منها لكن ثمة إرهاب مواز يرتكب من قبل ثلة من الفاسدون إداريا .. ممن أوشك الشرفاء من أمثال أبو المعالي على كشفهم !!


12
أدب / الحل الأمثل ... اقصوصة
« في: 02:30 24/06/2005  »
الحل الأمثل

 صباح هذا اليوم رأيت ابن جاري سامر وهو في السادسة عشر من العمر ، كان مكتئبا حزينا فسألته : مابك ؟
قال : سلام استغفلني .. استدان مني الف دينار قبل عدة ايام ولم يعدها لي .. وهو يتهرب مني الآن .
 كنت اعرف ان سلام هذا شخص سيء الأخلاق وهو يزعج اصدقاءه دائما لكثرة مايطلبه منهم من نقود وأشياء اخرى وهو ايضا شخص فضولي نزق يتدخل في امور لاتعنيه ويفرض نفسه على ابناء الحي بوقاحة ، وغالبا مايفتعل المشادات الكلامية ويبالغ في السباب واستخدام الألفاظ البذيئة . لذا رحت اطيب خاطر بكلمات مناسبة ثم سألته : هل أنت تحب ان تستمر علاقتك مع سلام . فقال : لا أبدا انا فقط اريده أن يعيد لي المبلغ الذي استدانه مني وبعد ذلك سأنهي علاقتي به . فقلت ولكنك تعرف جيدا بأن سلام شخص (دبق) من الصعب التخلص منه . فقال : ماذا تقترح اذن ؟ قلت اقترح أن تشتري (راحة بالك) بهذه الأف دينار . ألم تقل بأن سلام يتهرب منك الآن لأنه مدين لك بهذا المبلغ ، إذن دعه يتهرب منك باستمرار لقاء هذا المبلغ البخس . عندها رأيت وجه سامر يشرق بابتسامة عريضة فقد فهم المغزى . ثم قال لي : استاذ ثمة كثير من الناس بحاجة الى هذه الحكمة لأن أشباه سلام كثيرون جدا .

13
حقوق الأقليات

 يقول برونو كرايسكي  وهو مستشار النمسا الأسبق لفترة مابعد الحرب : الأقليات لا تحتاج الى مساواة في الحقوق فقط ، وإنما تحتاج الى أفضلية لكي لا تتعرض للإجحاف أمام الأغلبية .
ونحن كشعب متحضر يجب علينا أن نناقش مثل هذه الأفكار بموضوعية وتعقل لأنها تصب في النهاية في مصلحة المجتمع ككل ، فالمجتمع الذي يعطي مثل هذه الحقوق للأقليات هو مجتمع مثقف حر يستحق الاحترام .
 لذا انا أدعو كافة اعضاء عنكاوا ممن لديه الرغبة في مناقشة الموضوع الى طرح افكارهم بهذا الصدد ، أملا في ان تعم الفائدة الجميع .
ابو ذر

14
أدب / كينونة
« في: 01:30 23/06/2005  »
 
  غواية

هي .. أول الكلمات
هي .. آخرها
هي .. الضحكات حين ترن بأجراس سماوية
هي الصمت ...
........
هي .. أنا
حين أراني مشبعا بها
حين كل مساماتي تفوح برائحة عشقها
حين أحداقي تصير مرآة لها
هي .. كل مكتمل
وأنا جزء يكتمل بها
........
هي .. أنا
أنا .. هي
معادلة بلا أطراف
اثنان
يتقاسمان كينونة واحدة

15
أدب / بنت قلبي
« في: 23:27 10/06/2005  »

 منها أنا ولها
أعشق مقلتيها وجيدها
وأهيم بها .. ولها
هي أم قلبي
وهي بنت حنيني
وهي اخت أرقي
حين تأتي
تدرج بكعبها على ايقاع خفي
               على أوتار
                     على نياط في الحشا
فأقول : ها قد اتت أميرة قلبي
هاقد اتت مليكتي
تلك التي أنا منها ولها
تلك التي اشتعل بمقدمها .. ولها
ثم ............
      .............









16
                        الكهرباء والنفط .. مساهمة وطنية في حرق أعصابنا

 لي صديق أتعبته الحروب وكثرة توالي الخطوب ، واستبداد الزمن به ، بينما لم يستبد هو بأحد ، لذا عمد صديقي هذا وبعد أن وجد فسحة من الأمل في زمن ما بعد سقوط الطاغية ، فجمع كل ماترسب لديه من وريقات خضر ، ليفتتح مشروعا يدر عليه ما يجنبه مذلة السؤال فيما لو استبد به العمر أكثر مما هو عليه الآن ، وكان أول ما خطر لـه - بعد أن احترقت أحلى سنوات عمره في سعير (القادسية وأم المعارك) – أن يقيم مشروعا (مثلجا) كي تبترد أيامه اللاحقة ، لذا اختار العمل في مجال (الآيس كريم) وكافة أنواع المثلجات ، ولكون صديقي هذا لا يمتلك الخبرة الكافية ، فقد أنجز كل تفاصيل المشروع دون أن يفكر في أمر الكهرباء ، لذا وبعد طول جهد ومعاناة ، توصل الى حل مثالي (بالنسبة له) فأستجر مولدا للكهرباء وبأجر شهري كبير ، وبعد مرور عام أو أقل بقليل اكتشف صديقي بأن مشروعه هذا قد حقق خسائر مادية (جيدة) وإن هو استمر في هذا المجال فسيشهر إفلاسه بعد شهر أو اكثر بقليل ، لذا عمد الى دراسة المشروع مجددا ، وأجرى الكثير من الحسابات والتدقيقات بغية التوصل إلى السر في هذه الخسارة ، فإذا به يكتشف أن المولد الكهربائي الذي استأجره هو السبب ، ولو أنه عمد منذ البداية الى شراء مولد كهربائي لكان وفر الكثير من النقود ، ولما فشل مشروعه هذا الفشل الذريع ، وقد التقيت به في تلك الأثناء وكان واجما يائسا مما حل به ، فقلت له : لا تحزن .. فأنت تمتلك خبرة جيدة وما يبدو لك خطأ الآن هو عين الصواب بالنسبة لحكومتنا الرشيدة ولو علموا هم بأنك تمتلك هذه العقلية في ادارة المشاريع لاستعانوا بك كي تشغل منصب مدير عام وزارة في النفط أو الكهرباء .
  قد يبدو كلامي هذا غريبا بالنسبة للقارئ ، ولكن تأملوا .. فقد صرح مسؤول نفطي بأن وزارة النفط قد استوردت مشتقات نفطية بقيمة أربعة مليارات أو خمس ، لتغطي حاجة البلد من تلك المشتقات ، بينما مصافينا النفطية بحاجة الى مبالغ مقاربة لهذا المبلغ كي تنتج هي كافة المشتقات التي نحتاجها !!ّ فتخيلوا مدى الاستغفال الذي يرتكبه بحقنا خبرائنا في وزارة المالية ووزارة النفط ومثلهم بالطبع خبرائنا في مجال الكهرباء ، فهؤلاء ومنهم خبراء في ديالى والبصرة قد عمدوا الى استئجار الكهرباء من ايران بمبالغ سنوية تفوق كلفة شراء محطات صغيرة لتوليد الكهرباء تفي بحاجة المدينة ، وليس هذا فحسب بل يصل الأمر بمستغفلينا أنهم يستوردون لنا كهرباء (قليلة الدسم) فبدلا من الـ (220 v ) تصلنا (180 v ) أو أقل وهذه كما يعلم الخبراء في هذا المجال تؤدي الى عدم اشتغال الكثير من الأجهزة فضلا عن تأثيراتها الجانبية على عمر الأجهزة ، مما يؤدي في النهاية الى حدوث خسائر منظورة وغير منظورة ، فضلا عن هذه الكهرباء والتي تم الاتفاق على أن تكون بقيمة مائة ميكا واط  بالنسبة لمحافظة ديالى لا تصل في أغلب الأحيان الى ما يقرب الثمانين ، وحتى هذه الثمانين ووفقا لهبوط الجهد تتحول الى سبعين أو ستين ، ترى ما الذي يجعل المسؤول في هذا المجال (في الجانب العراقي) يتخذ جانب الصمت ؟ وهل يجد هذا المسؤول غضاضة في الاستعانة بخبرة صديقي في هذا المجال كي يكون خبيرا لا يستغنى عنه لأنه يتقن فن استئجار الأمبيرات بما يفوق كلفة إنتاجها !!

صفحات: [1]