عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - د. خيرالله سعـيد

صفحات: [1]
1

 
أولا يستحق عـمو بابا تمـثالاً له !!؟؟؟ ....


  بقلم: د. خيرالله سعـيد


كيف نكـرّم عظماءنا؟؟ أولا يستحق عـمو بابا تمـثالاً له !!؟؟؟


تذكرنا حضارة بلاد مابين النهـرين، وندهش لهذه الذاكرة عندما تطالعنا النقـوش والتماثيل والرقم الطينية لأشخاص خـدموا هذه البلاد، فالمتابع لتاريخ هذه الحضارة سوف يلمس حضور تلك الشخصيات المبدعة في تراث تلك الحضارات محفورة في كل مدوناتهـم التاريخية، ومنحوتـةً على الجدران، وفي أروقـة المعابد وعند بهـو الملوك وعلى مداخل المدن العظيمة ، وكأن هـؤلاء حاضرين في وجـدان تلك الحضارة، في الغياب والحضور، وهـو أمر ملفت للإنتباه حقـّاً، بمعنى أن من بنوا تلك الحضارات في أرض الرافدين كانوا مدركين لمعنى وقيمة الإبداع عند كل شخص من هؤلاء، أضف الى ذلك، أن المدونات التاريخية لم تهمل أي أحد منهم، مهما كان حجم عطائه، ملكاً كان أو عبداً، فالكل قد ذكروا في تلك المدونات، وقد إستطلعتها كل المكتشفات الآركيولوجية، وهذا الأمر يشير الى معنى وقيمة الإنسان المبدع في حضارة وادي الرافدين، وقد دلـّت الرموز الحضارية الى هؤلاء، بكل وضوح ،وقد إندهش أغلب علماء الآثار الى هكذا وعي مسبق لهذه الحضارة الرافدية وتخليدها لمجهودات الإنسان فيها، فقد ذكرت أسماء المبدعين وتواريخ إبداعاتهم وشكل منجزاتهم ، حتى أن الملوك والكهنة يذكرونهم بخير على الدوام،وليس الحضارة الرافدية هي وحدها من قامت بهذا الفعل، بل كل الحضارات الكبيرة المجايلة لها والسابقة عليها أو اللاًحقة بها، من أمثال الحضارة الصينية والفرعونية واليونانية، حيث كان للعلماء والأدباء والفلاسفة النصب والتماثيل لعظماء تلك الأمم تخليداً لهم، وعرفاناً بجميلهم ، وتجسيد البعد الأخلاقي للحضارة بتكريم المبدعين من أبنائها


إن إبداع العقل العراقي المعاصر يعيد الى الذاكرة قيمة الإبداع الذي تركه أبناء العراق، منذ أن دخلنا مرحلة الحداثة في مستهل القرن العشرين، حيث إنتصبت في الذاكرة أسماء أعلام شكـّلوا وجداننا المعاصر، ورسموا لنا أفقاً معرفياً نهتدي به، وكانوا حريصين علينا أكثر من أبنائهم، ترى من يعرف أهمية العلماء الكبار مثل: مصطفى جواد، طـه باقر، كَـوركَـيس عواد، جواد علي، حسين محفوظ، هادي العلوي، الجواهري، جـواد سليم وغيرهم الكثير، هل أعطى السياسيون، في كل المراحل مثل ما أعطى هـؤلاء المبدعين!؟ فلم لايكون لهم تماثيل وشوارع ومكتبات بأسمائهم ؟؟ وأخيراً وليس آخـراً، رحيل ألمع الرياضيـّن في العراق، رمز وحدة الشعب العراقي ، عـمـّـو بـابــا، وقد شاهدنا الإهتمام الرسمي والحكومي والشعبي برحيله والتطواف بجثمانه في شوارع بغـداد، تكريما يستحقه ورغبة شعبية عارمة في هذا الفعل، أوليس تحيلنا وصـية عمو بابا التي طلب فيها بأن يكون قبره قرب ملعب الشعب الدولي، الذي أبدع فيه طوال حياته، وقاد المنتخب العراقي على أرضه الخضراء للنصر والبطولة،أوليست هذه الوصية تعني، في القراءة التحتية لها بأن ينصب لـه تمثـالاً في هذا المكان، إسوة بزميله الراحـل " جميل عبـّاس" المعروف بإسم "جمـّولي" والذي نصب له تمثالاً قرب ملعب الكشافة !؟ أوليس هذا إسـتحقاق يسـتحقـّه بجدارة عالية عمو بابا، بعد أن قدم عطاءً بارزاً في الميدان الرياضي ناف على الستين سنة،؟ فـإذا كانت حكومة السيد المالكي جـادة في تكريم هذا الرمز العالي في العطاء الرياضي والإنساني، فهي ملزمـة بتنفيذ الوصية، ومن ثم مطالبتها بإسم كل محبـّي هذا الرمز لأن ينصب لـه تمثالاً عند مدخل ملعب الشعب الدولي، كي يكون حاضراً أبـداً في ذاكرة الرياضة العراقية، وفي وجـدان كل الشعب العراقي وإذا ترددت حكومة المالكي عن ذلك، فإنـّنـا نوجـّه الدعـوة لكل أبناء العراق، لأن يتقـدمو بدعم إقتراحنا لإقامة هذا النصب وبمساهمتنا الخاصـة، بغية إعطاء رموزنا الوطنية المبدعـة كل الوفاء والحب والتقـدير،، لأنهم رمـز لنا ولغيرنا من الأجيال.

 

صفحات: [1]