1
المنبر الحر / ذكـرياتـنا مع مثلث الرحـمات المطران مار يوسف توماس
« في: 22:37 22/12/2020 »ذكـرياتـنا مع مثلث الرحـمات المطران مار يوسف توماس
مثـلث الرحمات المطران مار يوسف توماس ...
ولـد في ألـقـوش بتأريخ 2 / 8 / 1934 ورسِـم كاهـناً بتأريخ 21 / 12 / 1960 ، وأسـقـفاً بتأريخ 5 / 2 / 1984 لأبرشية البصرة . وفي بداية 1996 إنـتـقـل إلى أبرشية بيروت وتوفي هـناك إثـر مرض عـضال . وُري جـثمانه الثرى في ألـقـوش بتأريخ 26 / 12 / 1999 بناءً عـلى طلـبه . كان قـديساً عـلى الأرض والآن هـو يمجـد الرب في السماء .
خـدمـتُ معه الـقـداس الإلهي لمرات عـديـدة في البصرة أيام الحـرب العـراقـية الإيرانية حـين كـنـتُ عـسكـرياً في القاطع الجـنوبي حيث كنت اُرتِّـب نزولي إلى المدينة يوم الأحـد لكي أزور الكـنيسة ، فأصِل إليها قـبل موعـد الـقـداس (مع سيارة الأرزاق) والمرحوم يتـناول الـفـطور وقـد شاركـته أكـثر من مرة وجـبة الـفـطور . إن وجـبة فـطـوره الشخـصية كانـت رمزية ، قـليلة بسبـب العـملية الجراحية التي كانت قـد أجـريَـتْ له في معـدته .
كانت الكـنائس في البصرة خلال الحـرب العـراقـية الإيرانية بمثابة ملجأً وإستـراحة للجـنود المسيحـيـين وغـير المسيحـيـين الـذين يضطرون إلى البقاء ليلة في المـدينة فـيستريحـون ويستحـمّون ويأكـلون ، إلى أن تسمح الظروف لإكمال مسيرتهم إلى وحـداتهم .
إسـتـثـناء قـبولي في الأخـوية الكـنسية لطلاب الثانوية :
في ألـقـوش سنة 1972 ــ 1973 كـنـتُ طالباً في مرحـلة الثالث المتوسط ، والأب يوسف توماس (حـينها) مرشداً لأخـوية شباب الثانوية (رابع وخامس وسادس ثانوي فـقـط) وعـدد أعـضائها يزيد عـن الأربعـين شاباً . لاحـظت ضمن أعـضاء أخـوية طلاب المتوسطة شباب الأول المتوسط وهم صغار وبسطاء جـداً ، وأنا كـنـت كـبـيرا (نسبياً) ولي زملاء وجـيران من طلاب الثانوية ... ذهـبتُ إلى المرحـوم يوسف توماس ــ وكان يعـرفـني جـيداً ــ وقـلـت أريـد إسـتـثـناءً وتـقـبلني في أخـوية شباب الثانوية ! ووضَّحـتُ له السبب أعلاه ... فـوافـق بعـد تـفكـير وقال لي : لا تـفـضح هـذا الإسـتـثـناء بين زملائك لكي لا يحـرجـني آخـرون فأضطر إلى اِعادتك إلى أخـوية طلاب المتوسطة ! . وهكـذا صرتُ أحـضر مع طلاب الثانوية حـتى اُلغـيت تلك الأخـوية لأسباب خاصة بتأريخ 23 / 3 / 1973 بعـد أسبوعـين من سفـرة الأخـوية إلى أثار مدينة الحـضر جـنوب الموصل بصحـبة الأب ــ المطران ــ يوسف توماس والخـور أسقـف هرمز صنا ، حـيث أُشـيع في ألـقـوش دعاية مغـرضة مفادها أنّ كل أعـضاء الأخـوية سينـتحـرون تباعاً... !!! ؟؟؟ وكانت المرحـومة والـدتي تبكي وتطلب بدموع أن أتـرك تلك الأخـوية بسبب تأثرها بالـدعاية رغـم نزاهـتها (الوالدة) وإيمانها العـميق بالكـنيسة ومؤسساتها .
المطران المثلث الرحمات مشهـود له بالنزاهة والزهـد والثقافة الإجـتماعـية واللاهـوتية وكـواعـظ متمكـن في كـرازاته الغـنية والعـميقة . أحـبـبته منـذ كان كاهـناً في ألـقـوش وحـتى اليوم هـو في ذاكـرتي وأطلب صلاته من أجـلي ومن أجـلـنا جـميعا في هـذه الأيام الصعـبة .
سـيـدنا العـزيز ... أذكـرنا أمام عـرش الرب ، ولـنا لقاءات أخـرى
الشماس الإنجـيلي / قـيس ميخا سـيـﭘـي
سان هـوزيه كالـيـفـورنيا