عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - ماجد فيادي

صفحات: [1]
1
دراسة في توجهات الرأي حول تصريح السيدة هيفاء الأمين 

ماجد فيادي
الدراسة جاءت بعد ان اخذت ردود الفعل تجاه تصريح السيدة النائبة هيفاء الأمين وقتً طويلاً، وبتباين كبير في الطروحات، ما دفعني الى الاتصال التلفوني ببعض الأصدقاء لمعرفة حقيقة ما كتبوا، كون كتاباتهم كانت بالنسبة لي فيها بعض الغرابة، او الكتابة لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الخاص احياناً وعلى بعض المنشورات احياناً أخرى.
انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، وهما بدورهما انقسما الى عدة توجهات، تباينت بين المعتدل والمتشدد يساراً ويميناً، منها موضوعية وأخرى مفتعلة، من اشخاص بسطاء الى مثقفين وسياسيين، متدينين وملحدين، مقيمين في الخارج وبالعراق. لا تهدف هذه الدراسة الى الإساءة لاحد او تقييم رأي او التعالي على احد ولا حتى الاتفاق مع رأي احد، هي فرشة توضع امام الجميع قد تساهم في إعادة النظر بطريقة التفكير.
المؤيدون
1. انبرت مجموعة غير قليلة من أعضاء الحزب الشيوعي العراقي ومناصريه ومؤيديه، للدفاع عن السيدة هيفاء الأمين، لانهم وجدوا في الهجمة عليها انما المقصود بها الحزب الشيوعي العراقي وممثليه في البرلمان، هجمة تنال من كل الفكر المدني الباحث عن بناء دولة المؤسسات وفق احترام حقوق الانسان ومبدأ العدالة الاجتماعية وحرية الرأي والتفكير، وتقديم الخدمات للارتقاء بمستوى معيشة الشعب العراقي من كل النواحي الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والثقافية، لكن اقلية منهم لم تخرج من إطار انصر اخاكَ ظالماً او مظلوما.
2. هناك من يجد أن الشعب العراقي يعيش في واقع خدمي متخلف، في كل المجالات من تعليم الى صحة الى بنى تحتية الى فقر، وإن السيدة هيفاء الامين لم تخطئ في التشخيص، انما هناك حاجة ماسة لتكرار هذا الوصف حتى يعي الناس حقيقة ما فعلته الأحزاب الحاكمة منذ عهد الدكتاتور الى ما بعد سقوط الصنم، لهذا فهم لا يجدوا في تقديم الاعتذار ضرورة، لأنه سيقلل من تحميل الفاسدين مسؤولية ما فعلوا بالعراق وشعبه، بالإضافة الى ان الاعتذار في المجتمع العراقي صار له مفهوم الفصل العشائري، يتلخص بتقديم الملايين او أربعة نسوان فصلية.
3. مجموعة مقتنعة بوجود التخلف في الواقع الخدمي والاجتماعي والعلمي والاقتصادي والثقافي، لكنهم يجدون في الاعتذار وسيلة لتخفيف وقع مفردة التخلف على الناس، لأنها ثقيلة على أي انسان، كما ان الاعتذار يسحب البساط من تحت المروجين للحملة من الفاسدين الراغبين في استغلالها ضد الفكر العلماني المدني اليساري، في نفس الوقت يدعون الى طلب المشورة والتباحث قبل تقديم أي رأي ممكن ينقلب بالضد من ممثلي الشيوعيين اليساريين المدنيين الديمقراطيين، خاصة وقد تكررت هذه الحالة مع نواب سابقين.
4. هناك من المؤيدين من وجد في الاستقواء بالسيد مقتدى الصدر، نوع من الخطأ السياسي، لان السيدة هيفاء الأمين تنتمي الى حزب عريق له طروحاته الواضحة، ولا يخجل من تقديمها كوسيلة لإقناع الاخرين، حزب له تضحيات على مدى سنينه الخمسة والثمانين، كان الاحرى بالاعتذار ان يستند الى الفكر الماركسي وتجربة الحزب الشيوعي العراقي.
5. هناك مؤيدون كثيرون لتصريح السيدة هيفاء الأمين ويعتبرون تشخيصها للواقع كان سليماً، وكانوا يتوقعون ان يتناوله عامة الناس بأريحية، كونها تدافع عن مصالحهم، خاصة وهي لم تتلوث يدها بالفساد المالي والإداري، فأصابتهم الدهشة من ردة الفعل، وهم مستغربون من أناس تتمسك بأسباب تخلفها عن ركب الحضارة، وتدافع عن الفاسدين الذين كانوا السبب بهذا الواقع المتخلف.
المعارضون
1. قاد حملة التشهير بالسيدة هيفاء الأمين، مجموعة من المنتمين للجيوش الالكترونية، التابعة للأحزاب الحاكمة، والمستفيدين من انتشار الفقر والتخلف، في تحقيق مصالحهم التي أصبحت بحجم الغول في الاقتصاد العراقي، يسيروه بالعكس من مصلحة المواطنة والمواطن العراقي، ويرتبطون بانتماءات خارجية لا تريد للعراق أن يتعافى، مصرين على نشر التخلف والترويج له ودفع الأموال للبسطاء حتى تسير خلف دعايتهم، فيتمكنوا من تقديم الأسباب والأدلة على ان طروحات السيدة هيفاء الأمين والحزب الشيوعي العراقي وكل المدنيين، انما هي خارج أصول الدين الإسلامي ولا تمت بصلة للمجتمع العراقي.
2. معترضون غير راغبون بسماع أي تصريحات رنانة من السياسيين، لانهم يعتبرون ان السياسيين هم المسؤولين عن واقع الحال العراقي، فلا داعي ان تذكرونا او تشخصونه، انما واجبكم ان تعملوا بصمت من اجل تغييره نحو الأفضل، لا ان ترموا بسوء اداءكم على عاتق المواطن المتضرر.
3. اشخاص لم يستمعوا لكلام السيدة هيفاء الأمين انما ادلوا برأيهم (هذا اذا اعتبر رأيا) بالضد، لانهم ضد أي سياسي بغض النظر الى أي حزب وكتلة ينتمي، فقد وصلوا مرحلة اليأس من كل السياسيين في قدرتهم او رغبتهم في تقديم الخدمات، فاعتبروا الهجوم على أي سياسي انما وسيلة انتقام لا غير.
4. اشخاص ملوا من تجاوزات السياسيين على الشعب العراقي، مرة يصفوهم بائسين ومرة دايحين ومرة متخلفين، لهذا لم يعد هناك مجال لأخطاء جديدة تلحقها اعتذارات لا قيمة لها، بعد ان تسببوا بجروح جديدة.
5. معترضون لا يقبلوا باي تعبيرات من هذا النوع، وتعاملوا معها بردة فعل عشائرية مبالغ بها، تعكس واقع المجتمع العراقي المدار بنظام الفصل العشائري وركن القانون جانبا.
6. اشخاص يعانون من العجز في تقديم المنجز، وجدوا في هذه الحملة القدرة على اثبات وجودهم، من خلال الإساءة لصاحب المنجز، هؤلاء لا يمكن اعتبارهم أصحاب رأي، لانهم مستعدين للهجوم على الجميع ولأي سبب.
7. رفاق سابقين او مختلفين مع قيادة الحزب لأسباب موضوعية او غير موضوعية، وجدوا في الحدث فرصة لتصفية الحسابات، بالنيل من عضو اللجنة المركزية ونائبة في البرلمان للحزب الشيوعي العراقي، خانتهم عقليتهم السياسية، وراحوا يخلطون الشخصي بالعام، مانحين الفرصة للفاسدين في إطالة زمن الحملة، والحصول على متنفس، بابعاد اعتراضات الناس عنهم، وإظهار ان الجميع في قدر مطبخ السياسة متساوون وليس هناك احد افضل من احد. هذه المجموعة وقد يصلح ان تطلق عليهم مفردة مجموعة، كان الأولى بالرفاق في قيادة الحزب ان تحتويهم منذ زمن بعيد، قبل فوات الأوان وتراكم الخلافات الفكرية والشخصية فيزداد العدد وتتراجع فرص الحلول الديمقراطية والرفاقية.
هذه الدراسة تهم بالدرجة الأولى الحزب الشيوعي العراقي والأحزاب المدنية والقوى اليسارية والمدنية، خاصة المتصدين للعمل السياسي، والمعرضين لاستضافة الاعلام والصحافة والمؤتمرات المحلية والخارجية، وهي فرصة للقارئ ان يقف امام المرآة ليقيم ما طرحه من رأي ضمن الحملة التي شنت على السيدة هيفاء الأمين، على امل ان يعيد الحسابات من جديد.


2
المنبر الحر / مراقب الصف
« في: 18:30 01/05/2019  »
مراقب الصف
ماجد فيادي
ثقافات المجتمعات في اغلبها يؤسس لها مع الأجيال الجديدة (خذوهم صغاراً)، في المدرسة كان هناك دور يمارسه احد الطلاب، هو مراقب الصف، واجبه ان يأخذ دور المدرس عندما يترك الصف ويحافظ على النظام، فاذا قام احد الطلاب بالمشاغبة، لزم عليه ابلاغ المدرس عندما يعود، فيأخذ ذلك الطالب عقابه.
منهجيا وتربوياً هو دورٌ سلبي، لان الطاب بهذا العمر غير مؤهل للقيام بهذا الدور. عانيت من هذا الدور وانا طفل، فقد كان المراقب يبلغ عني جزافاً، لا لشيء سوى لأنه خاصمني خلال الفرصة، واعتقد جازما ان الأغلبية عانت من دور مراقب الصف.
هذا النموذج لعب عليه حزب البعث في العديد من مجالات الحياة، فقد استغل الأطفال للإبلاغ عن والديهم اذا ما تحدث سلبا عن القائد الضرورة، وتطور الدور عندما كبر مراقب الصف أن تحول الى مراقب للمجتمع، يبلغ عن هذا وذاك اذا ما عمل في حزب سياسي او نشاط اجتماعي او تطاول على القائد الضرورة.
في نفس الوقت اصبح مراقب الصف في اغلب الأحيان، بعد ان كبر في العمر، يبحث عن هذا الدور في المجتمع، خاصة وان حزب البعث يهيئ الفرصة لذلك، فراح يتبرع بالمراقبة بحثا عن اشباع الرغبة الذاتية التي نشأ عليها، او طمعا بالحصول على منصب يؤمن له مصدر رزق ثابت، او انه يبحث عن دور اجتماعي متسلط.
من تجاربي الأخرى مع مراقب الصف، ان كان أحد جيراننا (علي)، ينفذ أوامر الفرقة الحزبية، أما بمراقبة بيتنا وكتابة التقارير، أو محاولات القبض على والدي وهو بالبيت لأخذه الى الجيش الشعبي، في نفس الوقت كان اخوه (أحمد) يبلغنا كلما علم بتحركات أخيه، حتى نأخذ الحذر. جارتنا (خيرية) كانت تتجسس على بيتنا وتكتب التقارير الواحد تلو الاخر، زميل في القسم أبو منيصير الداخلي، بكلية الزراعة، حرص على ابلاغ المسؤول عن وجودي لغرض طردي من القسم لأني من أهالي بغداد، في حين زميلي (حسن عمارة) عثر على كتاب سوسيولجية ماركس في محفظة كتبي، فاستغل الموضوع مازحاً، اما يبلغ ضدي الامن او اشتري له لفة كص، فاشتريت له اللفة.
مراقب الصف كبر معنا فحرص حتى بعد سقوط النظام، أن يحافظ على بذور ذلك النظام باقية، فكان المخبر السري، ومخبر المليشيات بمن هو شيعي أو سني، أو يبلغ ضد من يقاوم بوجه المليشيات السنية والشيعية، مراقب الصف انتقل من دور الجحوش الى ذراع الأحزاب الكردستانية لتثبيت سلطتها في الإقليم، هذا المراقب صار موجوداً في مجاميع الفيس بوك بصفة الهيئة الإدارية، دوره خنق حرية التعبير بحذف منشور او الغاء عضوية شخص، منعاً من كسر عادات وأفكار بالية، بحجة المقدس والتقاليد الاجتماعية، مراقب الصف اليوم في الصحافة العراقية، ومواقع الانترنيت، والقنوات الفضائية، خاصة الفضائية العراقية، التي تعلن جهاراً انها لسان حال الحكومة العراقية وليس من مهامها انتقادها.
الحرية لها أعداء كثيرين، اولهم النظام السياسي والمقدس الديني والشرطي الذي بداخل الانسان، الذي تربى على مدى سنين بفعل فاعل .
اذا كان صدام قد مات فأذنابه لا زالوا على قيد الحياة، الاخلاق التي زرعها لا تزال سائدة، والأتعس ان خَلَفَه، لم يعمل للقضاء على تلك الثقافة، انما استند لها ونماها واستفاد منها، فترسخت في المجتمع، ولم يبقى لنا املاً سوى ان تنتفض المواطنة والمواطن للخلاص من مراقب الصف.


3
نعي رحيل الزميل إسماعيل السامرائي
ببالغ الحزن والاسى استقبلنا خبر رحيل الزميل إسماعيل السامرائي، تلك الشخصية الوطنية والديمقراطية، كان الزميل السكرتير الأول للديوان الشرقي الغربي قبل رحيله، عموداً من أعمدة الديوان، له حضوراً مهما وكلمة موضع احترام وتقدير الجميع، لا يميز بين زميلة وزميل، يلجئ له الجميع في الأوقات الحرجة، كونه صاحب رأي وتجربة طويلة في منظمات المجتمع المدني، كان الزميل ذو قدرة كبيرة على تكوين العلاقات الواسعة مع الصغير والكبير ولمختلف الثقافات الاجتماعية، لكنه كان شوكة في خاصرة كل الدكتاتوريين والفاسدين والبعثيين.
ساهم الراحل إسماعيل السامرائي في المشهد الثقافي في كل مدينة المانية سكن بيها او اقترب منها، ابتدأً من لودفكس هافن الى فرانكفورت وبون وكولون، فقد كان شعلة من النشاط في جمعية الطلبة العراقيين لسنوات طويلة ضمن الهيئة الإدارية، ومؤسساً للمنتدى الثقافي في كولن، وأخيرا السكرتير الأول للديوان الشرقي الغربي في كولون، قاد وساهم الراحل في العديد من حملات جمع التبرعات لدعم المعارضة العراقية ضد الدكتاتورية، ودعم النازحين من إرهاب داعش في العراق، كان للراحل شبكة علاقات عراقية وعالمية، من اجل نشر الفكر الديمقراطي، قدم مجموعة من المحاضرات على قاعة الديوان الشرقي الغربي تنوعت في مواضيعها واجتمعت على الجانب الوطني الديمقراطي لتاريخ وحاضر العراق، سبقها كلمات خطابية باسم الجالية العراقية في وقفات تضامن مع معاناة ومطالب الشعب العراقي واحتجاج ضد سياسة الدكتاتور واحتلال العراق وفساد الأحزاب الحاكمة.
امتاز الراحل إسماعيل السامرائي بالعديد من العلاقات الاجتماعية وسط الجالية العراقية والعربية والكردية، وقد كان يحلوا للكثيرين ان يلقبوه (أبو الحق) كنية تقرب وميانة، فقد كان يمتلك روحاً مرحة وقدرة على القاء النكات وحكاية القصص، لعل الدليل على حب الناس له عدد المنشورات التي اطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، وكثر الاتصالات التي وصلت الى الهيئة الإدارية للديوان مستفسرة عن صحة الخبر والإجراءات التي ستتخذ.
ونحن نعلن حزننا على رحيل الزميل إسماعيل السامرائي، نتوجه الى عائلته برسائل المواساة والعزاء املين ان تكون اخر الاحزان.
نود ان نعلن ان مجلسا للعزاء سينصب بمدينة بون بداية كانون الثاني 2019 لاستقبال المعزين، سيتم الإعلان عن تاريخه وعنوانه قريباً، كما سيعقد الديوان الشرقي الغربي بعد ذلك جلسة استذكار لرواد الديوان وأصدقاء الراحل، نستعيد فيها ذكرياتنا مع الراحل إسماعيل السامرائي.
الهيئة الإدارية للديوان الشرقي الغربي في كولون

4


يبقى الحال على ما هو عليه

ماجد فيادي
اخيرا نطق القضاة المنتدبين للكشف عن حالات الفساد في الانتخابات البرلمانية العراقية، بتطابق النتائج بنسبة تطابق تقريبا 98,50% مع النتائج النهائية لاجهزة العد والفرز الالكترونية، مؤكدين حقيقة او اكذوبة جرى الاعلان عنها منذ ما يقارب الثلاثة شهور.
اين نحن المواطنون من هذا الذي يجري؟ هل جرى احترامنا، هل جرى تقديرا لوضعنا الاقتصادي الخدمي الانساني الثقافي (ما معنى ثقافي)؟ اين كنا من حسابات المعترضين على نتائج الانتخابات؟ اين كنا من حسابات المشككين في الانتخابات؟ اين اصبحنا من ضمير القضاة المنتدبين؟ ما هو موقعنا من الاعراب، في املاءات دول الجوار والاقليم والعالم؟ هل هناك قيمة لنا والزمن يتسرسب دون حلول، دون اعتبارات، دون ادنى احترام لنا؟
تظاهرات تخرج، تقابل بالعنف، اتهامات بالمندسين، وعملاء لدولة اجنبية، وسخافة بدور عظيم لبعثيون في التظاهرات، على اثر ذلك يسقط الشهداء والمصابين، مليشيات بزي قوات امنية تطلق النار، مياه ساخنة وقنابل مسيلة للدموع، هراوات قوات مكافحة الشغب، تسبقها رصاص القوى الامنية (مليشيات)، تدافع وسقوط المتظاهرين بين الاقدام، تضحيات وتضامن في عواصم ومدن اوربية وامريكية، مشهد يعكس حالة وطن ممزق.
متظاهرون غير متفقون على شعارات ولا مطالب ولا حلول ولا قيادة موحدة، دولة مدنية، لا حكومة انقاذ، لا حكومة مؤقتة، اسقاط العملية السياسية، يجب الالتزام بالدستور، لا قيمة للدستور وسط عملية سياسية يغلب عليها الفساد والتزوير والمحاصصة الطائفية والعرقية، مواقف غير واضحة للمرجعية، مطالب ببقاء المرجعية خارج السياسة، لا غناء عن الدستور برغم كل عيوبه، فهو الضابط والمانع للانفلات السياسي، الثورة هي الحل، انها انتفاظة ولا ترتقي الى مستوى الثورة، هذه مسميات لا قيمة لها امام غضب الجماهير، اين هي الجماهير في ساحة التحرير، هم يتواجدون في سوق الغزل، التظاهرات في ساحة التحرير لا قيمة لها يجب التظاهر في المناطق، حتى يشترك اكبر عدد من الجماهير، جماهير كلمة تعبوية لا ترتقي الى حجم الحقيقة، قرار فرد يجعلها مليونية او يبقيها مؤوية.
سلمية سلمية سلمية، اصوات تتعالى، كسروا حطموا اغلالكم، تناقضات، لا اتفاق، اعلام يضخم من العنف واخر يفضح الاكاذيب حبا او نكاية، في النهاية نفس الاحزاب ونفس الوجوه ونفس النتائج ونفس الخدمات ونفس التظاهرات.
صوت يتعالى التظاهرات السلمية حققت ما لم يتحقق من قبل، اخر خدعتونا واستخدمتوا المتظاهرين لمصالح شخصية او حزبية، السياسة لا تعني الاعتراض فقط، انما ايجاد الوسائل لتقديم الخدمات (فن الممكن)، ليس هناك ممكن حتى يكون هناك فناً، تحريك المياه الساكنة افضل من المقاطعة، انهم مجربون، نعم لكن لا بديل فنحن اضعف مما نتصور، لا حلول غير السلمية.
حكومة ابوية، حكومة وطنية، حكومة مشاركة، انها حكومة محاصصة، لابديل عن استمرار التظاهرات، حتى تعترف الاحزاب الحاكمة، اننا رافضون لكل اشكال الخداع، تظاهرات في كل مكان في كل زقاق وكل شارع اوساحة، من نحن؟؟؟ نحن الشعب بمخلصينا وفاسدينا، وطنيون او مصلحيون، مندفعون او مترددون، لا بد من الاستمرار، حتى وان تشكلت حكومة

5
بيادق البرلمان القادم
ماجد فيادي
ما ان اقترب موعد اطلاق حملة الانتخابات البرلمانية، حتى قفز الى مواقع التواصل الاجتماعي، بيادق الكتل المتنافسة على مقاعد البرلمان العراقي، بيادق بأعداد كبيرة، جرى اختيارها بعناية شديدة من قبل رؤساء الكتل المتنفذة، العناية التي اقصدها ليس لها علاقة بالجودة والكفاءة، انما بيادق تحقق لرؤساء الكتل اهدافاً شخصية.
على الفيس بوك صفحة باسم (المرشحون لانتخابات البرلمان 2018 في العراق)، قامت باستضافة عدد من المرشحين لقبة البرلمان العراقي، ومن خلال احاديثهم يمكن لنا ان نفهم، بان النزر القليل منهم من يفهم حقيقة مهام البرلماني، اما الأغلبية العامة فقد وقعوا في مطبات كثيرة، أولها انهم اعلنوا عن بوستراتهم الانتخابية برقم الكتلة وتسلسله الانتخابي، قبل سماح مفوضية الانتخابات المستقلة ببدء الحملة الانتخابية (على ارض الواقع جرى ما هو اسوء)، ما يعني عدم احترامهم للقانون، ولن يلتزموا بما سيشرعوه، وهذه مشكلتنا منذ البرلمان الأول بعد السقوط الى اليوم.
حرصت الكتل المجربة على حشرِ عددٍ كبيرٍ من الأسماء الجديدة (ممن لا يعرفهم احد) داخل قوائمها في بغداد والمحافظات، هذا الاجراء لم يكن صدفةً، بل هو يضمن للزعامات المجربة، ان الناخبين سينتخبوهم بأعداد كبيرة على حساب المرشحين الجدد داخل القائمة، ما يحقق لهم التحكم بالكتلة البرلمانية، فهم أصحاب فضل على اولائك الجدد، ممن لم يحصل على عدد كافي من الأصوات، كما سيضمن للرؤساء عدم اعتراض النواب الجدد على ما يقرروه باسم الكتلة، فهم عديمي الخبرة.
كيف جاء هذا الاستنتاج؟ من المنطقي ان المرشح للانتخابات يحتاج ان يكون معروفاً في المجتمع حتى يضمن عدد جيد من الأصوات في حملته الانتخابية، ليكون إضافة حقيقية للكتلة، يأتي هذا من النشاطات الثقافية والاجتماعية، التي يقوم بها المرشح طوال حياته، وصولا الى فترة الترشيح للبرلمان وتقديم نبذة تاريخية تشفع له لدى جمهور الناخبين، لكن ما يحصل على العكس من ذلك، اذهبِ عزيزتي وعزيزي القارء وتصفحوا مواقع ودعايات المرشحين الجدد، ستجدها خالية من تلك النشاطات الثقافية والاجتماعية على مدى اربع سنوات مضت على اقل تقدير، باستثناء المرشحين الذين سطروا نشاطات وجوائز حصلوا عليها بمكرمة الاهية، مثل رجل العام من معهد امريكي او ناشطة حضرت 150 مؤتمر خلال سنتين او أستاذ جامعي في جامعة إيرانية، او شيخ عشيرة قام باخذ فصلية أربعة نسوان.
لنتساءل ما الذي جعل من الترشيح الى قبة البرلمان فكرة سهلة الى هذا الحد؟ الجواب يكمن في تاريخ البرلمان العراقي منذ مجلس الحكم لليوم، فالنقاط المضيئة في تاريخ البرلمان تكاد تعد على أصابع اليد، والسبب يعود الى الأحزاب الحاكمة، فقد قدمت نواب اساءوا الى العملية السياسية بتعمد، وسرقوا البلد في وضح النهار، ظهروا على الفضائيات بصورة سيئة ومقيتة، اتفقوا على مصالحهم، واختلفوا على ما سرقوه، هددوا بعضهم بملفات الفساد دون ان ينال القانون من احدهم، حتى من القي القبض عليه جرى تهريبه او تبرئته والسماح له بالذهاب للعيش في الخارج متنعما بأموال العراقيين، القائمة طويلة ويعرفها جميع العراقيون. هذا الأداء السيء للأغلبية العامة، جعل من كل المنتفعين ان يستسهلوا فكرة الترشيح للبرلمان من اجل المنافع الشخصية لا غير.
من الملاحظات المبكية في صفحة المرشحون لانتخابات البرلمان 2018 في العراق، ان هذه البيادق عندما حضرت للتعريف ببرنامجها الانتخابي، انشغلت بالدفاع عن رؤساء كتلها اكثر من تقديم البرنامج، لم يجيبوا عن مصادر تمويلهم فقد ادعوا جميعا انهم فقراء ويعتمدون على انفسهم في تمويل الحملة الانتخابية، في حين شوارع المدن العراقية تقول غير ذلك، لم تقدم تلك البيادق برامجها الانتخابية كما يجب، انما تحدثوا عن منجزات ستتحقق بدون رؤية واضحة، لم اسمع احداً منهم يقول، انه سيعمل في المعارضة، فكل البيادق تتوقع انها ستكون من صناع الحكومة القادمة وبأريحية كبيرة، لم يتحدث احد من تلك البيادق التي انضمت الى أحزاب تأسست بأموال الفساد وبتوجيه من الأحزاب الحاكمة، تحت مسميات مدنية، ما هي نشاطاتهم الاجتماعية والثقافية خلال السنوات الأربعة الماضية على اقل تقدير.
بيادق لن نراها بعد الانتخابات البرلمانية القادمة، ان صعدت الى البرلمان او لم تصعد، لان مهمتها ستكون قد انتهت.



6
بيان من جمعية الطلبة العراقيين في المانيا الاتحادية

تعرض سبعة طلاب من طلبة الجامعات العراقية ببغداد فجر يوم الثامن من ايار 2017 للخطف على يد جماعة مسلحة، ترتدي ملابس رياضية وتستقل ثلاث سيارات رباعية الدفع الى جهة مجهولة، الطلبة من النشطاء المدنيين الذين يتواجدون في ساحة التحرير للدفاع عن حقوق الشعب العراقي، ضد الفاسدين المتنفذين في السلطة والحكومة العراقيتين، كما يتضامنون في كل مناسبة مع الجيش العراقي والقوات الامنية والمتطوعين بكل صنوفهم، للقتال ضد داعش الارهابية.
ان هذا العمل الجبان قد تكرر في الآونة الاخيرة ضد المدنيين المطالبين بحقوق الشعب العراقي، وان تكراره يعني، ان المتضررين من تصاعد الحراك الشعبي المطلبي في كل ساحات التحرير بالمدن العراقية، في الساحات والجامعات ودوائر الدولة، قد لجؤوا الى اعمال العنف والترهيب، شأنهم شأن عصابات داعش الارهابية.
من هنا نطالب الحكومة العراقية بتحمل مسؤوليتها في ايقاف المليشيات التابعة لمسؤولين نافذين في الدولة العراقية، والافراج عن المختطفين، ورد الاعتبار لهم، وتطمين ذويهم بالحماية، وتقديم الفاعلين الى القضاء العادل، ونحن من مكاننا في المانيا نعمل على ايصال صوتنا الى المنظمات الطلابية الالمانية ومنظمات المجتمع المدني الالمانية، للوقوف والتضامن مع الطلبة العراقيين المختطفين.

جمعية الطلبة العراقية في المانيا الاتحادية
09.05.2017

7
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا    
تستضيف الرفيق حسان عاكف في ندوة عامة في مدينة كولن
ماجد فيادي
يوم الاحد الموافق 16 نيسان الجاري التقى الرفيق حسان عاكف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بجمهور من رفاق وأصدقاء الحزب بمدينة كولون الألمانية، تناول اخر المستجدات السياسية على الساحة العراقية، ثم عرض النتائج التي تمخضت عن المؤتمر الوطني العاشر للحزب.
في بداية اللقاء رحب الرفيق ناظم ختاري سكرتير منظمة الحزب في المانيا بالضيوف، وبأسمهم رحب بالرفيق حسان عاكف، ودعى الجميع للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الحزب والحركة الوطنية وشهداء القوات المسلحة بكافة صنوفها وتشكيلاتها في محاربة دولة الخلافة الإسلامية الإرهابية ، وضحايا الإرهاب في العراق وكل مكان في العالم ، ثم قدم تعريف مكثف عن ظروف انعقاد المؤتمر الوطني العاشر للحزب وما رافقه من اهتمام جماهيري وسياسي واعلامي واسع في العراق وخارجه ، لما حمله من شعار (التغيير .. دولة مدنية ديمقراطية اتحادية.. وعدالة اجتماعية) وما تمخض عنه من نتائج وانتخاب لجنة مركزية جديدة تزخر بالرفاق الشباب وعدد غير قليل من الرفيقات. ثم دعى الرفيق حسان عاكف للحديث مشكورا.
  تحدث الرفيق في المقدمة عن اهم ملامح المرحلة الراهنة للشعب العراقي، بما تحمله من ازمة بنيوية مركبة، تشمل جميع مرافق الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، موضحا أسباب نشوئها واستمرارها منذ العهد الدكتاتوري لممارسه سياسات عنصرية وقمعية، مرورا بالتغيير الذي حصل على يد قوى خارجية وعبر الحرب ، فرضت اجندتها الخاصة بعيدا عن مصلحة الشعب العراقي، ثم أداء الأحزاب الحاكمة بعد العام 2003 وفق نهج المحاصصة الطائفية الاثنية الحزبية ، وانتشار واسع للفساد المالي والإداري، مستندَ الى تغليب الهويات الفرعية على الهوية الوطنية ، لتحقيق مصالح شخصية وحزبية ضيقة.
نتج عن ذلك فقدان للأمن والأمان بفعل إرهابيي داعش واحتلالهم مساحات واسعة ومدن عديدة من الدولة العراقية ، واجهها العراقيون بحرب التحرير الوطنية الباسلة ، على يد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمتطوعين بكل فصائلهم ، أدت الى تحرير تلك المدن والمساحات الشاسعة ، لم يبق اليوم سوى جزء صغير من مدينة الموصل في طريقه الى التحرير، لكنه يبقى تحريراً عسكرياً ، بحاجة الى استكماله بتحرير الانسان العراقي اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفكريا، حتى نسد الطريق على الفكر المتطرف في تهيئة خلايا نائمة يمكن استخدامها في أي وقت ، لخلخلة الوضع الأمني، وانعكاسه سلبا على باقي مناحي حياة العراقيين.
تناول الرفيق حسان عاكف الحراك الجماهيري في ساحات التحرير بالمدن العراقية، كيف بدأ ومن انظم له، كيف يدار وما هو دور الشيوعيين فيه، من هي القوى الفاعلة وما هي المشتركات الوطنية التي يجتمعون حولها، العلاقة مع التيار الصدري. ثم بين ما هي الاثار الثقافية والسياسية التي رافقت الحراك وحجم الوعي الجماهيري للمتضررين من سياسة الأحزاب الحاكمة وانتشار الفساد في مفاصل الدولة العراقية ، إمكانية ديمومته وتمسك المدنيون بالتظاهر بغض النظر عن تغيب بعض الأطراف. ثم وضح ان بداية الحراك الاحتجاجي جاءت مطالبة بالخدمات ثم اضيف له القضاء على الفساد، وتطور اليوم ليشمل تعديل وجهة العملية السياسية والاصلاح السياسي من خلال حزمة مطالب سياسية وقانونية وادارية بضمنها المطالبة بقانون انتخابات عادل يعتمد الدائرة الانتخابية الواحدة والقائمة النسبية، ومفوضية انتخابات مستقلة جديدة ، بعيدا عن المحاصصة الحزبية، قادرة على إيقاف الأخطاء والتزوير في العملية الانتخابية ، الغاء يوم التصويت الخاص، اشراف هيئات دولية، من اجل الوصول الى تركيبة برلمانية قادرة على النهوض بأعباء البلاد وحل مشاكلها.
كل هذه المتداخلات تدفعنا لطرح السؤال المهم ، ماذا بعد القضاء على داعش؟ وكيف يمكن معالجة مخلفاته الإرهابية ، في خراب البنى التحتية ومعاناة المتضررين وعودة النازحين وتعويضهم، واعادة بناء المدن وفض النزاعات الثأرية بين العشائر وداخل العشيرة الواحدة وحتى داخل العائلة الواحدة؟، والتفاهمات السياسية المطلوبة.
على اثر ذلك بين الرفيق الطروحات التي تقدمها مختلف الجهات السياسية ، في طريقة إدارة المدينة بعد القضاء على داعش ، باعتبار الأسلوب القديم لم يكن ضامنا لحياة اغلبية سكان المدينة بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية والطائفية، بعض الحلول جاءت بمبررات مفهومة ومنها جاء بدافع التنصل عن المسؤولية وأخرى بدافع الحصول على مكاسب جديدة ، اما موقف الحزب الشيوعي العراقي من ذلك فهو ينبع من الحلول التي يوفرها الدستور العراقي بقدر ما يتعلق الامر بالتغييرات الادارية المطروحة، اذا ما جرى مراعاة الوضع العراقي العام في  مخاطره وتضارب المصالح واهمية قبول الاخر على التوافق  والتفاهمات الوطنية، وان لا يخرج الحل عن كونه سلميا بعيدا عن التلويح بالقوة والتخندق وافتعال المعرقلات والأزمات ، وان  ياخذ بالدرجة الاولى مصالح وحاجات سكان المنطقة، وياخذ رأيهم بعيدا عن الضغوط والاملاءات الداخلية والخارجية، كونهم اصحاب المصلحة الحقيقية المعنيين بالحل.
انتقل الرفيق الى ما تطرحه الأحزاب الحاكمة من حلول جديدة للازمة العراقية، بالتسوية الوطنية أو التاريخية والتسوية الاجتماعية و”الورقة او الاوراق السنية”، وهي تسميات متنوعة لمشروع المصالحة الوطنية ، وباقي الأفكار من قبيل حكومة الأغلبية السياسية او حكومة الاغلبية الوطنية، وما الى ذلك . مبينا انها جميعا تنطلق من ثقل ضغط الحراك الاحتجاجي للجماهير وازدياد عزلة السياسة الطائفية والعرقية للأحزاب الحاكمة بعد العام 2003، وما رافقه من أداء أضر بواقع المواطنة والمواطن العراقي، مبينا ان هذه الحلول في بعضها يمكن ان تصلح لمجتمعات مستقرة سياسيا واقتصاديا وامنيا ، مثل الدول الاوربية ، لكنها لا تصلح لبلد متعدد الاطياف يعيش حالة خراب كبير في ظل مرحلة انتقالية، وعدم ثقة وفقدان للأمان ، مؤكدا ان ما يراه الحزب الشيوعي العراقي مناسبا للبلد في المرحلة الراهنة هو حكومة توافق وطني تعمل بعيدا عن كل اشكال الانحراف والفساد الذي مورس من قبل الأحزاب الحاكمة بعد العام 2003،  مبينا ان الخلل يكمن في التطبيق وتحويل التوافق الى محاصصة، وليس الفكرة ذاتها، فالمحاصصة التي مورست في مؤسسات الدولة وتقسيم الوظائف والمغانم وصلت الى مواقع ابسط الموظفين، ولا بد من برلمان قادر على تقديم حكومة كفاءات تعمل بجد على محاربة الفساد لإنهاء الخراب الذي يعم البلد.
بعد هذه المقدمة انتقل الرفيق للحديث عن المؤتمر الوطني العاشر للحزب، كونه محطة أساسية لتقييم سياسة وأداء الحزب منذ العام 2003 ، خصوصا مرحلة مابعد المؤتمر التاسع، الى يوم عقد المؤتمر، رافق ذلك نشاط تحضيري واسع، تمثل بطرح وثائق المؤتمر قبل عام ليس فقط على جمهور وأعضاء الحزب  وانما على عموم المواطنين للنقاش وتقديم المقترحات، لحقه انتخاب مندوبين للمؤتمر بطريقة ديمقراطية تمهيدا لمشاركتهم ، تكلل ذلك بافتتاحية علنية للمؤتمر، تركت اثاراً إيجابية على المندوبين وعلى الاجواء السياسية.
 ناقش المؤتمر الوثائق المطروحة وما وصلت من طروحات وملاحظات ، تم تعديلها بعد التصويت عليها خلال أيام المؤتمر الثلاث، ثم رشح ثمانية وأربعين مندوبا، لانتخاب واحداً وثلاثين منهم، يشكلون اللجنة المركزية الجديدة ، ولأول مرة بتاريخ الحزب يتم حسم انتخابات اللجنة المركزية من الجولة الأولى ، ما يعكس مدى وعي المندوبين وقواعد الحزب لأهمية دور هذه اللجنة في حياة الحزب والمجتمع العراقي.
المؤتمر افتتح وعقد في بغداد وسط أحداث ومتغيرات كثيرة وصعبة تمر بها البلاد ، تمخض عن انتخاب ثمانية رفاق ورفيقة لعضوية المكتب السياسي ، وثلاثة عشر رفيقاً شاباً وأربعة رفيقات من ضمن تشكيلة اللجنة المركزية.
بالإضافة الى وثائق المؤتمر الثلاث خرجت ثلاثة نداءات الأول توجه الى الرفيقات والرفاق المنقطعين عن الحزب ، تناول أهمية عودتهم لأخذ دورهم في العمل الحزبي، الثاني نحو المثقفين لزيادة نشاطاتهم ودعمهم للعمل الثقافي والسياسي الوطني الديمقراطي، الثالث نحو الشخصيات والقوى الديمقراطية المدنية، للتحرك في بناء تشكيلات متنوعة تصل في النهاية الى كتلة وطنية مدنية تفرض واقعا جديدا يمهد للتغيير الذي تنشده الجماهير المتضررة من سياسة الأحزاب الحاكمة، تعمل هذه الكتلة بأساليب سلمية وبخطوات ثابتة تواجه بها السياسات الطائفية والعرقية المتنفذة.
في ختام مداخلته قرأ الرفيق حسان عاكف مقطعا من تقريرالحزب عن المؤتمر الوطني العاشر، خصص للبديل الذي ينشده الشيوعيون.
فتح الرفيق ناظم ختاري باب الحوار وطرح الأسئلة، فكانت محملة بروح المصارحة والتقييم وأخرى تناولت الواقع العراقي وسبل الحل التي يراها الحزب الشيوعي العراقي، قوبلت بإجابات لم ينقصها الصراحة والمباشرة، سلطت الضوء على مخاوف الناس وهمومهم وتطلعاتهم، وامكانيات الحزب المتاحة لإجراء التغيير.
في ختام الفعالية شكر الرفيق ناظم الحضور والضيف متمنيا للشعب العراقي الخلاص من الفكر المتطرف، حتى يتمكن من بناء الدولة العراقية المدنية الديمقراطية الاتحادية.


8
بيان ادانة ضد العنف المفرط الذي واجهت به القوى الامنية متظاهري ساحة التحرير
استقبل متظاهري ساحة التحرير يوم الحادي عشر من شباط الجاري، رصاصات الغدر بايادي خالية وصدور مفتوحة وعقول نيرة وافواه تنادي سلمية سلمية، من اعدادٍ موالية لجهةٍ حزبيةٍ حاكمة،  تسللت الى الاجهزة الامن، وراحت تستخدم سلاح الدولة وسياراتها، وتنفذ اوامراً تاتيهم من شخصيات متنفذة، لا يروق لها احتجاجات وتظاهرات الجماهير المتضررة من سياسة الفساد والمحاصة الطائفية والقومية والحزبية، فعملت تلك القوة على مقابلة السلم بالعنف، في مسعاً لارهاب المتظاهرين وثنيهم عن مواصلة مشوارهم، بالكشف عن حيتان الفساد المالي والاداري، نتج عن ذلك سقوط عدد من الشهداء المدنيين وأحد قوات الشرطة، بالاضافة الى عدد كبير من الجرحى.

اننا في الديوان الشرقي الغربي ندين هذا الارهاب ضد المدنيين، ونعتبر أن مجرد مقابلت السلم بالعنف، تعد جريمة ترسخ الدكتاتورية وانتهاك الدستور والقانون، وتعيد مبدأ القتل الذي عانا منه العراق سنوات طويلة على يد الدكتاتورية الصدامية. بعيداً عن المطالب المشروعة للمتظاهرين، فان اللجوء الى العنف، يعد عملاً اجرامياً مرفوضاً، لا يمكن القبول به، من هنا تاتي مطالبنا بالكشف عن مسببي هذه الجريمة المهولة، وتقديمهم الى القضاء، مهما كانت خلفياتهم السياسية، فالمسؤولية الاولى نحملها لرئيس الوزراء، في الحفاظ على ارواح الناس، مهما كانت توجهاتهم العقائدية والفكرية او انتمائهم السياسية، وان يتم تنظيف القوات الامنية والجيش من تلك القوات المندسة، والتي تعمل على اشاعة الفوضى الامنية تحقيقا لمصالح بعض المتنفذين على حساب الشعب العراقي.

ان هول الجريمة يدفعنا الى دعوة المجتمع الدولي بمنظماته المدنية، الى اتخاذ الموقف من هذه الجريمة، والوقوف مع الشعب العراقي في نظاله المشروع في ترسيخ مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان وصولاً الى العدالة الاجتماعية.

نعزي ذوي الشهداء، متمنين لهم الصبر والسلوان، والشفاء العاجل للجرحى.

الديوان الشرقي الغربي في كولون

9
المواطن العراقي كرة جوراب بين هذا المتنفذ وذاك

ماجد فيادي
 تصريحات بوقع اصوات طبول الحرب، وتغريدات بموسقى النعيق، وصفت ان اختطاف افراح شوقي سياسي جرمي، بوقعٍ مسرحي سيئ الاخراج، عاشتها الناشطة المدنية والصحفية تسعة ايام في حالة رعب، في مكان آخر، خوف العائلة من مصير مجهول لسيدة عراقية، في اسوء احتمالات تتوقعها، أن تصفية جسدية ترفع المخطوفة الى جنان الله او جهنم الحمراء.

وفق التصريحات الرسمية فان عملية الخطف قامت بها مليشيات حزبية، دون توجيه الاتهام نحو جهة حزبية بعينها، لكن خبرة العراقيين منذ سنين الدكتاتورية الاولى الى الدكتاتورية الثانية، تمكنهم من فك خيوط الجرائم البوليسية افضل بكثير من الكاتبة اجاثا كرستي، ذات النمط الكلاسيكي في الكتابة، وافضل من جيمس بوند ذلك العميل المدلل باستخدام افضل الاجهزة العلمية.  فقد اكتفى العراقيون بما قاله السيد رئيس الوزراء ان عملية الخطف سياسية جرمية، ولان السيدة حنان الفتلاوي من جناح الصقور الموالي للسيد نوري المالكي قد غردت، ان عملية الاختطاف فلم هندي انتهى بتقديم طلب اللجوء في فلندا من قبل الزوج، ومكالمة من شخصية بارزة سمتها(VIP)، سمحوا لانفسهم ان وجهو اصبع الاتهام للسيد رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، هذا الربط يضعنا امام مجريين للاحداث لا ثالث لهما، ما دام هذان الطرفان السياسيان الوحيدان اللذان بعبع الخروف في عبيهما.
الاول :. ان الخاطفين ينتمون لمليشيات تابعة للسيد المالكي، قاموا بهذا الفعل لهدفين الاول خلخلة الاوضاع الامنية في عهد السيد حيدر العبادي، امام الانتصارات التي تحققها القوات العراقية بكل صنوفها وانتماءاتها، لقطع الطريق عليه في الانتخابات القادمة كمنافس قوي داخل قائمة دولة القانون، الثاني اخافة الوسط الصحفي ومنعهم من نشر وتحليل مواقف ضد السيد المالكي، بمعنى تكميم الافواه ، من الان الى حين الانتخابات البرلمانية القادمة. وهناك احتمال ان تنفيذاً لأوامر ايرانية، صدرت ضد كل من يشك بامره في الخبر المنشور بجريدة الشرق الاوسط، لقطع اي امكانية تنتقد المبالغة المفتعلة بالشعائر الحسينية، (علما انني لا اتفق من سخافة ما نشر في تلك الصحيفة) هذا يعني ان الاجهزة الامنية العراقية في قسم كبير منها يتحرك بخيوط ايرانية، وهي كارثة لايمكن القبول بها.
الثاني:. ان الخاطفين قوى امنية تأتمر باوامر السيد رئيس الوزراء، وقد نفذت هذه العملية لثلاثة اهداف مهمة، الاول اتهام المالكي بهذه العملية من خلال تصريح للصحفين بدون الاشارة الى الاسم، وتسقيطه كمنافس انتخابي بدأ بحملته الانتخابية من الان، وسط ترحيب ايراني واضح،الثاني اقناع حزب الدعوة ان صورة المالكي اهزت امام الشعب العراقي ولم تعد مقنعة للناخبين، في حين صورته تعد الافضل في الحزب لما حققه من انتصارات اعادت ما فقد في عهد المالكي،يرافقه قبول اقليمي وعالمي واسع، يمكن استغلاله في الانتخابات القادمة، فيما لو ترأس قائمة دولة القانون، الثالث انه كرئيس وزراء يعاني من مشاكل عديدة، حتى من داخل حزبه، لكن رغم ذلك هو قادر على الاستمرار والعمل، وهو الحامي الافضل للوسط الاعلامي الذي بيده تحسين صورته خلال الانتخابات القادمة، وفي نفس الوقت يطالبهم ان يتوقفوا عن ادانة حكومته فهو يعمل لوحده بدون دعم سياسي، فكونوا انتم يامن احميكم سندي في مواصلة العمل.       

فاذا كان هذا الطرف من قام بهذه العملية او ذاك، ونحن لا نمتلك الدليل، لان الدولة مفقودة وتقودها احزاب بمليشيات مشرعنة بقانون، لا تسمح باجراء تحقيقات رسمية، او تحقيقات يسمح لها بالنشر، اقول اياً كان الطرف الفاعل فان التوجه المدني العلماني، هو الطرف الاسهل ان يكون تلك الكرة التي يتضاربها اصحاب المليشيات لتحقيق اهدافها، ويبقى الانسان الشريف يعيش في ظل حكومة احزاب فاسدة اسوء انواع الحياة.
ما يؤسف له ان عدد من التجمعات العراقية ممن اتخذت موقفاً بنشرها تصريحاً، لم يحمل الحكومة المسؤولية، كونها مكونة من احزاب تمتلك مليشيات استخدمتها في عدة مناسبات باعلان رسمي منها، وان تشريع قانون يضفي صبغة قانونية على تلك المليشيات، هو السبب في انتشار العنف والخطف، والحكومة باحزابها مسؤولة عن ضعف الاجهزة الامنية المنقسمة في ولاءاتها الى احزابها، في حين لم تتردد رموز احزاب الحكومة الرسمية في توجيه اصابع الاتهام لبعضها.

ما يحزن اكثر ان مواقع التواصل الاجتماعي العراقية فيها من المواطنات والمواطنين من تبنى تشكيك السيدة حنان الفتلاوي، بان الصحفية افراح شوقي طرف في ذلك الفلم الهندي، متناسين قضيتين، الاولى الاشتراك في هذا الفلم يقدم صورة مؤلمة عن المدى الذي وصلت له المواطنة والمواطن العراقي، باللجوء الى اساليب خطرة ومهينة تفقد ثقة الاخرين بهم، فقط حتى يحصلوا على حق اللجوء في بلد اوربي، ولا بد من التساؤل، اي معيشة يعيشها العراقيين تدفعهم للاشتراك بهذا الفلم الهندي، القضية الثانية ما هي الضمانات التي تقدمها مليشيات حزب  في الحكومة لصحفية حتى تلجئ الى هكذا فلم، الى اي مستوى وصلت الام العراقية حتى تضع اطفالها وذويها في حالة هرع ومن اجل ماذا، هل يمكن الوثوق بمن لا ثقة له وهل يستحق الثمن.

في كل الاحوال ان كانت افراح شوقي ضحية لمليشيات احزاب الحكومة، وهذا ما اصدقه حتى اللحظة، ام كانت شريكة في ذلك الفلم سيء الاخراج، فهي وعائلتها واصدقائها وكل من لا يؤمن بالعنف وسيلة للحياة، ضحية لاحزاب حاكمة بلغة المليشيات.

 

10
بيان ادانة لحادث برلين الارهابي
لا للارهاب بكل اشكاله
تعرض الشعب الالماني الى صدمة قاسية من الارهاب، نتيجة حادث الدهس المروع الذي استهدف احد مواقع الاحتفال باعياد الميلاد وراس السنة في برلين يوم الاثنين 19.12.2016، وفقد مواطنون مسالمون ارواحهم وتعرض آخرون الى اصابات بليغة، دون ان يكون لهم ذنب في ما يجري من صراعات سياسية وفكرية يعتمدها الارهابيون اساساً لتنفيذ انشطتهم الدموية.

لقد احتضن الشعب الالماني لأكثر من مليون لاجئ عانى جحيم الارهاب خلال عام واحد، نتيجة فتح الحدود التركية بقرار سياسي من حكومة اوردغان، وتعامل معهم بتضامن فريد من نوعه، جسد ارقى القيم الانسانية، ووفر لهم الملاذ الامن في الايواء والطعام والاكساء والخدمات الصحية والتعليم، في تجربة شارك فيها الالمان والاجانب المقيمين في المانيا على اختلاف اعمارهم ومرجعياتهم الثقافية والدينية والسياسية، كانهم عائلة واحدة تستقبل ضيوفاً استنجدوا بهم من جور وقسوة وحوش لا تمت بصلة للقيم الانسانية.

اننا ندين بشدة هذا العمل الاجرامي المشين، ونعلن تعازينا وتضامننا مع عوائل الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى كي يعودوا سريعاً لممارسة حياتهم الطبيعية في ظل القوانين العامة التي تكفلها المءسسات الدستورية الرصينة في دولة المواطنة الالمانية، البعيدة عن العنصرية والارهاب والافكار الظلامية المعادية للانسانية.
التيار الديمقراطي العراقي في المانيا
الديوان الشرقي الغربي في كولون
منظمة حقوق الانسان العراقية في المانيا / اومرك   

11
مناقشة لرؤية د. فارس كمال حول التقارب المدني الصدري
ماجد فيادي

في حوار مع د. فارس عن مقاله الموسوم التقارب المدني ــ الصدري في ساحات الاحتجاج، وفي طلب منه ان ينتقل حوارنا هذا من الخاص على برنامج الفيس بوك الى مقال اكتبه لتبيان موقف من محتوى مقاله، وعرض الافكار للنقاش.

مقال د. فارس يتكون من قسمين، يلاحظ على الاول انه جاء عموميا في كثير من مواقعه، في حين الثاني جاء توضيحيا وتفصيليا للكثير من القضايا التي يطرحها المعترضين على التقارب مع التيار الصدري. يبدأ المقال بطرح وصف للمحتوى على انه (رؤية نفسية في ديناميات اليساروية الاجتماعية) وهذا ما سنتأكد منه لاحقاً، من خلال تبيان محتوى المقال ومناقشته.

لا يختلف اثنان على كون د. فارس كاتب متخصص ومتفرغ للكتابة والتدريس، وهو في الكثير من مقالاته سلط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة في العراق، ما يعني ان الاختلاف معه ليس بخلاف الاضداد ولكنه في وجهات النظر التفصيلية وليس الخطوط العريضة، ويبرز هذا الاختلاف على مقاله، انه ابتعد عن نقاط اساسية مثل، الدور الايراني وعلاقته بالتيار الصدري، موقف الصدر من مبدأ خلافة الفقيه، تجربة ايران مع العلمانيين بعد سقوط الشاه، شكل الدولة التي يريدها التيار الصدري، هل يعتمد التيار الصدري مبدأ التقية في المرحلة الحالية، ام انه جاد في تقاربه من المدنيين، هل سيستمر هذا التقارب لما فيه مصلحة الدولة وفق مبدأ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ماهي الترجمات العملية للتيار الصدري في محاربة الطائفية خاصة وهو طرف في العملية السياسية، ما هو مستقبل وجوده في التحالف الوطني الشيعي، هل ما طرحه د. فارس على التيار الصدري من مهام قادر ان يلبيها ضمن القيادة السياسية الحالية. كل هذه الاسئلة تحتاج لمعالجة حقيقية.

المشكلة التي يعاني منها المدنيين العلمانيين اللبراليين الديمقراطيين انهم يبحثون عن بديل للاحزاب الاسلامية، وليس تقارب مع طرف اسلامي ظليع في العملية السياسية، ومجرب في الجانب الامني والسياسي، انه يحمل تاريخ يرفضه كل عاقل، واذا ما اراد مسح هذا التاريخ والتبرء منه، لا بد من اجراءات اولها الاعتذار للشعب العراقي على ما اقترفه جيش المهدي من افعال بحق المدنيين في القتل واللتهجير وسلب الممتلكات، وان تعاد الحقوق الى اهلها، ويقدم المجرمين للعدالة كبادرة حسن نية من التيار الصدري بقيادته الدينية والسياسية، وهذا ما لم يتحقق لليوم، بالرغم من تجميد السيد مقتدى لجيش المهدي بسب افعاله الاجرامية.

يؤاخذ على د. فارس انه لم يقدم رؤية متكاملة لدخول التيار الصدري الى حركة الاحتجاج، فقد دخلها بعد انسحاب مرجعية السيد السستاني من الشأن السياسي، وهذا بحاجة ماسة للتوضيح، هناك وجهة نظر تذهب الى ان التيار الصدري والمقصود بقيادته الدينية دٌفعت من قبل ايران لساحات الاحتجاج، بهدف انقاذ سمعة الاحزاب الدينية الشيعية، بعد ما قدمته من فساد وطائفية وارهاب مليشياتي، ما يدعم هذا الرأي ان السيد الصدر لم يعلن لليوم موقفه الرسمي من ولاية الفقيه.

يؤاخذ على مقال د. فارس انه لم يقترب من شخصية القيادة الدينية للتيار الصدري( السيد مقتدى الصدر) في توضيح تقلباته السياسية بين اعتكاف وظهور، انكار ان التيار الصدري لديه قيادة سياسية، ادعائه انه راعي الاصلاح، اعتكافه في خيمة امام المنطقة الخضراء بمعزل عن ملاقات المعتصمين او اقامة ندواة مشتركة مع المدنيين، لم يتناول د. فارس ان كل القرارات المتخذة من قبل التيار الصدري يجب ان تعلن عبر السيد الصدر، وان القيادة السياسية برغم كل دورها في بلورة مواقف التيار، تبقى دائما تحت ظل القيادة الدينية، في محاولة لابقاء تاثير الرمز الديني اعلى من الرمز السياسي المؤسساتي، ما يعكس نزعة مستقبلية في طريقة حكم البلد، وقد يكون تمهيداً لولاية الفقيه.

غاب عن المقال ان القيادة السياسية للتيار الصدري لم تواجه الفساد بطريقة حقيقية، الا بعد تضارب مصالحها الشخصية مع الاحزاب الحاكمة، فكل ما ادعاه السيد بهاء الاعرجي وسوزان السعد واخرين لم يسفر عن تقديم اي من الفاسدين للقضاء، على العكس فقد اصبح بهاء الاعرجي نائب رئيس الوزراء، في الوقت الذي لم يكشف اي وزير صدري عن فاسدين في وزاراته حتى ولو كانوا ضمن دورة الوزير سابق، وهنا لابد من الاشارة ان الوزير الفاسد ليس بالضرورة ان يمارس الفساد بنفسه انما ان يتستر على الفاسدين في وزارته، ومن الممكن ان يكشفوا فساد الوزير السابق لو قدموا للمحاكمة، لكن التيار الصدري التزم بمبدأ احميني واحميك من المسائلة القانونية.

اقتباس:. ان الاطار الثقافي المهيمن الذي بلوره المدنيون بوصفهم حركة اجتماعية نوعية، اندمجت فيه مجموعة غفيرة من المتدينين المحرومين ممن وجدوا في هذا الاطار فضاءً طال انتظاره لاطلاق دوافعهم المقموعة( انتهى). هنا نطرح التساؤول التالي من الذي قمع دوافع المتدينين المحرومين هل هو التيار المدني؟ ام هي القوى الاسلامية الحاكمة بما فيها القيادة الدينية للتيار الصدري، واخر المطاف اعلان السيد الصدر ايقاف تظاهر التيار الصدري لمدة شهر، في الوقت الذي يدعو فيه المدنيين الى استمرار التظاهرات. في بداية الحراك الاحتجاجي خرج الكثير من اتباع التيار الصدري الى ساحات الاحتجاج، لكن بتخطيط من القيادة الدينية والسياسية جرى السيطرة على القاعدة وجرى التحكم بخروجهم او بقائهم خارج الساحات، تلبية لخطة لم يعلن عنها لليوم.

يشير المقال الى استناد التقارب بين الطرفين المدني والصدري الى اربعة مبادئ، الرابع هو (اقتناع كلا الطرفين بحاجته للاخر، وانه بمفرده غير مؤهل ليكون البديل القادم للنظام السياسي الحالي لاسباب تتعلق بعدم امتلاكه لكل المقومات السياسية الوافية لهذه المهمة) لكن في عدة لقاءات اعلن الصدر والقيادة السياسية رغبتهم بالحصول على منصب رئيس الوزراء، ما يعني ان النوايا المبيتة لم يتم تفنيدها بطريقة عملية، هنا نسى د. فارس ان كل القوى السياسية لديها هذه القناعة، بان الظروف لم تتهيئ حتى يتمكن طرف في الاستيلاء على السلطة وليس الصدريين والمدنيين فقط، بدليل رضوخ المالكي ومن قبله الجعفري لارادة الجميع بترك منصب رئيس الوزراء بالرغم من كل محاولتهما للاحتفاض به، وان هذا لا يعد ميزة لاي طرف لانها حقيقة لا يمكن تجاهلها وان لم يرغب بذلك.

اقتباس ( يتضح عندما تتخذ هذه النقاشات لدى بعض المنتقدين المدنيين طابعا طهريا او عفافيا او وسواسيا غايته اثبات نقاء الذات العصية على المساس وتوصيم الاخر الداعي للتقارب بوصفه عدوا فكريا وطبقيا او على الاقل مخدوعا او ساذجا، متناسين ان الكوارث الطبيعية والاجتماعية الكاسحة، تستدعي بزوغ الهوية البشرية الموحدة لدى من يريد المقاومة حقا، ريثما يستقر الحال وتعاد الصراعات الثانوية الازلية بروزها من جديد) رغم انني لا اتفق مع المنتقدين المدنيين الى تضخيم الامور وصولا الى القطيعة، لكن ساقف موقف الشيطان واطرح ماذا عن سرقة التيار الصدري لنقابة العمال بالتزوير والقوة، ماذا عن اغتيال شيوعيين في مقرب الحزب الشيوعي العراقي بمدينة الثورة، ماذا عن سرقة اسم مدينة الثورة وتغييرها الى مدينة الصدر. وهنا لا بد ان يسمح لي د. فارس انه يعزف على والوتر النفسي لشيطنة الاخر، وهو نفس ما يعيبه على المنتقدين المدنيين.

يذهب د. فارس بوصف التيار الصدري انه تيار ديني له تاريخ عنفي، في اشارة الى تنزيهه من اي اعمال عنفية جديدة وهذا اسلوب يتبعه السياسيين لتخفيف حدة الاتهام، ما يبعد رؤية الكاتب عن الحيادية.

يمكن للمنتقدين ان يكونوا على حق فيما لو نظرنا الى طرح السيد الصدر لحكومة التكنوقراط، في حين يطرح المدنيين حكومة كفاءات، فالكثير منهم يفسرها على انها محاولة لابعاد الاحزاب الشيوعي واليسارية واللبرالية عن الحكومة القادمة والمجيء بوزراء ليس لهم عمق جماهيري ولا من يدافع عنهم امام جبهة تتشكل ضدهم على مستوى الواقع، حينها لا حامي لهم غير التيار الصدري القوي عدةً وعددا، واذا ما نظرنا الى القاعدة التي وصف د. فارس ان قسما منها ذو تاريخ يساري، فهو يحجب السبب الاكثر موضوعية في انتقال هؤلاء لتأييد التيار، أنَهم في بداية التغيير وباعداد كبيرة قد التحقوا بالحزب الشيوعي العراقي طلبا للمكاسب الوظيفية، وعندما لم يجدوا ضالتهم، اتجهوا للتيار الصدري الفقير بالكفاءات، فكان لهم ما ارادوا، واذا أراد الشيطان ان يدخل هنا فالسؤال هل نتوقع من هؤلاء ان يصبحوا يساريين ومتديينين صالحين؟؟؟

إن الحراك المدني هو في الاصل دعوة لاعلاء حق المواطنة والعدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات وفرص العمل ، فكيف يعقل ان يقاطع المدنيون لقاعدة التيار الصدري العريضة والتي هي في الاصل من اكثر طبقات المجتمع تضرراً، وهنا اشيد بدعوة د. فارس انه لا يٌنَظر لتحالف بين التياريين، انما يرفظ مقاطعة التيار الصدري، في الوقت الذي تبرز الحاجة لجمع اكبر عدد ممكن من المتضررين وزجهم في العملية الاحتجاجية لتحقيق المصالح العامة بالقضاء على الطائفية والعرقية والمحاصصة الحزبية ومحاربة الفساد، وصولا لانشاء دولة بنظام مدني ديمقراطي. الحقيقة ان الاعتراض يأتي على طريقة التعامل مع القيادة الدينية والسياسية للتيار الصدري، فلا يكفي العمل المشترك في ساحات الاحتجاج والسكوت على ادائهما بكل ما تحمله من سلبيات، ولنا في التجربة مع حزب البعث ايام الجبهة الوطنية خير دليل يدعم حق الاعتراض، كذلك تجربة الحزب الشيوعي العراقي في القائمة العراقية، اخيرا دخول المتظاهرين للمنطقة الخضراء لاكثر من مرة وما نتج عنها من اضرار على الحراك السلمي، الاعتراض يأتي على لقاء السيد الصدر من قبل اشخاص بالتنسيقيات، في حين يعيش الصدر خلافات علنية مع قوى حاكمة، وكأن المدنيين يأخذون طرفه ضد الاخر، لا يخدم ان يتكلم اشخاص بارزين في تنسيقيات التيار المدني بطريقة صارخة عن مواقف السيد الصدر، وما يتخذوه من قرارات، ملغين بذلك القاعدة الصدرية التي تشكل هدفا لهم ولحراكهم في استعادة حقوقهم، لا ادافع هنا عن المطالبين بالقطيعة مع القيادة الدينية والسياسية للتيار الصدري، لكن اطرح ان يكون العمل مع التيار الصدري بحذر وفي نفس الوقت فضح الفاسدين فيه، وعدم التوقف عن مطالبة القيادة السياسية بتقديم ادلتها على التغيير الحقيقة في اداء التيار، لا يمكن لاحد ان يمنع متظاهر من الخروج لساحة التحرير لكن يجب ان نميز بين متظاهر من اتباع عصائب اهل الحق، دخل لتحقيق اهداف لا نلتقي معها، وبين متظاهر من التيار الصدري يتظاهر لانه متضرر من الفساد، واخر صدري يشغل منصب حكومي كثمرة للمحاصصة التي مارسها التيار.

في النهاية ما طرحه د. فارس لم يكن رؤية نفسية في ديناميات اليساروية الاجتماعية، انما هو موقف سياسي ودعوة لقبول هذا التقارب بنفس الوسائل التي تجري بها، وهو لا يطرح وسائل بديلة تجعل من التقارب مفيداً، على سبيل المثال تهيئة مواد تثقيفية تقرأ في كل تظاهرة تدعو الى مبادئ الدولة المدنية، او مناظرات بين التيار المدني والصدري لتقريب وجهات النظر وترسيخ مبدأ القبول بالاخر، فعاليات مشتركة خلال ايام الاسبوع تزيل المخاوف التي يطرحها كلا الطرفين، عدم انفراد التيار الصدري باتخاذ قرارات من طرف واحد بدون الحوار مع تنسيقيات التيار المدني، تقديم الفاسدين من التيار الصدري للعدالة وبالادلة، بدون الحاجة والمراوغة بطلب الادلة من الناس الخائفين اصلا من سلطة التيار الصدري، العمل المشترك على تشريع كتابة القوانين المعطلة وتبنيها من قبل المتظاهرين تمهيدا لتقديمها الى الحكومة لعرضها على البرلمان، الدعوة العلنية والفعلية لمنع تدخل ايران في شأن التيار، بالاضافة الكثير من هذه الوسائل التي ستحول التقارب الى مثمر وناجح ومطمئن.


12
بيان عن مؤتمر التيار الديمقراطي العراقي في المانيا

عقد التيار الديمقراطي العراقي مؤتمره الرابع بتاريخ 18 حزيران الجاري في مدينة كولون الالمانية وعلى قاعة الديوان الشرقي الغربي، بحضور من الزميلات والزملاء تحقق من خلالهم النصاب القانوني لعقد المؤتمر.
رحب الزميل ماجد فيادي بالحضور ودعاهم للوقوف دقيقة صمت على ارواح ضحايا الارهاب  وشهداء الحركة الوطنية العراقية، كما عزى باسم الحضور الزميلة كفاح الطريحي بوفاة زوجها الزميل صبيح الحمداني. ثم توجه بالشكر للخطاط مهند صالح على ما عرضه من لوحات فنية على جدران قاعة الديوان، بعدها دعى الفنان باسم منعم لتقديم مقطوعة موسيقية على آلة العود بمناسبة انعقاد المؤتمر.
توجه الزميل الى الزميلين د. حسن حلبوص ود. صادق البلادي لرئاسة المؤتمر الذين جرى المصادقة عليهما  من قبل الحضور، ثم قاما بعرض برناج المؤتمر الذي حضى بموافقة الجميع.
قرأ الدكتور صادق البلادي كلمة التهنئة التي ارسلها الدكتور كاظم حبيب الى المؤتمر ثم قرأ الدكتور حسن حلبوص كلمة الدكتور غالب العاني عن منظمة حقوق الانسان العراقية في المانيا (اومرك) بعدها كلمة لجنة التنسيق تقدم بها المهندس ضياء الشكرجي واختتمت التهاني بكلمة ارتجالية من قبل الزميل ماجد فيادي عن الديوان الشرقي الغربي.
تناولت الكلمات صعوب الظرف الذي يمر به العراقيون من اعمال ارهاب واحتلال داعش الارهابية لاراضي عراقية، وفساد مستشري في مفاصل الدولة تتستر عليه الاحزاب الحاكمة، يرافق ذلك نزوح كبير للعوائل العراقية وهجرة واسعة الى دول اوربا هربا من الواقع المرير وعدم وجود افق لحل الازمة المستعصية في البلد، امام اداء سيئ للبرلمان والحكومة  ورئاسة الدولة والقضاء العراقي، كل هذا والتظاهرات السلمية التي تعم البلاد تقابل بالاهمال المتعمد والتضييق من قبل الحكومة والبرلمان والجهات الامنية، فقد اعتبرت الكلمات التي القيت ان الحل يكمن في استمرار التظاهرات السلمية والمطالبة بمحاسبة الفاسدين وتحميل البرلمان والحكومة في اجراء الاصلاحات وعدم التهرب من المسؤولية بتشريع القوانين وتوفير المستلزمات لتنفيذها، ولم يغيب عن اعمال المؤتمر وكلمات التحايا الاشادة والاكبار بعمليات التحرير التي يقوم بها الجيش العراقي والمتطوعين من الحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر وهم يقاتلون ضد قوى الارهاب داعش، وقد اعتبر الحضور ان المتظاهرين يقدمون صورة نضالية ضد الفساد والارهاب ادت الى كسب تاييد جماهيري واسع في الداخل والخارج.
انتقل المؤتمرين الى قراءت التقرير الانجازي قدمته الزميلة وفاء الربيعي، وبعد مناقشة قصيرة جرت المصادقة عليه، ثم طلبت الزميلة كفاح ان تقرأ تقرير مختصر عن نشاطات لجنة برلين، استعرضت فيه بعض ما قامت به اللجنة، ثم انتقلت لقراءت التقرير المالي والذي اخذ الحاضرون فيه مناقشات في مجالات الصرف وامكانية تطوير الميزانية لما لها من ضعف في الواردات جرى تفاديها بالانفاق الشخصي من قبل الزميلات والزملاء على المشاركات والالتزامت، في النهاية صادق المؤتمر على التقرير المالي.
في فقرة للتوضيح عن التطورات بعمل التيار الديمقراطي العراقي اثر قانون الانتخابات الجديد، استعرض الزميل صادق اطيمش مراحل نشوء التيار الديمقراطي ومجالات عمله وآلية التعامل بين الداخل والخارج، موضحا رغبة عدد من الزميلات والزملاء المستقلين في بغداد بانشاء حزب جديد ينسجم عمله وتوجهات التيار الديمقراطي، كذلك يتناغم وقانون الاحزاب الجديد. تناول الزميلات والزملاء الفكرة بكثير من النقاشات بين معارض ومتفق معها ضمن آليات ديمقراطية،  انتهوا الى ان تاسيس حزب حق مشروع لكن بدون استغلال اسم التيار الديمقراطي لتحقيق مكاسب سياسية على حساب من ناضل تحت هذا الاسم منذ تاسيسه الى اليوم.

في فقرة مقترحات الزميلات والزملاء تقدم الزميل ماجد فيادي بمقترحين، الاول يهدف الى جعل الجالية العراقية رافداً وطنياً للشعب العراقي كذلك يهدف الى تجاوز الخلافات الطائفية والقومية التي ابتلى بها العراق والتي انتقلت الى الجالية العراقية بسبب السياسة العنصرية للاحزاب الحاكمة، اما المقترح الثاني فانه يهدف الى تعريف المهاجرين الجدد من العراقيين والسوريين على ثقافة القوانين الالمانية، اسبابها واهدافها وكيف تحولت الى سلوك فردي ضمن المجتمع الالماني، وقد حضى المقترحين بمناقشات انتهت الى اعتماد لجنة التنسيق الجديدة هذين المقترحين والعمل على تنفيذهما حسب الامكانيات المتاحة، بعدها تقدم الزميل ضياء الشكرجي بتوضيح مقترح مبادرة يتم الاعداد لها من قبل اصدقاء في الداخل والخارج بما فيهم زملاء من التيار الديمقراطي تهدف الى الوصول لحلول عملية يمكن تطبيقها او اتباعها في حل الازمة الراهنة من انتشار الفساد وسوء ادارة الدولة العراقية واستعصاء سياسي ادى الى الشلل الكبير في الدولة العراقية، انعكس سلباً على حياة المواطنات والمواطنيين العراقيين.
جرت حوارات جادة للقيام بوقفات تضامنية مع تظاهرات الشعب العراقي، تدعو لها لجنة التنسيق وفرعيها، تعكس تضامن الجالية العراقية في المانيا مع الشعب العراقي، تلاها دعوة من الزميل عبد الحسين سلمان لمساعدته في ايصال دراساته عن فساد الحكومة العراقية الى الاعلام العراقي.

بعد ذلك تقدمت لجنة التنسيق المنتخبة في المؤتمر الثالث استقالتها على لسان الزميل صادق اطيمش، لتفسح الباب امام الجميع في الترشيح الى اللجنة القادمة، وبعد الترشيحات التي بادرت الى التصدي للعمل واجراء الانتخابات حصلت الزميلة والزملاء على الاصوات التالية
1.   ماجد فيادي 17 صوتاً منسقاً عاماً للتيار
2.   وفاء الربيعي 17 صوتاً ممثلة العلاقات الخارجية مع تنسيقيات التيار في الخارج والداخل
3.   هيثم الطعان 17 صوتاً لجنة الثقافة
4.   علي فهد 17 صوتاً اللجنة المالية
5.   عبد الحسين سلمان 14 صوتاً لجنة الثقافة

وفي ختام اعمال المؤتمر شكرت لجنة التنسيق الجديدة ثقة المؤتمرين واعلنت انتهاء اعمال المؤتمر.


13
نفس الوجوه الكالحة ونفس الضحايا

ماجد فيادي

منذ بداية العملية السياسية بعد سقوط النظام واحتلال العراق، ومنذ تاسيس القنوات الفضائية العراقية، الممولة من اموال غير عراقية، اعتدنا التفرج على وجوه يفترض انها سياسية، برلمانيون وزراء رؤوساء كتل محللون واعلاميون، كلهم يتكلمون بنفس اللسان ونفس الاتهامات يطرحون علينا المشاكل يشتكون لنا ويشتكون منا، يقولون اشياء غاية في الاهمية، لكنها بلا منظور فكري، يطرحون علينا معاناتنا ومشاكلنا يتاسفون لنا ويطالبونا بانتخابهم، يخطئون بعضهم ويكيلون التهم لبعضهم، ثم يتحالفون مع بعضهم ضدنا، يعبدون الشوارع التي تؤدي الى مقابر الأئمة لنزورها شيعة وسنة، يطورون في تلك المزارات الدينية ويزيدون من تحميلها بالذهب والمرمر، حتى يجعلونا اكثر خشوعا وتفاعلا مع معاناة تلك المقامات الدينية، لكنهم عندما يصلون الى معاناتنا تخونهم الحلول والسبل، فيؤجلوها الى اربع سنوات جديدة، ننتظر اللاحل من برلمان ننتخبه ليزيد من بؤسنا بؤسا.
وجوه تصفنا مرة بالبؤساء ومرة بالمارد، احدهم يقول المعلم العراقي زمال كلشي ميفتهم، ثم يصفنا اخر بغير المنضبطين ليختتم احدهم اننا نجتاح المنطقة الغبراء، وكأننا اوباش من بلد اخر، تظهر احداهن تريد ان يقتل سبعة سنة قبالة سبعة شيعة، فتاتي اخرى متباكية على تهميشنا، لكن اقواهن تلك التي تترامى بالنعلان والبطالة في البرلمان، ولا اشجع شقاوى في بارات الفضل ايام زمان، هي نفس الوجوه.

بعد ان تظاهر الناس على الفساد والفاسدين واستمروا بتظاهراتهم حتى تطورت في خط بياني وصلت الى الاعتصامات واخيرا اقتحام المنطقة الخضراء، راحت نفس الوجوه الكالحة ( بنفس البدلات الرسمية والعمامة السوداء  والبيضاء ونفس الحجاب الذي يغطي حنك الوجه والذي يكتفي تغطية الشعر مع مكياج صارخ) راحت هذه الوجوه تقدم لنا نماذج لها اول وليس لها آخر من خطط الاصلاح التي لا تغني ولا تشبع، ادخلونا في لعبة قديمة جديدة، انا نزيه وغيري فاسد، حلولي الانجع وحلولهم الافشل، نبدأ بالبرلمان ام بالحكومة، نواب رئيس الجمهورية ( وهم بلا نفع اصلا) ام نواب رئيس مجلس الوزراء، رئيس البرلمان اقيل ام لم يقيل، نواب معتصمين في البرلمان، واخرين يباتون في بيوتهم.

اليوم سندرلا العراق فاتها الزمن وعبرت الساعة الثانية عشر ولم يعد بالامكان لمحاولات الامير ذو العمامة من ادراك ما حصل واعادة الزمن الى الوراء، لا احد يريد الاعتذار وارضائها ولا هي تريد العودة ومواصلة العمل الذي تتقاضى عليه الملايين، الحل كان بتقديم كوكبة من الضحايا ولا اقول الشهداء لان الشهادة مقتصرة على الفاسدين مثلما هي الملايين والخدمات الصحية والتعليم، قدمت هذه الكوكبة لارضاء سندرلا والامير والسيد ذو القاعة الاميرية الفخمة التي تستوعب لسكنة مدينة الثورة كلها، او حتى كان هؤلاء الضحايا لاذلال وكسر شوكة سيد لا يؤمن انه سياسي لكنه يسير عدد كبير من السياسيين، المهم كانوا هؤلاء من الضحايا لانهم بلا سند او معين.

ضرب بجمع نحجي بالعراقي، الجماعة ما هامهم الوقت بالعكس يلعبون على دفع الشغلة كلها حتى يصير غير مفيد اجراء اي تغيير، وتبقى نفس الوجوه ونفس قانون الانتخابات ونفس هيئة الانتخابات الغير مستقلة ونفس الفساد ونفس التاييد الخارجي والاقليمي، والعب بيها ابو سميرى، وتبقى ولد الخايبة حطب لمغامرات وحروب وارهاب الفاسدين، والنفط يتصدر والبنوك الاجنبية تنترس بالدولارات، والبنك المركزي يلعب طوبة بالعملة الصعبة والذهب، ونرجع ننتظر اربعة سنوات اخرى لان غير مسموح تغيير الرئاسات الثلاث من قبل امريكا وايران، على اساس الفرسان الثلاث

اين الحل؟؟؟
بعد ان تشابكت اللحى رجالية ونسائية، وعدم رغبة اي طرف بالنزول عن بغلته، لم يعد الحل بيد المرجعية الدينية، ولا ادعو الى تدخلها من جديد بل اطالبها بالاعتذار للشعب العراقي لانها مكنت هذه الاحزاب الفاسدة من حكم العراق، ولم يعد الحل بيد رئيس الوزراء مثلما كنا متوهمين في البداية انه مدعوم من الشعب والمرجعية والمجتمع الدولي، الحل ليس بيد رئيس البرلمان بعد ان خلعوه وبقى يبحث عن حلول لابقائه على كرسيه، حتى روؤساء الكتل لم يعد الحل بيدها لان الفساد المنتشر، لطخ ثياب الجميع وليس هناك احد افضل من احد، اذا اين الحل ومن يقدر على اطلاقه؟؟؟ مهما كان دور العامل الخارجي فانا لا أأمن الا بالعامل الداخلي وعلى العامل الخارجي ان يتبع الداخلي، في النهاية مثلما منح الشعب الثقة للفاسدين بامكان الشعب ان يجبرهم على ايجاد الحلول، وهي مطروحة وواقعية وليست مستحيلة كما قالها شيخ النــــــــ  لة ان الفوضى ستعم لو تغيرت الرئاسات الثلاث، الحل في التصويت على حكومة كفاءات تكشف الفاسدين وتقدمهم للقضاء وترسم معالم دولة جديدة، ترسخ لعملية سياسية مختلفة بعيدة عن المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية، وهذا لا يمكن تحقيقه بدون ضغط الجماهير، بتظاهراتهم واعتصاماتهم السلمية، حتى اذا وصلت لشل عمل الحكومة التي لا تحقق مطامحهم.

في الختام حتى المتظاهرين الذين لديكم وزراء في الحكومات المتعاقبة، لا يعني بتظاهركم ان وزرائكم ونوابكم غير فاسدين، فالوزير الذي لا يكشف الوزير الفاسد الذي سبقه، هو فاسد ايضا.




14
المنبر الحر / ابكتني ميرنا
« في: 01:41 10/01/2016  »
ابكتني ميرنا

ماجد فيادي
كعادتي في يوم السبت اتابع برنامج ذي فويس برفقة زوجتي بعد ان تأخذ طفلينا الى النوم، هذه المرة البرنامج الخاص بالاطفال، انها الحلقة الثانية ولم يظهر بها طفل عراقي، كانت كلمات تمر في خاطري متمنيا لاطفال العراق ان يصلوا الى هذا البرنامج، ما أن اتت المشاركة الاخيرة، وهي تتكلم باللهجة اللبنانية، يقدمها اخيها، مع مفردات تسقط باللهجة العراقية، تحرك في داخلي شيء لم افهمه، حتى تحدث والدها الذي زادني يقيناً انها عراقية، اخيرا روت ميرنا قصتها وهي تهرب من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) تلك المنظمة الارهابية التي سرقت منها الامان والاستقرار وحتى اللهجة، في هذه الاثناء تحركت انفعالاتي ولم اسيطر على مشاعري حتى بدأ جلدي يقشعر ودموعي على اطراف جفوني. ما اراحني واعطى مشاعري الطمأنينة والانسياب ان زوجتي ذهبت الى غرفة نوم الاطفال لتجعلهما ينامان كالملائكة في فراشهما، تبدأ ميرنا بسرد قصتها، كيف هاجر بها والديها مع اخوتها هربا من ذلك التنظيم الارهابي خوفا من اختطافها وبيعها في سوق النخاسة، تحدثت عن مشاعرها ومخاوفها وحبها للعراق، ولم تنسى وطنها الثاني لبنان الذي احتضنها رغم ما يعانيه من مشاكل، في هذه الاثناء تسلط الكامرة الضوء على الفنان كاظم الساهر وهو يعبر عن خفقان قلبه تجاه المشترك القادم، لا اعلم هل هو ذكاء المخرج ام هي محركات داخلية لا يمكن تفسيرها
تقول ميرنا انها ستغني موال للحب، وكأنها ترد على اؤلائك القتلة، ان الحب ابقى واسمى من افعالهم الاجرامية، ثم تنتقل لاغنية فلم ملكة الثلج الذي تعشقه ابنتي حد الجنون، فملابسها والعابها لا تخلو من صور ايلزا وأنا واولوف او كرستوف وسفن، احببت العلاقة الرابطة بينها وبين ابنتي، حتى تقارب الاعمار، اشعرتني بالألفة والانتماء المشترك للعراق والحب والانسانية، هي ثواني التف لها كاظم ونانسي وتامر، شعروا بها وكأنها تغني لهم ملحمة كلكامش، صور مرت امامي لارهاب داعش ومعاناة العراقيين، سياسيين طائفيين وقوميين وانتهازيين، نازحين ازيديين ومسيحيين ومندائيين وشبك وتركمان واكراد وعرب، ضحكات صدام حسين والعوائل الفيلية والمأنفلة والمغيبين والمقابر الجماعية، ادعاءات المالكي بقيادة المقاومة ضد الامريكان، خطب الجعفري العصماء، قاعة الحكيم التي تتسع لسكان مدينة باكملها، مقتدى الصدر بين حله لجيش المهدي واستعراضات عسكرية لا يربطها جامع وطني، النجيفيان وهما يتشدقان بمظالم اهل السنة ويسلمان الموصل لداعش، سليم الجبوري نجم الفضائيات الذي لا تأخذ منه حق ولا باطل لكنه عبقري في سحب الصلاحيات من العبادي في الوقت المناسب، خذلان العبادي لمن ملئ ساحات التحرير في بغداد وباقي مدن العراق، البارزاني وهو يدعو الى الانفصال في مسلسل ليس له نهاية، الطالباني في فراش المرض يرفض التوقيع على احكام الاعدام بحق الارهابيين وزوجته تتصرف بالمليارات، الفتاة الازيدية وهي تختصب على يد ارهابي داعش، المسيحيين وهم بين حراب التهجير ومغريات الاوربيين والامريكان، المندائيين الذين لم يجدوا ماءً للتعميذ ولا معابد تحتويهم، سنة العراق وهم ينزحون من مدنهم الى مخيمات تغمرها مياه الامطار، شيعة العراق وهم يقدمون ابنائهم قرابين لتحرير ما فرط به حكام العراق
الجدد، اهلي واصدقائي الذين فارقتهم مجبرا

انتهت ميرنا من غنائها وسط تصفيق الجمهور ودموعي المنهمرة، كلماتها المؤثرة، في الحب والانسانية والعراق، وما هي الا لحظات اعود بها الى الواقع، حيث اعيش بعيداً والعراق تنهشه مصالح دول الاقليم واميركا بمعونة الفرقاء من الاحزاب الحاكمة، الا من ذهب الى ساحات التحرير في بغداد والمحافظات ومن دعمهم بالكلمة والموقف كميرنا



15
بيان احتجاج بحق الحكم الصادر ضد السيد عقيل الربيعي

تابعنا خبر اصدار محكمة التمييز في بابل، الحكم بحق السيد عقيل الربيعي ستة اشهر، لانه قام بواجبه الوطني وما يمليه عليه عمله الذي انتخبته من اجله جماهير مدينة الحلة، عندما اعاق تحقيق مطامع رؤوس الفساد في الاستيلاء على ممتلكات الشعب العراقي بحي الطيارة، أولئك الذين دفعهم غييهم الى اللجوء للفاسدين في القضاء العراقي، الذي يواجه غضب الجماهير المتظاهرة في ساحات الاحتجاج، بتنسيب القضية الى قاضي جديد لم يتردد في البت بها من اول يوم له في الاطلاع على اروراقها، مسطراً بذلك تسييس واضح للقضاء لمصالح المتنفذين، معلنا الحكم على كل الشرفاء الذين يعملون ضد الفساد ولمصلحة العراقيين
كنا ننتظر من مجلس محافظة بابل ان ينتصر الى مطالب الجماهير المتظاهرة كل يوم جمعة منذ عدة اشهر، في القضاء على الفساد المستشري في المدينة، وان يقف الى جانب الشرفاء ليعلن انحيازه الى بنات وابناء بابل، ونصرة القوى الامنية والمتطوعين في محاربة الارهاب الذي يستند الى ذراعه الطويل في جسم الدولة العراقية ألا وهو الفساد، لكنه خذلنا من جديد بعد ان تنصل عن دوره الرقابي لينتقل الى دور الساكت عن الحق، والضامن لمصالح الفاسدين
اننا في التيار الديمقراطي العراقي بالمانيا ومنظمة الحزب الشيوعي العراقي، نحتج ونستنكر هذا القرار الظالم بحق الشعب العراقي والسيد عقيل الربيعي، وسنعمل على كشف الفاسدين في القضاء العراقي وحيتان الفساد الكبيرة التي توجهها الاحزاب الحاكمة، أن نفضحهم امام المجتمع الالماني بكل ما لدينا من علاقات وامكانيات، تتيح لنا وضع العراق على طريق الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، والخروج من دائرة الفساد المظلمة

التيار الديمقراطي في المانيا
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا




16
بيان تضامني مع حركة الاحتجاجات وضد انتهاكات حقوق المتظاهرين

نتابع باهتمام الحراك الجماهيري الدائر في العراق للمطالبة باصلاح العملية السياسية في تشريع القوانين التي تصب في التخلص من المحاصصة الطائفية العرقية، انتخاب اللجان المستقلة بشفافية ومهنية، وصولا للكشف عن رؤوس الفساد الكبيرة، وتقديمها الى العدالة، واعادة المال العام المسروق، نزع السلاح من يد المليشيات الحزبية والعصابات والقضاء على الارهاب والخلاص من الفكر الداعشي والطائفي، انتهاً بتحقيق الدولة المدنية
ما يثير قلقنا حالات انتهاك حقوق الانسان التي تمارس على يد قوات الامن العراقية، واخرها الاعتداء على المتظاهرين بالضرب والشتائم والاعتقال امام البرلمان العراقي على مسمع ومرئى اعضاء برلمانيين يوم السابع عشر من تشرين الثاني 2015 ، هنا نأكد أن مهمة قوات الامن حماية المتظاهرين وليس الاعتداء عليهم دفاعاً عن الفاسدين، هذا الحالة نتابعه مع اصدقائنا من الالمان وسننقله بكل ما اتيح لنا من امكانيات الى اوسع نطاق، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني الالمانية، حتى يسير العراق على طريق الديمقراطية
وبهذه المناسبة نذكر ان التظاهرة التي خرجت يوم الثلاثاء في الرابع والعشرين من تشرين الثاني 2015 امام البرلمان العراقي، والتي حضيت بحماية المتظاهرين، انما هو الاداء السليم لقوات الامن العراقية، لكن هذا لا يمنع من تذكير الحكومة العراقية باضهار نتائج التحقيق في الحادثة السابقة، لتعرية المسؤولين عنها ومحاسبتهم وفق القانون العراقي، ولا ننسى المطالبة بالكشف عن مصير المتظاهرين الذين تم اختطافهم ولم يطلق سراحهم لليوم، كذلك الكشف عن المسؤولين الذين قاموا بتعذيب المعتقلين من المتظاهرين قبل اطلاق سراحهم

الهيئة الادارية للديوان الشرقي العربي في مدينة كولون الالمانية

17
المنبر الحر / لاجئون خمسة نجوم
« في: 20:01 23/09/2015  »

لاجئون خمسة نجوم

ماجد فيادي
مع تصريحات المانيا بقبول اعداد كبيرة من المهاجرين دون التقيد باتفاقية دبلن، توسعت موجة الهجرة وسط العراقيين، واصبحت حديث الناس، حتى صارت الاتصالات التي تردني وغيري من المقيمين في المانيا اكثر مما تتوقعون، كلهم يسألون عن طرق الهجرة وامكانية الوصول الى المانيا او فلندا، ما هي ظروف العيش، الايجابيات والسلبيات، اسئلة كثيرة تخطر في بال من ينوي الهجرة

كانت الاسئلة تاتي من نوعين من الناس، الاول هم المتضررون من النظام القائم في العراق وسياسة الاحزاب الاسلامية والقومية، وهم يشكلون الاغلبية، النوع الثاني المستفيدون من النظام الحاكم وهم الاقلية، الاسئلة اختلفت بين النوعين وتجاوبي معها اختلف ايضا

المتضررون إن كانوا فقراء ام اغنياء، تركزت اسئلتهم في معلومات عن طريق الهجرة، الذي لا اعلم عنه شيء فلم افيدهم بذلك، لكن الجواب كان حاظراً في الفضائيات العراقية والعربية بتفاصيل كاملة، بالاضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي التي عجت بالافلام عن طريق الهجرة، والسؤال الاخر المشترك بينهم كان عن امكانية تقديم المساعدة لهم عندما يدخلون الاراضي الالمانية بالترجمة او النصيحة، وعندما كنت اجيب بالموافقة، كانت سعادتهم لا توصف وكأنني منحتهم حق اللجوء، طموح هؤلاء كان في الوصول الى مكان تصان فيه كرامتهم ويحترم حرياتهم ويحصلون فيه على فرص عمل يعبرون بها عن طاقاتهم، فكانوا قليلي الاسئلة والالحاح

اما المستفيدون من نظام المحاصصة الدينية القومية اعظاء في الاحزاب الحاكمة او مؤيدين لها، كانت اسئلتهم مختلفة تماماً، فهم يرفضون الهجرة بالطرق التقليدية ويسئلون عن امكانية الحصول على الشنكن فيزة، وبشرط بدون بصمة، عندما كنت اجيبهم انني لا اعلم عن الموضوع شيء، كانوا يمتعضون ويلمحون انني اخفي عنهم المعلومات، ثم ياتي السؤال الثاني، عندما اصل اريد شراء شقة اسكن بها، فاجيب لا يمكن للاجئ ان يشتري شقة قبل ان يحصل على حق اللجوء، وان يقدم اثباتات على مصدر المال الذي سيشتري به الشقة، وان دائرة الرعاية الاجتماعية ستقطع عنه المساعدات اذا علمت انه يمتلك كل هذا المال، هنا تثار ثائرتهم (لماذا يقطعون المساعدات السنا لاجئين)، فاقول اللاجئ لا يختلف عن ابن البلد في الحصول على المساعدات وتطبيق القانون، احدهم يريد العمل بشهادته المزورة التي يعمل بها في العراق، عندما اقول له ان عليه احضار شهادة مصدقة وان يتعلم اللغة الالمانية بمستواً جيد، ثم يدرس سنتين ليحصل على شهادة المانية تؤهله للعمل في الشركات، يقول (اهووو هم نرجع ندرس هي هذه الشهادة بالكوة حصلت عليها) احدهم يريد ان يبعث ابنه وان يشتري له شقة بدل السكن في بيوت اللاجئين وان لا يعمل بعد الحصول على حق اللجوء، عندما اقول له هذا غير ممكن لان دائرة الضمان الاجتماعي ستقطع عنه المساعدات يقول لي ( اي احنى ما محتاجين، ابعثله فلوس منا ويشتري املاك وين المشكلة) اخر يريد ان تدخل ابنته في نفس المرحلة الجامعية التي وصلت لها بمجرد ان تطأ قدمها المانيا، حتى لا تفقد سنة او اكثر من حياتها، عندما اجيب هذا غير ممكن فعليها تعلم اللغة واثبات اي المواد الدراسية حصلت عليها في الجامعة، تجده يتذمر ويعترض كأن الالمان ملزمين به، عندما اضيف له ان ابنته تستطيع تعلم اللغة في عام وبعدها تدخل الجامعة بعد الامتحانات، ثم تحصل على راتب المساعدات وان تاخذ قرض من دائرة مختصة بالطلبة وتعمل لتسد حاجتها المالية، فعليها ان تسكن في شقة لوحدها او مشتركة وان تعيل نفسها، يعترض الاخ ويقول (كيف للطالب ان يدرس ويعمل بنفس الوقت)، اقول له ان الطلبة الالمان يعملون ايضا، يجب نحن لسنا المانا

احدهم يتسائل انا بعمر كبير هل سيفرضون عليا العمل، اجيبه ان عمر العمل حتى السابعة والستين(يقاطعني ويقول لا انه الى الخامسة والستين) اكمل له ان القانون في المانيا تغير،لكن بما انك بعمر الستين ولا تجيد اللغة فانهم لن يتشددوا معك، حينها يتسائل واذا اشتريت بيت هل يقطعون عني المساعدات، اجيبه نعم، واكمل اذا كان لديك هذا المال ما حاجتك الى المساعدات، يقول (ليش لا اذا كانت تاتيني بدون مجهود) ثم يكمل واذا فتحت مشروع باسم شخص ثاني هل يقطعون عني المساعدات، اجيبه لا لانه باسم اخر، لكن ما ضمانك ان ذلك الشخص لا ينقلب عليك وياخذ الجمل بما حمل، يقول (اني مو غشيم بعدين اهله بالعراق اعرف شسوي بيهم) ثم يكمل هل تعلم كيف ادخل اموالي، اجيبه انا لا املك مالا في الخارج حتى افيدك كيف ادخله الى المانيا ثم انني لا اعمل بخلاف القانون، هنا ينزعج من اجابتي

احدهم يتصل بصديق ويطلب منه توجيه الدعوة له للحصول على فيزة،عندما يوضح له توجيه الدعوة يتطلب شروط غير متوفرة فيه، يجيب (شنو السالفة هوايا ناس سوتها)، واحد سيأل اذا وصل المانيا ولم يعجبه الوضع هل يستطيع السفر الى دولة اخرى وطلب اللجوء هناك، اجيب ان المانيا كسرت البصمة لكنها لم تقول انها لا تعطي بصمة من دخل اراضيها وتركها الى دولة ثانية، يقول ( هما شخصرانين ما اريد ابقى هناك قابل اشتروني) واحد يسأل عن لم الشمل وكم يستغرق، اجبته ان لم الشمل يشترط الحصول على حق اللجوء وبعدها العمل وتقديم طلب يستغرق فترة طويلة، يعترض الاخ ويقول ( لعد ليش السوريين ينطوهم لم شمل بسرعة) واحد يسأل بعد ان احصل على حق اللجوء اريد بيع املاكي التي بالعراق وانقلها الى المانيا هل بامكاني ذلك، اجيبه هذا يترتب عليه الحرمان من المساعدات، ويتطلب تقديم ادلة عن مصدر هذه الاموال حتى لا تعتبر غسيل اموال، يجيب لكن امواله مسجلة باسماء اخرى كيف اثبت انها لي، اجيبه هذا صعب، فيقول( المانيا صعبة فلوس وجايتكم شتريدون، بعدين مسؤولين كبار هربوا فلوسهم محد اعترض بقت علينا) اسئلة كثيرة من هذا النوع تمحورت حول الاموال والفيزة والعيش الرغيد

في النهاية نكتشف ان الذين خربوا البلد وسرقوا امواله اصبحوا يزاحمون المتضررين من افعالهم في طلب اللجوء، نجدهم امعنوا في تخريب البلد وهم اليوم يتركوه ويتخلون عنه، يريدون ان ينقلوا فسادهم الى المانيا ويعيشون بنفس الطريقة الفاسدة ليخربوا المانيا ثم ينتقلون الى بلد اخر، نجدهم باموال العراقيين يتعالون على العراقيين ولا يرغبون بهجرة او عيش كما هم المتضررين

اخيراَ اجبتكم ايها الفاسدين على كل اسئلتكم، وانصحكم بالبقاء في العراق وان تعيشوا وسط الخراب الذي تسببتم به، وان تتحملوا انتقادات ابنائكم على ما صنعتموه لهم، حتى يأتي اليوم الذي تحاسبون به على ما فعلتم


18
المنبر الحر / الاقنعة والمرجعية
« في: 23:14 26/08/2015  »
الاقنعة والمرجعية

ماجد فيادي

كثيراً ما تبارى العديد من الاسلاميين في الدفاع عن المرجعية الدينية بمناسبة او بدونها، كلما تناول احداً موضوعها اذا ما تدخلت في السياسة ايجاباً أوسلباً، الدفاع دئماً مستميتاً، لا يخلو من اتهامات شرسة، تهدف الى التسقيط واخراس الصوت الذي يدعو الى ابعاد الدين عن السياسة، حفظاً على الدين وكرامة رجل الدين، ومنعاً لاستغلال الانسان العراقي

لا ننسى جميعا عندما دعى عدد من المتملقين، ان يمنح السيد علي السستاني جائزة نوبل للسلام، وعندما تحدث العديد ممن يفهم ما هي جائزة نوبل، أنها لا ترفع من شأن المرجعية، قالوا انهم لا يريدون له ان يكون شخصية عالمية. وهنا لا اريد ان اسهب في امثلة من هذا النوع منعاً للاطالة والخروج عن مناسبة الحديث، اذكر هؤلاء انهم اول من تنكر للمرجعية، واداروا ظهورهم لها، عندما دعت للتظاهر والوقوف بوجه الفساد، فالكثير منهم حرض على عدم التظاهر، لاننا في مرحلة محاربة داعش، منهم من اتهم المتظاهرين انهم يحملون اجندات لدول اجنبية، منهم من قال انهم ليسوا بمسلمين، منهم من قال ان المتظاهرين يريدون شراً بالدولة الاسلامية والنموذج الاسلامي، ويدعون الى دولة مدنية تفتح الباب للانحلال الاخلاقي، وكثير من هذه الادعاءات التي يعرفها العراقيين، لكن اكثرهم غرابة وبالرغم من عدم خروجه للتظاهر، راح ينشر صور للسيد العبادي وهو بجسم رياضي ممتلئ بالعضلات، وعليها عبارة (العبادي بعد تأييد المرجعية) وكأن الجماهير التي خرجت لا وجود لها، فقط هي المرجعية التي جعلت منه قوياً، اكثر الانتهازيين ممن لم يشارك في التظاهرات، عاد للعبته الاولى، في الدفاع عن المرجعية بطريقة استفزازية واقصائية، عندما يطرح احد الاراء أن المرجعية استجابت لنداء الجماهير، يقول لا، المرجعية هي التي قادت المتظاهرين ويستمر متغزلاً بها، وهو لا يخرج من بيته للتظاهر ضد الفساد

هذه النماذج هي نفس المنافقين الذين كانوا يدافعون عن سيدهم المقبور صدام حسين، وهم اليوم يحاولون خلط الاوراق في التحريض على تحويل التظاهرات من سلمية الى عنفية، هم انفسهم اذا ما خرجوا للتظاهر انما ليقوموا بافعال تسيئ للمتظاهرين، ويجعلوها عنفية بدل سلمية، لاسقاطها في فخ الاضرار بالمصالح العامة، ما يدعو الى تدخل قوات حفظ الامن ومعاملة المتظاهرين السلميين بالعنف

هذه النماذج مستفيدة من اسيادهم الجدد في الاحزاب الدينية الطائفيةالحاكمة، ولم تكن المرجعية لهم اكثر من غطاء لتمرير مصالحهم على حساب الفقراء والمساكين من الشعب العراقي، والى هؤلاء نقول أن الجماهير سبقت المرجعية ولن تتوقف الا بانهاء الفساد ومحاسبة الفاسدين، مهما كانت انتماءاتهم ومواقعهم، والمرجعية استجابت للجماهير ونفظت يدها من السياسيين الفاسدين خوفاً على مكانتها التي شوهها هؤلاء الفاسدين، وان المحاسبة بعد ان تنال من الرؤوس الكبيرة ستنال من وعاظ السلاطين المنافقين امثالكم، فدماء الضحايا ومعاناة العراقيين ومستقبلهم ليست للمساومة او الهدر
الجمعة القادمة ستكون لتغيير القضاء، ولن يقف احد بوجه الجماهير المتضررة، فعلى كل مواطنة ومواطن يبحث عن حقه في المواطنة، ان يخرج للتظاهر، وعلى كل مواطنة ومواطن يرى ثروات بلده تسرق، ان يخرج للتظاهر، وعلى كل مواطنة ومواطن مقتنع حقاً بالمرجعية، ان يخرج للتظاهر، فغداً بعد ان تسقط الاقنعة لن نعذر احدا




19
دعوة عامة للحضور

ضمن نشاطات منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا، نستضيف النصير ابو زينة (حسن شاكر) عضو اللجنة التنفيذية لرابطة الانصار الشيوعيين، وعضو لجنة دعم النازحين التابعة للرابطة، يوم الجمعة القادم 21 آب الساعة السابعة والنصف مساء، في امسية بعنوان... الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للنازحين في اقليم كردستان العراق... على قاعة الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون

يتناول خلال الامسية شكل المساعدات التي تقدم للنازحين من قبل منظمات المجتمع المدني وفق الامكانيات المتاحة، وارتباطها بحجم الحاجة المتنوعة والكبيرة لاعداد النازحين، شكل الظروف التي يعيشها النازحون وسط شحة الامكانيات، نوع المساعدات الحكومية ومدى تلبيتها لحاجة المنازحين... كل هذا ومواضيع اخرى

نستقبلكم على العنوان التالي
Huhnsgasse45/51
50676 Köln

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا

20
قضيتان للنقاش تستندان لحزمة الاصلاحات التي اقرها رئيس مجلس الوزراء

ماجد فيادي
القضية الاولى:. تنص الفقرة السادسة من بيان مكتب رئيس الوزراء ان تفتح ملفات الفساد  السابقة والحالية تحت اشراف لجنة عليا لمكافحة الفساد، تتشكل من المختصين وتعمل بمبدأ (من اين لك هذا)، ودعوة القضاء الى اعتماد عدد من القضاة المختصين المعروفين بالنزاهة التامة للتحقيق فيها ومحاكمة الفاسدين
في هذا الخصوص يغيب عن الفقرة اعلاه تحديد سقف زمني لعمل اللجنة، فمن الضروري تحديد فترة، تعلن خلالها القضايا التي ستعرض على هذه اللجنة، ومن ثم تحديد فترة زمنية للنظر في كل قضية واعطاء سقف للخروج بالنتائج، فليس من الممكن ان نعود الى لعبة القط والفأر، التي لعبها معنا السيد نوري المالكي في مدة المائة يوم التي الزم نفسه بها، واذا كانت هناك قضايا تحتاج الى وقت اطول للخروج بنتائج ملموسة، يمكن ابلاغ الشعب بها وتسميتها

هذه الفقرة يغيب عنها الشفافية في اعلان من هم القضاة النزيهين واي المناصب يشغلون، ولم تشير الفقرة الى اشراك منظمات المجتمع المدني في اللجنة، باختيار القضاة واشراك الاساتذة الجامعيين في تحديدها، فالقضاء عانى كغيره من المؤوسسات، مشكلة الضغوطات السياسية للتأثير على مقرراته، ما يعني اننا بحاجة الى الشفافية في عمل هذه اللجنة وانتخاب اعضائها وكذلك اختيار المراقبين المدنيين على عملها

القضية الثانية:. مجلس البرلمان
لم يخرج المتظاهرون محتجين على الحكومة فقط، بل ايضاً على البرلمان، فهو مقصر منذ سنين في تشريع القوانين التي ترسم شكل الدولة العراقية، مثل قانون الاحزاب الذي اذا ما شرع سيكون سلاحاً بيد العبادي، لكشف المزيد من الفساد عبر مبدأ مين اين لك هذا، كذلك قانون النفط والغاز، قانون المحكمة الاتحادية، قانون ترسيم الحدود الادارية، قانون التعداد السكاني العام، تعديل قانون الانتخابات البرلمانية، والكثير من القوانين الاساسية التي توقفت بسبب المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية

من هنا اجد الاستمرار في التظاهر يعد عامل ضغط على الكتل السياسية في تحمل مسؤوليتها الدستورية لانهاء حالة الركود السياسي، والعودة بالعملية السياسية الى طريقها الصحيح، في تشريع القوانين التي تخدم المواطنين، وتساعد الحكومة على تنفيذ وتقديم الخدمات التي ترتقي بالانسان العراقي الى مصاف الدول المتقدمة


21
نصيرات …. وحوار مع المخرج

استضافت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة كولون الالمانية على قاعة الديوان الشرقي الغربي يوم الجمعة 29 ايار المخرج علي رفيق لمحاوته على فلمه المعنون نصيرات، ضمن سلسلة افلامه عن حركة الانصار الشيوعيين، رحب السيد ماجد الخطيب بالحضور باسم الديوان ثم دعى الرفيق ناظم ختاري للترحيب بالضيوف باسم منظمة الحزب
في بدأ الامسية تم عرض الفلم على الحضور وقد دام ساعة وربع وسط هدوء وانفعالات اراد الجميع اخفائها عن من يحيط بهم، فالصور التي عرضت كانت حزينة لدرجة أن انهمرت دموع المشاهدين بصمت، وما ان إنتهى العرض حتى طلب الحضور استراحة للملمة مشاعرهم والتقاط
   انفاسهم
مقاطع من الفلم
صور حرب... قطيع من المعيز يسير في الجبل بدون صاحب ويطلق عويل حزنٍ اشبه بنحيب النساء... نساء باعمار تجاوزت الاربعينات ومنهن من كسى شعرها الشيب، مجتمعات في مدينة سويدية... مقاتلات ومقاتلين في جبال كردستان العراق... احاديث عن تجارب نسائية يحملن السلاح لاول مرة، ويقاتلن ضد الدكتاتور... نساء تركن المدن العراقية والتحقن بحركة الانصار الشيوعيين واخريات التحقن بالحركة من مدن اوربية … سرد لذكريات يلفها الحب الوحنان، واستذكار لمواقف كانت بالامس صعبةٍ جداً، واليوم تروى برفقة الضحكات من الاعماق... استذكار لشهيدات، حديث يلفه عَبرة البكاء، دموع تأبى ان تتساقط، وكلمات تنساب من شفاه ترتجف محاولةً ان تعطي صورة لرفيقة من طراز خاص... تقييم سريع، ايجابي وسلبي لتلك التجربة مع اعتزاز بكل دقيقة عاشتها النصيرات في تلك الايام الصعبة... أطفال ولدوا في جبال اقليم كردستان، وقد اصبحوا شابات وشباب بعمر الزهور...عودة الى قطيع الماعز وهو يطلق العويل

بعد الاستراحة دعي الحضور للوقوف دقيقة صمت على ارواح شهيدات وشهداء حركة الانصار الشيوعيين وشهداء الحركة الوطنية وضحايا الارهاب، ثم دار حوار طويل مع المخرج علي رفيق وهو احد مقاتلي الانصار الشيوعيين، مستعرضاً في البدأ الظروف والاسباب التي ادت لانتاج الفلم

خَلُصَ الحوار الى النتائج التالية، أن الفلم صنع بميزانية ضعيفة جداً، اذا ما قورن بافلام وثائقية انتجتها دائرة السينما والمسرح في فعالية بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 حيث بلغت تكلفت افلام هزيلة وليست ذات قيمة بشهادة النقاد والمختصين، مليون ونصف المليون

الفلم جاء ضمن سلسلة من الافلام اولها سنوات الجمر والرماد لتوثيق مرحلة من حياة الشعب العراقي، عمل النظام الدكتاتوري على تشويهها، واكمل عليها الاحزاب الحاكمة بعد السقوط، التوثيق جاء ليمكن الاجيال القادمة من معرقة حقيقة تلك الحركة، وما عانته من مصاعب وآلام كبيرة

دور المرأة العراقية في صناعة تاريخ الشعب العراقي، وحقيقة قدرتها على تحمل الصعاب كما هم الرجال، كيف كانت تقوم بكل الادوار بالرغم من ما تحمله من خصوصية نسائية، تتعلق بتكوينها
الجسماني واحتياجاتها الخاصة وانعدام تجربتها في القتال وحمل السلاح
شاركت النصيرات الشيوعيات في جبال كردستان بتعليم القروين القراءة والكتابة، وقامت الطبيبات بمعالجة المرضى واجراء العمليات الجراحية، كما ساهمن المقاتلات بخياطة ملابس الانصار ليتمكنون من مواصلة القتال

حركة الانصار الشيوعيون ضمت في صفوفها مختلف بنات وابناء الشعب العراقي، عرباً وكرداً وتركماناً، مسيحيين وازيديين ومندائيين، فلاحين وعمال، اطباء ومهندسين، فنانين ورسامين، انهم ببساطة عراقيون

الحركة الانصارية واجهت مصاعب عديدة كان من اقساها، الدعاية المضادة في تشويه الصورة واطلاق الاتهامات وحياكة الدسائس ضدها، ودخول الجواسيس فيها لاقتناص اعضائها

تعرضت النساء الشيوعيات الى العديد من المعانات على يد جلادي الدكتاتور عندما القي القبض عليهن، بالتعذيب الوحشي وانتهاك كرامتهن وسلب اطفالهن واعتقال عوائلهن وتعذيبهم امام اعينهن

 الحركة الانصارية تتفوق في دسامة مادتها على باقي حركات التحرر العالمية وهي مادة غنية للعمل السينمائي والدرامي، لكن من يقبض على السلطة اليوم لا يريد لهذه الحركة ان تاخذ طريقها لمعرفة الشعب العراقي، والزمن لا بد ان يعود ليعطيها حقها

ضعف الاخراج في اماكن مختلفة من الفلم، له ما يبرره وقد اقر بها المخرج، لان حجم القصة وكثرة الشهود، لايتناسب والزمن المخصص للفلم، ولا حجم الميزانية المادية المخصصة له

نصيرات فلم مازالت بطلاته على قيد الحياة، من يشاهدهن يتحدثن عن تضحيات رفيقاتهن الشهيدات، وهن يحبسن الدموع والبكاء، يتصور انهن ما زلن في ارض المعركة، لا يتركن المجال لصوتهن ينطلق بكاءً على الشهيدات، خوفاً ان يسمعهن الجنود ويكشف امرهن

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا

22
امسية سياسية للتيار الديمقراطي بالمانيا

ماجد فيادي
اقام فرع كولون للتيار الديمقراطي العراقي في المانيا بالتعاون مع الديوان الشرقي الغربي، امسية سياسية يوم السبت21 آذار بمناسبة احتفالات شعبنا بالانتصارات على داعش الارهابية والاحتفال بيوم المرأة العالمي وعيد نوروز، استضاف بها السيد ضياء الشكرجي، متحدثا عن تشريع القوانين المعطلة بعد الانتصار على داعش الارهابية
بدأت الامسية بدعوة السيد هيثم الطعان الحضور للوقوف دقيقة حداد على ارواح ضحيا الارهاب وشهداء الحركة الوطنية العراقية، ثم رحب بهم داعيا السيد ماجد فيادي للاعلان عن تشكيل لجنة التيار الديمقراطي العراقي في مدينة كولون، الذي عرف الحضور بطبيعة التيار كونه ليس حزبا سياسيا بل تياراً يعمل ضمن صفوفه كل من يرغب في دعم برامجه، التي تساند الشعب العراقي في نضاله من اجل بناء الدولة المدنية، وان انتخاب لجنة تنسيقية تقود العمل بين مؤتمرين للتيار انما هو اسلوب لادارة العمل وتحقيق اهداف التيار
بعد ذلك قدم الدكتور حسن حلبوص نبذة تعريفية بالسيد ضياء الشكرجي، ثم دعاه لتقديم محاضرته، التي ابتدأها باستعراض الاسباب التي مهدت لظهور داعش، فقد قسمها الى اسباب داخلية وخارجية، الداخلية نجمت عن المحاصصة الطائفية المقيتة التي اسس لها احزاب الاسلام السياسي الشيعي وتلقفها احزاب الاسلام السياسي السني خاصة البعثيين المتخفين تحت هذه المسميات، اما الاسباب الخارجية فهو ناجم عن التدخل الخارجي اقليميا ودوليا، مشيرا الى نماذج هذا التدخل في دعم الدكتاتور صدام حسين، ثم دعم الفكر الديني المتطرف، الذي يقوم بنشر التكفير والكره والعنف والارهاب في كل مكان بالعراق

اكد المحاضر ان الديمقراطيين لا يحملون اي ضغينة ضد الدين او المتدينين، لكنهم يختلفون مع ما ينتجه الدين السياسي من طائفية تؤدي الى الكوارث الرهيبة على المجتمع، وقد اسهب في تفصيل دور الطائفية في تهيئة الارض لنمو داعش الارهابية في العراق، عندما اوضح ان احزاب الاسلام الشيعة هي التي اصرت على اظهار الطائفية على المشهد السياسي العراقي بعد سقوط الصنم، وعكس حالة الانتصار في كسر استمرار هيمنة السنة في الحكم منذ تاسيس الدولة العراقية، لكنه استدرك في كلامه ان التطرف الشيعي لا يصل في تشدده الى مستوى التطرف والتشدد السني الذي لا يتردد في اراقت الدماء بطريقة مبالغ فيها، وان خطورة الفكر الطائفي بغض النظر عن هذا الطرف او ذاك انه يدعي حقه المطلق في تنفيذ ارادة الله على الارض

 الطائفية لم تقتصر على السياسيين، بل امتدت الى المجتمعات ايضاً، فالاندفاع الذي عاشه المجتمع العراقي في تأييد تلك الاحزاب عبر مفهوم الديمقراطية، فتح الباب لانخراط المواطنين للدفاع عن تلك الاحزاب وفق مفهوم طائفي عدائي ضد الاخر، حتى انه امتد ليشمل عدد كبير من العلمانيين الذين يفكرون في الشأن السياسي وفق منحى طائفي، سامحين لانفسهم ان يتأثروا بهذا الصراع داخل المجتمع، بدل ان يكونوا رأس الحربة في محاربة الفكر الطائفي، لكن بالرغم من كل هذا المد الطائفي في العراق لا بد من الاشارة الى علامات مضيئة في التنكر للطائفية، تكمن في التلاحم الشعبي لمحاربة داعش، العدو المشترك

اما العامل الخارجي الذي ساهم في نمو داعش فقد تركز في الصراع بين دول الاقليم على ارض العراق بالنيابة، فايران لها مطامع في العراق، صرح عنها بوضوح على لسان عدة شخصيات سياسية واعلامية رسمية، تكمن في ضمن العراق الى ايران تحت مسمى الاتحاد بين الدولتين، لكن الحقيقة ان ايران لا يمكن لها ان تتخلى عن مفهومها السياسي لادارة الدولة، المتمثل بولاية الفقيه، ما يعني ابتلاع العراق بهذه الطريقة، وهناك السعودية والخليج الذي يرغب باستمرار الصراع حتى ينهك العراق ويعود تحت السيطرة السنية، اما تركيا فلها مطامع تاريخية بالعراق لا تتردد عن الافصاح عنها بعدة مناسبات

وللاجابة عن سؤال الامسية ماذا بعد داعش والقوانين التي يجب تشريعها من قانون الاحزاب والنفط والغاز والمحكمة الاتحادية والتعداد السكاني والمادة 140 وقوانين مجلس قيادة الثورة المنحل وغيرها من القوانين المعطلة التي تمثل العمود الفقري للدولة العراقية، لا بد من التساؤل لماذا ننتظر تشريع القوانين حتى الانتهاء من داعش؟ ماذا نخشى بعد داعش؟ واخيرا ماذا نتمنى بعد داعش؟
يقول الشكرجي هناك شرطان لانهاء داعش الارهابية، الاول توفر الارادة والثاني توفر القدرة والامكانية. من الجيد ان الارادة العراقية متوفرة للانتصار على داعش، وقد تمثلت على المستوى الشعبي والسياسي والديني في تلاحم جيد جدا، نتجة عنه ايقاف داعش عن التمدد، لحقها انتصارات في تحرير مناطق واسعة تمهد لانهاء وجود داعش الارهابية على الارض العراقية

هنا يتحتم علينا الاشادة بالحشد الشعبي والبشمركة والعشائر المساندة للجيش العراقي والشرطة الاتحادية، في تحقيق هذه الانتصارات على الارض، لكن هذه الصورة الايجابية لا تخلو من المنغصات فقد اعترفت الحكومة بوجود تجاوزات لحقتها المرجعية بالتنبيه على تلك المخالفات ودعت الى الالتزام برفع العلم العراقي دون الاعلام الاخرى، ورفضت رفع المرجعيات دينية، لكن هذا الوضع لا يمنع من رفع معنويات المقاتلين ضد داعش لتحقيق الانتصارات التي تقي العراقيين مخاطر الارهاب

في عودة الى عنوان الامسية، هناك مخاوف من تأخر الانتصار على داعش في صعود الاطراف الاكثر رادكالية الى البرلمان القادم، ما يعني عودة الفكر الطائفي بقوة الى مركز القرار التشريعي والتنفيذي وعودة العراق الى حالة الشد والجذب بين الاطراف السياسية واعاقة تشريع القوانين المعطلة ذات الاهمية الكبيرة، هذا يدفعنا بالدعوة للاسراع في القضاء على داعش، حتى يتبقى وقت كافي لهذا البرلمان في القيام بواجبه، خاصة وهو يتمتع بنوع من المقبولية في ترجيح كفة المعتدلين على المتشددين، وفي نفس الوقت ان الاسراع بالقضاء على داعش يعطي الوقت الاكبر لهذه الحكومة التي تحظي بمقبولية شعبية واقليمية ودولية في تقديم الخدمات الاساسية لسحب البساط من تحت المتشددين

في النهاية لا يجب ان نغفل الصراع القومي الذي نشهده على الساحة العراقية وتاثيراته السلبية على العملية السياسية، لكن يمكن القول انه مفتعل، ومهما اخذ حجم فهو هش وضعيف ولا يصمد امام الارادة العراقية فيما لو تخلصنا من المحاصصة الطائفية والحزبية

بعد ذلك جرت الحوارات مع الجمهور الذي اكد على ضرورة الاعتماد على القدرات الذاتية للشعب العراقي، وعدم الارتكاز على الاطراف الاقليمة مهما كانت الادعات، فهي لن تقدم خدمات مجانية دون ان تحدد مطامعها في العراق، كما اكدت الحوارات على ان الصراع السياسي في العراق انما هو على شكل الدولة، وان صراعات القوى المتنفذة التي تحاول اخذ شكل الدولة الى ما يريده كل طرف، انما هي رغبة غبية لا تستطيع ان تفهم ان العراق متعدد المكونات ولا يمكن لاي طرف ان يفرض ارادته على الجميع، ما يدعو القوى الديمقراطي الى تسليط الضوء على خطورة نفاذ الوقت واستغلال القوى الرادكالية لهذه الانتصارات في الصعود مرة اخرى الى البرلمان والحكومة، ومهمتنا لا تقف عند الدعوة لتشريع القوانين بل الى تعديل الدستور نفسه، ومطالبة البرلمان الحالي الى وضع البرامج التي تجمع شمل المواطنين للحصول على مساندتهم في مهمتهم هذه
ذهب رأي المحاورين ان الدور الامريكي كان سيئاً جدا في دفع الامور الى ما وصلت اليه اليوم، فالعراق يعيش حالة انقسام الى ثلاثة دويلات شيعية وسنية وكردية، والحل في التوجه الى مفهوم المواطنة والعدالة الاجتماعية لاعادة اللحمة الوطنية بين العراقيين

اختتم السيد ضياء الشكرجي القول ان من غير المنطق ان تبقى الامور على ما هو عليه اليوم، فالانسانية تتجه نحو حقوق الانسان ونبذ العنصرية والعنف، وحتى نحقق ذلك في العراق لا بد من تقديم احزاب بديلة عن تلك الحاكمة، حتى ترسم مستقبل العراق الجديد بعيدا عن الطائفية والعرقية والارهاب، وما وصول ممثلين عن التحالف المدني الى البرلمان الحالي ومن قبله ممثلي التيار الديمقراطي في مجالس المحافظات غير بداية للتغير ذو الطريق الطويل


23
شاهد عيان على جرائم داعش في ضيافة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا

ماجد فيادي
استضافة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا النصير كفاح كنجي على قاعة الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون يوم السبت 29 تشرين الثاني/نوفمبر، استهلت الامسية بعرض فلم الفرمان الاسود للمخرج العراقي نوزاد شيخاني فقد اعتمد ضمن الوثائق المقدمة الى محكمة حقوق الانسان ضد جرائم ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية (داعش) تناول صور وافلام عن ما قام
  به الارهابيين من جرائم يندى لها جبين الانسانية ضد بنات وابناء الديانة الازيدية

رحب الرفيق ناظم ختاري بالحضور ودعاهم للوقوف دقيقة صمت وحداد على ارواح شهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية وضحايا الارهاب من العراقيين، ثم عرف الحضور بالنصير صباح كنجي احد مقاتلي حركة الانصار الشيوعيين ضد النظام الدكتاتوري البائد، وتضحيات عائلته التي راح اغلبهم في عمليات الانفال سيئة الصيت

تحدث النصير كفاح عن بداية ذهابه الى اقليم كردستان بعد سماع الاخبار عن احتلال ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية لمناطق سنجار وشيخان وبعشيقة، ومكوثه هناك لمدة اسبوع يستمع الى الاحاديث ويراقب الاحداث ونزوح العوائل الى مناطق دهوك وزاخو، حتى تمكن من تشكيل مفرزة شيوعية قتالية. يستذكر كنجي كيف تعرض الى حادثتين مأساويتين خلال حياته، الاولى في عمليات الانفال سيئة الصيت، عندما بكى لمرة واحدة على ما عانته العوائل واهله من الضحايا، الثانية في العام 1991 عندما هاجم جيش الدكتاتور المقبور اقليم كردستان دافعا الاهالي الى نزوح جماعي، ادى الى دفن رفيق او امرءة او طفل او شيخ في كل متر تحركوا فيه، اليوم تتكرر المأساة على يد ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية (داعش) وهو يشاهد نازحي سنجار وبعشيقة وبحزاني في منظر لا يختلف عن سابقتيه

في جبل بعشيقة تمركزت المفرزة الشيوعية القتالية باسلحة خفيفة اشتروها على حسابهم الخاص وبعض التبرعات من الانصار الشيوعيين واصدقائهم، حتى تمكنوا من شراء سلاح قناص بسعر اربعة ملايين دينار، مكنهم من القيام بعمليات نوعية، صورعدد منها بواسطة كامرة خاصة. قوات البيشمركة المرابطة على سلسلة الجبال المقابلة لبحزاني وبعشيقة تعود لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وهي تأتمر بقيادة وزارة البيشمركة، لكنها عمليا مرتبطة بالحزب، هذا الوضع الذي تعيشه قوات البيشمركة من انقسام بين الاحزاب ادى على مدى سنين طويلة الى اضعاف الحس الوطني وتنامي الشعور بالانتماء الى الاحزاب اكثر من الاقليم، كما اضعف من عمليات التدريب الجادة وسط ظاهرة الفضائيين التي انتشرت في بغداد والاقليم، هذه الحالة ادت الى عزوف الكثير من ابناء الازيديين من الالتحاق بفصائل المقاومة لان فروضات مورست عليهم اما ان يكونوا ضمن قوات الاحزاب الحاكمة او الجلوس في محيماتهم، ولان ابناء الازيديين يعتقدون ان قوات البيشمركة قد سلمت سنجار وبعشيقة وبحزاني بدون قتال فهي المسؤولة عن ما اصابهم من كارثة، فالجميع يتحدث عن فرض قوات البيشمركة على الاهالي ترك السلاح والانسحاب ما ادى الى تسليم مدنهم لقمة سائغة للارهابيين، فيما لو تمسكت البيشمركة بالسلسلة الجبال الاولى المواجهة لبحزاني وبعشيقة لما كانت التضحيات كما نعيشها اليوم ، رغم ذلك فان اهلي سنجار تمكنوا من تدريب 900 مقاتل من شبابهم وزجهم في جبهة سنجار
يستكمل قوله.. لم تكن مشكلة مفرزة الانصار الشيوعيين تقتصر على ضعف التسليح وقلة الذخيرة، بل تعدت الى عدم السماح لها في بادء الامر بشن هجمات سريعة ضد ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية (داعش) انتهت اخيراً بعدم توفير غطاء الحماية من قبل قوات البيشمركة، بحجة عدم ورود اوامر من غرفة قيادة العمليات لقوات التحالف الدولي، ولو ان ضروف اخرى توفرت للمفرزة من دعم مادي واسلحة وعتاد لكان تعدادها اكبر بكثير بحكم ثقة الناس بنا، ولقمنا بعمليات عسكرية اكبر واكثر تاثيرا
في معرض اجابته على سؤال عن سبب انسحاب قوات البيشمركة امام ارهابيي داعش دون الخوض في معارك ؟؟؟ يقول ان آمر الفوج المرابط على السلسلة الاولى للجبال المقابلة لبحزاني وبعشيقة ابلغ القيادة انه قادر على الحفاظ على الجبل واعاقة تقدم الارهابيين، لكن الاوامر جاءت له بالانسحاب وعدم الخوض في القتال، ما يفسر وجود اتفاقات نجهلها، مهما كانت اهدافها فهي غير مبررة، ويدعي العديد من كوادر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ان الانسحاب جاء كخطة لدفع امريكا في استقدام قواتها الى الاقليم والمساهمة في اقامة الدولة الكردية، لكن هذا الطرح مردود عليه ان اقامة دولتنا الكردية لن ياتي على حساب معانات الناس وليس عبر القوات الامريكية بل بالتفاهم مع بغداد اولا
يجب النصير كفاح على سر تمتع ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية بسمعة قتالية ومقدرة في ايقاع الخسائر بالجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي، ان هذه السمعة سبقتها دعاية كبيرة على وسائل الانترنيت، كان مخطط لها على مستويات رفيعة، فكلما وضعت المقاومة افلام عن انتصاراتها على الارهابيين كانت ترفع بعد يوم، يقابله ضخ كبير لممارسات داعش الارهابية من قتل وذبح، فكانت الكفة غير متوازنة، حتى جاءت لحظة صمود أمرلي وكوباني عندما اسقطت شهيدة كوباني خسائر معنوية في الارهابيين اكثر مما اسقطته قوات التحالف فيهم. من الجهود التي مارستها بالتعاون مع العديد من الوطنيين انني ارسلت اخبار عبر الفيسبوك عن تمتع الاهالي في شيخان بهدوء وحركة تبضع حتى الساعة التاسعة ليلا، ما ادى الى عودة الكثير من العوائل  بسرعة اكبر. توالي الاحداث ساهم في كسر تلك الصورة المصطنعة لارهابيي داعش، وساهم في تمكن المقاومة في سنجار من تحرير 500 مواطن ممن كانوا في سجون بادوش، كل هذا يشير الى ان اندحار دولة الخلافة الاسلامية حتمي لكنه يحتاج الى تضافر الجهود بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي، وخضوع كل القوات الى أمرة الجيش العراقي وانهاء ظاهرة المليشيات باسرع وقت ممكن، خاصة وان الناس بدأت تثق باجراءات حكومة حيدر العبادي

لم يتغيب النفط عن الحوارات فقد تسائل الجمهور عن سر تهريب النفط من قبل داعش، فيما لو كان بعلم حكومة الاقليم ام لا؟؟؟ فاجاب النصير كفاح ان المنطقة التي تواجدت بها لا تمثل منطقة تهريب للنفط لكن التقارير الصحفية العالمية تؤكد عبور شاحنات نفط من داعش عبر الاقليم ما اثار   غضب اميركا، وهناك مشاهدات سبقت حزيران في عبور شاحنات نفط الى ايران وتركيا، ما يعني ان الجميع شركاء في تهريب النفط

في رده على كيفية مساهمة المدنيين بدعم النازحين؟؟؟ يقول ان الكثير من الدعومات وصلت الى النازحين اما ملابس او غذاء او افرشة، لكن هذا لا يمنع عن وجود حالات فساد في ايصال الاموال الى المحتاجين وهي اليوم تمثل الحاجة الاكبر لهم، لهذا على من يريد التبرع بالمال ان يتأكد من الطرف الذي يدفع له التبرع، اما الملابس والافرشة فهي تصل باستمرار من قبل المتبرعين
شهادات لصور على الارض
يقدر عدد النازحين في اقليم كردستان بمليون ونصف من مختلف الوان الطيف العراقي تتحمل الحكومة العبئ الاكبر في تنظيم حياتهم
الميسورين من الازيديين تمكنوا من النزوح الى اقليم كردستان وتركيا بوقت مبكر، في حين ترك الفقراء يعانون ظلم الارهابيين
يشيد النازحين باهالي زاخو ودهوك بشكل كبير، فقد اعلن رجال الدين في الجوامع ان الجنة تقترب منهم اذا ما فتحتوا بيوتهم للازيدية وساعدتموهم في تخطي محنتهم، وهناك قرار لدى اصحاب التكسي بعدم اخذ الاجرة من النازحين، لكن السؤال الى متى تتمكن الاهالي من الاستمرار بتقديم هذه المساعدات اذا ما طالت الحرب؟
المساعدات التي تصل الى النازحين يقدر نسبة 90% منها تقدمها الاهالي والباقي من الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم
المساعدات التي خصصتها حكومة الاقليم واعلن عنها السيد نجيرفان البارزاني لم يصل منها سوى 5% والباقي سرقه ضعاف النفوس، فمدير ناحية يحصل على تلك المساعدات مع اقاربه في حين الفقراء لم يحصلوا على شيء
منحة المليون دينار التي خصصتها الحكومة الاتحادية اصبح اسمها نقمة المليون، لان الناس اضطروا لصرف مبالغ بآلاف الدنانير دون ان يحصلوا عليها
المدارس استوعبت اغلب النازحين، لكن مجهودا لم يبذل للاستفادة من طاقات النازحين في بناء مساكن مؤقتة، بدل اعطاء صفقة بناء مخيم شاريا الى شركة تركية، وحرمان النازحين من العمل في بناء المخيم وكسب رزقهم
المساعدات التي انطلقت من اوربا ساهم السيد محافظ دهوك بشكل كبير في ايصالها الى النازحين بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني


24
لقاء بين وفد لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في المانيا ونائبة رئيس كتلة الخضر في البرلمان الإتحادي الألماني
في يوم الخميس 30/10/2014 زار كل من منسق تنسيقية التيار الديمقراطي في ألمانيا د. صادق إطيمش، ونائب المنسق ضياء الشكرجي السيدة كرستين آندري نائبة رئيس كتلة الخضر في البرلمان الإتحادي الألماني. ودار الحديث حول خطورة ظاهرة الجهاديين والسلفيين الألمان، وكذلك حول أهمية نجاح عمليات التحول الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط عموما، وفي العراق بشكل خاص. وتساءل ممثلا التيار الديمقراطي عن مدى وعي السياسيين الألمان والأورپيين عموما لأهمية وخطورة كل من المحورين الأساسيين اللذين تناولهما اللقاء. فهما كما يهمهما ويهم كل الديمقراطيين نجاح عملية التحول الديمقراطي في العراق، يهمهما عدم تعريض إنجازات أورپا سياسيا واجتماعيا وثقافيا، وتعريض ديمقراطيتها للخطر على أيدي الجهاديين والسلفيين. وجرى تبادل وجهات النظر في كيفية معالجة هذا الخطر، ووعدت السيدة آندري بنقل قلقنا إلى الوسطين البرلماني والسياسي، وكذلك ما يتعلق بجدية أكثر لأورپا في الاهتمام بدعم عمليات التحول الديمقراطي في المنطقة. وودعت رئيسة كتلة الخضر البرلمانية ممثلي التيار الديمقراطي العراقي، متمنية استمرار التواصل، فشكراها على حسن استقبالها.
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في المانيا




25
ما يقوم به العبادي لا يكفي

ماجد فيادي
في كلمة السيد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء في جلسة مجلس الامن، انه طالب المجتمع الدولي بمنع وسائل الاعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي من نشر ارهاب داعش، لانه يعد احد اهم وسائلها في بث الرعب بنفوس العراقيين، وتحقيق مكاسب عسكرية على الارض. هذا المطلب صحيح ويلامس الواقع كثيراً، لكن المشكلة ان الفضائية العراقية بتاريخ 27 ايلول عرضت برنامج حول الوثيقة التي وقع عليها 126 شخصية دينية من مختلف انحاء العالم تدين تصرفات داعش، وضمن البرنامج لقطات لاعمال ارهابية مارستها داعش بقتل العراقيين بدون رحمة، ما يتعارض مع مطالبة السيد رئيس الوزراء من المجتمع الدولي بمنع وصول اعلام داعش الى المجتمع ،العراقي، صور القتل الوحشي التي عرضتها القناة جعلت من ابو بكر البغدادي ينتشي ويبعث برسالة شكر الى الفضائية العراقية
هنا لا بد ان نتوقف ونتسائل اذا كان الاعلام العراقي يساهم في الترويج لاعلام داعش، فلماذا يتقدم السيد العبادي الى المجتمع الدولي بطلبه ذاك؟ اجد مطابة العبادي صحيحة ولا بد من كسر احد اذرع داعش في زرع الرعب بقلوب المواطنين، لكن المطالبة غير كافية ما لم يعالج العبادي بيته من الداخل اولاً، بانهاء اذرع المالكي التي تمتد في كل مكان، فمؤسسة الاعلام العراقية والتي كانت البوق الذي يطبل للمالكي، لا بد من اعادتها الى مسارها الطبيعي، في ان تلتزم بالحيادية والموضوعية والحرفية، كي تكون حقاً عراقية
في فترة حكم المالكي المظلمة، طالب العديد من المثقفين والمختصين بالاعلام والصحافة، ومن ثم العديد من الكتل البرلمانية ان تحييد مؤسسة الاعلام العراقية، ولا تكون تابعة للسيد ريس الوزراء، لكن عنجهية المالكي لم تعطي الاذان الصاغية لتلك المطالبات، واستمر بسياسته للنهاية، حتى عندما سحب رغبته بالترشيح لمنصب رئيس مجلس الوزراء مرغماً، وصفه وعاض السلاطين في الفضائية العراقية انه موقف تاريخي شجاع ان تنازل السيد المالكي عن الولاية الثالة لرئاسة الوزراء كما يسمونها
عندما الغى السيد العبادي مكتب القائد العام للقوات المسلحة لم يعترض غير اتباع المالكي، بالرغم من ان هذا المكتب غير دستوري، لكن اقول ان هذا القرار غير كافي وهناك الكثير من المواقع التي يجب ان يتخذ بحقها قرارات ومواقف وطنية من ضمنها مؤسسة الاعلام العراقي، لتكون      مدافعة عن العراقيين لا عن السيد رئيس الوزراء


26
 
بيان تنسيقية ألمانيا


بسقوط الموصل ثاني مدن العراق بأيدي قوى اإلرهاب من داعش والبعث وقوى متحالفة معهما في العاشر
من حزيران الحالي، يكون العراق قد دخل حقبة من أخطر الحقبات التي مر بها منذ سقوط النظام
الديكتاتوري لصدام حسين.
 
بذلك اجتاحت العراق موجة من اإلرهاب المنظم، والمزيد من االنهيار األمني والخراب واستباحة دماء
األبرياء، وجعلت العراق من جديد على حافة الحرب األهلية، هذا إضافة الى تشريد مئات اآلآلف من
ديارهم.
 
وفي الوقت الذي ندين فيه قوى اإلرهاب المتحالفة مع البعث وقوى طائفية تخريبية أخرى، ال يجوز أن
نغفل عن حقيقة إن هذا لم يكن إال نتيجة السياسات الخاطئة التي مورست إلحدى عشرة سنة مضت، والتي
قامت على أسس تعتبر نقيضا لثوابت الديمقراطية، وقواعد الدولة المدنية، ومبدأ المواطنة، أال هي تسييس
الدين، واعتماد الطائفية السياسية واإلصرار على مواصلة مزاولتها، وسياسة المحاصصة على أساس
طائفي أو عرقي، واستبدال التعددية السياسية، بأحزاب وتحالفات الطوائف واألعراق، ناهيك عن الفشل
األمني، والفشل على جميع أصعدة إدارة الدولة.
 
إننا نحمل السياسات الطائفية من قبل )سياسيي( الطائفتين، الطائفية الحاكمة، والطائفية المعارضة، مسؤولية
ما آل إليه الوضع في العراق، وما يمكن أن يحدث من كوارث. فميليشيات القوى الطائفية الحاكمة،
والجماعات اإلرهابية للقوى الطائفية الرافضة للعملية السياسية، تتحمل مسؤولية كل ذلك.
 
وفي الوقت الذي نعلن دعمنا للقوات العسكرية واألمنية في معركتها من أجل دحر اإلرهاب، نؤكد أن
السالح يجب أن يكون حصرا بيد الدولة، كما نسجل رفضنا الشديد لتسييس القوات العسكرية واألمنية،
وجعل والءها لحزب أو اتجاه سياسي أو لطائفة محددة. ففي الدولة المدنية الديمقراطية يجب أن يكون
الجيش والقوى األمنية في غاية الحياد سياسيا ودينيا ومذهبيا وعرقيا، من حيث األداء والوالء. كما نطالب
بمحاسبة المتواطئين مع قوى اإلرهاب والمتخاذلين من القيادات العسكرية، ودراسة أسباب فشل الملف
األمني، والخلل في المؤسسة العسكرية، ومعالجة تلك األسباب، ومحاسبة المسؤولين عن إيجادها.
 
كما نحذر من مخاطر تشكيل جيش رديف من المتطوعين، وإذا كان ال بد من التطوع، فال بد أن يجري
التطوع في نفس المؤسسة العسكرية، بشرط أال يكون عشوائيا، وأن يجري اإلعداد والتدريب الكافيان،
والحيلولة دون أن يكون ذلك على نحو يكرس الشرخ الطائفي في المجتمع العراقي.
 
06.2014.برلين، 71

27

"لا للإرهاب، لا للعنف الطائفي"

تحت شعار

"نطالب المجتمع الدولي بالمساعدة لحماية الشعب العراقي من الإرهاب والعنف الطائفي"

تدعو لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا بالتعاون مع نادي الرافدين العراقي في برلين بنات وأبناء الجالية العراقية وأصدقائهم في عموم المانيا للمشاركة في وقفة تضامنية مع شعبنا العراقي لدعم جهوده لدحر إرهاب داعش ولمحاربة العنف الطائفي بكافة أشكاله ولمساعدة مئات الآلاف من النازحين وذلك يوم السبت الموافق 21/6/2014 في تمام الساعة الثانية بعد الظهر. وستقام الوقفة التضامنية في العنوان التالي:

مكان الوقفة التضامنية
الساعة العالمية
Alexanderplatz 1
10178 Berlin      Die Adresse
Weltzeituhr
Alexanderplatz 1
10178 Berlin

نهيب بالحريصين على وحدة العراق في ظل نظام ديمقراطي تعددي إتحادي، المشاركة في الفعالية للوقوف الى جانب شعبنا في محنته الخطيرة.



لجنة برلين للتيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا الاتحادية

    نادي الرافدين الثقافي العراقي
برليـن - براندنبورغ


برلين، 17.06.2014

28
بيان لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا حول الإنتخابات
الصديقات والأصدقاء الأعزاء
نهديكم اجمل تحياتنا ونرغب التواصل معكم في هذه الرسالة التي نحاول من خلالها عكس مجريات الإنتخابات في المانيا موثقة ببعض الأمثلة التي عاشها ممثلونا في المراكز الإنتخابية.
إننا في الوقت الذي دعونا فيه في بياناتنا السابقة للإشتراك الواسع في العملية الإنتخابية وشكلنا لجنة خاصة للتعاون معكم في هذا المجال، فإننا ننطلق من تقيمنا لهذه الإنتخابات باعتبارها تمثل توجهاً ديمقراطياً نسعى، مع القوى الديمقراطية الأخرى في وطننا، لأن يشكل هذا النهج سياقاً عاماً في سياسة الدولة العراقية والوصول إلى التغيير الذي كنا ننشده على الساحة السياسية العراقية وذلك من خلال رفض سياسة المحاصصات الطائفية والشراكات المصلحية البعيدة كل البعد عن روح المواطنة وعن الإنتماء الوطني قبل اي إنتماء آخر.
إلا ان الذي جرى فعلاً في المراكز الإنتخابية في المانيا لم يتم بالشكل الذي يوحي بقناعة ممثلي المفوضية بجعل التوجه الوطني العراقي في سير الإنتخابات هو العامل الحاسم في تنفيذها. لقد تبنى ممثلو المفوضية، بالرغم من إتصالنا معهم من خلال المراسلات والبيانات التي وجهتها لجنتنا لهم بهذا الخصوص والذي تم نشر بعضها على المواقع الإعلامية، ذات السياسة التي عكست الطابع السائد في وطننا والذي يتمحور حول الإنتماءات الطائفية ولإصطفافات العشائرية والمناطقية والجهل المطبق بكل الأسس العلمية  الرصينة المتعلقة بتنفيذ مهمة ديمقراطية كمهمة الإنتخابات هذه. واستناداً إلى المعلومات المتوفرة لدينا من خلال مراقبينا وممثلي التحالف المدني الديمقراطي رصدنا كثيراً من الإنتهاكات في سير العملية الإنتخابية والتي تشير إلى الإمكانيات التي وفرها ممثلو المفوضية لأنفسهم وللجانهم للتلاعب بالنتائج وعلى مختلف الأصعدة التي مرت فيها العملية الإنتخابية في المراكز الإنتخابية في المانيا.
وندرج لكم، على سبيل الحصر، بعض هذه الإنتهاكات لتكونوا على بينة من هذا الأمر.
 
1. لقد تقدمنا بعدة شكاوى خطية وشفوية لممثلي المفوضية في برلين ولم نلق منهم اي إهتمام لهذه الشكاوى والإعتراضات على سير العملية الإنتخابية، كما اننا لم نتلق اي جواب منهم على ذلك لحد الآن.
2.      تواجدت دعاية انتخابية امام بعض المركز لا تبعد اكثر من 15 متر للحزب الديمقراطي الكردستاني واخرى للاتحاد الوطني الديمقراطي وثالثة تبعد 30 لحركة التغيير. وهذا مخالف للصمت الإنتخابي ولم تتدخل المفوضية بذلك. 
3.       بعض المراكز الإنتخابية لم تكن كافية لاستقبال الاعداد الكبيرة من الناخبين، كما انها تقع في طرف المدينة ولا يوجد بقربها واسطة نقل عامة.
4. لم تقم المفوضية بوضع اشرطة تنظيم الطوابير او اسلاك عازلة في مركز كولون مما جعل تدافع الناس اما باب المركز يودي الى مشاكل دفعت المفوضية الى استداعاء الشرطة لتنظيم الناس.
5 . بعد حالة شجار مع مدير المركز في كولون مع الناخبين بسبب سوء التنظيم اتهم المدير الناس بالجهلة والمتخلفين ورمى بالمسؤولية عليهم ، وبعد ألإعتراض عليه من قبل ممثلي الكيانات السياسية اعترف بالخطأ وطلب مساعدتهم في تهدئة الناس.
6 . في اليوم الثاني من الانتخابات اغلقت المفوضية المحطة رقم 7  في كولون وذلك بسبب اخطاء قاتلة نتيجة لسوء اختيار الموظفين الذي جرى وفق مبدأ المحاصصة الحزبية إضافة إلى سوء تدريبهم.
7 . في يوم الفرز والعد تاخر مركز كولون عن بدأ العمل ما يقارب الساعتين لان المدير كان بانتظار التعليمات من برلين ببدأ الفرز والعد لانه لم يعلم ماذا يفعل.
8 . محطة رقم 7  في كولون لم تعلم مديرتها كيف تقوم بعملية الفرز والعد لانها لم تحصل على التدريب الكافي، حيث ادى ذلك إلى ان يفرض عليها بعض ممثلي الكيانات السياسية اسلوب العمل، وحين إعتراض ممثلنا على ذلك اتصل المدير ببرلين فطلب من مساعد المدير إعداد فريق العمل في المحطة رقم 7 ليتمكنوا من انهاء عملهم.
9 . تكرر سوء الاداء في عدة محطات في كولون مثل محطة رقم 8  ومحطة رقم 3 اللتان كانتا اخر من قدم النتائج بمساعدة هاتفية من برلين.
10 . جرى منع المراقبين السياسين من مراقبة عملية ادخال المعلومات الى الحاسبة بحجة قرار من المفوضية في بغداد، وعندما طالب ممثلونا برؤية هذا القرار خطياً رفض ممثلو المفوضية ذلك.وهذا ما يشير إلى إمكانية التزوير والتلاعب في هذه العملية.
11 . لقد منع ممثلو المفوضية المراقبين السياسيين من الانتقال من محطة الى اخرى خلال الفرز والعد لمراقبة هذه العمليات، وفرضوا عليهم البقاء في محطة واحدة فقط.
12  . لقد تم إعلان النتائج في بعض المراكز باستعمال اوراق مستنسخة قدمتها المحطات الى غرفة ادخال البيانات وكانت مكتوبة بطريقة سيئة جدا ادت بالتاكيد الى اخطاء في ادخال البيانات، وفي النهاية لم يجر تزويد ممثلي الكيانات بارقام نهائية من قبل غرفة ادخال البيانات. وهنا ايضاً مجال كبير للتوزير والتلاعب بالنتائج.
13. في مركز مانهايم لم يُفتتح المركز يوم الفرز والعد الا بعد الساعة السادسة مساء اي بتاخير اربع ساعات لان صاحب البناية رفض اعطاء المفاتيح معللاً ذلك بوجود تلاعب في عقد الايجار. وقد يشير ذلك إلى وجود صفقة فساد مالي في هذا الأمر. وهذا ما يؤيده دفع ممثلو المفوضية مبلغ ثلاثة آلاف اويرو إضافية.
 
ايها الصديقات العزيزات
ايها الأصدقاء الأعزاء
إننا في الوقت الذي نشكركم فيه على تجاوبكم معنا والإشتراك بممارسة حقكم الديمقراطي في الإنتخابات البرلمانية، وفي الوقت الذي نشكر فيه بشكل خاص من إنتخبوا مرشحي قائمتنا، التحالف المدني الديمقراطي، نتوجه برجاءنا المخلص لكم جميعاً بأن لا تجعلوا من هذه المسيرة اللاديمقراطية التي تبناها ممثلو المفوضية في تنفيذ اٌلإنتخابات عامل إحباط وتراجع عن مواصلة تبني النهج المدني الديمقراطي الذي نرجوه لوطننا وشعبنا. إننا على ثقة تامة بأن هذا النهج هو البديل الوحيد لمسار العملية السياسية الجاري في وطننا اليوم. ومن جانبنا، نحن في التيار الديمقراطي العراقي، داخل وخارج الوطن سنعمل، وبدعمكم وعونكم لنا، على تأكيد النهج الوطني وتثبيت مفهوم المواطنة كبديل وحيد واساسي للتخلص مما ساد الساحة السياسية العراقية خلال السنين الماضية ومما سيسودها في السنين القادمة من سياسة المحاصصات والشراكات الطائفية والقومية المتطرفة والإصطفافات العشائرية والمناطقية التي اوصلت وطننا وشعبنا إلى هذه المستوى المتدني في كل مجالات الحياة.
نحيكم مرة اخرى ونرجو لك جميعاً اسعد الأوقات ولعوائلكم اطيب التمنيات مقرونة بالمودة والإعتزاز.
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا
 


29
احتفال منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا/كولون

اقامة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا احتفالاً جماهيريا بمدينة كولون لاحياء الذكرى الثمانين  لتاسيس الحزب، والاحتفال بعيد المرأة وعيد نوروز، يوم السبت 29 اذار 2014 وقد كان الاحتفال تضامنا مع كتلة التحالف المدني الديمقراطي 232.
بدأ الاحتفال بالترحيب من الرفيق خضير عباس داعيا الحضور الى الوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح شهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية وكل ضحايا الارهاب، ثم دعى الرفيق ماجد فيادي الى القاء كلمة المنظمة التي اشار فيها الى الايام الاولى لنشوء الحزب واساب قيامه، ودوافعه التي كانت ولا تزال من اجل مصالح المجتمع العراقي خاصة الطبقة الكادحة، ودعمه المستمر لحقوق المرأة العراقية، ودفاعه عن حقوق الشعب الكردي القومية وباقي القوميات، موضحا تاريخ الحزب في احترام التنوع الديني في العراق ورفضه للافكار العنصرية والطائفية، وخطرها على المجتمع، ثم تناول التطورات التي حصلت على الساحة العراقية منذ سقوط الصنم واحتلال العراق حتى يومنا هذا، خاصة انتشار الارهاب والفساد المالي والاداري، والتقصير في تقديم الخدمات، داعيا الى الحل الذي قدمه الحزب الشيوعي العراقي في العودة الى الحكمة في تقبل الاخر ورفض المحاصصة الطائفية والحزبية والاثنية، وتقديم الخدمات وتجفيف منابع الارهاب، وتوفير فرص العمل
وفي الختام اشار الى ان البديل الحقيقي الذي يمكن للشعب العراقي ان ينتخبه، يكمن في التحالف المدني الديمقراطي، كونه يشمل كل الشرفاء الذين يسعون الى بناء الوطن والمواطن، عراق ديمقراطي فدرالي، وهو السبيل للقضاء على الفساد والحفاض على ممتلكات الشعب العراقي.

بعدها القى الدكتور صادق اطيمش كلمة التيار الديمقراطي، التي اكد فيها على تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ونضاله من اجل الدولة المدنية وحق المواطنة، داعيا الحضور الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات البرلمانية ورفع صوت التحالف المدني الديمقراطي، من اجل عراق جديد.

ثم تقدم السيد لقمان البرزنجي والقى كلمة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني التي اثنى بها على
 نضالات الحزب الشيوعي العراقي على ارض كردستان مع الاحزاب الوطنية الكردستانية، من اجل الدولة الفدرالية وحقوق الشعب الكردي

بعدها جاء الدور لتكريم مجموعة من الرفاق الشيوعيين ممن قدموا حياتهم لخدمة الحزب وافكاره، فمنهم مايزال ملتصق بالحزب ويعمل ضمن صفوفه رغم سنين عمره الطوال، ومنهم من لا يزال يؤمن بالمبادئ التي نشأ عليها ولم يفارق التنظيم لولا الظروف التي عاشها من اعتقال الى تهجير الى مشاكل صحية. وقد كرمت منظمة الحزب كل من السادة
د. صادق أطيمش
فؤاد عقراوي
طارق الجاسم
فيصل عبد العزيز
كفاح كنجي
عبد العزيز الاسدي
حجي حسو حسين
ثم اخذت الصور التذكارية للرفاق المكرمين وتلاه الحفل الموسيقي بالرقص على الاغاني والدبكات العربية والكردية، ثم تقدم عدد من الرفاق الانصار الى سرد بعض القصص البطولية التي عاشوها خلال حركة الانصار الشيوعيين في جبال كردستان العراق، ومن ابرز الفقرات ما قدمه الشاعر احمد الخفاجي بقصائد وصف فيها حال العراق وما وصل اليه في ظل الاحزاب الحاكمة.
اختتم الاحتفال بالقبلات والتهاني بذكرى تاسيس الحزب الشيوعي العراقي الثمانين.



30
رسالة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في المانيا

27.03.2014
السيدات والسادة المحترمين في مكتب مفوضية الانتخابات في برلين
تحية طيبة
رغم ان بداية تشكيل المكتب بالشكل الذي تم فيه لا تدعو الى الإطمئنان ان العمل سيتسم بالشفافية، ولكن إنطلاقا من قناعتنا بضرورة نجاح الإنتخابات و بمشاركة كبيرة من الجالية العراقية في المانيا، البالغ عددها حوالي 120 ألف مواطنة ومواطن، ولضرورة وصول المعلومات الى اكبر عدد ممكن، كي تكون المشاركة بحدود الإنتخابات السابقة على الأقل، والتي تم تقديرها بخمسة وعشرين ألفا، نود التقدم اليكم بمقترح الإستفادة من منظمات العراقيين الموجودة في المانيا، من احزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني وجمعيات ونوادٍ ومراكز الملتقيات الدينية على اختلافها، لإيصال المعلومات عبرها إلى منتسبيها والمترددين إليها، وعدم الإكتفاء فقط بصفحة الفيس بوك، والإعتماد على عقد إجتماع واحد في كل مركز من المراكز الأربعة المجازة في المانيا.
ومن اجل توفير هذ الإمكانية، نقترح ان يقوم مركز الإعلام بالسعي لتوفير عناوين هذه التنظيمات، لإيصال المعلومات والمطبوعات إليها، وأرقام تلفونات عدد من أعضائها، للاتصال بهم تلفونيا. وهذا يحتاج إلى توجيه الدعوة إلى هذه المنظمات، لإرسال عناوينها وتلفوناتها، والتعرف على سعة امكانياتها في الوصول إلى أفراد الجالية العراقية، سواء في المدن الأربعة، او في المدن الأخرى.
وقد سبق وأن قدمنا عبر الإجتماع الذي عقدته القنصلية العراقية في فرانكفورت رسالة فيها العديد من الإقتراحات، نرفق نسخة منها مع هذه الرسالة، ومن هذه المقترحات تسهيل نقل الناخبين الى المراكز الإنتخابية أو، وهذا أضعف الإيمان، توفير وسائط نقل، لنقل الناخبين من محطات القطار الرئيسة إلى المراكز الإنتخابية. ونحن نعتقد اعتقادا جازما، ان في إمكان المكتب ماليا توفير عدد من الباصات لهذا الغرض، وذلك من خلال إجراء مناقلة في المصاريف المخصصة للمكتب لأغراض الدعاية وغيرها، كما تم على سبيل المثال صرف مبلغ على الدعاية في باصات نقل الركاب، مثلما حدث في ميونيخ للدعوة الى الإجتماع الذي نظمه المكتب هناك.
اننا كتيار ديمقراطي عراقي، ينشط داخل المانيا كمنظمة مجتمع مدني مجازة من السلطة الألمانية، نعمل على إنجاح هذه الإنتخابات، ونحن على استعداد تام للتعاون المخلص مع كل من يروم تحقيق مسار لهذه الإنتخابات، بالشكل الذي يرجوه بنات وأبناء شعبنا، داخل وطننا وخارجه، بأساليب عمل تتجلى فيها الشفافية، وتنطلق من تطوير التوجه الديمقراطي في وطننا.
وإستناداً إلى ذلك، فإننا نضع بين أيديكم عناوين وأرقام هواتف ثلاثة من أعضاءنا للتواصل معهم في هذا الشأن، إن رغبتم في ذلك. وتقبلوا إحترامنا.
 
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في المانيا
27.03.2014
 
أسماء وعناوين الزملاء
الدكتور صادق إطيمش:
رقم الهاتف: 076172478
البريد الألكتروني: sadik.hassan@yahoo.de
 
الدكتور حسن حلبوص:
رقم الهاتف: 021297700
البريد الألكتروني: Hassan@dr-halboos.de
 
السيد ماجد فيادي:
رقم الهاتف: 01737454177
البريد الألكتروني: saliem200@hotmail.com
---------------------------------
إقتراحات التيار الديمقراطي العراقي في المانيا حول الإنتخابات والتي تقدمنا بها إلى إجتماع القنصلية العراقية في فرانكفورت في 10.02.2014

ـ ترك للناخب (في الخارج) حرية اختيار المحافظة التي يصوت لها، لأن التصويت للمحافظات سوف يحرم الكثير وخاصة الشباب من اختيار ممثليهم الحقيقيين وذلك لعدم معرفتهم بمرشحي المحافظات.
- اعتماد الوثائق الرسمية الصادرة من الدولة الالمانيه والتي تشير الى عراقية حاملها كالجواز مثلا، فضلا عن إحدى الوثائق العراقية، لأن الكثير من عراقيي الخارج ليس لديهم الوثائق العراقية.
- انجاز سجل الناخبين في الخارج بالتنسيق مع ممثلي المفوضية والقنصلية والسفارة العراقية.
- اعتماد الكفاءة في تشغيل العاملين في المراكز الإنتخابية وليس العلاقة الحزبية او الشخصية.
- إجراء العد والفرز داخل المركز الإنتخابي وبحضور ممثلي الكيانات السياسية الأصلية وممثلي الأمم المتحدة أو دولة المانيا ان تواجدوا، والمصادقة عليها من قبل ممثلي الكيانات السياسية قبل نقلها الى المركز في بغداد.
-زيادة عدد المراكز الانتخابيه في جميع المقاطعات الالمانيه وبشكل خاص شمال المانيا على سبيل المثال هانوفر و همبورك.
-أن يجري الإعداد للقاءات دورية لكل الكيانات السياسية والمنظمات العراقية في المانيا بشكل مبكر يتيح للأكثرية الإشتراك بها.
- تساهم القنصلية والسفارة بتأمين وسائط النقل في بعض المدن البعيدة نسبياً عن المركز الإنتخابي والتي يتواجد فيها العراقيون بأعداد كبيرة.
- تشكيل لجنة من ممثلي بعض او كل الكيانات السياسية والمنظمات العراقية في المانيا للقيام بما يلي:
1.   التنسيق مع ممثلي مفوضية الإنتخابات في المانيا ومع القنصلية والسفارة العراقية.
2.   بالنظر لوجود ظاهرة العزوف عن الإنتخابات بشكل واسع داخل وخارج الوطن، لذا فإن هذه اللجنة تحاول من خلال البيانات والإتصالات الشخصية حث العراقيين على المشاركة في الإنتخابات والمساعدة في تهيئة مستلزمات هذه المشاركة.
3.   تثبيت بعض العناوين الإلكترونية وأرقام بعض الهواتف النقالة ونشرها بين العراقيين كحلقات إتصال حول كل الإستفسارات المتعلقة بالإنتخابات.
4.   تلقي الشكاوى والإعتراضات والإقتراحات قبل وأثناء وبعد الإنتخابات والتنسيق مع ممثلي مفوضية الإنتخابات حول معالجة ما يطرأ من المشاكل.
- من المهم جداً جعلل يومي الإنتخابات يومي السبت والأحد باعتباهما يومي العطلة الرسمية في المانيا. إن ذلك سيساعد على إشتراك أكبر عدد ممكن من الناخببين وذلك بسبب إستعمالمهم لبطاقة السفر المخفضة في هذين اليومين.
لجنة التنسيق للتيار الديمقراطي العراقي في المانيا

31
المنبر الحر / الاحكام المسبقة
« في: 20:51 26/03/2014  »
الاحكام المسبقة

ماجد فيادي
كنت انتقل بسيارتي في مدينة كولون الالمانية، وفي احد اشارات المرور المزدحمة، تحركت سيارة معاكسة لوجهتي تقودها فتاة غاية في الجمال، وبسرعة شديدة انتبهت للوحة تسجيل السيارة واذا بها هولندية، سبب التفاتي اليها رغبتي في معرفة اذا كانت الفتاة المانية ام لا، فالنسبة الكبيرة من الالمانيات لا يتمتعن بدرجة من الجمال، وهذه الحقيقة اصابتني بصدمة اول دخولي المانيا لطلب اللجوء
تذكرت وانا في العراق كيف كنا نتصور ان اي فتاة اوربية يجب ان تكون جميلة بشعرها الذهبي وبشرتها البيضاء وجسمها الرشيق، تماما كما هن ممثلات السينما، لكن الواقع كان مختلفاً عن كل تلك الاحكام المسبقة والمبنية على اسباب اعلامية متناقلة بطريقة مشوهة

عندما طرحت الموضوع على صديق يساري، قال لي لا تستغرب من الموضوع، فقد كان في شبابه وبداية دخوله الحزب الشيوعي العراقي، لا يستوعب فكرة وجود سجون في الاتحاد السوفيتي، فهو يعتقد ان الاشتراكية التي يعيشها السوفيت، تجعلهم غير مضطرين للسرقة او مخالفة القانون، فكل شيء متوفر بلا عناء، وما أن إنهار الاتحاد السوفيتي، حتى اكتشف ان النظرية غير التطبيق، فما كان يجري هناك من انتهاك لحقوق الانسان لا بد من ادانته كشيوعي يعمل من اجل الانسانية

انظمت لنا صديقة كانت تؤمن بالرأسمالية، أنها الخلطة السحرية لحل مشاكل كل المجتمعات، طرحت عليها الموضوع فقالت، هكذا كانت في السابق تتعامل مع الراسمالية النموذج لاحلامها الوردية، كلها حرية واحترام لحقوق الانسان وسلام وتوفر فرص العمل، حتى زرت امريكا لغرض العمل، فاكتشفت ان الحقيقة غير الواقع، وان انتهاك حقوق العامل والموظفين تجري على قدم وساق، فالحروب تعلن لخدمة شركات السلاح والفقير لا يجد ما يعينه اذا ما تعرض لمشكلة صحية اومالية
ولما جاءنا صديق قومي يؤمن بالقومية العربية سمع حديثنا قال، لا تحزنوا فكلنا في الهوى سوى فما قام به عبد الناصر في مصر او البعثيين في العراق والان سوريا يجعلني اندم على كل تظاهرة شاركت بها دعما لهذه الاحزاب، التي خلقت الاعداء لاقامة الحروب واراقة الدم العربي، بددت ثروة بلادنا على امزجتهم وملذاتهم وخنوعهم للاجنبي

قبل ان ننهي حوارنا الاليم انظم لنا صديق اسلامي فانتهزنا الفرصة لمعرفة رأيه، فقال انا لا زلت أؤمن بالله واصلي واصوم، واحرص على لقائكم، كعراقيين من بلدي، ولا اجد حرجا من قول الحقيقة، فقد خيبت الاحزاب الاسلامية أملي في ان الاسلام هو الحل، عندما مارست هذه الاحزاب في ايران وتركيا والعراق وسوريا ولبنان والسعودية، ابشع انواع القتل والارهاب، ضد اخوتنا في الدين، سرقوا ثرواتنا وشوهوا اسم الدين الاسلامي، ونشروا الفرقة الطائفية، سامحهم الله على ما اقترفوه باسم الله

في النهاية نظرنا الى بعضنا وعلمنا اننا كنا احد الاسباب التي ادت الى هذه النتائج الاليمة، فالاحكام المسبقة التي نطلقها دون النظرة الواقعية لما يجري على الارض، وسط غياب المعلومة، فتح الباب امام الفاسدين في استغلالنا واضطهادنا وتضييق العيش علينا

اما اليوم وسط توفر المعلومة، وانتشار الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت، لم يعد هناك عذر لدى احد ان يكون متطرف في دعم اتجاه سياسي وغض النظر عن اخطائه الواضحة امام اعين الجميع

32

 
انعقاد المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية


عقد التيار الديمقراطي العراقي في المانيا مؤتمره الثالث بمدينة برلين يوم السبت 15 اذار 2014 بحضور اعضائه ومناصريه من الديمقراطيين العراقيين، وقد افتتح المؤتمر اعماله بكلمة ترحيب القاها الدكتور صادق أطيمش تناول فيها تضحيات شهداء الحركة الوطنية العراقية من اجل الحرية والديمقراطية، ودعى الحضور للوقوف دقيقة حداد على ارواحهم الغالية على شعبنا العراقي
وكعادة المؤتمرين السابقين فقد قدم الفنان طه رهك، اغنية عراقية جميلة حملت كلمات الراحل محمد مهدي الجواهري والحان طه رهك، فقد تغنى بكلمات قصيدة دجلة الخير التي طرب لها   الحضور على جمال كلماتها وروعة لحنها
ثم القى الدكتور صادق البلادي كلمة التيار الديمقراطي، عكس فيها واقع المجتمع العراقي الامنية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وتطلعاته الى تحقيق مفاهيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان ضمن دولة مدنية متحضرة، كما اكد على رفض منطق الدكتاتورية ومصادرة الرأي وانتهاك الدستور
انتخب المؤتمرين هيئة رئاسة تألفت من الدكتور كاظم حبيب والدكتور حسن حلبوص والسيدة سوسن البراك والسيد محمد شطب والسيد مثنى حميد، ثم اقر جدول اعمال المؤتمر لتبدأ جولات النقاش على التقرير الانجازي للجنة التنسيق ولجنة برلين، اللذان اشبعى نقاشا لابرز النجاحات والاخفاقات على مدى الدورة الانتخابية السابقة، وقد حضر هم الديمقراطيين العراقيين على اهمية العمل وسط الشبيبة العراقية والتواصل المستمر مع منظمات المجتمع المدني الالمانية والقوى السياسية البرلمانية والحكومية الالمانية، في عكس حقيقة ما يجري على الساحة العراقية من ايجابيات وسلبيات، وفي الختام اقر التقريرين مع الملاحظات المقدمة
بعدها قرأ لالتقرير المالي للجنة التنسيق ولجنة برلين، فقدم الحضور عدة افكار لتطوير مالية التيار التي تعتمد اصلا على التبرعات، ثم حضى التقريرين بالاقرار من قبل المؤتمرين
تلا ذلك فقرة التوصيات والمقترحات التي تقدم الى لجنة التنسيق القادمة، فقد عكست النقاقاشات مدى اهمية وجود التيار الديمقراطي العراقي في المانيا، داعما ومنسقا مع التيار الديمقراطي في العراق، من اجل ترسيخ مفاهيم الدولة المدنية، فقد ابدى المؤتمرين امكانية في تكثيف الافكار وتحديد الاهداف لرسم خطة عمل قادمة
قبل الختام انتخب الحضور لجنة تنسيق التيار الديمقراطي الجديدة بعضوية
د. صادق أطيمش 41 صوت
السيد ضياء الشكرجي 41 صوت
السيد ماجد فيادي 38 صوت
السيدة وفاء الربيعي 37 صوت
السيدة كفاح الطريحي 37 صوت
ثم جرى انتخاب لجنة تنسيق برلين بعضوية
د. صلاح على 25 صوت
السيد نجيب امين 23 صوت
السيد مثنى حميد 22 صوت
د. ناجح العبيدي 19 صوت
السيد غسان الحبوبي 18 صوت
د. ابراهيم صاحب 15 صوت احتياط


لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا
 

33
إلى مزيد من التظامن مع أبناء شعبنا ضد الفساد

السيدات والسادة

يتجه وطننا الحبيب "العراق" نحو المجهول حيث الارهاب والقتل والخراب، الصراع الطائفي والفساد الأداري والمالي الذي ينخر مؤسسات الدولة دون استثناء. الأمر الذي يتطلب من كل عراقي وطني مخلص غيور، أن يتحمل قسطاً من المسؤولية لمواجهة التحديات التي يعاني منها مجتمعنا العراقي.

لقد مارست السلطة منذ أول حراك شعبي قبل عامين أسلوبا دموياً، حيث فرضت حظر التجول وقطّعت الطرق وأقامت الأسلاك الشائكة وأعطت الأوامر لقوات الأمن والشرطة والجيش بضرب المتظاهرين المسالمين لمنعهم بكل الوسائل من الخروج للشوارع ونظمت اعتداءات وحشية على الصحافيين ومنعت وسائل الإعلام من نقل وتداول الأخبار حول مطالب المحتجين وشعاراتهم.

إن ما يجري في العراق في ظل "السلطة الطائفية" من تدهور للأوضاع المعاشية وخراب للبنى التحتية وللإقتصاد ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى تدمير البيئة والثقافة وملاحقة أصحاب العلم والرأي والقلم، جعل من العراق بلدا تسوده الفوضى والأرهاب والفساد بقياسات عالية، كما تتخندق فيه الطائفية وتنتعش أساليب التهديد المنظم والابتزاز السياسي إلى جانب القمع وسرقة المال العام وتوزيع الأمتيازات والعقارات على اطراف السلطة، ولا يُسأل الشعب عن رأيه في أي من القضايا المصيرية.

نحن الموقعون أدناه من منظمات المجتمع المدني في ألمانيا نعلن تضامننا مع أبناء شعبنا المتظاهر في العراق في يوم السبت المصادف 26.10.2013، وندعو ابناء الجالية العراقية في كل مكان من العالم للقيام بحملات إعلامية وإعتصامات تضامنيه لفضح الفساد، الذي بات يهدد الوطن من أقصاه إلى أقصاه.

إننا نضم صوتنا إلى صوت الجماهير الشعبية، ونطالب السلطة بالأستجابة لمطالبها العادلة. كما ونحمل الأحزاب الممثلة في مجلسي النواب والوزراء مسؤولية الأعتداء على الأملاك العامة للدولة ونشر الفساد والفوضى وإلحاق الأذى بالمواطنين ومنعهم من الأعتصام والأحتجاج من أجل إرساء العدل وإحترام القانون وتوفير الخبز والعمل والأمن والاستقرار، ونشر حرية الرأي والتعبير.

المنظمات الموقعة:

التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا
منتدى بغداد للثقافة والفنون-  برلين -
نادي الرافدين الثقافي العراقي برليـن - براندنبورغ
منتدى بابل للتربية والثقافة/  ألمانيـا
الديوان الشرقي-الغربي في كولون
جمعية الطلبة العراقيين

34
مشاركة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي واتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية باجتماعات اتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي

عقد اتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي (وفدي) في مدينة مدريد اجتماعه للفترة 27 ــ 30 حزيران تحضيراً للمهرجان الثامن عشر المزمع اقامته في الاكوادور، وقد شارك وفدنا العراقي ممثلا باتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي واتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية.
هدفت المشاركة الى توطيد العلاقات بين اتحادينا والمنظمات المنضوية تحت راية وفدي، والمساهمة المنتجة في رسم فعاليات المهرجان الثامن عشر، فقد نجح وفدنا في اضافة روؤى اتحادينا السياسية على بيان وفدي السياسي، وتقديم مقترح عملي من شأنه ان يحسن مالية وفدي التي تعتمد على اشتراكات منظماته فقط. تمكن الوفد العراقي من تثبيت مشكلة المياه التي يعاني منها العراقيين، نتيجة بناء كل من تركيا وايران سدود على نهري دجلة والفرات وقطع العديد من روافدهما، كذلك مشكلة استخدام اسلحة اليورانيوم المشع في الحروب التي شهدها العراق منذ عام 1991 الى 2003 ما تسبب في انتشار امراض السرطان وبانواع مختلفة وجديدة على المنطقة، فقد خصص لهاتين القضيتين ورشتي عمل ضمن فعاليات المهرجان ليتمكن العراقيون من تسليط الضوء على معاناتهم امام الشبيبة الديمقراطية العالمية، لتكون احد قضاياها بصراعها ضد الامبريالية العالمية في محاولات الهيمنة على شعوب العالم.
دأب وفدنا على توطيد العلاقات الشبابية مع الوفود المشاركة التي فاق عددهم على 100 مشاركة ومشارك، وقد التقى مع منظمات من الهند وسيريلانكا والمغرب واليابان والصحراء الغربية والولايات المتحدة واسبانيا واليونان وقبرص وفنزولا وفلسطين والاردن وسوريا والبحرين ولبنان، جرى خلال اللقاءات تبادل المعلومات حول اوضاع بلداننا وسبل العمل الوطني واهم الخطوات التي اتخذت لانجاح المشاركة في مهرجان الشبيبة العالمي بالاكوادور.
طرح وفدنا على الزميلات والزملاء من المنظمات الصديقة معاناة الشعب العراقي المتراكمة منذ زمن الدكتاتور، وما اضافه الاحتلال من دمار جديد شمل السياسة والاقتصاد والبيئة والبنى التحتية بتعاونه مع قوى الارهاب والجماعات المسلحة، حتى اكمل عليه الاداء السلبي للاحزاب الحاكمة في ترسيخ مبادئ المحاصصة والتقسيم الطائفي والقومي والحزبي داخل العملية السياسية، ما شجع وزاد من الفساد الاداري والمالي في سرقة اموال الشعب العراقي وحلمهم في دولة مدنية ديمقراطية فدرالية تحترم حقوق الانسان وترسخ مبدء العدالة الاجتماعية وحق المواطنة.
مثل وفدنا الزميلين محسد المظفر وماجد فيادي

اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي
اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية
   











35
وفد التيار الديمقراطي يلتقي نائبة رئيسة كتلة حزب الخضر في البرلمان الالماني

ماجد فيادي
التقى يوم الاربعاء 19.06.2013 وفد التيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية، السيدة كرستن اندرييه نائبة رئيسة كتلة حزب الخضر في البرلمان الالماني، بمقر عملها في مدينة فرايبورك جنوب المانيا. هدفَ اللقاء الى عكس الصورة الحقيقية التي يعيشها الشعب العراقي بعد العام 2003 وما آلت اليه التطورات السياسية وانعكاسها على واقعه المعيشي، بالاضافة الى البحث عن قنوات تواصل مستمرة بين الطرفين.
تكلم الدكتور صادق أطيمش رئيس الوفد عن الاوضاع الامنية الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي، بسبب النشاط المستمر لقوى الارهاب التي تستغل الخلاف السياسي بين الاحزاب الحاكمة لتكثيف اعمالها الاجرامية، مستندة الى الاخطاء القاتلة في العملية السياسية، التي تتعكز على الطائفية والعرقية والحزبية الضيقة. في معرض حديثه عن الواقع الخدمي اشار الى استمرار التردي في تقديم الخدمات، وسط انتعاش الفساد الاداري والمالية والسياسي، على حساب المواطن البسيط، مؤكداً ان الاحزاب الحاكمة لا تقوم بما يكفي للقضاء على الفساد وتقديم المفسدين الى القضاء، بل انها في العديد من المواقف اصبحت تتستر على المفسدين ممن ينتمون اليها، ما جعلها تبتعد عن القاعدة الجماهيرية، وتلجئ دائما الى خلق الازمات للبقاء في السلطة، حتى صار من العروف لدى الجميع ان الاحزاب الحاكمة تستخدم المال العام في حملاتها الانتخابية، وللتغطية على ذلك تمتنع عن تشريع قانون الاحزاب، الذي يكشف مصادر تمويلها.
في حديثه عن المصاعب التي تواجه القوى الديمقراطية من لبراليين وشيوعيين وعلمانيين ومنظمات مجتمع مدني ونقابات عمالية وفلاحية ومهنية واتحادات نسائية وشبيبة وطلبة، اشار الى المعرقلات التي تواجههم في نشر مفاهين حقوق الانسان والديمقراطية، خاصة التي تفتعلها الاحزاب الحاكمة، عندما تنشر مفاهيم التمييز العنصري من طائفية وقومية ومناطقية، عبر ادواتها الاعلامية وامكانياتها المالية واتخاذها من دول الاقليم مرجعية وسانداً لها. لهذا تناشد القوى الديمقراطية المجتمع الدولي الى دعم نضالها ضد التخلف واستغلال الانسان وانهاك حقوقه، ودعمها لانجاح العملية السياسية، لبناء العراق الجديد، بدل استخدام العنف والسلاح لنهب خيرات البلد، فمع اقتراب الانتخابات البرلمانية صار ظهور الجماعات المسلحة في الشوارع مشهداً متكرراً مع تبنيها لعدد من الاعمال الارهابية وسط سكوت الحكومة وعدم اتخاذ الاجراءات الامنية تجاههم.
ثم اوضح الدكتور صادق أطيمش ان الايدي العاملة العراقية تعاني من قلة فرص العمل، نتيجة سوء اجراءات الحكومة والبرلمان العراقيين في تشريع القوانين التي تسهل دخول الاستثمارات الاجنبية وبناء البنى التحتية وخلق قاعدة صناعية وزراعية تستوعب الطاقات البشرية العراقية.
تحدثت السيدة كرستن عن اهتمام حزبها بالشأن العراقي وطرحت عدد من الاسئلة اجاب عليها الدكتور صادق أطيمش، ثم انتقلت لتبين انشغال حزبها بالانتخابات المحلية الالمانية، آملة ان يفوزون بعدد جيد من المقاعد تمكنهم ان يكونون شركاء في صناعة القرار السياسي وتشكيل الحكومة القادمة، ثم تعهدت للوفد ان تطرح نتائج هذا الاجتماع على اعضاء لجنة العلاقات الخارجية في حزب الخضر والاحزاب القربية منهم، مؤكدة على اهمية التواصل فيما بيننا للوقوف على اهم التطورات وسبل دعم الشعب العراقي في تفادي اوضاعه الراهنة.


36
احتفالات الشيوعيون واصدقائهم بعيد العمال في ميونخ

احتفل العديد من بنات وابناء الجالية العراقية في مدينة ميونخ الالمانية بمناسبة عيد العمال العالمي يوم الجمعة 3.5.2013 ملبين دعوة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا/ميونخ، اعتزازاً منهم بالطبقة العمالية العراقية، والطبقة العمالية العالمية ودورها في بناء المجتمعات المتحضرة.
بدء الحفل بدعوة من الرفيق اكرم الاعرجي لاعلان برنامج الحفل وقد استهله بقراءة كلمة المنظمة تلتها كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني قرأها الرفيق ابو سامان، وكلمة الهيئة الادارية لمجلس ميونخ قرأها السيدحامد ريحان، ثم جاء دور الشعر العراقي استهله الشاعر كريم الهلالي، ومن بعده الشاعر علي الغريب، حتى جاءت الساعة التي غنى فيها الفنان عدنان السبتي باقة من الاغاني السبعينية، ما حفز الجمهور على الرقص والفرح معبرين عنها بالدبكات الكردية والعربية والرقص الجماعي.
كان لبنات وابناء الديانة المندائية الحضور المميز والمشاركة الكبيرة تقدمها الترميذا خالد الشاوي مؤكدين تمسكهم واستمرارهم بتاريخهم النضالي من اجل عراق ديمقراطي فدرالي تحترم فيه حقوق المواطنة.
اخذت الشبيبة الشيوعية دورها الايجابي في التحشيد والتنظيم للفعالية، انعكس في مشاركة واسعة للجالية العراقية خاصة وقد غابت هذه الاحتفالات لفترة طويلة عن مدينة ميونخ.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا/ميونخ



37
الزمن وحدة قياس لتقدم الشعوب

ماجد فيادي
منذ ان كنت طفلاً اسمع ان العراق عادَ خمسينَ عاماً الى الوراء، وانا في منتصف الاربعينات من عمري، اسمع ان العراق عادَ مئة عامٍ الى الوراء، وفي حسبة بسطة يكون العراق قد عادَ مئتي عام الى الوراء أو اكثر.
في الوقت الذي اغلقت فيه كل دور العرض السينمائي في العراق باستثناء اقليم كردستان، يعرض حالياً في السينمات اللبنانية فلم وثائقي بعنوان ”النادي اللبناني للصواريخ“ وهو يوثق مشروع الوصول الى الفضاء الخارجي، بانتاج صواريخ بالتعاون بين عالم الرياضيات الفرنسي مانوغ مانو غيان وعدد من طلبته اللبنانيين وجامعة هايكازيان ووزارة الدفاع اللبنانية، فقد وصل مدى سلسلة الصواريخ التي اطلق عليها الارز 600 كيلومتر، حيث استمرت البحوث من العام 1960 الى العام 1964. لم اعثر من خلال البحث في شبكة الانترنيت ما اذا كان توقف المشروع لاسباب سياسية او اقتصادية، لكن ما يهمني ان العالم الفرنسي مانو غيان ترك لبنان ويعمل منذ 44 عاما في جامعة جنوب فلوريدا، وباقي طلبته اللبنانيين يعملون جميعهم خارج لبنان، ما يعني ان البلد خسر تجربته وعلمائه، وتوقف عن التطور والوصول الى الفضاء خمسين عاماً.
في ملازمة تاريخية عندما استولى حزب البعث على حكم العراق بانقلاب دموي ومباركة دينية عام 1963، اي عام قبل توقف البرنامج اللبناني، اوقف كل خطط البناء وذهب لقتل الحياة السياسية وقمع أي نوع من انواع المعارضة، فكان ما كان من تراجع في مستوى الحريات والمستوى العلمي والاقتصادي بشقيه الزراعي والصناعي، بعدها اقحم العراق في سلسلة حروب غبية، فكانت قوافل القتلى تعود الى اهلها حاملة العالم والصناعي والزراعي والتاجر، فتحققت المقولة ان العراق عادَ خمسين عاماً الى الوراء، حينها كانت دول الجوار تتقدم اقتصاياً وعمرانياً وخدمياً خاصة الخليجية منها، وهي في نفس الوقت كانت تدعم صدام بالمال للاستمرار بالحرب، وما ان انتهت حتى سحبوا ايديهم، ليدفعوه قاتلاً الى غزو الكويت.
أما وقد سقط الصنم، ماذا قدمت الاحزاب الحاكمة للشعب العراقي؟؟؟ لو حسبنا مدة العشر سنوات من عمر الشعوب في مجال التطور على كل المستويات، لوجدنا العالم قفز في مجال حقوق الانسان الى مراحل لم يتناولها العراقيون في حواراتهم بعد، في مجال الاقتصاد دخلت الصين منظمة التجارة العالمية، لتصبح افضل اقتصاد في العالم، البرازيل تقفز من دولة مديونة الى دولة تحقق نمواً تحلم به كل الانظمة، الازمة الاقتصادية العالمية عام 2008 اثبتت فشل مفهوم الاقتصاد الحر، وان للدولة دور مهم في الحفاظ على اقتصادها، تكنلوجياً اصبح لشبكة الانترنيت وخدمات الموبايل الدور الكبير في مساعدة الشعوب على اسقاط انظمتها البوليسية، وان الدكتاتورية لا يمكنها الامساك بكل شيئ، في مجال الطاقة قفزت الدول في استخدام الطاقة النظيفة الى مديات التطبيق، لتشكل في المانيا نسبة عشرين بالمئة من اجمالي حاجتها واحياناً يزيد، وهناك دائما الكثير من المتغييرات لا مجال لذكرها في هذه السطور. لكن الساسة العراقيون نجحوا في اعادة الماضي المؤلم، وبدل ان يصنعوا المستقبل المشرق، فقد اعادوا اسوء تجارب الشعوب في اثارة الطائفية والعرقية والعشائرية وسرقة اموال الشعب عبر الفساد المنظم في وزارات مترهلة، وانقسامات حزبية كل همها الحصول على اكبر قدر من الغنيمة.
في لبنان جرى تسريب منظم لعلماء مشروع صواريخ الارز، وفي العراق جرى قتل منظم لعلمائه ممن رفض ترك العراق، في لبنان تحكم الطائفية اسوء نظام حكم عرفه التاريخ بعد الدكتاتورية، وفي العراق اعيد انتاج الطائفية للاستيلاء على مقدرات الشعب وثرواته، في لبنان وان انتهت الحرب الاهلية اخترعوا لها الاسباب لتشن عليها اسرائيل حرباً فتحطم بناها التحتية عام 2006، في العراق قضت الحروب على بناه التحتية، لكن القوى الحاكمة بعد السقوط تعمل على سرقة ثرواته بحجة اعادة البنى التحتية، ملايين اللبنانيين والعراقيين يعمرون دول المهجر، مقارنة مؤلمة ومؤشر خطير.
اكثر ما يعرفة ويتداوله العراقيون عن الزمن بيت شعر مغنى ”ليت الشباب يعود يومين .. لاقولَ له ما فعل المشيب بنا“ اننا نجيد التشكي من الزمان، لكننا لا نجيد التسابق معه، مهما حصل ولاي سبب هناك دائما فرصة لدخول السباق ليس ضد الامم الاخرى، كما توهم الدكتاتور في حروبه الرعناء، انما السباق دائما مع حركة عقارب الساعة، عندما فشلت عدة تجارب لاطلاق صاروخ من وكالة ناسا الى الفضاء، قال علمائها انهم بحاجة الى كذى يوم لتكرار المحاولة، لم يقولوا يوماً انهم بحاجة لشن حرب على الصين وايقاف تقدمها لانجاح محاولتهم الثانية في اطلاق الصاروخ.

 
 

38
لقاء وفد القوى الديمقراطية العراقية بنائب رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الالماني

ماجد فيادي

التقى وفداً عراقيا بالسيد جيرنوت ايرلر نائب رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الالماني، يوم الاربعاء 10.04.2013 عكس صورة عن الواقع العراقي وتطورات العملية السياسية وما آلت اليه في ظل المحاصصة الطائفية العرقية، داعياً البرلمان الالماني في اعطاء مساحة اكبر في العلاقات الالمانية العراقية لقضايا الديمقراطية والشفافية والنزاهة، قبل الولوج في العلاقات التجارية، من اجل الوصول الى شريك حقيقي يؤمن بمبادء حقوق الانسان التي نص عليها ميثاق الامم المتحدة.
طرح الدكتور صادق أطيمش مخاوفنا من استمرار الوضع في تردي الخدمات وارتفاع نسب البطالة وعدم استقرار الامن وانتشار الفساد المالي والاداري بعد عشرة سنوات من سقوط الصنم واحتلال العراق، نتيجة السياسة الخاطئة لقوات الاحتلال، وعدم نجاح القوى الحاكمة باعتمادها المحاصصة الطائفية والعرقية، بعيداً عما كان ينتظره الشعب العراقي من تغيير نحو احترام حقوق الانسان وشيوع العدالة الاجتماعية والشروع في بناء العراق، ما اوصل القوى الديمقراطية العراقية من شيوعيين وليبراليين ومنظمات مجتمع مدني للعمل كمعارضة من خارج البرلمان، ليس لاسقاط الحكومة كما جرى في عدد من الدول العربية، بل لاصلاح العملية السياسية وايقاف العديد من المتسلقين على اكتاف الشعب العراقي، بالرغم من كل العراقيل والمعوقات التي تضعتها القوى الحاكمة في طريق الديمقراطيين الساعين لدولة مدنية حقيقية. وأضاف أن مؤيدي القوى الديمقراطية في تزايد، أما غيابهم عن ساحة البرلمان انما بسبب قانون الانتخابات الجائر وكبر حجم المال السياسي المستخدم في الانتخابات وشراء الاصوات وتفشي التزوير بشهادة كل الاطراف السياسية حتى الفائزة منها.
ثم قدم للسيد جيرنوت ايرلر مذكرة توضح معاناة الشعب العراقي على يد الارهاب والتدخل الاقليمي في شؤونه الداخلية وسوء الاداء الحكومي والبرلماني، مرفق معه قرص مدمج لبرنامج تلفزيوني انتجته محطة (سي ان ان) يتناول حجم ثروات العراق النفطية الى جانب الفقر المدقع لنسبة عالية من الشعب ، مؤكداً ان استقرار العراق وانتعاشه اقتصادياً ينعكس ايجاباً على استقرار المنطقة.
من جانبه شكر وفدنا على التواصل وعكس وجهة نظر حزبه في تشخيص السياسة الخاطئة للولايات المتحدة عندما احتلت العراق، وابدى قلقهم من استمرار ضعف الوضع الامني، واعدا ان يوصل هذه المذكرة الى قيادة الحزب للاطلاع عليها. في الختام تمنى للشعب العراقي حياة كريمة وصداقة دائمة مع الشعب الالماني.


39
جلسة احتفالية بالذكــــ79ـــــرى لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

تقيم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة كولون جلسة احتفالية يوم السبت المصادف 30.03.2013 الساعة السابعة مساءً على قاعة الديوان الشرقي الغربي، احتفالا بالذكـــ 79ـــرى لتأسيس الحزب.

نحتفل مع رفيقات ورفاق وصديقات واصدقاء الحزب ومحبيه على انغام الموسيقى العراقية
الدعوة عامة ويسعدنا حضوركم

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في كولون


40
الصراع على شكل الموازنة المالية صراع على تقاسم الثروة

ماجد فيادي
غريب أن الحكومة والبرلمان العراقيين لم يتعلما من السنوات التي تلت سقوط الصنم، أن اقرار الموازنة المالية يتعرض الى خلافات ومزاجيات الاحزاب الحاكمة، ما يستوجب تقديمها في وقت مناسب يكفي لاقرارها قبل بدء العام المالي، لكن وفق العديد من الاراء فان الاصرار على تقديمها أواخر العام يعد مقصوداً ومتوافقاً عليه من قبل الاحزاب الحاكمة، لاسباب كثيرة تفترق وتلتقي في اقتسام المال العام لمصالح حزبية تتعارض ومصالح العراقيين.
المسؤول عن تقديم مقترح الموازنة هي الحكومة المنبثقة من البرلمان وفق نسب الكتل الصاعدة له، ما يعني أن إعداد الموازنة يمكن أن يأخذ كل افاق النقاشات وتقديم المقترحات والتعديلات والمناقلات داخل مجلس الوزراء ثم تخرج مسودة الموازنة باقل واضعف قدر ممكن من الخلافات كي تعرض على البرلمان الذي يقرها بسلاسة ونقاشات مختصرة، حفاظاً على وقت البرلمان واقرارها في الوقت المناسب.
لكن حقيقة الخلافات بعيدة عن مصالح الشعب العراقي، فهي ناجمة وفق ما صرح به اعضاء الحكومة والبرلمان، في رفع سقف كل وزير لماليته دون النظر بعين المنطق لحجم المتوفر من المالية وحاجة البلد للخدمات. أن كل وزير بهذا الموقف يفتح الباب على مصراعيه أمام الفساد الاداري والمالي، بالرغم من أن نفس الوزير لم يحقق في العام المنصرم نسبة انجاز مقبولة تجعله محق في رفع سقف طالباته، كذلك هنالك طلبات تقدم في الوقت الضائع ولاهداف سياسية لا تمت بصلة لمصالح الشعب العراقي، وما ادعاء البرلمانيون أن التأجيل آتي من تقديم كل كتلة لتعديلات تمثل جمهورها، إنما هو ادعاء باطل، لان تأجيل الموازنة لشهرين يضر في مصلحة جمهورهم، كذلك ما اتخذته هذه الكتل من مواقف ادت الى الاضرار بالمال العام يضع مصداقيتها في مهب الريح، على سبيل المثال غلق المعبر الحدودي طريبيل لاغراض سياسية، عدم توفير وتشغيل عدادات لقياس النفط المصدر، ايقاف تصدير النفط من اقليم كردستان، عدم التوصل الى اتفاق مناسب على اجراء حسابات مالية بين الاقليم والمركز، عدم اجراء تعداد سكاني ينهي الخلاف على حصة الاقليم وحصة كل محافظة، عدم رسم سياسة نقدية واضحة، عدم تشريع قوانين استثمار جاذبة، عدم اقرار قانون النفط والغاز ومواقف كثيرة اخرى تجعل الاحزاب الحاكمة فاقدة للمصداقية في تباكيها على مصالح جمهورها، كما أن الادعاء بوجود جمهور لكل كتلة سياسية تدافع عن مصالحه، يجعلها كتلة مناطقية وليست وطنية ولا تعمل لمصلحة كل العراقيين.
لو تابعنا الفساد الاداري والمالي لوجدناه محمي من قبل الحكومة التي لم تقدم احد البرلمانيين من مزوري الشهادات الى محاكمة، عجزها أو تكاسلها أو تسويفها لتقديم مسئولين فاسدين الى المحاكمة، كذلك رفض احزابها لاقرار قانون الاحزاب للكشف عن مصادر تمويلها، يضعها موضع اتهام، أما اللجوء الى التغييب عن حضور جلسات البرلمان لمنع اقرار الموازنة وقوانين اخرى، فهو فساد ما بعده فساد، لان واجب هذه الكتل هو الجلوس في البرلمان ومناقشة القضايا ووضع القوانين لها واقرار عدد من القضايا مثل الموازنة العامة، كي تحافظ على مصالح المواطنات والمواطنين وصيانة المال العام.

 

41
المنبر الحر / ووواوي لو ويوي
« في: 22:55 20/02/2013  »
ووواوي لو ويوي

ماجد فيادي
من حسنات جريدة طريق الشعب أن لها تقليداً قديماً كل يوم خميس تقدم قصةً للاطفال، ومن هذه القصص التي قرأها لي والدي قصة الحمامة والووواوي. تبدأ القصة أن ثعلباً قد نصب فخاً للحمامة، بأن رمى لها حبات قمحٍ بالقرب من اغصانٍ كثيفة، فما أن رأتها حتى نزلت تلتقطها، لكي تقدمها طعاماً لافراخها الصغار، حينها انقض الثعلب عليها فأمسكها بفكيه وانيابه.
حاولت الحمامة أن تفلت من فكي الثعلب فلم تفلح، فتوسلت اليه ان يحررها رفقاً بفراخها الصغار، الذين ينتظرونها لكي تأتيهم بالطعام، فلم يقبل الثعلب واطبق فكيه عليها بقوة، طلبت الحمامة من الثعلب أن يحررها لحين أن يكبر فراخها ولن يعودوا بحاجة لها فتأتي ليأكلها، فهز الثعلب رأسه رافضاً، حينها لم يعد امام الحمامة إلا أن تستخدم ذكائها، فقالت له يقول السلحفاة الحكيم أنك ويوي ولست بووواوي، فهز الثعلب رأسه منزعجاً واكمل سيره نحو بيته متبختراً، فسألته الحمامة من جديد، لم افهم هل انت ووواوي ام ويوي، يبدو لي أن السلحفاة الحكيم على حق، فأنت غير قادر على الاجابة، عندها غضب الثعلب وقال بفم كبير أنا ووواوي، حينها افلتت الحمامة من فمه وحلقت عالياً مستعيدة حريتها، وقالت له أيها الووواوي من اجلي وفراخي لن اسمح لك بخداعي من جديد.

تطبق الاحزاب الحاكمة بفكيها وانيابها على الشعب العراقي وثرواته، بعد ان خدعته في الانتخابات ووعدته أن يجعلوا العراق اجمل من امريكا واوربا وان يكون نموذجاً تتطلع له دول الجوار، قدموا للشعب برامج تفوق الخيال، حتى أن قصص الف ليلة وليلة وقفت متخلفة أمام ما حاكوه من مستقبل للعراق، لكن الحقيقة الوحيدة التي يعيشها الشعب العراقي، أن تصدير النفط في تصاعد مستمر والخدمات في تراجع رهيب وخزنات الاحزاب الحاكمة امتلئت حتى الانفجار والفقراء في العراق يزدادون عدداً وجوعا.
ان الشعب العراقي يتابع بقلق الصراع العبثي بين السياسيين فهل يتحرك ليتغلب عليهم ويجبرهم أن يقولوا ووواوي أم يبقى بين فكيهم وانيابهم؟ وهل ستأخذ الاعتصامات والتظاهرات منحاً جديداً وتنتشر في كل مناطق العراق حتى تتحقق مطالب المواطنين أم ينقاد الشارع الى سياسة التسويف والتلاعب بالالفاظ والكلمات والوعود المعسولة حتى الانتخابات القادمة التي سيستغلها السياسيون في تغذية حملاتهم الانتخابية والسطو على ارادتهم؟.

لكل مواطنة ومواطن عراقي لا تنخدعوا من جديد بكلمات الاصلاح التي اطلقها السياسيون بعد اندلاع تظاهرات ساحة التحرير، لا تجعلوا من الوعود في تغييرات صغيرة طوق نجاة لهم، من اجلكم ومستقبل اطفالكم لا تنخدعوا من جديد، أما أن تتحقق مطالبكم المشروعة وتقدم لكم الخدمات أو سحب البساط من تحت الفاسدين والمتاجرين بهموم الشعب.
 


42
كم اتمنى لو تطول مراسيم الزيارة الاربعينية

ماجد فيدي
تتواصل التظاهرات في العديد من المدن العراقية، منادية بعدد من المطالب التي اعتبرها رئيس مجلس الوزراء أنها مشروعة، وقد ثبتت في رسالة وجهت الى البرلمان والحكومة العراقيين، على اساس اما أن تنفذ أو تستمر التظاهرات والاعتصامات، واللافت للنظر أن منذ بدئها لم يقدم رئيس مجلس الوزراء اي تجاوب باستثناء اطلاق عدد قليل جداً من السجينات لاسباب مدنية، وقد تراجع عن تهديده بفض الاعتصامات اللادستورية كما يسميها ما لم تنفض لوحدها، وقد بقى الحال على ما هو عليه ليومنا هذا، بين استمرار التظاهرات والاعتصامات وبين تجاهل المالكي لهم.
المخيف في الموضوع أن الكتل البرلمانية بقيت منقسمة وغير راغبة في الجلوس الى طاولة واحدة لحل المشاكل العالقة، بل اكثر من ذلك فقد انسحب أو غاب نواب كتلة التحالف الوطني عن جلسة البرلمان الاستثنائية بخلاف نواب التيار الصدري، ما جعلها تشاورية لا اكثر، بل هي جلسة بلون واحد يتكلم ويسمع صوته دون وجود لمحاور، والاخطر من ذلك جرى تنظيم تظاهرات في عدد من المدن العراقية وان كانت باعداد قليلة، ترفض طلبات المعتصمين وتحرض على عدم الاستجابة لها.
هناك بوادر كارثة مفتعلة إن انطلقت لن تتوقف وسنعاني منها لخمسة سنوات جديدة على اقل تقدير، فما ان بدأ زوار مرقد الامام الحسين من انهاء مراسيم الزيارة الاربعينية ووصول طلائعهم الاولى الى ديارهم، حتى بدأ الاعداد لتظاهرات بالضد من الاعتصامات الجارية في الانبار والموصل وديالى وكركوك، وسيكون محركها بدعوى أن المتضررين من الارهاب لا يقبلون بالغاء قانون المسائلة والعدالة والمادة اربع ارهاب واطلاق قانون العفو العام، لان ضحاياهم تطالب من قبورها بتنفيذ العدالة في حق الارهابيين.
مهما عمل رجال الدين بالادعاء انهم غير طائفيين وهم يعملون على جعل التظاهرات مشتركة بين الطائفتين، يبقى أنهم يمثلون احزاب طائفية اعتاشت عليها ونمت على تربتها، كما أن المعترضين على هذه الاعتصامات لن يفوتوا الفرصة في التأكيد على طائفية اعتصامات ومطالب خصومهم، وسوف يتصاعد التحشيد من قبل الطرفين حتى تصل مدياتها الخطيرة، فلا المحتجين سيقبلون بالتراجع لانها ستكون نهايتهم ولا اتباع المالكي أو الاحزاب والجهات المحافظة على وحدة الصف الشيعي ستقبل بتقديم تنازلات تكسر شوكتهم، خاصة مع اقتراب الانتخابات المحلية وسط انزعاج جماهيري من اداء الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في تقصيرها بتقديم الخدمات.

إن التصعيد وفق سيناريو التظاهرات المضادة سوف يأتي بالبلاء على البلد بتصعيد الطائفية والتراشق بالاتهامات المتبادلة التي ستعمق الانقسام داخل المجتمع العراقي، وبدل ان يكون انقسام سياسي طائفي، سيكون انقسام مجتمعي طائفي، من الممكن ان يعيدنا الى احداث عام 2006 و 2007 عندما وجد الارهاب سبيله لايقاع المزيد من الضحايا. من معوقات فض الاعتصامات، خبرة الطرفين في منهج التسويف الذي اتبعته الحكومة مع المتظاهرين في شباط من العام 2010 وان الوعود التي قطعت واشتركت الحكومة كلها في تسويفها، ستكون حاضرة هذه المرة امام المعتصمين، ولا اجد افضل من المثل العراقي ينطبق على هذه الحالة الذي يقول ”مو دافنه سوى“.
اتمنى ان تطول ايام الزيارة الاربعينية حتى يرضخ السياسيين الى منطق العقل ويحلوا المشكلة بعيدا عن اشراك المواطنين بجعلهم طرفاً في خلافاتهم ومصالحهم البعيدة عن مصالح الشعب العراقي، وامنيتي الاكبر أن يترفع العراقيون من أن يكونوا ادات في يد السياسيين، واذكرهم مع غياب الخدمات ما زال شيئين في تزايد، الاول صادرات النفط، والثاني ثروات الاحزاب التي تمتنع عن تشريع قانون الاحزاب الذي يفرض عليها الاعراب عن مصادر اموالها.


43
لماذا يتطاولون على المراجع؟

ماجد فيادي
البدعة هي إحداث سلوك مادي أو معنوي لم يكن موجوداً من قبل، فتأخذ حيزاً وسط مجتمعٍ ما حتى تتحول الى ظاهرة أو حالة، أما تذهب كفقاعة أو تستمر لتصبح قاعدة عامة. تعرض الشعب العراقي الى الكثيرمن البدع السياسية منذ السقوط والاحتلال حتى يومنا هذا، فاصبحت تاخذ اوزاناً ثقيلة وفاضحة لدرجة لا يمكن لجدار أن يخفيها عن العيون ويبعدها عن الاسماع.
ولعل آخر الجدالات التي شغلت المواطنة والمواطن تتعلق بمكانة المرجعيات الدينية في هذه المرحلة العراقية، وهل هي موضع احترام وتقدير لدى القيادات السياسية كما سمعناها دائما، منذ حصولها على مقاليد السلطة بدعم من المرجعية، أم ان المرجعيات لا تعدو عن شخصيات دينية لكل مواطن ان يحدد موقفه منها كما يشاء، كما تقول تلك القيادات في السر او في تصريحات متسربة.
في العام 2005 ظهر احد ادعياء اليسار على قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس، متحدثا بكلمات بذيئة عن المرجعية الدينية، وهو شخصية معروفة لكل احزاب المعارضة العراقية التي وقفت بوجه الدكتاتور، كان مناصرا للدكتاتورية بكل امتياز، حتى وان تكلم تحت عنوان شيوعي زائف، وقد تجلى ذلك في دفاعه عن صدام حسين بعد اعدامه، لكن ولاغراض مشبوهة وزع، وعلى نطاق واسع، قرص مدمج عن هذا البرنامج على المحافل العراقية، وبخاصة الدينية منها، وتم تجيش الشارع الشيعي ضد الحزب الشيوعي العراقي، بدعوى أن الشخص المذكور أحد قياداته، والهدف كسر شوكة الحزب وهذه المرة بزعم التطاول على المرجعيات الدينية.
اليوم وبعد أن ابتعدت المرجعية عن الاحزاب السياسية المتنفذة وقياداتها وتوقفت عن دعمهم، خرج النائب حسين الاسدي القريب من كابينة رئيس الوزراء بتصريحات تتطاول عليها كاشفاً عن خيبة الاحزاب السياسية في استغلال المرجعيات كداعم في الوصول الى مبتغاها، فعندما تدير ظهرها لهم تصبح منظمة مجتمع مدني غير معترف بها، كما اعلن النائب الاسدي الذي عبر في الحقيقة عن مشاعر القيادات السياسية التي تلومها المرجعيات دائما على سوء ادارتها للاوضاع.
ولكي يستمر سيناريو الاستفادة من رمز المرجعية، رغم دعوتها لهم بتغيير ادائهم في خدمة الشعب العراقي، تصدى للاسدي العديد من الجهات المتنفذة طالبين منه الاعتذار، بعد ان ادانوا تصريحه بكل ما يمتلكون من مفردات، تعبيرا عن الحرج الذي اصيبوا به، والغريب في الموضوع أن جهةً سياسية دينية قالت في مناسبات سابقة عن المرجعية عبارات اكثر اساءة مما قاله الاسدي، لكن احداً لم يتعرض لها كما جرى معه، ولم تحرق مقرات أويقتل احد مثلما حصل مع الحزب الشيوعي العراقي البرئ براءة الذئب من دم يوسف.
في كل الحوادث التي مرت لم تخرج المرجعية على منتقديها بتصريح أو تعليق، وهو موقف حكيم يحسب لها، لكن دائما كان هناك من يتبرع بالدفاع عنها، ما يدل أن استغلال الرموز الدينية ما يزال ورقة تستخدم في كل المناسبات، وهي تعكس حقيقة أن المصالح السياسية بالنسبة للقوى المتنفذة فوق كل شيئ، وقد وصل مستوى تلك المصالح حد تجاوز ما حرمه الله في قرآنه الكريم، كالقتل والسرقة والتهريب والفساد والارهاب ورشاوى صفقات الغذاء والسلاح، والمخفي اعظم.
 
 


44
انعقاد المؤتمر الأول للتيار الديمقراطي العراقي في هولندا
                                                                                                                            مجيد إبراهيم خليل

التأم شمل أنصار الديمقراطية من أبناء الجالية العراقية في هولندا مساء السبت 3/11/2012 في لاهاي، استجابة لدعوة كريمة وجهتها لجنة قوى وشخصيات التيار الديمقراطي لعقد المؤتمر الأول للتيار.
بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الحركة الوطنية. وبعد كلمة الترحيب التي ألقاها الأستاذ نهاد القاضي، أوضح الدكتور هاشم نعمة أن المؤتمر الأول هذا هو استكمال للمسيرة التي بدأت قبل أكثر من عام حيث انعقد المؤتمر التأسيسي في أيار 2011 وأن طموح المؤتمر هو البحث عن سبل تعزيز التيار الديمقراطي سعيا لنظام ديمقراطي بديل لنظام المحاصصة القائم حاليا في بلادنا. وباسم لجنة التنسيق رحّب الأستاذ جاسم المطير بالحضور، آملا أن يكون المؤتمر تعبيرا عن رغبة من أجل حركة فعالة تكون سندا للديمقراطية داخل الوطن وإنقاذه من منحدر الهاوية، وأردف بالقول: علينا أن نسقي شجرة الديمقراطية ولو بقطرة لنقف بعيدا عن أشكال الإحباط فالطريق ليس معبدا.
تلقى المؤتمر العديد من التحايا، حيث قرئت كلمة قوى التيار الديمقراطي العراقي في الخارج، وكلمة الدكتور كاظم حبيب، كما تلقى المؤتمر العديد من التحايا من الجمعيات والنوادي والمنظمات الديمقراطية العاملة في هولندا.
بعد انتخاب هيئة رئاسة المؤتمر وهيئة الاعتماد، وإقرار جدول العمل، شرع أعضاء المؤتمر  بمناقشة الوثائق المرسلة اليهم بالبريد مسبقا وهي : التقرير الإنجازي، وورقة العمل، والتقرير المالي. وقد أقرت الوثائق بعد إغنائها بالنقاش والملاحظات والإضافات حيث سادت أعمال المؤتمر أجواء الصراحة والحوار الديمقراطي والبحث عن أفضل السبل التي يمكن أن يقدمها أنصار الديمقراطية في الخارج لدعم التيار في الوطن وتعزيز دوره وتأثيره في مجريات الأحداث.
انتخب المؤتمر بالاقتراع السري المباشر أعضاء لجنة التنسيق، حيث تنافس 11 مرشحا وقد فاز بالعضوية : نضال اسماعيل، نهاد القاضي، هشام سعد، هالة الصفار، ليث العبيدي، سعد عزيز دحام، علي محمد الطائي، وعضوان احتياط هما : عامر خضير وصالح الربيعي







45
إختتام اعمال مهرجان الزهاوي للحفاظ على نهري دجلة والفرات وحماية بيئة وادي الرافدين

ماجد فيادي
نهار السبت 29.09.2012 في مرسم الفنان حسام البصام والخطاط مهند الصالحي، تجمعنا خلية العمل لنحضر وسائل الايضاح ومعرض الرسم، لننتقل الى قاعة الاحتفال باختتام أعمال مهرجان الزهاوي الاولى للحفاظ على نهري دجلة والفرات وحماية بيئة وادي الرافدين، فعملنا على تحضير القاعة من مقاعد الجلوس الى ترتيب لوحات معرض الرسم ونصب جهاز العرض وربط المايكرفونات، حتى اصبح كل شيئ مهيأ لاستقبال الضيوف والجمهور.
تقدم المهندس هيثم الطعان للترحيب بالحضور والقاء كلمة الديوان الشرقي الغربي بمناسبة اختتام أعمال المهرجان، ثم فتح الباب أمام الدكتور بدر الجبوري لتقديم سرد تاريخي لمجريات المهرجان من محاضرات ونقاشات وفعاليات، ثم قدم الشكر لكل العلماء والاصدقاء ومن ساهم بالعمل في إنجاح المهرجان، بتقديم هدايا تذكارية بالمناسبة.
حاورت المهندس هيثم الطعان رئيس الهيئة الادارية للديوان الشرقي الغربي، وتساءلت عن مسحة التشاؤم وخيبة الامل في كلمة الديوان بالمناسبة ؟
يقول الطعان ”لسنا متشائمين، لكن مجهود عام من العمل الدءوب لخدمة الشعب العراقي والدفاع عن مصالحه وحقوقه، لم ينعكس ايجابياً من قبل الحكومة العراقية واصحاب القرار بتعاون يذكر، حتى السفارة في برلين لم تتجاوب مع الدعوة التي وجهناها لهم، كما أن الاتصال اليتيم من المكتب الاستشاري لرئيس الوزراء والذي عرضنا عليهم اقامة مهرجان عالمي بخصوص المياه، واستضافة علماء وباحثين ومعاهد عالمية لخدمة قضية مياه دجلة والفرات، لم يتم الرد عليه. يبدو واضحاً بالنسبة لنا أنهم غير راغبين بالعمل خارج نطاق احزابهم واجندتهم. هذا لن يثنينا عن العمل وسنواصل بكل امكانياتنا البسيطة.
وفي رده على استفسار في ضعف تعاون شخصيات علمية ومدنية عراقية مع المهرجان، وسط حضور كبير لعلماء اجانب ومختصين على مستوى منظمة الامم المتحدة ومعاهد اوربية وامريكية واساتذة جامعات. أجاب
”في الاصل هذا المجهود جاء على اساس دعوة من نشطاء عراقيين في مجال البيئة والزراعة، لهذا جاءت المادة العلمية متناغمة مع توجهات الديوان واعضائه، وسنعمل كعراقيين مهتمين بالشأن العراقي في اصدار كتيب بمختلف المحاضرات والمعلومات التي قدمت خلال المهرجان للتعريف بمشكلة المياه والبيئة في وادي الرافدين. ولا بد من الاشارة الى مشاكل الفيزة التي اعاقت مشاركة العديد من العلماء العراقيين في المهرجان، ولا ننسى فقد شارك الدكتور حسن الجنابي بصفته الشخصية وليس الوظيفية بمحاضرة قيمة ودعم لوجستي مهم“.
ماذا عن امكانيات الدولة العراقية لو استغلت في هكذا فعاليات لتعريف المجتمع الدولي بمشاكل الشعب العراقي الملحة ؟
يجيب ”أنت من الهيئة التحضيرية للمهرجان واطلعت على كل مجهودنا، فبامكانياتنا البسيطة، استطعنا أن نلفت انتباه المجتمع الالماني بمؤسساته العلمية والصحفية، وصار الاتصال بنا من مختلف الجهات لتقديم المعلومات وحضور المؤتمرات الاختصاصية، بالاضافة الى الاتصال من قبل منظمات عراقية وشخصيات علمية تحثنا على الاستمرار، فما بالك لو أن الحكومة العراقية بميزانيتها الانفجارية قد سمحت لنا بالتنسيق معها والعمل على اقامة فعاليات ذات طابع عراقي دولي، للتعريف بهكذا مشاكل والضغط على دول المنبع لمياه دجلة والفرات، لكانت الثمرة اكبر بكثير، لكن واضح أن امكانيات الدولة مسخرة لاغراض ضيقة بعيدة عن الطابع العراقي“.
ماذا لديكم من مشاريع قادمة، وكيف ترغبون باقامتها ؟
يقول الطعان ”من خلال تجربتنا في مهرجان الزهاوي، توصلنا أن الثقافة العراقية لا تعني فقط الاهتمام بالشعر والموسيقى والمسرح والكتاب، ولا يجب حصرها في إطار ضيق، لهذا نتمنى على منضمات المجتمع المدني العراقية في العراق أو خارجه أن تتعاون معنا في تقدم صورة اكثر شمولا للشعب العراقي بابداعاته وهمومه. نحن نحضر لفعالية عن مشاكل البيئة العراقية وانعكاسها على الفقر، واخرى عن التلوث الاشعاعي، امسية عن حوار الاديان، ونحن مستمرون بفعاليات للاطفال الاجانب لمهجرين ومهاجرين في المانيا، أما الندوات التي تدور حول الديمقراطية فهي مستمرة دون توقف“
عندما توجهت الى الدكتور بدر الجبوري المنسق العام للمهرجان، كان منهمكا بين استعراض اعمال المهرجان والترحيب بالضيوف والتعريف بمشاريع الديوان القادمة، ساعياً لاشراك اكبر عدد ممكن من الضيوف بالهم العراقي الكبير. سئلته ماذا تستنتج من المعلومات التي قدمت خلال فعاليات المهرجان ؟
يرتب الدكتور بدر أفكاره ويجيب ”اذا ما ركزنا على محاضرات اصحاب الاختصاص، نجد أن الدكتورة شفارتس مديرة المركز الجيولوجي الالماني الذي يقدم النصح للحكومات الالمانية، قد أشارة الى أن المياه لا تقارن كثروة وطنية بالبترول، لانها مشتركة ومتحركة بين كل الدول، لا يحق لاحد احتكارها دون الاخرين. أما البروفسور كيرك من جامعة كولون والمستشار القانوني للكونكرس الامريكي، فقد اختصر كلامه في عرض خارطة لمنطقة الشرق الاوسط بدون حدود سياسية، وقال هكذا نفهم أن المياه لا تعترف بالحدود المصطنعة، فهي ملك البشر جميعا، وان السياسة التركية والايرانية المتبعة وفق مفهوم النظام الهرموني الروماني غير مقبولة. ولو ركزنا على الدكتورة آنيا مويتج المساعدة العلمية للبروفسور كيرك، فهي ترى أن عدم تحرك الحكومات العراقية المتعاقبة منذ السبعينات، في تقديم شكوى الى المحكمة الدولية في لاهاي أو الامم المتحدة، يسمح للمتضررين من العراقيين المقيمين في العراق برفع دعوى قضائية ضد هذه الحكومات لتقصيرها في المطالبة بحقوق الشعب العراقي. بالاضافة الى ضعف البحوث والاحصائيات العراقية في هذا الشأن، التي تبين حجم الضرر المترتب نتيجة سياسة كل من تركيا وايران وسوريا، افقدنا القدرة في تثبيت دجلة والفرات نهرين دوليين على عكس ما تدعيه تركيا من أنهما ممتلكات تركية. من كل ما تقدم نستنتج أن الحكومة العراقية تفتقر الى الرؤية والاستيراتيج في حل مشكلة المياه المتفاقمة، والتي انعكست سلباً على البيئة العراقية بشكل عام واصابت المدنيين بالضرر الكبير“.
سئلت الدكتور بدر هل أشار المحاضرون الى تحمل الحكومة العراقية مسئولية ما يحصل ؟
يقول ”نعم كانت الاشارة واضحة، فقدر ذكر البروفسور ريشكامر أن الحكومة العراقية بيدها مفتاح الحل، لكنها لم تتخذ أي اجراء فني أو قانوني حقيقي لحل المشكلة. وذكرت الدكتورة شفارتس أن الحكومات المتعاقبة لم تحضر لجان مشتركة عبر الامم المتحدة أو الاتحاد الاوربي“.
علمت أن البروفسور كيرك يدرس في جامعة كولون العديد من الطلبة الاجانب، ممن يعيشون مشاكل مشابهة في بلدانهم لما يعيشه العراق مثل مصر اثيوبيا المكسيك ودول اخرى، لكن لا يوجد طالب عراقي واحد في قسمه، أين السبب ؟
في حسرة واضحة يقول ”ابدى البروفسور كيرك عن انزعاجه من عدم ارسال العراق زمالات لهكذا قضايا حيوية، وهو يدعو الحكومة العراقية لابتعاث طلبة قانون لكي يتخصصوا بدراسة الماجستير بالقانون الدولي للبيئة، خاصة حماية الانهر الدولية من المشاكل السياسية“.
ما هي اجراءاتكم اللاحقة ؟
يلخص الخطوات القادمة في اربعة نقاط ”اصدار مطبوع بالبحوث التي قدمت خلال المهرجان، ملاحقة الموضوع من الناحية القانونية ، قدمنا طلب الى محافظ مدينة كولون ومنظمة البيئة في مقاطعة شمال الراين طلب تمديد للمهرجان في بحث تأثيرات الاشعاعات النووية على البيئة العراقية نتيجة الحروب، واخيراً تبنينا ما قدمته (ماجد فيادي) من مقترح في جمع البحوث العراقية، التي لم يتعرف عليها العالم، والتي تختص بالاضرار المترتبة على البشر والبئية في وادي الرافدين نتيجة حرب المياه والحروب العسكرية“.
الشخصيات التي كرمت خلال اعمال اختتام المهرجان، الروفسور كيرك يونكر، الخبيرة فرانكا شفارتس، البروفسور ريشكمار، الدكتور حسن الجنابي، الدكتور جون تاكينغ، البروفسور فلادمير كريبل، البروفسور لارس ريبة، الدكتورة آنيا مويتج، الصحفي الالماني اندرياس غوتشون، البروفسور هانز نوينمان، الدكتور فولفكانك ميسرشمدت، المهندس الزراعي ماجد فيادي، السيدة الايطالية إلاريا ليوناردي، المهندس هيثم الطعان، الدكتور بدر الجبوري، الصحفي ماجد الخطيب، السيد اسماعيل الترك، الخطاط مهند صالح، السيدة الالمانية اوليركا فنسينريد، الرسام حسام البصام، مجموعة مصوري الناصرية، المسرحي حسن الدبو، فرقة السدارة الموسيقية، عازف السنطور قاسم محمد، عازف العود رائد خوشابا وفرقة الرافدين الرباعية، المصورة الالمانية جوانا فورتمان، الدكتور عبد اللطيف الشيخلي، السيدة مروج الطعان، المصور حسين الجيزاني.



46
حوارات ديمقراطية على ضفاف اللومانيته

ماجد فيادي
أن تشارك في مهرجان جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي ”اللومانيتيه“ لمرة هذا يعني أنك لن تتوقف عن المشاركة، إنه عيد يجمع كل العالم في مكان واحد، فهو يحقق المقولة ”أن العالم قرية صغيرة“ في كل خيمة يقف بشر من دولة ما، يتكلمون لغة ويرتدون ملابس ولهم لون بشرة وشعر ومأكولات ومشروبات مختلفة عن الخيمة التي تجاورهم، يختلفون في كل شيئ إلا حبهم للانسانية وإيمانهم بالسلام وانتمائهم اليساري، لكن هذا التنوع لا يتوقف هنا، فقد تجده داخل الخيمة الواحدة ايضا، في خيمة طريق الشعب الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي تجد الفرنسي والفلسطيني والجزائري والسوري يعملون الى جانب العراقيين، وفود سياسية تزور الخيمة لتطلع على التجربة العراقية في مشاركة الحزب الشيوعي العراقي بالعملية السياسية أو تجربة النهوض بالتيار الديمقراطي من قبل الديمقراطيين العراقيين، لا يمكن لاحد أن يتجاهل الفعاليات الفكرية والسياسية التي تنظمها الخيمة باستضافة أسماء لا يشترط بها الانتماء للحزب الشيوعي العراقي، لتقدم آخر ما جادت به عقولها من أفكار في خدمة الانسانية، عروض أخرى لفنانين تراهم على شاشة التلفاز فقط أو مواهب شابة يتوقع لها مستقبل زاهر، اثمن ما تحصل عليه هو اللقاءات الجانبية التي تمثل كل واحدة وجبة دسمة من المعلومات، وبدون أن تخطط فانت تقف الى جانب أسماء كان ولا زال لها دور في رسم خارطة الثقافة العراقية، فقد تجد كوكب حمزة الى جانبك مبتسماً أو داوود امين محاوراً أو فيصل العيبي مداعباً بنكتة أو طالب غالي مدندناً بلحن سبعيني، ولا تتفاجئ بالرفيق مفيد الجزائري ساعياً لك قبل أن تسعى له، فتغرف ما تريد من هؤلاء قدر ما تستطيع، لكن اجمل ما في هذا العام أن الشاعر والكاتب والمسرحي صلاح الحمداني قد جاء لنا بحركة مسرحية ساحباً لمقعد بيده فيجلس الى حلقتنا التي تضم داوود امين والرفيق فؤاد من فرنسا وانا، طالباً معرفة اخبار كل منا، ليبدء حديث اقتتطف منه القليل لكم.
كنت بينهم الاصغر عمراً والاقل معرفةً بالثقافةً والافقر بالتجربة، لكن مثل هؤلاء لا يشعروك بذلك بل يرفعوك الى مكانتهم تواضعا واحتراما لمكانتك كانسان تشاركهم همومهم الثقافية والفكرية. بادر الشاعر صلاح الحمداني بطرح سؤاله فور جلوسه، أريد ان اعرف اخباركم فرداً فرداً، فبدء بالكلام داوود امين ثم تكلمت انا ثم فؤاد، فطلبت من الحمداني أن يسمعنا اخباره، وبضحكته المعهودة بادر لطرح ما انجزه خلال الفترة الماضية من كتب وقصائد وفعاليات، واخذه الحديث ليطرح فكرة التراجع الذي حصل للديمقراطيين على الساحة الاوربية بعد سقوط الصنم واحتلال العراق، مستذكراً الايام التي وقف بها الديمقراطيون نداً للدكتاتور وازلامه على ساحات العواصم الاوربية، كيف تمكنوا من كسب رأي الجماهير الى موقفنا ضد الدكتاتور وانتهاكات حقوق الانسان، التظاهرات التي ساهم بها الاوربيين الى جانب العراقيين، موقفنا الرافض للحرب في اسقاط الدكتاتور، تغلغلنا في المراكز الثقافية وطرح معاناة الشعب العراقي نتيجة السياسة الرعناء للدكتاتور، كل هذا كان بامكانيات فقيرة جداً للديمقراطيين واليساريين العراقيين المقيمين في الخارج أمام الميزانية المهولة للدكتاتور في تغذية نشاطاته السيئة أمام الرأي الاوربي، التي لم يحضرها إلا نفراً قليلاً من المرتزقة اوربيين كانوا أم عربا.
دار الحديث عن الاسباب التي أدت الى هذا التراجع في نشاط الديمقراطيين واليساريين، من سقوط الدكتاتور الى الانخراط في العملية السياسية والتحالفات التي خاضها اليسار العراقي وعودت عدد من الناشطين الى العراق ثم رغبة العديد منهم في التفرغ للحياة الشخصية بعد هذا الطريق الطويل من النضال باتمام انجازاتهم الثقافية والمالية، كل هذه الاسباب وغيرها اوصلتنا الى أن يكون تواجدنا على الساحة الاوربية موسمي وضعيف، ينشط كلما تعرضنا الى ضربة هنا أو هناك من قبل الحكومة العراقية، لكن اليوم لدينا الاسباب الكافية لكي نعود للعمل ونفضح ممارسات الاحزاب الحاكمة في بغداد لما تقوم به من اعمال تهدف الى قتل بذرة الديمقراطية في العراق.
يرى صلاح الحمداني أن الوقت حان للملمة شمل الديمقراطيين واليساريين والعلمانيين في اعمال نوعية امام الرأي الاوربي لكشف الاحزاب الطائفية، ووضعهم في الصورة التي يستحقوها. هذا الحديث  ينطبق تماماً مع الهدف من اقامة التيار الديمقراطي في الخارج، فقد اسس ليكون داعماً للتيار الديمقراطي في العراق، وليس هناك من فرصة لتنشيط التيار في الخارج ولملمت الشمل أكثر مما تقوم به الحكومة العراقية من تجاوزات على الحريات، أو تقصير البرلمان العراقي في تشريع القوانين المهمة بسبب المحاصصة الطائفية العرقية، أو سرقة اصوات العراقيين عبر تشريع قانون انتخابات المحافظات سيئ الصيت، ولعل اخر هذه الانتهاكات وانا اكتب هذه الاسطر وصلت الاخبار عن اجتياح بربري لشارع المتنبي من قبل امانة بغداد، وتحطيم كل معالم الثقافة فيه، بعد ان هاجمت قوات الجيش والشرطة قبل أيام النوادي الثقافية وتهجمت على روادها بالضرب والاهانة كأننا لا نزال في عهد الدكتاتور.


   
   

47
لقد أعطانا الدكتاتور وابنه سببا لكي نتحد

ماجد فيادي
من أساليب الدكتاتور في التمتع باغاضة العراقيين، انه كان يظهر عليهم بدل عرض برنامج الرياضة في اسبوع تقديم مؤيد البدري، هذا البرنامج كنا ننتظره بلهفة لا تصدق، فقد كان النافذة التي نطل من خلالها على العالم المتحضر، ونشهد آخر ما قدمه المبدعون من فنون الرياضة، كان الدكتاتور يختبئ في احد قصوره طوال أيام الاسبوع ثم يخرج للعلن في زيارة لاحد المحافظات يوم الثلاثاء، ذلك اليوم الذي يبث فيه برنامج الرياضة في اسبوع، فيبدأ القائد في بث مقاطع زيارته منذ الساعة الثامنة مساءً موعد نشرة الاخبار الاولى، وهي مقاطع لحركة سيارته على الطريق العام بين بغداد وتلك المحافظة، ثم تنتقل اللقطات الى حشود الجماهير التي تستقبله ثم استقبال المحافظ له ثم خروجه للحشود بعدها عدد من الاطلاقات النارية التي يطلقها بيده ثم كلام سخيف ليس له معنى بعدها هتافات مجنونة لا تفهم منها شيئ ثم يعود القائد الى سيارته المرسيدس ويتجول في المدينة والجماهير تجري خلفه واخيراً طريق العودة من تلك المحافظة الى بغداد حيث يقيم بطل الامة العربية، القائد الضرورة، حامي البوابة الشرقية، قائد قوات ذاك الصوب.
هذا الفلم يأخذ ساعتين إلا خمسة دقائق، وتنتهي الساعة العاشرة تماماً لنعود الى نشرة الاخبار الثانية فيعاد نفس الفلم الى الساعة الثانية عشر لينتهي البث بالسلام الجمهوري، استمر هذا الحال سنين حتى انتقل السيد مؤيد البدري للعمل في قطر، فاستراح واسترحنا من انتظار برنامجه، واغلقنا نافذتنا على العالم.
عندما جاء عدي الى الرياضة فتح لنا باب لم نكن نتوقعه، فبعد أن اسس نادي الرشيد الرياضي، وصعد به كالصاروخ الى الدوري الممتاز، عمل على سحب كل لاعبي المنتخب العراقي بكرة القدم الى الرشيد باستثناء عدد قليل منهم مثل حسين سعيد وجمال علي وعلي حسين. شيئ فشيئ صرنا نجد في فوز نادي الرشيد المتخم بالنجوم على اندية عريقة مثل الزوراء والجوية والشرطة، انتصار لعدي علينا، فصرنا نتغيب عن مباريات الاندية التي نشجعها ضد نادي الرشيد، حتى بدء الرشيد يخسر امام عدد من الاندية العراقية بحكم تكرار المواجهات لعدة سنوات ضمن الدوري والكأس، مما زرع في قلبنا الامل بالانتصار على الدكتاتور وابنه.
في مبارة بين الزوراء والرشيد بقيادة الكابتن فلاح حسن فاز الزوراء 3 ــ 2 كان الجمهور قليل كالعادة، وما إنتهت المباراة حتى انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وصرنا نضحك ونتناول احداث الاهداف كقصص خرافية من الف ليلة وليلة، ونردد اسماء اللاعبين مثل عبد الامير ناجي ورائد خليل وإبراهيم عبد نادر، على اثرها اتفق كل مشجعي الزوراء والشرطة والجوية والطلبة على حضور المباراة اللاحقة بين الزوراء والرشيد وقد كانت في بطولة اخرى، فكان ما كان، امتلئ ملعب الشعب بالجمهور الذي جاء مناصراً للزوراء، وما أن وضع اللاعبين قدمهم على الارض حتى تعالت الصيحات، زوراء زوراء زوراء، بعدها دخل لاعبي الرشيد فتعالت صيحات الاستهجان والصفير ضدهم.
رغم ما قيل خلال المباراة، أن قراراً من عدي قضى بخسارة الزوراء ثلاثة لصفر، لم يترك الجمهور الملعب واستمر بتشجيع الزوراء رغم خسارته بالثلاث، لكن الحقيقة كان الجمهور يحيي لاعبي الزوراء على فوزهم في المباراة السابقة، وهم يملئون قلب عدي بمشاعر الهزيمة.
لقد اعطانا الدكتاتور وابنه سببا لكي نتحد، ففي كرة القدم معروف أن مشجعاً لنادي ما لا يشجع نادي آخر ضمن نفس الدوري، خاصة المتعصبين منهم، لكن ما لاقاه العراقيون من ظلم الدكتاتور وابنه، جعلهم يتخطون كل الانقسامات حتى المشروعة منها، ليتحدوا في البحث عن نصر ولو صغير. في ذلك اليوم فهم عدي الرسالة جيداً، وفهمها الدكتاتور ايضاً، وبعد تكرار حالات من هذا النوع مع تفاقم استهتار عدي، وظهوره بدور الاحمق أمام الجمهور الرياضي، قرر الدكتاتور انهاء نادي الرشيد، لكي يحرم العراقيين فرصة الانتصار عليه والضحك على ولده الارعن.
لسنا اليوم بحاجة لدكتاتور لكي نتحد، لاننا نعاني من نفس المشاكل، في سوء الخدمات وتردي الامن، وتفاقم الفساد الاداري والمالي.


48
ينابيع الثقافة أين هي اليوم

ماجد فيادي
عندما كنت شاباً صغيراً شاهدت والدي واخوتي يحملون كتباً مختلفة العناوين، يخرجوها من المكتبة مرة ويعيدوها مرة اخرى، ومنذ بدأت افهم، سمعتهم يتحاورون في مضامين تلك الكتب، سياسية ادبية تاريخية وفي احيانٍ قليلة علمية، جذبني الى ذلك السلوك أن أصدقاء اخوتي ووالدي ومن يأتينا ضيفاً، كانت تجمعهم نفس الهواية، فقد كانت الاحاديث تدور دون انقطاع وبجدية كبيرة.

عَلَقَت في ذاكرتي تلك الحوارات والنقاشات وتبادل المعلومات، فشكلت في داخلي رغبة أن أشاركهم الحديث أو التشبه بهم، ففكرت أن الوسيلة الوحيدة لاجد طريقي أن ابدء بقراءة الكتب التي في مكتبتنا، لكن صوتاً في داخلي اوحى لي أن ابدء بقراءة كتابٍ من مقتنياتي الشخصية، فلا اكون بذلك نسخةً من غيري، حينها اشتريت أول كتاب وكان للكاتب الانكليزي شكسبير بعنوان يوليوس قيصر، ولكي اتمكن من الاستمرار في خطتي لجأت الى مكتبة بيتنا لمواصلة القراءة، حينها استعرت اول كتابٍ منها وكان بعنوان الام للكاتب الروسي مكسيم غوركي، ثم توالت القراءات لكتابٍ لهم دورهم في رسم حياة الشعوب.
تعلمت من عبد الرحمن منيف في رواية شرق المتوسط عدم الثقة بالجلاد، ومن مكسيم غوركي في رواية الام معنى التضحية ونكران الذات، مادفعني لقراءة الاخوة كارامازوف للكاتب تولستوي، مقولة تدعي ”من لم يقرأ الاخوة كارامازوف لم يقرأ شيئ من الادب العالمي“ فتعلمت منه قوة الحجة في الحوار، من حنا مينا في رواية الياطر فهمت أن التغيير يحتاج الى أشراك الناس به، تعلمت من الطيب صالح أن ما نتستر عليه في مجتمعاتنا من ممارسات لا تختلف كثيراً عن المجتمعات الاخرى، في رواية لمن تقرع الاجراس لهمنكواي تعلمت أن حياة المناضلين شاقة وطويلة، في رواية أصابعنا التي تحترق لاحسان عبد القدوس اكتشفت كيف نعيش الحب، تعلمت من غوغول في قصة المعطف كيف أسطر أفكاري على الورق، أما كولن ولسن في رواية طفيليات العقل فقد علمني كيف اخرج من الواقع الى الخيال، في رواية ذهب مع الريح لماركريت متشل عشت الحرب التي تأكل كل شيئ حتى الحب، غائب طعمة فرمان في مسرحية النخلة والجيران التي حضرتها مع والدي ووالدتي وكنت صغيراً جداً اتذكر الفنان يوسف العاني كيف يضحك ويبكي الجمهور في حوارات شعبية، إيرش ريمارك في رواية الاصدقاء الثلاث فهمت لماذا يرفض الانسان أن يكون وقوداً للحرب، أما رواية حب في زمن الكوليرا للعبقري ماركيز تعلمت أن الحب يقوى كلما اقترب من الموت. تعلمت من كتاب آخرين اشياء عديدة لم اكن لاعرفها لولاهم.
هكذا مع مرور الايام بدأت امتلك مكتبتي الخاصة التي اقتني لها كتباً اخضعها للبحث والسؤال قبل  أن اشتريها، حتى صارت ملاذاً لأخواتي الاصغر مني، في البحث عن الممتع والمفيد، فأخذت صديقاتهن يستعرن الكتب تلو الاخرى، وصارت الكتب تخرج ولا تعود، حينها قال لي أحد الاصدقاء ”من يعير كتاباً فهو احمق، ومن يعيد كتاباً فهو احمقين“ فقررت أن اعمل قائمة باسماء المستعيرين والمستعيرات والكتب، لاحافظ على مكتبتي، لكن الخطة باءت بالفشل. وبعد ان تركت العراق مهاجراً في أواخر 1999 تسربت مكتبتي، فقد عملت اختي على اعطاء معارفها من مكتبتي لكي تحثهم على القراءة في زمن لم يعد فيه من يقرأ إلا القليلين.

لايمكن حصر مصادر الحصول على الثقافة في كتاب، انما هي تتوزع على المسرح ومعرض الصور ومجالس الحوار والشعر والمدارس والجامعات وحتى المقاهي العامة التي نلعب بها الدومينو والطاولي، لكن مقدار المعرفة يتفاوت بين هذه المصادر كل حسب تأثيره، ففي عراق الستينات والسبعينات من القرن الماضي، برز الكتاب وطغى على باقي المصادر ونشط المسرح والسينما، كان للحركة الفنية بالرسم والنحت رواد وصلوا مرحلة العالمية، كانت المقاهي تسمى باسماء رموز ادبية كالزهاوي والحبوبي وام كلثوم فنشطت فيها الحركة الثقافية الى ابعد مدياتها، وكانت الحوارات مع رجال الدين المتنورين تتجاوز المحرمات والمقدسات. كل هذه الحركة الثقافية كان محركها المثقفين بمختلف مشاربهم، أسماء ما ان تذكرها حتى يعرفها العراقيون، يضاف لهم الحركة اليسارية التي استطاعت أن تنتشر بين الجماهير وتتحول الى ادات نهمة للثقافة تستند على الحوار في تبادل المعرفة.

اليوم صارت ثقافة المجتمع مسموعة في عمومها، لا تعتمد على المصدر والتدقيق في المعلومة، يمكن لكل من يريد أن يسرب الافكار المغلوطة كما يشاء، فالكتاب والمصدر ركنا على جنب، واستبدل بالفضائيات والمنابر الدينية المتطرفة واختفت السينمات وتراجعت المسارح واستبدلت المكتبات بمحال البقالة المستوردة، حجمت الملتقيات الثقافية وصار السياسيون ينعقون على شاشات التلفاز دون أن يردهم احد من مقدمي البرامج، فهم يتكلمون بفلوسهم، أصبحت المعلومات ترمى كالاسهال وليس هناك من مقدرة على تدقيق كل ما يقال، فالكلام اسهل بكثير من قراءة كتاب أو الذهاب الى مسرح وسينما ومعرض رسم.
 قبل أن يسأل كل انسان نفسه ماذا تعلم من مصادرِ ثقافةَ اليوم، لا بد أن يعطي نفسه استراحة يبتعد بها عن هذه المصادر لينظر من حوله الى أين تذهب بالمجتمع.

 

49
المنبر الحر / ضمير الخيانة
« في: 23:49 30/07/2012  »
ضمير الخيانة

ماجد فيادي
صدر للكاتب والصحفي والمترجم ماجد الخطيب، الكتاب المترجم لمسرحيتين من الادب المجري، للكاتب باشكندي غيزا بعنوان الضيف والثانية للكاتب هوباي ميكلوش بعنوان سفينكس. تتناول مسرحية الضيف مفردتين متلاصقتين على مدى أحداثها، الخيانة والضمير، وكأن الكاتب يتسائل هل للخيانة ضمير ؟ فالقس الموحد فيرنس ديفد وهو بين المطرقة والسندان، بين قرار الامير بالتخلص منه وعدم قدرته على الهرب كي لا تثبت التهمة عليه، راح يقدم الاسباب لضيفه الموحد سوسينو، وهو ايضاً بين المطرقة والسندان، بين مطارداً من كل امراء أوربا بالقتل، أو أن يقوم بواجبه الذي أوفده به الامير لكتابة التقارير التي يستند عليها في إدانة القس الموحد فيرنس ديفد.
حوارات تجري بين ثلاثة أشخاص وفي غرفة كل ما فيها يقوم على ثلاث، هذا ما اصطاده الناقد ياسين النصير، في مقدمته عن المسرحية، لكي يرشدنا الى قضية الثالوث التي تدور حولها الاحداث، بين أمير يريد السيطرة على الكنيسة لكي يفرد نفوذه على الامارة، وبين قس موحد يريد توحيد الكنائس لاهداف دينية، وبين ضيف استخدم كأداة لتنفيذ مهمة الخيانة.
يحصل الضيف على مباركة القس لكي يقوم بالخيانة، وهو يتظاهر بالرفض والقبول، وتمارس عليه الضغوط لكي يوافق، أو أن يُقَدَم عربون صداقة الى أمير يبحث عنه ليوضعه بيد السياف. مواقف يعرضها الكاتب ويجعل القارئ يعيشها ويفكر بالنيابة عن الضيف، هل يمارس الخيانة بضمير يبرر كل نتائجها؟ ام يرفض ويذهب الى مصيره المحتوم؟ ماذا عن القس الذي يدفع الضيف لكتابة التقارير، ويذكره فيما لو نسى، ويعيد قراءتها معاً كي لا تحمل اخطاءً، وتلك الخادمة التي تمارس دوراً مزدوجا، مرة في فراش القس واخرى في فراش الضيف، وهي في نفس الوقت مكشوفة لكللا الطرفين في خدمتها للامير، تنقل رسائل الضيف وتراقب أدائه، ما هو مصيرها ومن الذي يقتلها،القس أم الضيف؟ وفي نهاية المسرحية ماذا يكتشف الضيف، هل كان القس يخدعه ولماذا؟
في حوار مع المترجم ماجد الخطيب سألته، لقد تناولت الخيانة في مسرحيتك عاشق الظلام، وانت تتناولها في ترجمة مسرحية الضيف، ما الذي يجعلك مهتما بها هكذا؟
يقول الخطيب ”ما تعرضنا له من خيانة المثقف العراقي خدمةً للدكتاتور أدت الى تخلف المجتمع العراقي وصعود المنافقين الى مراكز القرار على حساب أصحاب المواهب والكفاءات، واليوم الصورة ليست بالافضل فالمثقف محارب من قبل عدداً ممن ركب الموجة أو حصول إرهابيين على مناصب عليا في الشأن الثقافي، بالاضافة الى محاربة منظمة للثقافة من قبل الحكومة العراقية، الثقافة العراقية تعرضت للخيانة“ وفي سؤالي هل تجد للخيانة ضمير؟ يقول ”أن لا ضمير للخيانة“.
وفي اجابته عن دوافع الترجة يقول ”أنا أترجم ما احب، ولدي حافز شخصي لتقديم الثقافة الغربية الى المجتمع العربي“ وهل تجد في الترجمة مردود مالي ”لا توجد عروض من دور النشر للترجمة، لهذا فهو عمل طوعي نقوم به نحن المترجمون، وفي النهاية فالترجمة ليس لها مردود مالي، على العكس قد ندفع من مالنا الخاص كي تخرج أعمالنا الى النور“
في ختام الحوار تسائلت مع نفسي، هل نمارس الخيانة تجاه الثقافة، نحن متلقي الابداع، عندما ندير ظهرنا الى الانتاج الابداعي للكاتب أو المسرحي أو الرسام أو كل أنواع الفنون؟؟؟
لكم أن تجيبوا على السؤال. 

     

50
مهرجان الفرح في الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 تموز المجيدة

ماجد فيادي
أقامة التيار الديمقراطي في المانيا مهرجان الفرح لاحياء ذكرى ثورة 14 تموز المجيدة، فقد التقى بنات وابناء الجالية العراقية في مدينة هلدسهايم أيام 13 الى 15 تموز الجاري، قادمين من مختلف المدن. يوم الجمعة كان لقاء الاصدقاء والاحبة، ورغم وصولهم المتأخر فقد دارت الحوارات وتجاذبوا الذكريات حتى ساعة متأخرة من الليل. يوم السبت 14 تموز التأم شمل الجميع عندما استقبلهم حسن شاكر (أبو زينة) وهو يشوي الكباب العراقي الذي أعده عادل حسن (أبو داليا) وما أن وصل ماجد فيادي حتى عمل سائق تكسي بين محطة القطار ومكان المهرجان، أما الدكتور صادق أطيمش والدكتور صادق البلادي فقد عملا مستقبلين للضيوف وفي نفس الوقت يغسلون الاطباق لكي تكفي للوجبات الواصلة من الضيوف، استمر الحضور في حلقات الدردشة بين حوارات السياسة واخرى تتفقد الاحوال وثالثة تتناول الذكريات.
أعلن الدكتور صادق أطيمش بدء المهرجان بالقائه كلمة باسم التيار الديمقراطي في المانيا، تناول فيها منجزات الثورة في مختلف الميادين رغم قصر عمرها، مشيراً الى محاولات التشويه التي يطلقها البعض للنيل منها، بسبب تعارض مصالحهم مع مصالح الشعب العراقي، ثم تطرق الى أهمية هذا الاحتفال كونه يتزامن مع ضعف الخدمات وقلة فرص العمل وعدم الاستقرار الامني وانتشار الفساد الاداري والمالي وسط خلافات سياسية مفتعلة لمصالح حزبية ضيقة، ترتبت على التقاسم الطائفي القومي لتشكيل الحكومات المتعاقبة بعد السقوط والاحتلال، كما ذكر أن احتفالنا هذا يتزامن مع العديد من الفعاليات التي تقام في بغداد ومختلف المدن العراقية، كذلك مدن العالم التي يقطنها العراقيين.
قرأت الشاعرة وفاء الربيعي رسالة التهنئة التي بعثها الملتقى العراقي في لايبزك، ثم رحبت بالحضور معلنة عن برنامج المهرجان، فقد دعت الدكتور صادق البلادي لتقديم فقرة المسابقات بين المحتفلين، في طرح أسئلة تتعلق بالثورة من منجزات الى احداث وكذلك أسماء شخصيات وعناوين صحف، عندما بدء المسابقة بعرض تاريخي قصير عن معاناته وعائلته على يد الانظمة الملكية مؤكدا أنها لا تختلف عن معاناة باقي العراقيين، بعدها طلب من الحضور تشكيل فريقين فكان أحدهما للنساء والاخر للرجال، فكنت حكماً غير منتخب انحزت الى فريق النساء، لان المنافس كان رشيد غويلب الذي لم يترك لفريق النساء فرصة، وما أن وصلنا الى السؤال الاخير حتى اعلنت فوز فريق النساء 14 الى 7 فتعالت الاحتجاجات والتعليقات والنكات، فعلقت مازحاً أن اليوم هو 14/7 وزعت الهدايا وهي عبارة عن درع من الجلد يرمز لخارطة العراق وتنوع ثقافاته، اما فريق الرجال فقد نال علبة حلويات وزعها رشيد على الحضور، لكنه إستثناني منها ثأراً لخسارته الظالمة.
مثلت طريقة اللعب وطرح الاسئلة اسلوباً جديداً في الفعاليات الاجتماعية التي ينظمها التيار، وهي في نفس الوقت وسيلة سهلة وممتعة لايصال المعلومة الثقافية والسياسية، تفاعل معها الجمهور بشكل رائع.
قدم الزميل سامي الكرعاوي التهاني لبنات وابناء الديانة المندائية بمناسبة عيد (دهفة دمينا)، ثم تقدم احد أبناء الديانة المندائية بتحية الحضور وشكرهم على الدعوة، ثم حيا ثورة 14 تموز ومنجزاتها العظيمة. بعدها قدم سامي مجموعة من الافلام عن الثورة واغاني قديمة تفاعل معها الجمهور واحبها. استغل الدكتور صادق البلادي الفرصة فوزع على الجمهور الحلوى متمنياً لهم حياة سعيدة. كان للشاعر عريان السيد خلف حضوراً متميزاً بقصيدة عنوانها عتب، وبعدها اغنية للراحل محمد القبنجي عن ثورة 14 تموز.
ولاستذكار معاناة الطفولة العراقية التي جاءت الثورة لتنقذهم منها، عرض فلم وثائقي تناول الفقر وتأثيره على الطفولة، وكيف يقوم الاطفال بصنع العابهم بانفسهم من مخلفات الاشياء التي تستخدمها العائلة، صور الفلم بيوت الصفيح التي يعيش بها الفقراء، فتذكر الحضور احد منجزات ثورة 14 تموز في بناء مدينة الثورة، التي كلما جاء نظام جديد سرق اسمها لمصالح سياسية.
بعد استراحة قصيرة التأم الشمل بقراءات شعرية للدكتور حسين جهاد القادم من هنكاريا بصحبة ابنته الصغيرة التي تحاول تعلم اللغة الالمانية، بعده تقدم الشاب حسين العامري بقصيدة، واختتمت فقرة الشعر بقصيدة للشاعرة وفاء الربيعي.
قبل أن يبدء العشاء وزعت الهدايا على الفائزة بمسابقة الشطرنج انعام جواد، وهدية الفائز بمسابقة الطاولي الدكتور غالب العاني.
ما أن بدء الاعلان عن العشاء حتى وقف طابور على الشواية منهم من يطلب من ماجد فيادي قطعة دجاج واخر كباب، فلم تسعفني الشواية رغم كبرها فالضيوف هجموا مرة واحدة، حينها جاء العون من أبو زينة والسيدة انعام جواد والصديق مهند شياع، والسيدة ليلى (ام لينا).
في ختام الحفل قدم الشاب الفنان دوري القادم من برلين مجموعة من الاغاني العراقية على آلة الكيتار، ردد معها الجمهور وتراقصوا على انغامها، حتى أنهم سبقوا الفنان في الغناء، كان الفرح يشع من العيون، والكلمات تنقل مشاعر التضامن مع العراقيين في الوطن والتمنيات لهم بحياة افضل، ومع تقدم الوقت وعبوره منتصف الليل ابدع الفنان دوري بتقديم مجموعة من الاغاني بلغات اسبانية وفرنسية تعبر عن تضامن الشعوب، ولم يتوقف عن الغناء حتى الساعة الثانية صباحا.
كان الحضور من العوائل والشباب، شاركهم الشباب من ذوي الشعر الابيض، تميزوا جميعاً بالحيوية والتالق والمرح، كان يوماً استذكر فيه الجميع ثورةً جاءت من اجل الفقراء، قدمت لهم منجزات يعيش على ذكراها العراقيون لليوم، اغتالتها عصابة من القتلة الشوفينيين، بالتآمر مع قوى الاستعمار الاجنبي، وتواطئ القوى القومية من الدول العربية.
يوم الاحد وبعد الفطور عاد الجمهور كما جاءوا على أمل اللقاء من جديد في مناسبة وطنية أخرى، شاكرين أعضاء التيار الديمقراطي على هذه الدعوة وحسن الضيافة.



51
المنبر الحر / صباح يوم جديد
« في: 00:35 17/07/2012  »
صباح يوم جديد

ماجد فيادي
كل صباح اذهب فيه للعمل، أمر بمحل بيع الفطور بالقرب من موقف الباص، هي سندويجة البيض وأخرى بالجبن، وفي حقيبتي حاوية الشاي التي أعددتها بنفسي، فالشاي العراقي لا يعلى عليه. في ركن صغير من المحل يجلس كل يوم رجل عجوز تأتي الى طاولته سيدة مسنة تشاطره القهوة، السيدة متبرجة على أكمل وجه، الشعر مصفف، والابتسامة تشرق من وجهها كانها قادمة على جديد لم تعيشه من قبل، الرجل لا يبدو مقبلاً على الحياة، فهو كثير التدخين ولديه زيادة في الوزن أكثر من المقبول، في اغلب الأيام أشاهد السيدة تتكلم أكثر من الرجل، وتشع من وجهها الابتسامة، يبدو الحديث من جانب واحد، لكن هذا لا يعني أن الرجل صامت دائماً، في احد المرات شاهدته يقبل يد السيدة ويقول لها أنها تشبه الزهرة المتفتحة. في هذا الصباح لم يأتي الرجل العجوز ولا السيدة الى ذلك الركن، هذا ما لفت انتباهي، اشتريت سندويج البيض والجبن كما هي عادتي، وفي يدي الحقيبة مع حاوية الشاي، وقررت الخروج، لكن صوتاً ما في داخلي دفعني للسؤال عن هذا الثنائي، فعدت الى البائعة لاسألها عنهما، جائني الجواب أن الرجل قد مات والسيدة اخذت باقة ورد لتزور قبره، وستعود الساعة الثامنة لتناول قهوتها.
خرجت من المحل لاشاهد طلاب المدرسة يملؤون محطة وقوف الباص، منهم من يكلم زميلته ومنهم من يجري خلف زميله ومنهم لا يزال النوم مرسوم على جفنيه. تذكرت والدي عندما كان يحضر لنا الصمون قبل ذهابنا الى المدرسة ووالدتي وهي تعد لنا الفطور، تذكرت أصدقائي الذين رافقوني طريق المدرسة، وتذكرت تلك الفتاة التي كنت اتابعها عندما كنت في عمر المراهقة، شعرها الجميل وهي تحرص أن تتركه ينسدل بدل الظفيرة التقليدية. صور جميلة لا يمكنني نسيانها، ليس لان الحياة كانت على ما يرام، لكننا بني البشر نحب أن نتذكر الجميل ونصبغ به أيامنا التي تساقطت من بين أيدينا. أتمنى أن تكون تلك الفتاة قد تزوجت من تحب، وانجبت كما تريد، وعاشت حياة لا تنتمي الى عقد الثمانينات والتسعينات والالفية الجديدة.
يا ترى هل ستتغير المفردات التي تقود المجتمع العراقي الى المزيد من الروتين القاتل؟ هل سيتوقف الموت الذي مابرح العراق منذ عقود؟ هل ستغيب الكهرباء اللاوطنية عن العراق؟ هل سيشرب العراقيون الماء النظيف؟ هل ستتوفر فرص العمل للشبيبة؟ هل سيعود الفلاحون الى الريف ويتركون المدينة؟ هل سيختفي الفساد المالي والاداري؟ هل تتراجع ثروات الحكام وتنتعش ثروات الفقراء؟؟؟
ما أن جاء الباص وركب الطلاب، حتى خرجت من ذكرياتي وأمنياتي وأسئلتي. انه يوم ككل الايام، لكنه يحمل الكثير من المتغيرات التي لا نلاحظها، فقط الذي لم يتغير أن الارض ما تزال تدور على نفس الوتيرة.




52
المنبر الحر / يوم تموزي بامتياز
« في: 23:41 11/07/2012  »

يوم تموزي بامتياز



ماجد فيادي

احتفلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة كولون الالمانية بالذكرى الرابعة والخمسين لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، يوم السبت 7.7.2012 بحضور جمهور غفير من الجالية العراقية ملئ قاعة الاحتفال.
بدء الحفل بترحيب الرفيق ماجد فيادي بالحضور ودعاهم للوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الحركة الوطنية العراقية، ثم شكرهم لتلبية الدعوة، مبيناً أهمية احتفال هذا العام بالثورة التي جاءت من أجل الشعب،  بينما يعيش العراقيون في أزمة نتيجة الخلافات السياسية بين الاحزاب والكتل الحاكمة، لاسباب بعيدة كل البعد عن مصلحة العراقيين، خلال تسعة سنوات من سقوط الصنم على يد الاحتلال، انعكست سلباً على الواقع المعيشي والخدمي.
القى الرفيق ناظم ختاري كلمة المنظمة بهذه الذكرى، ثم تلاه الزميل حسن حسين في القاء كلمة التيار الديمقراطي، وقد أكدت كلا الكلمتين على المنطلقات الوطنية لثورة الرابع عشر من تموز وما حققته من مكاسب شعبية خلال فترة زمنية قصيرة، على عكس ما تقدمه الحكومة العراقية الحالية من سوء خدمات، يرافقها خلافات حزبية ناجمة عن مصالح ضيقة ترتبت على التقاسم الطائفي والقومية للحكومة، ثم أكدت الكلمتين على أهمية التيار الديمقراطي وضرورة دعمه والتصويت له إذا ما دخل الانتخابات القادمة موحداً ومتفقاً على خدمة الشعب العراقي، هذا وقد جاء في كلمة المنظمة على الحلول الوطنية التي يطرحها الحزب للخروج من الازمة الحالية، في اللجوء الى الحوار أو إعادة الثقة للشعب العراقي، في انتخابات مبكرة وفق قانون انتخابي جديد وقانون أحزاب ومفوضية انتخابات جديدة بعيدة عن المحاصصة الطائفية والعرقية تحت مظلة تعداد سكاني جديد.
تقدم الشاعر سامي عبد المنعم لتلبية دعوة المنظمة في إلقاء مجموعة من أشعاره الجميلة، التي اعتاد الجمهور العراقي أن يستمع لها كلما حضر الفرح أو الهم العراقي، بعدها نوه الرفيق ماجد فيادي على أهمية أن يوقع الجمهور على نداء لمجموعة من المثقفين الوطنيين العراقيين، لاعتبار ثورة 14 تموز عيداً وطنياً رسمياً، فقد طبعت الدعوة وجرى تمريرها على الحضور ليوقع كلمن لم يتسنى له شرف التوقيع.
بعد هذا بدء الحفل الفني بمختارات جميلة للـ (دي جي) العراقي من الزميلين اسامة العكيلي وسنان جمال الدين، الذان تبرعا باحياء الحفل، دعماً منهما لمنطمة الحزب وثورة 14 تموز، فقد حركت مختاراتهما الغنائية من الفن العراقي الجميل، جمهور الحضور وشاركوا في رقصات الجوبي والدبكات الكردية، حتى صعب على المشاهد معرفة من أي القوميات هم المحتفلون. كان للجو العائلي والصداقة الحميمة بين الحضور التأثير الكبير على نجاح الحفل، بالرغم من تنوع المشاركة من مدن ومقاطاعت المانية عدة شملت كولون وايسن وبون ولودفكس هافن وهايدل بيرك وهنوفر.
قبل الاستراحة الاولى احتفل الحضور مع الزميلة نورس عبد المنعم بعيد ميلادها، وقد قدمت منظمة الحزب كيكة عيد الميلاد هدية لها، وقدم الـ (دي جي) هديتهما اغنية عيد الميلاد التي شاركها الحضور بالغناء والتهاني بحياة سعيدة.
استمر الحفل بالاغاني العراقية الجميلة وتفاعل الجمهور بالغناء والرقص حتى منتصف الليل، ومثلما جاءوا وشاركوا في تهيئة قاعة الاحتفال، في تنظيم الطاولات والكراسي، ساهم الجمهور من المدعوين في تنضيف القاعة وجمع الطاولات والكراسي، مع عبارات الشكر للرفاق منظمي الحفل، على حسن التنظيم والاستقبال.
خلال الحفل جرى تنظيم معرض للكتاب قدم تنوع كبير من العناوين للجمهور، كان عبارة عن مكتبة لاحد رفاق المنظمة ممن رحلوا عن الحياة، لتكون في خدمة الانسانية والفكر النير، وأمام هذا التنوع اقتنى الجمهور عدداً من الكتب دعماً للمنظمة، علماً أن ما تبقى من الكتب ستمثل معرض آخر خلال احتفال التيار الديمقراطي بثورة 14 تموز بمدينة هلدس هايم في 14.7.2012.       



53
العراق يقفز الى المركز الخامس دولياً في مخاطر الجفاف



ماجد فيادي
بحضور أكاديمي رفيع المستوى ضمن فعاليات مهرجان الزهاوي ”للحفاظ على نهري دجلة والفرات وحماية بيئة وادي الرافدين“  يوم السبت 5.5.2012 في مدينة كولون الألمانية، شاركت المستشارة فرانكا شفارتس من المعهد الألماني للعلوم الجيولوجية، رئيسة العلاقات الألمانية الدولية، رئيسة قسم الخبراء الجيولوجيين الباحثين في المياه الجوفية دوليا، مستشارة وزارتي الاقتصاد والخارجية الألمانيتين في شؤون الموارد البيئية، مستشارة المجموعة الأوربية في بروكسيل. بالتعاون مع البروفسور اندرياس ريشكمر المحاضر في الجامعات الألمانية، بون، دسلدورف، ميونخ، هامبورك، والعديد من الجامعات الفرنسية والسويسرية والأمريكية، في التغيير المناخي وتأثيره على البيئة الدولية، مستشار منظمة الأمم المتحدة في قضايا المناح والبيئة وتأثيراتها على الإنسان. رافقهما سفير العراق لدى منظمة الأغذية والزراعة الدولية (فاو) الدكتور حسن الجنابي.
رحب الدكتور بدر الجبوري المنسق العام للمهرجان بالأساتذة والجمهور، وقدم عرضاً سريعاً عن التدهور الحاصل في منسوب المياه بالعراق، ومعاناة الملايين جراء السياسة المائية لتركيا وإيران تجاه العراق، مستشهداً بعرض فلم الجذور للمصور العراقي إحسان الجيزاني في مناطق الأهوار، عكس حجم التدهور البيئي على مستوى معيشة الانسان، وقد عبر أهالي الأهوار عن خيبة الأمل التي أصابتهم بعد سقوط الصنم، إثر الاهمال الكبير من قبل الحكومات المتعاقبة، وتزايد تعسف كل من تركيا وايران في حجز وقطع المياه الواردة عبر دجلة والفرات.
قدمت المستشارة فرانكا شفارتس محاضرة بعنوان ”إدارة المياه الجوفية في الشرق الأوسط .. المياه الجوفية توحد الدول“ استعرضت في البدأ أهمية المعهد الألماني للعلوم الجيولوجية في تأثيره على القرار السياسي الألماني، لما يمتلكه من باحثين وخبراء، يقدمون المعلومات والنصح للحكومات الألمانية، فيما يتعلق بالمناخ والطاقة والزراعة والمياه. أوضحت المستشارة أن ما يتوفر من مياه صالحة للاستخدام البشري لا يتجاوز 3% من مجموع المياه على كوكبنا، وأن نسبة كبيرة جداً منه تجري تحت قشرة الارض عابرة الحدود الدولية، باحثة عن منافذ تخرجها على سطح الارض، مؤكدة أهمية المياه الجوفية كاحتياطي يمكن استخدامه بطريقة علمية ومقننة، عندما تشح مياه الأنهار والأمطار.
عرضت على الشاشة الالكترونية عدد من الخرائط المرسومة بواسطة أجهزة متطورة عبر الأقمار الاصطناعية، تمثل حركة المياه الجوفية في مناطق الشرق الأوسط، ومحددة المناطق الاكثر شحة بالمياه الجوفية، شارحة الترابط المباشر بين حركة المياه الجوفية وخلق مناطق صحراوية بسبب الاستخدام الجائر لها من قبل الإنسان.
ونظراً لما يتعرض له العراق من مخاطر التصحر، بالاضافة الى عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نصحت أن الحل لا يأتي بالاعتماد على القرارات السياسية البعيدة عن رأي الخبراء، على أن يكون التعاون بين الدول أساساً لتفادي الخطر، وأن تقدم قضايا البيئة والمياه والتربة والزراعة والطاقة النظيفة جدول اهتمام الحكومات.
ثمنت المستشارة شفارتس عمل الديوان الشرقي الغربي لما يقوم به من مجهود، في الدفاع عن حقوق العراقيين وحماية البيئة، في استضافة علماء يسلطون الضوء على هذه القضايا، مستنكرة السياسة المائية لكل من تركيا وايران تجاه العراق.
قدم البروفسور اندرياس ريشكمر محاضرة بعنوان ”التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة وحياة الإنسان“ تطرق خلال المحاضرة الى عدد من المصطلحات العلمية الحديثة، التي يتم التعامل بها في تحديد أسباب المشاكل البيئية، مثل (الانثروبوتسين) ويعني ”تأثير الإنسان المتزايد على المحيط الحيوي“ الذي حدده العالم الهولندي بول كروتزن، فقد أشار الى أن الانبعاث الحراري  وإنشاء السدود العملاقة وتغيير مسار الأنهر قد ساهم بنسبة 50% من التغيير في البيئة العالمية، مؤكداً أن سياسة تركيا وايران المائية تعد جزءً من المخاطر التي تهدد حياة الإنسان العراقي،  فقد قفز العراق بسرعة الى المركز الخامس عالمياً في مخاطر الجفاف والتصحر بعد الصومال وموريتانيا والسودان والنيجر، مشيراً الى أن هذه الدول تعاني من مشاكل سياسية وحروب متكررة، نجم عنها معاناة كبيرة لمواطنيها.
تناول البروفسور ريشكمر النظم البيئية التي تأثر في الوصول لرفاهية الإنسان وفق مفهوم الإكولوجيا، في علاقة الإنسان بالنظم الزراعية ونظم المياه ونظم الارض والقارات، كلها تجتمع لتصب في النهاية أما في خدمة الانسان وتحقيق الرفاه، أو جعل حياته عبارة عن معاناة لا تطاق.

دخل المحاضرون في حوارات مع الجمهور، فقد أجاب السفير حسن الجنابي عن أولويات الحكومة العراقية واهتمامها بالمياه، أن العراق عانى لفترة طويلة بعد السقوط من الارهاب، مما جعل الجانب الامني في المركز الاول من اهتمامها، ومما يؤسف له أن الموازنة المالية لعام 2012  قد خصصت 2% لتطوير الموارد المائية في حين تنفق الدول الفقيرة نسبة 5% من ميزانياتها، بالرغم من تأكيد منظمة الفاو على انفاق 10% من الميزانية على حماية وتطوير الموارد المائية، شاركته المستشارة شفارتس بالاجابة على تسائل في امكانية الضغط على الحكومة التركية لتغيير سياستها المائية، أن تركيا لا تحترم المعاهدات الدولية وهي تتجاوز على حقوق الانسان، في حين اجاب البروفسور ريشكمر أن تركيا غير جادة في رغبتها بالدخول للإتحاد الاوربي وهي لا تنفذ الشروط الواجبة، لهذا ليس بالامكان مطالبتها بتغيير سياستها ما دامت تمارس سياسة قومية غريبة في المنطقة، لكن السفير حسن الجنابي أكد على أهمية عمل منظمات المجتمع المدني في الضغط على الحكومات التي تتهرب من القوانين والمعاهدات الدولية، مشيراً الى العزلة الدولية التي عاشتها تركيا في منتدى مرسيليا بفرنسا.
من ضمن فقرات الفعالية أن عرضت صور لجماعة مصوري الناصرية عكست جمال الطبيعة في الاهوار، وفي نفس الوقت حجم الدمار البيئي الذي تعانيه المنطقة، فالوجوه التي عرضت كانت تقول ما لم تقوله كل محاضرات المهرجان، الى جانب معرض الصور كان معرض الخطاط  مهند صالح، واختتمت الفعالية بعزف على آلة السنطور للفنان قاسم محمد تلاه عزف جميل لفرقة السدارة على آلة الجوزة والدفوف.


54
من ليليانا الى عمو حكومة

ليليانا فيادي
عمو حكومة آني ليليانا فيادي عراقية اعيش في المانيا، والدي ماجد فيادي شيوعي ابن شيوعي، اليوم اكتبلك شنو الي صار في عيد العمال العالمي بمدينة كولون الالمانية، لان شفت بابا زعلان بسبب رفضك إعطاء رخصة لمسيرة عيد العمال ببغداد، عمو حكومة في البداية آني عمري سنتين ونصف وشاركت في التظاهر بهذا اليوم للمرة الاولى العام الماضي، يعني هذه السنة هي المشاركة الثانية، ويكول بابا راح اشارك كل سنة حتى يصير عمري كبير واكدر قيادة هذه التظاهرة، في أي مدينة اقودها مو مهم، عمو حكومة اليوم شفت أطفال شاركوا في العام الماضي بالتظاهرة، طبعا مع أهاليهم ولعبنا سوية قبل أن تبدأ التظاهرة، كان الناس يضحكون معانا وفرحانين بوجودنا، ومن مشينا كانوا يعطونا هدايا عبارة عن نفاخات مكتوب عليها طلبات الطبقة العاملة، بالمناسبة عمو حكومة العمال طبقة مو شريحة مثل ما تكول، تخيل عمو حكومة رغم كل الرفاه الاجتماعي الي تعيشه المواطنة والمواطن الالماني، يرفعون طلبات لتحسين واقعهم الحالي، مساكين عمال العراق حتى ضمان اجتماعي ما عدهم، واغلبهم يعيش بقوت يومه، عمو من مشينا بالمسيرة بين العمارات كان الناس يحيونا من الجانبين، وكانوا فرحانين بينا، بالمسيرة كان الشباب كلش هوايا، وينظموها بطريقة رائعة، واحد منهم شالني من سقطت على الارض وآني اركض، عمو حكومة الاعلام كان حاضر بكامرات الصحافة وكامرات التلفزيون، وأجروا العديد من المقابلات مع الناس، يعني محد منعهم من تغطية المسيرة، الجميل بالموضوع ما كان يوجد بلطجية ولا مشاكل، عمو حكومة تدري كم لغة سمعت بالمسيرة، كلش هوايا، صحيح ما فهمتها بس كلما اتفرج على احد يتكلم بلغة غير العربية يضحك ويسلم عليا، ماما جابتلي اكل ومشروبات وجانت تركض دائما ورايا، حتى تسألني إذا جوعانة، وآني من اجوع آكل كيك واشرب شربت، عمو اريدك تهتم بالعمال مثل ما ماما تهتم بيا، عمو حكومة كانت في المسيرة أعلام لاحزاب كثيرة كلها من اليسار، محد اختلف مع أحد ولا صار تصادم رغم التداخل في الحركة، ولان آني كنت العب، فكل شوية أشوف نفسي بين أنصار حزب مختلف وكلهم كانوا لطفاء، طبعاً بابا كان يحب يسير مع حزب اليسار، بس مكان عنده مشكلة من أصير مع حزب آخر، يمكن هو ديمقراطي، عمو حكومة مشينا تقريبا ثلاثة كيلومترات، محسينا بالوقت لان الجميع كان فرحان، من سألت بابا ليش هذا التاريخ، كال بهذا اليوم في مدينة شيكاغو الامريكية عام 1886 قتلت الشرطة متظاهرين من العمال يطالبون بحقوقهم، ولهذا نخرج بهذا اليوم من كل عام، عمو حكومة آني انقهرت عليهم وسألت بابا لعد ليش الناس فرحانة، يكول إحنا نحتفل بالاحياء ونكمل ما قام به الاموات والحياة لازم تستمر، كتلة بابا يعني من تموت أكمل بدالك، كال لازم، عمو حكومة من وصلنا الى مكان تجمع المتظاهرين لكينا اعداد كبيرة من الناس تنتظرنا، المشكلة آني اعرف احسب من واحد الى ثمانية ولو كنت اعرف اكثر كان حسبتهم، بس هما اكثر مما تستوعب الساحة الكبيرة وكانوا في الفروع الجانبية، مو مشكلة من اكبر أحسبهم.
عمو حكومة آني زعلانة ليش العمال بالعراق بعدهم موظفين، يعني بعد تسع سنين محد غيير القانون رقم 150 لمجلس قيادة الثورة المنحل، مو انتوا ضد الدكاتاور، إي ليش باقين تشتغلون بقوانينه، بعدين ليش تروح الى شركة صناعة السيارات بالاسكندرية وتتكلم عن العمال مادام بعدهم موظفين، زين إذا أنت تكول الدفاع عن العمال مو بالشعارات والتظاهرات، شنو يمنعك تشغل المعامل الواكفة، توفر فرص العمل، تشجع القطاع الخاص، وتشرع قانون الاستثمار، مو العمال مساكين، عمو لتنسى العمال طبقة مو شريحة، عمو حكومة انت تسمعني لو لا؟

55
المؤتمر الأول للتيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا الاتحادية

ماجد فيادي
أقام التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا، مؤتمره الأول في العاصمة برلين، يوم السبت 21 نيسان 2012 بحضور عدد من بنات وأبناء الجالية العراقية ومن مختلف المدن، يحدوهم الأمل في خدمة الشعب العراقي، برفع راية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، في دولة المؤسسات بإطار العلمانية التي تحفظ حقوق الجميع، تحت لواء المواطنة.
رحب عضو لجنة التنسيق الدكتور حميد الخاقاني بالحضور، في كلمة تناول فيها أهمية الحفاظ على التنوع الفكري في المجتمعات، كوسيلة لإثارة الحوار وتلاقح الأفكار من أجل خدمة الإنسان. انتقل فيما بعد الى التغييرات الكبيرة في المجتمعات العربية، بفعل الثورات والحركات الشعبية التي قادتها الجماهير ضد أنظمتها الدكتاتورية، مؤكداً على أهمية وجود تياراً ديمقراطياً يؤثر ويتأثر بهذه الحركة الجماهيرية، أتضح ذلك في العراق بقدرة التيار الديمقراطي على أن يعقد المؤتمر الشعبي، الذي جاء بديلاً عن المؤتمر الوطني الذي عجزت القوى الحاكمة من إقامته لحل المشاكل السياسية، وإنهاء الأزمة الراهنة.
في نهاية ترحيبه بالحضور أكد على ضرورة الحوار والانفتاح على الجميع لرفد التيار الديمقراطي بالأفكار والحلول، دون تجاهل انتقاده لتفادي تكرار الأخطاء.
بدأ المؤتمر بعزف موسيقي على آلة العود للفنان العراقي حميد الصبار، قدم خلاله عدداُ من المقطوعات للاغاني عراقية تراثية.
تقدمت السيدة وفاء الربيعي لقراءة رسالة التهنئة التي وصلت من فروع التيار الديمقراطي في الخارج، والتي تضمنت الموقف الريادي للتيار في ألمانيا بعقد مؤتمره التأسيسي كأول جالية عراقية في الخارج والذي أعطى الحافز لتكرار التجربة، من اجل دعم التيار الديمقراطي في العراق.
جرى انتخاب رئاسة المؤتمر وكانت من السيدة سوسن البراك والسيد مثنى محمود والسيد محمد شطب.
دعت رئاسة المؤتمر الدكتور صادق أطيمش للحديث عن مشاركته ممثلاً عن لجنة تنسيق التيار في ألمانيا بالمؤتمرات الشعبية التي عقدت في بغداد خلال الأيام الماضية، فقد أشارة الى انعقادها أستجابة لرغبة الجماهير المصدومة بأداء الأحزاب الحاكمة في العراق، وعدم قدرتها على عقد المؤتمر الوطني الذي أملت أن ينهي الأزمة السياسية الراهنة، فقد ناقش المؤتمرون رؤى التيار الديمقراطي لوضع العراق على السكة الصحيحة وإنقاذ العملية السياسية من التدهور، الذي ينعكس سلباً على المواطنة والمواطن. أبدى أطيمش إعجابه بقدرة الشبيبة العراقية على تنظيم نفسها وعقد مؤتمرها في بغداد بحضور 400 شاباً وشابة، استطاعوا الخروج بمقررات عكست طموحاتهم في عراق جديد. ثم أنتقل الى مؤتمر مثقفي بغداد الذي أكد أهمية دور الثقافة في حل الأزمات من خلال نشر الوعي بين الجماهير. وقف أطيمش كثيراً عند المؤتمر الشعبي الذي عقد في بغداد بحضور 1200 مواطنة ومواطن من مختلف التوجهات، عكس مدى الجذب الذي يحققه التيار، كونه يحمل منهجاً وطنياً لحل الأزمة البنيوية التي وضعنا فيها الأحزاب الحاكمة، بفعل الانقسام الطائفي والقومي والحزبي، ولم يفته أن يشير الى الدور الكبير الذي لعبته الشبيبة في التحضير والإدارة والنقاش، الى جانب الدور المهم للمرأة العراقية، منوهاً عن صدور بيان ختامي عكس كل ما دار في باقي المؤتمرات التي عقدت في بغداد والمحافظات.
نقل أطيمش للحضور اعتزاز الهيئة الإدارية للتيار الديمقراطي في بغداد، بالدور المهم الذي قام به التيار في ألمانيا، ونقل دعوتها للاستمرار بالعمل مع تمنياتها بنجاح مؤتمرنا هذا.
نقل أطيمش التقدير والتثمين العالي لمجهود لجنة تنسيق التيار في المانيا من قبل الزملاء في بغداد بإقامة دورة كروية بمدينة البياع شارك فيها ثمانية فرق، ارتدت جميعها قمصان كتب عليها التيار الديمقراطي، مع رغبة في تكرار التجربة.
قرأ ماجد فيادي التقرير الإنجازي للجنة التنسيق على مدار العام المنصرم، مع دعوة لمناقشة التقرير وتقديم المقترحات، جاءت الاستجابة سريعة من قبل الحضور بتقديم المقترحات العديدة والتي تلخصت في التوجه نحو الأندية الأوربية للتبرع بقمصان وشورتات كرة القدم تحمل شعارات أنديتها، تقدم للفرق التي تشارك في البطولات التي ينظمها التيار الديمقراطي في العراق، الاهتمام بالرياضات الأخرى خاصة لعبة الشطرنج، تنظيم حملات التبرع بالأدوية والمعدات الطبية وإرسالها الى العراق، توثيق العلاقة بين الشبيبة العراقية في الخارج والداخل بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي، مواصلة العمل على تنفيذ المرصد المدني لنشر وثائق الفساد المالي والإداري الذي يرتكبه المتنفذين في الدولة العراقية، تنظيم سفرات للشبيبة العراقية المقيمة في الخارج للمناطق الآمنة، لرفع الاهتمام المستقبلي بالعمل في العراق، العمل على إعادة المحاولة في إنشاء فضائية توصل صوت الديمقراطيين، والوصول لأكبر عدد من العراقيين في الداخل والخارج، توسيع نشاطات التيار بأن تكون شاملة على فعاليات سياسية وثقافية وترفيهية اجتماعية، التنسيق بين التيار في ألمانيا مع المنظمات التي تعمل على ضمان حقوق العراقيين مثل دعم مهرجان الزهاوي لحماية مياه دجلة والفرات والحفظ على بيئة وادي الرافدين، بالإضافة الى مقترحات أخرى عكست مدى طموح المؤتمرين بدور التيار المستقبلي.
تمت الموافقة على التقرير الانجازي مع التعديلات والتوصيات للهيئة الإدارية القادمة.
قرأ الدكتور صلاح الدين علي التقرير المالي للتيار في ألمانيا ولجنة برلين وفعالية كرة القدم في البياع، على أثرها قدم مقترح للتحرك على العراقيين المقيمين في ألمانيا ممن يملكون الشركات الكبيرة والأطباء والتجار الذين يقيمون علاقات مع العراق، لمفاتحتهم في تقديم الدعم المالي للتيار كي يتمكن من القيام ببرنامجه، في النهاية جرت الموافقة على التقارير مع إقرار التوصيات الى الهيئة الإدارية القادمة.
بعد الاستراحة طرحت اللائحة الداخلية باللغتين العربية والألمانية للنقاش، فكانت موضع اهتمام الجميع، بطرح الأفكار والملاحظات التي أغنتها، وقد رحلت هذه الملاحظات الى الهيئة الإدارية الجديدة لغرض تنفيذها، وتسجيل التيار منظمة مجتمع مدني في ألمانيا، تسعى لتقديم الدعم للتيار الديمقراطي في الداخل، والاهتمام بالجالية العراقية في ألمانيا.
على أثر إقرار التقارير للجنة التنسيق تم حلها تمهيداً لانتخاب هيئة إدارية جديدة، حيث رشح لها تسعة من الحضور انتخب سبعة منهم، مع اثنين احتياط حسب طلبهما، وكانوا على التوالي.
يونس إبراهيم، صلاح الدين علي، وفاء الربيعي، صادق أطيمش، حميد الخاقاني، ماجد فيادي، غالب العاني، حسن حلبوص وحسن حسين.
انتخب للرقابة المالية ناجح العبيدي ومثنى محمود.



56

حرب المياه أقسى من حرب السلاح

ماجد فيادي
في خبر نشرته السومرية نيوز بتاريخ 16 أبرل 2012، يشير الى لقاء السيد همام حمودي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي مع السفير التركي لدى بغداد، قد اوضح الثاني للأول، بأن طبيعة سد اليسو لن يؤثر على المياه الجارية في نهر دجلة، وفي المقابل دعت اللجنة السفير التركي لزيارتها وتقديم توضيحات أوفى عن المشروع.
هذا الخبر ليس بالعادي، فقد جاء في وقت الخلافات والتجاذبات بين الحكومة التركية والعراقية حول مشكلة السيد طارق الهاشمي، الذي استقر كما يبدو في تركيا، ورغبة التحالف الوطني  باستعادته، في نفس السياق فالخلافات بين دولة القانون وإقليم كردستان لا تبتعد عن إمكانية لعب تركيا دوراً هاما فيها، كذلك الدور التركي في اللعبة الطائفية بالعراق، التي تسعى من خلالها  لإفشال الممثل الشيعي في إدارة دفة الحكم بالعراق، في حين تسعى الأحزاب ذات الطابع الشيعي الى فرض وجودها وتقديم الدليل الملموس لمؤيديها في قدرتها على كسر الغريم السني والقومي الكردي، ولان زمام الامور في العراق بيد التحالف الوطني، نجده يسعى بكل ما يمكنه الى تنفيذ مخططاته، لإقاف مخططات غرمائه.
من مبادئ العمل السياسي أن تبحث بنفسك عن مصادر المعلومات حول أي قضية تضر بمصالح البلد، ولا تأخذها ممن يحاول سرقة ثرواتك، لهذا كان على السيد همام حمودي ولجنته، أن تلجئ الى معرفة طبيعة بناء سد اليسو ممن له المصلحة في عدم قيام السد، وهم متواجدين بكثرة في العالم، ولو سلمنا أن لجنة العلاقات الخارجية تحاول اللعب مع الجانب التركي لحين تحقيق هدفها، فإن هذا الإجراء خاطئ تماما، لان تركيا تحتاج الى الزمن لتنفيذ سد اليسو ومن ثم ليفعل العراق ما يريد. في جوهر القضية مجرد طرح الموضوع على تركيا بهذا الشكل يعد تخلف سياسي، لأنها تريد هكذا طرح غير علمي يقدمه سياسيين بمعلومات ناقصة، وهذا ما تفعله تركيا منذ زمن بعيد، فهي في كل لقاء تأتي بسياسيين يكذبون كل ما يطرحه العراق من مخاوف تجاه سياسة تركيا المائية، ولنا في لقاءات الدكتور حسن الجنابي سفير العراق لدى منظمة الفاو، مع وفود كل من تركيا وايران الدليل على ذلك. كيف يمكن للسيد همام حمودي أن يتسائل عن طبيعة سد اليسو، وإن كان سيؤثر على مياه دجلة، ألا يرى ماذا فعلت سدود اتاتورك في نهر الفرات، لماذا يتوقع من سد اليسو أن يكون مختلف؟ ألا يعلم أن تركيا تسعى لبناء ستمائة سد في أراضيها، ماذا يمكن لهذه السدود أن تفعل؟
في أحد فعاليات مهرجان الزهاوي لحماية مياه دجلة والفرات في المانيا، تقدمت بسؤال للدكتور بدر الجبوري المنسق العام للمهرجان، هل يمكن لتركيا أن تكتفي من المياه بعد إكمال سياستها المائية مع آخر سد تبنيه، وبعدها يعود تدفق المياه الى العراق بشكل طبيعي؟ يقول ”أننا لا نعلم متى سيكون آخر سد، ومع هذا السد سوف لا يصل الى العراق غير مياه الصناعة الملوثة والمياه التي تطلق لتوليد الطاقة الكهربائية“ ثم سألت بروفسور يونكر أستاذ القانون الدولي والمتبني للمهرجان، هل على أوربا أن تتهيأ لاستقبال ملايين العراقيين المهاجرين بسبب شحت المياه؟ يقول ”إن أوربا منشغلة بمشاكلها وهي غير متفرغة لحل مشاكل العراق، لذلك عليكم أن يحلوا مشاكلم بأنفسكم“.
إذا كان السيد همام حمودي بحاجة الى معلومات حول طبيعة سد اليسو، لماذا لم يتصل بالمقيمين على مهرجان الزهاوي في المانيا، لماذا لم يدعم هذا المهرجان لفضح سياسة تركيا وايران المائية، لماذا عندما قامت قناة العراقية الفضائية بتغطية أحد فعاليات المهرجان لم تشير الى اسم الديوان الشرقي الغربي الذي ينظم الفعالية، لماذا عندما اتصل المكتب الاستشاري الزراعي لمجلس الوزراء طلب المحاضرات التي القيت دون أن يطلب التنسيق مع الديوان، بالرغم من العرض الذي قدمه لتطوير هذا المهرجان عالميا، الى أي حال وصل العراق؟؟؟
يحصل مهرجان الزهاوي لحماية نهري دجلة والفرات يوميا دعما متزايدا من قبل عراقيين همهم الدفاع عن مصالح الشعب العراقي، باذلين أموالهم ووقتهم من اجل إعادة حق العراقيين بمياههم، وينظم إليهم يومياً منظمات وأفراد من كل دول العالم دفاعاً عن البيئة وعن مهد الحضارات وعن الشعب العراقي.
يتحمل المسئولية كل الأطراف فلجنة العلاقات الخارجية فيها من كل الوان البرلمان، والحكومة فيها كل مكونات الشعب العراقي (كما يحبون أن يسموها) الرئيس مناضل كردي، رئيس الوزراء مناضل شيعي، رئيس البرلمان مناضل سني، يعني الكل متضررة من شحت المياه في العراق، فماذا ينتظرون؟؟؟
غداً قنينة ماء ستعادل برميل نفط     

57
منافذ العلمية السياسية مغلقة كما هي شوارع بغداد

ماجد فيادي
تراكم التجارب تقود الى التعلم والاستفادة من الأخطاء، يرافقها زيادة الخبرة في معرفة مواطن الضعف، التي تؤدي الى تعقيد الأمور وخلق الأزمات، لهذا يمكن للخبرة أن تستخدم اجاباً لتفادي المشاكل أو سلباً لخلق الأزمات، ولو نظرنا الى ما يعيشه العراق منذ تشكيل أول حكومة بعد سقوط الصنم لليوم من أزمات سياسية، تخلقها أطراف عديدة، مرة على يد المحتل، وأخرى دول الجوار الشقيقة وغير الشقيقة وكلها مسلمة والحمد لله، نجد أنها نفذت بواسطة الأحزاب الحاكمة، مرة لتحقيق مصالح هذه الأطراف، واخرى لتحقيق مصالح الأحزاب نفسها، لكن دائما على حساب المواطنة والمواطن.
يتسائل المواطنون، لماذا جاءت العملية السياسية؟ حسب فهمي للسياسة، أنها تعمل على وضع القوانين وفق الدستور لخلق مناخ اقتصادي ثقافي معرفي ديمقراطي، لإنعاش حركة رأس المال وتوفير فرص العمل وجعل المواطنة والمواطن يعيشان في بيئة تقف بوجه كل المخططات للنزول بهذا البلد نحو الأسفل، كفسح المجال أمام الإرهاب أو خلق مناخ لغسيل الأموال وانتعاش الفساد المالي والاداري واستنزاف ثروات البلد المادية والبشرية وانتشار التخلف وتراجع الثقافة، يمكن القول أن العملية السياسية تخطط لتفادي الكوارث الطبيعية والبشرية في آن واحد.
 لكن إذا كان الدستور موضع خلاف بين الأحزاب وهو في نفس الوقت موضع اتفاق على ضرورة تعديله، إذا الأساس الذي ننطلق منه وهو الدستور يعد حمال أوجه، وقد كان كذلك لرغبة من قبل القوى السابقة الذكر في ابقاء الحال على ما هو عليه لأطول فترة ممكنة، حتى تحين الفرصة لأحدهم في تحديد شكل الدولة العراقية، فما العمل؟
طبيعي أن نجد في أي نظام سياسي تعدد في وجهات النظر، تختلف حسب قدرة ونشاط الأحزاب في كل بلد، من يتصدر العملية السياسية هو من يحصل على أكبر تأييد جماهيري، لكن المشكلة في العراق أنه جديد على الديمقراطية، ويحمل على أكتافه العديد من المشاكل القديمة والجديدة، جرى تغذيتها بدل ركنها جانباً من قبل اغلب الأحزاب السياسية التي تصدت للعملية السياسية، ما أنعكس سلباً على تشكيل الحكومة في ثلاثة مرات لم نملك غيرها، جاءت جميعها عبر آلية الانتخابات، لتضعنا اليوم بقيادة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، وهو يشغل عدد من المناصب وفق الدستور.
إذا قلنا الى أين يسير بنا المالكي، لم نجانب الحقيقة، وإذا قلنا الى أين يأخذنا البرلمان فلن يخطئنا أحد، لكن الحكومة نتاج البرلمان، وهي تعمل بما لديها من قوانين مشرعة من قبله، والبرلمان يقول أنه يشرع القوانين التي تصل مسوداتها من الحكومة، لهذا نحن ندور في دوامة السؤال التاريخي الدجاجة والبيضة؟؟؟
من خلال هذه الفوضى يبدو لي أن السيد المالكي قد انتبه الى حقائق فرضت عليه سياسة نعيشها اليوم، سياسة يتفق معها مؤيديه ويختلف معها مناهضوه، يقف على رأس هذه الفوضى رغبة المالكي في الاستمرار بالتصدي لموقع رئيس الوزراء لأسباب عديدة، في مقدمتها ما يحيط به من حاشية، ارتكبت أخطاء تدفعها لمنع المالكي من ترك السلطة خوفاً من فضحها، كما لا ننسى وقوف المالكي سانداً لهذه الحاشية وتحمله مسئولية ما قامت به من أخطاء، يقابله ضغط غير مقبول من غرمائه، ليس لسبب سوى إثبات فشله والقفز على السلطة محله، طبعا المواطنة والمواطن في آخر القائمة من الأولويات.
ولكي يوؤمن المالكي نفسه عمل على وضع مكابح لغرمائه، مستفيداً من الخلافات التي بينهم وتباطئهم في تشريع القوانين التي تقف بوجه المالكي أو أي مسئول جديد، فراح يعيين مسئولي الهيئات المستقلة بالوكالة، تعين وزراء بالوكالة، سحب صلاحيات العديد من الهيئات بتعيين مؤيدين له، حتى وصل الى مواقع متقدمة في قدرته على ضرب المرافق التي تعطي للعملية السياسية ديمومتها، مثل الهيمنة على الجيش والشرطة، التحكم بالقضاء، شل حركة هيئة الانتخابات المستقلة، ربط بعض الهيئات بديوان رئاسة الوزراء، التحكم بالاعلام الرسمي، السيطرة على لجنة الطاقة، في النهاية يتحمل كل الأطراف السياسية المشتركة بالحكومة المسئولية لأنهم وقفوا الى جانب المالكي ضد الشعب العراقي في تظاهرات ساحة التحرير.
يتضح للعديد من المتابعين السياسيين عمل المالكي على أن يدب الشلل في العملية السياسية، لكي يبقى أطول فترة ممكنة رئيساً للوزراء، وفي النهاية يضع العراقيين أمام الأمر الواقع في القبول به لدورة انتخابية جديدة، بحكم قدرته على شل كل شيئ فيما لو ترك منصبه، هذا المخطط جاء بناءً على قراءة صحيحة لمزاج العراقيين، في سخطهم من أداء حكومته خلال السنوات المنصرمة، وما قوله في انتصاره بفكر السيد الصدر على الملحدين والشيوعيين والرأسمالين والعلمانيين، سوى محاولة لارضاء الزعامات الدينية بعد أن رفضت إستقبال السياسيين لما قدموه من سوء في الاداء، بأنه الضامن لتطبيق الفكر الديني في العراق.
يتجلى تنفيذ الخطة بعدم تقديم مقترح تعديل قانون الانتخابات للبرلمان، الذي أقرت المحكمة الدستورية ببطلانه، كذلك قانون الأحزاب، وأضاف له محاولة تعطيل هيئة الانتخابات المستقلة، الجهة المخولة وفق الدستور لإقامة الانتخابات، وما ادعائه بإقامة الانتخابات المبكرة إذا ما طلب الشعب ذلك غير ذر الرماد في العيون. سعى أطول فترة ممكنة لمسك وزارتي الدفاع والداخلية، وبعد ضغط سياسي وجماهيري وافق على وزير دفاع بالوكالة يمكنه السيطرة عليه (هذا الوزير سحب أموال أعمار شارع الرشيد ليضعها في صفقة سلاح) أما الداخلية فما زال مهيمناً عليها. من أشكال تحكمه بالقضاء أن جرى تجميد قضايا مهمة ترتبط بحاشيته وتفعيله قضايا تدين منافسيه، مثل تبرئة فلاح السوداني وتعطيل قضية تهريب إرهابيين من سجن البصرة، يقابله تفعيل قضية الهاشمي وقضية فرج الحيدري. تحكم المالكي بالاعلام العراقي بعدة طرق كإعادة تشكيل هيئة الاعلام التي أصبحت ذراعه في فرملة منافسيه، يتضح هذا بقضية قناتي البغدادية والسومرية، كذلك بمنع التغطية الاعلامية لتظاهرات ساحة التحرير والاعتداء على الصحفيين، ومحاولتين لغلق جريدة طريق الشعب، وإثارة قضايا في المحاكم ضد مؤسسة المدى وعدم التوصل لقاتل الشهيد هادي المهدي. أما الطاقة فقد سيطر عليها عبر تعيين غير قانوني لنائب رئيس الوزراء السيد حسين الشهرستاني، الذي لا تخرج أي ورقة تتعلق بالنفط والغاز والكهرباء إلا بموافقته. كل هذا يشير الى سعي المالكي في البقاء أطول فترة ممكنة في السلطة يبسط بها نفوذه، وهذا ما أشار له أهم حلفائه السيد مقتدى الصدر في تعليقه على قضية فرج الحيدري ”أن المالكي لا يريد إجراء الانتخابات بعمله هذا“.
يبدو أن المالكي يعمل بطريقة المقامر، أو يسير بدرب الصد ما رد، فأما يحقق ما يدور في خلده وما يدفعه إليه حاشيته، أو أنه سيخسر كل شيئ، لان تركه لمنصب رئيس الوزراء يعني خسارة كل شيئ أيضاً.
هنا يعود السؤال الى أين تسير العملية السياسية، والى ماذا يأخذنا المالكي ومنافسيه، خاصة أن عمل الحكومة والبرلمان صار يتصف بتصفية الحسابات، بدل العمل على تقديم الخدمة للمواطنين، خصوصأ أن قانون الأحزاب وتعديل قانون الانتخابات معلقان، قانون النفط والغاز لم يقر، قانون الاستثمار مجمد، المحكمة الاتحادية موضع خلاف، لا يزال العمل بقوانين مجلس قيادة الثورة المنحل، والكثير من المعلقات التي تعرقل الحياة في العراق.       
بهذا لم يعد من الممكن أن ترفع حواجز العملية السياسة إذا لم يتخذ الشعب العراقي المبادرة بيده، في الضغط على الحكومة والبرلمان، بالتهيئة للانتخابات المبكرة وفق قانون أحزاب وقانون انتخابي جديد، يحترم حقوق العراقيين جميعا، وهي الوسيلة الوحيدة لرفع الحواجز عن شوارع بغداد.
     

58
دعوة للمشاركة في المؤتمر السنوي الأول للتيار الديمقراطي في ألمانيا

أيتها الصديقات العزيزات/ أيها الأصدقاء الأعزاء
بعد مرور اكثر من عام على تأسيس التيار الديمقراطي في المانيا، ومشاركتكم النشطة في تأسيسه وصياغة وثائقه وأهدافه والمساهمة في ندواته وفعالياته الأخرى في مدن المانية مختلفة، نتشرف بدعوتكم اليوم لحضور مؤتمره السنوي الأول والإسهام الفعال في تقويم تجربتنا المشتركة هذه وتطويرها، خاصة في ضوء تطورات الأوضاع في وطننا وتواصل الأزمة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتضييق على الحريات، رافقها إعادة تنظيم قوى التيار الديمقراطي في البلاد لنفسها، وتطويرها لتصورات وستراجيات ناضجة لمواجهة هذه الأزمات وإجاد حلول ناجعة لها، وهو ما أصبح يحظي باهتمام شرائح أوسع من أبناء وطننا ودعمهم.
إن مؤتمرنا الذي نأمل مشاركتكم الفعالة والواسعة فيه بأتي في سياق تنسيق عملنا وحركتنا هنا، ولدعمم جهود قوى التيار داخل الوطن، ومرافقتها نقدياً، بغية تطوير هذه الجهود وتعميق دورها في إخراج وطننا من محنته.
نأمل منكم جميعا المساهمة في مؤتمرنا ودفع الصديقات والأصدقاء الذين لم نفلح في الوصول اليهم، حتى الآن، على حضورهم معكم، وذلك في مدينة برلين، يوم السبت 2012/04/21 .
برنامج الإجتماع:.
ــ الترحيب بالحضور وافتتاح المؤتمر بمعزوفات موسيقية للفنان حميد الصفار.
ــ تقديم صورة عن عمل التيار داخل الوطن ووقائع المؤتمر الشعبي الذي عُقد في 2012/03/16
ــ التقرير المالي
ــ إخلاء ذمة لجنة التنسيق
ــ مناقشة قواعد عمل التيار ونظامه الداخلي وإقراره لغرض تسجيله كمنظمة إجتماعية في المانيا
ــ انتخاب لجنة تنسيق جديدة للتيار الديمقراطي
ــ اختتام المؤتمر بمعزوفات موسيقية للفنان حميد الصفار
مع شكرنا الجزيل لكم وتحياتنا الطيبة
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا

الوقت:. الساعة 14.00 الى الساعة 18.00 مساءً
المكان:. Hobrecht straße 55
     12047Berlin-Neukölln
U-Bahn 8/ Haltestelle Schönlein Straße

             

59
مهرجان جماهيري للتيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا


 

ماجد فيادي


أقامَ التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا الاتحادية مهرجاناً جماهيرياً، يوم السبت 2012.3.3 في مدينة برلين، وعلى قاعة ألمانيا الجديدة، بحضور عدد كبير من بنات وأبناء الجالية العراقية، تضامناً مع التيار الديمقراطي وتوجهاته الوطنية.

بدأ المهرجان بدعوة من الدكتور ناجح العبيدي للبروفسور كاظم حبيب والإعلامي حسن حسين للإجابة على أسئلته ومحاورة الجمهور بثلاثة محاور وهي، ألازمة والحل، وتشكيل الأقاليم بين التقسيم والدستور، والمحور الأخير حول التداعيات الإقليمية للانسحاب الأمريكي.
وجه العبيدي أسئلته عن تحديد شكل ألازمة الراهنة وحيثياتها وسبل الحل؟
ومما جاء في رد البروفسور كاظم حبيب "أن ألازمة بنيوية وليست وليدة اللحظة، جاءت نتيجة نظام قائم على التقاسم الطائفي العرقي، وهو ما عمدت الأحزاب الحاكمة الى ترسيخه، ترتب عليها تدهور اقتصادي اجتماعي بيئي امني، وان الحل يكمن في إصلاح القاعدة السياسية الاقتصادية، على أن يعطى الوقت الكافي للتغير، فالتغيير القصري سيؤدي الى نشوب حرب أهلية طائفية الصبغة، وإن تعزيز دور القوى الديمقراطية العلمانية هو الضامن لنجاحه، أما الانتخابات المبكرة فهي الخطوة الأولى نحو الحل لكنها ليست كل شيئ".
ومن الأسئلة التي وجهها العبيدي للإعلامي حسن حسين، حول ما طرح بخصوص حكومة الأغلبية حيث جرى التلويح بها كثيرا، وكيف يراها؟
يقول حسين "أن الصراع الطائفي يمنع حصول حكومة أغلبية لان السياسيين الذين سيمسكون الحكم لن يتوانوا عن إقصاء الطرف المتنحي، فالمشكلة أنه لايوجد في العراق قيادات سياسية ذات كاريزما، تعمل وفق برنامج واضح لخدمة المجتمع، وهم في الحقيقة وإن ادعوا تمثيل طائفتهم، لكنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة، هذا ما أوصل الطائفية الى الشارع، مما يستدعي العمل على إجراء تغيير طويل الأمد، منعا لحصول انتكاسات جديدة".

وبخصوص الدعوة لعقد مؤتمر شعبي من قبل التيار الديمقراطي، يقول البروفيسور كاظم حبيب "إن الدعوة لعقد مؤتمر شعبي فكرة جيدة، وهو البديل لمؤتمر الحوار الوطني الذي تمتنع القوى السياسية عنه، في محاولة لتغيير الوعي الجمعي للمجتمع العراقي المعبئ بالطائفية، وعلينا أن لا نتوهم أن التيار الديمقراطي هو البديل الجاهز للقوى الحاكمة، لكنه أقوى الضعفاء على الساحة".

ومن الأسئلة التي وجهها العبيدي للإعلامي حسين، عن الحركة الاحتجاجية الجماهيرية وهل تناقص أعدادها يشير الى نجاح الحكومة في احتوائها؟
يقول حسين "لقد نجحت الحكومة في احتواء التظاهرات باسلوب ديماغوجي، اعتمد على تقديم الوعود وتحديد زمن وهمي لتنفيذها، رافقه استخدام مفرط للقوة من قبل الأجهزة الأمنية في إعاقة وصول المحتجين الى مناطق تجمعهم، هذا لم يكن بعيداً عن الدور الإعلامي في اخفات شعلة الاحتجاج على عكس ما قامت به وسائل الإعلام من إيقاد الشعلة في الدول العربية الثائرة".
 
ثم توجه العبيدي للجمهور ودعاهم الى محاورة الضيفين، فكان التفاعل كبير بطروحات اتسمت بالواقعية وعدم الانجراف خلف أحلام وردية، جاء فيها "أن دور الشباب ما يزال ضعيفاً في إجراء التغيير، وعلى التيار الديمقراطي أن يعي جيداً أن لا تغيير دون دماء جديدة، أما الطبقة الوسطى التي تقود المجتمعات المتقدمة فقد تم حلها وفق خطة ممنهجة منذ عهد الدكتاتور، مما أدى الى ظهور طبقة رثة تحكم البلد، ولكي نعيدها الى الحياة، لا بد من الانتباه الى أن الطبقة الوسطى الجديدة تتصف بجذورها الريفية ذات الطابع الطائفي، مما يحتم علينا الاهتمام بالجانب الثقافي الاقتصادي في آن واحد.
بعدها انتقل العبيدي الى المحور الثاني في سؤاله لحبيب، كيف تنظر الى المطالبة بإقامة الأقاليم في عدد من المحافظات العراقية؟
يقول حبيب "هذه الدعوات ليست بجديدة فقد شهد العراق دعوة لجعل البصرة إقليماً ملحقاً بالهند، ثم دعوة لإلحاق الموصل بتركيا، أما اليوم فالمبدأ سليم من حيث الدستور العراقي الجديد، لكن في إطار ما وضعه الدكتاتور من قنابل موقوتة، في تغيير خارطة المحافظات الإدارية، ما يجعل المهمة تحتاج الى وقت كافي من التحضيرات والحوارات، لكي نتجنب وقوع خلافات مثل التي نعيشها اليوم".
وحول سؤال العبيدي: هناك من يربط بين هذه الدعوات وطرح بايدن في تقسيم العراق الى أقاليم وفق الانتماء الطائفي العرقي؟، كانت الأجابات بالشكل التالي:
حبيب: "ما طرحه بايدن كان في ظروف مختلفة سادها ممارسة عنيفة للإرهاب، أما اليوم فالأسباب لطرح فكرة الأقاليم مختلفة، لكن هذا لا يعني أن بايدن كان على حق".
حسين: "إن طرح فكرة إقامة الأقاليم إنما هي كلمة حق يراد بها باطل، ورغم قناعتي بالنظام الفدرالي لكنني لا أجده مناسباً اليوم، إذا ما استثنينا إقليم كردستان، والحقيقة أن نظام المحافظات في العراق لا يختلف كثيراً عن نظام الأقاليم الذي يدعون له".
أما مداخلات الجمهور في هذا المحور:  فقد تركزت في التالي "بما أن قوائم البرلمان تقاسمت الحكومة، لهذا يجب محاسبتها جميعاً، خاصة وإن المناكدات السياسية المبنية على محاولات إقصاء كل طرف للآخر كانت السبب الحقيقي في إطلاق هذه الدعوات، مما يدعو الى توزيع السلطات بين المركز والمحافظات بشكل يضمن عدم تحكم طرف بآخر".
في المحور الثالث سأل العبيدي:. هل جاء انسحاب القوات الأمريكية في مصلحة أي من دول الإقليم؟
يجيب حبيب: "يمتد الصراع الإقليمي على الساحة العراقية الى خارج دول الإقليم ويصل الى إسرائيل فرنسا أمريكا وأطراف عديدة يظهر دورها بشكل وآخر، يتصف الصراع بالطائفية ويظهر بوضوح في نفوذ إيران المذهبي الاجتماعي الحزبي والأمني، هذا ما تمارسه السعودية أيضا بأموالها ودعم تركيا. أما الادعاء بخروج قوات الاحتلال من العراق فهي مغالطة، لأنها ذهبت الى الكويت وهذا يعني عدم خروجها من الإقليم، لكن لا بد أن نفهم حاجة العراق الى إقامة علاقات اقتصادية مع أمريكا،على أن تتصف  بتقديم مصالح الشعب العراقي أولا".
العبيدي: هل ترى العراق قد خرج فعلا من هيمنة النفوذ الأمريكي، ومن يؤثر بمن العراق أم الإقليم؟
يجيب حسين: "رغم خروج القوات العسكرية، لا يزال العراق تحت النفوذ الأمريكي،  هذا قد ينفع العراق الضعيف أمام ارتفاع سخونة الحرب الباردة بين المعسكرين السني السعودي والشيعي الإيراني. بعد أن بدأ التغيير في العراق بسقوط الدكتاتور، لحقه سقوط أنظمة عربية أخرى، هذا يشير الى أن العراق هو المؤثر في المنطقة، على عكس ما يشاع من أن المنطقة تتحكم بالعراق، وان أي حل للوضع العراقي سيكون نموذج يمكن تكراره في دول الجوار، ما يفسر إصرار دول المنطقة في استمرارالصراع داخل العراق".
وكان للجمهور رأي أن العراق حلقة مركزية في المنطقة، وما يجري فيه لا بد أن ينعكس على جيرانه، لكن الإشاعة في أن القوات الأمريكية قد خرجت من العراق إنما محاولة لذر الرماد في العيون، فالشركات الأمنية لا تزال تعمل وعدد الموظفين في السفارة اكبر من أن يقبل.

بعد هذه الندوة الحوارية شكر العبيدي ضيفيه والجمهور على لغة الحوار التي اتسمت بها، في وعد أن تتكرر اللقاءات وان يكون للشبيبة مكان على مقعدي ضيفيه.
كان لعريفي الحفل الشابة أروى العبيدي والشاب يونس العزاوي الدور المميز في إدارة المهرجان، فقد دعيا كل من السيد نجيب محمد لإلقاء كلمة التيار الديمقراطي باللغة العربية والسيد مثنى محمود لإلقاء الكلمة باللغة الألمانية، تلا ذلك الإعراب عن معرض الوحات الفنية للفنانين العراقيين منير العبيدي، منصور البكري، ويونس العزاوي، وبعد جولة الجمهور أمام اللوحات تم عرض فلم من الصور الوثائقية يروي حكاية العراق منذ خروج التظاهرات في العالم ضد الحرب التي خططت لها أمريكا الى اليوم، رافقه قراءة باللغة الألمانية من قبل غسان الحبوبي،  لينتهي المهرجان بحفل فني رائع لفرقة ترانيم بقيادة المايسترو العراقي طه رهك والعازفين لويان وسوكارا من كوريا الجنوبية، صوفيا من اليونان، توماس من ألمانيا، محمد من فلسطين، حسن من سوريا، والمغنية إيمان من مصر. قدمت الفرقة باقة من ألاغاني العربية الجميلة أمتعت الجمهور، مما جعله يطالب بالمزيد.
في الختام قدم كل من عريفي الحفل أروى ويونس ورود المحبة والامتنان لهيئة تنظيم المهرجان(لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا فرع بلين) وهم كل من السادة مثنى محمود، غسان الحبوبي، نجيب محمد، ناجح العبيدي وصلاح الدين علي.           
 
     
       

 

60
 

يسر لجنة برلين للتيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية دعوة بناة وابناء الجالية العراقية واصدفاء الشعب العراقي للمشاركة في إحياء يوم ثقافي عراقي بمناسبة انسحاب القوات الامريكية من العراق وذلك يوم السبت المصادف 2012/03/03 الساعة الرابعة عصراً وتستمر الى الساعة العاشرة مساءً.
ستتضمن الفعالية ما يلي

                                                                                                             16.00-18.00 Uhr
ــ حوار سياسي تحت عنوان  " مستقبل العراق بغد الانسحاب الامريكي " بمشاركة محللين سياسيين عراقيين، إضافة الى الحضور (يشارك في الحوار كل من الدكتور كاظم حبيب والاعلامي حسن حسين، يقدمه الدكتور ناجح العبيدي)

                                                                                                             18.00-19.00 Uhr
ــ استراحة لتناول الاكل والشرب

                                                                                                             19.00-20.00 Uhr
ــ كلمة التيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية باللغة العربية والالمانية
ــ عرض صور عن العراق بعد عام 2003 ( تقديم الدكتور غسان الحبوبي)
ــ معرض تشكيلي لفنانين عراقيين: منذر العبيدي، يونس العزاوي، منصور البكري
ــ ( دجلة الخير ) حفل موسيقي غنائي فني (كونسيرت) تحييه فرقة ترانيم للاغاني والموسيقى الشرقية بقيادة الفنان العراقي طه رهك.
Die Adresse:  مكان الحفل
Bürohaus Franz-Mehring-Platz (Neues Deutschland)
Münzenberg Saal (1. Etage)
Franz–Mehring-Platz 1
10243 Berlin-Friedrichshain
(5 Minuten Fußweg vom Ostbahnhof Richtung Karl-Marx-Allee)
اننا اذ ندعو كافة العراقيين واصدقاء الشعب العراقي من العرب والالمان وغيرهم الى حفلنا هذا نأمل من الجميع مشاركتنا في إحياء هذه الفعالية

لجنة برلين للتيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية

ملاحظة: لمن يرغب المبيت في برلين من اصدقائنا الضيوف عليهم ابلاغنا لكي يتم حجز اماكن وباسعار مناسبة وعلى نفقتهم الخاصة. آخر وقت للتسجيل هو يوم الخميس المصادف 2012.02.15 وعلى العنوان التالي
dr.salahaldin@ymail.com






61
الاعسم في ضيافة الديوان

ماجد فيادي

استضاف الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون الالمانية الكاتب والصحفي والمحلل السياسي عبد المنعم الاعسم، يوم السبت الموافق 14/01/2012 في محاضرة له بعنوان (( الريادة التأسيسية في فكر جميل صدقي الزهاوي)). في بداية الامسية قدمت الكاتب في نبذة تاريخية لا تفيه حقه، فقد أصر أن يكون التقديم مختصراً وبعيداً عن المديح، ولانني من المتتبعين له لم اكتفي بما توفر من معلومات تقليدية عن الاعسم، فكان لمتابعة كتاباته اهمية كبيرة في تحليل اسلوبه  من خلال عموده (( جملة مفيدة)) وهو يعتمد منهج الرصد والتحليل لكل حدث بالاضافة الى اسلوب المعلم الذي خبر الحياة، فهو يرسم الحدث في لوحة فنية، كأنه رسام بارع ويختتمها بتوقيع رسام الكاريكاتير بحكمة لشخصية مهمة في التاريخ، ويتصف الاعسم بقدرته البحثية التي مكنته من اصدار عدد من الكتب القيمة، أما مميزات المحلل السياسي الذي يتصف بها، فهو ممزوج بروح المواطنة، لانه لا يكتفي برصد وتحليل الواقع السياسي العراقي، انما يهتم خلال حديثه بتقديم النصح للسياسيين العراقيين، بتهدئة الامور والاشارة الى الحلول العملية، أما عندما يدرك الاعسم المحلل السياسي أن الامور تسير نحو التصعيد، نجده ينتقد الساسة بكلمات لاذعة  منتقاة، تعكس خلفيته السياسية والعلمية والاخلاقية.
يقول الاعسم في بداية محاضرته، انه مهتم بالزهاوي لانه ينتمي الى نفس العائلة كمدرسة في الحياة، وهذا ما اوضحه من خلال تقديمه لجانب من شخصية جميل صدقي الزهاوي التي غيبت عن المثقف العراقي لسنين طويلة، مرة بأداء حكومي متخلف واخرى بفعل المثقفين العراقيين، الذين لم يجهدوا انفسهم في البحث عن نتاج الزهاوي الفكري والانساني.
في بداية الامسية عرف الاعسم معنى الريادة والتاسيس ثم انتقل الى حوادث عاشها الزهاوي تعكس هاتين الصفتين فيه، لجأ الاعسم الى التركيز على صفة العقل والتفكير الذي يمتاز بها الزهاوي، شاعرا وانساناً، لم يكن عنصرياً أو منقاداً لعادات وتقاليد بالية حجمت المجتمع العراقي ومنعته من التطور. استشهد الاعسم بالعديد من الاشعار التي تعكس اهتمام الزاهوي بالعقل والتفكير، والحوادث التي مر بها وكان له منها موقف مميز، وفي تناوله لحياة الزهاوي ومؤلفاته ووفاته، أن اختتم الاعسم بالتالي
توفي الزهاوي ببغداد في العام 1936م. وقد رثاه (إبراهيم المازني) قائلاً: ((والحق إن الزهاوي كان أعجوبة، وطراز وحده، وحسبك من أعاجيبه أن ذهنه رياضي أو علمي بفطرته، ولكنه اشتهر بالشعر أكثر مما اشتهر بسواه)). وكتب (طه حسين) حينما علم بوفاته "إنني محزون لهذا النبأ الذي نعى إلينا الزهاوي؛ إذ كان شاعر العقل، وكان معري هذا العصر".
أما عن ريادة الزهاوي فقد ركز الاعسم على قصيدته الطويلة (ثورة في الحجيم) التي اعتبرها ترجمة لمحاولته العقلية التأسيسية للاصلاح الديني، واعتبرها تستلهم رسالة الغفران للمعمري والكوميديا الالهية لدانتي والنرفانا الهندوسية، عندما القى الزهاوي الضوء على اعماله الانسانية التي خدم بها المجتمع في مقابل الاسئلة التي يطرحها منكر ونكير على من يدخل حياة القبر.
وفي موقف الزهاوي من السلطة، فقد اكد الاعسم أنه اهتم بالعدالة والحرية والمساواة، وما خيبة امله بعد انضمامه الى حزب الاتحادي سوى اشارة لمقدرة الزهاوي على التمييز بين الشعارات والتطبيق، كما انه تنقل في مجالات متعددة فقد عين استاذ الفلسفة الاسلامية في الاستانة باسطنبول، واسباب عودته الى بغداد بعد ثورة 1908، ثم معارضته لوالي بغداد وتسميته بطاغية بغداد، فقد قال الزهاوي عنه (وسع الطرق وضيق الحريات)، ثم تنقل الاعسم في تاريخ الزهاوي السياسي مثل (عام 1912 اصبح نائبا في مجلس المبعوثان عن المنتفك وغادر الى الاستانة في وقت سيطر الاتحاديون القوميون على الحكم، لكنه عارض سياساتهم ضد العرب والارمن، والاهم عارض قوانين الضرائب.واستمر في المجلس حتى حله عام 1914) بالاضافة الى موقفه من الاحتلال الانكليزي الذي انقلب من مؤيداً له الى رافضاً بعد ثورة العشرين، خلال حادث لقاء السير كوكس مع ممثلي الرأي العام.
عن موقف الزهاوي من القضايا الاجتماعية، يذكر الاعسم انه كان الى جانب المرأة والطبقات المسحوقة والحريات العامة، مسترشدا بنص مقال كتبه الزهاوي في جريدة المؤيد المصرية يقول فيه ( سيادة الرجل على المرأة ليس لها ما يبررها، فإن كانت القوة البدنية، فان هناك من الحيوان من هو اشدّ منه نابا واوجع رفسا، وإن كانت القوة العقلية فان الرجال انفسهم يختلفون في المستوى العقلي ولم يهضم احد منهم حق الاخر.) وهاجم الحجاب من منطلقات محسوسة في الوعي الاجتماعي السائد، مثل فقدان المرأة المحجبة الثقة بنفسها والثقة بالرجل واحتمال ان يستخدم الحجاب في ممارسة الرذيلة، وعلاقة الحجاب بالانحراف الى الغلمان.
في الحريات العامة يقول الزهاوي (اذا وجد احد في شعري ما يمس شعوره او معتقده فلا يغضبنّ عليّ، فلطالما سمعت ما يخالف رأيي فلم اتذمر)
وفي مجال العلم ذهب الزهاوي بعيدا في خلافه مع المع علماء العصر مثل نيوتن، وراح يطلق نظريته التي اختلف معها كل العلماء في زمنه، حتى مات وهو يعتقد أن زمناً سيأتي يثبت ما ذهب اليه، لكن الزمن مر ولم تتحقق افكاره العلمية لان الزهاوي، كأبناء عصره ومنطقته يميلون الى الاستنتاج وفقاً لتاملاتهم وليس لتجاربهم العلمية.
لقد ذهب الزهاوي في الشعر الى ابعد مدى وكتب كل اشكال القصيدة، حتى قال عنه الشاعر الالماني (ودمر) انه يتحد بالحياة ويقتفي اثر المعري في الكثير من ارائه الفلسفية.
بعدها قدم الاعسم نماذج شعرية منتقاة للزهاوي تدل على صفة التاسيس التي تناولها.
سئمت كل قديم عرفته في حياتي...إنْ كان عندك شيئ من الجديد فهاتي
افي الحق ان البعض يشبع بطنه.............. وان بطون الاكثرين تجوعُ
اسائلتي عن غاية الخالق اسكتي ........ فما ليَ عن هذا السؤال جوابِ
إذا قلت حقا خفتُ لوم مخاطبي .......... وإن لم اقل حقا اخاف ظميري
يقولون ان الملح يصلح فاسدا ........... فما حيلة الانسان إن فسد الملحُ
زينوّا الباطلَ حتى ظنه الناظرُ حقا........................ إن شعبا جهــــــــل الباطل والحق ليشـــــقى 
يختتم الاعسم محاضرته بالقول ( لو عنيت وحدي أو بالتعاون مع غيري من الادباء بوضع كتاب عن الزهاوي، فبماذا كنا نعني اكثر من موضوعات هذا الكتاب؟ لا شك إننا كنا سنهتم اكثر من كل شئن باستنباط الفكرة الكامنة غير المنطلقة من قصائد الزهاوي، اعني الفكرة التي كان المجتمع السائد في العراق يخنق الكثير منها أو يلقي عليها حجابا). بعد هذه المحاضرة المهمة في معلوماتها ومضمونها، فتح باب الحوار مع الجمهور، الذي كان متابعاً جيدا وعكس تفاعلاً كبيراً مع الزهاوي والاعسم.
خرج اغلب الحضور بانطباع أن الاعسم اراد من خلال الزهاوي أن يقول ( عندما يحضر العقل تغيب المقدسات، وإن ما يقيد الانسان به نفسه انما هي قيود وهمية، وما يصلح في الامس قد لايصلح اليوم، فالعقل والتجربة هما المفتاح لمستقبل افضل).
 

 

62
عجيب أمور غريب قضية

ماجد فيادي
يرحم الله الفنان جعفر السعدي، عندما قال لازمته في مسلسل الذئب وعيون المدينة ,,عجيب أمور غريب قضية،، فاليوم تتقاتل الذئاب على دم الشعب العراقي، وكل وسائلهم مشرعنة، باسم الشعب والدستور والمظلومية وحقوق الطائفة والقومية، مرة بالتفجيرات واخرى بسوء الخدمات والفساد الاداري، لكن النتيجة أن يدفع الشعب العراقي نفسه قرباناً للإله التي تقبع خارج الوطن، تحيط به من كل جانب، أو تبعد عنه آلاف الكيلومترات.
إن ما يعيشه العراق اليوم من أزمة أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية، إنما ناجمة عن أداء الاحزاب والكتل المهيمنة على القرار السياسي، وهي تمتلك الخيوط التي تحرك بها الاحداث، من عناصر أمنية ومليشيات حزبية ومافيات فساد مالي وإداري وإعلام مظلل وأموالٍ تُضَخ من الخارج، انتهاءً بولاءات تمتد الى دول الجوار التي لا تتردد في الإيغال بتدمير الشعب العراقي وبناه التحتية من اجل سرقة موارده المالية. إن ما تقوم به الكتل المتنافسة على خداع الشعب العراقي من أجل مصالحها، في محاولة رمي التهم على الاطراف الاخرى التي تزاحمها في تقاسم الكعكة أو مشاركتها أو اشتراكها معها بالكعكة وطنياً كما يسمونها، انما هو السبب الرئيسي فيما وصل له العراق اليوم من تردي في واقعه على كل الأصعدة.
دليلي فيما ذهبت اليه أن أحداث كثيرة قد حصلت وتحصل وستحصل، كانت ولا تزال الأطراف السياسية الحاكمة، اللاعب الاساسي فيها، وقد جرى تسويتها أما بالتقادم أو بتراكم الاحداث أو بالاتفاقات داخل الغرف المغلقة أو عبر وفود تلتقي في دول الجوار أو بحضور الممثل الرسمي لقوات الاحتلال في جلسات البرلمان السرية، وفي كل الحالات كان الشعب العراقي هو من يدفع الثمن، بدمائه واستقراره وضياع ثرواته.

صور متطابقة غريبة عجيبة
في كل اللقاءات الاعلامية، مع اطراف الحكومة، نجدهم يتباكون على حال الشعب العراقي، ويشخصون الخلل بدقة ، مع أدعاءات وقحة بخلو ساحتهم من التقصير، فالطائفية مصدر استهجان واستنكار من قبلهم، التحزب سبب الفساد المالي والاداري، القومية مشروع الانفصال الذي سيقسم العراق، وفي النهاية ينتهي اللقاء الرسمي بصورة ملائكية يندر وجودها في العالم.
تعديل الدستور العراقي موضع اتفاق الجميع، لما فيه من نواقص وتضارب، أدى الى حالات خلاف سياسي انعكست بصورة سلبية على الشعب العراقي، وكأنهم لم يكتبوا الدستور ولم يحثوا الناس للتصويت عليه، في نفس الوقت لا احد يعمل على الاتفاق لتغيير الدستور، من اجل مصلحة العراق، لكنهم جميعاً يطالبون بالالتزام بالدستور وعدم الخروج عنه، لحل المشاكل العالقة، وكأن هذا الدستور الأعرج يعلم العراقيين كيف يسيرون.
الخروقات الامنية التي صارت الشماعة الجديدة بدل القاعدة والصداميين، محط جذب لكل متحدث من السياسيين، لكنها بالضرورة لا تشمل أتباعه، فهم منزلين من السماء وغير متهمين، في حين أن الاجهزة الامنية جرى تقسيمها وفق المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية، والصراع على وزيري الدفاع والداخلية إنما تقوم به مخلوقات فضائية لا ترى بالعين المجردة.
سيارة الإسعاف التي خطفت شباب ساحة التحرير الاربعة، وجرى فيها، إهانتهم وضربهم وتكميم أفواههم مع سيل من السباب والشتائم، هي نفس سيارة الإسعاف التي استخدمت في تفجيرات الخميس 22/12/2011 فهل أصبحت ممتلكات الشعب العراقي التي يسهر عليها الساسة العراقيون وسيلة لقتل وتعذيب وإهانة العراقيين.
تطابق كلام السياسيين على أهمية تقليص رواتب البرلمانيين والرئاسات الثلاث، الكل تحدثوا بحرص وقلق شديد على أموال الشعب العراقي، وأهمية إنفاقها في خدمة الشعب، في حين من تحدث كان أول وآخر المستفيدين منها، لليوم ننتظر أن تتقلص الرواتب، لكن دون نتيجة، ففي الميزانية التشغيلة لعام 2012 تشكل نسبة ميزانية الرئاسات الثلاث 40%.
سبق وتعرض بنك الزوية الى عملية سرقة رافقتها حالة قتل، قام بها حماية عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية السابق، وتعرض سجن البصرة الى تهريب ارهابيين اتهم بها مسئولين امنيين في مكتب رئيس الوزراء. إتهامات بفساد مالي واداري في وزارة الدفاع والتجارة والكهرباء والتعليم كان نتيجتها تسوية بين الكتل البرلمانية. قدمت ادلة دامغة على برلمانيين بتهم الارهاب مثل عدنان الدليمي ومحمد الدايني ووزير الثقافة اسعد الهاشمي، وشخصيات سياسية اخر، لكن ما حصل أن دم الشعب العراقي ذهب الى مجاري المياه الثقيلة ونجى منها المتهمون وفق مبدأ التوافق بين الكتل السياسية الحاكمة.
لو استمرينا بجرد الصور لما انتهينا، لكن اخر صورة ستتكرر هي اللجوء الى اتفاق سياسي بين الكتل على غلق قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بتحقيق جديد مع المتهمين، لنكتشف إنها إعترافات اتخذت بالقوة، وإن الهاشمي بريئ مما نسب له لكن حمايته استغلت نفوذها للقيام باعمالها الاجرامية، وما اتهامها للهاشمي سوى وسيلة للخروج من مأزقهم، كل هذا كي لا تثار القضايا سابقة الذكر ويغرق الجميع بالوحل، على أن تنتهي قضية المطالبة بالاقاليم وعدم الضغط على رئيس الوزراء للقبول بوزراء امنيين لا يرغب بالعمل معهم.
كنت اتمنى أن تتقاتل الكتل البرلمانية في سبيل الكشف عن الفاسدين وتقديمهم الى العدالة، وأن تقدم الخدمات للشعب العراقي، من كهرباء وماء وبنى تحتية وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات الصحية وتطوير التعليم وبناء مساكن لمن لا يمتلك داراً ورفع سقف الحرية والتعبير عن الرأي وعدم التضييق على المتظاهرين، كنت اتمنى أن تعمل الحكومة العراقية على مطالبة تركيا وايران وسوريا بعدم التجاوز على حصة العراق المائية وعدم رمي مخلفاتهم الصناعية فيما يصل للعراق من مياه، وأن يحافظوا على بيئة العراق من التلوث والجفاف الذي أدى الى هجرة العوائل من موطنهم الاصلي الى المدن، لكن أكثر تشبيه دقة لما يفكر به السياسيين ممن يهيمن على مناصب الحكم، يتجسد في تعبير الناطق باسم قوات بغداد قاسم عطا عندما قال، إن التفجيرات الارهابية في 22/12/2012 قد حصلت في مواقع غير مهمة، لأنه يعتقد أن من يختبئ في المنطقة الخضراء هم فقط المهمين من الشعب العراقي، أما باقي بناته وأبنائه فهم نذور للعملية السياسية وقادتها من السياسيين أصحاب الفخامة والسيادة والسعادة.
إن الحقيقة المطلقة التي تقفز لنا يوميا على شاشات التلفاز، تكمن في امتلاك كل اطراف الحكومة العراقية على وثائق تدين بعضها بعضاً، بعمليات ارهاب وفساد مالي وخروقات دستورية وتزوير شهادات وتزوير في نتائج الانتخابات اوصلتهم الى السلطة بدون وجه حق.
حقا عجيب أمور غريب قضية، فاسماعيل الجلبي وعبد القادر بيك، يصفيان حساباتهما عبر بائعة الباقلة كمرة والحمال رجب والعربنيجي وزوجته وكل الفقراءوالمستضعفين من بنات وأبناء الشعب العراقي.


63
مهرجان الزهاوي ..المياه في نظرة القانون الدولي

ماجد فيادي
يواصل مهرجان الزهاوي اعماله من اجل  حماية بيئة وادي الرافدين والحفاظ على نهري دجلة والفرات من الموت، عندما اقام فعاليته الثانية تحت شعار ’’المياه في نظرة القانون الدولي” على قاعة جامعة كولون الالمانية يوم الجمعة 2 كانون الاول 2011 بعزف موسيقي للفنان لطيف الدبو لمقطوعات من وادي الرافدين، وكلمة ترحيب باسم الديوان قدمها الدكتور بدر الجبوري وكلمة ثانية قدمها البروفسور كيرك يونكر باسم جامعة كولون.

كانت المحاضرة الاولى للدكتور حسن الجنابي سفير العراق لدى منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة ( الفاو)، تحت عنوان "موارد العراق المائية، جفاف المنابع والمنافسة المستحيلة". استعرض خلالها نبذة مختصرة عن تطور ادارة الموارد المائية في العراق منذ تأسيس الدولة الحديثة حتى يومنا هذا، من خلال بناء السدود وتحسين شبكة الري والبزل، بالاضافة الى السياسة الخاطئة للنظام الدكتاتوري في تجفيف الاهوار لاسباب سياسية. شملت المحاضرة عرضا لمشكلات العراق مع الدول المتشاطئة ( تركيا وايران وسوريا) في ظل القانون الدولي والمعاهدات الموقعة، بالاضافة الى اساليب هذه الدول في التملص من مسئوليتها تجاه العراق، خاصة عندما انشغل  بحروبه الكارثية.
 تناولت المحاضرة مشكلة الامن الغذائي في العراق والمترتبة على ازمة شحة المياه في نهري دجلة والفرات وتجفيف عدد من روافدهما التي تقطع مسافات غير قليلة في الاراضي العراقية، خاصة وان العراق يعتمد على الري السيحي في سقي الاراضي الزراعية، مما ترتب عليه معاناة كبيرة للعوائل الفلاحية وتركها لموطنها الاصلي نحو المدينة، موضحا عدد من المشاكل التي يجب البحث بها واعادة النظر في قضايا اساسية تتعلق بإدارة الموارد المائية في الدستور العراقي الجديد وخاصة في ضوء المادتين 110 الفقرة الثامنة والمادة  114 الفقرة السابعة الخاصتين بالصلاحيات الحصرية للسلطة الاتحادية والصلاحيات المشتركة مع الاقاليم،  وهو موضوع ملتبس وبحاجة الى مراجعة وتعديل لأنه يقسم الموارد المائية الى داخلية وخارجية على عكس طبيعتها الهيدرولوجية حيث تعتبر الاحواض النهرية وحدة فيزيائية واحدة من المنبع الى المصب.
أشار الدكتور حسن الجنابي الى مسؤلية تركيا وسوريا في انخفاض منسوب نهر الفرات بسبب السدود العملاقة التي انشأتها تركيا على الفرات، ومذكراً ان تركيا ستحجب كميات كبيرة من مياه نهر دجلة فيما لو اكملت بناء سد اليسو خلال السنوات القليلة القادمة، اما ايران فقد اتبعت سياسة خطيرة بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية، في قطع انهار كبيرة كانت تصب في نهر دجلة وشط العرب، وتروي اراضي عراقية شاسعة قبل ان تصل نهر دجلة، مثل الوند وديالى والكرخة اضافة الى تحويل مجرى نهر الكارون.
وبيّن في معرض محاضرته مشكلة انخفاض منسوب المياه في دجلة والفرات والاهوار والبحيرات العراقية، وتأثيرها المباشر على مناخ البلد، بتوسع مساحة التصحر والزيادة الملحوظة في درجات الحرارة، وحصول العواصف الترابية، وانعكاس ذلك بشكل سلبي على المناخ.
جرى نقاش مهم من قبل الجمهور حول محاضرة الدكتور حسن الجنابي، كان نتيجته، أن العمل لا بد ان يتضاعف لحماية بيئة وادي الرافدين والحفاظ على  نهري دجلة والفارت من الموت، وان السايسة العراقية لا بد ان تسلك منافذ جديدة في تعاملها مع تركيا وايران وسوريا فيما يخص المياه.

قدم البروفسور كيرك يونكر القاضي الدولي بقضايا البيئة والمياه الدولية، محاضرته حول القوانين الدولية والمحلية للمياه وعلاقتها بحقوق الانسان، موضحا حاجة العالم الى تنظيم العلاقة بين الدول والشعوب في تقاسم الموارد المائية وفق نظم علمية وانسانية، تبعد العالم من شبح المجاعات والكوارث البشرية، كون الزيادة السكانية الحاصلة وما يرافقها من تطور في العلوم والتكنلوجيا والامكانيات المهولة في التلاعب بالنظام البيئي، قادرة على اخذ العالم الى حافة الهاوية، مذكراً بالقوانين الدولية التي تضمن توزيع المياه بالعدالة بين الانسان والحيوان والنبات للحفاظ على التوازن البيئي الذي يحتاجه الجميع.
اشار البروفسور كيرك الى أن القوانين الدولية للمياه لا تعترف بالحدود السياسية التي تتحجج بها الحكومات في سبيل خلق واقع جديد، يترتب عليه معاناة شعوب، مثلما هي الحالة في نهر دجلة والفرات، الخاضعان لسياسة دول المنبع، تركيا وايران، وما نجم عن سياستهما من اضرار كبيرة على الشعب والبيئة العراقيين. إن القوانين الدولية تحفظ حق الشعوب المقيمة على المسطحات المائية في استمرار حياتها، وان لا تتعرض للخطر نتيجة رغبة او مصلحة من دول المنبع لهذه المسطحات، كما انها تحفظ للانسان حق الحصول على مسكن وفرصة عمل تحقق له حياة كريمة.
قسم البروفسور كيرك القوانين الى محلية تستند الى المؤسسات الدستورية، واخرى مرتبطة بالمعاهدات الدولية الموقعة بين الدول عبر التاريخ، وثالثة  ترتبط بحقوق الانسان بشكل عام وتستند على قوانين الامم المتحدة، تضمن في مجموعها حق الحصول على مياه الشرب، سكن صالح للعيش، غذاء يومي كافي، عناية صحية، وفرصة تعليم، كل هذه الحقوق تضمنها الدساتير والمعاهدات الدولية وقانون حقوق الانسان، والاخلال باحد هذه الشروط يمكن الافراد والجماعات الى رفع دعاوى محلية ودولية للمطالبة بحقوقهم، وهذا ما يجب على الشعب العراقي القيام به على مستوى الفرد ومنظمات المجتمع المدني.
بعد هذا جرى حوار بين الجمهور والبروفسور كيرك، حمل فيه المتداخلون الحكومات العراقية المتعاقبة مسئولية التقصير في الدفاع عن مصالح الشعب، بتوقيع معاهدات تخل بمصالحه أو التقصير في دعم منظمات المجتمع المدني التي تناضل في سبيل حماية بيئته وموارده المائية، بالاضافة الى اهمال خلق قاعدة بيانات بتشجيع البحوث والاحصائيات بما يخص الاضرار الناجمة عن شحة المياه.

قدم البروفسور اندرياس رشكامر الماني الجنسية المحاضر في جامعة كولورادو الامريكية وجامعتي كولون وبون الالمانيتين وعدد من جامعات الولايات المتحدة الامريكية، وهو خبير معتمد في الامم المتحدة، محاضرته عن التغييرات المناخية وتأثيرها على البيئة الحيوية وانحسار مياه الشرب، بجفاف الانهار وتراجع مساحة المسطحات المائية، وعلاقتها بالسياسة الدولية.
ربط البروفسور رشكامر بين ما يحصل من تغيرات مناخية، والسياسات الدولية، المتمثلة في بناء السدود العملاقة، مثل مشروعي الكاب واليسو التركيين، وسد الامازون الكبير في البرازيل، وسدود اخرى منتشرة في العالم، موعزاً ان الاضرار الناجمة عن سياسات الحكومات تنعكس بشكل كبير على العالم باجمعه، وقراراتها لا تخص دولها فقط، لانها تادي بالنتيجة الى خلق كوارث، ترتبط بتجفيف المسطحات المائية وقطع الانهار، وتترتب عليها تغيرات مناخية، مثل التصحر وارتفاع الحرارة في مناطق معينة من العالم، ترافقها اضرار كبير في مصالح الشعوب التي تعيش على هذه المسطحات المائية او ضفاف الانهار.
مؤكداً ان منطقة الشرق الاوسط مهددة اكثر من غيرها في العالم بمشاكل المياه، بسبب السياسات الحكومية اللامسؤلة، وسط غياب رجاحة العقل امام مصالح سياسية آنية، وان الكثير من حكومات الشرق الاوسط تقحم قضايا المياه في صراعاتها السياسية مع بعضها، مثال ذلك نهري دجلة والفرات ونهر النيل.
وفي ختام محاضرته اشاد البروفسور رشكامر بمهرجان الزهاوي لحماية البيئة والحفاظ على نهري دجلة والفرات من الموت، معتبرا ان المهرجانات والمحاضرات التي تبحث في قضايا البيئة مهمة جدا للعالم، في رفع مستوى الوعي بمستقبل الكرة الارضية ومن يحيا عليها، عبر توفير اكبر قدر من المعلومات والارقام التي تضع الانسان في مواجهة مع اصاحاب القرار السياسي.

كانت نتيجة الفعالية لهذا اليوم، أن خرج المحاضرون والجمهور، كون عبور نهري دجلة والفرات للحدود، يجعلهما نهرين دوليين، تنطبق عليهما القوانين والمعاهدات الدولية، وما تتدعيه تركيا وايران كونهما نهرين محليين عاري عن السند القانوني، وان مياه الشرب والسقي من الحقوق المكفولة للانسان وفق قوانين الامم المتحدة، لهذا ما تقوم به تركيا وايران من حرف مجرى روافد النهرين وبناء السدود العملاقة عليهما، لا يعطي الحق للدولتين في قطع المياه عن الشعب العراقي بالطريقة التي تسبب الضرر ببيئة وادي الرافدين وتعطيل سبل الحياة، وان القرصنة التي تمارسها دول الجوار على حصة العراق المائية يجب التوقف عنها.
اما الملوثات التي ترميها الدول الثلاث في مياه النهرين، من مخلفات المدن والمصانع، يحملها المسئولية في تنقية المياه المعادة الى مجرى النهرين قبل التخلص منها، لان الملوثات تسبب في اضرار كبيرة ببيئة وادي الرافدين وما يعيش عليها، ويحمل الشعب العراقي خسائر بشرية ومالية كبيرة.
شخص الجمهور أن الدور الكبير للشركات العملاقة في خلق مناخ سياسي متأزم، تنفذ من خلاله في تقديم قروضاً مالية للحكومات في بناء سدوداً عملاقة، تعود عليها بالارباح الكبيرة، وربط تلك الحكومات ومن بعدها شعوبها بمصالح الشركات، التي تستثمر المياه العذبة في عملية البيع والشراء، واستغلال المساحات الزراعية الجديدة بحكم عدم ملكيتها لاحد، او اعادة ملكيتها بقوانين جائرة، كما تعمل هذه الشركات على استثمار اموالها في توليد الطاقة الكهربائية، خاصة وان الدول التي تبني السدود العملاقة لا تمتلك التكنلوجيا الحديثة في مجال الطاقة الكهربائية، انها عملية قرصنة على موارد ومقدرات الشعوب.
كل هذا يعطي الحق للشعب العراقي افراداً وجماعات، برفع دعوة ضد تركيا وايران، لانتهاكهما حقوق الانسان، عبر محكمة لاهاي والامم المتحدة.
اما النتيجة الاهم فكانت في الاعلان عن مبادرة انقذوا جنة عدن، التي ستواصل العمل بعد انتهاء اعمال المهرجان في الدفاع عن بيئة وادي الرافدين والحفاظ على نهري دجلة والفرات من الموت، والتي تتلخص في محاربة انشاء سد اليسو، والمطالبة باطلاق الحصة المائية المناسبة للشعب العراقي، من نهري دجلة والفرات، مع تعريف العالم بما ترميه الدول الثلاث، من ملوثات في النهرين.   
 
 


64
الهيئة التحضيرية لمهرجان الزهاوي لحماية بيئة وادي الرافدين تواصل عملها على المستوى العالمي

ماجد فيادي

ضمن نشاطات الهيئة التحضيرية لمهرجان الزهاوي الساعي لحماية بيئة وادي الرافدين والحفاظ على نهري دجلة والفرات من الموت، واصلت الهيئة التحضيرية اتصالاتها على المستوى العالمي، مع المهتمين بهذه القضية الانسانية، خاصة الذين بادروا الى الاتصال بها وتقديم دعمهم اللوجستي والانساني، من اجل الوصول الى افضل النتائج، التي تصب في خدمة المجتمع العراقي.
شارك وفد عراقي شمل كل من المهندس هيثم الطعان والدكتور بدر الجبوري والمهندسة ايار احمد والسيد اسماعيل الترك،تلبيةً لدعوة وجهت الى الهيئة التحضيرية للمهرجان عبر الديوان الشرقي الغربي، من قبل مؤتمر عالمي لمنظمات المجتمع المدني عقد في مدينة بون الالمانية بتاريخ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 حاملين معهم هموم الشعب العراقي، وساعين للحصول على خبرات وتجارب منظمات المجتمع المدني العاملة على ايقاف انشاء السدود العملاقة.
عقد المؤتمر تحت شعار
احذروا السدود العملاقة؟
الحلول الزائفة لمعضلة الغذاء والطاقة

ما يميز نشاط الديوان الشرقي الغربي على مستوى العالم أن العمل لم يقتصر على اعضاء الهيئة التحضيرية للمهرجان، بل انتقل الى مؤيديه ومسانديه، من خلال توفير شبكة اتصالات، تقدم قاعدة معلومات، تمكن الناشطين في هذا المهرجان من توسيع دائرة عملهم وتحسين ادائهم لوضع منظمات المجتمع المدني العراقية والعالمية، والجهات الحكومية العراقية الراغبة في التعاون مع الهيئة التحضيرية، بالصورة الحقيقية، في ضل غياب البحوث والدراسات العراقية المختصة.
 
شمل جدول اعمال المؤتمر العالمي مداخلات العديد من منظمات المجتمع المدني بالاضافة الى عدد من الشخصيات المهتمة بحماية بيئة الارض من السدود العملاقة، لما تمثله من مخاطر على مستقبل الشعوب وحقوق الانسان اينما حل. وكانت الكلمات الملقاة لكل من
1.   خوان اوريغو تشيلي الحاصل على جائزة نوبل وجائزة كولد مان لحماية البيئة.
2.   هيمانشو تاكارا رئيس شبكة الشعوب والانهار والسدود في جنوب اسيا.
3.   بيتر بوشارد الولايات المتحدة الامريكية عن مذكرة المياه الدولية.
4.   كوال سيواكوتي النيبال فدرالية المياه والطاقة في جبال الهمالايا.
5.   اركان ايبوجا تركيا انقاذ قرية حسن كيف، مبادرة اوقفوا سد اليسو على نهر دجلة.
6.   برنت ميلكان البرازيل، في نقل مباشر من البرازيل عبر شبكة الانترنيت حول برنامج الامازون والانهار الدولية.
7.   مانفريد كونيوفكتيز المانيا وزارة الاقتصاد والتطوير المائي المشترك.
8.   هايكة دريلش المانيا منظمة ضد التيار.     
نقل المؤتمر عبر شبكة الانترنيت نقلا مباشراً لكل العالم، للتعريف بمشاكل المياه والمخاطر التي تتعرض لها البيئة جراء بناء السدود العملاقة وتأثيرها على مصير الشعوب.

تناول المؤتمرون نقاط البحث التالية.
1.   الدمار والمخاطر الناجمة عن انشاء سد اليسو على نهر دجلة ضمن مشروع الكاب التركي وتأثيره على حياة ملايين البشر في تركيا والعراق.
2.   ضخامة التكاليف المالية المترتبة على تمويل انشاء خمسين الف سد عملاق وصغير، يجري التحضير لها في العالم، وفق مقررات قمة ريو.
3.   الاثار السلبية المترتبة على هذه القروض المالية والاضرار التي ستلحقها بحياة الشعوب الفقيرة، وحجم الالتزامات المالية التي ستكبلها لصالح الدول والشركات المانحة.
4.   موقف البرنامج الالماني من تلك القروض وتأثير منظمات المجتمع المدني فيه.
5.   الدمار والمخاطر الناجمة عن اشاء السدود العملاقة على مناخ الكرة الارضية خاصة في البرازيل والصين وتركيا، وما يترتب عليها من اثار مدمرة على طبيعة وشكل حياة الملايين من البشر في البرازيل والصين وتركيا والعراق.

لقاءات على هامش المؤتمر
انطلاقا من ادراك المؤتمرين لاهمية مهرجان الزهاوي لحماية بيئة وادي الرافدين والحفاظ على نهري دجلة والفارت من الموت، جرت العديد من الاجتماعات مع وفد المهرجان، عرف خلالها بالمعانات التي يعيشها الشعب العراقي جراء السياسة التركية والايرانية والسورية في حجب المياه عن الشعب العراقي الا بحدود حاجة تركيا لتشغيل مولدات الطاقة الكهربائية، يقابله قطع كامل لروافد نهر دجلة وشط العرب من قبل ايران  واستحواذ سوريا على ثلثي حصة العراق من المياه الواردة من تركيا، ورمي هذه الدول مخلفات الصناعة ومياه المدن في النهرين، مما يؤثر بشكل كبير على حياة العراقيين.
من ابرز الشخصيات التي عقدت معها لقاءات ثنائية وثلاثية السيدة هايكة دريلش والسيدة اوته هاوسمان من منظمة ضد التيار المناهظة لانشاء السدود العملاقة، السيد اركان ابوجا رئيس منظمة اوقفوا اليسو الناطقة باسم اكثر من مليون مواطن تركي، الخبير النمساوي من منظمة أي. سي. ووج المختص بمياه نهري دجلة والفرات العائد منذ ايام من جنوب العراق، السيد تكاكانغ ممثل كلية القانون الدولي في جامعة كولون الالمانية، النائب عن القاضي بروفسور كيرك المختص في القضاء الدولي لحماية البيئة المتبني لنشاط الديوان الشرقي الغربي ومهرجان الزهاوي في حماية بيئة وادي الرافدين.
نتج عن هذه الاجتماعات الاتفاق على التواصل وتنسيق العمل مع منظمات المجتمع المدني العالمية لاقاف التمويل الممنوح للحكومة التركية والداعمة لانشاء سد اليسو، الذي يترتب عليه قطع مياه نهر دجلة تماما، واغراق الملايين من الهكتارات في تركيا، والاضرار بحياة الملايين من البشر في تركيا والعراق. كما تبلورت فكرة الاستمرار بعمل الديوان الشرقي الغربي ومهرجان الزهاوي عبر التحضير لاطلاق مبادرة تاخذ على عاتقها مواصلة النضال من اجل حماية بيئة وادي الرافدين والحفاظ على نهري دجلة والفرات من الموت، خاصة وان عمل المهرجان يستمر لعام واحد فقط، وسيجري الاعلان عن المبادرة قريبا بعد دراستها من قبل الهيئة الادارية للمهرجان والمهتمين، كما يجري التحضير لحملة جمع التواقيع في العراق من قبل المتضررين من سياسة تركيا وايران وسوريا في قطع المياه عن الشعب العراقي.
   

65
افتتاح مهرجان الزهاوي لحماية البيئة العراقية في المانيا

ماجد فيادي
يومي الرابع والخامس من تشرين الثاني على قاعة مسرح الثقافات المتعددة وبحضور ممتاز من المختصين والداعمين للمهرجان، امام جمهور متنوع ومهتم بقضايا البيئة في العراق خاصة والعالم عامة، افتتح مهرجان الزهاوي لحماية بيئة وادي الرافدين، بكلمة ترحيب من طالبة الطب العراقية في جامعة كولون مروج الطعان باللغة الالمانية تلاها المهندس عبد اللطيف الشيخلي مرحبا بالضيوف باللغة العربية، معلنين عن الانطلاقة لمجهود استمر عدة اشهر، من البحث والاتصال والاجتماعات، حتى تتمكن الهيئة الادارية للديوان الشرقي الغربي من وضع اللبنة الاولى في طريق الدفاع عن حقوق الشعب العراقية التاريخية في مياه دجلة والفرات وروافدهما النابعة من تركيا وايرن، والحفاض على بيئة وادي الرافدين من الخراب الذي اصابها نتيجة سياسة تركيا وايران وسوريا.
تقدم المهندس هيثم الطعان رئيس الهيئة الادارية للديوان، بكلمة ترحيب وتعريف بالديوان الشرقي الغربي مع عرض صور عن النشاطات التي قام بها اعضاء الديوان منذ تأسيسه، ثم تلاه الدكتور بدر الجبوري بكلمة توضيح لنوعية النشاط والاساتذة الداعمين له، مع فكرة مقتضبة عن المشكلة التي يعاني منها الشعب العراقي في المياه والبيئة، رافقه عرض صور للامس القريب واليوم.
ثم دعي السيد نوي كبورن ممثل حكومة مدينة كولون ومنظمة حماية البيئة لمقاطعة شمال الراين، المنظمتان الداعمتان للمهرجان، معربا عن اهتمامه بقضايا البيئة التي لا يمكن تجزئتها لعالم يعاني في مجمله من تغيرات مناخية خطيرة بسبب سوء اداء الانسان، تلاه السيدة فنسنت ريد ممثلة منظمة الكاريتاس ( الصليب الاحمر) مؤكدة على دعم منظمتها لهذا النشاط الانساني الذي يقوم به الديوان. وكان لكلمة السيد اندرياس كيشون الصحفي المستقل نوع من الاسهاب في مشكلة الشعب العراقي والخراب الذي رافقة بيئته ومياهه وانعكاسات ذلك على مستقبله، مؤكداً على دعم الاعلام الالماني لحقوق الشعب العراقي المشروعة.
ثم قرأت الطالبة مروج الطعان كلمة فالح الزهاوي التي ارسلها من العراق تضامناً من مجهود الديوان الشرقي الغربي، ومذكراً بتاريخ عمه الشاعر جميل صدقي الزهاوي في دفاعه عن حقوق الشعب العراقي، وشاكرا الهيئة الادارية للديوان على هذا الاستذكار للشاعر.
ثم استعرض المهندس عبد اللطيف الشيخلي كلمات التهنئة المرسلة من داخل العراق وخارجه، والتي تثمن المجهود الذي يقوم به الديوان على صعيد الثقافة والفن والسياسة والدفاع عن حقوق الشعب العراقي.
ثم جاء دور الموسيقى العراقية عبر انغام آلة السنطور للعازف قاسم محمد، عندما امتع الجمهور الذي صفق له طويلا، وهو ينتهي من مقطوعته الجميلة.
كان ختام اليوم الاول بعض مسرحي لمونودراما قدمتها فرقة اور بمسرحية ثرثرة قد تهمك او لاتهمك، تحكي معاناة الشعب العراقي، نتيجة الارهاب الذي تعرض له بعد سقوط الصنم، على يد البعثيين والتكفيريين والظلاميين والاحتلال، يوم رمية جثث الكفاءات العلمية في مزابل بغداد والمدن الاخرى.
في اليوم التالي حيث البرنامج العلمي لأربعة علماء مختصين بقضايا المياه والبيئة. جرى الترحيب وتقديم البروفسور الالماني لارس ريبة، المختص بتقنيات ومشاريع توزيع المياة والري في بلدان الشرق الاوسط ومشاكل توزيع المياه وتقسيم الحصص المائية دوليا ،محاضر في جامعة كولون التقنية واستاذ الدراسات لزراعات وتقنيات المياه في معهد العلوم الزراعية المدارية وشبة المدارية جامعة كولون، الذي تناول نشاطه في جامعة الاردن في تدريس عدد من الطلبة من مختلف انحاء العالم بقضايا المياه ومشاكل الدول المتشاطئة، متناولاً عدد من الانهار التي تتشابه في مشاكلها مع نهري دجلة والفرات. مستشهدأ بجداولاً واحصائياتاً عن كميات المياه النابعة من العراق وقارنها بالدول المجاورة،وكميات الامطار الساقطة، كما قارن بين حاجة او استهلاك الفرد العراقي للمياه مع نفس الدول، مؤكداً على غياب المعلومات حول العراق منذ فترة السبعينات الى هذا اليوم.وخلص اخيرا الى اهمية حل المشاكل بين الدول المتشاطئة وفق رؤى علمية، بعيداً عن الرغبات السياسية، مستشهداً بالنموذج الاوربي لحل مشاكله.
ثم عرف بالبروفيسور كيرك يونكر (امريكا) المختص بالقوانين الدولية للبئية وحماية بيئة المياه الدولية، المحاضر في الجامعات الامريكية والالمانية والايرلندية والمستشار لدى الحكومة الامريكية في شؤون البيئة والمياه، الذي بدأ كلامه بتوضيح مشكلة العالم المتزايدة مع تزايد اعداد البشر، مع بقاء نفس كميات المياه في العالم، مؤكدا على الوسائل التي يمكن اللجوء لها في حل المشاكل بين الدول المتشاطيئة، عبر اللجوء الى المعاهدات الدولية وتفعيل دور منضمات المجتمع المدني والاستفادة من التطور الحاصل في التكنلوجيا، وقد ربط مشكلة البيئة ومياه العراق بقضايا حقوق الانسان، منبهاً الى الضرر الواقع اصلا على الانسان وما يحيطه من ثروة حيوانية وزراعية، مستخلصا أن الدراسة التي عمل عليها تدل على امكانية رفع دعوى قضائية ضد تركيا وايران وسوريا لما يسببوه من اضرار في وادي الرافدين.
ثم جاء دور البروفسور فلاديمير كريبل (التشيك)، المختص بالمياة وبرامج تقنيات التحلية والتعقيم والانشاء في البلدان النامية وفي العراق خاصة، خبير في الامم المتحدة و يشغل منصب رئيس قسم المشاريع الانمائية لمنظمة اليونيدو ومقرها في فينا/النمسا ، والاستاذ في جامعة العلوم الزراعية في براغ/ و معهد زراعات البلدان المدارية وشبه المدارية، حيث استعرض مستقبل دجلة والفرات فيما لو استمرت تركيا وايرن وسوريا بسياساتها في بناء السدود وفق الارقام المتوفرة، موضحاً ان اهم المشاكل تكمن في نوعية المياه بعد ان ترمي هذه الدول لمخلفاتها الصناعية ومخلفات المدن في المياه الواصلة الى العراق،ومنبها الى المعوقات التي واجهها في العراق عندما أرادت الامم المتحدة اقامة مشاريع تحلية المياه، لكنها اصطدمت بمصالح حزبية لشخصيات برلمانية وحكومية، مؤكدا على دور التكنلوجية المتوفرة في تقليل الاضرار الواقعة على ارض العراق، خاصة في مجال مياه الشرب، والمستخدمة في الصناعة.
اختتم الدكتور بدر الجبوري (العراق) المختص في العلوم الزراعية والمياة والبيئة في البلدان النامية والمختص بمشاريع تنمية الريف العراقي والمشاركة في مشاريع تنقية المياة في العراق ، وزميل جامعة العلوم الزراعية في براغ ، معهد زراعات البلدان المدارية وشبة المدارية، اختتم حديث الاساتذة في توضيح الكارثة البيئية الواقعة في العراق متناولا السياسة التركية والايرانية والسورية التي ابقت للعراقيين 6% فقط من مياه الشرب، وفي تقديمه لقنينة ماء تباع في بغداد نبه ان سعرها ضعف سعر قنينة من البترول الذي يبيعه العراق، وهذا ما تعمل عليه الدول المتشاطئة مع العراق، كما تناول المستقبل الذي ينتظر العراق فيما لو استمرت الامور على ما هو عليه وسط غياب صارخ للسياسة العراقية في هذا المجال.
وبعد مناقشات مستفيضة من قبل الجمهور اخذت الوقت الطويل، يمكن للمتتبع الخروج بالنتائج التالية
غياب الاحصائات والارقام التي يمكن الركون لها في تقدير حجم الاضرار التي اصابت البيئة العراقية.
غياب البحوث العلمية من قبل الجامعات العراقية، أو عدم نشر المنجز منها على الاكاديميين في العالم.
ضعف في نشاط منظمات المجتمع المدني أو غياب المنظمات المختصة، التي يمكنها طرح القضية على الرأي العالمي.
ضعف في اداء الوزرات العراقية المختصة بالموضوع، وتقاعصها عن التواصل مع المهتمين من الاكاديميين في العالم.
سوء اداء السياسة العراقية منذ عهد الدكتاتور والى يومنا هذا، في التعامل مع الدول المتشاطئة ، وسط غياب واضح لبرنامج يستند الى رؤى علمية لحل المشكلة، وعدم الاستفادة من التبادل التجاري بين العراق وهذه الدول للضغط عليها. يذكر أن الديوان بعث برسالة دعوة الى السفير العراقي في برلين لحضور الافتتاح، لكن لم يرد للديوان جواباً ولم يحضر السفير وسط علامات استفهام كبيرة.
شكر الجمهور الذي حضر المهرجان الهيئة الادارية للديوان الشرقي الغربي على المجهود الذي قدمته لانجاح المهرجان على امل اللقاء في الثاني والثالث من كانون الاول في جامعة كولون ضمن فعاليات المهرجان القادمة.
اختتم الافتتاح بعزف رائع لعدد من المقطوعات الموسيقية قدمتها فرقة ميسوبوتاميا بقيادة الفنان رائد خوشابة، التي صفق لها الجمهور طويلا.



67
اجتماع القاهرة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لمنظمة وفدي




اجتمعت المنظمات العربية المنظوية تحت لواء منظمة وفدي ( اتحاد الشبيبة العالمي) منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بمدينة القاهرة للفترة من 15 الى 16 تشرين الاول/ ايلول 2011 للتباحث في الثورات والحراك الجماهيري الذي تعيشه عدد من الدول العربية، ضد انظمتها الحاكمة، واتخاذ الموقف المساند لهذه الجماهير، في مطالبتها بحقوقها المشروعة، بالديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان، والتوزيع العادل للثروات، ورفض التدخل الخارجي من قبل الامبريالية العالمية في مصير هذه الشعوب، ونبذ كل اشكال الارهاب الذي تمارسه قوى الظلام والتكفير، ودعوة الحكومات العربية الى الاسراع في اجراء التعديلات الدستورية، وتنفيذها على ارض الواقع دون تسويف، منعاَ لفتح الباب أمام الاطماع الخارجية.

وجاء الاجتماع تحضيراً لما ستقدمة منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا خلال مؤتمر منظمة وفدي القادم في لشبونة، الذي سيحدد ملامح برنامجها للدورة القادمة، في دعم قضايا الشبيبة في كل انحاء العالم، وفق ما يتعرض له العالم من ازمات اقتصادية وسياسية وحروب وتدخل في شؤن الدول ذات الشعوب الفقيرة والمحكومة من قبل دكتاتوريات.
جاء هذا الاجتماع مركزا على الوضع التنظيمي، في التعرف على المنظمات الراغبة في الترشيح للمجلس العام لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، والمنظمات المرشحة لموقع المنسق العام ولجنة الرقابة المالية، والترشيح لمنظمتين تمثل المنطقة في قيادة منظمة وفدي. تقرر في الوضع التنظيمي تجميد عضوية الاتحاد العام لشباب اليمن، لتعارضه مع سياسة وفدي في انتصارها لنضال الشعوب، عندما وقفت المنظمة مساندة لسياسة الحكومة اليمنية في قمعها للمتظاهرين السلميين، ثم نوقش طلب عضوية جديد، لكن لعدم اكتمال القناعة، جرى تأجيل قرار التصويت الى مؤتمر وفدي القادم في لشبونة.

ضمن فعاليات الاجتماع اقام اتحاد الشبيبة التقدمي، المنظمة المضيفة ندوتين سياسيتين( آفاق التحرير والتغيير في العالم العربي) حاضر فيها الصحفي المعروف زكي نبيل والباحث في مركز الاهرام الدكتور عمر الشوبكي، حضيت مداخلتا المحاضرين اهتمام واسع، ونقاش مال في كفته الى الاتفاق حول مستقبل المنطقة بعد هذا التغيير الكبير في طريقة تفكير الشبيبة العربية. وفي محاضرة ثانية( دور الاعلام في حركة الشارع العربي) حاضر فيها عدد من المختصين بالاضافة الى شابة وشاب ممن ساهم في تحشيد الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنيت، خلال ثورة 25 يناير في مصر، نتج عن المداخلات حوارات اكدت على اهمية الاستفادة من وسائل الاعلام عبر شبكة الانترنيت، وامكانية تبادل الخبرات، لتفادي هيمنة اذناب الامبريالية على وسائل الاعلام التقليدية، واهمية كسر حاجز الخوف بهذه الطريقة المبتكرة.

ضمن فعاليات الاجتماع زارت الشبيبة المجتمعة ساحة التحرير وشاركوا في احدى التظاهرات كنوع من التظامن مع الشعب المصري.
على هامش الاجتماع التقت المنظمات العربية اليسارية لتبحث الوضع السياسي، في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وعموم العالم، ثم خرجوا ببيان، ينتصرون فيه لمصالح الشعوب المظلومة، ويأكدون على حقها في التعبير عن همومها ومطالبها، ورغبتها في ازاحة واسقاط دكتاتورياتها، بالطريقة التي ينتهجها كل شعب.
في ختام اجتماع منظمة وفدي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، خرج المجتمعون ببيان يعكسون فيه ما دار في اجتماعهم وما اتخذوه من قرارات، ومقفهم من قضايا دول المنطقة.

مثل العراق في هذا الاجتماع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، واتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

ماجد فيادي



68
مهرجان الزهاوي للحفاظ على نهري دجلة والفرات من الموت يعقد مؤتمره الاعلامي

ماجد فيادي
في قاعة صغيرة اجتمع عدد من الاعلاميين اللالمان ومراسل قناة الحرة وجريدة طريق الشعب مع جمهور يتردد على نشاطات الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون الالمانية، للتعرف على برنامج واهداف مهرجان الزهاوي المزمع عقده للفترة من 4/11/2011 الى 30/10/2012 تحت شعار حماية البيئة والارث الثقافي في وادي الرافدين، بهدف منع نهري دجلة والفرات من الموت، شريانا الحياة في العراق.
استعرض عضو الهيئة الادارية للديوان الشرقي الغربي ماجد الخطيب، المنظمة العراقية المشرفة على تنفيذ المهرجان، تاريخ تأسيسه والنشاطات الكثيرة التي قام بها، مؤكدأ اعتماده على تبرعات اصدقائه واشتراكات اعضائه، دون الحصول على أي دعم من الجهات الرسمية العراقية، بالرغم من تركيزه على قضايا وهموم الشعب العراقي، وابراز دور المثقفين والمبدعين ممن يقيموا في المانيا أو اوربا، بالاضافة الى نشاطات الجمعيات والتجمعات المنظوية تحته، من العراقية والعربية. بعدها فسح المجال للدكتور بدر الجبوري للحديث عن المهرجان واهدافه والجهات الداعمة له.
رحب الدكتور بدر بالحضور، معرفا بمؤسسة البيئة والتنمية الالمانية في مقاطعة شمال الراين، وحكومة مدينة كولون قسم البيئة الداعمتان للمهرجان، ثم استطرد في اهمية الحفاض على نهري دجلة والفرات، لمل لهما من اهمية على بيئة وحياة شعب وادي الرافدين، وسط سياسة دول الجوار (تركيا وايران وسوريا) في حصرمياه الشرب الواصلة للعراق الى ستة بالمئة مما يحتاجه، بالاضافة الى رمي مخلفات الصناعة ومخلفات المدن في مجرى النهرين التي ادت الى موت المزروعات ونفوق الحيوانات وهجرت الاف العوائل من مناطق تواجدهم عبر التاريخ الى المدينة، بحثا عن وسائل العيش الكريم، نتيجة ارتفاع الملوحة وصعود مياه البحر في شط العرب بسبب انخفاض منسوب النهرين، لكثرة السدود التي انشأت في تركيا وايران، سعيا للضغط على الشعب العراقي والتحكم بمقدراته.
أشاد الدكتور بدر الجبوري بالدور المهم، الذي يقوم به البروفيسور الامريكي كيرك يونكر الذي كان حاضراً، المختص بالقانون الدولي لحماية البيئة والمياه الدولية، المحاضر في الجامعات الامريكية والالمانية والايرلندية، المستشار لدى الحكومة الامريكية في شؤون البيئة والمياه. بالاضافة الى دور البروفيسور الجيكي فلادمير كريبل المختص بالمياه وبرامج تقنيات التحلية والتعقيم في البلدان النامية، خبير الامم المتحدة، رئيس قسم المشاريع الانمائية لمنظمة اليونيدو، استاذ العلوم الزراعية جامعة براغ، احد اهم المختصين في العالم بمجال عمله.ودور البروفيسور الالماني لارس ريبة المختص بتقنيات ومشاريع توزيع المياه والري في بلدان الشرق الاوسط المحاضر في الجامعات الالمانية. وقد كشف عن المشاركة الرسمية الوحيدة للعراق المتمثلة بالدكتور حسن الجنابي سفير العراق لدى منظمة الفاو الدولية، والذي وافق على المشاركة بحكم عمله واختصاصه المهني وعدد المقالات التي كتبها في هذا المجال. في النهاية اشار الى عدد كبير من المختصين العراقيين الذين سيشاركون في اعمال المهرجان على مدار عام، كل في مجاله.
طرح الاعلاميين الالمان عدد من الاسئلة تتعلق بمساعي الحكومة العراقية لحل الازمة، وامكانية قيام عراقيون ناشطون في منظمات المجتمع المدني بفعاليات مماثلة داخل العراق، وعن تهرب حكومات الدول المتشاطئة من المعاهدات الدولية وامكانية الزامها بها، أما الاسئلة العراقية من الصحفيين والجمهور فقد تركزت على نوع الحلول التي يمكن اللجوء لها واذا كان هناك تجاوب من قبل الاحزاب الالمانية لهذه المشكلة، فقد وضح الدكتور بدر أن الحكومة العراقية منشغلة بمشاكلها الداخلية وغير متفرغة لهذا النوع من المشاكل، خاصة واحزابها تنقسم بين من يميل لايران أو وتركيا وآخر لسوريا، مما يسهل على هذه الدول التملص من الالتزام بالاتفاقات الدولية، فيما لو علمنا أن الحكومة العراقية لا تلجأ الى الاستفادة من القوة الاقتصادية وحجم التبادل التجاري بين هذه البلدان والعراق. موضحاَ أن احد اهم اهداف المهرجان، هو الوصول بالقضية الى المحكمة الدولية في لاهاي، والضغط على تركيا عبر الاتحاد الاوربي، لحل مشاكلها المائية مع العراق قبل دخولها الى الاتحاد، والتوجه الى الولايات المتحدة الامريكية، للاستفادة من علاقاتها المهمة مع تركيا والضغط عليها، كل هذا يصب في الحصول على قرار يجعل نهري دجلة والفرات نهرين دوليين يشملان بالقوانين والمعاهدات الدولية. اما الاحزاب الالمانية فلم نتمكن لليوم من التوصل الى دعمها لاسباب كثيرة ومتشعبة.
بعد المؤتمر الصحفي دعي الحضور لتناول المأكولات والشاي العراقي، اللذان اعجبا الضيوف الالمان كثيرا ، معبرين عن اعجابهم بنشاطات الديوان الشرقي الغربي، ورغبتهم بالمشاركة في فعالياته القادمة، وان ما وجدوه من علاقات حميمية وجمهور منفتح على المجتمع الالماني والصورة المغايرة التي يقدمها عن صورة القتل التي تجري في العراق، جعلهم يفكرون بنشاطات مشتركة في المستقبل.

8/10/2011


69
لا لوسائل الترهيب في لجم جماح المتظاهرين

كلما زاد فشل الحكومة في تقديم الخدمات، ورفع المعانات عن الشعب العراقي، زاد استخدامها لوسائل الترهيب في كبح جماح المحتجين، خاصة النشطين منهم، وكلما فشلت في تقديم الارهابيين الى العدالة وحفظ الامن، لجأت الى اعتقال الابرياء من الوطنيين ممن رفع صوته مطالبا بحقوق العراقيين وتحسين اوضاعهم. 
هذا ما جرى مع الزميل سجاد سالم حسين وللمرة الثانية، فقد اعتقلته قوات امن محافظة واسط بطريقة غير قانونية، تذكرنا بما كان يفعله النظام الدكتاتوري الساقط، وتنبهنا الى وجود البعثيين في مرافق الحكومة، يأتمرون بامرة الحاكم الجديد، وينفذون رغباته كما كانو يفعلون مع سيده الدكتاتور.
إننا في جمعية الطلبة العراقيين في المانيا الاتحادية، ندين هذا الاجراء الترهيبي خارج سياق القانوني، وحقوق الانسان، مطالبين بالافراج السريع عن الزميل سجاد سالم حسين سكرتير اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي فرع واسط، واحد مقدمي طلب التظاهر في التاسع من ايلول، محذرين من التأخير والمماطلة في الافراج عنه، وتعريضه الى التعذيب أو انتهاك حقوقه الدستورية، في أننا سنجعل من قضيته قضية رأي عام، ونطرحها على كل اصدقاء جمعيتنا من اشخاص ومنظمات المانية وجنسيات اخرى.
من الواضح لنا أن التوقيت الذي جرى به اعتقال زميلنا، مع طلبه رخصة التظاهر، وطريقة الاعتقال بدون مذكرة من القاضي، تشير كلها الى أن الاجراء جاء تنفيذاً لقرار سياسي، يتطابق مع الاجراء السابق الذي تعرض له الشباب الاربعة في ساحة التحرير.

الحرية لزميلنا وكل حملة الفكر الوطني

جمعية الطلبة العراقيين في المانيا الاتحادية
8/9/2011 

70
دعماً لحركة الاحتجاجات السلمية وتضامناً معها

تنادت مجاميع شبابية مختلفة، ومنظمات مجتمع مدني في وطننا، إلى الدعوة لتظاهرات احتجاج في بغداد وسائر مدن البلاد الأخرى في التاسع من الشهر القادم، والتحشيد لها.
ونحن أعضاء لجان تنسيق التيار الديمقراطي في أوربا وكندا والولايات المتحدة نعلن، وجميع الديمقراطيين في بلدان الاغتراب معنا، وقوفنا مع المحتجين ودعمنا لمطاليبهم العادلة والمشروعة في إصلاح النظام السياسي وإنقاذه من براثن محاصصات الساسة الطائفية والعرقية، وإقامته على أسس العدالة والحرية والديمقراطية الحقيقية والمدنية.
كما أنه ليس بخاف علينا جميعا بأن بلادنا ، ومنـذ التغيرات التي حدثت بعد سقوط نظام الاستبداد ، ما تزال تعيش أحوالا صعبة ومُعَـقدَة ، سواء ما يتعلق منها بمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة الفساد، وإيجاد حلول ناجعة لنقص الخدمات الأساسية وحتى غيابها في أحيان كثيرة ، أو فيما يرتبط بإعادة تأهيل الاقتصاد في ميادين الصناعة والزراعة والنفط والنظام المصرفي والبنى التحتية المُخَربَة ، والعمل على امتصاص البطالة ، ناهيك عن غياب أي جهـد حقيقي لإقامة نظام تعليم متطور ومعاصر يأخـذ حاجات البلاد والتحديات التي تواجهها ، الآن وفي المستقبل ، في الاعتبار.

ومما يفاقم صعوبةَ هذه الأحوال وتعقيداتها أن الكتل والمجاميع السياسية المتنفذة التي أفرزتها الدورات الانتخابية منذ 2003 وإلى الآن، وتسلّمت مهمة إعادة بناء الدولة، وإدارة شؤون الحكم، لم تعجز عن حل
معضلات البلاد وتلبية حاجات أهلها فحسبُ، وإنما أصبحت هي نفسها جزءاً من المشكلات وسبباً في الكثير منها. الصراعات بينها لا تكاد تنتهي. لا تخرج بالوطن من مشكلة حتى تُسْـقِطه في أخرى غيرها. وياليت صراعاتها هذه تكون صراعات برامجَ ورؤى واجتهادات من أجل خير العراق وشعبه، ولكنها لا تؤشر إلا لصراع مرير يخوضه كل فريق للإستئثار بمواقع النفوذ الأكثر تأثيراً في الحكومة والدولة والبرلمان والمجتمع لضمان مصالحه ، وتشكيل صورة الدولة والمجتمع ، بالتالي ، بما يتواءم مع أيديولوجيته ومنظومته الفكرية ، دونما اكتراث لمصالح الناس وحاجات البلد الحقيقية.

وحين ينشعل الساسةُ وكتلُهم بالنزاع الدائم على الحصص والمواقع يتعطّلُ، في ظل "ديمقراطية التحاصص" كلُّ شيئ، وفي أفضل الأحوال يتأخر شهورا أو أعواماً، في وقت نراهم يُعاجلون لما فيه تأمين لمنافعهم!

وهكذا نراهم ينشغلون، مثلاً، بتشريع قانون عفو شامل عن المزورين، وإعادتهم إلى الخدمة، بحجج وذرائع واهية ومضحكة، في وقت يضرب فيه الفساد والتزوير الدولة والحكومة طولاً وعَرضاً، لا لشيئ إلا لأن الكثير من هؤلاء المزورين من أنصار هذه الكتل ومؤازريها.
وليس مواجهة الفساد ومحاسبة المفسدين بأحسن حالاً من هذا، حيث يجري تسييس هذه القضايا، والتغطية على الأصحاب والموالين، والجأر عالياً ضد الخصوم والمخالفين.

وعلى الرغم من صرف مليارات الدولارات لأجل تحسين الخدمات وتجاوز أحوال التردي المتواصل فيها، فالناس لا تكاد تلمس، وخلال السنوات الماضية كلها، أيَّ تحسّن يُذكَر.

وعلى أن البلاد تتعرض لاعتداءات متوالية على أرضها وسكانها من جارتيها في الشمال والشرق، وفي الجنوب كذلك، وتجري محاولات خنقها بحرياً ونهرياً، حتى وصل الأمر إلى التهديد بقطع تدفق مياه الأنهار التي تنبع من أرض جارنا الشرقي، وهي جميعها ستؤدي، كما هو معروف، إلى كوارث اقتصادية وزراعية وبيئية، نقول رغم ذلك كلّه نرى الحكومة جبيسةَ المواقف الخجولة والمجامِلة في التعاطي مع هذه المشاكل..


إن لبلادنا علاقات اقتصادية وتجارية مع بلدان الجوار هذه تُسهِمُ في إنعاش اقتصادياتها، بدرجة غير قليلة.
وكما أعلن مستشار في الحكومة، مؤخرا، فإن حجم التجارة المشتركة بيننا وبين جارنا الشرقي بلغ ، في العام الماضي، ما يقارب 4 بلايين دولار، وهو ميزان تبادل يميل لصالح إيران حصراً.
ألا يُفترض وضع مثل هذه الحقيقة الثقيلة، مثلا، في كفة المفاوض العراقي وهو يثير مشكلة قطع المياه، وتسريب مياه البزل المالحة إلى مياهنا الشحيحة في كل الأحوال. فلماذا الخجل والحديث همساً مع الجيران!؟

إننا إذ نشير لمثل هذه المشاكل ومخاطرها لا ندعو، بالطبع، إلى توتير أجواء العلاقات بين وطننا وحيرانه، وتسعيرها، وإنما ننتظر ممن يتولى الحكم وإدارة شؤون البلاد، عندنا، أن يدرك هذه المشكلات وغيرها، ويقدّر ما سينجم عنها من آثار خطيرة على وطننا وعيش ناسه ومستقبل أجياله، وأن يصرف لها وقتاً وجهداً، على الأقل، بقدر الجهد والوقت اللذين يصرفهما على نزاعات الحصص والنفوذ!
هذه الظواهر، وسواها مما يُسمّيه المتظاهرون بأسمائه، وما رافقها ونتج عنها من مشكلات ومآزق لا تكاد تنتهي هي التي كانت وراء نفاد صبر المواطنين ونزولهم إلى الشوارع مطالبين بحقوقهم الأولية الضائعة، والمكفولة لهم دستورياً.

إننا نرى في ظاهرة الاحتجاجات هذه ممارسة ديمقراطية أساسية، كفلها الدستور، وفرصة للبـدء باصلاحات حقيقية، إذا ما صدقت النوايا، ووُضِعتِ البرامجُ الجِدية لهذه الإصلاحات، وأُشْرِك المواطنون ومنظمات المجتمع المدني وقوى المجتمع الحية، في عملية تحقيق مشاريع الإصلاح والبناء والرقابة عليها.

ليس توجيه الاتهامات الباطلة لحركة الاحتجاج وإشاعة الأكاذيب حولها، والتحصن بتصورات غير صائبة، من قبيل أن ما عندنا من أحوال غير ما عند سوانا، هو السبيل الصحيح للشروع بعملية إصلاح جذرية وحقيقية تحتاجها البلاد وتطورُها. إن النهج السليم للخروج بالبلاد مما فيه إنما هو المراجعة الجدية للنفس ، المُجرَّدة عن شهوة الحكم، والمتحررة من عمى الأيديولوجيا، ووضع الرؤى والبرامج والممارسات والأشخاص في ميزان النقد الذي لا يضع في الاعتبار شيئاً غير مصالح الوطن والناس، والتفاعل الصادق مع مطالب المحتجين، وما يشيرون إليه من مظاهر سلبية قاتلة في حياتنا، والعمل المثابر على وضع حلول جذرية لها.
أما التفاعل المصطنَع الهادف إلى امتصاص الغضب، ومن ثم إيجاد سبل ووسائل وأوقات مناسبة لخنق حركة الاحتجاج ووأدها فلن يؤدي لغير مفاقمة المشاكل، ولا يُفضي، في النهاية، لقيام عراق مستقر ، قوي ، متطور ، تكون لأهله دولتهم الوطنية المدنية فيه ، ونظامهم البرلماني الديمقراطي الحقيقي.

نجدد دعمنا لحركة الاحتجاج السلمية الواعية ووقوفنا معها، ولتصدح أصواتها عاليا في سماء الوطن.


لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا الاتحادية
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في كندا
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في كاليفورنيا
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في هولندا
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في الدنمارك


71
دعماً لحركة الاحتجاجات السلمية في العراق وتضامناً معها

تنادت مجاميع شبابية مختلفة ومنظمات مجتمع مدني في وطننا الحبيب، إلى الدعوة لتظاهرات احتجاجية في بغداد وسائر مدن البلاد الأخرى في التاسع من أيلول، والتحشيد لها.
ونحن أعضاء لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في المانيا وفرعها في برلين ومعنا جماهيرنا وأصدقاؤنا في الجالية العراقية وجميع الديمقراطيين في المانيا نعلن عن وقوفنا مع شعبنا ودعمنا لمطاليبه العادلة والمشروعة في إصلاح النظام السياسي في العراق على أسس العدالة والحرية والديمقراطية الحقيقية، وندعو في نفس الوقت لتجمع جماهيري امام السفارة العراقية في العاصمة برلين وذلك في الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الجمعة المصادف 09/09/2011.
اننا نريد من تظاهرتنا هذه مشاركة جماهير شعبنا وشبابه في الاعلان عن غضبه واحتجاجه على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمعيشية المزرية في الوطن وفي ظل غياب الديمقراطية والامن والاستقرار والحريات الشخصية والعامة وسيادة الفساد والمحاصصة بكل اشكالها.

اننا ننادي كافة العراقيين الحريصين على مصالح شعبهم ومستقبل بلادهم وكافة الديمقراطيين بمختلف أطيافهم وجميع المؤمنين بقضية الحرية والكرامة الى المشاركة في تظاهرتنا يوم الجمعة دعما ومواكبة للتحرك الجماهيري الذي سينطلق في نفس الوقت في الوطن، وتعبيرا عن دعمنا لحركة الاحتجاج السلمية الواعية ووقوفنا وتضامننا معها، ولتصدح أصواتها عاليا في سماء الوطن.

لجنة تنسيق للتيار الديمقراطي في المانيا الاتحادية وفرعها في برلين.

عنوان السفارة العراقية في برلين
Botschaft der Rep. Irak
Pacelliallee 19 – 2
14195 Berlin


72
نداء بمناسبة الذكرى الخمسين لاقامة نصب الحرية

يتوجه المشاركون في امسية رحلة مع نصب الحرية من اعضاء ورواد الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون الالمانية بتاريخ 16.7.2011 الى المعماري رفعت الجادرجي لتحمل مسؤليته التاريخية في الحفاظ على نصب الحرية من الاضرار المتراكمة نتيجة العوامل البيئية والاهمال الذي احيط به من قبل حكومة انقلاب 1963 والحكومات المتعاقبة بعد سقوط الدكتاتور،في الاشراف على مشروع اعادة نصب الجندي المجهول، في موقعه الاول ساحة الفردوس، كونه المصم له والعارف باسلوب تنفيذه.
إن دعوتنا هذه جاءت بعد الامسية التي اقمناها لاحياء الذكرى الخمسين لرحيل الفنان العراقي جواد سليم، يوم وضع اول جزء من نصب الحرية في موقعه وسط اللافتة المرمرية، عندما علمنا أنك تخليت عن المهمة المكلف بها للحفاظ على نصب الحرية واعادة نصب الجندي المجهول، بسبب الاجراءات البيروقراطية واللامسؤلة.
نحن بدورنا نحمل الحكومة العراقية وامانة بغداد، مسؤلية الابتعاد عن النصب العراقية التاريخية وحشرها في مشاكل المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية التي تقوم عليها العملية السياسية، حفاظاً على التاريخ والثقافة العراقية من الفساد الاداري والمالي، وتدخل الجهلاء فيما لا يعرفون قيمته الحقيقية، فنصب الحرية والجندي المجهول لم يعودا ملك العراقيين وحدهم، بل هما منجزان حضاريان عالميان لفنانين لهما مكانة عالمية مرموقة.
إننا ندعو وزارة الثقافة، بأن تكرم الفنان جواد سليم في اقامت تمثال له بمدينة بغداد، وأن تقام حملة واسعة لجرد وحفظ اعماله الفنية من التلف والسرقة، وأن يكرم المعماري رفعت الجادرجي في حياته على ما انجزه من صروح معمارية شاخصة لليوم.
إن دعوتنا هذه بداية لكل الرموز الثقافية العراقية، في اخذ المبادرة وقطع الطريق أمام العداء الواضح لكل اشكال الثقافة في العراق، من اجل أن يأخذ المثقفون العراقيون دورهم الحقيقي في اعادة البناء، بعدما عاثت الدكتاتورية فيه فساداً، وجاء من بعدها من لا يقف على مصالح الشعب العراقي الا بقدر مصالحه الحزبية أو المناطقية.

الموقعون
الزميلات والزملاء، الصديقات والاصدقاء، من اعضاء ورواد الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون الالمانية



73
الاحتفال بذكرى 14 تموز وخمسين عاماً على رحيل جواد سليم

ماجد فيادي
احتفل اعضاء واصدقاء الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون الالمانية يوم السبت 16 تموز، بذكرى ثورة 14 تموز المجيدة ومرور خمسين عاماً على رحيل الفنان العراقي جواد سليم، في امسية تناولت فيها الزميلة آيار والزميل د. بدر الجبوري ظروف واسلوب تنفيذ نصب الحرية في ساحة التحرير لجواد سليم ومعاني قطعه الفنية، كذلك نصب الجندي المجهول في ساحة الفردوس الذي صممه الفنان العراقي رفعت الجادرجي.
اوضحت الزميلة آيار انها اتصلت بالفنان رفعت الجادرجي واستفسرت منه عن ظروف تصميم النصبين، حينها أكدا لها أن عبد الكريم قاسم كلفه بالتخطيط لثلاثة نصب تقام في مدينة بغداد تخليداً لثورة 14 تموز، فبادر بالتخطيط الاول لنصب الجندي المجهول بشكل الطوق، ومن ثم وضع المخطط الاول لنصب الحرية على شكل لافتة، ثم اكمل حديثة عن لقائه بعبد الكريم قاسم صبيحة اليوم الثاني وعرضه للمخططين وحصول الموافقة عليهما.
اكد الجادرجي أنه اتصل بصديقه جواد سليم وعرض عليه ملئ اللافتة بعمل يجسد ثورة 14 تموز، فقال له أن هذا العمل لم يكرر منذ عهد الاشوريين، ثم بدأ بوضع التصاميم له. وفي سؤال الزميلة آيار فيما لو طلب منه عبد الكريم قاسم وضع صورته على الجدارية، قال أنه لم يطلبها مباشرة ولم ينطق بها، غير أنني فهمت ذلك من حديثه معي عندما قال، الجدارية لا توضح الثورة بشكل حقيقي، ثم شرح لي كيف قام بالسيطرة على بغداد، وفي نهاية كلامه قال لي، هل فهمت؟ عندها قلت لا. لكن محاولات من اخرين كانت تنطلق بوضوح لوضع صورة عبد الكريم على الجدارية، لم تلقى صداً مني، فقد استشرت والدي كامل الجادرجي فيما لو وضعت صورة عبد الكريم على الجدارية ماذا سيحدث، فقال مع اول انقلاب سوف يتم تفجير الجدارية انتقاماً من عبد الكريم. أما ما وصل الى مسامع جواد سليم من رغبة عبد الكريم في وضع صورته على الجدارية فقد كان بسلوك فردي من قبل السفارة العراقية في روما، وقد جن جنونه لهذا الطلب، عندها سألني فيما لو كان الطلب حقيقي، قلت له انني التقيت عبد الكريم ولم يطلب ذلك. ثم تنقلت الزميلة آيار في حديثها عن مكان وطريقة اختيار الساحتين واسلوب التنفيذ، الذي استعين لاجله بخبير ايطالي لاجله، وما يعانيه النصب اليوم من مشاكل ومخاطر وسط اهمال من قبل حكومة الدكتاتور الساقط الى يومنا هذا.
تناولت الزميلة آيار حياة وعائلة الفنان جواد سليم، والجو الفني الذي ولد فيه، من اخوة واخوات فنانين. في سؤالها لرفعت الجادرجي عن رأيه بالفنان جواد سليم، قال أنه لم يتعرف على فنان في الوطن العربي أو خارجه يحمل كل هذه الثقافة الفنية بالرسم والموسيقى والتاريخ، كما أنه انسان مرهف الاحساس، يتعامل مع الاشياء بجمال، يذكر الجادرجي أن جواد سليم كان يأخذه في معارض فنية فيوقفه عند كل لوحة ليشرح له عنها ما لاقل عن الربع ساعة، مما يدل على حقيقة الثقافة التي يحملها هذا الانسان.
تقول الزميلة آيار ومن خلال بحثها، أن جواد سليم في حديث له، كان يحب أن يعيش الحياة بحلوها ومرها، وهو على قناعة أنه سينجز عملاً مهماً وخالداً يموت من بعده، وهذا ما حصل ففي يوم وضع القطعة الاولى من نصب الحرية رحل جواد سليم عن الحياة ليبقى في ضمير الشعب العراقي الىى الابد.
بعدها تناول الزميل الدكتور بدر الجبوري، نصب الحرية في شرح استقاه من كتاب الاديب جبرا ابراهيم جبرا، صديق جواد سليم، وقد بدأ كلامه بكلمة الحرية واصولها السومرية، وكيف تكتب، ثم تناول النصب المتكون من 14 عشر قطعة فنية تمثل ثورة 14 تموز، وهو يقرأ من اليمين الى اليسار كما هي اللغة العربية، اما القطع فهي (( الحصان، رواد الثورة، الطفل، الباكية، الشهيد، أم وطفلها، المفكر السجين، الجندي، الحرية، السلام، دجلة والفرات، الزراعة، الثور، الصناعة))، هذا الشرح فتح باب الحوار بين الحضور ومفهوم كل منهم للقطع الاربعة عشر. نظراً لارتباط نصب الحرية مع ذكريات العراقيين، راح الجميع يناول ذكراته ورغبته في الحفاظ على النصب، كشاهد على حضارة ومعاناة ومنجزات الشعب العراقي، فالنصب يحوي معاني كثيرة تشير الى تاريخ العراق منذ السومرين الى يومنا هذا.
من الحقائق التاريخية التي تناولتها الامسية، أن البعثيين بعد انقلاب شباط الاسود 1963 قد دققوا في حسابات الصرف على تنفيذ نصب الحرية فلم يجدوا ما يدين الفنان رفعت الجادرجي أو عبد الكريم قاسم لكي يشهروا بهما. وضع نصب الجندي المجهول في ساحة الفردوس جاء على رغبة من عبد الكريم قاسم، فقد كانت البوابة التي مر بها الثوار لاحكام السيطرة على بغداد، وهي نفس الساحة التي اعلنت فيها قوات الاحتلال سقوط تمثال الدكتاتور. نصب الحرية جاء معبراً عن تاريخ وحضارة وبطولة الشعب العراقي، ولم يكن منجزاً لفرد سياسي. ساحة التحرير التي انطلقت منها اول مسيرة جماهيرية بعيد العمال العالمي في 1959 بتجاه الباب المعظم، تشهد اليوم تظاهرات شباب ساحة التحرير. شعار ثورة 14 تموز هو الشعار الوحيد في عمر الجمهورية الذي جمع كل العراقيين دون تمييز.



--

74
ندوة في موضوع: الديمقراطية: نظام وفلسفة حياة، ام آليات انتخاب فقط؟




عرض: ماجد فيادي

أقامت لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا الاتحادية، بالتعاون مع الديوان الشرقي ـ الغربي، امسية ثقافية في مدينة كولون يوم السبت 25 حزيران، استضافت فيها الدكتور حميد الخاقاني، الشاعر والكاتب ومدرس اللغة العربية والادب العربي الحديث في جامعة مارتن لوتر بمدينة هالة الألمانية، وأدارها كاتب هذا العرض. جاءت الامسية تجسيدا لنهج يتبعه التيار لتفعيل العمل مع منظمات المجتمع المدني. الأمسية حملت عنوان (الديمقراطية نظام وفلسفة حياة، ام آليات انتخاب فقط؟).

بدأ المحاضر في التأكيد على أهمية الحوار والجدل العقلاني بين الشركاء الاجتماعيين والسياسيين كشرط لإمكانية الاستفادة من النجاحات والاخفاقات في كل عمل نقوم به، فما دام هناك نقد وتحليل لما قام، ويقوم، به الانسان من أفعال، يصبح الوصول الى الافضل ممكنا، أما الانكفاء على الاخطاء وتجنب البحث في اسبابها، فلن يفتح باباً للنجاح أبدا، ولن تقوم معه ديمقراطية حقيقية. من هنا اخذ مدخله الى تعريف وتحليل الديمقراطية في الغرب وما يقابلها من ديمقراطية في الدول العربية والاسلامية.

الديمقراطية الغربية
أوضح المحاضر بأن الديمقراطية التي تعرفها الأنسانية اليوم هي مُنجز للفكر الساسي الغربي. وبعد أن عرض سرداً تاريخياً لنشوء الديمقراطية كمفهوم يوناني قديم لم يبدأ تشكيل ملامحه الأساسية إلا في عصر التنوير في القرنين الـ 17/18، انتقل الى أن الديمقراطية ممارسة، تستوجب أن تتفاعل فيها جميع الاطراف وجميع الأفكار، لكي تثمر عن شيء يرسخ الفكر الديمقراطي ويطرح الاسئلة الجديدة التي من شأنها أن تفتح الباب لتحليل الماضي والحاضر ونقدهما، وإيجاد أجوبة ناجعة على التحديات التي يطرحانها، وانتاج الجديد الذي يتلاءم والتطور الحاصل في المجتمع الانساني. وأشار إلى العلاقة الجدلية بين مفهومي الحرية والديمقراطية، وهنا استشهد بمقولة للمناضلة روزا لوكسمبورك تقول فيها أن ( حريتي هي حرية ذوي الفكر الاخر المختلف معي)، وعكس من خلالها كيف ينظر الغرب الى الديمقراطية كمفهوم وممارسة.
يقول الدكتور حميد الخاقاني أن مقومات الديمقراطية كمفهوم غربي، يستند الى الفصل بين السلطات الثلاث، وضمان الحقوق والحريات الأساسية للجماعات والأفراد إزاء الدولة وإزاء بعضهم البعض، وحرية الرأي والأحزاب والإعلام واحترام الحريات الدينية وحقوق الانسان، والفصل بين الدين والدولة، والحفاظ على البيئة، مؤكداً على استقلالية المحكوم عن الحاكم ثقافياً، وحق المواطن في حرية تلقي الأفكار والمعلومات والوصول إليها دون عوائق، وذلك لمعرفة وإدراك الظواهر وتحليلها وتشكيل خياراته بحرية في شأنها. ثم تناول هذه المستندات بالتفصيل، وكيف يتم التعامل معها في اوربا تحديدا، معتمداً على حقائق تاريخية، أدت الى ترسيخها وتجديدها باستمرار، مشيراً الى أن الديمقراطية ممارسة تحتاج الى المتابعة في التطبيق واعادة انتاج المفهوم مع كل مرحلة جديدة، لانه مفهوم ثقافي ـ سياسي ـ اجتماعي بالدرجة الأولى، يختلف عن الحقائق والوقائع الفيزياوية مثلما نراها في الحياة المادية، كالجبال والأنهار. هذه الأشياء ملموسة، واضحة المعالم، في حين تتشكل المفاهيم الثقافية في رؤوس الفلاسفة والمفكرين ومخيلاتهم قبل أن تنتقل إلى الحياة، ولا تصبح ذات معنى إلا في ملاحظتنا لها، ومعايشتنا إياها في الحياة اليومية للمجتمع. ثم أكد على أن وصول اي مجتمع اوربي الى الديمقراطية لا يمكن عزله عن الصراعات الطبقية والاجتماعية التي شهدتها هذه المجتمعات وما تزال. كما لا يمكن النظر إليه بعيدا عن فعاليات منظمات المجتمع المدني، التي تشير إلى نوع من ديمقراطية قاعدية، وعن حركة الدفاع عن حقوق المرأة، و الحفاظ على البيئة، والدعوة للسلام ومناهضة الحرب، مشدداً على أن التراجع في اضطهاد المرأة والتمييز ضدها ساهم بشكل مباشر في تعميق الديمقراطية الغربية، بالاضافة الى الصراع المثمر بين الاجيال وتفاعلها داخل المجتمع. هذه كلها أسهمت في التعجيل بوصول اوربا وديمقراطيتها الى ما هي عليه اليوم، رغم نواقصها، وما يُمكن أن يطالَها من نقد.

وفي حديثه عن مفهوم العدالة وعلاقته بالديمقراطية وحريات الانسان، مثل حرية اعتناق الفكر والديانة وحقوق الفرد ضمن المجموع، فقد اكد ان هذا المفهوم، شأن مفاهيم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، له طابع كوني يشترط المساواة التامة بين الناس بمختلف أجناسهم وأديانهم وخياراتهم الفكرية والسياسية، ومنع استغلال الطبقات الاجتماعية لبعضها البعض، أو استغلال مجموعة قوية لأفراد أو لمجاميع ضعيفة، كما أنه يفقد معناه حين نقيسه بمقاييس الأيديولوجيات والأديان والطوائف والقوميات، وجميعها مقاييس ضيقة في النهاية.
في ختام حديثه عن الديمقراطية الغربية وصيغها المتباينة من بلد لآخر، اوضح أن العقل الاوربي بعد كل تجاربه، السلبي والإيجابي منها، في هذا المجال، اصبح منفتحا كإنفتاح مفهوم الديمقراطية، يحلل ويعيد تقييم الماضي، وانتاج ثقافته الجديدة المستندة على نقد الذات واستنباط الحلول، التي تدفعه نحو الامام، حتى لو وجدنا نواقص، أو أخطاء فادحة هنا وهناك، فالديمقراطية الحقيقية تعلّمنا معرفة الأخطاء والتعلّم منها.

الديمقراطية العربية والاسلامية
تناول الدكتور حميد الخاقاني مفهوم "الديمقراطية" في الفكر العربي والاسلامي المستند على الشورى والبيعة، وهو ما أنتج لنا ،في النهاية، نظام الخلافة، والذي استمر، بأشكال مختلفة، منذ الخلافة الراشدة حتى سقوط الخلافة العثمانية. واستشهد المحاضر للتدليل على الحاكم الصالح وغير الصالح بنصوص من الحديث النبوي وكتب الفقه الشيعية والسنية، وكذلك فيما يتعلق بمفهوم البيعة ومعانيه ودلالاته غير الديمقراطية من الناحية الفعلية، واظهر مدى التقارب بين المذهبين ( السني والشيعي) من حيث المعنى والتطبيق، فالاثنان يشتركان في أن يُسلِمَ المرء خالصةَ نفسه وطاعته ودخليةَ أمره كاملة لمن يبايعه من خليفة أو ولي أمر، أو من يتبعه ويقوم بتقليده من فقيه مجتهد. وقدم نماذج تاريخية، قديمة ومعاصرة، تشير إلى ابتعاد الممارسة السياسية ـ الدينية الاسلامية، وغير الاسلامية أيضا، عن مفهوم الديمقراطية، كما نعرفها في الديمقراطييات الحقيقية، في الغرب وغير الغرب، خاصة فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها، كذلك في أمور أخرى كثيرة، حيث تتسع دائرة المحرمات لتطال كل شيئ تقريبا. ومردُّ ذلك هو أن النظام السياسي القائم على الدين ينطلق من منظومة فكرية شمولية تحدّد للإنسان كل شيئ، وتقدم له أجوبة مطلقة ونهائية، ليس له إلا الأخذ بها وطاعة من أتاه بها. مثل هذه المنظومة لن تُقيم نظاماً ديمقراطيا حقيقياً بأية حال. قد تأخذ من ديمقراطية الغرب آلياتها لتؤسس، من خلالها، استبدادها. عندها تصبح طاعة الله المطلقة طاعة مطلقة لم يتحدث باسمه. هكذا كانت الأحوال في الماضي، وهكذا هي في الحاضر أيضاً.

أشار المحاضر في حديثه عن الاسلام والديمقراطية إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية، تناقض التطبيق السياسي ـ الديني، وتجعل من ممارسات الحاكم باسم الدين، ما عدا استثناءات نادرة، خروجا على الدين وما جاء به. وأوضح أن التاريخ العربي ـ الاسلامي يحفل بمثل هذه الممارسات التي أصبحت طابعا له، وهي سمة بارزة فيمن يحكم باسم الدين، في بلاد العرب أو الأعاجم. وقد عزا أسباب ذلك إلى غواية السلطة، وركوب الدين مطية لها، واعتماد الحكام على شكل تربية ثقافة الاتباع والتقليد التي ينشأ عليها الانسان المسلم، من تقديس لأولي الأمر من حكام وفقهاء، الأول هو خليفة الله ، أو الرسول، على المسلمين في الارض، وطاعته واجبة بحكم بيعة المسلمين له، والثاني هو الأمين، الحافظ للدين وعقائده، فهو واجب الطاعة فيما يقول ويفعل.
وبناء على هذا فقد خرج المحاضر بسؤال يقول: كيف يمكن لانسان تربى على مثل هذه المفاهيم، وصيغ عقله وسلوكه في إطار مثل هذه المنظومة الفكرية أن يكون قادرا على بناء نموذج ديمقراطي عصري وحقيقي، دون أن يعيد النظر في مقولات هذه المنظومة ومفاهيمها، ويخضعها للتساؤل والنقد الجذريين؟؟؟
وعلى أساس سؤاله هذا أخذ ما حصل في ساحة التحرير نموذجا، معتبراً أن اعتقال الشباب وصيدَهم، وتلفيق تُهَم واهية ومضحكة لهم، واستخدام العنف تجاه المتظاهرين، وادخال البلطجية لتفريقهم، يتناقض، تماماً، ومفهوم الديمقراطية، أللهم إلا إذا اعتبرنا أن لـ"ديمقراطية" السلطة برابرتها، ويريد لها أصحابها أن تكون متميزة بهذا على غيرها.



وأشار إلى الانتقادات التي غالباً ما تصدر عن كتاب أو علماء اسلاميين، ينتقدون فيها الديمقراطية، واصفين إياها بالمستورد الغربي، الذي لا يجوز لنا أن نأخذه، وقد تحدث بعضهم عن فشلها عندنا في العراق، غافلا عن أن من يقوم بتطبيقها، على نحو مشوّه، ساسة تخرَّجوا على ثقافة وتراث دينيين، لهما صورة أخرى عن الحكم، لا يجمعها بالديمقراطية جامع أبداً. ثم أن نظرية الحكم الاسلامي لم تقدم لنا في التطبيق، وعبر تاريخ طويل، نموذجا يستحق أن يكون بديلا للديمقراطية "المستوردة!". لننظر إلى نموذجين معاصرين في الحكم ، ومن مذهبين إسلاميين مختلفين هما : الحكم السعودي وحكم الولي الفقيه. هل يمكن لعاقل، مؤمن ومتدين أيضا، أن يرى فيهما خيراً للبلاد وللناس ، وحتى للدين الحق؟ وأوضح المحاضر أن من السخرية بمكان أن من يتحدث عن "استيراد" النماذج والأفكار يتصور أن الثقافات وحتى الأديان قامت خالصة دون أن تتلاقح وتتبادل التأثير فيما بينها. علم فقه الأديان والثقافات المقارن، ودراسة النصوص، يمكن أن يقدم لنا أجوبة علمية في هذه الميدان. ثم أن من يتحدث بهذا المنطق ينسى، أو يتناسى، بأنه، ونحن معه، ولتخلفنا، انما نكاد نستورد كل شيئ من الخارج، ومن الغرب خاصة، ونستخدم كل منتجات الثقافة الغربية من تكنلوجيا الى مصطلحات عرَّبناها فقط. حتى ملابسنا الداخلية تأتينا من هناك. فما أوهى حجج البعض حين يكون العقل مفلساً.

في مداخلات واسئلة الجمهور جرى اغناء الامسية، عندما ركز المتكلمين على ربط مفهوم الديمقراطية والممارسات التي تجري على ارض الواقع في العراق، عاكسين دور المواطنة والمواطن في تضيق الخناق على نفسيهما عندما ينتخبان لتمثليهما في نظام، يراد له أن يكون ديمقراطياً، أناساً غير ديمقراطيين، تحت ضغط سلطة رجل الدين والعشيرة والطائفة، وغسيل العقل عقائديا عبر إعلام واسع ومتنوع. فالمواطنون العراقيون، كما ذكرت مداخلات عديدة، انما يخدعون انفسهم معتقدين أن الديمقراطية هي ألية الانتخابات وما ينتج عنها، مما أدى الى نشوء طبقة من ساسة ورجال دين، نمت بسرعة وكونت شبكة مع المحتل ودول الجوار، انقضت على ثروات البلد تاركة الشعب يدور في فلك حاجاته اليومية. ورافق ذلك تقسيم مؤسسات الدولة الامنية الى اقطاعيات ومليشيات حزبية تأتمر بأمر الاحزاب الحاكمة، سواء كانت قومية أو دينية طائفية. وقد أشارت بعض الآراء إلى أن الخلل في التطبيق وليس في مفاهيم الديمقراطية والحريات، فلا يمكن للديمقراطية إلا أن تفشل تجربتها اذا قام على تنفيذها من لا يؤمن بها أو يدعيها. كما أن الثمن الذي دفعته اوربا، عبر حروب راح ضحيتها عشرات الملايين، كي تصل إلى ما وصلت إليه، ليس من المحتوم على العراق أن يدفعه كي تتحق فيه الديمقراطية والرقي واللحاق بركب العصر، فلو التزم أدعياء الدين من الساسة بما يعدون ويقولون، ولو تصرفوا بما يقوله جوهر الدين حقاً، لتغيير الحال كثيراً. المشكلة ليست في إساءة استخدام الدين في السياسة فقط، وانما الإساءة للإثنين معا، من خلال الفساد المالي والاداري والمحسوبيات، وكثير غيرها، مما لا يمكن ان يثمر عن ديمقراطية. ولنا في حركات الاحتجاج التي شملت حتى اقليم كردستان تعبير عن حقيقة أن قطاعات كبيرة من مواطني الاقليم يرون ان من حقهم ان يتمتعوا بحياة تسودها الديمقراطية الحقيقية بعيداً عن الفساد الاداري والمالي وعلاقات الحسب والنسب بتسنم المسؤليات في دوائر الدولة والحكومة.



75
ساحة التحرير تجبر الحكومة على ارتداء رداء الحمل

ماجد فيادي

كثيراً ما خرجت التظاهرات في ساحة الفردوس ببغداد قبل أن يقدم البو عزيزي على احراق نفسه في تونس، لكن الحكومات المتعاقبة بعد سقوط الصنم استهترت بهذه التظاهرات، لأن منظمات المجتمع المدني والاحزاب الديمقراطية الضعيفة في العراق هي من قامت بها، في حين المد الجماهيري باتجاه المسيرات المليونية نحو زيارة الائمة أو استعراضات اتباع التيار الصدري  العسكرية وشبه العسكرية، لا تعمل على تغيير الواقع السياسي والاداء الحكومي، فقد اهملت الحكومات المتعاقبة مطالب تظاهرات ساحة الفردوس تماماً، لكن الحكمة الصينية التي طالما سمعناها ( لاتحتقر الافعى لانها بلا قرون فقد ياتي اليوم الذي تصبح فيه تنين) قد تحققت، عندما ثار الشعب التونسي ومن بعده المصري والليبي والبحريني والسوري، لتتحول ساحات التحرير الى رمز يرعب ويقلق منام الحكومات في الوطن العربي، بما فيهم العراق.
تغيرت ردود افعال الحكومة العراقية تجاه تظاهرات ساحة الفردوس بعدما انتقلت الى ساحة التحرير، لتتناغم واهداف مثيلاتها من الساحات في الوطن العربي، خاصة وقد احرجت منظمات المجتمع المدني كل الكتل الفائزة في الانتخابات الاخيرة، عندما اوقفت مهزلة الجلسة المفتوحة، بقرار من المحكمة الفدرالية، فكان اول رد فعل اكبر من المتوقع، أن تقابل تظاهرة 25 شباط باجراءات امنية تفوق الخيال ومنع لحركة وسائط النقل في عموم بغداد ومنح شرف تنظيم الفعالية لشبح حزب البعث واتهامات بالجملة، ومحاولة غلق لمقر وجريدة الحزب الشيوعي العراقي كنوع من التهديد، ثم تكررت الاجراءات مع تظاهرة 4 اذار.
في 7 اذار وفي محاولة لانهاء الازمة التي نشأت جراء معاملة الجماهير المتظاهرة في ساحة التحرير، بالعنف وتشويه السمعة وانتهاك حقوق الصحفيين، أن صرح المالكي بشرعية طلبات المتظاهرين، وطالب بمهلة مئة يوم لتقييم اداء الحكومة ومحاسبة المقصرين. مع استمرار تظاهرات شباب شباط في ساحة التحرير ومآزرتها بتظاهرات في مدن عراقية اخرى وعواصم اوربية عديدة، يوازيه صعوبات حقيقية تواجه المالكي في ادارة الحكومة، منها تتعلق بالشركاء واخرى بالتركة الثقيلة للنظام الدكتاتوري واخرى للوزراء السابقين بعد السقوط، فقد تصاعدت القسوة في التعامل مع المتظاهرين حتى وصلت الى الاعتقال والحجز بدون مذكرات قضائية، وتلفيق تهم متناقضة، سخر منها المتظاهرين والمجتمع الدولي بالعديد من رساءل  الاستنكار والرفض التي وجهت الى الحكومة العراقية، لتنتهي الحكومة بالتراجع عن محاولة التلاعب بانتخابات اتحاد نقابات العمال، والافراج عن المحتجزين الاربعة من شباب ساحة التحرير، كمحاولة لتهدئة الرأي العام واقناع العالم بان الحكومة ديمقراطية لا تسمح باجراءات من هذا النوع.
قبل انتهاء فترة المائة يوم ادركت الحكومة ان شباب ساحة التحرير مصرين على طلباتهم وقد اضيف لها مطلب لم يكن في حساباتها، عندما رفعوا شعار الانتخابات المبكرة، كخطوة مسبوقة بتعديل قانون الانتخابات وتشريع قانون الاحزاب وتغيير الهيئة المستقلة للانتخابت واجراء التعداد السكاني العام، هنا وصلت الحكومة الى اقصى اساليب العنف عندما ادخلت البلطجية الى ساحة التحرير لتفرقة المتظاهرين في 4 حزيران، باثارة اعمال الشغب واستخدام الهراوات والسكاكين، لتعود التظاهرة الى مكان انطلاقها الاول ساحة الفردوس، مبتعدة عن البلطجية والحفاظ على ارواح متظاهريها.
قبل ايام تواردت الاخبار عن محاولات للجلوس على طاولة واحدة بين الحكومة بممثل عن رئيس الوزراء وعدد من المتظاهرين من شباب ساحة التحرير( علماً أن ممثلي ساحة التحرير لم يخولهم احد)، في محاولة استباقية لاظهار رداء الحمل الوديع على الحكومة التي طالما لجأت الى اجراءات غير ديمقراطية في تحجيم التظاهرات، حتى يفاجئنا رئيس الوزراء في 23 حزيران عن مطالبته بترشيق الحكومة وتغيير الوزراء والوكلاء والمدراء العامين من غير الكفوئين، وان يحدد مجلس النواب سقف زمني لتشريع القوانين المتأخرة.
يظهر الرداء الحقيقي للحكومة العراقية، في كل اعمال القسوة التي استخدمتها ضد المتظاهرين والمنظمين لها، على مدى الفترة من 25 شباط الى 10 حزيران، في حين حاولت الظهور برداء الحمل تحت ضغط منظمات المجتمع المدني والاحزاب الديمقراطية، عندما اعترفت بشرعية المطالب واعلان مهلة المائة يوم واطلاق سراح الشباب الاربعة وايقاف التلاعب بانتخابات اتحاد نقابات العمال والجلوس على طاولة الحوار مع عدد من شباب ساحة التحرير واخيرا خطاب رئيس الوزراء في 23 حزيران.

هل انتهت المهمة بأن اجبرت الحكومة على رداء الحمل، يبدو أن المهمة صعبة وطويلة، فالقوانين المتعلقة بالانتخابات لاتزال غير مشرعة، هيمنة الاحزاب الحاكمة على كلمرافق الوزارات، استمرار الصراع السياسي وغير السياسي بن الكتل الفائزة بالبرلمان، عدم جدية علاوي في تبني فكرة الانتخابات المبكرة، مطالبة المالكي بترشيق الحكومة تبدو كمحاولة سياسية لاحراج شركائه ومنع مساعي شباب ساحة التحرير في تحقيق الانتخابات المبكرة، تفعيل البرلمان لادائه في تشريع القوانين المهمة والمرتبطة في تسهيل وتسريع عمل الحكومة متوقف، محاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة لا دليل عليه، فصل المزورين للشهادات العلمية وتعين بدلا منهم مجرد هواء في شبك، الاستمرار في تقديم الخدمات السيئة، تطوير ورفع انتاج الثروات الوطنية محدود جداً، تأهيل واستثمار الموارد البشرية لايزال على رفوف السياسيين، وامور اخرى كثيرة تدفع شباب ساحة التحرير للعمل المتواصل وتطوير اساليبهم وجذب شباب جدد لهم وتوحيد الجهود نحو مطالب عامة تبتعد عن المطالب الفردية والضيقة، من اجل عراق فدرالي ديمقراطي موحد، تحترم فيه حقوق الانسان وتحترم المهارات الفردية بعيدا عن الحزبية والطائفية والقومية.     

76
الطاقة النظيفة هم اوربي بامتياز

يعود تاريخ اكتشاف النفط للولايات المتحدة الامريكية في العام 1945، وما أن ادرك العالم اهميته  في استخدامات الطاقة حتى قامت دول اوربية استعمارية، بالبحث في دول الشرق الاوسط، لتكتشف بريطانيا اهم منجم للنفط في منطقة الخليج العربي، وبتوالي اكتشاف ابار النفط وتطور التكنلوجيا، صار النفط ومن بعده الغاز، اهم مصادر الطاقة، وادى استخدامهما المفرط الى ارتفاع نسبة الكاربون في الغلاف الغازي للكرة الارضية، وتغيرات كبيرة في المناخ، دفعت العلماء الى البحث عن الطاقة النظيفة.
إهتمت مجموعة من المهندسين العراقيين المقيمين في اوربا بمتابعة مشاريع وافكار ترتبط بالطاقة النظيفة، أملا في اللحاق بركب التطور العلمي، و الاهتمام بآخر ما توصل له العالم في هذا المجال، لهذه الاسباب ولقدراتهم العلمية، اقام الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون امسية علمية عن الطاقة النظيفة بتاريخ 2011/6/4، استضاف فيها المهندس هيثم الطعان والمهندس عبد اللطيف الشيخلي، لتعريف الجمهور بمراحل تطور الطاقة النظيفة، وفكرة عراقية المانية لتوليد الطاقة الكهربائية بدون تلوث بيئي.
تحدث المهندس هيثم الطعان عن مشروع (ديزيرتك)الالماني بتمويل من كبريات الشركات الالمانية مثل البنك الالماني وشركة سيمنز وبدعم من الحكومة،لانتاج الطاقة الكهربائية من اشعة الشمس الساقطة على صحراء شمال افريقيا والشرق الاوسط، يوفير 15% من حاجة اوربا للكهرباء وكل افريقيا والشرق الاوسط من الكهرباء والمياه النقية ابتداء من عام 2050، كما انتقل الى حجم تكلفة المشروع الاساسية والبالغة 400 مليار يورو، معرجا على معوقات انشائه من جوانب علمية واقتصادية وسياسية، مؤكداً أن اوربا ماضية في مشروعها رغم كل الصعاب.
وخلال شرحه لتنقنية عمل المشروع تناول المعوقات الفنية التي يطرحها مناوئي المشروع، مثل بعد المسافة بين افريقيا واوربا، فقدان الطاقة المنقولة، وتأثير الظروف البيئية  كحركة الرمال والعواصف الرملية، اضافة الى مشكلة تعاقب الليل والنهار، وضرورة انتاج الطاقة ليلا دون الحاجة الى الشمس.

 
كما تناول تاثير المشروع على خلق حالة الاستقرار السياسي و الاقتصادي على المنطقة كلها من خلال التاثيرات المباشرة والغير مباشرة على الاوضاع السياسية في البلدان المعنية.


ثم طرح المهندس عبد اللطيف الشيخلي فكرة مشتركة مع مهندس الماني، سعيا لتوليد الطاقة الكهربائية من الماء، عبر مخطط يوضح امكانية تبخير الماء ضمن دورة مغلقة ومن ثم اعادة تكثيفه للاستفادة من الطاقة الكامنة عند سقوطه لتحريك توربينات تولد الطاقة الكهربائية، واشار الى أن الطاقة المستخدمة لتسخين الماء يمكن ان تأخذ من اشعة الشمس أو وسائل اخرى ذات تكلفة قليلة، كما وضح أن كفائة انتاج الطاقة من هذه الدورة المغلقة يصل الى 99%، لكن العائق امام هذه الفكرة، يكمن في الحصول على راعي مالي لتنفيذ المحطة واجراء التجارب.


بعد حديث المهندسين طرحت الاسئلة من قبل جمهور الامسية، ودار نقاش عكس مدى اهتمام الجالية العراقية بالطاقة النظيفة، ورغبتهم في نقل هذه التكنلوجيا الى العراق خدمةً للشعب العراقي، كيف لا والمانيا تعد البلد الرائد في انتاج الطاقة النظيفة.
يذكر أن المانيا وبعد انفجار المفاعل الننوي جيرنوبل ومن بعده انفجار مفاعل فوكوشيما، تصاعد النقاش السياسي عن اهمية الطاقة النظيفة، وضرورة انفاق الاموال لتحقيق مشاريع تزود البلاد بالطاقة دون الخوف من اخطار مستقبلية، تضر بالبيئة والانسان معاً، حتى دخلت الطاقة  عامل حسم في الانتخابات المحلية لصالح حزب الخضر، مما يعكس وعي الشعب الالماني باهمية البيئة والطاقة النظيفة.

ماجد فيادي

77
دعوة لحضور فعالية التيار الديمقراطي في كولون


يقيم التيار الديمقراطي في المانيا الاتحادية ندوة ثقافية بالتعاون مع الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون، يستضيف فيها الدكتور حميد الخاقاني، للحديث والحوار في موضوعة ( الديمقراطية: نظام وفلسفة حياة، ام آليات انتخاب فقط ؟)
تأتي اهمية هذه الندوة وما سيدور فيها من حوار، استناداً الى ما آل اليه الوضع في العراق، من استغلال آليات الديمقراطية للتمهيد في ترسيخ الدكتاتورية، خاصة بعد تظاهرات الخامس والعشرين من شباط، وما رافق تظاهرة العاشر من حزيران الجاري.
إن الحوارات التي سيسهم فيها حضور الندوة، يجري التعامل معها، كمادة اعلامية، وسيكتب عنها مذكرة ترسل الى السفارة العراقية في برلين والى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان العراقي، تعبر عن موقف التيار الديمقراطي في المانيا على ما يجري في وطننا العراق، وهي نموذج لشكل التعاون بين لجنة التنسيق في التيار الديمقراطي والنوادي والجمعيات العراقية في المانيا الاتحادية.
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا


نبذة عن الدكتور حميد الخاقاني
يدرس مادتي اللغة والادب العربي الحديث في جامعة مارتن ـ لوثر في مدينة هالة منذ عام 1988
اكمل دراسة الدكتوراه في الجامعة المذكورة عام 1986 في موضوع اتجاهات التطور في القصة العراقية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي
بدأ نشر الشعر والمقالة منذ نهاية ستينات القرن الماضي، وما يزال يواصل الكتابة والنشر في هذه الحقول، وقد ظهرت كتاباته في صحف ومجلات اختصاص عراقية وعربية والمانية مختلفة.

تقام الندوة بتاريخ 25/06/2011 المصادف يوم السبت، في تمام الساعة السابعة والنصف، وعلى قاعة الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون، تحت العنوان التالي

Huhnsgasse 45
50676 Köln
بالقرب من Barbarosseplatz

نرجو حضوركم في الموعد المحدد


78
الخداع اول الخطوات الى الدكتاتورية

بيان التيار الديمقراطي في المانيا الاتحادية


ما جرى في ساحة التحرير، يوم الجمعة الماضي، إشارة واضحة من جانب السلطة إلى ضيق صدرها بأي تحرك ديمقراطي حقيقي لا يخرج من تحت عباءتها، وإلا فإن بلطجيتها حاضرون لتجسيد فهمها  للديمقراطية. بعد هذه الفضيحة لما يجري التسويق له من أن الديمقراطية وحقوق الانسان عندنا في أفضل أحوالها،انتظرنا حتى تخرج لنا الحكومة العراقية، في ايضاح لما جرى من احداث ساحة التحرير بتاريخ العاشر من حزيران الجاري، وابلاغ الشعب العراقي بالقاء القبض على المجرمين، ممن حملوا السكاكين والعصي للاعتداء على المتظاهرين، المطالبين بحقوق الشعب العراقي، في الكشف عن الفاسدين والمزورين، وتحسين الخدمات، للخروج بالعراق نحو مفاهيم احترام حقوق الانسان، لكننا فوجئنا أن عمليات بغداد التي تصرح بعد كل عملية ارهابية، أنها تمارس الصمت المطبق على اعمال الارهاب، التي جرت في ساحة التحرير، بالرغم من تواجد ممثلها والناطق باسمها داخل الحدث، وكأن القضية لا تعنيها، فتحولت بصمتها الى طرف مؤيد لاعمال الارهاب، ومثل هذا يصح على الحكومة التي كان الناطق باسمها شاهدا على "الفضيحة"، وكذا الحال مع وزير حقوق انسانها!
خلال الايام القليلة الماضية تابعنا باهتمام تصريحات ومذكرات، لعدد من شيوخ عشائر العراق، ممن خدعوا بنقلهم الى ساحة التحرير في سيارات حكومية، بحجة لقاء رئيس الوزراء، وهم يتبرؤن من اعمال الارهاب التي تعرض لها، بنات وابناء الشعب العراقي، ممن يسعى الى الحرية والديمقراطية وتوفير الخدمات، وتأكيدهم، أن عشائر الاسناد ليست لدعم جهة أو اخرى، بل هي الساند لترسيخ الامن والامان في العراق، وهي تتبرأ الى الله من كل الافعال والتصرفات والتجاوزرات التي حصلت في ساحة التحرير، لانها دخيلة على قيمنا وأخلاقنا وأعرافنا، وان الخداع الذي تعرضوا له، بانزالهم في ساحة التحرير، يعد تجاوز على الدستور، وانتهاك لحقوق الانسان (حسب بيانهم).
اليوم نجد أن أغلب الاعلام العراقي وقد انشغل بالصراع بين نوري المالكي واياد علاوي، بعد اتهامات وجهت الى اياد علاوي من قبل انصار حزب الدعوة في ساحة التحرير بالعنف ودعم الارهاب، قابله خطاب اياد علاوي واتهامه للمالكي بالكذب والتلفيق، بين هذا وذاك غابت الحقيقة، فيما يعاني منه الشعب العراقي، من سوء خدمات وتفشي للفساد وعودة لنشاط كاتم الصوت، وانتهاء المائة يوم دون تغيير، لقد اختزلت كل مشاكل الشعب بين شخصين، متناسين معانات الملايين.
إننا في التيار الديمقراطي العراقي بالمانيا الاتحادية، نؤكد أن بداية الانزلاق الى الدكتاتورية، هو الخداع وفقدان الثقة بين الاطراف السياسية، وبينها وبين الشعب العراقي، كما أن توضيف مؤسسات الدولة لمصالح جهات حزبية متنفذة في السلطة، يعد الخطوة الثانية نحو الدكتاتورية.
لهذا ندعو كل العراقيين، من انصار الحرية والديمقراطية والسلام، الى التضامن والعمل المشترك، للدفاع عن مصالح الشعب العراقي، بكشف كل اساليب الفساد الاداري والمالي، ورفض مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية، أن دعوتنا الى خروج العراق من هذا المأزق، الذي وضعنا فيه المتصارعون من الاحزاب السياسية الحاكمة، بالمناداة لتغيير قانون الانتخابات ووضع قانون الاحزاب وتغيير الهيئة المستقلة للانتخابات، تمهيداً لانتخابات مبكرة، تعيد كلمة الفصل للشعب العراقي.

لجنة تنسيق التيار الديمقراطي بالمانيا الاتحادية
   

79
دعوة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا الاتحادية – فرع برلين-

تدعو لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا الاتحادية - فرع برلين- لتجمع جماهيري امام السفارة العراقية في العاصمة برلين وذلك في الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الجمعة المصادف 17/6/2011.
اننا نريد من تظاهرتنا هذه مشاركة جماهير شعبنا وشبابه في الاعلان عن غضبه واحتجاجه على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية  والسياسية والمعيشية المزرية في الوطن والوقوف الى جانبه في محنته وفي ظل غياب الديمقراطية والامن والاستقراروالحريات الشخصية والعامة. ومن بين آخر الانتهاكات كان الأعتداء الصارخ على المتضاهرين في ساحة التحرير يوم الجمعة الماضي, أضافة الى اختطاف الشبان الأربعة من نشطاء التظاهرات السلمية المستمرة منذ شباط الماضي في ساحة التحرير وسط بغداد. لقد اطلق سراحهم بعد تعريضهم للضرب والتعذيب النفسي وبعد الاحتجاجات الواسعة في الداخل والخارج.
اننا في المهجر بعيدون عن الوطن ولكننا قريبين منه بالروح والفكر وعلى تواصل مع الجماهير في مطالبتهم بالحريات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان ومنها حقوق الاقليات الدينية وحقوق المرأة والمطالبة بالقضاء على الفساد ونهب أموال الشعب وانهاء المحاصصات الطائفية والقومية . ان شعبنا يصبو الى الحياة الكريمة وتوفير لقمة العيش وفرص العمل الشريف في ظل ظروف آمنة ومستقرة. لقد تعرض شعبنا الى معاناة لا تصدق في ظل الدكتاتورية البائدة ولايريد التعرض الى معاناة  جديدة لا تقل قسوة وشدة عن سابقتها.
اننا نحث كافة العراقيين الحريصين على مصالح شعبنا الى المشاركة في تظاهرتنا يوم الجمعة  دعما ومواكبة للتحرك الجماهيري في الوطن.

لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا الاتحادية – فرع برلين-
عنوان السفارة:                                                   
Botschaft der Rep. Irak
Pacelliallee 19 - 21
14195 Berlin
Deutschland

طريق الوصول: المترو ، خط رقم 3 باتجاه               
Podbielskiallee   النزول في محطةو Krumme Lanke                                                     
وبعدها السير بضعة دقائق
             

80
لننحني جميعا أمام المرأة العراقية

ماجد فيادي
لن تتوقف المرأة العراقية عن تقديم النموذج الرائع الذي يقف أمامه الرجل عاجزاً عن وصف الارادة الحديدية، غير أن يقول هكذا انجبتنا امهاتنا، وهكذا يضربن لنا المثال في كل منعطف نمر به.
بالامس وقفن امهات شباب ساحة التحرير المعتقلين، وهن يطالبن بالحرية لابنائهن، وعندما تحدثت احداهن عن معانات زوجها في قصر النهاية على يد البعثيين، وكيف اعطت ثلاثة شباب ضحايا في حروب الدكتاتور واعمال الارهاب التي تولاها اتباعه، حينها لن يصدق احداً انها تسمح لابنها أن يقود التظاهرات في ساحة التحرير ويعرض نفسه للخطر، من اجل الحرية والعدالة، لكنها كانت وفية لمبادئها ولم تقف مخاوف الام التي بداخلها، حجر عثرة أمام ثورية ابنها في الدفاع عن حقوق الشعب العراقي.
واليوم ضربت لنا السيدة هناء ادورد، نموذج جديد، في الدفاع عن حقوق الانسان، عندما احرجت رئيس الوزراء نوري المالكي، وهي تدافع عن شباب ساحة التحرير، مطالبة بالافراج عنهم، وتقديم الاعتذار لهم، لانهم انصار السلام، لا كما تدعي دهاليز الامن في عمليات بغداد، انهم ارهابيين أو مزورين.
إن الشجاعة التي تحلت بها السيدة الرائعة هناء ادورد، كانت ممزوجة بالاسلوب الحضاري في الدفاع عن المظلومين، فهي لم تلجأ الى استخدام الحذاء كما فعل منتظر الزيدي، او استخدام الشتائم كما فعل وكيل وزير التربية، بل وقفت بحجمها الضئيل، متسلحة بمبادئها، معلنة عن مطالبها المشروعة، لم تكن متوارية كما يفعل الارهابيين، ولم تخشى سلطة رئيس الوزراء، بل قالتها بوجهه لسنا من يتهم بالارهاب.
انحني امام المرأة العراقية التي تدافع عن حقوق العراقيين، فقد جعلتني السيدة هناء ادورد استذكر امي وهي تطرق بيبان السجون في عهد الدكتاتور بحثا عن اخي.
لكي منا كل الحب والاحترام، وانت تعلمينا كيف نكون ابناء الحياة.

ابنائكم ليسوا لكم... ابنائكم ابناء الحياة
جبران خليل جبران

81
جهات حكومية تنظم عمليات الفساد الاداري والمالي

ماجد فيادي

تشير الدلائل والاحداث الى أن جهات في الحكومة العراقية، تنظم وتدير عمليات الفساد المالي والاداري، حتى وصل الامر الى تقاطع هذه الجهات فيما بينها، وصار الكشف المتبادل عن اعمالها، احد الوسائل المتبعة لكسب تأييد المخدوعين، من بنات وابناء الشعب العراقي. الادلة على ذلك كثيرة منها سرقة مصرف الزوية وانتهاء التحقيقات الى لا شيء، حرق العديد من وثائق الوزارات دون التوصل الى مسببي الحوادث، التكتم على فرار آمر الرد السريع نعمان داخل، وهو متلبس بحالة تقاضي رشوة، والكثير من هذه الحالات التي لامجال لسردها، والتي تمخض عنها لجان تحقيقية، لم نسمع عن نتائجها ابداً، لكن يمكن الاكتفاء باخرها، عندما اشترى مجلس محافظة بابل ثلاثين سيارة حديثة سعر الواحدة منها (40000) دولار،لاجل متابعة المشاريع كما يدعون.
أما حالات تنظيم الارهاب الذي تتورطت به جهات حكومية، منها حالة النائب محمد الدايني،في تفجير كافتريا البرلمان العراقي، والذي لليوم لم تتمكن الحكومة العراقية من اعادته، بسبب توافقات بين الاحزاب الحاكمة، تهريب ارهابيين من قصور البصرة الرئاسية، وعملية احتلال سجن التحقيقات الجنائية في بغداد،السجون السرية، واتهامات كثيرة يسمعها المواطن تعود لميلشيات ، يصعب اثباتها، كون هذه المليشيات تعود لاحزاب حاكمة. لكن اخرهذه الشواهد، قيام جهة مجهولة في اعتقال اربعة من شباب ساحة التحرير، بواسطة سيارة اسعاف، وبدون مذكرة اعتقال، لنكتشف بعد الضغوطات الداخلية والخارجية لمنظمات المجتمع المدني، انهم في عهدة قيادة عمليات بغداد بجانب الكرخ، وانهم متهمون بحيازة وثائق مزورة.
إن تورط جهات حكومية بهكذا اعمال لابد أن يوقعها في اخطاء كثيرة، تشير الى دورها في ادارة هكذا اعمال، فبعد استلام الاحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية، لزمام الامورمن قوات الاحتلال لمعظم جوانب الحياة، وجدت ارثاُ كبيراً من الفساد المالي والاداري، يعم مؤسسات الدولة المتهالكة، ولعدم معرفة اغلب هذه الاحزاب لاسلوب ادارة الدولة، وسط صراع فيما بينها لرسم هوية جديدة للشعب العراقي، وتحديد معالم نظام الحكم، لجأت هذه الاحزاب الى ادارة الفساد المالي والإداري، طمعا منها في استغلال نتائج الدكتاتورية، ورمي التهم على النظام الصدامي الساقط. لكن استمرار هذه الحالة ادت بالنتيجة الى شحة الخدمات، وتسرب ملايين الدولارات، عبر شركات وهمية اتفقت معها جهات حكومية، تابعة للمحاصصة الطائفية والحزبية التي تشكلت عليها الحكومات العراقية المتعاقبة بعد السقوط، لتنفيذ مشاريع خدمية، مما جعل المواطنة والمواطن العراقي يشعرون بخيبة الامل في انتخاب هذه الاحزاب، ويعبرون عن ذلك في ساحة التحرير وساحات اخرى في جميع المحافظات العراقية، بكلمة نادمون ضمن قصيدة طويلة، تشمل جميع وسائل الفساد المالي والاداري الذي تمارسه جهات حكومية كل حسب موقعه.
وبعد أن تتابعت موجات الغضب العراقي، معبرة عن اعتراضات مختلف الفئات، وفي كل المجالات، لتشكل في النهاية ضغطاً كبيراً على الحكومة العراقية ورئيس وزرائها نوري المالكي، الذي اعلن فترة المائة يوم، لتقييم اداء الوزراء، والتي فسرها قياديو كتلة دولة القانون والخصوم السياسيون من الاحزاب والكتل البرلمانية ،كل حسب ميوله ومصالحه، متناسين جميعاً مصلحة الشعب العراقي.
وللتضامن مع شباب ساحة التحرير الاربعة المعتقلين بطريقة غير قانونية، لابد من اخذ قضيتهم التي تمثل قضية الشعب العراقي برمته، من المتضررين وليس المستفيدين من الفساد المالي والاداري، ولانهم قدموا انفسهم نموذجاً للشباب الواعي، الذي يدافع عن قضايا الوطن، ويتصدر الصفوف بالتصدي للفساد، أي كان المروج له، لابد من تحليل اسلوب اعتقالهم أو اختطافهم وما يترتب عليه من نتائج مستقبلية، لما تتبعه جهات حكومية في ادارة البلد، وفق دستور كتبوه بانفسهم وصوت لصالحه الشعب العراقي، رغم كل ما يحتويه من عيوب كبيرة

طريقة اعتقال الشباب الاربعة
كي نفهم لماذا جرى اعتقال شباب ساحة التحرير، لابد من الاشارة الى دورهم الفعال في ادارة التظاهرات بالاساليب السلمية، وتأثيرهم على باقي المتظاهرين من صغار وكبار، وهم يقدمون نموذجاً حير الحكومة العراقية في ايجاد منفذ لتجريمهم، حتى لجأت الحكومة الى اتباع اساليب غير قانونية، وباستخدام سيارة اسعاف، يستقلها مدنيون لا يحملون مذكرة اعتقال من قاضي عراقي لاعتقالهم. هذه الطريقة تشير الى سياسة عصابة وليس مؤسسة حكومية تابعة لدولة قانون، حتى انقلب الحال بين شباب ساحة التحرير، الذيين يتحركون وسط الجماهير علناً، وبين جهات حكومية تستخدم الاختباء عن العيون لالقاء القبض على الشباب.
في عودة للتاريخ، فقد اعتقلت قوات الامن البعثية السيدة شميران مروكل، بنفس الطريقة كونها ناشطة سياسية شيوعية، في سبعينيات القرن الماضي وبالقرب من ساحة التحرير.

ماذا تدل طريقة الاعتقال لشباب ساحة التحرير
تدل الطريقة أن جهات حكومية قد نفذ صبرها بسرعة، ولم تعد قادرة على تحمل فسحة الحرية التي توفرها الديمقراطية، فلجأت الى استخدام اساليب التغييب، للتخلص من المعترضين، وهذا بحد ذاته يعكس حجم الفساد المالي والاداري الذي ارتكبته هذه الجهات.
كنا في السابق ندين استغلال النظام الدكتاتوري، لامكانيات الامن والمخابرات والشرطة، ضد الشعب العراقي وخاصة النشطاء سياسياً منهم، لكن اليوم تظهر نفس الوسيلة بيد جهات حكومية يفترض انها وصلت الى السلطة بالديمقراطية.
تعكس حالة ردود الفعل العنيفة التي تلجأ لها جهات حكومية، في التعامل مع شباب ساحة التحرير أو غيرهم من المعترضين، أن الديمقراطية ليست انتخابات تصل بجهات معينة الى سدة الحكم، بل هي ممارسة حقيقية على الارض، في تقبل النقد وتقديم الحلول السلمية، لخدمات يفترض انها من حق الشعب.
كان الدكتاتور يحصل على اصوات بنسب تسعينية في انتخابات وهمية، بقيت لاقيمة لها وسط ممارسات عنفية، واقحام البلد في حروب انهكت الشعب العراقي واوصلته الى مصاف الدول المتخلفة.

شباب ساحة التحرير متهمين بحيازة وثائق مزورة
جاء اتهام شباب ساحة التحرير بحيازة وثائق مزورة على خلفية النشاط المهم والكبير لمنظمات المجتمع المدني، التي كشفت زيف انكار اعتقال الشباب، من قبل عمليات بغداد، التي نقلت الشباب الاربعة الى الكرخ، في سجن المثنى، بعد ان خطفوا في الرصافة، ولان ادعاء قوات عمليات بغداد، أن الشباب، قد عملوا على تحريض المتظاهرين، للقيام باعمال عنفية، قد جوبه بالسخرية والانتقاد، حيث قدمت منظمات المجتمع المدني الادلة على حسن سلوك الشباب الاربعة. جاء الرد خلال مهلة المائة يوم، بانتهاك الدستور وحقوق الانسان، في محاولة لتشويه صورة المتظاهرين، واتهامهم بتهم اخلاقية، تمهد لهم الطريق لربط المتظاهرين بالارهاب، وقلب الصورة بين سلمية المتظاهرين وعنف جهات حكومية تمارس العنف والفساد.
يذكر أن الحكومة العراقية، التي الزمت نفسها بمهلة المائة يوم، لم تقدم الدليل على تغيير واقع الحال، ولم تحترم ارادة الشعب العراقي، وخروج التظاهرات، طلباً في اصلاح النظام.
يبدو واضحا أن شباب ساحة التحرير قد كسبوا احترام الشعب العراقي، عبر منظماته المدنية، والتعاطف الدولي من قبل الاصدقاء من المحبين للحرية والسلام، حتى جاءت رسائل وبيانات مطالبة بالاسراع في الافراج عنهم، وتقديم الاعتذار لهم، ومحاسبة المتورطين بهذا الفعل الشائن.

لكل من بعث برسالة تضامن مع شباب ساحة التحرير، لنواصل العمل معاً حتى يطلق سراحهم، ويستقيم الحال في عراقنا الجديد، بعيدا عن الفساد المالي والاداري، والمحاصصة الحزبية والطائفية والقومية.


82

بيان حول اعتقال شباب ساحة التحرير

مازالت طلبتنا تتابع وبقلق شديد بالتعاون مع الطلبة الالمان وعدد من الطلبة الاجانب الدارسين في الجامعات الالمانية،ما جرى من اعتقال الشباب الاربعة من شباب ساحة التحرير، وننتظر اطلاق سراحهم باسرع وقت. لكن التطورات الاخيرة تثير قلقنا في اتهامهم بحملهم هويات مزورة، كتمهيد وتلفيق تهم جاهزة لهم، لغرض الايقاع بهم، وضمان عدم مشاركتهم في التظاهرات القادمة والجاري الاعداد لها، بعد انتهاء المائة يوم، وهي محاولة في نفس الوقت لتشويه صورة الشبيبة المشاركة في هذه التظاهرات، للخروج من مأزق الفساد المالي والاداري، الذي تعاني منه حكومة المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية.
ندعو الحكومة العراقية الافراج السريع عن الشباب الاربعة وهم
احمد البغدادي
علي الجاف
مؤيد الطيب
جهاد جليل
وفي حالة تأخر الافراج عنهم ندعو الطلبة العراقيين في الجامعات العراقية الى الخروج في تظاهرات تطالب الافراج عن زملائهم باسرع وقت وتقديم المسؤولين عن هذا الفعل الى القضاء.

جمعية الطلبة العراقيين في المانيا الاتحادية

 

83

نداء لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا لمؤازرة إتحاد نقابات العمال 

ونحن نعد الايام المائة، بانتظار اجراءات الحكومة العراقية في القضاء على الفساد، واعادة الحقوق لاهلها، وتقديم الخدمات للشعب العراقي، وتوفير فرص العمل، واشراك منظمات المجتمع المدني في اصلاح النظام، وبعث روح الثقة بين الشعب العراقي وحكومة المالكي، تفاجئنا اللجنة الوزارية العليا، المشرفة على تنفيذ قرار مجلس الحكم المنحل رقم (3) للعام 2004، بالغاء المكتب التنفيذي لاتحاد نقابات العمال العراقية، وانزال القيادات النقابية في المكتب التنفيذي ومكاتب الاتحادات النقابية في المحافظات والنقابات العامة في بغداد الى اللجان النقابية، وتتبنى حقاً لم يخولها أياه أحد في إصدار هويات نقابية دون اللجوء الى السياقات القانونية لنقابات العمال والاصول التنظيمة المتبعة وفق نظامها الداخلي . كما توجهت اللجنة الوزارية وفق قرارها هذا، إلى ادارة الاتحاد العام، خلافاً للدستور والاعراف النقابية.
إن الاجراءات التي اتخذتها اللجنة الوزارية العليا، تدل على نيتها في تنفيذ مخطط يرمي إلى إجراء انتخابات مزورة ، تضمن من خلالها وصول جهات حزبية معينة الى المكتب التنفيذي لإتحاد نقابات العمال كوسيلة لقطع دابر الإعتراضات التي قد تواجه سياسة الحكومة من قبل الطبقة العاملة العراقية وحلفاءها . كما أنها تسعى في نفس الوقت إلى التنكر للواقع وقلب الحقائق ، مصرة على استمرار هدر حقوق العمال تواصلاً مع السياسة الدكتاتورية للنظام الساقط التي حاولت من خلالها انهاء العمل النقابي الحقيقي.
إن اصرار اللجنة الوزارية ، بعد كل محاولات التأجيل لانتخاب قيادات عمالية جديدة، يوضح بما لا يقبل الشك بأنها تبحث عن منفذ لتحقيق مخططاتها . وحينما فشلت كل محاولاتها، لجأت إلى التنكر لكل القوانين المعمول بها وأصدرت هويات ليست من صلاحياتها إصدارها ، وبدون ضوابط العمل النقابي المعروفة مع فقدان كل الثوابت المرافقة لإصدار مثل هذه الهويات . إن كل هذه الإجراءات اللاقانونية واللاديمقراطية إن دلت على شيئ فإنها تدل بدون أدنى شك على السعي لضمان الحصول على عدد من الاصوات القادرة على إيصال اسماء معينة دون غيرها إلى المراكز القيادية لإتحاد نقابات العمال . وهذا بعينه هو نموذج آخر للفساد الذي تمارسه السلطة في هذا المجال أيضاً .
إن التناقض الصارخ للمبادئ الديمقراطية في التعامل مع النقابات العمالية واتحادها المناضل يبرز من خلال التعامل مع المنظمات المهنية بصيغة تعامل الكيل بمكيالين . ففي الوقت الذي تصر فيه جهات برلمانية متنفذة، على اصدار قانون حقوق الصحفيين، بشرط أن يُعَرَّف الصحفي بأنه كل من يحمل هوية نقابة الصحفيين، حيث ان النقابة هي الجهة المسؤولة عن تحديد هذه الصفة، نجد أن اللجنة الوزارية العليا تتعامل بازدواجية مع الطبقة العاملة، لغرض مُبيت يستهدفها بالذات . وما يقال عن نقابة الصحفيين ينسحب ايضاً على انتخابات اتحاد الكرة العراقي، ومحاولات جهات حكومية في ابعاد طرف ما، اتفقنا على نزاهته أو شرعيته ام اختلفنا ، وكيف تم الإستسلام الخجول لاتحاد الفيفا بعدئذ والقاضي بفرض عقوبات في حالة التدخل الحكومي في إجراءات نقابية بحتة كهذه . وهذا ما نطالب به بالذات .
إننا في التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا ننظر إلى العمل النقابي باعتباره عملاً مهنياً بحتاً تمارسه النقابات والإتحادات المهنية ومنظمات المجتمع المدني . إن عملاً كهذا يجب ان يتم ، من وجهة نظرنا ، بعيداً عن تدخل الأجهزة الحكومية بشكل يؤدي إلى فقدان هذه الأجهزة لدورها في الحرص على سير العمل بشكل ديمقراطي من قبل المنضوين تحت هذه المنظمات المهنية فعلاً ، لا من قبل الدخلاء عليها .
لذلك تتوجه لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا إلى كل الديمقراطيين العراقيين داخل وخارج الوطن إلى التحرك للدفاع عن النقابات العمالية والتضامن مع إتحاد نقابات العمال العراقي وذلك من خلال حشد التضامن الأممي عبر النقابات العمالية العالمية والإتحادات المهنية الديمقراطية والمنظمات اللاحكومية لتوسيع رقعة هذا التضامن ولكشف السياسة القمعية اللأديمقراطية التي تمارسها الحكومة العراقية تجاه النقابات العمالية العراقية ومحاولات السلطة لتحويل إتحاد نقابات العمال العراقي ذو التاريخ النضالي المجيد الى تابع لاحزاب السلطة.
لقد أوضح بيان إتحاد نقابات العمال العراقي الصادر بتاريخ 20 نيسان 2011 رفضه ورفض منتسبيه القاطع لمثل هذه الإجراءات اللاقانونية واللاديمقراطية طالباً شجبها والعمل على إبعاد مثل هذه الممارسات التي ما هي إلا إمتداداً لممارسات دكتاتورية البعث الساقطة تجاه العمل النقابي بمجموعه وتجاه العمل النقابي للطبقة العاملة العراقية على وجه الخصوص . ونحن في التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا لا يسعنا إلا مؤازرة إتحاد نقابات العمال العراقي في بيانه هذا وتبني المطالبة بترك العمل في النقابات والإتحادات المهنية ومنظمات المجتمع المدني للعاملين في صفوفها فقط ونرفض التدخل في شؤونها رفضاً باتاً .
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا .
1/5/2011

84
الاحتفال بعيد تأسيس الحزب السابع والسبعين في كولون

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة كولون الالمانية، احتفالية بمناسة الذكرى السابعة والسبعين، لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، على قاعة الديوان الشرقي الغربي، يوم السبت المصادف 2/4/2011.
في بداية الحفل رحب الرفيق هيثم الطعان بالحضور، ثم دعا الرفيق ناظم ختاري لالقاء كلمة المنظمة، التي عرف بها، مواقف الحزب التاريخية لجانب الشعب العراقي، وخروجه في التظاهرات الاخيرة، الى جانب الشباب، وتطلعاتهم في القضاء على الفساد والمحاصصة الطائفية والقومية والحزبية، في مختلف محافظات العراق، كما عرج على أهمية المرحلة التي تعيشها المنطقة، في ثورات شبابية، عمت عدد كبير من الدول العربية، واسقطت انظمة، كان يعتقد بسيطرتها على مقدرات شعوبها، داعياً الجميع للمساهمة في التحشيد لهذه المواقف الشجاعة، ومساندتها لتحقيق كامل اهدافها، في الديمقراطية والحرية والرفاه الاجتماعي.
ثم تقدم السيد اسماعيل السامرائي في كلمة باسم اصدقاء الحزب الشيوعي العراقي، مذكراً الجميع بانواع المناسبات الدينية والقومية، التي تحتفل بها مكونات الشعب العراقي، في حين للعراقيين جميعا احتفال جامع في 31 آذار من كل عام، يعبر كل الانتماءات الفرعية، فالشيوعيون خليط من كل العراقيين.
هنئ السيد لقمان البرزنجي بكلمة للمكتب الاعلامي لحزب الاتحاد الوطني رفاق وانصار الحزب الشيوعي العراقي، مذكراً بها دور الشيوعيون في تعليم الكثير من الاحزاب، مفاهيم الوطنية والديمقراطية واحترام حقوق الاقليات القومية والدينية، ووقوفه الدائم الى جانب حقوق الشعب الكردي، ونضاله الطويل على ارض كردستان العراق، ضد الدكتاتور، متمنيا لكل رفاق الحزب الاستمرار في مواقفهم النبيلة تجاه قضايا الشعب العراقي.
ثم تقدم الشاعر سامي عبد المنعم ليساهم بعدد من قصائده الجميلة، التي وقفت الى جانب الفقراء والكادحين من بنات وابناء الشعب العراقي، تبعه الفنانان لطيف الدبو والعازف عدنان في تقديم الاغاني العراقية الجميلة، ليلتحق بهم عازف الكمان نجم الدين ويشارك الحزب الشيوعي احتفاله،  بتقديم باقة ورد باسمه للمنظمة، والعزف الجميل برفة الفنان لطيف الدبو في اغاني تراثية عراقية.
استمر الحفل الى ساعة متأخرة من الليل وسط تفاعل جميل من قبل الحضور.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي / كولون   

85
من اجل القضاء على الفساد ...إعادة الانتخابات مطلب وطني

ماجد فيادي
 
 استطاعت الحكومة العراقية، وعبر إعلامها الرسمي والخاص، أن تأثر على الشعب العراقي، وتضغط باتجاه تخفيف الشعارات، التي حملها المتظاهرون في تظاهرة 25 شباط وما تلاها، بأن تكون محصورة في الإصلاح فقط. منتهجة مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع، متهمة المتظاهرين بالبعثيين، أواستغلالهم من قبل البعثيون، في الوقت الذي أعادت فيه أطراف البرلمان شخصيات الى العملية السياسية، بعد شمولها بقرار هيئة المساءلة والعدالة، كونهم بعثيون.
ساهمة هذه الخطة وما رافقها من إجراءات أمنية تعسفية، وتصريحات رنانة ، في خفض توقد شعلة الاعتراض داخل الشعب العراقي، وبدل أن تزداد أعداد المشاركين بالتظاهرات، راحوا ينقسمون في تظاهرات فئوية، ذات مطالب ضيقة، تخص مجموعة من المتضررين دون أخرى.
ولان مطالب المتظاهرين تتركز في الإصلاح، فمن المنطقي وقد استلمت الحكومة مطالبهم، أن تأخذ مهلة لإصلاح الأوضاع، وتقديم الخدمات، فما جرى إفساده منذ عهد الدكتاتور ليومنا هذا، لا يمكن أن يتم إصلاحه بليلة وضحاها، وهذا يعني بالضرورة أن ننتظر المهلة التي حددها رئيس الوزراء، لكي نحكم على حجم الإصلاح الذي جرى، وأن نلجئ الى التداول فيما لو تستحق الحكومة، أن تمنح فترة إضافية لتكملة ما قامت به من إجراءات، أم أن إصلاحاتها  لم تكن كافية.
الغريب أن ما تقوم به الأحزاب الحاكمة في مجلس النواب والمجالس المحلية وأداء حكومي، لا يرتقي الى عملية إصلاحية للفساد الإداري والمالي, بدليل قيام التظاهرات التي تطالب بالإصلاح، وفي نفس الوقت قام آمر لواء الرد السريع نعمان داخل، بأخذ رشوة لتسهيل عمل احد المقاولين، يرافقه نزاعات حزبية داخل مجلس محافظة بابل والبصرة على انتخاب محافظ جديد، في الوقت الذي تطالب به الجماهير بمحافظ مستقل، استخدام الحكومة لوسائل قمعية لا تختلف عن التي استخدمت مع التظاهرات الأولى، رغم وضوح مطالب الجماهير بالخدمات والإصلاح، دون إسقاطها، التأخر عن محاسبة المزورين والمرتشين والسراق من أتباع نفس الأحزاب، في محاولة لتسويف الموضوع، ولعل أهم التقليعات تصويت مجلس النواب على عطلة لمدة عشرة أيام تضامناً مع الشعب البحريني.
خطورة الموقف تاتي من بقاء اموال العراق والقرار السياسي، بيد نفس الأحزاب التي نطالبها بالإصلاح، وهي مستمرة في إتباع أساليب ملتوية ومخالفات للدستور، في إدارة شؤون البلد، وما تزال ملايين الدولارات تختفي، لتلحقها مليارات تتبخر، دون أن تحصل المواطنة والمواطن على ما يوازيها من خدمات.
نستنتج مما تقد أن الأحزاب الحاكمة لا تنوي تغيير نهجها، فبالرغم من كل المكاسب التي حققتها الجماهير المتظاهرة، لكنها لم ترتقي الى مستوى الاحتجاجات والتضحيات وسوء الخدمات وحجم الفساد، مما جعل الشعارات المرفوعة والمنادية بالاصلاح غير مغرية للشبيبة المتظاهرة.
لهذا لا بد من استخدام نفس المبدأ الذي استخدمته الحكومة العراقية ( الهجوم خير وسيلة للدفاع) في التعامل معها، ومع المجلس والوطني والمجالس المحلية، في أن نرفع شعار ( من اجل القضاء على الفساد ...إعادة الانتخابات مطلب وطني)، وهو شعار يدعو الى إعادة الانتخابات ومنع دخول المفسدين الى العملية السياسية، بما فيهم البعثيين، لكنه في نفس الوقت يسبق بمشروع قانون الانتخابات، وآخر خاص بالهيئة المستقلة للانتخابات، وآخر خاص بالأحزاب، تقدم الى البرلمان من قبل المتظاهرين، وتسند من قبلهم بتظاهرات تكبر، بقدر مشروعية مسودات القوانين، وحجم المجهود المبذول من قبل التيار الديمقراطي وشباب شباط، لإفهام الشعب العراقي أنه المستفيد الأول، بان تقام تظاهرات تحمل هذا الشعار ويوزع خلالها منشورات بحجم السرقات والتجاوزات، وماذا يمكن لهذه الأموال أن تفعل بالعراق، من تغيير نحو الخدمات والتنظيم.
في نقاشات مع أصدقاء حول هذا الشعار، كان الاعتراض، أن الشارع العراقي غير مهيأ لاستيعاب التغيير، وأن الأحزاب الحاكمة لا تزال تمتلك ثقلاً جماهيرياً، بدليل تصريح المالكي أنه مستعد لإعادة الانتخابات، كما صرح البارزاني انه مستعد لإعادة الانتخابات في الإقليم، وهم يدعون(الاصدقاء) الى الصبر وتهيئة الجماهير من اجل تحقيق المكسب، الذي يستحقه الشعب العراقي، لكنهم في الحقيقة يغضون الطرف، عن حقيقة حجم رد الفعل، من قبل الحكومة، تجاه التظاهرات المطلبية، الذي يعبر عن حجم الذعر الذي أصابها، وإن ادعاء المالكي والبارزاني ليس أكثر من تكرار لإسلوب الهجوم خير وسيلة للدفاع، ومحاولة لإبعاد فكرة إعادة الانتخابات من تفكير المتظاهرين، في اضهار عدم خوفهما من هذا المطلب، كما أنهم تناسون أن هذا الشعار لن يتحقق بالسرعة الكبيرة، التي لا تسمح بتثقيف الجماهير بأهمية انتخاب نماذج تختلف، عن تلك المعششة في مجلس النواب والمجالس المحلية، وسيسبقه معركة مهمة لإقرار مسودات القوانين الثلاث آنفت الذكر، ولا نهمل أهمية أن عناد أحزاب السلطة، تجاه هذه المطالب والشعار، يسهل علينا إقناع الجماهير، بالانضمام الى المعترضين والمتظاهرين، كما إننا بهذا سنعيد مجموعة كبيرة من الشعب العراقي ممن لم تشارك في الانتخابات احتجاجاً على أداء القوى الديمقراطي، والتي لن يكون لها عذراً في التخلي عن أداء واجبها الوطني، بعد هذا الموقف.
إن الخوف كله أن تظهر قوة سياسية من وسط الأحزاب الحاكمة، تستغل الوضع السيئ، وتدعو الى إعادة الانتخابات، دون تغيير في قانون الانتخابات، أو وضع قانون الأحزاب، اللذان يحددان هيمنة حزب على آخر في العملية الانتخابية، فتكون النتيجة كما توقعها الأصدقاء مطابقة لنتائج الانتخابات السابقة.
إن التأخر في رفع شعار ( من اجل القضاء على الفساد ...إعادة الانتخابات مطلب وطني)، سيفقدنا المزاج الجماهير الرافض لكل أشكال الفساد، ويقلل من تأثير رياح التغيير الممتدة من شمال أفريقيا، وسيبقي المحتجين والمتظاهرين مشتتين في مطالب فئوية، يمكن للحكومة إرضاء مجموعة دون أخرى لخفض أعدادهم، والانفراد بالآخرين.
   
   
 
 


86
الاحتفال بيوم المرأة العالمي

أقامة الجالية العراقية في مدينة كولون الألمانية حقل فني ساهر على قاعة الديوان الشرقي الغربي يوم الثاني عشر من شهر آذار 2011، بمشاركة جميلة للشاعر العراقي كامل الركابي, القادم من السويد حيث يقيم، وعزف رائع للفنان غازي يوسف بصحبة العازف رزكار وغناء الفنان لطيف الدبو.
بدأ الحفل بكلمة ارتجالية للسيدة خيرية القادمة من هولندا، كما عادتها منذ سنين، حيث رحبت باسم المرأة العراقية بالحضور، وقد قابلها الجمهور بالتهاني بمناسبة عيد ميلادها الذي صادف يوم الاحتفال، ثم رحب السيد ماجد الخطيب باسم الديوان بالجمهور متمنياً لهم أمسية جميلة بصحبة الشاعر كامل الركابي، ثم دعي السيد ماجد فيادي ليلقي كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة كولون, الذي دعا فيها المرأة العراقية أن تأخذ بيدها، للدفاع عن حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
قدم الشاعر كامل الركابي مجموعة من قصائده الشعبية التي مست قلوب الجمهور، مرة بالتصفيق وأخرى بالترديد معه وثالثة بطلب الإعادة، مما انعكس ايجابياً على الشاعر الذي أطلق العنان لفنه الجميل بعدد غير قليل من قصائده، التي طغى عليها الطابع الإنساني.
عندما انتهت الفقرة الشعرية، قدم للشاعر كامل الركابي باقة ورد من قبل منظمة الحزب الشيوعي العراقي، اعترافاً منه بتاريخ الشاعر النضالي، وانتصاره لحقوقه على مدى سنين حياته، والتي قضى جزء منها في حركة الأنصار الشيوعيين على جبال كردستان العراق.
شارك الجمهور الغناء مع الفنان لطيف الدبو وعزف الفنان رزكار بالأغاني العربية والكردية، التي أضافة على الحفل جو من الألفة والمحبة، أكملها عزفاً وطرباً الفنان غازي يوسف, بالعزف على العود والكمان والغناء، مما جعل الجو احتفالاً حقيقياً بين الحضور والفنانين، وأهمية المناسبة.

 


87
التيار الديمقراطي في ألمانيا :

                                            ليس بالغضب تصدر الأوامـر!

تلقّتت (لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في ألمانيا) قرار رئاسة مجلس الوزراء بإخلاء مقري الحزب الشيوعي وحزب الأمة العراقية، وكذلك مقر صحيفة (طريق الشعب) في بغداد، باستغراب وقلق كبيرين، لم يُثِرهما توقيت هذا الأمر، ومدة الأربع والعشرين ساعة المحددة لتنفيذه فحسبُ، وإنما ما ينطوي عليه من دلالات، أيضا، ويشير إليه من روح وعقلية تضيقان بالآخر المختلف والمخالف، وتتحينان الفرص للتضييق عليه، وإضعافه، وربما حتى القضاء عليه إذا ما بدت الأحوال مواتية لذلك!.
إن تاريخ العراق السياسي المعاصر، وثقافة الصراعات التي سادته، وطبيعة العقائد الأيديولوجية التي تنظر، من خلالها، أحزاب الحكم المتنفذة للسلطة، وللتيارات الفكرية والسياسية الناقدة لها، خاصة قوى اليسار والديمقراطية، هي ما يدعونا لوضع هذا الأمر، ودلالاته في هذا السياق. وكم نتمنى أن نكون مخطئين، حقا، في قراءتنا هذه.
لا نعتقد أن رئاسة مجلس الوزراء تنتظر منا أن نصدق تبريرها بانها لم تكن تهدف، من وراء هذا الإجراء، لغير إستعادة أملاك الدولة، فهذا التبرير لم يدخل حتى رؤوس أطراف متحالفة معها، فالجميع يعرف حجم العقارات والأراضي والقصور والمباني العائدة للدولة، والتي تستخدمها الأحزاب الحاكمة، ومنها حزب رئيس الوزراء، دون أن تطالها غَيرةُ الحكومة على أملاك الدولة التي تشغلها، فتُصْدِر لها أوامر كتلك التي تلقاها الحزبان . الشيوعي والأمة، مع أنهما مستأجران يدفعان ما عليهما من أموال.
إن تعليق رئيس الوزراء، فيما بعد، لأمر إخلاء هذه المقرات، وإعطاء الحزب الشيوعي زمنا للبحث عن أماكن بديلة، و"اكتشاف" أن مهلة الأربع والعشرين ساعة غير معقولة، وتشير إلى "حيف" يلحق بالحزب الشيوعي، مثلما صرح رئيس مجلس بغداد، كامل الزيدي، لإحدى المحطات الفضائية، إنما يؤكد طابع (الحنق والغضب!) من هذا الحزب، ومن حزب الأمة كذلك، لعدم تلبيتهما رغبة رئاسة الحكومة بعدم المشاركة في التظاهرات الشرعية ودعمها. وهما حنق وغضب وجدا تعبيرهما في إمر الإخلاء سيئ الصيت هذا.
ولا شك أن من حقنا أن نتساءل، إن كان يجوز لرئاسة الحكومة أن تدع الغضبَ يركبها في إصدار أوامر كهذه، وتعود بعد يومين لاكتشاف لا معقولية المهلة المعطاة لتنفيذها، وطابعَ "الحيف" فيها؟!. هل يمكن لبلد مثل العراق أن تُساسَ أمورُه هكذا؟ ألا يعرف السيد رئيس الوزاء أن مرويات التراث الفقهي الذي يُفترَض أنه درس عليه، تزخر بالكثير مما يذم الغضب ويلعنه، ويرى أنه(سوية مع المرأة، للأسف!) من أشد جنود الشيطان؟
إننا نعتقد، مثل كثيرين غيرنا، بأن ما تعرض له الحزب الشيوعي، وحزب الأمة، لم يأت بمعزل عن تظاهرات الاحتجاج التي يشهدها وطننا، وموقف الحزبين المذكورين منها، ودعمهما لها، خاصة وأن الحكومة قد بذلت ما في وسعها كي لا يكون لحركة الاحتجاجات فضاء حر واسع، قد يهدد، في النهاية، سلطتها.
ولم تكن إجراءات منع التجول، وإغلاق الطرق، وإيقاف الناس ساعات طويلة في التقاطعات حتى لا يلتحقوا بالمتظاهرين، وانتظار الفرصة للاعتداء على المتظاهرين، والحيلولة دون البث التلفزيزني المباشر، واقتحام محطات فضائية(الديار مثلا) وتحطيم معداتها، والاعتداء على صحفيين واعلاميين ومثقفين آخرين، واعتقال بعضهم، وبعض منظمي هذه التظاهرات والمشاركين فيها، وجمع المعلومات والصور عنهم، وحتى تهديدهم، مثلما حصل في بغداد ومحافظات أخرى عديدة، نقول أن هذه الإجراءات جميعها تُنبئ بضيق الحكومة بمساحات الاختلاف معها، وضُعف تحملها للحريات والديمقراطية، خاصة حين يبدأ المواطنون بممارسة هذه الحقوق الدستورية لنقدها، وباستفلالية عنها.
إننا في الوقت الذي نشجب فيه ما تعرض له الحزب الشيوعي وحزب الأمة من تمييز وحيف في التعامل معهما، نعلن، من جديد، تضامننا غير المحدود مع احتجاجات شعبنا، وانتماءنا لما يرفعه فيها من مطالب، ونؤكد مطالبتنا في إطلاق المعتقلين من الإعلاميين والشباب المتظاهرين، والكف عن ملاحقتهم وتهديدهم، وضمان حق الناس في التظاهر السلمي، وحق الإعلام في نقل صوتهم، بحرية، إلى العالم.
ونأمل للسلطة وأحزابها، بدل التشكيك بدوافع الاحتجاج وغاياته، والتضييق على من يدعمه، أن تكون قادرة، فعلا، على إدراك العلة الجوهرية في الأحوال الكارثية التي يعيشها وطننا وشعبنا، أي المحاصصة الطائفية ـ الإثنية، والعقل السياسي والأيديولوجي الذي جاء بها، وعمل، وما يزال، على تكريسها، هذه المرة، تحت مُسمّى "الشراكة!"، والانتفاض عليهما : أي على المحاصصة وأيديولوجيتها.
فهل هم قادرون على ذلك؟


(لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في ألمانيا)



88
صورة واحدة تبعث الامل

ماجد فيادي

لم يجد المتابع لأداء الحكومة العراقية, ما يوحي بالجدية في اصلاح النظام, بل على العكس يجد هناك اصرار على الاستهزاء بعقلية المواطنة والمواطن العراقي, خاصة ممن خرجوا في تظاهرات مطلبية, ومصرين على مواصلتها.
كل ما قدمته الحكومة, جملة من الكلام المعسول, وطلب مهلة للشروع بالاصلاح, مع امتصاص لنقمة الجماهير في تقديم استقالة هنا وهناك, من قبل بعض المحافظين, رافق ذلك خطب رنانة في البرلمان العراقي, يفهم منها أن المخطأ احد كائنات المريخ, وليس الحكومة أو البرلمان العراقيين.
من الامور المخيبة للامل في الاصلاح, رمي الكرة بين المجالس المحلية والمحافظين والحكومة والبرلمان, والكل يدعي انه غير مسؤول, ولم نعد نعلم هل الشعب هو المسؤول عن هذه الفوضة والفساد المالي والاداري؟؟؟ قد يكون ولماذا التهرب من المسؤولية, خاصة وقد عبر عن ذلك بتظاهرة الندم, معترفاً بالخطأ في انتخاب من لا يستحق الانتخاب.
لكن هناك من يقول أن الشعب تجاوز الهويات الفرعية, وقد تظاهر في كل المحافظات, معلناً أن الانتماءات الضيقة, لم تعد تنفع للسكوت على كل الفساد والمفسدين والمزورين من اتباع الاحزاب الطائفية والقومية, فلماذا لا تعترف هذه الاحزاب بتقصيرها لترتقي الى مستوى الشعب العراقي؟؟؟
صور لا تبعث على الامل في حل المشكلة, التقطت جميعها بعد قيام التظاهرات المطلبية
صورة من مجلس محافظة بابل, وهو يرفع جلسته منقسما على نفسه, في انتخاب محافظ جديد, ومطالبة باستحداث منصب نائب ثاني للمحافظ.
صورة من مجلس النواب, عندما يقرأ النائب يونادم كنا تقرير اللجنة المكلفة بتلخيص مطالب المتظاهرين, دون الاشارة الى تقليص الوزرارت أو الغاء الحقائب الوزارية أو تقليص نواب رئيس الجمهورية والوزراء والبرلمان, مع تفادي الاشارة الى تشريع قانون الصحفيين وتعديل قانون الانتخابات.
صورة من مكتب رئيس الوزراء, وهو يرسل قوة من الشرطة لغلق مقر الحزب الشيوعي العراقي وجريدته طريق الشعب, وقوة اخرى لغلق مكتب حزب الامة.
صورة من المنطقة الخضراء, الوزير السابق فلاح السوداني وهو في الاقامة الجبرية في احد قصور الدكتاتور صدام حسين, متنعما بكل وسائل الترفيه, دون تقديمه الى محاكمة حقيقية, في حين تعرض العديد من العوائل الفقيرة في زمنه الى الحاجة, نتيجة سوء وفقدان مفردات البطاقة التموينية.
صورة للبرلماني عباس البياتي وهو يقول في مقابلة تلفزيونية, أن مدة المئة يوم ليست لتقييم الوزراء, بل هي للشروع في تحسين الاداء الوزاري.
صورة للجنة برلمانية, تتحدث عن تقليص وتحديد رواتب المناصب العليا, دون الاشارة الى المنح والمكافئات والتقاعد الذي يتلقاه البرلمانيون والوزراء والمجالس المحلية والمحافظون ووكلاء الوزراء, على خدمة قصيرة جدا في عمر الزمن لا تصل الاربعة سنوات عمليا.
صورة لآمر لواء الرد السريع نعمان داخل, وهو بالجرم المشهود, في استلام رشوة, لكن حمايته تضرب اعضاء هيئة النزاهة, لتسمح له بالفرار الى جهة مجهولة.
صورة للسيد رئيس الجمهورية, وهو يصف كركوك بقدس الاقداس للشعب الكردي.
صورة للسيد ابراهيم الجعفري, وهو يدافع عن حقوق الشعب العراقي في البرلمان, متناسياً انه استلم كامل رواتبه في البرلمان السابق, دون أن يحضر 99,99% من جلساته.
صورة للسيد اياد علاوي, وهو يتخلى عن مجلس الدراسات الستراتيجية, بعد مباحثات دامت عام كامل, وشغلت البرلمان عن عقد جلساته, والقيام بواجباته تجاه الشعب العراقي.
صورة للسيد المالكي, وهو يرمي بالمسؤولية على البرلمان العراقي, في تأخير تشريع القوانين التي تسهل عمل حكومته.
صورة لوزارتي الداخلية والدفاع, وغرفة الوزيرين خاليتين, لان الكتل البرلمانية لم تتفق على تسمية وزيريهما, بعد عام على الانتخابات.
الحقيقة أن البرلمان والحكومة والمجالس المحلية والمحافظين في عموم العراق, يتحملون المسؤولية لما جرى ويجري, فقد بلغ الفساد المالي والاداري مستوى لم يعد بالامكان اخفائه, وقد انفقت من الاموال ما يساوي مليارات الدولارات, دون أن يحصل الشعب العراقي على ما يوازيها من خدمات, في حين ينعم المسؤولين من احزاب السلطة بكل الامتيازات التي كانوا ينتقدون النظام السابق عليها.
صورة لا يمكن تفاديها لشبيبة عراقية رائعة وهم يقطعون عشرات الكيلومترات, مشيا على الاقدام, للمشاركة بالتظاهرات المطلبية, ليرسموا تقليداً جديداً, لشعائر وطنية عراقية خالصة.
إن ما يريده الشعب العراقي, بعديدا عما تقوم به الحكومة والبرلمان من ترقيعات, فالمفسدين والمزورين من اتباع الاحزاب الحاكمة, لا يزالون بعيدين عن المحاسبة, ويشغلون المناصب الحساسة, التي تسمح لهم بارتكاب اكبر السرقات والجرائم, والهرب خارج العراق كما فعل, آمر لواء الرد السريع نعمان داخل, ومن قبله ايهم السامرائي وحازم الشعلان وفلاح السوداني ومحمد الدايني وما خفية كان اعظم.


89
التـيار الديمقراطي في ألمانيا:

                                              ليس شـبابنا وأهلنا أحجار شـطرنج

تتوالى منـذ مدة التظاهرات والاعتصامات في وطننا مُطالبة بالخدمات، والدفاع عن الحريات ومكافحة الفساد والمفسدين، وإصلاح الأوضاع في البلد عموما. ومن المُنتَظَر أن تتسع حركة الاحتجاجات هـذه، بعد الدعوة التي أطلقتها مجموعة من الشباب العراقي للقيام بتظاهرة كبيرة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. ونحن في التيار الديمقراطي في ألمانيا نعلن وقوفنا في صفوف حركة الاحتجاج هـذه، ونرى فيها تعبيرا عن ممارسة شعبية للديمقراطية وللحرية، يستعيد فيها الناس حقهم في قول كلمتهم بصوت عال فيما يفعله بوطنهم هؤلاء الساسة، ويريدونه لهم. منذ ثمان سنوات والساسة يتحدثون باسم الشعب وعنه، ويوجهون خطاباتهم له، ثم يذهبون إلى امتيازاتهم وكراسي حكمهم مطمئنين، دون أن يسمعوه، أو يتعلموا الإصغاء إليه، أو يروا مصالحه وحاجاته الحقيقية. ولا عجبَ فهم يرون في الناس مجرد مجاميع من الأتباع تمنحهم أصواتها، وحشودا تعدو وراءهم، وتصفق لهم في احتفالاتهم. شبيبة العراق الواعية ومثقفوه وديمقراطيوه الحقيقيون يعلمون الحكامَ ونوابهم، هذه الأيام، شكلا آخر للحوار الديمقراطي، يحرر الديمقراطية من أن تظل آليات شكلية تُؤبّد، في ظروف الجهل والتجهيل والاستقطابات الطائفية والإثنية، سلطتَهم. مثل هذا الحوار الذي يفرضه شبابنا، مثلما فرضه قبلهم شبيبة تونس ومصر، ويواصل فرضه شبيبة اليمن وليبيا والبحرين وإيران والبقية تأتي، هو حوار يُعيد للديمقراطية، رغم تباين الأحوال بهذا القَدْر أو ذاك، روحها، يُعيدها إلى الناس، إلى أهلها، إلى الشارع، ويُسهم في تحرير الحكام من عمى السلطة وصممها.
في مثل هذا الحوار يشير شبابنا، ومن يشاركهم احتجاجاتهم، إلى أنهم ليسوا أحجارا على ألواح شطرنج يُحركهم " الساسة ـ الأوصياء" كما يحلو لهم، يحددون لهم كيف يحيون، كيف يفكرون، ماذا يلبسون، ماذا يشربون، وماذا يسمعون، زاعمين أنهم الأعرف والأعلم والأكثر حكمة منهم.
شبابنا، وأهلنا الواعون معهم، يأخذون، عبر هذا الحوار، حقهم بأيديهم في أن يُسهموا هم في تحديد ملامح حياتهم ومستقبل وطنهم ومعالمهما، وليس لنا إلا أن نكون معهم.
وشبابنا هؤلاء يعرفون، تماما، أن الخدمات وانهيارها ليس علة العلل، مثلما يحاول الساسة المتنفذون الإيحاء به. انهيار الخدمات واشتشراء الفساد، والاعتباطية والتجريبية، وعدم الكفاءة، ما هي إلا بعض تجليات مأزق سياسي يعيشه وطننا منذ سقوط طاغية الأمس. هذا المأزق أخذتنا إليه الأحزاب المتنفذة حين قررت إعادة بناء الدولة والعملية السياسية على أساس المحاصصة الطائفية والإثنية، وخوض صراعاتها بوحي هذه المحاصصة. مثل هذا البناء الخاطئ، والذي تم بوعي وعمد، لن يأتي بغير الشرور، وهو ما حصدته البلاد وأهلها طوال السنوات الثمان الماضية.
البلاد تعيش منذ ثمان سنوات فترة انتقال، ولا تعرف، بسبب صراعات المحاصصة هذه، متى تنتهي مرحلة انتقالها، وأين سترسو سفينتُها: في ميناء دولة قانون مدنية حقا، أم في قبو دولة "قانون دينية!"؟.
طوال هذه السنوات ظل الوطن والمواطنة، من الناحية الفعلية، غائبين لصالح الولاءات الحزبية والعشائرية والطائفية.
طوال هذه السنوات وسلطة الأحزاب المتنفذة تتماهى، مركزيا ومناطقياً، بسلطة الدولة والحكومة، حيث يجري امتصاص الأخيرة وتسخيرها لتغذية سلطة الأولى وتكريسها واستمراريتها، حتى أصبح المواطن البسيط غريبا في وطنه، لا يكاد يملك فيه شيئا.
الأحزاب المتنفذة تتعامد مع بعضها البعض، لتصب جميعها، رغم خلافاتها ونزاعاتها، في مجرى واحد، هو مجرى المصالح الحزبية والشخصية، تلفَّع هذا بغطاء الدين والطائفة، أو لبس ذاك معطف "اللبرالية" و"العلمانية" الكاذبة. لو كان الوطن وناسه المغلوبون على أمرهم، هم الهمُّ الأول والأساس لهذه الأحزاب، مثلما تزعم، لما رأيناها تتصارع، أكثر من سبعة شهور، على انعقاد برلمان منتَخَب وتشكيل حكومة يوافق عليها. ولو كان الوطن والناس همهمُ الأساس لما انتهوا إلى ذات المحاصصة التي ظلوا يشتمونها ليل نهارَ، ولما أتونا، بعد كل هذا الوقت الضائع، بحكومة زادت وزاراتها على الأربعين، وانتفخت ميزانيتها ومصاريفها، مع أن كثيرا منها لا حاجة لها، ولاعمل، ناهيك عن مدى كفاءة من يشغل حقائب هذه الوزارات. بعضهم قد لا يُجيد حتى حملَ حقيبة مدرسية!. شعبنا يدرك أن هذا الانتفاخ، شأن أشياء كثيرة تجري في بلادنا، لا علاقة له بمصالح الناس والوطن، بل هو إرضاء وتراض بين هذه الأحزاب المتنفذة على قسمة "الكعكة الوطنية!" التي لا يصل إلى الناس منها غير الفُتات.
إن موجة الغضب التي تعتمل في صدور شبابنا هي المنطلق للخروج من هذا المأزق وشروره، كي يستعيد العراق حيويته في إعادة بناء نفسه واكتشاف فتوتها، وكي تستيقظ فيه العقول، من جديد، وتتحرر الارادات وتخرج، لا عن إيماناتها، بل عن أقفاصها الطائفية والأيديولوجية، وتنتقل إلى فضاء وطني وانساني حي ومفتوح، تتفاعل فيه الأفكار والآراء والناس بحرية لا قيود عليها. لقد أرتنا أحداث تونس ومصر أن ما كان يبدو استثنائيا وخارقا ممكن.
لا شك أن موجة الغضب في بلادنا سيسعى لركوبها، وهو ما يجدر بشبيبتنا الحيلولة دونه، بعثيون لم يتعلموا من مصائب الأمس، ولم يواجهوا أنفسهم وتجاربهم بالنقد. كما سيسعى لاستثمار موجة الغضب هذه شركاء في السلطة، وفي كتلها الحاكمة، لإلقاء العبْ على طرف واحد منها فقط. فسوف نرى طائفيين يحملون لافتات تندد بالطائفية، ونسمع لصوصا فاسدين، مفسدين، مزورين يلعنون اللصوص والفساد والتزوير. كما قد يسعى أرهابيون وأهل ميليشيات لاعتلاء موجة الاحتجاجات فيندبون الضحايا والأمن المفقود، وكأنهم الملائكة الصالحون!. جميع هؤلاء سيعملون، وقد بدأ بعضهم، لإنضاج خبزهم، خبز السلطة، على نار الغضب الشعبي المشروع، وهو ما ينبغي لشبابنا الواعي الانتباه له، كي لا يخرج هؤلاء بحركة الاحتجاج عن مسارها السلمي والحضاري، وعن سرقة أهدافها في الإصلاح الجذري وإنقاذ البلاد من المأزق الذي تغرق فيه منذ سنوات.
شبيبتنا، ومن يقف بحق معهم، هم الأمل في أن يعود وطننا إلى العصر ويكون فيه حقاً.
   
 

90
دعوة للتظاهر في مدينة كولون الألمانية

تدعو مجموعة من الديمقراطيين العراقيين المقيمين في مدينة كولون الألمانية, الجالية العراقية للتظاهر يوم السبت 26 شباط الجاري, في تمام الساعة الواحدة ظهراً, أمام كنيسة الدوم مقابل محطة القطار, تضامناً مع الجماهير المتظاهرة يوم الجمعة 25 شباط في بغداد بساحة التحرير, للمطالبة بالإصلاح السياسي, في القضاء على الفساد الإداري والمالي, لتقديم الخدمات الأساسية من كهرباء وماء, وتوفير فرص العمل, واحترام حقوق الإنسان, وحقوق الأقليات, وتحسين مفردات البطاقة التموينية, ومحاسبة كل المفسدين والمزورين, أتباع الاحزاب الحاكمة, ممن يعيثون الفساد في مرافق الدولة العراقية.
وندعو الشبيبة العراقية التي ستشارك في تظاهرة 25 شباط بساحة التحرير الى الالتزام بالطابع السلمي, وعدم فسح المجال لأعمال التخريب, التي من الممكن أن يفتعلها بعض المتصيدين في الماء العكر, لغرض تشويه أهداف المتظاهرين, وحصرها في أعمال تبتعد عن الغاية الأساسية لما نقوم به.
كما ندعو كل العراقيين المقيمين في المهجر, الى تنظيم تظاهرات مشابهة, ومساندة تظاهرة كوبنهاكن يوم الجمعة, وتظاهرة لندن يوم السبت, والتواصل المستمر على موقع الفيس بوك, في مجموعة بغداد لن تكون قندهار, لدعم الشبيبة العراقية, التي تناضل لإثبات وجودها, من اجل اخذ الفرصة, في بناء العراق الجديد, ورسم مستقبله, بعيداً عن الطائفية والقومية والحزبية المقيتة.


91
متى تتواصل الشرارة ويشتعل الغضب

د. محمد شطب/ التيار الديمقراطي في ألمانيا الأتحادية

تحركت الجموع في تونس الخضراء مطالبة الساسة الحاكمين بالقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل والتخلص من الفقر والقضاء على الجوع، ورفعت تبعاً لذلك شعارات إسقاط النظام ومحاسبة رموزه وملاحقتهم قانونياً لسياسات الفساد والنهب والسلب التي إرتكبوها. وترتب على ذلك هروب رأس الهرم وإنهيار حكومته من رئاسة الوزراء إلى مختلف الهيئاة الرئاسية وما إرتبط بها، وحل البديل المؤقت وبدء الشروع بصياغة القوانين التي تخدم مصالح الناس.

وفي مصر تحركت جموع الشباب، وفجَّرت ثورة الغضب العارمة للمطالبة بتنحية رأس النظام لتخليص البلاد من تركة الفساد السياسي والمالي والإداري الذي تعاني منه منذ عقود والمطالبة بتوفير فرص العمل والخبز للجياع، ولا زالت الثورة مندلعة ومنذ 25 كانون الثاني، يتعاطف معها وبشكل مستمر مئات الآلاف من المواطنين، حتى تمكنوا من إلْزام النظام وأزلامة على التجاوب مع مطاليبهم وتقديم المزيد من التنازلات والتغييرات التي كانت قبل ذلك من الأمور الغير مسموح حتى في مناقشتها من قبل هؤلاء الطغاة. فشملت هذه التنازلات إستقالة الحكومة القائمة وتشكيل حكومة جديدة، وإستقالة الهيئات القيادية في الحزب الحاكم، بدأ برئيس الحزب، الذي هو نفسه رئيس النظام الحاكم واللجان القيادية الأخرى في الحزب مثل هيئة مكتب الحزب والأمانة العامة للحزب، وسقطت رموز وستقدم أخرى إلى المحاكم، وربما ستقطع رؤوس (على طريقة تفليش مجلس قيادة الثورة والقيادتين القطرية والقومية لحزب البعث المقبور في عراق ما قبل 2003) وبعد الحبل على الجرار، حيث إنَّ سقف المطاليب التي تنادي بها الجماهير وبحق، بعد كل ما تعرضت إليه جراء سياسات هؤلاء الخونة، أكبر من ذلك بكثير، إنهم ينتظرون الخلاص الكامل منهم ومن كلابهم وسماسرتهم ومن يقف من ورائهم. كما إنهم يريدون بدائل شريفة ونظيفة، واعية، ملتزمة بمطاليبهم، حريصة على متابعة مستلزماتهم، وجادة في فتح أبواب المستقبل لهم ولعوائلهم، ببساطة يريدون حكومة تنبع من الشعب وتجند نفسها لخدمته. وهنا بدأت تداعيات الحكومة وظهرت النتائج الأولية لهذا الغليان، تعديلات قانونية، تغييرات دستورية، تعطيل أعمال مجلسي الشعب والشورى، وإشارات لمساهمات جديدة لوجوه وطنية بما فيها من الشباب الثائر في إدارة دفة الحكم والآتي أكثر.

في بلادنا المهمومة، المظلومة، المنكوبة، المسلوبة، المغتصبة،
كثرت وتنوعت أسباب الغضب، وكَبُرَ حجمها، وإزداد وزنها، وإشتَّدَ ثقلها،
ولن يقوى الفقراء في بلادي بعد على حملها.

إلى متى تبقى الجموع الغفيرة في بلاد الرافدين تتفرج على ما يجري في القيادات التي فرضت نفسها عليهم بأساليب ملتوية، وإلى متى ترضى بأن تبقى حطباً للنيران التي يشعلها ويؤججها هؤلاء أنفسهم، وإلى متى تستمر عملية إستغفال الناس والضحك على ذقونهم والتلاعب بمشاعرهم وعقولهم من قبل هؤلاء الحكّام. وإلى متى تستمر عملية تزييف مبادىء الديمقراطية الحقة وتفريغها من محتوياتها وتسويق ألاعيب المحاصصة والطائفية والقومية محلها، وإشغال الناس بإمور بعيدة عن همومهم وأكثر بعداً عن طموحاتهم.
 ففي عراق اليوم:

الفقر والجوع
تزداد أعداد الفقراء بشكل متسارع، في بلد يعتبر أحد أغنى دول العالم، وأحد الدول الأكثر إنتاجاً وتسويقاً للنفط في العالم، حيث يُصَدَّر يومياً أكثر من مليونين برميل وبسعر تجاوز ال 80 دولار للبرميل الواحد، ناهيك عن بقِيَّة الخيرات والثروات. لديه ميزانية سنويه تتجاوز ال 100 مليارد دولار. هذه الميزانية تفوق في ضخامتها ميزانيّات خمسة من الدول العربية مشتركة (سوريا والأردن ولبنان ومصر واليمن)، علماً بأن عدد نفوس العراق لا يتجاوز ربع نفوس هذه البلدان. وفي تصريح لمسؤول في محافظة القادسية (إحدى محافظات جنوب العراق/ عدد سكانها 1.200.000 مواطن) يقول فيه: إنَّ عدد المواطنين دون مستوى الفقر في المحافظة وصل إلى نسبة 88%. أما النسبة العامة بين مجموع السكان فقد تجاوزت ال 38%. فأصبح العراقيون تبعاً لذلك كمثل البعير الذي يحمل الذهب ويأكل العاقول. وعندما يتحرك المواطنون بمسيرات سلميَّة في مدن مختلفة مثل الحمزة والديوانية وقبلها في مدينة البصرة لرفض هذا الواقع وللمطالبة بتوفير الخدمات وبحقوقهم المشروعة الأخرى تطوقهم القوات الحكومية وتطلق عليهم الرصاص الحي ليسقط من بينهم  القتلى والجرحى.

البطالة
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة البطالة هي بحدود 15% فقط. ولكن في مقابلة تلفزيونية مع السيد علي بابان، وزير التخطيط والإنماء السابق ذكر فيها أنَّ نسبة البطالة تجاوزت ال 30%، هذه الأرقام للبطالة الظاهرة، حيث الآلاف ممن فقدوا أماكن عملهم نتيجة للخراب والدمار الذي إندلع في كافة مؤسسات البلاد الإنتاجية، وما لحق بقطاع الزراعة نتيجة شحة المياه والإهمال الذي إمتد ليحول أخصب الأراضي إلى صحارى قاحلة، إضافة إلى مئات الآلاف من منتسبي القوات المسلحة السابقة، الذين فُرِط أو إنفَرَط عقالهم في ليلة وضحاها، أما البطالة الخفيَّة فلم يستطع أحد إحصائها، فقد أُتْخِمت دوائر الدولة بالعديد من الموظفين الذين لا يعرفون أساساً ما هي الواجبات التي يتوجب عليهم القيام بإدائها، حصلوا على هذه الدرجات من قبل مختلف القوى المتسلطة من أجل ضمان أصواتهم في الإنتخابات والترويج لسياساتهم ليس إلا. وفي الجانب الآخر تزداد أعداد المنتسبين إلى صفوف القوات المسلحة الجديدة على نفس منحى الإنتماء إلى الوظائف الحكومية، حتى تجاوز تعدادها المليون، وهي قوى غير منتجة إطلاقاً، بحيث صار 80% من ميزانية الدولة يذهب كمخصصات لتغطية هذه النفقات على أجهزة الدولة المختلفة الغير مثمرة بجانبها الأكبر، علماً بأن ربع هذه التخصيصات تذهب إلى جيوب العشرة المبشرة بالجّنَّة من مدللي الرئاسات الثلاث (أو ربما الأربعة لاحقاً) ومن لف لفهم.

الفساد
للفساد أشكال متعددة، وجوه مختلفة، ألوان متباينة، وتسميات لا تحصى، لكنها تلتقي جميعا تحت عنوان واحد، ومن أكثر هذه الأشكال بشاعة هو الثالوث غير المقدس للفساد السياسي والمالي والإداري، الذي بسط أجنحته على كل شيئ في عراقنا، وشمل بسلبياته كل المواطنين، حصل هذا بالدرجة الأساسيَّة بشكله المفرط نتيجة للصراعات الحادة والدائمة بين السلطات الثلاث التشريعيّة والتنفيذية والقضائية، في دورتيها السابقة والآنيَّة، التي بنيت على أسس المحاصصة القومية والطائفية، وتم إختيار معظم أعضاءها على طريقة الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، والتي تسببت في إشاعة الفتنة وإضاعة فرص الأمن والسلام، مما جعل المواطنين يكتوون بنيران تخبطاتهم وصراعاتهم المشبعة بالشراهة والشراسة الخفية والمعلنة وبشكل مستمر، مما تولد عنه شعور لدى المراقب بأن هؤلاء بإصطفافاتهم هذه إنما يطبخون بوعي او بدون وعي مقترحات بايدن البائسة على نار هادئة. (هناك مقال خاص عن الفساد)

الضحايا

لقد تنوعت أشكال الضحايا في بلادي، فمن ضحايا النظام السابق، اللذين تنوعت أشكال تصفياتهم من الحروب العبثية إلى القبور الجماعية، ومن الحروب الكيمياوية إلى حرق وقصف القرى والقصبات الحدودية، من تصفيات السجون إلى التصفيات على قارعة الشوارع .... وغيرها الكثير، ومنها إلى ضحايا حرب الغزو والإحتلال والإستباحة المنفلته، إلى ضحايا التآمر العربي والأجنبي بدأً بالجيران ومروراً بأعوان القاعدة، وما تداخل معها من جرائم إرتكبتها بقايا أزلام النظام المقبور، وما تلا ذلك كله من ضحايا الإقتتال الطائفي والمذهبي بين أبناء الوطن، وأخيرها ضحايا تصفيات إصطفافات الكتل السياسية المختلفة. وقد خلَّف ذلك فوضى وإضطراب أمني وسياسي نتج عنه جيوشاً من المعوقين والأرامل و الأيتام تجاوزت أعدادهم الملايين، ومجاميع من المهاجرين والمهجرين زادت هي الآخرى على الملايين، كما رافقه المزيد في حشود الأميين، واعداد المتسولين، وإهمال في كافة مرافق الخدمات وخاصة في توفير الماء والكهرباء والخدمات الصحية وشباكات الصرف الصحي وتزايد أكداس الأوساخ ترتب عليها إنتشار واسع للأمراض والأوبئة، حتى إرتفعت نسب المصابين بأمراض مختلفة إلى أرقام قياسية غير مسبوقة.

وفي هذه الأجواء المرعبة كثرت مجاميع القتل وجماعات الخطف والسلب والنهب وأعداد اللصوص والمسلحين فرادا وجماعات، على شاكلة العصابات والمافيات المنفلته والميليشيات المسلحة.

لقد أثبتت الأحداث بأن المواطنين تعبوا مما يجري، ضجروا، تمردوا، ورفضوا مواصلة الخنوع للتيارات السائدة، وما نسبة 49% من المواطنين، الذين عزفوا عن المشاركة في الإنتخابات الأخيرة إلا تعبيراً صارخاً لتخمتهم مما يقدم لهم من سقط المتاع

ألم تكن هذه أسباباً كافيه لإفتراش الشوارع وقطع الطرقات ورفع أصوات ورايات الإحتجاج عاليا وفضح أساليب ومراوغاة القادة الجدد، وشهر السيوف على طريقة أبا ذر الغفاري للتخلص من هذا الواقع الأليم.

صحيح إنَّ المعارضة ضعيفة، ومشتته ومتصارعة، تفتقر إلى برامج واضحه لتعبئة الغلابا وتنويرهم وإرشادهم وبث الروح الثورية في صفوفهم، ولكن ألم يحن الوقت لتجاوز هذه العقبات والإستفادة من كل ما حصل ويحصل من إخفاقات وتخبطات، ولم الشمل والبدأ من جديد لإحتضان الشارع التائه.
ومع هذا كله يمكن أن يطرح السؤال: مَنْ فَجَّر الثورة في تونس، ومن فجَّرها في مصر، ألم يكن شبابها وطلائعها وخيرة أبنائها، أين هم في بلاد الرافدين؟ نأمل أن لا يطول الإنتظار. نريد ثورة الشعب، نريد تغييراً ثورياً ينبع من بين صفوف المنكوبين، يكون منهم وإليهم، بعد إن تمخض التغيير الذي أتى به الإحتلال إلى فرض أجندات المحتل وسيطرة أيادي لا  تتجاوب مع مصالح الملايين قدر تصارعها لخدمة مصالحها الشخصية والفئوية والحزبية والطائفية والمذهبية والقومية، ناهيك عن تسابقها في فرض أجندات أجنبية.

92
أحزاب البرلمان العراقي لا تريد أن تفهم

ماجد فيادي
وسط رياح الثورة المتنقلة بين الشعوب العربية وتساقط الحكام كقطع الدومينو, خرج البرلمان العراقي منقسما على نفسه, غير متفقا على تسمية نواب رئيس الجمهورية. وقد تناقلت الأخبار أن احد أهم أسباب الخلاف تسمية خضير الخزاعي وزير التربية والتعليم السابق مرشحا لهذا الموقع, فالرجل كان محط انتقاد وخلاف على مدى سنين توزيره السابقة, في حين هناك مطالبات بمنح المنصب الى مكون التركمان.
الى هنا يبدو المشهد مألوفاً للمتتبع العراقي, لكن ما يهم المواطنة والمواطن العراقي ممن يدعون الى التظاهر, هو استمرار المشهد ذاته, دون محاولة لتغييره, مما يعني أن البرلمانيين العراقيون لم يتعلموا الدرس, ولم تصلهم رياح الثورة الشبابية, التي انطلقت من تونس وانتقلت الى مصر وهي تعصف اليوم بالجزائر واليمن وترسل عجاجها الى بغداد.
ما يدل على بقاء عقلية البرلمانيين كما هي, أن خطبا ألقيت تحيةً لشعبي تونس ومصر اللذان غيرا نظامين دكتاتوريين بثورتين, ما كان لأحد أن يتوقعها قبل أيام من حدوثهما, موعزين هاتين الثورتين الى الفساد السياسي والإداري والمالي وقمع الحريات, كأن العراق لا تتوفر به هذا الحالات ولا تغيب فيه الخدمات الأساسية, ولا ظهور طبقة جديدة من الأغنياء في يوم وليلة, من منتسبِ الاحزاب الحاكمة, لا يوجد في العراق خطر الجفاف بفعل دول الجوار ممن يواليها أحزاب السلطة, يبدو أنهم غير مسؤولين عن الاستمرار بالعمل بدستور أعرج, وفقدان الخدمات العامة, وقلة فرص العمل, تأخير موازنة 2011 نتيجة خلاف في تقاسم الكعكة, وكأنهم ينؤن بنفسهم عن هذه التهم, وهم من حكم العراق خلال الدورة السابقة وما قبلها من حكومة اياد علاوي وإبراهيم الجعفري.
في جلسة البرلمان, يتقدم رئيس الوزراء لتعريف عدد من الوزراء للتصويت عليهم من قبل البرلمانيين, مع ملاحظة أنه سيكمل الوزارات الامنية خلال أيام قليلة, مما يثير التساؤل متى تتعلمون احترام الشعب, وتقدموا حكومتكم دفعة واحدة بدل نظام التقطير, وهل تجدوا غياب وزراء الأمن والتخطيط أمر عادي. إن الشبيبة العراقية لن ترحمكم على هذا الاستغفال.
ثم يتبع ذلك التصويت على سبعة وزراء ووزيرة المرأة, عندها اعترضت احد عضوات البرلمان بنقطة نظام, أن المرأة العراقية تتعرض لانتهاك حقوقها, بتغييبها من الحكومة, فيقاطعها رئيس البرلمان, أن الاعتراض لا يمثل نقطة نظام, إصراراً منه على كتم الأصوات المعترضة وانتهاك الحقوق.
وفي مشهد درامي, على القناة العراقية, ينقطع التسجيل, لنستمع الى نشرة الأخبار, التي تعلمنا بالتصويت على ثمانية وزراء, ضمن الحكومة, وكأننا لم نكن نتابع البث التسجيلي لجلسة مجلس النواب, لكن الحقيقة أن الجلسة انتهت بانسحاب عدد من البرلمانيين, نتيجة خلافات سياسية, على تقاسم السلطة, في توزيع منصبي نائبي رئيس الدولة.
أحد أهم الصور التي تدل على تمسك البرلمانيين العراقيين بنهجهم, اتهام إبراهيم الجعفري ضمن كلمته المرتجلة, القنوات الإعلامية العربية, بحجب الحقائق لانتفاضة الشعب العراقي في 1991 و ضحايا الأنفال, في الوقت الذي تقرر فيه هيئة الإعلام قانون لدفع رسوم فلكية, من قبل الفضائيات العراقية وبأثر رجعي, الهدف منه تكميم الأفواه وفسح المجال لمن يقدر على الدفع, ممن يوالي الاحزاب الحاكمة التي تتحكم بأموال الشعب, وهي رسالة للجميع, أن القوانين سوف تشرع لكل من يقف بوجههم, في حين جرت المماطلة والتسويف لمنع تشريع قانون حماية الصحافة عبر البرلمان السابق والحالي.
اكثر ما يحز في النفس أن يتحول المظلوم الى ظالم, يبحث عن منافعه الشخصية وينسى معاناة الآخرين, التي طالما نادى بها أيام الدكتاتور.
 


   
 

93
التيار الديمقراطي العراقي في المانيا يشارك في نشاطات التيار الديمقراطي في الوطن

ساهم المتحدث باسم التيار الديمقراطي في ألمانيا الزميل الدكتور صادق إطيمش بنشاطات التيار الديمقراطي الجارية في الوطن في الوقت الحاضر. فقد شارك زميلنا في الإجتماع الذي عقدته لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي المنعقد في بغداد في الخامس من الشهر الجاري . وقد تناول الإجتماع سبل تطوير العمل التي يمكن أن تعجل باستكمال تأسيس التيار الديمقراطي العراقي ككيان مستقل يقوم بدوره على الساحة السياسية العراقية . كما درست اللجنة الإجتماع مع ممثلي لجان تنسيق التيار الديمقراطي في المحافظات العراقية ولجان المناطق السبع في بغداد. وقد تم عقد هذا الإجتماع فعلاً في الحادي عشر من الشهر الجاري وساهمت فيه لجان تنسيق التيار الديمقراطي في جميع المحافظات العراقية والتي تداولت فيه أساليب العمل المشترك بين المحافظات والتهيئة لعقد المؤتمر العام في الشهر الرابع القادم الذي سينبثق عنه الإتحاد فعلاً على الساحة السياسية العراقية . وفي  الإجتماعين طرح زميلنا امام المجتمعين من بغداد والمحافظات الظروف التي رافقت تشكيل التيار الديمقراطي في ألمانيا والبرنامج الذي طرحه للعمل والنشاطات التي قام بها لحد الآن ، مؤكداً على ضرورة التواصل بين التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا والوطن . وقد رحب المشاركون في الإجتماعين بهذه المبادرة التي ثمنوها بشكل إيجابي واضح .
كما شارك زميلنا ممثلاً عن التيار الديمقراطي في ألمانيا في المبادرة التي أطلقتها منظمة الأمل والساعية إلى تفعيل المبادارات والنشاطات التي تعمل على الدفاع عن الحريات الديمقراطية والتي تطالب بتحقيق طموحات الجماهير في الحرية والخدمات.
وقد دعت لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في العراق زميلنا للمساهمة في الإجتماع الذي سيعقد في الخامس من الشهر القادم في بغداد والذي سيناقش مهام وعمل التيار في محافظة بغداد فقط . واستناداً إلى هذه الدعوة فإن زميلنا سيشارك في هذا الإجتماع ايضا.
 
 
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في ألمانيا




94
الشعب خلاص اسقط الرئيس

ماجد فيادي
مبروك للشعب المصري إسقاط الرئيس والنظام.
اليوم وقد ثبت الشعب المصري على موقفه وقال كلمته, ما كان للدكتاتور إلا أن يرضخ لثقل الموقف الشجاع, الذي أراده الشعب المصري, كلمة مدوية ( الشعب يريد إسقاط النظام), فكانت النهاية لصالح الشعب على حساب النظام ورئيسه.
قدم الشعب المصري نموذج رائع للإرادة الحقيقية في التغير, بعيدا عن العنف وبالوسائل السلمية, التي لقن بها النظام الساقط, درسا في الإرادة والنضال والإصرار على الحياة, على العكس من سياسة وعقلية هذا النظام الذي اعتاد لغة القمع والترهيب والتخوين والعمالة. انه إسلوب مبتكر للشعب المصري في إسقاط النظام, في منطقة الوطن العربي, هو أشبه بما قام به غاندي الهند ومانديلا جنوب أفريقيا, انه التفرد في صناعة الثورات العربية, أرادها النظام الساقط عنفيه, فجعلها الشعب سلمية, أرادها النظام الساقط بأساليب أمنية قمعية, فجعلها الشعب مدنية, أرادها النظام للرئيس الدائم أبدا, فجعلها الشعب على الرئيس الساقط.
هكذا هي إرادة الشعب, هكذا فعلت دماء الثوار, هكذا أدت التضحيات, هكذا تجمع الثوار في ساحات التحرير على كلمة واحدة وقلب واحد, فبعثروا الدكتاتور وأزلامه, حتى كسبوا احترام القريب والصديق, مما دفع العديد من الشعوب العربية, أن تتظاهر مساندة للشعب المصري, وتضامنت الشعوب الأوربية مع الشعب المصري حتى وان تباينت مواقف حكوماتها.
اليوم وقد سقط الحجر الثاني من أحجار الدومينو العربية, ننتظر دور الأحجار الأخرى, فقد أزكمت الأنوف رائحتهم النتنة, غدا يترجم الثوار الجزائريين إرادتهم, ومن بعدهم في اليمن وليبيا وسوريا والسودان وكل الشعوب العربية المظلومة.
أما الشعب العراقي الذي حرمه الأمريكان من الدور في إسقاط الدكتاتور, فقد أصبحت الفرصة متاحة للخروج الى الشوارع, والمطالبة بإعادة الانتخابات, وفضح الطبقة السياسية المنتفعة من السلطة, بعد أن كانوا الى اليوم القريب يعانون من بطش الدكتاتور. هي دعوة للشعب العراقي للخروج مطالبين بالخدمات وفضح المفسدين من أتباع الاحزاب الحاكمة وإعادة الانتخابات, للخلاص من طلاب السلطة الجدد, ممن تقاسم ثروات الشعب العراقي وتركه كما كان في عهد الدكتاتور.
أصبحنا نسمع نفس اسطوانة الدكتاتور المشروخة, فقد خرج علينا برلمانيون عراقيون يتهمون المتظاهرين, أنهم مدفوعين من قبل أحزاب خسرت الانتخابات, ومن قبلهم اتهام رئيس الوزراء, أن بعض المتظاهرين مدفوعين من جهات خارجية, ويقصد عملاء لكن بلغة مخففة.
إذا كانت لغة الاحزاب الحاكمة, أن من يخرج متظاهراً ومطالباً بالخدمات والحقوق, مدفوعا من الخارج فما هو الفرق بينها وبين الدكتاتور الساقط, يبدو أنها تأثرت بلغته واسلوبه حتى صرنا لا نفرق بين برلمانيي اليوم وبرلمانيي الدكتاتور.
مبروك لتونس وشهدائها إيقاد روح الثورة والخلاص من دكتاتورها, مبروك لمصر تحضرها وشهدائها وخلاصها من دكتاتورها, والى كل شعب عربي وصلته الشرارة وسيخرج على دكتاتوره, لابد أن لا يعود الى سكناه قبل إسقاط النظام.
   
 

95
ندوة مفتوحة للتيار الديمقراطي في المانيا

احتضنت مدينة "لودفيكسهافن" الالمانبة ندوة اقامتها لجنة تسيق التيار الديمقراطي في المانيا، حضرها جمع من العراقيين ، و قدم فيها "الدكتور صادق اطيمش" عضو لجنة التنسيق عرضا لطبيعة التيار الديمقراطي ومهامه الانية في الوطن . ثم عرض نتائج اجتماع برلين في 11.12.2010 الذي ابثقت عنه لجنة التنسيق، مؤكدا ان الجهود المبذولة في الخارج تاتي لتعزيز نشاط التيار الديمقرطي في العراق. ثم تناول فقرات البرنامج الذي اعدته اللجنة التحضيرية، ودعى الحضور الى المساهمة الفعالة في اغنائه و تطويره والى المشاركة في النشاط العام للتيار الديمقراطي  لما لذلك من اهمية في التاثير على مجريات الصراع الاجتماعي و السياسي الدائر في العراق اليوم باعتبار ان التيار الديمقراطي يمثل الاطار القادر على طرح البديل المتمثل بدولة المواطنة الديمقراطية التي تتبنى الديمقراطية منهجا  في مواجهة دولة المحاصصة الطائفية و القومية التي يجري العمل على ترسيخها في العراق . بعد ذلك جرى نقاش واسع وصريح مع جمهور الحاضرين تناول العديد من المداخلات و الاسئلة التي تخص طبيعة عمل وهيكلية التيار الديمقراطي و مصادر تمويله و القوى المشاركة فيه. كما قدم السيد علي فهد عرضا مختصرا جدا لمجريات مؤتمر التيار الديمقراطي في محافظة ذي قار الذي ساهم في اعماله اثناء وجوده في الوطن، وفي ختام الفعالية قدمت هدية تذكارية للسيد المحاضر.


96

الصديقات والأصدقاء الأعزاء في لجنة تنسيق التيار الديمقراطي المحترمون
نهديكم أجمل تحياتنا راجين لكم كل التقدم والنجاح في سبيل إعلان شأن الديمقراطية في وطننا وترسيخ أسسها في المجتمع العراقي الذي لا يمكنه الإستغناء عنها مهما طالت به المسيرة . كما ونشكركم جزيل الشكر على الرسالة التي  أرسلتموها لنا بمناسبة إنعقاد المؤتمر التأسيسي للتيار الوطني العراقي في ألمانيا الإتحادية في الحادي عشر من شهر كانون الأول الجاري.
إن سعينا لجمع القوى الديمقراطية في ألمانيا ، كجزء من القوى الديمقراطية في وطننا ، يسجل الإنعكاس الطبيعي لعملكم في نفس هذا الإتجاه داخل الوطن الذي يفتش أهله الآن عن البديل الفعلي على الساحة السياسية العراقية . لقد خاب أمل الجماهير الشعبية بالوضع السياسي القائم الذي نقلها إلى ساحات الإحتراب الطائفي والتمحور العشائري والتعصب القومي . هذه الساحات التي غابت فيها الهوية العراقية التي كانت مفخرة بنات وأبناء هذا الوطن الذين  إنتظروا ، بدلاً عن ذلك ، النقلة النوعية من النظام الدكتاتوري  المنهار إلى نظام يتبنى ما إنتظرته هذه الجماهير لعشرات السنين ، وناضلت من أجله وقدمت قوافل الضحايا في سبيله .
لقد أثبت الواقع الذي لا يقبل الشك في السنين السبع ونيف الماضية على سقوط الدكتاتورية في وطننا  على ان الوضع المأساوي الذي يتجلى على الساحة السياسية العراقية اليوم ما كان يمكن له أن  يصل إلى ما آل إليه الآن بوجود قوى ديمقراطية موحدة وفاعلة تطرح برامجها البديلة لبرامج المحاصصات الحزبية وسياسة إقتسام الغنائم التي أججت الحملات الإرهابية على أهلنا وقذفت بوطننا إلى مجاهل القرون الأولى من عمر البشرية .
إننا نرى في التيار الديمقراطي وميض الأمل الذي سينتشر شعاعه على كل أرض وطننا إن تكاتفت كل قواه بما تضمه من أحزاب وتجمعات وشخصيات وطنية تسعى لجعل الديمقراطية البديل الحقيقي لما يُطرح على الساحة السياسية العراقية في الوقت الحاضر . وما نسعى إليه نحن هنا في ألمانيا  الإتحادية وما يشرفنا هو ان نساهم بقسطنا في بناء هذا الصرح الديمقراطي الذي سيكون شامخاً بجهود المؤمنين بأهدافه التي سيحققها لأهلنا ووطننا .
تقبلوا مودتنا ، راجين التواصل معكم للسير على هذا الطريق .
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في ألمانيا
 


97
الخاله رينه المسيحيه



د.مولود العاني


أني طبيب عراقي قد تخرجت من كلية طب جامعة الموصل في بداية الثمانينات من القرن الماضي والان زميل الكليه الملكيه البريطانيه في لندن ولديّ تخصص في العقم وأطفال ألأنابيب.حكايتي كانت أثناء دراستي في الموصل حيث أني أحب المطالعه والدراسه في  أجواء  تقريبا هادئه وبعيده عن الضوضاء وخاصة كنت مرعوب من صعوبة دراسة الطب وطب الموصل كان مشهودا له عالميا بعلميته وقوته فأساتذتها  حريصون كحرص أهل الموصل الطيبين بكافة أطيافهم ودياناتهم لذلك بدأت بالبحث عن سكن خاص بمساعدة أحد الطلاب الذي يسبقني بصف بالرغم من توفر السكن في الأقسام الداخليه التابعه لجامعة الموصل هذا الطالب كان يعرف أحد سكان الموصل الأصليين كما يقولون والذي  يسكن   قريبا من كلية الطب وهو صاحب دين وأخلاق عاليه ومعروف في المنطقه فبعد الأتصال به أختار لي سكن عند جارته والتي باب بيتها مقابل باب بيته وأخبرنا أن جارته المسيحيه الخاله رينه تسكن في دارها لوحدها حيث أن أقاربها قسم منهم خارج الموصل أو خارج  الوطن ولديها غرفه تريد أن تأجرها لطالب أو طالبين ولكن بشرط أن يزكيهم جارها فأرتحت لهذا الشرط فأي زمان كان ذاك الزمان عند الكل المسلم وغير المسلم المسيحي وغير المسيحي يبحثون عن القيم والأخلاق والدين الذي هذب النفوس ويحرم ويجرم قتل الأبرياء من البشر أياً كانت معتقداتهم أو ديانتهم أو طائفتهم يحرم قتل المسلم والمسيحي والصابئي واليهودي والشبكي والسني والشيعي والكردي والتركماني وووو...يحرم قتل كل هؤلاء الأبرياء كما هو في الأولين واللآخرين.فبمحبة العراقيين وتكاتفهم ولا أقل ون ذالك سيكون العراق بخير أنشاء الله.
لقد سكنت عند الخاله رينه فترة الست سنوات وسكن معي بعد فتره طالب من نفس الكليه وبعد سنوات ألتحق بطب بغداد وتخرج من هناك وكانت تسافر الى أقربائها شهورا وتترك دارها وبما فيه في عهدتنا .كانت تراني أذهب الى المسجد وتذهب هي الى البيعه أي الكنيسه هكذا هو ديننا لكم دينكم ولي دين لا تتدخلون في ديني و لا أتدخل في دينكم.لا أذكر للخاله رينه ألا كل خير.
المفاجئه معها كانت أثناء تخرجي ولظروف معينه لم أستطيع حضور يوم التخرج الذي أقيم في كلية الطب وهو يوم له صدى عند أهل الموصل وتحضره معظم عوائل الخريجين وقد عرفت الخاله رينه بعدم حضوري فذهبت لحفل التخرج واستلمت شهادة تخرجي وسط ذهول الطلبه والطالبات الذين يعرفوني وأختلط عليهم الأمر هل هي والدتي أم من تكون وذلك لشدة فرحها هكذا أخبرت بعد حين.
وصلت الموصل بعد أيام من التخرج ورأيت الخاله رينه وهي تبكي فرحا لتخرجي وحزناً لمغادرتي بيتها والموصل .
لقد أعطتني نسخه من مفاتيح بيتها وأمنتني عندما آتي  الى الموصل أن آتي  الى بيتها  وأفتح ألباب وأسكن أنا ومن معي حتى لو لم تكن موجوده والمفاتيح لا تزال معي بمداليتها الزرقاء ولكن مع الأسف ولتقصير مني لم أذهب الى هناك ومنذ تخرجي.
هذا جزء من حياتي في العراق والذي لم أشم خلاله رائحة عنصريه أو دينيه أو طائفيه لا من بعيد ولا من قريب.
صبراً صبراً أيها العراقيون ستزول الشده وتلتئم الجروح وتشفى بأسرع مما تتوقعون أنشاء الله


د.مولود العاني
mouloda@hotmail.com

http://iraq4allnews.dk/ShowNews.php?id=3828

98
رسـالة مفتوحة إلى الرئاسات الثلاث في العراق :
 
                                        حتى لا يسـود منطـق الوصاية على الناس 
 
السيد رئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطالباني المحترم
السيد رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي المحترم
السيد رئيس مجلس النـواب الأستاذ أسامة النجيفي المحترم
 
تحية طيبة
 
آثرنا أن تكون رسالتنا هـذه إلى حضراتكم مفتوحة لأنها تتناول شأنا عاماً نرغب لأهلنا، في العراق وخارجه، أن يطّلعوا على رأينا فيه وموقفنا منه، آملين أن يتفاعلوا معهما دون عصبيات وأحكام عقائدية مُسبَقة وإنما بتحكيم العقل، وما أتتهم به تجارب العيش ، عيشهم هم وعيش أقوام غيرهم. ولهم أن يـذهبوا، بعد ذلك، إلى الخيار الـذي يرونه صائباً.
ولا شك إن ما نأمله من أهلنا نأمله، في الأساس، منكم أيها السادة، فأنتم تتولون مسؤوليات ذات طابع وجوهر وطنيين، تتطلب منكم السـموَّ، في تدبيركم لشؤون البلد، على كل انتماء ديني أو طائفي أو عرقي أو حزبي أو شخصي، خاصة وأنه قد قُيِّض لكمُ الحكمُ في بلد بلغ تنوع الأديان والطوائف والأقوام، وتيارات الفكر والسياسة وتعـدديتها، فيه، ومنـذ القدم، مبلغا لم يكن، ربما، من حظ بلد آخر.
ومثل هـذا التنوع يعني تنوع الهويات والثقافات والرؤى والتصورات عن العالم. فما هو محرّم لدى أحد الأديان قد لا يكون محرّما عند غيره. وما يكون حسناً عند هـذا فلعله قبيح عند ذاك، وهكـذا دواليك. ولهـذا
كنا، وما نزال، ندعو، مع كثيرين غيرنا، إلى عدم توريط الدين في شؤون الدولة والحكم، ففي هـذا ورطة للبلاد وللناس أيضا. وهو ورطة للدين وإساءة له ولقيمه الانسانية العليا : قيم العدل والحرية ومساواة الخلق وكرامة بني الانسان والتراحم بينهم بوصفهم بشرا، وحماية الحياة وحق الانسان في الاختيار الحر الواعي وتحمله لمسؤولية خياراته أمام القوانين، حين تكون موضوعة لإقامة العدل بمعانيه الانسانية، لا بالمعنى الـذي تراه هـذه الفرقة أو تلك، وكـذلك أمام الخالق حين يمثل أمامه في اليوم الآخر، مثلما تتفق الأديان جميعها. أولم يُـذكَر في (الكتاب) بأن "كل امرئ بما كسب رهين، 21 ، الطور"، كما ورد ما يماثل هـذا في آيات وسور كثيرة.
ولعلكم تتفقون معنا، أيها السادة الرؤساء، أن هـذه القيم الكونية التي نسعى للالتزام بها، والـذود عنها،
لا تعود حقوقا، بل تصبح مظالم إذا ما جرى فهمها وتفصيلها على مقاسات العقائد وفرقها وطوائفها وأحزابها، ولن يكون الحديث عنها في الدساتير والخطابات السياسية والوعظية سوى بلاغة كاذبة، أو تعبير عن فصام نفسي وأخلاقي، في الوقت نفسه.
 
ومن الواضح أن تجاوز الحدود الضيقة للانتماءات الثانوية التي ذكرناها يجب أن لا يكون حليةً فيمن يتبوأ منصبا في الرئاسات الثلاث فقط، وإنما في جميع مسؤولي الدولة والحكومة. فهما، أي الدولة والحكومة،
للعراقيين جميعا، أقلية كانوا أم أكثرية، أعجبونا أم لم يعجبونا، خالفونا أم وافقونا، رضوا بنا أم لم يرضوا، شاركونا العقائد أم لم يشاركونا إياها. والمسؤولون في الدولة والحكومة أجراء عند الناس يتلقون أجرهم منهم ليخدموهم، لا ليكونوا أوصياء عليهم في أمور الدين والدنيا. أو لم يقل القدماء من أهلنا بـ"أن كبير القوم خادمهم"؟
دستور البلاد، على ما فيه من عيوب غير قليلة، يضمن حريات الناس الشخصية والعامة ويِؤكد مساواتهم أمام القانون، وهو لا يقول بأن الدولة دولة دين ما أو طائفة ما. بل هو يتحدث عن نظام ديمقراطي، ويتحدث ساسة الأحزاب الحاكمة والمتنفـذة، ليل نهار، عن (دولة القانون) المدنية، الديمقراطية. ونحن نتساءل هل يمكن أن يكون للديمقراطية ولـ(دولة القانون) المدنية من معنى إذا ما جرى تقييد الحريات الشخصية والعامة من مسؤولين يمثلون هـذه الأحزاب، ويلهجون       بخطاب "الديمقراطية" و"المدنية" نفسه.
لقد أشرنا، أيها السادة الرؤساء، في بيان تضامني مع مثقفي بلادنا نُشر قبل فترة، إلى غضبنا وقلقنا إزاء إجراءات تذهب إلى قضم تلك الحريات، وأخـذت تتواتر في الشهور الأخيرة، وقام باتخاذها مسؤولون في حكومات محلية وفي بعض داوئر الدولة الاتحادية، وهي إجراءات دوافعها أيديولوجية دينية في الأساس، وليست قانونية، مثلما يسعون لتبريرها.
لقد منع مجلس محافظة بابل قبل شهور الموسيقى في مهرجان دولي حضاري، بدعوى "حماية هوية المدنية الاسلامية!". وفي العام الماضي منع مجلس محافظة البصرة مهرجانا للأغنية الريفية وبالمزاعم الدينية نفسها. لا ندري ماذا ترون، أيها السادة الرؤساء، في عقل يمنع فنونا رافقت الانسان منـذ بدء الخليقة، ولها مكانتها في الثقافات والحضارات الانسانية، ومن بينها حضارتنا في جزئيها العراقي العريق والعربي ـ الاسلامي؟.
كما أن هناك مسؤلين في هيئات السياحة يرفضون الترخيص لنواد اجتماعية بدعاوى "أن الشرع يُحرم عليهم ذلك!". وعلى "هـدي الشرع!" يأبى مسؤول كبير في وزارة التربية التوقيعَ على عقد شراء آلة "بيانو" يحتاجه طلبة قسم الموسيقى. لماذا؟ لأن السيد المسؤول يعتبر هـذا من الموبقات!. ويرى مسؤول غيره، لعله يحمل صفة "أكاديمية" يعرف (عالم الغيب والشهادة) وحده، كيف أتته شهادتها، ينظر إلى منجزات فن النحت العراقي وعباقرته بوصفها "أصناما" ينتظر أن يحمل عليها بالفؤوس كي يُكتب له (ثواب) إزالتها!.
ألا ترون معنا، أيها السادة الرؤساء، أن هـذا كله من الجهالة الصارخة، وأنه لا يليق ببلاد لها كل هـذا العمق الحضاري أن يتحكم بمصائرها مسؤولون كهؤلاء؟
 
هـذه الأمثلة، وكثير سواها، يُظهر لنا، ولكم أيها السادة الرؤساء، أنْ ليس الغيرة على القانون هي ما يدفع هؤلاء المسؤولين لأفعالهم هـذه، كما يزعمون، سواء ما تعلق منها بإغلاق النوادي الاجتماعية أو محلات بيع الخمور أوسواهما، وإنما الدافع الحقيقي هو تلك النظرة الأحادية للحياة وللعالم وللإنسان، التي ينطلقون منها، وترغب في صياغة الناس وعقولهم على شاكلتها هي، بحيث لا يكون لهم غير دور الأتباع الراكضين وراء كل ناعق، كما قال الإمام علي (ع) مرة. وفي مثل هـذه النظرة لن يكون الدين سوى وسيلة للدنيا، وتوطيد سطوة السلطان فيها، والشواهد على ذلك، أيها السادة الرؤساء، لا تُحصى في تاريخنا وتاريخ غيرنا.
 
وحتى إذا كان الاسلام هو دين الأكثرية في وطننا، فليس من حق أجهزة الدولة والحكومة ومؤسساتهما والمسؤولين فيهما، دستوريا، أن يكرهوا الناس على الامتناع عما يراه فقهاء الدين، أو بعضهم، مُحرَّما.
مثل هـذا لا يجوز في الدولة المدنية الديمقراطية، في "دولة القانون" والدستور التي يحمل الجميع لافتاتها، ويخطب الجميع بشعاراتها، وتتسمى قائمة السيد رئيس الوزراء باسمها. ليست مهمة المسؤول في الدولة الديمقراطية وحكومتها الوصاية الدينية على الناس. مهمته خدمتهم في إطار القانون والدستور.
أما هداية الناس إلى "الطريق القويم" فهي من شأن الفقهاء والوعاظ ورجال الأديان، وكذلك المؤمنين عموما، يسعون إليها بالموعظة الحسنة وبالمثل الحسَن. وللمسؤول "المؤمن" أن يمارس حقه في الدعوة لدينه ومـذهبه، ولكن خارج أوقات عمله الرسمي، ودون أي استغلال لموقعه في الدولة والحكومة، أو تسخير لمؤسساتهما ووسائلهما وأموالهما، وأجهزتهما الأمنيه والقانونية في دوره الدعوي الخاص هـذا، فالدولة ملك العراقيين جميعا، وهم من أديان وعقائد مختلفة، كما نعرف. ثم أن المسؤول "المؤمن"
لا يتلقى أجره من المال العام بوصفه داعية أو مبلغا أو مبشرا، فأجره في هـذا عند الله، وإنما لأنه أجير عند المواطنين لمهمة أخرى، عليه أن يجاهد نفسه للقيام بها بما يفيها حقها كفاءة ونزاهة وأخلاقا ونكران ذات. ونظن أنكم تعتقدون معنا، أيها السادة الرؤساء، بأن هـذا من جوهر الإيمان الحق.
إننا نرى، أيها السادة الرؤساء، بأن (ثقافة المنع) ومنظومته التي يمارسها بعض الساسة في "العراق الجديد" ليست سوى تعبير عن (ثقافة القمع) ومنظومته، في الجوهر. والإثنان لا يؤديان، في نهاية المطاف، لغير الاستبداد ولا ينتجان سواه، بمعزل عن الأزياء التي تتزيا بهما هاتان (الثقافتان) ومنظوماتهما الفكرية: دينية تلك الأزياء كانت أو دنيوية. هكـذا كان الأمر عبر التاريخ البشري كله، وليس تاريخنا استثناء له.
وعي هـذه الحقيقة هو ما حدا بمثقفينا، وبمن وقف معهم من أحزاب وساسة ومنظمات مجتمع مدني، إلى تبني شعار (الحريات أولاً) الـذي رفعته مؤسسة (المدى) الثقافية. الحريات حق أساسي لا يمكن تجزئته أو تعطيله أو إخضاعه لأمزجة بعينها، إذ لا ديمقراطية حقيقية، ولا إعمار يدوم ، ولا تطور يتحقق، ولا لحاق بركب الحياة، ولا أوطان يفخر المرء بانتمائه لها، دون هـذه الحريات.
   
إن عليكم، أيها السادة الرؤساء، مسؤولية تاريخية وأخلاقية أمام الناس والعالم، وإزاء القسم الـذي أديتموه، والعهود التي قطعتموها للعراقيين ، وعلى أنفسكم كـذلك، في حماية الدستور والالتزام به، واحترام حريات الناس وخياراتهم، حتى لو كانوا أقلية.
أننا نأمل منكم، أيها السادة الرؤساء، إيقاف كل ما من شأنه أن يعيد البلاد إلى أحوال الماضي والعتمة.
 
مع جزيل احترامنا وتقديرنا
 
                                                           (لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في ألمانيا


99
لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في ألمانيا :

                                         في التزوير ومعاني العفـو عن المزوّرين                

تلقينا باستغراب وحيرة، شأن غالبية العراقيين والقوى الديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني وهيئة النزاهة، قرار ديوان مجلس الوزراء بالعفو عن المزورين، وتقديمه قانونا بهـذا الخصوص. ومما يزيد في دهشتنا وحيرتنا أن مثل هـذه الخطوة "العجيبة!" لا تأتي في زمن تنحسر فيه ظواهر الفساد في البلد وتضمر، وإنما نراها تأخـذ في الاتساع، على الدوام، حتى أصبحت هي والارهاب غولين، يتغـذيان من بعضهما، ويجعلان من الجهود والأموال المبـذولة في عملية إعادة البناء والعمل على تطوير البلاد لا معنى ولا أثر حقيقيين لها. لقد أشارالسيد رئيس هيئة النزاهة، أمام البرلمان مؤخرا، إلى أن البلاد فقدت بسبب الفساد، في عام 2010 وحده، مليار دولار!. هذا ما استطاعت الهيئة، بالطبع، كشفه، أما ما لم تصل إليه فعلمه عند الله وحده!.  

وعدا ذلك فأن توقيت الإعلان عن هـذا "الانجاز!" ينطوي على إشارات، كل واحدة منها أسوأ من صاحبتها. فهو يأتي بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ودون اعتراضات جدية من أطرافها على مثل هـذا التوجه الخطير، وكأن أطراف حكومة "الشراكة الوطنية" قد توافقوا على أن يكونوا "رحماء" بينهم، ما دام المزورون من "الأهل" والأنصار، ومن أفراد طوائف الساسة وعشائرهم وأحزابهم. ولـذا فليس للناس المغلوبين على أمرهم، وهم أكثرية العراقيين، أن يتنظروا، في مثل هـذه الأحوال، من حكومة تبدأ عهدها بالعفو عن مزورين وناهبين للمال العام، ومن برلمان، ربما، يشرّع لمثل هـذا العفو، أو يوافق عليه، أن يكونا عند عهودهما بمكافحة الفساد.
إننا لا نرغب، بالتأكيد، لساستنا، وإن اختلفنا معهم، أن يتحدثوا بلسانين ويظهروا للعالم بوجهين، فمثل هـذا نفاق يرفضه الدين القويم والخلق القويم، كما نعرف ويعرف ساستنا!.

الناس والعالم لم ينسيا، بعد، أن الكتل الحاكمة، اليوم، قد خاضت الانتخابات الأخيرة بشعارات ووعود أساسية، في مقدمتها مكافحة الفساد والمفسدين. كما نتذكر، جميعا، أن السيد رئيس الوزراء قد عاهد العراقيين، قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، على أن يكون عام 2008 عام الحملة على الفساد ومكافحته!. ولا نظن أن أحداً يختلف معنا في أن تزوير الوثائق والشهادات فساد، وأن العفو عن مزوريها فيه، على الأقل، إضعاف لمكافحة الفساد والمفسدين، إن لم يكن تشجيعا لهما، قصدنا ذلك أم لم نقصده. إضافة إلى أن مثل هـذا "العفو ـ المكرُمة" يضع الجدوى من الالتزام بالقانون واحترامه موضع تساؤل، وينطوي على سخرية ما من حملة الشهادات الأكاديمية وغيرها، ممن كدوا واجتهدوا، هم وعوائلهم معهم، سنين طوال للحصول عليها. ونحن ما نزال نتـذكر تلك القصيدة "العصماء" التي سطّرتها لنا، قبل سنتين أو أكثر، قريحة رجل دين وأحد مستشاري السيد رئيس الوزراء لشؤون الثقافة، في حينها، بعنوان "طُـزْ بشهادة!"، ردا على ما كشفه محرر صحيفة "الحياة" في بغداد، عن وجود أكثر من 11 ألف شهادة مزورة. المحرر أُطلق عايه الرصاص، هو وعائلته، مساء اليوم الذي نُشر فيه تقريره، من قبَل "مجهولين" ظلوا "مجهولين" إلى يومنا هـذا. أما صاحب "طُـزْ بشهادة" فهو، اليوم، رئيس جامعة يُفترَض لها أن تغـذي المجتمع بالعلماء والباحثين!.

ومن الدلالات السيئة على توقيت هـذا "الانجاز" (لا بد أن المسؤولين يرون فيه إنجازا، وإلا لما أقدموا عليه!) أنه جاء بعد أقل من أسبوعين على نشر (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن ظاهرة الفساد في العالم. وكالعادة فقد كان لعراقنا "الجديد" قصب السبق في هـذا المضمار، فكنا ، والعياذ بالله، مع أفغانستان وكمبوديا والكاميرون ونيجيريا، في مقدمة عشرين بلدا هي الأكثر فسادا ورشوة في العالم، حتى أن التقرير يؤكد بأن أحوال الفساد والرشوة في العراق، مثلا، بلغت، منذ 2006 مستوى لم تبلغه من قبل.

لقد ذكر السيد (علي العلاق) الأمين العام لمجلس الوزراء، قبل أيام، عن وجود أعداد كبيرة من المزورين في الوزارات والمؤسسات الحكومية، "منبها" على أنه في حالة المُضي في تنفيـذ الإجراءات القانونية والجزائية ضدهم سيؤدي إلى زجهم في السجون، سواء كانوا رجالا أم نساء. ولم يُغفل السيد العلاق الإشارة إلى "أن هـذا الأمر سيكون محرجا وصعبا في الوقت نفسه!". نحن نجهل، بالطبع، موطن الإحراج والصعوبة المشار إليهما من جانبه، في محاسبة من ارتكب الجرم وحقّ عليه الجزاء!. هل سيكون "السلم الاجتماعي"، مثلا، معرضا للخطر، لا سمح الله، إذا ما حوسب المزورون على جرمهم؟. ألم يخرجوا في فعلتهم، هـذه، على القانون والشرع معاً، مع أن غالبيتهم تدعي الإيمان والتدين؟. ألا يُنقل عن الرسول (ص) قوله بأن "من غشنا ليس منا"؟. ألا يخجل أهل الإيمان والتدين وأحزابهم أن يكون بين ظهرانيهم مثل هؤلاء؟. وفضلا عن هـذا كله، أليس من واجب الساسة "الديمقراطيين" الراغبين في بناء "دولة القانون" حقا، أن يدعوا للقضاء "المستقل!"، وحده، حق التصرف في مثل هـذا الأمر؟ فلماذا يدسون أنوفهم في شؤونه إذن؟.
في الديمقراطيات الحقيقية لا يتبع الحكام والساسة الديمقراطيون نداءات أحزابهم وطوائفهم وقبائلهم، بل يصغون، فقط،، للمواطنين ويضعون حاجاتهم ومصالح البلاد فوق كل شيئ.
في البلد الذي نعيش فيه (ألمانيا)، وهي بلاد تقع، مثلما يصنفها تراثنا الفقهي، في "ديار الكفر" ينظر القضاء المستقل، حقا، إلى مثل هـذه الجريمة بوصفها "جريمة مُركّبة" تجتمع فيها جريمة التزوير العمد بجريمة سرقة المال العام عمداً، فالمرتبات التي حصل عليها المزورون، ونظنهم قمة جبل الجليد فقط،، اغتصبوها من الناس بوعي وتخطيط مُسبَق، وبالعمد كذلك، وينبغي أن يُقام الحق عليهم بهذا المعنى، فمن يرتكب مثل هـذه الجريمة المُركّبة، وبهـذه الروحية، يحمل في نفسه طاقة، واستعدادا، لجرائم أكبر وأخطر.
لا ندري إن كان بعضهم قد أدى فريضة الحج، أو أعان بعض أهله على أدائها، بما ملكه من مال حرام أتاه عن طريق التزوير، فخدع بهـذا أهله وأساء لدينه؟ أو أن "المؤمنين" منهم قد خمّسوا، أو زكّوا، ما كسبوه، فاختلطت، بهـذا، أموال الشرع بالمال الحرام، فلم نعد ندري هل زكّت تلك هـذا، أم لوّث هـذا تلك؟.
 
يبدو لنا أن تعامل بعض المسؤولين مع ظاهرة تزوير الوثائق والشهادات المستفحلة ينطلق من عقلية "طُزْ بشهادة"، ولأن الشهادة لا معنى كبير لها في عرفهم ، فهم يرون في تزويرها، وما ينتج عنه، ذنوبا صغيرة، لا معنى لها، يمكن العفو فيها.

إننا نرى أن على العراقيين جمعيا، من متدينين حقيقيين وغيرهم، ومن أحزاب وأعضاء مجلس نواب صادقين مع أنفسهم وإيماناتهم، ومنظمات مجتمع مدني وقضاة يحترمون الحق واستقلالية القضاء، أن يقفوا بوجه مثل هـذه المحاولات، بغض النظر عن دوافعها، حتى لا تعيش البلاد نوعا من "الكوميديا" الديمقراطية والقانونية، في الوقت نفسه، ويظل غول الفساد يفترس حياتنا ومستقبلنا.


                                                (لجنة تنيسق التيار الديمقراطي في ألمانيا)

100
عودة نسخة جديدة من محمد سعيد الصحاف


 
ماجد فيادي

من المبكر الخوض في الوثائق المنشورة عبر موقع ويكي ليكس, المتعلقة بالحرب واحتلال العراق وأداء الحكومات العراقية المتعاقبة بعد السقوط في انتهاك حقوق الإنسان. لكن من الواضح أن لغة كنا قد نسيناها لدمية مضحكة اكتسحت الفضائيات ومن ثم الأسواق العالمية, كان بطلها وزير الإعلام العراقي في عهد الدكتاتور (محمد سعيد الصحاف), فقد توعد مراراً وتكراراً بقتل جنود قوات التحالف القادمون لغزو العراق, وارتفعت لهجة الوعيد عندما كانت الدبابات الأمريكية تجتاح شوارع بغداد وتقف على بعد عشرات الأمتار منه, حتى أن الصحفيين كانوا في حيرة من أمرهم, من يصدقون عندما قال لهم, أن الموضوع سيحسم في ساعات وتعود هذه الدبابات من حيث أتت أو تحرق في أرضها.
 لكن الحقيقة أن الصحاف كان يقول ما يضمن له حياته لدى سيده الدكتاتور, فقد عرف عن صدام أنه لا يحب أن يسمع صوت أتباعه وهم ينقلون له أخباراً مزعجة, أو يقولون للإعلام ما يعكر مزاجه, فما كان من الصحاف إلا أن تحول الى دمية تكرر وتعيد ما يسعد الدكتاتور حتى في الوقت الضائع, غير عابئ لمعاناة العراقيين وما سيؤول له حالهم, مادام بكلامه هذا يضمن رضا الدكتاتور المهزوم, ويبقي على حياته في أمان, وهو اليوم ينعم بالرخاء المالي الذي كان يعيش فيه أيام الدكتاتور في أحضان أسياده العرب, غير مهتم لما يعانيه العراقيين بسبب سياسات سيده الأرعن صدام حسين.
اليوم وبعد كشف المستور وللأسف من قبل الأجنبي وليس من أبناء العراق, عندما نشر موقع ويكي ليكس وثائق تدين السيد المالكي في انتهاك حقوق الإنسان, وبالرغم من مطابقة الأرقام مع أرقام الحكومة العراقية, حسب تصريح وزيرة حقوق الإنسان, خرجت علينا تصريحات ترفض وتدين هذه الاتهامات, (وتصفها بالسخيفة أو الكاذبة), من قبل شخصيات سياسية كانت تناضل ضد الدكتاتور وتعمل على كشف سياساته الإجرامية بحق الشعب العراقي, وساهمت بعد السقوط في إدارة شؤون العراق, وأصبحت أعضاءً في البرلمان العراقي القديم والجديد, لم تكلف هذه الشخصيات نفسها في التروي بهذه التصريحات, قبل التأكد منها أو حتى تفنيدها بوثائق مضادة, بل لجأت الى لغة السيد محمد سعيد الصحاف, في إرضاء سيده, عندما غزت قوات التحالف عراقنا المثخن بالجراح, منذ عام 1963 الى يومنا هذا.
إن الأداء الذي يقدمه معظم الساسة العراقيون الجدد, يفتقر الى الحكمة السياسية في اغلب الأوقات, فقد احلوا المليشيات الحزبية بدل الجيش والشرطة العراقية, فساد إداري ومالي ملئت رائحته العفنة أنوفنا, تزوير في الانتخابات على قدم وساق, فضائح موثقة لانتهاك حقوق الإنسان في السجون العراقية لا تختلف كثيراً عما كان يمارسه الدكتاتور, خرق صريح وواضح للدستور ( قرار المحكمة الدستورية بعدم دستورية قانون الانتخابات واعتراف السيد معصوم بخرق الدستور في استمرار الجلسة المفتوحة للبرلمان), أداء امني سيء, تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة لمصالح حزبية وشخصية, لكن رغم كل هذا تأتينا التصريحات أن نشر هذه الوثائق فيها كذب, ومحاولة لعرقلة تشكيل الحكومة من قبل السيد المالكي.
لو سألنا المواطنين العراقيين المتضررين من هذا الأداء السياسي, على صحة هذه المعلومات لأجاب الكثير, أن المهم اليوم أن يبتعد المتهمين عن الاستمرار بأدائهم السيئ وان تعاد الانتخابات, لكي يتسنى لنا انتخاب الأفضل, ويعيد لنا حقوقنا المسلوبة باسم الطائفة والقومية والحزبية. وأضيف وأنا احد المتضررين, أن الوثائق إذا أشارت للسيد المالكي, فالشعب العراقي يعرف أن المتهمين كثر من أتباع الدكتاتور الساقط الى أحزاب وشخصيات تتحكم بمصير العراقيين بالتعاون مع دول الجوار والأمريكان, فجلادنا حي لم يمت بعد.     
     

101
دبكات، رقصات، فعاليات تحتضنها جبال كردستان
اختتام فعالية المخيم الكشفي لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي واتحاد الطلبة العام



احتضنت  منطقة "شيره سوار" في محافظة اربيل عاصمة إقليم كردستان وبالقرب من بقايا دبابات النظام البائد التي اوقفها الانصار الابطال في معاركهم ضد الدكتاتورية مخيما كشفيا ضمن استعدادات شبيبة وطلبة العراق للمشاركة في مهرجان اتحاد الشبيبة والطلبة الديمقراطي العالمي السابع عشر في جنوب إفريقيا، حيث اقامت اللجنة التحضيرية الوطنية العراقية لمهرجان الشبيبة والطلبة الـ17 العالمي " وفدي"  وبالتعاون مع المنظمات الشبابية والطلابية العاملة في إقليم كردستان مخيماً كشفياً الاسبوع الماضي ، وحضر حفل الافتتاح وزير الثقافة والشباب في حكومة الإقليم الدكتور كاوة محمود ومحافظ اربيل الدكتور نوزاد شريف وعدد من الضيوف يمثلون الأحزاب والدوائر الرسمية في الاقليم.


بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الحركة الشبابية والطلابية والحركة الوطنية تبعها عزف  منفرد للنشيد الوطني على آلة العود قدمها الملحن " قحطان الشمري من محافظة كربلاء" وبعدها القت الشابة " آن صباح من محافظة واسط" كلمة اللجنة التحضيرية جاء فيها" ان اتحاد الشبيبة والطلبة في العراق اذ يقيم هذا المهرجان انما هو خطوة تجاه المشاركة في المهرجان العالمي ورفع اسم العراق عاليا، وان دور الشبيبة والطلبة العراقيين واضح في الحياة العراقية" بعدها جاءت كلمة وزير الثقافة التي أثنى فيها على التحضيرات الحاصلة للمخيم كذلك دعا الى تكوين وفود لزيارة المنظمات والوزارات في الإقليم لتعلم التجربة  الديمقراطية الكردستانية.


في حين افتتح وزير الثقافة والشاب ومحافظ اربيل  المعرض التشكيلي الذي افتتح في احد زوايا المخيم بينما كان لفرقة الشبيبة الفنية الكردية دبكات جميلة على انغام الغناء الكردي.

برنامج رياضي ..... ثقافي منوع


وشمل برنامج المخيم اقامة البطولات الرياضية صباحاً والفعاليات الثقافية مساءً حيث شارك في بطولة كرة القدم فرق بغداد " الرصافة الاولى والثانية والثالثة والثورة" اضافة الى محافظات كربلاء وبابل والكوت وميسان وذي قار والانبار وكركوك وديالى وصلاح الدين واربيل

شبيبة الثورة تفوز بفعالية كرة القدم



حيث فاز في المباراة النهائية فريق شبيبة الثورة بقيادة الكابتن عدنان كعيم بعد مباراة جميلة مع فريق شبيبة الرصافة الثانية من بغداد احتضنها ملعب شيره سوار وانتهت المباراة بالتعادل الايجابي 2-2 وضمن ركلات الترجيح تغلبت شبيبة الثورة على شبيبة الرصافة 2 بثلاث ركلات مقابل ركلتين في حين احرز المرتبة الثالثة فريق اربيل واشرف على البطولة لجنة مؤلفة من " عمر علي عباس، وحيدر رحيم واحمد حسين ووزع جوائز البطولة سكرتير اتحاد الشبيبة الديمقراطي الزميل محمد خضير وسط الاغاني والافراح من قبل الفنان ابو روزا.


في حين احرز فريق كربلاء بطولة الكرة الطائرة اثر تغلبه على فريق ديالى بثلاث اشواط مقابل شوطين وحصل فريق اربيل على المركز الثالث بينما نال شبيبة ميسان المركز الرابع وهو نفس المركز الذي  الذي حصل عليه في بطولة كرة القدم.
الى ذلك احرز فريق شبيبة كربلاء المركز الاول في المنضدة اثر تغلبه على شبيبة كركوك وحل فريق شبيبة الديوانية ثالثا ووزع جوائز البطولتين الزملاء سكرتير شبيبة كردستان وسكرتير اتحاد الطلبة العام.

شبيبة كربلاء وذي قار تبدع في المسرح


الى ذلك شمل البرنامج الثقافي على عرض اربعة مسرحيات من فريق كربلاء حملت عنوان القرعة تمثيل سلام نوري ومحسن الوزراني واحمد كريم وكان العرض من اعداد واخراج احمد كريم وتأليف الكاتب العالمي بير فراري تطرقت الى الواقع  المرير وحكم القوي على الضعيف.
 في حين عرض فريق شبيبة  ذي قار مسرحية كوميدية بعنوان STOP  تحدثت على الواقع العراقي ايضا باسلوب ساخر حيث وضف المخرج والمؤلف ياسر كريم شخصيات جميلة في العرض منها الة العود حيث وضع فوقها علاج " مغذي" بينما وضع المخرج سيطرة على وجبة الطعام اثناء العرض ومثل العراض الزملاء احسان البيروتي وعقيل عبد الرضا.
في حين  قدم فريق الكوت مسرحية اخرى تحدثت عن واضع المرأة والمساواة بينها وبين الرجل من تمثيل الزملاء آن صباح ومحمد عطا وسجاد كريم بينما قدم الزميل عبد الله احمد من محافظة الديوانية عرض مسرحي صامت  من اخراجه وتأليفه نال استحسان الحضور تخللت الفعاليات المقامة على مدى 3 ايام قراءات شعرية من قبل الشعراء  بهجت الجنابي من بابل آن صباح من واسط مهدي الزبيدي من كربلاء مصطفى جواد من ذي قار سجاد رضيوي من الديوانية ورائد عليوي من النجف قدموا من خلالها صور شعرية رائعة تغنت بحب الوطن والشبيبة والطلبة

الدبكات والرقصات تستمر الى منتصف الليل



وكان للدبكات الكردية صدى واسع في المخيم حيث رقص الجميع على انغام الطرب الكردي والتركماني حيث قدم شبيبة اربيل المطرب رزكار وغنى للوطن والام والشبيبة بينما تألق المطرب التركماني محمد في الاغاني التركمانية.
وقدمت شبيبة الثورة عدد من الاغاني بحب الوطن والشبيبة من تأليف والحان المبدع جعفر ابو روزا واداء فرقة شبيبة الثورة وكان لشبيبة وطلبة بابل ايضا حضورهم من خلال اغنية للشبيبة من كلمات الشاعر بهجت الجنابي والحان جعفر بدران بينما قدمت شبيبة النجف انشودة للشبيبة والطلبة من كلمات والحان بلال الشيخ واداء فرقة "بانيخة"  لليافعين بعنوان " ارفع راسك انت عراقي " وقدم الفنان قحطان الشمري من محافظة كربلاء باقة من الاغاني الجميلة التراثية والروائع وكان مسك الختام مع فرقة الشبيبة البصرية بقيادة الفنان فهد الدوسري والعازفين صادق وبشيري العوضي والكويس حمود حيث قدموا دبكات واغاني بصرية نالت استحسان الحضور واستمر الختام حتى ساعة متأخرة

الرسم والصور والكاريكاتير والنحت كان له حضور في المخيم


حيث افتتح الزملاء نائب سكرتير اتحاد الشبيبة ونائب سكرتير اتحاد الطلبة المعرض التشكيلي الذي اقيم من قبل شبيبة " ميسان ، واسط، النجف، اربيل ، سليمانية، بغداد ، بابل، ديالى ، اضافة الى فرع شبيبة كردستان في خانقين" حيث عرض في المعرض لوحات تشكيلية ترمز الى حرية الشعب والمساواة بين المرأة والرجل وقيادة الشباب وصور تراثية عن بعض مناطق ومحافظات العراق وكاريكاتير ينتقد الوضع الحالي والتخلف الحاصل وقدمت منحوتات تشير الى تلاحم صفوف الشعب العراقي.  



معلومات اضافية
شارك في المخيم اكثر من 200 زميلة وزميل من كل محافظات العراق
تميز المخيم بوجود الزميلات في كل الوفود
افتتح المخيم بحضور وفود رسمية
تميز المخيم بالعديد من الفعاليات التي لم تدرج ضمن جدول الاعمال كتسلق الجبال والجري وبعض الألعاب الشعبية " كالمحيبس وغيرها"
شارك الجميع في نقاشات ثقافية متنوعة عن مختلف المواضيع العامة منها المرأة والشبيبة والطلبة والسياسة والثقافة والاقتصاد والوعي الاجتماعي وغيرها
شارك الجميع في اعمال المخيم من حيث التحضير لكل فعالية
قدمت محافظة اربيل والقوى الامنية التسهيلات الكافية للمخيم من حيث الكهرباء والماء والحراسات الامنية وغيرها.

                                                          

                                                                 اللجنة الإعلامية
                                         اللجنة التحضيرية الوطنية العراقية لمهرجان  
                                        الشبيبة والطلبة العالمي الـ17 – جنوب إفريقيا

102

الإسراع في تشكيل الحكومة لم يعد طلباً مجديا

ماجد فيادي
خرجت قوى وشخصيات التيار الديمقراطي ببيانها الأخير في 2010.9.22 ببغداد مطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة, ضمن طلباتها في تحمل المحكمة الدستورية لدورها في الحفاظ على الدستور, والتهيئة لاعتصام في كل محافظات العراق, والمطالبة بإقامة انتخابات مبكرة. ولان الديمقراطيين بمختلف مشاربهم يتفقون مع هذه المطالب, أجد من الضروري التنويه الى موقف عدد كبير منهم ممن يعارض مطالبة كتل البرلمان في الإسراع بتشكيل الحكومة, ليس رغبة في تعطيلها بل لأنهم يجدون هذا المطلب غير مجديا من هذه الكتل تحديداً, ولأسباب عديدة.
واضح من أداء أحزاب وكتل البرلمان العراقي, أنها قدمت الدليل القاطع على انتهاكها للدستور العراقي, في الوقت الذي يجب عليها أن تكون الحامي الأول له, استناداً للقسم الذي أدته, لكنها وفي خطوة لها سوابق, تصر على تجاهل كل الدعوات لاحترام الدستور والتأسيس لمفاهيم لا تختلف عن ما كان يقوم به النظام الدكتاتوري الساقط, لتستمر مهزلة الجلسة المفتوحة الى اجل غير مسمى.
تأكيد وتركيز الحوارات بين كتل البرلمان على من سيرشح رئيساً للوزراء, مؤجلين كل ما يخص إسلوب إدارة الدولة الى ما بعد التوافق على المناصب الرئاسية الثلاث, هذه الحالة لها أسبابها, فقد عرفت الكتل وبالتجربة, أن من يصبح رئيساً للوزراء يحصل على تأييد الجماهير المتعطشة لأبسط الخدمات, هذا ما حصل مع السيد اياد علاوي والسيد إبراهيم الجعفري و السد نوري المالكي, الذين حصلوا على أعلى الأصوات, في الوقت الذي لم يعرفهم الشعب قبل تبوئهم لهذا المنصب من قبل.
تقديم المصالح الحزبية والشخصية على مصالح الشعب, عندما يصر كل طرف على مرشحه لرئاسة الوزراء, في ظل تأكيد كل طرف على رفضه لمرشح الطرف الثاني, وسط إصرار الجميع بالأحقية في منصب رئيس الوزراء, ورفض الجميع التنازل وتقديم مرشح بديل لإنهاء عقدة لا بد من تجاوزها, رأفةً بالشعب العراقي.
بعد هذا والكثير مما اطلع عليه الشعب العراقي قبل إجراء الانتخابات وبعدها, أصبح من غير الممكن أن نثق بهذه الاحزاب والكتل, ونأتمنها على مصالح الشعب, وهي تتصارع من اجل نفوذها المقرون بالعديد من الأدلة على الفساد المالي والإداري, وإن قبول أي طرف بالطرف الأخر لا بد أن يبنى على تنازلات تتوالم وطبيعة هذه الأطراف, من نكران لمصالح الشعب وتفضيل لمصالحها الشخصية, كيف نتوقع من هذه الكتل إنها لن تعرقل بعضها البعض, وقد قامت بهذا الدور مع الحكومة الحالية.   
لهذا لم يعد واجب قوى وشخصيات التيار الديمقراطي أن تدعو الى الإسراع بتشكيل الحكومة, لأنها تمهد بذلك لمرحلة نضالية جديدة في الدفاع عن حقوق المواطنة والمواطن العراقي, التي ستنتهك بسبب المحاصصة الجديدة, من قبل الحكومة المشكلة وفق مصالح أحزابها وليس مصالح شعبها, بدليل المضايقات التي تمارس ضد ممثلي قوى التيار الديمقراطي التي تحاول تنظيم تظاهرات سلمية للإسراع في تشكيل الحكومة, كما إن الشعب العراقي سوف لن يثق بقوى وشخصيات التيار الديمقراطي, لأنها دعت أحزاب وكتل معروف لها كيف ستعمل والى أين ستذهب بالشعب, في الإسراع بتشكيل حكومتها العرجاء.
إن المطالبة في الإسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة, ليست مهمتنا ألآنية, بل المطالبة في احترام الدستور ورفع الدعاوى ضد منتهكيه, وكشف كل ما يدور خلف الأبواب المغلقة, من محاصصة طائفية وقومية وحزبية, الدفاع عن حقوق الإنسان, المطالبة بتقديم الخدمات, تأسيس وتطوير البنى التحتية, التركيز على العابثين بأمن المواطنة والمواطن, فضح كل أنواع الفساد الإداري والمالي, الدعوة لتطوير التعليم, الإشارة لكل مسببات التلوث البيئي, الذي يشكل خطر على الجميع, والدعوة الى إزالته, العمل على إعادة الكفاءات العراقية المهاجرة, وتوفير كل المستلزمات لبقائها, الدعوة لتوفير فرص العمل, والاستثمار في تطوير الموارد البشرية, المطالبة في تطوير قانون الاستثمار الأجنبي لتوفير اكبر عدد من الوحدات السكنية لتغطية حاجة الشباب المقبلين على الزواج, وزيادة فرص العمل.
تطول قائمة الأولويات التي تسبق المطالبة بتشكيل الحكومة, ولعل سائل يقول من سيقوم بكل هذه المطالب إذا لم تتشكل الحكومة, والجواب أن هذه المطالب لن تتحقق على يد حكومة محاصصة, لهذا يكون العمل على توعية المواطنة والمواطن الذين خدعوا بالأحزاب الطائفية والقومية, أن مطالبهم لن يحققها هؤلاء, بل أن التيار الديمقراطي هو اكثر القوى حرصاً على تحقيقها, وأن نرسخ في عقليته انتخاب البديل الديمقراطي, للخروج من مأزق الانتماء لدول الجوار.
 لقوى وشخصيات التيار الديمقراطي, أن لا تجعل من المطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة, خطوة تبعدهم عن الجماهير المحرومة من مقومات الإنسانية, فقد طالبت بما فيه الكفاية دون استجابة, وأن لا تقبل أن يقارنها احد بمن تنصل عن وعوده قبل الانتخابات, ويهدر الوقت وسط سيل من دماء العراقيين, غير مبالي سوى بمصالحه الضيقة, كما لا يتحمل التيار الديمقراطي مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة, لأنه ببساطة ليس طرفاً في البرلمان, ولابد من الانتباه أن البيانات التي يصدرها التيار الديمقراطي لن تصل الى القاعدة العريضة من الجماهير, مما يدعو الى توزيعها في الشوارع ودوائر الدولة والمعامل, من اليد الى اليد, تعويضاً عن ضعف إعلامنا, وأكثر حميمية مع الجماهير, أما القيام بتظاهرة يحاصرها الإعلام الموجه ضد التيار الديمقراطي, يمكن تعويضها بنشاط للشبيبة, بان تأخذ مكبر الصوت وتقيم حلقات حوار في الشوارع والمتنزهات والمقاهي, تنظيم إضرابات عن العمل عبر النقابات, التي تكون اكثر تأثيراً وملموسية من قبل الجماهير, رفع الدعوى ضد أعضاء البرلمان والوزراء وكبار المسؤولين
اشد تأثيرا من افتتاحية جريدة أو بيان.

103
تضامن جمعية الطلبة العراقيين مع الزميل المحامي سجاد سالم حسين

تضامناً مع الزميل المحامي سجاد سالم حسين سكرتير اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي فرع واسط, نطالب بالإفراج عنه فوراً وإسقاط الدعوى الوهمية ضده, وتقديم الاعتذار له, لما بدر من انتهاك حقوق الإنسان بحقه من قبل مجلس وديوان محافظة واسط ورئيس محكمة واسط.
أن الاتفاق بين هذه الجهات الثلاث على زميلنا من اجل قمع صوت الاعتراض, إنما يعيدنا الى هيمنة حزب البعث على مرافق الدولة في زمن الدكتاتورية, في حين تتعالى أصوات أحزاب السلطة بادعاء الديمقراطية, أن التناقض بين التصريح والفعل لا يمكن السكوت عنه, حتى وان جرى في فترة انتهاك الدستور, وتعطيل البرلمان عن عقد جلساته وتأخير تشكيل الحكومة, لتقاطع المصالح الحزبية والشخصية.
إننا في جمعية الطلبة العراقيين في المانيا الاتحادية نرفع أصواتنا عالية من اجل الديمقراطية للعراق, والحرية لزميلنا سجاد سالم حسين, وتشريع قانون حماية الصحفيين, لحماية السلطة الرابعة من عبث من تضيق بهم أجواء الديمقراطية والحرية.
اللجنةالتنفيذية
جمعية الطلبة العراقيين في المانيا الاتحادية

104
حفل تكريم الرفيق الدكتور عبد العزيز وطبان


أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة كولن الألمانية, حفل تكريم للرفيق الدكتور عبد العزيز وطبان على قاعة الديوان الشرقي الغربي, حضرها جمهور من الرفاق وصديقات وأصدقاء الحزب, تعبيرا عن احترامهم وتقديرهم للتاريخ النضالي الذي يحمله الرفيق, فهو من عاصر الرفيق المؤسس فهد, واستمر عضواً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ليومنا هذا, بالرغم من كل ظروف المطاردة و الاعتقال والسجن والتعذيب.
في هذه المناسبة قرأ الرفيق ماجد فيادي كلمة المنظمة, التي أشادت بسفر نضاله المشرف, مشيرا الى انه جزء من تاريخ العراق الحديث, وأن الاحتفال وسيلة للتعريف بتاريخ الحزب, عبر رموزه التي لعبت دوراً بارزا ومهماً في كل المنعطفات, متحملة كل أساليب معاداة الشيوعية من قبل النظام الملكي والدكتاتوريين القوميين البعثيين من بعده, وإن الرفيق بالإضافة الى كونه محترفاً سياسياً, كان يمارس عمله التربوي والتعليمي في جامعة بغداد كأستاذ في علوم الاقتصاد, فالنموذج الذي نحتفي به اليوم, إنما هو نبراس لكل من يحب العراق ويريد له الخير.
قرأ الرفيق أبا خدر كلمة منظمة الأنصار الشيوعيين في المانيا, مشيرا الى اعتزاز الرفيقات والرفاق بالرفيق الدكتور عبد العزيز وطبان, لما قام به من دور نضالي من اجل وطن حر وشعب سعيد, متخذين منه مثلا أنار لهم الطريق خلال سفر نضالهم الطويل, شأنه كباقي الرموز الوطنية من رفاق الحزب الشيوعي العراقي.
قرأ السيد ماجد الخطيب كلمة الديوان الشرقي الغربي, وأشار الى الدكتور عبد العزيز وطبان, انه اسم اقتفت أثره شبيبة البصرة جيلا بعد جيل, كلما اشتعلت نيران انتفاضة, أو ثار المعتقلون في سجن, أو اضرب عمال في الميناء, أو توقفت عربات قطار يحمل الموت, واصفا إياه بشاهد على العصر, في زمن الاحتلال والفوضى المبرمجة.
قرأ الرفيق ماجد فيادي كلمة الدكتور كاظم حبيب, التي أرسلها مكتوبة, مؤكداً فيها على التاريخ النضالي الذي جمع بينه وبين الدكتور عزيز وطبان في العراق والجزائر وألمانيا, وشاهدا على كفاءة وإخلاص الرفيق تجاه العراق والحزب الشيوعي, متناولا مراحل مهمة من عمله كسياسي محترف ومناضل مهم, وعمله الفكري والعلمي والنقابي, كما تطرق الى العلاقة العائلية والصداقية التي تجمعهما.


 بعد كلمات الترحيب, ترك المجال للرفيق الدكتور عبد العزيز وطبان للحديث عن سفر نضاله وشهادته على تاريخ العراق الحديث, فتكلم عن ظروف انتمائه الى الحزب الشيوعي العراقي, مؤكدا أن لا احد أرشده الى الحزب, بقدر قناعته الشخصية في الانتماء لهذا الفكر الإنساني, كما تناول انتهاك الحكم الملكي لحقوق الإنسان وحل الاحزاب وتجريم العمل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي, عندما روى ظروف إعدام الرفاق فهد وحازم وصارم والرفيق ساسون دلال من بعدهم, وكيف كان هتاف الرفاق بحياة الشعب العراقي والحزب الشيوعي اكثر من رائع, كما تناول شواهد مر بها تثبت ضلوع الحكومة العراقية في زمن الملكية, بالضغط على اليهود العراقيين وتسهيل تهجريهم الى إسرائيل, ثم أشار الى ظروف سجن الشيوعيين العراقيين في زمن الملكية وما عانوه من أساليب ومحاولات لإسقاط من يضعف منهم, وسط وعود وهمية وكاذبة, بعد ضغوط تعذيب وإهانة.
نقل لنا الرفيق معاناة الشيوعيين في زمن حكم نظام البعث وأساليبهم الإجرامية, وكيف كان البعثيون يستخدمون أساليب ملتوية مع من لا يقع في أيديهم, لغرض إسقاطه سياسيا واجتماعيا, كما تطرق الى أساليب تسقيط البعثيين لبعضهم البعض, ما عكس عن تجارب مهمة لنماذج في التعامل السياسي المحترف مع الدكتاتورية.
وبعد العديد من القصص النضالية للرفيق الدكتور عبد العزيز وطبان وعدد من رفيقات ورفاق الحزب الذين عاصرهم على مدى أربعة وستون عاما من العمل السياسي, فتح باب السؤال والحوار من قبل الحضور, ثم أجاب الرفيق على جميع الأسئلة كشاهد على العصر بوثائق وأدلة استطاع التأكد منها بعد سقوط النظام والعثور على ملفات المخابرات العراقية.
اختتمت الأمسية بتقديم هدية منظمة الحزب الشيوعي العراقي, وهي عبارة عن لوحة فنية اختطها الفنان مهند صالح, عبارة عن نخلة باسقة منقوشة بتكرار لاسم الرفيق, مشيرة الى جذوره الوطنية والشيوعية وصلابة مواقفه على مدى عمله في صفوف الحزب الشيوعي العراقي.
منظمة الحزب الشيوعي العراقي/كولن
2010.9.4   

105
معصوم يعترف ضمناً بثقل منظمات المجتمع المدني
ماجد فيادي
صرح السيد فؤاد معصوم رئيس السن لمجلس النواب, أن تأجيل عقد جلسة البرلمان غير دستوري وتتحمله الكتل الفائزة, لأنها لم تقدم مرشحيها لرئاسة المجلس, وان سؤاله كان واضحا لجميع ممثلي الكتل الفائزة الذين أجابوه سلباً مما دفعه الى تأجيل الجلسة وإبقائها مفتوحة.
هذا التصريح ينطوي على الكثير من المعاني, أبرزها الدور الكبير الذي بذلته سيدات العراق ضمن مختلف منظمات المجتمع المدني, عندما رفعوا شكوى للمحكمة الدستورية ضد السيد معصوم, يحملوه فيها مسؤولية الخرق الدستوري باستمرار تأجيل عقد البرلمان لجلسته المفتوحة. فلولا هذه الدعوة المبنية على حق دستوري, لما خرج السيد معصوم معترفا بهذا الخرق, خاصة وقد أعلن قبل هذا العديد من البرلمانيين بشرعية الجلسة المفتوحة, تحت حجج وأعذار واهية ومختلفة, حرصا منهم على خداع المواطنة والمواطن العراقي, وتوفير الغطاء لما يقومون به من مخالفات لمصلحة الشعب العراقي.
دأبت أحزاب السلطة على مدى السنوات الثمانية الماضية, في تحجيم وإلغاء دور منظمات المجتمع المدني, شعوراً منهم وتحسباً للخروقات التي سيقومون بها تحقيقاً لمصالح حزبية وطائفية وقومية, فهم يعلمون أن الديمقراطية ودولة المؤسسات تفتح الباب أمام الجميع لمقاضاة الكبير قبل الصغير, هذا الدور تقوم به منظمات المجتمع المدني في كل دول العالم المتحضر, من هنا جاءت القرارات في إلغاء وتعطيل عمل النقابات, ومنع منح الرخص لمنضمات عريقة, على العكس من منحهم الرخص لمنظامتهم الوهمية التي تعمل على تجهيل الجماهير بحقيقة ما يجري على الساحة العراقية, والسعي لتبيض صورة أحزابها على طول الخط, لكن مسعاهم خاب فاليوم تقوم سيدات عراقيات رائعات من مختلف المنظمات بدور مهم, متحديات رموز السلطة التي تخرق الدستور.
المعنى الآخر لهذا التصريح, أن أحزاب السلطة غير قادرة على إلغاء منظمات المجتمع المدني, وأن لهم ثقل لا يستهان به مهما كانت إمكانياتهم ضعيفة ومواردهم المالية قليلة, خاصة وقد عملت الحكومة العراقية على تجريد هذه المنظمات من أرصدتها المالية, ومحاربتها بقوانين جائرة, لا تختلف كثيرا عن قوانين الدكتاتور. لكن المارد الذي يكمن في هذه المنظمات لا يمكن تحجيمه طويلا, خاصة إذا كانت أحزاب السلطتين التشريعية والتنفيذية تمارس الخروقات الدستورية, نتيجة تضارب مصالحها.
هذا التصريح يكشف النقاب رسميا عن الوجه الحقيقي للكتل الفائزة, التي أرادها الشعب أن تكون عوناً لهم في توفير فرص العمل وتوفير الأمن والأمان وبناء البنى التحتية, ووضع العراق على الطريق الصحيح, نحو مستقبل يستحقه شعب تحمل الكثير من ظلم الدكتاتور وقوات الاحتلال. إن الوجه الحقيقي لهذه الكتل لا يمكن وصفه بغير الانتهازي لمعانات الشعب العراقي والمتاجرة بها, والإصرار على تبوء المناصب الكبيرة, من اجل خروقات دستورية أخرى, والتستر في نفس الوقت على خروقات قديمة, وحرصا على إبقاء العقلية الطائفية والقومية حاضرة من اجل خداع الجماهير أطول فترة ممكنة, والتسلق على تجهيلهم لتحقيق اكبر المكاسب. كان من المفروض على السيد معصوم أن يكون وفياً للقسم الذي أداه وللشعب الذي انتخبه, بأن يرفض هذا التكليف مادامت الصورة واضحة أمامه ونوعية المشاكل, أو أن يضع الكتل الفائزة أمام واجبها الوطني بعقد الجلسة وتحميلهم مسؤولية القرار, لا أن ينقاد خلف مصالح قومية وطافية وحزبية, ويكون أداة لتنفيذ أهداف الكتل الفائزة.
تصريح السيد معصوم يضع المحكمة الدستورية أمام واجبها الوطني والدستوري, في الاعتماد على هذا التصريح, وإصدار حكمها بمخالفة شرعية الجلسة المفتوحة للدستور العراقي, ومقاضاة السيد معصوم وكل من وقف خلف هذا القرار, أو صرح بشرعية الجلسة المفتوحة من البرلمانيين, وادخلوا العراق في دوامة العنف والإرهاب, وتعطيل تقديم الخدمات, وتوفير فرص العمل والعيش الكريم, فإلى متى نبقى ننتظر قرار المحكمة والى من نقدم شكوانا فيما لو تلكأت المحكمة الدستورية في إصدار قرار لا يقبل الشك وسط اعتراف المشتكي عليه.     

106
مناضلين أزهقت أرواحهم وسياسيين تتصارع على الكراسي

ماجد فيادي
سنين من النضال ضد الدكتاتورية راح ضحيتها مناضلات ومناضلين, حملوا من الفكر والإصرار على إزاحة الدكتاتورية, مما جعلهم يدفعون الثمن أرواحهم, مخلفين خلفهم أرامل وأيتام, وأقارب حملوا على أكتافهم عبئ الظلم, مطاردين بقطع الرزق والاعتقال والتعذيب وأحياننا الإعدام, لا لشيء سوى رفضهم التعاون مع أزلام الدكتاتور, في الاعتراف على مناضلين آخرين يحملون هموم الوطن فوق هموم حياتهم اليومية.
شخصيات نالت من الشهادات العلمية ما لم يحلم به الدكتاتور يوما, وما لم يحلم به برلمانيو اليوم, قدموا حياتهم قرباناً للحرية وخلاص العراق من جلاده, نساء كسرن حصار العادات المتخلفة خرجن يثقفن الجماهير بأفكار الحرية والحداثة والتنوير, رجال رفضوا البقاء في إطار القديم بحثوا عن التطور والبناء الجديد للفكر العراقي, وتغير الوطن ببناه التحتية لكي ننافس العالم بالعلم والجمال, كانوا حجر عثرة أمام طموح الدكتاتور في السيطرة على العراق, فكانت النتيجة أن فقدهم الشعب العراقي على درب النضال والإنسانية.
اليوم وقد سقط الدكتاتور مع صنمه, بالرغم من طريقة السقوط التي لا تروق لنا, عاد الشعب وصنع أصنامه الجديدة, وان كان الصنم الساقط قد فرض نفسه بالعنف ومساعدة نفر قليل من بنات وأبناء الشعب العراقي ودعم كبير من الامبريالية العالمية, فقد صنع الشعب أصنامه الجديدة بطريقة جديدة تسمى الديمقراطية, لكنها للأسف ديمقراطية زائفة خلقت لنا مشاكل كثيرة أهمها, القادة الضرورة, الذين اعتقدوا أنهم قادرين على تحمل أعباء بناء العراق على مزاجهم وبمفردهم, محاولين إلغاء الآخر ليكونوا كل منهم الدكتاتور الجديد.
هذه القيادات تناست دماء رفاقهم من المناضلات والمناضلين, ممن قدم حياته قرباناً للوطن, وراحوا يتصارعوا على الكراسي والامتيازات ولقاءات كبار قادة العالم, تناسوا أيضاً أن شهداء سجون الدكتاتور لو كانوا على قيد الحياة لما وصلوا الى هذه الامتيازات وهذه الأدوار, التي تبدو بوضوح للعيان فضفاضة وليست على مقاسهم. 
ليس هذا فقط بل إنهم تسببوا في إزهاق أرواح جديدة, عندما أهملوا أداء واجبهم تجاه الشعب, وفسحوا المجال للإرهابيين القتلة أن ينفذوا من خلال خلافاتهم على الامتيازات, ففجروا كل يوم أجساد الأبرياء بمفخخاتهم وانتحارييهم, قادتنا الجدد ليس في حساباتهم معاناة العراقيين, صالوا وجالوا في ساحة التخلف السياسي, محطمين كل مفاهيم الدستور, مخترعين مفاهيمهم الجديدة ذات الجلسة المفتوحة, والخطوط الحمراء بعضهم على بعض, والحوارات الغير جادة تمهيدا للمفاوضات الجادة, القائمة الفائزة في الانتخابات والكتلة الأكبر بعد الانتخابات, وأمور أخرى اختزلت البرلمان في قادة الكتل الكبيرة حصراً.
للأسف الشديد هذا هو حال اليوم, لكنه لن يدوم, فالشعب الذي ظلم نفسه ويتحمل نتيجة قراره في صناعة أصنامه, لا بد أن يأتي اليوم الذي يقول فيه كفى جرياً وراء وهم الطائفية والقومية والحزبية, ومهما ابتعد هذا اليوم فهو آتٍ لا محالة.       

107
هششش البرلمانيون نيام
ماجد فيادي
لا تفتعلوا الفوضى فكل شيء على ما يرام, لا تتذمروا من لا شيء فالبرلمانيون يتحضرون لصوم رمضان, أرجوكم دعوا البرلمانيين نيام, ليس في البلاد فرص عمل ماذا يمكن للبرلمانيين أن يفعلوا دعوهم نيام, لا مصانع تعمل فلماذا تطالبون بالكهرباء دعوا البرلمانيون نيام, وإذا الله ابتلانا نحن المؤمنون بالحر ماذا يمكن للبرلمانيين أن يفعلوا أمام إرادة الله دعوهم نيام, لا توجد شركة طيران عراقية ولا وزير مواصلات فلماذا تطالبون بمشتقات البترول دعوا البرلمانيون نيام, الماء شحيح بسبب الجارة المسلمة تركيا والجارة المسلمة إيران والجارة الشقيقة سوريا فلماذا تحملون البرلمانيين المسؤولية دعوهم نيام, شحت المياه المحلاة سببه شحت المياه وسوئها فماذا يفعل البرلمانيون دعوهم نيام, معاملاتكم تجري بسلاسة عندما تدفعون للموظفين فلماذا تصحون البرلمانيين دعوهم نيام, العلاج الطبي سيء لان الأطباء العراقيون هاجروا خارج العراق فماذا يفعل البرلمانيون دعوهم نيام, إيجار البيوت عالية بسبب جشع الملاك ورفض المستثمرين في البناء بالعراق فماذا يفعل البرلمانيون دعوهم نيام, الوزارات لا تنفق كل ميزانياتها لخدمة الناس ماذا يمكن أن يفعل البرلمانيون دعوهم نيام, القاعدة تجد من يدعمها من العراقيين فلماذا تحملون البرلمانيين المسؤولية دعوهم نيام, الانفجارات في البصرة لم تكن بفعل المفخخات بل انفجار مولدات الكهرباء التي يشغلها الجشعون لساعات طويلة فلماذا تحملون البرلمانيون المسؤولية دعوهم نيام, انفجارات الرمادي تتحملها الحكومة المحلية وانفجارات الفلوجة تتحملها الحكومة المومحلية وانفجارات بغداد تتحملها المفارز والحمايات الخاصة وانفجارات الموصل ما معقولة ما تتحملها الحكومة المحلية دعوا البرلمانيين نيام.
تشكيل الحكومة لم يتأخر بل يطبخ على نار هادئة, منعا لحصول أخطاء مثلما حصل مع كتابة الدستور, عندما كتب على عجل, فشابته الأخطاء القاتلة, كما أن القيادات تواصل لقاءاتها التشاورية, تمهيدا لدخول المفاوضات الماراثونية لتشكيل اكبر حكومة وزارات فلماذا تطالبون البرلمانيين بالتدخل والإسراع في تشكيل الحومة دعوهم نيام.
إن الحياة تسير بسلاسة دون الحاجة الى تعقيدات القرارات والفرمانات, فما الداعي للبرلمانيين دعوهم نيام بدل إيقاظهم فيعقدوا حياتنا.
حتى نسلم من شر صحوة البرلمانيون ادفعوا لهم رواتبهم المليونية ودعونا نعيش بسلام.   
           

108
دستور بصفة فردة جوراب


ماجد فيادي
تمتاز فردة الجوراب بإمكانية ارتدائها في القدم اليسار أو اليمين, مما يتيح لمستخدمها حرية الاستخدام بدون مشاكل, لان الآخرين لا يمكنهم ملاحظة ذلك, بالإضافة الى أنهم يقومون بنفس السلوك, فلا حرج. ولان الدستور العراقي كتب بطريقة مفصلة على مقاس القوى السياسية النافذة, فقد حمل صفة الجوراب. جرى اختراق الدستور عدة مرات من قبل واضعيه, دون أن يتحرج احد من ارتدائه مرة باليمين ومرة باليسار, خاصة والخروقات تأتي بالتوافق.
من أهم الحالات التي لبس بها الدستور يمينا ويسارا, أن اقسم البرلمانيين على صيانة الدستور, في الوقت الذي مارس فيه أعضائه التحريض على الإرهاب وممارسته, التحريض على الطائفية وممارستها, تشريع قوانين تتعارض مع الدستور مثل قانون الانتخابات التي حكمت المحكمة الدستورية بمخالفته للدستور, تعطيل تشريع القوانين في الوقت الذي وضع من اجله الدستور هو تشريع القوانين, استغلال الدستور في تعطيل العمل بالدستور, عندما تغييب البرلمانيين عن جلسات البرلمان لمنع الاتفاق على قانون معين, والعديد من القضايا التي لا تخفى على المواطنة والمواطن العراقي.
لبس الدستور للمرة الأولى خلال هذه الدورة يمينا عندما صادقت المحكمة الدستورية على أسماء البرلمانيين, بالرغم من قرارها بعدم شرعية قانون الانتخابات, ولبس يسارا عندما عقدت الجلسة الأولى دون انتخاب رئاسة البرلمان وعدم أداء القسم لكل البرلمانيين, ثم لبس يمينا عندما أجلت جلسة 14 تموز لمدة أسبوعين بعد انتهاء الفترة القانونية. الغريب أن قانونيين عراقيين قد أباحوا ارتداء الجوراب مرة يمين وأخرى يسار, فقد أفتى السيد طارق حرب الخبير بالقانون الدولي, أن الجلسة لم تأجل بل هي ما تزال مفتوحة منذ انعقادها في 13 حزيران, وان هذا التمديد أفضل لحل المشاكل بدل الدخول للبرلمان دون اتفاق بين الكتل على انتخاب الرئاسات الثلاث, هذا ما صرح به على قناة الفيحاء في 12 تموز 2010 .
إذا كان الدستور العراقي يتم الاستهانة به من قبل واضعيه بهذه الطريقة, فبأي حق يطالبون المواطنات والمواطنين احترامه وتنفيذ القوانين المشرعة وفقه, بأي حق يقف المواطن أمام القاضي في المحكمة, إذا كان البرلماني لا يحترم الدستور, لماذا يتم تشريع القوانين إذا كانت ستخرق, لماذا يدعون بدولة القانون ودولة المؤسسات.
اقسم قسم غير برلماني, سوف أضع علامة على جورابي منذ اليوم, فردة لليمين وأخرى لليسار, كي لا افتح الباب لأي خرق دستوري, اقلها على المستوى الشخصي.

________________________________________

109
أي اللغات تفهم الاحزاب العراقية

ماجد فيادي
ونحن على أعتاب الشهر الخامس لإجراء الانتخابات البرلمانية العراقية, ولم تزل الكتل الفائزة غير قادرة على التفاهم لاختيار الرئاسات الثلاث, تمهيدا لتشكيل الحكومة الجديدة, هذه الحالة خلقت تذمر واستياء شعبي من تجاهل الكتل الفائزة لمصالح الشعب العراقي, والإيفاء بوعودها في تقديم الخدمات التي يعاني المواطن من فقدانها, بسبب التراكم الزمني للنظام الدكتاتوري والاحتلال والإرهاب والسياسة الخاطئة لأحزاب الحكومة الحالية, المتكئة على المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية. ولان الصراع على السلطة وصل ذروته بين الاحزاب, يرافقه غياب واضح للخجل من النفس تجاه معاناة العراقيين, قامت أحزاب وجماعات بتظاهرات تعبر كل منها بطريقتها من هذا الواقع المزري, ولان التظاهر وسيلة تعبير ولغة لإبلاغ رسالة ما, كان فهم هذه اللغة من قبل الكتل الفائزة والتجاوب معها يتناسب بشكل غريب وكالتالي
التظاهرات السلمية:
نظم الحزب الشيوعي العراقي عدد من التظاهرات المطلبية السلمية, لإعادة حقوق المفصولين السياسيين, وأخرى بإلغاء التسعيرة الجديدة للكهرباء, وتحسين الطاقة الكهربائية وساعات إمدادها للمواطنين, والمساواة العادلة في توزيعها بين المواطنين, , كما دعا الحزب الى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بأسرع وقت ممكن, وفق النتائج التي تحققت في الانتخابات, مع الحفاظ على تقديم الكفاءات المناسبة لكل منصب.
نظم عدد من الصحفيين والإعلاميين العراقيين اعتصاما سلميا في ساحة الفردوس,ضم عدد ممن ينتمي الى الصحف والفضائيات العراقية, يدعون فيه الكتل الفائزة الى الإسراع في تشكيل انتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة, وجعلوا الاعتصام مستمرا حتى تحقيق تشكيل الحكومة.
شارك عدد من الشخصيات الوطنية والكتاب العراقيين على الفضائيات وصفحات الانترنيت والصحف اليومية , بالعديد من المقابلات والمقالات, التي تدعو وتناشد الكتل العراقية الى الإسراع في انتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة, وعدم تأخير عقد البرلمان لجلساته الدورية, سعيا لتقديم الخدمات للشعب العراقي.
جاء رد الحكومة والكتل الفائزة تجاه هذه التظاهرات والدعوات والاعتصام, بتجاهل شديد, ولم يعيروها أي اهتمام, لا بالتصريحات ولا بالإجابة المباشرة عليها, وكأن هؤلاء غير موجودين, لان المعنيين ينطلقون من مبدأ, أن هذه القوى الوطنية ليس لها القدرة على هز عروشهم وإحراجهم أو الإطاحة بهم, متناسين أنها تمثل البوصلة التي تشير الى خطورة الأحداث, لما تمثله من طاقات ثقافية وفكرية لنخبة المجتمع العراقي, كما تعتقد الكتل الفائزة أن هذه القوى لا يمكن أن تسعى الى استخدام العنف وسيلة, مما يقلل من خطورتها. هكذا تفهم وتتعامل الكتل الفائزة مع اللغة التي تتحدث وتتحرك بها القوى المثقفة.
إن الحكومة والكتل الفائزة لم تستمع الى ناقوس الخطر الذي قرعته هذه القوى, حتى جاء غضب الجماهير ليعبر عن نفسه بلغة ثانية.
التظاهرات غير السلمية:
خرجت عدد من التظاهرات الغاضبة نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي, وانتهت في عدد من المحافظات بأعمال عنف ضد مبنى المحافظة, بتكسير الزجاج أو أضرار بالممتلكات, قابلها استخدام مفرط لقوى الأمن والجيش وحماية المبنى, أدت الى وفاة مواطن في البصرة وجرح آخرين في مختلف المدن, ميز هذه التظاهرات غياب المعلن عن تنظيمها, على العكس من التظاهرات السلمية, وبالرغم من هذا فهي مظاهرات مشروعة جاءت نتيجة معاناة المواطنين تحت ظل أحزاب انتخبوها ولم تفي بوعودها.
هنا اختلف رد الحكومة تجاه التظاهرات الأخيرة, فقد استجابت لمطالبها في إقالة وزير الكهرباء وتحسين توزيعها على المواطنين لساعات أطول, وشمول المسئولين بالقطع المبرمج, بعد أن كانوا ينعمون بالكهرباء طوال اليوم, حتى أن المنطقة الخضراء عمها الظلام لأول مرة, ثم عقبها حملة من الحكومة لرفع التجاوزات والإعلان عن الصفقات التي عقدتها وزارة الكهرباء لتطوير إنتاج الطاقة الكهربائية.
نفهم من ردت فعل الحكومة التي ينتمي كل وزرائها الى الكتل الفائزة, باستثناء السيد رائد فهمي وزير التكنولوجيا الذي ينتمي الى الحزب الشيوعي العراقي, أن لغة السلم لا تفهمها هذه الكتل والأحزاب, وهي بذلك تشجع الجماهير على اللجوء الى التظاهرات العنيفة لتحقيق مطالبها, ما دامت التظاهرات السلمية ليس لها مجيب, وهي تؤسس الى علاقة غير سليمة, مبنية على مفهوم, أن ليس للغة العقل من مستمع, أما لغة العنف فهي صاحبة الصوت الأعلى.
بناء على زيارة السيد بايدن نائب الرئيس الأمريكي للعراق, هل نشهد تشكيل سريع للحكومة, وسط همس بتهديدات أمريكية لكشف المخفي في الكثير من الفضائح, مثل سرقات حازم الشعلان وأيهم السامرائي والبرلمانيين المتورطين بالإرهاب مثل عدنان الدليمي والكشف عن خفايا سرقة بنك الزوية والعقود التي وقعتها وزارة التجارة في زمن الوزير عبد الفلاح السوداني وسجون التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان فيها, والكثير من عمليات الفساد المالي والقانوني المتورط بها أحزاب السلطة.
يبدو أن الكتل والأحزاب الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لا تفهم إلا هذه اللغة.
     
 
   

110
إعادة الانتخابات بدل المطالبة بالكهرباء
ماجد فيادي
تتصاعد التظاهرات الشعبية المطالبة بتحسين الكهرباء, وتتوسع دائرتها بين المحافظات, نتيجة التشابه الكبير في المعاناة, ولان التظاهر حق كفله الدستور, أصبحت التظاهرات الوسيلة الأمثل لإحراج الحكومة وأحزابها, وهو ما تنبهت له الجماهير الغاضبة من سوء الخدمات, فجاء خروجها ممزوج بالسخط على وزير الكهرباء والتحيز في  توزيعها. لكن  الحكومة الفدرالية والحكومات المحلية ردت, أن هناك جهات سياسية تسعى الى تصفية حسابات تقف وراء هذه التظاهرات, ساعية بذلك الى تحويل الموضوع من حقوق مطلبية جماهيرية الى قضية حزبية. في الحقيقة أن التظاهرات التي خرجت يقف ورائها جهات مختلفة تعلن عن نفسها مثل الحزب الشيوعي العراقي الذي اخرج تظاهرات سلمية عديدة وبمناسبات مختلفة, وأحزاب وتيارات تعمل بالخفاء عند الحاجة تسير تظاهرات غالبا ما تنتهي الى أعمال شغب وتحطيم ممتلكات الدولة, ولكي ننهي هذا الجدل في أهداف التظاهرات, لا بد من العودة الى أساس المشكلة, في أن المواطنة والمواطن يعانون من سوء الخدمات على كل المستويات, نتيجة سياسة أحزاب انتخبوها تحت تأثير أفكار واهية ارتبطت بالطائفية والقومية والحزبية, ثم عادوا مرة أخرى وانتخبوها في المجالس المحلية, وأعادوا الكرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في 2010.3.7. من هنا تأتي المطالبة بتحسين الكهرباء واستقالة الوزير قاصرة, ولا تشير الى المشكلة الحقيقية, في أن المقيمين على الخدمات هم أساس المشكلة, ولكي يثبت من يعمل بالخفاء على حسن النية, وان لا يكون عمله موسمياً عندما تشتد الخلافات السياسية, أن يدعوا الى إعادة الانتخابات بدل انتقاء قضية الكهرباء دون المشاكل الأخرى مثل توفير فرص العمل والأمان وكل خدمات البنى التحتية. 
تأتي الدعوة لإعادة الانتخابات, الى أن القوائم الفائزة تعرقل جلسات البرلمان وغير متفقة على تشكيل الحكومة, مما يؤخر تقديم الخدمات وتحديد المسؤول عن ترديها, ولان الانتخابيات أحيطت وتحاط بعيوب كثيرة وجب إعادتها للأسباب التالية
. شرعية الانتخابات ونزاهتها.
* قرار المحكمة الدستورية بإعادة العد والفرز لنتائج الانتخابات في مدينة بغداد. جاء القرار بعد عدد من الطعون والأدلة والوثائق التي قدمتها عدد من القوائم المشاركة, وبعد التأكد منها جاء القرار إنصافاً للمظلومين, لكن للأسف جرى الالتفاف عليه, بأن أهمل مطابقة السجلات مع عدد الاستمارات في كل محطة, مما أفرغ القرار من محتواه, وبالرغم من ذلك كشف عدد من حالات التزوير أدت الى تغيير ثلاثة نواب وإبعادهم من البرلمان, فماذا لو أعيد العد والفرز في كل العراق.       
*  قرار المحكمة الدستورية بعدم شرعية قانون الانتخابات في منح المقاعد التعويضية الى الكتل الفائزة. رغم أن القرار يعد انتصاراً للديمقراطية, لكنه جاء متأخرا ومتناقضا مع إحقاق الحق بأثر رجعي, حيث أبقت المحكمة على نتائج الانتخابات وتوزيع المقاعد الفائضة على الكتل الفائزة, على أن يعدل القانون في الدورة الحالية. مما منح الفرصة لبرلمانيين غير شرعيين من أداء القسم, علاوة على أن المشرعين لهذه المخالفة قد ضمنوا مقاعداً في البرلمان الجديد, فكيف يستوي أن يحافظ هؤلاء مجتمعين على الدستور.
*  قانون الانتخابات الذي فصل على مقاس جهات دون أخرى, ورفض تشريع قانون الاحزاب. شرع البرلمان العراقي السابق قانون انتخابات على مقاس أحزاب بعينها, من اجل إبعاد القوى الديمقراطية, بحجج واهية أثبتت فشلها لاحقا مثل تقليل التنوع لتقريب وجهات النظر, كما كان الأثر السلبي الكبير على تجاهل قانون الاحزاب, في حصول خروقات أثارت التساؤلات حول مصادر إنفاق الاحزاب على دعايتها الانتخابية, وسط تبرير غير مقبول من البعض, في تبرع رجال أعمال لدعم هذه الحملات, دون تقديم كشوفات توضح ذلك.
2. سلوك القوائم الفائزة بالانتخابات, وعدم قدرتها على التوافق لانتخاب الرئاسات الثلاث.
*  تدخل دول الجوار بالانتخابات العراقية. ليس أوضح من تصريح السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية من تدخل دول الجوار بالانتخابات العراقية, أكده هرولة الكتل الفائزة أو أحزابها بالسفر الى الدول الداعمة لها, في مشاورتها بالمواقف التي سيتخذونها لانتخاب الرئاسات الثلاث, وما تصريح إيران برفضها لعودة البعثيين الى البرلمان, وتصريح السعودية بسرقة المالكي لأصوات الانتخابات, والتسريبات الإعلامية عن التمويل المالي للكتل السياسية, إلا دليل على تدخل دول الجوار في نتائج الانتخابات
* تمسك كل الأطراف بمطالبها, في تقسيم الكعكة, بغض النظر عن معاناة الشعب العراقي. تتمسك القائمة العراقية بكونها الفائزة بأكبر الأصوات وحقها في تشكيل الحكومة, يقابله موقف دولة القانون بتحالفها مع الائتلاف الوطني العراقي, وتشكيل الكتلة الأكبر الائتلاف الوطني, بالاعتماد على قرار المحكمة الدستورية, في أن اكبر كتلة هي صاحبة اكبر عدد من المقاعد في الجلسة الأولى, يرافقه موقف الكتلة الكردستانية بتمسكها بمنصب رئيس الجمهورية وتطبيق المادة 140 من الدستور. هذا التخندق جعل التفاهم بين الكتل الفائزة غير ممكن, لكن الأكثر غرابة أن كتلة الائتلاف الوطني تعاني من مشكلتين الأولى أنها لم تجد وسيلة دستورية لتسجيل نفسها, فهي غير مسجلة لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات, حتى طرقها باب المحكمة الدستورية لم يأتي بنتيجة, لهذا ما زالوا يدورون في حلقة مفرغة, المشكلة الثانية برغم كل تصريحات أعضاء الكتلة الجديدة, في قرب التوصل الى اتفاق, لكنهم لم يتمكنوا من انتخاب ممثلهم لرئاسة مجلس الوزراء, ويبدو أن الاتفاق اكثر من صعب بسبب اختلاف وجهات النظر والمصالح, حتى أن لجنة الحكماء لم تجد الحكمة التي تجمعهم وتمكنهم من الاتفاق على رئيس الوزراء, فما بالكم لو دخل الجميع على خط التفاوض لانتخاب الرئاسات الثلاث وعدد الوزراء ومن هم الوزراء, كم سنأخذ من الوقت.
*  التشكيك بقرارات المحكمة الدستورية. أصبحت المحكمة الدستورية موضوع ضمن الخلافات بين الكتل البرلمانية, منها من يعتبره استشاري ومنها واجب الالتزام به, طبعا الجميع ينطلق من مبدأ المصلحة الذاتية, ضاربين عرض الحائط الالتزام بالدستور, لأنهم جميعا حديثي العهد بالديمقراطية, وكانوا قبل أيام يعتبرونها مصطلح غربي دخيل علينا, فإذا لم يلتزم البرلمانيون بقرارات المحكمة الدستورية, من سيكون الحكم بينهم.
* صلاحيات الحكومة الحالية بعد انتهاء مدة البرلمان السابق وانتخاب برلمان جديد. حاولت العديد من الاحزاب ترسيخ مبدأ حكومة تصريف أعمال بعد انتهاء الدورة الانتخابية السابقة, من مبدأ تحجيم رئيس الوزراء وإضعاف موقفه بين الجماهير, لأنه انقلب عليهم كونه مرشح تسوية, بعد تعطيل تشكيل الحكومة في البرلمان السابق, نتيجة الخلاف على شخص السيد إبراهيم الجعفري, كما أن انفراده بالسلطة, ومحاولة اجتذاب العشائر من حوله, وفوزه بعدد كبير من المقاعد في مجالس المحافظات, جعله خصما شخصيا بدل أن يكون حزبه منافسا لهم, بسبب هذا وذاك صارت الحكومة هدف للجميع في مسعى لتعطيلها, بغض النظر عن ما سيصيب الشعب العراقي من أضرار وسوء خدمات. هذه الأوضاع أدت أن تخرج المظاهرات مطالبة بالخدمات خاصة الكهرباء في مدن البصرة وبغداد والنجف, وتظاهرات أخرى للمفصولين السياسيين, وسيتبعها مظاهرات لأسباب أخرى نتيجة الحاجة والفاقة وتراجع الوضع الامني.   
* الجلسة البرلمانية المفتوحة. لا يوجد في الدستور والنظام الداخلي للبرلمان ما يشير الى مفهوم الجلسة المفتوحة, ولان البرلمان مسلوب الإرادة من قبل الزعامات التي تبحث عن مصالحها, عقدت الجلسة الأولى لترديد القسم فقط, ووصفت إنها بروتوكولية لأنها لم تؤدي الغرض منها في انتخاب رئيس البرلمان, وتركت مفتوحة في التفاف على الدستور, لان الكتل غير متفقة على تقسيم المهام وانتخاب الرئاسات الثلاث.

     

111
المنبر الحر / سلام جومبي
« في: 20:15 28/05/2010  »
سلام جومبي




ماجد فيادي


في سبعينيات القرن الماضي عاش العالم في اغلب واهم مناطقه شيئا من حياة الرفاه الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي ، رافق ذلك موجات من الإبداع الفكري على مختلف الأصعدة، في الثقافة والأدب والفن والعلوم والمودة، ما يميز هذه السنوات إنها بداية تحول العالم الى قرية صغيرة، تنتشر فيها الأفكار بسرعة دون أن تعرف للحدود معنى . كانت سنوات جميلة لم يعرف أهميتها إلا من عاشها شابا، وبالرغم من أنني لم أكن حينها بذاك العمر لكنني تأثرت بها ، فقد انتقلت من عمر الطفولة الى المراهقة ، واستطعت أن أسافر خارج العراق برفقة والدي ، والتقي بمجاميع تتناقش وتتحاور في مختلف المواضيع دون قيود ، مما جعلني منفتحا على الجميع في تناول ما يمكنني فهمه.  الذي جعلني أتذكر هذه الحقبة من حياتي، أن سيدة ألمانية شابة ، في احد أيام العمل ، في الساعة السادسة والنصف صباحاً، كانت تستقل الحافلة متوجهة الى العمل و تجلس الى جانبي وتضع في أذنها سماعات الموبايل، تستمع لأغنية بصوت عال ، مزقت بها هدوء صباحي الجميل، الذي بدأته مستمعا لاغاني عصفور الصباح فيروز .صوت الموسيقى العالي ذكرني بسلام جومبي، احد أبناء الجيران ، بلونه الزنجي وشعره النكرو ولحيته اللينينية وبنطاله التشارلس والقميص الضيق الملون ، حاملا على كتفه جهاز تسجيل ، وبأعلى صوته يستمع لأغنية "سانتياغو " أو "عمي يابو الجاكوج " ، وأحياناً كثيرة الى أغنية  Y  MAMY BLU، أو احدى أغاني فرقة بوني . إم . اخذ سلام لقبه من مظهره الأفريقي وولعه بالفن والقراءة والخط، كما كان يرقص الهيوة ولا أحسن راقص بصري . كان جومبي صديقا لأخي ويأتي الى بيتنا اكثر مما يتواجد في بيته، يحلو له جمع الأصدقاء والخروج ليلا في جولات بالدراجات الهوائية في شوارع المدينة ، ويجلس ساعات بالقرب من جهاز التسجيل لكي يكتب كلمات الأغاني ليحفظها، مثل أغنية "بقرة حاحا" لاحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، وله قدرة ممتازة على الخط ويحفظ من الحِكم الإسلامية ما لا يحفظه إمام جامع . كان جومبي أفضل من يزين لوري أبو حسين بجمل مثل (لا تفكر لها مدبر) ، وتجده أحياناً في المسرح يتدرب على عمل ما ، اذكر له مسرحية يقول في احد جملها ( بيش أتعينت ... ههههههه بالواسطة)، له لسان لاذع في النقد ، وفيلسوف في التحليل بالرغم من انه لم يكمل الدراسة الإعدادية، والده عامل فقير وأمه معوقة لا تستطيع الحركة، له القدرة على إضحاك من حوله، وإشاعة روح المرح بين الجميع، فقد كان يحب الحياة، له من العلاقات النسائية الكثير ، في العطلة المدرسية كان يعمل حدادا كما والده ليعين العائلة على مصاريف الحياة، وبالرغم من عدم حبه لكرة القدم لكنه رقص اكثر من الجميع بفوز منتخب العراق الوطني في مباريات كأس الخليج الرابعة ، ولم يحزن لأننا لم نحصل على البطولة ، له من الاصدقاء الكثير في مختلف مناطق بغداد، وفي يوم ما كنت العب الكرة فعطشت كثيرا ، فذهبت الى بيتنا مسرعا ، ودخلت الغرفة ضاربا بابها بكل قوتي لكي اشرب الماء البارد من الثلاجة، وإذا بأخي وجومبي وعدد من معارفهما جالسين في الغرفة على شكل حلقة مستديرة ، وقفزوا من أماكنهم ولا افهم ماذا توقعوا مني ! هل كان اجتماعاً حزبياً ؟!
في يوم بغيض جاء جومبي الى بيتنا خائفا مذعورا يبحث عن أخي ويطالبه بالأنتباه لنفسه ، وأن لا يتواجد في البيت فالأمن يراقبهم، وأوكل لي مهمة حرق كاسيتات جعفر حسن ، وبادرت والدتي بحرق ما يقع في يدها من كتب، أما أبي فقد اخذ كيس ووضع فيه ما تمكن من كتب وأعطاها لعمتي . انقلب جو البيت الى خوف وحزن، وتصرفات هستيرية وردود فعل سريعة غير متوقعة، وبعد أيام وفي نفس الأجواء كان رجال غرباء يأتون ويذهبون . استدعي أخي وجومبي الى الأمن، لكن الأزمة مرت بسلام، أما جومبي فلم يعد سلام الذي اعرفه، أذ فارقته الضحكة ، وحلق لحيته وتوقف عن لقاء الاصدقاء.
اشترك جومبي في الحرب التي شنها النظام المقبور ضد الجارة ايران ، ومن قبله أخوه جاسم الذي أُسر عام 1982 حتى عام 1991 ، حيث استلمته بنفسي من الفرقة الحزبية دون أن يعرف من أنا، أما جومبي فلم يعد من معركة نهر جاسم. هناك من قال انه شهيد، لم يكن يؤمن بالحرب التي شارك بها فكيف يكون شهيداً فيها ؟ البعض قال انه مفقود ، لكن جميع الأحياء من الأسرى رجعوا فأين سلام جومبي؟؟
وأنا أتذكر جومبي، التفت الى الفتاة الألمانية التي بجانبي وسألتها :
* ماذا تسمعين؟
قالت :
ـ انه "الهب هوب" .
* هل تدرسين ؟
 قالت :
ـ  نعم أنا طالبة جامعية في قسم الحاسوب.
* هل تعملين؟
ـ طبعا لكي أغطي نفقات الدراسة.
* وما هي هواياتك؟
ـ  أنا أحب الغناء والعب كرة الطائرة.
* وكيف تنسقين وقتك؟
ـ لابد من النوم القليل وتنظيم الوقت لكي ادرس واعمل وأمارس هواياتي.
*  هل لديك صديق؟
 تضحك بجذل .
*  لا تفهميني خطاً، فأنا رجل متزوج ، وأحب زوجتي .
تتحول ضحكتها الى ابتسامة .
ـ نعم لدي صديق ونتقابل في نهاية الأسبوع ، أو كلما سنحت الفرصة.
* هل تعرفين سلام جومبي؟
ـ  لا ... من هو ؟؟

نشر في جريدة طريق الشعب بتاريخ الخميس 2010/05/27 

http://www.iraqicp.com/images/stories/tariq/2010/5/27/7.pdf   


112
المنبر الحر / أحزاب ولكن
« في: 23:26 23/05/2010  »
أحزاب ولكن
ماجد فيادي
قبل أن تنتهي الدورة الانتخابية السابقة, دخل البرلمان العراقي في الوقت الضائع بجولة من المناقشات والخلافات على قانون الانتخابات, وانتقلت حمى النقاشات والخلافات الى الشارع العراقي ومن قبله الى وسائل الإعلام, أطلق فيها العنان الى الخطب الرنانة, والوطنية الفريدة, والبكاء على وطن اسمه العراق. وفي ليلة وضحاها يتفق الجميع على إقرار قانون الانتخابات الذي فصل في دهاليز السفارة الأمريكية وإيرانية والسعودية, وكما اتفقوا عادوا واختلفوا على توفير الفرصة لحجب أو تسهيل دخول أتباع هذا الطرف أو ذاك مصوتين في الانتخابات, فعادت الكرة من جديد, تصريحات ونقاشات وبكاء على وطن اسمه العراق.
الغريب في تلك الأيام أن حيتان البرلمان كانوا متفقين على عدد من القضايا, منها تهميش أطراف دون أخرى, وقد أعلنوها صراحة أن الهدف هو تقليل التنوع في البرلمان, من اجل سهولة اتخاذ القرار, فكان تجاهل قانون الاحزاب على رأس القائمة, تبعه توزيع أصوات من لم يعبر العتبة الانتخابية على القوائم الفائزة, ثم تقسيم العراق الى عدة دوائر لتشتيت أصوات الأقلية السياسية, ولم تسلم منهم المكونات الأقل عددا من المسيحيين والازيديين والمندائيين, حتى حصروهم في دائرة ضيقة بمقاعد حددت سلفا, ويوم اختلفت مصالحهم, عطلها السيد الهاشمي, مضيفاً لمصالحه قضية توزيع الأصوات المتبقية لمن لم يعبر العتبة الانتخابية على صاحب أعلى الأصوات ممن لم يفوز, في محاولة لخلط الأوراق وتهديد مصالح الآخرين فيما لو تجاهلوا طلباته الأخرى, في النهاية جرى التوافق على مصالح الحيتان ومهدوا لالتهام الصغار, فكان لهم ما أرادوا من قانون انتخابي مفصل على مقاسهم.
في الأمس جرت الانتخابات بكل ما أثير حولها من شكوك مرفقة بأدلة تزوير, توجت بقرار المحكمة في إعادة العد والفرز اليدوي, الذي جرى الالتفاف عليه, عندما تجاهلوا مقارنة سجلات الناخبين مع عدد الأوراق في كل محطة, مما جعل قرار المحكمة مضيعة الوقت. مع هذا لم نجد ادعاءات الحيتان قد تحققت في ازدياد الانسجام بتقليل التنوع في البرلمان, بل بالعكس زاد الأمر تعقيداً, فما أهملوه بالأمس من قوانين ظهرت بقوة على الساحة مثل المحكمة الدستورية أم المحكمة الفدرالية وما مدى شرعيتها, هيئة المسائلة والعدالة وشرعيتها, مرشحي الانتخابات المشمولين بالاجتثاث, تفسير القائمة الأكبر في البرلمان, وقضايا أخرى, أدت كلها الى تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة كل هذا الوقت, فهل نحن أمام عملية تضليل أحزاب تتستر خلف شعارات ووعود كاذبة.
يبدو أن الاحزاب الفائزة لا يهمها واقع الشعب العراقي المتخلف, ولا الزمن الضائع دون تطويره, ولا بقاء العراق تحت طائلة البند السابع, ولا محاولات دول الجوار بتعطيل الحياة في العراق, ولا الإرهاب وما يقوم به, ولا بقاء العراق تحت الاحتلال, ولا تعطيل تشريع قوانين أجلت من الدورة السابقة, ولا كل المعانات الناتجة عن تردي البنى التحتية, إن كل ما يهمهم مصالحهم الحزبية لا اكثر.
إن لم تستحي فافعل ما شئت     
 
     


113
الى روح زردشت الكلمة اخطر من الرصاصة

ماجد فيادي
يعيش إقليم كردستان العراق أوضاع من الاستقرار الامني, تفوق في درجاتها ما يعيشه عموم العراق, مما يوحي بالأمل في انتعاش الديمقراطية وحرية التعبير خاصة الصحافة ونشاط منظمات المجتمع المدني, تعبيرا عن تفاعل المجتمع وما يطمح له من تغيير نحو الأفضل, فالأحزاب التي تقود الإقليم قد وصلت الى البرلمان بالانتخابات وبنسب عالية تليق بمجتمع يعرف من ينتخب, حتى نسبة المعارضة في البرلمان تعد جيدة بغض النظر عن تاريخها وتوجهاتها وأسباب وصولها, عمل هذه الاحزاب سلس على ساحة الإقليم ولا تواجه أعمال عنف فيما بينها, فهي ركنت الى السلم بعد أن خبرت فضل الديمقراطية والسلام عليها عقب تقاتل في الأمس القريب. إن التركيز على الاستقرار الامني في هذا المقال نابع من الفرق بين حالة الإقليم وما يعانيه باقي العراق, وانعكاسها على حركة المجتمع المدني والصحافة خاصة, هذا إذا ما قارنا بين دور بعض أحزاب البرلمان العراقي ودورها في إثارة الإرهاب عبر ممثليها في البرلمان, وأحزاب أخرى تعرقل تشريع قوانين توفر حالة الاستقرار والأمن مثل قانون حماية الصحفيين, وبين تشريعات برلمان الإقليم في هذا المجال. لكن سبب كتابة المقال يعود لحادثة غريبة جرت على ارض الإقليم وبملابسات مثيرة للجدل, باختطاف واختيال صحفي مبتدأ لا يزال طالب في الجامعة, حاول أن يعبر عن وجهة نظره فيما يجري على ارض الإقليم بأسلوب ساخر, يعتبر في عراق الأمس واليوم من المحرمات سياسيا واجتماعيا, انه الشهيد زردشت عثمان. 
ربط زردشت في مقالاته قبل استشهاده وما سيؤول له مستقبله, نتيجة تهديدات تعرض لها من قبل أشخاص مجهولين, هذا ما وصلني من ترجمة لمقالات الشهيد وهي ركيكة تدل على مترجم كوردي بلغة عربية ضعيفة, لكنها لم تضعف محتوى المقالات, مما جعلنا نضع علامات استفهام على طريقة القتل التي مورست في ظل استقرار امني وسياسي لإقليم كردستان العراق, من علامات الاستفهام ما يلي
1. هل الإقليم يعاني حالة استقرار امني أم فوضى شأنه شأن باقي العراق؟
2. هل قتل زردشت ليس لها علاقة بما كتبه, وتلميحاته كانت غير مبررة, جرى استغلالها لإثارة الفوضى في الإقليم؟ أم هي حقيقة؟
3. هل هذه الجهات لا تمتلك القدرة على تقبل النقد, أو تناولها بطريقة ساخرة, يدفعها الى استخدام إسلوب التصفية الجسدية للتعبير عن ذاتها؟ وهل هناك تجارب سابقة شبيه لحالة زردشت؟
4. هل هناك من بادر لقتل زردشت رغبة في التقرب من هذه الجهات؟ وهل هي ترحب بهذا التقرب والى أي حدود؟
5. هل ديمقراطية العراق تعاني من البدائية, في مجتمع لا يزال يؤمن بالعشائرية والعادات والتقاليد؟
6. هل للكلمة قوة اخطر من الرصاصة؟
من المؤكد أن مسؤولية حماية المواطنة والمواطن في الإقليم تقع على عاتق حكومته, والانتكاسة في الحالة الامنية تنعكس سلبا على أحزابها وضحيتها المواطنين, وحماية الصحفيين بغض النظر اتفقت مع طروحاتهم أو اختلفت مسؤولية الحكومة, واحترام الرأي الآخر لابد أن يبدأ من البرلمان والحكومة والأحزاب جميعا, ولابد لهذه الأطراف أن تقدم نموذج للمواطنين يؤسس لثقافة نحن في أمس الحاجة لها, أن لا مقدس سوى حريتك وحريتي, أما البحث عن الجناة وتقديمهم الى القضاء فهي مسؤولية الجهات الامنية, خاصة وزير أمن الإقليم ورئيس وزراء الحكومة, أما نشاط زملاء الشهيد ومنظمات المجتمع المدني التي خرجت في تظاهرات مطالبة بالكشف عن الجناة, تعني أن الإرهاب الذي تعرض له زردشت قبل وبعد قتله لم يؤثر في المجتمع الكردستاني, ونموذج زردشت يدل أن تأثير الكلمة اخطر من الرصاصة.   
       


114
المفوضية المستقلة تعمل بشكل منظم على إفشال انتخابات الخارج
ماجد فيادي
عمل عدد من الاحزاب العراقية على إلغاء انتخابات الخارج, تحت حجج واهية تتعلق بحجم الإنفاق فيما لو يوازي أهمية حجم المشاركة, في نفس الوقت شملت اغلب هذه الاحزاب بقوائم المسائلة والعدالة, كون مرشحيها من المزورين والسراق, فأين هذا من ذاك, وعندما قام العراقيون المقيمون في الخارج بحملات احتجاج وحملات جمع تواقيع للمشاركة بالانتخابات, رضخ البرلمان العراقي لهذه الرغبة, لكن نتيجة المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية جاءت بقرارات المفوضية المستقلة للانتخابات مبرمجة على مستويين, الأول معلن على موقع المفوضية يوضح فيه الوثائق التي يمكن اعتمادها لتعريف العراقيين وأماكن ولادتهم, كي يتسنى تحديد المدينة التي يصوتون فيها, وهي مقبولة من قبل الجميع, وقد أرسلت المفوضية المستقلة بهذا رسالة تطمين لعراقيي الخارج, الثاني أصدرت تعليمات غير مكتوبة الى مراكز الانتخابات باعتماد وثيقة عراقية في حالة امتلاك المواطن على وثيقتين أجنبيتين, أو اعتماد نسخة مطبوعة عن وثيقة عراقية مرسلة بالفاكس أو الايميل أو بالبريد. هذه التعليمات خلقت العديد من الإشكالات في مراكز الانتخابات خارج العراق.
انقل لكم صورة حصلت في المركز الانتخابي بمدينة كولون الألمانية, بعد أن أثير هذا الموضوع يوم أمس حول ضرورة اصطحاب وثيقة عراقية, وطالبنا بحل المشكلة, فوعدنا أن يأتي الحل يوم السبت من مفوضية الانتخابات المستقلة ومركزها اربيل, لكن أي حل لم نحصل عليه, بل زادت المشكلة في حلول فردية, عقدت الموضوع وفتحت باب الاجتهاد والمحسوبية والتلاعب على الموظفين, ففي تصريح السيدة نائبة رئيس المركز جرى اعتماد الوثائق المرسلة بالفاكس أو البريد دون تصديق, وبعد قليل عادت وتراجعت عن قرارها بان تصدق من قبل السفارة العراقية في برلين (600 كيلومتر عن كولون), ثم تمت الموافقة على اعتماد وثيقة اللجوء جواز السفر الأزرق والمكتوب عليه بالألماني وثيقة سفر بالإضافة الى أي هوية ثانية, كهوية التأمين الصحي أو إجازة السوق أو بطاقة الائتمان, بعدها جرى التراجع وألغيت هذه الهويات ولم تعتمد كهويات داعمة, هذه الحالة التي استمرت طوال اليوم حرمت عراقيين من الدخول والإدلاء بصوتهم في فترة الانتقال من تصريح لآخر, ولأنني كنت شاهد على حالة من هذه الحالات فقد كتبت شكوى وقدمتها لمدير المركز, الذي وقع عليها بعد جهد جهيد مني ليقبلها, لكنه لم يقرأها ولم يقم بأي إجراء لاتخاذ اللازم, احتوت الشكوى على حالة لجواز سفر ازرق مع هوية الضمان الصحي سمح لها بالمشاركة في الوقت الذي حرم آخرين من الدخول في البوابة الرئيسية يحملون نفس الوثائق, طلبت من المدير أن يقدم لي هذه المعلومات التي تتغير بين لحظة وأخرى مكتوبة, فما كان منه إلا المماطلة والتهرب حتى ينقضي الوقت ولم احصل على شيء منه. في البوابة الرئيسية كان العراقيون يقفون في طابور طويل تدقق وثائقهم لكي يدخلوا, الغريب أن موظفي الباب لم يحصلوا على هذه المعلومات المتغيرة بين وقت وأخر, وسمح من قبل المدير ومنيبته الاستعانة بالمراقبين السياسيين لتهدئة المتضررين من القرارات المجحفة, حينها استغل بعض المراقبين السياسيين الفرصة وسهلوا دخول معارفهم وأهملوا الآخرين, هذا بالإضافة الى الجو البارد والانتظار لفترة طويلة خارج بناية المركز الانتخابي بحجة الازدحام.
تقول المفوضية المستقلة على موقعها, الوثائق التي تثبت إحداها بعض شروط الأهلية وتحتاج الى وثيقة أخرى لتكملة باقي شروط الأهلية, هي وثائق أجنبية لكنها لم تحدد أن تدعم بوثيقة عراقية بل تركت الباب مفتوح للاجتهادات الشخصية.
من هنا تدخل مفوضية الانتخابات المستقلة طرف يفقدها استقلاليتها, وتعيدنا الى الأمس القريب الذي طلبت فيها أمام البرلمان للاستجواب, ولم تتمكن من تقديم أجوبة كاملة, جعلها تقترب من حجب الثقة لولا ضيق الوقت والمحاصصة الطائفية والقومية والحزبية.
من هنا نقول للعراقيين أن الاحزاب التي لم تفلح في حجب عراقيي الخارج من التصويت عبر البرلمان خوفا على تأييدها في الشارع العراقي سعت الى إفشال العملية عبر اذرعها في مفوضية الانتخابات اللامستقلة.
     


115
الثقافة الانتخابية نعمة لا يدركها ألا من يمتلكها

ماجد فيادي
بعد انطلاق الحملة الانتخابية, للتنافس على مقاعد البرلمان العراقي القادم, ظهرت وجوه على شاشة التلفاز تعد بالكثير مما يسيل له اللعاب, أدت في النتيجة الى تغيير كبير في طريقة تفكير العديد من المواطنات والمواطنين. فقد تبادر الى مسامعي عدد من الأسماء مثل السيد اياد جمال الدين والسيد نوري المالكي والسيد اياد علاوي والسيد إبراهيم الجعفري, فدعوني لنتذاكر كل منهم.
الى ناخبي السيد اياد جمال الدين, لماذا لا تسألوه كيف يتقاضى راتبه الشهري كبرلماني وهو لا يحضر الجلسات, أليس هذا من السحت الحرام؟؟؟ كيف يسكن بيت بإيجار رمزي, يعود للدكتاتور عزت الدوري, فقط لان السيد علاوي منحه إياه عندما كان رئيسا للوزراء؟؟؟ لماذا يغيير زيه الديني في لندن ودول أخرى, وعندما يعود للعراق يلبس لباس الإيمان, هل هو جواز سفره الى عقول الناس المتدينة؟؟؟ كيف سيطبق خطته الجهنمية في خلق اكثر من مليون فرصة عمل وهو يتغيب عن حضور البرلمان؟؟؟ السيد سبق الأحداث ولم يرشح نفسه على أساس أما رئيسا للوزراء أو لا داعي لدوخة الرأس.
أما السيد اياد علاوي, وبحجة الرجل القوي, والعراق لا يحكمه إلا رجل قوي,سينتخبه عدد كبير حسب استطلاعات الرأي, هنا أتسائل ماذا فعل هذا الرجل القوي خلال الأربعة سنوات الماضية؟؟؟ لماذا غاب عن البرلمان ولم يحضر غير بضعة مرات, لكي يدافع بقوة عن الشعب العراقي المسكين؟؟؟ أين قوته تجاه هيئة المسائلة والعدالة وهي تجتث عدد من البعثيين والمزورين والسراق من قائمته؟؟؟ أين قوته عندما كان رئيسا للوزراء, عندما سرق وزرائه المرشحين من قبله أموال الشعب مثل حازم الشعلان وأيهم السامرائي؟؟؟ لماذا يستمر بأخذ الملايين كراتب لعمل لم يقوم به؟؟؟ وماذا لو لم يفوز بالأغلبية هل سيغيب عن البرلمان من جديد لأنه لن يكون رئيسا للوزراء؟؟؟
هناك من يريد انتخاب السيد نوري المالكي, فهو من حارب الإرهاب, ورفض الطائفية ووقف بوجه الفساد المالي والإداري, ورفض التقسيم. لكنكم سادتي تنسبون له الايجابيات في حكومته التي لم يشكلها وتعفوه عن السلبيات, فهذا فلاح السوداني القيادي في حزب الدعوة, قد حكم بالفساد المالي والإداري, وهذه قائمته فشلت في تقديم الخدمات للمدن التي تحكم مجالسها المحلية, قائمته التي شملتها هيئة المسائلة والعدالة بالسراق والمزورين, ومن أين هذه الملايين التي تدعم حملته الإعلانية؟؟؟ ولماذا يستغل القناة العراقية لدعم تنظيمه خلال السنوات الماضية؟؟؟ لماذا وقف ضد إصدار قانون الاحزاب وقانون الأداء الانتخابي؟؟؟
لمن يريد انتخاب السيد إبراهيم الجعفري, أتسائل هل نسيتم عندما رفع أسعار المنتجات النفطية على المواطنة والمواطن في ثاني يوم من إجراء الانتخابات عام 2005؟؟؟ هل يعقل أن رجل داعية ديني يمنح ما لا يملك, عندما منح قطعة ارض في النجف الأشرف الى السيد عبد العزيز الحكيم بسعر رمزي؟؟؟ هل يعقل أن يتقاعس داعية دينية عن أداء واجبه تجاه تكليف من قبل الشعب كونه عضو برلمان, عندما غاب عن جلساته لسنين؟؟؟ هل يعقل أن أعطي صوتي لرجل ترك واجبه وتكليفه لأنه لم يصبح رئيسا للوزراء؟؟؟
اسأل من يريد انتخاب هؤلاء السادة, ماذا لو لم يصبح مرشحك بعد الانتخابات رئيسا للوزراء, هل سيترك البرلمان ويستمر بقبض الملايين كراتب شهري؟؟؟ كيف تثق بقائد تعج قائمته بالمجتثين من البعثيين ومزوري الشهادات الدراسية والسراق آكلي السحت الحرام؟؟؟ كيف يمكن لهؤلاء السادة أن يقودوا دولة وكل منهم لم يقدم قائمة خالية من الفاسدين؟؟؟ إذا كان هؤلاء يمثلون قوائم رئيسية في البرلمان الحالي والأمور على ما ترون, فلماذا نتوقع منهم التغيير؟؟؟
إن العراق لا يحتاج الى أصحاب الوعود المعسولة, والتاريخ الذي لا يؤهلهم كمرشحين للبرلمان, ولا الصاعدين على أكتاف الفقراء باسم الدين, ولا رجل سياسته القوة, الشعب بحاجة الى أصحاب الأيادي البيضاء, والعقول الواعية. للأسف ما يزال العراقيون لا يملكون الثقافة الانتخابية التي تجرهم الى مصالحهم العامة.
 


116
من سأنتخب من قائمة اتحاد الشعب
ماجد فيادي
بالرغم من أملي أن تنحاز مفوضية الانتخابات المستقلة الى مصلحة الناخبة والناخب العراقي في الخارج, بالسماح لهما أن يختارا المدينة التي يصوتان لصالحها, وجدت من المهم الاستفادة من القائمة المفتوحة وان اختار مرشحي للبرلمان. طرحت السؤال على زوجتي علي أجد مدخل للتفكير, لكن زوجتي حسمت الموضوع بسرعة, فقد حددت اختيارها بسيدة دعما لدخول المرأة الى البرلمان, واستعانت بمعرفتي لمرشحات قائمة اتحاد الشعب فاختارت دون توجيه السيدة شميران مروكل.سألتها لماذا هي, قالت لأنها عانت كما عانى الفقراء وتعرضت للسجن والتعذيب, رغم كل ذلك ما تزال ناشطة سياسية وتهتم بشؤون المرأة والطفل رغم حرمانها من الحياة الزوجية الطبيعية والإحساس بالأمومة, هكذا سيدة لا يمكنني إلا أن أثق بها, كما إنها تحمل ثلاثة شهادات جامعية, قلت لها ألا يشكل لكي كونها مسيحية الديانة أي عائق, أجابت بالعكس يجب أن ندعم التنوع في البرلمان.
هنا عدت الى حيرتي فالاختيار بالنسبة لي لا يمكن حسمه بهذه البساطة, للكثير من الاعتبارات السياسية, منها وصول رفيق ذو خبرة في مسالك البرلمان ومقدرة على التفاوض والدفاع عن مصالح الجميع, تأمين وصول سيدة عن قائمة اتحاد الشعب الى البرلمان, عدم الإبقاء على نفس وجوهنا البرلمانية للتعبير عن طاقات الشيوعيين, اختيار ذوي الشهادات لضمان الكفاءة في الأداء, وقضايا عديدة أخرى كالثقافة والفن والرياضة والقانون ... الخ.
بعد البحث في قائمة اتحاد الشعب مدينة بغداد, وجدت كل ما ابحث عنه, من الرفيق حميد مجيد موسى حتى الرفيقة سناء سعدون فدعم آخر اسم في القائمة, ولأنني لا أريد أن اترك حقل تسلسل المرشحين خالي صار لابد من الاختيار, استوقفني الرفيق مزاحم مبارك مال الله كحيط, فقد تابعته ضمن خيمة الطبيب الشيوعي, كان يعمل من اجل علاج الفقراء وتخفيف آلامهم لهذا كسب احترامي الى ابعد الحدود, ولأنني تعرفت على ابنته ضمن نشاط اللومانيتيه, حيث وجدتها كأبيها زاد إعجابي به.
استوقفني السيد موسى فرج فهو لا ينتمي الى الحزب الشيوعي العراقي, لكنه فضل الدخول ضمن قائمة اتحاد الشعب, لأنه ضمن عمله السابق رئيسا للجنة النزاهة لم يسجل أي مخالفة ضد الشيوعيين, ففضلهم على غيرهم ممن تلوثت سمعتهم بالفساد الإداري والمالي.
من الأسماء الرنانة الشاعر كاظم إسماعيل كاطع, هذا الشاعر الذي أتحفنا بأشعاره الجميلة, ورغم مرضه لم يتوانا عن التقدم لخدمة العراقيين بالفعل وليس بالشعر وحده.
من منا لم يسمع بالفريد سمعان الشاعر والأديب والمحامي الإنسان, فقد رافق الجواهري في إدارة اتحاد الأدباء عام 1958, وسكرتيرا له عام 1969 واليوم كذلك, هو السجين السياسي في نقرة السلمان مع مظفر النواب وآخرين من أعلام السياسة العراقية في الستينات من القرن الماضي.
من يستطيع أن لا يقف ويفكر ألف مرة عند اسم الرفيق حميد مجيد موسى, سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي, احد قادة حركة الأنصار الشيوعيين, عضو مجلس الحكم وعضو البرلمان العراقي, رئيس لجنة تطبيق المادة 58 الخاصة بكركوك المادة 140 لاحقا, رغم رغبتي العميقة أن لا يرشح الرفيق الى البرلمان لكي يتفرغ لتقوية التنظيم والعمل على خلق كادر يمتلك المقومات التي تسمح له بالعمل وسط الجماهير, لما يمتلكه من تاريخ غني, لكنني لا أتمكن من تجاهل علاقاته الواسعة واحترام القوى السياسية لشخصه, والشهرة الجماهيرية التي حققها خلال عمله العلني بعد السقوط.
الحقيقة الاختيار صعب, ويصعب اكثر عندما نتعرف على باقي الرفيقات والرفاق ضمن قائمة اتحاد الشعب في بغداد, فلكل منهم تاريخ وعمل مشرف لا يقل عن الآخرين, ولو تسمح لي رقعة النشر وعدم ممل القارئ, لتناولت البقية حتى أزيد من حيرة ناخبي اتحاد الشعب, خاصة وإنها القائمة التي لم تشمل بمنع هيئة المسائلة والعدالة لا بالبعثيين ولا بالمزورين ولا بالسراق, بل وصفت بأصحاب الأيادي البيضاء.   
 
     

117
لو كانت الأبقار تطير لما استطعنا حلبها
ماجد فيادي
علقت في ذاكرتي قصة من برنامج افتح يا سمسم التعليمي, تقول,,, لو كانت الأبقار تطير؟ لما استطعنا حلبها, لو كانت العجلات مربعة؟ لما استطعنا إيصال البيض الى السوق, لو كانت الشمس لا تغيب؟ لما استطعنا النوم.
تحت كلمة (لو) يمكن أن نضع ملايين الافتراضات والاستنتاجات, من بينها لو كانت الاحزاب الكبيرة في البرلمان والحكومة العراقية قد قدمت أداء يصب في خدمة الشعب العراقي؟ لما تخوفت من عودة البعث الى البرلمان القادم. إن سقوط هذه الاحزاب في خانة (لو) يطرح أسئلة كبيرة, لماذا الآن تقرع أجرس الخطر من عودة البعثيين؟؟؟ لماذا لا تتكلم عن سبب عودة البعث, بعد أن حكمت العراق فعليا لخمسة سنوات؟؟؟ لماذا اليوم تنشط هيئة المسائلة والعدالة لتجتث عدد من السياسيين كونهم يروجون للبعث؟؟؟
الإجابة, لأنها شعرت بخطر انفضاض الجماهير من حولها, وبقاء المستفيدين فقط, مما يحرمها ضمان الحصول على أغلبية كبيرة في البرلمان القادم, أمام مؤشرات لتكتل قوى البعث وإمكانية تصويت العراقيين لهم, مما يخل في توازن الأغلبية والأقلية في البرلمان القادم, مستنجدة بالعراقيين أن ينقذوهم من ما قد يحدث لو أحجموا عن المشاركة في الانتخابات. جاءت هذه المخاوف بعد نتائج انتخابات المجالس المحلية, وفضح كل طرف لمخالفات الآخر ضمن المذهب الواحد, من فساد مالي وإداري وأمني, وصل لمستوى وزراء وأعضاء في الرئاسات الثلاث, حتى صار حديث الاحزاب خلال فترة الفضائح السياسية, أن المحاصصة والطائفية ومبدأ التوافق هي السبب في عدم قدرتها على تقديم الخدمات, والكل يعزف نفس اللحن, كأن الشعب مجموعة أغبياء لا تميز بين الصدق والكذب, كما أن الحديث يأتي باتهام طرف لكل الآخرين, وصاحبه هو الحمل الوديع, أما فضائح التزوير فقد رفع لوائها اكبر الكتل البرلمانية, كأنما الصغار هم الشياطين المزورة والكبار ضحايا.
عندما اعدم الدكتاتور بسب مئة وثمانية وأربعين شهيدا, وقفت أطراف كثيرة مستنكرة ومستغربة من محاكمة صرف عليها الملايين من أموال العراقيين, كي ينصف هذا العدد دون الآخرين, واليوم  تستعين الاحزاب المتخوفة من انفضاض الجماهير من حولها, في مشهد مفتعل باستغلال شريط مصور لإعدام ثلاثة شهداء قدمته سيدة عراقية في محاكمة أزلام النظام لضحايا الاحزاب الإسلامية, دون أن يقدم تبرير لها, لماذا لم يحاكم الدكتاتور على إعدام ابنها؟؟؟ ولماذا لا تقدم هذه الاحزاب, تبرير عدم إنصاف عوائل الشهداء معنويا وماديا, خاصة ورئيس لجنة الشهداء يعلن أن الأموال لم تصرف بما يكفي لتعويض شهداء حقبة النظام الدكتاتوري, الغريب أيضا أن شهداء الأعمال الإرهابية لم ينظر بقضاياهم لليوم على إنهم شهداء, ولا افهم ما هذا التمييز إذا كان أزلام النظام السابق بالتعاون مع القاعدة من يقوم بقتلهم.
يطالب عدد من سيناتورات الكونكرس الأمريكي بمحاكمة الإرهابيين في محاكم عسكرية داخل معتقل كوانتانامو حفاظا على أموال دافعي الضرائب الأمريكان, بدل محاكمتهم في محاكم مدنية فدرالية خصص لها ملايين الدولارات وفق اقتراح اوباما, في حين محاكمات أزلام صدام تستنزف ملايين الدولارات التي من الممكن أن يعوض بها عوائل الشهداء. ولو حوكم الدكتاتور وأعوانه بتهمة الإبادة الجماعية وتدمير حياة الملايين من العراقيين ودول الجوار على كل الأصعدة النفسية والمادية والأخلاقية, بدل أن يستأثر بالدكتاتور لفئة متضررة دون أخرى, لما حكم المجرم عبد حمود في احد القضايا بالسجن لعدة سنوات,في حين يعلم الجميع من هو هذا المجرم, ولان الاحزاب الطائفية والقومية فتت جرائم النظام وفق محاصصة مقيتة, صار للبعثيين القدرة على الدفاع والتنصل من جرائم أما شاركوا بها أو شجعوا عليها أو غضوا الطرف عنها.
جاء نشاط الاحزاب الطائفية والقومية محصورا على فئة معينة من الشعب العراقي, في نفس الوقت منعت بكل الوسائل اللاشرعية عمل ونشاط الاحزاب العلمانية, ذات الطابع الوطني العابر لكل المفاهيم القومية والطائفية, ولان العراق قسم على أساس طائفي وقومي وفق مزاج هذه الاحزاب ودول الجوار, وجد البعثيين موطئ قدم لهم بين الجماهير التي لم تجد في الاحزاب الطائفية والقومية من يمثلها, كما لسوء أداء هذه الاحزاب أمنيا وسياسيا واقتصاديا وسرقت أموال الشعب, العامل المؤثر على انفضاض الجماهير من حولها. في عملية حسابية بسيطة تحت طائلة (لو) الافتراضية, لو كسبت الاحزاب الكبيرة في البرلمان والحكومة تأييد الجماهير, بتقديم خدمات وتوفير فرص العمل والابتعاد عن المحاصصة والمحسوبية وتعيين أتباعها في المكان الخطأ وهدر أموال الشعب ومحاكمة الدكتاتور من اجل جهة واحدة و تفعيل مليشياتها و المناكدات السياسية في البرلمان ورحلات السياحة الى الحج والغياب عن جلسات البرلمان وتأجيل قوانين تخدم الشعب, لما كان لنسبة مؤيدي البعث من تأثير في القرار السياسي, ودخولهم للبرلمان لا يتعدى طنين ذبابة بين الحين والآخر.
في الخطاب الذي منع للشهيد عبد الكريم قاسم قبل قتله على يد البعثيين قال ( نحن نعمل في سبيل الشعب وفي سبيل الفقراء خاصة), اليوم نسبة الفقراء من الشعب العراقي تمثل الأغلبية الأكبر للأسف.
تقول أمي ( لو,,, زرعوها ما خضرت) فما حصل قد حصل, وعلى الشعب العراقي أن يصحح ما أفسدته أحزاب تأمل بها خيرا بعد رحيل الدكتاتور, بان تنتخب أحزاب علمانية وطنية تمثل كل العراقيين دون تمييز.
   
         



118
أطفال العراق لا زالوا سلعة دعائية
ماجد فيادي
في يوم الطفل العالمي, احتفل السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع مجموعة من الأطفال في حفل نظمته وزارة حقوق الإنسان, كما شاركت السيدة الوزيرة وجدان سالم الى جانب رئيس الوزراء.
شمل الاحتفال مجموعة من الأطفال غاية في النظافة والروعة, ومقدرة على الحديث والتعبير عن الرأي تحسدنا عليهم الشعوب, فقد عبروا عن أمنيتهم بعراق آمن, ومدارس نظيفة, وألعاب أطفال حديثة, كأنهم يلخصون تقريرا عن عجز الحكومة العراقية في توفير ما يحتاجه الطفل العراقي أسوة بأطفال العالم, كان الأطفال فرحين بالاحتفال حيث عبر عن ذلك احدهم قائلا (( هذا أجمل يوم في حياتي)), طبعا هو لا يعرف أن حياته القصيرة هذه لو قورنت بحياة أمثاله في دول الخليج أو أطفال أوربا, تكون النتيجة أنه لم يحصل على شيء يذكر, وأن أقرانه في هذه الدول يسبقوه في الكثير من الامتيازات.
لم يتحدث السيد المالكي الى الأطفال في يومهم العالمي بل كانت فرصة للدعاية الانتخابية, حيث توجه في كلامه الى المربين والمعلمين والمدرسين, دون أن يذكر وزير التربية والتعليم بشيء وهو القائم على تغيير المناهج وبناء المدارس وتوفير وسائل التعليم الحديث ولعب الأطفال وتدعيم التعليم بأجهزة الكومبيوتر وآخر برامج التعليم الحديث, كأن السيد الوزير لا حاجة له أو أنه غير معني بهذا العمل خلال أربعة أعوام مضت.
ثم توجه السيد رئيس الوزراء بحديثه الى الساسة العراقيين لكي يعلمهم مبادئ الديمقراطية, في تربية أطفالنا بعيدا عن الطائفية والقومية, وأن مستقبلنا سيكون مطابقا لما نربي عليه أطفالنا, كأنه المعلم الأول في العراق وباقي السياسيين لا يفهمون كيف تكون التربية والسياسة, وأنه يعمل وفق مبادئ الديمقراطية التي تدعوه الى سلب حقوق الملايين من الأقليات ومصادرة أصوات من لا يصوت له وللحيتان أمثاله.
لم يتوجه السيد المالكي بحديثه الى أطفال العراق في يوم الطفل العالمي لأنه لم يأتي الى هذه المهمة, بل جاء ليستخدمهم وسيلة دعائية, فقد شاهدنا هذا المنظر قبل سنين طويلة حين كان الدكتاتور يأتي بأطفال جميلة نظيفة المظهر تحمل الزهور وتغني للقائد الضرورة, لا ادعي أن السيد المالكي مثل صدام حسين فالفرق كبير, لكنه في استخدام الأطفال وسيلة دعائية كانا متشابهان, فلو غير في واقع الطفل العراقي خلال فترة حكمه لما كان لهذا الكلام من داعي.
يبدو أن السيد المالكي يستعر من أطفال العراق الفقراء, أو أنه لا يريد أن يتذكرهم, فهو لم يزر المناطق الفقيرة ليهنئ أطفالها في يومهم العالمي, ويستمع لمعاناته ويعمل على حلها,ولم يزر ملاجئ اليتامى كما يوصي الدين الإسلامي, كما لم يسأل السيدة الوزيرة منظمة الاحتفال أين الأطفال الفقراء. أية وزيرة حقوق إنسان تميز بين الفقراء والأغنياء, وتستغل الأطفال للدعاية الانتخابية؟؟؟
السيد المالكي, في الدين الإسلامي مكانة كبيرة للطفل اليتيم, ومكانة كبيرة لمن يرحمهم ويقدم لهم الخدمة ويخفف عن همومهم, والعراق مليء بالأيتام ممن قتل آبائهم على يد الإرهاب الصدامي والقاعدة والمليشيات الحزبية, كان الأجدر بك أن تزور هؤلاء الأطفال, وأطفال الطبقة الفقيرة ممن يعيشون في مناطق تجمع النفايات, بدل أن تلتقي أطفال ترتدي ملابس نظيفة تريحك من التفكير وبذل المجهود, وتفسح لك الفرصة لتصفية حسابات حزبية, وتستخدمهم دعاية انتخابية تتعارض وحقوق الإنسان.
السيدة وزيرة حقوق الإنسان وجدان سالم, ليست مهمتك الاعتناء بمن له من يدافع عن حقوقه, بل أن تهتم بمن تسلب حقوقه, ويعيش تحت خط الفقر دون مدارس أو فرص متساوية في الحياة الكريمة, لهذا ادعوك للاستقالة من عملك لأنك غير مؤهلة له.
أما السيد المالكي فأنا لا أجرؤ على مطالبته بالاستقالة, خوفا على العملية السياسية من الانهيار. 
       

119
المنبر الحر / لا بد من موقف
« في: 19:36 11/11/2009  »
لا بد من موقف

ماجد فيادي
في الوقت الذي يقرر فيه الأقوياء التعاون على قتل الديمقراطية, والتخطيط لمستقبل معتم, نجد أنفسنا أمام خيار اللجوء الى أفراد أو فرد لإعادة الأمل بالعراق الجديد قائما, فالقرار الذي اتخذه البرلمان العراقي بأغلبية ساحقة كما يحلو لعدد من البرلمانيين تسميته, والذي ينطوي على ظلم كبير لبذرة الديمقراطية في العراق, عندما صوتوا لقانون انتخابي ما انزل الله به من سلطان, سحق فيه مفهوم الأقلية ليحصروه في الانتماء القومي والديني مستثنين الأقلية السياسية, متنكرين لتاريخ هذه الأقليات في التضحيات التي قدموها لبناء العراق, العراق الذي يحكموه كما لو كان ورث عائلي لمجموعة طائفية قومية, تسعى بكل ما تملكه من غطرسة وتعالي لتفتيته تحت هويات فرعية على حساب الهوية الوطنية العراقية, وسحق كل ما يتعلق بالأفكار الديمقراطية لأنها ببساطة تتعارض ومصالحهم المرتبطة بشكل وثيق بأطراف خارجية, هذا القانون جعلنا نلجئ الى مجلس الرئاسة, من اجل إعادته الى البرلمان لغرض تصحيح مسار الديمقراطية في العراق, وعدم إجهاض التجربة الوليدة, لجوءنا هذا له مبرراته لكننا غير معفيين من المسؤولية, فالتيار الديمقراطي قد تفرق منذ البداية في اتجاهات عدة ولم ينم عن تحالف كما هو حال التوجهات الطائفية والقومية, (سوف نأتي الى هذا الجانب في مقال لاحق لان الهدف الآن هو استدراك الوقت لمنع المصادقة على قانون الانتخابات من قبل مجلس الرئاسة).
لكي نتمكن من تشكيل رأي ذو وزن مؤثر على مجلس الرئاسة لابد من التحرك بعدة اتجاهات وهي كما يلي
1. دعوة منظمات المجتمع المدني الى كتابة مواقفها من قانون الانتخابات, فهي تمثل رأي شريحة واسعة من المجتمع العراقي ذات التوجهات الديمقراطية.
2. دعوة جميع الكتاب الديمقراطيين العراقيين و العرب و من جنسيات أخرى لانتقاد السلبيات التي اقرها القانون الانتخابي الجديد القديم في آن واحد.
3. إقامة الندوات العامة من اجل تعريف المواطنة والمواطن العراقي بخطورة القانون, والطريقة التي سيعامل بها صوتهم.
4. تنظيم التظاهرات السلمية, ورفع الشعارات التي تبين مخاطر القانون الانتخابي.
5. مطالبة الفيحاء الفضائية لتنظيم ندوة ضمن برنامج فضاء الحرية, تفتح فيه سقف الحرية لمن لا إمكانيات مالية له لكشف مساوئ هذا القانون.
5. التوجه الى الأمم المتحدة لتبيان رأيها من هذا القانون المجحف بحق الديمقراطية, الذي يهيأ لعراق عنصري يديره مجموعة من المتعصبين, يشكل مصدر قلق للمنطقة من جديد, بعد أن أزيح النظام الدكتاتوري المقبور, وتفعيل دور المجتمع الدولي فيما يجري بالعراق, لمنع انحراف التغيير في مصلحة مجموعة لا تفقه الديمقراطية.
6. دعوة الشخصيات الديمقراطية, التي انتمت بشكل غريب ومثير للشك, لقوائم وصفوها في الأمس القريب بالطائفية, ندعوها لتثبيت موقفها من هذا القانون, وان يثبتوا أنهم ما زالوا على نهجهم الديمقراطي, وإن ما حصل لم يكن سوى مناورات انتخابية (بالرغم من كل التحفظات التي رافقتها).
7. دعوة الاحزاب والشخصيات التي انضوت تحت لواء مدنيون, ممن لا تزال متمسك بأفكارها, ومن خرج منها, لإبداء موقفه, وتحمل المسؤولية التاريخية تجاه ما يحصل من محاولات لقتل الديمقراطية في العراق.
8. دعوة الحزب الشيوعي العراقي الى إقامة مؤتمر صحفي يوضح فيه التصريح الذي خرج من المكتب السياسي للحزب حول قانون الانتخابات, ويكشف جوانب مما دار في البرلمان والمجلس السياسي من التفاف ومناورات ومساومات غير سليمة لحرف التجربة الديمقراطية.
9. تحميل السيد الطالباني مسؤوليته التاريخية وهو يدعي الديمقراطية, وأن يجعلها فعلا, لا هواء في شبك, تذكير السيد الهاشمي أنه عرقل قوانين سابقة لأسباب اقل أهمية من هذا القانون, في أن يمارس دوره في إعادة القانون الى البرلمان لتغيير فقراته المجحفة بحق الديمقراطية, توجيه السؤال للسيد عبد المهدي كيف يثبت للمجتمع العراقي أن تجمعهم الجديد خالي من الطائفية التي شكلت المحرك الأساسي للائتلاف العراقي الموحد, وهو يوقع على قانون محاك من الائتلاف الوطني العراقي.
إن المسؤولية التي تقع على عاتقنا, نحن الديمقراطيين ليست بالسهلة, وليس بإمكاننا أن نتحملها منفردين بمعزل عن استنهاض كل الهمم, لتشكيل جبهة جاهزة في كل الأوقات للاستنفار وتوليد رأي عام, يشكل عامل ضغط على كل من يسعى لتقليص نافذة الديمقراطية بالعراق, وأن نترك اختلافاتنا أو خلافاتنا جانبا وقت الشدائد, فالتجربة تقول أن الطائفيين والقوميين قد تحالفوا في أوقات الانتخابات, للتفوق على الديمقراطيين, وإضعافهم, وإبعادهم عن مراكز اتخاذ القرار, بالرغم من القتال الذي جرى بينهم والدماء التي سالت والمصالح التي تقاطعت, وهاهم اليوم يؤكدون نهجهم اللاديمقراطي بقانون يهدف الى الهيمنة على البرلمان القادم بنفس الوجوه التي لم تقدم للعراقيين خدمات تذكر, بل ساهموا في إشاعة الفوضى والفساد الإداري والمالي في كل مرافق الدولة.       

 
 
       

120
السيد هادي العامري أخطأ الهدف من جديد
ماجد فيادي
في مقابلة تلفزيونية على الفضائية العراقية بتاريخ 30.10.2009 مع السيد هادي العامري مسؤول منظمة بدر ورئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي قال  (أن التحسن الامني عندما حصل نسب الى جهة واحدة, ووظف إعلاميا لها, علما أن النجاح كان لكل من ساهم في العملية السياسية وساند القوات الامنية والجيش والشرطة, أما اليوم وبعد إحداث الأربعاء الدامي والأحد الأسود ينسب الفشل للجميع) جاء هذا ضمن حديث طويل دعا فيه السيد هادي العامري الى ( اعتراف القوى السياسية أو البرلمانيين أو الوزراء بالخطأ عندما يخطئون) كما جاء على لسانه ( أن خطأ حصل عندما استوزرنا وزراء مستقلين, تاركين شخصيات كفوءة تنتمي لأحزاب عراقية أملا في عدم انحياز هذه الشخصيات الى أحزاب بعينها).                                                                           
إذا جمعنا هذه العبارات في استخلاص مغزى الرسالة التي أراد السيد العامري تمريرها, نجدها تتركز في صراع سياسي بين جهات, تحولت الى غول يأخذ اكثر مما يعطي, وإنه يستغل الحدث المأساوي من اجل توظيفه في صراعات انتخابية, كما أنه يحاول امتصاص زخم الهجوم الجماهيري المتزايد ضد أداء أحزاب السلطة وعكسه على منافسيه, أملا في تغيير موازين القوى في الانتخابات القادمة لصالح الكتلة التي يمثلها.                             
في الحقيقة لا يزال السيد العامري ومنافسيه كالمالكي وعلاوي والهاشمي وآخرين, لا زالوا تحت تأثير الصدمة, صدمة العنف الذي يعود وسط ضعف وعجز وزارة الداخلية والدفاع والاستخبارات, دون التمكن من إيقافه. ولان هول الحدث كبير, ويرافقه أداء سيء في البرلمان, ومحاولات لتجاوز رغبة الجماهير في إقرار قانون انتخابات, يمنع الكتل من استغلال صوت الناخبة والناخب العراقي, وفي نفس الوقت تكبير العقدة البرلمانية من اجل تفادي إمكانية مناقشة إقرار قانون الاحزاب الذي يشمل معرفة مصادر الاحزاب التمويلية وشكل الحملة الانتخابية, فهو وغيره يحاولون رمي المسؤولية كل على الآخر, لحين أن تتمكن السلطات الامنية من تقديم دليل أو إلقاء القبض على المخططين والفاعلين, لتقليل أثر الفاجعة, أو يعتمد هؤلاء السياسيين على عامل الوقت الذي من شأنه وسط كل مشاكل الشعب العراقي من نسيان الأربعاء الدامي والأحد الأسود, شأننا في نسيان كل أيام الإرهاب التي عانى منها الشعب العراقي منذ سقوط الدكتاتورية ولليوم, مثل الحملة الإعلامية التي تدار حول فقدان سجل الناخبين لعام 2004                                   الذي غطى على فاجعة الاحد الأسود.                                             
لكن الحقيقة التي يرغب في تفاديها اغلب السياسيين العراقيين, أن الإرهاب ومن يسانده من دول الجوار عبر الصداميين والقاعدة, يعلمون جيدا أن الانتخابات قادمة لا محال, وأن برلمانا جديدا سينتخب وحصة البعثيين فيه ليست بالكبيرة أو ذات وزن حقيقي, لذلك تسعى قوى الإرهاب من بين ما تسعى لتحقيقه, بعثرة أصوات الناخبين في فقدان الثقة بأداء الاحزاب والكتل السياسية (هي أصلا تفقد ثقة الجمهور يوم بعد آخر بسبب سوء أدائها), من اجل أي كتلة في الانفراد بتشكيل الحكومة, وإبقاء البرلمان الجديد في حيص بيص, وعودة التوافقية الديمقراطية (المحاصصة الحزبية بتعبير أدق), وعودة الى المربع الأول حتى تتحول السنوات الأربع الماضية الى سراب, بالرغم من أن المنجز لم يكن بالمستوى المطلوب. فالدول المجاورة وخاصة العربية منها, يهمها بقاء الوضع السياسي والأمني والاقتصادي قلقا, صالح للاستثمار الارهابي في كل وقت, من اجل تقديم نموذج سيء, فيما لو حاولت شعوبها تغير أنظمتها الدكتاتورية.                                                     
ولان السيد العامري ومنافس كتلته اللدود السيد المالكي لا يريدان الإقرار بهذه الحقيقة المرة, خجلا من رأي الجمهور العراقي بهما وبمن تواجد داخل البرلمان والحكومة والرئاسات الثلاث, لان هذا الاعتراف ينطوي على حقائق كثيرة, منها فشل نظرية الاحزاب الدينية, أو تعدد الاحزاب وسط الطائفة الواحدة وتناحرها إنما هو دليل على المصالح الحزبية الضيقة, كما يدل على غياب البرنامج الخدمي رغم تبجح أحزاب السلطة ببرامج اكبر من قدراتها الفكرية ورغباتها الحقيقية, وبطلان نظرية المظلومية التي أوصلت الكثيرين الى السلطة بدون وجه حق, كما لفقدان مبدأ الطائفية لأي بريق وتحوله الى سبة جعلت متبنيه الى التبرؤ منه والتنكر إليه بكل قوتهم, حقيقة كون اغلب الاحزاب مدانة بالفساد الإداري والمالي والإرهاب, حقيقة جوهرية تخجل الاحزاب والكتل الكبيرة من مناقشتها كونها عملت على إلغاء الهوية الوطنية وبعثرت العراقيين تحت عناوين وهويات فرعية, تؤدي الى التناحر وفقدان روح الجماعة والمواطنة والانتماء الى العراق الواحد.
من هنا جاء كلام السيد العامري محاولا تضليل الجمهور وسحبه الى ما يريد طرحه, لا الى ما يفكر به الشعب العراقي, فقد تزامن كلامه مع ما قالته السيدة آلاء الطالباني في لقاء على فضائية الفيحاء بنفس اليوم 30.10.2009 عندما أجابت على سؤال مقدم البرنامج ( نعم لقد قصر البرلمانيون في الجانب الامني ) وهو اعتراف لم يجرؤ السيد العامري على قوله, لهذا فقد أخطأ السيد العامري في خداع الشعب العراقي في محاولة للتنصل من المسؤولية التي دعا البرلمانيين للاعتراف بها. إن إطلاق التصريحات للتهرب من المسؤولية لا تختلف في جوهرها عن التصريحات التي ذهب لها السيد المالكي, في محاولة لنسب الانجازات الامنية لحسابه الخاص, مهمشأ دور شركائه في العملية السياسية, من اجل حصد النجاحات الانتخابية, لأنه خلق أرضية للعداء السياسي وفرض مبدأ سوف لن نخرج منه في البرلمان القادم, في من سيكون رئيس الوزراء القادم, خاصة وقد علمت جميع الكتل أن من يحصل على هذا المنصب سيحصل بالنتيجة وفق الصلاحيات الممنوحة, على حب الجماهير وسيظهر إعلاميا بالمنقذ ويهيمن على الإعلام (مؤسسة الإعلام العراقية).
في النهاية لم يعد من المجدي التوجه في الخطاب الى الساسة العراقيين لتغيير أدائهم أو طريقة تفكيرهم أو حثهم أن يكونوا اكثر وطنية, لأنهم في الحقيقة ماضون فيما يريدون دون الاكتراث الى معانات العراقيين, فهم يتلونون مع الحدث ويحاولون تجيره الى صالحهم مهما بلغ من بشاعة ومأساوية, فاليوم تخرج لنا الكتل الجديدة مرتدية حلة وطنية متباكية على الشعب العراقي ومحملة الآخرين مسؤولية ما جرى, لكنها بنفس الوجوه ونفس الرغبة في الهيمنة على البرلمان أو العودة الى المحاصصة الحزبية, لهذا صار من المهم جدا التوجه الى الشعب العراقي مباشرةًَ, وخلق حركة مطلبية,تشكل عامل ضغط على البرلمانيين والحكومة لتغير أدائها, ومخاطبته في أن يمارس حقه الانتخابي في إيصال قادة مختلفين الى البرلمان, يختلفون في أدائهم ومصداقيتهم عن الحاليين, وأن يقلبوا موازين القوى البرلمانية من اجل تغيير الواقع, عبر برلمانيين يحملون نوايا صادقة ويعملون بجد من اجل العراق.


121
مبدأ إخماد الحرائق من اجل إنجاح العملية السياسية



ماجد فيادي
ملاحظة:. نشر هذا المقال في الحوار المتمدن تحت الرابط التالي    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=172735  لكن جرى التعديل عليه بعد نشر افتتاحية طريق الشعب بتاريخ 24/05/2009 بعنوان التعديلات الدستورية واستحقاقها.

عمل الحزب الشيوعي العراقي بعد سقوط الدكتاتورية واحتلال العراق على مبدأ إخماد الحرائق من اجل إنجاح العملية السياسية, و إشاعة الأمن, والانطلاق في جو ديمقراطي نحو تحقيق مصالح الجماهير وإشاعة مبادئ  الديمقراطية, لبناء العراق الجديد على أسس وطنية سليمة. إعلاميا ادعى العديد أو اغلب القوى السياسية العراقية تبني هذا المبدأ ولأهداف مختلفة, تباينت بين التظاهر بالديمقراطية, واخرى للتغطية على ممارساتها المليشاتية, واخرى للتضليل على الخلافات التي تثيرها عبر البرلمان, واخرى لتلقي اللوم على الأطراف التي تنافسها وتنازعها في صنع القرار أو على توجيه الرأي الجماهيري على ارض الواقع. إذن ليس كل من ادعى مبدأ إخماد الحرائق جاد في تنفيذه, ولنا في الحرائق التي أشعلها عدد كبير من الاحزاب الحاكمة في البرلمان أو الحكومات المحلية الدليل القاطع على ما ذهبت اليه, مثل اقتتال المجلس الإسلامي الأعلى والتيار الصدري والفضيلة ضمن محافظات الجنوب, القتال بين الحزب الإسلامي والصحوات في غرب وشرق العراق, حزب الدعوة وانفراده بالسلطة بخلافاته مع الإسلاميين الشيعة والكردستانية, الاحزاب الكردستانية والتصريحات بالانفصال, قضية كركوك وما رافقها من معانات أهالي كركوك لليوم, قضية الدايني والبرلمانيين المتهمين بالإرهاب عبر عوائلهم, الحزب الإسلامي والزوابع التي أثارها مع أطراف قائمة التوافق, صالح المطلك وتبنيه الدفاع عن حزب البعث بأساليب ملتوية, القائمة العراقية وسياستها في فرض طلباتها أو إفشال الحكومة, الآلوسي بتصريحاته الرنانة التي تثير الزوابع دون نتائج..... الخ من القائمة الطويلة, حتى وصلنا اليوم الى خلط كبير للأوراق أدى بالنتيجة الى تراجع نسبة المشاركين في العملية الانتخابية البرلمانية الأولى من أكثر من ثمانين بالمئة الى الخمسين بالمئة في الانتخابات المحلية الأخيرة.
نتج عن فقدان توازن القوى عبر انتخابات غير متكافئة ومزورة, حالة برلمانية عراقية فريدة من نوعها في العالم, أدت في النهاية الى تعطيل واضح لكل مرافق الحياة, وكتابة دستور مليء بالمتناقضات, استدعت بعد مرور السنين الى المطالبة بتغيير عدد من فقراته التي فيما لو تستمر ستبقينا في نفس المستنقع, مثل قضية كركوك والأراضي المتنازع عليها, قانون الأحوال المدنية, صلاحيات رئيس الحكومة ورئيس الوزراء, العلاقة بين الحكومة الفدرالية وإقليم كردستان, ديباجة الدستور, وأمور كثيرة أخرى, هذا وبعد انتخابات المجالس المحلية الثانية التي آلت الى الاستحواذ على نسبة أصوات تقدر 65% من الناخبين وتوزيعها على قوى حصلت على نسبة مجموعها 35% من الناخبين, صار لا بد من تغيير هذا القانون بالسرعة القصوى قبل الدخول في الانتخابات البرلمانية القادمة وتكرار المأساة من جديد.
                 
اليوم يدعو الحزب الشيوعي العراقي وعدد كبير من القوى الديمقراطية العراقي الى تغيير قانون انتخابات البرلمان العراقي وجعل العراق دائرة انتخابية واحدة, وكذلك تغيير قانون احتساب عدد المقاعد للقوى الفائزة, ولكي يجري هذا, لا بد من أن يتم عبر البرلمان العراقي, لانها الوسيلة القانونية الوحيدة في المنطق الديمقراطي الذي تشرع من خلاله القوانين, لكن البرلمان يهيمن عليه المستفيدين من القانون الحالي, والذين ينتمون الى أحزاب في الحقيقة وللأسف الشديد غير ديمقراطية, أثبتت حقيقتها خلال السنوات الماضية يضاف الى ما ذكر أعلاه التالي, عطلت البرلمان لفترات طويلة, مارست الفساد الاداري والمالي, زورت في نتائج الانتخابات, قدمت مرشحين بشهادات مزورة, قدمت خدمات سيئة للشعب العراقي, عدد كبير من أعضائها لم يحضر جلسات البرلمان, تمتعهم برواتب خرافية في حين الشعب يعاني الحاجة, ولكي لا أكون سوداويا جدا في عكس الصورة لا بد من الإشارة الى الجانب الايجابي من عمل البرلمان في الحد من تأثير قوى الارهاب بمساعدة الإرادة الأمريكية, محاولات غير قليلة لاجتذاب الشركات العالمية لبناء العراق بالرغم من كون الحالة في بداياتها, ايجابيات هنا وهناك قل وزنها أو زاد, مثل نبذ الطائفية التي صنعوها أنفسهم ولسعتهم نيرانها, أو الالتزام بنتائج الانتخابات وان شابها التزوير, التبادل السلمي للسلطة, التخلي عن فكرة تقسيم العراق بحجة الفدرالية على أساس طائفي,,,,.
لكن تركيبة البرلمان العراقي تطرح عدد من التساؤلات, لماذا تقوم هذه القوى بتشريع قانون جديد لانتخابات البرلمان العراقي يعود بالضرر عليها ؟؟؟ لماذا تنصاع لطلبات أحزاب تختلف معها فكريا وتنافسها على السلطة ؟؟؟ لماذا تقبل هذه الاحزاب بحالة جديدة من المسائلة في كشف المستور وفضحها أمام الجماهير على كل ما قامت به من مخالفات للقانون ؟؟؟ لماذا تقوي أحزاب أو أفراد ضعيفة غير متفقة فيما بينها ولا تشكل قوة تحقق طموح الجماهير ؟؟؟ لماذا تنفخ الروح في جهات ميتة بالمقاييس الانتخابية؟؟؟ لماذا تعارض هذه القوى الجهات الداعمة لها من خارج العراق وتفتح الباب أمام المعارضين لمخططاتها في دخول البرلمان ؟؟؟ لماذا تضحي بمكاسب تحسب بالمليارات ونفوذ كبير ؟؟؟ لماذا تخشى قوى خطابها السياسي لا يقرع الأجراس في أذان الجماهير ؟؟؟
تعلم الشعب العراقي عبر تاريخ الدكتاتورية أن الحقوق لا تأخذ بالطلبات بل تحتاج الى قوة تدعمها, تنفذ من خلالها الى ارض الواقع, ولكي نعطي أمثلة على استخفاف القوى المتنفذة في البرلمان بالأحزاب المتضررة من الدستور لا بد من ذكر قتل الشيوعيين بدم بارد من قبل مختلف الجهات, فقد جرى هذا في مدينة الثورة والخالص والموصل والبصرة, كما هوجمت مقرات الحزب الشيوعي العراقي في اغلب المدن العراقية, تجاهل الحكومة العراقية لأبسط واجباتها في البحث عن قتلة المناضلين الشيوعيين مثل سعدون وأبي فرات وكامل شياع وآخرين يطول ذكرهم, كلمات الاحتفال التي أقامها المجلس الأعلى بذكرى وفاة السيد الحكيم متباهين بتكفيره للشيوعية, تصريحات السيد المشهداني بالمطالبة في إعادة البعثيين للعملية السياسية أسوة بوجود الشيوعيين فيها, بعد هيمنة هذه القوى على وسائل إعلام الدولة حجبت الحزب الشيوعي العراقي من الظهور في قنوات مؤسسة الإعلام العراقية إلا ما ندر عندما يحتاجون الى وجوده في التضامن مع موقف وطني يجير لحسابهم,,, الأمثلة كثيرة والعتب مرفوع.
في مراجعة سريعة لأداء الحزب الشيوعي العراقي وخطابه السياسي, نجد أن الحزب يتحمل مسؤولية مباشرة فيما تعرض له من تجاوزات منذ السقوط ولليوم, فقد اعتمد لغة لا تتماشى والأداء الحزبي في العراق, فالجمهور العراقي متعطش لسماع خطاب أكثر مباشرة ووضوحا من الذي يقدمه الحزب, علما أن الحزب يتناول كل القضايا وأبدى مواقفه منها لكن دون الإشارة الى المعني بذلك, مثل قتل رفاق في مدينة الصدر لم يخرج بيان يدين التيار الصدري الذي تشير كل الدلائل الى تورطه بالجريمة, كما لم تتكلم أي من افتتاحيات طريق الشعب وبشكل واضح عن السياسة التي    أضرت بمصلحة العراق من قبل الاحزاب الكردستانية, لم يكون هناك أي افتتاحية تشير الى كون صالح المطلك وظافر العاني ومحمود المشهداني من المؤيدين لعودة حزب البعث المحظور الى السلطة, لم يشير أي من الرفاق في قيادة الحزب الى وزير بالفساد الاداري والمالي وربطه بحزبه الذي أوصله الى هذا المنصب, لم يشير الحزب الشيوعي مباشرة الى انفراد السيد المالكي بالسلطة, ولم يوضح التحالفات بين الاحزاب الكردستانية والمجلس الأعلى في تحديد شكل الدولة الفدرالي من اجل الانفراد في ادارة مناطق بمعزل عن الآخرين وإضعاف الحكومة الفدرالية, أمثلة كثيرة تشوب الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي أبعده عن مسامع وأنظار المواطن العراقي خاصة في الانتخابات المحلية الأخيرة, ولعل آخر افتتاحية لطريق الشعب الجريدة الناطقة باسم الحزب الشيوعي بتاريخ 24/05/2009 حول تعديل الدستور, تحت عنوان ( التعديلات الدستورية واستحقاقها)  جاءت كسابقاتها في الإشارة العمومية للمشكلة دون تحديد الجهات المعرقلة وأسبابها التي تدعيها وما هو موقف الحزب من هذه الأسباب تحديدا, فليس من المعقول أن تكون كل الأسباب في سلة واحدة ونكتفي بطلب التوافق السياسي وتأجيل ما لا يمكن التوافق عليه, فقد تتوافق القوى الكبيرة في البرلمان على تأجيل تعديل الدستور فيما يخص قانون الانتخابات الى الدورة القادمة, مسببة ضرر بالقوى الوطنية الديمقراطية العلمانية http://www.iraqcp.org/members4/0090524w1.ht. إذن السؤال المطروح كيف يمكن تفعيل الأداء لتغيير القانون الانتخابي وجعل العراق دائرة انتخابية واحدة, وتغيير طريقة احتساب المقاعد وفق الأصوات التي يحصل عليها كل طرف؟؟؟
قبل كل شيء لابد من تقديم مشروع برنامج الى البرلمان عبر نائبي الحزب الشيوعي, لكي تلتف القوى الوطنية حول هذا المقترح, ومن ثمة يجري التحرك على منظمات المجتمع المدني لكي تساهم بالتعريف بهذا المقترح, ( من المفارقات أن العديد من العراقيين لا يفهمون الفرق بين القانون الحالي واحتساب العراق دائرة انتخابية واحدة) وان يطلب من الكتاب برسائل رسمية للكتابة في هذا الموضوع, وان تفتح وسائل إعلام الحزب أبوابها لنشر كل هذه المقالات دون تحفظ إذا ما حافظت على لغة الحوار, إقامة تظاهرات تطالب بالتغيير وربط الشعارات بحقوق أصوات الجماهير, إقامة الندوات مع القوى الوطنية المتضررة لتعريف الجماهير بمساوئ القانون الحالي, الرد بوضوح على كل الاتهامات والأساليب التي ستتبعها القوى المستفيدة من القانون الحالي دون تحرج, على أن يسبق هذا تغيير جذري لخطاب الحزب الشيوعي العراقي خاصة والمطالبة كبيرة من القاعدة ومحبي الحزب بهذا.
لا بد من وجود وسائل إضافية يعرفها الذين يتواجدون على الأرض العراقية يجب استخدامها كلصق منشور في ألاماكن التي يرتادها الشباب يوضح تخلف القانون الانتخابي الحالي, ويحثهم على رفع الصوت من اجل تغييره من اجل مستقبلهم, أن تقوم منضمات المجتمع المدني القريبة من الحزب بتثقيف جماهيرها بهذا الموضوع وحثهم على ابتكار أساليبهم لنشر الموضوع على أوسع نطاق, استخدام البريد الالكتروني على أوسع نطاق وإرسال كل ما يكتب عن الموضوع.
بوضوح أكثر لكي نفرض الإرادة الوطنية لا بد من تغيير طريقة التفكير, وجعلها تتوالم مع الحاضر, نحن بحاجة الى ثورة جديدة في أساليب ادارة التحالفات, وثورة مستمرة في إجادة الانتقال الى المراحل المتغيرة, بحاجة الى ثورة في فهم الخلط بين المشاركة في الحكم والمعارضة على أداء الحكومة.

يقول الإمام علي
لا تكن لينا فتعصر ولا تكن يابسا فتكسر         


122
أمواج العملية السياسية تتلاطم والانتخابات نتيجة

ماجد فيادي
تعد الانتخابات نتيجة ايجابية من نتائج العملية السياسية, وهي في نفس الوقت تفضي الى نتائج تأثر إيجابا وسلبا في العملية السياسية. سبق وأسهب المثقفون العراقيون والجماهير في نتائج الانتخابات البرلمانية وانعكاساتها على الساحة العراقية, اليوم نقف مودعين الى جانب كبير من انعكاسات الانتخابات البرلمانية وعلى أعتاب نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة, بين مبهورين في تغيير معالم العملية السياسية وقدرة المواطن العراقي على التكييف مع المؤثرات على مستقبله السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي, وبين مترقبين لما ستعكسه الانتخابات المحلية على الانتخابات البرلمانية القادمة, عبر الخدمات التي ستقدم للمواطن العراقي.



في نظرة توازن بين التفاؤل والتشاؤم لمستقبل العراق انطلاقا من انتخابات المجالس المحلية, لابد من التوقف عند عدد من النقاط, التي أدت الى هذه النتيجة الانتخابية, في تغيير كبير من جانب وصغير من جانب آخر. تتركز هذه النقاط في التالي



1. عقلية المواطن العراقي وتغيير اختياراته.

بين الأمس القريب في صعود تحالفات انتخابية طائفية واخرى قومية, واليوم في صعود قوائم نبذت الطائفية والقومية وظهرت للناخب بحلة الخدمات اليومية التي يحتاجها, فقد وعت الاحزاب العراقية أن مرحلة الطائفية قد ولت والى غير رجعة بمجرد التغلب على الارهاب في ارض المعركة والتغلب على رموزه المتلونين بالمشاركة في العملية الانتخابية, إن كانوا تابعين للنظام الدكتاتوري السابق أو مليشيات حزبية تتنازع على السلطة بكل الطرق. هذا المكسب في تغيير طريقة تفكير الاحزاب والجماهير لا يزال مشوبا برغبة في الانتقام الحزبي من الفائز الجديد, وبين عقلية المواطن الذي لم يخرج من إطار اختياراته التي حدد نفسه بها, نتيجة تراكمات تاريخية لا يمكن تجاوزها في سنوات غير مستقرة تعد على أصابع اليد الواحدة. ولا يمكن أن نخدع أنفسنا في تشكيل عقلية عراقية تتأثر وتنحاز الى مصالحها, متجاوزة كل التراكمات التاريخية, في انتخاب مرشحين ينتمون أو لا ينتمون الى انتماءات الناخب القومية أو الدينية الطائفية خلال الانتخابات البرلمانية السابقة, والدليل فوز أحزاب دينية أطلقت الطائفية وتكتلت على اساسها في انتخابات البرلمان العراقي, فوزها من جديد متفرقة وبنسب مختلفة خلال الانتخابات المحلية الأخيرة, في ظل غياب كبير للمستقلين والعلمانيين مقارنة مع نظائرهم الإسلاميين.



2. تفاوت نسب الاحزاب الدينية عما سبق.

بعد انتهاء موجة الصراع الطائفي وانعكاسه سلبا على مثيريه من كلا الطرفين, لم يتوقف الصراع القومي وسبل استغلاله من قبل أحزاب متحالفة في كتلة واحدة, فقد وقف المجلس الإسلامي الأعلى على طوال الفترة الماضية الى جانب الاحزاب الكردستانية, ليس حرصا على حقوق الشعب الكردي وحقه في تقرير المصير أو استرجاع كامل حقوقه القومية المشروعة, بل من اجل الحصول على تأييد برلماني عددي لما يطرحوه من قضايا استنادا على مبدأ (شيلني وشيلك), متجاهلا انزعاج الجماهير العربية الشيعية من مجرد التفكير بانفصال كردستان العراق أو تمتع الإقليم بمكاسب مالية تتجاوز حقه القانوني أو التصرف بموارد الإقليم بمعزل عن الحكومة الفدرالية, تاركا أعضاء حزب الدعوة بقيادة السيد المالكي التصدي للأحزاب الكردستانية وسقف مطالبها العالي, مما أدى الى حرب كلامية وإعلامية بين الاحزاب الكردستانية والدعوة وسط سكوت واضح للمجلس الأعلى, مما انعكس سلبا على انتخاب قائمة شهيد المحراب في كل المحافظات, قابله انعكاس ايجابي على انتخاب ائتلاف دولة القانون في المحافظات الجنوبية وبغداد, السبب لم يكن موقف شوفينيا قوميا عربيا من الشعب الكردي بل هو اعتقاد العرب الشيعة أن الكرد عراقيين لهم ما عليهم من حقوق وواجبات كون العرب الشيعة قد نالهم من الدكتاتور لا يختلف عما نال الكرد, وهم ضد فكرة الفدرالية إن كانت قومية أو إدارية, بدليل فشل التصويت لإقليم البصرة.

هذه المعادلة انعكست بنسبة متفاوتة على الاحزاب السنية, حيث كان موقف الحزب الإسلامي مشابها لموقف المجلس الأعلى, وشيوع تفاهمه مع الاحزاب الكردستانية نظير مواقف برلمانية لصالحه دون الاحزاب العربية السنية الأخرى, أدى الى عقابه من قبل الجماهير في الرمادي والموصل وديالى في صعود منافسيه من عشائر الصحوة.

في الحقيقة تفاوتت نسبة تأثر الجماهير بحجم الخدمات التي قدمتها المجالس المحلية على نتائج الانتخابات, فبماذا نفسر فوز ائتلاف دولة القانون بنسبة كبيرة, في الوقت الذي كانت فيه عضو متواجد في كل المجالس التي فازت بها بالأغلبية مؤخرأًَ, وبماذا نفسر تواجد شهيد المحراب بالمركز الثاني وبنسب قريبة في أحيان كثيرة من ائتلاف دولة القانون في الوقت الذي قادة الكثير من هذه المجالس في الدورة السابقة؟؟؟

اختلف هذا بشكل واضح في مناطق الرمادي وديالى وصلاح الدين والموصل, عندما عاقب أهل الرمادي الحزب الإسلامي على سوء الخدمات, وعاقب أهالي الموصل الاحزاب الكردستانية على تهميش المناطق العربية بشكل خاص والكردية الازيدية والمسيحية بشكل عام في تقديم الخدمات.



3. رفع الصوت عبر تصريحات نارية, أدت في النتيجة الى ظهور قوى حقيقية واخرى وهمية.

استمع العراقيون الى التصريحات النارية التي أطلقها عدد من البرلمانيين مثل النجيفي والمطلك والالوسي, تباينت تصريحاتهم بين معترض على الخدمات والأحزاب الكردستانية والقوى العلمانية والتدخل الإرهابي لدول الجوار, وهم في الحقيقة أفراد لا يحتاجون الى الكثير من التفكير وإعادة الحسابات فيما يصرحون به, لأنهم في الحقيقة ليس لهم تنظيم حزبي يخافون عليه من انتقام الإرهابيين أو المليشيات, بالرغم مما تعرض له الالوسي من عمل انتقامي من قبل وزير الارهاب من قائمة التوافق, هذه التصريحات أدت الى ظهور هذه الأسماء بشكل صارخ, انعكس إيجابا في انتخابهم في المجالس المحلية, دون أن يتعرضوا الى اختبار حقيقي في تقديم الخدمات للجماهير, مما يعكس المزاج الشعبي وغياب حسابات الخدمات في الكثير من اختيارات الجماهير لانتخاب أي مرشح.

أما القوى الحقيقية التي رفعت الصوت وانعكس إيجابا عليها في الانتخابات المحلية فهوة حزب الدعوة, الذي تصدى للمليشيات شيعية وسنية, في كل مناطق العراق, باستثناء إقليم كردستان, وقد ترجمها السيد المالكي كونه رئيسا للوزراء عندما تصدى الى التيار الصدري والقاعدة والقوى العابرة للحدود, بمساعدة القوى الداعمة للعملية السياسية على تنوع مشاربها, وهو عمل يحسب للجميع وليس للدعوة فقط, لكنه بدا صارخا للمالكي كونه رئيس الوزراء, وهو من تصدر إعلام الحكومة في تصريحاته المستمرة بهذا الاتجاه.



4. الحالات الفردية.

جاء فوز الحبوبي في كربلاء مفاجئة أذهلت الجميع, كون الرجل من زمن الدكتاتور, وأن كل من ارتبط باسمه تشوهت سمعته, لان الدكتاتور لا يقرب منه إلا من هم على شاكلته, لكن الحبوبي كسر القاعدة لثلاثة أسباب

الأول :. أن أداء الحبوبي زمن الدكتاتور اقترن بالخدمات وابتعد عن الأجهزة الأمنية, وهو على خلاف الآخرين ممن استغل منصبه الخدمي في زيادة ثرائه وسوء تقديم الخدمات للمواطنين. حيث تختزن ذاكرة الكربلائيين الخدمات التي قدمها الحبوبي للمدينة, وإعادته لأموال المحافظة دون الاستئثار بها, أو سرقتها كما تعود محافظو باقي المدن العراقية.

الثاني :. تحرير الجماهير من تبعية المرجعية الدينية, عندما وقفت بالتساوي من جميع المرشحين, مما أعطى انتخاب الحبوبي الصفة الشرعية التي فقدها المنافسون في الانتخابات السابقة.

الثالث :. ليس كل بنات وأبناء كربلاء ممن يجري خلف الاحزاب الدينية, ويبقى أسيرها مها قدمت من سوء أداء, هذا يعطي تجربة الحبوبي نموذجا قد يحتذي به في انتخابات البرلمان القادمة, إذا ما قدم الحبوبي أداء ممتازا خلال السنة الانتخابية القادمة.

هذه الحالة الفردية لا يمكن التعويل عليها كثيراًَ لانها لم تتكرر في مناطق أخرى, أما لعدم وجود نموذج الحبوبي في مدن ثانية, أو لان المحافظات العراقية لا تمتلك النموذج الكربلائي الذي تمرد على التبعية الدينية, أو لان العازفين عن المشاركة الانتخابية كانوا من هذا النوع لكن خذلتهم إرادتهم.



5. آثار الحصول على مناصب حكومية.

أتناول هنا استغلال المناصب الحكومي من الجانب الإعلامي والمالي, وتوفير الفرصة للمواطن في الحكم على المسؤول من خلال تقديم الخدمات. فقد انفق على الحملة الإعلامية للعديد من الكيانات السياسية مجتمعا ما يكفي لإعالة آلاف الأسر العراقية الفقيرة والمتضررة من الدكتاتورية والاحتلال والإرهاب ومليشيات الاحزاب الحاكمة, ولعل نموذج فضائية الشرقية التي أظهرت احد المرشحين في مدينة بغداد وهو صاحب نفوذ في المجلس المحلي, متسائلة من أين لك هذه القدرة على الإنفاق يعد سابقة يمكن التعويل عليها مستقبلا, كما جاء إنفاق أحزاب البرلمان والحكومة ذات الأغلبية الساحقة (كما يحلو لهم تسميتها), فوق المعقول حتى أن المتنقل في الشوارع أصبح منزعجا من زحمة الملصقات في كل مكان, صور جامدة ومتداخلة لا تحمل معنا حقيقياًَ سوى أرقام تحاول شحذ ذاكرة الناخب لحظة التصويت, ولعل المثير للاشمئزاز أن أحزابا قد دفعت أموالا طائلة لفضائيات تتهجم عليها وعلى العملية السياسية وتتهم الاحزاب هذه الفضائيات أنها من أذناب النظام الدكتاتوري, فيالى العجب؟؟؟ هنا استفادت أحزاب السلطة الكبيرة والمتنفذة في الحكومة من أموال الشعب في تقديم حملة إعلامية فاقت المنطق والمعقول, في حين أنها قصرت في تقديم الخدمات للشعب العراقي وهي تقود مجالس المحافظات, لكن هذه الحالة انعكست في صورتين:

الأولى :. عاقبت الجماهير أحزابا على سوء الخدمات وسوء الإدارة وتفشي الفساد الاداري.

الثاني :. أن الحملة الإعلامية أثرت بشكل واضح على المواطن عندما حجبت هذه الحملة الضوء عن الآخرين لضعف إمكانياتهم المالية وتواضع حجم الإنفاق على حملتهم الإعلامية, مما جعل المواطن محصورا في نفس الخيارات التقليدية, مع التميز البسيط بينها.

تأثر المواطن العراقي في انتخاب مرشحيه بما ظهرت به الكتل السياسية من أداء خلال السنوات الماضية وهي تقود الحكومة, فائتلاف دولة القانون ركزت على ما قام به السيد المالكي وهو يظهر على الفضائيات يتحدث عن إنجازات حكومته, وقد كان ذكيا عندما ركز ظهوره على الشاشات منقذا دون الإشارة الى الدور الذي شاركته فيه القوى السياسية الأخرى, على سبيل المثال كان يتكلم بصفة الفرد المنقذ لمصالح الشعب, في حين يتحدث بالمجموع عندما يشير الى الحكومة, لكن الحقيقة أن ليس كل أعضاء الحكومة كانوا بنفس الأداء وتحمل المسؤولية, إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار وزير الارهاب من جانب ووزير التربية الذي إعادة ميزانية وزارته دون أن ينفقها في بناء المدارس وتطوير مرافق الوزارة من جانب آخر وزير المالية وسياسته المترنحة, كما كان دوره في الوقوف ضد عدد من طلبات السقف العالي للأحزاب الكردستانية ونسبه لموقف فردي وليس جماعي, حتى أنه لم يشير للحزب للشيوعي العراقي في لعب دور الوسيط ومهدأ ألازمات, أو دوره في وضع الاحزاب الكردستانية أمام الحقيقة التي لم يرغبوا في سماعها من احد آخر. أدوار أخرى لقوى أخرى لم تظهر باسمهم لانها امتزجت بالعمل الجماعي, مثل إسناد الحكومة في موقفها من الارهاب والمليشيات الحزبية.



6. ضعف انتخاب القوى العلمانية.

تختلف القوى العلمانية في حظوظها خلال العملية الانتخابية الأخيرة, فقد جاءت القائمة العراقية في المركز الأول مع تفاوت المركز الثاني على الآخرين من أحزاب وتكتلات ومستقلين, اعتقد أن انتخاب الجماهير للقائمة العراقية بالرغم من عزوف السيد أياد علاوي عن حضور جلسات البرلمان العراقي, جاء نتيجة موقف القائمة من الحكومة العراقية التي تحتوي عددا من المعرقلين للعملية السياسية, ورفضها لسقف الطلبات العالي للأحزاب الكردستانية, التصدي الإعلامي ضد التعدي الذي حصل على الأقليات خاصة المسيحيين في إقليم كردستان ومناطق الموصل المتنازع عليها (بالرغم من عدم تقديم أدلة فاضحة واقتصار الاعتراض على الدعاية الإعلامية التي تدغدغ مشاعر المتضررين والمعترضين).

أما باقي العلمانيين فقد تفاوتت أسباب عدم انتخابهم الى تشعبات تتعلق بكل طرف, ولو تناولنا الحزب الشيوعي العراقي وقائمة مدنيون, فقد تأثرت بمنطق وخطة قد انتهى مفعولها الزمني, ألا وهو عدم إثارة المشاكل عبر مواقف من الجهات السياسية, والاكتفاء بنقد الخطوط العريضة للمشكلة دون التطرق لأسماء المتسببين بها, مثل انتقاد الطائفية دون تسمية أحزاب مثل الدعوة والمجلس الأعلى والحزب الإسلامي والفضيلة والتيار الصدري, أو عدم انتقاد أحزاب قومية بشكل مباشر مثل الاحزاب الكردستانية عندما تطالب بسقف عالي من الطلبات, والاكتفاء بالتنويه لذلك إعلاميا بصورة غير مباشرة أو ربما المصارحة مع الاحزاب الكردستانية في اللقاءات الثنائية, الدخول مع الاحزاب الكردستانية في تحالف انتخابي في الموصل وديالى, وهذا ما لم يرق للناخب العربي, ضعف الإمكانيات المالية للحزب الشيوعي, وعدم امتلاكه فضائية يوصل منها أفكاره للجماهير, ناهيكم عن سوء استغلال ما متاح من إمكانيات إعلامية لأسباب غير مفهومة من قبل الجميع, كما أن شركاء الحزب الشيوعي من القوى العلمانية من الضعف في مكان أنهم لم يدفعوا التحالف الى الأمام, بل أنهم أثروا بشكل سلبي في مدينة الديوانية على الناخب في نشر إشكالية داخلية الى الإعلام ما كان أن يعطى لها هذا الحجم من الأهمية, ولا ننسى أن المواطن العراقي لم يتطلع على أداء الحزب الشيوعي العراقي في الحكومة والبرلمان إلا من قبل المقربين فقط. أما باقي القوى العلمانية فهي ما تزال مبعثرة غير متوحدة لا تمتلك القدرة المالية على منافسة الآخرين, لم تحصل على فرصة لبيان ما تمتلك من قدرات سياسية وخدمية.



لا يزال الكثير مما يستحق الكتابة فيه, والأيام القادمة حبلى بما يؤثر على وضع العراق, مثل التحالفات الجديدة, موقف القوى من إقليم كردستان, أداء الاحزاب الكردستانية في الحفاظ على الحقوق القومية للشعب الكردي, والقدرة على تقريب عقلية المواطن العربي من حقوق الكرد المشروعة, وتطمينهم أن الكرد جزء من الشعب العراقي يسعى الى تقديم الخدمة للعراق دون تمييز, مع ضرورة التوقف عن إثارة فكرة الانفصال ما دام الكرد غير جادين في الإقدام عليها, قدرة وإمكانية حزب الدعوة في توفير الإمكانيات والقدرات البشرية للقيام بأعباء المهام الجديدة وبصورة سليمة لكي لا يخذلوا المواطن العراقي, إمكانية عودة التحالفات القديمة المستندة على الطائفية, خاصة أن عدد من أعضاء المجلس الأعلى وحزب الدعوة قد صرحوا أن هذه الانتخابات فرصة لمعرفة حجم كل حزب عند التحالف القادم في الانتخابات البرلمانية, وأن يجري هذا بمباركة لا أتمناها من قبل المرجعية الدينية, خاصة ما يزال الحزبان يترددان على المرجعية بشكل مستمر, ما هو العدد الحقيقي لأصوات العلمانيين في عموم العراق خلال انتخابات المجالس المحلية, إذا ما تحالفوا في الانتخابات القادمة لتشكيل كتلة قادرة على التأثير في الواقع العراقي, مراجعة جادة من قبل البرلمان العراقي في ذهاب أصوات الكتل والمستقلين ممن لم يحصلوا على ما يكفي لمقعد ذهابها الى الكتل الكبيرة في حين أن نسبة الكتل الكبيرة تشكل فقط 35% من مجموع المصوتين في العديد من المدن, الدعوة لقانون الإنفاق على الحملات الانتخابية, ملاحقة أعضاء المجالس المحلية السابقين ومعرفة الفاسدين منهم.

123
المجلس الاداري لاتحاد الجالية في المانيا



رسالة شكر للسفارة العراقية في برلين



يتقدم المجلس الاداري لاتحاد الجالية العراقية بالشكر والتقدير للسيد السفير علاء الهاشمي على ما قدمه من دعم مادي ومعنوي, من خلال إطلاق مبادرة تأسيس اتحاد الجالية العراقية, كمنظمة مجتمع مدني, وكذلك التبرع المالي الذي قدمته السفارة العراقية في برلين للمجلس من اجل قيامه بمهامه المرسومة. وأعرب السيد السفير عن أمله في قيام المجلس الاداري بالإعلان عن برنامجه وخططه في إطار التهيئة لعقد المؤتمر الأول, بهدف شمل كل بنات وأبناء الجالية العراقية دون تمييز.

إن الدعم المالي الذي قدمته السفارة العراقية للمجلس الاداري, يحمل مضامين الاعتراف بشرعية الاتحاد, مما يعطي دفعا وحافزا للمجلس الاداري والجالية العراقية بمزيد من التعاون المشترك.



اللجنة الإعلامية للمجلس الاداري

124
كفى قتلا ,,, فالله حرم دم الإنسان



ماجد فيادي



أيها العراقيين كفاكم استفزازا لحكومة المملكة العربية السعودية, بالحق أو بالباطل, فدماء أبنائنا ليست فرصة لتصفية الحسابات الطائفية, ولنفكر قليلا ماذا تريد الحكومة السعودية ولماذا تركز على أبناء العراق بأحكام متلاحقة وغير مبررة. لعلي أبدو غير منطقيا فيما اذهب اليه من تحليل, لكن أحاول أن أساهم في إنقاذ الدم العراقي من أن يراق بغير وجه حق, فالمملكة العربية السعودية لا تفعل هذا مع اليمنيين عندما يعبرون الحدود بطريقة غير قانونية, لكنها تعجل في الحكم بالإعدام على العراقيين ممن يستحق هذا الحكم وفق القانون السعودي وهم أقلية ضمن عدد السجناء العراقيين( من تاجر بالمخدرات أو قتل مواطن سعودي), مقارنة بعدد الأبرياء أو ممن يستحق أحكام خفيفة ثم يطلق سراحه, اعتقد أن الحكومة السعودية تصر على إصدار أحكام الإعدام من اجل دفع الحكومة العراقية على إصدار أحكام مشابهة تجاه الارهابيين الذين دخلوا العراق ضمن تنظيم القاعدة, من اجل التخلص منهم وعدم عودتهم من جديد الى الأراضي السعودية, فالسعودية قد ضاقت ذرعا بهؤلاء المتطرفين وجعلتها تبدو دولة مصدرة للإرهاب الى جميع أنحاء العالم, لهذا أدعو كل العراقيين ممن وقع على حملة التضامن مع السجناء العراقيين في السجون السعودية, الى دعوة الحكومة العراقية بإطلاق سراح الارهابيين السعوديين من السجون العراقية, وإرسالهم الى السعودية, نظير تعهد بعدم العودة الى العراق, خلافه بإلقاء القبض على أي عائد للعراق بطريقة غير رسمية أن يطبق حكم الإعدام فيه, يقابله إطلاق سراح السجناء العراقيين من السجون السعودية من غير الذين تاجروا بالمخدرات أو قاموا بعملية قتل مواطن سعودي.

لهول الفاجعة وسهولة إراقة الدم العراقي لا تستعجبوا من أي تحليل لمواطن عراقي, فإن كانت وجهة النظر أعلاه خاطئة, أخمن أن السعودية فعلا تريد استرداد أبنائها ممن ذهب للعراق عبر تنظيم القاعدة, وهي تضغط لغرض الإفراج عنهم, فإن كانت كذلك لا أجد ضيرا من دراسة ملفات السجناء العراقيين واستبدال عدد ممن لم يشترك في تجارة المخدرات أو قتل مواطن سعودي بإرهابي سعودي في السجون العراقية, عذري في هذا, أن الحكومة العراقية قد فتحت الباب أمام الارهابيين للخروج من العراق في العديد من الحملات التي شنتها ضد القاعدة في ديالى والرمادي والموصل وفي البصرة ضد المليشيات القاتلة, وان إطلاق سراح هؤلاء سيكون ضمن تثبيت بصماتهم ومعلومات كاملة عنهم, بهذا سوف تتحمل مسؤوليتهم حكومتهم بعد تسليمهم لها وأن لا يقوموا بهكذا عمل في أي بلد آخر.

ما اطرحه ليس سذاجة, بل هي محاولة لإنقاذ من يستحق الحياة حتى وإن اخطأ بحق وطنه أو نفسه, بتهريب الأغنام أو العمل بدون ضمان حقه, العراقيون يشعرون جيدا بما دفع هؤلاء الى الاتجاه نحو السعودية, لان آخرون اتجهوا نحو ايران, تركيا, سوريا, الأردن, دول أوربا أو أمريكا, فما أنابنا من ظلم الدكتاتور ثم الاحتلال ثم الإرهاب, ثم تناحر مليشيات الاحزاب ليس بالقليل, بل دفعهم الى الهجرة بحثا عن حياة أفضل.

أخيرا هي دعوة الى العراقيين للتوقف عن الاجهار بأن المشكلة طائفية, لانها تسيء للدين أولا وللمسلمين ثانيا وللسجناء ثالثا, وهي تصريحات لا تخدم بل تصعد المشكلة وبالنتيجة المزيد من قطع الرؤوس البريئة ومزيد من التباعد الإنساني, أدعو قناة الفيحاء الى منع كل متداخل من التطرق الى القضايا الطائفية حرصا على دماء السجناء, وأقول للدكتور محمد الطائي في الوقت الذي اشد على يدك في هذه القضية وقضايا أخرى ادعوك الى طرح القضية من جانبها الإنساني وليس الطائفي, فإذا كنت سببا في إنقاذ أي سجين لا تكن سببا في قتل سجين.




125
صديقي يعيش في العراق وأنا لا


ماجد فيادي

منذ بدأت الهجرة السياسية من العراق, بسبب قمع السلطة, أصبح العراقيون يعيشون ازدواجية في الحياة, بين تواجد على ارض غريبة كحالة فسيولوجية وتواجد على ارض الوطن كحالة وجدانية إنسانية وطنية. في ظل الدكتاتورية كان العراق محتجزاًَ عن العالم, منقطعاًَ عن التكنولوجيا, ممنوعاًَ من وسائل التواصل والاتصال, كانت المعارضة العراقية تعاني سبل تواصل أفكارها وطموحاتها وأعمالها مع العراقيين. بعد السقوط وانفتاح العراق على العالم إعلاميا وتكنولوجيا, من فضائيات متنوعة وارتباط بشبكة الانترنيت واستخدام الموبايل, صار ظاهراًَ للعيان أن التواصل بين العراق والعالم أفضل وأكثر تأثيرا, هذا الاعتقاد انتشر بين العراقيين المهجرين والمهاجرين, لأنهم يعون جيدا مدى الاستفادة من هذه الوسائل, لما لها من تأثير كبير على المجتمعات المقيمين فيها, لكن الحقيقة تختلف كثيرا عن هذا الاعتقاد, والأسباب كثيرة منها انقطاع التيار الكهربائي المستمر, ضعف إمكانية اغلب العراقيين على اقتناء وسائل التواصل لارتفاع تكاليفها, عدم وجود قاعدة تعليمية تنشر الوعي في استخدام التقدم العلمي, تفشي ألامية, تدمير البنى التحتية, غياب الخدمات لمناطق واسعة في العراق.
في اتصال هاتفي مع صديق من بغداد, كنا قد افترقنا منذ عشرة سنوات, صديقي متدين في تصرفاته, محب للحياة, يسعى للرفاهية, يحاول التفكير, ومهندس زراعي, لكنه منكفي فقط عندما تسنح له الفرصة على قراءة الكتب الدينية ذات الطابع تحليلي معين, في حقيقة الحال لست معترضا على ما يقرأ فهي حرية شخصية, أحببت في صديقي كرهه للدكتاتورية, بالرغم من موقفه السلبي وعائلته في اتخاذ أي موقف نضالي تجاهها, غير رفض الانجراف في ركابها, وهذا يحسب له. دار الحديث بيننا على انتخابات المجالس المحلية, وقد بدأت من كونه إنسان يحب الحصول على خدمة جيدة من قبل الدولة أو أي مكان يتواجد فيه, فقلت له هل ستستمر في انتخاب الاحزاب الدينية؟؟؟ بعد كل ما رافقها من تعطيل للدولة بسبب التناحر الطائفي والحزبي وتصدر إدارات غير كفوءة لمهام الوزارات, مستعرضا له الواقع الإنساني في البصرة والناصرية والديوانية والعمارة والحلة والنجف وكربلاء, هنا تلقف الحديث مني مجيباًَ, أنت لا تعيش في العراق وتجهل ما يدور هنا, فالبناء في كربلاء والنجف لا يصدق والاهتمام بالمراقد الدينية لا يقارن بقصف الدكتاتورية لها أيام الانتفاضة الشعبانية, وان تعطل تقديم الخدمات سببه الدور المعرقل للبعثيين والقاعدة في تخريب البنى التحتية, وما يشاع من أخبار إنما هو دعاية صدامية وعربية لتشويه الحقيقة, فالأحزاب الحاكمة لم تحصل على الفرصة لتقديم ما عندها من خدمات, قاطعته وأنا اعلم أنه لا ينتمي لأي حزب, فقلت له, أن البناء ليس تعمير المراقد الدينية أو بناء مطار في النجف ومد الشوارع الى كربلاء وربط الحياة كلها بالتفكير الديني, فهذه الأمور موسمية ولا تقدم فرص العمل لكل العراقيين, العراق ليس كربلاء والنجف, انظر واقع البصرة والديوانية والناصرية وبغداد والرمادي وديالى وباقي المدن العراقية, يقاطعني أن ديالى والرمادي والموصل قد خربتها القاعدة والبعثيين, قلت وماذا عن الكهرباء والماء الصافي, يقول الكهرباء جيد بمساعدة المولدات الخاصة, كما أن الكهرباء تعرضت للتدمير بسبب الارهابيين, قلت ولماذا وزير الكهرباء يتهم ووزارة النفط في عدم تخصيص ما يكفي لها من وقود, والبرلمان لم يوافق على عقود مع شركات لبناء محطات جديدة لأيام قريبة, يقول أن الأمريكان يريدون هذه العقود لهم دون غيرهم, وهم من يعرقل العقود, سألته عن وزارة التربية والتعليم لماذا أعادة ميزانيتها ولم تبني المدارس الجديدة أو تعمر القديمة, يقول أن وزير التربية والتعليم أعاد الأموال لأنه لم يرغب في إعطائها الى كوادر فاسدة فتسرق أموال الشعب, سألته لماذا قتال المليشيات الحزبية على مكاسب سياسية واقتصادية ضيقة, يقول أطراف بعثية تسللت داخل الاحزاب الإسلامية أدت الى هذه المعارك.
بقينا في حلقة مفرغة من النقاش العقيم, وفي النهاية سألته كيف تقضي يومك, قال أنه يذهب الى العمل ويعود للبيت ولا يخرج, مستخدما الانترنيت للتواصل مع أخيه في المانيا وعدد من الأصدقاء في دول أخرى, سألته هل تقرأ مواقع عراقية وتتابع فضائيات مثل الفيحاء وما تقدمه من تقارير لمحافظات العراق وواقع الفقر؟؟؟ يجيب أن من يدعي قلة العمل فهو لا يريد العمل, ولو أخذنا حال الحمالين في عكد النصارى في بغداد (حيث يمتلك محل لبيع الأجهزة الكهربائية) تجدهم يتوقفون عن العمل الساعة الثانية عشر ظهرا لأنهم يكتفون بأربعين أو خمسين ألف دينار يوميا, فهل تسمي هذا قلة في فرص العمل؟؟؟
هنا علمت أن صديقي لا يعيش في العراق, فهو غير معني بأمراض السرطانات والكوليرا والنقص الشديد للكهرباء وشحت الماء الصافي وأزمات توفير الوقود وقلة فرص العمل وكل الفساد الاداري في الوزارات وضعف أداء العديد من وزراء الحكومة العراقية وكل مشاكل البرلمان وخدمات تعليم متخلفة عن العالم والتزوير في نتائج الانتخابات, فقلت له لماذا تنتقد المستفيدين من نظام البعث عندما يدافعون عنه؟؟؟ أنت اليوم متضرر من المحاصصة الحزبية والقومية وتحصل على خدمات دون المستوى, في نفس الوقت تدافع بطريقة عمياء عن أحزاب صوت لها, وتطالب الاحزاب التي عارضت الدكتاتور في السابق أن تتفق ضد البعثيين, لكن الحقيقة أن هذه الاحزاب لها من الأخطاء ما يجعل الناس ذوي المستوى الثقافي المحدود يعيدون النظر في التصويت لهم, ولعل انسحاب المرجعية الدينية عن دعم طرف دون آخر دليل كافي لتعيد مواقفك الانتخابية.

يقول صديقي أنني لا أعيش في العراق.

الحقيقة ابعد من هذا, فهي تكمن عندما تتواجد في مكان لا تعيش فيه.

فقط المتضررين من سياسة الاحزاب المتنفذة في مجالس المحافظات العراقية, سيصوتون هذه المرة لمصالحهم, دون النظر الى أفكار لا تخدم بل تضر مثل الطائفية, ويجب أن يظهر مفهوم جديد إن لم يكن اليوم فغدا, عندما يرتفع المستوى المعرفي والثقافي فيفضل البرنامج الانتخابي على كل الأفكار المخادعة والمضللة.


                           

126
منتخب العراق لكرة القدم تتقاذفه أقدام السياسيين

ماجد فيادي

لم تكن نتائج المنتخب العراقي لكرة القدم في خليجي 19 مفاجئة, بل هي طبيعية لتاريخ العراق الكروي منذ بدأ الحرب العراقية الإيرانية وتولي عدي صدام حسين لزعامة الرياضة العراقية, عندما كان يعامل الرياضة بانتقائية, مسخرا إياها لمصالحه الذاتية, كانت نتيجة هذه السياسة الدكتاتورية موت أنواع كثيرة من الرياضات, كان العراق يمثل رأس الرمح من خلالها للرياضة العربية, مثل كرة السلة والطائرة وكمال الأجسام والملاكمة والشطرنج وغيرها, ناهيكم عن دوره في قتل الرياضة النسوية بشكل لا يصدق.
في الأمس القريب وبعد سقوط الصنم, لم يحصل للرياضة العراقية طفرة نوعية نحو الأفضل, وهي حالة منطقية لان كل شيء في الحياة حتى يتطور يحتاج الى عدة عوامل منها التخطيط والإنفاق والوقت, كل هذا لم تحصل عليها الرياضة العراقية, بسبب الاحتلال ودور قوى الإرهاب والظلاميين وسياسة المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية للقوى السياسية العراقية.
 هذا بشكل عام, أما ما يخص منتخب كرة القدم فله خصوصية, لان كرة القدم تعد الرياضة الأولى في العالم, ثم امتلاك العراق لمواهب احترفت اللعب في دول خليجية وآسيوية وافريقية(دون الرياضات الأخرى), اجتمعوا على يد مدرب مغمور أوصلهم بسبب الحالة النفسية للاعبين, المتأثرة بظروف العراق الأمنية, وهم يبحثون عن فرحة عراقية ولو في ميدان غير ساحة المعركة الحقيقية ضد الإرهاب, هذه المواهب فجأة حصلت على الأنوار في بطولة أمم آسيا لتخطف البطولة والكأس, فتشعل الشارع العراقي بلهيب من المشاعر الوطنية الفياضة, مكتسحين من يقف أمامهم من قوى سياسية ودينية وقومية تحاول اخذ العراق الى بر التجزئة الطائفية والقومية والحزبية تحاول جني مكاسب ضيقة على حساب الشعب العراقي.
في عودة لاستمرار استخدام الرياضة لمصالح سياسية, فقد عملت اللجنة الاولمبية العراقية على زج كرة القدم في نزاعات لأطراف المفروض بها تجمع العراقيين ولا تفرقهم, ولم يقتصر هذا الدور عليها بل امتد الى الأطراف السياسية الفاعلة في الحكومة العراقية, فانحازت لجهة دون أخرى, عندما انتبهت لأهمية الرياضة ودورها في تسييس الشعب العراقي. السيد حسين سعيد يقيم في عمان ويعلن انه لا يعود للعراق خوفا على حياته من الاغتيال, السادة المنافسين يتهمون حسين سعيد بالتخطيط لاغتيال احمد مكية, مستشار السيد رئيس الوزراء يقترح حل اللجنة الاولمبية وإجراء انتخابات مبكرة, اشتداد ألازمة وإدخال الفيفا طرفا فيها, وتهديدات بحرمان العراق من المشاركات الدولية, سبق ذلك إقالة السيد فييرا مدرب المنتخب العراقي لأسباب تترنح بين قلة الكفاءة وعدم القدرة على دفع اجوره المالية, الاحتفال بالمنتخب العراقي في الإمارات العربية يتخلله عزف السلام الجمهوري للنظام السابق, إهمال واضح للمنتخب خلال بطولة أمم آسيا عندما اضطر للانتظار فترة طويلة بعد البطولة لانه لا توجد طائرة تنقله الى العراق, بعد البطولة عيين السيد عدنان حمد مدربا للمنتخب العراقي ليشترك في بطولة خليجي 18 ثم يقال ويحرم من تدريب المنتخب الى حين, لانه خرج من الأدوار الأولى للبطولة, لحقه خروج العراق من بطولة كأس العالم.
هنا جاء دور المنقذ السياسي الذي لم يتردد إعلاميا من استغلال الفرصة في الدعاية الانتخابية, عندما تدخل السيد على الخطيب في الاتصال بالفيفا وترتيب عقد تدريب للسيد فييرا, ينقذ من خلاله اسود الرافدين الجريحة في لعق جراحها, والنهوض من جديد, هنا لابد أن نتساءل, هل السيد علي الخطيب خبير رياضي ؟؟؟ هل مارس كرة القدم عبر أي نادي عراقي ؟؟؟ هل يمتلك شهادة تدريبية بكرة القدم ؟؟؟
في كل الأحوال الكل أنتبه الى جوهرة اسود الرافدين, والدور الإعلامي الذي لعبوه في توحيد الشعب العراقي, مكسرين كل الفواصل التي فرضها الارهابيين والاحتلال وأغلب الأحزاب السياسية, منذ السقوط الى يومنا هذا, ومن قبله دور الدكتاتور في خلق حالة غير طبيعية بسياسته الرعناء ( أذكركم بانسحاب العراق أمام الكويت ليفسح له المجال بالحصول على كأس الخليج لأسباب سياسية).
إذن تضافرت الجهود ليس في رفع شأن الرياضة العراقية, بل في أخفات بريق جوهرة اسود الرافدين, كي لا تستغلها جهة سياسية دون أخرى, أتساءل أين السيد علي الخطيب بعد هذا الفشل في بطولة خليجي 19؟؟؟
أين السيد حسين سعيد وهو يقود المنتخب من فشل الى آخر؟؟؟ لماذا حضر السيد حسين سعيد تكريم المنتخب الوطني في دبي, ولم يحضر مباراته في ايطاليا, عندما لعب ضد نجوم العالم المحترفين في ايطاليا؟؟؟
هو تسائل لكل السياسيين الذين استغلوا نجاح اسود الرافدين في أمم آسيا, أين أنتم من البطل العالمي العراقي بكمال الأجسام بوزن 65 كيلو غرام؟؟؟
هي حكمة قالوها... الهزيمة يتيمة, والنصر له ألف أب.
                                         


127
لم لا ... رئيس مجلس النواب من نوع ثان

ماجد فيادي

الأسئلة كثيرة والأجوبة مخيبة للآمال, لكن يدفعنا الأمل في يوم يترجم فيه السادة النواب شعاراتهم وخطبهم وثوراتهم وسفراتهم الترفيهية والدينية والعلاجية الى عمل مقبول من الشعب العراقي, ولعل الفرصة تكمن في انتخاب رئيس مجلس النواب الجديد بعيداًَ عن المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية, فالمقعد الشاغر يفتح الباب أمام جميع البرلمانيين حق الترشيح له, ولا يوجد نص دستوري أو ضمن نظام إدارة الجلسات للبرلمان ما يشير الى احتكار منصب رئيس البرلمان على قائمة معينة دون أخرى. أما وقد تقاسمت القوائم الكبيرة على رئاسة الوزراء ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان في ظروف التزوير والانقسام الطائفي القومية ونشاط غير طبيعي للمليشيات الحزبية, فقد جاء الوقت للرجوع عن هذه الانحرافات الدستورية والأخلاقية.
في لقاء السيد نوري المالكي مع عدد من بنات وأبناء الجالية العراقية في برلين, قال أن الاحزاب العراقية وعت خطورة تدخل أنصارها في وزارتي الداخلية والدفاع, ولم نتمكن من تحقيق قفزة نوعية في التحسن الأمني إلا بعد رفع يد الاحزاب عن هاتين الوزارتين, اليوم الفرصة مواتية أمام الاحزاب العراقية لإثبات حسن نواياها في التوجه نحو خدمة الشعب العراقي, دون الانحياز لجهة أو أخرى, أو إثبات حسن تطلعاتها في تقديم الكفاءات الأكثر قدرة على إدارة العمل, خاصة والبرلمان العراقي قبل أيام تبنى مؤتمر الكفاءات العراقية وسبل اعادتها الى العراق, فهل يستطيع البرلمان أن يكون قولا وفعل, ويقدم الدليل للكفاءات العراقية والشعب العراقية الدليل القاطع في انتهاج سياسة جديدة, مبنية على مبدأ البقاء للأصلح وليس للأقوى.
أمام البرلمان ثلاثة خيارات وطنية ديمقراطية لانتخاب رئيس مجلس النواب
 الأول في انتخاب سيدة لمنصب رئيس البرلمان, بعد التهميش المتعمد للمرأة العراقية, وينحصر التنافس بين السيدتين الفاضلتين صفية السهيل والسيدة ميسون الدملوجي, لما لهما من مواقف ايجابية وإمكانيات جيدة, وإبداء مواقف على مدى السنوات الثلاث الماضية ضمن البرلمان, وقبلها في العمل السياسي الوطني مواقف مشهود لها بالوطنية والديمقراطية ودعم العملية السياسية.
 الثاني انتخاب عضو من أبناء الأقليات القومية والدينية, ويبرز هنا اسم السيد يونادم كنا لما تمتع به من سياسة وطنية وديمقراطية على طول فترة تواجده ضمن مجلس الحكم والبرلمان العراقي.
 الثالث انتخاب السيد حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي, لما يتصف به من أداء مميز بين البرلمانيين, مواظبته على حضور كل جلسات البرلمان, دوره الايجابي في تقديم المقترحات الفعالة وغير المنحازة لأي طرف, غير مصلحة الشعب العراقي خلال ألازمات السياسية التي تعرض لها البرلمان والعملية السياسية منذ تأسيسه, ولعل دعوة السيد خالد العطية النائب الأول لرئيس البرلمان في تكريم السيد حميد مجيد موسى لهو دليل على ما أدعو له.
إن العمل بمبدأ اختيار الأصلح والأكفأ لأي مهمة ينطبق على حالة انتخاب رئيس مجلس النواب, والأسماء الأربعة التي طرحتها ينطبق عليها هذه الصفة (الأصلح والأكفأ), وهم يمتازون بالمواقف الوطنية المعتدلة الغير متشنجة أو المنحازة لجهة دون أخرى, المواظبة على حضور جلسات البرلمان, التصريح أمام الإعلام بما من شأنه كشف الحقائق دون مفردات عدوانية محرضة على التخريب, تقديم الحلول المناسبة دون كلل مهما جرى من تجاهل لها, عدم الانخراط في الانقسامات الطائفية القومية الحزبية.           

128
فرقة أور ضحية عاشق الظلام

ماجد فيادي
قدمت فرقة أور المسرحية عملها الأول بعنوان عاشق الظلام للكاتب والصحفي ماجد الخطيب, حيث شاركت في المهرجان الثقافي لنادي الرافدين في برلين ومن ثم في المهرجان الثقافي في كوبنهاكن, وكانت آخر عرضها في مدينة كولون على مسرح ارقداش, يتناول العمل المثقف الذي يبيع نتاجه للدكتاتور بعد أن يكون عاشقا للظلام, الظلام يعطيه الطمأنينة في الهروب من الضمير, والإبداع دون رقيب يسخر ويحتقر في نفس الوقت ما ينتجه من عمل فني في خدمة الدكتاتور, ضمن حالة تبرع وخضوع لا يفرضها احد غير الضعف وغياب المبادئ.
دار الكثير من الحوارات في الوسط الثقافي عن المبدعين, وهل تطلق صفة فنان أو مبدع عليهم عندما ينزلون الى مستوى الحضيض في مدح الدكتاتور, أو يتحول الى كلب بوليسي يستخدمه الجلاد في إيقاع الآخرين من المبدعين في فخاخه, هل يتم تناول الفنان في إطاره العام من مواقف إنسانية وأخرى إبداعية, أم أن الفنان يمكن تجزئته بين ما ينتجه من فن راقي, وفصله عن مواقفه الإنسانية عندما ينتج فنا مبتذل في مدح الدكتاتور والنزول الى مستوى رجل الأمن في كتابة التقارير عن زملائه الفنانين.
يتناول النص المكتوب قضية المثقف الذي يبيع نفسه الى الدكتاتور ضمن فلسفة لتبرير في ما انجرف اليه من الحضيض, كذلك ذهبت المسرحية في تناول نفس القضية لكن بسيناريو مختلف قليلا عما جرت الأحداث فيه في النص المكتوب, تاركة الباب أمام المشاهد في قبول أو رفض المبررات التي ساقها عاشق الظلام, على خلاف النص المكتوب الذي كان واضحا في انحيازه لإدانته. لو تناولنا الأداء الفني لفرقة أور المسرحية لوجدنا وضوح في تباين الخبرات بين الإخراج والتمثيل والديكور, فقد تفوق التمثيل على الإخراج والديكور ضمن معادلة مقبولة في اختلاف لممارسة الهواية والموهبة بين الطرفين, لكن هذا لا يعني ارتقاء التمثيل الى إمكانيات الممثلين, فقد عانى أيضا قلة في عدد التجارب المسرحية التي لم تتجاوز التجربتين خلال عشرة سنوات من الهجرة, وهذا يعكس بشكل واضح كون أعضاء فرقة أور ضحايا عاشق الظلام الذي أطال في عمر الدكتاتور, بعد أن تخرجوا من معهد الفنون الجميلة وأكاديمية الفنون, وجدوا أنفسهم بين ثلاثة خيارات أحلاهم مر, الأول أن يعشقوا الظلام, الثاني أن يركنوا موهبتهم جانبا حتى يكسوها الغبار وتفقد بريقها, الثالث أن يهاجروا الى مكان تختلف فيه اللغة والثقافة وقلة الجمهور ومصاعب مالية وانعدام الدعم المادي, وهنا أيضا سيكسو الغبار موهبتهم, فيما عدى محاولة هنا وأخرى هناك, هكذا جاء الخيار الأخير لأعضاء الفرقة الذين هاجروا فرادا الى دولة المانيا الاتحادية.
لان موهبة التمثيل والإخراج تختلف عن موهبة الكتابة جاء الفرق واضحا بين النص المسرحي الذي كتبه ماجد الخطيب والمسرحية التي قدمتها فرقة أور, الأول استطاع أن يمارس موهبته في الكتابة وأن يطورها على مدى سنين الهجرة التي تجاوزت العشرين, أما الثانية فقد أصابها التعطيل بسبب اختلاف الحاجة الى المتلقي, فالمسرح يعني الجمهور والإمكانيات المادية وعدد من المسرحين ( ممثلين ومخرج وإنارة وماكياج) وهذه لا تتوفر للمسرح المهاجر, فظهر ديكور المسرحية غير متوافق مع ما يجزله الدكتاتور على عشاق الظلام من هبات وهدايا, والسبب انعدام التمويل والدعم المادي, كما كان الإخراج يفتقر الى الخبرة, فالتجارب الأولى دائما يشوبها الضعف.
ما قدمته الفرقة المسرحية من قيمة ثقافية ومتعة بصرية وشعور بحضور مسرح عراقي وتوفير فرصة لتجمع العراقيين في المهجر ضمن جو ثقافي وفني, لم يكن قليلا, فقد ذكرت فرقة أور العراقيين بالمواهب التي ينتجوها, وقدمت نموذج مختلف عن عاشق الظلام الذي باع نفسه للدكتاتور, كما شاركت في تنشيط حركة المجتمع المدني العراقي على مستوى الجالية العراقية, قدمت الفرقة نموذج فني وإبداعي عراقي للجمهور الألماني الذي حضر العرض الأول والثاني على قلة عدده.
صار لا بد من ذكر بعض الحقائق التي رافقت العرض المسرحي في مدينة كولون, قدمت المسرحية على ليلتين الأربعاء والخميس وهذا يقلل من فرص حضور جمهور كبير بسبب العمل والدراسة, كان عدد الجمهور يوم الخميس اكبر بكثير عن يوم الأربعاء, مجموع الجمهور لليلتين كان تقريبا السبعين شخصا, وهو عدد غير قليل لمدينة كولون, الجمهور كان من النخبة والعوائل التي تهتم بالثقافة والفن, تدرب أعضاء الفرقة على المسرحية بعد الانتهاء من العمل اليومي وكانوا يضطرون الى السفر مسافات طويلة بسبب ابتعاد أماكن سكناهم عن بعضهم, لم تحصل الفرقة على دعم مادي من أي جهة عراقية, دفع أعضاء الفرقة تكاليف الديكور من حسابهم الخاص كما تحملوا نفقات النقل أيضا, جرى التدريب على المسرحية في الديوان الشرقي الغربي وعرضت على مسرح ارقداش, عادت أثمان تذاكر الدخول الى مسرح ارقداش ولم تحصل الفرقة على عوائد مالية من العرض.
لا بد من الإشادة بروح الإصرار للفرقة التي قام أعضائها بكل شيء فالتغيرات على النص قام بها الجميع بالتعاون مع الكاتب, المخرج محمد السوداني صمم الديكور وعمل بالإضاءة أيضا, الممثلين حسن الدبو وثامر الشكرجي ساهما في كتابة السيناريو ونصب الديكور, شارك الفنان لطيف الدبو في العزف خلال العرض.
شكرا لفرقة أور التي منحتنا أيام من المسرح العراقي في مدينتي برلين وكولون الألمانيتين وكوبنهاكن الدنمركية.
                         
   

129
مظفر النواب مجيبا ,,, نعم أنا شيوعي

ماجد فيادي

في أمسية احتفالية على شرف الشاعر الكبير مظفر النواب في مدينة كولون الألمانية يوم الأحد 9/11/2008, أقامها الديوان الشرقي الغربي ضمن برنامجه الثقافي, حضر جمهور عراقي من مختلف المشارب الفكرية, ومن مختلف المكونات, اعتزازا بشاعر العراق الذي وظف كل إمكانياته الفنية والفكرية من اجل قضايا وهموم الشعب العراقي وشعوب المنطقة, لما عانته من ظلم عبر حقب زمنية عايشها الشاعر منذ ولادته ولليوم, قادما الى بغداد من جنوب العراق يحمل مفردات الحسجة الجنوبية, مسطرا ابلغ المفردات العربية بكل تعقيدات الفصحة, كما لم يغفل على الجالية العربية أن تتواجد إيمانا منها بشاعر لم ينغلق على هموم شعبه, بل حلق في سماء الثورة الذاتية, لينقلها الى شعوب بأمس الحاجة لمن يتضامن معها ولشاعر يعبر عن همومها وغضبها وخيبتها وأملها الذي لا ينطفئ.
بدأت الأمسية ترحيبا بالشاعر مظفر النواب من قبل السيدة آيار باسم الديوان الشرقي الغربي, ثم فسحت المجال لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي للترحيب بصاحب الموقف النضالي الثابت والطويل دون تنازلات ولا مهادنات ولا مجاملات على حساب الفكر وحقوق الفقراء وشغيلة اليد والفكر. ولان الشاعر مظفر النواب قدم الى المانيا لغرض العلاج وبسبب حالته الصحية الصعبة, فقد شارك الشاعر سامي عبد المنعم في قراءة عدد من قصائد النواب, مختتما كل قصيدة باسم أبو عادل إشارة منه الى الشاعر مظفر النواب, وعلى أنغام عود الفنان لطيف الدبو واختياره لعدد من أغاني الشاعر النواب, أضافا جوا من الفن والود والمتعة والإحساس بالشعر والموسيقى.
بسبب الحالة الصحية صعب على  النواب أن يشارك في قراءات شعرية من نتاجه الكبير, لكنه قبل أن يضطر الى ترك القاعة لم يتردد في تحية الجمهور بقصيدة عبر بها عن حبه لهم, قائلا أنه عندما يذهب الى أمسية شعرية فانه يذهب الى عرس حقيقي, ووعد الحضور عندما تتحسن حالته الصحية لن يبخل على جمهوره بأمسيات شعرية, حينها استغل الإعلامي ملهم الملائكة وتقرب من الشاعر مظفر النواب بهدوء مراعيا حالته الصحية ليطرح سؤاله , هل أنت شيوعيا ؟؟؟
يجيب النواب دون اخذ وقت للتفكير, نعم أنا شيوعي. فانطلق التصفيق في القاعة من كل جانب.
يكمل النواب مستذكرا, عندما كتبت قصيدة الريل وحمد لم انشرها, وقد فوجئت وأنا في الأمانة ( باص النقل في بغداد) بمدينة الاعظمية التي كان سكانها يعتدون على الشيوعيين ويحرمون عليهم دخولها, كان يجلس أمامه اثنين من الشباب يحملان جريدة منشور بها قصيدة الريل وحمد, يقول احدهم للآخر انظر هذه القصيدة كم هي جميلة, فيجيب الآخر بعد قراءتها, إنها فعلا قصيدة جميلة, فيضيف الأول لكن الشاعر ( شيوعي كلب ابن كلب), تعالت الضحكات بين ساخر من الكره الذي يحمله هؤلاء, وآخر خجل لان الفكرة في داخله.
تمنى الجميع الصحة والسلامة للشاعر الكبير مظفر النواب, على أمل لقاءه من جديد شامخا مع قصائده يخشاه الدكتاتوريين.       
         

130
اوباما في عين الإعلام العراقي

ماجد فيادي

في متابعة إعلامية لعدد من الفضائيات العراقية حول فوز السيد اوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية, يتضح بشدة تلكؤ الإعلام في الاستفادة من تجارب السنين الخمسة الماضية, فلو تناولنا الفضائية العراقية والفيحاء والبغدادية والشرقية, نجد فيها سطحية النقاش في اغلب أوقاته بما يخص انتخاب اوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية, معتمدا على الجانب العاطفي مهملا الدروس والعبر الحقيقية مركزا على كون اوباما من اصل أفريقي, ولو بدأنا في تسليط الضوء على الإعلام الغربي لكي نخرج منه باتجاه الإعلام العراقي وإجراء نوع بسيط من المقارنة, نجد أن الإعلام الأمريكي والأوربي كان يحمل هموم واضحة ومشتركة, فقد ناقش المشاكل التي تنتظر اوباما بسبب ألازمة الاقتصادية التي أصابت العالم, نتيجة سياسة اقتصادية أمريكية غير متوازنة, كما ناقش بوضوح مشكلة ايران وسبل التعامل معها, لم تختفي العلاقة الأمريكية الروسية عن هذا الإعلام وما هي مهام حلف الناتو, تناول الإعلام أيضا شكل النظام الاقتصادي الجديد وإمكانية قيادة أمريكا للعالم, كما تناول تغيير في مواقف دول أوربية مهمة في سياستها من الولايات المتحدة مثل فرنسا وألمانيا, لرسم النظام العالمي الجديد في الخروج من المشكلة الاقتصادية الحالية.
 إسرائيل ترحب باوباما وتدعوه عبر السيدة تسيبي الى دفع عملية السلام, روسيا ترحب باوباما وتنتقد سياسة القطب الواحد التي أدت الى ألازمة الاقتصادية العالمية, فرنسا متفائلة وتأمل في رفع التعاون والتنسيق مع أوربا في إدارة الاقتصاد العالمي, بريطانيا تشيد برؤى اوباما التقدمية وطموحه في المستقبل العالمي, الصين تركز على ألازمة الاقتصادية ونشر أسلحة الدمار الشامل لأمريكا من حدودها, المانيا تركز على تحسين الأداء الامريكي في قيادة الاقتصاد العالمي ومشاركة اكبر لأوربا في كل ما يؤثر على استقرار العالم.
لم يستغرب الإعلام الأوربي والأمريكي وصول اوباما الى سدة الحكم كونه زنجي ومن أصول افريقية, على العكس من التعاطف الذي انتهجه الإعلام العراقي, في التركيز على أصول اوباما الأفريقية متناسين أن أصول كل الأمريكان باستثناء الهنود الحمر هي من قارات العالم الخمسة, أي أن النسبة العظمى هي من المهاجرين, وأن المواطنين الأصليين لم يصبحوا حتى وزراء لليوم, علاوة على أن السيد اوباما يحمل الجنسية الأمريكية, وهم بذلك قد انتخبوا أمريكيا يقدم برنامجا, وجدوا فيه المخرج من مشاكل المجتمع الأمريكي, مفضليه على برنامج المنافس الجمهوري ماكين.
 تناست الفضائيات العراقية المشار لها تناول برنامج اوباما تفصيليا للاستفادة منه, في تركيز الضوء على الانتخابات العراقية القادمة, وتنوير عقلية المواطنة والمواطن العراقي في إتباع البرامج الانتخابية دون التركيز على الطائفية والقومية والحزبية, فأعظم دولة في العالم لم تصبح كذلك دون برامج قدمها مرشحيها وفازوا من خلالها ثم أعيد انتخابهم, لأنهم حققوا ما وعدوا به, بل إن الفيحاء ذهبت الى منحا غير مرغوب فيه, وهي التي بدأنا نستعيد الثقة بها لما تقدمه من برامج متوازنة, تسعى الى نشر الثقافة والحوار وتقبل الآخر, عندما وقعت في خطأ عبر مديرها السيد محمد الطائي, عندما قال في برنامجه, أن الديمقراطية في أمريكا وصلت أن يهنئ السيد ماكين الرئيس الجديد اوباما ويعرض عليه التعاون في مهمته, في حين الساسة العراقيون يلجئون الى إعلان تزوير نتائج الانتخابات لأنهم لم يفوزوا بها, متناسيا هنا وهو الإعلامي المحترف أن في الانتخابات السابقة قد اتهم بوش الابن بالتزوير وعطل إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لحين إصدار قرار المحكمة الفدرالية نتائج التحقيق والتدقيق في أوراق الانتخابات, وأن المنافس الديمقراطي آلكور قد وجه التهم علنا في تزوير نتائج الانتخابات, كما تجاهل السيد الطائي وجود تزوير في الانتخابات العراقية وهذا ما ذكر في تقرير الأمم المتحدة كمراقب محايد, حتى وان كان التقرير يشير الى ضعف حجم التزوير, وكلنا يعلم لماذا جاء هذا التقرير بهذا الشكل, نتيجة الوضع العراقي المعقد.
ما أريد الذهاب اليه هنا أن العاطفية في تناول المواضيع والتركيز على أمور, وان كانت مهمة لكنها ليست الأهم, لا يخدم العراقيين في شيء, بل سيعقد الأمور ويبقيها في المربع الحالي, في ضل سياسات حزبية تقودها أفراد تتحكم بالقرار, وبرلمانيين كل مهمتهم هي ملئ الفراغات, يتضح بشكل صارخ في نسبة تمثيل المرأة في البرلمان ودورها الضعيف لليوم.
 كان يمكن للإعلام العراقي التركيز على الجانب الأهم في الانتخابات الأمريكية وفوز السيد باراك حسين اوباما كما يحلو لهم تسميته ( وجدت هذا الاسم صارخ جدا في الإعلام العراقي) في أن دولة كانت تعاني من التميز العنصري للسود والهنود الحمر انتخبت اوباما الأفريقي الأصل, متجاوزة هذه الأفكار عبر الأجيال الجديدة التي ساهمت بشكل صارخ في الانتخابات الأخيرة, كان يمكن عكس هذه الصورة على العراق في أهمية التركيز على البرامج الانتخابية خلال انتخابات المجالس المحلية القادمة, كون العراق فيه من التنوع الكثير, خاصة وفي هذه الأيام تعاني مكونات العراقية (الأقليات) من التهميش, كان يمكن التركيز على أن السيد اوباما يحمل شهادة الدكتوراه في حين العديد من القادة العراقيين قد قدموا شهادات الدكتوراه المزورة( هذا ما انفردت به البغدادية), كان يمكن التركيز على الأسلوب الحضاري في التنافس خلال الانتخابات وعدم اللجوء الى التزوير وحرق المقرات الحزبية المنافسة وقتل المرشحين المنافسين, وكيف كانت أمريكا بمؤسساتها لا تنحاز الى مرشح دون أخر, عندما حمت اوباما من محاولة اغتيال لاثنين من المتطرفين,  بامكان الإعلام العراقي التركيز على التراجع في الوضع الاقتصادي الامريكي بسبب سياسة الجمهوريين مما أدى الى انتخاب المنافس الديمقراطي انطلاقا من تفضيل الشعب الامريكي مصلحته في التخلي عمن لا ينفذ وعوده, وعكسه على الواقع العراقي الذي لم يتحسن كثيرا على يد الحكومة الحالية, بسبب عدم تمسك أحزابها المتنفذة في تحقيق وعودها التي أطلقوها خلال الانتخابات.
تناول موضوع اللون والأصل الأفريقي للرئيس الامريكي القادم باراك اوباما لم يكن بالمرتبة الأولى في الإعلام الغربي لأسباب عديدة, فقد شرعت القوانين في أوربا تمنع أي مظهر من مظاهر التميز العنصري, وان أوربا تفهم أهمية استقطاب العقول من دول العالم الثالث, التي تمتاز باللون الغامق إن كان اصفر أو اسود أو حنطي, وسعيها للاستفادة منها في تطوير إمكانياتها الاقتصادية والتكنولوجية, وهي تعلم إمكانية وصول احدهم في يوم من الأيام الى سدة الحكم, شأنهم في تصدرهم منتخباتها الرياضية ولعدة دول, إذن لم يعد هذا الموضوع يشغل بال أوربا أو أمريكا مثلما هو الحال في العراق, الإعلام العراقي لم يناقش أن أمريكا لم تنتخب رئيسها كما هو ظاهر بالمعنى الحقيقي, بل إن الحزب الجمهوري هو من انتخب الرئيس, عندما فاز اوباما ممثلا له, في التنافس بينه وبين السيدة كلنتون, فترشيح زنجي أو سيدة لرئاسة الولايات المتحدة تعتبر مجازفة من الحزب, لو لم يكن احتمال الفوز بالرئاسة شبه أكيد, كون الجمهوريين قد أوصلوا الولايات المتحدة الى الكثير من الكوارث عبر شن الحروب والأزمات الاقتصادية, مما يعني هناك تربية اجتماعية تركز على انتخاب المواطن لمن يحقق مصالحه, لا لمن يخاطبه بالقومية والطائفية.

هي دعوة للفضائية العراقية التزام مبدأ الحياد خلال الانتخابات القادمة, وعدم الانحياز لجهة دون أخرى, وتتخذ من القناة الحرة التي تمولها الولايات المتحدة النموذج في الإعلام الرزين لمصالح البلد وليس للحزب الحاكم, هي دعوة للفيحاء التي نستعيد الثقة بها بعد أن كانت منحازة لجهة دون أخرى في سنواتها الأولى, أن تستمر في نهجها الحيادي وإعطاء الفرصة لمن يحمل أفكار وطنية, وتبعد عن شاشتها من يحمل أفكار حزبية تمتد الى خارج حدود العراق, هي دعوة الى الفضائية البغدادية والشرقية في ممارسة دور المعارض الكاشف للحقيقة لا محاولة التشكيك في كل شيء ولأي شيء.               

131
الساسة العراقيون على المحك


ماجد فيادي

مرت وتمر العملية السياسية في العراق بمراحل اختبار ومشاكل حقيقية وأخرى مفتعلة, وضعت الساسة العراقيين على المحك, وتبين مدى قدرتهم على التعلم والتطور خدمة للشعب العراقي, ومع كل تجربة جديدة يبتعد ويقترب الساسة من مصالح الشعب العراقي بقدر وآخر, ويبدون على اختلاف انتماءاتهم مقدار استفادتهم من تجارب تعرضوا لها خلال خمسة سنوات من قيادة العراق, حكاما وبرلمانيون ومعارضون.
عندما عرض الدستور للتصويت على الشعب العراقي, ظهرت اعتراضات عديدة ومن أطراف مختلفة على عدد من مواده, نابعة من هيمنة طرفين على كتابة الدستور وباتجاه ( شيلني وشيلك) في إهمال ما توصل له العالم من حفظ لحقوق الإنسان, دون مراعاة حقوق باقي الأطراف من الشعب العراقي, انطلاقا من تأييد جارف لأفكار طائفية وقومية ضيقة, متناسين الألغام أو الضمانات, إن صح تسميتها, موجودة ضمن مواد الدستور, استعجالا منهم لمكاسب مؤقتة في فرض وإظهار القوى الجديدة على الساحة العراقية وتمهيدا لمستقبل ترسم معالمه في ظروف غير طبيعية. لعل ابرز هذه الألغام أو الضمانات غير المنظورة, هو فشل التصويت عند رفض ثلاثة محافظات للدستور, هذه المادة كادت تعيد الدستور الى المربع الأول عندما اقتربت ثلاثة محافظات (ديالى والموصل والأنبار) من رفضه, حينها نشرت المقال التالي الذي وضحت فيه تحمل مسؤولية الفشل للقوى السياسية العراقية لو وقع, ونبهت فيه القوى التي تلجئ الى القوة, أن اتخاذ المعارضة السياسية وسيلة أكثر تأثيرا من العنف http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=48838 المقال بعنوان (التصويت على الدستور ,,, كان درساً للجميع) بتاريخ 26/10/2005.
اليوم بعد شد وجذب بين القوى السياسية العراقية للتصويت على قانون انتخاب مجالس المحافظات, استطاعت أن تخرج لنا بقانون يحمل نَفَس التوافق بين مختلف القوى العراقية, لكنه يفتقر الى حفظ حق مكونات الشعب العراقي ممن تصنف بالأقليات, عندما أهملت أو حذفت المادة (50) من الدستور. هذه الحالة تعد خروج على الدستور وهي علامة توقف خطرة, تعكس العديد من الملاحظات, وللعودة الى جذور هذه الحالة لابد من توضيح الأخطاء التي وقعت بها القوى السياسية عندما أرادت التصويت على قانون انتخاب مجالس المحافظات, فقد برز انزعاج وامتعاض واضح له بعد زمني, من قبل عدد كبير من القوى السياسية لأداء الكتلة الكردستانية تجاه مصالح الشعب العراقي, في نفس الوقت هو موقف مشابه من أداء أطراف في قائمة الائتلاف العراق العراقي الموحد, خاصة حزبي الدعوة بقيادة السيد المالكي والمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة السيد عبد العزيز الحكيم, نجم عن هذا الموقف التفاف عدد من أعضاء البرلمان العراقي بمختلف توجهاتهم وأهدافهم متوحدين في قوة جديدة ظهرت على الساحة سمت نفسها قوى الثاني والعشرين من تموز, صوتت مجتمعة وسط تراخي للرباعية وشعور بالنفوذ لقانون أجحف بحق المرأة العراقية والمادة 140 من الدستور, وتمهيد لتجاوزات على حقوق الإنسان, مؤسسين لمواقف جديدة تدق ناقوس الخطر لما لها من طابع أسهم عدد من بقايا البعث في رسمه, عبر برلمانيين معروفين بتصريحاتهم وتاريخهم ومواقفهم لما يصوتون له في البرلمان.

 من هنا يتضح أهمية ارتكاز القوى السياسية الى تبني مصالح الشعب العراقي قبل اتخاذ أي قرار أو موقف, يبني عليه المتصيدين في الماء العكر, مواقف تؤدي الى الإضرار بالعملية السياسية التي تريد الخير للعراق.  قد يكيل العديد من العراقيين الى القوى السياسية التي صوت لها أملا في الخلاص, يكيل لها النقد والاعتراض على مواقفها, وهم محقين لان الكثير من أحوال العراقيين لم تتغير بل ساءت أكثر مما كانت عليه في زمن الدكتاتور بعد مرور خمسة سنوات على السقوط واحتلال العراق بغض النظر عن دور الإرهاب والبعثتين في عرقلة الحياة. لكن ما يحسب للقوى السياسية العراقية أنها تعيد حساباتها ولا تقف جامدة أمام أخطائها خاصة عندما تعلو الأصوات معترضة ومحتجة, فمن الواضح إتكاء القوى السياسية العراقية الى الأمم المتحدة مستفيدة من خبرتها في مجال السياسة ودعم الشعوب في حالات مشابهة, من هنا جاء عنوان المقال (الساسة العراقيون على المحك) أنهم تعلموا الخروج ولو بشكل بسط من عقلية المعارضة التي عاشوا بها عقود من الزمن يناضلون ضد الدكتاتورية, وتعلمت أن تعيد تحالفها مع قوى أخرى وتمارس الحقوق القانونية وفق الدستور, كما إنها تستند الى الدستور في اغلب قراراتها ولا تتمسك بمصالح ضيقة أما اقتناعا أو خوفا من استغلال الآخرين لهذه المواقف, مثلما حصل عندما صوت لصالح الفقرة (24) يوم 22/7/2008.
يلاحظ هذه الأيام تراجع كبير من قبل القوى السياسية تجاه إلغاء المادة (50) من الدستور, رغم ما قدموه من أعذار وحجج عندما صوتوا ضدها, وهو دليل على حالة صحية تستند على المراجعة والقراءة الجديدة لمصالح الشعب العراقي, نتمنى أن تنتهي بتصحيح الخطأ وإنصاف كل مكونات الشعب العراقي, وتقديم الدليل على الخروج من عقلية المعارضة, والولوج في تبني مصالح الشعب العراقي دون تميز, إضافة الى انحسار تدريجي وواضح لدور المليشيات الحزبية في الصورة العراقية وانكماش دورها في توجيه حركة الجيش والشرطة بعدما أيقنت الاحزاب العراقية للدور السلبي الذي تؤديه المليشيات من تعقيدات على المشهد السياسي, كما يلاحظ تطور مواقف العالم من العراق في تثبيت مفاهيم حقوق الإنسان في الدستور, عندما يحتج على قرارات تخل بحقوق العراقيين, وخير مثال مقترحات الأمم المتحدة في حل مشكلة كركوك واستجابة الكتلة الكردستانية للمقترحات التي أخرجت قانون انتخاب مجالس المحافظات للنور.
لا نتوقع من القوى السياسية في أي مكان في العالم أن تأخذ مواقف صحيحة على طول الخط, فمن المعروف للجميع أسباب الكوارث التي وقعت بها الدول نتيجة سياسات لم تستند لمصالح عامة, أو إنها جاءت لأسباب الصعود على أكتاف الآخرين من دول الجوار, ولا ينسى العالم قبل دخول العولمة كيف كانت المصالح الدولية تتضارب وأدت في النهاية الى حربي عالمية أولى وثانية وحرب باردة كلها نتيجة سياسات أحزاب خاطئة, واليوم في ظل العولمة نرى سياسات خاطئة تؤثر على مصالح الشعوب كما هو الحال في احتلال العراق أو دون حروب كما هو الحال في أزمة العقارات الاقتصادية الأمريكية الحالية, لكن في كل الأحوال لم تتوقف القوى السياسية من أصلاح أخطائها لان الحياة لا تستمر بالأخطاء إنما بالتصحيح واعتماد الأفكار الأكثر إنسانية والعودة الى اصل الحلول في تقديم المصلحة العامة على الخاصة. سيبقى الساسة العراقيون على المحك, ويبقى على عاتقهم خدمة الشعب العراقي, وشده الى المساهمة في العملية السياسية عبر الانتخابات وإنعاش حركة المجتمع المدني.     
                               



132
عندما يكون المبدعون بيننا

ماجد فيادي

من مظاهر الثقافة لأي مجتمع, النشاطات التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني, تختلف النشاطات من منظمة الى أخرى حسب الهدف الذي تأسست من اجله, فالمجموعات البشرية تختلف في ميولها واهتماتها وحركتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية, وسط هذا التنوع تبرز الحاجة الى اللقاءات المباشرة بين الجماهير والمبدعين في مختلف المجالات, كوسيلة تواصل بين طرفين والتعرف على مدى التفاعل لنتاج المبدع وانعكاسه على المتلقي, إن كان المتلقي مستفيداًَ من الإبداع أو معترضا عليه, لأسباب فكرية وعقائدية ودينية وقومية واقتصادية. المسألة لا تقف عند هذا الحد من التواصل بل هي تتعدى ذلك حتى تصل الى التأثير النفسي لشخصية المبدع على المتلقي, الذي يتحول في الكثير من الأحيان الى فاعل في تفاعلات النتاج الإبداعي.
عند عكس هذه الحالة على الواقع العراقي من ركود واسع لنشاط المجتمع المدني, وحرمان المجتمع العراقي لوسائل التواصل مع أهم الشخصيات التي تأثر في حركة وشكل المجتمع, واقتصار التواصل عبر وسائل أصبحت وبالرغم من أهميتها, ذات مضار في جوانب عديدة, فالفضائيات التي تعوض اليوم عن لقاء مبدع عراقي مع جماهير وإن قل عددهم ضمن نشاط لمنظمة مجتمع مدني, حولت جمهور المشاهدين على وسع انتشارهم وكثرة عددهم, الى مجرد أذان تستقبل ولا تحاور, أي تحول المتلقي الذي من الصحيح أن يكون فاعلا في تفعيل الأفكار ومحاوراًَ, تحول الى اخرس يستقبل ولا يعكس ما تلقاه على المبدع لغرض تكملة الحلقة الحوارية والإبداعية, كما أصبح المبدع يمثل طرف واحد يرسل ولا يستقبل, لا يعلم مدى استيعاب الجمهور لإنتاجه, ولا يجد الوسيلة والمساعدة من قبل المتلقي لتطوير نتاجه.
هناك إيجابيات كثيرة من خلال اللقاء المباشر مع المبدع أهمها كسر الحاجز بين الاثنين, خاصة عندما تلتقي الشبيبة اليافعة مع رموز تنظر لها إنها مُثل عليا تحلم أن تكون مثلها مستقبلا, هذا اللقاء يفتح أبواب على توسيع أفق الشبيبة نحو رحاب لم تطرقها سابقا, من حيث المعلومات والاسلوب في الكلام والحوار وتبادل الآراء والجرأة في طرح الأسئلة والنقاش.
اليوم وبسبب سوء الوضع الأمني قلت نشاطات منظمات المجتمع المدني, في خلق جو من التواصل بين المبدع والمجتمع, المبرر مفهوم ومقبول, والنشاطات لم تتوقف تماما على قلتها, لكن المجتمع العراقي ترك فريسة سهلة لأفكار من طرف واحد, أفكار تطرح بكثافة عبر بيوت العبادة باتجاهات طائفية أو معادية ورافضة للعلمانية واللبرالية المعتدلة, أفكار لا تخلق حركة داخل المجتمع لأنها تحلل وتحرم على مزاج مطلقيها, أفكار لا تجيد خلق فرص ومجالات تخدم المجتمع في توفير فرص عمل والرقي بالمزاج العام, لأنها تكبت كل شيء وتقيد الإبداع تحت مسميات عديدة ينتج منها آثار سلبية على المجتمع كله. على العكس منه في النشاطات المتنوعة التي تطلق العنان للإبداع وتحرير الجمال من قيوده, فالجمال الذي يصلنا من النشاطات الفنية والثقافية والفكرية والاقتصادية, يحمل معه الحاجة الى خدمات وفرص عمل وإمكانيات تترجم هذا الجمال الى واقع. إذن النشاط الثقافي لا يتقيد في إطار ترفيهي كمالي يقتصر على فئة معينة من البشر, إنما يتعدى ذلك ليصل الى محرك لإطلاق الأفكار البناءة التي تدخل كل مجالات الحياة.   
في أمسية ثقافية فنية أقامها الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون الألمانية للفنان المبدع حميد البصري والفنانة شوقية العطار تحدث فيها عن أغنية الفلكلور العراقي مع أمثلة من الغناء العراقي الجميل, استطاع الفنانين خلق جو من التواصل, نقل فيه الجمهور الى عالم الجمال عبر موسيقى البصري وصوت شوقية الساحر وكلمات الشعراء العراقيين, أما الحوار الذي دار بين الجمهور والفنان حميد البصري فقد دل على تعلق الجمهور بهذا الفن وتأثرهم به, في هذه الأثناء تبادر الى ذهني كم هم محرومين الشبيبة العراقية من هكذا فعاليات, وتذكرت كلمات الفنان فؤاد سالم عندما قدم حفل فني في المسرح الوطني, حضره جمهرة كبيرة من الشبيبة وهي تغني معه أجمل أغانيه, فكان انعكاس ذلك اكبر على الفنان المرهف فؤاد سالم, عندما فوجئ بالشبيبة وهي تعرف أغانيه التي حاول النظام الدكتاتوري على مدى سنين من حجبها عنهم, كما هناك فعاليات سياسية استضافت عدد من الأسماء العراقية مثل مفيد الجزائري وبرلمانيين آخرين ولقاء مهم بين الجالية العراقية مع السيد رئيس الوزراء نوري المالكي, كل هذه اللقاءات جرت في برلين ومدن أوربية أخرى, كان لها مردود ايجابي على الضيوف والجمهور. 
يعاني المجتمع المدني العراقي من مشكلة خطيرة تقيد حركته الطبيعية, والتي تكمن في منظمات صنيعة جهات تمتلك الأموال على حساب جهات أخرى غير قادرة على المساهمة في تأسيس ودعم منظمات توازن حركة المجتمع وتخلق تنوع يخدم في زيادة التفاعل, وتنشيط الحوار والتعود على تقبل الآخر. هذه الجهات تمكنت من الهيمنة على مزاج وتوجه الجماهير العراقية لفترة من الزمن, وظفت هذا المجهود لمصالح معينة دون الاهتمام بالمصلحة العامة, حتى وصلت الجماهير الى اتخاذ موقف من منظمات المجتمع المدني وعدم الاهتمام بها.
من هنا تظهر الحاجة الى الدعم الحقيقي لمنظمات المجتمع المدني التي تعمل على نشر الفكر والثقافة, والتركيز على استضافة المبدعين العراقيين, من اجل اخذ دورهم الريادي وسط الجماهير, وعكس تجاربهم وإبداعاتهم لبناء عراق ديمقراطي حقيقي تحترم فيه الكلمة. 

133
رمضان ... الحكومة العراقية ... القنوات الفضائية

ماجد فيادي

قبل أن يبدأ شهر رمضان, ظهر العديد من الإعلانات, عن مسلسلات عراقية تنتقد الحكومة أو تطرح تاريخ العراق الحديث أو الحديث جدا, بطريقة كوميدية أو درامية جادة وأحياننا كوميدية هابطة فنيا (جدا جدا), تفاوتت هذه الإعلانات بين عدد من القنوات الفضائية العراقية, القريبة من الحكومة والبعيدة منها, المحبة للشعب العراقي و الـ ...., المعلن عن تمويلها والمجهول مصادر إنفاقها, الموجودة داخل العراق والمتواجدة على أراضي عربية وغير عربية, اللاواقعية والنصف واقعية.
قبل أن نحكم على هذه المسلسلات بسبب توجهاتها السياسية والاجتماعية, لزم علينا أن ننتظر حتى تنتهي, لكن هناك قضية لا تحتاج هذا الانتظار, فالحكومة العراقية والأحزاب الداخلة في العملية السياسة قدمت مادة دسمة الى الفنانين وأنصاف الفنانين والدخلاء على الفن, لكي يعدوا ويقدموا هذا الكم من المسلسلات الناقدة والساخرة والمعترضة, حتى أصبح عدد منها نسخة مكررة لغيرها, هذا أيضا ليس موضوعنا وعلينا الانتظار لحين انتهاء شهر رمضان أو فترة منه.
هل ما تطرحه هذه المسلسلات حقيقة أم هي أحداث مفتعلة, تتحدث عن دولة عراقية غير موجودة على الأرض أو هي حالة افتراضية نابعة عن فنتازيا الفنان ؟؟؟ وحتى لا تكون الإجابة بعيدة عن الواقع ونقع في نفس السؤال من تقييم حقيقي أم لا, كوني أعيش في دولة أوربية بعيدة عن العراق, صار لابد من التوجه الى من يعيش على ارض العراق. كانت الإجابة الأسرع وبدون الحاجة الى التفكير والتأني, أن كل ما نشاهده هو حقيقة بل هو اقل من الحقيقة, فأن تعيش يوميا في العراق يعني أن تعيش الحدث وتكون جزء منه, انتم تتعاطفون معنا عندما نتحدث عن انقطاع الكهرباء في مناخ حار جاف تتجاوز درجات الحرارة فيه الخمسين مئوي, مع انقطاع مياه الشرب وانتشار الأمراض وفقدان الدواء, بطالة كبيرة في الأيدي العاملة, فقدان الأمل لدى خريجي الجامعات, انقطاع الطرق وزيادة كبيرة في الازدحامات, فساد إداري في دوائر الدولة, تعقيدات في المعاملات, وضع امني سيء وعندما يتحسن لا ترافقه إجراءات تكميلية للحفاظ عليه, غياب كبير لدور مجلس المحافظة, أحزاب متنفذة لخدمة مصالحها وتجاهل لحاجات المواطن, تراكم لدور المليشيات لم ينتهي حتى بعد مطاردتهم في كل العراق, أداء برلماني مخيب للآمال وسط أجازات طويلة الأمد ومواسم حج بالجملة, أما العلاسة فحدث ولاحرج, القائمة طويلة وما نقوله أو تقوله المسلسلات يبقى جزء من الحقيقة الأكبر في معانات العراقيين.
سألت, لكن الكثير ممن يطرح هذه الحقيقة, له أهداف مغرضة, يسعى الى إفشال العملية السياسية, وكان الى يوم قريب يمتدح الدكتاتور ؟؟؟
يجيب العراقيين المقيمين في العراق, لم يعد مهما من يطرح هذه الحقائق, لأننا سئمنا من هذا الخداع الذي يمارسوه علينا, حتى وصلنا الى اليأس من القوى السياسية, ما الفرق فيمن يطرح مشاكلنا وهل بقيت لدينا الرغبة في الدفاع عن من يتصارعون من اجل مصالح حزبية أو شخصية ويتركون الشعب في وضع مأساوي.

سألت, لكن يجب أن يكون هناك موقف من كل ما يجري ودفع العملية السياسية الى الأمام والتغيير لا يأتي في ليلة وضحاها, وأن ننتظر تحسن في الأوضاع دون تأثير الجماهير وممارسة ضغط على المسؤولين, يعد سذاجة سياسية ؟؟؟
يجيبون ألا تكفي خمسة سنين على سقوط الدكتاتور كي نتلمس التغيير وتوفير الخدمات, ألا ترون إحجام الناس عن التسجيل لدى المفوضية العليا للانتخابات, ما جدوى الدفاع عن هذه الاحزاب ونحن نعيش الحرمان, ألا ترى البنك المركزي متخم بالأموال العراقية في الوقت الذي يعيش فيه عراقيين بدون ما يسد رمقهم, ماذا نقول حتى نقول.

كل ما قيل من قبل العراقيين الذين يعيشون الواقع يبقى قليل, وكل ما قيل في المسلسلات العراقية على الفضائيات العراقية يبقى قليل, لكن هل الحل في الاستسلام الى الواقع المر الذي يعيشه العراقيين والابتعاد عن تأهيل من لم يحصل على فرصة لتقديم الخدمات للشعب العراقي من أصحاب الكفاءة والنظرة السياسية المناسبة لظروف الشعب العراقي ممن يمتلكون القدرة على نكران الذات.
قد يكون هذا الموقف نوع من العناد العراقي غير محسوب العواقب, أو هو يأس نتيجة انعدام الثقافة السياسية حسب الشروط الديمقراطية, وجهل لشروط اللعبة الانتخابية, وعدم معرفة في نتائج منح الصوت لأسباب دينية أو طائفية أو قومية, ربما هو جهل في نتائج الامتناع عن المشاركة في الانتخابات وترك الساحة للمتحزبين فقط, وصعود من لديهم الأموال التي ينفقوها على الدعاية الانتخابية , وقد يكون في النهاية معرفة الشعب أن الاحزاب التي تخلت عن مصلحة الشعب العراقي, سوف تدخل من الشباك بعد أن أغلق بوجهها باب عقول العراقيين.
في النهاية إذا وقعت الكارثة في وصول نفس النوعية من الأشخاص والأحزاب الى مجالس المحافظات, وبقى الأداء على ما هو عليه, وأصر العراقيين على إتباع مواقف سلبية تجاه مستقبلهم, ستستمر الفضائيات في تقديم هذا النوع من المسلسلات, وقد تسوء الأوضاع أكثر مما هو عليه الآن فيكون تأثير الفضائيات سلبي في تشجيع العراقيين على مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة, ولو أصر العراقيين على تجاهل الايجابيات على قلتها سوف يحصرون أنفسهم في زاوية التشاؤم. لا افهم كيف يتوقع العراقيين أداء ممتاز ممن أنتخب وهو لم يمارس هذا النوع من العمل ولا يمتلك الخبرة, إضافة الى أن أغلب الاحزاب أو الكتل التي حصلت على أغلبية المقاعد في مجالس المحافظات والبرلمان لأسباب طائفية أو قومية, يفتقرون الى التقاليد الديمقراطية داخل أحزابهم. إن الطريق طويل ومحفوف بالمطبات السياسية, كما أن ضعف التجربة الديمقراطية في العراق لابد أن يكون لها نتائج عكسية حتى يتعلم الشعب العراقي ماذا يعني أن انتخب قائمة أو اسم دون الانتباه الى البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني له.
         

134

عندما تتدفق الينابيع ,,, تورق الأشجار





تمضي الأيام دون انتظار, فأما أن تغرف من تجارب الحياة أو تعيش على الهامش, ولكي تصل لألوان المعرفة لابد من العثور أولا على الوسيلة, ومن يدخل غرفة ينابيع العراق لابد أن يتوقف عندها طويلا, فأما أن يجد الوسيلة أو تتحول ينابيع الى وسيلة, وكلا الحالتين الدرب الى المعرفة سالكة, فالتجارب في متناول اليد, والقصص من كل لون, القديم يمتزج بالجديد, والحياة لها معنا واضح لا يغلفه الغموض, الآراء تجدها متناغمة حتى في اختلافها لان ما يجمعها حب الإنسانية وحب العراق واحترام الآخر.

الكلام ليس عن شبح قادم من عالم الميتافيزيقيا, بل هو عن مجموعة من البشر يصيبون ويخطؤون, إنهم أصحاب التجارب والعقول ذات الهدف المرسوم والثبات على المبادئ الإنسانية, إنهم الأنصار الشيوعيين في غرفتهم الجميلة وأصدقائهم الذين لا يرف لهم جناح بعيدا عن الديمقراطية.

إن كان لديك متسع من الوقت أو تستطيع خلق الفراغ, لابد أن تجرب هذه الحوارات, عندما يستضيفون احد الأنصار أو احد أصدقائهم, فلا مجال للعنصرية ولا طريق للشتيمة ولا منفذ الى دس السم في العسل, إنها عقول متقدة حاضرة دائما تعيش الحدث وتنهم من تجارب الماضي, يمكنك دائما أن تقول رأيك دون خوف فلن يجرحك احد, بل ستجد الرأي الآخر دائما موجود.

لن تشعر انك في مدرسة أو معهد أو جامعة لان المعلومات تنهال دون سابق إنذار, محاضرات, أمسيات, حوارات, علوم, سياسة, أدب, فن, نكات, ودهرة أنصارية, أما الشعر فهو سيد الموقف, والغناء هو ملح الغرفة, والحب نهر يجري بين الأنصار وأصدقائهم.

لا تستغرب إن استمعت لصوت آدمن من غير الأنصار, فالباب مفتوح لذوي المواهب في إدارة الحوارات, أما صوت النصيرة والنصير فلهو وقع خاص, ويمكنك أن تتوقعه حتى وان لم تتعرف عليه من قبل, فالأنصار تجمعهم لغة مشتركة تكونت عبر سنين طويلة من النضال في قتال الدكتاتور, تحسها في المزاح الثقيل وتحزرها في الدهرة وتعيشها في الضحكات وباقات الورد التي تملئ التيكست, في البداية تشعر انك في مكان غريب وما أن تعرف شفرة الدهرة الأنصارية حتى تدخل فيها دون تكليف, فكم من غريب أصبح صديق وكم من عابر سبيل جعل من غرفة ينابيع العراق محطة استراحة له ولعقله ولروحه.

 الأسماء الكبيرة تجدها مواظبة على دخول الغرفة والأسباب عديدة, فالجمهور يقدر العلم والفن, والذوق العام من النوع الرفيع, أما مقدار الثقافة والمثقفين من الحضور فهو محفز لهم لتجديد معلوماتهم وشحذ همهم والعثور على تقييم لكل إبداعاتهم.

عندما تدخل غرفة ينابيع العراق, لابد أن تتوقف لتكتشف الأرض أولا, ثم تحرث فيها فتنهم من طيباتها.

في يوم من الأيام قال النصير أبو أروى( الأنصار شجرة لا تورق)

يبدو أن الشجرة دبت فيها الحياة وعادة تورق من جديد أنصار  سلاحهم الفكر واحترام حقوق الإنسان.



كل عام والأنصار وأصدقائهم بخير ... دخول السنة الرابعة لتأسيس غرفة ينابيع
العراق





ماجد فيادي

135
وزراء كارتون أبطال أفلام الكارتون

ماجد فيادي

منذ أن كنت طفلا كان يراودني سؤال, ما علاقة الكارتون ( مادة تغليف الأغراض) بأفلام الكارتون (الرسوم المتحركة) ؟؟؟, لم يتسنى لي أن اطرح السؤال على مختص, بالرغم من علاقتي الجيدة بعدد من الفنانين والمختصين باللغة, فكنت انسب العلاقة الى عجائب الدنيا, هذا ديدن الإنسان عندما يجهل الإجابة على سؤال يرحله الى عالم الغيب على أمل الحصول على جواب علمي في المستقبل, لكن الأيام تدور والتجارب تكثر والعديد من التساؤلات نجد لها الإجابة فتظهر لنا أسئلة جديدة.
اليوم وبمحض الصدفة تمكنت من ربط الخيوط للحصول على إجابة السؤال الذي يحيرني منذ سنين, فقد وصلتني رسالة الكترونية تحوي قرار من رئيس جامعة بغداد, مفاد الرسالة المنشورة على موقع كتابات أن السيد رئيس جامعة بغداد اتخذ قرار بمنع دخول الطالبات اللواتي لا يلتزمن باللباس المحتشم وتجريح الحياء العام, وأن ينفذ هذا القرار في كل الكليات والمعاهد التابعة لجامعة بغداد( مسكينة هي بغداد يرتكب باسمها كل انتهاكات حقوق الإنسان).
ولكي اربط لكم الخيوط التي دلتني على إجابة السؤال الأول, فقد علمت قبل فترة أن السيد وزير التربية والتعليم قد إستشرع في طلب وجه له من قبل معهد الفنون الجميلة / بنين ( وهذه من العجائب أيضا أن يكون للفنون معهد بنات وآخر بنين) في شراء عدد من الآلات والأجهزة الموسيقية, فكان الجواب بتحريم هذا الإجراء لان هذه الآلات والأجهزة تلهي عن ذكر الله.
قبلها بفترة أصدر السيد مدير تربية البصرة قرار بفرض الحجاب على الطالبات والمدرسات في المدارس ( الحمد لله لم يفرضها في البيوت أيضا) ومن تخالف القرار تفصل؟؟؟ ( ياربي سترك)
السيد وزير المالية إستشرع في صرف رواتب وعلاوات الفنانين فكانت النتيجة تحريم هذا الإجراء القانوني, لان أموال المسلين لا يمكن صرفها في الحرام.
في احد فترات رئاسة احد رؤساء الوزراء العراقيين بعد السقوط ( الله يبعدنا من السقوط) أصدر قرار بفرض ارتداء الحجاب في بناية مجلس الوزراء ومرافقها ( الحمد لله لم يكن القرار يشمل الرجال).

ملاحظة:. لم اذكر اسم أي مسؤول أعلاه خوفا من الله في النميمة.

أعود الى العلاقة بين الكارتون وأفلام الكارتون, فقد استنتجت أن أصحاب هذه القرارات هم من الكارتون, ولن يصمدوا كثيرا في مناصبهم التي منحت لهم نتيجة المحاصصة, ولم تكن عن مؤهلات علمية أو مهارات شخصية يمتلكونها, هذه الشخصيات تمثل أفلام كارتون لصغار العقول وسريعي الخوف من غول المسؤول وفقدان الوظيفة والدراسة, إنهم يعرضون أفلام كارتون سيئ, من النوع الذي تنتهك فيه حقوق الإنسان, فهذه القرارات تمثل تدخل في الحياة الشخصية للفرد, وهي محاولة للسيطرة على نصف المجتمع العراقي ( المرأة ) من اجل السيطرة الكاملة على المجتمع مستقبلا, كما هي ممارسات لتضييق الخناق على كل الأفكار اللبرالية وقتل كل ما له علاقة بالعلمانية والانفتاح على العالم, هي محاولة للاستئثار بالسلطة ومن ثم التحكم بمصير العراق وربطه بدول الجوار ذات التوجهات الدينية المتطرفة, هي بالونات اختبار يرسلها هذا الطرف أو ذاك من اجل التمهيد لخطوة لاحقة أكثر تخلفا وتحكما بمصير الجماهير, هي ممارسات منظمة تعود في اغلبها لخطوات قامت وتقوم بها مليشيات مرتبطة بدول الجوار, والتي لا تعبر عن حقيقة الشعب العراقي, إن سكوت وزير التعليم العالي والبحث العلمي على توجهات رئيس جامعة بغداد يعني الموافقة عليها, وسكوت رئيس الوزراء أيضا يعني الموافقة , وسكوت مجلس الوزراء يعني (شيلني وشيلك), أما سكوت مجلس الرئاسة فيعني فخامة رئيس الجمهورية مام جلال حفظه الله ورعاه ذخرا لمروجي النكات ومخدر للشعب العراقي انه مشغول في دخول كتاب دنس للأرقام القياسية, كونه أول رئيس يؤلف ويحفظ هذا العدد من النكات التي سيقوم في إخراجها بأفلام كارتون جديد.

قد يكون أحياننا إيعاز بعض الظواهر والسلوكيات البشرية الى عالم الغيب ارحم من معرفة الحقيقة, فرأسنا الصغير في حاجة الى الراحة من هول ما نعيش وما نرى, على أمل أن لا نحول الدين الى أفيون نهرب به من هول ما نرى ونسمع, فيطاردنا المتحذلقون وينعتوننا بالكفر أو إتباع ما يصدرون لنا من فتاوى, فنكون كالبهائم في ارض الله.

إذا الشعب يوما أراد الحياة
                                 فلا بد أن يستجيب القدر           
                   


136
إعلام دولة العراق ودوره السيئ

ماجد فيادي

في العام 2004 زارني صديق عائد من العراق تحدث عن ظاهرة جديدة في إقامة دورات تدريبية على (ضرب الزنجيل) وأخرى على ( التطبير) لشباب عراقي من أبناء الطائفة الشيعية مقابل مبالغ من الأموال تدفع لهؤلاء الشباب والشيب أيضا. حدثني أن أطراف إيرانية تقوم بهذه الدورات عبر أحزاب سياسية شيعية ( وفق ما تعرف نفسها وتقدم برنامجها أو تتحدث عن مظلومية الشيعة على مدى 1400 عام). الغريب في هذه الحادثة أن احد أصدقائي من الطائفة الشيعية كان حاضرا وسمع الكلام كله, لكن بعد ذهاب الضيف قال, هذا الكلام كله كذبا وهو محاولة لتشويه صورة الطائفة الشيعية وأحزابها الوطنية, وبعد تأكيدي أن الضيف من الطائفة الشيعية لم يقتنع صديقي مشيرا الى الإعلام العراقي الذي يشيد بدور الشيعة في العراق وقتالهم للدكتاتور وإن أبناء الطائفة السنية عبر تنظيم القاعدة وأذناب النظام المقبور يعيثون في العراق فسادا وإرهابا وتخريبا.
بعد هذه المقدمة القصيرة للدخول في صلب الموضوع فان الإعلام العراقي ( المملوك للدولة أو لأحزاب شيعية تحديدا) قد مارس سياسة ذر الرماد في العيون, عندما ركز وبرز الزيارات الحسينية وظاهرة ( السباية أو التشابيه) على إنها طقوس دينية لا ضير منها بل هي تعبر عن حب الناس لأهل البيت, وفي الحقيقة أن هدفا من وراء هذا يكمن في ربط بنات وأبناء الطائفة الشيعية بعدد من الاحزاب الشيعية لمصالح حزبية أولا وتنفيذا لأهداف إيرانية ثانيا. هنا مكمن الخطر, فهي محاولة سياسية للهيمنة على مقدرات شعب كامل بغض النظر عن تعدد مكونات الشعب العراقي, وهي في نفس الوقت تجاهل لكل عبر التاريخ كون العراق قادر على ابتلاع كل أشكال الغزوات, بسبب تنوعه الفكري والقومي والديني والطائفي.
 من الطرائف الإعلامية أن زوار ضريح الإمام الحسين خلال الزيارة الشعبانية, قد وصل حسب تقديرات الإعلام الطائفي الى ثمانية ملايين زائر, وفي معادلة حسابية بسيطة فلو فرضنا أن كل زائر ترتبط به في المعدل المنخفض أسرة من ثلاثة أفراد هم ( زوجة وطفلين, أو أب وأم وأخت في حالة ثانية) لوجدنا أن الزائرين ينتمون الى دولة مجموع سكانها أربعة وعشرون مليون فرد, وهذا يناقض حقيقة العراق فيما لو احتسبنا الكورد والطائفة السنية التي لم تشارك في هذا العزاء لأسباب عديدة, يضاف لهم الأديان الأخرى, والمهاجرين خارج العراق والمهجرين أيضا داخل العراق, لتبينا أن العراق مكون من أكثر من خمسة وثلاثين مليون مواطنة ومواطن, هذا يعني أن عدد كبير من المدن العراقية خلال الزيارة الشعبانية قد خلت من سانيها, وهذا لا يعقل.
إذن نحن نعيش حالة من الاختلال في التوازن الإعلامي تفرضه علينا وسائل إعلامية عراقية تابعة للدولة ومؤسسات حزبية طائفية لأهداف معلنة في الظاهر ومخفية في الحقيقة, لا احد من المقيمين على هذه المؤسسات يريد النظر الى الكارثة التي ستحل بالعراق فيما لو استمرينا بهكذا أساليب لا وطنية, ولعل الإعلانات التي تدين الإرهاب والتي تبثها كل الفضائيات العراقية دون استثناء, هي دليل إدانة لهذه الفضائيات الإرهابية ( في الجانب الطائفي أو الفكري أو القومي) لان برامج هذه الفضائيات يسير في اتجاه منافي لما تقدمه من إعلانات ضد الإرهاب.
لعل أهم دور لم يقم به الإعلام الحكومي العراقي على وجه الخصوص, هو الاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى, فهو لم يشير الى المصالحة الوطنية التي حصلت في جنوب أفريقيا وايرلندا الشمالية بعد انتهاء الحروب الأهلية, والدور الذي قامت به الحركات التحررية الوطنية لهذه الشعوب بعد الخلاص من الدكتاتورية والممارسات العنصرية أو من الانتهاء من الاحتلال, فالإشارة لهكذا تجارب واستضافة أصحاب الدور الحقيقي في هذه المصالحة كان سيقدم للعراقيين الدليل نحو عراق جديد, يختزل الزمن في لملمة الجروح والوقوف على سبل البناء السريع, خاصة أن دولة فلندا قد استضافة عدد من القوى العراقية لدراسة هذه التجارب والأخذ بها, لكن تجاهلا مقصود قد جرى ممارسته أبقى الحال على ما هو عليه لغرض إبعاد المواطنة والمواطن العراقي من التعرف على ما دار ويدور في العالم والاستفادة منه, خوفا من رفض الجماهير لهذه الاحزاب بسبب ممارساتها اللاوطنية.
لم يسمح الإعلام الحكومي العراقي والإعلام الحزبي الطائفي من مناقشة النتائج السلبية التي ترتبت على إبقاء السلاح بيد حزب الله بعد انتهاء الحرب الأهلية وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية, فكما يتابع الجميع اليوم كيف تحتل مليشيات حزب الله عدد من المناطق وتديرها خارج السلطة الحكومية إضافة الى احتلالها الى جزء من بيروت خلال اليومين الماضيين وفرضها شروط على الحكومة الشرعية لغرض إنهاء هذا الاحتلال, مما يدل على الخطر الكامن في امتلاك المليشيات للسلاح خارج سيطرة الدولة, هذا الدور في كشف المخاطر المستقبلية لم يمارسه الإعلام الحكومي والحزبي لعدد كبير من الاحزاب العراقية خوفا من عدم التفاف الجماهير حول هذه الاحزاب وابتعادها من الدخول في مليشياتها التي تسيطر على جزء كبير من الدولة العراقية إن لم نقل اغلبها.
من الغريب في أداء الإعلام الحكومي العراقي, بالرغم من تصريحات عدد من رجال الدولة العراقية بحقائق مدعومة بوثائق, لم يمارس هذا الإعلام تبنيه الى برنامج واضح المعالم وثابت الخطوط في كشف المخاطر التي يتعرض لها الشعب العراقي, جراء السياسة الخاطئة لأحزاب تهيمن على السلطة الشرعية واللاشرعية, عبر إحكام القبضة على المناصب الإدارية أو عبر المليشيات في الشوارع.
هكذا يتأرجح المواطن العراقي بين رغبة الاحزاب الطائفية في تنفيذ مخططات خارجية لدول الجوار وبين رغبات نفس الاحزاب في تصفية الحسابات فيما بينها لغرض الحصول على كامل الرضا من دول الجوار العراقي والانفراد بالسلطة, للحصول على مكاسب إدارية ومادية بعيدة عن تطلعات الجماهير.
من الحقائق التي يغض النظر عنها الإعلام الحكومي العراقي والحزبي, المرتبة المتدنية للعراق في التصنيف العالمي في الفساد الإداري, كذلك المرتبة المتدنية لبغداد في النظافة فهي ضمن العشرة الأواخر في نظافة العواصم العالمية, ولا ننسى المرتبة المتدنية التي يحضا بها العراق في تقديم الخدمات للمواطنين.
أما امتلاك العراق لمخزون نفطي يعد الثاني أو الأول في العالم, نرى الجميع يتبجح به دون أن يكون له فضل في ذلك فهي موارد طبيعية لا يمكن لإنسان أن يصنعها, لكن الإعلام الحكومي يذكرها من اجل غظ النظر عن حجم السرقات التي تمارس وتخدير العراقيين بأن في العراق مخزون كبير لا يتأثر مهما سرق منه, في نفس الوقت العالم كله يتوجه الى مصادر جديدة للطاقة ويعد العدة لتطوير قدراته في امتلاك التكنلوجيا للحصول على هذه الطاقة نجد الإعلام العراقي لا يعرف ولا يذكر شيء عن هذا كأنه غير مهم.
الإعلام العراقي قادر على تغيير الكثير من الصورة العراقية فيما لو وضع بأيادي كفئة, بعيدة عن التعصب الحزبي والطائفي والقومي, لكنه يقع بين كارثتين
الأولى :. يقوده أفراد كل ما تمتلكه من كفاءة هو انتمائها الى أحزاب السلطة, الهدف من تواجدها تلميع صورة هذه الاحزاب بغض النظر عما تمارسه من دور سلبي في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية.
الثانية :. الاستعانة بأفراد لا تمتلك الخبرة في العمل الإعلامي ولم تحصل على التدريب الجيد, ولكي تعوض هذا النقص الحاد في الخبرة تقوم بتنفيذ كل ما يطلب منها من قبل المسؤولين حتى وإن خالف شرف المهنة أو القناعة الشخصية, فالحصول على عمل في هذه الظروف الصعبة يستدعي تقديم التنازلات من اجل العيش.
 
         
       
         

137
غابت المرأة الكردية فأنابت عنها العربية




ماجد فيادي



الحفل الساهر بمناسبة يوم المرأة العالمي, الذي أقامه الديوان الشرقي ـ الغربي بمدينة كولون, لا يمكنني وصفه بغير الرائع, فقد اختفت صفت الحفل الرسمية وحل محلها الجلسة العراقية, بما فيها من رفع للكلفة واختزال المسافات بين الشاعرة والمطرب والمستمع, ضحكات عالية وأحاديث محببة تقطع على الشاعرة المبدعة بلقيس حسن والفنان لطيف علي الدبو والشاعر سامي عبد المنعم والشاعر سامي العامري استرسالهم دون انزعاج, فقد غابت نرجسية الفنان وحل محلها حب متبادل من كلا الطرفين, في هذا الحفل الرائع قدمت الشاعرة بلقيس حسن العديد من قصائدها الجميلة المفعمة بالإنسانية, وهي تتنقل بين شعرها وشعر والدها والمتنبي والشيخ جمال الدين, أضفت على الحفل جو من الحب والود والتقارب حتى لم يشعر احد انه لا يعرف احد ممن في القاعة, فالكل دخلوا الجو الذي رسمته الشاعرة الجميلة بلقيس وأحاطتنا به, وهي تتحدث عن الشهيدة أنسام ( مونوليزا) كيف علمتها حب الناس, نقلتنا الى إسلوب والدها التربوي وهو يزرع في أولاده حب الشعر وحرفية الفنان, لكن أجمل ما فيها عندما تبنت قضية المرأة الكردية ومعاناتها عبر أحداث ومأساة حلبجة وهي التي كتبت قصيدة بهذه المناسبة جعلتها تنتخب عالميا من ضمن مئة وخمسون شاعرة نظمن الشعر لقضايا إنسانية, جمعت قصائدهن في كتاب.

في هذا الحفل الرائع لم تشاركنا المرأة الكردية لأسباب خارجة عن إرادة المنظمين للحفل, فكانت الشاعرة الجميلة بلقيس حسن بالمرصاد للحدث, طرحت معاناة المرأة الكردية دون تمييز عما طرحت فيه معاناة المرأة العربية في وادي الرافدين, ولم يكن الشاعر سامي عبد المنعم اقل وفاء من الشاعرة بلقيس, فقد ألقى قصيدة رائعة عن جريمة حلبجة, هكذا كان الحفل بين عربي وكردي وامرأة عربية رفعت راية الدفاع عن حقوق المرأة العربية والكردية في آن واحد.

خلال الحفل وتألق الشاعرة المبدعة بلقيس, تذكرت العديد من الشبيبة الكردية ممن نشأت بعد تحرير كردستان من قبضة الدكتاتور المقبور, كم منهم تربى على مفاهيم قومية بغيضة في كره العربي, لأنهم لم يسمعوا وللأسف غير قصص في اتجاه واحد, عندما قام جيش العراق العربي ( جيش الدكتاتور ) بقتل الكورد وتهجيرهم وسلب أملاكهم, لكنهم لم يسمعوا كم من العرب ضحوا بحياتهم من اجل العراق ومن اجل الشعب الكردي, من اجل حقوق الإنسان دون تميز, لم تسمع الشبيبة الكردستانية كم من الدماء العربية الزكية روت ارض كردستان, وكم من المناضلين العرب سجن وتعذب بسبب دفاعه عن حقوق الشعب الكردي, كما أن هذه الشبيبة لم تسمع الكثير عن الجحوش ( الأفواج الخفيفة كما سماهم الدكتاتور أو الفرسان) لم يسمعوا عن هؤلاء الخونة من أبناء الشعب الكردي وهم يقتلون الكورد من اجل المال والسلطان, وهم يقتلون المناضلين العرب لأنهم يدافعون عن شعب وارض كردستان.

وفي نفس الوقت تذكرت احد أطفال الجيران في فترة منتصف السبعينات عندما كان يريد إغاظتي, لأنه يعرف أنني كردي القومية ( ولا يريد أن يفهم أن نصفي عربي من طرف والدتي), فيشير لي بيده وبطريقة مقلوبة على أذنه كنوع من الإهانة على أساس أن الكردي غبي, تذكرته عندما استمعت للشاعر سامي عبد المنعم وهو يسطر أجمل الأشعار لبغداد وبلغة عربية ملئها الحزن والألم وهو الكردي الفيلي, فحزنت لحال العرب ممن ينزعج ويغتاظ عندما يسمع بالكورد ويصفهم  بالمنفصلين أو القوميين العنصريين, في الوقت الذي ينسى ويتناسى معانات الكورد على يد الدكتاتور ونضالهم من اجل العراق, وهم الذين لم تقم قواتهم ( البيشمركة) بالاعتداء على مدينة عربية, كم يوجد من العرب يمارس العنصرية ضد الكورد وينزعج عندما يمارسها الأجنبي ضده.

عودة الى الحفل الرائع فقد كان عراقيا بامتياز, تنقلت فيه الشاعرة بلقيس بين الجمهور فلم تعد الشاعرة بل هي واحدة من المحتفلين تلقي الشعر مرة وتغني أخرى وتناكد المطرب لطيف علي الدبو في ثالثة, حتى أن أنغام عود الفنان لطيف قد الفت أصوات الحضور فانقلب البرنامج ولم يعد هناك حدود وفواصل حتى راح الجمهور يغني ويطلق العنان لمواهبه فغنت النساء في فقرات منفردة وغنى الرجال أيضا حتى راحت المواهب تتفجر في جو عائلي رائع.

هكذا عرفت العراق, فهل يعود ؟؟؟



إذا الشعب يوما أراد الحياة

                                    فلا بد أن يستجيب القدر

138
ماجد كاكا وقضايا الجماهير



ماجد فيادي



منذ فترة غير طويلة خاصة بعد سقوط الدكتاتور واستعار نار الإرهاب في العراق, ظهر لون جديد في الغناء العراقي, وظفت فيه الكلمة واللحن والصوت من اجل توحيد العراقيين وإظهار روح الإخوة ولحمة الشعب, من اجل سد الطريق أمام الإرهاب وإخماد نيرانه, هذا اللون من الفن لم يكن موجودا في تاريخ العراق من حيث الشكل, لان العراق لم يمر سابقا بحرب أهلية باستثناء حرب الشمال كما يسمونها العراقيين, وقد كانت ألاغاني من هذا النوع ممنوعة, لان الحكومة مسيطرة على كل وسائل الإعلام, اضافة الى افتقار الوسائل الإعلامية التي تسمح لهذا النوع من الفن بالظهور من فضائيات تقدم الصوت والصورة.

لكن من باب التذكير فقد صدحت أصوات عراقية تعبر عن حب العراقيين لبعضهم مثل أغاني الفنان حميد البصري وفؤاد سالم وجعفر حسن وإبراهيم الخليل وغيرهم ممن أراد إخماد روح التفرقة القومية التي انتهجها البعثيون, وسيلة للسيطرة على مقدرات الشعب العراقي.

اليوم وقد تغيرت الأسباب والأهداف, فقد ظهر على الساحة شكل جديد من الغناء يسعى الى توجيه العراق نحو شكل الدولة, وترسيخ مؤسساتها وسيادة القانون ومنع إرهاب المرأة, أو حتى تدخل في الدعاية الإعلانية لبرامج انتخابية, ومن بين الأسماء التي غنت لهذا الشكل من الأغاني العراقية الفنان ماجد كاكا, الذي أصدر أغنية للحزب الشيوعي العراقي وحملته الانتخابية بعنوان أياديكم نظيفة وأخرى احبك يا عراق, ولعل أهمها أغنيته الأخيرة مدنيون التي تهتم بإبراز حملة التواقيع لنداء مدنيون الذي أطلقه حميد مجيد موسى ونصير الجادرجي وعبد الإله النصراوي, من اجل دولة مدنية.

قد نختلف أو نتفق حول كلمات الأغنية ولحنها من حيث الجودة الفنية, لكنها في النهاية تعبر عن حالة جديدة موجودة على ارض العراق, الهدف منها دفع عجلة العملية السياسية نحو الأمام, وهي في نفس الوقت تعبر عن شكل من الاعتراض على الأداء السياسي المناقض لطموحات الجماهير العراقية, في عراق ديمقراطي فدرالي موحد, كما إنها تقدم شكل معارض للحكومة والبرلمان يختلف عن إسلوب القتل والإرهاب والمليشيات والطائفية والقومية, هو أسلوب حضاري يهدف الى الارتقاء بالشعب العراقي الى كونه منتج الحضارات عبر السنين, ويقدم لغة الفن والحوار بديل القبح والتدمير لتقريب وجهات النظر , بين الفرقاء السياسيين.

من هنا ادعوا الفنان ماجد كاكا الى تصوير هذه الأغنية وإرسالها للقنوات العراقية من اجل بثها, دعما لنداء مدنيون, ودفع الفضائيات لتبني القضايا الوطنية بدل التركيز على الخلافات الطائفية والقومية, وبدل إبراز الخلافات السياسية يجب أن يقدم العراقيون البديل الديمقراطي المتمثل بنداء مدنيون. إن الفضائية العراقية وهي تقدم مختلف المناسبات التي تخص فئة معينة من الشعب العراقي, يجب تذكيرها أن الشعب العراقي هو من يدفع تكاليف المؤسسة العراقية للإعلام, وان مختلف الفئات لها الحق في أن تجد نفسها من خلال فروعها, ولعل بث أغنية مدنيون هو حق عراقي بامتياز, لأنه يدعو من اجل الأمن والأمان ومنع الإرهاب العنصري ضد المرأة وإقامة دولة مدنية متحضرة. أما قناة الفيحاء فهي تتحمل المسؤولية أيضا لان مختلف فئات الشعب العراقي قد ساندها من الجنوب الى الشمال, ولا اعتقد أن طاقمها الإداري سيدير ظهره الى هذه المبادرة من خلال بث أغنية مدنيون بعد تصويرها. أما باقي الفضائيات فالدعوة ستكون موجهه للجميع من اجل التعاون في هذا الجانب وكلن حسب قناعته.

هي دعوة من جديد الى الفنان ماجد كاكا لتصوير الأغنية, وفي نفس الوقت دعوة لشعرائنا المبدعين في التوجه الى هذا الشكل الجديد من الغناء, من اجل تقديم المادة للملحنين والمطربين في دفع عجلة العملية السياسية الى الأمام.


139
الثقافة والمثقف ومحاولات طمسهما

 

ماجد فيادي

 

لست بصدد كتابة مقال, لكنه نداء الى من يعنيه الامر, في الدفاع عن الثقافة والمثقف العراقي, وحماية الفن والفنانين العراقيين والعرب والاجانب, ممن يعيشون على ارض العراق, أو يرغبون في العيش على ارض الحضارات. يإن اليوم الفنان والمثقف العراقي تحت تأثير ارهابين, الاول بسبب غياب حالة الامن والامان, الذي أدى الى هجرة عدد كبير جدا من الفنانين والمثقفين العراقيين الى دول تتكلم العربية واخرى لاتفهم لغتنا ( لغة الضاد), أو اختار عدد آخر منهم الهجرة داخل الوطن, عندما ترك بيته الى منطقة اخرى, هروبا من التهديدات التي تصل على يد جماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, أو جماعات بعثية تحاول اثارة البلبلة باي شكل لشغل الاعلام وتسليط الاضواء على الفوضى والارهاب, وهناك من تقاعد مبكرا, لان رواد السينما والمسرح والرسم والمكتبات اختفوا غير ملامين, أما النوع الثاني من الارهاب فهو محاولات الاحزاب المتنفذة في الحكومة واعني بهم من العرب, فهم يسعون الى تهميش كل فعل فني ثقافي متجدد متطور, وتكريس البديل الديني في التركيز على قراءات العزاء والبكاء لإلغاء الفرح والامل.

يعيش اليوم أغلب الفنانون والمثقفون العراقيون, حالة فقر وعازة تصل الى توجيه النداء عبر مواقع الانترنيت العراقية, خاصة التي تدار من أوربا وامريكا الى السيد رئيس الدولة أو رئيس الوزراء, طلبا في تقديم المساعدة المالية لغرض علاج احدهم, فقد تكررت الحالة مع فنان الشعب المبدع فؤاد سالم والمخرج والممثل والاستاذ الجامعي العملاق بدري حسون فريد أو البروفسور عبد الاله الصائغ, تطول قائمة ممن لايزالون على قيد الحياة, أما الذين ماتوا قبل أن تصل يد العون لهم مثل الشاعر الجميل كمال السبتي أو غيره, فالكلمات تعجز عن وصف الخسارة التي ثمنها الغرب ولم يثمنها أهل السلطة في العراق, كيف يثمنوها وهم يعملون على قتلها, كيف يثمنوها وهم ينصبون وزيرا ارهابيا يكره الثقافة والفن واهلها, كيف واهم موؤسسة اعلامية توضع بيد رجل عسكري لا لشيء إلا لمخططات حزبية تسيطر على السلطة, كيف يثمنوها وهم يبقون رواتب الفنانون وفق مبدأ التمويل الذاتي.

يستعد الفنانون العراقيون الى الاعتصام احتجاجا على نظام دفع الرواتب ( التمويل الذاتي ), الذي يبقي هذه المواهب والامكانيات في دائرة العوز والتهميش, بدل أن يحتضنون ويبرزون لما يقدموه من خدمة, تنقي وتطور امكانيات المجتمع, من خلال تسليط الضوء على الايجابيات والسلبيات التي يعيشها المجتمع العراقي, أو يعطون صورة افتراضية, لما سيكون عليه المستقبل من حركة فكرية واجتماعية واقتصادية, يسبقون بها ما سيقع من احداث تأثر ايجابا وسلبا في مستقبل العراق.

 يحصل الفنان العراقي على راتب رمزي لايتجاوز 200 دولار شهريا, دون أن يقدم خدمة حقيقية, فالمسارح مغلقة والسينمات تحولت الى معامل احذية أو مخازن, ودور النشر تطبع من الكتب الدينية اضعاف مضاعفة مما تطبعه من كتب ثقافية, الشعر تحول في معظمه الى التغني باحداث دينية مرت عليها العصور, التجدد ممنوع من قبل موؤسسة الاذاعة والتلفزيون العراقية, باستثناء بعض المحاولات وعلى استحياء, المغنون العراقيون يقيمون في الامارات أو الاردن أو مصر, في انتظار عقد البوم مع شركة انتاج وبعقود استغلال لا يعلن عنها, قاعات الافراح مغلقة مما جعل خيوط العنكبوت تعشش على الآلات الموسيقية, صالات عرض اللوحات التشكيلية لم تفتح ابوابها وان فتحتها ليس هناك من يدخلها.

كل هذا يجعلنا نتسائل,,, هل الاعتصام المزمع اقامته يخص الفنان العراقي وحده, أم هو يتخطاه الى قضية عامة, تستدعي اشراك المواطنات والمواطنين في هذا الاعتصام, دفاعا عن الثقافة والفن ورفع الحصار عنهما وعن اهلهما وعن المتلقين والمستفيدين منهما.

ما يتعرض له المبدع العراقي من اهانة على يد الحكومة العراقية والاحزاب المتطرفة, ينعكس بالنتيجة وبصورة سلبية على المجتمع العراقي, لما للفن والثقافة من تأثير في حياة الشعوب, والعراق غني بالوان الفن والثقافة, بل هو في احيان مبدع ومبتكرا لها, كما هو الحال في الشعر الحر الذي ابدعه الشاعر بدر شاكر السياب والشاعرة نازك الملائكة, الفنان والمثقف العراقي يخدم اليوم المجتمعات التي يعيش فيها, لكنه قليل التأثير في مجتمعه العراقي لما يعيشه من تعتيم ومنع لفنه وابداعه من دخول العراق أو انتاجه في العراق.

إن ما قام به الدكتاتور من ممارسات ضد الفنانين والمفكرين العراقيين, لم يبتعد كثيرا عما يعيشه اهل الفن والثقافة اليوم, فأما ترك الإبداع أو السير في ركاب الاحزاب المتطرفة المسيطرة على السلطة, ولعل ابعاد السيد مفيد الجزائري عن وزارة الثقافة في عهد السيد اياد علاوي وابداله بوزير الارهاب, يعد اهم وسيلة اتبعتها الحكومتان العراقيتان اللاحقتان ضد الفن والفنانين, ولا اجد حلا غير اخذ العراقيين انفسهم قضية الفنانين العراقيين والمشاركة في الاعتصام, دفاعا عن مستقبل العراق وعودة بغداد والناصرية والبصرة منتجة للفن والفنانين, ومصدرة الابداع الانساني الى العالم, من اجل اعطاء الصورة الحقيقية للشعب العراقي وارتباطه الوثيق بالفن والثقافة.

140
الحزب الشيوعي.. 140.. تحالفات


ماجد فيادي

في فترة الحكم الدكتاتوري البائد كلف المجرم سمير الشيخلي بوزارة الداخلية, نظرا لمواهبه الاجرامية وغبائه السياسي والعلمي, فكان ما كان من اجراءات تعسفية بحق الشبيبة بشكل خاص شملت تقطيع الملابس والسجن والضرب ومنع المكياج للفتيات ومنع حمل القلادة والحلاقة الحديثة للفتيان, ولان الشباب العراقي متمردا والاوضاع في تلك الفترة لا تتحمل زيادة كبيرة في عدد قوات الشرطة, لحاجة الدكتاتور للرجال في حرب ايران, لجئ سمير الشيخلي الى اصدار عدد من القرارات المتلاحقة, محاولة منه لاثبات الوجود امام الشعب العراقي ولو بالكذب, عبر قرارات سينتهي مفعولها لانها غير انسانية أو عملية أو واقعية, مما اثارة سخرية الشباب, فكانت النكتة التي التسقت بالسيد الوزير حينها وهي

س : ما هي نغمة هورن سيارة سمير الشيخلي

ج: قرارات قرارات قرارات

أما اليوم وبعد سقوط الدكتاتور وقدوم الاحزاب العراقية المتنوعة الى السلطة, فقد تغيرت نغمة هورن سيارات زعماء الاحزاب الى .. تحالفات تحالفات تحالفات

ليس غريبا توقيت ظهور السيد النجيفي ( البرلماني العراقي  عضو القائمة العراقية) على قناة البغدادية, متهجما على الحزب الشيوعي العراقي, داعيا الى اخراجه من القائمة العراقية, متهما ( واراه شرفا) السيد حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بالتعاطف مع الكورد, تزامن هذه الدعوة بتحالف القائمة العراقية مع عدد من الاحزاب والكتل في البرلمان العراقي من اجل الوقوف بوجه تنفيذ الفقرة 140 من الدستور العراقي, الخاصة بكركوك, لم يكن محض صدفة, بل رغبة قديمة نشأت منذ رفض الحزب الشيوعي العراقي سحب الوزير رائد فهمي من الحكومة العراقية.

عبر تاريخ الحزب الشيوعي العراقي وتحالفاته ( اتفقنا على صحتها أو اختلفنا) لم يكن السباق الى التنصل منها, بل كان ولا يزال يلتزم بكل شروط الاتفاق الذي وقع عليه, فهذه التحالفات لم تأتي رغبة في التحالف, بل هي حاجة يراها الحزب في حينها, وما دخول الحزب الشيوعي العراقي الى القائمة العراقية إلا حاجة في تجميع القوى العلمانية الوطنية ( كما تدعي ويظهر لاول وهلة) في وجه التكتلات الطائفية والقومية. أما وقد خرج عدد من اطراف القائمة العراقية عن البرنامج الذي جمعهم, بالدعوة لاسقاط حكومة السيد المالكي, رغبة في مكاسب شخصية, فقد صار الحزب الشيوعي العراقي في حل من بعض ما دعي له من رئيس القائمة السيد اياد علاوي خاصة سحب وزراء القائمة من الحكومة, لان هذا يتناقض مع تفعيل العملية السياسية ودفعها الى الامام, بالمشاركة الفعالة وتقديم النصح والتنبيه الى الانحرافات التي تمر بها, حفاظا على الاستقرار الامني والسعي لتقديم الخدمات الاساسية وتعجيل دوران عجلة الاقتصاد, خدمة للمجتمع العراقي باكمله.

لكن للاسف العديد من اطراف القائمة العراقية لم يرق لهم هذا, فراحوا يبعثون برسائل تدل على التشنجات في المواقف والرغبة في اخراج الحزب من القائمة كرد فعل غير مبرر, إلا لكون مواقف الحزب الشيوعي العراقي تتعارض ومصالح بعض الافراد في القائمة, ومن بين محاولات تشويه صورة الحزب الشيوعي استغلال فرصة رفض الاطراف العربية لتطبيق استحقاق دستوري يتعلق بالفقرة 140, صرح السيد النجيفي بتعاطف السيد حميد مجيد موسى مع القضية الكردية, ولتبيان الحقيقة, التي يجهلها أو تغاضا عنها السيد النجيفي, لانه لم يتعود على ممارسة الديمقراطية والالتزام بنتائجها, فإن مواقف السيد موسى ليست شخصية, بل هي تعبير عن مواقف الحزب نفسه, في احترام حقوق الانسان والعمل على خدمة الشعب العراقي, عبر مقررات مؤتمر الحزب الثامن وما سبقه, كذلك هو تعبير والتزام ببرنامج الحزب المعلن على الجماهير, وهو امتداد لمواقف الحزب الشيوعي عبر التاريخ العراقي الحديث, في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي, وللتذكير فإن اول من دعى بحق الكرد في تقرير مصيرهم, هو الحزب الشيوعي العراقي, كل هذا يؤكد أن مواقف السيد موسى ومفيد الجزائري في البرلمان لا تمثل مواقف شخصية, كما يشير السيد النجيفي في محاولته لتشويه الحقائق.

ضمن صفوف الحزب الشيوعي العراقي, ووسط جماهيره واصدقائه, من يعترض على سياسة الحزب تجاه القضية الكردية, ليس تنصلا من التزام أو احترام حقوق الانسان أو الايمان بحق تقرير المصير, بل هو اعتراض على مواقف الحزبين الكرديين تجاه عدد من قضايا الشعب العراقي, التي لا تتفق ومنهاج وبرنامج الحزب الشيوعي, على سبيل المثال تطبيق الديمقراطية في اقليم كردستان أو عقود النفط المبرمة بين الاقليم وشركات النفط, لكن هذا يختلف تماما عن قضية شعب ونضال دام لسنين, وربطه بمواقف حزبية لا يتفق معها عدد كبير من بنات وابناء الشعب الكردي, لنا مثال في ذلك, التظاهرة التي قام بها اهالي حلبجة اعتراضا على سوء الخدمات, المقالات العديدة التي يكتبها مثقفون كرد تنتقد سياسة حكومة كردستان وتنتقد الاحزاب الكردية. من هنا يأتي موقف الحزب الشيوعي العراقي في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي ضمن تطبيق استحقاق دستوري وقع عليه جماهير الحزب ونسبة عالية جدا من بنات وابناء الشعب العراقي, وهو تأكيد لالتزام الشيوعيين بالدستور العراقي واحترام اختيار الشعب. إن التنوع الذي يمثله الحزب الشيوعي العراقي ضمن صفوفه, من عرب وكرد وآشوريين وكلدان وشبك وتركمان, مسلمين ومسيح ازيديين وصابئة, هذا التنوع يجعل الحزب اكثر الجميع تصدرا للقضايا الوطنية التي تمس كل طبقات وفئات الشعب العراقي, دون تفضيل قومية على اخرى أو طائفة على اخرى, او ديانة على اخرى, إن الحزب الشيوعي العراقي يمثل فكرا يتجاوز في حساباته هذه التقسيمات الضيقة.

إن ثقافة الالتزام بالقرارات الجماعية ما تزال غير سائرة وسط المجتمع العراقي بشكل كبير, ولست مبالغا إذا قلت أن الشيوعيين من اكثر بنات وابناء الشعب العراقي إلتزاما بالقرارات والاتفاقات من غيرهم, فما سمعناه وشاهدناه من تحالفات بين احزاب عراقية قبل وبعد سقوط الدكتاتور, تشير الى الخطر في تنصل الاحزاب العراقية لاتفاقاتها, مثالي على ذلك الرباعية والخماسية والثلاثية زائد واحد والجاجيكية والقرنفلية والتي ما انزل بها الله من سلطان, التي سمعنا بها واختفت قبل أن تبدأ, والتي لم نسمع بها وكانت تحت الطاولة.

كل هذه التحالفات لم يأتي أكلها, لانها جرت وفق مصالح حزبية وشخصية ضيقة, تعبر عن بعد العراقيين من بر الامان, ففي الوقت الذي يشهد فيه العراق حالة استقرار امني, تخرج لنا الاطراف البرلمانية بتقليعات تعرقل من خلالها العملية السياسية, مؤجلة بذلك اهم دور لها في اقرار القوانين من اجل مصلحة الشعب العراقي وتقدمه, فالسيد النجيفي ومن تحالفت معهم القائمة العراقية, يعملون على تعطيل عقد جلسات البرلمان العراقي لمنع القوانين من الخروج للنور, هم يلجؤون الى هذه الاساليب لانهم غير قادرين على تحشيد الرأي الجماهيري لما يروه مناسبا.

إن ظاهرة التحالفات بين الاحزاب العراقية مؤشر خطير لمستقبل العراق, فالحزبين الكرديين تحالفا مع الحزبين الشيعيين ( المجلس والدعوة) من اجل مكاسب في اقليم كردستان ( نتفق ونختلف معها كل حسب وجهة نطره), والحزبين الشيعيين تحالفا من اجل عزل العرب السنة من الوصول الى مراكز في قيادة البلد, انتقاما من مظلومية 1400 عام( كإن العراق ساحة لتصفية الحسابات), وتحالف الاحزاب الشيعية في قائمة الائتلاف العراقي الموحد هي نوع اخر من التحالفات ذات الاغراض الضيقة, كما لتحالف الحزب الاسلامي مع الحزبين الكرديين انما هو محاولة لتوسيع الهوة بين الحزبين الكرديين والحزبين الشيعيين, وهو رسالة في نفس الوقت من الحزبين الكرديين للاحزاب الشيعية في قدرتهما على ايجاد البديل ( الحليف), وما تحالف القائمة العراقية بمعزل عن الحزب الشيوعي العراقي واطراف اخرى في التحالف الجديد إلا محاولة للعودة الى الساحة السياسية لكن من الشباك, فالمطلك والدليمي والعليان وظافر العاني ما هم الا اقنعة لوجوه نعرفها جميعا.

من يحتاج الى هورن سيارة بنغمة .. تحالفات تحالفات تحالفات.. سيجده في العراق على قفى من يشيل كما يقول المثل المصري.

141
المنبر الحر / التشريع سبق الحدث
« في: 23:48 14/10/2007  »
التشريع سبق الحدث

مع سماعي لنبأ دك القوات التركية لأراضي كردستان العراق, بحجة مطاردة قوات حزب العمال الكردستاني, تبادر الى ذاكرتي, التظاهرات التي خرجنا بها في شوارع أوربا وأمريكا رافضين للحرب الأمريكية على العراق لغرض إسقاط النظام الدكتاتوري ألصدامي, بحجة الإرهاب وامتلاك أسلحة الدمار الشامل, ونحن نرفع شعارنا, الذي انتقده الكثيرين من اليساريين واللبراليين والإسلاميين والقوميين( لا للحرب ... لا للدكتاتورية ).
رب سائل أين الربط بين هذا وذاك؟؟؟
الربط واضح, فقد شرعت أغلب الاحزاب العراقية( باستثناء الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة) وعدد كبير من دول العالم التي ساندت المشروع الأمريكي البريطاني, لقانون يسمح بدخول قوات دولة في أراضي دولة أخرى لأهداف تتعلق بالإرهاب وفرض الديمقراطية بقوة السلاح.
اليوم تعمل تركيا بنفس المنطق الذي عملت به قوات الغزو على أراضي العراق بقيادة أميركا, لكن الغريب في الموضوع, أن من شرع لهذا الغزو الأمريكي, نراهم اليوم يعترضون على السلوك التركي, فها هي الاحزاب الكردية تعترض وتحذر من هذا الفعل, لأنها تراه تجاوز على السيادة العراقية ( هي وينها ), لكنها في الوقت نفسه لا تلجئ الى معاقبة تركيا بغلق الحدود ( مع أني لا أدعو لهذا ) ولو ليوم أو أكثر لتشعر تركيا بأهمية الجار العراقي اقتصاديا, لكن الحقيقة أن حكومة كردستان (بزعامة الحزبين الكبيرين والمهيمنين على حكومة الإقليم ) غير قادرة على هذا, بحكم فقدان السيادة العراقية, وعدم رغبتها في فقدان مورد اقتصادي يقوي من نفوذها داخل الإقليم, كما أن قوات البيش مركة غير مسموح لها التحرك لحماية الحدود, لان الإقليم اضعف بكثير من أن يقوم بهذا ( لا افهم كيف يدعو العديد من الكرد الى الانفصال عن العراق والإقليم غير قادر على حماية نفسه ) مما يجعل فعل هذه القوات فقط للأمن الداخلي.
أما الاحزاب الطائفية الشيعية, فهي أيضا أعطت التشريع للقوات الأمريكية بدخول العراق, ويبدو لي هدفها كان مرسوم وفق مخطط إيراني لمد ذراعها في العراق, والهيمنة في اقل تقدير على وسط وجنوب العراق, إذا ما فشل المخطط في الهيمنة على وادي الرافدين, وتوفر الفرصة في تضييق الخناق على إقليم كردستان, والكل يعرف مدى توغل جهاز الاستخبارات الإيراني في العراق ومد العديد من المليشيات بالسلاح ( حتى أن في لقاء السيد رئيس الوزراء مع الجانب الإيراني ومطالبته لهم بالتوقف عن تزويد المليشيات بالسلاح, جاء الجواب: أن ايران توقفت عن تزويد السلاح, لكن هذه المليشيات تمتلك مخزون كبير من السلاح, لم ينضب بعد ) يعني الاحزاب الشيعية ليست أفضل من الاحزاب الكردية.
أما الاحزاب الطائفية السنية, ويمثلها الحزب الإسلامي العراقي, فقد منح للأمريكان حق دخول قواتها ارض العراق وإزاحة الدكتاتور, لكنها في الوقت نفسه تعاونت ( الاحزاب السنية ومن يدعي المقاومة ) مع تنظيم القاعدة, والمتطرفين الداخلين عبر الحدود السعودية والسورية, من اجل خلخلت الوضع وخلق نوع من التوازن الطائفي الشيعي السني, وهي بهذا ليست أفضل من سابقاتها.
الحكومة العراقية سبقت الأحداث ووقعت اتفاقية مع الجارة تركيا, تسمح لها مطاردة الحزب الإرهابي ( حزب العمال الكردستاني ) في الأراضي العراقية, على أن تأخذ تركيا الموافقة من الحكومة العراقية قبل أي تحرك باتجاه العمق العراقي. ولا افهم ما الفرق بين هذا الاتفاق والاتفاق الذي وقعه صدام مع الجارة تركيا ( مع اختلاف الحكومتين الموقعتين على الاتفاقين ), لكن يخرج علينا وزير الداخلية السيد البولاني ( ولا اعلم ما دخل وزير الداخلية بهكذا قضايا, لأنها من اختصاص وزيري الخارجية والدفاع ) ليقول أن الحكومة العراقية لم تحصل على طلب بقصف القوات التركية للأراضي العراقية, لغرض مطاردة حزب العمال, وكأن الموضوع سيختلف من الأرض الى السماء.

هكذا نعود الى التظاهرات الرافضة للحرب الأمريكية لإسقاط الدكتاتور, فهي الأساس الذي اعتمده اليوم لموقفنا الرافضة للحرب والتدخلات الخارجية بكل أشكالها, لأننا خمنا الضرر المتوقع نتيجة موقف سياسي على مجتمع بكامله, هكذا يحق لنا المناهضين للحرب, رفض التدخل الأمريكي البريطاني و التركي والإيراني والسوري والسعودي وتنظيم القاعدة في الشأن العراقي, عبر الوسائل العسكرية والاستخباراتية والمليشياتية, وعلى الآخرين ممن شرعوا لهذا التدخل التراجع عن كل ممارساتهم المسيئة للشعب العراقي والاعتراف بخطأهم السابق واللاحق, على أمل العمل من اجل عراق ديمقراطي فدرالي موحد ( ليس على أساس طائفي ), تحترم فيه حقوق الإنسان.

ماجد فيادي

142
المنبر الحر / بالون ليس للاختبار
« في: 11:08 09/10/2007  »
بالون ليس للاختبار

هو قرار ليس ملزم, هكذا جاء قرار الكونكرس الأمريكي لتقسيم العراق الى ثلاثة مناطق, كردية وشيعية وسنية. لم يكن القرار بالنسبة لي مفاجئ, فقد تدخلت أمريكا في الشأن العراقي سابقا ولا تزال بطريقة فجة, تمثلت في دخول البعثيين الى العراق وتسلمهم السلطة وباعترافهم بقطار أمريكي, كما رعت أمريكا النظام الدكتاتوري الصدامي منذ تسلمه الحكم الى حين انتهاء صلاحية ورقته, ثم تدخلت أمريكا عندما غزت العراق واحتلت أرضه بحجة إسقاط النظام الدكتاتوري الذي أنشأته بنفسها, ولأجل ترسيخ الديمقراطية بواسطة قوة السلاح.
مما سبق لم يعد مستغربا الموقف الأمريكي, لكن هناك ما يدعو الى الاشمئزاز والاستنكار والرفض, فقد أيدت القوى الكردية هذا القرار, طمعا في تحقيق اكبر مكاسب مشروعة وغير مشروعة بأسرع وقت, بحجة تطابق القرار الغير ملزم مع نصوص الدستور العراقي, مع العلم أن هذا غير واقعي وغير منطقي وليس تطابق مع الدستور العراقي ( الكسيح), لان الفدرالية المنصوص عليها في الدستور العراقي, لها طابع مناطقي جغرافي, وليس طابع قومي طائفي, مما يسمح بتكوين إقليم لمحافظة أو أكثر متجاورة جغرافيا. لكن الاحزاب الكردية تحاول الاصطياد في الماء العكر, لكي تخرج من تعقيدات الوضع السياسي العراقي, متجاهلة الكثير من الحقائق التي سأذكرها الآن, علما أنني من المؤمنين بحق الشعب الكردي في تحقيق المصير.
1. أن الاحزاب الكردية ليست جادة في استقلال إقليم كردستان العراق كدولة بحد ذاته, لان هذا الموقف سيفتح باب جهنم على الإقليم من قبل دول الجوار, التي تعارض هذا.
2. الاحزاب الكردية متأكدة من رفض أميركا لاستقلال إقليم كردستان العراق في دولة, لان هذا يتعارض ومصالح أميركا مع دول الجوار العراقي.
3. أن الاحزاب الكردية لا تطمح لإقامة دولة كردستان الكبرى, بضم إقليم كردستان تركيا وإيران وسوريا, لأنهم يشكلون النسبة الثالثة من حيث التعداد السكاني والجغرافي, مما يجعلهم قوة ضعيفة ضمن دولة كردستان الكبرى.
4. في دولة كردستان الكبرى يعتبر إقليم كردستان العراق أغنى إقليم, مما يشكل عبئ اقتصادي عليه ضمن حدود دولة كردستان الكبرى, لفقر سكان الأقاليم الأخرى.
5. لو حصل إقليم كردستان العراق على مكاسب كبيرة في التصرف بموارد الإقليم, ومنها ضم كركوك, لن يعد بحاجة حقيقية للاستقلال خوفا على هذه المكاسب من الجوار القوي عسكريا.
مما سبق يتضح أن مشكلة الشعب الكردي تختلف تماما عن مشكلة الاحزاب الكردية, فهي تبحث عن مكاسب حزبية لا تتوافق مع مصالح الشعب الكردي, وتتاجر بالقضية القومية أكثر مما تدافع عن مصالح الكورد, والدليل على ما أقول, القتال الذي جرى بين الحزبين الكرديين والإدارة السيئة للإقليم خلال الفترة التي تلت تحرر الإقليم من قبضة النظام الدكتاتوري ليومنا هذا. وما صور مسعود البارزاني وجلال الطالباني في الدوائر الرسمية وغير الرسمية, اضافة الى اعتراف الطرفين بالتزوير الذي حصل في عدد من الانتخابات الطلابية وغيرها, إلا دليل على عقلية استبدادية ذات نزعة دكتاتورية.
في المقابل نقرأ ونسمع مواقف من أحزاب طائفية شيعية, ترفض القرار ليس لأنه لا يمثل مصالح الشعب العراقي, بل لأنه تدخل في الشأن العراقي. ولو قرأنا ما بين السطور لهذه الاحزاب لوجدنا فيه رغبة لتقسيم العراق الى أقاليم على أساس طائفي, يدفعهم في ذلك عدم قدرتهم في السيطرة الكاملة على وادي الرافدين ( إذا ما أخرجنا من طموحاتها إقليم كردستان), فتحولت الرغبة الى السيطرة على مناطق تمثل أغلبية طائفية شيعية, تحقق من خلالها طموحاتها في إقامة دولة إسلامية على غرار الجارة ايران, ارتباطا بالمصالح الإيرانية التي تمد يدها حسب المثل العراقي ( مادة أيدها للزردوم) في هذه الاحزاب الطائفية الشيعية.
هذه الاحزاب الشيعية, لم تتمكن من تحقيق طموحات جماهيرها, فقد وعدتها بالكثير, مما لا تملك ولا تقدر على تحقيقه, وأصبح الخطر عليها يكمن في فشلها بكسب الأصوات خلال الانتخابات البرلمانية القادمة, ومنافسة القوى العلمانية, التي تقدم برنامج بعيد عن الطائفية, كما يرجح تخلي السيد علي السستاني من تقديم الدعم لهذه الاحزاب مما يضعف رصيدها لدى الجماهير, ومن المرجح عدم تمكن الاحزاب الشيعية من جمع لم شملها في قائمة انتخابية كما جرى في الانتخابات السابقة, نظرا لعمق الخلافات فيما بينها وتضارب المصالح, ومن الأسباب الأخرى خروج عدد من الشخصيات الشيعية السياسية من أحزابها وانشقاقها رغبة في إقامة أحزاب سياسية جديدة.
الاحزاب التي تدعي تمثيلها للسنة ظلما, اعترضت على القرار ليس حبا في العراق, بل خوفا على مصالحها ودورها الذي اخذ في التضاؤل, بعد صحوة عشائر الانبار واتضاح تأيد الأمريكان للعملية السياسية واستمرارها وفشلها في استقطاب الأغلبية في البرلمان العراقي لإسقاط الحكومة العراقية, فما عاد أمامها سوى التشدق بالادعاءات الوطنية, لجمع من انفك من حولهم.
أخيرا أمريكا لم تطلق بالون اختبار, لان أصحاب هذه الفكرة, وجدوا أن القوى المتصدية للعملية السياسية في العراق, خاصة ذات النفوذ الكبير في الحكومة, لم تقدم للعراقيين نموذج واعد يخرج بالعراق من وضعه المأساوي, وهي لا تقد لليوم برنامج يوضح حقيقة رغبتها في تصحيح الأمور, فتبنى طرف من القوى الأمريكية مهمة حل مشاكل الشعب العراقي دون أن يتناسوا مصالحهم, فكان القرار بالشكل الذي طرح.
كل من يعترض على الوجود الأمريكي في العراق عليه أن يسأل نفسه لو لم يعطي صدام الذريعة للأمريكان بدخول العراق, ولو لم تقدم اغلب الاحزاب المتبنية للعملية السياسية والمعترضة عليها نموذج سيء, هل كان سيجد الأمريكان موضع قدم لهم في العراق؟؟؟

ماجد فيادي

143
البرلمان العراقي ... مو دافنيه سوى


ماجد فيادي

من الأمثال العراقية التي تضرب عندما يكذب احدهم على الآخر, وهو يعلم أن المقابل يعرف الحقيقة, لكن الكذب ضرورة لتمرير قضية ما. أقدم لكم هذا المثل على

أمل أن يخجل من اعنيه به.

في قرية ما كان هناك تنبلان, لا يريدان العمل ويتقبلان المساعدة من أهالي القرية دون خجل, حتى جاء اليوم الذي مل الأهالي من هذا الوضع فأتوا بحمار واجلسوا التنبلان عليه مع بعض الطعام والشراب, ثم تركوه يخرج من القرية مع حمولته راجين عدم عودته.

 سار الحمار المسكين تقوده بوصلته وهو يحمل اثنين من التنابلة لا يريدان حتى توجيهه, تعب الحمار من السير وسقط في مكانه دون أن يتلقى المساعدة بتقديم الماء

والطعام له, وما هي إلا ساعات حتى مات الحمار من التعب والعطش والجوع, استمر التنبلان في تناول الطعام والشراب الذي في حوزتهما حتى نفذ, فقال أحدهما للآخر,

نحن لم نقم بأي عمل طوال حياتنا ونحن نشرف على الموت, لم لا ندفن هذا الحمار عسى أن يرحمنا الله على فعلنا هذا, فعلا حفرا حفرة ودفنا الحمار, وما هي إلا ليلة وتمر قافلة بالقرب من التنبلان فقدموا لهما الماء والطعام وسألاهما من هذا

الذي في القبر؟؟؟

أجاب أحدهما :. انه رجل صالح كنا برفقته وقد توفاه الله, كان رجلا مبروكا كلما وضع يده على شيء زاد وتعاظم, ولأنكم أعنتمونا على البقاء أحياء فإن الرجل الصالح سيبارككم.

ذهبت القافلة في سبيلها لتبيع تجارتها ويصيبها من الربح الكثير ما لم تحصل عليه

سابقا. وفي طريق العودة مرت القافلة على التنبلين وقدمت لهم المعونة ثانية مع بعض النقود لغرض بناء قبر الرجل الصالح.

في طريق القافلة أخبرت القوافل الأخرى بخبر الرجل الصالح, حتى صار مزارا لكل القوافل, يتباركون به ويقدمون الأموال للتنبلان من اجل التوسط لدى الرجل الصالح

والحصول على بركاته.

هكذا صار قبر الرجل الصالح ( الحمار) مزارا وملتقى القوافل وتعمرت حوله مدينة سكنها الناس, كلهم يسترزقون من بركات الرجل الصالح ( الحمار ).

فيوم ما قال احد التنبلان للآخر, لم لا اذهب الى قريتنا وأقدم لهم بعض المال تعبيرا عن عرفاننا بما قدموه لنا من مساعدة عندما كنا نقتات على ما يقدموه لنا دون أن نقوم بعمل ما.

أجاب الآخر, حسننا فكرت, خذ من المال الذي يقدمه لنا الناس من اجل بركات الرجل الصالح وأعطيه لأهالي قريتنا المساكين, خاصة الفقراء منهم.

قال الأول:. لكن كيف لي أن اطمئن على تقسيم المال الذي يقدمه الناس للرجل الصالح, أن تقسمه بالتساوي؟؟؟

أجاب الثاني :. لا تقلق لأني سأحرص على تقسيم المال بالتساوي بيننا, كما انك لن

تغيب كثير حتى تغشى على ما يقدم للرجل الصالح من أموال.

ذهب الأول وقدم المساعدة لأهالي القرية عرفان منهما بمجهود القرية, وعاد من جديد الى قبر الرجل الصالح.

عندما التقى صديقه حدثه بما آلت اليه أوضاع القرية, وكيف فرحوا الأهالي بما قدماه لهم من مساعدة. بعدها سأله عن الأموال التي قدمت الى الرجل الصالح, مقدارها وتقسيمها, أجاب الثاني بقدر قليل من المال, فغضب الأول وقال, عادة في هذا الموسم يكون المال المقدم كثير فنحن في موسم حركة القوافل.

قدم الثاني المبررات للأول وحاول إقناعه بما حصل, لكن الأول رفض الاقتناع, فما كان من الثاني إلا أن يقول اقسم بمكانة الرجل الصالح أنني لم أسرقك.

فقال الثاني (( مو دافنيه سوى)) أي رجل صالح هذا أنت تكذب.



هكذا عندما يتحدث اغلب النواب في البرلمان العراقي عن مقترح قانون التوازن, متحدثين عن حرصهم على الشعب العراقي, محاولين الحفاظ على التوازن داخل الوزارات, وهم ينفون ترسيخهم للتقسيم الطائفي والقومي, متناسين أنهم عندما دفنوه سويا كان الشعب العراقي يتفرج عليهم, أي أن سرهم لم يعد سرى, فقد شاهده الجميع وفاحت رائحته النتنة.

144
المكارثية العراقية

ماجد فيادي



لمن لا يعرف ما هي المكارثية, أقدمها ببساطة, أنها فكر وسلوك لرجل أمريكي يدعى (جوزيف مكارثي), قام بمحاربة الشيوعية في الولايات المتحدة الأمريكية, للفترة من 1950 الى 1955 عبر تشريع قانون يبيح محاسبة المواطن الأمريكي على انتمائه للحزب الشيوعي, ويترتب عليه الفصل من العمل والسجن.

بدأ جوزيف مكارثي بقائمة من 250 شيوعي أمريكي, ادعى أنهم خطر على الأمة الأمريكية, مما فسح له المجال في التجسس على كل من يتهم بهذه التهمة وتقديمه الى المحكمة لغرض الخلاص منه, كما لم يفته إلصاق هذه التهمة بمن لا يتفق معه ومع سياسة أسياده.

اليوم طل علينا السيد المالكي, وسط حالة الإرهاب وثقافة القتل وفقدان حقوق الإنسان وتبعثر جهود الحكومة, نتيجة التقسيم الطائفي والقومي للسلطة على مبدأ المحاصصة, والسعي لتحقيق اكبر المكاسب الطائفية والقومية والحزبية والشخصية, على حساب الوطنية ومصالح الجماهير العراقية ومستقبل الأجيال القادمة, متناسين معانات المواطنة والمواطن اليوم وحاجته الى الأمن والأمان والماء والكهرباء والعمل والدواء, السيد المالكي يتجاهل في طلته الكريمة, جيش المهدي وفيلق بدر والجيش الإسلامي, التي يمثلها نواب في البرلمان ووزراء في الحكومة, وهم يحصلون على دعومات مالية وعسكرية من دول الجوار, لغرض إشاعة الفوضى في البلد, فيشن هجوم كاسح ضد السيد راضي الراضي رئيس لجنة النزاهة, متهماًَ إياه بالفساد, في الوقت الذي ينسى فيه ما يلوث الآخرين, من تبديد لثروات البلد وممارسات فساد إداري وسرقات علنية واغتناء سريع فاحش وتمويل لأحزاب تمتلك مليشيات تتقاتل في الشوارع كل يوم, وتمارس هواية قتل الأبرياء وإشاعة الخوف والرعب وسط المدنيين من الفقراء, ممن ليس لهم حول ولا قوة, وهم حلفاء له في القائمة الانتخابية والحكومة والبرلمان.

لقد شن جوزيف مكارثي حملته على الشيوعيين والشيوعية, لأنه لم يتحمل وجود الآخر,

الذي يفضح خروقات زعماء الرأسمالية البشعة, ولكي يسكت صوت الضمير الذي يؤرق منامه ورفاقه المترفين, قام بما كان. اليوم ونحن في ظل حكومة يقودها رجل دين( غير معمم) يفترض به قول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, عبر تشريع

القوانين الإنسانية, والمتفق عليها من قبل بنات وأبناء الشعب العراقي, صاحب الحق الأول والأخير في تقرير مصيره, نجد رجل الدين يمارس السلطة بطريقة أبشع ما

يكون, فهو غير قادر على تحمل وجود رجل نزيه لا يتظاهر بالإسلام والتدين أمام الآخرين ( لغرض في نفس يعقوب), بل يكشف السراق والمجرمين ويفضح أين تذهب أموال الشعب المسروقة, من قبل بعض أحزاب السلطة, التي بدورها ( اعني فضح الخروقات) ترشدنا من أين تقتات هذه الاحزاب وتمول مليشياتها وفضائياتها, التي تبث السم والفرقة والخرافة الدينية, باسلوب رخيص.

سبق واستضافة غرفة ينابيع العراق, عبر برنامج البالتالك, السيد راضي الراضي وحاورناه حول وسائل الفساد الإداري, التي مارسها وزراء ومدراء, ضمن الحكومات المتعاقبة منذ سقوط النظام لحين حكومة السيد الجعفري, فما كان منه إلا أن يكون كما هو, لا يتهم احد بدون دليل, لا يكشف إسرار لم يحن أوانها, لم يجامل احد على

حساب الشعب العراقي, لم يميز بين الأسماء وانتماءاتها الدينية والقومية والحزبية, كان نزيها مستحقا رئاسة لجنة النزاهة, حتى سأله احد رواد الغرفة ( هل

تخاف على نفسك بعد كل هذه الفضائح التي كشفتها ) أجاب,, انه رجل كبير وقد خبر الحياة ونال منها ما يكفي وليس لديه ما يخاف عليه أن يكشف.

يبدو أن السيد راضي الراضي كان راضيا عن نفسه متصالحا معها, على العكس بعض الآخرين, ممن يخشون الآخر, ويخافون الفضائح لما يرتكبون من أعمال تتناقض مع القانون الذي سنوه ومع التعاليم الدينية التي يتظاهرون بها.

 لم يهز تصريح السيد المالكي ثقتي بالسيد راضي الراضي, لما عرفته عنه من المقربين له, ولما قدمه من أداء خلال تواجده على رأس لجنة النزاهة, في بلد يقتل

الناس بدون أسباب.

إن تفريغ العراق من الشرفاء والوطنيين, لن يعود على السيد المالكي والأحزاب الطائفية والقومية بالخير, لان الشعب العراقي لن ينسى لهم ما يقومون به اليوم من تهجير داخلي وخارجي. أما إذا أراد السيد المالكي الخروج من مأزق الحكومة عليه إتباع برنامج وطني ديمقراطي, التخلي عن الاحتماء بالمليشيات والزعامات الدينية الطائفية, تعيين وزراء تكنوقراط بدل المنسحبين, لا يوالون الطائفة والقومية والحزب, بل همهم بناء العراق, على أسس علمية نزيهة وطنية.

145
طريق الشعب,, قصص الأطفال يحتاجها الكبار



كان لأبي عادة حرمني منها أعداء الإنسانية, فقد كان كل يوم خميس يقرأ لي قصة للأطفال منشورة في الصفحة الأخيرة من جريدة طريق الشعب( هذا إذا لم تخونني الذاكرة), وفي يوم خميس انتظرت أبي ليقرأ لي كعادته المحببة عندي, قصة كل خميس,

وإذا به يعتذر, لان الجريدة توقفت عن النشر بأمر من حكومة حزب البعث, يومها فكرت بما قاله لي أبي عن حزب البعث, كونهم مجموعة لا كلمة لهم, لأنهم ببساطة لا

يحترمون الآخر, إلا إذا كان أقوى منهم, حينها سألت والدي لماذا تحالفتم معهم؟؟؟

 أجاب انه خارج تنظيم الحزب وليس لي أن أحاسبه على الجبهة, اختلطت الأمور في عقلي, كيف يكون أبي غير شيوعيا وهو الذي سجن وتعذب بسبب انتمائه للحزب, هو الذي

يواظب على شراء جريدة طريق الشعب كل يوم, هو الذي لم يعترف على احد من رفاقه, هو الذي شجع أخي على الدخول في التنظيم,  بقى هذا الموضوع في ذاكرتي سنين طويلة

دون إجابة حتى جاء اليوم الذي سقط فيه الدكتاتور وعاد أبي للعمل في صفوف الحزب من جديد, لكن دون أن تتسنى لي الفرصة لمعرفة دوافعه في التوقف عن العمل خلال السنين المنصرمة(منذ عام 1966 بعد خروجه من المعتقل مباشرة, دون أن يثبت الجلادين عليه الانتماء للحزب الشيوعي العراقي الى عام 2003 يوم سقوط الدكتاتور).

 أعود الى قصص الأطفال وأتذكر اليوم قصة, لا اعرف للأسف من كاتبها أو كاتبتها, حتى لا أتذكر عنوانها, وعذري أنني لا أتمتع بذاكرة لحفظ الأسماء, على العكس من الصور التي لن تغيب عن ذاكرتي, ولو بعد سنين طوال.



يحكا أن الأرض كانت في يوم من الأيام خياطة ماهرة, فطلبت منها الشمس أن تخيط لها بدلة جميلة تتباها بها أمام الشموس الأخرى, وتظهر لهن كيف أن احد كواكبها ماهرة في خياطة الملابس, أجابت الأرض أنها ستخيط بدلة تحكا بها وتتحاكى كل الشموس, فعلا قامت الأرض بأخذ مقاسات الشمس وبدأت عملها, وما هي إلا عشرة أيام حتى اكتملت البدلة الجميلة, ارتدتها الشمس في فجر يوم أرسلت فيه أشعتها على أرضنا المعطاء.

في الليل طرق الهلال باب الأرض, فردت الأرض من الطارق.

أجاب الهلال, أيتها الأرض المعطاء, هل تسمحين بأن تخيطي لي بدلة جميلة, كما هي بدلة الشمس, التي تتفاخر بها أمام الجميع, لحسن جمالها وروعة إبداعها.

قالت الأرض, حسننا دعني اثبت مقاسك أيها الهلال, حتى اصنع لك بدلة, تضاهي في جمالها بدلة الشمس.

وما هي إلا عشرة أيام حتى اكتملت البدلة, ودعت الأرض صديقها الهلال لاستلامها.

البدر, أيتها الأرض ما هذه البدلة, إنها صغيرة الحجم, أنا أريد بدلة على مقاسي,

يبدو انك أخطأتي في تسجيل المقاسات, عليك تغيرها.

بعدها سجلت الأرض المسكينة مقاسات البدر, وعادت لورشتها تخيط البدلة من جديد, بعد عشرة أيام انتهت الأرض من عملها ونادت على البدر, يا صديقي البدر لقد أكملت

لك البدلة, وهي جاهزة كي ترتديها.

الهلال, أيتها الأرض الغبية هذه البدلة كبيرة ويبدو انك لا تحسنين عملك, أما أن

تأخذين المقاسات الصحيحة أو اتركي البدلة فأنا لست بحاجة لها.

الأرض, حسننا حسننا, سأعيد خياطتها من جديد.

وبعد عدة أيام, جاءت الأرض بالبدلة وهي تنادي على الهلال, أيها الهلال الصديق ها هي بدلتك كما طلبتها مني, لكن لا مجيب؟؟؟

اختفى الهلال.

هنا سمعت الشمس بالقصة, فقالت للأرض, كان عليك أن تعلمي أن الذين تتغير أشكالهم

ليس لهم كلمة, ولا يمكنك الوثوق بهم.

انتهت القصة

لكن,,, يبدو لي أن السياسيين العراقيين بحاجة الى قرأت قصص الأطفال التي كتب أيام زمان في طريق الشعب, ليتعلموا منها دروس تجعلهم أكثر وطنية والتزاماًَ, فلا الحكومة التزمت بما وعدت به, ولا القوائم عملت على برامجها التي انتخبتها الجماهير عليها, ولا البرلمانيين التزموا بيمينهم الذي اقسموه.

بعد نصيحة الشمس, بقية الأرض محتفظة ببدلة القمر على أمل أن يعود في دورته القادمة, ويأخذ البدلة التي اتفق عليها, ليعكس ضوء الشمس على الأرض المعطاء عندما تغيب الشمس.

( أتمنى الشفاء للأبي, من مرضه الذي حرمتنا الحكومة العراقية والبرلمان وقوات الاحتلال والإرهابيين والصداميين من توفير العلاج له).



ماجد فيادي

146
المنبر الحر / مشروع لا وطني
« في: 00:45 17/07/2007  »
مشروع لا وطني


لم ألفضها يوما, مدينة صدام, رغم كل ممارسات الدكتاتورية أيام كانت تصول وتجول في العراق, ورفضي كان بغير بوعي  وبوعي, واقصد بغير وعي أنني عرفتها مدينة الثورة, هكذا اسمها وهكذا زرتها وتعرفت على شبيبتها من أصدقاء وأبطال رياضيين ومفكرين وكادحين, أما عن قصد فلأنني كنت اعرف أن الدكتاتور يريد أن يمحي كل شيء له علاقة بانتصار إرادة الشعب, ويريد إلغاء كل اسم له رمزية نضالية وطنية ديمقراطية في ذاكرة الشعب, لأنه ببساطة يخاف من الشعب وذاكرته, يخشى الحرية والحب. هكذا كان مشروع الدكتاتور لا وطني.

سقط الدكتاتور قبل أن ينجح مشروعه اللاوطني, جاء الاحتلال ومعه عادت الحياة السياسية الى الساحة العراقية, بعودة الاحزاب الممنوعة في عهد الدكتاتور من النشاط, وبدل أن تنشغل كل هذه الاحزاب بالخلاص من الاحتلال وبناء العراق وفاءًَ للشعب العراقي وللشهداء, راح عدد من هذه الاحزاب يتقاتل على السلطة والحصول على اكبر ما يمكن من المكاسب المادية والسلطوية, متعمدين إثارة الفوضى وانتشار الفساد الإداري, تلبية لمصالح بعض دول الجوار, التي تدعمهم وتمدهم بالمال والسلاح, حتى صاروا جزء من واقع مرير أدى الى دمار العراق وهجرت اغلب العقول والشهادات والقدرات المادية, فكان تعبير عن مشروع لا وطني, من ضمن ما انطوى عليه هذا المشروع هو إلغاء منجزات ثورة الشعب ( ثورة 14 تموز المجيدة) عبر تغير اسم مدينة الثورة الى مدينة الصدر, معتمدين إسلوب ومخططات الدكتاتور, وبمرور الأيام اعتمدت وسائل الإعلام الحزبية والفضائيات التي كانت ولا تزال تدعم الدكتاتور هذه التسمية ( مدينة الصدر) لأنها تصب فيما يريدون, وللتذكير فان موقف الاحزاب الدينية الشيعية متأثر بموقف السيد الحكيم الذي لم يفتي بوطنية الثورة, كما أن الكرد وقفوا موقف غير سليم من الثورة رغم تحالفهم معها ضمنا عبر تحالفهم مع الحزب الشيوعي العراقي الذي دعم الثورة بكل إمكانياته, والأحزاب السنية هي لم تعبر إلا عن إرادة طائفية وقومية وحزبية,,,,,,,,, تمضي الأيام

14 تموز 2007, تحتفل السفارة العراقية في هولندا بيوم 14 تموز تحت عنوان (عراق محبة), وبدل أن يترجم هذا العنوان ويعطر بذكر ثورة الشعب ( ثورة 14 تموز المجيدة), تنكروا لها ولم تذكر في محاولة للالتفاف على هذا اليوم العراقي العظيم, مكملين ما بدؤوه بتغير اسم مدينة الثورة وتغير اليوم الوطني.

هكذا هو المشروع اللاوطني, هكذا تلتقي المصالح الفردية على حساب الشعب, هكذا تتطابق مواقف الجلاد والضحية, هكذا يلتف على الشعب ويخدع, هكذا تسحق منجزات الشعب, هكذا تذهب تضحيات الشهداء, هكذا يتحول الدم الى ماء فاسد لا قيمة له, هكذا تكسر وسائل التحام الشعب, هكذا يؤسس للتقسيم وإثارة الطائفية والقومية والحزبية المقيتة,,,,,,,,,, هكذا تتحول أحلامنا وذاكرتنا الى لا شيء.

لن تلغى ثورة 14 تموز من ذاكرة الشعب العراقي, ما دام الوطنيون العراقيون يحتفلون بها كل عام, رغما عن كل المشاريع اللاوطنية.



ماجد فيادي

147
الطريق الى شرم الشيخ



شاهد الجميع عبر الفضائيات حجم الوفد الحكومي الذي شارك في مؤتمر شرم الشيخ المنتهي لدعم العراق, هذا الوفد شمل معظم ألوان السياسة العراقية, حتى التي لم تمثل في هذا الوفد قد وافقت على ما ذهب اليه الوفد في التعاون لحل مشكلة الشعب العراقي, وفي عودة قصيرة الى الوراء في حسابات الزمن, فقد دعا الحزب الشيوعي العراقي الى عقد هكذا مؤتمر بعد سقوط الدكتاتور بأحد عشر يوما, مقترحا تشكيل حكومة عراقية تقوم بمهام تسيير شؤون الشعب العراقي لحين خروج قوات الاحتلال, عبر مفهوم المؤتمر الوطني العراقي, لكن ( وما أكثر استخدام كلمة لكن عند الحديث عن الواقع العراقي) رفض الجميع بما فيهم قوات الاحتلال لهذا الرأي, حتى جاء اليوم الذي سعى فيه هذا الجميع الى عقد هذا المؤتمر وفي مراحل عدة, من اجل الخروج من الوضع الراهن للشعب العراقي, حتى وان كان القبول بالبعثتين من جديد.

أعود لـ (لكن), من المسؤول عن هذا التنازل بقبول البعثيين شركاء في العملية السياسية من جديد, وهم من ذبح الشعب العراقي طوال سنين حكمهم, وحتى بعد سقوط صنمهم ؟؟؟

لابد من الإيجاز وعدم الخوض في المتفق عليه, فقوات الاحتلال لعبت الدور الأول والأكثر خطورة في عودة البعثيين, وإن اختلف أحد مع هذا الرأي فلست معنيا به, ( لكن ) هل ننسى دور دول الجوار التي داست على رقاب العراقيين وفتحت الباب الى الارهابيين والظلاميين البعثيين والتكفيريين, في عودتهم الى العراق ومدهم بالسلاح والمال والتدريب, مما جعلهم أكثر فعالية على الساحة العراقية, وهل ننسى ( المثقفين) القوميين والمستفيدين من النظام السابق ممن يقيمون في الدول العربية وأمريكا وأوربا, ودورهم القذر في دعم الإرهاب وتبرير قتل العراقيين بكل الحجج الواهية ؟؟؟

هل يمكن تناسي الموقف الأوربي الممزق تجاه الشعب العراقي, بعد سقوط الصنم, وهم من تخلى عن هذا الشعب لمصالح تتعارض والصراع الأوربي الأمريكي, في خلق توازن دولي يقلل من الهيمنة الأمريكية على العالم, والخروج من واقع القطب الواحد, أو التبعية الأوربية لدول ما تزال ضعيفة اقتصاديا باحثة عن مساعدة لتحسين وضعها عبر اللهث وراء الولايات المتحدة ؟؟؟

( لكن ) هل لنا أن نقف كثيرا عند مواقف الآخرين ؟؟؟ وننسى أهل الدار, ممن تضرر من النظام الدكتاتوري لسنين طوال, ممن قتل أهله وهجرت عوائلهم وصودرت ممتلكاتهم وعاش حياة الغربة عشرات السنين وأنجبوا أطفالهم في دول المهجر ؟؟؟

هل ننسى مسؤولية من عاش تحت ظلم الدكتاتور عشرات السنين, وذاق منه العذاب والويلات, ممن دخل ضمن دائرة مهاترات الدكتاتور في حروب ليس له فيها ناقة ولا جمل, ممن اجبر على تقديم الولاء للدكتاتور علنا وسرا خوفا من سوء المصير, ممن سلبت كرامته ولم يستطيع التعبير عن رفضه خوفا من سلب حياته بدون رحمة ؟؟؟

اليوم وقد انتهت أعمال شرم الشيخ وظهرت مقرراته الى العلن, التي في مضمونها الاعتراف بالبعثيين وقبولهم شركاء في العملية السياسية وإعادة الاعتبار لهم, بالرغم من وجود عبارات خجولة ضمن المقررات مفادها, عدم التسامح مع من لطخت أياديهم بدم الشعب العراقي.

صرنا نقبل بحلول ما كنا لنقبل بها لو إننا لجأنا الى لغة العقل التي طرحت منذ البداية, وتعاونا على إزالة آثار الدكتاتورية, (لكن) عقول اغلب القادة العراقيين أبت إلا العناد والبحث عن مكاسب وهمية, في تسيد كحم العراق, والتعويض عما فاتهم من امتيازات الحكم غير الشرعي واللا إنساني في إلغاء الآخر والإيثار بمكاسب مادية وسلطوية لن تدوم لأحد, فها هو الدكتاتور مثال لم يلتفت له العديد من القادة الجدد.

اليوم صار الشغل الشاغل للشعب العراقي هو الخلاص من حالة الإرهاب والتنعم بالأمان, بعد أن كانت الطموحات في عودة الحقوق المسلوبة والتنعم بالكرامة وبناء العراق والارتقاء الى مصاف الدول المتقدمة, كل هذا صار في خبر كان, ومع تراجع الطموحات صار الانهيار سريع ( انهيار الطموحات والأماني) فبعد ظهور حالات الفساد الإداري, وسرقة ممتلكات الشعب على يد القادم الجديد, وانعدام الخدمات, انتقلنا الى المرحلة الجديدة وهي نسيان المطالبة بالطاقة الكهربائية ومياه الشرب والخدمات العامة , تركنا الحديث عن سرقات النفط التي بلغت يوميا خمسة عشر مليون دولار, توقفنا عن انتقاد والمحاصصة الحزبية وهيمنتها على وزارات الدولة, توقفنا عن الاعتراض على فرض الأفكار الدينية بالقوة, توقفنا عن الدعوة لتنشيط الثقافة وإعطاء الدور الحقيقي للمثقفين للنهوض بالواقع العراقي المتخلف وإزالة آثار العتمة الدكتاتورية, لم نعد نذكر دور السينما والمسرح التي تحولت الى معامل أحذية, توقفنا عن المطالبة بتوفير فرص العمل لمن فقدها ( وهم كثيرو ) ....

اليوم صرنا نتحدث فقط عن إيقاف الإرهاب بقبول البعثيين في العودة الى الساحة السياسية, وتعويضهم عن الشهور أو السنين القليلة التي قطعت فيها رواتبهم, مع العلم أن المتضررين الحقيقيين لم تعود لهم رواتبهم التي حرمهم منها الدكتاتور, في الحقيقة لست ضد مقررات اجتماع شرم الشيخ لأنها إن طبقت ستوقف حمام الدم العراقي , وتفسح المجال أمام بناء العراق من جديد.



بعد أن ندين الدكتاتور والمحتل ودول الجوار والإرهابيين, على دورهم في تدمير العراق, لابد من التوجه الى العديد من الاحزاب العراقية المشاركة في العملية السياسية وتوجيه إصبع الاتهام لها لما نحن عليه الآن من تردي في الأوضاع, لما لهذه الاحزاب من دور سيء في إدارة الدفة نحو الخراب, فالعديد من هذه الاحزاب ما تزال توالي دول مجاورة على حساب الشعب العراقي, إضافة الى تفضيلها لمصالحها الضيقة على مصالح الشعب العراقي, وهي التي تمتلك للمليشيات على خلاف مبدأ إعلاء القانون ولغة الحوار, هذه الاحزاب التي تحدثت وتجمعت على أسس طائفية وقومية, هي نفسها تمارس السرقة والقتل علننا وسرا.

( لكن) من الغريب أن عدد من أحزاب الحكومة توالي ايران وأخرى توالي سوريا أو السعودية, وتتقاتل فيما بينها باسم الطائفة, في حين نجد العلاقات السورية الإيرانية على أحسن ما يرام, وهما متفقتان على تحويل الساحة العراقية الى ارض لقتال الأمريكان بدل أن تنتقل المعارك الى اراضيهما,ونجد قادة هذه الاحزاب تجاهر علننا بتحميل المسؤولية مرة لإيران وأخرى لسوريا, أما أتباع هذه الاحزاب فهم يرددون كالببغاء ما يقوله قادتهم, في الوقت الذي تطالب فيه ايران وسوريا بخروج المحتل من العراق, تسكت سوريا عن أرضها المحتلة من قبل إسرائيل, كما تستقبل الإمارات العربية المتحدة الرئيس الإيراني على أراضيها متناسية أن ايران تحتل جزرها الثلاث, فما هذه المتناقضات الغريبة العجيبة.

إن حضور مؤتمر شرم الشيخ والتوقيع على مقرراته يفرض التزامات على المؤتمرين تتجسد في تطبيق ما وافقوا عليه ووقعوا من اجله بأسمائهم, سعيا للخروج من الوضع العراقي الراهن, أما محاولة التنصل من هذه الالتزامات فإنها ستأخذنا الى ابعد مما عليه العراق اليوم من وضع مزري, حينها لن ينفع الكي آخر العلاج.



ماجد فيادي

148
كيف ولماذا انتحاري في كافتريا البرلمان العراقي



سهل جدا أن يعلن إرهابيي تنظيم القاعدة, مسؤوليتهم عن عملية إرهابية في المنطقة
الخضراء, أو حتى قاعة اجتماعات البرلمان العراقي, هذا يعود لان الديمقراطية
المسلفنة جاءت لنا ببرلمان من كل لون وفريق, قد يعتقد القارئ أنني ضد
الديمقراطية, لكن هذا غير صحيح, فالديمقراطية التي أنعم بها في المانيا
الاتحادية, هي من نتاج العقل البشري لنضال دام سنين طوال, وما أريد الإشارة
اليه, بدل أن يستغل الساسة العراقيون ممن كان في معارضة الدكتاتور, لما حصل في
العراق من تغييرات كبيرة في السلطة والمجتمع المدني, في توحيد الجهود وتكملة
مشوار النضال لتهيئة الأرضية والجو للديمقراطية, راح البعض يتشبث بالسلطة
والبحث عن مصالح ضيقة, أدت المزاحمة وحب السلطة الى إلغاء الآخر والانتقام غير
المبرر, فاسحين المجال أمام أذناب النظام الدكتاتوري, في البحث عن ثغرات طالما
وجدت في ساحات القتال أوصلتهم الى قبة البرلمان, عندما أصر عدد من الاحزاب
العراقية ولمصالح ضيقة من خلال وزن السيد علي السستاني, وهو يطرح فكرة إجراء
انتخابات برلمانية, مختزلين كل ما تحويه الديمقراطية من معاني, لم يفقهها
العراقيين, مختزليها في أحد آلياتها وهي الانتخابات.

جاء الى البرلمان أحزاب فقست عن بيوض أفعى الدكتاتورية, تلونت بألوان القومية
والطائفية والدفاع عن وحدة العراق, لكنها في الحقيقة يقودها أعضاء كانوا ولا
يزالوا يحلمون بعودة نفوذهم وامتيازا تهم التي تنعموا بها دون وجه حق تحت ضل
الحكم الدكتاتوري, أسماء كانت بالأمس القريب تظهر على الفضائيات تتغزل بولي
نعمتها (( صدام حسين)), هؤلاء وبحكم جذورهم عملوا على خرق النظام الأمني
للمنطقة الخضراء, عبر شبكة عملاء بمناصب أمنية بحجة حماية أو مستشار سياسي أو
مستشار عسكري, وجود هذه الأسماء ضمن قوائم في البرلمان العراقي كان الهدف منها
إفشال العملية السياسية وفي اقل احتمال عرقلة القرارات التي تصب في خدمة
المجتمع العراقي, لكن وبعد أن استمرت العملية السياسية بالرغم من كل المعوقات
والعراقيل, أصبح لعدد من هذه الأسماء مهام تضعهم في موقع المسائلة من قبل
المحتل, وعلاقات مع أحزاب وشخصيات عراقية لا يمكن تجاهلها, وعندما أرادت هذه
الأسماء, تحت ضغط الوضع الجديد اتخاذ قرارات تتعارض مع الأهداف الأولى, جاء
الواقع الجديد الذي لم يحسبوا له حساب, فالشبكة التي ادخلوها الى المنطقة
الخضراء قد فرخت عن شبكات أخرى لاعلم لهم بها, تأتمر بأمر أطراف ذات امتدادات
لا قدرت لأحد ممن خدم الدكتاتورية في ردها عما تسعى له.

لعل ابرز الأمثلة على ذلك, إلقاء القبض على حماية برلمانيين, أعضاء في تنظيم
القاعدة, وآخرين يدخلون عبوات ناسفة بواسطة سيارات البرلمانيين, وآخرين فجروا
أنفسهم لقتل مسؤوليهم من البرلمانيين, وبرلمانيين يهربون أموال الى الخارج
بحقائبهم الشخصية, وآخرين يترحمون على صدام بعد إعدامه علننا.



من هنا جاء الوضع الطبيعي, الذي قدم عليه تنظيم القاعدة, في إعلان مسؤوليته عن
هذا الفعل بكل فخر, فالماء قد جرى من تحت برلمانيين ضنوا أنفسهم يتحكمون بكل
الخيوط , وهم قادرين على التمرد عن الهدف الذي قبلوه لأنفسهم في بداية الطريق
الجديد, نظرا للمناصب التي يشغلوها والعلاقات الواسعة التي ينعمون بها, بعد أن
كانوا في السابق ضمن الصف الثالث أو الرابع في عهد الدكتاتور, هذا دليل على ضيق
أفق هؤلاء وقلة خبرتهم السياسية, وفشل إجراء انتخابات برلمانية مستعجلة في بلد
لم يمارس الديمقراطية لليوم.



أما المسرحية الباردة والمملة التي قام بها برلمانيين في عقد جلسة برلمانية
تحديا للإرهاب, لم يحضرها سوى عدد فقير منهم, إنما هي مخيبة للآمال من عدة
جهات, الأول لم يحضر جميع البرلمانيين لهذه الجلسة, مما يوحي بعدم توحد الكلمة
بينهم في الأوقات الحرجة التي يتعرض لها الجميع, الثاني تدلل هذه الجلسة على
عدم الثقة بين البرلمانيين, كذلك هي دليل على أن الجلسة الاستثنائية جاءت ردت
فعل وليست عمل يمتد الى جذور سابقة, وهي تذكرنا بالجلسات التي يتغيب عنها
برلمانيين لغرض تعطيل اتخاذ قرار أو تشريع قانون لمصلحة الشعب العراقي.

عدد كبير من الاحزاب العراقية انزلقت في متاهات, لا يقع بها إلا ضعاف النفوس من
المصلحيين, أو المرتبطين بمصالح خارجية, مارست نفوذا عليهم لاتخاذ قرارات تضر
بمصلحة الشعب العراقي, وهم اليوم أما يحصدون شر أعمالهم, بقتل أفراد من عوائلهم
أو أن يتعرضون أنفسهم الى القتل, وليس أمامهم سوى كشف الخلايا التي زرعوها في
المنطقة الخضراء وفي مؤسسات الدولة, للخروج بالعراق مما يعانيه اليوم, ويمكن
إجراء هذا ضمن صفقات سرية, تجري مع قوات الاحتلال وبعلم أفراد على مستوى عالي
في الاحزاب الأخرى, لغرض السرية وعدم خروج هذه الاتفاقات للإعلام, حفاظا على
استمرار العملية السياسية.



إذا لم تتخذ إجراءات سريعة, فإن العمر المتبقي للبرلمان العراقي, سيصب في غير
مصلحة الشعب العراقي, وسيتضاعف عدد المهاجرين العراقيين داخل العراق وخارجه,
ولن تنفع خطة أمنية مهما هيئ لها, وستتضاعف الضغوط الداخلية في الولايات
المتحدة للخروج من العراق وترك الفوضى تعم المكان, حينها سيتقسم العراق, ونشهد
دولة العراق الإسلامية في كل من الرمادي وصلاح الدين والموصل وديالى, ودولة
عراقية إسلامية في البصرة وكربلاء والناصرية والعمارة وكربلاء والنجف والحلة
والكوت والمثنى, ودولة كردستان في إقليم كردستان العراق, وحرب حامية الوطيس في
بغداد التاريخ والحضارة, فالانتخابات البرلمانية القادمة لن يسمح لها أن تجري
من قبل المتصارعين بعد أن كشفت كل الأوراق.



ماجد فيادي

149
المنبر الحر / شموعنا لن تنطفئ
« في: 02:03 01/04/2007  »
شموعنا لن تنطفئ



من الصعب القول في مكان, أن عمر الحزب الشيوعي العراقي ثلاثة وسبعون عاما, لان
في هذا ظلم لطلائع الشيوعيين العراقيين قبل هذا التاريخ, لكن جرت العادة على
تثبيت تاريخ معين لغرض الاحتفال به, عليه فان شموع الحزب الشيوعي العراقي
الثلاثة والسبعين, قد أوقدها مناضلون ضحوا بالكثير من اجل التأسيس لهذا الفكر
المتقد منذ انطلاقه.

اليوم والعراق يمر بمرحلة لا يختلف عليها اثنين, إنها مفصلية وانتقالية, يقف
الحزب الشيوعي العراقي مع جماهيره, من الأصدقاء والمؤيدين, بوجه المغريات التي
ضعف أمامها الآخرين (دون تحديد), بالانتقام والفساد الإداري والطائفية المقيتة
والقومية المتعصبة والحزبية الضيقة والسعي الى السلطة بأي ثمن, كل هذا وذاك لم
يوقع الشيوعيين في فخاخها, بل على العكس فقد نبهوا الى العديد من هذه الفخاخ
قبل الوقوع بها, وقدموا الحلول التي أدار لها الجميع ظهورهم ليعودوا لها دون
الاعتراف بدور الحزب الشيوعي العراقي في طرحها, بل ذهب البعض الى التبجح
الإعلامي في نسبها لنفسه, لكن هذا لم يثني الشيوعيين في التفاني بخدمة الشعب
العراقي والسعي لوضعه على درب الخلاص في الاستمرار بتحليل الأوضاع وتقديم
الحلول المناسبة والممكن تطبيقها.

يستند الحزب الشيوعي العراقي على تاريخه, معتمدا على النظرية الماركسية في
تحليل التاريخ واستشفاف المستقبل, تنير أفكاره, شموعه الثلاثة والسبعين التي لم

تنطفئ, وشهدائه الذين لم ولن يبخلوا على الوطن بدمائهم الزكية, كما يعتمد على
واقع الشعب العراقي, المتعدد الأفكار والقوميات والأديان والطوائف, في طرح
القضايا وحلولها.

 هناك من يعتقد أن الشموع تنطفئ, لكن هذا فقط عندما تكون خالية من الفكر, فهي
تقدم خدمة وينتهي دورها لحظة انطفائها, لكن عندما تحمل هذه الشموع فكر وأحاسيس
وطموح وأمال, فإنها تبقى ما دام الفكر باقيا, متقدة تشتد نورا كلما تقدم الزمن
بها.

يقدم الحزب الشيوعي العراقي اليوم, نموذجا رائعا للشعب العراقي, يتميز به عن
باقي الاحزاب والتيارات الفكرية الأخرى, فهو يقدم نموذج علماني ملتزم بخدمة
الشعب العراقي, ولا يستغل الوضع الراهن بما فيه من فرص يسهل استغلالها, يقدم
نموذج يوازن بين دراسة أخطاء الماضي والواقع الجديد للعراق, وما يشفع له أخطائه

الحالية أنه يكاد الحزب العراقي الوحيد الذي يعيد دراسة مواقفه وينتقد أخطائه
ويصححها, وهو الحزب العراقي الوحيد الذي ينتهج مبدأ الديمقراطية والانتخابات
داخل تنظيماته, وهو الوحيد الذي أعلن نظامه الداخلي وبرنامجه السياسي للمناقشة
العامة قبل إقرارها.

الحزب الشيوعي العراقي يقدم اليوم, نموذج بشموعه الثلاثة والسبعين التي لن
تنطفئ, يقدم نموذج سيغير خارطة العراق السياسية, إن أراد الشعب العراقي التقدم
نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.



ماجد فيادي

150
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا الاتحادية تتضامن مع بنات وأبناء الديانة الازيدية
[/color]

في الوقت الذي نعلن فيه تضامننا من بنات وأبناء الديانة الأزيدية, في حقهم بممارسة طقوسهم الدينية, والمحافظة على كرامة مقدساتهم, شأنهم كباقي ألوان الطيف العراقي, نعلن أدانتنا للسلوك الهمجي واللاديمقراطي للبعض ممن تمادى على حقوق وكرامة بنات وأبناء الطائفة الازيدية في سهل الموصل, كما ندعو حكومة إقليم كردستان الى تحمل مسؤوليتها في الدفاع عن حقوق المواطنة والمواطن العراقي في إقليم كردستان العراق, بالتحقيق وإلقاء القبض على هذا النفر الضال, لغرض تحقيق العدالة ونيلهم القصاص الذي يستحقوه.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا الاتحادية  [/b]   [/font] [/size]

151
الحديث عن الشهيد الشيوعي, الحديث عن وطن
[/color]


ماجد فيادي

الحديث هنا عن فكر إنساني ومناضلين وطنيين, هو الحزب الشيوعي العراقي وشهدائه,
فهم بألوان الطيف العراقي, بقومياته وأديانه وطوائفه, كلهم مجتمعون يحملون فكرا
واحدا, فكرا إنسانيا, لا يفرق بل يجمع, من هنا تكالب عليه الحاقدين, أصحاب
المصالح الضيقة والفكر الهدام في كل زمان ومكان, تشابهوا في حقدهم وفعلهم من
قتل وسجن وتشويه للحقيقة ونكران لدور الشيوعيين, أعداء هذا الفكر فرقتهم
المصالح وجمعهم الخوف من إنسانية الشيوعيين, فكان لكل طرف عار الاعتداء على
مناضلي الحزب الشيوعي العراقي, فما تأتي الفرصة لأحدهم حتى يشمر عن ساعده ويعبر
عن حقيقته الدكتاتورية الشوفينية القومية الطائفية, فهم عاجزين على فتح أذرعتهم
لكل الأطياف كما يفعل الحزب الشيوعي العراقي, والدليل شهداء الحزب قناديله
أحبابه بناته وأبنائه ممن يحملون هوية عراقية بثقافة العربي والكردي والمسلم
والمسيحي والصابئي والازيدي والتركماني والفيلي والشبكي, منهم من يحمل عدة صفات
لأنه ابن هذه الثقافات الممتزجة بحب الوطن.

لم يكن المناضل الشيوعي الى جانب قوميته أو دينه أو طائفته, ولم يكن ضدها يوما,
فكيف يقف الرفيق ضد رفيقه الذي يشرب الفكرة منه ويحمل الراية الى جنبه ويرفع
السلاح معه, كما هو فكرنا يجمعنا, يقفز شهدائنا كل عام في ذكرى استشهاد الرفاق
فهد وحازم وصارم يقفزون الى عقولنا وضمائرنا يجمعوننا رغم بعد المسافات واختلاف
الظروف ليوقدوا في داخلنا شمعة جديدة نلتف حولها كما يلتف رفاق الدرب حول موقد
نار في ليل بارد بعد نهار طويل.

في يوم الربع عشر من شباط توقد الشيوعيات والشيوعيين شموعهم إحياء لذكرى
شهدائهم, منهم من يحتفل بذكر رفيقة أو رفيق, منهم من يحزن لفقدان رفيقة أو
رفيق, من هم من يفتخر بسرد بطولات رفيقة أو رفيق,  هم بشر يختلفون في التعبير
عن مشاعرهم الإنسانية, لكنهم يجتمعون في حبهم للعراق والمبادئ الثورية النبيلة.

الشهيدة والشهيد الشيوعي مدرسة تخرج الأجيال لتوقف القتل والدمار, وتبني الديار
والأوطان.[/b][/font][/size]

152
الحرب على لسان وقودها
[/color]

ماجد فيادي

عندما تقع الحرب, يكون الصوت ( النعيق) الأعلى لأمرائها, عبر وسائل إعلامهم أو
على لسان أبواقهم أو عبر شعرائهم ومغنيهم, أما صوت ضحيتهم فيكبت في المعتقلات
والسجون والمقابر الجماعية, فيصبح سكوت الضحية الصفة السائدة والهجرة الحل
الأمثل. دفعني هذا الى ارتداء طاقية الإخفاء لأتنصت على صوت الضحية الخافت
وانقله لكم, عسى أن يجد صداه لدى الرأي العام ويحرك فيهم ساكنا.



( صبرية)أم فقدت ابنها الوحيد في الحرب :. ولدي الحبيب, أخذتك مني الحرب
وتركتني, بعد أن حملتك شهوراًَ تسع, وربيتك صغيراًَ, سهرت عليك الليالي حتى
تكبر واراك مهندساًَ, تأتيني بالشهادة الجامعية, تمنيت أن أزغرد يوم خطوبتك
وارقص يوم زفافك, تهبني طفلا يجعلني جدة, وألاعبه وأجلسه على حجري كما فعلت
معك, ولدي احتاجك معي في كبري ومرضي, تقف في عزائي عندما أموت, صرت أرى الرجال
الذين في عمرك يظهرون لي بصورتك لكنهم لا يكلمونني, فالكل يعيش حالة ضياع
ويجرون خلف الحياة الصعبة وتوفير الرزق, أو هربا أن يصبحوا وقوداًَ للحرب, ولدي

أنا الآن وحيدة لا يملئ عيني شيء, فالسواد صار رفيقي والحزن تنفسي والمرض
حالتي, موتك يا ولدي قلب حياتي الى أسوء حال. مدندنة ( دللول يالولد يبني دللول

عدوك عليل وناحر الجول).



(وفاء) فتاة بلا زواج وقد بلغت سن العنوسة :. لا أفكر الآن كما كنت قبل خمسة
عشر سنة, فيما مضى كنت احلم بزوج أهبه ولدين وبنت, أمارس معه الحب والحياة,
أنشأ وإياه عائلة تعيش الفرح والحزن كما هي باقي الفتيات في العالم, أحبه
وأخاصمه فيراضيني بقبلة وسهرة في احد المطاعم, يمرض فأهتم به, وعندما أمرض أنا
يسهر على راحتي ويهتم بأبنائي, يمسد على شعري ويطبخ لي الطعام ويغسل الصحون
بدلي, أما اليوم فحلمي صار أن أجد رجلا اكبر مني سناًَ يقبل أن يتزوجني وهو
يعلم أن إمكانية الإنجاب صارت صعبة أو مستحيلة, رجل يتفهم أننا كبرنا وتكونت
شخصيتنا بطابع لا يمكن أن يتغير الآن بسهولة, رجل يتفهم مشاكلي النفسية التي
تولدت عبر أيام الحرمان الجنسي وتردي الأوضاع المعيشية.



( فرميسك) فتاة شابة في مقتبل العمر:. أنا خائفة من الأيام, هل سأتمكن من تحقيق

أحلامي, بالعمل والتطور وسط هذا الحال الاقتصادي والاجتماعي السيئ, هل سأجد
فرصة عمل أكون فيها شخصيتي واجد ذاتي, كيف ونحن متخلفين عن العالم, كيف وخوف
الأهل على الفتاة صار مضاعفاًَ, كيف والأفكار المتشددة صارت هي السائدة, يا ترى

هل سأجد زوجا أشاركه الحياة, يعينني على المشاكل المادية, يمنحني طفلا نربيه
معا ونبلغ به الكبر دون أن يموت في الحرب, هل سأجد زوجا غنيا ويوفر لنا الأمن
فيما تردت الأوضاع أكثر, يا الله هل سيكون زوجي مثل والدي يعمل طوال اليوم من
اجل توفير مستلزمات حياتنا, أم سيكون مثل أخي جندياًَ لا يزورنا في الشهر إلا
مرة, أو يقتل في أية لحظة.



(إبراهيم) أبن ضحية حرب بعمر اثنا عشر سنة :. ( حَب, سكائر, علك) مناديا في
إحدى تقاطعات المرور, عسى أن يبيع شيءًَ ليشتري لأمه وأخواته ما يقتاتون به,
ينظر بعين ملئها التمني والكره لطفل في احد السيارات المكيفة وهو يأكل المرطبات

في يوم صيفي حار, تكاد تصدمه سيارة وهو يتخيل نفسه في ملعب كرة قدم يداعب
الكرة, لا تعنيه المدرسة في شيء, فهو بكل الأحوال سيذهب الى الجيش ليحارب, فما
فائدة التعليم إن كانت الحرب لا تفرق بين متعلم وأمي. سألته, لماذا تدخن
السكائر ؟؟؟ قال:. لأني أبيعها, ولاني أصبحت رجلا فأنا من يعين عائلتي.



( فلاح) طالب جامعي في المرحلة الرابعة:. آه لا أدري هل ارسب هذا العام, أم
انجح واذهب للجيش فاقتل ويضيع تعب السنين, أم أتملق للنظام وأبقى على قيد
الحياة على حساب الآخرين, هل أنا أناني أم هو الحق في الحياة, كيف سأحترم نفسي
وكيف سأتقبل نظرات الآخرين لأنانيتي, لكن ماذا لو أنني لعبت على الحبلين, من
جهة اخدم النظام ومن جهة ثانية لا أضر الجميع فقط من يستحق الأذية, نعم هكذا
أنفذ بنفسي وأستمر بالحياة, لكن ما هذه الحياة التي أفكر بها ستكون أشبه بالموت

البطيء, إذن يجب أن أفكر بالهجرة وابتعد عن هذه الحرب التي لا ترحم, لكن ماذا
عن أمي وأبي وأخوتي وأصدقائي, كيف سأتركهم, وماذا لو فشلت في الوصول الى بلد
أوربي, نعم حينها انتحر وينتهي كل شيء.



(جمال) خريج جامعي دخل الجيش:. أبصبح الأمر جاد, فأنا الآن ضمن قوات الجيش
ومعرض في أي لحظة لدخول معركة, أما اقتل أو أتحول الى قاتل, لا يمكنني أن اسميه

دفاعا عن النفس, فالحرب ليست قضيتي ولست مؤمننا بها, إن حاولت الهرب تعرضت
عائلتي لشتى أنواع الإرهاب من قبل النظام, كما حصل ويحصل لعوائل السياسيين
المناهضين للنظام, كيف سأتمكن من قتل إنسان مهما كان السبب, لم افعلها في حياتي

ولا أريد أن افعلها, متى سأتزوج وأكون أسرة, متى اعمل في مجال اختصاصي, متى
اترك هذا المكان, متى تنتهي هذا الحرب اللعينة, متى اشعر بالأمان.

( عزيز ) رب أسرة:. يجب أن أجد عمل آخر, التقاعد لا يسد ثمن المواصلات, و بيع
الكباب في حي فقير لا يأتي بدخل جيد, عائلتي بحاجة الى المال فهي كبيرة, لكن
البلاد في حرب وفرص العمل قليلة فكل شيء موجه للمجهود الحربي, أنا خائف من
إجباري على دخول الجيش الشعبي, حينها ستبقى عائلتي بدون معين, وقد تنحرف بناتي
بسبب الحاجة, يا رب ماذا افعل كل الأبواب تغلق بوجهي, وأنا رجل كبير نال مني
الزمن الكثير, كنت احلم بأن ارتاح عند الكبر, لكن يبدو لا راحة للفقراء.



عائلة تجتمع على التلفاز في مساء يوم تشتعل فيه جبهة القتال تستمع للأخبار,
يأتي صوت عالي متشنج مبحوح يثير الاشمئزاز, ( أيها الشعب يجب مقاتلة العدو, فقد

هجمت قواته على وطننا الآمن, واحتلت أراضينا وانتهكت أعراضنا وسرقت أموالنا,
إنه عدونا القومي الذي يريد السيطرة على قوميتنا العريقة, انه عدونا الديني
الذي يريد إنهاء ديننا, انه عدونا الطائفي فهو يتحالف مع الطائفة الأخرى, يجب
الدفاع عن شرفنا عن كرامتنا ووجودنا, علينا أن نقف جميعا متكاتفين بوجه الهجمة
الغادرة, نحن ورثة الحضارات والعلم والإنسانية يجب أن نقاتل حتى النصر, أما
النصر أو الشهادة)



يغلق الأب التلفاز ويقوم الجميع للنوم مبكرين, لكن من خلال طاقية الإخفاء التي
ارتديها تنقلت بين أفراد العائلة, وجدت الجميع قلقين غير قادرين على النوم, لكن

احد لم يكلم الآخر, فالقلق من الغد يكبس على الصدور.



في مكان ما من الوطن المنكوب, مجموعة تجتمع تخطط لكشف النظام الحاكم, أمام
الرأي العالمي, والمشكلة كيف, فالنظام مسنود من شركات تصنيع السلاح, ومصالح
الدول الكبرى تدور في هذه الحروب, والنتيجة حرب طويلة, تخلق أجيال لا تجيد سوى
الحرب والعنف وفقدان لغة الحوار.[/b][/font][/size]

153
المنبر الحر / لم يعد وطني يجذبني
« في: 02:35 31/12/2006  »
لم يعد وطني يجذبني
[/color]


ماجد فيادي



في أحد دروس تعلم اللغة الألمانية, ضمن برنامج اندماج المهاجرين في المجتمع
الألماني, طرحت المدرسة سؤالاًَ على الطلبة, ما هو الوطن بالنسبة لكم؟؟؟

طالبة يابانية ( لم تكن من المهاجرين) تقول :. وطني هو عائلتي, فأنا مرتبطة بهم

كثيراًَ.

طالبة كوبية ( متزوجة من ألماني) تقول:. وطني حيثما حللت.

طالب كردي ( من كردستان تركيا, وهو مهاجر لأسباب سياسية) يقول:. وطني هو ارضي
في كردستان الكبرى.

طالب إسرائيلي ( من عرب فلسطين, جاء الى المانيا لدراسة الطب) يقول:. وطني
عائلتي وارضي التي ولدت فيها.

طالب مصري ( متزوج من ألمانية عندما كانت في مصر) يقول:. وطني مصر, أم الدنيا.

طالبة نيجيرية ( متزوجة من ألماني ) تضحك وتقول باستحياء, لا ادري.

حينها وصل الدور لي, أجبت وطني الأول هو العراق حيث أهلي وأصدقائي, ووطني
الثاني حيث أعيش وسط أناس يحترمون إنسانيتي, ويعاملوني دون تميز.

المدرسة:. هل ترغب بالعودة الى وطنك الأول ؟؟؟

بدوري أرمي الكرة في ملعبكم, هل عادة وطني ألاول كما اعرفه وأريد له ؟؟؟

أن يكون الوطن كما أريد فهذا مستحيل, لان الأوطان يصنعها المجتمع, والمجتمع
متنوع بطبيعته, فكيف هو الحال بالشعب العراقي, المُسيس أصلا, لكن هل بقي وطني
كما اعرفه ( على اقل حد ضمن دائرة معارفي وأقاربي ).

في الحقيقة, هاجر معظم أصدقائي الذين هم اقرب لي من عائلتي, وهاجر عدد آخر من
أفراد عائلتي, آخرين اتخذوا مواقف سياسية غريبة, لم أتوقعها منهم, أصدقائي أيضا

اتخذوا مواقف سياسية غريبة, تدل على ضيق أفق, لم اعرفه فيهم, والدي مازال ينقل
لي الأخبار ويحللها كعادته منذ كنت طفلا,  والدتي بدأت تدعوني للتوقف عن مزاولة

العمل السياسي, وهي التي لم تمنعني أو تمنع أخوتي عنه, في زمن الدكتاتور.

 هي تقول:.

كنا نعرف عدونا, فهو ألبعثي أو المنافقين ممن يسعون لنيل رضا البعثيين, من اجل
الحصول على مكاسب مادية, أجهزة الأمن والمخابرات, التي لا تستخدم التمويه
لإخفاء هويتها, أطفالنا ( خوفا من نقلهم لما يدور من حوار داخل العائلة), أما
اليوم فليس للعدو شكل محدد, فهو بعثي يلغم السيارات, ومرة إرهابي من تنظيم
القاعدة, وأخرى سفاح بلقب أمير, هو احد أفراد الاستطلاعات الإيرانية, هو احد
أفراد الجيش العراقي المنحل تحول الى مجاهد بعد أن هرب أمام دبابتين أمريكيتين
وسلم بغداد, هو احد أفراد جيش المهدي يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ( كأننا لا

نعرف الدين), عدونا عصابات تعيش على السلب والنهب واخذ الفدية, عدونا ايران
التي تمد جهات بالمال والسلاح من اجل إثارة المشاكل بوجه الأمريكان, عدونا
سوريا التي تمد البعثيين والقتلة وتأويهم في دمشق لتمد الارهابيين من خلالهم
بالمال والسلاح, بالضد من أمريكا, أمي تقول الجيش العراقي المنحل تحول الى
مرتزقة بيد الارهابيين, والعاطلين عن العمل مستعدين للقيام بكل شيء من اجل
الاستمرار بالحياة وإطعام أبنائهم, عدونا وبالرغم من انقطاع التيار الكهربائي,
صار يقفز علينا من شاشات الفضائيات, عدونا الجيش الأمريكي بأفراده الخائفين على

أنفسهم, وهم يقتلون كلمن يقوم بحركة لا تعجبهم, أو هو أمريكي مهووس جاء للعراق
تلبية لرغبة في نفسه ( تدري ابني قبل فترة صدمت سيارة همر أمريكية سيارة والدك
وذهبت دون أن تتوقف لتتأكد من سلامته), أما التخلف فقد صار ينمو أكثر كلما اشتد

الإرهاب وانعدمت الخدمات, ابني أما المرض فقد تعودناه وهو يحصد أطفالنا منذ بدأ

الحصار الاقتصادي, اليوم لا تستطيع أن تقول انك شيعي أو سني, أما إذا قلت انك
شيوعي فأنت من المنسيين, يقتلوك الشيعة والسنة متعاونين على تنفيذ أمر الله
بالامري بالمعروف والنهي عن المنكر.

أمي تقول أبني استر علينا, ( بعد أن عرفت أمي درب السجون والمعتقلات بحثا عن
أبي وأخي وعمي) لم تعد لدي الطاقة كما كنت في شبابي.

لست هنا ابحث عن مسؤولية صدام في يوم إعدامه ( فقد ذهب الى مزبلة التاريخ قبل
أن اكتب هذه الكلمات), كما لا ابحث عن مسؤولية أمريكا وهي تمارس رياضة الكاوبوي

في العالم الجديد, إنما أخاطب بنات وأبناء بلدي وهم يستفيقون على إعدام الطاغية

صبيحة يوم عيد الأضحى, الى أين انتم ذاهبون بوطني, الى متى تتعاملون بالحقد
والقتل, الى متى تستمرون لعبة بيد الدول الأخرى, الى متى تتنكرون الى لغة
العقل.



كنت قد سمعت بمقول مفادها, (مات الملك, عاش الملك) لكن العراقيون يقولون ( مات
الملك, عاشت الملوك).
**هل ترغب بالعودة الى وطنك ؟؟؟ سؤال طرحته مدرسة اللغة الألمانية **[/b][/font][/size]

154
حسننا فعلتم عندما اعترفتم
[/color]

 

ماجد فيادي

 

لتكن هي الخطوة الأولى نحو الخروج من حمام الدم, الذي يعيشه الشعب العراقي, وسط جملة من سوء الخدمات, التي إذا ما أحسن الساسة العراقيون أدائهم, ستتوفر في غمضة عين بقياسات الزمن, وأعني هنا اعتراف الزعامات السياسية برفقة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي, عندما صرح ((أن ألازمة في العراق هي سياسية)) ولكي يتحقق الهدف المنشود لابد من خطوات تالية تكمل الخطوة الأولى إن صدقت النوايا؟؟؟

أشير هنا الى صدق النوايا, لان التجربة والواقع, يجعل التشكيك حاضرا, فالاعتراف الأخير أثبت صدق  التحليلات التي ذهب إليها العديد من الكتاب والسياسيين في تحميل قائمة التوافق العراقية وقائمة الائتلاف العراقي الموحد, مسؤولية ما يجري في العراق من أعمال عنفية, فهذه القائمتين تدير دفة الحكومة العراقية بدون منازع وتسيطران على ثلثيها تقريبا, وهما تمتلكان المليشيات دون الآخرين, وتتحكمان بالوزارات الأمنية والعسكرية, ولهما في باقي الوزارات امتدادات مؤثرة, وهما تعملان على أسس متشابهة أوجزها فيما يلي

1. أنهما تعملان تحت ضغط عامل الزمن من اجل تحقيق اكبر سيطرة ممكنة لحين موعد الانتخابات القادمة, فهما دخلا الانتخابات الأخيرة معتمدتان على الانتماء الطائفي ودعم المرجعيات الدينية, والمظلومية التي تعرضتا لها سابقا وحاليا ومستقبلا, على حد زعميهما. لذلك هما يضغطان على الشعب العراقي من اجل إدراك عامل الزمن وإبقاء الفكر الطائفي حاضرا لحصد المقاعد النيابية والمحلية مستقبلا.

2. إشاعة الفوضى بالقدر المستطاع في المناطق المختلطة طائفيا بشكل عام, من أجل إشاعة فكرة عدم القدرة على التعايش المشترك, فالتوافق تريد أن تفشل العملية السياسية برمتها لغرض إثبات وجودها وإيصال فكرة أن الحكم لا يستقيم بدون البعثيين, والائتلاف تريد أن تثبت وجودها وتشير للجماهير أن الحياة مع الطائفة الأخرى مستحيل فيذهبون الى إنشاء إقليم على أساس طائفي يمتلك الثروة الطبيعية. 

3. الاستمرار في إشاعة الفوضى من اجل إضعاف الحكومة العراقية لغرض تسريب اكبر قدر من الأموال, عبر الفساد الإداري المستشري في كل مكان, للتمكن من تسليح مليشياتهما, وخلق طبقة رجال الدين التي تتحكم بمقدرات الجماهير ووفق مصالحها ( نجح رجال الدين من خلق طبقتهم المتحكمة والتي تدير كل شيء اليوم) الرامية للهيمنة على البرلمان القادم وإخلائه من العلمانيين عبر آلية الانتخابات.

4. الاسمرار بالتشكي من أداء الطرف الآخر, في سبيل إلقاء المسؤولية الكاملة عليه, لكي تكون المبرر لنشاط مليشياتها.

مما سبق يتضح أن ألأمل بتصريح السيد رئيس الوزراء صعب جدا, إذا لم يلحقه خطوات تسير بنفس الاتجاه, هذه الخطوات أوجز أهمها فيما يلي

1. حل مليشيات الاحزاب وتسليم السلاح للحكومة, وترك حماية المواطنين لها وحدها. فالعنف يأتي من ثلاثة أطراف وهي

أولا . مليشيات الاحزاب السنية, وليس أكثر تورطا في هذا من السيد عدنان الدليمي بعد إلقاء القبض على احد حراسه واعتراف أعضاء من تنظيم القاعدة بانتمائه لهم.

ثانيا . مليشيات الاحزاب الشيعية, والمتمثلة بفيلق بدر وجيش المهدي, وقد اعترف السيد جلال الصغير بضرورة هذه المليشيات في جلسة البرلمان دفاعا عن الطائفة الشيعية.

ثالثا . أزلام النظام الدكتاتوري الصدامي, وعناصر القاعدة, وعصابات صغيرة تكونت نتيجة فقدان الأمن ودور الحكومة وفرص العمل, وامتدادات لدول الجوار تصل الى أماكن لا تصدق.

مليشيات الاحزاب السنية والشيعية, تقوم بعمليات ذات حجم يصغر في هوله, من العمليات التي يقوم بها أزلام الدكتاتور والقاعدة وعصابات القطاع الخاص, لكنها تعطي صفة الاستمرار للنزاع الطائفي وتتوسع في حجم الحرب الأهلية, إذن لو توقفت المليشيات الطائفية من أعمالها, لقل حجم الإرهاب على ارض الواقع الى نسبة تفوق ثلاثة أرباعه, فالقاعدة وأزلام الدكتاتور وعصابات القطاع الخاص, غير قادرة على هذا التوسع الجغرافي في الإرهاب والذي توفره المليشيات مجانا لهم.

 

2. الخروج من الانتماء الطائفي, وإبعاد الجماهير عن الخطاب الطائفي, لغرض إعادة اللحمة بين كل العراقيين, وتجنيب بنات وأبناء الأقليات العراقية التعرض للخطر بالقتل والتهجير.

3. إنهاء الامتداد الى دول الجوار على أساس طائفي, وإبقاء العلاقات لما فيه مصلحة الشعب العراقي وحسن الجيرة.

4. فسح المجال لتشكيل حكومة جديدة, تخرج من انتمائها الطائفي, ولا تعتمد على نسب البرلمان الحالي, التي تشكلت نتيجة انتخابات غير نزيهة, وتوسيع حصة القوى العلمانية لما لها من مواقف عقلانية تؤهلها للقيام بدور حمامة السلام بين كل الأطراف العراقية, وإبعاد الوزراء الذين فشلوا في أداء مهماتهم خلال الحكومتين السابقتين.

5. وضع وزارتي الداخلية والدفاع بيد القوى العلمانية, لأنها محايدة ولا تسعى أن تميل نحو طرف معين.

6. التعجيل في بناء الجيش العراقي وجهاز الشرطة والأمن والمخابرات, بعيدا عن الانتماءات الطائفية, وعدم احتجاج القائمتين ( التوافق والائتلاف ) على إخراج عدد من الضباط والمراتب من هذه ألاماكن الحساسة.

7. تصفية الوزارات من آثار الفساد الإداري, والقضاء على العصابات المنتشرة في كل مكان, التي تمارس الضغط على المواطنة والمواطن لأغراض شخصية وحزبية.

8. تحديد سقف زمني, لخروج قوات الاحتلال, يصل الى ما بعد الانتخابات القادمة من اجل إنهاء كل الحجج التي تستغلها الاحزاب والمعترضين والإرهابيين ودول الجوار.

9. التوقف عن ملاحقة الشخصيات السياسية المتورطة في إثارة العنف, التي تقود أحزاب وحركات وتجمعات, ولا تدعي انتمائها الى حزب البعث أو القاعدة, من أجل التهدئة وفسح المجال للعمل ببناء العراق الجديد.

10. إصدار المرجعيات الدينية لكلا الطائفتين, فتاوى ترفع بها مساندتها لأي طرف سياسي وتحرم استخدام اسمها في العملية السياسية, من اجل فصل الدين عن الدولة.

11. توقف السيد رئيس الوزراء والسيد رئيس الجمهورية في خطاباتهما عن حجب شهداء الحركة الوطنية وحصرها بالمرجعية الدينية وأحزابهما التي ينتميان إليها, من أجل خلق جو من الثقة المتبادلة والاعتراف بتضحيات الآخرين, خاصة العلمانيين.

في حالة عدم قيام الأطراف المعترفة بدورها في إثارة الفوضى والعنف, بما سبق من خطوات مكملة للخطوة الأولى, وعجزهم عن تحقيق الأمن والأمان وإعادة عجلة الحياة الى الدوران, في هذه الحالة, على قوات الاحتلال القيام بواجبها في محاسبة القيادات السياسية المعترفة بخطئها, فيما وصل له العراق من خراب ودمار وموت.

 

مقولة :. من فمك أدينك.   [/b] [/font] [/size]

155
الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المثقفين وطبقة العمال والفلاحين
ماجد فيادي

نظراًَ لعدم وضوح الفكرة التي طرحتها في مناقشة وثائق الحزب الشيوعي العراقي, حول تقديم صفة المثقف على طبقة العمال والفلاحين, في تعريف الحزب الشيوعي العراقي, ولان عددا من الرفيقات والرفاق قد خالفوني في هذا الرأي, وآخرين اتفقوا معي, ولان الأخ حسقيل قوجمان قد تناول الموضوع عبر مواقع الانترنيت, صار لابد من العودة الى صلب الفكرة, وتناولها بتمعن.

في اتصال هاتفي مع الرفيق جاسم الحلوائي ( احد قادة الحزب الشيوعي العراقي السابقين من طبقة العمال) وفي مناقشة الموضوع نفسه, أشار الى, أن المثقفين ينتشرون بين كل الطبقات والفئات, وهم مختلفين في توجهاتهم باختلاف انتماءاتهم الفكرية والطبقية, وهو يجد الحزب الشيوعي العراقي, حزب الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين من شغيلة اليد والفكر, من هنا أشير الى أن ما ذهب اليه السيد حسقيل قوجمان وآخرين في أن المثقف هو من يحمل الشهادة الجامعية أو يستخدم ثقافته من اجل كسب متطلبات الحياة ( أي كسب المال من خلال بيع مجهوده الثقافي لمن يشتري) هو تعريف غير صحيح, ولست اذهب في الإشارة الى المثقف بهذا, لان المثقف في هذه الحالة يتحول الى احد أفراد الطبقة العاملة التي تبيع مجهودها العضلي من اجل الحصول على المال لغرض العيش, لكنني اعرف المثقف ارتباطا بالعمل السياسي, (هو من يمتلك وعيا سياسيا واقتصاديا ويعرف مصلحته الشخصية ويقرنها بمصالح الطبقة العاملة, ويعمل من اجل الدفاع عنها بوجه الرأسمالية, إضافة الى من يجد في الاشتراكية وسيلة لتنظيم الحياة وفق قوانين تضمن حقوق الطبقة العاملة والفلاحين من شغيلة اليد والفكر.)

ولأننا لن نتمكن خلال الفترة الزمنية القريبة من تحقيق الاشتراكية في العراق, بسبب افتقاره الى التقاليد الرأسمالية, التي تشترط مرور الاشتراكية بها, ولان الاحتلال وعدد كبير من القوى السياسية العراقية تعمل على ترسيخ الرأسمالية في العراق, صار علينا مرحليا العمل على تثقيف الطبقة العاملة, سياسياًَ واقتصادياًَ أولا, لكي تدافع عن مصالحها, فكم من العمال والفلاحين من أعطى صوته في الانتخابات الى أحزاب شوفينية وأخرى دينية متطرفة وأخرى رأسمالية, دون الالتفات الى الحزب الشيوعي العراقي الذي يعمل على الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحية, كم من العمال والفلاحين عمل واجبر آخرين على إعطاء أصواتهم الى هذه الاحزاب والتيارات دون مراعاة مصالحه الحقيقية, ثم لكي نمثل طبقة ونتحدث باسمها يجب اخذ تخويل منها, فلا يكفي أن نمثلها لأننا ندافع عن مصالحها, الدفاع عن مصالح الطبقة شيء وتمثيلها شيء آخر, فالحزب يريد لهذه الطبقة الأهداف التي يعلنها, لكن هل الطبقة العاملة والفلاحية العراقية, كلها أو حتى الأغلبية تريد هذا, اعتقد لا, ولكي نمثل الطبقة العاملة والفلاحية يجب أن نفوز بالانتخابات, هذا لن يحدث إلا إذا وعت الجماهير مصالحها وأهدافها الإنسانية.

أجد في كتابة عدد من الكتاب ممن اختلف معهم في هذه النقطة, واستنادا الى مواقفهم المرتبطة بما جرى الاتفاق عليه تاريخيا من خلال كتابات ماركس أو أنجلس, إنما يضعون النظرية الماركسية مقام كتاب سماوي لا يجب المساس به, مناقضين الفكر الديالكتيكي الذي يعتمد على التطور عبر حركة الزمن والمجتمع استنادا الى التاريخ البشري, وهم يتناسون أن الكثير من المسلمات جرى الاتفاق عليها لاحقاًَ( بعد موت ماركس وانجلس) عبر فرض الإرادة لدولة الاتحاد السوفيتي السابق, أي كانت هناك املاءات تتعارض والمفهوم الديمقراطي الذي نسعى لتحقيقه اليوم لضمان حقوق الإنسان بشكل عام والطبقة العاملة بشكل خاص, وليس صحيحا أن نبقى متمسكين بها دون مناقشتها كلما احتجنا ذلك, كي لا نقف عند عتبة زمان قد مضى.

يرى العديد من المؤمنين بالفكر الماركسي, أن تحقيق الاشتراكية ممكن عبر القضاء على الرأسمالية, متناسين أن الاشتراكية لم تحل أهم مشاكلها المتمثلة في البيروقراطية, وأشير هنا الى مقال العالم الفيزيائي آينشتاين , عندما وصف الاشتراكية بأنها أفضل نظام اقتصادي, لكنها تحتاج الى الإجابة كيف ستحل مشكلة البيروقراطية, ولنا في انهيار الاتحاد السوفيتي السابق مثال, فكم رأسمالي خرج الى العلنية بمجرد زوال حكم الحزب الواحد كان متخفيا في زي مناضل شيوعي, هذه المشكلة ستفرز لنا دائما طبقة تتحكم بمصالح الطبقة العاملة تخرج من صفوفها, أفرادها يحملون صفة عمال تدرجوا في العمل السياسي حتى أصبحوا في مراكز يمكن استغلالها, هؤلاء الاستغلاليين قد يكونوا من حملة الشهادات أو من العمال ذوي الخبرات المهنية.

 من هنا أشير الى أن المثقف الذي يربط مصالحه الشخصية بمصالح الطبقة العاملة والفلاحية إنما يبقى وفيا لها, على خلاف العامل أو الفلاح الذي يتنكر لطبقته بمجرد الحصول على مكاسب سريعة وقريبة, فالمثقف يعي تماما أن تثبيت الحقوق عبر قوانين تعتبر ضمان لمصالحه ولحاضر الطبقة العاملة ومستقبلها, من هنا أجد العامل أو الفلاح الذي يتثقف بالفكر الماركسي, ويعي الصراع الطبقي, ويؤمن بالاشتراكية, ويطبقها عبر الديمقراطية, إنما هو مثقف حقيقي تنطبق عليه هذه الصفة, وفي عودة للمثقف فإن خرجي الكليات والمعاهد إنما ينتمون الى طبقة العمال والفلاحين بمجرد بيعهم لمجهودهم مقابل اجر مادي يعتاشون به. بهذا أرى أن ماركس قد ربط مصالحه الشخصية بمصالح الطبقة العاملة دون أن يتخلى عن طموحاته المشروعة أو تنكر لها في سبيل الطبقة العاملة.

عملت الاحزاب الشيوعية في العالم الى تفادي مشكلة تفاقم دور المثقف ضمن صفوفها بزيادة عدد العمال, وهذه الزيادة هي أشبه بالبطالة المقنعة التي نراها في الأنظمة الرأسمالية, عندما تفتح دورات تدريبية للعاطلين عن العمل من اجل تقليل عدد العاطلين, دون أن تعترف الأنظمة الرأسمالية بأن هذا الحل مؤقت ينتهي بانتهاء الدورة التعليمية دون إيجاد فرصة عمل, كما أن المتدرب لا يحصل على أجور توازي أقرانه ممن يزاولون العمل, لذلك لم تكن زيادة عدد العمال في الاحزاب الشيوعية مقابل المثقفين كما يصفون المثقف خطأ هو الحل, إنما هي بطالة مقنعة, فهي لم تقدم العامل الى المواقع القيادية وتقلل من دور المثقف, فالعامل لكي يتبوأ مهمة قيادية ضمن حزب شيوعي عليه أن يتسلح بالثقافة السياسية والاقتصادية أولا وأن يكون خلاقا فكريا ثانيا, أما التحجج بأن العامل لا يمتلك الوقت الكافي لقراءة الكتب ومتابعة القضايا السياسية والاقتصادية, مما يجعله اقل حظاًَ في قيادة الجماهير, هذا ينطبق على الجيل الأول وحتى الثاني من العمال والفلاحين في ظل دولة اشتراكية, وينتهي عند بناتهم وأبنائهم لان الدولة توفر فرص التعلم والتطور بالتساوي بين جميع بنات وأبناء الشعب افتراضاًَ.

إن الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المثقفين وطبقة العمال والفلاحين من شغيلة اليد والفكر, ويناضل من اجل مصالح الطبقة العاملة والفلاحين عبر وسائله المتاحة.[/b][/size][/font]


156
مهاترات إعلامية تأخذنا الى درب الصد ما رد
ماجد فيادي

بعد إلقاء القبض على احد أفراد حماية السيد عدنان الدليمي, من قبل قوات الاحتلال الأمريكي, بتهمة الانتماء الى تنظيم القاعدة, بناء على اعترافات احد الارهابيين المقبوض عليهم, خرج لنا السيد ممثل التيار الصدري في مجلس الأمة, ليعلن عن اتهامات مباشرة لقائمة التوافق العراقية, بتورطها بأعمال إرهابية ضد الشعب العراقي عموما وضد بنات وأبناء الطائفة الشيعية خاصة, وانخداع التيار الصدري أو قائمة الائتلاف العراقي الموحد, بقبولهم فكرة الحكومة الوطنية, ومعبرا عن تجارب عالمية في حق القائمة أو الحزب الفائز بأغلبية كبيرة في البرلمان بتشكيل الحكومة.

لمن وجه هذا التصريح ؟؟؟

ما المقصود من هذا التصريح ؟؟؟

الى ماذا سيؤدي هذا التصريح ؟؟؟

من المتضرر من هذا التصريح ؟؟؟

قبل الإجابة على هذه الأسئلة يجب التذكير ببعض الحقائق من تاريخ العراق بعد سقوط الدكتاتور, فقد سبق للتيار الصدري أن تعاون مع الحزب الإسلامي الذي يقود قائمة التوافق العراقية, تعاون مع هيئة علماء المسلمين التي يقودها الشيخ الضاري بكل ما تقوم به هذه الهيئة من أقوال وأفعال مفهومة للجميع, كما قام التيار الصدري بالعديد من الأعمال التي تصنف إرهابية, ناكرا أيها بعذر انه تيار عقائدي لا يمتلك جيشا أو مليشيات بالمفهوم العسكري, فقد اعتدى بالضرب على طلاب جامعة البصرة كلية الهندسة, وتقاتل بالسلاح المتوسط والخفيف ضد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية, وهناك قائمة طويلة بهكذا أعمال تتعلق بما اعترف به التيار الصدري, إضافة الى أعمال اتهم بها ولم يعترف, مثل قتل السيد الخوئي, وقتل وتعذيب الأسرى في مرقد الإمام علي ( رض), انتهاك حريات النساء وإجبارهن على ارتداء الحجاب, تنفيذ التعذيب والإعدام بأفراد يعتقد بانتمائهم الى حزب البعث الشوفيني دون تقديمهم الى القانون, إرهاب الجماهير باستخدام المظاهر المسلحة للسيطرة على الشارع, وأمور أخرى يطول سردها. ( هذه عينة فقط فالحقيقة معروفة للأغلبية من بنات وأبناء الشعب العراقي)

توجه السيد ممثل التيار الصدري بهذا التصريح الى ثلاث أطراف, الأول أتباع التيار الصدري وخاصة المتشددين والمتطرفين ممن تحت السيطرة ومن هم خارج السيطرة ( اعني المتبرعين بخدماتهم دون أن يطلب منهم ذلك), فهو يحرضهم على الانفلات وضرب القانون عرض الحائط أكثر مما هو عليه الآن من اجل اكبر سيطرة ممكنة على الشارع في كل مكان تصل يدهم اليه, فهو تيار لا يمتلك برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي يكسب به الجماهير, معوضا ذلك بالاعتماد على متهورين متشددين متطرفين, بدل إعلاء لغة القانون.

الطرف الثاني هو حلفاء التيار الصدري في قائمة الائتلاف العراقي الموحد, خاصة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية, والرسالة تقول أننا قادرين على تهيج الشارع وقت نشاء وقيادة الجماهير المتطرفة لإرهاب الجماهير المسالمة, وسحب البساط من تحتكم, أو القبول بقيادتنا لقائمة الائتلاف العراقي الموحد.

الطرف الثالث هم الأمريكان, والرسالة تقول, إن تعرضتم لنا سنحرض الجماهير ضدكم بحجة وقوفكم مع البعثيين والإرهابيين والطائفيين, ضد المظلومين والوطنيين والمسلمين الحق.

مع العلم أن هذا التصريح غير موجه الى قائمة التوافق العراقية, لأنها الأداة الضرورية والحجة الجاهزة لتنفيذ مخططات التيار الصدري, والجهات التي ينطوي تحت لوائها.

هذا التصريح يقصد به, أن التيار الصدري ليس تيارا إرهابيا وان كل ما يقوم به هو تكليف شرعي ضد العلمانيين والبعثتين والإرهابيين, والوقوف بوجه التيار الصدري يعني الوقوف ضد مصالح الشعب العراقي في إنهاء الإرهاب والاحتلال, وإعلاء كلمة الله التي أهدرها الآخرين, لأهداف علمانية وحزبية وشخصية.

سيؤدي هذا التصريح وبدون مقدمات الى إلغاء العملية السياسية, التي اشترك بها التيار الصدري لأهداف تظهر لنا تدريجيا, ومن ثم العودة الى نقطة الصفر, أو ما قبل الصفر, بفرض دكتاتورية جديدة ذات معالم مختلفة عن دكتاتورية صدام حسين, فللتيار الصدري الآن مليشيات بمعدات حربية متوسطة وخفيفة, تمكنها مبدئيا من تحقيق الحلم بقيادة الطائفة الشيعية أولا والعراق برمته ثانيا, من خلال إزاحة الشركاء الشيعة مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية, حزب الفضيلة, بعض أفراد وقيادات حزب الدعوة, عدد من المراجع الدينية ذات النفوذ ألمليشياتي, القوى العلمانية. يقدم هذا التصريح وسط أتباع التيار الصدري, الى تفجير الطاقات بالمفهوم السلبي تجاه تخطي كل الحدود والخطوط التي يضعها القانون والأعراف التي ورثناها وحتى الشريعة الإسلامية, تماما كما فعلت حركة طالبان في أفغانستان.

إن المتضرر الأول من هذا التصريح, هو الشعب العراقي برمته, خاصة الأبرياء من بنات وأبناء الطبقة العاملة والفلاحين, ممن فقدوا أعمالهم وأمانهم ووسائل المعيشة الكريمة, نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية, التي وصل إليها العراق على يد الصداميين والإرهابيين وعابري الحدود ومليشيات الاحزاب والحركات ذات الأهداف الضيقة, المتضرر هو الحركة العلمانية التي تعمل وتضحي بناشطيها, من اجل عراق حر متطور تحفظ فيه كرامة الإنسان, المتضرر هم أتباع التيار الصدري المتزايدين يوميا بحكم التخلف الذي يعيشه الشعب العراقي بفقدان فرص التعلم والعمل, المتضرر هم المواطنين ممن يعيشون في أحياء مختلطة قوميا ودينيا وطائفيا, المتضرر هو المحيط الإقليمي الذي ينتظر انتقال هذه الفوضى له, المتضرر هو الإنسان والفكر النير والعلمانية والحرية والديمقراطية.

أخيراًُ قد يقول قائل أنني لم أتطرق الى المسؤولية التي يتحملها السيد عدنان الدليمي, لأنه أما مخترق من قبل تنظيم القاعدة أو مشارك في الأعمال الإرهابية, أقول, إن ثبتت التهمة على المتهم ( احد أفراد الحماية الشخصية للسيد عدنان
الدليمي) فسيكون الدليمي غير متهم لان الاعتراف لم يكن عليه, كما سيقول أن هذا الفرد مواطن عراقي قدموه الى القانون وحاكموه, كما أن هذا الموقف ممكن أن يتعرض له أي عضو من البرلمان في ظل هذه الظروف, وستقوم قائمة التوافق في إثارة أتباعها دفاعا عن نفسها وشرفها بوجه الاتهامات التي أكيلت لهم.

يقود العراق اليوم مجموعة من السياسيين الارهابيين, نحو مستقبل اظلم يسحق أجيال قادمة, ويهجر الكفاءات, ويهدر ثروات البلد البشرية والمادية. هؤلاء السياسيين يفتقرون الى الحكمة وحب الوطن واحترام حقوق الإنسان, يعملون على إنهاء الفكر العلماني الإنساني الذي يناضل من اجله عدد من الاحزاب التي خذلتها الجماهير, عندما لم تصوت لهم.

يتحمل المسؤولية لما حدث ويحدث الإدارة الأمريكية والبريطانية عندما تجاوزت صوت العقل, يشاركها السيد السستاني الذي إصر على إجراء الانتخابات لشعب لم يعرف الديمقراطية يوما, يشاركهم دول الجوار التي تعمل دون كلل على ضخ الارهابيين ودعم الصداميين في العراق, يشاركهم الدول العربية التي تنكرت للشعب العراقي عندما عطلت العملية السياسية ولم تدعمها, أما الاحزاب العراقية ذات المصالح الضيقة فهي التي بنت أعمالها على تركة صدام حسين, وأتباعه بعد سقوطه.[/b][/size][/font]

157
العراقيون ... مجانين أو مشروع مجانين
ماجد فيادي

وأنا اقرأ تقرير الشفافية الصادر عن وزارة النفط حول حجم وشكل السرقات التي تجري عبر وزارة النفط والمتعاقدين معها, بدون أن اشعر تقلصت أحشائي مسببة لي ألم لم أعرفه من قبل وصارت أمعائي تتحرك بطريقة غير مسيطر عليها من شدة الخوف وهول الأرقام التي نشرت, وبعد أن راجعت نفسي سائلا الم تكن ثروات العراق كلها مستباحة من قبل الدكتاتور, فما الجديد ؟؟؟

منذ أن وعيت على الحياة وجدت الدكتاتورية البعثية تنهب بثروات البلد المادية, وتقتل بثروته البشرية, فتولد عندي انطباع أن المجرمين يفعلون ما يشاءون دون تردد أو مستحى, تعودت على هكذا أفعال لا إنسانية ولم تعد تشكل بالنسبة لي استغرابا, مما شكل نظرتي للمعارضة العراقية إنها تأخذ طابع الدفاع عن حقوق الإنسان وتغيير الأوضاع نحو الأفضل, والموت في سبيل هكذا عمل ثمن لابد منه, فكان إعدام أحد أفراد عائلتي نتيجة طبيعية وسجن الآخرين حالة أفضل من الموت, حتى جاء اليوم الذي أصبح فيه سقوط الدكتاتور وارداًَ, لأجد نفسي اخرج في تظاهرة ضد إسقاط الدكتاتور, لأنها لم تكن البديل الامثل, أو الطريقة المثالية التي تأتي الى العراقيين بالمستقبل الذي نريد.

اليوم وبتواجد قوات الاحتلال, وبدون رغبة العراقيات والعراقيين بهذا الاحتلال, صار لمعارضة الأمس وعبر الانتخابات اللاديمقراطية الحق في قيادة البلد نحو ما كنا نطمح ونريد, لكن النتائج جاءت مخالفة لكل الرغبات (الله هم إلا لمن خطط لهذه الفوضى) ولكل التوقعات, بمن فيهم مناهضي الحرب لأسباب إنسانية, وفعل الإرهابيون ما فعلوا من اجل تأخير وعرقلة عجلة التقدم, وهنا لم يعد لي رغبة في الإعادة والزيادة على ما نحن متفقين عليه من دور كبير وحقير للإرهابيين والبعثيين في تدمير الحياة العراقية, لكني اطرح عليكم فعل الاحزاب العراقية التي ناضلت ضد الدكتاتورية وقدمت العديد من التضحيات من اجل مستقبل إنساني للشعب العراقي وهذا حسب ادعاء الجميع دون استثناء.

لن أتناول حكومة السيد أياد علاوي بحكم تشكيلها الإجباري للوصول الى واقع انتخابي يمهد لحياة مستقرة في العراق, وما لها من صلاحيات محددة لا تقارن مع حكومة السيد الجعفري, إضافة الى ذلك إمكانية حكومة السيد الجعفري في تقديم المقصرين(من حكومة السيد أياد علاوي) الى المحاكمة في حالة ثبوت مخالفتهم لقانون إدارة الدولة المؤقت, عليه اذكر بما أشيع هنا وهناك من قبل مسئولين في حكومة السيد الجعفري من تجاوزات قانونية لدى وزراء في حكومة السيد علاوي, لكن لم يقدم احد منهم الى المحاكمة القانونية, اكتفوا بالتشهير وتشويه السمعة, دون العمل الجاد في الدفاع عن حقوق الشعب العراقي الذي استلب على حسب قولهم من قبل بعض وزراء حكومة علاوي, وهنا ارفع الدعوة الأولى ضد السيد الجعفري على تقصيره في محاسبة المقصرين أو محاسبة موظفيه في تشويه سمعة أطراف بدون أدلة دامغة.

في مكان آخر فقد تعهد السيد الجعفري بفتح تحقيق في خروقات وزارة الداخلية لحقوق الإنسان دون أن نحصل على نتائج تقنع الجماهير وتسكت من يحاول الاصطياد في الماء العكر, هنا ارفع دعوتي الثانية التي لا تختلف في جوهرها عن الدعوة الثالثة ضد حكومة السيد الجعفري, في محاسبة الحرامية والمجرمين بحق الشعب العراقي وسرقة ثرواته في وزارة النفط وعلى مدى تولي السيد الجعفري لرئاسة الوزراء, والدليل الدامغ على ذلك التقرير الصادر من وزارة النفط , لكن الأسوء من ذلك هو رفع أسعار المنتجات النفطية على بنات وأبناء الشعب العراقي دون أن يكون هناك تحسن ملموس في المستوى المعيشي, بحجة دفع الديون وتحويل الفائض لدعم العوائل الفقيرة, فلا العوائل استلمت فلساًَ احمر ولا الديون سددت بسبب انخفاض مستوى الإنتاج وارتفاع مستوى السرقة والفساد الإداري( مثل عراقي : لا حضت برجيلها ولا خذت سيد علي), بل بالعكس تحولت المليشيات الى مراكز قوى بفعل حصولها على مصادر المال بالسرقة والاختلاس والفساد الإداري, وهنا ارفع دعوة رابعة على حكومة السيد الجعفري بتهمة تبديد أموال الدولة, والتي يضاف لها السكوت على محافظ مدينة البصرة الذي أوقف تصدير النفط ليوم واحد احتجاجا على, انزعاجه من صوت الديك وهو يصيح صباحا ليوقظه من نومه, فكانت خسائر الشعب العراقي بالملايين, دون أن يحاسب هذا المحافظ أو يقدم الى المحاكمة.

 حول السيد الجعفري الفضائية العراقية الى بوق إعلامي لحسابه الخاص وتدخل في تعيينات, بدون وجه حق وفي نفس الوقت, سكت السيد الجعفري عن انتهاكات ضد إذاعة الديوانية التي أغلقت بالقوة والعنف من قبل رجال الشرطة بسبب كشفها للحقائق, وهنا ارفع الدعوة الرابعة.

 سكوت السيد الجعفري على الارهابيين الذين هجموا على مقر الحزب الشيوعي العراقي وحركة الوفاق في الناصرية عشية الانتخابات, وأيضا التجاوزات التي جرت ضد المواطنات والمواطنين الذين ذهبوا الى الانتخابات, ومن قبلها قتل الشيوعيان في مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة ببغداد, هنا دعوتي الخامسة في عدم تحقيق المساواة بالحصول على الفرص.

ترك الارهابيين من دعاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة البصرة, ممن تجاوزوا بالضرب والإهانة والسرقة على طلبة جامعة البصرة, عندما خرجوا في سفرة ترفيهية الى احد المتنزهات العامة, فأجد نفسي ارفع دعوة خامسة, مفادها ترك القتلة والإرهابيين المعروفين للسلطة يتحركون في الشوارع دون حساب.

تشكيل حكومة السيد الجعفري على أساس طائفي عرقي, فتح الباب أمام المتطرفين في ترسيخ أتباعهم في الوزارات التي منحت لهم, ليحولوها الى نوادي خاصة بالحزب والطائفة والقومية, مما فتح الباب الى ظهور مراكز قوى غير تابعة للحكومة تعمل وتسرق وتعيين وتفصل كما تريد, عليه ارفع دعوتي السادسة على السيد الجعفري لأنه أسس لنظام طائفي حزبي قومي مقيت.

دعوتي السابعة ضد السيد الجعفري, تمسكه بالترشيح لمنصب رئاسة الوزراء, وتعطيل تشكيل الحكومة عبر تأخير الرد على رسائل المعترضين في البرلمان على ترشيحه واستخدامه لقائمة الائتلاف العراقي الموحد في عدم رفع الموضوع الى البرلمان للبت فيه, مما فتح الباب الى الارهابيين في زيادة نشاطهم, واستغلال السراق للظرف الراهن وتعميق نفوذهم وزيادة مسروقاتهم من أموال الشعب.

هذا ليس كل شيء فلحكومة السيد الجعفري أخطاء أخرى يحاسب عليها القانون, منها عدم إرساء الأمن والتقصير في حماية المواطنين, إضعاف دور مؤسسات المجتمع المدين, فرض الحجاب على موظفات رئاسة الوزراء, وأخرى تدخل في فرض الإرادة والتقصير في تحقيق قوانين حقوق الإنسان.

انتقل الى سؤال مهم, ما الذي سهل الأمر لكل هذا؟؟؟

إن تأسيس أحزاب عراقية, على أساس طائفي وعرقي, تطالب وتدافع عن فئة معينة من فئات المجتمع, إنما هو القاعدة التي يستند عليها من لا يريد مصلحة الشعب العراقي, في إثارة المشاكل والفتن والتفرقة والتمييز واستغلال المناصب الإدارية, وفتح الباب أمام الفساد الإداري وخلق طبقة من الأغنياء وأصحاب النفوذ, ممن لا يستحقون مواقع ضمن المجتمع, تفسح لهم طريق انتهاك حقوق الإنسان وخرق القانون, حفاظا على مكاسب كان في السابق يتنعم بها أزلام النظام الدكتاتوري المقبور, ويدافعون عن هذه المكاسب الجديدة بوسائل لا إنسانية, تذهب بالمجتمع نحو التفكك والفقر وممارسة كل الوسائل من اجل العيش, وصولا الى انتهاك حقوق الإنسان من قبل أخيه الإنسان, مما ينتج عنه جو متوتر غير آمن يدفع من له القدرة المادية أو العلمية للهجرة بحثا عن الأمان والمستقبل الأفضل.

ولعل ما يجري الآن في البصرة لهو خير دليل على التركة التي أثقلنا بها السيد الجعفري, خلال سنة واحدة من حكمه للعراق, وما قامت به الاحزاب المنطوية تحت لواء حكومته من تعيينات على أساس حزبي وطائفي وقومي, انسحب اليوم على الشركاء الجدد, فهذه وثيقة حزبية تنشر على موقع إيلاف, توضح دعوة الحزب الإسلامي العراقي لأعضائه, في التقدم بطلب التعيين في الوزارات التي حصلوا عليها ضمن حكومة السيد المالكي. فأي مستقبل ننتظر؟؟؟

أما الحرب الأهلية, والتي يختلف معي العديد من العراقيات والعراقيين في إعطائها هذا الاسم, فهي نتاج لعمل قوى الإرهاب, من أدعياء الاسلام, وأزلام النظام الصدامي البائد, ودور دول الجوار والمجتمع الدولي, إضافة الى الدور الطائفي لبعض القوى والأحزاب العراقية, ذات الطابع الطائفي في تأجيج هذه الحرب.

إن بقي منكم عاقلا فدلوني عليه؟؟؟ لأقول له انك مشروع مجنون, أو مشروع مهاجر الى حيث لا ادري. فالعقلاء يستطيعون التفاهم فيما بنهم, لكن العراقيات والعراقيين الآن داخل الوطن, فقدوا لغة الحوار والتفاهم وتحولوا الى مجانين أو مشروع مجانين, يسيرون في شوارع الوطن التي تحمل اسم شارع وهي بقايا شوارع. [/b] [/size] [/font]

158
كذب الاسلامويون من ايران الى العراق
ماجد فيادي

من عادة العراقيين التعلم من المرة العاشرة, أو حتى بعد فوات الأوان, وما جرى بعد سقوط النظام الدكتاتوري على يد قوات الاحتلال, من انتخابات ودستور يشير الى عدم فهم العراقيين لمعنى إعطاء الصوت لجهة معينة, أو القبول بدستور لا إنساني, لهو دليل صارخ على عدم انتباه العراقيات والعراقيين الى ما جرى ويجري في ايران الدولة الإسلامية, ولعل من أهم الأسباب الجانبية لذلك والمساهمة في إبقاء الغمامة على أعينهم, هو الإعلام الديني الموجه عبر الفضائيات الجديدة, وعبر الإعلام الديني من خلال الجوامع والحسينيات, التي تمارس دورا يبتعد عن الواجب الديني ليصب في التخلف الديني...
ولا ننسى الواقع الحقير الذي خلفه الدكتاتور كحمل ثقيل تنوء به الجبال من جهل وفقر وهدر لكرامة المواطنة والمواطن العراقي وفهم خطئ لمعاني احترام حقوق الإنسان والديمقراطية, وليس اقل أهمية ما ينتجه الارهابيين من واقع صعب بالقتل لأغراض القتل, يتيح الفرصة للمتسلقين من بعض السياسيين الجدد في ترسيخ المحاصصة الطائفية والفساد الإداري...
ولا ننسى الحاجة النابعة من انتشار البطالة التي تبقي العراقيات والعراقيين في دائرة العوز والحاجة,  هذه الحالة التي طالما استغلها الدكتاتور القابع في زنزانته, بإذلال الشعب وإبقائه يدور في فلكه المقيت, كل هذا وذاك يعيق العراقيات والعراقيين من التعلم من المرة الأولى ولنا عودة لهذا الموضوع.
منذ أيام وبدون ترتيب مسبق أعيد نشر رسالة السيد سكرتير حزب توده الإيراني ( الحزب الشيوعي الإيراني) في عدة مواقع الكترونية عراقية, وجهها الى السيد آية الله خامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية, بمناسبة العيد الحادي عشر للثورة الإسلامية في ايران, والتي أوضح بها حجم انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها الشيوعيون الإيرانيون الذين ساهموا بالثورة ودافعوا عنها, وتعارض سلوك أجهزة الأمن الإيراني مع التعاليم الإسلامية, وحجم تفوق الإسلاميون الإيرانيون على ظلم الشاه مقارنة بين سجون الشاه وسجون الجمهورية الإسلامية الجديدة.
في نفس الوقت أثارت قناة الفيحاء الفضائية قضية قائمة بأسماء عدد من المثقفين العراقيين المسجلين رسميا في اتحاد الأدباء العراقيين والبالغ عددهم ( 461), هذه القائمة تمثل محاولة لإرهاب المثقفين وتحت مسميات مختلفة, والهدف الثاني هو تشويه سمعة عدد من الأدباء الذين انظموا الى قائمة معينة, بزج أسمائهم مع مداحي النظام المقبور في محاولة لسحق العظام, وتقليل تأثيرهم في المجتمع العراقي الجديد.
المهم بالنسبة لي هو عدم اعتقاد العديد من الإسلاميين بصدق هذه القائمة وعدم تخيلهم أن رجال الدين فيهم من يكذب و يبرر و يخلط الأوراق ومن يخالف الدين الإسلامي سعيا وراء مصالح شخصية, ويتناسون في زحمة الأحداث ما جرى على يد رجال الدين في ايران والعراق والجزائر ومصر والسعودية وأفغانستان واندنوسيا ولبنان واليمن, فها هي الرسالة التي وجهها سكرتير حزب توده الى آية الله خامنئي والتي تكشف بشاعة المسلم عندما يستلم السلطة...
ولأنه يستخدم الاسلام سياسيا فهو أبشع من غيره من الدكتاتوريات في انتهاك حقوق الإنسان, لما لسلطته من مبررات دينية تنسب الى الدين, ويجد في بعض الآيات القرآنية المنتقاة والمتناقضات بين بعض الآيات مخرجا لذر الرماد في عيون المسلمين...
ولمن لا يصدق أعطيه الأمثلة التالية, ففي مدينة البصرة قام نفر من حاملي راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضرب عدد من الطالبات والطلبة الجامعيين, عندما قاموا بسفرة الى متنزه عام, قتل عدد من الشيوعيين العراقيين في مناطق السيطرة الشيعية كما يسمونها, تعذيب عدد من المعتقلين في سجون سرية تابعة لوزارة الداخلية في عهد الوزير الحالي السيد صولاغ, القتال الدائر بين جيش المهدي وفيلق بدر في عدد من المدن الشيعية, هجوم عدد من المليشيات المسلحة في البصرة على مراكز الشرطة ومديرية الأمن, القتل والتعذيب الذي مارسه جيش المهدي في مرقد الإمام علي (رض) عندما قاتلوا ضد الحكومة العراقية في عهد رئيس الوزراء السابق أياد علاوي, التزوير في نتائج الانتخابات والإرهاب الذي مارسته القوى الدينية من اجل الحصول على اكبر نسبة من الأصوات, حرق عدد من مقرات الاحزاب العلمانية ولأسباب مخترعة, التدخل الإيراني في الشأن العراقي بشكل سافر وبالتعاون مع سوريا لقتل العديد من بنات وأبناء الشعب العراقي, قيام المجرم أبو مصعب ألزرقاوي بقتل العراقيين على الهوية, أتباع الزرقاوي الذين مارسوا التمثيل بجثث الأمريكان الأربعة بعد قتلهم, تكفير الوهابيين للشيعة, التفجيرات في وسط المدينة لغرض القتل وترهيب المواطنين, الجثث الملقاة في الشوارع دون التعرف على هوياتها, المليشيات التي تقتل وتذبح دون رقيب, استغلال الوزارات لأغراض حزبية وشخصية, الحريق المفتعل في وزارة النفط لطمس الحقيقة, تقرير المفتش المختص بقضية تهريب النفط واتهامه المباشر بضلوع حكومة السيد الجعفري وقوى دينية حزبية, قطعة الأرض التي أهداها السيد الجعفري للسيد الحكيم في مدينة النجف وبسعر رمزي كما جاء في وثيقة مجلس الوزراء...
أخيرا لمن يريد المزيد فبإمكانه البحث بنفسه لمعرفة الحقيقة الكاملة. في عودة لمقدمة الموضوع, يظهر جليا لنا ما هي سياسة الاحزاب الدينية وكيف تتلون كي تصل الى السلطة ومن ثم تفعل ما يفوق أي دكتاتورية أخرى, ومن الشواهد الأخرى التي لم يتسنى للعديد من العراقيات والعراقيين التعرف عليها, الأمسية التي قدمها السيد كامل زومايا السجين السياسي في عهد الدكتاتور المقبور في غرفة ينابيع على برنامج البالتالك, للطريقة التي تعامل بها الإسلاميين مع الشيوعيين والأكراد بعد حرب الخليج الثانية, في سجن أبي غريب عندما أوكلت للسجناء السياسيين إدارة شؤنهم بنفسهم...
من هنا لا يوجد مبرر لأي من العراقيات والعراقيين الادعاء في قلة المعلومات أو أنهم لم يشاهدوا الحقيقة أو انشغالهم بالعيش ومصاعب الحياة, أو الواقع الأمني السيئ وتبعاته على قرار الفرد, أو الجري وراء ادعاءات رجال الدين بأن العلمانية كفر والحاد كما أطلقها الشهيد الصدر الأول, والذي يحيرنا هنا أن أي من رجال الدين والمرجعيات لم يحرم الحرب العراقية الإيرانية أو يفتي بتكفير حزب البعث ألصدامي ليومنا هذا؟؟؟
من لا يتعلم من المرة الأولى تذهب عليه الفرصة, ومن لا يتعلم من الثانية يفشل, وفي الثالثة يسقط, وفي الرابعة لا ينهض, وفي الخامسة تختلط الأمور لدرجة التعقيد, هكذا كلما فقدنا فرصة اتجهنا نحو الهاوية.[/b][/size] [/font]

159
المنبر السياسي / رحمة من العراق
« في: 00:59 28/04/2006  »
رحمة من العراق
ماجد فيادي

صادف أن سمعت هذه العبارة (رحمة من العراق) من قناة دبي الفضائية, فأثار انتباهي أن تأتي رحمة من العراق وهو الغريق في الاحتلال والإرهاب والمحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية, فأية رحمة ممكن أن تخرج من هذا البلد, الذي لم يعرف تاريخه القديم والحديث السلم والسلام, بالرغم من اسم عاصمته مدينة السلام.
رحمة هو اسم فتاة في مقتبل العمر, تحمل جمالا رائعا يميزها عن غيرها ابتسامتها الرقيقة, يضاف له حلاوة صوتها الذي أهلها للاشتراك في برنامج نجم الخليج, هذا البرنامج الذي تنظمه قناة دبي الفضائية, والذي تحتاج فيه المشتركة والمشترك الى تصويت المشاهدين للاستمرار وصولا الى الحلقة الأخيرة وإعلان الفائز.
نسمع يوميا ونقرئ الكوارث تلو الأخرى, تلك التي يمر بها العراق, هذه الكوارث صنيعة العراقيين من إرهابيين بعثيين ودكتاتوريين جدد ومصلحيين وطائفيين وقوميين ( هنا الحديث عن العراقيين فقط), كلهم يعيشون في العراق, يشربون ويأكلون ويتنفسون من مائه وخيراته وهوائه, لكنهم يردون الجميل بالقتل وفرض الرغبات وتجاوز حقوق الإنسان وزرع الطائفية والقومية بشكل بغيض بين بنات وأبناء الشعب العراقي, أما رحمة تلك الفتاة الرقيقة ذات الابتسامة الساحرة والشعر الأسود والطول الممشوق, فهي التي تعيش في الإمارات العربية, لم تنسى إنها عراقية وتدين لهذا البلد والمجتمع بأنها تنتمي له مهما بعدت المسافات وطال الفراق, هي غير عنصرية لأنها تغني لمطربين ومطربات عراقيين وخليجيين دون تميز, لكنها تحتفظ بانتمائها العراقي.
في الوقت الذي يبادر قادة العراق الجدد الى خنق الثقافة وتسفيه الرياضة وتحقير الفنانين وإغلاق دور السينما والمسرح وقتل الأساتذة والعلماء وضرب طلبة الجامعات والمعاهد وزرع المفخخات في الحرم الجامعي وإجبار الفنانات والفنانين على هجر العراق نتيجة الإرهاب والترهيب, تظهر رحمة على شاشة الفضائية لتقول للجميع ،، أنا من العراق،، بلد الشعر والفن والغناء والمسرح والعلماء, أنا رحمة من العراق, العراق الذي لم تمنعه النوائب من إنتاج الفنانين والمبدعين والعلماء.
لنصوت جميعا الى ،،رحمة من العراق،، ليس فقط لصوتها الجميل, ولكن لأنها تمثل العراق في زمن يفترق فيه العراقيين, لنصوت لرحمة من العراق لأنها صوت يقف في وجه من يريد قتل الفن والفنانين, لنصوت الى رحمة من العراق لأنها النموذج الذي نريد أن يمثل العراق, لنصوت الى رحمة من العراق لأنها المستقبل الذي لن تستطيع الغربان أن تسرقه.
,,رحمة من العراق,, اسم يبعث على التفاؤل, في زمن فيه المتفائلين مجانين يسيرون في الشوارع. [/b][/size] [/font] 

160
أيها العراقيين مولودكم ذئب ملثم
ماجد فيادي

بعد انتظار طويل تمخض الفيل العراقي ذئبا ملثم, وأعطوه اسما فضفاض هو الوحدة الوطنية, لا يستند هذا المولود على الطائفية كما يدعون, لكنه يمتلك رأس شيعيا وذراعيين سنيتين وساقين كرديتين, المولود ذكر لان العراقيين الجدد يعتبرون المرأة عار أو من الصف الثاني, أما العلمانية فهي الجنين الذي حلل المسلمون إجهاضه, استنادا الى الشريعة المحمدية, وكل من ينادي بحق هذا الجنين في الحياة تحل عليه أللعنة.

بعد أربعة اشهر وانتظار تخلله العديد من الضحايا, موتا , معوقين , بطالة , مرضى أو مهاجرين, لم يتنحى الجعفري عن منصبه الذي اختاره الله له, بل أعاد الترشيح الى قائمة الائتلاف العراقي(( الموحد)) كي يتم ((انتخاب)) المالكي رئيسا للوزراء, وهو الذي سماه رئيس الجمهورية بـ ( الاسم النضالي), كيف جرت الصفقة حول المناصب الرئاسية الثلاث.

بعد أن كان الاتفاق بين القوائم الثلاث ( الكردستانية والتوافق والعراقية) على العمل سوية في تحرير منصب رئيس الوزراء من قبضة السيد الجعفري, استغلت قائمة الائتلاف العراقي الموحد, عدم مصداقية قائمة التوافق العراقي وامتدادها الديني الطائفي كي تخرج القائمة العراقية من أي دور في الحكومة القادمة, وبما أن القائمة الكردستانية لا تستطيع تغير الواقع داخل البرلمان, ولأنها تبحث عن مخرج سريع فقد ضاع صوتها هنا, لتبقى القائمة العراقية وحيدة في الساحة وغير قادرة على تحقيق شيء, جرت الصفقة بطريقة دراماتيكية, فقد تصاعدت شدة الحدث, وعرضت الصفقة كما يلي:

بعد اقتناع السيد الجعفري بأن لاحظ له في رئاسة الوزراء, ولكي يوافق الائتلاف على هذا التنازل, بعد كل ما أشيعة من أن تنحي الجعفري يعني نهاية الائتلاف, صار الثمن إقصاء القائمة العراقية, الخطر الأكبر على الفكر الديني الطائفي, فوجدت قائمة التوافق العراقية, أن الفرصة مواتية لها في الحصول على منصب إضافي يجعلها ندا لقائمة الائتلاف العراقي, فهي تحصل الآن على مناصب تساوي مناصب الائتلاف في مقاعد الرئاسة الثلاث ونوابها, أما اتفاقاتها مع القائمة العراقية فيمكن الترحم عليها غير نادمين, كيف لا يكون هذا من قائمة متحدثها الرسمي ظافر العاني, الذي كان ليوم قريب بوق النظام البائد لقائده الضرورة صدام حسين, وإلا بماذا نفسر مسرحية الاعتراض من قائمة الائتلاف العراقي الموحد على طارق الهاشمي مرشحا لمنصب رئيس مجلس النواب, وقبولها ترشيحه نائبا لرئيس الجمهورية.

إن القائمتين ( الائتلاف العراقي الموحد وقائمة التوافق العراقية) تقتاتان على المد الطائفي الذي اخترعاه وغذياه كي يصلان الى مجلس النواب, أما الأساليب اللاشرعية التي استخدمتها القائمتين في الانتخابات الأخيرة, فهي دليل على النهج اللاديمقراطي لديهما, فالقتل وحرق المقرات والتهديد والإجبار واستغلال دور  العبادة, تجعلنا لا نستغرب من أي فعل تقوم به هاتين القائمتين.
الكل يعلم أن الأربعة سنوات لم يتبقى منها غير ثلاثة سنوات ونصف, هذا إذا تمكن السيد المالكي من تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن, والتحديات كبيرة, من إرهاب الى سوء خدمات الى فساد إداري وكره جماهيري بين الطائفتين الشيعية والسنية ( هذا حصاد زرع الاحزاب السياسية الطائفية) الى مراكز قوى داخل كل وزارة ودائرة حكومية, قوات الاحتلال ومطامعهم, والعديد من المشاكل التي لا حصر لها, ضيق الوقت وكثر المشاكل يعني للقائمتين أن احتمال تحسن الأوضاع غير وارد لما تبقى من عمر الحكومة القادمة, مما يعني لهما أن الحل هو الإبقاء على التنازع الطائفي كوسيلة يمكنهم في البقاء بالسلطة خلال الانتخابات القادمة, وهذا يعني أنهما ستعملان على إثارة المشاكل في أماكن تواجد الطرف الآخر قدر ما تستطيعان لإبقاء الطائفية شاخصة في أذهان الجماهير, وسوف يدعمان أية فرصة لتركيز وتقوية مراكز القوى إن كانت عبر المليشيات أو في دوائر الدولة, وسوف لن يسمحان الى أية فكر علماني بالظهور أو العمل مهما كانت النتائج وأين كانت الوسيلة, والبادرة كانت في إبعاد القائمة العراقية من المناصب الرئاسية الثلاث ونوابها.

على الجماهير العلمانية أن تعي جيدا أن فسحة الأمل تضيق, وإمكانية الحصول على فرص يقدمون أنفسهم من خلالها الى الجماهير صارت أقل, والمتربصين بالعلمانيين صاروا أقوى, ولا يمكن لأحد أن يتوقع ما شكل الاتفاقات التي ستجري بين الطائفيين ضد العلمانيين, هنا اذكر بحديث السيد علي الدباغ في أكثر من لقاء تلفزيوني حيث قال, أن الشيعة والسنة تجمعهم أشياء أكثر مما تجمعهم بالقوائم الأخرى, التجارب كلها تشير الى ضرورة تجاوز الخلافات بين العلمانيين من اجل خلق تيار قوي يؤمن بالتعددية واحترام حقوق الإنسان وتبادل السلطة سلميا واحترام الدستور على انه الحكم الفصل بين بنات وأبناء الشعب العراقي, وان تعمل القوى العلمانية على امتلاك فضائية تبث من خلالها الأفكار التقدمية أسوة بالدول المتقدمة, وإن التعددية في الاتجاهات والانتماءات الأيدلوجية فيه فائدة أكبر من مضاره, والابتعاد عن الاتهامات أو البحث عن حجج في الماضي يوفر فرصة للتضامن والوقوف بوجه الطائفية البغيضة, وأن يعمل النواب العلمانيين كمخبرين ينقلون كل شيء الى الجماهير العراقية, وان لا يترددوا في استغلال الكاميرة في جلسات مجلس النواب لفضح كل مسؤول مقصر أو مخالف للقانون, وإقامة لقاءات عامة يجري حمايتها بالمجهود الذاتي, والاستفادة من تواجد الوزراء أو وكلائهم من القائمة الكردستانية لكشف الخروقات القانونية في الوزارات, تكثيف التعاون مع الفضائيات العربية لتوصيل وجهات النظر وفضح المقصرين مهما كانت مناصبهم. باختصار يجب العمل بمجهود مضاعف من اجل إخراج العراق من التقاسمات الطائفية.

الطائفية هذا الذئب الملثم, يخفي أنيابه بواسطة العبارات المنمقة, لكنه يحتاج دائما الى ضحايا كي يستمر في العيش, واليوم وجبته المفضلة والملحة هم العلمانيين. [/b] [/size] [/font]                                             



161
حكومة الإنقاذ الوطني ,, مكاسب وإنذار بخسائر
ماجد فيادي

بعدما آلت اليه الأوضاع السياسية في العراق, من عدم اتفاق على أي من المناصب الرئاسية الثلاث ( رئيس الوزراء, رئيس الجمهورية, رئيس البرلمان) وبعد مرور ما يقارب ألأربعة اشهر من انتهاء الانتخابات العامة في البلاد, وما رافق ذلك من تردي للأوضاع الأمنية والاقتصادية والخدمية, وتفنن الإرهابيين في قتل المواطنة والمواطن العراقي, إضافة الى ظهور العديد من القوى السياسية على حقيقتها غير الوطنية ( فهي شخصيات وأحزاب جائعة للسلطة والقتل والسرقة), صار العديد من الشخصيات الثقافية العراقية الغيورة على مستقبل العراق تبحث عن الحل للخروج من ألازمة الراهنة, وطرح الحل على الجماهير للنقاش عبر وسائل الإعلام من صفحات انترنيت أو صحافة ورقية أو تصريحات عبر الفضائيات العراقية والعربية, ولعل ابرز هذه الحلول وأكثرها إثارة للنقاش هو حكومة الإنقاذ الوطني.

هذا الحل طرح من جانب واحد ألا وهو الايجابي, دون الكتابة أو الإشارة الى جانبه السلبي, وهذا يعد نقصا خطيرا في طرح الحلول, قد يكون السبب هو نفاذ صبر العراقيات والعراقيين على هذه الظروف الحقيرة التي يعيشونها عن قرب أو عن بعد, لكن هذا لا يعني القبول بحلول تأتي وتحمل معها كوارث جديدة, تدفعنا الى البحث عن حلول إضافية, نابعة عن ضغوط المشاكل الجديدة, لذلك رغبت في توجيه الأنظار الى سلبيات إقامة حكومة إنقاذ وطنية تنهي حالة الجمود السياسي الذي يعيشه العراق اليوم.

أصبح من الواضح لي أن قوات الاحتلال قد كثفت الحوار مع القوى التي تدعي تمثيل العرب السنة, من أجل استثمار الخلاف الذي تعيشه القوى التي تدعي تمثيل العرب الشيعة, لفرض حل حكومة الإنقاذ الوطني وتلافي تفاقم نفوذ العرب الشيعة في الوزارات الأمنية والسيادية, وعدم السماح لنفوذ إيراني في جنوب ووسط العراق, فالقوى الشيعية تريد إلحاق العراق بشكل أو آخر بالجارة المسلمة الشيعية ايران, بعدة وسائل مشروعة وغير مشروعة, وهذا من شأنه الأضرار بمصالح أميركا وبريطانية في العراق والمنطقة, لا كما يدعون خوفا على مصالح الشعب العراقي في الديمقراطية والسلام.

إن الذين يطرحون فكرة حكومة الإنقاذ الوطني, يتناسون مسائل مهمة أتطرق لها في هذا المقال ومنها

1. إلغاء جميع المكاسب التي تحققت خلال الثلاث سنوات الأخيرة بعد سقوط الدكتاتورية, التي كلفت الشعب العراقي الكثير من التضحيات بالدم والبطالة ونقص الخدمات. فقبول الشعب العراقي الاحتكام الى صناديق الاقتراع( مع اعتقادي بأنها خطوة مبكرة ومستعجلة ولم يعد لها بشكل جيد) كان خطوة حضارية استوعبها الشعب أكثر من القادة السياسيين أنفسهم, فمجرد أنك تذهب الى صندوق الاقتراع والاحتكام له يعني انك تخليت عن فكرة فرض الإرادة بالقوة, واليوم الذي نلغي به نتائج الانتخابات يعني تدريب الشعب العراقي على عدم جدوى الحلول السلمية, وعدم المشاركة بها في المستقبل لان النتائج يجب أن تكون مطابقة لرغبات المحتل ومن يواليه أو فئات معينة من الشعب .

2. لم يقدم العديد من أصحاب هذا الرأي أسماء حكومة ألإنقاذ الوطني باستثناء الدكتور احمد النعمان عندما استضافته غرفة ينابيع ( غرفة الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم الديمقراطيون على برنامج البال تولك عبر الانترنيت) لكن هذه الأسماء لاقت النقد من البعض والتشكيك بهم, ومن جانب آخر حظيت هذه الأسماء بالقبول من عدد من رواد الغرفة, مما يعني أن هذا الحل وبعد الاتفاق عليه ستكون الأسماء المرشحة للحكومة موضع خلاف لا يختلف عن الخلاف الدائر اليوم حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

3. العديد من أصحاب فكرة حكومة إنقاذ وطني نسوا, أن الوحيد القادر على تنفيذ هذه الفكرة هو قوات الاحتلال, وهذا يعني أن البديل يجب أن يخضع لرغبة المحتل, وبهذا تفقد الحكومة صفة الوطنية, لان عليها أن تكون تابع تنفذ ما يشار عليها فقط.

4. هذه الحكومة يجب أن تتحلى بنفوذ وقوة, تمكنها من تنفيذ مخططتها الأمنية, لكن أحدا لم يقدم فكرة عملية على ارض الواقع, تتوالم والولاءات التي يعيشها الشعب العراقي, فهل يعني هذا الاعتماد على قوات الاحتلال أو كما قال الدكتور احمد النعمان أن هذه الحكومة تحضي بدعم مجلس الأمن, الذي بدوره مختلف على سبل دعم الشعب العراقي, بسبب تضارب المصالح مع الأمريكان والبريطانيين, خاصة إذا ما نظرنا الى الانسحابات المتوالية من قبل حلفاء أميركا ورحيل قواتها من ارض العراق.

5. بالتأكيد سوف تتضرر العديد من القوى السياسية العراقي وخاصة ممن لديها مليشيات تأتمر بأمرها, إذا ما استبعدت عن هذه الحكومة, حينها سيكون أمام منفذي هذه الفكرة أم ضم هذه الأطراف الى حكومة الإنقاذ الوطني كما الحال في ترشيح السيد عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة, حينها نكون قد عدنا الى نفس الاحزاب ونفس الشخوص, أو إبعادها عن هذه الحكومة والدخول معها في حرب العصابات ونغرق البلد في دوامة الحرب الأهلية أكثر مما عليه الآن.

إن الدفع باتجاه حكومة إنقاذ وطني, لا يخلو من المخاطر, فالحلول السريعة والركون الى القوة, يعيدنا الى أربعة سنين الى الوراء عندما إعترض العديد من العراقيات والعراقيين على استخدام القوة في إسقاط الدكتاتور, وإهمال السبل السلمية, فكانت النتيجة الكوارث تلو الأخرى, قد يضحك بعض القراء من هذا الطرح والتشبيه لأنه يعتقد أن صدام لا يسقط إلا بالقوة, هنا لا أريد الدخول في نقاش له بداية وليس له نهاية, بل اكتفي بأننا نبحث عن حلول للخروج من مشاكل لم نكن نتوقعها يوما.

لست ممن يستبعد احتمال حكومة إنقاذ وطني, لكني احذر من مخاطرها التي يبتعد الكتاب والباحثين والسياسيين عن ذكرها, فمنهم من يبحث عن حل سريع ومنهم من يريد ذر الرماد في العيون ومنهم من ضاق ذرعا بالسياسيين العراقيين وهم لا يفكرون إلا بأنفسهم.[/b][/size][/font]

162
اللطم علاج سحري ,,, يعرفه العراقيون
ماجد فيادي

منذ طفولتي وأنا أشاهد  الأفلام المصرية, يتكرر مشهد لا يخفى على احد, عندما يغمى على احد الممثلات اللواتي تقمن بدور أرستقراطي, بسبب موقف صعب تعرضت له, فيكون المشهد الثاني, طبيب أنيق الملبس يقول ( هي بحاجة الى راحة, أنا اديتها موهدء وهي حتبقى كويسة) ثم يكمل الطبيب ( هي تعرضت لانهيار عصبي, وأي تذكير لها بالموضوع حيسيئ لحالتها). لكني لم أشاهد في فلم مصري, أن تعرضت (ولية) الى انهيار عصبي, واغلب الضن أن (الولية) المصرية لكثر ما عانت في حياتها قد تعودت النكبات والفقر, لهذا سمية( بالولية) فهي بدل أن تفقد الوعي وتضعف أمام الظروف الصعبة, تولول لتفرغ شحنات الغضب التي تنتابها.

أما العراقيون والعراقيات, فقد ابتكروا وسيلة أفضل لتفريغ الشحنات, فالولولة تنفع أناس خبروا السلم والسلام عبر تاريخهم, مثل الشعب المصري, لكن شعب مثل العراق لم يعرف الهدوء يوما, فهو أما غازي أو مغزي, يحتاج الى وسيلة أكثر إيلاما للجسد والنفس كي تكون فعالة, هذه الوسيلة هي,, اللطم ,, .

اللطم فيه من تعذيب النفس ما يجعل الإنسان يشعر بتأنيب الضمير الذي يتبعه الراحة النفسية نتيجة عقوبة النفس, والألم الناجم عن اللطم يسحب ألم الرأس الى الجسد وتحديدا منطقة اللطم, كما أن فعل اللطم يريح الفرد من التفكير لأنه سينشغل بألم الجسد الذي تركز في منطقة الصدر بالنسبة للرجال وفي منطقة الوجه بالنسبة للنساء بعد ساعات من انتهاء اللطم, ومن فوائد اللطم أنه يضع اللطامة في جانب البراءة فهو قد قدم للمشاهد دليل الندم عما فعله وما لم يفعله, كما انه بواسطة اللطم يتقدم اللطام الى المشاهد بصورة البطل الذي يتحمل الأذية ولا يسقط مغما عليه كما هو الحال في الأفلام المصرية.

في الحقيقة ما يتعرض له الشعب العراقي على يد الغريب والقريب, اكبر مما تتحمله الولية المصرية أو الكدع ابن الصعيد, فالدكتاتور الذي ما يزال يتبجح أمام أهل الضحايا, والاحتلال الذي لم ولن يرفع أثقاله عن أنفاسنا, ثم الاحزاب العراقية التي لم تتفق منذ سقوط الصنم الى يومنا هذا, والجعفري الذي فصل كرسي رئيس الوزراء على مقاسه تماما, ما خلق مشكلة في العثور على كرسي جديد لرئيس الوزراء البديل, مما جعله يجد سببا جديدا لتمسكه بمنصب رئيس الوزراء, النفط الذي سرقه الدكتاتور والنفقات التي دفعت لشراء أسلحة الحرب العراقية الإيرانية, الثروات التي أنفقت على التصنيع العسكري وسرقاته, الأموال التي حولت الى حساب مصاصي دماء الشعب العراقي مثل برزان التكريتي وغيره من أتباع الدكتاتور ممن يستغلون هذه الأموال في تعبئة الارهابيين الى العراق لقتل المواطنين, ثم اليوم ونحن نرى النفط يباع بالساعة الزمنية وليس بمقياس البرميل, فخطة وزارة النفط التي تخسر يوميا بهذه الطريقة ( 15 مليون دولار أمريكي) لا تقبل أن تصلح العدادات التي تكلف في مجموعها ( مليون دولار أمريكي فقط) والعذر ( مو مشكلة عدنا هوايا نفط ), ولا ننسى القتل الذي يجري في الشوارع يوميا, بالرغم من تصريحات السيد وزير الداخلية بأن الوضع مسيطر عليه, وهذه المليشيات التي لم نعد نعرف لمن تعود أهي للشيعة أم للسنة أم للأمريكان أم للشيطان القادم من حيث لا ندري.

إذن العراقيون محقين في إتباع اللطم وسيلة للتخفيف عن معاناتهم, لهذا قررت أن ادخل دورة أتعلم فيها اللطم, فهو علم يدرس في مدارس إيرانية تنتشر في مدن كربلاء والنجف والناصرية والكوت لمن يريد أن يتعلمه, وبامكان طالب اللطم أن يختار أفضل مدرسي اللطم الإيرانيين لأنهم أصحاب خبرة طويلة في هذا المجال, كما أنهم يدفعون مبالغ معينة للطلبة تعينهم في شراء معدات اللطم, ومن يدري قد يفتح في العراق سوق رائج لبيع الزناجيل ( سلسلة معدنية تستخدم في المواكب الحسينية لضرب النفس ) والقامات ( آلة جارحة أشبه بالسيف تستخدم في ضرب الرأس خلال المواكب الحسينية) فيكون اللطم وسيلة لتوفير فرص العمل للعديد من العاطلات والعاطلين.

لابد لي ولكل مواطنة ومواطن عراقي أن يشكر السيد الرئيس صدام حسين على الورث الدموي الذي تركه لنا, كما لا ننسى أن نشكر المحتلين الأمريكان على الديمقراطية التي يلقنونها بالقوة وبواسطة الدبابة, واشكر الزرقاويين على الضحايا المدنيين الذين يسقطون يومين باسم الدين, ومن المهم أن اشكر أزلام صدام على وفائهم للقائد الضرورة في قتل العراقيين, أما الاحزاب العراقية العائدة بعد سقوط الدكتاتور على يد قوات الاحتلال ومليشياتها المسالمة فكل الشكر لهم, لأنهم لا يريدون تشكيل حكومة ذات طابع دكتاتوري على غرار حكومة صدام حسين المنتخب من قبل الشعب بنسبة تسعة وتسعون بالمائة, اشكر كل هؤلاء لأنهم دفعوا العراقيات والعراقيين على تعلم اللطم.

بعد كل هذا وذاك ألا يحق للمواطنة والمواطن العراقي أن يلطم, بدل أن يغمى عليه فيأتي طبيب أنيق يعطيه حقنة مهدأ ويقول انه تعرض الى انهيار عصبي, حينها يتحول الى فلم مصري وتضيع (الصاية والصرماية).

ماجد فيادي[/b][/size][/font]


163
الكل يتحمل المسؤولية
ماجد فيادي
 
إنها التجربة الثانية, التي يمر بها الساسة العراقيون في تشكيل حكومة منتخبة, بعد الإطاحة بالنظام الدكتاتوري على يد قوات الاحتلال, يجري هذا في زمن قياسي لم يمر به شعب آخر على حد علمي. لو جرى هذا في بلد أوربي أو في أمريكا الشمالية أو في دول آسيا المتطورة ديمقراطيا, لكان عامل الخبرة حافزاً للاستفادة من الأخطاء السابقة, الحقيقة أن عامل الخبرة يصب لدى هذه الدول, في مجال الحرص على خدمة الناس,الحفاظ على الواقع الاقتصادي وتطويره, استغلال عامل الزمن, إضافة الى الالتزام بالتعهدات أمام الناخبة والناخب, وفي التاريخ تجارب لمن يريد أن يتعرف كيف تتفاهم الاحزاب في تشكيل الحكومات بأسرع وقت ممكن, مثال ذلك الحكومة الألمانية الحالية.
يعيش الشعب العراقي اليوم مشكلة ناجمة من المفهوم القسري للديمقراطية( إضافة الى الحل العسكري والاحتلال الذي مارسته أميركا وبريطانيا لتغيير النظام وإلغاء دور الشعب في التغيير), حيث تبدلت الديمقراطية من ممارسة اجتماعية متكاملة الجوانب الى مفهوم محدد بإطار آلية الانتخابات, ترتب عليه ظهور ممثلين عن الشعب, يفتقرون الى ابسط مفاهيم الديمقراطية, أو أنهم يصرحون علنا عدم اعترافهم بالديمقراطية.
إضافة الى آخرين كانوا بالأمس القريب احد أبواق النظام الدكتاتوري, تحولوا بقدرة قادر الى وطنيين يدافعون عن الديمقراطية المنتهكة على يد زعيمهم الروحاني صدام حسين, وهناك ممثلين عن الشعب ممن مارس الحرب الأهلية ضمن القومية الواحدة.
ولم يكن هناك أي شعار لهذه الحرب الأهلية سوى المصالح الحزبية الضيقة, آخرون وصلوا قبة البرلمان لأنهم ينتمون الى عشيرة كبيرة, وعدوا بتقديم الخدمات والامتيازات في حالة وصولهم الى السلطة, آخرون برزوا على الساحة لان الطرف الآخر خيب آمال الجماهير, وبسبب التصريحات الرنانة لبعض المرشحين, حصلوا على أصوات لم ولن يتمكنوا من تحقيق رغبة مصوتيهم.
وهناك أعضاء في الجمعية الوطنية حصلوا على أصوات بسبب طرحهم المتوازن أو بسبب تاريخهم المعروف, هذا الخليط من التوجهات وفي عجلة من الزمن أمام تحديات نابعة من رغبة في تعويض الماضي القاسي لهذه النخبة على يد الدكتاتور, أو إعادة ماضي لن يعود, آخرين يحلمون برسم مستقبل مستقل لممثليهم في عراق ضعيف يمكن استغلال ظرفه لفرض مشاريع مستقبلية في جوهرها مشروعة, لكن في استغلال الظرف هي سلوك لا إنساني.
آخرين يسعون الى الحصول على مناصب تمكنهم من خطف شيء مهما قل حجمة فهو في الحقيقة كبير(ثروات العراق ليس لها حدود), آخرين يسعون صادقين الى خلق عراق جديد تحترم فيه حقوق الإنسان وسط شعب تعود على انتهاك حقوق الآخر.
كثيرين يحملون قوات الاحتلال مسؤولية هذا الوضع الشاذ, وهم محقين, لكن لماذا ننسى تحمل المسؤولية, ألا يتحمل السيد السستاني مسؤولية الإصرار على إجراء الانتخابات في وضع غير سليم ولشعب لم يتعرف يوما على الديمقراطية.
ألا يتحمل السيد السستاني المسؤولية عندما رفض كل الأصوات الداعية لتأجيل الانتخابات لحين تشكيل جيش وشرطة ومؤسسات دولة, حتى انه هدد بإصدار فتوى تأجج الجماهير ويحثها على حمل السلاح ضد الاحتلال, وهو الذي لم ينبت ببنت شفة في عهد الدكتاتور.
ألا يتحمل الساسة العراقيون المسؤولية عندما يرفضون التعامل فيما بينهم للخروج من المشاكل السياسية, ألا يتحمل عدد كبير من بنات وأبناء الشعب العراقي المسؤولية عندما يلجئون الى الطائفية والقومية والعشائرية والحزبية الضيقة.
ألا يتحمل عدد من العشائر العراقية مسؤولية إيواء الارهابيين, ألا يتحمل الشعب العراقي المسؤولية عندما يجري خلف مخططات المحتل, ألا نتحمل المسؤولية عندما نرمي كل شيء على الآخر. من السهل في مكان أن احمل الآخرين الخطأ.
هذا بحد ذاته شعور مريح أن أكون دائما على صواب, لكنه لم ولن يوصلنا الى نتائج ايجابية, بل على العكس سنستمر في الأخطاء المرة تلو الأخرى وفي النهاية يتحول كل شيء الى خراب, ثم نسأل السؤال المعهود, لماذا الغرب أكثر تطوراً منا ولماذا هناك حيث الحضارة تحترم حقوق الإنسان؟؟؟
في عودة للواقع العراقي وعقدة تشكيل الحكومة الدائمة, فإن السيد الجعفري ليس العقدة الوحيدة, بل هي العقدة الآنية, والتي سيلحقها مشاكل أخرى لا تختلف من حيث الجوهر, اعني هنا, بعد الاتفاق على السيد الجعفري أو تغييره, ستأتي العقدة الثانية عدد المقاعد لكل قائمة تدخل الحكومة.
ثم من هم نواب رئيس الوزراء ورئيس الحكومة, ما هي صلاحيات رئيس الوزراء ورئيس الحكومة, ما هي الوزارات التي تأخذها القوائم (سادية وأخرى غير سادية), أسماء الوزراء, هنا اعتقد ستكون الجولة أكثر من ماراثونية, بعد تجاوز هذه المرحلة سوف تنتهي الجلسة الأولى والمفتوحة للجمعية الوطنية العراقية ( أطول جلسة لبرلمان في التاريخ).
المشكلة من وجهة نظري تكمن في الثقة المعدومة بين الأطراف السياسية الناجمة عن خبرة لدى أغلب الأطراف في انتهاك القانون وحقوق الإنسان, أما الادعاء في بناء العراق على أساس وطني, فهذا احتمال غير وارد لدى هذا البعض والذي يشكل الأغلبية, هذه الأغلبية نقلت المشكلة الى الشارع وبين الجماهير حتى صارت غول يهدد الجميع بالخطر الكبير, فالحرب الأهلية التي نعيشها اليوم في العراق,إنما نتاج كل الأطراف سابقة الذكر.
ومن يدعي أن الحرب الأهلية في العراق لم تقع بعد, أقول له إنك واحد من اثنين, أما جاهل وغبي, أو مستفيد من هذه الحرب, وأسأله بدوري, ماذا تقول عن ألام التي فقدت ابنها والزوجة التي أصبحت أرملة والبنت التي تيتمت والعاطلين عن العمل والنائمين بلا طعام والمرضى في المستشفيات والجهل الذي يعم المجتمع والمليشيات التي تجوب الشوارع مرة بزي الشرطة وأخرى بزي الجيش وثالثة بلباس اسود. 
اعتقد أن الحل يكمن في التخلي عن المليشيات التي لا عمل لها سوى تعميق الخلاف, الابتعاد عن الانتماء الى دول الاحتلال أو دول الجوار, قبول وجود الآخر شريك في عراق عرف التنوع منذ أقدم العصور, إلغاء فكرة إمكانية سحق الآخر أو إرهابه, التقدم للحوار بدون وضع خطوط حمراء, تشكيل الحكومة من القوائم الأربعة وفق برنامج يضمن حقوق كل الأطراف حتى التي لم تشارك في الحكومة, العمل بروح الجماعة وبشفافية, تعديل فقرات الدستور وديباجته, توزيع السلطات الى الحد المعقول, القبول بوجود لجان متابعة لأداء الوزراء وتقديمهم للتحقيق والشهادة أمام الجمعية الوطنية, تشجيع والتعاون مع العشائر العراقية في تسليم و تقفي أثر الارهابيين, تقديم الخدمات الأساسية بأسرع وقت, خلق فرص العمل للمواطنات والمواطنين, الاهتمام بأعمار المحافظات العراقية دون التمييز بين واحدة وأخرى, حل قضية كركوك على مراحل, أخيرا احترام الإنسان العراقي كونه إنسان.

ماجد فيادي[/b][/size][/font]


164
المنبر الحر / بيان استنكار
« في: 01:58 27/02/2006  »
بيان استنكار

قامت جماعة من الإرهابيين بتفجير مرقد الإمامين الهادي والعسكري (رض) في مدينة سامراء, قاصدين بفعلهم هذا زرع الفتنة الطائفية بين بنات وأبناء المجتمع الإسلامي العراقي, بعد أن فشلت كل مساعيهم في تعطيل سير العملية السياسية , التي بها يخرج الشعب العراقي من دائرة الاحتلال وآثار الدكتاتورية.

إن الصداميين والزرقاويين, لن يتوقفوا عن محاولاتهم في شق صفوف الشعب العراقي, عليه ندعو الجميع باللجوء الى الاحتماء بالوطنية العراقية, وعدم الجري وراء الفخاخ التي ينصبها لنا أعداء الحرية والديمقراطية والفدرالية, فكلما خطينا خطوة الى الأمام ندق مسمار في نعش أعداء السلام.

من هنا ندعو القوى السياسية العراقية الى التزام الحكمة وتوجيه الشعب العراقي الى اللحمة الوطنية, والتقدم نحو الآخر ممن يؤمن بالعمل السياسي السلمي, وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بأسرع وقت, لتفويت الفرصة على من يصطاد بالماء العكر.

تتوجه جمعية الطلبة العراقيين, الى الحكومة العراقية المنتهية ولايتها, وندعوها تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على الأمن ومتابعة الإرهابيين والصداميين والمجرمين, ممن تركهم الدكتاتور سائبيين في شوارع العراق, بعد حملة تبييض السجون العراقية قبل السقوط,.

 جمعية الطلبة العراقيين في المانيا الاتحادية
احد فروع اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية[/b][/size][/font]



165
الإمام الهادي (رض) ضمن دائرة الطائفية

ماجد فيادي

تطورت اللعبة, فصار لابد من تطور الوسائل, هكذا ببساطة لم يعد أي شيء في العراق بعيدا عن دائرة الخطر والاستباحة, حتى وإن كان الإمام الهادي (رض) نفسه. فاليوم ظهرت آخر تقليعة في الحرب الإرهابية ضد الشعب العراقي, والتي اشترك فيها العديد من الأطراف, تتمثل في استهداف مقدسات المسلمين, إن كانوا من الشيعة أو من السنة (للأسف أجد نفسي مجبر على استخدام هذا التقسيم المقيت).

حاورت أحد الأصدقاء عن سبب استهداف الإرهابيين مقدسات المسلمين, ولماذا لم يستهدفوا أشياء أخرى لها علاقة بالمجتمع العراقي, مثلا تفجير الجسور أو الوزارات أو مخازن التجار أو أو أو ....

كان الجواب, لأنهم يكرهون الشيعة ( صديقي من الطائفة الشيعية). واستمر الحوار الى ما لا نهاية كمـــا هي العادة ؟؟؟

لم أرى بداًََ من الإشارة الى أن الساسة العراقيون في عهد الدكتاتور صدام, والذين لحقهم بعد السقوط (هنا الحديث عن نسبة عالية منهم), طرف أساسي في تطور التدهور الأمني والاقتصادي والخدماتي والاجتماعي, فقد صعد هؤلاء من الخطاب والفعل الطائفي حتى صارت الطائفية وسيلة من وسائل صراع الشعب العراقي, كما دخلت الحكومة العراقية المنتهية ولايتها طرفا في هذه اللعبة الطائفية وفي مناسبات كثيرة.
هذه ليست اتهامات, بل هي أمور حدثت على ارض الواقع, على سبيل المثال, القوى السياسية التي اختطفت الصوت السني ومقاطعتها للعملية السياسية, محاولة منها في إبقاء الوضع تحت نظام الفوضى, دخول قوى بعثية في صفوف قوى الإسلام السياسي دون اعتراض من احد, السماح والتعاون مع التكفيريين الزرقاويين, محاولات الإسلام السياسي السني إدخال البعثيين الى دائرة القرار من جديد, فسح المجال من قبل الاسلام السياسي الشيعي لتدخلات ايران في القرار العراقي , الدفاع عن إيران وفي كل الأحوال, لجوء العديد من هذه القوى الى الحفاظ على مليشياتها وتوسيعها, مما جعل الطرف الآخر يمعن في تطوير قدراته القتالية, السكوت عن ممارسات كل طرف أو تحريض أتباعه في إظهار قوته واستخدامها ضد الآخر, تصعيد الخطاب الطائفي بمناسبة أو بدونها, غض الطرف عن المأساة التي يتعرض لها احد الطرفين إمعاناً في تعميق الانتماء الطائفي, دور وزارة الداخلية في انتهاكات حقوق الإنسان, وتعذيب المعتقلين وقتل البعض منهم دون تقديمهم الى محاكمة قانونية حسب الدستور, القائمة طويلة مما أدى الى نتائج أكثر بشاعة.

إن القوى السنية التي تدعي تمثيل بنات وأبناء الطائفة السنية, إنما تقتات على هذه الفكرة الطائفية, لأنها ببساطة, لم تأتي من واقع حقيقي, بل هي صنيعة حاجة سياسية تمثل مصالح أفراد كانوا بالأمس القريب يحكمون العراق بكل ما يحمل اسم العراق من معنا, وأتباع هذه الاحزاب عدد كبير منهم ينتمون الى حزب البعث ممن شملوا بقانون إجتثاث البعث, مما سهل المهمة على أحزاب الاسلام السياسي الشيعي في مهاجمة هؤلاء واتهامهم بكل ما يجري على ارض العراق من أعمال إرهابية, وهم بهذا فتحوا الباب لهذه الاحزاب السنية الحديثة في اكتساب تأييد الجماهير السنية باعتبارها الند الذي يقف أمام المد الشيعي, الذي لم يقدم من الضمانات والأداء والتصريحات, ما يطمئن السنة على مستقبلهم في العراق بعد سقوط الدكتاتور (علما أن السنة لم تكن في يوم بمنأى عن ظلم صدام).

أما الاحزاب الشيعية فهي عاجزة عن تقديم برنامج تلتزم به وتخرج عن دائرة التبعية للجارة المسلمة ايران, وما تحالف هذه الاحزاب في الانتخابات الأولى والثانية, إنما دليل على استنادها على الفكرة الطائفية, دون تقديم برنامج يخدم المجتمع ويكسبون من خلاله الأصوات, ولو قارنا قرار رفع أسعار المحروقات بعد الانتخابات مباشرة, لوجدنا إن قادة هذه القائمة ابعد ما يكون عن خدمة الشعب العراقي.

ولتصريح السيد السستاني في خروج بنات وأبناء الشيعة بالتظاهرات وعدم المساس بالجوامع السنية, إنما ينطوي على اتهام مبطن للطائفة السنية بالقيام بهذا العمل, ولا افهم أين ذهبت حكمة السيد السستاني فيما لو دعا الى خروج التظاهرات لكل المسلمات والمسلمين, احتجاجا على هذا العمل الإرهابي وتوحيد كلمة المسلمين بتفويت الفرصة على الإرهابيين في تحقيق أهدافهم الرذيلة, هذا التصريح وبهذه اللغة يشعل نار الطائفية بين العراقيين ويحرق الأخضر مع اليابس, ويأخذ أبرياء بذنب المجرمين.

تصر بعض القوى في الغلو بهذه السياسة, عندما تعمل على إلغاء التوجهات غير الطائفية من المجتمع العراقي, وتسعا الى تقسيم المجتمع الى كيانات حسب مصالحها السياسية, فقد صرح العديد من ممثلي قائمة الائتلاف العراقي الموحد خطوطها الحمراء على القائمة العراقية, ووصفها بأنها لا تمثل مكون عراقي, معتبرين مكونات الشعب العراقي هي الشيعة والسنة والكرد, استنادا الى مكونات القوائم الفائزة الأولى بالوصول الى الجمعية الوطنية واعني بها قائمة الشيعة ( هي لا تحوي غير الشيعة) قائمة السنة ( هي لا تحوي غير السنة) قائمة الكورد ( هي لا تحوي غير الكورد).
أما القائمة العراقية فهي خليط من بنات وأبناء الشعب العراقي الذين لا يحق لهم الدخول في الحكومة لأنهم غير طائفيين أو قوميين. وفي مكان ثاني فقد سكتت الحكومة العراقية المنتهية ولايتها عن أعمال العنف التي ارتكبت ضد مواطنين عراقيين بالقتل وحرق مقراتهم لأنهم ببساطة ينتمون الى القائمة العراقية. إن الرغبة في سحق القائمة العراقية نابع من نفس الهدف الذي تصعد من اجله الطائفية, وهو الوصول والانفراد بالسلطة لتحقيق مكاسب فئوية وشخصية ضيقة لا تمت بصلة الى الشعب العراقي بشكل عام.

إن التجربة التي تقدمها القائمة العراقية تنطوي على قدرة العراقيات والعراقيين في العمل المشترك وتقديم نموذج عراقي ناجح, يسكت كل الأصوات الطائفية والقومية التي تدعي تقسيم العراق الى مكونات طائفية وقومية, من هنا جاءت الرغبة في إبعاد القائمة العراقية لكي يستمر النزاع الطائفي والذي في حقيقته المغذي الوحيد لبعض القوى التي لا تريد للعراق الخير.

هذه السلوكيات وغيرها لن تصل بالعراق الى بر الأمان, ولن تبني بلدا مزقته الدكتاتورية والحروب, بل ستؤدي الى المزيد من التفنن في انتهاك حقوق الإنسان, وتدهور مستمر في تقديم الخدمات وتوفير فرص العمل, واستمرار بقاء قوات الاحتلال الى فترة أطول, وهجرة العقول العراقية الى بلدان المهجر لتستغل بأبخس الأجور, أو تركن لتتحول مع الزمن الى كفاءات وخبرات سابقة عفا عليها الزمن (كما هو حال صاحب المقال).

إن الحل يكمن في تقديم أعمال, تطمئن الطرف الآخر, وتشكيل حكومة متعددة الأطراف, تضمن للعراقيات والعراقيين عدم إبعاد أطراف لحساب أطراف أخرى, ونكران للذات, يتبعه قبول بواقع, أما يستمر بسفك دماء العراقيين, أو العمل المشترك للوقوف بوجه الإرهاب والإرهابيين, والابتعاد عن لغة الإقصاء.

إن لم يكن للعقل والبصيرة مكان في العراق, فالغد سيشهد فنون أخرى وأكثر تأثيراًَ في إرهاب الشعب العراقي واهانة كل ما من شأنه تعميق الخلافات الطائفية والقومية.[/b][/size][/font]

166
أطول مسرحية يقدمها إسلامويون
ماجد فيادي
 
 أقولها صراحة, خوفاً على مقاطعة تجارتي المزمع إقامتها, وخوفا على غلق مكاتب شركتي التي انوي فتحها في العراق, وحرصا على علاقتي الوثيقة مع رجال الدين النافذين في مجال التجارة والسياسة, الذي احلم في دخوله, أعلن على الجميع, ومن موقف صادق خالي من أية نفاق اجتماعي وسياسي وعقائدي, رفضي لما قامت به الصحيفة الدنماركية من نشر رسوم تسيء الى النبي محمد (ص) والى مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.

لكن لي موقف من كل ما تقوم به الجماهير المسلمة وبتحريض من رجال الدين, بالتظاهر وممارسة العنف تجاه مصالح الشعب الدنماركي, المرتبطة بشكل وثيق مع مصالح الشعوب الإسلامية وخاصة العربية, موقفي هو الرفض لهذه الأفعال, التي إذا ما قورنت مع أحداث أخرى مرت بها الشعوب المسلمة, لما وجدنا اختلاف بالإهانة الموجهة لهم. لكي أكون دقيقا في طرحي, يجب أن أقدم أمثلة على ما ادعي, ففي تعاليم الدين الإسلامي يستشهد الإنسان من اجل ثلاث

الأول :. الدين

الثاني :. العرض

الثالث :. المال

إن ارض المسلمين مستباحة من قبل العديد من الدول, مثل فلسطين والجولان ومزارع شبعا والجزر الإماراتية الثلاث والاهواز في إيران  وجزيرة ليلى المغربية, يا الله هل لي أن استمر بالتذكير بأرضنا المستباحة ؟؟؟

كلنا يعرف المثل المصري الذي يقول (( أرضك عرضك )),هذا يدعوني للسؤال؟؟؟ ألا ينتفض المسلمين لهذه الأرض المنتهكة من قبل القريب والغريب, ألا يعرق جبين علماء المسلمين لهذه ألأراضي المنتهكة, ألم يخجل علماء المسلمين عندما شرعوا بفتوى لدخول جيوش الفرنجة الى ارض العراق, أيام غزو صدام للأرض الكويت, عندما فتحوا ارض نجد والحجاز, الأرض المقدسة لدى المسلمين, أمام الجيوش الأمريكية والفرنسية والبريطانية وغيرها, ألا يخجل علماء المسلمين عندما تكبر إسرائيل يومياً مقابل استمرار فلسطين بالصغر, ألا تعلمون أن أفغانستان تحولت الى قاعدة أمريكية, ألا تخجلون من كل هذا ؟؟؟

إن أموال المسلمين لا تختلف في وضعها عن أرضهم, فالبترول يسرق كل يوم من العراق والكويت والسعودية وباقي دول الخليج, ألا يعرق جبينكم لهذا ؟؟؟

كانت إيران ترى في الاتحاد السوفيتي السابق دولة كفر والحاد, لكنها لم تتوقف في شراء السلاح منها لقتال المسلمين في العراق, إيران التي ترى في الولايات المتحدة الأمريكية الشيطان الأكبر, اشترت السلاح منها لقتل المسلمين العراقيين المغلوبين على أمرهم تحت قيادة الدكتاتور صدام, ألا يعد هذا عار على المسلمين؟؟؟

إسرائيل المحتلة لأرض المسلمين والمسيحيين من العرب, لا يزال علمها يرفرف في عدد من الدول العربية, ألا يستدعي هذا أن تثأروا لكرامتكم, وتنزلوه ؟؟؟

سبق وأهين القرآن الكريم من قبل الأمريكان وهم يحققون مع سجناء كونتا نامو, لماذا لم تقاطعوا البضاعة الأمريكية, واعني شبكة الانترنيت والأقمار الاصطناعية وصناعة السيارات وصناعة النفط والحبوب المستوردة والالكترونيات ؟؟؟

سبق وأن أهين القرآن الكريم في سجون إسرائيل, لماذا لم تنتفضوا أيها المسلمون؟؟؟

أنا اعلم أن الدين الإسلامي يؤمن بكل الأنبياء, وبالرغم من وجود الملايين من المسلمين ممن يطلع على مواقع الانترنيت, ومنهم من شاهد الصور والأفلام التي تسيء الى النبي عيسى عليه السلام, لكن هذا لم يحرك فيكم ساكناً, أتراكم تنكرتم له, أم أنكم أغمضتم عيونكم, فلا عين ترى ولا جبهة تعرق؟؟؟

أليس علماء المسلمين الذين يقودون ويحرضون على التظاهرات غير السلمية, هم من حلل قتل المسلمين العراقيين على يد الإرهابيين الزرقاويين؟؟؟

إن مطالبة علماء المسلمين للشعب الدنماركي والنرويجي في الاعتذار, أنما ينطوي على أهداف سياسية واقتصادية شخصية لا تمت بصلة لكرامة الرسول (ص) أو مصالح المسلمين وكرامتهم. أقول هذا لان علماء المسلمين ورجال الدين تحولوا بقدرة قادر الى طبقة تتحكم بالعباد لمصالح شخصية, فهي تسكت عن انتهاك كرامة الإسلام والمسلمين, وتنطق عندما تستوجب مصالحها ذلك.
ففي الحرب العراقية الايرانية لم نسمع من علماء المسلمين أن هذه الحرب فيها إنهاك لقوى المسلمين, وإهدار لثرواتهم البشرية والمادية, وسفك لدمائهم التي حرم الله سفكها, فلا فتوة خرجت, ولا من يدعي العلم اخرج التظاهرات في سبيل وقف هذه الحرب.

في الدين الإسلامي يحرم محاسبة الإنسان على النية, أو محاسبة إنسان على عمل لم يقم به, ولا افهم كيف يطالب علماء المسلمين الشعب الدنماركي والنرويجي بتقديم الاعتذار على فعل قام به فرد مستهتر, لا افهم لماذا يحرق العلم الدنماركي والنرويجي وهو رمز مقدس لدى الشعب الدنماركي والنرويجي, في الوقت الذي يعترض فيه الاسلامويون على إهانة مقدساتهم, من المستفيد من إغلاق مشاريع دنماركية في البلدان العربية يعتاش منها العديد من العوائل المسلمة.
لا افهم كيف يستمر العديد من المسلمين اللاجئين في الدنمارك والنروج في اخذ المساعدات الاجتماعية, لا افهم الحملة التي قام بها العرب المسلمون, والاحتجاجات التي انطلقت من علماء المسلمين ضد الممارسات العنصرية التي قام بها الشعب الأمريكي, ضد المسلمين الأمريكان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر, لا افهم كيف طالب علماء المسلمين التميز بين المواطن العربي المسلم البريء وبين من قام بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر أو التفجيرات التي قام بها الإرهابيين في لندن أو أسبانيا, لا افهم لماذا تناسيتم الآن التمييز بين المذنب والبريء.

أنا احذر من استمرار إثارة النزعات العنفية بين صفوف الجماهير لأنها سوف تستغل مستقبلا في تكفير ومحاربة كل من يحاول نقد الإسلام السياسي, بحجة الإساءة الى الإسلام وهم من الإسلام براء, سوف يستغل هذا الحدث لإسكات كل الأقلام المتنورة, التي تطرح مفاهيم متوازنة, بعيدة عن العنف والتعصب. إذا استمر هذا الفعل من التظاهرات اللاسلمية, فسنشهد قتل لعدد ممن يرفض الرضوخ لرجال الدين, بحجة الحفاظ على الإسلام.

أنا أدعو المسلمات والمسلمين, الى التفكير بكل ما تقدم, حفاظاً على الدين الإسلامي وكرامة المسلمين.

ماجد فيادي[/b][/size][/font]

167
الأستاذ جاسم المطير ...الأمنيات وحدها لا تكفي


ماجد فيادي

 

·       ملاحظة :

الأسئلة كثيرة والدعاء طويل  وقد اعتادت ألسنتنا أن تصمت 364 يوما في السنة الواحدة  أمام الله والحكومة إلا في  يوم رأس السنة الميلادية حيث يقول كل منا إلى الآخر : عام سعيد .. وأتمنى .. أتمنى لك وللناس أجمعين .. !!

ثم يأتي العام الجديد أسوء من قبله إذا ما ظل  الشعب صامتا  ..!

 

بهذه العبارة ينهي الأستاذ جاسم المطير احد مساميره التي لم تعد توغز من يلبس جلد الدب. وللأسف جلد الدب صار بديلا للزي العراقي , أي أن الزي الجديد للمواطنة والمواطن العراقي من أبسطهم الى أثقفهم الى اغلب قادتهم صار مصنوعا من جلد الدب. ما يميز جلد الدب أنه سميك, ولا تأثر به لسعات النحل, من هنا اختارت العراقيات والعراقيين جلد الدب بديلا للزي العراقي, فقد أثبتت الانتخابات الأخيرة أن سلوك الحكومة المؤقتة بقيادة السيد الجعفري لم تأثر بجلد الدب, وتصل الى جلد العراقيات والعراقيين لتلسعهم وتنبههم الى المستقبل المظلم الذي يتجه له العراق. ما جرى أن انتخبت العراقيات والعراقيين طائفتهم وقوميتهم, ولم ينتخبوا مصلحتهم, كما أن القيادات لم تغير من سياساتها, بل بالعكس أوغلت في زرع الطائفية والقومية والحزبية والمناطقية والكثير من الصفات البعثية ( لمن لا يصدق عليه أن يزور العراق ), هكذا حصن العراقيات والعراقيين أنفسهم من لسعات النحل وهم يأكلون عسل سقوط الدكتاتور, إنهم لا يروا تراجع الوضع الأمني بالرغم من الموت اليومي على يد الإرهابيين, إنهم لا يشعروا بسوء الخدمات, إنهم لا يفتقدوا احترام حقوق الإنسان, إنهم لا يغشوا تقسيم العراق, إنهم لا يفهموا أن السياسة لا تؤمن بالأصدقاء بل تؤمن بالمصالح, إنهم لا يريدوا أن يفهموا أن العلمانية لا تعني إلغاء الدين أو زواج الرجل من الرجل, إنهم مصرين على انتخاب الطائفية والقومية والتعامل مع الآخر بلغة السلاح.

إن التغيير لن يأتي بالأماني, ما دام القادة مصرين على الطائفية والقومية والمحاصصة والتزوير وقتل الآخر إن استوجب الأمر, إن التغيير ليس حبة أسبرين نتناولها فتذهب آلامنا, التغيير ليس وصفة طبيب يكتبها ونشتريها من الصيدلية, التغيير ليس رغبة جامدة, التغيير لن يأتي على يد شعب طائفي.

التغيير كما افهمه :.

الانتقال من واقع يعيشه أغلبية, الى رفض أو انتقاد من قبل الأقلية, ثم النضال من اجل نشر واقع جديد, عبر العديد من الوسائل, حتى تصبح الأغلبية أقلية والأقلية أغلبية, وليس من الضروري أن يكون الواقع الجديد مطابق لما دعا له الأقلية في البداية, لان التغيير يمر بمراحل تطور تؤدي الى نتائج قد تتطابق أو تختلف مع الصورة الأولى التي دعي لها في بداية التغيير.

للأسف الأقلية في العراق ممن تدعو الى الوحدة الوطنية ونبذ العنف ورفض الطائفية والقومية تعاني من حرب لا إنسانية, يباح بها كل الوسائل التي استخدمها الدكتاتور صدام, فمن عانى بالأمس من ظلم الدكتاتورية, أصبح اليوم يمارس الظلم عبر السلطة الجديدة التي يتحلى بها, من مليشيات الى مراكز حكومية الى سلطة دينية, أما من لا يمتلك مصادر القوة صار يتمسح بأهل القوة الجدد ويعطيهم صوته ويزيد في غيهم.

(((إذن العراق يعاني من أغلبية ساحقة على حد تعبير السيد الحكيم, وأقلية صغيرة جداً يسهل سحقها)))

من هنا اصل الى أن التغيير لن يأتي إذا ما أصر القادة والجماهير على السير قدما في سياستهم الحالية, إذا لم تتوقف الجماهير والقادة عن ارتداء جلد الدب, إذا لم تتوقف الجماهير من أكل عسل سقوط النظام, إذا لم تستمع الجماهير الى الأصوات الأخرى, إذا لم نفهم معنى العلمانية, إذا لم نتعلم لغة الحوار, إذا لم ندرس الديمقراطية, إذا لم ننظر الى دول العالم الأول, إذا لم نفهم الشراكة الوطنية, إذا لم نتقبل الآخر كما هو, إذا لم ننسى دروس الدكتاتورية, إذا لم نتصالح مع أنفسنا.

لن أنكر على العراقيات والعراقيين حق ألاماني, لأني أتمنى أيضا, لكن ألاماني تحتاج الى العمل.

عفوا أستاذ جاسم المطير لست المعني بما كتبت أعلاه, لكنك فتحت الجروح.   

168
المنبر السياسي / للبيت رب يحميه
« في: 11:30 03/01/2006  »
للبيت رب يحميه


ماجد فيادي

 

عندما شرع الحبشي في غزو مكة, كانت أسبابه اقتصادية, فقد كان يرى في مكة مركز تجاري لا تعود فوائده اليه, وحلل الحالة أن مكة فيها الكعبة بيت الله الحرام, والمكيون يستغلون حج الناس لبيت الله في الترويج لتجارتهم, فبنى بيت آخر في الحبشة كي تحج الناس له ويبني تجارته عليه ومن ثم يسيطر على المنطقة كلها عبر سيطرته على التجارة والدين معاً. إنها نظرة قديمة لسلطة الدين على الشعوب, سبقت في التعامل معها كل ما قاله ماركس وما لفق على لسانه من ترهات, فقد كان الصراع الطبقي من خلال الدين حاضراً عبر العصور, كان الدين ولا يزال وسيلة من الوسائل في الصراع الطبقي شأنه شأن الوسائل الأخرى, من سلطة رب العمل  الى سيد القوم والعشيرة الى استخدام الشعراء والقصاصين الى الأعلام  ... والقائمة تطول, إن دور رجل الدين في الصراع الطبقي قديم قدم البشرية وتطورها, فقد كان رجل الدين في فترة خادم لطبقة الأغنياء على حساب الفقراء, وفي مرة أخرى قائدا لطبقة الفقراء ضد الأغنياء, وفي أخرى تحول الى طبقة تسحق الفقراء وتقود الأغنياء. الأمثلة معروفة عبر تاريخ البشرية فالحالة الأولى نراها تتجلى في عهد الدكتاتوريات, اقرب مثال الحملة الإيمانية التي قادها صدام في العراق لتغطية أعماله الشريرة وإضافة مسحة دينية تمنع البسطاء من الوقوف ضدها, كما وجد في الدين ملجئ أمين يدفع الناس له ويبقيهم في دائرة انتظار الفرج من عند الله ولا يحاولون الى فعل شيء, هنا برز عدد من رجال الدين الذين يبررون لصدام أفعاله ويضفون عليها مباركتهم, أما الحالة الثانية نجدها في مشاركة رجال الدين في التحريض وحمل السلاح ضد الاستعمار والدكتاتوريات وهذا تجلى في الدول العربية بشكل واضح أيام الاستعمار, الحالة الثالثة تكمن في تحول رجال الدين الى طبقة الأغنياء من خلال دعم الفقراء لهم, فالفقراء ساندوا رجال الدين أملا في الخلاص من ظلم طبقة الأغنياء, وقدموا لهم التأييد والمال والزكاة والخمس والتبرعات, هذا واضح في عهد محاكم التفتيش في أوربا و عهد الدولة العثمانية وفي الدولة الإيرانية الإسلامية.

هذه المقدمة جاءت بناء على قرار دولة السعودية حاضنة بيت الله الحرام ومسقط رأس النبي محمد (ص) في صناعة الكساء الجديد للكعبة, الذي كلف المسلمين عشرين مليون ريال سعودي ( لا أعلم كم يساوي باليورو أو الدولار لأني أخاف هذه الأرقام المليونية, مثلما أخاف التظاهرات المليونية) وهذا حسب الخبر. سألت نفسي ما الهدف من تجديد كساء الكعبة ؟؟؟ هل هو كما قاله مراسل القناة الفضائية, أن للكساء منظر الرهبة والخشوع على المسلمين عندما يشاهدوه, أم هو دور سياسي تمارسه سلطة طبقة رجال الدين على المسلمين لضمان استمرار ولائهم, أم هو واجب ديني على المسلمين القيام به, أم هو محاولة للحفاظ على بيت الله من عوامل المناخ التي يتعرض له, أم هو رمز ديني يجب إبرازه بشكل يعظم من مكانة الدين لدى البشر, أم هناك أسباب اجهلها أنا العبد الفقير.

ما أعرفه منذ وعيت على الحياة أن للبيت رب يحميه, يحميه من الغزو والعواصف والأمطار والسيول والهزات الأرضية, وما طيور الأبابيل إلا شكل من أشكال حماية الله لبيته, وفي زاوية من ذاكرتي لم اعد أتذكر مصدرها ومفادها, عندما أريد بناء الكعبة من جديد وسحبت بعض أساساته, عادت هذه الاساسات الى مكانها لوحدها رافضة ترك مكانها مهما حاول البشر. إذن لا خوف على بيت الله ما دام هو الذي يحميه, وفي شكله ( بيت الله) الحالي بحجره القديم هو البيت الذي ارتضاه الله له, هذا من جانب, اضافة الى قيمته التاريخية كبناء يحمل عمر يضرب في القدم, وهذه قيمة حقيقية للكعبة, أما الكساء فهو لا يخلو من قيمة تاريخية أيضا. إذا تغير الكساء ينطوي على أسباب سياسية أكثر منه دينية, وهذا فيه فائدة اقتصادية وسلطوية تعود على رجال الدين, وتحكمهم بالمسلمين الحاجين لبيت الله الحرام من كل العالم , اضافة الى الاستمرار في قيادة الفقراء والأغنياء على حد سواء من خلال طبقة رجال الدين, رأي هذا جاء من المقارنة بين حاجة بيت الله الى كساء جديد, وحاجة الملايين من الفقراء في العالم للمساعدة والعون, ملايين تعاني من سوء التغذية والكوارث الطبيعية من جفاف الى تسو نامي الى إيدز الى حكومات دكتاتورية الى بطالة الى ....... القائمة طويلة.

لماذا تصرف السعودية على كساء الكعبة عشرون مليون ريال سعودي وفيها من الفقراء من هم بحاجة للمساعدة, لماذا نفقت إيران الملايين على بناء مرقد فخم للإمام الخميني وفيها من الفقراء والمدمنين على المخدرات من هم بحاجة الى المساعدة, لماذا قدمت دول تعاني الفقر المدقع مثل باكستان والهند وإيران الأموال الطائلة والهدايا الفخمة لمراقد ألائمة كطلاء قبب المراقد بالذهب وتزينها بالثريات وما الى ذالك, لماذا يصر رجال الدين والأغنياء على إضفاء شكل مهيب لمراقد الأمة والحسينيات والجوامع والكنائس, إذا ما علمنا أن ألائمة عاشوا وماتوا في حالة زهد وفقر ومساندة الفقراء, وإذا ما نظر ناظر الى مرقد الإمام موسى الكاظم(رض) أو الإمام الرضا (رض) أو مرقد الإمام عبد القادر الكيلان وقرأ تاريخهم سيجدهم غرباء عن هذه المراقد الفخمة والمغطاة بالذهب.

إنه صراع الطبقات, إنه الاستخدام اللاشرعي لوسائل الصراع, إنه استخدام أموال الفقراء في زيادة فقرهم, انه صناعة للطبقات, انه استعباد للبشرية.

بكساء بيت الله الجديد لن نظفي على الله عز وجل صفة الجمال أو نحميه من البرد والحر, بطلاء قبب ألائمة بالذهب لن نغير من تاريخهم الإنساني ونضالهم من اجل الفقراء, ببناء الكنائس العملاقة لن نجعل المسيح عليه السلام ارفع شأنا, وفي بناء مرقد الإمام الخميني بشكله الحالي لن نجعل منه قائداً لثورة الفقراء في إيران. بهذا وذلك لن نحل مشاكل الفقراء ولن ننشر السلام ولن نقلل من مضار الكوارث الطبيعية ولن نرفع الحس الإنساني ولن نوفر فرص العمل للعاطلين ولن نقضي على الإيدز ولن نوفر المياه لمناطق الجفاف ولن نوفر الأنظمة الديمقراطية ولن نصبح مؤمنين يرمينا الله بعين الرضا.

يسكن رجال الدين اليوم في قصور عالية تحيط بها الحراسات كما كانت تحيط بصدام وهتلر وموسوليني وبوش وتوني بلير وشارون وستالين. رجال الدين اليوم يهتمون بالبناء أكثر من اهتمامهم بالبشر, وهم يضيفون على أنفسهم الهيبة والرهبة في قلوب الفقراء إمعاناً في زيادة نفوذهم. إن الفقر والمرض والكوارث في كل مكان, ولن يصعب على احد في إيجاد الفقراء لتقديم المساعدة لهم, المساعدة لا تكون ببناء الجوامع والكنائس والحسينيات ولن تكون بوصول رجال الدين الى السلطة ولن تكون بأن تعود طبقة رجال الدين تحكم البلاد, المساعدة تكون في مد يد العون وتقليل الفقر وتوفير فرص العمل وزيادة الحريات وغياب انتهاكات حقوق الإنسان وتكفير الآخر.

يقول أبو الفقراء الغني بأخلاقه والغني عن التعريف

لو كان الفقر رجلا لقتلته .                                   



169
هذه أخلاق الشيوعيين ... فهل من منازل


ماجد فيادي

 

لست منزعجاً من وجود أفكار تتعارض مع أفكاري, ولست اعمل على جعل كل من اعرفهم, يتبنون الأفكار التي احملها, ولست متردداً في خوض النقاشات مع الآخرين, على أساس إنهم الآخر, ولست مدعيا بامتلاك الحقيقة الكاملة, ولست مؤمنأً بالعنف وسيلة, لكنني خائف, وخوفي يدفعني ويحفزني على العمل, خائف على مستقبل العراق, ليس من تعدد التوجهات فيه, بل من الوسائل التي ينتهجها الآخر.

اليوم قرأت افتتاحية جريدة طريق الشعب ( الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ) حول مواقف قناة الجزيرة الفضائية, والتي استفزت بها مشاعر الشعب العراقي, عندما استضافة شخصية عراقية تهجمت على شخص السيد السستاني, المرجع الشيعي الأعلى, فقد اعتبر الشيوعيين العراقيين, أن الجزيرة تنتهك وتسيء الى مشاعر الشعب العراقي منذ عهد الدكتاتور المخلوع, وإنهم لا يوافقون على الإساءة للشخوص الوطنية والدينية العراقية. ربطت هذا الموقف بتاريخ الحدث فوجدته جاء بعد أيام, والسبب أن الجريدة ( طريق الشعب) قد توقفت عن الصدور أيام الانتخابات لأسباب تتعلق بمنع التجول, فهل كان الشيوعيون العراقيين مجبرين على هذا التصريح ؟؟؟

إن الذي تجاوز على المرجعية الدينية من خلال برنامج الجزيرة لم يكن شيوعياً, وكان من الممكن تجاهل الحدث, أو السكوت عنه نكاية بمن قام بحرق المقر, لكن ما حدث, أن عبر الشيوعيين العراقيين عن أخلاقهم, في رفض استخدام العبارات الغير أخلاقية تجاه الآخر, وطريقتهم في التعامل مع الأخر, ولأنهم لا يلجئون الى تسقيط الآخر عبر السباب والشتيمة والاتهامات الكاذبة, إنهم ببساطة ينبذون العنف والسقوط الخلقي, ولأنهم يريدون التعبير عن مكنونهم الخلقي.

من خلال النقاشات الكثيرة صرت اعرف كيف تأتي الردود, ولسان حال البعض يقول, أن الشيوعيين قد خافوا مما حدث من حرق للمقر وقتل لرفيقين ومضايقات لا تحصى ولا تعد, فسارعوا الى إصدار هذا التصريح, لكن الحقيقة هي ابعد من هذا بكثير, وهؤلاء لا ينظرون ابعد من تحت أقدامهم, فقد سبق للحزب الشيوعي العراقي أن أصدر بيانات مشابهة, عندما مورست عملية إرهابية ضد الشهيد محمد باقر الحكيم, وكذلك صدر بيان استنكاري عندما وقعت حادثة جسر الأئمة, وكذلك بيانات ترفض تعريض الشعب العراقي للعقوبات الجماعية على يد القوات الأمريكية, عندما تعرضت مدينة الفلوجة للاحتلال من قبل الإرهابيين, كما لا ننسى تاريخ الحزب الطويل في الدفاع عن حقوق الشعب العراقي ونضاله ضد الدكتاتورية, فهل تريدون شواهد أكثر من هذه على أخلاق الشيوعيين ومواقفهم تجاه الأخر؟ ( هناك الكثير من الشواهد لمن يريد معرفتها أن يراجع تاريخ الحزب الشيوعي العراقي)

 

لليوم وبعد مرور فترة على اغتيال الشيوعيين ( خلال الحملة الانتخابية وبعدها) لم يصدر بيان من بعض القوى تستنكر فيه ما تعرضوا له من قتل وإرهاب وحرق للمقرات, علما إنها تدعي الديمقراطية, وتستخدم آلياتها في الوصول الى السلطة. هذا السكوت يحيرني, ويجعلني استفهم, لماذا السكوت, هل هو رضاً عما جرى؟ هل كان بتحريض من هذه القوى ؟ هل هو تبني لسياسة عنفية؟ هل هو خزين ثقافي لم تسنح له الظروف بالظهور؟ هل هو الخطاب العراقي الجديد ؟

ليكن أين مما ذكرت, فالنتيجة هو تعبير عن أخلاق الساكت, ولنا في تاريخنا شواهد, فلو أخذنا الرسول محمد(ص) نموذجا,ً نراه إن كلامه حكمة وسكوته حكمة, كيف هذا؟؟؟ عندما كان الرسول (ص) يرى عملا منكراً كان ينبه له ويحث المسلمين على تجنبه, فكان كلامه حكمة, وعندما يرى عملا صالحا كان يسكت, فيفهم المسلمين أنهم يقومون بعمل صالح, لم اعلم في التاريخ أن الرسول محمد (ص) قد عامل أحدا بالعنف قبل أن يمد له يد السلم, وقد كانت رسالته وتحيته ( السلام), ومن يشاركه العمل السياسي يعطيه الأمان.

أتسائل هنا أين هذه القوى التي تدعي الإسلام من أخلاق الرسول (ص) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

صادف اليوم أن قرأت أيضا حلقة من ذكريات الأستاذ جاسم الحلوائي بعنوان ( القمع الوحشي) وهو يستذكر ما أناب الشيوعيين من اعتداء على يد البعثيين أيام الجبهة الوطنية, وقارنته بما يصيبنا اليوم على يد الإرهاب الجديد الذي تدعمه قوات الشرطة العراقية والجارة إيران المسلمة والشقيقة سوريا, إن هذا يعيدنا الى المربع الأول, ما علاقة الحزب الشيوعي العراقي بضيف برنامج الاتجاه المعاكس المدعو فاضل الربيعي, كي يجري هذا الهجوم على مقره في الناصرية, وما علاقة هذا السكوت لبعض القوى السياسية العراقية على هذا الفعل الجبان, ولماذا تجري هذه الأحداث في أماكن معينة دون أخرى , كل هذا يضع علامات استفهام تشير الى مستقبل مخيف, يبرر مخاوفي التي ذهبت إليها.

أقولها بكل ثقة, إن الشعوب تتجه الى نبذ العنف, والسعي الى السلام, والعيش في وفاق مع الثقافات الأخرى, لكن القيادات السياسية تصنع المتطرفين والمتشددين بمختلف الاتجاهات, بالعكس من رغبات الشعوب, لأنها تتحكم بمصائرهم, وتريد الاستمرار بهذا التحكم, خدمة لمصالح طبقية, تعمل على إبقائها وإلهاء الشعوب بها, وشغلهم عن الانتباه الى المستقبل الذي تسوقهم اليه.

وأقولها بثقة اكبر, لقد اظهر الشيوعيون العراقيون أخلاقهم, منذ سقوط الدكتاتور الى يومنا هذا, أقول هذا لأن  الدكتاتورية منعتنا سابقاً من إظهار حقيقتنا, وعملت القوى القومية الشوفينية والإسلام السياسي على تشويه صورتنا في أعين العراقيين, وهم يعملون حتى هذا اليوم على تشويه الصورة, لا لشيء إلا لأنهم خائفين من أخلاقنا وأهدافنا وأساليبنا.

وأقولها بملء الفم هذه أخلاقنا ... فهل من منازل     

  [/b]

170

الديمقراطية .. آلياتها .. والإسلام السياسي
[/size]
 
عقارب الساعة تمر على الدقائق والساعات, وها نحن نقترب من أهم استحقاق انتخابي يخوضه الشعب العراقي, يتمثل بتاريخ 15/12/2005, فهل يعي العراقيون كيف التعامل مع الزمن. إن التقدم والسباق بين الشعوب يقاس بالزمن, فلا مقياس للثقافة أو المادة أو السلاح إلا وقورن بالزمن, فنقول مثلاً أن العراق متأخر مئة عام عن العالم المتحضر. اليوم يمر على سقوط الدكتاتورية سنتان وثمانية اشهر, جربنا خلالها القوى الشعبية لحماية المدن, خاصة بعد سقوط الدكتاتور مباشرةً, وجربنا مجلس الحكم, والحكومة المؤقتة, والحكومة الانتقالية, جربنا الحوار والحرب الأهلية, جربنا القوى التي دخلت العملية السياسية والتي لم تدخل, جربنا وجربنا خلال فترة قصيرة ما جربته شعوب خلال سنين طويلة, فهل نضع خبرتنا التي اكتسبناها سابقا في الانتخابات القادمة, ونحترم الزمن, كمقياس للتقدم, وننظر الى الوراء لنقوم المستقبل؟؟؟

أتناول اليوم قوى الإسلام السياسي, وتجربته في حكم العراق, من خلال حكومة السيد الجعفري, وسلوكها في التعامل مع الديمقراطية وآلياتها.

وصلت هذه الحكومة الى سدة الحكم عبر الانتخابات, والانتخابات لا تعني الديمقراطية, فهي احد آلياتها, كما لها آليات خاصة بها, على من يقبل بالانتخابات أن يتبعها, مثل التنافس الشريف عدم اللجوء الى استخدام العنف عدم تجاوز القانون, وما الى ذلك من آليات توفر للمواطنة والمواطن حرية الاختيار, وإبعادهم عن الإرهاب الجسدي والفكري, حتى يكون قرارهم مبني على قناعة ذاتية, توصلهم في لحظة الانتخاب الى وضع علامة الصح في المكان المناسب.

ما جرى على الساحة العراقية, بعد سقوط الدكتاتورية, أن عادت القوى السياسية الى الساحة, وعبرت عن نفسها بعدة وسائل, منها قانوني ومنها غير( .... ), وبما أن الحديث عن الإسلام السياسي, فقد أعلنت هذه القوى عدم إيمانها بالديمقراطية, لأنها مستوردة وغير موجودة في القرآن الكريم, وبعد أن تفاجئت برفض العراقيات والعراقيين لهذا المنطق الذي عانوا منه على يد الدكتاتور, عادت هذه القوى وتلونت بالديمقراطية كي تصل الى اكبر عدد من الجماهير, وكي تكون مقنعة باستخدامها لآليات الديمقراطية, فهل نحن أمام قوى ديمقراطية أم قوى ( .... ) ؟؟؟

جربت قوى الإسلام السياسي في عدد من الدول, وسنأخذ الحكومة الإيرانية كتجربة حية لأنها تحكم بلد جار, وهم على نفس مذهب حكومة السيد الجعفري. التجربة تقول, إن أحزاب إسلامية إيرانية في بداية الثورة تعاملت مع عدد من القوى مثل حزب تودة ( على سبيل المثال لا الحصر), وبعد أن تم لها ما تريد, وعبر نضال مشترك مع قوى أخرى, تمثل نفسها وفكرها وطموح جماهيرها, جاء الدور على الشريك في الإطاحة به وعبر آليات الديمقراطية. كيف جرى هذا؟؟؟

بعد أن تمكنت من الوصول الى السلطة ( قوى الإسلام السياسي) انتشرت في الوزارات التي تتعلق بأمن البلد مثل الدفاع والداخلية وشكلت المخابرات على عقيدة إسلامية ترتبط بالمرشد الديني الأعلى للثورة الإسلامية, وتأخذ تعليماتها من أحزابها مباشرةً, و مارست عملية التصفية الجسدية للقوى السياسية الأخرى, وأدخلت البلد في حرب مع الجارة العراق ( مع إن صدام كان البادئ لكن هذا لا يعني عدم استخدام العقل في إبعاد الدمار عن البلاد), وفي ضل الدفاع عن البلد مورست آليات إبعاد القوى السياسية بالتكفير والخيانة والفساد الإداري, هذا الإسلام السياسي لا يزال يصر على استخدام آليات الديمقراطية في تداول السلطة بالرغم من غياب المنافس العلماني لهم.

 قوى الإسلام السياسي في إيران حاربت الطلبة ونزعتهم التحررية, حاربت العلمانيين, حاربت العرب في الأهواز, حاربت الكرد في كردستان إيران, حاربت كل من يخرج عن توجيهات المرشد الأعلى, واليوم تحارب خارج الحدود, في لبنان من خلال حزب الله, وفي العراق من خلال المخابرات الإيرانية والغطاء الذي توفره لها بعض الاحزاب الشيعية, وتحارب في شؤون ليست من اختصاصها مثل نكران محرقة الهلكوست.

اليوم وقد ثبت بالأدلة والتحقيقات, أن حكومة الجعفري ومن خلال وزارة الداخلية تمارس أعمال لا تمت للديمقراطية بشيء, وهي التي وصلت للسلطة بآليات الديمقراطية ( حق التنظيم الحزبي والصحافة والانتخابات... الخ), فالتقرير الذي صدر عن فضيحة ملجئ الجادرية يشير الى تدخل إيراني, وموافقة وزارة الداخلية, وتستر من قبل رئيس الوزراء في محاولة منع نشر التقرير, ممارسة رئاسة الوزراء التهديد باستخدام القوة تجاه القوائم المنافسة, مثل قائمة حركة المجتمع الديمقراطي, السكوت عن ممارسة الإرهاب تجاه قوائم أخرى, مثل مقتل شيوعيان في مدينة الثورة وشاب يلصق بوسترات للقائمة العراقية الوطنية في البصرة, وأحداث أخرى من نفس النوع, نشر الطائفية من خلال فصل بنات وأبناء السنة من دوائر الدولة, تعذيب وقتل معتقلين بدون تقديمهم الى العدالة( حتى وان كانوا إرهابيين), رفض تعيين عدد كبير من المفصولين السياسيين ممن ينتمون الى أحزاب سياسية أخرى .... الخ

هذه السلوكيات لم يكن بمقدور قوى الإسلام السياسي ممارستها بدون آليات الديمقراطية, وهي لا تنوي التخلي عن هذه الآليات, لأنها وسيلتها في الظهور الى الجماهير والمجتمع الدولي, وهي جواز السفر الذي يسمح لها ممارسة كل انتهاكات حقوق الإنسان, دون التعرض للمحاسبة الفعالة, كما إنها ( قوى الإسلام السياسي) تستخدم آليات أخرى في توسيع انتشارها مثل منضمات المجتمع المدني, كالصحافة والجمعيات و الاتحادات والنقابات والأحزاب, في الوقت التي تحارب به منضمات المجتمع المدني التي لا تواليها. بالديمقراطية وعبر المسؤولين في الوزارات تعيق الحكومة تنفيذ برنامج بناء العراق, لأسباب من المفروض أن تحلها بنفسها, فمدن الجنوب التي تحضي بالأمان, ليس فيها خدمات أفضل من مدن غرب العراق, لكن الفساد الإداري الذي تمارسه الحكومة, وإتباع مبدأ المحاصصة والمحسوبية والطائفية والتحزب والمناطقية, هو المسؤول عن تأخر وصول الخدمات وتوفير فرص العمل وتقليص أعداد البطالة. إذن عبر آليات الديمقراطية والوصول الى السلطة, تمارس قوى الإسلام السياسي إفراغ الديمقراطية من محتواها.

 مشكلة الديمقراطية إنها تحتاج الى وعي وثقافة عالية, تأتي بتقديم برامج منفتحة على كل بنات وأبناء الشعب, دون تمييز, هي حالة بناء مستمر لا تتوقف عند حد معين, وهي تحتاج الى نكران ألذات, وتقديم الآخر, بالاعتراف به والعمل معه, وفسح المجال للأفكار الجديدة, مادامت تعمل بأساليب سلمية, وهذا ما تفتقر له قوى الإسلام السياسي.

إن اخطر ما تمارسه قوى الإسلام السياسي هو تحويل الدين الى هدف, بدل استخدامه وسيلة لخدمة المجتمع, مستغلة بعض ما يرد في القرآن, من آيات كريمة, وتحريف معانيها, خدمة لمصالح سياسية واقتصادية ضيقة, تتجه بالعراق نحوه انتهاكات حقوق الإنسان وتضيق الحريات وسوء الخدمات وارتفاع البطالة وانتشار الإرهاب وتوسع دائرة الحرب الأهلية, مما يعني عودة الدكتاتورية من جديد.

لقد عانى العراق من المركزية الشديدة على يد الدكتاتور صدام, وقوى الإسلام السياسي تعيدنا الى المركزية من جديد عبر إلغاء الآخر ( بالإرهاب الجسدي والفكري), وتركيز القرار بيد المرجع الديني, إذن قوى الإسلام السياسي لا تؤمن بالديمقراطية بل هي تستخدم آلياتها, وشتان ما بين الاثنين.

بعد ظهور نتائج الانتخابات الأولى, ادعت قوى الإسلام السياسي, أن الديمقراطية هي حكم الأغلبية, ومن حقهم حكم العراق استناداً الى الديمقراطية, فجاء إبعاد القوى العلمانية والديمقراطية والليبرالية من الحكومة الانتقالية, لأنها تحضي بأصوات الأغلبية من العراقيات والعراقيين, وهذا يعني جهلها بالديمقراطية, لان هذا المبدأ قد تطور منذ قرن من الزمان, وأصبحت الديمقراطية, حكم الأغلبية والتوافق مع الأقلية في إدارة شؤون البلاد.

 فهل ستعيدنا قوى الإسلام السياسي مئة عام الى الوراء, كي ندخل بالتجارب الإنسانية من جديد لنصل الى ما وصلت إليه اليوم؟؟؟

بحسبة بسيطة, نحن متأخرين عن العالم المتحضر مئة عام, والإسلام السياسي يعيدنا الى الوراء مئة عام من التجارب الإنسانية, يعني إننا نتخلف عن العالم مائتي عام, ولو أضفنا التطور السريع لتقدم العالم سنجد نفسنا نقف أربع مئة عام عن العالم الآن.

فهل من يستطيع إيقاف عقارب الساعة كي نلحق بالعالم؟

الجواب :. لا, لكننا نستطيع أن نختصر الزمن, بأن نستفاد من تجارب الآخرين ونضيفها الى تجاربنا.

 
ماجد فيادي
[/font] [/b]



171
إجابات بشواهد على انضمام الشيوعيين الى القائمة العراقية الوطنية


أصبح مناسباً أن نعود الى المقالات والأحاديث, التي دارت حول القائمة العراقية الوطنية, من تشكيكات واتهامات واعتراضات, تمثلت بدخول الحزب الشيوعي العراقي طرفاً في هذه القائمة, استناداً الى التطورات التي جرت على الساحة العراقية, وتاريخ طويل للقوى المتحالفة تحت لواء القائمة, وظروف تشكيلها والأسباب التي دعت إليها, هذا بالرغم من المقابلات الصحفية والتلفزيونية التي سلطت الضوء عليها من قبل شخصيات رئيسية في القائمة.

من أشد الاعتراضات التي وجهت الى الحزب الشيوعي العراقي في دخوله القائمة 731 هو التحالف مع الدكتور أياد علاوي, الاعتراض تمثل في كونه بعثي ويحاول إعادة البعث من جديد الى السلطة.

هذه النقطة تحديدا تجعلنا نتساءل من هو ألبعثي, ولماذا يمقته العراقيين, وما هي أفعاله التي جعلتنا نتنكر للعراقيين من أتباع حزب البعث ؟؟؟

أنا افهم ألبعثي, هو القاتل, والسارق, وكاتب التقارير التي تؤدي الى إزهاق روح بريئة, هو الوصولي والمستفيد من العلاقات الشخصية, هو الحاصل على وظيفة لا يستحقها, هو من يمارس التعذيب في السجون, هو من يعتقل المواطنات والمواطنين بدون مذكرة من قاضي, هو من يحرم العراقيات العراقيين من التمتع بثروات البلد, هو من يثير النعرات الطائفية من اجل مصالح ضيقة لا تمت بصلة للدين, هو من يمارس تغييب للكفاءات العراقية في ميادين العمل, هو من يستخدم إعلام الدولة لمصالح شخصية, هو من يرتمي بأحضان جهة خارجية, كي تدعمه وصولا لمصالح فئة معينة دون العراقيين جميعا, باختصار هو من يرتكب انتهاكات حقوق الإنسان تلبية لرغبات لا إنسانية.

في البدأ, من استنكر على الشيوعيين الدخول في هذا التحالف نوعان, ألاول حريص على الحزب, وفي معظمهم ممن تعرضوا الى ظلم الدكتاتورية, فأصبح هذا محركهم الأساس, مبتعدين عن النظرة الشاملة للأوضاع الجديدة, راغبين في الوصول الى عراق نموذجي, لا يمكن تحقيقه في ضل الظروف الحالية, الثاني هم متربصون للحزب وراغبين في توجيه التهم له بمناسبة وبدونها,  مستعدين لتلفيق الأكاذيب, في كل الأوقات, وهم من مختلف التوجهات السياسية والاديولوجيات والعقائد الدينية.

إن النوع الثاني يركزون على كون علاوي يمثل حزب البعث, وهم بهذا يرمون الى أهداف أساسية, هي إبعاد الجماهير العراقية عن التعرف على برنامج القائمة, والتستر على مخالفاتهم للقانون, وانتهاكهم لحقوق الإنسان, ويعتمدون مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع, عليه أُعيد الكرة الى ملعب هؤلاء عسى أن تخرج القارئة والقارئ بشيء مفيد.

المعترضين من النوع الثاني بدورهم ينقسمون الى أقسام, منهم البعثيين الذين لا يريدون للشيوعيين أن يؤثروا في مستقبل العراق, والبعثيين لا حاجة لنا بالدخول في نقاش معهم لأنهم لا يؤمنون بالنقاش, ما لم يعترفوا بانتهاكاتهم لحقوق الإنسان.   

ومنهم نوع يلجئ الى كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية خلال فترة الانتخابات, معتقدين تشويه صورة الأخر يصب في مصلحتهم ويوصلهم الى قبة البرلمان, هؤلاء يتناسون في لحظات حرجة, من تطور المجتمع العراقي نحو الديمقراطية وعبر آلياتها, أنهم يؤسسون الى تفريغ الديمقراطية من محتواها, ويجعلون من الأكاذيب والغش, وسيلة مشروعة, أرى إنها ستنقلب عليهم قريبا, ونتائجها ستكون وخيمة على المجتمع العراقي, لان عود الديمقراطي ما زال طرياً للغاية, وكل صدمة يتعرض لها , تأخر تحقيق الديمقراطية, أو بالتأكيد ستحرف المسار الطبيعي لها, وتعيدنا الى النظام الدكتاتوري, وسيكون هؤلاء مساهمين فعالين في تخريب المجتمع.

أما قوى الإسلام السياسي, فهي التي تحمل لواء التشويه والتضليل والاتهام ضد القائمة العراقية الوطنية, والشيوعيين تحديداً, لأنها ترى فيها المنافس الأشد بين القوائم الأخرى على مستوى إقليم وادي الرافدين, لذلك هي تعمل بكل ما تمتلك من وسائل لغرض حرف المواطنات والمواطنين من التصويت للقائمة.عليه أعود الى السؤال الأول من هو ألبعثي, ومن تنطبق عليه تلك المواصفات التي أراها بعثية؟؟؟

 لقد مارست قوى الإسلام السياسي السلطة, عبر حكومة الدكتور إبراهيم الجعفري, وشاهدنا أدائها الذي أوصل العراق الى تراجع كبير في الخدمات والأمن وفرص العمل, اضافة الى تنامي الطائفية, واتساع مساحة الحرب الأهلية, وعودة الى انتهاكات حقوق الإنسان, وتناقص ثقة الجماهير بالعملية السياسية. أمثلتي على ذلك, الحكومة الطائفية القومية التي شكلها رئيس الوزراء, إبعاده لكل القوى الوطنية المعتدلة والعلمانية والديمقراطية واللبرالية والمستقلين, غياب أصحاب الكفاءة, اعتماد مبدأ المحاصصة والطائفية في اختيار الوزراء والسفراء, انتهاكات لحقوق الإنسان (ممارسة تعذيب واختيال العراقيين, فمعتقل العامرية هو البداية التي خرجت للأعلام, لكناها لم تكن البداية في التعذيب والقتل, الذي يمارس من قوى تحسب على وزارة الداخلية, فها هي الأخبار الواردة تشير الى وجود معتقلات أخرى في تل عفر, تمارس فيه التعذيب والقتل تجاه المعتقلين, هناك خمسة وعشرين عراقي اعتقلوا من قبل قوات الشرطة العراقية في بغداد منطقة الإسكان, وجدوا مقتولين في العراء بالقرب من الحدود الإيرانية, اعتراف وزير الداخلية بتعذيب سبعة معتقلين في معتقل الجادرية), من ممارسات حكومة الجعفري, سكوتها على محافظ البصرة, الذي أوقف تصدير النفط ليوم واحد, متحديا الحكومة ومكلف العراقيين خسائر بالملايين, تعيين العديد من منتسبي أحزاب قائمة الائتلاف العراقي الموحد في دوائر الدولة بدون كفاءة, وعلى حساب مواطنات ومواطنين عراقيين هم أحق بهذه الوظائف (هذا باعتراف السيد نائب الرئيس عادل عبد المهدي في احد مقابلاته في قناة الفيحاء الفضائية), إهمال متعمد لعدد من المفصولين السياسيين ممن لا ينتمون للائتلاف العراقي الموحد. إصرار قوى الإسلام السياسي في شكل حكومة الجعفري على تطبيق قانون رقم 137 الصادر من مجلس الحكم, والهادف لفصل المجتمع العراقي على أساس طائفي (اليوم وزير التربية يقرر فصل الهيئة التدريسية في المدارس والمعاهد, على أساس الجنس, ولا اعلم هل سيفصل مصعد العمارات واحد للنساء وآخر للرجال, الحمد لله إن الكهرباء منقطعة في العراق وألا طبق هكذا قرار على غرار تطبيقه في إيران), حرص حكومة الجعفري على إبقاء مبدأ إجتثاث البعث شاخصا كي تعتمده وسيلة لفصل المواطنات والمواطنين وتعيين آخرين تابعين لهم في المؤسسات الحكومية, أو استخدامه ذريعة ضد كل من يختلف معهم سياسياً لتصفيته, سأنتقل بسرعة في عرض بعض الحقائق منها ما أصاب طلبة البصرة على يد قوات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, القتال بين مليشيات شيعية لأغراض السيطرة على المدن, تضييع الوقت في تشكيل الحكومة, قتل السنة بحجة الإرهاب ( مع الاعتراف بدور الكثير من القتلة باستهداف بنات وأبناء الطائفة الشيعية لغرض إعلان حرب أهلية), عقد شراء البنزين من إيران بمبلغ 200 مليون دولار شهرياً, علما أن البنزين الإيراني سيء النوع وكلف العراقيين تبعية تصليح السيارات نتيجة التضرر منه, التجديد لقوات الاحتلال مدة إضافية دون الرجوع الى الجمعية الوطنية, التحارب مع رئيس الجمهورية حول مخلفات الدكتاتور ( احد قصور الشعب كما سماها صدام).

 عزيزاتي أعزائي القراء,,, القائمة تطول لاكني اطرح السؤال التالي   

ماذا تعد بنظركم هذه الأفعال وعلى من تنسب, وهل فيها صفات بعثية أم لا ؟؟؟

 

اليوم قتل اثنان من أعضاء الحزب الشيوعي العراقي, واحتلت إذاعة الديوانية, من قبل ما يسمى بالشرطة العراقية, وأمور ستكشف لاحقاً, ألا يدفع هذا الشيوعيين أخذ الحذر من قوى الإسلام السياسي, ألا يدفعنا هذا للتحالف والوصول الى قبة البرلمان بوزن اكبر من السابق, كي ندافع عن حقوق المواطنات والمواطنين.

أنا انظر الى  القائمة العراقية الوطنية كما يلي

1. الشيوعيين تحالفوا مع عدد من القوائم والأحزاب على برنامج انتخابي يلبي طموح الشعب العراقي للمرحلة الآنية.

2. الدكتور أياد علاوي يمثل حركة الوفاق ولا يمثل نفسه.

3. التحالف مسعى دعا له الشيوعيين منذ الانتخابات الأولى.

4. التقارب في برامج المتحالفين, وقدرتهم على التوافق من اجل مصلحة الشعب العراقي.

5. المتحالفين يمثلون أغلب أطياف الشعب العراقي.

6. مهمة تعديل عدد من فقرات الدستور, والذي يتطلب تواجد قوي للديمقراطيين واللبراليين والعلمانيين في الجمعية الوطنية.

7. غياب الديمقراطيين واللبراليين والعلمانيين من حكومة الدكتور الجعفري, واعني من بنات وأبناء إقليم وادي الرافدين.

8. سبق للدكتور أياد علاوي, أن سلم السلطة سلميا, بعد نتائج الانتخابات الى السيد إبراهيم الجعفري.

9. التعلم من التجربة السابقة, عندما فقد الديمقراطيين والعلمانيين واللبراليين 400 ألف صوت نتيجة تبعثرهم وانتقالها الى القوائم الفائزة الأخرى. ترتب عليه غيابهم عن الحكومة الانتقالية, وعن لجنة كتابة الدستور.

10. الابتعاد عن الصفة الطائفية والقومية التي تحملها القوائم الأخرى والتي تعبر عن مصالح ضيقة.

11. سبق وأن تعاونت القوى المنطوية تحت لواء القائمة العراقية الوطنية في فترة النضال ضد الدكتاتورية.

12. هذا التحالف ليس ابدي, ويمكن الخروج عنه وقت دعت الحاجة.

 

اذكر إن السيد الجعفري عندما أراد تشكيل حكومته الانتقالية, وبعد تعرضه الى تلكؤ مع القائمة الكردستانية, لجئ الى قائمة أياد علاوي للتحاور وضمها الى الحكومة, لكن مسعاه لم ينجح, لأسباب لسنا بصددها الآن, والسؤال, لو وافق أياد علاوي حينها الانضمام الى الحكومة الانتقالية, كان سيكون وطنياً وغير بعثيا؟؟؟

 

                                                                              ماجد فيادي



172
بيان مشترك حول قرار وزير التربية العراقي

تدعو جمعيتي الطلبة العراقيين في المانيا الاتحادية والأطباء العراقيين في المانيا الاتحادية, بنات وأبناء الشعب العراقي على الاحتجاج والاعتصام لرفض قرار وزير التربية في حكومة الجعفري, بفصل الجنسين في الكادر ألتدريسي والخدمي للمدارس والمعاهد العراقية.

إن هذا القرار يعد انتهاك لحقوق الإنسان, فهو يميز بين المواطنات والمواطنين على أساس الجنس, ويدعو الى فصل الجنسين في المؤسسات العراقية, ويمهد الى تمادي في فرض هيمنة دينية متشددة على مرافق الحياة العراقية, ويبتعد عن تجارب المجتمعات المتطورة, كما انه يقلل من الفائدة المترتبة على التواصل بين الجنسين لتبادل الخبرات, ويقلل من التعارف بين الجنسين على أساس معرفة الآخر والتعامل معه وقبوله على ما خلق عليه.

هكذا قرارات تخلق عقد اجتماعية ناجمة من منع المواطنات والمواطنين من التعارف احدهم على الآخر, ويقلل من تربية المجتمع العراقي في تقبل الآخر على أساس التنوع في الجنس والفكر والعقيدة والدين, ويخلق مجتمع متخلف من حيث العلاقات الاجتماعية.

إن هذا القرار, لا يبتعد في مضمونه عن قرار مجلس الحكم رقم 137 والهادف الى فصل المجتمع العراقي على أساس طائفي, واليوم تطور لفصل المجتمع العراقي على أساس جنسي, وفي المستقبل سنشهد فصل على أسس أخرى أكثر خطورة, فان وقفنا اليوم مكتوفي الأيدي خسرنا مستقبل العراق.

جمعية الطلبة العراقيين                                                جمعية الأطباء العراقيين

  في المانيا الاتحادية                                                      في المانيا الاتحادية[/b] [/size][/font]   

173
من يقتل الشيوعيين
ماجد فيادي

لكل جريمة شفرات تحل خيوطها, ولجريمة قتل الشيوعيان في مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة بالعاصمة بغداد, شفرات يمكن تعقبها منطقياً, للتعرف على القاتل والمخطط, فمنذ سقوط النظام الدكتاتوري على يد قوات الاحتلال, لم تشهد مدينة الثورة, أي نشاط منظم للإرهابيين البعثيين وعابري الحدود تحت اسم أو تنظيم من هذا القبيل, بل كانت ولا تزال أعمال العنف تدور تحت لواء جيش المهدي وقوات فيلق بدر, مرة ضد قوات الاحتلال وأخرى فيما بينها.
وإذا صار تواجد للبعثيين في مدينة الثورة فهو تحت لواء جيش المهدي, هذا بعلم السيد مقتدى الصدر أو بدون علمه, فان بدر سلوك من هذه المجاميع البعثية, فهو تحت مسؤولية من يحتويهم ( هكذا هو العمل السياسي والعسكري في كل دول العالم), ولنا في ذلك تجربة, فقد سبق وتعرض مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة الى اعتداء سابق, حينها بادر السيد مقتدى الصدر الى استنكار الفعل ورفضه, وقتها لم تكن الدماء قد سالت, والأضرار المادية يمكن أن تعوض, أما اليوم, أصبح للدم كلمة, ولعائلتي الشهيدين حق.

 لو ربطنا هذا الفعل الجبان, بما حصل لرفاق آخرين في مناطق ذات سيطرة مليشياتية شيعية, مثل البصرة وكربلاء والنجف, نجد أن المليشيات المسيطرة في تلك المدن هي تابعة أيضا لفيلق بدر وجيش المهدي, وهذه المليشيات لا تعطي فرصة لأي حكومة بفرض الأمن , تكرر هذا مع مجلس الحكم وحكومة أياد علاوي وحكومة الجعفري , عليه كل ما يجري من أعمال إرهابية في هذه المناطق, انطلاقا من عقلية علمية وتجربة, يكون مقترن بهذه المليشيات.
وفي مقارنة بسيطة فقد نسبت الاحزاب الشيعية كل أعمال الإرهاب في منطقة أللطيفية الى القوى البعثية, استنادا الى التواجد السني ألبعثي في أللطيفية, وهم بذلك محقين, عليه أسحب هذا الحق على مدينة الثورة وما تعرض له مقر الحزب الشيوعي العراقي وتظاهرته السلمية.

أنا لا استبعد, أن تقوم هذه المليشيات بفعل من هذا النوع, لأنها تصرح علناً عدم اعترافها بالديمقراطية, وهي تمارس القتال فيما بينها, فلماذا لا تقوم به ضد أعضاء وأنصار الحزب الشيوعي العراقي, هذه المليشيات تعمل على جبهتيني

الأولى:. إشاعة الطائفية , كي تجد العذر في بقائها, واستخدام السلاح بحجة الدفاع عن النفس ضد الطائفيين.

الثانية:. مزاحمة القوى العلمانية بكل الوسائل, خلال الانتخابات أو بعدها, فان لم تستجب للتهديدات, صار العنف بديلا.

لنا في ذلك تاريخ, فقتل احد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي في البصرة مثال, والاعتداء على طلبة جامعة البصرة مثال آخر, وخطابات السيد الجعفري المحرضة ضد الحزب الشيوعي العراقي مثال ثالث.
ولو عدنا الى الحدث نفسه, بماذا نفسر, قطع طريق عام في مدينة الثورة وإطلاق نار وقتل مواطنين وانسحاب منظم دون أن يكون تواجد لجيش المهدي أو فيلق بدر, إن الانسحاب المنظم والتغطية العسكرية التي رافقته لا تدع شك فيمن شارك بالفعل, كما تشير الى وجود أعوان, علمت بالفعالية وخططت للفعل, وقتلة لهم في مدينة الصدر ملاجئ, فأين جيش المهدي منهم, وأين فيلق بدر.

عندما حصل تفجير باربيل في خيمة تلقي التهاني بالعيد, لم يتهم احد الإرهاب ألبعثي أو أي حزب عراقي آخر, بل توجهت أصابع الاتهام نحو أنصار الإسلام, بحكم تواجدهم ونفوذهم في كردستان العراق, وعندما قتل مواطنون على طريق الأردن, توجهت الاتهامات نحو البعثيين والزرقاويين بحكم تواجدهم.
إن ما جرى في مدينة الثورة ضد الحزب الشيوعي العراقي لم يكن بفعل عمل انتحاري, حتى يتهم به البعثيين والزرقاويين, لكن ما جرى عمل منظم بأعوان من أهل المنطقة.

من يريد أن ينظم الى قائمة القتلة البعثيين والزرقاويين وعابري الحدود, لن يجد لفعله مستقبل, والعار سيلحقه لا محالة, وعلى حكومة الجعفري, أن تكون عراقية بحق, وتتحمل مسؤوليتها في حماية المواطنات والمواطنين, وتكشف لنا من هم قتلة الشعب, في معتقل الجادرية, ومن قام بالفعل الجبان تجاه الشيوعيين في مدينة الثورة. 

إن التوقيت بين الحادث, والانتخابات والمطالبة بتحقيق دولي لكشف أحداث معتقل الجادرية, واضح للعيان, ورسالة مفهومة, لكنها خائبة, فالشيوعيون على مر التاريخ لم يرضخوا للتهديدات ولا المعتقلات ولا التعذيب ولا الإعدامات والقتل, من يضن بفعل جبان من هذا النوع, يوقف الشيوعيين عن الدفاع لحقوق الشعب, وبشهيدين يجلسهم في بيوتهم, وحرق مقر يفقدهم الوسيلة, يكون على خطأ, فللتاريخ شهود, وليس أبشع من الدكتاتور قارعنا, وللعهد الملكي معنا شهود, لكن ذهب الجميع وبقى الشيوعيين العراقيين وردة حمراء في صدر العراق.

ماجد فيادي[/b] [/size] [/font]     


174
لماذا التشنج تجاه اجتماع الوفاق العراقي في القاهرة
ماجد فيادي
 
قرأت العديد من المقالات الاعتراضية على اجتماع الوفاق العراقي في القاهرة, وكان في معظمها احتجاج على التحاور مع البعثيين, أو السماح لهم بالعودة عبر مساعي الجامعة العربية, كما دار الكثير من النقاشات عبر غرف الـ ( paltalk) حول نفس الموضوع وبنفس الاتجاه. يذهب الرافضين لهذا الاجتماع على انه محاولة عربية, ذات مصالح حكومية للضغط على المجتمع العراقي, في فسح المجال من جديد لعودت البعثيين الى الحكم, كما يوجد رفض شديد للتحاور مع القتلة والدكتاتوريين, خاص إذا ما علمنا, أن الرافضين للحوار هم من ذاق الويل على يد الدكتاتورية البعثية, فمنهم من تعرض الى الاعتقال والسجن والتعذيب, ومنهم من قاتل النظام ألصدامي على مدى سنين طويلة, كان نتيجتها المعانات والحرمان من الحياة المدنية وتعرض الأهل الى أنواع المضايقات وصولا الى التغييب والإعدام.

إذا ما نظرنا, بعين الإنسانية, للمعترضين على اجتماع الوفاق العراقي في القاهرة, نراهم محقين, بل أكثر من ذلك, فالبعثيين القتلة يستحقون تقديمهم الى المحاكم العادلة للقصاص منهم, ليس فقط لرد اعتبار المتضررين من سياستهم الدكتاتورية, بل ليكونوا درساً لمن يعتلي سدة الحكم.

لكن, وما أكثر استخدامنا لهذه الـ ( لكن ), هل نحن في موضع قوة لكي نحقق ذلك؟؟؟ واعني (نحن الديمقراطيين والعلمانيين واللبراليين), هل نشكل مركز قوة في المعادلة العراقية, هل استطعنا أن نأثر في تشكيل الحكومة الانتقالية, هل كان لنا وجود في كتابة الدستور العراقي ألدائم, هل الحكومة العراقية تعمل من اجل لم شمل العراقيين والابتعاد عن الطائفية والقومية, هل الجيش والشرطة العراقية بدون ولاءات حزبية, هل الاحزاب الدينية الشيعية ديمقراطية ولا تمارس الإرهاب الفكري والجسدي ولا تسعى لإثارة الفوضى ولا تصب الزيت على النار, هل الاحزاب الكردية بعد فترة طويلة من التحرر استطاعت أن تخرج من الحزبية والقومية الى الوطنية, هل نحن قادرين على إيقاف الإرهاب, وسط هذا التشتت في القوى, لو استمريت في الأسئلة, فالقائمة تطول لكني اكتفي بذلك.

في الجانب الآخر, فالقوى التي تدعي المقاومة, تسعى الى استمرار الفوضى, ففيها تجد الغذاء لأعمالها, متخفية وراء محاربة الاحتلال, لأنها تضعف في الأجواء الديمقراطية, لذلك نراها في كل مرة تفتعل الحجج لكي لا تدخل في العملية الديمقراطية والسلمية, وهذا ما رأيناه في الانتخابات السابقة واللاحقة والتصويت على الدستور, فهي لم تشارك في الأولى وتتحجج في مقاطعة الثانية وعملت على إفشال الدستور لأهداف معروفة للجميع. كما أنني لا أثق بهذه المجاميع ولا حتى في الأحلام, مستنداً على تاريخها الطويل في الدكتاتورية والإرهاب, لكنني لا امتنع من الجلوس معها في هكذا ظروف تعيسة يمر بها الشعب العراقي, من اجل الخلاص من حالة الفوضى الأمنية, التي يروح ضحيتها يوميا العشرات من بنات وأبناء الشعب العراقي.

إن الجلوس مع هؤلاء لا يعني الإقرار بطلباتهم التي تصب في مصلحة القتلة, لكن بكل الأحوال الجلوس يفوت الفرصة عليهم في كسب عطف البسطاء من بنات وأبناء الشعب العراقي, ممن يغرر بهم, أو تستغل حاجتهم الاقتصادية. إن فشل الاحزاب العراقية ممن تصدت للحكم, في التعاون المشترك, ونبذ الطائفية والقومية, فسح المجال لمن يصطاد في الماء العكر, أن يرفع صوته, فلماذا القفز على الحقائق والتعامل مع الموضوع من باب العاطفة. إن مجاميع ما تسمى بالمقاومة, مدعومة من قبل الدول العربية, وهذه الدول لها هدف في تقديم التجربة الأمريكية بالعراق, على أنها فاشلة, وبتوقيع كل الأطراف العراقية, وهذا مسعاها في اجتماع القاهرة, بدليل الفرحة التي اعتلت وجه السيد عمر موسى بعد انتهاء أعمال الاجتماع.

لا يفوتني أن أنبه, نحن الديمقراطيون في العراق, حققنا من خلال هذا الاجتماع عدة أهداف منها

1. سحب اكبر عدد من القوى العراقية الى العملية السياسية.

2. ضمان إيقاف دعم عدد من الدول العربية, لما يسمى بالمقاومة, بعد صدور البيان الختامي, والذي ينص على حق المقاومة ضد الاحتلال, فهو يشكل للدول العربية فرصة في إيقاف الزحف الأمريكي نحوها.

3. تضييق حاضنة الإرهاب في نطاق أضيق مما عليه ألان.

4. حرمان الاحزاب الدينية المتطرفة, من جعل الحرب الطائفية وسيلتها في الوصول الى السلطة.

5. فتح باب الحوار بين مختلف القوى, وتفويت الفرصة على استمرار الحرب الأهلية الدائرة الآن.

6. إيصال رسالة جماعية ورسمية للاحتلال, بضرورة الاستعجال, ببناء جيش عراقي وشرطة وجهاز امن قوي, يستلم حماية العراق من قوات الاحتلال.

7. كسب الوقت في التقليل من الإرهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي, وصولا الى بناء جيش قوي وشرطة وجهاز امن.

8. فهم الجميع أن لا وجود لقوة تنفرد بالسلطة.

إن الذين يتحدثون عن حزب البعث بصورته الصدامية, يعطون الفرصة للأحزاب الشيعية, في استغلال الوضع الراهن, والذي لهم يد فيه, من تردي للأوضاع الأمنية والطائفية وقلة فرص العمل وبقاء الاحتلال والإجهاز على وليد الديمقراطية, يعطيهم الفرصة في تمرير مخططاتهم, بدليل الخروج المفتعل من قاعة الاجتماعات, رغبة في إفشاله, فالحجة لم تكن بالمستوى المطلوب مما دفعهم للعودة بدون صدور الاعتذار, ولكلمة السيد الجعفري, الذي مثل قائمة الائتلاف العراقي الموحد ( لان كلمته لم تمثل موقف حكومة ) مدلول واضح على نوايا القائمة ومسعاها لإفشال الاجتماع. لا أدعو الى تناسي سلوك البعثيين ودكتاتوريتهم, لكني اعتقد إن شوكة البعث انكسرت, ولا يمكن عودتهم للسلطة من جديد, وان اشتركوا في الانتخابات القادمة وحصلوا على عدد من المقاعد, فهذا لن يتكرر بعد أربعة سنوات, إذا ما قضت الحكومة على الفساد الإداري, وقدمت الخدمات للجميع, وأنهت حالة الاحتلال, وسحقت الإرهابيين, وفق برنامج متكامل.   

قبل دخول قوات الاحتلال الى العراق والإطاحة بالنظام الدكتاتوري, خرجنا نحن المستضعفون, في تظاهرات الى الشوارع في أوربا وأمريكا, ضد الحرب, يدفعنا الحرص على مستقبل العراق, فقد تكهنا بكارثة ( لكن ليس بهذا الحجم) ستقع على الشعب العراقي, وكان الآخرون يحاججوننا, أن صدام يقتل يوميا عدد من المواطنات والمواطنين العراقيين, والحرب سيذهب ضحيتها عدد لا يساوي ضحايا الدكتاتور, لكن ما جرى اثبت العكس, فضحايا الحرب والإرهاب فاقت ضحايا الدكتاتور, فهل نقع في الخطى نفسه, ونصر على حرب البعثيين وتقديم ضحايا جدد, قد يكون أختي أو أخي أو صديقي أو أبي وأمي احدهم.

من يعتقد بعودت البعثيين الى السلطة على خطى, فأيتام النظام يستمدون قوتهم من خارج العراق, وإذا استطعنا كسب الدول المحيطة بسياسة حكيمة, قطعنا عليهم المدد, وإذا شكلنا جيش قوي يحمي الحدود قطعنا عليهم المدد, وإذا ثبتنا آليات الديمقراطية, كسبنا اكبر عدد من الجماهير.

إن عودت البعث وبأي شكل جديد, سيكون مبني على السياسة الخطى للأحزاب الوطنية, وأي أزمة قومية أو دينية أو طائفية هي فرصة بالنسبة لهم. اذكر إن دخول قوات الاحتلال للعراق كان مبني على أخطاء الدكتاتور, وهو المسؤول الأول, في إعطاء الحجة للأمريكان والبريطانيين, باحتلال العراق.

ماجد فيادي [/b][/size] [/font]

175
صدق وزير الداخلية جبر صولاغ عندما قال
ماجد فيادي
 
سبق وكتبت مقال عن تحت عنوان ( سياسة الاحزاب الشيعية القادمة), وضحت فيه نوايا الاحزاب الشيعية ورغبتها في تولي وزارة الجيش في الحكومة القادمة , بناء على تصريح السيد وزير الداخلية بيان جبر صولاغ. اليوم وقد تكشفت الحقائق بالدليل القاطع, على استخدام قائمة الائتلاف العراقي الموحد بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم, لوزارة الداخلية في اعتقال وتعذيب وإعدام مواطنين عراقيين, أو حتى تلفيق العديد من الاعترافات لمواطنين على أنهم إرهابيين, رغبة في تصعيد المد الطائفي وإبقائه شاخصاً أمام أعين المواطنات والمواطنين العراقيين, لغرض كسب اكبر عدد من الأصوات في الانتخابات القادمة.
فالأحزاب ذات الطابع الطائفي, تعجز عن تقديم برنامج ينسي العراقيين مأساة الدكتاتورية الصدامية, ويبدأ في التواصل بين بنات وأبناء الشعب العراقي, وتعويضهم كل ما عانوه على مدى عقود.
إن الطرح الذي تتبناه الاحزاب المؤتلفة تحت لواء قائمة الائتلاف العراقي الموحد لمظلومة الطائفة الشيعية على يد الطائفة السنية, ينطوي على أساسين

الأول :. تأجيج المشاعر الطائفية, لكي يغظ النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان, التي تمارسها هذه القائمة تحت اسم الحكومة العراقية, ضد كل من تختلف معها دينياً أو فكرياً أو سياسياً.

سبق للدكتاتور صدام أن استخدم هذا النوع من السياسة, عندما اعتقل وسجن وعذب واعدم وأباد مواطنات ومواطنين عراقيين تحت اسم, خونة الوطن, أو عملاء أمريكا أو حجج أخرى لا تمت للواقع بصلة.

الثاني :. إعطاء مبرر لبنات وأبناء الطائفة الشيعية, المصوتين لصالح القائمة, في فرض الهيمنة الشيعية على سياسة الوطن كله.

وفي عودة للدكتاتور, نراه مارس نفس الشيء عندما أباد الجميع بحجة محاولة الآخر في الحصول على السلطة, والذهاب بالوطن الى أحضان العملاء.

تحت هذان السببان يمكن للأحزاب الشيعية تمرير مخططاتها في التأسيس لولاية الفقيه, تناغما مع السياسة الإيرانية, وهي في حقيقة الحال, رغبة في السيطرة السياسية والاقتصادية على المجتمع العراقي, فهي في حقيقتها, لا تتعدى مصالح ضيقة تعجز أن تلبي طموحات الشعب العراقي.

إذا ما عدنا الى عنوان المقال, فأرى أن السيد وزير الداخلية صدق عندما صرح برغبة القائمة في تولي وزارة الدفاع بدل وزارة الداخلية في الحكومة القادمة, لأنها أرست أتباعها في وزارة الداخلية, وتعمل ألان على إرساء أتباعها في وزارة الدفاع, للسيطرة على كل مراكز القوة في الدولة العراقية.
وما يؤكد زعمي اللقاء الذي جرى على قناة الجزيرة مع وكيل وزير الداخلية ( من القائمة الكردستانية), عندما قال نحن لا نعلم بوجود لهكذا ممارسات داخل وزارة الداخلية, بدليل أننا سمحنا لممثل الجيش الأمريكي في دخول الوزارة للبحث عن انتهاكات لحقوق الإنسان.
( سيدي وكيل الوزير, أنت لا تعلم بما يدور في وزارة الداخلية، لأنك من القائمة الكردستانية، والماء يسير من تحتك, بعلمك وبدون علمك, دون أن تتحرك ساكناً).

إن ما تعرضت له الطائفة الشيعية, على يد الدكتاتور, لا يعطي المبرر لانتهاك حقوق الإنسان, أين كان السبب, فمن يريد أن يؤسس لدولة قانون عليه أن يبدأ بنفسه أولا, وما علمه الدكتاتور لبنات وأبناء الشعب العراقي من انتهاكات لحقوق الإنسان, علينا أن نمحوه من العقلية العراقية, و إلا ما الفرق ؟؟؟

ماجد فيادي [/b][/size][/font]

176
التصويت على الدستور ,,, كان درساً للجميع

مر العراق بأيام وهو ينتظر نتيجة التصويت على مسودة الدستور, وبعد توارد النتائج للمحافظات, حبس الجميع أنفاسه, بانتظار نتيجة محافظة نينوى, خاصةً بعدما عرفت نتيجتي محافظتي الانبار وصلاح الدين الرافضتين لمسودة الدستور, فان جاءت نتيجة الموصل رافضة بثلثي الأصوات سقط الدستور ومن خلفه من كتبه, ولكن الموصل قالت كلمتها ( لا ) بأقل من ثلثي الأصوات, وعليه فقط نجى من كتب الدستور ومن أيده من الفشل, في إقناع العراقيين بمسودة دستور بائس.

اختلفت المواقف المؤيدة لمسودة الدستور في دوافعها, الأول مصلحي ضيق والثاني  يبحث عن مصلحة العراق, في دفع عجلة العملية السياسية الى الأمام, وبين هذا وذاك, اختلاف كبير في الرؤية نحوه مسودة الدستور, واتفاق في ركوب مركب واحد, باستخدام النهج السياسي, بدل اللجوء الى القوة والعنف, مع انه ممن أيد الدستور, من يستعمل السلاح من تحت الطاولة

 فالأول, شد الحبل وبكل قوته دون الاعتبار الى شركائه في الوطن, وهم نوعين

 احديهما ديني طائفي, يخطط الى بناء دولة دينية على غرار الجارة إيران, وفي حالة تحقيق ذلك سيضرب الآخرين في الوقت المناسب, والثاني قومي يسعى الى مكاسب قومية, توصله في النهاية الى إعلان دولته المستقلة, وان كان هذا حق مشروع, لكنه يضغط على القوى التي تعترف بحقهم القومي, حتى يحقق ما يريد, ومن بعدها يترك حلفائه في وسط الطريق ( طريق بناء عراق حر ديمقراطي فدرالي موحد).

 هذان الفصيلان عليهما أن يتعلما درس الاستفتاء, بأن كثر الضغط وجر الحبل بكل قوة لاستغلال الظرف العراقي الراهن, لا يمكن أن تمر دائما بسلام, وان الخطاء الكبير نتائجه كبيرة, فقد كادت هذه السياسة إن تؤدي الى رفض الدستور, بدليل اقتراب الموصل من رفض مسودة الدستور من ثلثي المصوتين.  وهنا لابد أن أعود الى دعم السيد السستاني الى مسودة الدستور, واتسائل ماذا لو رفضت المسودة, وهذا ما كاد أن يحصل, حينها ماذا سيكون موقف المرجعية وهي تفقد هيبتها وسط الجماهير المتدينة, أو تكون الحرب الأهلية بين موالي ورافض لدور المرجعية؟؟؟

النوع الثاني من مؤيدي الدستور يتشعب بين علماني واشتراكي ولبرالي وقومي اشتراكي وآخر وسطي, وهم جميعا وافقوا على مسودة الدستور بتحفظ كبير, منهم من أيد الدستور خوفا على العراق, ومنهم من استجاب الى رغبة أمريكا, ومنهم من رأى في نفسه الضعف وعدم القدرة على الضغط في تغيير بعض فقرات المسودة التي لا يتفق معها, وجميعهم عملوا على احتمالين ( نعم) أو (لا) باعتبار أي موقف آخر سيصب في رفض الدستور, فهو خدمة لموقف الإرهابيين والبعثتين, هذان الطرفان نسيا احتمال ثالث, وهو ما طرحه السيد جاسم الحلوائي في احد مناقشات غرف الـ(paltalk ) ( غرفة ينابيع التي يديرها الأنصار الشيوعيين) عندما استضافت السيد رائد فهمي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي, قال بما أننا لا نتفق مع أسلوب كتابة المسودة, كما نختلف مع فقرات مهمة منه, وبما أن الآخرين يرفضون الاستماع لنا, إذن علينا أن نشارك في العملية السياسية, ولكن نعطي أوراق بيضاء يوم الاستفتاء, وعلى الآخرين أن يتفهمونَ موقفنا, وأنا أضيف, على الآخرين أن يتحملوا نتيجة عنادهم وإلغائهم للآخر, وما يترتب على ذلك, إن رفض الدستور سيدفع الجميع الى محاولة تصحيح الأوضاع وتقديم التنازلات عن المواقف المتشددة.

أما الأطراف الرافضة لمسودة الدستور فهم أنواع مختلفة حالهم حال المؤيدين للمسودة, منهم الحريص على العراق ومستقبل العراق وأنا منهم, نرفض المسودة لأنها طائفية قومية تنتهك حقوق الإنسان وأولهم المرأة, كما إن المسودة لا ترتقي الى مستوى دستور دائم يجمع كل العراقيين وينهي مرحلة سوداء من تاريخ العراق الدموي ( على إني اتفق مع مقترح السيد جاسم الحلوائي), وهناك من خاف على مصالحه الضيقة المتمثلة بالطائفية والقومية, وهناك من يرفض المسودة رغبةً في إعادة العراق الى عهد الدكتاتورية الصدامية, وهؤلاء غير معنيين بما أذهب إليه في هذا المقال, لكني أقول للأطراف التي تحمل السلاح من اجل العراق وللذين لديهم مصالح ضيقة, إن ما فشل فيه السلاح على مدى عامين ونصف كادت صناديق الاقتراع أن تفعله في يوم واحد, وكلما اقتربت مطالبكم من الجماهير ومصالحها كلما زاد الالتفاف حولكم, وكفى العراق دماءً وحراباً وتخلفاً, هذا الدرس يجب أن لا يذهب مهب الريح ويغلب العناد على العقل, والفرصة قادمة في الانتخابات التي ستجري في الخامس عشر من ديسمبر.

رأي :.
هناك دائما احتمال ثالث ورابع لمن يريد البحث, أما من ينغلق على نفسه تضيق عليه الاحتمالات.

ماجد فيادي[/b][/size][/font]

177
لا تصنعوا من علاوي دكتاتور جديد
ماجد فيادي
 
لست من المعارضين على التحالف مع القوى العلمانية واللبرالية والقومية والدينية, على أساس مدروس يصب في خدمة الشعب العراقي, تمهد لإخراج العراق من الإرهاب والتخلف وانتهاكات حقوق الإنسان, تحالف ينقي الجو بين فئات الشعب العراقي, بعدما تعكر, نتيجة السياسات الخاطئة, من قبل العديد من الاحزاب, التي اعتلت السلطة بعد الانتخابات, ناهيكم عن الدور الإرهابي الذي تمارسه قوى الظلام.

 هذه الأهداف التي تدفع الكثير من القوى إلى قبول التحالف من اجل تصحيح الأوضاع, ولكن يجب أن لا تنسينا قضايا أخرى, منها صناعة دكتاتور جديد,  يهيمن على كل شيء, ما دفعني لكتابة هذه السطور, هو ما أقرئه على الصحافة, وما يداوله الناس من أحاديث عن الدور الكبير للسيد أياد علاوي, ووصفه بالمنقذ وانه القادر على جمع كل الأطياف العراقية في تحالف واسع, وان السيد علاوي قادر على محاورة كل الأطراف بما فيها المتشددين مثل الموالين لإيران وسوريا باعتباريهما راعيتا الإرهاب في العراق, ونقرأ أن علاوي ذهب و علاوي جاء والتقى فلان واجتمع بفلان, وليس هناك من إشارة إلى مجهود الآخرين الذين طرحوا فكرة تجمع القوى الديمقراطية منذ فترة طويلة, كما لا إشارة إلى مجهود القوى التي تعمل على نفس الخط إلا ما ندر, وهي تسعى إلى كسب اكبر عدد من القوى ومنظمات إلى هذا التحالف, وكان كل شيء اقتصر على دعوة السيد علاوي لهذا التحالف.

لابد من الإشارة إلى أن السيد علاوي قد تأخر في العمل على الانضمام إلى تجمع من هذا النوع والدعوة له, فقد كانت هذه الدعوة موجودة قبل الانتخابات السابقة, لكن تعند العديد من الأطراف وغرورها, جعلها  تدخل الانتخابات منفردة, حتى جاء الدرس على يد السيد عبد العزيز الحكيم بانتصاره الساحق, وما ترتب على ذلك من إلغاء للقوى الديمقراطية والعلمانية في الحكومة الانتقالية, إضافة إلى انفراد القائمتين الرئيسيتين في كتابة الدستور العراقي, واكتساح الوزارات ودوائر الدولة من قبل أحزاب معينة, وتردي الخدمات العامة من كهرباء وماء, وازدياد البطالة, وتراجع الوضع الأمني, كل هذا وأمور أخرى دفع الجميع إلى التفكير بتحالف علماني ديمقراطي يحمي العراقيين من الانزلاق في الحرب الأهلية, هذه الحرب التي كانت بوادرها من الدور الإرهابي لأزلام الدكتاتور المخلوع, والإسلاميين المتطرفين, وسياسات خاطئة لأحزاب تسيطر على البرلمان.

اليوم وقد اقتنعت القوى الديمقراطية ومن تقترب من الديمقراطية على التحالف لابد من التنبيه من تجنب صناعة دكتاتور جديد, بغفلة من الزمن, والوقوف بوجه الإعلام العربي الذي يعمل بكل الوسائل إلى خلط الأوراق, وزرع الألغام في كل مكان, ولا ننسى أخطاء السيد علاوي يوم كان رئيسا للوزراء, ولأنه إنسان, ولان كل البشر معرض للخطأ, يجب أن ننتقده عندما يخطأ ولا نبرزه على انه الوحيد في الساحة, وان لا نبخس دور الآخرين, وان لا ننسب الأفكار إلى غير أصحابها, حتى مع تقادم الزمن.

رأي :.
إن زمن الفرسان قد ولى, هذا إن كان هناك فرسان, فالفارس إنسان, وكل إنسان خطاء, ولا ننسى أبدا فارس الأمة العربية صدام حسين, على إني لا اربط بين صدام و علاوي.   

ماجد فيادي[/b][/size][/font]             


178
إلى متى يستنجد السيد عبد العزيز
ماجد فيادي

يقود السيد عبد العزيز الحكيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية, كحزب سياسي إسلامي شيعي على الساحة العراقية , إضافة إلى قيادته الائتلاف العراقي الموحد, أي انه يمثل أيدلوجية معينة, إضافة إلى دور سياسي يتبعه عدد غير قليل من الأتباع والأصدقاء, وعلى هذا الأساس, فان السيد عبد العزيز يعتبر قدوة تنير درب الآخرين.
أما واقع الحال فيشير إلى عكس ذلك, فنراه في الأوقات الحرجة يلجئ إلى الاستعانة بالمرجعية الدينية, والمتمثلة بشخص السيد علي السستاني, لما للسيد من تأثير ديني كبير على بنات وأبناء الطائفة الشيعية, شاهدنا ذلك في أيام تشكيل التحالف الشيعي عبر قائمة الائتلاف العراقي الموحد, فلولا تدخل السيد السستاني لما نجحت الإطراف الشيعية في التحالف.
وتكرر أيضا عندما شرعت القوائم المتنافسة في الانتخابات السابقة, عندما استندت قائمة الائتلاف العراقي الموحد في تحشيد بنات وأبناء الطائفة الشيعية ودفعها للتصويت لصالح القائمة, بأن السيد السستاني كلف أتباعه بذلك, وشاهدنا الملصقات الدعائية التي تحمل صورة السيد السستاني وهي تشير إلى تأييده الكريم للقائمة, وسمعنا الكثير من التصريحات على لسان السيد عبد العزيز, بمساندة السيد السستاني للقائمة التي يترأسها.
تكرر المشهد للمرة الثالثة عندما جرى التصويت على الدستور, فقد أعلن السيد عبد العزيز الحكيم في كلمته يوم انعقاد الجلسة الاستثنائية للجمعية الوطنية, والخاص بتعديل الدستور خلال فترة أربعة اشهر من إقراره, بأن المرجعية الدينية كانت حاضرة في كل ثنايا مسودة الدستور, وللخروج ببعض الاستنتاجات سأتناول الأحداث بترتيب عكسي لأهمية ذلك, من حيث التأثير في المجتمع العراقي.

جرت مراحل كتابة الدستور بمباحثات وجلسات بين القائمتين الائتلاف العراقي الموحد والكردستانية, فكانت مسودة الدستور تعبر عن رغبات الفائزين بالانتخابات, دون الالتفافتة إلى مصالح الآخرين( الشركاء في الشعب العراقي), فما الحل الذي يلجئ له السيد عبد العزيز الحكيم, لتمرير هذا الدستور, غير الاعتماد على الورقة الرابحة, ورقة السيد السستاني, كان ولا يزال السيد عبد العزيز الحكيم مقتنعا بأن مسودة الدستور لا تحضي بتأييد عدد كبير من بنات وأبناء الشعب العراقي, بما فيه أتباع الطائفة الشيعية, وهو يعرف جيدا انه غير قادر على إقناع الشعب العراقي بالتصويت لصالح مسودة الدستور.
فهذا الدستور الذي جرى الحديث عنه طويلا, لا يرتقي إلى مستوى الدساتير الإنسانية, ففيه الكثير من الانتهاك لحقوق الإنسان, وفيه الكثير من المتناقضات, التي ستستغل من قبل الأطراف الفائزة في البرلمان القادم, خاصة إذا علمنا أن قائمة الائتلاف العراقي الموحد تعمل على تعميق الخلاف الطائفي لغرض كسب اكبر عدد من الأصوات, فهل يعمل السيد عبد العزيز بالسياسة المتعارف عليها, أم انه يعمل على تعميق فكرة ولاية الفقيه.
وهل يخطط السيد عبد العزيز لالتهام الآخرين, مستغلا ثغرات مسودة الدستور, فيما لو اقر من قبل الشعب (واذكر هنا بعبارة الانتصار الساحق التي رددها السيد عبد العزيز الحكيم ثلاث مرات), هذه النوايا كاستنتاجات يجب على القوى السياسية العمل المسبق لتفاديها, وألا فالعواقب وخيمة, ومن الأمثلة التي احذر منها, تهميش المرأة, ودفعها للتصويت لصالح الدستور الذي ينتهك حقوقها, بالتعويل على فتوى السيد السستاني, باعتبارها تكليف شرعي, أي أن أصوات الغالبية من الشيعة ممن يقلدون السيد السستاني قد اختزلت بفتواه التي تحث على تأييد الدستور, إذا ما راعينا تبعية المرأة لزوجها ووالدها في المجتمع العراقي.

في الانتخابات السابقة, استند السيد عبد العزيز الحكيم, في الحصول على تأييد أصوات بنات وأبناء الطائفة الشيعية, على الفكرة الطائفية, وانسحابها على تأثير السيد السستاني في مقلديه,  فكان الانتصار الساحق لقائمة الائتلاف العراقي الموحد على شركاء الدرب في النضال ضد الدكتاتورية, وهذا يدل على عدم امتلاك الاحزاب الشيعية لبرنامج ينهض بواقع الحال العراقي نحو الأفضل, مما يفسر فشل حكومة السيد الجعفري بحل مشاكل الشعب العراقي, بل وصل الحال إلى تفاقمها, وقد تجلا ذلك في انسحاب السيد السستاني من تأييده لأي قائمة أو حزب في الانتخابات القادمة, والسؤال هل سنستمر في دفع ثمن سياسة خاطئة, من اجل أن يحصل السيد عبد العزيز الحكيم على حق قيادة العراق وبتأييد من السيد السستاني ؟؟؟

ولو عدنا إلى انعقاد أول تحالف شيعي, في قائمة الائتلاف العراقي الموحد, والدور الذي لعبه السيد السستاني فيه, وربطناه بانسحاب السيد السستاني هذه المرة من هكذا دور, لما شاهده من خروقات قامت بها القائمة الشيعية, بعد توليها قيادة العراق عبر حكومة السيد الجعفري, وهو في الحقيقة, امتحان حقيقي للسيد عبد العزيز الحكيم, فما هي الدوافع التي سيقدمها لمن يريده حليفا له من القوى الشيعية, وقد سبق وكتبت مقال في هذا الاتجاه تحت عنوان ( هل تفاجئنا الاحزاب الشيعية).

أخشى أن يستمر السيد عبد العزيز الحكيم في العمل على إثارة النعرات الطائفية, مستغلا وجود من يساهمه في الجانب الآخر, بنفس التفكير لفرض أجندة خاصة لا تمثل مصلحة الشعب العراقي, إذا ما علمنا أن التقارير التي تأتي من الداخل تشير إلى تصاعد الحس الطائفي لكلا الطرفين.

أخيرا متى يستند السيد عبد العزيز الحكيم, على ما يقدمه من فكر لتنظيم الحياة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية للشعب العراقي, بدل الاعتماد على إلغاء صوت بنات وأبناء الطائفة الشيعية واختزالها بتأييد السيد السستاني وجعله تكليف ديني .

ماجد فيادي [/b] [/size] [/font]


179
تستضيف غرفة ينابيع يوم السبت المصادف 15/10/2005 في أمسية بعد الساعة العاشرة والنصف بتوقيت وسط أوربا السيد كامل زومايا , السجين السياسي السابق, للحديث عن انتفاضة سجناء سجن أبي غريب عام 1990, وربطها بما يجري الآن على الساحة العراقية, لما له من صلة وثيقة.

180
هل تفاجئنا الاحزاب الشيعية

ماجد فيادي

يدور الحديث اليوم عن احتمال كبير في عدم دخول الاحزاب الشيعية الانتخابات القادمة بنفس التحالف الحالي, وقد بني هذا الرأي على أساس الخلافات في العلاقة بين الاحزاب الشيعية, ومدى قربها أو بعدها من إيران.

 هذه الاحزاب حصلت على فرصة ذهبية, في قيادة العراق عبر حكومة السيد الجعفري, وكان من الممكن أن تعبر عن إمكانياتها, في بناء عراق جديد على أساس احترام حقوق الإنسان, وحق المواطنة للجميع, والشروع ببناء البنى التحتية للبلد, معتمدة بذلك, على القوى البشرية للشعب العراقي, ورغبتها في التعاون من اجل الخروج من حالة الاحتلال والخراب والفساد الإداري, الذي خلفه الدكتاتور صدام حسين, لكن ما جرى على ارض الواقع, كان ولا يزال منافيا لرغبة الشعب العراقي, في استتباب الأمن وتوفير الطاقة الكهربائية ووصول المياه الصالحة للشرب وتحسين الخدمات الصحية وتوفر فرص العمل وتساوي المواطنات والمواطنين بالحقوق والواجبات.

هذا الوضع السيئ, والأداء السيئ, والنزاعات بين أطراف قائمة الائتلاف العراقي الموحد ( الشيعي), والذي وصل إلى استخدام السلاح في أحيان كثيرة, أدى إلى بروز الحاجة, في انفضاض هذا التحالف عمليا, وهذا ما برز عبر التصريحات التي يطلقها أطراف من التحالف الشيعي, والتحليلات التي يكتبها الكتاب والسياسيين, لكن السؤال هل تفاجئنا الاحزاب الشيعية في الحفاظ على تحالفها الحالي ( الائتلاف العراقي الموحد)؟؟؟.

هناك دوافع كثيرة, تدفع الاحزاب الشيعية أن تحافظ على تحالفها, فهي ارتضت, أن تدخل العملية السياسية وعليها أن تتقن هذه اللعبة, خاصة إذا علمنا, أن الاحزاب الشيعية العراقية تهتدي بفكرة العمل السياسي وعدم انتظار ظهور الإمام المهدي, فما هي هذه الدوافع التي تجعل الاحزاب الشيعية تقفز على مشاكلها وتدخل متحالفة من جديد ؟؟؟

 1. الخوف من هزيمة انتخابية بعد التصريح بالانتصار الساحق ( ولا اعلم من المقصود بالانسحاق, هل هم رفاق النضال ضد الدكتاتور, أم بنات وأبناء الشعب العراقي, ممن ينتمون إلى طائفة أخرى أو إلى قومية أخرى).

2. الاستعلاء الناجم من الحصول على فرصة قيادة العراق بعد سنين طويلة, خاصة إذا ما تابعنا تصريحات أعضاء الجمعية الوطنية ممن ينتمون إلى التحالف العراقي الموحد, بالمظلومية على يد الدكتاتور, كأنهم لوحدهم من تعرض إلى الظلم, فهم يرغبون في تعويض ذلك بالاستمرار بحكم العراق.

3. المصداقية التي فقدتها قائمة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية) نتيجة الممارسات الخاطئة عبر الوزارات التي شغلتها, والنزاعات فيما بينها, وفشلها في سحب القوى العربية المعتدلة, إلى التعاون المشترك, فإذا جاء بعد ذلك انحلال الائتلاف العراقي الموحد, كانت النتيجة فقدان الكثير من تأييد بنات وأبناء الطائفة الشيعية, خاصة إذا علمنا أنها تراهن على تأييد الشيعة دون الأطراف الأخرى.

4. لا تريد الاحزاب الشيعية تحمل مسؤولية الإساءة إلى المذهب الشيعي, خاصة وإنها انفردت في الحديث باسمه, وتحركت باسمه, وأعلنت الانتصار الساحق باسمه, ومارست السياسة باسمه, فكان من الطبيعي أن يشار إلى الأخطاء التي ارتكبت من قبل القائمة إلى المذهب الشيعي ببناته وأبنائه.

5. تخشى هذه الاحزاب, أن لا تحصل على النسبة التي كانت تدعيها دائما للطائفة الشيعي, فيما لو دخلت منفصلة (أو حتى مؤتلفة مع الفرق في ارتفاع النسبة بهذه الحالة), فقد سمعنا كثيراً عن نسبة الشيعة في المجتمع العراقي هي 70%,  لكنها حققت في الانتخابات السابقة اقل من 50% , فكيف الحال بدخول العرب السنة في الانتخابات القادمة, إضافة إلى تنبه القوى العلمانية والديمقراطية لانفراط قوتها في الانتخابات السابقة, وسعيها للدخول مجتمعة.

6. الدفع الإيراني في تسيد الاحزاب الشيعية على الساحة العراقية, ومن خلاله التمكن من جر العراق إلى خندق إيران, عبر إلغاء القوى الديمقراطية والعلمانية والعرب السنة والكرد, وانحلال التحالف الشيعي يعني تأجيل مشروع ولاية الفقيه في العراق إلى حين, خاصة إذا ما قارنا الفعل الإيراني بالتصريح الأخير لمصدر حكومي إيراني على موقع بازتاب الإيراني, حول نضوج الثمرة العراقية لصالح الهلال الشيعي.

كل هذه الدوافع التي ذكرتها, لا تعد إنسانية ومنطقية لاستمرار الائتلاف العراقي الموحد على أساس طائفي, فهي لا تبني مجتمع سوي ولا تقضي على الإرهاب ولن تعد العدة لبناء العراق ولن تكون محور لتجمع العراقيين على مختلف أطيافه, فقط ستعمق الخلافات بين الطائفة الشيعية والآخرين, وهذا ما لا نرتضيه لبنات وأبناء الشعب العراقي.

ماجد فيادي [/b] [/size][/font]


181
سياسة الاحزاب الشيعية القادمة

ماجد فيادي
بعد تصريح السيد بيان جبر, وزير الداخلية العراقي, حول رغبة قائمة الائتلاف العراقي الموحد التخلي عن وزارة الداخلية, في الحكومة القادمة والتوجه إلى وزارة الدفاع, يضع أمامنا فرصة لقراءة ما بين السطور, وطريقة تفكير زعماء هذه القائمة, وافهم من هذا التصريح عدد من النقاط التي تعبر عن سياسة الائتلاف العراقي الموحد القادمة.

1. أن الائتلاف الشيعي يرغب في استمرار تحالفه بالرغم من المشاكل التي نستشعرها يوميا على أداء هذه القائمة, واعني في الانتخابات القادمة.

2. وفي احتمال ثاني فان المجلس الأعلى الذي ينتمي له السيد الوزير يخطط إلى استلام وزارة الدفاع في حالة انفراط عقد التحالف الشيعي, وهو بذلك يرسل برسالته إلى حلفائه.

3. عملت قائمة الائتلاف العراقي الموحد خلال الفترة المنصرمة في وزارة الداخلية على تثبيت أتباعها في كل زوايا الوزارة, وقد جاء الدور على وزارة الدفاع, وان المشاكل التي سيخلقونها للحكومة الجديدة سيستخدمونها ورقة ضغط, وفي نفس الوقت يبررون أعمالهم السابقة, والتي جرت على يد مليشيات هذه القائمة .

4. هذا ينسحب على الوزارات الأخرى التي لم يترأسها وزير من الائتلاف العراقي الموحد, فهي تسعا إلى دخولها في الحكومة القادمة لتثبيت أتباعها فيها.

5. عملت الحكومة الانتقالية بزعامة رئيس الوزراء الجعفري على زرع المشاكل في كل مكان ( واعني المشاكل الطائفية) بدل حلها لدفع الانتخابات القادمة أن تجري على أساس طائفي, ضماننا لكسب أصوات الشيعة, أمام التحالف السني القادم والكردي المستمر.

6. العمل على استمرار الفوضى ورمي الكرة في ساحة العرب السنة( أصبحنا مجبرين على استخدام هذا المصطلح لكثر ما رددته قائمة الائتلاف العراقي الموحد وقد نجحت بذلك) لتقليل دور الطرف السني الذي يعتمد العمل السياسي بدل العمل العسكري, وخلط الجميع في دائرة البعثيين والإرهابيين.

7. إيصال رسالة إلى الاحزاب والتحالفات الأخرى بسياسة فرض الرغبات, فالقائمة تعلن عن نيتها في اخذ الوزارة التي تريد منذ الآن , وهذا كان واضحا على الطريقة التي أعلن بها السيد الوزير عن السر كما سماه.

هذه السياسة التي أتوقعها للأحزاب الشيعية, تنم عم مخاطر كبيرة على الشعب العراقي, فهي تكريس للأفكار الطائفية والقومية, وهي تفرقة بين المواطنات والمواطنين العراقيين, أي إلغاء لمبدأ المواطنة الذي يجب أن يسود في العراق الجديد.

أما إذا عدنا إلى باقي التصريحات التي أطلقها السيد الوزير حول العرب البدو وراكبي الإبل, ودفاعه المستميت عن الجارة المسلمة إيران وتبرأت ساحتها من كل ما يجري على ارض العراق, نراه يتطابق ومخططات قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي ذهبت لها في أعلاه من طائفية وسياسات خاطئة( لا أريد التطرق إلى الاعتراضات والتحليلات التي كتبت عبر العشرات من المقالات حول تصريحات السيد الوزير فقد تكررت كثيرا وفي معظمها صائب).

من هنا يأتي الخطر الذي نبه وينبه له العديد من الكتاب والصحفيين والسياسيين على مستقبل العراق, فهذه القائمة ماضية في مخططاتها وغير آبهة للآخرين, بل توغل في سياستها, مستغلة الوضع الراهن للعراق, ولا يمكن لأي عاقل من استبعاد بصمة السياسة الإيرانية في أداء قائمة الائتلاف العراقي الموحد.

رأي:

أصبح النقاش يدور حول أداء الاحزاب الشيعية أكثر مما يدور حول الإرهابيين و البعثيين القتلة, وهذا نابع من السياسة الخاطئة لهذه الاحزاب, فبعدما كانت مظلومة أصبح يشار لها بالظلم.

ماجد فيادي [/b][/size] [/font]

182
موسم الهجرة مازال طويلا
ماجد فيادي
 
بات واضحا أن نبرة الحزن تشتد عبر أقلام الكتاب العراقيين, حتى وصلت إلى أقلام كتاب الخط الأول ممن يعتمدون المعلومة والتحليل العلمي منهجا لهم. ولمن يتتبع الشأن العراقي, على المستوى العائلي أو الصحفي, يعلم أن عدد العراقيات والعراقيين ممن هاجروا ويهاجرون أو يفكرون بالهجرة بعد الاحتلال ( ولا اعني البعثيين والقتلة), أصبح في تصاعد, والوجهة نحو الأمارات ومصر والأردن وسوريا, على خلاف الهجرة قبل الاحتلال فقد كانت نحو أوربا وإيران واستراليا وأمريكا.

لماذا هذه البلدان ؟؟؟

بعد أن أقفلت أوربا بابها في وجه العراقيات والعراقيين, وأعادت عددا منهم, صار البديل الدول العربية.

كانت الأمارات تمتنع عن إعطاء تأشيرة الدخول للعراقيات والعراقيين من غير التجار, فقد كانت تخشى دخول أجهزة الأمن الصدامية إلى أراضيها وبأعداد كبيرة, اليوم وقد أطيح بالدكتاتور أصبح التشدد تجاه العراقيين اقل, فأستغل العراقيين ذلك وبدءوا بالهجرة إلى دبي بحثا عن العمل وهربا من الوضع الراهن في العراق, أملا فيمن ينصف مواهبهم المتعددة, نظير أجر يجعلهم يعيشون الحياة, علما أن تسعيرة التأشيرة أصبح ( 25 ورقة) أي ( 2500 دولار) أي ( 3.5 مليون دينار عراقي).

أما مصر فهي أيضا كانت تمتنع ولنفس السبب من إعطاء تأشيرة الدخول للعراقيات والعراقيين, ولكن بحجة أن مصر فيها ما يكفي من البطالة, اليوم صار من الممكن الرحيل إلى ارض الكنانة مقابل ثمن زهيد, لان مصر العروبة لم تعد تخاف المخابرات العراقية, والعراقيين يجدون مصر ارخص من حيث أسعار الأملاك من العراق, مما دفع الكثيرين إلى بيع أملاكهم والهرب إلى القاهرة, ومصر بدورها ترحب بهذه الأموال القادمة من الخارج, خاصة وأنها لا تشكل خطر على الأيدي العاملة هناك.

ألا ردن المدللة, يهاجر لها الأغنياء فقط, لان الفقراء وأصحاب الشهادات ليس لهم فرصة بالعمل, وما يدعم كلامي, الإحصائية الأردنية للعام الماضي التي تشير إلى أن سوق العقارات لغير الأردنيين يشغله بأعلى النسب العراقيين.

سوريا راعية الإرهاب في العراق, يهاجر لها العراقيات والعراقيين بأعداد كبيرة ولأسباب متعددة, فمنهم الغني والفقير والطبيب, والبعثي والإرهابي ( لغرض التدريب).

ما الذي دفع العراقيات والعراقيين, خاصة بعد سقوط الدكتاتور إلى الهجرة؟؟؟

بعد أن نعمت العراقيات والعراقيين, بسقوط الحكم الدكتاتوري, جاء دور الاحتلال والإرهاب والسياسة الطائفية والقومية, والإنذار بالحرب الأهلية, يرافقه فقدان الأمن ونقص بالخدمات العامة, وازدياد البطالة, وإذا كان مفهوما للجميع أهداف الاحتلال والإرهاب, فإنني أناقش الساسة العراقيين ممن عانى الظلم على يد الدكتاتور, فمن المفروض أن تكون حركتهم في خدمة المجتمع لا في الإضرار بالفرد العراقي على انه ينتمي إلى فئة أخرى.   

فهاهي الحكومة الانتقالية تمارس سياسة طائفية, أدت إلى تراجع الحالة الأمنية, وتراجع في الخدمات, والإنذار بحرب أهلية, خاصة وان الإرهابيين, أصبحوا يعلنون عن أعمال ضد الشعب, بعدما كانوا يدعونها ضد الاحتلال وأعوانه, أما فيلق بدر وبعد أن تحول إلى منظمة بدر, أصبحت تمارس الاعتقال والتحقيق والتعذيب بحجة محاربة الإرهاب, كما أن منظمة بدر دخلت حرب الشوارع مع الفئات الأخرى, وتدخلت في شؤون الوزارات بالفصل والطرد والتعيين, بمباركة من السيد الوزير المعني, وبدون ممانعة من السيد رئيس الوزراء.

أما جيش المهدي, الذي يصول ويجول, مرة بقيادة موحدة, وأخرى مبعثرة مناطقيا, فهو الآخر لعب دورا كبيرا في إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار, وكان للبعثيين ممن انضموا تحت لواءه الدور الأبرز, كما لا ننسى دور المتطرفين, والعامل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والمتحذلقين ممن يصطادون بالماء العكر.

أما حزب الفضيلة, فهو الطرف القادم في المعادلة العراقية, وهو مدعوم من قوى تأمن بولاية الفقيه, على غرار ما يجري في إيران, مما ينذر بتحول البصرة إلى ولاية لاتمت بصلة إلى العراق, والأحداث التي تدور هناك تنبأ بان العيش في البصرة أصبح لا يطاق, فالحجاب صار للمسلمة والكتابية, والتدخل في شؤون الناس على قدم وساق, واللغة الفارسية صارت معتمدة بين الناس, والتومان في كل محل.

أما العرب السنة, فهم موزعون بين أتباع حزب البعث الفاشي, وبين جلاوزة جدد يحاولون استغلال الأوضاع للحصول على مكاسب شخصية, هذان الطرفان يساهمان في إشاعة الفوضى والإرهاب, لتحقيق مآربهم, وهناك طرف ثالث معتدل لكنه غير قوي يعمل على ترجيح كفة العقل على السلاح.

بين هذا وذاك, تقف المواطنة العراقية والمواطن العراقي وحركة المجتمع المدني وبعض الأحزاب العلمانية والديمقراطية, عاجزة عن تحقيق الأمن والاستقرار والبناء حتى الآن, مما دفع الكثيرين إلى الهجرة أو التفكير بالهجرة, وكأنك يابو زيد ما غزيت, فالاحتلال يعمل على تعدد مراكز القوى خدمة لمصالحه, أما من ظلم بالأمس على يد الدكتاتور ( ولا اعني الجميع) تحول اليوم إلى ظالم, وظلمت الأمس أصبحوا إرهابيين.

من التاريخ

كانت امرأة عراقية قد خرجت من الإسلام, في عهد الحجاج, فما كان منه إلا أن سجنها, وبعد مدة, استدعاها ليرى إن كانت قد عادة إلى دين الحق, فدار هذا الحديث.

الحجاج :. يا امرأة إن كنت قد عدتي للحق, فاقرئي لي شيء من القرآن الكريم.

المرأة:. بسم الله الرحمن الرحيم

          إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجا.

الحجاج مصححا:. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا.

المرأة:. هذا في عهد الرسول ( ص ) أما في عهدك فهم يخرجون أفواجا.

ماجد فيادي [/b][/size][/font]

183
إلى متى يحكمنا القتلة والوصوليين

ماجد فيادي
لا أريد أن ادخل في سرد لما عاناه الشعب العراقي عبر تاريخه الدموي على يد السلطات المتعاقبة, فقد تكرر ذلك عبر الآلاف من المقالات, واستعين بالمثل القائل (( كثر التكرار يعلم الحمار)), والحمار بريء من أفعالنا نحن بني البشر. قلنا وقال كثيرون أن حل مشكلة الإرهاب في العراق لا تحل بالطرق العسكرية فقط, ولكنها تحتاج إلى برنامج متكامل, يمكن من خلاله فصل جذور الإرهاب عن محيطه الاجتماعي, لكي يبقى وحيدا في الساحة, ويسهل القضاء عليه فيما بعد, لكن الأجندات الضيقة والمصالح الفئوية, كان لها دائما الحضور الأكبر, مما جعل كل الطروحات العلمية والواقعية تذهب مهب الريح.
ولكي تخرج هذه السلطة ( ولا اسميها حكومة) من مأزقها تذهب إلى إثارة قضايا جانبية تشوش بها على الحدث الرئيسي, لذلك لم يعد بد من المباشرة في الحديث والكتابة عن المقصرين, والابتعاد عن الصياغات الدبلوماسية , لان المعانات التي يعيشها بنات وأبناء الشعب العراقي لم تعد تطاق.

أقول للسلطة العراقية أنكم تسرقون أحلامنا, في بناء عراق متطور يواكب الحضارة التي سبقته قرون.

أنكم تسرقون أيامنا التي نجهد أنفسنا في إحيائها.

أنكم تتلاعبون بمقدراتنا كيفما تشاءون.

وشاهدي على ما أقول , أنكم تلجئون إلى استخدام العنف كحل أساسي للقضاء على الإرهاب, وهذا من شأنه أن يزيد من العنف ومؤيديه, يضاف له المهاترات والدعايات والاتهامات بالفساد بين العديد من الأطراف, بأدلة غير مأكدة, وإنما فقط لتسقيط الأخر, أو لإخفاء فضيحة, بالهجوم على الآخر استنادا على سلوك غير قانوني قام به منذ فترة ما, أو جزل العطاء لضحايا كارثة ما بالمال دون آخرين, أو ادعاء الحق بتمثيل الدين الإسلامي وتكفير الآخر, وما إلى ذلك من تفا هات سياسية لا تخدم سوى الوصوليين على أكتاف المساكين من بنات وأبناء الشعب العراقي.

 في زحمة تردي الخدمات الأمنية والصحية والكهرباء والماء, و تفشي الفساد الإداري على أعلى المستويات, وقلة توفر فرص العمل, وازدياد عدد العاطلين يقابله ازدياد في عدد الإرهابيين, تصر السلطة العراقية على أتباع سياسة حمقاء فئوية ذات مصالح ضيقة, في الوقت الذي لم يبرد به دم الضحايا الذين سقطوا على يد الإرهاب, تخرج لنا السلطة بفضيحة وزارة الدفاع السابقة, يقابلها الوزير السابق حازم الشعلان بكشف فضيحة أخرى ضدها تتعلق بارتباط القوى الشيعية بالجارة المسلمة إيران (( راعية جزء كبير من الإرهاب في العراق )).
وهنا لا أريد أن أبرء السلطة السابقة من الفساد الإداري لكني اترك الأمر لمن يمتلك الأدلة, أما الحلول لمشاكل الشعب فالكلام فيها مؤجل لإشعار آخر لحين القضاء على الإرهاب (( مسمار جحا)).

أذكر عسى أن تنفع الذكرى, فان الدكتاتور صدام بكل ظلمه, وعلى مدى عقود لم يفلح في القضاء على المعارضة العراقية, ومن أهم الأسباب لذلك, أن هذه المعارضة ممن هي في السلطة ألان, كانت تتلقى الدعم والإسناد و الإيواء من قبل دول الجوار والمجتمع الدولي, ممن تتعارض سياساته مع الدكتاتور.
واليوم فان وجود دول لها المصلحة في عدم استقرار العراق تقوم بمساعدة الإرهاب, خدمة لمصالحها الذاتية, ومنها إيران وسوريا والسعودية وتركيا والأردن وفرنسا وبريطانيا وأميركا, يعني بكل الأحوال لا قضاء على الإرهاب بدون سياسة حكيمة تقطع الإرهاب من جذوره وتبتعد عن الطائفية والقومية ومحاولة إقصاء الأخر, والشروع بتحسين العلاقات بين بنات وأبناء الشعب العراقي, وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات وتقديم مكافآت لمن يرشد على الإرهابيين.أخيرا بغير نكران ألذات والابتعاد عن المصالح الضيقة والادعاء بامتلاك الحقيقة, لا يمكن أن تقوم للعراق قائمة.     

حوار بين زوجة وزوج :

الزوجة :. أريد اليوم الذهاب إلى سهام ألعبيدي (( محل في جانب الكرخ يقدم بضاعة جيدة ومخفضة الأسعار)), اشتري ملابس للبنية.

الزوج :. ماكو طلعة متشوفين القتل في الشوارع يوميا, هاي آني ما طالع غير بس للعمل وباقي الوقت وجهي بوجهك.

الزوجة :. يبو لا حكومة تحل مشاكلنا ولا إرهاب يتركنا بحالنا ولا زوج قادر يحمينا ولا كهرباء ولا ماء, هاي حياة لو موت بطيء.

ماجد فيادي[/b][/size][/font]

184
التجارة الدينية ,,, الأكثر ربحاً

ماجد فيادي

إن التاريخ ملئ بالدروس التي نتعلم منها كيف نتغلب على أخطاء الماضي, ومن يسعا إلى التعلم يحتاج إلى نكران ألذة, ولكي اخرج من الإلغاز, اذكر بالمآسي التي تعرض لها الشعب العراقي بعد سقوط الصنم إلى يومنا هذا, خاصة ما يتعلق بالإرهاب, فقد سعى القتلة إلى استغلال التجمعات البشرية وفي كل المناسبات إلى إشاعة الموت والذعر بين الناس, فكم هي عديدة تلك التظاهرات والمناسبات الدينية التي استخدم فيها الإرهاب طاقاته الهدامة لقتل العراقيين, ابتدأ من قتل السيد الخوئي إلى اختيال السيد باقر الحكيم إلى تفجيرات كربلاء والكاظمية انتهاءً بحادث جسر ألائمة, في كل المرات كان المنظمون يحاولون استغلال المناسبات الدينية من زيارات أئمة إلى ذكرى استشهاد إلى مناسبة ميلاد لإضفاء صفة تأييد الجماهير المسلمة المؤمنة لأحزاب دينية معينة, دون الاهتمام إلى احتمال تكرار المأساة السابقة من قتل وإرهاب مورس على يد قوى الظلام.

أعود إلى تعلم الدروس من التاريخ البعيد والقريب, فأن تعلمت القوى السياسية الدينية وتحديداً الشيعية دروس الإرهاب, الممارس ضد الشعب العراقي, فهذا يعني فقدانها إلى احد أهم مواردها البشرية ألا وهي المناسبات الدينية, فنحن نرى في كل مناسبة دينية يخرج في مقدمتها احد الشخصيات السياسية, لكي يدعي انتساب هذا الحشد إلى طرفه السياسي, وأنا لا أجد تسمية لهذا التصرف أكثر دقة من التجارة الدينية بحياة الناس, لغرض مكاسب سياسية, فمن أين لحزب ما القدرة على تحشيد ملايين الجماهير ومن مختلف الأعمار نساء ورجالاً لفعالية معينة, والدليل على ما ادعي التظاهرة البائسة التي خرجت بدعوة من السيد عمار الحكيم, تطالب بها  النساء المشاركات, بتثبيت أحكام الشريعة الإسلامية حول المرأة في الدستور, وفي مقارنة بسيطة ومؤلمة نرى أن عدد الضحايا من النساء في مأساة جسر ألائمة تفوق عدد النساء المشاركات في تظاهرة السيد عمار الحكيم, من هنا نستنتج إن بعض الأحزاب الدينية تتاجر بالمناسبات الدينية, لكي تعطي لنفسها صفة القائد لهذه الجماهير الواسعة, وهو ادعاء باطل تظهر فيه صفة التاجر المراوغ, الذي يتبع كل الوسائل لبيع تجارته وبأعلى الأسعار.

إن تعلم الدرس يعني التوقف عن زج الجماهير وبدون تخطيط امني من قبل المختصين في مجازر لا تحمد عقباها, لكن العند والتكبر وعدم المبالاة بحياة الأبرياء أصبح صفة الأحزاب الدينية هذه الأيام, وما يدلل على صفات التاجر المراوغ في هذه المأساة, أن السيد رئيس الوزراء قد أعلن عن تحميل المسؤولية إلى قوى إرهابية, عمدت إلى إطلاق صواريخ على مدينة الكاظمة وإشاعة خبر عن سيارة مفخخة, كأنه لا يعلم بوجود هذه القوى على ارض العراق, فهل من احد يتبنى على عاتقه إيصال المعلومة إلى السيد إبراهيم الجعفري ويقول له, سيدي ومولاي يوجد في العراق إرهاب, فاحذر منه على نفسك وعلى الشعب العراقي, وفي مكان آخر يظهر احد أعضاء الجمعية الوطنية كان مشاركاً في المسيرة ويقول أن الجسر قد فتح بالرغم من الاتفاق على غلقه, ويكمل وزير الداخلية والدفاع الادعاء بان الحادث خالي من الصفة الطائفية والسلام ختام , انتهت مهمة الوزيرين ( يعني ماكو استقالة) .

إن المتاجرة الدينية أوصلة رجال إلى السلطة مستعدة للتضحية بحياة الآلاف في سبيل البقاء في مناصبهم, فهل هناك تجارة أكثر ربحا من التجارة الدينية.

حدث على ارض الواقع.

ساقتني الأقدار أن أقدم خدمة إلى احد المسلمين ممن يرتدي الدشداشة القصيرة واللحية الطويلة ويمتنع عن ارتداء العقال, مقابل مبلغ مالي, بان أنجز أوراقه في احد مطارات أوربا, وبعد المراجعة تبين انه يحمل أوزان أكثر من المسموح به وبكثير, ونتيجة تمسك الموظف المختص بدفع المبلغ المحدد, همس الأخ المسلم في أذني قائلا

إنشاء الله إني مؤمن, ولكن هل يمكن أن تقدم مبلغ من المال إلى الموظف المختص للتغاضي عن الزيادة في الوزن.

 
ماجد فيادي        [/size]

185
المنبر السياسي / سياسة الرفوف
« في: 02:30 25/08/2005  »
سياسة الرفوف

ماجد فيادي 

أريد أن انطلق من فكرة مفادها , أن الشعب العراقي من الصعب أن يقاد, وأتمنى أن لا انقلب في آخر المقال على هذه الفكرة, أملاً في انحياز الشعب لمصالحه والانتصار لإرادته, فقد استغل صوت الشعب بعد أن دفع وباستعجال إلى الانتخابات, هذه الانتخابات التي أيدتها وعملت على إنجاحها من موقعي المتواضع كمواطن عراقي, لا لشيء إلا لأنها أصبحت واقع حال لابد منه, وبعد إصرار من بعض القوى العراقية عليه, وإمكانية استغلال فشل الانتخابات من قبل قوى الظلام.
اليوم وقد ظهر القادة الجدد للشعب العراقي, انتظرنا منهم حل مشكلات الشعب والخروج به إلى الحياة المدنية والحضارة و التكنولوجية, استناداً إلى التاريخ النضالي لهؤلاء القادة ضد الدكتاتور صدام, وفي عودة سريعة إلى الفكرة الأولى فان الدكتاتور وعلى مدى عقود لم يستطيع أن يروض الشعب العراقي على ما يريده هو, والدليل السجون المليئة بالسياسيين, والقوات الثائرة في كردستان و الاهوار و العمليات الخاطفة في المدينة ضد الرفاق الحزبيين ورجال الأمن الصدامي, وغيرها من مظاهر التمرد وعدم الرضوخ.
هذا وذاك مما يجعلني انطلق بثقة من هذه الفكرة, اليوم وما ترتب على نتائج الانتخابات وظهور قادة جدد على الساحة العراقية, وبرصدنا لأدائهم, نرى أنهم يتعاملون بطريقة ملتوية مع الشعب العراقي, خاصة في مرحلة كتابة الدستور, فالبرامج الانتخابية التي طرحت وحصلت القوائم كما تدعي على الأصوات من خلالها, لم ترى النور, بل جرى الالتفاف حولها, وركنها على أول رف من رفوف السياسة الجديدة ( سياسة الرفوف), ولجوء المتبارون إلى خلق إشكاليات يلعبون بها كأوراق رابحة وقت الشدائد, ومن ثم ركنها على الرف بعد انتهاء الجولة, الأمثلة عديدة على ما أقول والشعب العراقي يمتلك من العقلاء ما يجعلني استعين بهم لتعداد هذه الأمثلة, لكن لابد من أن أقدم لكم بعض هذه الأمثلة

1. فدرالية الوسط والجنوب.

2. العراق يتكون من قوميات مختلفة من ضمنها الفرس.

3.إصدار فقرات في الدستور تخص المرجعية الدينية.

4. جمهورية العراق الإسلامية الفدرالية.

 5. قانون إجتثاث البعث.

وغيرها من التقليعات التي وصل بها الخلاف بين الأطراف المتبارية إلى ( 66) فقرة خلافية, كانت تنقص وتزيد كالمد والجزر في اللقاءات اللاودية.

بالمناسبة هذه الرفوف يمتلك منها اغلب الأطراف المتبارية مع الاختلاف في كمية ونوعية استغلالها, لكن لا يمكن أن نشمل الجميع في سلة واحدة, والي على رأسه بطحة يتحسسها, هذه الرفوف توسعت وكبرت مع توسع موسم العمل, حتى صار احدها مخصص لان يجلس عليه الشعب العراقي, فنحن نرى أن القرارات أصبحت تأخذ بدون الرجوع إلى مصالح الشعب بشكل عام, بل إنها قرارات فئوية, ضيقة, ذات اتجاه واحد, تتجاهل في معظمها الآخر, لاغية حقه في الشراكة بالمواطنة, وقد وصل الحال ببعض الإطراف المتبارية إلى اللعب الخشن, مرة بالعنف , وأخرى بالتكفير, وثالثة بالتكذيب, حتى وجدنا أنفسنا نستمع إلى قادة من الدرجة الكذابة, يلجئون إلى رفوفهم كلما اشتد الحال بهم, حتى سقطت المصداقية عنهم.

اليوم وقد قدمت مسودة الدستور العراقي إلى الجمعية الوطنية, وبعد جولات وصولات, واتهامات, وتكذيب, وتهديد, وإلغاء, وتهميش, ووعود بحلول ترضي الجميع, نرى دستورا مرقع بين الأطراف المتبارية, فمن جهة, الإسلام مصدر رئيسي للتشريع, ومن جهة التشريع يحترم مبادئ الديمقراطية, لا تمييز بين المواطنين على أساس اللون والجنس والعرق والدين, ومن جهة أخرى تعامل المرأة على مبادئ الشريعة الإسلامية.
أتوقف هنا فلو استمريت فسأعدد أهم فقرات الدستور, وفي عودة إلى سياسة الرفوف, وبمقارنتها بما جرى على مدى اشهر من فرض الانتخابات إلى يومنا هذا, نرى إن الشعب قد استخدم في المراحل المفصلية من الجولات, في استخدام السيد وصوره في الحملة الانتخابية إلى التظاهرات المليونية المؤيدة والرافضة لحال ما إلى تقديم إغراءات بتعيينات وبالواسطة إلى زيادة رواتب إلى فصل موظفين على الهوية الدينية والقومية والحزبية إلى ( لا اعتقد إن هذه الأمور تخفي عليكم).
وفي الختام تجاهل كامل للشعب في كتابة الدستور كأنه لا يملك الحق بالتصويت, فان فشل الدستور في الحصول على موافقة الشعب, فلسان حال المتبارين أنني فعلت ما أستطيع وقدمت التنازلات من قضايا الرفوف قدر المستطاع, لكن الطرف الآخر هو المتعنت, وهو من يتحمل الذنب.

أين الشعب العراقي, انه يجري خلف الرزق, بين ألغام الإرهاب, ومفخخات القتلة, وبحثاً عن الوقود, والماء, ودفع إيجار خط كهرباء من المولدة الأهلية.
 

في نفس المكان لكن في زمن ذهب و بدون رجعة لكم هذه القصة.

في معركة بين قوات الدكتاتور صدام وقوات الأنصار الشيوعيين على احد جبال كردستان الحبيبة, حوار بين اثنين من الأنصاريين.

سكت صوت النار والرفيقان في استراحة معركة

الأول : هاوري( رفيق باللغة الكردية) عباس أنت ليش تبكي هوايه من تعرف احد رفاقنا استشهد.

الثاني : رفيق آسو استشهاد رفيق يعني شمعة اطفئة, يعني الظلام صار اكبر, وأنا أخاف الظلام.

نظرة طويلة ملئها الكلمات بين الرفيقين ثم عودة إلى جحيم المعركة.

 
ماجد فيادي      [/size]                     

 

186
المنبر السياسي / سياسة الرفوف
« في: 01:43 24/08/2005  »
سياسة الرفوف


 

أريد أن انطلق من فكرة مفادها , أن الشعب العراقي من الصعب أن يقاد, وأتمنى أن لا انقلب في آخر المقال على هذه الفكرة, أملاً في انحياز الشعب لمصالحه والانتصار لإرادته, فقد استغل صوت الشعب بعد أن دفع وباستعجال إلى الانتخابات, هذه الانتخابات التي أيدتها وعملت على إنجاحها من موقعي المتواضع كمواطن عراقي, لا لشيء إلا لأنها أصبحت واقع حال لابد منه, وبعد إصرار من بعض القوى العراقية عليه, وإمكانية استغلال فشل الانتخابات من قبل قوى الظلام, اليوم وقد ظهر القادة الجدد للشعب العراقي, انتظرنا منهم حل مشكلات الشعب والخروج به إلى الحياة المدنية والحضارة و التكنولوجية, استناداً إلى التاريخ النضالي لهؤلاء القادة ضد الدكتاتور صدام, وفي عودة سريعة إلى الفكرة الأولى فان الدكتاتور وعلى مدى عقود لم يستطيع أن يروض الشعب العراقي على ما يريده هو, والدليل السجون المليئة بالسياسيين, والقوات الثائرة في كردستان و الاهوار و العمليات الخاطفة في المدينة ضد الرفاق الحزبيين ورجال الأمن الصدامي, وغيرها من مظاهر التمرد وعدم الرضوخ, هذا وذاك مما يجعلني انطلق بثقة من هذه الفكرة, اليوم وما ترتب على نتائج الانتخابات وظهور قادة جدد على الساحة العراقية, وبرصدنا لأدائهم, نرى أنهم يتعاملون بطريقة ملتوية مع الشعب العراقي, خاصة في مرحلة كتابة الدستور, فالبرامج الانتخابية التي طرحت وحصلت القوائم كما تدعي على الأصوات من خلالها, لم ترى النور, بل جرى الالتفاف حولها, وركنها على أول رف من رفوف السياسة الجديدة ( سياسة الرفوف), ولجوء المتبارون إلى خلق إشكاليات يلعبون بها كأوراق رابحة وقت الشدائد, ومن ثم ركنها على الرف بعد انتهاء الجولة, الأمثلة عديدة على ما أقول والشعب العراقي يمتلك من العقلاء ما يجعلني استعين بهم لتعداد هذه الأمثلة, لكن لابد من أن أقدم لكم بعض هذه الأمثلة

1. فدرالية الوسط والجنوب.

2. العراق يتكون من قوميات مختلفة من ضمنها الفرس.

3.إصدار فقرات في الدستور تخص المرجعية الدينية.

4. جمهورية العراق الإسلامية الفدرالية.

 5. قانون إجتثاث البعث.

وغيرها من التقليعات التي وصل بها الخلاف بين الأطراف المتبارية إلى ( 66) فقرة خلافية, كانت تنقص وتزيد كالمد والجزر في اللقاءات اللاودية.

بالمناسبة هذه الرفوف يمتلك منها اغلب الأطراف المتبارية مع الاختلاف في كمية ونوعية استغلالها, لكن لا يمكن أن نشمل الجميع في سلة واحدة, والي على رأسه بطحة يتحسسها, هذه الرفوف توسعت وكبرت مع توسع موسم العمل, حتى صار احدها مخصص لان يجلس عليه الشعب العراقي, فنحن نرى أن القرارات أصبحت تأخذ بدون الرجوع إلى مصالح الشعب بشكل عام, بل إنها قرارات فئوية, ضيقة, ذات اتجاه واحد, تتجاهل في معظمها الآخر, لاغية حقه في الشراكة بالمواطنة, وقد وصل الحال ببعض الإطراف المتبارية إلى اللعب الخشن, مرة بالعنف , وأخرى بالتكفير, وثالثة بالتكذيب, حتى وجدنا أنفسنا نستمع إلى قادة من الدرجة الكذابة, يلجئون إلى رفوفهم كلما اشتد الحال بهم, حتى سقطت المصداقية عنهم.

اليوم وقد قدمت مسودة الدستور العراقي إلى الجمعية الوطنية, وبعد جولات وصولات, واتهامات, وتكذيب, وتهديد, وإلغاء, وتهميش, ووعود بحلول ترضي الجميع, نرى دستورا مرقع بين الأطراف المتبارية, فمن جهة, الإسلام مصدر رئيسي للتشريع, ومن جهة التشريع يحترم مبادئ الديمقراطية, لا تمييز بين المواطنين على أساس اللون والجنس والعرق والدين, ومن جهة أخرى تعامل المرأة على مبادئ الشريعة الإسلامية. أتوقف هنا فلو استمريت فسأعدد أهم فقرات الدستور, وفي عودة إلى سياسة الرفوف, وبمقارنتها بما جرى على مدى اشهر من فرض الانتخابات إلى يومنا هذا, نرى إن الشعب قد استخدم في المراحل المفصلية من الجولات, في استخدام السيد وصوره في الحملة الانتخابية إلى التظاهرات المليونية المؤيدة والرافضة لحال ما إلى تقديم إغراءات بتعيينات وبالواسطة إلى زيادة رواتب إلى فصل موظفين على الهوية الدينية والقومية والحزبية إلى ( لا اعتقد إن هذه الأمور تخفي عليكم), وفي الختام تجاهل كامل للشعب في كتابة الدستور كأنه لا يملك الحق بالتصويت, فان فشل الدستور في الحصول على موافقة الشعب, فلسان حال المتبارين أنني فعلت ما أستطيع وقدمت التنازلات من قضايا الرفوف قدر المستطاع, لكن الطرف الآخر هو المتعنت, وهو من يتحمل الذنب.

أين الشعب العراقي, انه يجري خلف الرزق, بين ألغام الإرهاب, ومفخخات القتلة, وبحثاً عن الوقود, والماء, ودفع إيجار خط كهرباء من المولدة الأهلية.

 

 

في نفس المكان لكن في زمن ذهب و بدون رجعة لكم هذه القصة.

في معركة بين قوات الدكتاتور صدام وقوات الأنصار الشيوعيين على احد جبال كردستان الحبيبة, حوار بين اثنين من الأنصاريين.

سكت صوت النار والرفيقان في استراحة معركة

الأول : هاوري( رفيق باللغة الكردية) عباس أنت ليش تبكي هوايه من تعرف احد رفاقنا استشهد.

الثاني : رفيق آسو استشهاد رفيق يعني شمعة اطفئة, يعني الظلام صار اكبر, وأنا أخاف الظلام.

نظرة طويلة ملئها الكلمات بين الرفيقين ثم عودة إلى جحيم المعركة.

 

                                                                                             ماجد فيادي

187
مضايقات يتعرض لها وفدنا المشارك في مهرجان الشبيبة العالمي

كولون
14/08/2005

ماجد فيادي

خلال مشاركة زميلنا ومن على منصة الحديث, تعرض إلى محاولة تشويش ومقاطعة من قبل بعض الوفود العربية المشاركة, عندما عبر وبكل وضوح, عن إيماننا بحق الشعوب في مقاومة الاحتلال, وأدان في الوقت نفسه, عمليات الإرهاب التي يتعرض لها الشعب العراقي, على يد قوى الظلام السياسي والديني, ذاكرا النسب الحقيقية, لضحايا الشعب العراقي, مقابل قتلا القوات المحتلة, مما دفع الوفد السوري, وبالتعاون مع الوفد اللبناني وآخرين, إلى تحريض الحضور, ممن لا يملكون المعلومات الحقيقية, عن الإرهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي, بمقاطعة الزميل, بالهتاف والتأييد لما يسمى بالمقاومة العراقية, وقد عبر ممثل الوفد السوري علناً عن دعم سوريا, إلى ما يسمى بالمقاومة العراقية, كما تقدم ممثل الوفد اللبناني بالادعاء, إن زميلنا لا يمثل الشعب العراقي, وان العراقيين يقاومون ضد الاحتلال, مدعياً أن كل ما يجري على ارض العراق هو شكل من أشكال المقاومة, وفي محاولة غير أخلاقية منع زميلنا من تكملة مداخلته, عندما وجه الكلام إلى ممثل الوفد السوري,قائلا إن سوريا تدعم الإرهاب في العراق, وهذا يختلف عن دعم المقاومة الحقيقية للاحتلال, وفي محاولة خبيثة سحب زميلنا من المنصة لغرض التفاهم, وبعد إصراره على موقفه منع من العودة إلى المنصة, فكانت هذه احد الطرق المستخدمة, لتكميم صوت الشعب العراقي من الوصول إلى اكبر عدد ممكن من العالم.

وضح وفدنا المشارك في مقابلات صحفية مع وكالات إعلامية متعددة, عن حق الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال بالطرق التي يرتئيها, وان مزايدات الأطراف الخارجية على نضال الشعب العراقي, سيؤدي إلى خلق مشكلات, تضر بالشعب العراقي, وتفسح المجال أمام قوات الاحتلال, بالبقاء أطول مدة ممكنة على ارض العراق, وان العداء العالمي ضد أميركا, لا يعني بأي حال من الأحوال, إلى الأضرار بمصالح الشعب العراقي, وإغراقه في بحر الدم, وانعدام الخدمات, وغياب الحياة المدنية, وحرمانه من التمتع بالتقدم العلمي والحضارة الإنسانية, شأنه شأن الشعوب الأخرى.

وفي تضامن لعدد من الوفود المشاركة مع وفدنا ومعانات الشعب العراقي , واستنكارهم لهذا التصرف, يسعى وفدنا إلى تقديم شكوى إلى رئاسة المؤتمر, بشأن التشويه الذي تعرض له,عندما  وضح إلى الجمهور حقيقة الوضع في العراق, ومحاولة بعض الوفود العربية, إلى وصف الإرهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي بالمقاومة, وان هذا يعد استهانة بمقدرات العراقيين وجرح لمشاعرنا .

المجد والخلود لشهداء اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية.
المجد والخلود إلى شهداء اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي.
المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية.
 
 

188
طلبة وشبيبة العراق في مهرجان الشبيبة العالمي16 في فينزولا
[/b]

كولون

9/8/2005
ماجد فيادي     

في اتصال مباشر من كاركاس مع وفد المنظمات الديمقراطية العراقية المشارك في أعمال المهرجان, والمتمثل باتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية, واتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي, ننقل لكم هذه الرسالة الإخبارية.

سارت الوفود المشاركة في شوارع كاركاس حاملة لأعلام بلدانها وأعلام منظماتها, يتوسطهم العلم العراقي بالإضافة إلى أعلام ملونة تعبر عن المشاركة العراقية, وقد حظي الوفد العراقي بالتضامن من الجماهير الفنزولية المصطفة على جانبي الطريق, فتارة تعبر عن هذا التضامن بالهتاف وأخرى بالمصافحة وأخرى بالتقاط الصور التذكارية.

بعد دخول الوفود المشاركة إلى ميدان الملعب الذي امتلئ بعشرين ألف متفرج , وفي لحظة دخول وفدنا يتقدمه العلم العراقي , وقف الجمهور مصفقاً بما فيهم رئيس الجمهورية (شافيز) لوقت طويل.

يشار أن وفدنا المشارك في أعمال المؤتمر يسعا إلى كسب التضامن العالمي مع الشعب العراقي, في معركته ضد الإرهاب وإخراج قوات الاحتلال من ارض الوطن وبناء عراق جديد ديمقراطي فدرالي موحد, وقد جرت مناقشات بين وفدنا المشارك وبين الوفود الأخرى لتوضيح شكل الإرهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي على يد قوى الظلام, كما جرى توضيح رغبة العراقيين في خروج قوات الاحتلال والطريقة التي يمكن اعتمادها.

ننوه إلى أن زميلاتنا وزملائنا من ارض الوطن ولأسباب وعوائق كثيرة لم يتمكنوا من المشاركة, فلم يحصلوا على دعم من الحكومة العراقية, ولم تمكنهم ظروفهم الشخصية من المشاركة لتمثيل وطننا العراق, فكانت المشاركة مقتصرة على تمثيل فروع الخارج . 

المجد والخلود لشهداء اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية.
المجد والخلود لشهداء اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي .
 المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية .

سنتواصل معكم في رسائل أخرى من كاركاس حول نشاطات وفدنا .[/size]

189
المنبر السياسي / هرج و مرج
« في: 03:21 05/08/2005  »
هرج و مرج


كنا بالأمس وعندما يخرج علينا الدكتاتور بأحد تقليعاته ( مكارمه كما دأب جلاوزته تسميتها ) نفهم انه يحاول إشغال الشعب عن كارثة جديدة في طريقها إلى الوقوع, وكنا نفهم أيضا محاولات الدكتاتور في إبعاد العراقيات والعراقيين عن كارثة يعيشوها بتقليعة أو كارثة من نوع يختلف عن الأولى لتوجيه الأنظار إلى مكان آخر, وهذا هو شأن الدكتاتوريات, فهناك قاعدة تقول ( إن الدكتاتور عندما يقع في خطأ, يصححه بخطأ اكبر).

اليوم نحن نعيش شكل آخر من لعبة خلط الأوراق, ففي الوقت الذي نعمل فيه على بناء عراق جديد, خالي من الدكتاتوريات وانتهاكات حقوق الإنسان باسم الوطنية والقومية والدين, نرى أن المقترحات تنهال على الجمعية الوطنية وبالجملة, وتتركز اغلبها في مصلحة الفئة المتقدمة بالمقترح, دون مراعاة مصلحة الشعب العراقي, فمنها يصب في تعميق دور الدين في الحياة السياسية وجعل القرآن المصدر الوحيد للتشريع, وتعظيم دور رجال الدين في اتخاذ القرارات العامة,  و تحجيم دور المرأة وتقليص دورها في المجتمع وغبن حقوقها, ومن ابرز التقليعات حول المرأة القرار رقم 137,إضافة إلى تغير الشكل الانتخابي, وسبقه إدخال قومية جديدة إلى المجتمع العراقي, إبراز الطائفية إلى المشهد العراقي وربط المليشيات العسكرية في النزاع المسلح, اقتراحات حول الفدرالية كلها غير عملية وتصب نحوه إلغاء هذا المبدأ, نقطة نظام عبارة نوقشت أكثر من مشكلة الكهرباء والماء, السيد السستاني يحصل على الجنسية العراقية وضرورة إعطائه جائزة نوبل للسلام ( ولا ادري هل يعلم السيد بماهية جائزة نوبل وان الكاتب ماركيز قد اعتذر لقرائه إن اسمه رشح لجائزة نوبل ), يوم السبت عطلة اليهود عطلة رسمية في العراق ( كارثة تعادل احتلال اليهود لأرض فلسطين), لجنة صياغة الدستور هل تتكون من 55 عضو أم 51 وهل يشمل بها العرب السنة, الفدرالية تعني الانقسام( إياكم والفدرالية فهذا يزعج الدكتاتور صدام), فدرالية الجنوب من حق العرب الشيعة, العرب السنة الفدرالية تقسيم للعراق وإضعاف لدورنا في العراق, السستاني عاد عن دعمه لنظام القوائم, الغوث الغوث يجب تغير نظام الانتخابات ما دمنا نشكل الأغلبية, الـــــــــــــــــــخ......

لو استمريت فلن انتهي من تعداد المقترحات, وكلها لا تعد أكثر من محاولات لإشغال المجتمع العراقي( بالعراقي دوخه) عن حقيقة المستقبل الذي يتجه نحوه, ومحاولة لخلط الأوراق للوصول إلى الأهداف الضيقة التي تصب في مصلحة فئة دون أخرى, حكومة السيد الجعفري همها أن تعمل اتفاقات مع الجارة إيران, والكرد همهم تثبيت الفدرالية وإعادة كركوك إلى كردستان والأحزاب الشيعية همها أن تكون لها الأغلبية وان يتحول العراق إلى دولة إسلامية على الشريعة ( الشيعية) والأحزاب والتوجهات السنية تريد أن تعيد أيامها الخوالي يوم كانوا في السلطة واللبراليين همهم إرضاء أمريكا والديمقراطيين في هرج ومرج .

كيف للدستور أن يكتب وسط هذه الفوضى, وكيف ستتمكن المواطنة والمواطن من فهم فقرات الدستور للتصويت عليه وهل سيكون التصويت على الدستور بعمومه أم على فقراته, ومتى سيتمكن المواطنون من قراءة الدستور والكهرباء منقطعة والماء إن وجد فهو غير نظيف والعمل غير متوفر والبطالة صيد سهل للإرهابيين والقتل يجري على قدم وساق وبدون أسباب معروفة من قبل الضحايا وبعض الأحزاب دخلت طرفاً في أعمال القتل وتصفية الحسابات بدون الرجوع إلى الشرطة والقانون كيف نثق بالشرطة وهي طرف في بعض أعمال الخطف والقتل اعتقد من الأفضل اللجوء إلى الحرس الوطني لكن للأسف هو أيضا مخترق من عدة جهات تحاول السيطرة عليه, الم اقل لكم إننا في هرج ومرج.

من المسؤول عن هذا الهرج والمرج, بدأ فان الدكتاتور قد هيئ لذلك تمهيدا لعودته إلى السلطة بعد إسقاطه على يد قوات الاحتلال, وللأمريكان اليد العليا في خلط الأوراق في سبيل تحقيق أهدافها فهي التي دخلت العراق وبتجاهل كامل للمجتمع الدولي وعدم اكتراث للقوى العراقية المعارضة للنظام السابق وفتحت الحدود و ألغت الجيش والشرطة والأمن وتراخت في بناء جيش قوي وشرطة مدربة وجهاز امن بمعدات وأساليب حديثة, يضاف لهما الأحزاب العراقية ذات المصالح الضيقة من أحزاب طائفية إلى قومية إلى علمانية ( لكني لا أضع الجميع في سلة واحدة ), وهناك دول من مصلحتها أن يغرق العراق في الفوضى لكي تحمي نفسها من المخططات الأمريكية وتعطي شعوبها درسا إذا ما حاولوا التعاون مع الغرب لإسقاط حكوماتها, أما الإرهابيين وبمختلف ألوانهم فقد كانوا ولا يزالوا اليد التي تنفذ مخططات تهدف إلى جعل العراق نقطة تجمع للإرهاب العالمي وهي تقتل وتذبح بشعب لم تتوقف دمائه من الجريان يوماً.

           

في حياتنا اليومية

لمن لا يعرف سوق هرج في بغداد .

يقع سوق هرج في صوب الرصافة منطقة الميدان مجاوراً لوزارة الدفاع سابقاً وهو عبارة عن زقاق (دربونة) توسع أخيرا ليشمل مساحة العراق.

 

                                                                                                      ماجد فيادي                   
 
 



صفحات: [1]