عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - عصام شابا فلفل

صفحات: [1]
1
نداء عاجل الى جميع المعلمين والمدرسين والكوادر الوظيفية العاملة في مديرية تربية نينوى

بقلم / عصام شابا فلفل

بعد التحية والسلام عليكم ايها الكبار والمضحين من اجل مستقبل اجيالنا القادمة، اقول .. يبدو ان هناك امرا متعمدا بشأن تأخير صرف رواتبنا للاشهر الماضية وها قد انتهى الشهر الرابع ايضا ~، ولم ناخذ من تربيتنا الموقرة سوى الوعود الفارغة وكل اسبوع يليه اسبوع اخر ولا يوجد هناك في الافق اي امل لصرفها ، ولا ندري من هو صاحب المصلحة بعدم صرفها ولمن تؤول ارباح التاخير ، لذا يجب علينا التحرك بسرعة وبقوة وذلك :
1- الانقطاع التام عن الدوام في جميع المدارس والمعاهد التابعة لتربية نينوى في جميع المحافظات وخاصة في اربيل ودهوك والسليمانية
2- القيام بمظاهرات صاخبة لغرض كشف الحقيقة وكشف المستفادين من تاخير رواتبنا واحالتهم الى القضاء لينالوا جزائهم العادل
3- ابلاغ وسائل الاعلام عن ذلك وخاصة قناة البغدادية وقناة الشرقية لفضح ممارسات الذين يتسببون بالاذى للكادر التعليمي والتدريسي لأبناء نينوى
4- نظرا لعدم تحرك نقابة المعلمين بهذا الاتجاه مطلقا لذا ادعوكم الى مقاطعة النقابة والانسحاب منها جماعيا لأنها لا تمثلنا ابدا والتي من اهم اهدافها هو خدمة المعلم ولكنها ساكتة وراضية بالماساة التي تكتنف هذا الانسان العظيم
5- اخبار مجلس محافظة نينوى لكشف المستور الذي تسبب في ذلك
6- الطلب من المحكمة الاتحادية وهيئة النزاهة الوطنية بمحاسبة كل من تسبب في تلك الماساة
فما رايكم زملائي الاحبة .. تحياتي لكم وانتظر تعليقاتكم ومشاركتكم وانا بدوري سوف اتصل بعدة قنوات فضائية لذلك.. تحياتي لكم


2
وتبقى المآساة مستمرة

بقلم / عصام شابا فلفل


   نهضنا من الصباح  الباكر بعد جهد ليلي طويل مفعم بتحضير كل ما يلزم من حلوى ومشروبات غازية وعصائر طازجة.. كل ذلك استعدادا لهذا اليوم السعيد والذي فيه سيتم تعميد حفيدتي الغالية ( انا بيلا ) الرائعة.. انه يوم الاحد 3/8/2014 ... كانت حوالي الساعة الحادية عشر صباحا.. نحن في الكنيسة . والكل حاضر وتملأه الفرحة بهذا القداس الكبير لعماذ أكثر من عشرة اطفال .. تللسقف تزهو في مثل هذا اليوم.. الكل مندمج مع التراتيل الجميلة والالحان الكنسية الرائعة... وبغتة حصلت همهمة بين الجالسين.. الناس ظهر عليها القلق فجأة.. الكل ينظر في كل اتجاه ليستعلم ما الامر .. ارتفع اللغط.. وعلت الاصوات المصابة بالرعب .. ما الامر .. لا احد يتكلم . الناس بدات بالخروج من الكنيسة بسرعة البرق .. اتصلت بالموبايل باحد معارفي من الذين خارج الكنيسة. اجابني باضطراب شديد.. اخرجوا بسرعة.. داعش على الابواب . لقد سقطت تلكيف وهو في طريقه الى باطنايا وتللسقف.... وصل الخبر اسماع الكاهن .. اضطرب الاب الفاضل كرم قاشا بشدة ،ولكنه كتم اضطرابه وتصرف بهدوء واكمل عماذ الاطفال ،بعدها خرج بسرعة البرق من الهيكل ونحن نتبعه بسرعة ربما اكثر من سرعته... خرجنا الى الشارع المؤدي الى المنزل .. مئات السيارات اتخت ارتالا طويلة جدا تتجه الى الشارع الرئيسي .. سيارات صالون صغيرة .. ستيشن .. حافلات .. كوسترات...شاحنات .. جرارات زراعية .. سيارات بيكب .. دراجات نارية .. الخ.. هل قامت القيامة ام ماذا.. عشرات الالاف يركضون في كل اتجاه قادمون من تلكيف وباطنايا وباقوفة ومعهم خرج ابناء تللسقف جميعا.. . شدينا رحالنا على عجل .. تركنا كل شيء في المنزل وهكذا فعل الجميع.. تركوا منازلهم بكل ما فيها من موجودات علاوة على كل ما كانت تضم تلك المنازل من ذكريات السنين العميقة المجبولة بدم هؤلاء الناس العظام.. انه فعلا يوم القيامة.. قمنا على عجلة من امرنا بتحميل سياراتنا بما تيسر من مواد غذائية وبعض الملابس والمواد الاخرى.. ولم ننسى بان نأخذ كل اوراقنا الثبوتية والشخصية كهويات الاحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية والبطاقة التموينية وجوازت السفر والاهم منها مستندات الدور ( سندات الطابو )  ... انطلقنا من تللسقف برتل يتكون من ثمان سيارات تعود لعالتي وعوائل اولادي وعوائل اشقائي وشقيقاتي .. اختلط رتلنا مع الارتال الطويلة لبقية النازحين.. سارت السيارات بنا بخطى وئيدة كئيبة وكأنها خراف تساق الى مجزرة الجلادين ،ونحن ننظر كل حين الى الوراء لعل داعش قد وصل الينا ام لا.. وصلنا اول الامر الى نقطة تفتيش القوش.. لكن ضباط السيطرة منعونا من المرور بقولهم.. لا يوجد شيء عودوا الى منازلكم...وبعد مداولات واخذ ورد . لم نجد اية استجابة منهم.. سلكنا الطريق الترابي وسط الاراضي الزراعية التي تم حصدها قبل ايام معدودة.. سارت سياراتنا مسرعة في تلك الاراضي خوفا من ان تلتحق بها سيارات الجيش والشرطة.. اجتزنا تلك الاراضي وعبرنا  الى الشارع العام وسرنا حتى وصلنا الى سيطرة جسر الوكا  في دهوك.. وهنا والحق يقال. استقبلنا هؤلاء استقبالا لطيفا وسمحوا لنا بالمرور الى دهوك بكل ما نحمله في سياراتنا حتى دون تفتيش.. وصلنا الى دهوك.. ولكن اين سنذهب واين ستبيت هذه الالاف من العوائل.. اتجهنا نحن بسياراتنا الثمانية نحو منطقة ايتيت علنا نجد شقة فارغة لكل عائلتين او ثلاثة. ولكن جميع الشقق عامرة بسكانها.. اصبحت الساعة الثامنة مساء ونحن نفترش الارض في حدائق شقق ايتيت. وهنا اعطى لنا احد الاخوة الاعزاء من سكنة شقق ايتيت املا .. اذ قال لنا تعالوا  معي الى سميل .. اذ ان هناك قاعات كبيرة في كنائس سميل يمكن ان تسكنوا فيها لحين ان يفرجها الله عليكم.. كنا نعتقد بان الامر لن يطول اكثر من عشرة ايام او شهر على اكثر تقدير .. سار الرجل امامنا بسيارته واتجهنا الى سميل وفعلا استقبلتنا الكنائس وابناء شعبنا بكل احترام وتقدير .. تم اسكاننا في تلك القاعات. قاعة كنيسة العذراء ام الرحمة للكلدان.. قاعة كنيسة الشهداء .. بدأت المساعدات الانسانية تهل علينا من ابناء شعبنا في تلك الليلة.. من الاستاذ يعقوب يعقوب عضو برلمان كوردستان والقيادي في الحركة الديمقراطية  الاشورية الذي قام بزيارتنا بعد وصولنا الى القاعة بساعة واحدة مستصحبا معه مساعدات غذائية اضافة الى مجمدة وغسالة ملابس وطباخ غازي .. الاستاذ قائممقام قضاء سميل الذي قام بزيارتنا لعد مرات مع تقديم المساعدات العينية .. مؤسسة البارزاني للمساعدات الانسانية التي لا زالت لحد هذا اليوم تقدم لنا المساعدات الغذائية الرئيسية وبصورة دورية منتظمة.. جمعية مارايث الاها الخيرية التي قدمت مشكورة مساعدات نقدية لتلك العوائل لعدة مرات .. الحركة الديمقراطية الاشورية التي كانت ولا زالت تقدم مساعداتها للنازحين بين فترة واخرى.. مؤسسة الكاريتاس الخيرية قدمت ولا زالت تقدم تلك المساعدات بفترات منتظمة كل شهر تقريبا ., اضافة الى المنظمات الاخرى التي لا تحضرني اسماؤها منها منظمات صحية دولية ومنظمات محلية اخرى قدمت خدمات صحية ونقدية وعينية اخرى.. فشكرا جزيلا لكل تلك المؤسسات سواء من ذكرنا اسمها ام لم نذكره ...استمر الامر هكذا.. بعضنا لم يستطع العيش في اجواء القاعة المكتضة بالنازحين من بعشيقة . بحزاني .. تللسقف . تلكيف . سنجار..باطنايا .. باقوفة ..  فارتأى ان يستقل بعائلته في دار او شقة يؤجرها لحين ان يفرجها الله وانا كنت احدهم.. الغريب العجيب لم نجد أي مسؤول من ابناء شعبنا من الذين كان ولا زال قسما منهم يعتبر نفسه مسؤولا عنا.. لم يقم ايا منهم باية زيارة لنا ولو لمواساتنا باستثناء السادة المسؤولين في الحركة الديمقراطية الاشورية الذين كانوا يزورننا بين الفينة والاخرى.. فالف تحية لهم .. نحن لا نعتب على الاخرين ابدا ، بل نقول لهم . لقد فرزتكم هذه الحالة واظهرتكم على حقيقتكم ، فلا تقولوا بعد اليوم بانكم تمثلون ابناء شعبنا لا انتم ولا مؤسساتكم الحزبية. لقد بانت ادعائاتكم المزيفة فلن نصدقكم بعد اليوم ابدا مهما فعلتم .. فان كنتم قد ابتعدتم عنا وقت  الشدة، فكيف سنثق بكم في اوقات اخرى...؟... بعد فترة من النزوح .. تحررت تللسقف وفرحنا فرحنا عظيما لهذا الانجاز الرائع .. استبشرنا خيرا باننا سنعود بعد ايام الى بلدتنا.. ولكن.... بعد ايام ذهبنا لزيارة دورنا في القرية.. ما وجدنا...؟ كل شيء مقلوب راسا على عقب.. الدور منهوبة.. الابواب مخلوعة او محطمة..اثاث المنازل محطمة كليا او جزئيا . السقوف الثانوية محطمة . لم يسلم شيء من ايدي اللصوص والعابثين باموال المواطنين .. فرغم ماساتنا نهبت دورنا ايضا لتزيد من مأساتنا الما وتزيد على جراحنا جمرا  ، لا بل تحطم املنا حتى بالعودة الى قريتنا.. وان حصل وعدنا.. فاين سنسكن.. لا ابواب في المنازل ..لا زجاج في نوافذ المنازل ..  لا ماء. لا كهراباء.. لا اثاث . ولا .. ولا . ولا .. لم تسلم من ايدي السراق واللصوص حتى دور العبادة.. حطم الحاقدون تماثيل العذراء مريم والسيد المسيح ومار كوركيس.. حطموا الصلبان وكسروها وانزلوها من فوق الكنائس.. ولكن اعيدت تلك الصلبان مرة اخرة بهمة شباب القرية اعلى مما كانت عليه.. ترى الى متى ستستمر مأساتنا والى متى يبقى الطير المهاجر خارج عشه... ؟ سؤال الى حكومتنا الموقرة اجلها الله ....تحياتي

3
بلتيقة:
هل تصدقوني القول حين اقول ( بانني انا الذي دمر العراق )

                           
بقلم / عصام شابا فلفل

   لست ادري هل ان العنوان الذي اخترته للمقال هو من وحي الخيال ام من صميم الحقيقة..؟ وتلك هي العلة يا نفسي .. علة لم اشأ ان اعلنها للعالم وخاصة عالم العروبة المخنوق الى هامته برجاسات الحكام وتفاهات المتنفذين وعلى جميع الاصعدة.. ترى من ذا الذي اوصل حال الشعوب العربية والعراق خاصة الى هذا المستوى من التدني ..؟ الجواب هو انا.. نعم انا .. والذي هو انت ايضا.. انا وانت . والكل مشمول بكلمة انا.. فالانا تعني ان كل الشعب مسؤول عن تلك الحال البائسة التي المت بنا شئنا ام ابينا .. قلنا في الانتخابات الاولى بان الامور سوف تستعدل ونعيش كشعب أي بلد متطور ومتمدن ، ولكن ذهب خيالاتنا وامانينا ادراج الرياح.. ومن ثم اتت الانتخابات الثانية ،وقلنا لقد تعلمنا درسا قاسيا من الانتخابات السابقة ، فليكن ذلك الدرس نقطة انطلاق نحو تغيير وضعنا نحو الافضل ، اذ يجب ان ننتخب ذوي الكفاءة والنزاهة وعلى جميع المستويات، وحين حقت الحقيقة وهل هلال الانتخابات ، وقعنا بنفس المستنقع الاول ولم ننتخب الا نفس الوجوه التي كانت سبب بلاء العراق بوحل التقوقع على جراحات الوطن .. وماذا كانت النتيجة....؟؟ خراب .. دمار ... سرقة.. تقسيم الوطن... قتل الشعب على الهوية الطائفية... و ... و.... فمن هو السبب برأيكم ومن المسؤول عن كل هذا....؟؟؟
الجواب هو انا.... نعم انا .. والذي هو انت ايضا.. انا وانت  . والكل مشمول بكلمة انا... حين لوثت اصبعي السبابة بحبر الانتخابات البنفسجي ، احس اليوم بعد غلطتي العظيمة باختيار عصابة لحكم الوطن ، احس بانني اغمسها كل يوم بدماء ابناء الوطن الذين يسقطون صرعى دون ذنب ارتكبوه سوى كونهم عراقيون شرفاء كل ساعة بسبب خطأ فادح ارتكبه المواطن باختيار تلك الوجوه المخادعة.. ولست ادري هل تحس انت مثلي بذلك ايضا ام لا...؟؟ .. ولكن احيانا اغالط نفسي واقول . لماذا انا المسؤول عن دمار الشعب والوطن.. اليست تلك جناية على شخصي ، ولكن الجواب هو كلا.. اذ ان المسؤول عن كل هذا هو... انا.... نعم انا .. والذي هو انت ايضا .. انا وانت . والكل مشمول بكلمة انا... والدليل على كلامي اعلاه هو..
1-   كل السادة المسؤولين الذين انتخبناهم تنصلوا عن مسؤولية دمار الوطن والصقوها بالشعب واعتبروه هو المسؤول (أي الشعب ) عن كل الصراعات الطائفية والمذهبية التي تكتنف اكثر محافظات ومدن الوطن
2-   كل السادة المسؤولين الذين انتخبناهم واوصلناهم الى سدة الحكم ، تنصلوا عن مسؤولية الفساد العقيم المستشري في جميع مفاصل الدولة دون استثناء ،وعلقوا حبل مسؤولية ذلك برقبة المواطن واعتبروه مسؤولا عن ذلك
3-   كل السادة المسؤولين الذين انتخبناهم واعتلوا كراسي النفع الخاص حملوا المواطن خلو خزينة الدولة وافلاسها المالي ، حملوها على رقبة المواطن واعتبروه مسؤولا عن ذلك، ولم يحسبوا حسابا لسرقاتهم التي قدرت بمئات المليارات من الدولارات مهربة الى البنوك الدولية بهيئة استثمارات وعقارات وذهب وغيرها ..
4-   والاهم من هذا كله هو الانهيار الامني والذي تنصل منه الجميع والصقوه برقبة المواطن المسكين .. فسقوط الموصل والرمادي .. من يقف ورائه.. ؟ صحيح اعلنت بعضا الاسماء .. صحيح اعلنت بعض الاسماء ممن اعتبروا سببا مباشرا لسقوط الموصل.. ولكن هل هناك حساب وعقاب للمسبب الرئيسي بتلك الكارثة......
وفوق كل هذا وذاك ، فان السادة المسؤولين يعتبرونني انا.. .... نعم انا .. والذي هو انت ايضا.. انا وانت  . والكل مشمول بكلمة انا...مسؤول عن دمار العراق وسرقة امواله وابادة شعبه .. اما هم . فانهم ملائكة من ذوات القلوب البيضاء كقلوب الباذنجان الاسود .. نزيهين الى ابعد الحدود كنزاهة علي بابا وحراميه الاربعين.. رحماء الى حد اللامعقول كرحمة هولاكو وتيمرلنك . كرماء الى ابعد الحدود ككرم لصوص المقابر .شرفاء بحكم المهنة كشرف بائعات الهوى الليلي ..
فهل تيقنتم الان باني انا المسؤول عن كل ذلك ... نعم انا .. والذي هو انت ايضا .. انا وانت . والكل مشمول بكلمة انا...
تحياتي

4
بمناسبة الذكرى الاولى لريحلنا عنها ...
رسالة حب الى الام الحبيبة .. تللسقف ..
شعر / عصام شابا فلفل
..............................

الى متى يا نسيم الليل
الى متى العودة الى الديار
والى متى نبقى نسأل ونكثر التطبيل
ومتى ستعود الى اعشاشها الاطيار
اهكذا تجازينا يا زمن بالويل
وهكذا ترمينا بين يدي الاقدار
السنا نحن من تحمل القال والقيل
والسنا من بنى الاوطان ودشن الاعمار
فهل صرنا غرباء في الوطن العليل
وقد حَسَبَنا الأشقاء في خانة الاشرار..؟
بالامس مدحونا واكثروا لنا التبجيل
واليوم ينظرون لنا بسخرية وابشع احتقار
...............................
الى متى ايتها الارض ترفضين النبيل
والى متى تذلين صاحب الهيبة والوقار
لا زلنا من زمن ننتظر من ترابك التحليل
ولا زلنا نناشد رياح الشمال لتصحيح المسار
اما زلت غضبى على شعبك الجليل
واما زلت تذلين ابناءك بيد الغريب والجار
الم تكوني لنا اما قبل الدهور والزمن الطويل
والم نرضع حليب ثديك صرفا قنطارا وقنطار
ما الذي جرى يا تراب تللسقف النبيل
وما الذي فعله بشرفك هؤلاء الاشرار
لا تظنى باننا حمقى كي نكثر التدليل
بل نحن من سيأخذ بثأرك فنحن احرار
فمتى تريدين ان نعود الى ثراك الجميل
ونشم عبق شفاهك يا ذهبية الزنار
كفانا ظلما وكفانا هجرا وتذليل
ولنعد بين احضانك يا كبيرة الكبار
فنحن لسنا بدونك الا عراة السبيل
وانت ام وتبقين اما لشعب جبار......



5
من تراث تللسقف الاصيل
حكاية الاميرة والثيران السبعة

اعداد / عصام شابا فلفل
هذه الحكاية كانت منتشرة  بين ابناء تللسقف ايام زمان ..تقول الحكاية :
يحكى انه كان في قديم من الزمان وفي احدى الممالك الصغيرة فتاة جميلة جدا تعيش مع اخوتها السبعة في دار صغير يعيشسون بما تنتجه لهم ارضهم ، وذات مرة مرت  ساحرة شريرة من هناك فانبهرت من جمال الفتاة وحقدت عليها جدا لأنها كانت تعتقد بانها اجمل امراة في الكون ، لذا قررت الانتقام منها ومن جمالها الاخاذ، لذا فقد اتخذت شكل امراة عجوز فقيرة الحال تتسول الطعام والشراب من المحسنين، وهنا فقد رق قلب الفتاة عليها وادخلتها الى منزلها لتطعمها ، وحالما حضر الاخوة السبعة ، قامت الساحرة باخراج سبع عباءات من خرج كانت تضعه على كتفها وقالت : لأنكم اكرمتموني لذا فانا ساهب كل منكم عباءة ارجو ان تعجبكم .. لذا فانا اطلب منكم ان ترتدونها ... وما ان ارتدى الفتيان السبعة لتلك العباءات الا وكان الذهول يسيطر على الفتاة اذ تحول الجميع الى ثيران بين استهزاء الساحرة وهي خارجة منتصرة من بيت الفتاة  .فما كان من الفتاة الا تمتنع عن الزواج كي تتفرغ لتربية هذه الثيران ... وذات مرة كان امير المملكة في رحلة صيد مع وزيره ومجموعة من حاشيته ، فمر بقرية صغيرة واذا به تصادفه فتاة في غاية الجمال ، فاضطرب قلبه لهذا الجمال الرائع فقرر القيام بخطبتها لتكون له زوجة ثانية ، وبالفعل فقد توجه الى منزل الفتاة ، فلم يجد الا فتاة فقيرة جدا وتربي سبعة من الثيران .. وكان شرط الفتاة للقبول به زوجا ان يعيش الثيران السبعة معها وفي غرف خاصة مفروشة وياكلون الطعام كالانسان ،ولا يحق له ان يسالها عن السبب.. استغرب الامير من هذا الطلب .لكنه وافق على شرطها وتزوجها وبالفعل اخذ الثيران السبعة الى القصر ووضع كل واحد منهم في غرفة مستقلة فيها كل اشكال الراحة من فراش انيق وديكورات جميلة ، كان الغلمان كل يوم يقومون بخدمة الثيران مقدمين لهم جميع انواع الطعام البشري وهم مستغربون لذلك .. لا بل حين كان الغلمان يتكلمون بسوء عنهم ، كانت  الثيران تهج عليهم لأنها كانت تعلم ذلك.. اذ انهم لم يكونوا على علم بكون هذه الثيران هم اشقاء الاميرة الجميلة .. ومرت الايام وحبلت الفتاة وولدت طفلا جميلا.. كبر الطفل وتربى مع الثيران وكان يؤثر اللعب معهم اكثر من لعبه مع اقرانه .... وحين اصبح عمره سبع سنوات مرة الساحرة الشريرة من امام قصرهم ، وحين شاهدت الفتاة وقد اصبحت اميرة ، قررت في هذه الحالة ان تقتلها وان تصبح هي اميرة القصر ... لذا فقد عمدت الى حيلتها القديمة وتقمصت شخصية امرأة كبيرة السن وخادمة في القصر.. وبالفعل نجحت حيلتها واخذت تخدم الاميرة بكل جد واخلاص .. وفي احد الايام نصحت الساحرة اميرتها كي تذهبان معا للأستحمام في النهر القريب من القصر.. وحالما خلعت الاميرة ملابسها كشفت الساحرة عن نفسها وحولت الاميرة الى حمامة بيضاء وربطتها باحد اغصان شجرة الرمان في احدى المزارع .ومن ثم تقمصت شخصية الاميرة وارتدت ملابسها وهي تعتقد بانها قد تخلصت من غريمتها .. كان ابن الاميرة الطفل يراقب الموقف عن كثب ، لذا فقد قبضت عليه الساحرة وهددته بانها سوف تقتله ان افشى سرها لوالده  ... ومرت الايام وقد تغيرت معاملة الاميرة ( الساحرة ) للثيران ، اذ اخذت بضربهم ومنعت عنهم طعام البشر وربطتهم بالزريبة وتعاقبهم بشتى انواع العذاب ، اما الطفل فما كان منه الا ان يذهب يوميا الى ضفة النهر وكلما مر سرب من طيور الحمام يناديه ويقول ( يا طيور ويا حمام ..امي وراكم لو جدام..... تجيبه الطيور قائلة ... لا ورانا ولا جدام . معلوكة بعود الرمان .. تسلم عليك وعلى سبع ثيران) .. فياخذ الطفل بالبكاء الشديد .. اخذت صحة الطفل بالاعتلال ، فاستدعى الامير خيرة اطباء المملكة .. لكن لا فائدة ترجى من ذلك.. فقرر الملك مراقبة الطفل بنفسه دون علم احد.. وفعلا سار خلفه من بعيد وحالما وصل ضفة النهر وجاء سرب من الحمام اطلق الطفل نداءه للطيور قائلا ( يا طيور ويا حمام .. امي وراكم لو جدام ...؟ فجاء صوت الطيور قائلا..... لا ورانا ولا جدام ..معلوكة بعود الرمان.. تسلم عليك وعلى سبع ثيران ) ..انذهل الامير من ذلك وقرر البحث عن ذلك وكيف ان ام الصبي تحولت الى حمامة ، واخذت الوساوس تدور في ذهنه .. اذن من هي المرأة التي في المنزل ...؟؟... عاد الى داره مهموما . ولما سالته الاميرة (الساحرة ) عن السبب لم يقل لها بما راه ، بل قال بان ولده مريض وان الاطباء نصحوه بان يجب ان يذهبوا به الى ساحرة كي تفك عقدته ، وهنا انتفضت الاميرة ( الساحرة) وقالت الحل عندي وهو ذبح الثيران السبعة لان الصبي قد تعقد من وجودهم في البيت ... وهنا استغل الامير الوضع وقال لها.. اذن سنقيم حفلة كبيرة هذا المساء وسنذبح فيه الضحية التي تنقذ ولدي من الموت.. وهنا .. اوصى الامير المنادي لينادي في جميع ارجاء البلدة بان ويقول ( ان الامير قرر استدعاء جميع ابناء القرية الى الاحتفال الكبير الذي سيقيمه حضرته في البيادر الكبيرة ولا يبقى في المنزل شيخ او امراة عجوز او طفل .. الجميع يجب عليه الحضور ليشاهدوا الاحتفال ) .. وفي المساء ارتدت الاميرة حلتها الملكية بجوارهها الثمينة ( حلة وجواهر الاميرة الحقيقية ) وحضرت الى ساحة الاحتفال لتجلس بجانب الامير والطفل بالجانب الاخر من الامير. وهنا امر الامير باحضار الثيران السبعة ، وما كان من الاميرة المزيفة الا البهجة والسرور لكونها سوف تتخلص من اخر الذكريات لتلك الاميرة المفقودة، وما ان تم احضار الثيران حتى نهض الامير من مكانه وذهب الى حيث الثيران مناديا الاميرة المزيفة ( تعالي يا زوجتي الحبيبة ها ان الثيران تحت امرك..) وما ان تقدمت الاميرة المزيفة نحو الثيران حتى هجم عليها الحراس واقتادوها الى مكان تحضير وتهيئة الذبيحة.. وهنا نادى عليها الاميرة قائلا ( ايتها الخائنة.... سنقطع راسك ان لم تعيدي الينا الاميرة الحقيقية ) فاضظرت الى فك عقدة السحر التي ربطت بها الاميرة فشوهدت بعد قليل حمامة جميلة تاتي وتسقط في حضن الامير وتتحول الى فتاة عارية ، فاخذها الامير بحضنه وسترها بعاءته . ومن ثم هم بقتل الساحرة لكن الاميرة رجته قائلة بان الثيران السبعة هم اشقاؤها السبعة حولتهم هذه الساحرة الى ثيران .. فامر الملك  الاميرة الساحرة الى فك عقتدهم وفعلا تم تحريرهم من سحرها اللعين وعادوا شبانا كما كانوا بارعي الجمال والقوة ، بعد ذلك امر الامير بقطع راس الساحرة ، وحرم من يومها العمل في السحر في كل مملكته واصدر مرسوما اميريا بقتل كل ساحر ومشعوذ يثير البغض والكراهية والاعمال الشنيعة في البلاد....

6
وهكذا يتم خداع المواطنين النازحين علنا......

بقلم / عصام شابا فلفل


ها قد مر عام كامل على سقوط ثاني اكبر مدينة في العراق ( الموصل ) ومحافظة نينوى باكملها  بيد تنظيم داعش دون اسباب عقلانية ، وها نحن على اعتاب ابواب دخول سقوط المحافظة العام الثاني.. وطبعا لا زالت التحقيقات بشأن سقوط المحافطة مستمرة الى ساعة كتابة هذا المقال ، ونتيجة التحقيق لا زالت لحد الان ايضا .... طي الكتمان .... او قل .. في ميزان الحسابات الخاطئة .. او حسابات المراوغة الفارغة .. او لا زالت هناك جيوب بعض من السادة المتنفذين وتوابعهم  لم تملأ لحد اليوم من خيرات الوطن ... !! وهنا لا بد من التذكير بانه قد كثر الحديث منذ سقوط الموصل عن قرب تحريرها وانطلاق ساعة الصفر ، ولكن في الاونة الاخيرة ازدادت هذه الاقاويل بشكل ملفت للنظر،  وكل ذلك ينطلق بافواه اكثر السادة المتنفذين وكل يدلي بدلوه وحسب ما يراه هو وجماعته مناسبا لقوله. فالذي يقول ان ساعة الحسم غدت على الابواب ،والذي يقول بانها قد انطلقت فعلا ، وثالث يقول بانها أي ساعة الصفر لا زالت طي الكتمان ، ورابع يقول بانها لا زالت بعيدة ولن تنطلق الا بعد اشهر و.. و.. و.. الخ من الوعود الحكومية ، والنتيجة .. لا زالت صفرا من المئة ، وكما تعلمون ان حكومتنا ما شاء الله عليها معروفة جدا بايفائها بوعودها القيمة وخاصة تجاه المهجرين والنازحين ، وكل يوم يوعدون بشيء والمهجر يستلم من تلك الوعود كميات هائلة من الهواء النقي .., نعم الهواء النقي لأنه يعيش بعيدا عن ضوضاء المدينة ، حيث لا مولدات للكهرباء تعمل لتلوث الجو بدخانها المزعج ولا سيارات تسير بسرعة البرق لعدم وجود الشوارع المبلطة في مخيماتهم ، اما وسخ الدنيا فيضعه السادة الكبار في جيوبهم كي لا يوسخوا ارضية المجمع ولكي يحافظوا على نظافة البيئة من تلك الاوراق القذرة .. هل عرفتم الان ما هو وسخ الدنيا...؟؟ ،اضافة الى الوعود الاستثنائية من قبل السادة المتنفذين في الحكومة الموقرة بتوفير كافة وسائل الراحة للمهجرين , والدليل على ذلك نجد بان السادة المسؤولين وعلى كافة المستويات وابتداءا من اعضاء مجلس المحافظة الى الوزراء واعضاء البرلمان وحتى .. يقومون يوميا بزيارة تلك المجمعات دون كلل ويقدمون كل شيء للمواطن النازح على ورق .. نعم  على ورق ( لا يأخذكم التفكير بعيدا .. الورق الذي اقصده هنا ليس الورق  الاخضر بل الورق الابيض ).. لذلك فالمواطن لا يحتاج شيئا ابدا من متطلبات الحياة في المخيم الذي يلبد فيه الا الورق ،وهذا الورق ربما يكون الاخضر او الاحمر او الاصفر .. لايهم.. المهم هو ورقة.. ورقة ، .. اكيد لا يعوز المواطن النازح  شيئا ابدا وذلك بجهود هؤلاء السادة الكبار اسما وجسما ومقدمة وخلفية ... فالمياه  في المجمعات ما شاء الله... في كل خيمة توجد ثلاجة وبراد ماء وقد وهبت الدولة وبشكل يومي  لكل خيمة عدة قناني ذات الحجم الكبير من الماء المقطر للشرب والطبخ اضافة الى خزان كبير من مياه الاسالة لغرض الغسيل والاستحمام ... والفرق الصحية وبشهادة السادة الكبار ومحطات التلفزة الفضائية تتجول يوميا في تلك المجمعات ، وقد قضت على جميع الامراض المنتشرة في المخيمات تقريبا وخاصة مرضي الجرب والجدري المائي المسمى محليا ( ابو خريون ) اللذين ليس لهما أي وجود في مخيمات النازحين ولم يصيبا من هؤلاء الا بضعة الالاف فقط...!!.. اما البطاقة الذكية فحدث ولا حرج... فالحكومة قد ابتكرت طريقة سليمة لإصدارها حيث لا تستطيع حتى اليابان التي تصدر جواز سفر لمواطنيها بثلاث دقائق أن تبتكر مثل طريقة حكومتنا لإصدار البطاقة الذكية ، اذ ليس عليك اخي المهجر الا ان تجلس في خيمتك تحت التبريد المركزي الالهي وياتي موظف البطاقة الى خيمتك ليستمتع معك بذلك الهواء المنعش ويصدر لك بطاقتك دون جهود .. فلماذا تذهب اليه في المكتب وتزاحم الالاف على باب المكتب  وتطعي من ميزانيتك المادية (100000) مئة الف دينار لإصدارها خفية او عن طريق وسيط...؟ .. ان الحكومة الموقرة قد منعت ذلك.. فان كان الدفع اكثر ربما يسمح لك بذلك ولكن اقل .. لا يجوز مطلقا لأن ذلك مخالف للتعليمات... اما موضوع المليون .. فيا الله ، اذ لم يتبقى احد من المهجرين لم يستلم تلك المنحة ، الا بضع من عشرات الالاف فقط .. وكما يقول بعض الاصدقاء فالعدد لم يتجاوز حدود الـ ( 30000  ) الثلاثون الف عائلة فقط .. يقولون ثلاثون الف عائلة فقط او اكثر قليلا لم تستلم المليون دينار .. وهذا عدد قليل جدا ، لذا ستقوم وزارة المهجرين بتوزيعه ان شاء الله في القريب العاجل بعد ان يتم تهجير عدد من مواطني بعد المحافظات الاخرى ....!!!!عجيب امور غريب قضية... وما يثير الضحك شر البلية ... وبعد كل هذا وذاك. ينتظر السادة انتخابهم مرة اخرى في الدورة القادمة ان شاء الله ..  اقول ان شاء الله .. هذا ان بقى العراق واحدا موحدا  غير مقسما .. نعم سننتخبكم مرة اخرى دون جدال ،ولكن بصورة عكسية .. اجل سينتخبكم المواطن الى ...... لا ادري الى اين ..اتعلمون لماذا... لقد فقد المواطن ثقته بكم يا ايها السادة . ماذا ستقولون له في الدورة القادمة وبماذا ستبررون فشلكم السياسي وسرقتكم للمال العام واهانة كرامة المواطن الذي اوصلكم الى كراسيكم التي لا تستحقونها ابدا...؟ ماذا سيكون تبريركم وماذا ستقدمون له من حجج على تلك الاباطيل...؟؟ وبأي وجه ستقابلون هذا المواطن ، وماذا ستمنحون  له من الهدايا والمغريات العينية والمادية..؟ هل ستمنحون له ( 100) مئة دولار مثلا او ساعة جدارية ام قلم جاف ام بطانية..ام .. ام ... لا والف لا.. نقولها لكم ملء اشداقنا لن ينتخبكم احد بعد اليوم . لان كل خدعكم قد اصبحت جلية امام الجميع ولن تنفعكم بعد الان، ولأن المواطن قد مل كذبكم ونفاقكم.. فالافضل لكم ان تنزووا في اقبيتكم بعيدا عن اعين المواطن لأنه سيلفظكم كما تلفظ اية اطعمة فاسدة .. نصيحة مجانية اقدمها لكم يا من تسببتم بكارثة للعراق.. اخرجوا من ارض الوطن بما حملتموه من اموال الشعب واتركوا المواطن الكريم يعالج جراحه بعيدا عنكم لأنكم انتم من يلوث جراح المواطن والوطن .. اتركوه قبل ان تنقلب الكارثة عليكم وتكون نهايتكم في مزبلة التاريخ ...

                                    تحياتي

7
الفرشاة .. وباللهجة العراقية نسميها( الفرجة )

               بقلم / عصام شابا فلفل

   الفرشاة او (الفرجة) ، اداة يعرفها الجميع من كبيرنا الى صغيرنا ،والكل يستعملها في شتى المجالات ، سواء كانت المنزلية اوالمهنية وحتى الشخصية منها.. فلا تخلو منها دار او دائرة حكومية او شركة اوجامع او كنيسة .. الخ ، وحتى التي نستعملها للامور الشخصية .. فكيف اذن لا نكتب عن هذه الاداة السحرية التي يستعملها كل انسان على سطح المعمورة.. ؟ اعتقد بان سؤالنا هذا ابيض ووجيه جدا كبياض وجوه بعض الاشخاص ممن يسمون انفسهم وجهاء للبلدة الفلانية او القرية العلانية وهم لا يفقهون من قيمة الوجاهة الا اللبس الانيق وحضور الولائم الدسمة والعزائم الضخمة ولا يحملون في ادمغتهم الا المديح والثناء لفلان وعلان.. المهم بالموضوع هو انواع الفرش ( جمع فرشاة) وكيفية استعمالها والهدف من ذلك .. فلو نظرت الى منزلك مثلا سترى بان هناك فرشاة خاصة لتنظيف المنزل والتي تستعملها نساؤنا رعاهن الله ... وبعض من رجالنا الاجلاء من العاملين كمنظفين في دائرة البلدية كي ينظفوا قذارتنا ووساختنا اليومية والتي نلقيها في الازقة والشوارع علنا دون وازع من ضمير ، فهم بهذا يكونون ارقى منا مهما بلغت درجة مناصبنا وثقافتنا،  لأننا نرمي القاذورات في الشوارع والاماكن العامة وهم ينظفون ويرفعون تلك القمامة بايدهم ونفوسهم النظيفة ليجعلوا من مناطقنا وشوارعنا انيقة باناقة ملابسنا وسياراتنا الجميلة ، فالف تحية لهؤلاء الرجال .. يا لغرابة الموقف ... فالناس تراهم يهتمون بالفرشاة  لتظيف ارضية المنزل بما لا يقل عن ثلاث او اربع مرات يوميا.. وفي نفس المنزل ستشاهد وترى العديد من الفرش الاخرى التي تستعملها بخصوصية تامة وهي فرش الاسنان ، اذ لا يجوز ان يستعمل الانسان فرشة اسنان انسان اخر حتى لو كان والده او امه او .او.. بينما يستطيع نفس الانسان ان يستعمل فرشاة التنظيف الخاصة ببيت معين ليستعملها في بيته وتنظيف منزله .. فاية ازدواجية هذه ..؟...يعني يجوز ان ننظف منازلنا بفرشاة الاخرين .. موقف ظريف ..وهناك انواع اخرى كثيرة مثل فرش التلميع بانواعها ، كفرشاة تلميع الاحذية وتلميع الوجه .. عذرا اقصد ، فرشاة المكياج اضافة الى فرشاة مهمة جدا في حياتنا وهي فرش ازالة الصدأ من الحديد والمواد المعدنية الاخرى( فرشاة صقل المعادن ) ، فهل يا ترى أي نوع من الفرشاة نستعمله لإزالة الزنجار والصدأ الذي يملأ قلوب الكثيرين من المتنفذين الذين باعوا ضمائرهم بارخص من التراب وجعلوا شعبهم ينوء تحت حمل من عنفوان العبودية والظلم والقهر والتهجير القسري وهم قابعون في اقبيتهم صم بكم كالحجارة ولا يهمهم الا زيادة ارصدتهم المادية على حساب الفقراء والجياع والمهجرين  ،فكيف يزال الصدأ عن قلوبهم وضمائرهم ، وما الفرشاة التي يجب ان نستعملها لإزالة الغشاوة عن عيونهم كي يبصروا جيدا ويعبِّدوا على الاقل قسما من طريقهم المليئ بمطبات اصطناعية كالتي تستعملها دائرة المرور في الشوارع العامة لتقييد حركة مرور السيارات السريعة والمتهورة . ولا بد لنا الان ان نعرج الى نوع اخر من الفرش وهي فرشاة الرسم التي يستعملها الفنانون دائما سواء كان منها المائية او الزيتية او فرش صبغ الدور والمحلات بابهى الالوان كالوان كراسي السادة المسؤولين لتبدوا ذات هيبة ووقار ..  ولكن سؤالي الاخر والذي اعتقد بان الكثيرين منا لا يعرفون له جواب وهو.. هل هناك انواع اخرى من الفرشاة لا تستعمل للتنظيف او صقل المعادن ، بل يتم استعمالها لصقل افعال الاخرين...؟ .. الجواب نعم .. هناك فرشاة لا ترى بالعين المجردة ، لأنها اصلا ليست مصنوعة من خوص النخيل او القش او اللدائن او الحديد او من اية مادة اخرى ، بل هي فرشاة لفظية كلامية ، لا يتقن استعمالها الا البعض من اصدقائنا الاجلاء .. فهل عرفتم ما هي تلك الفرشاة... انها فرشاة الكلام المنمق التي يستعملها بعض من الوصوليين الذين يراود بعضهم حلم ارتقاء السلالم على اكتاف الاخرين ، هؤلاء الذين نسميهم ( عدد فرشاة او عدد فرجة ) .. فهم يمدحون الشخص الفلاني صاحب المنصب العلاني ويصقلون افعاله الدنيئة ويجملون تاريخه المظلم المليء بالقاذورات ويجعلون منه الها حين يكون موجودا ويكثرون من مدحه واثرائه بالكلام المنمق ، كل ذلك كي يكسبوا رضاه او ان ينعم عليهم بقليل من الاوراق الخضراء.. انتبهوا جيدا ، انا لم اقل اوراق الاشجار الخضراء ولم اقل ورقة المئة دولار..انتبهوا رجاء.. لا تخلطوا علي الامور...  الاوراق الخضراء التي اقصدها هي ابو العشرة العراقي.. عملة العشرة الاف دينار الخضراء  ... نعم ابو العشرة العراقي فهو عملة عراقية اصيلة ،وهؤلاء هم عراقيون اصلاء وطنيون للركبة فلا يتعاملون الا بالورق العراقي. اقصد بالعملة العراقية .. اما العملة الامريكية فلا يعترفون بها ولا يتعاملون بها , بل يخزنونها في اقفاص خاصة ربما كي يتصدقون بها او للقيام بالاعمال الخيرية في المستقبل كبناء السجون او المعتقلات او ربما .... اذ انهم لا يستعملون الدولار الا في حالات خاصة وبسيطة ، كشراء سيارة مونيكا او لكزز او شراء عمار او فندق ، فهذه الامور بسيطة جدا ولا تستحق ان يتعامل معها بالدينار العراقي ...!!!! وهنا لا بد ان نسال انفسنا اولا قبل غيرنا.. ترى لماذا يسمى المنافقون دائما ( ابو الفرجة) .. اليست تلك جناية على هذه الاداة المهمة في حياة الانسان...؟؟؟ تحياتي   

8
ابناء شعبنا بين مطرقة االبقاء في الوطن وسندان الهجرة
                              بقلم / عصام شابا فلفل

  قد لا نكون منصفين اذا جزمنا وقلنا بان ابناء شعبنا يفضلون الهجرة الى المجهول ،ولا يميلون للبقاء في ارض الاباء والاجداد ، وفي المقابل قد نجني على الاغلبية الغالبة من ابناء جلدتنا اذا اخذنا بانتقادهم دوما وتحميلهم مسؤولية ترك بلادهم دون سبب يسوغ لهم ذلك.. فهل نحن منصفين حقا ، وهل يحق لنا ان نعاتبهم في كل مناسبة ونجعلهم دائما في فوهة مدفع نقدنا اللاذع دون الرجوع الى الاسباب الحقيقية والظروف التي جعلتهم يفارقون بلد التاريخ والحضارة ، تلك الارض التي ارتوي ترابها بدماء ابناء هذا الشعب منذ اقدم العصور ،...؟
   لقد كنت ولا زلت من اشد المعارضين لترك البلاد من قبل ابناء شعبنا ، ولكن هناك مسببات للهجرة قد تكون ذات اهمية قصوى تجعلنا نحن في المقدمة  نميل الى المغادرة قبل الاخرين، فالذي حصل قبل 7/8/2014 وما حصل بعد ذلك من تهجير قسري واحتلال بلداتنا التاريخية من قبل عصابات داعش التخلف والتدمير وبمساعدة ومساندة وتأييد بعض الاشقاء من القرى المجاورة لبلداتنا ممن كنا نعتقدهم اصدقاؤنا ،والذين كانوا كل يوم بيننا يتبضعون ويتعالجون ، ، خلق ذلك الفعل الغادر ردة فعل عنيفة لدى ابناء شعبنا ، اذ فقدنا الثقة نهائيا بكل هؤلاء ، وكان لفقدان الثقة بابناء تلك القرى تأثير سلبي جدا على بقائنا ، وربما التحفظ الكبير على امكانية عودتنا الى بلداتنا ، اذ اخذنا بذلك نفكر الف مرة ومرة ونحسب لذلك الف حساب وحساب ، فكيف ستكون ردة فعلنا ان دخل هؤلاء الخونة مرة اخرى الى قرانا واخذوا بالتبضع والمعالجة ، وكيف سينظرون الى وجوهنا  ، وكيف سيكون استقبالنا لهم .. فهل سننسى كل شيء في لحظة معينة ام هناك امور اخرى قد تستجد بعد ذلك؟؟؟، ذلك التفكير وتلك التحسبات خلقت واعطت لأبناء شعبنا العديد من المسوغات والاسباب الموجبة لفعل الهجرة والتي بسببها قد يفرغ العراق من اقدم قوم اصيل عاش على هذه الارض ، فاحتلال بلداتنا وتدمير منازلنا وتشريدنا في كل بقعة من ارض العراق وخاصة في مدن وقصبات كوردستان والدول المجاورة الاخرى ، جعلنا نفكر الف مرة ومرة في كيفية ارسال احبتنا ( اولادنا ) الى دول مجاورة كي يبعدوا عن شبح تلك المأساة المفزعة التي المت بنا دون سبب ،وكنا نحن حطب لحرب ونزاع لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، ولست هنا بناقد لأحد او توجيه لوم لشخص او منظمة ما بعينها ، ولكن من حق ابناء هذا الشعب ان يعرفوا حقيقة الذي جرى وليكونوا على بينة من كل صغيرة وكبيرة للذي حصل في هذا التاريخ بالذات...
اما العتب الاكبر هنا فنوجهه الى جميع التنظيمات السياسية التي لم تستطع ان تحرك ساكنا قبل هذا التاريخ باتجاه انشاء او تأسيس قوة خاصة من ابناء المنطقة تتولى حمايتها والدفاع عنها في حالة تعرضها لأي مكروه.... ولكن للأسف الشديد هذا لم يحصل الا بعد اوان التفكير بذلك ،وكانت الكارثة العظمى بتهجير اكثر من ( ثلاثمئة الف ) من ابناء شعبنا اضافة الى مئات الالاف من اشقائنا الايزيديين واشقائنا الشبك واحبتنا الكورد من مناطق سهل نينوى وسنجار وزمار وغيرها ، وذهب ضحية الاحتلال الالاف من النساء والاطفال والشيوخ  وسبي واغتصاب  الالاف من النساء ،لا بل وقد وصل الامر بتلك  العصابات الاجرامية الى اعادة سوق النخاسة لبيع المئات من ابناء وبنات اشقائنا الايزيديين دون وزاع من ضمير ودون ن يحرك ذلك انسانية المدعين بحقوق الانسان الا  بعد ان وقعت الواقعة وانتهى كل شيء... فهل يا ترى لماذ حصل كل هذا وفي هذه الفترة القياسية والتي تعتبر اقصر فترة تم فيها احتلال مناطق شاسعة من قبل تنظيم ارهابي على مدى التاريخ...؟؟؟.. وهل يا ترى كيف ستكون حياة ابناء شعبنا بعد تحرير مناطقهم وكيف سيكون تعاملهم مع من قدم خدماته طوعا ومجانا لعصابات داعش ..؟ ومن ثم فهل ستتوفر مستلزمات الحياة الكريمة  ليستطيع ابناء شعبنا من خلالها العودة الى مناطقهم وغلق باب الهجرة نهائيا ، ام ستؤول الامور الى نتائج غير متوقعة ابدا بحيث تجعل ابواب الهجرة في كامل اتساعها لتستوعب جميع ابناء شعبنا وربما قد يكون هناك من يكتوي بتلك النار الغير اخلاقية التي ندفع ثمنها من دون ان يكون لنا فيها سبب مقتع ..
ان المتتبع للاحداث سيكون على دراية تامة بكل تفاصيل المسرحية التي اخذت تعرض فصولها الاخيرة هذه الايام، فبعد المشهد الدامي والذروة التي وصلت اليها العروض المتضمنة سقوط  ثاني اكبر مدينة في العراق وربما تكون من كبريات مدن الشرق الاوسط ايضا ، الا وهي مدينة الموصل بيد داعش ، وانسحاب او بالاحرى هروب فرقتين عسكريتين كاملتين وترك كامل تجهيزاتها من اسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة ،  وانسحاب كل افراد الفرقتين اضافة الى افراد الشرطة المحلية ، ليعطينا دليل قاطع نعتقد من خلاله بوجود نوع من التوافقات والاتفاقات تحصل خلف كواليس اللعبة ، اما العرض فكان احتلال الموصل وسهل نينوى ومجزرة سنجار وزمار وتلعفر ،ومن ثم تهاوي العديد من المدن كتكريت وسامراء  وبيجي والقيارة وعدد من الاقضية والنواحي في كل من كركوك وديالى وحتى وصل التهديد لمدينة بغداد..ومن ثم بدأ الفصل الثاني من تلك المسرحية بدخول طائرات التحالف على الخط وانسحاب داعش من العديد من المناطق تحت وطأة الضربات العنيفة لطائرات التحالف مصاحبة بتقدم قوات البيشمركة  في القواطع الشمالية والشمالية الغربية والشمالية الشرقية وابتداء من الحدود العراقية السورية في الغرب الى الحدود العراقية الايرانية  في الشرق وبمسافة تقدر باكثر من الف ومئتي كليومتر..وكذلك تقدم قوالت الحكومة الاتحادية من القواطع الجنوبية  مع قوات الحشد الشعبي ، ادى ذلك الى تحرير العديد من المدن ومنها عدة مناطق لابناء شعبنا ،وهنا ياتي السؤال الوجيه.. هل نستطيع السكن بعد الان في مناطقنا بعد تعرضها للتخريب والدمار والنهب والسلب .. ؟
ولغرض الاجاية على سؤالنا اعلاه ، يجب علينا ان ننظر الى الحالة الاقتصادية التي انهارت كليا لجميع ابناء المنطقة دون استثناء ، فالزراعة اصبحت في خبر كان ، والكهرباء انقطعت ، لا بل قطعت عن كل تلك المناطق من قبل عصابات داعش نهائيا ، وكذلك تم قطع المياه عن جميع المدن والقرى ، اضافة الى ان كل الدور والمساكن والمحلات التجارية ودوائر الدولة ، قد تم نهب محتوياتها واثاثها من قبل تلك العصابات الداعشية ، لا بل قد وصل الامر بهم الى مصادرة حتى المنازل  العائدة للمسيحيين والشبك والايزيديين والاكراد في مدينة الموصل وبعض الاقضية والنواحي التي لا زالت تحت عبء تلك العصابات... فان تم تحرير تلك المناطق ،وهذا قريب جدا بعون الله وهمة الغيارى من ابطال البيشمركة وقوات الجيش والحشد الشعبي وابناء العشائر . ترى كم نحتاج من وقت لتعمير البنى التحتية المنهارة وكذلك البنى الاقتصادية التي ستسير امور الحياة في تلك المناطق ..؟ سيكون الجواب حتما نحتاج الى الكثير من الوقت والمال في زمن تعاني منه خزينة الدولة من الافلاس المخجل بسبب السياسة الاقتصادية الخاطئة التي امتازت بها دولتنا المباركة.. فهل يا ترى سنبقى هكذا نعيش على امل فارغ ونخدع انفسنا باننا سوف نضمن مستقلا زاهرا لاولادنا واجيالنا القادمة. الجواب اعتقده بالنفي تماما ، اذ لا يمكننا التنبؤ بما ستؤول اليه الامور مستقبلا ابدا ما دام هناك تيارات سياسية ودينية وعشائرية تتحكم بمصير البلد .. ومن هذا المنطلق  يقع الانسان بين نارين احلاهما سم نقيع ، فإما البقاء في االوطن وتحمل وزر ونار وظلم الاخرين ،او ترك كل شيء خلف ظهرانينا والاتجاه نحو الغرب لنبدأ حياتنا في غربة قاتلة لتبقى لدينا ذكريات مريرة لوطن كنا نحلم يوما بانه سيكون اسعد البلدان .. هكذا هي حياتنا الان ، فما هو الحل الذي ننشده في هذه المرحلة المعقدة .. الجواب متروك للمواطن ليختار هو بنفسه الطريق المستقبلي له ولأولاده ,, فاما تحمل ضربات مطرقة البقاء في الوطن او الصمود تحت حمل وقسوة سندان الهجرة . وفي الحالتين فنحن الان يقينا نحترق بين نارين ونعيش شيزوفرينيا فريدة من نوعها... وهنا لا ينطبق علينا الا المثل العربي القائل ( تريد ارنب اخذ ارنب .. تريد غزال اخذ ارنب ) ، فانت في الحالتين خسرت كل شيء سواء كنت في ارض الوطن ام هاجرته الى بلاد الغربة .... تحياتي

9
الهجرة هي السبيل الامثل....!!!!
                  
بقلم / عصام شابا فلفل

   اود قبل كل شيء ان اقدم اعتذاري لكل القراء  الاحبة  وخاصة الذين يتابعون كتاباتي ، لسبب انه قد يجدون تناقضا كبيرا بين ما كنت اكتبه سابقا وبين ما ساكتبه من الان فصاعدا. اذ ان الموضوع وبكل بساطة لا يتعدى تبديل او تغيير او استبدال وجهة نظر لا اكثر..
  ان الذي شهدته منطقتنا ( منطقة سهل نينوى ) جعلنا نفكر الف مرة ومرة في مصير ابنائنا واجيالنا القادمة بعيدا عن نظرة التعصب للتاريخ او الانغماس في بحر الحنين لأمة كانت قائمة قبل الاف السنين ، فالنظرة الى الخلف اخذت تتعبنا حقا ولم نحصل من تلك النظرة الا الاضطهاد والاذلال والعبودية من اقوام وشعوب متنفذة اخذت بابادتنا منذ ازمنة بعيدة دون ان نحرك ساكنا ،ودون ان ينظر الينا احد ممن يدعون حقوق الانسان والدفاع عن المظلومين ، فمنذ عشرات السنين ونحن نتعرض كل يوم الى قهر وعبدوية مبرمجة ، اذ اخذت وتيرتها في السنوات العشرة الاخيرة بالتصاعد واتخذت خلالها اشكالا وانماطا جديدة غير التي كانت تتبع في العهود الغابرة ، وبهذا يكون عددنا قد اخذ بالتناقص والتضاؤل ، فقوم وعرق كان يعد قبل سنوات بالملايين ، اصبح لا يعد الان الا ببضع مئات من البشر ، ترى اين اختفى كل هذا العدد من الناس  ...؟؟  لقد خذلنا الجميع ،وكل نأى بنفسه خارج اللعبة ، وكأن الامور لا تعنيه .. حتى بعض الساسة المتنفذين في الدولة ممن كان الاعتماد عليهم وممن كنا نعتبرهم اصدقاؤنا والذين تكفلوا بحمايتنا كما كنا نعتقد ، اخذوا بالانزواء في زوايا مظلمة لا يرون من خلالها الا مصالحهم الشخصية.. اصبحنا الان نعيش في وضع يصعب وصفه وتحمله، فكل الذي نملكه ضاع في رمشة عين ، وكل الامال التي بنتها مخيلتنا اصبحت احلاما بعيدة المنال .. فهل نبقى هكذا مكتوفي الايدي مكبلين بسلاسل التاريخ ونظرتنا الى امجاد اسلافنا في العهود الغابرة ، لننتظر الفرج من الباري عزل وجل جلاله..؟ من الذي سيعيد الينا حقوقنا وكيف ومتى..؟؟ لقد مرت على تهجيرنا اكثر من شهرين ولم نرى في الافق ولو نزرا يسير من بصيص  الامل .. انتظرنا الحماية الدولية التي طبل لها البعض وزمر ،والنتيجة كانت على رأي المثل العراقي الشهير ( مركة هوى) مرقة هواء.. وانتظرنا تحرير مدننا وقرانا ولكننا نراها في المشمش .. انتظرنا تشكيل وحدات عسكرية منظمة من ابناء شعبنا ولكننا لاحظنا بان خطى السلحفات اسرع كثيرا من تشكيل تلك الوحدات.. فهل نستعين بمسلة حمورابي ام بثور اشور بانيبال ام بخوذة نرامسين ام بعربة نبوخذنصر كي نستعيد حقوقنا المسلوبة امام اعين الحكومة علنا وهي لا تحرك ساكنا..؟ لا اكذب عليكم حين اقول نحن نود العودة الى مدننا بكل لهف وشوق ، ولكننا نصطدم بامور غريبة عجيبة لا يمكننا ان نغور اسبارها لاسباب قد يعجز الانسان تصورها .. فما الحل اذن ... ؟
لا تلوموني على صراحتي ، فقد اكون المخطيء الكبير في نظرتي تلك امامكم ،  ولكني سأتكلم بكل وضوح حتى وان وجهتم الملامة الى شخصي.. لقد كنت الى يوم 6/8/2014 من اشد المعارضين للهجرة وترك ارض الوطن ، نعم كنت من اشد المعارضين ، لا بل وكنت الوم كل شخص يفكر ولو تفكيرا بسيطا بذلك ،والدليل هو بانني واولادي لم نقم باستخراج جواز سفر الا بعد الاحداث.. ولكنني اليوم اقول واشدد على وجوب الهجرة وترك ارض الوطن ، واقولها وبكل صراحة .. احبتي ان استطعتم هاجروا واترك البلاد لأنها ليست لنا ومستقبلنا ومستقبل اولادنا غامض جدا ،ولا يمكن التكهن بما ستؤول اليه الامور المستقبلية ، اسألوا جميع المسؤولين المتنفذين سواء كانوا من السياسيين ام رجال الدين . اسألوهم ..كم من اهاليهم بقي في العراق...؟؟ سيكون الجواب ان جميع ذويهم الان يعيشون في الدول الغربية واميركا واستراليا .. اذن لماذا نحن نبقى  ونهان ونذل ونستعبد وتسلب حقوقنا في وطننا ، وهم يستمتعون بالامان واحترام حقوق الانسان في تلك الدول .. صدقوني ، لن يفيدنا البقاء بعد اليوم ، لأن الارض التي انجبت هؤلاء القوم الذين يضطهدوننا ، ستنجب غيرهم في المستقبل وباسماء اخرى وهي تسير على نفس السياق وبنفس الاتجاه وهو محاربة كل الافكار التي لا تتفق ومبادئها ... اتركوا البلاد ولا تأبهوا لاقوال اصحاب الكراسي وارباب المنافع الخاصة الذين يتراقصون على جراحكم ويملؤون جيوبهم من مأساتكم ، فهم اولا واخيرا سيتركون البلاد الى غير رجعة لانهم قد امنوا لهم العيش الكريم في بلدان الغرب وامنوا لهم معيشة سخية في بنوك ومصارف تلك الدول .. وانا حين اقول لكم ذلك لم اقله من فراغ بل استنادا الى قول الروح القدس في رؤيا يوحنا اللاهوتي ، ارجوكم اقرؤا الاصحاح الثامن عشر من الرؤيا بجدية ودقة وستعلمون لماذا يجب علينا الهجرة ،وستجدون فيها بان يوحنا قد تنبأ لما يحدث الان في العراق بدقة متناهية .. هاجروا قبل فوات الاوان وساكون انا معكم تاركا هذه الارض لانها كما قلت لكم ليست لنا بعد الان .. وليقل علي اصحاب الكراسي من الساسة ورجال الدين ما يقولون فانني لن استمع لكلامهم بعد الان مطلقا.. تحياتي

10
تللسقف وغدر الجيران وساعات الرحيل
                                                                                                                                                  بقلم / عصام شابا فلفل

   حسرة والم وحزن شديد ، ملأ قلوب ابنائها صغارا وكبارا ، تركها الناس وحيدة تبكي على فراق احبتها الذين لا حول لهم ولا قوة سوى الصلاة من اجل نجاتها.. في اليوم المشؤوم 3/8/2014 ، تراءت لكل عين ومن ابعد المسافات ارتال وقوافل من السيارات تغادرها الى الامل المجهول والبيدر المهجور.. نادت علينا وصرخت ملء اشداقها قائلة ( اذهبوا يا اولادي .. غادروني بسرعة البرق ، لأني احس بان هناك من سيقوم باذيتكم بسببي . اني الان اشم رائحة الخيانة والغدر تفوح من فجوات الصخور العفنة.. اذهبوا واتركوا كل شيء ولا تعودوا الى الوراء الى ان أأذن لكم .. لأني بعون الله سوف اقضي على مغتصبي .. اذهبوا عاجلا يا اولادي..) . تركها الجميع والدموع تتقاطر من مآقيهم الحزينة.. موت ما بعده موت. كآبة ما بعدها كآبة. حزن والم وحسرات وعبرات تقتات من اجساد الاطفال الخائرة والعجائزة المتهالكة.. اين المفر يا ابناء تللسقف الغالية ... تفرق الاحبة والاباء والاولاد كل في جهة.. بعضهم في اربيل والاخرون في السليمانية والبعض الاخر في دهوك.. وهناك من عبر الى تركيا وغيرهم الى لبنان. تبدد كل شيء .. انتهى الامل .. فقد الرجاء. .. تتوالى الاخبار المتضاربة .وليس لك الا الانصات الى اخبار التلفاز.. فهذه قناة الحدث والعربية والشرقية وعشتار والعراقية و.. و..و.. وكلها تنقل اخبار واحداث المنطقة... الكل يقول بان اخباره هي الصادقة. الاخبار تتضارب وكل يناقض الاخر ،ولم تعد تدري من هو الصادق ومن هو المخادع.. الكل يلتقي باشخاص يقولون نحن في موقع الحدث ،ولكن خبرهم يناقض خبر القناة الاخرى التي تدعي هي ايضا بانها في موقع الحدث.. اختلطت الامور. وانقلبت الموازين . خانك اصدقاء الامس من الذين كان ياكلون ويشربون على مائدتك ، جيرانك الذين كنت تعتقدهم اهل للثقة وكل يوم كانوا يتملقون لك . هم نفسهم الذين خانوا العشرة والملح ، وهم من قاموا بنهب وسرقة اموالك انقلب كل شيء راسا على عقب.. ولم نعد نعرف من هو الصديق ومن هو العدو..هذا ديدنهم .. انعدمت الثقة بهم.. فمهما يرتدون من ثياب البراءة ولباس التقوى ويتازرون بقمصان النقاء، لا نرى فيهم الا مخادعون قذرون متخلفون خائنون ، بلداء حقراء سخفاء لقطاء  .. نعم هكذا سنراهم بعد اليوم ، وسوف نعاملهم هكذا بعد اليوم .. ولكن .هل لهم من جرأة كي يواجهونا بعد الان ليقولوا لنا مرة اخرى ( السلام عليكم .. ونحن اهلكم وجيرانكم ..؟) تبا لكم .. تبا لكم وسحقا لكم يا من خنتم الملح والزاد .. لا نرغب سلامكم ولن نسمعه بعد اليوم ابدا.. هل ارعبكم الصليب  الى هذا الحد كي تنزلوه من قبة كنيسة مار كوركيس ..كيف تجراتم على فعلتكم الشنيعة تلك..؟... أذكركم.. ان تللسقف وجميع بلدات شعبنا قد عادت تزهو بنصر عظيم بهمة من سهروا على راحتها وضحوا بانفسهم من اجل تحريرها من ايديكم القذرة... لقد كانت بشرى التحرير يوم الاحد 17/8/2014 اقوى صرخة حق بوجوهكم التي غلفها سواد الغدر والخيانة.. ها هي تللسقف تزهو بشموخ مرفوعة الراس وانتصر صليب كنيسة مار كوركيس واصبح اكثر علوا وشموخا من قبل . ماذا ستقولون لنا حين تواجهوننا مرة اخرى.. وكيف سيكون استقبالنا لكم.. ماذا تتوقعون منا بعد فعلتكم الدنيئة تلك.. هل ستجدون باعتقادكم الاحترام منا بعد هذه الافعال الشائنة..؟ الم تقولوا بانكم ابناء عشائر..؟ هل هذه هي افعال العشائر من الذين يعتمرون العقال على رؤوسهم..؟ لا تضنوا ولا تنتظروا الاحترام منا بعد اليوم.لأننا سنعاملكم كخونة وجواسيس ولصوص .. اقترح عليكم تغيير وجهتكم من بلداتنا الى البلدات التي يسكنها امثالكم والتي اخلاق اهلها تساوي اخلاقكم فهي موئلكم الحقيقي .. ارحلوا الى حيث هؤلاء فالحضارة ليست لامثالكم والقانون والاخلاق والقيم والمثل العليا لم تخلق لامثالكم ، انتم لا تعرفون من المثل والقيم والاخلاق الا النهب والسلب والقتل والفسق والفجور.. ويكفي القول الذي تعتزون به طوال حياتكم والذي تملؤون به عقول ابنائكم واحفادكم وهو ( الما يبوك ما يصير رجال .. أي الذي لا يسرق لا يصبح رجلا..!!!) هذه هي شيمكم الكبرى.. فان كانت السرقة قمة الرجولة لديكم ، فماذا تركتم للرعاع والبائسين وشذاذ الافاق ..؟؟ .. اذهبوا .. فلا احد بعد الان يرغب برؤيتكم ابدا.. لأنكم فاسدون .. وافسدتم حتى الارض التي تسيرون عليها.. .. اذهبوا فنحن غير اسفين لرحيلكم .. اما نحن فنعدكم باننا لن نبقى على ارض يعيش بها امثالكم ، لأننا سوف نغادرها ونتركها لكم ، وسوف نجد لنا ارضا وشعبا متحضرا مثلنا ، ولن نبقى في ارض يعيش عليها اناس ارقى شيمهم هي السرقة واللصوصية .. سنرحل في القريب العاجل غير اسفين عليكم .. ولكنكم ستندمون كثيرا حينها ، لأنكم لن تجدوا من ينقل لكم الحضارة والتقدم والطيبة والاخلاق الحميدة ، بل ستتركون في همجيتكم الى ابد الابدين...

11
مركز تللسقف للثقافة والفنون
يعقد مؤتمره الانتخابي الاول

بحضور عدد من ممثلي الاحزاب القومية والكوردستانية ومنظمات المجتمع المدني ومختاري القرية ، عقد مركز تللسقف للثقافة والفنون ( كلكامش / فرع تللسقف .. سابقا) في بناية المركز مؤتمره الانتخابي الاول لإختيار الهيئة الادارية الجديدة للمركز ، وذلك في تمام الساعة السادسة والنصف مساء يوم الاحد الموافق لـ 20/7/2014 ،
ابتدا المؤتمر بقراءة للتقريرين الاداري والمالي من قبل السيد رئيس الهيئة الادارية التأسيسية المنتهية مهامها، بعدها تم حل الهيئة الادارية السابقة ،ومن ثم فتح السيد رئيس اللجنة الانتخابية الباب امام اعضاء الهيئة العامة الراغبين بالترشيح لعضوية الهيئة الادارية .. وكان عدد المرشحين ( 10) اشخاص ، وبعد اجراء الانتخاب بالاقتراع السري المباشر ، فاز بعضوية الهيئة الادارية كل من :
1-   السيد عصام شابا فلفل       رئيسا للمركز
2-   السيد عادل يوسف باليوس       نائبا لرئيس المركز
3-    السيد وليد شمعون تلكو      عضوا
4-   الانسة ميرنا عبد الله جبرائيل    عضوا
5-   الانسة ميرنا قيس حبيب      عضو
6-   السيد جوليان عزن بحي       عضو
7-    السيد سلوان حازم يوسف      عضو
8-    السيد راني فهمي شابا       احتياط 1
9-    السيد فادي جميل فرنسيس    احتياط 2

علما بان الهيئة الادارية الجديدة قد باشرت اعمالها اعتبارا من يوم الاثنين 21/7/2014 وتستمر في ذلك لمدة سنتين حيث الدورة الانتخابية الثانية ...



12
بلتيقة:
استقطاعات تقاعدية غير منطقية من رواتب الموظفين

            
بقلم / عصام شابا فلفل

   امثال كثيرة نسمعها يوميا على الحالة التي يعيشها العراقيون بمختلف طبقاتهم الاجتماعية التي اخذت بالتذمر من كل شيء في وطننا الغالي ، واصبحت الامثال تطلق بين لحظة ولحظة ، فتارة نقول ( الحرامي يسرق البيت ويكول لصاحب البيت تعال شيلني ).. واخرى نقول (الطيب يكول كل الناس طيبين والفاسد يكول كلهم فاسدين).. وغيرها وغيرها، ولست ادري في أي مقام اضع قرار الحكومة  حفظها الله ورعاها هي وموظفيها الاكفاء النزيهين ..؟ ويا ترى أي مثل سينطبق على القرار الذي اصدرته حكومتنا الرشيدة النزيهة الغير الطائفية بزيادة نسبة الاستقطاعات التقاعدية من رواتب الموظفين وباثر رجعي  ... ؟ فبدلا من ان يصدروا قرارا بالغاء المستحقات التقاعدية للبرلمانيين والوزراء والرئاسات الثلاث والدرجات الوظيفية العليا ، اخذوا ينهشون بلحم الموظف المسكين الذي لا حول  له ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. وحجتهم هنا كانت لتغطية العجز الذي نتج عن زيادة رواتب المتقاعدين .. تأملوا سادتي الافاضل في العبارة جيدا.. طيب انتم قررتم الزيادة على رواتب المتقاعدين ،فهل العجز حصل من جراء ذلك ام من جراء رواتبكم العالية والتي ارهقت ميزانية العراق ودمرت كل مقدرات الشعب العراقي.. لماذا لم تستقطعوا من رواتبكم انتم.. وسؤالي هنا... آوجهه لجميع الاخوة الكرام .. اليس ذلك القرار سرقة علنية بقرار حكومي .. يا ترى لمن ستذهب تلك الاموال الطائلة التي ستقدر بعشرات المليارات من الدنانير شهريا.. ما هذا يا سادتنا الكرام.. ولماذا لم تفصحوا عن قراركم الحكيم هذا والذي كله نزاهة وخدمة للشعب العراقي المظلوم  قبل الانتخابات .. بل تعمدتم اصداره بعد  الانتحابات مباشرة..؟ الجواب هو لأنكم كنتم تعلمون جيدا بان الشعب سيضرب بكم عرض الحائط لو كنتم قد افصحتم عنه قبل اجراء العملية الانتخابية.. فاين هي النقابات المحترمة التي تداقع عن حقوق موظفيها.. اين انتم يا سادتنا في نقابة المعلمين .. لماذا لم ينبس احدكم ببنت شفة على هذا القرار الخطير..؟ هل اعجبكم الحال ام ان هناك امور ومساومات لا نعرفها نحن البسطاء..ومن هنا فانا ادعوا الجميع الى التضامن لكسر هذا القرار لمنعهم من تنفيذه لا بل والغائه لأنه قرار ظالم بحق المواطن ، فبدلا من ان يصدروا قرارا بزيادة رواتب الموظفين جميعا بسبب التضخم  الحالي والارتفاع الجنوني في الاسعار ياتون لخصم من رواتب الموظفين.. ما انزهكم يا اياها السادة، والله انا احسدكم على هذا الكرم العراقي الاصيل وهذه الزاهة وهذه الانسانية  .. فوالله لو كان تاثير ذلك على رواتبكم لكنتم قد اقمتم الدنيا ولم تقدعدوها.. تحياتي 

13
مركز كلكامش للثقافة / فرع تللسقف
يقيم مهرجان مار افرام الشعري والفني السنوي الاول





مساء يوم الجمعة  25/4/2014 وبمناسبة اعياد راس السنة القومية ( اكيتو ) قدم مركز كلكامش للثقافة فرع تللسقف  وبعد افتتاحه مباشرة باكورة اعماله  بدأها بمهرجان شعري وادبي  حمل اسم ( مهرجان مار افرام الشعري والفني السنوي الاول ) ، والذي سيصبح بعون الله تقليدا سنويا ، ،تم تقديمه على المسرح الصيفي لمنظمة الطون مقر الحزب الشيوعي العراقي في تللسقف .
 استهل المهرجان بكلمة مركز كلكامش للثقافة القاها الاستاذ سعيد شامايا رئيس المركز  ، ومن ثم القى الفنان والشاعر عصام شابا فلفل رئيس فرع تللسقف  كلمة الفرع ، ومن ثم بدأت القراءات الشعرية للعديد من الشعراء قدموا من مدن وقرى سهل نينوى الشمالي ، وهم كل من الشاعر باسل شامايا من القوش ،والشاعر ميخائيل وردة من الشرفية ، الشاعر جميل فرنسيس من تللسقف ، الشاعر الشابة رندة عادل من باقوفة ، والشاعر الشاب بيتر رياض من تللسقف ، الشاعر ايثم فرنسيس من تللسقف ، الشاعر نضال خوشاب من برطلة . الشاعر خالد دينو من كندا .. بعد ذلك قدم الفنان المطرب الشاب بيل روفا فقرة غنائية جميلة بصحبة عازف الاورك الفنان فادي جميل الساعور ، ومن ثم قدم عرض مسرحي  كوميدي باللغة الام بعنوان شواوا ، وهو من تاليف واخراج الفنان عصام شابا فلفل وتمثيل كل من غاندي ادريس شابا وساندرا جهاد وريفان امير ، بعد ذلك استكمل الشعراء قراءة قصائدهم وهم كل من ، الشاعر الشاب فادي عامر والشاعرة الشابة ملاك ادريس والشاعر الشاب ديفيد مازن والفنان الشاعر فادي جميل ، وقد اضاف احد الحضور جمالية خاصة للمهرجان حيث انبرى من دون سابق انذار لالقاء قصيدة جميلة وهو الاستاذ يونس حنا ججو مختار قرية تللسقف ، نالت قصيدته استحسان وتصفيق الجمهور ، واختتمت القراءات الشعرية بقصيدة للشاعر والفنان عصام شابا فلفل  ومن ثم تم توزيع الشهادات التقديرية والهدايا العينية للشعراء والفنانين المشاركين .. وادناه مجموعة من الصور توثق فعاليات المهرجان..









14
تنويه من مركز كلكامش للثقافة / فرع تللسقف
الى جميع ابناء شعبنا الكريم
بمناسبة الحدث الجلل الذي اصاب كنيستنا الكلدانية والمتمثل برحي الكاردينال البطريرك مار عمانوئيل الثالث كلي الكل الطوباوي الى الاخدار السماوية صباح هذا اليوم ، نعزي انفسنا اولا ومن ثم نعزي كافة ابناء الكنيسة وابناء شعبنا بهذا المصاب الجلل ، وتماشيا مع هذه المناسبة الاليمة ، تقرر تاجيل مهرجان مار افرام الشعري   ..
 السنوي  ...الاول والذي كان من المزمع اقامته يوم الجمعة 11/4 الى اشعار اخر ، وسوف يتم الاعلان عن الموعد الجليل في الايام القليلة القادمة .., للعلم .. مع التقدير
عصام شابا فلفل
رئيس فرع تللسقف / مركز كلكامش للثقافة



15
من تراث تللسقف الاصيل...
                                          
بقلم / عصام شابا فلفل
حكاية نسيمو
هذه الحكاية  او القصة متداولة كثيرا بين العوائل التللسقوفية ويقال بانها قصة حقيقية حدثت في قرية سريشكة ، اذ لا تجد عائلة الا وكلمت اطفالها او حكت لهم قصة هذه الفتاة الجميلة وماساتها .. تلك الفتاة والتي اسمها نسيمو تنتسب الى قرية سريشكة التي تحد بلدة تللسقف من الشمال ولا تبعد عنها الا ثلاثة كيلومترات فقط والتي يقطنها اشقاؤنا الايزيديون.. وتتلخص القصة بما يلي :
تبدأ الحكاية دائما بمقدمة شعرية تقول( نسيمو هو نسيمو.. نسيمو دسريجايي .. موؤرقا لعربايي.. مونخثا لأثري ختايي) وترجمتها ( نسيمو هو نسيمو.. نسيمو من سريشكة.. خطفها الاعراب وانزلوها للديار الجنوبية) . تقول القصة
في الزمن الماضي كانت هناك عين او نبع للمياه الصافية يخرج من الصخور التي تكتنفها منطقة الكنود ( لندي ) التي تربض على جنباتها قرى سريشكة ودوغات وخوشابا ونفيرية وحتارة كبير ,, تلك القرى التي يسكنها اشقاؤنا الايزيديين من ازمنة سحيقة .. كان ذلك النبع اثناء جريانه يروي الاراضي الزراعية على جانبيه مكونا نهرا صغيرا يجري مخترقا وسط بلدة تللسقف من شمالها الى جنوبها .. الاشجار الباسقة كانت تملأ ضفافه والخضرة كانت رمزا من رموز المنطقة في جميع اوقات السنة ، مما جعل المنطقة بمثابة مراعي كبيرة خضراء يرتادها الكثير من اصحاب الاغنام ومن مختلف المناطق ، وخاصة عرب البادية الجنوبية ، حيث كانوا ياتون كل صيف مع اغنامهم لقضاء فترة الصيف الحارقة بين اروقة هذا المرج الكبير ولا يغادرونه الا في ايام الشتاء الاولى .. وفي احدى السنين وفدت الى المنطقة مجموعة من اعراب  البادية الجنوبية بينهم العديد من ابناء شيوخ العشائر ليسرحوا باغنامهم في هذه الربوع الخضراء وعلى جوانب ذلك الينبوع الذي اصبحت له قصة تحكى على مدى الاجيال ..كانت الاهالي وعوائل قرية سريشكة تستعمل هذا النبع لسقي مزروعاتهم وللإرتواء وغسل الملابس والاستحمام ..الخ . كانت في القرية فتاة جميلة جدا اسمها نسيمو ، كانت وزميلاتها البنات يقمن يوميا بجلب الماء من هذا النبع ولم يجدن هناك ما يعكر صفو هذا النظام.. ولكن وفي تلك السنة المشؤومة التي ورد فيها الى المنطقة كما قلنا اعلاه عدد من ابناء شيوخ عشائر البادية الجنوبة  تغير كل شيء بين ليلة وضحاها.. اذ خرجت الفتيات كعادتهن الى الينبوع لجلب المياه ، وكان ابناء الاعراب يراقبون الموقف ، فوقعت عين احدهم على جمال نسيمو فاغرم بها ، فما كان منه الا ان هجم عليها هو اصدقائه فاخذوها عنوة وربطوها خلف الشاب على فرسه والذي اخذ يركض بها متجها الى الديار الجنوبية ( جنوبي بلدة تللسقف ) واختفت نسيمو من حينها ولم يعلم عنها شيئا .. كانت نسيمو الوسطى بين اشقائها.. اذ لم يكن لها شقيقة بل ثلاثة اشقاء ، اكبرهم متزوج وله عدة اولاد .. والثاني خاطب وعلى ابواب الزواج.. والثالث لا زال طفلا صغيرا . كان والد نسيمو نساجا ماهرا وامها خياطة ماهرة ..اما نسيمو فكانت تطرز كل نسيج والدها بمهارة فائقة ايضا.. لذا فانها كانت تطرز لكل اخ من اشقائها منديلا ( كفية ) بالوان زاهية من يشاهدها يعلم بانها قد طرزت من قبل نسيمو.. هربت الفتيات الى القرية لتعلن خبر اختطاف نسيمو من قبل العرب ، فما كان من ابناء القرية الا الهجوم على الاعراب .. ولكن الاعراب كانوا قد شدوا رحالهم وغادروا المنطقة على عجل..  ومرت الايام والقرية والمنطقة باكملها تعيش على واقع الصدمة تلك.. فما كان منهم الا ان توجهوا الى ذلك النبع وقاموا باغلاقه نهائيا بحيث انقطع منه جريان الماء تماما ، وبعد ذلك اصاب المنطقة الجفاف وماتت الخضرة جميعا بسبب انقطاع جريان المياه .. وبهذا يكونوا قد حرموا الاعراب من المجيء مرة اخرى الى المنطقة،.. ومرت عدة سنين ولا زالت الصدمة لم تفارق المنطقة.. مما حدى بالاخ الكبير ان يتوجه الى امه ويقول( هو يمي خلابخ يمي .. دوذلي لخما دشاتا .. وزوادي داشواء شني .. تدجيلن لخاثي نسمو) وترجمتها ( اماه يا اماه.. اصنعي لي خبزا لسنة ، وزوادا لسبع سنين . كي اذهب وابحث عن اختي نسيمو) .. اجابت الام قائلة( يا بروني خلابوخ بروني .. ان طلبي يالوخ مايا بيوني .. وطلبي ايخالا بمخلني.. لكن نطلبي بابا ميكا بمثيني) وترجمها ( ولدي يا ولدي .. ان طلب اولاد الماء سقيتهم.. وان طلبوا الطعام اطعمتهم.. ولكن ان طلبوا الاب فمن اين اتيهم..؟) عدل الاخ الاكبر عن طلبه وترك الامر لشقيقه الاوسط الذي على ابواب الزواج اذ تقدم الى امه طالبا ان يكون هو الباحث عن شقيقته فقال (هو يمي خلابخ يمي .. دوذلي لخما دشاتا .. وزوادي داشواء شني .. تدجيلن لخاثي نسمو) .. فقالت له الام( حنوخ كويلا بصينية ، ونقدوخ صيري بكفية ، وعراقوخ ببايش مايا.. ودعووخ ببيشا عزايا ) وترجمتها ( حناؤك مجبول بالصينية ومهرك معقود بالكفية وعرق سيصبح ماء وعرسك يصير عزاء ).. لذا فقد عدل عن رايه هو الاخر .. ولم يبقى الا الولد الاصغر .. فتقدم الى امه قائلا (هو يمي خلابخ يمي .. دوذلي لخما دشاتا .. وزوادي داشواء شني .. تدجيلن لخاثي نسمو ) .. حينها نهضت الام وصنعت زوادا وطعاما يكفيه اسبوعا واكثر ، اذ وضع الزواد في خرج وحمله على كتفه وانطلق من سريشكة الى الديار الجنوبية بحثا عن شقيقته نسيمو.. استمر بالبحث اكثر من سبع سنوات، وكان كلما يحل في مدينة يبحث ويبحث عن شقيقته ويسال الناس ان كانوا يعرفون شيئا عنها.. لكن كل تساؤلاته كانت تذهب سدا..الى ان هده التعب فعقد العزم على العودة الى دياره  وفعلا شرع بالرجوع.. فحل عليه ظلام الليل ، لذا فقد التجأ الى اقرب مدينة في طريقه  فوجد قصرا كبيرا يعود لشيخ المدينة ، فحط رحاله تحت جدار سور هذا القصر وغط في نوم عميق ، ولم يصح الا على صوت احدى خادمات القصر قائلة له( نوخرايا هو نوخرايا.. دقولوخ مقم قصريني دلا اخليلوخ كلويني ومكرجيلوخ قطواثيني ) وترجمتها ( يا ايها الغريب انهص من امام قرصنا كي لا تاكلك كلابنا وتمزقك قططنا) .. اما هو فرد عليها قائلا.. ( لكقيمن مقم قصرينخ شوت اخليلي كلوينخ ومكرجيلي قطواثينخ) وترجمتها ( لن اقوم من امام قصرك حتى وان اكلتني كلابك ومزقتني قططك) .. عادت الخادمة الى سيدتها وحكت لها الموقف ، مما حدى بسيدة القصر النزول الى هذا الغريب لطرده من باب قصرها.. فقالت له.. اذهب من هنا .. فهذا ليس مكان للغرباء . وهنا اخذ يبكي ويبكي لاعنا حظه العاثر لعدم عثوره على شقيقته نسيمو ولعدم وجود شخص يساعده في محنته بل الكل يذله ويطرده حتى من امام جدار منزله ، لذا اخذت الدموع تنهمر من عينيه الحزينتين ، فاخرج من جيبه منديلا ملونا كان يحمله من صغره ليمسح دموعه.. فاندهشت سيدة القصر جدا حين رات المنديل بيد الغريب  قائلة له.. من اين لك هذا المنديل.. هل قتلت صاحبه.. ام هل سرقته.. ما قصة المنديل لديك.. اجابها باكيا .. لم اسرق ولم انهب ولم اقتل.. قالت اذن كيف وصل المنديل الى يدك.. اجابها الشاب .. (غزله ابي العجوز وخيطته امي العجوزة .. وطرزته شقيقتي نسيمو) .. حينها وقعت عليه باكية من الفرح وقالت له انا نسيمو.. انا نسيمو .. وعلمت بانه اخاها الاصغر وقد اصبح شابا لذا لم تتعرف عليه لطول الفترة الزمنية التي فرقتهم.. فاخذته في احضانها ودخلت به الى القصر تتباهى بشقيقها ... وقالت له.. اتمنى من الله ان يمنحني من الحياة ثلاثة ايام فقط.. اليوم الاول اغسلك واسبحك والبسك افخر الثياب كامير.. اليوم الثاني اطعمك واشربك من افخر الاطعمة كالملوك.. وفي اليوم الثالث اجلس معك طوال النهار كي اشبع عيني وقلبي منك... وفعلا تم لها ذلك وفي اليوم الرابع وجدوها مع شقيقها الاصغر ميتين في احضان بعضهما....

16
بلتيقة:
حكاية الشيخ عصمان مع النذل جربان

   اصبحت الخيانة رمزا مشاعا لدى بعض الناس في عصرنا الحالي ، بسبب الحقد والكراهية التي تركب الخائن تجاه الاصلاء ، وقد يتعرض كل انسان الى غدر وخيانة اقرب الناس اليه ، وخاصة من الذين يكون قد عمل معهم معروفا ، او كان يعتبرهم يوما من اصدقائه المقربين ، وهناك قصص معروفة كثيرة على مثل تلك الحوادث حدثت عبر التاريخ الانساني الطويل ، نذكر منها قصة الامبراطور الروماني يوليوس قيصر التي خلدها الكاتب المسرحي العظيم وليم شكسبير ، حين غدر اصدقاؤه المقربون به وقاموا بقتله ، فلم يحزنه منهم ذلك الا غدر صديقه الحميم بروتس ، حيث صُدِم من ضربة خنجر بروتس في خصره فقال له عبارته المشهورة ( حتى انت يا بروتس...؟)، تلك العبارة التي اصبحت مثلا يضرب لكل صديق خائن حين تنكشف عورته امام الناس  .. كما ان هناك حكاية انثى الضبع المسماة ام عامر التي غدرت بالرجل الطيب الذي اواها حين كانت مشرفة على الموت في احدى الليالي اثر اصابتها بجروح خطيرة من قبل عدد من كلاب الصيد، اذ لما طاب جرحها قامت وبقرت بطن الرجل الطيب الذي انقذها ، وحينها قيل بيت من الشعر وهو ( من يعمل المعروف بغير اهله. يقلب معروفه ذما عليه ويندم).. فالغدر موجود من بدء الخليقة ، لكن اصعب واقسى الغدر حين ياتيك من اصدقائك الذين تعتقدهم اوفياء لك ، وتكون انت  الذي علمتهم واوصلتهم الى مكانة لم يكونوا قد حلموا بها طوال حياتهم ، حيث يتكلمون معك دوما بكلام معسول ومنمق ومليء بعبارات المدح والتقييم ، وفي الوقت ذاته يقومون بنصب الشراك لك بكل خبث ومكر في سبيل ان يحتلوا مكانتك او ان يجلسوا على الكرسي التي انت تجلس عليه.. وهنا ساورد لكم حكاية تتحدث عن الغدر سمعهتا من والدي وهي حكاية الشيخ عصمان مع النذل جربان.. تقول الحكاية:
   كان الشيخ عصمان من كبار المشايخ المعروفة لدى القبائل العربية في البادية ، اذ كانت تؤم ديوانه كل القوافل التي تمر من ضيعته قاصدة بلدانها وضيعاتها ، كان الشيخ راجح العقل قويم الخلق كريم الطباع رزين الكلام، لذا كان كل شيوخ القبائل الاخرى يقصدونه لحل خلافاتهم ونزاعاتهم ويستشيروه في امور مستعصية عليهم، كان الجميع يحترمونه ويكنون له كل المودة والاخلاص ، وحدث مرة ان نشب خصام بين قبيلتين في البادية لأجل عين ماء تورد عليها قطعان القبيلتين ،وقد احتدم الخلاف بينهما ووصل الى حد الاقتتال ، وهنا كان لا بد من فض النزاع بين القبيلتين من قبل الشيخ عصمان ، وفي صباح احد الايام نهض باكرا وحمل بندقيته وسرج فرسه وامتطاها واتخذ طريق تلك القبيلتين ، كان يحمل في خرجه رغيفين من الخبز وجود الماء ، وحين حل عليه الظهر واخذت حرارة الشم تلفح وجهه قرر ان يستريح قليلا فترجل عن فرسه وجلس بظله واخذ يقضم بعضا من الخبز ويشرب من جود الماء ، ومن ثم قام ثانية وامتطى الفرس وسار في سبيله ، وبعد مرور دقائق معدودة فاذا به يشاهد عن بعد رجلا مرميا على الرمال قد هلكه الجوع والتعب .. ترجل الفارس عن فرسه وتقدم الى الرجل وسقاه من جود الماء ، وبعد قليل استفاق الرجل وعاد الى وعيه ، فقام الفارس واخرج له رغيف الخبز واطعمه .. وبعد قليل حمله خلفه على فرسه وسار في طريقه .. ولم يكن ذلك الرجل الا النذل جربان  الذي طرده ابناء عشيرته لخيانته لهم واعتدائه على اشراف قومه ، لذا فقد كان مصيره ان يقع في تلك البادية دون مساعد لولا مرور الشيخ عصمان الكريم .. وبعد مسير بعض من الوقت ، لعبت الخيانة بضمير جربان مرة اخرى ، اذ لم يغزر فيه الملح والزاد الذي تناوله قبل قليل من يد الشيخ عصمان ، فما كان منه الا ان هجم على الشيخ عصمان من الوراء ورماه واسقطه عن فرسه على الارض واخذ الفرس وانهزم به ... وهنا صاح عليه الشيخ عصمان قائلا ..( يا ولدي .. دير بالك عالفرس لأن هاي اصيلة بنت الاصايل وما تقبل الضيم وما تحب الا الرجل الوفي .. دير بالك ابني هاي تكتل الخونة ).. ولكن جربان اخذ بالاستهزاء من الشيخ وانطلق بسرعة حتى اختفى عن الانظار.. نهض الشيخ عصمان مبتسما وسار باتجاه القبيلة رجاؤه المقصود لأنه كان يعلم بان جربان سوف تقتله الفرس بعد حين ، وما هو الا بعض من الوقت حتى لاحت له فرسه قادمة بسرعة الريح دون النذل جربان ,,فاخذ يحضنها ويقبلها ، وامتطاها ثانية وبعد فترة وجيزة شاهد جربان وقد سقط عن ظهر الفرس على احد الصخور والدماء تسيل منه ... فاخذ يسترحمه ، ولكن الشيخ قال له..... ( شوف وليدي .. اني عرفتك من اول ما شفتك وعرفت انو انت جربان النذل.. لكن كلت عسى ولعل تعود الى رشدك وتصير ادمي .. لكن يبدو انو طبع الخيانة بيك ، ولهذا كمت انت وبكت الفرس ورميت الرجل اللي خلصك من الموت .. فما ا دري راح يحاسبك ضميرك يوم من الايام وتعترف بالحقيقة  وتكول اني اللي بكت فرس الشيخ عصمان واني رميته من الفرس ...!!! لو تظل طول عمرك خائن ....؟؟)..فمن له اذنان للسمع فليسمع....!!!!!!  تحياتي


17
بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيله الابدي ...... تجربتي الصحفية مع الاعلامي الكبير المرحوم جميل روفائيل

بقلم / عصام شابا فلفل
من منا لم يعرف ذلك الصوت الرخيم الذي كان ينطلق عبر اثير اذاعة البي بي سي واذاعة مونتكارلو.. من منا لم يكن يتشوق لسماع خبر او تقرير اخباري او موضوع تاريخي عن العراق من اثير تلك الاذاعات.... اذن كلنا كنا نستمع ونتشوق لسماع تلك التقارير او الاخبار، وخاصة حين كان يختمها بعبارة (جميل روفائيل.. خبير الشؤون اليوغسلافية.. بلغراد).. لم تكن تجربتي في عالم الاعلام والصحافة مع جميل روفائيل من قبيل الصدفة ، لأني كنت متشوقا جدا لرؤية هذا الرجل واللقاء به وجها لوجه.. خاصة وانا لم اتشرف بلقائه مرة رغم كونه صديقا حميما لوالدي.. وحدث مرة عام 1977 وكنت حينها طالبا في اكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد، حدث ان كتبت موضوعا قصيرا او بعبارة اخرى خاطرة تتراوح بين النص الشعري وخلجات نفسية، وذات مساء دعاني احد الاصدقاء الى سهرة في نادي حمورابي في الكرادة.. لبيت دعوة صديقي وحضرنا الامسية، واذا بشخصية انيقة تدخل النادي فقام الكثيرون لمصافحته.. سالت صديقي. من هذا الرجل.. قال.. الا تعرفه.. قلت كلا.. قال.. انه الصحفي والكاتب جميل روفائيل... نهضت مسرعا وعلى الفور وذهبت اليه وسلمت عليه وقلت له, انا فلان.. ففرح جدا بلقائي ودعاني الى الجلوس جنبه.. وبعد لحظات تجرأت واخرجت الورقة التي كتبت بها الخاطرة وقلت لها.. اتسمح لي بقراءة هذه الاسطر.. قال لي.. تفضل.. وحين قرات تلك الاسطر استغرب جدا وقال متعجبا.. ابني انت شاعر ويمكن ان تكون صحفيا.. لم لا تنشر نتاجاتك... شرحت له الموقف بعدم نشري تلك الكتابات واستاذنت منه.. وحالما تركنا النادي .. انقطع كل شيء ولم اسمع اي كلمة عن جميل روفائيل الا من خلال الاذاعة.. ومرت سنوات طويلة الى يوم سقوط النظام.. وحينها تجرأت ومجموعة من مثقفي تللسقف على تاسيس اول جريدة في سهل نينوى وكانت السهل الاخضر، وبعدها بشهر واحد اصدرنا جريدة اخرى وكانت نجم تللسقف، واتصل حينها شقيقه الصحفي والاعلامي باسم به يعلمه بهذا الانجاز، فطار فرحا بهذا الخبر وارسل لنا مكافأة نقدية لصحيفة نجم تللسقف وكانت (400) دولار كدعم مادي ومعنوي لاصدار احد اعداد الصحيفة.. بعدها باشهر قليلة عاد الى مسقط راسه تللسقف واستقبله الفنانين والشعراء والصحفيين واستضافته العديد من القنوات الفضائية والصحف والمجلات.. وقمت انا بزيارته الى منزله.. وكم كانت فرحتي كبيرة حين قابلته.. وكم كان فرحا حين رانا نحن الصحفيين... كان يامل ان تكون تللسقف منبرا اعلاميا حقيقيا يخدم المنطقة خاصة وابناء شعبنا عموما.... واستمرت لقاءاتنا اثناء فترة تواجده في تللسقف.. وقد زودني بالكثير الكثير من تجربته الاعلامية والصحفية... وعلمني اصول الصحافة الصادقة والهادفة.. تعلمت منه الصدق في نشر وتحليل الخبر.. علمني اصول كتابة التقارير الاخبارية واصول صياغة الحوار الصحفي والقصة الصحفية ومدلولات الصحافة الحديثة و... و.. الخ, وبعد ايام ترك ارض الوطن بعد ان ودعنا جميعا بكلمة وهي (شوفو انا راح اروح . وبعون الله ما راح اطول شهرين وارجع لبلدي واعيش بي بقية عمري بين اهلي وزملائي واحبابي) .. ودعنا جميل روفائيل وهو على يقين بانه سيعيش بقية عمره في ارض ابائه واجداده.... نعم لقد عاد جميل روفائيل فعلا الى ارض وطنه بعد شهرين من وداعه لنا كما تنبأ هو.. ولكن كيف عاد....؟؟
كنت حينها والعديد من الادباء والشعراء والصحفيين في مدينة اربيل نحضر مؤتمر الادب السرياني الذي يقيمه اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق.. وفي مساء اليوم الثاني من المؤتمر رن هاتفي واذا بشقيقه الاعلامي باسم يهاتفني قائلا( عصام.. خابرني جميل ويوم 15 تشرين الاول راح يجي للعراق وبعد ما يرجع ابد).. من فرحتي صرت اغني ونقلت الخبر الى السادة المؤتمرين الذين فرحوا جدا بالخبر وقالوا .. لا بد من زيارته في بيته اذا عاد .... وفي تمام الساعة الخامسة فجر تلك الليلة.. واذا بباسم يهاتفني ليقول لي( عصام... لقد مات جميل بالسكتة القلبية....) لم اعرف ماذا افعل من هول الصدمة.. قمت على الفور واخبرت الاديب نزار حنا الديراني والشاعر زهير بهنام بردى بالامر.. واثناء انعقاد الجلسة الصباحية للمؤتمر تفاجأ الجميع بهذا الخبر المؤلم .. نعاه في الحال كل من الاستاذ فاضل ثامر والاستاذ حسين الجاف والاستاذ ابراهيم الخياط والاستاذ ناجح المعموري، وكتب عنه الشاعر زهير بهنام بردى قصيدة مؤثرة جدا.. اذن .. لقد رحل جميل وترك وراءه رصيدا كبيرا جدا من التقارير والاخبار والحوارات الصحفية...
جميل روفائيل, تمر اليوم ذكرى رحيله الرابعة وكأن الامور حدثت البارحة.. رحمك الله يا ابا نجاح...
ـــــــــــــ


18
بلتيقة..
استقطاعات غير منطقية من رواتب موظفي تربية نينوى
بقلم / عصام شابا فلفل
لقد تعودنا ابان النظام السابق على الاستقطاعات الغير المنطقية من رواتبنا بحجج واهية، فمرة لتعمير مبنى القيادة القومية واخرى لبناء وتعمير جسر سنحاريب وثالثة لدعم عائلة فلان الفلاني ..الخ.. ولكن ان يحصل هذا الامر وفي هذا الوقت بالذات لهو من اغرب الغرائب.. ولن تصدقوا اذا قلت لكم بان تصرف مديرية تربية نينوى لهو من غير المنطق ان يكون بهذا الاسلوب ، ومن غير المقبول ان تقوم هذه المديرية بالذات باستقطاع مبلغ معين مهما كان صغيرا من رواتب موظفيها دون حجة منطقية ودون رضاهم ( وكما نقول بالعامية غصبا عنهم.!!!).. الاستغراب يكون اكثر حين نعلم بان تربيتنا الغالية قد استقطعت من رواتب موظفيها لشهر ايلول مبلغا قدره ( 1000) الف دينار لنادي الكرخ.. السؤال المضحك المبكي لتربية نينوى هو ..ما علاقة موظفي تربية نينوى بنادي الكرخ...؟؟؟!!!!!! صحيح ان المبلغ شحيح جدا ، ولكن ان حسبت مجموع موظفي تربية نينوى من المعلمين والمدرسين وباقي الموظفين.. كم سيكون الناتج يا سادة يا كرام.. الا يحسب بعشرات الملايين...؟؟؟؟؟... ونحن هنا نسال مرة اخرى.. ان كنتم انتم ترغبون بدعم نادي الكرخ ، ادعموه من جيوبكم وليس من جيوب المساكين رغما عنهم .ثم ماذا تفعل وزارة الشباب والرياضة .....؟  ما علاقتنا نحن موظفي تربية نينوى بهذا النادي( مع احترامي وتقديري لجميع منتسبي نادي الكرخ.. لأن الامر لا يعنيهم بقدر ما يعني موظفي تربية نينوى)... نحن نريد منكم اجابة منطقية .. وهذا الامر نتركه الان للراي العام ونعلم به مجلس محافظة نينوى والسيد المحافظ  ونسالهم ايضا.. هل هذا منطقي يا سادة يا كرام ان تجمع عشرات الملايين لنادي رياضي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمدرسي ومعلمي وموظفي تربية نينوى...؟؟؟؟؟ ننتظر تعليقات السادة القراء ، ومنكم الاجابة يا ايها السادة المسؤولين  في  مجلس محافظة نينوى  والسادة في مديرية  تربية نينوى... تحياتي

19
شكر وتقدير
بمناسبة رحيل الماسوف على شبابها زوجة ولدي الاصغر نورهان المرحومة لينا عادل متي حياوي مساء يوم الاثنين 21/7/2013 اثر نوبة قلبية مفاجأة .. نتقدم نحن كل من السيد عادل متي حياوي مختار قرية تللسقف واولاده واشقاءه ،وعصام شابا فلفل واولاده بوافر الشكر والتقدير الى كل السادة الذي شاركونا مراسيم ومجالس التعازي وبعثوا الينا ببرقيات التعزية عبر الايميلات وعبر المواقع الالكترونية والذين اتصلوا بنا عبر الهاتف ، اذ عبروا عن مشاعرهم الرقيقة تجاه المصاب الجلل الذي الم بنا .. ونخص بالذكر السادة رجال الدين الافاضل من الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية والاخوات الراهبات والاستاذ الفاضل عصمت رجب مسؤول الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني رئيس قائمة التاخي والتعايش واعضاء الفرع ومسؤولي المحليات، والاستاذ الدكتور دريد زوما مستشار السيد محافظ نينوى ،والاستاذ ملك شمس الدين رئيس المجلس الكلداني السرياني الاشوري والسيد مدير اسايش نينوى والاستاذ المهندس باسم بلو قائممقام قضاء تلكيف والاستاذ بشار الكيكي رئيس المجلس البلدي والسيد مدير اسايش تلكيف الاستاذ المهندس مهدي حاجي مدير بلدية تلكيف والسيد امير جميل مدير تربية تلكيف / نينوى والسيد ريسان مدير تربية تلكيف / دهوك والشيخ كنعان الكيكي والسادة رئيس واعضاء المجلس البلدي في قضاء تلكيف ورئيس واعضاء مجلس اعيان كرملش ورئيس واعضاء مجلس اعيان بغديدا واتحاد الادباء والكتاب السريان واتحاد الكتاب والاعلاميين الكلدان ومنظمة اصدقاء برطلة وجمعية القوش الثقافية وجمعية الثقافة الكلدانية في القوش واهالي قرية حتارة كبير وقرية سريشكة وقرية باطنايا وباقوفة وتلكيف  والشرفية وبعشيقة وبحزاني وعنكاوة وكرملش وبرطلة وبغديدا ودهوك ونفيرية وخوشابا  وكفروك ومواقع ابناء شعبناالالكترومية ( عنكاوة كوم وتللسقف كوم والقوش كوم وبغديدا نت وكرملش كوم وباطنايا نت ومنتديات باطنايا ومنتديات تللسقف وتللسقف استراليا وموقع تلا سقوبا وموقع باقوفة ومانكيش .. واخيرا اخص بالشكر القويم والتقدير العالي الى اهالي تللسقف وخاصة السادة رجال الدين الافاضل من الاهالي  ومنظمات المجتمع المدني والسادة مسؤولي وممثلي الاحزاب القومية والكوردستانية  العاملة في المنطقة . والذين ازرونا بكل فخر بمصابنا الجلل .. لقد اثبتوا وبجدارة بانهم اهل الغيرة والعزيمة في السراء والضراء ..
اعزائي .. اقبل اياديكم جميعا واتمنى من الله العلي القدير ان يبعد عنكم كل مكروه.. وان تكون جميع ايامكم افراحا.. انه نعم المولى ونعم النصير
اخوكم / الشاعر والصحفي والفنان عصام شابا فلفل والد زوج المرحومة
اخوكم / عادل متي حياوي مختار قرية تللسقف والد المرحومة


20
اعلام تللسقوفية / القسم الثالث
الفنان / نجيب روفائيل عربو
                                                                                         تقرير / عصام شابا فلفل
 

الفنان نجيب عربو في شيخوخته . التقطت الصورة بتاريخ 6/6/2013


تللسقف كباقي بلدات ابناء شعبنا ، تزخر بالكثير من الاسماء اللامعة وفي مجالات شتى ، فهناك الاساقفة والكهنة والمهندسين والاطباء واساتذة الجامعات وكبار الفنانين و..و..الخ .. وها نحن اليوم نقف امام موهبة فذة ولقب فني كبير امتاز به صاحبه الا وهو الفنان السينمائي والتلفزيوني والمسرحي نجيب عربو ......
 

صورة الفنان نجيب عربو  في عنفوان  شبابه اواخر خمسينيات القرن الماضي


 اسمه الحقيقي / نجيب روفائيل كوركيس من عائلة عربو احدى العوائل العريقة التي تنتشر بين قرى ابناء شعبنا كالقوش وتللسقف وتلكيف. ... هو من مواليد قرية تللسقف عام 1941 .. ولد وترعرع في كنف عائلة مثقفة ، كان والده المرحوم روفائيل كوركيس عربو يعمل موظفا حكوميا بدرجة رئيس ملاحظين في شركة التمور الوطنية في البصرة ..له من الاشقاء كل من المرحوم لويس .. السيد سعيد .. السيد حكمت .. المرحوم ادمون ..
وبحكم عمل والده ، انتقل مع ذويه من تللسقف الى البصرة.. حيث درس في مدارسها الابتدائية والمتوسطة.. ظهرت عليه مواهب الفن في الموسيقى والتمثيل منذ نعومة اظفاره ، وهذا ما قاده الى الدخول الى معترك الفن بمجرد تخرجه من الدراسة الاعدادية وذلك من خلال انتسابه الى اكاديمية الفنون الجميلة عام 1959/1960ليدرس في قسم السينما بدورته الاولى، وكان بصحبته كل من الفنانين ( عادل داؤد سلمان وضياء البياتي  وراسم الجميلي وامل علي ضياء الدين وفاروق كريكور اوهان ووسام فرج الله الوردي و عمانوئيل رسام وقحطان القيسي وروميو يوسف وموح يوسف الجنابي ) علما بانه كان عازفا ماهرا على الة الكمان . تخرج من اكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد عام 1963 /1964
 

الدورة الاولى في قسم السينما / اكاديمية الفنون الجميلة .. والفنان نجيب عربو الثاني وقوفا على يمين  القاريء ورسام الجميلي الاول جلوسا على يمين القاريء

اعمال نجيب عربو
تاريخ نجيب عربو زاخر بالاعمال الفنية وفي شتى الاختصاصات ، فمن كتابة السيناريو للأفلام الى التمثيل في الافلام والمسلسلات والتمثيليات ، ومن الاخراج التلفزيوني الى الاخراج المسرحي والسينمائي ، اضافة الى حبه الشديد لآلته الموسيقية( الكمان) 
عمل عربو مع كبار المخرجين السينمائيين والتلفزيونين والمسرحيين العراقيين امثال المخرج السينمائي المعروف المرحوم جعفر علي والمخرج السينمائي الكبير قاسم حول والمخرج التلفزيوني الكبير حسن حسني والفنان الراحل خليل شوقي وعمانوئيل رسام ..  ومن الأفلام العراقيـــــة التي عمل بها الفنان نجيب روفائيل عربو والتي أخذت عن الأدب العراقي ، كما يشير الاستاذ مهدي عباس  في كتيبه ( دليل أفلام السينما العراقية ) الصادر عن دائرة السينما والمسرح ، فيلم ( المنعطــــــف ) المعروض  في بغداد  بتاريخ 17/ 4/ 1975 في سينما بابل... والفلم معد عن قصة للكاتب (غالب طعمة فرمان) بعنوان خمس أصوات والتي تتحدث عن ظروف المجتمع العراقي ومناخاته السياسية خلال مرحلة الخمسينات في القرن الماضي ومعاناة ومكابدات المثقفين العراقيين وصراعاتهم العاطفية الحياتية والفكرية ... انتج الفلم عام 1972. وكتب له السيناريو  الفنان ( نجيب عربو ) فيما كتب الحوار له  الشــاعر ( صادق الصائغ )  وأدار تصوير الفيلم  المصور الراحل  ( صلحي  الوادي ) ومثل بطولته  الفنانون يوســـف العاني  وطعمة التميمي  وسمر محمد  وسامي عبد الحميد  وسميرة أحمد وسعاد عبد الله، وقام بإخراجه  الفنان  جعفر علي.. ويقول الدكتور طه حسن الهشمي الاستاذ في كلية الفنون جامعة بغداد ان الاستاذ عربو كان مهندسا للصوت في فلم المنعطف الذي اخرجه المخرج الكبير جعفر علي .. كما كان الاستاذ الفنان نجيب عربو مساعدا للمخرج في فلم سنوات العمر الذي لم ير النور في سبعينات القرن الماضي ..كما وله اعمال اخرى مع المرحوم جعفر علي في فرقة مسرح اليوم ، علما ان الفلم هو من ... سيناريو (نجيب عربو) واخراج (جعفر علي) ومن انتاج الشركة العامة للأنتاج السينمائي ـ بغداد.  وفي آذار 1975 عُرض فيلم" المنعطف " في العراق، ثم تواصلت عروضه في عدد من المهرجانات الدولية ولعل أبرزها مشاركته في مهرجان موسكو السينمائي التاسع عام 1975.

اما الاستاذ الفنان الكبير صفاء البياتي فيقول عن نجيب عربو ((عرفت نجيب عربو من خلال تدريسه الفن في قسم السينما في معهد الفنون الجميله بغداد .. وقد كان الاستاذ نجيب يمثل المدرسين الذين يملكون الخبره العمليه والدراسة.. اذ افاد طلاب تلك الحقبه من الثمانينيات كونه كان يعمل مخرجا في التلفزيون التربوي ابان تلك الفترة ، كما عمل مدرسا لمادة السيناريو سنة 1977 في فرع السينما وفي عام 2008 حاضر في كلية الفنون الجميله
 

صورة لنجيب عربو بدور الحارس في فلم الحارس

كما كانت له المشاركة المميزة في فيلم الحارس الذي اخرجه خليل شوقي
 


الفنان نجيب عربو يعزف على الة الكمان / خمسينيات القرن الماضي

اسس نجيب عربو مع الراحل جعفر علي  فرقة مسرح اليوم ومعهم نور الدين فارس  والتي اجيزت في الرابع من اب عام 1969 واختير حينها المخرج السينمائي الكبير جعفر علي رئيسا للفرقة
مثل  عام 1963 دور ريكاردو في مسرحية ثمن الحرية  مع عدد من عمالقة الفن وهم :
1 ـ روميو يوسف بدور زوازولا.
2 ـ صادق علي شاهين بدور موراليس.
3 ـ فيصل مبارك بدور انطونانزاس.
4 ـ عبد المرسل الزيدي بدور ايزكياردو.
5 ـ عما نوئيل رسام بدور مونسيرا.
6 ـ راسم الجميلي بدور الاب كورونيل.
7 ـ ناصر علي الناصر بدور الخزاف.
8 ـ خليل النعيمي بدور البائع.
9 ـ سهيلة المرعب بدور الام.
10 ـ ضياء البياتي بدور الممثل.
11 ـ ليلى بدور ايلينا.
12 ـ نجيب عربو بدور ريكاردو.
وهي مسرحية من اخراج المرحوم سامي السراج تتناول قضية الحرية التي هي اساس تطور نحو بناء حضارة انسانية وهي التعبير الحي عن الالم نفسه الذي يفجر صراخ البشر منذ قرون على الصلبان التي كان يحتضر فوقها رجال سبارتكوس او على مقاصل مفتشي القرون الوسطى او في معسكرات التعذيب اليوم فإن المؤلف لم يستعر التاريخ الا وسيلة ومنظرا ولونا للتعبير عن ذلك عن قضية الحرية التي هي قضية واحدة على أية ارض جرت احداثها ومهما كانت الفترة الزمنية التي جرت فيها تلك الاحداث ومهما كانت لغة ابطالها.
وحين أصدرت مؤسسة أفلام اليوم مجلة سينمائية هي مجلة ( السينما اليوم ) تسلم رئاسة تحريرها  نجيب عربو  ومن ثم استلم رئاسة التحرير المخرج السينمائي المعروف قاسم حول  بعد نجيب عربو ،  لكنها سرعان ما أغلقت بعد انقلاب 17 تموز عام  1968.

والان الفنان القدير نجيب روفائيل عربو يرقد على فراش المرض منذ سنتين تقريبا ، في دارة والده المرحوم روفائيل كوركيس عربو في تللسقف .. يعاني من الم وغدر الزمن .. وفي اخر زيارتي يوم 26/6/2013 له عاتبني بشدة رغم عدم تذكره شيئا لا القليل القليل .. عاتبني بشدة حين علم بانني احد طلابه في اكاديمية الفنون وقال لي بالعبارة ..( لماذا لم يزرني احد من زملائي في نقابة الفنانين ...؟؟ ) سؤال حيرني وانا بدوري اسال نقابة الفنانين .. اين انتم يا ايها السادة...؟؟ فهل هذا دائما هو حال المثقف العراقي وهذه نهايته دوما يعاني العوز والفاقة والحرمان بعدما قدم  جل حياته لخدمة العراق... ؟؟؟؟؟؟؟


21
اعلام تللسقوفية / القسم الثاني
الاعلامي والمؤرخ جميل روفائيل




تقرير / عصام شابا فلفل
 
 علم من اعلام تللسقف ، تميز بكونه اعلاميا مشهورا على المستوى العراقي والعربي والدولي من خلال عمله في العديد من وسائل الاعلام العراقية والعربية والدولية ، منها جريدة الجمهورية في بغداد واذاعة مونتيكارلو وهيئة الاذاعة البريطانية الـ ( bbc ) ، كما عمل مراسلا للعديد من المؤسسات التلفزيونية العربية والعالمية، منح لقب خبير الشؤون اليوغسلافية ودول البلقان  ... انه الاعلامي الكبير والكاتب والمؤرخ جميل روفائيل جبو مرقوس,
 ولد في تللسقف سنة 1936 ,وكان تسلسله الاول بين اشقاءه في ترتيب العائلة حيث له  ثلاث اشقاء وهم .. المعلم المتقاعد متي روفائيل  والجيولوجي باسم روفائيل والذي يعمل اعلاميا ايضا بصفته مديرا لموقع تللسقف كوم الالكتروني ،والاستاذ لطيف روفائيل وهو حاليا يعيش في المانيا حيث هاجر ارض الوطن تهربا من الملاحقات التي كان النظام السابق يفرضها على المعارضين له ، وحيث ان الاستاذ لطيف كان احد هؤلاء ، فقد القت السلطات البعثية القبض عليه واودعته معتقلات الامن وحكم عليه بالاعدام ،ولكن وبعد سنوات تم الافراج عنه بقرار العفو العام عن كل المعتقلين ، لذا وبعد اطلاق سراحه لم يمكث في تللسقف الا اياما معدودات وهاجر بعدها الى المانيا ..... ولجميل روفائيل اضافة الى اشقاءه الثلاثة اربع شقيقات.
 عاش طفولته في تللسقف ودرس الابتدائية في مدرستها, ثم انتقل الى الدراسة  المتوسطة في تلكيف لعدم توفر تلك المرحلة الدراسية في تللسقف حينها ، وبعد تخرجه من المتوسطة التحق بدار المعلمين الابتدائية في بعقوبة وتخرج منها معلما سنة 1956 ، وتم تنسيبه الى مدرسة ( كر إسحاق ) الحديثة التاسيس والتي تبعد حوالي 3كم غرب تللسقف ليصبح مديرا لها , واستمر في عمله مديرا لتلك المدرسة الى عام 1960 حيث نقل الى مدرسة خانة صور في سنجار ، وظل في تلك المدرسة الى ان تم اعتقاله من قبل انقلابيي 8 شباط عام 1963 واودع السجن بسبب انتمائه السياسي الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، وظل معتقلا في سجون الانقلابيين الى ان جاء عبد السلام عارف بانقلابه يوم 18 تشرين في العام نفسه حيث اطلق سراحه بعد ايام من الانقلاب المذكور ، ولكن لم يسمحوا له بالعودة الى وظيفته بل تم فصله منها, ظل جميل روفائيل والمئات من امثاله دون وظيفة بعد طردهم منها الى  سنة 1967 ، وكان خلال هذه الفترة  يقوم باعمال لا تناسب شخصيته ودرجته العلمية .. اذ اشتغل كعامل لدى المقاولين او عامل تنظيف وغيرها من الاعمال لكي يعيل بها عائلته ، وفي  سنة 1966 عمل معلما بعقد في مدرسة الراهبات في بغداد, .. وبعد انقلاب عام 1967 اعيد الى وظيفته وتم تنسيبه الى مدرسة فيشخابور التي كانت حينها تابعة للواء الموصل، لم يدم تواجده في فيشخابور طويلا حيث تم نقله بعدها الى مدرسة باقوفة مسقط راس العلامة الكبير مثلث الرحمات المرحوم يعقوب اوجين منا الطيب الذكر ، والتي لا تبعد عن تللسقف الا 1 كم فقط شرقا . وفي سنة 1970 نقل الى بغداد ليدخل هناك معترك اخر وهو معترك الصحافة الذي كان هوايته منذ صغره والذي كان يمارسه وهو طالب من خلال النشرات المدرسية ومعلما من خلال الاشراف على تلك النشرات

المرحوم جميل روفائيل بين مجموعة من الكتاب والصحفيين من اهالي  تللسقف وتلكيف  عام 2006

انتسب الى جريدة الثورة العراقية سنة 1972 كمحرر في قسم التحقيقات التي كانت تنشرها الصفحة الاخيرة ، وفي العام ذاته اصبح طالبا منتسبا الى الجامعة المستنصرية ( الدراسة المسائية) في كلية التربية وعلم النفس لينال درجة البكلوريوس فيها.
وفي عمله الصحافي ، انتقل الى جريدة التاخي ليصبح  مسؤول  تحرير الصفحة السريانية فيها ، كما اصبح  عضو تحرير في العديد من المجلات منها مجلة قالا سوريايا ( الصوت السرياني ) حيث اصبح مدير تحريرها قبل سفره الى الخارج وكان بصحبته حينها كل من الاستاذ والباحث واللغوي بنيامين حداد والمرحوم الباحث والكاتب هرمز شيشا كولا وغيرهم من نوابغ ابناء شعبنا حينها
كان المرحوم روفائيل يكتب في العديد من المجلات العراقية ، وقد تخصص بكتاباته حول تاريخ العراق القديم وله عدة بحوث تتكلم عن اللغة الارامية ، اذ كان ينشر بحوثه تلك في مجلات التراث الشعبي والف باء والاقلام والثقافة الجديدة.
سنة 1979 ارسل من قبل نقابة الصحفيين العراقيين الى يوغسلافيا لدراسة الصحافة ، ونال شهادة الماجستير في هذا التخصص وخلال فترة دراسته في يوغوسلافايا  عمل مراسلا للاذاعة العراقية وتلفزيون بغداد.
سنة 1982 عاد الى العراق واحال نفسه على التقاعد وعاد مرة اخرى الى بلغراد مكان اقامته لينطلق من هناك الى العمل الصحافي العالمي.
عمل خلال هذه الفترة في عدة قنوات تلفزيونية منها الجزيرة, ال بي سي , المنار , التلفزيون الاردني, وكانت العديد من الفضائيات الاخرى تجري معه لقاءات باعتباره خبيرا في شؤون منطقة البلقان.
اصبح موظفا دائما في اذاعة مونتيكارلو الدولية وخبيرا في اذاعة بي بي سي اللندنية. واصبح مدير مكتب جريدة الحياة في البلقان.
اصبح له مكتب صحافي دائم في سكوبيا عاصمة مقدونيا وبقي فيه حتى وفاته..
كانت له العديد من الكتابات في الاتجاه القومي لبني جلدته ، اذ كان المرحوم من اشد المنادين بالتسمية الموحدة ،وكان كل امله ان يرى شعبه يعيش تحت راية موحدة واسم قومي موحد ، وان ينال هذا المكون الاصيل حقوقه المشروعة في ارض الاباء والاجداد ، كونه الشعب الاصيل الذي زرع حروف النور والعلوم والفنون على هذه الارض الطيبة .. ولكن كانت ساعة الاجل اقرب اليه من تحقيق هذا الحلم ...فقد  كان يهيء نفسه للعودة والاستقرار النهائي في تللسقف ..لكن المنية كانت اسرع ولم يستطع ان يحقق امنيته في العودة والبقاء بين اهله وناسه.اذ وافته المنية اثر نوبة قلبية حادة يوم في 1 / تشرين اول / 2010.. ففي هذا اليوم كنت حينها ومجموعة من ادباء ابناء شعبنا والادباء العراقيين نحضر مؤتمر الادب السرياني السادس في اربيل .. حيث اتصل بي المرحوم يوم 30/9/2010 وحملني امانة السلام على جميع الحضور لأن العديد منهم كانوا من اصدقاءه.. فاوصلت السلام له بامانة ..
ولكن المفاجأة كانت حين اتصل بي صديقي  شقيقه باسم واخبرني في تمام الساعة الخامسة فجر يوم 1/10/2010 بنبأ وفاته .. حينها اخبرت الاديب نزار الديراني صديقه الحميم والذي كان حينها رئيسا لأتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق ,.. فاجهش بالبكاء وحالما انعقدت الجلسة الصباحية . طرح موضوع وفاته .. فحزن عليه الجميع..
تزوج سنة 1958 وله ولد واربع بنات
نشر المئات من المقالات في مواقع الكترونية عديدة وكان له باب خاص في موقع عنكاوة كوم بعنوان بصراحة , واسس موقع تللسقف كوم سنة 2004 .
 الرحمة والخلود للاعلامي الرائع جميل روفائيل ...
تحياتي

22
اعلام تللسقوفية
القسم الاول
الاب قرياقوس حنا التللسقفي

تقرير / عصام شابا فلفل
 

الاب قرياقوس حنا
..اسمه الكامل : قرياقوس حنا يعقوب ( دخو) ..ولد في تللسقف في 8/3/1919وهو الثاني بين اشقائه ، اذ توفي شقيقه الاكبر وشقيقته ايضا ، ولم يبقى له الا شقيقه الاصغر شمعون وهو من مواليد تللسقف عام 1932.. كان والده فلاحا كباقي ابناء بلدة تللسقف ، اذ كان يعيش بما تنتجه له ارضه الزراعية .. اسم والدته مركنيثا شعو مالاخو...
 


بلدة تللسقف القديمة / تاريخ التصوير 10/9/2010
كان المرحوم قرياقوس حنا من اوائل التلاميذ الذين انتسبوا الى المدرسة منذ تأسيسها في تللسقف وكان ذلك عام 1927 ، امتاز بذكائه من بين اقرانه الاخرين واخذ طريقه الى النجاح الى ان وصل الى الرابع الابتدائي ، اذ لم يكن هناك في المدرسة صفا خامسا حينها ، فاضطر الى ان يداوم مرة اخرى في الصف الرابع ، ونجح كذلك ومن ثم اعاد السنة الثالثة في الصف الرابع ايضا ، الى ان تم افتتاح  الصف الخامس حيث داوم فيه ونجح بامتياز ، ومن ثم ارسله والده الى تلكيف ليكمل دراسته الابتدائية في الصف السادس الابتدائي .. كان والده فقير الحال ، لذا فقد اتم دراسته معتمدا على ابسط انواع الطعام كالجبن والخبز ، وهذا ما زاده اصرارا على الدراسة ، فنجح بتفوق في الصف السادس ايضا .. بعدها انتقل الى الموصل ليكمل تعليمه المتوسط في الثانوية الشرقية ، وحصل خلالها على احدى المراتب العشرة الاوائل في الثانوية على مستوى لواء الموصل في حينها  ، لذا فقد ضمن قبوله في الدراسات المتقدمة ، وكان حلمه حينها ان يكمل دراسة الهندسة ، لكن المصاريف الباهظة التي كانت تحتاجها الهندسة انذاك منعت عنه تحقيق حلمه الكبير مما ادى به الى اكمال دراسته في دار المعلمين في بغداد ، حيث كانت تصرف له مخصصات قدرها (دينار واحد وخمسمئة فلس) اي دينار ونصف دينار شهريا ، لأنه كان من الاوائل . كان ذلك المبلغ يكفي لسد احتياجاته المعيشية في بغداد ، واثناء دراسته في الموصل كانت تحصل له مواقف صعبة تجعله احيانا يشعر بالوحدة والياس ، ومن تلك المواقف ،انه اثناء دراسته في المتوسطة بمدينة الموصل لم يكن يستطيع الرجوع الى تللسقف الا مرة كل عدة اشهر بسبب تكاليف السفر التي لا يمكنه تحملها بسبب تردي حالة والده المادية ، لذا فقد استأجر مع زميل له من اهالي تلكيف غرفة عند امرأة عجوز ، وفي احدى المرات اختلف هو وزميله لأمر ما ، كان صديقه التلكيفي يمتلك فانوسا نفطيا يدرسان على ضوءه في الليل ، وحين حصل الخلاف قال له زميله سأمنعك من الدراسة على ضوء فانوسي، فقال له المرحوم  الاب قرياقوس وكيف ستفعل ذلك..اجابه زميله سترى هذه الليلة ،وفعلا ذهب زميله الى السوق واشترى قطعة قماش من نوع الخام الاسمر والذي كان اسمه شائعا حينها ( جابان) واشترى معها حبلا وجاء الى الغرفة وقسمها نصفين بالحبل ووضع قطعة القماش بينهما وذلك لكي يمنع الضوء من التسرب الى الجهة الثانية من الغرفة .. ولكن الاب قرياقوس لم يمل ولم ياخذ ذلك باي حسبان بل كان يترك المطالعة ليلا وينهض من الصباح الباكر ليحضر ويقراء واجباته الى ان يحين وقت الدوام الرسمي ، ورغم كل تلك المعاناة الا انه استطاع تخطي كل تلك المعوقات وتخرج من الدراسة المتوسطة بتفوق ، ومن ثم وكما نوهنا اعلاه انتقل الى دار المعلمين الابتدائية في بغداد وتخرج منها عام 1942 ،وعين بعدها مباشرة معلما في مدرسة تللسقف الابتدائية للبنين ، وباشر فيها يوم 1/9/1942 .. وهو بذلك يكون اول معلم من ابناء تللسقف واول موظف حكومي فيها .. وهنا اصبح قرياقوس حنا ... ذلك الشاب المثابر والطموح الذي نشاء في عائلة تعيش تحت مستوى الفقر .. اصبح معلما يتقاضى راتبا معتبرا من الدولة العراقية ، اذ كان لذلك اثرا كبيرا  في حياته وحياة عائلته ، حيث كان الراتب الذي يتقاضاه يعتبر كهدية لجهوده وطموحه رزقه بها رب السماوات كي ينسى ولو شيئا قليلا من معاناته ومعاناة اهله الذين ضحوا بلقمة عيشهم في سبيله وسبيل اشقائه ... مارس التعليم منذ تلك الفترة حيث عمل في العديد من المدارس وفي مناطق مختلفة من محافظة نينوى ( لواء الموصل انذاك) منها / تللسقف ودوغات وحتارة ،وانتقل فترة الى مدينة الموصل ، حيث عاش فيها مع عائلته لعدة سنوات ومن ثم نقل الى قرية الموالي ، وفي تلك القرية كسب ثقة الجميع فيها اذ كان محبوبا جدا من قبل اهلها واعتبروه واحدا منهم ومن وجهاء قريتهم وذلك اعتزازا به وباخلاقه النبيلة .. بعد ذلك نقل الى قرية باطنايا .. ومن ثم نقل الى تللسقف مرة اخرى الى يوم احالته الى التقاعد.. وخلال فترة عمله كمعلم .. كان مثابرا جدا ومواظبا دائما.. اذ لم يحدث وان غاب او تأخر يوما واحدا عن الدوام حتى في احلك الظروف واصعبها ..
 

المرحوم الصحفي جميل روفائيل  صديق المرحوم الاب قرياقوس حنا
كان قرياقوس حنا المعلم متواضعا جدا في حياته ومخلصا في تعليم ابناء قريته وكان ينصحهم دوما كي يكملوا تعليمهم ويحصلوا على الوظيفة مثله كي تتحسن امورهم ويصلحون حال عوائلهم.. فهو فعلا كان قدوة حسنة لهم ونموذجا صالحا لكل الذين انهلهم من علومه ، ويشرفني وانا ككاتب لهذا التقرير ان اكون من تلاميذه وكذلك والدي ايضا ..  كان شخصية محبوبة من قبل الجميع ، امتاز تعليمه ببساطة الاسلوب وسلالسة التعبير بحيث كان يوصل المعلومة الى التلميذ بابسط صورها ، تخرج على يده الكثير من ابناء البلدة ، ومنهم من اصبح استاذا جامعيا والاخر طبيبا والاخر عالما في الذرة ، وهناك الفنانين والادباء والمهندسين والمعليمن ..وغيرهم وغيرهم.. كان الجميع يحبونه ويكنون له كل انواع الاحترام ، اذ كان في الكثير من الاحيان يضحي بوقت راحته ويقوم بتعليم التلاميذ في منزله مجانا ...
 

الاستاذ بنيامين حداد صديق المرحوم الاب قرياقوس حنا
كان شماسا كبيرا جدا ، ولم يترك بحياته اجمعها يوما الا وتراه في الكنيسة يخدم القداس ويشارك الشمامسة في مراسيم صلاة الرمش ، فهو كان يتقن اللغة الام بطلاقة قراءة وكتابة ..
تزوج من المرحومة تريزا ايليشاع  شقيقة الاب المرحوم  يوسف شماشا ، كانت حياته العائلية هادئة جدا بسبب كونه انسانا متعلما  ولم يحصل ان تعصب يوما على احد حتى على تلاميذه المشاكسين والمشاغبين ، كان يتعامل مع المشكلة التي تحصل دائما بشفافية نادرة ويحلها دون ان تصل الى التعقيد ، اذ كان يستقبل كل شيء بابتسامة ومزحة بسيطة تجعل المقابل يزيد له من احترامه وتقديره.. رزقه الله بعد تعبه بالسعادة والرفاهية وعدد من الاولاد وهم كل من :
1-   ولد البكر حسيب / وهو من مواليد 5/4/1945 ، تخرج من معهد المعلمين وعين معلما ثم مديرا للمدرسة الابتدائية . وهو في الوقت الراهن متقاعدا
2-   حسيبة  / وهي من مواليد 19/5/1947 ، حيث اكملت دراستها الابتدائية ولم تلتحق بالدراسة المتوسطة لبعدها عن المنطقة ، اذ كانت  (المدرسة المتوسطة )حينها في تلكيف.
3-   اديب / وهو من مواليد 12/6/1949 ، تخرج من كلية العلوم / قسم الكيمياء ، عين مدرسا في الشرقاط ، ومن ثم اصبح مديرا في ثانوية القوش ثم مديرا في ثانوية تللسقف ،وهو متقاعد حاليا
4-   نجيب / من مواليد 1/2/1953 وهو خريج المعهد الزراعي الفني ، عين في دائرة زراعة اسكي موصل ، ثم انتقل الى مستشفى الصدرية في الموصل .. متقاعد حاليا
5-   حبيب / من مواليد 6/11/1955 خريج كلية الهندسة ،  عين مهندسا في محطة كهرباء نينوى ، حاليا رئيس قسم في نفس الدائرة
6-   نجيبة / من مواليد 12/11/1957 خريجة معهد الادارة ، عينت في مركز التحسس النائي في جامعة الموصل ، ثم اكملت دراستها في كلية الادارة والاقتصاد ،وعينت في رئاسة جامعة الموصل ، ومن ثم انتقلت الى سلك التدريس لتعمل كمدرسة في ثانوية تللسقف للبنات .. متقاعدة حاليا
7-   لبيب / من مواليد 19/7/1959 خريج المعهد الزراعي الفني ، عين في دائرة زراعة سميل .. متقاعد حاليا
8-   منيب / من مواليد 21/3/1962 خريج كلية التربية / قسم اللغة الانكليزية ، عين مدرسا في اعدادية صناعة زاخو ،ومن ثم نقل الى ثانوية تللسقف للبنين ،اصبح معاونا في المدرسة وهو مستمر في عمله كمعاون الى يوم كتابة هذا التقرير
9-   لبيبة / من مواليد 23/8/1964 خريجة كلية العلوم / قسم الاحياء ..وهي ربة بيت ، وتعمل حاليا في ابرشية كركوك الكلدانية بمدينة كركوك
10-   شبيب / من مواليد 29/10/1966 خريج كلية الهندسة / القسم المدني ، عين مهندسا في بلدية تلكيف ...
11-   وليد / من مواليد 25/12/1969 خريج المعهد الفني / قسم البناء والانشاءات .
الأب قرياقوس حنا وسلك الكهنوت
كانت اخر مدرسة علم فيها الاستاذ قرياقوس حنا هي مدرسة تللسقف الابتدائية للبنين ، اذ كان يقوم بتعليم اللغة العربية اضافة الى تدريسه لمادة الدين المسيحي باعتباره شماسا في الكنيسة ، كان مولعا جدا بالقراءة والمطالعة، حيث كان لديه اشتراك في العديد من الصحف والمجلات من التي تصدر في العراق ولبنان ومصر ، اذ لم يمر يوم دون ان تدخل بيته جريدة او مجلة او كتاب .. احيل الى التقاعد عام 1969 وتفرغ بعدها للمطالعة  والكتابة باللغة العربية والسورث ، واخذ حينها بالكتابة عن تراث تللسقف وتقاليد ابناء قريته ، وقد نشر بحثا طويلا في كتاب خاص اسمه تللسقف بين الماضي والحاضر .. وكما نوهنا اعلاه بكونه شماسا ماهرا ، كان ملتزما جدا ومثابرا جدا في تعاليم الرب ، فتراه يوميا في الكنيسة صباحا في القداس وعصرا في صلاة الرمش ، اقام العديد من الدورات في تعليم التلاميذ اللغة الام ،وكان دائم التشجيع لهم ، حيث اصبح العديد من تلامذته شمامسة كبار وكهنة اجلاء ..
 

الاب المرحوم يوسف شماشا
ومن الطريف ان نذكر بانه لم يمارس اي عمل بعد تقاعده الا مرة واحدة فقط ، حيث ذهب الى مدينة الحلة واشترى حمولة شاحنة من طراز سكانيا مادة رز العنبر ، واخذ يبيعه الى اهالي تللسقف ، كان حينها اغلب عوائل القرية تعيش في فقر متقع ، لذا اخذ يبيع لهم بالدين ، واذ لم يستطع الكثير منهم من تسديد ما بذمتهم ، لذا قام باعفائهم من تلك الديون ولم يجني من تجارته تلك حتى ثمن شراء الرز .. فقرر ترك ذلك وان لا يعمل بعدها ابدا.. ولهذا فقد تفرغ كليا لخدمة الكنيسة ، كان خوري الكنيسة في سبعينيات القرن الماضي الاب المرحوم يوسف شماشا .. ذلك الكاهن الذي كان يتميز بشخصية قوية جدا والذي كان يتميز ايضا بعلاقاته الاجتماعية مع السلطات الكنسية وحتى الحكومية منها .. لذا فقد استطاع اقناع الشماس قرياقوس حنا من الانضواء تحت سر الكهنوت ، كما استطاع بشخصيته الفذة واسلوبه الدبلوماسي ان يقنع نيافة المطران مثلث الرحمات المرحوم عبد الاحد صنا ليختار الشماس قرياقوس ليرسمه كاهنا ، وفعلا تم له ذلك في يوم 26/7/1976 ، حيث رسم الشماس قرياقوس حنا كاهنا منذ ذلك اليوم وذلك بقداس مهيب اقامه لذلك المطران الراحل عبد الاحد صنا الطيب الذكر ، حيث اصبح كاهنا تابعا لأبرشية القوش الكلدانية في كنيسة تللسقف .. وبعد ذلك اي بعد تقبله سر الكهنوت ازداد احترام الناس وتقديرهم له ، وكانت فترة تقبله للكهنوت فرصة لا تقدر بثمن لهذا الرجل ، اذ قام اثناء تلك الفترة بجمع الكتب الدينية والطقسية والمخطوطات الموجودة في خزانات الكنيسة ووضع بذلك اول لبنة لتأسيس مكتبة خاصة بكنيسة تللسقف ، كما قام باحصاء جميع عوائل تللسقف ودونها في سجلات خاصة وحسب الحروف الابجدية ، اضافة الى تدوينه في تلك السجلات تاريخ الزواج لكل عائلة وعدد الاولاد التي انجبتها وتاريخ عماذ كل طفل فيها ، ولازالت تلك السجلات معتمدة لحد يوم كتابة هذا البحث ..
اهتم الاب قرياقوس حنا بالشباب وسعى الى تثقيفهم دينيا وعلمانيا وتوجيههم الوجهة الصحيحة ليكونوا بناة صالحين لمجتمعهم ، فقد تمكن من عقد اول ندوة في تللسقف بإسم ندوة الخميس ، اذ كانت تلقى فيها محاضرات ثقافية كل يوم خميس وكان المحاضرون في هذه الندوة من كبار المثقفين من ادباء ورجال دين واساتذة جامعات ، اما روادها فكانوا من الشباب والشابات وخاصة طلبة المعاهد والكليات وطلبة الاعدادية .. ومن مآثره ايضا شغفه الكبير بتعليم اجيال تللسقف اصول وقواعد اللغة الام وتدريس الدين المسيحي للأطفال والشباب ، وكان له الفضل الكبير بتقبل العديد من هؤلاء الشباب لسر الكهنوت ومنهم من اختار طريق الرهبنة كسبيل للخلاص .
واثناء فترة تقبله لسر الكهنوت الغى ما يسمى (كويثة ) التي كان ينزعج منها الكثيرين من الفقراء منهم بصورة خاصة ، والكويثة لمن لا يعرفها هي : كان الكاهن يزور البيوت بعد العيد مباشرة لتقديم التهاني لتلك البيوت واثناء ذلك كانت الناس تعطي للكاهن مبلغا من المال (عيدية) ، كانت العيدية حينها ربع دينار او عدة دراهم ، ورغم قلتها الا انها كانت تثقل كاهل العوائل الفقيرة من التي تعيش في فقر متقع انذاك ، لذا فقد اقترح على ابرشية القوش الكلدانية الغاء هذه العادة ،ولكن حينها عارضه نيافة المطران المرحوم مار عبد الاحد صنا وبقية الكهنة ، ورغم تلك المعارضة قام هو بالغاء هذه العادة في قرية تللسقف ، الا انه كان يزور عوائل القرية ويهنئهم بالعيد ولم يستلم منهم درهما واحد بعد ذلك كـ ( كويثة )
مؤلفاته:
كان المرحوم الاب قرياقوس حنا يتميز بثقافة عالية وروح مرحة جدا ، كان لا يفوت الفرصة ابدا الا وترى بيده كتابا قرأه سواء كان ذلك في الكنيسة ام في البيت ، واثناء ذلك استطاع توثيق الجزء الاكبر من تراث بلدته تللسقف في كتاب خاص اسماه حينها ( تللسقف بين الماضي والحاضر ) ، ففي ذلك الكتاب تم توثيق الكثير من العادات والتقاليد التللسقوفية كمراسيم الخطوبة والزواج وعادات دفن الميت ، كما تطرق الى الاغاني الشعبية والعاب الاطفال والكبار ، وكذلك الاكلات والملابس الشعبية وطريقة بناء الدار وقد اعطى تفصيلا دقيقا ووصفا متيمزا  لأحد بيوت القرية في تلك الفترة الزمنية ..ومن الجدير بالذكر ان العديد من الكتاب والباحثين اتخذوا من كتابه هذا مصدرا اساسيا لبحوثهم ودراساتهم حول قرية تللسقف ومن ضمنهم كاتب هذا التقرير..
كان المرحوم قرياقوس حنا يكتب في العديد من الصحف والمجلات في فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وخاصة مجلة قالا سريايا ومجلة التراث الشعبي ، وكانت له علاقات ثقافية متميزة مع العديد من الكتاب والمثقفين والاعلاميين ومن ابرز هؤلاء . الاعلامي والصحفي المعروف المرحوم جميل روفائيل حيث كان يواظب على سماع اخباره من خلال اذاعة مونتيكارلو واذاعة بي بي سي واذاعة صوت لبنان وغيرها ، كما كانت له علاقات متميزة من كبار الادباء والمؤرخين وخاصة المرحوم هرمز شيشا كولا والاستاذ الباحث واللغوي الكبير بنيامين حداد ...
انتقل الاب الفاضل والمربي الكبير والكاهن الورع قرياقوس حنا التللسقفي الى الاخدار السماوية يوم 17/12/1993 ، حيث تم تشييعه الى مثواه الاخير في كنيسة مار كوركيس في تللسقف بجنازة مهيبة تليق بهكذا انسان قدم لأبناء بلدته وامته الكثير الكثير .. ..


23
بلتيقة:
نعتذر حصل سوء فهم وتشابه بالاسماء
                              
بقلم / عصام الكلداني
نعم هكذا كانوا يقولون ( نعتذر حصل سوء فهم وتشابه بالاسماء )  بعد ان يمارسوا على من يلقى القبض عليهم اسوأ انواع التحقير والاذلال والقسوة والتعذيب النفسي للموقوف ظلما او كيدا ومن ثم يطلقون سراحه باهانات اكثر بعد ان يقضي اياما او اسابيعا واحيانا شهورا كاملة تحت مسمى التحقيق بجرم لم يرتكبه الموقوف ... ومن ذكرياتي القاسية التي حصلت لي مرة فعلا  ما يدعوا الى السخرية والضحك على الذقون ( على كولة المثل العراقي ) ... والقصة باختصار ::
انهيت دراستي الجامعية عام 1981 وتخرجت من اكاديمية الفنون قسم الفنون المسرحية مع مجموعة خيرة من طلاب الاكاديمية .. التحق الجميع بالخدمة العسكرية باستثنائي انا ،  حيث اعفيت من الخدمة لكوني معوق في الذراع الايمن.. فتم تعييني مدرسا لمادة المسرح في معهد الفنون / نينوى... لم يستمر الامر طويلا حتى انطلقت عام 1986 ابواق نداء اعادة الفحص الطبي للمعفوين من الخدمة العسكرية في مستوصف شرحبيل في بغداد.. وحين دخولي لجنة اعادة الفحص ، قال لي احد الضباط وكان برتبة عميد ( ابني تعذرني ما اكدر اعفيك , لأن الامر جاء من القيادة بتجنيد كل الخريجين وما يستثنى منهم الا الاعمى) وفعلا سوقوني كجندي مكلف غير مسلح شرحبيل ، بعدها التحقنا بمركز تدريب الموصل في شهر كانون الثاني 1987 ،ومن ثم بعد ثلاثة اشهر تم نقلنا الى مدرسة الشؤون الادارية في بغداد ، وبعد انهاء دورة التدريب تم نقلنا الى الوحدات ، وكان نصيبي هو مذخر تموين فايدة  في مدينة دهوك والذي مكانه السوبر مارك الكبير في الوقت الحاضر.. وحالما التحقت بالمذخر وكان ذلك في شهر اب عام 1987 شعرت بغربة لم اشعر بها طوال حياتي . ولكن ما جعلني اتجاوب مع الوضع هو مساعد امر المذخر الملازم الاول ( ح ، ح ، ش ) الذي حين عرف بانني تدريسي في المعهد عاملني بانسانية منقطعة النذير وجعلني مقرب منه جدا انا والطبيب البيطري للمذخر الجندي المكلف عبد الكريم من اهالي كركوك.. لأننا كنا الوحيدين من يحملون شهادة جامعية في المذخر الذي يبلغ تعداد منتسبيه ( 30) منتسبا بين جندي وضابط.. اما الامر ... سامحه الله العميد ( ظ ، ط ) .. فكان من القسوة والظلم ما بعده ظلم على جميع الجنود وحتى على المساعد.. لذا كان الكل يكرهه ويهابه في نفس الوقت.. وحالما علم بانني استاذ جامعي حاول اذلالي بكل طريقة .. اذ نسبني للعمل العضلي كحمال للطحين وزجني بعمليات تنظيف المذخر رغم انني جئت الى المذخر بكتاب رسمي من مدرسة الشؤون الادارية منقولا بصفتي جندي غير مسلح كاتب .. وياليت الامور توقفت عند هذا الوضع.. ولكن .. وفي احد ايام شهر ايلول عام 1987 لم اجد الا ورئيس عرفاء الوحدة يطلق صفارته ويدعونا للتجمع.. وحالما تجمعنا لم اجد الا ومجموعة من الاستخبارات العسكرية تهجم علي وتكبلني وتقودني الى عربة البيكب وقبل ان ينطلقوا عصبوا عيني .. وبعد ربع ساعة من مسيرة البيكب انزلوني وفتحوا العصابة عن عيني فاذا بباب كبير يفتح لنا ، حينها ضربني احدهم بعصا سوداء بلاستيكية على ذراعي الايسر ( علما ان ذراعي الايمن مكسور ) حينها فقدت الوعي حالا... لم اعلم حينها ما نوع العصى.. لكنني عرفت بعد ذلك كونها عصا كهربائية.. وبعد عدة ساعات صحوت على صوت عدد من الجنود المسجونين وهم يرشون الماء على وجهي .. وحالما استفقت اخذوا بمواساتي .. فسالتهم عن سبب وجودي ووجودهم قالوا ( موقوفين سياسيين) .. يعني انا معهم موقوف سياسي .. ولكن اي سياسي .. واي حزب انا انتمي اليه..؟ ذلك ما لم اعلمه ... وكان بين ساعة واخرى يمر علينا احدهم ويسخر منا او يطلق عبارات الاهانة والتهديد والوعيد من خلال الحرب النفسية التي كانت سيدة الموقف حينها.. وفي المساء وكانت الساعة العاشرة تقريبا ... ولن انسى ذلك التاريخ من حياتي ,, كان يوم عيد الصليب 14/9/1978 .. جاء احدهم ونادى علي باسمي ومن ثم اطلق عبارته الغير لائقة قائلا( تعال زمال ... الامر يرديك)  .. ومن ثم مسكني من كتفي ودفعني بقوة جعلني اتعثر في مسيري .. وحين وصلنا الى غرفة الامر .. طرق الباب وقال للآمر ( سيدي جبته للحيوان) .. دفعني العريف بقوة امام الضابط الذي ابتسم قليلا وقال لي ( يابه طلعت انت ما عندك شي .. طلعت انت لا منهم ولا هم يحزنون.. وبعدين صار هناك تشابه بالاسماء .. فاحنا نعتذر ) ... ثم قال للجندي ... اوصله الى الباب النظام واعطه خمسة دنانير ليذهب الى اهله.. والحق يقال زودني الرجل بنموذج اجازة رسمية خمسة ايام .. وحالما وصلنا الى باب النظام . ودعني الجندي الظالم بضربة اخرى بيده على ظهري .. لأنطلق الى حيث الشارع العام وانا لا ادري اين انا.. حينها اوقفت سيارة اجرة واستعلمت منه بانني في قلعة فايدة .. فطلبت منه ان يوصلني الى بلدتي تللسقف .. تلك كانت احدى قصصهم التي يقولون فيها دائما( نعتذر ... حصل سوء فهم.. او تشابه بالاسماء ).. صدقوني لحد هذا اليوم وبعد مرور بما يقارب الـ (26) سنة على تلك الحادثة .. لا اعرف لماذا القوا القبض علي وما هي تهمتي ولا اعرف من الذي اوشى بي .. تحياتي

24
أدب / حين يكون الحب خيانة
« في: 22:50 10/02/2013  »
حين يكون الحب خيانة
                           عصام شابا الكلداني/ تللسقف
لم احببتني
لم زرعتِ في كياني
همسات العشق الحزين
لم جرحتني بكبريائك الزائف اللعين
ان كنتُ انا الحبيب حقا
اذن لم تركتني حائرا
بين امواج الياس
وعواصف الازمنة
ابحث عن شاطيء امان
لترسو به سفينة احزاني
...........
ارفعي برقع الخجل
عن وجنتيك اللعوبتين
اللتين تخدعين باحمرارهما البسطاء
وتسلبين بخجلك المزيف
قلوب اطفال ابرياء
وانا مثلهم..
اذ لست الا صبي بريء
يعيش في جلباب رجل عاشق
قضمت منه الاقدار ربيع السنين
ابكي من لمسات النسيم
وان داعب وجنتاي حفيف الشجر
استكين الى عطور الياسمين
واتنشق عبير شفاه شقائق النعمان
وحين يتقاطر الندى
على وريقات الرياحين
اتلو بخجل مريب قصائدي
ممزوجة بتراتيل بلابل الصباح
...............
هل تتذكرين..؟
حين كنا في الخامسة والعشرين..؟
وهل تتذكرين..؟
كيف كان الحمام يناغي عشقنا
في روض الرياحين..؟
والان وبعد ان بلغنا
من العمر نيف وخمسين من السنين
لكنك لا زلت تجرحين..
وتجرحين. وتجرحين
ولا زلت طبول الهجر تقرعين
فهل لا زلت تتذكرين..؟
...............
فوا اسفي.. ويا حسرتي لنسيانك...
بل لتناسيك مسير تلك الطرقات
وتناسيت في الحين كل الحكايات
فهل كنتِ اذن
الا مخادعة ومنذ البدايات..؟
ورغم هذا وذاك
لم اكن اعلم
بانك لست الا قارئة لفنجاني
ومبصرة لخطوط كفي الذابلات
وبهذا تكوني قد برهنت
على سوء طالعي
واحرقت بالحمق كل الخطابات
................
ويا حسرتي على قلمي
ودفتري وكتابي وتلك العبارات
اذ لم تدر في خلدي يوما
مثل تلك الحسابات
................
خائنة...... خائنة
خائنة انت
لقد سلبت بهجرك كل شيء
من اكواني الجميلات
ولم تتركي لي من الذكريات
غير سبيل الالام والحسرات

25
وهكذا يكون الكذب ديدنهم
                                                                                                   عصام شابا فلفل / تللسقف
اعتدنا في كل ندوة او تجمع جماهيري ان نسمع من سادتنا الافاضل مواضيع مهمة جدا وخاصة موضوع مكافحة الهجرة التي يعاني منها ابناء امتنا المجيدة ، واعتدنا كذلك ان نرى في كل ندوة او تجمع ان يكون المحاضر احد ابناء جلدتنا من المسؤولين الكبار في احد احزاب شعبنا او احدى مؤسسات المجتمع المدني ، وما ان تبدأ الندوة حتى ينبري صاحبنا الى اطلاق العبارات الرنانة من التي تهز كيان الحاضرين وشوارب الغائبين وتجعلهم يعيشون في اجواء ميتافيزيقية لا يعيشها الانسان الا في اوهام بعض من المتصيدين والذين يقتاتون على جراح الفقراء والبسطاء من ابناء الامة ، فها هم يرددون في كل حين مقولات شبع الفكر من نشازها وهي ( ان الهجرة خارج الوطن مرض خبيث لا بد من مكافحته) نعم انهم يتكلمون هكذا والجميع ونحن منهم طبعا يصدق ما يتفوه به هؤلاء السادة ، كما ان البسطاء والسذج من ابناء الامة يعتبرون هؤلاء قمة في الثقافة واحيانا السياسة ايضا.. وحين يسير هؤلاء تراهم يتبخترون كطيور الجنة اذ يعتبرون انفسهم قادة الامة الى شاطيء الامان بعد ان عصفت بها ريح صفراء ادت الى تشتتها وتمزيقها الى اوصال هزيلة.. وبعد المحاضرة القيمة يصفق لهم الجمهور ومن ثم تبدأ التهاني لصاحبنا المحاضر لكونه قد القى المحاضرة القيمة بنجاح تام وانه استطاع ان يكافح الهجرة باسلوبه الادبي والكيميائي المخدر لأعصاب الجمهور .. وبعد ايام من تلك الندوة لم يسمع الناس الا وان صاحبنا الجليل قد شد رحاله وانطلق الى بلاد المهجر ضاربا بعرض الحائط كل تلك المحاضرات والنظريات التي ابتكرها هو وامثاله المنتفعين من منظماتهم التي اوجدها اصحابها لمثل تلك الحالات ، والغريب العجيب انه حين تسالهم لماذا تهاجرون انتم ، الستم من القى محاضرات تحارب هذه الافة ..؟ يكون جوابهم حينها.. تعرضنا للتهديد...! يا لها من حجة باطلة .. اي تهديد هذا الذي طالكم وانتم تعيشون في مناطق امنة لا يطالها الا النسيم الربيعي ..؟ لماذا لا تقولون الحقيقة للناس.. ؟ اليست منظماتكم التي تعملون بها قد اباحت لكم الهجرة علنا وهي التي جهزتكم بكل شيء حتى جواز السفر..؟ اليس ذلك صحيحا.. ؟ ارجو ان لا يستغرب قارئنا الفاضل من صراحتنا ، لأن لدينا امثلة عديدة لمثل هؤلاء ولكننا نعتذر في الوقت ذاته من ذكر الاسماء لا لشيء بل ان اخلاقنا وتربيتنا لا تسمح لنا بالتشهير بالناس رغم انهم معروفين لدى الجميع.. اين مبادئكم يا ايها السادة.. اين نظرياتكم التي كنتم تخدرون بها اعصاب الجماهير.. ؟ ها قد ظهرتم على حقيقتكم .. اذن انتم لستم سوى مخادعين ومنتفعين من ظرف الوطن الطاريء ليس الا.. فهنيئا لأمتنا بامثال هؤلاء المتصيدين..

26
الى الاستاذ والصديق العزيز فائق بلو .. مع خالص تحياتي

   قرات دراستكم النقدية التي نشرتموها  مشكورين على صفحات موقع ابناء شعبنا عنكاوة كوم حول كتابنا الاخير الموسوم( تللسقف بين عبق الماضي وزهو الحاضر ) . فان دل هذا على شيء فانه يدل على اهتمامكم الكبير بتراث ابناء شعبكم وتراث امتكم ،وليس من قبيل الصدفة ان نجد بين ابناء شعبنا نقادا كبارا وادباء ومفكرين ، لأننا شعب تميز بكل الصفات الثقافية منذ اقدم العصور .. فشكرا على الاسطر التي كتبتموها تقييما كانت او نقدا لكتابنا اعلاه.. ولكن اذا سمحتم لي بان اجيب على بعض من تساؤلاتكم حول بعض الامور التي وردت في الكتاب وهي كما يلي :
1-    اولا سيدي الفاضل ان النقد الادبي لأي مادة ادبية له مقوماته واسسه لا يمكن تجاهلها حين يود مفكر ما نقد او تقييم تلك المادة الادبية او الفكرية ، من تلك الاسس هو قراءة الموضوع بتمحص ودقة وليس بسرعة ولمرة واحدة كما ذكرت انت في دراستك النقدية ، اذ لا يمكن اكتشاف مكامن الخلل من الوهلة الاولى وبالسرعة الفائقة التي قمت حضرتكم بتدوينها.. كما ان النقد يعني تحليل النص من كافة جوانبه وتقييمه ايجابيا وسلبيا في الوقت ذاته وليس انتقاء كلمة من هنا وكلمة من هناك واعتبارها خطأً .
2-   ان النقد يا صديقي العزيز ليس الانتقاد ، ان الذي كتبته حضرتكم ومع الاسف الشديد ليس نقدا ادبيا ابدا بل هو انتقاد لأسلوب الكاتب ، كما ظهرت فيه العديد من عبارات السخرية والتهكم والتي لا تليق باي ناقد ادبي مثل ( دهاء الكاتب ) ، اضافة الى توجيهكم انتقادا لاذعا الى المفكر الكبير والعلامة بنيامين حداد واتهامه بانه لم يراجع الكتاب ،وبهذا كنت متوهما جدا ، اذ ان الاستاذ الفاضل بنيامين حداد قد راجع الكتاب في موسدتيه الاولى والثانية  واشر على العديد من مكامن الخلل .والتي قمت بتعديلها سواء كانت تلك الاخطاء لغوية ام تاريخية
3-    بالنسبة الى الاخطاء اللغوية التي تدعي كونها اخطاء قواعدية ، يا سيدي قد تكون هناك اخطاء مطبعية حتى في كتب اللغة نفسها ولفطاحلة اللغة ايضا، اما اكتشاف كلمتين او ثلاث في كتاب كامل يتكون من 135 صفحة اي بما يقارب الـــ ( 20000) عشرين الف كلمة ، فتلك ليست جريمة ولا يحسب ذلك الا من باب الاخطاء المطبعية ،وقد يحصل ذلك  احيانا حين يتم نقل النص المطبوع بالكومبيوتر من نظام الوورد الى نظام الكوريل ، لذا فهنا اقول لك يا سيدي انك اوقعت نفسك في شرك اللغة العربية من حيث لا تدري ، والسبب هو تسرعك في قراءة الكتاب او قلة درايتك بتفاصيل وقواعد اللغة العربية  ، اذ ان للغة العربية مرادفات كثيرة جدا للمعنى الواحد  ,, ومنها كما ذكرت انت .. حيث اشرت بقولك الى كلمة الثر وقلت بانها يجب ان تكون ثري .. وهنا اقول لك يا سيدي ، انت شاعر وكاتب معروف وتتراس هيئة تحرير مجلة ثقافية ، فكيف لا تستطيع التمييز اذن بين الثر والثري ،وعلى ماذا تطلق كلمة الثر ولمن تطلق كلمة الثري...؟؟!! ومن ثم قلت بان ( قد ) تفيد التقليل .. انا اتفق معك اذا كانت ( قد ) تدخل الى الفعل المضارع فانها تفيد التقليل فعلا..ولكن ( قد) التي ذكرتها يا سيدي قد دخلت على الفعل الماضي وهي هنا تفيد التحقيق اي التوكيد .. اما الشرك الاكبر الذي اوقعت نفسك فيه فهو .. عدم تفريقك بين الفعل المضارع واسم المصدر وهذه كارثة لمن لا يعرف تفاصيل اللغة العربية وقواعدها .. فقولك بان الفعل  ( تباهى ) يجب ان يكون ( تباهٍ) .. وهنا تكمن الطامة الكبرى .. يا سيدي ان ( تباهٍ ) هي اسم المصدر الرباعي ،وتباهى هي الفعل المضارع الخماسي لإسم المصدر الرباعي ، فربما لا تعرف ذلك يا سيدي  .. فعجبي اذن من شاعر وكاتب وصحفي لا يستطيع التمييز بين اسم المصدر وفعله المضارع..
4-   وبالنسبة الى مدراء المدارس وكوني لم اسجل اسم اول مدير لمدرس تللسقف الابتدائية .. فما ذنبي انا بذلك وسجلات المدرسة لا يوجد فيها اسم اول مدير الا الذي ذكرناه في الكتاب. فعلى من يقع اللوم برايك..؟؟ ولعلمك فقد راجعت انا شخصيا تربية نينوى لمعرفة اسم اول مدير ، لكنهم لم يجدوا ما صبونا له ... فلو كنتَ حضرتك تحتفظ باي سجل ينورنا باسم المدير الاول لمدرسة تللسقف الابتدائية ، فأرجوك الف رجاء ان تزودنا به واكون خير شاكر لك اذا قمت بذلك
5-   اما بالنسبة لكلمة سادونا .. فارجوك ان تراجع الكتاب مرة اخرى وستري بانني وضعت بين قوسين كلمة ( سهذونا او سهدونا ) واشرت الى ذلك في اكثر من مكان. اما صيغة كتابتها في مقدمة موضوع ( دير ما سادونا ) فهنا قد اثرت الصيغة اللفظية التي ينطقها اهالي تللسقف ... والصيغة اللفظية تحتم احيانا ادغام حرفيين متتاليين لتكوين كلمة توافق صيغة اللفظ عند جماعة معينين او تتحتم تغير حرف معين الى اخر قريب منه لفظا ، فكلمة سهدونا حين ينطقها ابناء تللسقف يقلبون الهاء الى الف وينطقونها سادونا .. ولأعطيك مثل اخر .. فكلمة تللسقف مثلا تكتب بالصيغة اللفظية اكثر منها بالصيغة اللغوية ، فان كتبناها بالصيغة اللغوية القواعدية ستصبح حينها ( تل لسقف او تل اسقف ) فايهما اصح برايك..؟ .. وهكذا الحال ايضا بالنسبة لمارت شموني ، ثم انا اسألك سؤالا واحدا فقط.. وهو.. اتدري ما الفرق بين كلمتي فائق وفايق ..؟؟!! فيا سيدي متى ما توصلت الى معرفة الفرق بين فائق وفايق حينها ستصل الى معرفة الفرق بين كلمتي الثر والثري ،وتعرف الفرق ايضا بين اسم المصدر الرباعي  وفعله المضارع الخماسي  وستعرف حينها حتما بان ( قد)  اذا دخلت على الفعل الماضي تفيد التحقيق وليس التقليل كما ذكرت وغيرها ،ويا حبذا لو تراجع مقالك وتطلع على الاخطاء اللغوية التي يكتنفها ... مع خالص تحياتي ..

 اخوكم / عصام شابا فلفل
مؤلف كتاب ( تللسقف بين عبق الماضي وزهو الحاضر )

27
الى اتحاد الادباء والكتاب السريان .. مع التحية


لقد نوهنا في عدة مقالات سابقة لأمور تحصل في الاتحاد ومع الاسف الشديد قد تؤدي الى عزوف الكثيرين عن اللحاق بركب الاتحاد مادام في هكذا توجه.وكان ذلك قبل تاسيس اتحاد الكتاب والاعلاميين الكلدان باكثر من سنتين ،ولكن ولالآسف الشديد لازالت تلك الامور تحدث وعلنا ولا ندري ان كانت بصورة متعمدة او عفوية . اما الذي حصل مؤخرا باقامة امسية شعرية في القوش والذي كان اخر تلك الامور ، فاننا لا نضعها الا في اطار نصفه على الاقل بنظرة استصغار  او محاولة الغاء الاخر وخاصة من ابناء سهل نينوى الشمالي .. لذلك حصل لدينا امتعاض كبير جدا وامتنعنا عن الحضور والسبب في ذلك هو بطاقة الدعوة الموجهة الى الادباء والشعراء في كل من تللسقف وباطنايا .. فالذي كُتب في البطاقة ليدعو الى العجب ، اذ ان البطاقة ليست بطاقة دعوة للمشاركة في الامسية كشعراء بل بطاقة حضور امسية شعرية يقيمها عدد من شعراء ابناء شعبنا.. اي لم توجه الينا بطاقة دعوة مشاركة بل دعوة حضور امسية شعرية فقط ( وهذه نسخة مصورة من تلك البطاقة 
 )
،وهذا لا يعني لنا الا  استصغارا لشأننا كشعراء من قبل الاخوة في الاتحاد ربما لأننا لسنا على قد المقام كما يقول المثل المصري او لسنا من النخبة المثقفة كما يعتقد القائمين على الاتحاد ..لهذا السبب امتنع كل شعراء تللسقف وباطنايا من المشاركة فيها باستثناء اثنين فقط  نعتذر عن نذكر اسمائهم .. وقد شاهدتم ولمستم بان الحضور لم يكن الا عددا محدودا جدا.. ولكنكم لم تسالوا انفسكم لماذا عزف الجمهور عن حضور تلك الامسية وقبلها بساعات الندوة الثقافية..؟ انا اقول لكم لماذا.. ان سبب ذلك العزوف هو انكم كنتم في وقت سابق من هذا العام قد عقدتم اجتماعا في بغديدا وطرحتم كل تلك الامور حينها ،وكان بيانكم يحمل عنوانا واضحا جدا وهو( اتحاد الادباء والكتاب السريان يجتمع بنخبة من خيرة مثقفي شعبنا في سهل نينوى ) .. والسؤال كان.. الا يوجد مثقف واحد من ابناء سهل نينوى الشمالي لحضور ذلك الاجتماع ، ام ان خيرة مثقفي ابناء شعبنا ونخبتهم جميعها تتركز في تلك البقعة.. اليس ذلك استصغارا والغاء  للآخر..؟ اما دعوتكم لنا لحضور مناقشة مقررات اجتماعكم السابق ، فلم تكن الا تحصيل حاصل لا اكثر لأننا لم نقرر ما قررتموه انتم و( خيرة مثقفي شعبكم)  باجتماعكم السابق في بغديدا، ( وهذه صورة من بطاقة الدعوة تلك


) اذ انكم  وجهتم الدعوة لنا لقراءة البيان الصادر عن اجتماعكم السابق لا اكثر  ... فربما نحن ( اقصد ابناء سهل نينوى الشمالي ) لسنا من مثقفي هذا الشعب كما نوهت اعلاه، لذا امتنعنا عن الحضور  .. ولهذا اخوتنا الافاضل واقولها وبكل صراحة، نظرا لعدم وجود اهتمام جدي بمثقفي ابناء سهل نينوى الشمالي من قبل الاتحاد ، لذا قررت تقديم استقالتي من اتحاد الادباء والكتاب السريان ،وانا اعتبر نفسي من الان خارج نطاق الاتحاد ولست معنيا باية فعاليات يقيمها.. علما بان هناك العديد من الادباء المنتمين للإتحاد في كل من تللسقف وباطنايا وتلكيف سوف يقدمون لكم استقالتهم في وقت لاحق للأسباب المذكورة في مقالاتنا السابقة  .. مع خالص اعتباري وتقديري ..

            عضور الهيئة الادارية السابق لإتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق
                        اخوكم / الكاتب والشاعر والصحفي
                        عصام شابا فلفل / تللسقف
               عضو الهيئة الادارية لإتحاد الكتاب والاعلاميين الكلدان في العراق
                                 15/8/2012

28
منى الخرساني
رئيسة منظمة اديبات العراق : ضيفتنا اليوم  ..
حاورها / عصام الكلداني
منظمة أديبات العراق ، منظمة أدبية ، فنية ، إعلامية مستقلة غير حكومية لا تنتمي إلى أي جهة ولا تمول من أي مصدر انبثقت عام 2008 مع انطلاق بابل عاصمة للثقافة ، من هناك كان انبثاقها الأول قامت بنشاطات عديدة منها المهرجانات التي أقيمت في  كل من( بغداد ، بابل ، ذي قار ، كربلاء ، النجف عاصمة للثقافة ) وكانت مهرجاناتها الوطنية  تشارك فيها الأديبات من كافة محافظات القطر ولها ملتقى شهري مستمر  وقد فتحت لها فروع كثيرة في المحافظات وهي مسجلة في دائر المنظمات غير الحكومية ال ngo بالرقم ((iB74990) في تاريخ 24\11\2011ومسجلة في وزارة الثقافة ولديها العديد من كتب الشكر ، ومسجلة في وزارة الثقافة ولديها موقع الكتروني بأسم الأديبات وعلى الفيس بوك باسم (الأديبات الأديبات)
وللتعريف اكثر بهذه المنظمة .. التقينا وبصالة فندق العيون على ضفاف شط العرب في البصرة الفيحاء اثناء انعقاد مهرجان المربد التاسع ( دورة الفريد سمعان) بالسيدة منى رحيم الخرساني مدير المنظمة وطرحنا عليها بعض من الاسئلة اجابت عليها مشكورة بالقول:
تحية معطرة غرستها أديبات العراق على طيات  صفحات مواقعكم  الموقرة
منظمة أديبات العراق والتي هي المتنفس والخيمة التي أرتأت ان تفرش ظلها على المساحات الواسعة للمرأة المثقفة الأديبة والفنانة والأعلامية وقد انطلقت عام 2008 بمؤتمرها الذي استنهض قواه مع بابل عاصمة للثقافة حينها رسم أفاق واسعة تحبو بها المرأة العراقية لترسم من الق حروفها معالم الوطن مجسدة ادبها  وفنها واعلامها خدمةً للثقافة العراقية وبالخصوص المرأة. و هي من منظمات المجتمع المدني حالها  كحال باقي المنظمات والمؤسسات الثقافية ngo          ومسجلة في المنظمات الغير حكومية بالرقم (IB74990) والجهة المانحة للأجازة هي الامانة العامة لمجلس الوزراء


السيدة منى رحيم  اثناء تقديمها درع منظمة اديبات العراق  للكتور صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد يوم 10/4/2012          

وعن الدعم المادي للمنظمة قالت السيدة منى : لقد عملنا نشاطتنا بالدعم الذاتي كوننا أديبات يحملن هوية أتحاد الأدباء وفنانات واعلاميات هنا قرأنا قصائدنا وهنا اقمنا معارضنا وهنا كتبت اقلامنا نشاطنا على الصحف والمواقع الالكترونية هذا ما كان في بغداد منذ 2008 واما باقي المحافظات كان هذا بالتنسيق مع المحافظة من اجل الضيافة والمبيت (بابل،ذي قار،النجف،كربلاء،السماوة) وكما أود أن انوه الى ان الدعم دائما يكون دون شروط وإننا لا ننتمي الى أي جهة سياسية او فئوية ، نحن نعمل للعراق فقط .
ان مقر المنظمة الرئيسي هو في بغداد علما بان هناك  فروع  في اكثر المحافظات منها(بابل ،ذي قار،النجف، كربلاء ،البصرة ،السماوة ،السليمانية ،الموصل) كما ان عدد المنتميات الى هذه المنظمة  يقارب700 ما بين أديبة وفنانة واعلامية من بغداد وباقي المحافظات ونطمح الى ان تحتضن أديبات العراق وان تمتد الى الكم والنوع للنهوض بالمرأة العراقية .
ان الركيزة الاساسية في التنظيم هي المرأة لاجل ايصال صوتها وفكرها المثقفين الى الداخل والخارج ولكي نجعل مساحات واسعة وحقيقية دون زحام ذكوري يذكر كي تأخذ مجالها الأبداعي ونحن نضم معنا ايضا الرجال وهم المبدعون والمؤازرون والفاعلون لخدمة الحركة الثقافية ....... وعن علاقات المنظمة بباقي منظمات المجتمع المدني ، اجابت السيدة مديرة المنظمة بلهجتها البغدادية الجميلة المتميزة  :
بالاضافة الى كوننا مسجلون في المنظمات الغير حكومية مسجلون  ايضا في وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية ..كما لدينا علاقات مع منظمات أخرى لننعم بالتلاقح الفكري والثقافي خاصة مع من تماثلنا بالأتجاه الثقافي والأدبي ..
...........................................................................................
 
السيد منى الخرساني تقدم درع المنظمة لإحدى الاعلاميات وتظهر بجانبها الشاعرة والاعلامية المعروفة فرات المديني

اقامت المنظمة العديد من الامسيات والمهرجانات الادبية والفنية والثقافية
ولمعرفة من تكون السيدة منى الخرساني .. ندرج لقرائنا الافاضل ادناه
بعض من سيرتها الذاتية
الاسم  منى رحيم الخرساني
شاعرة / إعلامية وصحفية
1.   رئيس منظمة أديبات العراق منظمة ( أدبية فنية اعلامية)
2.   عضو اتحاد الأدباء والكتاب في بغداد
3.   عضو نقابة الصحفيين
4.   عضو المركز الوطني للاعلام
5.   عضو منتدى نازك الملائكة الأدبي
6.   محررة في دار الشؤون الثقافية
7.   محرر(قسم المرأة) في شبكة انباء الاعلام العراقي في الدنمارك
8.   نالت تكريم بدرع الابداع باسم منظمة أديبات العراق من نقابة الصحفيين ومن دار الشؤون الثقافية لعام 2012
9.   اقامت مهرجانات عديدة في اغلب محافظات القطر( النجف_كربلاء_بابل_المثنى_ذي قار_بغداد_ المثنى ) وقد كانت له اصداء كبيرة .
10.   حائزة على شهادات من أغلب المنظمات العالمية من خلال حضور الورش والدورات التي تخص المرأة والصحافة وحقوق الأنسان.والمرأة القيادية
11.   لها نشر في المواقع اللألكترونية والصحف المحلية والمجلات العربية.
12.   صدرات لها مجموعة بعنوان(رياح العام القادم) 2008
..........................................................................


29
امسية شعرية بمناسبة اعياد اكيتو
بمناسبة اعياد اكيتو ، يقدم اتحاد الكتاب والاعلاميين الكلدان باكورة اعماله ، حيث سيقيم امسية شعرية تتخللها بعض من الفقرات الفنية وعلى قاعة السلام في تللسقف ، سيحييها مجموعة من شعراء ابناء شعبنا من تللسقف والقوش وباطنايا والشرفية وذلك في تمام الساعة الرابعة عصر يوم الخميس الموافق لـ 12/4/2012 .. الدعوة عامة للجميع
                     اللجنة الاعلامية

30
أدب / ذكرى ووفاء
« في: 22:11 15/03/2012  »

ذكرى ووفاء



عصام شابا الكلداني




تذكر
تذكر .. تذكر فقط
وارسم على حروف اشعارك
حين تكتبها النقط
تذكر..ولا تنسى في الغربة وطن
فارقته مكرها ...مرغمــا
حين مرت به اشباح الغلط
غلط...غلط ... غلــط
.............
تذكر .. تذكر .. تذكر فقط
ولا تنسى حجارة الصوان
نحتت بمعول فنان
مسلات واسود وثيران
نقشت فوقها بيد الاجداد
قوانين وحسابات
تذكر احلى قصص وملاحم
واجمل حكايات
..........
تذكر فقط .. رقم الطين
وتلك الكتابات
كتب للأجيال تاريخ الارض
سطرت باولى احرف النور
مآثر الوطن والانســان
تذكر ... تذكر تلك البدايات
فهي برالامان في هيجان المحيط
اوثورة  بحر الظلمات
..........
تذكر حين تسير في شارع الضباب
ولا تنسى في الوطن
سلسبيل النهرين وتلك القباب
دجلة تصرخ ، والفرات ينادي
تعالوا .. هلموا..
وارتووا يا عطاشا الحنين
من ينبوع شهد الوطن
وتغذوا يا ايها الجياع
من طيبات اغلى تراب
فارض السواد بكم تزدان بهجة
ولكم بفرح تناغي عنان  السحاب
وكذا الجبال الشم وتلك الهضاب
...............
تذكر بابل واريدو واشور
تذكر عكركوف وسومر واور
تذكر اربائيلو ونوهدرا وكرخاسلوخ
وبصرة السياب
تذكر بغداد .. والموصل والخابور
وكل شبر في بلد العجاب
..........
تذكر سمو تلك المنائر
حين تؤذن بالناس وتكبر
الله اكبر.. الله اكبر
تذكر هدير النواقيس والاجراس
رفعت باجلال في عنان السماء
كلما ترن في الصباح والامساء
لاعنة اهل الكفر والبغاء
فاتحة اذرع المحبة لكل الودعاء
.........
تذكر ولا تنسى
لك وطن خط اسمه بذهب براق
كبر مع الزمن
وتخطى بكبريائه حدود الافاق
تذكر ولا تجرحه بالم الفراق
فمهما ياخذك البين منه
ومهما طال زمن الغربة
ستبقى ولدا عزيزا
لوطنك العراق..
ولتنشد في غربتك دومــــا
فليحيا العراق.. فليحيا العراق
.......................

تللسقف



31
المنبر الحر / هذه حقيقة .. ولكن
« في: 14:58 11/03/2012  »

هذه حقيقة .. ولكن
                                                                                بقلم / عصام الكلداني
في الصباح الباكر وبعد تناولي لفطوري ،خرجت من داري متوجها الى مقر عملي وانا مغتبط جدا لأوضاع بلدي الممتازة ،  السياسية منها والاجتماعية والثقافية والدبلوماسية والصحية و.. و.. وما ان وطأت قدماي ارض الشارع الذي تم تبليطه بالاسفلت العراقي الاصيل ، حتى صرخ بي احد الجيران قائلا.. جاري العزيز ارجوك ان تمسح حذائك جيدا قبل ان تنزل الى الشارع الذي تعبت عليه الدولة وانفقت على تبليطه كذا مليون من الدنانير .. الا تلاحظ بان شوارعنا نظيفة جدا .. خجلت من روحي خجلا ما بعده خجل ،ومددت يدي الى جيبي واخرجت منديلا ورقيا ومسحت الحذاء وحاولت ان ارمي المنديل في ارض الشارع ، لكني تذكرت كلام الجار فتوجهت الى سلة المهملات التي بجانبي ورميته بها.. وهنا لا بد من القول بان شوارعنا مملوءة بمثل تلك السلال علما بانها فارغة دائما وقلما نجد فيها شيئا من النفايات لسبب بسيط جدا هو ان شعبنا شعب نظيف جدا ولا يرمي الاوساخ والقاذورات الا في الاماكن  المخصصة لها .. توجهت بعد ذلك الى الشارع العام المؤدي الى مدرستي حيث انا اعمل مدرسا.. فوجدت شرطي المرور جالسا في كابينته مكفهر الوجه والوجوم يسيطر على محياه ، توجهت اليه مباشرة وبعد القاء التحية عليه بادرت له بسؤال .. ماذا أصابك يا سيدي . ولم كل هذا الوجوم.. اجابني الرجل بصوت ملأه الحزن والانين قائلا.. الا تراني  قابع في كابينتي دون عمل ، الم تلاحظ بان الناس يسيرون بنظام تام وهم ملتزمون جدا بقانون المرور وكل حسب موقعه .. انظر الى ذلك السائق .. انظر كيف اركن سيارته بجانب الشارع وها هو يترجل منها ليقود ذلك الطفل الصغير ويعبر به الشارع .. أرأيت .. اذن ما فائدة وجودي انا ، وما وجود شرطي المرور الا شيء ثانوي . وعلى علمك بانني لم اسجل ولا مخالفة واحد منذ سنوات وها هو دفتر الوصولات يشهد على كلامي .. تركت الرجل وانا فرح جدا من ذلك ، وتوجهت مباشرة الى مدرستي والتي لا تبعد عن منزلي الا دقائق معدودات .. دخلت غرفتي الخاصة ..لأن في مدارس وطننا هناك غرفة خاصة لكل مدرس ومعلم ، تتوفر فيها كافة مستلزمات الراحة والمستلزمات العلمية والفكرية ، من طقم قنفات انيق اضافة الى منضدة المعلم وجهاز TV  من طراز البلازما ، وان كل مدرس ومعلم قد جهزته الدولة بجهاز حاسوب محمول شخصي ( لاب توب ) مجاني تقديرا لجهوده في تربية النشأ الجديد ..وياليت الامر يتوقف هنا.. بل حين تدخل الى غرف التدريس ( الصفوف ) ماذا ستجد .. لن اقول لك الا وانك تتصور نفسك في بلاد العجائب.. اذ ان في كل صف هناك سبورة الكترونية تعمل بالريموت كونترول .. لقد انتهى عهد الطباشير الجيري والسبورة الخشبية والمسّاحة الصوفية في بلدنا منذ زمن بعيد واصبح من الماضي  ، وذلك لأن الطباشير والسبورة الخشبية والمسّاحة كان تولد الكثير من الغبار الذي يضر الانسان ويولد لديه العديد من الامراض ، لذا فان الدولة قد قضت كليا على هذه الظاهرة بتوفيرها السبورة  الالكترونية وقد وهبت لكل طالب وتلميذ حاسوبا خاصا به مربوطا بتلك السبورة الكترونيا ايضا . ومن ناحية اخرى فاننا لا نشعر بالبرد ابدا رغم اننا الان في شتاء قارس لا في المدرسة ولا في المنزل .. ففي وطننا قد انتهى عهد إشعال المدافيء النفطية منذ زمن واصبح ذلك من الماضي البعيد جدا ،لأن الدولة تعلم جيدا ان الغازات المنبعثة من احراق النفط تسبب تلوثا خطيرا في البيئة وهذا ما يسبب العديد من الامراض الخطرة كالسرطان وامراض الصدر والبطن والجيب وامراض الحقائب احيانا.. وغيرها. لذا فقد عملت الدولة على تشغيل منظومة التدفئة المركزية في جميع انحاء البلد ، كما انها اقدمت على خطوة جبارة جدا وهي الغاء جميع المولدات ومحطات توليد الكهرباء التي تعمل بطاقة النفط او الغاز وحتى التي تعمل بالطاقة الذرية .. حيث الغتها من الوجود وقامت بدلا عن ذلك بتوزيع منظومات الطاقة الشمسية على دور المواطنين، وبهذا تكون قد قضت نهائيا على التلوث البيئي ، وفعلا اصبحت اجواء بلدنا الطقسية نقية ونظيفة جدا وخالية من اية تلوث كنقاوة ونظافة الأجواء السياسية فيه تماما .. ولهذا فنحن لم نعد  بحاجة الى وجود النفط ابدا،  لذا فقد صرنا نضحك به على الدول المتخلفة الاخرى من التي تريد اللحاق بركبنا التطوري كالصين واليابان وكوريا واخذنا نبيع لها النفط وباسعار زهيدة جدا رفقا بحال شعوبها المتخلفة  ،وحالما تصل اثمان تلك العقود النفطية حتى يتم توزيعها على المواطنين جميعا دون استثناء .. لهذا ترى بان شعبنا اصبح اثرى واغنى شعب في العالم ،واتحداك ان وجدت فيه فقيرا واحدا او متسولا واحدا يستجدي العون من احد ،  لأن راتب الرعاية الاجتماعية الذي خصته الدولة للفقراء والمحتاجين يكفي لمعيشة هذا المتسول او ذاك ، وربما يزيد منه . فما حاجته الى التسول بعد الان ..؟
.. اما من ناحية الاستثمار ، فأن بلدنا قد استقطب كل رؤوس الاموال العالمية ، كما ان جميع الشركات العالمية اصبحت تتهافت على بلدنا لغرض الاستثمار ، اذ ستجد في كل قرية مهما كانت بعيدة ، العديد من تلك الشركات التي تقوم ببناء العمارات السكنية الحديثة وملاعب اطفال وحدائق ومتنزهات ،وللعلم فان الدولة قد وهبت مجانا لكل مواطن سيارة خاصة به ومن طراز 2012 ومن أرقى الموديلات كل ذلك من فائض ايرادات النفط  . والمتبقي من ذلك وهو فائض عن حاجة المواطنين قررت ان تشتري به سيارات مصفحة لأعضاء مجلس النواب . فهم مواطنون مثلنا وحالهم حالنا ولهم ما لنا وعليهم ما علينا . ومن هذا المنطلق تجد العمارات والقصور قد غزت القرى والارياف النائية اضافة الى الاف المدارس المجهزة باحدث التقنيات العلمية .. والناس جميعا يعيشون سواسية وبأمان تام ، حيث لا قتل ولا سلب ولا نهب ولا اغتيالات ولا خطف ولا نفاق سياسي ولا.. ولا.. الى اخره ، والسلاح لا يمكن ان يتواجد بايادي ابناء وطننا ، لأن الكل يحصل على حقه من الدولة والكل يمتلك حريته الكاملة  بالاعتقاد والقومية والمذهب والملكية والسياسة وغيرها. اذن ما فائدة السلاح وما جدوى وجوده على ارض الوطن، فان كنت صاحب متجر مثلا ونسيت ان تقفل محلك يوما وذهب لأمر ما ، فانك تكون امينا مطمئنا على محلك ، اذ لا يوجد من يمد يده ويسرق شيئا ابدا.. اذ اختفى عهد السرقة واللصوص من وطننا والى الابد  ، بل على العكس من ذلك الكل يعتبر محلك محله يراعيه ويديره بدلا عنك، وان صادف ان جاء شار لبضاعة معينة وانت غير موجود ، تراه ياخذ الحاجة ويضع ثمنها كاملا مكملا على الطاولة .. اما المستشفيات.. فحدث ولا حرج فحين تاتي حالة طارئة لن تجد الا والأطباء وجميع الكادر الصحي في المشفى يلتمون على تلك الحالة كالذباب وكل يريد انقاذ الموقف من طرفه . وهنا قلنا الحالات الطارئة ولم نقل الحالات المرضية ، لأن بلدنا والحمد لله نادرا جدا ( ان لم نقل خال تماما من الامراض وخاصة المستعصية منها  ) ما تحصل به حالة مرضية بسبب نظافة البلد نهائيا من الميكروبات والجراثيم والبكتيريا من التي تقتل الملايين في الدول الاخرى ، وذلك لأن الدولة ترش كل يوم مادة الديتول المطهرة في كل ازقة مدن وقرى وارياف البلد وفي كل زاوية من زوايا الوطن ، لذا فان مستشفياتنا لا تستقبل الا الحالات الطارئة ، وهنا استبعد كليا حدوث حالات طارئة في الشوارع كحوادث السيارت مثلا ، لأن سواق سيارتنا وقائدي المركبات لا يمكن لهم ان يرتكبوا مثل تلك الحالات بل يستحيل عليهم ذلك ، لأن جميع شوارعنا مبلطة تبليطا حديثا وهي من ذاوت الممرين ( السايدين ) والسواق جميعا ملتزمون بالتعليمات المرورية الدولية والوطنية ..اذن لم ولن تحصل اية حادثة طارئة على الطرق ، بل الحالات الطارئة التي تصل الى مستشفياتنا هي من نوع اخر . فمثلا فلان عضه كلبه اثناء تقديمه له لحما غير الذي تعود عليه الكلب ،واخرى جرح معصمها سوارها الذهبي المرصع بالماس اثناء الاستحمام ، وثالث مل من تناول الخبز الابيض الرخيص الثمن واستبدله بالكيك الفرنسي الحلو المذاق فغص في حلقه ،ورابع اصيب بالتخمة من كثرة  مفردات البطاقة التموينية ، وخامس جرح شعوره لخسارته جولة انتخابية معينة .. والخ .. اما الماء في انابيب الاسالة .. فقد نسيناه في بلدنا تماما. اذ لا نستعمله الا للغسيل وسقي الحدائق.. فنحن لسنا بحاجة اليه ابدا . لأننا نعتمد كليا في شربنا للماء على قناني المياه المعقمة والتي لا يمكن ان تزور بيتا الا وياخذك العجب من كثرة انواع تلك المياه .. وهنا اخذ العطش مني مأخذه فتوجهت الى ثلاجة مكتبي في المدرسة واخرجت منها قنينة من الماء البارد ،وما ان همت بفتحها حتى انفجرت في وجهي من شدة البرودة  .. فلم اجد نفسي الا وزوجتي تناديني وهي ترش الماء على وجهي وتقول.. انهض يا كسلان . الساعة اصبحت التاسعة وانت لا زلت نائم.. قم وانتعل حذائك واذهب الى السادة المسؤولين وترجاهم على اقل تقدير ان يضعوا الحصى في زقاقنا كي نستطيع السير في هذا الشتاء ..اذهب الى دائرة الكهرباء واستفسر منهم عن عدم  وجود الكهرباء الوطني .. اذهب الى المدرسة واسال مديرها عن سبب عم توفر النفط في المدارس في هذا البرد القاتل . اذهب . واذهب.. واذهب.. .. نهضت عاجلا ، وبعد ان عاد إلي رشدي.. علمت بأني كنت اعيش في احلام  اليقظة.. وصرت اسال نفسي.. هل يمكن ان يصبح هذا الحلم حقيقة يوما ما... هذا السؤال اسأله لكل مواطن عراقي اصيل...  تحياتي   

32
أدب / حلم الحرية
« في: 20:26 24/01/2012  »

حلم الحرية


   عصام شابا الكلداني




دخلتُ يوما محرابي وصومعتي
اُناجي فيها ربي وإلاهي في وحدتي
جثوتُ على ركبتيَ
بكيتُ قليلا
تلألأ دمعي
وسال حارقا خديَ ومقلتي
.........................
واجهتُ تمثال آنو
مقدما له شكوتي
رجوته وانليل وعشتار ومردوخ
ان يفكوا قيدي وعقدتي
زجرني الاله بشدة افزعني بصراخه
وكدت افقد على الكلام قدرتي
قال .. ماذا تريد مني
ولِمَ اقلقت خلوتي
قلت ارجوك الاهي
 اسمع مني شكوتي
اجابني بصوت اجش حزين
قم واخرج انت مطرود من حضرتي
قلت: لِمَ يا رب اربابي وشمسي وامنيتي..؟
قال : انت المخلوق الحقير
وتقف بحضرة الاله الكبير..؟
الستِ من سرق متحفي
وباع لغريب تمثالي
واحرق معبدي ومكتبتي..؟
الستَ من فرّقَ شعبي ومزق أمتي..؟
قلت : ارجوك إلهي لستُ من فعل
بل انا اوفيت بالحق ذمتي
انهضني بصفعة ثم ركلة مزقتْ خاصرتي
ثم قال :
اذهب الى حمورابي وخذ منه وصيتي
...............
قابلتُ الملك الجبار
فنظر اليَ من عليائه
مؤشرا بصولجانه الى لحيتي
ثم قال:
أأنت من كسر عربتي
قلت: كلا يا سيدي
بل انا من سُلِبتْ حريتي
قال : كاذب انت
اين اضعتَ صورتي
انت يا من امنتُكَ على سيفي وحربتي
ألستَ من حطم درعي
ومزق ثوبي وعبائتي ..؟
الستَ من باع قانوني ومسلتي..؟
وجعلتَ اولادك يكشفون عورتي
ويغتصبون امي وعروستي
ووهبتَ بحجة القربى لغريب شقيقتي
قم واخرج
قبل ان ارميك بمجرفتي
سيحاكمك نبوخذنصر
حفيدي وخليفتي
................
استقبلني نصر ببسمة خفيفة
رَدَّتْ لي بعض من شجاعتي
ثم قال:
أأنت من طلب مشورتي
قلت:
نعم يا مليكي وقائد امتي
انا من بابل وتلك مدينتي
اجابني بهدوء..
أها... انت من بابل اذن
وتريد مني عودتي
قلت : نعم وتلك امنيتي
غضب الملك جدا
وصرخ بقوة عاليا
اين ساحرتي
اين بابل حبيبتي
ماذا فعلتم يا زناة الارض
بجنائني وحديقتي
احرقتموها .. ودمرتم مدينتي
وما الذي جرى لعشتار إلهتي
اغتصبتموها ...؟؟
ووقفتم تتباهون بفضاضة
لقتلكم رفيقتي
اذهب الى الرشيد
فهو سيصدر عليكم حكمه
وحكم إلهي ومحكمتي
.................
وقفتُ بحضرة الرشيد
وعن يمينه البرمكي جعفر
والجلاد مسرور من يساره
ماسكا رقبتي
قلت: يا مولاي وخليفتي
ارجوك اسمع قصتي
لست انا
من قسم شعبي وامتي
قال:
ألم تفتح ابواب بغداد لمعتوه
سلب منها نفطي وثروتي
قلت
لا والله يا مولاي
بل انا من قدم لكم تلك الجرائم
في شكوتي
استل الجلاد سيفه
وهم بقطع رقبتي
ثم ركلني بقوة
اسقطني ارضا
فصرخت فزعا مستغيثا
وافاقت على صراخي زوجتي
ثم صحوتُ انا من غفوتي
فاذا بجسمي على فراشي
واذ برأسي فوق وسادتي
فاخذت شهيقا عميقا
اعاد لي بصيرتي
وحمدت الله على سلامتي
وسلامة وطني وشعبي وامتي..
وشكر لقراءتكم ابيات قصيدتي
يا من اسميكم دوما
سيداتي وانساتي وسادتي

33
أدب / قناديل الظلام
« في: 12:21 13/01/2012  »



قناديل الظلام



     عصام الكلداني



فوق قناديل أكشاك الليل
تتراقص المومياء
وعلى صفيح أكواخ النهار
تبيت شهرزاد
وبين فجوات الجنادل والصخور
يمر زمن العقول
ونجم الضحى تواق
لتنشق عبير الحكايات
..................
تكتب أقلام الرصاص
حروفا على الصدور العارية
حيث يعزف فان كوخ
على لوحة النوارس الفضية
موسيقى نطاح الكباش
تحملها أيادي كليتمنسترا في شارع الرشيد
وهي تستقبل أجاممنون
عائدا مزهوا بنصره الكبير
بعد تدميره لطروادة
وفي ساحة كهرمانة
وعلى محاجر عيون السلطان
يصارع انكيدو ثور السماء
..................
ويمر الزمان
وقطار الحكايات يحمل السندباد
إلى أنفاق الأمل المجهول
وبيادر الوطن المهجور
فلم يلاقي إلا شبح راسبوتين
متعبدا ذليلا في قلايا الرهبان
المعقودة على أرصفة الشوارع الخاوية
...............
يستفيق شهريار من سباته القديم
ينادي .. يصيح.. يصرخ ويصرخ
وتضحك شهرزاد بسخرية
على صوت صهيل الخيول الهزيلة
وصليل السيوف الصدئة
ثم تبدأ بسرد حكايات السنين
على مسامع من أصاب عقولهم صمم
من المتكئين على أرائك الزيتون
في مهجع ربيبهم سيدنا السلطان
.............
ويمر الزمان
فتقرع نواقيس الرحيل
ويتقدم حادي الإبل بعيسه النئوم
في قارعة رمال الصحراء
وبعد هبوب عاصفة التنين
يترجل فارس السحاب
عن صهوة رياح الزمهرير
في غمرة تلاطم أمواج رنين الطبول
وطنين ذبابة الحقل
مصحوبة بقهقهة صخب النواعير
بين تلابيب صخور العقول الغافية
فيرمي بلجام السكينة
على الوجوه الغاضبة
ويرفع الرايات الحمر
على أضرحة النوارس
وفوق روابي التعليم وقلاع المدارس
..................
ويمر الزمان
فتحرج الثعالب السكرى
من أوكار الثعابين الجائعة
وجندب الحقل يقطف ثمار النياشين
يرميها على قارعة الطرق الخربة
لتقتات بها عصافير الحدائق
ويبقى طائر السنونو
يزقزق فوق أسلاك الكهرباء
ساعة بث أخبار الربيع
وعواء ذئاب السياسة
يزلزل نواصي الكبرياء
ويخرج بهدوء من مخبأه المومياء
فيعصر بيديه أعناب الكروم
يقدم كأس خمور النشوة
لأطفال الرياض والحضائن.....



/

34
نعم نحن الكلدان سحرة ومنجمين
                                                                                                       بقلم / عصام الكلداني / تللسقف
 كما قلت في مقال سابق .. لقد آليت على نفسي ان لا اكتب لفترة طويلة في المواقع الالكترونية وخاصة مواقع ابناء شعبنا الكريم بسبب انشغالي بكتابي الجديد عن تللسقف بين عبق الماضي وزهو الحاضر.. ولكن يبدو اننا لا نستطيع الصبر الى ما لا نهاية من كثرة ما نقرأ من امور تجرح الانسان .. والمثل الشعبي يقول ( جرح السجينة يطيب ، بس جرح الجلمة ما يطيب ) ..’ هذا اذا كانت الكلمة الجارحة صادرة من غريب ، فكيف اذا كانت تلك الكلمة قد انطلقت من شفاه شقيقك ومن دمك ولحمك كما يقولون لنا ..؟ ونحن هنا لا نتهم احدا ابدا، لأن الذي ينطق بتلك الكلمات البذيئة يعرف نفسه ولا حاجة ان نعرف الناس به .. ومن تلك الكلمات التي لا يمكن ان يتقبلها العقل والمنطق نذكر:
1-   يقول بعض من اشقائنا الاشوريين ( ان الكلدان هم مجموعة سحرة ) وقد كرروا هذه العبارة عشرات المرات.. ونحن نقول لهم وبكل بساطة.. اشقائنا الكرام .. نعم نحن سحرة .. ولكن هل تعرفون من كان الساحر في العصور الكلدانية الزاهية..؟ اعتقد بانكم غافلون عن الحقيقة. اشقائنا الافاضل.. ان الساحر في تلك العصور كان رجل الكيمياء .. اي بمعنى اخر العالم بامور الكيمياء .. فمثلا .. كان الكيميائي ( عفوا الساحر ) الكلداني يطلي حلي زوجته وبناته بالذهب .. وهذا مثال واحد فقط .. وهذا ما اثار لدى الكثيرين حين ذاك  بان يطلقوا عليه لقب ساحر لرؤيتهم امورا غريبة تحصل ، اذ كانوا يعتقدون ان هذا الساحر يستطيع ان يحول الحديد الى ذهب ، ولم يكونوا يعلمون بان تلك كانت عملية كيميائية تسمى حاليا عملية الطلاء الكهربائي.. فهل تستطيعون ان تثبتوا عكس ذلك..؟ هل الكيميائي في العصر الحديث يعتبر ساحرا.. اذن ماذا تطلقون على مخترع خلايا الطاقة الشمسية والموبايل والانترنيت والاطباق اللاقطة وهلم جرا من المخترعات الحديثة التي لا تعد ولا تحصى ...؟ وجميعها ترتكز على اسس قديمة جدا قد دونها الانسان الكلداني . ؟
2-   يقول البعض الاخر من اشقائنا ( ان الكلدان ما هم الا مجموعة من المنجمين) اي من يقرأون الفلك.. ونحن نقول .. نشكرك يا اخي الفاضل على هذه الصفة الجميلة.. انت باعتقادك قد وجهت الاهانة لنا.. ولكن ابشرك يا شقيقي بانك قد نعتنا باهم صفات العلماء .. ماذا تسمي علوم الفلك الحالية يا اخي الفاضل ، والتي وصلت الى اوج تطورها وكلها بفضل النظريات التي وضعها الفلكي ( عذرا المنجم ) .. هل رصد  النجوم يعتبر دجل .. هل الاقمار الصناعية التي ترصد كل صغيرة وكبيرة من ارتفاعات شاهقة لتقدم افضل الخدمات للإنسان تعتبر من عمل المنجمين الدجالين... ؟.. اتعقد يا اخي يا من وصفتنا بهذه الصفة بانك تملك في بيتك على الاقل عدة ساعات .. سواء كان منها جدارية ام يدوية وحتى ساعة موبايلك.. هل تعلم بان هذا المنجم قد قسم الزمن بحذافيره بنسبة من الخطأ لا تتجاوز الواحد من المليون قياسا للتقسيم الحديث .. فهذا المنجم الذي تكرهه وتكن له كل هذه البغضاء والحقد والذي لم يكن يملك الكومبيوتر .. بل كان يعتمد على العقل والمنطق وتطبيق النظريات الرياضية كنظرية المثلث القائم الزاوية والتي سجلت ظلما باسم فيثاغورس ، وهو الذي قسم السنة الى اربعة فصول واثني عشر شهرا وكل شهر يتكون من ثلاثين يوما وكل يوم اربع وعشرين ساعة وكل ساعة ستون دقيقة وكل دقيقة ستون ثانية.. اذا لا تعرف ذلك ارجو ان تقرأ تاريخ الحضارات القديمة للدكتور طه باقر وبجزأيه الاول والثاني  وكتاب تاريخ الفن العراقي القديم للدكتور ثروت عكاشة وبجزأيه الاول والثاني ايضا وموسوعة قصة الحضارة للدكتور وول ديورانت وغيرهم كثيرون .. هل كل هؤلاء على خطأ .. هل كان الدكتور طه باقر كلدانيا. ؟ وهل كان الدكتور ثروة عكاشة كلدانيا.. ؟ وهل كان الدكتور وول ديورانت كلدانيا ايضا ... ؟ هل كل الكتاب والمؤرخين ينحازون لجانب الكلدان .. ام ان الوثائق التاريخية تثبت ما جاء به هؤلاء ..؟ انت يا سيدي تقيمنا كثير وهذا فخر لنا وليس اهانة كما تعتقد ..
3-   يقول بعض اشقائنا ( ان نبوخذ نصر خائن لوطنه حيث تحالف مع الفرس واسقط امبراطورية اشور ) ... ونحن نقول لهم.. ماذا كنتم تنتظرون من اناس مضطهدين لقرون وقرون ..وقد استبيحت محرماتهم لدهور طويلة من قبل الامبراطوية الاشورية .. ماذا تنتظرون من شعب تدمر عاصمته بابل بقوة اشورية عظيمة يقودها ملككم البطل سنحاريب ، حين احرقها بساكنيها.. ولم يكتفي بذلك بل فتح نهر الفرات عليها لتموت حتى البهائم ولكي تدمر كل القرى والارياف التي كان يسكنها الكلدان بجوار بابل...؟ ثم ان كان التحالف لإسقاط الطغاة والسفاحين خيانة.. فلماذا قمتم انتم بالتحالف مع الامريكان ودول الغرب لاسقاط نظام صدام حسين .. هل تعتبرون انفسكم خونة للوطن.. ام انه الظلم والقهر والذل الذي الحقه النظام بالعراقيين ادى الى ذلك...؟ لماذا تحرمون على غيركم ما تحللوه لأنفسكم....
4-   يقول احد الاشقاء ( ان كان الكلدان القدامى قد ابادوا الاشوريين ، فهم قد ارتكبوا ابشع جريمة ابادة جماعية ) .. ونحن نقول .. يا  استاذنا العزيز .. هل تعرف كم مرة ابيدت بابل عن بكرة ابيها من قبل قادتكم وملوككم الاشاوس . هل تعلم..؟  هل تعلم بانه لم تسلم من ايدي ملوككم الا القرى النائية التي كانت تحتضنها الاهوار والتي كان يلجأ اليها الثوار في كل فترة.. ؟ هل تعلم كم كلداني تم سبيهم من بابل واطرافها في عهد ملوككم وتم اسكانهم في مناطق عديدة جوار نينوى كي يصنعوا منهم عبيدا لخدمة ملوك اشور.؟ اذا لا تعلم يا سيدي ارجو تقرأ الكتب التي ذكرتها انفا لتعلم الحقيقة كما هي ..
5-   يقول البعض الاخر من اشقائنا ( الكلدانية مذهب من مذاهب المسيحية ) .. اما نحن فنقول ... هل كان نبوخذنصر مسيحيا...؟ هل كان السحرة والمنجمين مسيحيين ..؟ هل هذا منطق معقول يا اشقائنا الكرام.. كيف تكون الكلدانية مذهب ديني مسيحي وقد ظهرت قبل المسيح له المجد باكثر من ثلاثين قرنا..؟ فان كان الكلدان قد اتخذوا من المسيحية مذهبا دينيا لهم قبل مجيء الفادي له المجد، فلنحني لهم اذن اكراما واجلالا لكونهم قد امنوا بالمسيح قبل مجيئه بقرون طويلة.. فلنعترف اذن بانهم انبياء .. والسؤال هنا.. ان كانت الكلداني مذهبا دينيا ، فماذا تكون الكاثوليكية .. هل هي دين منفصل عن المسيحية ، ام ان هناك مسيح اخر اسمه كاثوليك وله مذاهب عدة واحدها الكلدانية... ؟ ولنفترض ان كلامكم صحيح بان الكاثوليكية توازي الكلدانية .. فهل الكاثوليكي الصيني كلداني.. فماذا تقولون عن السريان الكاثوليك( هل السريانية مذهب ديني ام لفظة قومية وهي الارامية  ..؟) .. هؤلاء ليسوا بكلدان بل اشقائنا وابناء لحمنا ودمنا السريان ونحن نحترم خصوصياتهم ونحترم كنيتهم ونضعهم تيجانا فوق رؤوسنا لأن منهم خرج الكثير من العلماء والادباء امثال برديصان ومار افرام السرياني ويعقوب السروجي وابن بختيشوع وغيرهم من الفطاحلة ...
6-   البعض الاخر يبعث الى العديد من كتاب وادباء الكلدان وعلى ايميلاتهم الشخصية برسائل غريبة عجيبة مليئة بالفاظ الرذيلة والقذف والشتم ، وهؤلاء لا نقول الا كلمة واحدة فيهم .. حتى ابناء الشوارع لا يتلفظون بتلك العبارات.. وللأسف فهم يعتبرون انفسهم كتابا .. لا بل ادباء وبمواقع ادبية ،ويا للأسف الشديد .. وتناسى هؤلاء بان التقنية الحديثة تستطيع الكشف عن هويتهم بكبسة زر واحدة.. ونحن لدينا ادلة دامغة على تصرفات هؤلاء .. والغريب انهم يكتبون باسماء مستعارة .. ولكننا والحمد لله اكتشفنا اسمين من هؤلاء وكما قلت بلمسة زر واحدة فقط .. اما رسائلهم التي بعثوها الى العديد من كتابنا فنحن نحتفظ بالعديد منها وسوف نعرضها عند الحاجة او للمحاججة القانونية اذا اقتضى الامر محاكمتهم بتهمة التشهير والقذف والشتم .. وبالحقيقة فنحن قد حصلنا وبطريقتنا الخاصة على صورة من هوية الاحوال المدنية لأحدهم... هل هذه هي تصرفات من يقولون بانهم اشقائنا.. يا للأسف الشديد .. ان الشقيق يفدي شقيقه ولا يهينه ابدا مهما بلغت درجة الكراهية لديه .. اليس كذلك يا استاذ زيد.. وان شئت اكتب لك حرف اسمك الاول .. ولكن لا .. ساترك الامر للمستقبل والقانون  
7-   سادتي الافاضل .. تقولون دائما .. انتم من لحمنا ودمنا.. ونحن نقول كذلك ايضا.. فهل يجوز للإنسان ان يحتقر لحمه ودمه.. هل يجوز ان يقذف بحرمات من هم من لحمه ودمه بشتى الفاظ الرذيلة... ؟ لنصحوا اذن  يا اشقائنا الكرام ولنبتعد عن تلك التصرفات الغير منطقية .. ولنحتكم الى الحجة والبرهان والدليل القاطع والمنطق وليس على الفبركات التي لا تنفع ولا تدر.. مع حبي وتقدير لكل اشقائي  الاشوريين الافاضل لأنهم من لحمنا ودمنا وجرحهم جرحنا وفرحهم فرحنا والمهم المنا ... ارجو ان يكونو هم مثلنا ايضا.. تحياتي

35
ردا على رد السيد حسن ثابت سليمان ..مع الاحترام
                                                                                                           عصام الكلداني
نشر موقع  عنكاو كوم مشكورا قبل ايام ردا على مقال كتبته قبل اسبوع تقريبا وكان بعنوان ( اخلاقيات المسرح والتقاليد البالية ) ، وقد رد على مقالي اعلاه احد الاخوة الافاضل ، وهنا ا ود ان اوضح بعض الامور لحضرة الناقد الكريم ... قبل كل شيء اود ان اقول لك يا حضرة الاستاذ يا ابن تللسقف رغم استعارتك لهذا الاسم ، لأننا نعرف الكاتب من اسلوبه ، واسلوبك هذا معروف لدينا سلفا ، ولكننا نعتذر عن ذكر اسمك الصريح امام الملأ ، ليس خوفا من شيء بل احتراما لشخصك يا حضرة الاعلامي الفاضل  ..اقول .. ان الصدق والامانة تفرض على الانسان ان يكتب باسمه الصريح وليس باسم مستعار ،والسبب يا حضرة الاستاذ الفاضل ،  ان الذي يكتب باسماء مستعارة يكون مرعوبا من شيء قد يمسه يوم من الايام ، وانا والحمد لله اكتب باسمي الصريح دون اللجوء الى الاستعارة الادبية او الفكرية وهذا يكفيني شرفا .. اما من ناحية الاخلاق المسرحية وكرم الضيفة يا حضرة الاستاذ ، فان المسرح اقصد العرض المسرحي ليس حفلة زواج او مهرجان شعري او ندوة سياسية كي اقدم فلان على علان ، لأن الكل سواسية ولا يجوز تفضيل شخص على اخر  مهما كان منصبه او عشيرته او مكانته الاجتماعية ، فالمسرح مثله مثل  الكنيسة تماما لا يفرق بين هذا وذاك ، فهل يجوز ان تحجز مكانا في الكنيسة اثناء القداس لـ ( س ) من الناس .. هل يجوز هذا يا استاذ .. ؟ ان كان هذا جائزا في الكنيسة فانه مرفوض في المسرح تماما ، واتمنى ان تقرءوا نظريات المسرح العالمي لتعلموا الحقيقة كما هي ، اما تقديم الاحترام وحسن الضيافة للأشخاص بسبب مناصبهم  او نفوذهم الاجتماعي فهذا ياتي في المناسبات الخاصة كالمهرجانات او حفلات  الزفاف او الندوات السياسية ولكن ليس في العرض المسرحي ، والغريب بالامر انكم خلطم الحابل بالنابل ، وان كان كلامك صحيحا بانني امتعضت فعلا من عدم تقديم قصائدنا في مهرجان المحبة في بغديدا ، فان الامتعاض يا سيد لم يكن بسبب مكان الجلوس وانما لأسباب لا تستطيع انت وغيرك من فهما لأنها صعبة عليكم جدا ، ان الذي حصل اثناء عرض المسرحية هو كالاتي .. يا حضرة الاستاذ ان الذين كانوا يجلسون في الصف الامامي لم يكونوا الا ضيوفا ايضا ، ولم يكونوا رعاعا .. ثم ان الامتعاض الذي حصل كان حين اتيتم بكراسي اخرى ووضعتموها امام الجالسين ، اذن الفكرة لم تصلكم .. ان وضع الكراسي امام الاخرين من الجالسين في الصالة تعتبر في علم المسرح يعتبر اهانة للحاضرين ، ويبدو لي من ردكم اعلاه بانكم لا تعرفون شيئا عن علم المسرح ابدا .. اما ان تعللوا اخاطأئكم بان تقارنوها بامور اخرى لا تفهمون معناها فتلك مصيبة .. وعلى راي المثل القائل ( ان كنت لا تدري فتلك مصيبة ،وان كنت تدري فالمصيبة اعظم..) في الختام اتمنى من السادة المختصين بعلم المسرح ان يشرحوا للأخوة اعلاه معنى الشخصية في المسرح وهل هناك تمايز طبقي وتقديم ضيف على اخر في المسرح ، ام ان كل نظريات المسرح العالمي التي ابتكرها سوفوكلس ويوربيدس وتيرانس وسينيكا وكرستوفر مارلو ووليم شكسبير وهنريك ابسن واوكيست سترينبرج وبيتر بروك وكوردن كريك وبرتولد بريخت وانطوان ارتو وجارلي جابلن  واندريه انطوان  وانطوان تشيخوف وقسطنطين ستانسلافسكي  وغيرهم كثيرون ، هي نظريات خاطئة ونظرية الاستاذ حسن ثابت سليمان ( ان كان اسمه كذلك وليس السيد ....) في ابتكار ضيافة من نوع خاص في المسرح هي الصحيحة ..؟ فان كانت الامور كذلك ، فلنقرأ على المسرح السلام اذن ..!! تحياتي

36
اخلاقيات المسرح والتقاليد البالية
                                                                                                        عصام الكلداني/ تللسقف
تعلمنا من خلال دراستنا للفنون المسرحية في اكاديمية  الفنون الجميلة ومن خلال تدريسنا لتلك المادة في معهد الفنون الجميلة مدة ثلاثين عاما متتالية ، ان للمسرح اخلاقيات عظيمة لا يمكن لفن اخر مهما كان من قوة او ابداع ان يكتنفها مثلما يكتنفها هذا الفن النبيل ، ولكون المسرح يمتلك كل تلك القدرات فقد لقبه الفلاسفة والعلماء بابو الفنون جميعا .. ولهذا السبب فانه ( المسرح ) يفرض على الانسان والمجتمع واقعه وليس العكس ، ويمكن ان نعتبره الاداة والوسيلة التي تحارب كل حالة شاذة في المجتمع من خلال طروحاته سواء كان ذلك من خلال النص او التمثيل او الديكور او الاخراج... الخ  ، ومن اهم مميزات المسرح هي المساواة بين جميع البشر ودون الاخذ بهم حسب مستوياتهم السياسية او الاجتماعية او الطائفية ، لأن الكل سواسية امام هذا الصرح الثقافي الكبير ، فلا فرق بين رجل دولة او انسان عادي ،ولا يوجد فيه مواطن من الدرجة الاولى واخر من الدرجة الرابعة ، ولكن يبدو اننا نعيش كما اسلفنا في دوامة الخدعة والنفاق لا اكثر ونكون حينها عبيدا ربما لنظهر انفسنا باننا نحترم فلانا من الناس متناسين احترام الاخرين من العامة  .. ونجمل هنا ادناه بعض من تلك الاخلاقيات النبيلة :
اولا : الوقت.. من اقدس مقومات المسرح هو الوقت، ونقصد توقيت ساعة العرض، اي انه لو كتب في البوركرام بان موعد العرض سيكون الساعة الثالثة عصرا ، فان على القائمين على العرض المسرحي ان يبدأوا العرض الساعة الثالثة عصرا حتما ولا يجوز تأخير موعد العرض مهما كان السبب ، ولكن للأسف الشديد نرى ان بعضا من مسرحيينا الاكارم لا يلتزمون بهذه القدسية بحجة ان فلان من الناس المشاهدين سيتأخر قليلا ويجب تأخير العرض وليضرب الجمهور راسه بالحائط ، كل ذلك لأن فلان الفلاني له منصب سياسي ..يا سادتنا الافاضل ان المسرح لا يعترف بالمنصب السياسي مهما كانت درجته  ، اذ ان همه هو تثقيف المواطن فقط ولكن ليس على حساب التعامل مع الاخرين من مستويات اعلى والنظر الى العامة من مستويات ادنى .
ثانيا : المساواة .. ان المسرح مكان مقدس كأي مكان له قدسية ، ولا يجوز التمايز فيه على اساس العرق او الدين او المنصب السياسي او الحكومي ، اذ يكون الكل سواسية امام هذا الصرح المقدس  ، فالذي يدخل الى الكنيسة للصلاة مثلا  يجلس في اي مكان كان دون النظر الى من يجلس بجانبه او امامه او خلفه ، ولا يمكن للكاهن او رجل الدين ان يحجز اماكن في مقدمة المذبح لبعض من الساسة والمتنفذين ، لأن الكل سواسية امام الله .. وهكذا المسرح ايضا ، ولكن ان تتصرف يا اخي العامل بالمسرح تصرفا غير لائق بان تطلب من الجمهور اخلاء اماكنهم كي يجلس فيها اناس اخرين لهم مناصب سياسية فتلك جريمة كبرى في علم المسرح ، والانكى من هذا بان تستقدم مقاعد اضافية وتضعها امام الجمهور في الصف الامامي فتلك اهانة كبرى لكل الحاضرين  ، لأنك هنا قد انتقصت من قيمة المواطن وجعلت من هؤلاء مواطنين درجة اولى ومن الجمهور مواطن من الدرجة الثانية .
ان سبب كتابتي لهذه الاسطر جاء نتيجة لحضوري مسرحية قدمها مجموعة من شباب تللسقف والمنظوين تحت خيمة منظمة اصدقاء الشباب والتي عرضت على مسرح منتدى شباب القوش مساء يوم الاحد الموافق 30/10/2011 ، اذ حين دخلنا الى القاعة انتابنا امل باننا سنتعامل مع مسرح حقيقي ( وهنا انا لا اتكلم عن المسرحية ، لأنه والحق يقال ان المسرحية كانت ناجحة جدا ومن جميع النواحي سواء في النص او التمثيل او الاخراج لأن الشباب ابدعوا فيها ابداعا قل نظيره فهم مشكورين لهذا العمل الرائع ونباركهم عليه ونطلب منهم المزيد بعون الله تعالى مستقبلا)، لكننا اصبنا بخيبة امل عكس ما توقعنا ، اذ ان العرض تأخر عن موعده اكثر من ربع ساعة لأن الاخوة القائمين عليه ينتظرون فلان من الناس . وهذا ما ادى الى امتعاض الجمهور لأن المسرحي الحقيقي لا ينتظر احدا مهما كان منصبه ، فالوقت مقدس لدى المسرحيين ولا يمكن مخالفته حتى وان كان المدعو اليه رئيس دولة .. ولكن الذي اثارنا اكثر هو قيام الاخوة المنظمين جلب مقاعد اضافية ووضعها اما الصف الامامي من الجمهور بحجة ان هناك مجموعة من الناس ممن لديهم بعض المناصب سوف يصلون ويجلسون في هذا المكان ، وهذا ما جعلنا نشعر بان التمييز العنصري لا زال مستشريا في عقول البعض ، مما ادى بالكثير من الناس الى الشعور بالنقص والخروج من القاعة ، اذ تركوها وهم حانقون على هكذا تصرفات غير لائقة . والاهم من كل هذا ان الذين تركوا القاعة كانوا من كبار الفنانين في منطقتنا واذكر منهم  الاستاذ الفنان الكبير باسل شامايا الذي امتعض من هذا الشي ، وفي الحقيقة اقولها صراحة لولا ان المسرحية كانت من بطولة ولدي لكنت انا ايضا قد تركت القاعة بسبب هذه الاهانة .. وهنا وباسم كل ابناء تللسقف اقدم اعتذاري الى صديقي وزميلي الفنان الكبير باسل شامايا والى كل الجمهور العزيز الذي شعر بالمهانة بسبب  تصرف بعض من الذي لا يفهمون معنى المسرح ولا يعرفون ماهية اخلاقياته ، وانشاء الله لن ندع لمثل تلك الامور ان تحصل مرة اخرى.. تحياتي

37
محافظة سهل نينوى ،انت تم انشاؤها
هل ستودي الى تقسيم العراق حقـــأ...؟؟!!


عصام شابا فلفل الكلداني

كثيرة هي الاراء المطروحة على الساحة العراقية حاليا حول منطقة سهل نينوى .. هذه المنطقة التي يسكنها خليط متجانس من جميع المكونات الاثنية والعرقية العراقية الأصيلة .. المنطقة التي أصبحت مدار حديث للقاصي والداني من شمال العراق الى جنوبه ، والتي اصبح مصيرها في عداد المجهول بسبب تناقض وتضارب تلك الآراء التي قد تكون التصريحات الناتجة عنها نارية في أكثر الأحيان ،والتي جعلت من المنطقة الشغل الشاغل لساكنيها الذين اخذوا بالتساؤل عن مصير السهل وكيف ستكون إدارته وما هي طبيعة العلاقة التي سوف تربطه ما بين الحكومة الفدرالية وحكومة إقليم كوردستان ، خاصة وان المنطقة هي إحدى المناطق المتنازع عليها والمشمولة بالمادة ( 140) من الدستور العراقي الدائم.

من تلك الأفكار على سبيل المثال ما هو مطروح الان بقوة على الساحة من قبل تجمع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، الا وهو موضوع انشاء محافظة باسم سهل نينوى تضم كافة مكوناته العرقية والدينية .. في حين ذهبت اراء اخرى الى التشكيك بهذا المطلب واعتبرته مطلبا لا يمكن تحقيقه ، لأن انشاء مثل تلك المحافظة ( حسب اعتقادهم)  سوف يكون له شأن كبير في تأجيج الصراعات العرقية في المنطقة .. وليس هذا فحسب .. بل ان هناك من يقول بان انشاء مثل تلك المحافظة ما هو الا مقدمة لتقسيم العراق وتشظيه الى قطع متناثرة وبالتالي يؤدي الى انحلال الدولة والوطن.. !!! بما يعني حسب وجهة نظرهم  ان مشروع انشاء محافظة سهل نينوى يعني المضي نحو تقسيم العراق ، ولكن تناسى اخوتنا واشقاؤنا الاعزاء بان العديد من المحافظات العراقية قد قدمت الى البرلمان العراقي طلبات بانشاء اقاليم خاصة بها .

ان كان انشاء محافظة في سهل نينوى تضم كافة مكوناته العرقية والاثنية والدينية يؤدي الى تقسيم العراق .. فماذا يقولون بشأن انشاء اقليم في الجنوب واخر في الشرق وثالث في الغرب وربما رابع في الوسط... ايهما اخطر من كل هذا في نظرهم..؟ ثم اليس اقليم كوردستان اقليما عراقيا يتمتع بادارة ذاتية منذ اكثر من عشرين سنة .. هل ادى ذلك الى تقسيم العراق كما يدعون ، ام على العكس من ذلك زاد من لحمة التقارب واصبح الاقليم ملاذا لجميع العراقيين بكافة مكوناتهم، لا بل اصبح قبلة المثقفين والمستثمرين واصبح محط انظار العالم جميعا بديمقراطيته ، بل اصبح الملجأ الامن لجميع العراقيين بكافة طوائفهم ومكوناتهم الاثنية 
هنا يمكن لنا ان نتسأل ( ما هو مصير سهل نينوى في ظل مثل تلك الافكار .. هل سيتم تحقيق الطلب بانشاء محافظة سهل نينوى..؟ وهل ستقسم المحافظة المرتقبة ان تم انشاؤها العراق الى اجزاء متناثرة كما يدعى البعض ..؟ والى اي اقليم سوف تنتمي ان تم انشاؤها، هل الى الحكومة المركزية ام الى حكومة اقليم كوردستان..؟ ام هناك اجندة تسعى بكل جهدها الى عدم تحقيق ذلك المطلب ..؟ ) ... الجواب ... لا زال مصير المنطقة مجهولا..وهو ما يدعونا الى القول ان المجهول ينتظر اهلها ايضا ... تحياتي


38
بلتيقة ......
 في تللسقف يقولون لنا دائما. تبليط شارعكم نازل بالخطة...!!
                                                                                    بقلم / عصام الكلداني

لقد اصبحت مسألة تبليط الشوارع في تللسقف مسألة ينظر اليها بالف شك وعين وريبة ، سواء كان على مستوى التبليط نفسه ام مستوى الشوارع التي يتم تبليطها .. نعم هناك حملات تبليط تحصل كل سنة ولكن .. اين ومتى وكيف يحصل ذلك.. تلك هي الاسئلة التي لم يجب عليها السادة المسؤولين عن حملات التبليط تلك .. ولنأتي بمثال بسيط .. هناك حي في تللسقف يسمى حي الحواسم .. ومن اسمه معروف بان اغلب الدور المشيدة عليه بنيت دون ترخيص او اجازة بناء لأن اصحابها لا يملكون سندات تمليك تلك الدور، ورغم هذا فقد بلطت اغلب الشوارع التي تمر في هذا الحي.. نحن نقول .. نعم وهذا من حق المواطن ان يكون له دار وان يسكن فيه وان يبلط الشارع الذي امام داره رغم عدم امتلاكه سند تمليك لأن هذا ليس خطأه بل خطأ الدولة التي لم تستطع اسكان وايواء مواطنيها،ولكن الغريب العجيب ان هناك احياء سكنية في تللسقف قد بنيت بسندات تمليك رسمية واجازات بناء رسمية ايضا ..ولم يقترب عليها احد لغرض تبليط شوارعها ..ومنها حيينا الذي نسكنه والذي يسمى ( حي الدكي ) والحي الذي يسكنه شقيقي عماد قرب قاعة عشتار للمناسبات.. اذ لم يبق شارع في تللسقف دون تبليط الا شارعين فقط.. ويا للصدفة العجيبة الغريبة.. الشارع الاول امام داري . والشارع الاخر امام دار شقيقي .. اليس الامر عجيبا يا سادتنا المسؤولين عن تبليط شوارع تللسقف .. سؤال عجيب ومحير الشارعين امام داري الشقيقين غير مبلطين من كل شوارع تللسقف .. علما بان شارعنا  حيوي جدا ويقابل مدرسة ثانوية تللسقف للبنين والشارع العام المؤدي الى ناحية القوش العزيزة .. وكلما واجهنا السيد ( ع) عضو المجلس البلدي في قضاء تلكيف عن سبب عم تبليط هذين الشارعين.. علما بان طول كل منهما لا يتجاوز الــ ( 100) متر فقط. . كلما سالناه عن ذلك يجيبنا بكلمة ( شارعكم نازل بالخطة لهذه السنة وسينفذ بعد شهر واحد).. هذه هي الاجابة التي نسمعها دوما من صاحبنا الكريم.. وهذا حالنا طبعا منذ سبع سنوات.. تخيل قارئنا الكريم كيف يكون حالنا ايام الشتاء .. تصور فقط وقس انت على ذلك كيف يكون حال اطفالنا حين يذهبون الى مدارسهم الابتدائية والمتوسطة التي تبعد عن دورهم اكثر من ( 1000) متر  علما بان اكثر سكان هذه الاحياء لا يمتلكون سيارات.. وحتى ان امتلكوها.. كيف سيخرجونها من دورهم في الايام الماطرة ..؟ ورغم هذا فنحن لم نسكت .. اذ رفعنا عدة طلبات الى السيد رئيس المجلس البلدي ..ولكن .. لا جواب.. نحن نسألهم .. نسأل السادة في بلدية تلكيف والسادة في المجلس البلدي ونحلفهم بالله عليهم.. لو كانت دورهم ضمن هذه الاحياء الم يكون قد تم تبليطها بصورة لا تقبل النقاش او التأويل.وبسرعة البرق..؟. ونحن لدينا ادلة كثيرة على ذلك. ولا نريد الخوض بالتفاصيل . ولكن نقول لهم.. يا سادة نحن مواطنون من الدرجة الاولى .. وحالنا مثل حالكم .. لماذا تبلط الشوارع التي امام دوركم ويجدد تبليطها كل سنة ونحن نعيش على الاتربة والاوحال .. اليس كذلك يا سادة.. هل بقي شارع واحد من شوارع اقاربكم في تللسقف دون تبليط.. ذلك السؤال نساله ونوجهه الى السادة المسؤولين عن تبليط شوراع تللسقف لعل ضميرهم يتحرك ويشعر بنا يوما او يجيبوننا على سؤالنا على اقل تقدير .. ولكني اعلم بانني انفخ في قربة مقطوعة.. تحياتي

39
تأجيل الامسية الشعرية في تللسقف

تضامنا مع مشاعر الحزن التي مرت على ابناء الشعب الكردي خاصة والعراقيين عموما اثر وفاة المغفور لها والدة الرئيس مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان قرينة البارزاني الخالد ، تقرر تأجيل موعد الامسية الشعرية التي يقيمها اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق بالتعاون مع جريدة طريق السلام في تللسقف  والتي كان من المزمع اقامتها مساء يوم الجمعة 29/7 الى يوم الاثنين الموافق 1/8/2011 الساعة السادسة والنصف مساء وعلى حدائق مقر جريدة طريق السلام في تللسقف.. للعلم
عصام شابا فلفل
عضو اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق
 رئيس تحرير جريدة طريق السلام / تللسقف

40
بلتيقة
وزارة التربية العراقية وقانون تقاعد المدرسين والمعلمين
                                                                                                عصام الكلداني
لا زالت هناك في دولتنا الموقرة قوانين شرعت منذ امد قديم جدا ، واصبحت لا تلائم ووضع العراقيين في القرن الحادي والعشرين، وللأسف الشديد لا زالت العديد من وزارات ودائر الدولة تتعامل بها وكانها هي الاساس في كل شيء او كانها منزلة من السماء لا تقبل التغيير او التحوير او الالغاء .. ومن تلك القوانين هو قانون التقاعد للمعلمين والمدرسين.. صحيح ان المدرس والمعلم موظف في الدولة حاله حال أي موظف اخر ، ويحال على التقاعد بعد اكمال المدة القانونية او اكتمال عمره القانوني ، وصحيح ايضا ان الموظف مهما كانت شخصيته ومهما كانت درجته حين يحال على التقاعد خاصة اذا كان قد خدم في الدولة مدة ثلاث عقود او اكثر، نعرف بانه تصرف له مكافأة مادية قيمتها رواتب ستة اشهر على حساب اخر راتب استلمه اثناء خدمته قبل تقاعده تثمينا لجهوده التي بذلها في وظيفته.. وهذا حال المعلم والمدرس ايضا..  ولكن  الغريب العجيب في امر وزارة التربية العراقية انها قد التزمت قانون التقاعد القديم جدا والذي ينص على انه لا تصرف للمعلم والمدرس.. ( لاحظ قارئنا  الكريم.. المدرس والمعلم حصرا وليس الموظف لأن الموظف في التربية تصرف له المكافأة كاملة  في أي يوم يحال فيه على التقاعد) ...  الذي يحال على التقاعد اثناء نصف السنة الدراسية الاولى وبأشهرها الستة اية مكافأة بحجة ان مواليده يقع ضمن هذه الفترة حتى وان كان قد قضى اربعين او خمسين سنة في الخدمة .. وعلى علمي المتواضع ان المعلمين والمدرسين الذين تكون مواليدهم ضمن اشهر  تشرين الاول وتشرين الثاني وكانون الاول وكانون الثاني وشباط واذار.. غير مشمولين بالمكافأة المادية..( وللعلم لدينا نماذج واسماء عدد من هؤلاء المدرسين والمعلمين ونحن نتحفظ على ذكرهم ) .. عجيبة والله عجيبة . ترى لماذا يستثنى المعلم والمدرس من ذلك..؟ وما علاقة الاحالة على التقاعد بالشهر الذي ولد فيه المعلم او المدرس.. هل اختار المعلم والمدرس يوم مولده.. لقد صدق مطربنا الراحل فريد الاطرش حين غنى  ( عدت يا يوم مولدي . عدت يا ايها الشقي ) .. فهل كان يقصد فيها المعلم والمدرس العراقي حيث يتذكر يوم مولده الشقي حين تحيله وزارة التربية العراقية على التقاعد وتحرمه من مكافاة الخدمة...؟ .. لماذا هذا التمييز بين المعلم والمدرس وباقي الشرائح الوظيفية في المجتمع العراقي يا سادتنا الكرام.. انه لأمر عجيب فعلا.. وسؤالي هنا الى السادة القانونيين في وزارة التربية .. اليس التعامل مع هكذا قوانين جائرة اجحاف بحق شريحة المربي الذي يقضي اكثر من اربعين سنة من عمره في خدمة ابنائنا وبالتالي يحرم من مكافأته التي هو بأمس الحاجة اليها بحجة ان مواليده تقع ضمن هذه الاشهر وانه احيل على التقاعد قبل نصف السنة..؟ طيب يا سادة يا كرام احيلوه على التقاعد بعد نصف السنة.. وما الضير من ذلك.. نحن نطالب السادة المسؤولين في وزارة التربية بالاجابة صراحة على تسائلنا ونرجوا ان تكون الاجابة منطقية ومعقولة وليس كلام مفبرك لا يستند الى أي منطق.. ونطالب السادة في مجلس النواب العراقي المتخصصين في التربية والتعليم والسادة القانونيين في وزارة التربية العراقية  ان يعيروا اهمية كبرى للمعلم وان يرفعوا الغبن الذي يلحق بهذا المسكين منذ اكثر من اربعين سنة.. انقذوا المعلم .. انقذوا المدرس في خدمته وفي تقاعده فراتبه منذ عهد النظام السابق والى هذا اليوم هو اقل راتب في الدولة العراقية مقارنة مع اقرانه من الذين يحملون شهادة تعادل شهادته بفارق واحد وهو انه يربي اجيال الوطن وعلى يده يتعلم كل البرلمانيين والوزراء ورؤساء وملوك الدول .. تحياتي

41
الكلدان والتهميش المبرمج

حين تحدثنا في مقالاتنا السابقة بشيء من الحذر عن تهميش الكلدان ومحاولة ابعادهم عن البرامج الثقافية والسياسية وحتى الاجتماعية ، زعل علينا الكثيرون من ابناء جلدتنا واتهمونا علنا باننا نحرض على الانقسام بين أبناء الأمة .. ورغم ذلك فقد سكتنا وطرا من الزمن لعلنا نجد في انفسنا ما يدعونا الى الشك في أقوالنا السابقة ..ولكن وبعد مرور فترة من الزمن ..وجدنا التهميش زاد عنوة ..لا بل قد اتسعت هوته وأصبح التعامل به على المكشوف ودون رادع من ضمير ومن جهات عدة استغلت الوضع السيئ للكلدان وأصبحت تعزف على وتر التهميش الخبيث والمبرمج من قبل جهات تلعب خلف الكواليس لغرض امحاء الهوية الكلدانية الاصيلة واستبدالها بهويات اخرى قد تكون بعيدة عن الحق والمنطق مستندين على نظريتهم الخبيثة ( انا ومو غيري ) .. ولست ادري ما الذي سيقوله الاحبة الذين انتقدونا حين يقرأون كتاباتنا والتي نوضح بها التهميش الذي يطال الكلدان علنا ودون حرج..؟ 
والان فليطلع الاخوة والاحبة على النقاط التي سندونها ادناه ، وليدحضوا تلك النقاط ان كانت غير صحيحة ومنها:
1-   وسائل الاعلام.. ان منطقة سهل نينوى الشمالي والتي سوف اسميها منذ اليوم بـ ( سهل نينوى الكلداني ) خالية تماما  من اية وسيلة اعلام سواء كانت محطة تلفزيون ارضي او فضائية او حتى اذاعة محلية وحتى لم يفتح فيها ولو مكتبا واحدا لقناة تلفزيونية من التي تخص ابناء شعبنا كي يقوم بتغطية نشاطات المنطقة ،والتركيز كله منصب على بغديدا وحدها حصرا ، وهذا ما ولد استياء كبيرا لدى سكان بلداتنا في القوش وتللسقف وباطنايا وتلكيف وباقوفة وغيرها ، والتي يسكنها الكلدان بالعموم ، اذ حرمت البلدات الكلدانية من كل وسيلة اعلام باستثناء صحيفة او صحيفتين محليتين لا تفي بالغرض ولا تدر ، وكما نوهنا اعلاه .. فلا يوجد حتى مكتب اعلامي واحد يغطي نشاطات المنطقة رغم وجود طاقات اعلامية هائلة في سهل نينوى الكلداني .. ترى لماذا كل هذا التركيز على منطقة بغديدا ولماذا همشت منطقة الكلدان كل هذا التهميش من قبل وسائل اعلام شعبنا وخاصة التلفزة والاذاعة المسموعة.. اليس ذلك غريبا ويدعوا الى التساؤل المنطقي .. ؟ ولكننا نعرف الجواب ولا حاجة بنا الى ذلك .
2-   المهرجانات والامسيات الادبية والثقافية .. لقد حرمت المنطقة من تلك الفعاليات وبعمد ومن قبل جميع المنظمات الجماهيرية وحتى من قبل احزاب ابناء شعبنا ، ولم يقم فيها الا مهرجان يتيم شعري واحد وامسية شعرية واحدة والاثنين اقيما في القوش ومن قبل اتحاد الادباء السريان والذي اخذ يحذو حذو الاخرين في تهميش المنطقة بعقد كافة اجتماعاته وتركيز نشاطاته في بغديدا واخرها كان اجتماعه مع ادباء بغديدا حصر لكي يقرروا هم مواد وبنود مهرجان برديصان والذي قرروا فيه فعلا اقامة المهرجان .ولكن في عنكاوة ، وفيه قد همشوا الادباء الكلدان ايضا ولم يستدعى ولو اديب واحد من سهل نينوى الكلداني لحضور الاجتماع باستثناء السيد يوسف زرا والذي حضر باعتباره عضو الهيئة الادارية فقط.. ولولا ذلك لما كان قد استدعي .. بل ان الادباء جميعا كانوا من .. بغديدا... لماذا بغديدا حصر.. يا اساتذة ..؟، 
3-   مهرجان المحبة الشعري الرابع الذي اقيم في بغديدا مؤخرا .. والذي كان تهميش ادباء تللسقف والقوش واضحا وضوح الشمس .. فبعد افتتاح المهرجان .. لم نجد ولا شاعرا واحد من شعراء القوش وتللسقف اعتلى المنبر الا بعد ان قرأ اكثر من (20) شاعرا من بغديدا والموصل وكرمليس وبرطلة قصائدهم ( علما بان اعلامهم يصرح بـ 16 شاعرا وليس 20) .. حينها طلبوا من احد شعرائنا اعتلاء المنبر .. ولكن بعد خروج الفضائيات ووسائل الاعلام كافة .. وللعلم لم يتم توزيع برنامج العمل الذي كان من المقرر توزيعه ،والسبب معروف جدا .. وهو لكي لا يعرف الشعراء تسلسلهم باعتلاء المنبر ولكي يخلو الجو للذين يلعبون على هواهم ببرنامج الاحتفالية ، وبهذا تكون الفرصة قد ضاعت على الشعراء الكلدان.. في حين كانت هناك شاعرة واحد فقط في المهرجان اجمع تكتب قصائدها باللغة الام وهي السيد سهام جبوري .. ولكن لم يتم حتى احترام المرأة في هذا المهرجان الذي كان بامكان منظميه على الاقل دعوة الشاعرة سهام لإلقاء قصيدتها ولو من باب الحفاظ ماء الوجه
4-   لو عدنا الى الخدمات التي تقدم الى ابناء سهل نينوى عموما ، لوجدنا بان حصة سهل نينوى الكلداني شحيحية جدا قياسا لما يقدم من خدمات في بغديدا .. فالبناء والتعمير يشمل هذا القضاء بطريقة يعجز العقل عن وصفها ، حيث التعمير والبناء والعمارات السكنية وبناء الجامعات ومحطات التلفزة والاذاعات و ,, و ,,, والعمل جار على قدم وساق ومن قبل منظمات أبناء شعبنا لتنفيذ مشاريع جمة .. في حين حرم سهل نينوى الكلداني من اغلب تلك الخدمات .. ماذا نسمي ذلك..؟
5-   الوزارات العراقية .. وهذه حقيقة لا تقبل التأويل او التحليل.. فالكل يعلم بانه لا يوجد كلداني واحد في البرلمان العراقي .والسبب في ذلك هو نحن الكلدان اذ لم نستطع توحيد خطابنا الانتخابي ودخول الانتخابات جميعنا في قائمة موحدة ،وهذا ما ادى الى عدم انتخاب احدنا وهذا عيب فينا.. ولكن التهميش الوزاري لماذ حصل ايضا.. القومية الكلدانية تعتبر ثالث مكون اثني في العراق ولم يحصل هؤلاء على اي منصب حكومي ، ما بينما تمتع الاخرون بمناصب سيادية والله اعلم كيف تم ذلك.. اليس ذلك تهميشا علنيا ايضا ..؟

ترى لماذا يحصل كل هذا..؟ هذا سؤال مطروح لكل الكلدان والمثقفين منهم بصورة خاصة ، والاجابة تكمن بين ضمائرنا  .. فالمسؤولية تقع علينا جميعا دون استثناء ..ولنعد ادراجنا ولنحاسب انفسنا اولا وخاصة نحن الكتاب الكلدان .. ان نظريتنا حول القومية الكلدانية لا زالت ناقصة رغم ادعائنا ..لأنه لا زالت بعض الجذور التي تعيق بعضنا من التصريح بقوميته  طاغية على مخيلته وتفكيره. ولا زالت بعض النظريات التي يتبناها بعض من ابناء جنسنا تنادي بقومية اخرى غير قوميتهم ويقدمون لها الولاء المطلق دون الرجوع الى حكمة المنطقة .. وها نحن نهمش علنا ومن قبل ابناء جلدتنا ..نهمش اعلاميا وسياسيا واقتصاديا وديبلوماسيا وحتى دينيا .. فلنشخص الخلل ولنعد الى انفسنا ولنشكل هيئة خاصة بعيدة عن كل احزاب شعبنا الكلداني ، ليس لسبب ما بل لنبعدهم عن الشبهات والاحراج ولنعمل نحن الكتاب والمثقفين الكلدان على ردم الصدع الذي حصل ..وانا اشد على ايادي الاستاذ سعد عليبك والاستاذ الفاضل حبيب تومي وأؤكد على أفكارهم وطروحاتهم النيرة ..
كما ارجو من السادة المسورين الكلدان وخاصة رجال الاعمال منهم ومن الذين يتمكنون من اقامة مشاريع استثمارية ، ارجو منهم النظر في قضية الاعلام وتأسيس محطة فضائية خاصة بنا في منطقة سهل نينوى الكلداني لتكون ناطقة باسمنا حصرا ويكون تمويلها من هؤلاء الميسورين ورجال الاعمال .. علما بان هناك من ابناء قوميتنا كوادر اعلامية وطاقات هائلة وخبيرة جدا بالاعلام المرئي والمسموع وعلى مختلف الاصعدة تستطيع العمل فيها.. فيا حبذا لو كان ندائي هذا يصل الى اذانهم وضمائرهم كي ينقذوا منطقة ابناء قومهم اعلاميا .. وبهمتهم وهمة الغيارى  من ابناء الامة  انشاء الله سوف نتخلص من هذا التهميش المبرمج الذي يبغيه البعض لنا بقصد امحاء هويتنا القومية .. تحياتي ..

عصام الكلداني
noissh2005@yahoo.com

42
الأخلاقيات المهنية في النقد

                                                                                               عصام شابا الكلداني / تللسقف

    قرانا في الآونة الأخيرة العديد من الردود التي يعلق بها إخوتنا القراء الأفاضل على مقالات لبعض من كتابنا الأكارم نشرتها بعض من مواقع أبناء شعبنا الالكترونية .. من التي وللأسف الشديد قد تركت في صدورنا الكثير من الأسى والحزن على كاتبيها أكثر من حزننا على الكلمات النابية التي تظهر فيها والتي لا يمكن لأي كان ان ينطق بها حتى وان كان في أدنى مستويات الأمية والجهل ، فكيف إذا كان صاحبنا يعتبر نفسه كاتبا وعلى مستوى عال  وينشر نتاجاته في المواقع الالكترونية..؟ ومن تلك الردود ما قرأناه في موقع ابناء شعبنا عنكاوة كوم  قبل ايام حول موضوع التسمية القومية لشعبنا  ورد من احد كتابنا الأفاضل مرفقا بفلم فيديو حيث ينطق صاحبنا باتفه  السباب والشتم على الكنيسة الكاثوليكية وعلى الكتاب الذين لا يؤيدون وجهة نظره ، وموضوع اخر أيضا وفي الموقع نفسه  ينقد احد كتابنا الافاضل بسبب مقال نشره قبل اشهر يبين فيه وجهة نظره من مؤتمر خاص بابناء شعبنا   .. إن أخلاقيات الصحافة الحقة  وأصول الرد الشريف تفرض علينا جميعا دون استثناء ان نتقيد بالخلق القويم وان نبتعد كل البعد عن التجريح والتهديد والوعيد لهذا او لذاك مهما كان الخطأ الذي ارتكبه بحقنا في مقاله .. فلو وجه لنا كاتب ما بعض النقد على تصرفنا او لعمل قمنا به او مهرجان او مؤتمر أقمناه نحن  ، فهذه ليست نهاية العالم ، فلنتوقع اذن باننا سنواجه نقدا على ذلك من جهات اخرى وليس هذا الكاتب او ذاك فقط ،  ، فمهما كان تجمعنا او مؤتمرنا ناجحا فاننا سنجد حتما من يوجه الينا نقده لأن وجهة نظره تختلف عن وجهة نظرنا .. وتلك الحالة هي حالة بناء وليست حالة تهديم ،لأن الناقد هو مرآتي يرى ما لا اره .. لذا فهو الرقيب الوحيد على كل ما أقوم به ، فنقده لي هو بناء لكياني وشخصيتي وجريدتي  ، إضافة الى كون النقد البناء هو من حق المواطن  ، فمن الأفضل لنا في ردودنا هنا على ذلك النقد  ان نجري خلف الحقائق وإبرازها للمجتمع ان كنا نحن على حق ، وبهذا نكون قد أظهرنا حقنا وبطلان النقد  الذي وجهه لنا الكاتب ، اما إذا واجهنا تلك الحالة بالهيجان والسب والشتم وتوجيه التهديد بإجراءات غير لائقة بحق الكاتب والمجتمع ،لا بل إطلاق عبارات غير أخلاقية لا تنم الا عن الحقد الدفين والشخصية الغير متزنة لصاحب الرد . ، فان ذلك يؤيد فكرة الكاتب الذي نقد تلك الحالة ويثبت أحقيته في نقده لنا ويسقط موضوعية الرد التي تميز بها صاحبه ، فالانفعال النفسي إذن وكما يقول علماء نفس الشخصية يعكس شخصية الإنسان تماما ، ومن جهة أخرى نرى بان العديد من هؤلاء الذين يستهويهم الرد الناري لا زالوا يعيشون في عقول النظام القديم الذي لا يقبل نقد التصرفات الغير لائقة في المجتمع ، فيتصرفون وفق أجندة ذلك النظام الذي لا زالت ثقافته تعشعش في ضمائرهم ، وذلك انطلاقا من نظريتهم التي أكل الدهر عليه وشرب والتي تقول ( أنا على حق دائما حتى وأنت على خطأ دائما ) او منطلقين من نظرية أخرى وهي مثل شعبي والتي تقول ( آني وحدي الصح والجميع على خطأ ) .. فهو لا يقبل النقد أبدا.. بل يتهم ناقده بالتخلف وعدم الموضوعية لأنه كشف أخطاؤه .. وبهذا فهو يعكس الصورة السلبية لمنظمته او دائرته او حزبه وحتى وزارته ..لهذا نرى بان العديد من التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني قد انحسر مدها الثقافي والسياسي بعد ان كان قد ملأ الساحة حركة وتفاعلا مع المجتمع ،ولكن الى حين فقط ، لا بل ان قسما منها قد اختفى من الساحة السياسية والثقافية بسبب اعتماد تلك الأحزاب او المنظمات على أناس غير كفوئين او غير مؤهلين للقيادة أبدا، اذ تنقصهم الخبرة في التعامل مع المجتمع ومع المواطن والمثقف منهم بصورة خاصة ..لهذا تراهم ينتقدون المثقف دائما بسبب عدم قدرتهم على مواجهته ثقافيا فيلجئون الى الرد الضحل والغير منطقي في التصرف  .. ونحن من خلال هذا المقال ننصح جميع الذين يتميزن بتلك الصفات ان يبتعدوا عن تلك الأفعال ،لأنها سوف تبعدهم عن المجتمع أكثر وأكثر وسوف يخسرون الشعب عموما ان استمروا في ذلك ، فعليهم اما ان يتحملوا نقد الآخرين لهم ويصلحون ذاتهم  وأساليب تعاملهم مع المجتمع او ان يردوا على منتقديهم بأسلوب أخلاقي متحضر بعيد عن التهديد والوعيد والقذف الشتم وتشويه السمعة .. وأخير نقول للجميع .. رحم الله امرئ عرف قدره نفسه.. تحياتي


43
لماذا لا نقول الحقيقة إنهم أربعة اتحادات أدبية

                                                                                      عصام الكلداني / تللسقف

في تجمع ثقافي مهيب أقامته المديرية العامة للثقافة و الفنون السريانية في بلدة عنكاوة على قاعة المتحف السرياني وبحضور  الدكتور كاوه محمود وزير الثقافة في إقليم كردستان والدكتور سعدي المالح المدير العام للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وبحضور جمع مميز من المثقفين والأكاديميين والأدباء والموسيقيين والمسرحيين والفنانين التشكيليين والصحفيين ومن مختلف بلدات ابناء شعبنا في إقليم كردستان وسهل نينوى  ، لقد كان لي شرف الحضور لهذا التجمع الكريم بدعوة قدمت لي ولزملائي من منطقتي باعتبارنا من الطبقة المثقفة لأبناء شعبنا .. وبعد أن اكتملت أعمال الندوة بدأت جولة من الأسئلة تطرح من قبل الحاضرين على الدكتور سعدي المالح المدير العام والسيد بطرس نباتي مدير الثقافة والفنون السريانية في عنكاوة والسيد فاروق حنا مدير المتحف السرياني والسيد بنخس خوشابا مدير الثقافة والفنون السريانية في دهوك والتي تمت الإجابة عليها بكل صراحة وموضوعية مما أضفى على التجمع طابع الصراحة التامة.. إلى الآن كل شيء يطوف في مساره الصحيح .. ولكن .. وللأسف ان نجد في هذا التجمع بعض من إخوتنا قد خرجوا عن الموضوع الأساسي الذي اجتمعنا لأجله وهو تقييم مسار المديرية خلال سنوات عملها ، واتخذوا من تجمعنا هذا وسيلة لبث ما في نفوسهم من قرارات قد تكون مثيرة لغيرهم او منطلقين من الانتقاص من قيمة هذا او ذاك مستغلين هذا التجمع المبارك لغرض إثبات كونهم على حق وغيرهم على باطل .. والذي أثارني حقا هو قول احد إخوتنا الأفاضل وتطرقه إلى اتحاد الأدباء والكتاب  السريان ، إذ أخذته الحمية حين تطرق الدكتور سعدي المالح الى مسألة توحيد الاتحادات والتي أكدها السيد بطرس نباتي أيضا ..إذ أن صاحبنا لم ترق له تلك العبارات التوحيدية فاستغل الوضع بالحديث الجانبي مع زميل له جالس بجانبه في القاعة ( وكان جالسا خلفي تماما ) ليقول بصوت عال سمعه اكثر الحاضرين  ( لا يوجد الا اتحاد واحد فقط وهو اتحاد الأدباء السريان) ... لماذا يا أخي العزيز لا نتكلم بالحقيقة.. اذ ان الحقيقة تقول غير هذا .. فهناك اتحاد الأدباء الكلدان العالمي ويرأسه السيد حبيب تومي وفيه من الأعضاء بما يربو عن الثلاثين عضوا.. وهناك أيضا اتحاد الأدباء الكلدان والسريان وفيه أكثر من ثلاثين عضوا أيضا، وهناك كذلك رابطة الأدباء والكتاب الاشوريين ويصل تعداد منتسبيها إلى 40 عضوا ، هذا إضافة إلى اتحادنا اتحاد الأدباء والكتاب السريان .. ماذا نسمي ذلك يا سيدي الفاضل ،علما ان العدد  مرشح للزيادة وهذا ما يخيفنا حقا ويضعنا في دوامة الأسئلة التي لا نجد لها جوابا وأهمها ( لماذا هذا التشتت لمفكري ومثقفي شعبنا.. لماذا لا نجلس جميعنا تحت خيمة ثقافية واحدة وتحت جناح اتحاد واحد.. هل هناك من السياسيين من يتدخل في شؤون أدبائنا ويحاول ان يضع عصاه المقيتة في دواليب عجلة توحيد مفكري ومثقفي وأدباء شعبنا..؟ .. ) وغيرها من الأسئلة المحرجة لنا ولغيرنا .. وللعلم لقد سمعنا بان هناك عدد من الأدباء ممن يودون تشكيل اتحاد أدبي آخر .. أي أنهم سيصبحون خمسة اتحادات وليس أربعة فقط  وهذه هي الطامة الكبرى .. سادتي الأفاضل .. لا تستغربوا من صراحتي.فانا احد أعضاء اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين إضافة إلى كوني احد أعضاء اتحاد الأدباء والكتاب السريان في العراق وكنت عضوا في الهيئة الإدارية للدورة السابقة فيه ، ولكن هذا لا يعني بانه لا توجد  هناك اتحادات أدبية أخرى تخص أبناء شعبنا . فلنتحلى بالشجاعة ولنقول الحقيقة اذن ولنصارح أنفسنا. فان كان بمنظورنا عدم وجود اتحاد آخر سوى اتحادنا ، فلنعمل بهذا الاتجاه ولنجعل الاتحادات الباقية جزءا عزيزا من اتحادنا الموقر ما داموا يعملون على الساحة مثلنا.. فهل نستطيع أن نلغي وجود اتحاد الأدباء الكلدان العالمي مثلا وهو يعمل على الساحة منذ سنتين تقريبا..؟ وللعلم أن العديد من أعضاء الهيئة الإدارية فيه هم من أصدقائي أمثال الكاتب المهندس فاروق يوسف والصحفي  لؤي فرنسيس وغيرهم.. وكذلك رابطة الأدباء والكتاب الاشوريين هي حقيقة واقعة وتعمل على الساحة منذ سنين ولا يمكن إلغائها اذ يعتمدها من الشخصيات الأدبية والفكرية الكبيرة لأبناء شعبنا أمثال الأديب والمؤرخ عوديشو ملكو الذي يعتبر احد أعمدة الأدب والثقافة والتاريخ لأبناء شعبنا وهو من القلائل الذين تفتخر بهم الأمة كونهم يعكسون الصورة البيضاء لتاريخ وثقافة امتنا المجيدة ..فهل يمكننا إلغاء ذلك.. ولنأتي هنا إلى اتحاد الأدباء الكلدان والسريان .. أليس الدكتور الشاعر بهنام العطا الله ممن نفتخر بهم كونه من كبار مثقفي شعبنا ، أليس هو  من بناة ومؤسسي هذا الاتحاد ..؟ فهل يمكن أن ننكر هذا أيضا.. سادتي الأفاضل ,, ان كوننا نمتلك أربعة او خمسة اتحادات أدبية هي حقيقة واقعة ولا يجب ان ننكر ذلك.. وللأسف أقولها وأكررها مجروحا .. انه عار علينا  ان يكون بيننا هذا الشقاق .. فهل تجدون في العراق اتحادين للأدباء والكتاب العرب.. أو اتحادين للأدباء الأكراد أو التركمان.. لماذا نحن إذن لدينا أربعة .. .. لذا فمن واجبنا ان نجمع الشتات جميعا تحت خيمة واحدة وبمعاونة ومساعدة الشرفاء من أبناء شعبنا الأبي فلنكن نحن كاتحاد الأدباء والكتاب السريان  في العراق المبادرين الأوائل والملبين لدعوة التوحيد  بين صفوف مفكرينا ومثقفينا عموما  ولنثبت للعالم اجمع بأننا استطعنا توحيد صفوف شعبنا قبل ان يوحدها السياسيون ..ولنقطع الطريق أمام التجزئة المقيتة التي نخرت بجسد امتنا سياسيا وثقافيا ولنكن نحن من يرمم الصدع . لا بل من يصنع الأمة  من جديدا .. بارك الله بكل الجهود الخيرة التي تسعى بكل ثقة وبجدية تامة لأجل توحيد صفوف أبناء شعبنا وخاصة المثقفين منهم.. وإنشاء الله سوف نسمع أخبارا طيبة من اتحادنا الغالي بأنه سيتخذ زمام المبادرة في توحيد اتحاداتنا جميعا .. وهو أهل لذلك .. تحياتي

44
اتحاد الأدباء والكتاب السريان الى اين..؟

                     
عصام شابا الكلداني / تللسقف

لقد كان أملنا كبيرا جدا بان تستمر الهيئة الإدارية الجديدة التي انتخبت على هامش مهرجان بريدصان الرابع في نيسان 2010 في مدينة شيوز لرئاسة الاتحاد على خطى الهيئة السابقة ، لا بل وربما تكون أكفأ منها وستقدم ما هو أفضل لأدباء شعبنا دون استثناء ، ولكن وعلى ما يبدو قد أخطأنا التصور حقا ، إذ ومنذ تسلم الهيئة الإدارية الجديدة مهامها ومع الأسف الشديد بدأت الإخفاقات تلو الإخفاقات في مسيرة الاتحاد ، وها هي النتيجة كاملة تظهر على ارض الواقع ، فأول تلك الإخفاقات كان إلغاء المؤتمر الأدبي السنوي الذي دأب الاتحاد على عقده سنويا وبحضور العشرات من كبار الشخصيات والأدباء والباحثين ومن مختلف اثنيات المجتمع العراقي ومحافظاته ، إضافة إلى إلغاء مهرجان برديصان السنوي الذي كان يجمع أدباء شعبنا في كل عام في إحدى مناطق امتنا والذي كان بحق المنبر الوحيد للتعبير عن ارائنا وتطلعات امتنا للعيش بكرامة على ارض الاباء والاجداد .. ويتحجج الإخوان في الهيئة الإدارية في إلغاء النشاطين الكبيرين بعدم وجود الدعم المادي .. يا لها من حجة ..كيف كانت الهيئة السابقة توفر وتوجد التمويل اللازم لذلك...؟ أليس ذلك قصورا في الرؤيا لدى الهيئة الجديدة وقصورا في البحث عن التمويل اللازم لذلك..؟ ، أم أنها حجة لتمرير الموقف وضمر الإخفاقات فقط .. أم انه كما يقول المثل الشائع ( كلام حق يراد به باطل..؟)..؟ .. وهناك أمور مهمة أخرى مثل عقد ندوات في دوائر الدولة وهذا مخالف تماما لبنود النظام الداخلي للاتحاد كما حدث في تلكيف حيث عقدوا ندوة سياسية ( نعم سياسية وهذا ليس من اختصاص الاتحاد ) في مقر القائممقامية .. ولا ندري لماذا .. هل هي قلة القاعات الخاصة بالاجتماعات في المنطقة..؟ آم هناك هدف سياسي وراء ذلك.؟.. والشيء الأغرب والمخالف صراحة لبنود النظام هو دعوة الأدباء المغتربين إلى الانتماء للاتحاد وبهذا فهم يشجعون علنا على الهجرة التي نحاربها بكل جوارحنا علما بان ذلك القرار هو من صلاحية الهيئة العامة حصرا وليس من صلاحية الهيئة الإدارية .. ؟ ومع مسير الأيام بدأ التهميش المبرمج لمناطق سهل نينوى الشمالي ( عذرا لمصطلح سهل نينوى الشمالي ..لأننا أجبرنا على هذا اللفظ بعد ان وجدنا التهميش يشمل هذا القاطع فقط .. لأن سهل نينوى هو سهل واحد لا غير )..واقصد بالذات أدباء تلكيف وباطنايا وتللسقف وباقوفة والشرفية والقوش وأدباء محافظة دهوك ، وأصبح التركيز كله منصبا على مناطق محددة في سهل نينوى الشرقي ، وقد ظهر هذا جليا وعلنا ومع الأسف الشديد في البيانات التي يصدرها الاتحاد بين الفينة والأخرى .. وآخرها كان البيان الذي اصدر الاتحاد وقرر فيه إقامة أمسيات شعرية ونشاطات أدبية في بغديدا وعنكاوة ، وديانا.. وهذا يعني بان سهل نينوى الشمالي لا وجود له أبدا في ذاكرة إخوتنا الأفاضل ، ولكن بعد أن حصلت هناك معاتبات واتصالات مع بعض من أعضاء الهيئة من قبل بعض أدباء المنطقة ، صرح بعضهم بالقول ( بأننا نفكر بإقامة أمسية شعرية في تللسقف) .. نعم أنهم يفكرون في ذلك ولكنهم لم يقرروا .. وهناك موضوع آخر يدل على أن التهميش لأدباء المنطقة يأتي من باب الاستعلاء على الآخرين والتصغير والإقلال من شأنهم وعدم الاهتمام ومن باب التعمد أيضا وهو المهرجانات التي أقيمت مؤخرا ، كمهرجان المربد ومهرجان اربيل الدولي وعدد من الأمسيات الشعرية ، حيث لم يتم توجيه حتى ولو دعوة واحدة لأي من أدباء منطقتنا باستثناء أمسية واحدة يتيمة وهي أمسية القوش ، والتي تم وضع شعراء تللسقف في هامش القائمة منها ، واقتصرت الدعوات لهم فقط ولبعض من أحبتهم في سهل نينوى الشرقي ، وهنا يتحجج الإخوان بان ( الدعوة عامة ) .. هل هذا معقول يا سادة..؟كيف تكون دعوة الشعراء عامة للمشاركة في مهرجان دولي .. ؟ هل هناك عقل يقبل هذا المنطق .. يا سادة أن أدبائنا ليسوا سذجا إلى هذا الحد لتقنعوهم بهذا الكلام المنمق والمعسول ،ولكنهم آثروا السكوت على ذلك إلى أن وصلت الأمور إلى حد عدم التحمل  ... وفوق هذا وذاك .. لم يظهر ولو اسم واحد من أدباء تللسقف أو باطنايا في قوائم المنحة المخصصة من رئاسة الوزراء ، علما بان العديد منهم قد امضوا سنين طويلة في الاتحاد ولهم نشاطات كبيرة مشهود لها في العديد من المؤتمرات والمناسبات الأدبية .. أليس ذلك تهميشا متعمدا ؟  والسؤال هنا ..ما هي تداعيات ذلك والى أين يمضي اتحاد الأدباء السريان في ظل هيئته الإدارية .. ؟ الجواب واضح كل الوضوح .. لقد بدأت بعض الشرائح بطرح أفكار لتأسيس اتحادات أخرى وبمسميات قومية أيضا ، وهذه حقيقة يجب أن يعيها السادة في الهيئة الإدارية للإتحاد ..فالاتحاد مرشح للتفتيت والتشرذم والانقسام ، وسوف تتحمل الهيئة الإدارية المسؤولية الكاملة عن ذلك .. وليس غريبا أن نرى بعد أيام قلائل بان يعلن عن ولادة اتحاد آخر يجمع الأدباء المهمشين عموما ، وليس غريبا أن تقوم بعض الجهات من التي لا ترغب بالتطور والتقدم الثقافي لسهل نينوى الشمالي بمحاربة هذه التجربة .. فلتعي الهيئة الإدارية جيدا بأنهم ماضون في طريق الخطأ .. لذا يجب عليهم تصحيح مسارهم قبل أن تبكي راحيل على أولادها .. إذ أن شعبنا الآن يعيش مرحلة حرجة جدا فأما وجوده على الأرض بقوة وإصرار وأما إمحاء هويته الأصيلة من ارض الرافدين ،  ولا يعوزنا انقسام آخر وتشرذم جديد لأبناء شعبنا .. فالانقسام ليس بصالح احد أبدا ..ولكن بعض الشر أهون كما يقول المثل وللضرورة أحكام .. فتأسيس اتحاد آخر أفضل من الذل والمهانة والتهميش لأدبائنا من قبل الاتحاد الأساسي ، وفي كلتا الحالتين يكون طعم  الاثنين أحلاهما مر في حلوقنا جميعا،ولكن الصبر على الغاء الآخر واحتقاره وتهميشه كليا قد تعدى حدود المعقول كما حدث لأدباء أبناء شعبنا في سهل نينوى الشمال وهذا ما نرفضه ولا نقبل به مطلقا مهما توصلت إليها الأمور من تعقيد .. فحق أدبائنا في سهل نينوى الشمالي في أعناقنا جميعا . والمسؤولية تقع على الجميع وخاصة الهيئة الإدارية   .. تحياتي

45
الى زملائي الكتاب الكلدان والسريان .. مع التحية

                                                                                                 عصام الكلداني / تللسقف
قبل كل شيء لا بد أن نذكر بان الوجود الكلداني في ارض الرافدين حقيقة راسخة في التاريخ شاء البعض أم أبى ، وارض الرافدين تعني العراق من شمال الى جنوبه ومن شرقه الى  غربه وليس منطقة الوسط فقط كما يتشدق البعض ، ولكن يبدو أن هذا  لم يرق لهذا النفر بسبب الفكر الكلداني النير والقويم والذي أصبح أساسا لكل العلوم الحديثة بغض النظر عن حقد الاخرين واتهامهم للكلدان بانهم سحرة ومنجمون .. نعم نحن منجمون ,, اي علماء الفلك ، فلولا نظرياتنا الفلكية لما كان هؤلاء السذج يستعملون التقنية الحديثة في حياتهم وخاصة الساعة ،  نعم نحن من يتهموننا بالسحرة بسبب ان الكلدانييبن كانوا يعملون بعلم الكيمياء ، والكيمياء كانت سحرا حقيقيا في وقتها ، فنحن من ابتكر البطارية الكهربائية لأول مرة في التاريخ حيث كان علماؤنا يطلون بها حلي نسائهم بماء الذهب ..والكلدان هم الذين وضعوا اسس القانون التي تعتمد عليها كل شرائع العالم ولحد هذا اليوم ، والكلدان هم الين وضعوا نظرية المثلث القائم الزاوية قبل فيثاغورس الاغريقي بمئات السنين والتي سميت باسمه لاحقا  ، والكلدان هم الذين وضعوا اسس علم المثلثات وغيرها من العلوم والفنون والاداب .. فماذا صنع الآخرون...؟حروب وقتل ودماء واغتصاب الاراضي والحرائر واستعباد الشعوب والتعالي على الاخرين ليس الا.. ..فليبحثوا عن الحقيقة اذن  ، وباعتقادي ان الحقد على الكلدان آت من الشعور بالنقص التاريخي الذي يكتنفهم وليس هذا فحسب ، بل لأن الكدان استطاعوا وبكل جدارة من تحطيم تلك الامبراطورية المترامية الإطراف وأزالوها من الوجود والى الابد ، وليس لهم من مسوغ يبنون عليه حقدهم وكراهيتهم الا نعت الكلدان بشتى النعوت والاوصاف الغير اخلاقية التي لا يمكن ان تكون الا صفة من صفات المتشدقين ، وقد أوصلوا الأمور في كتاباتهم الهوجاء الى حد لا يمكن  السكوت عليه مطلقا ، فهم اخذوا بنطاح الحيطان وأصبحوا كالثيران الهائجة بعد ما دحض ادباء الكلدان والسريان نظرياتهم الخائبة بإثباتات وبراهين تاريخية ودينية منطقية لا تقبل الشك، بل وصل الأمر بهم  الى السب والشتم والقذف بشتى ألفاظ الرذيلة التي لا ينطق بها حتى أبناء  الشوارع ، فكيف ان كانوا هم يعتبرون أنفسهم مثقفين ؟، لا بل ان بعضا منهم حاصل على شهادات دراسية عليا كالدكتوراه .. عذرا ليس العيب بالشهادة ، بل العيب كل العيب بالذي يستغل الشهادة لفعل السوء ...  ..لقد توقفت عن الكتابة في المواقع الالكترونية لعدة اشهر بسبب انشغالي حاليا بتأليف كتاب عن قريتي الحبيبة تللسقف الكلدانية القومية وكاثوليكية المذهب ومسيحية الديانة وسريانية اللغة ،ولكن رغم ذلك فانني  أتابع ما يكتبه بعض ممن يسمون أنفسهم أبناء الأمة من ترهات خالية من الحجة والمنطق والذين ينظرون الى غيرهم من مستوى أدنى وبتعالي وكأنهم هم الوحيدون الذين خلقوا على ارض المعمورة ،وقد لعبت بهم نظرية الأنا لعبتها ومن مبدأ المثل القائل ( لو آني بالملعب لو أخرب الملعب ) ويريدون وبكل وسيلة فرض آرائهم المتطرفة على الآخرين رغم دحضها حتى وان كان ذلك بالقذف والشتيمة واستعمال الفاظ السوء والرذيلة ، تلك النظرية التي كانت السبب الرئيسي والأساسي في إزالة إمبراطوريتهم بعد طغيانها واستبدادها بحق الشعوب واستعبادهم وسبي نسائهم ، وكنت دائما أفضل السكوت والانتظار وكنت أتابع ردود أبناء الأمة الكلدانية عليهم .. ولكن يبدوا أنهم لم يتعظوا ، بل زادوا الطين بلة حين اخذوا بمهاجمة الكنيسة الكاثوليكية ورموزها بعد فشلهم في إثبات الحقائق التاريخية التي تدحض كل نظرياتهم الخبيثة والتي أتوا بها من حقائب أسيادهم بعد أن قبضوا أثمانها لتفتيت هذه الأمة العريقة لغاية في نفسهم هم لا غيرهم.فهم يصفون الكنيسة الكاثوليكية بأوصاف لا يمكن لغير المسيحي أن يصفها به..ولا ندري كيف يصفون الأرثوذوكسية والبروتستانتية والإنجيلية والمريمية وغيرها من المذاهب . أما نحن الكلدان فلم ولن نتهم كنيسة ما بأي فعل ، لأن كل كنيسة سواء كانت كاثوليكية أم غيرها هي كنيستنا ونقدسها كما نقدس الكاثوليكية ، ولم ولن نقول يوما كما يقول إخوتنا لنا ( بيشن جلبا ولا بيشن كلدايا) وهنا ساترجم قولهم الذي يتمسكون به لحد الان وهو ( اصير جلب وما اصير كلداني ) وبالعربي الفصيح ( اصير كلبا ولن اصير كلدانيا ) ..نعم هكذا يقولون لنا .. وهذا هو حقدهم التاريخي المتأصل بهم ، اما نحن فنقول ان الأشوريين أشقاؤنا وكنيسة المشرق الآشورية كنيستنا كما هي الكاثوليكية ونعتز بها كما نعتز بالكاثوليكية والإنجيلية والأرثوذوكسية وغيرها من الكنائس ، لأنها تمثل جميعا رمزا للمسيح له المجد .. تلك هي أخلاق ومبادئ الكلدان . فيا حبذا لو يعمل الآخرون مثلنا ... ؟ فالسؤال المطروح اذن هو.. لماذا كل هذا الحقد على الآرامية والكلدانية  والكاثوليكية ..؟ أليس ذلك مدعاة للشك بأنهم متورطون بارتباطهم بجهات حاقدة  على الآراميين والكلدان  وعلى الكاثوليكية بالخصوص ، تلك الجهات التي بات تحقد  لحد هذا اليوم على  الكلدان لكونهم هم الذين انهوا دولتهم ومحوها من الوجود ..؟ . لذا أرجو من الإخوة الأدباء والكتاب الكلدان والسريان واخص بالذكر الاخ هنري بدروس كيفا والأخت الفاضلة سوريتا والأخ الفاضل وردة والأخ العزيز عدنان عيسى وصديقي العزيز وابن بلدتي الأستاذ الفنان مرقس اسكندر وغيرهم كثيرون ، أرجو منهم أن يكونوا حذرين من حبائل هؤلاء المتصيدين ومن شراكهم التي ينصبوها للكلدان والسريان على حد سواء  دوما منطلقين بروح شيطانية لا أكثر ، فهم ليست لديهم الا عبارة واحدة وهي ( ان الكلدان هم أبناء الجنوب واعتنقوا الإسلام فليذهبوا الى الجنوب ) .. وإنا هنا وبعد انتظار وصبر طويل أقول لهم.. هل توقف الزحف الإسلامي على حدود الدولة الآشورية ام اخترقها ووصل الى أقاصي الأرض ومنها بلاد الصين والهند وروسيا ؟، هل استطاع الآشوريون بقوتهم وطغيانهم المزيف إيقاف الزحف الإسلامي عند حدود آشور؟.. الم يعتنق مئات الآلاف من الآشوريين الدين الإسلامي كما اعتنقه العديد من الكلدان أيضا ولا زال قسما من الآشوريين يفعلون ذلك ولحد هذا اليوم ؟، لا بل ان العديد منهم أنكروا قوميتهم واتخذوا لهم مسميات لقوميات أخرى ، وهناك أدلة كثيرة ودامغة لا تقبل الشك على أن العديد من العشائر الكردية في العراق وسوريا هي من أصول آشورية ، فبماذا يحلل هؤلاء ذلك؟ ... اذا كانت بابل وآشور منطقتين في وطن واحد ، الا يحق للكلداني أن ينتقل من بابل إلى آشور والعكس بالعكس، ام ان حرية التنقل والسكن محصورة بالآشوريين فقط ..؟ هل يحق للآشوري ان يعيش في روسيا وتركيا ولا يحق للكلداني أن يعيش في منطقة آشور..؟؟  والمذهل بانهم ليس لهم في ذلك الا مصدر معلوماتي واحد وهو عقلهم فقط وعقول أسيادهم الذين دفعوهم من عقود مضت لضرب الأمة في الصميم ، والذين أتوا بهم من روسيا وأسكنوهم في الحبانية وبعقوبة .. والسؤال هنا  لماذا يسكن الآشوري في بعقوبة والحبانية وهو روسي وهي مناطق كلدانية ..الا يحق لنا ان نسألهم السؤال الذي طالما يسألوننا اياه هم حول وجودنا في سهل نينوى ..؟هل يحق لكم ان تسكنوا المناطق الكلدانية ولا يحق للكلدان السكن في مناطق تزعمون انها اشورية.؟ ثم اين هي اللغة الاشورية التي يتكلمون عنها..؟ اليست لغتنا الان جميعا هي السريانية والتي ورثناها من الاراميين القدامى حيث اصبحت في عصر الدولة البابلية بعهديها ومن بعدها الدولة الاشورية والفارسية لغة العالم المتحضر .. فالحقائق اذن لا يمكن ان تغطى بغريال ،  فهؤلاء أنفسهم هم الذين جلبوا على المسيحيين في الدولة العثمانية والشرق الأوسط عموما الويلات تلو الويلات ومنها مذبحة سيفو ومذبحة سميل التي كانت اكبر فضيحة لهم ولأسيادهم الانكليز في التاريخ .. والغريب في الأمر أنهم يعلمون ذلك جيدا .. إذن أرجوكم أبناء قوميتي الكلدانية الفاضة ان تكونوا باتم الحيطة والحذر من هؤلاء المنافقين وارجوكم بعدم الرد عليهم ان  تمكنتم من ذلك بل اتركوهم يقولوا ما يشاؤون .. اما الاخت سوريتا فانا ابارك فيك علمك واطلاعك على الامور التاريخية من اوسع ابوابها وارجوا ان تؤلفي كتابا على غرار ما ألفه الزميل والاخ الباحث عامر حنا فتوحي عن تاريخ امتنا المجيدة كي يكون نبراسا اخر وقنديلا يضيء دروب الضالين عن رؤية حقيقتهم . واقول لأخي وصديقي وزميلي وابن بلدتي الفنان الباحث مرقس اسكندر ..اخي الفاضل .. هل تذكر نقاشاتنا حين كنت في تللسقف وكيف كنا نخرج بنتيجة واحدة وهي ( لا يمكن للعقول المتحجر ان تفهم الحقائق) .. لذا يا سيدي الفاضل ارجو منك ان تتركهم كما هم ولا ترد عليهم.. تحياتي  

46
الى استاذي العزيز بطرس نباتي مع فائق احترامي وتقديري
                        
                                                                                          بقلم / عصام شابا الكلداني

استاذي الفاضل . قرأت مقالك الموسوم ( العمل القومي عند نزار الديراني وملاحظات واراء لا بد منها  من 1 – 2 ) المنشور على صفحات موقع ابناء شعبنا عنكاوة كوم .. حقيقة هالني ما قرات من امور غير منطقية وردت في هذا المقال .. ومنها اتهامنا ( أي اتهام الهيئة الادارية السابقة مباشرة ) بكونها كانت تعقد اجتماعاتها عن طريق الهاتف ، وفي هذا تجني كبير علينا ، وبصفتي كنت انا احد اعضاء الهيئة الادارية ومسؤول اللجنة الاعلامية فمن حقي اذن ان اوضح حقائق اجتماعات الهيئة الادارية وكما هي وليس كما سمعت يا استاذي العزيز .. نعم انا اعترف لك بان النداء لعقد الاجتماعات كان عن طريق الهاتف وليس عن طريق ارسال الدعوات.. حيث كان يتصل بنا الاستاذ الاديب نزار حنا الديراني رئيس الهيئة الادارية ويعلمنا عن موعد ومكان الاجتماع ، وانا هنا الان سأدون اماكن كل الاجتماعات التي عقدتها الهيئة الادارية السابقة وهي كما يلي:
1-   اجتماعين عقدا في مقر الحركة الديمقراطية الاشورية في دهوك احدهما في اذار 2008 والثاني في ايلول 2009
2-   اجتماعين عقدا في مبنى تلفزيون اشور في بغديدا ، الاول في نيسان 2008 والثاني في شباط 2009
3-   اربع اجتماعات عقدت في الدائرة التي يعمل بها الاستاذ نزار حنا وهي دائرة كمارك دهوك  وكما يلي : الاجتماع الاول في كانون الثاني 2008 والاجتماع الثاني في تموز 2008 والثالث في ايلول 2008 والرابع في تشرين الثاني 2008
4-   اجتماعين عقدا قي مبنى المركز الثقافي الاشوري في دهوك الاول في تموز 2009 والثاني في شباط 2010
5-   اجتماعين عقدا في منزل الاستاذ يوسف زرا في القوش احدهما في شهر  كانون الاول 2009 والثاني في اذار 2010
6-   اجتماع واحد عقد في منزلي في تللسقف  في شهر ايار 2009
7-   اجتماع عقد في مدرسة اللغة السريانية في بغديدا في كانون الثاني 2010
8-   اجتماع واحد في دار الاستاذ يوسف قوزي في عنكاوة في تشرين الاول 2009
وبهذا تكون الهيئة الادارية قد اجتمعت (15) اجتماعا خلال دورتها الماضية وذلك لمناقشة وضع الاتحاد والتهيئة لإقامة مهرجان برديصان ومناقشة النصوص الشعرية التي تصل الى الهيئة الادرية لغرض قراءتها في المهرجان السنوي ، والحمد لله كان هناك ضيوف يزوروننا في كل اجتماع وهم يشهدون لنا بذلك..،اضافة الى التهيئة والاعداد لعقد مؤتمر الادب السرياني في موعده المقرر كل عام.. اما لماذا كنا نعقد تلك الاجتماعات في عدة اماكن ومنها منازلنا ايضا ، فالسبب كله يعود الى عدم وجود مقر خاص بالاتحاد ، وللعلم استاذي العزيز لقد طرحت في احد الاجتماعات فكرة تأجير بناية خاصة بالاتحاد وذلك عن طريق جمع الاشتراكات الشهرية من الاعضاء ، ولكن طلبي قوبل بالرفض من قبل الهيئة ا لادارية .. ولسبب بسيط جدا وهو عدم تحميل الاعضاء اعباء دفع الاشتراك الشهري لكون الحالة المادية لأغلبهم ضعيفة .. ورغم كل هذا فكنا نعقد تلك الاجتماعات رغم بعد المسافات واحيانا كنا ندفع اجور النقل من حسابنا الشخصي لأننا كنا على علم بان الاتحاد لا يملك أي رصيد مادي ولكوننا جميعا لا نمتلك سيارة خاصة بنا عدا الاستاذ نزار حنا ..
استاذي العزيز .. لست اغالي اذا قلت بأنني اكن لك كل المحبة والتقدير والاحترام واعتز بكوني قد تعرفت عليك ، من خلال دورات مهرجان برديصان ومن خلال المؤتمرات الادبية اضافة الى العديد من اللقاءات في عنكاوة حيث كنا نقدم الفعاليات الادبية في جمعية الثقافة الكلدانية وغيرها من الاماكن.. لذا استاذي الفاضل ارجو ان يكون صدرك رحبا لنا ونرجو ان لا يكون اتهامك لنا ( اقصد للهيئة الادارية السابقة ) بالتقصير .. مع فائق احترامي وتقديري ..

                                 اخوك وتلميذك
                                 عصام شابا الكلداني
                              مسؤول اللجنة الاعلامية لإتحاد
                                 الادباء والكتاب السريان
                                 في العراق / الدورة السابقة  

47
المنبر الحر / التصفيق المبرمج
« في: 21:18 20/03/2011  »
التصفيق المبرمج

                                                                                                  عصام شابا الكلداني

التصفيق ظاهرة يتميز بها الخلق البشري وفي جميع اصقاع الارض تعبيرا عن الغبطة والسرور وكرد فعل على عمل ينجزه المقابل لغرض تشجيعه .. لقد اتخذنا التصفيق عنوانا لموضوعنا اليوم كي نعبر نحن ايضا وربما نصفق للذي يحصل في بلداننا العربية والشرق اوسطية عموما من حالات المطالبة بالديمقراطية وحرية التعبير من خلال المظاهرات الغاضبة التي تشهدها العديد من دولنا العربية على وجه الخصوص مطالبة بانهاء حالة الديكتاتورية المقيتة التي جثمت على صدور المواطنين لسنين طويلة والتي توارثها اب عن جد ومن ثم يورثها لأولاده من بعده حتى وان اقتضى الامر التلاعب بدساتير تلك البلدان ، وهذا ليس الا حق من حقوق الشعوب العربية المضطهدة بيد قادتها الاشاوس. المهم تذكرت كيف كانت شعوب تلك البلدان تصفق لقادتها قبل ايام من قيام تلك التظاهرات ، وتذكرت كيف كانت الحناجر تصدح بالقصائد الجميلة تمدح الرؤساء والقادة.. ولم يكن يدر في خلدي يوما ان اسمع او حتى ان أتكهن بان كل ذلك كان مبرمجا من قبل القادة أنفسهم اجلهم الله .. ولا اخفيكم سرا بانني كنت اعتقد جازما بان تلك الشعوب التي تعرف بالتصفيق الحار تكن الحب الكبير لقائدها ولا يمكن ان تقف ضده يوما من الايام.. وقد طرحت ذلك على احد زملائي الصحفيين والذي يعمل معي بنفس المؤسسة الصحفية .. فرأيته قد غرق في الضحك من وجهة نظري معتبرا إياي ضعيف الرؤيا لما يحصل .. اذ قال لي .. يا زميلي العزيز ان الذين تراهم يصفقون ويتلون القصائد تمدح الرئيس والمسؤول ليسوا  كما تتصور انت ، بل ان ذلك المسؤول او الرئيس قد جند مجموعة من الناس لغرض فعل ذلك وباجور خاصة .. فقلت له انك مخطئ .. أجابني سأبرهن لك ذلك.. وفعلا وفي غمرة التحضير للانتخابات البرلمانية العراقية ، كان أحباؤنا المرشحين من ابناء شعبنا يأتون كل بقائمته الإصلاحية التي تصنع من البحر الميت بحيرة اسماك من نوع الزبيدي الطيب اللذيذ وكذلك كان يبني قصورا جميلة وكانها برج الامارات الكبير والعديد من الانجازات المهمة الاخرى والتي تصنع من شخصية المرشح ذلك الانسان الوطني الذي تهمه مصلحة المواطن والوطن وليس مصلحته الشخصية ( وهذا ما لمسناه فعلا بعد الانتخابات فالعمارات ملأت الشوارع والكهرباء اصبحت اجود واحسن من كهرباء السويد ، والبطاقة التموينية زيدت مفرداتها الى 25 مفردة ورواتب الرعاية الاجتماعية اصبحت تعج بها المصارف ولم يبق خريج واحد في العراق دون وظيفة حكومية ، وكل ساعة نصيح ونصرخ كما صرخ الفنان عادل امام في مسرحيته المشهورة شاهد ما شفش حاجة حيث يقول فكوا الحزام .. فكوا الحزام ،  والاكثر من هذا كله هو الاهتمام الكبير بالتعليم والمعلم ، ولكون المعلم صبورا جدا فقد شبهه احدهم بـ .. المطي ..  وكلمة المطي للذي لا يعرف معناها وخاصة أشقاؤنا في الدول العربية تعني ابو صابر او الحمار ..نعم هكذا شبه المعلم ومن قبل مسؤول كبير في الدولة .. مبروك لك يا سيدي المعلم ان كانوا وصفوك بـ ( ابو صابر) لأنك علمتني وكبرتني وصنعت مني ومن زملائي كُتّاب وصحفيين واعضاء مجلس نواب . لا بل وزراء وربما رؤساء جمهوريات ايضا .. ولكن ارجوك لا تزعل .. اتدري لماذا.. لأنهم جميعا تخرجوا على يديك انت.. فلولاك كما وصفوك لما صعدوا على اكتافك واعتلوا المناصب السيادية في الدولة ..؟؟).. نعم بدأت اللقاءات والزيارات وعقدت عدة ندوات، وهنا اود ان اوضح للسادة القراء بأنني لست ممن يحضرون تلك التجمعات ، ولكن لكون احدهم وهو السيد ( ... ) سيكون من يحاضر .. حضرت الندوة ومعي زميلتي الاعلامية (  ل.. د ) والتي تعمل في صحيفة ( ط .. س ) وبدأت الندوة بتزويق الكلام ومن ثم توزيع المشروبات الغازية التي اثلجت صدورنا لفترة وجيزة . ومن ثم بدأ استاذنا المحاضر بالقاء المحاضرة .. كان هناك شخص جالس امامنا وقد لفت نظري الى شيء غريب فعلا .. اذ كان منكس الراس .. فكلما يتكلم صاحبنا كلمة كانت التصفيق ينطلق من بين يديه بحرارة وكأنه مبرمج فعلا على ذلك.. وكان الجمهور يصفق خلف المبرمج خجلا فقط .. وبعد ان أنهى سيدنا السلطان محاضرته القيمة التي لم نفهم منها شيئا سوى مدحه لشخصه الكريم ونضاله ( السري في عهد النظام السابق .. كما كان يدعي  ) الكبير الذي قضاه متربعا على أكتاف الآخرين ، انهالت الأيادي بالتصفيق الحار . بعد ذلك والحق يقال ترك الرجل لنا فسحة من النقاشات وطرح الأسئلة.. فقامت زميلتي اعلاه وطرحت على سيدنا السلطان سؤالا محرجا جدا.. وانتم تعلمون كيف تكون اسئلة الصحفيين حيت يريدون إحراج المقابل .. وبعد انتهائها من طرح السؤال لم نجد الا وصاحبنا المبرج ينطلق بتصفيق حار جدا متناسيا بان الذي طرح هو سؤال وان سيده الكريم لم يجب بعد.. والمسكين  يصفق فقط ( شنو الموضوع ما يدري .. اشديصير ما يدري .. شنو القضية مايدري).. المهم وبعد انتهاء المحاضرة وذهب كل في سبيل حاله.. سحبت المبرمج على جنب وقلت له.. ماشاء الله تصفيقك كان كلش زين.. والله يابه انت تستاهل التكريم.. اجابني بسذاجته وفطرته.. طبعا كرمونا وانطونا كل واحد خمسين دولار كبل الندوة وكالولي كلما يحجي الاستاذ انت بعد شوية تصفك حيل وبعدين الجماعة يصفكون وراك )  .. حينها أخذت ألوم نفسي لأني لم اصدق زميلي الصحفي حين افصح لي عن ذلك .. وحينها تيقنت من ان تسمية شعبنا بشعب الصفكة لم يأت من خلو او فراغ .. وهكذا الحال بالنسبة الى شعوبنا العربية ( رحمة الله على اللي سمانا شعب الصفكة).. فقبل ايام كانوا يهتفون بحياة زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي وبشار الاسد وعلي عبد الله صالح وغيرهم من الرؤساء والملوك ويصفقون لهم بحرارة وكأنهم حرروا فلسطين من براثن الاحتلال .. وها هي نفس الشعوب الان تلوم قادتها.. وليس ادل تشبيه لذلك الا ما فعله الشعب بيسوع المسيح له المجد حين كانوا معه يوما بيوم وساعة بساعة . وكانوا يتوسلون منه الشفاء من الامراض والعلل التي تصيبهم وتصيب اقاربهم، وكيف كان دخوله الى اورشليم قبل اسبوع من صَلبه ، حيث استقبل من قبل الشعب بالتصفيق والتهليل واغصان الزيتون . ولكن بعد اسبوع كان نفس الشعب الذي شيعه بحرارة في يوم اوشعنا هو نفس الشعب الذي طالب بصلبه وموته . عذرا من سادتي القراء الكرام من هذا التشبيه الغير المنطقي..لأنه لا يمكن ان نصف قادة الدول العربية بصفات المسيح الطاهرة .. فهم ليسوا الا ديكتاتوريين قاتلين لشعوبهم.. فهو يستحقون الازاحة عن الكراسي ..وها هم يسقطون واحدا تلو الاخر وينتهي دور الديكتاتورية والى الابد ولا زال الحبل على الجرار  ، رغم تأخر الانتفاضات ، اذ كان من المفروض ان يحصل هذا منذ زمن بعيد.. فهل سنشهد في القريب العاجل خروج شُرّاء التصفيق الاخرين خارج كراسي الحكم والاستبداد بكرامة شعوبهم..؟؟.. تحياتي  


48
الحرب الاعلامية على الكلدان .. من الذي يقودها..؟

                                                                                                  عصام شابا الكلداني
قبل كل شيء اود ان اوجه خالص شكري وتقديري لكل زملائنا الكتاب والادباء الافاضل سواء من كان منهم معنا ام كان ضدنا ، اذ نحن الكلدان لم ولن نكون ضد اي عنصر او عرق او مذهب او طائفة مهما كان جنسه او عرقه ، ولكن بالمقابل لا نسمح لكائن من يكون ان يمس كرامتنا او كرامة قوميتنا الاصيلة باي خدش مهما كان من الصغر ,, ونقول ايضا وبكل وضوح باننا نكتب باسمائنا الصريحة علنا دون خوف من كشف شخصيتنا ولا نتعامل كاللصوص باختيارنا اسماء مستعارة ، لأن الذي يفعل ذلك دون سبب مقنع فاما ان يكون قد وقع بفضيحة يشمئز منها الخلق البشري او لسبب اخر وهو انه يعمل جاسوسا لفئة على حساب قومه او وطنه او دينه .. وفي كلتا الحالتين يكون من المنافقين والخونة.. ولكثرة ما قرأنا من مواضيع مثيرة للإشمئزاز في بعض من مواقع ابناء شعبنا الالكترونية والتي قد تصيبنا بالدوار احيانا بسبب كثرة التناقضات اللامنطقية التي تكتنف تلك الكتابات ، ارتأينا ان نكتب هذه السطور ، وهي ليست الا قراءة سطحية لما كتبه بعض من اخوتنا الاجلاء .. ولأجل ذلك ارجو المعذرة مرة اخرى فربما قد اجرح شعور احد ما دون قصد ..
ان محاولات استهداف الكلدان اعلاميا في الاونة الاخيرة لهو ضرب من الحرب النفسية التي يبغيها بعض من الدخلاء والانتهازيين ، وخاصة من ذوي الاسماء المستعارة ، لغرض ذر الرماد في عيون البسطاء من الناس وجعلهم يعتقدون بان الكلدان ليسوا الا شرذمة من السحرة والمنجمين تمردوا على الكنيسة النسطورية قبل عقود قليلة من الزمن وكونها اعتنقت المذهب الكاثوليكي ليس الا .. ولكننا لوعدنا الى التاريخ الذي دون باياد غير كلدانية,,, نعم اياد غير كلدانية .. فهذا الدكتور طه باقر والدكتورة حياة ابراهيم محمد والدكتورة حياة جاسم شرارة ، وكذلك الدكتور صبحي انور رشيد والدكتور عامر سليمان والدكتور وول ديورانت والدكتور ثروت عكاشة وغيرهم كثيرون ويعدون بالمئات من كبار المؤرخين العرب والاجانب .. فهؤلاء ليسوا كلدانا ولا مصلحة لهم بان يكتبوا عن الكلدان او الاشوريين او اية قومية اخرى سوى اثبات الحقائق التاريخية الواردة عبر الرقيمات الطينية والاثار القديمة المكتشفة في ارض الرافدين ، ولسبب بسيط جدا لأنهم لا يمتون اليهم باية صلة .. سنجد بان هؤلاء هم الذين كتبوا عن الكلدان واثبتوا حقيقة هويتهم كونهم ابناء وادي الرافدين الاصلاء ، كما بينوا كيف ان الدولة الاشورية فقد سلطتها منذ عام 612 قبل الميلاد على يد الكلدانيين والميديين .. اذن تحليل السادة المؤرخين الافاضل ورأيهم سيكون حياديا بالمطلق ولا يمكن ان يميل الى اية جهة ، فهم لم يعرفوا حينها باننا كلدان او اشوريين ، كما ان موضوع التسميات لم يطرح في الفترة التي كتب وحلل وترجم هؤلاء العمالقة تاريخ العراق القديم ، اذن فمن المنطق ان نستند الى راي هؤلاء لكون رايهم حياديا تاما وليس الى اراء بعض من الذين يقبضون الاثمان مقدما ومن ثم يبدأون  بتزوير الحقائق ومحاولة اقناع البسطاء من الناس بتلك الحقائق المزيفة .. والاهم من كل هذا هو رأي الكتاب المقدس .. ام نحاول تكذيب حتى كتاب الله ..؟ محال ان نفعل هذا ، لأن الكتاب المقدس ليس محل جدال او نقاش في اموره... اما من يفسره على هواه فهذا شأنه وليس شأننا .. وها نحن نشاهد ونسمع ونقرأ بان اراء جميع اخوتنا الاشوريين تتفق وفي جميع كتاباتهم وخطاباتهم سواء كانت الحزبية منها او حتى الشخصية باننا شعب واحد ، ونحن نقول ايضا باننا شعب واحد .. ولكن حين تحق الحقيقة يقولون بان تسمياتنا الكلدانية والاشورية والسريانية ما هي الا تسميات مذهبية .. طيب يا سادتي الافاضل ، نحن جميعا نقول شعبنا الكلداني السرياني الاشوري واحيانا نقول شعبنا الكلداني والسرياني والاشوري .. طيب يا اخوتي لقد وضعتم بانفسكم جميع تسمياتنا تحت التسمية المذهبية ليس الا ومن ضمنها الاشورية طبعا ، فهل تؤمنون حقا بان الاشورية مذهب ديني حقا..؟ فان كانت الاشورية مذهب ديني فما هي القومية اذن.. ؟فهل يعقل ان تسمى قومية كاملة باسم مذهب ديني ..؟ فنحن لم نسمع يوما بان هناك قومية سنية او قومية شيعية او قومية نسطورية او قومية كاثوليكية .. لأن تلك التسميات ما هي الا تسمات مذهبية,, ولكننا نعلم بان هناك قومية فارسية وعربية وكردية وفرنسية وانكليزية ..الخ . لذا فان الكلدانية هي قومية حالها حال باقي القوميات الاخرى ، وهي متجذرة في ارض وادي الرفدين وقديمة قدم الانسان الكلداني وبشهادة التاريخ ومدونيه من غير الكلدان .. لذا نرجوا ان تصحوا ضمائر اشقائنا الكلدان وخاصة من الذين يهينون ابناء قومهم في  مناسبة ودون مناسبة ، وان يتركوا سبابهم وشتائمهم الغير مبررة لأبناء جلدتهم .. ولكننا وللأسف الشديد نرى بان الحرب الاعلامية الاخيرة على الكلدان يقودها هؤلاء الاحبة من ابنائنا الكلدان انفسهم ، ولسنا هنا بصدد ذكر اسماء معينة ، لأن التشهير بالانسان مهما كان جنسه او عرقه او مسلكه الديني والمذهبي ليس من شيم الكلدان ابدا ، فكيف اذا كان من يهيننا ابن بيتنا ..؟ ولكننا بدل ذلك نعتب على ابناء جلدتنا وخاصة من الذين يكتبون ويعبرون عن افكارهم باسماء مستعارة ، والعتاب ليس الا دليل محبة ونقول لهم .. يا حبذا لو تتركوا لغة التجريح بحق ابناء امتكم وخاصة المثقفين منهم ، اذ انكم بافعالكم تلك تعطون الفرصة للمتربصين بامتنا شرا ويتحينون الفرص لغرض الايقاع بها بكل وسيلة .. فالدكتور كوركيس مردو والاستاذ حبيب تومي وغيرهم من الكتاب الكلدان الاكارم ليسوا اعدائكم ابدا ، بل هم اشقاؤكم وابناء جلدتكم ، فهم لم يقولوا شيئا يجرح شعوركم او شعور احد ما بقدر ما بينوا الحقائق التاريخية مستندين في طروحاتهم تلك على مصادر تاريخية عالمية ، كان من الاولى باخوتنا الذين عقبوا على الاساتذة اعلاه ان يكون تعقيبهم منطقيا مثبتا بحقائق تاريخية تناقض ما ينشره الدكتور كوركيس مردو والاستاذ حبيب تومي او غيرهم ،وليس من المنطق ابدا ان توجه اليهم المسبات والشتائم والكلام اللاذع ، كما انه من العيب جدا ان يتم نعتهم باوصاف غير لائقة لا تنم عن اي مستوى ثقافي مهما كان بسيطا لصاحب النقد .. كما ان هناك نقطة مهمة اخرى وهي التشهير ببعض التنظيمات السياسية الكلدانية ، نسال هؤلاء السادة ونقول لهم .. ما علاقة التنظيات السياسية الكلدانية بما يكتبه المثقفون الكلدان ويعبرون به عن ارائهم.. لماذا تقحمون تلك التنظيمات بما يكتبه الاخرون .. من يثبت انتماء هؤلاء الكتاب الى تلك التنظيمات .. ان التنظيمات السياسية الكلدانية حالها حال الاحزاب الاشورية الاخرى العاملة على الساحة.. لها استراتيجيتها وانظمتها الداخلية وتسير حسب منهجها ، فهل يحق للأحزاب والتنظيمات الاشورية ان تدافع عن منهجها وقوميتها ولا يحق للأحزاب الكلدانية ذلك..؟ لماذا تحرمون على غيركم ما تحللوه لأنفسكم .. وانا هنا يا سادتي لست مدافعا عن اية فئة ، لأني لست رجل سياسة .. بل اقول ان جميع تنظيمات ابناء شعبنا السياسية سواء كانت اشورية ام كلدانية ام سريانية هي عزيزة علينا ونقف معها بنفس المقاييس ودون تفضيل احدهم على الاخر .. اما موضوع القومية الكلدانية فهو موضوع يهم ابناء الكلدان جميعا سواء من كان منهم منضوي تحت ستائر الاحزاب او التنظيمات الكلدانية ام غيرها وحتى لو كان مستقلا ، وهنا فنحن نقول .. ان الجرح الكبير ياتينا وللأسف الشديد من ابناء قومنا وليس من الاخرين ولأسباب اصبحت معروفة وواضحة للجميع ، فبعضهم قد انتسب الى تنظيم معين ولديه في ذلك التنظيم مصالح شخصية كأن تكون عقود عمل او غيرها ، فهو يقوم بتنفيذ مطاليب تلك الجهة خوفا على مصالحه تلك وخاصة اذا كان ذلك يتعلق بالجانب المادي .. وهناك الاخر والذي يكون المنصب شاغله فقط وليس المبدأ السياسي او القومي ، فالذي يشغله فقط هو الكرسي الوثير ذو الامتيازات الخاصة ، لهذا نراه ينسى قوميته نهائيا بل وينكرها نهارا جهارا .. وهناك الكثير ممن يقعون فريسة الغسيل الذهني والتثقيف المبرمج من قبل الاخرين ضد تطلعات امتهم ، ولكن يبقى الذين لم تستطع كل تلك الاساليب والاغراءات من زحزحتهم ويقولونها علنا نحن كلدان وقوميتنا هي الكلدانية ومذهبنا هو الكاثوليكية .. وللعلم فاننا نتابع كل ما يكتبه هؤلاء الاخوة وخاصة الكتابات الجارحة منها  وعبر وسائل الاعلام، وللأسف نقول ان اغلب الذين يكتبون تربطنا بهم علاقات وثيقة ثقافية واجتماعية واحيانا علاقات صداقة حميمة ، لذا فعذرا ان لم نذكر اسم احد ما، ولكن يبقى السؤال المهم والمطروح على ساحة ابناء شعبنا .. هل يعي اخوتنا الكلدان المنضوين تحت ستار التنظيمات الحزبية الاشورية ان قوميتهم هي الكلدانية ، ام ان مذهبهم الديني هو المذهب الكلداني .. فان كانت الكلدانية مذهبا دينيا ، فماذا تكون الكاثوليكية اذن ..؟ هل هي ديانة مستقلة مثلا .. ؟ وفي الختام ارجو من الله ان ينير عقولنا لمعرفة حقيقة تاريخنا الاصيل ... تحياتي

49
المنبر الحر / اللحية
« في: 20:29 12/01/2011  »
اللحية
                                                                                                      عصام شابا الكلداني

لحية..كلمة قد ننطقها يوميا عشرات المرات ، مرة نحلف بها  واخرى نحذر وجودها وثالثة نشمئز من ذكرها  .. الخ من الاوصاف التي قد تراود خواطرنا في مناسبة وغير مناسبة ، وقد نغالي احيانا في وصف المصطلح ، اذ قد نعتبره من القدسية بحيث لا يمكن مسه( مصطلح اللحية ) باية كلمة خارجة عن نطاق الطهارة والعفة ،واحيانا اخرى نغالي في ذمه( المصطلح ) ونعتبره رمزا للأذية والقذارة الفاحشة وربما منبعا للسوء والرذيلة . ولست ادري هل فكر الأقدمون بمثل ما نفكر به الان ونحن في قرن نعتبره قمة في التطور الثقافي والتكنولوجي ..؟ فحين نقرأ التاريخ مثلا او نطلع على اثار القدماء نلاحظ بان هناك الكثير منهم بلحى طويلة واخرين دون لحى .. يا للعجب .. ترى كيف كان الانسان القديم يحلق لحيته واية شفرة كان يستعمل وخاصة  في العصور  الحجرية .. هل كانت شفرة مصنوعة من حجارة الصوان مثلا.. ؟ ام انه كان ينتفها شعرة شعرة.. ؟؟ ولو تمعنا قليلا في صور المنحوتات القديمة للاحظنا بان الفراعنة كانوا يحلقون شعر رؤوسهم ويطلقون لحية رفيعة جدا في اسفل ذقونهم ،وهذا كان رمز لفرعون ، فيما كان ملوك العراق السومريين والبابليين والاشوريين والكلدانيين يطلقون لحاهم ويعتنون بتزيينها ويعتبرونها رمزا لعزتهم وفخرهم ..  ولكن الشيء الملفت للنظر ان اللحية كان ولا يزال لها رمز ديني بحت منذ اقدم العصور ولحد هذا اليوم .. فالكاهن البوذي والهندوسي والقس المسيحي والامام المسلم لابد لهم من اطلاق لحاهم وليظهروا للعالم بانهم رجال دين لا اكثر .. اذن هي عند هؤلاء السادة رمز للطهارة والنقاء .. ولكن والمثير ان نرى هذه الايام ان اللحية اخذت منحى اخر غير المتبع .. فلو كنت تسير في شارع ما وقابلك عدد من شبابنا الاحبة للاحظت شيئا غريبا فعلا .. فلو نظرت الى لحاهم لياخذك عجب العجاب من انواع واشكال من الخرائط مرسومة على اوجههم .. ولست ادري هل تحقق ما قلته في مسرحيتي الكوميدية التي كتبتها عام 1990 والتي استقيتها من حكاية للكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي  والتي اسميتها بالحلاق الثلاثار .. حيث ذكرت فيها حلاقة الخارطة .. علما باني لم اعرض تلك المسرحية سوى مرتين فقط.. فهل يا ترى كيف تحققت تلك الاحداث ليقوم شبابنا اليوم بتطبيق حلاقة الخارطة حرفيا   .. فلو كانوا هؤلاء الشباب من الذين يعملون في السياسة لقلنا بانهم يرسمون خارطة طريق على وجوههم كي يتمكنوا من حل مشكلة الوطن الاساسية وهي البطالة القاتلة التي يعاني منها هؤلاء  ، او ربما كانوا يخطون برسوم بيانية مستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على ارض الوطن بسبب ما يعانيه من اضطهاد اضافة الى نزيف الهجرة القاتل ..( رحمك الله يا منفلوطي ) .. ان الذي دعاني لكتابة هذه الاسطر هو ما حصل ليلة عيد الميلاد المجيد .. ففي تلك الليلة السعيدة والعائلة جميعا منهمكة بتحضير ما لذ وطاب استعدادا ليوم العيد ، فالذي يهيئ ملابسه الجديدة والذي يعد نقوده لغاية ما ،والتي تهيئ مستلزمات جلسة السمر الليلية من المأكل والمشرب ( والكل يعلم ماهي تلك المستلزمات وخاصة ابناء شعبنا الكريم )  .. وفجأة يقرع جرس الباب ..توقعت ان يكون احد من الجيران جاء ليقضي ليلة العيد معنا او جاء ليستعير حاجة ما قد نسي شرائها ..وحين فتحت الباب .. واذ بولدي الاصغر يدخل الى البيت متبخترا وكانه وزير الكهرباء الاسبق الذي استطاع وبكل جدارة ان يحل مشكلة انقطاع التيار نهائيا بحيث اصبح لا ينقطع الا مرة واحدة فقط ولكن لمدة ( 23) ساعة متتالية .. دخل دون سلام.. لم استوضح الحالة اول الامر لكون نظري ضعيف جدا وخاصة في الليل بسبب الاضاءة الكثيفة التي نستعملها في المنزل .. وحين نظر شقيقه الاكبر اليه قال له ممازحا.. نعيما .. ماشاء الله خوش حلاقة .. فرد عليه نعم الله عليك.. ولكني حين تمعنت النظر الى وجهه.. ماذا لاحظت باعتقادكم .. يا حبذا لو كانت مرسومة على وجهه خارطة كما نوهت سابقا  ..ولكن دهشت حقا حين وجدت على خده مجموعة من المربعات كمربعات الشطرنج تتخللها العديد من الشوارع منها الرئيسية ومنها الفرعية  وجميعها مبلطة تبليطا حديثا وليس كشوارعنا التي تركت دون تبليط رغم المراجعات العديد والاتصال بالمسؤولين وخاصة شوارع حيينا الحديث .. والله وحده يعلم ما نشهده من معاناة وخاصة ايام الشتاء الماطرة .. وبعد جلوسنا واحتسائي قدح شاي مصنوع على الطريقة البغدادية الاصيلة ، وبعد تفكير عميق  علمت بان ولدي قد رسم على وجهه حيينا الجديد بكامل شوارعه وفروعه ، وقد بلطه حسب مخيلته ورؤيته لمستقبل ذلك الحي .. بعد ذلك جلسنا نتسامر ونحن نلفح بكل ما لذ وطاب الى ان غلبنا النعاس وغطنا في نوم عميق ، وفي الصباح الباكر توجهنا الى الكنيسة كي نشارك في الذبيحة الالهية .. وبعد القداس قمنا بجولة لزيارة الاقارب والاصدقاء لتقديم تهاني العيد  ، حينها  والحق يقال انتابني الذهول حقا.. اذ لاحظت بان لحية ولدي ليست الا نزرا يسيرا مما على وجوه الشباب الاخرين.. فهذا رسم عشرات الخطوط والاخر عشرات الدوائر والثالث خطوط متعرجة ( زكزاك) الى اخره من الابتكارات والانكسارات .. هذا اضافة الى انواع حلاقة الراس وانواع التسريحات التي لا تعد ولا تحصى .. حينها تحسرت كثيرا على ايام شبابنا الذي ولى منذ عهد السبعينيات من القرن الماضي حين كنا نعتز ونفتخر بطول شعرنا،اذ كنا نتباهى واحيانا نتبارى باطالة الشعر ، بل وكنا نعيب على اصحاب الشعر القصير ، وكنا نصرف عليه ما في جيوبنا وخاصة على انواع الدهون والملمعات التي كانت تباع في قنينة البيبسي او الكوكا كولا ،واحيانا كنا نغسله بالبرتقال والليمون المستورد ، علما باننا كنا نحصل على تلك المواد من دون البطاقة التموينية ودون استعمال بطاقة السكن الخضراء  ، ولا اخفيكم سرا بانني كنت من هؤلاء وقد احرقت في شبابي مالا يقل عن ستة سيشوارات اضافة الى انواع الامشاط الغريبة والعجيبة ، الخشبية منها والمعدنية والمستوردة من بوركينافاسو وموزنبيق او زيمبابوي،.. ولكننا لم نكن نترك للحية او الشارب اثر ما .. فهل من حقنا الان انتقاد هؤلاء الاحبة على سلوكهم هذا ،او ننقد انفسنا اولا لكوننا نحن نعيش في عصر غير عصرهم .. وهل يا ترى كيف كنا سنتصرف نحن لو كنا شبابا في هذا العصر ، الم نكن نحن نتصرف مثلهم..؟؟ وفي الختام.. اطلب من الله ان يطيل عمر شبابنا وان يجعلهم شبابا دوما ولا يمس شبابهم شيب السنين مثلما داهمنا نحن وان يحفظهم من كل مكروه ..وان تكون لحاهم رمزا للحكمة والكبرياء ... تحياتي

50
فنان من شعبنا في دائرة الضوء  
                         

 الفنان الموسيقار اديب حنا السمعاني


                                                                                                   تقرير / عصام شابا الكلداني

     فنان قدير بذل وافنى سني عمره عازفا ومعلما للموسيقى .. حيث يتقن وبكل جدارة العزف على عدة الات اهمها التي العود  والكمان  .. لقد سلبت رسالته الموسيقية الجزء الكبير من عمره وشبابه .. انه الفنان الموسيقار{ اديب حنا السمعاني}
      ولد الفنان اديب السمعاني في مدينة بعشيقة الواقعة في سهل نينوى عام 1936 ، حيث اكمل دراسته الابتدائية في مدارسها ثم انتقل الى مدينةالموصل ليكمل فيها دراسته المتوسطة ، وبعدها انتقل الى بغداد لدراسة الموسيقى في معهد الفنون الجميلة / قسم الموسيقى / الدراسة الصباحية ، تخرج من معهد الفنون في اوائل الستينات من القرن الماضي وعين معلما على ملاك تربية الموصل ، كما عمل في السنوات الاخيرة محاضرا في تدريس مادة الموسيقى في معهد الفنون الجميلة / نينوى.. اضافة الى عمله بالتعليم كان له نشاطا مميزا في اختصاصه وعلى مستوى المحافظة .. ففي مهرجان الربيع الذي اقيم عام 1972 قدم اديب السمعاني مادة تراثية من فولكلور بعشية نالت اعجاب الجمهور في حينها وحاز فيها على جائزة المهرجان . كانت المادة اوبريتا غنائيا راقصا تحت عنوان { الزفة البعشيقية }...
  درس الفنان اديب الة العود على يد الموسيقار الكبير وصاحب الانامل الذهبية المرحوم { منير بشير } ، كما درس الة الكمان على يد الاستاذ الموسيقار غانم حداد  صاحب المقطوعة الموسيقية المشهورة ( سولاف) والفنان الموسيقار المرحوم جميل بشير  شقيق المرحوم منير بشير..
  درّس الفنان اديب السمعاني الكثير من الفنانين وتدرب على على يده الكثير من الموسيقيين  ، كما تدرب وتخرج على يده بعض من مدرسي الموسيقى في معهد الفنون الجميلة السابقين ومنهم الاستاذ رجا عيدو الياس  والاستاذ مال الله خلات   ، ومن تلاميذه البارزين الفنان المرحوم عازف الكمان المشهور لازم يوسف خديدة  وكذلك الفنان عازف الاورك سلوان خدر  والفنان المرحوم نجم عبد الله منصور الذي لحن الكثير من التراتيل الكنسية .. لقد انكب اديب السمعاني بالعمل ولمدة سنتين  في تدريس الالحان الكنسية في كنيسة الطاهر وبمشاركة الاب فائز راعي الكنيسة ...
   يعتبر العود جزء لا يتجزأ من اديب السمعاني .. كيف لا وهو رفيق صباه وشبابه وسيظل معه في شيخوخته ايضا.
  تاثر كثيرا بفنان العراق الكبير المرحوم ناظم الغزالي والفنان العربي الكبير فريد الاطرش ، كما ان لموسيقى بيتهوفن تأيرا كبيرا على حياته الفنية ...
  اما في الوقت الحاضر وبعد احالته على التقاعد  فقد اتخذ له مهنة من صميم فنه وهي تصليح وبيع وشراء الالات الموسيقة حيث يتخذ له محلا لذلك في  مسقط رأسه { بعشيقة } .. وفي الختام فان لأديب السمعاني امنية ندعوا الله سبحانه وتعالى ان يحققها له في القريب العاجل وهي اللقاء باولاده المغتربين خارج الوطن وخصوصا ابنه الكبير الفنان الموسيقار ( احسان اديب)الذي كان آمرا للجوق الكبير اديب حنا السمعاني طول العمر ولقاء الاحبة انشاء الله ...    

51
المسيحيون.. لماذا .. لماذا... ؟؟!!

                     
بقلم / عصام شابا الكلداني
لن يكون موضوع مقالتي هذه استفزازيا لأحد ما ، ولم اكتبه لمدح هذا او ذم ذاك.. كما لم اقدم على التشكيك بنية هذا او نكاية بفكر ذاك من الناس ، بل ان كل ما اقوله لا يعدو ان يكون سوى مجموعة من الاسئلة برزت على ارض الواقع واصبح كل انسان مهما كانت قسوته الفكرية ومهما كانت ثقافته متدنية يدرك ان تلك الاسئلة غامضة ولا بد لها من جواب ، علما بان تلك الاسئلة هي من البساطة بحيث لا نكلف انفسنا عناء البحث والتقصي عن اجوبتها ولو للحظة واحدة ، ونحن هنا نوجه هذه التساؤلات الى ضمائر الشرفاء في كل انحاء  العالم ( هذا ان بقي هناك ضمير شريف بعد) قبل ان نوجهها الى ضمائر ساستنا الكبار في دولتنا الحبيبة .. ان الذي حصل في كنيسة سيدة النجاة وقبله تفجير باصات نقل الطلبة وقبله اغتيال مثلث الرحمة فرج الرحو وتفجيرات تللسقف وبرطلة وبغديدا وتفجير الكنائس وقتل الاباء الكهنة واستهداف المسيحيين على الهوية وتهجير الاف العوائل من مناطق سكناهم واغتصاب العديد من بناتنا الطاهرات ، ليضعنا الان امام العديد من تلك التساؤلات التي لا يمكن التغاضي عنها مطلقا ، بل تحتاج الى دراسة عميقة من قبل كل شريف على ارض المعمورة ، علما بان جميع تلك الاسئلة تبدأ بكلمة .. لماذا.. فلتكن اذن كلمة لماذا المحرك الاساس لضمير كل من له ضمير .. وها نحن نجمل لكم بعض من تلك الاسئلة :
1-   لماذا يستهدف المسيحيون في العراق اولا ومصر ثانيا وفي جميع الدول العربية والاسلامية عموما ..؟؟!!
2-   لماذا تستهدف الكنائس ودور العبادة ولا تستهدف المقرات الحزبية الخاصة بالمسيحيين ..؟؟!!
3-   لماذا ينظر بعض سياسيي ابناء شعبنا الى موضوع استباحة دماء المسيحيين على انه موضوع سياسي علما انها حرب دينية شرسة غير معلنة على المسيحيين ..؟؟!!
4-   لماذا لم يكلف ساستنا الكبار في الدولة انفسهم بالحضور الى مكان الحادث في كنيسة سيدة النجاة كما يفعل باقي رؤساء وكبار سياسيي الدول الاخرى في العالم حين يتعرض ابناء شعبهم لكارثة معينة
5-   لماذا لا يقدم اصحاب السيادة من ابناء شعبنا اعضاء البرلمان العراق استقالتهم احتجاجا على المذابح التي ترتكب بحق ابناء جلدتهم كما يفعل النواب الشرفاء في دول العالم ..؟؟!!
6-   لماذا تكذب وسائل الاعلام وخاصة الرسمية منها بنقل حقيقة ما حدث في كنيسة سيدة النجاة وعن عدد الضحايا فيها ..؟؟!!
7-   لما لم يستنكر أي مسؤول في حكومة نينوى الجريمة البشعة ضد ابناء شعبنا ..؟؟!!
8-   لماذا يقلل الاعلام العربي من شان المسيحيين في العراق والشرق الاوسط ..؟؟!!
9-   لماذا لا تهتم الدول العظمى بقضية شعبنا بينما التهبت قلوبها لشعب كوسوفو واقامت الدنيا ولم تقعدها ..؟؟!!
10-   لماذا لا يقدم المجرمون الذين يقتلون المسيحيين الى المحاكم العلنية وينالون جزائهم العادل...؟؟!!
11-   لماذا لا يتم الاعلان عن اسماء المجرمين الذين يرتكبون المذابح ضد المسيحيين ولا يتم الكشف عن هوياتهم وعن الجهات التي تتعامل معهم  ..؟؟!!
12-   لماذا لا يتم القاء القبض على الذين يتعاونون مع الارهابيين ويسكنونهم في فنادقهم ومنازلهم..؟؟!!
13-    لماذا تصادر حقوق المسيحيين في بعض الدول العربية والاسلامية وامام أنظار العالم اجمع..؟؟!!
14-    لماذا تصم الامم المتحدة اذانها وتعصب عيونها عن حقيقة ما يجري للمسيحيين في العراق والشرق الاوسط ، بينما تنفخ في ابواقها القميئة بكل قوة اذا اهينت كرامة مسلم واحد في الدول الغربية ..؟؟!!
15-    لماذا تسمح الدول الغربية ببناء المساجد بحجة حقوق الانسان وتغض النظر عن اضطهاد المسيحيين في العراق والعالم العربي والاسلامي بينما لا يسمح للمسيحيين حتى بترميم كنائسهم في الدول العربية والاسلامية ...؟؟!!
16-   لماذا خرست منظمات حقوق الانسان الدولية في العالم اجمع تجاه ما يحدث لشعبنا بينما تقيم الدنيا ولا تقعدها اذا تعرض أي مسلم لأية مضايقة في الغرب ..؟؟!!
17-   لماذا تصمت الدول المحسوبة على المسيحية عن جريمة ابادة المسيحيين..؟؟!!
18-   لماذا يربط  المتطرفون جرائمهم البشعة ضد المسيحيين بما تقوم به اسرائيل من جرائم بشعة ضد الفلسطينيين...؟؟!!
19-   لماذا لا تحرك الولايات المتحدة ساكنا لتوفير الحماية لمسيحيي العراق ..؟؟!!
20-   لماذا تقوم بعض دول الجوار بتمويل الارهاب واحتضان الارهابيين نهارا جهارا واما انظار العالم ...؟؟!!
21-   لماذا يهمش شعبنا الاصيل في ارض اجداده بحيث وصل الامر حتى الى عدم تعيين ابنائه الخريجين كموظفين  في دوائر الدولة ..؟؟!!
22-   لماذا لم يتعلم سياسيي ابناء شعبنا من الدروس المريرة ويجلسون على طاولة واحدة لينبذوا خلافاتهم الشخصية ويتفرغوا لقضية شعبهم الذي تستباح كل يوم كرامته امام انظارهم..؟؟!!
23-   لماذا تقتل طفلة رضيعة بعمر ( 4) اشهر بيد من يدعون الايمان بالله.. أي دين حتى وان كان في قمة الكفر يقبل ذلك..؟؟!!
24-   لماذا تركنا عبادة الله الغفور الرحيم والتجأنا الى الدولار والدينار وحب المال ضاربين عرض الحائط بكل تعاليم الكتب السماوية السمحاء ..؟؟!!
25-   لماذا تركنا محبة القريب ومساعدة الضعيف وصون كرامة المستجير ..؟؟!!
26-   لماذا يلوث المتطرفون دينهم السماوي الحنيف ويزيفون حقائق القران الكريم الذي جعل النصارى في مصاف المسلمين  ولم يلتزموا بالحديث الشريف لنبيهم الكريم حين قال ( من اذى نصرانيا فقد اذاني ) ..؟؟!!
27-   لماذا لا تصدر فتاوى من شيوخ الازهر بتحريم استباحة دماء غير المسلمين ..؟؟!!
28-    والاهم من هذا كله.. لماذا لا تمنح لمسيحيي الدول العربية  حقوقهم رغم كونهم الاقوام الاصيلة في تلك البلدان.؟؟!!
        وهناك الكثير من الاسئلة الاخرى .. ولكنها تبدأ بكيف ومتى واين ...والخ .. اما الاجابة على ا لاسئلة اعلاه فهي ببساطة شديدة كالاتي

السبب هو ................... ؟؟!!
المسبب هو.................. ؟؟!!
الضحية هو.. المسيحي العراقي خاصة والشرق اوسطي عموما .... !!!!!
                                    تحياتي


52
حكومتنا الوطنية والارقام القياسية

عصام شابا الكلداني

الكل يعلم بان الارقام القياسية تسجل في اغلب الاحيان في السباقات الرياضية المنفردة كالعاب الساحة والميدان ورفع الاثقال الى اخره من الالعاب الفردية واحيانا الجماعية ايضا. ولكن ان تؤول تلك الارقام الى تشكيل حكومة وطنية ، فهذا يكون امر مستغرب حقا. اذ لم يحصل في التاريخ القديم ولا الحديث ومنذ ان بدات لعبة الانتخابات ومفهوم الديمقراطية ان يظل أي بلد في العالم دون حكومة بعد فترة ثمانية اشهر من اجراء الانتخابات البرلمانية.. قد يحصل ان تستمر الحالة شهرا او شهرين .. ولكن ان تطول الفترة ثمانية اشهر وربما ستستمر اكثر من هذا .. فذلك امر مستغرب حقا ويدعو الى التساؤل لدى المواطن العراقي البسيط قبل المثقف .. لماذا لم يتم لحد الان تشكيل الحكومة، واي نوع من الالعاب تمارس حاليا على ملعب الدولة الكبير.. هل هي لعبة الكراسي التي كنا نمارسها ايام طفولتنا السعيدة..ربما..  ولكن مع الفارق ان في لعبتنا الطفولية لم نكن نحضى بممارستها  باية امتيازات سوى كلمة ( عفية او عفارم عليك ) من المعلم او المعلمة واحيانا ضربة عصا خفيفة من المربي في حالة تلكؤنا او خسارتنا لكرسي اللعبة .. اما لعبة الكراسي الحكومية فهي على عكس كراسي لعبتنا اذ تمنح للفائز بها مزايا لم يكن يحلم بها حتى وان دخل الجنة السابعة .. ولهذا نعتقد نحن وجميع المواطنين بان هذه الكراسي تكمن وراء السبب الاول والمباشر في عدم استطاعة الحكومة من تشكيل ذاتها .. ولا ندري ان كان اللاعبون قد اجتازوا الرقم القياسي هم ايضا بالركض حول دائرة اللعبة ، ام لا زال هناك شوط إضافي اخر سينطلق في القريب العاجل.. كما اننا لا ندري كم عدد تلك الكراسي في تلك الدائرة ولا ندري كم عدد اللاعبين المحظوظين الذين يمارسون اللعبة.. فنحن في طفولتنا كنا نضع مثلا سبعة كراسي في دائرة اللعبة اما عدد اللاعبين فكان ثمانية .. ولكن بعد الركضة الاولى يسقط حق احدهم ويصبح عدد اللاعبين سبعة ويرفع كرسي واحد ليصبح عددها ستة بسبعة لاعبين ..وهكذا الى ان نصل الى كرسي واحد يتسابق عليه اثنان من اللاعبين  فقط .. وتبدا اللعبة النهائية بدوران الاثنين حول هذا الكرسي والذي يستطيع ان يجلس عليه يكون هو الفائز ويتقبل الثاني الخسارة برحابة صدر ودون تهديد او وعيد للفائز .. هذا كان لعبنا في صغرنا.. اذن لماذا لا تمارس هذه اللعبة الان في تشكيل الحكومة .. اليس ذلك افضل من الاخذ والرد وبين التاييد والرفض .  حيث يفوز بالكرسي المهم من يثبت جدارته ويقبل الاخر بخسارة موقعه بروح رياضية عالية .. لماذا لا تتوفر الروح الرياضية بين سياسيينا الكبار اجلهم الله..؟ اليست الديمقراطية تتميز بكونها رياضة السياسة والفائز فيها يتوج بطلا والاخر يقبل الخسارة عن جدارة وثقة بالنفس .. لماذا نقبل ذلك في سوح الالعاب ونرفضها في ملاعب السياسة .. عذرا اذا كنت قد اخطأت التعبير.. اذ ان ذلك أي الروح الرياضية للسياسة والسياسيين تطبق حرفيا في جميع بلدان العالم المتحضر عدا البعض منها طبعا.. اما في دولنا الشرق اوسطية عموما فان ديمقراطية بلدانها هي من نوع خاص ، اذ يتم احيانا تغيير الدستور في لحظة حرجة لغرض ان تطبق بنود تنصيب الرئيس او الملك على ابن هذا الرئيس او ذلك الملك وهذا ما حدث فعلا للعديد من بلداننا العربية بالذات حيث تم تغيير بنود دستور عدة دول  قبل لحظات من تنصيب الرئيس في موقعه الكبير واستلام الملك لعرشه الوثير.. وحين يريدون انتخاب رئيس للدولة مثلا يجرون استفتاء ..  اذ يسألون في ورقة الاستفتاء سؤالا واحدا فقط وهو.. هل تنتخب الرئيس ام لا.. علما بان المرشح للرئاسة لا يكون  الا شخصا واحدا فقط دون منافس .. هذه هي روح الديمقراطية في بلداننا العربية ...  ولكن في العراق الحبيب والحق يقال فان الديمقراطية وبعد سقوظ النظام  قد سارت في مسارها الصحيح فعلا . وجرت الانتخابات البرلمانية رغم وجود بعض النقد عليها الا انها تميزت بالروح الديمقراطية الحرة . ولكن طول فترة تشكيل الحكومة الى هذا الحد قد احبط الكثيرين  واثر سلبا على روح المواطن العراقي .. اذ ان المواطن وبجميع طبقات المجتمع اخذ ينظر الى الامور نظرة استهزاء وتهكم ، وبدا غير مهتم ان تشكلت الحكومة ام لا.. لأن اموره يسيرها الله وكما يقول المثل العراقي ( بقدرة قادر )  . اليس عجيبا ان يستمر في الحياة الطبيعية بلد كبير مثل العراق دون حكومة   .. عذرا مرة اخرى لأن هناك حكومة تمشية اعمال في البلد.. فهل يا ترى سيتوقف سباق الكراسي قي الوقت القريب ام سنشهد جولة اخرى من لعبة الكراسي الوثيرة وسيستمر المشهد التمثيلي الكوميدي الجميل .. وحينها سيدخل وطننا الغالي موسوعة جينيز للأرقام القياسية باعتباره اول بلد في العالم لم تشكل فيه حكومة بعد الانتخابات بثمانية اشهر او اكثر .. علما باننا قد دخلنا هذه الموسوعة من قبل في كثير من الامور منها..فنحن اول بلد في العالم يدخل ثلاث حروب مدمرة متتالية واول بلد في العالم في الفساد الاداري والمالي .. واول بلد في العالم يهجره مواطنيه بالالاف كل يوم ..واكبر بلد نفطي في العالم ولا زالت اكثر من 90% من شوارعه دون تبليط.. و...و .. الخ من الارقام القياسية الكبيرة.. .. فيا حبذا لو نسجل رقما قياسيا واحدا على الاقل  في مجال حقوق الانسان او احترام الاقليات العرقية والدينية او ايجاد مناهج دراسية حقيقية لطلاب العلم .. يا حبذا..؟ تحياتي

53
الكلدان وموجة تسونامي القومية
                                                                                                                 عصام شابا الكلداني
تمر على ابناء شعبنا هذه الايام الكثير من العواصف العاتية والتي تجعل منه لقمة سائغة وسهلة بحلوق وافواه الاخرين، والسبب كل السبب يعود الى بعض من ابناء هذا الشعب من الذين يتملقون جهات معادية لأبناء جلدتهم بحجة او باخرى.. والادهى من هذا كله ان يكون هؤلاء انفسهم هم من يدعون بوحدة الامة ووحدة الشعب وهم في دواخلهم يبغون طمس والغاء الهوية القومية للكلدان.. فاذا قسنا ما كتب وما نشر في الاونة الاخيرة وخاصة الكتابات المعادية للكلدان او المحرضة للفتنة او المثيرة لإشعال الطائفية ، لنجد بان تلك الكتابات او المنشورات ما هي الا بعض من الدسائس لتشويه الحقائق ، والغرض من ذلك كله هو اختبار مدى صبر الكلدان وقوة تحملهم، ولكنهم نسوا او لم يدر بخلدهم بان الكلدان هم قوم حضارة وعلم وادب  والى اخره من العلوم رغم كونهم قوم اشداء، الا انهم يؤثرون العلم والسلام والحكمة والمنطق في حلحلة الامور على كل شيء ، اذ لا يمكن اثارتهم او جعلهم يسقطون في فخ وشرك اللعبة الذي يريدها البعض وخاصة مِن المحسوبين على   ابناء جلدتنا  ، وهكذا اصبحت اقلامهم تكتب كل شيء بصراحة تامة، حيث كانت قبل هذه الفترة تكتب امورا غامضة  وبرموز طلسمية غريبة ،  لذا كان البعض منا نحن الكلدان يؤولها الى امور خارجة عنا ، او كان يعتبرها امورا تتعلق بفكر شخص معين ، وليس فكر حزب سياسي او قومية معينة ، ولهذا كنا نغض النطر عن تلك الترهات، ولكن مع مرور الزمن وملاحظة هؤلاء الاخوة بان الكلدان لم يعيروا لتلك الكتابات اية اهمية ، اخذوا بالعمل العلني واظهروا نياتهم المبيتة ضد كل ما هو كلداني  ، ولكننا وللأسف الشديد لم نجد ولو ردا واحدا على اقل تقدير يظهر من اية مؤسسة حزبية اشورية تنقد تلك الكتابات وتقول بان ذلك هو تصرف شخصي من فلان وهو لا يمثل الا نفسه، بل آثر الجميع السكوت على ذلك ،والكل يعلم بان السكوت هو علامة الرضا .. وهذا يعني بان اخوتنا في تلك المؤسسات اما هم موافقون على تلك الترهات ، او ربما وهذا هو الاصح ان يكون كاتبيها من اعضاء وكوادر تلك التنظيمات الحزبية  او من المؤيدين لأفكارها.. فلو كنا قد قرانا ولو نفيا واحدا لتلك الشتائم ، لكنا سكتنا وقلنا بان هؤلاء فعلا لا يمثلون تلك الاحزاب او التنظيمات .. ولكن وللأسف لم يصدر أي شيء منهم بل لقد لمسنا تاييدا من بعض الاشقاء ( وخاصة من الكلدان المنضوين تحت ستائر الاحزاب الاشورية )  لما نشر ضد الكلدان..   وقد تكلمنا عن تلك الكتابات في مقالات سابقة وبينا كيف ان اخوتنا اخذوا بنعت ووصف الكلدان بشتى الاوصاف المخجلة والتي يشمئز منها كل صاحب ضمير حي حتى وصل الامر بهم الى شتمنا وسبنا ، لا بل  واعتبارنا  من الـ ..... ؟؟؟ !!! .. هذا اضافة الى ان بعض من تلك الكتابات اخذت بوصف رموزنا الكلدانية بصفات لا تنم عن اية فكرة ثقافية بل تعبر عن الحقد الدفين والكراهية المبيتة لكل ما هو كلداني ، لذا اعتبروا رموزنا من اراذل الناس..  فهناك مثلا الذي يصف نبوخذنصر بكونه خائنا لتحالفه مع الميديين لغرض اسقاط  نظام حكم اشور.. ونسى صاحبنا بانهم تحالفوا مع الانكليز ضد الدولة العثمانية ، وبانهم تحالفوا مع الامريكان لأسقاط نظام صدام الدكتاتوري.. الم تكن الدولة الكلدانية محتلة من قبل الاشوريين.. لذا فان تحالف الميديين مع نبوخذنصر ووالده كان من باب اسقاط الدولة المتغطرسة واعادة الحقوق الى ابناء بابل .. فان كان نبوخذنصر خائنا لتحالفه مع الميديين ، فباي خانة تضعون انفسكم حين تحالفتم مع الانكليز والامريكان يا ايها الاحبة الاجلاء....؟؟!! سؤال مشروع.. اليس كذلك..؟؟    ،  وهناك من اخذ يزور التاريخ ويقول ( بحثت في حجارة العراق جميعا ولم اجد حجرا واحدا مكتوب عليه كلمة كلدان) .. يا سيدي الفاضل.. ان كنت انت المثقف وتفهم التاريخ وتطلق هكذا عبارة .. فانا لن الوم الانسان العادي الذي لا يعي شيئا من تاريخ اجداده..اسالك سؤالا واحد.. الم تسقط الدولة الاشورية بيد الكلدان عام 612 قبل الميلاد..؟؟ هذا دليل واحد فقط.. ولكن وا اسفي عليك يا سيدي الفاضل ..  وهناك الكثير من امثال هؤلاء السادة الكرام .. والعجيب الغريب ان يتجاهل او يتعمد كل هؤلاء الاخوة  عدم ذكر مكتبة اشور بانيبال ولو بلمحة واحدة.. والسبب معروف لديهم قبل غيرهم .. وهو ان هذه المكتبة العظيمة وحسب ما تقوله المصادر التاريخية قد سرقت من بابل ووضعت في قصر اشور.. لذا فان التطرق اليها من قبل الاخوة الاجلاء يكون بمثابة تثبيت القومية الكلدانية في سجلاتهم وهذا ما لا يرغبونه او يرفضونه قطعا .. فالكلداني لديهم ليس الا درجة ثانية من الشعب  ، لذا كان الاسهل والافضل لهم عدم التطرق اليها والى امثالها نهائيا.. وقبل ايام وعلى صفحات احد مواقع شعبنا الالكترونية قرأنا عن احد احبتنا قوله ( ان الكلدان في بابل هم جماعة اشورية تمردت على الدولة واسست لها  هناك دولة باسم الدولة الكلدانية ).. ( هنيالك ) يا اخي على هذه الفطنة وهذا العقل .. ( وهنيالك ) على هكذا تزوير.. الا تخجل من نفسك بكتابتك لتلك العبارة السمجة.. ولكني انصحك  يا سيدي الفاضل ويا حبذا لو عدت الى التاريخ والكتاب المقدس وقراته جيدا لعلمت بان الذي تمرد كانت عائلة كلدانية هربت من بابل واتخذت من اشور مسقط راس الاله ثور موطنا لها واتخذت لها نفس اسم اله المنطقة ( اشور ) .. وهكذا دواليك ولا زال بعض اخوتنا مستمر بتلك الكتابات وذلك التجريح الغير المبرر ، ولكننا رغم كل ذلك لم نقم يوما بتجريح احدهم او اهانة كرامته لا من قريب ولا من بعيد والسبب ليس ضعفا منا او تخاذلا ..كلا.. بل لأنهم اخوتنا ومن عائلتنا ، ونحس بشعورهم ونعطيهم كل الحق بالمطالبة بحقوقهم المشروعة التي غبنت عنهم دهورا طويلة..ولكنهم ومع الاسف الشديد اعتبروا تواضعنا واحترامنا لهم ضعفا فاخذوا بنعتنا بشتى الفاظ السوء  .. وهنا اود ان اقدم اعتذاري الى كل الاحبة القراء الكرام لعدم قيامي بذكر اسماء الاخوة الذين اساؤا الى قوميتنا .. لأن ذلك ليس من شيم الكلدان.. فالكلداني لا يهين ابناء جلدته مهما كان الضرر الذي يسببه له اقربائه .. بل يسامحهم لأنه متمسك بتعاليم ربه حين قال له احد التلاميذ .. كم مرة اسامح اخي هل سبع مرات.. فقال له ربد المجد بل سبعين مرة سبع مرات.. هذا هو الكلداني وتلك صفاته.. نرجوا من اخوتنا ان يفهموا ذلك .. والكف عن توجيه عواصفهم الشعواء بين فترة واخرى الى ابناء جلدتهم .. ويا حبذا لو مدوا لنا يد الوحدة الحقيقة التي لا تقبل التهميش والاستصغار والغاء الهوية القومية.. حينها ستتوقف موجة تسونامي القومية قي محلها ولن تؤثر في شعبنا بعد ذلك  اية موجة اخرى مهما كانت قوة تيارها الجارف ..لأن الشعب واحد.. والى الابد... تحياتي

54
تللسقف...بلدة في الذاكرة
               

عصام شابا الكلداني


تللسقف :  بلدة كبيرة من بلدات سهل نينوى ، تقع حوالي (33) كم شمال شرقي مدينة الموصل ، يحدها من الشمال قرى الاشقاء الايزيديين وهي قرية خوشابا وقرية سريشكة وقرية دوغات ،ومن الغرب تحدها قرية حتارة كبير وتلسين ومسقلاط عليا ومسقلاط سفلى  ومن الجنوب تحدها قرية باطنابا وقرية كفروك وقرية كاني شرين وفلفيل ،ومن الشرق تحدها قرية باقوفة مسقط راس العلامة الكبير مثلث الرحمة المطران يعقوب اوجين منا طيب الذكر .. تسكن بلدة تللسقف حاليا اكثر من ( 2000) الفي عائلة وجميعهم من الكلدان المسيحيين ، تتوسط البلدة كنيستين كبيرتين ، اولاهما واقدمهما هي كنيسة مار يعقوب المقطع ، وهي كنيسة قديمة جدا ويعتقد بانها قد بنيت في القرن الاول الميلادي بعد مرور الرسول يعقوب بالمنطقة وعبوره الى بلاد فارس لينشر رسالة المحبة  والسلام رسالة السيد المسيح له المجد، وقد جرى ترميم الكنيسة واعادة بنائها عدة مرات وفي فترات متعاقبة الى ان اتخذت شكلها الحالي بعد الترميم والبناء الذي طالها في اربعينيات القرن الماضي ، اما الكنيسة الثانية فهي كنيسة مار كوركيس ( شفيع البلدة ) وهي اكبر من الكنيسة الاولى وتقع الى الشمال منها بحوالي 100 متر تقريبا ،وهي كنيسة حديثة ومبنية على الطراز الحديث على انقاض كنيسة اخرى في نفس الموقع وتحمل نفس الاسم ايضا ( مار كوركيس ) ،وتعتبر  الكنيسة الرئيسية في البلدة وتؤدى فيها الصلوات وخدمات القداديس وتقدم كافة الخدمات الرعوية للمواطنين ويخدم فيها حاليا اثنين من الكهنة الاجلاء وهما الاب فارس ياقو والاب استيفن عصام ، والكنيسة طقسيا تابعة لأبرشية القوش الكلدانية الجليلة التي يتراسها نيافة المطران ما ميخائل مقدسي الجزيل الاحترام  .. وفي المنطقة الشرقية من البلدة توجد هناك اثار دير قديم لا زالت شاخصة لحد هذه اللحظة ،وهي اثار دير ( افني مارن ) الذ كان عامرا بالرهبان الى ان حاصر طهماسب الموصل واخذ بالتنكيل والانتقام من القرى المسيحية بسبب عدم قدرته دخول مدينة الموصل ، فذبح جميع رهبانه وجميع اهل تللسقف اضافة الى قيامه بمذبحة هائلة في القوش وباطنايا وحتارة كبير ، وقام بعد ذلك بتخريب الدير ولم يبقى منه شاخصا الا حائطه الجنوبي والذي يبلغ طوله 10 امتار تقريبا وارتفاع بحدود مترين ،وقد اتخذ اهالي البلدة من الدير حاليا مقبرة لموتاهم ،ومن الجدير بالذكر وحسبما ما يقوله كبار السن بان هذا الدير كانت فيه اكثر من  اربعين قلاية للرهبان ، فتصور قارئنا الفاضل كم كان حجم الدير قبل ان تمتد اليه يد الكفر اللعينة ... وفي غرب تللسقف وبمسافة 1000 متر تقريبا توجد هناك اثار دير قديم اخر يقال له دير مار سادونا (سهذونا ) ، وللأسف ليست لدينا اية معلومات عنه لحد الان ، فيا حبذا لو تمتد ايادي الباحثين والاثاريين من ابناء شعبنا الى هذه الاثار واكتشاف كنوزها الثقافية والادبية والتاريخية ..




صورة لبيوتات تللسقف القديمة والكنيستين

التسمية :  
   تللسقف لفظة سريانية الاصل وهي ( تلا زقيبا ).. يقول الاب قرياقوس حنا التللسقفي المولود عام 1919 والمتوفى عام 1996 في بحثه الموسوم ( تللسقف بين الماضي والحاضر )  والمنشور في كتاب (من تراثنا الشعبي في قرى نينوى) الجزء الاول الصادر عام 1983 عن الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية  حيث قال : تللسقف لفظة سريانية تتكون من مقطعين – تلا  زقيبا – وتلا يعني التل وزقيبا تعني المنتصب او الصليب ، وبهذا يكون معنى كلمة تللسقف – تلا زقيبا ، التل المنتصب او تل الصليب  ، ويعزى ذلك الى وجود ثلاث تلال اثرية بنيت في العهد الاشوري الثاني منصوبة من الشرق الى الغرب مكونة هيئة صليب يتقدمها التل الكبير العالي  .. وهناك من يقول بان تسميتها بتلا زقيبا يعود الى ان بعض الاهالي كانوا يحفرون في التل الكبير فعثروا على حجر منقوش عليه باللغة السريانية القديمة ( الارامية ) وبالخط الاسطرنجيلي كلمة ( تلا زقيفا ) لذا فقد اصبح اسمها منذ تلك الفترة تلا زقيبا .. اما ياقوت الحموي فيؤول اسمها الى اللفظة العربية ويعتقد بانها لفظة عربية خالصة اذ يقول في كتابه معجم البلدان  ( تللسقف .. اساقفة النصاري من اعمال الموصل شرقي دجلتها ) ، وباعتقادي ان ياقوت الحموي لم يكن دقيقا في تسميته لكونه بعيد كل البعد عن المنطق التاريخي ، لأن اسم تللسقف معروف قبل الميلاد وهي بلدة قديمة جدا بدليل المكتشفات الاثرية التي عثر عليها في القرية ،اذ يعود تاريخ تاسيسها الى حوالي منتصف الالف الثالث قبل الميلاد أي في العصر الاشوري الاول تقريبا ، اما كلمة الاسقف فلم تظهر الا في القرن الثاني او الثالث الميلاديين ، لذا تكون تسمية ياقوت الحموي غير دقيقة اطلاقا ، ويؤيد ذلك الاستاذ كوركيس عواد ويؤكد على كون تللسقف هي الترجمة الحرفية لتلا زقيبا ....
الموقع:   كما نوهنا في بداية بحثنا بان تللسقف تقع حوالي 33 كم شمال شرقي مدينة الموصل وهي تتبع اداريا قضاء تلكيف وكنسيا ابرشية القوش اللكلدانية ، وتتوسط البلدة سهل نينوى الشمالي وبمسافة متساوية تقريبا مع جميع شقيقاتها الاخرى ، فهي تبعد عن القوش مسافة 13 كم تقريبا وعن تلكيف 12 كم ،وبهذا يكون موقعها استراتيجيا جدا لكونها حلقة الوصل بين بلدات ابناء شعبنا   .. اما البناء القديم ( تللسقف القديمة ) فانها قد بنيت على رابية تقع وسط البلدة تماما وحول الكنيستين ،ومن بعد ذلك ومع تطور الزمن وخاصة بعد سقوط النظام ، اخذت البلدة بالتوسع السريع ، فاخذت الاحياء الجديدة تغزو الاراضي المجاورة للبلدة القديمة وبنيت الدور الحديثة جدا وبطراز معماري انيق  وظهرت احياء حديثة وكبيرة جداا مثل حي السلام وحي النور  والعديد من الاحياء الحديثة الاخرى ، علما بان النظام السابق كان قد استقطع اكثر من اربعمئة قطعة ارض سكنية من اراضي تللسقف ليوزعها على ازلامه من غير اهالي المنطقة ، ولكن كانت نهاية النظام وذلك القرار الظالم اقرب  الى صانعيه من حبل الوريد ..
الدوائر والنشاطات الثقافية في تللسقف :
   تعتبر بلدة تللسقف من البلدات التي تتميز بثقافة اهلها وعلى جميع الاصعدة ، فقد انشات اول مدرسة ابتدائية فيها ما بين عامي 1923 و1924 ،اما الان فتوجد في البلدة مدرستين ابتدائيتين احداهما للبنين واخرى للبنات ، ومدرستين ثانويتين احداهما للبنين والثانية للبنات ، وتوجد روضتين للأطفال احداهما تعود لدير الراهبات والاخرى تعود للدولة ، كما توجد مدرسة اعدادية صناعية هي اعدادية اشور الصناعية ، وفي تللسقف ايضا دائرة للبريد والمواصلات ومركز صحي يقدم خدماته لأبناء تللسقف والقرى المجاورة لها ، وتوجد ايضا محطة ثانوية لتوزيع الطاقة الكهربائية ، حيث تقوم تلك المحطة بتزويد الطاقة الى اكثر من عشرة قرى اضافة الى تللسقف،ويوجد في جنوب البلدة مشروع اسالة الماء  الذي يقوم بتزويد الماء الصالح للشرب الى اكثر من 15 قرية مجاورة لتللسقف ، كما يوجد في البلدة عدد من قاعات الاعراس والمناسبات تقدم خدماتها للمواطنين في مناسباتهم ، اضافة الى ذلك فان وجود النادي الرياضي في تللسقف جعل البلدة في مصاف البلدات الكبرى نظرا لما يقدمه من فعاليات رياضية جيدة جدا ، وقد وصل بتلك الفعاليات الى مصاف النوادي الكبرى في العراق ، حيث فاز بعدد من البطولات ، كما تم ترشيح اثنتين من لاعباته ليمثلن المنتخب الوطني بكرة القدم النسائية وهن كل من اللاعبة فبرونيا حسيب واللاعبة نيفين فائق ..  .. اما على صعيد الاعلام  فيجب ان ننوه بان في تللسقف حاليا تصدر
 صحيفتين هما طريق السلام  ويكون الاستاذ ناطق قرياقوس صاحب الامتياز فيها
والاستاذ عصام شابا فلفل رئيس تحريرها وكذلك الاستاذ لؤي عزيز نائب رئيس
التحرير  والاستاذ جميل فرنسيس مديرالتحرير والاعلامية  خلود فريد
سكرتير التحرير .. وهناك ايضا جريدة السهل الاخضر التي يراس تحريرها
الاستاذ اكرم حنا داؤد  ومدير تحريرها الاستاذ صديق يلدا زورا



لاعبتي المنتخب الوطني بكرة القدم النسوية
فبرونيا حسيب  ونيفين فائق  ، تتوسطهما
الرياضية السيدة رائدة اوراها




الحرف والمهن الشعبية في تللسقف :
   تللسقف بلدة زراعية كباقي شقيقاتها قرى ابناء شعبنا في سهل نينوى ، وتمتلك اراض زراعية خصبة جدا بحدود ( 40) الف فدان ، اما زراعتها فتعتمد كليا على مياه الامطار ، وذلك ما يجعل حاصلاتها الزراعية متذبذبة بين الجودة من عدمها تبعا لكمية الامطار الساقطة في المنطقة ،علما كان بامكان الدولة ان تفتح مشروعا للري خاصة وان البلدة قريبة جدا من مشروع بحيرة سد الموصل ، اذ لا تبعد عنه الا بضع كيلو مترات .. يزرع الفلاح في تللسقف الحنطة والشعير والبقوليات اضافى الى البطيخ التللسقوفي الشهير  والذي اشتهرت عدة عوائل بزراعته ، واصبح لكل نوع اسم خاص به مستمد من اسم العائلة التي تزرع ذلك النوع ،فهناك بطيخ شمشتا نسبة الى عائلة ال  شمشتا  وبطيخ كنوزي نسبة الى عائلة كنوزي  وبطيخ قاقوس نسبة الى عائلة قاقوس وبطيخ جرا المنسوب الى عائلة جرا وغيرها ، ومن المهن الاخرى غير الزراعة ، فان اهالي القرية قديما قد امتهنوا عدة صناعات حرفية ،واشهرها هي الصناعات الفخارية التي تميزت بها تللسقف عن باقي شقيقاتها ، اذ كانت البلدة الوحيدة التي تنتج الاواني الفخارية التي كان يستعملها الانسان الى اواخر السبعينيات من القرن الماضي ، وقد انتقلت تلك الحرفة من الاباء الى الابناء وعبر قرون طويلة حيث ان الاعتقاد السائد ان تلك المهنة قد انتقلت الى ابناء تللسقف من العهود الاشورية والبابلية بتوارثها ابا عن جد ، ( علما بان المهنة نسائية حصرا وليس للرجل أي يد فيها على الاطلاق ) ، ومن الاواني الفخارية التي كان يصنعها ابناء تللسقف – حبنتا ربثا ( الحب الصغير ) – حبنتا زرتا ( الحب الصغير ) – كرازا – شربة – كدونا – جلكثة – اكانة – طشت  -  اضافة الى حكاكة الارجل ( خيوكة ) ،وكانت تلك الاواني الفخارية تباع وباسعار جيدة الى ابناء الموصل والقرى المجاورة حتى وصل الامر الى استيرادها من قبل تجار بغداد ،ولكن ومع الاسف الشديد اندثرت تلك المهنة مع نهايات سبعينيات القرن الماضي ، وقد اشتهرت عدة عوائل بهذه الصناعة منها عائلة كانون حمص وعائلة جبرو عربو وعائلة جبو زعيفا وعائلة عكام زورا وعائلة صادق خيا اسي  وعائلة كوركيس عتو  وعائلة اوراها كوركيس شعيا وغيرهم .. وهناك مهنة اخرى لا تقل اهمية عما ذكرناه اعلاه وهي مهنة الغزل الصوفي على الة الجومة والنول اليدوي ، والتي كان الصانع فيها ينتج ما تحتاجه العائلة من الملابس وقد برز العديد من العوائل في تلك المهنة مثل عائلة كوركيس عتو وعائلة عبدي نعمتو وعائلة صليو ججيكا وعائلة كانون حمص وغيرهم .. وهناك مهن اخرى محدودة على عدد الاصابع كمهنة صناعة الفراوي التي اشتهر فيها منصور خيا اسي وهرمز تمرو ،وهناك مهنة صناعة المحافير الصوفي ( كجا ) التي اشتهر فيها ايشو كرعانو وشقيقه يوحنان كرعانو ، كما كانت سابقا مهنة دباغة الجلود مشهورة في احد احياء البلدة  القديمة حتى سمي ذلك الحي باسم ( محلي ددباغي ) أي محلة الدباغين ،ولا زال الاسم شائعا لتلك المحلة لحد الان ..

شخصيات تللسقف:
   تللسقف كباقي شقيقاتها في سهل نينوى برزت فيها العديد من الشخصيات التي كان لها دورا بارزا على صعيد الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في البلدة والعراق ايضا ، وقد لعب قسم من تلك الشخصيات دورا بارزا في الموقع السياسي العراقي وخاصة بعد تشكيل الحكومة العراقية في عشرينيات القرن الماضي الى هذا اليوم .. ومن اهم الشخصيات التي برزت الى الوجود هي شخصية الخوري هرمز شماشا ، ذلك الحكيم النبيه الذي اطلق عليه لقب شيخ هرمز نظرا لكرمه وورعه وحكمته في حلحلة الامور والمشاكل ، اذ كان شيوخ العرب يعتمدون على فطنته وحكمته في حل المشاكل التي كانت تحصل بين عشائرهم ، اضافة الى سمعته الطيبة بين جميع العشائر لذا كان ديوانه عامرا دائما ، ومن الشخصيات الاخرى الخوري ماري عتو الذي كان مثالا للشجاعة في عصره ، حيث لم يستطع أي طامع او غادر ان يمس تللسقف بسوء طوال فترة حياته فيها ..




الخوري ماري عتو


ومن الشخصيات الاخرى من الذين تميزوا بالقوة والشجاعة والبطولة نذكر منهم ( جوا – جموكا – كوركيس شيبو – مونا شعوكا – شروينا – نيرس عزبو ) وغيرهم اخرون لا تحضرنا اسماؤهم .. ومن الشخصيات الثقافية نذكر الاب الفاضل المرحوم قرياقوس حنا التللسقفي حيث كان اول معلم يعين  على ملاك وزارة المعارف في تللسقف عام 1940 ومن ثم جاء بعده يونس صادق يونا وكوركيس كلو وزيا شماشا وعزكو وكوركيس توحي واوغسطين شمامشا  ويوسب قدا وبطرس كورو وغيرهم كثيرون.. ويجب هنا ان نذكر الدكتور عبد الكريم توما شعوكا الذي اعتلى منصب عميد كلية الزراعة في جامعة بغداد في نهاية ستينيات القرن الماضي والذي اضطر الى ترك ارض الوطن هربا من التعسف الذي مورس ضده في عهد النظام السابق  ،ولا يسعنا هنا الا ان نستذكر وبكل فخر واعتزاز الشخصية الاعلامية العالمية المرحوم جميل روفائيل الذي كان له باع طويل في الصحافة والاعلام العالمي فهو بحق رمز كبير جدا في سماء اعلام شعبنا.. ونذكر ايضا كل من السيدين شابا فلفل وحنا يوسف كانون وزيا داؤد رفوكا الذين كانوا من  اوائل الموظفين العاملين  في بريد تللسقف منذ بداية تاسيسه في البلدة عام 1962 ، اما على الصعيد الرياضي ، فقد برز العديد من الابطال من الذين نالوا اوسمة عراقية وعربية وحتى عالمية  ،ومنهم بطل كمال الاجسام  والمصارعة الحرة صليوا هرمز شيبو الذي نال عدة جوائز عراقية وعربية وحصل على لقب بطل اسيا بالمصارعة الحرة بعد فوزه على منافسه الياباني بالضربة القاضية في بداية ثمانينيات القرن الماضي ، وهناك البطل الرباع انطوان يوسف باليوس الذي احرز عدة اوسمة عراقية برفع الاثقال لفئة قصار القامة  ، وكذلك نستذكر البطل شمعون حنا جانكيل الذي حصل على بطولة العراق بكمال الاجسام لقصار القامة عام 1967 وبطولة العرب عام 1968 للفئة نفسها .. ومن الشخصيات الرياضية الذين يجب ان نذكرهم هي السيدتين رائدة اوراها و محاسن منصور  اللتين تعتبران رائدتي الرياضة النسوية في تللسقف ، وهناك الكثير من الرياضيين الشباب في الوقت الحاضر لهم باع طويل في تقييم الرياضة في البلدة ... وعلى الصعيد الادبي والفني فقد برزت طاقات ادبية كبيرة جدا ،ولكن وللأسف الشديد لم يدون نتاجهم ابدا لذا لم تبقى من ادبياتهم سوى شذرات نقلت شفهيا من هنا وهناك ،ومن ابرز هؤلا هو الشاعر الشعبي التللسقفي كلانا خمرو والشاعر الشعبي الساخر فلفل شيبو والشاعر بولص جكو والشاعر الكبير الاستاذ المرحوم رزوقي صادق ماميزا ، اما في العصر الحديث فقد برز العديد من الشعراء والادباء كان لهم دورا بارزا في المهرجانات والامسيات الشعرية وخاصة مهرجاني برديصان ونوهدرا  ومهرجانات المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في اربيل ومنهم ، عصام شابا فلفل وسهام جبوري وجميل فرنسيس وناظم جكو وسلمان شطح وايثم فرنسيس وغيرهم ، اما على صعيد الفنون التشكيلية فقد برز الرسام المعروف الكبير الاستاذ فرج زيا كوركيس نكارا ووالده المرحوم زيا نكارا الذي كان عازفا ماهرا جدا على التي الزرنة والمطبك ، وكذلك الرسام المرحوم رمزي داؤد القس حنا والرسام المهندس حسيب حنا عربو والخطاط والباحث لؤي عزيز كيزو عزبو والخطاط فؤاد جرجيس تومينا ،ومن الفنانات التشكيليات برزت الفنانة التشكيلية نارمين عصام بفن السيراميك والاعمال اليدوية ، اما على الصعيد الموسيقي والغنائي ، فهنا لا بد ان نستذكر مطرب الغناء البدوي الذي كانت اغانيه تبث عبر اثير اذاعة بغداد ضمن البرنامج البدوي في ستينيات القرن الماضي ،انه الفنان ذو الصوت الشجي المرحوم متي مروكي حياوي ، حيث كان يتقن الغناء البدوي بطلاقة اضافة الى اتقانه العزف على الة الربابة بصورة ممتازة جدا ، وفي العصر الحديث برز العديد من العازفين على الالات الموسيقية والمغنين ومنهم ، الفنان عصام شابا فلفل الذي يتقن العزف على الات العود والكمان والبزق ،والفنان عماد شابا فلفل على الة الكمان  والفنان دونيفان فهمي على الة الكمان ، والفنان نجم ابلحد على الة العود والفنان نصري بولص على الة الاورك  والفنان رباح بانو الذي يعزف على الة البزق والفنان الشاب المطرب رعد وردة على الة العود والفنان الشاب فادي جميل فرنسيس على الة الاورغ ،ونذكر هنا مطرب الاذاعة والتلفزيون الفنان المعروف وسام العراقي ذو الصوت الريفي المتميز ، والمطرب رعد قرياقوس والمطرب اثير فرنسيس  وسركون ديمو وستفن حازم جنكيل وغيرهم كثيرون .. وعلى صعيد الدراما السينمائية والتلفزيونية فقد سطع نجم المخرج السينمائي الاستاذ نجيب عربو والمخرج التلفزيوني جميل ميخائيل والمخرج التلفزيوني روني ابرم فلفل والمخرج المسرحي باسم روفائيل واخرون

الازياء الشعبية في تللسقف :
   تنقسم الازياء الشعبية في تللسقف الى قسمين هما الرجالي والنسائي ، فالزي الرجال كان عادة يتكون من ( كركثا  – شوقتا – بشما - شبوكثا - دمير – شرول  – عباية-  ) اضافة الى غطاء الراس الذي كان على الاغلب بوشية ومن ثم تم استبداله باليشماغ مع مرور الزمن ، ولم يستمر هذا الزي بسبب توجه الشباب حينها الى ارتداء الزي العربي كالصاية والغطرة والعقال  .. اما الزي النسائي فلا زال لحد اليوم محافظا على رونقه واصالته منذ عد الاف من السنين ، رغم كونه شبه مندثر اذ لا ترتديه في تللسقف حاليا الا بضع نساء من كبار السن ،ويتكون الزي النسائي من ( قبايا - شوقتا - خاصا  – بوشية  – ميزر  – برمالا  – مقطنيثا - كركثا ) وكما يظهر في الصورة ادناه :




الاعلامية خلود فريد مرتدية زي تللسقف الشعبي

الالعاب الشعبية في تللسقف :
   
تشتهر تللسقف بالعديد من الالعاب الشعبية كباقي شقيقاتها القرى  المجاورة لها ، ومن تلك الالعاب:
لعبة الكلي: بالكاف المخفة) : وهي لعبة خاصة بالذكور وتشبه الى حد بعيد لعبة الهوكي المشهورة في اوربا وبعض الدول الاسيوية ، تتلخص اللعبة بما يلي : يجتمع عدد من الشباب ويقسمون الى فريقين كل فريق من عدد من اللاعبين  واخر يكون بموقع حارس المرمى ، وكل لاعب في الفريقين يمسك بيده عصا طويلة نسبيا معقوفة من الاسفل ، ثم ياتون بالحكم ويكون من المتفرجين حصرا ويشترط ان يكون كبير السن نسبيا وعلى الاقل اكبر من اللاعبين سنا، ثم تتم عملية انتخاب الجهة التي سيلعب فيها كل فريق وعن طريق القرعة ، ثم تبدأ اللعبة من خط الوسط مثل كرة القدم تماما ، اما الكرة فهي حجرية ( كرة من الحجر المصقول )  او من الصوف والجلد احيانا ويكون حجمها بقدر حجم ثمرة  الجوز ، وتتم عملية اللعب بضرب الكرة بواسطة المضرب باتجاه هدف الفريق الخصم ، وتتم عملية تسجيل النقاط بعدد الكرات التي تدخل الهدف

لعبة قاز وقيز:  وتسمى احيانا لعبة ( الكعبي)  أي كعب الخروف ، وهذه يلعبها كلا الجنسين وتشبه الى حد بعيد لعبة النرد المنتشرة بين الشباب في الوقت الحاضر ، اما الكعب فيؤخذ من ارجل الخرفان بعد طهيها مع قدور الباجة ، والكعب يتكون من اربعة اوجه واسماؤها على النحو التالي :ا- خِرّا  وهي الجهة العريضة التي تكون اسنان الكعب  .... ب  – بكة :( وهي الجهة العريضة التي لا توجد فيها اسنان الكعب... ج – تفة  وهو جانب الكعب الرفيع المحفور .. د – جكة : وهو جانب الكعب الرفيع الصقيل ، ومن الجدير بالذكر بان الجكة هو الدرجة العليا من حيث اللعب ومن ثم يليه التفة  ويليه البكة ومن ثم ياتي بالدرجة الاخيرة الخرّا ، وتتم عملية اللعب بان يجتمع مجموعة من الشباب وكل يحمل كعبه بيده وهنا تكون الرهانات اما على النقود او على البيض وخصوصا ايام الاعياد ، اما مع الاناث فتكون الرهانات على الخرز او ماشات الشعر في كثير من الاحيان ، فيقوم الفرد او اللاعب الذي عليه الدور ليرمي كعبه ويقول جكة بكذا وليكن مثلا100 فلس ) ومن ثم يرمي الكعب ومن  الطبيعي ان يقف على احد حوانبه وليكن مثلا تفة ، ثم ياتي دور اللاعب الذي يليه ويقول ( عليّ بـ 100 فلس  ومن ثم يرمي كعبه فان وقف الكعب على نفس ما كان كعب الرفيق الاول ، فان اللعبة تكون في موقف تعادل  وتعاد من جديد ، اما اذا خالف كعب اللاعب الثاني كعب اللاعب الاول ، فمثلا اذا وقف كعب اللاعب الثاني على جكة فان صاحبه اللاعب الثاني يفوز ويربح 100 فلس ، اما  اذا وقف كعب اللاعب الثاني مثلا على بكة او خرا فانه في الحالتين سيخسر الـ 100 فلس  ، وهكذا دواليك ..

لعبة توز وراح :  الطاش والراحة)  وهي لعبة خاصة بالاناث وتلعب دائما في موسم ظهور ثمرة البلوط لأن اللعبة خاصة بثمرة البلوط ، اما طريقة اللعبة فتكون بالشكل التالي : تجتمع مجموعة من الفتيات وكل منها تحمل في جيبها كمية من البلوط وفي يدها طاش من حجر الصوان  ( توز( وهو حجر مسطح على شكل دائرة رقيقة الجوانب  ، ومن ثم يتم رسم دائرة على الارض بقطر مترين تقريبا , ومن ثم يرسم قطر الدائرة في وسطها وتقوم الفتيات بوضع البلوط على قطر الدائرة ويجب ان يكون عدد البلوط مساويا لعدد اللاعبات ، بعدها تقف جميع الفتيات خارج الدائرة وعلى مسافة متفق عليها بما لا يقل عن مترين وعلى خط مستقيم واحد ، ثم تبدأ احدى اللاعبات بعملية رمي الطاش (  توز) لتصيب البلوط  المرصوف على قطر الدائرة ، فان اصاب الطاش البلوط ، فكل بلوط يخرج خارج الدائرة يصبح للاعبة التي رمت الطاش بشرط ان يبقى الطاش داخل الدائرة  ، اما اذا خرج البلوط وخرج الطاش معه خارج الدائرة فان اللاعبة تخسر حصتها من البلوط ، ومن ثم تبدأ اللاعبة الثانية والى نهاية اللعبة

لعبة كسر البيض : وهي لعبة موسمية خاصة بعيد القيامة ، وهو العيد الوحيد التي تقوم فيه العوائل في جميع مدن شعبنا بصبغ البيض ، ففي صبيحة عيد القيامة تقوم العوائل بتوزيع البيض المصبوغ غالبا باللون البني على اطفالها تعبيرا عن الولادة الجديدة والحياة الجديدة التي منحنا اياه السيد المسيح له المجد بقيامته من الاموات ، فتخرج مجاميع الاطفال واحيانا الشباب ايضا الى الازقة واماكن وساحات البيادر،  وهنا تجرى المباريات بلعبة تكسير البيض حيث يحاول كل لاعب ان يثبت ان بيضته اقوى واصلد من بيضة صاحبه ، فيقوم احد اللاعبين بمسك بيضته محصورة براحة يده بين نهاية الابهام ونهاية السبابة ، بحيث لا تظهر منها الا قاعتها المدببة ، فيقوم اللاعب المنافس بضرب تلك البيضة ببيضته هو ، فان تكسرت بيضته يخسرها لصاحبه ، وان تكسرت بيضة صاحبه فانه في هذه الحالة يربح البيضة ، ومن الطريف ان نذكر هنا بانه قد تحدث احيانا مخاصمات وشجارات بسبب نوع البيض المستعمل ، ومن تلك الشجارات هي معركة تللسقف الكبرى والتي حدثت في العشرينات من القرن العشرين والتي استمرة عدة ايام بين اهالي القرية جميعا بسبب كسر احدهم لبيضة صاحبه واحتجاج الاخر بان بيضة الخصم ليست بيضة دجاجة ، ومن ثم تطور الامر الى شجار عنيف بين الاثنين وانتهى بتقسيم البلدة الى قسمين متخاصمين ، وقد ادى ذلك الى حدوث العديد من الاصابات والكسور ، اذ كان الشجار بينهم بالسيوف والعصي والهراوات ، الى ان تدخل الخوري الشبيخ هرمز شماشا وفظ النزاع بينهم  ..!!
لعبة الدعابل :  التبل ) الكرات الزجاجية )  وهناك عدة انواع من لعبة الدعابل ونذكر منها:
لعبة الاورتا  / وهي لعبة يلعبها الفتيان والفتيات على السواء  وتتكون اللعبة بان يجتمع مجموعة اللاعبين ويرسمون مثلثا متساوي الاضلاع يبلغ طول ضلعه 40 سم تقريبا  على الارض  ومن ثم على بعد اربعة امتار تقريبا يرسمون خطا مستقيما مقابلا لرأس المثلث ،بعدها يضعون على اظلاع المثلث وعلى زواياه مجموعة من الدعابل وبحسب اتفاقهم سواء كانت لكل لاعب دعبلة واحد او اثنتين ،ومن ثم يقف اللاعبين عند رأس المثلث ويرمي كل منهم دعبلته الخاصة الرئيسية والتي تسمى محليا ) زوتا )  والتي يعتقد بانها من اجود دعابله وانها تجلب له الحظ اثناء اللعب ،يرميها نحو الخط المستقيم فان عبر الخط يعتبر اللاعب الاخير ، اما اللاعب الاول فهو الذي تقف دعبلته في اقرب مكان من خط الشروع ، ومن ثم يبدأ اللاعب الاقرب الى الخط برمي دعبلته المحصورة بين اصابعه الوسطى والابهام من اليد اليمنى وبمساعدة ابهام وسبابة اليد اليسرى نحو الاورتا ، فان اصابة الدعبلة الرئيسية الدعابل التي في الاورتا ولم يخرج منها شيء ، حينها ياتي دور اللاعب الثاني ، اما اذا خرجت دعبلة او اكثر من الاورتا بعد الارتطام بها فانها تكون ربحا للاعب ، اما اذا استقرت دعبلته الرئيسية داخل الاورتا فحينها يكون قد خسر كل شيء حتى التي ربحها قبل قليل وهنا تسمى عملية استقرار الدعبلة داخل الاورتا بـ )بنّو )
لعبة طمة : طم خريزة) : وهي لعبة خاصة بالاناث ، وتقتصر اللعبة على الخرز فقط ، اذ تجتمع مجموعة من الاناث وكل منها تحمل العديد من الخرز ومن جميع الاشكال والالوان ، ويجب ان يكون اجتماعهن في مكان من بيادر القرية تتوفر فيه الاتربة، وتتم اللعبة بان تضع كل فتاة خرزة او خرزتين وحسب الاتفاق الذي يتم بينهن ، وتوضع مجموعة الخرز في التراب ومن ثم يخلط التراب مع الخرز خلطا جيد ويقسم الى عدة مجاميع وبعدد اللاعبات المشتركات باللعب وكل لاعبة تختار القسم الذي ترغب فيه ومن ثم تفتح كل لاعبة كومتها من التراب وتحصي  عدد الخرز فيه ، وهنا نجد بان بعضهن يخسرن خرزهن وبعضهن يربحن وهكذا ..
لعبة الحيان: وهي لعبة رياضية تشبه الى حد بعيد احدى العاب القتال الاعزل )التايكوندو ) وهي محصورة بالرجال حسب ، وتتم اللعبة بالقتال بواسطة الاقدام  وبين شخصين فقط ، وهي على جولتين او ثلاث وكل جولة تستغرق حوالي (5) دقائق ، واللاعب الذي يستطيع ان يوجه الى خصمه عدد من الركلات او يسقطه ارضا يكون هو الفائز ...
 لعبة قتا وبلّيت :  العودة والبلبل  :  وهي لعبة جماعية تجرى بين مجموعتين من الشباب او مجموعتين من الاناث ، وتجرى في الساحات العامة  البيادر، اذ توضع حجرتين على مقربة بعضهما بمسافة 30 - 40 سم وتوضع فوقهما عصا صغيرة بطول 50 سم وتسمى بلبل ، فتأتي المجموعة التي عليها الدور في اللعب وتنتخب قائدها الذي يقوم برمي العصى الموضوعة على الحجرين( بلبل)  بعصى اخرى طويلة ( قتا) الى الاعلى والتي يلتقطها لاعبي الفريق المنافس والذين يقفون في الجهة المقابلة للهدف ، فان التقطها الفريق المنافس ، حينها يتبادل الفريقان المواضع ، وان لم يلتقطها لثلاث مرات متتالية فان اللعبة تستمر مع الفريق الاول ، وبعد ثلاث رميات ناجحة يجتمع اعضاء الفريق الاول ويبدأون من مكان الحجرين برمي العصى الصغيرة بواسطة العصى الكبيرة الى ابعد مسافة مع المسير طبعا وبطريقتين ، الاولى تسمى كطّا ( بالكاف المخففة  ) وهي ضربة خفيفة  ،والاخرى تسمى سيبا ( السيف )  وهي ضربة قوية ، ويستمر رمي العصا الصغير الى اخر عضو في الفريق الاول ،وحينها يكون الفريقان قد وصلا الى ابعد نقطة من الحجرين ، وحينها يقوم اعضاء الفريق الثاني  بطريق العودة اذ يقوم كل فرد بالصراخ ( او.. او  )وبنفس واحد الى الحد الذي ينقطع شهيقه  ومن ثم يليه اللاعب الثاني الى ان يصل اللاعب الاخير ، فان وصل لاعبوا الفريق الثاني الى موقع الحجرين قبل صياح اللاعب الاخير يكون الفريق الثاني هو الفائز اما اذا لم يصل الفريق الثاني بصراخه الى موقع الحجرين فان الفريق الاول هو الفائز . وهكذا





.. ختاما اود ان اوجه شكري وتقديري الى كل السادة الذين ساعدوني في انجاز هذا التقرير وخاصة كبار السن منهم  والذين كان لهم الفضل الكبير في منحي هذه الفرصة لأقدم ولو جزءا يسيرا من تراث ابناء بلدتي الحبيبة تللسقف للملأ ،كما واقدم شكري وتقديري الى  كل من يقراء هذه الكلمات ،وعذرا ان كنت قد غفلت عن ذكر بعض الامور الاخرى او غفلت عن ذكر اسماء بعض الشخصيات ، اذ لم يكن بمقدوري ان اكتب كل صغيرة وكبيرة ، لأن ذلك يحتاج الى كثير من الجهد والوقت ،ومزيدا من الدراسات والبحوث .. وفق الله الجميع .. تحياتي
                     


                           عصام شابا الكلداني
                             تللسقف


55
هل الكلدانية مذهب ديني حقا..؟؟!!
                                                                                              عصام شابا الكلداني / تللسقف
كثر اللغط هذه الايام على كلمة الكلدان.. فبعضهم وللأسف الشديد يقول ( بحثت في حجارةالعراق ولم اجد حجرا واحدا مكتوب عليه كلمة كلدان...!!! ) ..والاخر يقول بان الكلدان قد ابيدو عن بكرة ابيهم عبر التاريخ.. وهو يقول هذا دون الرجوع الى المصادر التاريخية وانما يعتمد على فطنته في صياغة العبارة.. اما غيره فيقول ان الكلدان الحاليين ليسو ابناء الكلدان القدامى لأنهم ابناء غير شرعيين للآشوريين.. وينطلق غيره ليقول انا الذين بنوا حضارة بابل القديمة والتي ابهرت العالم بعلومها لم يكونوا الكلدانيين بل الكلديين.. والاخر يقول ان كان ابناء سهل نينوى يعتقدون بانهم كلدانا فليرحلوا الى الجنوب لأن هناك موطن الكلدان فسهل  نينوى هو موطن الاشوريين... والادهى من هذا كله ان يكون خطاب جميع اخوتنا الافاضل متطابق مع بعضه في عبارة واحدة وهي ( ان الكلدانية هي مذهب من مذاهب الديانة المسيحية ) .. ولم يخجل الاخوة ابدا من ذكر هذه العبارة ، ويبدو عليهم بانهم يريدون تغيير حتى التاريخ المسيحي كمحاولاتهم الفاشلة في تغيير التاريخ البابلي والكلداني العريق .. وقد انطلقوا من قولهم هذا من تسمية اطلقها احد البابوات  على المؤمنين الذين اعتنقوا المذهب الكاثوليكي بدلا من النسطوري في جزيرة قبرص.. لنكن مع الاخوة لحظة واحدة ونقول .. لنفرض ان البابا المذكور اطلق تلك التسمية على اولائك المومنين.. اي الكلدان .. فهل كان اولئك كلدان ام غيرهم...؟فان لم يكونوا كلدانا ، فكيف يطلق عليهم البابا تلك التسمية التاريخة والتي تقولون انها اندثرت قبل اكثر من الفي سنة...؟الا يعني ذلك بان الكلدان كانوا موجودين فعلا في تلك المنطقة وما جاورها كسوريا وتركيا مثلا..؟ هذا من جهة.. من جهة اخرى.. ان كانت الكلدانية مذهب ديني .. فماذا نسمي الكاثوليكية التي يعتنقها الكلدان جميعا على الاطلاق اذن، هل هي ديانة مستقلة عن المسيحية مثلا اسمها الديانة الكاثوليكية ، واحد مذاهبها هو المذهب الكلداني  ..؟؟!! .. لنتحدث بالمنطق يا ايها الافاضل  ولنعد الى التاريخ مرة اخرى.. الكل يعترف والتاريخ يشهد بان الدولة الكلدانية القديمة وباسمها البابلي القديم ، والدولة الحديثة وباسمها الكلداني الحديث كانت قد تاسست قبل مجيء السيد المسيح له المجد بقرون عدة ، وهذا يعني بان المذاهب لم تكن موجودة اصلا لأن في تلك الفترة كان تعدد الالهة هو السائد، فلكل فرد الهه الخاص ولكل الة الهها ولكل مرض الهه .. فكيف اعتنق الكلدان القدامى العقيدة المسيحية الكلدانية قبل مجيء المسيح بمئات والاف السنين ..؟؟!!!... هل هذا معقول  يا احبتي ..؟؟!!  علما ان المذاهب المسيحية ظهرت بعد المسيح بقرنين او ثلاث ، فهل امنوا بالسيد المسيح له المجد قبل مجيئه بتلك الفترة الزمنية الطويلة.. ؟؟ !! . فان كانوا قد فعلوها، فلنشهد لهم اذن بانهم انبياء جميعا .. لأن الذي يؤمن بشيء قبل حدوثه بالاف السنين يكون نبيا وذلك ما ثبته التاريخ عبر الاجيال ..  فهل يؤمن اخوتنا الاجلاء بان نبوخذنصر نبي..الجواب كلا حتما..لأنهم لا يؤمنون بالوجود الكلداني اصلا فكيف به ان كان نبوخذنصر في نظرهم خائنا متحالفا مع الفرس لكونهم اسقطوا  نينوى عام 612 قبل الميلاد ..؟ ولكنهم نسوا او تناسوا بان الكلدان كانوا قوم لا يقبلون الذل ولا المهانة ولا التسلط الذي فرضه على رقابهم الغزاة الاشوريين ، فكانوا يثورون بين فترة واخرى للتخلص من نير العبودية التي فرضت عليهم قسرا.. وهذا حال المقهورين دائما .. الثورة ضد الغزاة.. ولكن كان عنف الاشوريين ضدهن لا يوصف ابدا.. فمثلا ملك اشور سنحاريب وبعد ثورة بابل جهز عليها جيشا جرارا وحاصربابل ومن ثم قام باحراقها بسكانها ، ولم يتوقف الامر عند هذا بل فتح عليها نهر الفرات واغرقها ولم يبقي منها اثر يذكر... فكيف كان الاحرار يسكتون على تلك المظالم.. الم يكن الاجدر بهم ان يتحالفوا مع قوى عظمى لإسقاط تلك الدولة الجبارة..؟ وسؤالي لإخوتنا الذين ينعتون نبوخذنصر بالخائن.. لماذا تحالفتم انتم مع الامريكان واسقطتم نظام صدام حسين ..؟ لماذا تحرمون على غيركم ما تفعلونه انتم اليوم ..؟.. اذن ما اشبه اليوم بالبارحة  ..ارجو منك يا من نعت نبوخذنصر بالخائن ان تطبق المقولة عليكم ايضا..  اذن اخوتي الافاضل.. يجب علينا ان نعي الحقيقة وان لا نذهب خلف السموم الحزبية التي يبثها بعض من اخوتنا الافاضل.. فالكلدانية شاء البعض ام ابى هي قومية مترسخة في عمق التاريخ.. وقد نقلها لنا الاجداد عبر الاباء ، ولم تكن يوما ابدا مذهبا دينيا كما هي الاشورية، لأن الاشورية هي تسمية دينية ومذهب ديني لعباد الاله اشور..والتاريخ يقول ذلك..اما الكلدانية فتسمية قومية لا علاقة لها باي دين ابدا.. وبهذه المناسبة نرجوا من اخوتنا الافاضل الكف عن اطلاق الاهانات وعبارات الاستصغار بحق اخوتهم الكلدان.. فنحن لسنا ضدكم ابدا بل نحن معكم ونحن شعب واحد ان كنتم انتم فعلا تؤمنون بذلك..  اذن من الواجب عليكم ان تحترموا خصوصيتنا القومية ويجب عدم فرض خصوصيتكم علينا عنوة .. لأننا لسنا قوم يرضخون بسهولة او بالاكراه.. نحن شعب واحد.. وعائلة واحدة ، وفي العائلة عدة ابناء ولكل ابن او بنت له اسمه الخاص به.. فهل يعقل لأب له ثلاثة اولاد ان يسمي ثلاثتهم  بطرس مثلا.. فان عملها فانه يكون غبي جدا.. ولكن يجب ان يسمي كل باسمه فواحد بطرس والاخر بولص والثالث يوحنا.. وهنا فهم ليسوا ثلاثة ..انهم عائلة واحدة ولكن لكل اسمه.. هذا حالنا اذن ولنعترف بالحقيقة ..ولنترك التهاتر والسب والشتم واهانة الكلدان التي يطلقها بعض احبتنا بين فترة واخرى .. ولنعترف بحقيقة قومية الكلدان علنا ودون التستر بمقولات مغرضة..  تحياتي

56
المنبر الحر / مثقفو شعبنا والنقد
« في: 23:25 22/09/2010  »
مثقفو شعبنا والنقد               
                                                                                      عصام شابا فلفل


من خلال متابعتنا لما ينشر في الصحافة والمواقع الالكترونية من مواضيع تهم شعبنا وقضيتنا الأساسية في المطالبة بحقوقنا المشروعة على ارض الآباء والأجداد، نشعر بفخر واعتزاز حين ينبري كتاب أبناء شعبنا ومثقفيهم لتبني تلك المواضيع الحساسة إلى درجة نشعر وكأننا نعيش في حالة من التقدم الثقافي والرقي العقلاني المتميز والذي قد لا يمتلكه شعب أو قوم آخر ..وفي المقابل نصاب بالإحباط الشديد بسبب ما نقرأ من مواضيع قد تكون أحيانا هدامة للفكر العقلاني وأحيانا أخرى ناقدة بأسلوب قد ينم عن كراهية أو حقد أو تحامل على فئة من فئات أبناء شعبنا وهنا تكمن الكارثة الكبرى ، ولا ندري ما الذي يبغيه مثقفونا الأعزاء من وراء ذلك .. أهو النقد من اجل النقد فقط  ام هناك توجيه من جهة معينة بهذا الخصوص.. أم هي محاولة للإنتقاص من قيمة تلك الجهة لغرض محو هويتها من الوجود ، فهم بذلك يضربون بكل التاريخ القديم والجديد عرض الحائط .. وربما هناك أمور مستترة خلف كواليسنا المبهمة .. إن النقد الذي لا يرتكز على أسس رصينة لا يمكن أن يكون نقدا مطلقا بل هو حالة من التهديم الفكري والهستيريا اللامنطقية بسبب نوع من الغيرة يشوبها التفكير بالانتقام الفكري من هذه الفئة او تلك ، وربما يدفعهم الى ذلك خوفهم من تلك الفئات .. ومع الأسف الشديد أن يكون هذا الذي يحصل الآن بين مثقفي أبناء امتنا وخاصة بين الأدباء والصحفيين منهم .. أساتذتي الأفاضل .. ليست امتنا الان بحاجة الى مثل تلك الترهات، فبدلا من ان توجه قلمك اخي المثقف الى صدر اشقائك ، وجهه الى بناء امتك ورص صفوفها لا ان تكتب مقال او طقطوقة تشرذم بها ما تبقى  من ابناء الامة .. اذ ليس كل من خالفك الرأي يكون ضدك.. لذا استاذنا الفاضل لا تشحذ سيفك على اخيك ولا تكن كالجزار تريد ان تقطع رقبته باية طريقة وخاصة بكتاباتك ، فكل كلمة تجرحه بها ستزيد فيها من هوة التشرذم التي نعاني منها كثيرا .. فان فعلت ذلك فانك ستكون حينها  كالذي يرى بعين واحدة ورغم هذا فهو يغمض تلك العين عن رؤية الحقيقة عن عمد.. فاذا أردت ان تنقد عزيزي المثقف وعزيزي الكاتب وضعية معينة يمر بها شعبنا وتراها انت سلبية ،إقرأ الموضوع أولا بإتقان وركز على تفاصيله ومن ثم اشرع بالنقد البناء دون التجريح أو التقليل من قيمة ابناء امتك..لأنهم بالنتيجة اخوتك وان اختلفت اراؤكم ..  ،لأنك ان قمت بهذا الفعل اليوم ، فغدا سيأتي دور غيرك في توجيه نقد لاذع إليك أيضا ، فمهما كنت كاملا  ومهما كانت كتاباتك رصينة ومهما وصلت اليه من الرقي الثقافي والادبي  ، فلا بد انك تترك ثغرات يستغلها الناقد ويدخل من خلالها كي يظهر أخطاؤك أنت أيضا ، لذا لا تتصور بأنك الوحيد الذي يفهم ذلك.. لذا سادتي الأفاضل لنترك أنانيتنا البغيضة التي قد تؤدي بنا إلى السقوط في بحر النرجسية العميق الذي ليس له الا قرار  الهاوية ، وهذا هو الخطر الكبير المحدق بامتنا جمعاء والذي ينتظره الاخرون لغرض الانتقاص من قيمتنا والاستهزاء بهوتنا القومية .. فمهما توصلت اليه من علم وادب وثقافة ومهما يبلغ بك الصعود إلى قمة الإبداع فانك تبقى بشرا ولك أخطاؤك كما ذكرنا آنفا .. إذن ليكن نقدك متزنا غير مقرون بإساءة لأبناء جلدتك خاصة والانسانية عموما وليستند على أسس لا يمكن دحضها ، أما انك لا تريد الاعتراف بخطئك  ، فان تلك ليست من مهمة احد بل مهمتك أنت.. وهنا فانك ستجد بان الذي تنقده بغير حق سيقوم هو أيضا بالرد عليك مع تقديم إثباتات وتواريخ وحجج منطقية مقرونة بأدلة وشواهد لا تقبل الشك والتأويل تدعم قضيته ومقاله وموضوعه الذي قمت أنت بنقده ، حينها كيف ستكون ردة فعلك ..؟ سادتي الأفاضل مثقفي أبناء امتنا .. نحن ألان بأمس الحاجة إلى أقلامكم الشريفة لتنطق بالحق وتدافع عن قضيتنا ،ولسنا بحاجة إلى نقد فلان او علان من أبناء جلدتنا .. بل نرجوكم ان توجهوا قلمكم نحو قضية شعبكم  ، انظروا ما الذي حصل لنا بسبب تشرذمنا الذي يبغيه البعض ،وهنا فان تلك الامور التي نكتبها على بعضنا تقع في هذا الباب وهو باب محاولة التقسيم ايضا ـ فليغلق هذا الباب على أصحابه ونترك تلك السجالات التي لا تنفع ولا تدر بل تزيد من حدة التنافر الذي زرعه البعض بين ابناء شعبنا ، فقضيتنا القومية اهم من كل ذلك ,, مع فائق احترامي وتقدير لكل ابناء امتي والمثقفين منهم بصورة خاصة .. تحياتي

57
جحا والجرذان آكلة الحديد
               
بقلم / عصام شابا فلفل

نبدا حكايتنا على غير العادة بموضوع قد يعتبره البعض لا يمت الى عنوان المقال  بصلة ، ولكن مع سرد القصة سيتضح كل شيء لقارئنا الكريم ، فمن المعلوم لدى القاصي والداني ان العراق هذا البلد النفطي الكبير ،  يمتلك ثاني اكبر احتياطي في العالم من هذه المادة الحيوية ، كما ان انتاجه قد يصل الى ( 3000000) ثلاثة ملايين برميل يوميا ، الا انه رغم كل هذا الخير نجد بين الحين والاخر اختفاء العديد من المنتوجات النفطية فيه وخاصة البنزين ، وكذلك النفط الابيض والذي يسميه المواطن جزافا( كاز) ، اذ ومنذ اشهر عدة لم يستلم المواطن حصته المقررة شهريا من الكاز رغم قلتها وهي ( 50 – 75 ) لترا.. نعم هذه هي الكمية المقرة لكل عائلة ونحن اكبر بلد نفطي في العالم .. الله يساعد المواطن الصيني والياباني الذي لا يمتلك في ارضه قطرة واحدة من النفط..!! .. هنا قد يتسائل المواطن وهذا من حقه.. اين اختفت حصته من النفط الابيض.. لا نقول حصته من النفط العراقي لأن ذلك ليس من اختصاص المواطن فهو لا يحق له ان يطالب بتلك الحصة.. بل النفط الابيض وبثمن رخيص جدا لا يتجاوز البرميل الواحد 60000 ستون الف دينار فقط ليستعمله ايام البرد والشتاء على الابواب ..!!؟؟ وهنا قد يستغرب قائنا الكريم من اختيارنا لعنوان المقال لضنه اول وهلة بانه لا يوجد هناك رابط بينه وبين الموضوع .. ولكن ومن خلال القصة التي نسردها ادناه سيجد قارئنا الفاضل ان الرابط موجود وبقوة وخاصة حين يعلم بان هناك جرذان فعلا تاكل الحديد وان جحا قد كافحها بفطنته ... والقصة باختصار هي ...
كان في بغداد ايام زمان تاجر حديد اسمه عبد الله ، وحين قدم موسم الحج اودع عند احد اصحابه واسمه سعد الله كمية كبيرة من الحديد ليستعيدها منه بعد عودته من الحج، فقبل سعد الله بالامانة ووضعها في مكان امين بعيد عن اعين الناس ، ذهب عبد الله مع قافلة الحجاج الى بيت الله الحرام ، والكل يعلم كيف كانت تسير قوافل الحجاج وكم تستغرق من فترة زمنية طويلة .. المهم.. بعد عدة اشهر عاد عبد الله الى بغداد وذهب في احد الايام الى صديقه الحميم سعد الله يطالبه بالامانة المحفوظة لديه وهي كمية الحديد ، فما كان من سعد الله الا الاعتذار الشديد واخذ يضرب راحتي يديه ببعضهما ويقول .. كيف اعتذر منك يا صديقي العزيز عبد الله.. الحقيقة انا خجل جدا وليس ليس وجه لأقف به امامك .. خذ اطفالي واذبحهم عوضا عن الحديد..الحقيقة ان الجرذان لعبت لعبتها معي واكلت كل الحديد ، وها انا امامك تصرف بي كما تشاء .. استغرب عبد الله من الامر وخرج من بيت سعد الله مهموما مغموما وجاء الى بيته كئيبا لا يستطيع ان ينبس ببنت شفة .. وهو يفكر فيما عملته الجرذان.. هل هذا معقول ..ام ان صاحبه قد خدعه..!!؟؟ جاءت زوجة عبد الله وسالته عن سبب كآبته.. فسرد لها القصة من اولها الى اخرها ..حينها ضحكت الزوجة وقالت له.. لا تفكر في الموضوع ابدا واترك الامر لي ، وسيعود الحديد اليك .. اصبر قليلا ... ولكن عبد الله استهجن كلام زوجته اذ اخذته الحيرة هل يمكن ان تقتل زوجته كل الجرذان وتعيد الحديد الذي في بطنها  .. هذا ليس بالمنطق الصحيح .... خرجت الزوجة في الحال وذهبت الى بيت جحا ، استقبلتها فاطمة زوجته وجلست الاثنتين معا تتبادلان اطراف الحديث لحين خروج جحا من الحمام ..وحين خرج استغرب من وجود زوجة عبد الله ، ولكن الزوجة الفطنة سردت له قصة الجرذان وكيف ان سعد الله صديق زوجها قد خانه في الامانة الموكلة لديه.. قال لها جحا .. اذهبي الى بيتك وقولي لعبد الله ان يفتح ابواب مخازنه بعد يومين ، اذ سيعود الحديد اليها في تلك الفترة .. خرجت الزوجة من بيت جحا ، اما هو فقد ذهب الى الوالي طالبا منه اذنا مكتوبا ومختوما بختم الوالي يذكر فيه بان جحا سيقوم بابادة الجرذان اللعينة التي تعيث فسادا في مدينة بغداد ، وفعلا حصل جحا على الطلب ،واوعز بذلك الى عدد كبير من العمال والفعلة بان ياخذ كل منهم رفشه وفاسه ويتبعونه الى حيث توجد الجرذان، وحين وصل الى بيت سعد الله ، قال للعمال ، اهدموا هذا الحائط لعلنا نجدها ، فاخذ العمال بهدم الحائط ، فما كان من سعد الله الا ان امتلأ قلبه غيضا واخذ بسب وشتم جحا ومن معه ،ولكن جحا قال له بهدوء، لم الغضب يا سعد الله ، نحن نريد لكم الراحة والامان، انا لي اذن مكتوب من سيادة الوالي يخولني فيه ان ابحث عن الجرذان في بغداد واقتلها جميعا .. قال له سعد الله ، اية جرذان يا رجل انت تهدم داري ، انا لا يوجد في منزلي جرذ واحد .. قال جحا .. كيف هذا يا سعد الله نحن نبحث عن الجرذان التي تاكل الحديد .. قال سعد الله .. الان علمت بانك مجنون يا جحا ، والله ساشتكيك الى الوالي .. وفعلا ذهب سعد الله الى الوالي ليشتكي على جحا ، فاستدعى الوالي جحا وقال له.. انا فوضتك ان تقتل الجرذان لا ان تهدم بيوت الناس ، قال جحا يا سيدي ان في بيت سعد الله جرذان كثيرة جدا ، ومن صنف غريب جدا ، لأنها تاكل حتى الحديد .. ضحك الوالي كثيرا معتقدا ان جحا قد اصابه مس من الجنون وقال .. سامحك الله يا جحا .. هل هذا معقول .. قال جحا .. نعم يا مولاي ، وان كنت لا تصدقني اسال سعد الله .. فسال الوالي سعد الله .. هل هذا صيحي .. قال سعد الله ..لا يا مولاي .. ان جحا مجنون ، فهو يقوم بتهديم داري .. قال جحا .. لكن يا مولاي ان الجرذان اكلت حديد التاجر عبد الله المودع كامانة عند سعد الله حين كان عبد الله في الحج ، والله صدقني ان الجرذان اكلت حديد عبد الله ، ليست تلك مزحة بل حقيقة.. صدقني سيدي الوالي.. فسال الوالي سعد الله .. هل هذا صحيح.. فما كان من سعد الله الا ان ينهار معترفا بالحقيقة وكونه هو الذي سرق الحديد وليست الجرذان المسكينة ، حينها قرر الوالي اعادة الحديد الى صاحبه ومعاقبة سعد الله بضربه عشر جلدات ومكافأة جحا على براعته في تمثيل الدور .. والسؤال هنا ، اين تختفي المنتوجات النفطية العراقية بين الحين والاخر ..؟فهل هناك في العراق جرذان تشرب الكاز او النفط .. هل سنجد بيننا جحا اخر يكشف لنا المستور عن سبب اختفاء المنتوج النفطي الخاص بالمواطن .. ترى من اين سيبدا جحانا الجديد البحث واي بيت سيقوم بهدمه اولا .. ام ان الله سيبعث لنا جحا خاص بالقرن الحادي والعشرين عبر الموبايل والانترنيت وربما باشعة الليزر ليكشف لنا الحقيقية عوضا عن  تهديم الدور والمنازل ..فربما سنجده تحت الكراسي..!!! تحياتي
               

58
المواطن العراقي بين مطرقة الزمن وسندانة تشكيل الحكومة
            بقلم / عصام شابا فلفل
من خلال تتبعنا لمحاولات تشكيل الحكومة العراقية خلال الاشهر المنصرمة ، تعلمنا درسا مستقبليا وعبرة نذكرها للاجيال القادمة وهي .. ان الديمقراطية في العراق الجديد قد اتخذت بعدا لا باس به من حيث تراكم الخبرة الغير المبررة والتي قد تؤدي بالمواطن البسيط الى هاوية المظالم لكونه لا يعلم من اين يبدا والى اين ينتهي.. وهذا طبعا ما فرزته الانتخابات الماضية ، حيث فازت القوائم المعلنة رسميا ، ومن المفروض ان تشكل احدى تلك القوائم او عدد منها حكومة فدرالية ديمقراطية .. ولكن هيهات من ذلك.. فها هي الشهور الاربعة قد انقضت .. وها هي الحكومة في طريقها الى التشكيل ( هذا ان تم تشكيلها فعلا ) ، وما يدعو الى الاستغراب ان نجد تلك التصريحات التي يدلي بها السادة السياسيون الكبار ويعلنون فيها كل مرة عن قرب تشكيل الحكومة وانهم قد اوجدوا الحلول الناجحة للمشاكل المتعلقة ..ولكن يظهر في الاخير ان تلك التصريحات قد ذهبت ادراج الرياح وليس هناك اي صواب لما تم التصريح بهم من قبل هؤلاء الساسة .. وهنا يبقى المواطن العراقي اسير انتظار الفرج لأن جميع مشاريعه الخدمية والصحية قد توقفت او في طريقها الى التوقف نتيجة عدم تشكيل الحكومة ، ولنذكر مثلا واحدا  فقط وهو شريحة المعلمين ، فلا زالت لحد اليوم تنتظر الحلول المناسبة لمشاكلها العويصة والتي وضعتها في خانة افقر موظفي الدولة لعدم شمول المعليمن والمدرسين من حملة شهادة البكالوريوس والدبلوم باية تخصيصات اسوة باقرانهم ممن يحملون نفس الشهادات في الجامعة باستثناء الدكتوراه والماجستير ، وهم الان ينتظرون بفارغ الصبر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لعلها تنصفهم وتجد حلولا لمشاكلهم .. ربما..!!؟؟  هذا نموذج واحد .. فكيف بالقطاعات الاخرى من التي تعتمد عليها حياة الالاف او ربما الملايين من ابناء العراق ..؟ ناهيك عن ان حديث الشارع اصبح نوعا من الفكاهة والتعليقات الخفيفة الساخرة ، وكذلك لو لاحظنا العديد من الرسوم الكاريكاتيرية على صفحات المجلات والجرائد تنقد بسخرية لاذعة ذلك التماطل والتسويف والاطالة الغير مبررة في ايجاد حلول لتشكيل الحكومة .اذن اين يكمن الخطأ.. هل هو في الشعب .. لا ابدا ، لأن الشعب ادى دوره بنجاح منقطع النظير حين ذهب الى صناديق الاقتراع وادلى بصوته رغم التهديدات ورغم الضروف الامنية القاسية .. اذن الخطأ كل الخطأ يرتكبه الكرسي العزيز والانيق ، لأن الكرسي هو اصدق وانبل صفة لدى بعضنا ولأسباب عدة منها .. كون هذا الكرسي وثيرا ويحمل بين جنباته العديد من الامتيازات .. الخ  من الامور التي قد لا تخطر ببالنا نحن الطبقة الدنيا في المجتمع ، والغريب والعجيب ان يصرح احدهم ويقول وبكل وضوح.. ان كانت العملية كلها تخص الكرسي فنحن نتنازل عنه ...!! عجيبة والله.. تنازلوا يا اخوان اذن واتركوا الجمل للجمال والحمل للحمال..! فان كنتم لا ترغبون بالكرسي ، لماذا اذن تتمسكون بقرنيه وكانكم متمسكين بقرن جاموس البراري..؟ فان كانت الكراسي لا تعنيكم ، فما الذي يعنيكم منها اذن.. مخصصاتها ام رواتبها .. ام المواطن..!!؟ لو قلتم المواطن ، فوالله لن يصدقكم احد، لأنه ( المواطن) قد مل من تصريحاتكم واصبح لا يهمه ان تشكلت الحكومة ام لا .. لأنه اولا واخير لن يستفيد من تشكيلها شيئا ، والسبب معروف ، فما الذي قدمته له الحكومة السابقة .. الامان.. العيش الرغيد.. الكهرباء .. الماء الصافي ..الخ .. هل استطاعت الحكومة السابقة ان تقدم شيئا لهذا المواطن..؟ فما الذي سوف تقدمه الحكومة الجديدة ان تشكلت .. الامان مثلا... ام  ستصلح الطاقة الكهربائية التي تعتبر من ابسط مقومات وحقوق المواطن .. ام ستوفر له الماء الصالح للشرب بدلا من انتظاره التناكر الجوالة التي لا يرحم سائقيها ليبيعوا المياه للمواطنين ..؟ ام انها ستوفر للمواطن مفردات البطاقة التموينية التي اصبحت ترشق شهر بعد اخر الى ان اصبحت مفرداتها لا تشمل الا الطحين والارز والزيت .. كثيرة كثيرة هي الامور التي تعني المواطن.. ولكن هل تعني تلك الامور الحكومة المنتظر تشكيلها ايضا ..؟  السؤال مطروح للكل.. واعتقد ان الجواب واضح جدا وصريح من خلال المثل الشعبي القائل ( ثمي اقرب من امي ) .. واللبيب بالاشارة يفهم

59
هل نحن للماضي فعلا ..؟
               
عصام شابا فلفل

خلال تصفحي للمواقع الالكترونية ، وبالحقيقة انا مغرم بتصفح مواقع ابناء شعبنا ( وهذا ليس من باب التعنصر لأننا لسنا قوم عنصريين) وخاصة موقع عنكاوة كوم وموقع عشتار tv وموقع تللسقف وبغديدا ونركال كيت وزوعا وموقع باطنايا وبرطلة والقوش .. الى اخره من المواقع التي تنقل لنا كل تراث وامجاد امتنا من خلال الاقلام الثقافية التي ينبري حامليها للتضحية باوقاتهم لغرض ان ينوروا لنا الطريق ، ولكون تلك الاقلام هي الوحيدة التي تقول لنا الصدق كله .. وخلال  تصفحي لموقع عشتار tv احد الايام قرات مقالا جميلا جدا بقلم الاب الفاضل يوسف جزراوي وهو تحت عنوان الحنين الى الماضي.. فشكرا لك ابي الفاضل لأنك وضعت يدك على الجرح وعالجته بحنكة كاتب ومفكر عظيم وانت اهل لذلك انشاء الله ، وهنا اود ان ادلي بدلوي انا ايضا لسرد قصة حقيقية رواها لي احد الاصدقاء ، وفي الحقيقة ، حين رواها لي اول الامر اعتبرتها نوعا  من تخيلات صاحبي الذي يتميز بخياله الخصب والثر بكل الوان الادب القصصي  فقلت في نفسي اما هذا سيناريو فلم هندي او احد تخيلاتنا الشبابية  حيث تخيلنا انفسنا  سابقا باننا سنصبح يوما ما وزراء او ربما رؤساء جمهوريات ..ومن يدري . والقصة باختصار هي .. ان صاحبي هذا كان قبل (28) سنة قد احب فتاة بجنون معتبرا اياها حبه الاول والاخير ( ليس كحب هذه الايام .. بل حب ايام زمان )  ، وكانت هي ايضا تبادله الشعور نفسه .. ومن ثم دنت ساعة بدء طريق اللاعودة حين صارحها بانه سوف يتقدم الى اهلها  ويطلب يدها للزواج.. ولكن شاء الرب ان يبعد بينهم بطريقة وباخرى.. ولم تبق لصاحبي المسكين الا الذكريات الجميلة التي تحصد مخيلته كل يوم.. وانقطعت اخبار الاثنين عن بعضهما كانقطاع التيار الكهربائي وقت الظهيرة وفي هذا الحر التموزي الجميل  ، وكل منهما يظن واحيانا يجزم بان الاخر اما سافر خارج الوطن واما المت به مصيبة او فاجعة ،وما اكثرها في العراق  .. ولكن وهنا تدخل مشيئة الرب بفعلها ايضا .. اذ اراد الله جل جلاله ان يلتقي الاثنان ،ولكن اين وكيف .. يقول صاحبي الشايب ( للعلم ان عمر صاحبي الان قد بلغ 54 سنة).. بعد مرور 28 عاما على ذلك الموقف الفراقي الاليم  ، كنت يوما جالسا اتصفح احد المواقع الالكترونية مع ابن شقيقتي الذي لا يتوانى عن الدردشة مع الاصدقاء وفي جميع بقاع العالم وكانه احد اعضاء مجلس النواب العراقي من الذين تعجبهم فكرة الدردشة والكلام عبر المحطات الفضائية دائما  ، وهنا وفي ذلك اليوم ( والكلام لصاحبي العاشق)  ودون مقدمات دخلت بالدردشة معه فتاة غريبة ، واخذا بالسؤال عن مكان كل منهما .. فقال لها من أي بلد انت .. قالت انا عراقية ومن مدينة ( ب ) .. وانت من أي بلد..قال انا عراقي ايضا ومن نفس المحافظة ولكن من مدينة ( ت) .. وهنا كانت المفاجأة الكبرى ،اذ قالت له.. هل تعرف فلان.. قال نعم اعرفه وهو خالي وهو الان جالس معي .. قالت افتح الكاميرا لأرى وجهه  ، ففتح ابن شقيقتي الكاميرا ( والكلام لا زال لصاحبي المسكين) ،واذ بها تصرخ كما صرخ ارخميدس حين كان يستحم ( وجدتها )  .. انا فلانة.. فقفز صاحبي من مكانه كالليث وكانه وزير التربية يدافع عن حق المعلمين والمدرسين وعن استحقاقاتهم المفقود منذ سنين ولم يسمعوا من الدولة والحكومة الموقرة سوى الوعود بذلك ، وترك حاسبته وتقدم الى ابن شقيقته وقال لها .. ان كنت فلانة .. فهذا رقم هاتفي واتصلي بي .. وفعلا بعد ثوان اتصلت به .. وبعد حوار طويل على الهاتف واستفسار احدهما عن احوال الاخر وكيف قضى كل منهما تلك السنين ، عادت ذكريات الماضي اليهما بعد تلك السنوات الطويلة ،ورغم طولها فانها كانت اقصر من طول فترة تشكيل الحكومة العراقية المنتخبة الجديدة ، وظلت هذه الحالة بينهما الى لحظة كتابة هذا المقال وستبقى الى الابد  ، ولكن دون ان يتجاوز احدهما على خصوصيات الاخر ، لأن محبة المسيح قد زرعت في قلبيهما الصدق والاطمئنان ، وخاصة بعد ان اصبح لكل منهما اولاد واحفاد، واصبحا صديقين مخلصين جدا لبعضهما ويتعاونان على كل شيء.. .. هذه قصة من الماضي ..وهي قصة  حقيقية وليست فلم هندي كما ذكرت اعلاه .. صدقوني ، وهكذا نرى بان الماضي قد يعود اليك دون ان تدري ومن باب لا تعرفه ولكن ليس بصيغته التي مرت عليك ايام زمان ، بل بشكل اخر وبلباس اخر وموضوع اخر غير الموضوع التي تخيلته انت .. فهل بوسعنا ان ننسى كل الذكريات الجميلة ونلتهي بمغريات الحاضر وارهاصاته ومخترعاته ، ام نعود شئنا ام ابينا الى ماضينا ونحن الى يوم او ساعة من تلك الازمنة الغابرة  .. فهل نستطيع ان ننسى مثلا اكلاتنا الشعبية في قرانا الجميلة مثل ( شوباتي وهريسة وتخراثا دكركر وجلي دسسقي  ومضيرة وكشكي ) وهل نستطيع نسيان أزياءنا الشعبية مثل ( شبوكثا وبشما وقبايا وخاصا ودمير وشرول ومقطنيثا وكركثا وميزر وبرمالا  وزبون وكالكي وزركولي وصولي ) ، ثم هل نستطيع نسيان تراثنا الشعبي الثر وتارخ امتنا المجيد .. هلى نستطيع نسيان تاريخ اشور وبابل ( رغم انه قد نسي تماما في دستور الدولة العراقية الجديد ولم يتم ذكر تلك الامجاد حتى في ديباجته ) وكذلك لا يمكننا ان ننسى اغاني ام كلثوم  وفريد الاطرش والبرت رول وبيبا ومريم خانم ومحمد عارف جزراوي وعيسى برواري وكريم كابان وناظم الغزالي وفاضل عواد وياس خضر وحسين نعمة وغيرهم .. هل نستطيع نسيان كل هذا..؟ الحقيقة نقول لا نسطيع ، لكن رغم كل هذا فنحن لا نستطيع ايضا ان نعيد عجلة  الزمن الى الوراء، لذا يبقى الحنين الى ماضينا ذا نكهة درامية جميلة ، وخصوصا الحنين الى صبانا وشبابنا حين كان راسنا مليئا باللون الاسود ،اما الان فقد صبغ تماما باللون الابيض ، وتلك الحال حالنا جميعا  ، وهنا لا بد من الاشارة الى البيت الشعري المعروف والذي غناه في ما مضى مطربنا الكبير الراحل داخل حسن حين يقول ( الا ليت الشباب يعود يوما .. لأخبرته بما فعل المشيب ) .. تحياتي

60
لغة التراشق تعود مرة اخرى بين مثقفي شعبنا

                                                                                       عصام شابا فلفل

في خضم المآسي التي تمر على امتنا ومن التي يندى لها جبين الانسانية ، وخاصة في الاونة الاخيرة نرى ان مثقفينا وكتابنا الافاضل ( ونحن من ضمنهم)  تاخذهم حمية الكتابة والتسطير دفاعا عن امتهم ، وهذا طبعا شرف عظيم لكل كاتب يكن ِلأمته الخالدة كل هذا الحب ، ولهذا نجد بان جميع كتاباتنا دون استثناء تصب في خانة وحدة الامة والعيش على ارض الاباء والاجداد بسلام وامان ، وهذه هي اقل حقوق يتمتع بها أي شعب ، فكيف اذا كان هذا الشعب هو الاصل وباني امجاد هذه الارض منذ عشرات الالاف من السنين ...؟ لذا فنحن نقول بارك الله في جميع الكتاب من ابناء امتنا المجيدة دون تمييز بين هذا او ذاك، لأنهم جميعا اعزاء وجميعهم غيور على امته .. وكلهم فخر لنا  اينما حللنا لأنهم يمثلون الوجه المشرق لهذه الامة المعطاء .. ولكن الذي يحز بالنفس ان نجد بعض من احبتنا ممن يكتبون يعمدون الى السجال الغير المنطقي بعضهم مع بعض ودون مبرر ، فبعضنا يختلق حربا كلامية مع الاخر ،والاخر يرد باسلوب ينم عن سخرية فاضحة  او عن الشعور  بالعداء للطرف الاخر .. وهكذا.. ولم يدر بخلد احبتنا بانهم ابناء بررة لأمة خالدة ..ولست ادري لم كل هذا السجال ولم كل هذا التراشق بالكلام الغير المحبب ..
احبتي ويا اخوتي الافاضل .. ارجو ان لا اكون من الذين يتدخلون في توجيه افكاركم ..ولكن ارجوكم ان تاخذوا كلامي على محمل الجد.. لقد اصبحنا بفضل تلك التراشقات الكلامية الغير مبررة عرضة لسخرية الاخرين ..بل واصبحنا لقمة سائغة بين اسنانهم ، فكلما كان سجالنا لا منطقيا في تحليل امور بعضنا ، كلما استفاد الاخرون من تلك النقطة ، لا بل يعتبرونها نقطة ضعف اخرى تضاف الى نقاط ضعفنا اللا محدودة .. فأرجوكم يا احبتي ان تبتعدوا كل البعد عن تلك التراشقات ،وان لا يتربص احدنا بكلام الاخر ونقوم بنقده لأنه قال الكلمة الفلانية والعبارة العلانية ، فربما يقصد الكاتب ( س) غير المعنى الذي فهمه الكاتب (ص) ..اذن لم كل هذا الانزعاج من بعضنا .. ثم اننا نقول جميعا باننا نكتب باستقلالية تامة دون الميول لجهة ضد اخرى..وهذا جيد جدا ومبشر خير ما دمنا نسير في هذا النسق ، ولكن رغم كل هذا فاننا نرى بان بعضنا ينقد ويتهم بشدة كل كاتب لا يمثل فئته السياسية او لم يوافقه رايها ،وهذا دليل اخر على ضعفنا ، يا اخي الفاضل انت حر برايك السياسي وليس من حقك ان تفرضه على الكتاب والادباء والفنانين الاخرين ، بل وليس من حقك ان تنقد الناس الذين لا يؤمنون بفكرك السياسي  لأن كل فرد حر بما يعتقد وهذه هي الديمقراطية الحقة .. يا سيدي الفاضل ..ان سياسيينا الكبار اجلهم الله تراهم حين يجتمعون مع بعضهم يكونون يدا واحدة لا يمكن لأحد ان يدخل اصبعه بينهم .. وهذه حقيقة نراها دوما حين يجتمعون مع بعضهم سواء كان ذلك في الاجتماعات الرسمية ام في الاماكن العامة ، فلماذا نحن نتزمت لهذه الفئة او تلك اذن .. فانا لم اسمع يوما بان مسؤول الفئة او الحزب الفلاني قد تكلم على مسؤول الحزب العلاني بسوء .. بل العكس تماما يمدحه ويقول نحن اشقاء ..بل نحن واحد وان اختلفت آراؤنا السياسية ... هذا هو منطق ساستنا الكبار ،وهو المنطق الصحيح طبعا.. ولنعد الان الى  الموضوع الذي دوخ الامة من اقصاها الى اقصاها وهو موضوع التسمية والسجالات والجدالات التي تتداخل فيه والتي توصلنا الى النفق المظلم دائما .. وهنا اقول ..اخي المثقف الفاضل ابن امتي الغالية .. ان كنت اشوريا او كلدانيا او سريانيا  وتؤمن بان مبدؤك هو الاصح وهو الالف والياء ، فدافع عن هويتك وليس من حقك ان تلوم الاخرين ممن لا يؤمنون بمبدئك.. فاعمل في هذا الاتجاه اذن ولا تحمل الاخرين مسؤولية عدم تكافؤ الفرص لك.... اما ان كنت وحدويا (كلدانيا اشوريا سريانيا ).. وانت تؤمن بان شعبك شعب واحد فاعمل بهذا الاتجاه ولا تحمل الناس مسؤولية فشل مشاريعك التي اعددتها .. لذا فانا ادعوا كل المدعين ان يبتعدوا كل البعد عن الانانية .. حيث ان الاستعلاء على الاخرين واعتبارهم من التوابع فتلك هي كارثة حقيقية ، لأني الذي ضحى بالامس فعليه ان يضحي اليوم ايضا ، ولا يحمل الاخرين ممن لم تسنح لهم فرص النضال أي منة ، لأنه اختار نضاله بنفسه حين سنحت له الفرصة ولم يجبره احد على ذلك .. ثم هناك موضوع اخر وهو نظرية الانا التي تسيطر على افكار الكثيرين منا .. تلك النظرية الماساوية التي خلقت الكثير من التشتت بين ابناء شعبنا .. حيث ينبري احدهم ويقول ( اما انا في الملعب او اخرب الملعب) .. تلك كارثة كبرى احبتي الافاضل ، لأن الساحة السياسية مفتوحة للجميع ومن حق أي انسان ان يختار منهجه ولا غبار على ذلك .. فنظرية الانا تجعل الغرور يتسلق اكتاف بعضنا بحيث يجعلنا نشعر بانهم يستعلون على المجتمع ، وهذه حقيقة بل اصبحت تطفو على السطح وفي جميع مجالات الحياة ، بل ونقرأها دوما ونشاهدها ونسمعها عبر وسائل الاعلام كافة ... وهناك شيء استغربه حقا ،وهو ان جميع المتراشقين بالاقوال من ابناء جلدتنا وللأسف الشديد هم من الذين تركوا ارض الوطن واقاموا بين ثنايا بلاد الغربة ، واشد غرابة من ذلك انهم يتباكون على ارض الاباء والاجداد وينعتون الاخرين بانهم قد اغتالوا الارض او قتلوها ،ولم يدر بخلدهم بانهم قد قتلوا ارض الاباء والاجداء وذبحوا كل الذين يعيشون عليها بسبب هجرتهم ، وان الذي نعانيه اليوم في ارضنا الطيبة من قتل وخطف وتشريد وغيرها من المآسي هو بسبب هجرة احبتنا لوطنهم وتناقص عددنا الى ادنى مستوياته ، فبعد ان كنا اكثر من مليونين قبل سقوط النظام تناقص عددنا بسبب هجرتهم الى اقل من سبعمئة الف .. فيا للعجب .. ،لذا فنحن نؤكد هنا ونقول لهم.. احبتنا الافاضل ليس من حقكم ان تتكلموا عن ارض تركتموها بارادتكم ، لذا اخوتي راجعوا انفسكم قبل ان تكيلوا السباب والشتائم احدكم للآخر وانتم جميعكم تقريبا خارج ارض الوطن .. وفي الختام احب ان اقدم شكري وتقديري لكل احبتنا الكتاب الافاضل ..وارجوهم ثانية الابتعاد عن لغة التراشق المقيتة والتقيد باداب الحوار البناء  دون اللجوء الى القول المغرض الذي ينتظره الاخرون ممن يقتاتون على سجالاتنا .. واخيرا اقول بارك الله بابناء امتي جميعا.. تحياتي  

61
انطوان يوسف باليوس.. من ابطال الرياضة المنسيين
            
تحقيق / عصام شابا فلفل

في القسم الاول من هذه التحقيقات تطرقنا الى احد الابطال القدامى من قرية تللسقف ، اما الان فنتطرق الى بطل اخر ومن تللسقف ايضا ومن الذين لهم باع طويل في رياضة رفع الاثقال وكمال الاجسام ايضا ، انه البطل الرباع انطوان يوسف باليوس .. ولد باليوس في تللسقف عام 1946 من عائلة تعتمد في معيشتها على الزراعة انذاك ،لذلك فلم تسنح له فرصة التعليم في المدارس لذا فقد انتقل مع ذويه الى مدينة الموصل ليمتهنوا مهنة النجارة ، وفي عام 1963 انظم الى نادي الموصل الرياضي ليتدرب على رفع الاثقال ،ولم يدر حينها في خلده بانه سيصبح بطلا ويحرز بطولات تخلد اسمه مدى الدهر ، ومن خلال هذا النادي سنحت له فرصة المشاركة الاولى في حياته في بطولة الـ ( 14 ) لواء .. ( واللواء يعني المحافظة) وكان ذلك عام 1967 ، تلك البطولة التي احرز فيها المركز الاول في وزن ( 56) كغم ، وفي نفس السنة ايضا رشح للمنافسة على بطولة العراق والتي احرز فيها المركز الاول ايضا وبنفس الوزن ايضا ..وعلى اثر ذلك تم ترشيحه لبطولة الدول العربية في العام نفسه ،ولكن لضعف حالته المادية حينها ولكون المشارك في البطولة يتحمل كامل مصاريف الايفاد والاقامة في الدولة التي تقام فيها البطولة ، لذا تم الغاء ترشيحه وتم ترشيح افرادا اخرين حاصلين على مراكز اقل درجة منه للمشاركة في البطولة ولكنهم لم يحرزوا اية نتائج ابدا وعادوا الى ارض الوطن بخفي حنين ... اما على صعيد رياضة كمال الاجسام فقد كانت مشاركته في البطولة المقامة في نادي فتوة الكرادة عام 1969 وحصل فيها على المركز الثاني علما بان تلك البطولة كانت على مستوى العراق اجمع .. كما حصل على المركز الاول ببطولة الجيش عام 1969 حيث قام حينها المرحوم سعدون غيدان بمكافأته بسيت ملابس اضافة الى مبلغ مادي قدره ( 10) عشرة دنانير كما كافأه حينها وزير الشباب بمبلغ  (5) خمسة دنانير .. اما تدريباته برفع الاثقال فقد كانت باشراف المدرب العراقي الشهير ابن تللسقف البار عبد الاحد بطرس .. ومن الجدير بالذكر بانه استطاع ان يرفع ( 220) كغم برفعة ددلفت ( سحب) والتي لم يستطع أي رباع من الدول العربية الوصول الى هذا الرقم باستثناء بطلنا انطوان يوسف .. وفي الختام نسال السادة في وزارة  الرياضة والشباب ونقول لهم ..لمذا لا يبحثون عن هؤلاء الابطال كي يطلعوا على معاناتهم وماساتهم المعاشية رغم تقديمهم شبابهم في خدمة الوطن ..لماذا لا يتم تخصيص مبالغ تقاعدية لهولاء الابطال .. سؤال للسيد وزير الشباب والرياضة والى جميع الجهات المسؤولة .. تحياتي


62
صليوا هرمز شيبو .. من ابطال الرياضة المنسيين




                                               تقرير / عصام شابا فلفل

كلما نعود الى ذاكرة التاريخ ، فلا بد ان نلاقي الكثير الكثير من المخفي بين اوراق الزمن الماضي ،والحقيقة التي لا بد يوما من ان تطفو على وجه الغمر ، وهنا لا بد لنا ان نكشف دواخل بعض تلك الاوراق لتظهر لنا حقيقة ابطالنا الرياضيين الذين يفتخر بهم العراق واصبحوا رموزا رياضية مسجلين اسماؤهم بماء الذهب في سجلات الرياضة العالمية ،وما يسعدنا اكثر ان يكون بعض من هؤلاء الابطال من ابناء شعبنا .. وما يزيدنا فخرا ان يكون بطلنا لهذا العدد من ابناء  تللسقف البطلة المعروفة بثقافتها وعلومها وتراثها الثر وفي جميع مجالات الابداع الفكري والعملي ،وتاريخها المجيد يشهد على ذلك ، فليس غريبا على تللسقف ان تنجب ابطالا من الرياضيين يحرزون مراكز عالمية متقدمة .. وهنا سنتناول سيرة احد هؤلاء الابطال من الذين سجلوا اسماؤهم في بطولات دولية وعربية وعراقية .. انه البطل صليوا هرمز ياقو شيبو بطل اسيا والعرب والعراق بكمال الاجسام بالوزن المتوسط ، وبطل اسيا بالمصارعة الحرة .. فهو من مواليد قرية تللسقف عام 1944 وانهى دراسته الابتدائية فيها ومن ثم رحل الى بغداد وسكن فيها مع ذويه لغرض العمل وذلك عام 1960 ،وحال وصوله بغداد التحق بنادي النهضة الرياضي ليتمرن ويتدرب على رياضة كمال الاجسام على يد المدرب المعروف  عبد الاحد بطرس ،وفي نفس النادي ايضا كان يتدرب على المصارعة الحرة وتحت اشراف المدرب المعروف راصد العاني .. وبعد تدريبات متواصلة لعدة سنوات خاض خلالها العديد من المباريات والنزالات الرياضية ، اذ حصل على بطولة نادي النهضة بكمال الاجسام عام 1965 ، وهنا لمع نجمه كبطل رياضي له مستقبل باهر ،واصبح محل استقطاب الاضواء الرياضية في العراق ، اذ قاده فوزه هذا على المشاركة ببطولة العراق بكمال الاجسام عام 1970 والتي اقيمت في نادي الجزيرة في بارك السعدون ،والتي احرز فيها بطولة العراق لأول مرة ,, بعد ذلك توالت بطولاته وانتصاراته ، حيث حصل على بطولة العراق ايضا عام 1975 بكمال الاجسام والتي اقيمت في النادي الشباب الرياضي في باب الشيخ .. اما انطلاقته الكبرى التي قادته نحو العالمية فكانت مشاركته  ببطولة اسيا التي اقيمت في البصرة عام 1985 والتي احرز فيها بطولة اسيا بكمال الاجسام ، كما احرز المركز الثاني في بطولة العرب عام 1990 التي اقيمت في البصرة ابضا .. اما على صعيد المصارعة الحرة ، فقد توج بطلا على اسيا عام 1990 وذلك بعد فوزه على منافسه الياباني بالضربة القاضية  في تلك البطولة التي اقيمت في ايران .. وبعد ذلك ..اي بعد حصوله على لقب بطل اسيا .. تفرغ بطلنا صليوا هرمز شيبو للعمل كمدرب في نادي الكاظمية الكائن في نواب الضباط لمدة خمس سنوات ..وبعد احداث نيسان عام 2003 ونظرا للظروف الصعبة التي يعيشها االمسيحيون في بغداد وبقية محافظات العراق ، عاد الى مسقط راسه تللسقف ،وكله امل بان يدرب شبابها في نادي تللسقف الرياضي على رياضة كمال الاجسام والمصارعة الحرة ليكونوا ابطالا اصلاء..ولكن ولألسف الشديد ان ذلك لم يحصل ابدا...ّّ ونحن هنا نقول للسادة المسؤولين في الدولة العراقية عموما والمسؤولين الرياضيين بصورة خاصة .. نقول لهم ان ينظروا الى هؤلاء الابطال على الاقل نظرة احترام وتقدير لما قدموه من اعمال رفعت رؤوسنا عاليا وجعلت اسم العراق يبرز في المحافل الرياضية الدولية ،وهؤلاء الابطال الذين حققوا انجازات عظيمة للوطن.. لماذا هذا الاهمال لهم . على الاقل كان المفروض بالدولة ان تخصص لهم رواتب تقاعدية يعيشون منها بكرامة دون منة من احد .. هذا رجاؤنا من الدولة ان تحتضن هؤلاء الابطال .. فهم رموز الوطن واسماؤهم محفورة بماء من ذهب في المحافل الدولية  .. وفي الختام.. نتمنى لبطلنا الكبير صليوا هرمز شيبو الصحة والسعادة والعمر المديد ...



63
مسيحيو الشرق الاوسط والتواطؤ الدولي
                                                                                        عصام شابا فلفل
ان المتتبع لمسلسل ارهاب المسيحيين في منطقة الشرق الاوسط  لياخذه عجب العجاب من الصمت الدولي القاتل رغم المؤامرات التي تحاك وتقام ضد هذه المجموعة المسالمة  علما بانها لم ترتكب جرما او اثما بحق احد وفي جميع البلدان التي تقطنها .. فالارهاب الذي طال ويطال ابناء هذه المجموعة لهو بفضاعته اشنع مما قام به هولاكو ابان سقوط بغداد ، رغم كون المسيحيين من اخلص الناس لبلدانهم والدليل على ذلك هو مشاهدة العديد من الخونة لبلدانهم في الشرق الاوسط من الجواسيس والمتخاذلين ويظهرون على شاشات التلفزة وعلنا ، ولكن لم نجد بينهم مسيحي واحد على الاقل خان بلده او تجسس لصالح دولة اخرى ..وهذا اكبر دليل على دحض جميع نظريات الاخرين باتهام المسيحيين بالعمالة للغير ..وقد بدا مسلسل الارهاب للمسيحيين في الشرق الاوسط في بدايات القرن العشرين مع بدايات انهيار الدولة العثمانية المتخلفة ،والتي كانت تعزو سبب انحطاطها وتخلفها ( كما قلنا اعلاه ) الى عمالة المسيحيين للاجنبي ،وتناسى حكامها انذاك بان تخلفهم وانغماسهم في الملذات وظلم الشعوب كان السبب في انهيار تلك الدولة المترامية الاطراف  ، فمذبحة الارمن الفضيعة التي تعتبر بحق بقعة سوداء كبيرة بجبين تركيا ولحد هذه اللحظة ، كانت الفاجعئة الاولى في بدايات القرن العشرين التي ذهب ضحيتها عشرات الالاف من المسيحيين الابريا ومن ضمنهم ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ايضا ،ورغم بشاعتها الا انها لم تحرك ضمير الانسانية مطلقا ، وظلت ملفاتها مركونة على رفوف الامم المتحدة ومجلس الامن ومنظمات حقوق الانسان الى هذا اليوم تقريبا ،الا ان الاتحاد الاوربي قد احس باللعبة مؤخرا واتخذ منها طابعا سياسيا ومباشرا ليمنع تركيا من الانظمام الى صفوفه  الا بعد اعترافها بتلك المذبحة الشنيعة ، علما بان الغاية من ذلك لم تكن الا التطهير العرقي لهؤلاء الناس بسبب انتمائهم الديني لا اكثر ، وبسبب ذلك اصبحت تركيا منبوذة تقريبا من الاتحاد الاوربي ..ومن ثم جاءت مذبحة سميل الرهيبة التي قام بها المقبور بكر صدقي في العراق عام 1933 والتي ذهب ضحيتها عشرات الالاف ايضا من ابناء شعبنا .. ومن ثم توالت الاحداث في العراق .. ففي النصف الثاني من القرن المنصرم ،وبعد احداث الموصل عام 1959 تم عام 1963 إعدام ( 12) اثنا عشر رجلا من رجال تلكيف وامام انظار ذويهم كي يزرعوا الرعب والارهاب في نفوس ابناء البلدة الجريحة  ،ولم يتوقف  الموقف هنا ، بل استمر الاضطهاد والارهاب بحق ابناء شعبنا ، وكانت مذبحة صوريا التي ارتكبها المجرم عبد الكريم الجحيشي عام 1969 بحق أبنائها العزل دون ذنب ،   ومن ثم المعارك التي خاضتها الدولة ، واخرها كانت معارك الانفال التي استعملت فيها الاسلحة الكيمياوية  ضد ابناء الشعب في اقليم كردستان والتي اودت بحياة الالاف ايضا خلال دقائق معدودة .. واستمر الارهاب يسير ..بل وازداد شراسة على ابناء هذه الفئة المؤمنة في الاونة الاخيرة ، ليس في العراق فقط وانما شمل بظلمه  كل بلدان الشرق الاوسط ،، فالذي يدور في مصر من اضطهاد للمسيحيين لهو بحق بؤرة الارهاب الدولي، فقرية الكشح ونجع حمادي اصبحتا رمزا بارزا في المسيحية اجمع لما لها من مقومات تجعلها في المقام الاول من بين المدن المضطهدة لكونها مدن مسيحية لا اكثر ، علما بان هناك الاف من الجرائم التي ترتكب يوميا بحق اشقائنا مسيحيي مصر ، وكل ذلك يحدث امام انظار الحكومات التي تتميز بعنصريتها ضد المسيحية والمسيحيين في كل دول الشرق الاوسط والسكوت والصمت الدولي القاتل   ،،وكذا الحال  بالنسبة لمسيحيي لبنان وفلسطين والاردن والجزائر والمغرب والسودان والصومال ..الخ من دولنا الشرق اوسطية الموقرة .. كل هذا .. والعالم ساكت وقد صم اذانه عن تلك الجرائم الوحشية ,, وفي المقابل نرى التعاطف الكبير مع الاخرين حين تمس قضيتهم حتى وان كان المساس حالة سياسية ، نرى ان كل دول العالم تنقلب راسا على عقب لأثارة الموضوع وتدويله ..كما حدث في كوسوفو مثلا .. حيث اعتبرت القضية ابادة جماعية بينما كانت الحالة حرب اهلية بسبب انقسام يوغسلافيا السابقة ليس الا.. اما في دولنا الشرق اوسطية فان اضطهاد المسيحيين يحدث امام انظار العالم اجمع ،والغريب ان السادة رؤساء الدول الكبيرة المستفيدة من هذه الحالة يدعون الى التهدئة بدلا من ايجاد حلول لماساة هذا الشعب المقهور،  وكأن الحالة هي حرب بين جهتين متناسين بان هناك حملة ابادة من طرف واحد على طرف مسالم مظلوم مخلص في واجباته تجاه وطنه  ، فالذي يقرا الاحداث من اصولها سيرى بان هناك تواطؤ دولي كبير وسيناريو قذر تشترك فيه دول الشرق الاوسط وبمعاونة الدول الكبرى والامم المتحدة والاتحاد الاوربي  وبمساعدة الحكام المحليين ومنظمات حقوق الانسان التي لم تحرك ساكنا رغم ادعائها بكونها تدافع عن حقوق الانسان لإبادة المسيحيين من منطقة الشرق الاوسط اجمع ، فبريطانيا كانت المتواطيء الاول والذي قاد الارمن والشعب الكلداني السرياني الاشوري الى مذبحة العثمانيين ، وكذلك كانت المحرك الرئيسي والمتواطيء في اعطاء الضوء الاخضر لبكر صدقي والحكومة العراقية  في مذبحة سميل .. والسكوت الامريكي على مذابح المسيحيين في العراق ومصر والجزائر والمغرب وعدم تحريكهم ساكنا ..لهو نوع من التواطؤ ايضا ، اذ يحصل كل شيء امام انظار الامريكان وعلى جميع المستويات ،وكذلك الاتحاد الاوربي ايضا  لهو شريك بهذه اللعبة القذرة التي تنفذ بايدي اناس ليس في عقليتهم سوى القتل والتهديد والوعيد منطلقين من كونهم اناس جهلة لا يفقهون من قيم الحياة الا جهلهم  ..اذن هنا نسال كل تلك الدول ونقول لهم ..ماذا يعني صمتكم القاتل .. والى ماذا تعزون عدم تحرككم لنجدة هذا الشعب ، بينما انطلقتم راكضين لنجدة ابناء كوسوفو وحررتموهم من نير ميلوسوفيج  والقيتم القبض عليه واحلتموه الى المحكمة الدولية لكونه متهم بابادة شعب كوسوفو، بينما الشعب المسيحي في دولنا الشرق اوسطية يباد كل يوم وتناقص عدده الذي كان يربو على العشرين مليونا الى عدة ملايين خلال بضعة سنين ..كيف تكون الابادة يا سادتنا المحترمون في المنظمات الدولية .. ويا منظمات حقوق الانسان ..ويا دول الغرب التي تتبجح بالديمقراطية ..؟ اليس ذلك دليل قاطع على تواطؤكم انتم مع الذين يبيدون هذا الشعب .. بل بالحقيقة انتم الذين تبيدون هذا الشعب ولكن بايادي غيركم ../

64
لماذا .. ومن يستهدف اتحاد الادباء السريان
                                                                                           عصام شابا فلفل

وهكذا تستمر محاولات تقسيم الامة الى شراذم واجزاء ذليلة كي لا تقوى على البقاء مستقبلا رغم محاولات الخيرين من ابنائنا لغرض ردء الصدع واعادة وحدة صفوفها وعلى جميع الاصعدة ، رغم كل هذا فقد ابتكر البعض طرقا جديدة لتفتيتها   ،وهم بهذا يعودون بنا الى نقطة الصفر مرة واخرى ، وهذه المرة هي استهداف اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق لغرض تفتيته او محاولة الغائه من الوجود ، ولقد لاحظنا في الاونة الاخير الكثير من التحركات تقوم على هذا الاساس من اشخاص وافراد كانوا ومع الاسف الشديد قبل حين ليس بالطويل اعضاء في هذا الاتحاد ، ولا ندري المغزى الحقيقي من نواياهم ، بل كل الذي نعرفه انهم لا يألون جهدا لمحو هذا الاتحاد العريق من الوجود ، والغريب في الامر انه كلما اقدم اتحادنا على اقامة مهرجان او مؤتمر ادبي تُحَد عليه السيوف وتبدأ الالسنة والاقلام بتسليط  نار الغضب عليه وعلى هيئته الادارية ، وقد لاحظنا وذلك وثبتناه في مقالاتنا السابقة ، فحين انعقاد المؤتمر الادبي السادس للإتحاد في مدينة اربيل في عام 2009 ، شرعت سيوف اشقائنا ، وبالاحرى حدت سكاكينهم على الاتحاد ، وكثر اللغط الغير المبرر وكثرت اللقاءات الجانبية لغرض منع الكثير من ادبائنا من المشاركة فيه ، ان كان ذلك بالاغراءات المادية او بغيرها،  وحتى وصل الامر الى مخاطبة الجهات الرسمية من قبل البعض لغرض اصدار اوامر بالمنع ، ولكن والحمد لله باءت جميع تلك المحاولات بالفشل الذريع ، ، وقد قاطعه المتحججون والذين يحاولون طمس معالمه مقاطعة لا تنم الا عن مواقف خبيثة تحاك خيوط حبائلها في دهاليز الظلام ، ورغم هذا فقد فاجأنا قسم منهم بحضوره للمؤتمر ( ليس لغرض نقاش بحث ما ) بل انهم ارادوا بذلك ذر الرماد في عيون بعض من الادباء من ابناء جلدتنا ،وغرض الحضور كان واضحا جدا ودون ملابسات ، اذ افصحوا وبكل صراحة عما يريدون وقالوها علنا بانهم يريدون الغاء اتحاد الادباء السريان وتشكيل اتحاد اخر .. نعم هكذا قالوا..  وها هي الحالة تتكرر مرة اخرىمع اقتراب مهرجان برديصان الرابع في دهوك في نهاية ايار الجاري  ، ففي هذه الايام هناك تحرك من بعض من يعتبرون انفسهم ادباء لغرض تقسيم هذا الاتحاد وتشكيل اتحادات اخرى ، ويحاولون ان يكسبوا بعض من توقيعات وامضاءات الادباء من ابناء جلدتنا لهذا الغرض  .. عيب علينا والله.. عيب والف عيب ..عيب ان كانت تلك تصرفاتنا ونحن ادباء ، فكيف بالجهلة اذن..  الا يكفينا التشرذم يا ايها الاخوة .. الا تكفي الانقسامات التي خلفها لنا سياسيونا الابطال .. .. الم تلاحظوا باننا اصبحنا مثار سخرية واستهزاء من قبل الاخرين بسبب تصرفاتنا اللامنطقية .. كيف تجرأتم على مثل تلك الافعال وانتم تعلمون بان الاتحاد مؤسس منذ عام 1973 ومعترف به في دستور العراق والمنظمات الادبية الاخرى وهو جزء لا يتجزأ من اتحاد الادباء والكتاب العراقيين .. نعم هناك تحرك خبيث لغرض منع اتحاد الادباء السريان من القيام باعماله ونشاطاته ..ونحن على يقين بان السبب المباشر والغير المباشر هو نشاط هذا الاتحاد الكفوء ،ذلك النشاط الذي اذهل الكثيرين من الذين لا يستطيعون الفعل الا القول فقط، حيث استطاع بعد احداث نيسان 2003 ان يعقد ست مؤتمرات ادبية وان يقيم اربعة مهرجانات شعرية ، من التي كانت من ارقى المؤتمرات والمهرجانات وبشهادة العديد من الخبراء والمهتمين بالشؤون الادبية سواء كان ذلك في العراق ام في كافة بلدان العالم  ، اضافة الى اصداره العديد من الكتب وباللغتين العربية والسريانية ، لقد حاول الاخوة جاهدين من قبل ان يكيدوا له ، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل ، رغم انهم استطاعوا ان يجذبوا اليهم نفر ممن ينكرون فضل الاتحاد عليهم ، والذين يعملون في الاتحاد علنا وضده سرا  وهؤلاء قد تم فرزهم سلفا ، اذ رغم ادعائهم بانهم يدعمون الاتحاد ن الا انهم في نواياهم وافعالهم ما يدل على  غير ذلك.. ..اصحوا اذن يا سادتنا .. اصحوا.. فان اتحاد الادباء السريان ليس لعبة ترمونها متى ماشئتم وتسترجعونها متى ما شئتم ، اذ كنتم انتم اعضاء عاملين فيه ، ولم يجبركم احد على الخروج والاستقالة منه ، انما خرجتم برغبتكم .. وعلاوة على ذلك فقد قمتم بتاسيس عدة اتحادات اخرى ( لا نريد ذكر الاسماء) ..فماذا كانت النتيجة.. انتم تعلمون جيدا  ماذا الت اليه نتيجة تاسيس تلك الاتحادات .. ان كانت كذلك..  اصحوا وتيقنوا ، فما دام هناك اشخاص يبذلون قصارى جهدهم لنصرة هذا الاتحاد ويضحون لأجل ديمومته فهو سيبقى وسيظل على مدى الدهور .. يا سادتنا الافاضل .. لماذا لا تعودون الى صفوفه وتدخلون الانتخابات المقبلة وتستلمون ادارته ، ان كانت الكراسي هي السبب او هيئته الادارية هي مصدر ازعاجكم ومصدر قلقكم.. ؟ صدقوني نكون في اتم السعادة ان عدتم الى صفوف الاتحاد ودخلتم الانتخابات ,,وصدقوني نكون في قمة السعادة ان استلمتم كراسي هيئته الادارية ..وحينها تظهر كفائتكم ونحن نكون لكم العون والسند ،،ولكن ان تقدمون على تخريبه ، فذلك ما لا نسمح به ابدا ولسوف نقف بالمرصاد ضد كل تلك المحاولات الخائبة مهما كان مصدرها والقائمين عليها.. تحياتي  

65
الى السادة في موقع نركال
                                                                                               عصام شابا فلفل
ردا على خبركم المنشور على موقع عنكاوة كوم ة والذي اتهمتموني فيه بقلة الخبرة وانعدام الكفاءة في ردكم على مقالتنا التي كانت بعنوان ( شكرا لمثيري الفتن ) فالحقيقة انا ااسف كل الاسف ان ياتي ردكم بهذه الصورة .. ويبدو انكم لم تقراوا المقال بالصورة الصحيحة لذا جاء ردكم متشنجا بصورة تنم عن غضب كبير يكنه صاحب الخبر لعصام شابا ..ولا ندري لماذا .. والدليل هو عدم تكلفه حتى بذكر اسمي الحقيقي بل ظهر عدة مرات باسم السيد فلفل ..اي اخذها صاحبنا بصيغة الاستهزاء من اسم جدي لكون اسمه فلفل.. نعم انا حفيد السيد فلفل الذي كان من اشرف الناس في تللسقف والجميع يشهد بذلك.. فانا اتشرف ان اكون حفيد ذلك المكافح البسيط ..وذلك فخر وليس عيب ..اما صيغة الاستهزاء بنسب الناس ..فتلك ليست من شيمنا والحمد لله فاننا نكن الاحترام لكل البشر مهما كان المنسوب اليه بسيطا في كنيته..فشكرا لكم على ذلك .. ولكن يا سادتنا الافاضل انكم تعلمون باني لم اخص موقع نركال بالنقد ابدا وانما الذي كتبته كان واضحا وهو محرر الخبر فقط .. أي المراسل الذي نقله لكم .. هذا من جهة ..ومن حهة  اخرى فانني قلت بان شخصا واحدا تهجم على  الاب فارس .. وهذا ما اكده الاب فارس ياقو بنفسه في اجتماع الكنيسة  ونشره على عدة مواقع في الشبكة الالكترونية وهذا ما ادى الى تناقض مع الخبر المنشور على موقعكم ، وليس ادل من ذلك حقيقة .. اما بخصوص الاجر المدفوع مسبقا ..فاعتقد وانتم تعرفون من هو صاحب الاجر المدفوع سلفنا ..لأننا والحمد لله نعمل بخصوصية مستقلة بعيدة كل البعد عن التاثيرات الجانبية ومن أي اتجاه كان وقد جربتمونا سابقا ولسنين طويلة وتعرفون باننا نعمل من اجل العمل وليس من اجل الاجر المدفوع  ، اذ ان راتبنا الذي نتقاضاه من الدولة يكفينا واكثر من حاجتنا  والحمد لله .. والدليل  الاخر بكوننا  لا نعمل بالاجر المدفوع هو تركنا العمل في عدة جهات ثقافية واعلامية من ذوات الاجر العالي  وانتم تعرفونهم جيدا رغم اغراءاتهم المادية .. اما كوني لا افهم شيء في موضوع الصحافة .. فان كان ذلك صحيحا على فرض .. فكيف تنشرون لي انتم مقالاتي ومواضيعي وكيف كنتم تنشرون لي الاخبار التي كنت ارفعها اليكم .. اليس ذلك اعترافا منكم باني صحفي ..واليس ذلك تناقضا في رايكم بنا ..  اما موضوع الموقع الخيري فانا اعترف بذلك وبارك الله في كل الخيرين في العالم .. يا سادتنا الافاضل .. ان نقل الخبر يحتاج الى مصداقية ، فان كان مراسلكم في تللسقف قد نقل الخبر مزيفا او محورا ، فان ذلك قد يؤدي الى تشويه سمعة الموقع ليس الا .. ان الاب فارس تكلم عن ذلك وبكل صراحة ..فلماذا لا تسالوا مراسل الخبر عن سبب نقله لخبره بتلك الصورة.. ..ففي تصريح الاب فارس ياقو  ظهرت حقيقة  الخبر المنشور .. اين الخطأ في هذا ..اما دفاعي عن الحزب البارتي كما ذكرتم ..فانا لم ادافع عن أي كيان بقدر ما نقلت الحقيقة .. اما عن اعتذار مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني فانه ياتي من كون هذا الجندي يعمل في قوة  تعسكر حاليا في مقر الحزب لا اكثر .. يا سادتنا الافاضل .. كيف يمكن ان اطعن في موقع انا انشر فيه.. اليست تلك مغالطة من قبلكم  .. على أي حال نحن نعلم والكل يعلم ان من يقول الحقيقة يكون في موقع الشك ..اما القول المزيف والذي لا يستند الى ركائز المهنة فانه دائما يكون في موقف المتردد وتلك الحالة معروفة لدى الجميع .. وفي الختام اود ان اقول للسيد محرر الخبر...انتبهوا يا ايها السادة في موقع نركال.. اقول للسيد محرر الخبر.. ابتعد عن التهويل الغير المبرر في نقل اخبارك .. وانت تعلم جيدا ..بل تعرفني جيد يا سيد مراسل الموقع في تللسقف.. تعرفي كيف اكتب .. وشكرا جزيلا لمدير الموقع ولجميع كتابه  ، ونتمنى من مراسليه الذين ينقلون الاخبار ان ينقلوها بصورتها الصحيحة .... هذه هي الصفات التي يمتاز بها ابن فلفل ..نعم ابن فلفل ..  تحياتي  

66
المنبر الحر / شكرا لمثيري الفتن..
« في: 20:50 17/04/2010  »
شكرا لمثيري الفتن..
                                         عصام شابا فلفل
في البدء لا بد لنا من ان نوجه شجبنا واستنكارنا الشديدين لما تعرض له الاب الفاضل فارس ياقو راعي خورنة تللسقف من اعتداء من قبل احد افراد الحرس الوطني  العاملين في قاطع تللسقف ، لذا فان موقف اهالي تللسقف كان واضحا جدا  للحالة ومن ضمنهم طبعا الاحزاب القومية والوطنية العاملة في القرية ، اذ شجبت جميع الاحزاب تلك الحالة الغير اللائقة التي تميز بها هذا الجندي الغير متمدن ، وكان في مقدمة الاحزاب التي استنكرت وشجبت هذه الحالة الشائنة هو الحزب الديمقراطي الكردستاني وعلى لسان  السيد عضور فرع 14 مسؤول منظمة تلكيف للحزب الديمقراطي الكردستاني وامام الملأ في كنيسة مار كوركيس في تللسقف وبحضور نيافة المطران مار ميخائل مقدسي  الجزيل الاحترام وحضور الاباء الكهنة والسادة ممثلي الاحزاب في المنطقة وجمهور غفير جدا من اهالي البلدة .. نعم .. لقد وجه السيد مسؤول منظمة تلكيف نقدا لاذعا للحالة واستهجنها وقال بالحرف الواحد ( ان أي اعتداء على رموزنا الدينية يعتبر خطا احمرا لنا في جميع المقاييس فنحن مسيحيون قبل ان نكون حزبيين  ) ، ثم جاء الاعتذار عن الحالة من قبل السيد ناطق قرياقوس وامام الملأ ايضا حين صور ذلك العمل بغير المقبول وقال ( لست انا من يعتذر لأبناء قريتي  بل اطلب اعتذارا رسميا يقدم من السادة المسؤولين في الحرس الوطني عن تلك الحالة لأني ابن تللسقف والذي يصيبها يصيبني) ...نعم وجه الحزب الديمقراطي الكردستاني اعتذارا رسميا وعلى لسان ممثله حيث قال ( انا الان اتكلم نيابة عن السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم واقدم اعتذار الحزب عن الذي حصل) .. ولكن في الكفة المقابلة نرى بان هناك من يتصيد في المياه الاسنة لغرض الاثارة لا اكثر ، ولكي يجعلوا من الحبة كبة كما يقول المثل الشعبي .. لقد انطلقت افواههم وحناجرهم بكل ما ينطوي على الفتنة واثارة الشعور الغامض الذي لا يؤمنون حتى هم به .. وليس ادل من ذلك الا ما ينشر على شبكة الانترنيت وفي موقع نركال كيت بالذات .. حيث الخبر المنشور في الموقع لا يكاد يعطي الصورة الصحيحة الا في نصف سطر تقريبا ، حيث ذكر صاحب الخبر ..وللأسف يعتبر نفسه اعلاميا .. حيث قال ( ان مجموعة من البيشمركة قامت بضرب الاب فارس ياقو..) .. يا اخي الفاضل ..لماذا تلك المزايدات..ان الذي قام بالاعتداء كان فردا واحدا فقط .. اضافة الى ان هذا الفرد وكما يعلم الجميع هو من البيشمركة وليس من الحزب الديمقراطي الكردستاني .. وهذا يعني بانه من الحرس الوطني أي من الجيش ،وانت تعلم يا محرر الخبر وكلنا يعلم بان الجيش يحوي في طياته من جميع الفئات السياسية والدينية .. لماذا اذن ربطتم المسيء بالحزب .. من يقول بان الشخص المسيء منتمي الى الحزب .. ثم ما علاقة الانتخابات والقائمة العراقية  بهذا الموضوع يا محرر الخبر ..اعتقد بانك لا ترتكن الى شيء اسمه الحقيقة لأن قد اوقعت نفسك في مغالطات انت بعيد منها كل البعد  ؟هذا اولا .. وثانيا يا حضرة محرر الخبر .. اين كان قلمك الشريف هذا حين تعرض عشرات الالاف من المسيحيين للتهديد والتشريد والقتل والاختطاف في الموصل .. هل كان قلمك اخرسا ام ان هناك امور تخفونها عن الناس ولأسباب ترونها في مصلحة حزبكم السياسي فقط..؟؟ يا استاذنا الفاضل  انا رجل مستقل ولست منتميا لأية جهة سياسية ،وهنا انا اتكلم بمنطق الحيادية التامة دون الميول لأية جهة ، فقول الحق يجب ان يكون سائدا ورائجا ، اما التهويل والتزوير في الكلام وقلب الحقائق فتلك كارثة لا تحمد عقباها لأنها قد توصل الامور الى عكس ما تتمناه انت او غيرك .. ونسالكم مرة اخرى انتم يا من ترغبون باثارة مشاعر البسطاء والسذج .. اين كان اهتمامكم الكبير ونخوتكم الامحدودة التي ظهرت فجأة في الكتابة المثيرة على شبكة الانترنيت  حين اختطف المطران الشهيد فرج الرحو وحين استشهد في سبيل المسيح والمسيحية ..تلك الحالة والتي كانت الاجرام الحقيقي بحق المسيحية وبحقكم انتم اولا .. لماذ خرست اقلامكم حينها .. ولماذا لا تشجبون الذي يتعر ض له المسيحيون في الموصل من كل انواع الارهاب .. انا اقول لكم .. لأن مصالحكم هي في الموصل وتعتبرون تلك حالة طبيعية .. يا اخوتنا الافاضل.. ان التهويل وتكبير الامور الى حد الانفجار وخاصة حين تقوده مجموعة تدعي بانها قومية وتدافع عن المسيحيين،وهي في الحقيقة تعمل عكس هذا تماما ، لهو ضرب من تقسيم شمل الامة وتفتيتها ، فلم يكفيهم ما فعلوه بشعاراتهم المزيفة التي ادت الى تقسيم واحداث شرخ كبير في جسد الامة ، بل يحاولون الان تقسيم حتى قريتكم تللسقف وحتى ان امكن يحاولون الولوج داخل منازلكم وبين افراد عوائلكم لتفتيتها ..وتلك هي غايتهم ..وبئس  من غاية  مفضوحة.. الا يكفينا ما نتعرض له من ظلم .. هل تريدون ان يصل الامر بنا الى ان نقتل بعضنا بعضا .. انظروا بام اعينكم كيف يتربص بنا الاخرون .. انظروا وانتبهوا جيدا الى مثيري الفتن والذين يحاولون وبكل طاقتهم ان يزرعوا تلك الشكوك حتى في انفسكم .. فهم صيادو الماء العكر ليس الا ، ولا يهمهم من الوضعية الا ان يضعونكم في موقع المهزوزين الذين لا يرتكنون الى احقية في المطالبة بتطبيق القوانين .. لقد تعهد المسؤولين في الحزب الديمقراطي الكردستاني بمعاقبة الفاعلين بموجب القوانين المرعية، وذلك هو الطريق القويم وليس اثارة الشغب والسب والشتم والتهديد والوعيد ، لان تلك الامور قد عفى عليها الزمن .. اما الخروج بالمظاهرة السلمية فتلك حالة تثبت بان هؤلاء الناس الذين يعملون في المنطقة يؤمنون بالديمقراطية الحقة ،وتلك حالة صحية ، فلو كانوا اناس متسلطين ( كما يتصور بعض من مثيري الفتن ) لكانو منعوا تلك المظاهرة من الاساس ولسبب قانوني بسيط جدا وهو ( ان المظاهر غير مجازة من قبل وزارة الداخلية ) وهذا ابسط الاشياء ، ولكنهم قابلوها برحابة وصدر وتفهم كبيرين وحينها قدم قائد القوة العاملة في المنطقة اعتذارا رسميا لأبناء تللسقف والاباء الكهنة بصورة خاصة .. الم تلاحظوا ذلك يا سادتنا الكرام ، علما بان تلك المظاهرة قام بها نفر من جهة سياسية معينة وهذا واضح من الصورة التي نشرت على موقع نركال ، فليس هؤلاء الا من تلك الفئة ..  اذن فلنتنبه يا سادتنا الافاضل الى بؤرة الفساد التي تعشعش بيننا ولنحاول ان نقتلعها من بين صفوفنا لأنها لو استمرت في ذلك فستخلق بيننا الكثير من المشاكل المخفية التي لا تحمد عقباها ,, ولتكن انطلاقتنا من قول سيدن االمسيح له المجد في الصلاة الربانية  ( اغفر لنا خطايانا كما نحن ايضا نغفر لمن اخطأ الينا ) .. اين نحن من هذا القول ..فهل نحن مسيحيين فعلا .. ام انه الاسم الذي يطلق علينا فحسب..؟ لماذا لا نغفر لهذا الجاهل والغير متمدن ونتركه لينال القصاص العادل بموجب القانون .. ما ذنب الاخرين ان كان هذا الانسان لا يملك شيئا من التمدن والانسانية ..واكرر سؤالي .. هل نحن مسيحيين فعلا ونستلهم مبادئنا من السيد المسيح له المجد .. ان قداسة البابا يوحنا بولص الثاني كان قد تعرض للإغتيال على يد احد الارهابيين ،ولكنه غفر له وسامحه لينال جزائه العادل بحكم القانون المدني .. اين نحن من قداسة البابا ..؟  وهنا لا يسعني الا ان اثني على كلمة مثلث الرحمة نيافة المطران مار ميخائيل مقدسي حين قال ( لا تاكلوا الخرنوب باسنان غيركم ) .. افهموا المعنى يا سادتي الافاضل .. أي لا تسمعوا اقوال المغرضين والمتصيدين في المياه الاسنة .. لأن نواياهم معروفة ومفضوحة .. وليس لهم الا تمزيق شمل الامة بدلا من ردء صدعها الكبير الذي اوجدوه هم انفسهم رغم ادعائهم ذلك.. ورغم كل هذا فاني اتوجه بالشكر الجزيل الى كل ابناء قريتي الافاضل لوقوفهم يدا واحدة في شجب واستنكار تلك الحالة وتناسوا ،  بل وضعوا كل خلافاتهم السياسية خلف ظهرانيهم وعبروا عن اصالتهم وانتمائهم الطيب ، فهم فعلا اصلاء..وفي المقابل .. اود ان اوجه الشكر الخاص ومن النوع الذي يرغبونه لمثير الفتن واقول لهم .. شكرا لكم لكونكم مفضوحي النوايا وشكرا لأنكم قد كشفتم انفسكم علنا في حين كنتم تدعون امورا اخرى قبل ذلك .. شكرا يا مثير الفتن .. تحياتي

67
بين الخفافيش والنسور
                                                                                           عصام شابا فلفل

من خلال متابعتنا لوسائل اعلام شعبنا وخصوصا الصحف منها ، ومن خلال ما نقرا من مقالات لكتاب او شبه كتاب ، ياخذنا الذهول من هول ما نقرا من امور يقشعر  لها البدن ، وهنا فان العتب كل العتب يقع على عاتق زملائنا رؤساء تحرير الصحف او مدراء المواقع الالكترونية .. صحيح ان الصحافة حرة والكل حر بما يكتب ، ولكن الخروج عن الذوق العام او الصاق صفات غير لائقة بافراد او جماعات معينة فذلك ليس بالامر المستساغ ابدا ،اذن على زملائنا رؤساء التحرير ومدراء المواقع الالكترونية ان لا يوافقوا على نشر امثال تلك الترهات لأنها في الحقيقة قد تسيء ضمنا للصحيفة او الموقع ، وقد يكون ذلك متآتيا من جهل رئيس التحرير او مدير الموقع  بعلم اللغة او كونه لا يتمتع بميزة الاعلامي الذي لا تفوته فائتة بذلك ، وهنا فاننا لا نريد الاطالة في الموضوع الا اننا نود ان نشير الى حالات شاذة كثيرة تنشرها بعض الصحف وخاصة من التي يصدرها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري  ، وقد كنا نعتبرها اول الامر حالة طبيعية ربما عبرت على رئيس التحرير ، اما تكرارها في اعداد متتالية فهذا يعني بان هناك خلل في التقييم الاعلامي لتلك الصحيفة مما يؤدي الى تشويه سمعتها ايضا .. وسنتطرق هنا الى موضوع واحد فقط .. لقد نشرت جريدة بهرا في احد اعدادها السابقة موضوعا كتبه الدكتور سيار الجميل وكان بعنوان ( رسالة الى كل العراقيين ) كان حينها مليئا بالمغالطات والتشويه للكثير من الحالات اللغوية ، وقد نقدنا الموضوع في حينه ، ولكن ان يتكرر الامر وفي نفس الجريدة مع كتاب اخرين ، فهذا يعني بان هناك خلل اعلامي وان الجريدة تتعمد بنشر مثل تلك المواضيع لخلق الحزازت بين ابناء شعبنا لا اكثر .. ففي جريدة بهرا ايضا وفي عددها المرقم ( 527) الصادر يوم الاحد الموافق لـ ( 14/3/2010) وعلى صدر الصفحة السادسة نشر مقال كتبه السيد زيا ميخائيل بعنوان ( الخفافيش وصقور الرافدين) ، وما ان قرانا بعض الاسطر من المقال حتى ظهر لنا بان صاحبنا بعيد كل البعد عن الواقعية ، بل انه يسبح في خيالات مرسومة له مسبقا بالوان براقة خداعة تتعب الناظر اليها عن كثب ،  اضافة الى الاسلوب التهجمي والغير حضاري الذي يتميز به ،وتبين ايضا بانه يتكلم عن النسور وليس الصقور كما ذكر عنوان مقالته  / لذا فقد اختلط عليه الحابل بالنابل واخذ بعدم التفريق بين الصقر والنسر ، وهذا هو الخطأ الاكبر الذي كان على رئيس التحرير معالجته قبل النشر ، وهذا ما يدل على عدم متابعة الصحيفة ومواضيعها من قبل هيئة تحريرها ابدا ، والموضوع الاخر الذي اوقع صاحبنا نفسه في شركه هو موضوع الخفافيش ، ويظهر من كتابته بان شديد العصبية على كل  ما هو غير منتمي لحزبه السياسي ولكل ما هو غير مؤيد لأفكار جماعته ، فيوصف كل من لم يؤيدهم بالخفافيش ،وهو وجماعته  وحدهم هم النسور التي تغطي الفضاء طولا بعرض.. ( لقد احسنت الوصف والله يا سيد زيا.. ولكنك لم تعلم ولا تعلم ما هي صفات النسور ابدا وما هي الطباع التي تتميز بها ) ...!!.. واخذ يصف الفقراء والمساكين من الذين لا يستطيعون بناء منازل لهم بالخفافيش التي لا تستطيع ان تبني لها اعشاشا فتعتمد على غيرها .. مبروك عليكم ايها النسور تلك الخصال.. نعم يا سيد زيا ميخائيل .. ان الخفافيش أي الفقراء لا يستطيعون بناء اعشاش لهم ، اتدري لماذا .. لقد كان جماعتكم لفترة طويلة مسيطرون على هؤلاء ، فماذا بنوا لهم.. ولكنك لا تسطيع الجواب ..فهم فقراء لأن الاموال المخصصة لهم قد سرقت من قبل اناس كانوا سابقا يتحكمون بمصيرهم ..اما  الان فان الناس التي تبني ( للخفافيش ) اعشاشا فهم قد اظهروا حقيقتهم الطيبة دون الشعارات المزيفة ، لذا فقد سحب البساط من تحتكم واصبحتم تعولون على اتباعكم في الخارج اكثر مما في داخل العراق ، اما اهانتك لهؤلاء الفقراء ، فانا اقول لك يا سيد زيا ، ان النسور تتميز باتفه الخصال وهذا مثبت علميا وارجو ان تقراها .. فالنسر يا سيد زيا لا يصيد مطلقا ، بل يتعمد كليا بمعيشته على تناول الجيف التي يصيدها غيره ، فاما ان يسرقها من افواه الحيوانات المفترسة او من افواه صغارها ، اضافة الى  ان افواه النسور ( وهذه مثبت علميا ايضا ) تطلق روائح كريهة جدا لا يمكن للبشر ان يتحملها بسبب تناولها الجيفة ( نعم الجيفة وليس الصيد الحر ) ..اما الخفافيش فهي الطيور الليلية الوحيدة التي تقتات على ما تصيده بنفسها وليس اعتمادا على صيد الغير او سرقته من افواه صغار الاخرين ، ورغم انك تقول بانها تقتات على حشرات صغيرة، فتلك الحشرة الصغيرة التي تصيدها الخفاشة بشرف ، لهي احلى واطيب من تلك الجيف التي تقتات عليها النسور، كما ان الخفافيش تقوم برصد كل تحركات الوحوش ليلا بامتلاكها للحاستين السادسة والسابعة ( وهذا مثبت علميا ايضا ) وهذا ما لا تمتلكه النسور ابدا، وبمعنى اخر ان الخفافيش تستطيع ان تقرأ الامور عن بعد بسبب تلكم الحاستين ، اما ( النسور )فهي  لا تستطيع ان تبصر في الليل ابدا بل تظل قابعة في اعشاشها منتظرة كي يقوم احد الوحوش بالصيد لتسرقه منه وتبتلعه دون وجه حق.. هذه هي اشرف طباع وخصال النسور التي تعتز بها يا صاحبي..!!.. لقد اوقعت نفسك يا سيد زيا بفخ كبير جدا بوصف جماعتك بالنسور ووصف الاخرين بالخفافيش .. فمبروك عليكم يا ايها نسور لقبكم الجديد ، ونتمنى ان تكون الفرائس التي تصلكم من الذين تقتاتون على موائدهم عامرة لكم ، لان النسر يقتات كما قلنا على بقايا فتاة الجيف التي تتساقط من افواه الوحوش الكاسرة او يسرقها من افواه صغار الوحوش ، فاي منهم انتم يا سادتنا النسور .. ومبروك لنا ان كنا خفافيش لأننا رغم فقرنا فان هناك من يقوتنا بشرف وعز دون اللجوء الى الفتاة  الذي يرميه لنا اعداء الامة لغرض تفتيت شعبنا ، فنحن لم ولن نضع يوما كفنا بكف من يقتلنا في بالموصل او في الدورة او البصرة ابدا، ونحن لم نقم بتغطية الامور وعكسها سلبا على ابناء شعبنا ابدا ، لأننا نعمل بالعلن دون اللجوء الى تغطية  الافعال الخاطئة للبعض ..اما موضوع التعهد التي تطلبه حضرتك وموضوع الاعتذار لأبناء الامة ، فمن الذي يعتذر وعن ماذا .. اليس من الاولى ان يعتذر للشعب والامة من كان السبب الاول والاخير بالغاء المادة (50) من الدستور والتي اضاعت علينا فرصة ذهبية كنا نحلم بها يا سيد زيا..واليس من الاولى ان يعتذر من يقوم اعلامه بتغطية مباشرة للمسيرة الحسينية طوال فترة عاشوراء بينما لم يقم حتى بكتابة شريط اخباري بسيط عن ماساة شعبه وما يتعرض له في الموصل او بغداد .. هذه هي نسورك يا سيد زيا .. اما نحن الخفافيش فقد كان اعلامنا صريحا وواضحا جدا في خدمة قضية شعبنا ولم نقم يوما بتجريح احد ما مهما كان جنسه او دينه .. اذن راجعوا انفسكم مرة اخرى واتركوا الامور على منوالها ، فالنتيجة لم تحسم بعد ، وكونوا على ثقة بان شعبنا يدرك جيدا ماذا يفعل ، فالذي كنتم تقولون بانه يمتلك الشعبية الكاملة ، ظهرت حقيقته الان ..فمبروك عليكم مرة اخرى كونكم نسور...   وهنا لا يسعنا الا ان نقدم نصحنا لكل المبتدئين بالكتابة ان يختاروا لعناوين مقالاتهم كلمات تبعدهم عن اللغط الجارح والتيار الصحفي الجارف الذي لا يرحم ، فاختيار عنوان المقال يعطي للمقال نفسه وزن كبير ، فلو لم يتطابق عنوان المقال مع فحوى سطوره ، فحينها نكون قد فقدنا مصداقيتنا واوقعنا انفسنا وصحيفتنا في امور نحن في غنى عنها .. تحياتي



68
المنبر الحر / البدلــــة
« في: 20:49 04/03/2010  »
البدلــــة
         بقلم / عصام شابا فلفل

بدلة .. هذه الكلمة ذات الاربعة احرف ، تلعب دوما في حياة الانسان لعبتها التي لا ترتكن الى مبدأ معين وفي أي زمان ومكان ، ودون مراعاة لظرف هذا او مكانة ذاك ، فالكل متمسك بارتدائها وفي كل لحظة من حياته منذ ولادته وحتى تنزل معه الى القبر ، وهذا ينطبق على الجميع سواء كان المرتدي فقيرا ام غنيا .. ملكا ام عبدا.. رجلا كان ام امرأة ..طفلا ام شيخا .. اما استعمال البدلة فله من الفوائد الشيء الكثير ومنافع لا تعد ولا تحصى ، اذ لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها مطلقا مهما كانت منزلته الاجتماعية وما دام فيه عرق ينبض ، فهي تستر عورته اولا ، وتقيه برد الشتاء الشديد وتحمي جسمه من حرارة الصيف اللافحة ، اضافة الى انها تظهره بالمظهر اللائق والجميل امام الملأ . اما صناعة البدلة فانها تمر بعدة مراحل من تفصيل القماش الى خياطته ومن ثم ارتدائه من قبل الفرد ، كما ان صناعتها يجب ان تتم بحسب قياسات مختلفة تتناسب مع كل الاحجام ( نقصد احجام الاشخاص ) ، فهناك من الافراد من هو بدين عريض وهناك من هو ضعيف نحيف ، كما ان هناك الطويل والقصير والمتوسط .. فلكل حجمه وقياساته اذن ..! كما ان نوع القماش المستخدم في صناعة البلدة يفرضه احيانا الوضع الاجتماعي للفرد ، واحيانا الوظيفي .. فمثلا لاعب كرة القدم اثناء ممارسة للعبة يجب ان تكون البدلة التي يرتديها خفيفة جدا كي لا تعيقه عن الحركة ، والغريب انه يلعب بتلك البدلة حتى لو كانت السماء تسقط من سحابها ثلوجا غزيرة ، علما بانها لا تستر من جسمه الا عورته احيانا .. يا للعجب .. اما بدلة السمكري والميكانيكي والافراد الذين يعملون في اعمال الحدادة عامة فيجب ان تكون بدلاتهم من النوع الذي يمنع تسرب الدهون والشحوم المسمومة الى اجسامهم ، وكذا الحال بالنسبة لعمال الخدمات الذي يقومون بتنظيف ازقتنا ورفع قذارتنا اليومية فانهم يرتدون بدلة خاصة بهم اضافة الى ارتدائهم بعض من الاكسسوارات مثل القفازات في اليدين والاحذية البلاستيكية الطويلة ( الجزمة ) في ارجلهم لغرض ان تقيهم شر الجراثيم والامراض التي قد تصيبهم وهم ينظفون قذارتنا من الازقة والشوارع ..!ولكن في المقابل نرى اشخاص اخرين يرتدون البدلات الانيقة ومن موديلات راقية بسبب وضعهم الاجتماعي الرفيع ، ولكن حتى في هذه الحالات يوجد تفاوت كبير في نوع البدلة التي يرتديها الفرد، فالاستاذ الجامعي يتانق ببدلة خاصة قد تكون احيانا من ثلاث قطع تبعا لنوع وظيفته ومقدار ما يتقاضاه من مرتب ، وقد يتوسطها  غالبا ربطة عنق جميلة ، اما المدير العام والوزير ، فهنا والله اعلم أي نوع من البدلات يرتدون .. ولكن لو لاحظنا بدلات السادة الكبار وخاصة في الدول الشرق اوسطية والعربية منها خصوصا ـ لأخذنا عجب العجاب ، فلو تفحصنا الامر جيدا لوجدنا بان كبار المسؤولين في الدول الديمقراطية والغربية منها خصوصا ، لوجدنا بان كبار ساستها يتميزون ببساطة الزي الذي يرتدونه ، في حين ان رؤساء وملوك بلداننا العربية والشرق اوسطية يرتدون ازياء قد تجعل منهم في كثير من الاحيان محل فرجة للغير ..!! وهنا لا بد لنا من التذكير ببدلة لا بد لكل منا ان يرتديها حين اضطجاعنا على  الفراش الا وهي بدلة النوم ، اذ يمنعنا فراشنا من الاضطجاع فوقه دون تلك البدلة ..!! اما حجم البدلة من كبر وصغر وطول وعرض واحيانا حتى لون القماش الذي تصنع منه ، فان الذي يفرضه على ذلك هو الواقع الاجتماعي للفرد .. فالواقع الاجتماعي والمنصب الوظيفي يقرر حجم البدلة التي يرتديها الفرد ، فالملك ورئيس الدولة ورئيس الوزراء والوزراء ..لا بد ان تكون بدلاتهم من النوع الفضفاض قليلا ومصنوعة من القماش الذي يظهرهم كبارا في علم السياسة ، ويجب ان تكلف صناعتها كذا مليون من الدنانير .. لأنها بدلة دبلوماسية تمثل الوطن .. والذي يرتديها حتى وان كان جاهلا بعلم المنطق والسياسة فانه سوف ينطلق لسانه بحكمة العقلاء ويتعلم من خلالها ايضا على الاتكيت الخاص بالملوك والرؤساء وكبار الشخصيات ..!!وفي المقابل نرى بان هناك اشخاصا يرتدون بدلات لا تناسبهم من حيث المظهر او الحجم او حتى اللون .. لذا تراهم بين فترة واخرى يغيرون بدلتهم او يصبغونها بلون يجعلهم قريبين جدا من مستوى ارتداء تلك البدلة ، فالذي كان يرتدي البدلة الخضراء مثلا  صبغها باللون الوردي ، والذي كان يرتدي طوال عمره البلدة الحمراء نراه اليوم يرتدي بدلة بنفسجية وغيرها ، علما بانهم يعرفون جيدا بان تلك لبدلات لا تناسبهم ابدا ، بل انهم يصبحون احيانا عرضة للسخرية والانتقاد من قبل الناس ..والانكى من ذلك فانهم ينكرون ارتدائهم لبدلاتهم القديمة ، بل يعتبرون انفسهم هم من صمموا بدلتهم الجديدة التي يرتدونها وينكرون فضل الاخرين عليهم في ذلك ، وقد فاتنا ان ذكر بان هناك بدلات خاصة بالتنكر وبجميع نواحي التنكر واخفاء الحقائق ، فهناك من تراه مدثرا بجلد الغنم فتعتقد حين تراه من بعيد بانه خروف مسكين ، ولكن حين تصل اليه ستجده ذئبا كاسرا وخاصة اذا كشر عن انيابه القذرة واتجه نحوك كي يفترسك، وحينها ستنزعج حتما وخاصة حين تعلم بانك قد اطعمت هذا الذئب من مائدتك اياما وليالي. ومن الطريف بالامر وقد لا نغالي اذا قلنا بان بعضنا يرتدي زي الوداعة والاخلاق الحميدة والبراءة وعفة النفس والكرم ، وهو يظهر كل تلك الصفات امام الملأ ، فحين يجلس مثلا في مجلس ما ، نراه يتمثل بتلك الصفات الحميدة ويغدق بالعطاء احيانا ،وحين تنظر الى عينيه تحس بانهما منبعي شرر ، وما ان تحق الحقيقة حتى يظهر على حقيقته ويكشف عن نفسه ويلقي بزيه الانيق الذي كان يرتديه قبل فترة فنعلم بانه ليس الا مخادع كذوب ، فهو يرتدي زيه المثالي يوما ومن ثم يخلعه ويلقي به في اليوم التالي وهكذا ، ونسينا ان نذكر بان هناك ( بدلات ) خاصة برجال الدين يستبدلونها كلما ارادوا وحسب متطلبات الطقس ، وخاصة الطقس السياسي .. تلك كانت نماذج من البدلات التي نرتديها يوميا هذا اضافة الى بدلات اخرى كبدلات الراقصات وبدلات الاستجداء التي يتفنن في صنعها الشحاتين والمتسولين ، وهناك ايضا بدلات تستخدم لمرة واحدة وهي بدلة المحكوم بالاعداد والغريب انها باللون الاحمر وان اللون الاحمر يعني ويرمز الى الحرية علما بان مرتدي تلك البدلة سوف يفارق الحياة بعد قليل ، فاية حرية هذه واي رمز ترمز اليه تلك البدلة.. ترى .. أي نوع من البدلات تختاره انت قارئنا الكريم... واي لون قد تفضله لذلك...؟ تحياتي

69
الدكتور سيار الجميل ورسالته الى كل العراقيين

                                                                                   عصام شابا فلفل
تعليقا على ما نشرته جريدة بهرا في عددها ( 524) الصادر يوم الاحد الموافق لـ 14 شباط 2010 في الصفحة التاسعة بخصوص الموضوع الذي كتبه الاستاذ الدكتور سيار الجميل والمعنون ( رسالة الى كل العراقيين ) ، اود ان ادخل من هذا الباب وادلي بدلوي في الموضوع نفسه .. وفي المقدمة اقول .. بارك الله فيك استاذنا الفاضل على اهتمامك الكبير والواضح باللغة العربية واصولها ، وان دل ذلك على شيء فانه يدل على عمق الاصالة والتمسك بالقيم وعراقة التاريخ .. وهنا استاذي الفاضل ارجو ان يكون صدرك رحبا لتتقبل مني ومن غيري بعض النقد حول ما نشر .. ولكن قبل هذا وذاك اود ان اوضح شيئا وهو : في الحقيقة رغم عدم حصولي لشرف اللقاء بكم والتعرف على سيادتكم عن كثب ، الا اني من المعجبين بشخصكم الكريم وذلك من خلال كتاباتكم ومن المتابعين لها عبر الانترنيت والصحف لكونها تستند على اسس تاريخية رصينة لا يمكن دحضها مطلقا ، كما نحس حين نقرأ تلك المقالات بان هناك من كبار المثقفين امثالكم يكنون كل هذا الحب للعراق والعراقيين جميعا دون استثناء  وذلك ما لا نجده في العديد من الكتاب والباحثين رغم كونهم في مواقع ثقافية مرموقة .. استاذي الفاضل .. ان حقيقة كون اللغة العربية عريقة ولغة العصور والعلوم والاداب والفنون ، فهذا لا غبار عليه مطلقا ، وكون اللغة العربية انتشرت عبر البلدان اكثر من غيرها ، فذاك لا غبار عليه ايضا ، ولكن يا سيدي الفاضل هل كان انتشار اللغة العربية طوعا ام فرضا...؟ ثم هل مورس التعريب على اشده عبر العصور على الشعوب الغير العربية من الذين كانت بلدانهم تحت السيطرة العربية ام لا ومنها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ..؟ استاذي الكريم ..نحن نتشرف باننا نكتب وندرس باللغة العربية على مدى الدهور لأنها الان لغة الوطن ، ولكن وانت سيد العارفين باننا لم نكن نستطيع حتى التكلم بلغتنا الام ( السريانية ) ابان العصور السابقة أي منذ اكثر من الف ومئة سنة تقريبا ، وقد منعت الحكومات المتعاقبة منذ تلك الفترة على العراق  تلك اللغة حتى من التدريس في مدارس ابنائها ، ولولا جهود الكنيسة وفضلها الكبير بحفاظها لهذا التراث الثر ، لكانت تلك اللغة العريقة الان في طي النسيان ،.. وذكرت مقطعا في مقالتك تقول فيه ( لقد وجدت ان العربية في الامريكتين وعبر البحار هي اللغة التي يتعامل بها مهاجرون من ابناء لغات اخرى ، كما اكتشفت بان اكرادا وتركمانا واثوريين وغيرهم يطربون لأغان عربية ويرقصون على نغمات عربية ، انها لغتهم الاساسية في الحياة ) .. وهنا اود التعليق على هذه العبارة واقول ..ان اكثر من خمسين بالمئة من الشباب العربي يرقصون ويطربون لأغاني مايكل جاكسن والفيس بريسلي وديمس روسس ، فهل اصبحت لغة مايكل جاكسن او بريسلي او ديمس روسس لغة الشباب العربي الاساسية في الحياة ,,. اما بخصوص ما يوجد من عبارات في بعض من الكتابات التي ينشرها زملائنا الافاضل من التي تشوه اللغة ، فهذه حالة طبيعية وموجودة على ارقى المستويات الثقافية والادبية ، ولكني استاذ الفاضل لم اجد سوى عدد محدود جدا يكتب بتلك الصيغة كأن يكتب كلمة كردي بصيغة( كوردي) او يكتب كلمة كردستان بصيغة ( كوردستان) ، ولكني لم اجد ولم اقرأ يوما موضوعا لأحد ما ابدا وقد كتب اسم الموصل بصيغة ( موسول او موسل) .. اما اذا كان قصدك الذي تشير فيه الى علامات الارشاد المرورية ، فانني متفق معك ، ولكنك لو دققت قليلا فيه للاحظت بانها كتب بثلاث لغات وهي العربية والكردية والانكليزية ..واحيانا بالسريانية .. فبالعبارة العربية تكتب مثلا ( موصل ـــــ بغداد  ) ، اما بالعبارة الكردية فتكب ( ميسل ..او موسل ـــــ به غدا ) ليس الا .. اما بخصوص تسمية المدن ، فهنا لا بد من التعليق والاستناد الى التاريخ ، فمدينة اربيل كما تعلم سيادتكم اسمها الحقيقي التاريخ هو ( اربائيلو) أي مدينة الالهة الاربعة وهي لفظة اشورية قديمة ، وكونها تلفظ هولير .. فما الجرم في ذلك.. ان هنكاريا يا سيدي دولة اوربية والعرب يسمونها المجر .. وسر من راى  تسمى سامراء وكرخا سلوخ اصبحت تسمى كركوك، وقلب اسم نينوى الى الموصل  وميشان تسمى العمارة ، والدلمون تسمى البحرين  ويثرب تسمى المدينة المنورة وغيرها.. اذن ماذا تفرق اربيل عن تلك الدول والمدن لتسمى هولير..؟ وبخصوص ما قلته بان ( الثقافة العربية قد مارسها وابدع فيها مختلف المثقفين والكتاب ...الخ ) ..فهنا نقول يا استاذنا الفاضل .. ليس كل من تكلم العربية وكتب وتبحر بها اصبح عربيا ، وليس كل من كتب وتبحر بالفارسية اصبح فارسيا لأن تعلم اللغة واتقانها لا يلغي القومية مطلقا ، فانا مثلا عراقي النسب وكلداني القومية ومسيحي الدين ، فهل يعني اتقاني العربية والكتابة بها باننا قد انسلخت من عرقي الكلداني وقوميتي الكلداني واصبحت عربيا ..؟  فان كان ابن الاثير او ابراهيم الموصلي من قوميات غير عربية فهذا ليس بالشيء الصعب ، فبديع الزمان كان همذانيا ، وقاسم امين الكاتب المصري الكبير كان كرديا واسحاق ابن حنين وافرام ابن حنين كانا كلدانيين وابن بخت ايشوع الطبيب المعروف كان كلداني ايضا ،، فما الخطأ ان يكون الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي كرديا من مدينة زهاوة في محافظة السليمانية .. ؟ هل تلك جريمة ان يكون هكذا علم كرديا ام كلدانيا ام تركمانيا ..؟ يا سيدي الفاضل .. على علمي المتواضع والبسيط انك تتقن عدة لغات اضافة الى العربية ، كالانكليزية والالمانية والفرنسية .. وهذا شيء مشرف لنا جميعا ان تكون سيادتكم تستطيع ان تتكلم تلك اللغات لأنه مثار فخر لنا ان يكون لنا هكذا كبار من ابناء وطننا .. وعلى علمي المتواضع ايضا انك تكتب في جميع تلك اللغات وفي العديد من الصحف والمجلات التي تصدر بتلك اللغات ،، فهل يعني ذلك يا سيدي الفاضل لا سمح الله انك تنصلت عن قوميتك العربية ..؟.. وهنا اود ان اشير الى ان بعض من كتابنا من الذين يكتبون باللغة الانكليزية حين يكتبون كلمة ( IRAQ ) يدونوها بصيغة(IRAK ) فهل يعتبر هذا تشويها للغة الانكليزية ، ام انهم يعتمدون الصيغة اللفظية والنبر الصوتي ومخارج الحروف في صياغة تلك الكلمة ..؟ هكذا هو حال من يكتب حاليا بالعربية ايضا باعتماده على الصيغة اللفظية اكثر من اعتماده على صيغة القواعد.. ارجو سيدي الفاضل ان لا اكون قد ازعجتك في شيء ولكن احببت ان اوضح بعض الامور التي ربما قد تكون خافية علينا لتبعدنا عن نظرة التعصب التي لا زالت تجول في ادمغتنا رغم اننا في مستويات ثقافية مرموقة ، وربما بسبب عم اطالعنا على تاريخ هذه الفئة او تلك عن كثب لنعرف حقيقتها ولماذا تتصرف بتلك التصرفات ، فالشعوب التي اضطهدت ومنعت من ممارسة ابسط حقوقها كتعلم لغتها ، بل ومنعت في الاونة الاخيرة وقبل سقوط النظام حتى من حق تسمية ابنائها باسماء يختارونها ،  فلا بد لها من ان تدافع عن حقها في جو الحرية التي فتح لها وتقول الحقيقة التي طمست منذ اكثر من احد عشر قرنا.. ويا حبذا يا سيدي الفاضل ان تقرأ كتاب ( الاديان والمذاهب في العراق ) للأستاذ رشيد الخيون لتعلم حقيقة الظلم والجور الذي عاشته تلك الشعوب في ظل التعريب والقهر الديني والعنصري من قبل الدولة العربية وخاصة في عصر المتوكل الذي كان يختم على جباه المسيحيين وكانهم من البهائم لغرض تمييزهم عن المسلمين ..تلك حقائق تاريخية مسجلة لا يمكن لأحد ان ينقضها .. اشكرك يا استاذي الفاضل على سعة صدرك وارجو ان لا اكون قد ازعجتك بشيء..مع فائق اعتباري...تحياتي

70
اعلام شعبنا وانعدام البصيرة
                                                                      بقلم / عصام شابا فلفل

ان المتتبع لوسائل اعلام شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وبكامل تخصصاته المرئية والمسموعة والمقروءة وحتى الالكترونية منها ، لتنتابه الكثير من حالات الإحباط واليأس بسبب تجرد اغلب تلك الوسائل من  قيمها الحقيقية التي اسست لأجلها وهي اظهار حقيقة ما يتعرض له ابناء شعبنا من قهر ونبذ واحتقار واذلال في ارض آبائه واجداده .. وقد لمسنا هذا حقا ولمسه كل مواطن وكل شريف على ارض الوطن.. فلو تتبعنا الحوادث التي المت بشعبنا منذ سقوط النظام ولحد الان ، لياخذنا العجب من صمت وسائل اعلامنا وخصوصا بعض الفضائيات منها على ما يحدث .. كيف لا.. ان كانت بعض تلك القنوات قد تحولت الى مشروع تجاري يخص هذا المسؤول او احد اقاربه وترك ماسي شعبه وكانها لم تكن...!!ونحن هنا نكتب باثباتات وحقائق دامغة لا يمكن لأحد نكرانها ، رغم كوننا نعرف بان هناك من يضجر من صراحتنا كونها تمسه هو ، ولكننا والله يشهد لسنا متحاملين على احد بل كل ما نبغيه هو نقل الحقيقة كما هي دون تزويق او تسويف كما يفعل بعض من زملائنا الذين يدعون انفسهم  باعلاميين .. ولنقدم هنا مثلا على ذلك .. فقناة عشتار الفضائية مثلا ( ورغم كونها القناة الفضائية الوحيدة التي تمثل ابناء شعبنا بحق وتنقل حقيقة ماساة شعبنا على ارض الواقع) وفي بعض من برامجها تزيغ احيانا عن الطريق وتقوم  بنقل الحفلات التي يقيمها ابناء شعبنا في الخارج ، وهي بهذه الحالة تشجع موضوع الهجرة دون قصد ، علما بان تلك الحفلات لا تحصل الا مرة او مرتين في العام .. اما قناة اشور الفضائية فقد تركت مآسي شعبنا على  الرفوف والتزمت ابوابا اخرى من التي لا تمت الى ابناء شعبنا باية صلة ، بل على العكس من ذلك قد تزيد الطين بلة في ما تطرحه من مواضيع وبرامج بعيدة كل البعد عن واقع وتطلعات ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، وما دمنا في خضم الموضوع اذن لنذكر حالة فريدة حصلت فعلا وهي .. عندما حصل انفجار تللسقف الاول في نيسان عام 2007 ، تلك الجريمة البشعة التي اودت بحياة (21) شهيدا من ابناء تللسقف وابناء القرى المجاورة لها ، تلك الماساة التي ادمت القلوب وشحذت همم العديد من الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى كقناة الشرقية والبغدادية والفيحاء وحتى قناة الجزيرة ، تلك الفضائيات التي نقلت الماساة بخبر عاجل جدا ..نرى بان قناة اشور الفضائية لم تقدم حينها حتى خبرا بسيطا عن تلك الماساة ، بل اكتفت بشريط اخباري خجول عن تلك الكارثة وكأن الامر لا يعنيها ولايتعلق بابناء شعبنا ابدا..!! .. علما بانني قد اتصلت بالفضائية عصر نفس اليوم ( وكنت حينها مدير مكتب فضائية اشور في تللسقف ) واعلمت السيد مدير الفضائية بالخبر .. ولكن وللأسف الشديد.. فان الخبر لم يؤخذ بنظر الاعتبار ، بل التهت الفضائية حينها بتقديم برنامج غنائي اسمه لاماسو ستار .. وهنا لا بد من سؤال ..ايهما كان افضل ..برنامج لاماسو ام (21) شهيدا يا سادتنا في فضائية اشور....؟  اما الصحف التي يصدرها ابناء شعبنا.. فالقول هنا ينطبق عليها جميعا دون استثناء ، اذ ان كل صحيفة لا تنطق الا باسم الجهة السياسية التي تصدرها ، فهي تنشر افكار تلك المؤسسة فقط وتترك امور الامة خلف ظهرانيها  الا ما ندر ، فجريدة بهرا مثلا متخصصة بنقل افكار وتطلعات الحركة الديمقراطية الاشورية ، وجريدة فجر الكلدان لا تنقل الا افكار ونظريات حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ، اما جريدة بيت نهرين فهي تنقل تطلعات وافكار حزب بيت نهرين الديمقراطي ، وكذا صحيفة قويامن  وميزلتا   ...الخ  من الصحف ، وهكذا جميع مجلاتنا ايضا، فهي منحازة تماما الى جهة معينة او تغازل هذه الجهة على حساب تلك.. هذا هو اعلامنا الكلداني السرياني الاشوري ، ولكننا نود ان نذكر المواطن بحالة حصلت في نهايات القرن العشرين وبدايات القرن والحادي والعشرين وهي حرب البلقان وكيف ركز اعلام جمهورية البانيا وشعب كوسوفو وغيرها من دول المنطقة على حال البان كوسوفو وماساتهم ، وكيف استطاع ذلك الاعلام من تدويل قضيتهم وجعلها قضية دولية هامة جدا استدعت التدخل الدولي لإنقاذهم من الابادة المزعومة .. ولكننا نرى بان اعلامنا قد غفل عن حال شعبه وحال الابادة الحقيقية التي يتعرض لها ولم ينقل ما يحصل من ماسي لهذا الشعب ويقدمها للراي العام العالمي ،، علما بان عدد الضحايا في اقليم كوسوفو لم يتجاوز الـ (1000) ضحية.. بينما بلغ عدد ضحايا شعبنا منذ سقوط النظام من الشهداء فقط رقما مرعبا.. اذ تجاوز الـ (3000) شهيد اضافة الى عشرات المخطوفين والذين لا يزال مصيرهم مجهولا ، علاوة على الاف الاسر المشردة والمهددة بالموت والخطف والقتل اليومي لأبنائنا وبناتنا والتهديد المستمر لأبناء شعبنا وتهديد كنائسنا واديرتنا وتدميرها وحرقها وقتل رجال الدين ، الى حد كتابة هذا المقال ..  واعلام شعبنا صم بكم غير قادر على النطق بالحق ، بل غير قادر على ان يكتب حتى حرفا واحدا يقول فيه الحقيقة المرة لهذا الشعب المسكين المبتلى بقادة لا يهمهم سوى الربح والكسب المادي على حساب جراحات ابناء الامة المظلومة .. بماذا نحلل ذلك..؟ هل هو خوف من قول الحقيقة..ام هناك اتفاقات استراتيجية بين المتنفذين من ابناء الامة وبين من يقوم بتلك الجرائم..ام هناك امور متفق عليها مسبقا بين هذه الجهة او تلك..؟ فاي اعلام نمتلك.. واي اعلاميين يحتضن شعبنا.. اعلاميون بالاسم فقط .. بحيث اننا لم نرى احدا منهم ظهر على شاشة فضائية او تلفزيون ارضي وتكلم بالحق ونقل الواقع الذي يعيشه شعبنا من قتل وتشريد وخطف ،علما بان هناك حرب ابادة الجماعية لشعب صنع الحضارة من قدم التاريخ يقوم بها اناس ربما يكونون وهميين وربما يكونون في العلن وامام سمع وبصر الحكومة العراقية والمنظمات الدولية ، ومع الاسف الشديد امام انظار من يقولون بانهم ممثلي امتنا ومسؤولي احزابها وهو لم يحركوا ساكنا خوفا على مناصبهم واموالهم التي يكسبونها بفعل تلك الماسي .. ويا للأسف الشديد.. حين يظهر بعض من مسؤولي امتنا على شاشة  التلفاز ويتلكمون ويصرحون عكس ما هو واقع .. الا يكفينا يا سادتنا .. الا يكفينا قهرا يا اعلامنا الشامت الاخرس.. متى تنطق ايها الاعلامي الشريف بالحقيقة المرة .. متى تكثف فضائيات شعبنا الصماء برامجها حول حرب الابادة  التي يتعرض لها شعبنا.. اين الاعلام الكلداني السرياني الاشوري .. اين الشرفاء الذين لا يهابون الموت في نقل حقيقة شعبهم الى الراي العام العالمي لتدويلها .. رحمك الله يا شهيدة الاعلام يا اطوار بهجت.. رحمك الله يا بطلة الصحافة .. فيا حبذا لو وجد رجل واحد في اعلام شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بمثل جراتك وتضحيتك.. ولكن وللألسف لا يوجد رجل واحد يناظرك يا اطوار البطلة.. يا شهيدة الصحافة والاعلام .. وبهذا نقول .. ونحن هنا نقدم تعازينا الى ابناء شعبنا البطل بوفاة اعلامنا الكلداني السرياني الاشوري  بسبب فقدانه لبصيرته القومية ونقول رحمك الله يا اعلامنا الغالي ، يا شهيد الامة  الخالد ،وهنيئا لسادتنا المتنفذين لسكوتهم عن قول الحقيقة .. مبروك لهم ما يكسبونه من اموال ومناصب وعلى حساب جراحات الامة المهانة والمستباحة كرامتها بسبب تجاذباتهم الغير منطقية..  / تحياتي ...

71
حكايتي مع الناطق الاخرس
                  

بقلم / عصام شابا فلفل

قرع جرس الباب في التاسعة صباحا ، ففتحته واذ بمجموعة من موظفي الهاتف مستعدون كل الاستعداد لنصب هاتف ارضي لي ،والذي مضت على تسجيلي له اعوام واعوام .. المهم ..تم نصب الهاتف .. فهنأني الموظفون على ذلك.. اما انا وكعادة الكرماء فشكرتهم على صنيعهم معي شكرا خاصا جدا وعلى الطريقة العراقية الحديثة في الكرم ، والمستشرية في دوائر الدولة حاليا..!! عمل الهاتف بصورة جيدة جدا.. ومن فرحي به اتصلت بزميلي وصديقي الصحفي (ل) وزميلي الاخر الصحفي (ب) ، وباركني الاثنين معا بحصولي على هاتف ارضي  في منزلي الذي كنت قد حرمت منه لأعوام .. وهنا فقد دعوت زملائي لحفل غداء فاخر تيمنا بهذه المناسبة السعيدة.. وبعد يومين لبى زملائي الصحفيين دعوتي بكل احترام ووقار ..وبعد تبادل التهاني بفوزي بهذا الناطق الكبير وكانني فزت في انتخابات مجلس المحافظة، حضر الغداء وانهمكنا جميعا بتناول تلك الوجبة الشهية وكانت اصوات الملاعق وهي تداعب الصحون تسمع من مسافة وكانها تعزف سيمفونية لباخ او لموتزارت .. وبعد الانتهاء من تناول الغداء ، حضر الشاي اللذيد ،واثناء تناوله تبادلنا اطراف الحديث عن الذي يجري ويدور في بلدنا العظيم ، فتطرقنا بحديثنا عن زميلنا الغائب عنا والحاضر في اذهاننا ( ر ) والذي ترك ارض الوطن لأسباب قد تكون خارجة عن ارادته .. حينها نهض صديقي ( ب) وقرر ان يتصل بـ ( ر) عبر هاتفي الجديد .. فرفع سماعته .. ثم قال عبارة جعلتني  انقلب (180) درجة  بالاتجاه المعاكس.. ( الخط مقطوع) .. صعقتني العبارة .. الخط مقطوع..كررها ثانية .. يا سلام .. يا سلام .. لم اصدق اول الامر .. ذهبت اليه والتقطت السماعة من يده .. نعم الخط مقطوع.. كيف حصل هذا ولم يمض على نصبه في منزلي سوى يومين فقط.. يومين فقط.. اذن الخط عاطل ..لذا عاد صاحبي (ب ) كئيبا مهموما وكأن فريق برشلونة الذي يشجعه قد خسر امام فريق ريال مدريد الذي يضجر منه.. ومرت على هذا العطل يومين ..واسبوعين .. وشهرين بالتمام والكمال..وكل  يوم نرفع سماعة الهاتف لعله نسمع منه اهة واحدة على الاقل.. ولكنه ومع الاسف ..اخرس.. اصم.. وبعد انقضاء الشهرين، ونحن قد نسينا موضوعه تماما ، ونسينا باننا نتملك هاتفا ارضيا.. كنت يوما جالسا على مكتبي وانا منهمك بكتابة مقالة عن اوضاع شعبنا والماسي التي يعيشها في ارض ابائه واجداه .. وفجأة ودون مقدمات .. سمعت رنين هاتفي يلعلع في اجواء المنزل وكانه جرس مدرستي حين يرن داعيا طلابي للدخول الى صفوف العلم ، فلم اصدق اذني ، فهرعت الى منصة الهاتف مسرعا جدا كجائع يقبل على تناول طبق دسم مليء بلحم الخروف الطازج او من السمك العراقي المسكوف ، وقفت بجانبه ورفعت سماعته متبخترا وانا اعدل ربطة عنقي وكانني مدير عام من الطراز الحديث والمتوفر كثيرا في دوائر الدولة يخاطب سكرتيرته ..الو..الو.. ولكن لم استلم منه سوى اشارة تقول ( توت..توت ..توت ) .. خاب ظني اذن ..اعدت السماعة الى موضعها ثم عدت الى مكتبي كي اكمل مقالتي التي أصيبت هي الاخرى بنحس الهاتف فقد توقفت سلسلة افكاري في مكانها وتسمرت وكانها قانون حماية الصحفيين الذي تسمر في مكانه في مجلس النواب.. وهنا تدخلت زوجتي فاتتني بقدح ماء مع فنجان قهوة عربية لتواسيني بماساتي تلك ..وقبل ان ارتشف قهوتي..رن جرس الهاتف بقوة افزعني صراخها ، ومن شدة فزعي سقط فنجان القهوة من يدي فبلل بدلتي الانقية التي لا امتلك غيرها  .. والغريب ان الذي تبلل هو البنطال فقط .. ولكن اين تبلل..؟؟وكانت تلك ماساتي الثانية، لأني لا استطيع الخروج بتلك الحالة من منزلي .. المهم هرعت الى الهاتف ورفعت سماعته وقلت الو..الو..وهنا كم كانت فرحتي كبيرة حين استلمت الجواب ,, وما احلاه من جواب.. جواب لا يتصوره العقل والمنطق.. وخصوصا في مثل حالتي تلك.. قال ( الو.. كلي تلفونكم يعمل لو لا..؟؟!!) اجبته وببساطة شديدة ( لقد كان اخرسا مذ تم نصبه .. ولكن بفضلك يا سيدي فقد عمل ..والا فكيف كنت الان تكلمني لو لم يعمل ..؟) انتهت المكالمة والسعادة تغمرني ونسيت موضوع بنطالي المبلل من الامام ، وضعت سماعة الهاتف في موضعها وعدت الى مكتبي ..وتيمنا بهذا الفوز فقد فتحت موبايلي الانيق الحديث على اغنية كاظم الساهر ( رن..رن وفرحني ) والابتسامة العريضة لا تفارق شفتي ..وبعد ساعة تذكرت ان علي الحديث مع زميلي ( ب ) ..رفعت سماعته ..فاذا به قد صمت مرة اخرى كصمت ممثلي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مجلس النواب اثناء نقاشه لقضايا شعبنا المصيرية  .. حينها عدت كئيبا مهموما  .. انتظر من الله الفرج ..ولكن جاءني ولدي البكر وقال لي.. لماذا انت مهموم يا والدي العزيز.. هل تاثرت ببعض من سادتنا اعضاء المجلس البلدي في تلكيف حيث يصفون الناس بالمتلونين، وهم لا يرون الوانهم ابدا..؟.. استعمل هاتفك الخلوي ، .. فهذا افضل..اجبته.. انت محق يا ولدي الغالي .. ولكن الا ترى ان ثمن بطاقة التعبئة اثقلت كاهلي وكانها بطاقة المهجرين الصفراءوالتي اصبحت بصمة عار على المهجرين من ديارهم رغم ماساتهم ، اذ اصبح ينظر اليهم وكانهم ليسوا من ابناء هذا الوطن ، كل ذلك وبفضل تلك البطاقة المشؤومة ..ورغم كل هذا فقد امتثلت لأمر الله ونصيحة ولدي واخذت الموبايل واتصلت بصديقي ..ولكن واحسرتي .. فقد ظل فكري مع الدولار الذي صرفته .. تلك هي ماساتي مع الناطق الاخرس.. وصرفيات الموبايل .... تحياتي 

72
المنبر الحر / كلمة ..لا بد منها
« في: 20:24 09/10/2009  »
كلمة ..لا بد منها
                                                                                     بقلم / عصام شابا فلفل
               

يبدو ان الواقع السياسي الذي فرض على ابناء شعبنا من قبل احبتنا السياسيين الكبار والذي ينضوون تحت ستار اسم ابناء  شعبنا قد انعكس بارهاصاته على مثقفي هذا الشعب، وقد ظهر هذا جليا من خلال ما لمسناه جميعا من تصريحات وخطابات رنانة لبعض من مثقفي شعبنا وخاصة حول مسالة ( توحيد اتحادات الادباء ) ، اذ اخذ البعض منا يدلي بدلوه في الحدث دون معرفة مسبقة بتاريخ أي اتحاد منهم ، او على الاقل لم يستطع ان يفرق بين اتحاد ورابطة وما تعنيه تلكم الكلمتين من معنى ، لذا فقد تصور أشقاؤنا الافاضل بانهم بتلك الطرق الملتوية يستطيعون ان يؤثرا سلبا على الذين يبذلون جهودا مضنية لرفع شان الثقافة السريانية في العراق ..
  ان اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق ، اتحاد رسمي مجاز من قبل الجهات الرسمية منذ مطلع سبعينات القرن الماضي ، وهو جزء لا يتجزأ من الاتحاد العام للكتاب والادباء العراقيين والذي هو بدوره جزء من اتحاد الادباء والكتاب العرب .. ولسنا ندري كيف تجرأ اخوتنا الافاضل على النطق ولو شفهيا بكلمة ( الغاء الاتحاد) .. هل هذا من المنطق بشيء .. ولكن الحديث الذي ظهر مؤخرا كان من الحدية بحيث ظهرت فيه الكثير من التشنجات من قبل البعض وخصوصا قبل ان يبدأ المؤتمر الادبي السادس للأتحاد.. اذ ظهرت هناك اصوات ومحاولات ما بعدها محاولات لمنع انعقاد هذا المؤتمر ، وقد جربت لذلك جميع الوسائل والتي باءت بالفشل ،  ومن تلك الوسائل هو توقيع عدد من اخوتنا الافاضل على مذكرة مرفوعة الى الاستاذ فلك الدين كاكائي وزير ثقافة اقليم كوردستان يحاولون فيه على الاقل ثني سيادته عن دعم  المؤتمر ، ولكن... ها ان المؤتمر قد عقد وبمباركة السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان وبحضور عدد كبير من الشخصيات المهمة كالوزراء والمدراء العامين وكبار اساتذة الجامعات وجمع كبير من الادباء والكتاب العراقيين من كرد وعرب وكلدان اشوريين سريان وتركمان وغيرهم. وانتهت جلساته على اكمل وجه .... اليس غريبا تصرف اخوتنا الافاضل هذا  .. ان السادة الذين يدعون الى توحيد الاتحادات، نسوا .. او بالاحرى تناسوا بانهم كانوا أعضاء مهمين وبارزين فيه ، وتناسوا ايضا بانهم قد انسحبوا واستقالوا منه برغبتهم دون ان يؤثر عليهم احد.. بل ان قسما منهم قد استقال من الاتحاد حين لم يفز بانتخابات الهيئة الادارية ، وحينها اسسوا لهم اتحادات ورابطات اخرى ،ولكن حين لم يحظوا باية شعبية من قبل ادبائنا الاعزاء ، حينها ارادوا على الاقل ان يكون لهم موقع في اتحادنا ، فاخذوا ينشرون ما يحلوا لهم من كلمات وعبارات قد تكون احيانا مشككة واخرى منافية لعرف الادباء ....  يا سادتنا الكرام ، لماذا كل هذا الاصرار على الغاء اتحاد الادباء والكتاب السريان العريق ..؟ انتم تقولون يجب توحيد الاتحادات.. ونحن نقول يا اخوتنا .. ان اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق هو اتحادكم الاساسي وانتم كنتم اعضاء فيه ، لذا تعالوا مرة اخرى وجددوا انتماؤكم  وحينها تدخلون انتخابات الهيئة الادارية .. وكان الله يحب المسحنين .. لماذ كل هذا اللف والدوران ، ثم لماذ اللجوء الى اقحام دوائر الدولة في موضوع الاتحاد.. ان اتحاد الادباء هو احدى المنظمات الغير الحكومية ، ولا يمكن لأي مسؤول حكومي مهما كان منصبه ان يتدخل بشؤونه ، وقد لاحظتم ذلك حين تدخلت الدولة في شؤون اللجنة الاولمبية وما الذي حصل من وراء ذلك التدخل.. نحن ندعوا السادة مدراء الدوائر الثقافية بعدم التدخل باية صفة وعدم اقحام الدوائر المعنية بهذا الشان ، لأن شان الاتحاد هو شان الادباء والكتاب فقط وليس شان الدوائر الحكومية .. لكن كان املنا كبيرا ان تكون تلك الدوائر هي من  يقوم برعاية المؤتمر ،ولكن للأسف الشديد .. كان الموقف عكسيا مما حدى بنا الى التساؤل مرة اخرى.. لماذا .. لماذا .. والجواب ياتينا من خلال ما لمسناه اثناء جلسات المؤتمر ، اذ ان بعض من السادة الموقعين على عدم دعم المؤتمر .. قد حضروا جلساته ، بل ان قسما منهم قدموا بحوثهم وتمت مناقشتها ايضا.. على ماذا يدل هذا الموقف.. فقبل يوم او يومين من انعقاد المؤتمر ، كان هؤلاء قد وقعوا وثيقة عدم دعمه.. ولكن اثناء جلسته طرحوا بحوثهم على الساحة وعلنا مؤكدين بان الوثيقة التي وقعوا عليها كانت تدعوا الى وحدة الاتحادات ، اما الوثيقة التي ظهرت على شبكة الانترنيت فلم تكن هي ابدا.. اليس ذلك دليلا على كون اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق هو الواجهة الشرعية الوحيدة لأدباء وكتاب شعبنا .. لذا نرجوا من زملائنا الكتاب والادباء المحترمين عدم الانجرار خلف الارهاصات والانقسامات التي يعانيها شعبنا ، فلنكن اذا يدا واحدة وباتحاد واحد عريق مؤسس من بداية سبعينات القرن العشرين ،  ذلك الاتحاد الذي ضم فطالحة الادب السرياني وكبار كتابه في هذه الحقبة الزمنية  .. لماذا تريدون اضاعة كل هذا التاريخ الزاخر .. تعالوا اذن وانظموا الى اتحادكم مرة اخرى ، فصدر الاتحاد كبير جدا لأستقبال ابنائه الاخيار الذين هم انتم ... تحياتي  ..


73
الهجرة ومأساة الغربة
                                                                                             رئيس التحرير
الهجرة.. هذا الضيف البغيض الذي فرض نفسه عنوة على ابناء شعبنا ،والذي يبغي تمزيق اوصال عوائلنا ... هذا العدو المرعب الذي عشعش في افكار وضمائر البعض منا  ، اصبح الان ماساة ابناء امتنا ، وصار نزيفه يسيل ويسيل دون رحمة او وازع من ضمير.. فكل يوم نسمع بان كذا عائلة غادرت ارض الوطن متوجهة  الى المجهول تاركة كل ما لديها من اهل واصدقاء وسكن ووظيفة وما عملت به طوال سنين .. كل ذلك يحصل امام أنظارنا وانظار المسؤولين والمجتمع عموما ، والكل  صامتين لا نحرك ساكنا تجاه منع او على الاقل التقليل من حجم الماساة المنتظرة. رغم اننا نسمع كل ساعة بل كل لحظة قصص عن ابنائنا في بلاد الغربة والمهجر تقشعر لها الابدان لما يواجهونه من انحلال اسري وتفكك عائلي  ، فبين الحين والاخر نسمع بان السيدة الفلانية قد تركت زوجها بمجرد ان وطأت اقدامها الدولة الفلانية وتزوجت من زنجي او افريقي او الخ ، وان فلان من الناس قد تزوج بامراة اخرى وترك زوجته واولاده في مهب الريح ، وان السيد الفلاني قد استعذب ان يجمع الحرام كله في منزله ويعمل سمسارا اخلاقيا ، واخر يعمل بتجارة الممنوعات كتهريب الناس عبر الحدود او تجارة المخدرات والى اخره من القصص المرعبة ، اما الانسان الذي يحافظ على كرامته وتقاليده الشرقية النبيلة فان سبل عيشه في تلك البلدان صعبة جدا ان لم نقل مستحيلة تماما ، وهذا ما لمسناه من الاخوة الذين عادوا الى ارض الوطن بعد معاناة استمرت سنة او سنتين .. اما نحن  فحين نجتمع مع بعضنا ترانا نسب الغربة ونلعنها ونلعن الزمن الذي فرضها علينا ، ولكن بعد يوم او يومين نلاحظ بان الذي كان اشدنا سبا وشتما للغربة قد ترك ارض الوطن وسافر اليها بارادته دون ان يجبره احد على ذلك.. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو .. هل ان السفر والهجرة هما حقا بسبب الظروف التي نعيشها ام اصبح غيرة من فلان وتقليدا لعلان ، ام هناك اسباب اخرى تؤدي الى ذلك.. والجواب على هذا السؤال ببساطة شديدة ياتيك من اخوتنا الذين يبغون الهجرة حين تسالهم ، فبعضهم يقول لك ( ليش طلع فلان ، هو مو احسن مني ، اني هم راح اطلع ) ، اما الاخر فيقول ( تعرضت للتهديد ) ، وثالث يقول ( ماكو شغل ، راح نروح ونشتغل  ويوميتنا كذا ورقة ) .. وليس هذا فقط ، بل الاخرين الذين لا يفقهون شيئا يقولون ( في الغربة كل شيء متوفر ، الامان والعمل والفلوس والنساء .. الخ ) ..عيشوا في الاحلام قدر ما شئتم ...  اذن هذه هي ماساتنا الحقيقية لأننا لا نعلم ماذا نريد .. اذ ان الغيرة تلعب دورا كبيرا في هذا الموضوع لكون فلان ليس افضل من فلان فلماذا هو يتغرب وانا لا.. يا سيدي ان الشخص الفلاني ربما ( والله اعلم ) قد تعرض لموقف حرج جدا وخرج دون ارادته، اما انت فتهاجر بكامل ارادتك .. انت في ارضك سيد وكل محبيك من حواليك ، فاذا احتجت أي شيء فان الكل يهب لمساعدتك وبكل بساطة ، ثم اذا مرضت لا سمح الله فان الجميع يهب لنجدتك ، وان تزوج ابنك او ابنتك فان الجميع يفرح لفرحك ، وان اصاب مكروه واحد من ذويك ترى الجميع يبذلون اقصى جهودهم لدرء ذلك المكروه عنك.. اذن ما الذي اصابك يا سيدي الفاضل .. كيف ترضى لنفسك وانت سيد ارضك بان تكون خادما يعمل في تنظيف التواليتات  ودورات المياه ..؟ ، وان تنام ايام وليالي في شوراع خاوية تعاني من البرد والجوع ولا يوجد هناك من يقول لك ( اتفضل استريح يمي) .. هل هذه هي الحياة التي تستعذبها..؟؟ والذي يحز بالنفس اكثر واكثر ، ان بعض من اخوتنا الافاضل كان هنا في موقع وظيفي ممتاز وراتبه لا يقل عن المليون دينار ويمتلك سيارة ( اخر موديل ) ويسكن دارا انيقة وحديثة جدا .. المصيبة الكبرى ان يترك كل هذا ويذهب الى الماساة بنفسه ويعمل هناك عامل خدمة في تنظيف الشوارع ، علما انه كان في بلده مهندسا كبيرا والكل يكن له الاحترام .. والاغرب من كل هذا بانه لم يتعرض يوما لأية مضايقة ابدا ، ورجل اخر كان يعمل معلما وراتبه ايضا لا يقل عن المليون دينار ويمتلك دارا كبيرة وسيارة حديثة جدا وسيارة اخرى للحمل وكان لديه عدة مشاريع يعمل بها ويكسب من الحلال ما قسمه الله ،وهو في وضع اقتصادي واجتماعي جيد جدا ، وهو الان في غربته يعمل ( نزاح) .. نعم نزاح ... أي منظف تواليت.. ( عذرا ليس العمل عيبا بل ان العيب هو ان اترك وظيفتي كمعلم واعمل بمهنة لا تناسبني ولا تناسب شهادتي ) ، يا سيدي لو اردت العمل فاعمل في بلدك ، لماذا تحب تنظيف بلاد الغرباء وتترك القذارة في بلدك .. نظف بلدك اولا .. ولكن ماذا نقول والغيرة قد اعمت القلوب قبل العيون ليتركوا كل هذا العز وتجرفهم الانانية وعدم الادارك الى مستنقع الهاوية الا وهو مستنقع الغربة ،والذي يثيرنا اكثر واكثر باننا نشاهد على الفضائيات العديد من الاغاني ولمطربين من ابناء وطننا الغالي وهم يتغنون بنعمة الوطن وطيبة ارضه وشعبه ويتغنون بامجاده ، نرى بان العيون تغرق بالدموع وتبدأ المناديل بمسح تلك الدموع وتبدأ الحسرات من هذا او ذاك..ولكن دون جدوى .. فهذا حسام الرسام يغني للوطن ويلعن الغربة وكذلك ماجد المهندس وهيثم يوسف وكاظم الساهر والخ .. فهل كل هؤلاء المطربين وكل الشعراء الذين كتبوا ماساتهم في الغربة هم كذبة ام منافقون ام والحقيقة تقال  يهزهم الشوق والحنين للعودة الى ارض الوطن ، فالغريب يبقى غريبا مهما طال الزمن به ويموت بعيدا عن ارضه .. وهنا تستحضرني قصيدة للشاعر العربي الكبير ،  الشاعر القروي رشيد سليم الخوري حيث شدى بها في غربته فيقول:
حتام احيا غريب    مالي وطن
يا يوم وصل الحبيب انت الزمن
لله ذاك النسيم ما اطيبا
لله ذاك الغدير ما اعذبا
لله تلك الطيور ما اطربا
عن كل شاد عجيب ينفي الشجن
في شدوه للقلوب سلوى ومن
تحياتي
  

74
وماذا بعد يا رابي عوديشو ملكو..؟
                                                                                            عصام شابا فلفل

في الفترة الماضية كنا نكتب مقالاتنا التي كانت تنقد حالة معينة ، كنا نكتبها بالعموميات دون التطرق الى اسم معين ، وحينها كان الكثير من الاخوة يزعلون علينا لكونهم باعتقادهم هم المعنيين بذلك، علما بانهم بعيدون كل البعد عن ذلك المقال او غيره ، بل انهم بريئون من تلك المقالات براءة الذئب من دم يوسف ، ان الذي يحز بالنفس هو انه كلما حصل تقارب لترسيخ اسس الوحدة بين صفوف شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، ياتي احدهم ويضع اسفينا في عجلة الوحدة لغاية في نفس يعقوب ،لذا فنحن هنا  واعتبارا من هذا المقال سنكتب ونذكر الاسماء صراحة دون خوف من او ذاك ،ولن نسكت بعد اليوم على المخطئين والمتسببين بتفرقة هذا الشعب المسكين ، والذي حصل هو انه قبل ايام قلائل استذكر ابناء شعبنا عموما يوما اليما وهو يوم الشهيد ، ذلك اليوم الذي اريقت فيه قبل 76 سنة دماء طاهرة لألاف من ابناء شعبنا البريء في سميل الغالية ، وكان من بين المحتفلين ابناء مدينتنا الحبيبة تللسقف ، حيث اقامت مشكورة محلية تللسقف لحزب بيت نهرين الديمقراطي حفلا خاصا بالمناسبة حضره عدد كبير من ابناء البلدة والبلدات المجاورة اضافة الى بعض من الضيوف الافاضل من مناطق تواجد ابناء شعبنا ، لقد كان الحفل حقا ناجحا بكل المقاييس سواء كان على مستوى التنظيم ام التقديم ام الفقرات التي قدمت فيه ، وهنا لست في موضع تقييم الحفل ، بل ان الذي حصل من بعض اخوتنا الذين يدعون بانهم وحدويون ليثير العجب فعلا ، فبعد ان انهى الاستاذ روميو هكاري كلمته القيمة ، ارتقى المنبر الاستاذ عوديشو ملكو كي يلقي كلمة رابطة الادباء والكتاب الاشوريين .. من هنا بدأت الانفعالات والارهاصات اللامنطقية لدى بعضنا ، فاول كلمة بدأ بها خطابه قال ( ساتكلم بلسان اثوري صافي ولا اتكلم بلسان الغرباء) ، وهنا تستوقفنا هذه العبارة لنقول ونسأل الاستاذ عوديشو .. من هم هؤلاء الغرباء .. هل هم ابناء تللسقف الكلدان مثلا..؟ هل كان هناك غيرهم جالس في القاعة يا استاذنا الفاضل  ، كان الاجدر بك على الاقل ان تحترم شعور هؤلاء الناس الذين لبوا دعوة حضور الحفل .. وللعلم فان جميع الاحزاب السياسية العاملة في المنطقة كانت حاضرة بغض النظر عن مواقفها السياسية ، الا انها قد برهنت بحضورها على انها راغبة بوحدة الصف والمصير ، ولكن تلك الكلمات التي بدأت بها خطابك قد ولدت استياء كبيرا لدى ابناء البلدة وقد ظهر ذلك جليا حين لم ينتبه احد الى الخطاب بل راح الجميع منهمكين بتناول العصير .. يا سيدي الفاضل ، ان جميعنا يسعى نحو الوحدة ولست وحدك فقط .. فان كانت الوحدة هي الهدف ، لماذا اذن كل هذا التزمت بالاثورية .. ثم هل تعتقد بان لغتك التي تتكلم بها حاليا هي اللغة الاشورية.. الظاهر يا استاذنا الفاضل انك لم تقرا التاريخ مطلقا.. يا سيدي ان اللغة التي ننطق بها في الوقت الحاضر ليست الاثورية بل هي اللغة الارامية . لأن اللغة الاثورية اندثرت منذ سقوط نينوى ولم يبق لها أي وجود .. ، فلغتنا الحالية هي الارامية التي استحوذت على كل اللغات الشرقية في حينها واصبحت اللغة الرسمية في جميع بلدان العالم القديم .. هذا من جهة ، ومن جهة اخرى يا سيدي ان الذي يرغب بالوحدة لا يمكن ان يترك اتحاده ( اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق والمؤسس من اوائل السبعينات من القرن الماضي ) ويؤسس له رابطة مضادة للإتحاد ومن ثم يقول نحن شعب واحد.. كيف هذا .. اليس ذلك تناقضا يا استاذنا الفاضل . فحين نتكلم بشيء يجب ان نكون واثقين باننا نتكلم بجدية كي تثق بنا الناس .. نحن هنا يا سيدي لا نعتب على احد ، لأن الكل حر برايه ، فكما تعتز انت باثوريتك وهذا شرف عظيم لك ، كذلك نحن نعتز بكلدانيتنا وهذا شرف عظيم ما بعده شرف لنا .. وهذه ليست حالة انفرادية .. بل على العكس هي حالة وحدوية لأننا باعترافنا باننا شعب واحد مكون من ثلاث فروع ، فذلك هو مصدر قوتنا ، ولهذا يجب علينا جميع دون استثناء ان نحترم مشاعر بعضنا على الاقل وان لا نثير امورا قد عفى عليها الزمن .. ان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، شعب متماسك لا يمكن لعاتيات الزمن او زوبعة الفنجان التي تثار من هنا وهناك عليه ان تهد من قواه ..لذا يا سيدي الفاضل ان كنا اثوريين او كلدان اوسريان فهذا شرف لنا جميعا ، وليس الكلمات العابرة المسمومة التي تذكر في مناسبة وغير مناسبة لغرض احداث شرخ بين صفوف امتنا .. يا سيدي ليس عيب من ان نخطيء .. بل العيب وكل العيب هو استمرارنا على الخطأ وعدم الاعتراف به ، لذا فان الذي يخطيء بحق ابناء شعبنا عليه ان يراجع نفسه بجدية وان يعمل على اصلاح الدرء الذي حصل .. وهنا لا بد ان تكون هناك اذان صاغية لتسمع القول .. ويحضرني بهذه المناسبة ان ادون نصيحة قيلت بلسان احد  الشعراء الكبار وهي:
لسانك لا تذكر به عورة امرء          فكلك عورات وللناس السن

تحياتي



75
تهنئة

تتقدم الهيئة الادارية لإتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق بارق التهاني واجمل التبريكات الى جميع القوائم الفائزة بانتخابات برلمان اقليم كردستان وخصوصا قوائم ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وهي قائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وقائمة الرافدين متمنين من الله تحقيق اماني شعبنا .. والى امام

الهيئة الادارية لإتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق

76
المنبر الحر / انتخابات واراء
« في: 20:32 05/08/2009  »
انتخابات واراء

                                                                                     بقلم / عصام شابا فلفل
   لقد اصبحت الانتخابات وفي جميع البلدان التي تدعي الديمقراطية مثار جدل بين الفئات المتنافسة سواء كان ذلك قبل اجراء الانتخابات او بعدها .. اما قبل الانتخابات فان طبول الدعاية تقرع وتقرع وهدير صوتها يصم الاذان من مدة  طويلة ، ومزامير الاعلان تعزف الحان التبجيل والتعظيم لهذا المرشح او ذاك ، واصوات المرشحين تعلوا هنا وهنا ، فالذي يحجز له مكانا في فضائية معينة ولا يفارقها ليل نهار ، والذي يملأ الشوارع والازقة بصوره  كتب تحتها وفوقها الكثير من العبارات والشعارات المسلية والتي يراها المواطن ويعتقد بانها ستنقذه من وضعه المأساوي سواء كان ذلك الوضع سياسيا ام اقتصاديا .. وهناك صنف اخر من اخوتنا المرشحين ممن لا يسعون الا لتجريح المرشح المقابل والذي ربما تكون شعبيته في المجتمع اكثر من غيره .. وهناك صنف يبدأ بتوزيع الهدايا وزيارة العوائل واقامة الحفلات وهو يعتقد بان تلك الاعمال ستعطيه الفوز الاكيد ، وهذه الزيارات والهدايا لا تاتي الا قبل يوم او يومين من اجراء التصويت  .. وحين تجرى الانتخابات وتعلن النتائج.. وهنا تبدأ المفارقات العجيبة الغريبة .. اذ ان الذي يخسر التصويت او حصل على اصوات غير مناسبة عدديا لفوزه وفوز قائمته ، ، نراه يبدأ بنقد تلك الانتخابات ويعتبرها مزورة او ان اصحاب القوائم الفائزة قد اشتروا ضمائر الناس.. الخ من سيل التهم والشتائم احيانا .. وقد تناسى صاحبنا الاغر بانه هو الذي قد اراد شراء تلك الضمائر من خلال الحفلات التي كان يقيمها ومن خلال الهبات التي كان يوزعها قبل مواعيد الانتخابات مباشرة ، وتناسى ايضا بان  شعبيته قد اخذت بالتراجع  في المجتمع ولهذا لم تسنح له فرصة الفوز ..وهنا قد يفتعل بعضهم حججا واهية قد تكون بعيدة عن المنطق احيانا ،واحيانا اخرى تتقاطع حججهم تلك  مع تصريحاتهم التي كانوا قد اعلنوها في ما مضى.. وهذا ما شاهدناه وما قرأناه في وسائل الاعلام  وما افرزته انتخابات رئاسة وبرلمان اقليم كردستان العراق ، فحال ما اعلنت النتائج الاولية وظهرت بوادر الفرق الشاسع بين قائمة واخرى ، نرى ان بعض من ابناء جلدتنا لم يقتنع بما قسمه الله والناخبين له من اصوات ،بل راح يتشكى ويحتج رسميا على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات  وبحجة بعيدة كل البعد عن المنطق وهي  ( ان عدد كبيرا  من ابناء اقليم كردستان الاكراد  قد انتخبوا قائمة المجلس الشعبي ، اذ كان على المفوضية العليا للإنتخابات حصر التصويت على قوائم الكوتة بين ابناء شعبنا فقط) .. نعم هكذا قالوا.. هل هذا منطق يتقبله عقل .. ان من حق المواطن ان ينتخب من يشاء  لأنه حر باختياره .. ماذا كان على المفوضية ان تعمل .. هل كان عليها ان تكتب على كل ورقة انتخابية هذه لكردي وهذه لعربي واخرى لمسيحي او مسلم او يزيدي .. هل هذا هو المنطق الذي ترغبون به يا سادة .. ولنفرض بان العملية كانت معكوسة وان الاخوة الاكراد انتخبوا قائمتكم .. فحينها هل كنتم تحتجون لدى المفوضية ايضا.. لا اعتقد ذلك مطلقا ، اذن اين الخطأ في هذا ان كنتم تدعون تمسككم بالديمقراطية .. اين ديمقراطيتكم التي ترغبون بها . هل ترغبون  بعزلنا  لوحدنا يا سادة  .. ونحن هنا نسأل .. لماذا لم تظهر تصريحاتكم واحتجاجاتكم تلك في انتخابات برلمان العراق ، اذ ان الكثير ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري قد انتخبوا قوائم غير قوائمكم .. وانا على علمي انه اكثر من 220صوت في تللسقف وحدها انتخبوا قائمة اياد علاوي .. لماذا لم تحتجوا حينها.. وفي انتخابات مجالس المحافظات ..رأينا الوضع نفسه يتكرر في تللسقف ايضا  ، حيث ظهر اكثر من 50 صوتا  لصالح  قائمة الحدباء واكثر من 2000 صوت مرشحا لقائمة نينوى المتآخية . اليسوا هؤلاء ابناء شعبنا وانتخبوا  قوائم غير قوائمنا.. انهم عراقيون احرار وانتخبوا الذي يعتقدون بانه سوف يحقق امانيهم .. ثم لماذا لم يحتج الاخوة الاعزاء حين انتخبهم وادلى باصواتهم لهم مجموعة كبيرة من اشقائنا العرب والاكراد في حينه .. ما هذه الازدواجية وما هي تلك المعايير التي تكيلون بها .. ترى ماذا يعني هذا .. هل يعني بان ابناء جلدتنا يرغبون بان نكون قوم منغلقين على انفسنا ..؟ تلك هي المأساة التي نعاني منها .. اذ ان هؤلاء الاخوة انفسهم رفضوا  ان تكون هناك مناطق مسيحية محمية من الدول الاجنبية ، وحسنا فعلوا ، لأنهم في هذا اظهروا للعالم باننا عراقيون اصلاء ولا يمكن وضعنا في سجون كبيرة بعيدة عن اشقائنا وشركائنا في الوطن من عرب  وكرد وتركمان وشبك .. والخ .. ترى ما الذي تغير في إستراتيجيتهم الان .. هل الخوف من المجهول .. ؟ لا اعتقد ذلك بل ان كل ذلك  لا يتعدى كونه بان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري قد كشف كل الشعارات ،وكشف كل الحقائق ، كما ان ابناء الوطن من غير قوميتنا يكنون لنا احتراما كبيرا وتقديرا عاليا جدا ، وقد ظهر هذا جليا حين ادلى هؤلاء باصواتهم لصالح قوائمنا وخصوصا قائمة المجلس الشعبي التي اصبحت قائمة الشعب العراقي  عموما وليست قائمة الشعب الكلداني السرياني الاشوري  فقط .وهكذا تنجلي الامور يوما بعد يوم لأن الشعرات لم تعد تعطي ثمارا ، بل ان الثمار هي  نتاج الواقع الملموس الذي يبغيه المواطن ، فلغة الشعارات قد انتهت والى الابد وبدأ عصر العمل المثمر الذي يخدم المواطن .. هكذا اذن تكون الحقائق ليس الا.../

78
المنبر الحر / الوحدة المنشودة
« في: 01:45 12/07/2009  »
الوحدة المنشودة
                                                                                بقلم / عصام شابا فلفل

   من خلال متابعتنا للواقع السياسي الذي يعيشه أبناء شعبنا  الكلداني السرياني الآشوري ، ونقصد تحديدا واقع التجزئة والتشرذم الذي يبغيه البعض من أبناء جلدتنا وللأسف الشديد ، من خلال متابعة هذا الواقع المرير كان لا بد لنا أن ننطلق بآرائنا الحرة وبصورة جلية لا تقبل الشك ونعبر عنها أمام الملأ دون تردد أو خوف من قول كلمة  الحق والتي لا بد أن تقال يوما من الأيام .. إذ أن بعضنا وكما قلنا أعلاه لا زالت الفكرة التعصبية الشوفينية مرتكزة في عقلانيته وذلك من خلال طرحه لأفكار توحي بذلك بغض النظر عن ادعائه بالوحدة ويعتبرنا شعبا واحدا وما إلى ذلك.. ولكن حين يطرح أفكاره الخاصة والتي تؤدي بالتالي إلى تمزيق هذا الشعب إلى أشلاء منثورة لا حول لها ولا قوية ، حينها يظهر كل شيء جليا وواضحا للعيان ، بان ادعاؤهم الوحدة ما هو إلا ذر للرماد في عيون البسطاء ،  اليوم وبعد إقرار برلمان إقليم كردستان التسمية الموحدة نفسها على أبناء شعبنا ضمن الإقليم.. فهنا تكون جميع الأوراق قد سقطت ولا يمكن بعدها أن نستمر بالعزف على أوتار التجزئة والأفكار الشوفينية المتطرفة سواء كان ذلك من هذا الطرف أو ذاك .. وللأسف الشديد نقول إن الذين يبثون أفكار التمزق بين أبناء شعبنا..نقول أكثرهم إن لم نقل الجميع هم من الذين يسكنون خارج الوطن ويتخذون من بلاد المهجر موطنا لهم .. فهم أولا ليسوا عراقيين إلا بالأصل فقط ، وجنسيتهم الحالية هي جنسية البلد الذي يسكنوه.. فهم هناك ليسوا آشوريين ولا كلدان ولا سريان ، إذ ، أنهم أمريكان إن كانوا يسكنون أميركا واستراليين إن كان في استراليا وكنديين أو دانمركيين أو.. أو.. الخ من البلدان التي استوطنوها .. إذن هم ألان ليسوا عراقيين أصلا إلا بالجذور .. ونعتقد جازمين بأنهم قد  نسوا لغتهم وحتى أسماء أجدادهم ، بل وحتى أن الكثير منهم قد بدل اسمه الذي كان يعتقده اسم كلداني او اشوري او سرياني الى اسم اخر وفق البلد الذي يعيش فيه، فالذي كان اسمه حنا اصبح ألان جونسون والذي كان متي مثلا اصبح ماثيوس ..!!، وهم بهذا لا يحق لهم التكلم باسم أبناء الامة الذين ذاقوا الامرين من الويلات والمصائب ..اما هم فينعمون بكل خيرا الغرب وارهاصاته الفكرية والاقتصادية والعلمية..؟ ولكن وللأسف الشديد هناك من ابنائنا   من هم من داخل الوطن يقوم بتبني افكار هؤلاء دون وعي ودون تفكير بمستقبل اجيال هذا الشعب، فتكبر لديه الفكرة القومية الشوفينية وحينها يرفض وجود الأشقاء او الأبناء الآخرين الذين ولدوا من رحم هذه الامة منذ فجر التاريخ.. وتشهد على ذلك كتاباتهم في صحفهم ومجلاتهم وما ينشرونه على الشبكة العنكبوتية إضافة  الى فضائياتهم التي تبث كل ساعة ، بل وكل لحظة افكار مسمومة تغذي بها ضعاف النفوس وتصب الزيت على نار تفتيت هذا الشعب.. من جهة اخرى نقول .. ان شعبنا معروف لدى أشقائه في الوطن ، معروف بانه شعب مثقف جدا ولديه من الطاقات الابداعية والفكرية والفلسفية ما لا يملكه شعب اخر ، فان كنا نحن نمتلك كل هذه الطاقات وبشهادة أشقائنا في الوطن وبشهادة كل شعوب الارض، اذن لماذا كل هذا التزمت الاعمى بشيء قد عفى عليه الزمن وهو الفكر الشوفيني اللامنطقي؟؟..لماذا نحاول ان ننكر باننا شعب واحد منذ قدم التاريخ .. والسؤال الذي نريد ان نطرحه هنا  علنا والذي يخص الجميع دون استثناء هو( هل نحن كلدان فعلا.. ام نحن اشوريون فعلا.. ام نحن سريان فعلا ) ،وحين نعلم الاجابة، حينها سنعلم من نحن ولماذا اطلقت علينا هذه التسمية الموحدة بدلا من تسميات مفبركة تشويهية تؤدي الى التمزق والتشتت  .. اما الان  وحسب دستور اقليم كردستان فنحن شعب احد بتسمية موحدة واحدة ( الشعب الكلداني السرياني الاشوري) .. وليكن ذلك درسا نستفاد منه جميعنا ولنبني افكارنا باتجاه هذا التوحيد ، فلنبدأ اذن ومن هذا المنطلق ببناء كياننا الحر الاصيل ، وحينها سنكون في موضع القوة المؤثرة والذي نستطيع فيه المطالبة بكل حقوقنا مهما كانت سواء كان ذلك ضمن العراق الاتحادي ام ضمن حدود اقليم كردستان  ، وحينها لا يستطيع احد ان ينكر علينا تلك الحقوق ، ونحن هنا واثقون جدا بان ابناء شعبنا موحدون اساسا اما السادة الذين يرفضون هذه الوحدة .. فنعتقد بانهم سيصبحون يوما وحيدين في الساحة وليس هناك من يناصرهم ابدا .. بل على العكس من ذلك سيلفظون من المجتمع وفي وقت قريب جدا...

79
الدكتور يوسف متي يضم الى قائمة علماء العراق
ووفد من اتحاد الادباء والكتاب السريان يلتقي وزير ثقافة الاقليم



اربيل -  عصام شابا فلفل



ضُم الدكتور يوسف متي القوزي، المعروف بأسم (باسم يوسف قوزي)، وهو نائب رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان الى قائمة علماء العراق كما تم منحه درع وشهادة العلماء.
والدكتور القوزي من مواليد برطلة 1926، حاصل على شهادة الدكتوراه من بلجيكا، عمل استاذا للغة العبرية والسريانية في كلية اللغات ثم رئيسا للقسم السرياني ، عضو المجمع العلمي العراقي ـ هيئة اللغة السريانية ، حصل على وسام الادب السرياني من اتحاد الادباء والكتاب السريان ودرع اللغة السريانية من رابطة نصيبين الادبية ـ سوريا ، نشر العديد من المقالات والبحوث في الصحف والمجلات العراقية والعالمية ، ترجم مع زميل له كتاب كنزا ربا من اللغة المندائية الى العربية ، عمل في تحرير عدة مجلات ادبية ولغوية .
في سياق مختلف، وضمن نشاطات اتحاد الادباء والكتاب السرياني، التقى وفد من الاتحاد، وزير الثقافة في اقليم كردستان، وتباحثا معاً دور الوزارة في دعم الواقع الثقافي بالاقليم فلك الدين كاكائي، وتفعيل قرار دعم الأتحاد من حيث النشر.
ضم وفد الأتحاد، نزار حنا الديراني، رئيس الاتحاد، والدكتور يوسف قوزي نائب الرئيس.
وكان كاكائي اوعز بنشر مجموعة كتب لأعضاء الأتحاد، نشر البعض منها بأسم ( منشورات اتحاد الادباء والكتاب السريان) وعلى نفقة وزارة الثقافة ، ولا زال القسم الباقي (7 كتب) تحت الطبع، وأوعز كاكائي بالأسراع في نشرها.
كما تناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة، مساعدة ودعم الاتحاد للحصول على الدعم المادي والمعنوي لعقد مؤتمره الادبي السادس في 2009  بالاضافة الى مناقشة مواضيع اخرى.
 وفي الختام قدم رئيس الاتحاد درع الاتحاد للوزير، لدوره الفاعل في دعم اتحاد الادباء والكتاب السريان حيث سبق وان راعى ودعم مؤتمره الادبي الثالث /2006 في اربيل ، واوعز دائما ممثليه في المحافظات لحضور فعاليات الاتحاد .


80
المنبر الحر / جحا .. وبصيص الضياء
« في: 21:15 02/06/2009  »
جحا .. وبصيص الضياء
                                                                                      بقلم/ عصام شابا فلفل
   كثيرة هي المآثر التي يكتنفها موروثنا الشعبي الاصيل ، ولكن رغم ذلك فليست العبرة بكثرة المآثر او تذكرها ، بل العبرة وكل العبر هي في كيفية تعلم دروس الحياة منها او على الاقل الاستفادة ولو بقدر يسير من حكمها . وليس غريبا اذا قلنا ان لجحا ( تلك الشخصية الفكاهية الشهيرة) مكانة خاصة في ذلك الموروث الاصيل عند الشعوب العربية  خاصة وشعوب العالم الاخرى بصورة عامة ، فالمقالب التي تروى عن تلك الشخصية الفريدة من نوعها ، اصبحت امثالا يقتدى بها واحيانا تؤلف على منوالها الكثير من الحكايات والروايات .. بل واصبح الكثير منها تصنع منه دراما سينمائية وتلفزيونية عالمية .... وهنا تحضرني حكاية طريفة كان بطلها صاحبنا الشهير جحا.... ففي اوائل الستينات من القرن الماضي ، وحينها كنا صبية صغار نستعذب كل حكاية تقص علينا من قبل احد كبار المنزل كان يكون جدنا او جدتنا واحيانا الوالد او الوالدة ، كنا نجلس حول الموقد الفحمي ( المنقل ) وخصوصا في ايام الشتاء القارص ونحن نستمع بشغف الى تلك الحكايات حيث لم يكن لدينا في المنزل من سبل الترفيه الحديثة كالمذياع او التلفزيون وغيرها من مخترعات العصر . .. تقول الحكاية :
   يحكى ان اميرا من الامراء .. اراد تزويج ابنته بطريقة غريبة جدا ، اقرب ما تكون الى الخيال من الحقيقة ، ففي احد ايام الشتاء القارص،  والصقيع قد جعل مياه البرك والسواقي جليدا ، امر صاحبنا الامير حاجبه بان يطلق نداء في جميع اصقاع امارته يعلن فيه بانه سوف يزوج ابنته بحفل عرس مهيب وكبير جدا للشاب الذي يستطيع ان يجلس عاريا في بركة القصر الجامدة طوال ليلة صقيعية واحدة ،  وكالعادة فان الشباب يبهرهم الزواج من بنات الاكابر ، لذا انبرى العديد منهم للقبول بهذا الشرط ، ولكن لم يستطع احد منهم الاستمرار اكثر من ساعة واحد فانسحب الجميع من ساحة السباق الاّ شابا واحدا حيث ثابر على الفوز بابنة الامير، فخلع عنه ملابسه وجلس القرفصاء في بركة القصر المثلجة من مساء اليوم الى انبلاج الفجر .. وفي الصباح ارتدى ملابسه والفرح يأخذ منه مأخذا بفوزه ببنت الامير حسبما كان يعتقده من وعود والدها. فذهب الى الامير مطالبا اياه بتنفيذ وعده ، ولكم الامير ( وكعادة الامراء في خداع شعوبهم ) اخذ بمماطلة الشاب محاولا النكوث بوعده بطريقة او باخرى ، لذا فقد وجه الامير للشاب سؤالا وهو كلام حق يراد به باطل ، فقال له ( هل شاهدت او رايت اية نار او ضياء في الليل..؟) اجاب الشاب ببراءة ( لم ار اية نار سوى بصيص ضوء ضعيف على قمة ذلك الجبل البعيد ، فنظرت اليه طوال الليل متأملا فيه قدوم الفجر ) .. وهنا انتفض الامير كالبطل المنتصر في معركة طاحنة قائلا ( لقد سقط حقك في الزواج من ابنتي ) تعجب الشاب من قول الامير وقال له ( لماذا يا مولانا الامير ) قال الامير ( لأنك قد تدفأت ببصيص النور الذي شاهدته على قمة الجبل ) فطرده من حضرته ، وهنا خرج الشاب من قصر الامير مهموما كئيبا  والغم كله مطبق على وجهه .. وفي الطريق صادفه جحا فسلم عليه ، ولكن الشاب المهموم لم يرد السلام ، فتقدم اليه جحا وساله عن سبب همه وكدره .. فسرد الشاب لجحا حكايته من الفها الى يائها وكيف وماذا حصل في تلك الليلة المشؤومة في قصر الملك .. فابتسم جحا وقال للشاب يطمئنه ( لا تهتم لشيء .. لأنك سوف تتزوج الفتاة بعد اسبوع انشاء الله وسيعتذر منك الامير ويزفها اليك بعرس كبير كعرس الامراء والملوك ) فاستغرب الشاب من ثقة جحا بكلامه وقال له ( كيف سيحصل هذا ..؟)  قال له جحا( اذهب الان الى بيتك ودع الامور لي .) فذهب الشاب في سبيله ، اما جحا فقد ذهب الى قصر الامير وقال له ( مولانا امير البلاد المعظم.. يشرفني ان تكون وحاشيتك ضيوفي على وليمة شرف ساقيمها في منزلي لعظمتكم يوم غد وقت الغداء باذن الله تعالى .. لذا فانا اتشرف بحضوركم وغدائكم في منزلي المتواضع ) فقال الامير ( قبلنا دعوتك يا جحا وسنكون والحاشية ضيوف منزلكم يوم غد وقت الظهيرة) .. وفي اليوم التالي وفي وقت الظهيرة حضر الامير وحاشيته الى بيت جحا لتناول وجية الغداء ، فرحب بهم جحا ايما ترحيب وادخلهم الى ديوان منزله وبعد ان احتسى الامير والحاشية فنجان القهوة ، سال الامير جحا( هل الغداء حاضر يا جحا..؟) قال جحا ( سيجهز بعد قليل يا مولاي ) .. ومرت ساعة من الزمن .. قال الامير لجحا( اين اصبح الغداء يا جحا )  قال جحا ( مولانا الامير اصبر فلم يبق الا دقائق معددوات .. اصبر قليلا مولاي) . .. ومرت ساعتان وثلاث .. واخذا الجوع مأخذه من الضيوف ، فاغتاظ الامير جدا وغضب على جحا وقال ( اين الغداء يا جحا .. هل تجرأت على السخرية بالامير وحاشيته ) . قال جحا ( معاذ الله يا مولاي ان كنت اسخر بكم .. ان الغداء على النار .. وان لم تصدقني فتعال وشاهد بنفسك ) .. وفعلا ذهب الامير مع حجا لرؤيته ومشاهدته كيف يطبخ وليمته  ، وحين وصل الى مكان الطبخ ذهل الامير مما رأى .. حيث شاهد جحا وقد جهز قدرا كبيرا جدا من اللحم وعلقه بحبل بين دارين في الزقاق الذي بجانب بيته وعلى ارتفاع ثلاثة امتار وقد اشعل  تحته شمعة واحدة صغير .. فغضب الامير جدا وقال ( ايها الابله . اتسخر بالامير ام انك غبي الى هذا الحد.. كيف لهذه الشمعة ان تسخن قدر على ارتفاع ثلاثة امتار، والله لأجلدنك حتى الموت  يا ايها الغبي ) ... حينها ضحك جحا وقال ( مولانا الامير .. ان كانت هذه الشمعة لا تستطيع ان تدفيء ماء القدر القريب منها جدا والذي لا يبعد عنها  الا مترين او ثلاثة ، فكيف لبصيص ضوء بعيد جدا وعلى قمة جبل يبعد عدة فراسخ من قصر الامير ان يدفيء شابا طموحا جالسا في بركة قصر الامير الجامدة طوال الليل) حينها ادرك الامير خطأه فاعتذر من جحا وارسل في طلب الشاب واعتذر منه ، ومن ثم بعد اسبوع زفت ابنة الامير في عرس مهيب الى الشاب الطموح الذي كاد ان يضحي بحياته من اجلها .. تلك هي كل الحكاية .... والعبرة لمن يعتبر ... تحياتي


81
اخلاقيات الصحافة .. وشرف المهنة

                                                                               بقلم / عصام شابا فلفل   
                                                                     رئيس تحرير جريدة السلام في تللسقف

خلال تصفحي لأحد المواقع الالكتورنية الخاصة بابناء شعبنا ، انتابني شعور من الذهول والخجل  بسبب بعض من المقالات التي يحررها بعض من اخوتنا من الذين يدعون الثقافة ومع الاسف الشديد، والحقيقة ان العتب هنا ليس على الكاتب  ، بل ان العتب وكل العتب هو على المواقع التي تنشر مثل تلك الكتابات ....لقد قرات على صفحات احد مواقعنا الجميلة  ،مقالا لأحد اخوتنا القراء ، والمقال المذكور لا يرتكن وللأسف على أي مبدأ من مباديء واخلاقيات الصحافة ..لقد علمتنا الحياة بان النقد حين يوجه الى اي كان.. سواء كان ذلك النقد موجها لفرد او جماعة او منظمة .. الخ .. يجب ان نتمسك حينها وبكل صرامة باخلاقيات الصحافة النظيفة ونبتعد كل الابتعاد عن التشهير والقذف اللامنطقي بحق كائن من يكون .. لأن الانسان مهما كان  منصبه او موقعه في المجتمع .. فقيرا كان ام غنيا .. رجلا ام امرأة ،  شيخا ام طفلا ..فهو انسان وله جميع الحقوق .. فكيف يمكن ان نشهر به وبتهم هو بريء منها اصلا.. تلك ماساة بعض محررينا الذين لا يفقهون معنى الالتزام بمباديء وحقوق الانسان عند النشر او الكتابة ..فبعضهم يكتب دون وعي .. بل احيانا يكتب بدافع الحقد على شخص معين او جماعة معينة .. وحين تساله لماذا كتبت عن هؤلاء بذلك المنطق اللامعقول .. تكون اجابته مليئة بالفاظ الحقد الدفين على الفرد او الجماعة ، وياخذ سيل الشتائم لديه منحنى خطير جدا بحيث لا يستطيع ان يوقفه الا بذكر حوادث وامور عفى عليها الزمن واصبحت من الماضي ،وحتى ان ذكر مثل تلك الحوادث قد يسبب احيانا لذاكرها نوع من السخرية من قبل السامع او المتلقى ،وفي هذا يضع صاحبنا نفسه في مأزق لا يسطتيع الخروج منه ابدا ، هذا اضافة الى رفض المجتمع لمثل هؤلاء والذين نعتبرهم من المنافقين لأنهم في ظاهرهم يبدون حملان وديعة .. ولكن في دواخلهم ذئاب كاسرة تريد تمزيق كل شيء .. وهنا .. اود ان اخاطب اخوتي المحررين والصحفيين والاعلاميين عامة وادعوهم الى الحذر من هؤلاء الدخيلين على المهنة لأنهم وبصراحة يسيئون الى المهنة إساءة بالغة وتضع الشرفاء واصحاب الاقلام النظيفة في خانة لا يحسدون عليهم مما يوقعهم ( الاقلام الشريفة) في مشاكل عويصة هم اصل منها براء. وهنا اود أيضا ان اخاطب زملائي رؤساء تحرير الصحف  ومدراء ومسؤولي المواقع الالكترونية وخصوصا المصانة منها والتي عرفت بكونها مواقع وصحف نزيهة جدا .. اخاطبهم بروح الزمالة والحرص الشديد على ديمومة العمل الصحفي النظيف والكلمة الصادقة ، ان ينتبهوا جيدا الى مثل تلك الحالات .. بل ومقاطعة امثال هؤلاء الذين يكيلون الشتائم والسباب يوجهون الفاظ السوء على افراد معينين او جماعات معينة مهما كان عرقها او دينها او جنسها .. فكيف اذا كان ذلك يمس ابناء شعبنا .. ارجو ان لا اكون قد أسأت الى احد ما .. بل واعتذر من سادتي الافاضل على اللهجة التي قد تبدو قاسية نوعا ما .. الا ان النار التي في داخلي حين قرات ذلك المقال .. قد آذتني كثيرا وصرت اتالم من اعمال هؤلاء الذين لا يفقهون اصلا معنى النقد الصحفي النزيه والاخلاقي البناء.. تحياتي

82
مهرجان برديصان الثالث للشعر السرياني ...




تحقيق عصام شابا فلفل
   برعاية الاستاذ تمر رمضان محافظة دهوك ، احتضنت مدينة زاخو في اقليم كردستان العراق فعاليات مهرجان برديصان الثالث للشعر السرياني ، حيث تم حفل الافتتاح في تمام الساعة الخامسة عصر يوم الخميس الموافق 16/4/2009 وعلى قاعة بلدية زاخو ، وابتدأ حفل الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت واحدة اجلالا وترحما على ارواح شهداء الحركة الادبية السريانية والعراقية عموما ،ومن ثم القى الاستاذ نزار حنا الديراني نائب رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين .. ريس اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق كلمة افتتاح المؤتمر ، حيث قدم الشكر والتقدير لكل الذين دعموا  ولا زالو يدعمون الحركة الادبية السريانية خاصة والحركة الادبية العراقية عموما ، كما ثمن في كلمته موقف شعرائنا الافاضل الذين تحملوا عناء السفر من مناطقهم الى مدينة زاخو لغرض تقديم نشاطاتهم الادبية في ميدان الشعر السرياني .. بعد ذلك القى الاستاذ حسين خالد قائممقام قضاء زاخو كلمة راعي المؤتمر ، حيث نقل تحيات السيد تمر رمضان محافظ دهوك والتي بارك فيها الجهود التي بذلت في اقامة هذا المهرجان مثمنا دور الادباء والكتاب السريان في النهضة الانسانية وعلى مر العصور ، كما اشاد سيادته باقامة هكذا مهرجانات في اقليم كوردستان العراق .. بعد ذلك بدأت القراءات الشرعية للجلسة الاولى حيث القى كل من الشعراء التالية اسماؤهم قصائدهم المعبرة وهم كل من: سمير زوري / القوش.. نهى لازار / عنكاوة .. وعد ايليا / بغديدا .. الشاعر الكوردي خالد حسين / زاخو .. نمرود قاشا / بغديدا .. نوئيل جميل / بغديدا .. حنا ياقو / فيشخابور .. جورج اسحق / زاخو ..
 وفي يوم الجمعة الموافق 17/4/2009 وفي تمام الساعة الحادية عشرة صباحا افتتحت الجلسة الثانية على قاعة مار كوركيس في قرية بيرسفي ، القى فيها الاب  لزكين عبد الاحد راعي كنيسة مار كوركيس في بيرسفي كلمة قيمة اثنى فيها على الدور الذي يلعبه ادباؤنا خدمة للحركة الادبية الانسانية داعيا من الله ان يرسخ في ذاتنا محبة القريب متنيا النجاح والتوفيق لهذا المهرجان ، ومن ثم بدأت القراءات الشعرية للشعراء : ابراهيم يوحنا / بغديدا .. منال ابونا / القوش .. رعد ناصر / باطنايا .. عبد الله نوري / بغديدا .. عزيز ججو / كرمليس .. عدويشو سادة / دهوك .. شكري عيسى / ديرابون.. خضر زكو / بغديدا .. دانيال شابو / تلكيف .. ميخائيل وردة / الشرفية .. ايثم فرنسيس / تللسقف .. سلمان داؤد / تللسقف .. مرقس بطرس / السويد
     اما الجلسة الثالثة فقد افتتحت في تمام الساعة الخامسة عصر يوم الجمعة 17/4/2009 وهذه المرة كانت في قاعة ديرابون بقرية ديرابون الجميلة ، حيث القى الشماس يعقوب توما كلمة قيمة اثنى فيها على شعارئنا الافاضل الذين قدموا الى  ديرابون من جميع مناطق توجد ابناء شعبنا متنيا النجاح والتوفيق لمهرجاننا هذا ، بعد ذلك بدأت القراءات الشعرية للشعراء : كريم اينا / بغديدا .. زاهر حيزقيا / القوش .. سهام جبوري / تللسقف  .. وليد خرات / القوش .. غزوان صباح / بغديدا .. ابراهيم خضر / بغديدا .. اسطيفان سورا / تلكيف .. عبد الغني جرجيس / بغديدا .. عصام شابا فلفل / تللسقف ..
      اما الجلسة الرابعة والاخيرة فقد اقيمت في تمام الساعة الحادية عشر صباح يوم السبت الموافق 18/4/2009 وعلى قاعة كلية التربية في زاخو وبحضور عدد من اساتذة كلية التربية وكلية الادارة والاقتصاد وعدد من طلبة الكلية ، حيث القى الدكتور لازكين عبدي جميل كلمة قيمة اظهر فيها دور الادباء والشعراء السريان وتاثيرهم على الادب العالمي عبر العصور وما قدمهوه من افكار وترجمات لكتابات اجنبية وخصوصا في العصر العباس في بغداد ، وفي ختام كلمته رحب بكل الادباء السريان متنيا النجاح والتوفيق لإتحاد الادباء السريان في العراق ليكون احد الروافد الادبية العالمية .. بعدها بدأت قراءات الجلسة الاخير وكانت للشعراء: نزار حنا الديراني / ديرابون .. الشاعر الكوردي حاجي محمود / زاخو.. شاكر سيفو / بغديدا .. يوسف زرا / القوش .. رمزي هرمز ياكو / بغديدا .. الشاعر الكوردي عمر مصطفى محمد / زاخو .. فوزي ميخائيل / بغديدا .. واخيرا الشاعر فضيل عيسى / زاخو  .. بعد اختتام فعاليا المهرجان تم توزيع الهدايا والشهادات التقديرية على المشاركين .. وعلى هامش المهرجان كان لنا لقاءا صحفيا مع الاستاذ نزار حنا الديراني نائب رئيس الاتحاد العام للإدباء والكتاب العراقيين .. رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق ، وسألناه عن تقييمه لفعاليات هذا المهرجان قياسا للمهرجانات السابقة ، حيث قال سيادته (  الحقيقة ان هناك تطور من حيث نوعية القصائد المختارة والمشاركة في هذا المكهرجان ن وتطور نوعي من حيث التنظيم ايضا ، ان هذا المهرجان كان عرسا ادبيا بحق وحقيقة ، لكونه قد انطلق من مدينة زاخو ومنها الى بيرسفي ومن ثم الى ديرابون ، واخير العودة الى زاخو مرة اخرى .. ومن دواعي سرورنا ان نجد فيكل مهرجان وخصصوا هذا العام وجوه جديدة لشعراء جدد وخاصة الشباب منهم ، وهذا ما يبشرنا بالخير رغم الامكانات المادية الضعيفة ، الا ان ارادة ادباؤنا وحبهم لمبادئهم وقصائدهم ولغتهم كانت اقوى من تلك الماديات ، اذ ان الفرحة ترتسم على وجوهنا ونحن نشاهد اكثر من ( 30) شاعر وشاعرة من ابناء شعبنا ياتون الى زاخو من جميع مناطق توجد هذا الشعب ،وهذا ما يشعرنا بكوننا بخير والحمد لله .) وعن وضعية الادب السرياني وموقعه من الادب العراق  .. اجاب سيادته ( بالحقيقة ان الامكانات المتوفرة للآداب الاخرى في العراق وخارجه ، ليست متوفرة لدى الادب السرياني ، لذا فالذي يقدم من الادب السرياني  سيكون حتما ضمن هذه الامكانيات القريبة الى الحد الادنى .. اذن يجب ان نقول .. نحن بخير ، اذ ان هناك قصائد تبشر بالخير فعلا ، ويمكن تصنيفها ضمن الشعر العالمي وكذلك هناك الاداب الاخرى كادب المسرح مثلا ، وقد اثبتت المؤتمرات الخمسة للأدب السرياني التي عقدت في السنوات السابقة باننا نتجه نحو الامام في ادبنا السرياني ) ... وعن سؤالنا له حول اختيار اسم برديصان لهذا المهرجان .. قال الاستاذ الديراني  ( لقد تم اختيار اسم برديصان بالذات لعد اسباب : 1- كون برديصان اول واقدم شاعر سرياني وصلتنا قصائده باللغة السريانية ،رغم ان الشاعر الارامي ــ وفاــ قد سبقه في ذلك بقرون ن الا اننا لم نحصل على قصائده ابدا.. 2- كون برديصان ــ وكما يقول الباحثون ــ هو ابو الشعر السرياني وصانع اوزانه  .. 3- ان اغلب الباحثين يتجاهلون الشاعر السرياني برديصان لأتهامه ــ بالغنوصيةـ  أي المذهب الغنوصي وهو احد المذاهب الفلسفية المنتشرة في تلك الفترة من الزمن أي في القرنين الاول والثاني للميلاد .. لذا تجاهلته الكنيسة والباحثين .. ..
 اما الاستاذ الشاعر  نوئيل جميل فقد قيم هذا المهرجان بقوله ـ ان هذا المهرجان يعتبر تظاهرة ثقافية سريانية تعبر عن عمق واصالة هذه اللغة التي صدحت بها حناجر الشعراء السريان ،واستطاعت ان تطلق خطابا موحدا لأبناء شعبنا من كل المناطق التي قدم منها الشعراء ،واملنا فيتواصل هذه المهرجانات لتعبر عن حيوية الكلمة الصادقة والحب الصادق لهذه الارض ...
   وكان للشاعر والكاتب المعروف الاستاذ رمزي هرمز ياكو رأي في مهرجان برديصان الثالث للشعر السرياني حيث قال ــ لقد دأب اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق على اقامة مهرجان برديصان الشعري الذي يعتبر تظاهرة تشمل كافة النواحي الثقافية من شعر ومسرح لأدباء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري .. وهو من المهرجانات الفريدة التي تقام بلغتنا الام .. السريانية .. ويعد هذا المهرجان بدورته الثالثة اضافة نوعية قياسا بالمهرجانات السابقة .. نتمنى ان تكون المهرجانات اللاحقة اكثر تميزا وابداعا لثقافتنا السريانية 



83
بعضنا يختار .. والاخر يحتار
                                                                                      بقلم / عصام شابا فلفل
   الاختيار والحيرة .. مصطلحين مترادفين في العمل متعاكسين في الاتجاه .. وكثيرا ما يصادفانا في حياتنا ،وان لم نبالغ نقول في عملنا اليومي ، فبين الخيار والحيرة نقع احيانا ضحية تصورنا الخاطيء للشيء الذي نرغب بعمله .. وهذا الشعور طبعا ، ينتابنا في جميع مفاصل حياتنا سواء كان ذلك على المستوى الشخصي ، ام العائلي وحتى في مستوى العمل والسياسة  واحيانا حتى في اولادنا .. ولنأتي بامثلة .. فحين نرغب شراء بدلة مثلا ، نضع في تصورنا ونصب اعيننا قبل شراء تلك البدلة ، اللون والحجم ونوع القماش والموديل و...الخ من تصورات ،  وحين ندخل احد محال التسوق ، ينتابنا الذهول من كثرة الالوان الجميلة ، وانواع الاقمشة والبدلات المحلية والمستوردة .. وهنا .. فاننا قد نفقد في احيان كثيرة ، تصورنا السابق وننغمس في اختيارات عديدة ، اذ نجرب هذه ونترك تلك ، ومن ثم نعود لنختار اللون الفلاني ونترك هذا اللون ، واخيرا نترك المحل دون شراء ونتحول الى محل اخر .. وهكذا ، الى ان نصل الى قناعة وتصور قد يختلف عن تصورنا السابق ،  فنعود الى المحل الاول لنختار بدلة لا علاقة لها ابدا بتصوراتنا وانما لعبت كثيرا من الامور الثانوية  باختيارنا هذا ..
وهكذا الحال ايضا حتى في اختيار طعامنا ، فحين ندخل مطعم معين لنشبع غريزة الجوع حالما تنتابنا ، وما ان يأتي عامل المطعم ويقدم لنا قائمة انواع الماكولات  المغرية والشهية ،  تاخذنا الحيرة   ونبقى نختار هذا ثم ذاك.. فهذا كباب وذاك معلاق والاخر تشريب وفي الاخير وتلافيا لكل تلك الحيرة نلغي هذا وذاك ونطلب  ( ماعون مشكل ) ...!!  وكذا الحال حين يتطلب الامر اختيار شريك الحياة ، حيث تسيطر الحيرة  على الفرد ومن كلا الجنسين في اختيار هذا  ورفض ذاك..اذ ان مواصفات العروس التي يرغبها الفتى او الشاب قد تكون موجودة في فتاة معينة دون غيرها ، ولكن متى ما دخل  في اعماق الوصف قد يصادف امورا تبعده عن تلك الاوصاف . وكذك الفتاة حين يتقدم شاب ما لخطبتها .. فقد ترفض احيانا وتقع اسيرة حيرة في الاختيار والرفض احيانا اخرى .. وهكذا 
   اذن تأخنا الحيرة ونبقى نتأرجح بين هذا وذاك . وتلك حالة غريبة فعلا ، فلو ركزنا قليلا لوجدنا باننا نضيع احيانا باختياراتنا في بحيرة الحيرة ، وحينها نقع ضحية تصوراتنا الغير المنطقية للأمور ، وهذا الامر ينعكس حتى على الواقع الاجتماعي للفرد.. ولنكن صريحين اكثر .. وعلى واقعه السياسي ايضا .. فمثلا .. بعد سقوط النظام  في 9/4/2003 ظهرت على وجه الحقيقة ، العديد من التنظيمات السياسية الخاصة بابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، بعضها مؤسس ومنطلق على الساحة منذ عدة عقود ، والاخر حديث  التكوين والتنظيم ، ولكن الكل ودون استثناء ينادي بالشعارات نفسها ، ، وحين تقرأ انظمتها الداخلية ستجد بانها جميعا منطلقة من مبدأ خدمة ابناء شعبنا وعلى جميع الاصعدة .. وهنا يبدأ المواطن بالحيرة ، اذ يتساءل عما هية تلك المؤسسات فاذا كانت كل تلك الفئات السياسية لأبناء شعبنا تدعي وتطلق الشعارات نفسها ولها نفس الاهداف ، اذن ، لِمَ كل هذا الكم من تلكم التنظيمات، الم يكم الاجدر ان يكون هناك تنظيم واحد يقود ابناء الامة نحو تحقيق امانيها القومية ..؟ اليس بالامكان توحيد كل تلك التنظيمات في مؤسسة سياسية واحدة .. الخ من الاسئلة التي تراود المواطن وتجعله اسير  حيرة من امره ،مما تصعب الامور اكثر واكثر في اختياره من يتولى قيادته ،ولكنه في الاخير يذعن لهذا او ذاك سواء كان ذلك برغبته او بغيرها ـ ويقوم فعلا باختيار واحدا منها .. وحين يدخل في تفاصيل تلك الفئة يلاحظ ان الشعارات التي رفعت .. قد تكون حبرا على ورق احيانا.. اذ لا تطبق الا على الورق فقط  .. وهذا ما يفقد هذه الفئة او تلك ثقة المواطن والشعب.. اذ ان المواطن يريد التطبيق العملي لشعارات هذه الفئة او تلك .. فهو يريد العمل الملموس على ارض الواقع ،لأنه ( المواطن ) قد مل لغة الشعارت نهائيا وتركها جانبا . لذا فانه يترك خياراته السابقة عن رؤيا وتصور منطقي صحيح ، ويبدأ البحث عن خيارات اخرى تحقق له اهدافه  بالشيء الملموس والمحسوس وبعيدا عن لغة الشعارات الكلامية المغرية والتي لا يمكن تطبيقها الا في اذهان بعضنا وللأسف الشديد  .. ولكن بعضنا لا تزال الحيرة تأخذ منه مأخذها ، فهو اما مخدوع بشعار معين او ربما لا يعي اي من الاختيارات هو صحيح .. ومن جهة اخرى فان بعضنا قد حسم امره على الاختيار سواء كان في هذا الاتجاه او ذاك ،  وترك الحيرة جانبا لتكون  اسيرة نفسها لأنه بالفعل مؤمن بان اتجاهه هذا سيحقق له ما تصبو اليه امنياته وتطلعاته . وهكذا تأخذنا الحمية الى عدم التمييز بين الصح والخطأ .. بين الشعار والتطبيق.. بين الوهم والحقيقة  ... بين الحلم والواقع .. اذن هنا ، لا بد لنا ان نكون في كامل وعيينا حين نختار .. وعلى جميع الاصعدة وخصوصا المصيرية منها ,, ولننظر الى الواقع بجدية والى الذي يطبق الشعار، والذي يطلقه فقط دون تنفيذ.. والذي يراوغ ويتلاعب بالفاظ  غير منطقية و الذي يتكلم بالمنطق  ويبني حقائقه على واقع فعلي.. وهنا يستطيع المواطن ان يختار بجدية بعيدا عن كل المغريات الزائفة والغير المنطقية .. وتبقى حقيقة ما تقدمه هذه الفئة او تلك من خدمات ملموسة  تخدم المواطن ، هي المحك الاساسي لإختياراته سواء كان ذلك على مستوى الانتماء او حتى مستوى الانتخابات .
               تحياتي ..

84
احتفال بمناسبة الذكرى السادسة بعد المئة لميلاد البارزاني في بلدة تلسقف

بمناسبة الذكرى السادسة بعد المئة لميلاد البارزاني الخالد ، اقامت محلية تلكيف للحزب الديمقراطي الكردستاني احتفالية صباح يوم الخميس الموافق 12/3/2009 على قاعة السلام في تللسقف ، وقد القيت كلمات عدة من قبل السادة ممثلي الاحزاب الوطنية  كما القيت  قصائد شعرية تغنت بهذه الناسبة السعيدة ، هذا وقد حضر الاحتفالية الاب فارس ياقو راعي خورنة مار كوركيس في تللسقف والعديد من السادة ممثلي الاحزاب الوطنية ودوائر الدولة  والدوائر الامنية وجمع غفير من المواطنين 



85
المنبر الحر / القاضي .. الجلاد
« في: 16:40 20/02/2009  »
القاضي .. الجلاد
بقلم / عصام شابا فلفل
   لعبة نمارسها جميعا دون قصد احيانا وعمدا احيانا اخرى ، والدافع الرئيسي الى ممارستها هو حب الكلام وحب الاطلاع على ما يحكى من قبل الاخرين ونقله الى فئة اخرى .. فبعضنا يتصرف ببلاهة امام الملأ وينطق باحاديث وكلمات غير لائقة على اناس اخرين غير ابه بمشاعرهم ومشاعر الذين يسمعون الحديث والذين قد يستمتعون به احيانا ، وقد يكون في كلامه شيء من الحقيقة ، ولكن اكثره  وان لم نقل كله كذب وتلفيق وعار عن الصحة .. فما دام يحكي او يتكلم على الناس امامنا فلنتوقع ان نكون نحن ضحيته المقبلة اذا تكلم امام  اناس اخرين وفي مكان اخر . وقد يحدث ان نكون في مجلس فيبدأ احدهم بالحديث عن فلان (وهو غائب طبعا) ويصفه بكذا وكذا .. وهنا تبدأ سلسلة من الاتهامات من قبل شخص اخر يعززها تأييد رجل ثالث وتصديق اخرين ، ثم ينبري احدهم للدفاع عن الغائب .. وتستمر المداولات بين اخذ ورد ، وبعدها يصدر المجلس حكمه على هذا الغائب الحاضر دون مراعاة لإنسانيته وشعوره وحقوقه كأنسان ، وسواء كان الحكم بالمديح او الذم ، فالامر سيان .. اما في مجالس التعزية وخصوصا مجالس النساء فحدث ولا حرج ، اذ ان الكثيرين منهن يحضرن تلك المجالس كي يستمعن الى حديث فلانة وفلانة على فلانة ( الغائبة عن المجلس هي الاخرى) ، فيختلقن قصصا واساطير ليس لها وجود الا في مخيلتهن المرهفة ،وتستمر المحادثات الى ان ينتفض المجلس بصلاة الغائب على روح المرحوم .. وهكذا تجري الامور حتى على المستويات الاعلى ايضا – اقصد المستويات الثقافية – فلو شوهد احدهم يتمشى او يسير مع شخص اخر ينتمي الى فئة او طائفة معينة ، نبدأ حالا بالاشارة اليه بالبنان وننعته بشتى الاوصاف ونعتبره بانه قد انتمى الى تلك الطائفة وانه قد باع روحه رخيصة لها وانه يعمل كجاسوس لتلك الفئة على حساب فئة اخرى .. وهناك من يحكم على الاشخاص من مظهرهم الخارجي او من خلال ما يتملكونه من اموال دون الرجوع الى مصادرها ( مصادر الاموال) او الطريقة التي حصلوا عليها ، كل ذلك لا يهم ، فمثلا رجل يركب سيارة ( بي ام دبليو) الفارهة  ويرتدي بدلة انيقة وربطة عنق فاخرة يتوسطها عقد من ذهب ويضع على عينيه نظارة جميلة ويدخن سيكارا كوبيا ويسير خلفه اثنين او ثلاثة من الذين استأجرهم لحمايته .. يحكم الناس عليه بالقول لانه مثقف وابن ذوات وانه يعمل للصالح العام ويلصقون به كل الصفات الحسنة ( وان كانت بعيدة عنه كل البعد احيانا ) متناسين انسانيته الحقيقية المتميزة  وعدم الادراك لمجريات الامور وكيف كان اخواله قبل ان يحصل على تلك الاموال ، وفي الكفة الثانية من الميزان نرى هؤلاء الناس انفسهم يذمون الانسان الفقير الشريف عمدا ويواجهونه بتهم قد يكون بريئا منها والتي تسببت في فقره ، فيتهمونه بالبلادة والكسل ويعمل سيل الشتائم عمله في اذلال هذا الانسان دون مراعاة لظروفه وانسانيته ، ثم يبدأ التهكم والازدراء والسخرية ثم ياتي اتهامه الاقوى بالغباء رغم كونه في موقع ثقافي معتبر وذا مقدرة عالية على الخلق والابداع الفكري والقافي .. فيتحمل كل تلك الاهانات لكونه لا يمتلك اموالا يرد بها على امثال هؤلاء .. وهنا لا يسعنا الا ان نشير الى حالات  الفرق بين هذا وذاك ..
   لقد نشرت احدى الصحف الوطنية ( وما اكثرها في الوقت لحاضر)  مقالا يتضمن موضوعا تافها غير ذي معنى ، فبمجرد  ان نظر الى اسم الكاتب ..وهنا تبدأ المفارقة .. حتى بدأ النفاق  واخذ المديح الفارغ طريقهما الى القمة ، واعتبروا المقال بانه تحفة  ادبية نادرة  وان كاتبه اديب مرموق ولا يعلو عليه كاتب ، فهو في نظرهم طه حسين زمانه واحمد شوقي في شعره وهيغل في فلسفته وافلاطون في جمهوريته وغاليلو في علمه والمهاتما غاندي في سياسته وحاتم الطائي في كرمه وموزارت في موسيقاه .. كل ذلك لمجرد كونه غني فقط .. !! بينما نشرت زميلة ( صحيفة ) اخرى مقالة لكاتب اخر كان لها معناها العميق والمؤثر في بناء كيان هذا الانسان  وتكوينه الثقافي والانساني ، كما ان كاتبها يمتلك كل مقومات الكاتب الحقيقي ، والذي من المفروض ان ينال الثناء على ما كتب ، نرى ان الذي حدث هو العكس تماما .. فبمجرد ان نظر الناس الى اسم كاتب المقال .. حتى بدأ سيل الشتائم ينهمر كشلال هادر عليه وعلى الصحيفة التي نشرته ، واتهم بانه غبي لا يفقه شيئا من الثقافة والافضل له ان يلزم داره بعيدا عن الاضواء الثقافية لأنها ( الثقافة ) لها رجالها امثال صاحبنا المثقف الغني .. كل ذلك لكون صاحبنا الاخير فقير الحال من الناحية المادية ، لا يمتلك حتى راتب يعيش منه .. رغم خلقه العالي واحساسه الانساني العميق .. يا لهذا النفاق المطبق ..!! يقيسون ثقافة الانسان بما يمتلكه من اموال .. وهنا اوجه سؤالي الى الذين تهمهم هذه الامور :-  كم من مثقف ضاع في ضباب الفقر والبؤس وشظف العيش ..؟ وكم من جاهل برز تحت ستار الغنى والبدلة الانيقة ..؟ اما المثقفون الأغنياء فهم يحاولون دائما طرح افكارهم الخلاقة والمبدعة المليئة بالانسانية والمدافعة عن حقوق الفقراء ، عبر شراء ذمم وعطف بعض الناس من العاملين في بعض الصحف والمجلات لنشر تلك الافكار البناءة ( حسب اعتقادهم طبعا ) وعن طريق اسمه " الدعم المادي" لتلك الصحف والمجلات .. فتبدأ حينها الصحف المعنية بالثناء والمديح وتبني افكار هؤلاء واعتبارها المنبر والقدوة الحسنة في خدمة المجتمع .. وبعدها تبدأ الابواق بعزف سيمفونية القدر يطرق الابواب لبيتهوفن...!!  عدا باب الابداع الذي يقفل بوجه المثقف الفقير في كثير من الاحيان .. ولهذا تكون الثقافة عند امثال هؤلاء مجرد مادة .. مادة.. اما تفسير كلمة المادة فاتركه لسادتي القراء الكرام .... / تحياتي


86
من قلة الخيل .....بقلم / رئيس التحريـــــر
مثل عربي شائع .. يطلق على حالة شاذة في المجتمع حين يكلف شخص ما بعمل ليس من اختصاصه ، وذلك بسبب عدم وجود شخص اخر مختص بذلك العمل .. وحين تسأل صاحب العمل يقول لك .. من قلة الخيل .. الخ .. وهذا المثل  يعود بذاكرتي الى منتصف عقد السبعينيات من القرن الماضي . حيث حدثني احد الاصدقاء قائلا:
  كنت اعمل باحدى الصحف ليلا واكمل دراستي الجامعية نهارا، حيث كان لي صديق قديم ( والحديث لصاحبي ) ، كانت عرى صداقتنا متينة جدا ، وكنت اعتقد حينها بان تلك العرى لا يمكن لعاتيات الزمن مهما تكالبت عليها ان تفكك منها شيئا ، ولكون صديقي قليل الثقافة ، فقد عاتبني عدة مرات والح علي بطلبات كثيرة  كي اعلمه بعض من مقومات مهنة الصحافة ، وفي الحقيقة تأثرت بعباراته الرنانة كثيرا ، فقلت في نفسي ، ربما يستطيع ان يطور نفسه ثقافيا لو ولج مجال الصحافة ، اضافة الى الفائدة المادية التي قد يحصل عليها من خلال عمله لكونه فقير الحال ، وفي الحقيقة ان صاحبي هذا كان لا يستطيع التفريق بين الفاعل ونائب الفاعل او بين الفعل الماضي والمضارع .. ورغم ذلك قدمته الى رئيس تحرير الصحيفة  فقرر تعيينه معي في نفس الشعبة عن طيب خاطر وسلم مهمة تعليمه لي شخصيا ، فقمنا انا وزملائي الاخرين بمساعدته ومحاولة تعليمه ولو كتابة خاطرة او خلجة نفسية ، وبعد مرور عدة اشهر فاجأني صديقي العزيز بمقال تجاوز الـ( 200 ) كلمة وباسلوب ركيك جدا وبعبارات غير مترابطة لا يمكن لطالب في السادس الابتدائي ان يكتب مثله .. علما بانه حاصل على شهادة جامعية اولية في احد الاختصاصات .. مما حدى بي الى تصحيح المقال وجعله في قالب صحفي بسيط  ومن ثم تم نشره في عدد اليوم التالي ، وحال ظهور الجريدة وما ان قرأ  صاحبنا المقال اخذته حمى الفرح فاخذ بالتراقص وحملته الغبطة الى الثناء على الجريدة ورئيس تحريرها والعاملين فيها واعتبرها صحيفة عظيمة لا يمكن ان تجد منافستها في سوق الصحافة .. وبعد فترة وجيزة  ، استطاع صاحبنا ان يكتب مقالا اخر .. ولكنه كان اسوأ من سابقه  واردأ تعبيرا .. وكالعادة قمت وزملائي بتصيح المقال .. كما قدم معه قصيدة شعرية تمجد حالة كان صاحبنا مؤمنا بها ويدافع بشدة عن تلك الحالة ويعتبرها مبدأه الاساسي والاخلاقي في حينه  .. فقمت كذلك بتصحيحها لكوني شاعرا وملما ببعض البحور الشعرية .. ثم تم نشر المقال ، وحدث لصاحبنا ما حدث له حين نشر المقال الاول .. ثم بعدها حصلت له على هوية تخص الصحفيين المحترفين ،، وهنا كانت الكارثة والتحول الكبير في شخصيته بعد حصوله على تلك الهوية .. اذ وفجأة ودون مقدمات ياتي صاحبنا ويقدم استقالته لرئيس التحرير معلنا وعلى الملأ بان هذه الجريدة لا تشرفه وانها غير نزيهة وانها تعمل لجهة ( س ) من الناس وانها كذا وكذا .. علما بانه كان يعلم جيدا بان الجريدة لا تمت لأية جهة باية صلة .. المهم .. اما رئيس التحرير فقد اغتبط من الفرح بسبب تخلص الجريدة من هذا اللص الثقافي .. وبالحقيقة  فقد ارتاحت الجريدة وهيئة تحريرها منه ومن ترهاته كليا .. وبعد فترة وجيزة وقعت بيدي صحيفة من الصحف الضحلة ومن التي لا تجد كتابا لها او تشتري بعض من ضمائر الناس بابخس الاثمان ، فاذ بصاحبنا قد نشر وعلى الصفحة الاولى منها مقالا ركيكا بائسا ومليء بالاخطاء اللغوية ودون تصحيح .. والحقيقة تملكني الخوف والدهشة في ان واحد بسبب هذا المقال . اما الخوف فقد كان بسبب ادعائه بمقاله هذا عكس ما كان يدعيه تماما في ما كتبه في صحيفتنا سابقا ,, فالذي كان يعتبره عدوا اصبح صديقا حميما والانسان الشريف اصبح عنده خائن .. كما انني خفت صراحة من ملامة الناس لي لكوني انا من ادخله عالم  الصحافة.. اما الدهشة فكانت بسبب نشر المقال على الصفحة الاولى .. والكل يعلم وحتى من كان جاهلا بعلم الصحافة ، ان الصفحة الاولى هي صفحة خاصة لا تنشر الا المقالات المهمة والتي تخص رئيس ومدير وسكرتير التحرير فقط او رأي الجريدة الصريح .. فاخذت الصحيفة وذهبت بها الى مقر تلك الجريدة لأقابل رئيس تحريرها .. وهنا كانت المفاجـة الكبرى ، حيث تبين بان رئيس تحريرها هو من نفس طينة صاحبنا الصحفي المزيف ، اذ قد حصل هو الاخر على هوية الصحفيين عن طريق غير مشروع ( الواسطة )  ايضا .. وهو من نوعية الناس الذين لا تهمهم الا الجيوب المملوءة وسكرتيرات جميلات وان تنشر صورته على الصحيفة في كل عدد .. المهم .. استقبلني الرجل بحرارة بعد ان تعرف علي معتقدا بانني قد تركت صحيفتي وانني قدمت للعمل معه .. وهنا قدمت له الصحيفة وسالته ان كان يعلم بتلك الاخطاء ،، فاجابني .. نعلم وانا وضعتها في الصفحة الاولى .. وهنا اظهرت له اخطائه والاخطاء اللغوية وان الصفحة الاولى هي صفحة خاصة لا تنشر الا المقالات المهمة لأنها واجهة الجريدة كلها ، كما انه لا يمكن ان تنشر مقالة مهما كانت دون تصحيح لغوي .. فقال وبكل صراحة ( يا اخي من اين نأتي بالمصححين .. لا يرغب احد بالعمل في صحيفتنا .. ثم هذا هو الموجود .. كما اننا لا نجد من يكتب في صحيفتنا الا امثال هؤلاء ، ورغم ذلك فاننا نجزل لهم العطاء مقابل الترهات التي يكتبونها رغم علمنا بانهم خانوكم  وخانوا صحيفتكم وانهم لن يخلصوا لنا ولا  لصحيفتنا ايضا ، اذ لو تسنح لهم الفرصة فسوف يذهبون الى صحيفة ثالثة وهكذا .. بل نعلم جيدا بانهم سيخونوننا يوما ايضا .. .. يا اخي نحن لا نملك الا امثال هؤلاء ونحن مجبرين على نشر ما يكتبون على مضض بسبب توجيه من جهات لا نستطيع ردها لكونها ولي نعمتنا ونعمتهم  .. فنحن مجبرون على ذلك ،   ومن مبدأ المثل القائل .. من قلة الخيل ).....



87
كتابة التاريخ ... وزيف الحقائق
                                                                                                    بقلم / عصام شابا فلفل

من يكتب التاريخ .. ومن ينكب لاهثا على تزييف الحقائق .. ذلك هو السؤال الذي يطرح نفسه بكل ثقله على الساحة في الوقت الحاضر .. وذلك هو الفعل المأساوي الذي يحاول اصحابه وبشتى الوسائل والطرق اضاعة الحق وطمس حضارة شعوب وامم زهت بسموها منذ اقدم العصور ،وقد يلجأ البعض الى تدوين او تنسيب حضارة شعب باكمله الى شعوب اخرى قد لا يكون لها وجود في التاريخ الا في الازمنة المتاخرة جدا والتي قد لا يتجاوز عمر حضارتها الـ ( 300 - 400 ) سنة ،وقد ظهر هذا جليا في الاونة الاخيرة ، اذ ان طمس حضارات الشعوب قد اخذ مسارا مفرطا فيه اضافة الى قلب موازين الحقائق التي كانت تتميز بها  تلكم الحضارات ، لذا فالتزييف الحاصل للحقائق والمآثر ينصب في خانة من يكتب او يحاول ان يعيد كتابة التاريخ - حسب اعتقاده هو - وهنا فنحن لا نرغب الخوض في تاريخ وحضارات شعوب وامم اخرى ، بل ان الذي يهمنا  من موضوعنا هذا هو تاريخ وحضارة امتنا وشعبنا وارثها الحضاري العظيم الذي يربو  على الـ ( 7000) سنة ، تلك الحضارة وذلك الارث العظيم الذي يشهد لها القاصي والداني والذي اصبح مدار بحث ودراسة وتحليل لآلاف من العلماء والباحثين وفي جميع اصقاع العالم ، بل واصبح ارثنا من العلوم المهمة ، جدا له خصوصيته وقواعده وقوانينه الخاصة به ، كما واصبح يدرس كعلم مستقل في ارقى جامعات العالم وكلياته وتحت مسمى حضاري هو ( علم الاشوريات ) .. فحضارة وادي الرافدين والتي يطلق عليها ايضا اسماء متعددة منها ( حضارة بابل - حضارة اشور - سومر  - اكد ) اضافة الى الاسماء الاخرى كحضارة بيث نهرين او حضارة بلاد ما بين النهرين ..الخ من التسميات .. نقول لم يستطع .. بل لم يجروء احد مهما بلغت منزلته العلمية والادبية والسياسية من ان ينكر تلك الحقائق ، كل ذلك بفضل ما خلفه لنا اولئك العظام اولاد اشور وبابل واور واريدو ونفر واوروك من ارث حضاري قويم مدون على رقيمات طينية او محفور على حجر .. تلك الرقيمات وتلك القطع الحجرية هي التي فتحت اذهان العالم وانارت سبل الاجيال  واعلمتهم بعظمة امتنا وقدرتها على الخلق والابداع ، .. تلك الرقيمات وتلك الحجارة التي نطقت بصدق والتي لا زالت تحكي قصة شعب عظيم ( شعب الفلك والرياضيات - شعب النحت والرسم والموسيقى والبناء - شعب الاساطير والملاحم الادبية العظيمة - شعب الهندسة والطب - شعب الحضارة العالمية الاولى - شعب كلدان واشور ) ورغم كل هذا ، فانه يظهر بين الفينة والاخرى نفر ممن يحاول قلب تلك الحقائق ، بل ويحاول ايضا ان ينسبها الى شعوب واقوام اخرى كالكوتيين مثلا والذين يتكلم عنهم التاريخ وينعتهم بكونهم اقوام متخلفة وغير حضارية ، حيث اخذوا بتدمير حضارة البلاد حال احتلالهم لها ، وهذا ما اثار حفيظة ابناء وادي الرافدين فثاروا عليهم وطردوهم من البلاد شر طردة .. فان كان هذا هو الواقع .. اذن كيف يتجرأ احد ما  - على ان ينسب حضارة الكلدانيين والاشوريين الى اقوام اخرى لا علاقة لها بارث المنطقة الحضاري القديم .. قد يكون لها حضارة قديمة في منطقة اخرى - ترى على ماذا يستند هؤلاء وما نوع رقيماتهم  وما اسماء ملوكهم المدونة على تلك الرقيمات ..؟؟ وللأسف الشديد فان حملات التزييف وقلب الحقائق قد يتعمدها البعض وخصوصا المثقفين منهم ،وقد يحاول بعضهم  بين الفينة والفينة وممن يسمون انفسهم باحثين او دارسين وممن يتصيدون في مياه التزييف ويقتاتون على فتاة المغالطات التاريخية ، يحاول هذا النفر ان ينسب بعض المنالطق ذي الاسماء الرافدينية القديمة ( كلدانية واشورية ) الى اسماء حديثة باعتبارها وحسب اعتقادهم اسماء تاريخية قديمة قدم التاريخ والتي لا وجود لها اصلا في حضارة وادي الرافدين القديمة ، فهم يحاولون وبشتى الوسائل ان يجعلوا من تلك الاسماء اسماء تاريخية متناسين ان لغة اهل بابل واشور لا توجد في قواميسها اللغوية الثرة سواء كان منها القديم او الجديد مثل تلك المفردات المفبركة .. ولدينا من الادلة ما يثبت ذلك .. ففي الاونة الاخيرة ظهرت رسالة ماجستير .. ولنكن دقيقين اكثر ..نوقشت رسالة ماجستير في جامعة دهوك لأحدى الباحثات والتي كانت موسومة بعنوان ( المعتقدات الدينية في منطقة بادينان  خلال  العصر الاشوري 911- 612 ق. م  ) وهنا لا نرغب الخوض في تفاصيل الرسالة .. بل نقول ان الكتاب يقرأ من عنوانه .. لذا ارجوكم ان تركزوا قليلا على عنوان الرسالة وخصوصا على الكلمات التي وضعنا خطا تحتها .. اقصد - منطقة بادينان ... العصر الاشوري 911 - 612 ق. م  ... اقول طالعوا النص بامعان  وقرروا انتم يا سادتي القراء الافاضل .. فمع خالص احترامنا للسيدة الباحثة صاحبة الرسالة ، ومع خالص تقديرنا للأساتذة اعضاء لجنة المناقشة وللأساتذة المشرفين على الرسالة ..نقول ان الحقيقة لا يمكن تزييفها ، وان التاريخ لا يمكن لأحد ان يضحك عليه او يسخر منه .. اقول يا سادتي الافاضل ..هل كانت هناك في الامبراطورية الاشورية او البابلية منطقة اسمها بادينان .... وخصوصا في العصر الاشوري الاخير 911- 612 ق.  م .. وسؤالي هذا موجه الى جميع السادة المؤرخين الافاضل والى جميع اساتذة التاريخ في كل جامعات العالم وكلياته والمتخصصين بتاريخ وادي الرافدين القديم والحديث ..وكما قلنا اعلاه ان الكتاب يقرأ من عنوانه .. فان كان عنوان الرسالة من اساسه يكتنف مغالطة تاريخية بهذا الشكل ، فهل يا ترى كيف سيكون متن الرسالة وماذا يكتنف محتواها وكم من الحقائق سوف تقلب خلال سطور تلكم الرسالة .. علما بان السيدة الباحثة قد اعتمدت على اكثر من ( 81) مصدر ومرجع باللغة العربية اضافة الى اكثر من ( 120) مرجع باللغة الانكليزية ... فكل تلك المصادر لم تذكر اسم كلمة بادينان لا من قريب ولا من بعيد بانها كانت موجودة في العصر الاشوري الاخير... !! وهنا لا بد لنا ان نتساءل هل ان كل ذلك العدد الضخم من الرقيمات التي عثر عليها في مكتبة اشور بانيبال وتلك الكتابات التي عثر عليها في بابل واريدو ونفر ونينوى ، وكل تلك الدراسات والبحوث التي اجريت على صحة التاريخ العراقي القديم ،وكل علماء التاريخ العالمي والانساني .. كل هؤلاء قد غفلوا عن ذلك واخطأوا في دراساتهم حول حضارة اشور وبابل ..لا ندري ..ربما اخطأوا في دراساتهم حول حضارة الفراعنة ايضا.. ولسنا ندري ان كان الملك العظيم نبوخذنصر او الملك العظيم سنحاريب او اسرحدون او حمورابي ..ربما كانو من منطقة بادينان ايضا ..وربما تكون الملكة العظيمة شمراموت ( سميراميس) سورانية ونحن لا ندري .. اذن اين اصبح الاسم التاريخي لمنطقة ( نوهدرا ) و ( اربا ائيلو ) و( كرخا سلوخ ) وغيرها .. واين اصبح اسم نينوى وبابل وكلخو .. الخ .. اين اصبح اسم تياري العليا والسفلى ،واين اصبح موقع هكاري واورمي وغيرها من اسماء اشرو وبابل .. وهنا لا بد لنا من ان ننوه ونقول .. ان الذي يحاول تزييف الحقائق سيصطدم بجدار منيع فولاذي القوام اسمه الارث الحضاري العميق عمق التاريخ والذي لا يمكن تزييفه مهما كلف الزمن .. وهنا لا بد لنا ، بل ويجب علينا نحن ككتاب وباحثين ودارسين لتاريخ امتنا ان نرد بقوة الفكر المنير وتثبيت الحقائق المسندة الى عقلانية المنطق ووقائع التاريخ الصحيح على مثل كل تلك التشويهات التي يبغي اصحابها من وراء ذلك طمس حضارة شعبنا وتغيير الطابع التاريخي للمنطقة وتزييف حقائق امتنا واماكن تواجدها .. فهل يعقل ان امة تاريخ امجادها يربو على ( 7000) ان يسرق تاريخها بتلك الوسائل والاساليب وعلنا وفي وضح النهار وكما يقول المثل الشعبي ( عيني عينك ) ونحن واقفون نتفرج ودون ان نحرك ساكنا .. نعم نحن نعتز ونفتخر بامتلاكنا لتاريخ عمره يفوق السبعين قرنا ، فهل يا ترى الا يوجد على وجه الارض شعوب .. بل وامم تتمنى ان يكون ارثها الحضاري سبعة قرون  مثلا .. ... ولكن بين الارداة والتمني يكمن الحق .. وبنور الشمس يظهر الزيف جليا وتنجلي غمامة الخداع ...  تحياتي     

88
المنبر الحر / البحث عن الماضي
« في: 18:58 04/01/2009  »
البحث عن الماضي
                                                                                            بقلم /عصام شابا الكلداني
 
تمر على الانسان احيانا حالات من النفور عن كشف بعض من المصاعب او المآسي والاخطاء التي قد تحدث له او تلم به ، فيحاول جاهدا عدم اظهار جهله بحقائق الامور متصنعا عدم معرفته بالشيء او يقول احيانا ( هذا ليس من شأني .. وهذا لا يعنيني) ، اما من كان جهله بالامور   بحسن نية فذاك لا عتاب عليه ، لكن الغريب والمحير فعلا هو جهل بعضنا بحقائق الامور بتعمد وسوء نية مسبقة . والغرض من ذلك كله هو تزييف الحقائق او تأويل ما يناسبهم الى حالة من اللؤم واللامبالاة ، علما بان تلك الحقائق تكون دامغة  ولا تقبل الشك والتي يكون التاريخ قد سجلها بامانة  تامة ودقة متناهية بحيث لا يستطيع الانسان نكران حدوثها مهما حاول الاشرار تزييف البعض منها ، وفي حال عجزه عن التزوير والتشويه يحاول التغاضي عنها حتى وان كانت تعنيه شخصيا .. فمهما كانت تلك الحقائق من الصغر فان قيمتها الحقيقية تبقى معلقة في الاذهان وقد يبنى عليها مصير شعب ومستقبل امة بكاملها ، لذا  فمن يتجاهل او يغض النظر عن حل مشكلة صغيرة او بسيطة في حياته العامة والخاصة بسبب كبريائه الزائف ، فانه سوف يستمر على هذا المنوال  ، وبعد فترة سيعفي نفسه من حلول المشاكل مهما كان حجمها ولا يقدر خطورة ذلك لأن ببساطة ( الامر لا يعنيه .. بحسب اعتقاده ) وان كانت تلك المشاكل  قد تسبب احيانا كارثة  له ولأجياله لا سمح الله ، ورغم هذا فان بعضنا لا زال سائرا في غييه  وينكر على قومه  مشاكل امته ويعتبر نفسه غير معني بذلك .. وقد سمعنا من الكثيرين اقوالا  ومع الاسف الشديد وكأنهم ليسوا في هذا العالم . فهم على سبيل المثال ينكرون حتى حالة الوحدة  التي يتمتع بها شعبنا وعلى مر العصور ، ويعتبرونها بانها لم تحصل ابدا لا في التاريخ القديم ولا الحديث ... فهم في ذلك تجاهلوا كل التاريخ الكلداني الاشوري السرياني العريق ، وللأسف نقول بان هذا التجاهل قد  حصل مباشرة بعد سقوط نينوى حيث تمزقت الامة الى فرق وجماعات ضعيفة ، وحين انتشار المسيحية بين ابناء قوميتنا زادت حدة الشقاق حيث انقسمت القومية الواحدة الى طوائف ومذاهب وبدأت التسميات تأخذ الطابع الذي يحلو لكل جماعة  بما تسمي نفسها الى ان وصل بنا الامر الى ما نحن عليه الان من تشتت وفرقة وفي  زمن كثرت فيه الافكار الغريبة والارهاصات الجامحة ونظريات وايديولوجيات متطرفة شعواء وعلى جميع المستويات الاثنية والدينية .. لذا فمن الواجب علينا ان نسبر غور التاريخ الصميمي لأمتنا ونتخذ منه  نبراسا لنا ونأخذ منه عبرة  لوحدتنا وصون كرامتنا وحينها نستطيع وبكل بساطة المطالبة بحقوقنا الدينية والقومية كاملة  وان نبين للعالم باننا شعب اصيل وصاحب تلك الحضارات التي خدمت الانسانية لألاف من السنين .. اما اذا غضضنا النظر عن كل ذلك فسيكون حالنا كحال اولاد صاحبنا الشيخ محمود والتي سارويها لكم ادناه:- 
      يحكى انه في الزمن الماضي كان لشيخ  احدى القبائل واسمه محمود عدد من الابناء الاشداء والذين كانوا يعتقدون بانهم يستطيعون الدفاع عن عشيرتهم حين البأس ، اما شيخنا الجليل محمود فكان من الثراء ورجاحة العقل  والكرم والشجاعة مثار حسد من قبل شيوخ العشائر الاخرى .. وقد استقرت احوال القبيلة حينها بحيث اصبحت حلما مرعبا لمن تسول له نفسه للقيام باي شيء عدائي ضد هذه العشيرة .. ولكن بعد مرور عدة سنين  من هذا الامان والركون الى الهدوء ، فقد ديك من منزل الشيخ محمود ، فما كان من شيخنا الجليل الا ان جمع اولاده وقال لهم { اذهبوا جميعكم وابحثوا عن الديك ولا تعودوا الا به } .. فاستغرب أبناؤه من كلامه هذا  وقالوا مع انفسهم ( نحن اولاد الشيخ .. ونبحث عن ديك حقير ..؟.. ثم انه مجرد ديك لا قيمة له قياسا  لما نملكه من اموال .. ) ، لذا فقد غض ابناء الشيخ النظر عن البحث وراء الديك .. وبعد عدة اشهر جاء راعي الشيخ راكضا مرتعبا ، يصرخ ويصيح ( الحكني يا عمي الشيخ .. هجموا علي الحرامية وباكوا مني نعجة ) . وهنا جمع الشيخ اولاده وقال لهم { ابحثوا عن الديك } فاستغرب الاولاد اكثر من كلامه وشككوا في امر اهلانية عقله واعتقدوا بان هلوسة الكبر قد ضربت برشده .. فخرجوا منزعجين ولم يعيروا للأمر اهمية متذرعين بانهم اولاد الشيخ ، ونعجة واحدة لاقيمة لها قياسا باموال الشيخ .. ومرت  على الحادثة هذه عدة سنوات وحينها كان الشيخ قد بلغ من الكبر عتيا ، فاذا بمجموعة من اللصوص وقطاع الطرق يهجمون على قطيع الجاموس المملوك للشيخ ويسلبونه من الرعاة ، مما حدى برعاته الى الهرب وطلب النجدة من القبيلة وشيخها ،  وكالعادة جمع الشيخ اولاده وقال لهم عبارته المشهورة{ ابحثوا عن الديك، فمتى ما وجدتموه ستجدون  بجانبه النعجة وقطيع الجاموس} . فاغتاظ الاولاد جدا من هذا الكلام ، وقالوا لبعضهم ان ابانا قد جن ،  فالواجب علينا اولا هو اللحاق باللصوص واسترجاع القطيع وبعدها نقرر مصير ابانا.. وفعلا ذهب الرجال في اثر اللصوص وعند اللقاء بهم حدثت معركة  حامية الوطيس بينهم وبين اللصوص ، وهنا حدثت الكارثة ، اذ قتل احد ابناء شيخنا محمود  وخسر الاخرون المعركة وانسحبوا منها دون ان يستطيعوا اعادة القطيع ، وحال وصولهم مضارب عشيرتهم  حاملين جثة شقيقهم على اكتافهم ،كان الشيخ ووجهاء القبيلة بانتظارهم  ، حينها تقدم اكبرهم وقال { يبوي .. انجتل ابو هدلة}  فهز الشيخ رأسه مرددا عبارته المشهورة { ابحثوا عن الديك ، وستجدون معه النعجة وقطيع الجاموس وقاتل ابو هدلة} ، فهب ولده البكر حانقا صارخا بوجه والده وقال ( هل جننت يا ابي .. ما لنا وما للديك .. نقول لك بان ابا هدلة قد قتل اما انت فتقول ابحثوا عن الديك ..  الان علمت بان الخرف قد داهم عقلك وافقدك رشدك) .. فما كان من الشيخ الا ان رفع عكازه وضربه على ظهر ولده بقوة وقال :- { ايها الجاهل .. ايها الجاحد.. يا ايها الولد العاق.. لو كنتم انت وأشقاؤك الجهلة الحمقى قد بحثتم عن الديك ، ماكانت النعجة قد فقدت ، وما كان قطيع الجاموس قد سلب وما كان ابو هدلة قد قتل ، لأنه في تلك الحالة كان كل من تسول له نفسه للقيام بمثل تلك الاعمال  سيحسب لكم الف حساب ويقول حينها في نفسه ، ان في العشيرة رجال يحمون شرفها ومالها ، ولم يكن حينها يتجاسر على ان يقوم باي عمل شائن  يمس كرامة العشيرة وشرفها ، وما كان اللصوص  قد طمعوا باموالكم ، ولما كانت النتيجة كما ترونها امامكم.. اما الان فاقول لكم ولكل من يتصف بخصالكم (( ابحثوا عن الديك ، فمتى ما وجدتموه واعدتموه الى الديار سيعود اليكم شرفكم وكبريائكم وشرف ومجد عشيرتكم ،وحينها سيهابكم الناس وسيحسبون لكم الف حساب)}   ...... تحاتي

89
تنويه وتوضيح

ظهرت في الاونة الاخيرة بعض التعليقات على كلمة السيد ملا بختيار في مؤتمر الادباء السريان الذي عقد في السليمانية يوم الاحد الموافق 14/12/2008 ولأجل ذلك نوضح ما يلي
 
انعقد المؤتمر الادبي السرياني الخامس في السليمانية برعاية فخامة رئيس الجمهورية الاستاذ جلال الطالباني يوم الاحد الموافق 14/12/2008 وعلى قاعة ديالوك ، وناب عنه في كلمة افتتاح المؤتمر الاستاذ ملا بختيار ، وضمن سياق كلمته قال سيادته
ان مساحة التوافق والتعايش السلمي المشترك بين المسيحيين السريان من جهة وبين اخوانهم الاكراد من جهة ثانية هي اكبر من فجوات الخلافات الصغيرة التي عجزت حتى الان عن افساد تلك العلاقة التاريخية الوطيدة ، واكد ضمن هذا السياق قالا.
ان للمسيحيين السريان افضالا ومواقف مشرفة تجاه الشعب الكردي لعل ابرزها الموقف التاريخي الذي ابداه احد المسيحيين في تركيا بمنحه جواز سفره الخاص الى زعيم الثورة الكردية الشيخ عبيد الله النهري عشية انهيار ثورته اوائل القرن التاسع عشر وفراره الى اسطنبول .    وتتطرق سيادته الى حالتين حصلتا  في تأريخ علاقاتنا وهما اغتيال مار شمعون على يد سمكو شكاك والاضطهاد الذي مارسه الامير بدرخان في امارته لفتره وجيزة بأخذ الجباية من المسيحيين ، عدا هاتين الحادثتين أكد السيد ملا بختيار في خطابه وبأسم فخافة الرئيس على علاقات التأريخية  المتميزه والوطيدة  والجوانب المشرقة في هذه العلاقات التاريخية موعزا كثير من الانجازات الثقافيه والمدنيه والمعرفيه الى المسيحيين في كردستان 
 
 
 
ان ما ورد خلاف ذلك عبر وسائل الاعلام في الداخل والخارج لا اساس له من الصحة

                                                                                                    التوقيع
                                                                      الهيئة الادارية لأتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق   
 

90
المؤتمر  الخامس للأدب السرياني ... مؤتمر الاب الاديب بولس بيداري


                                                   
     تحقيق/ عصام شابا الكلداني
 
   برعاية فخامة رئيس جمهورية العراق الاستاذ الدكتور جلال الطالباني ،وبتاريخ 14/12/2008 انعقد مؤتمر الادب السرياني الخامس .. مؤتمر الاب الاديب بولس بيداري على قاعة ديالوك في مدينة  السليمانية ، وقد حضر افتتاح المؤتمر نيابة عن السيد رئيس الجمهورية ، الاستاذ ملا بختيار عضو عامل المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وعدد من السادة ممثلي الاحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وعدد من المنظمات والاتحادات الادبية والفنية والاعلامية العاملة في المحافظة وجمع غفير من الشخصيات السياسية والادبية والاعلامية والفنية والمهتمين بالاداب السريانية وعدد كبير من وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء .. وقد استهلت جلسة الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت ترحما على ارواح شهداء العراق وشهداء الحركة الثقافية والادبية عموما ، ومن ثم القى الاديب نزار حنا الديراني كلمة المؤتمر اكد فيها على وجوب الاهتمام بالاداب السريانية باعتبارها رافدا كبيرا من روافد الادب الرافديني قديما وحديثا واحد روافد الادب العالمي منذ فجر التاريخ  ، وقد ركز في كلمته على الدور الذي لعبه الادباء والمثقفون السريان في نقل ما جادت به الحضارة اليونانية من فلسفة وعلوم الفلك والفنون الى اللغة السريانية ومن ثم ترجمتها الى اللغة العربية والتي أصبحت بدورها من مصادر البحث والدراسة عبر العصور   ، بعد ذلك القى الاستاذ ملا بختيار ممثل السيد رئيس الجمهورية كلمة راعي المؤتمر حيث نقل فيها تحيات السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الى المؤتمرين متمنيا لهم النجاح في عملهم الكبير هذا .. واشار الاستاذ بختيار في كلمته القيمة الى دور الادباء والمثقفون السريان في نهضة العراق عبر العصور ، كما اكد سادته على وحدة وتلاحم ابناء العراق رغم اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية ، وقد اوضح سيادته ان وحدة العراق وشعبه قد جسدها هذا المؤتمر والدليل على ذلك هو انعقاده في السليمانية وبمشاركة الادباء والمختصين بالادب السرياني من وسط وجنوب العراق اضافة الى القادمين من شمال العراق واقليم كوردستان ،وقد تطرق سيادته ايضا الى المآسي التي لحقت بابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري عبر العصور والمذابح الي تعرض لهاهذا الشعب العريق دون وجه حق ،وفي الختام تمنى السيد ملا بختيار للمؤتمر النجاح والتوفيق ، .. بعد ذلك القى الاستاذ ناجح المعموري كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق كلمة الاتحاد حيث اشاد في كلمة بالجهود المبذولة باقامة هكذا مؤتمرات مؤكدا على ان الادب السرياني ما هو الا جزءا مهما من الادب الرافديني العريق .. بعد ذلك قام السيد ملا بختيار بتقليد نخبة من الادباء السريان وسام الادب السرياني وهم كل من :
1-  الاستاذ الدكتور بشير متي الطوري / عضو هيئة اللغة السريانية في المجمع العلمي العراقي والمدرس في كلية اللغات قسم اللغة السريانية بجامعة بغداد / عضو اتحاد الادباء والكتاب السريان
2-  الاستاذ الدكتور صلاح عبد العزيز محجوب / استاذ اللغة والادب السرياني / قسم اللغات الشرقية / كلية الاداب جامعة القاهرة
3-  الاستاذ الاب شموئيل دنحا / من اميركا .. والذي له العديد من المؤلفات والمقالات ، كما عمل طويلا  في المؤسسات الادبية السريانية داخل العراق وخارجه
4-  البروفيسور افرام عيسى / الاستاذ في جامعة السوربون الفرنسية / ويدير احدى دور النشر في فرنسا / له العديد من المؤلفات التي تتناول ميثولجية وادب وادي الرافدين.

وبعد تقليد المذكورين اوسمة الادب السرياني ، القى الاستاذ مؤيد حسين منشد كلمة كلية اللغات / قسم اللغة السريانية في جامعة بغداد كلمة القسم ، كما القى الاستاذ الدكتور محمد كريم ابراهيم الشمري عميد كلية الاداب في جامعة القادسية كلمة الكلية ، حيث تطرق السيدين المذكورين الى دور الادباء السريان في نهضة الحركة الثقافية والادبية في العراق خاصة وفي الشرق عموما وخصوصا في العصور العباسية والعصور التي تلتها ..
   بعد ذلك قام السيد الاديب نزار حنا الديراني رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق بتوزيع الهدايا للشخصيات والهيئات المساندة للمؤتمر وهم كل من :
1-    فخامة الريئس جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق .. راعي المؤتمر وقد تسلمها نيابة عنه الاستاذ ملا بختيار
2-    الاستاذ ملا بختيار عضو عامل المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني
3-    ادارة قاعة ديالوك التي عقدت فيها جلسات المؤتمر جميعا
4-    اتحاد الادباء والكتاب في العراق وتسمها الاديب ابراهيم الخياط
5-    كلية اللغات / قسم اللغة السريانية / جامعة بغداد وتسلكها الاستاذ مؤيد حسين
6-    كلية اللغات : جامعة القادسية وتسلمها الدكتور محمد كريم الشمري عميد الكلية

ومن ثم بدات جلسات المؤتمر .. حيث طرحت خلال جلساته ( 23) ثلاثة وعشرون بحثا في مختلف المواضيع التي تخص الادب السرياني واللغة السريانية ، حيث نوقشت في اليوم الاول الاحد 14/12 بحوث كل من السادة :
1-    الباحث مؤيد حسين منشد .. وبحثه كان تحت عنوان . نشات الادب السرياني وتطوره
2-    الباحث الدكتور محمد كريم الشمري .. وبحثه كان بعنوان .. مجالس مار ايليا .. مطران نصيبين
3-    الباحث ادمون لاسو .. وبحث كان بعنوان / لغة السورث تاريخيا
4-    الباحث الدكتور يوسف قوزي .. وبحثه خلق ادم وبعث الموتى .. دراسة في قصيدة
5-    الباحث حنا روفو ... وبحثه الشعراء السريان في اربيل
6-    الباحث  نزار الديراني .. وبحثه معالم الحداثة في المشهد الشعري
7-    الباحث الدكتور بشير متي الطوري .. الشعور القومي لدى الشعراء السريان المغاربة
وفي جلسات اليوم الثاني / الاثنين 15/12/2008  ..نوقشت بحوث كل من السادة :
1-    الباحث حيدر حسن عبيد .. وبحثه ابواب الفعل الثلاثي المجرد وحركاته في اللغة السريانية ..دراسة سامية مقارنة
2-    الباحث ميخائيل بنيامين .. وبحثه الحياة الوظيفية للغة في البيئات المختلفة
3-    الباحث جلال خاشع عبد الفتاح .. وبحثه التغيرات الطارئة على اسم الاشارة
4-    الباحث ستار عبد الحسن الفتلاوي .. وبحثه اللغات عند الجاحظ .. السريانية نموذجا
5-    الباحثة فاتن ناصر يعقوب .. وبحثها ادب الحكمة عند احيقار
6-    الباحث عمار عبد الرزاق خليفة .. وبحثه  الخطاطون السريان
7-    الباحث محمد راضي زوير .. وبحثه الحروف والحركات في اللغات السامية وحقيقة الواقع المشترك
8-    الباحث منهل سنحاريب .. وبحثه الشاعر السرياني برديصان .. حياته واعماله
9-    الباحث يوسف حنا شبلا ..   وبحثه قراءة جديدة لأسماء رافدينية قديمة
10-                      لباحث يوسف اسحق زرا.. وبحثه العلاقة الجدلية والميثولوجية بين قصة الخلق وملحمة كلكامش
11-                      الباحث اشور ملحم ..وبحثه الرواسب السومرية في اللغة السريانية

وفي جلسات اليوم الثالث للمؤتمر .. الثلاثاء 16/12/2008 وهو اليوم الاخير . فقد نوقشت فيع بحوث كل من السادة :
1-    الباحث هيثم بهنام بردى .. وبحثه كتاب ادب اطفال سريان في مسيرة ادب الطفل العراقي
2-    الباحث محمد علي عبد الامير .. وبحثه لؤلؤة القرن السابع للميلاد
3-    الباحث احمد سامي ..وبحثه التغيرات الصوتية المشروطة في اللغات السامية
4-  الباحث رفيق نوري حنا .. وبحثه معرقلات الابداع في الدراما السريانية .. حيث عرض بعد طرحه لبحثه اعلاه فلما يتضمن اوبريتا غنائيا باللغة السريانية من تمثيل فرقة انانا للتمثيل في عنكاوة ..

وبعد انتهاء جلسات المناقشة تم  توزيع الشهادات التقديرية ودروع المؤتمر على السادة الباحثين ، ومكنم بعدها تلي البيان الختامي مؤكدا على خروج المؤتمر بتوصيات ومقررات هامة تصب جميعا في خدمة الادب واللغة السريانية ،

   وبعد انتهاء المؤتمر وجلساته التقينا ببعض من السادة المشاركين والباحثين حيث عبر هؤلاء السادة بصدق عما يكتنفهم من شعور في حضور مثل هذا المؤتمر حيث تحدث الدكتور محمد كريم الشمري عميد كلية الاداب بجامعة القادسية قائلا..
      السريان..تراث وتاريخ وشعب عريق عاش في العراق ، واسهم في رفد الحركة الثقافية والوطنية .. فهم ( السريان ) يشكلون جزءا من الشعب العراقي ، حيث شاركوا شعبهم افراحه واتراحه وتحملوا الكثير من الظلم والاذى من قبل النظم الدكتاتورية المستبدة والتي حرمتهم من ابسط مقوماتهم الانسانية .. لذا فان هذه المؤتمرات لها دور كبير في اعادة اللحمة المشتركة لهذه الشريحة من شعب العراق مع بقية بقية اشقائه واخوتهم من كورد وعرب وتركمان وصابئة وايزيدين وارمن  للأسهام في بناء العراق الموحد .. عراق الديمقراطية الحقة وفي مختلف الأصعدة وضمن الامكانات والقدرات التي يتميز بها شعب العراق والتي تهدف الى تاكيد وترسيخ الوطنية على الذي يتميز به المجتمع العراقي هذا التباين الذي يزهو كطيف الشمس الجميل ..
اما الباحث ميخئيل بنيامين فقد اكد قائلا.. ان مثل هذه المؤتمرات تضيف دون شك قيما ادبية وفنية الى حركة ادبنا المعاصرة بغض النظر ان كانت تلك القيمة كبيرة ام صغيرة ، وقد لاحظت من متابعتي لجلسات المؤتمر ان هناك العديد من العناوين ( عناوين البحوث ) كان فيها شيء من التكرارية لمواضيع مكررة ، وربما كانت احيانا لغوية صرفة تتعلق بقواعد اللغة السريانية الكلاسيكية ، اما النقاشات فكانت بصراحة مفيدة جدا وقد اغنت تلك النقاشات اكثر البحوث ، وهنا يجب ان نشير براينا الشخصي ونقول ان تلك النقاشات كانت فائدتها اعم واشمل من البحوث وقد اعطت فعلا نموذجا حيا للنقاش والتفاعل السليم مع مكونات البحوث ..                 
 


91
القرصنة الصومالية وعملية عسكرة البحار

بقلم/ عصام شابا فلفل
 
يعيش العالم هذه الايام ازمة مالية خانقة وعلى جميع الاصعدة والمستويات الاقتصادية ، وحسب ما يقوله خبراء الاقتصاد في العالم فان تلك الازمة هي نتاج للركود الاقتصادي  في العالم اجمع والذي اخذ بالتنامي والانتشار ليعصف بالعديد من المؤسسات والمصارف ويؤدي بها الى اشهار افلاسها ، والكل يعلم ان الذي يدفع ضريبة كل هذا هي الدول الفقيرة سواء كانت تلك الدول في الشرق ام في الغرب ، وخصوصا في افريقيا ... حيث الصراعات العرقية والاثنية واحيانا الاقليمية قد اخذت ماخذها من هذه الشعوب الفقيرة - ان لم نقل المعدمة - فهي ( الحروب ) تحصد العشرات ان لم يكن المئات من ابناء تلك الدول .. وما يحدث في الصومال الان لهو مثل حي على ذلك ، وما هو الا جزء من تلكم الاحداث والتي توصف على الاغلب بانها ( حركات انفصالية ) .. وعلى اثر ذلك انقسم الصومال الى قسمين - وهذا هو الواقع الان شئنا ام ابينا - بين فصيلين من ابنائه ، وبسبب التدخل الخارجي اللامنطقي سواء كان من قبل دول الجوار ام من دول قدمت عبر البحار .. كل ذلك كانت له نتائج سلبية على ابناء تلك الدولة الفقيرة المبتلاة بالحرب الاهلية منذ اكثر من عقدين من الزمن ، والكل يعلم ان المنظمات الارهابية والتنظيمات المسلحة وتجارة الحروب تنشط في مثل تلك الاماكن من العالم بسبب توفر مناخ خصب لنشاطها ولكون ذلك المناخ يساعدها على النمو سريعا والقيام باعمال تنافي القيم والمنطق والاخلاق ، فمذابح بوروندي ورواندا وما يجري في ارض دار فور في السودان واحداث الكونغو وغيرها من امور لا انسانية .. وهنا لا نرغب الخوض في تلك الماسي.. بل نود ان نوضح للراي العام حقيقة ما يحصل في بحر العرب وتحديدا في منطقة مضيق باب المندب من قرصنة للسفن التجارية الماخرة عبر هذا المضيق والتي قد تحصل يوميا هذه الايام .. هذه القرصنة ما هي الا نتيجة حتمية لتلك الممارسات اللامنطقية التي تغزو افريقيا ، بل ولنقل تغزوا اكثر مناطق الشرق ان لم يكن في العالم اجمع . فلو امعنا النظر قليلا فيما يحدث لوجدنا ان تلك الاعمال من خطف سفن ضخمة وقسما منها ناقلات نفط عملاقة لياخذنا العجب ولوجدنا بان ذلك هو بعيد كل البعد عن المنطق العقلاني .. فهل يعقل ان تختطف ناقلة نفط عملاقة يربو طولها عن 250 مترا وعرضها عن 100 متر وعلى متنها اكثر من عشرين بحارا .. هل يعقل ان تختفي في البحر وبيد قراصنة معدودين ..؟ !! فهل يا ترى الم تسحب تلك الناقلة الى احد الموانيء لترسو فيه ..؟ وهل يا ترى اين الاقمار الصناعية التي استطاعت ان تصور وتحدد علامة سيكارة يدخنها فلاح وهو يعمل في حقله ، الم تستطع تلك الاقمار ان تحدد مسار تلك الباخرة العملاقة والتي تربو مساحتها عن ( 25000) خمسة وعشرين الف متر مربع
  هل هذا معقول ..؟؟!! وما يزيد الامر غرابة هو اختطاف سفينتين تجاريتين اخريين بعد ذلك بيومين فقط .. هذه حقائق لم نذكرها جزافا ابدا ، بل هي حقائق وتصريحات واخبار صادقة بثتها وسائل الاعلام ووكالات الانباء وفضائيات الدول التي تعرضت سفنها لتلك العمليات الارهابية المقيتة كما بثتها وكالات الانباء العالمية وخصوصا العائدة لتلك التي لها مصالح اقتصادية ضخمة في المنطقة  ،وعلى اثر ذلك بدأ التحرك السريع للعمل على الحد من تلك الظاهرة الغريبة العجيبة وبدأت فعلا بعض الدول مثل روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها بارسال سفن حربية لحماية بواخرها التجارية الماحرة عبر مضيق باب المندب .. اما الشيء المنطقي في هذه الارهاصات فهو ان تلك الافعال قد تقوض اقتصاد بعض الدول وخصوصا العربية منها مثل مصر لكونها تعتمد وبشكل كبير على واردات قناة السويس في اقتصادها الوطني بسبب اعتبار تلك القناة المنفذ الرئيسي الذي يربط الشرق والغرب  .وقد سمعنا ان تلك الاحداث اجبرت كبريات شركات النقل البحري ان تغير مسارها من قناة السويس الى المسار البحري القديم عبر راس الرجاء الصالح والذي يدور حول قارة افريقيا مضحية بالكثير من الطاقة والزمن ومفضلة المسافات الطويلة على المرور عبر مضيق باب المندب ، وهنا تخسر الدول الواقعة على البحر الاحمر اهم مورادها الاقتصادية وهو الترانسيت البحري رغم التطمينات التي تبديها تلك الدول للشركات الملاحية العالمية بحماية سفنها ، كما ان تلك الدول خسرت الكثير من صادراتها بسبب عدم دخول السفن الناقلة لتلك الصادرات الى المياه العربية وخصوصا النفط السعودي وغيره من الصادرات في المنطقة العربية .. وهنا لا بد لنا ان نعبر عن راينا بصراحة تامة ونقول .. لقد صرحت وكالات الانباء والعديد من الفضائيات بالقول .. ان القراصنة يمتلكون سفنا حربية حديثة مجهزة باسلحة متطورة جدا ... اذن لنقف عند هذه النقطة .. سفن حربية حديثة واسلحة متطورة ..!!!  فهل من المعقول ان يكون للقراصنة سفنا حربية ..؟؟ وهل يعقل ان تجهز باسلحة متطورة جدا ...؟؟!! ان لم يكن ذلك فعل دولة معينة او منظمة عالمية تقف خلفها دولة معينة ..؟ سؤال بحاجة الى التحليل المنطفي.... فهل يا ترى في اية موانيء ترسوا مثل تلك السفن الحربية المتطورة الاسلحة ..؟اقصد سفن القراصنة ..!! والسؤال الاهم .. لماذا يطالب القراصنة بفدية مالية ولا ينهبون حمولة تلك السفن وبضاعتها ويبيعونها بالسوق السوداء ليربحوا منها عشرات بل مئات المرات بقدر تلك الفدية ..؟ ويبقى السؤال الاهم والذي يتبادر الى ذهن  كل مثقف ومفكر وخصوصا المحللين الاقتصاديين والسياسيين منهم  .. هل هذه الاعمال الرخيصة هي مقدمة لبدء خرب اقتصادية عظمى في المنطقة والتي قد تبدأ بباب المندب، ام هي حرب تجارية ضد دولة معينة بالذات ، ام هي حالة مفتعلة لغرض عسكرة البحار بعد ان ضاقت الارض بالجبوش والاسلحة المدمرة وخصوصا في المنطقة العربية .. ام هي عملية قرصنة فعلية تشارك فيها دول ومنظمات عالمية كبرى... اسئلة سنجد لها اجوبة في المستقبل القريب انشاء الله ...
 
تحياتي

92
كلام الليل .. يمحوه النهار

                        بقلم / عصام شابا فلفل

   قد يحصل احيانا اننا نغالي في مدح شخص بما ليس فيه ، فينقلب مدحه ذما علينا ونندم ،وقد يكون مدحنا هذا مشفوعا بدافع الحصول على مبتغى معين ، فنقوم باطراء الممدوح بعبارات التكبير والتبجيل حتى وان كانت تلك العبارات بعيدة كل البعد عن المنطق والحقيقة والتي لا يتصف بها الشخص المعني ابدا .. ولهذا نجد باننا نضع انفسنا في مأزق خانق وفي موقف لا يحسد عليه . ففي ايام الطفولة الغابرة سمعت حكاية لطيفة في نفس الاتجاه ولكنني لم افهم معناه في تلك الفترة .. تدور احداث الحكاية حول شاعر بدوي ( مطرب متجول) يصول ويجول في البوادي حاملا كيسه على كتفه وربابته في يده متنقلا بين القبائل سيرا على الاقدام يمدح هذا ويذم ذاك ، كل ذلك في سبيل طلب الرزق ، وفي احدى رحلاته حلّ ضيفا على قبيلة عربية اصيلة ، كان شيخها معروفا بين شيوخ القبائل الاخرى بكرمه وورعه ورجاحة عقله ، فاستقبله الشيخ في مضيفه بكل حفاوة وتكريم كعادة اهل البادية حين يستقبلون ضيوفهم ، وفي المساء حضر رجال القبيلة الى المضيف مرحبين بضيف شيخهم ولكي يقضوا ( التعليلة ) مع الشيخ والضيف ،وبعد العشاء واحتساء فنجان القهوة العربية التي تشتهر بها البادية ، تناول الشاعر ربابته وشرع بغناء الاهازيج البدوية الجميلة ،وبعد حين اخذته نشوة الطرب الى اطلاق عبارات المديح والثناء على شيخ العشيرة واصفا اياه بمواصفات ما بعدها اوصاف ، ومن جملة تلك العبارات :- { يا شيخ مشايخ كل العرب.. انت الوحيد كالفضة والذهب .. انت بطل القبائل بين الشرق والغرب.. فمن قال غير هذا قد كذب .. وانت الفارس الهمام ومدحك الان وجب ... الخ .. الخ } واستمر الشاعر في مدحه والحاضرون مبتهجون يهزون رؤوسهم بكل فخر واعتزاز مؤيدين لما يطلقه الشاعر من عبارات المدح .. اما الشيخ الحكيم فقد كان يقهقه ضاحكا .. بل انه اخذ يغدق على شاعرنا بعد كل مديح 100 ناقة ، وكلما ازدادت عبارات المدح ازاد الشيخ في كرمه الى ان اصبح مجموع ما وهبه الشيخ للشاعر 1000 ناقة ، وبعد حين انتفض المجلس عن اهله واوى كل الى فراشه .. وفي الصباح وبعد تناول وجبة الفطور ، استأذن الشاعر من شيخ القبيلة الرحيل فقال :- { يا عمي الشيخ ارجوك اسمح لي بالرحيل } فرد الشيخ :- { حللت اهلا ونزلت سهلا ، ارحل محروسا بامان الله } .. لكن الشاعر ظل مسمرا في مكانه ليعيد عبارته مرة اخرى { يا عمي الشيخ اود الرحيل } وكان رد الشيخ مماثلا لرده الاول ، الى ان ضاق صدر الشاعر وافصح عن طلبه حيث قال:- يا عم الشيخ ..الامانة.. وكان يقصد الـ ( 1000) ناقة طبعا ، فضحك الشيخ وقال له :- { اسمع مني يا ولدي كلامي هذا ، انا لم اهبك شيئا يخصني .. لأنك اسمعتني كلاما طيبا ، اما انا فلم ارغب بجرح شعورك فأسمعتك كلاما طيبا ايضا .. ثم انك مدحتني بما ليس فيّ وتلك اهانة لي ، عليه فمنحت لك ما لا املكه ، وتذكر مثلا تعلمناه في البادية وهو .. كلام الليل يمحوه النهار ...} ...... / تحيــــاتي   

93
نشاطات اتحاد الابداء والكتاب السريان



ضمن نشاطات اتحاد الادباء والكتاب السريان  شارك وفد يتكون من السادة .. الاديب نزار حنا الديراني  رئيس الاتحاد  والايب يوسف زرا سكرتير الاتحاد  والاديب الشاعر شاكر سيفو مسؤول العلاقات  والاديب بطرس نباتي عضو الانحاد .. في مهرجان كلاويز الثاني عشر المقام في مدينة السليمانية  .. وعلى هامش المهرجان التقى الوفد المشارك بالسيد ملا بختيار سكرنير الاتحاد الوطني الكوردستاني  ، واتفق الطرفان على عقد مؤتمر الادب السرياني الخامس في محافظة السليمانية وبرعاية دولة رئيس الجمهورية جلال الطلباني ولمدة ثلاثة ايام واعتبارا من يوم الجمعة الموافق 12/12/2008 ...

94
الاقصاء والتهميش .. السبب والنتيجة

بقلم / عصام شابا فلفل

       حين ننظر بإمعان الى الذي يحدث لأبناء شعبنا من امور غير منطقية ومواقف مجحفة تتخذ بحقه من قبل الاخرين ، سنرى ان الكثير من تلكم الاحداث كانت نتيجة لفعل خاطيء قام به اشخاص ومع الاسف يحسبون على ابناء قومنا ان لم نكن مخطئين  ، ولو بحثنا عن الاسباب المنطقية التي وقع شعبنا بسببها تحت طائلة التهميش والاقصاء القسري عن كل التشكيلات والتنظيمات الحكومية سواء كان ذلك في تزوير وسرقة حقنا الانتخابي في انتخابات مجلس النواب او في الغاء المادة خمسين من قانون مجالس المحافظات ومن ثم اعادة النظر بها ومن ثم اخيرا تقليص عدد ممثلي شعبنا في مجالس المحافظات الى ادنى المستويات والتي لا تلائم بشكل من الاشكال حجم وعدد ابناء شعبنا ابدا .. ولسنا ندري ان كان هناك تعمد من قبل جهة معينة في كل ذلك ام ان العيب يكمن في الزمن ليعاقبنا هكذا عقاب دون ذنب نرتكبه سوى كوننا قوم مسالمين نرضى بالقليل ولا نطمح بالكثير كما يفعل الاخرون  .. اما اذا نظرنا الى الموضوع من جهة اخرى ..وهنا تكمن الكارثة الحقيقية .. لوجدنا ان الخطأ كله يكمن فينا ,, وهنا لا اقصد ابناء الشعب بل اقصد السادة المتنفذين من ابناء شعبنا واخص منهم السادة مسؤولي الاحزاب والتنظيمات والكتل السياسية الخاصة بابناء شعبنا ، فهم مسؤولين امام الله والتاريخ عن الذي يحدث من قتل وتهجير وتهميش واقصاء الى اخره من امور قد نكون غافلين عنها لسبب او لآخر ، لأنهم وببساطة شغلوا انفسهم ومن ورائهم ابناء جلدتهم في امور تافهة بعيدة كل البعد احيانا عن المنطق والحقيقة ، فموضوع التسمية في حينه والذي استمر الجدل فيه اشهرا طويلة دون نتيجة كان السبب الرئيسي في الخسارة العظمى وهو موضوع الاسماء فبدلا من ان تكون هناك تسمية موحدة ، ابتكرت حينها تسمية الواوات والتي اضاعت علينا فرصة تاريخية عظمى ، ونحن في حينها نبهنا باكثر من مقال وفي اكثر من صحيفة وموقع الكتروني على النتائج الكارثية التي ستحل بشعبنا ان لم يتم رص الصفوف وبوحدة متكاملة ،ولكن الغرور لدى بعض من المحسوبين على هذا الشعب الجريح جعل منا لقمة سائغة وسهلة للآخرين كي يسحقونا دون رحمة ، وما احداث الموصل الاخيرة والتهميش العلني والغاء المادة خمسين وغيرها من الامور التي لا تخطر ببال احد الا نتيجة حتمية وواضحة المعالم على هذا التشرذم الذي ابتكره اصحاب الافكار المسيسة من قبل هذا الاجنبي او ذاك الغريب ، كل ذلك لغرض اقصائنا نهائيا من الوجود السياسي والاجتماعي ..وربما تحقيق الحلم الكبير لبعض من المتصدين باجبارنا على ترك ارض الاباء والاجداء والتي هي امنية من يتربصون بنا شرا وسوءً وعلى جميع المستويات .. ورغم هذا فالواجب علينا هو عدم القاء اللوم على الاخرين او تعليق أخطائنا على شماعتهم ابدا .. فنحن كما يعلم العالم اجمع قوم اصلاء في هذا البلد .. وهذا صحيح ومعروف لدى الجميع ، ونحن ابناء العراق والاساس فيه .. وهذا منطقي جدا ..ونحن ..ونحن .. الخ ..ولكن الذي غفل عنه سادتنا الافاضل من المتنفذين كما قلنا انفا ، هو هذا التشرذم الذي زرع بين صفوف ابناء امتنا ، وارجو ان لا يستغرب البعض حين نصرح بالحقائق كما هي ، فالكل يعلم ان تعدادنا في العراق الان لا يمكن ان يتجاوز المليون فرد ، فتصور ان هذا المليون قد انقسم الى اكثر من احدى عشرة فرقة سياسية ... او حزب سياسي وباسماء متعددة ظاهرها قومي وباطنها .. الله اعلم بما يكنه من خبايا ... هل هذا هو المنطق الصحيح ؟.. فلو قسمنا جميع ابناء شعبنا بنسائه واطفاله وشيوخه وعجائزه على هذا الاساس وبالتساوي ،ستكون حينها حصة كل مجموعة 90000 تسعون الف شخص فقط...!!! عجيب امرنا .. وغريب فعلنا .. والاغرب افعال سادتنا مسؤولي هذه الاحزاب والتكتلات .. والاغرب والاغرب والاغرب ايضا اننا نجد بين الحين والاخر تأسيس حزب ومجلس سياسي اخر او ربما سنشهد تشكيل احزاب اخرى قد تزيدنا شرذمة وفرقة .. تلك هي مأساتنا الحقيقية .. والماساة الكبرى التي ننتظرها لا ندري ماذا ستكون نتائجها وكيف ستحصل ويبقى سر ذلك عند الله فقط .. هكذا تستمر المعاناة ويستمر السادة الافاضل بتطوير طرق التشتت عبر اعلانات وماشيتات في الصحف والمجلات وربما عبر الاذاعات او المحطات الفضائية الى اخره من وسائل اعلامهم ، فالكل يدلي بدلوه لصالح الامة والكل ينطق بكلام معسول دفاعا عن اهداف وتاريخ الامة والكل يقول ويقول ما هو خير لأبناء الامة والكل يريد وحدة الامة عاجلا ..وفي النتيجة حين تجادلهم في موضوع الوحدة ترى ان الجميع ينقادون الى من يكون في المقام الاول ومن الذي سيحصل على اكبر المكاسب متناسين وعودهم للشعب وضاربين عرض الحائط كل شعاراتهم الزائفة والتي قد تؤدي بالاحرى الى مزيد من الويلات او عواقب وخيمة اخرى تضاف الى كاهل ابناء شعبنا الجريح .. والغريب ايضا ان الكثير من هؤلاء السادة يطلق بين الحين والاخر تصريحات غير معقولة وفي وقت غير منطقي وبطلبات غير واقعية متناسيا انه بعيد كل البعد عن الواقع والحقيقة المرة التي يعيشها ابناء الامة ، اذ لا يعلم ما الذي يدور من احداث في ارض العراق لأن سيدنا الفاضل لا يعيش هذا الواقع بسبب كونه خارج البلاد وينعم بطيبات الغرب وحسناواته ،وحتى وان كان هو في البلاد ، فهو في اماكن بعيدة عن الذي يدور على الساحة العراقية الملتهبة ولديه من الحماية ما يكفي ولا نغالي اذا قلنا (ربما لا يوجد سواه من اهله في العراق )، ورغم كل ذلك يقولون نحن ابناء الامة وسنضحي بالغالي والنفيس لمجدها .. حياكم الله ايها الافاضل .. والله انكم درة الامة .. ولكن ان كنتم حقيقة تريدون انهاض مجد الامة فاجلسوا على مائدة واحدة وناقشوا وضعنا البائس واتركوا سياستكم الاستكبارية التي ادت بنا الى قرار الهاوية وجعلتنا اسفل السافلين في بلدنا العزيز .. ويا حبذا لو تفكرون مرة واحد فقط  بماساة هذا الشعب وتضعوا ايديكم بعضها ببعض بدلا من الارهاصات اللامنطقية والاتهامات الباطلة والمواقف السلبية التي يتخذها البعض منكم انتقاما من الاخر بسبب خلافات قد تكون شخصية محضة .. ونحن هنا نؤكد ونقول ذلك علنا .. ان المسؤولين عن تهميشنا وضياعنا من جميع التشكيلات الحكومية سواء كان ذلك على صعيد الوزارات ام مجلس النواب ام مجالس المحافظات ، ليسوا سوى ابناء شعبنا من السادة المتنفذين والعاملين في حقول السياسة بسبب صراعاتهم وخلافاتهم الشخصية وتشتيت قوى هذا الشعب المسكين ..وليس الاخرين كما نعتقد ..وتلك هي الحقيقة التي لا يرغبون الاعتراف بها مطلقا ..../
                                                                    تحياتي
 

95
جيب ليل..... وخذ عتابة


                                                                                                بقلم / عصام شابا فلفل
 
      في صغرنا وفي اواسط الستينات من القرن الماضي ، عشنا ذكريات جميلة ارتأينا الان ان نعيد بعضها لعلنا نستطيع ان نشم عبقها الجميل .. من تلك الذكريات ، اجتماعنا حول الموقد الفحمي( المنقل) ايام الشتاء القارص وخصوصا في الليالي الماطرة وعلى ضوء الفانوس او على ضوء اللالة( اللمبة) التي كانت تتميز باقتناءها العوائل المتوسطة وبالكثير كان اللوكس من نصيب العوائل ذات الثراء المفرط في القرية .. كنا دائما نستمع الى صوت المذياع الذي لم يكن لدينا بديله انذاك ، فكان رب الاسرة يحتضن الراديو ويسيره حسب ما يرتأي هو ، فتارة لندن واخرى صوت العرب من القاهرة او الاذاعة الكردية والشرق الادنى وصوت اميركا غيرها من المحطات ، فكانت المتعة تاتي سلسة ونحن مندمجون مع كل اغنية او منلوج او ..او .. كانت ام كلثوم وفائزة احمد وعبد الوهاب وفريد الاطرش وحضيري ابو عزيزوالكبنجي وناظم الغزالي ومحمد عارف جزراوي  وكريم كابان واغلبنا كان يستمتع بصوت صالح وداؤد الكويتي وسميرة توفيق من الاذاعة الاردنية وعيسى برواري من الاذاعة الكردية وغيرهم كثيرون،  اصوات ذات مقدرة فائقة لخلق المتعة لدينا .. كما ان هناك من البرامج التي ظلت عالقة في ذكرياتنا ولا يمكن لعاتيات الزمن ان تمحوها ، ومن هذه البرامج الذي يتذكره الناس من جيلنا والجيل الاكبر،  برنامج  السياسة بين السائل والمجيب الذي كان يقدمه من اذاعة لندن (ايوب صديق) ، وبرنامج( جيب ليل وخذ عتابة ) الذي كان يعده ويقدمه من اذاعة بغداد المرحوم علي الاطرش والذي يكنى بـ(كعود) .. ذلك البرنامج الجميل الذي ينقد الحالات السلبية بطريقة كوميدية جميلة ، بحيث لم يكن احد ممن وجه لهم النقد يضجر او ينزعج مما يقوله كعود.. بل على العكس كان ذلك الشخص المنتقد يفرح ويعتز بكونه قد انتقد من قبل صاحبنا.. وقد حدث مرة ان وجه نقده الى امين العاصمة بسبب شكوى قدمت من احدى مناطق بغداد لعدم تبليط الشارع الرئيسي في تلك المنطقة ، في حينها كعود قال ما نصه(  خلو خطية امين العاصمة ، ما يكدر يبلطة للشارع.. منين يجيب كير . منين يجيب رمل  ..و هو راتبة المسكين ما يكفيله حك ليلة وحدة بملهى الكروان .. عوفو يا ناس .. خلو .. راتبه ما يتجاوز 500 دينار ) في حين كان راتب اكبر موظف حينها في العراق لا يتجاوز 30 دينار .. ورغم هذا النقد اللاذع فان امين العاصمة ارسل برقية شكر وتقدير لصاحبنا كعود علي الاطرش .. كيف نقيس هذا على مانحن عليه الان .. ان الكثير منا يزعل علينا حين نوجه لهم نقدا بناءا ننورهم به ، اذ يرفضون ذلك النقد ... لا ندري ما الذي يضرهم في ذلك ،اليس من الصواب ان تكون يا صديقي مرآتي وتظهر لي اخطائي كي اصلحها .. وكذلك انا اكون مرآة لك كي اوجهك نحو سبيل الصواب . وليس بذلك عيب بل على العكس ذلك فخر واعتزاز لي لو بينت اخطائي ووجهتني واكون شاكرا لك ان منعتني من السقوط في هاوية الخطأ .. اذن لا تزعل مني يا اخي ان قلت لك بانك بعيد كل البعد عن الموضوعية والحق في زعلك وضجرك حين اقدم لك نصحي .. ورغم هذا فانا اعلم بانني الان انفخ في قربة مقطوعة ,, وفي هذا لا يمكن ان يطبق عليك الا اسم برنامج صاحبنا كعود ( الفنان علي الاطرش) وهو جيب ليل..... وخذ عتابة..///
 

96
اللـــــــون ...............بقلم / عصام شابا فلفل


   لا ادري لماذا اخترت عنوان المقال بتلك المفردة ، ولا ادري لم خطرت ببالي فكرة الكتابة عن اللون ، علما باني لست فيزيائيا – بل فنانا – فربما غلبت صفة الفن على خواطري في الاختيار وذلك بسبب تعاملي مع اللون مباشرة ومن خلال عملي سواء كان ذلك على صعيد اللوحة التشكيلية ام الاضاءة المسرحية ،، وحتى على صعيد النغمة الموسيقية .. اذ ان الفن وبجميع انواعه وتشعباته ما هو الا تناغم في ترتيب الالوان وتشعباتها وحسب رؤية الفنان الذي يقوم بذلك الترتيب ، فالفنان المسرحي يربط بين الوان ازياء الممثلين ومعنى الحوار ولون الديكور وحركة الممثل مع الاضاءة التي يفترض بالمخرج ان يقررها للحالة التي يفرضها المشهد المسرحي ، اما الموسيقي فعند صياغته للحن معين ، فانه يضع نصب عينيه لون النغمة من خلال درجتها السمعية وتدرجها وتوافقها مع النغمات الاخرى ، فيخرج بذلك بلحن لطيف ترتاح له اذن السامع ، اما الفنان التشكيلي فهو الذي يصوغ من اللون قصة وحكاية وربما دراما نفسية تعبر عن دواخله بتناسق الألوان سواء كان ذلك بريشته او قلمه وربما بالفرن الذي يضع فيه انيته الفخارية اذا كان يتعامل مع فن الفخار ..  ومن ناحية اخرى فان الالوان تلعب دورا مهما في حياة الانسان وخصوصا حالته النفسية ، وهنا ياتي دور المحللين النفسيين في تفسير وقائع حالة الانسان وانطلاقا من اللون الذي يفضله الفرد ، فعلى رأي هؤلاء المحللين ، ان الذي يفضل اللون كذا تعتريه حالة من التشاؤم ،  اما الذي يفضل اللون كذا فتغمره حالة من التفاؤل وينظر الى مستقبله بامل كبير ، والذي يختار اللون الفلاني فانه مصاب بالغيرة او الهيجان العصبي .. والخ .. اما الشمس  فلها رأي اخر في قصة تحليل الالوان ، فالناظر الى الوان طيفها تنتابه حالة من السكينة والهدوء والتي تعطي  انطباع الراحة  والبهجة لعيون الناظر الى ذلك الطيف الجميل ، وذلك بسبب كون الوان الطيف الشمسي تاخذ طابعا تسلسليا متناغما مع بعضها البعض  لا يمكن لنا مهما حاولنا ان نجعل احدها مكان الاخر  سواء كان ذلك في المختبر ام خارجه ، والسبب هو ان الشمس ومن منطلق ثباتها على هذا النسق منذ الازل ، فان الوانها تبقى ثابتة في مكاناتها الى الازل ايضا وتبقى محافظة على تسلسلها المنطقي دون تغيير ، وهنا نقول ان محاولة تغير اماكن الوان الطيف الشمسي هو ضرب من المستحيل ، لأن العقل البشري مهما بلغ من التقدم والازدهار ، ومهما وصلت اجهزته من التطور ، لا يمكنه خداع الطبيعة ابدا ، ولكنه احيانا يستطيع ان يحتال عليها مستغلا طيبتها وكرمها وعطاءها اللامحدود الذي تقدمه خدمة للانسانية ، وعن طريق هذا الخداع يستطيع الانسان ان يعزل لونا معينا ويستعمله لغرض معين قد يفيد الانسانية احيانا  وقد يضرها احيانا اخرى ،ومن هذا المنطلق اخذ بعضنا يعشق لونا معينا معتبرا ذلك الاختيار من اولوياته ونبراسا ودليلا لشخصيته ، ولكن بمرور الزمن وبتطور العقل البشري ، فان البعض منا لا تروقه لعبة التمسك باللون الواحد ، اذ يمل من تأثيرات ذلك اللون فيختار له لونا اخر ربما يستطيع من خلاله ان يحسن حظه ، فالذي كان يعشق اللون الاحمر مثلا ، اصبح اليوم يفضل اللون الابيض  .. والذي كان يفضل اللون الاخضر ويعتبره مثله الاعلى والذي كان سمته وعلامته المفضلة حتى في طعامه ولباسه ، اصبح اليوم يعشق اللون الاصفر ، والذي كان بالامس القريب يعشق اللون الارجواني المريح للأعصاب اصبح اليوم عاشقا ومغرما باللون الازرق الذي يدل على زرقة السماء والبحار متناسيا بان السماء والبحار حين يصيبها الهيجان ، فان لونها الازرق الهاديء يفقد خاصيته فينقلب الى دمار شامل وكارثة لا تحمد عقباها ..
    ان اللون سمة من سمات نفسية الانسان وضميره وبناءه الفكري ، فحين يبدأ الانسان بتغيير حالة اللون الذي يفضله الى لون اخر ، تبدأ عندها حالة تغيير السلوك عند الانسان وربما تتغير لديه المباديء والقيم التي كان يحملها ايضا ، ثم تبدأ بعدها مرحلة الاتقلابات النفسية ثم تعقبها حالة التلاعب بالاخلاقيات الفردية وربما حتى على مستوى مجتمع باكمله ان استفحلت مثل تلك الحالة في مجتمع ما ، فمن  كنت تدعي له العداء ، اصبح اليوم اعز صديق وقريب لك ،ومن كان بالامس  ولي نعمتك وسترا لاسرارك  وتحمل وزرك وجحودك ، وضعته الان في خانة الند .. وهنا يكشف لنا التلون عن حقيقة مبادئنا .. بل وتكشف الالوان عوراتنا التي كنا نعتبرها مستورة يوما ما وتجعلنا في حالة لا يحسد عليها امام الملأ ، وحينها لا يمكننا الا ان نعترف بالحقيقة المرة وهي ( ان اللون المفضل عند الانسان ما هو الا  انعكاس لشخصيته ، فبتغيير ذلك اللون تكون شخصيته مهزوزة لا ترتكن الى حالة من الاستقرار ابدا ، ومن ناحية اخرى فان لون الانسان المفضل هو مرآة لشخصيته ففي حال فقدانها .. يكون قد فقد احترامه ووقاره ، وحينها لا ينفعه المال ولا البنون...)..
 
تحياتي

97
المنبر الحر / دمى ..ودمى
« في: 23:00 07/11/2008  »
دمى ..ودمى
                                                                                  بقلم / عصام شابا فلفل

                 حين ابتكر طبيب العيون العراقي محمد ابن دانيال الموصلي في غربته بمصر فن خيال الظل ، لم يكن يدر في خلده يوما ان ابتكاره هذا سوف يطبق حرفيا في مسقط راسه مدينة الموصل على ارض الواقع وليس على خشبة المسرح ، فحين غادرها وهو صبي الى ارض وادي النيل خشية من ان يكون حطبا لنار الاعداء الذين استباحوا ارض العراق وحاصروا مدينة الموصل قبل اكثر من ستة قرون ، كان حلمه الكبير دوما ان ياتي يوم ويعود فيه الى دياره في مدينته الغالية – الموصل – كي يراها وهي عامرة خالية من الغزاة الذين ارادوا تدميرها وتحطيم حضارتها العريقة ، وها هو ابن دانيال يعود الى مهد صباه بعد تلك القرون القاسية من الفراق والالم ، ولكن عودته هذه المرة ليست بجسده الفاني بل بفنه وابتكاره التمثيلي الانيق ، فشخصيات ابن دانيال وقصصه التي عرضها للنظارة في مصر ، ها هي تعود الى الوجود مرة اخرى على مسرح مدينة الموصل وشوارعها المزدحمة ، اما الجمهور فيها فهو من الساسة واصحاب الجاه والنفوذ في مدينته التاريخية ، وفي حين كان ابن دانيال يصنع شخصياته من قطع جلود الحيوانات ويقوم بتحريكها  اشخاص يسمون المخايلون  ( وهم اشخاص يقومون يتحريك الدمى بايديهم امام شاشة بيضاء مضاءة من الخلف ليظهر خيال الدمى من الجهة الثانية للشاشة والمقابلة للجمهور ) ، اما الان فان شخصيات ابن دانيال العصرية قد اصبحت واقعية وحقيقية وليست مصنوعة من جلود حيوانات نافقة بل هي بجلود ودماء ادمية ، اما المخايلون فيها فهم افراد على دراية تامة في علم التمثيل السياسي وليس التمثيل بمفهومه الفني التقليدي المعروف كعلم من علوم الفنون الجميلة ، والشخصيات كما اسلفنا اعلاه هي شخصيات حقيقية وليست مصنوعة من جلد او ورق بل شخصيات ادمية  او لنقل دمى بشرية يلاعبها المخايلون حسب مزاجهم وبخطة إخراجية محكمة ومتقنة جدا وسيناريو محبوك بصورة تقنية وفنية مذهلة ، فتارة تميل تلك الدمى مع رياح هذا السياسي او ذاك المتنفذ واخرى مع هذا النمام او ذاك، كما ان شخصيات ابن دانيال القرن الحادي والعشرين ليست ابطال قصص الف ليلة وليلة او كليلة ودمنة او عنترة العبسي او . الخ كما هي عند ابن دانيال القرون الماضية   ، بل تعدى الامر ذلك،  فالقاضي هنا ربما يكون هو الجلاد ايضا .. اما الضحية فهي الضحية دائما وفي كل زمان ومكان وسواء كان ذلك في التمثيل ام في الواقع ، وكل ذلك بسبب كون الضحية لا حول لها ولا قوة ولأنه لا يوجد هناك من يطالب بحقها بصورة جدية الا القليل ممن يناصرون قضيتها الاخلاقية والانسانية ، اذ يقوم المخايل بعرضها وتحريكها علنا وامام الجمهور الكريم وحسب مزاجه الشخصي  ودون خوف او خجل او تأنيب ضمير على اقل التقديرات ، اما الجمهور فتارة يبكي مع الحدث ولكنه لا يتدخل لنجدة الضحية ابدا معللا خدره وتواطئه مع المخايل بانه لا يعلم كيف تُحرك الدمى ولا يعرف من هو المخايل ابدا..؟؟!! وتارة اخرى يضحك الجمهور على الحدث وهنا يعلل صاحبنا المتفرج قهقهاته المريبة بالقول ان الضحية تستحق ما يجري لها لأنها ليست اساسا محسوبة على البشر ، وفي المرة الثالثة يبقى المتفرج مسمرا في مكانه لا يهمه ما يجري من احداث على ارض الواقع وبحجة انه لا علم له بما يحدث ، علما بان اكثر المخايلون هم من الجمهور المتفرج الكريم ، ولكن الاغرب والاعجب من هذا كله ان كاتب السيناريو والمخرج في القرون الماضية كان الطبيب ابن دانيال الموصلي ، اما الان فان مخرج هذه المشاهد المروعة هو في الحقيقة  مجهول الهوية وكذلك كاتب سيناريو هذه الاحداث.. اقصد احداث القصص.. وهذا هو الاتجاه المعاكس الذي كان يقوم به صاحبنا محمد ابن دانيال .. فهل يا ترى متى ستنجلي الغمامة عن احداث هذه المسرحية وتنكشف الامور على حقيقتها ، وهل يا ترى متى ستعرف هويات العاملين فيها من المخرجين وكتاب السيناريو والمخايلين..؟؟!! رحمك الله يا طبيبنا ابن دانيال ..ولست ادري ان كنت تشاهد نتيجة ابتكارك الجميل هذا ام لا . ولست واثقا من انك سوف تلوم نفسك على ذلك الابتكار ، ام انك ستفتخر باختراعك الفني حين ترى ابناء مدينتك ومسقط راسك يعانون الامرين بسبب عروض مسرحية مأسوية مع خيال الظل هذا ..؟ ومن ثم هل يا ترى ستعلن يوما اسماء المخايلون الذين يلعبون بتلك الدمى البشرية الحزينــة وكما يقول المثــل الشعبي العراقي ( شاطي باطي ) ، ولا ندري ان كان صاحبنا كاتب السيناريو ( سيناريو خيال الظل في الموصل ) او مخرج احداثها الاخيرة سيعلنان يوما عن شخصيتيهما الدراميتين ، ام ستظل تلك الشخصيات مستترة خلف نقاب الرياء والظلم وفي ظلال السكوت المرعب لجمهورنا الفاضل ..؟ او ربما سيصبحون مستقبلا فنانين محترفين بحق ويهيئون مشاهد مأساوية  او مسرحيات تراجيدية اخرى قبل ان تختتم احداث المسرحية الحالية ، لأن المسرحية التي تعرض الان على مسرح شوارع الموصل قد وصلت الى الذروة وقاربت نهايتها وبدأت احداثها تتضح يوما بعد يوم باستثناء اسماء المخرجين وكتاب السيناريو ،اذ لا زالت تلك الاسماء طي الكتمان بين ملفاة الندمان في صالات الزمن الغريب ، اما المخايلون او الذين يلعبون على خشبة المسرح ويحركون دماهم البشرية فهم ليسوا الا أجراء  يعملون لقاء ثمن يقبضونه سلفا ليس الا ..!! فهم يستلمون رواتبهم واجورهم كاملة قبل بدء العروض المسرحية ، وللعلم فان تلك الاعمال لا تحتاج الى الكثير من ( البروفات المسرحية ) او التمارين الفنية ، لأنها ببساطة شديدة مسرحيات هابطة جدا وعلى جميع المستويات سواء كانت الاخلاقية ام الفنية ام الدعاية الزائفة ..الخ
                      والسؤال هنا .. ترى الى متى تبقى هذه الدمى العوبة بايادي هؤلاء المخايلون ،والى متى يستمر صمت تلك الدمى المبتلاة ببعض من ابناء جلدتها من الذين باعوها للمخايلين  بثمن بخس كما باع يهوذا معلمه لليهود بثلاثين من الفضة ..؟ فهل تنتظر تلك الدمى وتنتظر ليبيدها المخايلون والمخرجون وكتاب السيناريو من الوجود وامام الجمهور الكريم الذي لا يحرك ساكنا ابدا..؟ ام انها تنتظر ان يوحد الله صفوفها المتناثرة هنا وهناك واسمائها المخملية التي لم تستطع يوما حتى ان تنادي بها جهارا رغم ادعاء بعض من ابناء جلدتها بانهم مصنوعون من جلد واحد ويجري في عروقهم دم من فصيلة واحدة .. فهل يا ترى لا زالت دُمانا تلك تنتظر عمالقتها الذين يدعون النطق باسمها والذين يتغنون بتحرير رقابها من نير العبودية ، في حين يملئون جيوبهم وخزائنهم بما تنعم به الارض لهم من كنوز وعلى حساب ماساة وتضحيات تلك الدمى المسكينة ..؟ ام ان تلك الدمى وكحل اخير لها سوف ترسل بشكاويها  ومآسيها الى ابن دانيال القابع في ارض الغربة عبر شبكة الانترنيت او عبر الفضائيات او ربما عبر اجهزة الموبايل وتعاتبه برسالة (  SMS ) عتابا شديدا وتلومه على اختراعه الفني هذا ..؟ وربما سترجوه ان يعود الى ارض الوطن ليشارك احبته وابناء وطنه في صنع دمى اخرى .. فهل سيرضى ابن دانيال بذلك الطلب .. واذا عاد فانه ربما سيقوم بالغاء اختراعه اللعين وسيسقطه من حساباته الفنية .... ولكن السؤال الاكثر أهمية هو .. هل يا ترى سيعود طبيب العيون العراقي  الاصل والموصلي النسب والمقيم في بلاد الغربة محمد ابن دانيال من موطن غربته الى مسقط راسه وارض اجداده واسلافه واحفاده  ، ام سيترك الموصل وارضها وابنائها الى ابد الابدين ...؟؟!! ذاك سؤال .. سنسأله لإبن دانيال طبيب العيون والضمير الحي وصاحب القلب الكبير وابن العراق الشريف اينما هو وفي جميع بلاد الغربة .. ولكن .. هل من مجيب ..؟؟
تحياتي

98
الصمت الاعلامي واخلاقيات المهنة
                                                                                     
                                                                                              بقلم / عصام شابا فلفل
            لقد القت احداث قتل المسيحيين وتهديدهم وتهجيرهم من مدينة الموصل بظلالها على الساحة الاعلامية الدولية شاء البعض ام ابى ، اما على الساحة الاعلامية العراقية فكانت تلك الظلال تموج بخجل شديد .. ولم يكن لتلك الظلال ان تفرض سيطرتها على  الارض الاعلامية لولا وسائل الاعلام التي تخص ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، اذ ان التعتيم الاعلامي العراقي المريب لتلكم الاحداث وخصوصا وسائل الاعلام المحلية في محافظة نينوى ، ليثير العديد من التساؤلات عن حقيقة الاعلام في محافظتنا الغالية – نينوى الحضارة .. نينوى التاريخ .. نينوى اشور وسنحاريب واسرحدون – ولا بد لنا اذن ان نسأل عن الحقيقة لدى زملائنا الاعلاميين الافاضل من العاملين في وسائل الاعلام المختلفة سواء كانت مرئية ام مسموعة ام مقروءة ، وسواء كان الاعلام حكوميا ام اهليا ، اذ لا ندري ما الغاية من ذلك التعتيم القاتل . فقتل المسيحيين على الهوية وابتزازهم وتهديدهم كان موجودا منذ سقوط النظام عام 2003 ولا يزال مستمرا حتى هذه اللحظة - ولنكن واقعيين – وفي جميع انحاء العراق دون استثناء ،ولكن لم يكن احد ياخذ ذلك بنظر الاعتبار رغم صرخات الاستغاثة التي كان يطلقها المسيحيون كل حين لإنقاذهم من مأساة الابادة ولكن دون جدوى ، ولسبب بسيط واحد وهو ان تلك الحالة كانت تعتبر حالة عامة تصيب جميع ابناء الشعب العراقي وفي جميع انحاء البلاد .. اما ان تصل الامور الى القتل والتهديد العلني والتهجير القسري لآلاف العوائل من منازلها والقيام بتفخيخ قسما من دور المسيحيين وفي مناطق محدودة من مدينة الموصل وامام أنظار الدولة ، وبفترة قصيرة لا تتجاوز الاسبوعين من الزمن ، لهي حالة يرثى لها بسبب كون الاعلام المحلي في المحافظة غائبا عن الوعي او بسبب عدم اقدامه على نقل وقائع تلك الاحداث رغم سقوط اكثر من ( 13) شهيدا من ابنائنا الابرياء الشرفاء دون ذنب ارتكبوه سوى كونهم مسيحيين فقط .  علما بان تلك الاحداث كانت تحصل امام انظار بعض من قوى الامن الحكومية وامام وسائل الاعلام في محافظتنا العظيمة نينوى .. ولولا ان اقدمت بعض المواقع الالكترونية بنقل تلك الاحداث ( وهنا اتوجه بكل عبارات التبجيل والاحترام الى موقع عنكاوة كوم وموقع تللسقف كوم وموقع نركال كيت لقيامهم بنقل تلك الوقائع منذ بدايتها ،اذ يعود لهم الفضل الاكبر بنقل حقيقة ما كان يجري في الموصل ، والذين كان لهم الفضل الاكبر في ايصال اصوات استغاثة المسيحيين عامة والمهجرين منهم خاصة الى وسائل الاعلام العالمية ) ،ولولا تلك المواقع الالكترونية التي قامت بفضح تلك الحقائق لبقي الامر كله طي الكتمان حتى وان كانت حدثت ابادة لشعبنا لا سمح الله .. وهنا نوجه سؤالنا الى زملائنا العاملين في حقل الاعلام في محافظتنا الحبيبة من مدراء مكاتب الفضائيات ومراسليها ومديري المحطات التلفزيونية الارضية والفضائية في محافظة نينوى والسادة  العاملين في محطات الاذاعة ورؤساء تحرير الصحف المحلية ومراسلي المواقع الالكترونية ..نقول.. اين كنتم يا زملائنا الافاضل .. ؟ لماذا لم تقدموا على نقل الحقيقة المرة منذ بدايتها ..؟ لماذا كان هذا السكوت المطبق وقسما منكم كان يشاهد بام عينيه حملة قتل وتشريد وتهديد المسحيين وتفجير دورهم ..؟ اسألكم زملائي الاحبة .. هل هذا هو شرف المهنة الذي اقسمنا عليه حين ارتضينا العمل في مجال الصحافة والاعلام ..؟ !! يا سادتي الكرام ان مهنة الصحافة بكل صنوفها هي مهنة الشرف والمجازفة لكونها مهمة نقل الحقائق كما هي حتى وان كانت تلك الحقائق مرة مرارة العلقم دون محاباة لهذا او ذاك مهما كان موقع المعني السياسي عاليا او منزلته الوظيفية من الرقي ، وبسبب كل هذا يتعرض الاعلامي الى الكثير من المضايقات والتي تصل احيانا الى التهديد بالقتل ، وقد حصل ذلك فعلا للكثير من الزملاء الابطال ونذكر منهم الشهيدة البطلة الزميلة الخالدة اطوار بهجت ، والشهداء الاربعة الابطال  كادر مكتب فضائية الشرقية في الموصل الذين قضوا مؤخرا وغيرهم كثيرون ممن قدموا انفسهم قربانا لنقل الحقائق فقط لا غير والذين تجاوز عددهم ( 250) اعلاميا ومن مختلف الصنوف .. هذه هي مهنة الصحافة الحقة وهؤلاء هم الاعلاميون الحقيقيون واصحاب مباديء الصحافة الحرة ، اذ لم يثنهم التهديد والوعيد عن قول الحقيقة ونقلها بامانة الى الرأي العام رغم مرارتها ، اما انتم يا سادتي ويا زملائي الافاضل العاملين في وسائل اعلام محافظتنا العزيزة فلن اقول لكم سوى – سامحكم الله – اذ كنتم تشاهدون المأساة المروعة للمسيحيين ،ولم تتخذوا ولو خطوة واحدة ايجابية نحو ذلك .. وهنا اسأل واقول  وتجيبوني بامانة .. هل انتم راضون عن عملكم هذا ..؟ ان الذي يحصل هو ان هناك جهات تغض الطرف عن الذي يجري من احداث ، ولا ندري ربما بسبب كون المستهدفون هم من المسيحيين ،وربما يُعتبَرون  بنظر البعض من الناس شريحة غير مهمة في النسيج العراقي ، او يعتبرونهم كفرة او ملحدين او .. الخ من عبارات الذم ..ربما .. لا ندري .. بل ربما يعتقد البعض من الناس ان المسيحيين غرباء عن الوطن وليسوا سكانه الأصليين ، او يعتبرونهم اناس متخلفون ، وربما يعتقد البعض من اخوتنا الافاضل  ان المسيحيين لا يستحقون حتى ذكر اسمهم كمسيحيين في وسائل الاعلام ،  بدليل ، حين يتكلم بعض من الاخوة عبر وسائل الاعلام وخصوصا الفضائيات يقول مثلا ( يتكون الشعب العراقي من مسلمين ..والآخرين ..) ، او يظهر اخر في فضائية اخرى ويقول مثلا ( يتكون الشعب العراقي من عرب واكراد وتركمان .. واخرين )  .. يقولون – اخرون – وهذا يعني ان المذكورين بالاسم هم مواطنون من الدرجة الاولى ، اما الاخرون . فهم من الدرجة الثانية ..وربما الدرجة الرابعة .. وهذا ما سمعناه وشاهدناه على شاشات العديد من الفضائيات وبتصريح مباشر من بعض الناس وربما كانوا في مستويات عالية من المسؤولية في الدولة العراقية ، اذ لا يحلو لهم ان يذكروا ولو كلمة مسيحي ، ربما يخافون من تكون تلك الكلمة ( كلمة مسيحي ) لأنها باعتقادهم هي كلمة كفر او الحاد ..ربما . وهذا ما ياخذنا الى القول ، ان نظرة العنصرية والتعصب والتصغير والاستهزاء والاستهجان وعدم الاحترام للمسيحيين لا زالت مستشرية في بعض العقول المريضة رغم ادعائها الاخوة والصداقة ، اذ يعتبر هؤلاء ان المسيحي  ما هو الا انسان ادنى مستوى من غيره ، او بعبارة اخرى يعتبرونه شبه انسان رغم تشدق هؤلاء وادعائهم بالديمقراطية وحقوق الانسان والتي ليست الا دعاية يستخدمها هؤلاء البعض لتخدم مصالحهم الشخصية او مصالح تابعيهم ..!!  ولكن فات عن هؤلاء الاخوة ان 40% من مثقفي العراق واساتذته ومبدعيه هم من المسيحيين رغم قلة عددهم .. فحين يُحتَقَر هكذا مكون مبدع . ترى ماذا ستكون النتيجة على الساحة وارض الواقع برايكم ..؟ لقد ظهرت تلك الحقيقة جلية حين تم تهجير اكثر من الفين ومئتين  عائلة مسيحية ، اذ اقفلت العديد من دوائر الدولة ابوابها وتعطلت الكثير من الشعب في المستشفيات وخلت الاسواق من زبائنها كما اقفلت المئات من المحال التجارية ابوابها  وكذلك الكثير من عيادات الاطباء ، كما شغر الكثير من مواقع الاساتذة في الكليات والمعاهد والمدارس في المحافظة اضافة الى كون اكثر من ربع طلبة جامعة الموصل من المسحيين وهم الان ليسوا بموجودين في الجامعة . مما جعل الموصل – ام الربيعين – ويا للأسف  تعيش في حالة كئيبة لم تعتد عليها المدينة منذ تأسيسها مطلقا ، واصبح الموصلي الشريف يشعر بخيبة الامل بسبب فراق شقيقه المسيحي الذي كان يعيش معه على السراء والضراء ، واصبح ابناء الموصل من المسلمين  يتساءلون عن تلك الاسباب لأنهم لم يكونوا يتوقعون ان ياتي يوم ويحصل ما حصل ، لأن ابناء الموصل لحمة واحدة رغم تعدد اديانهم واعراقهم ، لذا فقد بادر الكثير منهم الى عدم الخروج حتى من منازلهم حزنا على فراق اشقائهم المسحيين ، بل ووصل الامر ببعض منهم الى ان يجندوا اولادهم ويضعونهم امام دور المسحيين لحمايتهم وحماية منازلهم وكنائسهم من الذين يعيثون في الارض فسادا ،بل وحتى استضافوا العديد من العوائل المسيحية في دورهم .. انه الموقف النبيل الشريف لأبناء الموصل المسلمين الشرفاء .. نعم هذه هي الموصل التي راهن عليها الكثيرون وهؤلاء هم أبناؤها الغيارى .. ولكن حين انكشف كل شيء وحقت الحقيقة المرة في افتعال تلك العملية الشنعاء واخذت الامور تنجلي عن حقيقتها ، اخذ كل بتبرئة نفسه ونأى بها عن المسؤولية  عن تلك العملية والتي كانت تستهدف ابادة هذا المكون الاصيل المثقف ، وهنا يجدر بنا ان نشير الى حقيقة مهمة وذلك ليس مدحا بل قول حق وهو ان 90% من المسحيين العراقيين هم مثقفون وحاصلون على شهادات مختلفة وباختصاصات علمية وادبية وفنية متنوعة ، فمنهم الاستاذ الجامعي والطبيب والقاضي والمهندس والمحامي والمدرس والمعلم والفنان والرياضي .. الخ من التخصصات العلمية والادبية والفنية ، وهم مبدعون دوما في اعمالهم وبشهادة الذين يعملون معهم ... اذن لماذا لم تنتبهوا يا زملائي الاعلاميين الافاضل لذلك..؟ لماذا فاتكم القطار بالسبق الصحفي الى ان نقلته وسائل الاعلام الالكترونية وانبرت لرصد تلك الحقائق ونشرها ،ومن ثم تأتون انتم بعد ذلك لتنقلوا جزءا يسيرا من الحقيقة وبعبارات خجولة جدا وباخبار مقتضبة لا تتجاوز البعض كلمات سواء كان ذلك في نشرات الاخبار ام في الشريط الاخباري ( السبتايتل ) ام بالصحف .. الخ
                 وهنا ومن باب حبي واحترامي لزملائي الاعلاميين وبمختلف صنوفهم – ولكوني احدهم ،ولكوني تربطني بالكثير منهم علاقات صداقة حميمة ـ ولكون الكثير منهم يعرفني معرفة شخصية  – اوجه عتابي الاخوي لهم وارجو ان يتقبلوا ذلك العتاب  بطيب خاطر وان ياخذوا كلامي مأخذ الجد ،اقول لهم . لا تتغاضوا عن قول الحق ونقل الصورة الحقيقية عن أي حدث مهما كان وان كان ذلك على اعلى المستويات السياسية ام في سلك الدولة ، لأن صحافتنا كما نعتقد هي الان صحافة حرة وهي السلطة الرابعة الحقيقية كما نعتقد ايضا  ، لذا فعلى الصحفي الشريف ان يقول الحقيقة مهما كانت دون ان يخاف بالله لومة لائم . انصحكم زملائي الافاضل ان تنقلوا الاحداث بكل جرأة دون تردد او خوف من احد ، اذ انكم تلاحظون ذلك معي لأني اكتب بكل جرأة ,ذلك ليس مدحا بل حقيقة ، وتسطيعون ان تتحققوا من الامر بقراءة ومطالعة كتاباتي على المواقع الالكترونية وفي الصحف .. فنقل الحقيقة دون خوف هو واجب مقدس يفرضه علينا قسمنا وقسم شرف المهنة حين اتخذنا من الصحافة والاعلام باب لعملنا ، لذا اطلب منكم يا احبتي نقل وقائع ما يحدث للمسيحيين في الموصل بصورتها الحقيقية دون محاباة لهذا او ذاك مهما كان منصبه السياسي او موقعه الوظيفي ، وارجوا ان تكشفوا حقيقة ما يحدث بصورة علنية وان استطعتم ان تكشفوا حتى اسماء الفاعلين والمتورطين في تلك العملية والتي هي عملية تخريب الوطن وتمزيق شمله ، ولأن نقل الحقيقة هو الواجب المقدس للصحفي والصحافة والاعلام .../
تحياتي   
 

99
المنبر الحر / معوقون .... ولكن
« في: 00:38 20/10/2008  »
معوقون .... ولكن


                                                                                                               بقلم / عصام شابا فلفل

                 لم يكن العوق الجسدي يوما عائقا امام المبدعين ، ولم تكن العاهة الجسمية للفرد مانعا او سدا في طريق الابداع ، بل على العكس من ذلك ، فان العاهة اصبحت عند الكثيرين من هؤلاء مصدر قوة ، قد لم يكن يحلم بها لو كان الفرد المعني سليما ، والتاريخ مليء بالشواهد على تلك الحالات ، ونذكر الفتاة الصماء العمياء البكماء ( هيلين كيلر ) حيث استطاعت وبقدرة ربانية ان تكون من اروع واشهر اساتذة الجامعات في العالم رغم فقدانها ثلاثة من حواسها الخمسة .. وكذلك الموسيقار العبقري الفذ ( بيتهوفن)  الذي فقد اعز ما يمله الموسيقي وهو حاسة السمع .. والذي كتب والف اروع ما شهدته الموسيقى العالمية قديما وحديثا وهو حبيس السمع لنغماته الرائعة  .. والعلامة العربي الكبير .. عميد الادب العربي الحديث الذي اصيب بالعمى وهو في طفولته الدكتور ( طه حسين) .. لم يثنه فقدان بصره عن العلم والكتابة ، حيث اصبح احد اركان الفكر العربي واعمدته الذين خلدهم التاريخ بما قدموه خدمة للبشرية اجمع ، وهناك امثلة كثيرة للرياضيين لا تعد ولا تحصى وكذلك في الصناعة والتجارة والفنون وغيرها من الاختصاصات . ان هؤلاء العباقرة وامثالهم ، نظروا الى الدنيا من منظور الاخلاص والمحبة ونقاء السريرة ، صحيح انهم مصابون بعاهة جسدية ولكن ضميرهم صاح وهو ما دفعهم الى بذل كل طاقاتهم وقدموا للبشرية خدمات جليلة ...  وعلى العكس من ذلك تماما ، فهناك الكثير الكثير ممن هم باجسادهم اصحاء ، ولكن العوق يكمن في ضمائرهم ، فتراهم اصحاء جسديا فعلا . ياكلون ويشربون ويتبجحون باقوال هم اصلا غير مؤمنين بها ، ولكن حين تحق الحقيقة ، فانهم ينزون تحت ستائر الغش والمخادعة وبكل وسيلة تتاح لديهم ، والغريب في الامر ان امثال هؤلاء هم ممن يدعون الثقافة والابداع معتمدين على دنانيرهم التي امتلكوها في فترة معينة وبطرق شتى هم الوحيدين الذين يعلمون مصدرها الحقيقي ، ولكن حين تجادلهم في امر ما ستجد بان جعبتهم فارغة من أي حس ثقافي او ابداعي .. والاغرب ان قسما من امثال  هؤلاء وللأسف ممن يعتلون احيانا مراكز ومناصب حساسة يعتمد عليها مصير الكثيرين من ابناء الشعب المخدوعين والمصدقين لما يطلقه من سبق ذكرهم . يا للعجب .. الم يسأل احد عن هؤلاء وعن تاريخهم ( الثر  في الاخلاق والعفة والنزاهة والثقافة والعلم  ) .. وهذا ما يدعونا الى ان نتساءل ونتصور  ( كيف يكون مصير الناس الواقعين تحت ورحمة هؤلاء المعوقين ) ، وهنا لا بد ان نوضح من ان العوق الضميري هو اسواء انواع العوق الانساني  وهو علة  تصيب فئة مغرورة غير واثقة من تاريخها وتريد فرض اخلاقياتها على المجتمع عنوة ، حيث تناسى اصحابها ان العوق الضميري ما هو الا سلاح سيقتلهم  يوما ما بيديهم فقط وليس بايادي غيرهم  وفي هذه الحال فان الافضل لهم هو الانزواء في اقبيتهم الظلماء بعيدين عن المجتمع ، لأن الناس اخذت بمعرفتهم وكشفتهم على ارض الواقع وهذا ما يجعلهم في موقع لا يحسد عليه ، وهنا ننصح امثال هؤلاء المعوقي الضمير ان يسحبوا انفسهم خارج حلبة السباق لأن النتيجة ليست لصالحهم ، والافضل لهم ان يبتعدوا عن خدعة المجتمع .. هذا ان صحى ضميرهم يوما.. ولكن ذلك عنهم بعيد .. ونحن هنا ندعوا الناس الى كشف هؤلاء علنا وترك المقولة الشهيرة ( اني ماعلية وهاذا ما يخصني ) ، لأن السكوت على امثال هؤلاء يصل بنا الى الانزلاق في قرار الهاوية وتلك كارثة لا تحمد عقباها ../   

100
جريمة الموصل .. كتاب يقرأ من عنوانه

                                                                                                                 بقلم / عصام شابا  فلفل

   إن الأحداث الأخيرة التي حصلت  ولا زالت تحصل في مدينة الموصل ، والتي سببت باستشهاد العديد من أبنائها  المسيحيين وتهجير الالاف منهم قسرا وبفترة قصيرة جدا لا تتجاوز الاسبوعين ، له ضرب من الخيال لا نشاهده الا في افلام الهوليود الامريكية .. اذ ان هناك حالات اخرى قد حصلت في الماضي القريب وفي اماكن اخرى من العالم ، ولكن ليست بالصورة التي تحدث في مدينة الموصل الان ، فقد شاهدنا بالامس القريب من على شاشات التلفزة حالات تهجير قسرية مماثلة في بلدان اخرى مثل بوروندي في افريقيا ، حيث كانت تلكم الاحداث قد حصلت بسبب صراع قبلي بين قبيلتي التوتسي والهوتو وبفعل سياسي اساسه مقتل رئيس الدولة بحادث طائرة  ، مما ادى الى حصول مذبحة هائلة يندى لها جبين الانسانية ، حيث ذهب ضحية ذلك عدة ملايين من البشر بين قتيل ومهجر ومن كلا الطرفين ، وحينها كان الفاعل معروفا لدى الراي العام المحلي والعالمي .. والذي حدث في كوسوفو من قتل وتهجير لعشرات  العوائل من العرق الالباني ، كان الفاعل معروفا أيضا وتمت محاسبته حسب القوانين الدولية المعمول بها في محمكة العدل الدولية  .. وهنا لا نريد الخوض في تفاصيل حرب البلقان بل ذكرنا ذلك لغرض المقارنة بين هذا وذاك فقط .. ان الذي يحدث في الموصل لهو بفضاعته اشبه ما يكون  بتلك الافعال الشائنة التي حدثت في افريقيا والبلقان ولكن بفارق ان الفاعل في حالة الموصل مجهولا ، كما ان احداث الموصل لا تجد أي اهتمام من اية منظمة دولية او من وسائل الاعلام  العالمي او المحلي الا من القليل من تلك الوسائل  ، ومن المستغرب ان نجد السادة المسؤولين في حكومة الموصل المحلية الموقرة يقومون وحسب روايتهم بالقاء اللوم وتثبيت التهمة  على منظمة القاعدة بارتكاب تلك الافعال الاجرامية  ، حيث اصبح تنظيم القاعدة ودولة العراق الاسلامية شماعة تعلق وتنشر عليها السلبيات والاخفاقات الامنية  وكل الاعمال الاجرامية والتي قد تكون احيانا بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف ، حيث ان تلك الجهات تعلن برائتها علنا عن القيام بمثل تلك الافعال ،وهذا ما يعود بذاكرتنا الى الى ما كان يفعله النظام السابق ، حيث كان يعلق اسباب فشل ادارته على شماعة الحصار الاقتصادي ، فاذا فقدت مادة الكرافس او التبن من الاسواق كان السبب الحصار الاقتصادي ، واذا عزف الشباب عن الزواج ، كان السبب الحصار الاقتصادي ، واذا قل انتاج الحمير في البلاد كان السبب الاحصار الاقتصادي وهكذا دواليك .. اذن ومن هذا المنطلق فان الاخفاقات الامنية والادارية التي تحدث لدى حكومتنا المحلية تعلق ننتائجها على شماعة تنظيم القاعدة وتنظيم دولة العراق الاسلامية.. وهنا ومن باب حفظ مياه الوجه.. يبقى الفاعل مجهولا الى ان يشاء الله سبحانه وتعالى .. ومن المستغرب ايضا ، ان نسمع تصريحات غير منطقية من بعض السادة في الحكومة الاتحادية وخصوصا الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد محمد العسكري  ، حيث خرج بتصريح يحمل في طياته كل معاني الاستصغار والحط من قيمة المكون الكلدواشوري السرياني في الموصل حيث قال ان عدد العوائل المسيحية في مدينة الموصل كلها لا يتجاوز الستمئة عائلة ... اليس هذا استخفافا وانتقاص قيمة لهذا المكون الاصيل ، اما نحن فنقول له .. يا سيدي الفاضل ان العوائل التي نزحت الى قضاء تلكيف وحده .. بلغت اكثر من ستمئة وخمسن عائلة حتى ساعة كتابة هذا المقال ومثله ايضا في قضاء الحمدانية واعداد اخرى من العوائل في مناطق متفرقة .. يا سيدي ان عدد العوائل المسيحية في الموصل يتجاوز الثلاثة الاف عائلة .. اليس هذا دليل على ان الحكومة لا علم لها حتى باسط امور الشعب ...؟وهنا لا بد لنا من ان نربط الامور مع بعضها ونعود بذاكرتنا الى الاشهر القليلة الماضية وحادثة اختطاف واستشهاد مثلث الرحمة ( بولس فرج رحو ) وما رافقها من احداث وامور غامضة جدا ،  حيث اعلنت حكومتنا الموقرة بعد مرور شهر او شهرين بانها قد القت القبض على مرتكب الجريمة ( انتهبوا رجاءُ ..... نقول مرتكب الجريمة وليس مرتكبيها ..!!) وكأن الذي قام  بتلك العملية الشائنة هو فرد واحد فقط ..!! في حين صرحت وسائل الاعلام حينها بان اختطاف المطران فرج الرحو تم بعدد من السيارات تجاوز الخمسة منها ، فلو فرضنا ان في كل سيارة  شخص واحد فقط اضافة الى السائق ، لأصبح مجموع المهاجمين ( 10) اشخاص .. وهنا ياتي السؤال المهم ..ان كانت الدولة قد القت القبض على مرتكب الجريمة .. اذن اين التسعة الباقون يا سادتي الافاضل  ..؟؟!! ولماذا لم تقدم السلطات الاتحادية والمحلية بالكشف عن ملابسات الحادثة كاملة وعلنا ، ولماذا لم تعلن اسماء الذين قاموا بتلك الفعلة المشينة من خلال وسائل الاعلام ..؟والسؤال الاهم في كل هذا ..لماذا طويت صفحة اغتيال المطران فرج الرحو دون اجراء أي تحقيق دولي ..؟ لذا فمن المنطقي ان نربط بين تلك القضية والذي يحصل في الموصل حاليا من تقتيل وتهجير لألاف العوائل البريئة والتي لا ذنب لها سوى كونها مكون اصيل للبلاد علما بانها ليس لها لا ناقة ولا جمل في الصراع السياسي الدائر في البلاد بين الكتل الساسية الكبيرة على ارض الوطن .. وهنا نسأل .. ماذا ستفعل حكومتنا الموقرة .. هل ستلقي القبض على فرد واحد اخر وتلصق به تهمة قتل وتهجير المسيحيين ، ام ستطوى ملفات القضية وتوضع على الرفوف وتقيد ضد مجهول وكأن شيئا لم يكن ، وهنا سيخسر المسيحيون كل شيء من املاكهم واموالهم وارضهم وربما سيخسرون حياتهم ايضا بعد اشهر قليلة ان استمر الامر هكذا ، وسيصبح كل شيء من الماضي دون اجراء تحقيقات دولية عادلة لمحاسبة المقصرين والفعلة الحقيقيين..
   ان استهداف المسيحيين في الموصل لم يكن وليد صدفة او لحظة انية مطلقا ، بل ان المتتبع لمجريات الامور ومن منطق العقلانية يعلم جيدا ويرى وبكل وضوح بان الاحداث تسير ببرمجة وتخطيط وتنسيق عال جدا ، وهذا معناه بان هناك جهات على علم تام بما يدور في الاروقة السياسية للبلاد  ،،ولنكن واضحين جدا ،ان تلك الاحداث بدات في داخل البرلمان العراقي الموقر حين الغى المادة (50) من قانون انتخابات مجالس المحافظات ،ومن بعدها الضجة الاعلامية التي حدثت بسبب ذلك القرار المجحف بحق ابناء شعبنا ،ومن بعدها المظاهرات السليمة العارمة التي جابت العديد من المدن والقر ى للمطالبة باعادة حقوقهم التي اهدرها مجلس النواب ( مجلس ممثلي الشعب ) بسبب سيطرة الكتل الكبيرة على مقاليد الامور وهيمنتها على القرار السياسي للمجلس ومن ثم الهيمنة على قرارات الحكومة الاتحادية ،وهنا يتحمل مجلس النواب الوزر الاكبر من الاحداث التي تهدف الى ابادة ابناء شعبنا من الوجود ..
   ان الغاء المادة ( 50) كان الشرر الذي ارادوا به احراق ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني بنار القوى المتنفذة في مجلس النواب ،والتي لا ترغب اللعب في الساحة العراقية الا لوحدها ومن مبدأ التسلط على رقاب الغير وفرض سياسة الامر الواقع .. نعم هكذا تقول ديمقراطيتهم ..  والغريب العجيب في الامر ان اخوتنا الاجلاء بعد ان صوتوا على الغاء المادة ( 50) اخذوا بالتباكي بدموع التماسيح على حقوق الاقليات وكانهم ليسوا من صوت قبل لحظات على الغاء تلك الحقوق .. يا لهاذا النفاق الطبق... اذن يا سادتي الكرام اين كانت ضمائركم الحية حين كانت ايديكم مرفوعة لألغاء المادة .. ام ان صحوة الضمير قد داهمتكم فجأة بعد احساسكم بالخطأ .. ام ان هناك اجندة وسيناريوهات غامظة تحاك تحت جنح الليل في الاقبية الظلماء .. وربما كان هناك اتفاق سياسي بين الكتل المتنفذة وعمليات مدروسة لغرض الغاء تلك المادة  لتكون النتيجة محاولة ابادة الشعب المسيحي من الوجود..انظروا ماذا جنت ايديكم وماذا كان نتاج فعلكم  وماذا كانت نتائج تصويتكم اللامنطقي..
    وبالعودة الى موضوعنا الاساسي والربط بين الذي يحدث في الموصل وموضوع المادة ( 50) نسال .. لماذا تحدث مثل هذه الامور في هذا الوقت بالذات. ؟ وهنا نسأل السؤال الازلي الذي يطرح دوما ومن جميع الجهات...{ من هي الجهة المستفيدة من خروج المسيحيين من الموصل .. وبالاحرى خروجهم وطردهم من العراق ان كان هذا السيناريو هو السيناريو الموضوع للمدى البعيد لهذه الجهة او تلك..؟؟!!} اسئلة سيجيبنا عليها الزمن القريب انشاء الله ، وحينها ماذا سيفعل الخانعون والذين باعوا انفسهم للغرباء بثمن بخس ، وبماذا سيبررون الذي حصل ، فهل يا ترى سيعترفون بحقيقتهم الباسة امام شعبهم .. ام يا ترى سيصحوا ضميرهم الذي يسبت في قرار النفاق يوما ليقول كلمة الحق ولو لمرة واحدة .. ثم هل سياخذ المسيحيون الكلدواشور السريان دورهم الحقيقي كمواطنين اصلاء لخدمة هذا البلد ،وهل سترفع عنهم عبارات التصغير والتشهير والاستهزاء اللامنطقية من قبل الغير ، وهل سيعتبرون مواطنين من الدرجة الاولى كباقي المكونات المتنفذة .. ام ستبقى النظرة العنصرية الاستعلائية والحقد الدفين والكراهية العمياء تدق نواقيس الانتقام من هذا الشعب البريء. هل سيحصل هذا المكون الاصيل على حقوق كاملة كما تقول وتوعد حكومتنا الموقرة في كل مناسبة ..؟؟!! ام ان القوى المتنفذة في الحكومة الاتحادية والبرلمان العراقي والحكومات المحلية ومجالسها سينبذون هذا الشعب كما نبذوه من قبل وبحجج واهية ايضا  مثل الحجج التي الغيت بها المادة 50..؟
وفي الختام .. ندعوا كل المنظمات الانسانية في العالم ونناشد  جميع المنظمات التي تهتم بحقوق الانسان ، ونطلب من هيئة الامم المتحدة وجميع الشرفاء والاحرار في العالم الى التحرك السريع لأيجاد حل سريع وعاجل  لمأساة هذا الشعب المقهور منذ سنين وانقاذه من الابادة العرقية الجماعية المنظمة قبل فوات الاوان ، وخصوصا ان الاعلام الحكومي ساكت سكوت مريب ، لأنهم يعلمون ان في نقله للحقائق هو فضيحة كبرى لا تحمد عقباها في المحافل الدولية وعند  ابناء الشعب العراقي الاصيل .. كما ونناشد قداسة البابا التدخل السريع لدى المحافل الدولية لغرض انقاذ ابناء رعيته من الابادة المنظمة التي يتعرضون لها .. والا .. فسوف تكون الماساة فضيعة لا سمح الله ..؟؟!!

101
ماذا يحصل في الموصل ..ولماذا

                                                                                                           عصام شابا فلفل

     هكذا يطرح السؤال نفسه على ارض الواقع خاصة بعد احداث الموصل الاخيرة والتي اصبح ضحيتها ووقودها ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني دونما ذنب ارتكبوه سوى كونهم المكون الاصيل لتراب هذا البلد ، وهكذا تكون الاجابة من السذاجة لدى البعض بان يقولوا ان هذه الحالة عامة لدى جميع العراقيين وان كل ابناء العراق مستهدفون بالارهاب .. اما نحن  فنقول .. نعم ان العراقيين جميعهم مستهدفون من قبل الارهاب الذي يبغي تدمير البلد وتدمير الحالة النفسية للانسان العراقي ،ولكن ان يستهدف المسيحيون بالذات علنا وجهارا وامام انظار الدولة وقوى الامن العراقية بفرعيها الدفاع والداخلية والمجتمع فتلك حالة غريبة لا يمكن السكوت عنها مطلقا ، والسكوت عن مثل تلك الحالات ما هي الا نوع من الاشتراك في افعال تلك الجرائم ويقع في باب الخيانة العظمى للشعب والوطن  .. وقد تكون الاجابة  الاخرى لدى البعض الاخر من الناس مليئة بالمكر والخبث ومن منطلق القول الماثور (حق يراد به باطل) اذ ينبري بعضهم ليقول ان شعبنا الكلدواشوري السرياني يقتتل في شوارع الموصل ويهجر من بلدته العريقة قسرا لأنه طالب بحقه ( بالحكم الذاتي ) .. وهنا نقول لسادتنا الافاضال ، حين خرج المواطنون في مظاهرات حاشدة جابت شوارع المدن والقصبات التي يقطنها  ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني كانت تلك التظاهرات لغرض المطالبة باعادة المادة (50) الى قانون انتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي وليس لمطالب اخرى .. لماذا اذن حشرت فيها مطاليب بعضنا بالحكم الذاتي وفي هذه الفترة العصيبة بالذات .. ؟ الم يكن ذلك طلب غير واقعي في وقت غير منطقي..  الم يكن من الاجدى على اقل تقدير ان تؤجل تلك المطالب الى فترة اخرى أي لفترة ما بعد انتخابات مجالس المحافظات..؟ ترى ما المغزى من طرحها في تلك الفترة ان لم يكن هناك امر في غاية الخطورة وسيناريوهات عقيمة تحاك خيوطها  في الاقبية الظلماء وتنفذ بيد بعض من السذج والبسطاء ممن يلهثون خلف الدولار والدينار ..؟  وماذا كانت النتيجة ..؟ سحق لكرامة ابناء امتنا وقتلهم علنا وامام انظار الملأ . والغريب في الامر ان القتلة  يجوبون شوارع الموصل بسيارات فخمة  ودون تردد او خوف من احد ،  ومكبرات الصوت فوق تلك السيارات تنادي بقتل المسيحيين او ترك منازلهم ، او قد تقوم مجموعة من الافراد الغير المقنعين(نقول  الغير المقنعين) بتفخيخ منزل وتفجيره وعلنا وفي وضح النهار ايضا ،  وهذا ما حصل فعلا ، ففي مساء يوم السبت 11/10/2008 فجرت ثلاث منازل ( نقول فجرت وليس قصفت) تعود لأبناء جلدتنا في حي السكر .. وهنا ياتي السؤال المهم ( كيف تم نسف هذه الدور .. وبماذا نسفت.. وكم من الوقت احتاجه ناسفوها لتفخيخها ، هل هو دقائق معدودات ، ام يحتاج تفخيخ منزل الى ساعات وساعات وربما ايام ..؟؟!!!! ) اسئلة لا بد من الاجابة عليها علنا .. فهل يمكن ان يتم تفخيخ منزل وتفجيره بدقائق معدودة .. هل هذا معقول يا سادتي الافاضل ،الم يكن هناك أي  عراقي يشاهد هؤلاء يقومون بتلك الافعال الشائنة .. اذن اين كان الجيران من اخوتنا اهالي  الموصل واهالي حي السكر بالذات وخصوصا وهم يعلمون بعدم وجود اصحاب الدور فيها.؟؟!!!  والاهم من هذا كله .. اين كان رجال الامن وغيرهم ..
نحن هنا لا نتهم احدا بالذات ..بل ان الجميع متهمون .. والدليل على ذلك. كانت تلك الاعمال قد بدات قبل اكثر من عشرة ايام ، ولكن كان هناك تعتيم اعلامي كامل  عليها ..  الى ان تم فضحها من قبل المواقع الالكترونية ( الانترنيت) ،والاغرب من هذا كله ان لا يصدر أي تعليق من الحكومة العراقية او رئاسة الجمهورية وحتى رئاسة البرلمان العراقي .ولا من قبل وسائل الاعلام التي تمتلكها الدولة ..  لا ندري  ربما لهم عذرهم في عدم الافصاح عن فحوى القضية لغاية في نفس يعقوب .. فهل يا ترى من هو المستفيد من خروج المسيحيين من الموصل ..؟ وخصوصا قبل ان اجراء انتخابات مجالس المحافظات ..ولماذا هذا التوقيت بالذات ...  اسئلة سنكتشف اجاباتها في القريب العاجل انشاء الله وحينها ستمرغ وجوه كثيرة في تراب الخزي والعار وسيعلوا منبر الحقيقة الذي سيكشف كل اغطية الشعارات وستمزق فيها اقنع الزيف الخانق الذي يعيشه بعضنا .. وقبل هذا وذاك فمن حقنا ان نطالب حكومتنا الموقرة وعلى راسها السيد رئيس الجمهورية مام جلال ودولة رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي والدكتور محمود المشهداني رئيس مجلي النواب ،وكذلك نطالب جميع الهيئات الدولية  التي تعنى بحقوق الانسان الى الاسراع في انقاذ هذا الشعب الاصيل من الابادة المتعمدة التي تعود بذاكرتنا الى ثلاثينيات القرن الماضي حيث حملة الابادة التي قام بها المقبور بكر صدقي ضد ابناء شعبنا في سميل الجريحة  ، ونطالبهم  باجراء تحقيق دولي ( اقول تحقيق دولي تقره الامم المتحدة وليس تحقيقا محليا) وكشف الحقائق علنا ومحاسبة المقصر والمتسبب بهذه المذبحة مهما كانت منزلته دون تردد ،وحين ذاك سيكون موقف الخانعين وشعاراتهم الزائفة في مزبلة التاريخ بعد ان ينكشفوا على حقيقتهم  ، حيث سيلفظهم شعبهم قبل ان تلفظهم الشعوب الاخرى ..

102
المنبر الحر / وحدتنا والتاريخ
« في: 17:21 09/10/2008  »
وحدتنا والتاريخ
   
                                                                                             عصام شابا فلفل
      التاريخ .. نعم التاريخ .. كلمة نعتز ونفتخر بها جميعا دون استثناء ..  فمن لا تاريخ له لا اصالة له.. اذ ومن خلال هذه الكلمة نستطيع ان نقلب صفحات ماضينا العريق ، ولكننا قد نبالغ احيانا بتمجيد الماضي وتلك الصفحات المضيئة من حضارة شعبنا الجبار وامتنا المجيدة ، وقد يؤدي ذلك الى ان نتناسى حاضرنا ومستقبل اجيالنا والتي ستعاتبنا لا محالة يوما ما ومن خلال التاريخ ايضا بأسئلة محيرة عما قدمناه نحن لهم .. فهل استطعنا ان نعطي لأجيالنا الاتية كما اعطى اسلافنا العظام لنا...؟ ثم ما هو الشيء الذي سنقدمه لهم نحن ...؟ وهل يا ترى كيف نستطيع خدمة اجيالنا ونحن فرق متعددة متنافرة بعيدة احداها عن الاخرى .؟ ... اسئلة محيرة فعلا ... صحيح اننا اصحاب حضارة عظيمة وتاريخ مجيد .. وصحيح ايضا ان امتنا هي اول واعظم امة قدمت للانسانية ما لم تستطع ان تقدمه امة اخرى عبر تاريخها الثر .. ولكن هل هذا يعني ان نبقى نمجد الماضي ونتغنى به وبما قدمه لنا اسلافنا الجبابرة  ونهمل حاضرنا ومستقبل اجيالنا ونتركه خلف ظهرانينا ..؟ ان الحقيقة المؤلمة التي نعيشها اليوم ما هي الا نتاج ذلك التمسك الاعمى بقشور تاريخنا القديم دون ابداء اية محاولة لإنهاضه او بناء حضارة وتاريخ انسان جديد .. وللأسف الشديد فقد نتج عن ذلك ايضا تشتت قوى شعبنا الى طوائف وشراذم لا حول لها ولا قوة والدليل على ذلك اننا لحد الان لم نستطع الاتفاق حتى على التسمية الموحدة لهذه القومية المظلومة.. فكيف اذن بالامور الكبيرة والتي يتحدد بها مصير شعب باكمله..؟ فمنذ سقوط نينوى عام 612 ق . م  بعدها  مملكة بابل بمائة عام تقريبا . ولحد هذا اليوم والكل يعلم بما عانته امتنا من ظلم وقهر وتدمير وطمس هوية واستباحة عرض وغيرها من المصائب ، ولا زالت تعاني من تلك المحن اضافة الى المحنة الكبرى وهي الفرقة والتشتت ، والانكى من ذلك هو ظهور مجموعات عديدة من ابناء جلدتنا تنادي كل منها بالوحدة ظاهريا وبشعارات براقة رنانة  وتعمل على ترسيخ التجزئة وتثبيت حال الفرقة في الباطن وقد يكون ذلك بتوجيه من قوى معينة ترغب بتلك التجزئة خدمة لمصلحتها . اذ تقوم تلك المجموعات بوضع نظريات وايديولوجيات خاصة بها مستندة بذلك على فقرات مزيفة  مستقاة من فترة محددة من التاريخ الاصيل للأمة ، وقد تناسوا ان تلك الفقرات المزيفة لا يمكن لها ان تقف امام الحقائق التاريخية التي لا يمكن ان يعبث بها احد ، فهم بهذا لا يحسبون لشعبنا وقضيته الاساسية أي حساب ، بل يتخذون من القشور مبدأ لهم ومن الافكار التجريدية ايديولوجيات ونظريات واهية لا تستند الى أي اساس رصين ، اذ ان جل همهم هو توجيه الانتقاد لفلان وفلان من الذين يبادرون ويتسابقون لخدمة مصلحة شعبنا .. اذن فهم يرصدون كل شيء الا تصرفاتهم .. اليس من الافضل لهؤلاء ان يبادروا هم ايضا الى تقديم الخير لشعبهم بدلا من الكلام الفارغ الباهت الذي تصرح به وتنشره جرائدهم وصحفهم ووسائل اعلامهم ..؟ الم يكن الاجدر بهم ان يقدموا النصح لأنفسهم اولا قبل تقديمه لغيرهم وذلك عملا بمقولة سيدنا يسوع المسيح له المجد  ، حيث قـال:-
{ لماذا تنظر القذى بعين اخيك اما الخشبة التي في عينيك فلا تفطن اليها..؟ يا مرائي اخرج الخشبة من عينك اولا كي تبصر جيدا وبعدها تخرج القذى من عين اخيك } ... لذا فالواجب يحتم علينا ان نكون صادقين مع انفسنا اولا ومن ثم مع ابناء شعبنا وامتنا وان نضع الامور في نصابها الصحيح وذلك كي نستطيع ان نطالب  بحقوقنا القومية والدينية المشروعة دون خوف من شيء وخصوصا ونحن الان في وقت حرج جدا ، فلو كنا حقا احفاد اولئك العظام { حمورابي .. نبوخذنصر.. سنحاريب .. سرجون...الخ } كما نتبجح  ونرهص دائما في اقوالنا وكتاباتنا وتصريحاتنا ، اذن فلتكن كلمتنا واحدة كما كانت ابان عهود اولئك العظام ،وليكن صوتنا واحدا كما كانت اصواتهم في كل حين ، فهم اكتسبوا قوتهم من وحدتهم .. ونحن لا يمكن ان  نحصل على تلك القوة والوحدة المنشودة الا من خلال الصفح عن اخطاء اشقائنا والسماح لمن ارتكب زلة  بحق شقيقه ، فان كنا نحن ندعي الصفح والسماح للغريب فكم بالاحرى لشقيقنا ، فبتصافح الايادي الخيرة وعناق الاحبة يكون باب الوحدة الرحب قد فتح والذي نستطيع من خلاله المطالبة بقوة بكامل حقوقنا والحصول عليها دون انتقاص ... وعلى العكس من ذلك فان بقينا نجر بالامور طولا وعرضا فلن تقوم لنا قائمة ولن يحسب لتاريخنا بعد ذلك أي حساب  خصوصا  ونحن بعيدين منشغلين في حل خلافاتنا والتي قد تكون شخصية احيانا.. فلننسى الخصام والمنافسة على الكراسي والمناصب  الوظيفية ولنتجه الى اماني شعبنا  في حقوقه المهدورة منذ قرون ، ولتكن وحدتنا اساسا لبناء كيان امة زهت في الماضي لتسمو مرة اخرى بابنائها البررة الشرفاء ، وهذا لا ياتي الا بالاعتماد على انفسنا نحن دون الاتكاء على عكازة الغريب متوهمين بقوته الزائفة ، لأن الغريب مهما طالب بحقنا ، لا يمكن ان يقدم لنا شيئا سوى النزر اليسير والذي يستفاد منه هو اولا والذي لا يتعارض مع مصالحه وخصوصياته ، ولأنه لا يعلم من خصوصياتنا الدينية والقومية الا الشيء القليل القليل ، كما ان الغريب يعلم جيدا ان نهوض امتنا من جديد يعني القضاء على الكثير من الافكار المريضة التي كثرت حاليا في المجتمع ، لذا فهو يحاول طمس حضارتنا  وبكل طريقة واحداها هي زرع بذور الشقاق والفرقة بين ابناء الامة العريقة .. اعيد واكرر .. يجب علينا الاعتماد على انفسنا كي نطالب بحقوقنا وليس على الغريب فنحن اولى بالمطالبة بها ونحن ادرى بمصالح شعبنا من الاخرين ومن مبدأ المثل القائل ( اهل مكة ادرى بشعابها ) .. لهذا السبب ندعوا ونطالب اخوتنا الكرام وخصوصا المتنفذين منهم ، ندعوهم لنبذ خلافاتهم وتركها جانبا والالتفات الى مصلحة شعبهم وامتهم ، اذ ان المسؤولية الملقاة على عاتفهم كبيرة جدا وهي تحدد مصير شعب وامة قدر الله لها ان تعيش منذ اكثر مـن (6000) ستة الاف عام ، وان ينظروا الى هذا الشعب المقهور ولو مرة واحدة بعين العطف .. اقول بعين العطف لا غير .. وان يتجهوا لخدمة شعبهم لا مصالحهم الشخصية .. ونقول لهم .. لقد بلغ السيل الزبى . انقذوا شعبكم من الضياع والغرق في بحر الصراعات الشخصية ودعوا سفينتنا تسير نحو بر الامان ، فكثرة الملاحين ستغرقها وتؤدي بنا الى الهلاك لا محالة وسيكون هذه المرة نهائيا والى الابد لا سمح الله  .. وكلامي هنا موجه بالذات الى سادتي مسؤولي الاحزاب والمنظمات الكلدانية الاشورية السريانية  واقول لهم صراحة ودون تردد ،وارجو ان لا اكون قاسيا في صراحتي معهم .. اقول:- { وحدتكم شرفكم وشرف امتكم وشعبكم .. فان فقدنا فرصة الوحدة الان ، نكون قد فقدنا شرفنا وكرامتنا والى الابد .. والفرصة الان مؤاتية لكم لتبرهنوا لأبناء جلدتكم بانكم اهل للمسؤولية وانكم حقا احفاد بررة لأؤلئك الاسلاف العظام ، وانكم حقا قادة حكماء تستطيعون ان تقودوا شعبكم الى ساحل النجاة .. وانشاء الله انتم اهل لذلك..}.... ....... / تحياتي

103
المنبر الحر / الكرسي
« في: 17:59 05/10/2008  »
                                                                     الكرسي
                                                                                             بقلم / عصام شابا فلفل / تللسقف
                 قد يستغرب البعض من اختيارنا لعنوان المقال بهذا الاسم ، ويكون الاستغراب اكثر لو تصور الناس ان المواضيع التي سنطرحها ادناه مفهومة وواضحة لديهم ، ولكن هل يعلم هذاالبعض ماذا تعني بالضبط لفظة ( كرسي)، وما الذي فعلته تلك اللفظة ذات الاربعة احرف على مدى التاريخ ، وكم من الشعوب اندثرت بسببها ، وكم من الناس تمت تصفيتهم بسبب تلك الكراسي.. وعليها ايضا .؟ وكم من الوضيعين  ارتقوا من هاوية الحضيض الى قمة المجد بفضل رفعة الكرسي ..؟ وكم من العظماء هبطوا الى قرار الهاوية بسبب سوء استخدام الكرسي وطريقة الجلوس عليه من قبل مستخدمه .... نعم انه الكرسي .. هذه الالة السحرية التي نادرا ما يخلو منها منزل من منازلنا مهما كان من البساطة والتواضع .. فهل يا ترى ما سر تلك الاداة وكيف تستطيع ان تلعب بحياتنا كل تلك الالاعيب..؟ نعم... انه الكرسي.... ذلك المقعد الذي نستعمله كل يوم وربما اغلب ساعات النهار وبمختلف انواعه وتنوع استخداماته .. فالطالب يجلس عليه لقضاء الساعات الدراسية في الصف والمدرسة ، والطبيب يستعمله لمعاينة وفحص مرضاه ، والحلاق لتجميل وحلاقة زبائنه ، اما القس او رجل الدين فيستعمله لأعتراف الفقراء والبؤساء ( الخاطئين ) بذنوبهم عسى ان يغفر لهم الرب تلك الذنوب ويتطهروا منها ويتوبوا توبة ناصحة ، فهم فقراء ومساكين ولا يحق لهم ان يخطأوا ابدا ... اما رواد المكتبات فيستعملون الكراسي لغرض اجراء البحوث والدراسات ثم يطبقونها عمليا لخدمة الوطن والمجتمع لأنهم بناة مستقبله .. ولابد لنا الان من التطرق الى كرسي اخر ومهم جدا وهو الكرسي المدولب والذي  يستعمله عادة المعوقون ومن ذوي الاحتياجات الخاصة .. فيا ترى اي نوع من الكراسي يستعمله معوقوا الضمير والاخلاق..؟ .. وهناك كرسي اخر ومهم جدا ايضا ، وخصوصا بالنسبة لي ، الا وهو كرسي المطبخ والذي نستعمله يوميا ولعدة مرات لغرض اشباع غريزة الجوع لدينا ، والحقيقة ان كرسي المطبخ من احب الكراسي الى نفسي حتى من كرسي الوزارة نفسها ، وهو اقرب الى معدتي حتى من كرسي رئاسة الدولة او عرش مملكة ، وخصوصا اذا كنت جائعا ، والمطبخ تفوح من قدوره روائح الدسم الطيبة .. هذه كانت الكراسي الاجتماعية .. اما الكراسي السياسية .. فيا ويلاه  من تلك الكراسي المليئة بالاشواك للبعض ، وبالذهب للبعض الاخر .. فقد تقلب موازين الامور بسببها رأسا على عقب ، وفي احيان كثيرة تحدث بسببها زلازل وهزات عنيفة ، ولكنها سياسية وليست ارضية ،وقد يحصل بسببها انهيار صروح او سقوط  دول او اندثار امة او مجتمع باكمله .. الخ ، وفي احيان اخرى تكون الكراسي قاتلة لمستخدمها مثل كرسي الاعدام الكهربائي ،وهو من الكراسي النادرة والتي تستعمل لمرة واحدة فقط من قبل الفرد ، كما انه الكرسي الوحيد الذي لا تتقاتل الناس على الظفر به مطلقا .. والسبب معروف طبعا . .. ومع سلّم.. اقصد كراسي سلّم الرواتب والمخصصات العالية ، مثل كرسي المدير العام او الوزير او رئيس الوزراء ، فهنا يختلف الامر ،لان الجميع يرغب بالظفر بشرف الجلوس على هذا الكرسي الناعم والوثير ، والذي نجد في طيات قماشه ، او نحظى بالجلوس عليه  بكذا مليون لتحسين احوالنا المعاشية البائسة او لبناء قصر او عمارة لنا للعيش وكسب الرزق فقط .. نعم هذ هي الكراسي التي تلعب لعبتها بحياة المواطن والمجتمع ومستقبل الوطن ، حيث تحدث لأجل ارتقائها او الظفر بها الكثير الكثير من المشادات والمشاحنات والمنازعات والمفارقات ، وبسبب ذلك تعمل العلاقات الشرعية والغير الشرعية عملها بكل جدية وتفان واخلاص ويشترك في تركيب وترسيخ وتنظيم وانضاج  تلك العلاقات  المشحونة  النفاق والتملق والتزوير في الحقائق ، وقد يصل الامر احيانا الى تشويه سمعة  لفرد او لجماعة معينة  ،  وقد يؤدي احيانا الى حدوث انقلاب خطير في اخلاق الفرد ، وهذا ما يجعل من الفرد سلعة رخيصة يباع بابخس الاثمان لكل عابر سبيل او راعي الفسق والفجور  ، او يشتري لنفسه انواع الصلافة والقسوة والسقوط في زيف المباديء ، وقد تجعلنا الكراسي احيانا نفقد انسانيتنا فنتصرف حينها كوحوش كاسرة حمقاء .. وهنا يعود بنا الامر الى استخدام شريعة الغاب في تعاملنا الحياتي ، ويكون التجرد من قيم انسانيتنا هو الحق السائد ،والحق يكون باطلا..  وقد ينتج عن ذلك انحدارنا الى الطاعة العمياء لأصحاب الكراسي الضخمة .. ورغم كل تلك المساويء التي تكتنفها بعض انواع الكراسي وخصوصا تلك التي تختص بمستخدميها والتي نسميها كراسي ذات النفع الخاص او كراسي المنافع الخاصة .. نقول.. رغم مآسيها فاننا دون استثناء تستهوينا سلالم التسلق والارتقاء الى احدها بصفة او اخرى .. فالطالب يتمنى ان يجلس يوما على كرسي مدير مدرسته .. والمدير العام تستهويه نشوة الطموح والحسد للظفر بكرسي الوزارة يوما ما ، وكذا القس  فهو يحلم بانه في يوم ما سوف يجلس فيه على كرسي الاسقفية او البطريركية .. ، وهكذاالوزير ايضا يحلم بتحقيق امنيته باعتلاء كرسي رئاسة الدولة او عرش المملكة .. ولكن يا ترى .. اي نوع من الكراسي يحلم بأرتقائه الملك او رئيس الدولة .. هل هو كرسي...!!؟؟ استغفر الله .. وهكذا فالكل يحلم بكرسي معين ..والاحلام مشروعة طبعا .. والسؤال ياتينا هنا لنقول .. هل كل تلك الكراسي تصنع من نفس المادة وبنفس القياسات  والاحجام .. ام تشترك في صناعتها عدة مواد ومواصفات ومقاييس  لتناسب الغرض الذي تستعمل لأجله وحجم الفرد الذي يستخدمه .. وتبعا لنوع المادة المصنوع منهاالكرسي وقياس حجمه وزمن وطريقة صناعته تفرض على الانسان اختيار المنصب المناسب لذلك الكرسي ، فكرسي رئيس الدولة او الملك مثلا  ( وخصوصا في دولنا العربية والشرق اوسطية ).. لا بد ان يكون وثيرا وان يتم صنعه بكذا مليون دولار وان تستقطع تلك الدولارات من افواه عامة الشعب والفقراء ،لأن العامة لا تجلس على الكراسي ، بل عليها ان تبقى فقيرة كي تحظى بجنة الخلد التي وعدنا بها الرب .. فالجنة خلقت للفقراء والمساكين في الاخرة .. اما الكراسي والغنى والجاه على هذه الارض فهم للمتنفذين فقط ، وبكون العامة لا تجلس على الكراسي ، بل لا يحق لها حتى ان تحلم بالجلوس عليها يوما ما ، لذا على العامة ان تحترم اصحاب النفوذ وان تقدم لهم الطاعة العمياء دون نقاش.. وهنا تأخذنا الحمية الى المرور بكرسي الاعتراف والذي نسميه هنا بكرسي الخطاة ، اذ يجب ان يكون هذا دون مساند وان يكون واطئا جدا كي يجثو عليه الانسان الخاطيء او الذي يطلب المغفرة من ربه على ركبتيه ، ولا يسمح له بالجلوس على عجزه اثناء الاعتراف ، وذلك كي ينظر اليه الرب نظرة عطف وحنان ، ولكونه فقيرا .. فهو خاطيء دوما ( وسبحان الذي لا يخطيء) ولا يحق له الجلوس على كرسي  معتبر .. اما الكرسي الكهربائي  وكما اسلفنا سابقا فهو كرسي يستعمل لقتل او اعدام المجرمين وعلى اختلاف الوانهم وجرائمهم مثل ( القاتل ، والزاني . والمغتصب ، والذي سطا على مصرف ، والجائع الذي سرق رغيف خبز لسد رمقه ورمق عائلته ) ، اذ يجب على هذه المجرم ان يجلس على هذا الكرسي وهو يعلم علم اليقين بانه سيفارق هذه الدنيا بعد لحظات ، والغريب في الامر ان كرسي الاعدام الكهربائي هو الكرسي الوحيد الذي يفرض فرضا على الانسان رغما عنه بعكس جميع الكراسي الاخرى التي تتقاتل الناس فيما بينها لأجل الظفر بها مثل كرسي رئيس الدولة او رئيس الوزراء او المدير العام ..وهنا تحضرني حكاية طريفة عن احد المدراء العامين ، حين علم بانه سوف يعزل عن منصبه وسوف يتم تعيين شخص اخر بدله لياخذ مكانه، قرر صاحبنا ان يهب مبلغ يقدر بكذا مليون دينار لمن يستطيع  ان يلغي قرار عزله ويثبته في منصبه .. فكم يا ترى كان كرسي صاحبنا عزيزا عليه .. وياترى لماذا تتقاتل الناس على كرسي المدير العام وغيره من الكراسي ، ولكنها تنفر بشدة من الكرسي الكهربائي ، ويا ترى لماذا تجبرنا بطوننا الى الاسراع نحو المطبخ والجلوس على كرسي المطبخ المسكين ونأتي بالطعام اللذيذ لنتناوله رغما عنه ، وفي الوقت نفسه نبتعد كل الابتعاد عن كرسي الاعتراف بحقيقتنا البائسة ، ذلك الكرسي الحقيقي الذي نجده امامنا يوميا ، ولكننا لا نراه ، والذي يصرخ الينا بشدة ولكننا نصم اذاننا عن سمعه ، الا وهو ضميرنا .. ويا ترى متى سنجلس على كرسي الحساب الكبير والذي يحتضنه المجتمع لنكون وجها لوجه مع كرسي القضاء العادل .. وهو التاريخ ...؟
                                                                                                                                                                تحياتي                                                                 

104
رئيس واعضاء الهيئتين الادارية والعامة
اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق   
فخامة الرئيس جلال الطلباني رئيس جمهورية العراق المحترم
دولة السيد رئيس الوزراء العراقي الدكتور نوري المالكي المحترم
سيادة الدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي المحترم

 
نحن رئيس واعضاء الهيئتين الادارية والعامة لإتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق  ايمانا منا ومن مبدأ تطبيق العدالة والمساوات وسمات الديمقراطية الحقة في عراقنا الحديث ولرفع الغبن الذي طال ابناء شعب العراق عموما وشعبنا الكلداني السرايني الاشوري خاصة من قبل الانظمة السابقة وايمانا منا بانكم لا تقبلون بان يقع الظلم والحيف على اية فئة من ابناء العراق الغالي  ، ونظرا لكوننا مكون اصيل من مكونات هذا البلد .. لذا نطالب سيادتكم بان يرفع هذا الحيف الذي حل بابناء شعبنا خاصة وابناء القوميات الصغيرة الاخرى في العراق من خلال الغاء المادة ( 50) من قانون مجالس المحافظات والاقضية والنواحي لذا نطلب من سيادتكم اعادة النظر بقرار مجلس النواب وعدم المصادقة عليه من قبل رئاسة  الجمهورية واعادة المادة ( 50) الى الحياة مرة اخرى وذلك يعني ضمان لوحدة العراق وتطبيقا حقيقيا للديمقراطية ومبدا العدالة في وطننا الغالي ,, املين منكم تلبية مطلبنا هذا .. مع خالص التقدير والاحترام
 
رئيس واعضاء الهيئتين الادارية والعامة
اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق

صفحات: [1]