عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - بولص يوسف ملك خوشابا

صفحات: [1]
1
ألآثوريون كانوا شعبا مقاتلا شجاعا مؤمنا بشهادة كافة المؤرخين
ألآنسحاب العام للعشائر ألآثورية نحو شمال ايران :
بعد ان قرر رؤساء العشائر ألآثورية في المؤتمر الذي عقدوه برئاسة قداسة الشهيد مار بنيامين للانسحاب من حكاري الى شمال ايران تم وضع خطة ألآنسحاب التي تعتبر من الوجهة العسكرية من اعظم الخطط التي يمكن بها سحب امة تعدادها مائة الف نسمة ما بين طفل رضيع ونساء ورجال مسنين بحماية رجال مقاتلين اشاوس لا يملكون من السلاح والذخيرة الا القليل قياسا بما يملكه عدوهم ... كان من المفروض ان يسلك ألآثوريين في انسحابهم الى شمال ايران الاتجاه الشرقي كاقصر طريق يوصلهم الى هدفهم المنشود ولكن تحشد القوات التركية والكردية وباعداد هائلة في الشرق لجأ ألآثوريين الى تطبيق خطة محنكة في القيام باعظم عملية تملص من الطوق الذي فرضه ألآعداء عليهم وذلك في القيام  بالانسحاب من جهة الغرب خارج توقعات الاعداء ومن ثم القيام بعملية التفاف واسعة للوصول الى شمال ايران بعد التخلص من الطوق المفروض عليهم وكذلك برزت حنكتهم في تقسيم الامة والمقاتلين الى قسمين للاسباب التالية :
1/ في حالة وقوع الامة في كمين معادي وهي مجتمعة تتم ابادتها عن بكرة ابيها اما في حالة تقسيمها الى قسمين فوقوع قسم في كمين معادي قد تكون فرصة للنجاة للقسم ألآخر ....
2 / ان طريق الانسحاب كان وعرا تتخلله جبال شاهقة ووديان سحيقة فكان من الصعب تسيير امة تعدادها مائة الف نسمة في طرق نيسمية جبلية وكان من الافضل تقسيمها لتسهيل زحمة السير ....
3 /ان موارد مياه الشرب كانت العيون المنتشرة في المناطق الجبلية وارواء اعداد هائلة من البشر كان سيعيق تقدم الامة اكثر ....
4 / المسير على جانبي الزاب امن لهم جناحي القسمين ...
باشر مائة الف نسمة من العشائر ألآثورية في حكاري في تركيا بانسحاب عام نحو شمال ايران بتاريخ 3 / ايلول / 1915 اي بعد شهر واحد من عودة المارشمعون بنيامين والوفد المرافق له المتكون من ملك خوشابا والاسقف ماريوالاها بحماية 60 مقاتلا من مقاتلي ملك خوشابا من الرجال المنتخبين الشجعان ... وكان ألآثوريين في قمم الجبال ينتظرون صدور الاوامر اليهم عما سيؤول اليه مصيرهم وهم على ابواب الشتاء القاسي في تلك المناطق الجبلية التي يبلغ ارتفاعها 12 الف قدم وكانوا محاصرين من قبل الاعداء من كل الجهات باستثناء الجهة الغربية وبدون ان يملكوا من السلاح والذخيرة الا النوع القديم منها . ولم يكن لديهم من الطعام عدا لحوم اغنامهم وحليبها وكانوا يحصلون على القمح بقيلمهم بغارات على القرى المحتلة من قبل الاكراد اذ كانت جميع قراهم قد احتلت واحرقت ما عدا قرى عشيرة تخوما ووادي سليبكان من تياري السفلى .وفي يوم 3 / ايلول / 1915 بعد هجوم كاسح من قبل القوات التركية والعشائر الكردية على عشيرة تخوما وتمزيق شمل مقاتليها تحركت العشائر ألآثورية برتلين احدهما من طال وألآخر من ديز متجهين نحو الغرب بينما كانت القوات التركية والكردية منتظرة خروجهم من معاقلهم الجبلية باتجاه الشرق باعتباره الطريق ألاقصر المؤدي الى الحدود ألايرانية . الا ان قادة ألآثوريين غيروا اتجاه سيرهم من الشرق الى الغرب بحركة التفافية بارعة بحيث تمكنوا من الخروج من الطوق المفروض عليهم من قبل الاتراك والاكراد من الناحية الشرقية ثم اتجهوا بعد ذلك نحو الشرق فتقدم رتل طال المؤلف من عشائر باز وديز وطال وبقايا عشيرتي جيلو وتخوما بقيادة مارشمعون بنيامين وسار بمحاذاة الزاب من ضفته اليمنى بعد ان عبره من جسر خشبي . اما رتل ديز المؤلف من عشيرة تياري السفلى وتياري العليا والبرواريين فكان يسير على يسار رتل طال , وكانت الاجراءات الامنية قد اتخذت لحماية سير الرتلين بوضع حماية من المقاتلين في مقدمة ومؤخرة وميمنة وميسرة هذين الرتلين السائرين في تلك المناطق الوعرة حتى وصلا الى قرية قطرانس في برواري العليا بعد مسيرة يومين حيث التقى الرتلين هناك وبقيا فيها ثلاثة ايام للاستراحة وبعدها تقدم الجميع في رتل واحد نحو باشقلعة القريبة من الحدود الايرانية والواقعة تحت الاحتلال الروسي , وعند تقدم الرتل في طريقه داخل الجبال والوديان بوغت برمي شديد من كمين نصب من قبل الجندرمة التركية والعشائر الكردية تحت قيادة خورشيد اغا وغيره وبقوة تقدر باكثر من 4 آلآف مقاتل فوقع رعب وخوف شديدين بين تلك الحشود البشرية وتراجعت الى الوراء مذعورة مثل الامواج المتلاطمة متوقعة اسوا العواقب ومنتظرة النهاية الماساوية في تلك الوديان السحيقة على يد من لا يرحم الطفل الرضيع او الشيخ العجوز او المراة المسنة وفي تلك الظروف الحرجة والمصيرية انبرى ملك خوشابا على راس قوة من رجاله الابطال وتسلقوا الجبال وهاجموا القمم المحتلة من قبل كمين الاعداء وبضربة جريئة وخاطفة تمكنوا من تمزيق القوة المعادية والحاق الهزيمة بها وقتل رئيسها وعدد كبير من افرادها ثم فتح طريق الامل والخلاص امام الامة الاثورية مرة اخرى نحو الحدود الايرانية ... ويقول كل من (الدكتور ويكرام في كتابه مهد البشرية ص 335 ) والقس شموئيل داؤود في كتابه (التاريخ القديم والحديث للآثور_ كلدو) ص 177 والقس يوسف نعيم في كتابه (هل تموت هذه الامة) ص 275 ويوناثان بيت سليمان في كتابه (ألآثوريين في عهد المسيحية) ص120 _ 121 بانه ( تمكن ملك خوشابا بطل حرب الجبال والاسد التياري بقوة صغيرة ان ينتصر على قوة العدو وينقذ ألآثوريين ويفتح الطريق لهم نحو ايران مع العلم انه لم يفقد في هجومه هذا سوى 6 رجال كما قتل القس انويا البازي الذي كان من الرجال الاقوياء الشجعان برصاصة طائشة بعد تلك المعركة) . ثم واصل الرتل سيره حتى وصل الى منطقة فيها بعض القبب مغطاة بصفائح معدنية حيث استراح ليلة واحدة ثم واصل سيره نحو باشقلعة وفي الطريق استقبل من قبل دوريات الروس الخيالة حينها عمت الفرحة الجميع على امل انهم وصلوا الى شاطيء السلامة وانتهت معاناتهم . وفي 13 ايلول 1915 وصل الرتل الى باشفلعة حيث استراح لمدة ثلاثة ايام وتحرك بعدها الى خان صور وخان بري بالقرب من كونة شهر ومكث فيها مدة من الزمن حيث عاد قسم من الرجال الى (الباق)لجمع الحنطة من مزارعها المتروكة والعودة بها الى عوائلهم . وبعد فترة اخذ ألآثوريون ينزحون تدريجيا الى ديلمان وسلامس وهناك انتشرت بينهم امراض الكوليرا والتيفوئيد والديزانتري وغيرها من الامراض المعدية الفتاكة نتيجة لشربهم مياه السواقي القذرة والموبوءة فمات عدد كبير منهم الى الحد الذي كان يدفن موتى كل عشيرة في خندق واحد . وبعد ان تم تاسيس هيئات طبية ومستشفيات وتوفير ادوية وغذاء وكساء من قبل الروس والامريكان والفرنسيين وبعد الجهود الجبارة التي بذلتها تلك المؤسسات تم القضاء على تلك الامراض وانقاذ من بقي منهم على قيد الحياة . اما مالك برخو واهالي سليبكان وسكان فرية ماثا تقصرة فلم يتمكنوا من الانسحاب مع ألآخرين بل بقوا في مناطقهم مختبئين حتى الخريف حيث تمكنوا من الالتحاق بألآثوريين في ايران . مما يذكر بعد وصول ألآثوريين الى باشقلعة اراد الروس منعهم من الدخول الى ايران محاولين اسكانهم على طول الحدود مع تركيا لجعلهم درع بشري امام قواتهم ضد الهجمات التركية ولربما هذه كانت غاية روسيا من تهجير ألآثوريين من مناطقهم مما اغضب ألآثوريين ووقعت مصادمات مع الروس وهددوا بالعودة الى مناطقهم وطلب السلم من تركيا فبدلت روسيا موقفها ووافقت على دخولهم اذربيجان الايرانية .........
                                                              بولص يوسف ملك خوشابا

2
مقتل مالك يوسف والد ملك خوشابا ومعارك الاخذ بالثأر
كان مالك يوسف بن مالك بتو طويل القامة رشيق الجسم جميل الطلعة معروفا بسمو اخلاقه وشجاعته وجرأته , لذا شبهه الدكتر ماكداول الامريكي بقياصرة الالمان . تسلم مسؤولية ادارة شؤون بني قومه من والده مالك بتو الذي اقعده العمر وسار على الطريقة التي سار عليها آباؤه . خاض    عدة حروب على رأس أبناء عشيرته الشجعان دفاعا عن حقوقهم كلما تطلب الامر ذلك . ومن خصاله انه كان لا يقبل التعدي على احد ولا ان يعتدي عليه احد ومصداقيته في تطبيقه لهذا المبدأ كان السبب الرئيسي في مقتله . ومن اهم المعارك التي خاضها هي الحملة التي قادها على عشيرة ماروناس الارتوشية الكردية عام 1886 وذلك لقيامها بالاعتداء على عشيرة تياري العليا حيث غصبت اراضيها وسلبت اغنامها . فلما استنجدت عشيرة تياري العليا به قاد حملته المذكورة في الشتاء القارص واستولى على ماروناس واجبرها على ايقاف تعدياتها والركون الى السلم والهدوء . وكذلك حملته على عشيرة بنيانش التي قامت بقتل شخصين من سليبكان من عشيرة تياري السفلى وبعدة تعديات اخرى , فتغلب عليها والحق بها هزيمة شنعاء وكبدها خسائر فادحة في الارواح والسلاح . حيث اصيب ابن رئيسها (اغا الجال) بجرح بليغ وبذلك اوقف هذه العشيرة عند حدها فجنحت الى السلم . وفي عام 1888 وقعت معركة في هلمون وجرامون بين الجيش التركي وعشائر البروار التحتاني الكردية من جهة وبين عشيرتي تياري السفلى والعليا من جهة اخرى . انتهت هذه المعركة بهزيمة الجيش التركي والعشائر البروارية التحتاني الذين ارادوا السيطرة على هلمون وجرامون وضمهما الى البروار لجبي الضرائب منهما .وبينما كانت هذه القوات المعادية محاصرة من قبل القوات التيارية اخذت تتوسل بسلمو (شليمون) شقيق مالك يوسف الذي كان يقود قوات تياري السفلى طالبة منه (روبخت) اي انهم وقعوا على شرفه ففتح لهم سلمو الطريق وانقذهم من ابادة محتمة وكانت هذه من الصفات الحميدة لدى العشائر ان يعفوا عن اعدائهم في المعركة حين يطلبون (روبخت) على شرف القائد , وعند وصول مالك يوسف قادما من مصيفه الى ساحة المعركة كان الاتراك والبرواريين الاكراد قد انسحبوا من الثغرة التي فتحها لهم سلمو , ولما انتهر مالك يوسف اخاه اجابه بقوله انهم طلبوا(روبخت منه) ... وعند عودة القوات التيارية من ساحة المعركة منتصرين تصدى لها بعض البرواريين فامر مالك يوسف بسلب اغنامهم . عليه اشتد القتال بين عشيرة تياري السفلى والبرواريين في وادي اوري وقام البرواريين بهجمات شديدة لاسترجاع اغنامهم المنهوبة . وكان مالك يوسف يقاتل في الخطوط الامامية عندما تعطلت بندقيته من سرعة الرمي فاخذ بندقية المقاتل القريب منه والتي تعطلت هي الاخرى فاقترب الاكراد منهم واصبحوا معرضين للتطويق وبالرغم من الحاح مقاتليه عليه بالانسحاب الا انه رفض ذلك لشدة عناده وشجاعته . وكان يقابله في جبهة القتال كل من محمد بك بن تترخان بك واسماعيل بك بن عثمان بك اللذان كانا من اشجع رجال البروار ومن امهر رماتهم , لذا شهر مالك يوسف خنجره وحاول الهجوم عليهما ولكنه اوقف من قبل رجاله ومن حسن الحظ وفي ذلك الظرف الحرج وصل شقيقه سلمومع رجاله الشجعان وقاموا بهجوم مضاد على الاكراد ففك الحصار عن اخيه وهكذا انتهت هذه المعركة بقتل شخصين من البروار وسلب اغنامهم .
لجوء آل موسى بك وآل طه بك وآل علي بك الى ليزان في تياري السفلى :-
كان لآل موسى بك سبعة اخوة من الشبان الاشداء وكان اخاهم الكبير محمد بك يريد ان يصبح اميرا للبروار . الا ان الشيخ بهاء الدين البامرني ورؤساء العمادية وآل تترخان بك حرضوا البرواريين على عدم قبوله على البروار , لذا قامت هذه العوائل ببعض الاعمال التخريبية ضد البرواريين بعد ان رفضت زعامتها والتجأت الى ليزان حيث بقيت في حماية تياري السفلى لمدة سنتين وحدث ان ذهب مالك يوسف مع هؤلاء الامراء الى قرية طروانش في البروار . ولما سمع امير البروار محمد بك ابن تترخان بك بذلك , جمع البرواريين وحاصر قرية طروانش من جميع الجهات واستمر القتال بينهم لعدة ايام وكان مالك يوسف وهؤلاء الامراء معتصمين ويقاتلون من احد قصور طروانش . فوصلت قوات تياري السفلى من ليزان وتمكنت من فك الحصار عن قرية طروانش وقيل بان محمد بك امير البروار هو الذي سهل امر فك الحصار عن مالك يوسف وذلك مقابل ما قام به اخيه سلمو في معركة هلمون وجرامون عندما سمح للبرواريين مع القوات التركية من الانسحاب من طوق الحصار المفروض عليهم من قبل القوات التيارية . عاد مالك يوسف مع أولئك الامراء الى قرية دشتان وبقي فيها مع عدد قليل من الرجال بعد ان تفرق المقاتلون الى قراهم ظنا منهم بزوال الخطر . الا انه بعد ثلاثة ايام فقط بوغتوا بهجوم مفاجيء على قرية دشتاني وبرمي كثيف من المدفعية والرشاشات التركية وبنادق العشائر الكردية مما اجبرهم على ترك القرية حيث دخلها الجيش التركي والبرواريين , ولكن القوات المعادية لم تتمكن من البقاء فيها اكثر من ثلاثة ساعات حيث وصلت قوات تياري السفلى من ليزان وطردتهم منها شر طردة , مما ادى الى ابتهاج اهالي قرية دشتاني الكردية  الموالين للتياريين بالرغم من مقتل (ملاالقرية) في تلك المعركة وذلك لعدم تمكن البرواريين من ضم قريتهم الى البروار ثانية .
مقتل مالك يوسف بن مالك بتو والد ملك خوشابا غدرا على يد رشيد بك امير البروار :-
قتل مالك يوسف بن مالك بتو من قبل امير البروار غدرا اثناء دعوته له في قرية طروانش الكردية الكائنة في برواري بالا بتاريخ 15 ايلول سنة 1900 ... يقال ان سبب مقتل مالك يوسف كان اعتقاد رشيد بك بوجود ضلع لمالك يوسف في مقتل اخيه محمد بك الذي قتله طاهر بك الذي التجأ الى مالك يوسف حسب العرف العشائري . ولكن حقيقة الامر ان مالك يوسف كان بعيدا كل البعد عن هذا الموضوع اذ انه لم يتدخل في حوادث القتل التي وقعت بين امراء هذه العائلة من اجل الرئاسة وكان دائما يسعى الى نشر الوئام والسلام في البروار وازالة الخلافات التي كانت تحصل بين هؤلاء الامراء على الرئاسة مع العلم ان عشيرة تياري السفلى كانت تملك حق الاشتراك في اختيار امير البروار , ولما فشل طاهر بك في مسعاه لدى والي الموصل لانتزاع الامارة من محمد بك امير البروار عاد الى قرية بيدو الكبيرة واخذ معه عددا من اتباعه ثم نصب كمينا لمحمد بك اثناء عودته من قرية درشكي الى مقر اقامته حيث اطلقوا عليه ثلاث طلقات اردته قتيلا . كان رشيد بك يكره مالك يوسف ويضمر له السوء لاعتقاده بانه وراء مقتل شقيقه محمد بك . و في الوقت الذي كان مالك يوسف في قرية طروانش الكردية حيث كان له فيها املاك طلب رشيد بك الاجتماع به حول امور تتعلق بالعشائر التيارية والبرواريين ثم جاءه ليلا احد رؤساء قرية بيدو الكردية المدعو رشو والذي كانت ترتبط عائلته بعائلة مالك يوسف بروابط صداقة تاريخية واخبره ان لرشيد بك نوايا سيئة نحوه وانه ينوي له شرا وعرض عليه مساعدته لاخراجه ليلا من قرية طروانش والذهاب الى احدى قرى تياري السفلى . الا ان مالك يوسف رفض ذلك مفضلا الموت على قبول سمعة الهروب من رشيد بك وفي يوم الاجتماع امر رشيد بك رجاله بالقاء القبض على مالك يوسف اثناء الاجتماع وحجزه في احدى غرف قصره حيث بقي فيها لمدة ثلاثة ايام . ولما وصل الخبر الى عشيرة تياري السفلى اجتمع الرجال بقيادة مالك برخو لغرض الهجوم على البروار وانقاذ مالك يوسف من الاسر . ولكن ابن شقيق مالك يوسف المدعو يلدا والذي كان شابا لا يتجاوز العشرين من عمره رفض ذلك خشية من ان الهجوم قد يدفع رشيد بك الى قتل عمه ظنا منه ان رشيد بك لا يجرؤ على قتله ما لم يدفع على ذلك , ولهذا السبب لم يشترك مالك برخو ومقاتليه في معارك اخذ الثار ولا في صد الهجوم الذي شن على وادي ليزان . ولكن رشيد بك كان يعتقد بانه اذا تخلص من مالك يوسف سوف يتمكن من بسط نفوذه على التياريين والاكراد الموالين لهم , ولذا امر رجاله بقتله فاوثقوا يديه وقدميه واخذوه محمولا على فرسه الى خارج قرية طروانش وقتلوه غدرا . وقبل قتله ساله رشيد بك مشيرا الى قبر احد البيكات البروار الذي سبق وان قتله التياريين هل يعلم من في هذا القبر فاجابه مالك يوسف (انه .كذا؟؟؟..... مثلك ولكن لو كنت رجلا بصحيح فحل وثاقي ونازلني بيدي المجردتين وانت ىبسلاحك لكي اريك كيف يكون الرجال) ... وبعد قتله ذهب رشيد بك الى قريته درشيرش ونقلت جثة مالك يوسف الى ليزان حيث دفن بجانب والده مالك بتو في كنيسة ماركوركيس . وكان ملك خوشابا في ذلك الوقت يدرس في الكلية الامريكية في اورميا وحال سماعه نبأ مقتل والده ترك الدراسة والتحق بعشيرته حيث بدأت معارك أخذ الثأر بين عشيرته وبين البرواريين حتى سنة 1915 .
الثأر لمقتل مالك يوسف :-
منذ مقتل مالك يوسف سنة 1900 وحتى سنة 1908 لم تتوقف المعارك بين تياري السفلى بقيادة ملك خوشابا والعشائر الكردية الموالية له وقبيلة (بني رمتا) من عشيرة تياري العليا ولم تشترك اي من العشائر الآثورية الاخرى في هذه المعارك كما لم يشترك مالك برخو(من تياري السفلى) فيها ايضا .... وفي سنة 1908 بدأ قتال بين البرواريين وبين قبائل بني ماثا وبني كبا ومنيانش وزاويتة من تياري السفلى ومعهم بعض البكوات الاكراد الجاليين . قامت هذه القبائل تحت قيادة ملك خوشابا بهجوم كاسح على مراعي البرواريين فقتلت ثلاثة من رجالهم وسلبت اغنامهم في منطقة يطلق عليها (دراري) وقام البرواريين بتعقب التياريين لاسترجاع اغنامهم الا ان الشماس كوركيس (بجبيجو) ابن عم ملك خوشابا الذي كان من اشجع المقاتلين قاتلهم في المؤخرة لاجل تاخيرهم ولم يترك موضعه حتى قتل فيه وكان ملك خوشابا على راس قوة من رجاله ومعه البكوات الاكراد الجاليين على قمة جبل وراء قرية زاويتة (تسمى قمة اوليه) يراقب سير المعركة . وبما ان المنطقة كانت مغطاة بشجيرات شوكية (تسمى صامرمي) كان من الصعب جدا سوق الاغنام بين تلك الشجيرات ولذا بقي قسم من الاغنام المنهوبة بينها وتمكنوا من ايصال القسم الاكبر منها الى تياري . وكان قسم من البرواريين قد تمركزوا في مصيف (عناتة) لقطع خط الرجعة على التياريين وعندما وصل ملك خوشابا الى منطقة تقابل ذلك المصيف اطلق طلقة من بندقيته من طراز (سوسني) على المقاتلين المجتمعين فتفرقوا واختبؤا خلف الاحراش طالبين من سعيد بك شقيق رشيد بك الذي كان يقودهم ان يستر نفسه من رمي ذلك التياري الذي يبدو انه هداف ماهر الا ان سعيد بك رفض واجابهم بغرور بانه لا يخشى من هذا التياري وبعد ان رصد ملك خوشابا الموضع بناظوره (دربين) وجد ان احد المقاتلين الاعداء جالس على صخرة وقد التف حوله مقاتليه فعرف بان هذا الشخص هو احد امراء البروار ومن مسافة بعيدة جدا تدعى (سري دراري) اطلق رصاصته التي اصابت سعيد بك شقيق امير البروار وقتلته في الحال وبهذا ختم ملك خوشابا هدفه في اخذ الثأر من امراء البروار ... وللتاريخ تذكر مدى عظمة نساء ذلك الزمان اللواتي كن يعطين للشجاعة والبطولة في الرجال تقديرهن الكبير , فان والدة سعيد بك بدلا من ان تلطم خدودها وتبكي لمقتل ابنها الامير الذي كان مشهودا له بشجاعته قامت برثائه باغنية تصف فيها المعركة وتمتدح فيها اعدائها ملك خوشابا والمقاتلين التياريين باغنية رثائية اسمها(سري دراري) والتي لا تزال تغنى من قبل الاكراد والتياريين ...
[هذه الاغنية الرثائية التي رددتها والدة سعيد بك امير البروار لاتزال تروي لاجيال تياري الكبرى شهامة وغيرة وشجاعة اجدادهم ]
(واليكم  كلمات الاغنية باللغة الكردية ومن ثم ترجمتها باللغة العربية )
                                             سترانا سه ري ده راري
ساري دراري سارك نرما                خرابة دراري سارك نرما
اسكري مالك خوشابا ساماري وسبيدي هاتنة سرمة
كوشتي سعيد بك برواري         بو تياري نافة بو بسمانين برواري قهر وشرما
ساري دراري سارك سارا       خرابة دراري سارك سارا
اسكر ملك خوشابا سماري وسبيدي كرتي سارا     كشتي سعيد بك برواري بو تياري نافة بو بسميرن برواري هتكو وشرمة
تفنكي ملك خوشابا سوسني زرة
سري دراري سارك بستة         خرابة دراري سارك بستة
اسكري مالك خوشابا بايك جاري هستا       سويند فاري ب دير قصراني
افرو دي سييم تولي باب وبابيرانة دراوستا
بشيني بشيني دايكمني خوشكي بكو هيني
 درابة هر سري آمدي بومن بينة     دستكا آخي دكل قالبكي سابوني دي بشويت سمبيلي سعيد بكي لواني قريز وخويني
ألترجمة :
قمة دراري قمة مسطحة     خرابة دراري قمة مسطحة
قوات مالك خوشابا هاجمونا منذ الفجر     قتلوا سعيد بك البرواري / للتياريين فخر ولامراء البروار حزن وعار
قمة دراري قمة باردة          خرابة دراري قمة باردة
قوات مالك خوشابا احتلوا الجبل منذ الفجر      وقتلوا سعيد بك البرواري / للتياريين فخر ولامراء البروار عيب وعار
بندقية ملك خوشابا (سوسنة) صفراء
قمة دراري قمة صخرية         خرابة دراري قمة صخرية
قوات ملك خوشابا قامت معا واقسم بكنيسة القصراني ( الكاتب : تقصد كنيسة مار كوركيس في ليزان حيث مقر اقامة ملك خوشابا)
اليوم سانتقم لثار ألآباء وألاجداد ولن اتوقف
حزن حزن امك فداك وشقيقتك تصبح خرساء وصماء
ساذهب الى العمادية واجلب طشت ماء وقالب صابون حتى اغسل شوارب سعيد بك وانظفها من الدماء والتراب .....(0 انتهت القصيدة)
بعد ثمان سنوات من القتال المرير في معارك اخذ الثار لم يتوقف ملك خوشابا حتى اخذ ثار والده بيديه ....
اما ألآن فلقد تناسينا تلك المآسي و تربطني باحفاد عائلة سعيد بك علاقة صداقة واحترام متبادل .....
                                                 بولص يوسف ملك خوشابا

 

 

3
لقد اصبحت التجربة المصرية درسا بليغا لكل الشعوب الخنوعة الخاضعة لارادة المعتدي على حريتها وكرامتها وحتى شرفها وسيان ان كان الاعتداء قد جاء من الخارج او من الداخل فلا فرق بين اجهزة قمعية تعمل لمشيئة عائلة محسوبة على الوطن والشعب او اعتداء وغزو واهانة وسحق للكرامة ياتي من قوات اجنبية معادية للشعب والوطن وكل من الطرفين ينفذ اجنداته تحت شعارات يضحك بها على ذقون هذه الشعوب .... ان المسالة ليست بظهور الفريق سيسي كمنقذ لاغلبية الشعب المصري من ظلم (الاخوان المسلمين) ولكنها مسالة شعب واع ومبدأي وشجاع شعب لم يرضخ لارادة من اهانه على مر التاريخ شعب احترم وكرم قادته الذين اخلصوا له ولوطنهم وهل ننسى موقف الشعب المصري الذي خرج عن بكرة ابيه في تظاهرات عارمة جابت شوارع المدن المصرية مطالبة (جمال عبد الناصر) بعدم التنحي عن السلطة بالرغم من الخسارة المعنوية والعسكرية والمادية التي لحقت بهذا الشعب والتي تحمل مسؤوليتها جمال عبد الناصر امام شعبه .... وهل ننسى كيف انتحر المشير عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة المصرية مقدما حياته قربانا لغسل عار الهزيمة التي لحقت بجيشه (بالرغم من التشويهات الاعلامية التي الحقت به فانه يبقى بطلا في اعين كل وطني غيور) .... وهل ننسى كيف استشهد عبد المنعم رياض رئيس اركان الجيش المصري اثناء حرب الاستنزاف وهو في المواضع الامامية بصحبة جنوده ...... والامثلة على اصالة هذا الشعب كثيرة وفي كل مجالات الحياة فتفوقه واضح في (العلم والادب والفن ) واكثر ما يميز هذا الشعب هو حبه العظيم لوطنه ويكفي ان تسمع عبارته التي يرددها دوما (مصر ام الدنيا) ... فهكذا شعوب كفيلة بانجاب قادة عظام وان ظاهرة الفريق سيسي ليست بمعجزة غير متوقعة .... فان الفريق سيسي لا يختلف بشيء عن المواطن المصري البسيط الذي يردد (مصر ام الدنيا) ....
ان القائد مهما كان عظيما ومهما كان يتمتع بامكانيات قيادية من مبدئية وشجاعة واخلاص وتفاني منقطع النظير لن يتمكن من ان ينجز ما يرغب ان يقدمه لامته اذا لم يكن مسنودا من شعبه , والفريق السيسي وشعب مصر خير مثال على ذلك فلولا خروج اكثر من ثلاثون مليون مصري الى شوارع القاهرة وشوارع بقية المدن المصرية ليقولوا كلمتهم (للعالم) (لا للاخوان المسلمين) لما تمكن الفريق السيسي من تنفيذ اجراءآته لحماية شعبه من ظلم الاخوان المسلمين خاصة وان الغرب كله وعلى راسه اميركا وقفوا موقف المدافع عن الاخوان المسلمين ضد ارادة ورغبة غالبية الشعب المصري ولكن الفريق سيسي لم يأبه لهذا الموقف المخزي من الغرب وقال كلمته العظيمة (نحن لسنا بحاجة لمن يعلمنا كيف نحمي شعبنا) وبشجاعة القادة العظام المسنودين من شعوبهم الشجاعة الواعية  رضخ الغرب لارادة الشعب المصري ..... هكذا تكون نتائج التلاحم بين القادة المخلصين وبين شعوبهم الواعية ..... وبالمقارنة بين ما نحن فيه كعراقيين وبين ما جرى في مصر علينا ان نطاطؤ رؤوسنا لاننا لا نستحق اكثر مما نحن فيه لان التعصب الديني والمذهبي والاثني قد اعمى بصائرنا اضافة الى التشبث بتلابيب الاجنبي وتقبيل اياديه ليساعدنا في تنفيذ اجندتنا المرسومة لنا اصلا في دوائر الدول الاخرى هذا اذا استثنينا اصحاب النفوذ المذهبي المسيس بجشعهم في سرقة المليارات من اموال الشعب مستغلين هذا الظرف الذي صنعوه بايديهم .... في العراق ذو الخمسة والعشرون مليون نسمة لابد من وجود العشرات ان لم يكن المئات من امثال الفريق السيسي ولكن من اين ناتي بشعب كشعب مصر يقف وقفة بطولية شجاعة ويلتف حول هذا القائد ويجبر من تبوؤا على سدة الحكم على الرضوخ لمصلحة الشعب ....
ان من ينتظر ان يصلح هؤلاء الحكام سلوكهم ويعملوا من اجل خدمة وطنهم وشعبهم فهو واهم لان الذي تعوَد على تقبيل ايادي الغرباء وتنفيذ اوامره ضد مصلحة وطنه وشعبه لا يمكنه من تغيير سلوكه وان من ينتظر ان يبدل الشعب توجهاته المتخلفة بتوجهات متمدنة واعية في الوقت الحالي يكون واهما لان الشحن الطائفي الذي نشاهده كل يوم من قبل قادة هذه الاجندات لا تبشر بخير قريب يصيب هذا الوطن الذي ابتلي بهذه الافكار المسمومة ان الامريكان والانكليز الذين غزوا وطننا بحجة تدمير اسلحة الدمار الشامل العراقية والتي ثبت زيفها ابدلوا حجتهم بكذبة اكبر الا وهي الاسطوانة المشروخة (تحقيق الديمقراطية في العراق) فترنح على انغامها المستفيدون منها مذهبيا واثنيا على حساب تدمير العراق كوطن وشعب موحد وهكذا بعد حكم ظالم دام اربعة عقود جاءنا حكم اكثر ظلما وقسوة وكنا نحن الاثنيات والمذاهب الصغيرة (المسيحيين والايزديين والصابئة)الوقود الاكثر فعالية في هذه المحرقة والذي كان سببها المباشر مصالح اميركا وبريطانيا ومدللتهما المعروفة (اسرائيل) ..... فتفليش العراق وتحويله من دولة موحدة شعبا وارضا الى دويلات طائفية واثنية تصب في مصلحة اسرائيل بالتخلص من رقم مهم من الارقام الذي تعتبره معاديا لها ......
فلنترك بقية الاثنيات الصغيرة المتضررة مثلنا ولنناقش موقفنا نحن كمسيحيين عراقيين وما اصابنا من ديمقراطية الغرب فبعد ان كان عددنا يربوا على المليون نسمة اصبحنا في احسن الاحوال لا نصل الى الرقم ثلاثمائة الف وبعد ان كانت كنائسنا تمتليء ولا تسع للمصلين في بغداد والموصل والبصرة وكركوك اصبحت هذه الكنائس لا يرتادها في المناسبات المهمة سوى بعض كبار السن الذين لم يحالفهم الحظ في الهجرة واللحاق بابنائهم في المهجر الذي اصبح الغاية والهدف الامثل لمسيحيي العراق ..... ان هذه الحقيقة المرَ لست انا الوحيد الذي يعرفها فكل مسيحيي العراق لربما يعرفونها اكثر مني ولكنني اطرحها كمشكلة المشاكل لماساتنا التي نعيشها وبدلا من ان نلم شملنا كمسيحيين عراقيين تحيط بنا المخاطر من قبل كل من نعيش معهم (باستثناء من يعيشوا نفس ماساتنا من الصابئة واليزيديين) نرى انفسنا منقسمين بين مؤيد ومعارض لانتقال المطران مار باوي من كنيسة مشرقية الى كنيسة مشرقية اخرى وبتفاهم بين قيادة الكنيستين (حسب ما جاء في بيان البطريركية الكلدانية) .... لا ادري ما الذي اصابهم الاخوان الذين يعيشون في المهجر ومن كافة الاطراف الذين حولوا قضية دينية كنسية يتم حلها بواسطة القيادات الدينية الى قضية صراع قومي ومذهبي .... ان من يقرأ ما يكتب من مقالات وردود في هذا المنبر من قبل الذين لا علاقة رسمية لهم بالهيكل الكنسي لاي من هاتين الكنيستين سيعتقد بان مستقبل المسيحية يتوقف على هذا الانتقال للمطران مار باوي .... نحن في العراق كمسيحيين لن يقدم او يؤخر شيئا على ماساتنا حتى لو انتقل كافة الاكليروس ولكافة الكنائس احدها للآخر لان المسيحية متاصلة في وجداننا وقلوبنا ولن تتاثر بمواقف القيادات الدينية وصراعاتهم مع بعضهم وان محاولة جر المسيحيين العراقيين الى هكذا صراعات لن يصيبها الا الفشل لان ما يشغلنا هو اكبر بكثير مما يجري في اروقة القيادات الكنسية وبالنسبة لنا ان كل الكنائس المسيحية هي بيوت الرب وان الرب لم يوكل احدا عنه كممثلا له دون غيره وانا شخصيا ايماني راسخ بانه لن تنفعني شهادة احد او شفاعة رجل الدين مهما كانت درجته الكهنوتية في يوم الحساب ولكن اعمالي هي وحدها التي تشفع لي ان كنت مؤمنا لان الرب يعرف حقيقة كل انسان افضل من اي انسان حتى ولو كان هذا الانسان يحتل اكبر الدرجات الكهنوتية .... وفي العودة الى عنوان موضوعنا حول الحاجة الى امثال الفريق السيسي ولكي نقرب الموضوع  الى اذهان القراء هل نحن كمسيحيين عراقيين بحاجة الى مثيل للفريق السيسي لكي يجمعنا ويوحد كلمتنا ويوقف هجرة ابنائنا ويحمينا من القتل والتهجير والتغيير الديمغرافي لمن تبقى منا ؟؟ وهل يمكن ان يظهر سيسي مسيحي من بين ابنائنا ؟؟؟ سؤال يحمل اجابات كثيرة .... كما قلنا في بداية موضوعنا بان ظهور امثال السيسي يتطلب وجود شعب مؤمن بمسيحيته قبل ايمانه بالمذهب الذي ينتمي اليه عن طريق الوراثة فكلنا انتمينا الى مذاهبنا لاننا ولدنا وترعرعنا في بيئة مذهب ابائنا واجدادنا ولم نخير في قبول المذهب الذي اعتنقناه من عدمه الا القلة الذين غيروا اعتناقاتهم المذهبية لاسباب عديدة لا نريد الخوض فيها , فلو فكرنا بعمق وجدية وشفافية بمصلحة مسيحيتنا سنجد انفسنا بان منقذنا الوحيد هو وحدتنا المسيحية كافراد وليس ككنائس لانني لا ارى في الافق القريب اي امل بوحدة مؤسساتنا الكنسية وان كل ما يبدر من تصريحات وبيانات من القيادات الكنسية ما هي الا مجاملات روتينية لا تصل الى نتيجة وبامكانها ان تستمر لعشرات السنين دون هدف مرجو ...
وهنالك سؤال يطرح نفسه والذي هو : هل سيكون السيسي المنتظر للمسيحيين من بين رجال الدين ام من بين المسيحيين المؤمنين الذين لا يحملون درجة دينية ؟ فان فرضنا ان هذا السيسي سيكون من بين رجال الدين سنقع في مشكلة كبرى لانها ستثير مذهب هذا الكاهن نقاش وجدال له اول وليس له آخر واذا فرضنا ان هذا السيسي سيكون من عامة الناس  اي لا يحمل درجة كهنوتية فسوف ينتفض بعض المتمسيحين شاهرين سيوفهم دفاعا عن الكنيسة وصلاحياتها التي يجب ان لا يمسها احد لانها الوحيدة القادرة على ايصال شكوانا للرب ... فهل بهذه المفاهيم المتخلفة سنتمكن من ايصال سفينة المسيحيين العراقيين الى بر الامان ؟ متى ما قوَم شعبنا المسيحي والتزم بالمصلحة المسيحية تاركا المذهبية وراؤه آنذاك يمكننا القول اننا نسير في الطريق الصحيح واننا سنموت كمسيحيين مخلصين لديانتنا ولبعضنا او نعيش كمسيحيين مخلصين محبين لبعضنا محافظين على كرامتنا وعاداتنا وتقاليدنا .....
                                                                     بولص يوسف ملك خوشابا 

4
الانشقاق في الكنيسة النسطورية الاثورية / عام 1964 / (الجزء الاول)
قبل ان نبدا التكلم عن الانشقاق الذي حدث في الكنيسة علينا معرفة كيف كان وضع كنيستنا منذ ان تسلم البطريرك مار اوراها اوقاف الكنائس سنة 1850 بعد نفي الامراء الاكراد على اثر المذابح التي قاموا بها ومنح البطريرك مار اوراها حق تمثيل الاثوريين امام السلطة العثمانية بفضل آلاف الدماء التي قدموها ابناء عشائر تياري العليا وتياري السفلى وديز ومن ثم تخوما وبالجهود التي بذلها رؤساء هذه العشائر لدى ممثلي الدول امثال القنصل البريطاني وقداسة البابا (الذي ارسل مبلغا كبيرا من المال الى البطريرك الكلداني الذي سلمها الى مالك بتو وتم توزيعها على العشائر المتضررة التي ساعدتهم على العودة الى اراضيهم واعادة تنظيم حياتهم ) ولكن البطريرك مار اوراها لم يستغل تلك الواردات التي كانت تاتي من املاك الكنائس لاجل تهياة طلاب لدراسة العلوم الدينية لكي ينهضوا بالكنيسة التي كانت قد عانت الكثير من الحرمان بسبب سيطرة الامراء على املاكها ...والاسباب الرئيسية كانت في ابقاء كهنة الكنيسة غارقين في تخلفهم  الذي يقودهم الى الطاعة العمياء للقيادة الدينية وعدم الاعتراض على كل ما يبدر من اخطاء من قبل القيادات الدينية ولنفس السبب نجد ان القيادة الدينية كيف حاربت وحرضت الشعب ضد الارساليات الغربية بحجة المحافظة على المذهب وبعملها هذا وبتشجيع ملموس من قبل الجواسيس الانكليز الذين قدموا من انكلترا بصفة قساوسة وحلوا ضيوفا مكرمين في دار البطريرك ولقد حرموا ابناء العشائر من ارتياد المدارس والتعلم والانفتاح على العالم الجديد آنذاك نتيجة هذا الفكر التخريبي للامة والسبب الثاني كان الصراع الذي كانت بوادره قد بدات تظهر للعيان في داخل العائلة المارشمعونية على كرسي البطريركية حيث كان كل طرف يحاول كسب تاييد العشائر ورجالات الدولة العثمانية والمتنفذين الاكراد الى جانبه وهذه كانت تتطلب البذخ في الصرف على الديوان المفتوح للضيوف مما حدا بذهاب اموال وواردات الكنيسة الى هذه الدواوين في الوقت الذي نرى فيه كيف ان ابناء اورميا استفادوا من هذه  الارساليات التي كان لها الفضل الكبير في تنوير عقول ابناءئها الذين تلقوا تعليمهم في هذه المدارس والتي بلغ تعدادها ما يقارب المئة مدرسة موزعة على كل مناطق تواجد شعبنا (المصدر: كتاب التاريخ ألآثوري لمؤلفه الاستاذ كورش يعقوب شليمون : الصفحة 89 ) واكملوا دراساتهم العليا في كلية اورميا وتخرج منهم اطباء وقادة ومدرسين ورجال دين ذووا عقلية متطورة وان اتهام البعض لهذه البعثات التي اطلق عليها تسمية البعثات التبشيرية مؤسف جدا واننا نقرا ونسمع هذه الايام التهجم على هذه البعثات واتهامها بان هدفها كان تغيير معتقداتنا , وكانت هذه البعثات تتبع الكنائس البروتستانية والكاثوليكية والارثدوكسية الروسية اما الكنيسة الانكليكانية الانكليزية فلم تقم باي دور سوى انشاء مدرستين في بيباد ووان  لانها كانت منشغلة بتطبيق سياسة بريطانيا في توريط ألآثوريين ....نعم لقد كان هناك آنذاك تنافس مذهبي ولكن هذا لا يعني ان نترك كل الايجابيات من اجل ان يستمر ابنائنا وبناتنا بالقاء انفسهم امام اقدام البطريرك او المطران لكي يضع اقدامه المقدسة على ظهورهم من اجل شفائهم من الامراض او ان يتزاحموا في صفوف  من اجل الحصول على قليل من الماء الذي اغتسل به البطريرك او المطران ليشربوه لاطفالهم لكي ينالوا البركة ولا يصابون بالامراض .... لا اعتقد بان من هم من جيلنا لم يسمع بهذا التخلف الذي كان يشجع من قبل رجال الدين الكبار لاستمرارية عبادتهم.....وللاسف الشديد ان هذا الوضع استمر العمل به والذي تجسد في قيام غبطة المطران مار يوسف خنانيشو برسامة ابن شقيقته الطفل مار ايشاي شمعون بطريركا للكنيسة بالرغم من معارضة غالبية ابناء الشعب على ذلك .لقد حاول بعض رجال الدين الحريصين على رفع شان الكنيسة امثال الشماس يوسف قليتا (القس يوسف قليتا لاحقا) فطرح موضوع شراء مطبعة من الهند لاستخدامها في طبع الكتب باللغتين الانكليزية والاثورية الحديثة والقديمة فتبرعت جميع الفئات الاثورية في مخيمات بعقوبة لجمع المبلغ الذي يكفي لذلك وقد سلم المبلغ الى الشماس يوسف ايليا قليتا الذي كان ذا المام كبير باللغة الاثورية الحديثة والقديمة واللغة الانكليزية وكان من المتحمسين للحفاظ على تراث اللغة الاثورية وطقوس الكنيسة الشرقية . وبعد شرائه لهذه المطبعة من الهند جاء بها الى الموصل لان الاثوريين كانوا قد تركوا بعقوبة آنذاك وكان يديرها الشماس المعروف داؤود بيت بنيامين وبقيت هذه المطبعة بحوزة الشماس يوسف قليتا حيث كانت المورد الوحيدالذي يغذي الطلاب الاثوريين ومحبي التعلم باللغتين الاثورية والانكليزية وكذلك كان له الفضل الاكبر في تاسيس وادارة المدرسة الاثورية التي تخرج منها غالبية المثقفين الاثوريين وبقيت المطبعة تحت ادارته حتى عام 1928 . ثم اخذت منه من قبل المار شمعون الذي اتهمه بانه يستغلها لمصلحته الخاصة بينما كان رد الشماس يوسف قليتا هو ان العائلة المارشمعونية قد خانوا الكنيسة الشرقية وربطوها بعجلة كنيسة الكنتربري الانكليزية وهكذا حصل نزاع بين الطرفين بشان تلك المطبعة ولجئوا الى القضاء وفي عام 1927 جاء مطران الهند المارطيماثيوس الى الموصل وكان المارشمعون على خلاف معه فقام هذا المطران برسم الشماس ايليا قسيسا . الا ان المارشمعون لم يعترف بتلك الرسامة لذا حرمه ولكن القس يوسف استمر في اعماله الدينية والتدريسية وسلمت المطبعة بعد ذلك الى القس يوخنا التخومي الذي اخذها معه الى سوريا بعد احداث سنة 1933 حيث بقيت دون استعمال لعدم وجود من يجيد استعمالها فاصابها الصدا والتلف كما تلفت الكتب التي كان قد طبعها القس يوسف ايليا قليتا لاهمال القس يوخنا العناية بها او استغلالها .....
بعد نكبة 1933 المشؤومة بقي اسم الكنيسة واحدا ولكن في الحقيقة كانت هناك من الناحية العملية كنيستان مستقلتان من ناحية الولاء فالطرف الذي كان يؤيد مارشمعون والذي اصبح وكيله في العراق غبطة المطران مار يوسف خنانيشو استمر ولائهم للمارشمعون وياتمرون بامره اما الطرف الاخر الذي رفض الهجرة ووقف ضد طروحات المارشمعون فكان يدين بالولاء الديني لماريوآلا ومار سركيس وبعد وفاة ماريوآلاها استمر الولاء الديني لمار سركيس ..
ولقد كانت هناك شبه قطيعة بين كنيستنا في الهند في عهد المطران مار طيماثاوس وبين مقر البطركية ومن ثم تطورت هذه القطيعة الى الاسوا في عهد المطران مار توما درمو بسبب رغبة المارشمعون الاستحواذ على واردات الكنيسة في الهند وامتناع غبطة المطران مار توما درموا الرضوخ لهذا الطلب لحاجة ابرشيته الى بناء الكنائس والمدارس والمطبعة التي كانت تجهز الكتب المقدسة لكل فروع الكنيسة في العالم .... لقد كان وضع الكنيسة بجناحيها المؤيد والمعارض لمارشمعون في حالة يرثى لها وان الذين عاصروا فترة الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي لابد وان يتذكروا كيف كانت كنائسنا تفتقر لابسط الامور التي بمكن ان نسميها كنيسة الرب من ناحية البناء والكهنة الشبه اميين والشباب والشابات الذين لا يعرفون من المسيحية سوى ايام المناسبات التي يذهبون فيها الى الكنائس ليسمعوا ما يردده القسيس من عبارات طقسية لا يفهمون منها شيئا وينتظرون بفارغ الصبر متى تنتهي هذه الطقوس حتى يتناولون القربان المقدس الذي كان غالبيتهم لا يعرفون معناه ........
في الحقيقة كانت كنائسنا سياسية اكثر من ان تكون دينية فكل كنيسة بقسيسها كان محسوبا على طرف من الاطراف وفي بعض المدن كانت هنالك كنيستان واحدة لمؤيدي مار شمعون والاخرى لمناهضيه ... استمرت هذه الحالة حتى عام 1964 عندما وصلت رسالة من مارشمعون والتي يامر فيها كل الابرشيات بان يكون الاحتفال بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي ( وارجو ان لايفهم تعبيري باستخدامي كلمة امر فهما خاطئا ولكن الحقيقة كانت هكذا لان الارثدوكس عندما ارادوا التغيير الى التقويم الغربي اخذوا راي رعيتهم فوافق الاغلبية على ذلك والذين لم يوافقوا لم يغلقوا ابواب الكنائس في وجوههم وانما قام كهنتهم بتقديم الخدمة الالاهية لهم وفق التقويم الشرقي حسب رغبتهم واستمروا على هذه الحالة حتى تغيرت آراء هذا البعض ووافقوا على التقويم الغربي بملء ارادتهم )وتمت قراءة رسالة مار شمعون في كافة الكنائس (اي كنائس الطرفين ) .... وبعد يومين او ثلاثة من قراءة رسالة البطريرك في الكنائس جاء الى دارنا مجموعة من وجهاء اشيتا يتقدمهم المرحوم القس اسحاق ألآشوتي قسيس كنيسة الدورة وبعد فترة قصيرة وجه القس اسحاق كلامه الى يوسف ملك خوشابا قائلا (هل سمعت بالتعليمات التي تامر بتغيير الاحتفال بالاعياد الى التقويم الغربي , فاجابه يوسف ملك خوشابا نعم سمعت بذلك فقال القس اسحاق ان اغلبية بني اشيتا يعترضون على هذا الشيء ولقد تلقيت رسائل من غالبية ابناء اشيتا في كل العراق يبدون فيها اعتراضهم وان المرحوم والدكم لم يكن ليقبل ان يفرض علينا هكذا امر خارج ارادتنا ونحن نعتبر هذا الامر اعتداء على ايماننا وتقاليدنا التي توارثناها عن آبائنا واجدادنا فايده في ذلك كل من الرائد خوشابا والرائد انويا شليمون والرائد شليمون بكو الذين كانوا معه فاجابهم يوسف وما الذي تريدونه فقال القس اسحاق ان كل ما نريده هو ان يسمحوا لنا ان نقوم باقامة قداس عيد الميلاد بتاريخنا الشرقي وهم احرار في اي يوم يريدونه فاجابهم يوسف ملك خوشابا هذه القضية بسيطة ويمكن حلها مع الاسقف مارسركيس وسوف اذهب هذا اليوم عصرا لعنده واتفاهم معه وغدا تستلمون مني النتيجة ) وفي عصر نفس اليوم  ذهبت مع والدي واثنان من ابناء عمومتنا الى كمب الجيلو الذي كان يقع خلف موقع الاذاعة الحالي   حيث كان مقر اقامة  الاسقف مارسركيس وبعد التحية والمجاملات الاعتيادية قال والدي للاسقف مارسركيس (كسي لقد جاءني صباح هذا اليوم مجموعة من اهلنا بني اشيتا وقالوا لي بانهم ومجموعة كبيرة من اهلنا يجدون صعوبة في تغيير العيد من التقويم الشرقي الى التقويم الغربي حيث انهم تعودوا على هذا التقويم الذي ورثوه من آبائهم واجدادهم وانهم يريدون ان تفتحوا لهم الكنائس حسب التقويم الشرقي لكي يؤدوا مراسيمهم وانا اعتقد انه من الافضل حتى لا يكون هنالك خلافات حول هذا الموضوع ان تفعلوا مثل ما فعل الارثدوكس حيث سمحوا للذين لم يرغبوا في التغيير بان يحتفلوا باعيادهم حسب التقويم الشرقي وفتحوا لهم ابواب الكنائس لاداء مراسيم المناسبات الدينية  وبمرور الزمن اصبح الجميع موحدين في اعيادهم وفق التقويم الغربي ولكن الاسقف مارسركيس اجاب بحدية قائلا : مالك لا تسمع الى اقوال هؤلاء وان قرارنا واحد ولن نغيره وسوف اقفل ابواب الكنائس وساستدعي الشرطة للقبض على كل من يحاول الدخول الى الكنائس في هذا التاريخ ,لقد استغرب والدي من هذه الاقوال وقال لنيافة الاسقف (كسي ان الذين سيدخلون الى الكنائس ما الذي سيفعلونه هل سيكفرون ام سيرقصون ويغنون وانت تعلم مثلما انااعلم بانهم سيؤدون صلاة العيد ويهنؤون بعضهم فهل في هذا العمل ضرر يصيب الايمان ؟ ) فاجابه مارسركيس قائلا مالك ان قراري هذا لن اتنازل عنه فنهض والدي ونهضنا معه وكان غاضبا اشد الغضب وقال لمارسركيس ان كلمتي الاخيرة لكم هي انكم ستندمون على هذا العمل وستكونون السبب في تقسيم هذه الكنيسة واشعال نار الفتنة في ملتنا وخرج غاضبا دون ان يودع نيافة الاسقف وخرجنا جميعا معه ........
توضيح : (في عام 2007 واثناء استقبالنا لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في منطقة نهلة معقل ابناء عمومة ملك خوشابا ومعقل اتباع الكنيسة الشرقية القديمة اتباع قداسة البطريرك مار ادي الثاني بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة والذي في اتصال هاتفي معه طلب مني ان نقوم بواجب استقبال قداسة البطريرك مار دنخا الرابع على احسن ما يرام وفعلا تم ذلك ...وفي هذا اللقاء وامام جمهرة كبيرة من المؤمنين وفي الكلمة التي القيتها في استقباله اعلنت فيها ىان ننسى كل احداث الماضي الذي كان سببا في القطيعة التي دامت اكثر من سبعون عاما ولقد التزمنا من جانبنا بهذا القرار بالرغم من ما لاقيناه من تهميش وتحريض غير مسؤول من قبل البعض المحسوبين على كنيسة المشرق الاشورية وفي الفترة الاخيرة قام بعض الذين لا تجمعهم بكنيسة المشرق الاشورية سوى صفة التملق وبتوجيه من جهات معينة بنشر مقالات تمجد ببعض الرموز وتحوير سير بعض الاحداث الذي يعتبر من وجهة نظرنا اساءة لرموزنا وكذلك قيام البعض الاخر باستخدام العبارات المسيئة لنا كاستخدامهم كلمة الخونة والمنشقين والخ .. ولاجل توضيح وجهة نظرنا لهذا الجيل حول الاحداث السابقة وجدنا انه لزاما علينا ان نرد على هذه الاساءات بالاسلوب الذي نراه مناسبا وان كتاباتنا موجهة في انتقاد عهد قيادة العائلة المارشمعونية للكنيسة والتي انتهت بوفات المرحوم مار ايشاي شمعون ولا علاقة لكنيسة المشرق الاشورية بكل ما نكتبه من نقد وان احترامنا وتقديرنا لهذه الكنيسة لا يقل عن ما نكنه لكنيستنا الكنيسة الشرقية القديمة)
                                                               بولص يوسف ملك خوشابا


5
لجنة وشخصيات متنوعة التقوا بمالك لوكو شليمون في بيروت من 9 الى 18 /تموز / 1966 في نفس الوقت الذي كان فيه البطريرك مارشمعون متواجدا في بيروت ايضا وكانت غاية هذه اللجان والشخصيات مصالحة البطريرك مارشمعون ومالك لوكو شليمون من اجل الاتحاد والسلام ...
(اقتبس من كلام مالك لوكو شليمون رئيس عشيرة تخوما ألآتي ) :
لجان المصالحة بين البطريرك وبيننا ...
اللجان الاكثر رسمية التي التقت بنا في دارنا منذ وصول البطريرك الى بيروت من :9 تموز 1966 وحتى مغادرته في 18 تموز 1966 هي كألآتي
1 / القس الخوري مندوبإسم كافة قساوسة لبنان .
2 / القس الخوري مندو وإبنه ايشوع في دار اندريوس برجم .
3/ القس اثنيال باسم رعية الاشرفية .
4 / روئيل القس اسحاق مع جماعته .
5 / ايشوع كنو / يوسف عوديشو / ارسلوا من قبل القس بطرس ورعية الاشرفية .
6 / القس خوشابا مع (50) رجل من قبائل متفرقة .
7 / رئيس هرمز وروئيل القس اسحاق .
8 / القس خوشابا وشينو عوديشو : وقد قالوا بان البطريرك ينتظر .
9 / الاستاذ زاوزو وولسن متي وآدم كولو ويوسف عوديشو .
10 / مالك سوتو (جيلو) ورئيس هرمز التخومي .
القائمين بالمصالحة بيني وبين البطريرك كثيرون ولكن لاجل التوثيق نذكر اسماء اعضاء اللجنة الاخيرة والرسمية التي تم ارسالها لعندنا من قبل قداسة البطريرك بتاريخ 16 تموز 1966 وهؤلاء طلبوا مني ان اعلن لهم عن مطلبي وعن اساس رغبتنا في اللقاء والمصالحة مع البطريرك .
وكان الوفد المفاوض يتكون من :
1 / مالك سوتو بيت مالك وردة (جيلو).
2 / رئيس هرمز زومايا يونان التخومي .
لقد كانت اجابتي لهم كألآتي :
اللقاء المنفرد لن يكون له نتائج ذات فائدة للامة ونتيجتها تكون القلاقل والخراب والفتن لفائدة بعض الاشخاص فقط وهدفنا هو وحدة كل ألآثوريين الذين يعيشون في كل بقاع العالم وفي البدء يجب ان يتصالح رؤساء الكنيسة ....
الافكار التي طرحها مالك لوكو للمصالحة كانت :
1 / من الضروري جدا لاجل ايقاف التخريب والبلبلة والانقسامات في امتنا ولاجل اقامة وحدة داخلية للاثوريين يجب علينا جميعا وبقلب صاف وبمحبة الله ان نغلق كافة ملفات الجدل والمهاترات السابقة ونذهب الى طريق الاخوَة ونحاول ان نجدد انفسنا وامتنا بكافة الطرق الممكنة التي يمنحنا ارب بها .
2 / اذا اراد البطريرك يستطيع ان يجد المفاتيح لحلحلة كافة العقد المستعصية التي كانت السبب في خرابنا والتي تجعلنا نذهب الى الضياع بسرعة .
3 / اذا كان البطريك يعتقد ان هذا العمل من الصعب عليه تنفيذه يستطيع ان يختار مجموعة متمكنة يخولها للقيام بهذا الواجب ويضعون شروطا وقوانين للوحدة تكون مقبولة للبطريرك وللرؤساء المعروفين للامة والجميع يكونون راضين على هذه القوانين .
4 / هذه الافكار اذا قبل بها البطريرك رسميا فمنذ ألآن سوف نبدأ بالعمل بكل جدية .
5 / سوف نفرح ان نكون على علم براي قداسته قبل تركه للبنان متوجها الى اميركا .
هذه النقاط الخمسة طلبتها لفتح الطريق للمصالحة والسلام والوحدة لامتنا ولحد ألآن لم نتلقى جوابا عليها ....(انتهى الاقتباس)
اعزائي القراء ان هدفي من كتابة محاولات المصالحة الكثيرة والرسائل المرسلة من قبل الشخصيات الاثورية والتدخلات الخيرة التي كانت تتم من قبل كافة الخيرين من ابناء هذه الامة من طرفي النزاع هو لتوضيح الحقائق لهذا الجيل الذي ابتلى بقراءة وسماع تشويها للاحداث التي سطرت باقلام من لم يكن لهم يوما علاقة لا بالدين ولا بالامة وانما تبرعوا للقيام بهذا العمل الغير مسؤول لاسباب عديدة لا اريد ذكرها لانها معلومة لغالبية القراء من خلال معرفة خلفياتهم السياسية والاجتماعية ... ان اكبر المشاكل التي تعاني منها امتنا والتي ستبقى تعاني منها هي تمسك البعض بمفاهيم القرون السابقة هذه المفاهيم التي كانت سببا في دمارنا حيث ان سيطرة القيادة الكنسية على مقاليد الامور السياسية مستغلة" الاطاعة العمياء لابناء الامة لكل ما يصدر من القيادة الدينية (حتى ولو كانت قراراتها خاطئة) جعلت من امتنا تسير في طريق مظلم لا يعرف نهايته الا اصحاب القرار ولو تمعنا بالنظر في كل المحاولات المخلصة والمبادرات المسؤولة لوجدنا كيف كان العلمانيون اكثر التزاما بتعاليم المسيحية في حرصهم على مصلحة الكنيسة والامة بالجنوح للسلام والوحدة  حيث حاولوا بكل الطرق والوسائل المتاحة اطفاء هذا الحريق الذي لم يكن له اي مبرر ولكن اصرار القيادة الدينية السابقة بتنفيذ ما كان مقبولا قبل مائة عام بفرض آرائها بالقوة على ابناء هذه الكنيسة واصبح مرفوضا في عصر الانفتاح والتطور بالنسبة لمن يؤمنون بالتطور ... ان مسالة تلافي الانشقاق الذي حصل في الكنيسة عام 1964 كان من الممكن تلافيه بكل سهولة لو ان القيادة الدينية آنذاك جنحت للحكمة والواقعية وابتعدت عن اسلوب التكبر والتعالي والاستهانة بمشاعر جزء مهم من مشاعر وطلبات هذه الامة ولو كانت القيادة الدينية الحالية لكنيسة المشرق الاشورية برئاسة قداسة البطريرك مار دنخا هي صاحبة القرار آنذاك لما حدث ما حدث والدليل على ذلك ان جزء كبير من اتباع كنيسة المشرق الاشورية يتبعون في طقوس عيد الميلاد التقويم الشرقي مثلما يجري في الكنيسة الشرقية القديمة حيث هنالك من يتبع التقويم الشرقي ومن يتبع التقويم الغربي وانا شخصيا اتبع الان التقويم الغربي تماشيا مع ابناء عشيرتي في العراق بعد قرار قداسة البطريرك استنادا الى الاستفتاء الذي اجراه في الوقت الذي تتبع عائلتي في شيكاغو التقويم الشرقي تماشيا مع ابناء عشيرتنا هناك ... ان التمسك بالتقويم الشرقي او الغربي لا علاقة له بالايمان المسيحي وانا شخصيا سمعت هذا الكلام من قداسة مار دنخا وانا مؤمن به ... ان مشكلة القيادة الدينية السابقة لم تكن في التقويم ولكنها كانت في حب فرض آرائها والتعالي على ابناء رعيتها .... هنالك من يحاولون خلط الاوراق محاولين بشتى الوسائل الايقاع بيني وبين قداسة البطريرك مار دنخا الرابع ... وانا اقول لهم انا لا اتملق لاحد لانني انبذ المتملقين والانتهازيين والوصوليين واللاهثين خلف المناصب والمادة ولكن علاقتي واحترامي وثقتي بقداسة البطريرك مار دنخا هي بنفس المستوى التي اكنها لقداسة البطريرك مار ادي وان كنيستي المشرق الاشورية والكنيسة الشرقية القديمة لا بد وان ياتي اليوم الذي يتوحدان فيها وان ما اكتبه وما كتبته من انتقادات على ممارسات تاريخية سابقة لا علاقة لكنيسة المشرق الاشورية بها لانني مؤمن انه لو كانت القيادة الحالية لكنيسة المشرق الاشورية بديلا للقيادة الدينية السابقة لما وصلنا الى ما نحن عليه ...
قبل عدة ايام اتصل بي قداسة البطريرك مار دنخا مشكورا لتهنئتي بعيد الميلاد المجيد ولقد جرت العادة منذ عام 2007 ان نتبادل التهاني بالمناسبات ولن انسى موقف قداسته عندما ارسل غبطة المطران مار كوركيس للاطمئنان عن صحتي في عمان لدخولي المستشفى هناك . ان هذا النهج الذي يطبقه قداسته في تواضعه ومحبته لابناء امته هو الذي سيجعله الامل مع قداسة البطريرك مار ادي لاعادة اللحمة الى الكنيسة وزرع المحبة بدل الكره ونبذ وابعاد الوصوليين الذين يحاولون التقرب الى القيادات الدينية لغايات شخصية فموقع قداستهما لدى اتباعهما المخلصين سيكون الجسر الذي يمر من فوقه كل مؤمن بديانته المسيحية وكل نابذ للتفرقة المذهبية حتى نتمكن نحن مسيحيي الشرق وخاصة مسيحيي العراق من ان نثبت جذورنا في ارض اجدادنا .......
                                                  بولص يوسف ملك خوشابا


6
بيروت / تشرين الثاني / 1966 ...
معالي الاب وغبطة ماريوسف خنانيشو مطران الكنيسة الشرقية والوكيل البطريركي .. صلواتكم وبركاتكم نطلبها منكم ...
غبطتكم : مضى زمن طويل على انقطاع اتصالنا بكم : بسبب التناقض الذي حدث في الافكار منذ مجيئكم الى سوريا في المرة الثانية عام (1956 ) . ولكننا الان نرى بان الموقف قد اصبح حرج جدا ويتطلب منا ان نترك وننسى كل العقد الصغيرة والمشاكل التي بيننا ,ويلتزم احدنا الاخر كالاخوة بقلب صاف . حتى نتمكن من انقاذ انفسنا وملتنا من الصعوبات التي تقف في طريقنا . وهدف هذه الرسالة هو : الصراع مع نفسي ومع الاخرين ايضا : ولكن هنالك امل كبير بعون الله بان يكون  هنالك مخرج جيد ومفرح اذا كانت لنا نوايا صافية ومحبة الله في قلبنا .
يا غبطة المطران ماريوسف : لا اعلم ماذا ستعتقد بهذه الرسالة الغير متوقعة ولكن تاكد بان فكرتي هذه ليست جديدة و لفترة طويلة كنت افكر في ايجاد طريقة مناسبة التي بواسطتها نستطيع التقرب من بعضنا : ونعدل اخطاءنا التي تسبب الفتنة والخراب وقتل كنيستنا وامتنا . وسالت اشخاصا كثيرين . يا رب من هو الشخص الذي له تاثير اكبر والذي يستطيع ان ان يعمل من اجل السلام والوحدة لهذه الامة المنكوبة والمظلومة والمتقطعة الاوصال والتي اصبحت اطرافها تعمل ضد بعضها .. ولحد ألآن لم اتمكن من ان اجد واختار احد آخر غير غبطتكم . اذا كنتم موافقين على هذا العمل . وبلا شك هذه هي مقترحاتي الشخصية : وبموجب الامور التي تمر علينا في هذا الزمان اني ارى بالرغم من ان غبطتكم قد اصبحتم محسوبين كطرف ولكن اكثر من ثمانون بالمائة من الملة سيكونون مؤيدين ومطيعين لكم من اجل السلام اذا اديتم واجب المصالحة ووحدة الامة .
وانتم مدينون لهذا ولا تتاثروا بكلام الذين لا يتحملون المسؤولية ولا يهتمون بما ستكون النتائج ...
يا غبطة ماريوسف : يجب ان ننظر ونتعلم الدروس من الامم الاخرى القريبة والبعيدة والذين قاموا بممارسة القتل والفضائع فيما بينهم وكلفتهم خسائر مادية بدون حساب ولكن بعد ذلك ومن اجل مصلحتهم وفائدتهم جلسوا على مائدة واحدة وتباحثوا كاخوة وعدلوا اخطاءهم بانفسهم . ومن المؤكد ان هذا يتم بفضل جهود مضنية وتضحيات من قبل الاشخاص الاكثر مقدرة وتاثيرا وحكمة مثل غبطتكم ...
لناخذ عبرة من لبنان (في سنة 1958) تقاتلوا مع بعضهم وقتلوا ألآلاف والحقوا اضرارا كبيرة بوطنهم ولكنهم احسوا على خطئهم وتاسفوا على كل ما حصل وجلس الطرفان المتحاربان على مائدة واحدة (في الوقت الذي كان الطرفان احدهما مسلم والآخر مسيحي) وعدلوا اخطاءهم كاخوة وتصالحوا تحت شعار (لا غالب ولا مغلوب) .... نشكر الرب لاننا بعيدين جدا عن هذا النوع من العداوات التي كانت بين اللبنانيين والتي كانت قد تكون سببا لعدم تمكننا من الجلوس مع بعضنا ونتباحث ونعدل من اخطائنا حتى لا نلام في تاريخ امتنا ...
اني ارى منذ عام (1932) ان امتنا اصبحت منقسمة الى قسمين احدهما ضد ألآخر وألآن الى اربعة اقسام ومن الممكن ان تقسم الى ثمان والخ ...
وكذلك ارى ان اعداءنا بحقد ينتظرون الفرصة ليضربوا ضربتهم القوية والقاتلة لكنيستنا وامتنا وهذا نعرفه جميعنا ... وعدونا قوي سلبنا ويسلبنا وعيوننا مفتوحة ونحن نضرب رؤوس بعضنا بدون رحمة ويلوم احدنا ألآخر ونقول (انه خطا فلان من الاشخاص) ولكننا بهذا الكلام لا نستطيع ان نبريء انفسنا من اللوم ...
هذه (34) سنة من الانقسام بيننا ما هي الفائدة التي جنيناها منها ؟ من المؤكد ان الاجابة اواقعية يجب ان تكون هكذا :
الذي جنيناه هو اضرارا كبيرة بفقدان آلآف ألابرياء وتاخرنا على التقدم لسنين عديدة وتخريب اتحادنا القومي وفقدنا حقوقنا كامة قدمت الكثير من التضحيات من اجل السلام العالمي (بالرغم من قلة نفوسنا) وازدنا من الكره والحقد احدنا للآخر وسلمنا وتسببنا في الضرب وخوننا احدنا للآخر من اجل فائدة واسعاد اعدائنا وهذه كانت الاكثر سوءا من سابقاتها ... واليوم حتى ديننا وايماننا وكنيستنا ومسيحنا سلمناهم بيد اعدائنا الغير مؤمنين : من اجل الثبات في عنادنا .. ماذا بفي اكثر ضررا ومرارة من هذه الاعمال التي يراها الاخرين فينا ؟ من هو الذي يتمكن من ان ينقذ نفسه من هذه الملامات عندما تاتي ساعة المحاكمة للجميع ؟ التي كانت سببا لتخريب الامة ؟ لا اعتقد بان اي واحد منا يستطيع ان يبري نفسه ...
اذا كانت هكذا : الى متى سنبقى نركض خلف هذه الاعمال التخريبية وجلب الاضرار الكبيرة على انفسنا ؟ لاي شيء ولمن ننتظر ان ياتي ويشفي جراحنا العميقة وامراضنا القاتلة ؟ اين هو هذا النبي الذي يرسله الله ليصالحنا مع بعضنا لكي نوقف هذه الاعمال المخربة وبدلا عنها نعمل الخير ونزيد المحبة القومية احدنا للآخر ؟ وانني متاكد بانه لا يوجد لنا اي صديق مخلص في العالم يكن لنا المحبة ليعمل على مصالحتنا اذا لم نستيقض من غفوتنا بانفسنا ونتصالح .. اليوم امامنا فرصة ثمينة وامل بالنجاح ولكننا لا نعلم ما الذي سيحث في الايام الاخرى لان خرابنا يسير بسرعة كبيرة للامام ...... ابانا غبطة ماريوسف : اكتب لك شخصيا بقلب مخلص وبسيط وبدون غموض : وبسبب معرفتي بغبطتكم . اذا معاليكم تعتبرونني بطريقة اخرى بعيدا عن الذي تعرفونه عني فهذا غير صحيح .. وفي الاخير تاريخ الامة سيقيم كل واحد حسب اعماله . ولكن هذه نؤجلها في الوقت الحاضر لان طرحها الان ليس بالوقت المناسب ......
من الممكن ان تتساءل لماذا اكتب لك عن خراب الامة ... هل انا الوحيد المسؤول والمهتم بالخلافات التي حدثت وتحدث في الامة ؟ ومن الممكن ان تعتقد بانني اتباهة بالشهرة القومية والفلسفة او بايماني .. كلا ,, كلا ومئات المرات كلا .. واكثر بساطة مني لا يوجد احد .. ولكنني ارى من سنة لاخرى ومن وقت لآخر الخراب يكثر واخاف كثيرا من هكذا خراب الذي سيكون السبب في ضياع امتنا وكنيستنا والخراب كله ينبع من رئاسات الامة واذا كانت الرئاسة تريد الوحدة فالامة كلها تتوحد بدون اي شك وانا اعتقد ولي امل كبير اذا غبطتكم حاولتم للعمل على المصالحة والوحدة بارسال رسالتكم الداعية للسلام الصافي وبصدق لكل ألآثوريين الذين يعيشون في كل بقاع العالم سوف يتقبلونها بكافة درجاتهم وقبائلهم (طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون) لهذا لنا الامل بعدم التفكير وذكر كل ما حدث في الماضي بين هذا وذاك ويجب ان يترك وينسى .
حاول ان تجد طرقا مقبولة لتقريب امتنا لبعضها ونحن بكل مقدرتنا سنكون مساندين لك اذا احتجت الينا وانا مؤمن بانه وبعون الله ستنجح في ذلك .. ليته يكون لنا طريق للالتقاء بغبطتكم : ونتكلم معكم شخصيا بكل ما كتبنا . ولكن لانه ليس لنا الفرصة لذلك نضطر للكتابة اليكم ...
وفي الختام نثق بان هذا الطلب ستفكرون به بعمق ورؤية وتجدون الطرق المناسبة والمقبولة لسلام شامل .. وننتظر ان نسمع من غبطتكم ...
الخادم المؤمن للكرسي الرسولي لكنيسة المشرق :
لوكو شليمون بيداوي ...
الرسالة الثانية من مالك لوكو شليمون الى المطران ماريوسف خنانيشو :
آذار / 1967
لغبطة ابانا المعالي ماريوسف خنانيشو مطرابوليط كنيسة المشرق : والقائم البطريركي نطلب صلواتكم وبركاتكم ...
ارسلنا لكم رسالة بيد احد المؤمنين في تشرين الثاني 1966 . ومنذ ذلك الوقت ننتظر الاجابة من غبطتكم ....
الخادم المؤمن للكرسي الرسولي لكنيسة المشرق...
لوكو شليمون بداوي
(هذه كانت الرسائل التي ارسلها المرحوم مالك لوكو شليمون لغبطة المطران ماريوسف خنانيشو بهدف مصالحة كافة الاطراف من اجل وحدة الامة والكنيسة ولكنه لم يتلقى اي اجابة لا على رسائله ولا على مبادرته )........
                                                     بولص يوسف ملك خوشابا

7
القادة والوجهاء يحاولون توحيد الشعب وازالة الخلافات والقيادة الدينية (السابقة) تفشلها
نعم اقولها بصراحة لانها الحقبقة التي يراها المبصرون والتي يغفل عنها الذين غشت كساوة الحقد والغيرة والتخلف اعينهم .. انها الحقيقة المرة التي نعيشها بكل تفاصيلها فبعضنا لا يزالون في قمة التخلف هذا التخلف الذي لم ينافسهم عليه الا عبدة الاصنام وان هذا البعض قد تفوقوا حتى على عبدة الاصنام في تخلفهم لانهم تعايشوا مع الذين يعبدونهم وشاهدوا بام اعينهم سيئاتهم كلها ولكنهم اغمضوا اعينهم وصموا آذانهم واغلقوا افواههم مخافة ان يقولوا كلمة الحق التي اوصى بها ربنا يسوع المسيح ونادى بها الرسل وثقف عليها المشرعون الشرفاء....... هذه المقدمة هي لتعريف القراء الاعزاء كيف ان العلمانيون الاثوريون (كما يطلق على كل من لا يحمل درجة كهنوتية خطئا) يحاولون بكل ما منحهم الرب من قوة لاحلال السلام بين شعبهم وازالة كل عوامل الفرقة ومن جهة اخرى نرى كيف ان قياداتنا الدينية (السابقة) استماتت من اجل ابقاء الوضع المتردي كما هو تلبية لرغبة الانكليز هذه الرغبة التي اتفقت مع تطلعاتهم الاستعلائية والعنجهية الفارغة التي لا تمت للفكر المسيحي بصلة ....سوف اقسم محاولات المصالحة الى مراحل كالاتي :
المحاولة الاولى  : (من كتاب مار ابرم الهندي حول سيرة مار طيماثيوس ) في 21 / تشرين الاول / 1923 بينما كان مار طيماثيوس (الوصي على مارشمعون الطفل آنذاك) في لندن تلقى رسالة من اغا بطرس الذي كان كذلك موجودا في لندن وهذا مضمون الرسالة :
ابانا المحترم المارطيماثيوس الممثل البطريركي ومطران عام الهند . ليحل السلام باسم ربنا مع تقبيلي اياديكم راجيا صلواتكم . علمت بوجود غبطتكم في لندن كممثل للبطريرك للسعي لدى الامة البريطانية من اجل مصلحة وكيان امتنا الاثورية . واني لست فقط بمسرور جدا فحسب بل اود ان اعلمكم بان تلك هي رغبتي القلبية ايضا . وانطلاقا من ذلك اطلب من كل قلبي ان ننسى جميع الاحداث الماضية . وبقلب صاف ملؤه المحبة والسلام امد يد المصافحة بواسطة ابوتكم طالبا السلام والعفو من العائلة البطريركية وبكل تقدير واجلال . وعليه اعترف بالبطريرك المحبوب الشريف كرئيس عام لامتنا الاثورية ومنذ هذه اللحظة انني اضع كل امكانياتي في خدمة ابوتكم كممثل للبطريرك لبلوغ هذا الهدف النبيل الذي يرمي الى ايجاد وطن قومي لامتنا تحت حماية ووصاية بريطانيا العظمى وفق الخارطة التي تجدوها ملائمة . واني اعاهدكم باني ساوفي بكل ما كتبت لاكون اخلص خادم لعائلة بطريركنا المحبوب المقدسة كما كنت في عهد سيدي المرحوم المارشمعون بنيامين واكثر . هذا ولي الشرف ان اكون خادمكم وتحت امركم في جميع الخدمات الوطنية ......(راي الكاتب : ان هذا التنازل الكبير الذي قدمه القائد العظيم اغا بطرس من اجل انقاذ امته ليقطع دابر كل حجة تلجا اليها هذه العائلة في افشال هذا المشروع لم يقدمه قائدا بمستوى اغا بطرس على مدى التاريخ ولكن يبدو ان العمالة للانكليز عند هذه العائلة كانت اهم  من مصلحة الامة ).
وفي 8 / تشرين الثاني / 1923 اجاب المارطيماثيوس على رسالة اغا بطرس بقبوله المصالحة آملا ان يقبل البطريرك عرضه . ثم قام على الفور بارسال نسخ من رسالة اغا بطرس الى الشخصيات الانكليزية التالية :
1 / اسقف كانتربري
2 / مالركوس كورزن (وزير الخارجية )
3 / دوق ديونشاير (وزير المستعمرات)
4 / السير جون شكبوري (نائب الوزير الدائم لدائرة المستعمرات)
5 / فخامة المستر اورمبسي كور (وكيل الوزارة)
لقد كان لمحاولة الصلح هذه صدى خطير في الشرق الاوسط لان (دكتور ويكرام) الانكليزي الذي كان يعرف اغا بطرس ... فكتب الى سكرتير اسقف كنتربري ضد تلك المصالحة وندرج ادناه بعض العبارات التي وردت في رسالته :
(يظهر ان اغا بطرس موجود الان في لندن . انا واثق بان لدى لندن المعلومات الكافية التي تجعلها لا تصدق هذا المخادع المتمرس . لقد كانت هنالك خطة لذهابه الى العراق ثانية لتحريك الاحداث ليجعل من نفسه ذات فائدة . ان ذلك بالنسبة له هي بمثابة تبديل مهنة , لقد احتج الناس هنا على مجيئه ولقد اعتقدوا بانه قد بدا برحلة العودة لذا تجمهروا على رصيف ميناء البصرة منتظرين وصوله وبحوزتهم تذكرة لاعادته فورا من حيث اتى الا انهم لم يجدوه على تلك الباخرة . لان السلطات في العراق (يقصد سلطة الانتداب) تعرف من هو اغا بطرس وعليها ان تعلم بوجود هذا المحتال هناك في لندن ) ....... وفي 7 / كانون الاول / 1924 كتب الدكتور ويكرام الى المارطيماثيوس ما يلي :
( املي ان تكون قد عرفت حقيقة اغا بطرس لعلمي بان نواياكم صادقة ومقاصدكم مسيحية . وان هدفكم الوحيد هو خدمتكم لامتكم الاثورية دون شك ... ان للرجل قوة وقابلية حقيقية وبامكانه ان يقدم الكثير لامته اذا رغب بذلك واني واثق بانه يحب ذلك مثلما يحب نفسه لكن على المرء ان يسال احد الساسة في انكلترا , هل يمكن لهذا الرجل ان يستقيم ؟ اني اؤمن بان الارادة الربانية قادرة على كل شيء حتى تبديل جلد الهندي او مسح التنقيط من جلد النمر . المطلوب من الاثوريين سواء عملت بريطانيا لصالحهم ام لم تعمل ان يوحدوا صفوفهم وعلى بطرس ان يفهم هذين الامرين :
1 / ان الكرسي البطريركي هو محور هذا الاتحاد .
2 / كل الوعود التي تقطعها فرنسا للاثوريين لا يمكن الاتكال عليها او الثقة بها ويبقى املها الاخير والوحيد في الايمان بالله والاعتماد على نفسها ووحدتها التي يضحي رجالها من اجلها . هذه كلماتي الاخيرة لبطرس ولكم ) ... (راي الكاتب : ايها القاريء العزيز ان راي الشخصي بهذا الموضوع هو ان استماتة دكتور ويكرام لعدم عودة اغا بطرس لم يكن من اجل ارضاء العائلة المارشمعونية بقدر ما كان من اجل مصلحة بريطانيا لانه كان يعلم جيدا ان اغا بطرس هذا القائد العظيم لا يمكن ان يفكر او يعمل مطلقا  ضد مصلحة شعبه حتى ولو اعطى آلاف الوعود للعائلة المارشمعونية وللانكليز ولقد اعترف دكتور ويكرام بذلك حين قال في رسالته لسكرتير رئيس اساقفة كنتربري بما معناه ان الله القادر على كل شيء قد يعجز في تغيير اغا بطرس ويقصد هنا بالتغيير هو تفضيل مصلحة الامة على مصلحة بريطانيا ) ......
وبالرغم من استمرار مارطيماثيوس باتصالاته باغا بطرس الذي عاد الى فرنسا الا ان مارشمعون وسرمة خانم رفضا مصالحته وامرا مارطيماثيوس بقطع كل اتصال معه ......
المحاولة الثانية :في عام 1954 توفي ملك خوشابا اثرمرض عضال في داره في مدينة الموصل واقيمت مراسيم الوفاة في كنيسة ام المعونة الكلدانية في الدواسة وحضرها كافة رؤساء العشائر والوجهاء ورجال الدين الاثوريين والعرب والاكراد وقد حضر ايضا المطران ماريوسف خنانيشو بعد قطيعة استمرت منذ 1933 وبقي لمدة ثلاثة ايام حتى نهاية المراسيم وفي عام 1955 قام يوسف ملك خوشابا بزيارة المطران مار يوسف خنانيشو في مقره في بلدة ديانا ردا لمشاركته في جنازة والده (ملك خوشابا) وبعد اشهر من ذلك قدم وفد من مدينة كركوك يمثل وجهاء الطرفين من (مؤيدي ملك خوشابا ومؤيدي مارشمعون ) وطلبوا من يوسف ملك خوشابا ان يوافق على سعيهم من اجل اقامة مصالحة عامة كنسية وسياسية تشمل كافة الاثوريين في العالم فلم يعترض يوسف ملك خوشابا على مقترحهم ولم يفرض اي شروط تعجيزية على مسعاهم سوى انه طلب منهم ان يكون موقع الاجتماع الاول في مكان محايد يحدده الوفد وان يشترك في المفاوضات عدد محدد من رجال الدين ورؤساء العشائر والوجهاء بصورة متوازنة من الطرفين لانها يجب ان تكون مصالحة شعب باكمله ومصالحة مبدئية تدرج فيها كافة التفاصيل لكي لا يحدث اي خلاف حول اي نقطة في المستقبل (اي يكون بمثابة دستور لا يحيد عنه احد) ويكون الاساس في المفاوضات هو نسيان الماضي وعدم ذكره في المفاوضات والبدء من الصفر للعمل بجد من اجل مصلحة الامة .... لقد ارتاح الوفد بطرفيه بهذه المقترحات والتي اعتبرها افضل ما يمكن تقديمه للامة وتوجه بعد ذلك الى ديانا حيث مقر اقامة ماريوسف خنانيشو وطرحوا له الافكار التي جلبوها معهم واقترحوا ان يكون الاجتماع في مدينة كركوك كمنطقة محايدة ... في البدء وافق المطران مار يوسف خنانيشو على المقترحات ولكنه طلب منهم ان يمهلوه فترة اسبوعين للتشاور مع جماعته ... وبعد اسبوعين توجه الوفد الى ديانا للاتفاق مع غبطة المطران على موعد الاجتماع لانهم سبق وان اتفقوا مع يوسف ملك خوشابا على هذه الامور ولكنهم تفاجئوا باجابة غبطة المطران لهم حيث قال (انا لا استطيع الذهاب الى كركوك لانها بعيدة بالنسبة لي وكذلك ليس هنالك من حاجة لجمع عدد كبير في الاجتماع واقترح ان يكون الاجتماع هنا في ديانا بيني وبين يوسف ملك خوشابا ) ... بعد ان سمع الوفد هذا الكلام من غبطته علم بان غبطة المطران قد تلقى توجيهات من جهات معينة بافشال المحاولة خاصة وان العلاقات العراقية البريطانيىة كانت تمر باوقات حرجة بسبب تسليم القواعد البريطانية في العراق الى الجيش العراقي .. وعاد اعضاء الوفد الى دورهم بعد فشل محاولتهم النبيلة التي كانت تصب في خدمة شعبهم ..........
في الجزء الثاني سوف نذكر محاولات اخرى جرت بهذا الخصوص واهمها محاولة مالك لوكو شليمون رئيس عشيرة التخوميين ........
                                                        بولص يوسف ملك خوشابا
 

8
الوثائق التي تؤكد محاولة مؤيدي مارشمعون للتخلص من استغلاله لماساتهم
عندما كانت العائلة المارشمعونية في العراق ابان الانتداب البريطاني استغلت علاقاتها التبعية للانكليز بالاستحواذ على كافة المواقع التي من خلالها احكمت سيطرتها على الشعب المسكين الذي كان يناضل من اجل الحياة الكريمة وتامين لقمة العيش فبعد ان عملت هذه العائلة  بكل طاقتها لاقناع الانكليز بنفي اغا بطرس وسجن الرؤساء ووضع ملك خوشابا في الاقامة الاجبارية في مار ايشايا توجهت اخيرا الى تعيين افرادها ومؤيديها في المراكز الحساسة التي بواسطتها تتمكن من السيطرة الكلية على كافة  منافذ الحياة المعروفة آنذاك فتم تعيين شقيق سرمة خانم الاصغر (زيا) مفتش المدارس الاثورية (طبعا كانت هناك مدرسة واحدة والمهم كان هو الراتب ) وتم تعيين داود شقيق سرمة خانم ووالد مارشمعون قائدا لقوات الليفي وتعيين اولاد مالك اسماعيل ضباطا في الليفي بدرجة (رب ترما ) وهكذا تم توزيع المناصب على اقربائهم ومؤيديهم وكان يقبض مارشمعون (2000)روبية كمخصصات اما سرمة خانم فقد قبضت في شهر تموز مع المستحقات مبلغا قدره (7850) روبية حسب ما جاء في كتاب قوات الليفي العراقية تاليف (العميد جي كلبرت براون ) منح المطران الاثوري القائم باعمال مارشمعون (مئة روبية لكل شهر) اعتبارا من 1/5 / 1919 (نفس المصدر )... وحتى المطبعة التي اشتراها القس يوسف قليتا من الهند لخدمة الكنيسة والتعليم الاثوري تم تجريده منها لانه لم يكن يتفق معهم حول كافة الامور الكنسية والسياسية . هكذا كانت اوضاعهم في العراق بفضل حراب الانكليز والليفي المسلطة على رقاب ابناء كل معارضيهم وبعد نكبة 1933 وعبور المخلصين لهم الى سوريا ثم اعقبهم هجرة مؤيديهم الطوعية الذين تركوا اهلهم واحبتهم وضحوا بكل ما كانوا يملكونه من اجلهم قابل مار شمعون احسانهم كالاتي :
بعد ان تكامل وصول الاثوريين (القسم المؤيد لمارشمعون والذي لا تزيد اعداده عن ربع الاثوريين ) وبعد استقرارهم على ضفاف نهر الخابور اصيبوا باحباط كبير بعد ان اكتشفوا الاكاذيب والاشاعات التي كانت تصور لهم رحلتهم الى سوريا ستكون بمثابة الذهاب الى الجنة ولكنهم تحملوا ماساتهم على مضض حتى جاء اليوم الذي طفح فيه الكيل بعد اكتشاف قادتهم للخدعة التي سقطوا فيها على يد العائلة المارشمعونية (وبالذات على يد مارشمعون نفسه) حيث استغل ماساتهم وذلك بجمع التبرعات من الشعوب المتمدنة الرحومة باسمهم لمصلحته الشخصية فحاولوا التخلص من هذا الاستغلال بكشف كل ادعاءاته الكاذبة وتحايله وخداعاته وكان على راس هؤلاء القادة كل من :
1/ مالك دانيال مالك اسماعيل الشقيق الاكبر لمالك ياقو والرئيس الشرعي لعشيرة تياري العليا زوج خالة مارشمعون
2 / مالك لوكو شليمون بيداوي رئيس عشيرة تخوما والذي قاتل من اجل مارشمعون في معركة ديربون وجرح فيها وقضى حياته مخلصا لهذه العائلة حتى يوم اكتشافه لحقيقتها
3 / ليون دنخا الشمعوني وهو من وجهاء رعية فوجانس (نفس رعية مارشمعون) والذي تعرض لمحاولة الاغتيال بتدبير من سرمة خاتون وشقيقتها رومي زوجة شليمون مالك اسماعيل
4 / يوسف مالك التلكيفي والذي التحق بمارشمعون وعمل كسكرتيرا له بدافع ايمانه بقدسية ومصداقية هذه العائلة حتى اكتشف زيفها وادعاءاتها الكاذبة ومعروف عن هذه الشخصية ككاتب ومفكر وسياسي بارع ....
( هذا ما كتبه كل من يوسف مالك التلكيفي ومالك لوكو التخومي عن تحايل مارشمعون على المانحين لجمع الاموال على حساب بؤس الذين خدعهم ورحلهم الى سوريا وتم اسكانهم على ضفاف الخابور ) ....(كتيب الله والحق تاليف يوسف مالك سنة 1949 الصفحة 5 )
اقتباس : we are now authorized to give pyblicity to 3 appeals made by mar eashai shimon for fund raising , the first calls for one hundred thousand dollars which is lilted (an opportunity for christianservice ) and was supposedly intended for maintaining (schools) such schools and churches etc , do not exist , funds collected under this heading never reached their destination , we propose publishing in due course , names of persons who formed, commercial corporation , sat idly at their homes , received salaries at the end of each month and naturally signed the pay rolls , the second appeal is dated august 30 1940 , titled ( friends of the church of the east ) which his beatitude the mar shimun launched in the u,s,a, soon upon his arrival ther from ingland ,he begged an annual sum varying between fifteen thousand and twenty thousand dollars , in his third appeal dated april 16 1948 , addressed ( to the Christian people of America) he only asked for two hundred and fifty thousand dollars , it will be seen that these three appeals cover the following sums only , not much for any god of riches ?
 100000 / 1st aqppeal) , 135000 ( 2nd appeal for period 1940 , 1948 at the lower rate of the fifteen thousand dollars a year ) 250000 ( 3rd appeal ) total / 485000 …….. who received these sums ? was any statement at all issued ? this will remain a mystery under the ( feudal ) system as practiced by mar shimun underwhich no Assyrian has the right to ask for an account ………………………………………………………………………………………………
(رسالة الزعماء الاثوريين في الخابور الى من يهمهم الامر بقطع علاقتهم بالمارشمعون وعدم مصداقيته في مسؤوليته عنهم )
                                                                                                                                                                TO whom it concern : acting on the outhority vested in us vide attestation dated , 22nd February 1948 , by the foreign ministry at Damascus , Syria , we have the honour to transmit herewith a letter of repudiation , duly signed by representative members of the Assyrians living on river khabur ,northern Syria , for favour of your in formation and that of any other quarter or institution you deem lit ,
This document refers to a certain mar eshai shimun who does not possess the nationality of the Assyrians of any of the near or middle Eastern countries whom he falsely alleges to represent , his residence is at (6316 north Sheridan Road ,Chicago 40 illinois ,U S A .. he has no authority to speak in our names or on our behalf , for his sole ambition in life is to collect , illegally , as much money and as quickly as he can , at the expense of the miserable masses in order to gratity his greed which knows no limits , and play his comedy on the international scene , he can raise funds in his name and for himself , but we solemnly protest against his begriming our names ………
We would be very grateful if you would be good enough to take note of this letter of repudiation and make it known to any authority or institution that are likely to be misted by mar Eshai Shimun whose fictitious , yet harmful feudal authority the Assyrians refuse to acknowledge or admit ………
Mar Eshai Shimun is an irresponsible person , an anarchist and opportunist and no declarations ,appeals and utterances of is of whatevernature they may be , are in any way binding on the Assyrians ……….
Daniel  D  malik Ismail ( chief of upper Tiyari )
Loco Shlimon Badawi (chief of Tkhuma )
Leon Dinkha Shimunaya ( chief of Qochanis and others )……….
                       
                                                بولص يوسف ملك خوشابا


9
للاسف الشديد ان تاريخ آبائنا واجدادنا وتاريخ الدماء التي سالت في الجبال والوديان والمدن والقرى قد اصبحت عرضة للتزوير والتحوير وفق مصالح البعض الذين همهم الوحيد هو تمرير اجنداتهم واشباع غريزة الانتقام المتاصلة في قلوبهم والتملق لاصحاب النفوذ الدينيين والعلمانيين من اجل الوصول الى مبتغاهم الدنيوي الزائل غير آبهين بما يقال ويكتب عنهم في المستقبل ولذا اقدم للقراء الاعزاء هذه الحقائق الموثقة التي حدثت بعد مذابح 1933 ليكونوا على اطلاع بمجريات الامور الحقيقية وليكتشفوا بانفسهم مدى التزوير الذي جرى عليها .....
اسقاط الجنسية العرقية عن المارشمعون :
لقد تم وضع مرسوم في 15 آب 1933 خولت المادة الاولى منه مجلس الوزراء ان يقرر اسقاط الجنسية العراقية عن كل عراقي لم ينتمي الى اسرة ساكنة في العراق قبل الحرب العامة اذ اتى او حاول ان ياتي عملا يعد خطرا على امن الدولة وسلامتها ... وخولت المادة الثانية منه لوزير الداخلية ان يامر بابعاد من اسقطت عنه الجنسية العراقية بموجب المادة الاولى خارج العراق اذا ترى ان ابعاده يوفر الامن والراحة العامة . واستنادا الى هذا النص اتخذ محلس الوزراء في جلسته المنعقدة في يوم 16 آب 1933 هذا القرار :
اطلع مجلس الوزراء على كتاب وزارة الداخلية المرقم 6788 والمؤرخ 16 آب 1933 وقرر اسقاط الجنسية العراقية عن كل من ايشاي مارشمعون وداود مارشمعون وتيادور مارشمعون وسرمة خاتون نظرا الى اتيانهم اعمالا تعد خطرا على امن الدولة وسلامتها وذلك وفق المادة الاولى من مرسوم اسقاط الجنسية العراقية الرقم 62 لسنة 1933 . ولما كان المذكورون يسكنون دار جمعية الشبان المسيحيين (y m c a ) في الباب الشرقي من بغداد طوقت الشرطة هذا الدار ريثما يتم تنفيذ القرار الوزاري . واعدت القوة الجوية البريطانية طائرة لنقل المارشمعون واتباعه المسقطة عنهم الجنسية العراقية الى خارج العراق . فتم نقلهم الى محطة الطيران في صباح يوم الجمعة 18 آب 1933 وبقوا هنالك الى ان اقلتهم الطائرة المذكورة الى جزيرة قبرص وكان الراي العام يميل الى تقديم الذين اسقطت عنهم الجنسية العراقية الى المحاكمة ليجري فيهم العدل مجراه ولكن الحكومة اصرت على الاكتفاء بهذا القرار ....
نص النداء الذي وجهه الميجر دي بي تومسن رئيس لجنة اسكان وتهجير الاثوريين :
الى الاثوريين :
1 / علم مجلس عصبة الامم بان عددا من الاثوريين العراقيين بما فيهم العثمانيين سابقا لا يرغبون في البقاء في العراق لذلك الفت لجنة لتدقيق ما اذا كان في الامكان ايجاد محل خارج العراق ليسكن فيه من يعرب عن رغبته في مغادرة العراق من الاثوريين .
2 / ليكن معلوما لدى الجميع بان اللجنة التي الفها مجلس عصبة الامم لم تجد حتى الان محلا مناسبا وحالما تجد المحل المناسب سوف تعلمون بذلك وعندئذ تقوم اللجنة المؤلفة برئاستي بمعاونة ممثل مؤسسة نانسي للملتجئين بالتجوال في القرى التي يسكنها الاثوريين والتحقق من كل عائلة من العوائل التي تقيم في تلك القرى عما اذا كانت ترغب في البقاء في العراق او الذهاب الى محل الاسكان الجديد . وستكون لرب كل عائلة الحرية التامة في الاعراب عما اذا كان برغب في مغادرة العراق او البقاء فيه . وبعد ذلك سوف تجري الترتيبات بالتعاون مع ممثل مؤسسة نانسي لنقل العائلات التي ترغب في الذهاب الى المحل المذكور .
3 / نود ان نكرر ان محل الاسكان الجديد لم يوجد بعد ومن المحتمل مرور زمن غير قصير قبل ان تتم ترتيبات النقل كما انه لا يحتمل ان ينقل اي فرد قبل شهر تموز المقبل . وعدا ذلك فمن المحتمل ان لا يسكن في بداية الامر في محل الاسكان الجديد سوى الزراع لذلك من المهم جدا ان يبقى الاثوريين في القرى المقيمين فيها وان يستمروا على الزراعة وما يتعلق بها من الشؤون الاخرى ليكونوا بهذه الصورة بمكانهم اعالة انفسهم وليتمكن الذين يرغبون مغادرة العراق عندما يحين الوقت من البدء في حياتهم الجديدة بمجال اوسع للتقدم والنجاح .
4 / اما الاثوريين الذين يرغبون في البقاء في العراق فلهم الحرية التامة في ذلك كما ان لهم ان يثقوا من انهم سوف يتمتعون بنفس الحماية على النفس والمال التي يتمتع بها سائر العراقيين وانهم سوف يطبق بحقهم ما اعطته الحكومة العراقية الى مجلس عصبة الامم من الضمانات المتعلقة بالاقليات . ولكن يجب عليهم ان يعلموا بانهم رعايا عراقيين لا غير وانهم ملزمون باطاعة القوانين وبالاخلاص للحكومة العراقية ....
تشكيل هيئة اسكان وتهجير الاثوريين :
تم تشكيل لجنة برئاسة الميجر تومسن وعضوية المسيو كوتو البلجيكي والسنيور بارسيناس الاسباني ومتصرف لواء الموصل والمفتش الاداري الانكليزي لتسجيل اسماء عوائل الاثوريين الراغبين في الهجرة من العراق واسماء الراغبين في البقاء فيه . وقامت هذه اللجنة بالتجوال في كافة القرى والمدن التي يتواجد فيها الاثوريين لاخذ راي كل فرد بحرية تامة حول الموضوع بترجمة السيد يوئيل القس كينا البازي بصفته مسجل اللجنة المذكورة وكانت العناصر المؤيدة للمارشمعون برئاسة خاله المطران ماريوسف خنانيشو تقوم بدعاية واسعة لحمل الاثوريين على طلب الهجرة من العراق تاييدا للمارشمعون . وكان اول المسجلين للبقاء في العراق هو ملك خوشابا الذي قال ( انني سابقى في العراق حتى لو بقيت وحدي وخرج الجميع لانني اعلم بانه ليس للاثوريين مكان افضل من وطنهم العراق ) واما المطران ماريوسف خنانيشو واتباعه وغيرهم من المؤيدين للمارشمعون فقد سجلوا اسمائهم في قوائم الهجرة .... ولقد بوشر في ترحيل من اراد الهجرة حسب رغبته الى سوريا سنة 1934 ابتداء من عوائل الاشخاص الذين عبروا الحدود العراقية السورية سنة 1933 وتلتهم قوافل البقية سنة 1936 . ( راي الكاتب : ان هذا يدحض اقوال محرفي التاريخ الذين يروجون بانه تم تهجير الاثوريين الى سوريا رغم ارادتهم ) .... لقد جرى  نقل المهاجرين على نفقة الحكومة العراقية بكلفة تقدر بحوالي المليون دينار وتم اسكانهم على ضفاف نهر الخابور في محافظة الحسكة بشمال سوريا الا ان المطران يوسف خنانيشو وجماعته والبعض من انصاره الموجودين في الليفي على الرغم من تسجيل اسمائهم للهجرة بقوا في العراق ولم يغادروه وذلك بايعاز من اصدفائهم الذين فشلوا في اقناع جميع الاثوريين على ترك العراق .(علما ان الذين رغبوا بالهجرة كانت نسبتهم الى نسبة الراغبين في العراق هي الربع ) وبعد مدة قصيرة من اسكانهم في منطقة الخابور هرب الكثير منهم خفية وعادوا الى العراق كما هاجر البعض الاخر الى لبنان وذلك لتردي احوالهم المعيشية ولذا حاول قسم منهم الهجرة الى البرازيل وقد وافقت الحكومة البرازيلية على قبولهم بصفة مهاجرين فعارضهم مارشمعون وكتب تقارير ضدهم اتهمهم بها انهم شيوعيون مخربون (وفق ما جاء في كتابات يوسف مالك التلكيفي ومالك لوكو ) وكان مارشمعون يتوخى من منعهم من الهجرة لاسباب شخصية تتعلق بجمع الاموال باسمهم لمصلحته (وكما جاء في كتاب يوسف مالك التلكيفي سكرتير مار شمعون في كتاب الله والحق ) ...وقد وجه مار شمعون كتاب استغاثة الى الشعب الامريكي لجمع الاموال باسم اثوريي خابور ....
نداء الى الشعب المسيحي في اميركا 16 نيسان 1948 :
انني ايشا شمعون الثالث والعشرين بنعمة الله بطريرك الكنيسة الشرقية التاسع عشر نيابة عن شعبي من الاثوريين اوجه ندائي الى الشعب الامريكي المسيحي طالبا المساعدة لشعبي المظطهد نظرا لحاجته الملحة . لقد تم طرد شعبي من اراضيه الخاصة التي عاش فيها منذ قبل بداية التاريخ وسيق الى الصحاري حيث لا طعام ولا ماء ولا دواء ولا تمتد اليه يد المساعدة فبقي كجزيرة من الايمان المسيحي في وسط بحر من الاسلام .الخ الخ الخ
(تعليق الكاتب :ان مار شمعون في ندائه يقول لقد تم طرد شعبي بينما اللجنة المتشكلة من قبل عصبة الامم وفي النداء الموجه الى الاثوريين من قبل رئيسها يقول :ستكون لرب كل عائلة الحرية التامة في الاعراب عما اذا كان يرغب في مغادرة العراق اوالبقاء فيه فايهما نصدق ؟؟؟؟ ) ....
ان رسالة مار شمعون هذه طويلة وكلها تصب في هذا المعنى ولذا اكتفي بهذا القدر من السرد ....
يقول الكاتب الكبير يوسف مالك التلكيفي ( لقد سبق هذا النداء وتلاه بنداءات اخرى وتجمع لدى المارشمعون حوالي 485 الف دولار وان كل ما جادت به نفس مارشمعون لهؤلاء المحتاجين المشرفين على الهلاك حسب ادعائه هو (1500) دولار فقط لاغيرها من كل ذلك المبلغ ليوزع على ثمانية الف آثوري في منطقة الخابور بحيث اصبحت حصة كل فرد اقل من عشرين بنس اما مبلغ 485 الف دولار لا احد يعلم اين ذهب سوى مار شمعون نفسه الذي دعبله في جيبه ) ......
ايها القراء الاعزاء قارنوا بين الحقيقة المثبتة بالوثائق الرسمية والمحفوظة في الاراشيف وبين ادعاءات محرفي التاريخ وليكن ضميركم هو الحكم الذي سيرشدكم الى طريق الصواب .... يا ابناء هذا الجيل من امتنا انا اخاطبكم انتم ولا اخاطب من هم بجيلنا لانكم عماد هذه الامة ومستقبلها وقبل ان تغزو الافكار المشوهة عقولكم ويصبح من الصعب عليكم التخلص منها ونصيحتي المخلصة اليكم هي ان لا تصدقوا كل ما اكتبه انا او مايكتبه ألآخرين دون ان تتاكدوا من مصداقيته عن طريق الوثائق الرسمية او عن طريق المصادر الحيادية التي ليس لها اي مصلحة في تحريف تاريخنا وليكن في علمكم ان هدف كتاباتي عن تاريخ امتنا الحديث القديم هو انتم لانكم الجيل الصافي المنقى من كل الشوائب التي بذرتها في نفوس الاجيال التي سبقتكم المآسي التي مرت باجدادنا ولتكن هذه الاحداث التي ذكرتها وساذكرها في المستقبل دروسا تفيدون وتستفادون منها في خدمة شعبكم فاياكم اياكم الاقتراب من الغرور والعنجهية الفارغة ولتعملوا بالممكن وليس بالخيال وان رفع الشعارات البراقة الخيالية ستجعلكم اسرى تنفيذها وستسقطون في مطبات مؤلمة لكم ولشعبكم ... ثقوا وتاكدوا من ان هذه الامور مجتمعة كانت السبب الذي اوصلنا الى ما هو نحن فيه ولو كان بعض قادة الجيل الذي سبقنا قد تجردوا من كل هذه الشوائب وتعاملوا في ادارة مصالح الشعب مع الواقع الذي كان مفروضا عليهم واستمعوا للآخرين من القادة الذين نصحوهم مرارا وتكرارا ان لا يجازفوا بمصير الشعب ويعرضوه للفناء من اجل قضية ميؤوس منها لوكانوا عملوا بهذه النصائح لما كان شعبنا يتعرض لهذه المذابح ولما كنا نستجدي الحقوق كما نفعل ألآن لان كثافتنا السكانية وتجمعنا في ثلاثة اقضية من محافظة واحدة كما جرى في خطة الاسكان (وليس كما يشوه البعض خطة الاسكان كذريعة لتبرير المغامرة القاتلة ) لو كان هذا قد حدث لكان وضعنا غير ما هو عليه بالتاكيد .. لا تعطوا آذانا صاغية للمزايدين والمنتفعين من التصيد في المياه العكرة وانظروا بتمعن الى الواقع الذي يمر به شعبنا هذا اليوم وتعاملوا مع هذا الواقع وكما يقول المثل (رحم الله امريء عرف قدر نفسه ).....
                                                      بولص يوسف ملك خوشابا



                                                             

10
ماساتنا بدات بمسرحية مستر براون وانتهت بمسرحية كولونيل ستافورد (الفرصة الاخيرة)
ربما يجد البعض غرابة في هذا العنوان وقد يذهب البعض الى اتهامي بالاستهانة بارواح عشرات ألآلاف من الشهداء الذين تم تقديمهم على طبق من ذهب لعمومتنا الانكليز ابناء ضيفنا الكريم المدلل المستر براون , ولما لا فنحن مشهود لنا بتكريم الضيوف حتى ولو كان يكلفنا ذلك خيرة رجالنا وعوائلهم .... وهل كانت كل هذه السنين من 1914 الى 1933 مسرحية ؟؟؟؟ اقرؤا كلمة الكولونيل ستافورد بامعان (المستشلر السياسي والاداري للواء الموصل) وستعلمون كيف بدات المسرحية بالآمال والوعود الشفهية الانكليزية لتنتهي بالواقع الذي صنعه نفس الانكليز ليضعوا اصدقائهم المنفذين للمسرحية في عنق الزجاجة ويكون الضحية طبعا كالمعتاد ابناء العشائر ومعهم بقية ابناء الشعب .... لقد قالها المستر ستافور في خطابه بصورة غير مباشرة يا ايها القوم (ان اللعبة انتهت) وما عليكم الا التفاهم مع الحكومة العراقية وانقاذ ما تستطيعون انقاذه ولكن البعض الذين اخذتهم العزة بالاثم لم يرضخوا للواقع واستمروا في غيهم وعنجيتهم الفارغة على حساب دماء الابرياء والتي تكللت بمذبحة سميل وما تبعها عام 1933 ثم عادوا في عام 1948 يتوسلون بالحكومة العراقية للسماح لهم بالعودة للعراق وفق شروطها التي تفرضها هي ....
بتاريخ 10 تموز 1933 عقد اجتماع في دار الحكومة في الموصل حضره كافة الرؤساء الاثوريين المدعوين وتمت فيه القاء الكلمات التوضيحية لموقف الحكومة من الاثوريين في ادارتهم وحقوقهم واسكانهم ولكنني هنا سوف انقل لكم كلمة الكولونيل ستافورد وكلمة الميجر تومسون :
كلمة الكولونيل ستافورد :
ثبت لي ان ما بينه وكيل المتصرف كان وافيا عن قضية الاثوريين ولم يبقى لي الا اعطاء بعض ملاحظاتي الشخصية . اني اتيت الى هذا اللواء قبل شهرين لانني كنت اعمل في جنوب العراق حيث يسمع صوت ضئيل عن الاثوريين . وفي خلال وجودي في الموصل انشغلت دائما بهذه القضية والشيء المهم الذي شعرت به هو عدم وجود تقارب بين الاثوريين وبين موظفي الحكومة وحدث بسبب ذلك التباعد وقوع سوء تفاهم بينهما وشك البعض بالبعض واني لا اقدر ان لا اتفق مع وكيل المتصرف بان سبب هذا التباعد كان من قبل قسم من الاثوريين انفسهم ويظهر انهم حتى لفترة قصيرة كانوا يعتبرون انفسهم غرباء في هذا البلد ويعيشون في مكان غريب معتقدين ان هذه الفكرة كانت افضل لهم بان يبقوا بعيدين عن الحكومة وطبعا تالم موظفوا الحكومة من هذا الوضع . واني اريد منكم زعماء الاثوريين جميعا المجتمعين هنا اليوم ان تفهموا جيدا وبطريقة قطعية بان هذه الحالة لا يمكن تحملها اكثر ويجب ان تنتهي فورا والان على الاثوريين ان يرضخوا لجميع قوانين ابلاد ويحصلوا على كافة حقوقهم دون تمييز كالاكراد والعرب مسلمين كانوا او مسيحيين او يهود او يهيئون انفسهم لترك هذا البلد او الهجرة الى بلاد اخرى ولا يوجد طريق ثالث . والاملر الثاني فان الميجر تومسون سيشرح لكم بصراحة وتفصيل عن السكن في الاراضي المفترحة . لهذا لا يوجد اكثر من ان اضيف الى ما قلته سوى ان اشدد بقوة على هذه الفرصة التي هي ممنوحة للاثوريين الذين لم يتم اسكانهم لحد الان ليصبحوا اصحاب اراضي زراعية في هذا البلد . وكل من يعطي رايا للاثوريين غير الساكنين بالامتناع عن المجيء وتقديم طلب الى الحكومة بخصوص السكن فهذا لا يعطيهم رايا صائبا من اجل مصلحتهم وبالنسبة الى الطريقة الثانية التي ذكرتها عن هجرة الاثوريين من العراق الى اماكن اخرى فاني اعتقد بان جميع الاثوريين لا يفهمون حقيقة الوضع بعد . ان الجملة المذكورة بان الحكومة العراقية ستمهد طريق هجرتهم من العراق الى بلاد اخرى معناه ان كل آثوري يرغب الخروج من العراق فالحكومة لا تمنعه ولكن الحكومة لا تتحمل مسؤولية ايجاد مكان للاثوريين الراغبين في الهجرة الى بلاد اخرى . ان هذه واضحة الفهم جدا لان العراق لا يتمكن من تنفيذ هذا العمل وليس العراق فقط غير قادر على ذلك ولكن حتى عصبة الامم غير قادرة على تنفيذه . هنا يتوقف الامر على الاثوريين انفسهم فعليهم ان يدبروا ذلك مع حكومات البلدان التي يرغبون الذهاب اليها وكذلك فيما يخص مصاريف السفر وغيرها وحتى الان لم يظهر علنا عن ترتيبات خاصة بهذا الخصوص مع الدول المجاورة حول قبول الاثوريين في اي جزء يمكن ان يكفي لسكناهم .
اولا / تركيا : لا يوجد اي امل مهما كان ضئيلا في تغيير فكرة تركيا الحاضرة عن الاثوريين اذ انها لا تقبلهم باي طريقة كانت . طبعا ان الاثوريين يتمنون العودة الى وطنهم الاول ولكن يجب ان يفهموا بان هذه القضية هي خارج موضوعنا في الوقت الحاضر .
ثانيا / ايران : اظهرت الحكومة الايرانية انها مستعدة لقبول عدد قليل من الاثوريين ولكن شروط قبولهم كانت صعبة جدا :
الشرط الاول : يجب ان يسلموا اسلحتهم
الشرط الثاني : لا يمكن اسكانهم في منطقة واحدة بل في مناطق متعددة بعيدة عن بعضها
الشرط الثالث : لا يحق لهم امتلاك الاراضي التي يسكنوها
الشرط الرابع : الحكومة الايرانية لن تمنحهم اي مساعدات مالية
ثالثا / سوريا : لا يخفى عليكم بان السلطات الفرنسية هناك مشغولة الان بتهجير الارمن ولا توجد لهذا البلد اراضي زائدة ليقدمها للاثوريين . انه صحيح يمكن ان يكون للشبان الاثوريين بعض الاشغال في جيش حكومة سوريا تحت ادارة سلطة الاحتلال الفرنسي الا انه دعوني اقول لكم بصراحة بان مثل هذه الاشغال ستكون صعبة جدا وبدون مستقبل مضمون ثم انه من الواضح بان الحكومة العراقية سوف لا تقبل عودة من يذهب الى هذه الدول المجاورة للعراق ثانية . واذا شئتم للحصول على معلومات اكثر عن هذه الدول فما عليكم الا الاستفسار من قنصليتي فرنسا وايران في الموصل .ولو نظرنا الى الحالة التالية لكافة الدول في هذا الوقت لا يمكننا ان نامل من اي دولة انها ترغب في هجرة الاثوريين اليها . وهكذا يتضح لكم مما قلته بانه افضل بلد ملائم للاثوريين في هذا الوقت ولمستقبلهم هو العراق . واني اعلم بان الحكومة العراقية مهتمة جدا باسكان الاثوريين وذلك من اجل الفائدة المشتركة واني متاكد من ان جميع العراقيين مثل الوزراء والموظفين الاخرين يرغبون كثيرا بان يعيش الاثوريين كرعايا عراقيين مخلصين . فمن الواجب على الاثوريين ايضا ان يشاركوا الشعب العراقي في هذا الشعور السامي .
وان فعلتم ذلك ففي استطاعتي الناكيد لكم بانكم ستنالون كل عطف ومساعدة ولكن قبل كل شيء يجب ان تنزعوا عنكم الروح الانعزالية . فلوا كان اولادكم قد اهتموا في الماضي بتعلم اللغتين العربية والكردية الى جانب لغتهم الاثورية لكانوا اليوم يشغلون وظائف كبيرة وعديدة في الدوائر الحكومية وكما ذكر قبلي وكيل المتصرف فكل شخص يطلع على مشاكل الاثوريين يتاسف على ضياع فرصهم ويجب ان تعلموا بان الحكومة العراقية ليست مسؤولة عن هذه المشاكل ولكنها مع ذلك فهي مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة للاثوريين . وكما يجب ان لا يغرب عن بالكم بان تاسيس الحكومة العراقية لم يكن منذ مدة طويلة وانها ليست غنية ايضا فلذا لا تستطيع مساعدة الاثوريين اكثر مما تعمله للعرب والاكراد واذا كنتم ترغبون ان تنجحوا يجب ان تهيئوا انفسكم للقيام باعمال شاقة وكلي امل بانكم ستعملون ذلك من اجل مصلحتكم ومصلحة اولادكم . ولقد قال لكم وكيل المتصرف مفصلا ما يخص مكانة المارشمعون واني اود ان اؤاكد لكم بانه لا يوجد في جميع انحاء العالم شخص يملك السلطتين الروحية والزمنية في آن واحد . ولذا لا يمكن ان يكون ذلك الشيء في العراق ايضا . وفي الختام اذكركم بان الوقت فد ادركنا وعليكم ان تفكروا جيدا وان تصمموا في قرارة انفسكم هل انتم باقون في العراق ام لا . انني قد بذلت اقصى جهودي من اجل مصلحتكم وراي الصريح لكم هو ان تبقوا في العراق لانه لا يوجد مكان آخر افضل منه تستطيعون العيش فيه ......
كلمة الميجور تومسل في الاجتماع :
قال الميجر تومس( اني وصلت الى هذا البلد قبل شهرين للقيام بالترتيبات اللازمة لاسكان الاثوريين واتصلت بالمارشمعون مرتين وحاولت الوصول معه الى التفاهم والاتفاق حول قضية اسكان الاثوريين ووعدني بانه سيقوم بذلك تحريرياولكنه كذب ومنذ شهرين وانا انتظره بدون نتيجة ) .....
ايها القراء الاعزاء من خلال كلمة ستافورد تتوضح جليا سياسة الحكومة البريطانية في تلك المرحلة اي انها تكاد تقول صراحة يا ايها الاثوريين لقد ضحكنا عليكم كل هذه السنين ومررنا مصالحنا من خلال دماء ابنائكم والان لا علاقة لنا بكم فتدبروا اموركم ... ففي هذه المرحلة المصيرية التي كانت تتطلب استخدام الحكمة والعقل ولملمت الجراحات والاهتمام بتربية الجيل الجديد بعيدا عن افكار التعلق بالاجنبي وخدمته والابتعاد عن كل ما يسيء الى الروابط والعلاقات التي تجمعنا مع كل الشرائح التي تسكن هذا الوطن شراكة معنا ولكن الذي حدث كان عكس هذا المفهوم فلقد استمرالبعص في خدمة الانكليز ورعاية مصالحهم سواء بالخدمة في قوات الليفي او العمل في سفارة بريطانيا وقنصلياتها ..... ولقد توضحت مواقف الذين كانوا يتبجحون بشعارات براقة يطلقونها للتمويه عن مصالحهم الشخصية التي من اجلها سالت دماء الابرياء في سميل وغيرها من القرى وكيف عادوا في عام 1948 يتوسلون بالحكومة العراقية لكي تقبل عودتهم موافقين على كل شروطها ومن ثم جاءوا مهرولين الى العراق في عام 1970 وآخرين في عام 1973 من اجل الحصول على الدنانير العراقية وهنالك مثلا عراقيا يفول (مكدي كركوك خنجره بحزامه )اي انه حتى في استجدائع يضع الخنجر في حزامه وهكذا هي حال الاخوة الذين جاءوا عارضين خدماتهم (اللااخلاقية) من اجل حفنة من الدنانير مؤطرين هذه الخدمات بشعارات قومية .... فعلى ذقون من تضحكون ؟؟؟؟؟ ان الله يمهل ولا يهمل وان دماء الابرياء ستظل تلاحقكم الى يوم القيامة ......
                                                         بولص يوسف ملك خوشابا

11
ايها القراء الاعزاء هنالك معلومة سوف ادرجها في هذه المقالة لاهميتها وهي :
لقد داب المدافعين عن اخطاء وآثام العائلة المارشمعونية الى استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتبرير هذه الاخطاء وألآثام ومنها سرقة مارشمعون لما يقارب اربعمائة وخمسون الف دولار من الاموال التي تبرع بها الشعب الامريكي لمحتاجي الآثوريين في الخابور ووردت هذه المعلومة على لسان المرحوم يوسف مالك التلكيفي سكرتير مارشمعون آنذاك في كتابه (الله والحق ) كما وردت على لسان المرحوم مالك لوكو في كتابه (الكفاح الاثوري من اجل البقاء) ولكن حجة المدافعين عن العائلة المارشمعونية كانت بان هذه العائلة كان موردها لا يتجاوز الخمسون باوند (اي خمسون دينار عراقي آنذاك) واحد المطارنة قال بانها كانت تقبض خمسة وستون باوند وان الخونة الذين بقوا في العراق كانت الحكومة العراقية تعطيهم آلاف الدنانير .... ايها الاخوة الاعزاء ان آباء واجداد هؤلاء كانوا من الذين بقوا في العراق اي انهم كانوا مشاركين او مؤيدين لقبض ألآلاف التي يدعونها (اي كانوا مشاركين في الخيانة )ولكنني هنا ساقارن لكم بين ما كانت تقبض هذه العائلة من الاموال وبين رواتب العائلة المالكة العراقية وفق وثيقة المركز الوطني لحفظ الوثائق في الاضبارة التي تضمنت الاسرة المالكة :
اولا : كان راتب الملكة :476 روبية ويساوي 28 دينار اي 28 باوند
ثانيا : راتب الامير غازي يعادل 9 دنانير
ثالثا : راتب كل من الاميرتان خمسة دنانير
رابعا : رفضت وزارة المالية الصرف على الامير غازي عندما كان يدرس في لندن وقالت انها مسؤولة فقط عن مصاريف تدريسه وان الملك فيصل الاول كان يطلب سلفة عندما يسافر ويسددها باقساط شهرية من راتبه .....
اضافة الى ما كان يستقطع من رواتب ضباط ومراتب الليفي للعائلة المارشمعونية فاين اصبح العوز الذي يبرر السرقة لا وبل ينكرها بالرغم من انها ذكرت على لسان اقرب المقربين الى العائلة والتي كانت السبب المباشر للابتعاد عنها بعد كشفهم لها ......
ايها القراء الاعزاء سوف ابدا بتكملة المسرحية الانكليزية المارشمعونية للايقاع بقادة الامة المخلصين :
كما وكان الانكليز يخشون ايضا من قيام الاثوريين بالتعاون مع العناصر العراقية الوطنية ضدهم لان بعض الشخصيات العراقية كانت تحاول الاتصال بزعماء الاثوريين الغير موالين للانكليز بهذا الصدد .
3 / مطالبة جميع الاثوريين الموجودين في مخيمات بعقوبة والساكنين في مناطق اخرى باعادتهم الى مناطق سكناهم الاصلية .
4 / وجود اتفاق سري بين المارشمعون بعدم اشتراك الموالين له في تلك الحملة لابقائهم بعيدين عن الاخطار استعدادا للجولة الثانية ....
بعد ان نجحت القوات الاثورية بسحق كل المقاومات التي جابهتها في تقدمها نحو اهدافها واصبح الطريق مفتوحا امامها للعودة الى موطنها في حكاري واورميا بالرغم من كل العراقيل اللوجستية التي زرعها البريطانيون امامها لجا الانكليز وبالتعاون مع سرمة خانم بتنفيذ مخططهم الثاني بافشال الحملة وذلك ما قاله اغا بطرس في مذكراته والذي كان : اقتباس
بينما كنا في غمرة انتصاراتنا عندما اصبح طريق اورميا مفتوحا امامنا بعد ان عبرنا نهر الزاب الى ضفته الاخرى بجهود المقاتلين الممتازة وصلت سرمة خانم الى الموصل عائدة من لندن وفجاة بدات ظاهرة سياسية غير متوقعة اذ الصقت اعلانات على مساكن عوائل المقاتلين توعز اليها بترك مخيم مندان في 1 كانون الثاني سنة 1921 للالتحاق بازواجها وكانت تلك الاعلانات موقعة من قبل المستر جارج الانكليزي الذي جاء مع سرمة خانم من لندن ولما كان ذلك في فصل الشتاء القارص حيث كانت الجبال مغطات بالثلوج كان من المستحيل على تلك العوائل السير عبرها في تلك الظروف الجوية دون توفر البغال لها ولعدم تواجد الرجال معها لمساعدتها .. فلذا اسرعت تلك العوائل باخبار رجالها المقاتلين عن طريق رسائل ارسلتها بواسطة احدى السيدات المحترمات المسمات بتوريز خاتون زرجة السيد اوراهم البرواري ومن اقرباء المطران مار يوءالا وعند وصول هذه الرسائل الى الجناح الايسر من قطعاتنا اخذت هذه القطعات العودة من الجبهة لمساعدة عوائلهم وفجاة علمنا انا وسيادة ملك خوشابا بعودة الجناح الايسر من قطعاتنا لنجدة عوائلهم تاركينا لوحدنا مع مالك خمو من عشيرة جيلو والقس داؤود من عشيرة تخوما والاستاذ شاهين من عشيرة باز وفوج آثوري من اورميا مع ستة رشاشات والمدفعية وان القوة التي رجعت تركت المدافع والرشاشات في تلك الوديان الضيقة . ومع ما فيه تمكن اغا مرزا ووحدة آثوريي اورميا بصعوبة كبيرة من سحب اسلحتها الثقيلة واما السلاح الباقي فنحن جنرالات القوات الاثورية كنا ننقله على اكتافنا وهكذا بعد ان هزمنا الاكراد نهائيا ومهدنا طريقنا من الموصل الى اورميا عدنا الى مخيم مندان فرحين فخورين معتقدين بانه بعد استراحة قصيرة سوف نواصل تقدمنا الى اورميا عن طريق راوندوز .. وبينما نحن في المخيم شاهدنا سيارة قادمة من الموصل وخرج منها كل من سرمة خانم والكولونيل (اون) والمستر (جارج) الذين طلبوا حضور رؤساء الملة الاثورية عندهم للاستماع الى كلمة تلقيها عليهم سرمة خانم وعليه حضرنا بكل سرور وقبلنا اياديها الطاهرة ثم طلب منا الكولونيل اون ان نصغي الى كلمة الليدي (خاتون) سرمة !!!!!ّ فاصغينا الى كلمة سرمة خانم القادمة من لندن بكل شوق آملين منها انها قد حملت لنا معها بشرى التحرير . الا انه يا لسوء حظ امتنا فهذه هي الكلمات التي سمعناها منها :
1/ لا يوجد بعد الان ريبارتيشن (العودة الى الاوطان)
2 / ينزع سلاحكم من قبل الحكومة البريطانية
3 / يجب ان يسكن جميع الاثوريين في لواء الموصل
4 / المخالف سوف يعاقب
ومنذ ذلك اليوم اصبح كل من سيادة الجنرال ملك خوشابا وانا معزولا عن الاثوريين واعتبرنا خائنين , حيث تم سجن الرؤساء التابعين لنا وضرب قساوستنا بالعصي وجردنا من سلاحنا وبيعت بغالنا . وكان كل من المستر ويكرام والمطران مار طيماثيوس يخطب فب الحشود المجتمعة محاولين ترغيب الاثوريين في السكن بلواء الموصل . وعليه فسكن قسم صغير جدا منهم , اي ثلاثة مخيمات غير كاملة من مجموع سبعة عشر مخيما وكلهم كانوا من اتباع ماشمعون من اهالي ماربيشو وقوجانس ومعهم كل من مالك اسماعيل ومالك شمزدين الذين انضما اليهم مع اتباعهما في لواء الموصل دون سلاح موزعين بين عقرة ومدينة الموصل وضمن العشائر الكردية المسلحة ... ويؤسفني ان اقول بان عددا كثيرا منهم مات بسبب مياه الشرب الغير صالحة والمناخ الغير صحي ... واما القسم الاخر والاكبر من العشائر مع آثوريي برواري بالا والبوطانيين رفضوا السكن في لواء الموصل وطلبوا العودة الى اوطانهم مع آثوريي اورميا ... وبعد تحمل مصائب كثيرة سافرت هذه العشائر الى اوطانها الاصلية حسب خطتنا الاولى المبنية على رغبة غالبية الاثوريين , ثم اعلن بعد ذلك مالك شمزدين واتباعه الذين سكنوا في ولاية الموصل بانهم سيلتحقون ايضا باخوانهم الذين سافروا الى اوطانهم الاصلية .. ولما كان الطريق مفتوحا كان من الصعب منعهم من الالتحاق باخوانهم لذا لم يرى الانكليز بدا من الموافقة فورا على عودة مالك شمزدين وجماعته الى وطنهم ... وكذلك بدا آثوريي اورميا بالهروب الى ايران تحت ظلروف صعبة جدا الا انه سرعان ما اغلق طريق هروبهم ومع ذلك فقد قام البعض منهم بالعاية للعودة الى الموصل امثال القس موشي وبنيامين ارسانس والاستاذ اندراوس من قرية ديكلة . ويؤسفني ان اقول بانه وقعت في حوزتي رسائل لبعض المسؤولين الانكليز التي لا ازال محتفظا بها حتى الان عن البعض من رؤسائنا (العائلة المارشمعونية) الذين كانوا يعملون ضد مصلحتنا القومية فلق ورد في احدى تلك الرسائل بان المارشمعون لا يرغب ان يكون الاثوريين احرارا بل انه يريد ان يكونوا تحت الحكم البريطاني للاسباب التالية :
1 / اذا تمكنت الامة من الحصول على حريتها ستكون المراكز القياادية لذوي الكفاءة من المثقفين بينما هم لا يستطيعون حل مسالة حسابية بسيطة .
2 / يعتقدون ان بقاء الاثوريين تحت سيطرة الانكليز سيضمن لهم دائما المراكز القيادية العليا ذات الرواتب الضخمة التي يحتلونها الان ولانهم يميلون الى حياة اللهو والترف .
3 / يعتقدون ان بوجودهم تحت سيطرة الانكليز والتظاهر ببقاء الاثوريين تحت سيطرة الانكليز سيكسبون الجنسية الانكليزية ناسين او متناسين الامير فيصل والعرب ..
4 / يعتقدون انه نظرا لقيامهم باعمال الغدر والخيانة وقتل الكثير من المسيحيين الابرياء فيما مضى . فاذا نالت الامة استقلالها فان اقارب هؤلاء القتلى سيقدمون على الانتقام منهم , الا انهم ما داموا تحت السيطرة الانكليزية سيكونون في مامن من ذلك ..
5 / لا يريدون ان يجعلوا انفسهم غير مرغوب فيهم لدى الانكليز بتحركهم خطوة الى الامام من اجل مصلحة الاثوريين لكي لا يخسروا الرواتب العالية التي يدفعها لهم الانكليز في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ..
6 / يعلمون جيدا اذا عاد آثوريي اورميا الى وطنهم سوف يخرجون عن سيطرتهم . ولقد قال احدهم في احدى المناسبات (انني اريد ان يبقى آثوريان فقط تحت سيطرتنا افضل من ان يكون الملايين منهم احرارا) فبالله عليك ايها الفاريء الكريم هل يتماشى هذا المنطق وروح العصر ؟ فاذا قلنا الحقائق للناس يتهموننا بالخروج على رئاسة المارشمعون .. وها انا اقولها لكم بصراحة ايها الاخوان فاذا كنت اكره المارشمعون فليكرهني الله وان لم اكن صديقهم الصدوق فالله لا يكون في عوني وجل ما اقصده هو انني لا اريد الهلاك لهم ولا لابناء امتي .... انتهى الاقتباس منى مذكرات اغا بطرس ..... ( يتبع في الجزء الثالث )
                                                        بولص يوسف ملك خوشابا

12
الفرص الاخيرة لشعبنا كيف ضاعت ومن كان السبب ؟
ايها الاخوة القراء كثيرا ما تردني اسئلة من بعض القراء حول الدافع الذي يقودني الى كتابة هذه الاحداث التي مر عليها زمن طويل وحجتهم في ذلك انها تجدد جراحات ماضية وتخلق جوا من التوتر والتشرذم والانشقاق واجابتي لهؤلاء هي (انتم لستم خائفين على هذا الشعب من التوتر والتشرذم والانشقاق ولكنكم خائفين من ظهور الحقائق على السطح فان ابناءنا لم يسمعوا او يقرؤوا من تاريخهم سوى الاكاذيب والتلفيقات وتبرير الاخطاء والصاق التهم والخيانة بالذين كانوا اوفياء لشعبهم والذين ضحوا وقاتلوا على جبهتين العسكرية والسياسية ) وللاسف الشديد ان البعض جابهوا كتاباتي بردود مملوءة بالحقد الشخصي متمثلا باستخدام عبارات لا تطلق الا في الاماكن المعروفة ولم اقرا اواسمع منهم ردا منطقيا موثقا يدحض اقوالي وهذا الامر اصبح واضحا للقراء الذين ينظرون الى الامور بعينين بريئتين خاليتان من الحقد والانحياز لهذا الطرف او ذاك .....
الفرصة الاولى :
بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بشعبنا واستقراره اخيرا في مخيم بعقوبة حيث كان العراق تحت الانتداب البريطاني تقرر عقد مؤتمر في فرنسا سمي (بمؤتمر السلام) والحقيقة ان هذا المؤتمر لم يكن مؤتمر سلام بقدر ما كان مؤتمرا لتقاسم غنائم الحرب بين الدول المنتصرة (الحلفاء) وكانت سيدة هذا المؤتمر بدون منازع هي (بريطانيا العظمى) وبما ان الاثوريين كان لهم النصيب الاكبر من التضحيات البشرية والمادية في تحالفهم (الشفهي) مع الحلفاء ارادوا ان يجنوا ثمار هذه التضحيات وذلك بتقديم طلب الى الحكومة البريطانية بارسال احد رؤسائهم الى مؤتمر السلام خاصة وان العائلة المارشمعونية لها صلات وثيقة بالفيادة البريطانية في العراق الا ان طلبهم رفض من قبل الحكومة البريطانة لاسباب سياسية ... ولقد كان الاثوريين قد انتخبوا اغا بطرس ليكون ممثلا لهم في مؤتمر السلام لثقتهم باخلاصه وجراته وثقافته والمامه بالامور السياسية ..... يقول اغا بطرس في مذكراته بهذا الشان ما يلي (الامة كلها من كافة العشائر واورميا انتخبوني انا اغا بطرس . الم يختارني جميع الاشوريين للسفر الى باريس لتمثيل الامة ترافقني بذلك سرمة خانم كممثلة للرئاسة الدينية البطريركية ؟ ولاجل هذا جمعت العشائر المبالغ المطلوبة لذلك ولكن تم رفض الفكرة وسافرت سرمة خانم لوحدها الى لندن دون اذن واقامت في دار الرهبنة عازفة عن حضور حتى مؤتمر السلام .. وفي حينها تساءل الجميع , ترى ما شان هذه الراهبة في مؤتمر السلام ؟ لربما كان سفرها لقضاء حاجاتها الخاصة اجل هذا هو الواقع فعلا ... انها سلمت زمام امورنا بيد الانكليز وبصمت على دخول الامة في خدمة مصالحهم في العراق عكس ما كان في تطلعات ذلك الشعب المشرد الذي سفك الدماء من اجل العيش بحرية وكرامة على ارض محررة تمتد من اورميا شرقا حتى جزيرة بوتان غربا )  انتهى الاقتباس / لقد تم ابعاد اغا بطرس من مخيم بعقوبة وتم تسفيره الى بغداد لغرض ابعاده عن الامة لقوة شعبيته والتفاف الشعب حوله والحاحه في المطالبة بحقوق الاثوريين مما احرج الانكليز واصدقاؤهم وبعد ذلك قام البطريرك مار بولس بارسال رسالة الاستنجاد بالحاكم الانكليزي لينقذه من الاحراج الذي اوقعوه الانكليز فيه .....
رسالة البطريرك مار بولس الى المندوب السامي البريطاني نشرت في نشرة رسمية في بغداد وهذا نصها :
الى صاحب السيادة الافخم (كولونيل ا ت ولسون الحاكم العام / بغداد)
تحيات وتبريكات من المارشمعون بولس بطريرك الكنيسة الاثورية الشرقية باذن الله ... وبصفتي رئيسا للملة الاثورية اعلمكم بانكم قد ارتكبتم خطا عندما اوعزتم لي بانه لم يكن من المصلحة (سؤالي هو مصلحة من ؟) ارسال ممثل عن الاثوريين الى مؤتمر السلام .. الا انه بامكان الحكومة البريطانية ايجاد حل لهذه القضية فكما انها قد سمحت للاكراد والعرب والارمن بارسال ممثليهم الى هذا المؤتمر يمكنها كذلك السماح للاثوريين ايضا لارسال ممثلهم . وعند ذلك سيعم علينا الفرح الكبير جميعا واذا ما كنتم تعتقدون بان هذا الطلب مصيره الرفض فاني اطلب تحقيق احد هذين المطلبين 1 / مما لا يخفى عليكم بان هناك تذمرا بين الاثوريين من جراء عدم موافقتي على ارسال اي ممثل الى مؤتمر السلام تنفيذا لاوامركم . وعليه طلب رؤساء الاثوريين ان ارسل احدهم سرا فرفضت ذلك . لذا اخذ القسم الاكبر منهم بالتذمر مدعين بانني لا اهتم بمصلحة الاثوريين وانما تهمني مصلحتي الشخصية الخاصة فقط . وعليه ارجو ان تكتب لي رسالة مبينا فيها بان طلبي حول ارسال ممثل عن الاثوريين الى مؤتمر السلام قد رفض من قبل الحكومة البريطانية لاسباب سياسية لكي يتسنى لي ابراز هذه الرسالة للاثوريين لتبرئة ساحتي .
2 / او السماح بارسال برقية الى اسقف الكانتربري ليقوم هو بعرض مطاليب ملتنا على مؤتمر السلام والتي هي :
اولا / عدم اشتراك الارمن مع الاثوريين في اي حل يعطى للقضية الاثورية .
ثانيا / ضرورة وضع جميع الاثوريين بصورة دائمية تحت حكم بريطانيا العظمى على ان يتم اسكانهم في مناطقهم الاصلية التي كانت مسكنهم منذ القدم والواقعة في غرب كردستان اي من منطقة باشقلعة الى جزيرة بن عمر بالاضافة الى سولدز واورميا وسلامس حتى الجبال الممتدة على الحدود التركية .
ثالثا / الطلب من الحكومة البريطانية وليس من مؤتمر السلام ان تنصبني رئيسا للاثوريين الجبليين لانهم قد اعتادوا على هذه الرئاسة .انتهى الاقتباس/
وفي شهر آذار ارسلت برقية الى لندن بخصوص ارسال ممثل للاثوريين الى مؤتمر السلام فجاء الجواب بعدم الموافقة وباخبار الاثوريين بان الحكومة البريطانية هي التي سوف تحفظ لهم حقوقهم في مناطقهم . وفي شهر ايار ازداد التذمر في صفوف الاثوريين لذا وردت برقية اخرى من لندن بالموافقة على ارسال ممثل عن الاثوريين الى مؤتمر السلام في باريس . وفي 21 تموز سنة 1919 ارسلت سرمة خانم على اساس انها منتخبة من دون ان ينتخبها احد ولم تذهب الى مؤتمر السلام بل انها ذهبت الى لندن (وفق مذكرات اغا بطرس) فسافرت بباخرة انكليزية ونزلت في دير للراهبات الانكليكان وبقيت فيه ثمانية اشهر . وهكذا استمتعت هذه الملكة الاثورية بسفرتها التي كحل بها الانكليز عيون الاثوريين واسكتوا صوتهم من اجل حريتهم وكرامتهم . وبعد ذلك عادت سرمة خانم الى الموصل باوامر جديدة من الانكليز ..وهكذا ضاع امل الامة بالحصول على حقوقها القومية لقاء التضحيات التي قدمتها من اجل نصرة الحلفاء .....
الفرصة الثانية :
في شهر شباط سنة 1920 عاد اغا بطرس فجاة الى مخيمات بعقوبة من بغداد ومعه عقيدان انكليزيان لنصب تمثال تخليدا لذكرى خمسة عشر الف اثوري ماتوا في تلك المخيمات من جراء الامراض الفتاكة وويلات الحرب علما بان اغا بطرس كان مبعدا من تلك المخيمات من قبل الانكليز بطلب من العائلة المارشمعونية واتباعها . وعند وصوله اجتمع بممثلي العشائر الاثورية واثوريي اورميا وعرض عليهم خطة الانكليز لاعادتهم الى مناطقهم الاصلية الممتدة من اورميا في ايران حتى جبال حكاري في شمال العراق وتركيا فيما اذا تمكنوا من الاستيلاء عليها بقوتهم بعد تسليحهم من قبل الانكليز . فوافقت الاغلبية الساحقة منهم على تلك الخطة ما عدا عائلة المارشمعون وبعض العشائر الموالية لها والتي لم تتجاوز نسبتهم الخمسة بالمائة من مجموع الاثوريين . وهنالك سؤالين يطرحان انفسهما حول موقف الانكليز الغامض والمتناقض من هذا المشروع : اولهما هو كيف ولماذا حدث هذا التبدل الفجائي في السياسة المعادية لاغا بطرس الذي كان يهدف الى انشاء وطن قومي للاثوريين؟ وبعد ان ابعدته السلطات الانكليزية ومنعته من التدخل في شؤون الاثوريين بناء على رغبة المارشمعون واتباعه . ولماذا جاءت به ليتبنى قضية الاثوريين مجددا ويتفق مع العشائر التي لم تكن على وفاق مع المارشمعون لاستعادة مناطقهم الاصلية ؟ وثانيهما هو لماذا وكيف آمن كل من اغا بطرس وملك خوشابا واتباعهما بصدق نوايا الانكليز نحوهم ونحو هذا المشروع الكبير , ولماذا اناط الانكليز هذه المسؤولية بهما ولم يعطوها لاصدقائهم ؟ وبعد مراجعة عدة مصادر ومذكرات الذين عاصروا هذه الاحداث ندرج ادناه بعض الحقائق حول هذه المسرحية الانكليزية المارشمعونية التي لم يغفل عنها كل من اغا بطرس وملك خوشابا لتجاربهم السابقة مع غدر الانكليز الا ان ثقتهم العمياء وايمانهم المطلق بمقدرة مقاتليهم الابطال من تحقيق هدفهم بالرغم من كل العراقيل والمؤامرات التي يخططها الانكليز في افشالها ....
كان المخطط الانكليزي كالاتي :
1 / اراد الانكليز التخلص من هذا العدد الهائل من البشر الموجود في مخيمات بعقوبة الذي كان يكلفهم مئات الالاف من الباونات سنويا ولا سيما ان ميزانيتهم كانت قد ارهقتها الحرب مما حدا بهم الى اعتماد سياسة التقشف .
2 / قصد الانكليز من وراء تجهيزهم لتلك الحملة ثم العمل على افشالها هدفين :
اولهما هو الايقاع بالشخصيات الاثورية الوطنية التي لا ترتاح اليها السياسة البريطانية مثل اغا بطرس وملك خوشابا وذلك بتحميلهما مسؤولية فشل تلك الحملة واتخاذها ذريعة للقضاء عليهما سياسيا ليخلو الميدان امام اصدقائهم الحقيقيين ليسيروا الاثوريين وفق مصالحهم ومصالح بريطانيا العظمى .اما الهدف الثاني فهو اشغال الاثوريين بهذا المشروع الذي كانوا قد خططوا لافشاله مسبقا وذلك لالهائهم به وعدم فسح المجال لهم للاتصال بجهات اخرى كي تتبنلى قضيتهم .وكان ممثل تركيا في مؤتمر القسطنطينية قد عرض رغبة تركيا لقبولهم في اوطانهم الاصلية ومنحهم الحكم الذاتي بشرط ان لا يسمحوا للاجانب بالتدخل في شؤنهم وعلى ان تلحق ولاية الموصل بتركيا .
يتبع في الجزء القادم :
                                                               بولص يوسف ملك خوشابا

13
مهمة ملك خوشابا للاتصال بالحلفاء وطلب المساعدة منهم الجزء : الجزء الثاني
كانت نهاية الجزء الاول بارسال ملك خوشابا اثنين من رفاقه للحصول على المعلومات عن مصير الاثوريين في اورميا من اكراد المنطقة الذين رافقوا القوات التركية في اورميا وعادوا الى بيوتهم والتي استغرقت رحلتهما اثنتي عشر يوما وعند وصولهما الى برواري بالا وجال علم بان جميع العشائر في اورميا كانت قد رحلت الى جهة مجهولة ولم يبقى فيها الا بعض الاسرى من اثوريي اورميا فقط . وبعد اطلاعه على هذه المعلومات قرر ملك خوشابا العودة مع رفاقه الى اورميا ليقفوا على المعلومات الحقيقية عن مصير الاثوريين بانفسهم وكان ذلك في شهر ايلول . وعند وصولهم قرب الحدود الايرانية شاهدوا قوافل كردية كثيرة فاختفوا في احد الكهوف ثم قرروا الذهاب الى قرية تازة التي كانت قريبة من مدينة اورميا والتي كان الاستاذ شموئيل يلدا وبعض العوائل الاثورية من عشيرة ملك خوشابا يسكنون فيها قبل سفرتهم هذه . كان اغا القرية صديقا لهم لانهم كانوا قد قاموا بانقاذه من الموت والمحافظة على امواله عدة مرات فكانت ثقتهم به عالية جدا . ولما وصلوا الى القرية المذكورة التقوا لزوجة الاغا في دارها وسالوها عن مصير الاثوريين فاخبرتهم بوجود شخص امريكي وبعض الاسرى من الاثوريين في دور الامريكان التي كانت تحتوي على بناية الكلية ومستشفى ومدرسة متوسطة واخرى ابتدائية مع المرافق الاخرى . ولما كانت هذه المباني قد وضعت تحت حراسة القوات التركية المشددة قرر ملك خوشابا ارسال بعض رفاقه الى هذه المباني التي كانت تسمى بالقلعة لتزويده بالمعلومات المتوفرة عن مصير الاثوريين . فذهب كل من الاستاذ شموئيل يلدا الذي كان تلميذا في هذه القلعة في صغره ويعرف جميع مسالكها وابوابها ومعه لازار اوشانا بكوكا (البطل الذي احرق جسر جيماني في احد المعارك لمنع الاكراد من العبور الى الجهة الاخرى وجرح في تلك المعركة حيث وقفت والدته على راسه وقالت له مباركة جروحك يا ولدي) والاخر برجم خوشابا وساروا ليلا حتى وصلوا قرب القلعة حيث شاهدوا خراس من جنود الاتراك واقفين على ابوابها وكذلك كانت معسكرات الاتراك منتشرة في كل مكان الا انهم تمكنوا من الدخول عبر ثغرة في سياج بستان القلعة حتى وصلوا الى سياج القلعة الرئيسي . كانت كافة الثغرات مسدودة في هذا السياج حتى السواقي المارة تحته لذاى اضطر السيد شموئيل يلدا على تسلقه من على اكتاف برجم خوشابا ولازار اوشانا ثم عبروا السياج الثاني الذي كان اقل من الاول ارتفاعا حتى وصلوا باب القلعة فوجدوه موصودا . وبينما كانوا يعبرون السياج الاخير شاهدوا الجنود الاتراك منتشرين في ساحة القلعة لذا اضطروا الى المبيت تلك الليلة في البستان المحيط بالقلعة . وفي اليوم التالي شاهدوا باب القلعة مفتوحا وامامه حارس تركي حاملا سيفه . فتقدم السيد شموئيل يلدا نحو الباب بعد ان ترك رفاقه في وضع المراقبة ودخل القلعة بسرعة خاطفة ملقيا نفسه في احدى السواقي القريبة من الباب وزاحفا على بطنه حتى وصل امام باب دار المعلمين فيها . وراى امراة عجوز تخرج من من الدار وتطلب ماء من احد الاشخاص فمسك بطرف ثوبها مما جعلها تصرخ وتركض من فرط خوفها . الا انه بادرها قائلا باللغة الاثورية (لا تخافي ايتها العجوز لانني آثوري مثلك) وردت عليه بقولها بانه من رجال اسماعيل اغا الشيكاكي الذين قتلوا قبل بضعة ايام الاستاذ يوخنا مدير المدرسة . نفى ذلك الاستاذ شموئيل واخذ يصلي لها الصلات الربانية حتى هدات وصارت تعرفه . ولما علم منها بوجود كل من الدكتور باكرات وزوجته السيدة جيني داخل تلك الدار سلم لها رسالة ملك خوشابا راجيا تسليمها الى الدكتور باكرات الامريكي الذي كان موجودا معهم في الاسر . فسلمتها بدورها الى السيدة جيني التي حملتها حالا الى الدكتور باكرات . كان ملك خوشابا قد ذكر في رسالته بانه اغرسل الاستاذ شموئيل ورفاقه اليه كفدائيين لاستقصاء المعلومات المتوفرة لديه عن مصير الاثوريين . فاستغرب الدكتور باكرات من تمكنهم من دخول القلعة ثم اخبرهم بعد قراءة الرسالة بانه سيزودهم بالمعلومات المطلوبة بعد اربعة ايام .وبعد ان تم تزويدهم ببعض الملابس والمواد الغذائية التي كانوا بامس الحاجة اليها عاد الاستاذ شموئيل يلدا وحملها حتى الباب حيث كا رفيقاه في انتظاره فحملوها ودخلوا البستان مسرعين حيث بقوا هناك حتى حلول الظلام ثم تحركوا ليلا متسللينى بين الاتراك والاكراد حتى وصلوا مخبا ملك خوشابا في قرية قوانة . وبعد انتهاء مدة الاربعة ايام التي طلبها الدكتور باكرات عاد كل من الاستاذ شموئيل يلدا والشماس طليا يوناذم واسخريا شمعون وتوما كوركيس لاستلام جواب رسالة ملك خوشابا . وعند وصولهم قرب القلعة دخل شخصان منهم الى بستانها وبقي الاخران خارج البستان ثم تسلق الشماس طليا حائط القلعة المقابل للمنطقة التي يسكنها الاسرى الاثوريين فنزل من باب السطح . وعلم ىمن الاسرى بانه قد تم تسفير الدكتور باكرات وجميع الاجانب من قبل القوات التركية الى تبريز كاسرى حرب عاد حاملا معه قليلا من الخبز والزبيب واخبر رفاقه بذلك فعادوا جميعا الى مخبئهم في سياوش . ولما وصل ملك خوشاباوحمايته الى ذلك المخبا ارسل الشماس كندلو بثيون لدخول القلعة والتي دخلها بسهولة لان جنود الاتراك كانوا قد غادروها ولم يبقى فيها الا بعض الحرس من الايرانيين فقط وتاخر كثيرا داخل القلعة منتظرا تجهيزهم بتلاتة اكياس من الخبز وبعض علب الحليب وهرب معه ثلاثة من الاسرى كما وارادت عدة نساء للهرب معهم الا ان ملك خوشابا رفض ذلك لاعتقاده بعدم تمكنهم من تحمل السفر في فصل الشتاء القارص والسير ليلا في تلك الجبال الوعرة . وغادروا المخبا ليلا الى جبل سيري ومنه الى قلعة دمدمة حيث مكثوا يومين في تلك الوديان ثم تابعوا سفرهم الى ميناء خان تخت على بحيرة اورميا التي كانت القوات التركية لا تزال موجودة فيها . وهنالك التقوا بشخص يدعى احمد ومعه اربعة نساء واطفالهن الذين كانوا في حالة يرثى لها من الجوع الشديد فقدموا لهم ما عندهم من الخبز والزبيب واعطوهم بعض النقود ولما راى احمد نبلهم وشهامتهم واحسانهم له ولعائلته بالرغم من انهم كانوا من اعدائه تبرع ان يقوم بدور الدليل لهم في تلك المناطق والطرق غير المعروفة لهم ايفاء منه لمعروفهم له . وكان يقوم بشراء الخبز لهم وهم بعيدون عن انظار الايرانيين فتحمل المشقات والمتاعب من اجلهم بكل اخلاص وامانة . ولما وصلوا قمة الجبل الواقع بالقرب من مدينة (مراغا) التي كانت تسكنها جالية ارمنية ارسل ملك خوشابا رسالة مع احمد مبينا فيها بعض المعلومات عن مصير الاثوريين فسلمها احمد الى شخص ارمني والذي سلمها بدوره الى الدكتور يوئيل البازي( شقيق القس دانيال ومن عمومة اغا بطرس ) والذي كان يسكن مع عائلته في هذه المدينة حيث يمارس الطب فيها . ولما قرا الدكتور يوئيل رسالة ملك خوشابا دعاه ورفاقه الى داره حالا وقبلوا دعوته ودخلوا الدار من البستان . رحب بهم كثيرا فانشرحوا وارتاحوا جدا لانهم لاول مرة يدخلون دارا مريحة وياكلون طعاما مطبوخا منذ اشهر . وزودهم الدكتور يوئيل بمعلومات وافية عن الاثوريين وقال لالهم انه من الصعب عليهم السير في المناطق الجبلية في فصل الشتاء من جراء البرد والثلوج لذا يتوجب عليهم السير في الطرق الاعتيادية في السهول وبدون سلاح على ان يرسل معهم شخصا ارمنيا كدليل لهم حتى زنكان حيث ان مقدمة القوات الانكليزية قد وصلتها . فتحركوا على طريق زنكان / قزوين بعد تركهم لسلاحهم في ماراغا لدى الدكتور يوئيل وابقوا معهم بعض المسدسات والخناجر مخفية تحت ملابسهم . وعند وصولهم الى زنكان اتصل ملك خوشابا بقائد القوات الانكليزية معرفا نفسه به فاستقبله بترحاب كبير وامر بتقديم كل ما يحتاجونه من الطعام والملابس ثم اتصل بالقنصل الانكليزي مبينا له وضعهم بالتفصيل . اعطى ملك خوشابا لاحمد بعد ان انتهت مهمته معهم مبلغا من المال وكتاب توصية الى الاثوريين والمبشرين وتم تكريمه من قبلهم اكراما للمساعدة التي قدمها لملك خوشابا ورفاقه . وعندما عرف احمد بان الشخص الذي كانوا يسمونه الشماس اوديشو كان ملك خوشابانفسه قال ( انني كنت اشعر بان هذه الشخصية لم تكن شخصية عادية لما ىكنت المسه من تصرفاته الراقية واطاعة رفاقه لاوامره في اصعب الظروف) وبعد مكوثهم يومين في زنكان . وردت برقية من القائد العام للقوات البريطانية في قزوين يطلب فيها حضور ملك خوشابا الى قزوين . وعليه سافر اليها مستصحبا معه ابنه داؤود وابن خاله باكوس عوديشو ثم تبعه بقية رفاقهم فالتحقوا بهم في همدان . وكان في همدان عدد كبير من اثوريي اورميا الذين اجتمعوا في احدى الكنائس فالقى عليهم ملك خوشابا كلمة مبينا فيها تفاصيل لاسفرته . ثم اقيم احتفال كبير لملك خوشاباورفاقه من قبل قائد القوات الانكليزية والارساليات الامريكية والاثوريين الموجودين في همدان احتفاء بهم ثم سافروا الى كرمنشاه ومنها ىالى بايتخت فخانقين واخيرا الى بعقوبة في العراق حيث وصلوا اليها في 1 كانون الاول سنة 1918 وكتب الجنرال اوستن المسؤول عن المخيمات التي كان يسكنها الاثوريين في بعقوبة في كتابه (المدينة البيضاء) عن سفرة ملك خوشاباورفاقه بانها من اخطر المجازفات في ذلك العصر لما انطوت عليه من المخاطر وتميزت به الشجاعة الخارقة وتحمل الصعاب والفطنة المذهلة والدراية الفائقة .......
لقد بدات رحلة ملك خوشابا المكلف بها في 14 حزيران 1918  اي قبل وصول الطائرة البريطانية الى اورميا بعدة ايام ولو كان وصول الطائرة قد تم قبل سفر ملك خوشابا لكان الموقف قد تغير ولكان ملك خوشابا يقود القوات الاثورية في حالة غياب اغا بطرس بذهابه الى ساين قلعة ولكن مشيئة الرب ارادت ان تكون الامور هكذا فليس لنا سوى الرضوخ لمشيئته ...... الرحمة للشهداء الذين ذبحوا في اورميا والذين يقدر عددهم باكثر من خمسة عشر الف شهيد  ......
                                                               بولص يوسف ملك خوشابا


14
مهمة ملك خوشابا للاتصال بالحلفاء ودور الكنيسة الكلدانية في مساعدته
ايها القراء الاعزاء كنت قد تعمدت عدم كتابة هذا الموضوع المهم حتى لا اتهم بانني اتوخى من كتاباتي سرد الاحداث التي تمجد بملك خوشابا دون غيره من الرؤساء وبالرغم من انني سبق وان نشرت مقتطفات من جريدة (كخوا ) اي النجم الصادرة في اورميا سنة 1917 والتي تمجد فيها باغا بطرس وملك خوشابا وتصفهما بصفات قل ما وصف بها قادة الا ان الاخوان الكوبلزيين اللذين حاولوا ويحاولون جاهدين بتشويه التاريخ ومنها تشويه هذا الحدث من البطولات النادرة لكي يبرروا هزيمة العائلة المارشمعونية من اورميا وترك المقاتلين بدون قيادة مما ادى الى مقتل اكثر من خمسة عشر الف آثوري مدعين بان غياب ملك خوشابا واغا بطرس عن المعركة كان السبب في هذه النكبة وهذا اعتراف صريح منهم بان الامة والقوات ألآثورية لم يكن هنالك من يستطيع حمايتها وقيادتها بجراة وحكمة في حال غياب هذين القائدين .....
بعد اغتيال قداسة البطريرك الشهيد مار بنيامين غدرا تم رسامة شقيقه مار بولص بطريركا بدلا عنه ولقد كان اغا بطرس وملك خوشابا اكثر المتحمسين والمؤيدين لهذه الرسامة لسبب عدم ترك الفراغ في هذا الموقع لكي تتفرغ العشائر للعمل من اجل الدفاع عن الشعب بدلا من الانشغال بتنصيب البطريرك الجديد ... لم يكن لمار بولص البطريرك الجديد اي رغبة في اشغال هذا الكرسي بل كان يريد ان يعيش حياة اعتيادية ولكن الضغوطات التي مورست عليه من قبل عائلته والتاييد الذي  تلقاه من قبل العشائر جعله يرضخ للامر الواقع ولقد كان قداسته ضعيفا الى درجة انه كان ياتمر باوامر شقيقته سرمة خانم وقد لاحظ قناصل دول الحلفاء هذه الصفة فيه ولذا قرروا تشكيل مجلس يضم ممثلين عن آثوريي اورميا وآثوريي حكاري ويتراس هذا المجلس الدكتر شيت القنصل الامريكي ويتكون المجلس من :
آثوريي اورميا : القس (ي و ايشو) (الاستاذ بيرة امريخس) (بطرس خان وكيل اللجنة في الحكومة) (القس اسحاق م يونان) (الاستاذ بنيامين موشاباد) (دكتور دانيال ابراهيم) (الاستاذ ابرم اوشان) (الدكتور بابا فرهاد) .....
آثوريي حكاري : (ملك خوشابا يوسف) (مالك اسماعيل ياقو) (اغا بطرس ايليا) (الدكتور مرزا خامس) (القس كورييل) (الكسندروس) (الاستاذ منصور).........
بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بالقوات الاثورية في معركة سيري وقرب نفاذ عتادها فكان لا بد من ايجاد مخرج لهذا الموقف فاجتمع المجلس المذكور برئاسة دكتر شيت لمناقشة الموقف المتازم وتوصل المجتمعون بضرورة الاتصال بالحلفاء وطلب النجدة منهم باسرع وقت ممكن وكان المنفذ الوحيد هو الوصول الى القوات الانكليزية المتقدمة من بغداد الى الموصل ووقع الاختيار على اغا بطرس للقيام بهذه المهمة ولكن اغا بطرس اعتذر لانه ليس له معرفة يطبيعة المنطقة حيث انه تركها منذ ان طردته عشيرته مع عائلته بسبب قضية مقتل ابن عمه على يد شقيقه سهوا وكذلك لعدم مهرفته بالعشائر الكردية المتواجدة في المنطقة ولذلك اقترح اغا بطرس على المؤتمرين ان يكلف ملك خوشابا بهذه المهمة لتوفر كل ما سبق فيه ولذا قرر المؤتمرون بان يقوم ملك خوشابا بتنفيذ هذه المهمة على ان يصتصحب معه قو صغيرة لاجل حمايته لات واجبه يتطلب منه شق طريقه في صفوف الاعداء للوصول الى القوات الانكليزية وتم تزويده بالكتاب التالي :
يسر اللجنة المركزية الاثورية ان تعرف المحترم ملك خوشابا يوسف قائد قوات لفرقتين نظامية ومتطوعين من ابناء عشيرته ومن ابناء امته بانه الشخص الذي قدم خدمات كبيرة لمصلحة الحلفاء وانه حقق انتصارات باهرة على الاعداء وانه شخص شريف وشجاع وصادق وموقع ثقة .
ونحن كلجنة وكامة لنا مطلق الثقة بهذه الشخصية المحترمة لذا نةصي كافة الضباط والمراتب الانكليز المحترمين الذين سيلتقون بحامل هذه المذكرة ان يعطوا له كل ما يسهل مهمته وهو في طريقه الى بغداد علما انه عضو بارز في هذه اللجنة .....
                                                                                                                        عن اللجنة 
                                                                                                                     القس ي و ايشو
                                                                                                                    اورميا / ايران
اسماء المشتركين في هذه المهمة : ملك خوشابا / داود ملك خوشابا / يلدا سلمو / الاستاذ شموئيل يلدا / لازار اوشانا / ماما خوشابا / برجم خوشابا / باكوس اوديشو منيانش /شماس طليا / اسخريا شمعون / شماس كندلو بثيو / توما كوركيس / كينا كوركيس ......
تحرك ملك خوشابا ورفاقه المذكورين ليلة 14 حزيران 1918 مسلحين وسالكين طريقا وعرا عبر جبال كردستان التركية الشرقية متجهين نحو الموصل للاتصال بالقوات الانكليزية المتقدمة نحوها طلبا للنجدة الممكنة تقديمها للاثوريين المحاصرين في اورميا . وفي اليوم الاول وصلوا قلعة قاشا اونر ومكثوا في احد كهوفها لان القوات التركية كانت تتحرك بكثرة على جميع الطرق متجهة نحو اورميا . ومن هنالك ارسل ملك خوشابا اربعة اشخاص الى اورميا لياتوا بالمعلومات اللازمة عن الموقف فيها ليؤجل سفره ويعود اليها اذا دعت الحاجة الى ذلك . ولم يعود من هؤلاء الاشخاص الا شماس اسرائيل تورخان الذي ظل الطريق ولم يتمكن من العثور عليهم الا انهم شاهدوا الاشارة المتفق عليها والتي كان قد وضعها في ماربيشو . وفي اليوم الرابع وصلوا الحدود الايرانية التركية وكانوا يسيرون ليلا ويختفون نهارا وهكذا واصلوا سيرهم في جبال حكاري الوعرة والوديان العميقة حيث جابهتهم مشقات عديدة ومصائب جمة خاصة من ندرة المواد الغذائية في تلك المناطق فاتخذوا من لحمل الوعل غذاء لهم و الذي كانوا يصطادونه بصعوبة خوفا من كشف امرهم من قبل الاعداء بسبب اصوات بنادقهم حتى وصلوا منطقة برواري بالا  حيث اخذوا يقطفون سنابل الحنطة من حقول بعض القرى الكردية ويجرشون حباتها بين الاحجار ثم يعجنون طحينها ويخبزونه على الصخور . وعبروا نهر الزاب من جسر بلبل في برواري بالا ثم صعدوا جبل سر عمادية وكان فيه كثير من الاكراد المهاجرين من الشمال ونزلوا من هذا الجبل حتى وصلوا قرية اينشكي حيث اتصلوا باهلها المسيحيين سرا واللذين زودوهم بقليل من الطعام المتيسر ومن هناك توجهوا الى القوش عن طريق سوارة توكا / زاويتة / اينوت / جبل كمكة / دوستكة / القوش واثناء السير في هذا الطريق تنبه لوجودهم الاكراد الا انهم لم يتمكنوا من التعرف على هويتهم الى ان وصلوا القوش وفيها تعرفوا على المطران فرنسيس الذي كان مبعدا من ارادن من قبل السلطات التركية فقسمهم المطران الى قسمين بحيث تسكن جماعة منهم في دير ربان هرمز والجماعة الاخرى في احد الكهوف والجماعة الثالثة ارسلها ملك خوشابا الى تلكيف لتستطلع الاخبار عن القوات الانكليزية المتقدمة نحو الموصل وكان ملك خوشابا ضمن الجماعة التي اختبات في الكهف لكي لا يتعرف احد عليه اذ كان قد اخفى هويته وسمى نفسه بالشماس اوديشو لان اسمه الحقيقي كان معروفا فب كل مكان ولما علموا من المطران فرنسيس بان قوات تركية كبيرة قد توجهت نحو اورميا غير ملك خوشابا رايه في الانتظار للاتصال بالقوات الانكليزية خوفا من ان ذلك قد يتطلب وقتا طويلا فاراد العودة الى اورميا باسرع وقت ممكن ليكون مع القوات الاثورية لمقابلة القوات التركية المهاجمة لذا قرر الذهاب الى تلكيف بنفسه ومعه الاستاذ شموئيل يلدا ليعيد الاشخاص اللذين ارسلهم اليها ليتاكد بنفسه من المعلومات المتوفرة عن موقف القوات البريطانية في الشرقاط . فسافرا ليلا الى تلكيف متنكرين بالملابس الكردية وكان الموسم صيفا ...
ووصلا في الصباح الباكر الى منزل السيد منصور سيسي الشخصية المعروفة في تلكيف ورئيسها والذي كان صديقا لوالد ملك خوشابا وكان يعرف ملك خوشابا جيدا فاستقبله السيد منصور سيسي بحرارة قائلا يا للقدر كيف يدخل ملك خوشابا بيتي وانا عاجز عن نحر الذبيحة امام قدميه ثم جمع رؤساء تلكيف بصورة سرية لان مدير الناحية التركي وعائلته كانوا يسكنون في الطابق الثاني من داره . ومع ذلك جلب خروفا وذبحه امام ارجل ملك خوشابا في الطابق الاسفل من داره حيث كان رفاقه الاربعة الذين ارسل معهم رسالته الى بطريرك الكلدان المار عمانوئيل في الموصل وجاءه رد البطريرك بان الانكليز لا يزالون في الشرقاط وان القوات التركية لا تزال تقاوم تقدمهم وان نهر دجلة ملغوم في اكثر من محل وان الكثير من الارمن قد حاولوا الوصول الى القوات الانكليزية الا ان القوات التركية قد القت القبض عليهم .... عاد ملك خوشابا مع رفاقه الى القوش بعد ان مكث ليلة واحدة في دار السيد منصور سيسي في تلكيف ثم سافر مع رفاقه من القوش الى اورميا سالكين طريق القوش / كورة كافان / سوارة توكا / بيناثا / اينشكي / سرعمادية / هييز / بيت طنورة / سرزر / زرني في تياري السفلى / ماثا دقصرى في تياري السفلى / بيت زيزو / جبل سيف / جبل بارشنا / ابرك / جبال ديز / بحيرة ماربيشو / قلعة قاشا اونر / اورميا وكانوا يشترون طعامهم اثناء عودتهم من بعض القرى المسيحية في منطقة العمادية او بقطف سنابل الحنطة من الحقول او بالسطو على اغنام الرعاة الاكراد من المراعي حتى وصولهم الى اورميا وعند وصولهم الى جبال حكاري ارسل ملك خوشابا شخصين من جماعته للحصول على المعلومات عن مصير الاثوريين في اورميا من اكراد المنطقة اللذين رافقوا القوات التركية الى اورميا وعادوا الى بيوتهم فاستغرقت رحلتهما اثني عشر يوما وعندم وصولهما الى برواري بالا وجال علما بان جميع العشائر في اورميا قد رحلت الى جهة مجهولة ولم يبقى فيها الا بعض الاسرى من اثوريي اورميا فقط .
يتبع في الجزء الثاني :
المصادر :
مذكرات الاستاذ شموئيل يلدا الذي كان مشاركا في هذه المهمة
من كتاب القس يوئيل وردة الامة الاثورية لن تموت
مذكرات الشماس داود الاشوتي
تاريخ اشور كلدو للقس شموئيل داود
                                                                                  بولص يوسف ملك خوشابا

15
علاقة السلطة الزمنية للعائلة المارشمعونية بمذابح بدرخان بك (الجزء الثاني)
ايها الاخوة القراء اقرا بين الحين وألآخر بعض الردود من الذين يدعون الحيادية طالبين مني الكف عن الاستمرار في كتابة التاريخ ومتهمينني بشتى انواع التهم الشخصية ومن خلال قراءتي لهذه الردود البائسة استنتجت بان هؤلاء القوم يدورون في دائرة مغلقة اساسها الخداع والتلفيق وتحريف الحقائق متخذين من الشعارات البراقة (المصلحة القومية كمثال) ذريعة لاسكات صوت الحقيقة التي حاول اسيادهم (العائلة المارشمعونية) من اسكاتها لعدة عقود ولكن دماء عشرات ألآلاف من ألابرياء الذين قضوا نتيجة اكاذيب ووعود وهمية وعمالة للاجنبي لن تذهب سدى وستضل تلاحقهم حتى يوم القيامة واقول لادعياء الحيادية بان قراء هذا المنبر ليسوا سذج الى درجة لا يفرقون بين من هو حيادي ومن هو غارق في تحيزه حتى اذنيه ...
اما الردود التي تفتقر الى الموضوعية وحسن الاخلاق فانني اترك امر تقييمها من قبل القراء .....
الهجوم على تياري السفلى :
هجوم بدر خان بك امير البوطان ونوري بك امير حكاري وزينل بك امير البروار على عشيرة تياري الكبرى (السفلى) .... في صيف 1843 م حتى تشرين الاول تم تدمير كل من عشيرتي ديز وتياري العليا وبعدها عشيرة تياري السفلى حيث اخذ امراء الاكراد الثلاثة يتحرشون بعشيرة تياري السفلى عن طريق زينل بك امير البروار الذي كان قد اسكنه بدرخان بك مؤقتا في بناية المدرسة التي كان المبشر الامريكي (كراند) قد شيدها في قرية اشيتا . فحاول زينل بك ان يجبي الضرائب من عشيرة تياري السفلى وذلك عن طريق بعض الاكراد الذين كان قد عينهم وكلاء له لهذا الغرض . الا ان ابناء هذه العشيرة قتلوا هؤلاء الوكلاء عندما حاولوا القيام بمهمتهم كما وحاولوا قتل زينل بك ايضا الا انه هرب ودخل قلعة كانت فيها قوة مخصصة لحمايته وبعد هذا الحادث اجتمع رؤساء عشيرة تياري السفلى في دير ماركوركيس الكائن في ليزان وقرروا الدفاع عن حقوقهم وكرامتهم مهما كلف ذلك من ثمن واطلاع العشائر الاخرى على الموقف وطلب العون منها وعليه حمل كل فرد قادر على حمل السلاح سلاحه فقدر عددهم بعشرة آلآف مقاتل تحت قيادة كل من مالك بتو (بطرس) وشقيقه الشماس ننو ومالك جولو . ارسل الشماس ننو مع قوة لمحاصرة زينل بك المحصن في قلعة اشيتا واجباره على الاستسلام قبل ان يطلب النجدة ويهدد مؤخرة قوات مالك بتو ومالك جولو المتمركزة في شمال قرية اشيتة لمواجهة قوات بدرخان بك المهاجمة نحو وادي ليزان وقام مالك بتو على راس القوة الرئيسية من مقاتلي تياري السفلى بالتصدي للقوات الكردية لمنع زحفها فاشتبك معها في تلك الوديان السحيقة والجبال الشاهقة في قتال ضار لم يسبق له مثيل في تاريخ معارك العشائر بحيث اشتبك مع العدو بالسلاح الابيض والخناجر والايادي . ويقول الدكتور (كراند) الامريكي الذي حضر تلك المعركة بانه سقط في ساحة القتال ما لا يقل عن عشرة آلآف كردي وحوالي خمسة آلآف وخمسمائة مقاتل آثوري . ولما اصيب مالك بتو بجرح بليغ في فخذه الايمن تمكن الاكراد من خرق صفوف رجاله حيث اشتبك الطرفان بالخناجر والسيوف وتمكن مالك بتو من النجاة مع رجاله المقاتلين من الانسحاب الى قرية اشيتة في وادي ليزان والالتجاء مع عوائلهم الى الكهوف الحصينة فتم حرق جميع قرى تياري السفلى وضرب الاكراد الحصار على تلك الكهوف وفضل المقاتلون الموت على الاستسلام بالرغم من ان ماؤهم نفذ . الا ان الاكراد الذين علموا بذلك نادوا قائلين قسما بشرف بدرخان بك بانهم سوف لا يصيبونهم بمكروه اذا تركوا سلاحهم في الكهوف وخرجوا مع عوائلهم ذاهبين الى الزاب لشرب الماء .ولما راى المحاصرون بانه لا سبيل لهم للنجاة فاما الموت من الجوع والعطش او قبول عرض الاكراد لذا قرروا ترك بنادقهم في الكهوف واخفوا خناجرهم داخل ملابسهم لكي يدافعوا عن انفسهم وياخذوا بثارهم على الاقل فيما اذا غدر بهم . فخرج الجميع من تلك الكهوف على شكل رتل كبير طويل من النساء والاطفال يتقدمهم الرجال وعند بلوغ راس الرتل ضفة نهر الزاب وقبل ان يروي المقاتلون عطشهم بدا الاكراد بهجومهم الغادر على هذا الرتل الاسير المغلوب على امره وعليه شهر اولائك الرجال الشجعان خناجرهم المخفية واشتبكوا مع الاكراد في معركة خناجر بقلوب فولاذية واخذوا يروون عطشهم بالدماء عوضا عن الماء وارتفعت صرخات النساء وبكاء الاطفال وانين الجرحى الى عنان السماء في ذلك الوادي السحيق وطغى على صوت امواج مياه الزاب المرتطمة بالصخور ومن هول تلك المعركة الضارية التي لم ينج منها لاشيخ بدون اسنان ولا طفل لم تظهر له اسنان (على حد وصف الدكتور كراند الامريكي) ورواية من نجا من الموت ممن بقوا تحت اكوام الجثث من رجال هذه العشيرة . اما مالك بتو فبعد ان جرح وتمزقت قواته المقاتلة انسحب عبر الجبال بمساعدة احد رجاله الابطال الذي عبره الى الضفة اليسرى من الزاب واخذه الى قرية بعدري الكردية القريبة من قرية جال والتي كان اهلها مخلصون لعائلته لما كانوا قد لاقوه منها من الاحسان والمساعدة والرعاية والاحترام عبر القرون بالرغم من كونهم اكرادا . وفي تلك الظروف الحرجة اثبت سكان تلك القرية اصالتهم وعدم نكرانهم للجميل . اذ قاموا باخفائه ومعالجة جرحه لمدة اسبوعين حيث استعاد قوته قليلا ثم انتقل الى قرية (سرزر) الكردية الموالية لعائلة مالك بتو ايضا والواقعة على الحدود الفاصلة بين تياري وبرواري بالا الواقعة حاليا داخل الحدود العراقية لكونها بعيدة عن انظار الاعداء وبقي مدة قصيرة تحت المعالجة من قبل اكراد قريتي دشتاني وسرزر في احد كهوف جبل سرزر الا انه نظرا لحلول فصل الخريف بجوه البارد تم نقله الى دار السيد عبدالله في القرية نفسها . وكان رجال بدرخان بك يفتشون عنه في كل ناحية ولما وصلوا الى تلك القرية واقتربوا من الدار التي كان مالك بتو فيها صرخ بهم صاحب الدار قائلا الستم مسلمين ؟ لماذا تدخلون بيوتنا عنوة ؟ فانصرف رجال بدرخان بك دون ان يعثروا على مالك بتو الذي بقي في قرية سرزر لمدة شهرين وبعد ان التام جرحه سافر الى الموصل حيث التقى بالمارشمعون اوراهم هناك وقاما بمراجعة والي الموصل التركي محمد باشا لتقديم شكوى ضد المعتدين على العشائر ألآثورية في منطقة حكاري وبعد ان مل المارشمعون من تلك المراجعات الغير مجدية غادر الموصل الى اورميا في ايران عن طريق عين كاوة وشقلاوة وبعد وفاة الوالي محمد باشا جاء الى الموصل خلفه كوزلك باشا في الوقت الذي كان نوري بك امير حكاري يحاول استعادة سيطرته ثانية على ألآثوريين فيمنطقة حكاري ونتيجة لجهود المستر هرمز رسام قنصل بريطانيا في الموصل وتشبثات ومساعي مالك بتو في الموصل ووان (لان منطقة حكاري كانت من اعمال ولاية وان) جاءت الى جولمرك لجنة تركية برئاسة رئيس المفتشين اسماعيل باشا الملقب (قورط باشا) لتستفي ألآثوريين فيما اذا كانوا يقبلون حكم الامير ثانية وكان مالك بتو يمثل عشيرتي تياري السفلى والعليا معا لان مالك اسماعيل رئيس عشيرة تياري العليا كان قد قتل من قبل بدرخان بك . حاول الامير اقناع رؤساء ألآثوريين لقبول سيطرته ثانية باعطائهم وعود شخصية براقة الا ان مالك بتو وبقية الرؤساء كانوا له بالمرصاد فاحبطوا كل محاولاته وقال مالك بتول اسماعيل باشا (نحن لا نقبل ان نحكم من قبل شخص فعل فينا القتل والحرق والسلب دون اي سبب مبرر لذلك بل نريد حكم الدولة العادل الذي يحفظ لنا حياتنا واموالنا وحقوقنا وكرامتنا) ثم حاول الامير ان يدافع عن نفسه الا ان اسماعيل باشا صرخ بهو اخرجه من مقره رافضا ادعاءاته الباطلة . وفي تلك الليلة هرب الامير ومعه المدير وابن عمه وعوائلهم الى منطقة برد صور التابعة لموسى بك نوجيائي بحيث عاد اسماعيل باشا الى وان واخبر السلطات التركية بهروب الامير نوري بك لذا امرت الحكومة التركية قائد منطقة باشقلعة والباق الجنرال مشور بالتوجه مع قواته النظامية الى نوجيا حيث الامير الهارب . وهكذا القي القبض على نوري بك والمدبر وابن عمه وتم احضارهم الى مقر الجنرال مشور في الباق حيث كان مالك بتو حاضرا مع القائد التركي المذكور ثم ارسلوا مخفورين الى وان . الا ان المدبر مات في الطريق . وسال المشور مالك بتو عن مطاليبهم (العشائر ألآثورية) من الدولة العثمانية فاجاب قائلا : ان بطريركنا المارشمعون موجود ألآن في ايران لذا نرجوا ان تسمحوا لنا بالذهاب لاحضاره امامكم . فوافق المشور على ذلك بكل سرور وعلى اثر ذلك بلغ مالك بتو جميع رؤساء ألآثوريين بالحضور الى باشقلعة تهيئا للذهاب الى اورميا . وفي اليوم المحدد سافر الوفد الى اورميا عن طريق خان صور ولما وصل سلامس اخبر المارشمعون الذي كان في اورميا بالتوجه لملاقاته فيها وعند وصول المارشمعون الى سلامس عاد الوفد معه الى باشقلعة وحضروا امام المشور حيث طلب مالك بتو من مشور بصفته ممثل الحكومة التركية ان ينصب المارشمعون اوراهم رئيسا للاثوريين وكان ذلك في عام 1850 م . وعليه تم تسليم ادارة الكنائس الى المارشمعون عوضا عن الامير ... (سوف يحتج بعض الحاقدين على تكرار اسم مالك بتو في كل المفاوضات وعدم ذكر اسماء الرؤساء ألآخرين ولقطع دابر هذا الحقد اقول لهم لان مالك بتو كان الوحيد بين الرؤساء الذي يتقن التكلم باللغة التركية ولهذا كان جميع الرؤساء يوكلونه للتكلم نيابة عنهم ) .....
قتل في هذه المعارك اثنان من اخوة مالك بتو واثنان من ابنائه اضافة الى زوجته
المصادر :
اولا : المبشر الامريكي دكتور كراند
ثانيا : كتاب تاريخ اشور في زمن المسيحية لمؤلفه يوناتان بيت سليمان
ثالثا: تاريخ الاثوريين لمؤلفه بنيامين ارسانس
                                بولص يوسف ملك خوشابا

16
علاقة السلطة الزمنية المارشمعونية بمذابح بدرخان بك
اعزائي القراء لم يكن من ضمن المسلسل التلريخي الذي دابت على كتابته ادراج هذا الموضوع ولكنني وجدت انه من الضروري جدا كتابته لكي يطلع هذا الجيل على الحقائق الذي حاول ويحاول (مشوهي التاريخ ) الى تحريفها في الاتجاه الذي يصب في التاكيد على الصورة المحرفة التي ما فتات العائلة المارشمعونية من ترديدها سواء في الرسائل التي ارسلهاالمارشمعون الى السلطات العراقية او الى المحافل الدولية الا وهي تاريخ حصول العائلة المارشمعونية على (السلطة الزمنية ) والتي ادعى فيها مارشمعون بانه ورثها من اجداده منذ عهد القاجاريين والخانات المغول ووووو ... الحقيقة ان هذا الادعاء كغيره من الادعات لا علاقة له بالواقع فهو محض سيناريو من تاليف واخراج هذه العائلة وسوف تثبت الوقائع التي سادرجها مدى مصداقية هذا الادعاء .......
منذ حوالي ثلاثمائة سنة اخذ المبشرون الكاثوليك القادمون من روما وبترخيص من الباب العالي يؤمون الموصل ونواحيها بكثرة وبامكانيات مادية كبيرة مما ادى الى احداث تبدل في المذهب النسطوري السائد في منطقة الموصل / العمادية الى الكثلكة ....
الا ان احد ابناء قرية القوش من العائلة المارشمعونية (بيت ابونا) والذي هو دنخا الذي اقدم على قتل حنا ايشوع ابن اخيه اثناء الصلاة في الكنيسة انتقاما لرسامته بطريركا عوضا عن ابنه ايشو عياب وهرب مع عائلته الى اورميا ومن ثم نقل كرسيه الى قوجانس سنة 1621 م وبالرغم من انه كان ينوي ان يكون مقامه مع عائلته في منطقة العشائر الا ان امبر جولمرك الكردي الذي كان يحكم منطقة هكاري آنذاك منعه من السكن بين العشائر ألآثورية كي لا يؤثر على افكارهم اذ انهم لا يفهمون غير لغة السيف وباسم الامير لذا اسكنه قرية قوجانس بعيدا عن العشائر ألآثورية وحمل لقب المارشمعون دون منافس او معارض وكانت الاسرى المارشمعونية النازحة من القوش تضم ثلاثة اخوة هم بنيامين واسحاق وناثان وكانوا قد اتفقوا على تناوب المارشمعونية بينهم . لكن بعد وفاة المارشمعون اوراهم رسم روئيل ابن بنيامين اخيه خلفا له خلافا للاتفاق سنة 1860 م والذي في عهده اخذ المبشرون الانكليز وبالاتفاق معه سرا يدرسون في المدارس النسطورية في اورميا ووان وبيباد في الدولة العثمانية الى سنة 1914 م ولم يفصح المارشمعون لاحد عن غايته من هذا الاتفاق الذي تم بين الكنيستين الانكليزية والاثورية بل بقي مضمون الاتفاق سرا غامضا الى يومنا هذا وكان (مستر براون) ممثل الكنيسة الكنتربرية (الانكليزية) قد جاء الى قوجانس وبنى لنفسه فيها بيتا بجوار دار المارشمعون روئيل وكانت سرمة خانم بنت اخ المارشمعون روئيل قد تتلمذت على يده مع العلم انه كان يساعد عائلة المارشمعون ماديا وعندما مات المستر براون سنة 1910 م ودفن في قوجانس بدا الخلاف بين الاخوة الثلاث واشتد بينهم النزاع حول حق المارشمعونية وتوزيع التركة المالية لمستر براون وارباح المارشمعونية المتاتية من العشائر والكنائس ألآثورية التي جلبت لهم الغنى والثراء . وعند وفاة المارشمعون روئيل سنة 1903 م رسم بنيامين ابن شقيقه قبل وفاته الذي اغتاله سمكو في ايران سنة 1918 م خلفا له رغم صغر سنه وكان لكل من عائلة اسحاق وناثان اسقف منذور يتامل ان تؤول اليه المارشمعونية بعد وفاة المارشمعون روئيل الا ان آمالهم خابت لان عائلة بنيامين كانت تحضى بتاييد معظم الناس طالما كانت موائدها منصوبة لكل طارق سواء كان كرديا او آثوريا او موظف حكومي وكان نمرود (عميد اسرتي اسحاق وناثان واحد المطالبين بالمارشمعونية لعائلته) قد سافر الى الموصل ومعه الاسقفين ربما للاتصال بالكنيسة الكاثوليكية بغية الاتفاق معها على غرار اتفاق المارشمعون روئيل مع المستر براون والكنيسة الانكليزية . ومنذ مجيء المارشمعونية الى منطقة هكاري سارت على نفس النهج الذي كان سبب الخلاف والانشقاق في الكنيسة الشرقية في القوش . تخلت عن قوانين الكنيسة خاصة فيما يتعلق برسم البطاركة وتعدى ذلك الى رسم المطارنة والاساقفة بالطريقة نفسها فجعلت انتقال هذه الرتب الدينية العليا (وراثية) بعد ان كانت تنتقل عن طريق الانتخاب فانحصرت في عوائل معينة فقط ولكن لبغية الحد من سلطتها في هذا الشان اشترطت العشائر عدم جواز رسم البطريرك الا بعد الحصول على موافقة جميع الملوك (جمع مالك) ورؤساء وكهنة العشائر ألآثورية وبقي هذا الشرط معمولا به الى سنة 1920 م حيث اهمله المطران يوسف خنانيشو عندما قام برسم ابن اخته ايشاد اؤود البالغ من العمر 12 سنة فقط مارشمعونا بتاييد قلة ضئيلة من ألآثوريين وبحماية الانكليز ...
كان المارشمعون يزور العشائر ألآثورية مرة كل ثلاث سنوات بترخيص من الاميرالكردي للتداول مع رجال الدين في امور تتعلق بادارة الكنيسة وتنظيمها وكان على كل فرد من ابناء هذه العشائر ان يتبرع له بمناسبة تلك الزيارة مبلغا قدره 50 بارة على اساس 17 بارة لكل سنة كمساعدة مالية له واستمر هذا التقليد حتى سنة 1842 م ...
تدمير العشائر ألآثورية :لقد تم تدمير العشائر ألآثورية ما عدا عشيرة جيلو التي دفعت فدية وعشيرة باز التي عفي عنها لان افرادها كانوا بنائي كردستان على يد بدر خان بك امير بوطان ونوري بك امير حكاري وزينل بك امير البروار ... اذ كانت الكنائس والاديرة ألآثورية في منطقة حكاري تملك اراضي زراعية وكان امير حكاري يستغلها لمصلحته حيث كان يؤجرها عن طريق المزايدة لمدة ثلاث سنوات لافراد العشائر ألآثورية لقاء مبلغ من المال وكمية من محاصيلها الزراعية من الرز والسمسم يدفعها له هؤلاء الافراد حتى سنة 1842 م حين شعرت العشائر ألآثورية بانه ليس من الحق والعدالة ان يتصرف الامير باملاك كنائسها واديرتها التي هي ملكها وهي الاولى بالتصرف بها لذا امتنعت كل من عشائر ديز وتياري العليا وتياري السفلى وتخوما من تسليم املاك كنائسها الى الامير الذي غضب جدا لذلك واعتبر الامر تمردا عليه وتحديا لسلطته ومكانته وعزم على معاقبتها والانتقام منها . وبما ان عدد رجال العشائر ألآثورية في امارة حكاري كان مقاربا لعدد رجال الاكراد فيها وقوة ألآثوريين القتالية افضل لذلك لم يتجرا امير حكاري (نوري بك) على التحرش بها اكنه استنجد بكل من امير البوطان بدرخان بك وزينل بك امير البروار لتدمير العشائر ألآثورية فصادف هذا الطلب رغبة في نفس الاميرين المذكورين للانتقام من العشائر ألآثورية التي اوقعت بهما خسائر كبيرة في معارك سابقة اضافة الى ان بدرخان بك كان يسعى لتوحيد الامارات الكردية تحت نفوذه وقيادته لذلك كان يطمح لازالة كل العراقيل عن طريقه فقبل العرض بسرور لقاء حصولهما ظاهريا على غنائم وقسم من املاك ألآثوريين وعليه قام الامراء الثلاثة (المتحالفون) بجمع جيش جرار من اتباعهم قوامه عشرات ألآلاف من المقاتلين كما تذكر اغلب المصادر (كان لعامل الدين اثر كبير في تحشيدهم) وكان هذا الجيش احسن تسليحا واكثر تنظيما مقارنة بالمقاتلين ألآثوريين اضافة الى ان عددهم يفوق المقاتلين ألآثوريين بعدة اضعاف وكانت استراتيجية الامراء المتحالفين تقضي بتطويق كل العشائر المراد تدميرها في آن واحد من كل الجهات ومن ثم الانفراد بالهجوم عليها الواحدة تلو ألآخرى مع الاستعداد لتغيير الخطة وضرب اي عشيرة تتحرك لنجدة العشيرة المهاجمة لذلك اضطرت كل عشيرة آثورية لمقاتلة المهاجمين على انفراد وضمن جبهتها المواجهة للاكراد او البقاء في الاستعداد لمواجهة الهجوم الذي يتوقع حدوثه في اي لحظة .
لهذه الاسباب كان من المستحيل وضمن تلك الظروف اتحادهم او توحيد قواتهم او تبادل النجدات وتوجيهها لصد الهجوم في نقطة معينة من الجبهة لان ذلك سيكون على حساب اخلاء (افراغ) نقاط اخرى من جبهتهم التي يسهل حينئذ خرقها لذلك كان (حكم الاضطرار) ان تقاتل كل عشيرة بامكانياتها الذاتية وعلى ارضها دون ان تتمكن من التحرك لمساعدة شقيقتها المجاورة او ان تتوقع العون منها ....
الهجوم على عشيرة ديز : بدا الهجوم الكردي على قرية قوجانس مقر الكرسي البطريركي التي تركها المار شمعون اوراهم والتجا مع عائلته واهل القرية الى جبال وقلاع عشيرة ديز القريبة دون قتال . استمر زحف القوات الكردية نحوعشيرة ديز واخذت تدمر وتحرق القرى ألآثورية وتقتل من فيها فتحصن الرجال المقاتلون الشجعان من هذه العشيرة في قلاعهم المنيعة وقاتلوا الاكراد المهاجمين قتالا مريرا وخاصة في قلعة ديز الشهيرة التي كان المارشمعون واخوته معتصمين فيها . الا انه بعد قتال شديد ودفاع مستميت اضطر المارشمعون للهروب ليلا متجها نحو الموصل لرفع الشكوى ضد الاكراد امام الوالي التركي . اما اخواه دنخا وبنيامين فبقيا مع بعض المقاتلين في القلعة يقاتلون ببسالة ليس لها نظير حتى نفذت ذخيرتهم وتعطلت مقاومتهم للمهاجمين الذين كانوا يتفوقون عليهم عددا وعدة فدخل الاكراد القلعة وقتلوا واسروا الكثير من ابناء هذه العشيرة الباسلة ومن ضمنهم القس صادق شقيق المارشمعون ووالدته وهكذا تم تدمير هذه العشيرة الصغيرة بعد ان قاتلت القوات الغازية المتفوقة عليها بعشرات المرات قتالا مريرا تضرب به الامثال .
الهجوم على عشيرة تياري العليا : في شهر تموز سنة 1843 م بعد ان تم تدمير عشيرة ديز توجهت قوات بدرخان بك نحو عشيرة تياري العليا بغية تدميرها فطوقتها من جميع الجهات وكان مقاتلوا هذه العشيرة قد اخذوا لهم مواقع دفاعية في جبالها المنيعة لمواجهة هجمات القوات الكردية المتفوقة عليهم عددا وعدة فوقع قتال مرير بين الطرفين في تلك الجبال والوديان وسقط في ارض المعركة مئات القتلى من الجانبين . لم يكن لمقاتلي هذه العشيرة الباسلة اي امل في النجاة لذا استماتوا في القتال حتى انهارت مفامتهم بعد ان ادى كل مقاتل واجبه بشرف وامانة الى ان سقط شهيدا في ميدان القتال ودفاعا عن كرامته وارض اجداده وبقي مالك اسماعيل (مالك اسماعيل هذا ليس مالك اسماعيل والد مالك ياقو بل هو جده) رئيس العشيرة محاصرا مع ثلاثة من رجاله في احدى المواقع الحصينة وقاتل ببسالة حتى نفذت آخر اطلاقة له وجرح . وعليه اضطر للاستسلام على شرف بدر خان بك فاقتيد الى مقره في منطقة عينا كومتا (العين السوداء) الواقعة على حدود عشيرة تياري العليا مع عشيرة تياري السفلى حيث كان بدرخان بك مجتمعا برؤساء الاكراد . احضر مالك اسماعيل امام المجتمعين وبعد جدال حام وموقف شجاع من مالك اسماعيل نهض بدرخان بك وشهر سيفه فضرب عنق مالك اسماعيل وقتله غدرا ضاربا عرض الحائط الاخلاق والقيم العشائرية السائدة ...
التكملة في الاجزاء الاخرى
المصادر :
الدكتوركراندالمبشر الامريكي الذي كان شاهدا على هذه المعارك
تاريخ ألآثوريين لمؤلفه بنيامين ارسانس
تاريخ آشور في زمن المسيحية لمؤلفه يوناثان بيت سليمان
                                     بولص يوسف ملك خوشابا

17
ألآشوريين في العراق ما بين مشوهي التاريخ والكوبلزيين الجدد
قبل ان ندخل في صلب الموضوع اود ان اذكر القراء الاعزاء بان عام 1933 وقبل مذبحة سميل حسم موقف كل طرف من اطراف القضية الاثورية فمارشمعون مصر على منحه السلطة الزمنية خلافا لتاييد الحكومة العراقية والبريطانية وعصبة الامم وتركيا وايران والعرب والاكراد العراقيين اي ان ذلك اصبح من المستحيل تحقيقه ومن جهة اخرى راى الطرف ألآخر الاغلبية بقيادة ملك خوشابا بما ان تحقيق ذلك اصبح من المستحيلات بالطرق السلمية والقيام بعمل عسكري ضد كل هؤلاء المعارضين يكون عملا جنونيا متهورا يلحق افدح الاضرار ليس بالآثوريين فقط ولكن بكل المسيحيين العراقيين لان التخلف الذي كان مستشري بين المجتمع العراقي بعربه واكراده والتعصب الديني العدائي لن يفرق بين مسيحي ومسيحي وان قبضة الحكومة على الاوضاع لن تكون قوية الى الدرجة التي تتمكن فيها من حماية المسيحيين الذين لا علاقة لهم بالقضية .. وان قيام سرمة خانم والمطران يوسف خنانيشو بتحريض مالك ياقو ومالك لوكو بالالتجاء الى الجبال مع رجالهم المسلحين ومن ثم العبور الى سوريا وعودتهم من سوريا بعد انكشاف الخدعة التي مررت عليهم ومن ثم تعرض الابرياء في سميل والقرى الاخرى الى ابشع مذبحة ... كل هذه المآسي التي حدثت والتي راح ضحيتها ألآلاف من ألآثوريين من اجل ان يحصل مار شمعون على السلطة الزمنية على بني قومه ألآثوريين اما ما بردده الكوبلزيين ألآثوريين الجدد من الاعتراض على خطة الاسكان فلم يكن الا حجة واهية لان نفس المعترضين لم يعترضوا على الاسكان الذي تبنوه الانكليز في 1928 وكان ماريوسف خنانيشو اول المنفذين له حين اسكن اتباعه في قضاء راوندوز ولكن ذالك الاسكان كان مرغوبا لهم لانه جاء من اصدقائهم الانكليز ولم يعترض احدا عليه ما دام الانتداب موجود والليفي موجودة وما دام داؤود يقود الليفي ... ان الاسطوانة المشروخة التي ظل يرددها هؤلاء الكوبلزيين باتهام ملك خوشابا ومؤيديه بالخيانة لانه لم يشارك في الحماقة المتهورة الغير مسؤولة اضافة الى انه لم يعلم بها الا بعد حدوث المذبحة وحاول جاهدا بانقاذ ما يمكن انقاذه وعندما ارسل مقاتليه لحماية القرى الاثورية بعد مذبحة سميل من العشائر الكردية والعربية قال الكوبلزيين الجدد بان ملك خوشابا شكل شرطة من اتباعه لمساعدة الجيش العراقي في ذبح الاثوريين فتصور عزيزي القاريء كم ان هؤلاء القوم عديمي الضمير والصدق .... وخير دليل على مصداقية ملك خوشابا ومؤيديه مع شعبه هي ما جرى في سوريا بعد كشف الحقيقة من قبل اقرب المقربين من المار شمعون امثال (مالك لوكو التخومي ومالك دانيال بن مالك اسماعيل زوج خالة مارشمعون ويوسف مالك التلكيفي سكرتير مارشمعون وليون بيت شمعون واتباعهم ) نعم بعد ان عرفوا الحقيقة لم تاخذهم العزة بالاثم بل اعترفوا بها بكل رجولة ووثقوا اعترافهم بالكتب التي التي كتبوها (النضال ألآشوري من اجل البقاء لمالك لوكو التخومي ... والله والحق ليوسف مالك التلكيفي ) وكانت هذه الوثائق اكبر صفعة توجه لمشوهي الحقائق القدامى والكوبلزيين الجدد .... وبالنسبة لملك خوشابا و مؤيديه الذين فضلوا البقاء في العراق وطنهم القديم الحديث فلقد ناضلوا بشدة لكي يزيلوا آثار نكبة 1933 وانعكاساتها على ألآثوريين فلقد بنوا افضل العلاقات مع كافة مسيحيي العراق من كلدان وسريان كما كانت لملك خوشابا حضوة ممتازة بين كافة رؤساء العشائر العربية والكردية ولم يتنازل يوما عن حق اي آثوري معتدى عليه ومثال على ذالك ان احد الاشخاص من عائلة شيخ بامرني كان قد قتل غدرا احد الآثوريين من عشيرة تياري السفلى من قبيلة منيانش فارسل ملك خوشابا رسالة الى سعيد قزاز الذي كان آنذاك متصرف لواء الموصل (محافظ) قائلا فيها يا سعادة المتصرف انت تعلم جيدا بانه بامكاني الاخذ بثار احد اتباعي الذي قتل غدرا بعشرة اضعاف ولكنني لم افعل ذلك احتراما للقانون وهيبة الدولة ولي الامل ان تاخذ الدولة حق هذا المغدور بما تنص عليه القوانين ولكن رد سعيد قزاز لملك خوشابا كان (هل يريد ملك خوشابا ان يساوي بين دماء واحد من عائلة الشيخ بدماء مسيحي ) وعلى اثر وصول الخبر الى ملك خوشابا توجه الى المتصرفية ومعه مرافقيه كل من البطل كندو البيلاتي ومرزا البيلاتي ودخل الى غرفة المتصرف بدون استئذان ولكزه بعصاه في صدره قائلا له اسمع يا سعيد قزاز لا تعتقد بان جلوسك على هذا الكرسي يبيح لك ان تخرق القانون فانت لا تستطيع ان تعدم عصفورا واحدا بدون ارادة ملكية اما انا فكان لي الصلاحية في الماضي ان اعدم كل مسيء دون الرجوع لاحد وسوف نرى هل سيضيع حق هذا المسيحي .. وبعد هذه الحادثة اتصل سعيد قزاز بوزير الداخلية موضحا له بكل ما جرى له مع ملك خوشابا وعند وصول الخبر الى نوري السعيد رئيس الوزراء آنذاك امر بنقل سعيد قزاز فورامن الموصل الى الكوت .... وفي منتصف الخمسينيات وبينما كان ملك خوشابا قد سافر الى لبنان للعلاج كانت هناك عائلة من عشيرة تياري السفلى تسكن في منطقة نهلة وبما ان هذه العائلة لم يكن لها من يرعى لها اغنامها التي كانت المورد الاساسي لابناء هذه العشيرة اضطرت الى استخدام احد الرعاة الاكراد ليقوم بذلك العمل وبما ان العادة كانت ان الراعي يبقى مع الاغنام في المرعى وقت الظهيرة فكان من واجب العائلة ان ترسل طعام الغذاء للراعي بيد احد افرادها ولم يكن لهذه العائلة من الرجال من يوصل الغذاء الى الراعي مما اضطرهم الى ارسالها بيد الفتاة الوحيدة الموجودة في الدار وكانت هذه الفتاة بعمر المراهقة مما مكن الراعي من اقناعها للفرار معه وعندما وصل الخبر الى العشيرة وعرفوا الوجهة التي هربا اليهاتوجه رؤساء العشيرة الى الموصل حيث كان والدي يقيم وكان آنذاك يخدم في الجيش برتبة مقدم واخبراه بما جرى وقالا له بان الفتاة قد اخذت عنوة فكتب والدي (يوسف ملك خوشابا) رسالة الى كل وجهاء العشيرة ان يتوجه كل القادرين على حمل السلاح الى العمادية ومحاصرتها واخذ الفتاة بالقوة ان اقتضى الامر ذلك وطلب منهم حرق رسالته حال استلامها وقراءتها وبالفعل تحرك اكثر من اربعمائة مقاتل تياري عابرين جبل كارا حتى وصولهم الى قضاء العمادية ثم تم تطيق القضاء وقطع الطريق بين العمادية ودهوك فاتصل القئم مقام بالموصل طالبا ارسال القوة السيارة الا ان القوة السيارة لم تتمكن من الوصول لانها لم تريد الاشتباك مع اربعمائة تياري معروفة نتائجها مسبقا فتدخل حجي شعبان احد وجهاء العمادية المعرفين ومن اصدقاء ملك خوشابا المقربين وخرج من العمادية باتجاه المقاتلين التياريين وهنالك جرى الاتفاق معهم ان يتم نقل الفتاة الى دهوك ويتم التاكد من انها اخت بالقوة رغما عنها ام برضائها وبحضور حجي شعبان واثلاثة من وجهاء العشيرة وهم كل من اسحاق صليوة ورئيس ممي (شبي) وخرو وعند الحضور الى المحكمة اقرت الفتاة بانها لم تؤخذ عنوة انما هربت بكامل ارادتها ولكن الذي حدث ان الثلاثة عند دخولهم الى المحكمة تم تفتيشهم كما هي العادة المتبعة في مثل هذه الظروف فعثروا على الرسالة التي كان قد ارسلها يوسف ملك خوشابا الى وجهاء العشيرة التي يطلب فيها منهم ان يحاصروا العمادية وياخذوا الفتاة بالقوة ان اقتضى الامر ذلك فنقل الثلاثة الى سجن الموصل وتم استدعاء يوسف ملك خوشابا الى بغداد حيث عاتبه نوري السعيد على هذا العمل خاصة لكونه ضابط في الجيش ولكن بعودة ملك خوشابا من لبنان بعد ايام امر نوري السعيد باطلاق سراح الموقوفين وغلق القضية ... نعم هكذا كان التعامل مع كل المسائل التي كانت تعتبر تجاوزا على حقوق ألآثوريين وليس كما يصورها الكوبلزيين الجدد لهذا الجيل ويشبهها بفترة خنوع وخضوع واضطهاد .... لقد عاش الآثوريين في العراق متمتعين بكامل حقوقهم كعراقيين حالهم حال العرب والاكراد فلم يكن هنالك اي تفريق لا بالتعليم الذي كان يعتمد القبول في الجامعات على اساس المعدل ولا في الوظائف الحكومية وحتى في الجيش فقد كان هنالك عدد لا باس به من الضباط في الطيران امثال عمانوئيل شليمون وخالد سارة وبنويل وكوركيس هرمز الذي وصل الى رتبة لواء ركن طيار وزهير نعيم كما كان هنالك عدد كبير من الضباط المسيحيين في الجيش وصلوا الى رتب عالية امثال الزعيم الركن انيس وزير والمقدم شليمون والعقيد يوسف ملك خوشابا والعقيد جرجيس والعقيد متي خلف واللواء داؤود سرسم الذي اصبح وزيرا للبلديات والمقدم اسماعيل هرمز والعميد يونس شليمون والعميد ايشا خوشابا والعميد بولص يوسف ملك خوشابا اضافة الى عدد كبير من الرتب الصغيرة والى ضباط الليفي الذين تم قبولهم في الجيش العراقي بنفس رتبهم .... وبالرغم من تغير الحكومات في العراق الا ان وضع ألآثوريين لم يتاثر الا بعد قيام الثورة الكردية في ايلول 1961 حيث نزحت اعداد كبيرة من القرى ألآثورية التي اصبحت في ميدان المعركة ولجات الى المدن مما اثر على وضعها المادي والاجتماعي والدراسي ولكن سرعان ما تجاوز ألآثوريين اللاجئين الحالة بما معروف عنهم بالتاقلم مع الاوضاع الصعبة ورتبوا امورهم مع الواقع الجديد ودرس ابنائهم واكملوا دراساتهم العليا وتخرج ألآلاف منهم من الجامعات وتمكن الكثير منهم من امتلاك الدور الخاصة بهم ...... ولكن وصول حزب البعث الى الحكم وتدخله في خصوصيات كافة شرائح المجتمع العراقي ومحاولته تسخيرها لمصلحة الحزب وبدون التمييزبين السنة والشيعة والمسيحيين والاكراد كل وحسب اهميته المؤثرة على مسيرته المبنية على العنف المنقطع التظير ..... التكملة في الجزء المقبل ....
                                بولص يوسف ملك خوشابا

18
قبل ان نكمل موضوعنا عن الذي جرى منذ عام 1970 الى عام 1975 علينا ان نوضح للقراء الاعزاء مجريات الامور الحقيقية التي حدثت قبل هذه الفترة وبالتحديد منذ قيام الحركة الكردية التحررية الاولى (حركة محمود الحفيد) ومن ثم حركة 1945 التي قادها المغفور له ملا مصطفى البرزاني ومن ثم الحركة الكردية التحررية الثانية في عام 1961 والتي كانت بقيادة ملا مصطفى البرزاني ايضا .......
ان الثورة التي قادها القائد الكردي محمود الحفيد لتاسيس كيان كردي مستقل كانت ثورة قومية كردية وكانت الخطوة الاولى التي خطاها الكرد نحو التوجه القومي وليس كما روج له الاعلام الانكليزي وعملائهم بان اتهموها (بالتحريض من قبل الاتراك) ضد الاستعمار الانكليزي المسيحي .... ان ما يؤسف له ان قوات الليفي الاثورية التي شكلها الانكليز كانت لهم اليد الطولى في القضاء على هذه الثورة وكانت هذه العملية النقطة السوداء الاولى في تاريخ هذه القوات وكانت هذه الاحداث بمثابة التوريط المشين لسمعة الآثوريين لدى اكراد العراق فلقد كشف الانكليز عن نواياهم الحقيقية لاظهار الوجه المكروه للآثوريين عند شريحة كبيرة من العراقيين الاكراد وذلك بغية قطع كل الجسور بين الآثوريين والاكراد (راجع قوات الليفي العراقية تاليف العميد جي كلبرت براون ) ونجح الانكليز في مسعاهم هذا ولكن الملا مصطفى البرزاني بفضل حكمته قد تجاوز هذا الحدث في ثوراته التحررية التي قادها في 1945 و 1961 لانه كان يؤمن بالتعايش الذي لابد منه بين الآثوريين والاكراد .... ففي عام 1945 وقبل قيام الثورة الكردية بقيادة ملا مصطفى البرزاني جاء المدعو (اوديشو بيت بريتا) الى ملك خوشابا في الموصل وقال له بان ملا مصطفى البرزاني موجود الآن في احد الفنادق ويريد ان يلتقي بك فاجابه ملك خوشابا فليتفضل متى يشاء وفي عصر احد الايام جاء ملا مصطفى البرزاني مع مرافقيه الى دار ملك خوشابا في الدواسة وبعد فترة الترحيب والمجاملات بدا ملا مصطفى الكلام قائلا يا ملك خوشابا لقد اتيت لعندك لمناقشة امور تخص شعبينا واريد ان استشيرك في بعض الامور لانك صاحب تجربة كبيرة وخبرة في التعامل مع الاجانب والدول الكبرى واطلب منك ان تبدي لي رايك بكل صراحة فاجابه ملك خوشابا انت تعرفني جيدا بانني لا اجامل على حساب مصلحة شعبي ولا على حساب شعب يريد ان ينال حقوقه وان ما جرى في الماضي من احداث بين الآثوريين والاكراد كان سببه الانكليز والعثمانيين اللذان استغلوا العواطف الدينية لتمرير مصالحهم مما ادى الى الحاق اكبر الخسائر بين شعبينا ونحن الآن بما اننا نتعايش في منطقة واحدة يجب ان نفوت الفرصة على كل من يريد الايقاع بيننا وبما اننا ضعفاء اتجاههم فعلينا ان نستخدم الحكمة في ادارة امورنا ولا نمنحهم الحجة لالحاق الضرر بنا فقال له ملا مصطفى نحن كشعب مهمشين ومغبونين ومحرومين من كثير من الحقوق ولذا جئت استشيرك في موضوع القيام بعمل عسكري من اجل الحصول على حقوقنا فاجابه ملك خوشابا سوف اعطيك النصيحة التي سبق وان اعطيتها للمارشمعون والتي مع الاسف لم ياخذ بها والتي بسببها وصلنا الى ما نحن فيه ولكنني ساسالك بعض الاسئلة ارجو ان تجيبني عليها ...
اولا : هل هنالك اتفاق بينك وبين الانكليز حول هذه الفكرة ؟ الجواب كان كلا
ثانيا : هل هنالك اتفاق بينك وبين تركيا ؟ الجواب كان كلا
ثالثا : هل هنالك اتفاق بينك وبين ايران لمساعدتك ؟ الجواب كان كلا
فقال ملك خوشابا يا حضرة ملا مصطفى انت تعيش في برزان ونهر الزاب يمر من عندكم فهل سمعت من اجدادك ان نهر الزاب في يوم من الايام قد جف وانقطعت مياهه عن الجريان فاجابه كلا فقال ملك خوشابا انا اشبه الدولة المدعومة من الانكليز والاتراك والايرانيين ومعترف بها من قبل كافة الول ومسنودة من كل الدول العربية اشبهها لك بنهر الزاب الذي لا ينضب فنحن العشائر مهما كانت قوتنا وشجاعتنا في القتال الا اننا نفتقر الى من يدعمنا بالسلاح والعتاد والسياسة وانت كما ترى بان الانكليز لا يضحون بمصالحهم من اجل احد وان بقاء واستمرارية الحكومة العراقية هي اهم جزء من مصالحهم وخاصة بعد اكتشاف النفط الذي اعتقد ان بريطانيا مستعدة ان تفعل كل شيء من اجل عدم تغيير الواقع الحالي ونصيحتي لك هي ان لا تستخدم ورقتك الضاغطة الاخيرة لانك في حال استخدامها وفشلك فسوف تفقد كل شيء ولكن من المستحسن ان تهدد بها ولا تستخدمها ويمكنك بهذه الطريقة ان تحصل على حقوقك بالتدريج فاجابه ملا مصطفى ولكن غالبية رؤساء العشائر يؤيدونني فاجابه ملك خوشابا قائلا نعم اليوم يؤيدونك ولكن عندما ينشب القتال وتكثر القتلى وتلحق المآسي بالعوائل وتستغل الحكومة هذا الوضع الماساوي بضخ المال والوعود لهم فسوف ينقلبون ضدك ولكن ليكن معلوما لديك انني وكل الذي يتبعونني لن نوجه طلقة واحدة ضدكم ولكنني لا استطيع ان اضمن الليفي لانهم ياتمرون بامر الانكليز .... وهكذا انتهت  هذه المقابلة وقد تحققت كل توقعات ملك خوشابا بعد قيام الثورة وقد نفذ وعده بعدم الاشتراك في اي عمل عسكري ضد الثورة الكردية .....و في عام 1961 وقبل قيام الثورة الكردية حدثت صدامات مسلحة بين عشيرة التياريين في منطقة نهلة وعشيرة الزيباريين راح ضحيتها عدد من القتلى بين الطرفين وكان البادئين بالاعتداء هم الزيباريين وفي نفس الوقت كان هنالك عداء بين  الزيباريين والبرزانيين حيث ان البرزانيين كانوا يتعاطفون مع التياريين لمواقفهم السابفة من الثورة الاولى وفي احد الايام تم استدعاء والدي يوسف ملك خوشابا من قبل وزير الداخلية آنذاك (العميد الركن احمد محمد يحي) الذي كان صديقا مقربا له منذ ايام الكلية العسكرية فذهب يوسف ملك خوشابا الى بغداد الى وزارة الداخلية وفي عرفة سكرتير الوزير كان قد سبقه في الحضور كل من ملا مصطفى البرزاني ومحمود اغا الزيباري (علما ان محمود اغا الزيباري هو والد زوجة ملا مصطفى البرزاني ,,[] وبعد التحية دخل السكرتير الى غرفة الوزير ثم خرج وقال للجميع ان السيد الوزير سوف يستقبلهم وبعد الدخول الى غرفة الوزير بدا الوزير الكلام محاولا اصلاح ذات البين بين ملا مصطفى ومحمود اغا ولكنه لم يفلح وحدثت مشادة كلامية بينهم وكان حضور يوسف ملك خوشابا قد تم بطلب من الملا مصطفى البرزاني ليكون شاهدا على اعتداءآت محود اغا وعشيرته وفي النهاية لم يتوصلا الى نتيجة ايجابية .
في عام 1963 وبعد الانقلاب الذي قاده حزب البعث جرى وقف لاطلاق النار بين الثورة الكردية والحكومة العراقية وجاء وفد من الثورة الكردية برئاسة جلال الطلباني وعضوية عكيد حجي شعبان واعتقد ولست متاكدا كان العضو ألآخر صالح اليوسفي وتم استضافتهم في فندق السندباد واثناء وجود الوفد اتصل (يوسف خيدو)زوج خالتي بيوسف ملك خوشابا قلئلا بان احد ألآثوريين (لا اريد ذكر اسمه ) قد اتصل به وقال له بان الوفد الكردي يريد مقابلة يوسف ملك خوشابا وبما انه لا يعلم عنوان داره فانه يرجوه ان يبلغ عقيد يوسف ويتفق معه على موعد لزيارته في داره وبالفعل جاء الوفد ويرافقهم الاستاذ يوسف خيدو والشخص ألآخر وكنت آنذك في التاسعة عشر من عمري فاستقبلهم والدي بترحاب كبير وخاصة انه كانت تربطه بعكيد حجي شعبان علاقة صداقة قديمة وبدا جلال الطلباني الكلام قائلا لقد اوصانا الملا مصطفى البرزاني بان نطلب منك ومن السيد فؤاد عارف المشاركة في الوفد وبعد نقاش ايجابي طويل بين والدي الذي كان حذرا جدا في كلامه لعدم ارتياحه من ألآثوري الذي رافقهم من الفندق لمعرفة والدي المسبق بارتباط هذا الرجل بالامن فكان كل كلامه يدور حول العموميات والتاريخ ولكنه طلب من عكيد حجي شعبان ان يتبعه الى الغرفة الثانية لانه يريد تكليفه بقضية شخصية ولما انفرد بالمرحوم عكيد قال له كيف جلبتم هذا الشخص معه الا تعلمون بانه يعمل لصالح الامن فاجابه هكيد نحن لا نعرفه ولكنني وجدته جالسا في غرفة ادارة الفندق ولما سمعني استفسر من صاحب الفندق عن كيفية تمكني من معرفة عنوانك تبرع هو قائلا انا استطيع ان احصل على عنوانه بسهولة عن طريق نسيبه الاستاذ يوسف خيدوولم نكن نعلم اي شيء عنه فقال له والدي بعد ان تعودون الى الفندف وتكونون لوحدكم ارجو ان تخبر الاخ جلال الطلباني ان يخبر الاخ ملا مصطفى انني اعتذر لعدم مشاركتي في الوفد لانني اعلم جيدا بان الحكومة ليس لها نوايا صادقة وانما تحاول كسب الوقت حتى تتمكن من تثبيت حكمها وبما ان جماعتي اصبحوا بعد قيام الثورة غالبيتهم لاجئين في المدن فسوف يجري الانتقام منهم اذا شاركت في الوفد كذلك ارجو ان يخبره بانني ساوصي جماعتي الذين لا يزالون في قراهم بتقديم كل مساعدة يتمكنون من تقديمها لكم اضافة بانني لن اسمح ولن اشارك في اي عمل معادي لكم واتمنى لكم الموفقية ..... كان رد فعل الملا مصطفى البرزاني ايجابيا جدا عند سماعه هذا الكلام ولو بعد سنتين منه لان الوفد تم القاء القبض عليه من قبل السلطات ووضعه في سجن الحلة وبعد هذه الحادثة توقع والدي بان مصيبة ستلحق بنا حيث ان الحرس القومي كانوا يحكمون بالحديد والنار ولا يضعون اي اعتبار لمنزلة كائن  من كان وبسرعة تمكنا من الحصول على جوازات سفر واستقلينا سيارتنا الخاصة وتوجهنا الى لبنان ثم التحق بوالدي الاستاذ يوسف خيدو ... بقينا في لبنان حتى موعد بدء السنة الدراسية مما اضطرنا الى العودة الى العراق بسيارتنا ليقودها سائق لبناني لقاء ثمن اما والدي وزوج خالتي يوسف خيدو فقد بقوا منتظرين تبدل الاوضاع وفي تلك الاثناء اتصل الملحق العسكري العراقي في لبنان بوالدي طالبا منه الحضور الى السفارة العراقية للاطلاع على الكتاب الصادر من رئاسة اركان الجيش حول اعادة والدي الى الخدمة برتبة عميد التي كان يستحقها وموقع الكتاب من قبل الفريق طاهر يحي التكريتي رئيس اركان الجيش والحاكم العسكري العام فاطمان والدي حين شاهد توقيع طاهر يحي لثقته به حيث سبق ان عمل بامرة والدي كآمر رعيل في سريته واستمرت علاقتهما بعد ذلك خاصة في الفترة التي احيل فيها طاهر يحي على التقاعد وصادف ان التقى مع عبدالرحمن محمد عارف بمعية طاهر يحي عدة مرات والذي كان قد اخرج من الجيش ايضا لاسباب سياسية ولهذه العلاقة التي كانت تربطه واياهم كمسؤولين عاد والدي الى العراق وفي اليوم الثاني من عودته ذهب الى وزارة الدفاع وقابل رئيس اركان الجيش طاهر يحي واعتذر عن عدم تمكنه من العودة الى الخدمة متحججا بالمرض فاخرج طاهر يحي من الدرج تقريرا كان قد كتبه الشخص ألآثوري الذي رافق الوفد حيث لفق فيه شتى التهم على والدي وعلى يوسف خيدو وبما ان الحسم كله كان بيد طاهر يحي باعتباره رئيس اركان الجيش والحاكم العسكري العام فقد قام بالقاء التقرير في سلة المهملات ....
التكملة في الجزء المقبل ......                          بولص يوسف ملك خوشابا

19
نستمر في كتابة ما كتبه المرحوم جرجيس فتح الله في كتابه (اضواء على القضية ألآشورية) ....
اقتباس : كما ذكر لي ان السلطة حاولت استغلال ياقو في العمل على تجنيد ابناء جلدته لخدمة النظام ومن بين العروض التي قدمت له تسليح القرى والقصبات ألآشورية المتاخمة لكردستان والمتداخلة منها . الا ان هذا العرض بالذات لم يكتب له الخروج الى حيز العمل وربما لم يكن هذا يستقيم ورايه الخاص وينسجم مع علاقات تقليدية طيبة اشرنا اليها سابقا . وربما لان آشوريي اليوم كانوا يختلفون تماما عن آشوريي 1933 . فهم ألآن مستقرون حضريون نالوا من الثقافة والعلم نصيبا كبيرا وبلغوا درجة عالية من الوعي القومي والسياسي فبات من الصعب ان يقادوا من انوفهم او ان يتلقوا الاوامر . وقد وجدوا ووجد هو ايضا بالنتيجة ان ذلك سيؤدي الى وضعه على خط مواجهة مع الكرد بل هو مظهر عداء مكشوف للحركة القومية الكردية من شأنه أن يقضي على الحلف التقليدي ووحدة المصير .
توفرت لدى القيادة الكردية معلومات اكيدة عن المجهودات التي كان يبذلها حكام بغداد بعد اتفاق 11 آذار مباشرة لابعاد الاقليات المسيحية عن الحركة الكردية وقد تكشفت هذه المجهودات في 1973 وما بعدها عندما اقترب اجل تنفيذ اهم شروط الاتفاق وهو تطبيق الحكم الذاتي ولما كان الطرف الحكومي يتوقع مقاومة كردية لاي مشروع يقدمه قد يؤدي الى صدام مسلح جديد فقد حاول اضعاف جبهته ولم تكن هذه الاجراءآت التي اقدم عليها النظام للتقرب من الاقليات الكلدوآثورية خصوصا الا جزء من تلك الخطة . ومن جملتها مغازلة ياقو ومحاولة جره الى خندق الحكومة واستغلال اسمه وقد نجح النظام في حمله هو وولديه (زيا) و (داؤد) على البقاء في العراق ولم يبخل عليهم بالمال .
الا ان الزمان كما قلنا تغير والجيل الجديد لا يعترف بالزعامات القديمة ولا يحتفض عن احداث 1933 الا بذكرى مؤلمة ممضة قليلة التاثير على المسار الفكري والوعي السياسي الحديث الذي لا يجد فيه ذوو الشهرة واصحاب الاسماء اللامعة موضعا .
واذا كان (ياقو) وولداه قد حاولا فعلا القيام بما طلبه النظام منهما فلا شك فان الفشل كان حليفهما . وان لم نكن نملك دليلا على قبول (ياقو) مبدئيا التعاون مع السلطة في تاليف قوة آشورية او اتخاذه خطوات عملية . الا ان هناك تأكيدات موثقة على نشاط ولديه زيا وداؤد (قاتل البطريرك) وخيبتهما في هذا الباب . وتوفي ياقو بالسكتة القلبية في بغداد بتاريخ 25 من كانون الثاني 1974 ...
واشاع بعض اولئك الذين كانو يحرصون على سمعة الرجل انه مات مسموما لرفضه التعاون مع السلطة . وهو امر استبعده كثيرا وقد وجدته في لقاء لي اخير به في العام 1973 ببيروت عند الاسقف (نرساي) وهو يزمع السفر الى بغداد تعبا عليلا يشكو المرض ....( انتهى الاقتباس الاول )...(الاقتباس الثاني من كتاب احداث عاصرتها) ...
يقول السيد محسن دزئي في كتابه (احداث عاصرتها) والذي كان قد عين سفيرا للعراق في كندا والمحسوب على الحزب الديمقراطي الكردستاني..
اقتباس : قبل سفري بيوم واحد سمعت ان الزعيم ألآشوري مالك ياقو الذي كان يسكن كندا موجود في بغداد وهو يرقد في مدينة الطب للعلاج . ورايت وانا مسافر الى اوتاوا كسفير (ان ازوره بحكم سكناه السابق في كندا) فذهبت حاملا له باقة كبيرة من الازهار ووجدت حارسين خارج باب غرفته من منتسبي الامن العراقي . وقد حاولا منعي من الدخول الا اني اوضحت لهما باني سفير العراق في كندا ففسحا لي المجال دون السؤال عن اسمي وعن هويتي وظنا اني احد كبار البعثيين فدخلت على مالك ياقو وسلمت عليه وعرفته بنفسي فظن هو ايضا انني من البعثيين وكان رجلا مسنا متعبا لذلك ظل متمددا على فراشه وقال لي بلغة عربية ركيكة وبعض الجمل الانكليزية انه جال المنطقة الشمالية كلها على الاقدام من زاخو الى الحدود الايرانية وانه يعرف المنطقة شبرا شبرا وانه قادر على محاربة الثورة الكردية والبارزاني ويطلب نقل هذا للمسؤولين ... ضحكت من ذلك القول وبعد تبادل كلمات المجاملة تمنيت له الشفاء وتركته وعدت الى الفندق الذي كنت اقيم فيه وعصر ذلك اليوم حضر الفندق السيد (زيا) نجل مالك ياقو وكنت اعرفه معرفة بسيطة كوني قد التقيت به مرة او مرتين في بعض المناسبات . وبعد السلام والترحيب به اعتذر عما قاله والده . وقال انه لم يعرفني وانه رجل مسن ومريض واكد انه من غير الممكن الاساءة الى العلاقات الاخوية بين الكرد وألآشوريين فابتسمت وايدت اقواله وقلت انني نسيت الموضوع وانا اعلم بان هذا الكلام قد صدر عن والده بسبب مرضه وكبر سنه ولانه لم يعرفني ... وقد حررت رسالة للبرزاني حول ذلك اللقاء وموقف السيد زيا وراي الخاص .. انتهى الاقتباس ...
ايها القراء الاعزاء قد يقول البعض ان في السياسة ليس هنالك صديق دائم ولا عدو دائم بل مصلحة دائمة ... نعم هذه القاعدة تكون مشروعة عندما تقترن بمصلحة الامة والمباديء التي بنيت على اساس مصالحها ولا يكون التقلب من اقصى اليمين الى اقصى اليسار من اجل المصالح الشخصية باستخدام الشعارات القومية وكما يقول المثل (اهل مكة ادرى بشعابها) فانا شخصيا عايشت تلك الفترة الحرجة بحذافيرها وخاصة ما كان غير معلنا عنها والذي كان يجري في الخفاء وان ما نوه عنه المرحوم جرجيس فتح الله وراءه تفاصيل كثيرة لم يذكرها احد سابقا وانا هنا ساكتب كل التفاصيل التي حدثت منذ عام 1970 حتى يوم وفاةالمرحوم مالك ياقو في عام 1974 ......
في عام 1970 كنت انا ووالدي نتناول طعام الغذاء في دارنا في المنصور رن جرس التلفون فنهضت لارى من المخابر فقال لي المتكلم (هل هذا دار العقيد يوسف ؟ فاجبته نعم فاستفسر مني عن من اكن فقلت له انا ابنه فلان فقال لي هل الوالد موجود ؟ فقلت نعم فقال لي انا صباح مرزا مرافق السيد النائب واريد التكلم مع العقيد يوسف فابلغت والدي بالامر فاستلم والدي سماعة الهاتف  وجرت محادثة بينهما وعندما انهى المكالمة سالت والدي عن الذي يريده فقال لي بان صدام حسين يريده ان يقابله افي مكتبه في الساعة الرابعة عصرا وبالفعل ارسلني والدي الى الى جلب ثلاثة من ابناء عمومته ليرافقوه الى مكتب النائب وبعد ان عاد والدي في الساعة السادسة عصرا سالته عن الذي كان يريده صدام حسين منه فاجابني بألآتي : لقد قال لي يا عقيد يوسف ان الدولة لها مصالحها الخاصة وانت وجماعتك كعراقيين يجب ان تراعوا هذه المصلحة لاننا قررنا ان ندعو المارشمعون وجماعته للعراق وسوف ناخذ الكنائس منكم ونعطيها لجماعته ولكنني اعاهدك بان الدولة ستبني لكم كنائس اينما شئتم ولكن الذي اطلبه منكم ان لاتعترضوا سبيلهم لا في احتفالاتهم ولا في تسليم الكنائس لهم فقال والدي وقد اجبته سيادة النائب لسنا نحن الذين نفاهم خارج الوطن وكذلك الكنائس لم ناخذها بالقوة من احد ولكن الدولة هي التي نفت المارشمعون واعوانه اما الكنائس فلقد اعطتها الدولة لنا بعد قناعتها باحقيتنا بها ونحن كمواطنين عراقيون من حقنا ان نطالبكم بان تساعدوننا في انشاء كنائس بديلة لنا لان رعيتنا ليس لها الامكانيات ولا المصادر التي تساعدها على بناء الكنائس اما بخصوص امور الدولة السياسية مع اي طرف او فئة كانت فلا علاقة لنا بها ... فسالت والدي وما هي مصلحة الحكومة من كل هذه الاجراءات فقال لي والدي لننتظر فان الايام المقبلة سوف تكشف نوايا جميع الاطراف وستظهر الحقيقة ويظهر الزيف الذي مورس لعقود عديدة لان دماء عشرات ألآلاف من ألابرياء لن تذهب هباء ..... وجاء اليوم الموعود ووصل قداسته الى بغداد وخرجت جماهيره في كرنفال استقبالي ونصبت اقواس النصر في مناطق ذات الكثافة السكانية للاثوريين في الدورة وتل محمد وتحقق النصر المبين بالاستحواذ على كافة الكنائس وعاد الفقراء ابناء واحفاد الذين قدموا آلاف الشهداء من اجل حماية هذه ألامة نعم عادوا ليؤجروا دورا بسيطة اتخذوا منها كنائس لعباداتهم وحتى هذه لم تسلم من الشكاوي التي قدمت عليهم الى سعدون غيدان وزير الداخلية آنذاك وفي احدى هذه الشكاوي يطلب احد رجال الدين المعروفين من وزير الداخلية بنص هذه العبارة (اضربوهم بيد من حديد ) وكانه قائد عسكري ميداني يامر قواته بضرب الاعداء بيد من حديد وليس رجل دين من المفروض عليه ان يسير وفق التعاليم المسيحية التي تقضي بالتسامح والمحبة حتى مع الاعداء ولكن المشكلة ان قوانين الكنيسة آنذاك كانت تسير وفق نهج الدماء الذي بنت عليه اساسها منذ جريمة القوش ...
بعد ان هدأت فورة الاحتفالات ولبت الحكومة كل رغبات قداسته جاء يوم الحساب لتلبية قداسته لمطاليب الحكومة لانه ليس من المنطق ولا العقل ان يصدق احدا بان حكومة يقودها صدام حسين تنقلب في ليلة وضحاها من وحش كاسر الى ملاك رحيم يفتش في اصقاع الدنيا ليعيد المظلومين من ابناء العراق ألآثوريين الى العراق ليمنحهم حقوقا لم يطالبه احد به ولم تضغط عليه هيئة دولية في ذلك الزمان التي كانت الحكومات تعمل فيه ما تشاء دون ان يحاسبها احد على افعالها .... وعندما تمت مفاتحة قداسته بالهدف الحقيقي الذي ترمي من وراءه الحكومة وهو(القضية الكردية ) كان جواب قداسته بان له التزامات في اميركا ويجب ان يصفيها ثم يعود وكما قال اكثر من مسؤول بانه قبض من الحكومة العراقية مبلغا قدره (مائة الف دينار عراقي اي ما يعادل 300000 دولار امريكي ) وعاد الى اميركا ليصرح بان الحكومة العراقية طلبت منه ان يتعاون معها ضد الاكراد الا انه يرفض ذلك وبعد ان يئست الحكومة العراقية من استقدام قداسته مرة اخرى عادت الى ارشيف اجهزة امنها ومخابراتها لتجد الشخص الذي له الاستعداد بتنفيذ مخططاتها بمغريات شخصية ووجدت طلب مالك ياقو المقدم الى القنصلية العراقية في عام 1964 ملاذ اخر لها فسارعت في استدعائه الى العراق فجاء مالك ياقو بصحبة مجموعة من منظمة آشورية تعمل في المهجر برفقة ولديه ليعطي الشرعية القومية لكل ما يجريه من مباحثات مع الحكومة العراقية وكما يقول جرجيس فتح الله لقد بذخت الحكومة العراقية في اكرامياتها لمالك ياقو وولديه وبعد ان بدات المفاوضات بين الطرفين ظهرت نوايا الحكومة الحقيقية والتي كانت تصب في العمل المشترك ضد الثورة الكردية ...
التتمة في الجزء المقبل ....
                      بولص يوسف ملك خوشابا

 

20
في الحقيقة ان شخصية المرحوم مالك ياقو لا يمكن تصورها بالاستناد الى ما روج وما يروج عنها من بطولات ومآثر بعيدة كل البعد عن الواقع ولكن تقبل البعض من ابنائنا لهكذا نوع من القصص التي يروجها الكوبلزيون ألآثوريون جعلت من الاوهام حقائق واخذ مؤلفوها انفسهم يصدقون ما اخترعوه ..... لست هنا بصدد التقليل من شأن هذا الرجل ولكنني دائما انظر الى الامور بنتائجها فالنتائج والاعمال الواضحة التي لا يمكن نكرانها خاصة ان كانت موثقة ومن الاحداث التي لا يمكن لاحد نكرانها هي انه عاد في عام 1942 ليتطوع في الليفي البريطانية بعد ان كان قد اتهم بريطانيا بخيانتها لهم بعكس مالك لوكو شليمون الذي رفض رفضا قاطعا طلب الانكليز منه احتراما لكرامته وعزة نفسه المنقطعتي النضير وهنا انقل للقراء الاعزاء الاحداث القريبة القدم كما يرويها (الكاتب الكبير جرجيس فتح الله في كتابه اضواء على القضية ألآشورية )......
يقول المرحوم جرجيس فتح الله في الصفحة 2295 وما تلاها : اقتباس : بتمادي الايام وبالمزيد من تتبعاتي الوثائقية بدأت اشارك ملك خوشابا وألآخرين من المحاربين القدماء وجهة نظرهم في هذا الرجل وفي عمليته الهوجاء ولم اخف راي الاخير الذي كونته في اي مناسبة بحث حول النكبة ألآشورية . وبعد ستة وثلاثون عاما مرت على المأساة شاءت الصدف العجيبة ان يتم لقائي بياقو في ظروف استثنائية لا يمكنني اغفالها هنا .في شهر من اشهر صيف العام 1969 ابلغني السيد ادريس البرزاني نجل (ملا مصطفى) ونحن في كردستان المحررة بان ياقو ابن مالك اسماعيل قد حل عندهم ضيفا مع شاب آشوري وقد قدما من الولايات المتحدة .. فيما بعد علمت ان مرافقه هو سنخيرو اندريوس او سام اندروز كما اطلق هو على نفسه وهو عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد ألآشوري العالمي . كان حزب البعث الحاكم آنذاك قد ورث الحركة الكردية التحررية المسلحة من جملة ما ورثه من الحكم الذي اسقطه في العام 1968 . وكانت الحرب الدائرة قد سلخت اكثر من سبع سنوات بين اشتباكات وهدنات ومعارك شاركت فيها المجتمعات ألآشورية المتواجدة في كردستان واصاب قراها السهم الوافر من الخراب والدمار نتيجة القصف الجوي وقتال الانصار . والى هذه الحركة اتجهت انظار الحركة القومية ألآشورية بمنظماتها الجديدة السياسية في الولايات المتحدة . فبدأت علاقات جانبية واتصالات وارتات المنظمات بالاخير ان يكون لها تعاون وتواجد في الحركة الوطنية الكردية . ووقع الاختيار كما يبدو على (مالك ياقو) لتمثيلها في زيارة الملا مصطفى البرزاني نظرا لاواصر من صداقة تاريخية نشات في اواخر العهد العثماني بنتيجة ماثرة لاسماعيل والد ياقو وزعيم تياري العليا في حفض حياة الشيخ عبد السلام البرزاني اخ ملا مصطفى باخفائه عن اعين السلطات العثمانية التي كانت تتعقبه في العام 1910 . وقد سبق ان جرت بيني وبين (ادريس) احاديث حول تاريخ ألآشوريين الحديث الدامي فوجدته لعجبي ينتحي بي جانبا قبل دخول مجلس البرزاني راجيا تحاشي اغضاب (ياقو) باي حديث عن الماضي . فطمأنته بان المقام لا يتسع لهذا ولا موجب للقلق من جانبي فلا منابة هناك ابدا ومن الحمق ان نستذكر في اول لقاء احداث جر عليها النسيان ذيوله وفي مثل هذا الموقف خصوصا (وكان من ضمن الحضور الدكتور محمود عثمان ومحمد محمود عبد الرحمن عضوا المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني وكاهن كلداني نسيت اسمه لم يعد في عداد الاحياء .....
وبدأ البرزاني كلامه بي مما اخجلني واربكني وقصده كما ادركت في الحال ان يثبت للقادمين انه ينظر الى مسيحيي كردستان وآشورييها عين نظرته الى مسلميها . وقد اسلمتني افتتاحيته المقصودة الى نوع من الخدر فابقتني ساكتا طوال الجلسة التي دامت ساعتين . وفي خلالها طرح القادمان تصوراتهما وامكان الجالية ألآشورية في دار الغربة وبمجهود الاتحاد ألآشوري العالمي تشكيل كتيبة آشورية صرفة تقاتل العدو الى جانب البيشمركة ويقوم الاتحاد بتزويدها بالمعدات والمساعدات المالية والعينية على ان يستقل بتعيين قائدها وضباطها وان تتضمن المطالب الكردية السياسية في حالة النصر والموفقية ما يؤمن طموحات ألآشوريين القومية في العراق . واذكر ان البرزاني اجاب بقبوله : لقد عشنا معا قرونا طويلة وهذه كردستان امامكم تخيروا اي بقعة فيها واحكموا انفسكم بانفسكم . وتم الاتفاق على اختيار لجنة تنسيق . وكان آخر حديث مجاملة صدر من ياقو قوله للبرزاني : انشاء الله عندما يتحرر شعبانا سنبني لنا انت ىوانا قصرين في نينوى : فرد البرزاني بعد لحظة صمت باسما :
لم يعد يا ياقو من العمر ما يكفي لبناء القصور ....
ذلكم هو ياقو بعينه لم يحدث فيه كرور السنين وتراكم التجارب اي تبديل فيه ....
ثم تعاقبت الاحداث اثر تلك الزيارة بسرعة فائقة لتؤدي مما ادت الى اتفاق الحادي عشر من آذار1970 بين حكام بغداد والحركةالوطنية الكردية ولم يكن هناك من سبب لوضع اقتراح الوفد ألآشوري موضع التطبيق على الاقل بالنسبة اليهم .
بدأ الحكام الجدد باتباع سياسة الانفتاح والتهدئة لكل قطاع من قطاعات المجتمع العراقي توصلا الى تحكيم قبضتهم وارساء قواعد حكمهم لازالة ألآثار السيئة والجراح العميقة التي خلفها حكمهم قبل خمسة سنوات . وتوجهوا الى الكرد والحركة المسلحة بعروض يتعذر رفضها . ثم انثنوا الى ألآشوريين فاغرقوهم (بانعاماتهم) ومظاهر الكرم السياسي .
احيا البعثيون التكارتة اسماء تاريخية محببة الى قلوب ألآشوريين فغيروا اسم محافظة الموصل وسموها نينوى واستبدلوا اسم محافظة الحلة باسم (بابل) . واصدروا قانونا واسموه بقانون العفو عن القائمين بحركة آب 1933 واعادوا بموجبه الجنسية العراقية الى من اسقطت عنه . وامتدت دعوة البطريرك لزيارة العراق والبقاء الى ياقو نفسه في السنة عينها (1970) فلم يتردد .. وعلى اثر ذلك صدر من مجلس قيادة الثورة المرسوم الذي اباح التمتع بالحقوق الثقافية للمسيحيين العراقيين .... بعد ان فشلت بغداد في اقناع مار شمعون بالبقاء في العراق وجهت اهتمامها الى (ياقو) وكانت قد علمت بصلاته وزياراته لكردستان المحررة ومقترحاته نيابة عن المنظمات ألآشورية في المهجر . وعلى الاغلب عن طريق مرافقه (سام اندروز) الذي اتهمه الاتحاد العالمي ألآشوري بالعمالة لبغداد وقرر طرده اثر محاكمة حزبية ...
وفي شهر شباط 1972 لبى ياقو دعوة الحكومة واعقب زيارته بزيارات ورتب له لقاء مع احمد حسن التكريتي رئيس الجمهورية . واخذت له الصور بالمناسبة ... كان المسيحيون وألآشوريون بنوع خاص يعيشون يعيشون ايام اعراس في الواقع لا فكرة لهم عما يخبيء لهم حكام بغداد وراء هذه الاقنعة الزاهية ..... واجتمع ياقو مرات بالنائب (صدام حسين) وبكثير من المسؤولين وبقيت وقائع هذه الاجتماعات غير معروفة الا بقدر ما سمح (ياقو) لنفسه بالكلام عنها ..... ومما قاله لزائريه انه كان يفاوض في سبيل اقامة وحدة ادارية ذات حكم ذاتي في احد اقضية دهوك . واشيع ان بغداد بذلت للآشوريين بمساعيه وعودا غامضة ضخمة ... الا ان ما حصل في الواقع هو ان السلطات اغرقته بالاموال والاماني الشخصية وابدت استعدادها للاعتراف به ولو بشكل غير رسمي زعيما للآشوريين في العراق وفي المهجر تتعامل معهم عن طريقه بعد ياسها من من تجنيد مار شمعون باقناعه بالبقاء في العراق . فسافر الى الولايات المتحدة ثم عاد الى العراق في 26 من شهر شباط 1973 على رأس وفد مؤلف من الجمعيات ألآشورية وحلوا ضيوفا على نفقة الحكومة . وتم خلال اجتماعات طرح مشاريع لم يكشف عنها بخصوص القضية ألآشورية . الا ان احد المطلعين ذكر لي كانت بجملتها ترمي الى بذل مساع معينة لبسط نوع من الهيمنة على تلك الجمعيات وألاحزاب وتوجيهها سياسيا وفق اهداف النظام ومصالحه .. (انتهى الاقتباس) .....
ايها القراء الاعزاء لتوضيح بعض الامور الدقيقة والخطيرة في تاريخ المرحوم مالك ياقو ومواقفه السياسية المتقلبة ادرج لكم هذه الحادثة :
في صيف سنة 1966 سافرنا انا ووالدي يوسف ملك خوشابا الى بيروت لغرض تسجيلي في احدى جامعاتها وبعد وصولنا بايام زارنا شخصية مهمة جدا في مقر اقامتنا وكان مقربا جدا من والدي وبعد الترحيب الحار به وجلسة مجاملات اخرج هذا الشخص من حقيبته بعض الاوراق المستنسخة والتي كانت عبارة عن رسالة شخصية ارسلها مالك ياقو لاحد اقربائه المقربين من كندا الى بيروت حيث كان يتواجد الاخير وان هذه الرسالة قد تم الحصول عليها عن طريق احد العاملين في الرقابة اللبنانية آنذاك ولقد تم استنساخها ومن ثم ايصالها الى مصدرها ....
ان الرسالة طويلة وفي اغلبها تؤكد على المسائل العائلية والنصائح وهذه كلها امور شخصية ليس من المستحب نشرها ولكن الذي يهمنا في هذه الرسالة هو الجزء الذي الذي يخاطب فيه المرحوم مالك ياقوقريبه (الرسالة مؤرخة في 1964 ) اقتباس ( يا فلان لقد سمعت من احدى وسائل الاعلام بان الحكومة العراقية ستدفع مبلغا من المال قدره (100 الف باون استرليني ) لمن يتمكن من قتل شخصية ثورية مهمة في العراق وبما انني اتمكن من تنفيذ ذلك فلقد ارسلت خالك فلان الى القنصلية العراقية في نيويورك ليخبرهم عن امكانيتي تنفيذ ذلك بشرط ان تسمح لي الحكومة العراقية العودة الى العراق وتمنحني حرية التجول لكي اتمكن من تهيئة الامور لتنفيذ ذلك ولكنني لم اتلقى اي جواب منى الحكومة العراقية فارجو ان تستفسر انت من هناك حول الموضوع ) انتهى الاقتباس ...... يتبع في الجزء القادم ....
                   بولص يوسف ملك خوشابا
 


21
انشر لكم هاتين الرسالتين المهمتين اللتان ارسلهما قداسة البطريرك مار شمعون الى اهالي خابور الاولى يعلمهم فيها عن محاولاته في عصبة الامم لايجاد مأوى آخر لهم بديلا عن سوريا التي كان قد صورها لهم كالجنة عندما كانوا في العراق ساكنين في قراهم الجميلة ألآمنة ... والرسالة الثانية ارسلها عام 1948 والتي تناقض الرسالة الاولى في طرحها حيث يحاول فيها اقناعهم بعدم ترك خابور وتخويفهم باسلوب ساذج من الهجرة الى الدول الكبرى مخافة ان يتعرضوا للهجوم النووي ... انظر اخي القاريء كيف كان يتعامل مع اتبائعه باهانة عقولهم والاستخفاف بمعيشة عوائلهم وكانهم سلعة يبيعها ويشتريها كما تقتضي مصلحته الشخصية :
الا ان من تبعوه باخلاص الى سوريا كشفوا هذه الامور وندموا على ثقتهم به وانتفض من بينهم قادة ومفكرين شجعان امثال مالك لوكو شليمون التخومي ومالك دانيال ابن مالك اسماعيل ويوسف مالك التلكيفي خاصة بعد الاستحواذ على (450 ) الف دولار المساعدات المرسلة من محسني اميركا الى اهالي الخابور التي لم تصلهم منها سوى 1500 دولار وهذه الرسالتين نقلتها نصا من كتاب (النضال ألآشوري من اجل البقاء لمؤلفه مالك لوكو شليمون ) .......
اقتباس :
الرسالة البطريركية التي حملت الاخبار الطيبة الى الاشوريين حول البرازيل في 1934
بينما كنا ما نزال في دمشق، بانتظار ان يتم نقلنا الى ميناء بيروت من اجل رحلة ابعد الى مكان في ما وراء البحار، للوصول الوشيك الى وجهتنا النهائية، وصلت الرسالة الاولى للإخبار الطيبة بتوقيع وختم البطريرك، مار ايشاي شمعون، مؤرخة في الثامن عشر من اذار 1934.
وخلاصة ما كتبه في تلك الرسالة هو الآتي (لرؤية النص الكامل للرسالة انظر الملحق رقم 6):
يمكن ايجاز نتيجة عملنا ( في عصبة الامم المتحدة) فيما يتعلق بنقل شعبنا الى بلد مناسب من اجل التوطين كالأتي:
1-   كتب مجلس (عصبة الامم) رسمياً الى حكومات الدول التي تمتلك مستعمرات او تلك التي تستطيع توفير مستوطنة للمهاجرين في بلداناها ، لكي ترى فيما اذا كان ممكناً نقل الاشوريين الى هناك. لم تبد اي دولة اخرى من الدول التي تمت مفاتحتها اي اهتمام بالموضوع باستثناء البرازيل.
2-   كانت حكومة البرازيل راغبة بقبول جميع الاشوريين.
3-   كان برنامج نقل شعبنا مبنياً على نقل 500 عائلة/اسرة شهرياً.
4-   نوعية المناخ والأمور الاخرى الخاصة بهذه المنطقة من البرازيل التي تم اختيارها للتوطين، هي كما يلي:
أ‌-   تقع هذه المنطقة في جنوب البرازيل وتسمى پارانا ويمر بها نهر بنفس الاسم.
ب‌-   يبلغ ارتفاع هذه المنطقة (2000) قدم فوق مستوى البحر ودرجة الحرارة القصوى في الصيف تصل الى 100 درجة (حوالي 37.7 مئوية)
ج‌-   تتوفر في المنطقة مياه غزيرة من الانهار والينابيع وليس هناك ملاريا.
د‌-   كل عائلة/اسرة مكونة من خمسة افراد سيتم تزويدها بأرض بمساحة عشرة (10000) آلاف متر مربع.
ه‌-   المنطقة عبارة عن غابة، لذلك فأن الارض المخصصة لكل عائلة/اسرة سيتم تنظيفها مسبقاً.
و‌-   بعض المحاصيل التي يمكن زراعتها في هذه المنطقة تتضمن: الرز (مزروع بطريقة زراعة الارض اليابسة) والقطن والقهوة وحنطة دمشق او مكة ومحاصيل وفواكه حقلية متنوعة اخرى. الارض صالحة ايضاً لتربية الماشية.
كتب مار شمعون في الصفحة الثامنة من رسالته/خطابه: نحن نشعر بالحزن عندما نفكر في ترك وطننا الام حيث التاريخ الرائع لأجدادنا العظام روحياً وزمنياً ، ولكننا في ذات الوقت ننظر الى ماضٍ مليء بالذكريات المريرة لأبناء شعبنا، والذين يوماً بعد يوم، وفي كل منعطف وتطور، يتفرقون في كل بقاع العالم. نحن في تساءل حول إدراك مشيئة الخالق، لذا فقد توصلنا الى هذا الاستنتاج: فأن كانت مشيئته لنا هي الموت او العيش بمرارة في وطننا الأم، فلن تستطيع اي قوة بشرية ان تخرجنا من هناك، اما اذا كانت مشيئته لنا هي الرحيل فأن ذلك ما سيتم حتماً.
وهذا ما كتبه في الصفحة التاسعة من رسالته/خطابه: من الواضح لكل من له بعد نظر بأن بلاد النهرين (ميسوبوتاميا/ العراق) اصبحت وستستمر بكونها على وجه الخصوص مركزاً للسياسات الشريرة ، وبسبب الموقع الذي يشغله شعبنا في مثل هذه التركيبة، فأنه سيتم التضحية به، كما حدث له في العام المنصرم (1933) طالما كان ذلك نافعاً من الناحية السياسية.
مرة اخرى في الصفحة التاسعة من نفس الرسالة/الخطاب، استرسل البطريرك في القول: ان هولاء الاشخاص الذين يخونون شعبهم من اجل الكسب الشخصي ، هولاء الخونة سيطلق عليهم اسم (اليهوذيون) (نسبة الى يهوذا الاسخريوطي). (في هذا الوقت، هذه النعوت "الخونة" و "اليهوذيون" قد اطلقت على المناوئين من بينهم مالك خوشابا من تياري السفلى والأسقف مار سركيس من جيلو والاسقف مار يوالا من برور والقس يوسف قليتا، لكن فيما بعد تم نعت اشخاص اخرين بها كما سنرى)، وإذا كان في قلبهم خوف الله، فان كل واحد منهم سيفكر في الفقرات اعلاه وسيتذكر عظة يوحنا المعمذان وهو يقول: "ها إن الفأس أيضًا قد وضعت على أصل الشجر: فكل شجرة لا تثمر ثمرًا جيدًا تقطع وتطرح في النار" (لوقا 3:9) ( للإطلاع على رسالة مار شمعون المشار اليها انظر الملحق رقم 6، الفقرة الاخيرة)
في عام 1941، نحن، القادة الاشوريين العلمانيين والدينيين في منطقة الخابور، قدمنا عريضة الى الكولونيل ديشبورن، المسئول السياسي البريطاني في ديرزور ، نسأله السماح لمار شمعون، بناء على نصيحته، بالقدوم الى سوريا لأداء اعماله الدينية الضرورية (انظر الملحق رقم 12)، وقبل ذلك فعلنا الامر ذاته مع والد مار شمعون، داوود الشمعوني، وتم رفض كلتا العريضتين.




الرسالة الثانية لمار شمعون الى الاشوريين في خابور يعارض فيها موقفه حول البرازيل سنة 1948
شيكاغو، الينوي
12 تشرين الثاني 1948
إن البطريرك مار شمعون في هذه الرسالة/الخطاب يصف البرازيل بكونها مكاناً مريعاً للعيش. حيث يقول، وأنا هنا اقتبس بعض المقاطع: منذ سنوات، ذهبت بعض العوائل الاشورية من اورميا الى البرازيل بهدف التوطين في ذلك البلد ولكنهم لم يستطيعوا البقاء في المنطقة التي سكنوا فيها بسبب البعوض والحمى والأفاعي والمخلوقات السامة الاخرى الموجودة بكثرة في ذلك البلد. يخبرنا وينصحنا ايضاً في رسالته/خطابه قائلا: ان تطوير القنبلة النووية قد غير تاريخ العالم جذرياً وبشكل كامل. الدول الخطرة على حياة الانسان هي تلك الكبيرة والناجحة اقتصادياً مثل امريكا. ليس هناك من شك بأن القنابل سيتم اسقاطها عليها وليس على الصحاري العربية او جبال كردستان، ومن المعروف ان قنبلتين من هذه القنابل الجديدة ستدمران هذا البلد. (من اجل السجل التاريخي، هناك نسخة مصورة من رسالة مار شمعون المؤرخة في 12 تشرين الثاني 1948 (بالتقويم الغربي) موجودة في الملحق رقم 50).
ان القارئ المدقق للتاريخ سيلاحظ بدون شك وجود تناقضات مهمة في هاتين الرسالتين/الخطابين لمار شمعون، بضمنها النصيحة الشفوقة التي قدمها لشعبه لما يجب ان يفعلوه تجنباً للتدمير الذاتي. يا له من تصريح غريب !! فعندما كتب حول احتمالية الهجرة الى البرازيل، كما في رسالته/خطابه المؤرخة في 18 آذار 1934، كانت البرازيل تعتبر جنة، ولا يوجد اي ذكر للأمراض او الآفات الحشرية او الزواحف السامة، كما لو كانت في ذلك الوقت مسجونة في اقفاص ولم تك تشكل أي تهديد على حياة الانسان. ولكن حينما اشترك اشخاص اخرين في جهود تنظيم هجرة شعبهم الى البرازيل، انفتحت ابواب الجحيم وأطُلقت جميع الزواحف السامة من اقفاصها لأفتراس الاشوريين المساكين الذين لم يحاولوا إلا انقاذ أنفسهم، ومنذ البداية، من اضطهاد اعدائهم ومن الجوع والفقر.
ثانياً، انه يخبرنا بعدم الرحيل عن صحاري عربستان (المنطقة العربية) وجبال كردستان والذهاب الى امريكا لأن القنابل النووية سيتم إسقاطها، بحسب ما قاله، على البلدان الكبيرة والناجحة. لقد دُعي الاشوريين الى التصديق بأن قلبه كان ينزف من اجلنا وخوفاً من هلاكنا بالقنابل النووية في البرازيل. من جهة أخرى وبموجب هذا ألافتراض ابدى عدم اهتمام كامل تجاه عائلته الخاصة، لأنه في الوقت الذي  كان ينصح بعدم الذهاب الى أمريكا كان يعمل بكل حماس للذهاب بعائلته جميعها الى امريكا (للإطلاع على رسالة مار شمعون التي تتضمن ذكره للقنابل النووية، انظر الملحق رقم 50)
ماذا كان المتوقع منا ان نصدق؟ هل كان مار شمعون سادياً وقاسي القلب لكي يُحضِر عائلته الى الولايات المتحدة، فيتم ابادتها بالقنابل النووية التي قال انها سيتم اسقاطها على الدول الكبيرة والناجحة؟ ام انه كان يلمح الى انه كان مكتوباً علينا الهلاك في عربستان؟ أي من هاتين الرسالتين كان علينا ان نصدق؟ ففي رسالته/خطابه في 1934 كان ينصح الشعب بمغادرة العراق لكونه جحيماً لا يُعاش فيه، والرحيل الى البرازيل التي هي جنة على الارض. وفي رسالته/خطابه عام 1948، كان يخبرنا (الاشوريين في خابور ولبنان) بالعودة الى العراق للالتحاق وبأشقائنا- نفس الاشقاء الذين في رسالته في عام 1934، كان قد وصفهم بأنهم يهوذيون وخونه لأبناء شعبهم- لأنه هناك، في العراق، سنكون في مأمن عن تهديد القنابل النووية، طبقاً لما قاله. (انتهى الاقتباس) .......
ايها القراء الاعزاء منذ ان قررت كتابة التاريخ الحديث لشعبنا لازالة غبار التحريف الذي غمره لفترة طويلة كنت اعلم بانني ساواجه شلة من المنحرفين فكريا واخلاقيا وسلوكيا اضافة الى المرتزقة الغرباء المدفوعي الثمن وهذا لم ولن يثنيني عن اظهار الحقائق التي تم طمسها لعدة عقود وان لجوء البعض من هؤلاء المنحرفين الى خلق قصص تسيء الى سمعة عائلة ملك خوشابا ما هي الا محاولة بائسة يرتكبها المفلسون ومن حسن حظ الحقيقة ان اعدائها هم من هذه النوعيات المنحطة وكما يقول المثل  (اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بانني كامل ) ... وبما ان اخلاقي التي تربيت عليها تمنعني من ذكر كثير من الحقائق الموثقة من قبل مصادر معروفة والتي تخص المسائل الاخلاقية للبعض فانني اكتفي بتقديم النصيحة الى من يريد الاطلاع على هكذا مواضيع مراجعة ارشيف كنيسة الكانتربري ليقرا الرسائل المتبادلة بين المستر براون ورئاسة الكنيسة حول موضوع سرمة خانم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                                           بولص يوسف ملك خوشابا

                         
 
   

22
ايها القراء الاعزاء لو استثنينا جريمة القتل التي ارتكبت في القوش بحق البطريرك من قبل عمه بسبب الصراع على الكرسي البطريركي وكذلك جريمة ابادة عائلة نمرود من قبل ابناء عمومتهم في قوجانس علينا التوقف قليلا في جريمة اغتيال الشهيد مار بنيامين ومن كان وراءها ؟ فلقد كتب بعض المدافعين عن سرمة خانم قبل مدة بانه بعد الاستيلاء على قلعة سمكو وجدوا فيها رسالة موجهة من الانكليز الى سمكو يطلبون فيها منه ان يغتال قداسة البطريرك الشهيد مار بنيامين وكما يقول المثل (من فمك ادينك ) فهل من المنطقي والمعقول ان هذه الرسالة المزعومة لم تصل الى ايادي سرمة خانم خاصة بعد ان اصبحت هي المسؤولة عن ادارة الامور بعد مقتل شقيقها مار بنيامين ؟ وماذا كانت اجراءآتها بخصوص هذا الموضوع الخطير ؟ كل الادلة اثبتت انها اخذت عائلتها وعائلة مالك اسماعيل والمقربين اليها والقوة التي بامرة العائلة والتي كان من المفروض ان تكون القوة الاحتياطية لتعزيز جبهة الدفاع عن اورميا واتجهت صوب همدان في نفس الليلة التي ترك فيها اغا بطرس اورميا متوجها نحو ساين قلعة لتلتقي باصدقائها الانكليز في همدان وتبدأ معهم لعب دور جديد خال من ضغوطات قداسة البطريرك الشهيد مار بنيامين والتي كانت تصب افكاره في خدمة الامة وليس في خدمة الانكليز ومن تتابعنا للاحداث نجد ان هذه العلاقة القوية التي لم تصيبها اي شائبة خلال حياتها والى يوم وفاتها رحمها الله ... لست انا الذي كتب عن الرسالة الانكليزية ولكنني كتبت استنادا على مصادري بانهم وجدوا في القلعة رسالة موجهة من قبل الايرانيين الى سمكو لاغتيال قداسة البطريرك وليس الانكليز ولكن الاخوان في محاولاتهم التبريرية بابعاد التبعية للانكليز اوقعوا نفسهم في فخ اكبر ويمكن للقراء الاعزاء ان يعودوا الى ارشيف المنبر الحر ويقرؤا ما كتبه احدهم عن جريمةاغتيال مار بنيامين
محاولات الاغتيال في العراق :
1)   لم تكن سبب وفات اغا مرزا شقيق اغا بطرس وفاة طبيعية حيث ان حرصه على مجابهة اعدائه بروحية المقاتل القائد كان يتوقع اغتياله من قبل عملاء الانكليز وبدفع منهم في اي لحضة ولهذا السبب كان اثناء عودته من تلكيف ليلا بالسيارة قد حمل مسدسه بيده واضعا اصبعه على الزناد لمواجهة اي موقف طاريء مما ادى الى انطلاق اطلاقة من مسدسه على فخذه نتيجة ارتطام السيارة باحدى الحفر الكبيرة في الطريق الذي نتج عنه نزيف شديد تسبب في وفاته ... منع اغا بطرس من حضور مراسيم دفنه في الموصل فقام ملك خوشابا ومالك خمو البازي وبقية الرؤساء بهذا الواجب لهذا القائد الذي قضى حياته في ساحات المعارك دفاعا عن امته ......
2)   محاولة اغتيال ملك خوشابا الاولى سنة 1920 :
هذه رسالة الاسقف ماريوآلا ادرج ترجمتها نصا ( سبق ان نشرت نص الرسالة الاصلية مكتوبة بخط يد نيافته من شيكاغو)
شيكاغو الينويس 19 تشرين الثاني
سيادة ملك خوشابا المحترم
اقدم اشواقي واحتراماتي . وبعد التحية ارجو من الله ان تكونوا وعائلتكم الكريمة بصحة جيدة ..
منذ مدة لم استلم منكم رسالة ولكني اعلم بان سيادتكم مشغول جدا بقضايا الملة .
صديقي العزيز الله يبارك اعمالكم المجيدة لامتكم . حقيقة ان خدمات عائلتكم الجليلة منذ القدم للامة الآثورية لا يمكن ان ينساها اي فرد من هذه الامة . ولكن ماذا اقول لسيدي المارشمعون والمارشمعونيين الذين لا يحترمون انفسهم ولا ألآخرين وانهم بهذه الطريقة لا يمكنهم ان يحافظوا لا على انفسهم ولا على غيرهم. ومع ذلك فلا تعتقد ايها العزيز بانهم قادرون على اذلالك واذلالي او اذلال الغير بل انهم يذلون انفسهم ويصبحون مسخرة امام الطائفة والعالم . نحن متالمون جدا لما صدر منهم من اعمال عدوانية ضدكم وفي كل قضية الا ان الله لا يترك الحق ويتمسك بالباطل ابدا . لقد وضعنا انفسنا في فوهة المدافع من اجلهم الا انهم مع ذلك تعمى عيونهم عندما يرون تقديم اقل تقدير او احترام من الملة لنا دون ان يفكروا بان التقدير والاحترام لا يقدم الا لمن يستحقه . فانتم سيروا للامام على بركة الله ونحن صامدون معكم حتى الموت وسوف لا نترككم حتى المعول والمجرف (القبر) فلتعمل سرمة خاتون ما تشاء دون تقصير اذ اننا واعون ولسنا من الاموات . وفي الحقيقة كنا نحب عائلة المارشمعون الا انهم لا يرغبون بذلك . فليفعلوا ما يشاؤن وليبقوا رؤساء ما استطاعوا الى ذلك سبيلا . ان اهالي ماربيشوا قد كتبوا ضدكم وضد اغا بطرس كثيرا وقد جاء لطرفكم شاب اسمه منصور من هنا لاغتيالكم واغتيال اغا بطرس فعليكم تدبر امره . ان هذه الاعمال التخريبية كلها صادرة من الماريوسف خنانيشو الذي يمثل دور المعارض ضدكم وضد اغا بطرس هناك .
عزيزي ارجو ان تكتبوا بعض الرسائل الى الملة الآثورية الموجودة هنا لانها باجمعها تؤيدكم وتؤيد اغا بطرس ما عدا اهل مار بيشو الذين هم وحدهم يقفون ضدكم الا اننا سنكسر رقبتهم هنا بعد برهة باذن الله وانتم بدوركم هناك . تحياتي لاغا بطرس .... خادمكم المخلص يوآلا .....
مؤامرة اغتيال ملك خوشابا الثانية :
مما يجدر ذكره بعد انقلاب مايس 1941 وعودة الانكليز للقبض بيد من حديد على مقاليد الامور في العراق وفرض سيطرتهم التامة على شؤونه الداخلية والخارجية . قاموا برد اعتبار لاصدقائهم والمرتبطين بهم من العرب والاكراد وألآثوريين واعادوا تعيين هؤلاء في المراكزوالمناصب الحساسة في الدولة مثل وزارة الداخلية وفي ادارات الالوية خاصة الشمالية منها لتنفيذ سياسة تستهدف ضرب العناصر الوطنية وتفتيت الجبهة الداخلية وبث الفرقة فيها . اما بخصوص اصدقائهم الاثوريين فقد قاموا بنقل مار يوسف خنانيشو بطائرة عسكرية خاصة الى (قبرص) للاجتماع بابن اخته مارشمعون وسرمة خاتون واعادته . بعدها بدا مار يوسف بنشاطا ملحوظا في التحرك بعد سبات منذ 1933 مستخدما سيارات الانكليز العسكرية وحمايتهم من الحبانية التي اتخذها مقرا شتويا له متنقلا بين الوية الموصل وكركوك واربيل ثم يصعد صيفا الى مصيف سر عمادية حيث يعسكر الليفي . وتم تعيين اقاربه في وظائف خاصة في السفارة البريطانية وقنصلياتها . اما الخطوة الثانية فهي دعوة مالك ياقو مالك اسماعيل للعودة من سوريا والتطوع ثانية في قوة الليفي الموضوعة في خدمة الانكليز . والخطوة الثالثة كانت اتفاق الزعامة الدينية الاثورية في الحبانية مع قيادة وضباط الليفي على اعداد محاولة لاغتيال ملك خوشابا وتصفية رفاقه فرسموا الخطة وامروا بجمع الاموال من اتباعهم في الحبانية من منتسبي الليفي واختاروا الزمرة المنفذة بزعامة (اسطيفانوس شمعون) الملقب بجورج ابو ماركريت من عشيرة جيلو الصغرى الذي تظاهر بقبول المهمة ووعد بتنفيذها .. وفي دار مار زيا سركيس في بغداد حيث صادف وجود ملك خوشابا الذي جاء من الموصل للعلاج توافد جمع كبير من المواطنين الاثوريين على مقر الاسقف لتهنئته بمناسبة عيد الفصح وقف جورج في المجلس امام الحاضرين وطلب الاذن بالكلام وقال ( اعترف امام الله وامام نيافة الاسقف وامام ملك خوشابا وامامكم بانني مكلف من قبل الزعامة الاثورية في الحبانية باغتيال ملك خوشابا مقابل مبلغ كبير من المال ) ثم كشف عن تفاصيل الخطة الموضوعة لذلك واردف قائلا(ولكنني بعد الامعان والتفكير في الامر تساءلت مع نفسي لماذا اقترف مثل هذا العمل وكيف لي ان اقتل انسانا بارا وصالحا لم نرى منه الا العمل المخلص والخدمة الصادقة لكل الاثوريين ونواياه الطيبة اتجاهنا جميعا . ثم كيف لي ان فعلت ذلك التخلص من غضب التياريين وانتقامهم ) يقينا ان دماء غزيرة كانت ستراق وان فتنة اثورية ضارية كانت ستنشب يستحيل التكهن بمداها لو قدر للامر ان يقع . ولكن رد ملك خوشابا لم يكن انفعالبا فلم يقم بشكوى قانونية ضدهم في المحاكم ولو ان اركان الدعوى القضائية  متوفرة ولكنه حاول بهدوء وتعقل متميز اعطاء درس لا ينسى للمسيئين اصحاب النوايا الخبيثة . فكتب لتلك الزمرة المتآمرة رسالة مطولة ذكرهم فيها بكل اعمالهم المخزية التي سببت المآسي والكوارث للاثوريين المساكين والتي يستحقون عليها القتل والموت مرات عديدة لا ان يقتل من كان سببا في خلاص هذه الامة والمحافظة على ما تبقى منها . وسالهم هل حقا تجرؤون على قتلي الان وعهدي بكم انكم جبناء رعاديد في ساحات الوغى تفزعون من النظر في وجهي وتخافون المرور من على جثتي فمن اين يا ترى حصلتم على هذه الشجاعة ألآن ؟؟؟؟؟؟
محاولات الاغتيال في سوريا :
من كتاب ( النضال الاشوري من اجل البقاء ) تاليف مالك لوكوشليمون بداوي التخومي ...
بعد ان استقر الاثوريين الذين هاجروا الى سوريا في منطقة الخابور وجدوا ان الوعود التي كانوا قد سمعوها من العائلة المار شمعونية  التي صورت لهم هذه المنطقة كجنة عدن بدت كجحيم قياسا الى المناطق والقرى الجميلة التي كانوا يسكنونها في العراق والموارد التي كانت تردهم من اعمالهم الزراعية وتربية الحيوانات تكفيهم للعيش بكرامة حالهم حال سكنة المنطقة من العرب والاكراد لا بل كانوا افضل حالا منهم ومن ناحية التسليح ايضا كانوا يشكلون ثقلا دفاعيا لا باس به بحيث انه في الفترة من 1920 الى 1933 لم تجرا اي من العشائر الكردية او العربية التحرش بهم ولهذه الاسباب مجتمعة حاول البعض منهم العودة الى قراهم في العراق اما الذين لم يتمكنوا من ذلك فاصبحت اعينهم معلقة الى عصبة الامم التي ربما تجد لهم دولة اخرى تقبلهم ليكونوا في حال افضل وبرز في هذه الفترة اي منذ 1934 خمسة اشخاص ينشطون في هذا الاتجاه وهم (مالك لوكو شليمون التخومي : مالك دانيال مالك اسماعيل : ليون دنخا الشمعوني : مقصود نيخو : رئيس شليمون زومايا ) وكان نشاطهم هذا مدعوما في البداية من قبل قداسة البطريرك من قبرص الا ان قداسته عاد بعد عدة سنوات ليغير رايه ويضع العراقيل امام اي توجه للهجرة من الخابور بعد ان لمس بوجود فائدة مادية كبيرة له في بقائهم وماساتهم (هذا ما سنراه في الرسالتين اللتين ارسلهما قداسته الى اهالي خابور والتي سانشرهما في الاجزاء المقبلة ) .
تهديد مالك لوكو شليمون التخومي بالاغتيال من قبل مجهولين :
في هذا الجو المشحون تلقيت رسالة التهديد بالاغتيال وقد ترجمتها حرفيا مع اخطائها الاملائية والنحوية .....
(مضمون الرسالة ) الى لوكو شليمون بداوي التخومي :
قبل اتخاذ اي اجراء نرغب في تبليغك وعليك الاذعان والا فان حياتك ستكون في خطر .
نحن كاتبوا هذا الانذار مجموعة من الشباب الاشوري (الاناني) الذين لا يهتمون لحياتهم . نحن الكتاب وبعد دراسة نشاطاتك لمدة طويلة قد توصلنا الى كونك اول من اثار المشاكل بين الاشوريين وسيتم اعتبارك المسؤل الاكبر عما سيحدث في المستقبل . وعليك تنفيذ الاوامر المحددة التالية :
1)   انت لست مالك (رئيس) تخوما كما تطلق على نفسك حاليا . الرئيس المناسب يجب ان يكون لديه شهادة بذلك موقعة ومختومة من قبل البطريرك مارشمعون .
2)   عليك مستقبلا طاعة كل الاوامر الصادرة من البطريرك مارشمعون وان تكون مخلصا لاتباعه .
3)   عليك حالا ايقاف جميع نشاطاتك ضد قائدك المعترف به بين جميع الامم والشعب الاشوري .
4)   عليك حالا انهاء كل علاقاتك مع يوسف مالك لكونه خائنا لشعبنا (ويقصد هنا بيوسف مالك التلكيفي الكاتب المشهور وسكرتير مار شمعون سابقا ) .
5)   اذا تجاهلت كل ما ذكر آنفا فان حياتك ستنتهي في القريب العاجل لاننا لا نريد ان يكون هناك بطر وخوشابا آخر .
(مرسلة من الجمعية السرية).....
هذا بالطبع لم يكن التهديد بالاغتيال الاول ولا ان المؤلف وحده قد تعرض لذلك فالناس في مواقع القيادة الذين اتخذوا قرارات تؤثر على حياة وحسن حال الاخرين عليهم توقع بعض ردود الفعل من الناس المتاثرين من ذلك ... ولكنهم حين  يلجؤن الى الاغتيال فذلك مؤشر على الشخصية المنحطة والافلاس الاخلاقي ... ولقد تعرض آخرون بالاغتيال في العراق سابقا امثال اغا بطرس وملك خوشابا ......
محاولة الاغتيال الثانية :
(يومو قاسم) شخص مصاب بجنون الاضطهاد تم استخدامه كقاتل لتصفية المناوئين :
ان يومو قاسم المذكور آنفا كان يعاني من مشكلة عقلية (جنون الاضطهاد) منذ طفولته وكان يمتلك مسدسا فقام النقيب الفرنسي (فيليود ) المسؤول العام عن المخيمات الاشورية في خابور بابعاد المسدس عن متناول يده كاجراء احترازي وسلمه الى (رومي) زوجة شليمون شقيق مالك دانيال ومالك ياقو اولاد مالك اسماعيل لكي لا يتمكن من استخدامه في اوهامه المجنونة . وعندما عادت (رومي) من قبرص بعد زيارتها لشقيقتها سرمة خانم وابن شقيقها مارشمعون اعادت المسدس الى يومو وتبين انها قد زودته بالتعليمات لما يجب ان يفعل به .. الخطر الكامن في وضع سلاح في يد شخص مضطرب عقليا شيء واضح تماما .. والاسوا من ذلك ان الامر لا يتطلب عبقرية في اقناع هكذا شخص للقيام بعمل يفكر بها الاشخاص الاسوياء اكثر من مرة قبل الاقدام عليها او يرفضونها مباشرة . اما السيد ليون دنخا الشمعوني كان يعيش لوحده ومن اجل تمضية الوقت تعود على اصطحاب يومو والذهاب في زيارات اجتماعية للجيران وبعدها كانا يعودان الى دار ليون في منتصف الليل تقريبا لشرب الشاي معا ليعود يومو بعد ذلك الى داره .... في يوم من ايام 1937 رافق ليون يومو كما هومعتاد وذهبا لزيارة الجيران ثم عادا الى بيت ليون في الساعة 30 : 11 ليلا وبينما كان ليون متقدما عن يومو وهو مطأطأ الرأس ليتمكن من الدخول من الباب الرئيسي الصغير اطلق يومو النار على ليون من الخلف فجأة وبشكل غير متوقع واخطأ باصابة قلبه بسنتمتر واحد طبقا لتقرير دكتور (فريشو) الطبيب الذي عالجه في بيروت . ثم هرب يومو من مسرح الجريمة مباشرة بعد ارتكاب جريمته وحاول دون جدوى مغادرة سوريا الى العراق ... وبالنسبة الى ليون فقد تم تبليغ النقيب (فيليود)من قبل سكان القرى المحليين فذهب مباشرة لرؤية ليون وحين ادرك خطورة حالته وان حياته معلقة بخيط رفيع طلب النقيب (فيليود)طائرة بشكل عاجل مرسلة من حلب لنقله الى مستشفى في بيروت من اجل علاجه واجريت له عملية جراحية وتم انقاذ حياته .... وكان ليون يتكلم الفرنسية وقد عمل مترجما لدى النقيب (فيليود) ... وفي نفس ليلة الحادث ذهب النقيب فيليود من تل تمر الى الحسكة وابلغ عنها السلطات في المحافظة . وطلب اخطار كل البلدات في الجزيرة ليبذلوا الجهد في عدم السماح ليومو للهروب من سوريا ... شوهد يومو بالقرب من احدى القرى في المنطقة وتمت مطاردته وطلب منه التوقف لكنه شرع باطلاق النار على ملاحقيه فحدث تبادل لاطلاق النار اصيب يومو فيها في فخذه بعد ان استنفذ اطلاقاته فلم يستطيع الهروب بفخذ مكسورة وتم القاء القبض عليه وتسليمه للسلطات الحكومية ... وعندما اخذت افادته عن طريق ترجمة الدكتور يادكار افاد يومو (انه تم تلقينه من قبل رومي قائلة له : هناك خمسة اشخاص يعارضون مارشمعون ويجب القضاء عليهم وهؤلاء الاشخاص هم مالك لوكو ومالك دانيال وليون دنخا الشمعوني ومقصود نيخو ورئيس شليمون زومايا ) وثبت انه كان ليومو شركاء في هذا العمل وقد جاء احدهم واعترف وطلب المغفرة من ضحيته المحددة والذي كان (مالك دانيال ابن مالك اسماعيل شقشق زوج رومي) والذي كان من المفترض اغتياله في تلك الليلة . ولا نريد هنا ذكر اسم القاتل ولا السبب الذي من اجله اراد قتل مالك دانيال الا ان اسمه ليس سرا على ابناء تياري في تل تمر .. الله هو القاضي وسيجازي كل واحد حسب اعماله ونواياه وقد اعترف القاتل بانه قد وضع مالك دانيال مرتين في مرمى سلاحه ولكنه اصيب بالرعب قبل الضغط على الزناد واضاف بانه شعر وكان صوت ما قد اخبره بعدم فعل ذلك .....انتهى الاقتباس .....
ايها القراء الاعزاء هنا لنا وقفة اخرى : من خلال قراءة هذه الاحداث الماساوية نجد ان عمة البطريرك رومي شقيقة سرمة خانم ومن العائلة الدينية المقدسة والتي من المفروض ان تكون ابعد الناس عن التورط في امور التآمر على القتل تتآمر على قتل شقيق زوجها واربعة آخرين والسبب الوحيد  كان لان هؤلاء الخمسة ارادوا ان يجدوا مخرجا آخر لاهلهم في خابور وهذا المخرج كان سيسبب خسارة مادية لهذه العائلة التي كانت تستغل ماساتهم في جني الاموال من اميركا (485 الف دولار ) استلمها قداسته ولم يسلم لاهل خابور منها سوى 1500 دولار اي ان حصة كل فرد لم تتجاوز (20 بنس ) .... هذا ما ورد في كتيب يوسف مالك التلكيفي السكرتير السابق لقداسة البطريرك واسم الكتيب (الله والحق) صادر في ايار 1948 الحسكة / سوريا .... وتمر السنين حتى عام 1975 حيث يعود المشهد الماساوي للظهور في هذه العائلة من جديد فيقوم ابن مالك ياقو شقيق زوج رومي بعملية اغتيال قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون ابن شقيق رومي ..... وهكذا كانت بداية ظهور هذه العائلة بمأسات القوش وانتهت بمأسات كاليفورنيا مرورا بمآسي قوجانس واورميا وكمسيحيين نقول رحمة الله على كل من قتل وكل ومن توفاه الله . ان كلمة القداسة لها معناها الروحي الخاص بها والذي لاجله تم تقديس تلك الشخصية ومن الصفات التي تتوفر في القديسين هي المنجزات الانسانية المتميزة والتضحية بالنفس من اجل المعتقد الروحاني والنسك والابتعاد عن الامور التي تدعو الى سفك الدماء والصدق مع الجميع حتى مع الاعداء والتعفف عن جمع الاموال وعدم الاستيلاء على اموال الآخرين (فكيف اذا كانت هذه الاموال هي اموال الفقراء واليتامى والارامل ) ؟ هذا الامر يسري على كل شعوب العالم باستثناء شعبنا الذي انفرد البعض منه الى تقديس من هو ابعد ما يكون عن القداسة ...... فهل الذي يتسبب في مقتل ألآلاف من ابناء شعبه من اجل حصوله على مركز دنيوي يعتبر قديسا ؟ وهل الذي يتآمر لاغتيال المناوئين له حتى من اقربائه لا لشيء سوى لانهم حاولوا ان يجدوا مأوى افضل لهم من سوريا مما يؤدي الى غلق مصدر رزق هذا القديس لانه عن طريق بقائهم في حالة الفقر والعوز يستطيع استجداء مئات ألآلاف من دولارات المحسنين في اميركا فهل يعتبر قديسا ؟ وهل الذي يتبوأ اكبر مركز ديني يمنعه من الزواج والانجاب يخرق قانون الكنيسة الذي من المفروض عليه حماية هذا القانون فيقوم بالزواج والانجاب واصدار اوامره لكافة المطارنة  والاساقفة للاقتداء به يعتبر قديسا ؟ اسئلة مطلوب الاجابة عليها .........
                                بولص يوسف ملك خوشابا
                               
                             
 
 

23
دور ملك خوشابا في انقاذ الاثوريين في حركة 1933 المشؤومة
لقد علمنا من رواية مالك لوكو شليمون التخومي في كتابه (النضال ألآشوري من أجل البقاء) كيف ان سرمة خانم وبعد اجتماعهما هي والمطران يوسف خنانيشو بمالك ياقو لمدة نصف ساعة فقط ليقررا ان يتوجه مالك ياقو ومالك لوكو الى قمم الجبال مع رجالهم المسلحين وتتمة القصة سبق وان ذكرتها .... في هذه الاثناء كان ملك خوشابا يقضي فترة الصيف في مصيف سر عمادية كعادته وقعت احداث معركة ديربون ومن ثم مذبحة سميل وتوسعت لتشمل القرى الذي ذهب بعض افرادها للمشاركة في معركة ديربون كل هذه الامور جرت وملك خوشابا لم يكن له اي علم بهذه الاحداث وذلك لبعد سر عمادية عن اقرب مركز للحصول على المعلومات لاكثر من ثلاثة ساعات مشيا على الاقدام ولان العملية جرت بسرعة وبتهور في اتخاذ قرار غير مدروس من قبل سرمة خانم وبتعمد مدروس لكي لا يعلم ملك خوشابا بالموقف لانه كان حتما سيمنع حدوثه حتى ولو اضطر الى استخدام القوة (كما جاء في مذكراته : لو كنت اعلم بانهم سيقومون بهذه الحماقة لكنت قتلت حتى خمسة عشر من هؤلاء المسؤولين عنها من اجل انقاذ ألآلاف من ابناء شعبي ) .... ان ملك خوشابا كان يتوقع حصول هذه النتائج من خلال نصائحه التي قدمها لسرمة خانم في سر عمادية والرسالة الشفوية التي ارسلها مع سرمة خانم الى قداسة البطريك هذه الرسالة التي لم توصلها اليه لانها كانت تتناقض مع افكارها .... بعد ثلاثة ايام من الاحداث وقع حادث قتل عدد من رجال عشيرة تياري العليا في جبل كارا حيث كانت عشيرة تياري السفلى متواجدة هناك لرعي اغنامها برئاسة رئيس صليو من ابناء عمومة ملك خوشابا وكذلك كانت قرية سيدر القريبة منهم تسكنها مجموعة من عشيرة باز يرأسها عزيز اغا شوو البازي فقرر الاثنين رئيس صليو وعزيز اغا ان يرسلا اربعة من رجالهما الى ملك خوشابا ليخبراه بما حدث وليستشيراه في الاجراءات الواجب اتخاذها وبالفعل تم ارسال كل من اسحاق ودرياوش ابناء صليو ومعهم وليم وخامس ابناء عمومة عزيز اغا البازي والاربعة كانوا من اولاد واقرباء رئيس صليو وعزيزاغا وذلك لخطورة الواجب المكلفين به حيث عليهم ان يقطعوا مسافات طويلة مشيا على الاقدام مارين بقرى وعشائر كردية يتحينون الفرص لقتل اي آثوري يتمكنون من قتله من اجل السلب والانتقام خاصة في تلك الظروف السائبة وبعد مسيرة يوم كامل وصل الاربعة الى سر عمادية حيث يقيم ملك خوشابا وروو له كل ما يحدث من قتل ونهب لبعض القرى الاثورية التي شارك رجالها في معركة ديربون ... وفي نفس الوقت وصل الى المصيف مختار قرية سميل المدعو وردة اوشانا من عشيرة تياري العلياطالبا حماية ملك خوشابا ومفيدا انه بينما كان يحاول العودة مع جماعته من سوريا لتسليم اسلحتهم للسلطات العراقية والرجوع الى قراهم واثناء عبورهم لنهر دجلة فتح مالك ياقو والبعض من اقربائه النار على القوات العراقية المتواجدة على الضفة الثانية للنهر ليفسدوا عليهم العودة بسلام الى بلادهم فحدثت معركة دموية كانت نتيجتها ضحايا كثيرة من الطرفين وتفرق شمل الاثوريين فعاد قسم منهم الى سوريا وتشتت آخرون في الجبال يرومون الوصول الى قراهم وعوائلهم وان حياتهم مهددة ... فتحرك ملك خوشابا بسرعة لتدارك الموقف وانقاذ ما يمكن انقاذه فاخذ بعض المقاتلين معه وتوجه الى العمادية وحاصر مقر القائمقام ودخل عليه بصحبة مقاتليه والذي كان آنذاك ماجد مصطفى بك قائلا له (انظر يا ماجد بك ان لم توقف الحكومة هذه المذابح فسوف اقود رجالي الى الجبال وستكون انت اول من اقتله بالرغم من صداقتنا ) فاجابه القائمقام بان حكمت سليمان موجود الان في سولاف فاذهب اليه واطرح ما تريده وسوف اتصل انا به من هنا فتوجه ملك خوشابا ومعه بعض الرؤساء الى وزير الداخلية واخبره بان هنالك امور خطيرة تجري على القرى الاثورية التي عادوا اهلها من سوريا نادمين فان لم تتوقف هذه الاعمال فورا فسيكون لي موقف آخر منها فاجابه وزير الداخلية ان كل ما استطيع ان اعمله هو باعطاء ترخيص لرجالك بان يحموا القرى من الاعتداء عليها باسم سلطة الحكومة ... قام ملك خوشابا بتوزيع مقاتليه على القرى التي كانت مناوئة له قبل ايام من ذلك من اجل حمايتها ولم يكتفي بذلك فاخذ الرؤساء معه وتوجه الى الموصل وفي آلوكة توقف لمقابلة بكر صدقي ويقول اللواء الركن مزهر الشاوي الذي كان آنذاك ضابط استخبارات برتبة ملازم (جاء ملك خوشابا وطلب مني ان اخبر العميد الركن بكر صدقي بانه يريد مقابلته فدخلت على بكر صدقي واخبرته بان ملك خوشابا رئيس اكبر عشيرة تيارية يريد لقاءك فاجابني بكر صقي ليتفضل وبعد ان دخل ملك خوشابا قال لبكر صدقي ما الذي تريدونه من الاثوريين العائدين الى قراهم بغية العيش بسلام فاجابه بكر صدقي بانه يريد منهم ان ياتوا الى المقر ويسلموا سلاحهم ثم يعودوا الى قراهم آمنين فاجابه ملك خوشابا بانه مستعد ان يجلبهم باسلحتهم على ان تتوقف كافة الاجراآت بحقهم فورا فاجابه بكر صدقي بانه سيوقف كل الاجراآت على مسؤليته على ان لا تتجاوز فترة جلبهم 72 ساعة فخرج ملك خوشابا واتجه مع مرافقيه الى الموصل ) انتهى الاقتباس .....
اتجه ملك خوشابا الى الموصل مع مرافقيه وفور وصوله الى المتصرفية طلب من المتصرف الاتصال ببغداد ليتكلم مع المسؤولين حول الموضوع وبعد ان تم تامين الاتصال مع المسؤولين في بغداد اخبرهم ملك خوشابا بمجريات الامور وخطورتها وقال لهم بالحرف الواحد ان لم يصدر قرارا من الحكومة بايقاف كافة العمليات العسكرية بحق العائدين الى قراهم وعوائلهم فسوف يضطر الى اللجوء الى القوة للدفاع عن ابناء شعبه اللذين عادوا طالبين حمايته ... وبعد نقاشات مشحونة مع المسؤولين في بغداد والتي كانت تتخللها مواقف عصبية من ملك خوشابا كما رواها مرافقيه وافقت بغداد على اصدار بلاغ الى كل القطعات والعشائر التي تطارد الاثوريين العائدين الى قراهم بايقاف العمليات فورا على ان تلقى هذه البرقية على شكل مناشير بالطائرات على القطعات المسلحة والنواحي لتبليغ العشائر بمضمونها لايقاف كل الاعمال العدائية ضد الاثوريين العائدين من سوريا .... اخذ ملك خوشابا نسخة من البرقية وتوجه فورا مع مرافقيه الى آلوكة حيث مقر بكر صدقي الذي خرج مسرعا من غرفته حال سماعه نبا وصول ملك خوشابا معتقدا بنه قد جلب معه كافة المسلحين كما وعده وساله قائلا اين هم المسلحين الذين وعدتني بجلبهم فاجابه ملك خوشابا انا لم اجلب اي مسلح وهذه رقبتي وهذا سيفك وما وعدتك به كان من اجل حماية شعبي ولكنني جلبت لك هذه البرقية التي ربما ستصلك من مراجعك بعد قليل ويقول اللواء الركن مزهر الشاوي بان بكر صدقي قال لملك خوشابا كيف قمت بهذا العمل لانقاذ الذين كانو بالامس يعادونك يا ليت شعبك يذكر لك موقفك هذا وبالفعل توقفت كافة العمليات العسكرية بعد ان خسر الاثوريين اعدادا هائلة من ابنائهم في مذبحة سميل ومعركة ديربون والقرى الاخرى نتيجة التهور والاابالية بحياة المساكين من ابناء الاثوريين الذين اصبحت دمائهم قربانا من اجل طموحات قداسة البطريرك في نيل السلطة الزمنية ... اما الذين عادوا الى سوريا فلقد تم اسكانهم على ضفاف نهر خابور على شكل مخيمات ويروي مالك لوكو شليمون كم كانت اوضاعهم مزرية حيث بدا التذمر ينتشر بينهم خاصة بعد ان وجدوا ان الوعود التي كانت قد اعطيت لهم لم تكن سوى سرابا وفي عام1934 تشكلت لجنة من اثوريي خابور تحوي مالك لوكو ومالك دانيال وآخرين ليجدوا لاهالي خابور منفذا آخر يقبلهم كمهاجرين افضل من سوريا .......
ان مفهوم الخيانة في كل شعوب العالم هوان يتفق شخصان او جهتان او مجموعتان او دولتان على تنفيذ موضوع معين ويقوم احدهما بتنفيذ ذلك الامر في الوقت الذي يمتنع الطرف ألآخر من تنفيذه فمن حق الطرف الاول ان يطلق على الطرف الثاني بالخائن ولكن عندما لا يكون هناك اي اتفاق بين الطرفين لا بل بوجود تناقض مطلق بين الافكار ويقوم طرف بتنفيذ امر خطير بدون علم الطرف ألآخر والذي لا يؤيده اصلا بتنفيذ هذا الامر فهل يحق للطرف المنفذ ان يطلق على الطرف الغير مشارك في التنفيذ عبارة خائن خاصة وان ثمانون بالمائة من ابناء الشعب فضلوا البقاء في ارض آبائهم واجدادهم ولم يكونوا على استعداد للتضحية بخيرة رجالهم من اجل حصول البطريرك على مكسب (السلطة الزمنية ) ... والذين يقولون بان المذبحة كانت مقررة بحق ألآثوريين مسبقا فالسؤال هو لماذا لم يتحارش احد بالقرى الاثورية التي لم يشارك احد من افرادها بمعركة ديربون باستثناء ابناء ألبازيين في سميل الذين كانوا ضحية ذهاب بعض ابناء عشيرة تياري العليا من سكنة سميل مع مالك ياقو ولا ننسى كم كان تفكير العشائر الكردية والعربية قبل ثمانون عاما متخلفا حاقدا على كل من هو غير مسلم ونحن هنا لا نبرء الجيش العراقي من اشتراكه في مذبحة سميل ولكن يجب ان لاننسى ان ذلك الجيش كان من نفس الشعب المملوء احقادا وكرها اضافة الى ما مني به من خسائر في معركة ديربون مما جعله ينفث سمومه على الناس الابرياء في سميل وهنا نتساءل هل الذين كانوا السبب في اشعال هذه الفتنة الدموية جاهلين بما سيحدث ام انهم كانوا يتوقعون ذلك وفضلوا التضحية بهذه الارواح البريئة من اجل حصول قداسته على السلطة الزمنية .... اذا المسالة كانت ان كل من لم يؤيد البطريرك وسرمة خانم والمطران يوسف خنانيشو حتى وان كانوا على خطا فهو خائن ... فاغا بطرس خائن وملك خوشابا خائن ومار سركيس خائن ومار يوالا خائن ومالك زيا خائن ومالك خمو البازي خائن ومالك نمرود جيلو خائن ومالك مروكي جيلو خائن والقس يوسف قليتا خائن والقس خندو التخومي خائن والقس كينا البازي خائن وكل اتباعهما خونة ومالك جكو تياري العليا زوج شقيقة مالك ياقو خائن وعشيرة تياري السفلى والتي تمثل بتعدادها اكثر من كل العشائر مجتمعة خائنة اضافة الى عشيرة باز ثم اضاف قداسته الى قائمة المتهمين بالخيانة مالك دانيال زوج خالته ومالك لوكو شليمون الذي قاتل من اجله مضحيا برجاله ومن ثم ادرج (يوسف مالك التلكيفي الذي التحق به ورافقه حتى اكتشف حقيقة ما يجري فتركه ) فاصبح خائنا نعم في نظر هذه العائلة كل من خالف رايهم في الامور المصيرية هو خائن وقد استثنى من الخيانة المطران مار يوسف خنانيشو وبعض المقربين له لان الانكليز ارادوه ان يبقى في العراق لانهم لم يريدوا ان تكون الساحة العراقية خالية من اصدقائهم المخلصين لهم ...
ولنعود الى قوات الليفي بقيادة والد البطريرك اين كانت هذه القوات ؟ ولماذا لم تهب لنجدة ومعاونة مالك ياقو ومالك لوكو وانقاذ ألآثوريين من المذابح خاصة وان مسؤولهم الانكليزي طلب منهم ذلك ؟ اسئلة محيرة حقا .... سيضل التاريخ يذكر كل هذه الاحداث مهما طال الزمن وان كتب وكتيبات مالك لوكو شليمون التخومي ومالك يوسف التلكيفي قد فضحت كثيرا من الامور التي كانت مدفونة في قمقم مشوهي الحقائق السابقين وألآنيين وان مخاطبة ضمائر هؤلاء امر لا فائدة مرجوة منه لان الذي يسترخص دماء آبائه واجداده وعشيرته وامته والتملق لهذا او ذاك من اجل (شيء في نفس يعقوب ) لا قيمة للضمير عنده ......ومن الامور الفردية التي قام بها ملك خوشابا انه كان هناك شخص اسمه زادوق الاشوتي وكان الوحيد مع مجموعة صغيرة صغيرة معه يرومون الالتحاق بجماعة مالك ياقو وتم القاء القبض عليهم من قبل القطعات العراقية فادعوا بانهم من رجال ملك خوشابا ولما جلبوا امام ملك خوشابا ايد ذلك مدعيا بانه ارسلهم بواجب حماية القرى بالرغم من ان هذا الشخص وجماعته كانوا من اشد المعارضين لملك خوشابا فتم اطلاق سراحم مع اسلحتهم كما انه كان قد اصدر اوامره الى كافة القرى بعدم تسليم سلاحهم لكائن من كان ......
لقد دأب البعض على ترديد وكتابة بعض العبارات مثل عبارة (المتعاونين مع الحكومة من اجل المصالح الشخصية) ويقصدون بذلك ملك خوشابا ومؤيديه من رؤساء العشائر والرؤساء الروحانيين ..... الجميع يعلم ان ملك خوشابا عاش حياة (خبزنا كفافنا اليوم ) ومات وهو لايملك حتى دارا سكنية وحتى ولده يوسف ملك خوشابا لم يملك دارا خاصة به  الا بعد ان منح قطعة ارض من قبل جمعية بناء مساكن الضباط وكذلك حال مالك خمو البازي ومالك نمرود جيلو الذي كان يسكن احدى القرى ومالك مروكي الذي كان موظفا في شركة النفط اما مارسركيس المسكين كان سنويا يقطع مئات الاميال قسم كبير منها مشيا على الاقدام ليصل الى نيروا وريكان حيث يقدمون له (هديتهم بما تجود بها ايديهم) وكذلك مريوالا .. فاين اصبحت المكاسب الشخصية ... والاخوة الذين يريدون ان يعلموا اين كانت تذهب الاموال فليراجعوا كتاب قوات الليفي العراقية وكتيب الله والحق ليوسف مالك الذي يشرح فيه كيف ان ما مجموعه 450 الف دولار تم جمعها من الشعب الامريكي عام 1948 باسم حاجة انسانية لاهل خابور الذين لم يحصلوا منها الا على 1500 دولار (20 بنس) لكل شخص فقط ... اما مسالة التعاون مع الحكومة فمن الذي كان متعاونا مع الحكومة منذ تاسيسها حتى سنة 1932 ؟ الم تكن العائلة المارشمعونية هي التي تامر وتنهي بقوة الانكليز ؟ الم تجرد سرمة خانم قوات اغا بطرس وملك خوشابا من اسلحتهم بقوة الانكليز لمنعهم من العودة الى اوطانهم ؟ الم تقوم بنفي اغا بطرس ووضع ملك خوشابا في الاقامة الجبرية والرؤساء في السجون ؟ الم تجرد القس يوسف قليتا من المطبعة التي جلبها من الهند لخدمة اللغة والدين ؟ ومن الذي طرد المطران مار طيماثيوس من العراق وبقوة من ؟ فلنكون منصفين ونضع الاصبع على الجرح وكفى تملقا واستخفافا بدماء عشرات ألآلاف من ابناء شعبنا .... لقد اختلطت الاوراق وبتنا لا نفرق بين مصلحة ألآشوريين كشعب وبين مصلحة العائلة البطريركية فاصبحت الامور هكذا تجري اي كما يقول المثل العراقي اصبحا (جيب واحد) ... اما ما يردده البعض عن خيانة الانكليز للآشوريين (اي العائلة البطريركية لاننا جيب واحد ) فمسالة تحتاج الى محللين سياسيين خبراء من الدرجة الاولى ليتمكنوا من ان يجدوا مخرجا مناسبا للعلاقة التي كانت تربط العائلة البطريركية بالانكليزمنذ ان وطات اقدام مستر براون ارض قوجانس .. هذه العلاقة التي جلبت الويلات على شعبنا منذ اغتيال قداسة الشهيد مار بنيامين حتى نكبة سميل التي كانت بمثابة القشة التي كسرت ظهر البعير .... هل ننسى كيف تم ابعاد اغا بطرس عن القوات التي شكلت في همدان لانه اراد ان يقودها عائدا الى اورميا لانقاذ اكثر من خمسة عشر الف اسير قبل ان يتم ذبحهم ؟ وهل نسينا كيف تمت عملية خداع الشعب بعدم ارسال اغا بطرس المنتخب من غالبية الشعب الى مؤتمر السلام وارسال سرمة خانم بدلا عنه الى انكلترا لتقضي ثمانية اشهر في احد  الاديرة التي لا علاقة لها بمؤتمر السلام ؟ وهل وهل وهل ؟؟؟؟؟ كل هذه الامور حدثت وغالبية الشعب كان يعلم ان الانكليز يسييرون الاشوريين وفق ما تقتضيه مصلحة بريطانيا العظمى وليس وفق مصالح ألآثوريين ولكن سرمة خانم كانت تردد دائما على مسامع المشككين (لا تزعجوا اصدقائنا الانكليز بمطاليبكم فهم ادرى منا بحقوقنا ) ... نعم كانت حقوقنا نتيجة هذه الصداقة هي القتل والذبح والتمزيق ولكن المهم ان سرمة خانم منحت وسام القديس اوغسطين وهذا نص ما جاء في جريدة (ديلي تلغراف ) والذي سبق ان نشرته في الاعداد السابقة :
منحت الليدي سرمة خاتون (عمة المارشمعون) وسام القديس اوغسطين تثمينا لعلاقاتها القوية بالكنيسة الانكليزية وتقديرا لخدماتها للانكليز في الحرب العالمية الاولى ... ديلي تلغراف / الاثنين 24 ك2 / 1966 .......
                                              بولص يوسف ملك خوشابا




24
قداسة البطريرك وسرمة خانم ومار يوسف خنانيشو (التفرد بالقرار)
لقد ذكرنا في الجزء الاول بان ملك خوشابا وضع شرطين للموافقة على حضوره المؤتمر (نوجزها بألآتي : عدم الاجتماع سرا باي شخص او جهة اجنبية ... ان يقطع الاثوريون حالا علاقاتهم مع الجهات والحكومات الاجنبية ) ولقد وافق كافة المؤتمرين على ذلك وبعد ان انفض الاجتماع على هذا الاتفاق اجتمع كل من قداسة البطريرك وسرمة خانم والمطران مار يوسف خنانيشو سرا بالكابتن (هولت) المرسل من قبل المندوب السامي البريطاني بدون علم اللجنة المنتخبة من قبل المؤتمر والتي تالفت من :
1)   قداسة البطريرك مار ايشا شمعون
2)   المطران مار يوسف خنانيشو
3)   الاسقف مار زيا سركيس
4)   الاسقف مار يوآلا
5)   ملك خوشابا مالك يوسف
6)   مالك زيا مالك شمزدين
7)   مالك ياقو مالك اسماعيل
8)   مالك خنانو التخومي
9)   صادق المارشمعوني
واما مطالبهم فلقد كانت كما يلي :
1)   الاعتراف بألآثوريين كقومية ساكنة في العراق وليس كطائفة دينية
2)   وجوب اعادة مناطق سكنى الاثوريين التي نزحوا منها اليهم
3)   اذا كان المطلب الثاني غير ممكن التحقيق يجب ايجاد سكن مفتوح لجميع الاثوريين داخل وخارج العراق يكون مركزه في دهوك على ان يكون تحت ادارة متصرف عربي يساعده مستشار بريطاني مع تشكيل لجنة لايجاد اراضي اميرية خصبة لتسجيلها باسم الاثوريين وتخصيص المبالغ اللازمة لاستثمارها على شرط عدم المس بالاراضي العائدة للاكراد لوجود اراضي كافية غيرها واعطاء الاسبقية في التوظيف للاثوريين في تلك المناطق
4)   منح المار شمعون وساما رفيعا من قبل الحكومة العراقية والاعتراف له بالسلطتين الزمنية والدينية على الاثوريين
5)   تعيين مندوب عن الاثوريين في مجلس النواب العراقي
6)   تخصيص اوقاف لرؤساء الدين
7)   فتح مدارس باللغة الاثورية في تلك المناطق مع تدريس اللغة العربية فيها
8)   انشاء مستشفى في دهوك ومستوصفات في القرى الاخرى
9)   عدم مصادرة بنادق الاثوريين
وختموا مطالبهم هذه بانه فيما اذا تم قبولها سيقوم افراد جيش الليفي بسحب استقالتهم التي سبق وان قدموها الى السلطات البريطانية :الا ان الذي حدث هو نقض قداسة البطريرك وسرمة خانم والمطران مار يوسف خنانيشو الشروط التي اجمع المؤتمرين عليها وقاموا بالاجتماع بالكابتن هولت سرا لذا اجتمع ملك خوشابا بممثلي عشيرته وهم كل من خيو اوديشو الاشوتي وعوديشو لواندو بني كبة وشمعون برخيشو بني ماثا الذين كانوا حاضرين في سر عمادية وقال لهم بان قداسة البطريرك قد نقض عهده بعدم الاجتماع على انفراد مع اي شخص كان في الامور التي تخص الاثوريين دون علم المؤتمرين وانه (اي ملك خوشابا) منسحبا من المؤتمر وعليهم ان ينتخبوا شخصا آخرا ليحل محله . الا ان هؤلاء الممثلين رفضوا انتخاب غيره واعربوا له عن موافقتهم على قراره من الانسحاب من المؤتمر وعدم تعيين شخص آخر محله . وفي الجلسة الثانية للمؤتمر نهض ملك خوشابا وقال لقداسة البطريرك وعمته سرمة خانم بحضور جميع المؤتمرين بانه قد انسحب من المؤتمر وابرز لهما رسالة عشيرته بالموافقة على ذلك . فاظهر قداسة البطريرك وسرمة خانم وجميع المؤتمرين عدم الرضا على قراره وحاولوا بجميع الطرق حمله على العدول عنه ولكن دون جدوى . فرجوه ان يبقى في المؤتمر ولو اسميا دون ان يكلف باي شيء او يتحمل اي مسؤولية ضد رغبته الا انه رفض طلبهم معلنا بانه غير قادر على التعاون مع قداسة البطريرك وسرمة خاتون في امور غامضة لانه لا يمكنه ان يوليهما ثقته بعد ان خرقا شروط المؤتمر منذ البداية . وعلى اثر ذلك اعترف كل من قداسة البطريرك وسرمة خانم عن اتصالاتهما السرية مع الضابط الانكليزي موضحين بعض الاعذار لعدم تمكنهم من اطلاع المؤتمرين على ذلك في حينه . فاجابهما ملك خوشابا بانه مع شديد الاسف لم يقتنع بتلك الاعذار وانه يراهما يحركان الاثوريين في غير صالحهم بل من اجل مصالحهما الخاصة مما قد يسبب لهم كارثة خطيرة اسوأ من كل الكوارث التي المت بهم في السابق لذا فانه لن يتدخل في امور تجلب الخراب والدمار للاثوريين وانه يحذر الاثوريين من تلك النتائج منذ الان .
لقد اثبتت نتائج ذلك الاجتماع السري الذي جرى مع الضابط الانكليزي صحة ما قاله ملك خوشابا للمؤتمرين وايده فيه ستة من الاعضاء حيث قام قداسته بارسال رسالة مع الضابط الانكليزي الى ضباط الليفي وعلى راسهم والده داؤد يطلب فيها منهم انهاء الاضراب دون انتظار رد المندوب السامي البريطاني على المطاليب المقدمة من قبل المؤتمرين . وهكذا تم اسقاط ورقة الضغط المتبقية للاثوريين على الانكليز ..... وكان قد ايد موقف ملك خوشابا اكثر من نصف المؤتمرين وعلى راسهم كل من الاسقف مار زيا سركيس والاسقف مار يوآلا ومالك زيا شمزدين .. ولقاء هذا التنازل الذي قدمه قداسته للمندوب السامي البريطاني برسالته التي ارسلها الى ضباط الليفي بانهاء اضرابهم كانت ثمراته ابقاء داؤد والد البطريرك في منصب (رب خيلا) ووضع شروط مهينة على المضربين والتي ادرجها كألآتي :
1)   ان يستمروا بالخدمة باخلاص حتى وقت تسريحهم
2)   ان لا يقدموا استقالاتهم مجتمعين
3)   يوافقون على تسريحهم على وجبات في فترات متتالية
4)   ان يتعهدوا بعدم التدخل في الشؤون السياسية لامتهم
5)   كما اشترطوا على قداسته وبقية الرؤساء ان يتعهدوا بعدم التدخل في شؤون الليفي
جواب المندوب السامي البريطاني على مطاليب قداسة البطريرك والرؤساء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارسل المندوب السامي البريطاني جوابه على مطاليب قداسته ورؤساء الاثوريين بواسطة سكرتيره الكابتن هولت الذي جاء الى سر عمادية واجتمع بقداسته ورؤساء الاثوريين الذين كانوا معه حاملا جواب المندوب السامي البريطاني اليهم .. رفض المندوب السامي تحمل مسؤلية تلك المطاليب وادعى بانها من اختصاص عصبة الامم وليست من اختصاصه ولا من اختصاص حكومته . ومع ذلك وعد بانه سيحاول استخدام نفوذه لدى الحكومة العراقية لحملها على الموافقة على تنفيذ المطاليب المعقولة منها بقدر ما تسمح به القوانين العراقية مثل اسكان الاثوريين في الاراضي الاميرية الخالية وفتح المدارس لهم ومنحهم الجنسية العراقية ... اما مسالة ضم مناطق سكناهم الاصلية في منطقة حكاري بتركية الى العراق ومنح السلطة الزمنية للبطريرك فتلك امور تخص عصبة الامم .....
ايها القراء الاعزاء لو قرانا هذه الرسالة بامعان والتي تمثل سياسة الحكومة البريطانية اتجاه العراق والاثوريين لوجدنا ان بريطانيا العظمى المهيمنة على السياسة الدولية آنذاك وكذلك المهيمنة على توجيه قرارات عصبة الامم لم تكن مستعدة لمنح او السماح بمنح قداسة البطريرك السلطة الزمنية وان ما وافق عليه المندوب السامي البريطاني وافق على اكثر منه الملك فيصل الاول في مؤتمر سولاف وان كل ما قيل ويقال على عدم صلاحية الاراضي التي منحت للاثورين لم تكن سوى حجج واهية لانصيب لها من الواقع فالآثوريين وقبل قبول العراق في عصبة الامم قد تم توزيعهم على اقضية دهوك وزاخو والعمادية وعقرة وكلها متاخمة لبعضها ولم يعترض قداسته على ذلك التوزيع والامر من كل ذلك ان غبطة المطران يوسف خنانيشو لم يعترض على اسكان رعيته (نوجيا ) في منطقة راوندوز البعيدة لان هذا التوزيع كان بارادة الانكليز ومن الامور التي يجب ان تذكر ان منطقة نهلة التي سكنتها عشيرة تياري السفلى في التقسيم الذي كان بارادة الانكليز لم يعترض عليه قداسته لا بل قام بزيارة المنطقة ولكن عندما اخفق في نيل مطلبه في منحه السلطة الزمنية من قبل عصبة الامم اصبحت المناطق التي يسكنها الاثوريين غير ملائمة وانها تخالف توصيات عصبة الامم ؟؟؟؟؟؟ علما ان منطقة نهلة التي ادرجت في قاموسهم كمنطقة موبوءة بالملاريا لا تزال اكثر المناطق الاثورية كثافة بسكانها وقراها العامرة وارضها المعطاة وسعادة اهلها وجمال طبيعتها التي يؤمها الآلاف من ابناء اهلنا من سهل نينوى صيفا .......
                         بولص يوسف ملك خوشابا                                                                                                                                                                     

25
اضراب الليفي ومؤتمر سر عمادية ومن سبب فشله
بعد نقل مقر قوات الليفي من الموصل الى معسكر الهنيدي (معسكر الرشيد لاحقا ) في بغداد تم نقل داؤد والد قداسة البطريرك فسكن في احدى دور المعسكر . جاءت سرمة خانم الى بغداد ونزلت في دار اخيها داؤد وطلبت من دانيال مالك اسماعيل زوج خالة البطريرك الذي كان الضابط الاقدم للفوج الليفي الثالث المنقول الى بغداد ان يجمع كل ضباط الفوج لتلتقي بهم سرا في اجتماع مغلق . ولما اجتمعت بهم في غرفة طعام الفوج في معسكرهم قالت لهم بانها ارادت الاجتماع بهم لتعلمهم بان الانكليز قد خانوا الاثوريين ونكثوا الوعود التي كانوا قد قطعوها لهم . لذا وجب عليهم تقديم طلب الى السلطات الانكليزية بترك الخدمة في قوات الليفي ليتسنى للاثوريين لايجاد مخرج اخر لهم . فاجابها اكبر الضباط سنا ورتبةوهو الاستاذ شاهين كوركيس (ايتها المحترمة سرمة خانم حتى الآن كنتم تقولون لنا بان الانكليز سوف يعطوننا كل شيء واليوم تقولون بان الانكليز قد نكثوا بوعودهم لنا . لقد اصبحنا في حيرة من امرنا لانه لم يبقى امامنا اي امل او طريق آخر نسلكه اذ ان كل شيء قد انتهى بالنسبة لنا ) فاسكتته سرمة خانم ولم يستطيع معارضتها لان اكثرية الضباط كانوا من اقربائها واتباعها . (وكان الاستاذ شاهين من ضباط الليفي الذين تم تسريحهم بعد تلك الحركة فانضم الى الجبهة المعارضة لقداسة البطريرك ) . وعليه طلبت سرمة خانم من اولئك الضباط تقديم مذكرة سرية الى السلطات البريطانية موقع عليها من قبل جميع ضباط الليفي في بغداد وخارجها . بحيث لا يعلم بها الانكليز قبل تقديمها . وبعد ان اقسموا اليمين على ذلك احضر الشماس بصلئيل مرخائيل من عشيرة جيلو الذي كان ملما باللغة الانكليزية والضرب على الآلة الطابعة وكان يعمل كاتبا في مقر القوة الجوية البريطانية في معسكر الهنيدي لاعداد تلك المذكرة . وبعد الفراغ من طبعها تم توقيعها من قبل كافة الضباط في بغداد ثم ارسلت الى ديانا حيث مقر الفوج الليفي الثاني الذي كان ضابطه الاقدم ياقو مالك اسماعيل بيد ( رب اما ) مقصود نيخو من عشيرة تخوما الذي كان من اشد انصار عائلة المار شمعون ا لا انه اصبح بعد تسفير الاثوريين الى سوريا من الد معارضيهم . وبعد ان تم التوقيع على المذكرة من قبل ضباط الفوج الثاني ايضا عاد بها السيد مقصود الى بغداد وقدمت الى العميد براون آمر قوة الليفي بواسطة داؤد (رب خيلا ) والد البطريرك . فصعق الانكليز من هذه المفاجئة الغير منتظرة من اصدقائهم المخلصين واخبر العميد براون المندوب السامي البريطاني بموضوع المذكرة فطلب المندوب السامي احضار جميع الضباط عنده في بناية السفارة البريطانية الحالية واثناء مقابلته لهم انذرهم بانهم كعسكريين ليس من حقهم التدخل في الشؤون السياسية ثم صرفهم الى وحداتهم بعد ان اخبرهم بانه سوف يتباحث مع البطريرك بخصوص الموضوع . ولما كان اولئك الضباط قد حددوا مدة شهر واحد كحد اقصى لبقائهم في الخدمة اذا لم تنفذ شروط المارشمعون اسرع المندوب السامي وارسل سكرتيره الكابتن (هولت)بطائرة عسكرية لحل تلك المشكلة . وحطت الطائرة في قرية بيباد التي كان فيها مطار صغير للطائرات العسكرية شيده الانكليز للطواريء ثم صعد الكابتن ليلا من بيباد الى سر عمادية وهنالك اجتمع بكل من قداسة البطريرك وسرمة خانم والمطران يوسف خنانيشو (دون ان يعلم بذلك الرؤساء الاثوريين الباقون والموجودون حينها في سر عمادية كهيئة دائمية منبثقة عن المؤتمر الاثوري العام مخولين كل الصلاحيات التي تتعلق بالقضية الاثورية : وكان هذا اللقاء نقض للاتفاق الذي ابرم في مؤتمر سر عمادية والذي كان ينص على عدم اجراء اي لقاء منفرد مع اي جهة دون حضور اعضاء الهيئة ) ... تمكن الكابتن هولت من اقناع هؤلاء الثلاثة بالرجوع عن قرارهم ضاربين عرض الحائط قسم عدم الاتفاق سرا مع اي جهة كانت دون علم الهيئة المنبثقة من مؤتمر سر عمادية وكذلك الاحراج الذي كانوا قد تسببوا به لضباط الليفي الذين اقسموا ان لا يتراجعوا عن قرارهم الا بتحقيق مطالبهم وها هي القيادة الدينية (السياسية) تتخذ القرار الذي يخص شؤون الامة دون علم احد ... فارسل قداسته رسالة مع الكابتن هولت الى الضباط والجنود الاثوريين يطلب فيهر منهم العودة الى الخدمة اذ انهم كانوا قد رفضوا الاستمرار في خدمة الانكليز نظرا لكون مدة الانذار البالغة شهر واحد قد انتهت آنذاك دون تنفيذ شروط قداسته .. كانت القيادة البريطانية قد قامت بنقل دور ثمبتون شاير الاول البريطاني من مصر الى العراق جوا حيث وضعت سريتين منه في بغداد وارسلت القسم الباقي منه الى الموصل ونقاط اخرى كانت قوات الليفي تقوم بحراستها في الشمال . وفي معسكر الهنيدي في بغداد قام ضباط الصف والجنود الاثوريين باعمال عدوانية قاسية ضد ضباطهم الانكليز بعد انتهاء مدة الانذار وذلك لعدم اتخاذ هؤلاء الضباط اجراءات رسمية لتسريحهم لانهم كانوا لا يزالون ينتظرون الجواب من البطريرك لعلمهم بالاتصالات التي كانت جارية سرا معه حول الموضوع بينما كان ضباط الصف والجنود يجهلون ذلك ... ودامت حالة الفوضى لمدة اسبوع الى ان وصلت رسالة قداسة البطريرك المرسلة مع الكابتن هولت الذي عاد الى بغداد بنفس الطائرة ونزل في مطارالهنيدي العسكري . ولما تم تبليغ مضمون الرسالة الى منتسبي الليفي بلزوم عودتهم الى الخدمة ثانية حصلت ضجة كبيرة وانقسام خطير بينهم بعد ان كانوا جميعا قد اقسموا اغلظ الايمان على عدم الاستمرار في خدمة الانكليز فشعر قسم منهم بان العائلة البطريركية تستغلهم من اجل مصالحها الخاصة فمرة يامرونهم ان يتركوا خدمة الانكليز ثم يتراجعون ويطلبون منهم الاستمرار في الخدمة بعد ان وعد الكابتن هولت قداسته اثناء اجتماعه باقطاب العائلة في سر عمادية بابقاء داؤد والد البطريرك في منصبه . (وكأن مصلحة الامة تقتصر في ابقاء داؤد في منصبه)
ومع ذلك رفض قسم كبير من الضباط وضباط الصف والجنود من الاستمرار في خدمة الانكليز لانهم كانوا قد اقسموا اليمين وقطعوا عهدا على انفسهم بذلك . اما القسم الاخر الذين كانوا يعتبرون قسمهم مرتبطا برضاء البطريرك عادوا الى  الخدمة في جيش الليفي حتى انهائه من قبل الحكومة العراقية سنة 1954 حيث انظم عدد كبير من الضباط وضباط الصف الى صفوف الجيش العراقي بنفس رتبهم السابقة بالرغم من ان غالبية ضباط الليفي لم يكونوا يجيدون القراءة والكتابة باللغة العربية المستخدمة في الجيش العراقي ولكنه تمت معاملتهم معاملة خاصة حتى تقلدهم رتبة رواد حيث احيلوا على التقاعد لكبر سنهم ومنحوا كافة امتيازات ضباط الجيش العراقي الدائميين في التقاعد .....
مؤتمر سر عمادية في 16 حزيران 1932 :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان قداسة البطريرك وسرمة خانم يمضيان فصل الصيف في سر عمادية بالقرب من معسكر القوات البريطانية الصيفي الذي كان يحرسه جنود الليفي الاثوريين . وبالقرب منه وعلى منبع (جربية ) كانت تنصب خيمة كبيرة لقداسة البطريرك وسرمة خانم يحرسها جنود الليفي وفي هذا المكان قام قداسة البطريرك وسرمة خانم والمطران يوسف خنانيشو بدعوة رؤساء الاثوريين من الروحانيين والعلمانيين للاجتماع لغرض مناقشة اوضاع الاثوريين وتقرير مصيرهم بعد ان اصبح من الواضح لهم بان الانتداب البريطاني في العراق سينتهي الى الابد قريبا وبانتهائه دون شروط لا يمكن للجماعة المتعاونة مع الانكليز والمعتمدة عليهم العيش في العراق كما كانت تحلم فحضر هذا المؤتمر كل ممثلي الاثوريين مثل الاسقف مار زيا سركيس والاسقف مار يوآلا والمطران مار يوسف خنانيشو وكافة رؤساء العشائر اما ملك خوشابا الذي كان في مصيفه (عين خلاوة) في سر عمادية والذي لم يكن يبعد عن اكثر من نصف ساعة مشيا على الاقدام عن مكان المؤتمر فلم تكن له الرغبة في حضور المؤتمر لانه كان قد ابتعد عن التدخل في شؤون الاثوريين العامة بعد وضعه في الاقامة الجبرية في الموصل ونفي اغا بطرس سنة 1921 الا ان الالحاح الشديد من قبل قداسة البطريرك وسرمة خانم وكل الرؤساء الاثوريين اضطر للحضور الى المؤتمر تجنبا من اتهامه بالامتناع من تقديم خدمة للاثوريين وقت الحاجة من ناحية ومن ناحية اخرى اراد ان يتاكد هل ان العائلة البطريركية تركت خدمة مصالح الانكليز وعادت الى جادة الصواب لتقديم خدمة حقيقية لمصلحة وخير الاثوريين حيث ان الاثوريين الطيبين ومن مختلف العشائر كانوا يؤمنون بحكمة وصراحة ملك خوشابا وبعد نظره وشجاعته وانهم يعرفونه لا يعرف التملق او المراوغة او الخضوع لما يراه خطأ ....
لقد اشترط ملك خوشابا لحضوره المؤتمر ما يلي :
1 ) ان يتعهد المؤتمرون بما فيهم قداسة البطريرك بعدم الاجتماع على انفراد او بالسر باي شخص او جهة اجنبية او غير اجنبية في شؤون تخص القضية الاثورية الا بحضور الجميع وان لا يتخذ اي قرار فيما يخص هذه القضية الا باتفاق جميع المؤتمرين (اي انه طالب بتشكيل هيئة آثورية دائمية تمثلهم جميعا وتدير شؤونهم) ..
2) ان يقطع ألآثوريون حالا علاقاتهم مع الجهات والحكومات الاجنبية لان تلك العلاقات هي التي اوصلت الاثوريين الى هذه الحالة واصبحت تهدد مصيرهم ألآن اكثر , غير انه بعد الجلسة الاولى للمؤتمر علم ملك خوشابا بان قداسة البطريرك وسرمة خانم قد اجتمعا سرا مع الكابتن هولت المرسل من قبل المندوب السامي البريطاني دون علم المؤتمرين ........ يتبع في الجزء المقبل
                            بولص يوسف ملك خوشابا

26
اقتبس من كلام مالك لوكو : واخيرا وصلنا جواب المندوب السامي الفرنسي من بيروت بان المارشمعون لم يكن لديه اي اتصال مع الفرنسيين وانه صديق الانكليز لذا فانه لا يعلم اي شيء عن قضيتنا وعلينا ان نسلم اسلحتنا الى السلطات الفرنسية . وهكذا تم تجريدنا من بنادقنا وبقينا في ذلك الوادي نعاني من الجوع والعطش وحر الشمس بينما كانت المفاوضات جارية بين السلطات الفرنسية والحكومة العراقية بصددنا . وعلى اثر ذلك حدثت بلبلة شديدة وتذمر بين صفوف الوافدين متهميننا باننا قد خدعناهم واخذوا يستفسرون عن الارزاق والمساعدات المالية التي كنا والمارشمعون قد وعدناهم بها عندما كانوا في العراق . ثم ازداد هياجهم وعلت صيحاتهم وصرخاتهم ضدنا وخاصة من عشيرة تياري العليا التابعين لمالك ياقو والذين قالوا له بانهم سيعودون الى قراهم وعوائلهم في العراق لان لهم امل كبير من ان ملك خوشابا ذلك الرجل المخلص والعاقل سوف يستحصل موافقة الحكومة العراقية على السماح لهم بالعيش بسلام في العراق كما كانوا سابقا . لذا جاءني مالك ياقو مع اخوته وبعض اقربائه وهو في حالة ياس شديد طالبا مني القيام بتهدئة اتباعه وعدم السماح لهم في العودة الى العراق . فاجبته بصعوبة تلبية طلبه لانهم اذا كانوا لا يطيعونه وهو رئيسهم فكيف يطيعوني وانا غريب عنهم . ولما اخبر هؤلاء الراغبين في العودة المسؤول الفرنسي بذلك قام الفرنسيون باعادة بنادقهم اليهم بينما كان ياقو مع بعض من الرجال من اقربائه يطلقون بعض عيارات التنديد بهم قائلين بانهم سيلونون ماء نهر دجلة بدم كل من يحاول عبوره للعودة الى العراق . الا انه لم يمضي سوى وقت قصيرحتى طلب الاشخاص الذين كانوا مع ياقو يطلقون التهديدات ببنادقهم ايضا والبالغ عددهم حوالي اثنا عشر شخصا بعبور النهر مع العائدين وكانت الساعة تقترب من الثانية من بعد الظهر من يوم 5 آب سنة 1933 . وقبل وصول مقدمة العابرين الى شاطيء النهر الايسر داخل الحدود العراقية حيث كانت بعض القوات العراقية قد اتخذت مواضع لها فيها فقام مالك ياقو وبعض من اقربائه بفتح النار على القوات العراقية التي كانت تنتظر عبور الاثوريين بسلام حسبما كان قد تم الاتفاق عليه فيما بينها وبين السلطات الفرنسية , وعلى اثر ذلك بدا الجيش العراقي بالرد بالمثل وهكذا بدا القتال بين الطرفين دون ان يعلم اي طرف من هو الباديء بالرغم من ان الجيش العراقي كان قد بلغ من قبل مكي بك الشربتي قائمقام دهوك والمستشار السياسي المفاوض مع السلطات الفرنسية بهذا الخصوص بان الاثوريون سيعودون ويسلمون سلاحهم كما كان الاثوريين على علم بذلك . الا ان مالك ياقو لم يرق له ذلك فاشعل نار الفتنة ولو كان ذلك على حساب ابناء عشيرته الذين كانوا قد وثقوا به بانه كان يعمل من اجل مصلحتهم فتبعوه الى سوريا . ولما بدات المعركة اضطررنا نحن ابناء عشيرة تخوما الباقين في المؤخرة على استلام بنادقنا من الفرنسيين وقمنا بعبور النهر لمساعدة هؤلاء المساكين الذين اوقعهم ياقو في ورطة وكان الظلام قد بدا يخيم والقتال مستمر بين الطرفين على ربايا الجيش العراقي المحيطة بالمعسكر في ديربون حتى الفجر . وبعد ان اصبت بجراح في يدي نتيجة لقصف الطائرات العراقية وبعد ان تكبدنا بعض الخسائر من القتلى والجرحى انسحبنا ثانية عبر نهر دجلة الى الاراضي السورية . اما ملك ياقو فبعد ان اشعل نار الفتنة لجا مع بعض اقربائه المقربين الى داخل نهر الهيزل داخل الحدود التركية واختبئوا في غابة من القصب . ومن ثم التحقوا بنا حيث صرخ به الضابط الفرنسي الموجود هناك قائلا له (اين كنت ؟ انت الذي اشعلت نار الفتنة ثم هربت واختفيت . فانت المسؤول عن كل هذه المصائب التي حلت بهؤلاء المساكين ) فلم يجب ملك ياقو ولو بكلمة بل ظل صامتا مطاطا الراس ... انتهى الاقتباس ...
ايها القراء الاعزاء هذه افادة مالك لوكو شليمون التخومي الذي قضى جزء مهم من حياته في تنفيذ كل ما كان يطلب منه تنفيذه من قبل العائلة المارشمعونية ايمانا منه بان هذه العائلة تعمل لخدمة الامة الى ان اكتشف وبالتعامل المباشر معهم بانه كان على خطا ولكونه رجلا وقائدا مخلصا لقومه ولديانته ولشجاعته التي يشهد لها به كل صاحب ضمير حي بان شجاعته يجب ان لا تقتصر على ساحات القتال بل يجب ان يثبتها في ساحات قول الحقيقة لارضاء الضمير وانا شخصيا سمعت منه الكثير الكثير حول كثير من المواقف التي مرت به حين كنت متواجدا في لبنان عام 1968 ومن مآثره الشجاعة انه حين اوعزا كل من سرمة خانم والمرحوم المطران يوسف خنانيشو له ولمالك ياقو بان يقودا رجالهم المسلحين الى قمم الجبال لم يجازف بالقاء قومه في التهلكة بل دعاهم الى البقاء في اماكنهم لحين ذهابه الى سوريا والتاكد من السلطات الفرنسية حول قضية قبولهم ومن ثم يقوم بارسال بلاغ لجماعته بالعبور الى سوريا وكذلك اثبت شجاعته ووفائه لامته حين عبر النهر لنجدة الذين عبروا ولم ينسحب من المعركة الا بعد جرحه ولو تتبعنا ما ورد في اعترافات هذا القائد الشجاع لوجدنا كيف كانت تسير الامور بتوريط الابرياء وخداعهم بوعود لا تمت للحقيقة بصلة فلقد نقل ملك ياقو لملك لوكو الوعود الوهمية التي سمعها من سرمة خانم بان الفرنسيين سوف يرحبون بهم وفق اتفاق معقود بين قداسة البطريرك والسلطات الفرنسية وتبين من رسالة المندوب السامي الفرنسي بان هذا الكلام لم يكن سوى اوهام لتوريط هاتين العشيرتين اللتان ضحيتا بخيرة شبابها من اجل تنفيذ رغبات هذه العائلة ...
رب سائل يفول لماذا تقوم هذه العائلة بتوريطهما في الوقت الذي هما من المخلصين لهم ؟ ان اهداف هذه العائلة ومنذ اغتيال قداسة الشهيد مار بنيامين اصبحت حب التسلط والحفاظ على العلاقات المتميزة مع الانكليز حتى اخر لحضة ولو على حساب دماء الابرياء .... من هم غالبية من استشهدوا في سميل ؟ ان غالبيتهم كانوا من اللذين رفضوا فكرة ترك ارض آبائهم واجدادهم فاصبحوا ضحية تهور ولا ابالية القائمين بهذا العمل بدماء من سيقعون تحت رحمة اناس متوحشين قساة سواء كانوا من الجيش او من العشائر المحيطة بهم ....
وهنالك سؤال اخر يطرح نفسه هل كان قداسة البطريرك وهو في بغداد على علم بهذا الاجراء او القرار (نصف ساعة فقط) الذي اتخذاه كل من سرمة خانم والمطران مار يوسف خنانيشو ؟ لا اعتقد ذلك ولكن قداسته كان مسير غير مخير من قبل عمته سرمة خانم .....
عندما علمت سرمة خانم بخطة مالك لوكو خافت ان يكتشف امر الوعود الوهمية بعد اتصاله بالفرنسيين وتفشل خطتها في عبور العشيرتين الى الجانب السوري والتي اعتقدت بانها ستكون ورقة ضغط على الانكليز والحكومة العراقية لتنفيذ مطلب قداسة البطريك في السلطة الزمنية فارسلت شليمون مالك اسماعيل لينشر خبر ان الجيش العراقي قادم اليهم لابادتهم وعندما عبر هؤلاء المساكين الى الجانب الفرنسي خلافا للتعليمات التي اوصى بها مالك لوكو جماعته بها فوجئوا بان كل ما سمعوه كان اوهاما في اوهام ....
لماذا لم تصدر سرمة خانم اوامرها التي اصدرتها الى مالك لوكو ومالك ياقو لشقيقها داؤد قائد قوات الليفي علما ان قوات الليفي كانت آنذاك معسكرة في سر عمادية كما جرت العادة في تعسكرها الصيفي هناك لاغراض التدريب علما ان المسؤل الانكليزي عن هذه القوات طلب منهم ان يستولوا على السلاح ويذهبوا لمساعدة اخوانهم في القتال متحملا مسؤولية كبيرة في ذلك ولكن ضباط الليفي رفضوا ذالك مدعين بانهم لن يتحركوا الا بعد ان ياتيهم الامر من قداسة البطريرك ؟ هذا الامر الذي لم ياتي لان سرمة خانم لم تكن تريد قطع الجسور مع الانكليز وكذلك عدم تعريض شقيقها داؤد للمسؤولية التي تترتب على ذالك .....اما الدماء التي اريقت في سميل وديربون والقرى الاخرى فهي هدية بسيطة يقدمها هذا الشعب المسكين للعائلة المقدسة وان هذا الشعب متعود على تقديم الاضاحي كما حدث في خوي وفي اورميا وفي الطريق الى همدان ..... عدا عن وفيات صخرة بهستون ومخيم بعقوبة وغيرها الكثير من الدماء المنسية ....
والى اللذين يلقون اللوم على الانكليز اسالهم : هل هناك وثيقة او اثبات بان الانكليز قد قطعوا وعدا لهم بان يمنحوننا كيانا مستقلا باي صيغة كانت ؟ الجواب طبعا هو لا لان الانكليز وقفوا ضد هذا المشروع صراحة في مؤتمر السلام وقالها المندوب السامي البريطاني صراحة لقداسة البطريرك فاين هو وجه الخيانة فهل كان التشبث بذيل الانكليز وخدمة مصالحهم وجعل شعبنا مكروها من العرب والاكراد والذي تقرر فيه مصيرنا بالعيش معهم لان العراق اصبح مذوانا الاخير ..اما ما يردده البعض من جماعة (تبرير الاخطاء) بان النقيب الفلاني قال كذا والملازم الفلاني قال كذا وكأن هؤلاء كانوا هم اللذين يديرون دفة سياسة بريطانيا العظمى ...
                      بولص يوسف ملك خوشابا          


27
سرمة خانم والمطران يوسف خنانيشو ودماء سميل (مذكرات مالك لوكو شليمون التخومي)
قبل البدء برواية تسلسل الاحداث ارى من الضروري توضيح موقف العشائر الاشورية من وجهتي نظر الطرفين :
الطرف الاول : مؤيدوا وجهة نظر مالك خوشابا كانوا (4200 ) عائلة حسب ما مثبت في ارشيف وزارة الداخلية العراقية ووزارة المستعمرات البريطانية والرؤساء المؤيدين لهذا الطرف كانوا كل من : الاسقف مار سركيس : الاسقف مار يوءآلاها : مالك خمو البازي : مالك نمرود جيلو : مالك يونان جيلو : مالك مروكي جيلو :الدكتور بابا فرهاد : الرئيس خيو عوديشو الاشوتي : الرئيس شليمون مطلوب كاور : القس يوسف قليتا :مالك زيا شمزدين : القس كينا كورييل البازي :السيد اسماعيل شوو البازي : الرئيس شمعون برخيشو :الرئيس كورييل شمعون البازي : مالك جكو كيو تياري العليا زوج شقيقة مالك ياقو : اوديشو دديشو تياري العليا : الرئيس عوديشو انويا الاشوتي : الرئيس دانيال بارس جيلو :الرئيس اسماعيل موشي ......
الطرف الثاني : مؤيدوا وجهة نظر مار ايشاي شمعون كانوا(1650) عائلة والرؤساء المؤيدين لهذا الطرف : المطران يوسف خنانيشو : مالك ياقو تياري العليا :مالك لوكو شليمون تخوما : القس كوركيس تخوما : مالك اندريوس جيلو : مالك داود تخوما : زادوق انويا الاشوتي : الرئيس بكو اوشانا الاشوتي : الرئيس يوخنا هلمون : الرئيس وردة اوشانا تياري العليا : الرئيس هرمز يونان تخوما : شليمون زومايا تخوما : توما مخمورا البازي : تيلو داود البازي : الشماس كنو جيلو : الشماس يوسف تياري العليا : الرئيس يوسف صورة تياري العليا : الرئيس عوديشو خوشابا تياري العليا : هرمز طليا البازي : داود والد مارشمعون .........
بعد ان تم العفو عن مالك ياقو عن الاعمال المسلحة التي قام بها والتي سبق ذكرها بضغط من الانكليز عقد اجتماع في متصرفية الموصل والتي اصر فيها مؤيدي مارشمعون على عدم موافقتهم على مشروع الاسكان مالم ياتيهم ايعاز من قداسة مار ايشاي شمعون والذي كان ممنوع عليه من ترك بغداد دون الموافقة على تخليه عن فكرة السلطة الزمنية التي كان يطالب بها ... فطلب كل من المتصرف خليل عزمي والمفتش الاداري العقيد ستافورد والميجر تومسون خبير الاسكان من المطران يوسف خنانيشو ومالك اندريوس ومالك ياقو ومالك لوكو الذهاب الى بغداد لمقابلة المارشمعون واقناعه للموافقة على خطة الاسكان والتنازل عن فكرة مطالبته بالسلطة الزمنية فامتنع المطران يوسف خنانيشو من الذهاب بحجة انه رجل دين ولا يتدخل في الامور الدنيوية ولكنه في الحقيقة كان المسؤول الاول في تحريك تلك الاحداث كما ثبت لاحقا كذلك رفض مالك اندريوس قائلا ان ياقو ولوكو يكفيان لتلك المهمة ...... وعليه وافق الاثنان على السفر الى بغداد لاقناع المارشمعون بعدوله عن فكرة السلطة الزمنية فمنحهما الميجر تومسون 9 دنانير اجور سفر وحجز لهما غرفة في فندق مود الا انهما طلبا السفر بواسطة السيارة عن طريق كركوك .. فقال لهما الميجر تومسون بانه سيلحق بهما الى بغداد للاشتراك معهما في اقناع قداسته بقبوله خطة الحكومة نحوه ونحو الاثوريين ......
وألآن نأتي الى ما ذكره المرحوم مالك لوكو شليمون التخومي في مذكراته :
يقول مالك لوكو : في يوم 11 تموز سنة 1933 وفي الساعة الثانية بعد الظهر عندما انصرفنا من الاجتماع في المتصرفية واتفقنا على السفر الى بغداد لاقناع المارشمعون بالعدول عن فكرة مطالبته بالسلطة الزمنية ذهبنا انا وياقو الى منزل المارشمعون في الدواسة بالموصل . وعند دخولنا غرفة الاستقبال وجدنا سرمة خاتون والمطران يوسف خنانيشو جالسين فيها وقبل ان نسلم عليهما صرخا في وجهنا قائلين لنا (من الذي وكلكما ان تسافرا الى بغداد لاقناع المار شمعون بقبول التنازل عن سلطته الزمنية ؟ اذا كنتما حقا من المخلصين للمارشمعون فعليكما الالتجاء فورا مع رجالكما المسلحين الى قمم الجبال ) . وبقينا صامتين ثم دخلت سورمة خاتون ومعها كل من المطران يوسف خنانيشو وملك ياقو الى غرفتها حيث بقوا مدة نصف ساعة ثم خرج مالك ياقو واخبرني بانهم قد قرروا عدم سفرنا الى بغداد والسفر الى قرية سميل عوضا عن ذلك لاتخاذ الترتيبات اللازمة مع اتباعنا ولما استفسرت منه عن موقفنا بخصوص وعدنا لكل من المتصرف والميجر تومسن بالسفر الى بغداد اجابني بان الحكومة تريد ان تخدعنا بان ترسلنا الى بغداد كي تلقي القبض علينا هناك وترسلنا الى سجن الناصرية ... وكان هذا الاتفاق قد تم سرا بين سرمة خاتون والمطران يوسف خنانيشو ومالك ياقو ولما كنت صغير السن وقليل التجارب ولم تكن لي المعلومات الكافية عن نوايا العائلة المارشمعونية لذا كنت اصدق كل اقوالها مما ادى الامر بي الى اطاعة اوامرها طاعة عمياء حتى اليوم الذي انكشف لي (عدم مصداقيتها) حيث تاكدت لي كل الحقائق التي كان يرويها المرحوم ملك خوشابا عن هذه العائلة في عام 1932 والتي مع الاسف الشديد لم اصدقها في حينه لانني كما قلت كنت اجهل آنذاك نوايا هذه العائلة . فخرجنا انا وياقو من الموصل ليلا مستقلين سيارة ومتجهين نحو قرية سميل حيث كان مسكن ياقو فيها ومن هناك ذهبنا الى قرية بوسرية التي كان يسكنها اتباعي ابناء عشيرة تخوما . واجتمعنا فيها مع القس كوركيس (ججي) التخومي وبعض رؤساء العشيرة وشرحنا لهم الموقف وما تم الاستنتاج منه وعليه قررنا انا وياقو عبور الحدود العراقية الى سوريا والاتصال بالسلطات الفرنسية لتمهيد الطريق للآثوريين الذين لا يرغبون البقاء في العراق للدخول الى الاراضي السورية وقلت للقس كوركيس بانه اذا نجحنا في مسعانا ساكتب له رسالة وارسلها مع احد الاشخاص المرافقين لنا واذكر فيها بان تجارتنا كانت ناجحة اي ان الاتفاق قد حصل مع السلطات الفرنسية وفي حالة فشلنا في مسعانا كنت اذكر في رسالتي بان تجارتنا غير جيدة واطلب منهم التحرك فورا الى الحدود السورية في حالة نجاح مهمتنا وفي حالة فشلنا فعليهم البقاء في العراق واطاعة جميع اوامر الحكومة العراقية اسوة بغيرهم من الاثوريين الباقين اما نحن انا وياقو كنا سنبقى في سوريا كلاجئين سياسيين لدى السلطات الفرنسية في سوريا لعدم تمكننا من العودة الى العراق ثانية .. وفي الساعة الثامنة مساء تحركنا ومعنا ثلاثة اشخاص وهم كل من بنيامين مروكل من عشيرة تياري العليا ومكو وموشي من عشيرة تخوما وسرنا ليلا حتى وصلنا عند الفجر قرب قرية ديربون حيث قضينا فترة استراحة على عين ماء كائنة على جبل بيخير منتظرين حلول الظلام لنتمكن من عبور نهر دجلة الى داخل الاراضي السورية .. وتمكنا من العبور اثناء الليل من نقطة تقع جنوب فيشخابور بواسطة كلك صغير مصنوع من القراب .. وفي الصباح وصلنا الى معسكر قوة فرنسية في قرية خانك القريبة من الحدود العراقية واتصلنا بآمرها عارضين عليه قضيتنا فاخذنا حالا بسيارة الى قرية ديرك حيث كان مقر المستشار الفرنسي (كابيتان لارست) . ولما عرضنا عليه قضيتنا مفصلا نقلها بدوره برقيا الى المندوب السامي الفرنسي في بيروت قائلا لنا بانه سيخبرنا بالنتيجة عند ورود الجواب من المندوب السامي ... وبينما كنا ننتظر الجواب ارسلت رسالة الى القس كوركيس في العراق مع احد مرافقينا مبينا له فيها باننا سنخبرهم بالنتيجة حال حصولنا عليها طالبا منهم البقاء والمحافظة على الهدوء والسكينة .. الا انه قبل حصولنا على النتيجة وبينما كنا مدعوين لتناول طعام الغذاء في مكان اثري على نهر دجلة من قبل توما البازي الذي كان يسكن هناك جاءنا خيالان من الجندرمة السورية واخبرونا بان حوالي 500 رجل من اتباعنا قد وصلوا مع اسلحتهم من العراق الى قرية خانك ... فهرعنا الى هنالك على الفور والتقيت بالقس كوركيس وسالته فيما اذا كان قد استلم رساتلتي اليه. فاجابني بانه قد استلمها الا انهم لم يتمكنوا من الانتظار لان المارشمعون كان قد اخبرهم بواسطة شليمون بن مالك اسماعيل بان الجيش العراقي سوف يتحرك نحو قراهم ويقوم بقتلهم جميعا لذا امرهم بالالتحاق بنا مع سلاحهم فورا قبل ان يتمكن الجيش العراقي من الوصول الى قراهم وسد الطرق بوجههم . ولما اكد كل من سرمة خانم والمطران يوسف خنانيشو هذا الخبر اضطروا الى التحرك والالتحاق بهم ... ثم توافدت جماعات اخرى وعبرت النهر حتى بلغ عددها حوالي 900 شخص منهم 600 شخص يحملون اتلسلاح والبقية بدون سلاح تم تعسكرهم في تلك الاراضي الخالية من اي ظل او شجرة تحت اشعة الشمس المحرقة وبدون طعام وبينما نحن في هذه الحالة المزرية اصدر ياقو اوامره الى بعض من رجاله لمنع اي شخص من الاتصال باحد او الاستفسار من اي شخص اخر سواه حول الموضوع ولذا حصل بعض التذمر بين الوافدين ولما قلته باننا كنا بامس الحاجة الى مخرج من ورطتنا ولم نكن الى مظاهر فارغة اجابني ان الوضع يتطلب الكتمان وعدم الاتصال بالآخرين واخذ يتحجج ببعض الحجج ... يتبع
       
                    بولص يوسف ملك خوشابا

28
محطات دموية في تاريخ العائلة المارشمعونية
قبل البدء بمعاودة الكتابة اعتذر من القراء الاعزاء على هذا الانقطاع الذي كان سببه وفات شقيقتي الصغرى بعد معانات من مرض عضال واصابتي بوعكة صحية منعتني من الاستمرار في الكتابة لفترة قصيرة وانا عند عهدي لقراء التاريخ ومتابعيه الباحثين عن التاريخ الحقيقي لشخصيات ورموز هذه الامة والاحداث التي تقررفيها مصيرها .....
لقد كثر الكلام والكتابة عن التوريث في العائلة البطريركية والذي كان يصب في خانة التفنن في ايجاد التبريرات للوراثة البطريركية حالها حال التبريرات الاخرى للاخطاء القاتلة التي ارتكبتها هذه العائلة والتي لم يسلم من دمويتها حتى ابناء عمومتها حيث بدات عهدها بالدماء وانهته بالدماء وان من يطالع كتاب (تاريخ بطاركة البيت الابوي ) لمؤلفه المطران ايليا ابونا ونرجمة بنيامين حداد سيجد ان التشبث بالظروف القاهرة كتبرير لارساء التوريث ما هي الا حجة غير حقيقية والحقيقة كما ترويه الاحداث هو الاستماتة في الحفاض على الكرسي البطريركي داخل العائلة الواحدة ......
المحطة الاولى :
جريمة قتل وقعت في البيت المارشمعوني (ابونا) في القوش (في عهد البطريرك ايليا الثامن حيث كان قد نذر اثنان لولاية العهد البطريركي بموجب التقليد . الاول ايشو عياب بن دنخا والاخر حنا ايشوع بن ابراهيم شقيق دنخا وكان دنخا وابراهيم اخوين للبطريرك ايليا الثامن . ولكون ايشو عياب بن دنخا ابن الاخ الاكبر لذا كانت الخلافة البطريركية من حقه الا انه لم يكن متعلما بما فيه الكفاية مثل حنا ايشوع بن ابراهيم والجماعة كلها رشحت حنا ايشوع للبطريركية ورفضت ايشو عياب رغم احقيته فغضب والده دنخا لدى رفض ابنه ايشو عياب وفي احد الايام عمد الى قتل حنا ايشوع ابن اخيه اثناء الصلاة في الكنيسة وهرب مع عائلته الى اورميا في بلاد العجم ومن ثم نقل كرسيه الى قوجانس سنة 1621 م) وهكذا تاسست هذه الكنيسة التي اصبح اول بطريرك عليها ابشو عياب ابن دنخا الذي قتل ابن اخيه في الكنيسة اثناء الصلاة فهل يمكن لاي صاحب ضمير حي يؤمن بالمسيحية ان ينسى او يتناسة هذه الجريمة ؟؟؟؟؟
المحطة الثانبة ؛
مقتل نمرود وابنائه واقربائه : في 19 ايار سنة 1915 قتل نمرود وابنه شليطا وابن اخته يوناثان وستة من اولاد اخوته في قرية قوجانس على يد زمرة من عشائر تخوما وباز وديز وبايعاز من البطريرك مار بنيامين وبتحريض من سرمة خانمولقد كان مار شمعون بنيامين قد غادر قوجانس الى ديز حيث اوعز من هناك الى اربعين رجلا من العشائر المذكورة وبقيادة نفر من الذين يعتمد عليهم في تنفيذ اوامره الخاصة بالذهاب الى قوجانس وقتل جميع الذكور من عائلة ال نمرود اولاد عمومته بحجة ان نمرود رفض الانصياع الى اوامره بمعاداة الدولة العثمانية ولم يترك قريته قوجانس رافعا العلم التركي على داره كمواطن تركي . ويعتقد انه اراد القضاء على نمرود قبل ان تنتشر افكاره تلك بين العشائر الاثورية فتبقى على ولاءها للحكومة . في الوقت الذي كانت رسالة المارشمعون بنيامين الى الروس قد ضبطت من قبل الاتراك مما يجعله يتحمل المسؤلية لوحده امام الدولة العثمانية من جهة ويخفق امام اصدقائه الروس والانكلبز اذا لم ينجح في تنفيذ تعهده في تحريض الاثوريين على الوقوف ضد الدولة التركية من جهة اخرى . فتحرك هؤلاء الاشخاص من ديزالى قوجانس وعند وصولهم الى دار نمرود قالوا له بانهم جاءوا لياخذوهم الى عشيرة ديز لمصالحتهم مع ابن عمه المار شمعون بنيامين . فاجاب نمرود الذي كان مريضا وطريح الفراش بانه سيلبي طلبهم بكل ترحاب وامر باعداد الطعام والفراش لهم حتى اليوم التالي لكي يتسنى لافراد عائلته تهيئة انفسهم للسفر . وفي اليوم الثاني طلب هؤلاء الرجال الاجتماع بال نمرود في دار المار شمعون المتروكة قبل مغادرتهم قوجانس . وعند دخولهم تلك الدار القي القبض عليهم وشدت ايديهم وارجلهم بالحبال وجرى تعذيبهم بوحشية . فقال لهم ال نمرود ؛ (اذا كان هذا هو شكل المصالحة التي تنوون اجراءها نسترحمكم ان تسمحوا لنا بثلاثة دقائق فقط لنؤدي فيها صلاتنا الاخيرة ) الا ان هؤلاء الرجال القساة فتحوا نيران بنادقهم على اولئك الشبان المغلوبين على امرهم واردوهم قتلى يتخبطون في دمائهم في نفس الغرفة التي كان المار شمعون يجلس فيها سابقا . ثم عادوا الى دار نمرود وقتلوه في فراشه كما قتلوا يوناثان ابن شقيقته على السلم اثناء نزوله من الطابق الثاني بسبب سماعه صوت البنادق . وبعد ذلك ربطوا كل شخصين من الباقين معا بالحبال بحجة اخذهم الى عشيرة ديز بما فيهم شليطا ابن نمرود الذي كان شابا وسيما وقويا ومثقفا . وفي الطريق اطلقوا النار عليهم وقتلوهم جميعا ما عدا شليطا الذي تمكن من الهروب والاختفاء خلف شجرة في الغابة بعد اصابته بجرح بليغ في معدته . كان شليطا يضمد جرحه بقطع من ثيابه وهو يسير في الليل حتى وصل قرية ترفونس حيث كانت تسكنها خالته المسماة نابط التي سهرت عليه وحاولت اسعافه دون جدوى حيث توفي متاثرا بجراحه .وكذلك مات 28 نفرا من افراد تلك العائلة المنكوبة من النساء والاطفال من جراء الجوع والبرد وعدم وجود من يقدم العون لهم خوفا من انهم قد يلاقون نفس المصير . وكان ضمن من هلكوا المطران اوراهم ابن اخ نمرود والذي كان المرشح الاول ليكون بطريركا بدلا من المار شمعون بنيامين الا ان عائلة بنيامين (اسم العائلة وليس اسم قداسة البطريرك) كانت اقوى نفوذامن عائلة نمرود التي كان لها الحق الشرعي في الحصول على البطريركية حسب عرف العشائر الاثورية لذا استحوذت عائلة بنيامين على هذا الكرسي لنفسها . فمات المطران اوراهم جوعا وعطشا حيث كان يصرخ ويطلب كاسا من اللبن مقابل ختمه الديني الذهبي الذي كان يقدر ب 14 ليرة تركية . الا ان احدا لم يجرؤ على مساعدته بالرغم من مرضه فمات في قرية مار اوراها على نهر الزاب وهكذا كانت نهاية هذه العائلة المنكوبة . وبعد خمسة ايام من مقتل نمرود وافراد عائلته جاء الى قوجانس المارشمعون بنيامين ومعه ثلة من جنود قوزاق الروس وعدد من اتباعه فاخذوا يطلقون رصاص الفرح في الهواء ابتهاجا في الوقت الذي كانت جثث اولئك المنكوبين من افراد عائلة نمرود منتشرة في اروقة قوجانس تنهش بها الطيور الضواري . انتهزت امراة من ال نمرود بقيت على قيد الحياة هذه الفرصة فاخذت تعاجم المارشمعون وتشتمه بغية استفزازه ليامر بقتلها لانها فضلت الموت على الحياة بعد مشاهدتها لتلك الجريمة البشعة التي ارتكبت على مراى منها .....
لقد ذكر المغفور له مالك لوكو شليمون اسماء القتلة وانتمائهم العشائري واسماء ضحاياهم في مذكراته التي صدرت في شيكاغو بفضل الجهد الجبار لابنه المهندس مالك يونان بن مالك لوكو الذي ترجمه الى اللغة الانكليزية بعد جهد كبير بعنوان  Assyrian struggle national survival)    ) وانني اعتذر عن نشرها لحساسية الموضوع ....
الاسباب التي ادت الى ارتكاب هذه الجريمة يمكن تلخيصها فيما يلي :
1 / للتخلص من المنافسين على الكرسي البطريركي
2 / لازاحة المعارضين لسياسة اقحام الاثوريين في الحرب العظمى الاولى قبل ان تسري فكرة الرفض بين العشائر وهتاك العديد من شهود عيان منهم عزيز اغا البازي الذين حضروا ارتكاب المجزرة ولكنهم رفضوا الاشتراك فيها . وقالوا : ان الامر الصادر اليهم كان يقضي بابادة رجال هذه العائلة . ويؤكد ذلك التقرير السري البريطاني عن الحادث الصادر في حينه .
                         بولص يوسف ملك خوشابا

29
لقد كانت منطقة نهلة تحوي اكثر من اثنا عشر قرية وكل سكانها من المسيحيين المنتمين الى الكنيسة الشرقية القديمة ومن عشيرة (تياري الكبرى ) وسكنت هذه العشيرة في هذه القرى منذ منتصف العشرينات وبفضل ارادتهم وشجاعتهم تمكنوا من التغلب على كافة الصعوبات البيئية والعشائرية المحيطة بهم حتى قيام الثورة الكردستانية حيث حسم اهاليها امرهم بالوقوف مع الثورة آملين ان نجاح الثورة سوف يحقق لهم وللجميع المساوات والعدالة وهذا ما كانوا يسمعونه من المغفور له ( ملا مصطفى البرزاني ) القائد الخالد والذي اتخذ من منطقة نهلة مقراله لثقته بشجاعتهم ووفائهم ولقد قدم اهالي هذه المنطقة الشهداء تلو الشهداء من اجل نجاح الثورة وتم تدمير قراهم لاكثر من خمسة مرات ولكنهم كانوا يعودون في كل مرة ليعيدوا بنائها ... ولكثرة ما عانوه اهالي بعض القرى في مرحلة الكفاح المسلح بدا قسم منهم بالتسرب الى المدن مما ادى الى تقلص عدد القرى في هذه المنطقة الى ثمان قرية وبقية القرى التي اخليت بالاكراه من قبل السلطات السابقة والمتعاونين معها فلقد كان مصيرها في خبر كان .... وبعد ان حسم الامر في نجاح الثورة الكردستانية استبشر اهالي المنطقة خيرا بان حقوقهم ودماء شهدائهم لم تذهب سدا ولكن الواقع على الارض اثبت عكس ذلك وها هي قرية مسيحية آمنة تتعرض للاعتداء والاهانة ولا احد يحرك ساكنا وكل ما فعله المسؤلون في المنطقة هو الطلب منهم اللجوء الى المحاكم ... بربكم اي محاكم ستعيد الحق لهؤلاء الذين اهينوا وهم اللذين لم يتقبلوا الهوان من احد في كل تاريخ حياتهم والاخوة الاكراد يعرفون ذلك قبل غيرهم ... ان هكذا موضوع خطير لا يمكن ان يحل عن طريق المحاكم بل ان حله يتم عن طريق قرارات صارمة تصدر من قيادة الاقليم لتعيد الحق الى اهله ومحاسبة المعتدين ليكونوا عبرة لغيرهم ولكي يطمئن كل مواطني كردستان بانهم يعيشون في ظل حكومة تحمي حقوقهم وكرامتهم ......
                                  بولص يوسف ملك خوشابا

30
رسالة مفتوحة الى سيادة رئيس اقليم كردستان الاخ مسعود البرزاني المحترم

سيادة الرئيس : لا يخفى على سيادتكم بان منطقة نهلة هي تجمع لثمان قرى اشورية من ( عشيرة تياري السفلى ) وكما هو معلوم لسيادتكم ان رجال هذه العشيرة قد ساهموا بقوة في مناصرة الثورة الكردستانية منذ انطلاقها وقدموا عددا كبيرا من الشهداء (وهذا ليس بمنة على احد )لان ما قاموا به من تضحيات كان من صميم واجبهم وكانوا يتطلعون الى اليوم الذي يعيشون فيه في قراهم بامان واستقرار ولكن للاسف الشديد خابت آمالهم .

سيادة الرئيس لقد كان هناك نزاع حول تابعية جزء من اراضي قرية (جمي ربتك) بين اهل القرية وبين شخص اراد ان يبني دارا في ارض تابعة للقرية وعلى اثر ذلك ولحل المشكلة ومنعا من تطورها قدم الى المنطقة مشكورا ممثل من مكتبكم الموقر ودعينا الى للاجتماع به انا والمطران مار توما وكافة مختاري القرى التيارية اضافة الى السادة مدير ناحية (جمانكي) ومدراء الزراعة والاراضي وكل الاقسام ذوي العلاقة وبعد مداولات طوىلة حول الموضوع عاد ممثل مكتبكم الى مقر عمله وبعدها بفترة قابلت شقيقكم سيادة الاخ سداة في مقره لمتابعة بعض الامور واحتياجات هذه القرى وكان من ضمنها مشكلة قرية (جمي ربتكي) وفهمت من المناقشة بان القرار قد اتخذ بخصوصها وفعلا تم ايقاف البناء ولكن بعد ان توفي الشخص الذي كان يروم البناء الى رحمة الله

ويوم البارحة جاءت الى المنطقة سيارات تحمل مواد البناء فمنعوها اهل القرية وبعد فترة جاء ابن المتوفي ومعه سيارتين من المسلحين وهو يحمل رتبة عالية في البشمركة واخذو باطلاق النار العشوائي لبث الرعب في قلوب النساء والاطفال وقام احد المسلحين بضرب مختار القرية باخمص البندقبة مما تسبب له بنزيف في راسه اضافة الى الاهانات التي الحقوها بالمختار واهل القرية .....

سيادة الرئيس ان هكذا اعتداءات وتجاوزات على اراضي عشيرة لم يبدر منها اي اعتداء او تجاوز على حقوق الاخرين منذ ثمانون عاما يؤثر في نفوسنا سلبا وانني لواثق من ان سيادتكم ستنظرون الى هذه القضية بنظرتكم العادلة ......

اتمنى لسيادتكم دوام الصحة والتقدم ...

                          بولص يوسف ملك خوشابا

31

رد على مقالة السيد شمزدين كوركيس مالك زيا
1 /(ان سرد تاريخ عائلتكم الموقرة لا احد يعترض عليه ولكن ذكرك لكلمة (ريس بتو ) لا تقرها كتب الذين كتبوا عن تلك المرحلة ولم يذكر احدا منهم هذه العبارة بل كانوا يلقبونه ب (ملك بتو ) وان الاستناد الى المستمسكات والمؤرخين اكثر مصداقية من قال فلان وحكى فلان وانت تعلم جيدا ان ما اعنيه هو العقدين اللذان صادق عليهما البطريرك مار روئيل والمنشورة في كتاب (حقيقة الاحداث الاثورية المعاصرة ) وكذلك ما كتبه المؤرخين الاجانب والآشوريين عن تلك المرحلة ......
2 / ان مسالة عدم تدخل في الشؤون الداخلية لرؤساء العشائر من قبل قداسة البطريرك كانت ثابتة في عشيرة تياري السفلى وبدليل انك انت الذي تقول بان مالك بتو والذي تطلق عليه عبارة (ريس بتو) هو الذي هيا جدك ليكون وريثا لموقع والده المرحوم دون ان يستشير قداسة البطريرك ولا الامير الكردي وان استصحابه الى قوجانس هو للحصول على بركة قداسة البطريرك ولم يكن لغرض الموافقة عليه من عدمها وكذلك الحال مع الامير الكردي .....
3 / اما الكلمتان (منن مخبرا ومنوخن مدبرا) وبالعربية تعني منا الخبر ومنكم التدبير وهذه لم يكن لها اي علاقة لا بالكنيسة ولا باموالها بل بادارة شؤون العشيرة ......
4 / كان مالك بتو دقيقا في معاملاته ولهذا كان يصادق على كل ما يشتريه من اراضي وعقار من قبل قداسة البطريرك كشاهد على هذا العقد بحكم موقعه الديني المحترم لدى ابناء العشائر وليس لكونه المتحكم بخصوصيات العشائر ولم يسبق ان قام احد البطاركة باسقاط رئيس عشيرة او تعيين آخر .....
5 / بالنسبة الى رسامة الطفل مار ايشاي شمعون في بعقوبة فلم يكن مالك شمزدين بحاجة الى استخدام مسدسه لان غالبية الموجودين هناك كانوا من المؤيدين لرسامته واللذين لم يكونوا يمثلوا عشرون بالمائة من العشائر الاثورية وان اكثر من ثمانون بالمائة من الشائر كانوا في مندان متهيئين لتحرير اراضيهم في حكاري وكانوا قد ابدو اعتراضهم المطلق على رسامة مار ايشاي شمعون لمخالفة هذه الرسامة لفوانين الكنيسة والعرف العشائري ....
6 / في صفحة 93 من كتاب (تاريخ آشور في زمن المسيحية لمؤلفه يوناثان بيت سليمان ) يقول دكتور كراندالامريكي الذي حضر تلك المعركة التي دارت بيت عشيرة تياري السفلى وقوات بدرخان بك قتل في هذه المعركة ما لا يقل عن عشرة آلآف كردي مقابل حوالي خمسة آلأف وخمسمائة تياري وكان يقود المعركة ملك بتو وملك جولو والشماس ننو(نينوس) شقيق مالك بتو والذي قتل فيها .....
7 / بعد الانقسام الذي وقع في صفوف شعبنا بين مؤيد للاسكان وبين رافض له وقف المرحوم جدكم مالك زيا بن مالك شمزدين الى جانب ملك خوشابا وبقية رؤساء العشائر المؤيدين له وقصة من وقع اولا والتي تلمح بانها كانت السبب في اختيار ملك خوشابا لرئاسة لجنة الاسكان فهذه اتركها لضمير القراء ......
8 / بعد قيام نكبة 1933 ورحيل غالبية مؤيدي قداسة البطريرك الى سوريا تم رفع عريضة الى الملك فيصل الاول موقعة من رجال الدين ورؤساء العشائر يطالبون فيها بتعيين ملك خوشابا كزعيم للاثوريين في العراق وتمت موافقة الملك على ذلك ......
9 / عند وفاة ملك خوشابا عام 1954 حضر مراسيم تشييعه كافة رؤساء العشائر ومطارنة كافة الطوائف المسيحية وعلى راسهم غبطة مطران الكلدان وغبطة المطران مار يوسف خنانيشو ونيافة الاسقف مار سركيس وقرر المجتمعون ان يحل يوسف ملك خوشابا محل والده في زعامة الاثوريون في العراق الا ان يوسف ملك خوشابا رفض هذا الطلب واشترط في قبوله بان يكون مؤيدا من قبل غالبية الاثوريين وبالفعل تم تشكيل لجان للتجولفي المدن والاقضية والنواحي لجمع التواقيع تاييدا لهذا المقترح وبالفعل تم جمع تواقيع اكثر من عشرة الاف رب عائلة والذين كانوا يمثلون غالبية ابناء عشائرنا آنذاك وتم رفع هذه التةاقيع الى الجهات المسؤلة وتمت مصادقتها والاعتراف بيوسف ملك خوشابا كزعيم للاثوريين في العراق من قبل الحكومة وبطلب من غالبية ابناء العشائر.....
10 / هنالك امورا كثيرة حدثت بعد وفاة المرحوم والدكم ولعب فيها المغرضون دورا غير اخلاقي سواء في بغداد او قي الاقليم وتمكنوا للاسف الشديد من تحقيق بعض النجاح ولكن هذا النجاح لن يدم طويلا وهنالك كثير من التفاصيل التي لا اود ذكرها حرصا مني على روابط الدم التي تجمعنا واخيرا تقبلوا مني التمنيات بوافر الصحة لكم وللعائلة الكريمة .....
                              بولص يوسف ملك خوشاب

32
تحركات ياقو ملك اسماعيل المسلحة قبل حركة 1933
من هو ياقو مالك اسماعيل ؟
هو الابن الاصغر لمالك اسماعيل رئيس عشيرة تياري العليا . كانت نشاته عادية فلم يدخل اي مدرسة خاصة في صغره ولم يتلقى اي تعليم عالي في كبره ولم يتميز بمواهب خاصة ولم يتحمل اي مسؤلية خلال مسيرة الشعب ألآثوري الكبرى من حكاري الى بعقوبة ولم يعرف بين ألآثوريين الا بعد تطوعه في الليفي وبعد لجوئه الى سوريا عام 1933 عاد عام 1941 بعد حركة مايس للخدمة ثانية في قوات الليفي تلبية لدعوة الانكليز .
لقد كان لمالك اسماعيل اربعة اولاد وهم دنخا وشليمون ودانيال وياقو وثلاثة بنات وقد تزوج شليمون من السيدة رومي اخت سرمة خانم وعمة المار شمعون وتزوج دانيال من السيدة بتة وهي خالة المارشمعون وشقيقة الماريوسف خنانيشو . وبحكم مصاهرة اولاد مالك اسماعيل مع عائلة البطريرك لذا نرى ان ثلاثة من اولاد مالك اسماعيل تسلموا مناصب قيادية في الليفي . وقد تقدم العمر بالك اسماعيل ولم يعد قادرا على الحركة فاستقال ياقومن الليفي بامر من المارشمعون ليتولى قيادة اتباعه فترك الخدمة في الفوج الثاني المعسكر في قرية ديانا بقضاء راوندوز في شهر كانون الثاني سنة 1933 وجاء الى لواء الموصل وسكن قرية سميل في قضاء دهوك حيث ضمه الى داره السيد اوديشو ناثان البازي والذي كان قد عينه المارشمعون ضابطا في الليفي . وكان ألآثوريون الساكنين في قرية سميل خليطا من مختلف العشائر ألآثورية الا انه كان اكثريتهم من عشيرة باز واقلية من عشيرة تياري العليا اذ ان غالبية هذه العشيرة كانت تسكن في القرى الواقعة على الطريق العام بين دهوك والعمادية . فاتخذ ياقو من سميل مقرا لسكناه لوقوعها في مركز سكن ألآثوريين ولوقوعها قرب الحدود السورية التي كانوا قد خططوا للنزوح اليها في حالة فشل قداسة البطريك من الحصول على السلطة الزمنية التي كان يطالب بها ......
قام ملك ياقو بالتجول في القرى ألآثورية المنتشرة في الاقضية والنواحي الشمالية الموالية لقداسة البطريرك لتحريض ألآثوريين على عدم قبول مشروع الاسكان ما لم يكن مقرونا بموافقة المارشمعون وكان يعرض عليهم آمالا براقة لرفع معنوياتهم وعدم القبول بمشروع الاسكان ثم عمد الى التجوال في المنطقة الشمالية على راس جماعات مسلحة من اتباعه معتقدا بان عمله هذا سيؤثر على الحكومة وعلى ألآثوريين الرافضين لآرائه والموافقين على مشروع الاسكان . فجاء مرة الى قضاء دهوك لمقابلة القائمقام (مكي بك الشربتي) ومعه عدد من المسلحين ولما علم القائمقام بذلك رفض مقابلته كما رفض الميجر تومسن خبير الاسكان مقابلته ايضا في المرة الثانية لمجيئه الى دهوك برفقة المسلحين وفي المرة الثالثة جاء على راس مائة مسلح من اتباعه ورابط على طريق العمادية بينما كان ملك خوشابا ومالك زيا شمزدين ومالك جكو من (تياري العليا زوج شقيقة مالك ياقو ووالد الشهيد البطل هرمز مالك جكو ) فبينما كانوا متهيئين للسفر الى العمادية بسيارتين طلب القائمقام من ملك خوشابا تاجيل سفرهم تجنبا لتعرض ملك ياقو وجماعته لهم في الطريق الا ان ملك خوشابا رفض ذلك قائلا انه لا يخشى امثال هؤلاء واصر على السفر فاضطر القائمقام على ارسال سيارتين مسلحتين لمرافقتهم وعند وصول ركب ملك خوشابا الى موقع تجمع ملك ياقو وانصاره انسحب ملك ياقو وجماعته الى التلال والاحراش بعيدا عن الطريق فاكمل ركب ملك خوشابا مسيره حتى وصل العمادية ولما علم رؤساء عشيرة تياري السفلى بهذا النبا تحشد رجالهم المسلحون في قضاء العمادية وارادوا شن هجوم على ملك ياقو واتباعه ولكن ملك خوشابا منعهم من ذلك تاركا الامر الى القانون والسلطات الحكومية وعليه ارسل المجتمعون في العمادية البرقية التالية :
(علما ان عشيرة تياري السفلى كانت تشكل اكثر من نصف العشائر ألآثورية)
نص البرقية التي ارسلها رؤساء عشيرة تياري السفلى ؛
نحن الموقعون ادناه نبدي اسفنا الشديد تجاه العمل الذي قام بهي اقو مالك اسماعيل الذي احضر مائة شخص مسلح على طريق العمادية للتصدي لركب ملك خوشابا ومالك زيا شمزدين ومالك جكو بقصد قتلهم مما يجعلنا ان نعتبر هؤلاء الملوك الثلاثة في حكم المقتولين ومع استعدادنا التام لاخذ الثار حالا لا نروم القيام بما هو مخالف لقوانين الحكومة لذا نخبر الحكومة باتخاذ اجرءآت رادعة بحق ياقو المتجاسر والا فاننا على اهبة الاستعداد لاخذ ثارنا بايدينا راجين الحكومة عدم مؤاخذتنا على ذلك بعد ألآن .......
التواقيع : الماريوءالاها رئيس ابرشية برواري بالا / ملك خوشابا/ مالك زيا/ مالك جكو/ القس اوديشو/الرئيس جاوشينو/الرئيس صليو اسحاق /الرئيس خوشابا/الرئيس شليمون/الرئيس يوخنا .....
على اثر ذلك طلب قائمقام دهوك من السيد ياقو الحضور الى مركز القضاء ليشرح له ما وقع من احداث في 19 حزيران وكذلك زار الميجر سركون الانكليزي ضابط تفتيش شرطة لواء الموصل مخفر شرطة قرية كوركفان وارسل خبرا الى ياقو الذي كان متخفيا في تلك الجبال بلزوم الامتثال الى اوامر القائمقام .
الا ان السيد ياقو اجاب بانه لا يمتثل الا لاوامر المارشمعون فقط فاستمر في اعماله معتقدا بانه سيجبر الحكومة على التنازل لالمارشمعون مما ادى الى ان تتخذ الحكومة الاجراءات الكفيلة بحفظكرامتها وهيبتها لمنع توسع تلك الاعمال المخلة بالامن العام فرسلت قوة عسكرية الى قرية بادي وضاعفت قوة مخافر الشرطة الى ان ينجلي موقف المار شمعون وانصاره .....
وثيقة رقم (45) صورة كتاب مفتش اداري لواء الموصل المرقم س/200 والمؤرخ 21/6/1933 :
فيما يلي مجمل موجز عن الحوادث التي وقعت في 19 حزيران وملاحظاتي عنها
ان هذه المذكرة يجب ان تقرا معطوفة على برقية المتصرف وكتابه المرقم س/155 والمؤرخ في 19 حزيران المعنون الى وزارة الداخلية الذي ارفقت به صورة تقرير قائمقام دهوك رقم /س/81 :
1 : تدل الاخبار على ان ياقو بن مالك اسماعيل بعد مقابلته لقائمقام دهوك لم يرجع الى سميل لكنه ذهب الى باكيري منتصف الطريق بين دهوك وسوارتوكا ويقال انه اصطحب معه عددا من الرجال يبلغ الثلاثون .
2 : كانت الاشاعات دائرة قبل بضعة ايام بان هنالك محاولة لالاعتداء على حياة ملك خوشابا .
3 : ففي 19 حزيران اخبر القائمقام ملك خوشابا الذي كان في دهوك بان لديه معلومات تقول بان ياقو وجمعا من رجاله ينتظرونه في الطريق ولكن ملك خوشابا ابدى عدم خوفه من ذلك وعزم على الرحيل وكان معه مالك خيو من عشيرة الآشوتي ومالك زيا شمزدين من عشيرة تياري السفلى . ولما لم يفلح القائمقام من اقناع ملك خوشابا قرر ارسال خفر من الشرطة مؤلفة من سيارتين مسلحتين وقد غادروا دهوك الساعة 11 زوالية ويقال ان ملك خوشابا لم يكن مسلحا .
4 : وفي الساعة 1/45 مساء وردت الى المتصرف اشارة تلفونية من العمادية وسوارتوكا مفادها :
ا: ان السيارتين المسلحتين لم تصلا الى سوارتوكا التي لا تبعد عن دهوك سوى ساعة وننصف بالسيارة .
ب : ان احد افراد شرطة كوركفان وصل ألآن الى سوارتوكا فافاد بانه راى في طريقه ياقو مع 300 مسلح . وكان الاثر الذي تركته هذه الاشارة التلفونية في النفوس هو ان ملك خوشابا وسيارتي الشرطة قد اوقفوا من قبل اتباع ياقو المذكور . وعلى ذلك طلب المتصرف مدير الشرطة على الفور وامره بارسال نجدات الشرطة الى دهوك . وكذلك دعا المتصرف امر الجيش العراقي وبين له الوضعية فاصدر الاخير اوامره الى الجيش بان يكونوا على حذر . ولكن في الساعة 15 /2 مساء وردت اشارة تلفونية من سوارتوكا تبين وصول السيارات وتؤكد في الوقت نفسه بان مع ياقو عددا من الرجال المسلحين يربو على 300 ومع ذلك فان ياقو لم يتعرض للسيارات ذلك لان مفوض الشرطة تكلم وساله ماذا يعمل ؟ فاجابه ياقو بانه يقوم بزيارة بعض الاصدقاء اذ ذاك اشار اليه المفوض بلزوم تفريق اتباعه ففعل ذلك ياقو . ولما مر المستر كولفن مهندس الري والذي كان عائدا من دشتزي حوالي الساعة 30 /2 مساء لم يرى تجمع هؤلاء .
5 : وكان في دهوك في الوقت نفسه بعض الهيجان من جراء القاء القبض على احد ألآثوريين المدعو وردة يونادم بتهمة تفوهه بكلمات تهديدية الى مالك جكو عضو لجنة اسكان ألآثوريين الاسنشارية وكذلك وجهت تهمة اخرى الى آثوري آخر ولكنه كان قد ذهب مع ياقو ...........
                         بولص يوسف ملك خوشابا


33
رسائل قداسة مار ايشاي شمعون الى كل من الملك فيصل الاول ووزير الداخلية
وثيقة رقم (20) صورة كتاب المار شمعون الذي رفعه الى صاحب الجلالة الملك فيصل الاول بتاريخ 21 ايار سنة 1933 .....
اتقدم الى جلالتكم بتواضع مستأذنا ابداء راي في النقاط التالية المتعلقة بالسياسة الحالية التي تسير عليها سلطات لواء الموصل كما اراها لحسم القضية الاثورية . انني على علم من ان كلمة واحدة تصدر الان من جلالتكم الى مستشاري جلالتكم كفيلة بتبديل هذه السياسة وبالتالي انجاح امور الاثوريين . امرني متصرف الموصل على عجل بان اسافر الى بغداد فورا اجابة لدعوى وردت من وزير الداخلية للمذاكرة معه ومع الميجر دي بي تومسن الخبير الاجنبي في مشروع اسكان الاثوريين . وفي اليوم السادس لوصولي بغداد وبعد محاولات عديدة سمح لي بمقابلة الوزير وفي الوقت ذاته اتصلوا بي مخبرين ان سلطات الموصل لا تزال سائرة على سياستها القديمة ازاء مسالة الاثوريين . فاذا كانت الحال على ما بينت فانها تناقض الغرض الذي دعيت من اجله الى بغداد والذي وضح لي في حينه . اني للآسف جدا ان ابين لجلالتكم انه في اثناء مواجهتي لصاحب المعالي وزير الداخلية جوبهت بموقف الحكومة الحاضرة الغير موافق نحو شخصي فاني ان لم اشترك بالسياسة الحالية التي تتبعها سلطات الموصل فذلك لان هذه السياسة لم تكن ليرجى فائدة منها بالمرة . اني لواثق من ان السياسة الحالية التي اتبعتها سلطات لواء الموصل وحدها كما اظن والتي تحقق فشلها لا تتفق وشعور جلالتكم الذي اظهرتموه نحوي شخصيا اكثر من مرة بان تجعلوا الشعب الاثوري راضيا مواليا عاملا ضمن بلاد جلالتكم ولكي نتوصل الى هذه الغاية اراني مستعدا كما كنت دائما لتقديم اقصى خدماتي لجلالتكم . امل في هذه الاونة ان يكون في الاستطاعة القيام بمشروع نافع يمكنني وشعبي من ان نؤكد لشخص جلالتكم امتناننا وولائنا ......
وثيقة رقم (21 ) ترجمة الكتاب المرقم 25 والمؤرخ 3 حزيران 1933 من البطريركية الاثورية بالموصل الى وزير الداخلية _ حكمت سليمان ....
اود ان اعلمكم باستلامي كتاب معاليكم المرقم س/1104 والمؤرخ 28/5/1933 واجيب بكل احترام على النقاط الضرورية كما يلي :
1 : بخصوص مواجهتي مع معاليكم بتاريخ 12 نيسان 1932 في الموصل هل لي ان اذكر معاليكم بالمحادثة التي جرت بيننا بعد ذلك اذ قلتم بانكم ستعتمدون خطة تعاون جديدة فيما يخص مشروع اسكان الاثوريين وستصدر الاوامر بذلك الى متصرف الموصل الذي سيطلب منه استشارتي في جميع الامور التي تمس الاثوريين .
2 : مهما كان قانون الطائفة المذكور في كتاب معاليكم عاملا مفيدا الا انه يتراءى لي بانه تدبير قبل اوانه في هذه المرحلة نظرا الى ان مثل هذا القانون تدعو الحاجة الى ضرورة تطبيقه على طائفة مستوطنة فقط وفضلا عن ذلك فانه يحتاج الى بعض الوقت لمراجعة قوانين الكنيسة ليتسنى لنا تقديم المشورة اللازمة لوضع هذا القانون .
3 : اما العبارة (السلطة الزمنية) التي لمح عليها معاليكم بقولكم (لا يسع الحكومة الموافقة على تخويلكم اي سلطة زمنية ) فيسرني ان اعلم كيفية تفسيره لهذه العبارة وان كنت لا ارغب في الاسهاب في شرح هذه النقطة الا انه يخال لي بانه من الضروري ان احاول شرح عبارة (السلطتين الروحانية والزمنية ) المتحدتين في هذه القضية الخاصة ببطريرك الكاثوليك في الشرق . اذ استبان لي بان معاليكم والحكومة قد نظرتم اليها نظرة خطيرة . ان سلطة هذه البطريركية تاريخية وعظمى واستعمالها موروث عن تفاليد الشعب والكنيسة الاثورية وانها كانت من اهم العادات الثابتة . ان السلطة الزمنية لم ادع بها انا بل اورثها من قرون مضت كتخويل قانوني من الشعب الى البطريرك ولم تكن فقط مباحة بل ايضا معترف بها رسميا فيما مضى من قبل الملوك الساسانيين القدماء والخلفاء المسلمين ومغول خان وسلاطين ال عثمان . فان ممارسة هذه السلطة في زمن اي ملك او اي حكومة كان الشعب الاثوري من رعاياها فبالاضافة الى انها لم تكن لتحول باي حال من الاحوال دون تطبيق قانون البلاد فانها قد اثبتت بانها احسن طريقة للنظر في شؤون اي شعب يعيش تحت الظروف التي يعيشها الاثوريون . انني آسف جدا لان اقول بانه يستحيل علي العمل بامركم للتوقيع على التعهد التحريري الذي املوه على معاليكم اذ ان ذلك لا يعني سوى اني راغب في سحب نفسي من خدمة شعبي ذلك الواجب الذي هو كما ذكرت آنفا تخويل قانوني لي من قبل الشعب الذي هو وحده له الحق في تجريدي منه . وبهذه المناسبة اود كذلك ان ابين بانني استغربت كثيرا من التدابير التي ينوي معاليكم اتخاذها ضدي في الظروف الحالية والتي لا يتم اتخاذها الا ضد احد العصاة . واذا كان الامر هكذا فهل لي ان اسال معاليكم عن ما اذا كان شرفي وشرف شعبي لم يهن ؟ لا اتمكن العثور على سابقة لعمل معاليكم هذا ومالي الا ان القي اللوم على نفسي لاني عرضت باخلاص قضية الشعب الاثوري بصورة قانونية امام السلطة المنتدبة سابقا وعصبة الامم وحكومة صاحب الجلالة بهدف تامين حل مناسب لها ذلك الحل الذي كنت اعتقد بانه في صالح كل من يهمه الامر .
4 : اما بشان الزعم بانني اتخذت الى ألآن موقفا معاكسا بل سلبيا تجاه مشروع اسكان الاثوريين فان هذا الموضوع كان معاليكم قد اثاره شفويا اثناء مواجهتي معكم في 31 ايار سنة 1933 عندما طلبت اكثر من مرة بيان الحقائق والادلة التي تثبت هذا الزعم . ان هذا مما يزيد في اثباط عزيمتي عندما افكر في المساعي المتواصلة في اقناع شعبي الاثوري بالاستيطان لكي يصبح عنصرا مفيدا في هذه البلاد كما كان حتى ألآن .
واختتم كتابي هذا بتقديم احتراماتي الى معاليكم معتذرا لكتابتي اياه بلغة اجنبية وذلك لعدم وجود في الوقت الحاضر كاتب يحسن العربية . اذا كانت هنالك اي نقاط اخرى يود معاليكم الاستيضاح عنها فاني لعلى اتم استعداد للاجابة عليها بكل ممنونية لانني انوي مغادرة بغداد مساء يوم الاثنين الموافق 4 حزيران 1933 . صورة منه الى صاحب الجلالة ملك العراق المعظم ......
وثيقة رقم (28) صورة كتاب معالي وزير الداخلية الى غبطة المار شمعون :
تلقيت كتاب غبطتكم المؤرخ 3 الجاري وكما سبق اعلامكم شفهيا اراه غامضا بحيث لا يعني اتخاذه جوابا على كتابي المؤرخ في 28 مايس على اني قرات كتابكم المؤرخ في 31 مايس 33 المرفوع الى اعتاب صاحب الجلالة الملك المعظم وكذلك اطلعت على مذكرة وضعها جناب المستشار بتاريخ 7 الجاري مدونا فيهر نتيجة المباحثة معكم وجوابكم اليه في 8 حزيران وايضا حصل لي بحث معكم في 8 حزيران .
1 : لاحظت مما تقدم النقاط التالية
    أ-يعترف غبطتكم الاعتراف كله بانه يتحتم على الاثوريين الخضوع الى القوانين والانظمة والاصول التي تطبق على كل العراقيين ألآخرين وذلك في جميع شؤون الادارة وانكم قد ابديتم لهم دائما النصيحة بهذا وسوف تستمرون على عمل ذلك وان الهدف الذي ترمون اليه هو جعل الاثوريين رعايا مخلصين وخاضعين للقوانين .
  ب – يرى غبطتكم ان الاسكان في الاراضي امر حيوي للآثوريين وانكم ترغبون كثيرا في ابرازه الى عالم الوجود وانكم تؤكدون سوف لا تاتون عملا من شانه ان يجعل مهمة الميجر تومسن والحكومة صعبة اكثر .
 ج – اما فيما يتعلق بوضعكم الشخصي فاني اؤيد لكم ما كنت بينته لكم في كتابي المؤرخ في 28/5/1933 المرقم س/1104 فانه سيكون كوضع رؤساء الطوائف الاخرى الروحانيين في العراق وان لا يسع للحكومة الموافقة على تخويلكم اي سلطة زمنية وكما تعلمون انه من حق كل عراقي ان يراجع الحكومة عن اي موضوع وقد كان دائما من عادة رؤساء الطوائف الروحانيين عرض احتياجات ومظالم رعيتهم الى انظارها وبهذا اذا عندكم شكايات فاني مستعد للامر باجراء التحقيقات عنها . لاحظت انه قد شكت غبطتكم من السياسة التي تعتبرون انها تتبع في الموصل . فان سياسة الحكومة صريحة تماما وهي معاملة الاثوريين بالعدل والانصاف كمثل بقية العراقيين جميعا وتجعلهم رعايا مخلصين وقانعين لصاحب الجلالة الملك المعظم واجراء اسكانهم الدائم بحيث يؤدي الى هذه النتيجة . ولسوء الحظ ان بعض الفرق من الاثوريين قد وقفوا حتى ألآن الوقت الحاضر بعيدين عن الحكومة وليس لهم سوى ان يلوموا انفسهم اذا ما نظر عليهم بعين الارتياب على اني ارغب في وضع خاتمة لهذه الاحوال وآمل صميمي ابانه سيظهر جميع ألآثوريين اخلاصهم بالتعاون الكلي مع الميجر تومسن ومده بكل ما يطلب من المساعدة واذا ما تم ذلك فليس لدي من شك بانه سيحصل تحسن سريع وميل دائم في الحالة ويسرني لو تعلموني غبطتكم باستلام هذا الكتاب ......
                          بولص يوسف ملك خوشابا

34
بعض العشائر قد تمكنوا من التسلل الى موطنهم في حكاري ولم تعترض عليهم الحكومة التركية ما داموا يعيشون بسلام الا ان هذا الموقف اثار حفيظة الانكليز والعائلة المار شمعونية فدبروا تلك المؤامرة مع مجموعة من التخوميين بالاعتداء على الوالي التركي بغية دفع الاتراك على الانتقام من تلك العشائر ومهاجمتها وطردها من الاراضي التركية وفعلا سارت الامور كما كان مخططا لها فتوزعت هذه العشائر في مناطق صبنة وبرواري بالا ومنطقة نهلة وفي سميل والقرى المحيطة بها وكلها كانت ضمن قضاء دهوك آنذاك . واستمر الوضع على هذه الشاكلة وقامت هذه العشائر بتعمير قراها الجديدة واهتمت بالزراعة وتربية الحيوانات وتحسين امورهم العائلية والمعيشية وقد استغل الانكليز بعض ابناء العشائر لاستخدامهم في قوة الليفي لحماية قواعدهم ولاغراض اخرى تخدم مصالح الانكليز اما بالنسبة الى العائلة المارشمعونية فلقد تم تعيين داؤود والد البطريرك قائدا لهذه القوة كما تم تعيين اولاد مالك اسماعيل دانيال وشليمون وياقو ومن تياري السفلى زيا مالك شمزدين ومالك لوكو التخومي (بدرجة رب ترما اي قائد مئتين ) ......
وكانت دوافع العائلة المار شمعونية في تشكيل قوة الليفي هي تحقيق مصلحة معنوية بصيطرتها على قيادة هذه القوة عن طريق قائدها داؤد وابناء رؤساء العشائر المؤيدين لها وفائدة مادية وفق ما ذكره كثير من الكتاب وهذا اقتباس من كتاب الاشوريون والمسالة الاشورية بقلم (ق ب ماتفييف بار متي ) اقتباس : لقد كان الزعماء الاشوريين كسورما خانم شقيقة البطريرك بنيامين وبولص مارشمعون وعمة البطريرك ايشا مار شمعون الدور الكبير في تاسيس هذه الكتائب . اذ كان لها كما للملوك والكهنة مصلحة مادية في توسيع تشكيلات الكتائب العسكرية حيث كانت العائلة البطريركية وكبار القادة والكهنوت يتقاضون وفق الاتفاق مع القيادة الانكليزية حصة نقدية من مرتب كل ضابط ومجند آشوري.... انتهى الاقتباس ...
بمرور الزمن بدا الجيش العراقي بالتطور كما ونوعا بمساندة بريطانيا التي اصبحت تخطط لخلق عراق قوي يخدم مصالحها ويحررها من من ثقل مسؤلية الانتداب وكان المفتشين الانكليز الاداريين والعسكريين يعملون بهذا الاتجاه واستكمالا لهذا الموقف بدات بتقليص اعداد قوات الليفي فلقد تم تقليص درجة (رب ترما قائد مئتين ) حيث تم انزال رتبة زيا مالك شمزدين من درجة رب ترما الى درجة رب اما وهو من عشيرة تياري السفلى في الوقت الذي تم تثبيت اولاد مالك اسماعيل بدرجة رب ترما حيث كان كل من شليمون ودانيال احدهم متزج من عمة البطريرك والاخر متزوج من خالة البطريرك مما اغاض زيا مالك شمزدين والذي ادى الى رفضه لهذه التفرقة ومن ثم استقالته من الليفي ....
لقد احست العائلة المار شمعونية بان نفوذها وسيطرتها سوف تتقلص بتقلص دور اعتماد الانكليز على الليفي فقامت سرمة خانم بالاجتماع بضباط الليفي سرا في معسكر ( الهنيدي ) معسكر الرشيد لاحقا وامرتهم بان يقدموا استقالة جماعية لاحراج الانكليز ولكن هذه الاستقالة تم افشالها من قبل الانكليز وذلك باقناع قداسة البطريرك باصدار امرا للضباط المستقيلين بالغاء استقالاتهم .... وبقبول العراق عضوا في عصبة الامم وتقلص دور بريطانيا في ادارة العراق ارتات سرمة خانم وقداسة البطريرك بان الذهاب الى جنيف هو الحل الامثل بعد استحالة موافقة العراق والانكليز على منح قداسة البطريرك السلطة الزمنية وبالرغم من كل النصائح التي قدمت لهما والتي سبق وان ذكرتها في المقالة السابقة ...
في 10 / ايلول / 1932 سافر قداسة البطريرك من الموصل الى بغداد في طريقه الى جنيف لتعقيب مطالبه التي كان قد رفعها الى عصبة الامم ورافقه في سفرته هذه الشماس عمانوئيل شمعون بصفته سكرتيرا له . وكانت مطاليبه تشمل على منحه السلطة الزمنية اضافة الى السلطة الدينية على الاثوريين والحكم الذاتي في شمال العراق او نقل الاثوريين الى محمية بريطانيا في حالة عدم الموافقة على ذلك . رفضت عصبة الامم مطاليب المارشمعون الا انها قررت في شهر كانون الاول سنة 1932 اسكان جميع العراقيين الذين لا يملكون اراضي بما فيهم الاثوريين في الاراضي الاميرية الخالية في العراق . كما واعلن ممثل الحكومة العراقية في عصبة الامم بانه عازم على اختيار خبير اجنبي لمساعدة الحكومة العراقية على اسكان الاثوريين في العراق بصورة مجتمعة بقدر الامكان وعليه تم تعيين الميجر تومسن الخبير البريطاني في السودان من قبل الحكومة العراقية لتلك الغاية ووصل الى الموصل في بداية شهر مايس سنة 1933 . واما قداسة البطريرك فعاد الى بغداد قادما من جنيف في 4 كانون الثاني سنة 1933 .
وجهت كتب رسمية من قبل رئيس اللجنة الرسمية للاسكان الى كل من قداسة البطريرك في الموصل وغبطة المطران سركيس في دهوك وغبطة المطران يوآلا في العمادية وغبطة المطران يوسف خنانيشو في حرير وملك خوشابا في دهوك والرئيس خيو عوديشو في الشيخان ومالك خمو في الموصل والرئيس جكو في كوركفان ومالك اسماعيل في ديانا ومالك نمرود في الجراحية ومالك لوكو في العمادية ومالك مروكل في عقرة وطلب منهم ارسال مقترحاتهم خلال خمسة عشر يوما حول تعيين ستة اشخاص ليكونوا في اللجنة الاستشارية ممن لهم خبرة في الشؤون الزراعية والعشائرية كمرشحين لعضوية هيئة الاسكان الاهلية المؤلفة بموجب قرار لجنة الاسكان الرسمية المؤلفة بتاريخ 25 شباط سنة 1933 ...
رفض قداسة البطريرك واعوانه الاشتراك في الهيئة المذكورة بعد ان رفضت الحكومة العراقية منحه السلطة الزمنية ووافق ملك خوشابا واتباعه على مشروع اسكان الاثوريين وعليه تم تشكيل لجنة من الاثوريين الذين قبلوا بمشروع الاسكان بعد ان تقرر تشكيلها برئاسة ملك خوشابا . وقد قام انصار قداسة البطريرك بنشر دعايات ضد الاسكان مدعين بان لجنة اخرى من عصبة الامم ستحضر للقيام بالتحقيق في اوضاع الاقليات في العراق وسياتي خبير اخر ليس انكليزيا ولا عراقيا بدل الميجر تومسن الذي كان موفدا لذلك الغرض . كما اشاعوا اخبارا اخرى بانهم سيرحلون اما الى ايران او سورية او روسيا ....
على اثر هذا الموقف السلبي من قبل قداسة البطريك واعوانه طلب وزير الداخلية من متصرف لواء الموصل تبليغ قداسة البطريرك بالحضور الى بغداد ....
( وثيقة رقم 29 من الكتاب الازرق )
في 10 من شهر ايار سنة 1933 طلب وزير الداخلية من متصرف الموصل تبليغ المارشمعون بالحضور الى بغداد للتداول معه في امور تتعلق بقضية اسكان الاثوريين وذلك لقرب وصول خبير الاسكان الميجر تومسن الى العراق . وفي 22 ايار سنة 1933 سافر المار شمعون الى بغداد ونزل في بناية دار الشبان المسيحيين الكائنة في شارع السعدون وبعد ستة ايام من وصوله سلم اليه وزير الداخلية حكمت سليمان الرسالة التالية :
وزارة الداخلية الرقم س / 1104 التاريخ 28 / 5 / 1933
سبق وان اوضحت لكم ابان زيارتي الاخيرة للموصل موقف الحكومة فيما يتعلق بوضعكم الشخصي وارغب الان ان اؤيد تحريريا ما سبق ان سمعتموه شفهيا . ان الحكومة راغبة في الاعتراف بكم رسميا كرئيس روحي للطائفة الاثورية ونعدكم بانكم ستنالون الاحترام اللائق بكم بصفتكم المذكورة في كل وقت وكما سبق للمتصرف ان اخبركم ان الحكومة ترغب في الحصول على مساعدتكم في امر تنظيم لائحة قانون الطائفة على نفس اسس القوانين النافذة الان على الطوائف الاخرى ولادامة مقامكم الروحاني على الوجه المناسب تبحث الحكومة في الوقت الحاضر في كيفية ايجاد مورد لمساعدتكم بصورة مستديمة وليس في نيتها تقليل المخصصات الشهرية التي تدفع لكم الان الى ان يحين الوقت الذي تقتنع فيه بان لكم ايرادا كافيا من منابع اخرى . على انه لابد لي ان اوضح بان الحكومة لا يسعها المولفقة على تخويلكم اي سلطة زمنية وسيكون وضعكم كوضع رؤساء الطوائف الاخرى الروحانيين في العراق ويتحتم على ابناء الطائفة الاثورية في كافة شؤون الادارة مراعات القوانين والانظمة والاحوال التي تطبق على جميع العراقيين الاخرين . لا حاجة للتاكيد لحضرتكم مبلغ رغبة الحكومة الصادقة للقيام بما يمكن عمله لترى الطائفة الاثورية كسائر العراقيين سعيدة وراضية ومن الرعايا المخلصين لصاحب الجلالة الملك المعظم وقد صرحت بسياستها مفصلا امام عصبة الامم والتي اقترنت بموافقتها . ومما ينبغي بيانه ان الحكومة حسب الاتفاق الذي تم في الخريف المنصرم ساعية للحصول على خدمات خبير اجنبي لابداء المشورة في مسالة الاسكان المهمة ويتوقع وصول هذا الخبير الميجر تومسن الى الموصل في نهاية هذا الشهر وستكون اعماله ذات اهمية عظيمة للطائفة الاثورية ولي وطيد الامل بانه سيلقى المساعدة التامة من جميع من يضمر خيرا للطائفة . لقد لاحظت ويا للاسف ان حضرتكم قد اتخذتم حتى الان موقف غير مساعد بل معرقل حسب منطوق بعض التقارير لهذه المسالة المهمة جدا وعليه اراني مضطرا لان اطلب منكم اعطاء ضمان تحريري بانكم سوف لا تاتون عملا من شانه ان يجعل مهمةالميجر تومسن والحكومة صعبة . فاذا كانت هناك اي نقطة لم اوضحها في هذا الكتاب فيسرني ان تكتبوا ملفتين انظاري اليها . ان الاعتراف بوضعكم المبين آنفا منوط بقبولكم اياه واعطائكم عهدا قاطعا بانكم ستكونون على الدوام وبكل الوسائل كاحد الرعايا المخلصين لصاحب الجلالة الملك المعظم ويسني ان احصل على جوابكم التحريري على هذا الكتاب حسبما جاء في المرفق :
اني المارشمعون قد اطلعت على كتاب معاليكم المرقم س / 1104 المؤرخ 28 / 5 / 1933 وقبلت بجميع ما ورد فيه وها انا اتعه بانني سوف لا اقوم باي عمل من شانه ان يعرقل مهمة الميجر تومسن والحكومة العراقية وذلك فيما يتعلق بمشروع الاسكان وان اكون على الدوام وبكل الوسائل كاحد الرعايا المخلصين لصاحب الجلالة الملك المعظم ......
يتبع :                           بولص يوسف ملك خوشابا

35
سرمة خانم وملك خوشابا . المقابلة الاخيرة التي حددت مصير الامة
من اقوال ملك خوشابا :
( عندما يتعلق الامر بمصير امة لا يصح ان نسير بطريق لا نعرف نهايته )
( حذاري من السير بايعازات الجهات الاجنبية اوالانصياع لتوجيهات خاطئة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مذكرات يوسف ملك خوشابا :
اقتباس : في 8/9/1932 كنت مع والدي ملك خوشابا في مصيف خلاوة في سر عمادية متهيا للعودة الى الكلية العسكرية في بغداد عندما اخبرني والدي بانه عازم على الذهاب الى مصيف (جربية ) لزيارة سرمة خانم لانها ستعود الى الموصل صباح اليوم التالي وذلك ليقول لها كلمته ويقدم لها نصيحته الاخيرة فطلب مني مرافقته وذهبنا الى مصيف جربية الذي يبعد عن مصيف خلاوة حوالي عشرين دقيقة مشيا على الاقدام وكانت الساعة الرابعة عصرا وعند وصولنا شاهدنا سرمة خاتون جالسة على كرسي سفري امام خيمتها وبجانبها كان واقفا الشرطي روهان حارسها الخاص وهو من اهالي قريتها قوجانس فامرته بان يجلب لنا كرسيين فجلسنا عندها بينما اخذت الشمس تختفي خلف الجبال . وبعد تناول الشاي سالها ملك خوشابا فيما اذا كانت ناوية السفر الى الموصل في اليوم التالي فردت بالايجاب ثم اردف قائلا ( واظن ان قداسة مار شمعون لا يزال في بغداد ولم يسافر بعد ؟ ) فاكدت له ذلك وعليه قال لها ما يلي : يا سرمة خانم طالما انت مسافرة غدا الى الموصل ارجو ان تنقلي طلبي الى قداسته بان يؤجل سفره الى جنيف ليراجع اولا المسؤلين في بغداد ابتداء بوزير الداخلية فرئيس الوزراء وصولا الى جلالة الملك فيصل الاول لربما يتوفق في الوصول الى اتفاق بشان المطالب فيكون في ذلك خيرا لعائلتكم خاصة وللملة الاثورية عامة وان اراد فليؤلف وفدا من ممثلي الشعب الاثوري ليرافقه في مقابلاته .
في راي تلك هي الخطوة الضرورية يلزمنا الابتداء بها وهي الخطوة الصحيحة التي يجب ان تسبق كل الخطوات الاخرى لاني لاارى في ظل الظروف المحلية والدولية الراهنة جدوى من ذهابه الى جنيف بل بالعكس ان سفرته هذه الى جنيف ستغير الامور نحو الاسوا . لان عودته فاشلا ستؤدي حتما الى سقوط اعتبارنا في نظر الحكومة العراقية وسيدفعها ذلك الى تصلب موقفها اكثر اتجاه مطالبنا لاننا نكون قد قدمنا الشكوى ضدها . وحتى الحقوق التي وعدنا بها الملك فيصل الاول وحكومته ستحجب عنا فيما بعد . كما وان المندوب السامي البريطاني الذي كان قد وعد المار شمعون بانه وحكومته سيستخدمون نفوذهم لدى الحكومة العراقية لمنحنا الحقوق المعقولة سيتراجعون عن وعدهم بسبب تصرفنا هذا وتقديمنا الشكوى الى عصبة الامم في الوقت الذي نعرف جميعا بان كل الامور في العصبة معقودة لدى بريطانيا وبيدها الحل والربط وعندئذ سنكون قد فقدنا كل شيء لاسيما انه لم يبقى لنا مكان اخر نعيش فيه سوى العراق وعليه يجب علينا ان نلتفت الى الحكومة العراقية ونحاول جاهدين التفاهم والاتفاق معها وان نقطع صلاتنا بالاجنبي حرصا على مصير هذه الامة وضمانا لمستقبل آمن وسعيد لاجيالنا القادمة واني ارى ان نبدا السير بتاني وحذر خطوة فخطوة وناخذ المعروض لنا ونطالب بالمزيد ونستغل الفرص الممنوحة لنا الان والتي لا اظنها ستتكرر ابدا فقبل ان نبني بيتنا يا سرمة خانم يجب ان نفكر باساسه لان ما يحتاجه شعبنا الان هو الاستقرار والعمل والتعليم لقد تعبت هذه الامة الصغيرة من كثرة الكر والفر وتعبت من طول الترحال والاغتراب وعانت من كثرة الخسائر والتضحيات والنتيجة كما ترين . اما وقد عدنا الى الوطن فقد آن الاوان لنمنح رجالنا فرصة لالتقاط الانفاس ورعاية عوائلهم وتربية ابنائهم ولنجنب نسائنا وشيوخنا الخوف والرعب والقلق ولنعطي اطفالنا الفرصة اللازمة للنمو والتربية والتعليم لنلم شمل عوائلنا ونلتفت الى المشردين والمغتربين من ابنائنا ونركز جهودنا على موضوع الاستقرار والاسكان ليكون بالشكل الذي نريده ويوفر اكبر فائدة ممكنة لابنائنا فالاجدر بنا ان نفكر بعموم الامة قبل التفكير بانفسنا . الا ان سرمة خانم لم تقبل رجاءه ونصيحته ورفضت طلبه بل اصرت على رأيها واكدت قائلة ( بان المار شمعون سيذهب الى جنيف مهما كلف الامر وكيفما كانت النتائج فاذا رفضت عصبة الامم مطالب الاثوريين فانهم سيحصلون عليها بالقوة والقتال او سيغادرون العراق ) وبعد هذا الجواب القاطع قال لها ملك خوشابا (يا سرمة خانم عندما يتعلق الامر بمصير امة لا يصح ان نسير في طريق لا نعرف نهايته ) واستفسر منها فيما لو كان لهم اي وعدا بالمساعدة من اصدقائها الانكليز في حالة نشوب القتال مع الحكومة العراقية ؟ فاجابت بالنفي فسألها هل لها اي خبر او اشارة بالمساعدة من الفرنسيين في سوريا فنفت ذلك ايضا وعليه مد ملك خوشابا بدهب الم وغضب باتجاه الحدود التركية قائلا (اذن اني متأكد بان هؤلاء الاتراك وكذلك الايرانيين سوف لا يساعدونك في محنتك واما الروس فهم شيوعيون وبعيدون والطير لا يصلهم ونحن لا نملك الا بضع قطع من الحديد القديم (يقصد بها البنادق) ولكل منها بين 100 و 150 اطلاقة فقط لنحارب بهم الشعب العراقي كله بعربه واكراده بجيشه وعشائره وغيرهم ومن الممكن ان نطقطق بهذه البنادق لعشرة او عشرين يوما في هذه الوديان والاحراش الا ان النتيجة الحتمية ستكون الفناء التام لنا قتلا او جوعا او عطشا الا ترين انكم متوهمون جدا ؟؟ فان كنتم مصرين على ابادة هذه الامة والقضاء عليها فمن الشرف ابادتها بايدينا بجمع الاثوريين وحرقهم وننتحر معهم فنحفظ سمعتنا ونصون كرامتنا وان ذلك افضل من ارتكاب حماقة الدخول في قتال مع الحكومة العراقية والتي ان اقترفناها حتى اصدقائكم الانكليز سينعتوننا بالعصاة المتمردين وكذلك بالنسبة لدول العالم الاخرى لان عملنا هذا سيكون مخالفة صريحة لكل القوانين المعترف بها فاجابته سرمة خانم قائلة (انهم ليسوا عصاة بل ابناء عوائل) وقصدت بذلك ملك ياقو وملك لوكو اللذان كانا مرشحينلقيادة الحركة عسكريا .فرد عليها ملك خوشابا (يا سرمة خانم انت تفهمين قصدي جيدا ولا داعي للمغالطة فاني لا اقصد بكلامي شخصا معينا بل اعني الجميع لقد مضى اليوم الذي كنا فيه نفرض ارادتنا فقد اجبرنا في عام 1914 على خوض غمار الحرب العظمى الاولى ونحن لا ناقة لنا فيها ولا جمل فكانت النتيجة اننا فقدنا وطننا الاصلي في تركيا بعد خسائر بشرية تقدر بنصف نفوس هذه الامة وخسائر مادية لا تقدر ولا تحصى وماذا قدم لنا حلفائكم واصدقائكم الانكليز الذين حرضونا على محاربة الاتراك عن طريقكم سوى مياه ملوثة وقطع من الخبز اليابس عندما كنا نموت من الجوع والعطش ؟ ان كل ما اصابنا من الويلات والمصائب كانت نتيجة لغدرهم بنا وخيانتهم لنا لذا وجب علينا ان نستفيد من اخطائنا السابقة وان لا نكررها مرة اخرى وان لا نتورط من جديد في مشاكل تكون نتائجها وبالا وكوارث علينا فيقتل ويشتت الباقين من هذه الامة فحذاري يا سرمة خانم من الانصياع لتوجيهات خاطئة او السير بايعازات الجهات الاجنبية التي تحاول التصيد في المياه العكرة فلا يصح ان تثقوا بهؤلاء الانكليز مرة اخرى . واليوم الذي كان فيه مجالا امام الاثوريين للاختيار قد غاب الى الابد وانتم الذين ضيعتم علينا تلك الفرصة لانكم كنتم مع الانكليز عندما كانوا حكاما في العراق واجبرتم الاثوريين على البقاء والسكن فيه ومنعتموهم من العودة والاستقرار في اراضيهم السابقة واليوم قد سدت كل الطرق فالى اين ستمضون ؟ بعدما لم يبقى لنا مكان آخر في العالم ما عدا العراق وهو موطن اجدادنا : فاجابته سرمة خانم بقولها اني اعرف يا ملك خوشابا بانك وعشائرك لا ترغبون بالمساهمة في تكاليف سفر المار شمعون الى جنيف ولذلك تعارضون سفره : فرد عليها ملك خوشابا ( انت تعرفين يا سرمة خانم بان الحقيقة ليست كما تدعين الا انك تحاولين التملص منها عمدا متذرعة بحجج واهية لا اساس لها من الصحة وعلى كل حال فاني قد قلت لك كلمتي الاخيرة ارضاء لضميري واستودعك الله : ثم سالتني سرمة خانم عن موعد عودتي الى الكلية فاجبتها باني ساعود مع شقيقتي في اليوم التالي . فاخبرتني بان هناك سيارة قادمة لاخذها الى الموصل في نفس اليوم وطلبت مني ان نسافر معها لان وجود السيارات في العمادية في ذلك الوقت كان نادرا وفي صباح يوم 9/9/1932 سافرنا انا وشقيقتي مع سرمة خانم ومرافقها الشرطي روهان الى الموصل وكان هذا اخر لقاء بين ملك خوشابا والعائلة المار شمعونية .....
بولص يوسف ملك خوشابا

36
الرسالة الثانية التي ارسلها السيد ميرلاي خليل باشا والي ولاية حيكاري التركية ا الى ملك خوشابا : الترجمة الحرفية للرسالة
الى رئيس تيار السفلى ملك خوشابا يوسف المحترم
قرات رسالتك الى رئيس الارتوشيين اسماعيل اغا . وكما اكدت لك قبل افتراقنا بان الصداقة والمحبة التي تربطنا
ستبقى وتدوم اما بخصوص قضية الاعتداء العسكري علينا فسيصار الى حلها بطريقة خاصة ورسمية . معلوماتي ان الحكومة لن تعفو عن التخوميين مرتكبي الاعتداء وسوف ترسل قوة عسكرية الى منطقتهم لتاديبهم وتخويفهم ووضع حدا لهم .
اطمئنك بان القوة العسكرية سوف لن تعتدي او تتحرش بالاشوريين الآخرين ولن يتضرر انسان منهم . فليبقى كل واحد في مكانه ويستمر بممارسة اعماله . اذا سلم هؤلاء التخوميين انفسهم فسيصار الى محاسبتهم امام محكمة قانونية وحسب الاصول . اكرر القول اذا اراد هؤلاء التخوميين احترام شرف الدولة وكرامتها فعليهم تسليم البنادق والعتاد الذي استولوا عليه والا فلن يعفى عنهم . اما كل الاشوريينالآخرين الذين ليس لهم غرض آخر سوى الخير فلن يمسوا بسوء .
امنيتي ان تهتموا بكلامي هذا واذا لم يكن لديكم مانع ارجو تعيين مكان مناسب لاحضر للتداول معك ونعطي حينئذ القرارات المناسبة في القضية .
الخلاصة : انا لست لحد الان طرفا في هذا الموضوعولم اكن ناكرا للجميل كي انسى الانسانية التي رايتها منك . انا انتظر جوابا سريعا منك . لا احد هنا يعرف الكتابة بالعربية . سلامي الكثير الكثير اليك والى مالك صليو وجاوشينو.
                            التوقيع
                     والي ولاية حكاري
                          ميرلاي / 13 ايلول / 340
نص رسالة قائمقام العمادية الجوابية الى ملك خوشابا في 24 / 8 / 1924
الى ملك خوشابا المحترم
اخذت كتابكم المؤرخ 17 / اب / 1924 وفهمت فحواه حسبما ترجموه لي وعليه اقول ان عملكم باعادة سعادة الوالي لم يكن خارج منهجنا وزد عليه انكم كنتم عملتم هذا بحسن النية وخدمة للحكومة العراقية ولي الامل ان ازور دياركم بعد مدة والسلام .
                               التوقيع
                          قائمقام العمادية
الى جميع رؤساء بني ماثا المحترمين :
اخذت كتابكم المؤرخ 5 / اب / 1924 المعنون الى مدير برواري بالا وصار معلوما لدي مجيء الوالي الى جال انني كنت قد ارسلت اوادم (يقصد اناس ) من طرفي سابقا بغير طريق والذين وصلوا لعندي قبل وصول كتابكم بنهار وقد اخبروني عن عزم والي جولمرك للذهاب بدورية بطريق جلي ومنيانش وارتوش واورامر ودزة ثم يرجع الى جولمرك لذلك اولا اظن انه والي جولمرك وليس كما ذكرتم بانه والي وان . ثانيا اظن ان فكره هو الدورية ولا تتجاوزون ابدا اذا لم يحصل تجاوز عليكم واني مستعد للحركة الى طرفكم في اول حادث يطرأ وأؤاكد عليكم بلزوم اقتفاء الاخبار الصحيحة وارسالها بوقتها ليتسنى لي ابداء الراي الى امرائي بصورة مؤكدة والسلام .
                                   التوقيع
                              قائمقام العمادية
                            عبد الحميد مجيد
ويمكننا من هذه المخابرات الرسمية بين قائمقام العمادية وملك خوشابا استنتاج سياسة الحكومة العراقية نحو الاثوريين القاطنين في مناطقهم الاصلية والتي كانت تعتبر منطقة حرام للطرفين التركي والعراقي انذاك وان اي حركة تصدر من اي منهما فيها قد تعني نقضا للحالة الراهنةفي تلك المنطقة التي كان كل جانب منهما يحاول ضمها الى حدوده ( ص 57 من كتاب مشكلة الموصل لمؤلفه الدكتور فاضل حسين ) .....
الا ان الانكليز كانوا يلعبون لعبتهم في الخفاء لاجبار الاثوريين على النزوح من اراضيهم لاسيما اراضي عشيرة تياري السفلى المجاورة والملاصقة لمنطقة بروالي بالا في قضاء العمادية والتي ينحدر سكانها من اصل عشيرة تياري السفلى . فكانت غاية ملك خوشابا المحافظة على الهدوء والسكينة في تلك المنطقة لخلق جو مطمئن للطرفين العراقي والتركي خاصة في تلك الظروف الدقيقة الى ان يتم تقرير مصير المنطقة من قبل عصبة الامم والاثوريون لا يزالون باقين على اراضيهم ليسهل امر ضمها الى العراق بالاستفتاء . غير ان الانكليز ارادوا سلخ اراضي العشائر الاثورية وضمها الى تركيا لاجبار الاثوريين للنزوح منها والبقاء تحت رحمتهم ليستغلوهم ابشع استغلال خاصة وانهم سوف يصبحون مهجرين بلا ماوى مما يسهل امر تجنيدهم في الليفي .....
هجوم القوات التركية والعشائر الكردية على منطقة حكاري في 14 ايلول 1924
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد انقاذ الوالي التركي واطلاق سراحه واعادته الى مقره ولعدم تسليم القائمين بالعمل اخذت القوات التركية تتحشد في المنطقة الشمالية من محل سكنى عشائر تياري بالقرب من مراعيها الواقعة في منطقة (ميدان) وكانت تلك القوات تربو على الفرقتين احداها من المشاة والاخرى من الخيالة مع مدفعية جبلية وكانت تؤازرها العشائر الكردية في تركيا مع رشيد بك امير البروار بالا . طلبت الحكومة التركية من عشيرتي تياري العليا وتياري السفلى السماح لتقدم قواتها عبر اراضيها لتاديب عشيرة تخوما على قيامها بالاعتداء على الوالي التركي وحاشيته ومؤكدة عدم وجود اي نوايا سيئة نحو العشيرتين . الا ان التياريين لم يطمئنوا على دخول قوات مسلحة الى مناطقهم ولاسيما العشائر الكردية التي كان لها ثار معهم . فاستغل انصار الانكليز هذا الظرف المواتي بنشر الاشاعات عن قيام قوات جوية بريطانية بتظليل سماء المنطقة بالطائرات لحماية الاثوريين وتقدم قوات انكليزية ضخمة في طريقها لمقاتلة الجيش التركي بهدف اثارة الاثوريين ودفعهم للصدام مع الجيش التركي حتى لا يكون لهم خط رجعة للعودة الى مناطقهم وفعلا تم للانكليز ما ارادوه فلقد قامت بعض المجموعات من المقاتلين بالتصدي للقوات التركية في نهاية شهر اب سنة 1924 الا انهم لم يتمكنوا من الصمود امام قصف المدفعية التركية وهجمات القوات النظامية التركية والعشائر الكردية فانسحبوا الى قراهم ثم الى منطقة برواري بالا بعد ان كانت العوائل قد اخلت تلك القرى وكان الانكليز قد ارسلوا سرية من قوات الليفي لمساعدتهم الا انها هربت وتركت خيمها ومطابخها في جبل ميدنوك بالقرب من قرية بيدو . وعليه تقدمت القوات التركية ومعها العشائر الكردية واحتلت قرية كاني ماسي مقر مدير الناحية العراقي والقرى الاخرى مما اجبر الاثوريين النزوح الى وادي صبنة عبر منطقة سر عمادية . وعندما كان المقاتلون يعبرون وادي (كلي شريفة ) مقابل قرية بيباد الى صبنة منسحبين امام القوات التركية التي احتلت برواري بالا كان قداسة البطريرك وسرمة خانم في بيباد بحراسة قوة من الليفي فارسلت سرمة خانم ثلة من جنود الليفي لاحتلال فتحة مضيق شريفة لاجبار كل اثوري مسلح للعودة لمقاتلة الاتراك وتجريد كل من يمتنع عن ذلك من سلاحه . وكانت العوائل والرجال المنسحبون في حالة يرثى لها من التعب الشديد والارتباك وبما ان هؤلاء المقاتلون قد علموا بان الانكليز هم الذين قد دبروا هذه المكيدة لهم تخندقوا خلف الصخور متخذين وضع القتال اتجاه ثلة الليفي التي ارسلت لتجريدهم من السلاح منادين فلياتي الانكليز ويقاتلوا الاتراك حينها شعر جنود الليفي بخطورة وضعهم ففروا الى قرية بيباد حيث كان قداسة البطريرك وسرمة خانم وعبر الرجال وعوائلهم من مضيق شريفة الى ضفاف وادي صبنة وبقوا هناك مدة من الزمن . زار قائمقام العمادية عبد الحميد عبد المجيد ومعه بعض المسؤلين ملك خوشابا في سر عمادية عندما كان على راس قوة من رجاله في حماية مؤخرة العوائل المنسحبة . وقال له القائمقام بان الحكومتين الانكليزية والعراقية توعدان الاثوريين بضم اراضيهم الى العراق اذا ما قاموا باخراج الاتراك من برواري بالا حتى ما وراء اراضيهم في تركيا ورجاه ان يقوم بجمع المقاتلين الاثوريين لهذا الغرض لان الانكليز قد فشلوا في مسعاهم لحمل الاثوريين لمقاتلة الاتراك . على الرغم من ان ملك خوشابا لم يصدق تلك الوعود حسب ما ورد في مذكراته الا انه لم يجد له خيارا اخر لئلا تلقى عليه مسؤلية التهرب من القتال فقبل بالامر الواقع وامر جميع المقاتلين بالتجمع في سر عمادية . ولما تجمع المقاتلون تحشدوا في قرية هيس في برواري بالا ومن هناك تقدموا برتلين نحو كاني ماسي ورتل نحوقرية رشيد بك امير برواري بالا (درشيرش) حيث كانت عشيرته وبعض العشائر الاخرى تحارب الى جانب الاتراك . وبعد قتال دام اكثر من ثلاثة ايام تمكن المقاتلون الاثوريون بقيادة ملك خوشابا من التغلب على القوات التركية فاستسلم رشيد بك وجميع عشائر برواري بالا لهم . وبينما كانت العشائر الاثورية تتقدم نحو اراضيها جاءت عدة طائرات انكليزية والقت عددا من القنابل خلف القوات التركية في اشوت وتلقى الكابتن (النقيب) بدلي الانكليزي الذي كان مع بعض سرايا الليفي الباقية في برواري بالا برقية من المسؤلين الانكليزيطلبون ايقاف التقدم الاثوري خارج حدود برواري بالا فحصلت مشادة كلامية بين ملك خوشاباوعقيد انكليزي حول هذا الموضوع وتدخل بعض الرؤساء الاثوريين وابعدوا العقيد الانكليزي عن ملك خوشابا والذي قال له ( اني كنت اعلم بخداعكم لنا ولكن لم يكن لي مفر من الانصياع لاوامركم بعدما ربطتم رقاب الاثوريين بانطقة الليفي واصبح شبانهم مشلولين لانخراطهم في تلك القواتالتابعة لسيطرتكم ) وهكذا اضطر الاثوريون على ايقاف تقدمهم بعد ان تخلى الانكليز عن مسؤلية اسنادهم مدعين بانهم لا يريدون الدخول في حرب ثانية مع الاتراك من اجلهم في الوقت الذي لم يكن للاثوريين تلك القوة التي تمكنهم من الوقوف امام قوات تركية كبيرة دون ان تساعدهم دولة قوية كبريطانيا ............
                          بولص يوسف ملك

37
بعد ضرب الجبهة الاثورية المناهضة للانكليز والتي كانت بقيادة كل من اغا بطرس وملك خوشابا من قبل السلطات الانكليزية قام القس الجاسوس (ويكرام) المبشر في كنيسة الكانتربري الانكليزية والذي كان قد عاش فترة طويلة في هكاري قبل الحرب العالمية الاولى بالقاء الخطابات على الاثوريين بايعاز من حكومته لحثهم على الانخراط في قوة الليفي الاثورية ظاهريا والانكليزية عمليا لانها شكلت لخدمة المصالح البريطانية . وكان يخدع الاثوريين بخطبه الرنانة مدعيا لهم بانهم أذا ما قدموا تلك الخدمة للتاج البريطاني فان بريطانيا العظمى ستمنحهم حقوقهم في الحرية والاستقلال وما الى ذلك من وعود كاذبة دأب عليها الانكليز لخداع بعض البسطاء . وكذلك كانت سرمة خانم ومن يؤيدها من رؤساء العشائر الاثورية يؤيدون كلام ويكرام ويحثون الشباب على التطوع في هذه القوة التي كان يعارضها بشدة كل من اغا بطرس وملك خوشابا ومؤيديهم لانهم كانوا يعلمون بان نتائجها ستصب في مصلحة الانكليز وتصيب الضرر بمصلحة الامة . وقد تمكن الانكليز ومؤيديهم من الاثوريين من جمع عدد من الشباب الاثوريين عن طريق تلك الوعود البراقة وبمنح الالقاب ومنح الرتب الى رؤساء بعض العشائر مقابل تجنيد اقربائهم والموالين لهم . فتم تعيين داود افندي والد قداسة البطريرك ضابطا اقدم لقوة الليفي وسمي (رب خيلا) اي قائد القوات ووزعت بقية الرتب على رؤساء العشائر وابنائهم واقربائهم حسب اهميتهم في اقناع ابناء عشائرهم للتطوع وكانت المناصب والرتب تتسلسل من (رب ترما) الى (رب اما) الى (رب خمشي) ومن ثم ضباط الصف . وكان هؤلاء الضباط يعملون كضباط ارتباط بين الجنود الاثوريين والضباط الانكليز الذين كانوا هم قادة القوة الفعليين . وكان عدد كبير من الذين انخرطوا في هذه القوة يسعون وراء معيشتهم لعدم وجود مورد رزق اخر . ولم تكن لهؤلاء الضباط اي صلاحية او سلطة وكذلك كانوا يؤدون التحية لضابط الصف الانكليزي . واستخدم الانكليز هذه القوة لحماية قواعدهم ومطاراتهم العسكرية في العراق كما استخدموها لحماية المصالح الانكليزية في المناطق الشمالية من العراق عن طريق فرض الامن والولاء للحكم البريطاني .....
اما غالبية العشائر التي لم تصدق اكاذيب الانكليز وبعد غلق مخيم مندان بدأت بالزحف الى مناطقها الاصلية في هكاري حتى وصلت منطقتي تياري وتخوما وكانت آن ذاك مشكلة ولاية الموصل لم تحسم بعد ويقول ملك خوشابا في مذكراته اقتبس (كنت اعلم من خلال تجربتي مع الانكليز بانهم غير مهتمين بالارض التي سيحصلون عليها لانتدابهم بقدر اهتمامهم بابناء عشائرنا لاستغلالهم في مصلحة بريطانيا وانهم اي الانكليز مستعدون للتنازل عن اراضينا لتركيا من اجل صفقة ما ولهذا السبب كنا نناضل للعودة الى اراضينا حتى نفرض على الانكليز امر واقع وخاصة كنت اعلم بان امر ولاية الموصل سوف يحسم بالاستفتاء ) انتهى الاقتباس .... ولقد كان كل من الانكليز والاتراك يحاول ضم ولاية الموصل اليه وكان الاثوريين يأملون ان يتم ضم مناطقهم الى العراق وفي بداية المفاوضات بين هاتين الدولتين طلب الانكليز تثبيت خط الحدود العراقية التركية بحيث يمتد من باش قلعة الواقعة بالقرب من الحدود الايرانية شرقا حتى قرية بيجو الواقعة حوالي الثلاثين كيلو مترا شمال زاخو غربا وذلك لجعل جميع الاراضي الاثورية ضمن الاراضي العراقية في الوقت الذي كان الاثوريين قد عادوا اليها كما ذكرنا سابقا منتظرين تقرير مصيرهم وهم على ارض آبائهم واجدادهم . الا ان الانكليز اخذوا يساومون مع الاتراك على حساب مصلحة الاثوريين فتنازلوا عن اراضيهم لتركيا . واراد الانكليز اجبار الاثوريين على ترك اراضيهم والعودة الى العراق خوفا من بقائهم فيها بعد ان اصبحت ضمن الحدود التركية واظهرت الحكومة التركية رغبتها في قبولهم كرعايا لها فيما اذا ارادوا ذلك . وقبل ان يتمكن الاثوريين من تقرير مصيرهم قام الانكليز بتدبير خطة لخلق مشكلة كبيرة بين الاثوريين والحكومة التركية بحيث تقوم الاخيرة بطرد الاثوريين من مناطقهم واعادتهم الى العراق حتى يتمكنوا من استغلالهم ابشع استغلال ....
فلقد قام الانكليز بالاتفاق مع احد انصارهم المدعو (مالك كليانا) احد رؤساء عشيرة تخوما للقيام بالاعتداء على والي هكاري التركي عند قيامه بجولة تفقدية في تلك المنطقة . فقام مالك كليانا بنصب كمين على طريق الوالي التركي في كلي (وادي خاني) في منطقة عشيرة تخوما وذلك مقابل ان يمنح من قبل الانكليز رتبة ضابط في جيش الليفي . وبتاريخ 7 آب 1924 فتح ذلك الكمين النار على الوالي وحاشيته مما ادى الى قتل امر حرسه العقيد شكيب بك وقتل ثلاثة من الجنود وجرح ستة آخرون وتم اسر الوالي ونائبه وطبيبه وبقية حرسه الذين جردوا من سلاحهم . ثم ربط المهاجمون ايادي وارجل الوالي ومن معه ووضعوهم على ظهور البغال ثم ساروا بهم نحو العمادية لغرض تسليمهم الى الانكليز . ولكن قبل الوصول الى العمادية كان عليهم العبور من جسر ليزان على نهر الزاب بالقرب من قرية ملك خوشابا . وقبل وصول القافلة الى ليزان جاء وفد منهم لمقابلة ملك خوشابا والاستئذان منه للسير بالوالي الاسير عبر منطقة عشيرته . وعندما وصل الوفد بعد منتصف الليل واخبر حرس ملك خوشابا بمهمته استيقظ ملك خوشابا حالاوامر باحضار الوفد لمقابلته . عندما علم ملك خوشابا من الوفد بما قاموا به تجاه الوالي التركي غضب جدا واخذ يصرخ بهم ويؤنبهم على عملهم الطائش والمنافي للقانون موضحا لهم مدى خطورة هذا العمل على مصير الاثوريين ككل ثم قام بجمع رؤساء العشيرة للتشاور وارسل قوة من رجاله المسلحين بقيادة كل من (صليو بيت موشي) و(عوديشو ادم الملقب جاوشينو) لانقاذ الوالي وجلبه الى ليزان بالقوة اذا اقتضى الامر ذلك . فتقدمت تلك القوة على الطريق المؤدي الى تخوما وكان الوقت ليلا حتى وصلت الى مكان تواجد قافلة الوالي الاسير لدى الرجال المسلحين من عشيرة تخوما . فاحاطت تلك القوة حالا بالقافلة وامر صليو التخوميين بتسليم الوالي وجماعته اليه فورا بامر من ملك خوشابا والا سيضطر الى استعمال القوة . حاول التخوميين الامتناع عن تسليم الوالي قائلين بانهم يريدون تسليمه الى الانكليز وقداسة البطريرك في قرية بيباد قرب العمادية الا ان صليو رد عليهم بكلام قاسي وامر رجاله بالهجوم عليهم فتمكنوا من تجريدهم من سلاحهم دون ان يقووا على المقاومة . فتقدم صليو ومسك بالبغل الذي كان الوالي مشدودا على ظهره ثم قال له باللغة الكردية لانه لم يكن يجيد اللغة التركية بانه مرسل من قبل ملك خوشابا لانقاذه . خاف الوالي في بداية الامر ظنا منهم انهم اتوا لقتله الا ان نائبه طمأنه بانهم قد جاؤا لانقاذهم بعد ان رآهم يجردون المعتدين من سلاحهم ويحلون وثاق المشدودين . ولما تم حل وثاق جميع الاسرى فرح الوالي كثيرا وقبل كلا من صليو وجوشينو اللذان قاما بانقاذه . عندما وصل الركب قرية كيمان القريبة من ليزان والواقعة على الضفة اليسرى من نهر الزاب الكبير حيث توجه ملك خوشابا ومعه رؤساء عشيرته لملاقاته هناك . ولدى وصول ملك خوشابا استقبله الوالي استقبالا حارا شاكرا له احسانه اليه ومظهرا له اعجابه بشخصيته . وبعد استراحة ليلة في قرية كيمان اعاد ملك خوشابا الوالي الى مقره تحت حراسة مشددة من رجاله وذهب معه لتوديعه حتى منتصف الطريق ما بين ليزان ومقر الناحية في جال وبعد هذا الحادث جاء من بغداد بعض المسؤلين الانكليز من المدنيين والعسكريين لزيارة الوالي في مقره مظهرين له اسفهم لما حدث له وعارضين عليه مساعدتهم في كل ما هو بحاجة اليه . الا ان الوالي اجابهم بانه واثق من ان ما قام به هؤلاء التخوميين لم يكن الا من تدبير الانكليز ولهذافهو لا يريد اي مساعدة منهم لانه قد تلقى المساعدة التي كان يحتاجها في حينها من اشرف وانبل شخص عرفه وهو ملك خوشابا الذي هرع لنجدته في الوقت المناسب . فانكر الانكليز ان يكون لهم اي ضلع فيما حدث له مدعين بانهم ليسوا مسؤلين عن هؤلاء المعتدين وان بامكانه ان يفعل بهم ما يشاء . وعن هذا الحادث اخذ انصار الانكليز من الاثوريين يروجون الاشاعات ضد ملك خوشابا مدعين بان قوة انكليزية ستقوم بالقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة حيث سيحكم عليهبالاعدام . الا ان ملك خوشابا لم يهتم لتلك الدعايات وكتب الوالي الاميرلاي خليل رفعت باشا (اصبح فيما بعد وزيرا للداخلية) رسالة شكر الى ملك خوشابالما قام به نحوه وطيا ترجمة الرسالة ....
ذو الصداقة والرفعة جناب ملك خوشابا المحترم سلمه الله من البلايا :
بعد السلام واظهار فرط المحبة والاستفسار عن احوالكم الشريفة ليكن معلوما لدى جنابكم قد وصلنا الى جال بالامن والسلامة ونحن نشكر لكم خدمتكم وصداقتكم ولا ننسى اصلا وقطعا هذه الانسانية وهذا يكون منقوشا في قلبي وفؤادي ابدا . يلزم عليكم اذا اخذت خبرا من الحكومة الانكليزية او وقع سؤالا وترتب عليكم استجوابا او ضيقا تخبروني عاجلا وارجو منكم ان تكتبوا لنا المكتوب ونحن على مخابرتكم باق ودمتم سالمين .
اسلم بالخاصة على صليو وعلى جاوشينو
                                       التوقيع
                                    جالدة حكاري
                         والي ميرلاي خليل رفعت
                           24 اغستوس / 340
( المعذرة على ركاكة بعض عبارات الرسالة والسبب هو انني انني اتوخى الترجمة الحرفية لمضمون الوثائق )
                          بولص يوسف ملك خوشابا
















38
          تنحية مار طيماتيوس عن وصايته على قداسة مار ايشاي شمعون
بعد مقابلة مار طيماثيوس لوكيل وزير خارجية بريطانيا في دائرة المستعمرات في لندن في كانون الثاني سنة 1924 ارسل له في 4 شباط 1924 نسخة من عريضة بعض رؤساء عدد من العشائر الاثورية التي كان قد تقرر تقديمها الى المندوب السامي البريطاني في العراق في 14 كانون الاول سنة 1923 .
عند وصول مار طيماثيوس الى لندن ابرقت له سرمة خاتون طالبة منه ايجاد مدرسة لدراسة قداسة مار ايشاي شمعون فيها . فاتصل مار طيماثيوس بالمسؤلين في كنيسة كانتربري حول ذلك وعليه ارسل المار ايشاي شمعون الى لندن عام 1925 حيث درس سنتين في كانتربري وكامبرج . ثم سافر مار طيماثيوس الى امريكا سنة 1924 بعد ان كان قد امن مقعدا دراسيا لقداسته وفي امريكا اتصل مار طيماثيوس برجال الدين لجمع التبرعات للاثوريين . وكذلك تلقى رسالة من من القس ج. أ. دوكلس الذي كان صديقا للكنائس الشرقية بصورة عامة وللكنيسة الاثورية بصورة خاصة في 15 نيسان 1924 بان قضية الاثوريين قد طرحت على بساط البحث في مؤتمر لوزان مرتين وانه لم يكن في الامكان حمل الحكومة البريطانية على اعطاء اي وعد الا ان السير صاموئيل هور كان مقتنعا بعدم وجود اي خوف من التخلي عن الموصل . ويسترسل في قوله بانه قد اتخذ الخطوات اللازمة ضد بطرس (اغا بطرس) وانه متأكد بان السير برسي كوكس لن يقابله وكذلك رئيس الوزراء وانه يراقبه كي لا يتمكن من عمل اي شيء . وفي اب 1925 ترك مار طيماثيوس نيويورك الى ستوكهولم عاصمة السويد لحضور بعض المؤتمرات المسيحية ثم سافر الى المانيا ثم الى جننيفا . وفي عام 1926 عاد الى تريشور في الهند حيث مقر كرسيه . وفي عام 1927 قام المار طيماثيوس بزيارة ثانية للعراق انتهت في عام 1928 .
كان قداسة مار ايشاي شمعون الشاب قد عاد من انكلترا . وفي تلك السنة قامت سورمة خاتون وغبطة المطران مار يوسف خنانيشو بحملة ضد مار طيماثيوس طالبين عزله من وصايته على البطريرك . حاول القس بامبل رئيس بعثة كنيسة كانتربري المرسلة لمساعدة الاثوريين والمشرف على الكنيسة الاثورية مصالحتهم الا ان جميع المحاولات باءت بالفشل وعلى اثر ذلك قام المار طيماثيوس برسامة الشماس يوسف ايليا قليتا قسيسا في الموصل خلافا لرغبة البطريرك الذي جمد تلك الرسامة . الا ان القس يوسف قليتا استمر بمزاولة المراسيم الدينية كقس متجاهلا اوامر البطريرك . حاول المار طيماثيوس كسب الاثوريين الى جانبه وخاصةالعناصر المناهضة للبطريرك في السابق . الا انهم اجابوه بانه قد فوت الفرصة على نفسه لانهم عندما ارادوا تنصيبه بطريركا رفض في حينه وليس في مقدورهم مساعدته الان لخلو الميدان من الرجال القادرين على ذلك وان الميدان ترك لانصار البطريرك بمساندة الانكليز . ولما شعر قداسة البطريرك وانصاره بتحركات المار طيماثيوس وخاصة عندما حاول زيارة جنود الليفي في الموصل حيث منعه الضابط الانكليزي المسؤول (الميجر هورن) من ذلك ما لم يحصل على موافقة (رب خيلا) داود والد البطريرك الذي كان قائدا لتلك الوحدات ثم طلب البطريرك من من وزير داخلية العراق بوساطة الانكليز ابعاد المار طيماثيوس من العراق . وعليه صدر امر بابعاده وبلغ رسميا الا انه اعترض تحريريا على ذلك الامر وهدد برفع شكوى الى عصبة الامم والعالم اذا لم يسحب ذلك الامر على اساس انه رجل دين ولم يقم باي عمل يخالف القانون الذي يستوجب ابعاده . وعلى اثر ذلك تم الغاء امر ابعاده بايعاز من المندوب السامي البريطاني الى وزير داخلية العراق . بعد ذلك قام بعض الضباط الاثوريين من قوات الليفي ومن انصار البطريرك بتهديده بالقتل اذا لم يغادر العراق ويعود الى الهند وتحاشيا لمشاكل اخرى عاد المار طيماثيوس الى الهند دون ان يتمكن من ايجاد اي حل لقضيته مع قداسة البطريرك وانصاره وبقيت علاقتهما مقطوعة حتى وفاته . وقد كتب المار طيماثيوس ردا على ادانة البطريرك له بعد ان قام برسامة الشماس يوسف قليتا قسيسا ..... أقتباس
باركني سيدي ثانية باوامرك راجيا ان تتحمل من تامرك (يقصد سرمة خانم) نتائج الاعمال الشريرة والشيطانية الصادرة من مقامكم . وعليك ان تعلم بانك اصبحت بطريركا خلافا لقانون الكنيسة التي تحرم الوراثة فكيف يمكنك ان تتحدث عن قوانين الكنيسة المقدسة التي لم تترك ولا قانونا واحدا لم تدسه تحت قدميك ؟ وحقا اقول لك لو كنت تملك ذرة من ضمير حي كرجل محترم لما اقدمت على ذلك اما تبجحك عن مراعات واحترام القوانين والانظمة الكنسية المقدسة فغير وارد مطلقا بعد ان دنست جميع القوانين عن قصد وبرضاك وجردت الكنيسة المقدسة من جميع قوانينها من اجل مصالحك الخاصة دون رحمة او الالتفات الى رجال الكنيسة والقادة في حينه . وبالرغم من انك جالس الان على كرسي فارغ وخال من العدل والانصاف ومخافة الله فانك تدين كذبا وزورا اولئك الذين نذروا انفسهم من اجل الكنيسة والعقيدة فلا اراني بحاجة للسؤال منك عن اي قانون قد احترمته بل الافضل ان اسالك عناي قانون قد ابقيته دون ان تلحق به العار ودون ان تدوسه تحت اقدامك او ترميه في سلة المهملات هل يمكن ان تشير على الاقل على قانون واحد فقط لم تدنسه ؟ لا بحق لا فاذا استطعت ذلك فانه يعتبر امرا عجيبا . ففي الوقت الذي انت غارق حتى الرقبة تحت وطأةمخالفة قوانين الكنيسة وفي قبضة عقاب الحق والضمير تتجاسر على ادانة ابرياء مخلصين راعوا قوانين الكنيسة وقدسوها من المؤمنين الصادقين لكنيستنا الرسولية واسالك بالله على اي من قوانين الكنيسة قد استند تنصيبك بطريركا ؟ الا تشعر بوخزة الضمير؟
انتهى الاقتباس .....
كان المار طيماثيوس قد قبل رسامة البطريرك في بعقوبة في حينه من اجل الحفاظ على كيان الكنيسة من الانشقاف والتمزق وذلك عندما كان بعيدا في المهجر كما واعترف بالبطريرك عندما تم تعيينه وصيا عليه . وبالرغم من انه استاء جدا عندما تم عزله عن الوصاية عام 1927 من قبل انصار البطريرك الا انه بقيضمن الكنيسة من اجل الحفاظ على وحدتها .
ماذا كان سبب الخلاف بين قداسة البطريرك وغبطة المطران يوسف خنانيشو من جهة والقس يوسف قليتا من جهة اخرى ؟
بالرغم من صلة القرابة التي كانت تربط غبطة المطران مار يوسف خنانيشو بالقسيس يوسف قليتا حيث ان شقيقة المطران كانت متزوجة من ابن القس يوسف قليتا المدعو (ابرم) الا ان عدم الاتفاق بين اغبطةالمطران والقس يوسف قليتا لاسباب عديدة ومنها :
تبرعت جميع الفئات الاثورية في مخيم بعقوبة لجمع مبلغ من المال لشراء مطبعة من الهند لاستخدامها في طبع الكتب باللغتين الانكليزية والآثورية الجديدة والقديمة لسد احتياجات الكنيسة من الكتب الدينية واحتياجات المدارس الاثورية من الكتب المدرسية . وسلم هذا المبلغ الى الشماس يوسف ايليا قليتا الذي كان ذا المام كبير باللغة الاثورية الحديثة والقديمة وباللغة الانكليزية وكان من المتحمسين للحفاظعلى تراث اللغة الاثورية وطقوس الكنيسة الشرقية . وبعد شراء هذه المطبعة من الهند جلبها معه الى الموصل لان الاثوريين كانوا قد تركوا بعقوبة آنذاك وبقيت في حوزته حتى عام 1928 . ثم اخذت منه من قبل البطريرك الذي قال بان الشماس يوسف كان يستغلها لمصلحته الخاصة بينما صرح الشماس يوسف بان عائلة البطريرك قد خانوا الكنيسة الشرقية وربطوها بعجلة كنيسة كانتربري الانكليزية وهكذاحصل نزاع بين الطرفين بشان تلك المطبعة ولجؤا الى القضاء وفي عام 1927 جاء مطران الهند المار طيماثيوس الى الموصل وكان قداسة البطريرك على خلاف معه فقام المطران برسم الشماس يوسف اليا قليتا قسيسا . الا ان البطريرك لم يعترف بتلك الرسامة لذا حرمه ولكن القس يوسف استمر في اعماله الدينية والتدريسية حسب الاصول وسلمت المطبعة بعد ذلكالى القس يوخنا التخومي الذي اخذها معه الى سوريا بعد احداث 1933 حيث بفيت دون استعمال لعدم وجود من يحسن استعمالها كما تلفت الكتب التي كان قد طبعها القس يوسف قليتا لاهمال القس يوخنا العناية بها او استغلالها وفق شهادة المرحوم مالك لوكو بداوي .......
  المصادر:
ص 759 كتاب سيرة المار طيماثيوس لمؤلفه المار ابرم الهندي رئيس ابرشية الهند لكنيسة الشرق الاشورية
من مذكرات سليمخان البازي
                    بولص يوسف ملك خوشابا

39
مصالحة قداسة مار ايشاي شمعون واغا بطرس كيف فشلت ولماذا ؟ الجزء الاول
كان المطران مار طيماثيوس قد رسم مطرانا لابرشية الهند في 15 كانون الاول 1907 من قبل البطريرك المار شمعون بنيامين وارسل الى الهند عن طريق البصرة حيث وصلها في شباط 1908 وكانت له صلة قرابة بالعائلة البطريركية لان شقيقه الشماس اسخريا كان متزوجا من خالة المار شمعون المسمات خنة كما كان شقيق المار شمعون المدعو زيا قد تزوج من ابنة شقيق المطران المسمات الشوة والتي كانت ابنة خالته ولقد خدم هذا المطران في ابرشية الهند حتى وفاته عام 1945 وترك اثرا وذكرى طيبة في نفوس الهنود التابعين لابرشيته والذين هم من بقايا هذه الكنيسة التي تم تاسيسها على يد رسلها في القرون الاولى وكان المار طيماثيوس الشخص الوحيد الذي لم يصل الى هذه الدرجة الكهنوتية عن طريق الوراثة وخلفه بعد وفاته في رئاسة هذه الابرشية المطران مار توما درمو الذي  بقي فيها حتى عام 1968 حيث تم استقدامه الى بغداد ورسامته بطريركا للكنيسة الشرقية القديمة ولقد قام بدوره في رسامة المطران مار ابرم والاسقف مار بولس الهنديين ليتوليان ادارة ابرشية الهند ولقد كان المرحوم مار طيماثيوس قد اعاد الحياة الى ابرشية الهند وذلك ببنائه الكنائس والمدارس وميتما ومطبعة لطبع الكتب الكنسية باللغتين الآرمية القديمة والحديثة والمجلات باللغتين الانكليزية والآثورية وحذا حذوه من بعده المرحوم مار توما درمو الى يوم مجيئه الى العراق بعد ان كان قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون قد جمده بسبب بعض الخلاافات بينهما . كان المار طيماثيوس قد اغتاض جدا عندما رسم مار ايشاي شمعون بطريركا للكنيسة في بعقوبة عام 1920 من قبل خاله المرحوم مار يوسف خنانيشو بسبب صغر سنه الذي لم يكن يتجاوز الثانية عشر من عمره خلافا لقوانين الكنيسة وعرف العشائر الآثورية .وعند وصول مار طيماثيوس الى بعقوبة قادما من الهند كان قد حصل انشقاقا كبيرا في الآثوريين حيث ان الاغلبية لم تكن مؤيدة لهذه الرسامة وعلى راسهم اغا بطرس وملك خوشابا حيث طلب الرافضين لهذه الرسامة من مار طيماثاوس ان يصبح بطريركا لهم الا انه رفض ذلك مدعيا بانه لايرغب في توسيع شقة الخلاف بين الآثوريين فيزيد الطين بلة . ولما شعر انصارهذه الرسامة بتفاقم الوضع حاولوا ترضية مار طيماثيوس وذلك بتنصيبه وصيا على المار ايشاي شمعون وذلك في شهر تشرين الاول عام 1920 حيث تم التوقيع على حجة الوصاية من قبل كل من المطران مار يوسف خنانيشو والاسقف مار زيا سركيس والاسقف ايليا وسرمة خانم وداود والد المار شمعون وزيا عم المار شمعون وفي ما يلي نصها :
ليكن معلوما لكل من يطالع هذه الحجة التي حررناها باننا في اجتماعاتنا المتعددة التي عقدناها باسم ربنا يسوع المسيح درسنا وضع غبطة المار طيماثيوس مطران ملابار الهند وبعد مناقشة كل الامور اتفقنا جميعا على فكرة واحدة فقررنا انتخاب وصي على المار شمعون ايشا كاثوليك بطريرك الشرق . وتم في 8 تشرين الاول سنة 1920 وباتفاق الجميع انتخاب المار طيماثيوس ليكون وصيا على البطريرك في كافة الامور .....
وفي عام 1922 عاد المار طيماثيوس الى الهند ليسافر من هناك الى كل من انكلترا واميركا بصفته وصيا على المار شمعون ليحاول حل مشاكل الآثوريين وتتبع قضيتهم مع السلطات البريطانية . وفي شهر آب من عام 1923 سافر الى لندن حيث مكث فيها ثمانية اشهر ثم سافر الى اميركا لجمع التبرعات باسم الآثوريين . وفي لندن قام باتصالات عديدة مع المسؤلين البريطانيين حول مصير الآثوريين الا انه لم يتمكن من الحصول على اية وعود منهم لذا نفذ صبره . ويقول المطران ابرم الهندي في كتابه بانه وجد هنالك اغا بطرس الذي كان قد ترك العائلة المار شمعونية ومد يده اليمنى لمصالحته ويسترسل المار ابرم في قوله بان الجنرال اغا بطرس كان كلدانيا (يقصد كاثوليكيا) وكان قد انعم عليه بوسام الشرف من قبل البابا ليو الثالث عشر وكذلك من الروس . وكان يعيش في فرنسا في ذلك الوقت الا انه جاء الى لندن لمصالحة المطران مار طيماثيوس ولوضع خطة موحدة لقضية الآثوريين . وفي 21 تشرين الاول سنة 1923 كتب اغا بطرس الى المار طيماثيوس منم فندق سيسل في لندن ما يلي :
ابانا المحترم المار طيماثيوس الممثل البطريركي ومطران عام الهند . ليحل السلام باسم ربنا مع تقبيلي اياديكم راجيا صلواتكم . علمت بوجود غبطتكم في لندن كممثل للبطريرك للسعي لدى الامة البريطانية من اجل مصلحة وكيان امتنا الآثورية . وانني لست فقط بمسرور جدا فحسب بل اود ان اعلمكم بان تلك هي رغبتي القلبية ايضا . وانطلاقا من ذلك اطلب من كل قلبي ان ننسى جميع الاحداث الماضية . وبقلب صاف ملؤه المحبة والسلام امد يد المصافحة بواسطة ابوتكم طالبا السلام والعفو من العائلة البطريركية وبكل تقدير واجلال . وعليه اعترف بالبطريرك المحبوب الشريف كرئيس عام لامتنا الآثورية ومنذ هذه اللحظة اني اضع جميع امكانياتي في خدمة ابوتكم كممثل للبطريرك لبلوغ هذا الهدف النبيل الذي يرمي الى ايجاد وطن قومي لامتنا تحت حماية ووصاية بريطانية العظمى وفق الخارطة التي تجدونها ملائمة .وانياعاهدكم بانني ساوفي بكل ما كتبت لاكون اخلص خادم لعائلة بطريركنا المحبوبة المقدسة كما كنت في عهد سيدي المرحوم المار شمعمن بنيامين واكثر . هذا ولي الشرف ان اكون خادمكم وتحت امركم في جميع الخدمات الوطنية .... انتهى الاقتباس
وفي 8 تشرين الثاني سنة 1923 اجاب المار طيماثيوس على رسالة اغا بطرس بقبوله المصالحة آملا ان يقبل البطريرك عرضه . ثم قام على الفور بارسال نسخ من رسالة اغا بطرس الى الشخصيات الانكليزية التالية :
1.   اسقف كانتربري
2.   ماركوس كورزن (وزير الخارجية )
3.   دوق ديونشاير (وزير المستعمرات )
4.   السر جون شكبوري (نائب الوزير الدائم لدائرة المستعمرات )
5.   فخامة المستر اورمبسي كور (وكيل الوزارة )
وكان لمحاولة الصلح هذه صدى خطير في الشرق الاوسط لان القس الدكتور ويكرام الانكليزي الذي كان يعرف اغا بطرس كتب الى سكرتير اسقف كنتربري ضد تلك المصالحة وادناه بعض العبارات التي وردت في رسالته :
(اقتباس) يظهر ان اغا بطرس موجود الآن في لندن . انا واثق بان لدى لندن معلومات بما تكفي ان لا تصدق مثل هذا المخادع المتمرس . لقد كانت هناك خطة لارساله الى العراق ثانية لتحريك الاحداث وليجعل من نفسه ذا فائدة . ان ذلك بمثابة تبديل مهنة بالنسبةاليه . احتج الناس هنا لمجيئه . ساد اعتقاد خاطيء بانه قد بدا رحلة العودة لذا كان على رصيف ميناء البصرة عددمن المسؤلين منتظرين وصوله وبحوزتهم بطاقة لاعادته فورا من حيث اتى الا انهم لم يجدوه على تلك الباخرة . ان السلطات في العراق تعرف من هو اغا بطرس ولكن عليهاان تعلم بوجود هذا المحتال هناك في لندن ... انتهى الاقتباس
وفي 7 كانون الاول عام1924 كتب الدكتور القس ويكرام الى المار طيماثيوس ما يلي :
املي ان تكون قد عرفت حقيقة اغا بطرس لعلمي بان نواياك صادقة ومقاصدك مسيحية وان هدفك الوحيد هوخدمة امتك الآثورية دون شك . ان للرجل قوة وقابلية حقيقية وبامكانه ان يقدم الكثير لامته اذا رغب بذلك واني واثق من انه يحب ذلك مثلما يحب نفسه لكن على المرء ان يسال احد الساسة في انكلترا هل يمكن لهذا الرجل ان يستقيم ؟ اني اؤمن بان الارادة الربانية قادرة على كل شيء حتى تبديل جلد الهندي او مسح التنقيط من جلد النمر . المطلوب من الآثوريين سواء عملت بريطانيا لصالحهم ام لم تعمل ان يوحدوا صفوفهم وعلى بطرس ان يفهم هذين الامرين :
1.   ان الكرسي البطريركي القديم هو محور هذا الاتحاد .
2.   كل الوعود التي تقطعها فرنسا للآثوريين لا يمكن الاتكال عليها او الثقة بها ويبقى املها الاخير والوحيد في الايمان بالله والاعتماد على النفس ووحدتها التي ضحى رجالها لاجلها . هذه كلماتي الاخيرة لبطرس ولكم .... انتهى الاقتباس ..
ومع ذلك استمر المارطيماثيوس على اتصالاته باغا بطرس الذي عاد الى فرنسا الا ان البطريرك مار ايشاي شمعون وعمته سرما خانم رفضا مصالحة اغا بطرس لذا امرا المار طيماثيوس بقطع كل اتصال معه . وعليه اتصل المار طيماثيوس في 14 كانون الثاني عام 1925 بجميع الجهات ذات العلاقة معلنا بانه استلم تعليمات من السلطة المارشمعونية بعدم الموافقة على المصالحة المذكورة لذا فانه غير قادر على ان يكون طرفا في اي اتصالات من المحتمل ان يجريها اغا بطرس مع الحكومة الفرنسية ولاسباب اخرى فانه قد قرر ان يكون اتصاله فقط بحكومة صاحب الجلالة البريطانية في المستقبل كممثل للمارشمعون ....     
بولص يوسف ملك خوشابا

40

هناك شعار أثير مليء بالامل لامتنا وهو ( الوحدة ) . يتبجح به الادعياء من ( فلاسفة آتور لهذا القرن الذي يفيض علمهم
!!!!! اكتشفوا هذه الخدعة لتضليل البسطاء والاغبياء من ابناء امتنا واهمين بان دعوتهم هذه سيكون لهل وقع طيب في اوساط الناس لانهم سئموا من القبلية والنقاش بها وستتوجه اليهم الانظار ويحاطون بالمحبين و(الوحدوين) وهكذا يتم الالتفاف حولهم واغداقهم بالدعم المادي والمعنوي كما يتصورون . ايها الاخوة : هناك من يقرأ ومن يصيح في اسماعكم ( الوحدة ... الوحدة ) . طيب لماذا لا ينظمون شيئأ بذلك لتقام عليه اسس التوحيد ..؟؟ اني ابين لكم بان الزعيق حول الوحدة وشعارها من قبل هذا النفر الضال ليس من ورائه سوى الهدم وتفريق الصفوف والدليل على ذلك هو انه لم ينظم شيئا لحد الان بهذا الخصوص . كي تفهموه وتأخذوا به ولم يكن في نواياه سوى الشهرة وجمع المال . ليس في دأبه الا الدخول في صراعات مع بني قومه . هل يصدق ما يرجفون بان جميع رؤساء الامة ووجهائها وكبار العوائل والبيوتات والاساتذة والمتعلمين خونة ؟؟؟؟ ومنهم (ملك خوشابا التياري) (ملك خمو الجيلوي) (ملك هارون الاشتيزازي) (ملك خمو البازي) (ملك خمو التخومي) (ملك بنيامين البرادوستي) (ملك حيدو التركاوري) (كابتن شمعون البوتاني) (ملك ايوت البرواري) (مرزا اليشاع الكاوري) (ابو شموئيل خان الماواني ) (كارنل اغاسي السولوزي) (الرئيس سليهان السلامسي) (القس ابراهيم مورهاج) (القس اسحاق ملك) (حاكم اسكندر خان الملقب شاموئيل) (اغا لعازر) (ايليا بيرا مرزا) (الشماس بابو) واخيرا (بطرس ايليا البازي) كلنا اعداء لامتنا والمحترمون (بنيامين ارسانس) (والقس موشي) (والاستاذ اندراوس الديكالي) (والاستاذ اونير لاجين) (وحكيم شموئيل ارمودكاجي) الذي سلم الامة للاتراك بشهادة القس يوئيل وردة هم منقذوا الامة وابناؤها البررة ؟؟ كلا هم الذين اشعلوا النارفي الاكباد وتآمروا على هذه الامة واذا لم تفقهوا هذا فلا فائدة مرجوة منكم .
اتذكرون يوم قام (مار طيماثاوس)اسقف الملبار مع (سورما خانم ) بزيارة (مار عمانوئيل) بطريرك الكنيسة الكاثوليكية سنة 1919 في بغداد وعرضا عليه الاتحاد . الم يرحب هذا الحبر الجليل بهذه الفكرة ..؟ ليقول لهما بالحرف الواحد (اذا اردتم توحيد الطقس الكنسي ناتي بالطقس النسطوري والكلداني ونراهم مع مراعاة الزيادة والنقصان ثم نوحده واما اذا قصدتم توحيد الامة فهذا من واجب العامة فعلى الرؤساء من كلا الطرفين الاجتماع والقيام بانجاز هذه المهمة التاريخية وانها لخطوة هامة جدا في هذا الظرف .واما مسؤليتنا تقتصر على القضايا الطقسية والمذهبية فقط ) . لم يكن لجواب البطريرك(عما نوئيل) وقع طيب عند الضيفين فغادرا خائبين . الا ليت كل البطاركة والذين باسم البطريرك يبذرون الشقاق في الامة ينحون نحو الاتحاد القومي وليس تحت رئاسة شخص واحد ولكن واقع الحال هو كل يرضى عن نفسه ويلغي ألآخر . واذا كان الامر كذلك عند وجهاء القوم فكيف بالنسبة لعامة الناس .
اكون مسرورا اذا انبرى احدهم ممن يقرأ هذا الجزء من رسالتي ويسأل من الذين لا زالوا يتبجحون بشعار الاتحاد عما اذا كان هذا الاتحاد تحت رئاسة شخص او يكون اتحادا قوميا عند ذلك سيأتيه الجواب المحير....
ليكن تحت لعنة (318 ) ألآباء على كل من يسعى لوضعنا تحت الوصاية او الحاقنا بتبعية وعلى كل من لم ولا يناضل من اجل حرية الامة وعلى كل من لا يقبل السنهادوس نقطة بنقطة وكل من لا يريد الحرية والحكم الذاتي لامتنا واللعنة على الدجالين وألآفاكين وعلى من يفتري على اخيه وعلى من حاول ابتزاز اموال هذه الامة الفقيرة وعلى الذي عمل من اجل مصالحه الخاصة وعلى الذي يقرأ الحقيقة باطل والباطل حقيقة وكان دائما مبعث التشتت والتفريق من اجل مصلحته الخاصة وعلى كل من لا يسخر كافة امكانياته وطاقته من اجل تحقيق وحدة الامة ونيل حقوقنا في الحكم الذاتي ....
اخواني اني ألآن اقيم في باريس وعنواني هو (جراند هوتيل ) وسأكون مستعدا دائما وبكل سرور الاجابة على كل سؤال يردني منكم ويسعدني جدا اذا اوفدتم احدا للاستيضاح عن كل الملابسات والغوامض التي ترونها والطريق يستغرق اثني عشر يوما .
كما ويسرني ان ازف لكم بشرى بوجود ثمة امل في حصولنا على الحكم الذاتي وذلك في مسعى القنصل الروسي (نيكيتين) والدكتور(كوشول) رئيس اللجنة الطبية في اورميا اللذان يعملان بجد من اجل هذا الهدف .
كل منهما كتب عن امتنا واشار بالاهمية القصوى لمنحها حكما ذاتيا اكتبوا لهما شاكرين جهودهما . وطلبي منكم هو التجاوب معنا والاستجابة لدعوتنا في المجيء لمساعدتنا او في ايفاد من هم اهل لذلك كب ننجز هذه المهمة وهذا البناء الذي سيقوم على جماجم آلآف الضحايا من ابنائنا البررة ... عجلوا بذلك انه الاوان والظرف المناسب ونحن هنا قمنا بتشكيل لجنة للعمل من خلالها للحصول على الحكم الذاتي للكلدو آشوريين يكون على خارطة تمتد من بحيرة (اورميا) شرقا الى جزيرة (بوتان) غربا ومن (باش قلعة)شمالا حتى (الزابين ودجلة )جنوبا . واما تحت وصاية اي دولة يكون هذا الكيان فذاك ليس في علمنا ولا في ايدينا . لقد علقنا الامال على (اميركا) لكنها لم تتدخل في شؤون الشرق الاوسط حسب زعمها . واعتمدنا على الانكليز فتخلوا عنا .واليوم املنا في فرنسا فاذا خيبت آمالنا هي الاخرى سنبحث عن دولة اخرى تقبل بهذه الوصاية . ابناؤنا اليوم لا فهم لهم ولا دراية في الامور السياسية فهم يتصورون بان زمننا لنا وزمام امورنا بايدينا ولكن واقع الحال هو ان الامور بيد الدول التي في يدها مقاليد السياسة وهي لا ترضى اليوم ان تكون وصية علينا ولم يبقى لنا وصي الا الله وحده وكل من يستطيع اقناع دولة لتكون وصية علينا بعد انبعاث كياننا في حكمنا الذاتي .
بهذا كل من يستطيع اقناع احدى الدول سنخلد اسمه بحروف من ذهب في سفر وتاريخ امتنا وسنكون امناء له ولتلك الدولة بعملنا واخلاصنا .
هلموا ايها الاخوة فالميدان لا زال رحبا والباب مفتوح امامكم . لما كنت في بعقوبة طلبت مساعدة من الانكليز في همدان ولم يلبوا طلبي . وطلبتها من اميركا فتذرعت بآلآف الحجج فبقيت اعمل بمفردي واتفانى في سبيلكم وانتم تشيعون عني بانني اعمل لمصلحتي الخاصة .تركتموني لوحدي ... عملت كاتبا وسياسيا وعسكريا وتحت هذا الحمل الثقيل وانتم تتعقبون اي زلة قدم مني لكي تلومونني .اتقوا الله يا اخوتي وانصفوا في حكمكم ونواياكم وانزعوا الانانية من نفوسكم وتحلوا قليلا بنكران الذات اسوة بالقسيس الوقور (داود يوحنا التخومي )الذي يضطلع بمهام جسيمة في درب النضال مع لفيف من اقرانه النجباء من اجل الحكم الذاتي للكلدو اشوريين وهم :
1 . السيد روستم نجيب مدير الجمعياتالكلد اشورية في مجلس السلام
2. السيد الدكتور خياط احد وجهاء بغداد
3 .السيد الدكتور شمعون ملك دخربوت
4 .السيد القس داود يوخنا التخومي
5 . السيد آرام ابلحد مبعوث من جمعية السريان في اميركا
6 .السيد بروفسور سركيس الجزراوي
7 . السيد يوسف قهرمان الاورمي
8 . السيد حاجي كوركيس الموصلي
ويسرني جدا رؤية المزيد من آشوري كلداني يحتل مكانا في هذا التجمع لنسير جنبا الى جنب نحو تحقيق الهدف في الوحدة القومية والحكم الذاتي . واؤمن بان وقوفكم الى جانبنا في هذه الظروف ولمدة ثلاثة اشهر ان توقفتم عن المهاترت والدسيسة وتساعدوننا قليلا سيمكننا من تحقيق هدفنا المنشود ........
                                                                       بطرس ايليا
بولص يوسف ملك خوشابا




41
اعزائي : ساكون انا في مقدمتكم كاحد رعايا بريطانيا العظمى ولكن هي نفسها لم تقبلنا من رعاياها . لتقبلنا من رعاياها ونحن
في ديارنا فهذا ما يسرنا ونرنو اليه لان بقاءنا تحت سيطرة الاتراك والاكراد والايرانيين سيعرضنا للمذابح في المستقبل وانا متاكد من ذلك لان جماجم المسيحيين تبييض ( جعل اللون ابيض ) في كافة الاصقاع في آسيا فنحن اصحاب النكبات والشهداء . والآن المذابح في صفوف المسيحيين ليست كالسابق لان القتلة سيطروا على كل شيء من الاراضي والممتلكات وغيرها واصبحوا هم الاصحاب الشرعيين لها بدلا من انزال القصاص بهم على افعالهم وجرائمهم . وثمة مسلمون لا زالوا يتاسفون على نجاة ما تبقى من المسيحيين من مذابحهم لان شعارهم دائما هو اقتل المسيحي واستحوذ على كل ممتلكاته . فقيسوا على ذلك وهل نستطيع العيش كرعايا لهم في نفس الوقت الذي الذي تنسحب فيه القوات الاوربية وتدعنا لوحدنا ؟؟
والان ناتي الى ما قيل باني كاثوليكي .. اجل هو انا كذلك وساكون على ما ربيت عليه وليس هنالك حرج ولا خطيئة في رسم اشارة الصليب من اليمين الى الشمال كما يفعل النساطرة ومن الشمال الى اليمين كما يفعل الكاثوليك . انني اؤمن بالثالوث المقدس وفي حالة الشدة والضيق التمس من المسيح فيستجيب لي . وفي الاخرة واذا كانت هناك حياة ثانية فقط هناك جنة ولا وجود لجهنم لان الانسان ينال قصاصه على هذه الارض . والله يعلم ما يحدث على الارض قبل حدوثه وما سيكون باستطاعته منع الشيء قبل وقوعه وصيرورته .
وكل شيء خارج ارادته لا يكون وحتى ورقة من شجرة لا تسقط الاب ارادته . وفي طقوس الآباء والمواعض تقول التراب للتراب والروح امن وهبها والمسيح يقول عن الجسد بانه هيكل الروح المقدسة والروح التي كانت على طريق الخلاص لا خوف عليها ونحن كذلك تتهادى اليه ارواحنا بعد الموت بعد تقبلها القصاص على هذه الارض جزاء خطايانا الكثيرة .واذا اثواني الله في الجحيم ان وجد ساقول له يا مولاي : اذن لماذا خلقتني لبعض السنين وتركتني افعل ما فعلت وانت قادر على منعي وكل شيء كان بعلمك والان تجعلني اصطلي نارا في الجهنم . والان اترككم انتم وايمانكم !
يلومني البعض بانه كان في نيتي القيام بالسيطرة على اورميا قبل الوصول الى موطن عشائرنا ومن هناك الانحدار الى الموصل . اجل لقد كانت خطتي السيطرة على اورميا اولا وللاسباب التالية :
1)   كنت اعلم بانه في حالة العودة الى الى ديارنا في حكاري ستجعل جميع ابنائنا ينهمكون في الاعمار والبناء وفي مشاغل اخرى يصعب علي في مثل تلك الحالة تشكيل قوة قتالية منهم لايصال ابناء اورميا الى ديارهم .
2)   كنت اراقب تحركات سمكووهو يستعيد قوته وافكر بسحقه قبل فوات الاوان وبغير ذلك سنلاقي صعوبة في دحره .
3)   اورميا هي المكان الوحيد الذي استطيع جمع الذخيرة منه ومن الاماكن المحيطة به لحماية قواتنا وعشائرنا .
4)   لوقوع اورميا في زاوية مملكة ضعيفة في قواها العسكرية عكس الاماكن الاخرى الواقعة في قلب العرب والاكراد الذين يتمتعون بقوة اكبر واشد .
5)   من خلال رصدي لاحوال ابناء اورميا اكتشفت بانهم سيتشتتون مكرهين في اقطار اسلامية اذا لم يتم اعادتهم الى موطنهم .
6)   ممكن السيطرة على اورميا وايران لا تستطيع تحريك ساكن وخاصة اذا عاملت اهاليها الاسلام معاملة طيبة . وكان بامكاني دخولها قبل سمكو لو لبت اميركا طلبي بسرية من المقاتلين .
7)   لعدم تقرير مصير اورميا وعائديتها بين ايران وتركيا وكنت على اطلاع واسع دائما على ما يجري بخصوصها في الخفاء والعلن لفصل اورميا والحاقها بالموصل .
في كثير من الاحيان كنتم تتخوفون من ان اورميا تابعة لايران ولا فائدة من الكفاح من اجلها ولكن ليس معلوم لمن هي للاتراك ام للايرانيين :
اليكم ما كتبه الممثل البريطاني بهذا الصدد لحكومة لندن :
1)   ان شمال غرب ايران لم يكن تحت سيطرة الايرانيين
2)   لقد كان يدار من قبل السلطات التركية وكان للاتراك قائمقام في كل من ( سولدوز وعوشنو وبرادوست وماوانا ) ولو سيطرنا نحن على تلك الاماكن لم يكن في مقدور الايرانيين عمل اي شيء اتجاه المسيحيين آنذاك .
3)   والآن سمكو هوالذي يسيطر على اورميا في الوقت الذي كنا اقوى منه .وكونوا على ثقة لولا خيانة ابناء اورميا انفسهم باشاعتهم البلبلة والاضطرابات والتاثير على خطتي والانحياز الى جانب العدولكنت الآن في اورميا منذ زمن وايران نفسها لم تكن تتكبد الخسائر التي وقعت والدماء التي اريقت وفي حالة سيطرتي على المدينة ما كان بمستطاع ايران اخراجي من هناك وفي النهاية بني اورميا اسقطوني وهكذا اورميا سقطت . وبالرغم من كل ما حصل سيكون امل العودة الى هناك يعيش معي ما حييت وثقتي بالله بانه سياتي يوما اوجه لكم رسائلي ودعواتي من هناك وان الذين عملوا على احباط مخططنا واصبحوا سببا لموت بني قومي وتشتتهم سوف لن نعفيهم من المساءلة . ومهما حصل ايها الاخوة فليكن ما اردتم وما دعوتم انتم اليه وهو الذهاب الى حكاري قبل اورميا اليس كذلك؟ وقد قبلنا ذلك ادعوكم للوحدة في هذا الظرف الدقيق . هلموا للعمل الموحد اذا كنتم قوميين حقيقيين وليس مخادعين .
يا الهي كيف كنتم تدرجون اسمي في صفحة الذين سببوا الموت لامتهم .. كيف كنتم تلقبونني بالمخادع .. الله يدين كل من يستطيع تقديم الخدمة لامته ولم يفعل .. ولعنته على كل من يتعاطى اساليب الخداع والمكر .. وقلتم عن استصحابي لعائلتي معي الى اوربا بانه عمل خياني . طيب ماذا كان علي ان افعل وانا منفي في فرنسا ؟
هل من الانصاف ترك عائلتي في ميدان المعارك ؟ وهل ترون في ترك زوجتي واطفالي بينكم شيئا محببا اليكم ؟ لقد فعلت هذا لما كنت مشغولا في القتال بفتح الطريق الى ساين قلعة حيث تركت العائلة لوحدها بلا معين فكان الحل بقيام والدتي وزريفةخانم بحرق بيتنا لئلا يقع بيد الاعداء . كما حدث في سلامس مما جعلها تواجه معاناة كبيرة في عملية الانسحاب التي جرت في اورميا واطرافها ولم تصل الى همدان الا بصعوبة بالغة واتصور لوفعلت العكس باخذ عائلتي معي وانقاذها لوحدها من براثن العدو وافتعلت لكم بعض الاعذار والاكاذيب لصدقتموني واحببتموني اكثر وهناك من فعل ذلك . ظننتم باني تخليت عن واجباتي تجاه امتي كانني لم اكن ذلك الذي انقذ حياة اهاليكم في اورميا . وعجبي كيف تسدلون الستار على تلك المهام التي قمت بها وتبدلون الخير بالشر ؟ وهكذا تفعلون بالنسبة الى القس يعقوب السيري وجودت خانم التي ضحت بحياتها لانقاذ مئات الاسرى من ابناء امتكم .
الكثير منكم قالوا بانني و( ملك خوشابا ) ذاهبان لنكون من رعايا الايرانيين . لعمري انها من الطرائف المضحكة هل رايتم يا قوم ابناء عشائر اصبحوا رعايا ؟ هل يمكن لوي الخشبة اليابسة ؟ هل للرعايا مدافع ورشاشات واسلحة ؟
                    بولص يوسف ملك خوشابا

42
حتى لا ننسى : مذكرات اغا بطرس .. الجزء الرابع
بعد تطهيرنا للمناطق الكردية والاتيان بالنصر الكبير على العدو وفتح الطريق بين الموصل واورميا اضطررنا للعودة الى مخيم الامة مسرورين ومفعمين بالكبرياء آملين ان نستريح قليلا ثم نعود الى اورميا .
الآن نحن في مخيم الامة وقد وصلت الينا منذ الصباح الباكر الموقرة ( سرمة خانم ) بمعية اثنين من الانكليزهما الكرنل ( اوين ) والمستر ( جارج ) وتم دعوة جميع الوجهاء للاجتماع والاستماع الى ما تلقيه عليهم ( سرمة خانم ) . لبينا الدعوة بكل سرور ومثلنا في حضرتها ووقفنا كلنا آذانا صاغية وفي تصورنا بانها ستزف لنا اخبارا سارة كونها قادمة من لندن ومعها بشرى الحرية . دعانا الكرنل الانكليزي للاستماع لما تقوله ( سرمة خانم ) التي تقدمت بكلمة مقتضبة وجافة فيها الامر والنهي لتقطع آخر خيط من امل هذه الامة في العودة الى ديارها واقامة وطن محرر والذي كلنا نحلم به وكل ما قالته ( سرمة خانم ) اقتصر على النقاط التالية :
1 ) لا عودة الى الديار السابقة التي تركناها
2 ) تسلمون سلاحكم للسلطات البريطانية
3 ) يجب ان تبقى جميع الامة في ولاية الموصل
4 ) سيحاسب كل من يتخلف عن الالتزام
اثار هذا الكلام الذي نزل على شكل اوامر ردود فعل عند الرؤساء ولكن سرعان ما تحول رد الفعل هذا الى زوبعة في فنجان حيث انتهى كل شيء وتم ابعادي انا والجنرال ( ملك خوشابا )من بني قومنا واعتبارنا خونة ثم القي القبض على بقية الرؤساء وزج بهم في السجن ولم يتوانى الانكليز في اهانة رجال الدين من القساوسة وضربهم بالعصي . واخيرا تمت السيطرة على سلاحنا ومعداتنا العسكرية وجند مستر ( ويكرام ) والاسقف طيماثاوس انفسهما لحث الناس واقناعهم بالبقاء والعيش في ولاية الموصل .
قبل قسم قليل من ابناء امتنا هذه الدعوة وهم ( بنومار بيشو وبنو قوجانس ) مع الموقرين ( مالك اسماعيل ( ومالك شمزدين ) هؤلاء هم اطاعوا وقد تم توزيعهم جميعا على القرى ما بين الموصل وعقرى ليعيشوا المسيحيين منزوعي السلاح مع الاكراد المسلحين . ويؤسفني ان اذكر موت عدد كبيرمنهم بسبب تغير الماء والمناخ عليهم . اما اقسم الباقي من ابناء عشائرنا ( البرواريين والبوتانيين وابناء اورميا وسلامس ) أصروا على العودة الى ديارهم بعد الكل وفعلا شرعوا بتنفيذ عملية الرجوع حسبما جرى التخطيط لها مسبقا من قبل الامة رغم كل المصاعب والمشقات . وبدأت محاولة ابناء اورميا وسلامس النفوذ الى موطنهم من خلال كرمنشاه وهمدان . ولما راى ( مالك شمزدين ) ومن معه ظاهرة جلاء ابناء الامة من ولاية الموصل والعودة الى وطنهم طلب مساعدة الانكليز في اللحاق بهم واقناعهم بالرجوع واستطاع بذلك قطع الطريق امام بني اورميا وسلامس وبنفس الوقت جند الانكليز بعض الاشخاص للعمل على نزع نوايا العودة من ابنائنا وحملهم على البقاء في ولاية الموصل .اولئك الاشاص هم ( القس موشي وبنيامين ارسانس واندراوس ) وجميعهم من قرية ديكلة ويؤسفني ان اكشف هناعن صورة لكتاب باللغة الانكليزية يبين موقف هؤلاء الرؤساء من حريةابناء امتهم وتؤكد مطالبتهم بالوصاية البريطانية . الترجمة ( لايريد ان يحكم نفسه بنفسه : نحن لسنا اقوياء بما يكفينا الوقوف لوحدنا لكننا تحت وصاية وحماية بريطانيا نتمكن من التماسك ونصبح اقوياء .
كتب لي احد المعارف مذكرا بالنقاط الاربعة المدونة ادناه واعتبرها السبب الكامن وراء الموقف السلبي لبعض رؤسائنا :
1 ) لعلمه في حالة تمتع الامة بحكم ذاتي او جمهوري سوف لايكون له مكان بين اولئك المتعلمين الذين سوف يتبواون المراكز المهمة لانهم لا يستطيعون حل مثال بسيط في الرياضيات .
2 ) قبل الوصاية الانكليزية طمعا بالمراكز والرواتب والتمتع بالراحة التامة في احضان بريطانيا .
3 ) اليكم ما كتبه احد الانكليز بهذا الخصوص ( انهم هنا في راحة تامة لا يفكرون في بديلها)
4 ) كان يتصور بانه من خلال الوصاية الانكليزية سيعتبر من الرعايا البريطانيين . ليتذكر مثل هذا المسكين بان الملك فيصل الاول اعرب عن استعداده لدفع الف ليرة لقاء قبوله من رعايا بريطانيا العظمى .
5) ظن في استقلال الامة وتجريدها من الحماية الانكليزية المباشرة فرصة مؤاتية للعشائر المعادية لاخذ الثار من الاشوريين على الدماء التي اريقت في الاحداث الماضية .
6 ) وجد صعوبة في توفير اسباب العيش والحياة في هذه الايام وانس الى الحالة المريحة التي هو فيها الان مع الراتب فلماذا يخطو خطوة اخرى في سبيل الامة ؟
7 ) لعلمه بان ابناء اورميا سيخرجون من سيطرته وسيطرة رفاقه فور وصولهم الى ديارهم
ويحضرني بهذا الخصوص قول احد رؤسائنا ( اشوريان اثنان تحت سيطرتنا ولا مليون منهم كل باتجاهه ) .......
تمعنوا في هذا القول ومعانيه واما اذا تكلمنا نحن رجمنا بمختلف المطاعن وقيل عنا باننا لا نقبل رئاسة مار شمعون وهذه احدى المآخذ التي اثيرت ضدنا ولكن اسمعوها مني انا يا اخوتي . الله يصب الغضب على كل من لايجلهم اولايحبهم او لا يكن لهم كل الاحترام . انا لا اريد ضياع هذه العائلة وتضيع معها الامة ولكنها ستضيع حتما لما اصبحت من الرعاع في وسط العرب والاكراد ومصاصي دماء المسيحية ....
ابنائي : اليهود بلحاهم وزلوفهم اصبحوا دولة والاكراد ب والعرب ب فاين تكمن المعضلة في عدم انجاز استقلالنا ونيل حريتنا ونحن لا سبيل لنا الا في ذلك لان المسلمين وحدوا الصفوف لاجتثاث شافةالمسيحيين من وصطهم .
لذا يتطلب منا تفويت هذه الفرصة عليهم قبل ان يتمكنوا من افنائنا من اجل ان تكون امتنا حرة يجب الاسراع في تقوية انفسنا والا فان الاسلام سوف يتحد ونيتهم هي ان لا يبقى مسيحيا بينهم وقبل ان يبيدوننا يجب ان نتهيا لانه سيقترب موتنا واي موت موت المذلة . اتمنى ان ياتي قريبا ذلك اليوم الذي ترى فيه عائلة ( مار شمعون ) الفرق بين اولئك الذين زينوا لها بالوعود الكاذبة وهم يسعون وراء مصالحهم وبيننا نحن الذين تفانينا في سبيل امتنا وفي سبيل حريتنا ويا ليت ياتي اليوم القريب وارى فيه قيام الدولة الاشورية يراسها احد المعتبرين من ابنائنا والذي لا يريد هذا فلتفقا عيناه .....
حياتي وعيوني ..... من الظلم ان تصبح هذه الامة كالرعاع بين العرب والاكراد وعند انسحاب الانكليز عليها ان تعي مستقبلها الذي تتطلع اليه وهو الحرية واقامة الكيان ونحن كما قلنا نرحب برئاسة مار شمعون وبتسليم مقاليدنا بيد هذه العائلة وكل ما نطلبه منها الان هو العمل من اجل حريتنا والوصول الى ديارنا للخلاص من الابادة والفناء وتبعية السلطات الاسلامية لانكم بعيدون واني ارى التحديات وروح العنصرية ......
ادعوكم القيام بذلك لاني ارى الامور هنا اوضح منكم حيث بدات القوات الانكليزية بالانسحاب من ولاية الموصل وسوف تترك المسيحيينممزقين ومشتتين بين القرى الكردية .
واذا لم تموتوابسبب الظروف المناخية ستموتون مذبوحين بيد الاعداء بدون شك وبهذا المعنى كتبت ايضا للانكليز موضحا لهمبان هدف امتنا وخلاصها يكمن في منحها حكما ذاتيا على رقعة من الارض وهذا ما تتطلع اليه وهناك تمارس ادارة نفسها بنفسهابعيدا عن المخاطر التي تهدد مستقبلهاوهل نحن على خطا ؟
بولص يوسف ملك خوشابا

43
حتى لا ننسى : مذكرات اغا بطرس .. الجزء الثالث
ملاحضة : الى القراء الاعزاء سوف تجدون بعض الركاكة في بعض الجمل والتعابير نتيجة الترجمة الحرفية من السريانية الى العربية وهذا ما توخيته للامانة التاريخية ولكنني ساوضح ما يصعب فهمه بتوضيحات محصورة بين قوسين بدون التعرض للنص الاصلي ...
اقتبس : اقولها من باب الافتراض . حتى لو تقدمت الصين او اليابان بعرض المساعدة لبني قومي لقبلتها واصبحت منهم . ترى ماذا بوسع المرء ان يعمل في مثل تلك الظروف .. كفاكم قذف وطعن بالبازيين ايها الاخوة . البازيون ليسوا ممن يسعون من اجل الشهرة ولا هم يطوفون في الدول الاوربية من اجل المتعة والاستجمام لكنهم كانوا رجالا دائما ومن العشائر الشجاعة في تصديهم للعدو وخاصة الاتراك والايرانيين .
الامة كلها من كافة العشائر واورميا قرروا وانتخبوني انا اغا بطرس مع الموقرة سورما خانم . الم يختارني جميع الاشوريين للسفر الى باريس لتمثيل الامة ترافقني بذلك سورما خانم كممثلة للرئاسة الدينية البطريركية ؟ولاجل هذا جمعت العشائر المبالغ المطلوبة لذلك ولكن تم رفض الفكرة وسافرت سورما خانم لوحدها الى لندن دون اذن واقامت في دار الرهبنة عازفة حتى عن حضور مؤتمر السلام في جنيف .
وفي حينها تساءل الجميع ترى ما شأن هذه الراهبة في مؤتمر السلام ..؟ لربما كان سفرها لقضاء حاجاتها الخاصة . اجل هذا هوالواقع فعلا .. انها سلمت زمام امورنا بيد الانكليز وبصمت ( اي وقعت بالابهام ) على دخول الامة في خدمة مصالحهم في العراق عكس ما كان من تطلعات ذلك الشعب المشرد الذي سفك الدماء من اجل العيش بحرية وكرامة على ارض محررة تمتد من اورميا شرقا وجزيرة بوتان غربا .
( هنا سيتكلم اغا بطرس عن المعارك التي خاضها الجيش الاشوري لتطهير الطريق للعودة الى اورميا وحكاري وعن التقرير التي كتبته سورما خانم للانكليز عن اغا بطرس ) اقتباس :
واثناء وجود سورمة خاتم في لندن كانت القوات الاشورية تصنع النصر المؤزر في كردستان حيث تم لنا السيطرة على جميع المناطق في ذلك الاقليم ووقع في ايدينا 12 مدفعا و60 رشاشة ثقيلة وعشرة الاف بندقية وانهينا الخطوة الاولى بعد ان رضخت لنا كل تلك المناطق وكانت الخطة المرسومة لنا على الخارطة هي النفوذ الى اورميا ومنها الى تياري وكاور وتخوما وعلى هذا الاساس كان تحرك القوات الاشورية من مندان بمرافقة اثنين من الضباط الانكليز . وفي غمرة تلك الانتصارات وقواتنا تتهيأ لانجاز المرحلة الثانية وهي التحرك نحو اورمياوالى تياري وتخوما وكاور .. وصلت سورما خانم من لندن الى الموصل برفقتها ضابط انكليزي يدعى مستر ( جارج ) ومعهما توصيات سرية الى المسؤولين الانكليز في بيت نهرين . واليكم تقرير سرمة خانم مكتوب للانكليز رسميا تقول فيه : ان اغا بطرس يجب ان تكون له اسئلة واجوبةمع الشيوعيين وكما يبدوفي النيةالتحالف معهم ( ويقصد بالاسئلة والاجوبة ..المحادثات .. ) .. وهكذا كان الاتفاق الرسمي واموقع من قبل المسؤولين الانكليز ان يصل الجيش الاشوري الى اورميا وبعد السيطرة على تلك الاماكن يعود البعض من الجيش لاجلاء العوائل الى هناك . اطلع الانكليز على هذه الورقة (التقرير ) في الوقت الذي كانوا هم انفسهم قد وقعوا على خطتنا في تنفيذ ما تم رسمه على الخارطة العسكرية التي بحوزتنا وهي بخصوص زحفنا الى اورميا وبعده تقوم مجموعة من مقاتلينا بالعودة الى مندان لنقل العوائل في اثرنا .واذ نحن في غمرة الانتصارات وقد عبرنا نهر الزاب الى الجانب الاخر بكفاح وتضحيات عجيبة من قبل الاشاوس الاشوريين الابطال ها سورمة خانم فجأة قد وصلت الى الموصل وبسياسة جديدة ظهرت فلقدنكثت العهود واحبطت المساعي وبتدبير سياسي لقلب الخطة وعليه اجل اجلاء العوائل الى كانون الثاني بدلا من الصيف بامر موقع من مستر (جارج ) نفسه وتم اخبار الرجال المكلفين بنقل العوائل بهذا التبدل كما اخبرت العوائل بذلك . ان ارجاء نقل العوائل الى موسم الشتاء البارد كان بمثابة وضع العراقيل امامها لانه كما هو معلوم يتعذر السير في الجبال ايام الثلوج والامطار الغزيرة . انعكاسا على هذا التاخير كتبت النساء رسائلأ الى ازواجهن المقاتلين وتكفلت بايصالها احدى السيدات المسمات ( تورز خانم ) زوجة ( اوراهام البرواري ) والتي تتصل بالقرابة مع سيادة ( مار يولاها ) اسقف العمادية كما قامت تورز خانم هي الاخرى بتوجيه رسالة الى قيادات المقاتلين في الجناح الايسر من الحملة وسلمتها لهم في قرية ( اتروش ) وهذا نصها :
السادة المحترمون امراء قواتنا الاشتنايي وبني كبة وبني ماثا وغيرهم
اني مكلفة ان اخبركم بخصوص تحريك العوائل من مندان في اعقابكم وهذا ما تحدثنا به سابقا اثناء تحرك القوات وانني اتمم واجبي هذا حفظا على عوائلكم وخوفا عليها من الضياع والامر متروك لكم . وبعدها تواجهون نتائج ضياع الالاف من العوائل كما حصل لنا في جلائنا من اورميا .
                                                 المخلصة
                                  تورز اوراهام البرواري
وهذه رسالة تورز خانم موجهة لي تطلب فيها الاعتذار
الموصل في 5 ك2 1921
الى الموقر الجنرال اغا بطرس
اولا : تقبلوا تحياتي
ثانيا : طي رسالتي هذه نسخة من الكتب الثلاثة التي ارسلتها الى امراء المقاتلين وارجو ان لايزعجك هذا لان ما قمت به كان بدافع حبي واخلاصي لمنع عوائلنا من الارتحال وفضلت بقاءهم حيث هم الان وسوف لا اندم على ما قمت به حتى وان ازعجك ذلك .
المخلصة : تورز اوراهام
ومن الواضح جدا بان الرسائل المحمولة بيد تورز وغيرها الى المقاتلين وهم في حالة ارهاق من ثقل البرد والثلوج اصبحت ذريعة لهم للعودة الى عوائلهم . وفجأة بلغنا خبر عودة قوات الجناح الايسر من الحملة الى مندان وتركنا اناوالسيد ملك خوشابا مع مالك خمو الجيلو والقس داؤد التخومي والاستاذ شاهين البازي مع المقاتلين الاورميين وبحوزتنا ست رشاشات ومدفعان كما تركت القوات المنسحبة الكثير من عدتها في ( كلي اسطانكي ) ومن ضمنها المدافع والرشاشات . اغا مرزا وفوج اورمي بصعوبة كبيرة ذهبوا مع مجموعتهم والقسم الاخر نحن حملناهم على اكتافنا .
بولص يوسف ملكخوشابا
.

44
حتى لاننسى : مذكرات اغا بطرس ... الجزء الثاني 
اما عن صفة التعالي التي تقال عني اترك الرد عليها الى كل من عرفني عنكثب وعهد تواضعي في مجالسة الصغير والكبير على حد سواء ولمس عطفي ومعاملتي لليتيم والمسكين .اما ما قيل عن الركض وراء السمعة من ذا الذي لا يريد ان تكون له سمعة جيدة واسم لامع ؟ ولكن هذا يتم الحصول عليه من خلال العمل . وفي شبابي في اميركا ومثلكم كان لدياسم مميز والان لما مكنني الله من سحق القوات التركية الظالمة وساعدني على فتح الطريق بين نيران مدافع ورشاشات الاعداء وانقاذ بني قومي اصبح لي اسم اخر ... سبحانك يا رب . والبعض الاخر يقول دفعت بالالاف من المقاتلين الاشوريين للموت من اجل تعليق وسام على صدري ومن اجل ان يصفق لي . اني اتساءل في خدمة اي دولة وضعت القوات الاشورية من اجل وسام او نجمة ؟ هل قاتلت بها الى جانب اليونان ضد تركيا او بالعكس ؟ هل وضعتها في خدمة الفرنسيين ضد العرب وبالعكس ؟ وكم نوطا تقلدت لحد الان مكافأة لي لوضع الاشوريين في خدمة دولة معينة ؟ الى اي اقاص اخذت القوات الاشورية ؟ كيف وان حصلت على الاوسمة بدماء الالاف منهم ؟ اجل .. اجل .. تذكرت .. لقد كان هذا في معركة نهر برندوز لما قتلت 1700 تركي واسرت طابورا منهم وقدمت لقاء ذلك 14 شهيدا ومعهم رئيسهم ( كشو كركانايا ) فهل هذا بكثير ؟ وهناك تخريجة اخرى تقول : في الحملة الاخيرة تسببت في قتل وفقدان وغرق الكثيرين . في الوقت الذي لم تكن خسائرنا في تلك المعارك اكثر من 17 شهيدا وجميعهم مدونة اسماؤهم وقراهم وعناوينهم . هل هذا العدد يعد من الضخامة امام عمليات عسكرية تقوم بها من الموصل الى اورميا ؟ واي عمل عسكري بهذا الحجم لا يقدم المئات ؟ نحن قدمنا 17 شهيدا في حرق 382 قرية وقتل 5400 فرد من العدو وطهرنا اغلب كردستان منهم . ترى هل هناك قتال دون سفك الدماء ؟ وهل تستطيع صيد السمك بدون ان تتبلل ملابسك ؟ يا الهي هل كان هناك جنرال ارحم مني على مقاتليه .. اسمعتم جنرال يبكي على فقدان جندي ؟ الم ادفع من جيبي الخاص 700 تومان لاعتماد الدولة الايراني لوضع احد الدراويش في فوهة المدفع عقابا له لقتله احد الاشوريين والذي كان اسمه ابدال في موقع بكلر بكي ؟ الم اكن انا الذي قدمت حياتي وحياة عائلتي ومعارفي من اجل خدمة الامة واليوم اصبحت عدو الاشوريين ؟ وانتم من بعيد تطيرون كما يحلو اكم من الكلام المنطوي على التشفي وانواع المماحكات حتى اصبحتم انتم محبيها ومنقذ يها ؟ فالوجه ليس مغلفا كي لا يستحي فكل انسان يستطيع الكذب ولكن على المرء ان يستحي لما ينكشف كذبه . تقولون انني سببت ازعاجا لاهلنا لاجل ان يصفق لي او طمعا بكسب الثناء لنفسي . لاي دولة سافرت لاستقبل بالتصفيق والاهازيج ؟ الم يكن في علمي بان صورتي الشخصية تباع بليرة في اسطنبول واماكن اخرى ؟ الم يكن بمقدوري الذهاب الى بعض الدول وجمع اموال كثيرة كما انتم تفعلون ؟ لكن هذه ليست من شيمتي ولا يشغلني شيء غير امتي التي وكل ملك الدنيا لا شيء بدونها . اجل صفق لي فعلا والتقطت لي صور ونثرت فوق راسي الزهور وتراصف على طريقي تلاميذ المدارس ينشدون الاناشيد واستقبلني الناس باكاليل الغار لما عدت من سحق الاتراك واقتحام قلعة جارا واما انقذت حياة المسيحيين ويوم عدت من اخذنا بثار سيدي مار بنيامين شمعون ويوم فككت الحصار عن عائلته وعن اخرين من الاشوريين وانقذتهم من الابادة في سلامس حيث كانوا قاب قوسين او ادنى من الموت وكذلك فعلت في خوي . اروني اذا في اي مكان زججت بالقوات جزافا ؟
كفاكم خداع انفسكم وخداع امتنا بالاكاذيب فلقد الحقتم بنا الدمار باشاعة الشغب واليأس في صفوف ابنائنا وتاليبهم على كل من يعمل باخلاص لهم ويفتديهم . الله ياخذكم بجريرتكم ويلقي الصدع والاقتتال بينكم لتكون لكم اخبارا جديدة للسماسرة والاغبياء . ومن الاخوة من يسالني عن صحة محولتي لاخذ بني قومي الى سوريا .. رغم اني لا اجد ضرورة للاجابة على مثل هذه التقولات الباطلة والاراجيف المفضوحة ولكن لنرى الى من صرحت او كتبت بذلك ؟وماذا لي في سوريا ؟ دار ؟ بستان ؟ قرية ؟ حقل ؟ او اقارب ؟ هل هي كلفورنيا ام كندا ؟ اليس هذا البلد الذي يعيش فيه الحفاة والاعداء ..... اعزائي اقسم بالله الحي القيوم باني في هذا البلد الاوربي فرنسا اغالب التفكير الممض في مصير امتي ولازلت احيا في امل الرجوع الى الوطن وقد عكست هذا على المسؤولين الفرنسيين اما الذهاب الى سوريا ليس الا غلطا سخيفا ومن الاكاذيب المتفنن بها . تلومونني على هواكم وتسمونني بالمتقلب .. اجل اقر بهذا التقلب حيث كنت بالامس قنصلا تركيا وفي الغداة اصبحت روسيا وانقذت امتي من سيف خونة الكرد وتركيا والايرانيين وبعدها انكليزيا عند وصولنا بيت نهرين ,, كنت ولازلت اتطلع للتقرب من اي دولة لها الاستعداد لتقديم العون لامتي وانقاذها من مازقها فقد اصبحت تركيا وانقذت القرى المسيحية في منطقةاورميا وسلامس وملت الى جانب الروس لما وقفوا الى جانبنا ومدوا لنا يد الحماية وامدونا بالسلاح بمختلف انواعه ثم اصبحت انكليزيا لما نزحنا الى العراق وتولى الانكليز حمايتنا ....
بولص يوسف ملك خوشابا

45
حتى لا ننسى : مذكرات اغا بطرس ... الجزء الاول
باريس 4 : كانون الثاني : 1922 .......... كراند هوتيل
المحترمون والاجلاء كبارا وصغارا الفقراء والاثرياء من بني قوميتي الاشورية المشردين في كل زوايا العالم . محبتي وسلامي الحقيقين لكم جميعا . لتكن سنتكم الجديدة مباركة وسعيدة عليكم واسأل الله ان يجعلها فاتحة خير لكم للعودة الى موطنكم الحبيب لكي ينتهي اغترابكم والعذاب الذي انتم فيه امين .
سادتي الاحبة :
الحقيقة اتأسف ان اصرف من وقتي هذه الدقائق في الكتابة لكم بخصوص الادانة الصارمة منكم ضدي وبدون اي اساس . اود اعلامكم بان هناك عادة اصلية لدي وهي انني لا اكترث ولا انزعج حتى اذا رجمت ( بظم الراء ) بما هو حق . لكن استاء جدا وانزعج من الكلام المفبرك المنطوي على التهم الباطلة والكذب الذي برجمونني به . وانا على يقين بانكم جميعا ولا واحد منكم قد تعايش معي او رافق مسيرة حياتي كي يستطيع ادانتي كشاهد عيان على ما يقوله عني في هذه الايام أليس كذلك ؟ وكان يجب ان لا اكتب لكم لان امثالكم هم الذين قتلوني حقا وقد قلتم الكثير من الكلام المضحك عني ومن الاباطيل العارية عن الصحة ولكنني واثق انه لو انكشفت الحقيقة للكثير من الذين خدعوا او غرر بهم سيضربون الركبتين ندما على ما جنوه علي . وثمة اصدقاء يدعون باستلامهم رسالة من لندن تقول وللاسف الشديد لقد وعد ( اغا بطرس ) لجعل امتكم كاثوليكية ومنح وساما من البابا تقديرا لذلك المسعى وهذا الذي ادى الى فقدان القوات الانكليزية ثقتهم بامتكم .
اولا : بان وعدت بجعل امتي كاثوليك ... لمن وعدت بذلك ؟ اني اقسم لكم بكل المقدسات بانه ليس هناك اي تعهد بهذا الخصوص شفهيا كان او تحريريا . حقا انه غباء وافتراء متقن من اعدائي ومن اجل مصالحهم الشخصية .
ثانيا : اما بخصوص الوسام الذي قبلته من سيادة البابا  .. اقول اللعنة علي ان كنت تقبلت هكذا وسام ولكن اؤاكد لكم بانه في سنة 1904 سافر الراحل مار توما اودو الى روما ولدى عودته جلب معه ثلاثة صلبان هدايا قدم واحدا منهم الى رمزي بك سفير تركيا في تبريز والاخر لاسكندر افندي ابن المرحوم حاجي داود والاصغر قدمه لي وانني اعلم بانكم لا تقصدون هذا الوسام وانما تقصدون وساما اخرا جديدا واكرر لاقع تحت اللعنات ان قبلت وساما من سيادة البابا . غير انه في الثاني عشر من تشرين الثاني 1921 سافرت الى روما وهناك منح لي ولمن كان معي من ابنائنا الضباط وسام صليب مار كروكوريوس واذا اعتبرتم التقرب من روما نوعا من المهانة اني اقول لكم ذلك خطا جسيم يعود بالضرر على الامة لاننا اليوم كالغريق الذي يتشبث بكل ما تطول اليه يده ايهما افضل صداقتنا مع سيادة البابا ام عداءنا ؟ الا ترون الدول كيف تقيم وزنا للعلاقات الدبلوماسية وتنفق على ذلك مبالغا كبيرة في فتح السفارات في روما والفاتيكان ؟ يا ترى كل هذه الدول على ضلال ونحن على صواب ؟وهل سئ كان ما فعله البابا عندما اوعز للكاردينال جسبري المسؤول البابوي للشؤون الخارجية بان يكتب لامريكا وانكلترا وفرنسا والى مؤتمر السلام يحثهم بوجوب اعطاء الحكم الذاتي للكلدو اشوريين ؟ ام سيئا كان لما قلد ابناء امتكم اوسمة رفيعة تقديرا لهم ؟ هل في علاقتنا مع 300 مليون مسيحي كاثوليكي في اميركا واوربا وكسب ودهم ودعمهم لنا شيء من الخسران ؟ وهل يحق لنا في هذا الظرف العصيب ان ندير الظهر لكل هؤلاء ؟ الا تقولون ان بريطانيا فقدت ثقتها بالاشوريين لسيرهم وراء اغا بطرس الى الحضرة البابوية فمن هذا نستنتج بان القوات البريطانية هي عدوة للبابا ؟ ولكن العالم كله يعلم بانه ليس هنالك فرق في المذهب لدى بريطانيا . ولا يخامرني شك بان الرسالة المرسلة من لندن ليست من جهة عسكرية  او سياسية بريطانية وانما هي من جهة واحدة عدوة . وبعض الاصدقاء يقولون بان غلطتي كانت بنفس غلطة نابليون والقصد من ذلك انني ركبت راسي مغرورا بدافع الانانية والشهرة . فيما يخص الانانية اقول اذا كنت من الانانيين كيف طالبت الروس والفرنسيين بمنح الاوسمة لكل الضباط معنا وطالبت بريطانيا والامريكان بزيادة عدد الاوسمة للاشوريين ولكنت سعيت لنفسي فقط كي اميز نفسي عن الجميع واليوم كل انسان يسعى من اجل كسب المال وانا ايضا كنت استطيع ترك الامة والسعي وراء المال .......
اقدم شكري للاستاذ الشماس بنخس خوشابا على اجادته في ترجمة هذه المذكرات القيِمة التي تكشف كثيرا من الامور وبخط يد قائد العصر اغا بطرس
بولص يوسف ملك خوشابا

46
حتى لاننسى : كيف تم قتل مقاتلي وادي ليزان واشيتا على الطريقة الانكليزية
في الايام الاولى من وصول الاثوريين الى همدان بعد تلك الرحلة المروعة القاسية وهم في حالة ضعف ومرض وتعب شديد . فالعوائل لم تلم شملها بعد ولم تعلم شيئا عن افرادها الغائبين والقسم الاعظم منها لم تنشف دموعها بعد على فقدان اعزائها في الطريق والذين اصبحوا طعاما للحيوانات والطيور . فوجئوا باوامرمن الانكليز بواسطة مار شمعون بولص وسرمة خانم بوجوب التحاق كل شخص فورا بالقوة التي تشكلت تحت ادارة الانكليز وبقيادة داود شقيق المار شمعون . فامتنع ابناء عشائر تياري السفلى الموالية لملك خوشابا عن اطاعة الاوامر في الوقت الذي كان ملك خوشابا لا يزال غائبا وكان مصيره ومصير رفاقه مجهولا . وبينما كانت عوائل هذه العشائر نائمة احيطت بجنود من الهنود والانكليز وعندما استيقضت من النوم صباحا كانت الرشاشات مصوبة نحوها وعلت اصوات الانذار طالبة منها تسليم اسلحتها والا سيكون مصيرها الموت. وهكذا تم تجريد تلك الفئة من سلاحها بهذه الطريقة الدنيئة بين عشية وضحاها بعد ان عجزت القوات التركية والايرانية والكردية من القيام بذلك بالرغم من التضحيات الجسيمة التي قدموها في سبيل الدفاع عن حياتهم وكرامتهم وكان هؤلاء البسطاء يعتقدون بان حياتهم وكرامتهم ستكونان في مامن من الخطر بعد دخولهم تحت حماية الانكليز . لقد خرج من اورميا متوجهين الى همدان ما يقارب السبعين الف ولقد لحقت بهم خسائر بشرية كبيرة بحيث لم يصل الى همدان سالمين سوى خمسون الف ومع كل هذه الخسائر الفادحة التي لحقت بهم لم يتحرك ضمير الانكليز لينصف هذا الشعب الذي قدم اكثر من نصف تعداده من اجل ان ينتصر الحلفاء لكي يتمكن من العيش بكرامة وحرية على ارض ابائه واجداده ولكنه بدلا من ذلك وجد نفسه بين فكي مفترس اشرس من الاتراك والايرانيين الا وهم الانكليز الذين تفننوا في خداع قيادات هذا الشعب المسكين ليصبح مرة اخرى ضحية لمصالح الاجنبي من خلال اصدقائه ..........
1: يذكر كورش شليمون : اقتبس : انه بعد يومين من وصولنا الى همدان في اب 1918 جاء الجنود الانكليزوباشروا بجمع الرجال واعتقال الاخرين ونقل من قبل الالتحاق بالليفي الى موقع افشينة جنوب همدان لتدريبهم على النظام العسكري من قبل العسكريين البريطانيين وكان اغا بطرس هناك معهم بينما جرى في هذه الاثناء نقل العوائل على شكل دفعات الى مخيم بعقوبة في حين افرز المعترضين على الانضمام الى الليفي لسوقهم الى موقع العمل تحت صخرة بهستون وبعد ان امضينا ثلاثة اشهر في التدريب في افشينة تقرر نقلنا الى مخيم بعقوبة في العراق وفي الطريق عندما وصلنا الى كرمنشاه عثرت على اهلي بين الجموع الاشورية الكبيرة تحت بهستون : انتهى الاقتباس .. بمعنى ان هذه الجموع كانت تعمل تحت صخرة بهستون منذ ثلاثة اشهر خلت وانها استمرت بالعمل هناك بعد ان غادر الليفي تلك المنطقة . ماذا جرى تحت صخرة بهستون ؟ ان بهستون جبل صخري منتصب عموديا في ارض قاحلة ( انا شخصيا شاهدته اثناء عودتي من الاسر ) حيث قيدت المعارضين للخدمة في الليفي الى هذه الصخرة واجبروا تحت التهديد بالقتل والضرب وانواع التعذيب الاخرى والحرمان من الطعام والماء والنوم على القيام باشغال شاقة مضنية لساعات النهار واطراف الليل في تسوية الارض وكسر الصخور وحمل الاحجار والقضبان الحديدية لسكةالقطار بقصد انهاكهم وايقاع الاذى بهم والتخلص منهم حتى يكونوا عبرة لكل من يفكر بالتمرد على الانكليز وتقول المصادر المطلعة بانه كان يتوفى يوميا منهم بالعشرات وكانوا يدفنون الموتى تحت صخرة بهستون بدون ان يبلغوا عوائلهم بذلك وكانت عوائلهم التي استقرت في مخيم بعقوبة لا تعلم اي شيء عن مصير ابنائها ولقد بلغ عدد المتوفين منهم خلال الثلاثة اشهر 750 من خيرة رجال وادي ليزان واشيتا ومثلهم من القبائل الاخرى ليصبح الجموع ما يقرب الالف وخمسماءة رجل ولو قارنا هذا العدد باعداد القتلى التي كان يقدمها هذا الشعب الشجاع في معاركه التي كان يخوضها مع الاتراك والايرانيين لوجدنا الفرق الهائل حيث لم يخسر في اكبر المعارك التي خاضها مع فيالق وفرق نظامية تركية وايرانية بنسبة مائة مقاتل لكل معركة وهذه خسارة كبيرة لشعب كان يعوض دائما التفوق العددي للعدو بالتفوق النوعي لمقاتليه ولم يتم انهاء هذه الماسات الا الا بعد وصول ملك خوشابا الى همدان واعتراضه الشديد على هذا العمل وكذلك قام ابناء اثوريي اورميا الذين فضلوا البقاء في ايران بالاتصال بقنصليات دول الحلفاء وابلاغهم بما يجري مما ولد ضغطا كبيرة على الحكومة البريطانية فقامت بترحيل المتبقين منهم الى مخيم بعقوبة .......
المصادر :
1 : نينوس نيراري ( اغا بطرس سنحاريب القرن العشرين )
2: يوسف ملك خوشابا( حقيقة الاحداث الاثورية المعاصرة )
3 : تيودورس بيت مار شمعون ( تاريخ الوراثة المارشمعونية )
4: كورش ياقو شليمون ( تاريخ الاثوريين في القرن العشرين )
5 : اوديشو ملكو كوركيس اشيثا ( سفر اشيثا )
6 : قسطنطين بر متي ( الاشوريين والمسألة الاشورية )
7 : هرمز م ابونا ( الاشوريون بعد سقوط نينوى ) المجلد السادس
8 : المذكرة البريطانية عن شؤون اللاجئين في مخيم بعقوبة والتي كتبها ا ج ل جارج ورفعها ا ت ولسون الى وزير الدولة لشؤون الهند
واخيرا اقدم خالص شكري وتقديري للاخ الدكتور ايوب بطرس للجهد الذي بذله في تتبع هذا الحدث المهم باقتفائه المصادر ومن يريد التعرف على تفاصيل اكثر عليه قراءة الكراس الذي نشره الدكتور ايوب ووزعه مجانا رحمة بارواح الذين قتلوا بايادي اصدقائنا ( الموت تحت صخرة بهستون ) .....
بولص يوسف ملك خوشابا

47
نظرا لترك الاثوريون مدينة اورميا بصورة مفاجئة ودون سابق انذار بقي الكثير من سكانها من الاثوريين فيها لعدم علمهم باخلائها الا بعد فوات الاوان . وعندما ارادوا الالتحاق باخوانهم الذين غادروا كانت جميع الطرق قد اغلقت بوجههم من قبل القوات التركية والايرانية والكردية فاضطر قسم منهم اللجوء الى اصدقائهم وجيرانهم الايرانيين واما القسم الاكبر فلجا الى دور الارساليات البروتستانتية الامريكية والكاثوليكية الفرنسية وقد بلغ عددالذين لجئوا الى هذه الدور حوالي ستة عشر الف نسمة . ستة الاف نسمة الى الدور الفرنسية التي كان يديرها الموسنيور سونتاك الفرنسي الذي كان قد قام في الماضي بحماية الكثير من الشخصيات الايرانية وانقذها من الموت . اما القسم الباقي والبالغ عشرة الاف نسمة فلجا الى الدور الامريكية التي كان يديرها الدكتور باكرت الذي كان محبوبا ومحترما من قبلجميع الاوساط الايرانية لخدماته الانسانية الجليلة التي كان قد قدمها لهم بصفته طبيبا بدون تمييز . بقي الدكتور باكرت مع هؤلاء اللاجئين الى تاريخ عودة ملك خوشابا ورفاقه الى اورميا من الواجب الذي كلف به للاتصال بالانكليز في الموصل . وبعد اربعة ايام من ذلك التاريخ اخذ الدكتور باكرت اسيرا الى تبريز من قبل القوات التركية اما الموسنيور سونتاك فقتل في مقره من قبل ارشد هميون الايراني حاكم اورميا الذي كان الموسنيور قد انقذ حياته وحياة زوجته من الموت المحتم عندما اراد الاثوريين المنصرين في احداث اورميا التي وقعت بينهم وبين الايرانيين قتله لانه كان المحرك الاول لتلك الفتنة . وكان رده للجميل ان قابله بقتل وتعذيب الانسان الذي انقذه وانقذ زوجته من الموت المحتم . ففي يوم 31 تموز سنة 1918 قام ارشد همايون مع عدد كبير من رجاله المسلحين باقتحام دار المبشرين الكاثوليك الفرنسيين واطلقوا طلقتين على الموسنيور الاسقف الذي كان اضافة لمنصبه كرئيس للارساليات الفرنسية الكاثوليكية ممثلا للحكومة الفرنسية فاردوه قتيلا ثم استولى ارشد همايون على صندوق كان يحتوي على مبلغ كبير من المال والحلى المؤتمنة عند الارسالية والعائدة للاثوريين . وبعد ان اختار لنفسه عشرة نساء جميلات من الاثوريات الاسيرات ادخل رجاله الميلحين الدار فباشروا بقتل من فيها من الاطفال والنساء والرجال باساليب وحشية يندى لها الجبين مستعملين ابشع انواع التعذيب في قتلهم . كما قتلوا المطران توما اودو والخوري يوسف واخرجوا كافة الاثوريين المختبئين عند اصدقائهم الايرانيين بما فيهم اربعة قساوسة والمطران بطرس وبعض الشخصيات الاثورية وبعد تعذيبهم قتلوهم في شوارع المدينة . وكذلك كان مصير الاثوريين الموجودين في مقر الارساليات الامريكية اذ انهم اخرجوا من قبل الاتراك والايرانيين والاكراد وخلعوا ملابس النساء وساروا بهن عاريات في شوارع المدينة واخذوا الاطفال من امهاتهم وسحقوهم تحت حوافر خيولهم والقوا بجثثهم في ابار متروكة . اما الجال والشبان فكان مصيرهم القتل الجماعي . ولم ينجو من هؤلاء اللاجئين سوى ستمائة نسمة فقط . هكذا تم وصف تفاصيل هذه الجريمة النكراء في كتاب (تاريخ اشور _ كلدو تاليف القس شموئيل داود الذي كان شاهد عيان للحدث ) وكذلك كتاب (الامة الاثورية والكنيسة  تاليف القس يوئيل وردة  واذي كان شاهد عيان للحدث ) ......
اما الاثوريون الذين تمكنوا من الافلات من اورميا والذين يقدرون بعشرات الالاف فلقد شقوا طريقهم باتجاه همدان وكان المقاتلين بقيادة قادة الالوية الابطال يقاتلون في المقدمة والميمنة والميسرة والمؤخرة لتامين الحماية لشعبهم وكانوا يجابهون الهجمات التي كانت تشن عليهم من كافة الجهات بهجمات مقابلة لابعاد الاعداء عن الشعب حتى وصولهم الى ساين قلعة حيث التقوا باغا بطرس وقوته الذي قام بتنظيم عمل القطعات وشقوا طريقهم الى همدان بمعجزة بعد رحلة دامت ستة عشر يوما هلك الكثير منهم في الطريق وترك العديد منهم لعدم تمكنهم من مسايرة البقية ليلقوا مصيرهم المحزن . عند وصولهم همدان كان المستر( ت  ت) ماكارثي المسؤول الانكليزي في همدان قد سبق له ان التقى بالاثوريون في مرحلة بيجر حينما قدم لهم وعودا كثيرة الا انه بعد ان اصبح الاثوريون في همدان تحت رحمة القوات الانكليزية امر مكارثي بتجريدهم من سلاحهم وكل ما كانوا يملكون من المواشي والحيوانات بالاضافة الى المئات من الاسرى من ضباط وجنود اتراك تم تسليمهم الى الانكليز في همدان .وكذلك استلم الانكليز من الاثوريين اثني عشر الف بندقية وستة وثمانون رشاشة وثلاثة بطاريات مدفعية جبلية وخمسمائة وعشرون عربة وخمسة وعشرون الف راس من الخيول والبغال والثيران مع كمية كبيرةجدا من الذخيرة  . وفي همدان تفرق الاثوريون حيث ارسل قسم منهم الى مدينة كرمنشاه وذهب قسم من اثوريي ايران الى قزوين وطهران وتبريز واما القسم الاكبر منالاثوريين النازحين من منطقتي حكاري والعمادية في تركيا والارمن مع قسم كبير من اثوريي ايران فتم ارسالهم الى خانقين ومنها الى بعقوبة في العراق .......
بولص يوسف ملك خوشابا

48


تلقيت مشكوراً رسالة تعزية من البطريرك مار أدي الثاني رئيس الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم لوفاة والدتي المرحومة الماس أسماعيل البازي ، وهذه نصها:



49

استمرت المعارك الطاحنة في هذه المعركة والتي ابلى فيها بلاء حسنا البطل اغا ايزريا من ايل حيث منع القوات التركية من التقدم في قاطع عملياته ودافع هو ورجاله دفاعا مستميتا لحماية شعبه المتواجد في اورميا وضواحيها وكانت الخسائر التي مني الاثوريون في هذه المعركة نحو مائة وخمسون قنيلا وجريحا اما اخسائر التركية فكانت اضعاف هذا العدد مع مدفعين وثلاثة رشاشات وكمية كبيرة من الذخائر جرت هذه المعركة قبل هجوم القوات التركية الاخير الذي اجبر الاثوريين على اخلاء اورميا مع العلم ان القوات الاثورية كانت قد خاضت قبلها وخلال الستة اشهر الاولى من عام 1918 اربع عشر معركة ظافرة مع القوات التركية والايرانية والعشائر الكردية المؤيدة لها بدون انقطاع .
حاول الاثوريين ارسال قوة قوامها مائة وستون مقاتلا بقيادة النقيب الروسي يرويولوجق لجلب العتاد من المستودعات الروسية المتروكة في الميناء فابحر هؤلاء المقاتلون في زورق كان ربانه احد الضباط الروس الذين بقوا مع الاثوريين دون ان يعلموا انه كان شيوعيا . وعند وصول الزورق الى الميناء الذي كان مراقبا من قبل كمين من القوات التركية وبعض المقاتلين الايرانيين من اهالي تبريز دون ان يعلم الاثوريين بذلك . ولما نزلت القوة الاثورية الى البر وتقدمت نحو مستودعات الذخيرة فوجئت بهجوم مباغت عليها من قبل القوات التركية والايرانية فقاتلت قتالا مثاليا تقهقريا للوصول الى الزورق الا انها وجدت ان الزورق كان قد تركها وابحر بعيدا في البحيرة بتدبير من ذلك الضابط الشيوعي وعليه جرى تطويق هؤلاء المقاتلين وتم قتلهم من قبل القوات التركية والايرانية وتم التمثيل بجثثهم ثم جمعت بقايا عظامهم بمساعي القنصل الامريكي في تبريز ونقلت حيث دفنت في احدى االمقابر المسيحية .
وفي 25 حزيران الشرقي سنة 1918 شوهدت طائرة في سماء مدينة اورميا واعتقد الاثوريين في البداية بانها معادية لذا اخذوا يطلقون النار عليها من كل صوب . الا ان الطيار لم يرد عليهم بل اخذ يهبط تدريجيا حتى يتسنى لهم تمييز علامة الطائرة وبعد ان علموا انها صديقة تحول الرمي القتالي الى رمي الفرح والبهجة وهبطت الطائرة في السهل القريب من اورميا لعدم وجود مطار فيها وهرع الاثوريين الى مكان هبوطها مندهشين وخرج منها الطيار النقيب بننكتان الانكليزي الذي اقتادوه الى مقر المبشرين الانكليز في مدينة اورميا حيث اجتمع به رؤساء الاثوريين والارمن والمسؤلين الاجانب والمار شمعون بولص واغا بطرس وتخلف عن الحضور ملك خوشابا لتكليفه بواجب الاتصال بالانكليز في الموصل وبعد توجيه عدة اسئلة اليه اخبرهم بانه قد اتى لكي يطمئن عليهم وليؤكد لهم وصول مساعدات الحلفاء اليهم كما اكد لهم الوعود التي كان قد قطعها لهم الكبتن كريس الانكليزي سابقا بحضور المسؤلين الامريكان والفرنسيين والروس . وطلب هذا الطيار من القيادة الاثورية ارسال قوة الى ساين قلعة الكائنة في جنوب اورميا على بعد ثلاثة مراحل نظامية كي تلتقي بالقوة الانكليزية هناك لاستلام المساعدات من السلاح والعتاد والمال وضباط انكليز لقيادة القوات الاثورية وبناء على موافقة جميع المسؤلين سار اغا بطرس على راس قوة قوامها ثلاثمائة مقاتل خيال نحو ساين قلعة . بعد مسيرة يومين اشتبكت قوة اغا بطرس مع القوات التركية الباقية والايرانية والعشائر الكردية في اشنوق وقلعة بشوة وسولدز وساووج بولاق وتمكنت من شق طريقها والوصول الى ساين قلعة حسبما كان متفقا عليه بين الطيار الانكليزي والاثوريين الا عند وصول القوة الاثورية الى ساين قلعة كانت القوة الانكليزية قد انسحبت منها مسافة مرحلة الى الخلف لتاخر القوة الاثورية من الوصول اليها في الموعد المحدد نتيجة لاشتباكها في القتال مع العدو فلحقت القوة الاثورية والتقت بها في موقع يدعى ( انجا )ولما تم اللقاء بين هاتين القوتين عم الفرح الجيع وخاصة اغا بطرس الذي كان يامل بانه بفضل هذه المساعدات سيعود الى جبهة اورميا ويدافع عنها حتى تبيان نتيجة رحلة ملك خوشابا وبعد ان مكثت هذه القوة يوما واحدا في انجا عادت الى ساين قلعة حيث فوجئت بوصول العوائل الاثورية اليها مع بقية المقاتلين تاركين مدينة اورميا دون قتال ......
                        بولص يوسف ملك خوشابا

50
حتى لا ننسى : معركة جبل سيري 10 حزيران 1918
بعد انسحاب القوات الاثورية من ولاية سلامس ومعها ما يقارب الاربعين الف نسمة من الاثوريين والارمن وبعد معارك دامت ستة ايام وصلت اورميا وقبل ان تتمكن هذه القوات من اعادة تنظيمها واخذ قسط من الراحة ظهرت قوات تركية كبيرة من اتجاه نهر برندوز قاصدة مهاجمة مدينة اورميا المعقل الاخير للاثوريين لاحتلاله . حاولت القيادة التركية اظهار نشاط بعض الوحدات من قواتها في ناحية نهر برندوز لسحب القوات الاثورية الى تلك الجبهة بينما تسوق القسم الرئيسي من قواتها الى جبهة جبل سيري الذي يعتبر المفتاح الرئيسي لمدينة اورميا . ولكن القيادة الاثورية فطنت لخطة القيادة التركية لذا قام كل من اغا بطرس وملك خوشابا بحشد قواتهما الرئيسية في جبهة جبل سيري وبوضع قوات ثانوية على طول الجبهة الممتدة من نهر برندوز الى قمة جبل سيري ومن نهر ماربيشو حتى قريتي كوسي ونازي . تقدمت القوات التركية الرئيسية من ناحية جبل سيري فقط وتمكنت من نقل مدافعها الى مواضع تقابل مدينة اورميا في الجبل المذكور حيث بدات معركة جبل سيري بين القوات التركية المهاجمة والقوات الاثورية المدافعةفي الساعة الرابعة من بعد الظهر يوم 10 حزيران بفتح القوات التركية نبران مدافعها ورشاشا تها  وقنابلها اليدوية بغزارة على المواضع الاثورية الدفاعية كما انها اخذت تقصف ضواحي مدينة اورميا وكانت القوات الاثورية تقابل هذا القصف الشديد بنيران بنادقها وعدد قليل من الرشاشات فقط اذ لم تشرك مدفعيتها في المعركة لنقص في عتادها حيث لم يبقى لديها الا خمس قنابل فقط لكل مدفع احتفظ بها للساعة الحرجة وبعد ان استمرت المدفعية التركية بدك المواقع الامامية الدفاعية للقوات الاثورية دكا محكما تمكنت القوات التركية من احتلال المواضع الامامية من الخطوط الدفاعية للقوات الاثورية التي انسحبت الى مواضع خلفية في سفوح جبل سيري وعليه اصبحت المدفعية التركية مسيطرة تماما على المواضع الاثورية وعلى مدينةاورميا ايضا . فاخذ القلق يساور الفادة والمقاتلين الاثوريين معتقدين ان حياتهم وحياة الامة الاثورية قد اصبحت في خطر بعدما فقدوا كل امل في الحصول على اي نوع من المساعدة لانهم اصبحوا محاصرين من كل الجهات ولم يظهر اي اثر لوعود الكابتن كريس الانكليزي البراقة والذي كان قد وعدهم بتزويدهم بالسلاح وبعدد من الضباط الانكليز باقصى سرعة ممكنة . وكان يسقط يوميا عشرات من القتلى الجرحى في ميدان المعركة من المقاتلين الاثوريين القائمين بصد الهجمات التركية المتتالية . وفي تلك اللحضات الخطيرة قاد ملك خوشابا هجوما مقابلا عنيفا على القوات التركية المسيطرة على جبل سيري واحتل مواضعها وابعدها مسافة بضعة كيلومترات مما رفع من معنويات المقاتلين الاثوريين مؤقتا اذ كانوا في قلق شديد على مصير عوائلهم فقد حاول البعض منهم ترك ميدان القتال والعودة الى عوائلهم ليكونوا في عونهم في حالة اخلاء منطقة اورميا . حاول ملك خوشابا استعمال الشدة لتثبيتهم في الجبهة بعد ان تم ابعاد القوات التركية مسافة ثلاثين كيلومترا عن اورميا . ولما قارن اغا بطرس وملك خوشابا قواتهما مع القوات التركية الجرارة والمزودة بالاسلحة الحديثة من المدفعية والرشاشات والذخيرة لاحظا ان الاثوريين يقاتلون باجسامهم ونيران الاتراك تحصدهم حصدا وان معنوياتهم ضعفت وروح التمرد ازدادت بين صفوفهم في الوقت الذي شعرا بان البعض من الفادة ورؤساء العشائر واثوريي اورميا اخذوا يميلون الى الاستسلام مستندين على امال وهمية بان البعض من اصدقائهم الايرانيين والاكراد المحليين سينفذونهم من الموت اذا حاق بهم لذا فررا العودة من ميدان المعركة الى مدينة اورميا والاجتماع بالدكتور شيت القنصل الامريكي ورئيس اللجنة المركزية المسؤلة عن الاثوريين والارمن وشؤون الحلفاء وبعدد من اعضاء هذه اللجنة المهمين ليبلغوهم بالموقف الخطبر والخطر التركي الداهم وعدم قدرة القوات الاثورية التي اصبحت ذخيرتها على وشك النفاذ من الصمود اكثر دون اي مساعدة خارجية لذا فان هذه المجلس عقد اجتماعا سريا برئاسة الدكتر شيت وقرر ارسال ملك خوشابا مع قوة صغيرة لحمايته عبر الجبال  ........
التكملة في الجزء الثاني
                           بولص يوسف ملك خوشابا

51
حتى لا ننسى : معركة سلامس الجزء الثاني
اعزائي القراء عندما قررت نشر هذا المسلسل التاريخي للمعارك والويلات التي اصابت شعبنا في تلك الحقبة الماساوية التي مر بها لم اكن اهدف من ذلك سوى تعريف هذا الجيل بما قدموه اسلافهم من تضحيات للحفاض على دينهم وكيا نهم  لكي يكون دافعا لهم للاقنداء بهم والصمود في وجه التحديات الخطيرة التي تجابه شعبنا في هذه الايام العصيبة وقد اسعدني جدا تهافت عدد كبيرمنهم على قراءة هذا المسلسل ولكن المؤسف له هو ان بعض الاخوان السادة الكتاب حولوا المقالة الى منير لطرح افكاروصراعات لا تمت للمقالة بصلة فالذي ارجوه منهم ان تنحصر اسئلتهم وآرائهم في موضوع المقالة وان معلوماتي المتواضعة في بعض الجوانب التاريخية لا يعني بانني ( انسكلوبيديا ) اثنية ودينية ومذهبية حتى استطيع ان اجيبهم على اسئلتهم ولحبذا ان يوجهوا اسئلتهم الاثنية والدينية والمذهبية لذوي الاختصاص ليتلقوا منهمالاجابة الاكثر دقة ........
سير المعركة :
وفي هذه اللحضة الحاسمة من المعركة حينما كان تطويق القوات التركية قد اصبح قاب قوسين فوجيء الاثوريون بهروب الارمن من مدينة سلامس دون قتال ودون سابق انذار نحو الجنوب الى مدينة اورميا في الوقت الذي كان لبقائهم فيها قيمة عسكرية كبيرة لمساعدة القوات الاثورية في تلك اللحضة الحاسمة من تاريخ الامة الاثورية . فنزل هذا الخبر على اغا بطرس الذي كان يطلب مزيدا من القوات لاكمال النصر على القوات التركية نزول الصاعقة . لان هذا التصرف الغير مسؤول الذي قام به بعض الضباط من ارمن ولاية وان الساكنين في سلامس بدد امال قادة الاثوريين الذين كانوا مصممين على تدمير القوات التركية في لحضة وصول الجنرال انترانيك باشا على راس قواته لولا هروب هؤلاء الارمن من سلامس .فهذا الوضع المضطرب حال دون تحقيق النصر الكبير على تلك القوات . ثم وصلت انباء مثيرة من اورميا عن ظهور قات كبيرة تركية في تلك الولاية في الوقت الذي كان يشك هؤلاء القادة من تحرك جانبي تركي من اتجاه كاور وتركاور . وعندما قارن قادة الاثوريين بين الاستمرار في القتال حتى تحقيق النصر في سلامس وبين خطر غزو القوات التركية الاخرى لمدينة اورميا قرروا الانسحاب بعد سحب اثوريي وارمن سلامس معهم ومن ضمنهم عائلة مارشمعون
( يقول اغا بطرس في مذكراته ملك خوشابا وانا انقذنا حياة عائلة المار شمعمن في سلامس من الموت المؤكد ) والدفاع عن اورميا وجعل التلال المحيطة بسهل اورميا ميدانا للنزال بين الجيشين المتخاصمين التركي والاثوري . وبعد معارك دامت ستة ايام انسحبت القوات الاثورية انسحابا مثاليا لحماية قوافل العوائل المنسحبة والمتكونة من اربعين الف نسمة من الاثوريين والارمن . ولقد وقع قسم غير قليل منهم اسرى بيد القوات التركية فقتلوا جميعا .وكان الاتراك يستخدمون المدفعية بكثافة اثناء تقدمهم على القوات الاثورية التي كانت تقاتل بضراوة من جهة ومن جهةاخرى كانت تحمي وتساعد العوائل في انسحابها من سلامس الى اورميا تحت نيران ومطاردة القوات التركية . وكذلك تم اسر الكثير من المقاتلين الاثوريين وهم صامدون في مواضعهم رافضين الانسحاب منها حتى نفاذ عتادهم والتعرض للقتل من قبل الاتراك من اجل اخلاء اخر امراة وطفل وشيخ . ففي معركة كادوك خوي الواقع على طريق الانسحاب بقي كل من الابطال الشجعان بدو وخوشابا شماس دانيال وصليو هيدويدافعون عن موضعهم لمنع الاتراك من قطع خط الرجعة على القوات الاثورية والعوائل المنسحبة بالرغم انه كان بامكانهم الانسحاب حتى اخر طلقة فتم اسرهم من قبل الاتراك بعد نفاذ عتادهم حيث كان ملك خوشابا يشاهدهم بناضوره عند اسرهم وقتلهم ودموعه تجري على خديه حزنا واسفا عليهم لكن التاريخ سيخلد ذكرى هؤلاء الابطال وكان في هذا الموقع عدد من المقاتلين الاثوريين ممن لم تتجاوز اعمارهم الثلاثة عشر عاما فامرهم بدوبالانسحاب قبل تطويقهم من قبل الاتراك وجرح احدهم المدعو( قرياقوس بنيامين ) في قدمه اثناء الانسحاب ولا يزال ابنه وبناته يعيشون في بغداد . وكانت خسائر الاثوريين في هذه المعركة اكثر من مائتين وخمسين مقاتل بين قتيل وجريح عدا الخسائر من العوائل التي تقدر بالمئات ويشهدالمرحوم عزيزاغا شوو البازي الذي كان ضابطا في الفوج الاثوري الموجود في سلامس واشترك في تلك المعركة وجرح فيها وقتل شقيقه اويتر مع عدد من رجاله يقول(وصل اغا بطرس وملك خوشابا الى ميدان المعركة حين كان الاتراك يستخدمون المدفعية والرشاشات بكثافة . طلبا من القائد الروسي المسؤول عن الفوج الاثوري في سلامس توحيد كل القوات الاثورية والقيام بهجوم موحد لفتح الطريق نحو الحدود الروسية واخلاء العوائل الاثورية والارمنية نحو تلك الحدود قبل ان تنزل بهم الكارثة لنهم اصبحوا محاصرين من جميع الجهات ومن دون اي مساعدة خارجية وان ذخائرهم على وشك النفاذ الا ان القائد الروسي لم يابه لطلبهم وابعد فوجه عن قواتهما مما ادى الى تكبد هذا الفوج خسائركبيرة واضطرت عوائلهم للانسحاب مع اغا بطرس وملك خوشابا تحت الضغط التركي الى اورميا حيث ظهرت بوادر هجوم تركي عليها .........
                            بولص يوسف ملك خوشابا

52
حتى لا ننسى : معركة سلامس وانقاذ الاف الاثوريين والارمن وعائلة مار شمعون
كان الامل الوحيد الذي كان الاثوريين يتوقعونه هي المساعدة التي يمكن ان يتلقوها من القوات الارمنية التي انسحبت بقيادة الجنرال انترانيك باشا من ارمينيا بعد غزوها من قبل القوات التركية او من الارمن الذين انسحبوا من ولاية وان في تركيا وسكنوا في سلامس واورميا مع الاثوريين والذين كان من المفروض عليهم ان يساهموا في السيطرة على شمال ايران ويصبحوا قوة ساندة للاثوريين ضد الهجمات التركية المتتالية . لذا اسرع الايرانيون الى قتل كافة الاثوريون والارمن الموجودين في مدينة خوي قبل ان تصل لنجدتهم القوات الارمنية الزاحفة بقيادة الجنرال انترانيك باشا . ومن امؤسف الاشارة ان الارمن الذين كانوا قد لجئوا الى سلامس من ولاية ( وان ) في تركيا بدلا من الصمود ليكونوا همزة وصل بين القوات الارمنية الزاحفة من الشمال تحت قيادة الجنرال انترانيك باشا والقوات الاثورية في الجنوب لمساعدتها على مقامة القوات التركية في سلامس قاموا بعمل مشين بهروبهم من سلامس دون قتال بعد ان قام عدد من ضباطهم بقتل الشخصين المرسلين من قبل انترانيك باشا لاخفاء رسالته التي كان فيها قد طلب من الارمن ان يقاتلوا ويصمدوا في سلامس لانه كان قادما لنجدتهم على راس جيش قوامه خمسة الاف مقاتل . وعندما علم انترانيك باشا بترك الارمن لمدينة سلامس انسحب مع قواته نحوالحدود الروسية . ويقال بان ارمن ولاية وان وخاصة ضباطهم كانوا قد خالفوا اوامر انترانيك باشا بالدفاع عن مدينة وان في حينها مما ادى الى ابادة عدد كبير منهم على يد القوات التركية لذا تعمد هؤلاء الضباط افشال خطة انترانيك باشا خوفامن وصوله والانتقام منهم ومحاسبتهم ولكن بعملهم هذا سببوا كارثة للاثوريين والارمن معا . فلوكانت قوات انترانيك باشا قد وصلت الى سلامس كان بامكانها ضرب القوات التركية من الخلف واليسار بينما كانت القوات الاثورية تقابلها من الامام واليمين فكان بامكان الطرفين القضاء على القوات التركية المتواجدة في شمال ايران قضاء تاما . وبعد ان اصبح موقف الاثوريين والارمن في ولاية سلامس حرجا جدا نتيجة لتقدم قوات تركية كبيرة نحوها طلبت القوات الاثورية الموجودة في مدينة سلامس تحت قيادة كل من العقيد الروسي ( خان ) وداودشقيق مار بولص النجدة من اغا بطرس وملك خوشابا الموجودين في اورميا . لذااسرعا بالتقدم لمواجهة القوات التركية الزاحفة من شمال غرب سلامس بقيادة احسان باشا وكذلك طلبا باخلاء سلامس من الاثوريين والارمن لوجود خطر اكبر وذلك بتقدم قوات تركية كبيرة نحو مدينة اورميا التي كانت بمثابة القاعدة الرئيسية للاثوريين . فكان من الصعب جدا ان لم يكن من المستحيل القتال والمجابهة مع قوات نظامية تركية كبيرة معززة بقوات ايرانية وعشائر كردية على جبهتين في اورميا وسلامس في ان واحد فبعد ان طهر الاثوريين جبهتهم في اورميا في معارك سابقة تقدمت قوة بقيادة ملك خوشابا الى ( خان تخت ) لاحتلال المواقع التي سبق ان احتلت من قبل القوات التركية لقطع الارتباط بين القوات الاثورية المتواجدة في اورميا وبين تلك الموجودة في سلامس وتمهيد طريق تقدم القوات الاثورية  نحو سلامس . وعليه تقدمت القوات الاثورية باربعة ارتال رتلان منهم وضعا لمجابهة تقدم القوات التركية والرتلان الاخران خصص لاحتلال التلال المحيطة بها وضربها من اليمين . فقام رتل بقيادة اغا بطرس بحركة التفاف لضرب مؤخرة القوات التركية في الوقت الذي اجبر الرتل الايمن الذي كان بقيادة ملك خوشابا القوات التركية على الانسحاب بعد تكبيدها خسائر كبيرةمن القتلى والاسرى مع مدفع ميدان واحتل تل مار يوخنا وتمركز فيه منتظرا التطورات المحتملة . وفي هذه اللحظة الحاسمة من المعركة حينما كان تطويق القوات التركية قد اصبح قاب قوسين فوجيء الاثوريون بهروب الارمن من سلامس دون قتال ودون سابق انذار نحو الجنوب الى مدينة اورميا في الوقت الذي كان لبقائهم فيها قيمة عسكرية كبيرة لمساعدة القوات الاثورية في تلك اللحضة الحاسمةمن تاريخ الامة الاثورية . فنزل هذا الخبر على اغا بطرس الذي كان يطلب مزيدا من القوات لاكمال النصر على القوات التركية نزول الصاعقة لان هذا التصرف الغير مسؤول الذي قام به بعض الضباط من ارمن ولاية وان الساكنين في سلامس بدد امال قادة الاثوريين الذين كانوا مصممين على تدمير القوات التركية في لحضة وصول الجنرال انترانيك باشا ........
الجزء الاول :             بولص يوسف ملك خوشابا

53
معركة عسكر اباد في 11 ايار 1918 :
كانت مدينة عسكر اباد تضم حوالي خمسة الاف بيت وكانت قلعة حصينة ذات اسوار عالية وعريضة وكان لها اربعة وعشرون برجا حصينا مهيء للقتال وبوابتان مصنوعتان من الخشب المتين اللتان كانتا مغلقتين ومسنودتين من الخلف بسد من التراب لتقويتهما . وكانت هذه المدينة تعتبر من اقوى الحصون الايرانية الغربية منذ القدم لذا اختارها الايرانيون لتكون قاعدة لحشد قواتهم فيها فقاموا سرا بنقل الاسلحة والعتاد من المعسكرات الاخرى اليها . ولما كان الاثوريون على علم بذلك قرروا ازالة اي قوة مسلحة معادية خلفهم لانهم كانوا يتوقعون مواجهة القوات التركية القوية في معارك ضارية ومصيرية بينما كان الايرانيين المدعومين باعداد كبيرة من العشائر الكردية الموالية لهم قد رصوا التحصينات في جميع قلاعهم . وعليه ارسلت القيادة الاثورية سريتين من المشات ومدفع جبلي لنزع اسلحة اهالي مدينة عسكر اباد بناء على موافقتهم في باديء الامر الا انهم رفضوا اخيرا تسليم اسلحتهم غير عالمين بان القطعات التركية القادمة الى اورميا والتي كانوا بانتضارها قد تم تدميرها من قبل قوات اغا بطرس وملك خوشابا والتي كانت في طريقها للاستيلاء على مدينتهم الحصينة بعد ان رفضوا تسليم اسلحتهم وتجريدهم من السلاح قبل وصول قوات تركية اخرى . وعند وصول القوات الاثورية قرب اسوار هذه المدينة نصبت مدفعها مقابل احدى بواباتها واخذت تقصف بشدة لفتح ثغرة فيها . ولكن القصف المدفعي لم يؤدي الى تدمير تلك البوابة لانها كانت مدعومة بالتراب من خلفها وكما لم يؤدي الى فتح ثغرة في الاسوار العريضة والمرتفعة ولما كانت القيادة الاثورية تحاول تجنب سفك دماء النساء والاطفال والشيوخ والرجال العزل اللذين كانوا يحاولون اقناع المقاتلين بتسليم اسلحتهم لذا لم تصدر اوامرها بقصف المدينة وعليه اضطرت القوات الاثورية لمهاجمة المدينة في ارض منبسطة امام سورها العالي دون ان يكون هناك ستر يحمي المهاجمين حيث فتح الايرانيون المحصنون داخل ابراج المدينة نيران اسلحتهم على القوات الاثورية المهاجمة في العراء واوقفتها عند اسوار المدينة فقتل عدد من القوات الاثورية التي كانت تحاول حفر خنادق لحماية نفسها بواسطة الحراب وبقيت تحت اشعة الشمس بدون ماء او طعام حتى حلول الظلام . ثم باشرت المدفعية ثانية بقصف البوابة محدثة ثغرة صغيرة فيها وعلى اثر ذلك قاد ملك خوشابا هجوما كاسحا على المدينة بمعية قوة من رجاله الاشداء والذين كانوا قد جلبوا معهم السلالم لتسلق سور المدينة . وتحت ستاركثيف من قصف المدفعية ونيران الرشاشات وبعد سقوط ثلاثين مقاتلا بين جريح وقتيل وبضمنهم تاور يوخنا ابن عم ملك خوشابا وتمكن المهاجمون من تدمير سور المدينة فحاول الايرانيون الهروب من البوابة الثانية الا ان نيران الرشاشات الكثيفة والتي كانت لهم بالمرصاد حالت دون ذلك .
وعليه حاول المدافعون الايرانيون والعشائر الكردية الصمود ولكن دون جدوى اذ تدفقت القوات الاثورية الى داخل المدينة وقتل عدد كبيرمن المدافعين عنها فلم ينج الا عدد قليل من المسلحين الذين افلتوا من الحصار وتمكنوا من الفرار وقسم اخر اخفى نفسه بين العوائل مستغلين الاخلاق العالية التي كانت تتمتع بها القوات الاثورية حيث كانت في كل انتصاراتها تولي اهمية بالغة بالمعاملة الحسنة للاسرى والعوائل . وهكذا تم التخلص من هذا الموقع الخطير بالنسبة الى الاثوريين .........
                             بولص يوسف ملك خوشابا

54

عتبر معركة نهر برندوز من اشهر المعارك التي وقعت بين القوات النظامية التركية والتي كانت تساندها قسم من القوات الايرانية وعدد من العشائر الكردية وبين القوات الاثورية حيث تمكن الاثوريون من الانتصار فيها على الفيلق التركي والذي كان بقيادة خيري بك واسر وقتل عددا كبيرا من قواته المعززة ببطريات المدفعية . . فبعد ان تمكن الاثوريون من تدمير القوة التركية في معركة قاسملو في 13 نيسان 1918 عادت القوات الاثورية مباشرة الى شمال مدينة اورميا حيث كان يكمن الخطر التركي الاكبر ولم يتوقع الاثوريون تقدم قوات تركية من غرب مدينة اورميا لان مسالك الحدود الغربية من ايران كانت عبارة عن وديان مفتوحة لا تصلح الا لمرور قطاع الطرق . وعليه كانت القيادة الاثورية تتوقع عبور العشائر الكردية الرحالة فقط من تلك المسالك ولم تعتبر ذلك مصدر خطر عليها . واستغل الاتراك هذه الميزة فقامت قواتهم بالعبور من تلك المسالك الوعرة بين الجبال العالية لمباغتة الاثوريين . ولما كان موقف الاثوريين حرجا و ظنه الاتراك ضعيفا كتب خيري بك قائد الفيلق التركي رسالة الى اغا بطرس مشيرا الى انتصارات الدولة العثمانية وحلفائها في جميع جبهات القتال وطالبا من الاثوريين الاستسلام مقابل تامين الحكومة التركية سلامة حياتهم واعادتهم الى مناطقهم الاصلية في تركيا ولغرض كسب الوقت لتعزيز مواقع القوات الاثورية اجاب اغا بطرس على رسالة خيري بك قائلا بان الاثوريين يوافقون على تسليم اسلحتهم فقط بشرطين :
1 .ان يتم ضم مقاطعة اذربيجان الايرانية الى تركيا حيث يسكنها عدد كبير من الاثوريين
2 . ان يتم تزويد الاثوريين بالمواد الغذائية امدة ثلاثة اشهر حتى يكونوا قادرين على العودة الى مناطق سكناهم الاصلية في تركيا
الا ان خيري بك اجابه قائلا بان هناك شرطا واحدا فقط وهو الاستسلام دون قيد او شرط . استغل الاثوريون فترة المفاوضات هذه لمعرفة وتثبيت خطوط تقدم الارتال التركية ولتعزيز قواتهم ووضع خطتهم الهجومية على القوات التركية المتقدمة مع منحنيات نهر برندوز الجاري نحو بحيرة اورميا وحددت القيادة الاثورية منطقة نهر برندوز لتكون منطقة القتال النهائية مع القوات التركية لذا ارسلت قوة صغيرة لسحب القوات التركية الى هذه المنطقة بينما تقوم القوات الاثورية الرئيسية بقيادة اغا بطرس وملك خوشابا بحركة التفافية واسعة النطاق على مواقع وخطوط مواصلات القوات التركية الخلفية . وفي الصباح الباكر من يوم 23 نيسان 1918 كانت القوات الاثورية قد اكملت خطتها بتطويق القوات التركية ليلا . فتحت القوات التركية نيران مدافعها واسلحتها الخفيفة فامطرت المواقع الاثورية الامامية واثقتا من نفسها بانها سوف تتناول طعام الغذاء في مدينة اورميا ظهر ذلك اليوم . الا انه خاب ظنها وتبددت آمالها عندما فوجئت بالقوات الاثورية تخترق مواضعها من كل اتجاه بهجمات جريئة وبمختلف صنوفها الراكبة والراجلة فتمزقت قواتها وتكبدت خسائر فادحة في السلاح والارواح في احراش وصخور وادي نهر برندوز الوعر . لم يبقى امام ما تبقى من القوات التركية خيارا غير سحب مدافعها وافرادها التي تمكنت من التخلص من الطوق هاربتا عن طريق حيدر اباد نحو منطقة سولدوز . فقامت القوات الاثورية بمطاردت القوات التركية المهزومة وقتلت منها حوالي الالف جندي ومثلهم من الجرحى واسرت قائد احدى الفرق مع اربعة وعشرون ضابطا واربعة اطباء واكثر من خمسمائة جندي واستولت على كمية كبيرة من الاسلحة الخفيفة بينما بلغت خسائر القوات الاثورية خمسة واربعين قتيلا وخمسين جريحا فقط . واشترك في هذه المعركة الحاسمة التي كان يقودها كل من اغا بطرس وملك خوشابا عدد من الابطال الاثوريين الذين قادوا قطعاتهم واظهروا شجاعة فائقة في بلوغ اهدافهم العسكرية المرسومة لهم وهم كل من اغا ايزريا من ايل واغا مرزا ايليا البازي واوو شموئيل خان من تركاور ودنخا بن مالك اسماعيل من عشيرة تياري العليا . ويقول القس شموئيل في ص 205 من كتابه ( تاريخ اثور كلدو ) بانه تم تحقيق ذلك النصر العظيم بفضل خطط اغا بطرس المحكمة وشجاعة وسرعة حركة ملك خوشابا الخارقتين وكذلك قال يوناتان بيت سليمان ص 134 في كتابه ( الاثوريين في عهد المسيحية ) . وبعد هذا الانتصار الباهر عادت القوات الاثورية الى مدينة اورميا مستصحبة معها الاسرى الاتراك فاستقبلت استقبالا منقطع النظير عندما دخلت شوارع المدينة يتقدمها الجوق الموسيقي من قبل جميع الاثوريين حيث اخذ الجميع يهتفون بحياة تلك القوات وبحياة قائديها اغا بطرس وملك خوشابا واطلقوا تسمية ( جيش المانيا الصغرى ) على تلك القوات تيمنا بقوة الجيش الالماني . تم نقل الاسرى الاتراك من الضباط والمراتب الى احدى الخانات الكبيرة وتم تزويدهم بالفراش والطعام الجيد حيث اشرف ملك خوشابا بنفسه على الاعتناء بهم ويقول السيد شموئيل يلدا في مذكراته بان هؤلاء الاسرى شكروا ملك خوشابا على انسانيته كما يقول ملك خوشابا في مذكراته بانه قام بزيارة الضباط الاتراك الاسرى في وقت تناولهم طعام الغذاء وشاهد القائد وضباطه في حالة حزن كبير ومنكسي رؤسهم فقال للقائد التركي باللغة التركية ( يا حضرة القائد اني اعلم لماذا استولى عليكم الحزن . حتما تفكرون كيف وقعتم اليوم اسرى بيد من كانوا بالامس تحت حكمكم ومن رعاياكم . اني ايضا اوافقكم على ذلك ولكن دعوني اوضح لكم حقيقة الامر كما يلي : ارادت الحكومة التركية ان تهشم رؤوسنا بالقاء صخرة كبيرة علينا ونحن بدورنا اردنا تفادي تلك الصخرة بايدينا محافظة على سلامة رؤوسنا الا اننا لازلنا ابناءكم ومن رعايا الدولة العثمانية ) وبعد هذه الكلمات بدت على القائد وضباطه علامات الارتياح واخذوا يتناولون طعامهم باطمئنان .....
                           بولص يوسف ملك خوشابا

55



استقبلت الفوات الاثورية المنتصرة على قوات اسماعيل اغا الشيكاكي في معركة قلعة جارا استقبالا حماسيا رائعا في مدينة اورميا من قبل الاثوريين واخذ المستقبلون يهتفون بحياة تلك القوات وبحياة اغا بطرس وملك خوشابا وان هذا الكلام مثبت في جريدة ( كخوا ) الصادرة آنذاك ( بعنوان مرحبا بابطال جارا اغا بطرس وملك خوشابا ) . وفي نيسان سنة 1918 بدأت الحملة التركية بالتقدم وبقسميها الاكبر شمال وشمال غربي مدينة اورميا حيث تقدمت بعض وحداتها المزودة ببطريات المدفعية للتعرض على مدينة اورميا مباشرة من الجنوب والجنوب الغربي وكان واجب هذا الرتل القضاء على جميع نقاط مقاومة الاثوريين التي يصادفها اثناء تقدمه . وكان يرافق القوات التركية المذكورة مقاتلون من الايرانيين والاكراد من عشائر الشيخ عبد القادر الذي سبق وان هزمت عشائره على يد الاثوريين في حملاتهم السابقة على كردستان التركية . كما وكان يرافقها مقاتلون من خيالة قرةداغ الايرانية . ولما كان لزاما على الاثوريين التخلص من ذلك الرتل باسرع وقت ممكن استعدادا لمقاتلة الرتل الاكبر من القوات التركية الزاحفة نحو اورميا تقدمت قوة اثورية بقيادة اغا بطرس وملك خوشابا لمجابهة الرتل المذكور . توغلت مقدمة من القوات الاثورية داخل وادي قاسملو بقيادة البطل اوشعنا بيت سمانو الاشوتي من تياري السفلى الذي كان ملك خوشابا قد عينه قائدا لالف مقاتل نظرا لشجاعته وقدرته القيادية في المعارك . واصطدمت هذه المقدمة بكمين تركي كان منصوبا داخل ذلك الوادي وعلى اثر ذلك قتل خوشابا اوشعنا وعدد من رجاله فانسحب الباقون واخبروا قوتهم الرئيسية التي كانت متحشدة في قرية بالفرب من مدخل الوادي استعدادا للقيام بالتعرض على الاتراك بعد تثبيت حماية تقدمها من خلال المقدمة التي سقطت في فخ الكمين التركي مما ادى الى انسحابها . فخيم على القوة الاثورية الرئيسية وقادتها جو من القلق الشديد من جراء ما اعتبر كارثة وارادت الانسحاب الفوري من تلك المنطقة . ويقول السيد ليرة ايشو من عشيرة جيلو والذي كان مع تلك القوة بانه بينما كانت القوة الاثورية تتهيأ للانسحاب شاهد ملك خوشابا يتقدم نحوها ومعه قوة من الخيالة ولما وصل القرية المذكورة ترجل من حصانه بعد ان علم بخطورة الوضع وصعد على سطح احد المنازل ثم صرخ بتلك القوات وقادتها قائلا ( الى اين تريدون الانسحاب هل تودون التقهقر الى وسط عوائلكم ؟ الرجال لايسلمون بالهزيمة فلا خطوة الى الوراء فالنصر في ان نمضي الى الامام ) كما ويقول السيد لازار ابراهيم ( قائمقام متقاعد ) الذي كان من ضمن تلك القوة ايضا امر ملك خوشابا باحتلال اربعة اهداف مرتفعة ومشرفة على تلك المنطقة لغرض حماية تلك القوات من قبل رجاله الاشداء ممن يعتمد عليهم وبقيادة معاونيه المخلصين وبعد ان تم تنفيذ اوامره اجتمع قادة جميع الفصائل ووضعوا خطة للاحاطة بالقوات التركية من الجانبين ثم مهاجمتها ليلا . وعند حلول الظلام تقدمت قوة اثورية حتى وصلت الى نقطة وراء مؤخرة القوات التركية وعندئذ قامت القوات الاثورية الرئيسية بهجوم مباغت عليها مما اجبر الاتراك على التقهقر والهزيمة بعد ان قتل عدد كبير منهم ووقوع عدد اخر في الاسر وكميات من الذخيرة والاسلحة بايدي الاثوريين .وبعد هزيمة الاتراك تلك نقلت جثة خوشابا اوشعنا ورفاقه من ذلك الوادي حيث شوهد ان لحم وفخذ احد القتلى كان قد نزع منها وقيل في حينها ان الجنود الاتراك اكلوا لحم البشر من شدة جوعهم . وبعد هذه المعركة عادت القوات الاثورية الى اورميا لتستعد لجولة اخرى في مقابلة القوات التركية . وكانت خسائر الاتراك المنضورة اربعين جنديا بين قتيل واسير اما خسائر الاثوريين فلم يخسروا سوى ستة قتلى في ذلك الوادي ..........
                   

56


لقد انتهى الجزء السابق بالمؤتمر الذي عقد في دار سرمة خانم والذي حضره كل من اغا بطرس وملك خوشابا والعقيدان قوندراتو وخان الروسيان وضباط روس اخرون ومالك برخو من تياري السفلى وبارون سمسون وبارون قسطين من الارمن وداود شقيق سرمة خانم ومالك اسماعيل وفي هذا الاجتماع شرح كل من اغا بطرس وملك خوشابا للمؤتمرين فكرتاهما والتي كانت كالاتي : ان اسماعبل اغا الشيكاكي بعد هزيمته في جارا سيمر حتما في طريقه بمدينة خوي للانتقام من الاثوريين الموجودين فيها وان الحكومة الايرانية سوف تفسح له المجال حتما للتنكيل بهم لذا اقترحا بان يقوم الاثوريين بحجز جميع رؤساء ديلمان الايرانيين كرهائن وان يطلبوا من الحكومة الايرانية ارسال جميع الاثوريين الموجودين في خوي للالتحاق بهم مقابل اطلاق سراح الايرانيين المحجوزين لدى الاثوريين وذلك لضمان المحافضة على حياة الاثوريين الموجودين في خوي . الا ان سرمة خانم رفضت ذلك بتاييد من شقيقها داود ومالك اسماعيل واولاده مدعين بانهم ( اغا بطرس وملك خوشابا ) قد خربا كافة المدن الاخرى التي دخلاها ولذا فانهم لن يسمحوا لهما بتخريب مدينة ديلمان التي كانت تحت سيطرتهم . الا ان الدافع الحقيقي لم يكن سوى الحسد والغيرة التي كانت تغمر قلوبهم من جراء الانتصارات الباهرة التي تم تحقيقها بقيادة هاذين البطلين وبالرغم من ان انتصارهما الاخير كان من اجل الثار لمار بنيامين . فلما رفضت سرمة خانم واعوانها اقتراحهما نهضا وقالا للمؤتمرين بانهما سيغادران الى اورميا وليس لهما ما يقولانه لهم سوى ( البقية في حياتكم ) لانهما يدركان يقينا ان رفضهم لاقتراحهما سيؤدي حتما الى هلاك جميع الاثوريين الموجودين في خوي ولم تمضي الا فترة وجيزة على ذلك الاجتماع حتى وردت انباء بقيام اسماعيل اغا وبتاييد واسناد من الحكومة الايرانبة بذبح جميع الاثوريين الموجودين في خوي والبالغ عددهم خمسة الاف نسمة والذين ذهبوا ضحية غرور وانانية وحسد سرمة خانم ومن التف حولها ممن ساقوا هذه الامة الصغيرة الشجاعة الى المصير الماساوي . وفي نفس مؤتمر خوسراوة تمت مناقشة الموقف العام للوضع الاثوري وطرحت فيه ثلاثة آراء واتي كانت :
1 . مقترح سرمة خانم : ان يتوجه الاثوريين نحو القوات البريطانية المتقدمة من العراق .
اعترض كل من ملك خوشابا واغا بطرس على هذا الاقتراح بسبب طول المسافة حيث ان القوات البريطانية كانت لاتزال جنوب الموصل بمسافة تزيد عن مائة كيلومتر اضافة الى ان الطريق كانت محفوفة بالمخاطر لتواجد اعداد كبيرة من الاعداء الاتراك والايرانيين والعشائر الكردية الموالية لهم ....
2 . مقترح ملك خوشابا : قال ملك خوشابا ان وضع الاثوريين قد اصبح خطيرا جدا بالرغم من انتصارهم في معركة قلعة جارا لان القوات التركية تتحشد على الحدود الغربية واننا محاطين بالاعداء من الايرانيين وحلفائهم العشائر الكردية من كل صوب وان جبهتنا واسعة ومفتوحة من كل الجهات لذا ارى من الاصلح ان نقوم فورا بانقاذ الاثوريين الموجودين في خوي اولا ثم باخلاء سلامس من كافة الاثوريين الى لواء اورميا واخيرا نغادر اورميا باتجاه الحدود الروسية الايرانية لاسيما ان الطريق لا يستغرق اكثر من ثلاثة ايام لكي تصبح جبهتنا ضيقة نتمكن من الدفاع عنها وتصبح ظهورنا مسنودة بالحدود الروسية والتي لن يداهمنا اي خطر من ورائنا ونبقى نحافظ على شعبنا لان نهاية الحرب اصبحت وشيكة .
3 . مقترح اغا بطرس : في البداية كان مقترح اغا بطرس ان يجتمع الاثوريين في اورميا والبقاء فيها الا انه بعد سماعه مقترح ملك خوشابا ايده كما ايده غالبية المؤتمرين باستثناء سرمة خانم وشقيقها وبعض القائلين ( لبيك لبيك خادم مطيع بين يديك )
لم يرغبا ملك خوشابا واغا بطرس بالدخول في مشاحنات مع المعارضين خوفا من ان يؤدي ذلك الى فقدان الانسجام في الموقف الاثوري الحرج فانصب اهتمامهم على ايجاد وسيلة لانقاذ تلك الالوف من البشر من الفناء المؤكد .وبعد ايام قليلة من انعقاد المؤتمر المذكور وعودة كلمن ملك خوشابا واغا بطرس مع قواتهما الى اورميا قامت القوات الايرانيةمن مدينة خوي مع اهالي ديلمان المسلحين بالهجوم على الاثوريين الموجودين في لواء سلامس وكذلك اخذت طلائع الجيش التركي والعشائر الكردية تتقدم من الغرب كما سبق ما توقعه ملك خوشابا في المؤتمر المذكور مما ادى الى قتل واسر عدد كبير من الاثوريين الموجودين في لواء سلامس اثناء انسحابهم الى اورمبا .........
                              بولص يوسف ملك خوشابا

57

عندما وجد اسماعيل اغا نفسه في موقف ميؤوس منه على اثر اقتحام الفدائيون الاثوريون مواضعه اخذ يفكر بطريقة ينقذ بها نفسه من الهلاك المحتم فامر بنشر النقود الذهبية في ساحة القتال ليلهي بها المقاتلين الاثوريين لكي يتسنى له الافلات من الحصار المفروض عليه . الا ان مساعيه هذه ذهبت ادراج الرياح لان ملك خوشابا كان قد اصدر اوامر صارمة الى جميع المقاتلين مسبقا بانه اذا شوهد احدهم يحاول السلب او النهب قبل انتهاء المعركة سيكون عقابه الموت رميا بالرصاص . وبعد ان قتل عدد كبيرا من المدافعين عن تلك القلعة ضاقت السبل باسماعيل اغا فامر قوات الخيالة بالهجوم على احدى النقاط التي كانت محتلة من قبل قوة سلامس الاثورية التي كانت بامرة دانيال مالك اسماعيل حيث تمكنت من خرق الحصار المفروض عليها ففر اسماعيل اغا ومن نجا معه من تلك الثغرة بسبب اهمال المدافعين عنها ... سقط في معركة جارا الدموية اثنا عشر مقاتلا من اقرباء ملك خوشابا ومنهم توما بيت يوانس الذي كان من اشجع قادته واذكاهم كما سقط في هذه المعركة عدد كبير من الابطال من عشائر باز وتخوما والبروار وجيلو وتركاور وغيرهم ممن اشتركوا في تلك المعركة بينما قتل المئات من الشيكاكيين من اجل هزيمة اسماعيل اغا مما ادى الى تلون مياه النهرين بلون الدم لكثرة عدد المقتولين منهم . وفي المساء اجتمع قادة الاثوريين في قصر اسماعيل اغا في القلعة وهم داود شقيق مار بنيامين وملك خوشابا واغا بطرس ومالك اسماعيل واووابن شموئيل خان والمطران سركيس من عشيرة جيلو حيث امر ملك خوشابا بان تجمع الغنائم لتوزع على عوائل الذين استشهدوا في تلك المعركة فتم تنفيذ ذلك . وبعد تدمير جارا تحركت القوات الاثورية نحو مدينتي ديلمان وخوسراوة في 19 : 3 : 1918 . وكان في ديلمان التي كانت مركز لواء سلامس لجنة امريكية لتوزيع الارزاق والملابس على المهاجرين الاكراد الهاربين من تركيا بسبب الجوع وكانت تلك اللجنة تحت اشراف الدكتور دات الامريكي وعضوية كل من قاشا كينا البازي ومساعديه كل من الاستاذ اسماعيل شوو البازي والقس خندو التخومي والدكتور داود حيث كانوا يسكنون في هذه المدينة . وكانت قوة الجيش الايراني الموجودة في ديلمان تراقب نتيجة معركة جارا لكي تقوم بتصفية الاثوريين فيها في حالة اندحارهم في تلك المعركة لذا قامت هذه القوة باسر اعضاء تلك اللجنة والاستيلاء على ما كان لديها من اموال المخصصة لشراء الملابس والحنطة للاكراد اللاجئين . ولكن عند وصول القوات الاثورية الظافرة في معركة جارا الى مشارف هذه المدينة باشرت القوات الايرانية بالهروب منها كما طلبت القوات الاثورية من حاكم المدينة فتح ابوابها وعدم ابداء اي مقاومة كي لا تضطر الى قصفها بالمدفعية وعليه تدفقت القوات الاثورية الى داخل المدينة بعد ان تم القضاء على كل من ابدى مقاومة فهرب اهالي المدينة ودخل قسم منهم الى دار اللجنة خوفا من تعرض الاثوريين لهم اما القوات الايرانية التي غادرت المدينة فانها التحقت بالقوات الاخرى التي كانت الحكومة الايرانية قد ارسلتها الى منطقتي خوي وسلامس لتكون على استعداد لضرب ضربتها القاضية على بقية الاثوريين في حالة اندحارهم في معركة جارا . وعند وصول كل من ملك خوشابا واغا بطرس الى ديلمان نزلا في دار اللجنة المذكورة للاطمئنان على اعضائها . وبعد ان تمت السيطرة الكاملة على مدينة ديلمان ذهبا الى خوسراوة التي كانت تسكنها عائلة المار بنيامين برئاسة سورمة خانم بعد مقتل شقيقها مار بنيامين . تم عقد مؤتمر في دار سرمة خانم حضره كل من اغا بطرس وملك خوشابا والعقيدان قوندراتو وخان الروسيان وضباط روس اخرون ومالك برخو وبارون سمسون وبارون قسطين من الارمن وداود شقيق سرمة خانم ومالك اسماعيل وفي هذا الاجتماع قال كل من اغا بطرس وملك خوشابا للمؤتمرين بان اسماعيل اغا بعد هزيمته في جارا سيمر حتما في طريقه بمدينة خوي للانتقام من الاثوريين الموجودين فيها وان الحكومة الايرانية سوف تفسح له المجال حتما للتنكيل بهم لذا اقترحا بان يحجز الاثوريين جميع رؤساء ديلمان الايرانيين كرهائن عندهم وان يطابوا من الحكومة الايرانية ارسال جميع الاثوريين الموجودين في خوي للالتحاق بهم مقابل اطلاق سراح الايرانيين المحجوزين وذلك لضمان المحافضة على حياة الاثوريين الموجودين في خوي ......
يتبع في الجزء القبل
                         بولص ملك خوشابا

58

عندما تمكن اسماعيل اغا من الغدر بمار بنيامين وقتله مع مائة وخمسين مقاتلا من حرسه في كونة شهر كانت عشائر تياري السفلى وتياري العليا وباز وغيرها من العشائر بالاضافة الى اثؤريي اورميا تسكن في مدن وقرى اورميا وكانوا هم القوة الضاربة للقوات الاشورية وعليه ارسلت سرمة خانم رسالة الى اغا بطرس وملك خوشابا وملك اسماعيل تطلب منهم تجهيز قوة كبيرة لا تقل عن الفي مقاتل على الفور والزحف على قاتل اخيها اسماعيل اغا الشيكاكي فتم تشكيل تلك القوة بقيادة اغا بطرس وملك خوشابا وشرعت بالتقدم من قرية (قرة لار ) الكائنة في القسم العلوي من منطقة القرى الشيكاكية والصومائية والبرادوستية والبالغ عددها اكثر من مائتي قرية . ووقف المقاتلون من رجال هذه القوة الاثورية خارج قرية من تلك القرى امام كل من اغا بطرس وملك خوشابا اللذان طلبا من الاستاذ شموئيل ان يلقي نيابة عنهما كلمة في تلك القوات وهذا نصها ( ايها الاخوة المقاتلين ان اكثرية مقاتلي اسماعيل اغا هم من صنف الخيالة الذين يصعب عليهم القتال في الثلوج وبالرغم من اننا نقدر مقدار قوته ومناعة حصنه الا اننا نهيب بكم ان تقاتلوا بضراوة اولا من اجل الثار للبطريرك مار بنيامين ورفاقه الذين قتلوا غدرا وثانيا من اجل انقاذ انفسنا ونطلب منكم الاستيلاء على قلعة جارا لانه اذا فشلنا في انجاز هذه المهمة سيكون مصيرنا الهلاك على يد الاتراك والاكراد والايرانيين ) وبعد انتهاء تلك الكلمة هتف الجميع قاطعين العهد على انفسهم بانهم سوف يقاتلون حتى اخر قطرة من دمائهم ثم اخذوا ينشدون الاناشيد القومية والقتالية الحماسية . وتم وضع خطة لتقدم القوات بثلاثة ارتال : رتل يتقدم من اليمين واخر من اليسار والرتل الاكبر من الوسط ثم بدات المعركة اثناء التقدمالى قرية كونبت الشيكاكية التي كانت محاطة بالثلوج اذ بدا الزحف في صباح يوم 14 اذار 1918 وبعد قصف القرية بمدفعية الرتل المركزي صدرت الاوامر بالهجوم عليها فهرب المقاتلين الاعداء ودخلنها القوات الاثورية وقتل ( مقوي ) بيت قاشا شمعون المنيانش ابن خال ملك خوشابا في هذه المعركة ثم جرت محاولة يائسة من قبل خيالة اسماعيل اغا لايقاف القوات الاثورية الا انهم فشلوا وتقهقروا فدخلوا قلعة جارا وتم احتلال اكثر من خمسين قرية من قرى الاعداء ثم صدرت الاوامر الى القوات الاثورية بالتقدم نحو قلعة جارا للاستيلاء عليها وتدميرها وكانت هذه القلعة مشيدة على تل مخروطي الشكل ومحاطة بوديان سحيقة يلتقي فيها نهران حيث شيد على كل منهما جسر في المنطقة العميقة منهما وتقع القلعة على جانب ذلك التل من ناحية مدينة اورميا وتمتد حولها السهول بحيث كان يصعب رؤية الوديان المحيطة بها من المسافات البعيدة .كما وكانت القلعة محاطة من جميع اطرافها بخندق عميق يسمح بحركة المقاتل وهو راكب حصانه وكانت هذه الخنادق مزودة بذخائر حربية وفراش من اللباد وطعام لسد احتياج المقاتلين المدافعين عنها . وكما ذكرنا بان داود شقيق ماربنيامين كان احد الذين نجو من الموت في حادثة مقتل ماربنيامين باختفائه في كنيسة الارمن في كونة شهر حتى وصلت اليها قوة اثورية من سلامس . وكانت تلك القوة التي كان قد شكلها مار بنيامين ووضعها بامرة شقيقه داود وكان يرافقها بعض من العشائر الاثورية بما فيهم مالك برخو من عشيرة تياري السفلى الذي كان يسكن في خوسراوة فطلب كل من اغا بطرس وملك خوشابا من داود ان تقوم تلك القوة باحتلال كونة شهر قبل وصول قواتهم الى جارا وذلك لحماية مؤخرتها وتامين خطوط مواصلاتها . وبعد ان تم وضع خطة الهجوم على قلعة جارا بدا الهجوم عليها في 16 اذار سنة 1918 بقصفها بالمدفعية والرشاشات والقنابل اليدوية والبنادق . وقاتل المدافعون عنها بشجاعة فائقة واستبسلوا في القتال في اليوم الاول من المعركة مستفيدين من مناعة خنادقهم كما وكانت القوات الاثورية هي الاخرى تقاتل ليلا نهارا في الثلوج الغزيرة والبرد القارص دون كلل او ملل وفي اليوم الثاني شنت القوات الاثورية هجومها الكاسح حيث تمكنت من خرق الاستحكامات الشيكاكية ووقعت معركة دامية بين الطرفين داخل الخنادق المحيطة بالقلعة التي اجتاحتها القوات الاثورية ودخل المقاتلين الاثوريين في الخنادق والدماء تترقق في عيونهم طالبين الثار من الذين خانوا كل القيم والاعراف العشائرية وروا لي عمي المرحوم داود ملك خوشابا بانهم حين دخولهم خندق الاعداء وهو في عمر لا يتجاوز الخامسة عشر بانهم امتنعوا عن استخدام البنادق واستعاضوا بها بالحراب لكي يروو غليلهم من شدة الصدمة التي المت بهم بمقتل البطريرك غدرا والغدر كان امرا مستهجنا في عرف العشائر آنذاك     ......
يتبع في الجزء المقبل
                          بولص ملك خوشابا

59

بتاريخ 3 آذار سنة 1918 تحرك ركب مار بنيامين الى كونة شهر للاجتماع باسماعيل اغا ورافقه الرائد الروسي قوندراتو واربعة ضباط روس اخرين الذين كانوا يقودون الفوج الاثوري الذي شكله مار بنيامين من المجندين كما ورافقه كل من شقيقه داود على رأس قوة حراسته المؤلفة من مائة وخمسون جنديا خيالا ومعهم شموئيل خان وشقيقه ايشا ولدي بيجان . ولما وصل الركب الى كونة شهر تتقدمه مركبة مار بنيامين التي تجرها الخيول حيث كانت الثلوج تتساقط بغزارة استقبله اسماعيل اغا بترحاب كبير حيث كان رجاله متراصين في صفين الصف الاول يحمل السلاح الروسي والصف الثاني يحمل السلاح التركي فاظهر مار بنيامين لاسماعيل اغا اثناء قيامه بتفتيش حرس الشرف سروره البالغ واعجابه الكبير بمظهر رجال اسماعيل اغا اللائق ودرجة انضباطهم فشكره اسماعيل اغا على تلك الالتفاتة ثم قاده الى مكان الاجتماع حيث دخل معهما الرائد الروسي قندراتو والضباط الاربعة وكل من داود شقيق ماربنيامين وشموئيل خان وايشا ولدي بيجان . اما الحرس البالغ عددهم مائة وخمسون خيالا تحت امرة دانيال مالك اسماعيل فبقى في فناء الدار منتظرا انتهاء الاجتماع للعودة الى مدينة خوسراوة بينما كان رجال اسماعيل اغا المسلحين قد احتلوا جميع النقاط المسيطرة على حرس مار بنيامين الذين اصبحت حياتهم تحت رحمة رجال اسماعيل اغا دون ان ياخذوا ابسط درجات الحذر لحماية انفسهم وذلك لثقة قادتهم بتلك الصداقة الجديدة التي لم تبدا بعد والتي كانت السبب في هلاك القادة وافراد الحرس الابرياء الذين نحروا كما تنحر الشياه دون ان يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم ويقال ان قسما من ذلك الحرس شعر بسوء نوايا مضيفهم واخبروا ماربنيامين بخطورة الموقف طالبين اخذ المبادرة بقتل اسماعيل اغا ومن معه بغية انقاذه الا انه رفض ذلك وعند انتهاء الاجتماع ودع ماربنيامين وحاشيته اسماعيل اغا ولما هم برفع قدمه ليدخل مركبته عاد اسماعيل اغا الى الغرفة المقابلة لها واطلق اول طلقة عليه فاصابته ثم انهالت الطلقات من رجال اسماعيل اغا المسيطرين على السطوح والنوافذ على ذلك الحشر من الناس وخيولهم فامتزجت دمائهم ببعضها وبهذا الاسلوب الجبان تم اغتيال مار بنيامين ومن معه ولم ينج منهم سوى ستة اشخاص فقط بما فيهم داود شقيق مار بنيامين الذي كان قد خرج من الاجتماع قبل انتهائه وارائد الروسي قوندراتو الذي اصيب بجرح فركب حصانه وخرج من الطوق باعجوبة حيث وصل الى خوسراوة ونقل اليها الخبر وعليه تقدمت بعض من سرايا فوج المجندين الى كونة شهر على وجه السرعة ولما وصلت الى مكان الحادث خرج داود شقيق مار بنيامين من مخبئه في كنيسة في محلة الارمن وتمكن من التعرف على جثة شقيقه التي كان قد مثل بها ثم جاؤا بها الى خوسراوة حيث دفن في كنيسة ماركوركيس الارمنية اما اسماعيل اغا ورجاله فلقد فروا الى الى قلعة جارا مقره الرئيسي حيث قاموا بانجاز استعداداتهم الدفاعية لمجابهة الهجوم الاثوري المحتمل الوقوع .......
التكملة في الجزء المقبل
                        بولص يوسف ملك خوشابا

60

بعد الانسحاب الروسي من شمال ايران اخذت السلطات الايرانية تبحث عن كل وسيلة ممكنة لضرب الاثوريين والتخلص منهم خاصة بعد معركة مدينة اورميا واندحار قواتها فيها فاتصلت باسماعيل اغا ( سمكو ) رئيس عشائر الشيكاك القوية بغية تدبير مؤامرة لاغتيال المار شمعون بنيامين باعتباره رئيس الاثوريين اعتقادا منهم بانه سيسهل القضاء على الاثوريين بعد غيابه . وعليه دفعت الحكومة الايرانية مبلغا قدره ( مليون تومان ) لاسماعيل اغا اضافة الى وعود اخرى لقاء تنفيذه المؤامرة والذي قبل الرشوة والمهمة حبا بالمال وسعيا لتحسين صورته لدى الحكومة الايرانية وكذلك كان يرغب في التخلص من الاثوريين الذين اخذ يخشى ازدياد نفوذهم وسيطرتهم في منطقة عشائره : بينما كان قداسة مار بنيامين وبناء على نصيحة الكابتن كريسي الانكليزي يريد الاستفادة من نقمة سمكو على الحكومة الايرانية لانها كانت قد اعدمت عددا من افراد اسرته لمعارضتهم سياستها ورفضهم الخضوع لها . وفي نفس الوقت كانت الحكومة الايرانية على اطلاع على الاتصالات التي يجريها المارشمعون بنيامين مع اسماعيل اغا ( سمكو ) اقوى الشخصيات الكردية في تلك المنطقة بصدد الاتفاق معه لتوحيد قواتهما والعمل معا لصد الهجمات التركية والايرانية . فأرادت السلطات الايرانية ضرب عصفورين بحجر واحدة اذ ان نجاحها في مؤامرتها سيمنع اتفاق القوتين لا بل سيدفعها الى التقاتل والتناحر فيما بينها ويستنزفان قوتهما وذخيرتهما وتكون النتيجة لصالح السلطات الايرانية . مما يذكر ان القوات الروسية كانت قد القت القبض على سمكو في بداية دخولها الاراضي الايرانيةواخذته اسيرا الى مدينة تفليسي الا انه تمكن فيما بعد من اقناع الروس بانه سيعمل معهم ضد القوات التركية فيحالة اطلاق سراحه لذا اطلق سراحه وزود بالسلاح والذخيرة فتعاون مع الروس لفترة قصيرة في نفس الوقت كان على اتصال مع الاتراك مبينا لهم يانه مضطر للتظاهر بالصداقة والتعاون مع الروس تخلصا من شرهم وانه سينقلب عليهم في اقرب فرصة . وهكذا كان طبع اسماعيل اغا يتعاون مع اي جهة يتوقع الاستفادة منها اكثر او ان نفوذها اقوى . وكان قد زار اسماعيل اغا اثنان من الضباط الاجانب احدهم الكبتن ( كريسي ) الانكليزي والاخر الملازم ( روبرت مكداول ) الامريكي كضباط ارتباط للحلفاء وذلك قبل اجتماع سمكو بالمار شمعون بنيامين بمدة قصيرة حيث صرح الملازم الامريكي مكداول عقب تلك الزيارة ( بانه لا يطمئن لنوايا اسماعيل اغا وانه يعتبره شخصا مريبا ) . لقد كان الماربنيامين في اورميا اثناء معركة المدينة الا ان مقر اقامته مع عائلته كان في مدينة خوسراوة في لواء ديلمان وبعد انتهاء المعركة سافر الى خوسراوة في 21 شباط 1918 برفقة حرسه الخاص ومنها الى ديلمان حيث اجتمع به حاكم المدينة الايراني وتباحثا معا حول امور تتعلق بالمحافظةعلى امن المنطقة وفي نفس اليوم وصل ديلمان موظفان من لواء خوي يحملان رسالة من حاكمها الى الماربنيامين تتضمن شكر الحكومة الايرانية على رسالته التي كان قد ارسلها الى ولي العهد في تبريز قبل ستة اشهر ولم يتم الاجابة عليها في حينه وتضمنت الرسالة موافقة الحكومة الايرانية على جميع مقترحاته . ان الغرض الحقيقي من تلك الرسالة كان تطمين الماربنيامين على نوايا السلطات الايرانية لكي لا يمتنع عن القيام بزيارة سمكو الشيكاكي لكي تتم تنفيذ مؤامرة اغتياله . كما وكان شموئيل خان قد عاد من لدى سمكو حاملا رسالة منه الى الماربنيامين حول تعيين مدينة ( كونة شهر ) مكانا للاجتماع ونقطة الالتقاء بينهما . لقد كان اكثر سكان هذه المدينة الواقعة على بعد ثمان اميال عن مدينة ديلمان من الارمن كما كانت تسكنها بعض العوائل اليهودية . كان الارمن قد شعروا بنوايا اسماعيل اغا لذا جاء وفد منهم الى خوسراوة واخبر ماربنيامين بذلك لكي لا يقدم على الذهاب الى كونة شهر وايدهم في ذلك اليهود والكثير من الاثوريين . قال ملك خوشابا عن ماربنيامين بانه كان ذو شخصية قوية ومحبوبة وجذابة واتصف بالشجاعة والجرأة ولم يحاول قط الطعن بالشخصيات الاثورية المخلصةحتى ولو كانوا يعارضونه في بعض الامور .
بتاريخ 3 اذار 1918 تحرك ركب الماربنيامين الى كونة شهر للاجتماع باسماعيل اغا ورافقه الرائد الروسي قوندراتو واربعة ضباط روس اخرين الذين كانوا يقودون الفوج الاثوري الذي شكله ماربنيامين من المجندين كما رافقه شقيقه داؤد على راس قوة حراسته المؤلفة من مائة وخمسين جنديا خيالا وكذلك رافقه شموئيل خان واخيه ايشا ولدي بيجان .
يتبع في الجزء الثاني
                             بولص يوسف ملك خوشابا

61
وصل سبعمائة مقاتل آثوري الى المدينة ودخلوا منطقة سكن الآثوريين حيث قاموا بفتح الثغرات في جدران الدور والعبور منها دارا الى اخر وتمت العملية بنجاح تام وتمكنت هذه القوة التي كانت تملك رشاشتين من التمركز في نقاط خلف القوات الايرانية ثم اوعز الى المائة والخمسون المقاتلين الاثوريين الموجودين في الشارع الرئيسي بالانسحاب لخدع الايرانيين وحملهم على الخروج من مواضعهم لمطاردة المنسحبين وفعلا نجحت الخطة حيث قام الايرانيين بترك تحصيناتهم والنزول الى الشارع الرئيسي لمطاردة الاثوريين المنسحبين وامتلا الشارع بقوات ارشد الملك الايرانية وتعالت صرخات الفرح الصادرة منهم معتقدين بانهم حققوا الانتصار على الاثوريين وعند اقترابهم من باب المدينة فتح الاثوريين المتمركزين خلفهم نيران اسلحتهم عليهم فسقط في الشارع اعداد كبيرة من القتلى من جنود خيالة قوة قرداغ كما تتساقط اوراق الاشجار في الخربف ثم قامت ما تبقى من قوات ارشد الملك وجلال الملك بهجوم آخرعلى مواقع ألآثوريين في المدينة الا ان هذا الهجوم احبط واندحرت تلكالقوات امام القوات الاثورية التي استبسلت في القتال ففي اليوم الاول من القتال سقط القسم الغربي من المدينة بايدي الاثوريين . ولما كان من المتوقع قيام الايرانيين بمحاولة اخرى للهجوم على مدافع الاثوريين لذا اصبح من الضروري احتلال بعض المواقع الجديدة في منطقتي الباب الجنوبي من المدينة والباب الواقع بالقرب من الارساليات الامريكية بمفارز صغيرة بالاضافة الى القوة الموجودة في الباب الغربي منها فرابط في الباب الجنوبي ملك خوشابا ( الاسد التياري كما وصفه ويكرام ) ومعه مائتي مقاتل من ابطال عشيرة تياري السفلى حيث كان موضعهم يقابل مباشرة القلاع القديمة لمدينة اورميا التي كانت محتلة من قبل قوات ايرانية كبيرة في صباح اليوم التالي من المعركة كما وكانت القلعة الواقعة خلفهم وعلى مسافة نصف ميل خارج سور المدينة قد احتلت من قبل قوات خيالة قرداغ الايرانية بينما كان المدفعين الاثوريين المنصوبين في مدينة ديكالة وكوكتابة على اتم الاستعداد للرمي عند الطلب . وفي يوم 10 شباط سنة 1918 اصبح اندحار الايرانيين واضحا بالرغم من قيام رؤسائهم وقادتهم بتوجيه عدة نداءات تشجيعا لقواتهم على مواصلة القتال والصمود دون جدوى وحاول جنود قرداغ التعرض لحرس المدافع المرسل لمساعدة اغا بطرس الا انهم هزموا تاركين ورائهم عددا من القتلى وارغموا على الدخول الى القلعة ثانية وعليه سلط الاثوريين نيرانهم على مواضع الايرانيين ثم شنوا هجوما كاسحا عليهم واحتلوها فوجدوا فيها جثة ( رضا خان ) احد قادة الجيش الايراني الذي قتل اثناء تلك المعركة وفي نفس الوقت شن رجال ملك خوشابا هجوما قويا على القلاع القديمة وسور المدينة واستولوا على مواقع ارشد الملك المتقهقرة الى الوراء . وعليه تم تنظيف كافة شوارع المدينة من القوات الايرانية التي تم حصرها في المنازل حيث اخذت تطلق نيرانها من سطوحها ونوافذها على مواقع الآثوريين عند تقدمهم نحو تلك المنازل بعد ان احتلوا المناطق المهمة في المدينة فاخذوا يقصفون القوات الايرانية المرابطة فيها قصفا شديدا بالمدافع من الجهات الجنوبية والغربية من مدن ( جربش وكوكتابة وديكالة ) وبعد فترة قصيرة من بدء القصف شوهدت الاعلام البيضاء تعلوا تلك المنازل عوضا عن الاعلام الحمراء حيث اعلن كل من جلالالملك وارشد الملك الاستسلام دون قيد او شرط فتوقف اطلاق النار. ثم خرج حاكم ورؤساء المدينة وقائد القوات الايرانية تحت حراسة آثورية مشددة امقابلة اغا بطرس وملك خوشابا والتوقيع على شروط الاستسلام . وبعد ذلك اصبحت المدينة تحت حراسة الاثوريين فاصدر ملك خوشابا اوامر صارمة الى جميع القوات الاثورية تقضي بلزوم حماية ارواح واموال وحرية وحقوق اهالي المدينة بعد ان عاد الهدوء اليها وان كل من تسول له نفسه مخالفة ذلك سيكون مصيره الاعدام ثم عقد اجتماع عام حضره كل من المار شمعون وممثلوا الدول الاجنبية الحليفة واغا بطرس وملك خوشابا وعدد من مسؤلي الاثوريين حيث تم فيه التوقيع على وثيقة شروط انهاء القتال والتي كانت كالاتي :
1 . تسليم ادارة مدينة اورميا الى الاثوريين
2. تسريح كافة قوات الشرطة الايرانية داخل المدينة واقضيتها واحلال الاثوريين محلها
3. تسليم كافة الاسلحة الايرانية بانواعها المختلفة الى الاثوريين خلال 48 ساعة
4 . اعتقال رؤساء الايرانيين المسؤلين عن تلك الاحداث وهم ارشد الهميون وارشد الملك والحاج صمد
5 . دفع تعويضات الى الضباط الفرنسيين الذين جرحوا في المعركة او الى عوائلهم في حالة وفاتهم
6 . تحميل جلال الملك مسؤلية كل اعمال القتل التي قام بها الايرانيون في الماضي ضد الاثوريون وجميع النتائج المترتبة على الاحداث الاخيرة التي جرت بناء على رغبته
7 . اطلاق سراح كافة الجنود الاسرى لدى الاثوريين
ولقد منح ملك خوشابا وسام وكتاب شكر وتقدير من قبل القنصل الروسي سبق وان نشرت صورة الكتاب ..... كذلك كتبت زوجة القنصل الامريكي المتوفي في طريق الهروب الى همدان الدكتر شيد ما يلي ( ان اغا بطرس وملك خوشابا كانا رجلي الساعة الخطيرة اللذان انقذا الامة الاثورية من الهلاك المحتم ...........
                              بولص يوسف ملك خوشابا

62
كانت هذه المدينة محاطة منذ القدم بسور مرتفع مبني من الطين فيه سبعة بوابات مفتوحة على سبعة شوارع رئيسية تلتقي جميعها في نقطة مركزية في وسط المدينة حيث توجد الاسواق والدكاكين والمحلات التجارية . وعلى مسافة تتراوح من ميل الى ثلاثة اميال في ضواحي المدينة من الاتجاهات الغربية والشرقية والجنوبية كانت تقع ثلاثة مدن آثورية صغيرة وهي ( جريش وديكالة وكوكتابة ) . كانت الاولى واقعة بالقرب من تل صغير اما المدينتان الاخريتان فكان لكل مدينة منهما تل اصطناعي قديم هذا بالاضافة الى وجود قرى آثورية كبيرة منتشرة في اقضيتها وعلى مسافات ابعد . وكان للآثوريين ثلاثة مدافع جبلية منصوبة على التلال الثلاثة المذكورة استعدادا للطوارئ . كان مقر اغا بطرس وملك خوشابا قائدي القوات الاثورية في مدينة اورميا وكذلك مقر قيادة الحركات الذي كان يحتوي على ضباط روس وفرنسيين . وكانت هذه المقرات تحوي اسلحة وذخيرة وحرس وكانت مربوطة ببعضها بخطوط تلفون وكان فيها بعض الترتيبات الدفاعية التي نصبت فيها رشاشات تسيطر على نقاط الاقتراب منها .وكان للاثوريين قوة صغيرة مرابطة بالقرب من المدينة وفي انذار دائم . اما قواتهم الاخرى فكان قسم منهم قد وضع امراقبة الجبهة الغربية لمجابهة اي تقدم تركي محتمل الوقوع والقسم الباقي كان موزعا في القرى المجاورة حيث كان يقوم باعماله الزراعية الاعتيادية وغيرها الا انه كان بامكانه ان يستعد للقتال خلال ساعات معدودة . كان الايرانيون قد سلحوا جميع رجال مدينة اورميا وضواحيها وجلب قوة كبيرة من خيالة قره داغ التي كانت تعتبر من خيرة قطعاتهم تدريبا وشجاعة بالاضافة الى قوات الجيش والشرطة الموجودة في هذه المدينة واراد كل من جلال الملك حاكم مدينة اورميا وارشد الملك قائد القوات الايرانية فيها انتهاز فرصة انسحاب القوات الروسية وضعف موقف ألآثوريين لضربهم ، فقاما بتحريض قواتهما واهالي اورميا الايرانيين للقيام باعمال استفزازية ضد ألآثوريين وذلك لخلق جو ملائم للهجوم عليهم لذا حاول كل من الدكتور شيت نائب القنصل الامريكي في اورميا ونيكتين نائب القنصل الروسي فيها وغيرهما اقناع المسؤلين الايرانيين بضرورة ايقاف تلك الاعمال الاستفزازية حقنا للدماء لكن دون جدوى . في الوقت الذي كان ألآثوريون يحاولون الحفاظ على السلام والوئام نظرا لموقفهم الحرج كان الايرانيون يظنون انها فرصة مواتية لهم لضرب ضربتهم والقضاء على الاثوريين . وفي يوم 9 شباط  1918 بينما كان عدد من ألآثوريين يسيرون في الشارع المؤدي الى الباب الغربي من المدينة قامت قوات ارشد الملك الايرانية بفتح نيران اسلحتها عليهم وقتلهم جميعا . وتلا ذالك دوي في الجو لاصوات الصرخات الايرانية منادية بالجهاد مع اصوات الاسلحة النارية الموجهة نحو مناطق سكن ألآثوريين . ثم تقدمت قوة ايرانية للاحاطة بمقر كل من اغا بطرس وملك خوشابا واشتبكت بقتال مرير مع حرسهما فخرج كل منمهما وقاد حرسه الخاص الذين استبسلوا في صد الهجوم الايراني لحين وصول قوات آثورية لنجدتهما حيث شرعت تلك تلك القوات فور وصولها بالهجوم على النقاط التي كان الايرانيون يحتلونها بالقرب من مقري اغا بطرس وملك خوشابا لاسكات نيران العدو الموجه نحوهما . ثم فتحت المدافع ألآثورية الثلاثة المنصوبة على التلال في ضواحي اورميا نيرانها على المدينة لزعزعة معنويات الايرانيين وتقدم مائة وخمسون مقاتلا آثوريا داخل الشارع الرئيسي للمدينة لجعل الايرانيين يعتقدون بوجود قوة كبيرة من ألآثوريين فيها وبالرغم من ان هجوم الايرانيين كان متوقعا الا انه جاء بغتة ولما كانت القوة ألآثورية الموجودة في المدينة صغيرة لذا اتخذت هذه القوة خطة دفاعية محتمية وراء سواترها واشغال الايرانيين بنيرانها لان الموقف كان يتطلب ذلك تجنبا لكافة المخاطر التي من الممكن حدوثها نتيجة لتفوق القوات الايرانية عددا في تلك الظروف الحاسمة ......... ( يتبع سير المعركة في القسم الثاني )
                       بولص يوسف ملك خوشابا

63

في بداية عام 1918
طلب ملك خوشابا من جميع الآثوريين المقيمين في اورميا الذهاب معه الى ( حيدر اباد ) حيث مخازن السلاح الروسية المتروكة بعد انسحابها من ايران والاستيلاء عليها قبل ان تقع بايدي اعدائهم ونقلها الى اورميا لاستخدامها في الدفاع عن انفسهم الا ان قسم من الآثوريين ( قسم من عشيرة تياري العليا وتخوما وبعض الرعايا من الحكاريين ) لم يوافقوا على هذا المقترح لعدم موافقة المار شمعون عليه فخاطبهم ملك خوشابا قائلا ( عليكم ان لا تعيروا اهمية لاي كلام في مثل هذه الظروف الحرجة ونحن مطوقون بالاعداء من كل الجهات فعليكم ان تستعدوا جيدا للدفاع عن انفسكم وعن عوائلكم وعن كل الاثوريين الاخرين فلا يجب ان تنساقوا وراء رغبات واهواء الاخرين ولا يجب ان يقودكم احد ضد مصلحتكم ) الا انهم مع الاسف اصرواعلى موقفهم ولم يهتموا لكلامه . لذا اخذ معه 1500 مقاتل من مقاتليه وعدد كبير من البغال وغادروا الى ( حيدر اباد )  في موسم الشتاء الشديد البرودة حيث كانت الثلوج تتساقط بغزارة وبعد مسيرة اربعة ايام وصلوا حيدر اباد واستولوا على تلك المخازن دون مقاومة تذكر بالرغم منوجود قوات معادية كبيرة تترصد لهم الا انها لم تجرا على التحرش بهم فتم الاستيلاء على ثمانية الاف بندقية مع كمية كبيرة من صناديق العتاد والقنابل اليدوية وحملت على البغال ثم عادوا بها الى اورميا ولما علم المار شمعون وبعض رؤساء العشائر الاثورية بذلك تاججت في صدورهم نار الغيرة لاسيما بعد ان اصبح ملك خوشابا شخصية معروفة في جميع الاوساط لما سبق وقام به من اعمال في ميادين القتال والسياسة لذا عقدوا اجتماعا مع المار شمعون وقرروا وجوب تسليم ذلك السلاح الى مقر المار شمعون . وعند وصول مقدمة قافلة السلاح الى الشارع المؤدي الى مقر ملك خوشابا في اورميا كان الشماس ( اسخريا ) احد اقرباء المار شمعون والملقب ببتي بانتظارها هناك فطلب من آمر مقدمة القافلة الذهاب بالاسلحة الى مقر المار شمعونا لا ان ذلك الامر امتنع عن ذلك طالبا منه الانتظار ريثما يصل ملك خوشابا الذي كان في مؤخرة القافلة ولما وصل ملك خوشابا وعلم بالامر تملكه الغضب الشديد فشهر مسدسه قائلا لبتي ( ساجعلك تتمرغ بدمائك لتصبح كالذي لا يعرفه صاحبه ) فهرب بتي حالا الى مقر المار شمعون القريب حيث تبعه ملك خوشابا بعد ان ترجل من حصانه وعند دخوله الدار استقبله المار شمعون طالبا عفوه عن بتي الذي ادخله داره لينقذه من غضب ملك خوشابا ثم عاد ملك خوشابا وسار بالسلاح الى مقره حيث تم توزيعه على الرجال المقاتلين اللذين خاضوا به جميع المعارك دفاعا عن انفسهم وانقذوا حيا ة الاخرين من الهلاك الى يوم وصولهم الى بعقوبة في العراق اما جماعة المار شمعون فارسلوا مالك لوكو رئيس عشيرة تخوما مع ثلاثمائة وخمسون رجلا مسلحا الى حيدر اباد لجلب السلاح ولكن تم تطويقهم فور وصولهم من قبل القوات الايرانية وتجريدهم من سلاحهم واسرهم حيث تم توقيفهم على ظهر احد السفن القديمة الراسية في ميناء حيدر اباد الكائن على بحيرة اورميا ثم ابعدت السفينة عن الساحل لغرض اغراقها وبقوا فيها لمدة ثلاثة ايام دون ماء او طعام فكانوا يبللون شفاههم اليابسة بماء البحيرة المر من شدة ملوحته . ولكن حين علم الايرانيون بوصول قافلة ملك خوشابا الى اورميا سالمة وانه تم توزيع ذلك السلاح على المقاتلين الاثوريين الاشداء راعهم ذلك فاطلقوا سراح هؤلاء المحتجزين من دون ان يعيدوا لهم سلاحهم .............
                              بولص يوسف ملك خوشابا

64

معركة وادي الهركي والاستيلاء على قلعته المنيعة في 21 تشرين الثاني 1916 :
يقع وادي الهركي في شمدينان التركية فكانت الخطة الروسية تقضي بالتقدم بثلاثة ارتال نحو الغرب داخل الاراضي التركية من اذربيجان الايرانية وكان من المفروض ان يتقدم رتل نحو راوندوز باتجاه الموصل والرتل الثاني في الوسط نحو كاور _ اورامر _ جزيرة ابن عمر والرتل الثالث نحو باشقلعة _ قوذشانس _ وان _ وارادت القيادة الروسية القضء على جميع المقاومات المعادية الباقية على خط تقدم هذه الارتال الثلاثة . ففي وادي هركي المحصن كانت ترابط قوة معادية كبيرة تهدد القوات الروسية في حالة تقدمها في تلك المناطق لذا ارادت القيادة الروسية تدمير قلعة وادي الهركي المنيع وعليه تشكلت قوة آثورية مؤلفة من الف مقاتل بقيادة ملك خوشابا يرافقه ضابط روسي برتبة عقيد من الجيش الروسي وتحركت هذه القوة من اورميا نحو كاور داخل الاراضي التركية ثم من هنالك شقت طريقها في مناطق وعرة نحو وادي الهركي في شمدينان حيث كانت القوات الكبيرة من الاعداء تحتل الموقع الحصين . وعند وصول هذه القوة قرب الموضع الجبلي تم استطلاعه من قبل ملك خوشابا الذي وضع خطة الهجوم واصدر اوامره الى قادة المجموعات بالهجوم على تلك المواقع الحصينة فاندهش العقيد الروسي من ذلك الهجوم المفاجئ وتلك السرعة في الانقضاض على تلك القلاع الجبلية المحصنة وركض نحو ملك خوشابا خائفا مذعورا ينذره بعواقب وخيمة ويحذره من خسارته لجميع مقاتليه المهاجمين في تلك الجبال الموحشة الا ان ملك خوشابا الذي كان واثقا من سلامة خطته وشجاعة رجاله قال للعقيد الروسي  ( لا تخف يا حضرة العقيد وسترى بعد دقائق كيف سيرفرف علم رجالي فوق تلك القلاع ) وبعد ان اكمل حديثه مع العقيد وبينما كان يراقب هجوم رجاله بالناضور شاهد دخان النار التي اضرمها مقاتلوه في تلك القمم الشاهقة ثم تلى ذلك رفع اعلامهم اشارة الاستيلاء على الهدف . وحينذاك طلب ملك خوشابا ان ينضر العقيد الى ذلك الموقع المحصن للعدو وهو يسقط بيد رجاله ففرح العقيد كثيرا غير مصدقا عينيه وقام بتقبيل ملك خوشابا من فرط فرحته . وهكذا تمت هزيمة الاعداء بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الارواح والاموال والمواشي والمواد الغذائية حيث اندهش العقيد الروسي لما رآه من جرأة وقابلية ألآثوريين القتالية وشجاعتهم . ثم عادت هذه القوة بطريقها الى باشقلعة وبعد فترة من الاستراحة عادت الى اورميا في مسيرة تحت احوال جوية سيئة للغاية وتساقط ثلوج غزيرة .
( فيما يلي ترجمة الشهادة المعطا ت الى ملك خوشابا باللغة الروسية بالرقم 213 )
منحت ملك خوشابا بصفته قائد قوة المتطوعين الاثوريين الذي ابلى بلاء حسنا اثناء الاستيلاء على قلعة الهركي فانعم عليه بتقديم التوصية لمنحه وسام القديسة انا ذا السيوف الاربعة من الدرجة الثالثة .
قائد الحملة : ساؤول يوزنيوفسكي في يوم 21 من شهر تشرين الثاني 1916 .
ولقد استلم ملك خوشابا الوسام الممنوح له من قبل الحكومة الروسية بمراسيم خاصة في اورميا ...........
                    بولص يوسف ملك خوشابا

65

بعد تدمير قرى اورامار ونروة العائدتين الى سمكو اغا رئيس عشيرة اوراما الذي كان قد اشترك في الهجوم على عشيرة جيلو وباز عام 1915 قرر الضباط الروس الذين كانو مع القوة الاثورية العودة مع مدافعهم ورشاشاتهم وخياليهم الى مقراتهم وكذلك عاد معهم اغا بطرس مع الف مقاتل آثوري اما عشائر تياري وتخوما فبعد ان وصلوا الى ابواب عشيرة بنيانش التي يطلبونها ثأرا ابوا الرجوع وقرروا الزحف عليها فتقدمت قوة من هذه العشائر بقيادة ملك خوشابا حيث رافقهم مار بنيامين ايضا لغرض الانتقام من هذه العشيرة . ولما وصلت هذه القوة الى قرية اربوش الاثورية حررت سكانها الذين كانوا قد وقعوا في الاسر لعدم تمكنهم من الانسحاب مع الاثوريين المنسحبين عام 1915 ومن ثم تم ارسالهم الى اورميا . تقدمت تلك القوة مساءلمطاردة الاعداء الذين انسحبوا امام زحفها وذلك لعدم اعطائهم المجال لتنظيم صفوفهم والعودة للمقاومة فدخلت قرى بنيانش واحرقت كل ما وجدته فيها . وفي الصباح يوم 20 ايلول 1917 وصلت طلائع القوة الاثورية الى جوار قلعة جال المنيعة والتي ترابط فيها قوات عشيرةكبيرة مستعدة للقتال . اعتقد الاثوريين في باديء الامر بان المقاتلين الاعداء بعد تلك الهزائم التي منيوا بها لن تظهر منهم مقاومة جدية ولكن الامر كان مختلفا عندما وصلوا الى قلعة جال وشاهدوا مناعتها خاب ظنهم واصبحوا امام الامر الواقع لذا قرروا الهجوم عليها مهما كانت التضحيات حتى ولو هلكوا جميعهم نتيجة اقدامهم على تلك العملية الانتحارية . وبينما كان المار شمعون بنيامين ومعه بعض من رؤساء العشائر في قرية بيلاتة التيارية المهجورة في شمال قلعة جال اندفع ملك خوشابا مع قوته نحو هذه القلعة المنيعة بهدف فتح ثغرة في جدارها والنفوذ منها الى الداخل . فتقدم احد رجاله الشجعان وهو البطل باكوس عوديشو بيت قاشا من قرية منيانش واضعا خنجره في فمه ومعلقا بندقيته على كتفيه وتسلق جدار القلعة حيث تبعه كل من الابطال برجم نيخو من بني ماثا واسي بيت زيزومن قبيلة بني كبا وعيسى من عشيرة تخوما الذي قتل في هذه العملية الفدائية . ولما وصل باكوس الى قمة سور القلعة قتل احد المدافعين بخنجره واحتل موضعه فتبعه رفاقه في الصعود لترصين الموقع الذي احتله وعندئذ صرخ ملك خوشابا آمرا قوته بايقاف الرمي والالتحاق برفاقهم تسلقا فتمكن عشرون مقاتلا آخر من الوصول الى قمة السور يتقدمهم كندو بثيو من قبيلة بيلاتا والذي القى قنبلة يدوية على موضع المدافعين وقتل عددا منهم . وفي اشتداد القتال بين المقاتلين الاثوريين الذين دخلوا القلعة من اسوارها وبين الاعداء المدافعين قام ملك خوشابا بهجوم خاطف مع قوته على مدخل القلعة الرئيسي حيث اقتحموه عنوة ودخلوا القلعة فوقعت معركة دامية بين الطرفين قتل فيها 160 مقاتلا من الاعداء واستسلم الباقون الذين أخذوا اسرى الى اورميا في ايران . ولكن بعد فترة تم اطلاق سراحهم واعيدوا الى موطنهم بعد ان منح رئيسهم ( ابن اغا الجال ) بندقية روسية جديدة كهدية وذلك حسب التقاليد العشائرية . بلغت خسائر الاثوريين في هذه المعركة الفريدة من نوعها في تاريخ حروب العشائر 15 قتيلا و 32 جريحا فقط مع العلم انه لم يسبق لاي قوة مهاجمة اقتحام تلك القلعة المنيعة في تاريخها الطويل . ثم بقى ملك خوشابا بعد المعركة ليلةفي القلعة بانتضار تجمع مفارز القتال المتفرقة وفي اليوم التالي تحركت قوته الى تخوما شمالا ومنها الى باز وجيلو وكاور حيث كان الجو باردا جدا . عند وصول القوة الى كاور استقبلت استقبالا رسميا من قبل القوات الروسية وقادتها ومنحت اوسمة روسية رفيعة لمن قام باعمال بطولية في هذه المعركة ثم عاد ت تلك القوة مع كل من المار شمعون بنيامبن وملك خوشابا الى اورميا ............
                               بولص يوسف ملك خوشابا

66
)
لقد اسعدني ردك كثيرا لانني في الواقع كنت قد تجاوزت هذا الموضوع الذي طرحته لانني كنت اعتقد بان هذا الموضوع قد طويت صفحته واصبح مثل الاسطوانة المشروخة التي لايستحب تكرار سماعها ولكن يبدو لي بانكم يا معشر العائلة المارشمعونية لا تملكون من الحجج سوى البالونات التي تطلقونها جزافا محاولين خداع الابرياء من هذه الامة باساليب ملتوية ربما انطلت على الاجيال السالفة الا انها لن تنطلي على الاجيال الحاضرة لان هذا الجيل هو جيل العلم والكمبيوتر وليس جيل تقبيل ايادي كل ملتحي ...........
اولا : في عام 1932 كان عمر مار ايشاي شمعون لا يتجاوز الثلاثة والعشرين سنة اي بعمر قريب من سن المراهقة فهل يعقل ان يسلم مصير امة بيد صبي بمثل هذا العمر ؟؟؟؟؟
ثانيا : اثناء لقاء ملك خوشابا بسرمة خاتون في سر عمادية سألها هل ان الانكليز يؤيدون مار شمعون في مسعاه للذهاب الى جنيف اجابته سرمة خاتون ( كلا ) فقال لها ملك خوشابا اذا ما الفائدة من ذهابه لان كل الامور تعقد في عصبة الامم بارادة الانكليز فان فشل في مسعاه فسوف نخسر كل شيء وهذا ما اراه سيحدث ..............
ثالثا : ان ذهاب مار شمعون الى جنيف لم يكن بدعوة رسمية من المؤتمر ولذا مكث في احد الفنادق وارسل طلبه على شكل رسالة الى المؤتمر والتي لم تلقي اهتماما بسبب تأثير ممثل بريطانيا في المؤتمر وهكذا عاد بخفي حنين .............
رابعا : ان ملك خوشابا لم يوقع اي برقية او رسالة تؤيد عدم تمثيل المار شمعون للاثوريين
والدليل على ذلك الرسالة التي ارسلتها سرمة خاتون الى ملك خوشابا بعد عودة المار شمعون من جنيف وبخط يدها والتي سبق وان نشرتها والتي تقول فيها ( بأنني كلفت مار سركيس بالكتابة لدعوة رؤساء العشائر ولكنني فضلت ان ادعوك شخصيا للحضور للمؤتمر ولا مانع لدي من اعادة نشرها للملأ ) ..............
خامسا : ان ملك خوشابا رفض التوقيع على الاسكان الا بعد عودة مار شمعون من جنيف لانه كان يعلم بانه سوف تلفق هكذا اقاويل وسوف يكون الشماعة التي ستعلق عليها فشل مار شمعون في جنيف  ..............
سادسا : ان الدماء والتضحيات البطولية التي قدمت من اجل تربة الوطن من قبل التياريين والبازيين وكافة الاشوريين هي التي ستجني حق الامة وان ما تقوم به الحركة الديمقراطية الاشورية من خطوات سياسية هي الطريق الامثل لاننا لانملك طريقا اخر نسلكه وقصة الاعتماد على الغرباء فقد جربناهم وعرفنا جيدا كم هو وفاءهم لوعودهم اما بالنسبة للبعض من اخواننا في المهجر والذين يزايدون علينا فاقول ما قاله الجواهري ( نامي جياع الشعب نامي حرستك آله الطعام ) ............
                            بولص يوسف ملك خوشابا

67

في 1 ايلول 1917 قامت السلطات الروسية في ايران بتجهيز الاثوريين ببنادق( ستير ) وبالقنابل اليدوية والعتاد بغية ضرب العشائر الكردية التي اشتركت في الاعتداء عليهم عام 1915 وتشكلت قوة من ابناء العشائر تقدر بثلاثة آلاف مقاتل وزودت بمدفعين جبليين يتولى استخدامها من قبل جنود روس ورافقهم ضابطان روسيان واحد برتبة عقيد والاخر برتبة رائد وحوالي 300 جندي خيال من القوزاق وسار على رأس هذه القوة المار شمعون بنيامين ورافقه كل من الاسقف زيا سركيس اسقف ابرشية جيلو وباز وريكان والقس كوركيس التخومي الذين كانوا يتحلون بروح قتالية وشجاعة فائقة بالرغم من كونهم رجال دين فكانوا يتحملون جميع المشقات كبقية المقاتلين كما رافق هذه القوة كل من مالك برخومن تياري السفلى ومالك اسماعيل من تياري العليا ومالك اندريوس من جيلو الا انها وضعت تحت قيادة كل من اغا بطرس وملك خوشابا وداؤد شقيق المار شمعون . تم حشد هذه القوة في كاور التركية بتاريخ 5 ايلول 1917 ومن هناك تقدمت برتلين الرتل الايسر برفقة كل من المار شمعون بنيامين والاسقف سركيس والقنصل الروسي نيكيتين والعقيد الروسي يوكغنوف ومالك اسماعيل وتحت قيادة كل من ملك خوشابا وداؤد شقيق المار شمعون . اما الرتل الايمن برفقة كل من مالك برخو ومالك اندريوس بقيادة اغا بطرس كما ورافق هذا الرتل الخيالة القوزاق ومعهم المدفعين واربع رشاشات مع سريتين من الاثوريين المجندين . وتقدم الرتلان نحو اورامار بحركة كماشة لتطويقها صادف الرتل الايسر مقاومة عنيفة في طريق تقدمه في وادي دوستكان من الاكراد الذين كانوا يحتلونه وبعد التغلب على تلك المقاومة وقتل 20 شخصا واسر 30 آخرين والاستيلاء على المئات من رؤوس الاغنام استمر الرتل في التقدم نحو هدفه أورامار . اما الرتل الايمن فبلرغم من عدم تمكن المدافع من الوصول في الوقت المعين للهجوم على اورامار لوعورة الطريق تمكن المشاة من الوصول الى اورامار في الوقت المعين بعد قتال مع الاعداء المرابطين في الجبال الموجودة امامها والتغلب عليهم بعد تكبيدهم بعض القتلى وعند دخول القوات الاثورية الى اورامار وجدتها خالية من المقاتلين فنهبتها واحرقتها بعد ان مكثت فيها اسبوعا للاستراحة في بساتينها . وبعد ذلكتقدمت القوة الاثورية نحو نيروة المركز الثاني لسوتو اغا الاوراماري في قضاء العمادية حيث كان قد انتقل اليها مع عشيرته وامواله واغنامه . وخاض ملك خوشابا ورجاله جميع المعارك ما بين اورامار ونروة واثناء تقدمه شاهد جثث عدد كبير من القتلى والجرحى من الاعداء على جانبي الطريق نتيجة لتدمير مواضعهم الدفاعية وعند وصول القوة الاثورية الى نروة كان الاوراماريون قد اخلوها واحتلوا موضعا دفاعيا على الجبل الكائن خلفها مباشرة واحتل الاثوريون الجبل الكائن امامها واصبحت نروة بين نار الطرفين فقصفتها المدفعية الجبلية للقوات الاثورية بشدة واعقب ذلك هجوم كاسح عليها وتم احتلالها بسهولة وبدون خسائر تذكرفنهب ما فيها واحرقت وانهزم الاوراماريون جنوبا ثم تقدمت القوة الاثورية نحو قرية ارتوش ولكن قبل الوصول اليها جاء وفد من اهلها راجيا عدم حرق قريتهم وادعوا بانهم سوف لن يقاوموا الاثوريون فوافق المار بنيامين ورؤساء الاثوريين على ذلك بشرط ان يبقوا في قريتهم وان لا يخرجوا منها . الا انه عند وصول القوة الاثورية الى تلك القرية وجدتها خالية من السكان فقامت بنهبها وحرقها . ومن ارتوش عاد اغا بطرس مع الف مقاتل وضباط وجنود الروس وداؤد شقيق مار بنيامين الى اورميا اما مار بنيامين وملك خوشابا ومعهما عشائر تياري وتخوما فلم يعودوا بل قاما على رأس القوة الباقية بحملة على عشيرة بنيانش وقلعة جال المنيعة .
معركة قلعة جال والاستيلاء عليها في 20 ايلول 1917 :
كانت قلعة جال مقرا لاغوات عشيرة بنيانش في تركيا وتقع على الضفة اليسرى من نهر الزاب الكبير مقابل قرية زرني التيارية المهجورة في وادي ليزان وعلى الضفة اليمنى من الزاب وكانت قلعة جال مشيدة على هضبة صخرية يتراوح ارتفاعها ما بين 300 و 1000 ياردة في بعض الاماكن ومطلة بصورة عامودية على وادي خلاب تكسوه الاشجار وتحتوي هذه القلعة على نحو مائة قصر مبني على شكل حصون فيها نوافذ خاصة للقتال وقد وثق اهلها من عدم تمكن اي قوة من دخولها مهما بلغ عدد القوات المهاجمة .........
                          بولص يوسف ملك خوشابا

68
وجدنا في الجزء الاول كيف تقرر مصير امة من قبل شخصين وفي مدة لا تتجاوز النصف ساعة هذا القرار الذي كان يتناقض كليا مع المنطق العسكري والسياسي والذي كانت نتيجته اكبر خسارة منيت بها امتنا .......
ويكمل مالك لوكوروايته بالاتي :
وبينماكنا ننتضر الجواب من المندوب السامي الفرنسي ارسلت رسالة الى القس كوركيس في العراق مع احد مرافقينا مبينا له باننا سنخبرهم بالنتيجة حال حصولنا عليها طالبا منهم البقاء والمحاظة على الهدوء والسكينة . الا انه قيل حصولنا على النتيجة وبينما كنا مدعوين لتناول طعام الغذاء في مكان اثري على نهر دجلة من قبل توما البازي الذي كان مقيما في سوريا جاءنا خيالان من الجندرمة السورية واخبرونا بان حوالي 500 رجل من اتباعنا قد وصلوا مع اسلحتهم وبنادقهم من العراق الى قرية خانك . فهرعنا الى هناك على الفور والتقيتبالقس كوركيس وسالته فيما اذا كان قد استلم رسالتي . فاجابني بانه قد استلمها الا انهم لم يتمكنوا من الانتضار لان المار شمعون كان قد اخبرهم بواسطة شليمون بن مالك اسماعيل بان الجيش العراقي سيتحرك نحو قراهم ويقوم بقتلهم جميعا لذا امرهم بالالتحاق بنا مع سلاحهم فورا قبل ان يتمكن الجيش العراقي من الوصول الى قراهم وسد الطريق بوجههم . ولما اكد كل من سورمة خاتون والمطران يوسف خنانيشو هذا الخبر اضطروا للتحرك والالتحاق بنا .ثم توافدت جماعات اخرى وعبرت النهر حتى بلغ عددها حوالي 900 شخص منهم 600 شخص يحملون السلاح والبقية بدون سلاح تم تعسكرهم في تلك الاراضي الخالية من اي ظل اوشجرة تحت اشعة الشمس المحرقة وبدون طعام وبينما نحن في هذه الحالة المزرية اصدر ياقو اوامره الى بعض من رجاله بمنع اي شخص من الاتصال باحد او الاستفسار من اي شخص اخر سواه حول الموضوع ولذا حصل بعض التذمر بين الوافدين ولما قلت له باننا كنا بامس الحاجة الى ايجاد مخرج من ورطتنا ولم نكن بحاجة الى مظاهر فارغة اجابني بان الوضع يتطلب الكتمان وعدم الاتصال بالاخرين واخذ يتحجج ببعض الحجج . واخيرا وصلنا جواب المندوب السامي الفرنسي من بيروت بان المار شمعون لم يكن لديه اي اتصال مع الفرنسيين وانه صديق الانكليز لذا فانه لا يعلم اي شيء عن قضيتنا وعلينا ان نسلم اسلحتنا الى السلطات الفرنسية . وهكذا تم تجريدنا من بنادقنا وبقينا في ذلك الوادي نعاني من الجوع والعطش وحر الشمس بينما كانت المفاوضات جارية بين السلطات الفرنسية والحكومة العراقية بصددنا . وعلى اثر ذلك حدثت بلبلة شديدة وتذمر بين صفوف الوافدين متهميننا باننا قد خدعناهم واخذوا يستفسرون عن الارزاق والمساعدات المالية التي كنا والمار شمعون قد وعدناهم بها عندما كانوا في العراق . ثم ازداد هيجانهم وعلت صيحاتهم وصرخاتهم ضدنا وخاصة من ابناء عشيرة تياري العليا التابعين لياقو والذين قالوا له بانهم سيعودون الى قراهم وعوائلهم في العراق لان لهم امل كبير من ان ملك خوشابا ذلك الرجل المخلص والعاقل سوف يستحصل موافقة الحكومة العراقية على السماح لهم بالعيش بسلام في العراق كما كانوا سابقا . لذا جاءني ياقو مع اخوته وبعض اقربائه وهو في حالة ياس شديد طالبا مني الفيام بتهدئة اتباعه وعدم السماح لهم في العودة الى العراق فاجبته بصعوبة تلبية طلبه لانه اذا كانوا لا يطيعوه وهو رئيسهم فكيف يطيعوني وانا غريب عنهم . ولما اخبر هؤلاء الراغبين بالعودة المسؤل الفرنسي بذلك قام الفرنسيون باعادة بنادقهم اليهم بينما كان ياقو مع بعض الرجال من اقربائه يطلقون بعض عبارات التنديد بهم مدعين بانهم سيلونون ماء نهر دجلة بدم كل من يحاول عبوره للعودة الى العراق . الا انه لم يمضي سوى وقت قصير حتى قام الاشخاص اللذبن كانوا مع ياقو يطلقون التهديدات ببنادقهم ايضا والبالغ عددهم حوالي 12 شخصا واخذوا يعبرون النهر مع العائدين وكانت الساعة تقترب من الثانية بعد الظهر من يوم 5 اب سنة 1933 وقبل وصول مقدمة العابرين الى شاطئ النهر الايسر داخل الحدود العراقية حيث كانت بعض القوات العراقية قد اتخذت مواضع لها فيها قام ياقو وبعض من اقربائه بفتح النار على القوات العراقية التي كانت تنتظر عبور الاثوريين بسلام حسبما كان قد تم الاتفاق عليه بينها وبين السلطات الفرنسية وعلى اثر ذلك بدأ الجيش العراقي بالرد بالمثل وهكذا بدأ القتال بين الطرفين وكان الجيش العراقي قد بلغ من قبل مكي بيك الشربيني قائمقام دهوك والمستشار السياسي المفاوض مع السلطات الفرنسية بهذا الخصوص بان الاثوريين سيعودون ويسلمون سلاحهم كما كان الاثوريون على علم بذلك الا ان ياقو لم يرق له ذلك فاشعل نار الفتنة حتى ولو على حساب ابناء عشيرته الذين كانوا قد آمنوا به بانه كان يعمل من اجل مصلحتهم فتبعوه الى سوريا . ولما بدات المعركة اضطررنا نحن ابناء عشيرة تخوما الباقين في المؤخرة على استلام بنادقنا من الفرنسيين وقمنا بعبور النهر لمسلعدة هؤلاء المساكين الذين اوقعهم ياقو في ورطة وكان الظلام قد بدأ يخيم والقتال مستمر بين الطرفين على ربايا الجيش العراقي المحيطة بالمعسكر في ديربون حتى الفجر . وبعد ان اصبت بجراح في يدي نتيجة لقصف الطائرات وبعد ان تكبدنا بعض الخسائر من القتلى والجرحى انسحبنا ثانية عبر نهر دجلة الى الاراضي السورية واما ياقو فبعد ان اشعل نار الفتنة التجأ مع بعض اقربائه المقربين الى داخل نهر هيزل داخل الحدود التركية واختبؤا داخل غابة من القصب وبعد انتهاء المعركة وانسحابنا داخل الحدود السورية جاء ياقو ومن معه والتحقوا بنا حيث صرخ به الضابط الفرنسي الموجود هناك قائلا له ( اين كنت ؟ انت الذي اشعلت نار الفتنة ثم هربت واختفيت فانت المسؤول عن كل هذه المصائب التي حلت بهؤلاء المساكين ) فلم يجب ياقو ولو بكلمة بل ظل صامتا مطأطأ الرأس ...........
                         بولص يوسف ملك خوشابا

69

كان المغفور له مالك لوكو رئيس عشيرة تخوما من اشد المناصرين لسرمة خانم ومن المنفذين الرئيسيين لاوامرها في تنفيذ حركة 1933 ولكنه بعد ان انكشفت حقيقة الامور امامه تغيرت نضرته الى هذه العائلة وكقائد شجاع وابن عائلة معروفة ومؤمنة لم يخفي الحقيقة بل رواها كما هي لكل ذي شان وانا هنا انشر ما رواه لوالدي ورواه لي في بيروت عام 1968 .....
اقتبس ما قاله مالك لوكو
في 1 تموز 1933 طلب كل من متصرف الموصل خليل عزمي والمفتش الاداري الانكليزي العقيد ستافورد والميجر تومسن خبير الاسكان من المطران مار يوسف خنانيشو ومالك اندريوس جيلو وياقو مالك اسماعيل ومالك لوكو الذهاب الى بغداد لاقناع مار شمعون بالموافقة على خطة الاسكان والتنازل عن فكرة مطالبته بالسلطة الزمنية فامتنع المطران مار يوسف خنانيشو عن الذهاب كذلك رفض مالك اندريوس ووافقت انا وياقو على السفر الى بغداد لانجاز هذه المهمة وفي الساعة الثانية بعد الظهر وبعد ان انصرفنا من المتصرفية ذهبنا انا وياقو الى مسكن مار شمعون في الدواسة بالموصل وعند دخولناغرفة الاستقبال وجدنا سرمة خاتون والمطران يوسف خنانيشو جالسين فيها وقبل ان نسلم عليهما صرخا في وجهنا قائلين لنا ( من الذي وكلكما ان تسافرا الى بغداد لاقناع المار شمعون بقبول التنازل عن سلطته الزمنية ؟ اذا كنتما حقا من المخلصين لمار شمعون عليكما الاتجاه فورا مع رجالكما المسلحين الى قمم الجبال ) وبقينا صامتين ثم دخلت سرمة خاتون ومعها كل من المطران يوسف خنانيشو وياقو الى غرفتها حيث بقوا مدة نصف ساعة ثم خرج ياقوواخبرني بانهم قد قرروا عدم سفرنا الى بغداد والسفر الى قرية سميل عوضا عن ذلك لاتخاذ الترتيبات اللازمة مع اتباعنا . ولما استفسرت منه عن موقفنا بخصوص وعدنا الى كل من المتصرف والميجر تمسون بالسفر الى بغداد اجابني بان الحكومة تريد ان تخدعنا بارسالنا الى بغداد كي تلقي القبض علينا هنالك وترسلنا الى سجن الناصرية . وكان هذا الاتفاق قد تم سرا بين سورمة خاتون والمطران يوسف خنانيشو وياقو ولما كنت صغير السن وقليل التجارب كنت اصدق كل اقوالهم واطيع اوامرهم طاعة عمياء حتى اليوم الذي انكشفت لي حقيقتهم . فخرجنا انا وياقو ليلا من الموصل مستقلين سيارة باتجاه قرية سميل حيث كان مسكن ياقو فيها ومن هناك ذهبنا الى قرية بوسيرية التي كان يسكنها اتباعي ابناء عشيرة تخوما . واجتمعنا فيها مع القس كوركيس ( ججي ) التخومي وبعض رؤساء العشيرة وشرحنا لهم الموقف وما تم الاستنتاج منه وعليه قررنا انا وياقو القيام بعبور الحدود العراقية الى سوريا والاتصال بالسلطات الفرنسية لتمهيد الطريق للاثوريين اللذين لا يرغبون البقاء في العراق للدخول الى الاراضي السورية وقلت للقس كوركيس بانه اذا نجحنا في مسعانا ساكتب له رسالة ارسلها مع الاشخاص المرافقين لنا واذكر فيها بان تجارتنا كانت ناجحة اي ان الاتفاق قد حصل مع السلطات الفرنسية وفي حالة فشلنا في مسعانا كنت اكتب في رسالتي بان تجارتنا غير جيدة وقلنا لهم انه في حالة نجاحنا عليهم التوجه الى الحدود السورية فورا وفي حالة فشلنا فعليهم البقاء في العراق واطاعة جميع اوامر الحكومة العراقية اسوة ببقية الاثوريين اما نحن سنبقى كلاجئين سياسيين لدى السلطات الفرنسية في سوريا لعدم تمكننا من العودة الى العراق ثانية . وفي الساعة الثامنة مساء تحركنا ومعنا ثلاثة اشخاص هم كل من بنيامين مروكل من تياري العليا ومكو وموشي من عشيرة تخوما وسرنا ليلا حتى وصلنا عند الفجر قرب قرية ديربون حيث قضينا فترة استراحة قرب عين ماء على جبل بيخير منتضرين حلول الظلام لنتمكن من عبور نهر دجلة الى داخل الاراضي السورية . وتمكنا من العبور اثناء الليل من جنوب قرية فيشخابور بواسطة كلك صغير مصنوع من القراب . وفي الصباح وصلنا الى معسكر قوة فرنسية في قرية خانك القريبة من الحدود العراقية واتصلنا بامرها عارضين له قضيتنا فاخذنا حالآ في سيارته الى قرية ديرك حيث كان مقر المستشار الفرنسي ( كابيتان لارست ) ولما عرضنا قضيتنا له مفصلا نقلها بدوره برقيا الى المندوب السامي الفرنسي في بيروت قائلا لنا بانه سيخبرنا النتيجة عند ورود الجواب منه .
يتبع في الجزء الثاني
                   بولص يوسف ملك خوشابا

70
      في البدء اود ان اذكر القراء الكرام بان ما اكتبه ليس مجاملة لاحد لان كل المقربين مني يعرفون جيدا بانني لم ولن اجامل احد على حساب قناعاتي وان ما كتبته في المقالات السابقة لم يكن موجها ضد كنيسة المشرق ألآشورية بوجهها المشرق الجديد بل كان كلامي موجها الى الذين لا يزالون متمسكين بخلط اوراق الكنيسة باوراق السياسة متجاهلين دعوات قداسة البطريرك مار ادي الثاني وقداسة البطريرك مار دنخا الرابع بعدم تدخل الكنيسة في الامور السياسية وبالنسبة الى كنيسة المشرق ألآشورية فلقد وضع قداسة مار دنخا لها اساسا نموذجيا مختلفا كليا عن ما كانت عليه الكنيسة عندما كانت موحدة تحت تسمية نسطورية كما سبق ذلك قيام قداسة مثلث الرحمات مار توما درمو بتطبيق النهج الصحيح في الكنيسة الشرقية القديمة والذي يسير عليه قداسة مار ادى الثاني .........

      ان الانتماء الى هذه الكنيسة او تلك لا يعني ان نختلف في انتمائنا السياسي وفق انتمائنا الكنسي وان حقبة تولي العائلة المار شمعونية لقيادة الكنيسة كانت حقبة تخص شقي الكنيسة [ المشرق الآشورية والشرقية القديمة ٌ] ان تلك الحقبة قد انتهت بسلبياتها وايجابياتها ونحن الان نعيش مرحلة جديدة مرحلة مسايرة التطور واننا نلمس الفرق الشاسع بين الماضي والحاضر وان هذا التغيير الجذري لم يحدث الا بتصميم ومبدئية والاخلاص لهذه الكنيسة المقدسة من قبل مثلث الرحمات مار توما درمو وقداسة البطريرك مار دنخا الرابع وباعتقادي ان التاريخ سيذكرهما كأعظم مصلحين في الكنيسة فلقد انتشلا كنيستنا من البئر المظلم الذي كانت فيه ليظهراها للعيان بحلتها الجديدة ....

       ان رجل الدين الذي يحشر نفسه في السياسة يفقد الكثير من مصداقيته الدينية لان العمل السياسي يتناقض كثيرا مع الفكر الروحاني المبدئي .....

      وبالنسبة الى الذين لم يفهموني لحد الان اقول لهم لا تذهبوا بخيالاتكم بعيدا فأنا لست بالضد من كنيسة المشرق الاشورية وتربطني علاقات ممتازة مع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وكذلك مع غبطة مطارنة كنيسة المشرق الاشورية وانا من اكثر الناس  اندفاعا في اعادة لحمة الكنيسة  وقداسته يعلم ذلك جيدا وانا مؤمن ايمانا مطلقا بان كنيستنا ستتوحد وتستعيد مجدها .......

     انا لا اتدخل في اي مشروع يرمي الى تقسيم امتنا ولست من الذين يلهثون وراء الدولار ولا انا من الذين يحملون احقادا في قلوبهم وللبعض اقول يا ليتك نفذت جزأ من وعضتك  ........

              بولص يوسف ملك خوشابا

71


   ان من يحاول كتابة تاريخ اشخاص كان لهم دور مهم في مصير شعب عليه ان يتعامل مع الموضوع  بشفافية يريح بها ضميره اولا ومن ثم يقدم خدمة للأجيال التواقة الى معرفة حقيقة تاريخها وهذا لا يتحقق بالنضر الى المجريات التاريخية بعين واحدة لا ترى الاطرف واحد وإذن واحدة لا تسمع إلا قصص ذلك الطرف وأنت يا سيد صنا بكتابتك هذه الاجزاء البائسة المملوءة بالمديح الفارغ لإنسانة كانت السبب المباشر في دمار هذا الشعب بعمالتها المطلقة للانكليز والتي ادت الى ضياع تضحيات  ابطال عشائر (تياري وباز وتخوما وجيلو وديز وطال) فإنك تسيء الى تلك الارواح اطاهرة وبما انك من ملة لا علاقة لها بهذه العشائر كان الاجدر بك ان لا تحشر نفسك في هذا الصراع الذي مضى عليه اكثر من ثمان عقود وبما انك ممثلا لمؤسسة سياسية فان اصابع الاتهام توجه الى تلك المؤسسة التي تدعي بأنها وجدت لتوحيد الكلمة ولكن من خلال كتابتك تبين بأنها وجدت لتأجيج الصراعات والتحيز لطرف دون الاخر ..... ان اعتمادك على ما كتبه رؤساء احد الاطراف فقط خير دليل على ذلك ولكي اثبت للقراء الاعزاء صحة ما اكتب ارفقت بهذه المقالة الوثائق المصورة التي لا تقبل الشك والتي تظهر الحقيقة الناصعة البياض .... يبدو لي انهم لم يزودوك بالمعلومات الصحيحة ولهذا السبب جعلت من مار ايشاي شمعون شقيقا لداؤد وسرمة خانم في الوقت الذي هو ابن داؤد وليس شقيقه كما انك وقعت في خطأ آخر بالادعاء ان اغا بطرس كان يجيد اللغة الفرنسية في الوقت الذي كان اغا بطرس يستعين بالمرحوم اسماعيل شوو البازي لترجمة رسائله المكتوبة باللغة  الفرنسية وجعلت منه جنرالا في الجيش الفرنسي في الوقت الذي لم يمنح هذه الرتبة من قبل فرنسا بل منحت له من قبل روسيا وبريطانياكما منحت لملك خوشابا اثناء حملتهما لتحرير حكاري واورميا اما بالنسبة الى المصادر التي اعتمدت عليها فان امرها لمضحك حقا فهل من المعقول ان يكتب انسان سوي ضد نفسه (سرمة خانم ملك ياقو دكتر ويكرام) وبالمناسبة هل قرأت ما كتبه دكتور ويكرام عن اغا بطرس من كلام بذيء لا يليق بهذا القائد العظيم وإذا كنت لا تؤيده في تجنيه على اغا بطرس فعليك ان لا تصدق مديحه للعائلة المار شمعونية لان من لا يكون صادقا في جزء من كلامه .
فلا احد يثق بكل كلامه ...... ان ما حيرني حقا هو وصفك للخلاف الذي كان دائرا بين اغا بطرس وسرمة خانم بأنه كان خلافا عاديا ولم يكن ذا اهمية ( بالله عليك هل من عاقل يقتنع بهذا الكلام ؟؟؟
الجميع يعلمون بان عدم ايصال مطالب شعبنا الى مؤتمر السلام كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير
وكذلك يعلم القاصي والداني بان سرمة خانم كانت وراء منع اغا بطرس من تمثيل شعبنا في مؤتمر السلام وإنها اتفقت مع اسيادها الانكليز ان تذهب الى انكلترا مدعية بانها ذاهبة الى مؤتمر السلام ) يا اخي انطوان صنا لقد نبهتك في المقالة الاولى  ان لا تقدم على عمل لا تعرف نتائجه لان النتائج ستكون حتما لغير صالحك وصالح من دفعوك لهذه المجازفة فان الخيانة هي التبعية المطلقة للأجنبي وكما كان يقول ملك خوشابا احذروا العيون الزرقاء لان الشيطان يكمن فيها .... انا معك في ما ورد في الفقرة الاولى من الجزء السادس لمقالتك (ولكن يا ترى من الذي يضلل الناس ؟ انا اعلم جيدا انهم حشروك في هذا الموضوع لكي يجملوا صورة هذه العائلة بعد ان وجدوا ان شعبنا بدأ يقرأ التاريخ بوعي وموضوعية وبدأ يفرق بين من كان يعمل لمصلحته ومن كان يعمل لمصلحة الانكليز ضد مصالح الشعب) هل كان اغا بطرس خائنا ؟ الجواب معروف وهو ان اغا بطرس كان النموذج الامثل للإخلاص لامته والسؤال الثاني هو من الذي حاربه ونفاه ليبعده عن خدمة شعبه ؟ الم يكونوا الانكليز بتحريض من سرمة خانم والمقربين اليها ..... وبمناسبة تأليهك لهذه العائلة هل سمعت او قرأت في تاريخ كنائس المشرق ان بطريركا تزوج وأنجب واغتيل من قبل ابن اقرب المقربين اليه ثم عادت هذه الكنيسة واعتبرته قديسا ..( عجيب امور غريب قضية) ...
لقد الحقت بهذا الجزء الوثائق المصورة التي تثبت صحة ما جاء في مقالاتي ومن المفروض ان تأتي انت بمثلها لا ان تستند على كتابات من هم طرف في القضية .........

سأدحض رواياته بنشر بعض الوثائق لعله ؟؟؟
ملاحظة: قد تتأخر ظهور الصور لانني قمت بنزيلها بدقة عالية لتفيد من يبحث على الحقائق

الوثيقة الاولى : صورة الرسالة التي ارسلها الاسقف مار يوالا من اميركا الى ملك خوشابا سنة 1920 من شيكاغو يبلغه فيها بتدبير محاولة اغتياله ( ملك خوشابا ) واغا بطرس من قبل اتباع سرمة خانم بواسطة شخص اسمه (منصور) .... (هل محاولة التدبير للاغتيال يعتبر خلاف اعتيادي بين سرمة خانم واغا بطرس ؟؟؟)


الوثيقة الثانية : صورة اغا بطرس وملك خوشابا في 10 شباط 1918 امام القنصلية الفرنسية بعد الانتصار الباهر في معركة مدينة اورميا (يا ترى اين صور سرمة خانم وشقيقها داود اللذان كانا يقودان المعارك حسب ادعائك)


الوثيقة الثالثة : صورة اغا بطرس وملك خوشابا واغا مرزا يتقدمون قواتهم بعد الانتصار الساحق الذي حققوه في معركة جبل سيري (اعود واكرر اين كانوا ابطالك الوهميين ؟)


الوثيقة الرابعة : صورة تجمع اغا بطرس وملك خوشابا مع بعض من مقاتليهم الشجعان ( التياريين والبازيين ) في مخيم مندان قبل البدء بعملية تحرير حكاري واورميا (لقد كان من تدافع عنهم يأخذون القيلولة في مخيم بعقوبة ويحيكون المؤامرات لإفشال الخطة)


الوثيقة الخامسة : كتاب الشكر والتقدير من القنصل الروسي ( نيكتين ) الى ملك خوشابا تثمينا لدوره البارز في تحقيق النصر في معركة مدينة اورميا


الوثيقة السادسة : الصفحة الاولى من صحيفة النجم (كخوا) الاثورية الصادرة في مدينة اورميا في 10 تشرين الاول 1917 حيث مكتوب داخل الاطار عن ملك خوشابا (في القتال يسير على راس قواته ليس كقائد فحسب انما كمقاتل مغوار وفي اجتماعاته بالبطريرك فان رأيه هو الذي يحصل على الموافقة والتقدير


الوثيقة السابعة : الصفحة الاولى من( كخوا ) في مقالة ( اهلا بابطال جارا ) اشادة وترحيب كبيرين باغا بطرس وملك خوشابا


الوثيقة الثامنة : صفحة من كتاب التاريخ الاثوري المدون شعرا للشاعر ياقو اسحاق وزير اباد 1920


الوثيقة التاسعة : رسالة سرمة خانم الى ملك خوشابا تدعوه فيها شخصيا للاجتماع بمار شمعون بعد عودته من جنيف بفشل مهمته كما توقع ملك خوشابا من خلال نصيحته لسرمة خانم .......


الوثيقة العاشرة : صورة الوسام الذي منح لسرمة خانم لقاء الخدمات التي قدمتها لبريطانيا وليس لشعبها ....



وأخيراً يا عزيزي السيد انطوان الصنا هناك وثائق سرية جدا لا استطيع الكشف عنها في الوقت الحاضر وأتمنى ان لآياتي اليوم الذي سأضطر فيه على نشرها لان نشرها سيقيم الدنيا ولا يقعدها على راس من ؟؟؟
اتمنى لك الموفقية في ما  تكتب مستقبلا  .......

                             بولص يوسف ملك خوشابا

72

عندما يتعلق الامر بمصير امة لا يصح ان نسير في طريق لا نعرف نهايته حذاري من السير بإيعازات الجهات الاجنبية او الانصياع الى توجيهاتهم الخاطئة في (8 – 9 -1932) وفي مصيف ( جاربية ) حيث مكان اقامة سرمة خانم الصيفي وصل ملك خوشابا قادما من مصيف ( خلاوة ) لتوديع سرمة خانم ولمناقشتها حول اوضاع شعبنا السياسي وبعد الانتهاء من المجاملات الاصولية تكلم ملك خوشابا مع سرمة خانم قائلا لها (يا سورمة خاتون طالما انت مسافرة غدا الى الموصل ارجو ان تنقلي طلبي الى المار شمعون ليؤجل سفره الى جنيف ليراجع اولاً المسؤولين في بغداد ابتداء بالسيد وزير الداخلية فرئيس الوزراء وصولا الى جلالة الملك لربما يتوفق في الوصول الى اتفاق بشان المطالب  فيكون في ذلك خيرا لعائلتكم خاصة وللملة الاثورية عامة وان شاء ليؤلف وفد من ممثلي الشعب الاثوري يرافقه في مقابلاته ....
في راي تلك هي الخطوة الضرورية التي تلزمنا الابتداء بها وهي الخطوة الصحيحة التي يجب ان تسبق كل الخطوات الاخرى لأني لا ارى في ظل الظروف المحلية والدولية الراهنة اي جدوى من ذهابه الى جنيف بل بالعكس ان سفرته هذه الى جنيف ستغير الامور نحو الاسوأ لان عودته فاشلا ستؤدي حتما الى سقوط اعتبارنا في نظر الحكومة العراقية
وسيدفعها ذلك الى تصليب موقفها اكثر تجاه مطالبنا لأننا نكون قد قدمنا الشكوى ضدها وحتى الحقوق التي وعدنا بها الملك فيصل الاول وحكومته ستحجب عنا فيما بعد كما وان المندوب السامي البريطاني الذي كان قد وعد المار شمعون بانه وحكومته سيستعملون نفوذهم لدى الحكومة العراقية لمنحنا الحقوق المعقولة سيتراجعون عن وعدهم بسبب تصرفنا هذا وتقديمنا الشكوى الى عصبة الامم في الوقت الذي نعرف جميعا بان كل الامور في العصبة معقودة لدى بريطانيا وبيدها الحل والربط وعندئذ سنكون قد فقدنا كل شيء لاسيما وانه لم يبقى لنا مكان آخر نعيش فيه سوى العراق وعليه يجب علينا ان نلتفت الى الحكومة العراقية ونحاول جاهدين التفاهم والاتفاق معها وان نقطع صلاتنا بالأجنبي حرصا على مصير هذه الامة وضمانا لمستقبل آمن وسعيد لأجيالنا القادمة واني ارى ان نبدأ السير بتأني وحذر خطوة فخطوة ونأخذ المعروض لنا ونطالب بالمزيد ونستغل الفرص الممنوحة لنا الان والتي لا اضنها ستتكرر ابدا فقبل ان نبني بيتا يا سرمة خاتون يجب ان نفكر بأساسه لان ما يحتاجه شعبنا الآن هو الاستقرار والعمل والتعليم فلقد تعبت هذه الملة الصغيرة من كثرة الكر والفر وتعبت من طول الترحال والاغتراب وعانت من كثرة الخسائر والتضحيات والنتيجة كما ترين .. اما وقد عدنا الى الوطن فقد ان الاوان لنمنح رجالنا فرصة لالتقاط الانفاس ورعاية عوائلهم وتربية ابنائهم ولنجنب نسائنا وشيوخنا الخوف والرعب والقلق ولنعطي اطفالنا الفرصة اللازمة للنمو والتربية والتعليم لنلم شمل عوائلنا ونلتفت الى المشردين والمغتربين من ابنائنا ونركز جهودنا على موضوع الاستقرار والاسكان ليكون بالشكل الذي نريده ويوفر اكبر فائدة ممكنة لأبنائنا فالأجدر بنا ان نفكر بعموم الملة قبل التفكير بأنفسنا ) ......
    هذه كانت نصائح ملك خوشابا لسرمة خانم والتي رفضتها رفضا مطلقا هذا الرفض ادى الى النهاية المأساوية في (1933)
 
                                          بولص ملك خوشابا

73
يبدو ان بعض من يعتبرون انفسهم مؤرخين لتاريخ امتنا قد اصبحوا كوبلزيين لكثر من كوبلز نفسه (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الجميع ) هذا الشعار الكوبلزي قد اصبح مبدأ هؤلاء يستلهمون منه صناعتهم الصفراء.

   فيا سيد شبيرا لقد صبرت على تحريفاتك التاريخية وآن ألأوان لفضحه،  في احدى كراساتك الصفراء كتبت ان ملك خوشابا وقف الى جانب الحكومة العراقية لكي يضمن قبول ابنه يوسف وحفيده في العسكرية واجابتي على هذا الادعاء  هو {ان ملك خوشابا لم يقف الى جانب الحكومة ضد شعبه} لأن نبأ قيام مذبحة سميل سمعها متأخراً حيث لم تتوفر آن ذاك وسائل الاتصالات لاسيما انه كان يتواجد في قمة جبل متينا وعندما سمع بالنبأ المشؤم قاد مقاتليه الى العمادية ودخل على قائمقام القضاء مهددا قائلاً له بالحرف الواحد اتصل بمتصرف الموصل واخبره ان يتصل بوزير الداخلية ويعلمه بانه في حالة عدم توقف المذابح فسوف اقود رجالي لمقاتلتكم واول شخص اقتله هو انت يا ماجد مصطفى بالرغم من انك صديقي  ولم يكتفي بذلك بل توجه الى الموصل ومن غرفة المتصرف اتصل بوزير الداخلية معلنا موقفه  ولم يعود الا بعد ان استلم الارادة الملكية بإيقاف كافة العمليات العسكرية ضد الاثوريين ثم عاد مسرعا الى آلوكة وسلم القرار لبكر صدقي والذي بعد قراءته للقرار قال لملك خوشابا (ياليت شعبك يذكر لك هذا) يا سيد شبيرا انا لا اكتب حرفا واحدا او انطق كلمة واحدة ان لم تكن موثقة بوثيقة معترف بها .

  اما بالنسبة الى الكذبة الثانية في موضوع قبول والدي وقبولي في الجيش العراقي فالحقيقة هي كالاتي لا كما تدعي انت (في عام الف وتسعمائة وثمان وعشرون طلب الملك فيصل ألأول من البطريرك مار ايشاي شمعون ان يرشح خمسة من ابناء رؤساء العشائر الاثورية للانضمام الى الكلية العسكرية فقام قداسته بترشيح والدي واثنان من عائلته ووليم مالك خمو والجميع تركوا الكلية باستثناء والدي الذي اكمل دراسته وتخرج منها في الوقت الذي كان فيه ملك خوشابا لاجئاً مطارداً مصاباً بجروح خطيرة في قرية جيماني في تركيا.

 اما بالنسبة لي يا سيد شبيرا فهل كان ملك خوشابا يتنبأ في عام الف وتسعمائة وثلاثة وثلاثون بانه سيرزق بحفيد بعد احدى عشر سنة وعليه تأمين قبوله في الكلية العسكرية بعد اكثر من خمسة وثلاثون سنة فيا سيد شبيرا ان من يتخذ الكذب مبدأ له عليه ان يرتب كذبه بحيث ينسجم مع الواقع .
  
   يا سيد شبيرا ان سياسة تبرير الاخطاء بالقاء اللوم على ألآخرين هي سياسة عقيمة لا تجدي نفعاً الا مع من ينظر الى الاحداث بحقد وحسد فان اعتراف مالك لوكو بالخطأ الجسيم الذي ارتكباه هو ومالك ياقو بتنفيذهم اوامر سرمة خانم والمطران مار يوسف خنانيشو في القيام بتلك الحركة المشؤمة والتي ادت الى دمار امتنا خير دليل على صواب راي ملك خوشابا وسوف انشر في المقالة المقبلة رسالة مالك لوكو القائد الشجاع والمخلص لامته (ان الاعتراف بالخطأ لرجل بمثل مكانته تتطلب جراة لا تتوفر الا عند ابناء العشائر) ولعلمك يا سيد شبيرا ان المرحوم مالك ياقو اثناء قدومه الى العراق في بداية السبعينات  حاول بكل الوسائل المتاحة له ان يلتقي بوالدي (يوسف ملك خوشابا) وتوسط عند الكثيرين ومنهم اللواء الركن (مزهر الشاوي) الا ان المرحوم والدي رفض اللقاءبه الا بشرط (ان يقوم مالك ياقو بالاعتراف بالخطا الذي ارتكبه بحق امته والاعتذر الخطي من الشعب) ولكن مالك ياقو لم يتمكن من تنفيذ هذا الشرط بسبب القيود المفروضة عليه من قياداته الدينية في الجزء المقبل سوف اوضح لابناء هذا الجيل ماذا كانت الغاية من دعوة قداسة مار ايشاي شمعون وملك ياقو وماذا كانت النتائج؟؟!!
                                    
  
                                            بولص يوسف ملك خوشابا

74

      ان كتابة التاريخ ليست تجارة تحددها مفاهيم الربح والخسارة وان من مارس تجارة الانتماء السياسي المصلحي عليه ان
يتجنب الخوض في قضايا تسحبه الى منزلق سبقوه اليه كثيرون وانا هنا سأجيبك بلغة الارقام لعلك تصحو من غفوتك:

اولا)
 ان ما اطلقته من صفات التعظيم على المرحومة سرمة خانم لا تمت للواقع بصلة وافعالها تثبت ذالك،  لقد قامت بريطانية قبل اندلاع الحرب العالمية الاولى بإرسال (لورنس العرب) الى المنطقة العربية
 لغرض تثوير العرب ضد الامبراطورية العثمانية وكذلك قامت بإرسال (مستر براون) الى العشائرالاشورية لنفس الغرض واستقر هذا الاخير في قرية قوجانس حيث مقر البطريركية (النسطوري) حاملا معه من الاموال والهدايا ما يجعله مرحبا به منتحلا صفة القسيس والمبشر والمضحي من اجل خدمة  المسيحيين ولكن دوره الحقيقي كان في كسب ود هذه العائلة ومن ثم تسخيرها لخدمة مصالح بريطانيا ولقد فشل في اقناع الطفل آنذاك ( مار بنيامين) ولقد اثبتت سير الاحداث بعد ذلك ان قداسة الشهيد مار بنيامين بقي بطلا مخلصا مضحيا من اجل مصالح امته مفضلا ذلك على كل مصالح الاخرين بعكس شقيقته سرمة خانم الشابة التي استوعبت الافكار المسمومة التي زرعها في مخيلتها ذلك الشيطان القادم  من بريطانيا ولقد اثبتت الوقائع التاريخية صحة هذا ....

ثانيا)
لم يكن مار ايشاي شمعون شقيق مار بنيامين ومار بولس وسرمة خانم وداود بل كان ابن داوود اي ابن شقيق سرمة خانم ومار بنيامين ومار بولس وهذا الخطأ يؤكد مدى ضعف معلوماتك عن هذه العائلة وعن سيرة افرادها ........

ثالثا)
 لقد كان موقف بريطانيا معارضا لإرسال من يمثل ألآشوريين في مؤتمر السلام وبقيت على موقفها هذا حتى النهاية ولم ينتخب الشعب الاشوري سرمة خانم كممثلة له في المؤتمر بل ان غالبيته العظمى انتخبت اغا بطرس ليكون ممثلا للشعب الاشوري في المؤتمر لعدم ثقة الشعب بسرمة خانم وشقيقها مار بولس بعد هروبهم من اورمية تاركين الشعب والمقاتلين في حالة فوضى مما ادى الى استشهاد اكثر من خمسة عشرالفاً من ابناء امتنا .....

رابعا)
 وفق الوثائق التي بحوزتي والتي حصلنا عليها من المراجع البريطانية اثناء السماح بنشرها بعد مرور خمسون عاما على الاحداث تظهر فيها الرسائل المتبادلة بين مار بولس والمندوب السامي البريطاني والتي يتوسل فيها مار بولس بالمندوب السامي لكي ينقذه من الورطة التي وقعت فيها عائلته ويقول فيها بالحرف الواحد ( ان الشعب بدأ يتهمني بالخيانة فاترجاك ان تجد لي صيغة تنقذني من هذا الموقف ) نعم لقد وجد المندوب السامي الصيغة وهي خداع الشعب الاشوري بايهامه بالاكاذيب  فلقد بثت سرمة خانم ومؤيديها بانها ستذهب الى مؤتمر السلام للمطالبة بحقوق الشعب الاشوري لغرض اسكات احتجاجاته وفعلا تم ارسالها الى انكلترا بدلا من ارسالها الى مؤتمر السلام حيث تلقت هناك الدروس المكثفة في خدمة المصالح البريطانية وذهابها الى انكلترا وبقائها لعدة اشهر كان بملء ارادتها وليس كما تدعي انت بانه تم حجزها في انكلترا ومنعها من الذهاب الى مؤتمر السلام .....

خامسا)
يا سيد انطوان انا مستعد ان ازودك بالوثائق الرسمية التي تؤيد كل ما ذكرته لك من حقائق واعلم ان شعبنا قد تقرر مصيره الاسود منذ اليوم الذي استشهد فيه قداسة البطريرك مار بنيامين واستحواذ سرمة خانم على مصير امتنا بمساندة اعداء هذه الامة (الانكليز ومرتزقتهم)

                                              بولص يوسف ملك خوشابا

75
رد على السيد د خوشابا راعي ابرشية لندن
 

لقد قرأت ملاحضاتك التي كتبتها ردا على كتاب نيافة مار عمانوئيل ورايت انه من الواجب علي تصحيح بعض من المعلومات التي وردت فيها والتي ربما سمعتموها من مصادر غير دقيقة حتى لا يستمر الخطأ ويوثق كخبر صحيح بمرور الزمن .........

اولا... ان ملك يوسف ملك خوشابا لم يلتقي بغبطة المطران يوسف خنانيشو منذ الزيارة التي زاره فيها في مقر اقامته في ( ديانا ) ردا على مشاركة غبطته في مراسيم عزاء ملك خوشابا عام  1954
ثانيا ... ان المرحوم القس اسحاق لم يقم بزيارة غبطة المطران يوسف خنانيشو ولكن الذي قام بتلك الزيارة هما كل من المرحوم شليمون بكو و ( ؟؟؟ )
لو دققت في التاريخ الحديث والقديم لما وجدت احدا من اجداد او اولاد او احفاد ملك خوشابا تقبل كلاما بذيئا من احد مهما علا شأنه ......
ثالثا ... لم نسمع مطلقا ان غبطة المطران يوسف خنانيشو قد صدر منه كلاما بذيئا لاحد الا ان الذي انا متاكد منه بان اجابة غبطة المطران لطلب زائريه المرحوم شليمون بكو و ( ؟؟؟ ) كانت مخيبة لآمالهما
رابعا ... اما  فيما يتعلق بتأسيس الكنيسة الشرقية القديمة فانني اوجه لحضرتكم سؤالين فقط ارجو ان تفكروا فيها بعمق وتحتفضوا باجابتها ...
( 1 ) هل كان يمكن ان يكون هناك بطريرك ومطارنة وقساوسة للكنيسة بدون ان يستقدم مثلث الرحمات مار توما درمو من الهند ...
( 2 ) يمكنكم مراجعة ارشيف وزارة الداخلية العراقية لتتاكدوا مدى الجهد الجبار الذي بذله ملك يوسف في استقدام مار توما درمو والذي كانت نتيجته تأسيس الكنيسة وهل كان بامكان احد من كل الذين التفوا حول القس اسحاق ان يراجع مركزا للشرطة وليس لأستقدام مطران وضعت كافة الاعتراضات لمجيئه ...
اما فيما يخص تاريخ الكنيسة من حيث هيكلها الحالي فلقد تاسست منذ اليوم الذي تم رسامة المطارنة الثلاثة من قبل مار توما درمو ومن ثم رسامته بطريركا للكنيسة ومعلوم لكل من كان قريبا من الحدث من الذي كان صاحب القرار ؟؟؟ 
واخيرا ارجو ان تتاكدوا من المعلومات التي تسمعونها قبل الشروع بكتابتها وانا مستعد للاجابة على كل التساؤلات التي تقدمونها لانني احتفض بكافة المستمسكات التي تثبت صحة ما اقول وما اكتب وقد لا تصدق بانني احتفض بوصولات شراء حتى الملابس وملحقاتها لقداسة البطريرك مار اده الثانى والتي هي موقعة من قبل المرحوم اوشانا ( الراوولي )   ..................

بولص ملك يوسف ملك خوشابا




76
شعبنا وسياسة ألأفلام



الشعوب  كل الشعوب تخوض اتون النضال من اجل الحصول على حقوقها المشروعة و تقدم كم هائل من التضحيات لكي تنعم اجيالها اللاحقة بالحياة الحرة الكريمة ونحن الآشوريون قدمنا من التضحيات اكثر من غالبية الشعوب قياسا الى نسبة عددنا فلقد خسرنا في الحرب العالمية ألأولى اكثر من نصف شعبنا ولكننا لم نحتفل يوما واحدا باحياء ذكرى شهدائنا ألأبرار لأننا لا نريد ان نعترف بالخطأ الذي ارتكبناه بشراكتنا مع الحلفاء  ............ألأكرادقدموا مئات ألآلاف من الشهداء فاصبحوا قاب قوسين او ادنى من الوصول الى هدفهم المنشود وكذلك شيعة العراق بفضل تضحياتهم اصبحوا في موقع الصدارة من حكم العراق ....... اما نحن فاين ذهبت تضحياتنا ؟؟؟ هل ذهبت ادراج الريح ؟؟؟ كلا فلقد حصلنا على كافة حقوقنا في احلام اليقظة ولم يبق لنا سوى ان ننجز ألأفلام المطلوبة منا كي تقدم في افضل صالات العرض فقسم منا لجأ الى منتج ثري كي يمده بالمال الوفير لأنجاز الفلم ولكن اخراجنا وتمثيلنا فشل فوضعنا اللوم على مقص رقابة الكنيسة الذي اقتطع اجزاء مهمة من شريط الفلم حيث جعل شباك التذاكر في صالات العرض يفتقر الى الجمهور والقسم الآخرمنا لجأ الى ثري اخر يبذخ علينا بألمال الوفير ولأننا تعلمنا الدرس من الذين سبقونا وفشلوا قمنا بتحييد مقص رقابة الكنيسة بالوسائل المتاحة لدينا وسلمنا امور الفلم الجديد الى مخرج جيد وأعطينا ألأدوار الى ممثلين مستعدين ان يقوموا باي دور من اجل المال طبعا ولا نزال في الاشواط النهائية من انجاز الفلم ونأمل ان يكون مثاليا في تخدير ابناء شعبنا الذين سيتزاحمون على شباك التذاكر للحصول على تذكرة تقودهم الى عالم ألأحلام والخيال اما الخونة المنطقيين والواقعيين فلقد انتهى دورهم في الساحة السياسية ولن يتمكنوا بعد ألآن من منع شعبنا من العيش في عالم الخيال لأنهم لا يجيدون فن الاخراج والتمثيل ومنشغلين بالترفع عن سياسة ألأفلام 


77

التاريخ أمانة برقاب ناشريه


قبل أن أبدأ بطرح الموضوع الذي أنا بصدده أود أن انوه للقاريء الفاضل بأن البعض من الذين لا يروق لهم أن يعيشوا في اجواء شعب موحد يحاولون بكافة الوسائل المتاحة لهم زرع الفتنة والشقاق بين ابناء الشعب الواحد وليكن في علم الجميع بأنني لن اتراجع عن العهد الذي قطعته مع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع والذي يرمي الى تجاوز كل احداث الماضي من الخلافات السياسية والعمل على بناء جدار صلب لا تزحزحه رياح المخربين وان من حقي الطبيعي ان ارد على كل من يتجاوز على تاريخ ملك خوشابا مهما علا شان المتجاوز ............. ففي  7  اب وبمناسبة ذكرى مذبحة سميل قامت فضائية عشتار بعرض برنامج لهذا الحدث المأساوي وللاسف الشديد لم تجد النزاهة مكان لها في هذا البرنامج حيث عرضت صور لشخصيات لم يكن لها اي دور سياسي وقيادي باستثناء البعض منهم وألأمر من ذلك تم عرض صورة تجمع اغا بطرس وملك خوشابا واغا مرزا مع بعض القادة الروس ولكن ألأيادي الحقودة الحسودة قامت بازالة صورة ملك خوشابا من الصورة ألأصلية لتضهر الصورة بشكل مشوه ............لربما اراد القائم بهذا العمل ان يلصق صورة احد اجداده بدلا من صورة ملك خوشابا كي ينفث ريشه ويبني مجدا  (دونكيشوطيا ) له ........ان التاريخ لا يغيره التزوير وان تاريخ الرجال تسطره اعمالها وان حبل الكذب قصير وان المراءات والتملق تقود صاحبها الى الهاوية ......................... بعدعرض هذه الصورة بشكلها المشوه كلفت احد ألأخوان بألأستفسار من ممثل فضائية عشتار لمعرفة المسؤل عن هذا العمل فجاءت ألأجابة بأن لا علا قة لفضائية عشتار بالموضوع وان المجلس الكلداني السرياني الاشوري هو المسؤول عن كل ما عرض في تلك المناسبة فطلبت من زميلي الاستفسار من المجلس حول الموضوع وكانت الاجابات متناقضة فمنهم من القى المسؤولية على مصدر الصورة المستلمة من شخص يعمل في الحقل الثقافي والاخرين تنصلوا عن مسؤوليتهم من ذلك وبعد فترة ليست بقصيرة ارسلوا لي ( كليب )مدرج فيه صور البرنامج وبعد مشاهدتي له وجدت انهم قد ازالوا تلك الصورة معتقدين انهم بعملهم هذا يستطيعون ان يستغفلوا عشيرة واتباع ملك خوشابا فان ألآلاف التي شاهدت الصورة المشوه لا يمكن ان تكذب عيونها ....... للقائمين بهذا العمل اقول ( ان من يقوم بهاكذا عمل عليه ان لا يتنصل منه وان كان فعلا قد قام به عليه ان يثبت على موقفه ويدافع عن رأيه بكل رجولة  ) واخيرا اقول لكل من اتصل بي مبديا غضبه عن هذا العمل اصبروا لأن العاملين من اجل وحدة شعبهم عليهم ان يتقبلوا التضحيات على شرط ان لا يكون هذا التنازل السكوت عن كلمة الحق  ................
بولص ...... ي ....... ملك خوشابا   

صفحات: [1]