عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - خوشابا سولاقا

صفحات: 1 2 3 4 [5]
2001
الى الأخ هنري سركيس أبو اورنينا المحترم ....... تحية طيبة وتقدير
شكراً على مروركم ومداخلتكم الرائعة التي أضفتم من خلالها ما أزاد على مقالنا كمالاً وفائدة ويسعدني إننا متفقين في الراي والفكر حول ما طرح من المواضيع . وفي نفس الوقت أقدم لك إعتذاري على التاخير في تقديم الشكر والثناء على مداخلتكم القيمة أملي ان نتواصل في توافقنا خدمة لقضية أمتنا وشكراً .

                               أخوكم : خوشابا سولا
قا

2002
الى الأخ العزيز سامي المحترم ........ تحية طيبة وتقدير
شكرا على مروركم على مقالنا وتقييمكم شيء أعتز وأفتخر به ويظهر لي أننا نحن الأثنين على توافق  في أفكارنا ومنهجنا ونظرتنا الى الأمور وطريقة تحليلنا للظواهر والأحداث وهذا التوافق يسعدني جداً . أما رأيك في أحزابنا أنت مصيب به مئة في المئة ل. أنا لم اقرأ في حياتي كراس فكري يعكس فكر أي تنظيم من تنظيمات شعبنا وحتى لم أقرأ مقال فكري أو فلسفي يعكس فكر ونهج هذه الأحزاب ولكن قياداتها لا تعترف بهذا النقص الفادح في تنظيماتهم أي انعدام المفكرين والكتاب ، وعليه فإن الأحزاب التي لا تمتلك كتاب ومفكرين وأدباء فهي بالتالي أحزاب بلا مثقفين حقيقيين وعليه لا يمكن اعتبارها أحزاب لأنها وهي على هذا الحال لا تستطيع أن تنتج مجتمع جديد بخصال وثقافة جديدة ومرة أخرى شكرا على مروركم وتقييمكم .

                       أخوكم : خوشابا سولاقا

2003
الى الأخ آشور ديشو المحترم ..... تحية طيبة وتقدير
جهودكم مشكورة على هذا المقال الذي ينم عن محبتكم وحرصكم الشديد على مصير ومستقبل الأمة ورغبتكم الحقيقية على توحيد الجهود والامكانيات والطاقات المتاحة في مكونات أمتنا وتوجيهها واستثمارها فيما هو لصالح الأمة ، وهذا أعتبره شخصياً رؤية قومية واعية وناضجة لتحقيق ما نصبو إليه من غاية نبيلة ، وما نحن في أمس الحاجة إليه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا التي تواجه فيها أمتنا خطر الأنقراض والزوال بسبب الهجرة اللعينة وما يشهده وطننا من صراع الإرادات القومية من أجل الأرض لثبيت الوجود القومي عليها .. لقد حاولتم في مقالكم وضع الأسس السليمة للحوار بين مرجعيات مكونات أمتنا السياسية والمذهبية الكنسية ، وكذلك تطرقتم الى صياغة الاطار العام لهذه الحوارات التي من المفروض أن تجري بين مرجعيات المؤسسات السياسية والكنسية لمكونات أمتنا ، وكذلك تحدثتم باسهاب عن تشكيل المظلة القومية التي يجب أن تجري تلك الحوارات تحت سقفها الأمين وفي حدود إطارها العام الذي حددتهُ . عزيزي آشور كل ما كتبته ونظرت له في السياسة يعتبر كلام منمق وجميل وتشكر جهودكم عليه ويتمناه كل " أمتنايا " حقيقي وشريف لا خلاف عليه ، ولكن هل من الممكن أن يتحول هذا الكلام النظري الجميل الى واقع معاش يتم ترجمته على أرض الواقع في ظل واقعنا السياسي والمذهبي الكنسي المتشضي والمفكك والمتناقض والمتناحر ؟؟ هذا ما أنا أشك فيه حقاً .
عندما نفرش خارطة ما أوردتَهُ من أفكار ورؤى في مقالكم بجوار خارطة واقع مرجعيات المؤسسات السياسية والمذهبية الكنسية لأمتنا حالياً سوف لا تجد إثنتان من تلك المرجعيات متفقتين على الحد الأدني من شروط نجاح مقترحكم النبيل وهذا يؤسفني جداً ، وهنا هي الطامة الكبرى يا أخي آشور في قضيتنا القومية ، إن كل طرف من هذه الأطراف يتحدث عن الوحدة سواءً كانت الوحدة القومية أو وحدة الكنيسة ، ولكن أية وحدة ، يتحدث عن الوحدة التي يريدها هو وحسب مقاسه وشروطه وليس كما ينبغي أن تكون الوحدة التي يريدها الجميع ، وعليه تبقى الوحدة المنشودة مجرد حلم طوباوي وكلام لا يغني ولا يسمن من جوع .. لأن هؤلاء جميعاً من دون إستثناء أي طرف منهم في حالة من الصراع من أجل المصالح والمنافع وهذه الصراعات على المصالح هي التي تمنع حصول الحوارات المنتجة للنفع العام لأبناء أمتنا لأن مصالح الأمة في تقاطع وتعارض مع مصالح تلك المرجعيات ومن ينكر ذلك يتغابى بسذاجة بليدة !!! . عليه يبقى كل ما قُلتَهُ وقلناهُ جميعاً بهذا الشأن مجرد كلام نظري لا جدوى منه لأنه لا يمكن لنا ترجمته الى واقع معاش ينعم بالفوائد على أبناء أمتنا في ظل الواقع القائم ، وطبعاً أن تدني مستوى الوعي القومي السياسي الحقيقي الناضج والوعي الثقافي لجماهير أمتنا بشكل عام له الدور الأساس في سيادة هذه الحالة المزرية والمخجلة ، حالة التفرقة والتشرذم والتفكك القومي والكنسي لأبناء أمتنا اليوم تجعل أمثالنا أصحاب مثل هذه الأفكار حائرين في البحث لأكتشاف وسائل ناجعة لتجاوز هذا الواقع القومي المرير والعبور الى تحقيق وحدتنا القومية والكنسية ، أو على الأقل قبول بعضنا للبعض الآخر والتعايش معاً بسلام ومحبة ، وما أكثر الكتابات التي تكتب وتنشر على صفحات هذا الموقع الكريم التي تشجع أسباب الفرقة والتشرذم على خلفية تكريس الثقافة المذهبية والقبلية والعشائرية وغيرها من بواعث الحقد والكراهية البغيضة من قبل البعض ممن يدفنون أنفسهم في أحلام الماضي . . كيف تريدنا يا عزيزي آشور أن نتوفق في بناء ثقافة الوحدة القومية في ظل هذا الواقع المريض والشاذ ؟؟ . أرجو أن لا تفهم هذه الملاحظات مبعث للأحباط والقنوط واليأس ، بل إن أولى أولويات العمل يجب تشخيص واقع حال أمراض الأمة قبل الأنطلاق لكي نتمكن الأنطلاق من قاعدة صلبة تضمن النجاح وتجعلنا في جانب الأمان من الفشل وشكراً ..

أخوكم : خوشــابا ســولاقا 

2004
شكراً عزيزي جوني على مروركم على مقالنا أولاً وعلى تقييمكم وإطرائكم ثانياً وتبقى الأخ والصديق العزيز القريب من أفكارنا وتمنياتي لكم بالصحة والعافية والمزيد من الكتابات التي تخدم قضيتنا القومية والوطنبة معاً  وأخيراً وليس آخراً تقبل تحياتي الخالصة ودمتم بخير وسلام .

                  صديقكم وأخوكم : خوشابا سولاقا

2005

 الى المنقبة أو الى الملثم (( ســوريتا ))
 لقد تمكنت من خلال إحدى تعقيباتك على أحد الكتاب أن أكتشف هويتك المذهبية أو بالأحرى الى أية كنيسة تنتمي ولذلك لا أستغرب إطلاقاً عندما تكون ردودك المسمومة والجارحة منحازة الى طرف بعينه وخصوصاً ما يتعلق منها بطرفي مذبحة سميل حيث تعادي في كل كتاباتك العائلة المارشمعونية وتدافع عن الطرف الآخر ، لا ضير في ذلك أنتَ أو أنتِ حر أو حرة في رأيك أو رايكِ أذكر هذه الأمور فقط لتنبيه القارئ اللبيب من تكون أنت أو من تكوني لكي لا ينخدع باطروحاتك َ أو باطروحاتكِ الحاقدة والمسمومة حيث دائماً تمثل دس السُم في العسل . نعود الآن الى موضوعنا وأقول لكَ أو لكِ أنتَ أو أنتِ آخر من يجب أن يتحدث عن الشجاعة لأنه لو كنتَ أو كنتِ شجاعة  أو شُجاعاً لأطليتَ أو لأطليتِ علينا باسمكِ أو بأسمكَ الصريح وصورتك كما نفعل نحن . ولكنكِ أو ولكنكَ تفضلين النقاب أو تفضل التلثم على الكشف عن شخصك لكي نتعامل مع المعلوم وليس مع المجهول وأختفاءك وراء الحواجب دليل على عدم الثقة بالنفس وقلة مصداقية ما تكتبه . عندما اعتذرت عن توقيع أجدادي أو عشيرتي أو قبيلتي أو أفراد من عائلتي مثل ((( عمي ججي إيشو دبني نسيمو البيلاتي ))) على قائمة الخونة لا ادعي البطولة بل أعتبر الأعتراف بالخطأ والأعتذار عنه من المضررين فضيلة وواجب قومي وإنساني  ؟؟؟ الى متى تبقون أنت وأمثالك تدافعون عن براءتكم وبراءة أجدادكم من الدماء التي زهقت في سميل من قبل أعداء الأمة الذين تعانتم معهم ضد أخوتكم الآخرين  ؟؟ لقد آن الآوان لأن تعتذرون بشجاعة من أمتنا الآشورية عن أخطاء أجدادكم بدلاً من أن تدافعون عنها ، أفعلوها بشجاعة تيارية كما تدعون إن كنتم حقاً شجعان لكي تستعيدون قدركم واحترامك بين أبناء أمتنا الآشورية ، وتخلوا عن ثقافة الثأر والأنتقام كما فعلتم مرة أخرى عام 1964 وأدى فعلكم ذلك الى تقسيم كنيستنا وعليه أضفتم نكبة أخرى الى تاريخ أمتنا المنكوبة بكم وبأفعالكم المنطلقة من الحقد على تلك العائلة . عائلة مار شمعون إنتهت وخرجت من الساحة وسلمت الأمور الى الآخرين . الى متى يبقى حقدكم عليها يحرق الأخضر واليابس ؟؟ لقد قلت سابقاً إنكم لا تستطيعون أن تغيرو التاريخ يا سوريتا ... إتركوا أمتنا أن تكشف طريقها الى الأنعتاق جوزوا من هذه الخزعبلات ... أنا عندما إعتذرت لم أبيع عنتريات آخر زمان كما تدعي بل دعوت الى قول ما يجب قوله من قبل كل آشوري شريف ممن يعنيهم الأمر وليس إلا .


    خوشابا سولاقا 

2006
الأخ ميخائيل بنيامين المحترم .... تحية طيبة وتقدير
أحييكم على مقالكم الرائع وبورك قلمكم ، ولكن لي ملاحظة صغيرة أرجو أن تتقبلها بصدر رحب وبالأخص كما تعرفون  كونها من شخص يكن لكم التقدير والأحترام . الملاحظة هي لقد أسهبتم في إستعمال لغة التلميح والأشارة الى ذكر الأسباب الأساسية لما جرى ويجري داخل زوعا من خلافات وتقاطعات وصراعات إن كانت فكرية أو لإي أسلوب وآليات إدارة العمل داخل التنظيم مع تلميحات وإشارات خفيفة جداً الى مسببيها على الأقل هذا ما فهمته أنا شخصياً ، والتحدث هنا بهذه اللغة لغة التلميحات والأشارات يفهما من هم في قيادات زوعا ( م .س + ل . م ) والكوادر القيادية والمتقدمة ولكن لا يفهمها الأعضاء والمآزرين والأصدقاء وجماهير زوعا الذين أعتبرهم أهم الشرائح التي يجب أن تطلع وتعرف تلك الأسباب والمسببين لكي لا ينخدعون ويتعرضون الى عمليات غسل الأدمغة من القيادات المتخالفة . أنا لا أفهم لماذا نتردد ونتبجبج من إطلاع الجماهير على حقائق الأمور في تنظيماتنا السياسية ونعتبر ذلك نشر الغسيل الوسخ على حبال الآخرين ؟؟ لماذا لا نعتبر ذلك عملية المصارحة والمكاشفة مع الجماهير لكي يتسنى لها تجريد المقصرين والذنبين والمتجاوزين من مصدر قوتهم في التسلط والأستمرار والهيمنة على مقدرات تنظيماتنا وخصوصاً أن الجميع في قيادات تنظيماتنا تدعي بأن تنظيماتهم ليست تنظيمات شمولية ذات قيادات فردية مستبدة وديكتاتورية ، كان من المفروض أن تكون أوضح في مقالكم في ذكر الأسباب وتعيين المسببن لها تجنباً لتضليل وخداع الجماهير ممن هم بعيدين عن مصدر الخلافات والصراعات ، لأن المقال من المفروض طالما نشر في وسائل الأعلام الجماهيرية أن يكون موجه للجماهير وليس لشرائح معينة من مستويات القيادات في زوعا .

أخوكم : خوشابا سولاقا
الى الأستاذ انطوان الصنا المحترم .... تحية وتقدير
إن ما ورد في تعقيبكم أعلاه صحيح في الأحزاب الديمقراطية الحقيقية التي قياداتها تؤمن بمبادئ ونهج وقيم وآليات وأخلاق الديمقراطية عندها تصبح الديمقراطية كفكر ومنهج علاج وحل لكل ما تعانيه تلك الأحزاب من مشاكل وخلافات ، وليس ما قلته صحيحاً في الأحزاب الشمولية التي تقدس وتؤله الفرد كما هو حال زوعا حالياً . إن ما يجري في زوعا بعيداً جداً عن التصورات التي طرحتموها في تعقيبكم ، وعليه فإن مقترحاتكم للتصدي لما يجري غير مناسبة ولا تعالج المشكلة أنا أحترم رأيكم وحرصكم على وحدة زوعا وبقائه قوياً واستمراره في النضال من أجل نيل حقوقنا القومية ولكن مع الأسف لا يمكنه ذلك في ظل استمرار نهج القيادة الحالية الذي أنتم بعيدين عن معرفته وإدراكه , لذلك كان عتبي على الصديق العزيز مخائيل بنيامين .

أخوكم : خوشابا سولاقا 
الى الأخ كوركيس أوراها منصور المحترم .... تحية وتقدير 
كانت تشخيصاتكم دقيقة وفي محلها ووضعتم إصبعكم على الجرح عسى أن يفهما الآخرين من الذين يعنيهم الأمر في الصميم وشكراً لكم .

أخوكم : خوشابا سولاقا

2007
ضرورة الأصلاح والتغيير في فكر ونهج الأحزاب السياسية في العراق
خوشابا سولاقا
بعد السنوات الطويلة التي عاشها شعبنا العراقي بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية وهو سجين القمع والظلم والقهر والديكتاتورية المقيتة وعانى ما عاناه من مظالم واضطهاد قومي وديني ومذهبي وكم الأفواه وكبت الحريات وإسكات الأصوات الحرة ومنع الناس من الكلام عن ما كان يجري لهم في بلدهم إلا ما كان منه يمجد ويمتدح شخص الديكتاتور المتغطرس والحزب القائد والتفاخر بهزائم الحروب العبثية القذرة التي إفتعلها وشنها الديكتاتور ونظامه خلال فترة حكمه الأسود على إنها انتصارات باهرة وناجزة على القوى الظلامية التي تهدد وجود العراق من الشرق والغرب والشمال والجنوب ، ومن كل صوب وحدب وكذلك من أجل إرجاع الأجزاء السليبة من الأرض العراقية التاريخية ،  ومن أجل محاربة القوى الأمبريالية العالمية الشريرة الطامعة بخيرات وثروات العراق ، ومحاربة الأعداء التارخيين للعرب والعروبة من الصهاينة والفرس المجوس كما كان يدعي النظام ، وكذلك أراد النظام أن يصور تلك الحروب التي شنها ظلماً وعدواناً على الآخرين والتي لا يمتلك فيها الشعب العراقي لا ناقة ولا جمل على إنها حروب وطنية مقدسة وحروب بين الخير المتمثل بالنظام والشر المتمثل بالأعداء المفترضين من غير القوى الموالية للنظام والقوى المتحالفة معه والساندة والداعمة له ، وعلى أنها حروب بين القوى المؤيدة للحق العربي المغتصب في فلسطين وبين الصهيونية العالمية والقوى الأمبريالية العالمية الداعمة لها ولمشاريعها التوسعية على حساب العرب والأمة العربية لأقامة دولة إسرائيل الكبرى التي تمتد حدودها من نهر النيل الى نهر الفرات تحقيقاً للحلم التوراتي لقادة الصهيونية العالمية ، وكذلك على إنها حروب بين جبهة الحق وجبهة الباطل ، جبهة الأيمان كله ضد جبهة الكفر كله ، مما يقتضي من الشعب العراقي والعرب الحقيقيين والشرفاء في العالم المشاركة والمساهمة بما يمليه عليهم ضميرهم وبقيادة النظام الصدامي قائد جيش السبعة ملايين باسم " جيش القدس " لتحرير بيت المقدس من براثن إسرائيل والصهيونية ليدخل صلاح الدين العصر على صهوة جواده الأبيض على رأس جيش المنتصرين حاملاً راية العروبة والأسلام الى القدس من جديد ، ولقد دفع الشعب العراقي ثمناً باهضاً من دماء أبنائه جراء هذا الحلم القيصري الأخرق . كل هذه الأحلام الفارغة والخاوية قادت النظام وأزلامه الى إرتكاب حماقات وجرائم بحق العراق والعراقيين يندى لها الجبين وجلبت لهما الويلات والكوارث والنكسات والمأسي المريرة ، حيث لا تخلو عائلة عراقية من ضحية وفقدت عزيز لها من أب أو إبن او زوج أو اخ أو غير هؤلاء من الأعزاء المقربين والأصدقاء ، وتركت الملايين من الثكالى والأرامل واليتامى تجوب الشوارع والأزقة بحثاً وراء لقمة العيش ، إضافة الى ما عانته كل عائلة عراقية من شضف العيش والحرمان والبؤس والشقاء في كل قطاعات الحياة وعانت الأمرين من سياسات النظام الحمقاء والغبية والعقيمة ، سياسات الويلات والنكسات والكوارث والمأسي ، وخرجت البلاد من تلك الحروب العبثية عشية القرن الواحد والعشرين مدمرة الأقتصاد والبنى التحتية والخدماتية وهي غارقة بالديون الثقيلة والتي تزيد عن مائة وخمسون مليار من الدولارات ترهق كاحلها ، ومرهونة الثروات وفاقدة للسيادة الوطنية ، والشعب المثخن بالجراح يلعق جراحه ويئن تحت وطأة الحصار الأقتصادي الجائر المفروض على العراق بموجب القرارات الدولية على أثر إحتلال جيش النظام لدولة الكويت في الثاني من آب 1990 . أما قطاع الخدمات الاجتماعية المختلفة فتلك قصة أخرى لا تحكى لما فيها من الغرائب والعجائب حيث لا يرى من خلالها المُشاهد الغريب العراق إلا ذلك البلد المدمر المحطم الخرب كأنه بلد في بداية عهد الأحتلال العثماني ، إنها حقيقة مهزلة تدمع لها العيون ويدمى لها القلوب . أما في مجال الفساد المالي والإداري الذي كانت تمارسه أجهزة وشخصيات النظام السابق كانت تضرب أطنابه كل أجهزة ومرافق الدولة ومؤسساتها الرسمية المختلفة ، وسرقة المال العام كان مباحاً لرجالات النظام دون أن يكون شاملاً لكل موظفي الدولة ، والرشوة كانت فريضة يدفعها المواطن لقاء إنجاز أية معاملة رسمية له لدى دوائر الدولة الصدامية التي وفرت الحماية لسراق المال العام ووفرت الأمن للمواطن دون أن تعطيه الأمان في العيش الرغيد والمريح . كل هذا حصل للعراق والعراقيين عشية دخول القوات الأمريكية المحتلة الى عاصمة الرشيد بغداد وهي تجوب شوارعها بآلياتها العسكرية بحرية وأمان دون أن يعترضها أحداً من أزلام النظام الذين كانوا أقوياء قساة على أبناء شعبهم الذين أذلوهم وأهانوهم ، ولكن من دون أن يقولوا لجيش الأحتلال وهو يجوب شوارع عاصمتهم على عينك حاجب ، وبعد أن أحتلت هذه القوات مطار بغداد الدولي وتقدمت صوب مركز بغداد والقصر الجمهوري لأسقاط الصنم في ساحة الفردوس كانت أبواق النظام من خلال وزير إعلامها المدعو محمد سعيد الصحاف يتحدث بلغة سمجة وهابطة عن الانتصارات الصدامية على قوات الأحتلال من العلوج على طريق المطار وفي ساحة جامع ام الطبول ويوعد الشعب المغلوب على أمره بالنصر المؤزر على يد قائد الضرورة عبدالله المؤمن قريباً ، يا للهول ويا للمهزلة الأعلامية السخيفة والرعناء التي كان الصحاف يحاول من خلالها تحقيق ما قاله وزير الأعلام الهتلري غوبلز  " اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرين " إلا أنه ولسوء حظه التعيس والعاثر لم يصدقه أحداً من العراقيين . خرج العراق والعراقيين من خضم هذا الصراع المرير مع النظام بعد سقوطه على يد القوات الأمريكية في التاسع من نيسان عام 2003 فرحين متأملين بزوغ فجر عصر جديد خالِ من الديكتاتورية والقمع والاضطهاد والمعتقلات والملاحقات الأمنية والكوارث والفقر والمرض والعوز وخالِ من كل مظاهر القهر والتخلف التي تركتها السنين العجاف على الواقع العراقي ، وكبر حلمهم مع الأيام بتأسيس دولة القانون والمؤسسات الدستورية وتناوب السلطة سلمياً من خلال الأنتخابات الديمقراطية الحرة على أنقاض الدولة الصدامية الأستبدادية المنهارة ، إلا أن ذلك الحلم الجميل سرعان ما تلاشى وتبخر وغاب وراء الأفق البعيد واصبح مجرد حلم ينتظر التحقيق وتحويله الى واقع معاش . توالت الأيام وتوالت الحكومات في العصر الجديد بدءً بحكومة مجلس الحكم والسيد بريمر الى حكومة علاوي مروراً بحكومة الجعفري وانتهاءً بحكومة المالكي الأولى والثانية الحالية أي عصر ما بعد الصدامية التي أذاقت العراقيين المُرّ ، ويلاحظ المواطن العراقي المثقف والسياسي والبسيط أن كل شيء باقِ على حاله دون أن تَطالهُ يد التغيير والأصلاح بل اصبح أسوء مما كان عليه في زمن النظام السابق في الكثير من المجالات التي لها المساس المباشر بحياة المواطن ، حيث إنتهى عهد أسود وظالم وأعدم صدام وسقط نظام حكمه الأستبدادي البغيض ، ولكن لم تنتهِ ولم تسقط ولم تعدم الصدامية في الحياة العراقية كنظام سياسي في إدارة شؤون الدولة العراقية لغاية اليوم ، بل هي باقية وتعمل بقوة بكل سماتها المعروفة للقاصي والداني كالفساد المالي والاداري والرشوة في أجهزة الدولة والصراع على السلطة وتصفية الخصوم السياسيين بالوسائل العنيفة والتصفية الجسدية من خلال الميليشيات المسلحة غير الشرعية التي تمتلكها أغلب الأحزاب السياسية الحاكمة تحت مسمياة مختلة ، وشيوع المحسوبية والمنسوبية وغيرها من الخصوصيات في منح الأمتيازات والمناصب والوظائف بأقصى مستوياتها وبصورة مبتذلة ، وسيادة سياسات الأقصاء والتهميش والاستئثار بالسلطة والتمييز بين المواطنين على أساس نظام المحاصصة الطائفية والأثنية والهويات الخصوصية الفرعية وغياب مفهوم دولة المواطنة والهوية الوطنية ، وغيرها الكثير من هذه المظاهر المتخلفة والمرفوضة أخلاقياً ووطنياً وإنسانياً ، فكل الأحزاب والقوى السياسية التي قفزت على كراسي الحكم بعد سقوط النظام الصدامي باسناد ودعم المحتل لا تختلف عن بعضها البعض في شمولية أفكارها وأسلوب حكمها عن شمولية وأسلوب حزب النظام السابق ، حيث لم تتمكن هذه الأحزاب من خلال حكوماتها المتعاقبة أن تقدم شيئاً جديداً ومتميزاً للشعب والوطن أفضل مما قدمه النظام السابق ، بل إن كل ماحصل هو تكرار لصورة الماضي البشعة بألوان جديدة من القهر والبؤس والشقاء والحرمان . حيث فقد الشعب الأمن والأمان وشاع القتل على الهوية وضرب الأرهاب بكل أشكاله ومسمياته بأطنابه كل مناحي الحياة العراقية ، وتوسع الفساد المالي والاداري بشكل أوسع وأشمل مما كان عليه في زمن النظام السابق ، وشاعت الرشوة وارتفع مستواها وأساليبها لتشمل كل مستويات الدرجات الوظيفية بشكل غريب ومريب من دون أن يردعها رادع قانوني ولا وازع أخلاقي ، وتوسع الصراع على السلطة والكراسي وامتيازاتها بين القوى السياسية الحاكمة وإتخذ أوسع مدياته ، وأعتمد مختلف الأساليب بما فيها فبركة التهم بكل أنواعها ضد بعضها البعض والأغتيالات السياسية ، وبالمقابل زاد الشعب فقراً ومرضاً وعوزاً وبؤساً وشقاءً وقهراً وحرماناً ، وتفشت البطالة بين شرائح المجتمع المختلفة وبالأخص شبابه المتعلم وغير المتعلم وأصبح الكل يبحث عن لقمة العيش بكل السبل المتاحة ، مما جعله صيداً سهلاً لقوى الأرهاب والجريمة المنظمة ليقتنصه ويستخدمه في تنفيذ جرائمه وعملياته الأرهابية التي عمت في طول البلاد وعرضها ، بحيث أصبحت قطاعات واسعة من شرائح المجتمع العراقي مع الأسف الشديد تترحم علناً على النظام المقبور الذي أذاقهم السُم الزعاف ، يا للمفارقة الغريبة والعجيبة !!! إنه حقاً لأمر مضحك ومبكي في ذات الوقت !! . على خلفية هذا الواقع المأساوي الذي كان يعاني منه العراقيين نلاحظ نمو ظاهرة إشتداد التنافر والرفض بين الجماهير الشعبية من مختلف الشرائح الاجتماعية المتضررة وبين الأحزاب السياسية المستحوذة على السلطة والمتعاونين معهم ، حيث وصل رد الفعل الرافض للجماهير الشعبية لهذه الأحزاب الى حد المطالبة بابعادها وإقصائها عن إدارة الدولة وحكم البلاد لكونها أحزاب شمولية لا تختلف عن سابقاتها بنهجها وبأساليب عملها المخالفة للقانون والدستور وإستغلالها لثروات البلاد لصالحها وإثرائها على حساب سرقة المال العام في الوقت الذي عجزت من أن تقدم شيئاً ملموساً لجماهير الشعب المتضررة من سياسات النظام المقبور وأن تعطي لهم صورة مغايرة لتلك الصورة التي كان قد طبعها النظام السابق في مخيلتهم وأذهانهم والتي تعيش ظروف معاشية وخدمية مزرية ، أي بعبارة أخرى نستطيع القول أن هناك تناقض بين تطلعات وهموم وأحلام الجماهير العراقية التي تعيش حوالي 20 % منها حسب الأحصائيات الدولية تحت خط الفقر وبين ممارسات الأحزاب السياسية القابضة على دفة السلطة والموارد المالية للبلد والتي هي عاجزة من أن تقدم ما يلبي تلك التطلعات المستقبلية الشرعية للطبقات الفقيرة والكادحة من المجتمع العراقي الذي ولدته الحروب العبثية للمرحلة الصدامية بعملية قيصرية رغماً عنه على هذا الحال إن جاز التعبير . هكذا تتوسع هوة التناقض والخلاف بين الطرفين يوماً بعد يوم مع مرور الزمن وإستمرار الوضع المزري من سيء الى أسوء ، بحيث بدأت بوادر الدعوات والمطالبات القوية والعلنية الملحة من داخل صفوف هذه الأحزاب لأجراء الأصلاح والتغيير في هيكلية وفكر ونهج وأسلوب وآليات عملها ، وأخذت هذه الدعوات والمطالبات تتوسع وتشتد وأصبحت تهدد بقاءها على ما هي عليه الآن إن لم تطالها يد التغيير والأصلاح الجذري لتصبح أحزاب قادرة ومؤهلة للعمل بين الجماهير وتستجيب لمطالبها المشروعة . لذلك شاهدت الساحة العراقية ومنذ سقوط النظام السابق الكثير من حركات الانشقاق والتمزق والتفكك طالت معظم الأحزاب السياسية وظهرت على أثرها أحزاب وتيارات سياسية إصلاحية جديدة لها خطاب سياسي مستقل ومختلف عن ذلك الخطاب التقليدي الذي نشأت وتربت عليه ، واتخذ خطاب هذه الأحزاب والتيارات الجديدة طابعاً إصلاحياً وطنياً ديمقراطياً ومدنياً وحتى علمانياً الى حد ما بعد أن كان في السابق طابع الخطاب السياسي لها طابعاً قومياً عنصرياً أو دينياً مذهبياً طائفياً متعصباً راديكالياً . وإرتفعت الدعوات والأصوات في الشارع العراقي الى المطالبة بفصل الدين عن السياسة حماية لمقدسات ونقاء وسمعة الدين من أي تلوث وتشويه وإساءة من أفعال السياسة الشنيعة من جهة ، وأن تكون الدولة مجرد مؤسسة خدمات توفر الحماية للوطن والشعب من أي عدوان خارجي على حدوده وسيادته وتقدم الخدمات المختلفة للمجتمع وتوفر فرص العمل والعيش الكريم لأبنائه لكي يعيشوا بعز وكرامة من جهة أخرى . وكذلك إرتفعت الأصوات المنادية بضرورة إعادة تشكيل الهوية الوطنية العراقية وترسيخها والتعامل مع المواطن في منح الحقوق وتوزيع الواجبات لأقامة العدل والمساواة بين أبناء الشعب الواحد على أساسها بدلاً من تمجيد وتكريس الهويات الخصوصية الفرعية الأخرى ، وكذلك دعت هذه الأصوات الوطنية الشريفة إلى أن تكون الدولة العراقية الجديدة دولة المواطنة ودولة القانون والمؤسسات الدستورية بدلاً من أن تكون دولة المكونات والجماعات والأحزاب والأشخاص أي دولة الخصوصيات القومية والدينية والمذهبية الطائفية ، وكذلك إرتفعت الأصوات وأطلقت الدعوات الى تأسيس حياة وثقافة الشراكة الوطنية الحقيقية في الوطن الواحد تتساوى فيه جميع أبناء مكونات الشعب العراقي في الحقوق والواجبات ويكون الحاكم الفيصل بينهم القانون والدستور على أساس المواطنة وليس على أي أساس آخر .
وظهرت هناك الشيء الكثير من مثل هذه المؤشرات في الحياة العراقية التي تدل على ضرورة وحتمية إجراء الأصلاح الجذري والتغيير الشامل في برامج وأفكار وأيديولوجيات ونهج وأهداف واساليب وآليات العمل والبنى  التركيبية لهيكلية أحزاب المؤسسة السياسية العراقية وتحررها من قيود الجمود العقائدي وتراكمات الماضي الذي تغير اليوم وتحول الى حاضر . لذا فإن هذه الأحزاب كل الأحزاب الكلاسيكية المشبعة بالفكر الشمولي الأقصائي الأستئثاري عليها أن تتغير لتتمكن أن تعيش في هذا الحاضر الجديد وتتحرر من قمقم الماضي المتخلف ، وإلا فإن مصيرها بشكلها وتكوينها الحالي سيكون التفكك والضمور والزوال ودخول متحف التاريخ ، أو أن تتحول الى دكاكين تجارية للقيادات المتنفذة وحاشيتهم من الأقارب والمقربين المنتفعين من المصفقين والمداهنين لهم ، أو أن تتحول إلى مجرد مقاهي اللهو يتجمع فيها المسنين من كوادرها ليستذكرون في جلساتهم ذكريات الماضي التي ذهبت أدراج الرياح ولن تعود لهم حتى في أحلام اليقضة . 
إن المثقفين من الكوادر الحزبية لهذه الأحزاب من ذوي النزعات الحرة ومن المتطلعين الى المستقبل المشرق والحريصين على مصالح الشعب والوطن بإمكانهم إذا نظروا بنظرة حيادية فاحصة لمجريات الأمور في العراق بشكل عام ، والى ما يجري داخل أحزابهم من تفكك وتشرذم وتمزق وتناقض بين القول والفعل وصراع الأفكار والرؤى بسبب تقاطع المصالح والصراع على المناصب وكراسي الحكم بين القيادات سوف يجدون أن المستقبل الذي سيؤول إليه مصير أحزابهم المتهاوية والآيلة الى الأنهيار والسقوط لا يبشر بالخير وإنما ينذر بما لا يحمد عقباه من تداعيات وإنهيارات ، ومن هنا سيجدون أنفسهم أمام مسؤولية تاريخية تجاه شعبهم ووطنهم ، وإن الواجب تجاه جماهيرهم يلزمهم للقيام بعمل ما لأنقاذ ما يمكن إنقاذه حفظاً لماء وجوههم أمام مواجهة الجماهير وحكم التاريخ الذي لا يرحم المقصرين والمتخاذلين وخونة الأمة والوطن والشعب . وعليه فإن الأصلاح والتغيير الجذري سيكون خيارهم الوحيد والأوحد لأنهما قادمان لا محال شاءوا ذلك أم أبوا وليس أمامهم من خيار أو بديل أفضل ..
إن نظرة فاحصة الى واقع الشعارات والعناوين المطروحة والمرفوعة على الساحة السياسية العراقية عشية الأنتخابات البرلمانية القادمة في اقليم كوردستان بعد أيام ، والتحضيرات التي تمهد لها القوى السياسية العراقية لأستقبال الأنتخابات البرلمانية الأتحادية لعموم العراق الأتحادي التي من المفروض أن تجري بعد بضعة شهور إن لم يتم تأجيلها كما تجري المساعي لها من قبل القوى المنتفعة من الحكم اليوم بذرائع شتى ، ومقارنتها بما كانت عليه في الأنتخابات البرلمانية السابقة سوف نجد بوضوح وجلاء أن هناك في الأقليم وستكون كذلك في المركز أن فروقات كمية ونوعية في البرامج والأفكار والأطروحات السياسية والخطاب السياسي للقوى والكتل السياسية المتنافسة وحتى في رمزية تسميات الكتل والقوائم الأنتخابية قد حصلت ، والفرز في الاتجاهات العامة لسياسات هذه القوى هو الآخر يكون قد تجلت معالمه للعيان  ، ومؤشرات أفاق التطورات في المستقبل نحو الأصلاح والتغيير تكون هي السمة الغالبة لها وهي الأخرى واضحة وجلية . كل ذلك حصل بفعل استيعاب المثقفين الواعين من قيادات والكوادر المتقدمة للكتل والأحزاب السياسية الحاكمة والمعارضة للعناصر الفاعلة والمؤثرة والحاكمة في معادلة التناقض بين تطلعات الجماهير الشعبية وطموحاتها في مستقبل أفضل والعيش الكريم من جهة وبين أفكار ونهج وأساليب عمل أحزابها التي أصبحت بالية ومتخلفة وعاجزة عن مواكبة مستجدات ومتطلبات الحياة الجديدة وضرورة التفاعل معها بشكل إيجابي وعقلاني من أجل تلبية متطلبات الحياة الجديدة التي زادت سوءً بعد سقوط النظام الديكتاتوري من جهة ثانية .
كل هذه المؤشرات والأسباب والتطورات التاريخية الدراماتيكية التي حصلت في حياة العراق السياسية بعد سقوط النظام الصدامي تضع الأحزاب السياسية أمام واقهعا المزري بعد أن أثبتت التجربة العملية في إدارة الدولة أنها قد فقدت صلاحيتها للبقاء والأستمرار . عليه إذا أرادت فعلاً لنفسها البقاء والأستمرار في العمل في الساحة السياسية أن تجري إصلاحات وتغييرات جذرية في أفكارها ومنطلقاتها الفكرية والنظرية وأيديولوجياتها ونهجها السياسي وأساليب وآليات عملها وهياكلها التنظيمية بالشكل الذي يقربها أكثر من عمق الجماهير الشعبية وتطلعاتها وطموحاتها المستقبلية في الحياة الحرة الكريمة الخالية من الفقر والعوز والبطالة والقهر ، وأن تجعل من قياداتها أن تكون فعلاً قيادات جماعية وجماهيرية أكثر من أن تكون قيادات فردية إستبدادية ديكتاتورية تؤمن بنظرية تأليه وتقديس الفرد وتكريس نهج إختزال كيان الحزب السياسي في شخص الفرد القيادي الذي يقبع على رأس الهرم التنظيمي كما هو عليه الحال في الأحزاب الشمولية الحالية . جدلاً إن أنتجت الأصلاحات والتغييرات السياسية الشاملة في الأحزاب قيادات جماعية وجماهيرية تكون تلك القيادات وبالتالي أحزابها موضع ثقة واحترام وترحيب الجماهير الشعبية تثق بها وتعيد إختيارها عن قناعة وإيمان راسخين قادة ورواد لقيادة نضالهم السياسي من أجل إنجاز وبناء مجتمع العدل والمساواة وتكافوء الفرص والرخاء الاجتماعي والرفاه الأقتصادي ، عندها فقط تتحول الأحزاب الى أدوات ثورية فعالة للأصلاح والتغيير الاجتماعي لبناء دولة المواطنة الديمقراطية ، دولة القانون والمؤسسات الدستورية المدنية ، وبالتالي يفضي ذلك الى بناء المجتمع الديمقراطي المدني المنشود في العراق عراق كل العراقيين من دون تمييز .


خوشـــابا ســـولاقا
18 / أيلول / 2013       

2008
 الى الأخ سام درمو المحترم .... تحية وتقدير
 شكراً لك لهذه الجهود التي من خلالها تلقي الضوء على الجوانب التي كانت خافية على الكثيرين من أبناء أمتنا الآشورية عن أحداث تاريخنا قبل وبعد مذبحة سميل وماذا فعلوا من كان من أبناء أمتنا متعاوناً مع الحكومة العراقية العميلة للأنكليز وأجحضوا آخر فرصة لأمتنا في تقرير مصيرها ؛قيقة إنه تاريخ مخجل يندى له الجبين ومن المفروض بهؤلاء الذين ذكرت أسمائهم في القائمة الواردة على الرابط المثبت في مقالك ومنهم أنا الذي اعتبرت عائلتي من أتباع ججي إيشو ممثل 22 عائلة إن لم يكن قد ثبت الأسم دون علمه من قبل الآخرين ولكن مع ذلك (( أنا أقدم إعتذاري لأبناء أمتي الآشورية ممن تضرروا وقتلوا وشردوا في عام 1933 )) إن الأعتذار أعتبره شجاعة وأنا أفتخر بتقديم هذا الأعتذار لأبناء أمتي جراء ما أقترفوه أجدادي من أخطاء مقصودة أو غير مقصودة أو ملفقة عنهم (( وججي إيشو هو ججي دبي نسيمو  البيلاتي الذي غنوا بشجاعته )) . وفي نفس الوقت أدعو الأخرين من أبناء قبيلتي تياري السفلى وعشيرتي البيلاتي وغيرهم ممن وردت أسمائهم في القائمة الى تقديم الأعتذار للأمة الآشورية لأن التعاون مع الحكومة العراقية الكيلانية الفاشية ليس لها تسمية غير ماذكره الأخ سام درمو في مقاله يحز في نفسي أن أنطق بتلك الكلمة التي تقرح قلبي وتمزق ضميري وتجرح مشاعري وأحاسيسي كآشوري أحب أمتي .

أخوكم : خوشابا سولاقا البيلاتي ... حفيد شقيق ججي إيشو دبني نسيمو البيلاتي

2009

 الى الأخ سامي المحترم .... تحية طيبة وتقدير
 شكراً على مروركم على مقالنا أولاً وشكراً على التصحيح الذي حصل سهواً  ثانياً .

                    أخوكم : خوشابا سولاقا 

2010
الى الأخوة الأحبة والأعزاء المحترمين
عبدالأحد قلو – برشي
آشور كيوركيس
هنري سركيس
نيسان سمو
في البدء أشكر مروركم على مقالي والذي كان مرور المثقفين يدركون ما يقولون وما يكتبون وما يقرأون ، وأنا افتخر بما كتبتم في مداخلاتكم الرائعة وأعتبرها إغناء لما كتبته ويزيدنني فخراً متابعتكم لما اكتبه في هذا الموقع الكريم وأتمنى أن تخلق كتاباتنا نحن جميعاً وعياً وثقافة قومية راشدة توجه أجيالنا القادمة الى الطريق القويم والسليم لتحقيق وحدتنا القومية ونيل حقوقنا كاملة في أرض الأباء والأجداد ، وأن تساهم في القضاء على بؤر وأدران الحقد والكراهية والتمييز المذهبي بين مكونات أمتنا وأن تقضي على الولاء للخصوصيات القبلية والعشائرية التي يتغنون بها البعض من الذين يعيشون في الماضي ، ومرة أخرى أشكركم جميعاً .

ملاحظة : تعمدتُ الى عدم ذكر أسماء المفكرين أصحاب المقولات المذكورة لكي أحافظ على حياديتي في الطرح ، ولكي لا أُتهم بالانحياز الى مدرسة فكرية بعينها وينعكس ذلك سلباً على جوهر المقال . 

وتقبلوا خالص محبتي وتحياتي المعطرة : أخوكم خوشابا سولاقا

2011
الفكر وحركة تطور الحياة الإنسانية
خوشابا سولاقا
لغرض مناقشة هذا الموضوع الذي يعتبر في غاية الأهمية بالقدر الذي هو في غاية التعقيد والصعوبة بكل جوانبه المتعلقة بالحياة الإنسانية ، من اجل الوصول الى معرفة العلاقة الجدلية بين الفكر كنتيجة إنعكاسية لحركة تطور واقع الحياة الإنسانية وبين تطور الحياة الطبيعية نفسها ، لابد من الوقوف عند ما قالوه بعض المفكرين والفلاسفة وعلماء الأجتماع المرموقين الكبار ممن لهم مساحة معتبرة على جغرافية الفكر الإنساني إن جاز التعبير ولهم دور كبير ومشهود له في مسيرة الحركة الفكرية الإنسانية العالمية ، وأنني هنا أتجنب ذكر الأسماء لهؤلاء العظماء لإعتبارات خاصة تخدم موضوع المقال من جهة ولكي أستطيع من خلال ذلك أيضاً المحافظة على حياديتي في الطرح دون أن أُتهم بالانحياز الى مدرسة فكرية بعينها دون سواها من جهة ثانية ، وعليه أكتفي بذكر المقولات لهؤلاء دون ذكر أسماء قائليها ، لأن هذه المقولات ليست هي المادة الأساسية والجوهرية في موضوعنا المطروح للنقاش ، ولكنها تشكل مؤشراً قوياً للآستدلال الى بيت القصيد من موضوعنا .
قال أحد المفكرين والفلاسفة الكبار الأنكليزي الجنسية الذي له صيت عالمي يعرفه كل مثقف ومهتم بشؤون الفكر والفلسفة والسياسة ما يلي :- " في كل الأحوال من المفيد بين الحين والآخر أن نضع علامات إستفهام على الأشياء التي كانت ثوابت على المدى الطويل " .
وقال مفكر وفيلسوف واقتصادي الماني كبير دوخت أفكاره ونظرياته الفكرية والأقتصادية العالم الى يومنا هذا ويحتل مساحة كبيرة جداً على ساحة الفكر وعمت شهرته كل بقاع المعمورة منذ أكثر من قرنين من الزمان حيث قال وفي نفس السياق ما يلي : " ليس كل ما هو صحيح يكون واقعاً ، وليس كل ما هو واقع يكون صحيحاً دائماً " عند قراءتنا لهاتين المقولتين بدقة وعمق نجدهما أنهما مقولة واحدة تعبران عن مضمون واحد ، أي بمعنى آخر مقولتين بمضمون واحد وبمفردات مختلفة بالرغم من كون القائلين لهما ينتميان الى مدرستين فكريتين مختلفتين وبينهما فارق زمني كبير ، لأن المقولتين تقصدان موضوع واحد ، وهذا يعني أنه ليس هناك شيء في الحياة سواءً كان ذلك في الحياة الأجتماعية او في الحياة الطبيعية ثابت لا يتغير ، وليس هناك ما هو صحيحاً أو واقعاً على طول الخط بالمطلق ، وإنما الصحيح والواقع شيء نسبي وذلك مرتبط بحركة تطور الحياة نفسها ، لذلك تؤشر المقولة الأولى على ضرورة وضع علامات إستفهام على الأشياء التي كانت ثوابت لمدى طويل من الزمن وحسب معايير ذلك الزمن ، لأنها ستتغير حتماً في المستقبل وتصبح على غير ما هي عليه الآن . وتؤشر المقولة الثانية على كون ما هو صحيح اليوم ليس بالضرورة أن يكون واقعاً على الأرض في نفس الوقت ، وما هو واقع على الأرض ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً وفق المعايير السائدة في واقع اليوم ، كل شيء معرض للتغيير والتبدل الدائم . بالتالي يعني الأمر أن الأشياء في حالة تغير مستمر لا ثبات لها وهي في حالة حركة دائبة ودائمة لا تتوقف ، وذلك التغير مرتبط بحركة تطور الحياة الإنسانية بكل مكوناتها .. في كل النظم الاجتماعية التي سادت المجتمعات البشرية عبر التاريخ تشكل الثقافة والفكر والأدب والفن والفلسفة والقيم والتقاليد والأخلاق الاجتماعية البنية الفوقية للنظام الاجتماعي السائد ، وبطبيعة الحال تكون هذه البنية إنعكاساً لواقع التفاعلات والتجاذبات والصراعات والتناقضات للبنية التحتية لذلك النظام والمتمثلة في شكل وطبيعة النظام الأقتصادي السائد ، والذي يحدد علاقة وسائل الانتاج للخيرات المادية والمعنوية للممجتمع بالقوى العاملة المفعلة لوسائل الانتاج ، وإن  شكل النظام الأقتصادي يعتبر الأساس المادي لحركة تطور المجتمع وبالتالي هو الأساس لحركة تطور الحياة الإنسانية ، وعليه فإن البنية الفوقية تشكل تلك الوسائل التي تستعمل لتبرير شرعية نظام الأنتاج السائد واستمراره وحمايته والدفاع عنه . هكذا تتشكل العلاقة الجدلية التكاملية بين البنية الفوقية والبنية التحتية للنظام الاجتماعي ، وعند العودة الى دراسة تاريخ تطور وتحول النظم الاجتماعية التي مرَّ بها المجتمع البشري سوف نجد أن هذه العلاقة تعبر عن نفسها بوضوح وجلاء في البنية الفوقية للنظام الاجتماعي لكل مرحلة من مراحل تطور التاريخ ، لذلك يكون أي تغير تطوري يحصل في أي مفصل من مفاصل البنية التحتية للنظام الأجتماعي ينعكس بالضرورة حتماً على شكل وطبيعة البنية الفوقية له ، وبذلك لا يمكن أن يكون هناك من ثابت مطلق قي أي مفصل من مفاصل البنية الفوقية للنظام الاجتماعي ، فكل شيء في حالة تغير مستمر دائم بما في ذلك حركة الفكر كون الفكر جزء من مكونات البنية الفوقية للنظام الاجتماعي . إن الأحداث التي تحصل في الطبيعة وفي الحياة الاجتماعية بحكم صراع الأضداد والمتناقضات بسبب تصارع وتناقض المصالح تفضي بالضرورة الى تغير وتبدل وإختفاء أشياء وظهور أشياء أخرى جديدة بشكلها وطبيعتها التي تقتضيها متطلبات الحياة الجديدة . هذه الحركة تجعل الإنسان الذي من المفروض به أن يتصدى لها ويستوعبها ومن ثم يتوائم معها ويطاوعها لمتطلبات حاجاته الحياتية الجديدة ، عليه أن يفكر وأن يعيد صياغة أفكاره بأنماط ونسق جديدة تلائم الوضع المستجد ، وهذا المنطق في البحث وراء حقيقة تبدل وتغير الأشياء هو الذي مكن الإنسان من إنجاز أعظم الأختراعات العلمية في كل مجالات العلم في الطبيعة والمجتمع ومكنته من إكتشاف الكثير الكثير من أسرار الكون وقوانين الطبيعة وأفعالها ، ومكنته من صياغة نظريات فكرية وفلسفية عديدة ومختلفة وكل نظرية تعبر عن ما تضمنته النظرية التي سبقتها وأضافة إليها ما أستجد في الحياة ، أي بمعنى إن التطور يسير على شكل متسلسل بحلقات متوالية إحداها تكمل التي سبقتها وتصبح أمتداداً للتي تليها ، هكذا يستمر تطور الحياة الطبيعية والاجتماعية على هذا النسق ، نسق التبدل والتغير الدائم والتحول الكمي والنوعي في حركة تصاعدية على مسار هلزوني من الأدنى الى الأعلى نحو الأمام ، وتجعل الأشياء في حالة من الصراع والتناقض فيها كل قديم يولد نقيضه الجديد الأفضل وبالتالي فإن هذا الصراع التطوري والحراك الاجتماعي يفضي بالضرورة الى بقاء الأقوى والأصلح ويزول الضعيف القديم البالي ويتراجع وينزوي الى متحف التاريخ . هذه هي سنة الحياة ومنطقها العلمي في التطور التصاعدي ، كل قديم الى الزوال سائراً والجديد لا بد أن يولد من رحمه .
بإلقاء نظرة عامة على مسيرة التاريخ سوف نلاحظ بوضوح وجلاء تام صحة هذه النظرية ، ولكن قرأة  هذه المسيرة تختلف من شخص لآخر حسب مستوى تطور وعيه الأنساني للوجود بحد ذاته وقناعته وإيمانه بما هو سائد من الأفكار والطقوس والتقاليد والأعراف في المجتمع الذي يعيش فيه ومتطبع بطبائعه وقيمه وأخلاقه . خلاصة القول إن ما اريد قوله هنا هو أنه ليس هناك من فكر أو فلسفة تمتلك وتجسد الحقيقة المطلقة بكاملها كما يفكر بعض السذج من الناس والمخدرين بافيون الفكر المثالي الذي يقدس ثبات الأشياء ، وإنما مهما بلغت درجة الرقي والكمال فهي بالتالي لا تعبر إلا عن جزء من الحقيقة ، أي بمعنى آخر ليس هناك فكر متكامل يصلح لحل مشاكل الإنسان في كل مكان وزمان مهما كانت كينونة وطبيعة ذلك الفكر ، ولا يستطيع فكر يدعي الثبات والكمال أن يعيش ويتعامل ويستمر بالبقاء مع واقع متغير لأن ذلك مخالف لمنطق العقل والتاريخ وسنن الحياة ، ولكن بإمكان القائمين على هكذا أفكار والدعاة لها والمبشرين بها أن يطاوعوا تلك الأفكار مع واقع الحياة المتجددة وليس العكس ، أي مطاوعة الحياة لمتطلبات تلك الأفكار ، لأن ذلك لا يعني بلغة العلم والمنطق إلا شكل من أشكال العبث غير الواعي بقيم الحياة ومنطق العلم والعقل وحرية الإنسان كما يفعل البعض ممن يقرأون التاريخ بصورة معكوسة ومشوهة .
إن الحياة هي الرحم الحاضن لمصدر الأفكار وهي المنبع الذي منه تولد الأفكار ولتأكيد هذه الحقيقة سوف نجد عند قراءتنا للتاريخ الإنساني أن جميع النظريات الفكرية والفلسفية والأقتصادية والاجتماعية وحتى المعتقدات ولدت في خضم الصراعات والتناقضات التي حدثت في المجتمع الإنساني بسبب تعارض وتصارع وتقاطع المصالح الأقتصادية للطبقات والشرائح الاجتماعية ، وبالتالي سوف نجد أن الأفكار كانت دائماً على امتداد التاريخ عبارة عن أدوات ووسائل للأستحواذ على أكبر قدر ممكن من المنافع الأقتصادية والمصالح الحيوية والسيطرة على مصادر الثروة والهيمنة على العالم تحت واجهات براقة مختلفة والدفاع عن تلك المصالح والمنافع وحمايتها من سطوة الآخرين ، بمعنى آخر أستعملت الأفكار والمعتقدات كأدوات نبيلة في الصراع لتحقيق غايات غير نبيلة من أمثال المنافع والمصالح والسيطرة على العالم تحت واجهات ذات شكل خيري وإنساني وذات مضمون نفعي إستغلالي غير أخلاقي يتنافى مع قيم الحضارة والحرية والعدالة والمساواة وحقوق الأنسان والديمقراطية . هكذا كان الحال مع الأفكار التي سادت التاريخ الإنساني وأصبحت أيديولوجيات ظالمة لحكام طغاة عبر مختلف فصول التاريخ في جميع بقاع الأرض دون إستثناء ، والذين لا يقنعهم هذا الطرح عليهم العودة الى قرأة التاريخ من جديد ليجدوا أن ما تم ذكره لا يشكل إلا القليل من الحقيقة الكاملة التي من المفروض أن تقال هنا .

ملاحظة : هذا المقال هو تمهيد لمقالي القادم المعنون " ضرورة الأصلاح والتغيير في فكر ونهج الأحزاب السياسية في العراق " ..


خوشــابا ســولاقا
14 / أيلول / 2013      
 


2012
 الى ألأخ العزيز كوهر يوحنان المحترم  
 تحية طيبة وتقدير ... أرجو أن تكون بخير وبصحة جيدة
 في البدء أحييك على مقالك النقدي السخر وتحليك لواقع من يدعي تمثيل شعبنا في مؤسسات الدولة الأتحادية والأقليم لغاية اليوم عسى أن يكون مقالك هذا ومقالات الآخرين بهذا الخصوص منبهً لهؤلاء الغافلين في كراسيهم الوثيرة وجيوبهم مثقلة بالأموال الوفيرة ونقول لهم بالعافية وألف عافية عليهم على أن يغادروا تلك الكراسي بأمان من دون ( شوشرة وانزعاج ) ويتركوها للقادم الجديد عسى أن يكون صورة للنموذج المطلوب وليس خير خلف لخير سلف كما يقول المثل . أما التصويت أي لمن يصوت أبناء شعبنا في الانتخابات القادمة ، هنا يكمن الشيطان وهنا هي العقدة المستعصية ، لقد جرى في السابق التصويت بدافع العاطفة للولاء للخصوصيات الفرعية وليس للبرنامج المفروض ولو إنه كان غير موجود في الانتخابات السابقة . هنا أطالب جماهير شعبنا أن يصوت للبرنامج إن وجد وللكفاءات والنزاهة والأولوية للعنصر الشبابي وعدم التصويت لمن يسعى الى إعادة إنتخابه لكونه قد فشل في الدورات السابقة ، وأدعو الناخب أن يحسم أمره بالتصويت لمن يدعو الى الأصلاح في مؤسساتنا السياسية التي أصبحت حكراً لبعض المنتفعين وأقاربهم المقربين .


                 أخوكم خوشابا سولاقا

2013
الى الأخ كوركيس أوراها منصور المحترم
تحية طيبة وتقدير
أولاً أحييكم على هذا المقال الرائع في استذكار شهداء قرية صورية الشهيدة الذي هو واجب على كل من يحمل قلماً شريفاً يدافع عن الإنسانية وحقوق المظلومين مهما كانت قوميتهم ودينهم وجنسهم أينما كانوا. إن المطالبة بالحقوق المعنوية والتعويض المادي لأسر الشهداء وإحالة الجناة والذين كانوا السبب فيما حصل لهذه القرية الشهيدة ولسميل من قبلها ولغيرها من ضحايا المظالم التي حصلت كمظالم كقريتي سردشت وهلوه نصارى في ناحية برواري بالا حيث قتل غدراً أكثر من 25 شهيداً ، وتحصل اليوم في العديد من قرانا في كوردستان ، هي من صلب الواجبات وأولى أولويات من يدعي تمثيلنا قي البرلمانين الاتحادي والإقليم وحكومتيها ، ولكن مع الأسف الشديد إن هؤلاء لا يحركون ساكناً وكأن ذلك لا يعنيهم بشيء لا من قريب ولا من بعيد . عسى أن يستفيقوا على صوت ناقوسكم المدوي هذا من نومهم ويتذكرون حقوق أبناء سميل وصوريا وغيرها عليهم . وفي نفس الوقت أحيي كافة الأخوة المعقبين الذين أسهموا وأدلوا بدلوهم  في أغناء هذا المقال . وشكراً للجميع

تقبل تحياتي ... أخوكم خوشابا سولاقا    

2014

 الى الأخ جوني عوديشو المحترم
 تحية اخوية  صادقة
 مقالكم رائع والصلاح مطلوب ومفروض دائماً لأن حركة الحياة المتغيرة تفرض الأصلاح الأيجابي في آليات العمل بضمنها الأفراد نحو ما هو  افضل وأكثر نضجاً وهذا هو ديالكتيك تطور الحياة ، فالحركة الديمقراطية الآشورية كتنظيم سياسي ليس إستثناءً لا يشملها الأصلاح . وأن مقومات البقاء لعناصر الصراع فيها تقرره الجماهير على ضوء ما يقدمه كل من التيارين المتنافسين وعسى أن يكون ذلك لصالح الأصلاحيين من كوادر ( زوعا ) . والحالة هنا لا تتطابق مع حالات الحزب الشيوعي العراقي التي أورها الأستاذ الدكتور صباح قيا مع إحترامي الشديد لرأية الذي أكيد لا يخلو من نصيحة مفيدة عسى ان يستفاد الأصلاحيين في زوعا منها . شكراً لكاتب المقال ولكاتب التعقيب .


                       محبكم أخوكم : خوشــابا ســولاقا 

2015
الى السادة المحترمين الأعزاء
 السيد بولص يوسف ملك خوشابا
 الدكتور أيوب بطرس
 السيد أليدين خامس
تقبلوا خالص تحياتي وتقديري وثقوا بأنني لا احمل نحوكم أية سوء النية أو ضغينة أو كراهية كما تعتقدون ، بل بالعكس تماماً تصدقون أو لا تصدقون فذلك شأنكم أنتم وعليه أقول (( أنتم أحرار أكتبوا ما تشاؤون وكما يحلوا لكم وبالأسلوب الذي يعجبكم وباللغة والمفردات والجمل التي ترونها مناسبة ومعبرة عن ما يدور في خلدكم ، ولكنكم تاكدوا سوف لا تستطيعون أن تغيرون التاريخ ليكون كما تريدونه أن يكون ، لأن الأجيال القادمة سوف تقرأه كما ينبغي أن يقرأ وأن يحلل ويفهم وسيضعون النقاط على الحروف وسوف يعطون لكل ذي حق حقه كما يستحق )) . وشكراً لصبركم ومداخلاتكم والتقييم متروك للقراء الكرام .

       محبكم خوشــابا ســولاقا


2016

 الأخ آليدن خامس المحترم
تحية طيبة وتقدير
 ليس من المنطق أن تجري مثل هكذا مقارنات بين أشيا غير متماثلة أولاً وثانيا أو تصحيح معلوماتك أنا لم أنسحب من اللجنة المركزية لزوعا وعندما حصل ما حصل من خلافات بيني وبين السيد كنا لم أكن عضواً في اللجنة المركزية . وابتعدت من الحضور الى مقر زوعا بعد أن تم تهديدي من قبل السيد كنا من خلال شحص آخر وهذه هي القصة . أما بخصوص كلمة ( جدكم ) لقد أرسلت رسالة عبر ( sms ) الى السيد بولص وشرحت له من يكون جده وإنه ملك التاريخ وليس ملكه . أنا لا أفهم لماذا تنزعجون مما يخالف ما تتمنونه من الآخرين وتعطون لأنفسكم الحق تقولون ما تشاؤون بحق رموز أخرى من رموز شعبنا ، علماً بانني لم أقل بحق المرحوم ملك خوشابا أكثر مما أوردته المصادر التاريخية سلباً أو إيجاباً ولكن المشكلة هي في مزاج من يقرأ عندا لا يتقبل ما يخالفه في الراي من الآخرين وشكراً ز
 

   أخوكم خوشابا سولاقا

2017

 الى الأستاذ لطيف نعمان المحترم
 تحية صادقة وتقدير لشخصكم الكريم
لقد أستلمت رسالتك وأسعدني ذلك كثيراً لأن تلك الرسالة دلت لي على خلق الرفيع وسمو أخلاقك حقاً هذا انطباعي عن الرسالة ، وأرجو منك المعذرة على الأجابة من خلال هذه الطريقة لأنني لا أتقن تلك الطريقة التي من خلالها أرسلت رسالتك الكريمة والتي استقبلتها بصدر رحب ، كما أود اليضاح لك إن الشخص موضوع البحث ليس لي معرفة قوية به ولذلك كانت مداخلاتي مع من عاتبوه من المتداخلين المنحازين للطرف الآخر دون أن يحملوه جزءً من مسؤولية ما صرح  به وما اتهم به الشخص المعني بموضوعنا ولمعرفتي بالطرف الآخر بصورة جيدة أتوقع إن ما صرح به صاحبنا كان رد فعل ولم يكن كلام ملفق . . صدقني أنا لا أؤمن بأن عدو عدوي صديقي لأنني أصلاً ليس لي عدو بالمعني الحرفي للعدو وليس في فلسفتي في الحياة ان كل من أختلف معه بالرأي أعتبره عدو لي ، أنا عدوي الوحيد من يخون امتي مقابل ثمن مقبوض ومتعاون مع أعداء امتي وليس غيره مهما أختلفت معه بالراي والفكر والوسيلة في العمل السياسي كما فعل الطرف الآخر معي وأنت تعرف ماذا أعني هنا بهذه العبارة وتقبل خالص شكري وتقدير ومعذرتي للأجابة من خلال هذه الطريقة لأنه ليس لي بديل آخر لتوضيح موقفي لك يا أخي العزيز لطيف نعمان الورد ، بالمناسبة كان مقالك هذا رائع في الجوهر وطريقة السر والأستذكار والوفاء للرفقة والصداقة المبدئية النبيلة التي يفتقر إليها الرفاق في تنظيماتنا السياسية ودمتم رسلاً لبعث المحبة والسلام والحرية بين البشر دون تمييز ز


       صديقكم : خوشابا سولاقا

2018

 الى الخ العزيز الأستاذ آشور كيوركيس المحترم
 تحية طيبة وتقدير
 مقاربة ذكية وتشبيه رائع وتعبير جميل بورك قلمكم على صياغة هذا المقال اللاذع في توجيه النقد الى من يستحقه من المتقطقطين . فعلاً لقد تقطقطو أسود الأمس في غابتنا الجميلة المغتصبة اليوم من أجل فتات الطعام  التي يرميها لهم صاحب المزرعة . إنهم أسود أقوياء ذو زئير عالي يرعب الغابة المحتلة على أبناء جلدتهم ويسوقونهم الى محاكم صاحب المزرعة وضعفاء متخاذلين اما مغتصب حقوقهم كل ذلك من اجل ماذا إنه من اجل الفتات من الطعام الذي يرميه لهم المغتصب ... شكراً لك يا أستاذ آشـــور 


                   أخوكم : خوشــابا ســولاقا

2019
 
 الى الأخ كوهر يوحنان المحترم

 تحية أخوية وتقدير
 احييكم على مقالكم الرائع لما فيه من صراحة وواقعية وموضوعية في طرح كل ما يعانيه واقعنا السياسي من نفاق ورياء الأنتهازيين بكل أشكالهم وتلاوينهم التي لا تعرف للخجل معناً إلا بقدر ما تقتضي مصالحم . كنت جريئاً في طرجك وتشخيصك للسلبيات التي يعاني منها واقعنا السياسي من صراعات على المصالح والمتاجرات بالمصلحة القومية لقد وضعت النقاط على الكثير من الحروف ووضعت الخطوط الحمراء تحت الجمل المرفوضة ولم يبقى لأكتمال الصورة التي رسمتها لواقع شعبنا غير القارئ الذكي والمؤمن بما تنادي به وتشير إليه ما بين سطور مقالك . اتمنى لك التوفيق في رفدنا بالمزيد من هكذا مقالات في المستقبل القريب .


              أخوكم : خوشــابا ســولاقا

2020

 الى الأخ الدكتور صباح قيا المحترم .... تحية طيبة وتقدير ... شكراً على مروركم وملاحظاتكم القيمة ودمتم بخير وسلامة وتقبل تحياتي

 الى الأخ نيسان سمو المحترم  ... تحية طيبة وتقدير ... شكرا على مروركم الوديع والدائم ... وجوابي على إستفساراتكم  هو .. لقد قلت كل الحقيقة التي أعرفها وأوردت كل ما أعرفه وأنا متاكد منه وعايشته عن تجربة وعن قرب في مقالي هذا بوضوح وما ذكرته عن أسلوب الحشر والحشد في عمليات التحضير لأنتخاب مندوبي المؤتمرات العامة للتنظيمات الشمولية يتفق مع وجهة نظركم حول دور الجماهير ( الشعب ) . وألخص ذلك لك في قول أحدهم حين قال (( الديكتاتور يين تخلقهم شعوبهم )) أؤمن بهذه المقولة الحكيمة والبليغة ، واتمنى أن أكون قد اوفيت بالاجابة المطلوبة التي تريحك وترضيك وشكراً لك .


                             أخوكم : خوشابا سولاقا 

2021

 السيد بولص يوسف ملك خوشابا المحترم
تحية طيبة
كنت قد قررت بعدم التعقيب على ما تنشره من مقالات تاريخية لأن تعقيباتنا كانت تزعجكم لكونها لا تتماشى مع ما تنشره وما تطمح الى تحقيقه بخصوص دور المرحوم جدكم ملك خوشابا في أحداث تاريخنا المعاصر ، ولكن ما ورد في مقالكم هذا أجبرني على توجيه بعض الاستفسارات أرجو أن تكون في محلها ومقبولة لديكم .
أولاً : إن المعلومات الواردة في مقالكم هذا أوردناها بنسبة أكثر من 90 % ممن كتبنا بهذا الشان أن وغيري من الكتاب خلال الأشهر الماضية وجاء مقالكم تأييداً لما أوردناه وهذا جيد ويدل على إننا مختلفين في بعض الأمور ولسنا متخالفين ومتناقضين في كل شيء وهذا يسعدني جداً .
ثانياً : على افتراض أن كل ما أوردته في مقالكم هو صحيح مئة في المئة بغض النظر على أي مصدر تاريخي معتمد رسمياً أعتمدت في اقتباس معلوماتك والذي لم تتطرق إليه وهذا لا يمني لأنه معروف لدي ، أسأل جنابكم الكريم هل كان إعلان جدكم الأنسحاب من عضوية اللجنة العليا وللأسباب التي ذكرتها في مقالكم هذا هو الحل الأمثل والصائب ؟ بالرغم من محاولة وطلب قداسة البطريرك والآخرين من المرحوم جدكم بالعدول عن قراره الذي أدى بالنتيجة الى لجوء جدكم للتعاون مع الحكومة الكيلانية وتمزيق وحدة القيادة الآشورية العليا والتي كانوا وهم في تلك الظروف بأمس الحاجة إليها ؟؟ !! وهم مقبلين على مرحلة حاسمة لتقرير مصير شعبنا الآشوري للبقاء في العراق بعد فقدان موطنهم في هيكاري بعد رسم الحدود بين العراق وتركيا ، ألم يكن من الأفضل بل من المفروض بالمرحوم جدكم البقاء في اللجنة العليا ومناقشة ما تم مناقشته مع الكابتن هولت من قبل البطريرك وعمته سورما خانم ومار يوسف خنانيشو أمام اللجنة العليا التي كان المرحوم جدكم عضواً مهما فيها ومحاسبتهم بدلا من الأنسحاب وبأصرار والتعاون مع الحكومة التي كانت قد خططت مع سبق الاصرار وبمباركة الأنكليز لأبادة الآشوريين هذا ما اتفقت عليه كل المصادر التاريخية التي وصلتنا ، وأنا هنا لست بصدد إتهام المرحوم جدكم وغيره ممن أيدوا رأيه بتمة معينة وأترك ذلك لقارئ التاريخ ، بل لغرض مناقشة ما أوردته في مقالكم من الناحية المنطقية والعقلانية فقط ووضع النقاط على الحروف . أنا من وجهة نظري المتواضعة أقول لو كنتفي موقع المرحوم  جدكم ( ولو إننا نحمل نفس الاسم ) لأخترت البقاء في اللجنة العليا التي كانت تمثل القيادة الآشورية والنضال من الداخل لتقويم الخطأ بإقناع الآخرين بصواب وجهة نظري وإخضاع الآخرين للقبول بها إن كنت على حق بدلا من الأنسحاب ولا أقول الهروب من المسؤولية والتعاون مع الطرف الذي يتحين الفرص لأبادة أبناء جلدتي أمثال الثلاثي المجرم ( رشيد عالي الكيلاني – حكمت سُليمان – بكر صدقي ) . هل تعلم وأنت كضابط عسكري سابق إن نقطة ضعفنا كانت في إنشقاق قيادتنا العليا ومصدر قوتنا كانت تكون في وحدتها .
ثالثاً : أدعو القراء الى تقييم مقالكم بعد قرأته بدقة ومداخلتنا هذه
 أرجو أن لا أكون قد ازعجتكم بهذه المداخلة وشكرا على صبركم

                   إبن عمكم خوشــابا ســولاقا

2022
قواعد اللعبة الديمقراطية المزيفة في أحزابنا
خوشابا سولاقا
كما هو معروف في جميع الأحزاب العقائدية المؤدلجة مهما كانت طبيعتها ومنهجها السياسي التي تخضع فيها إرادة الأكثرية الى إرادة الأقلية التي تقبع على قمة الهرم التنظيمي فيها وفق مبدأ ما يسمى بالمركزية الديمقراطية بذريعة ضمان المحافظة على الوحدة الفكرية والتنظيمية داخل التنظيم السياسي ، هكذا أحزاب تركز في عملها التنظيمي على تشديد وتغليب وتسييد مبدأ المركزية على حساب تضييق وتهميش وإقصاء مبدأ الديمقراطية والمبادرات الخلاقة للمنخرطين في صفوفها من حياة التنظيم ، هذه الظاهرة في الأحزاب والتنظيمات السياسية تقود الى ظهور ما يسمى في الممارسات الحزبية بظاهرة تقديس وعبادة الفرد وتأليهه ، أي بمعنى إختزال كيان وإرادة التنظيم السياسي وقراره في كيان وإرادة وقرار شخص معين والذي عادة يكون في مثل هكذا تنظيمات من يقبع على رأس الهرم التنظيمي بأي مسمى كان ، هذه الظاهرة عملياً تؤدي الى إلغاء إرادة المجموع أي القيادة الجماعية في التنظيم وتحويل بقية أفراده ممن هم في المستويات الأدنى من الهيكل التنظيمي دون رأس الهرم الى مجرد بيادق صماء على رقعة الشطرنج لا حول ولا قوة لها في صنع القرار السياسي وتسيير دفة الأمور التنظيمية داخل التنظيم ، ولا تعمل شيئاً بمبادرات فردية منها دون قرار مركزي يصدر من القابع على رأس الهرم التنظيمي واحياناً من بعض المقربين المحيطين به . هذا الشكل من العلاقات والممارسات إذا سادت داخل التنظيم هي التي تحوله الى تنظيم شمولي تسود فيه ديكتاتورية الفرد الواحد ذي القرار الواحد الأوحد لا شريك له في صنعه ، بل يتم تنفيذه من قبل الآخرين في التنظيم من دون مناقشة ، وتسود المركزية الصارمة في صنع القرار في التنظيم السياسي وتلغي أبسط اشكال الممارسات الديمقراطية في مناقشة الأمور السياسية والفكرية والتنظيمية داخل التنظيم وتتحول أبسط أشكال المعارضة الفكرية والسياسية وحتى أي شكل من أشكال المناقشة أحياناً من قبل البعض حول ما يجري داخل التنظيم من خروقات وتجاوزات على النظام الداخلي والقواعد التنظيمية الى ما يسمى بالخروج على قواعد وسياقات التنظيم وبالتالي توصم مثل هكذا ممارسات في التعبير عن الرأي بأي شأن من شؤون التنظيم بالخيانة للرمز القائد أي بمعنى خيانة للتنظيم السياسي بإعتبار أن التنظيم يوازي ويساوي القائد الرمز حسب ترجمة القادة الشموليين وفلسفتهم في هكذا تنظيمات ذي الفكر والتوجه الشمولي الذين أوصلتهم الممارسات المخادعة والأساليب اللاديمقراطية الى تلك المواقع باسم الديمقراطية المزيفة ، والديمقراطية هنا تكون سيف ذو حدين حد يشرعن قيادة هؤلاء القادة للتنظيم لأنهم وصلوا الى تلك المواقع عن طريق الأنتخابات الديمقراطية الحرة عبر محطات التنظيم المختلفة من أبسط وحدة تنظيمية الى اللجنة المركزية من قبل مندوبي المؤتمر العام للتنظيم ، والحد الثاني لهكذا ديمقراطية هو شرعنة عملية إقصاء الخصوم السياسيين والمعارضين من اصحاب الرأي الحر المخالف أو المعارض لتوجهات وتطلعات رأس الهرم والتنكيل بهم بطرق شتى والإساءة إليهم بغرض الأسقاط السياسي وغيرها من الممارسات الدونية الهابطة والقذرة واللاأخلاقية عملاً بمبدأ الأمير نيقولو ميكيافيللي الأيطالي الأصل " الغاية تبرر الوسيلة " وقد يؤدي ذلك الى دفع المعارضين أحياناً حياتهم ثمناً لأرائهم المعارضة لرأس الهرم في بعض الأحزاب الشمولية المغالية في تطرفها وتشددها وعنجحية وعجرفة القائد الرمز فيها كما كان الحال لدى معظم قادة العرب وغيرهم من الأمم الآخرى قديماً وحديثاً . حيث أن كل الأحزاب المؤدلجة هي في الحقيقة والواقع أحزاب شمولية في فكرها وممارساتها تكرس ديكتاتورية الفرد الرمز وتؤلهه في عملها التنظيمي وتطبق مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة " في عملها الحزبي داخل التنظيم مع عناصرها ، وفي المجتمع مع الآخرين من التنظيمات المنافسة لها ، وبذلك تشرعن وتبرر لنفسها التصفيات الجسدية للخصوم والمعارضين السياسيين داخل التنظيم وخارجه إن سنحت لهم الفرص المناسبة وسمحت لهم إمكانياتهم وظروفهم  الذاتية والموضوعية لتنفيذ ذلك .

كيف تكرس عبادة الفرد وديكتاتورية القائد الرمز في الأحزاب الشمولية .. ؟؟
هذه الأحزاب والتنظيمات تتخذ من طريقة إختيار مندوبي الكونفرنسات للحلقات الدنيا في التنظيم الى كنفرنسات الحلقات الأعلى في الهيكل التنظيمي صعوداً الى المحطة الأخيرة وهي المؤتمر العام للتنظيم باعتماد مبدأ الأنتخابات الديمقراطية الحرة بالشكل وليس بالمضمون حيث هناك ضغوطات وتوصيات سرية تصدر من القيادات في الحلقات الأعلى من التنظيم الى القيادات الأدنى فيه لحشد الجهود لدعم وتزكية ترشيح وإنتخاب عناصر معينة كمندوبين للمؤتمر العام لتلك الحلقات على حساب إبعاد وإقصاء عناصر اخرى ممن يشكون في ولائهم المطلق لراس الهرم وأعوانه من الترشح من وراء الستار ويتم بالذات اختيار مندوبين من العناصر المقربة والموالية للمتنفذين من القيادات الحالية مستغلين في ذلك الولاءآت للخصوصيات الفرعية كالمذهبية والقبلية والعشائرية والمناطقية والقرابة ، بهذه الطريقة الكريهة والمقرفة والتي تتم في الخفاء ومن وراء الستار يتم حشد وحشر عناصر معروفة التوجه والولاء من ذوي القربى للقيادة القائمة ، إضافة الى من يتم ترشيحهم للمؤتمر من قبل الأعضاء القياديين بشكل مزاجي وعادة من دون تحديد العدد ، ويكون بذلك قد تم ضمان وجود الأغلبية المطلقة إن لم يكن الأغلبية الساحقة في المؤتمر العام للتنظيم عند التصويت لتمرير او تسقيط أي قرار بشأن أي موضوع يطرح للتصويت في المؤتمر ، حيث يتولى البعض من أنصار القيادة الحالية توجيه تلك الأغلبية في المؤتمر بطريقة توزيع القصاصات الورقية من تحت الطاولة أو عن طريق الأشارات عند رفع الأيدي للتصويت . وكذلك يتم توجيه هذه الأغلبية في حالة التصويت على المرشحين لأنتخاب رأس الهرم أو أعضاء اللجنة المركزية . ولذلك تلاحظون بعد كل مؤتمر يتم إعادة انتخاب أغلبية أعضاء القيادة السابقة باستمرار مع تطعيمها بعناصر جديدة أكثر موالاة للقيادة السابقة من بعض العناصر التي تقرر مسبقاً إقصائهم وإبعادهم بسبب عدم موالاتها بالمستوى المطلوب لرأس الهرم ولهم مواقف مغايرة ومعارضة لطموحاته وتطلعاته الشخصية ، وعليه تكون الأنتخابات هنا مجرد عملية ذر الرمال في العيون ولأظهار للملئ أن العملية قد تمت بطريقة ديمقراطية حرة ، حيث يتم في فترات الأستراحة في يوم الانتخابات توزيع قوائم سرية باسماء المرشحين الذين يجب إنتخابهم لتشكيل الأغلبية في اللجنة المركزية الجديدة المكونة من عناصر في اللجنة المركزية السابقة مطعمة بأخرى جديدة مع إقصاء البعض من عناصر القيادة السابقة من تلك القوائم ليترك أمر إقصائهم الى نتائج التصويت الديمقراطي جداً !!! وهذه لعبة قذرة تلعبها كل قيادات الأحزاب والتنظيمات الشمولية ليقولوا للرأي العام في تنظيماتهم والمجتمع إن إعادة انتخاب رأس الهرم واللجنة المركزية الجديدة قد تم بطريقة ديمقراطية حرة وجسدت إرادة الأغلبية من مندوبي القاعدة التنظيمية في المؤتمر العام للتنظيم ولكن الحقيقة هي على العكس من ذلك تماماً أي أن الانتخابات المصطنعة جسدت إرادة رأس الهرم وأعوانه من المتنفذين في القيادة السابقة وصنعت القيادة الجديدة على مرامها ومزاجها بطريقة الحشر والحشد المنافي لأبسط قواعد الديمقراطية الحقيقية التي يفهمونها البسطاء من الناس والمخالف لقواعد وسياقات النظام الداخلي للتنظيم والأعراف التنظيمية . بهذه الطريقة غير المشروعة وغير الديمقراطية التي يبتدعها المتنفذين في قيادات التنظيمات الشمولية والتي تظهر في شكلها الخارجي للمراقب والمتابع والعامة من الناس على أنها ممارسة ديمقراطية ولكنها في حقيقة جوهرها هي صيغة مزيفة مسخة للديمقراطية التي من خلالها يتم إعادة إنتاج قيادة " جديدة – قديمة " في الشكل ولكنها في الحقيقة هي صورة منسوخة مسخة للقيادة السابقة . هكذا تتوالي هذه القيادة من دورة الى أخرى بنفس الأسلوب مع تغيير بعض الأشخاص ممن لا يوالون رأس الهرم بالشكل المطلوب بأشخاص آخرين أكثر ولاءً مع ثبوت رأس الهرم كرمز مقدس لا يجوز المساس به . لهذه الأسباب وغيرها وبمرور الوقت تشيخ هكذا تنظيمات فكراً وممارسةً وتتوسع الهوة بينها وبين الجماهير وتبتعد عنها جموع الجماهير وتستنزف تلك التنظيمات الكوادر النوعية من المفكرين والمثقفين والمناضلين المؤمنين وتتحول الى مرتع للعناصر الأنتهازية الهزيلة والنفعية وينتهي بها الأمر الى التحول الى مجرد مكاتب تجارية ودكاكين لبيع الخوردة وليس لديها ما تقدمه للجماهير غير التشدق باطلاق الشعارات القومية والوطنية والوعود الكاذبة التي لا تغني ولا تسمن وتحميل الآخرين من المعارضين مسؤولية إخفاقاتها وفشلها في اداء مهامها لتضليل تلك الجماهير والمتاجرة بماضيها . هكذا هي صورة أحزاب شعبنا اليوم ، وهكذا هي صورة الديمقراطية التي تدعيها وتتشدق بها قياداتها وتتغني بالشرعية القانونية والتنظيمية التي منحتها لهم جماهيرها في تسيير دفة الأمور في صفوفها والتعامل مع الجماهير وإنتخاب قياداتها وتصفية خصومها ومعاريضها وكل من يختلف معها في الرأي وينتقد سلبياتها في وسائل الأعلام الشعبية بذريعة عدم جواز نشر الغسيل الوسخ على الحبال لتطلع عليه الجماهير من دون أن تسأل نفسها لماذا يجب أن يكون هناك غسيل وسخ في صفوف هذه التنظمات التي من المفروض أن تكون المجتمع النموذج المصغر النظيف الخالي من الوساخة والقذارة وليس العكس !! . هذه هي صورة أحزابنا السياسية التي تعاني من النحول والفقر في وجود الكوادر المقتدرة في صفوفها بسبب السياسات الحمقاء التي تتشبث بها بعض القيادات للاستمرار في البقاء في كراسيها وتربعها على مركز القرار لحماية مصالحها الشخصية وليس إلا ، وتعاني هذه الأحزاب والتنظيمات أيضاً من التمزق والتفكك والتشضي والتشرذم والأنشقاقات بسبب الصراعات الداخية داخل التنظيم الواحد أو فيما بينها على المناصب الرسمية والمصالح الشخصية ، وتعاني أيضاً من عزوف الجماهير عن الأنخراط في نشاطاتها لتجدد حيويتها وشبابها ، لا أعرف متى يستفيق المسببين لهذه التداعيات من نومهم على أنهم بشر ككل البشر وعدم اعتبار أنفسهم كائنات بشرية من طين آخر معصومين من الخطأ ؟؟؟ !!! .

خوشــابا ســولاقا
6 / أيلول / 2013   



2023

 الى الأستاذ شوكت توسا المحترم
 تحية طيبة واحترام لشخصكم الكريم
أرجو أن تكون بصحة جيدة ... أنالم أقصدك بشخصكم تحديداً ولم أقصد شخص بعينه وإنما قصدت الحوار كله من مقال الأستاذ يونان هوزايا وكل التعقيبات الخرى لأنها لم تكن منصفة بالشكل المطلوب حيث صبت عتابها ولومها على الأخ سالم توما دون أن تشير حتى تلميحاً على السبب الذي كان وراء قول الأخ سالم ما قاله في تصريحه موضوع البحث . أنا أتفق معكم أيضاً بخصوص الموضوع ولكن ما الذي أستفز الأخ سالم ليقول ما قاله بحق الطرف الآخر ؟؟ هل من المعقول أن الأخ سالم ( حاشاه ) قد اختلق هذا التصريح من دون أن يكون له أساس ؟ فاذا ثبت ذلك عندها سوف أدين الأخ سالم توما بأشد العبارات ، وإذا ثبت العكس عليكم جمعياً إعادة النظر بما كتبتم بداً بكاتب المقال والمتداخلين .

             وتقبل تحياتي الأخوية : خوشابا سولاقا 

2024
[size=20pt]إلى الأخوة المتحاورين المحترمين
تحية طيبة وتقدير
كما يقول المثل (( اكعد أعوج واحجي عدل )) لا أحداً منكم قال في مداخلته للأخ سالم توما كاكو إنك غير صادق بما قلته بحق فلان الفلاني فقط اكتفيتم بمعاتبة الأخ سالم على قوله أن فلان قال لي كذا وكذا وعدم تكذيبكم والسيد فلان الفلاني للسيد سالم يعني أنكم مقتنعين بأن ما قاله السيد سالم على لسان فلان كان صدقاً لذلك ، أقول لكم ومن دون زعل أنكم لو كنتم حقاً تحبون زوعا وحريصين على مصلحة شعبنا ومصلحة زوعا خوفا من رد فعل الآخرين المعنيين بما ذكره الأخ سالم كما ذكرتم في مداخلاتكم كان من الأجدر بكم أن تحاسبوا فلان على قوله واتهامه للأخ سالم بمجاملة المكون الفلاني والى آخره من الكلام الذي ورد في أسباب استقالة الأخ سالم من زوعا ورئاسة كتلة الرافدين في برلمان إقليم كوردستان . لماذا لا تعاتبون السيد فلان على أقواله
التي أراد من خلالها تبرير عدم ترشيح الأخ سالم لرئاسة قائمة الرافدين كان من المفروض بالسيد فلان أن يكون صادقاً مع الأخ سالم بدلا من أن يتهمه بما لا يليق به وبتاريخه النضالي في زوغا والأخ كاتب المقال أكثر من يعرف الطرفين كان المفروض به أن يكون أكثر إنصافاً لأنه يعرف المخفي والمستور , عليه أقول لكم أيها الأخوة (( دعوا الكذاب يدفع ثمن  كذبه ولا تحملوا البرئ تبعات أكاذيب الكذاب ليعتبر )) ولكم الشكر .
خوشابا سولاقا [/b] [/size]

2025
أدب / رد: ألقيت نظرتي
« في: 08:39 05/09/2013  »
 
 الى الأخ الشاعر الموهوب عوديشو سادة المحترم

 تقبل تحياتي المعطرة بعبق ورود بيث نهرين الحبيبة والحزينة على مغادرة أبنائها لها وتركها يتيمة في أيدي الغرباء
 أولاً : أشكرك جزيل الشكر وكبير الأمتنان على هذا الأطراء الجميل في رسالتك التي أحسستني إنها كلمات صادرة من القلب لأنسان محب وأنا أبادلك المشاعر والأحاسيس ذاتها .
 ثانيا : لقد حيرني وجودك في أسطنبول هل هو وجود لغرض السياحة وـتمنى أن يكون كذلك ، أم هو من أجل الهجرة وأتمنى أن لا يكون كذلك بالرغم من انني أقدر وأحترم خياراتك في الحياة لأنك أدرى بظروفك ومتطلبات حياتك الشخصية ، بالرغم من أنني لا أحبذ ولا أشجع الهجرة لأنها ستكون نهايتنا كوجود قومي في بلدان المهجر . على أية حال مهما كانت غايتك من وجودك في اسطنبول أتمنى لك طيبة الأقامة وسلامة العودة الى أرض الوطن أو سلامة الوصول الى حيث هدف الوصول .

  وتقبل تحياتي ... أخوكم / خوشــابا ســولاقا

2026
أدب / رد: ألقيت نظرتي
« في: 14:06 02/09/2013  »

 الأخ عوديشو سادة يوخنا المحترم

  تحية معطرة وتقدير
 يسعدني أن أراك متواجداً ومتواصلاً في عطائك الأدبي - الشعري على صفحات هذا الموقع الكربم واعتز بك وبقلمك المبدع . لقد فرأتُ قصيدتك هذه كانت بحق رائعة لا أقول هذا الكلام لكونك قريبي بل لكون قصيدتك فعلاً جميلة . تقبل تحياتي وأهديها الى العائلة الكريمة وشكراً .


                       أخوكم : خوشابا سولاقا

2027
الى الأخ العزيز فاروق كوركيس المحترم
تحية أخوية معطرة
أرجو أن تكون والعائلة الكريمة بخير وسلامة
مقترحكم رائع ومنطقي ليس من المفروض أن تسعى مؤسساتنا السياسية المختلفة الى إنتزاع إعتراف الحكومة العراقية بمذابح الآشوريين في سميل ةصوريا باعتبارها حملات إبادة جماعية (( جينوسايت )) بل أن تسعى الى الأعتراف بكون الآشوريين هم سكان البلاد الأصليين ليتم التعامل معهم وفق القوانين الدولية وشمولهم بالأمتيازات المنصوص عليها في تلك القوانين . ولكن القابعون على كراسي البرلمان والحكومة صامتين صاغرين لا يحركون ساكناً إنهم يخافون على رواتبهم وامتيازاتهم عندما تحصل منهم زلة لسان فيفضلون السكوت على الكلام الذي يأتيهم بما يضر مصالحهم متناسين أنهم ممثلين الأمة واجبهم هو الدفاع عن مصالحها وليس الأنتفاع الشخصي ... ولذلك أضم صوتي الى صوتك وصوت مئآت الآلاف من أبناء أمتنا وندعو ممثلي الأمة !!! الى السعي لأنتزاع الأعترافين من الحكومة العراقية ليتم تسجيلهما في سفر الأمة الآشورية باسمائهم كانجازات للأمة وشكراً

أخوكم خوشابا سولاقا   

2028
الى الأخت جورجينا المحترمة
تحية طيبة وتقدير
بورك قلمك على هذا المقال إن موضوعه رائع ويعني حياة الأغلبية من أبناء شعبنا العراقي ويعتبر تدني مستوى مدخولات الأسرة العراقية سبباً رئيسياً لأنتشار الجريمة بكل أشكالها في المجتمع ويوفر بيئة ملائمة للأرهاب والأرهابيين ، ولكن هل من مجيب وهل من يسمع ويهتم بمعيشة الشعب والمواطن الفقير الذي يفترسه الفقر والعوز وتدفعه رغماً عنه لممارسة الجريمة من أجل لقمة العيش ؟؟؟؟ إن دولة العراق معنية فقط بتحسين مستوى معيشة حكامها من أعضاء البرلمان ومجلس الوزراء والرئاسات الثلاثة وأصحاب الدرجات الخاصة وملحقاتها من الطفيليين الأنتهازيين من أصحاب الشركات والمكاتب المزيفة السائرين في فلكهم والذين لا تتجاوز نسبتهم الـ ( 3 % ) بينما يعيش الآخرين بين تحت خط الفقر وعلى خط الفقر أو فوقه بقليل إنه لأمر غريب حقاً .. إن دولتنا العتيدة هي دولة ترعى النخب الخاصة وتزيدهم ثراءً وتترك الضعفاء والفقراء منهم لقدرهم المحتوم ، وخير دليل على ذلك موقف الدولة بكل مؤسساتها يوم أمس 31 / 8 / 2013 من المتظاهرين السلميين المطالبين بالغاء قانون تقاعد أعضاء البرلمان والرئاسات الثلاثة والدرجات الخاصة كيف كان رد فعلها تجاه المتظاهرين ، الدولة لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم وإن تكلمت تدافع عن أخطائها فقط  ..

خوشابا سولاقا

2029
أحزابنا السياسية هل هي النموذج المطلوب أم هي إنعكاساً لصورة الواقع الاجتماعي المرفوض .. ؟؟
خوشابا سولاقا
إن واقع الحياة الاجتماعية للأمم وما يحتويه من صراعات وتناقضات قومية ودينية ومذهبية وقبلية وعشائرية واجتماعية وسياسية واقتصادية هي في الحقيقة صراعات من اجل المصالح بين المكونات المختلفة للمجتمع . هذا الوضع الاجتماعي الغير المستقر وغير المتوازن والهش يخلق ظروفاً ذاتية وموضوعية ملائمة لظهور الحاجة الملحة الى ضرورة البحث عن وسائل مناسبة وفعالة لتغيير الواقع الاجتماعي القائم والمتخلف باتجاه تجاوز تلك الصراعات والتناقضات للعبور الى واقع جديد له سمات يستجيب لمتطلبات الحياة الجديدة بشكل أفضل وأكثر إنصافاً وتوازناً لتحقيق العدالة بين مكوناته ، سواءً كان واقع المجتمع مكون من قومية واحدة  ومن دين ومذهب واحد أو مكون من قوميات واثنيات متعددة وأديان ومذاهب عديدة . إن المجتمعات المتعددة المكونات تعيش حالة التصارع والتناقض والتفكك والتشرذم اكثر بكثير من المجتمعات الأحادية المكون ولذلك تكون المجتمعات المتعددة المكونات أكثر خصوبة لنمو وإنتشار الصراعات المصلحية المتعددة الجوانب منها الصراعات القومية والدينية والأجتماعية والثقافية إضافة الى المصالح الاقتصادية  فيما بينها وقد تصل هذه الصراعات الى حد التناحر والحروب الأهلية مما هو عليه الحال في المجتمعات الأحادية المكون حيث تنحصر صراعاتها في الجوانب المذهبية والاقتصادي الطبقية وبعض الجوانب الثقافية والاجتماعية ولكنها قد لا تصل الى مستوى التناحر إلا ما ندر وذلك يكون مرتبطاً بمستوى الوعي الثقافي والسياسي في المجتمع . هذه الصراعات والتناقضات تحصل في المجتمعات في الحالتين بسبب تصادم المصالح بين المكونات الاجتماعية للمجتمع ، حيث تشكل وسائل إنتاج الخيرات المادية لأفراد المجتمع أي شكل وطبيعة النظام الأقتصادي السائد الذي يحدد طبيعة العلاقة بين مالكي وسائل الأنتاج وبين مشغلي ومحركي تلك الوسائل البنية التحتية للمجتمع ، بينما تشكل الثقافة والفكر والفنون والسلوكيات السائدة والقوانين المختلفة التي تنظم العلاقات بين افراد المجتمع كافة البنية الفوقية للمجتمع والتي تكون بالضرورة إنعكاساً للبنية التحتية له ، وهذه العلاقة بطبيعة الحال  علاقة جدلية بين البنيتين ، أي بمعنى عندما تتغير البنية التحتية للمجتمع يتغير شكل النظام الاقتصادي من خلال عمليات ثورية إجتماعية بسبب صراع المصالح كما قلنا تتغير بالضرورة البنية الفوقية للمجتمع تبعاً لذلك لتستجيب الى متطلبات تنظيم العلاقات الجديدة التي تنشأ بعد ثورة التغيير الاجتماعي . في ضوء هذه الوقائع كانت الإستجابة الطبيعية لأكتشاف مثل تلك الوسائل الفعالة لأجراء التغيير الثوري المطلوب في البنية التحتية للمجتمع ، هي ظهور التنظيمات والحركات السياسية العقائدية التي بدورها تعكس فكر وتطلعات ومصالح الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية التي لها المصلحة الكبرى في تغيير شكل العلاقة الاجتماعية القائمة بين الطبقات المالكة لوسائل الأنتاج والمتحكمة بمقدراته وبين الطبقات المحركة لأدوات إنتاج الخيرات المادية للمجتمع ، أي بمعنى آخر تغيير شكل البنية التحتية للنظام الأقتصادي وهذا التغيير بدوره يؤدي الى تغيير شكل البنية الفوقية للنظام الأجتماعي القديم وولادة نظام إجتماعي جديد ببنى تحتية وفوقية جديدة تختلف عن ما كانت عليه في النظام الأقتصادي السابق . وهكذا تغيرت أشكال النظام الاقتصادي لأنتاخ الخيرات المادية للمجتع عبر التاريخ من نظام المشاعية البدائية الى نظام العبودية والأقنان الى النظام الاقطاعي الأبوي الى النظام الراسمالي البرجوازي الى النظام الأشتراكي الشيوعي الى النظام الراسمالي الأمبريالي الليبرالي الحر نحو نظام العولمة نظام نهاية التاريخ كما يدعي فوكوياما الياباني الأصل والأميريكي الجنسية .
بعد هذه المقدمة التاريخية لتطور الأنظمة الأقتصادية والاجتماعية عبر التاريخ والتي كانت تناقضاتها وصراعاتها الأسباب الموضوعية لولادة وظهور التنظيمات والأحزاب والحركات السياسية التي قادت التغيرات الثورية والاجتماعية الكبرى في التاريخ ، نستطيع على ضوئها تقييم طبيعة وبنية التنظيمات والأحزاب والحركات السياسية لأمتنا هل هي مجتمعات مصغرة تمثل النموذج المطلوب الذي نطمح إليه والتي من المفروض بها أن تعكس علاقات وقيم وسلوكيات من طراز جديد مغايرة لما كانت سائدة وقائمة على أساس متطلبات الولاء للخصوصيات الفرعية أم على العكس من ذلك  ؟؟ . أن تلك المجتمعات المصغرة النموذوجية  المتمثلة بالتنظيمات والأحزاب والحركات السياسية قد طُليت بطلاء التقاليد والعادات والثقافات السائدة في مجتمعنا المتخلف قومياً والمتعصب دينياً ومذهبياً وقبلياً وعشائرياً . بما أن مجتمعنا في أغلبيته الى نهاية السبعينيات من القرن الماضي كان مجتمعاً فلاحياً قروياً يعيش في القرى والأرياف ويعتمد إقتصاده المتخلف الى الزراعة وتربية المواشي بالأعتماد على الوسائل البدائية في زراعة الأرض واستثمارها ، وبحكم هذا الواقع كان مجتمعاً تسود فيه وتتحكم بسلوك افراده العلاقات القبلية والعشائرية والمذهبية المتسمة بطابع التعصب والتشدد للخصوصيات الفرعية  وبطابع الحقد والكراهية وعدم قبول الاخر مهما كانت قومية ودين هذا الآخر ويكاد يكون الولاء للقومية فيه شبه معدوم في الممارسات اليومية وفي الثقافة المجتمعية . كانت ولاءآت أفراد مجتمعنا القروي للخصوصيات الفرعية هي المعيار لتقييم الشهامة والشجاعة والرجولة والأعتزاز بالنفس وغيرها من هذه القيم البالية ، وكانت الكراهية المذهبية والتمييز القبلي والعشائري سمات شبه مقدسة لدى أفراد المجتمع وكان تجاوز تلك الولاءآت خطوط حمراء لا يمكن لأي كان المساس بها وإلا يتم وصم المتجاوز بالعار ويعتبر منبوذاً في مجتمعه الفرعي ، مثل التجاوز في حالات الزواج المتبادل بين المكونات من اصغرها الى أكبرها في بنية هيكل المجتمع القومي الكبير . وكان الولاء للخصوصيات المختلفة قد جعل من تشضي وتشرذم وتفكك المجتمع القومي لأمتنا وفقاً لذلك امراً واقعاً ومعاشاً ومحاطاً بهالة من القدسية الكريهة بالرغم من حصول حالات شاذة هنا وهناك لدى بعض العوائل المثقفة نسبياً والسياسية التي لا تعير قدراً كبيراً من الأهمية للتزمت والتمسك بتقاليد الخصوصيات الفرعية حيث أنها قد تجاوزت هذه البنية الاجتماعية التحتية المؤسسة على الولاء للخصوصيات الفرعية . ولكن كانت القاعدة في مجتمعنا الفلاحي القروي هي التشرذم على أساس الولاء للخصوصيات الفرعية والتوجه نحو الوحدة القومية والوحدة الدينية هي السمة الشاذة . هكذا كانت البنية الفوقية ( الثقافة والتربية ) لأمتنا تعكس ثقافة وتربية وقيم التشرذم والتفكك والتمزق القومي لحساب تثبيت وترسيخ ثقافة وتربية وقيم وأخلاق الخصوصيات الفرعية في عقول ونفوس الأجيال الناشئة من أبنائنا .      
على خلفية إندلاع الثورة الكوردية في عام 1961 ونزوح أغلب ابناء أمتنا من قراهم الى المدن الكبرى والأختلاط  بمجتمعات المدن وتأثرها بها وتوسع إنتشار التعليم بكل مستوياته بين الشباب من أبناء أمتنا ، وعلى أثر الانشقاق الذي حصل في كنيسة المشرق الآشورية في عام 1964 وما كان ينشر في الصحف المحلية العراقية من مقالات مسيئة الى إنتفاضة الآشوريين عام 1933 وقادتها وما حصل من شحن المشاعر والعواطف والتعصب القبلي والعشائري ومعاداة بعضها للبعض الآخر حتى بين أعضاء الآسرة الواحدة خلق وضعا إجتماعياً متفجراً ومحتقنا بالأحقاد والضغائن والكراهية المتبادلة بين أنصار الطرفين ، ومن ثم جاء تاسيس النادي الثقافي الاثوري الذي كان لنشاطاته الثقافية المختلفة  دوراً رائداً وبارزاً في تأسيس ونشر الثقافة القومية والوعي القومي بين الشباب الجامعي بشكل خاص وشبابنا الآشوري والمجتمع بشكل عام ، وما تركته عودة الشهيد مار إيشاي شمعون لزيارة العراق ومن بعده عودة المرحوم ملك ياقو ملك اسماعيل بناءً على دعوة من قبل الحكومة العراقية آنذاك من أثر بالغ لنمو وانضاج الوعي القومي بين شبابنا المثقف ، ثم جاء منح الحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية من الكلدان والسريان والآشوريين نوع من التعزيز المباشر لما كانت جذوره قد امتدت في أعماق مشاعر شبابنا  وتجذرت في كيانهم ، كل هذه الأحداث المتوالية والمتزامنة مع النهضة القومية المعاصرة لأمتنا أثرت بشكل مطرد في نمو الوعي القومي وتبلوره بين أبناء أمتنا ، عندها بدأت الحاجة بحكم الضرورة التي فرضها هذا الواقع المتشرذم مذهبياً وقبلياً وعشائرياً الى ظهور المبادرات الأولى بالدعوة إلى تأسيس التنظيمات والأحزاب والحركات السياسية لتقود نضال الأمة لنيل حقوقها القومية والتي دعت أبناء الأمة الى الأنخراط في صفوفها للنضال من إجل نيل تلك الحقوق والأعتراف بوجودنا القومي في العراق ، وكانت كل تلك الدعوات مبنية على أساس الولاء المطلق للثقافة والوحدة القومية بهدف العبور من فوق ثقافة الولاء للخصوصيات الفرعية بكل أشكالها الى خصوصية الولاء القومي للأمة . لهذا السبب كانت استجابة الجماهير الشبابية المثقفة منها عن وعي وإرادة قومية لهذه الدعوات كبيرة وقوية ، وكانت استجابة الجماهير البسيطة منها عن الشعور بالتعاطف القومي الغريزي لدعوات هذه الأحزاب والحركات السياسية بحماس وإيمان من دون خوف بالرغم من قساوة النظام في العراق . وبعد إنشاء المنطقة الآمنة شمال خط العرض 35 وتشكيل حكومة كوردستانية مستقلة في هذه المنطقة تحت حماية التحالف الدولي ومشاركة أحزابنا السياسية بشكل رمزي في تلك الحكومة وظهور المنافع من وراء المناصب جراء هذه المشاركة الهزيلة في ظل غياب الوعي القومي الحقيقي والفكر والنهج السياسي السليم للعمل المنظم والممنهج لدى هذه الأحزاب والحركات سارت الأمور على غير مسارها الطبيعي أي سارت بالأتجاه المعاكس للمطلوب ، فتشكلت أحزاب كثيرة ذات تسميات رنانة ودخلت قياداتها في صراعات ومناكفات ومنافسات من أجل المناصب والمنافع ، وتوسعت وانتشرت هذه الظاهرة ظاهرة توالد وتعدد الأحزاب والحركات السياسية ذات الهويات المذهبية بشكل سافر بين مكونات أمتنا ، واتخذت الخلافات والصراعات فيما بينها طابعاً حاداً شبه تناحرياً وطافت على السطح مشكلة التسمية القومية والتي وصل فيها الخلاف الى نقطة اللاعودة الى الوحدة القومية بتسمية قومية موحدة وانتهى الأمر بالتوافق على القبول بالتسمية القطارية التي لا تحمل سمة وهوية قومية تاريخية محددة شكلاً ومضموناً . كل ذلك في الحقيقة جرى ويجري بين المتنفذين من قيادات هذه الأحزاب والحركات  تحت يافطات وشعارات قومية براقة من أجل المناصب والمنافع الشخصية . هكذا فبدلاً من تنتقل الثقافة القومية والسلوك القومي المتجرد من الولاء للمذهبية والقبلية والعشائرية وغيرها من الممارسات المرفوضة من تلك المجتمعات النموذوجية المتمثلة بالتنظيمات والأحزاب والحركات السياسية الى المجتمع العام لتطبعه بثقافتها وتقاليدها القومية كما ينبغي أصبحت تلك الأحزاب والحركات السياسية حاضنات حامية للثقافات والسلوكيات الخصوصية الفرعية السائدة في المجتمع وتطبعت هي بها لحد النخاع ، وتحولت بذلك تلك الأحزاب والحركات الى أداة ووسيلة للفرقة والتشرذم في المجتمع وأصبحت فريسة لثقافة المجتمع بدلاً من أن تكون أدوات وأسباب لبناء الثقافة والوحدة القومية في المجتمع بسبب طموح وتطلع وسعي بعض القيادات فيها الى التفرد بالقرار لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية على حساب المصالح القومية للأمة ، فاتخذت التنظيمات والأحزاب والحركات السياسية بتسمياتها المختلفة شكلاً معبراً للخصوصيات الفرعية بدلاً من أن تكون نموذجاً معبراً للوحدة القومية الشاملة  فأصبح كل حزب يمثل بالاسم وبالعمل والسلوك خصوصية مذهبية معينة ويتخندق مع هذه الطائفة المذهبية ويتحلى بعاداتها وتقاليدها وأخلاقها ضد الطائفة المذهبية الأخرى ، وهذه الصورة للأحزاب ترسخت في عقول ونفوس وتفكير وشخصية أبناء أمتنا ، وبالنتيجة أصبحت القومية والثقافة القومية الحقيقية مجرد شعارات  تذكر وترفع في المناسبات وفي الصراعات والمناكفات والمهاترات للمتاجرة بها بين بعض القيادات على المناصب والمصالح والمنافع ، واصبحت بذلك القومية خارج إطار النهج والفكر والسلوك القومي السياسي لتلك الأحزاب والحركات إلا بالقدر الذي يخدم أجنداتها المصلحية الشخصية ، وبالتالي أصبحت هذه الأحزاب والحركات تحمل هوية الخصوصية الفرعية هوية المذهب بعينه سياسياً وعملياً وبحسب ما تقتضي المصالح الشخصية للمتنفذين من القائمين على قياداتها بدلاً من أن تحمل الهوية القومية للمجتمع القومي المنشود ، كما هو حالها اليوم التي أصبحت تجسد الولاء للخصوصيات الفرعية على حساب الولاء القومي ، وكرست حالة التمزق والتشرذم والتفكك وأعادت إنتاج الكراهيات والأحقاد القديمة التي كانت سائرة الى الأنقراض والزوال بحكم تطور ضرورات الحياة العصرية ونمو الوعي القومي قبل دخول الأمة الى عصر الأحزاب والحركات السياسية التجارية التي تتاجر بعض قياداتها بالمصالح القومية من دون أن تحقق شيئاً ملموساً على أرض الواقع لصالح الأمة والحبل على الجرار كما يقال .

خوشــابا ســولاقا      

2030
الى رابي عمانوئيل يوخنا المحترم
تحية طيبة وتقدير واحترام
أرجو أن تكون بصحة جيدة ... لقد قرأتُ مقالك الرائع ومقترحك الأروع بإمعان وروية وعليه أقول لمن توجه إليهم كلامك (( إن الأمم التي لا تحتفظ بذاكرتها التاريخية وتعتز بها وتكرمها بإقامة لها صروح رمزية تذكر بها الأجيال فهي أمم ميتة ومنقرضة وعليه فإن السعي على إحياء الذاكرة للأمة هو إعادة انبعاثها من جديد )) . بورك قلمكم على هذا المقال عسى أن يكون جرساً مدوياً ليفتح الأذان الصماء للقابعين على كراسي البرلمانين والحكومتين العراقية والكردستانية وليذكرهم بأنهم ممثلين لأمة تستحق التضحية في سبيلها وإن دورهم ليس فقط الاستفادة من تلك المناصب .

أخوكم : خوشــابا ســولاقا 

2031
الى الأخ تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
اقول لك لا عليك دعك من هؤلاء المقنعين الملثمين الذين لا يتجرؤون الإفصاح عن شخصياتهم الحقيقية ويفضلون الظهور بوجوه مقنعة ليعطوا لأنفسهم حرية الإساءة على الآخرين  كما  فعلى هذا المقنع الذي يشعر بالنقص ، أنت أكتب وأترك الحكم للقراء وأنسى من ينعق في الظلام ينعق كما يشاء

                             أخوكم خوشابا سولاقا     

2032
 

الى المهندسة إبتسام الريكاني المحترمة
تقبلي تحياتي وتقديري
أقدم لك أجمل التهاني مع باقة ورد جميلة بمناسبة نيلكِ لشهادة الدبلوم العالي في مجال الأرشاد الزراعي وأتمنى لك يوم تنالين شهادة الدكتوراه . عزيزتي إن اقصر طريق وأعظم نضال لخدمة أمتنا الآشورية هو الطموح والسعي الحثيث لنيل الشهادات العليا في مختلف الأختصاصات ، الأمة التي لا تمتلك الكوادر العلمية من أصحاب الشهادات العالية لا تستطيع ان تنهض من سباتها  . بالتوفيق الدائم في حياتك وشكراً .
المهندس : خوشايا سولاقا


2033
الى الأخ تيري بطرس المحترم
تحية وتقدير
أرجو أن تكون بصحة جيدة ... في البدء أحييك على مقالك هذا بجزئيه وأملي أن تستمر في الكتابة في سرد أحداث ما يسمى بالكفاح المسلح لأبناء أمتنا بكافة مكوناتها من خلال الأحزاب والحركات السياسية التي تواجدت في شمال العراق - كوردستان - بكل ما تعرفه من تفاصيل على مستوى الأحزاب أوعلى مستوى الأفراد كقيادات من سلوكهم وتصرفهم مع أبناء قرى شعبنا وعن عمليات الأعتقالات والتعذيب الت جرت غلى أيدي تلك الأحزاب ضد من إلتحق من أبناء أمتنا بقرى شعبنا هربا من الموت في الحرب القذرة أو هرباً من ظلم وطغيان النظام ، وعن علاقات أحزابنا بأطراف الحركة الوطنية العراقية وعن العمليات العسكرية التي قامت بها تلك الأحزاب ضد قوات النظام لكي تطلع جماهير أمتنا على حقيقة أدوار الجميع فيما يسمى بالكفاح المسلح الذي يبالغ البعض بالمتاجرة به لتحقيق مكاسب شخصية على مستوى قيادة الأمة وتمثيلها الرسمي . دع الناس تفسر ما تكتبه كما تشاء ومن منهم عنده غيره فليرد ويدحض ما تكتبه أنت ووسائل الأعلام مفتوحة للجميع ، ولكن أدعوك أن تكون منصفاً بأكبر قدر ممكن ومن دون أن تجامل أو تظلم أحداً بل قل بحق كل واحد ما يستحقه فعلاً من دون مبالغة . جماهير شعبنا ملهوفة وبحاجة ماسة لأن تسمع لتعرف حقيقة ما جرى هناك بكل تفاصيله وكونك أحد الذين تواجدوا في قلب الأحداث هناك وما تمتلكه من مواهب الكتابة وسرد لأحداث التاريخ تكون مؤهلاً عملياً للقيام بهذا الدور لنقل الحقيقة الى جماهير امتنا لتعرف كل من يدعي البطولة وتقديم التضحيات على حقيقته من دون تزييف وشكراً .

أخوكم : خوشـــابا ســـولاقا
   

2034
الى الأخ العزيز آشـــور كوركيس المحترم
تحية طيبة وتقدير
قبل كل شيء أحييكم على مقترحكم هذا وأضم صوتي الى صوتك بضرورة الأتفاق على تسمية النشبد القومي لأمتنا ، وبهذه المناسبة أحب تذكيركم بالنشيد القومي الذي كنا ننشده هنا في العراق ونفتتج به كل مناسباتنا واحتفالاتنا القومية والأجتماعية ألا وهو نشيد (( روش جونقه دانه ها قوربنتيله )) والذي يقال أن مؤلفه كان ( رابي جبرائيل ) من المدرسة الأثورية في كركوك وهو نشيد رائع وكان عليه شبه إجماع وحسب إعتقادي هو الأنسب مع إعتزازي الكبير ببقية الأناشيد المرشحة للأختيار وشكراً .
أخوكم : خوشابا سولاقا


2035
إلى الأخ سامي المحترم
تحية طيبة وتقدير
سؤالك للأخ هرمز طيرو في الصميم وتشخيصك للحالة في زوعا في غاية الدقة وليس فيما يخص وجود إصدار لمفكر وقيادي في زوعا منذ تأسيسه والى اليوم بل ليس هناك من كتب صفحة واحدة بخصوص نهج وفكر وفلسفة زوعا وحتى إنهم لا يذكرون أي من النظريات الفكرية والفلسفية السائدة يتبنون في صياغة منطقاتهم الفكرية والنظرية في عمل زوعا . الأخ طيرو يقرأ كتب وقتبس منهم ما يعجبه ويقتنع به ويطلقه للآخرين باسم زوعا من دون أن يتم تبني ذلك من قبل قيادات زوعا في مؤتمراته وإصداراته الأدبية التي لا وجود لها في حياة زوعا . لقد سبق لي وإن نبهت الأخ طيرو على هذه الظاهرة في رسالة شخصية إليه وقلت له إن ما تكتبه هو أرائك الشخصية أطلقها للناس باسمك الشخصي ولا تلصقها باسم زوعا لكون هذه الأفكار لا تجسد واقع الحال في ممارسات قيادة زوعا وتنظيماته . إلا ان الأخ طيرو لم تعجبه نصيحتي فأجابني جواباً لا يتضمن رضاه ... لا أعرف ماذا سيجيبك الأخ طيرو على تساؤلاتك ,تقبل تحياتي  . 

خوشابا سولاقا

2036
الى الأخ النائب خالص إيشوع أسطيفو المحترم
تحية وتقدير واحترام
لا يسعنا أن نقول لشخصكم الكريم بما أنجزتموه من إنجاب هذا السند القانوني ووضعه في خدمة أبناء امتنا للتصدي لعمليات التغيير الديموغرافي التي تحدث هنا وهناك في مناطق تواجدهم شيئاً بحجم يناسب جهودكم غير أن نقدم لشخصكم أمتنانا وجزيل شكرنا وتقديرنا متاملين منكم الأكثر في المستقبل ، كما ونتمنى لزملائكم الآخرين الأقتداء بكم لتقديم الزيد من الجهود لتحقيق مكاسب أخرى تعزز وترسخ وتكرس وجودنا القومي في أرض الأجداد التاريخية . ودمتم ذخراً لخدمة أمتنا وتقبل خالص تحياتي مرة اخرى .

أخوكم : خوشـــابا ســـولاقا

2037
الى الأخ  فادي أيار المحترم
تحية طيبة وتقدير
أنا لا أريد أن ادخل معك في سجال عقيم حول ما دار النقاش حوله بخصوص حشد وحشر الموالين للسيد السكرتير العام لزوعا في المحطات المفصلية لتقرير مصير زوعا في المرحلة القادمة من ما بعد تلك المحطات التنظيمية وانا يعرفني الجميع بما فيهم السكرتير العام بأنني لا أكذب وأقول الحقيقة في وجه صاحبها دون لف أو دوران . لقد اعترفتَ في تعقيبكَ على أحد الأخوان حول المجيء ببعض المثقفين والكفاءآت الأكاديمية للمشاركة في المؤتمرات أليس ذلك مخالف للنظام الداخلي والسياقات التنظيمية وخصوصاً إذا كان ذلك مقتصرأ للبعض دون البعض الآخر وهو لم يكن كما أرد تَ تبريره في ردك وإنما كان حشداً وحشراً لغرض ضمان الأكثرية في المؤتر أثناء التصويت . وبحكم قربي من القيادة أنا أعرف أكثر منك مع إحترامي لك بحصوص هذا الموضوع . وأنا لا انكر قد يكون أختيار بعض مندوبي المؤتمر من غير الكوادر والكوادر المتقدمة في المحليات والفروع والمنظمات المهنية بطريقة ديمقراطية نزيهة وكما بينتها أنت ولكن ليس الجميع وهؤلاء في أي حال من الأحوال لا يشكلون الغالبية التي  تحسم القرارات . أما بخصوص أدلة التعاون مع أجهزة المخابرات للنظام السابق فهي كثيرة وموجودة ونشرت أغلبها في وسائل الأعلام ولا تحتاج الى إثبات صحتها لأنها  وثائق حكومية رسمية وحقيقية صريحة وليس هنا من له مصلحة في فبركتها ضد السيد السكرتير العام الحالي والسابق بما فيهم النظام السابق لأن السيدين المذكرين لا يشكلون نسبة صفر من الخطورة على النظام السابق ، بل كان النظام السابق يستغل ضعفهم للأستفادة من وجودهم في كوردستان لتزويده بالمعلومات عن التنظيمات الأخرى من المعارضة . ولأننا لم نسمع في يوم ما أنهم قاموا بأي عمل عسكري ضد قوات النظام في كوردستان لنقول إنهم كانوا يشكلون خطورة على النظام ليلتجئ النظام لفبركة مثل هذه الوثائق ضد السيدين المذكورين ، تلك الوثائق عثر عليها في السجلات والأضابير الخاصة بأرشيفات أجهزة المخابرات العامة من قبل من سيطروا عليها بعد السقوط . يا أخي كفاكم توزيع المديح وتضخيم اشخاص بأكثر مما يستحقون . هل معقول ان كل من أختلف مع السيد كنا من القياديين السابقين هم خونة ومتخاذلون ؟ لو كانوا خونة لماذا لم تظهر عليهم أي وثيقة تؤيد تعاونهم مع الأجهزة المخابراتية والأمنية للنظام المقبور . هل قرأت مقالاتي التي كنت أنشرها في بهرا عن معنى التنظيم السياسي والقيادة الجماعية والحياة الديمقراطية في التنظيم الحزبي وعن المركزية في القرار الحزبي وخضوع الأقلية للأكثرية وعن عدم التبشير بالراي الشخصي المخالف لقرار الأكثرية خارج التنظيم وعن أسباب ظهور الديكتاتورية والأنفراد بالقرار الحزبي وتأثيراتها السلبية على الوحدة الفكرية والتنظيمية  في الحزب السياسي وغيره الكثير ، لو كنت قد قرأت تلك الكتابات لما قلت بحقي ما قلته في كل كتاباتك هذه ز علماً بأن السيد السكرتير العام كان قد وجه رئيس التحرير بإخضاع كتاباتي الى موافقته الشخصية سراً وحصلت بيننا بعض المشدات الكلامية بيني وبين السيد السكرتير وبيني وبين رئيس التحرير السيد عامر بولص .. عزيزي فادي أنا أحي فيك روح الدفاع ولكن الدفاع عن الحق وليس أن تكون ( حاشاك ) محامي الشيطان كما يقال ، فإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم ، نحن نعرف شيء عن ما موجود في زوعا اليوم وأنت تعرف شيء آخر . على كل حال أنا لا اعرفك ولذلك لا أحكم عليك باي شيء سوى أن اقول لك أنظر الى واقع زوعا اليوم وقارنه بما كان قبل سنوات عندها سوف تكتشف الكثير من المخفي هذا إن كنت فعلاً كما تدعي محباً وحريصاً على زوعا وأتمنى لك أن تكون كذلك وتقبل تحياتي

خوشابا سولاقا 

2038
القابعون على كراسي البرلمانين العراقي والكوردي والتغيير الديموغرافي في مناطق  أبناء أمتنا

خوشابا سولاقا
منذ سقوط الأمبراطورية الآشورية بسقوط نينوى في سنة 612 ق . م وسقوط الدولة الكلدانية في بابل في سنة 539 ق . م والى يومنا هذا عاشت بقايا أبناء أمتنا من كل مكوناتها في حالة من الصراع والقتال المستمر والمستديم وقدمت الكثير من التضحيات الجسام من أبنائها على مذبح الحرية من أجل المحافظة على الأرض التي كانوا يسكنوها منذ أقدم العصور وحماية هويتها القومية وتراثها التاريخي وما أقاموه أبائهم وأجدادهم عليها من صروح وحضارات عظيمة من آلاف السنين . وكانت أطماع جيرانهم من الترك والفرس والكورد والعرب في العصور اللاحقة وغيرهم من الغزاة الذين إجتاحوا أرض النهرين مستمرة وفي تصاعد وباعتماد كل وسائل القتل والذبح والأعتداء للتجاوز على أرض أبناء أمتنا في قراهم وقصباتهم ومدنهم ومزارعهم ومراعيهم للاستلاء عليها بالقوة والقهر من دون توقف ، وبالنظر لكون الأنظمة الحاكمة في مناطق سكناهم دائماً حكومات عنصرية وفاشية كانت حكومات منحازة بشكل سافر لأعداء أبناء أمتنا ، ولذلك لم يكن من خيار أمامهم للدفاع ولحماية أنفسهم وممتلكاتهم وحقوقهم في أرضهم غير الأعتماد على قوتهم الذاتية في مقاتلة الأعداء . في تاريخنا الحديث كانت نتائج الحرب العالمية الأولى المشؤومة وما ترتب عليها من كوارث ومآسي ومعاناة وهجر أوطانهم في هيكاري تحت ضغط الأعتداءآت والقتل والمذابح الجماعية للعثمانيين والكورد والفرس وفقدانهم لأكثر من نصف تعدادهم في رحلة الآلام المأساوية من هيكاري الى أورميا الى همدان الى أن استقر بهم المطاف في مخيم بعقوبة لتفتك بهم الأمراض والأوبئة بالجملة ومن ثم الى مخيم مندان القريب من عقرة ثم الى المحاولة الخائبة للعودة الى موطنهم في هيكاري الى أن انتهى بهم القدر في مذبحة سميل في السادس من آب عام 1933 الرهيبة ، والتي بسببها شُردت ووزعت أبناء أمتنا من الاثوريين في قرى متناثرة ومتباعدة في شمال العراق هنا وهناك بين القرى الكوردية التي تفوقها عدداً ونفوساً ، وطيلة تلك الفترة من عام 1933 والى اليوم أصبحت أراضي شعبنا هدفاً مستباحاً لكل من هب ودب من الجيران للتطاول والتجاوز وبالأخص بعد تهجير سكان معظم القرى في تلك المناطق في زمن النظام السابق ومحاولة إسكانهم في مجمعات سكانية كبيرة ومختلطة لدوافع أمنية بحسب إدعاء النظام . هذه السياسة الرعناء للنظام قد مهدت السبيل ووفرت الأسباب الموضوعية والذاتية للكثيرين من ابناء امتنا من تلك القرى وغيرها لمغادرة أرض الوطن في هجرة أبدية الى المهاجر البعيدة في أرجاء المعمورة شرقا وغرباً شمالاً وجنوباً . وبعد إقامة المنطقة الآمنة في شمال خط 35 في عام 1990 من قبل التحالف الدولي وإقامة حكومة كوردية مستقلة عن بغداد بحماية أمريكية عاد سكان القرى من الأكراد الى قراهم التي هجَّرهم النظام السابق منها كما ذكرنا واستولوا على الكثير من أراضي قرى أبناء أمتنا الذين غادروا أرض الوطن ، ويصر المتجاوزون على التمسك بها بقوة ويمتنعون مغادرتها ، وتساهل سلطات الأقليم مع مثل هؤلاء المتجاوزين وفي ظل غياب المدافعين عن حقوق الطرف الآخر جعلهم يتمادون أكثر في تجاوزاتهم وإعتداءآتهم على أراضي قرى أبناء أمتنا حتى في تلك القرى التي ما زالت مسكونة من قبل أهاليها كما هو الحال في أكثر من 65 قرية في الأقليم الكوردي مثل قرية فيشخابور وكوري كيفانا وجمي ريبيتكي في نهلة وسرسنك وغيرها العشرات من المناطق . وبعد سقوط النظام الصدامي في 9 / نيسان / 2003 نشب صراع على الأرض في المحافظات المتاخمة لحدود أقليم كوردستان بين الكورد من جهة وغيرهم من جهة أخرى وقد طال هذا الصراع أراضي أبناء أمتنا  في عينكاوة وفي سهل نينوى ، حيث هناك مشروع يسعى به مريديه إجراء تغيير ديموغرافي لصالح البعض على حساب أبناء أمتنا وهناك من يتصدى لمثل هذه المساعي غير الحميدة وغير الأخلاقية .
بعد هذه المقدمة المختصرة لتاريخ التغيير الديموغرافي وما جرى ويجري لأراضي أبناء أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين نحاول هنا أن نسلط الضوء على مفهوم التغيير الديموغرافي للأرض . وفق كل المفاهيم القانونية والأخلاقية والانسانية أن التغيير الديموغرافي يعني تغيير الهوية القومية للأرض قسرأ ، وعليه تعتبر عملية التغيير الديموغرافي للأرض جريمة قانونية وأخلاقية وإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي ، ويعتبر القائم بها مجرم يستوجب محاسبتة وفقاً للقانون ذاتهً . وفي ذات الوقت يعتبر التمسك بالأرض التاريخية والأقامة عليها وإستثمارها من قبل أصحابها الشرعيين حق شرعي وقانوني ، ويعتر ذلك العنصر الأول والأساسي لتثبيت الوجود القومي للأمة ، ومن غير ذلك لا يمكن للأمة أن تحافظ على كيانها القومي وعلى بقية المقومات القومية لها . وغير دليل على صواب هذه الرؤية إن أبناء أمتنا في بلدان المهجر يتعرضون اليوم الى ظاهرة الأنصهار والأندماج القومي وحتى الأجتماعي بسهولة في بوتقة القوميات الأخرى بسبب فقدانهم لملكية الأرض تاريخياً وشعورهم بكونهم مجرد مهاجر وليس مواطن أصيل ، وعلى مدى الخمسين سنة القادمة سوف لا نرى أحداً من أجيال أمتنا في تلك المهاجر يتكلم بلغة الأم ويمارس عاداتها وتقاليدها في تلك البلدان . وعليه فإن المحافظة على وجودنا القومي كأمة سوف يأتي من خلال المحافظة على هوية أرضنا القومية والتمسك بها من خلال الآتي :-
أولاً : السعي الى إيقاف الهجرة بكل أصنافها وبأي ثمن وبكل الوسائل المتاحة ، الهجرة من أرض القرية الى المدينة أو الهجرة من أرض الوطن الى المهاجر الأجنبية البعيدة .
ثانياً : عدم بيع الأرض مهما كان صنفها في القرية أو القصبة ذات الملكية الخاصة للآخرين من غير ابناء امتنا لمنع إقامة لهؤلاء موطئ قدم في أراضينا لتتحول مستقبلاً الى ممرات وجسور لعبور المزيد من الغرباء ومن ثم الأستلاء على الأرض كلها وإبتلاعها كما حدث في مدينة تلكيف ونوهدره ( دهوك ) وغيرهما للأسف الشديد .
إن هذا الواقع الذي نعاني منه اليوم في هذا الجانب من حياتنا هو بسبب قيام الحكومة العراقية الكيلانية وبريطانيا وفرنسا وبدعم من بعض المتعاونين معهم من أبناء أمتنا من كل مكوناته بإفشالهم لآخر محاولة لأسكان من تبقى من أبناء أمتنا في منطقة واحدة متجانسة في لواء الموصل آنذاك حسب قرار عصبة الأمم في عام 1932الذي قُبل العراق بموجبه عضواً في عصبة الأمم لتشكيل نواة للوجود القومي لأمتنا ككيان مستقل ضمن الدولة العراقية ويمتلك قراره ويفرض من خلاله قبوله وإحترامه على الآخرين من الجيران الذين يشاركونه العيش الآمن في الوطن .
وبهذه المناسبة فإن مهمة إيقاف عمليات التغيير الديموغرافي الجارية منذ أمدِ طويل والتي تُطال مدن وقصبات وقرى أبناء أمتنا في العراق بشكل عام وأقليم كوردستان بشكل خاص وبالذات في سهل نينوى ووادي نهلة ووادي صبنة وزاخو وتوابعها وغيرها من الأماكن هي مهمة ممثلي أمتنا القابعون على الكراسي تحت سقف مجلس النواب العراق وتحت سقف المجلس الوطني الكوردستاني والمشاركين منهم في حكومتي بغداد واربيل ، وذلك من خلال قيامهم بتقديم طلبات رسمية الى المجلسين بهذا الخصوص على الأقل لتسجل وتوثيق ذلك في السجلات الرسمية لجلسات المجلسين لتكون تلك الطلبات وثائق على الأقل تبرئ ذمة هؤلاء القابعون في كراسيهم الوثيرة والتي تدر لهم الملايين من الدنانير العراقية أمام أبناء أمتهم . وفي حالة عدم الأستجابة لطلباتهم تلك عليهم عندئذ التوجه الى المنظمات والمؤسسات الدولية المختصة من دون خوف على أمتيازاتهم ومصالحهم الشخصية وبالأستناد على القرارات الأممية الخاصة بحماية الأقليات الأثنية والدينية وغيرها مقدمين طلباتهم مع الوثائق والمستمسكات التي تؤكد إجراءآت التغيير الديموغرافي في مناطق تواجد أبناء أمتنا ، لأن سكوتهم من دون أن يحركون ساكناً لا تبرره أية حجة أو عذر شرعي وقانوني . أيها القابعون في البرلمانين العراقي والكوردي أنتم ممثلي الأمة من الكلدان والسريان والآشوريين ، واجبكم هو الدفاع عن مصالح هذه الأمة وحماية حقوقها من التجاوز عليها من قبل الآخرين مهما كانوا الآخرين أقوياء ومن أي مكونٍ كانوا ، لأن أبناء الأمة هم من أوصلوكم الى تلك الكراسي الوثيرة والناعمة وإلا فإن أبناء الأمة سيقولون كلمتهم بحقكم وبما لا يعجبكم مرة أخرى في الأنتخابات القريبة القادمة بعد أشهر قليلة ، وعندها سوف لا يفيدكم عض أصابع الندم . ليس واجبكم فقط التمتع بما تدره تلك المواقع الرفيعة في المجلسين إليكم من المنافع والأمتيازات ، ولعلمكم إن رفعة وسمو الجالسين على تلك الكراسي تأتي من خلال ما يقدمونه من إنجازات لأمتهم ووطنهم وليس من خلال الجلوس عليها تحت قبة البرلمان صامتين يعدون أياماً ويقبضون راتباً فقط من دون حراك . لماذا لا تقتدون بزملائكم من النواب التركمان والإيزيدين وتفعلون ما يفعلونه ؟ هل ذلك حلال عليهم وحرام عليكم ؟ .
 وبما أنه نحن مقبلين على إنعقاد مؤتمر التضامن مع قصبة برطلة حول الدعوة الى إيقاف عمليات التغيير الديموغرافي الجارية فيها والتي تُطالها من الآخرين من الجيران ، نأمل من ممثلي أمتنا في مجلس النواب العراقي والمجلس الوطني الكوردستاني مواقف تثلج صدور الصابرين لظلم المتجاوزين على حقوقه التاريخية في أرض الأجداد وتُطفي لهيب النيران التي تجتاح كيان ونفوس وضمائر أبناء أمتنا الذين تحرقهم نيران المعتدين في التجاوز ومصادرة الأراضي قسراً من قبل جيران السوء الذين لا يحترمون حقوق الجيرة .

2039
الى الأستاذ إيشو شليمون المحترم
تحية طيبة وتقدير
احييك على مقالك الرائع هذا لقد أصبت في تشخيص الكثير من علل أمتنا والأسباب التي ادت الى تشرذمها وتمزقها وتفككها والوصول بها الى ما هي عليه الآن وفي مقدمة تلك الأسباب العصبيات القبلية والعشائرية والمذهبية والولاء لها أكثر من ولاءآتنا للإنتماء القومي ، هذه الأسباب لا يختلف عليها إثنان من ابناء أمتنا ، وبحكم هذه الولاءآت الراسخة في قناعاتنا وفي البنية الثقافية لشخصيتنا جانبنا الحقيقة للحالة القومية على حساب مسايرة الباطل والخيانة والتستر عليها لأرضاء الولاءآت للخصوصيات ، وفي أغلب الأحوال حاول البعض من كتابنا ومثقفينا المساواة بين الحق والباطل وهذا اعتبره خلل في عقليتنا وطريقة تفكيرنا في تقييم التاريخ . عزيزي وأخي إيشو انا اتفق معك بأن التاريخ كتب بتحّيز من قبل كتابنا وقلت ذلك مراراً في كل كتاباتي التي نشرتها وان كل كاتب قد ركز على ذكر الايجابيات دون ذكر السلبيات للطرف الذي هو منه وبالعكس للطرف الخصم ، كما أؤيدك بان الكل عمل من اجل مصلحة امتنا بطريقته الخاصة والتي قد أصاب وقد اخطأ وليس من حقنا أن نحاسبه على ذلك ولكن من حقنا ان نقييم تجربته ونستفاد منها . كما أتفق معك على إحترام رموزنا القومية ممن خدموا الأمة وكما أتفق معك بأن تلك الرموز ما كانوا جميعاً ملائكة معصومين من الأخطاء وما كانوا أبالسة أشرار بل كانوا بشراً يخطأون أحياناً ويصيبون أحياناً أخرى . ومشكلتنا ليست مع من يخطأ لأن الخطأ يمكن إصلاحه ولكن مشكلتنا مع من يخون الأمة وتؤدي خيانته الى كوارث ومأساة تبتلي بها الأمة هنا يجب ان نفرق بين من يخطأ وبين من يخون عن وعي مقابل ثمن يقبضه مقابل دماء الأبرياء من ابناء امتنا ، هنا لا يجوز المساواة بين الأثنين بل يراد منا الشجاعة لأن نقول الحقيقة ونسمي الأشياء باسمائها الصريحة من دون محاباة ومجاملات للخصوصيات القبلية والعشائرية والمذهبية هنا ٌد أختلف معك فيما أردته في مقالك . هذه المداخلة لا تعتبرها تعقيب ولا رد على مقالك بل هي محاولة الأستزادة في توضيح بعض الأمور ، ومرة اخرى أحييك على هذا المقال الرائع وتقبل تحياتي .

أخوكم : خوشــابا ســولاقا
 
 

2040

 الى السيد سرياني أرامي قوميتي المحترم
تقبل تحياتي
إن المعروف عن المرحوم والخالد الذكر الملفانو نعوم فائق لا يتماشى مع ما ورد في هذا المقال الذي نشرته مجلة آرام في العد 15و16 عام 1998 بخصوص دعوته للأمة الآرامية ، أعتقد النسخة المنشورة لا تنطبق على النسخة الأصلية التي كتبها الملفانو المرحوم نعوم فائق هناك تحريف في النص الصلي وحشر التسمية الارامية حشراً في النص . وللتوضيح أنا هنا أدعو من يعيشون في الولايات المتحدة ولديهم إهتمام بمثل هذه الأمور التحري عن المجلة ( آرام - العدد 15 - 16 ) المنوه عنها أعلاه ومن عنده النسخة الأصلية بقلم المرحوم نعوم فائق القيام بنشرها في هذا الموقع ليطلع عليها أبناء شعبنا لأثبات حقيقة المقال المنشور هل هو مطابق لما كتبه الملفانو نعوم فائق وشكراً لكل من يتعاون معنا في تثبيت هذه الحقيقة ز

                       خوشابا سولاقا 

2041

الى الأخ حكمت كاكوز منصور المحترم 
 تقبل تحياتي الخوية
 أولاً شكراً على محاورتكم المتحضرة بالرغم من عدم اتفاقنا على امور كثيرة ولكن يبقى الحوار والنقاش هو الوسيلة المثالية للوصول الى التوافق في وجهات النظر وحل كل الخلافات عندما تتصافا النوايا وتصدق الأحوال . وبخصوص تعزيز هذا الحوار الأخوي بيننا أدعوك الى قرأة مقال الأخ آشور كوركيس المعنون ( مباركة إنشقاقات حزيباتنا ، الى المزيد بإذن آشـــور تعالى ) المنشور الآن في المنبر الحر لتطلع على ما نوهت عنه في تعقيبي لمقالك " عندما تسقط المبادئ " وكيف تنشأ الديكتاتورية الفردية داخل الحزاب بدعم ومساندت الضعفاء والأنتهازيين الذين يتم تقريبهم من القيادة  ، على كل لا أريد ان اطيل عليك المقال جدير بالقرأة أتمنى أن تقرأه ، أرجو أن لا يفقد خلافنا في الود قضية لأن ما يجمعنا اكبر مما يفرقنا وشكراً .

                               أخوكم : خوشابا سولاقا 

2042
الى الأخ العزيز آشور كوركيس المحترم
تحية قومية صادقة
ليس لي ما أقوله غير أن احييك على مقالك الرائع هذا حيث هو تحليلاً علمياً تاريخياً لمسيرة الحركة الديمقراطية الاشورية بنجاحاتها وإخفاقاتها في المجالات المختلفة واسبابها ، كنت في غاية الدقة والعلمية وهذا ما أعرفة أنا ايضاً . وفعلاً كانت الفترة  1991 – 1997 هي الفترة الذهبية ولكن بعد إنشاء المنطقة الآمنة وتأسيس أول حكومة كوردية مستقلة عن بغداد ومشاركة الحركة فيها ظهرت اسباب الخلافات والأختلافات داخل صفوف القيادة وطموح البعض منهم للسيطرة على مقدرات الأمور في الحركة متطلعين الى مناصب المستقبل بعد تشريع الكونكريس الأميريكي لقانون تحرير العراق وما يترتب علية من إهتمالات مستقبلية حول المصالح والمناصب في الدولة العراقية بعد صدام فكان مؤتمر 2001الذي فيه تم تغيير قيادة الحركة بما ينسجم مع تلك التطلعات فكانت النتيجة تركيز القيادة الفردية بدعم إنتهازية وضعف تيار ( نعم سيدي ) وإقصاء وفصل العناصر المعارضة كما شرحتها أنت بالتفصيل . بورك قلمكم على هذا المقال وأتمنى أن تقرأه كل كوادر واعضاء وأنصار وأصدقاء زوعا ليطلع من لم يطلع على ما جرى ويجري داخل قيادة زوعا .
إنه حقيقة مقال جدير بالقراءة وبدقة وتركيز لما فيه من وضوح فكري وسياسي تخص أمتنا ومستقبلها .

أخوكم : خوشابا سولاقا     

2043
السيد فادي أيار المحترم
تحية وتقدير
ما زلتُ أقول إن كلامكَ مجرد كلام نظري بحت وهو كلام النظام الداخلي والواقع الفعلي كما عايشته من خلال مشاركتي في ثلاثة مؤتمرات وكونفرنس واحد في دهوك وبحكم قربي من مصدر القرار خلال سنوات عملي في زوعا عرفتُ ما فيه الكفاية كيف كانت تجري الأمور بخصوص عملية الحشر والتحشيد للعناصر الموالية في المؤتمرات خلافاً للنظام الداخلي والسياقات التنظيمية لتشكيل الأغلبية فيها لغرض حسم الأمور كما يريدها البعض أن تكون . وصرتُ على يقين بعدم وجود شبه للديمقراطية في زوعا في هذا المجال . ومن جهة أخرى ما كنتُ بحاجة لأن أتعلم منكم الديمقراطية وتحمل المسؤولية والألتزام لأن ثقافتي وتجربتي في الحياة علمتني ما فيه الكفاية ، وأهم ما تعلمته من الحياة هو عدم خيانة المبادئ والأصدقاء من أجل المصالح ، وعلمتني مناصرة الحق وعدم الخضوع للباطل والظالمين والسكوت عليهما ، وعلمتني أن الديمقراطية لا تعني خضوع الأقلية لباطل الأكثرية كما هو سائد في الأحزاب الشمولية بل هي مقارعة الباطل بشجاعة وبلا هوادة من دون رياء وتملق ومحاباة للأقوياء من أصحاب سلطة الحكم والمال والمصالح ، هذه التربية وهذه الثقافة وهذه المبدأية هي التي جعلتني أن أكون كما أنا الآن  .
اخيراً أنصحك يا أخي فادي أن تكون رزن ورقيق وشفاف فيما يطلقه لسانك من مفردات وتحترم قلمك وتعرف حدود اللياقة في كتاباتك وعليه فإن ما ذكرته في السطر الأخير من ردك أترفع عن ذكره مردود عليك . وإن الذي لا تعرفه أو بالأحرى لا تريد أن تعرفه بسبب تطرفك المبالغ به في الدفاع عن بعض الممارسات الخاطئة للبعض في زوعا والذي تعتبره حبا لزوعا فهو في الحقيقة ليس كذلك عملياً لأنه يصب في إتجاه تشجيع وتزكية الممارسات الخاطئة التي تضر وتسيء علبه في النتيجة سوف تعرفه في المستقبل وشكراً لك يا أخ فادي أيار .

          خوشابا سولاقا     


2044
الى الاخ العزيز نيسان سمو المحترم
تقبل خالص تحياتي الأخوية
في البدء أنا أعتذر عن تاخير ردي الى تساؤلاتك المتعلقة بحجب موقع عينكاوه لمقالاتك التي أردت نشرها فيه . من وجهة نظري الشخصية وبعد أن قرأت مقالك الذي نشرته في موقع ( القوش نيت ) مقال تتوفر فيه كل شروط ومستلزمات الكتابة الرصينة التي لا تسيء على لغة وآداب وأخلاق الكتابة كما أنه مقال جيد جداً ولكن لا أعرف لماذا موقع عينكاوه رفض نشره . عزيزي نيسان حاول أن تنسى الماضي وأبدأ من جديد انت أبن اليوم . حقيقة أقول لك وليست مجاملة أنت تمتلك موهبة الكتابة وتمتلك اللغة من حيث المفردات والجمل والصياغات البلاغية وحَبك الجمل ، وفي نفس الوقت لديك الموهبة الفكرية في رؤية الأحداث وتحليلها وفق المنطق العلمي ، أي بمعنى أنت مؤهل وتمتلك كل الأدوات لأن تكون كاتب سياسي ناجح له مستقبل يبشر بالخير لأمتنا بشرط أن لا يكون نقدك مباشرً لكي لا يكون جارحاً يخدش مشاعر من تنتقدهم مارس النقد وقل الحقيقة كما تشاء ولكن بأسلوب الأشارة والتلميح والإيحاء ليكون وقعه وتأثيره على من تنتقدهم موضع رضاهم وقبولهم . وأتمنى أن تنتهي الأشكالات بينك وبين موقع عينكاوه إن وجدت أصلاً وترجع المياه الى مجاريها وتبدا بالكتابة لهذا الموقع الرائع الذي أصبح اليوم المنبر الحر لأمتنا وكتابها والناطق بأسمها جماهيرياً وقد نال هذا اللقب بجدارة . وشكراً لك يا اخي الكريم نيسان .

أخوكم : خوشابا سولاقا

2045
  السيد فادي أيار المحترم
تحية طيبة
 كلامك صحيح مئة في المائة لو طبق فعلاً في انتخاب مندوبي المؤتمرات العامة وحتى أعضاء الكونفرنسات كنفرنسات الفروع والمحليات بصورة ديمقراطية ووفق القواعد التنظيمية . ولكن الذي يحصل هو غير ذلك تماماً ، حيث يتم حشد وحشر عناصر بتوجهات خاصة من الموالين للقيادة من دون أنتخابات لغرض تشكيل الأغلبية الساحقة في المؤتمر أو الكونفرنس أثناء التصويت على مشاريع القرارات أو انتخابات السكرتير العام واعضاء اللجنة المركزية وكل المؤتمرات والكونفرنسات تشهد على هذه الظاهرة غير الديمقراطية وكانت آخر ممارسة من هذا القبيل هو ما حصل من حشد وحشر في الكونفرنس الأخير ، إن كلامك هو كلام حسب النظام الداخلي ولكن الواقع شيئاً آخر مختلف كلياً ليس من المعقول أنت تجهل ذلك .

    خوشابا سولاقا   

2046
الى الأستاذ شيرزاد شير المحترم
تقبل تحياتنا وبعد
كما هو واضح من المقال إن هدفي من كتابته كان بالدرجة الأساسية هو الدفاع عن الموقع وحماية سمعته من الأساءة من خلال عدم إلتزام البعض بالقواعد الرصينة للكتابة والنشر . وأكدت من خلاله بأن الموقع يقدم لنا مشكوراً خدمة من دون مقابل بالمجان وأوردت عبارة " بالرغم من وجود لهم  مصالح مالية وهذا شيء  طبيعي " دون أن أدخل في التفاصيل لأن ذلك لا علاقة له بموضوع المقال . أنا أستغرب من رد فعلكم المتشنج على هذه العبارة التي لا أقصد بها أي شيء من قبيل ما ذهبتم إليه في ردكم الغريب مع إحترامي الشديد لشخصكم . الموقع هو مشروع له مصاريف مثل رواتب أعضاء مجلس الأدارة ورواتب العاملين والمراسلين وغيرها ، هنا من المفروض أن تكون له واردات وإلا كيف يتم تغطيتها ومن يتحملها أنا لا أطالبكم بالأجابة لأن الموضوع لا يعنيني بأي شكل من الأشكال إلا بالقدر الذي يهم الأجابة على إستفساراتكم . ما أعتقدت أن الموقع مشروع وله مجلس إدارة يقدم خدمات النشر بالمجان من دون مقابل – أنا لا أقصد هنا أن يكون المقابل من المشاركين في نشاطات الموقع تحديداً - فإذا كان كذلك حقيقة أنا أعتذر لمجلس الأدارة على هذه العبارة مليون مرة في الوقت الذي لا اجد مبرر لرد فعلكم هذا والذي إتسم بنوع من من الحدة وإستخدامكم لمفردات غير لائقة من قبيل ( حشرتم أنفكم في ما لا يعنيكم ) أنا فعلاً لا يعنيني الأمر إطلاقاً لا من قريب ولا من بعيد وأن هذه العبارة كانت عبارة عابرة من دون أن أقصد بها ما ذهبتم إليه في ردكم الذي اعتبره غير ودي ، وكان قصدي من العبارة رد وتبرير لمن قد لا يعجبه مقالي ويتطاول ويسأل ( قابل الموقع الذي تدافع عنه يقدم خدماته لوجه الله من دون مقابل ) . ونترك الحكم للقراء الكرام وشكراً .

خوشابا سولاقا   

2047
الى السيد حكمت كاكوز منصور المحترم

تقبل خالص تحياتنا

أخي العزيز من المفروض بك قبل أن تُنظر لمفهوم المبدأ في التنظيمات السياسية وتطلق أحكامك على الآخرين ممن لا تعرفهم أن تكون على إطلاع ومعرفة بخلفية ما تتحدث عنه وتُنظر له وبما يجري حولك داخل تنظيمات زوعا . عندها تكون أحكامك على الآخرين الذين لم تلتقيهم في حياتك تحمل شيء من المقبولية والشفافية والمصداقية لدى القراء . أنت خيراً فعلت عندما إتخذت من حزب البعث ونظام صدام حسين نموذجاً للمقارنة والمقاربة بينه ونموذج زوعة السيد كنا .. إن أي تنظيم سياسي يجب أن يبنى على أيديولوجية معينة ويصوغ منطلقاته الفكرية والنظرية على ضوئها ويتم صياغة إستراتيجياته وتكتيكاته وفقاً لذلك للعمل بين الجماهير لتحقيق أهدافه المرسومة ويبقى ذلك معياراً لتقييم الأداء والألتزام المبدئي للأعضاء ، وعلى ضوء ذلك يتم توزيع المهام والواجبات بين الأعضاء حسب الأختصاص والكفاءة بكافة مستوياتهم التنظيمية لخلق أكبر قدر من العدالة والمساواة داخل التنظيم ولوضع الشخص المناسب في الموقع المناسب لرفع مستوى كفاءة الأداء داخل التنظيم وإختزال أسباب الخلافات والأختلافات والتشرذم التي تقود الى الأنشقاقات داخل التنظيم ، ويكون السكرتير العام النموذج لهذا الطراز من الكوادر الحزبية القيادية وليس العكس كما هو الحال في زوعا اليوم .
حزب البعث حسب مبادئه ومنطلقاته الفكرية والنظرية التي تم تأسيسه على ضوئها هو حزب عقائدي قومي عربي له معتقداته الخاصة به إلتفت حوله الكثير من الجماهير العربية قبل أن يصبح حزب السلطة وإنه يختلف مئة في المئة عن حزب البعث الصدامي وهو في السلطة الذي بناه صدام حسب مزاجه الشخصي لتركيز كل السلطات بشخصه داخل الحزب والدولة ومن ثم تكريس ديكتاتوريته الفردية وأصبح ذلك تقليداً في الحياة الحزبية وأصبح الولاء لشخص صدام من عدمه هو المعيار لتقييم نصال وأدء وإخلاص وولاء الآخرين للحزب من الكواد ر القيادية ، من يخالف صدام مصيره الموت ومن يوافق مصيره الذل والخضوع المهين وهكذا تم إختزال الحزب والدولة في شخص القائد الضرورة .

 إن مزاجية صدام وإنفراده بالقرار وتقريب الضعفاء من الانتهازيين حوله وإبعاده وتصفية الكوادر الجيدة والمبدأية بأعذار شلى من صفوف الحزب والدولة لتركيز وترسيخ فرديته النرجسية هي التي أوصلت حزب البعث ونظام حكمه الى الأنهيار المشين والمهين .. يا سيد حكمت إن ما يجري في تنظيم الحركة الديمقراطية الآشورية بقيادة السيد يونادم كنا منذ عام 2001  مشابه ومماثلة لما جرى في حزب البعث الدامي ونظام حكمه لأن جميع هؤلاء يقلدون صدام في أسلوبه في إدارة احزابهم وهو مثلهم الرمز عملياً هكذا توحي لنا خلاصة نتائج سلوكهم . وعليه فإن أسباب إنهيار الحركة الديمقراطية الآشورية سيكون السلوك الانفرادي بالقرار منذ أن تولى السيد كنا منصب السكرتيرالعام في عام 2001 وأزاح صهره نينوس بثيو من هذا المنصب ، وسعيه المتواصل من بعد ذلك لأقصاء وإبعاد بكل الوسائل كل من يخالفه الرأي وتمكن من ذلك فعلً بذرائع شتى وتقريب الضعفاء حوله وشراء ذممهم بأغرائهم بتولي المناصب وتخصيص لهم رواتب التقاعد وترويج الأشاعات ضد منافسيه السياسيين بغرض الأسقاط السياسي والأمثلة كثيرة لا مجال لذكرها هنا .

هذه هي  الأسباب الحقيقية وراء ما جرى ويجري في تنظيمات  زوعا وليس الأقتتال على منصب الوزير كما تدعي في مقالك موضوع البحث أو بالأجرى كما لُقنتم به لتبربر توزير إبن شقيقة السكرتير العام خلافاً لكل الأستحقاقات المهنية والتنظيمية . أليس هناك في كوادر زوعا وأصدقائه وجماهيره من هو أكثر كفاءة وأجدر من إبن شقيقته ليتولى منصب الوزير الوحيد ؟؟ في الحقيقة الخلافات لم تكن حول شخص الوزير من يكون بل كانت حول ألية وأسلوب ترشيج وإختيار الوزير ، حيث تم ذلك من دون إعتماد أية معايير مهنية وتنظيمية .. عليك يا أخي أن تطلع على ما يجري في تنظيم زوعا منذ تولي السيد كنا منصب السكرتير العام قبل أن تطلق كلماتك المهينة للذين إختلفوا مع السيد كنا والتي مع الأسف الشديد لا تليق بشخص مبدئي منظم مثلك وأنت تُنظر لمفهوم المبدأ !!! إن خروج أكثر من 90 % من قيادي زوعا التارخيين ليس تنظيف لحزبكم كما تدعي بل هي المبدأية الحقيقية بعينها لهؤلاء القادة لأنهم رفضوا الأستمرار في نهج مخالف لأبسط قواعد التنظيم السياسي والمبدأية الخزبية ...  

عليه اطالبك بالأعتذار لمن تعنيهم في آخر سطور مقالك وسحب المقال من الموقع وشكراً ..

خوشابا سولاقا

              
   
    سجل




صفحات: [1]       




2048
الأخ سام درمو المحترم
تحية طيبة وبعد
نشكر جهودكم على نشر هذه الوثائق المهمة التي تتعلق بأحرج مرحلة من حياة شعبنا الآشوري والتي من خلالها القيتم الأضواء على جانب أو طرف من القضية الآشورية ، ومن المؤكد إن ألوثائق التي ستقوم بنشرها في الجزء القادم ستلقي الضوء على الجانب الآخر من القضية الآشورية التي تخص من تعاونوا  مع الحكومة العراقية . طبعاً جهودكم مشكورة ومقيَّمة من قبل كل إنسان آشوري يؤمن بآشوريته ويحب أمته . ولكن ما يؤسف له هو كون هذه الوثائق معروضة هنا باللغة الانكليزية حيث يصعب على الكثير من أبناء شعبنا قرأتها وفهما كما ينبغي وعليه أقترح لكم مجرد مقترح هو لو يتم ترجمتها الى اللغة العربية وإعادة نشرها على شكل حلقات حتى وإن كان ذلك لأجزاء  المهمة فيها لزياة الأستفادة منها من قبل اكبر عدد ممكن من جماهير شعبنا .

أخوكم : خوشابا سولاقا 

2049
الى الأستاذ الجليل الدكتور ليون برخو المحترم
الى الأخوة المتداخلين المحترمين
تحيات طيبة وتقدير
إن هذا الموضوع في غاية الأهمية ولكن مع الأسف الشديد لم يعطي له أية أهمية من قبل من يدعي تمثيلنا في مؤسسات الدولة الرسمية في بغداد وأربيل ولا حتى من قبل من يدعون تمثيل مؤسسة الكنيسة ( كل الكنائس ) من دون استثناء ،لأنه وكما أعتقد لا يؤثر فيما يخص مصالحهم الشخصية مهما بلغ من الضرر في مستقبل هويتنا القومية وثقافتنا ولغتنا ومستقبل وجودنا القومي في أرض الأباء والأجداد . شكرا لك يا عزيزي يا دكتور ليون برخو المحترم على إثارتك لهذا الموضوع المهم والحساس للغاية لعله يوقض الغافلين والغارقين في النوم أو كما يقول المثل ( النائمين على أذانهم ) من نومهم نوم اهل الكهف . وأنا هنا انشر لكم أرقام من إحصائيات العراق الرسمية الصادرة من مجلس الوزراء / هيئة التخطيط / الجهاز المركزي للأحصاء تحت عنوان نتائج التعداد العام للسكان لسنة -1997 . طبعاً هذه الأرقام لا تتضمن نفوس بعض القرى والقصبات التي لم تكن تحت سيطرة الحكومة المركزية في حينها بالرغم من نسبتها الضئيلة ولكن تتضمن المدن الكوردية الكبرى والأصغر منها كلها !!! .
1 ) حسب جدول رقم ( 1 ) الذي يمثل عدد النفوس حسب الديانة الجنس ]ذكر هذا الجدول أن مجموع عدد نفوس المسحيين في العراق يساوي ( 243619 ) نسمة بما فيهم أكيد الأرمن .
2 ) حسب الجدول رقم ( 2 ) الذي يمثل عدد النفوس حسب الديانة والجنس والقومية وهي كمايلي :-
•   العرب (18403660) نسمة .
•   الكورد ( 578350 ) نسمة .
•   التركمان ( 72727 ) نسمة .
•   الأرمن ( 8909 ) نسمة .
•   الأثوريين ( 10919 ) نسمة .
•   الكلدان والسريان والصابئة المندائيين والإيزيديين والشبك وغيرهم ليس لهم ذكر مثبت في حقل القومية هذا يعني أنهم قد سجلوا عرباً أو كرداً .

3 ) حسب الجدول رقم ( 3 ) الذي يمثل عدد النفوس حسب اللغة فكان عدد المتكلمين باللغة السريانية ( 79167 ) نسمة .
قمت هنا بنشر ما ورد في إستمارات التعداد السكاني لعام 1997 ولا أتحمل مسؤولية ما ورد فيها .. أنظروا على هذه المهزلة الحقيرة لحكام العراق ومدى إنصافهم للقوميات غير العربية .

 خوشــابا ســولاقا

2050
نحن الكُتاب وموقع عينكاوه بين الحقوق والواجبات
المهندس : خوشابا سولاقا
ما أنا متأكد منه كأحد الكتاب أنشر ما اكتبه في هذا الموقع من مقالات مختلفة وتعقيبات على مقالات الزملاء الآخرين من رواد هذا الموقع أو ما اكتبه من مداخلات حوارية معهم أدرك تمام الإدراك أن الذين أطلقوا هذا الموقع الأعلامي الالكتروني ووضعه في خدمة الناس كانت لهم غايات نبيلة من ورائه بالرغم من وجود لهم مصالح مالية وهذا شيء طبيعي عملاً بمبدأ فيد وأستفيد . من تلك الغايات النبيلة أن يكون هذا الموقع منبراً حراً لأقلام أبناء أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين وكافة العراقيين وغير العراقيين إن رغبوا في نشر كتاباتهم من خلاله وهذا ما هو حاصل فعلاً ليكتب عن ما يعانيه من مشكلات وإرهاصات وخلافات مزمنة خلفها لنا الماضي القريب والبعيد والبحث في كيفية تحليل أسبابها ومن ثم حلها لصالح بناء حياة جديدة يسودها الألفة والمحبة والتكاتف والعمل المشترك في كل ما هو لصالح تعزيز وحدتنا القومية بشكل خاص وخدمة وطننا العراق بشكل عام .. عليه أنا شخصياً أقف إجلالاً واحتراماً وإكراماً لمطلقي هذا الموقع الأعلامي الكريم وغيره من المواقع التي تخص أبناء أمتنا وما أكتبه عن هذا الموقع يعني المواقع الأخرى بالضرورة ، لأنه خلق  لي الفرصة وفسح لي وللآخرين من الكتاب المجال واسعاً مفتوحاً لأن أقول بكامل حريتي التي يجب عليَّ أن أعرف حدودها أولاً ، ما أعتقد وأؤمن به من الأراء والأفكار لخدمة قضيتي القومية والوطنية من دون أن يمنعني أحداً أو أن يملي علي َّ ما لا أريده وما لا أؤمن به . هذه الفرصة الذهبية النادرة التي منحها لي وللآخرين هذا الموقع من دون مقابل أعتبرها هبة نادرة وتكريم من لدن مطلقي الموقع تجعلني أفكر دائماً وأبداً كيف لي أن أرد لأصحاب الموقع جميلهم ؟؟ هل أرده بالمثل وزيادة قليلاً كما يجب ويقتضيه عرف الأخلاق أم أرده بالإساءة كما يفعل بعض القلة القليلة ؟؟ ويكون للموقع على قول المثل ( سَوي زين وذبه بالشط ) وكيف أحافظ عليه وأحميه لكي أتمكن من الاستمرار في عطائي الفكري والثقافي من خلال الكتابة والنشر فيه لتقديم المزيد لخدمة قضية أمتي وديمومتها .. ؟؟ . تكونت وتبلورت لديَّ قناعة راسخة ويقين لا شك في مصداقيته بأن من صميم واجبي القومي والوطني والإنساني تجاه الموقع هو أن أحافظ على ديمومتة واستمراريته وتطويره من خلال تطوير أدائي كماً ونوعاً وإلتزاماً بقواعد الكتابة الحصيفة والرصينة ليبقى الموقع مفتوحاً أمام الجميع لكي تستمر عملية الحوارات والنقاشات وحتي الصراعات الفكرية بين ما ينشر فية من الكتابات لكتاب عديدين ومختلفين في رؤآهم ومنطلقاتهم الفكرية وتطلعلتهم المستقبلية على كافة الأصعدة من أجل إنتاج ما هو أفضل لصالح قضيتنا المشتركة . ذلك الواجب هو أن احترم قدسية وحرمة هذا الموقع من خلال الألتزام التام بقواعد وآداب وأخلاق الكتابة الحصيفة والرصينة التي من المفروض بأي كاتب يحترم نفسه وقلمه أن يحترم في كتاباته حق وحرية الآخرين من الكُتاب بقول ما يؤمنون به من جهة وأن يحترم ذوق ومشاعر واحاسيس القراء من جهة ثانية من خلال عدم التجاوز والتطاول على الآخرين باللجوء الى استعمال أسلوب هجومي جارح بكلمات نابية غير لائقة بمن يعتقد بنفسه بانه إنسان مثقف أولاً قبل غيره من الكتاب أو القراء ، لأن هذا الأسلوب غير محبذ وغير مستحب ومقبول من لدن الجمهور الذي نكتب له ومن أجله مما يضع مصداقية الكاتب نفسه موضع إستهجان القراء .
من حقي أنا ككاتب ومن حق الآخرين من الكتاب أن ننتقد ما يكتبه غيرنا من الزملاء الآخرين إذا استوجب الأمر ذلك حسب قناعة من يمارس النقد ، ومن حقي ومن حق الآخرين أن نتحاور ونناقش كل ما يُكتب من قبل الآخرين ومن حق الجميع ان تعقب عليه على أن يجري ذلك بأسلوب مهذب ورصين يخلو من التجريح والطعن والإساءة وخدش المشاعر ويحترم قواعد وآداب وأخلاق الكتابة الحصيفة وعلى أن لا ينم عن أية شكل ومستوى من قبيل ما تم الاشارة إليه من التجاوزات على حقوق الآخرين . أما اللجوء الى أسلوب التجريح والطعن والإساءة والتسقيط باستعمال مفردات بذيئة ونابية فإن ذلك إن دل على شيء وإنما يدل على أن صاحبه يعاني من الأفلاس الفكري والأخلاقي في مواجهته للآخرين ، لأن الحياة في الحقيقة هي عبارة عن مسرح كبير تتصارع وتتنافس فيه الأفكار ويكون النصر النهائي والبقاء والسيادة والديمومة والاستمرار للفكر الأصلح والأكثر قبولاً وتأثراً وتفاععلاً منها في الناس والذي تزكيه إرادة وإختيار القراء الذين يعنيهم الأمر .
هذا الموقع ننشر عبر صفحاته المختلفة كتاباتنا المتنوعة  في مختلف الأختصاصات الفكرية والسياسية والأدبية والأقتصادية والعلمية والفنية إضافة الى الأخبار الأجتماعية العامة القومية والوطنية والعالمية والنشاطات الأجتماعية والثقافية المختلفة وهي مفتوحة أمام الجميع لأن يغرف منها ما يشاء وما يريد من الأخبار والمعلومات . أنا أعتبر ذلك كله هدية من الموقع لأبناء أمتنا من دون مقابل مادي أي بالمجان بعبارة أخرى إن جاز التعبير وهذا ما يجعل التواصل الاجتماعي بكل أشكاله مستمر بين أفراد المجتمع نفسه والتواصل مع المجتمعات الأخرى ، نعتبر أن توفير مستلزمات كل هذا العطاء من كتاباتنا جدلاً من واجبات الموقع تجاهنا نحن الكتاب والقراء فقد أداهُ تجاهنا بأمان وعلى أكمل وجه ، ونعتبر ذلك جدلاً أيضاً حق لنا على الموقع . هنا وحسب قانون الحياة الإنسانية التي يجب أن تكون فيها الحقوق والواجبات متقابلة ومتبادلة ومتماثة بين طرفي الحياة أي بمعنى على كل حق نحصل عليه من اي مصدر كان يترتب علينا بالمقابل واجبات تجاه الآخر كحقوق مشروعة له علينا أن نؤديها تجاهه ، أي نرد الجميل بالجميل كما تملي علينا مبادئ وقيم الأخلاق الإنسانية . هنا أسأل الجميع وبمنتهى الصدق والصراحة ، الكُتاب والقراء من رواد موقع عينكاوه كوم ما هي واجباتنا المفروضة علينا أن نؤديها تجاهه أو بألأحرى ما هي حقوق الموقع علينا تستحق الأداء كرد الجميل بالجميل المماثل ؟؟ . من خلال تواصل عملية الأخذ والعطاء بيننا ككُتاب وهذا الموقع ظهرت بعض الممارسات السلبية من قبل البعض من الكُتاب في ممارسة حقوقهم في عملية التواصل والحوار والنشر من خلال صفحات هذا الموقع أخَّلت بمعادلة التوازن بين الحقوق والواجبات بين الطرفين نحن الكتاب والموقع بالشكل الذي شكل نوع من التجاوز على حقوق الموقع والإساءة بالتالي على سمعته بسبب عدم إلتزام هذا البعض الذي يشكل قلة قلية من الكُتاب بقواعد وآداب وأخلاق الكتابة الحصيفة والرصية . حيث استغل هذا البعض الحرية التي منحها لهم هذا الموقع لتمرير ما يريدون تمريره من أجندات خاصة تشكل بالتالي إساءة وتجاوزاً على الآخرين بهذا الشكل أو ذاك في ممارسة العنف الفكري بفرض ما لديهم على الآخرين عن طريق التضليل والتمويه للحقائق في كيل التهم والإساءآت ونشر ما لا يليق من الكتابات التي لا تستند على معطيات دقيقة ومصادر رصينة موثوقة يعتمد عليها غايتها إثارة الأحقاد والكراهية والتذكير بمأسات الماضي وأسباب الفرقة بين مكونات أمتنا ضمن مزايدات إعلامية معروفة دوافع أصحابها من وراء الترويج لمثل تلك الكتابات التي لا تغني ولا تسمن إن كانت تخص حاضر الأمة أو تخص ماضيها بغرض تشويه سمعة من يُنصبون لهم العداء تاريخياً على خلفيات مذهبية وقبلية وعشائرية وهذا ما شكل ردود أفعال مقابلة للآخرين اضطرتهم الى الرد بالمثل .
هكذا كتابات والتي تنشر في هذا الموقع وبشكل مستمر من قبل قلة قليلة والذين نجدهم لا يكتبون في غيرها من المواضيع الثقافية . وآخرين يكتبون تعقيبات مشاكسة فقط من دون أن ينشر لهم الموقع في يوم ما أي مقال مفيد في الصفحة الرئيسية قسم منهم باسمائهم الصريحة وآخرين وهم الأكثرية من هؤلاء ملثمين ومتسترين وراء أسماء رمزية مستعارة ومن دون صور ، أغلب هذه التعقيبات كما لاحظناها هدفها هو  الطعن والإساءة على كتاب لهم مكانتهم عند القراء ورواد هذا الموقع ممن يكتبون باسمائهم الصريحة وأغلبهم مع صورهم الملونة ودفاعاً عن البعض الآخر . إن مثل هذه الكتاباب والتعقيبات والمداخلات  لهؤلاء الملثمين تصب في النهاية في مصب تعزيز وترسيخ الأحقاد والكراهية والتفرقة وأسباب التشرذم والتفكك وإشعال نيران الخلافات المذهبية والقبلية والعشائرية بين مكونات أمتنا وبين قبائل وعشائر مكوناتنا الاجتماعية ، وبالتالي تؤدي الى إجهاض الأهداف النبيلة التي أطلق من أجلها هذا المنبر الحر عينكاوه كوم .
عليه أدعو هؤلاء الأخوة من الكتاب " كتاب مقالات وتعقيبات ومداخلات التعارض والتقاطع مع الآخر " بالتوقف والتخلي عن هذا الأسلوب والعودة الى تبني أسلوب التعامل الإيجابي مع الآخرين من دون الإساءة عليهم وتجريحهم ومن دون تشويه سمعتهم بتشويه الحقائق عنهم . أي عندما ندحض رأي علينا ان نأتي بالدليل والبرهان من مصادر موثوقة وحيادية وليس من مصادر خاصة منحازة مئة في المئة ، وعندما نؤيد رأي علينا أن نبرر الأسباب لكي يكون الحوار إيجابياً ومنتجاً ، وبعكسه لا أجد ضرورة في الحوار لأن الكتابة تتحول عندها الى " كتابة من أجل الكتابة " من دون نتائج . إن المعادلة التي تعكس العلاقة الجدلية بين موقع عينكاوه والكتاب يمكن تحليل عناصرها كما يلي :-
الموقع والكتاب بكامل ادواتهما يشكلان الوسيلة في مجمل العملية الحوارية ، وخدمة قضية أمتنا وحقوقها القومية التاريخية ومواجهة التحديات القائمة وعلى رأسها الهجرة اللعينة من وطن الأجداد والتشتت في الشتات المجهولة في الغربة وتحقيق الوحدة القومية هي الغاية بعينها من العملية الحوارية الجارية . عليه عندما نريد ونعمل على تحقيق هذه الغاية النبيلة ، غاية حق تقرير المصير لأمتنا بأي شكل كان يجسد وجودنا القومي ككيان في أرضنا التاريخية  علينا أن نختار وسيلة نبيلة ، ولكي يكون الموقع وسيلة نبيلة فإن نبله يكتسبه من نبل أقلام كُتابه . وبناءً على ذلك فالذي لا يكتب بأسلوب نبيل ورصين وحصيف وبلغة ومفردات نبيلة وسامية ومهذبة لا تسيء الى الآخر بأي شكل من الأشكال نقول له أنه لا مكان له بيننا في هذا الموقع فليبحث له عن موقع إعلامي آخر يناسبه ويساير نزواته ورغباته الفردية ويتيح له أن يقول ما يشاء من المفردات حتى وإن كان ذلك بلغة الشتائم المتداولة في الشارع الشعبي ، وربما قائل يقول لي إن هذا الطلب يشكل إقصاء للفكر وكم للأفواه وكتم للأنفاس والأصوات الحرة وخنق لحرية الرأي وإضطهاد للفكر ، أنا هنا أقول لهؤلاء الأخوة الأحبة إن حرية الرأي والفكر لا تعني إطلاقاً حرية الإساءة والتجاوز على الآخر بل إنها تعني الخيار الحر طوعاً في إحترام حرية ورأي الآخر مهما كان مستوى الأختلاف في الراي ، لأن الحرية في الممارسة الحياتية يجب أن لا تكون حرية عبثية بل يجب أن يكون لها قواعد ومبادئ أخلاقية وضوابط تجعلها أن تكون إيجابية مفيدة في ممارسة الحياة الاجتماعية لكي لا تتحول بالنتيجة الى وسيلة مدمرة للحياة وتنشر العنف والجريمة ونظام الفوضى في المجتمع . نريد حرية تكون أداة للتوازن الأجتماعي بين شرائح المجتمع لخلق أكبر قدر ممكن من العدالة والمساواة في الحياة الاجتماعية .
 منطلقاً من هذه الخلفية الفكرية حول مفهوم الحرية وحرية الرأي والفكر أدعو كافة الأخوة الزملاء من رواد هذا الموقع الكريم مراعاة هذه الجوانب في كتاباتهم لكي نتمكن من تحقيق التوازن بين الغاية والوسيلة في كتاباتنا المستقبلية ، وأن نصون ونحمي سمعة هذا المنبر الحر الذي هو بمثابة الرئة التي نتنفس من خلالها نسيم الحرية في الكتابة علينا ان لا ندمره بأيدينا وأقلامنا . وأنا هنا لآ أقصد كاتب بعينه بل أقصد الجميع بما فيهم شخصي أنا وهذه الدعوة هي رجائي الأخوي من الجميع ، أملي أن تنال دعوتي هذه رضا وقبول الجميع كما أدعو الأخوة المشرفين على النشر في هذا الموقع الى حجب كل الكتابات التي تحمل طابع الأساءة والطعن الشخصي والعام والتشهير للملثمين الذين لا يكتبون بأسمائهم الصريحة لأن كل ما يصدر من الإساءآت في هذا الموقع يصدر من البعض من هؤلاء القلة وليس جميعهم وهم معروفين لدى الأخوة المشرفين في الموقع وهم بقدر عدد أصابع اليد الواحدة وليسوا أكثر من ذلك ... وفي الختام أعتذر للجميع إن لامست كلماتي هذه مشاعرهم بشيء من السوء  .

  خوشــابا ســولاقا 
15 / آب / 2013         
 

2051
الى الأخوة جاكوب اوراها ووسام موميكا المحترمين
تحية وتقدير وإحترام
الأخ وسام أنا مستغرب لعدوانية أسلوبك في الحوار والنقاش وإختلاق التهم ولصقها بالآخرين بأسلوب مثير للشفقة وعليه أقول سامحك الله وأترفع عن الرد بالمثل وأنصحك أن تتحاور بأسلوب متحضر وبكلمات لآئقة مع الآخرين ممن لا يوافقونك الراي ليكون لك قبول عند القراء وهذا التعليق سيكون الآخير لي معك وشكراً .

الأخ جاكوب أوراها المحترم
أنا قرأت مقال الأخ آشور كيوركيس ولم اجد فيه أي طعن أو إساءة لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر لا للأخوة الكلدان ولا للأخوة السريان بل كان يتحدث عن حققوق الآشوريين وحسب قناعته عن من هم الآشوريين المقصودين بهم في مقاله وذلك من حقه وتلك هي قناعاته الشخصية وربما الحزبية للحزب الذي ينتمي إليه . وأنت الاخر من حقك أن تقول وتقوم بما تشاء دفاعاً عن كلدانيتك والكلدان من دون الإساءة الى الاخرين وبالطريقة ذاتها التي يفعل الأخ آشور وعندها إذا تهجم عليك كائن من يكون سوف أرد عليه وأقول بحقك ما قلته بحق الأخ آشور وعندها ستجد بأنني لست ازدواجياً في مواقفي وأرائي . وكذلك الحال مع أي أخ سرياني . لا اعرف يا اخي جاكوب هل أصبح الأمر واضح الآن لك ؟؟ .
 أما بخصوص سؤالك هل أعترف بان الكلدانية قومية وكذلك السريانية فالجواب ليس بتلك البساطة التي أجيب ب ـ (نعم ) أو ( لا ) بل ساجيبك باسلوب آخر وكما يلي :
1 ) الكلدان والسريان والآشوريين كانوا ولا زالوا يتكلمون بلغة واحدة ويستعملون نفس الأبجدية فهل يجوز ثلاثة قوميات مستقلة من أعراق مختلفة يتكلمون لغة واحدة ويعيشون على أرض واحدة كما هو حالنا نحن ؟؟ .
2 ) الكلدان والسريان والآشوريين لهم تاريخ واحد وتراث واحد وثقافة واحدة ويعيشون على أرض واحدة منذ آلاف السنين وبعد إعتناقهم للمسيحية كانوا موحدين في كنيسة واحدة أيضاً وهي كنيسة المشرق وبنوا حضارة عظيمة واحدة يفتخر بها الغرباء أكثر من اهلها وهي حضارة ما بين النهرين وعجزوا العلماء والآثاريين من فصل وتقسيم تلك الحضارة وفق مقاساتنا الحالية بل وجدوها دائماً بانها حضارة واحدة لأمة واحدة . هل تعقلها باننا ثلاثة قوميات منفصلة ومن أعراق مختلفة لنكون ثلاثة قوميات اليوم ونحن على هذا الحالة التاريخية ؟؟ ما مصلحتنا في أن نكون ثلاثة قوميات ؟؟ .
3 ) بعد الأنشقاقات في كنيسة المشرق بسبب تدخل الغرباء القادمين من وراء البحار والمحيطات صرنا ثلاثة مكونات وثلاثة كنائس وأكثر من ثلاثة مذاهب وتسمينا بثلاثة مسميات كما هو حالنا اليوم ولا نتفق على تسمية قومية موحدة لأنه وبشكل غير مباشر أمتزجت التسمية ( التي نسميها بالتسمية القومية كل منا حسب مزاجه ) لكل مكون منا بالمذهب الكنسي وذلك مصدر خلافنا وبلائنا . أليس كذلك يا أخي جاكوب أوراها ؟؟ إنها ليست إختلافات على التسمية القومية بل هي إختلافات على الخلفية المذهبية المقيتة التي مزقتنا ألى أشلاء متناثرة لا يجمعها جامع . متى نتحرر من هذا القوقع المذهبي المظلم ؟؟
  على ضوء ما ذكرته أنا مؤمن وأعترف أن ( الكلدانية = السريانية = الآشورية = قومية واحدة ) وما علينا إلا ان نتفق على التسمية الموحدة على ضوء معطيات دراسة التاريخ  القومي لأمتنا  من قبل ذوي الأختصاص وعندها أنا قابل بالذي يكون ونترك القناعات الشخصية للأفراد لأصحابها .
أنا لم أقل شيئاً غير لائق بحقك أو بحق غيرك لكي تكون لكم هذه الردود الأنفعالية الهجومية ، أنا دائماً دعوت في كتاباتي الى التخلي عن الأسلوب الهجومي الجارح وإعتماد الحوار الهادئ الديمقلراطي ولم افرق يوماً بين مكونات أمتنا . وهنا أترك الحكم للقراء الكرام وشكراً .
                       
             خوشــابا ســولاقا
 

2052
الى الأخ العزيز آشــور كوركيس المحترم
ثحية اخوية صادقة من الأعماق
قبل كل شيء أحييك وأحيي جهودك ومن معك من المخلصين المؤمنين بقضيتنا القومية بخصوص تدويلها بعد التهميش والأقصاء الذي فرضوه الآخرين من الشركاء في الوطن على شعبنا بسبب تخاذل وضعف وإنتهازية من يدعي تمثيلنا في مؤسسات الدولة العراقية ، لأن هؤلاء في الحقيقة لا يهمهم من الأمر كله غير المناصب والأنتفاع الشخصي منها ( أي ما ينزل في جيوبهم ) وأما قضيتنا القومية عندهم أصبحت مجرد علامة تجارية لترويج بضاعتهم الفاسدة . كما أحيي صبرك الجميل على من يكيل عليك من النعوت غير اللائقة الشيء الكثير ظلماً وعدواناً لا لسوء أو ذمٍ منك بحقهم بل بسبب دفاعك عن قناعتك بآشوريتك وتطاولاتهم على الآشورية من دون مبرر غير الحقد الدفين في نفوسهم الشخصية ، وبهذا الشأن أثني على ما قالة الأخ ( جميل كوركيس خوشابا ) بحقك. حقيقة إن إهمالك للسهام التي تاتيك من أهل الباطل وتجاهلها هي صفة لا يتمتع بها إلا القيادي الرصين ، تحياتي للأخ جميل على ذلك التعبير عن شخصك في تعقيبه أعلاه . وبهذه المناسبة أنا أستغرب أسلوب بعض الأخوة مع شديد الأسف في التهجم على الآشورية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من مضمون ويتهم من يدافع عنها بأن هذا الدفاع هو معاداة للمكونات الأخرى من أمتنا وإقصاءً وتهميشاً لها في الوقت الذي هم يطلقون العنان لأقلامهم بالتهجم على الآشورية والآشوريين بشكل سافر وبأشنع المفردات .. أقول لهؤلاء الأخوة الأعزاء ولكل من يمارس الأسلوب  ذاته من أي مكون كان تجاه المكونات الأخرى أن هذا الأسلوب قد اصبح سمج ومستهجن ومرفوض من قبل كل أبناء مكونات أمتنا وأطالب هؤلاء الأخوة بالكف عن التخاطب مع بعضنا البعض بهذه اللغة الهابطة المستهجنة أتمنى من هؤلاء الأستجابة .
وفي الختام أرجو من الأخ الفاضل آشـــور كوركيس الأستمرار في جهوده وأن لا تثنيه إنتقادات وتهجم الآخرين من الأستمرار ونحن لك داعمين بكل ما نحن قادرين عليه ... وتقبل وجميع المتداخلين تحياتي الأخوية .

أخوكم : خوشـــابا ســـولاقا 

2053
الى  الأخ betnahrenaya  المحترم
تحية وتقدير
شكراً على مرورك بمقالنا وانا أرحب بك وبارائك وأنت حر تقول رأيك وأنا من واجبي ان اقدره واحترمه . ولكن لي بعض التوضيحات لأزالة بعض الالتباسات التي حصلت لديك ليكون حوارنا واضح ومفيد .
1 ) إن نقطة البداية التي قصدتها في مقالي هي تلك النقطة التي عندها كانت بداية تمزقنا وتشرذمنا وتفككنا قوميا وكنسياً والتي هي تقديم الولاءآت الفرعية للخصوصيات بتطرف وتعصب كالقبيلة والعشيرة والمذهب على الولاء للقومية وهذه الولاءآت لا تزال تفعل فعلها السيء لزيادة الهوة بين مكونات أمتنا باتجاه ترسيخ وتعظيم دور الخصوصيات الفرعية على حساب الدور القومي في مجتمعنا ، وهذا الواقع أنتج ثقافة معينة لا تخدم قضيتنا القومية سميتها " ثقافة التفرقة " ودعيت الى تغيير هذه الثقافة المتخلفة بثقافة جديدة وهي ثقافة الولاء للانتماء القومي لبناء أجيال جديدة وقلتُ أن ذلك مهمة الكتاب والمفكرين والنخب المثقفة ومؤسساتنا السياسية والكنيسة . تحقيق وانجاز هذا الشيء ليس بأمر مثالي كما تدعي في مداخلتك لأن كل الأمم المتحضرة فعلت الشيء ذاته عند إنطلاق نهضتها القومية والوطنية لأنها كانت لديها إرادة التغيير والتحرر من أسر الماضي وقيمه البالية والعبور الى المستقبل كما فعلت الأمم الاوربية بعد ثورة الأصلاح الديني في القرون الوسطى .
2 ) أنا لم ولن أدعو الى العودة الى نقطة الصفر في مقالي ، وإنما من دعى الى ذلك كان الأستاذ نيسان سمو أحد المتداخلين ، لأنه بالنسبة لي  ليس من المعقول ولا من المنطق أن نرمي كل تراثنا ورائنا ونبدأ من نقطة الصفر بل أدعو الى تهذيب تراثنا وثقافتنا  بنبذ كل ما لا يخدم حاضرنا ومستقبلنا والتمسك بالجيد الذي يفيدنا منهما والسير بهما الى الأمام نحو الهدف المنشود .
3 ) إنك في مداخلتك تلمح بشكل رمزي الى ثلاثة أطراف في امتنا دون أن تسميها بالآسم وهذا خير ما فعلت وتلح بأن طرف ما قدم الكثير من التضحيات والجهود لخدمة المسيرة القومية للأمة ودون أن تسميه وهذا كان جيداً أيضاً والطرفان الآخران كأنهما كانا جالسان تحت الشجرة المثمرة بإنتظار سقوط الثمرة في أفواههم وهي جاهزة للأكل وكانك تلمح الى القول كيف يجوز المساواة بين المضحي والجالس على قارعة الطريق بانتظار الخبز الحار إن جاز التعبير !! كما تصورت حديثك . أنا هنا ابداً لا اتفق معك في هذا الجانب يأ أخي ، بل أنا اعتبر الأطراف الثلاثة كل موحد ومترابط لا يمكن تجزئته ولا إنفصام بينها . إن الظروف هي التي جعلت أن يكون لكل منها فرصته في العطاء في مجال معين دون الآخر فقد يكون عطاء طرف منها أكثر من عطاء الطرفين الآخرين ويكون عطاء طرف منهم أكثر بروزاً وظهوراً فوق سطح الأحداث من الطرفين الآخرين . وهنا ادعوك الى إعادة قرأة التاريخ سوف تجد هناك شخصيات قومية فذة لعبت دوراً كبيراً في بناء الركائز القومية الأولى لأمتنا وبذرت البذور الأولي للوعي القومي في أبناء أمتنا عندها أكيد سوف تغير رأيك حتماً في قرأة واقعنا وتركيبته الاجتماعية .  وكل ذلك لا يعطي الحق والشرعية لأي طرف منها أن يتميز ويتقدم في الحقوق على الأطراف الاخرى في الموازنة القومية بين مكونات أمتنا لأنهم جميعاً يجسدون أمة واحدة . وعليه أعتبر طرحك هذا طرح سياسي لأنسان منخرط في حزب سياسي معين يؤمن بإقصاء وإلغاء الآخر والسعي الى دمج الثلاثة في واحد قسراً وليس طوعاً كان من يكون ذلك الواحد ، وليس طرح فكري وفلسفي يؤمن بالحقيقة الموضوعية ، بينما أنا طرحت رأي بفكر يؤمن بحق الأختيار الحر والطوعي لتقرير المصير من دون قسر أو إجبار من دون أن يكون لي أية مصلحة شخصية في ذلك غير المصلحة القومية .
4 ) آخر نقطة أنت تتحدث بشكل إيحاء ومبطن عن إنجازات طرف ما دون أن تذكره ولكن المقصود بتلميحاتك واضح ، هنا أنا قد اتفق معك في جزئية ما وهو أن أحد الأطراف قد كان له دوراً بارزاً وكبيراً في تحريك قضية الأمة قومياً وكان للاخرين أيضاً دوراً كبيراً في تدويل قضيتنا القومية وعليه يبقى فعل الثلاثة في كل واحد ولكل فعل أثره النوعي قبل الكمي . أما إذا كان قصدك ما تدعي به بعض الأحزاب السياسية الحالية تحقيقه فأنا لا أتفق معك إطلاقاً ، لأن الأحزاب جميعها وحسب وجهة نظري ساهمت في توسيع هوة الخلافات والأختلافات والأحقاد والكراهية بين أبناء مكونات أمتنا خلال عشرة سنوات الماضية بسبب صراعاتها على المناصب والمصالح في أجهزة الدولة الرسمية دون أن تحقق شيئاً على المستوى القومي . وهنا اسألك مالذي حققوه الأحزاب لصالح الأمة غير تولي قياداتها المناصب الرسمية في مؤسسات الدولة والأنتفاع من مواقعهم .. أرجو أن لا يزعجك ما قلته وأن تتقبل ما كتبته برحابة صدر إنسان مثقف ... وفي الختام أقترح أن تكتب بالأسم الصريح مع إضافية أسمك الحالي ككنية وذلك لتعزيز مصداقيتك لدى القراء أرجو ان تقبل هذه النصيحة من أخ لا يريد غير الخير لشخصك والخيار متروك لك وشكراً .
ملاحظة : أرجو إعتماد هذه النسخة بلا من النسخة أعلاه لوجود تعديلات عليها أرجو من القارئ المعذه
اخوكم : خوشابا سولاقا     

2054

  الى الأخ العزيز فاروق كوركيس المحترم
  تحية أخوية صادقة
 شكراً لقد وصلتني رسالتك والتي إن دلت على شيء فهي تدل على خلقك الرفيع  ونبل أخلاقك وسموها أرجو المعذرة لأنني لم أتقن الطريقة التي من المفروض أن اعتمدها لأجابتك بشكل شخصي كما فعلت انت وشكراً

                        أخوكم : خوشابا سولاقا

2055
الى الأخ ناصر عجمايا المحترم
الى الأخ وسام موميكا المحترم
الى كافة الأخوة المحترمين
تحية أخوية معطرة بعبق المحبة
أشكر مرور كافة القراء الكرام بمداخلاتهم القيمة مهما كانت نسبة الاتفاق والاختلاف بيننا لأن ذلك أمر طبيعي لا يضر بجوهر الموضوع الذي نحن بصدده لأن الاختلاف لايفقد في الود قضية . كما قرأتم في كل كتاباتي التي نشرتها في هذا الموقع الكريم ما كنتُ في أحداها منحازاً لمكون بعينه لحساب مكون آخر من مكونات شعبنا ولم أسيء في مقال منها الى خصوصيات أي مكون ، وتعاملت مع الجميع بنفس اللغة ونفس المشاعر وبنفس الأحترام ، وهذا هو التعامل المطلوب من الجميع كما أعتقد ونحن على ما نحن عليه اليوم من خلافات واختلافات كثيرة لم يحسم أمرها ، ودعوت في كل كتاباتي الى نبذ التعصب والتطرف والعنصرية والتهميش والإقصاء والمغالاة بالخصوصيات والاساءة على الآخر لأننا بالتالي نحتاج الى بعضنا البعض وكوننا شعب واحد نتكلم بلغة واحدة ولنا تاريخ واحد وإرث حضاري واحد ونعيش على أرض واحدة ولنا مصير واحد وعندما يطالنا الارهاب والقتل لا يفرق بيننا مذهبياً ولا قبلياً ولا عشائرياً بل كلنا بالنسبة له هدف واحد يستهدفنا ويريد خلع جذورنا من هذه الأرض أرض أجدادنا التاريخية ، إن هواجسي ترشدني دائماً وتدلني على أن ما أوصلنا الى ما نحن فيه اليوم هو هذا التشرذم بهذا الحقد المذهبي وتعاملنا معه بعقلية ومنطق المذهب اللاهوتي والقبيلة والعشيرة وليس بمنطق العلم وروح الثقافة ومتطلبات الحياة العصرية ، أتسأل متى نخرخ من هذا القوقع ونتحرر  ؟ والى متى نبقى أسرى ثقافة الماضي المتخلف ؟؟ إنه سؤال موجه للجميع من دون إستثناء وكل واحد منكم يجيب نفسه .
أقول هنا بصدق النوايا ... لا للمتطرف والمتعصب الآشوري ... لا للمتطرف والمتعصب الكلداني ... لا للمتطرف والمتعصب السُرياني ... لا نريد أن يكون لهم مكاناً في صفوفنا ... نعم لوحدة المحبة والتعامل بوعي المثقف مع واقع الحياة لكي نتجاوز هذا الواقع المزري لنعبر الى المستقبل المشرق لمن قرر أن يبقى " بيث نهرين " العراق وطنه الأبدي ... قلوبنا مكاناً رحباً لدعاة المحبة والوحدة القومية ... وألف شكراً للقراء الأحبة من كل مكونات أمتنا .

محبكم من القلب : أخوكم خوشابا سولاقا
 

2056
الى الأخ العزيز فاروق كوركيس المحترم
تحية وتقدير لشخصكم الكريم
شكراً على مداخلاتك القيّمة التي تغني ما طرحتهُ . أنا متفق معك في كل ما ذهبت إليه وذكرته في مداخلتك الآخيرة وعلى شكل تساؤلات لوصف الواقع التاريخي والديموغرافي ولكن أنا لا أقد ذلك الواقع لأنه واضح لا يحتاج الى نقاش ولا يختلف عليه إثنان ، ولكن ما أقصده والذي هو عائق أمام تحقيق الوحدة القومية الشاملة هو الواقع المتشضي بشريا والمتصارع مذهبياً والمغالي في تعصبه وتطرفه تجاه ما هو علية من تسمية ومذهب لاهوتي وإنتماء قبلي وعشائري ومناطقي هذا الواقع هو الذي يجعل وحدتنا بعيدة المنال على أبسط صورة ، ولذلك أدعو الى تغيير هذا الواقع بتغيير ثقافته الموروثة من المذهب والقبيلة والعشيرة الى ثقافة قومية شاملة وتلك هي مهمة المثقفين والمفكرين من أبناء مكونات أمتنا كافة دون تهميش او إقصاء أي مكون منها ونحن بالتأكيد من ضمنهم . ولتأكيد كلامي إقرأ تعقيب الأخ وسام موميكا أعلاه ولاحظ بأي لغة يتحدث وبأي منطق يتمنطق أنا أستغرب من الأخ وسام لماذا يتبنى هذا النهج الغير منطقي والغير مقبول وأنا هنا أقول له وللآخرين من اي مكون كانوا أن يتخلوا في الكتابة والمخاطبة عن هذا المنهج غير المجدي والذي لا ينتج غير المزيد من الحقد والكراهية المتبادلة والتي تزيدنا تمزقاً وتشرذماً . كل واحد منا حر أن يختار ما يشاء من تسمية يتسمى بها ومذهب لاهوتي يعتقد به لأن ذلك من حقه الطبيعي ولكن مطلوب من الكل احترام خيارات الآخرين في نفس الوقت ، لأن هدفنا من الكتابة ليس الكتابة من أجل الكتابة للمشاركة في المبارات الكتابية من دون هدف ، بل إن هدفنا هو الوصول الى ما يقربنا من بعضنا البعض بتوسيع مساحة ما نتفق عليه من المشتركات ونقلص من مساحة الخلافات والأختلافات . أما بخصوص ما ذكته في مداخلتك عن الأحزاب السياسية فاغسل يديك منها لأنها تتبارى وتستقتل من أجل المناصب والمصالح حالها حال باقي الحزاب العراقية لأنه وباء قد انتشر وأصاب الجميع بالعدوى وليس إلا . ومن الأفضل لكل من يريد أن يخدم أمتنا أن ينسى تلك الأحزاب لأنها بعد سقوط النظام تحولت الى مجرد مؤسسات تجارية لخدمة جيوب بعض القادة المتنفذين فيها وشكرا .

أخوكم : خوشــابا سـتولاقا     

2057

 الى الأخ العزيز فاروق كوركيس المحترم
 تحية طيبة وتقدير
 شكراً على مرورك على مقالنا وعلى كل ما ورد في ردك أو مداخلتك الكريمة  . ولمزيد من التوضيح يرجى العودة الى ردي على مداخلة الأخ العزيز آشور كوركيس أعلاه . أما بخصوص ملاحظتك على الجذر القومي الأصيل وتبرعم الفروع أضح الآتي : أنا لم ولن أقطع الجذر الأصيل ولكن ربما أنت على حق في تبرعم الفروع بالجذر وهذا هو المطلوب . يجب أن يشارك الجميع في عملية البحث والدراسة العلمية الرصينة لأزالة تراكمات التشويه والتزييف التي جرت من قبل الأعداء والغرباء على تاريخنا منذ قرون لكي يتم الكشف عن الجذر الأصيل لوجدنا القومي ، هذا هو الطريق السليم للوصول الى الحقيقة التاريخية لأمتنا ، من هنا هي البداية لأنطلاقة وحدتنا القومية الشاملة .
 يا عزيزي فاروق الواقع شيء والطموح شيء آخر مختلف ، وما علينا إلا أن نتعامل في نضالنا بكل أشكاله بما فيه النضال الفكري والثقافي وتوعية الجماهير مع واقع الحال للسير نحو ما نطمح إليه كهدف إستراتيجي وليس التعامل مع الطموح ، وبالأمكان أن نستعمل أدوات تحقيق الطموح عند تعاملنا مع حقائق الواقع ، لأنه لا يجوز لنا ان نتجاوز الواقع ونقفز من فوق الحقائق على الأرض لأن ذلك يكون إنتحاراً وقفزاً في النار تحرقنا  . أرجو أن أكون قد تمكنت من توضيح الفكرة  .



                         أخوكم خوشابا سولاقا
 

2058
الى الأخ آشــور كوركيس المحترم
تحية وتقدير
أنا دائماً أقرأ كتاباتك وكتابات الأخ فاروق كوركيس وأعتبركما من أكثر كتاب هذا الموقع قرباً وإهتماماً بقضايانا القومية الآشورية مع إحترامي وتقديري لبقية كتاب الموقع وإعتزازي بهم ولكن الحقيقة يجب أن تقال . كما احس بصدق نواياكم القومية وما يعجبني فيكما أكثر هو تجردكما وتجاوزكما في كتاباتكم للولاءآت الخصوصية الفرعية كالقبيلة والعشيرة والمذهب الكنسي وأحس بالمقابل فيكما قوة الولاء القومي للأمة وأنا حسب معتقداتي هي نقطة البداية لتحقيق الوحدة القومية الشاملة ( مقالي القادم هو بخصوص هذا المفهوم ) . كانت ملاحظتك بخصوص تسمية شارع في أربيل " أرباإيلو " باسم المجرم سمكو شيكاكي الذي ساهم في قتل الآلاف من الآشورين وقتله لشهيد الأمة الآشورية مارشمعون بنيامين ملاحظة ذكية تستحق الشكر والتقدير عليها لأنك بالرغم من كونك تعيش في بيروت إلا انك لدين عيون تنظر في صغيرة وكبيرة وفي كل شاردة وواردة تخص أي جانب من قضايانا القومية . وبالرغم من كون من يدعون تمثيلنا في مؤسسات الدولة العراقية الفيدرالية والأقليم الكوردي ويزرعون شوارع بغداد وأربيل ذهاباً وإياباً إلا انهم لا يلاحظون مثل هذه الظواهر الغريبة والنشاز والمقرفة كتسمية شوارع وأماكن بأسماء مجرمين مثل سمكو تخليداً لجرائمهم . أسأل هؤلاء الذين يدعون تمثيلنا أين انتم من هكذا إهانات لشعبنا ؟؟ أهل هناك إهانة أكبر في معناها من تسمية شارع رئيسي في أربيل بأسم قاتل أبناء شعبنا ؟ أليس بوسعكم الأعتراض على ذلك من خلال المجلس الوطني الكوردستاني ؟؟ فإذا كان من حق الأخوة الكورد تسمية الشوارع والأماكن بأسماء من أجرموا بحق جيرانهم ممن شاركوهم المصير في نضال الحركة التحررية الكوردستانية ونالوا قسطهم من الحرب الكيمياوية الصدامية عندها يكون من حق الأخوة العرب من أنصار صدام تخليد ذكر صدام لقصف حلبجة بالكيمياوي وعمليات الأنفال . الأجرام هو إجرام أينما يحصل ومن أي مجرم يصدر ضد أية ضحية كانت لفي أي زمان ومكان ، الأجرام يجب ان يدان وليس من حق أحد ان يكرم صاحبه ويخلد بذكرى . هذا ما يجب أن تفعله الأحرار في أي مكان وزمان .
يا أخي العزيز آشــور يظهر أن من يدعي تمثيلنا لا تهمه مثل هذه الأمور التي عفى عليها الزمن وبلأخص عندما يسبب الأهتمام بها فقدان لمناصبهم وما ينزل في جيوبهم من مرتبات ضخمة وامتيازات مختلفة ، هذه الأمور هي ما يهم من يدعون تمثينا في مؤسسات الدولة التحادية والأقليم وهذا ما بات معروفاً من ابناء شعبنا وشكراً .

                  أخوكم خوشابا سولاقا 

                   

2059
الى الخ العزيز آشــور كوركيس المحترم
تحية أخوية من الأعماق
قبل كل شيء أشكرك على مرورك وانأ شخصياً أعتز بما تكتبه وتطرحه من أفكار قومية وأتفق معك في الكثير منها وقد يكون اختلافي معك حول تسميات مكونات أمتنا القومية المتداولة حالياً بين الواقع القائم وبين ما نطمح إليه أن يكون على المستوى القومي كأمة بالعودة إلى الجذور التاريخية لهذه المكونات . إن ما موجود من الخلافات حول هذه التسميات حالياً كبير جداً يكاد قد وصل بنا هنا بسبب الممارسات الخاطئة للأحزاب السياسية بعد سقوط النظام إلى مفترق الطرق لإعلان ثلاثة قوميات منفصلة لا علاقة لها ببعضها البعض وهذا يخالف الطموح القومي لآمتنا . لذلك وجدنا أن يكون التعامل مع موضوع التسمية القومية من قبلنا نحن المثقفين والكتاب في هذه المرحلة مع واقع الحال لخلق القاعدة المادية بالتعامل مع المشتركات التي تجمع هذه المكونات وتوسيع قاعدتها على حساب تقليص مساحة نقاط الاختلاف لتهيئة أرضية خصبة للانتقال إلى الرحلة الأخرى وليس التعامل مع الطموح ، لأن الظروف الموضوعية والذاتية غير ناضجة للتعامل قومياً مع ما نطمح إليه , وبإمكانك أن تقيم الوضع هذا من خلال ما ينشر في هذا الموقع  من كتابات متناقضة وجارحة ورافضة لقبول الرأي الآخر ، وعليه فإن تبني الأفكار والآراء التي تحمل في طياتها شيء من التطرف والمغالاة في التعصب للخصوصيات أنا اعتبر طرح مثل هكذا أطروحات انتحار للقضية القومية ، وأن يكون الطرح البديل لها هو تعزيز المشتركات وتوعية الناس بتاريخنا المشترك وتراثنا النهريني الخالد والأسباب الحقيقية لفرقتنا وتشرذمنا .
كما أحب أن أنوه لشخصك الكريم إن هذه التسميات ارتبطت عضويا بالمذاهب اللاهوتية الكنسية والتي على أثرها ترسخ الأحقاد والكراهية بين أبناء هذه المكونات لمدة قرون عديدة وفي ظل خمود وغياب الوعي القومي الحديث إضافة إلى ما انسحب عليها من القيم القبلية والعشائرية المناقضة لمضمون ومفهوم القومية والتي لا يزال البعض يتغنى بها وبأمجادها ومتقوقع بها  . هكذا هو الخارطة  السياسية الاجتماعية لمكونات أمتنا . لذا من يريد أن يعمل علية وحسب  رأي المتواضع ان يراعي هذه الاعتبارات ويأخذها بنظر الاعتبار .


تقبل تحياتي واحترامي لشخصكم الكريم / أخوكم خوشابا سولااقا    

2060
 الى الأخ العزيز برشي عبدالأحد قلو المحترم
 تحية برشاوية طيبة معطرة بعبق المحبة والوحدة
 أشكرك على مرورك بمقالن وأشكر إهتمامك وتشجيعك ولكن في منطق البرشايوثا من حقي أن أقول الآتي :
 1 ) لقد عجبتني مبادرتك في طلب العتذار وعجبني أكثر من ذلك الاستجابة الايجابية واتعاطف الواسع من متابعي هذا الموقع معك وأعتبرته إنجاز كبير لشخصك الكريم وفرحت بذلك لكونك برشي الجريء في طروحاته وصادق لا يجامل الباطل من أي كان وهذا ما كبرك مكانتك عندي وعند الآخرين ز
2 ) نحن الذين نعتبر انفسنا مثقفين ومخلصين لقضية مشتركة مهما كانت إختلافاتنا المذهبية علينا أن تقتدي بالايابيين من الناس وليس بالسيئين منهم ، ما عليك بهذا وذاك من هؤلاء دعهم وشانهم وإنما إعمل ما انت مقتنع به واستمر عليه دون تراجع عزيزي برشي .

 الى الأخ العزيز نيسان سمو المحترم
تحية اخوية
 إن نقطةالبداية قد حددتها بدقة ووضوح في مقالي ألا وهي التخلص من ثقافتنا القديمة " ثقافة التفرقة " والتخلي عن الولاء للخصوصيات الفرعية والتمسك بولائنا للأمة وشكراً  .

   خوشابا سولاقا

2061
أين هي نقطة البداية لأنطلاقة وحدتنا القومية الشاملة ... ؟؟
المهندس : خوشابا سولاقا
كما هو معروف لدى الجميع أن لكل مجتمع من المجتمعات البشرية بنيته الاجتماعية التحتية الخاصة به والتي تتحكم بشكل مطلق بنوع وطبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة فيه ، وهذه البنى تختلف مع بعضها البعض بين مجتمع وآخر في بعض الحلقات وتلتقي بهذا الشكل أو ذاك وتتقارب في الحلقات الأخرى وبالأخص في حالة التجاور المجتمعي وتبادل المصالح المشتركة بينها ، ويكون للتجاور في منطقة السكن والعيش والاقامة على أي مستوى كان تأثير في مستوى نسبة التقارب والألتقاء والتشابه والتماثل في طبيعة تلك البنى التحتية الاجتماعية في تلك المجتمعات المتجاورة ، وبذلك تكون تلك المجتمعات في وضع التاثر والتأثير الأجتماعي والانساني المتبادل ببعضها البعض بحكم المصالح المشتركة والمتبادلة . هذه الظاهرة الاجتماعية والإنسانية تجعل من إمكانية التقارب والتماثل والتداخل الاجتماعي في العادات والتقاليد والسلوك الاجتماعي كبيراً وقائماً بين المكونات الاجتماعية المتجاورة مهما اختلفت في انتماءاتها المجتمعية على كافة المستويات التي تحتمها وتفرضها المصالح المتبادلة أحياناً كثيرة . وتنشأ بين هكذا مجتمعات إنسانية المختلفة قومياً ودينياً تحالفات وإتفاقات مصلحية مشتركة قائمة على أساس المنافع والمصالح المشتركة وتأخذ شكل وطابع العقد الاجتماعي بينها ويتحول ذلك بالتالي الى عرف وتقليد قبلي وعشائري بحسب الأطراف المتعاقدة للعيش المشترك كما كانت ولا تزال الحالة بين بعض قبائل وعشائر من أبناء أمتنا في القرى والأرياف وبعض القبائل والعشائر العربية والكوردية عندما تتجاور وتشترك مصادر المصالح والثروة لديهم كالمراعي والأراضي الزراعية ومصادر المياه المختلفة والمصايف . هذه التحالفات بحكم الواقع والمصالح تؤدي في أحيان كثيرة الى وقوف تلك القبائل والعشائر المتحالفة بالضد من القبائل والعشائر التي تماثلها في الأنتماء القومي والديني وتساند الحلفاء التي لا تماثلها في القومية والدين وقد تقاتل الى جانبها إذا تطلب الأمر ذلك في حالة نشوب أي صراع أو قتال على المراعي وينابيع المياه العذبة والأرض الزراعية ، لأن الصراعات التي كانت تنشب بين تلك التجمعات كانت بالأصل صراعات على المصالح في أغلب الأحيان وبالتالي فإن المصالح هي التي تتحكم بطبيعة العلاقات بين التجمعات البشرية مهما كانت طبيعة تلك التجمعات ، إضافة الى ما كان يحصل من تجاوزات وإعتداءات من عصابات تنتمي الى هذه القبيلة أو تلك على أخرى لأسباب إجتماعية ودوافع دينية وأغلبها كانت تحصل بتحريض السلطات الحكومية لأغراض سياسية قذرة كما كانت تفعل السلطات العثمانية الشوفينية مع الأقليات الدينية والقومية من رعاياها .
هذه التركيبة للبنى التحتية الاجتماعية التي كانت سائدة في هكذا مجتمعات أنتجت ثقافات تعكس طبيعة وتوجهات هذه البنى ، أي انتجت ثقافة الولاء للإنتماءات الخصوصية الفرعية ثقافة الولاء للانتماء الى القبيلة والعشيرة ثم ثقافة الولاء للانتماء الى الدين والى المذهب وبمرور الزمن ترسخت هذه الثقافات في عقول وكيان وطبيعة ونفسية وسلوك الفرد وأصبحت تشكل المقومات الأساسية لشخصيتة الاجتماعية وحولته الى أداة للتنفيذ الفعلي عمليا ً في حياة القبيلة والعشيرة والطائقة دون أن يكون هناك للقومية أي إعتبار أو وجود على أرض الواقع ودون أن يكون لها أي تأثير في البنية الثقافية والاجتماعية للفرد ، وهكذا أصبحت القومية ومفهومها السياسي والانساني غائباً إجتماعياً وروحياً عن ذهن وسلوك الفرد في هكذا مجتمعات متخلفة ، وهذه الظاهرة المنحرفة والخطيرة على الوجود القومي للأمة أتاحت الفرصة أمام الكراهية والأحقاد والتعصب والعنصرية والمغالاة بالتطرف نحو الخصوصيات الفرعية لأن تنمو وتكبر يوم بعد آخر الى أن وصلت الى درجة التناحر والصراعات الدموية أحياناً بين قبائل وعشائر وطوائف والمذاهب الدينية داخل كيان القومية الواحدة ومهمشة للفعل والوعي القومي النهضوي الى درجة الخمود والسبات الطويل ، أي أنه أصبح الشعور القومي بوجود الأمة محنط ومركون على هامش الحياة الاجتماعية بإنتظار من يُفعّلهُ ويعيدهُ الى مسرح الحياة بقوة من جديد .
وعند دراستنا للتاريخ بشكل واعي سوف نلاحظ مدى إنتشار وتَرسُخ وتكرُس ثقافة التعصب والعنصرية والمغالاة في التطرف نحو الولاءآت للانتماءآت الخصوصية الفرعية على حساب الإمعان في إضعاف دور الولاء للإنتماء القومي الشامل .
هكذا هو حال البنية التحتية الاجتماعية والبنية الفوقية الاجتماعية المتمثلة في الثقافة والتقاليد والعادات والممارسات والسلوكيات السائدة والتي هي إنعكاس طبيعي للبنية التحتية في مجتمعنا ( الكلداني ، السرياني ، الآشوري ) والذي كان الى حد قريب بأغلبه مجتمع فلاحي زراعي ورعوي يعتمد في إقتصاده على الأرض وتربية المواشي وتدجين الطيور ويسكن القرى والأرياف وما زال الى الآن الى حد كبير . وبالرغم من سكن نسبة كبيرة منه في المدن في القرن الماضي وحصل الكثير من أبنائه على مستوى عالي من التعليم العام والتعليم الجامعي إلا أن عقليتنا وسلوكنا ما زال متأثراً بطبائع الماضي لأبائنا وأجدادنا بالأمس بحكم العادة والتقليد الوروث ، وهذا أمر طبيعي لأن عملية التحرر والتخلص من أثار الماضي وتجاوزه لا يمكن ان تتم دفعة واحدة في فترة زمنية قصيرة بل هي تأتي من خلال عملية تاريخية تراكمية وعلى مراحل وهذا ما يجري إجتماعياً الآن ، حيث تخلصنا من ممارسات وتقاليد متخلفة كثيرة كانت سائدة في حياتنا من دون أن نشعر بأي تأثير سلبي تركه التخلي عنها على حياتنا ، وإكتسبنا ممارسات وسلوكيات جديدة فرضها تطور الحياة الاجتماعية وقبلناها برحابة صدر رغماً عن مقاومة البعض من بقايا الماضي لها تحت ذرائع شتى ولكن شعرنا بتاثيرها الايجابي على نمط حياتنا . هكذا تتطور الحياة تختفي وتزول امور بحكم التقادم الزمني  وتظهر أمور أخرى بحكم إرادة متطلبات الحياة الجديدة ونزوع الإنسان الطبيعي الى التجديد الى تغيير أنماط حياته ، الحياة تتطور وتسير في مسارها الطبيعي الى الأمام من دون تراجع وما علينا نحن إلا اللحاق بموكبها وليس الوقوف على التل متفرجين والنظر إليها والبكاء بألم وحرقة قلب على أطلال الماضي وإستذكاره وإستحضاره في المناسابات والهروب من المشاكل والتحديات التي تواجهنا وتتحدى مستقبل وجودنا القومي في أرض الأجداد .
في الولاءآت للانتماءآت الخصوصية الفرعية والتمسك بالثقافات البالية والمغالاة في الأعتزاز بها والتي أفرزتها الحياة القبلية والعشائرية في سلوكنا الآجتماعي التي جعلتنا أسرى الماضي تكمن روح الشيطان التي تفرقنا اليوم وتجعلنا أشلاء متناقضة ومتناحرة لا يجمعنا جامع بل على العكس من ذلك لقد إتخذ الكثير من كتابنا ومثقفينا مع إحترامي الكبير لهم وإعتزازي بهم من إمكانياتهم الكتابية والثقافية ومعارفهم العلمية والتاريخية وسيلة لتكريس وترسيخ تلك الثقافة " ثقافة التفرقة " إن جاز التعبير بدلاً من العمل الحثيث والسعي المتواصل الى تركيز كل الجهود بإتجاه تغيير تلك الثقافة الهدامة المتخلفة وتكريس " ثقافة الوحدة القومية الشاملة " المؤسسة على وحدة اللغة والتاريخ والتراث والأرض المشتركة والمصير المشترك والدين الواحد والتي لا تتعارض ولا تتقاطع إطلاقاً مع ولاءآتنا الايجابية للأنتماءآت الخصوصية الفرعية القبلية والعشائرية والمذهبية الكنسية .
وبناءً على ما تقدم ولغرض البداية من النقطة التي من المفروض ان تبدأ منها إنطلاقتنا الشجاعة نحو تحقيق وحدتنا القومية الشاملة ، يجب أن نبدأ بالدعوة الى بناء إنسان جديد بثقافة جديدة مؤسسة على الولاء للإنتماء القومي التقدمي الديمقراطي لجميع مكونات أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين من دون تهميش وإقصاء لأي مكون منها في طروحاتنا الفكرية وكتاباتنا وحواراتنا الثقافية ومناقشاتنا في المحافل والمنتديات سواءً على مستوى مؤسساتنا السياسية ومؤسسات المجتمع المدني لأمتنا أو على مستوى مؤسسة الكنيسة منطلقين في ذلك كما قلنا من أساس وحدة اللغة والتقاليد والطقوس الاجتماعية ووحدة التاريخ والتراث والأرض ووحدة المصالح المشتركة والمصير المشترك .. عندما نعتمد هذا الأسلوب في الحوار والنقاش وطرح المبادرات للتفاهم المشترك من أجل تقليص مساحة الأختلافات والخلافات بيننا وتوسيع بالمقابل مساحة المشتركات بين مكونات أمتنا ، عندها سوف نتمكن من بناء وتربية أجيال جديدة من الشباب تشعر بأنها تنتمي الى مشتركات قومية كثيرة وبالتالي تشعر بالإنتماء الى قومية وأمة واحدة بغض النظر ماذا تكون تسميتها (( الأمة الكلدانية ، الأمة السريانية ، الأمة الآشورية )) . عندما نصل الى هذه المرحلة من خلق الجيل الجديد لتولي قيادة مسيرة الأمة تكون الأجيال التي تربت على الثقافة القديمة " ثقافة التفرقة " قد غادرت المسرح الى الحياة الأبدية أطال الله في عمر الجميع ، ولكن هذه هي سُنة الحياة أجيال ترحل وأجيال تأتي وتحل محلها في دورة الحياة الطبيعية ، وتكون في ذات الوقت الأجيال التي قد تربت على الثقافة الجديدة ثقافة الولاء للقومية والأمة واللغة الواحدة قد قوى عودها وترسخت مفاهيمها عن القومية التقدمية ، تكون هي الأخرى قد غادرت مسرح تلك المفاهيم القديمة والبالية والتي كانت تدعو الى الفرقة على أساس الولاء للإنتماءآت الخصوصية الفرعية ويصبح ذلك شيء منسي وجزء من الماضي المشؤوم .
عليه أدعو جميع مؤسساتنا الكنسية والسياسية ومؤسسات المجتمع المدني الحريصة على إنجاز وحدتنا القومية للعمل على بناء أجيال جديدة من الشباب القومي بثقافة قومية تقدمية ديمقراطية جديدة غير شوفينية وغير عنصرية ، وتؤمن بحق الآخر كما تؤمن بحقها ، لكي نتمكن بعد جيل أو جيلين على أبعد تقدير من مغادرة عصر الفرقة والتمزق والتفكك القومي والعبور الى عصر الوحدة القومية الشاملة التي هي الحلم الجميل الذي يراود أبناء أمتنا جميعاً بكل مكوناته الحالية .


خوشــابا ســولاقا
8/ آب / 2013



2062
الى الأخ والصديق العزيز الدكتور عوديشو ملكو أشيثا المحترم
تحية وتقدير
بورك قلمكم على هذا المقال الرائع الذي القى الضوء على مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ أمتنا ، ومنها تركيزكم على الميثاق القومي الذي أقر في اجتماع سر عمادية عام 1932 الذي حضره جميع القادة الروحانيين وملكاني ورؤساء العشائر من دمن استثناء وأقسموا فيه اليمين بأغلظ الأيمان أمام قداسة البطريرك على الألتزام به وعدم خيانته ، وأوضح الميثاق  حرص الآشوريين على المحافظة على وحدة العراق أرضاً وشعباً والولاء لجلالة ملك العراق المعظم . حقيقة إنه مقال جدير بالقرأة وبالأخص لمن لا يمتلك معلومات عن هذه المرحلة وهذا المثاق بالذات وما اشيع عنه من لغط وتزييف للوقائع وتشهير بالعائلة البطريركية ودورها في المطالبة بحقوق شعبنا . بوركت جهودكم يا صديقي العزيز . كما لا أحب هنا أن تفوتني الفرصة لأقدم شكري الجزيل للأخ العزيز فاروق كوركيس حيث أشار الى جانب مهم في القضية الذي قد فاة التطرق إليه هنا للصديق الدكتور عوديشو ملكو أشيثا إن لم يكن ذلك استخفالاً منه مراعاة لمشاعر البعض من الذين لا تفوتهم مناسبة إلا ويكيلون فيها التهم والتشهير والأساءة على العائلة البطريركية المارشمعونية زوراً وبهتاناً سامحهم الله .

        اخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا  


2063

  الى الأخ نيسان سمو المحترم
  تحية وتقدير
  شكراً على هذا الحوار الرائع عن التاريخ نقرأه أم لا نقرأه وكيف نقرأه .. ؟ وأخيراً على ما أعتقد إتفقنا على ضرورة قرأة التاريخ واتفقنا أن نأخذ منه ما يخدم حاضرنا ومستقبلنا ونرمي ما لا يخدمنا وراء ظهرنا ونلعنه مليون مرة . الغاية من قرأة التاريخ ودراسته هي لكي لا نعيد ما خطأوا به أجدادنا لكي لا يتكرر وتتكرر معه مأسينا ولكي نتلافي ما لا يحمد عقباه . عزيزي نيسان التاريخ يروي بأنه كان دائماً إنعكاسا للصراع من أجل المصالح بين الناس في المجتمعات وعليه كتب وكما ذكرت في مقالي من وجهات نظر تلك الأطراف المتصارعة تعظم جانب منه وتكتب بالسوء عن الجانب الآخر وهكذا ضاعت الحقيقة بين هذا وذاك علينا أن نكتشفها وشكراً لك على هذا الحوار المثقف والمفيد يا عزيزي يا أستاذ نيسان والى الملتقى في حوارات قادمة ودمت بخير وسلامة .

                                  محبكم أخوكم : خوشــابا ســولاقا   

2064
الى الأخ الفاضل نبيل دمان المحترم
تحية وتقدير وإحترام
لا يسعني قبل ان اكتب أية كلمة إلا أن أقدم لشخصكم الكريم جزيل الشكر والتقدير ومن خلالكم وعبر هذا الموقع النبيل لكل أبناء ألقوش أم المناضيلين أينما كانوا في أرجاء المعمورة على موقفهم الذي تحدثت عنه بإسهاب وبأسلوب سلس وجميل تجاه أبناء جلدتهم من أخوتهم بالدم الآشوريين أثناء مذبحة سُميل عام 1933 . هذا الموقف حقاً له أكثر من دلالة وإشارة لمن يحاولون ليل نهار بدق اسفين الفرقة بين مكونات أمتنا وتحت ذرائع شتى ، وكان هذا الموقف الذي لا ينساه التاريخ لأبناء ألقوش رداً بليغاً لمن يتشبثون بخيوط الفرقة المذهبية لأستمرار التمزق والتفكك والتشرذم وتعدد التسميات في صفوف أمتنا ونقول لهم إن مساعيكم الخائبة لا فرصة لها في النجاح لتحقيق أهدافها لأن إرادة الأمة في الوحدة القومية وجهود الخيرين من أبنائها المؤمنين وتضحياتهم في سبيل تحقيق هذا الهدف السامي أقوى من أن تسطيع أقلامكم البائسة من ان تنال منها في عتمة الجهل والتخلف والحقد والكراهية بسبب الولاءات المذهبية . إن نهوض أمتنا في يوم ما هي حتمية تاريخية لا بد لها أن تتحقق طالما هناك من يسعى إليها ، كما يقول المثل " لا يضيع حق وراءه مطالب " . شكراً لك مرة أخرى يا أستاذ نبيل دمان على هذا المقال الأستذكاري لملاحم البطولة والفداء الرائع وشكراً كبيرأ لكل من قدموا مداخلاتهم الرائعة لأغناء هذا الموضوع بما لديهم من معلومات وذكريات إضافية . عند قرأة هذا المقال والمداخلات تتجسد للقارئ صورة الوحدة القومية الحقيقية لأمتنا وهذا ما يسعدني كثيراً وحتماً سيسعد الجميع وشكراً للجميع .

المجد والخلود لشهداء أمتنا من كل مكوناته والخزي والعار لأعدائها بكل تلاوينهم

محبكم من القلب: أخوكم خوشــابا ســولاقا

2065

 الى الأخ نيسان سمو المحترم
 تحية وتقدير
 إن ما ذكرتَهُ في تعقيبك الأخير كان ما تناولهً مقالنا موضوع البحث وعليه أدعوك الى إعادة قر اته وستجد أن المقال يجيب الى كل تساؤلاتك حول أي تاريخ نقرا ونعتمد عليه وستجد إننا متفقان بنسبة كبيرة في كثير من الجوانب وشكراً علة إهتماك ومتابعتك للموضوع .
 
                         أخوكم : خوشابا سولاقا

2066
الى الأخ العزيز نيسان سمو المحترم
تقبل تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم
أنا أقول من الضروري جداً أن نقرأ التاريخ بصورة صحيحة وواعية لأحداثه وأن نستوعبه ونحلله لنأخذ منه ما يفيد حاضرنا ومستقبلنا ، وهذه هي أهم نقطة في قرأة التاريخ لكي لايصبح التاريخ سبباً لقتل الحاضر وإعدام المستقبل قبل ولادته . ونحن يجب أن نقرأ التاريخ لكي نفهم المعنى التقدمي للقومية والطائفية اللتان لا تلغيان الآخر بل تقبل التعايش معه على قدم المساواة من دون تمييز ونرفض الشوفينية القومية والطائفية والدينية التي ترفض وتضطهد الآخر وترفض التعايش معه على قدم المساواة ، لكي لا يكون التاريخ السبب في كل مآسي وتناقضات المجتمع والأنسان ، ولكي لا يأخذ الأنسان من العنف والأرهاب وسيلة لحل مشاكله وخلافاته مع الآخر. لذا أخول نفسي لأن أقول لك إن سمحت لي بذلك يا أخي نيسان الآتي (( إذا لم نقرأ التاريخ وكيف يجب أن نقرأه سوف لا نعرف أسباب القتل والعنف والأرهاب في حياتنا الحاضرة والمستقبلية ، وعندما لا نعرف ونستوعب تلك الأسباب سوف نبقى قاصرين لا نستطيع أن نجد الوسائل المناسبة لمواجهتها والتصدي لها بحزم ، وعندها سوف لا نستطيع من القضاء على أسباب قتل الحاضر والمستقبل ، وسوف لا نستطيع منع إنتشار حدوث المأسي والكوارث والتي هي من صنع الإنسان ذاته ، وسوف لا نستطيع بالتالي من إيقلف إنتشار التناقضات وصراع المصالح التي بسببها يختار الإنسان وسائل العنف والأرهاب لتجاوز معاناته وحماية مصالحه وتلك كانت الأسباب الحقيقية للكواث الأنسانية الكبيرة التي راحت ضحيتها الملايين من البشر كالحروب العالمية والدولية والأقليمية عبر العصور . إن لم نقرأ التاريخ سنكون كالأعمى لا نستطيع من رؤية السبيل القويم الى الحياة الحرة الكريمة التي تليق بنا كبشر .. هذه هي رؤيتي للتاريخ وكيفية قرأته ، ولك رؤيتك وأنت حر بها وأنا أحترمها جل إحترام وشكراً .

أخوكم : خوشابا سولاقا

2067
 الى الأستاذ إيدي بيث بنيامين المحترم /  تحية وتقدير
  بورك قلمكم ونشكر جهودكم في إستذكاركم لمآثر من ضحوا بحياتهم بمناسبة هذه الذكرى الخالدة من سفر نضال أمتنا ألا وهي يوم الشهيد الآشوري الكلداني السرياني .
                   (( المجد والخلود لشهداء أمتنا واخز والعار لأعدائها بكل تلاوينهم ))

                       أخوكم : خوشــابا ســولاقا [/size]

2068

 الصحيح هو (( التاريخ هو متاجرة الأحياء بما فعلوه الأموات ولأصرار على عدم قرأته كما يجب أن يقرأوه  ليستخلصوا منهم العبر والدروس ))

2069

الى الأخ نيسان سمو المحترم 
 تحية وتقدير
 شكراً على مرورك على مقالنا  ، أنا أتفق معك على بعض طروحاتك حول التاريخ ولا اتفق معك في البعض الاخر منها . مقالي واضح إن سلبيات التاريخ على حاضرنا ومستقبلنا ليست في التاريخ ذاته ولكنها كامنة في قراءتنا وفهمنا له ولذلك ركزت بهذا الأتجاه في المقال أما أن نلعن التاريخ ونتكه ورائنا فذلك كفر بحق الحياة وسنة تطورها ويعني أيضاً قطع صلتنا بماضينا وإن فعلنا ذلك نبقى كالشجرة التي لا جذور لها في الأرض يكون مصيرها الموت المحتم . من واجبنا أن نعرف التاريخ كيف كتب وكيف يجب أن نقرأه  لنتمكن من البقاء والتجذر في الحاضر والسير من دون مخاطر نحو العبور بسلام الى المستقبل . وفي الختام أكرر شكري الجزيل على مداخلتك القيمة وتقبل تحياتي

                              اخوكم : خوشابا سولاقا

2070
الى الأخ آشــور كيوركيس المحترم
تحية أخوية صادقة
أحييك على مقالك الرائع الذي يستعرض سيرة الشهادة لشهداء الأمة الآشورية بكل مكوناتها من جبال آشور في هيكاري الى سهول أورمية الى مخيمات بعقوبة والى مذبحتي سُميل وصورية الشهيدتين ، بورك قلمك على ما يسطره من مقالات وكتابات رائعة تساهم في تعريف أبناء أمتنا يقضيتنا القومية أشكرك على جهودك الكبيرة في هذا المجال . المجد والخلود لشهداء أمتنا الآشورية والخزي والعارلأعدائها الخائبين .
أخوكم بالروح والدم خوشــابا ســولاقا
الى الأخ وسام موميكا المحترم  / تحية أخوية صادقة
لقد تابعت مقالاتك الكثيرة والمثيرة للجدل والتي في أغلب الأحيان تحمل الكثير من الحقد والأساءة على الآشورية قوميةً اسماً ومضموناً وكأن ( بيث خديدة ) مدينتك الجميلة ومسقط راسك ليست ضاحية من توابع نينوى أعظم عاصمة للأمبراطورية الآشورية ، وتدعي إنتسابك قومياً للآراميين الذين جاؤوا بهم الآشوريين أسرى من دويلاتهم الصغيرة في سوريا الحالية الى نينوى وغيره من المدن الآشورية . على كل حال أنا لست هنا بصدد الرد على كتاباتك الهجومية السافرة والحاقدة على كل شيء آشوري ، بل أستفسر من حضرتك لماذا كل هذا الحقد ؟ وما هي مبرراته وبماذا تجيب لو سألك أحد الأخوة من ( بيث خديدة ) الحمدانية هذا السؤال ؟ فإن كان ذلك نابع من موقفك تجاه شخص بعينه أو حزب سياسي معين ( زوعا) الذي كنت عضواً في صفوفه ، فذلك لا يعطيك الحق أن تكون حاملاً للحقد على الآشورية بهذا الشكل السافر في كل كتاباتك بوجود مناسبة ومن دون مناسبة . لا يجوز ذلك يا أخي وسام !! أنت حر ومن حقك أن تسمي نفسك ما تشاء وأن تنتسب الى أية تسمية قومية تختارها وتدافع عنها وتنظر لها بما تشاء ولكن ما ليس من حقك هو أن تسيء الى الآخرين وعل خياراتهم في الانتماء القومي . أنا أستغرب من كتاباتك عندما تدعي فيها بأن الأمة الآشورية قد أبيدت عن بكرة أبيها على يد الفرس الميديين والكلدانببن بعد سقوط نينوى في عام 612 ق . م . هذا الادعاء الباطل وغير المنطقي لا يؤيده أي مصدر من مصادر التاريخ عالمياً وليس هناك ظاهرة في التاريخ الإنساني حصلت لأمة يعد سقوط سلطتها السياسية لكي يكون هناك إمكانية تصديق هذه الشعوذة اليهودية ألتي أوردوها في توراتهم على لسان أنبيائهم الكذابين أمثال ناحوم ( ناحوم الألقوشي ) كما يحلو للبعض تسميته ، يجوز أن يكون قد سكن القوش في حينها ولكنه ليس القوشياً بالأنتساب العرقي . عليه أنا لا أجادلك على هذه الأمور إطلافاً بل أطلب منك وبدون زعل أن تعيد النظر بكتاباتك الهجومية على الآشورية وتتخلى عنها لعد ضرورتها وجدواها في الوقت الذي لا تفيدك شخصياً سوى أن تزيد من رفض ونيذ الناس لك ولكتاباتك هذه . أخذ من هذه الرسالة نصيحة أخوية وشاركني والاخرين من أبناء أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين من يبذلون الجهود لأزالة الأحقاد بين ابناء شعبنا وبين كنائسنا وتركيز جهودنا المشتركة للتصدي لما يواجهنا من التجديات التب تهدد وجودنا القومي في أرضنا التاريخية وارجو منك أن تتقبل مني هذه الأسطر برحابة صدر إنسان مثقف وارجو المعذرة إن أزعجتك كلماتي هذه ولكنها صدقني إنها نابعة من محبة أخوية قومية .. وتقبل تحياتي     

2071
التاريخ كيف كُتب وكيف يجب أن يُقرأ ... ؟؟
                                                                                                              المهندس : خوشابا سولاقا
توطئة : في كتابة مقالاتي التاريخية السابقة والتي نشرتها خلال الأشهر القليلة الماضية ، عانيت الكثير في كتابتها ، من تلك المعاناة إنتقاء الكلمات والعبارات والجمل الرصينة التي تعبر بأكبر قدر ممكن من المصداقية والواقعية والموضوعية التي تجعل مهمة القارئ سهلة وسلسة في فهم ومتابعة الأحداث واستيعابها وفق تسلسُلها الزماني والمكاني هذا من جهة ، ومن جهة ثانية كنت حريصاً جداً أن لا يمس ما أكتبه بأي شكل من الأشكال القراء الكرام في مشاعرهم ممن قد لا يتفق  ما أكتبه مع قناعاتهم حول الأحداث التاريخية المعنية لكونها تخص بشكل أو بآخر بصورة مباشرة أو بشكل مبطن بالتلميح والإيحاء والاشارة كيفما تقتضيه سرد الأحداث أناس من إنتماءاتهم الفرعية الذين كان لهم دور في صناعة تلك الأحداث وما آلت إليه أوضاع الأمة من تداعيات وإنتكاسات خطيرة لاحقاً . في ذات الوقت كنت حريصاً كل الحرص على نقل مضمون ما حصل في تلك المراحل من تاريخ أمتنا بأمانة من دون إنحياز لباطل طرف على حساب حق الطرف الآخر . كل تلك المعاناة عانيتها وأردتُ أن أكون حيادياً وناقلاً لأقرب ما هو للحقيقة التاريخية للحدث التاريخي المعني . إلا أنه مع ذلك نلتُ إنتقادات لاذعة ولاسعة أحياناً وبكلمات جارحة في بعضها بالرغم من قلتها لا تليق أولاً بقائليها وبأدب وأخلاقيات الكتابة وحرية الرأي وإحترام الرأي الآخر ثانياً مهما كان الأمر حتى في حالة عدم توافق رأي الكاتب مع رأي هذا البعض ، ومع ذلك أعتبر كل هؤلاء أخوة لي وأحبائي وإن اختلفنا في الرأي مهما كانت وسائل ولغة التعبير بيننا قاسية فإنها في النهاية سوف لا تفقد في الود قضية . وبناءً على ذلك قررت كتابة هذا المقال وتحت هذا العنوان الذي يعني الكثير لمن يتعصب في رأيه إن أحسنوا قراءته ، متمنياً أن أوفق في إيصال المطلوب فيه الى أذهان المعنيين به وأن ينال رضا وقبول القراء والكتاب من الباحثين عن الحقيقة التاريخية . وهنا لا أريد أن تفوتني الفرصة لكي أقدم الشكر والتقدير والعرفان بالجميل الى كل من ساهموا في إغناء ما كتبته من المقالات التاريخية بما لديهم من مزيد من المعلومات التاريخية القيّمة التي كنت اجهلها من خلال مداخلاتهم وتعقيباتهم الثرة ، والى كل من كتبوا لي كتابات مشجعة ومحفزة لتقديم المزيد من العطاء . وإن دلَ ذلك التشجيع وتلك المشاركات الايجابية على شيء إنما يدل على نبل أخلاقهم وسمو مشاعرهم ومحبتهم لأمتهم ولمن يضحي ويبذل الجهود مهما كانت متواضعة لخدمة قضية الأمة ، وكما أقدم الشكر الجزيل للقراء الكرام الذين شاركونا في قرأتهم لما كتبته ، لمن يوافقنا الرأي أو لمن يخالفنا الرأي على حدٍ سواء . 
إن التاريخ دائماً ومنذ اقدم العصور قد كُتب من قبل ثلاثة شرائح من الكتاب والمؤرخين من الناس في المجتمع في أغلب الأحيان ، إلا ما ندر في حالات إستثنائية قليلة دخلت شريحة رابعة على خط تدوين وكتابة التاريخ ولكن هؤلاء قليلون جداً ولم يأخذوا قسطهم من الشهرة والأنتشار لكونهم يتقاطعون ويتعارضون في تدوينهم للتاريخ مع االشرائح الثلاثة الأخرى ويضرون بمصالحهم المادية والمعنوية ، ولذلك عملت تلك الشرائح الثلاثة على عزلهم عن الأنتشار والشهرة وتهميشهم بل وحتى إقصائهم من المجتمع ولذلك كان دورهم في إبراز الحقيقة التاريخية وترسيخها في أذهان المجتمع محدود ومحصوراً وغير مؤثر أو يكاد يكون منسياً لا يذكر وبالتالي بقيت كتاباتهم حبيسة حدود العائلة كمذكرات شخصية من دون ان تنشر .
فالشريحة الأولى من الكتاب والمؤرخين ممن كتبوا ودونوا التاريخ هم أولائك المؤرخين الذين إنطلقوا في كتاباتهم من ولاءاتهم وانتماءاتهم للخصوصيات الفرعية إبتداءً بالوطن والقومية والدين والمذهب والقبيلة والعشيرة وغيرها من الخصوصيات في البناء الهيكلي للمجتمعات الأنسانية ، والتي تظهر للقارئ للتاريخ تأثيراتها الواضحة والكبيرة على نهج وأسلوب ورؤية الكاتب والمؤرخ في كتابة وتدوين التاريخ وذلك من خلال انحيازه الواضح للخصوصيات الفرعية على حساب الأمانة التاريخية ، وتلك هي أولى الأمراض في كتابة التاريخ الحقيقي للأحداث التاريخية . وسيلاحظ قارئ التاريخ هذا الأنحياز للخصوصيات الفرعية للكتاب والمؤرخين واضح وجلي لديهم ليس فقط  لدى كتابنا ومؤرخينا فقط بل ولدى كتاب ومؤرخين كل الشعوب والأمم وليس حصراً بالبعض منها دون الأخرى ، وفي كل العصور والأزمنة ، حيث أن هذه الشريحة من الكتاب والمؤرخين يبالغون بإفراط في إبراز الأيجابيات للطرف الذي هم منه بالأنتماء  الفرعي وينحازون إليه دون أن يذكرون شيئاً عن سلبياته بل بالعكس يسعون الى تحويل السلبيات إلى إنجازات عظيمة تستحق الثناء عليها حتى وإن كانت تضر بالمصلحة القومية للأمة ، ويبالغون في ذات الوقت في إبراز السلبيات للطرف الآخر وبإفراط أيضاً دون أن يذكروا شيئاً عن إيجابياته حتى وإن كانت إنجازات حقيقية وعظيمة لصالح الأمة عندما يكتبون أو يؤرخون لنفس الحدث التاريخي ، لذلك يكون القارئ لتاريخ ذلك الحدث مشوشاً وحائراً في أمره كباحث في التاريخ للوصول الى الحقيقة التاريخية لذات الحدث والوقوف عليها . هكذا فتلك النوازع والنواميس الأنسانية الراسخة في كينونة الأنسان وثقافته المجتمعية تجعل الأنحيازات للفرعيات عند هؤلاء تتناقل من جيل الى آخر ، وهذا الشيء أعتبره غريزي عند الانسان ، وطبيعي ان يتطبع به سلوكه في الحياة ويكون ذلك مقبولاً الى حد ما وعندما يكون في حدود معينة وفي قضايا محدودة وعندما لا يتجاوز حدود الأضرار بالمصلحة العامة للحلقات الأوسع والأعلى في أولويات بنية هيكل المجتمع ، وعندما لا يتجاوز حدود الأمانة التاريخية في كتابة التاريخ ، لأنه عندها يتحول الأنحياز من حق ومماسة إنسانية للفرد الى جريمة شنيعة وخيانة عظمى بحق المجتمع والأمانة التاريخية في كتابة وتدوين التاريخ للحدث التاريخي المعني . والشريحة الثانية من كتاب التاريخ والمؤرخين هم شريحة  وعاظ السلاطين ومحامي الشياطين ، هؤلاء كتبوا أحداث التاريخ بحسب وجهة نظر السلطان ورؤيته للتاريخ مقابل ثمن مدفوع ، أي أنهم كتبوا التاريخ كما أراده الحاكم أن يُكتب وهؤلاء هم الغالبون وأخذت كتاباتهم القسط الأوفر من الدعم والشهرة والأنتشار في تدوين أحداث التاريخ مثل أصحاب الموسوعات التاريخية ، ولكون هذه الموسوعات ذات طابع رسمي أو شبه رسمي نالت دعماً مالياً ومعنوياً كبيرأ من الدولة ، لذلك دونت أحداث التاريخ كما يخدم ذلك سمعة ومصالح السلطان الحاكم ، وإلقاء المزيد من الظلال المعتمة على الجوانب السلبية والمخزية من تاريخ السلطان لتضليل الآخرين ومنعهم من الأطلاع على الحقيقة التاريخية وهذا النمط من المؤرخين كانوا هم أهل المصادر التاريخية السائدة والمرجحة لقراء التاريخ . أما الشريحة  الثالثة من الكُتاب والمؤرخين والتي عدد أعضائها يكون عادة قليل جداً في مجتمع كُتاب التاريخ فهم يمثلون أصحاب العقاعد والمبادئ الفكرية المستقلة عن تأثيرات السلطان ومن المنسلخين من تأثير الولاءات الفرعية ، فهؤلاء يكتبون عن الحدث التاريخي بحسب مبادئهم وعقاعدهم الأيديولوجية ورؤآهم الفكرية ، وهؤلاء أيضاً لهم إنحيازهم الخاص تحت تأثير تلك العقاعد والأيديولوجيات التي يحملونها ، ولكنهم يكونون في كتابتهم وتدوينهم للحدث التاريخي أقرب الى مكمن الحقيقة من الشريحتين الآخرتين . وعليه فإن التاريخ الذي نقرأه يحمل أوجه عديدة متعارضة ومتقاطعة وأحياناً متناقضة وإجتهادات عديدة وتفسيرات كثيرة لا يمكننا من خلال الأعتماد على أي كتاب تاريخ معين كمصدر للرسو الى الحقيقة التاريخية للحدث التاريخي المعني والتي يمكن لنا أن نستند إليها ونعتبرها نقطة البداية للمسيرة البحثية الحيادية التي نسير بها الى الهدف المنشود من قرأة التاريخ لبناء حاضر مزدهر وبناء جسور متينة الأسس وقوية البنية للعبور من خلالها الى المستقبل بأكبر النتائج الإيجابية وبأقل الخسائر من دون إعادة وتكرار أخطاء الماضي في حاضرنا ومن ثم ترحيلها الى مستقبلنا في عملية إعادة إنتاج التاريخ وتكرار حوادثه الماساوية والأليمة . لذلك أقول لكتابنا ومؤرخينا والقراء الكرام عندما يقرأؤون التاريخ من مصادر متعددة عليهم الأنتباه الى هذه المؤثرات التي كتبوا السابقين التاريخ تحت تأثيرها وإنعكاساتها السلبية على مدى مصداقية المصادر التاريخية لكي لا يقعون في نفس الأخطاء ويعيدون نفس الكوارث والمأسي في حاضرهم ومستقبلهم ، بل عليهم أن يقرأوا التاريخ من مختلف المصادر التاريخية التي تتعارض وتتقاطع مع بعضها البعض في جوانب كثيرة وتلتقي وتتفق في جوانب أخرى عندما كتبوا وأرخوا لنفس الحدث التاريخي . على القارئ الباحث والمحلل للتاريخ أن لا يهمل أي مصدر تاريخي بل علية دراسته ، ومن ثم القيام بالأعتماد على مبدأ المقارنة والأستنباط والأستنتاج الموضوعي والعقلاني والتحرر الكامل من قوقع الخصوصية الفرعية لأعادة صياغة ما كتب من أجل التقرب من قلب الحقيقة التاريخية للحدث التاريخي . هذا هو المنطق العلمي السليم في قرأة التاريخ حسب رأي المتواضع . وبغير هذا المنطق تكون عملية المحاولة للوصول الى الهدف مجرد عملية عبثية وتضليل للذات وإغراقها في متاهات الأوهام يصنعها الكُتاب لأنفسهم لكي يرون التاريخ بمنظارهم الشخصي وكما يعجبهم وكما يحلمون  به أن يكون وليس كما ينبغي أن يكون أو بالأحرى كما هو عليه واقع الحال للحدث التاريخي . ولغرض تبسيط ما أردتُ قوله تحت هذا العنوان (( التاريخ كيف كُتب وكيف يجب أن يُقرأ ... ؟؟ )) نحاول قراءة تاريخنا المعاصر وما حصلت فيه من أحداث دراماتيكية مأساوية وكارثية أليمة أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم من واقع مزري ومهبط للآمال بأي مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة يجسد وجودنا القومي المستهدف من قبل الآخرين في أرض الأباء والأجداد بيث نهرين في كيان سياسي معين يجسد هويتنا القومية والوطنية . المحاولات التي تجري على الساحة العراقية في ظل الهجرة اللعينة لتهميشنا وإقصائنا وخلع جذورنا من أرضنا التاريخية وحصرنا في كيان ديني تابع لهذا الطرف أو ذاك في عملية الصراع الجارية بين تلك الأطراف من أجل الأرض ، كل ذلك يجري بسبب إصرارنا على قراءة التاريخ وإعادة إنتاجه وصناعة أحداثة بإعتمادنا لنفس الآلية التي اعتمدوها أبائنا وأجدادنا المؤسسة والمستنبطة من الولاء للخصوصيات الفرعية على حساب الولاء للخصوصية القومية العامة في سلوكنا غير المتحضر ، ومازال الفعل الحاسم الذي يحركنا للعمل هو فعل وعقل القبيلة والعشيرة والمذهب الكنسي وليس الفعل والعقل القومي المتزن والرصين . وهنا أحاول أن أدرج بأكبر قدر ممكن من البساطة بعض الأمثلة القريبة من تاريخنا المعاصر عن التاثير السلبي على المصلحة القومية من وراء الولاءات للآنتماءات الخصوصية الفرعية .
إن مشاكلنا ومصائبنا كانت ولا تزال كامنة في سلوك من يُتاجرون بأسم الأمة والشعارات القومية الرنانة وهذا السلوك المنحرف ضيع لنا كما يقال شعبياً " رأس الشليلة " علينا إن صح التعبير ، يظهرون بمظهر الخراف الوديعة ولكنهم في حقيقتهم من الداخل تراهم ذئاب مفترسة وجائعة لا يشبعون ، وينهشون من دون رحمة بجسد الأمة وتكون ضحيتهم الناس الأبرياء من ذوي النوايا الطيبة والصافية النقية الذين ينخدعون بشعاراتهم القومية البراقة ووعودهم الكاذبة تحت تاثير عواطف الولاء للخصوصيات الفرعية ، وهذا ما حصل في الماضي ويحصل اليوم وكل الذي تغير في الأمر بالرغم من الفارق الزمني الكبير بين الماضي والحاضر وربما المستقبل هو تغير الواجهات الأمامية للصورة وآليات عملها وتبقى الضحية ثابتة وهي الشعب المؤمن بقضيته القومية ، والذي من شدة حبه لقوميته وتمسكه بها ينخدع ويخضع بسهولة إنقيادية لأبتزاز واستغلال هؤلاء المرابين المتاجرين بالقضية القومية في سوق المزاد العلني لبيع الوعود الكاذبة ، وهكذا تتكرر الأحداث على نفس النسق وبنفس الآليات مع الأسف الشديد . منذ أن بدأنا في بداية سبعينيات القرن الماضي نحن مجموعة من الشباب المتحمسين لقوميتنا في بغداد على خلفية الأنشقاق الذي حصل في كنيستنا المشرقية وما كان ينشر في الصحف العراقية آنذاك من كتابات مسيئة لقادة الأنتفاضة الآشورية في سميل سنة 1933 من بعض بقايا أنصار الكيلاني وما كانوا يوصمون بها قادة الأنتفاضة من نعوت الخيانة للوطن العراقي والعمالة للانكليز كُنا نحترق غيضاً وغضبا على هذا السلوك المارق ونتناقش ونتحاور بعمق وإيمان راسخ هذا الأمر مع بعضنا ونتوصل بعد حين من النقاش الحامي والمكثف الى نفس النتيجة والتي هي من يكون صادق ومخلص ومؤمن بقضيته القومية يكون الضحية وهذا أمر طبيعي في التقاليد النضالية من أجل حرية الأمة وانعتاقها ، ويكون المتاجرين بالشعارات القومية بواجهات قبلية وعشائرية ومذهبية هم الفائزون بثقة الناس ، وهم الحائزون على حصة الأسد من ولاء الناس لهم تحت تأثير العواطف للانتماءات القبلية والعشائرية والمناطقية والمذهبية الكنسية على حساب الولاء للأنتماء القومي الهش . وما حصل في سُميل عام 1933 وما قبلها وضيَّعنا بسببه فرصتنا الذهبية الآخيرة التي كانت في متناول أيدينا في تأسيس كيان قومي لأمتنا في إقامة منطقة حكم ذاتي ضمن وحدة العراق الجغرافية كان بسبب أن إرادة الولاء للأنتماء إلى القبيلة والعشيرة والمذهب قد حالت دون تحقيق ذلك لأنها تغلبت على إرادة الولاء للأنتماء القومي . وتكرر الحدث مرة أخرى في عام 1964 مع كنيستنا المشرقية حيث تشظت وانقسمت الى كنيستين المشرق الآشورية والشرقية القديمة على خلفية ٌقرار أكليروس الكنيسة بالأغلبية الساحقة بإعتماد التقويم الغريغوري في طقوس الكنيسة  بدلا من التقويم اليولياني القديم الذي كان معتمداً في طقوسها  والتي كانت أسبابها في الحقيقة إمتداداً لأسباب مذبحة سُميل عام 1933 حيث على أثرها إنقسم المقسوم وتجزأ المجزء فانقسمت القبيلة والعشيرة والعائلة بين موالي ومعارض لهذه الكنيسة  وتلك وإنتشرت على أثر الأنقسام الكراهية والأحقاد بين أبناء القبيلة الواحدة والعشيرة الواحدة والعائلة الواحدة . كان التغيير الوحيد على الصورة العامة للحدث بين 1933 وعام 1964 فقط في شخوص الواجهة الأمامية للصورة ، وكانت الضحية مرة أخرى هي هي أي كانت الشعب . وإن ما يجري اليوم على الساحة القومية ومنذ سقوط النظام البعثي في عام 2003 هو أيضاً تكرار آلي للماضي بنفس الواجهات السابقة ( القبيلة ، العشيرة ، المذهب الكنسي ) وبإضافة واجهات جديدة ألا وهي ( الأحزاب والحركات السياسية الشمولية الأقصائية ذات القيادات الفردية الأستبدادية وذات التوجهات للولاءات الخصوصية الفرعية ضمناً وممارسةً وللقومية شكلاً ) والنية في السلوك الحقيقي والمتجسد على الأرض اليوم متجهة نحو إعادة إنتاج الماضي بكل تناقضاته وسيئاته وترحيله للمستقبل وكأن الأمر أصبح سُنة حياتية يجب أن تتكرر وفق قانون طبيعي وما علينا إلا قبوله كأمر واقع وحتمي وليس أمامنا من خيار بديل آخر . هذه هي مصيبتنا يا أعزائي القراء الكرام . لكي نتقدم ونتطور ونحقق أهدافنا القومية علينا أن نكون أقوياء ، ولكي نكون أقوياء علينا أن نتغير بتغيير ثقافتنا ونظرتنا للحياة وعلاقاتنا ببعضنا البعض ، ولكي نتمكن من تحقيق ذلك كله علينا أن نغير ولاءاتنا للأنتماء للخصوصيات الفرعية الى ولاءات للأنتماء القومي الموحد ، عندها يتغير كل شيء من حولنا ونجد أن وحدتنا القومية قد تحققت بيسر دون معوقات ومعرقلات التي تطحن إرادتنا القومية وتجعلنا نتقوقع في قوقع خصوصياتنا الفرعية . وأن نتصدى للهجرة اللعينة التي تزتنزف وجودنا القومي في أرضنا التاريخية أرض الأجداد " بيث نهرين " أم الحضارة والأمجاد .

خوشابا سولاقا
2 / آب / 2013 

2072
الى الأخ آشــور كيوركيس المحترم
تحية قومية آشورية من الأعماق
أحييك على  هذا السرد الرائع لسيرة الشهادة التي سطرها شعبنا الآشوري على صفحات التاريخ بحروف من ذهب المخضبة بالدم الطاهر من جبال آشـــور في هيكاري الى أورميا ومخيمات بعقوبة الى سهل سُميل وقرية صوريا الشهيدتان لا يسعني شخصياً إلا أن أقدم لك الشكر الجزيل والتقدير العالي ودمت لخدمة أمتنا بكل مكوناتها . وبمناسبة يوم الشهيد الآشوري في السابع من آب نقدا تعازينا الحارة لأبناء أمتنا الآشورية مجد الحضارات الإنسانية ,

المجد والخلود لشهداء الأمة الآشورية والخزي والعار لناكري الحقيقة التاريخية لهذه الأمة من الأعداء كائن من يكون .


أخوكم : خوشــابا ســولاقا

2073
الى إدارة موقع عينكاوة كوم الموقرة
تقبلوا تحياتنا الطيبة
نشكر لكم جهودكم لفتح أبواب هذا الموقع أمام كتاب ومثقفي ابناء أمتنا بكل إختصاصاتهم لأن ينشروا أرائهم وافكارهم بحرية تامة لتقديم ما لديهم لخدمة قضايا أمتنا . ولكن مع الأسف الشديد قد استغل البعض هذه الفسحة من الحرية التي منحها لهم هذا الموقع الكريم ليسيئوا على البعض من كتاب الموقع بلغة وكلمات لا تليق بقواعد وأخلاق الكتابة الرصينة وإحترام الآخر . لقد لاحظت أن أغلب هؤلاء هم من الملثمين الذين يكتبون بأسماء مستعارة أو باسماء رمزية ولاينشرون صورهم الشخصية كما يفعل الأغلبية من كتاب الموقع الملتزمين بقواعد أخلاق الكتابة في وسائل الأعلام . لذا أقترح لتجاوز هذه المُعضلة التي تسيء على سمعة الموقع (( حجب كل المقالات التي تنشر باسماء مستعارة ، وحجب مقالات كل الملثمين ، وعدم نشر أي مقال أو تعقيب أو مداخلة لأي كان إلا أن يكون النشر باسمه الصريح مع نشر صورته الشخصية الحديثة الملونة )) . بهذه الطريقة يتم قطع دابر المسيئين وشكراً .

مع تحيات محبكم : خوشابا سولاقا[/size]

2074
الى الأستاذ الفاضل يوارش هيدو المحترم
تحية وتقدير لشخصك الكريم
كم كان سروري كبيراً وعظيماً عندما وجدت مقالكم الرائع وأطليت علينا بقلمكم الذي لا يكتب إلا عن النبل والشهامة والتضحيات والبطولة لرموزنا  القومية من أية إنتماءات  قبلية أوعشائرية أو مذهبية كانوا طالما كان رمزا قومياً كبيراً ، لقد جاء مقالكم لأستعراض ما كتبته الكاتبة الفرنسية كلير ويبر جاكوب عن سيرة الأميرة الآشورية الآصيلة سورما خانم دبيث مارشمعون " شميرام القرن العشرين " كما سميتها في مقالي المنشور حالياً في هذا الموقع الكريم الموسوم (( سورما خانم دبيث مارشمعون ودورها في التاريخ الآشوري الحديث - الجزء الثاني الآخير )) استكمالاً له ولكن مهما قلنا وكتبنا عن هذه المرأة الآشورية الأسطورة يبقى قليلاً بحقها واستحقاقها واستحقاق عائلتها المضحية ، أتمنى أن تكون قد قرات مقالي المنوه عنه . وفي الختام بورك قلمكم على هذا المقال ونحن بانتظار المزيد لرد كيد الماكرين بهذه العائلة الرمز الى نحورهم ز وتقبل إحترامي وتقديري


                                  صديقكم وأخوكم : خوشــابا ســولاقا   

2075
 الى الأخوة المحترمين
-   الأستاذ أبو سنحاريب
-   الدكتور سايمون شمعون
-   الأستاذ جوني يونادم عوديشو
شكراً على مروركم علينا وعلى تشجيعكم الأيجابي على جهودنا وهذا إن دل على شيء يدل أولاً على نبل وسمو أخلاقكم أولاً ومحبتكم لأمتكم ثانياً .
الى الأخ الدكتور أيوب بطرس المحترم / تحية وتقدير
شكراً على مرورك على مقالنا وما أبديته من ملاحظات ولكنني لا أتفقك معك بأي شيء لأنني مع الأسف الشديد أفهم الخلفية التي تنطلق منها في كتاباتك في كل ما يخص هذه العائلة التي أنا أعتبرها من أكبر العوائل الآشورية التي قدمت تضحيات في سبيل هذه الأمة وجوابي هو ما ذكرته في آخر أسطر من مقالي وليس لي أكثر منها . إضافة الى ما أجابوك به الأحوة الأفاضل فاروق كوركيس وآشور كوركيس في مداخلاتما أعلاه وشكراً . أنا لا أغضب من قول الحقيقة كما تدعي بل يؤلمني الأصرار على طمسها وعدم الأعتراف بها وإقرارها بشجاعة .

الى الأخوة الأفاضل فاروق كوركيس وآشور كوركيس المحترمون
تحية طيبة واحترام وتقدير
انا في الحقيقة اتابع كتاباتكم الرائة وأعتبرها من الكتابات القومية الجريئة والتي تتجاوز حدود الخوف والمجاملة أمام قضيتنا القومية بوركت أقلامكما يا أحبتي الكرام .
أشكركم على مداخلتكما حول ما كتبه الأخ الدكتور أيوب بطرس وكانت إجاباتكم له الأجابة الشافية والكافية ، هذه العائلة قدمت تضحيات كبيرة مالم تقدمه غيرها من عوائل القادة وزعماء العشائر الآشورية وهذا لا يعني أن الآخرين لم يقدموا أية تضحيات كما قد يتصور البعض من قولي هذا .

وشكراً للجميع

محبكم :خوشــابا ســولاقا

2076
سورما خانم دبيث مارشمعون ودورها في التاريخ الآشوري الحديث
( الجزء الثاني – الأخير )
                                                                                                            المهندس : خوشابا سولاقا
سورما خانم إمرأة مثقفة وسياسية مقتدرة
أعزائي القراء الكرام أبدأ معكم من حيث إنتهينا في الجزء الأول من هذا المقال . إندفعت سورما في كتابة مؤلفها بعنوان " الكنيسة الآشورية ، تقاليدها واغتيال البطريرك مارشمعون " بنفس الهمة والنشاط الذي كانت تعمل به عندما كانت في لندن . من خلال مؤلفها هذا ذي العشرة فصول إستطاعت سورما أن تقدم الأمة الآشورية وكنيستها كنيسة المشرق بجلاء وبألوان جذابة الى العالم ، وتحدثت في فصل من مؤلفها عن الطقوس والمراسم والأحتفالات الدينية التي كانت تعتمد وتقام في كنيسة المشرق ، وفي فصل آخر من مؤلفها تحدثت عن الحياة النسكية والرهبانية ودور الاكليروس في حياة المؤمنين والعقيدة الإيمانية في كنيسة المشرق ، وتحدثت فيه عن البطريركية وأهميتها لدى الشعب الآشوري من أتباع كنيسة المشرق ، كما تحدثت بشيء من التفصيل عن جريمة إغتيال البشعة للبطريرك مارشمعون بنيامين في " كوني شهر " في عام 1918 وتطورات الأحداث المأساوية التي حلت بالشعب الآشوري بسبب الحرب العظمى ورحلته الطويلة رحلة الآلام والمآسي والقهر والحرمان من موطنه الأصلي في هيكاري الى أورميا الى بيث نهرين في مخيمات بعقوبة مخيم الأمراض والأوبئة والموت الجماعي . وقد مهد لهذا الكتاب رئيس أساقفة كنتربيري " اللورد دفيدسن " وقدم له الراعي " ويكرام " . استقبلت الجماهير البريطانية هذا الكتاب الذي صدر في شهر نيسان من عام / 1920 بتشجيع كبير لما يحتويه من معلومات تاريخية قيّمة عن الآشوريين وكنيسة المشرق كانت خافية على  عامة الشعب البريطاني عن الشعب الآشوري وكنيستهم المشرقية العريقة والموغلة في القدم . وقد وضع الشعب البريطاني ثقته الكاملة بسورما نظراً لما لمسته فيها من خصائل سامية وذكاء حاد وثقافة عالية وإندفاع لا حدود له وإخلاص منقطع النظير للعمل والدفاع عن قضية شعبها الآشوري وكنيسته المشرقية العظيمة . اللورد دفيدسن من جانبه أهتم بهذا المؤلف شديد الأهتمام وأعتبره وثيقة حية للتعريف بالكنيسة الآشورية وقد وصف هذا اللورد سورما بالمستشارة للكنيسة الانكليكانية وصديقتها الوفية . ومن حسن حظ الشعب الآشوري قد صادف صدور هذا الكتاب مع صدور كتاب الراعي  ويكرام " حليفنا الصغير " الذي أثار صدوره جدلاً حول القضية الآشورية في صفوف الشعب البريطاني وفي المحافل السياسية البريطانية . وقد تحدث الراعي ويكرام في كتابه هذا عن الدور الكبير الذي لعبه الشعب الآشوري رغم كونه أصغر حليف لبريطانيا خلال سنوات الحرب العالمية الأولى .
هكذا كان قد تأسس إيمان سورما خانم بنت البيت البطريركي على مبادئ كنسية مسكونية وفي هذا الأتجاه كان نشاطها . حضرت سورما خانم الى المؤتمر العام الذي دعى إليه الحبري اللورد دفيدسن رئيس أساقفة كنتربيري الأنكليكانية كل أساقفة الكنيسة الانكليكانية وأساقفة كنائس إنكلترة المتحدة معها إيمانياً . هكذا لقاء لم يحصل بهذا المستوى إلا كل عشرة سنوات ، وقد انعقد هذا الاجتماع في قصر " لامبيث " في تموز عام 1920 . في هذا الأجتماع المهم أتيحت الفرصة لسورما خانم لتوجيه كلمة الى المجتمعين . وقد حازت كلمتها المفعمة بحب شعبها الآشوري إعجاب وتأييد ومساندة الحاضرين جميعاً . هذا الخطاب سهل من عملية إدراج النص التالي في القرار رقم ( 20 ) الذي يعرب فيه المؤتمرون " عن تعاطفهم العميق مع المسيحيين الأرمن والآشوريين والسريان الذين يعانون إضطهاداً قاسياً ، ويستنكرون ويدينون المذابح الفضيعة التي جرت قبل وأثناء الحرب العظمى ، ويطالبون لأن تكون الأجراءات المستقبلية التي تتخذ بشأن القضايا الشرقية التي تهدف لتأسيس حكومة عادلة تمنع المضايقات والضغوط على هذه الأقليات المسيحية " . إستحقاقًاً للجهود التي بذلتها سورما خانم خلال فترة بقائها في لندن إستطاعت من إلقاء أنوار كاشفة وساطعة كسطوع الشمس على تاريخ قضية شعبها الآشوري وكنيستها كنيسة المشرق العظيمة التي بقيت قروناً عديدة في عزلة شبه تامة عن العالم . خلال زيارتها هذه توفرت لها الفرصة لتعزيز موقفها بخصوص قضية شعبها أمام الأوساط الرسمية ذات الأثر الكبير في السياسات الخارجية وصناعة القرار لبريطانيا . وكانت جهودها هذه تقدماً وتطوراً نوعياً للقضية الآشورية في المحافل الدولية والتعريف بالشعب الآشوري الذي كان شبه منسي ، كل ذلك التقدم حصل بواسطة الكنيسىة الانكليكانية بتأثير سورما خانم عليها . بدعم هذه الكنيسة وتاثيرها على الأوساط البريطانية الرسمية تمكنت سورما من توصيل صوتها ورسالتها بخصوص قضية شعبها الى الدوائر التي بيدها القرار . لقد حاولت وسعت سورما دوماً أن تفرض ثقل شعبها على لوحة الشطرنج التي تمثل العالم واللاعبين عليها من القوى العظمى . كانت آمال سورما على ضوء نتائج لقاءاتها وإتصالاتها الكثيرة مع الأوساط البريطانية كبيرة والتي توقعتها أن تكون وسيلة فعالة وفرصة مؤآتية ليأخذ الشعب الآشوري من ورائها موقعه العادل وإستحقاقه الكامل مقابل ما قدمه من تضحيات كبيرة لصالح من كسبوا النصر في الحرب الظمى . رغم أنه كان هناك في باطن سورما هاجس يؤكد لها أن للدول الكبرى التي بيدها القرار مصالح ذاتية تعطيها الأولوية في حساباتها النهائية وتعمل لتحقيقها وإن إجراءاتها المستقبلية ستكون حتماً متوافقة مع تحقيق تلك المصالح . لذا يجب على الآشوريين أن يكونوا حذرين ويقضين وأذكياء أزاء هذه التوقعات في هذا السباق لأستغلال الفرص لمصلحتهم . هذه كانت رؤى وإستنتاجات وتوقعات سورما للأحداث الجارية آنذاك ، ولكن من يفهم ويستوعب من المحيطين بها من أشباه الأميين من رؤساء القبائل والعشائر الآشورية هذه الحقائق كما ينبغي وبهذا الوضوح والجلاء ، ليعرف كيف يستغل الفرص لمصلحتهم في سباقهم مع دهاة وفقهاء السياسة في بريطانيا العظمى التي لا يغيب عنها الشمس ؟؟ . هنا كانت العقدة والمشكلة التي أشرت إليها ونوهت عنها في مقدمة الجزء الأول من هذا المقال . 
بعد إنتهاء الحرب نشأت خلافات حامية بين بريطانيا وفرنسا حول تقسيم ممتلكات الرجل المريض ( الدولة العثمانية ) ، فقد أبدت بريطانيا رغبتها واستعدادها للتخلي والأنسحاب من سوريا إذا وافقت فرنسا التخلي عن ولاية الموصل ، وبناءً على ذلك تم طرد الأمير فيصل إبن الشريف حسين المدعوم من بريطانيا من سوريا من قبل فرنسا وتم تنصيبه بعد ذلك ملكاً على العراق بقرار بريطاني . وتفاجأ فيصل بما لم يكن يتوقعه ، ألا وهو ما يتعلق بقضية الشعب الآشوري التي بقيت سورما متشبثة لتحقيق أهدافها في الحصول على حقوق شعبها العادلة حسب ما وعدت به بريطانيا على لسان العقيد غريسي في إجتماع أورميا في أوائل شهر كانون الثاني من عام 1918 ، وتمشياً مع هذا الهدف أبدت سورما استعدادها الكامل لحضور جلسات مؤتمر السلام في باريس على أمل التمكن من توصيل صوتها للمجتمعين هناك وإقناعهم بعدالة قضية شعبها الآشوري . ولكن كما يقول المثل لاتجري الرياح دوماً كما تشتهي الَسُفَن . فبقى الحضور الى مؤتمر السلام في باريس حُلماً نرجسياً لسورما خانم الذي لم تتمكن من تحقيقه بسبب عدم منح فرنسا لها الموافقات الضرورية الرسمية لدخول أراضيها وكان ذلك على ما أعتقد عملاً مقصوداً ومنسقاً عليه بين بريطانيا وفرنسا لمنع سورما من إحراجهما أمام الحضور بعرض مطالب شعبها في مؤتمر السلام . ولكن سورما العنيدة والمثابرة والصبورة والقوية المنطق والتي لا يعرف اليأس طريقاً الى قلبها الكبير المفعم بحب شعبها لم تستسلم للواقع الذي فرضته فرنسا وبريطانيا ، وبقيت تتوسل بعناد اللورد كورزون وتطلب منه المساعدة والعمل على تحقيق حُلمها في الحضور الى مؤتمر السلام في باريس لطرح قضية شعبها الآشوري في المؤتمر ، فكتبت بذلك في مذكرتها التي أرسلتها له بتاريخ 17 / شباط / 1920 أكدت فيها لللورد كورزون حقها في المطالبة بحقوق شعبها العادلة ، كما أبلغته أيضاً بصريح العبارة إن كان هناك إعتراف نافذ أعطته الحكومة البريطانية خلال سنوات الحرب الذي بموجبه يكون الآشوريين حلفاء فعليين لبريطانيا في الحرب ، وإن هذا يعني أن للآشوريين الحق أن يكون لهم صوت مسموع في مؤتمر السلام في باريس . وهنا تشير الى إعلان العقيد غريسي في إجتماع أورميا المنوه عنه سابقاً والذي تحدثتُ عنه باسهاب في مقالي ( خيانة بريطانيا للآشوريين ونكثها لوعودها لهم ) والذي نشرته في هذا الموقع الكريم قبل مدة قصيرة . وبالنظر لكون المذكرة طويلة لا يسعني المجال لنشرها بالكامل ضمن هذا الجزء من المقال ، إلا أنني سأكتفي باقتباس فقرات منها لأهميتها لأظهار وبيان مساعي هذه المرأة الآشورية الأسطورة " شميرام  القرن العشرين " إن صحت المقاربة بينهن .
تشير سورما في بداية مذكرتها الى اللورد كورزون تذكيره بلقائها به في تشرين الثاني / 1919 في لندن وبما جرى بينهما في ذلك اللقاء وتقول (( إن قضية الاشوريين والأرض التي سكنوا عليها قروناً عديدة ستطرح للمناقشة في مؤتمر السلام في باريس . لذلك أرجو سيادتكم أن لا تنسوا حاجة وعرائض شعبنا التي سبق أن أكدتُ فيها مطاليب شعبنا )) . ثم مضت تقول في سياق مذكرتها (( طلبنا الأساسي وبما أننا أمة نريد أن نبقى تحت حماية بريطانيا العظمى وأن نعيش على أرض كانت أصلاً وطننا منذ قديم الزمان وحالياً تتمتع بهكذا حماية . ولتسمح لي سيادتكم لأن أذكر بأنه سبق وإن أعترف بنا خلال سنوات الحرب كحلفاء لبريطانيا العظمى رغم إعتبارنا " الحليف الصغير )) ، ومضت تقول (( كم أتمنى أن تكونوا قادرين على التأكيد لنا أن عرائضنا ستسمع باهتمامكم خلال جلسات المؤتمر ، تأكيد كهذا سيكون كافياً لنا لأنه برهان على إننا أودعنا شؤوننا المهمة الى الحماية البريطانية ووضعناها بكل ثقة في أيدٍ أمينة )) . ومضت تقول للورد كورزون في مذكرتها أيضاً (( في حالة عدم التمكن من إعطاء هكذا تأكيد ، نرجو سيادتكم إعتباري ممثلة لشعبي الآشوري وأن تقدم هذه المذكرة الى المؤتمر لأعلانها رسمياً أمام المجتمعين في مؤتمر السلام في باريس لأنها مذكرة رسمية يقدمها الشعب الآشوري كله . في الختام تقبلوا إحتراماتي وتقديري يا صاحب السيادة .... التوقيع سورما )) .
سورما خانم في جنيف : 
بالنظر للتعارض الكبير في المصالح النفطية بين بريطانيا والدولة التركية الحديثة في ولاية الموصل جعلت عصبة الأمم في موقف محرج من ناحية تصادم مصالح الأطراف المعنية ، وكانت مشكلة ولاية الموصل بؤرة الخلافات في تلك الفترة . في نهاية عام 1924 وصل " ملّك قنبر " من عشيرة " جيلو " الى جنيف موفداً من قبل الجانب المنادي بأستقلال الآشوريين وقدم مطالبهم واضحة ومبوبة وتكررت هذه المطالبة في شباط من عام 1925 . ولكن رغم الألحاح الشديد على الموضوع لم تتحقق أية نتيجة إيجابية . وكانت قضية ولاية الموصل بؤرة المناقشات الحامية في إجتماعات عصبة الأمم . في 29 / ت 1 / 1924 قررمجلس الجمعية العامة لعصبة الأمم تثبيت خط الحدود بين العراق وتركيا وسمي هذا الخط بخط بروكسل . وكان رسم الحدود بين الدولتين بموجب خط بروكسل لا ينسجم مع تطلعات وطموحات الشعب الآشوري لأنه قسم موطنهم الى قسمين بينهما حدود دولية . وبناءً على هذه المستجدات التي حصلت على الحدود طلبت وزارة الخارجية البريطانية إستدعاء سورما خانم الى جنيف لتقدم تقرير عن وضعية الشعب الآشوري في العراق . بناءً على هذه الدعوة وصلت سورما غانم الى لندن في 26 / ت 1 / 1925 . لقد سعت سورما خانم وبدعم من رئيس أساقفة كنتربيري اللورد دفيدسن تشكيل لوبي مؤثر في الأوساط المعنية في جنيف . ثم غادرت سورما لندن والألم يعصر قلبها ووصلت سويسرة للمشاركة في المناقشات الجارية في مقر عصبة الأمم . في جلسات هذه المناقشات حددت سورما خانم موقعها فيها واستطاعت أن تبين وجهة نظرها بدقة ووضوح وتفصيل . جورج ريد وزوجته اللذين رافقا سورما من لندن الى جنيف وكان شاهدي عيان لتأثيرها البالغ على زعماء العالم الحاضرين في الجلسة وكتب في وصف المشهد قائلاً (( عندما كانت تلقي كلمتها تخيلتها ملكة أو معلمة حقيقية مهيبة )) شرحت سورما خانم تفاصيل تاريخ شعبها الآشوري والآلام والمظالم التي قاسها شرحاً مؤثراً . ثم دافعت عن حق شعبها في مقاومة أعمال الظلم الذي كانت تمارسه السلطات العثمانية على الشعب الآشوري قبل وأثناء الحرب والذي كان من المفروض بها أن تحمي مواطنيها دون تمييز ، وهنا ركزت باهتمام على المذابح والمجازر الرهيبة التي نفذت بحق الآشوريين بتحريض مباشر من السلطات الرسمية العثمانية وبقرارات رسمية . كذلك أكدت في كلمتها على حق الشعب الآشوري في العودة الى وطنه . وأخيراً أنهت سورما خانم مداخلتها بذكر التقارير الرسمية التي لم يسبق تقديمها الى مجلس عصبة الأمم ، حيث اعتمدت سورما تلك التقارير واتخذتها مستندات داعمة لأقوالها مطالبة مجلس عصبة الأمم بقبولها كوثائق جديدة لدراستها . ثم ختمت سورما خانم كلمتها بكل نبل ومهابة فقالت (( في هذه الساعة وبينما أنا أخاطبكم أريدكم أن تتذكروا ماضينا القريب المملوء بالمآسي ، إننا شعب له تاريخ عريق مجيد ، حاضره بؤس وشقاء ومستقبله حسبما تبدو البوادر سيتضمن مزيداً من الألم والعناء )) . كانت مداخلة سورما قد أخذت وقتاً طويلاً وقدمت من خلالها الى مجلس عصبة الأمم كل التفاصيل الضرورية لتنوير الأراء بشكل وافٍ عن القضية الآشورية ، وبعد إنتهائها من مداخلتها خيم صمت رهيب على الحاضرين . لكن يا ترى هل كانت كل هذه المستندات التي قدمت الى عصبة الأمم كافية لمنح الآشوريين الأستقلال الناجز ؟؟ هذا ما تمنته سورما خانم من كل قلبها غير أن الجواب كان لا وألف لا . وبعد أن إنتهت جلسات المناقشة عادت سورما الى لندن تاركة عيونها وآذانها في جنيف منتظرة بلهفة وقلق القرار الخاص بهذه المشكلة الدولية التي أشغلت العالم زمناً طويلاً . كانت سورما مقتنعة كل الأقتناع أن لا بد أن تنتهي تشبثاتها الحالية نهاية مشؤومة أن تشتت جماهير الآشوريين يعني موتها دون شك .. لذلك ركزت إهتمامها على محاولة تجميع جماهير الأمة الآشورية كلها على أراضي مشرقية على أن تكون قريبة من جبال هيكاري . وجعلت هذا الأهتمام خطاً أساسياً تسير عليه وموجهاً رئيسياً لنشاطاتها وجهودها . بهذا التوجه أقتنع أيضاً حلفاء الشعب الآشوري . دعمت الكنيسة الأنكليكانية إستراتيجية سورما أمام كبار مسؤولي الحكومة البريطانية وبقيت تعترف بها وصية على الشعب الآشوري وقضيته العادلة وبأهمية الدور الذي تلعبه في قيادة الأمة الآشورية في تلك المرحلة . هكذا خسرت سورما والشعب الآشوري المعركة من أجل الأستقلال الناجز وإقامة دولة آشور على أرض الأجداد أمام إرادة القوى الدولية العظمى بريطانيا وفرنسا لأن هذه المعركة كانت بين طرفين غير متكافئين ، هذه المعركة التي كانت بالنسبة للآشوريين معركة المصير والوجود معركة من أجل البقاء ، بينما كانت بالنسبة للقوى الكبرى أصحاب القرار النهائي في مجلس عصبة الأمم معركة من أجل المصالح الأقتصادية فأنتصرت إرادة المصالح على إرادة الألتزامات الأخلاقية للحلفاء الكبار وكان الحليف الصغير هو الضحية وكبش الفداء وتم وضع ملف القضية الاشورية فوق الرف في أرشيف عصبة المم بانتظار من يزيل الغبار المتراكم من فوقه .
أعزائي إن قراءة تاريخ أمتنا ودراسته وتحليله بحيادية بعيدين عن تأثيرات ولاءاتنا القبلية والعشائرية والمذهبية في غاية الأهمية لكي نستنبط منه العبر والدروس حتى لا تتكرر أخطائنا مرة أخرى في الحاضر والمستقبل .
خوشابا سولاقا
30 / تموز / 2013                 

2077

الى الأخ داوود دنخا المحترم

 تحية طيبة

 شكراً على كل ما قلته بحقي من كلمات أترفع عن ذكرها ولا تعليق لي على موضوعك  أترك الحكم للقراء الكرام  مرة أخرى أشكرك على ما نعتني به.

             خوشابا سولاقا

2078
الى الأخ آشور بيث شليمون المحترم
تحية وتقدير
قرأت تعقيبك على مقالي الذي يبدو لي فيه الكثير من التجني على الحقيقة أرجو أن تتقبل ملاحظاتي برحابة صدر .
لقد حدثت في تاريخنا الكثير من الأحداث الآليمة والكارثية أنتجت لأمتنا الأنشقاقات والتمزق والتفكك وتركت أثاراً سلبية كبيرة وألقت بظلالها القاتمة على واقعنا الحالي ، وبقيت هذه الأحداث مشوشة وغير واضحة لأبناء أمتنا لكي تتعض منها لتصحح مسيرتهم . وعليه عندما نكتب عن هذه الأحداث بغرض توضيح أسبابها والوقوف عليها وتشخيصها وبالتالي كيفية تجاوزها لكي لا تتكرر في حاضرنا ومستقبلنا يتم إتهامنا بتقزيم وتهميش الأمة ودورها التاريخي بغض النظر عن تسميتها ماذا تكون ( الكلدانية ، السريانية ، الآشورية ) حسب المزاجات !! كما إتهمتنا أنت وكأنك ممثلها الشرعي والوحيد والناطق الرسمي بأسمها يا عزيزي آشـــور بيث شليمون الورد . ليس بالضرورة أن تكون أرائك وأفكارك هي الصواب بعينه لا تكون مغالياً في الى حد التطرف في امتلاكك الحقبقة  . أنت حر فيما تقول وتذهب إليه وتفكر به كما تشاء ليس من حق أحد أن يمنعك ، ولكن عليك أن تعطي نفس الحق للآخرين من دون أن تقزم وتهمش دورهم في قول ما يشاؤون قوله فيما يخص أمتهم كما هو حالك أليس ذلك من حقهم أم ماذا ؟ .
لقد كتبنا عن نظام التوريث للكرسي البطريركي في كنيسة المشرق بغرض توضيح أسباب ومبررات هذا النطام المقيت وأثره سلباً وإيجاباً على مسيرة الكنيسة والأمة ( سميها كما تشاء ) إتهمنا البعض من الأخوة ممن لا يزالون متشرنقين ومتقوقعين في قوقع القبيلة والعشيرة والغارقين في أوهامهم التي لا تغني ولا تسمن بأننا نبرر للتوريث ونباركه وندعو إليه  والأستمرار باعتماده ، كل ذلك من أجل تبرير أخطاء أجدادهم وعشائرهم . عجيب أمركم لا أستطيع ان افهم كيف تقراؤون الكتابات وبأي منطق تحللون وتفهمون الأمور وتتعاملون معها للبحث عن ما يجب معرفته من الحقائق ؟؟
على كل حال أشكرك وأشكر الجميع من القراء والمعقبين والمتداخلين لأن ذلك أعتبره مشاركة من أجل إغناء ما نطرحه من أفكار . ولأن الحكم على ما نكتبه يعود في النهاية إلى القراء وما علينا ككتاب إلا قبوله واحترامه .. على كيفك علينا يا أستاذ آشور ... ليس هكذا تورد الأبل كما يقول المثل ، وليس هكذا تقيّم الأمور وبهذا المستوى من التجني على الآخرين ..     

 محبكم / خوشــابا ســولاقا

2079

 الى لأخ جوني يونادم عوديشو المحترم
تحية أخوية طيبة
 شكرا على تقييمك وتشجيعك لنا يا طيب ونحن على تواصل مستمر مستقبلاً لخدمة قضايا امتنا .

                       أخوكم : خوشـــابا ســـولاقا

2080

 ســولاقا الى السيد بولص يوسف ملك خوشابا المحترم
 
تحية طيبة وتقدير
بمزيد من الحزن والأسى تقبلت نبأ وفاة المرحومة شقيقتكم ، ولا يسعني بهذا المصاب الجلل إلا أن اقدم لشخصكم الكريم ولعائلتكم الكريمة ومن خلالكم لعائلة المرحومة تعازينا الحارة داعياً الله أن يسكنها فسيح جناته ولكم الصبر والسلوان وموفور الصحة والعافية وطولة العمر .

                              محبكم : خوشــابا

2081

 الى الأخ آشور دنخا المحترم
 تحية طيبة وبعد
 شكراً على مرورك على مقالنا واهتمامك به عسى أن يكون ذلك خيراً لنتواصل في المستقبل . يا عزيزي آشور سأجيبك على سؤالك حسب استنتاجي الشخصي وليس عن يقن ، إن استعمال صفة ( كلدو آشورية ) لا أتوقع اعتمادها تم من قبل المؤلفة الفرنسية الجنسية ، بل قد يكون تم اعتماد هذه الصفة بالأتفاق بين المترجم الأستاذ نافع توسا والمقدم للكتاب الأب الدكتور يوسف توما . ولكن ما المشكلة في ذلك إذا كنا جميعاً متفقين أن ( الكلدان ، السريان ، الآشوريين ) هم أبناء أمة واحدة وقومية واحدة ويتكلمون ويكتبون بلغة واحدة ولهم تاريخ وتراث ومصير مشترك واحد على أرض واحدة مهما اختلفت تسمياتنا التي أنتجتها المذهبية الكنسية المقيتة . ياعزيزي آشور نحن جميعاً ندعو للوحدة القومية والتسمية القومية الموحدة ، أسألك كيف تتحقق تلك الوحدة إذا لم نتحرر من الأسر لماضينا ؟ أنسى هذا الموضوع الذي لا يستحق التفكير به وتوجه للتفكير بما هو أهم لمستقبل امتنا ألا وهو التصدي للهجرة اللعينة التي خلعت جذورنا الممتدة عميقاً في أرض الأجداد .... أين هذا من ذاك يا عزيزي يا آشور ؟


                                 محبكم خوشابا سولاقا 

2082

 الى الأخ الدكتور سيمون شمعون المحترم م

 تحية طيبة وتقدير
 شكراً على مرورك على مقالنا وتقييمك الرائع له وأنا فخور بذلك وأعتز بشهادتك .
 كيف لا اتذكرك لقد سافرت الى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة وعلى ما أتذكر في مجال الزراعة إن لم تخني الذاكرة وكانت شقيقتك وزوجها يسكنون في نفس العمارة التي كنت أسكن فيها في شارع الصناعة كراج الأمانة في السبعينات من القرن الماضي وأخيراً تقبل خالص تحياتي .


                         أخوكم : خوشابا سولاقا

2083
الى السيد داوود المحترم / تحية طيبة وبعد
شكراً على مروركم على مقالنا هذا وأجيبكم بما يلي :-
أولاً : عندما تمت الزيارة لسورما عام 1919 – 1920 لم أكن قد جئت للدنيا بعد حيث أني من مواليد 1947 ، ولم أكن مرافقاً لسورما في زيارتها للندن لكي أذكر لشخصكم الكريم أسماء الصحف ووكالات الأنباء التي كتيت عنها مدحاً أو ذماً ، ولكن المصادر التي أعتمدتها وإستقيت منها المعلومات وكتبت عن هذه الشخصية هي التي ذكرت هذه الأخبار عنها ، ومن هذه المصادر كتاب ( سورما خانم ) للكاتبة الفرنسية " كلـير ويبـر " من ترجمة الأستاذ نافع توسا وقدم له الدكتور الأب يوسف توما والكتاب يقع في ( 408 ) صفحة من الحجم الكبير .
ثانياً : إن لم تعمل هذه المرأة الآشورية وعائلتها لشعبنا شيئاً من الذي يدور في مخيلتكم والذي تريده لشعبنا الآشوري ، فمن الذي عمل شيئاً من ذلك القبيل ؟ أذكر لي أسمائهم وقبائلهم رجاءً . الى متى تبقون وتعزفون مثل هذه المعزوفات التي لا تغني ولا تسمن ، ما هي غايتكم منها ؟ !! .
إن مكانة هذه المرأة وعائلتها ودورهما أكبر من أن تنال منهما أقلامكم يا أخي . أنا في هذا المقال لم أمدح بهذه الشخصية يقدر ما حاولت إظهار ما سعت إليه من مساعي لخدمة قضية الشعب الآشوري وليس إلا ، وكيف أن الظروف الدولية وخيانة بريطانيا وحكومة رشيد عالي الكيلاني ومعارضة بعض أبناء شعبنا قد قوضت مساعي هذه المرأة والبطريرك مار إيشاي شمعون . أعتمدت في كتابة هذا المقال على مصادر غير آشورية ليس لأي سبب من الأسباب بل لسبب كون جميع المصادر الت كتابها من الآشوريين منحازة لهذا الطرف او ذاك بحسب الأنتماء القبلي والعشائري ، عملاً بالقول " كلمن يحوش النار لخبزته " وشكراً .

  خوشابا سولاقا
 

2084
الى الأستاذ الفاضل إنطوان الصنا المحترم
تحية طيبة وتقدير
 شكراً على تقييمكم الرائع للمقال ولقد عبرتم بحق عن ما تستحقه هذه العائلة الكريمة من تقييم وتكريم مقابل ما قدموه من تضحيات في سبيل خلاص امتنا . مرة أخرى أشكركم وتقبل خالص تحياتي .

أخوكم : خوشــابا ســولاقا

2085
الى الأخ العزيز برشي عبدالأحد قلو المحترم
تحية برشاوية معطرة
لم أعلق في تعقيبي على مداخلتك فيما يخص المرحوم " نمرود دبيث مارشمعون " لأنني أردت أن أوضح ذلك بشيء من التفصيل في تعقيب منفصل لما يوجد من لغط حول تصفية هذا الشخص وكما يلي :-
الخلفية التاريخية للموضوع 
1 – إن الرحوم نمرود عم البطريرك ماربنيامين وأخته سورما خانم كان على خلاف مع مار بنيامين بسبب عدم إختيار إبنه شليطا من قبل المارشمعون روئيل خلفاً له كناطر كُرسي حسب نظام التوريث الذي كان سائداً ، وذلك لكون كل معطيات الأستحقاق لصالح مار بنيامين وليست لصالح شليطا إبن نمرود وهذا ما أغضبه وتبنى موقفاً معارضاً لمار بنيامين وعائلته في حقهم وباطلهم . وتاريخ مار بنيامين يشهد على إستحقاقه لتولي هذا الكرسي المقدس لدى شعبنا الآشوري .
2 – كان المرحوم نمرود مثل معتمد العائلة البطريركية لدى السلطات العثمانية ، وبحكم هذه المهمة وتواصله مع العثمانيين باستمرار كان له ميول الأنحياز للسلطات العثمانية لأنه كان له مصلحة لربما شخصية من وراء ذلك دفعته الى هذا الأنحياز وهذا شيء طبيعي بمعايير المصلحة الشخصية وكما جرى لاحقاً مع الآخرين وليس بمعايير المصلحة القومية .
3 – كان المرحوم نمرود وبعد اختيار مار بنيامين ناطر كرسي حباً بالأنتقام منه ميالاً الى إعتناق المذهب الكاثوليكي وقد زار برفقة ما يقارب خمسون شخصية من رؤساء ووجهاء العشائر الآشورية من أتباع كنيسة المشرق عام 1903 الموصل وقابل قداسة البطريرك الكلداني الكاثوليكي مار يوسف عمانوئيل الثاني وتناولوا القربان المقدس من يده في احدى الكنائس الكاثوليكية في مدينة الموصل . هذا التوجه للمرحوم نمرود نحو الكثلكة ليس حباً وإيماناً بها بل كرهاً وإنتقاماً من مار بنيامين وعائلته جعله مكروهاً ومنبوذا في العائلة والملة وتبنوا منه موقف معادي وعدم الأعتماد عليه والثقة به .
4 – عند إندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 وتوجه مار بنيامين نحو روسيا للتحالف معها وطلباً للحماية والمساعدات العسكرية للتمكن من القوف بوجه الأعتداءات العثمانية – الكوردية المستمرة منذ مدة طويلة ضدهم كما وضحت ذلك في مقالاتي السابقة . قام مار بنيامين باجراء إتصال مباشر ومراسلات عديدة مع القيادة العسكرية العامة الروسية في القوقاز أسفت عن تفاهم مشترك حول تنسيق الجهود وكانت كل تلك المراسلات تجري بطرق سرية للغاية خوفاً من أن تقع في يد السُلطات التركية وكانت القيادة الآشورية تتحوط من تلك المراسلات وتبقيها في غاية السرية . في أحد المرات وقعت إحدى تلك المراسلات بيد السلطات العثمانية بفعل وشاية وخيانة من داخل صفوف الآشوريين ، وتمكنوا بعد ذلك من معرفة الواشي فكان المرحوم نمرود للأسباب التي ذكرناها . استغرب البطريرك وانصاره لهذا السلوك الخياني المشين من المرحوم نمرود عمه . كل ذلك إنتقاماً من مار بنيامين ولذلك تقرر التخلص منه ومن أنصاره من أفراد العائلة ، أعتقد أن قوانين الحرب لا تتعامل مع الخيانة بغير هذه الطريقة القاسية ، ولكن من قرروا ذلك هم أدرى بما كان المفروض القيام به كرد فعل للخيانة إن كانت من عم البطريرك أو من اي شخص كان . متم تصفيته مع كافة أفراد عائلته من المالين له . هناك روايتان عن التصفية ، رواية تقول أن أربعون شخصاً من عشائر تخوما وباز وديز قاموا بتصفيته وأفراد عائلته وهو على فراشه بإيعاز من البطريرك أو بإيعاز من أحد أفراد عائلته ربما المقصود هنا سورما خانم ، ورواية أخرى تقول كان بتصرف طائش متطرف من هؤلاء إنتقاماً منه لخروجه عن تقاليد كنيسة المشرق وإعتناقه للكثلكة . ولكن ما العمل هذا هو حكم قانون العشيرة ومناطق وثقافة الخنجر والسيف والبندقية الت كانت سائدة هنا آنذاك يا برشي العزيز .
لاحظ هنا إن ما أوردته في مداخلتك إقتباساً من مخطوطة الشماس كيوركيس عوديشو الذي كما يبدو لي من المعارضين بل من المعادين للعائلة المارشمعونية كيف تتناقض مع ما أوردته أنا من مصادر أخرى ،  ليس هناك من كتب بهذه الخسة عن العائلة المارشمعونية وبهذا المستوى من التحريف والتزوير كما فعل الشماس كوركيس عوديشو . وأنا هنا لا أبرئ العائلة  البطريركية وسورما بالذات من الأخطاء فكانت لهم أخطائهم كغيرهم ولكنهم لم يخونوا أمتهم كما فعل الآخرين إبتداءً من هيكاري الى سُميل وكل شيء مكتوب وموثق والعم كوكل جاهز لتقديم المساعدة ، لقد إنتهى عصر التزوير والتحريف فما على الاخرين الذين يتشبثون اليوم بالقش الطاف فوق سطح الماء للخلاص من الغرق في عارهم إلا الاعتراف بالحقيقة وإقرارها أمام الشعب وإلا سوف لا يرحم التاريخ أحفادهم الأبرياء من أفعال أجدادهم الذين خانوا أمتهم في غفوة منهم وشكراً يا برشي .
أرجو أن لا تقودني الى قول الأكثر لأن ذلك لايخدم قضيتنا .

ملاحظة :- أعتذر للقراء الكرام لوجود خطأ مطبعي حصل سهواً في المقال موضوع البحث وهو ( 17 / ك1 /1919 ) بدلاً من ( 17 / ك2 / 1919 ) يرجى الأنتباه وشكراً

برشوخ خوشابا سولاقا

2086
الى الأخ العزيز برشي عبدالأحد قلو المحترم
تحية تقدير واحترام
يعجبني فيك كونك مثقف وصاحب معلومات واسعة عن تاريخنا المدني والكنسي ويسعدني أكثر أنك جريء ومتابع لكل شيء وتتقبل برحابة صدر الحوار والنقد دون أن تتشنج ،وتحافظ على حدود اللياقة الأدبية في الحوار وهذه هي صفات المثقف الرصين ، أنا أشكرك على هذا التعقيب الغني بالمعلومات .
عزيزي برشي إن غايتي من هذه المقالات التاريخية بالدرجة الأساسية هي تعريف أبناء شعبنا بتاريخنا الحديت وأن يسمع عن كل ما جرى فية من الأحداث من الطرفين ليُقدر ويستنتج ما هو الصحيح ، لأنه تاريخ ملتبس ومشوش كتب من هذا وذاك كل حسب ولاءاته وإنتماءاته القبلية والعشائرية والمذهبية وفيه الكثير من التشويهات وتزييف الحقائق وتحريفها وفق ذلك الأنتماء ، ولقد وضحت ذلك في رد سابق لي على مداخلتكم والأخ يوسف شكوانا والأخ يعكوب أبونا على مقالي السابق ( نظام التوريث للكرسي البطريركي في كنيسة المشرق ) وعليه أنا لا أثق ولا أعتمد على المعلومات الواردة في مصادر كتابها من أبناء شعبنا لأنه تجد في هذا المصدر عكس ما تجده في المصدر الآخر مع شديد الأحترام لجميع كتابنا ومؤرخينا ولكن هذا هو واقع الحال ، والسبب في ذلك يعود الى شدة الخلافات والأحقاد والكراهية التي تولدت وسادت بين فرقاء شعبنا بعد الأنشقاقات الكثيرة التي حصلت في كنيسة المشرق ، وقد ساهمت في ذلك أكثر طبيعة مجتمعنا ذي البنية العشائرية وسيادة الثقافة الذكورية ومفهوم الرجولة ( خوشكوروثا ) وتهميش وإقصاء المرأة من الساحة السياسية والكنسية كلياً . كل هذه القيم وتلك التناقضات الاجتماعية ورث لنا تاريخ مشوه ومزيف ومحرف الذي أنتجوه كتابنا ومؤرخينا خلال القرنين الآخيرين . أنا لا أقول إن سورما خانم كانت ملاك ولكنها لم تكن - حاشاها – شيطان رجيم كما وصفوها البعض ، بل هي إنسان ككل البشر الذين عاشوا في تلك البيئة الاجتماعية المتخلفة التي عاشت فيها ، ولكونها من العائلة البطريركية شذت عن قاعدة تهميش المرأة وإقصائها من الساحة ، لذلك سنحت لها فرصة المشاركة في الأحداث السياسية لشعبنا فأصابت هنا وأخطأت هناك ، ولكنها كانت مناسبة لموقعها المناسب لغياب من ينافسها في المؤهلات القيادية بين الذكور شبه الأميين من رؤساء القبائل والعشائر في حينه ولذلك كانت التلفيقات والأساءات من أغلب هؤلاء حتي في شرفها وأخلاقها من دون خجل ولا وجل !! .
يا عزيزي يا برشي إن المصدر الذي إقتبست منه تلك المعلومات عن هذه الشخصية الفذه هو واحد من تلك المصادر ( مصادر التشويه والتحريف القبلية المنحازة لطرف معين ) لأنه لو صدقنا ما أورده صاحبه من معلومات كاذبة ومحرفة علينا أن نصدق ما كتبوه الآخرين من الطرف الآخر ممن هم على شاكلته في تدوين التاريخ والأحداث . وعلية أنصحك يا برشي العزيز أن تعيد النظر بمثل هذا المصدر ، وإذا تريد أن تبقى حيادياً في طروحاتك التاريخية فيما يخص تاريخ شعبنا إعتمد على مصادر أجنبية كما أفعل أنا ، لأن ذلك يكون أكثر فائدة على خدمة قضيتنا في تعريف جماهيرنا على الحقيقة التاريخية . وختاماً لا يسعني إلا أن أقول إن هذه العائلة قد ظلمت كثيراً بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمتها من أبنائها الشهداء في الوقت الذي لم يقدم الآخرين من الملكاني والقادة حتى ( صخلة ) واحدة إن جاز التعبيرمن أبنائها – وهنا لا أقصد من ماتوا من أقاربهم وعوائلهم كتحصيل حاصل في رحلة هجرة الآلام الطوية – فكيف تريدنا أن نقيم أفراد هذه العائلة الكريمة في تضحياتها من أجل خلاص أبناء أمتنا يا برشي العزيز ؟ على أية حال إن أفراد هذه العائلة من البطاركة  وسورما خانم منهم قد قدموا ما كان باستطاعتهم أن يقدموه من دون مقابل ، والدليل إنهم لم يورثوا شيئاً من الأموال والثروة ورواتب تقاعدية لا من حكومة الكيلاني ولا من مملكة الملك جورج الخامس وإليزابيت الثانية كما فعل البعض من خصوم هذه العائلة .  وللمعلومات فقط ولكي أثبت لك حياديتي وقول الحقيقة أنا من قبيلة وقف الكثير من أبنائها بالضد من هذه العائلة الكريمة ولكن الحقيقة يجب أن تقال مهما طال الزمن , قد آن الآوان لأن نقولها لكي نتحرر من تركة الماضي وآثاره على شخصيتنا وثقافتنا المشوة لكي نستطيع أن نتجاوز أخطائنا اليوم .

   برشُوخ / خوشابا سولاقا             

2087
سورما خانم دبيث مار شمعون ودورها في التاريخ الآشوري الحديث
( الجزء الأول )
المهندس : خوشابا سولاقا
إن المتطلع على التاريخ الآشوري الحديث ومنذ عام 1900 والى تاريخ وفاة هذه المرأة الأسطورة في 1975 سوف يعثر على البصمات الكبيرة لها التي طبعت بها هذا التاريخ وسوف يكتشف بان هذه المراة التي قيل عنها الكثير وقيل فيها الأكثر من قبل الأصدقاء والأعداء على حد سواء إنها لم تكن إمرأة عادية ككل نساء مجتمعها الآشوري وكذلك لم تكن ككل نساء منطقتها وزمانها في ربوع ووديان تلك الجبال بذكائها وثقافتها وقوة شخصيتها وفطنتا ومنطقها في التعامل مع الاخرين حقيقة كانت المرأة المناسبة في المكان المناسب في البيت المقدس الكبير البيت البطريركي لكنيسة المشرق المقدسة العريقة والعظيمة ، وكانت إمراة من طراز خاص لم يظهر قبلها ولا حتى بعدها الى اليوم في المجتمع الاشوري إمرأة أخرى مثلها بكل صفاتها ، كانت حقاً فلتة زمانها . كان لها دور مؤثر ومشهود يقره كل من عاصرها في رسم مسار تاريخ الشعب الآشوري خلال هذه الفترة الصعبة من حياته . إلا أن العقدة في فهم هذه الشخصية الفريدة في خصائلها وصفاتها هي في فهم العلاقة بين هذه الشخصية النسائية الفذة والفريدة في المجتمع الآشوري عندما تعاظم دورها وتوسع تدخلها في رسم توجهات السياسة الآشورية خلال الحرب وبعدها وبين قادة وزعماء القبائل والعشائر ووجهائها كانت في كون الهوة واسعة جداً بين المستوى الثقافي والوعي القومي وبعد النظر لسورما الذكية بالفطرة والمتعلمة والمطلعة على أمور كثيرة من خلال موقعها ومكانتها الاجتماعية بنت البيت البطريركي وبين قادة وملكاني ( جمع ملّك ) الذين كانوا أغلبهم شبه أميين لايقرأون ولا يكتبون ، حيث كانت سورما خانم نستطيع القول إنها إمرأة ظهرت في زمانٍ غير زمانها وفي مكانٍ غير مكانها ، هذا الأختلاف الكبير في المستوى الثقافي والوعي القومي التاريخي جعلها تغرد بأرائها وأفكارها في وادٍ وقادة وملكاني شعبها تغرد بأرائهم وأفكارهم في وادٍ آخر مختلف كلياٍ . كانت سورما تتصرف وتتعامل مع الحياة ووقائعها وفق منطق الانسان المثقف والمتعلم والواعي والمدرك لخبايا الأمور وتحولاتها من حال الى حال وبالأخص ما يتعلق منها بمصير ومستقبل شعبها الآشوري وهو في قلب الأعصار المدمر الذي إجتاح موطنها وكنيستها المشرقية مدعومة في ذلك بموقعها الاجتماعي الرفيع كونها سليلة العائلة البطريركية العريقة من بيت المارشمعون المقدسة عند شعبها ، وكون الاخرين زعماء قبائل شعبها من ملكاني ورؤساء العشائر يتعاملون معها وفق منطق العشيرة الذكوري لرجال العشائر الذين يؤمنون بمنطق الخنجر والسيف والبندقية ومفهوم الرجولة والذكورية . هذا ما جعلها في حالة التعارض والتقاطع معهم في أمور كثيرة في أغلب الأحيان مما جعلت البعض منهم ينظرون إليها بعين عدم الرضا والأرتياح وبشيء من الأستعلاء الذكوري والكراهية ويضمرون لها الحقد الدفين وسعوا الى تقويض دورها وعزلها وإتهامها بتهم شتى منها العمالة للانكيز من دون أن يدركوا ماذا كان بالأمكان العمل للتصدي للانكليز وبريطانيا العظمى هي الإمبراطورية التي لا يغيب عنها الشمس وشعبنا الصغير المعدم والمشرد عن موطنه وهو في خضم إعصار الحرب والذي لا قوة ولا حول له لمواجهة الأعداء المحيطين به من كل جانب . ماذا كان بوسع العقلاء أن يفعلوا غير التشبث بالتمسك برداء الانكليز الذي كان خيارهم الوحيد بعد إنسحاب الروس من الحرب ؟؟ . من المفروض بالذين يريدون تقييم دور هذه الشخصية عليهم أن يتعرفوا على الظروف المحيطة وإمكانيات الأعداء من العثمانيين والفرس والكورد ودور بريطانيا في رسم السياسة الدولية وأخيراً إمكانيات شعبنا المشرد العسكرية والتموينية الشحيحة قبل أن يطلقون أحكامهم غير الموزونة وغير المستندة على الوقائع التاريخية على الأرض . علينا أن لا نقيم نتائج تلك الأحداث بمعاييرنا اليوم بل أن نقيمها بمعايير ذلك الزمان والمكان لكي نكون منصفين في أحكامنا . كانت سورما وبسبب شخصيتها القوية وثقافتها الواسعة ووعيها للتاريخ ولكينونة الأمة الآشورية وكنيسة المشرق وذكائها الحاد قد نالت الكثير من الألقاب الرفيعة من الغرباء سنأتي الى ذكرها لاحقا ، وكان لها مكانتها الخاصة وقولها المسموع في كل مجالس شعبها الآشوري وكنيستها وعائلتها عائلة البطاركة منذ قرونٍ خلت . هذه الصفات النادرة والخصائل الشخصية الراقية التي كانت عليها سورما دبيث مارشمعون والنكسات الأليمة التي أصابت العائلة البطريركية والأحداث التي واجهت الشعب الآشوري بعد نشوب الحرب العالمية الأولى ، وما حصل من فراغ في السلطة الدينية والدنيوية بعد استشهاد أخيها البطريرك مار بنيامين شمعون عام 1918 ووفاة أخيها الآخر البطريرك مار بولس شمعون عام 1920 في بعقوبة قد قَوَتْ من عزيمتها وإصرارها على تحمل المسؤولية لقيادة شعبها في نيل حقوقه القومية التاريخية في أرض الأجداد هكذا وجدت سورما خانم نفسها أمام مهمات ومسؤوليات كبيرة تخص شعبها المشرد وكنيستها التي قطع رأسها وعائلتها المنكوبة في خضم الصراعات المتعددة الجوانب وعلى جبهات متعددة ، وهي على خلاف مع بعض قادة وملكاني ورؤساء العشائر وأكليروس الكنيسة بين مؤيد ومعارض لرسم البطريرك القادم من جهة ومع الأعداء الآخرين من الغرباء بكل تلاوينهم من جهة ثانية . كل هذه الأمور أعطت لسورما خانم دوراً ريادياً بارزاً في صناعة القرار الاشوري الديني والدنيوي وجعل منها فجأةً الشخص الأول في مقدمة الأحداث وفي صدارة المجتمع الآشوري من دون منازع الى أن بلغ إبن أخيها البطريرك الطفل مار إيشاي شمعون سن الرشد فحمل عنها المسؤولية وكانت سورما عملياً الشخص القيَّم عليه .

سورما خانم دبيث مارشمعون وحياة الرهبنة
ولدت سورما في قرية قودجانس في اليوم السابع والعشرين من شهر كانون الثاني من عام / 1883 ، وكانت البنت البكر للمرحومين شماشا إيشايا وزوجته أسيت ، وكان لهما إضافة الى سورما سبعة  أولاد ستة منهم ذكور وهم البطريرك مار بنيامين الشهيد وهو الوليد الثاني للعائلة بعد سورما . بعده تأتي اختها رومي وبعد رومي هناك خمسة ذكور هم على التوالي البطريرك مارشمعون بولس ، داوود والد البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون ، الشهيد هرمز ، وزيا وأخيراً إيشايا . عايشت سورما مشاكل عويصة تتعلق بشعبها وعائلتها . فمنذ نعومة أظفارها ونظراً لأنتسابها الى العائلة البطريركية ومعايشتها للعديد من البطاركة من أبناء العائلة واجهت مشاكل معقدة منها كانت مشكلة الخلافة البطريركية على الكرسي البطريركي وراثياً ، حيث أدت هذه الخلافات في بعض الأحيان الى خلافات كبيرة بين أفراد العائلة نفسها أحياناً ، وبين العائلة البطريركية من جهة وبين الجماهير من أتباع الكنيسة من جهة ثانية أحياناً أخرى ، وكما حصل في توريث مار شمعون روئيل لناطر كرسييه حيث حصل خلاف في العائلة بين إختيار مار بنيامين وبين إبن نمرود شليطا والذي إنتهى باختيار مار بنيامين ، وكما حصل من خلافات بين الجماهير من أتباع الكنيسة وبين العائلة البطريركية في توريث مار شمعون بولس لناطر كرسييه في بعقوبة بين الطفل إيشاي والمطران مار طيماثيوس . نظام الوراثة كان يقتضي عندما تكون أم بطريرك المستقبل حامل يتم توريث الجنين من قبل البطريرك القائم وفق مراسيم معينة ، عندها تعيش الحامل حياة قداسة ورهبنة وتنقطع عن أكل اللحوم بكل أنواعها وتناول المشروبات الكحولية والخمور طيلة فترة حملها ويكون طعامها يعتمد على تناول الفواكه والخضراوات الى أن يولد المولود ، فاذا كان الوليد ذكراً ينطبق عليه نفس النظام الغذائي طيلة سنوات عمره وتكون حياته حياة الأكليروس . وفي حالة كون المولود أنثى فالتقليد المتبع يلزمها أن تعيش حياة الرهبنة مطبقة نفس الشروط التي يعيشها الذكر ، أي عدم تناول اللحوم والمشروبات الكحولية والخمور . وهذا ما طبقته سورما في حياتها وقررت بإرادتها الحرة في عام 1897 وبصورة نهائية أن تعيش حياة العزوبية وتكرس ذاتها لحياة شبه رهبانية لخدمة الدين طيلة حياتها الى يوم إنتقالها الى الحياة الأبدية في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية في اليوم السابع من شهر تشرين الثاني من عام / 1975 .
سورمة خانم إمرأة سياسية 
بعد أن حطت سورمة الرحال على أرض لندن عاصمة الضباب في 11 / تشرين الأول / 1919 بعد رحلة بحرية شاقة وتجوالها فيها اكتشفت إنها مدينة صناعية كبيرة فيها ترسم السياسات الدولية ، ومنها تصدر الأوامر الى ما وراء البحار والمحيطات ، وهي في ذات الوقت مركزاً للثقافة والعلم والأقتصاد ، وبعد التفكير ملياً والتمعن في كل ما يقع تحت أنظارها في لندن استنتجت سورمة ما يلي :-
•   إن بريطانيا تكافح من أجل حماية شبه القارة الهندية والطرق المؤدية إليها لغرض حماية مصالحها الحيوية فيها .
•   انتبهت أيضاً في ملاحظاتها الذكية الخاصة الى موضوع أهمية حقول النفط  المكتشفة في بلدان الشرق الأوسط ، لأن الثروة النفطية الوفيرة في تلك البلدان كانت دليلاً واضحاً ومؤشراً مهماً للتطور السريع لتلك البلدان وشعوبها مستقبلاً ، وكانت تعني في نفس الوقت لبريطانيا مورداً اقتصادياً وفيراً وشبه دائم وتبشر بأفاق تقدم هائل . 
فهمت سورما خانم بحدة بصرها وبصيرتها الحاجة البريطانية الملحة للنفط كأهم مصدر للطاقة . بعد تمحيص كل هذه الحقائق بعناية عن جوهر السياسة البريطانية إتضحت الرؤية أمام سورما وتسألت هل أن قضية شعبها الآشوري التي جائت لتدافع عنها تحتل موقعاً مهماً في خضم المصالح المتصارعة في جسم هذا الكيان السياسي البريطاني العملاق والذي لا يتنازل عن مصالحه قيد شعرة ؟؟ إنه كان تساؤلاً ذكياً . بقي هذا السؤال حياً في ذهن سورمة ومخيلتها وملازماً لتفكيرها ، وبموجبه كانت تزن تطورات الأحداث السياسية بكل ما يعني شعبها الآشوري وتتخذ القرار المناسب . وكانت هذه التصورات لسورما عن السياسة البريطانية فهماً دقيقاً وعميقاً لقواعد السياسة البريطانية في تعاملها مع الآخر .
عندما كانت سورما في طريقها الى موعد المقابلة مع اللورد كورزون نائب ملك بريطانيا السابق في شبه القارة الهندية المتعاطف مع القضية الآشورية وبرفقة اللوردان الحبران الأنكليكانيان وأثناء تجوالها في أروقة قصر ويستمنستر مبنى مجلسي اللوردات والعموم والأحتفالات الخاصة بالملكية البريطانية وعندما كان المرافقان يشرحان لسورما خانم تاريخ هذا المبنى العملاق وعن قاعاته وأروقته الجميلة وعن أهميته في تاريخ بريطانيا العظمى باغتتهم سورما وقاطعتهم بعد أن أذنا لها بالتحدث ، فانطلقت سورما في حديثها وأسهبت في شرح ما كانت عليه مدينة بابل عاصمة العالم التاريخية الشهيرة التي كانت قبلة الدول والشعوب في زمانها وتحدثت بأدق التفاصيل عن هياكلها العظيمة التي تجاوز عددها الألف هيكل ، وتحدثت عن أبوابها الجميلة كباب عشتار وزخارفها المزركشة والملونة وعن شارع الموكب الذي كان يتوسطها ويمر بباب عشتار . ثم إنطلقت بالحديث عن مدينة نينوى العظيمة عاصمة الآشوريين التي كان لها السطوة على الكثير من البلدان والتي كانت أبوابها وأبواب قصورها الملكية تحرسها ثيران مجنحة بوجوه بشرية ، تحدثت عن المدينتين كيف كانتا في غابر الأزمان وبأية هيبة وجلال العظمة وأين صارت اليوم بعد ( 26 ) قرناً ، حيث لم يبقى منها إلا بعض الأثار والأطلال الحزينة وتحولت الى تلال من الأتربة . وأين صاروا أحفاد بابل ونينوى اليوم يستجدون العطف والمساندة من الغرباء لأستعادة أرض الأجداد . وقالت أيضاً قولاً حكيماً وبليغاً في مضمونه إن الأمجاد تعمي العيون لكن لا زال لدينا الأمل بالدول ذات القوى العظمى متمنين أن تكون رؤيتها للأمور واضحة وأن لا تنسى حليفها الصغير الذي تخيلوا كان قديماً شعب لا يقهر ولا يقبل بالذل والهوان . الحبران الجليلان المرافقان لسورما فهما الرسالة بوضوح وأعلنا اتفاقهما مع رايها من دون تعليق لأنهما فهما عمق الحكمة المبطنة في حديثها والى ماذا كانت تشير . وعندما وصلوا الى الرواق الرئيسي المؤدي الى الغرف والقاعات والمكان الذي فيه يجتمع البرلمانيون للمناقشة كان اللورد كورزون بانتظار استقبال سورما خانم برفقة اللوردان الحبران الانكليكانيان ، وعندما وصلت سورما وأصبحت وجه لوجه مع اللورد كورزون لم يستطع اللورد الوقور من إخفاء إندهاشه عندما رأى سورما خانم بهيبتها المتألقة والوقورة ، سيدة بملامح مشرقية جذابة ممشوقة القامة ، مدت يدها له لمصافحته وتقدم له الاحترام الواجب والتقدير البالغ اللذين طلب أخيها مارشمعون بولس بطريرك كنيسة المشرق نقلها إليه . بعد المصافحة فهم اللورد كورزون أن تعامله سيكون مع شخصية مهمة ذي كارزمة مؤثرة تمثل بحق الشعب الآشوري . ومن ثم جلس الأثنان متقابلان وتباحثا لوحدهما بين جدران الغرفة لا أحد يسمعهما . عقب المحادثات دعى اللورد كورزون سورما الى شرب الشاي وجلسا على شرفة مطلة على نهر الثيمز والتي هي مخصصة لجلوس البرلمانيون فقط ، كل هذا التقدير والأهتمام وفق هذه البروتوكولات يدل على مدى أهمية سورما ودورها في إيجاد حل للقضية الآشورية التي كانت مفاتيحها الرئيسية بيد بريطانيا وكانت سورما تدرك وتفهم ذلك جيداً ، لذلك سعت معهم وبكل جهدها وقدرتها الى آخر نفس لأنتزاع إعتراف بريطانيا بالقضية الآشورية وحق الشعب الآشوري في تقرير مصيره . في هذه الجلسة إلتحق بهما اللوردان الحبران المرافقان لسورما خانم . أثناء الجلسة بدأ اللورد كورزون بالكلام فقال (( إني قررتُ طرح القضية الآشورية أمام مجلس اللوردات للمناقشة في كانون الأول القادم ، وبما أني أحد أعضاء الحكومة البريطانية لذا سأكون إيجابي أثناء المناقشة ومع صالح القضية . والليدي سورما أوضحت الكثير من النقاط المهمة حول القضية الآشورية )) . فقال اللورد كورزون أيضاً (( ساحتفظ بكل الملاحظات التي سجلتها في هذا اللقاء لأهميتها ، لكن هناك نقطة مهمة يجب عدم إغفالها تلك هي نشاطكما أنتما اللوردان العزيزان – يقصد الحبرين المرافقين لسورما خانم - ، عليكما شحن الموضوع وإحيائه وذلك بالتأكيد على وجود المشكلة من الأعوام التي سبقت الحرب العالمية الأولى . عليكما الأستناد وخاصة على حضور الكنيسة الانكليكانية وخبرتها مع الشعب الآشوري في ربوع جبال هيكاري ، هذه النقاط مهمة جداً تساعد في توضيح الرؤية وتقييم أهمية القضية الآشورية للرأي العام البريطاني )) .
بعد هذا اللقاء والمقابلة المهمة مع اللورد كورزون خرجت سورما خانم من قصر ويستمنستر وقلبها طافح بالآمال الكبيرة . لقد أعطت هذه المقابلة إنطباعاً إيجابياً لسورما خانم ، اليوم يستطيع الطرفان البريطاني والآشوري أن يعلنا عن وجود أرضية لأقتراب مصالحهما . استمع اللورد كورزون الى حديث سورما باهتمام بالغ ومتابعة دقيقة وهي تشرح له أبعاد القضية الآشورية وحق شعبها في تقرير مصيره في أرض أجداده . نظرته الأستراتيجية لم تستثني إمكانية إقامة " آشـور " ذات حكم ذاتي تحت مظلة إنتداب بريطاني ، لكنه في نفس الوقت لم يخف الحقيقة الفعلية التي تظهر مستقبلاً حيث أن بريطانيا ليست القوة الوحيدة التي تلعب في الميدان وتقوم بإعادة رسم خارطة بلدان الشرق الأوسط على مستوى الحلفاء في الحرب ، بالأضافة الى وجود أراء مخالفة لرأيه الشخصي داخل مؤسسات الدولة البريطانية نفسها والتي قد لا ترضي بوجهة نظره أي إمكانية إقامة " آشـور " ذات الحكم الذاتي في موطنهم الأصلي في هيكاري وشمال العراق وأورميا .
في يوم 17 / ك2 / 1919 اجتمع مجلس اللوردات البريطاني لغرض مناقشة قضية الآشوريين والأعتراف بهم كجهة سياسية . بعد هذا الاجتماع حققت سورما خانم أول أهدافها من وراء زيارتها للندن ذلك هو المطالبة بحق تقرير المصير للشعب الآشوري وطرح الموضوع رسمياً وعلنياً . كان الصراع السياسي بخصوص هذه القضية في مجلس اللوردات على أشده . اللورد كورزون قدم مشروعاً ينص على إنشاء " حبيسة آشورية " أي أرض محصورة تقع شمالي ولاية الموصل حينذاك وليس بحدودها الحالية . واعتمد اللورد كورزون في ذلك على دعم الكنيسة الانكليكانية له وعلى المفوض العام للشؤون المدنية في بلاد ما بين النهرين السير تولبوت ولسن الذي كان من المؤيدين لمشروع إنشاء " حبيسة آشورية " في منطقة تقع في نواحي العمادية لكي تكون مجاورة لمنطقة هيكاري موطنهم الأصلي قبل الحرب العالمية الأولى وكان المارشمعون قد أيد الفكرة ومقترح مشروع الحبيسة الآشورية . وقال اللورد كورزون في خطابه أمام مجلس اللوردات (( إن سياستنا واضحة جداً وتعتمد على الاسس التي تقر عودة آشوري بلاد فارس الى مناطقهم الأصلية حالما تسمح الظروف بذلك . أما موضوع الآشوريين الذين كانوا يسكنون المناطق التي كانت تحت الحكم العثماني سابقاً والذين رغبتهم تتركز على طلب العودة الى تلك المناطق ، فهناك إمكانية لأسكانهم في " حبيسة آشورية " مجاورة لتلك المناطق على أن يكون ذلك تحت حمايتنا ورعايتنا ورقابتنا بهذا سيمكنهم الأستفادة من حمايتنا وبسهولة أكبر . علينا المحاولة للبحث عن حلول بديلة باستطاعتها ضمان سلامة هذا الشعب وأمنه وتوفير حياة مشرفة له تليق به  )) . بعد ذلك إنتهز اللورد فرصة إلقاء خطابه هذا أمام مجلس اللوردات ليكيل المديح لسورما خانم فقال (( عملياً من الصعب لا بل من المستحيل أن نتصور أن هناك شخص يستحق الملاحظة والأهتمام أو شخص أكفأ من الليدي سورما . هي الوحيدة التي باستطاعتها التحدث عن الشعب الآشوري الذي تنتمي إليه بشكل وافِ وبحُجة )) .
بعد هذا اللقاء والخطاب الذي ألقاه اللورد كورزون عرضت سورما قضية شعبها الآشوري علنياً ورسمياً ، وقد كان ذلك موضع إهتمام واسع لوسائل الأعلام والصحافة البريطانية والأوربية والعالمية - أي تم تدويل القضية الآشورية من قبل سورما إعلامياً – وطلب الكثير إجراء مقابلات مع سورما خانم من المؤسسات والمنظمات الخيرية والشخصيات الشهيرة المعروفة في بريطانيا والتي تريد الأستماع إليها ومعرفة الشيء الكثير عن قضية شعبها الآشوري . كان جمال سورما الآخاذ وجاذبيتها المشرقية وقوة شخصيتها المؤثرة ومحبتها غير المحدودة لأبناء شعبها وذكائها الحاد وقوة ملاحظتها الخارقة للأمور وإخلاصها لمبادئها كلها كانت عوامل مؤثرة في الشعب البريطاني وجعل لها شخصية كارزمية مؤثرة . في الحقيقة كانت سورما خير سفير وفي ومخلص لشعبها الآشوري . لقد طرحت بوضوح تام وجلاء طموحات ومطالب شعبها العادلة بأمانة وإخلاص أمام الحكومة البريطانية وأمام الرأي العام البريطاني والأوربي والعالمي حينذاك ، طرحت كل أرائها بتحديد وتوكيد وجرأة . في هذه الزيارة التاريخية لها لبريطانية . منحت سورما خانم لقب " الليدي " بناءً على طلب الملكة " ميري " زوجة الملك جورج الخامس ملك المملكة المتحدة . وختاماً لهذه الزيارة التاريخية نقول إن إقامة الليدي سورما في لندن كانت فترة مضيئة في تاريخ الشعب الآشوري وكنيسة المشرق لمن يفهم قواعد علم السياسة وكيفية التعاطي معها وليس لمن يجهل أبسط قواعدها ، لأنها أعادت ذكرى ماضي هذا الأمة العريقة وهذه الكنيسة العظيمة وأظهرت تألق نجم حمل معه أمالاً عريضة فسطع نوره في سماء الشعب الآشوري المعتمة .   

خوشـابا سـولاقا
26 / 7 / 2013       
 


2088
الى الأخ العزيز يوسف شكوانا المحترم
الى برشي العزيز عبدالأحد قلو
تحية أخوية صادقة

لا يسعني إلا أن أشكركما جزيل الشكر وأقدر تقديراً عالياً مساهمتكما التي أغنيتم بها ما أوردته من معلومات تاريخية حول نظام التوريث وتوالي البطاركة على السدة البطريركية لكنيسة المشرق . حقيقة أنا مسرور جداً بحواراتنا المنتجة والمفيدة والخالية من التشنجات والتعصب وما أسعدني أكثر هو إجماعنا على كوننا جميعا أبناء امة واحدة وقومية واحدة وكنيسة واحدة ولغة واحدة وتراث وتاريخ واحد بورك كل جهد يصب في خدمة قضيتنا القومية ووجودنا القومي في أرض الأباء والأجداد مثل جهودكما المباركة من خلال هذه المداخلات الرائعة .


                   خوشابا سولاقا

2089

 الى الأخ قشو دنيروا المحترم 

 تحية طيبة وتقدير

 بكل سرور قرأت تعقيبكم بلغتنا الجميلة لغة الأم  وهذا الأصرار منكم على الكتابة بلغتنا يجعلكم موضع تقديري وأعتزازي بكم وليس بوسعي إلا
 أن اقدم لكم جزيل شكري وتقديري وأدعو لكم بموفور الصحة والعافية والحياة السعيدة وتقبل تحياتي .


                               أخوكم خوشــابا ســولاقا

2090

 الى الأخ العزيز جوني يونادم المحترم

 تحية قومية معطرة

 أشكركم على كلماتكم الرائعة التي يفوح منها صدق المحبة وأنا من جانبي ابادلكم نفس المشاعر وأحس أني كسبت صديقاً حميماً وشكراً مرة
 أخرى مع اجمل الأمنيات لك وللعائلة بالصحة والعافية الدائمة .


                  أخوكم خوشابا سولاقا

2091

 الى الخ العزيز برشي عيدالأحد قلو المحترم 

 تحية طيبة أرجو أن تكون بخير ويصحة وعافية

 يؤسفني جداً أنني كتبت ردي السابف أعلاه قبل أن أطلع على تعقيبك وأنا أشكرك عليه كثيراً وأود أن أقول لك بأنني قد لا اتفق معك في بعض الأمور وأتفق معك في البعض الآخر مئة في المئة ، وما ورد في ردي أعلاه يوضح ويجيب على ما يظهر بيننا من اختلافات ، ولكن المهم نحن متفقين في الأساسيات واجوهر هو أن :نبستنا المشرقية كانت واحدة موحدة ونتمنى لها ذلك في القريب العاجل وكانت مستقلة إستقلالاً ولها كيانها ولاهوتها الخاص منذ عام 431 م وتفككت بجهود المبشرين القادمين من وراء البحار . عزيزي برشي إن هذه الحوارات حتماً سوف تفودنا الى ما يجب أن نعرفه كما هو وليس كما لفنا به من قبل أبائنا وأجدادنا وكنائسنا بكل مسمياتها . وإن التوريث في أي مجال كان ليس الوسيلة المحبذة للتعبير عن تمثيل الأكثرية من الأمة ولكن لربما تتحكم بفرضه على الأمة وقبوله  الظروف المحية وقد يكون عندئذ الخيار المر الأفضل من الأمر كما كانت الحالة عند فرضه على كنيستنا والحالة ليست فقط مع كنيسة المشرق بفرعها ( النسطوري ) كما تسمبها وتسميها مصادر الكاثوليك خطأ . بل كان التوريث حتى في قلب كنيسة روما الكاثوليكية . حيث كان يورث البابا المتوفي من أصل إيطالي يابا إيطالي ولا يجوز أن بكون من عرق كاثوليكي آخر الى حد قريب . ليس هذا هو المهم لأن لكل زمان ومكان ظروفه المحيطة تفرض على المتحكمين بالأمر ما تمليه عليهم متطلبات البقاء الأستمرار  . أنا أبتغي من وراء كتاباتي تحقيق مثل هذه الحوارات الأخوية الديمقراطية البناءة لغرض الوصول الى الحقيقة التاريخية . يجب أن نفرأ تاريخ الماضي لنستوعبه لنبني حاضرنا على أسس رصينة لنتمكن من رسم خارطة الطريق لعبور أجيالنا الى المستقبل الزاهر .


تقبل تحياتي / برشُخ خوشابا سولاقا

       

2092
الى كافة الأخوة المعقبين ( سوريتا ، سامي هاول ano  ،يوسف شكوانا ، وياكوب أبونا ) المحترمين
تحية طيبة وتقدير
في البدء أشكر مروركم الكريم على مقالي هذا حيث أن مروركم بهذه الملاحظات الفيّمة أعتبره إضافة وإغناء لما طرحته يقيناً مني بأن ما قدمته ليس الكمال بعينه ، وعليه من واجبي أن أشكركم جزيل الشكر على ذلك يا أحبائي . ولكن من باب الأغناء أود إيضاح بعض النقاط بشأن الموضوع إستكمالاً لما تم طرحه من معلومات تاريخية وهي كما بلي :-
أولاً : إن هذا المقال أو غيره من المقالات التاريخية التي سبفته والتي نشرتها في هذا الموقع الكريم كان الهدف منها هو إلقاء الضوء على جوانب مهمة من تاريخ أمتنا من جهة ، وتعريف أبناء امتنا بقدر المستطاع على بعض الجوانب المهمة من تاريخ أمتنا القومي والكنسي بهدف معرفة الحقيقة ولغرض تخفيف من حدة التوترات والمشاحنات الموروثة بشكل خاطئ ومشوه عبر قرون طويلة لتحقيق أكبر قدر ممكن من التقارب والألفة والمحبة بين مكونات أمتنا قومياً وكنسياً من جهة ثانية .
ثانياً : كما هو معروف لدى الجميع إن أغلب المصادر التاريخية التي كُتابها من أبناء أمتنا من أي مذهب كانوا والتي هي في ذات الوقت شحيحة وغير متيسرة لعامة الناس هي مصادر متمذهبة إن صح التعبير ومنحازة في أغلب الأحيان لمكون كُتابها وعليه تكتب بمبالغة مفرطة عن إيجابيات مكون معين وبمالغة مفرطة عن سلبيات المكونات الأخرى ، وبالنتيجة ضاعت الحقيقة التاريخبة الصحيحة بين هذا وذاك من الكُتاب والمؤريخين الذين ما أنصفوا الأمانة التاريخية عن حقيقة تاريخنا في كتاباتهم ، وعليه من واجبنا  تصحيح التاريخ ووضعه على المسار الطبيعي من خلال الدراسة والأستنتاج من كل ما كُتب في الماضي . وبسبب هذه الأشكالات والتقاطعات والتناقضات في المعلومات في المصادر التاريخية التي الآن في متناولنا اليوم ، تقع كتاباتنا في إشكال التقاطع والتناقض ذاته أيضاً بحسب المصادر التي تعتمد من كُتابنا في كتاباتهم ، وعليه يبقى الحوار والنقاش بيننا مطلوب وضروري ومفيد جداً للخروج في النهاية بقناعات مشتركة حول ما نتحاور بشأنه . لهذا السبب نجد أن هنالك الكثير من الأختلافات بين ما يطرحه هذا الكاتب وذاك عن نفس الحوادث والأسماء والتواريخ ، وهذا في ظل تلك الظروف التي ذكرتها في المقال أمر حتمي وطبيعي للغاية ويجب أن لا يتحول ذلك الى مصدر لخلافات جديدة بين كُتابنا ومؤرخينا الأعزاء اليوم . وفي نفس الوقت أحب أن أؤكد هنا على ضرورة التخلي عن مبدأ أو فلسفة تسجيل مسابقات السجالات الفارغة ، أي حوار من أجل الحوار ، بل على العكس من ذلك يجب ان تكون حواراتنا من اجل الوصول الى قلب الحقيقة التاريخبة وليس شرنقتها كما جرت العادة في الماضي من أجل تغليب الخصوصيات الفرعية على ماهو عام في قضيتنا القومية والمذهبية الكنسية والأنسانية .
ثالثاً : كما ذكرت إن المصادر التاريخية التي دونت تاريخ أمتنا بحيادية قليلة وشحيحة جداً وغير متيسرة ومتوفرة في متناول أيدي العاديين من عامة الناس من غير الباحثين من أبناء أمتنا ، لذلك بقى تاريخ أمتنا القومي والكنسي مجهول لدى عامة الناس وكل ما بقي معروف لديهم هو ما لقنوه لهم شفاهة أبائهم وأجدادهم على مر الزمن وترسخ ذلك في عقولهم ويفعل فعله بحكم قوة العادة بتعصب ومبالغة مما زاد في الوضع الأجتماعي لأمتنا سوءً . وإن ما ورثوه بهذه الطريقة بالتأكيد مشوه وفيه الكثير من المغالطات والمبالغة سلباً أو إيجاباً مما يدعينا الواجب القومي والكنسي والتاريخي والأنساني والأخلاقي الى توضيح حقيقة الأمور التاريخية بجلاء ووضع النقاط على الحروف لجيلنا الحالي وأجيالنا القادمة . وليعرف الجميع ليس فينا من يمتلك الحقيقة التاريخية المطلقة كاملة ليعلن الفور على الآخرين بل في تعاون الجميع نستطيع الفوز بالحقيقة شبه الكاملة .
وفي الختام تقبلوا تحياتي وأحتراماتي وشكري على مداخلاتكم الثرة التي حتماً أغنت الموضوع خير إغناء .
محبكم كخوشابا سولاقا

2093
نظام التوريث للكرسي البطريركي في كنيسة المشرق
المهندس : خوشابا سولاقا
من خلال هذا المقال أحاول أن أنقل الى القراء الكرام جوانب كانت غامضة ومشوشة نوعاً ما للكثيرين منهم بغرض التوضيح وخدمة الحقيقة بتقريبها أكثر الى الأذهان . حيث مر الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الرسولية المقدسة بسلسلة من التنقلات عبر تاريخها الطويل منذ تأسيسه في سلوقيا – قطيسفون في قلب بلاد ما بين النهرين عام (410 م ) الى قوجانس في جبال هيكاري الحصينة عام ( 1662 م ) الى يوم العودة الى الموصل في ثلاثينيات القرن العشرين الماضي ، ثم انتقاله الى كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية لغاية استشهاد آخر بطريرك من العائلة المارشمعونية الكريمة مار إيشاي شمعون في 6 / تشرين الثاني / 1975 م .
لغرض تعريف أجيالنا الحالية بتاريخ هذه الكنيسة العظيمة وتضحياتها الجسيمة والمؤامرات الكثيرة التي دبرت لأحتوائها والقضاء عليها وعلى تراثها التاريخي الكبير عبر قرون طويلة من تاريخها لا بد لنا من إلقاء الضوء على مراحل نشأتها وتطورها وما آلة إليه اليوم لعلا ذلك يساعد الكثير من أبناء أمتنا في التخفيف مما ورثوه من المغالطات والتشويهات والتلفيقات بخصوص تاريخها وسيرتها والتي ادت الى توسيع هوة الفرقة والخلافات وتراكم الأحقاد والكراهية بينها وبين الكنائس الشقيقة لأبناء أمتنا والأهتداء بالتالي الى الطريق القويم والسليم في التعامل مع أحداث التاريخ لمراحل تطور كنيسة المشرق الأم ونشوء كنائسنا الحالية وكونها جميعاً أبناء شرعيين لكنيسة الأم الواحدة وهي كنيسة المشرق الرسولية القاثوليقية  التي حملت على أجنحة اللغة السريانية العريقة ( سورث ) رسالة السيد المسيح له المجد الى عالم الشرق الى أن وصلت الى تخوم الهند والصين وأندنوسيا . إنه تاريخ ثر بالمأثر والتضحيات لا بد للآجيال القادمة لأمتنا من قرائته قراءة صحيحة ومتأنية وأن يستوعبوه كما كان وكما هو الآن لتستطيع من الرسو على المسار الصحيح لخارطة طريق للعبور الى المستقبل المشرق بأمان وسلام وليس إلا . هذا هو هدفي المرسوم من نشر واستعراض هذا الموضوع المهم والحساس وربما المجهول للكثير . أملي ان احقق على الأقل جزء من الغاية المرجوة إن لم تكن كلها .
منذ أن استقر المسيحيين الآشوريين من أتباع كنيسة المشرق في جبال هيكاري العاصية في القرن السابع عشر كان البطريرك هو الرئيس الأعلى الديني والدنيوي ( المدني ) للآشوريين المسيحيين وكان يقيم مع أفراد عائلته في قرية صغيرة تسمى " قوجانس " المطلة على نهر الزاب الكبير الأعلى وكان في حينها لا يتجاوز عدد نفوسها عن (800 ) نسمة كما تذكر بعض المصادر التاريخية . كان البطريرك هو الرئيس الأعلى لكنيسة المشرق الرسولية الجاثاليقية وتتمتع هذه الكنيسة باستقلالية تامة عن كنيسة روما الكاثوليكية المقدسة ، ويمثل البطريرك القائم الحلقة الأخيرة في سلسلة البطاركة الطويلة والتي بدايتها كانت بمار توما الرسول ، وتتمتع هذه الكنيسة بتاريخ حافل يمتد عبر عشرين قرناً ويحتوي على صفحات مشرقة وأخرى مظلمة ولفترات متباينة لا بد لنا من معرفته كما كان دون إخفاء أي جانب من جوانبه لأية إعتبارات كانت إن كانت غايتنا معرفة حقيقة التاريخ ودراسته بحيادية لغرض الأستفادة منه للعبور الى المستقبل المشرق .
 في البداية جاء مار توما الرسول برفقة بعض التلاميذ من الأثنين والسبعين تلميذاً للسيد المسيح له المجد وهم ( أدي ، آجاي ، وماري ) حاملين البشارة الى بلاد مابين النهرين وبلاد فارس فوضعوا الأسس الرصينة لبناء جماعة مسيحية منذ القرون الأولى لظهور المسيحية . حسب التقليد الكنسي المتبع آنذاك بقى مار توما الرسول يكرز بالبشارة في ربوع بلاد مابين النهرين ( بيث نهرين ) لحوالي الستة سنوات ثم غادرها الى بلاد الهند عبر بلاد فارس . من بعده حمل راية التبشير بالأنجيل مار أدي الذي أسس له كرسياً ثابتاً جعل مقره في سلوقيا – قطيسفون التي تقع جنوب شرقي بغداد الحالية والتي تسمى حالياً سلمان باك . ومقر هذا الكرسي الذي يعتبر أول مركز رئاسي لكنيسة المشرق في بلاد مابين النهرين " بيث نهرين " والذي أصبح فيما بعد المقر الرئيسي والرسمي لأقامة البطاركة الذين جلسوا على هذا الكرسي . في هذا المقر كانت توجد أيضاً الكنيسة الكبرى والأولى في تاريخ المسيحية في الشرق المعروفة بكنيسة " كوخي " التي شيدها مار ماري في أواسط القرن الاول للميلاد وتهدمت إبان الأضطهاد الأربعيني الذي شنه سابور الثاني (339 – 379 ) م على المسيحيين ، ومن ثم تم تجديدها قبل رسامة الجاثاليق " تومرصا " سنة ( 363 ) م ثم خربت مرة اخرى بسبب الأضطهاد ثم جددها الجاثاليق " مار يهبالاها " الأول ( 415 – 520 ) م . وقد عقد في كنيسة كوخي عدة مجامع كنسية ودفن فيها ما لا يقل عن (24 ) جاثاليق أو بطريركاً من مسؤولي كنيسة المشرق حتى بعد إنتقال سكناهم الى بغداد ، وكما في حال الجثاليق " حنا إيشوع " الثاني ( 773 – 781 ) م والجاثاليق " طيماثاوس الكبير "  ( 780 / 789 – 823 ) م .
البطاركة الذين توالوا في الأقامة في هذا المقر كانوا يكنون البطريرك بـ " البطريرك الملك سعيداً " الجالس على كرسي مار أدي الرسول . خليفة مار أدي الرسول كان مار آجاي الذي قام برسم مطارنة لبلاد آشور . رفيق مار آجاي المعروف بمار ماري تجول في ربوع بلاد ما بين النهرين وهو يكرز ببشارة الأنجيل . وعليه يعتبر مار ماري المؤسس الحقيقي والفعلي لكنيسة المشرق العظيمة . ومنذ ذلك التاريخ بدأت الجماعات المسيحية الأولى بتنظيم شؤونها بالتدريج فكان هناك مجامع عامة لكنيسة المشرق تعقد اجتماعاتها في " سلوقيا – قطيسفون " الواقعة في قلب بلاد ما بين النهرين التي كانت ترزح تحت الحكم الفارسي . وتحديداً في عام ( 410 م ) بالذات دعى المطران اسحق مطران سلوقيا – قطيسفون لأجتماع كنسي عام كان هدفه تشكيل مقاطعة كنسية ، وفي عام ( 424 م ) تم رفع هذه المقاطعة الكنسية الى صف رئاسة أسقفية وأعطى للجالس على كرسيها لقب " القاثوليقا " أو " الكاثوليكس " أو " الجاثاليق " . حامل هذا اللقب كان غير قابل للعزل . هكذا أصبح لكنيسة المشرق كياناً قائماً بذاته منقصلاً عن كرسي إنطاكية الواقعة تحت النفوذ البيزنطي وروما والذي كان في البداية مرتبطاً به . في عام ( 431 م ) رفضت كنيسة المشرق قرارات مجمع أفسس ، وبذلك أصبحت كنيسة المشرق أول كنيسة شرقية تنفصل عن كنيسة بيزنطة وتستقل استقلالاً تاماً عن كنيسة روما الكاثوليكية برآسة البابا . وعلى أثر هذا الأستقلال والأنفصال أطلق تهكماً وتشهيراً واستهزاءً على كنيسة المشرق " بالكنيسة النسطورية " لكونها قد ناصرت لاهوت مار نسطوريوس أحد كرادلة كنيسة روما وبطريرك كنيسة القسطنطينية البيزنطية ذلك اللاهوت الذي يدعو الى تسمية البتول مريم بأم المسيح وليس بأم الله كما هو معتمد في كنيسة روما ، والذي على أثره تم تحريم مار نسطوريوس ولاهوته وطرده من كنيسة روما وإعتباره هرطيقياً والى أن مات في صحراء ليبيا غريباً مجهولاً . إبان العهد الفارسي الساساني ( 224 – 651 ) م ورغم الأضطهادات الوحشية ضد أبناء كنيسة المشرق إلا أن الكنيسة استطاعت من تطوير إدارتها فوسعت إنتشارها بإتجاه الشرق . خلال الفترة المحصورة بين العامين ( 410 –823 ) م عقدت كنيسة المشرق كما قلنا (24) مجمعاً كنسياً عاماً خاص بها أي ما يسمى بـ " سنهودس " . بين القرنين السابع والثالث عشر توسعت كنيسة المشرق وانتشرت شرقاً فتخطت حدود بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس فوصلت أواسط أسيا وبلاد الهند وأخيراً وصلت الصين وأندنوسيا ، وكانت خلال هذه الفترات يتم إنتخاب البطريرك الجاثاليق بطريقة ديمقراطية وفق معايير الكفاءة والاخلاص والإيمان في المجامع كلما تطلب الأمر ذلك ، وكان من تقاليد الرسامات أن يحج البطريرك أي الجاثاليق المنتخب الى كنيسة " كوخي " لزيارة قبر " مار ماري " بصحبة كبار حاشيته وبعض عظماء الدولة ووجهاء الشعب ثم يقصدون دير مار جبرائيل المعروف بدير الكرسي وبعدها يعودون الى بغداد كما جرى في عهد الجاثاليق مار إيليا الثاني من الموصل إذ تممت رسامته في سلوقيا – قطيسفون يم الأحد الثالث بعد القيامة في 16 / نيسان / 1111 م في زمن الخليفة العباسي المستهظر وكان الراسم المطران " سبريشوع " مطران نصيبين . وعندما احتل المغول بلاد مابين النهرين بقيادة تيمورلنك خان في عام ( 1388 م ) ، عندئذ أخذ نجم كنيسة المشرق بالأفول ، فذهبت أيام العز والأزدهار وعصرها الذهبي الى غير رجعة وحل محلها زمان القحط والتراجع والتأخر والتخلف بسبب الأعتداءات الغاشمة وحملات الأبادة التي شنت على المسيحيين . حينذاك وبسب هذه الظروف الصعبة تغير نظام إعتلاء الكرسي البطريركي في كنيسة المشرق فأصبح وراثياً بعدما كان نظاماً يعتمد الأنتخاب المباشر أسلوباً وعلى أن يتم بمشاركة أبناء الكنيسة قاطبة في المجامع التي كانت تعقد لهذا الغرض كما ذكنا ، وذلك لأن إنعقاد مثل تلك المجامع أصبح في ذلك الوقت العصيب مستحيلاً في ظل حكم المغول القاسي الذي أطلق العنان للسيف لقطع رقاب المسيحيين . هكذا اصبح هذا التقليد تقليد إعتلاء الكرسي البطريركي في كنيسة المشرق بسبب تلك الظروف القاسية وراثياً ينحصر في عائلة معينة وهي عائلة البطريرك القائم حيث يورث كرسييه من بعده لمن يشاء من أبناء العائلة . وكقرار رسمي بموجب قانون تبناه البطريرك " شمعون الرابع " المعروف بـ ( باصيدا ) ( 1437 – 1477 ) م . بعد ذلك أصبح تطبيق هذا القانون قانون التوريث للكرسي البطريركي تقليداً كنسياً يجب العمل به ، وعل أثر هذا التقليد دخلت إدارة كنيسة المشرق في متاهات وغدت مهددة بأخطار قاتلة كلما شغر الكرسي البطريركي . ونحن هنا لا نستطيع أن نجزم بشرعية وقانونية وصواب هذا القرار وليس بالأمان أن نجزم العكس من ذلك أيضاً ، لأن الظروف القائمة آنذاك كانت قد أملت على إدارة الكنيسة هذا الخيار الذي جعلها أمام الأختيار المصيري الصعب بين إختيار إنهيار نظام الكنيسة وربما زوالها بسبب الظروف المحيطة والاخطار المحدقة بها وبين اختيار نظام التوريث لأنقاذ ما يمكن إنقاذه والمحافظة على كيان ونظام الكنيسة فكان لهم الخيار الثاني .  وهنا ليس الخطأ في اختيار نظام التوريث لأعتلاء الكرسي البطريركي لأسباب موضوعية قاهرة أملت على إدارة الكنيسة هذا الأختيار كما بيناها ، ولكن الخطأ القاتل كان لماذا الأستمرار بنظام التوريث لمدة أكثر من ستة قرون ؟؟ . هنا هو السؤال هل أيضاً كان هناك ما يبرر من الأسباب للآستمرار بنظام التوريث لغاية قيام الشهيد مار إيشاي شمعون بتقديم استقالته والتخلي عن نظام التوريث في سبعينيات القرن الماضي ُثم تم إغتياله على يد المجرم اللعين داوود إبن ملك ياقو يوم 6 / تشرين الثاني / 1975 في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميريكية . وحسب إعتقادي تم إغتياله بسبب ثورته الأصلاحية في نظام كنيسة المشرق التي أطلقها في عام 1962 للتحول من اعتماد التقويم اليولياني الى اعتماد التقويم الغريغوري في كنيسة المشرق كأغلب  كنائس أمتنا والعالم ، وكذلك شملت تغيير بعض طقوس وتقاليد الكنيسة البالية والتي لا تمت الى عقيدتها وإيمانها بصلة ، وكذلك دعوته الى إسقاط كل ما من شأنه يسيء على كنائس الآخرين من طقوس وممارسات ، كما دعى إلى زواج رجال الأكليروس بكل درجاتهم الدينية لردع ممارسة الخطيئة في السر والأساءة على سمعة الكنيسة كما حصل ويحصل اليوم !! . وكان ذلك مبادرة إيجابية تستحق الثناء والتقدير من أجل التقارب مع الكنائس الشقيقة وتخفيف من حدة التوتر والضغينة المذهبية بينها ، إلا أن البعض من أولاد واحفاد خصومه ومعارضيه في عام 1933 وما قبلها رفضوا هذه التغيرات ووقفوا بالضد منها وأسفر ذلك الى انشقاق كنيسة المشرق من جديد عام 1964 . كان في السابق بعض أبناء كنيسة المشرق قد رفضوا نظام التوريث في تسمية البطريرك القادم وقاوموه لأنهم اعتبروه نقطة ضعف في أختيار بطاركة أقوياء مقتدرين لقيادة مسيرة الكنيسة ، وكان من بين هؤلاء راهب يدعى " يوحنا سولاقا " من دير ربان هرمزد الواقعة قرب قرية القوش . عندئذ أصبح الموضوع مبعث لنزاع بين الطرفين وغدت كنيسة المشرق هدفاً لأهتمامات كنيسة روما التي دخلت ميدان الصراع بقوة ، الأساقفة المنشقون ( الرافضون لنظام التوريث للجلوس على الكرسي البطريركي الخاص بكنيسة المشرق ) انتخبوا الراهب " يوحنا سولاقا " بطريركاً لهم وقرروا إرساله الى روما ليقوم بما يلزم للأتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية . كنتيجة لهذا الأجراء حصل إنشقاق في كنيسة المشرق . في عام ( 1553 م ) أعلن البابا جوليانوس الثالث " يوحنا سولاقا " بطريركاً للكلدان ، وبذلك أصبحت وحدة كنيسة المشرق مبتورة بولادة كنيسة جديدة عاشت بموازاتها وهي الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية . واتخذ بطريرك الكنيسة الجديدة لقب " بطريرك بابل على الكلدان " وقد أطلق البابا جوليانوس الثالث هذه التسميات على أتباع كنيسة المشرق الذين تحولوا من عقيدة كنيسة المشرق الى الكثلكة لغرض تمييزهم عن من بقى على إيمانه بطقوس وتقاليد كنيسة المشرق الأصلية .
عندما إعتلى مار شمعون الثالث عشر دنخا 0( 1662 – 1700 ) الكرسي البطريركي الخاص بكنيسة المشرق الأم والذي كان من سلسلة البطاركة الوراثية قرر الأستقرار بالكرسي البطريركي في ربوع جبال هيكاري العاصية في قرية قوجانس متوقعاً التخلص من المرسلين الكاثوليك الذين كانوا السبب في نشر الخلافات والأنشقاقات في صفوف كنيسة المشرق ليتمكن من المحافظة على التقاليد والثقافة التي كان يتوارثها أبناء شعبه . خلال هذه الفترة بقيت أطماع روما تجاه كنيسة المشرق التي اصرت بعناد ثابت على رفض الأتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية في تنام مستمر . لذا وفد الى المنطقة العديد من الرهبان المبشرين المنتمين الى الرهبنة الكرملية أو الكبوشيين أو الدومنيكان . الكثيرين من هؤلاء الرهبان المرسلين كتبوا في مذكراتهم عن إصرار كنيسة المشرق على البقاء خارج نطاق الأتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية والمحافظة على معتقدها الذي سارت عليه قرون عديدة . كان هدف المرسلين جميعاً هو تعليم الأيمان الوحيد والحقيقي وهو الأيمان الكاثوليكي وإعادة الخراف الضالة -المقصود هنا أتباع كنيسة المشرق غير الكاثوليك – الى حضيرة القطيع عبر الطريق السوي بعد التخلي عن التقاليد الخاطئة الموروثة والعودة الى التعاليم الصحيحة التي مصدرها مباشرة الكرازة التي نادى بها مار توما الرسول وحسب إدعائهم . بهذه العقلية الأستعلائية الساذجة الحمقاء وهذه العنجحية الخرقاء كانوا هؤلاء المرسلين يتعاملون ويتعاطون مع المؤمنين بالمسيحية في كنيسة المشرق ، يصيفونهم بالخراف والقطعان الضالة .... الخ من هذه الأوصاف المهينة وتسميات الأحتقار التي تحط من قدر وقيم الأنسان .
عاشت كنيسة المشرق منعزلة في جبا
ل هيكاري العاصية هرباً من  المرسلين القادمين من وراء البحار والمحيطات هدفهم الوحيد إحتواء كنيسة المشرق والقضاء عليها هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كون أتباع كنيسة المشرق في جبال هيكاري تحت رعاية سلطة العثمانيين الغاشمة والحاقدة على الآخر قومياً ودينياً ، بحكم هذا الوضع كانت كنيسة المشرق مضطرة على تطبيق نظام توريث السدة البطريركية من الأخ الى الأخ أومن العم الى إبن أخيه . دام هذا النظام نافذ المفعول وفقاً للتقاليد حوالي الستة قرون . في بداية القرن العشرين كانت قوجانس آخر مقر للكرسي البطريركي الخاص بكنيسة المشرق . قبل قوجانس كانت هناك مراكز عديدة إتخذها البطاركة مقرات لكرسيهم مدى العشرين قرناً التي عاشتها هذه الكنيسة إبتداءً من توما الرسول وإنتهاءً بمارشمعون بنيامين . تبدلت مقرات الكرسي البطريركي بسبب الظروف القاهرة والأحداث التاريخية الرهيبة والدامية التي مرت على المنطقة وكنيسة المشرق وخاصة في القرون الآخيرة والتي كانت قاسية وثقيلة بنتائجها ومعطياتها على أتباع كنيسة المشرق ، وكان هدف الآشوريين وهاجسهم دوماً المحافظة على كيان هذه الكنيسة ولو كان المقابل تضحيات كبيرة وغالية ، لأن الغاية عندهم كانت تبرر الوسيلة ، وطالما كانت التضحيات بالنفس هي الوسيلة الأخلاقية الناجعة لتحقيق غاية شريفة ألا وهي المحافظة على كيان كنيسة المشرق في ميادين التصدي والأستشهاد ضد الأعداء بكل تنوعاتهم فليكن ذلك ، فكان الآشورين من أبناء كنيسة المشرق بكل تسمياتها جاهزين ومستعدين لها كما فعل مار شمعون برصباعي ومار شمعون بنيامين وغيرهم الكثيرين الذين رووا أرض بيث نهرين بدمائهم الزكية لأبقاء راية كنيسة المشرق بكل فروعها وتسمياتها عالية خفاقة وشامخة شموخ جبال آشور وهيكاري . رغم كل خيبات الأمال التي لحقت بكنيسة المشرق إلا أنها استطاعت الثبات ومقاومة كل الظروف والأحداث الصعبة وتجاوزتها الى بر الأمان اليوم برفعة الرأس وبفخر وإعتزاز وستبقى شعلتها متقدة وهاجة لا تنطفئ في أرض بيث نهرين مدى الدهر . 

خوشابا سولاقا
19/ 7 / 2013           
       

2094
 الى الأخ الكريم صقر الميكانيك المحترم 

 تحية طيبة وتقدير

 لقد كانت مداخلتكم رائعة جداً وجائت بمثابة أكليل من الورد توجت الحوارات التي دارت بيني وبين اخوي العزيزين عبد قلو وأبو سنحاريب ، في الحقيقة يجب أن يكون للكتابة هدف وإلا لاداعي لها . عليه ليس بوسعي أن أقول شيء بشأن مداخلتكم غير أن أقدم لكم جزيل الشكر والتقدير وبالنيابة عن أخوي برشي عبد قلو وأبو سنحاريب بورك قلمكم لهذا التشجيع وأملنا أن نتواصل في جهودنا المشتركة لخدمة أمتنا المظلومة في المستقبل ودمتم بخير وسلام وتقبل تحياتنا جميعاً .

                              أخوكم خوشابا سولاقا

2095
أخي العزيز برشي عبدالأحد قلو المحترم
تقبل تحياتي المعطرة
احييك على مداخلاتك الرائعة للغاية فيما تطرحه من نضج في الأفكار التي فعلاً أمتنا بأمس الحاجة إليها في حياتها الحاضرة للعبور الى المستقبل المطلوب ، وأنا شخصياً أؤيدك مئة في المئة بما فيها رأيك بعزيزنا الورد أبو سنحاريب ، كم أتمنى أن يعيد النظر في الكثير من طروحاته التي أجدها غير واقعية ومثالية ولكن ما يجعلني أحترم وأقدر شخص أبو سنحاريب كثيراً هي صفاء نيته ونقائه ومحبته لأبناء أمتنا أولاً وكونه قريبي من بعيد ثانياً . عزيزي برشي إن السنوات العشرة الآخيرة بعد إنتشار شبكة الأنترنيت في العراق وتعاظم قدرات ثورة تكنولوجية المعلوماتية قد ساهمت بشكل كبير في إذابة جبال جليد الأحقاد والكراهية والتمييز المذهبي بين مكونات امتنا وأنفتحت كل قنوات الأتصال والتواصل الاجتماعي بين أبناء أمتنا من الشباب والشابات وأزيل الكثير من العوائق والمعرقلات التي كانت تمنع تواصلهم وتقربهم من بعضهم البعض وتلك هي بداية ثورة إجتماعية أجبرت القائمين على كنائسنا جميعاً الى التحرك وطرح المبادرات البناءة للتقارب مع بعضها البعض على أساس توسيع مساحة المشتركات بيننا على حساب تقليص مساحة الأختلافات ، ونأمل أن نجد مثلها على ساحة التنظيمات السياسية لمكونات أمتنا بعد ان يتم عزل وإبعاد العناصر المسيئة والتي تكرس تلك التنظيمات لخدمة مصالحها الشخصية ونامل أن يتحقق ذلك قريباً بجهود المخلصين من أبناء أمتنا المنخرطة في تلك التنظيمات . لاحظ كم هو مفيد ومثمر هذا الحوار الأخوي والبرشوي إن جاز التعبير بيننا ، وكم يكون اكثر فائدة لو يعم بين أكبر عدد من مثقفي امتنا من رجال الكنائس والسياسيين والكتاب والفنانين وغيرهم . ولك الشكر الجزيل يا برشي العزيز ، ولكن بس لا يكون  يزعل علينا المدعوا سام البرواري ويعتبر حوارنا هذا كلام ناس غير مثقفين معادين لزوعه هو كما وصفنا في تعقيباته السابقة ، املي أن لا يفعل ذلك الآن ومستقبلاً وأن يكف عن الأساءة على الاخرين بمفرداته الأستفزازية الجارحة لأنني عرفته من يكون ذكرتني به حادثة إستشهاد المرحوم يوارش زوج المحامية ليزا أنويا قرب مركز شرطة الدواسة لقد عرفت عنه كل شيء بالتفصيل الممل الصغيرة والكبيرة واسمه الحقيقي ( سمير البرواري ) والحليم  بالأشارة يفهموا .

تقبل تحياتي
برشخ خوشابا سولاقا


2096
الى الأخ برشي عبدالأحد قلو
تحية طيبة وبعد

شكراً على مداخلتك الرائعة وإنها عين الصواب هكذا يجب أن نقرأ التاريخ ( تاريخنا وتاريخ الآخرين من الأصدقاء والأعداء ) ونحلله ونبدأ بالسلبيات قبل الأيجابيات لكي نستنبط العبر والدروس منه لتقويم مسيرتنا نحو المستقبل وهذا ما أبتغيه من كتاباتي عن التاريخ والذي لا يزال الجزء الأكبر منه موضع جدال ونقاش بحكم الولاءات القبلية والعشائرية عند البعض من أبناء أمتنا الأعزاء . حيث هناك من يكره قول الحق إذا لم يكن ذلك يجاري نوازعه العشائرية وخصوصياته كما يريدها هو من جهة ، ويؤد من جهة أخرى وبقوة الباطل الذي يمجد تلك النوازع والخصوصيات متناسياً ما هو أهم ومن المفروض أن تكون له الأولوية في كل حساباتنا وأفعالنا ألا وهو مصلحة قوميتنا وأمتنا بما نستحق وتلك هي مشكلة الكثير من أبناء أمتنا في قراءة التاريخ واستيعابه والتعامل معه بشكل سليم ومنتج يا برشي العزيز . ما العمل إذا كان الأمر كما يقال " إن أغلبهم للحق كارهون " . أما بخصوص أخينا وعزيزنا أبو سنحاريب الورد له أرائه التي من خلالها يساوي بين الجميع ولا يريد أن يُزعَل أحداً وما علينا نحن إلا أن نحترم أرائه تلك ولا نجعله يزعل منا  أيضاً ، إن كل واحد منا ينظر الى ما يجري حولنا من تحولات من منظاره الخاص ومن الزاوية التي يراها هو ، ليس المهم أن نكون متفقين في كل شيء بل المهم أن لا نكون متخالفين ومتخاصمين كأعداء في أفكارنا وأفعالنا ورؤآنا في الأساسيات التي تجمعنا حتى وإن اختلفنا في الجزئيات . تحياتي لك ولعزيزنا أبو سنحاريب وللقراء الكرام .

ملاخظة : يرجى رفع نسخة ردي هذا أعلاه لوجود تعديلات تستوجب ذلك مع إعتذاري وشكري لإدارة الموقع   

            أخكم خوشابا سولاقا

2097

الى الأخ برشي عبدالأحد قلو
تحية طيبة وبعد

شكراً على مداخلتك الرائعة وإنها عين الصواب هكذا يجب أن نقرأ التاريخ ( تاريخنا وتاريخ الآخرين من الأصدقاء والأعداء ) ونحلله ونبدأ بالسلبيات قبل الأيجابيات اكي نستنبط العبر والدروس منه لتقويم مسيرتنا نحو المستقبل وهذا ما أبتغيه من كتاباتي عن التاريخ والذب لا يزال الجزء الأكبر منه موضع جدال ونقاش بحكم الولاءات القبلية والعشائرية عند البعض من أبناء أمتنا الأعزاء . حيث هناك من يكره قول الحق إذا لم يجاري نوازعه العشائرية وخصوصياته ،كما يريدها ، ويؤد هنال وبقوة الباطل الذي يمجد تلك النوازع والخصوصيات متناسياً ما هو أهم ومن المفروض أن تكون له الأولوية في كل حساباتنا وأفعالنا ألا وهو مصلحة قوميتنا وأمتنا بما نستحق وتلك هي مشكلة الكثير من أبناء أمتنا في قراءة التاريخ واستيعابه والتعامل معه بشكل سليم ومنتج يا برشي العزيز . ما العمل إذا كان الأمر كما يقال " إن أغلبهم للحق كارهون " . أما بخصوص أخينا وعزيزنا أبو سنحاريب الورد له أرائه التي من خلالها يساوي بين الجميع ولا يريد أن يزعَل أحداً وما علينا نحن إلا أن نحترم أرائه ولا نزعله أيضاً ، إن كل واحد منا ينظر الى ما يجري حولنا من تحولات من منظاره الخاص ومن الزاوية التي يراها هو ، ليس المهم أن نكون متفقين في كل شيء بل المهم أن نكون متخالفين ومتخاصمين في أفكارنا وأفعالنا ورؤآنا في الأساسيات التي تجمعنا حتى وإن اختلفنا في الجزئيات . تحياتي لك ولعزيزنا أبو سنحاريب .

            أخكم خوشابا سولاقا

2098
الى الأخ العزيز عبدالأحد قلو " برشي " المحترم
تحية طيبة وتقدير 
لقد قرأتُ تعقبك بسرور بالغ وليس لي إلا أن اشكرك على مرورك الكريم . حقيقة كما قلت إن تاريخنا لهو تاريخ مؤلم وحزين ومأساوي عانينا الكثير من المظالم منذ سقوط نينوى وبابل لقد نالوا منا الغزاة الذين اجتاحوا بلادنا منذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا . أما تاريخنا الحديث فحدث ولا حرج إنه تاريخ شعب صغير بعدد نفوسه وكبير جداً بتراثه وحضارته الهائلة الذي خدم الأنسانية عبر المعمورة وقدم للبشرية الشيء الكثير دون أن يأخذ منها حتى القليل القليل من كلمة الشكر على ذلك الأحسان والفضل العظيمين ، ونال من الاخرين من الجيران والغرباء الذين قدموا من وراء البحار والمحيطات من البلدان البعيدة من حاملي الصليب المسيحي الكثير من الظلم والقهر والقتل والمذابح عبر القرون من ما قبل المسيحية وما بعدها ، وقدموا على مسرح الحياة تضحيات كبيرة ودفعوا الثمن غالياً مقابل المحافظة على البقاء كوجود قومي . وكل ذلك قد حصل قد يكون بسبب سوء التخطيط والتدبير والقيادة الرشيدة من قبل قياداتنا الدينية والدنيوية أو بسبب البساطة الفطرية وصفاء وحسن النوايا إتجاه الآخرين أو بسبب غدر الغادرين وخيانتهم لوعودهم وتعهداتهم لهم ، ولكن الذي حصل قد حصل لا يمكننا تغيره ولكن يمكننا الأستفادة منه في حاضرنا ومستقبلنا وهذا هو هدف كتاباتنا هذه لتذكير أجيالنا الحاضرة والقادمة بما يجب أن يتذكروه عن أبائهم وأجدادهم من الزين والشين كما يقال . فالذي حصل لأبناء أمتنا سميها باية تسمية جميلة تشاء من تسمياتنا المتداولة حالياً قد حصل رغماً عنهم وعنا ، ونحن نعيش اليوم في الشتات والمهاجر على أمل العودة الى أرض الأباء والأجداد في يوم ما يا برشي العزيز . حقيقة لقد عجبتني كثيراً كلمة " برشي " حيث كنيتك بها في تعقيب لي على أحدى مقالاتك قبل مدة قصيرة ... هل تعرف لماذا ؟ لأن هذه المفردة الشعبية البسيطة المنتشرة بين أبناء مكونات أمتنا المختلفة منذ القدم ومن أيام تياري وهيكاري وبرواري بالا وصبنا وقصبات ومدن سهل نينوى مثل القوش الحبيبة وتلكيف العزيزة وباطنايا وتلسقف وكرمليش وبرطلة وبغديده الرائعات وغيرها من أماكن تواجد أبناء أمتنا ، تدل على من نكون نحن ؟  أي أنها تدل على كوننا أبناء أمة واحدة وقومية واحدة بغض النظر ماذا نسمي أنفسنا بأية تسمية قومية من تسمياتنا التاريخية الجميلة . هذه المفردة الجميلة " برشي " أي بمعنى ( برّ – شمي ) بالرغم من بساطتها إلا أنها تعني ما نحن بحاجة ماسة إليه اليوم لتوحيد خطابنا السياسي والاجتماعي والقومي مع من يعيش معنا في بلادنا لكي لا نبقى غرباء غير مرحب بهم في ارض أبائنا وأجدادنا . عزيزي برشي إن ما يجمعنا جميعاً اكثر بكثير مما يفرقنا لو قرأنا تاريخنا واستوعبناه بحسن نية ووضعنا المذهبية على جانب وفصلنا بينها وبين القومية والسياسة وأهملنا رجال السياسية الذين يسعون الى الربط بين الأثنين ( القومية والمذهبية ) من اجل مصالحهم الأنانية الشخصية عندها سوف لا نجد عائق امام تحقيق وحدتنا القومية . وشكراً لك على تناولك واستعمالك لهذه المفردة الشعبية الرائعة التي أعطتني الفرصة لأن أكتب هذه الأسطر الى كل أحبائي من أبناء أمتنا (( .......... )) .

برشُخ
خوشابا سولاقا

2099
خيانة بريطانيا للآشوريين ونكثها لوعودها لهم
( الجزء الثاني والأخير )
المهندس : خوشابا سولاقا
نبدأ معكم من حيث إنتهينا في الجزء الأول . عند التمعن بروية وببعد النظر في الواقع الفعلي المستجد للآشوريين بعد الثورة البلشفية الروسية وانسحاب الجيش الروسي المفاجئ من الحرب رسمياً وبالأخص من جبهة بلاد فارس ، وتنامي العداء العثماني الفارسي الكوردي تجاه الآشوريين ، وما ورد في إعلان العقيد البريطاني ف . د .غريسي في اجتماع اورميا في أوائل كانون الثاني من عام 1918 سنستنتج أنه لم يكن هناك أمام الآشوريين من خيار آخر أفضل من القبول بما ورد في إعلان غريسي ووضع كل ثقتهم بأقواله التي سمعوها منه في الاجتماع المذكور وأن يصدقوا كل ما قاله بشأن مستقبل الشعب الآشوري .
بهذا القبول الآشوري بما ورد في إعلان غريسي يكون غريسي قد حقق هدفه الأول الذي جاء من أجله ، ألا وهو إقناع الآشوريين الاستمرار في الحرب الى جانب الحلفاء . فقطع الوعود التي تعزز ذلك الاستمرار بعد أن غاب عن باله الأهمية البالغة لما قاله وما وعد به وأقره باسم حكومة بريطانيا بخصوص مستقبل الشعب الآشوري بالعودة الى موطنه الأصلي في هيكاري وإقامة دولته المستقلة ، تمشياً مع قول المثل " كلام الليل يمحيحه النهار " .
وبناءً على موافقة الآشوريين على الأعلان البريطاني هذا تم تجنيد من الشباب الآشوري ما يقارب الـ ( 5000 ) متطوع . بعد تهيئة كل هذا العدد من المتطوعين بدأت تظهر في الأفق بعض المعوقات الفنية بشأن صنف الضباط وحجم ونوعية العُدد والمعدات الحربية التي من المفروض أن توفرها بريطانيا للتشكيلات الآشورية الجديدة والتي كانت قليلة جداً لا تفي بالغرض المطلوب ولا تتناسب مع عدد الجنود ومتطلبات العمليات الحربية وحجم الأخطار المتوقعة والمحدقة بالآشوريين من الأعداء في قادم الأيام . الفرس نظروا الى هذه التشكيلات الآشورية بعين الشك والريبة والحذر فعدتها تهديداً للمسلمين ، دول الحلفاء لم تقم بما يجب القيام به من العمل الدبلوماسي اللازم لتهدئة خواطر الفرس وطمأنتهم بالطرق الدبلوماسية المتعارف عليها بشأن وجود هذه التشكيلات الآشورية على أراضيها والتي لا تشكل أي خطراً عليهم . وقد كان هذا التقصير من قبل دول التحالف ربما مقصوداً ومخطط له وذلك لوضع الآشوريين في موقف محرج وصعب لدفعهم أكثر للجوء الى الحلفاء طلباً للحماية ومن ثم القبول بما تمليه عليهم بريطانيا وحلفائها وتقديم المزيد من التنازلات عن ما وعدوهم به في إعلان غريسي .
بعد كل هذه الظروف الصعبة التي خلقها الأنسحاب الروسي من جبهات القتال في بلاد فارس ضربت العزلة أطنابها على أورميا وحواليها ، وتنامت الدعاية المضادة والمغرضة من دول المحور بين أوساط الجماهير الفارسية بشكل مفزع لتصعيد العداء والكره للآشوريين ، فتوالت المشاهد المأساوية ونزلت المصائب على رؤوس السكان المحليين من الآشوريين ، كما انتشرت الأمراض والأوبئة والمجاعة وأنزلت مراسيها في طول البلاد وعرضها ، فاستفحلت أعمال النهب والسلب والقتل والجريمة بكل أشكالها وحصلت الكثير من المجازر الدموية وأعمال القتل والأنتقام والأغتصاب بحق الآشوريين بشكل خاص وبحق المسيحيين بشكل عام أينما وجدوا في بلاد فارس وأصبح قتل المسيحيين مباحاً بسبب غياب السلطة وقدرتها على فرض القانون وهيبتها . على ضوء هذا الواقع المزري والمفزع للآشوريين والمسيحيين ، تحالفوا الأكراد مع بعضهم البعض من جهة ومع الأتراك والفرس من جهة ثانية للأنتقام من الآشوريين والتنكيل بهم وإبادتهم وإستئصالهم أينما وجدوهم . هذا الواقع المرير المؤلم فرض على البطريرك مار بنيامين شمعون خيارات صعبة للغاية لغرض إنقاذ شعبه من الأخطار المحدقة به من كل صوب وحدب أحلاها مُرّ ، ولتحييد الجيران من الأكراد الشيكاكيين وتأمين جانبهم من خلال عقد اتفاق معهم تقرر السفر لعند المجرم الغدار الكوردي سمكو آغا الشيكاكي لمفاوضته حول عقد الصلح والسلام بين الطرفين . وكان العقيد غريسي قد مهد ورتب لمثل هذا اللقاء بين الرجلين  بذريعة إنهاء حالة العداء واحلال السلام والوئام بين الجانبين . وبناءً على ذلك اقترح غريسي على الآشوريين عقد تحالف مع آغا قبائل الشيكاك الكوردية اسماعيل آغا سمكو وقد أبلغهم بانه عند عودته من وان الى أورميا زار سمكو في مقره وناقش معه الموضوع وأبدى الأخير استعداده ورغبته في عقد مثل هكذا اتفاق . وعليه وبتاريخ 16 / آذار / 1918 ذهب البطريرك مار بنيامين شمعون وبصحبته بعض الضباط الروس وسرية من الحرس الآشوري الشجعان قوامها أربعون مقاتلاً شجاعاً ومعهم أخوه داوود لمقابلة المجرم الغدار سمكو آغا في مقره في مدينة " كوني شهر " القريبة من مدينة " ديلمان " وقد استقبل البطريرك والوفد المرافق له عند وصولهم الى مقر سمكو أغا بحفاوة بالغة واحترام من قبل المجرم سمكوأغا ، وبعد إنتها ء المقابلة رافق سمكو البطريرك حتى الباب الخارجي لمقره فودعه بقبلة ليديه والتي كانت كقبلة يهوذا الأسخريوطي للسيد المسيح له المجد ، وعندما هم البطريرك بالركوب في عربته رجع المجرم سمكو وتناول بندقيته وأطلق النار على البطريرك من الخلف وأصابه في ظهره وأرداه شهيداً ومن ثم أطلق شقيقه رصاصة أخرى من مسدسه عليه لضمان مصرعه ، وانهمر على الوفد المرافق لقداسته وابل من الرصاص من على أسطح البنايات المحيطة وكان المارشمعون قد سقط قتيلاً على الأرض مضرجاً بدمائه الزكية الطاهرة . هكذا وبهذه الخيانة الدنيئة إنتهت حياة حبر جليل وإبن بار لكنيسة المشرق ضحى بحياته في سبيل شعبه . كان هذا البطريرك أحد الرموز الكبيرة الذي باستشهاده وإنطفأ ضياء نور عينيه خسر الآشوريين بطلهم القومي المقدام وقائدهم الأمين والذي باستشهاده جسد شخص السيد المسيح له المجد في التضحية بنفسه من أجل خلاص شعبه ، كنت المسيح بذاته يا شهيد الأمة الآشورية الخالد بتضحيتك هذه ، لن ينطفئ نورك الى مدى الدهر وتبقى شعلة أبدية وهاجة ومنيرة في طريق أجيالنا يا مار بنيامين العظيم الذي قتل بوحشية لا مثيل لها في التاريخ لقد أعطيت باستشهادك مثلاً رائعاً للتضحية من أجل المبادئ والقيم السامية النبيلة لمن يريد أن يخدم أمته . وبعد هذا الأغتيال الجبان الغادر حصل هرج ومرج في صفوف سرية الحماية فقتل العديد من الجانبين وتمكنوا الفرسان الأبطال الشجعان من قبيلتي تياري وتخوما وعلى رأسهم دانيال إبن ملك اسماعيل من حمل الجثمان الطاهر لمار بنيامين على الأكتاف ونقلوه الى أحدى كنائس الأرمن القريبة الواقعة في المنطقة ، حيث تم دفنه هناك لاحقاً وفق الطقوس والتقاليد المرعية في كنيسة المشرق وحسب استحقاقات درجته الدينية في الأيام التالية لأستشهاده ، طيب الله ثراك يا مار بنيامين يا شهيد الأمة الآشورية المجيدة وكنيسة المشرق العظيمة . كان استشهاده صدمة عظيمة لشعبه الآشوري وكان ذلك صدمة أكبر لأخته سورما فسببت لها حزناً عميقاً وجرحاً مؤلماً رافقاها كل ايام حياتها . لقد القت سورما بمسؤولية الأغتيال على عاتق السلطات الفارسية التي خططت لهذه الجريمة البشعة ونفذتها بوحشية وجبن خسيس ، لأن السلطات الفارسية كانت تحاول دوماً وتسعى للتخلص من شخصية البطريرك مار بنيامين شمعون لما كان له من دور رائد وفعال في التصدي لمؤامرات ودسائس الحلفاء الفرس والعثمانيين والكورد ضد الآشوريين ، لقد صرح المجرم سمكو فيما بعد أن دوره في عملية الأغتيال كان فقط التنفيذ أي أنه كان مجرد آلة التنفيذ وليس إلا . لقد أخطأت السلطات الفارسية في تبنيها لراي التخلص من مار شمعون بنيامين ، لأن البطريرك الشهيد كان دوماً يعمل ليدفع بعيداً كل ما من شأنه أن يُدخل الآشوريين في أزمات مع الفرس أو في مواجهات مباشرة معهم . ولكن وكما قلنا سابقاً هناك معلومات مؤكدة تؤكد بأن العقيد غريسي عند لقاءه مع المجرم سمكو أغا قد نسق عملية اغتيال مار شمعون بنيامين معه ومع الحكومة الفارسية لغرض إضعاف القيادة الآشورية لما كان لمار بنيامين من دور فعال ومحوري ومؤثر في المحافظة على وحدة الصف والقرار الآشوري وإن تصفية مار بنيامين سيجعل الآشوريين في موقف اضعف يدفعهم ذلك للخضوع للأمر الواقع الذي تفرضة عليهم إرادة المصالح الحيوية البريطانية في الحرب ولأستغلالهم بأقصى درجة ممكنة مقابل أدنى الحقوق وهذا ما حصل فعلاً فيما بعد . وبعد استشهاد مار بنيامين شمعون تم في 24 / نيسان / 1918 في مدينة سلامس إنتخاب أخيه مار بولس شمعون بطريركاً للآشوريين وجرت مراسيم التنصيب والجلوس على الكرسي البطريركي في كاتيدرائية مارت مريم في أورميا في 29 / نيسان / 1918 .  بعد أن انتهت الحرب وجدوا الآشورين أنفسهم وبأقل من نصف عدد نفوسهم ساعة مغادرتهم لموطنهم في هيكاري في مخيمات بعقوبة في العراق محطمي الآمال تنهش بهم الأمراض والأوبئة وتفتك بهم الحاجة والفاقة والعوز بعد رحلتهم الطويلة رحلة الآلام والأحزان والمآسي الدامية واستقروا في مخيمات بعقوبة التي أعدتها لهم القوات البريطانية من دون قيادة مقتدرة توحدهم وتدب في صفوفهم الخلافات العشائرية والقبلية في صراعات من اجل السلطة كما خططت له بريطانيا وشجعته من خلال وعودها لزعماء هذه الأطراف لتولي القيادة العسكرية للبعض والزعامة الدنيوية للبعض الاخر في حالة وقوفهم الى جانب فصل السلطة الزمنية عن السلطة الدينية التي يتولاهما البطريرك ، وهذا ما حصل بعد وفاة البطريرك مار بولس شمعون في 27 / نيسان / 1920 ، اشتدت الخلافات حول رسامة البطريرك القادم فاراد المعارضون للبيت البطريركي بزعامة آغا بطرس وملك خوشابا رسامة مار طيماثيوس مطران مليبار – الهند بطريركاً لكنيسة المشرق خلفاً للمرحوم مار بولس شمعون ، وأصرت الجبهة المؤيدة للبيت البطريركي على بقاء الكرسي البطريركي في عائلة مار شمعون ، وآخيراً حسم الموقف لصالح البيت البطريركي وتم رسم الطفل مار إيشاي شمعون ذي الأثني عشر ربيعاً من العمر بطريركاً على كنيسة المشرق وتعيين مار طيماثيوس قييّما ووصياً عليه لحين بلوغه سن الرشد وأصبح البطريرك رقم ( 21 ) في العائلة المارشمعونية الكريمة . وبذلك أصبح البيت البطريركي خاوياً من السلطة القوية الحازمة والحكمة الرشيدة التي كان قد صنعها وأسس لها وامتلكها الشهيد الخالد مار بنيامين شمعون ، وهنا وكتحصيل حاصل لهذا الفراغ في ممارسة السلطات الزمنة للبطريرك وللمؤهلات التي كانت تمتلكها سورما خانم وثأثيرها ومكانتها المرموقة لدى العائلة وشعبها والثقة الكبيرة بقدراتها وذكائها الخارق وايجادتها اللغة الانكليزية بطلاقة توسع دورها في ممارسة السلطات الزمنية بالنيابة عن البطريرك الطفل الغائب عن الساحة السياسية الآشورية ، وهذا ما أثار غيظ  وغضب الجبهة المعارضة أكثر وتعمق من خلافاتهم مع البيت البطريركي ، والذي كان في نفس الوقت فرصة ذهبية للانكليز لأستثمار هذا الخلاف لصالح تحقيق مآربهم وغاياتهم الدنيئة لأستغلال الآشوريين بأقصى ما يمكن . وبأغتيال مار بنيامين وتفكك القيادة الآشورية وتشرذمها الى أشلاء متناحرة تحقق الهدف الثاني للعقيد " غريسي " والوصول بالآشوريين الى بلاد ما بين النهرين كما خطط  له الانكليز للدفاع عن مصالح بريطانيا النفطية في هذه البلاد .
ولأهمية إدانة بريطانيا على خيانتها القذرة اللاأخلاقية للآشوريين ونكثها لوعودها الكاذبة التي قطعتها لهم في إعلان العقيد " ف . د .غريسي " المنوه عنه سابقاً والذي فيما بعد دحض ونفى واقعة انه باسم بريطانيا العظمى وعد الآشوريين بتأسيس الدولة الآشورية المستقلة . ولغرض دحض اكاذيب غريسي انقل لكم شهادات بعض الحاضرين في اجتماع أورميا الذي انعقد في أوائل كانون الثاني من عام 1918 وهم كل من الدكتور بول كوجول رئيس البعثة الطبية الفرنسية ونائب القنصل الروسي باسيل نيكيتين كما أوردتها الكاتبة الفرنسية كلير ويبل يعقوب في كتابها الموسوم ( سورما خانم ) وهي كما يلي :- 
أولاً : شهادة الدكتور بول كوجول رئيس البعثة الطبية والأسعاف الفوري الفرنسية في أورميا .
إستناداً الى رسالة البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون الموجه الى الدكتور بول كوجول المؤرخة في 18 / كانون الثاني / 1934 يقول الدكتور كوجول في رسالته الجوابية المؤرخة في 19 / كانون الثاني / 1934 ما يلي :
(( جواباً على رسالتك المؤرخة في 18 / ك 2 / 1934 أخبرك بأنني لا زلت أحتفظ في ذاكرتي باحداث الاجتماع الذي أشرت إليه . كما أني أرى نفسي قادراً على أن أثبت دقائق الأحداث بدقة تامة وموثقة بتواريخها .
انعقد الاجتماع في أورميا في شهر كانون الأول عام 1917 أو في اوائل كانون الثاني عام 1918 . دُعيت الى الاجتماع واشتركت فيه مع كل من السيد نيكيتين نائب القنصل الروسي في أورميا والعقيد " ف . د . غريسي " الذي كان يعمل باسم الأستخبارات البريطانية وكان قد قَدم الى أورميا من " وان " حيث توجد دائرته الرئيسية ليحث الآشوريين على الموافقة على تنظيم مقاومتهم للقوات التركية والأستمرار في الحرب . إنه قد تحمل باسم بريطانيا العظمى مسؤولية التوفير الفوري لكل المبالغ الضرورية لتغطية مرتبات الجنود وضباط الصف ، كما وعد الآشوريين في هذا الاجتماع ايضا باعلان الاستقلال الناجز للشعب الآشوري وتأسيس دولتهم المستقلة ))
.
التوقيع
بول كوجول
الرئيس السابق للبعثة الطبية والأسعاف الفوري الفرنسية

ثانياً : شهادة نائب القنصل الروسي باسيل نيكيتين في أورميا فقد كانت إجابته لقداسة البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون في 31 / ك 2 / 1934 كما يلي :
(( إني أشهد أن العقيد " ف . د . غريسي " رئيس البعثة العسكرية البريطانية لأرمينيا وكوردستان والمرتبطة بالقيادة العامة للقوات المسلحة الروسية في القوقاز ، قد قَدم من مدينة " وان " في أواخر عام 1917 الى أورميا ودعى لعقد اجتماع عام حول القضية الآشورية ، حضره ممثلون لجهات أجنبية . خلال الاجتماع دعى العقيد " ف . د . غريسي " الآشوريين لحمل السلاح واعداً إياهم بكل صراحة بالمساعدة المالية والسياسية تقدمها لهم حكومته أثناء الحرب ، بعد ذلك تنظم الأمور بعد إستتباب الأمن والسلام بصورة نهائية .
بناءً على دعوة وجهها لي العقيد " غريسي " حضرت الاجتماع بصفتي قنصل روسيا ، وحضر الاجتماع أيضاً ممثلون أجانب ،. خلال الاجتماع صرحتُ أن في حالة حمل الآشوريين للسلاح ضد العدو ، فيجب عندئذ الأخذ في الحساب قضيتهم من ضمن نتائج ما بعد الحرب أي منحهم الأستقلال التام الذي استحقوه بجدارة ، وقد تحدث العقيد غريسي في هذا الاجتماع وقال أن الآشوريين باستمرارهم في الحرب الى جانب بريطانيا يمكنهم الأطمئنان بالحصول بعد انتهاء الحرب على الدولة المستقلة التي يستحقونها بكل جدارة ))

التوقيع
باسيل نيكيتين
هذه الرسائل كان قد طلبها قداسة المار إيشاي شمعون عام 1934 من هؤلاء بعد أن تم نفيه الى خارج العراق  لغرض متابعة القضية الآشورية لدى عصبة الأمم بعد مذبحة سُميل الرهيبة لغرض تقديمها كوثائق تؤكد على وجود وعود بريطانية للآشوريين بمنحهم الأستقلال الكامل في مناطق سكناهم في هيكاري وأورميا والعراق ، ولكن مع الأسف الشديد وكما ذكرنا في مقالات سابقة كانت الرسائل المزورة للآشوريين المتعاونين مع الحكومة العراقية الكيلانية آنذاك قد سبقتها الى عصبة الأمم والتي يرفض فيها مرسليها تمثيل المار شمعون لهم وإتهامه بتزوير تواقيع من يدعي تمثيلهم من رؤساء العشائر الآشورية ، وإنهم يعيشون بأمن وسلام ورفاه في ظل رعاية حكومة دولة العراق ، وكان كل ذلك قد جرى بتدبير من الحكومة العراقية الكيلانية وبدعم وتخطيط الانكليز لأنقاذ بريطانيا نفسها من المسؤولية الأخلاقية والتاريخية التي ترتبت عليها جراء مذبحة سميل الرهيبة بحق الآشوريين . هكذا أيها القارئ الكريم وضعت القضية الآشورية وإنشاء دولتهم المستقلة فوق الرفوف العليا والمنسية من أرشيف عصبة الأمم يعلوها الغبار بمسعى بريطانيا وتعاون حكومة رشيد عالي الكيلاني وبعض المتعاونين من أبناء شعبنا الآشوري وأصبحت جزء مهمل من الماضي . وما يؤسف له أكثر إن نفس السيناريو يتكرر اليوم بين مكونات أمتنا بسبب الخلافات المذهبية بين كنائسنا من جهة وبين قادة تنظيماتنا السياسية من أجل المصالح ومنافع السلطة التي وصلت بهم الى درجة التفريط بالمصلحة القومية من جهة ثانية . ومن مفارقات الزمن نقول ما أشبه اليوم بالبارحة ، إنه لمن مهازل القدر ان تتكرر الأمور وتتناغم على نفس المنوال ولكن بوجوه جديدة مختلفة !!! .

(( المجد والخلود لشهداء الأمة الآشورية ))


خوشابا سولاقا
15 /تموز / 2013
         


2100

 الى الأخ nenor 1 المحترم   
تجية طيبة وتقدير                                                                                                                                      أولاً : أقول لك تشرفنا بمرورك وأقول على كيفك يا أخي أنا لم أشتم ( أسب )  السيد سام البرواري في ردي الاخير عليه وقلت له تأدب وأعرف حدودك لأنه تجاوز في استعماله لمفردات غير لائقة وبامكانك العودة الى رده وتاكد مما قاله وعندها ستجد إن ما قلته لم يكن شتم لشخصه بل ستجد أنه هو الذي شتمني وأنا الذي تهذبت ، كان بأمكانك التأني والتركيز في ردك قبل أن تطلق كلماتك لتكون في محلها الصحيح وليس العكس ، وأن الشتم ليست شيمتي ولا أخلاقي  .
ثانيا : أنا قلت أسال عني من البرواريين والتياريين ليتأكد مما يصفني به من أوصاف التي لقنها له سيده كنا ، وليس ذلك عشائرية أو مناطقية كما تدعي أنا أمقت العشائرية وذلك واضح في كل كتاباتي المطلع عليها أعتقد لا يستنتج منها أنه أنا شخص عشائري .
ثالثاً : أنا لم أحجي على زوعا كتنظيم سياسي ولا على مبادئه إطلاقاً وأنا أتحداك إن تؤشر لي ذالك في كتاباتي بل أنا دافعت عن زوعا عندما فضحت ممارسات سكرتيره العام الأنفرادية ، وعندما اكتشفته على حقيقته كشخص مرتبط بجهاز المخابرات العامة للنظتم السايق لأنني أعتبرتُ السكوت عن هذه العلاقة خيانة لزوعا مني ، وبامكانك العودة الى في ذلك الى مقالي ( الحركة الديمقراطية الآشورية الى أين .. ؟ ) بأجزائه الثلاث .
رابعاً : دماغي ليس أحمر يؤسفني أنك لم تصيب الهدف ومن قصدتهم في افتباسك أعلاه ذوي الأدمغة الحمراء منهم ، ثم ماهي المناسبة لربط هذا لذاك ؟

ملاحظة : يرجى رفع ردي السابق أعلاه لوجود تعديلات عليه وشكراً لأدارة الموقع

 

       خوشابا سولاقا

    سجل [/size]

2101
السيد سام البرواري
أود أن أقول لك إن سيدك هو الذي تعلم أن يقبض التومانات الأيرانية منذ أن كان يعيش في طهران وهو الذي قبض كل دولاراتكم التي تبرع بها شعبنا في الخارخ اسأله ما يلي :-
1 ) من أوصى الحكومة العراقية برفع شموله بالأجتثاث ؟ لقد قالها بعظمة لسانه لناس لا يعرفون الكذب كما يعرفه سيدك الذي لا تعرفه وصار ت مهنته وأسلوبه في الحياة والسياسة في الضحك على ذقون البسطاء من الذين يتعامل معهم .
2 ) أين ذهبت الأموال التي وردت لزوعا ؟ هل تعرف ما الذي دار في زوعا بشأن المبالغ التي أرسلت من المتبرعين في الخاج

  وأخيراً أقول لك تادب في كلامك وأعرف حدودك لأنني سالتقيك مستقبلاً هناك ، ولا تزايد بحبك وولائك لزوعا على الآخرين لو كنت كما تدعي لبقيت هنا في الوطن لتعمل مع سيدك لتتعرف عليه عن قرب ، وأعلم بأنه ليس هناك أعداء لزوعا وإن عدوها الوحيد هو سيدك الذي تستميت في الدفاع عنه وأنت لا تعرفه .اسلوبه هو الذي حول الكلدان والسريان وتتخذ موقفاً تصفه أنت موقف عدائي . كفاك لواكة يا سيد سام ، وأقول لك أنت لا تعرفني إطلاقاً وبامكانك أن تسأل عني من يعرفني هناك من البرواريين والتياريين والقدامى من اعضاء النادي الثقافي الآثوري ومنهم الأخ أبرم شبيرا الذي يعيش معك في ساندييكو ، ولا تعتمد في تقييمك على موقفي من كنا وليس من زوعا .


                                 خوشابا سولاقا

2102
 
الى الأخ العزيز جوني يونادم عوديشو المحترم 
 تحية طيبة معطرة بحب الوطن والأمة  متمنيا لكم دوام الصحة والعافية وطول العمر
 اشكر مشاعركم الرقيقة وكلماتكم الجميلة التشجيعية ، إن قراءة التاريخ ضروري جداً وتحليل أحداثه ومعرفة أسبابها أكثر ضرورةً لكي نتمكن أن نتجنب في حاضرنا الأخطاء التي وقع فيها أبائنا وأجدادنا عن قصد أو من دون قصد ، ولكي لآ تتكرر أحداث مماثلة كما يحصل اليوم من قبل البعض بواجهات جديدة ، وعليه أجد أن من واجبي أن أقدم لأبناء أمتي ما باستطاعتي تقديمه وبحيادية تامة كما أقرأ أحداث تاريخنا بعد الحرب العالمية الأولى التى كنا فيه الحليف الأصغر والمضحي الأكبر والخاسر الأكبر  والمظلوم الأكثر بسبب أخطاء ارتكبت من قبل البعض عن قصد ومصلحة شخصية ومن قبل البعض عن قلة الخبرة بدهاليز السياسة الدولية مع شيطان السياسة الأكقدر بريطانيا وخرجنا من تلك الحرب بنصف عدد نفوسنا التي دخلنا به هذه الحرب المشؤومة ، خرجنا صفر اليدين مشتتين في الأرجاء المعمورة اليوم . وشكراً لكم  يا عزيزي يا أخي جوني الكريم  .


                                    أخوكم خوشابا سولاقا

2103
الى الأخوة المتحاورين والمعقبين المحترمين
 تحية طيبة
 لماذا كل هذا التسرع لمعرفة الحقيقة حول موضوع البحث إن كان معرفة حقيقة الأمر اليوم  مقابل ثمن سيكون غداً بالمجان من دون ثمن قليل من   الصبر سيتوضح كل شيء لكم في قادم الأيم هذا من جانب ومن جانب آخر لا يوجد بالمقابل من يخالف تحليلاتكم واستنتاجاتكم غير شخص واحد ألا وهو المدعو الملثم سام البرواري الذي يرفض أن يكشف عن شخصه للملأ ويريد أن يتستر وراء هذا الأسم الذي كما أعتقد هو اسم مستعار ربما له أسبابه يعرفها الآخرين تؤدي الى فقدانه للمصداقية مع الناس عندما يكشف عن شخصه . يبقى متخفي ويرمي الاخرين بنعوت نابية وتهم باطلة كما تلاحظونه في مداخلاته حول هذا الموضوع الآن أو في مداخلاته السابقة ، إنه ليس لديه ما يقوله غير الدفاع عن باطل وحق السيد كنا ولا يصدق أحداً غير سيده ومعبوده السيد كنا وهو يعيش في عالم خاص به لا يسكنه غير شبح سيده يكذب زوعا بكل قيادتها وكوادرها وأعضائها وأنصارها ومحبيها ويصدق سيده كنا لا نعرف كما لاحظتموه في كل تعقيباته ومداخلاته الحوارية المستفزة للاخر وباستعلاء وعنجحية خرقاء ز عليه أدعو محاوريه تركه وشانه لأنه لا يتكلم إلا باسمه وليس حتى باسم سيده كنا لأن معروف عن كنا أنه لا يريد حوله من له رأي حر بل إنه يريد حوله الذين لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يشوفون وإن فعلوا فإنهم يمدحون به ويرون بعيونه ويتكلمون بلسانه ويفكرون بعقله كما يفعل الملثم سام البرواري . إن الحوار مع هذا الملثم البرواري هو حوار الطرشان وهو كالنفخ في قربة مثقوبة لا جدوى من أي حوار معه لأنه لا يسمع ما يقوله الآخرين طالما اختلفوا مع سيده المبجل كنا ، أتركوه الى أن يتعرف من خلال العمل مع كنا إن شاء القدر لسام ذلك عندها سوف يعرف من هو كنا على حقيقته ، وعندها سوف يندم ندماً كبيراً على كل ما قاله وكتبه من كلام بحق الآخرين ممن أختلفوا مع سيده المبجل كنا وعندها تحين الفرصة المناسبة لمحاورة هذا الملثم المجهول إن قرر الكشف عن شخصة وقد الأعتذار لمن أساء عليهم من زوعاويين ومن غيرهم إن كان حقاً يعتبر نفسه مثقفاً زوعاوياً وإن بقى يطل علينا بقلمه المعهود باتهام ومهاجمة الآخرين من منتقدي أخطاء كنا وزوعه  من على هذا الموقع الكريم وشكراً

خوشابا سولاقا     

2104

الى الأخ والصديق العزيز ابرم شبيرا المحترم
تحية طيبة وتقدير
بورك قلمكم على هذا المقال المهم والمفيد لمن يريد الأستفادة من اجل خدمة أمتنا بكل تسمياتها الفردية والمركبة ونتمنى منكم المزيد . ما هو أكثر إيجابية في منهج " مطكستا " هو أنها حسمت الجدل بخصوص التسمية القومية مبكراً وتمكنت بذلك من فصل القومية عن المذهبية ، وهذا أعتبره شخصيا نقطة البداية للسير قدماً نحو تحقيق وحدتنا القومية عندما يدرك القائمين على الكنيسة ( كل كنائس شعبنا ) ذلك ويعملون بجدية وإيمان وتجرد عن المصالح الشخصية للسير بهذا المنهج الى نهايته ، وبدون مساعدة أبائنا الأجلاء وإنخراطهم في عملية بناء الوحدة القومية سوف يبقى أملنا في الوحدة القومية مجرد حلم طوباوي وذلك لسبب بسيط جداً وهو لأن التمزق والتشظي والأنقسام  في أمتنا قومياً وكنسياً قد جاء بسبب التعدد المذهبي اللاهوتي .
 أما بخصوص زعل الأصدقاء لكون وقتهم لا يسمح لهم لقرأة مقالاتك الطويلة أعتقد فية شيء من المبالغة من قبلكم ، وإنما كانت نصائحهم  لكم في هذا الجانب لصالحكم من جهة ولصالح القراء من جهة ثانية ، حيث من الأفضل نشر المقالات الطويل على شكل أجزاء متسلسلة بدلاً من مقال طويل يرهق القارئ ويقلل من درجة استعابه له وتدني مستوى الأستفادة من موضوع المقال . أنا شخصياً من جانبي لا أزعل .


                                       صديقكم الدائم خوشابا سولاقا

2105
الى الأخ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تحية طيبة وتقدير
شكراً على تعقيبكم الرائع لما يخصني منه والأروع بما يخص المدعو سام البرواري ولي هنا بعض الملاحظات على هذا الشخص الذي يقرأ ما ينشر في هذا الموقع ليس لأجل الأستفادة وإغناء ثقافته وزيادة معارفه وإنما يقرأ من أجل نعت الآخرين بنعوت لا تليق بمثقف وبكاتب له رأي حر ، وإنه يتهم الآخرين بتهم باطلة يلقنها له سيده المبجل . هذا السام البرواري لا يعرف غير الدفاع عن حق وباطل شخص يونادم كنا ، مثلاً هو لا يعرف عني وأخلاقي وسلوكي وعائلتي وعن موقفي من القضايا القومية منذ حوالي الأربعين سنة ولم ألتقيه في حياتي ، وكل ما يعرفه عني أنني اختلفت مع يونادم كنا ولا يعرف شيئاً عن أسباب الخلاف ، إلا أنه دائماً يتهمني بأنني أبحث عن المصالح الشخصية بالرغم من أنني وضحت له سبب الخلاف وقلت له أنا لي ما يكفيني من مال ومنصب حصلت عليهما بجهودي الشخصية ، إلا أنه يصدق ما سمعه من سيده كنا عميل جهاز المخابرات العامة ولدي وثيقة سوف أرسلها له إذا زودني ببريده الالكتروني ، وأنا لم أنشر تلك الوثيقة عبر وسائل الأعلام عندما فضحتُ يونادم كنا لوجود أسماء أخرى من تنظيمات شعبنا لا خلاف لي معهم . أتمنى أن يكون المدعو سام البرواري زوعاوي بامتياز ويقيم الأمور بمنظار مصلحة زوعا وليس كناوي من دون أن يعرف من هو ومن كان يونادم كنا ، أنا عايشتُ يونادم عن قرب وعرفته على حقيقته ولذلك ققرت القطيعة معه وليس كما لقنك بأنني اختلفت معه لأنه لم يستوزرني أنا خالفته بهذا الخصوص لكونه تآمر على التقاليد والأستحقاقات التنظيمية وعلى كوادر زوعا وأستوزر إبن شقيقته الذي خدمتي وخبرتي العملية في دوائر الدولة أكبر من عمره . اليس من حق الآخرين ان يعترضوا على مثل هذه الدسائس والمؤآمرات الكناوية الحمقاء والتي تخلق الحقاد والتفرقة والتمزق في صفوف تنظيم زوعا ؟ أي زوعاوي أنت يا سام ؟ . على افتراض أنا اختلفت مع سيدك كنا بسبب المصلحة الشخصية كما تدعي أنت ، ماذا بشأن الغالبية من قيادات زوعا التارخيين هل هم كذلك أيضاً ؟ إن أعداء زوعا الحقيقيين ليسوا من ينتقد سلوك زوعا أو إنحرافات وتجاوزات السيد كنا بل هم من يدافع عن باطل كنا أمثالك يا سيد سام !! إن الأخ كوهر كتب مقال رائع مقال تحليلي علمي يشخص الأخطاء التي باتت معروفة ومكشوفة للقاصي والداني من أبناء شعبنا ، لا اعرض ما الذي أغاضك في ذلك لتهاجمه وتهاجمني لأنني أيدته وشجعته على المزيد . أنت شخص غريب الأطوار ، وللمرة العاشرة أقول لك أنك لا تعرف يونادم كنا أعطي لنفسك فرصة لتعرفه عن القرب والمعايشة وأترك لنفسك خط للرجعة لكي لا تلام عندما تتراجع عن موقفك الحالي بعد ان تعرف وتكشف يونادم كنا يا سيد سام .. سيكون هذا التعقيب الأخير مني عن ما تكتبه عني ، أنت في واد والسيد كنا في واد متى تستفيق من تاثير هذا التخدير المستديم وشكراً .

                                               خوشابا سولاقا

2106
إلى الأخ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تحية طيبة وتقدير
في الحقيقة إن مقالك أكثر من رائع ، وما قُلت غير الصدق والحقيقة ، وليس بوسعي أن أعقب عليه بكلمة سوى أن أقول بورك قلمك على ما كتبت ، ولكن  كما يقال بالعراقي ( تعال فهم حجي أحمد أغا  !!! ) . إن من يدعون تمثيل شعبنا أو شعبهم كما تقول في الحقيقة لا يمثلون إلا جيوبهم المثقوبة التي لا نعرف متى تُملأ ، ومرة آخري تشكر على هذا المقال الرائع والى المزيد من هذه الروائع يا أستاذ كوهر الوردة ..

خوشــابا ســـولاقا

2107
خيانة بريطانيا للآشوريين ونكثها لوعودها لهم
( الجزء الأول )
المهندس : خوشابا سولاقا
كما قلنا في مقالنا السابق لقد كان قرار روسيا بعد الثورة البلشفية بالانسحاب من الحرب كارثة حلت بالحلفاء على الجبهة الفارسية بشكل عام ، كان أيضاً كارثة حلت بالشعب الآشوري بشكل خاص على وجهة التحديد ، أدت بالنتائج وباللغة العسكرية والحرب بالنسبة للحلفاء الى فراغ هذه الجبهة الستراتيجية المهمة من أي وجود عسكري معتبر لقوات الحلفاء ، أما بالنسبة للآشوريين فإنقلبت الأمور على عقب أي بمعنى على عكس ما كانت تسير إليه قبل الأنسحاب . لذلك حُضيت التطورات السياسية المستجدة في روسيا باهتمام الانكليز والفرنسيين على حدِ سواء . لذا ولغرض توكيد اهتمامهما الكبير بالوضع العام والتغيير الطارئ على الوضع الستراتيجي العسكري في جبهة بلاد فارس ، قامتا الدولتان بريطانيا وفرنسا بجهد مشترك لدعم هذه الجبهة التي اصبحت كالخنجر في خاصرتهما ونقطة ضعفهما بتكليف مندوبيهما الموجودين في تلك الجبهة القيام بمهمة خاصة للتعويض عن النقص الذي خلفته إنسحاب القوات الروسية من هذه الجبهة تتركز في الأساس على تشجيع الآشوريين الحلفاء السابقين للروس ودفعهم لأعادة الحياة والفاعلية لفصائل القوات الآشورية ، أي الأفواج التي شكلت بدعم الروس والتي قاتلت مع قواتهم قبل انسحاب روسيا من الحرب ببسالة وشجاعة نادرة وحققت لها  انتصارات كبيرة على هذه الجبهة ضد القوات العثمانية للاستمرار في مقاتلة ومنازلة عدوهم اللدود الذي يتربص بهم شراً وانتقاماً ألا وهو القوات العثمانية وخوض المعارك ضدها دفاعاً عن النفس ولتحرير موطنهم والعودة إليه . ولتحقيق هذا الهدف المهم في استراتيجية الحلفاء في كسب الحرب على هذه الجبهة المهمة وصل بلاد فارس في 25 / كانون الأول / 1917 العقيد الفرنسي " كاز فيلد " حاملاً أوامر صريحة من حكومته لتشكيل أفواج آشورية جديدة وكان كله أمل بالظفر بمساعدة الدكتور " بول كوجول " رئيس البعثة الطبية والأسعاف الفوري الفرنسية التي كانت سابقاً مرتبطة بالقوات الروسية العاملة في مدينة اورميا . وبالنظر لثقة الحكومة الفرنسية بالدكتور بول كوجول أنيطت به مهمة تشكيل الأفواج الآشورية الجديدة . عليه قام الدكتور " كوجول " بنشاط كبير ومنظم ، فنظم حملات عديدة لجذب الآشوريين وترغيبهم للتطوع والانخراط في تلك الأفواج العسكرية الجديدة المزمع تشكيلها والتي ستعمل تحت أعلام الحلفاء وقواتهم العاملة في بلاد فارس . وكما قلنا في مقالنا السابق الموسوم ( روسيا القيصرية والثورة البلشفية وانعكاساتها السلبية على الوضع الآشوري ) الذي نشرناه في هذا الموقع الكريم ، كان للانكليز المتمركزين في بلاد ما بين النهرين وجنوب بلاد فارس اهتمام خاص بأهمية احياء هذه الجبهة وجعلها نشطة لأنها كانت تهدف الى المحافظة على طريق سالكة وأمينة الى القارة الهندية حيث لها مصالح استراتيجية حيوية هناك لا تريدها أن تتعرض الى اية مخاطر محتملة من تقدم قوات دول المحور نحوها عبر هذه الجبهة التي أصبحت مفتوحة أمامها بعد الأنسحاب الروسي من الحرب . لذا قام الانكليز أيضاً بدورهم بارسال مبعوثهم الخاص في كانون الأول من عام 1917 الى أورميا . كان هذا المبعوث كما ذكرنا في مقالنا المنوه عنه أعلاه ضابط في المخابرات البريطانية ألا وهو العقيد الشهير " ف . د . غريسي " ( gracey  ) . وصل غريسي ومعه كما قلنا سابقاً أوامر صريحة تقضي بتشكيل فرق عسكرية آشورية مسلحة وباسرع ما يمكن من الوقت للتعويض عن القوات الروسية المنسحبة . لذلك قام غريسي بتنظيم لقاء مع الآشوريين لأقناعهم على ضرورة الأستمرار في الحرب الى جانب الحلفاء ضد العثمانيين وتولي مسؤولية الحفاظ على جبهة قتال نشطة وفعالة متحالفة مع الأرمن وبعض الأكراد – هنا إشارة الى التعاون مع عشائر سمكو الشيكاكيين - . من اجل تحقيق هذا الهدف . وقبل وصول العقيد غريسي الى أورميا كان قد قام بلقاء مع سمكو آغا واستشارته بشأن خطته لتفعيل هذه الجبهة المهمة .
وبسبب الظروف المناخية القاسية التي اجتاحت منطقة أورميا والتي أثرت بشكل كبير على أوضاع الآشوريين الصعبة وزادتها صعوبة العيش وانتشار الأوبئة والأمراض فانجبرت سورما خانم بسبب ذلك على التقرب من البعثة الأمريكية ، في الوقت الذي كانت الأجراءات تتخذ على قدم وساق من قبل مندوبي بريطانيا وفرنسا لعقد اجتماع مهم جداً مع الآشوريين لمناقشة أمورهم الآنية ومستقبلهم الغامض والمجهول !! .
إن مجمل الأوضاع المستجدة لم تكن إيجابية أي أنها كانت في غير صالح الآشوريين ، وتسارعت التطورات نحو الأسوأ من يوم لآخر بسبب مغادرة القوات الروسية لجبهات القتال في بلاد فارس وشرق الأناضول ، وأصبح وضع الآشوريين في الحضيض وعل أسوأ ما يكون من جميع الجوانب ، وأصبحوأ وحيدين في ميدان القتال في مواجهة أسوأ الأعداء ألا وهي القوات العثمانية الشرسة التي بدأت تهاجم مناطق تواجد الآشوريين . إضافة لذلك عداوة الفرس للآشوريين أخذت تتنامى مع الأيام واصبحت الحياة الآمنة ليوم الغد لهم لم تعد مضمونة . كانت أمام سورما خانم وشقيقها البطريرك مار بنيامين شمعون أمال كبيرة بنتائج الأجتماع المقبل مع ممثلي الحلفاء بريطانيا وفرنسا .
وعلى أثر وصول العقيد غريسي الى أورميا عقد اجتماع موسع في بناية البعثة الأمريكية في أورميا في بداية كانون الثاني من عام 1918 وحضره كل من :-
1 ) ممثل أمريكا الملازم مكدافيل والدكتور شيد وزوجته – رئيس البعثة الأمريكية كرئيس لجلسة الاجتماع .
2 ) سيادة المطران سونتاك رئيس البعثة اللعازرية .
3 ) السيد باسيل نيكيتين – نائب القنصل الروسي ممثل روسيا .
4 ) الملازم الفرنسي كاز فيلد ممثل فرنسا .
5 ) الدكتور بول كوجول – رئيس البعثة الطبية والأسعاف الفوري الفرنسية في أورميا .
6 ) البطريرك الآشوري مار بنيامين شمعون ممثل الآشوريين .
7 ) سورما خانم شقيقة البطريرك الآشوري عن الجانب الآشوري .
8 ) مبعوث حكومة بريطانياالعقيد ف . د . غريسي ممثل بريطانيا العظمى .
كانت الأجواء المخيمة على المجتمعين أجواء كئيبة للغاية بسبب القلق الذي ينتاب النفوس وبسبب خطورة الموقف على جبهة الحرب مع القوات العثمانية وكان موقف بريطانيا حرج وصعب للغاية وكان على غريسي إنقاذه باختلاق وإيجاد حل للخروج من عنق الزجاجة التي اخذت تضيَّق الخناق على عنق بريطانيا وفرنسا . المناقشات التي دارت في الاجتماع أشرت بوضوح على الصعوبات والتحديات الكبيرة التي توجه الحلفاء من قدوم القوات العثمانية نحو أورميا التي تهدد مصير الحرب على هذه الجبهة ، كل هذه الصعوبات والتحديات وضعت المجتمعين أمام خيارات صعبة لتقديم تنازلات متبادلة من أجل إتخاذ القرار الصائب والمطلوب لأنقاذ الموقف على جبهة الحرب .
بقى المطران سونتاج معانداً على الرأي الذي يفترض " حيادية الفرس " بينما كل الوقائع على أرض الواقع أثبتت وتثبت بشكل قطعي ومنذ زمن بعيد أن هذه الفرضية غير واقعية وهي مستندة على ادعاءات شفهية فقط . حيث أن بعضاً من الفرس كانوا يتآمرون ويتعاونون من وراء الستار مع العثمانيين من أجل انتزاع السلطة في المنطقة . العقيد " غريسي " علق على الموضوع في اجابته للجميع بالقول " إن وزراء الحلفاء أمسكوا بزمام حكومة بلاد فارس في طهران ، وأكد أن لا إعتراض لتلك الحكومة على تدخل الحلفاء في بلاد فارس . الآخرون ومنهم سورما خانم أخت البطريرك بقوا يؤكدون على النقص الكبير في المال والذخائر والمؤن والسلاح ، وكذلك في أعداد المقاتلين . وعندما تم التطرق الى موضوع الأكراد ودورهم في العملية ، علق البطريرك مار بنيامين شمعون ، أن لا أهمية لوجودهم – يقصد الأكراد – كقوة مقاتلة منضبطة تقبل العمل النظامي وإطاعة الأوامر والتعليمات بدقة ، وكان في الحقيقة تشخيصاً ذكياً ودقيقاً من قداسته ، وهنا اكد البطريرك وبكل وضوح أنه هناك حاجة ملحة لتدخل قوات الحلفاء بشكل مباشر وبثقل مؤثر وحاسم تعويضاً للنقص الذي خلفته انسحاب القوات الروسية من جبهات القتال في بلاد فارس وعدم الأعتماد فقط على افواج المتطوعين الآشوريين ، وهنا كانت غاية قداسته ضمان استمرار دعم الحلفاء للجبهة بالمستوى المطلوب وعدم التضحية بالأفواج الآشورية عند حالات الضيق .
العقيد غريسي المبعوث البريطاني أكد ذلك ووافق على كل النقاط المطروحة في هذا الاجتماع بما فيها ملاحظات بل مقترحات قداسة البطريرك مار بنيامين شمعون ، حيث صرح غريسي في بداية حديثه بأنه يتكلم باسم البعثة العسكرية البريطانية لدى الجيش الروسي في القوقاز ، ثم تابع حديثه باسم حكومة بريطانيا حيث قال أن بريطانيا تعتبر الآشوريين حلفاء متساوون لها في الصراع ضد المانيا وتركيا وطلب طرد كافة الضباط الروس من الجيش الآشوري وإن بريطانيا سوف تعوض عنهم بضباط انكليز ، وإن بريطانيا سوف تساعد الآشوريين في تأسيس الدولة الآشورية المستقلة بعد إنتهاء الحرب إذا تابعوا الآشوريين الحرب الى جانب الحلفاء . هكذا قطع العقيد غريسي الوعود باسم الحكومة البريطانية ، وإن الألتزام الأهم الذي قدمه وبصوت متحمس كان " الأهتمام بمستقبل الآشوريين " هنا صرخ قائلاً موجهاً الكلام بصورة مباشرة لممثلي الآشوريين المشاركين في الاجتماع عن قصد قائلاً " ارجو أن لا ينسى الآشوريين أن كفاحهم هو من أجل تحقيق حريتهم ، لذا فمن واجبهم الألتفاف حول زعيمهم الأعظم البطريرك ، طالما ليس هناك آشوري فارسي وآشوري جبلي فالجميع آشوريين يكونون شعباً واحداً ، هذا ما أوفدتني حكومتي لأبلغكم به وهذا يعني أيضاً كافة الشعوب الصغيرة الأخرى . الجميع يحارب من اجل حريتهم ، وهذا ما أبلغته للأرمن من قبلكم أيضاً ، جميع المصاريف سيتحملها ويغطيها الحلفاء . هذا ما تم الأتفاق عليه مع حكومة القوقاز الجديدة ، إنكم ستحصلون على كل السلاح الضروري والذخيرة اللازمة وكذلك المعونة العسكرية عند طلبها . الحرية هدف ثمين لذا فإن الحصول عليها يحتاج الى التضحية ، إنكم سوف لن تحصلوا عليها إلا بقوة إرادتكم وبطولاتكم هذا إن كنتم حقاً تهدفون السيادة على موطنكم الغني بثرواته وخيراته ، إنه موطن العسل واللبن .
إن إعلان غريسي لم يعط الصورة الواضحة للأستقلال المستهدف لموطن الآشوريين فقط بل وعدهم أيضاً بالمال والسلاح والذخيرة والدعم العسكري الفعلي . لقد كان لهذا الأعلان الوقع الكبير والتأثير القوي على السامعين الجالسين في الاجتماع . وعليه فور سماع النص كاملاً سرت همهمات الموافقة في أرجاء القاعة رغم أصوات المعارضة التي أبداها بعض القلة . ولكن مع ذلك كان هناك خوف وهلع من هجوم تركي كاسح متوقع الوقوع بين ساعة وأخرى لأعادة احتلالها لمقاطعة أورميا . البطريرك مار بنيامين شمعون وأخته سورما خانم إشترطا على غريسي مقابل موافقة الآشوريين على الأعلان الذي تلاه أمام الحاضرين وصول المساعدات المالية والدعم العسكري قبل تنفيذ التعاون الذي تطلبه بريطانيا والحلفاء من الآشوريين ، وأخيراً تمت الموافقة على الألتزام بالتعهد المشار إليه في إعلان غريسي نظراً لما احتواه من إمكانيات تسهل العودة الى الديار أرض الأباء والأجداد جبال هيكاري الحبيبة .. وهنا كان الخطأ القاتل الذي إرتكبته القيادة الآشورية المتفاوضة مع الحلفاء وغريسي بالذات في الأجتماع ، كان من المفروض أن يطلب من غريسي والحاضرين تثبيت إعلان غريسي الذي تلاه باسم الحكومة البريطانية في محضر رسمي  مكتوب موقع من الحاضرين كوثيقة ملزمة التنفيذ ، لو كان ذلك قد تم لكان فعله للآشوريين كفعل " وعد بلفور " لليهود ، إلا أنهم مع الأسف الشديد لم يفعلوا ذلك لأنهم تعاملوا مع غريسي الملعون وفق منطق وفلسفة العشيرة وليس وفق منطق السياسة التي كان الانكليز فقهائها وسادتها في حينها . ولذلك كان موقف الآشوريين لاحقاً في مؤتمر الصلح في باريس للسلام ضعيفاً يفتقر الى وجود أية وثيقة رسمية مكتوبة تلزم بريطانيا والحلفاء بتنفيذ ما تعهدت به في إعلان العقيد غريسي في اجتماع أورميا في أوائل كانون الثاني من عام 1918 ..

نلتقيكم في الجزء الثاني


2108
روسيا القيصرية والثورة البلشفية وانعكاساتها السلبية
على الوضع الآشوري
المهندس : خوشابا سولاقا
كانت الجماهير الآشورية المطرودة من أوطانها الأصلية في هيكاري مهضومة الحقوق تشحذ خبز قوتها اليومي وتطلب سقفاً يأويها ويحميها من برد الشتاء ومن ضربات حرارة الشمس صيفاً
، مع كل ذلك رضي الآشوريون بالذهاب الى ساحات الحرب والمشاركة فيها شرط المحافظة على الأرض والوطن ولكن مع الأسف الشديد أن التاريخ العام لمجريات أحداث الحرب العالمية الأولي لم ينصفهم ولا يذكر مشاركتهم في تلك الحرب المشؤومة رغم أنهم شاركوا فيها ضمن قوات الحلفاء للدول الكبرى وبدور مشهود له كحليف صغير ، قاتل الآشوريون بشجاعة وبسالة نادرة خلال الفترة المنحصرة ما بين عامي ( 1916 – 1918 ) حيث حملوا السلاح وقاتلوا بنكران الذات الى جانب الحلفاء وقدموا التضحيات الجسيمة . في البداية شارك الآشوريون في القتال على الجبهة الروسية ، ولكن قبل الحرب لم يكن للروس رغبة في الأحتكاك بالأمبراطورية العثمانية أو المجابهة المباشرة لجيوشها . لذلك كان التعاون الآشوري الروسي محدوداً . ولكن بعد أشتعال نيران الحرب وتوسع رقعتها وتعدد جبهاتها القتالية تغيرت الأوضاع كلياً ، فبعد مسيرة النفي الجماعي والنزوح القسري الآشوري من موطنهم في هيكاري نحو الأراضي الفارسية أعاد قداسة البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون محاولته ثانية للأتصال بالروس معتبراً أن الروس هم القوة العالمية الوحيدة القادرة على حماية المسيحيين من الأشوريين وغيرهم من الناحية العسكرية بعد إندلاع الحرب العالمية الأولى ودخول روسيا الحرب الى جانب الحلفاء فرنسا وبريطانيا ضد دول المحور ، ولذلك بعد قيام الحرب وجدت روسيا القيصرية نفسها بحاجة الى توسيع وتطوير مدى فعالية قواتها العسكرية على الجبهات التركية العثمانية في الأراضي الفارسية المحتلة مثل مناطق أورميا وسلامس المحاددة لأراضيها والتي يتواجد فيها الآشوريين بكثافة ، ولتحقيق هذا الهدف طلبت القوات الروسية مساعدة الآشوريون للدفاع عن المناطق التي يسكنونها . في كانون الثاني من عام 1916 سافر قداسة البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون الى مدينة تبليسي الروسية في دولة جورجيا الحالية لمقابلة الدوق الأكبر نيقولا الذي كان قائداً للقوات الروسية القوقازية . وقد استقبل الدوق نيقولا البطريرك مار بنيامين استقبالاً فخماً وبحفاوة بالغة . وبعد الأجراءات البروتوكولية لقداسته عقدت لقاءات ثنائية مهمة بين الأثنين حيث بحث فيها مواضيع كثيرة أسفرت عن إتفاقيات مهمة منها موضوع المساعدات المهمة التي يجب على روسيا تقديمها للآشوريون في أورميا وسلامس مقابل مساعدتهم للقوات الروسية في تصديها للقوات العثمانية ، إضافة الى ذلك بين البطريرك للدوق نيقولا الأكبر رغبة الآشوريون الأكيدة والراسخة لأستعادة وطنهم في هيكاري الذي هجروه قسراً مرغمين والذي اجبروهم عليه إعتداءات وتجاوزات ومذابح الجيش العثماني والعشائر الكوردية المتجحفلة معه . هكذا تلاقت الأهداف والمصالح الستراتيجية للطرفين فكان هذا الأتفاق بينهما . وفقاً لذلك الأتفاق شكلت أفواج عسكرية نظامية مقاتلة من أبناء العشائر الآشورية في أورميا . في البداية واجه تنفيذ الأتفاق بعض الصعوبات بسبب ضعف الأستجابة للجماهير الآشورية للتطوع والأنخراط في صفوف تلك الأفواج لتحقيق المشروع المتفق عليه من الجانبين الروسي والآشوري . درست سورما خانم أخت البطريرك مار بنيامين الحالة بإمعان من جانبها وقررت العمل بجد فقامت بزيارات لمخيمات اللاجئين الآشوريين محفزة جماهير الشباب على التطوع والأنخراط في صفوف تلك الأفواج المشكلة للقتال الى جانب الروس لغرض تحرير الأرض والعودة الى المواطن الأصلية في هيكاري فتمكنت من شحذ وتحفيز همم الشباب الآشوري وتشجيعهم على التطوع ، وقد كان يرافقها في زياراتها تلك شقيقها داوود الذي كان يقوم بشرح الفوائد المرجوة من تلك المشاركة لغرض تحرير أوطانهم في هيكاري والعودة الميمونة إليها مرة اخرى والأستقرار فيها بأمان . وعند نهاية فصل الخريف من عام 1916 بلغ عدد المجندين من الشباب الآشوري ما يقارب الألفين مقاتل . فتم تدريبهم وتسليحهم بشكل جيد وعلى أكمل وجه ودفعت لهم رواتب مجزية مع توفير الطعام لهم بكميات كافية وبنوعية جيدة وبصورة مماثلة لما كان يتمتع به أقرانهم من الجنود الروس . قاتلت الأفواج الآشورية قتالاً شجاعاً وبطولياً باسلاً وباصطفاف منظم الى جانب القوات الروسية التي تحالفوا معها . كانت مشاركة الآشوريين في القتال الى جانب حلفاء الروس مهمة للغاية وأحياناً كانت هي الأهم نظراً لدورها الفعال والمتميز في تقرير النصر النهائي في أهم المعارك ، تلك المعارك التي لها أهميتها الخاصة في تقرير مسار العمليات الحربية الناجزة في الجبهات ، ونذكر من تلك المعارك البطولية التي كان الفضل الأكبر في النصر فيها للقوات الآشورية معركة " أوشنو " ومعركة " باش قلعة " التي من خلالها تمكن الروس من توسيع جبهاتهم في بلاد فارس وبسرعة هائلة بفضل مشاركة وبسالة وشجاعة الأفواج الآشورية ، حيث عَبرت القوات الروسية على أثر هذه المشاركة الفعالة للآشوريون في المعارك الحدود الفارسية العثمانية وأستمرت في تقدمها وتحريرها لمناطق واسعة واحتلالها وراء الحدود حتى وصلت الى موطن قبيلة تياري في تشرين الأول من عام 1917 وكانت طلائع القوات الآشورية والروسية في زحفها المقدس لتحرير أرض الوطن قد وصلت الى قصر " جال " الذي لم يكن يبعد عن الموصل مسافة بعيدة . إن الحصيلة الفعلية للأنتصارات المتحققة أنعشت أمال الآشوريين في العودة الميمونة الى موطنهم الأصلي في هيكاري . غير أن التاريخ لم يكن بعد قد قال كلمته الأخيرة في النتائج المتحققة على أرض الواقع الذي كان حُبلاً بما لم يكن متوقعاً ، فحصل ما لم يكن في الحسبان ووقعت الكارثة التي كانت بمثابة الصاعقة النارية على المستقبل الآشوري الذي كان في بداية تبلوره وتشكيله لتحقيق حلمهم في العودة الى موطنهم ، تلك الكارثة التي لم يتوقعها الآشوريون هي  إعلان تنازل قيصر روسيا نيقولا الثاني عن العرش في 15 / 3 / 1917 لصالح الثورة والثوار والتي على أثره خلقت حالة من التشتت والتشرذم والفوضى في صفوف الجيش الروسي وعليه تقرر تخلي الجيش الروسي عن القتال والأستمرار في الحرب مع الحلفاء ضد دول المحور وترك الجبهات فارغة ومفتوحة أمام قوات العدو العثماني المندحر للعودة وإستعادة المبادرة من جديد . حصل هذا الحدث المهم الذي غير مسار التاريخ لروسيا والعالم بشكل عام ولكن كان بمثابة كارثة على الوضع الآشوري المستجد حيث كان شعبنا الخاسر الأكبر من وراء هذا الحدث وكان الضحية البريئة التي ذبحت على مذبح الحرب والثورة الروسية حتى وإن كان ذلك من غير قصدٍ مخطط له مسبقاً من قوى الثورة الروسية ، إلا أن تلك هي الحقيقة بمعاييرنا القومية على ضوء النتائج المتحققة . وبهذا الحدث دخلت الثورة البلشفية الروسية ميدان السياسة الدولية بقوة وخاصة بعد إستلائها على مقاليد السلطة الفعلية في روسيا . حينئذ قررت الحكومة الروسية الثورية الجديدة الأنسحاب الرسمي من الحرب وسحب قواتها من جبهات القتال ، وبذلك أصبحت كل الأتفاقيات السرية الموقعة مع الحلفاء بخصوص توزيع ممتلكات الدولة العثمانية شيء من الماضي المنسي وعلى نفس المنوال أصبح الأتفاق المعقود بين الدوق الأكبر نيقولا الروسي والبطريرك مار بنيامين شمعون حول حقوق الآشوريين بتحرير موطنهم في هيكاري وإقامة دولتهم المستقلة عليه مقابل مشاركتهم في الحرب الى جانب القوات الروسية باطلاً وجزء من الماضي المنسي أيضاً ولا أثر لذكراه . يا لسُخرية الأقدار ويا لمهازل التاريخ الذي لا يرحم المستضعفين الصغار من أهل الحق ، ويستخدم جبروته في سحقهم بقساوة مكافئةً للأقوياء الكبار !!! .
في 24 / نيسان / 1917 دعى القادة العسكريين الروس الكبار الموجودين على رأس القوات الروسية المحاربة في الجبهة الفارسية العثمانية البطريرك الآشوري مار بنيامين شمعون وبعض الملكاني ورؤساء العشائر والقادة الميدانيين للأفواج الآشورية لحضور إحتفال توديعي للقوات الروسية المغادرة لجبهات القتال الذي أقيم في أورميا . لقد استقبل البطريرك الآشوري ومرافقوه استقبالً كبار المدعوين ، فكان هناك حرس شرف للتحية لقداسته وتقليد الأوسمة العسكرية الرفيعة للمستحقين الشجعان من المقاتلين الآشوريين الأبطال ، ومنح وسام صليب القديسة " خنة " للبطريرك مار بنيامين شمعون تقديراً وتثميناً لخدماتة الجليلة في الميدانين العسكري والمدني ، وقدمت مع الوسام بعض الأسلحة القيّمة في أدراج من الخشب الثمين ومبطنة بقطيفة حمراء تمييزاً لشخصية قداسته الرفيعة . قبل إنتهاء الاحتفال أبلغ بعض القادة الروس قداسة البطريرك أن فوجاً من القوات الروسية سيتخلف عن المغادرة ويبقى في أورميا مع بعض المعدات العسكرية والأسلحة ومبلغ من المال وبعض الضباط المتطوعين الذين اختاروا البقاء معكم . كل ذلك كان من أجل بقاء المقاومة حية فعالة مع تنظيمها العسكري . آنذاك وبسبب الظروف المستجدة على أثر القرار المفاجئ بانسحاب روسيا من الحرب ، أصبح موقف الآشوريون  صعب للغاية ووضعهم محفوفاً بالأخطار الجمة ، لأن الفرس ما كانوا براضين عن حضور الآشوريون الجبليون وإقامتهم في أراضيهم باعتبار أنهم غرباء ودخلاء على بلادهم ومجتمعهم رغم محاولات البطريرك العديدة لتطمين دولة الفرس وسلطاتها من سلامة نيات الآشوريون تجاههم ، هذا من جهة ، أما من الجهة الثانية ، فالروس كانوا يقاتلون بكل حرية وشجاعة لتحقيق الأنتصارات على العثمانيين بينما الأنكليز كانوا يعيشون أحلامهم بانانية متناسين جهود الروس الحربية ومهمشين طموحات الآشوريين القومية للعودة الى موطنهم الأصلي بين جبال هيكاري الشامخة والشماء التي تكسوها الثلوج أغلب أيام السنة ، ذلك الملجأ الأمين والعرين الحصين البعيد عن النيل منه من قبل الأعداء المتربصين بهم باستمرار من العثمانيين والفرس والكورد . وعلى أثر هذا الحدث الكبير المزلزل حدث إنسحاب روسيا من الحرب كما ذكرنا ، وأخذ الأتراك العثمانيين يتحينون الفرصة ويشددون الخناق ويتهيئون لدخول معارك حاسمة ضد الآشوريون للأنقضاض عليهم وإبادتهم عن بكرة ابيهم إنتقاماً منهم والقيام بحملات تحث المسلمين على الأتحاد ومجابهة " الكفرة " ومحاربتهم حتى أن يركعوا لهم صاغرين . عند نهاية أشهر عام 1917 اي في موسم حلول عيد الميلاد المجيد كان الاشوريون قد أصبحوا في أسوء الأوضاع فأمتلأت العيون بالدموع والقلوب بالحسرات كونهم غرباء بعيدون عن موطنهم وارض أجدادهم رغم الشجاعة المدهشة والباسالة الفريدة التي أبدوها في الحرب وما حققوه من إنتصارات في المعارك على جبهات القتال منذ نزوحهم الجماعي التي أدهشت الأعداء قبل الأصدقاء . بدء القلق يساورهم ويسيطر على أحاسيسهم خاصة ما يتعلق بالمستقبل والمصير النهائي المهددان بأخطار الأبادة وإقتلاع الجذور ، ولكن كان تزامن وصول احد الضباط البريطانيين الكبار الى أورميا  في 28 / كانون الثاني / 1918 مع الحالة الآشورية المقلقة هذه قد أعاد بعض الأمال فاستبشر الآشوريون خيراً لأن زيارة هذا الضابط كانت زيارة خاصة ولمهمة خاصة جداً ومحدودة ، وكان هذا الضابط الكبير في المخابرات البريطانية ومبعوثها الى أورميا هو الملعون والسيء الصيت العقيد ( د . ف . غريسي ) )  Gracey  ) وكما قلنا إن انسحاب روسيا من الحرب شكل فراغاً كبيراً في جبهة الحرب في بلاد فارس لقوات الحلفاء لصالح القوات العثمانية ، ولذلك سعت بريطانيا من خلال مهمة مبعوثها العقيد غريسي العمل للتعويض عن هذا النقص الذي حصل في هذه الجبهة الستراتيجية لتقرير مصير الحرب ولغرض الأحتفاظ بطريق سالكة وأمينة باتجاه القارة الهندية . وهنا بدء العقيد غريسي بالعمل الدؤوب مع الاشوريون ذوي الخبرة والتجربية القتالية في الحرب مع القوات الروسية ضد القوات العثمانية في هذه الجبهة المهمة عسكرياً . كانت مهمة هذا الملعون المحددة لغرض إستغلال الآشوريون بأكبر قدر ممكن هي السعي الى إفشال مشروع حق تقرير المصير القومي للآشوريين وتأسيس دولة آشورية مستقلة في موطنهم الأصلي كما تم الأتفاق عليه مع الروس أولاً والسعي بمهمة الأستفزاز والتحريض لقتل البطريرك وإعاقة الآشوريين في إنهاء الحرب من جانبهم ثانياً . وسوف أخصص مقالي القادم لدور بريطانيا والعقيد غريسي وخيانتهم للآشوريين ومأسيهم في الحرب العالمية الأولى . 

خوشــابا ســـولاقا
4 / 7 / 2013       

2109

  الى الآنسة الجميلة الى ابنة آشور التي تحمل أسم أشهر وأعظم ملكة في زمانها " شميرام " المحترمة
 تحية طيبة وتهنئة رقيقة مع باقة ورد جميلة منتقاة من مروج نينوى وآشور أقدمها لك باعتزاز وفخر كبيرين بمناسبة نيلك لشهادة الماجستير ، يوماً تنالين شهادة الدكتوراه بامتياز  ، بالعلم وحده تتطور الحياة الأنسانية وبه وحده تتقدم الأمم .


                                   المهندس : خوشابا سولاقا

2110


 الى الأنسة الجميلة وزهرة من زهور آشور نيلس سركون القس المحترمة
 تحية طيبة وتهنئة رقيقة مع أجمل باقة ورد من ربوع جبال آشور بمناسبة نيلكِ لشهدة الماجستير متمنياً لك التوفيق ويوماً تحصلين على شهادة الدكتوراه بامتياز . عزيزتي نيلس العلم هو الطريق لتحقيق الغايات النبيلة والأهداف السامية لخدمة الأمم والأنسانية .

                               المهندس : خوشابا سولاقا

2111
المنبر الحر / رد: في رثاءِ أبي
« في: 09:39 01/07/2013  »
الى سعادة السفير الدكتور وديع بتي المحترم
تحية وتقدير لشخصكم الصديق
بمزيد من الحزن والألم تلقيت نبأ رحيل المرحوم والدكم عن هذه الحياة الزائلة الى الحياة الأبدية والذي كان من المؤكد بالمستوى من مسؤولية الأبوة التي فصلتها في رثائكم لشخصه ، وهنا لا يسعني يا صديقي العزيز إلا أن أقدم لشخصكم الكريم ومن خلالكم لكل أفراد العائلة الكريمة أحر تعازينا القلبية وندعو له الرحمة والراحة الأبدية وأن يسكنه الله فسيح جناته ولكم الصبر والسلوان .

صديقكم دوماً خوشابا سولاقا

2112
 إلى الأخوة المعقبين والمتدخلين الأحباء
تحية طيبة وتقدير شكراً جزيلاً على كل ما أغنيتم به هذا المقال من أراء وأفكار لأن الغاية من المقال والمداخلات هو إلقاء المزيد من الضوء على بعض الأحداث الملتبسة علينا من تاريخنا المعاصر لتنوير الأجيال القادمة ونترك الحكم من بعدها عليهم لكي لا يُحملونا شيء من التقصير بحقهم كما نُحمل نحن أبائنا وأجدادنا مثل هذا التقصير . شكراً للجميع  شكراً للأخ  FA ROOM  على ملاحظته حول عمر مار بنيامين عند استشهاده وتم تصحيح الرقم الذي كان خطأً مطبعياً مع الأعتذار للقراء الكرام وشكراً للأخ جوني يونادم عوديشو على مشاعره الأخوية ، نلتقي في المقال القادم تحياتي للجميع ..

                        محبكم خوشابا سولاقا

2113
 الأخ العزيز الدكتور أيوب بطرس المحترم
 تحية وتقدير
 شكراً على مروركم على مقالنا ولا تعقيب لي على ما كتبته إلا أن أقول لك وللآخرين كأنكم ليس هناك ما يعنيكم من القضية القومية الآشورية غير المحاولة بالطعن والأساءة على العائلة البطريركية بأشخاصها في سبيل تبرير أخطاء شخص واحد ( أختزال الأمة في شخص ) . أنتم أحرار قولوا ما تشاؤون والتاريخ قال ويقول وسيقول ما هو حق ، الذين تعاونوا مع العثمانيين والذين تعاونوا مع الكيلانيين والذين تعاونوا مع الأنكليز في مشروع الإسكان المتعدد المناطق لا فرق بينهم وليس هناك ما يستحقونه من وصف في تاريخ هذه الأمة غير ما سيعلنه التاريخ مستقبلا ً . وهنا أود أن أعلمك بانني لا أريد ان أخسرك كصديق لأنني لآ أريد أن اتطرق الى ما لا أريد التطرق إليه ، فإن كان لديك ما تريد قوله أكتبه في مقالات مستقلة لا كتعقيبات مقتضبة مستقات من مصادر خاصة بكم منحازة مئة في المئة للشخص المعين والله وألف والله إن حقيقة الآغا والملك ليست كما تحلو لكم وهنا لا أقول غير أن اذكرك لماذا الآغا تراجع عن موقفه المعارض للعائلة البطريركية مؤخراً وحاول طلب المغفرة والسماح من البطريرك _ راجع مقال بهذا الخصوص للسيد بولص يوسف نشره في هذا الموقع قبل أكثر من شهر . لأن الآغا رحمه الله اكتشف أن الانكليز قد خدوعوه عندما وعدوه بتولي قيادة الجيش اِلآشوري مقابل معارضته للعائلة البطريركية والطلب بفصل السلطة الدينية عن السلطة الزمنية عنما وضعوا الأنكليز ضابط انكليزي على رأس الأفواج الآشورية في همدان بدلاً من الآغا حسب وعدهم له ، وأما المرحوم ملك كانوا قد وعدوه برآسة السلطة الزمنية وهذا ما تحقق له بعد مذبحة سميل حيث صدر أمر تسميته رئيساً للاثوريين من قبل الحكومة الكيلانية مكافئة له لدوره (سميه ما تشاء أنت ) !! وقدموا شكرهم للحكومة لما بذلته من جهود للقضاء على ثورة الآثوريين وتكرمهم  بالسماح لهم في السكن في العراق . لقد فصلت هذا الموضوع في القراءة الآخيرة رقم ( 12 ) والتي قبلها من مقالاتي التي نشرتها . أنا أرى أنه خطأً منكم إثارة هذا الموضوع بالطريقة التي تثيرونها لأن ذلك لا يخدم ما تطمحون إليه . أنا أقر لكم كان الملك رجل مقاتل وشجاع وله دور مشهود والآغا كذلك قبل دخولنا للعراق إلا أن الانكليز قد سحبوا البساط من تحت أقدامهم عندما حرضوهم ضد البيت البطريركي بعد استشهاد مار بنيامين شمعون ووفاة البطريرك مار بولص وفراغ الكرسي البطريركي ز وشكراً

2114

  الى السيد نوئيل رزق الله المحترم / تحية طيبة

 أنا لا أعرفك ولم أسمع بك في زوعا يوماً وهذا ليس صغراً بك وأنت الآخر أكيد لا تعرفني . إذن كيف تسمح لنفسك أن تقيم شخص لا تعرفه معرفة شخصية ؟؟ وأمثالك هم من يتحدث عنهم الأخ حبيب الذين يطلقون لسانهم في التقول بالسوء تجاه من لهم رأي نقدي معارض لزوعا أو لشخص في زوعا وإلا لماذا تتكلم عني بالسوء وانت لم تعرف حقيقة الموضوع يا سيد رزقالله كن منصف واسم على مسمى يا أخي !! أنا لم أطلب في يوم من الأيام لا من زوعا كتنظيم وأنا عضو قيادي ولا من يونادم كنا أي منصب وأتحدى كنا أن يقدم لكم أنتم المخدوعين به أي دليل يثبت عكس ما أقول ، بل هو الذي استدعاني وطلب مني سيرتي الذاتية لترشيحي لمنصب وزاري ، ولم أهدده يوما بالويل والثبور كما فعل إبن شقيقته . ولكن بعد أن اكتشفت حقيقة المؤامرة بينه وابن شقيقته وبعض المتعاونين معه من أعضاء القيادة استفسرت منه فكذب علي وتزامنى ذلك مع غطلاعي على وثائق تعاونه مع جهاز الأمن الخاص للنظام وما تجمعت عندي من ممارسات مخالفة لمبادئ زوعا وإنفراده بكل شيء وإستحواذه لمقدرات زوعا لمصلحته الشخصية والتي حتماً ستعرفها في المستقبل القريب ، كل ذلك دفعني الى إتخاذ قرار القطيعة مع هذا الشخص هذا كان السبب وليس الحقيبة الوزارية التي لم أطالب بها يوماً لأنني لست ممن يبحث عن المناصب بمذلة كما هم الآن يا سيد نوئيل . على افتراض صدق ما تدعيه بخصوص شخصي أنا  في معارضة سياسات السيد كنا فما هو سبب معارضة الغالبية من القادة التاريخيين لزوعا  لسياسات السيد كنا ؟؟ أنت نموذج حي لمن أشار إليهم الأخ حبيب تومي . أنالست مع الأخ حبيب لكونه عدو عدو ي فلا أنا ولا الأخ تومي أعداء السيد كنا حسب التعريف السياسي لمفهوم العدو بل نحن منتقدين لأخطاء السيد كنا وأنا أؤيد الحق فيما يكتبه الأخ تومي وليس في كل ما يكتبه وهو كذلك ن نتفق هنا ونختلف هناك والأختلاف لا يفسد في الودي قضية . إن كان لكنا أعداء حقيقيين فهم من يدافعون دون وعي وإدراك عن حقه وباطله وأخطاءه بنفس المستوى مع الأسف اشديد واحترامي لشخصك أمثالك أنت ، وانتم حتماً لا مستقبل لكم على الساحة السياسية القومية لنكم لا تعرفون ما تقومون به كم يضر مصلحة المة والسلام .



                          خوشابا سولاقا

2115

 الى الأخ الدكتور حبيب تومي المحترم 
تحية طيبة وتقدير
 لقد قرأت مقالكم التحليلي بامعان وكان تحليلاً علمياً موضوعياً دقيقاً وحيادياً وبالتاكيد سوف يعتبره البعض نع من التشفي على زوعا ولكن أنا لا أعتبره كذلك بغض النظر عن نوايا الكاتب وأتمنى أن لا يكون كذلك وأنت سياسي محترف لك ماضيك الثر بالخبرة والتجربة ، وعليه أنا قيمت مقالكم على ما كتبتم وليس على نواياكم المفترضة من مشاغبي ومراهقي السياسة . إن من يعتبر مقالكم التحليلي هذا مقال معادي لزوعا وسياستها ونهجها فهو ليس بسياسي بل هو مجرد متطفل على السياسة ومراهق مستجد لا يفقه علم السياسة وكيفية التعاطي معها ، وهذا هو الحال في كل الأحزاب الأيديولوجية الشمولية وزوعا منها وليس إستثناءً  ، في مثل هذه الأحزاب كل شيء لو أبيض لو أسود ليس هناك بينهما منطقة رمادية وسطى وعليه في هذه الأحزاب من ليس معهم هو عدوهم وهي السمة الغالبة على عقلية المنخرطين في تنظيمات هذه الأحزاب ويعتبرون  النقد جريمة وخيانة يستوجب معاقبة من يمارس النقد وفصله من صفوفها على أقل تقدير إن لم يتم تصفيته بطريقة فنية مستقبلاً . والسمة الثانية الغالبة على هذه الأحزاب هي التعصب والتطرف ورفض كل ما يخالف وجهات نظرهم دون التفكير بمضمون ما يخالفهم وهذه السمة حتماً تقود هكذا أحزاب الى التقوقع والأنغلاق ثم العزلة ثم إستنزاف كوادرها المقتدرة واصحاب الراي وبالتالي الأنهيار والأنزواء . وهذا هو ما يحصل في زوعا حراء النهج الأقصائي الأنفرادي الأنتقائي لسكرتيره العام منذ سقوط النظام  السابق . وهنا أنا أخالفكم الراي حول كون السيد كنا سياسي محنك بل هو على العكس من ذلك بل هو محنك وبارع في إقتناص الفرص وإستغلال الاخرين في الدفاع عن مصالحه الشخصية ، وهذا ما بات معروفاً عنه من قبل جميع من عمل معه في زوعا أو خاجه . وشكراً لكم على هذا المقال

                              أخوكم  خوشابا سولاقا



2116
هل كان قرار شعبنا الآشوري دخول الحرب العالمية الأولى قراراً صائباً ... ؟؟

المهندس : خوشابا سولاقا
على ضوء الأوضاع السيئة التي عاشها شعبنا الاشوري من الظلم والقهر والاستبداد والتمييز العنصري القومي والديني ، وما كان يعانيه من عمليات القتل المستمر والسلب والنهب وإغتصاب أعراض النساء التي كانت تمارسها بحقهم السلطات العثمانية والعشائر الكوردية بشكل خاص وبحق المسيحيين بشكل عام كما حصل على يد المجرمين بدر خان بيك ونورالله بيك في الفترة من 1843-1846  م وما قبلها ، حيث قتل وذبح عشرات الألاف من أبناء شعبنا الآشوري ومن المسيحيين ضحايا الحقد القومي والديني بتحريض من السلطات العثمانية الهمجية والمتخلفة الغارقة في الحقد والكراهية تجاه الآخرين وأحرقت عشرات القرى الآشورية وسرقت ونهبت ما فيها من مال وحلال وأغتصبت المئات من النساء والفتيات العذارى بهمجية شرهة وماتوا الألاف منهم جراء الظروف الصعبة التي خلقتها تلك التجاوزات والممارسات والأعتداءات ، كل ذلك جرى بحق أبناء شعبنا لا لذنب إقترفوه ولا لجرم إرتكبوه بحق احداً من الجيران لهم بل لمجرد كونهم آشوريين ومسيحيين هذا كان كل ذنبهم وجرمهم وليس إلا .. هذه الظروف الصعبة أذاق شعبنا الآشوري الأمرين على يد جيرانهم الكورد بتحريض ودعم وإسناد ومباركة السلطات العثمانية ، وتحت ضغط هذه الظروف الشاذة والعصيبة كان شعبنا أمام خيارين أحلاهما مُرّ لا ثالث لهما في اليد ، وعليه كان من حق شعبنا في ظل هكذا ظروف وأوضاع معقدة وصعبة تستنزفهم في كل إمكانياتهم أن يتعاونوا حتى وإن كان ذلك مع الشيطان كما يقال من أجل الخلاص والتخلص من كل هذه المظالم والمعاناة والشرور التي فرضتها وملتها عليهم إملاءً سياسات السلطات العثمانية العنصرية الهمجية الحمقاء قبل نشوب الحرب العالمية الأولى . وبعد نشوب الحرب في عام 1914 ودخول الدولة العثمانية الحرب الى جانب ألمانيا ضد الحلفاء ودخول موطن الآشوريين في أقليم هيكاري ضمن مناطق العمليات الحربية للجيش العثماني أصبح شعبنا بحكم هذا الواقع في خضم الحرب دون إرادته شاء أم أبى وبحكم ذلك ترتبت عليه إلتزامات وهو غير قادر على تلبيتها للجيش العثماني لكونه مجتمع محدود الأمكانيات المالية واللوجستية ، وعليه تصاعدت وتائر التجاوزات والأعتداءات على القرى الآشورية الآمنة وسكانها لأسباب كثيرة في مقدمتها كون شعبنا الآشوري يعتنق دين الأعداء للعثمانيين لذلك نالوا القسط الأكبر من المظالم والأعتداءات على يد الجيش العثماني والمتعاونون معه من العشائر الكوردية . وعليه توالت الأخبار السيئة عن القتل والمذابح وجرائم الأغتصاب وعمليات السلب والنهب على القرى الآشورية الآمنة التي كان يقوم بها الجيش العثماني والعشائر الكوردية الى المقر البطريركي في قودجانس بشكل مستمر . وفي خضم هذه الوقائع البشعة التي ترتكب بحق أبناء شعبنا الآشوري في مواطنه وصل ملك اسماعيل ومعه ( 600 ) مقاتل مسلح شجاع من تياري العليا الى قوجانس وبعد المناقشات والحوارات المستفيضة وبحضور ملكاني القبائل ورؤساء العشائر الآشورية تقرر ضرورة إخلاء قوجانس لكون الخطر القادم من الجيش العثماني والعشائر الكوردية قد أصبح على أبوابها ، وذلك لأبعاد سكانها وقداسة البطريرك عن الخطر القادم ، وعليه تم إخلاء النساء والأطفال والشيوخ المسنين ومعهم سورما خانم الى قرية " جمبا دملك " وبحماية ( 100 ) مقاتل آشوري شجاع ، وتم بعد ذلك إخلاء المقر البطريركي وبحماية ( 500 ) مقاتل آشوري الى منطقة " ديزان " الى قرية " ديزّ " تحديداً . وهناك في في قرية " ديزّ " وبتاريخ 12 / نيسان / 1915 حصل حدثاً جسيماً غير مجرى التاريخ للشعب الآشوري في العصر الحديث ، وقد حصل هذا الحدث عندما عُقد إجتماع موسع وتاريخي بحضور ملّكي القبائل ورؤساء العشائر ووجوه الأمة برأسة قداسة البطريرك مار بنيامين شمعون ولمدة خمسة أيام متتالية في احد بيوت القرية لتدارس وضع الشعب الآشوري في ظل الظروف المستجدة للحرب ولأتخاذ قراراً تاريخياً حاسماً وخطيراً واتخاذ موقفاً محدداً وصريحاً تجاه الأحداث الجارية للحرب الطاحنة والتي كانوا فيها الآشوريين بين حجري الرحى والقرار الصعب ، فاتخذوا القرار الصعب الشجاع وبموافقة جميع ملكي القبائل ورؤساء العشائر الحاضرين في الأجتماع فكان القرار إعلان الحرب على الحكومة العثمانية فأرسل على أثره رسالة رسمية الى الوالي العثماني في مدينة " وان " وقعها ممثلين عن كل القبائل والعشائر أي عشيرة تياري السفلى والتياري العليا وعشيرة تخومة وجيلو وباز وديزّ وأشتازين إضافة على قداسة البطريرك ، حيث قالوا الموقعون على الرسالة ( بسبب المذابح الوحشية والتهجير القسري للمسيحيين أخوتنا نرى انفسنا ملزمين على قطع علاقاتنا مع الباب العالي  ) . هذا القرار كان يعني دون شك دخول الحرب المشؤومة . وهكذا اصبح الاشوريين طرفاً في الحرب التي فرضت عليهم بحكم الظروف الصعبة فرضاً بسبب سلوك السلطات العثمانية المعادي للآشوريين . كما ان هذا القرار دفع بقرائح الأدباء والشعراء والمغنين فألفوا وأنشدوا الناشيد القومية التي توقظ الهمم وتبعث الحماسة في قلوب الآشوريين الشجعان . من الذين كتبوا قصائد من هذا النوع نذكر بالأديب الشهير شماشا أبرم الساراني لقد انتشرت تلك الأناشيد والأغاني القومية بين جماهير هيكاري من أبناء شعبنا الآشوري انتشار النار في الهشيم منتقلة من عشيرة ومن قرية الى أخرى مدحت تلك الأناشيد المارشمعون والبيت البطريركي والملكاني ورؤساء العشائر . لقد اشعلت تلك الأناشيد الحماسية جذوة الشعور القومي وبعثت الشجاعة وشجعت على التضحية بالنفس وبالغالي والنفيس من أجل خلاص الأمة والحرية والأنعتاق ، كما إنها أدت إلى توحيد الشعور القومي وتوثيق الروابط القومية بين أبناء الشعب بعد إنصهارها في بوتقة الحرب الضروس . وهنا أقتطف مقطع من إحدى تلك الأناشيد الحماسية الرائعة إذ يقول كاتبها " هيا إنهضوا يا إخوتي وألقوا عنكم ثياب الكسل ، إستيقضوا من غفوتكم ، صوبوا البنادق الى صدور الأتراك وقاتلوا ببسالة حتى يتحقق النصر .
ها هو الفجر يُشرق ، ها هي ساعة المواجهة قد أزفت هيا نواجه الأعداء .
هيا إلى الأمام نسير وتحت لوائك وباسمك سنقاتل يا مار شمعون .
هيا إنهضوا يا رؤساء ويا أمراء يا ايها الملّكي أنتم الذين أختاركم الرب الأله . تعالوا أستلموا قيادة جيشنا الساهر وأذهبوا به إلى ربوع أرض الأجداد .
 أيها الملّكي كونوا مقاتلين حقيقيين أسوداً شجعان كما كان ملوكنا في قديم الزمان .
إلى الأمام سنبقى نسير وتحت لوائك وباسمك سنقاتل يا مار شمعون .. .. وهكذا الى آخر القصيدة .

لقد جازف مار شمعون بنيامين بحياته خلال سنوات بطريركيته مراراً عديدة عندما كان يقوم بسفرات الى بلاد فارس وروسيا ومنها تلك التي قام بها خلال الأشهر حزيران وآب من عام / 1915 والتي كان غرضه منها الحصول على السلاح . وفي فصل الصيف من عام 1915 قامت القوات التركية – الكوردية بهجوم عنيف وشامل على مواطن الآشوريين المنتشرة في أقليم هيكاري وضربت حولها حصاراً شبه تام ، وفي حزيران 1915 قام الجيش التركي النظامي تعاونه جحافل من الأكراد المجهزين بالأسلحة الثقيلة وبالرشاشات والمدفعية بهجوم كاسح على موطن قبيلة تياري السفلى والتي كانت تعتبر من أكبر وأقوى القبائل الآشورية في أقليم هيكاري بقيادة الأمير الكوردي رشيد بيك البرواري وبالرغم من  التفوق التركي والكوردي في العدة والعدد على الآشوريين إلا أن القوات الآشورية تصدت لهم ببسالة وشجاعة نادرة من أجل تعويق تقدمهم مفسحين بذلك المجال للعوائل الأشورية بالأنسحاب باتجاه الأراضي الفارسية عبر جسر جيماني على نهر الزاب الكبير الأعلى ومن ثم قاموا بتدمير هذا الجسر وحرقه وغيره من الجسور على الزاب لتعويق عبور قوات العدو وملاحقتهم . وفي النهاية تمكنوا الأكراد من إحتلال تياري السفلى بقيادة زعيمهم اسماعيل آغا الأرتوشي - الشيكاكي  ( سمكو ) . ثم بدأ هجوم الأكراد على موطن عشيرة تياري العليا وإحتلالها . ثم جاء من بعد ذلك دور سعيد آغا الزعيم الكوردي من ( جال ) حيث هاجم " كلي سلابكان " والوادي الذي كان يتزعمه ملك برخو الثاني ملك قبيلة تياري السفلى كلها . هكذا استمر الجيش التركي العثماني والمتعاونين معه من الكورد في زحفهم غير المقدس فدفعت أمامها بجماهير المهجرين الآشوريين  وهي تبيد كل من يتخلف منهم عن الركب ويقع بين أيديها الملطخة بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا المغلوب على أمره . وكانت الصورة على الأرض تبدو كما يلي جماهير السكان من العوائل تتجه شرقاً وجنوباً بعشرات الألاف نحو الأراضي الفارسية والقوات الاشورية تشكل ساتراً حديدياً رادعاً خلفها في مواجهة قوات العدو المتعطشة للقتل والذبح والأغتصاب تتصدى لها ببسالة وشجاعة نادرة ما بعدها شجاعة وتنزل بها الخسائر الفادحة بغرض إعاقة تقدمها والتقرب من العوائل المتجهة الى الأراضي الفارسية وكان في الحقيقة سباق مع الزمن لأنقاذ ما يمكن إنقاذه ، هكذا كانت صورة المعركة المصيرية مع عدو مجرم من اجل البقاء والأستمرار ، شكراً للأجداد الأبطال الذين تمكنوا من المحافظة على نسلنا الذي لا نستطيع نحن اليوم من حمايته حيث هو سائر نحو الزوال والأنقراض بين أنقاض بلدان المهجر والغربة ، يا ليتنا لم نكن أحفادكم يا أبطال الأمس !!! 
وعندما كان قداسة البطريرك مار بنيامين شمعون في طريقه الى مدينة سلامس الأيرانية برفقة مائتي مسلح من حمايته يحملون البنادق واجهوا القوات التركية وأجبروها على الهرب وترك بعض المواقع التي سبق وإن إحتلوها منها ، في الطريق استلم قداسة البطريرك ماربنيامين شمعون رسالة من والي الموصل المجرم حيدر بيك يقول فيها (( صدر القرار باعتبار منطقة تياري منطقة عمليات عسكرية وحرب فعلية قوامها النيران الحارقة والدماء الجارية مخضبة الأرض . أخوك هرمز أسير عندنا ، إذا لم تعط الأوامرلأتباعك ليستسلموا لقواتنا فإننا سنقوم باعدام أخيك هرمز . )) فكان جواب قداسة البطريرك مار بنيامين شمعون الفوري التالي : - (( أبناء شعبي هم كلهم إخوة حقيقيون لي ، عددهم كبير جداً . أخي هرمز لا يمثل إلا فرداً واحداً من كل هذا المجموع الكبير ليكن هرمز ضحية بريئة نقدمها لخلاص الشعب كله )) . وبناءً على هذا الجواب المفعم بالبطولة والشجاعة والشهامة والتضحية ونكران الذات والتحدي البطولي لقداسة البطريرك تم تنفيذ حكم الأعدام بهرمز الشاب البرئ في الموصل وهو طالب دراسة في استطنبول ، هذه التضحية النادرة لم يَقدم على تقديمها أحداً من ملّكي ورؤساء عشائر ووجهاء من أبناء شعبنا سابقاً . هكذا يجب أن يكون من يريد أن يكون زعيماً وقائداً لأمته لكي ينال حبهم واحترامهم ويكسب ولائهم وثقتهم ليقتدون به ، عليه أن يكون مستعداً للتضحية بأغلى ما عنده وبعزيز غالي إليه في سبيل أبناء أمته كما فعل الشهيد الخالد البطريرك مار بنيامين شمعون . كم كنتَ عظيماً وبطلاً حقيقياً يا مار بنيامين في تضحيتك بأخيك هرمز الشهيد في سبيل أمتك الآشورية ، وكنتَ أعظم وأسمى عندما ضحيت بحياتك عندما قررت الذهاب الى كونا شهير لمقابلة المجرم سمكو الشيكاكي بالرغم من التحذيرات الكثيرة التي أُزديت إليك للتخلي عن الذهاب لكون الامر ينطوي على مخاطر جمة تهدد حياتك ، إلا أنك قررت الذهاب في سبيل تأمين الأمان والسلام لأبناء شعبك المشرد من مواطنه مضحياً بحياتك وأنت شاب في مقتبل العمر في الرابعة والثلاثين من العمر ، كان إستشهادك خسارة كبيرة لأمتنا وهي تعيش معمعة الحرب من أجل البقاء ، ولكن غدروا سمكو والانكليز والحكومة الفارسية بك وإغتالوك غدراً يا أعظيم العظماء ، ولكنهم لا يعرفون أنهم بأغتيالك قد جعلوك تحيا خالداً الى الأبد في قلوب ونفوس وروح كل الآشوريين الى أبد الدهر .. كنت مثالاً رائعاً للشجاعة والبطولة والتضحية والفداء في حياتك القصيرة لقد جسدتَ شخصية السيد يسوع المسيح له المجد في تضحيتك بالنفس في سبيل خلاص شعبك من مظالم العثمانيين والكورد يا شهيد الأمة الآشورية . لم تستطع كل الصعوبات المدمرة والأبتزاز العاطفي من إهباط عزيمة البطريرك مار بنيامين الشهيد وأبناء شعبه الشجعان . إنهم قد قرروا بذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق حريتهم وضمان حقوقهم ووجودهم القومي في الحياة . لقد كان قداسة المارشمعون بنيامين بتضحياته هذه في سبيل شعبه هو المسيح بذاته إن جاز التشبيه ، ما الذي يجب أن يقدمه قداسته أكثر مما قدمه من التضحيات ليستحق أن يكون بطلاً قومياً لأمته وشهيدها الخالد وشبيهاً بالسيد المسيح له المجد ؟؟ .
وبناءً على ما تقدم نستطيع القول أن قرار قيادة شعبنا في دخول الحرب العالمية الأولى الى جانب الحلفاء بالضد من الدولة العثمانية كان قراراً صائباً مئة في المئة ولم يكن لهم خيار آخر أفضل لأن العثمانيين والكورد كانوا قد قرروا إبادة الشعب الآشوري في أراضي الأمبراطورية العثمانية حتى وإن بقوا على الحياد من الحرب وهذا ما تشير إليه كل الدلائل والمؤشرات على أرض الواقع قبل وأثناء وبعد الحرب ، وليس كما يدعي البعض ممن يتصيدون في الماء العكر ويقولون كلمة حق يراد بها باطل من المعارضين للعائلة البطريركية لأسبابهم الشخصية وخلفياتهم المذهبية غير المعلنة إبتداءً من السيد نمرود عم الشهيد الخالد المار بنيامين شمعون في هيكاري الى المتفرجين على ضحايا مذبحة سُميل عام 1933 في العراق ، والتاريخ وحده يشهد ويكشف عن الحقائق من دون أن يتمكن احداً من التصدي له والوقوف بوجه إرادته .. 

2117
الى السيد بولص يوسف
1.   ان ردك باستعمال هكذا مفردات قد كشف عن معدنك الحقيقي وعليه اذا كان لا يشرفك ان ادعوك في مخاطبتي لك بالأخ بولص فذلك شأنك الشخصي انت ، واما انا فلي رأي يخالفك واذا تصر على رأيك فانا الآخر لا يشرفني ذلك مئة مرة .
2.   منذ ان حصل الانشقاق في الكنيسة الشرقية القديمة عام 1964 الذي قاده المرحوم والدكم ضد قرار الكنيسة بقيادة البطريرك المرحوم مار ايشاي شمعون واكليروس الكنيسة ، كانت عائلتي بالكامل مع قرار الكنيسة بالتحول الى اعتماد التقويم الغريغوري بدلا من التقويم اليولياني القديم وكنت بالرغم من صغر سني ضد عملية الانشقاق وعليه لا مبرر لوجودي وبالزي الشعبي الآشوري واقفا خلف المرحوم والدكم في اول احتفال لكم بتأسيس كنيستكم لذلك كما اتصور انك اكيد قد حصل لديك التباس في الصورة .
3.   المرة الاولى في حياتي التي صافحت فيها المرحوم والدكم كانت بمناسبة الذكرى السنوية الأولى والأخيرة لاحتفال عشيرة بني اشيتا ( بديوان دأشيتا )حيث حضرت برفقة المرحوم ملك كيوركيس ولم التقي المرحوم والدك مرة اخرى في حياتي لا قبل ولا بعد ذلك .
4.   اما بخصوص التعاون مع الحكومات العراقية فقبيلة تياري السفلى او ( تياري الكبرى  كما يحلو لك تسميتها )  كانت متعاونة بالكامل بكل عشائرها بما فيها عشيرتي البيلاتي عام 1933 مع حكومة رشيد عالي الكيلاني بقيادة المرحوم جدكم بالضد من الطرف الاخر الذي كان يقوده المرحوم مار ايشاي شمعون الذي كان يطالب بالحقوق القومية لشعبنا الأشوري بإسكانه في منطقة واحدة من شمال العراق تحت إدارة حكم ذاتي ، وعليه فان حال التياريين بموقفهم هذا وغيرهم من العشائر ممن تعاونوا مشاركة مع المرحوم جدكم مع الحكومة العراقية الفاشية برئاسة رشيد عالي الكيلاني تشبه ولا تختلف قيد انملة عن حالة التعاون العشائر الكوردية مع الحكومات العراقية منذ عام 1961 الى عام 2003 ضد الحركة التحررية الكوردية بقيادة الخالد مصطفى البارازاني بما في ذلك ابناء قريتينا سردشتي وهلوه نصارى التي يشارك فيها السكن العشائر التالية ( البيلاتي ، القصراني ، الراوولي و البرواريين ) وقدموا شهداء من الجميع عند تعرضهم لثوار الحركة الكوردية ، فهذه الحادثة الأليمة كما تعنيني ، تعنيك انت ايضا وكان هناك ثلاثة شهداء من عشيرتك القصراني منهم جد نسيبك الن المرحوم كيوركيس والمرحومان ناتان ويوخنا والاخرين من عشيرتي وعشيرة الراوولي وعليه فان كلامك بهذا الخصوص مردود عليك وانا لست على خطأ عندما قلت بان الأجيال القادمة من ابناء شعبنا الآشوري سوف تقيم تاريخ المتعاونين من ابناء عشائرنا مع الحكومة وفق معاييرهم كما تقيم اجيال الكورد الحاليين دور العشائر الكوردية المتعاونة مع الحكومات العراقية الفاشية ، وهنا نلخص هذا الكلام بهذه المعادل الرياضية البسيطة ( رشيد عالي الكيلاني = صدام حسين ) وعليه يتساوى المتعاونين  معهما بالرغم من اختلاف الزمان والمكان وشخصيات الواجهة للأحداث .
5.   لقد اتصلت بالسيد مالك شمس الدين وطلبت منه ليرسل لك نسخة من كتاب هيئة المساءلة والعدالة يؤكد عدم شموله بالاجتثاث . ولكن ماذا بشأنك وانت كنت عميدا في الجيش العراقي العقائدي في زمن البعثيين الصداميين الم تكن بعثيا ؟  انا هنا لا احاسبك على ذلك ولكن احب التذكير .
6.   واذا تريد ان تعرف المزيد من المعلومات التاريخية القديمة انصحك بمراجعة سجلات مديرية امن الموصل لتطلع على المزيد من الوثائق التاريخية التي تعنينا للفترة من ما قبل عام 1933 ولغاية وفاة المرحوم جدكم في عام 1954 عندها قد تغير رأيك في الكثير من الأمور .
7.   ادعوك بل أرجوك ان تنشر الصورة التي تدعي ظهوري فيها خلف المرحوم والدكم بالزي التياري كما يعجبك تسميته ليطلع القراء على حقيقة ما تدعي به وسأكون لك شاكرا. وقررت ان يكون هذا التعقيب أخر تعقيب لي على ما تكتبه وتدعي به وشكرا .

                                                                              خوشابا سولاقا

2118
الى الأخ العزيز بولص يوسف ملك خوشابا تحية طيبة وتقدير
في ردك على تعقيب الأخ وسام أدور لمقالك موضوع الحوار أوردت بأن السيد شمزدين قد رفض ترشحه من قبل هيئة النزاهة ولكن الصحيح رفض ترشحه من قبل هيئة المساءلة والعدالة والفرق بينهما كبير جداً كبعد السماء عن الأرض . لأن هيئة النزاهة مختصة بقضايا السرقات والفساد المالي والاداري في أجهزة الدولة بينما هيئة المساءلة والعدالة مختصة بالانتماء الى حزب البعث وتشكيلاته من الأجهزة العسكرية والأمنية والمخابراتية وغيرها . وأود إعلامكم بأن هيئة المساءلة والعدالة قد برئته من تلك الارتباطات بكتاب رسمي ، وعليه استوجب التنويه والتوضبح للقراء وإن ما ذكرته يشكل إساءة على سمعة الأخ شمزدين ملك كوركيس يتطلب منك الأعتذار له ، وأنا هنا على يقين إن ذلك لم يكن مقصود منك بغرض الأساءة على شخص الأخ ملك شمزدين .. أما الأمور الأخرى التي نوحتَ عنها بشكل غير مباشر ومن دون ذكر اسم المقصود به أقول إن رسالتك قد وصلت بالتمام والكمال من دون نقص ولبس وليس لي من تعقيب عليها غير أن أقول لك عزيزي إن التاريخ لا تكتبه أنت شخصياً كما تريد أن يكون ولا أكتبه أنا شخصياً كما أريده أن يكون بل هو سيفرض نفسه على الأجيال القادمة ولأن يسموا الأشياء باسمائها كما هي كما هو حال البرزاني الخالد ورفاقة في الحركة التحررية الكوردية وحال قادة الفرسان من بعض العشائر الكوردية المعارضين لها والمتعاونين مع الحكومات العراقية الفاشية ظالمي الشعب الكوردي في تقييم أجيال الشعب الكوردي اليوم . وقد أوردت هذا المثال لكي تغادر ذلك العالم الذي صنعته لنفسك . عزيزي وأخي بولص أنت في طرحك لقضية قرية جمي ريبتكي التي أصبحت مدار حديث الكتاب تقول أنك تقوم بما تقوم به دفاعاً عن حقوق أبناء عمومتك ولا تقول دفاعاً عن حقوق أبناء أمتك !! تلاحظ كم هو التخندق والولاء العشائري فعال لديكم ؟؟

أخوكم خوشابا سولاقا      [/size]

2119
الى الأستاذ عبدالأحد قلو المحترم
تحية معطرة مع باقة ورد
لقد أدهشتني واعجبتني رسالتك الرائعة والتي تدل على سمو أخلاقك وترفعك على الذات في سبيل ما هو اسمى الا وهي مصلحة شعبنا القومية والوطنية وأعطيت بذلك مثلاً نموذجيا رائعاً ، وما على الآخرين من الكتاب في هذا الموقع إلا الأقتداء به . عزيزي ( برشي ) لقد كانت رسالتك عين الحق ولقد خطوت بذلك خطوة على الطريق القويم في التعامل مع بعضنا البعض وهو نحن ما في أمس الحاجة إليه اليوم ونح نواجه تحدي الأنقراض في أرض الأباء والأجداد أرض بيث نهرين . فلتتظافر جهود أقلام الجميع من مثقفي ومفكري وكتاب والنخب وفي مقدمتهم السياسيين في تجاوز أنانيتهم الذاتية من أجل خدمة مصلحة شعبنا القومية ، وفعلاً عندما ننظر الى الأمور من زاوية المصلحة القومية عندها سنجد لا يهمنا ماذا تكون تسميتنا القومية " كلدان ، سُريان ، آشوريين " بل سنجدها أنها ثلاث تسميات تاريخية نهرينية عريقة وجميلة لشعب واحد وهو نحن من نتسمى بها اليوم بورك بك على رسالتك الأخوية التي تنمو عن شعورك بالمسؤولية القومية تجاه شعبنا العريق ... يا برشي الورد .

أخوكم خوشـــابا ســــولاقا   

2120

الى السيد سام البرواري تحية طيبة

إلى متى تبقى تسأل هذا السؤال الذي لا يتطلب الإجابة عليه ولكن بإمكانك أن تسأل كل البرواريين الذين موجودين في كاليفورنيا عني إن كنت شخصاً أبحث عن المصالح الشخصية وحتى أسأل عني قداسة البطريرك مار دنخا , كما أريد أن أعلمك بأنني يجوز أكون واحد من القلائل الذي لم ينتفع من وراء زوعا لأنني لست بحاجة إلى أكثر مما يأتيني من تعبي وشقائي وأنا لست مثل من حرق وحرب ودمر زوعا من أجل مصالحه وسوف تعرف ذلك مستقبلاً وعندها تعتذر من كل من أسأت عليه بكتاباتك هذه يا سام ، أنا بعد أن تعرفت على كل سلوكيات صاحبك وصاحبي سابقاً وخصوصاً عندما كذب علي وجدت من واجبي أن أفضحه للناس دفاعاً عن زوعا التي حولها إلى وسيلة رخيصة للانتفاع الشخصي وأقاربه المقربين  ، وفي زياتي القادمة سأحاول أن ألتقيك لنتحاور وجه لوجه وستكون هذه الرسالة الأخيرة لك وأنت حر وقل عني ما تشاء ، حتماً سنتقابل في يوم ما وعندها سنتفاهم بشكل أفضل ز قل لي يا سام من هم أعداء الحركة ؟ إن وجدوا أعداء فإنهم للحركة فإنهم من صنع صاحبك بسبب سياساته الأنتهازية والانتقائية المتذبذة بين الشمال الكردي والجنوب الشيعي وحسب ما تقتضي مصالحه الشخصية .

2121
     الى الأخ سام البرواري المحترم
تحية طيبة وتقدير وبعد
الى متى تبقى أنت تغرد خارج السرب وتغني لليلاك ولا تحاول أن ترى الأمور بكلتا عينيك بدلاً من أن تنظر إليها بمنظارك الخاص وتوزع التهم للآخرين من أجل تلميع وجه من لا تعرفهم حقاً ، أنا أرثي لحالك لأنني أحس بأنك فعلاً مخلص وتحب أمتك الآشورية . صدق يا أخي إن كل ما تكتبه بخصوص الضوابط التنظيمية التي يجب إتباعها للتصدي لما يحدث من أخطاء وتجاوزات هي صحيحة وأنا اؤمن بها ، ولكن هل سألت نفسك يوماً من يقوم بخرق تلك التعليمات ويتجاوز عليها ؟؟ ومن يريد أن يعمل دائماً منفرداً لوحده ؟؟ ومن سعى ويسعى لأن يختزل زوعا في شخصه حصراً ؟؟ إن ارتباط أي شخص بأي تنظيم سياسي لا يعني بالضرورة أن يكون عبداً فيه ويكون مسيّراً دائماً غيره مهما كان غيره ، بل عليه أن يحارب كل ما يجري فيه من تجاوزات وخروقات واستغلال وفساد وهذا ما فعلناه نحن الذين تسمينا يا أخ سام سبب ما يحصل من خراب داخل زوعا وتؤيد قرار فصلنا من عضوية زوعا !!! أن زوعا ليس السكرتير العام وحده ومن يخالفه الرأي يعادي زوعا ويجب فصله من عضويته كما هو الحال ، وليس بالضرورة أن يكون دائماً السكرتير العام على حق مبين والآخرين على باطل !! ، أنا أعطيك كامل الحق في ذلك وأن تكون لك تصوراتك الخاصة لأحد السببين ، أما أنك لا تعرف شيئاً عن حقيقة ما يجري في زوعا من خراب ومن هو مسببه الحقيقي وذلك أنت معذور عليه لأنك تعيش ما وراء المحيطات ، وأما أنت ملكي أكثر من الملك نفسه كما يقال وهذا غير مسموح به لك على الأقل من قبل من يحترم شخصك . عزيزي سام البرواري أنت تعيش منفرداً في عالمك الخاص الذي صنعته لنفسك من أوهام وخيال لا يمت الى واقع زوعا بصلة لا يشاركك فيه غير سام البرواري وحده ، وأن مثلك كمثل ذلك الذي يغني لنفسه في الحمام ويسمع صوته بأنه من أحلى الأصوات في الكون . أخي العزيز صدقني أنت مخدوع بمن تستميت في الدفاع عنه . إن دفاعك هذا لا يعطيك شهادة الأنتماء الراسخ لقوميتك وكذلك لا يمكن إعتماده كمعيار للأمتنيوثه كما تتصور بل قد يجعلك تندم عليه في يوم ما عندما تصطدم بالحقيقة كما حصل معي وحصل مع كل الذين ربما أقول ربما تتهمهم اليوم بمعادات زوعا ، ليس هناك شخص واحد من هؤلاء يعادي زوعا بل الجميع يعارض الخيانة والأنفراد والأستبداد وإستغلال زوعا لأغراض منفعية شخصية وليس إلا وهذه الظواهر اليوم واضحة بجلاء في حياة زوعا السيد يونادم كنا . ولذلك أنصحك أن تفكر وتتمعن ملياً فيما تكتبه وتقوله بحق الآخرين من القياديين السابقين في زوعا والذين لا تعرف عنهم شيئاً قبل أن تكتب عنهم هذا أولاً ، وثانياً حاول أن تقرأ تاريخنا المعاصر لتاخذ منه العبر والدروس لكى تق نفسك من مخاطر الأنزلاق في هفوات أنت بغتى عنها والسلام .

خوشابا سولاقا

2122
قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
" التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق "
القراءة رقم ( 12 ) والأخيرة
المهندس : خوشابا سولاقا
بعد أن انتهت معركة ديربون بشبه هزيمة منكرة لقوات بكر صدقي والكيلاني من وراءه بالرغم من تفوقها على القوات الآثورية بالعدد والعُدة وباستعمال كل أساليب الغدر والخديعة والخيانة والوعود والمكر وبالدعم اللوجستي للقوة الجوية البريطانية لها حول تحركات القوات الآثورية . توجهت هذه القوات بعد أن استلمت أوامر صريحة ومباشرة من القائد المهزوم العقيد الحاقد بكر صدقي الى القرى الآثورية الآمنة والعزل من السلاح ونزلت بهم قتلاً وفتكاً دون التمييز بين الرجال والنساء والشيوخ والأطفال وقامت بنهب كل ما وقع تحت أيديهم من الأموال والحلي والحلال ، حيث انطلقت غريزتهم النهمة للقتل والنهب والسرقة والاغتصاب التي لا تحدها حدود ولا تردعها رادع الأخلاق والإنسانية بل تجسدت عندهم الهمجية بأقصى مستوياتها . وكما ذكرنا في القراءات السابقة أن الحكومة كانت قد قامت بشن حملات إعلامية واسعة ضد الآثوريين عبر الصحف ووسائل الأعلام الأخرى قبيل مذبحة سُميل لإثارة وشحن مشاعر الحقد والكراهية والعنصرية لدى العراقيين المسلمين من العرب والأكراد تجاه الآثوريين الكفرة عملاء الاستعمار الانكليزي وحسب إدعائها ، وكانت قد نشرت خلال الفترة من الأول إلى الرابع عشر من تموز ما يقارب من ثمانين مقال في الصحف العراقية الرئيسية جميعها تدعو إلى إبادة الآثوريين والقضاء عليهم في العراق ، وكما دعت السلطات العراقية إلى الحرب المقدسة – الجهاد – على الآثوريين الكفرة ودعت الشباب من الناس الى التطوع وحمل السلاح والمشاركة في الجهاد المقدس ، ودعت في ذات الوقت العشائر العربية والكردية إلى التطوع لحماية الوطن من خطر الأثوريين الدخلاء عملاء الاستعمار الانكليزي . وكانت كل هذه الدعوات العدوانية التحريضية والتي تدعو إلى العنصرية القومية والدينية قد شحنت الناس من الأميين وشبه الأميين بالحقد والكراهية والرغبة بالانتقام من الآثوريين الذين يريدون الشر بالعراق وشعبه وبالدين الإسلامي خدمة للاستعمار كما ادعت الحكومة في إعلامها . وبعد هذا فلا عجب وفي هذا الجو المحموم والمشحون بالانفعال والتضليل وبالإثارة والتحريض والتشجيع أن تنطلق كوامن الشر والجريمة والانتقام من عقالها ويشيع القتل والنهب واغتصاب الأعراض وأن تصل الأحداث ذروتها في حادثتي مذبحة سُميل بذبح السكان العزل من السلاح وقتل الأسرى الآثوريين بالجملة في منطقة عبور نهر دجلة قرب قرية ديربون .
وكما قلنا بعد انتهاء المعركة في منطقة ديربون بعد عشرين ساعة وفي تمام الساعة ( 13 ) من يوم 5 / آب / 1933 انسحبت القوات العراقية المندحرة تجر أذيال الخيبة والهزيمة والخذلان والخزي والعار التي لحقت بها إلى القرى الآثورية الآمنة وبدءوا بعمليات إبادة جماعية بسكان تلك القرى المسالمين دون رحمة أو تمييز بين من كانوا من أنصار البطريرك مار إيشاي شمعون وبين من كانوا من أنصار ملك خوشابا والمؤيدين له من الموالين لحكومة رشيد عالي الكيلاني الفاشية ، وأخذوا ينقلون جثث القتلى من الرجال الذين قتلوهم من تلك القرى إلى الحدود السورية – منطقة المعركة – محاولين بذلك خداع وتضليل الغير وإقناعهم بأن القتلى هم من ضحايا العمليات الحربية في ساحة العمليات كتغطية لهزيمتهم المنكرة ، ومع ذلك فأنهم أي القوات العراقية لم يكتفوا بهذه الأعمال الوحشية البشعة ، بل راحت هذه القوات ورجال البدو تحاصر القرى الآثورية وتصادر الأسلحة الخاصة بالسكان وتأمرهم بمغادرة منازلهم وقراهم والتجمع في قرية سُميل القريبة من دهوك حيث قد أفهموهم ووعدوهم بالحماية تحت ظل العلم العراقي ، أما في واقع الحال فكانوا هؤلاء الأوغاد المجرمون يعدون بذلك العدة لإبادتهم جميعاً في دفعة واحدة . أما أولئك الذين رفضوا الانصياع إلى أوامرهم في مغادرة مساكنهم وأماكنهم في قراهم فقد أعدموهم مباشرة . وفي اليوم الثامن من آب وصل عدد كبير من سكان تلك القرى الى سميل دون أن يعرفوا ما الذي ينتظرهم من مصير . وفي سُميل أول من قتل هناك كان المدعو كوريال شمعون يونان البازي والذي سنأتي على ذكر التفاصيل عن مقتله وشقيقه رئيس قرية سُميل المدعو يونا شمعون يونان البازي وواحد وثمانون شخصاً من حاشيتهم في داره المكتظة بهم من الأطفال والنساء والشيوخ والذين تم قتلهم جميعاً بدم بارد في ذات الدار وتحت العلم العراقي الذي كان يرفرف فوقه . وبهذا الخصوص تذكر الكاتبة الفرنسية السيدة كلير ويبل يعقوب في كتابها الموسوم " سورما خانم " من ترجمة السيد نافع توسا في الصفحات ( 259 ، 260 ) ما يلي :
في الصباح الباكر من يوم الجمعة المصادف 11 / آب / 1933 قام عريف الشرطة ناشد جواد في سُميل بفصل النساء والأطفال دون العاشرة عن الرجال والذكور من عشرة سنوات فما فوق وطلب العريف من النساء الانتشار ودخول بيوت القرية – يقصد سُميل – . حوالي الساعة الثامنة صباحاً رفع العلم العراقي على مبنى المركز ، بعد ذلك شوهدت أعداد من الجنود العراقيين بقمصانهم الزرقاء القاتمة يتقدمون نحو قرية سُميل قادمين من الطريق المتجهة الى زاخو . كما شوهدت جموع سائبة وكأنها ذئاب جائعة تدفعهم غريزة القتل والجوع من عرب قبيلة شمر ومعهم أكراد تابعين لمحمود آغا السيواني قادمة نحو القرية هي الأخرى . وعندما وصل هؤلاء القرية قاموا بمحاصرتها من كل الجهات ، الضابط الذي كان يقود الجنود العراقيين توجه إلى مركز الشرطة ومعه جنديان . عند وصوله المبنى قال له المدعو كوريال شمعون يونان البازي والذي ورد ذكره سابقاً وهو كما ذكرنا أخو المدعو يونا شمعون يونان البازي رئيس  قرية سُميل أنا مواطن عراقي وكذلك كل هؤلاء الحاضرين هنا إننا كلنا عراقيين . إذا ما كنتم تريدون التعرض لنا فنرجو أخذنا الى القائم مقام في دهوك وهناك سترون أسمائنا في السجلات الرسمية للدولة - وهنا يقصد كونهم من الموالين للحكومة / كاتب المقال - . تظاهر الضابط بالاقتناع بما سمعه من كوريال ، وأنزله من المكان الذي كان يقف فيه إلى أسفل المنحدر برفقة أحد الجنود عندئذ قام الجندي الآخر بإطلاق النار على كوريال من الخلف وقتله في الحال ، هذه الإطلاقة كانت العلامة أو الإشارة ببدء تنفيذ المجزرة . وعلى أثر ذلك تسارع الجنود بقمصانهم الزرقاء الغامقة نحو بيوت القرية وقاموا بقتل كل الذكور الذين يزيد أعمارهم على العشر سنوات . الآثوريين البازيين الذين كانوا مع كوريال البازي كان عددهم ( 81 ) رجل تم إعدامهم جميعاً بانطلاقات مسدسات . ست من النساء حاولن الدفاع عن أزواجهن فقتلنَ في الحال مع الرجال ومعهنَ ستة أطفال . الرجال الآخرون الذين كانوا لا يزالون أحياء داخل بيوت القرية تم القبض عليهم وإعدامهم داخل البيوت . بينما كانوا يحاولون الدفاع أو الهرب . عدد القتلى الذين تم التعرف عليهم بحدود ( 112 ) قتيل والذين لم يتم التعرف عليهم كان يتراوح عددهم ( 200 – 250 ) قتيل أو قد يزيد على ذلك . ومن الجرائم البشعة التي تقزز منها النفوس كانت هناك امرأة حامل تدعى ( خمي ) وهي زوجة المدعو ( هاويل ) قتلت بعد شق خاصرتها وإخراج الجنين من بطنها كان الجنين لا يزال حياً فذبح ذبحاً ، يا للبشاعة يا أوغاد الكيلاني وبكر صدقي وحكمت سليمان كم كنتم قساة وبلا ذمة ولا ضمير !! ، وكذلك كان من بين القتلى ( 11 ) كاهن معروفة هوياتهم وتم قتلهم بعد تعذيبهم بوحشية وحوش الغابة وتم التمثيل بجثثهم الطاهرة  واثنان منهم كاثوليكيان . بعد تنفيذ المذبحة بدأ الجنود المتوحشين بتجريد الضحايا الأبرياء من كل ما كانوا يملكونه من مال وحلي ذهبية ، ثم توجهوا إلى النسوة وخاصة الجميلات منهن واغتصبوهن كوحوش كاسرة وكلاب مسعورة . العرب والأكراد قاموا بنهب وسلب كل ما وجدوه من أمتعة وملابس وأثاث بعد أن قضوا وطراً مع النسوة اللواتي اغتصبوهن جنود الجيش العراقي وتحت راية العراق . وكانت من بين الضحايا المغتصبات زوجة ياقو الذي كان من المفروض فيه ان يكون قائداً للآثوريين وسبق أن غادر الى سوريا اغتصبت مرات عديدة وسلبت الحلي التي كانت معها ثم تركت ذليلة محطمة لقدرها المجهول ومعها أبنتيها اللتين كانتا برفقتها – وهنا قد يكون من تقصده المؤلفة بياقو ملك ياقو وليس غيره / كاتب المقال - .. وعند الغروب صدرت الأوامر للجنود بالانسحاب من القرية . الوحوش الكاسرة والهمج من قبائل البدو العرب والأكراد بقوا في القرية ليكملوا الغزوة فينهبوا ما تبقى من أسلاب في البيوت المملوءة بجثث المغدور بهم . أثناء البحث عن الأسلاب المتبقية تم العثور على بعض الرجال الذين كانوا لا يزالون جرحى يأنوا فأجهزوا عليهم ذبحاً بخناجرهم كذبح النعاج أو برصاصات رحمة إن توفرت لهم رصاصات . آه كم كنتم قساة يا أولاد البغاء والخطيئة يا خنازير البرية لقد جُبلتُم من طين القتل والجريمة والحرام !! . عندما جاء الليل وخيم الظلام على سُميل المذبوحة قامت جماهير العرب والأكراد بنهب الماشية العائدة إلى المغدور بهم من الآثوريين ومعها الحيوانات الأخرى وعادوا إلى خيامهم بعد غزوة موفقة ومجزرة ناجحة خططت لها دولة دخلت عصبة الأمم حديثاً كدولة متحضرة ولكن في الحقيقة اختارت ان تدخلها وهي ترتدي ثوب الخزي والعار والجريمة قدمتها ورعتها دولة تسمى بريطانيا العظمى !! تباً لكِ يا بريطانيا وألف تباً لعظمتكَ يا نبع الشر والخسة والغدر والخيانة والنذالة ونكران الجميل لمن أحسن إليك يا مثال للانحطاط الأخلاقي ولنكث الوعود والعهود يا بريطانيا الدنيا والدنيئة في سلم الأخلاق والشرف إذهابي إلى الجحيم وبئس المصير ادخلي إلى مزبلة التاريخ ملطخة بالخزي والعار هذا هو استحقاقك الحقيقي وليس العظمة !! . غادر الجميع قرية سُميل المذبوحة تاركيها تلعق جراحاتها وتشكو إلى الله رب السماوات ظلم الإنسان لأخيه الإنسان . الباقين من النسوة الثكلى على قيد الحياة والأيتام المساكين قضوا الليل الطويل في بكاء ونحيب ورعب وكوابيس رهيبة بانتظار بزوغ الفجر القادم بماذا سيأتيهم من فواجع ومأسات جديدة في قادم الأيام . مذبحة سُميل الرهيبة سجلها التاريخ في صفحاته السوداء وستبقى خالدة إلى أبد الدهر على اسم دولة العراق الفتية وحكومتها الفاشية ورجالاتها ذوي الخلفية والثقافة العثمانية وخاصة العسكريين الذين خططوا وأشرفوا على التنفيذ وأيضاً على اسم أولئك العرب والكورد الذين شاركوا في المجزرة فلطخوا أيديهم بدماء آثورية بريئة وكذلك على اسم من تعاونوا من الآثوريين مع الحكومة العراقية المجرمة آنذاك .  
ويؤكد المؤرخ الآشوري قسطنطين بيتروفيج ماتفيف بارمتي في كتابه الموسوم " الآشوريون والمسألة الآشورية في العصر الحديث " عن كل ما ذكر فيما سبق عن حقيقة المجازر التي حدثت في قرية سميل الشهيدة بحق الآثوريين الأبرياء ونقتطف منها نموذج مما ذكره لأجل المقارنة مع ما ذكرته السيدة كلير ويبل يعقوب .
أقتبس من الصفحة / 135 ما يلي " فقد قتل جميع سكان القرية رجالاً ونساءً وأطفالاً وذلك بعد أن أخرجوهم من منازلهم ورموهم بالرصاص كما أنهم مثلوا بجثث رجال الدين . أما النساء نزعوا ثيابهنَ وجعلهنَ يمرنَ من أمام الجنود وهن عاريات كما إنهم اغتصبوا الفتيات من هن وأحرقوهنَ بعد ذلك " .
أيها القارئ الكريم هكذا كانت شجاعة وشهامة قادة الحكومة العراقية الأوغاد آنذاك أمثال الأمير غازي ورشيد عالي الكيلاني وحكمت سليمان وياسين وطه الهاشمي ونوري السعيد وعلي جودت الأيوبي والحاقد بكر صدقي وغيرهم ممن لهم ضلع في التخطيط والتنفيذ لهذه الجريمة النكراء التي تبقى وصمة عار في تاريخ الدولة العراقية الحديثة قديماً وحديثاً . لقد جرت المذابح على امتداد شمال العراق كله في العمادية وزاخو ودهوك وشيخان وضواحي الموصل وأماكن أخرى . ولما كانت المذابح مستمرة كانت الطائرات البريطانية تجوب الأجواء وتوجه فعاليات الجيش العراقي وتعقب فلول الآثوريين في المنطقة وتصورها من الجو . كما وصل في ذات الوقت إلى المنطقة كل من وزيري الداخلية حكمت سليمان والدفاع جمال بابان العراقيين كي يطلعوا عن كثب على عملية سير المذابح ، وكان همهم الرئيس وشغلهم الشاغل فيما إذا كان الجنود يعاملون الآثوريين بقسوة أم لا ؟؟ وهل تشارك القبائل الكردية كلها في عمليات القتل والذبح بهمة ونشاط أم لا ؟؟ وهنا لا بد من أن نذكر بأمان وإنصاف بأن الكثير من القبائل والعشائر الكردية قد قدمت بيوتهم ملاجئ آمنة للاثوريين الذين التجأوا إلى قراهم طلباً للحماية . ومع ذلك لفقت الحكومة العراقية بأن منظمي المذابح بحق الآثوريين كانوا من الكورد فقط وإن أكبر الخسائر الآثورية متعلقة بهجوم الأكراد الذين لم تحرضهم الحكومة العراقية على الذبح – لاحظوا هنا هذا يعني اعتراف صريح أنه كان هناك تحريض من الحكومة على ذبح الآثوريين / كاتب المقال - ، ولكن هناك الكثير من الدلائل تشير أن معظم العشائر الكردية في المنطقة وقفوا على الحياد تجاه نداء الحكومة حول إبادة الآثوريين . إن المذابح ارتكبت على أيدي قوات الحكومة وأعوانها . وفي صباح يوم 16 / آب / 1933 وصلت شاحنات لنقل ما يقارب ( 400 ) آثورية ثكلى من بقايا ضحايا سُميل الى الموصل وضعت النسوة في خيام معزولة وقدم لهن الطعام الضروري من قبل الحكومة لغرض استعمال ذلك في الدعاية لتضليل الرأي العام العالمي حول ما جرى من مجازر . وبعد ذلك أعلنت حكومة رشيد عالي الكيلاني وأعوانه من الفاشيين بدون خجل للعالم كله بنصرها المؤزر عبر الصحف ووسائل الأعلام والنشر أنها تمكنت من القضاء على الثورة الآثورية المندلعة في العراق . مضيفة أن السلام عاد يخيم على شمال البلاد وأن غالبية الآثوريين الموالية للحكومة تشكر الحكومة العراقية وتقيَّم جهودها وتسامحها الإنساني وخاصة الشهامة التي أبدتها تجاه المتمردين وإنها في الوقت ذاته تقدم الشكر العميق لإمكانية بقائها في العراق – يقصد هنا الموالين للحكومة من الآثوريين أنصار ملك خوشابا / كاتب المقال - بارك الله فيكم يا نشامة لرد الجميل للحكومة الفاشية !!! عجيب غريب أمركَ يا حكومة القتلة كيف تحول عندكم القتل والذبح للعزل من السلاح والأطفال والشيوخ واغتصاب النساء وبقر بطون الحوامل من هُن وذبح الأجنة وقتل الأسرى والجرحى إلى شجاعة وشهامة وبطولة وتسامح ومحبة ؟؟؟ ولكن ينطبق عليكم المثل القائل " إن لم تستحي فأفعل وقل ما تشاء " . وخلاصة القول كان عدد الشهداء المغدور بهم في هذه المذبحة " مذبحة سُميل " كبير يتراوح من ( 4000 ) إلى (  6000 ) شهيد من مختلف الأعمار ومن الجنسين ، لقد اختلفت المصادر التاريخية الآثورية والأجنبية على دقة هذا الرقم ولكن مهما كان الحال فهو ضمن هذه الحدود وهو رقم مهول وكبير وفق كل المعايير ، وهذه المذبحة تعتبر عملية إبادة جماعية ( الجينوسايد ) يتطلب من ممثلي شعبنا في مجلس النواب العراقي اليوم عرضها إلى المحاكم الدولية المختصة وتحميل القائمين بها كامل المسؤولية وتعويض المتضررين من أبناء شعبنا .
وفي ختامنا لهذه القراءات ليس بوسعنا إلا أن نقتبس بالمضمون ما قاله المرحوم مؤلف الكتاب عبدالمجيد حسيب القيسي في معرض تقييمه لأحداث الاثوريين على ضوء ما قرأتموه في القراءات التي قدمتها لكم على التوالي يقول المؤلف ما يلي :-
(( بصرف النظر عن حقيقة النصر أو زيفه الذي تدعيه حكومة الكيلاني وأعوانه على الاثوريين ، وبصرف النظر أيضاً عن أخطاء الحكومة وتعمدها الوصول الى حالة الصدام المسلح مع الآثوريين ، وبصرف النظر كذلك عن ضعف السلطة الإدارية وتخبطها في معالجة الأمر ، وعن غطرسة القائد العسكري بكر صدقي وضعف استحكاماته العسكرية في منطقة العبور وتوقه الشديد الحاقد للانتقام من الآثوريين ، وبصرف النظر أخيراً عن صدق أو كذب نية الآثوريين بالقيام بعصيان مسلح أو ثورة شاملة ضد الحكومة والدولة العراقية ، نقول بصرف النظر عن كل هذه الظروف فقد كان من الممكن للحكومة العراقية إيجاد المبرر لتصرف القوات العسكرية العراقية يومي 4 و5 / آب / 1933 بأنه دفاع عن النفس في المأزق الذي زجت فيه دون مبرر من قبل أقطاب الحكومة الحاقدين على الآثوريين والمتعطشين للانتقام منهم وإبادتهم ، لو أن هذه القوات قد اكتفت بدحر المسلحين الآثوريين العابرين للنهر وإحراز الانتصار عليهم وانتهاء القتال عند هذه النقطة لكان قد تم حقن الدماء الزكية التي روت أرض سميل ، ولكان لم تزهق كل تلك الأرواح البريئة التي ذبحت ذبح النعاج على أرض سميل ، ولكنها لم تفعل بل تجاوزت هذا الحد بكثير بناءً على أوامر وتوجيهات صدرت إليهم من قائدهم الحاقد المتعطش لدماء الآثوريين بكر صدقي انغمست في الأيام العشرة التالية فيما سمته بعملية مطاردة الآثوريين الفارين أينما وجدوا سواءً كانوا من الموالين للحكومة أومن المعارضين لها دون تمييز !! وكانت أعمال المطاردة هذه نابعة عن حقد أسود وانتقام بربري وهمجية متوحشة كانت أشد عنفاً وقسوةً على الآثوريين من تلك الساعات العشرين من القتال )) . فأساءت هذه الأعمال البربرية المتوحشة للجيش العراقي وبعض القبائل العربية والكردية المخدوعة بالدعاية المغرضة للحكومة من قتل واغتصاب والتمثيل بجثث رجال الدين وقتل الأطفال الرضع على صدور أمهاتهم وذبح حتى الأجنة بعد بقر بطون الحوامل من النساء كما حصل للشهيدة خمي زوجة الشهيد هاويل في قرية سميل وسلب ونهب الأموال والمقتنيات والحلي الشخصية للمغدور بهم من الآثوريين الى سمعة الجيش العراقي والعراق وفتحت لهما  في سجل التاريخ الإنساني أولى الصفحات السود من الخزي والعار وستبقى سوداء ملطخة بالجريمة إلى أبد الآبدين وستبقى الأجيال الاثورية تذكر تلك الدماء الزكية التي أريقت على أرض سميل بفخر واعتزاز وتلعن كل من خان القضية وسبب في زهق تلك الأرواح البريئة مدى الدهر . ))
وعلى ضوء ما تقدم لدينا الاستنتاجات التالية :-
1 ) كان قرار دخول الآثوريين الحرب العالمية الأولى في ظل ظروفهم تحت الظلم العثماني واعتداءات الكورد قراراً صائباً .
2 ) كان قرار الآثوريين دخول الحرب كحلفاء وليس كأتباع من دون توثيق ذلك التحالف بوثيقة تحريرية رسمية مع الكابتن الانكليزي غريسي خطأً تاريخياً قاتلاً ارتكبته القيادة الاثورية .
3 ) كانت المؤامرة المدبرة من الانكليز لتصفية قداسة البطريرك مار بنيامين شمعون على يد سمكو الشيكاكي عام 1918 طعنة غادرة وجهت إلى قلب القيادة الآثورية وكانت بداية الهزيمة التاريخية لهم لنيل حقوقهم القومية لاحقاً .
4 ) إن نكث بريطانيا لوعودها التي قطعتها للاثوريين بإقامة منطقة حكم ذاتي تحت إدارتهم في مناطقهم في هيكاري وشمال العراق مقابل دخولهم الحرب إلى جانب الحلفاء وخيانتها لعهودها لهم كانت وصمة عار في تاريخ بريطانيا ومثالاً صارخاً لنكران الجميل لمن أحسنوا عليها .
5 ) كانت الحكومة العراقية الكيلانية قد خططت وصممت مع سبق الإصرار على شن الحرب على الآثوريين وإبادتهم ، حيث كان الكيلاني قد صرح بما يلي " سأفعل بالآثوريين ما فعلوه الأتراك بالأرمن " وكانت القوات العراقية هي من بدأت بإطلاق النار في معركة العبور .
6 ) كان سعي بريطانيا لدق الإسفين بين القيادات الميدانية العشائرية والعسكرية من جهة وبين القيادة الدينية للآثوريين نقطة البداية لتمزيق وحدة الصف وإضعاف القيادة الآثورية تنفيذاً لمبدأ بريطانيا الاستعماري " فرق تسد " ووعدت البعض بتوليها للقيادة العسكرية والبعض الآخر للقيادة الزمنية ، وكانت أولى نتائج تلك المساعي معارضة كل من آغا بطرس وملك خوشابا لرسامة مار إيشاي شمعون بطريركاً ، وكانت هنا نقطة البداية وهذا التخندق الظاهري بين اختيار مار طيماثيوس مطران ماليبار في الهند وبين مار إيشاي أدى إلى الانشقاق في صفوف الأمة وكان حسب وجهة نظري المتواضعة وآلت إليه الأمور لاحقاً الخطأ التاريخي الأكبر القاتل الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم ، ولو لم يحصل ذلك الانشقاق لكانت الأمور قد سارت على غير  ما سارت إليه ، ولما كان يحصل ما حصل في سُميل وصوريا وقريتيَّ سردشت وهلوه وجمي ربيتكي وبليجاني وغيرها العشرات من قرى شعبنا في كوردستان اليوم .    

المجد والخلود لشهداء سُميل الشهيدة والخزي والعار لبريطانية العار وحكومة الكيلاني الفاشية المجرمة

انتهت القراءات


2123
   الى الأستاذ الفاضل شوكت توسا المحترم
تحية طيبة ومعطرة وبعد ....
في البدء كان مقالك رائعاً للغاية في كل جوانبه ومضامينه الفلسفية والأخلاقية والفكرية والأنسانية ومنهج الحياة الديمقراطية التي تليق يالأنسان لمن يعتبر ولمن يعطي قيمة للحياة الأنسانية ولمن يؤمن بالتعايش السلمي وقبول الآخر المختلف وليس لمن يعيش خلف الزمن وفي الدهاليز المظلمة للقرون الغابرة . ومن المؤسف جداً أن نقول بحق الجيران التاريخيين الكورد الذين تعايشنا معهم قرون طويلة وفق أحكام ومنطق وشريعة الخنجر والسيف والبندقية أنهم لا زالوا يريدون أن يستمروا بنفس المنطق أي القوي يفرض ما يريده على الأضعف من خلال فوهة البندقية التي تحملها سلطة القانون إنه أمر في غاية الغرابة . عزيزي أستاذ شوكت أريد هنا أن أورد مقولة تجسد قانون من قوانين التعايش بين الأمم والشعوب المختلفة قالها أحدهم لا أريد أن أذكر اسمه لكي لا أظلم المقولة وأفرغها من مضمونها من جهة ومن جهة أخرى لكي لا يلعن من لا يتصرف له الأمر صاحب المقولة وهو لا يستحق ذلك حيث قال " لا يمكن لأمة مظلومة أن تكون ظالمة " أكيد أنت تعرف قائلها أتركها سراً بيننا يا أستاذي العزيز .. الحقيقة إنه شيء يبعث الى الأستغراب :يف تسمح سلطات أقليم كوردستان أن تسمح لكائن من يكون من أبناء الشعب الكوردي أن يقوم بمثل هذه الممارسات الظالمة وغير المشروعة قانونا بحق أبناء المكونات القومية والدينية من غير الكورد والتي تسيء على سمعة حكومة الأقليم بشكل خاص والشعب الكوردي بشكل عام وخصوصاً عندما يكون الفاعل من خونة الحركة التحررية الكوردية ومن عملاء وأذناب وجحوش الأنظمة الديكتاتورية السابقة والذين بالتأكيد شاركوا حتماً في ظلم أبناء الشعب الكوردي الذين كانوا يتعاطفون مع الحركة التحررية الكوردية التي كان يقودها البارزاني الخالد
، هؤلاء عاشوا دائماً على ظلم الآخرين ممن كانوا يستضعفونهم ويعيدون نفس السيناريو اليوم ، على حكومة الأقليم أن لا تعطي الفرصة الى مثل هؤلاء الطفيليين الذين بستقوون بأفراد لهم في سلطة الأقليم ، كان الشعب الكوردي مظلوماً قروناً طويلة لا نريده أن يكون ظالماً للآخرين ممن يشاركوه العيش الآن وشاركوه ظلم الظالمين سابقاً !!! .

                        أخوكم خوشابا سولاقا


2124
  الى الأستاذ جوني يونادم عوديشو المحترم
تحية طيبة وتقدير
1 ) في البدء أنا اشكر تقييمك لما أكتبه وأسلوب ردودي على الأخوة المعقبين وكان تقييمك دليل على نبل اخلاقك وكمال رشدك وسعة أفق ثقافتك القومية ، في الحقيقة يا أخي العزيز جوني أنا لا يهمني بماذا يردون الآخرين على ما أكتبه لأنهم يعبرون بذلك عن رأيهم وقناعاتهم الشخصية وأنا أحترمها وقدرها ولا يغيضني ما يقولونه من إختلاف في الرأي ، بل إن ما يهمني كثيراً هو أن أكتب ما أنا مقتنع به وإنه يخدم مبادئي القومية والوطنية .
2 ) لقد قرأتُ مقالك وقد أعجبني كثيراً وكان رائعاً للغاية ورجائي منك ان تستمر في الكتابة لأن في نشر الثقافة القومية بشكل خاص والثقافة الوطنية والثقافة العامة بشكل عام هي خير وسيلة لتوعية الناس وفتح أذهانهم على أمور كثيرة خافية عليهم أو مضللين بها بسبب تخندقاتهم القبلية والعشائرية والمذهبية الكنسية اكما نلاحظه من خلال ما ينشر بكثافة في هذا الموقع وكم هي إستجابة القراء واسعة وكبيرة مع هكذا طروحات متخلفة ، ولذلك يتطلب من الواعين من أبناء أمتنا يذل قصارى الجهود لخدمة أمتنا التي أصبحت اليوم مع الأسف الشديد هباءً منثوراً في أصقاع الأرض من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها .
مرة أخرى أشكرك على مداخلتك وسوف تلتقيني في كتاباتي القادمة ونتواصل في كل ما فيه خيراً لأمتنا  .

أخوكم : خوشابا سولاقا     

2125
الى الأستاذ يوسف نمرود كانون وكافة أفراد العائلة المحترمين
تحية طيبة وتعازينا الصادقة لشخوصكم الكريمة بمصابكم الجلل
بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبا وفاة عزيزنا الغالي شقيقكم المرحوم رابي زيا نمرود كانون ، إن رحيله كانت خسارة كبيرة لأمتنا لما كانت له من مكانة أدبية مرموقة ، ولكن ما العمل إنها سنة الحياة وليس بوسعنا الا أن ندعو له بالراحة الأبدية وأن نقول رحمه الله وأسكنه فسيح جناته  ويلهمكم الصبر والسلوان ودمتم بخير وسلام .

محبكم : خوشــابا ســـولاقا

2126
الى الأخ الدكتور أيوب بطرس المحترم
تحية طيبة وتقدير
أولاً  : أطمئن أنا لآ أزعل ولا يغيضني شيئاً يصدر منك أو من أي شخص يعقب على أكتبه لأنني أعطي الحق للآخرين لأن يقولوا رأيهم كما أعطي الحق لنفسي في قول ما أشاء .
ثانياً : كما قلت مراراً إن التاريخ ليس ملك لأحد منا لكي يكتبه كما يحلوا له ويتجاوب مع ميوله الشخصية واصطفافاته الفكرية وتخندقاته القبلية والعشائرية وإنما يبقى كما ينبغي أن تفهمه الأجيال القادمة .
ثالثاً : أنا لست من قودجانس ولا من تخوما ولا من تياري العليا أومن غيرها من القبائل الآشورية مع احترامي واعتزازي بالجميع ، بل أنا من تياري السفلى لكي أتخندق مع العائلة البطريركية أو غيرها ، بل أنا أتخندق مع قوميتي الآشورية وحقوقها المشروعة ، وبسبب تخندقي هذا قرأتُ تاريخنا المعاصر من كل المصادر التي وقعت في يدي واستنتجت ما كان يجب ان يكون موقف كل طرف من الأطراف الآشورية وتوصلت الى قناعة راسخة بان الأنشقاق في قيادة شعبنا مهما كانت الأسباب التي استجدت بعد استشهاد مار بنيامين شمعون عام 1918 كان خطأً تاريخياً قاتلاً غير مسار تاريخ نضالنا القومي الذي تم تحديدة في اجتماع قرية ( دزّ ) في 12 / نيسان / 1915 بحضور كل ملكي ورؤساء الفبائل والعشائر وفرروا دخول الحرب وسوف أنشر مقال خاص بهذا الموضوع في الأسابيع القادمة . ما أكتبه هي قناعاتي دون التخندق لغير قوميتي ، وما تكتبه أنت والآخرين ممن يخالفوني الراي بهذا الخصوص هي قناعاتهم منطلقة من تخندقهم مع شخص معين رحمه الله ..
رابعاً : أنا مؤمن لو لم يحصل الأنشقاق في قيادة شعبنا لما كانت تحصل مذبحة سُميل ولما كانت سارت الأمور كما سرت ولما كان حالنا كما هو حال قرية جمي ربيتكي وغيرها من قرانا في عموم كوردستان ، وإن قرية ربيتكي سوف لا تكون الأخيرة ، لأن مسار شعبنا في الحياة رسم هكدا منذ مذبحة سُميل من قبل النكليز وحكومة رشيد عالي الكيلاني وزمرته الفاشية الحاقدة على الآشوريين .
إن اختلافنا في الرأي لا يفقد في الود قضية ونترك الحكم لأبناء أمتنا إن كنا نؤمن بالمبادئ الديمقراطية وإن كنا فعلاً نريد أن نخدم قضيتنا القومية حقاً .

2127
قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
" التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق "
القراءة رقم ( 11 )
المهندس : خوشابا سولاقا
بعد الاجتماع الذي أنعقد في ديوان متصرفية الموصل والذي نوهنا عنه سابقاً برأسة وكيل المتصرف خليل عزمي بتاريخ 11 و12 / تموز / 1933 وبحضور كل من المفتش الإداري البريطاني المستر ستافورد وخبير الإسكان المستر تومسن وبحضور ممثلي الآثوريين من الموالين لسياسات الحكومة حول مشروع الإسكان والمعارضين لها والذي دعي فيه وكيل المتصرف الآثوريين المعارضين للمشروع وخيرهم بين القبول به والبقاء في العراق وبين مغادرتهم للعراق وعند اختيارهم المغادرة تكون الحكومة على أتم الاستعداد لتقديم التسهيلات اللازمة للمغادرة ، وبناءً على ذلك قرر ممثلي المعارضين والذين يمثلون حسب إحصاءات الحكومة 1350 عائلة مغادرة العراق إلى سوريا . وعلى أثر هذا الاجتماع وبتاريخ 21 / تموز / 1933 وصل إلى منطقة العبور إلى سوريا على الجهة الشرقية لنهر دجلة عند قرية فيشخابور بحدود 1350 مزارع من أتباع ملك ياقو ملك إسماعيل وملك لوكو التخومي تاركين عوائلهم ورائهم في العراق ، وكما ذكرنا في القراءات رقم ( 9 و 10 ) قامت الحكومة بتحشيد أرتال من الجيش وشرطة القوة السيارة مسلحة بالأسلحة الرشاشة في منطقة العبور ووضع القوة الجوية في قاعدة الموصل تحت الإنذار لحالات الطوارئ المحتملة وانيطت قيادة هذه القوات بالعقيد الحاقد بكر صدقي ، وقامت تلك القوات ببناء مواقع وربايا محصنة ومسلحة بالرشاشات على التلال الجبلية المطلة على مناطق العبور من نهر دجلة ، وبعد العبور الى الجانب الغربي من نهر دجلة طالبوا زعماء الآثوريين العابرين ممثل الانتداب الفرنسي في منطقة الحدود استحصال موافقة بيروت على السماح لهم بدخول الأراضي السورية والإقامة فيها . ولكن تدخلات الانكليز وتنسيقاتهم مع الفرنسيين حالت دون ذلك فامتنعت فرنسا استقبالهم ، إضافة الى مطالبة المجاميع التي عبرت النهر إلى الأراضي السورية بتسليم أسلحتهم من البنادق والذخيرة وهي السلاح الشخصي لرجال العشائر والتي يعتبر تسليمها إهانة لهم ولذلك أبوا تسليمها . وعلى ضوء هذا الواقع المستجد قرروا العودة إلى العراق بعد إعطائهم الأمان من قبل الانكليز والحكومة العراقية .
بعد أن اشتدت هذه الأزمة واتخذت طابعاً دولياً بدعم وإسناد من بعض الأوساط البريطانية الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني من المتعاطفين مع القضية الآثورية وإجبارهم للحكومة البريطانية للتدخل لدى الملك فيصل ، وبعد أن غدت القضية تشكل خطراً على سمعة العراق في المحافل الدولية وكونه عضواً حديث العهد في عصبة الأمم أصبحت الحكومة العراقية ومن ورائهم الانكليز في موقف محرج لا يحسدون عليه لذلك تطلب الأمر منهم التصدي لهذه المشكلة ، ولكن كانت العقدة الأساسية في هذه الأزمة هي مطالبة الحكومة العراقية الاثوريين العائدين إلى العراق من سوريا بعد ان رفضت السلطات الفرنسية قبولهم في سوريا تسليم أسلحتهم الشخصية الى السلطات الفرنسية مقابل قبول عودتهم الى العراق إلا أنهم رفضوا ذلك الطلب المهين . وعل أثر هذه الإشكالات الإدارية بخصوص القضية وإطلاق سراح قداسة المار شمعون من السجن جرت تبادل رسائل عديدة بين جلالة الملك فيصل الأول من جهة وبين ولي العهد الأمير غازي ورئيس الديوان الملكي علي جودت الأيوبي ورئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني من جهة ثانية ، حيث كان الملك يلح في رسائله الى ضرورة الإفراج عن قداسة المار شمعون والسماح له بالعودة الى الموصل أولاً والسماح للعائدين الى العراق من الاثوريين ممن عبروا إلى سوريا مع أسلحتهم الشخصية ثانياً ، إلا أن الحكومة الكيلانية وقفت بالضد من طلبات الملك وأبت أن تنفذ إرادته الملكية ورفضت أوامره إليها بغرض تحقيق أهدافها في خلق الفرص والأسباب الموجبة والمبررات التي سعت إليها للتصادم المسلح مع الآثوريين وإبادتهم بدافع الحقد والكراهية والعنصرية القومية والدينية المتأصلة في نفوسهم وثقافتهم وتربيتهم وخلفياتهم الاجتماعية .
وكانت آخر رسائل جلالة الملك فيصل بخصوص هذه الأزمة إلى رئيس الوزراء كانت الأولى في 28 / تموز / 1933 حيث أكد فيها الآتي – أقتبس " إن نزع سلاح أولئك الأشخاص ليس من الأمور الحيوية بعد أن سمحت لهم الحكومة بالرجوع . إني أعلم جيداً بان الحكومة أقوى منهم ، وإنها تتمكن من إخماد أي حركة تأتي منهم بسرعة " . ثم رسالته الثانية كانت في 30 / تموز / 1933 بعد أن طالبته الحكومة البريطانية تحت ضغط الرأي العام البريطاني بالعودة الى العراق والقبض بنفسه على زمام الحكم لخطورة الموقف ، على ضوء هذا الواقع طالب الملك مجلس الوزراء أقتبس من رسالته ما يلي : " أن يتدبر في الأمر وإذا لم توقفوا الحركات التأديبية وتطلقوا سراح مار شمعون خلال أربعة وعشرين ساعة وتبرقوا إلي بذلك سأضطر الى العودة الى العراق بالطائرة للنظر فيما يلزم " . وكانت آخر رسالة جوابية من رئيس الحكومة رشيد عالي الكيلاني لا تقتصر على تأكيد رئيس الوزراء على موقفه السابق من الآثوريين فحسب بل إنها كانت رسالة تتسم بالجفاء والتحدي والفظاظة ، حيث رد على برقية الملك بما يلي " أن الحكومة البريطانية ليس من حقها أن تنذر جلالتكم لأن قضية الآثوريين قضية داخلية صرفة تخص زمرة من رعايا العراق تمردت على القوانين والأنظمة العراقية وقامت بعصيان مسلح ضد الأمن الداخلي ويكون ذلك من حق العراق بل من واجب حكومتها أن تقوم بتأديبهم لإعادة الأمن والنظام الى البلاد كما هو شأن كل حكومة هذا إن الوزارة ترى من المصلحة الاستمرار على تأديب هذه العصابة حتى يعود الأمن والنظام الى نصابهما . أما رجوع جلالتكم إلى البلاد فمنوط برأيكم غير أن هذا لن يغير من موقفنا في أمر تأديب هذه الطغمة الباغية " لاحظوا هنا رعونة وصلافة هذا الشخص وحقده وإصراره على تنفيذ جريمته بحق شعبنا المغلوب على أمره .. ولكن من الملاحظ هنا أنه لم يقم الآثوريين وحتى ذلك الحين الذي أرسل الكيلاني هذه الرسالة بأي عصيان مسلح ما عدا حادث ملك ياقو الذي تقدم ذكره والذي انتهى دون أن تطلق طلقة واحدة ودون إراقة قطرة دم واحدة . وهذا معناه أن الأمور لم تكن كما وصفها رشيد عالي الكيلاني في رسالته إلى جلالة الملك فيصل الأول ، هكذا كانت الحكومة تسوق أكاذيبها وتلفيقاتها وتروج لمؤامراتها ودسائسها لتضليل الرأي العام العراقي والدولي  بالخطر الوهمي للآثورين الذي يهدد كيان العراق في وسائل إعلامها الرسمية .
وعندما انتهت الترتيبات والتنسيقات الجارية بين الحكومة العراقية والانكليز من جهة وبين سلطات الانتداب الفرنسية في سوريا من جهة ثانية على عدم قبول إسكان الآثوريين العابرين الى سوريا بالبقاء والتوطين فيها تقرر إعادتهم الى العراق بعد تجريدهم من السلاح من قبل سلطات الانتداب الفرنسي ، وعلى هذا الأساس فإن الممثل الفرنسي في لجنة الحدود أبلغ زميله العراقي في آخر اجتماع تم بينهما بتفهم الحكومة الفرنسية للدوافع التي تملي على العراق طلب تجريد الآثوريين من أسلحتهم قبل عبور النهر في طريق عودتهم إلى العراق ووعد بقيام السلطات الفرنسية بهذه المهمة ، وإن لم تتمكن من القيام بها فستقوم بإخبار السلطات العراقية بعودة الآثوريين قبل موعدها بوقت مناسب ، فقد اطمأنت الحكومة العراقية على تحسن الأحوال استنادا على هذه الوعود لقبول عودة الآثوريين الى العراق . ولكن سرعان ما شابت الأجواء هذه غيوم الحذر والشكوك بعد أن نكلت السلطات الفرنسية عن تنفيذ وعودها سواءً كان ذلك عن سوء النية منها أم عن عجزها بتنفيذها أم بسبب كون الآثوريين لم يجتازوا الحدود العراقية لكون منطقة خانك ( كولي جيلي ) ما زالت أرض عراقية لم يتم تسليمها الى سوريا إلا في 4 / آب / 1993 حسب عبدالرزاق أسود ص / 154 ج/7 من كتابه موسوعة العراق السياسية ، وعليه فإن بنود اتفاقية 1926 لا تنطبق على الحالة الآثورية هذه ، وبذلك لربما أرادت سلطات الانتداب الفرنسي أن تنأى بنفسها من مسؤولية ما مخطط له من قبل الحكومة العراقية والانكليز للإيقاع بالآثوريين في شِراكها وهذا هو السبب المرجح لعدم الإيفاء بتعهداتها تجاه الحكومة العراقية . ومهما كان السبب فإن ذلك صار السبب الأول في وقوع الأحداث الدامية في الأيام القابلات . ففي يوم 2 / آب / 1933 أجتمع الممثل الفرنسي إلى قائم مقام دهوك وأخبره أن السلطات الفرنسية صادرت من الآثوريين الذين يرومون العودة إلى العراق 336 بندقية و13000 طلقة بندقية حسب السيد عبد الرزاق أسود ص/ 154 من كتابه " موسوعة العراق السياسية " ثم قررت إعادتها إليهم وإعادتهم إلى العراق دون الإشارة إلى الأسباب الموجبة ربما للسلطات الفرنسية من اسباب تحفظت المصادر العراقية من ذكرها لعلها تفضح مؤامرات ودسائس الحكومة العراقية المبيتة تجاه الآثوريين العائدين !! . ولما علمت الحكومة العراقية بقرار سلطات الانتداب الفرنسي في سوريا قررت السماح بعودة الاثوريين إلى العراق بشرط تجريدهم من السلاح وأوعزت الى قوات الجيش والشرطة المنتشرة في منطقة العبور تنفيذ ذلك .. وكان إصرار الحكومة العراقية على نزع سلاح العائدين أمر حساس للغاية لأن نزع سلاح الرجل العشائري تعتبر إهانة لشرفه أولاً ثم إيداع تنفيذ تلك المهمة الى الجيش المشحون عاطفياً بالحقد والكراهية ضد الآثوريين العائدين ثانياً هو السبب الثاني الذي سرع من أمر وقوع الأحداث الدامية التالية . وبسبب هذه التطورات كتب الكثير من الآثوريين المهاجرين الذين انخدعوا بأضاليل الحكومة ووعودها الكاذبة باستقبالهم بسلام وأمان في العراق رسائل إلى ذويهم وأقاربهم في العراق بنيتهم على العودة والاستقرار فيه بعد أن خابت أمالهم بالتوطين والسكن في سوريا . خلال أيام الثلاثة الأولى من شهر آب عبر نهر دجلة إلى العراق أربعة أشخاص وقاموا بتسليم أسلحتهم إلى الشرطة العراقية بإرادتهم دون مشاكل ، وعلى ما أعتقد كان عبور هؤلاء الأربعة وتسليم أسلحتهم إلى الشرطة جس النبض واختبار لنوايا القوات العراقية ، فعندما مر الأمر بسلام وهدوء وما أن حل اليوم الرابع من آب حتى بدأت أعداد كبيرة من الآثوريين تقدر ب ( 300 ) شخص عبروا النهر الى العراق بأسلحتهم ودون قيام الفرنسيين بإخبار السلطات العراقية بقدومهم وفي مساء نفس اليوم 4 / آب / 1933 وفي تمام الساعة السادسة مساءً عبرت مجموعة أخرى مسلحة مكونة من ( 700 ) شخص ، فهنا بدأ إطلاق النار من الربايا المطلة على منطقة العبور على المجموعة العابرة للنهر ، وقد اختلفت الروايات حول من بدأ بإطلاق النار أولاً فهناك الكثير من المصادر الآثورية والأجنبية تؤكد إن القوات العراقية هي من أطلقت النار أولاً والمصادر العراقية الرسمية تتهم بأن الآثوريين هم من بدأ بإطلاق النار أولاً على الربايا المطلة على النهر وعلى القوات التي تقدمت لنزع سلاحهم ، وقد تكون هذه الحماقة قد ارتكبت بسبب تدبير مسبق ومخطط له أو بمجرد ردود أفعال لمشاعر الهلع والخوف لقوات الجيش العراقي ، ومهما كان الأمر فإن المعركة قد اندلعت بين الطرفين أسفرت في بدايتها عن سيطرة الآثوريين على الربيئة السابعة للجيش العراقي ومن ثم زحفوا للسيطرة على الربايا العسكرية الأخرى وتمكنوا منها بعد قتل عدد من جنودها واستمر القتال طول الليل حتى ظهيرة اليوم الثاني حيث أستطاع الآثوريين زحزحة القوات العراقية عن مواقعها وقتل عدد من أفرادها . ولما طلع النهار وأطلع بكر صدقي على حالة انهيار جيشه وأصبحت هزيمته قاب قوسين أو أدنى أسرع  إلى الاستنجاد بالقوة الجوية المرابطة في قاعدة الموصل فتم إرسال عدة طائرات يقودها طيارين بريطانيين كما يذكر المؤرخ الروسي ياليانيف حسب رياض رشيد الحيدري في ص / 362 من كتابه " الآثوريين في العراق 1918 -1933 " وقد نجحت الطائرات في مهمتها في خداع وتضليل الآثوريين حيث قامت بعد إلقائها بضعة قنابل على مواقع تواجد الآثوريين بإلقاء مناشير تدعوهم إلى الاستسلام مقابل ضمان سلامتهم وإعطائهم الأمان والعفو عنهم  بكفالة الانكليز ، فعلى ضوء هذه الخدعة الجديدة القديمة من الانكليز والحكومة العراقية تمكنت مجموعة منهم تقدر بحوالي ( 500 ) نفر بينهم ملك ياقو وملك لوكو التخومي بالعودة إلى سوريا حيث اعتقلتهم السلطات الفرنسية هناك وفر البقية الباقية منهم والذين يقدر عددهم بحوالي ( 200 ) نفر بجماعات صغيرة نحو التلال المحيطة ومنها توجهوا إلى بيوتهم متخفين وهنك من صدق وعود الانكليز وسلموا أنفسهم إلى الجيش العراقي وتم إعدامهم على الفور ميدانياً . وبعد عشرين ساعة من بدأ الهجوم أعلنت الحكومة العراقية في الساعة ( 13 ) من بعد ظهر يوم 5 / آب / 1933 انتهاء القتال. ليبدأ انتقام الجيش العراقي المهزوم والمحتقن بالأحقاد بقيادة العقيد الحاقد بكر صدقي من الآثوريين العزل الآمنين من الموالين للحكومة أنصار ملك خوشابا والمعارضين للحكومة أنصار قداسة المار شمعون دون تمييز من الأطفال والنساء والشيوخ في القرى الآثورية المنتشرة في المنطقة ومنها سُميل الشهيدة حيث كانت المجزرة الرهيبة ..

نلتقي في القراءة رقم ( 12 )


2128
السيد شبلا المحترم
أنت لو فهمت قصدي وقرأت مداخلتي بشكل جيد لما كنت تعلق بمثل هذا التعقيب الذي لا يعني شيء في الحقيقة ، إن ما حصل في قرية جمي ريبتكي يحصل كل يوم في قرية من قرانا دون توقف وحصل منذ ثمانين سنة مضت ، وسوف يحصل مستقبلاً أيضاً ، ولكن أسأل نفسك لماذا تحصل مثل هذه الاعتداءات باستمرار . أليس من المفروض بنا أن نبحث عن الأسباب ونعود إلى التاريخ لكي نجد السبب والمسبب ونختار الحلول الناجعة لها ولكي لا نكرر أخطاء الماضي ؟ عندما تقرأ تاريخ شعبنا بعد 1914 وتستوعبه بشكل جيد عندها سوف تعرف أسباب هذه الاعتداءات ، وعندها سوف تفهم ما قصدته في تعقيبي على الأخ بولص ، وكان رد الأخ بولص تهرب من الحقيقة التي قصدتها وسوف أستمر في نشر مقالات تاريخية تسلط الضوء على حقيقة الأحداث التي جرت من عام 1914 – 1933في قادم الأيام .
أما بخصوص قريتي سردشت آخر مرة زرتها كان في شهر آب /2012 وكانت أوضاعها لا تبعث إلى الاطمئنان وذلك حال معظم قرانا المتناثرة والموزعة هنا وهناك في أنحاء كوردستان  وهي لا حول ولا قوة لها لتدافع عن نفسها من اعتداءات الآخرين من حولها . ولكن لو كانت مجتمعة في منطقة واحدة كما أرادوا البعض عام 1933 لما كان حالنا لحال قرية جمي ريبتكي المساكين ، هل فهمت قصدي الآن جيداً يا سيد شبلا ؟؟ 

2129
الى الأخ العزيز بولص يوسف ملك خوشابا المحترم
تحية وتقدير ... ارجو منك أن تتقبل ما أكتبه هنا كمداخلة بصدر رحب من دون زعل لأنني لا أقصد الأساءة بقدر ما أسعى الى توضيح بعض الأمور الخلافية بيننا .
لقد قرأتُ رسالتك المفتوحة والموجه الى فخامة الرئيس مسعود البرزاني المحترم بشان ما حصل من إعتداء وتجاوز على بعض أبناء عشيرتنا تياري السفلى في قرية ( جمي ريبتكي ) في نهلة من قبل بعض الكورد المجاورين لهم . وأفضل ما ورد في رسالتك إنك ذكرت ( ومنذ ثمانين سنة ) وهذا الرقم يعني منذ عام 1933 وهذا يعني لي الكثير . وهنا يا عزيزي بول أريد أن أذكرك بما أوردته في المقالات التي نشرتها في هذا الموقع بعنوان " قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق " حيث وصلت في النشر الى القراءة رقم / 10 وسوف تليها قراءتان لاحقاً . ولكن حضرتكم والصديق الدكتور أيوب بطرس والأخ المحترم فريد وردة كان لكم وجهة نظر أخرى تحمل طابع التخندق مع المرحوم جدكم ملك خوشابا وإن لم تذكرون ذلك بصورة مباشرة وكنتم غير راضين عن معلومات أوردتها في هذه القراءات تخص وتعكس خلاف وإختلاف جدكم مع العائلة البطريركية وبالذات حول مشروع الإسكان لأبناء شعبنا في العراق بالذات في كوردستان الحالية . وهنا أريد القول بأن مثل هذه الأعتداءات وغيرها الكثير التي حصلت في الماضي وتحصل اليوم على أبناء شعبنا المنتشرين في مناطق متعددة ومتباعدة من كوردستان العراق لم تتوقف يوماً ولن تتوقف في المستقبل ، وكان الكراد دائماً يقومون بمثلها على أبناء شعبنا في كوردستان العراق ، وقيامهم أثناء الحركة الكوردية عام 1961 بقتل ( 26 ) شخصاً من عشيرتنا البيلاتي ( بني آلاثا ) في قريتي سردشت وهلوه العليا ليست ببعيدة عن الأذهان والجروح ما زالت تنزف الى اليوم خير مثال واضح على ما أقول وكنت وخمسة عشر شاباً لا تتجاوز اعمارنا الخمسة عشر عاماً قد تخلصنا من القتل في قرية سردشت بأعجوبة وكانت معجزة لنا ، وغيره من الأعتداءات الكثيرة التي راح ضحيتها الألاف من أبناء شعبنا غدراً ومنها في منطقة وادي نهلة من أعمال القتل والسلب والنهب وحتماً أنت سمعت عنها . هذه الأعتداءات والتجاوزات هي التي كان يتخوف ويتحذر منها كثيراً قداسة البطريرك مار إيشاي شمعون ، لذلك كان يصر في مفاوضاته مع الانكليز وحكومة العراق بعد أن يئس من العودة الى موطنه في هيكاري الى إسكان الآثوريين في منطقة واحدة ذات حكم ذاتي لكي يتمكن شعبنا من الدفاع عن نفسه من الأعتداءات للعشائر الكوردية والعربية ، بدلا من إسكانهم في مناطق متفرقة ومتعددة ومتباعدة كما كانت تنص عليه مشروع الحكومة والمؤيدة من الانكليز والذي وافق عليها مع الأسف الشديد المرحوم جدكم وكل وجهاء ورؤساء وملكاني قبيلة تياري السفلى وغيرهم وأنت تعرفهم بالأسماء الصريحة وبذلك ضيعنا الفرصة الآخيرة ونحن اليوم نحصد ما زرعوه لنا أجدادنا . لقد أختاروأ جدكم واجدادنا معاً التعاون مع حكومة رشيد عالي الكيلاني الفاشية وكان ذلك من وجهة نظرنا المتواضعة خطأً قاتلاً وكانت هذه هي النتيجة بعد ثمانين عاماً وستبقى كذلك . ولو لم يكن هذا النشقاق والتعاون مع الحكومة لكانت الأمور سارت على غير ما سارت إلية وتسير . . تقبل تحياتي
أخوكم خوشابا سولاقا


2130
الى الأخ الدكتور أبوب المحترم
تحية طيبة وتقدير
كتور أيوب بطرس الملقد قرأتُ ردك وِشكراً على المساهمة وعليه أوضح الآتي بخصوصه
1 ) إن الموضوع الذي أورده القيسي كان متعلق بدخول مجموعة من الآثوريين وهم مسلحين الى دهوك وتم إعتقالهم من قبل القائم مقام وتجريدهم من السلاح وليس إعتقال شخص قريب لملك ياقو كما ذكرت في ردك ، ربما يكون هذا الشخص هو من طالب ملك ياقو إطلاق سراحه ضمن الشروط الت قدمها لقائم مقام العمادية عندما بادر الى التوسط لحل الأشكال بين الحكومة وملك ياقو ن أعتقد الموضوعان مختلفان .
2 ) أحس أن هناك تحسس لديكم من مناقشة هذه الأحداث وما حصل من تداعيات أفقدتنا الفرصة الآخيرة لأن أن نحصل على الحد الأدنى من حقوقنا القومية في أرضنا ، فمهما حاولنا التغطية ونكران الأسباب والمسببين  عن تلك التداعيات ونتائجها المأساوية والتستر عليها بغرض قلب الحقائق وتشويهها ، نبقى أضعف من أن نقدر القيام بذلك لأن إرادة التاريخ والشعوب أقوى منا ، وعلية إن كنا واقعيين وعلميين ونبحث بصدق عن الحقيقة ، علينا أن ننظر الى تلك المرحلة من تاريخ شعبنا بنظرة قومية شاملة وليس بنظرة عشائرية ضيقة أو بنظرة التخندق مع شخص بعينه لغاية محددة يا أخي يا دكتور أيوب لقد آن الآوان لأن نغادر هذه التصورات وأن نسمي الأشياء باسمائها دون خوف ودون تردد ، إن ما لا نستطيع أن نعترف به اليوم أمام شعبنا نحن أبناء العشائر الآثورية التي تعاونت مع الحكومة العراقية آنذاك سوف يضطر أولادنا وأحفادنا في المستقبل الى الأعتراف به وقبوله مرغمين تحت ضغط التاريخ ، عليه يا صديقي يا إبن عمي يا دكتور أن نمهد لهم الطريق في قبول الحقيقة وشكراً .

              أخوكم خوشابا سولاقا     

2131
قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
" التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق "
القراءة رقم ( 10 )
المهندس : خوشابا سولاقا
كما لاحظتم كيف انتهت حركة ملك ياقو على ما انتهت إليه وحسب ما تم ذكره في القراءة رقم / 9 من دون عنف ومن دون استخدام السلاح وإراقة الدماء بسبب تدخل وجهود كل من المفتش الإداري البريطاني الكولونيل ستافورد والخبير البريطاني في لجنة الإسكان الميجر تومسن من جهة واستجابة ملك ياقو لمساعيهما من جهة ثانية ، هدأت النفوس الهائجة وسارت الأمور خير ما يُرام الى الحل بشكل سلمي ولم يبقى منها سوى إطلاق سراح قداسة المار شمعون المعتقل بأمر من وزير الداخلية خلافا للقانون والدستور في بغداد والسماح له بالعودة الى مقر عمله في الموصل لغرض استئناف التفاوض معه ومع أتباعه بشأن مشروع الإسكان ، إلا ان حكومة رشيد عالي الكيلاني الغارقة في غيّها وحقدها الأسود فاجئت أتباع قداسة المار شمعون وجلالة الملك فيصل الأول بإصرارها على استمرار اعتقال قداسة المار شمعون وعدم السماح له بالعودة الى الموصل ، مما تفاقمت شكوك الجميع بمصداقية الحكومة في وعودها على حل مشكلة الآثوريين في العراق سلمياً عن طريق الحوار ، ولذك رجعت الأمور مرة أخرى الى حيث ما كانت قبل انتهاء حركة ملك ياقو !! . علماً بأن الحكومة أدعت بعد انتهاء حركة ملك ياقو بأنها تريد أن تبعث الاطمئنان في نفوس الآثوريين وتعيد ثقتهم بحسن نواياها وصدق وعودها ن تجاههم ، ولكن أين كان القول من الفعل في ممارساتها الماكرة ؟؟ ، ولتحقيق هذه الغاية دعت متصرفية لواء الموصل زعماء الآثوريين كافة الموالين لها والمعارضين الى اجتماع  عقدته يومي 11 و 12 / تموز / 1933 لشرح سياستها الإسكانية تجاه الآثوريين ولشرح وبيان ما أستبهم للآثوريين فهمه من قرارات عصبة الأمم بشأن قضيتهم . وقد حضر الاجتماع ممثلي 4350 عائلة من الموالين للحكومة وممثلي 1300 عائلة من المعارضين لها حسب المصادر الحكومية الرسمية ، ولكن في حقيقة الأمر إن هذه الأرقام غير دقيقة ومبالغ بها لصالح الموالين للحكومة وخضعت لعمليات التزوير من قبل الحكومة والمتعاونين معها كما تذكر بعض المصادر الأخرى وبالأخص مصادر أتباع البطريرك . وألقى في هذا الاجتماع كل من وكيل متصرف لواء الموصل السيد خليل عزمي والمفتش الإداري البريطاني المستر ستافورد وخبير الإسكان المستر تومسن خطباً في شرح المواضيع التي عقد الاجتماع من اجلها ، فتطرق وكيل المتصرف السيد خليل عزمي الى موضوع مطالبة قداسة المار شمعون بالسلطة الزمنية على الآثوريين وأعلن في كلمته رفض الحكومة القاطع لهذا الطلب ، كما أعلن عن تصميمها القاطع أيضاً على السير قُدماً في مشاريع الإسكان حسب مشروعها القاضي بإسكان الآثوريين في مناطق متعددة ومتفرقة ومتباعدة أي بمعنى رفض الإسكان في منطقة واحدة متجانسة حسب قرار مجلس عصبة الأمم وكما يطالب قداسة المار شمعون وأتباعه ، وعلى هذا فالذين لا يرغبون في الانتفاع من مشروع الحكومة ويريدون مغادرة العراق فالحكومة على إستعداد لتقديم كل التسهيلات الممكنة لهم لمغادرة العراق – يرجى التركيز على ما ورد في هذه الكلمة الماكرة – ثم تبعه المفتش الإداري البريطاني المستر ستافورد وكرر رغبة الحكومة الصادقة في توفير الأرض لجميع الآثوريين وحَمَّل المعارضين لهذه المشاريع مسؤولية عدم تعاونهم مع الحكومة أي بمعنى إن الانكليز كانوا على توافق مع الحكومة وأيدوا مشاريعها حول الإسكان ، وحبذا من جانبه أيضاً مغادرة العراق لمن لا يرغب منهم بالاستيطان وفق مشاريع الحكومة في العراق . وفي نهاية الاجتماع رفع الرؤساء الموالين للحكومة ( أتباع ملك خوشابا ) كتباً يؤيدون فيها إجراءات الحكومة بخصوص الإسكان ويجددون ولائهم لها . ولكن يستدل من الرسالة التي رفعها أنصار قداسة المار شمعون والتي سأنشر نصها في أدناه ، إن الاجتماع قد تطرق الى أمور أكثر حساسية من موضوع الإسكان لم تذكرها المصادر الحكومية العراقية ولا مؤرخو الأحداث في هذا الاجتماع ، إذ يبدو أن أنصار المار شمعون طولبوا في هذا الاجتماع بتقديم تعهدات معينة فرفضوها . وهذا نص الرسالة (( إننا حين دعينا الى هذا الاجتماع كنا نظن أن هذه الدعوة تتعلق بالإسكان فقط . أما الآن فنقول بصورة نهائية أن غبطة البطريرك المار شمعون هو وكيلنا وإننا لم نسحب منه هذه الوكالة بعد . وعلى هذا فليس في إمكاننا إعطاء أي قرار الى أن يحضر غبطته هنا )) . وهكذا انتهى هذا الاجتماع دون أن ينتهي الى نتيجة إيجابية أو يحقق تقارباً ملموساً سوى أنه خلف في أذهان الآثوريين انطباعا عن نوايا الحكومة ، وأن ما سبق قوله عن رغبة الحكومة في مساعدة الراغبين بالهجرة من العراق معناه السماح لهم بمغادرة العراق دون الحاجة الى مراجعة الحكومة واستئذانها ولعل هذا الفهم كان الباعث لهجرة بعض الجماعات والتي أدت في نهاية المطاف الى المأساة الدامية . ومن جهة أخرى يبدو أن الحكومة الكيلانية باتت تحس بالحرج من موقفها تجاه قداسة المار شمعون وإصراره على عدم إعطاء التعهد المطلوب منه وبالتالي استمرار بقائه محجوزاً في بغداد رغم انتفاء مبررات حجزه رغم كونها مبررات واهية وضعيفة أصلاً ولا تستند على سند من القانون ، لكن شعورها بالإثم كانت تأبى عليها أن تصدع بالحق وأن تَقدم من تلقاء نفسها على إطلاق سراح قداسة المار شمعون فيكون عندها عملها اعترافا صريحاً منها بخطأ عملية توقيفه منذ البداية ، ولذلك عَمدت الى الاستعانة بملك ياقو وملك لوكو التخومي القدوم الى بغداد لإقناع قداسة المار شمعون بإعطاء التعهد المطلوب ليؤذن له بعد ذلك بالعودة الى مقر عمله في مدينة الموصل . وبخصوص هذا الموضوع هناك مصادر تذكر بأنهما أي ملك ياقو وملك لوكو التخومي بدلاً من ان يذهبا الى بغداد يمما وجهيهما شطر الأراضي السورية وعبرا نهر دجلة عند قرية فيشخابور يوم 17 / تموز / 1933 وطلبا من الضابط الفرنسي في الحدود مفاتحة بيروت لاستحال موافقتها على السماح لهما بدخول الأراضي السورية ، وليس معروفاً فيما إذا كان عملهما هذا قد تم بمبادرة منهما شخصياً أم بعلم وتوجيه من قداسة المار شمعون أو من أحد أفراد عائلته . ولكن المصادر العراقية الرسمية فتكاد تجزم بأن ملك ياقو وملك لوكو التخومي قد سافرا الى بغداد وقابلا قداسة المار شمعون والذي أقترح عليهما أو أمرهما بالهجرة الى سوريا وزودهما بكل التفاصيل ، في الغالب فإن الرواية العراقية غير دقيقة وهي فيها شئ من الدس وروح التآمر لغرض تحميل قداسة المار شمعون وأتباعه مسؤولية ما قد يحصل جراء تلك الهجرة المرتب لها مسبقاً من قبل الحكومة العراقية والانكليز والفرنسيين .
ولكن مهما يكن من أمر الباعث على سفرهما فإنهما لم ينتظرا ورود الموافقة الفرنسية من بيروت على دخولهما الأراضي السورية وإنما استعجلا الأمر فأرسلا الى أتباعهما أخباراً غير صحيحة عن ترحاب السلطات السورية بهم وعن استعدادها لمنحهم الأراضي لتوطينهم فيها مع إعفائهم من الضرائب والى غير ذلك من الأوهام وطلبوا إليهم الإسراع باللحاق بهما . وكانت الأخبار التي سمعوها الآثوريين من أن الحكومة العراقية تسمح للراغبين بالهجرة من العراق ترن في مسامعهم ، لذلك فما أن وردت إليهم الأخبار من زعمائهم ملك ياقو وملك لوكو التخومي بدعوتهم بالهجرة من العراق الى سوريا حتى أندفع الى منطقة العبور في قرية فيشخابور يوم 21 / تموز / 1933 قرابة 1350 مزارع تاركين ورائهم في العراق دورهم وعائلاتهم دون حماية ، مما يدل على انتفاء فكرة العنف والقتال عندهم مع القوات الحكومية العراقية حتى ذلك الحين على الأقل ، وفي المقابل كانت قوات عماد للجيش العراقي قد انتشرت في منطقة العبور قبل بدء هجرة الآثوريين من أتباع المارشمعون من العراق الى سوريا ، وإنهم شاهدوا هذه القوات أثناء هجرتهم وشاهدوا حجمها وكثافتها واستعداداتها ، وهنا لا بد أنهم أدركوا عدم قدرتهم على مجابهتها ومباغتتها . فإن كان في نية الآثوريين مقاتلة الجيش العراقي فإن أبسط قواعد منطق العقل تقتضي بأن يصحبوا معهم عائلاتهم ليبعدوها عن الخطر وعن أماكن تواجد وتمركز القوات العراقية ، إذ ليس من المعقول والمنطق أن يتركوا الرجال نسائهم وأطفالهم تحت رحمة القوات العراقية التي ينوون مقاتلتها ، وهذا ما يؤكد أن الآثوريين لم يكن في نيتهم مقاتلة القوات العراقية في أي حال من الأحوال إلا في حالة الدفاع عن النفس وهم مرغمين ومضطرين إليها عند الغدر بهم من الطرف الأخر وهذا ما حصل بالفعل لاحقاً .
وعلى كل حال فإن هذه الهجرة تركت انطباع لدى الأوساط الحكومية العراقية أن احتمال الخلاص من الآثوريين بات قيد المنال ولهذا فلم تعمل قائمقامية قضاء دهوك شيئاً من قبيل إيقاف هذه الهجرة ودعت الأمور تسير نحو الحاوية والكارثة فوقعت المجزرة الدموية في الأيام اللاحقة .
ولغرض فهم تطور الأحداث فهماً صحيحاً وموضوعياً لابد من الإشارة هنا الى أمرين هامين .
الأمر الأول : هو وجود اتفاقية لتنظيم انتقال العشائر بين سوريا والعراق عقدت في نيسان من عام 1926 يهمنا منها هنا الالتزام ببنودها في موضوع هجرة الآثوريين من العراق الى سوريا حيث تنص هذه الاتفاقية على إنتقال العشائر من والى دون أذن مسبق من حكومة البلد الآخر  .
الأمر الثاني : إن المنطقة الواقعة على الضفة الغربية من نهر دجلة والتي عبر إليها الآثوريين من العراق تدعى منطقة خانك ( كولي جيلي ) والتي كانت تدخل ضمن الحدود العراقية آنذاك والتي لم يتم تسليمها الى سوريا رسمياً إلا في 4 / آب / 1993 ، وعليه فإن الفرنسيين لم ينظروا الى المهاجرين الآثوريين العابرين الى الجهة الأخرى من نهر دجلة على أنهم في أرض سورية بل إنهم ما زالوا في أرض عراقية ، ولذلك فقد كان لهذا اللبس الذي ربما تعمدته السلطات الفرنسية لأبعاد نفسها عن تحمل المسؤولية أثر كبير في تطور الأحداث اللاحقة . وهذه النقطة في غاية الأهمية حيث يمكن قانوناً اعتبار عدم حصول الهجرة فعلياً من العراق الى سوريا وفق ما روجت لها الحكومة العراقية ، وعليه تعتبر كل الإجراءات التي اتخذت من قبل الجانب العراقي والانكليزي والفرنسي على أساس كون هذه المنطقة أرض سورية إجراءات غير قانونية وتتحمل هذه الأطراف مسؤولية ما جرى بحق الآثوريين من مذابح .
لا شك في أن الحكومة العراقية كانت تعرف الطرق القويمة والحلول الصحيحة لمعالجة موضوع هذه الهجرة الطارئة ولكنها لم ترد سلوك سُبل الحكمة والرشاد والصبر والأناة وإنما وجدت فيها حَطباً جديداً تضيفه الى نار المشاعر الملتهبة والعواطف الثائرة فتزيدها ضراماً واتقادا بعد أن كانت قد أوشكت على الذبول والانطفاء ، فلجأت الحكومة الى طريقتها المعهودة في تضخيم الأحداث وتهويلها وتصويرها على غير حقيقتها فادعت أن في هذه الهجرة تهديداً لكيان العراق وأمنه ، وهي جزء من مؤامرة انكليزية – فرنسية لمهاجمة العراق بغرض تقسيمه بينهم والآثوريين كما كانت تزعم الدعاية الحكومية ، تصوروا كم كان الغباء السياسي لحكومة رشيد عالي الكيلاني ، من يصدق هذه التحريفات والتخرسات البليدة والدعاية الغبية ، ولكن في الحقيقة كل ذلك كان مخططاً له من اجل خلق المبررات لشن حرب الإبادة ضد الوجود الآثوري في العراق . ونتيجة للموقف الذي وضعت الحكومة نفسها فيه أمام الجماهير العراقية لم يكن أمامها بعد ذلك من وسيلة للخروج من مأزقها هذا غير الاستمرار في سلوك سبل التصعيد والإثارة في الأقوال والأفعال. وليس هذا فحسب بل ليس أدل على نية الحكومة المبيتة وتصميمها الراسخ من الاصطدام مع الاثوريين من قيامها بالحشد العسكري في مناطق العبور على نهر دجلة . فقد تم تشكيل قوة عسكرية لهذا الغرض أطلق عليه اسم قوة عماد وأسندت قيادتها الى العقيد بكر صدقي الذي كان متحمساً ومهوساً ومتلهفاً بدافع حقده لمقاتلة الآثوريين بل لإبادتهم . وفي يوم 25 / تموز / 1933 جرى تحشد قوة عسكرية كبيرة مؤلفة من ثلاثة أرتال من الجيش مشاة ورشاشات وثلاثة أرتال من قوات الشرطة السيارة ومرابطة القوة الجوية الملكية في الموصل تحت الإنذار ، وقد أقاما الرتلان الأول والثاني من ارتال الجيش ربايا عسكرية مسلحة بالرشاشات وزعت على المناطق الجبلية المطلة على مناطق العبور المحتملة وأخرى مثلها لحماية المؤخرة خلف نقاط التجمع للآثورين . ولا شك أن هذه الإجراءات الاستفزازية للحكومة قد زادت من عوامل الخوف والتوتر في المنطقة .
والسؤال هنا موجه للجميع من دون استثناء من المنصفين ومؤازري الحق والحقيقة ، هل إن كل هذه الإجراءات العسكرية تدل على حسن النوايا وصدق الوعود ومعالجة الأمور بالحكمة والعقل والصبر من قبل الحكومة كما تدعي ؟؟ وهل أن الطرف الآخر بعد مشاهدته لهذه القوات المحتشدة بهذه الكثافة والمتفوقة عليه بالعدد والعدة تكون له نية ويغامر بمقاتلتها وهو لا يحمل غير البنادق الخفيفة وذخيرة محدودة .؟؟ من المؤكد إن الأمر ليس كما صورته وهولت له الحكومة الكيلانية ، ولكن الطرف الأخر كان قد حسم أمره واتخذ قراره الخبيث لتنفيذ الجريمة بموافقة ودعم أسياده الانكليز وتأييد أعوانه الآخرين فحصل ما حصل من إراقة دماء الآثوريين الشهداء الأبرار فاستشهدوا في سبيل قضية أمتهم وحريتها في الوجود على أرض الإباء والأجداد ..

                   نلتقي في القراءة رقم ( 11 )           


2132
 إلى الأخ الفاضل غسان حبيب الصفار المحترم
 تحية طيبة ومعطرة
ليس بوسعي أن أقول في وصف مقالك الرائع غير أن أقول إنه كان مقال كلماته من ذهب يفيض بالمحبة والإيمان القاطع بوحدتنا القومية مهما كانت تسميتنا ووحدتنا الدينية مهما تعددت مذاهبنا إنه الكلام المطلوب الذي به يجب أن نخاطب بعضنا البعض ولكن مع الأسف الشديد هناك من لا يحب أن يتخاطب مع أخيه الأخر المختلف عنه مذهبياً بهذا الخطاب .. إن أغلبنا نؤمن بكل ما تحدثت عنه في مقالك الرائع ، ولكن لي ملاحظة أود الإشارة إليها  هنا لمجرد التذكير وليس إلا وهي إن سبب جميع خلافاتنا واختلافاتنا في الأساس هي مذهبية صرفة وهي كانت ولا زال سبب كل ما يجري بيننا من صراعات مهما كانت اليافطات التي تجري تحتها تلك الصراعات ، بالإضافة إلى صراعات المصالح بين القيادات السياسية لأحزاب شعبنا وشكراً .

أخوكم خوشابا سولاقا 

2133
الى الأخ فاروق كوركيس المحترم
الى كافة الأخوة المتحاورين الكرام
تحية وتقدير
استغربت كثيراً عندما قرأت هذا الموضوع الذي اعاد نشره الأخ الكريم فاروق كوركيس في هذا الموقع الذي أصبح يمثل كافة مكونات أمتنا المنشور أصلاً في موقع الحقيقة في العراق . كان من المفروض بالأخ فاروق أن يفكر ملياً ويتأمل ما ورد فيه من تشويهات وتحريفات وإساءات مفبركة من قبل اليهود بغرض الأساءة على سكان العراق القدامى مهما كانت تسمياتهم لأنهم سبوا اليهود في زمن كل من الملك الآشوري سنحاريب والملك البابلي نبوخذنصر ، إحبائي الأعزاء إن ما ورد في هذا المقال مقتبس كليا أو مستوحي مما ورد في التوراة اليهودي ، حيث تعمدوا اليهود الى وصف الآشوريين والبابليين بأبشع الصفات وإظهارهم بمظهر الهمجية والبربرية  وقساة عديمي الرحمة مع الآخرين من يني البشر لأظهار اليهود بمظهر المظلومين . ليس هناك مصدر تاريخي معتمد عالمياً يصف الآشوريين بهذه الصفات البشعة ، وأنا أجزم إن الذي نشر هذا المقال موجه من قبل الدوائر اليهودية لغرض كسب تعاطف العالم معهم .
والشيء المستغرب أكثر هو مع الأسف الشديد أن البعض من أبناء أمتنا تعاطفوا مع هذا المقال واتخذوا منه مصدراً لرمي سهامهم المسمومة في معاداة الآشورية من دون أن يعرفون بأن تلك السهام ترتد إليهم لأن الجميع يرجعون بالأصل الى مناطق أطراف نينوى تلك المدينة التاريخية العظيمة وشعبها التي وصفوها اليهود في توراتهم المزيف بأبشع الصفات والنعوت . أخواني المعادين للآشورية أنظروا إليها وهي مفصولة عن المذاهب الكنسية اللاهوتية ستجدونها على صورة أخرى غير التي  طبعتموها في أذهانكم ، اتركوا المذهبية ستجدون حلاً لمشكلتنا القومية التسمياتية وستجدون عندها كل شيء في موفعه الصحيح .

                             أخوكم خوشابا سولاقا 


2134
الى الأخوة المتحاورين المحترمين
أعزائي الكرام تحيات طيبة ومعطرة
لقد سبق لي ون كتبت قبل مدة مقال حول أسباب ودوافع تأسيس تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية وسوف لا أذكر اسم المقال لكي لآ أتهم بما لا أستحق وسوف أذكر لكم مثل أوردته في حينه لغرض الأستدلال من خلاله الى ما هو مطلوب قوله والباقي على القارئ إكتشافه بفطنته الشخصية يقول المثل ( هل يتوقف الثعلب عن أكل الدجاج ... ؟؟ ) .
يا أخوان أقول وليزعل من يزعل وذلك شأنه " لو كانت تلك الأحزاب وبالأخص من يعلو صوتها أكثر مؤمنة بالحقوق القومية لأمتنا كما تتشدق في وسائل اعلام ليلاً ونهاراً وليس هذا التشدق المقزز والممل مجرد شعار اجوف من أجل مصالح شخصية لقيادات تلك الأحزاب لكانوا قد عملوا المستحيل وبحثوا عن أسباب الوحدة والتماسك الأقوى فيما بينهم لأن في ذلك مصلحة الأمة ولوجدوا الكثير من أسباب الوحدة دون أن يجدوا سبباً واحداً للفرقة والتشرذم ولكن الأمر ليس كذلك . أن هؤلاء يعملون ويبحثون عن مناصب ومصالح ومنافع شخصية ولذلك يجب أن يتلفون ويتخالفون حل كل شيء ، هكذا هو الموقف الصراع من أجل المصالح والمنافع الشخصية هي الغاية والادعاء بالمصالح القومية هي الوسيلة ، هكذا هي الصورة الحقيقية والذي لا يريد أن بفهمها ويريد أن يلمعها باللون الذي يريده فهذا شأنه وهو حر فيه كما يفعل عزيزي أبو سنحاريب الورد ... وتقبلوا تحياتي
                                                        أخوكم خوشابا سولاقا   

2135
 
  الى كافة الأخوة المتحاورين المحترمين أرجو أن تؤدي حواراتنا الى ما هو خير لأمتنا
 أولاً : عندما نعود الى قراءة تاريخنا المعاصر تاريخنا بعد الحرب العالمية الأولى الى ما بعد عام 1933 سنكتشف أن الكثير مما قلناه بحق هذا أو ذاك من رموز أمتنا كان كلاماً منطلقاً من تخندقاتنا الفرعية وكان كلاما في غير محله بينما نكتشف اليوم إن الحقيقة كانت على العكس من ذلك تماماً ، ومع الآسف الشديد وبعد ما يقارب القرن من الزمن التاريخ يعيد نفسه اليوم ولكن مع فارق جوهري وهو كانوا رموزنا و99% من أبناء أمتتنا أميين أو شبه اميين من الصعب عليهم التمييز بين الحق والباطل وبين الخطأ والصواب بينما رموزنا اليوم مئة بالمئة من أبناء أمتنا من خريجي المدارس والجامعات ولكن مع ذلك التخندق مستمر بنفس العناد والسياق . لذلك أقول لقد صدقت يا أدد نيراري في أقوالك لكل من الأخ أبو سنحاريب والأخ سام البرواري الذي فعلا لايعرف لا يونادم كنا ولا سركون لازار وكل ما قاله عن سركون مبالغ به لحد النخاع وما نشره عنه من نضالات وهمية هو نقلاً عن ما نشرته جريدة بهرا عن السيرة الذاتية لسركون عندم تم  توزيره والذي بسببه تم فصل عضو اللجنة المركزية جورج هسدو عندما كذب تلك النضالات الوهمية لسركون ، حقيقة أخ سام أنت متسرع في قولك ومدحك لمن لا يستحق ما تقوله بحقه وأنصحك أن لا تكون ملكياً أكثر من الملك نفسه . لقد قلت بأنني أعرف أمور ولكنني لم أقلها لأنني أعرف لماذا ، صحيح أنا أعرف الكثير ولكنني قلت كل شيء دون خوف وتردد ،  ومرة أخرى أقول أنت لا تعرفني جيداً كما أنت لآ تعرف يونادم ، أنا قلت كل شيء أعرفه عن يونادم بالتفصيل الممل وكنت سابقاً على ضلال مبين بيونادم وسلوكه الأنتقائي في تعامله مع السياسة والآخرين من اصدقائه ورفاقه في زوعا حسب ما تفتضيه مصالحه الشخصية وليس حسب ما تقتضيه مصلحة الأمة ومصلحة زوعا والكذب هو مهنته الدائمة في الذي يستوجب والذي لا يستوجب ذلك ، إن جميع العاملين معه يعرفونه إنه غير صادق وغير وفي وغير منصف ومنفرد بقراراته ولا يستشير أحداً وتلك كانت الأسباب التي جعلت الجميع يتقاطع معه ويعارضه وإنتهى الأمر بالجميع من قيادي زوعا التاريخيين وكوادره المثقة والمؤمنة بمبادئ زوعا خارج صفوف زوعا ، يا أخي سام البرواري إن لم تكن لك مصالح شخصية تربطك  مع قادة زوعا الحالية فأنت على ضلال مبين على حقيقة ما يجري في زوعا تحت قيادة السيد يونادم كنا ، لا أعتقد هناك من يعرف السيد كنا أكثر مني ، والباقي بيننا يا سام نتركه للزمن ليكشف الحقائق على ما هي عليه وعندها نتعاتب .
ثانياً : الأخ لوسيان لقد قالوا فقهاء وعلماء علم السياسة ، أن السياسة هي فن الممكن وهي وسيلة للدفاع عن المصالح ولذلك فأنها ليست لو أبيض لو أسود بل هناك المنطقة الرمادية بينهما تلك المنطقة التي على أرضها يتم التوافق على حل كل المشاكل المختلف عليها . فيونادم كنا أستخدم زوعا للدفاع عن مصالحه خلافاً للمبادئ ولذلك أصبح والآخرين على طرفي نقيض وليس لأنه هو الأقدر والأجدر والأكفأ لتولي الأمور في زوعا ، لا ينكر أن أهم إنجازات زوعا هو التعليم بلغة الأم في بعض مدارس الأقليم ولكن ذلك ليس بجهود السيد كنا لوحده كما يشيعه ولكن كانت للظروف في حينها الدور الكبير في تحقيق ذلك الإنجاز والجميع يعرف دور التوازنات السياسية بعد تشكيل المنطقة الآمنة  ،
 أنا حقيقة أحترم أرائك وتحليلاتك من خلال مداخلاتك الكثيرة ولذك لا أريد أن أتقاطع معك وتفبل تحياتي الخالصة متمنيا لك التوفيق . 

                       خوشابا سولاقا       

2136
قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
" التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق "
القراءة رقم ( 9 )

المهندس : خوشابا سولاقا

في مجال تبريرالحكومة لوجوب استمرار إعتقال قداسة المار شمعون ذكر رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني في برقيته الأولى الى الملك فيصل الأول ما يلي :-
" لما هو محقق من ظهور الفتنة واضطرار الوزارة لحفظ الأمن وخاصة ما ظهر من معاضدة ياقو مع مائتين من اعوانه للعصيان المسلح وهم يتجمعون بصورة رئيسية على طريق دهوك – العمادية ورفض المار شمعون إعطاء التعهد لحفظ السلام " . والمراد بقول رئيس الوزراء هنا هو عدم إمكان إطلاق سراح قداسة المارشمعون لرفضه إعطاء التعهد وإن عصيان ملك ياقو وأتباعه هو ما تزعم الحكومة ما ينوي قداسة المار شمعون القيام به ضد الدولة  .
ولكن ما هي حقيقة حركة ملك ياقو التي أقلقت حكومة رشيد عالي الكيلاني فأولتها كل هذا الاهتمام وجعلت منها حرب حياة أو موت يتوقف عليها مصير العراق وبقاء المملكة وزوالها من عدمه ؟؟ . وخلاصة القصة بقضها وقضيضها كانت من بدايتها هو أن قائم مقام دهوك أوقف بعضاً من أتباع ملك ياقو بتهمة دخولهم إلى مدينة دهوك وهم مسلحين ، وهو حادث تافه وسخيف وبسيط ليس أدل على تفاهته وسخافته من قدرة القائم مقام على تجريدهم من سلاحهم وزجهم في التوقيف دون مقاومة منهم . وفي مثل هذه الحالات كان من المفروض بالقائم مقام أن يستجيب للوساطة بإطلاق سراحهم ويعيد إليهم سلاحهم خارج المدينة ، أو في أسوء الأحوال يصادر سلاحهم لو كان مهنياً في عمله وإدارته إلا أنه لم يكن كذلك ، لكن ما حصل هو أن القائم مقام ركب رأسه فرفض مساعي ملك ياقو للوساطة لإطلاق سراح الموقوفين من أتباعه مما دفعه على دخول مدينة دهوك يوم 21 / مايس / 1933 ومعه مائة رجل مسلح من أتباعه بعد ان قاموا بقطع خطوط التليفون بين دهوك والموصل واقتحموا دار الحكومة ( القائمقامية ) ودخلوها وأمروا القائم مقام بإطلاق سراح الموقوفين من أتباعه وإلا قاموا بإطلاق سراحهم بالقوة ، فقد رضخ للتهديد وأطلق سراح الموقوفين .
وكان الخطأ هنا هو خطأ القائم مقام فلو أنه عقل وتدبر لَما كانت هناك حاجة لتوقيف الجماعة الأولى بعد أن تم تجريدهم من سلاحهم دون رفض أو مقاومة ، وحتى بعد توقيفهم فقد كان الأولى به قبول مساعي الوساطة والظهور بمظهر القوي ، ولكن القائم مقام لم يفعل وأختار الخضوع إلى التهديد والظهور بموقف الضعيف المهان . وهنا يقدم المؤرخ الحسني أحد أعوان الكيلاني إلى تقديم رواية مختلفة لهذا الحادث فيقول فيها إن قائمقامية دهوك استدعت ملك ياقو إليها فجاءها يوم 21 / مايس / 1933 ومعه حرس مسلح حيث هزءا بالقائم مقام ووجه إليه كتاباً بلهجة شاذة . وبالرغم من اختلاف الروايتان إلا أنهما انتهتا إلى نتيجة واحدة بسلام دون قتال أو صدام وعنف وإن ذلك أدى إلى الكشف عن ضعف القائم مقام وسوء تقديره للأمور كما ينبغي وكما يتطلب الموقف في مثل هكذا ظروف متأزمة .
ومما يجب التنويه عنه هنا هو أن هذا الحادث قد وقع وانتهى قبل حدوث المجابهة بين وزير الداخلية السيد حكمت سليمان وقداسة المار شمعون بأسبوعين على الأقل . أي أنه ليس هناك أسباب من تلك التي ادعت بها الحكومة في تبريرها لاعتقال قداسته ، ثم وصلت إلى الشمال بعد ذلك أخبار اعتقال قداسة المار شمعون بغية إرغامه على إعطاء التعهد الذي طلبته منه الحكومة . وكان من الطبيعي أن تثير هذه الأخبار أنصاره وهياجهم وأن ينعكس ذلك على طريقة تعاملهم مع ممثلي الحكومة المحليين من جهة ومع الآثوريين الموالين للحكومة الذين رحبوا وأيدوا إجراءاتها حول مشروع الإسكان في مناطق متعددة ومتباعدة وغيرها من الإجراءات من جهة ثانية . ولعل هذا كان بعض ما تهدف إليه الحكومة عن تخطيط مسبق لخلق الأرضية المناسبة لتوجيه ضربة عسكرية الى الآثوريين من أتباع قداسة المار شمعون وإبادتهم حسب خطة حكومة رشيد عالي الكيلاني وحكمت سليمان كما سيتضح ذلك في القراءات اللاحقة .
واستغلالا لضعف السلطة الإدارية في لواء الموصل بعامةً وفي دهوك بخاصةً وإظهاراً لتضامنهم مع قداسة المار شمعون وتحدياً لمعارضيهم الموالين للحكومة من الآثوريين بدأت جماعة مسلحة من أنصار ملك ياقو تجوب المنطقة ناشرة الرعب والذعر بين الناس ، وفي 19 / حزيران / 1933 علمت السلطة بأن أتباع ملك ياقو قد بلغ عددهم المائتان من المسلحين نصفهم حاول إقامة المتاريس وقطع الطريق على الآثوريين الموالين للسلطة (أتباع ملك خوشابا ) . العارفون بشؤون الإدارة والملمون بطرق التعامل مع العشائر في العراق لا يرون في هذا الحدث شيئاً ينطوي على خطراً مباشراً يهدد أمن وكيان الدولة العراقية كما وصفته وهولت له الحكومة في إعلامها الرسمي ، وإنما هو عمل عادي ومألوف يعالج بالحكمة والروية ، ولكن قائم مقام دهوك عجز عن التعامل مع هذا الحادث بالعقل والحكمة هذا من جهة ، ولعدم ثقة ملك ياقو بالقائم مقام لأسبابه الشخصية بعد تجارب سابقة معه من جهة ثانية ، فقد تولى قائم مقام العمادية معالجة الأمر بالحكمة والعقل فذهب ومعه مفتش الشرطة البريطاني وأحد المبشرين الأمريكان واجتمعوا بملك ياقو وحاولوا إقناعه بسحب أعوانه المسلحين من أماكنهم وإزالة الحواجز المنصوبة على طريق دهوك – العمادية ، ولكن ملك ياقو أجاب الوسطاء بأنه لن يستجيب لمطلبهم قبل قيام الحكومة بسحب قوة الشرطة المحتشدة في دهوك ، وقبل أن تتوصل الى إتفاق مع قداسة المار شمعون حول قضايا إسكان الآثوريين والسماح له بالعودة الى مقر عمله في الموصل ، وإطلاق سراح احد الزعماء الآثوريين المسجون في دهوك ، وإعتبار ملك خوشابا وأتباعه خونة . ولما كانت رغبة الحكومة في إلهاء الناس عما تعانيه من مشاكل كثيرة وشظف العيش واستقطابهم إلى جانبها فقد عمدت إلى تضخيم الأحداث وتهويلها وجعلت من حادث قطع الطريق بين دهوك والعمادية من قبل مائتي مسلح بأسلحة خفيفة فقط عصياناً مسلحاً كاسحاً وحربا ضروساً ، وأصبحت مبالغات الحكومة بالأحداث حقائق مطلقة لا تقبل الشك أو النكران ، وقد اثرَّ ذلك في الوجدان العراقي تأثيراً سلبياً في تحقين وتحشيد المشاعر المعادية للوجود الآثوري في العراق ، مما حذا بالمؤرخين العراقيين لأن يصفوا هذه الأحداث بشتى الصفات ، حيث قال الحسني بوصفها " حالة مخيفة " ووصفها رياض رشيد الحيدري " مؤامرة انكليزية " ووصفها السيد عبدالرزاق أسود " إن الحادث كان مواجهة حقيقية بين بريطانيا والعراق " كأن الحكومة العراقية لم تكن عميلة وصنيعة بريطانيا وكأن استقلال العراق وقبوله عضواً في عصبة الأمم لم يكن من صنع بريطانيا وبقرارها وإرادتها  !! يا سادة يا مؤرخين حدثوا العاقل بما يعقل !! . وانطلاقا من هذا التهويل للأحداث واستكمالا للجو الحربي الذي أرادته وصنعته الحكومة الكيلانية حسب مزاجها لتحقيق هدف خبيث وشرير ، فقد استفسر وزير الداخلية من رئيس أركان الجيش العراقي السيد طه الهاشمي عن إمكانية الاعتماد على
 استخدام قوة الجيش لحمل المتمردين على الاستسلام والخضوع فكانت إجابته بالإيجاب وعليه طلب من آمر موقع منطقة الموصل العسكرية العقيد الحاقد بكر صدقي القيام بتمارين الحروب الجبلية في منطقة ( بادي ) شمال دهوك كتدبير احتياطي لمقابلة الطوارئ المحتملة . وبكر صدقي كما وصفناه سابقاً ضابط كوردي يكره الآثوريين وكان كما يقول عنه الحسني في ( ص 275 – 276 ) من كتابه " متحمساً للحركة ضد الآثوريين لما لحق بالضباط من أهانه بسبب قذف دورهم بالحجارة " إن صح ذلك فعلاً !! . وتنفيذاً لسياسته وبدافع من حقده وكراهيته الشخصية للآثوريين فقد بعث بكر صدقي بقوة كبيرة إلى مكان تجمع أتباع ملك ياقو لمقاتلته وإلقاء القبض عليه ، ولكن أمر ملك ياقو كان أهون من هذا بكثير ، فمنعاً لأعمال الطيش والبطش والعنف تدخل المفتش الإداري البريطاني الكولونيل ستافورد وتعهد بإحضار ملك ياقو واستطاع وخبير الإسكان الميجر تومسن بالوعد والوعيد إحضاره يوم 26 / حزيران / 1933 أمام وكيل متصرف لواء الموصل ، حيث تعهد بالطاعة والهدوء ، فعفت عنه الحكومة وتعهدت بعقاب كل من يتعرض له ولأتباعه بالأذى ، مما أثار استياء ملك خوشابا وأتباعه وطالبوا الحكومة بمحاكمة ملك ياقو وإعدامه ، إلا أن الحكومة أمرتهم بالطاعة والسكوت كما ذكره المرحوم القيسي في ( ص 150 ) من كتابه موضوع البحث .
هذه هي كانت حروب ملك ياقو الجبلية التي وصفتها الحكومة الكيلانية في وسائل إعلامها كأنها حرب ضروس وحرب المصير والجود لمملكة العراق !! ، والتي هي في حقيقتها عبارة عن حادث عشائري عادي كغيره من الحوادث العشائرية للقبائل والعشائر الكردية والعربية التي كانت تحدث هنا وهناك في مختلف مناطق العراق على الدوام لا يحتاج حلها إلى تجيش الجيوش وحشد العساكر والجنود بقدر ما يحتاج الأمر الى شيء من قوة ضبط النفس والشدة والقدرة على التفاهم والتفاوض والمساومة في بعض الأحيان لمنع إراقة دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ كما حصل في مذبحة سُميل .
وهكذا استطاع بريطانيان اثنان ستافورد وتومسن أن ينصرا العراق بالحكمة والعقل والروية في ما أسماه مؤرخونا الأفذاذ !! مواجهة بين الانكليز والعراق . لقد تعمدت الحكومة الى إخفاء الواقع عن الرأي العام العراقي وأبقته طي الكتمان في وهم حرب الآثوريين الممتطين دبابات الانكليز يقودها ضباط إنكليز كما نقلها للحكومة الكيلانية صديقة النازية الهتلرية سفيرها في العراق الهر كروبا الذي كان يسكن نفس الدار مع رشيد عالي الكيلاني !! وكما نقلها السيد الحسني وهو حذام التاريخ ولذلك فإن قالت حذام فصدقوها ، لكن حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له .
ما أن انتهت حركة ملك ياقو التي لم تدم إلا بضعة أيام بشكل سلمي حتى أسرع رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني فأبرق الى جلالة الملك في يوم 26 / حزيران / 1933 يقول فيها " بعد سوق القوات اللازمة خضع ياقو وسلم نفسه لسلطات الموصل وأعطى تعهداً بحفظ السلام بكفالة مالية .. التفاصيل بالبريد " دون أن يشير بشيء لا من قريب ولا من بعيد إلى دور ستافورد وتومسن في حل المشكلة ، أين الأمانة والأخلاق والشرف يا كيلاني الدساس ؟؟ . كما بادر في ذات الوقت رئيس الديوان الملكي السيد علي جودت الأيوبي هو الآخر بإرسال برقية مماثلة إلى جلالة الملك فيصل الأول وهي التالية " نظراً للإجراءات المتخذة سلم ياقو بن ملك إسماعيل إلى الحكومة وأعلن خضوعه لها بدون إن يقع أي حادث ، الحالة في سكون تام " .
والآن وقد انتهت حركة التمرد التي كانت تخشاها حكومة رشيد عالي وحكمت سليمان بسلام بالاعتماد إلى الحكمة والقرار السديد . فقامت الحكومة استنادا إلى الاتفاق بين ستافورد وتومسن من جهة وملك ياقومن جهة أخرى بالعفو عن ملك ياقو وأتباعه وأعطته الأمان ، وعليه فإن تمام المنطق يقضي بأن يمتد عفوها قداسة المار شمعون نفسه لو صدقت نواياها فتعاود مفاوضته وتسمح له بالعودة إلى مقره في الموصل وفق شروط معينة غير مهينة ومسيئة لشخصه ومكانته وموقعه القيادي والديني بعد أن ثبت لها بأن اعتقاله وحبسه في بغداد كان خطأً ولم يمنع قيام التمرد المفترض من قبل أتباعه ، وكما ثبت أن الحكومة بمعاونة أسيادها الانكليز قادرة على إنهاء أو حتى قمع أي تمرد جديد قد يقوم به المار شمعون وأتباعه بعد عودته إلى الموصل . وهنا يبرز سؤال كبير ويطرح نفسه بإلحاح وهو " إن كان المار شمعون عميلاً للانكليز كما تدعي الحكومة العراقية صنيعة الانكليز وخصوم قداسته من الاثوريين المتعاونين مع الحكومة العراقية لماذا لم يعمل الانكليز على إطلاق سراحه على الفور ؟؟ ألم يَكن ذلك بمقدورهم وسهل إليهم أسهل من شرب الماء كما يقال ؟؟ ولكنهم لم يفعلوا لأنهم أرادوا التخلص منه لأنه كان يحرجهم ويضغط على بريطانيا في عصبة الأمم باتجاه الإيفاء بتنفيذ التزاماتها تجاه الآثوريين ، المار شمعون لم يكن عميلاً للانكليز بل كان نداً قوياً لهم ومطالباً عنيداً بحقوق شعبه منهم , لكن بريطانيا هي من خانت ونكثت العهود والوعود وغدرت بمن قدم لها الجميل " .
وعل ضوء هذه النتائج التي استلمها الملك فيصل الأول بارتياح أبرق إلى الحكومة بتاريخ 28 / حزيران / 1933 بالبرقية التالية ، " نحمد الله ونهنئكم جميعاً على الموفقية التي حفظت للحكومة شرفها وسطوتها نعتقد أنه لم يبقى مانع لتطبيق برقيتنا المؤرخة في 25 / حزيران / 1933 وذلك ضروري لموقفنا " وكانت تلك البرقية توجه الحكومة بإطلاق سراح قداسة المار شمعون وعائلته والسماح له بالعودة إلى مقره في الموصل بعد أن زالت مبررات بقائه مسجون في بغداد ، إلا أن رئيس الوزراء الكيلاني لم ينفذ إرادة الملك وأصر على رأيه على الاستمرار باعتقال قداسة المار شمعون وإبقائه مسجوناً في بغداد لضرورات أمنية كما يدعي كذباً ، ولكن الحقيقة ليست كذلك بل لأن الأمر يتعارض مع نواياه ومخططاته المبيتة في معاداة قداسته وإبادة الاثوريين وليس لأي سبب آخر ..

              نلتقي في القراءة رقم ( 10 )     
 

2137

الى الأخ سام البرواري المحترم
 تحية طيبة وبعد
في البدء أو أن أصحح معلوماتك أنا لم أكن يوماً وزيراً للكهرباء بل كنت مدير عام في وزارة الكهرباء من عام 2003 الى نهاية 2007 حين تعرضت الى محاولة الاغتيال في 22 / 5 / 2007
 وكنت قبل السقوط مدير تنفيذ المشاريع لكهرباء بغداد من {ون أن أكون بعثياً أو عميلا ًلجهاز أمني ام مخابراتي كما كان غيري ومنحت مع ذلك ثلاثة شارات وطنية لكفاءتي في العمل  ولو كنت أبحث عن المناصب والمصالح لكنت قد حصلت عليها بسهولة .
 ومن تستقتل أنت في الدفاع عنه يعرف عني كل شيء ولكنه اختار قول الكذب للآخرين وإشاعته لتبرير توزير إبن شقيقته الذي عمره أقل من مدة خدمتي كخبير مهندس هل يكفيك هذا التوضيح لتغير رأيك عني والى متى تبقى تصدق أكاذيب صاحبك يا سيد سام . كما أقول لك لو أنت فعلاً برواري وحسب معلوماتي من أصدقائي البرواريين أن اسمك الحقيقي هو ( آىشور ) وليس سام ، لا أعرف لماذا تختفي وراء اسم مستعار هل تخجل من اسمك الحقيقي ، أنصحك أن تسأل عني من البروارين لنهم يعرفوني جيداً سوف يعرفونني من أكون وأن كنت من يبحث عن المصالح مقابل المذلة والرذيلة كما فعلوأ ويفعلون غيري من الناس ، واكرر قولي أنت وغيرك لا تعرفون يونادم ولا تعرفون شيئاً عن ماضيه ، بعد السقوط إنخرطت في صفوف الحركة وعملت باخلاص ولكن مع مرور الأيام تعرفت على حقيقة يونادم وقمت بما يجب نحوه وخسر حتى الدعوة القضائية لكون إدعاءاته كذب وتلفيق . أتمنى أن يصبح كل شيء واضح لك وحتماً سوف ينكشف كنا مستقبلاً على حقيقته حتى على من لايريد أن يعرف حقيقة السيد ك

2138
إلى الأستاذ شوكت توسا المحترم
إلى كافة الأخوة المتحاورين الكرام
تحية طيبة ومحبة للجميع
•   إن سمة العصر هي احترام حرية الرأي والرأي الآخر ولكن تلك الحرية لا تخول أحداً بالتجاوز على الآخر بالتجريح وباستعمال مفردات نابية لا تليق بقلم المثقف.
•   الاختلاف في الرأي واستعمال مفردات لاذعة معتمدة في النقد السياسي لا تعد تجاوز أو تجريح وهي إن صح التعبير تعتبر ( شتائم سياسية ) وهي حسب تقديري باتت مقبولة من قبل كل العاملين في حقل السياسة بضمنهم كبار السياسيين في العالم ولكن حسب رأي على الكاتب الذي يتسم قلمه بالرصانة أن يحاول أن يتجاوز حتى تلك المفردات لأن في محاولته هذه يفرض احترامه على القارئ وهذا يجب أن يكون هدف كل كاتب رصين .
•   إن الذين يعنيهم الأستاذ الفاضل شوكت توسا في مقاله قليلين جداً ممن يكتبون في هذا الموقع الكريم وهو فعلاً منبر حر أو هو اسم على مسمى ، وخير سبيل لإقصاء المسيئين من الكتاب والمعقبين مع احترامي للجميع هو إهمالهم وعدم التعقيب عليهم كما قال أحد الأخوة المعقبين على هذا المقال .
•   إن تطور الحياة قائم على أساس صراع الأضداد ولولا ذلك الصراع لبقى كل شيء على حاله ولكن العلة في كيفية اختيار الناس لأدوات التي تستعمل في هذا الصراع وليس بالضرورة أن تتشابه وتتماثل هذه الأدوات ، أليس كذلك يا أستاذي الفاضل شوكت وشكراً للجميع . 
                                            أخوكم خوشابا سولاقا     
 

2139
إلى الأخ أبو سنحاريب المحترم
إلى كافة الأخوة المتحاورين المحترمين
تحية طيبة وبعد ...
1 ) على ما أعتقد إن الأخ أبو سنحاريب والأخ لوسيان وغيرهم من المعجبين بالسيد كنا لا يعرفونه عن قرب من خلال العمل معه بعد توليه منصب الوزير في حكومة إقليم كوردستان وبعد توليه مناصب المسؤوليات في الكومة الاتحادية بعد سقوط النظام ألبعثي بل قد يعرفونه من خلال لقاءات فردية قبل تلك الفترة وعليه فإن معرفتهم به سطحية ويكون تقييمهم له على هذا الأساس غير معتبر أساساً . فكنا قبل هذه الفترة غير كنا بعدها وهذا الشئ يعرفه من عايشه عن قرب وفي خضم المعايشة الفعلية بعد أن طفت المصالح على سطح الأحداث .
2 )  السيد كنا ليس هو زوعا وزوعا ليس كنا فقط وزوعا الذي كانت له صورة جميلة قبل مرحلة ظهور المصالح المالية والمناصب الخاصة قد مات منذ أن ظهرت تلك المصالح والمناصب ودبت في صفوفه الصراعات وابتعاد أغلب عناصره النظيفة والمؤمنة بالمبادئ القومية بسبب أنانية السيد كنا وسعيه للانفراد بكل شئ في زوعا وحصره بشخصه وأقاربه إضافة إلى علاقاته المشبوهة التي يسعى من خلالها المحافظة على مصالحه الشخصية وواقع الحال خير ما يدل على واقع السيد كنا .
3 ) الذين يعيشون في الخارج لا يعرفون عن كنا إلا ما يقرؤونه في وسائل الأعلام التي تمدح بالسيد كنا وتكذب كل يكتبه الآخرين عن سلبيات كنا وهنا تكمن المشكلة ، أدعو هؤلاء أن يعيدوا النظر بطريقة تفكيرهم بهذا الشخص فهو على غير ما تعتقدون .
4 ) أريد أن اذكر الجميع أن ما أنجز من مكاسب لصالح شعبنا وأكثرها كانت قبل السقوط وعندما لم يكن كنا قد أنفرد بالقرار كانت حصيلة الجهود الجماعية لزوعا وليس لجهود السيد كنا الفردية وعليه عندما تتحدثون عن الانجازات التي حققها زوعا لا تدمجون زوعا بالسيد كنا ، وكلمة حق أقولها لو لم ينفرد السيد كنا بالقرار لكانت الانجازات أضعاف أضعاف . لقد تحولنا بسبب ضعف السيد كنا في المراسلات والتعاملات الرسمية في مؤسسات الدولة من مكون قومي إلى المكون المسيحي !!! .
5 ) أطلب من الذين يؤيدون السيد كنا أن يذكرون لنا ولشعبنا ما الذي أنجزه السيد كنا ومن حوله من الانجازات منذ عشرة سنوات وهو عضو مجلس الحكم وعضو في البرلمان العراقي ؟؟   
6 ) إن كنا ليس هو من أسس زوعا بل كان واحداً منهم ربما دوره أقل شأناً من غيره من المؤسسين الآخرين ، من المعيب جداً أن ينسب كل شئ لهذا الشخص الذي صار السبب في تدمير الحركة الديمقراطية الآشورية ووصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من الضعف وأصبح كل عناصرها الجيدة والمثقفة خارج صفوفها ، يونادم كنا ليس قائداً ذكياً وناجحاً كما يصفه البعض بل هو بارع في إبعاد وإقصاء خصومه السياسيين وذكياً في حماية مصالحه الشخصية والاحتفاظ  بمنصبه ب باستعمال كل الأساليب هو ميكيافلي ممتاز .
وبناءً على ما تقدم أنصح من لا يعرف السيد كنا من خلال العمل معه أن لا يدافع عنه مستنداً في دفاعه على ما سمعه عنه في الأعلام .. وسوف تكتشف الأيام حقيقة هذا الشخص مستقبلاً .
                        خوشابا سولاقا   


 

2140
الى الست سوريتا المحترمة
تحية طيبة وبعد
بالرغم من كون النقاش حول هذا الموضوع هو نقاش عقيم ولكن من الضروري أن أقول بضعة كلمات لمن يهمه الأمر وهي كما بلي :-
أولاً : إن الانشقاق الذي حصل في الكنيسة الشرقية القديمة كما كانت تعرف في بداية الستينيات من القرن الماضي هو إمتداد تاريخي لما حصل في عام 1933 شئنا أم أبينا والذي واكب ما كان ينشر في الصحف الرسمية الحكومية يوم ذاك من التطرق الى أحداث 1933 سيؤيدني حتماً
ثانياً : في الحقيقة إن الصراع كان ولا زال صراع سياسي عشائري مئة في المئة وليس صراع لاهوتي ولا علاقة له بالقوانين السنهادوسية المعتمدة في الكنيسة الشرقية القديمة ، وكل ما جرى في حينه كان التحول من إعتماد التقويم اليولياني الى إعتماد التقويم الغريغوري في تسيير طقوس الكنيسة من أعياد ومناسبات دينية والذي ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالعقيدة المسيحية ولا بلاهوت الكنيسة ، وكان ذلك قد تم بموافقة جميع الأكليروس للكنيسة حسب علمي وعليه جرت المراسيم وفق ذلك من قبل جميع الكهنة عدا إثنان لا أريد ذكر أسميهما الآن لأن ذلك أصبح شيئاً من الماضي وكان ها التحول في التقويم خطوة للتقارب مع الكنائس الأخرى وهو شئ إيجابي ، وقد حصل ما حصل بسبب وجود عداء شخصي بين قداسة المارشمعون وبعض الرجالات العشائرية ممن لهم إمتدادات باؤلئك المعارضين للمارشمعون عام 1933 وحصل الأنشقاق وكان ما كان اليوم .
ثالثاً : لم تحصل أية محاولات جدية من الطرفين لتوحيد الكنيستين خلال فترة خمسين سنة الماضية ولن تحصل لأن الطرفين غير مهتمين بما يجمعهم بل مهتمين بما يفرقهم ويزيد من حقدهم على بعضهم البعض وهذا شأن كل الأنشقاقات التي حصلت قبل هذا الأنشقاق وصارت كنيستنا المشرقية ( كنيسة المشرق ) كنائس عديدة إحداها تحتقر الآخرى وتكفر بعضها البعض كما هو الحال اليوم وكما كان في الماضي ، كل الأمور في الكون تتوحد بالتفاهم عدا المذاهب الكنسية في المسيحية والشيعة والسنة في الأسلام !!! اتركوا الأمور للزمن ليفعل فعله غير من النبشر فيما يبعث ما هو الأسوء لشعبنا المغلوب على أمره ... تحياتي للجميع

                          خوشابا سولاقا  

2141
قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
" التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق "
القراءة رقم ( 8 )
المهندس : خوشابا سولاقا
" إن التداعيات التي حصلت على أثر اعتقال قداسة المار شمعون وأفراداً من عائلته في بغداد بأمر من وزير الداخلية حكمت سليمان خلافاً للقانون والدستور العراقي آنذاك ... ماذا حصل من المغالطات والتخبط في سلوك حكومة رشيد عالي الكيلاني التي أوصلت الأمور إلى نقطة الانفجار ؟؟ " .
بعد أن استعرضنا في القراءة رقم (7 ) عملية لجوء وزير الداخلية السيد حكمت سليمان إلى اعتقال قداسة المار شمعون وأفراداً من عائلته في بغداد من دون ان يكون لذلك الاعتقال الكيفي سنداً من القانون وفي نفس الوقت مخالف للدستور لعدم وجود قرار من القضاء بسبب عدم توفر  أدلة قانونية تجيز للقضاء لأن يُصدر مذكرة اعتقال بحق قداسة المار شمعون وأفراد من عائلته ، وعليه أمر الوزير وبقرار شخصي منه باعتقال قداسته وفق مزاجه وموقفه السياسي تجاهه ، وشعوراً من الوزير في ذات الوقت بخطاه والحماقة التي ارتكبها والتي بسببها دعي الرأي العام العالمي بشكل عام والرأي العام البريطاني والحكومة البريطانية بشكل خاص إلى مطالبة الحكومة العراقية بالإفراج عن قداسة المار شمعون وعائلته فوراً ، مما اضطرت الحكومة العراقية إلى اللجوء إلى خلق الأكاذيب والتلفيقات والافتراءات واستعمال كل أساليب الخداع والمكر والتضليل للتشويش على الرأي العام العالمي والمحلي لتبرير عملها هذا . ولكن رغم كل حملات التأييد والتبرير التي رافقت عملية اعتقال قداسة المار شمعون والتي ما زالت الى اليوم أصدائها تتردد في كتابات المؤرخين العراقيين تبريراً لعمل الحكومة العراقية ووزير داخليتها آنذاك على موقفها الوطني الحازم بحق الآثوريين إلا أن التحليل العلمي التاريخي الدقيق المحايد البعيد عن الأهواء والعواطف ينتهي بالمحلل والمراقب السياسي للأحداث الى أن ذلك القرار قرار اعتقال قداسة المار شمعون وعائلته كان قراراً أحمقاً متسرعاً بعيداً كل البعد عن الحكمة والتعقل والرصانة السياسية ، بل كان الخطأ القاتل بعينه وفق التحليل السياسي ولا مبرر قانوني له ولا جدوى فيه وهو أكثر دلالة على ضعف الحكومة العراقية وتخبطها أمام قداسة المار شمعون وإتباعه من الآثوريين منه على قوتها وحزمها . كان هذا الاعتقال حسب إدعاء وزير الداخلية المتغطرس غطرسة الوالي العثماني السيد حكمت سليمان بسبب رفض قداسة المار شمعون وإصراره على عدم تخليه عن السلطة الزمنية على الآثوريين والتعهد بعدم قيامه بأي عمل من شأنه يؤدي إلى عرقلة مهمة المستر تومسن بخصوص تنفيذ مشروع إسكان الآثوريين في مناطق متعددة ومتفرقة والتوقيع على تعهد خطي بذلك . إلا أن قداسته نفى إدعاء الوزير في الفقرة الرابعة من رسالته الجوابية إلى وزير الداخلية والمنشورة في القراءة رقم (7 ) السابقة ، وطالب الوزير بإصرار بتقديم ما عنده من الأدلة تثبت اتخاذه موقفاً سلبياً من موضوع مشروع الإسكان المقترح من الحكومة العراقية ، حيث كان عجز الوزير عن تقديم الأدلة المطلوبة تدل بوضوح وجلاء عن عجزه وضيق صدره ، أو لمجرد اجتراء قداسة المار شمعون على تخطئته فأعتبر ذلك إهانة لشخصه والحكومة وجلالة الملك !! ، وإذا عدنا إلى التعهد الذي أرفقه الوزير برسالته ذي العدد س / 1104 في 28 / مايس / 1933 والموجهة الى قداسة المار شمعون ، وهنا سأعيد نشر صورة التعهد لضرورة تسهيل مهمة القارئ الكريم في المقارنة (( إني المار شمعون قد اطلعتُ على كتاب معاليكم المرقم س / 1104 في 28 / مايس / 1933 وقبلتُ بجميع ما ورد فيه ، وها أنا أتعهد بأنني سوف لا أقوم بأي عمل من شأنه أن يعرقل مهمة الميجر تومسن والحكومة العراقية وذلك فيما يتعلق بمشروع الآسكان وأن أكون على الدوام وبكل الوسائل كأحد الرعايا المخلصين لصاحب الجلالة المعظم – حسب الحسني / كاتب المقال - )) ، سنجد أن الوزير لم يذكر في التعهد نقطة مطالبة قداسته بالتخلي عن سلطاته الزمنية لا نصاً ولا ضمناً ولا صراحةً ولا تلميحاً ، وهذا دليل آخر على كذب الوزير في خلقه لمبررات الاعتقال المزاجي . ومع هذا فإن المطالبة بالسلطات الزمنية على الآثوريين من أتباعه على الأقل هي مطالبة بحق مزعوم تاريخياً كان يتمتع به من مئات السنين ولا يشكل ذلك خطراً مخلاً بالأمن أو تهديداً حالاً أم آجلاً للدولة العراقية ، ولا يكون كذلك إلا إذا اقترن بأعمال عدوانية كاستعمال السلاح والعنف ضد الدولة ومؤسساتها الرسمية والتجاوز على الحقوق العامة للشعب العراقي يعاقب عليها القانون ، وعند ذاك فمن حق الحكومة بل من واجبها أن تتدخل بالشكل الذي تراه مناسباً واعتقال المحرضين لهذه الأعمال والقائمين بها وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل وفقاً للقانون ، ولكن ذلك كله لم يحصل من قداسة المار شمعون ولا من أتباعه لكي يتم اعتقاله بهذه الطريقة التعسفية المخزية وغير القانونية ، بالإضافة إلى كون مهمة الاعتقال إذا أقتضى الأمر ذلك من اختصاص القضاء والمحاكم وليس من اختصاص الوزير ، وإن دل هذا التصرف للوزير باعتقال قداسة المار شمعون على شئ إنما يدل على نية عدائية مبيته ومخطط لها مسبقاً من الحكومة العراقية بغرض توريط قداسته وبالتالي الآثوريين من ورائه بما يقتضي شن حرب الإبادة ضدهم ، وكذلك لم تكن صيغة التعهد المقدمة إلى  قداسته للتوقيع عليها تتضمن لا من قريب ولا من بعيد الطلب منه بالامتناع عن أية أعمال تمرد أو عصيان أو حتى بالتحريض عليها كما أدعت الحكومة . – لاحظ صيغة التعهد أعلاه رجاءً -  وعلى فرض صحة كل ما أدعت به الحكومة ضد قداسة المار شمعون وهو معتقل لديها في بغداد من امتناع قيام أتباعه في دهوك والموصل بالتمرد والعصيان ؟ ألم يشكل اعتقاله بهذه الطرية الغادرة سبباً  لأن يدفع بأتباعه الى القيام بأعمال مخلة بالأمن وقد تصل تلك الأعمال الى حد العصيان المسلح ومواجهة قوى الحكومة ؟؟ ، وإن حصل ذلك جدلاً فإن الحكومة قانوناً لا تستطيع معاقبة قداسته على مخالفات أتباعه وهو معتقل لديها ، وحتى وإن عاقبته فإنها بعملها هذا سوف تزيد النار الملتهبة اضطراماً والتمرد والعصيان أتساعا وشمولاً ، وعندها سوف لا يكون هناك أمام الحكومة للخروج من مأزقها الذي صنعته بأيديها لنفسها إلا طريقان اثنان أولهما اضطرارها الى إطلاق سراح قداسة المار شمعون إما إذعاناً لمطالبه ، وإما لتكليفه بالذهاب الى أتباعه وتهدئة خواطرهم للتوقف عن التمرد والعصيان ، وعملها هذا لا يعني إلا دليل ضعفها وعجزها وخطل رأيها في اعتقال قداسته ، أما الطريق الثاني فهو لجوئها الى استخدام القوة العسكرية لإخماد العصيان ومقابلة المتمردين أو المتذمرين بالحديد والنار وبذلك يكون قرار الوزير بالاعتقال قد أسرع في قيام العصيان الذي تتظاهر الحكومة برغبتها في صنعه عمداً لغاية شريرة في نفسها ، وهو دليل آخر على الخطل والتخبط في الرأي والعمل للحكومة هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لو كان قداسة المار شمعون ينوي على التمرد والعصيان على الحكومة فعلاً كما تدعي لكان بإمكانه التوقيع على التعهد الذي طالبه الوزير بتوقيعه والعودة الى الموصل ومن ثم القيام بما يريد القيام به ، ولكنه لم يفعل ذلك وهذا دليل قوي على حسن نواياه تجاه الحكومة وإيمانه بحل المشكلة بينهما بطرق سلمية من خلال التفاوض والحوار العقلاني المباشر مع المسؤولين في الحكومة ، وهذا فعلاً ما دفع بقداسته الى القبول بالمجيء الى بغداد تلبية لدعوة الحكومة ، ولم يكن يفكر بحل المشكلة عن طريق آخر أي باللجوء الى العصيان واستعمال قوة السلاح كما أدعت الحكومة بأكاذيبها وتلفيقاتها وأضاليلها التي عمدت الى إشاعتها بين العراقيين وخداعهم وترسيخها في عقولهم  وتشويه صورة وسمعة المار شمعون والآثوريين في عيونهم لكسب تأييدهم لإجراءاتها التعسفية المستقبلية بحق الآثوريين كخطر داهم يهدد أمن الوطن وكيانه والمجتمع العراقي وهذا ما حصل فعلاً  .
وكان الملك فيصل الأول بحكمته وبعد نظره وتعقله واعتدال نهجه السياسي في التعامل مع الأحداث قد تنبه الى كل ما يترتب على قضية اعتقال قداسة المار شمعون وتداعياتها وانعكاساتها السلبية على سمعة العراق دولياً وخصوصا وهو عضواً جديداً في عصبة الأمم ، ولذلك ألح كثيراً في رسائله العديدة على الحكومة بإطلاق سراح قداسته والسماح له بالعودة الى مقره في الموصل ، ومن ثم إن قام بعد ذلك بأي عمل مخالف للقانون عندئذ سوف لن تعجز الحكومة من اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لمحاسبته ، وعندها تكون الحكومة قد قامت بواجباتها المفروضة عليها ، ولكن الحكومة لم تأخذ برأي الملك فيصل لسبب أولاً لأنها كانت ترغب فعلاً في وقوع صدام مسلح مع الآثوريين لتستفيد منه في التغلب على الخلافات الطائفية والمشاكل العنصرية التي كانت تواجهها – حسب ما ورد في كتاب رياض الحيدري الآثوريين في العراق 1918 -1933 ص/ 322 – وثانياً لأنها إن فعلت لأظهرت ضعفها أمام قداسة المار شمعون والآثوريين كما ذكرنا سابقاً من جهة ولأظهرت كذبها ونفاقها وريائها السياسي أمام الرأي العام العراقي والدولي من جهة أخرى .
وعل كل حال فمهما قيل في تبرير إعتقال قداسة المار شمعون وعائلته وسواءً كان الدافع إليه هو حمله على الامتناع عن عرقلة مهمة الميجر تومسن في تنفيذ المشروع الحكومي – البريطاني لإسكان الآثوريين في مناطق متعددة ومتفرقة ومتباعدة ، أو حمله على التخلي عن المطالبة بالسلطة الزمنية على أتباعه من الآثوريين ، أو لمنعه من القيام بأعمال التمرد والعصيان أو تحريضه عليها .. نقول مهما كانت الدوافع وراء قرار الاعتقال فإنه يبقى قرار أحمق متسرع وخاطئ لا سند له من القانون أو الواقع ، وهو أدل على تعسف الحكومة وتخبطها وضعف حجتها وخطل رأيها منه على حسن سياستها وحكمتها وسداد رأيها واستقامة منطقها في حل المشاكل بالعدل والأنصاف وتحقيق العدالة عن طريق الحوار المباشر والتفاوض المبني على الصدق والشفافية في النوايا ، وبسبب هذا التخبط وعدم النضج السياسي للوزير وضعف منطقه في التعامل مع الآخر المختلف عنه قومياً ودينياً زهقت الحكومة أرواح الآلاف من السكان الأبرياء وهدرت دمائهم الزكية ظلماً وعدواناً لا لذنب اقترفوه أو لجرمٍ ارتكبوه بل لمجرد كونهم آثوريين مسيحيين ، فكان القرار أداة سيئة شريرة لتحقيق غاية أكثر إمعاناً في السوء والشر والعدوان والهمجية بحق الآثوريين العزل في مذبحة رهيبة على أرض سُميل الطاهرة التي ستبقى وصمة عار في جبين صانعيها الى أبد الآبدين  تذكرها الأجيال الاثورية باللعنات على مرتكبيها الأشرار الأوغاد ..
وخلال هذه المرحلة التي يمكن اعتبارها بالمرحلة التمهيدية لتنفيذ مجزرة سُميل تم تبادل الكثير من الرسائل بين جلالة الملك فيصل الأول يطلب فيها توضيح الأمور والتريث في اتخاذ أية إجراءات بحق قداسة المار شمعون من جهة وبين رئيس الديوان الملكي علي جودت الأيوبي ورئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني والمحشوة بالأكاذيب والتلفيقات ضد قداسة المار شمعون وأتباعه ومدى خطرهم الذي بات يهدد وحدة الوطن وسلامته وذلك محاولة منهم لخداع الملك وبالتالي موافقته على تنفيذ مخططهم ألأجرامي ، وبقدر ما تضمنت رسائل الملك من الحكمة وصواب الرأي وصادق النصح تضمنت رسائل رئيس الوزراء بقدر ذلك وأكثر من المغالطة والمكابرة والتهديد المبطن والسخرية من موقف الملك ، وهنا انتهت مرحلة أخرى من مراحل هذه الأحداث وقد تميزت بموقف الحكومة المخاتل والمخادع تجاه الملك فيصل أولاً ، ثم إعلان مجابهتها له ومخالفة نصائحه وأوامره ..

                          نلتقي في القراءة رقم ( 9 )       
 



2142
، وهو يحيط نفسه بمجموعة
 إلى المدعو الملثم إبن الرافدين
 أولاً : ليس من اللائق بنا أن نحاور مجهول يخاف من أن يكشف عن نفسه للناس ، لا أعرف لماذا إذا كان واثق من نفسه ومما يسوقه للناس لذلك ليس من حقك أن تقف وراء الستار وترمي الآخرين بالحجارة والتهم من الأفضل لك أن تعلن عن شخصك من تكون لتكون لك مصداقية ومقبولية لدى الآخرين يا مجهول يا إبن الرافدين إن كنت فعلاً اسم على مسمى .
 ثانياً : من قال لك نحن لم نحاول مع السيد كنا وكتبت الكثير في بهرا وعينكاوه كوم ولكن من دون جدوى لأن هذا الشخص مصنوع هكذا لا يكون إلا كما هو حيث لا يسمع ولا يرى إلا نفسه ولا يريد من حوله إلا من يسمع بآذانه ويرى الأمور بعيونه ويتكلم بلسانه هو يحيط نفسه بعناصر من الأنتهازيين والضعفاء وهو يحب أن يعمل لوحده دون أن يشارك أحداً معه ، إنه يخاف من الذين لهم قدرات فكرية وقيادية ويحاول إبعادهم بشتى الطرق لكي لا يتحولون الى منافسين وخصوم له ، والذي يتحمل مسؤولية التداعي في الحركة هو السيد كنا ومن حوله من أمثالك الذين يتكلمون ويتهمون دون أن يعرفون معني كلامهم ، وأولئك أصحاب الأفكار الوسطية ، الحياديين بين الحق والباطل هؤلاء هم الذين يجب أن يتحملون مسؤولية ما حصل ويحصل في زوعا وليس خوشابا سولاقا وتوما خوشابا لأنهم نطقوا بالحق عن سلوكيات يونادم كنا المنافية لمبادئ الحركة ومبادئ العمل المنظم والقيادة الجماعية . أسالك يا مجهول ويا بوق يونادم كنا أين صاروا قيادات زوعا التارخيين ، وهل أن التعاون مع جهاز المخابرات العامة للنظام الصدامي هو معيار المناضل القومي أم ان تحويل زوعا الى شركة تجارية لأبناء شقيقته هو معيار للنضال القومي أين الأستحقاقات التنظيمية . أنت نايم ورجليك في الشمس كما يقول المثل ، وهناك الكثير من مثل هذه التجاوزات والخروقات . إن مشكلة الأحزاب الشمولية تكمن في إنفراد رأس الهرم التنظيمي بالقرار وإقصاء بالفصل من يتطاول على رأس الهرم ( رئيس أو السكرتير العام ) بالنقد مهما كان طبيعة النقد وهذا ما حصل ويحصل اليوم في زوعا أو هكذا يريده زوعا السيد كنا مبروك عليه هذا النصر العظيم بإقصاء آخر رمز تحد سلوكيات كنا غير النظامية في العمل داخل زوعا


                                خوشابا سولاقا 

2143
الى الأخ الدكتور أيوب بطرس المحترم
تحية وتقدير
أولاً : أنا أشكرك على مداخلتك القيمة ولكنها تبقى تعبر عن وجهات نظرك وقناعاتك الشخصية حول الموضوع ، وما أكتبه أنا يبقى يعبر عن وجهات نظري وقناعاتي الشخصية ، ولكن للآخرين والتاريخ وجهات نظر وقناعات يختلفون بها عنا ، ونحن لا نستطيع ان نغير التاريخ ولا نستطيع أن نفرض ما نؤمن به على الآخرين قسراً وعلينا أن نحترم وجهات نظرهم وقناعاتهم .
ثانياً : ركزتُ في قراءاتي على فضح دور حكومة النازيين العراقيين رشيد عالي الكيلاني وحكمت سليمان وياسين الهاشمي والأمير الش.... غازي ومعهم الحاقد بكر صدقي ومن ورائهم الانكليز في تدبير الأسباب بأساليب شتى للإيقاع بالآثوريين وقادتهم بالترهيب مرة وبالترغيب والأغراء مرة أخرى منذ أن وضعت الحرب العالمية أوزارها ، وهنا ظهرت خلافات وإشكاليات بين الأطراف الآثورية وحصل ما حصل ، وأنا منذ البداية قلت لا يمكن الأعتماد على المصادر الآثورية لكون كتابها متخندقين مع طرف بعينه ضد الطرف الآخر ، وعليه فضلت الأعتماد على مصادر عربية عراقية لم تعيش في فترة الأحداث وكان مؤلف هذا الكتاب هو خير اختيار لتحقيق ما أصبو إليه وكما قيل " أدينوهم على لسانهم " . كما أحب أن اذكرك يا أخي أيوب بأنني غير منحاز للطرف الذي تعنيه في مخيلتك ضد الطرف الذي تدافع عنه دون أن تذكره بالأسم ولهذا السبب أدعوك إلى قراءة ما كتبه الكاتب الآثوري يوسف مالك في كتابه " خيانة بريطانيا للآشوريين " في الصفحات ( 82 و83 ) عن أسباب تعاون البعض مع الحكومة ولكنني لم أتطرق إليها لكي لآ أخرج عن حياديتي بقدر الأمكان . وأنا عندما طلبت من الأخوة بولص ملك خوشابا وفريد وردة الانتظار لحين نشر آخر قراءة ما كان قصدي وجود ما عندي الأسوء مما تتوقعون وكما فهمت أنت أيضاً بل كان لغرض الوقوف على الهدف المراد من هذه القراءات وهو تحميل حكومة الكيلاني والانكليز مسؤولية ما حصل بحق شعبنا الآثوري ومن ثم إدانتهم ..   
ثالثاً : أما بخصوص فصل السلطة الزمنية عن السلطة الدينية فأنا أؤيد ذلك مئة بالمئة ولكن أن يأتي ذلك في مكانه وزمانه المناسبين وبإرادة أصحاب القضية وليس بتحريض وقرار من الآخرين لتحقيق غايات تخدم مصالحهم كما سعى الانكليز الى ذلك في دق إسفين الفرقة بين قياداتنا الدينية والمدنية وكان من نتائج تلك السياسة إستشهاد البطريرك مار بنيامين وحصول فراغ على أثر ذلك في قيادة شعبنا وبدأت الخلافات تدب في صفوفه وأنت تعرف ذلك جيداً كونك من المهتمين بتاريخ أمتنا حسب علمي ، وكان قداسة البطريرك مار بولص شمعون وهو على فراش الموت قد دعى الى إنهاء تقليد التوريث لكرسي البطريرك وحصره في عائلته .
رابعاً : أما بخصوص إعتقال أفراد من عائلة قداسة المار شمعون ونفي ذلك من قبلك والأخ بولص ملك خوشابا أوجه إليكم السؤال التالي ، هل من المعقول أن يأتي قداسة المارشمعون الى بغداد وهو له ظرف خاص من حيث نوعية الطعام الخالي من اللحوم كما تعرفون وتحضيره له وتقديم ما يحتاجه من الخدمات الأخري إضافة الى حاجته الى من يرافقه في سفره الى بغداد من أفراد أسرته لمساعدته في أية حاجات طارئة كالحراسة والحماية من المخاطر المحتملة التي كانت محدقة به ، وهو من تنظر إليه الحكومة عدواً لدوداً ؟؟ أكيد هؤلاء المرافقين لا يتركونه مسجون لوحده وعليه تم حجزهم وسجنهم معه ، أو هل كان قداسته ومن معه من أسرته وأتباعه بتلك السذاجة يتركونه ياتي لوحده الى مقر من ينصّب له العداء ؟؟ . وعليه لا أجد ما ينفي وجود عمته ووالده وأخته معه في السجن في بغداد بحكم تلك المتطلبات والظروف . ما الغاية من تبرئة حكمت سليمان من تبعات هذه الحماقة القرقوشية في سجن قداسة المار شمعون وأفراد من عائلته ؟؟ .
أخي العزيز الدكتور أيوب أنا من جانبي أكن لك وللأخ بولص كل المحبة والتقدير والأحترام وتبقى بيننا المودة واحترام الرأي قائم دون ان تشوبه شائبة .
وتقبل خالص تحياتي .... أخوكم خوشابا سولاقا


2144
الى الرفيق توما خوشابا المحترم
تحية طيبة وبعد
الخروج من من جوقة الخونة اليوم خير من أن يكون ذلك غداً إنه وسام الفخر والغار على صدرك يا رفيق ، ولكن المشكلة ليست مع من يعرف ماذا يجري داخل تنظيمات الحركة الديمقراطية الآشورية وكيف تسير الأمور فيها وكيف تتخذ فيها القرارات  لأن هؤلاء يعرفون حقيقة الأمور كما هي بالكمال والتمام ، ولكن المشكلة مع من يعيش خارج حلبة الصراع ويجهل كل شئ ولكن نراه كريماً في إسداء النصح والأرشادات غير المبنية على الحقائق والمعطيات الموضوعية التي تأتي بنتائجها تأييداً للباطل وتزكية له تحت يافطة مصلحة الأمة والقومية وغيرها من هذه الكليشهات المتهرئة التي لا تغني ولا تُسمن وكأن كل آمال الأمة معقودة على شخص بعينه ، طبعاً هؤلاء هم دعاة الوسطية التوفيقية دعاة الجمع بين المتناقضات أو من يدعي بعدم نشر الغسيل الوسخ للملء أليس هذا الملء هو جمهورنا الذي من المفروض أن يكون نضالنا من أجل مصالحه ؟؟ لماذا إذن نخاف من مصارحته بالحقائق داخل تنظيماتنا طالما ذلك يخصه ؟ إن مثل هذه الدعوات هي دفاعاً عن الباطل وإخفاءً لما يرتكب من التجاوزات من قبل البعض بحق شعبنا وتاريخنا حافل بمثل هذه الحالات التي قادة شعبنا الى ما هو حاله اليوم ، إخفاء الباطل والتستر عليه ودفن التجاوزات والأخطاء بحجة عدم نشر الغسيل الوسخ للملء هي خيانة بحد ذاتها بحق الأمة ، أنا أستغرب من تعقيب الأخ العزيز أبو سنحاريب على ما نشره الرفيق توما خوشايا عن ما جرى ويجري في زوعا من تصفية وإقصاء العناصر المعارضة لنهج سكرتيره العام الأنفرادي وتحويل زوعا الى تنظيم للعائلة ، أقول إن مثل نصائحك التي أوردتها في تعقيبك هذا تكون مفيدة وفي محلها عندما يكون الأمر متعلق بإختلاف في وجهات النظر بين الطرفين ، ولكن ما هو سائد في زوعا هو غير ذلك تماماً ، الى متى تبقى مواقفك توفيقية أرجو أن تعيد النظر بطروحاتك بهذا الخصوص . وما أريد قوله وتأكيده هنا مرة أخرى للأخ أبو سنحاريب وغيره هو أن انتقاد يونادم كنا ليس انتقاداً لزوعا بالضرورة كما يجتهد البعض ولكن أي انتقاد لزوعا هو انتقاد ليونادم كنا بالضرورة لكونه سكرتيره العام  . وأخيراً أملي بالأخ أخيقر يوخنا / أبو سنحاريب كبيراً لأن يتجاوز توفيقيته ليحافظ على مصداقية حيادية مواقفه القومية ( أمتانايوثي)   

2145
إلى الأخ العزيز بولص يوسف ملك خوشابا
تحية طيبة وبعد
فيما يلي أكتب اسم المصدر التي ذكر فيه اعتقال أخت ووالد وعمة قداسة المار شمعون
اسم الكتاب : التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق
اسم المؤلف : عبدالمجيد حسيب القيسي 
الطبعة الأولى / 2004 م - 1425 ه
الفصل الخامس الصفحة ( 121 ) السطر الثاني من بداية الصفحة
دار النشر : الدار العربية للموسوعات / الحازمية - بيروت - لبنان
البريد الالكتروني: arab-enc-house@lynx-net.lb
للتفضل بالعلم مع الشكر وتقبل تحياتي الخالصة
                أخوكم خوشابا سولاقا

2146
الى الأخ العزيز بولص يوسف ملك خوشابا المحترم
تحية طيبة وبعد
أولاً : أنا لم أخون شحص بعينه ولم أنحاز الى طرف ضد طرف كما تتهمني والمنحاز منا نحن الأثنين واضح للقراء بجلاء ، ولكن بصراحة أقول لك أنا منحاز لأمتي ، ونترك الحكم للقراء بعد إستكمالي لنشر جميع القراءات مستفبلا ًز
ثانياً : أريدك أن تعرف وتعي جبداً أن حكومة رشيد عالي الكيلاني لم تكن حكومة وطنية بل كانت حكومة عميلة من صنع الانكليز مئة في المئة إضافة الى كون قادتها نازيين ذو خلفية ثقافية عثمانية حاقدة على الآثوريين يشكل خاص والمسيحيين بشكل عام لكي يكون هناك مبرر وطني وقومي وديني يجعل التعاون معها مقبول ومستساخ بعيد عن الشبهات ، وعليه أجد من الخطأ منك أن تلتجأ الى التستر وراء هذا الستار لأنه بالنتيجة لا يخدم ما تصبو إليه وعليه أنصحك محبة بك الأبتعاد عن هذا الجانب ، لأن الحكم ليس بيدي ولا بيدك بل هو بيد التاريخ .
ثالثاً : كن صبوراً يا عزيزي يا بول وأصبر للآخر وإن ما أكتبه هو قراءات من كتاب لشخص عربي عراقي كتب عن الأحداث بعد أكثر من خمسين عاماً من الزمن ولا مصلحة له من وراء كتابته لما جرى من الأحداث غير محاولته لأظهار الحقيقة بحيادية تامة ، وليس ما ينشر في هذه القراءات أرائب وتحليلاتي الشخصية ولقد وضحت لك وللقراء هذا الأمر في بداية هذه القراءة ، لا ادري يا عزيزي ما الذي يغيضك في هذه الكتابات وا الذي يستفزك فيها ؟؟ أنت تعطي الحق لنفسك وتكتب ما تشاء وكيفما تشاء لتبرر ما تشاء لجدك رحمه الله وتمنع للآخرين هذا الحق هذا ليس إنصاف منك !! وأنت تعتمد في الكثير من معلوماتك على مذكرات جدك غير المنشورة باسمه رسمياً وتلك لا يمكن إعتمادها كمصدر تاريخي ، لأن جدك طرف رئيسب في الأجداث .
رابعاً : بخصوص إعتقال عائلة قداسة المار شمعون ورد ذلك في نفس الكتاب الذي هو موضوع بحثنا ولا يضرني رقم الصفحة لأنني خارج البيت الآن والكتاب ليس معي وبإمكاني أن أعطيك رقم الصفحة من خلال مسج من الهاتف الخلوي .
وتفبل تحياتي / أخوكم خوشابا سولاقا         

2147
قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
" التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق "
القراءة رقم ( 7 )
المهندس : خوشابا سولاقا
ملاحظة :قبل أن أبدأ بكتابة هذه القراءة أود أن أوضح للقارئ الكريم أن هذه القراءات التي أنشرها في هذا الموقع الكريم تحت العنوان أعلاه هي قراءات يجب أن تكون في مضمونها النهائي أن لا تخرج عن مضمون الكتاب ذاته بأي شكل من الإشكال ، أي بمعنى يجب أن لا أقوَل مؤلف الكتاب ما لم يقُلهُ في كتابه ، لذلك فان القراءات التي أنشرها مكونة في بنيتها من جزأين جزء مقتبس بالكامل والجزء الآخر مقتبس بالمضمون وبعض الصياغات للمحافظة على جوهر سياق المعنى إن جاز التعبير مع تصرف حسب ما تقتضيه الكتابة الحيادية وشكراً .
بعد استلام المارشمعون لرسالة وزير الداخلية حكمت سُليمان ذي العدد س / 1104 في 28 / 5 / 1933 وقرأته لها بإمعان ، تمكن بحسه وحدسه ومعرفته بهذا الماكر المخادع أن يقرأ بوضوح وجلاء ما تكتنفه الرسالة في طياتها وما يضمره الوزير من سوء النية به وبقومه بين سطورها ، واستنتج أن الوزير ومن ورائه الحكومة العراقية والانكليز يركزون على ثلاث نقاط جوهرية مطلوبة منه تلبيتها والتي من دون تحقيقها تعتبر المفاوضات الجارية من جانب الحكومة منتهية وتلك النقاط هي :-
1 ) تنازل المار شمعون عن سلطاته الزمنية على بني قومه والاكتفاء بسلطاته الروحية الدينية .
2 ) قبول المار شمعون بالمشروع الحكومي – البريطاني لإسكان الآثوريين في مناطق متعددة ومتفرقة ومتباعدة وليس في منطقة واحدة من شمال العراق .
3 ) توقيع المار شمعون لتعهد خطي يتعهد فيه أنه وبني قومه سوف لا يقومون بأي عمل من شانه أن يعرقل مهمة الميجر تومسن والحكومة العراقية في تنفيذ مشروع الإسكان حسب الفقرة ( 2 ) أعلاه .
على ضوء ذلك كتب المار شمعون رسالة جوابية إلى معالي وزير الداخلية حكمت سليمان تضمنت إجابات واضحة وبلغة مهذبة وهادئة ليس فيها أي خدش للمشاعر وبأسلوب دبلوماسي لا ينطوي على أية إساءة إلى الحكومة أو إلى جلالة الملك كما روجت الحكومة في إعلامها الرسمي ، حيث وصفت أسلوب المار شمعون بأنه كان يتسم بسلاطة اللسان . وكانت رسالة المار شمعون كما وصفها مؤلف كتاب موضوع البحث ، رسالة واضحة الدلالة على اعتداد كاتبها بعزة نفسه وكرامته وكبريائه وزعامته وإيمانه بقضية بني قومه واستعداده للدفاع عنهم وعنها ، كما إن الرسالة واضحة الدلالة على أدب كاتبها في مخاطبة الوزير واحترامه له ، وهي واضحة الدلالة أيضاً على حسن مناقشة كاتبها للمواضيع التي أثارها الوزير في رسالته ومقارعته الحجة بالحجة بمنطق سليم وأدب جم وأسلوب هادئ رصين ، والأهم من هذا وذاك أنها واضحة الدلالة على رغبة كاتبها باستمرار الحوار والنقاش . ومع وضوح هذه الدلالات لكل ذي ذهن متفتح ونية صافية في رسالة المار شمعون التي سوف أنقلها لكم حرفياً بعد هذه المقدمة ، إلا أن المؤرخ الكبير المرحوم عبدالرزاق الحسني وصف كاتب الرسالة – قداسة المار شمعون – بأنه " سليط اللسان " ويقول أيضاً " أنه وجه إلى شخص الوزير كتاباً سليط اللهجة كان أشبه بقنبلة منه بكتاب يوجه إلى وزير دولة " !!! – غريب منك يا استأذنا ومؤرخنا الكبير الحسني رحمك الله وطيب ثراك أين المهنية والحيادية في كتابة التاريخ .. ؟؟ / كاتب المقال – وذلك كما ورد في الصفحة 268 من كتابه تاريخ الوزارات العراقية.
 عزيزي القارئ الكريم فإذا كان المرحوم الحسني وهو المؤرخ الذي له مكانته العلمية وموقعه في تدوين التاريخ والذي يفترض فيه الفهم والإدراك وسعة الأفق كما تفترض فيه المنهجية العلمية والحيادية المهنية بالبحث وتدوين التاريخ والموضوعية بإطلاق الأحكام ، إذا كان الأستاذ الكبير الحسني رحمه الله يرى في جرأة أحد الرعية على الدفاع عن النفس بالرد على الوزير ومناقشته وحتى تخطئته ، سلاطة لسان فلا عجب إذن إذا ضاق الوزير بها ذرعاً وأعتبرها إهانة لمقام معامليه وسلاطة لسان يجب ألا تمر دون عقاب . لهذا فلا عجب أن يرفض الوزير العودة إلى المفاوضة والحوار وأن يدفعه التعالي والغرور والاعتزاز بالإثم إلى إصدار أمره المطاع باعتقال قداسة المار شمعون في بناية جمعية الشبان المسيحيين ببغداد وبمنعه عن الخروج منها حتى يوقع التعهد الخطي المطلوب أو يقدم للمحاكمة ، في حين أن الوزير لم يوجه أية تهمة معينة لقداسته ، وان كانت هناك تهمة ما فالمحاكم لا وزير الداخلية هي الجهة المختصة بها وتقرير ما يجب عمله بشأنها . وكان هذا التصرف تجاوز من الوزير على القانون تستوجب محاسبته عليه . والأنكى من هذا وأدعى للاستغراب ، وهو في الواقع الأوضح تعبيراً عن ذهنية الوالي العثماني المتخلف الذي تقمصها الوزير حكمت سليمان منه إلى ذهنية وزير في دولة تدعى التزام القانون والتحضر ، والأكثر دلالة على نوايا الحكومة المبيتة ضد الآثوريين وقداسة المار شمعون هو إقدام الحكومة إلى ارتكاب حماقة أكثر قباحة وشناعة من اعتقال قداسته خلافاً للقانون والدستور هي اعتقال أخت المار شمعون وأبيه وعمته معه أيضاً . لا أعرف ولا تعرف شرائع العراقية ماذا كان السند القانوني الذي أستند عليه الوزير المبجل لتنفيذ هذه الاعتقالات غير الشريعة القرقوشية !!! . وبهذا تحقق ما توقعه قداسة المار شمعون مما يراد به ، كما تحقق للوزير والحكومة والانكليز حتماً من ورائه ما كان قد خطط له من قبل أقطاب المؤامرة الخبيثة بحق الآثوريين من دون تمييز بين أتباع قداسة المار شمعون وبين المتعاونين معهم ، وبذلك خطت المؤامرة نحو هدفها المحدد خطوة واسعة أخرى في طريق الخطأ المقصود لإشعال الحريق وتفجير الموقف في سُميل حيث سالت الدماء الزكية  بغزارة وأزهقت الأرواح البريئة من دون رحمة ، لا لذنب ارتكبوه بل لمجرد كونهم أثوريين مسيحيين ..
علماً بأن قداسة المار شمعون لم يرفض رفضاً باتاً التوقيع على ما طلب إليه بشأن مشروع الإسكان وإنما أراد المزيد من النقاش والتفاهم مع المعنيين بالأمر .
 وأنقل لكم فيما يلي رسالة قداسته الجوابية إلى وزير الداخلية حكمت سُليمان حرفياً كما أوردها مؤلف الكتاب موضوع البحث .. أقتبس 
" سيدي الوزير
أعلمكم باستلامي كتاب معاليكم س/ 1104 والمؤرخ في 28 / مايس / 1933 وأني مع الاحترام اللائق أجيب على نقاطه الضرورية بما يلي :-
1 ) بخصوص مواجهتي لعماليكم في الموصل بتاريخ 12 / نيسان / 1933 ، فهل لي أن أذكر معامليكم بالمحادثة التي جرت بعد ذلك إذ قال معاليكم بأنكم تستهدفون خطة تعاون جديدة فيما يخص مشروع اسكان الاثوريين وصدر كتاب بذلك الى المتصرف يطلب فيه استشارتي في جميع المسائل التي تمس الآثوريين .
2 ) مهما كان قانون الطائفة المذكور في كتاب معامليكم عاملاً مفيداً فيظهر أنه تدبير قبل أوانه في هذه المرحلة نظراً إلى أن مثل هذا القانون ضروري تطبيقه على طائفة مستوطنة وفضلاً عن ذلك فإنه يحتاج إلى الوقت لمراجعة قوانين الكنيسة لوضع هذا القانون .
3 ) أما العبارة " السلطة الزمنية " التي لمح اليها معاليكم بقولكم " لا يسع الحكومة الموافقة على تخويلكم أية سلطة زمنية " فيسرني أن أعلم كيفية تفسيركم لهذه العبارة ، وإن كنت لا أرغب في الإسهاب في هذه النقطة ، فأخال أنه يقتضي لي أن أحاول شرح عبارة السلطة الروحانية والزمنية المتحدتين في هذه القضية الخاصة ببطريك الكاثوليك في الشرق . إذ يستبان لي بأن معاليكم والحكومة قد اتخذاها بنظر خطير . إن سلطة هذه البطريركية تاريخية عظمى واستعمالها موروث عن تقاليد الشعب والكنيسة الآثورية وإنها كانت من أهم العادات الثابتة . إنني لم أدع بالسلطة الزمنية وإنما أنا أرثها من قرون مضت كتخويل قانوني من الشعب إلى البطريك ، وهي لم تكن مباحة فحسب بل كان معترفاً بها من قبل الملوك الساسانيين القدماء والخلفاء المسلمين ومغولي خان ، وسلاطين آل عثمان ولا يمكن العثور على أي سوء استعمال لهذه السلطة في زمن أي ملك أو حكومة كان الشعب الآثوري من رعاياها ، فضلاً عن أنها لا تَحول بحال من الأحوال دون تطبيق قانون البلاد فقد ثبت أنها أحسن طريقة للنظر في شؤون الشعب الذي يعيش تحت الظروف التي يعيش فيها الآثوريين .
فبموجب الظروف المتقدمة إني آسف جداً أن أقول بانه يستحيل عليّ العمل بامركم في التوقيع على الوعد التحريري الذي أملاه معاليكم إذ لا يعني هذا العمل سوى أني أرغب في سحب نفسي من خدمة شعبي ، ذلك الواجب الذي كان كما عرضت عبارة عن تخويل قانوني لي من قبل الشعب وهو وحده له الحق في تجريده عني . وبهذه المناسبة أود أن أبين بأنني استغربت كثيراً التدابير التي ينوي معاليكم اتخاذها تحت الظروف الحالية ، بأن يطبق مثل هذا العمل بحق أحد العصاة وإذا كان الأمر كذلك فهل لي أن أسأل معاليكم ما إذا كان شرفي وشرف شعبي لم يهان – يقصد هنا أن مثل هذا العمل لا يطبق إلا بحق أحد العصاة - وإذن أفلا يرى الوزير بتطبيقه عليّ إهانة لي ولشعبي ويبدو أن الوزير قد أخبره شفاهاً باعتزامه حبسه إن لم يوقع العهد المطلوب - هامش صفحة 119 من الكتاب موضوع البحث – ، لا أتمكن العثور على سابقة لعمل معاليكم هذا ما لم الق اللوم على نفسي لأني عرضت بإخلاص قضية الشعب الآثوري بصورة قانونية أمام السلطة المنتدبة سابقاً وعصبة الأمم وحكومة صاحب الجلالة بغية تأمين حل لها ، ذلك الحل الذي أعتقد بأنه في صالح كل من يهمه الأمر .
4 ) أما بشأن الزعم أني اتخذت إلى الآن موقفاً معاكساً بل سلبياً تجاه مشروع إسكان الآثوريين فإن هذه النقطة أيضاً كان معاليكم قد رفعها شفوياً أثناء مواجهتي معاليكم في 31 / مايس عندما طلبتُ أكثر من مرة بيان حقائق هذا الزعم . إن هذا يزيد في إحباط عزيمتي عندما أفكر في مساعي ّ المتواصلة في إقناع شعبي الآثوري بالاستيطان وان يصبح عنصراً مفيداً في هذه البلاد كما كان حتى الآن .
أختم كتابي هذا بتقديم احتراماتي الى معاليكم وأعتذر لكتابتي إياه بلغة أجنبية لأنه ليس لدي في الوقت الحاضر كاتب لائق باللغة العربية ، وإذا توجد هناك أي نقاط يود معاليكم أن يَعّلمها فإنني أكون ممتناً إلى الاجابة عليها ، لأنني أنوي مغادرة بغداد يوم الاثنين مساءً الموافق 4 / حزيران / 1933 .   - إلا أنه لم يسعه ذلك مع الأسف الشديد بسبب إعتقاله وعائلته بأمر الوزير الوالي غدراً وتجاوزاً على اصول الضيافة والقانون الى يوم مغادرته لها منفياً الى بلد المنفى تاركاً شعبه المنكوب مثخناً بالجراح يجتر مآسيه وويلاته الى اليوم / كاتب المقال -  " انتهى الاقتباس ..

المخلص لكم إيشاي شمعون

أين هي سلاطة اللسان في هذه الرسالة المحترمة والمهذبة يا أستاذنا المؤرخ الكبير الحسني ، ويا من خدع أو انخدع بمثل هذه الأكاذيب والتلفيقات الرخيصة التي بثتها الحكومة لأغراضها الخبيثة  .
وهنا أريد أن أذكّر البعض من أبناء شعبنا الكرام أنه لو لم تكن الحكومة العراقية في حينها مستقوية بمن تعاون معها من أبناء شعبنا الآثوري ما كان بمقدور ولا كان يتجرأ هذا المملوك الشركسي ان يفعل ما فعله الذي ورد ذكره في هذه المقالات ، احترق بيتنا لأننا شعلنا فيه النار بأيادينا ومن داخلنا وهذا ما يثير فينا الحزن والأسى والألم اليوم .. 

نلتقي في القراءة رقم ( 8 )


2148
الى الأخ العزيز فاروق كوركيس المحترم
تحية طيبة
أحييك على هذا المقال الرائع وكما أحيي الأخ لوسيان على سمو أخلاقه لتقديم الأعتذار لشخصك وهذا يدل كما قلنا على سمو ونبل أخلاق الأخ لوسيان ، وأن أول دليل على تحقيق وحدتنا التي تنشدها والتي ينشدها الجميع هو الحاجة الى وجود أمثال الأخ لوسيان ، إن وحدتنا القومية والكنسية تتحقق متى ما نمتلك إرادة التسامح والتصافح وحسن النوايا تجاه بعضنا البعض ، المحبة والتسامح والأعتراف بالخطأ هي الخطوات الولي على مسار وحدتنا التاريخية .
وبهذه المناسبة أقول لقد وضع الأخ الأستاذ فاروق كوركيس أصبعه على الجرح النازف بمقاله هذا وأنا قلتُ مراراً بما أن تمزقنا وتشضينا قومياً وكنسياً خرج من باب الكنيسة بسبب المذهبية اللاهوتية عليه فإن إعادة وحددتنا يجب أن تخرج من باب الكنيسة ، وهذا الأمر مرتبط بإرادة رؤساء كنائسنا الأجلاء واستقلالية قرارهم والوحدة هنا ليس بالضرورة أن تأتي من خلال اندماج الكنيستين أو جميع كنائس شعبنا ، بل هي تعني وحدة الأرادة والقرار والمصير والوجود القومي في أرض الأباء والأجداد وأن تستقل كل كنيسة بطقوسها الكنسية .
 ومن أجل هذا الهدف السامي نهيب بأبائنا الروحانيين الأجلاء من رؤساء الكنائس ورجال الأكليروس المبادرة بوضع الخطوة الأولى على هذا الطريق الطويل وتدشينه بعقد مجمع مسكوني لأسقاط كل ما يسيء على الآخر من الطقوس والمارسات التي شاعت في كنائسنا في مرحلة اشتداد خلافاتنا المذهبية اللاهوتية والعودة الى طقوس كنيستنا المشرقية العظيمة ، وشكراً للجميع .
                            محبكم : خوشابا سولاقا
                       

2149
اولا: أوحيي أخوتي الكلدان بمناسبة إنعقاد المؤتمر الكلداني العام متمنيا لهم النجاح في تحقيق ما تم إقراره من توصيات ألف مبروك مع باقة ورد والى المزيد من النجاحات في المستقبل .
ثانياً : أنا شخصياً أعتبر أي نجاح للكلدان أو للسريان أو للآشوريين هو نجاح للجميع بأمتياز .
 ثالثاً : بصراحة أقول لك أنت في مقالك هذا تكلمت بلغة جديدة غير اللغة التي تعودناه منك في مقالاتك السابقة وأتمنى أن تستقر عليها لأنها مقبولة من كافة مكونات شعبنا وهو تحول نوعي في نهجك الجديد وتفكيرك في التعاطي مع الآخر من مكونات شعبنا حيث كنت ميالاً في كلدنة الأمور قومياً وكنسياً .
رابعاً : لو كانت هذه الصحوة نحو الكلدنة بشكلها الذي هي عليه الآن قد ظهرت في صفوف الأخوة الكلدان منذ نهاية الحرب العالمية الأولى أي بعد دخول آشوريين هيكاري الى العراق لكان لشعبتا شأن آخر من حيث الوجود القومي في العراق غير الذي نحن عليه اليوم ، ولكن جاءت صحوتكم مع شديد الأسف متاخرة جداً بعد فوات الآوان .
خامساً : إن عملية فصل الكنيسة أية كنيسة كانت لشعبنا عن السياسة اليوم شئ جيد وعمل مطلوب وعليه أنا اثني على موقف غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الأول ، واتمنى أن لا تقود الخلافات التي تلوح ملامحها في الأفق في هذه الأيام الى حصول في كنيستكم العظيمة ما حصل في كنيستنا الشرقية من إنشقاق عام 1964 بسبب خلافات شخصية وتدخل العلمانيين في شؤون الكنيسة من غير وجه حق لأمر لا علاقة له بالعقيدة المسيحية ذاتها .
سادساً : مهما حاول البعض من المتطرفين والمتعصبين من كافة مكونات شعبنا الى تفريقنا وتمزيقنا وفصلنا عن بعضنا البعض فإن مساعيهم ستفشل لأن ما يجمعنا من مقومات القومية من وحدة اللغة والتراث والتاريخ والجغرافية والمصير المشترك أقوى من مساعي هؤلاء الشواذ الخائبين .
سابعاً : ليعلم الجميع إن الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية لكافة مكونات شعبنا لا تمثل إلا نفسها وهي لا تمثل بالتالي المكونات ، وعليه يكون التعامل معها على هذا الأساس وليس غيره .
إن التحدي الذي يواجه تحقيق وحدتنا القومية والكنسية هو صوت المتطرفين والمتعصبين النشاز الذي يصدح بين حين وآخر هنا وهناك ، فلنتصدى له بحزم وقوة ، وإلا فسوف يكون سبب دمارنا وخرابنا وهلاكنا .. والسلام
                           اخوكم بالمحبة : خوشابا سولاقا   

2150
قراءات في كتاب الأستاذعبدالمجيد حسيب القيسي
" التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق "
القراءة رقم ( 6 )
المهندس : خوشابا سولاقا
لقد حاولت جهد إمكاني المحافظة على التسلسل الزمني للأحداث وترابط المعنى بين القراءات لكي يساعد ذلك القارئ الكريم على التركيز والمتابعة ومن ثم استنتاج الحقائق بالصورة المراد لها في النهاية .
بعد أن قرأتم ولو بشي من الاختصار عن خلفيات الشخصيات الحكومية العراقية وطبيعتهم العدوانية التي كانت وراء مذبحة سُميل في عام 1933 في القراءة رقم ( 5 ) ستطلعون على مؤامرات ودسائس وأكاذيب وتلفيقات هؤلاء في هذه القراءة .
بعد تشكيل وزارة السيد رشيد عالي الكيلاني الرجل القوي في حزب الإخاء الوطني في آذار من عام 1933 ، قام وزير الداخلية في هذه الوزارة السيد حكمت سُليمان بزيارة الى شمال العراق في نهاية شهر نيسان من السنة ذاتها أي بعد مرور شهر واحد على تشكيل وزارة الكيلاني وقد التقى خلال هذه الزيارة بقداسة البطريرك مار إيشاي شمعون في الموصل والتي لم تذكر المصادر الرسمية للحكومة شيئاً عن ما دار بين الوزير الزائر حكمت سليمان وقداسة المارشمعون من أحاديث ، ويبدو كان ذلك التعتيم عن عمد وتخطيط مسبقين لغايات خبيثة مبيتة ، ولكن التطورات التالية للأحداث تدل بوضوح وجلاء لا تقبل الشك على اختلاف وتباين مواقف الرجلين في نظرتهما إلى الأحداث أو تفسرهما لها ، وكان من نتيجته أن بدأت الحكومة تختلق الأخبار الكاذبة والتلفيقات عن قدرسة المارشمعون وتسريبها إلى الرأي العام ، فقامت الصحف العراقية الرسمية بدورها بحملة إعلامية واسعة صورت فيها قداسته وكأنه يقود تمرداً وعصياناً واسعاً ضد الحكومة .
واقتناعا من الحكومة الكيلانية المعروفة بنهجها النازي العنصري بصحة ما اختلقته من أوهام وأكاذيب وتلفيقات ورغبة منها في السير قدماً بخطتها المرسومة للإيقاع بالآثوريين وقداسة المارشمعون في شراكها الشريرة ومن ثم الانتقام منهم شر انتقام ، فقد رأت من خلال وزير داخليتها ذو العقلية والثقافة العثمانية في الإدارة والحكم وتدبير المؤامرات والدسائس السيد حكمت سُليمان خير وسيلة لتحقيق تلك الغاية الشريرة ، فقام باستدعاء قداسته إلى بغداد بذريعة للتباحث معه حول ما ذهبت إليه الحملة الإعلامية الحكومية من قيامه بتحريض أتباعه من الآثوريين على العصيان والتمرد والثورة – حسب إدعاءات الحكومة الكيلانية طبعاً – وقد لبى المارشمعون الطلب عن صفاء النية وإيمانه بحل كل المشاكل العالقة بين الطرفين عن طريق الحوار والنقاش ، وعليه وصل بغداد في نهاية شهر مايس ( أيار ) من عام 1933 واجتمع إلى وزير الداخلية السيد حكمت سُليمان ، وهنا لا بد لنا أن نتساءل سؤال يفرض نفسه علينا وهو لو كان في نية قداسة المارشمعون والآثوريين من أتباعه حقاً فكرة العصيان والتمرد والثورة على الحكومة ، لماذا لبى قداسته طلب الحكومة الموجه من خلال وزير داخليتها إليه وقبل بالحضور إلى بغداد للتفاوض والحوار .. ؟؟ وهذا إن دل على شيء فهو يدل على كذب ادعاءات الحكومة بهذا الشأن . وكان يمكن لهذا الاجتماع أن يزيل ويقضي على أسباب التوتر والشكوك ويعيد الثقة والصفاء إلى النفوس من الطرفين وينتهي الى نتائج طيبة ومرضية للجانبين لو حسنت النيات وصفت القلوب من الأحقاد والكراهية للحكومة من جهة ولو تذرع وزير الداخلية السيد حكمت سُليمان بالصبر والأناة وفاءَ إلى شيء من المرونة الدبلوماسية التي كان يفتقر إليها شديد الفقر وتجنب الغطرسة والاستعلاء الراسختان في أعماق نفسه وعقليته العفنة , أو لو اتسع صدره وصبره للمفاوضة والنقاش والحوار العقلاني من جهة ثانية ، ولكن مع الأسف الشديد أن السيد حكمت سُليمان لم يكن بطبعه المملوكي ونشأته التركية وخلفياته العثمانية وضيق أفقه الذهني واعتياده الصرامة والشدة بغباء يصلح لمثل هذه المهمة الحساسة بكل جوانبها السياسية والإنسانية والاجتماعية الأخلاقية التي تتطلب خصال وصفات بعكس ما كان يتمتع بها هذا المملوك المتغطرس الحاقد . لذلك تعذر حصول التفاهم بين الرجلين وفشل الاجتماع بامتياز . وربما كان هذا هو هدف الحكومة العراقية من هذا الاجتماع لتحميل قداسة المارشمعون والآثوريين من ورائه نتائج الفشل ، وكان فشله الشرارة التي أشعلت الحريق وفجرت الموقف بين الطرفين . فالوزير المتعجرف بأفكاره وأرائه المشبعة بالثقافة العثمانية يتكلم من موقع السلطة وبغطرسة الوالي العثماني القديم المتخلف الذي تعود وتربى على أن يملي الأوامر على الآخرين إملاءً ويطلب منهم الطاعة العمياء دون مراجعة ومناقشة ، وكان المارشمعون يتكلم من مركز الاعتداد بكرامته ومركزه الديني والدنيوي بين أبناء أمته منذ قرون طويلة ، والمدافع عما يعتقده أنها حقوق قومية مشروعة لأبناء قوميته مقابل ما قدموه من تضحيات جسيمة في الحرب الكونية . وعليه لم يستسغ طبع الوزير المتغطرس ولا قدراته الذهنية المتواضعة ولا فهمه المتخلف لقواعد اللعبة السياسية في بناء التوازنات هذا النوع من المفاوضات والنقاش والرجال فضاق بها ذرعاً ووصل بالأمور إلى طريق مسدود وأدخلها إلى نفق مظلم .
على ضوء هذه المعطيات باغتَ وزير الداخلية السيد حكمت سُليمان قداسة البطريرك مار إيشاي شمعون برسالته المرقمة ( س / 1104 في 28 / 5 / 1933 ) وفيما يلي أقتبس النص الكامل والحرفي كما أورده مؤلف الكتاب الأستاذ القيسي في صفحات ( 112 ، 113 ، 114 ) من كتابه موضوع البحث .   
" عزيزي حضرة المارشمعون المحترم
سبق أن أوضحت لكم ابان زيارتي الأخيرة للموصل موقف الحكومة فيما يتعلق بوضعكم الشخصي وأرغب الآن أن أويد تحريرياً ما سبق أن سمعتموه شفهياً . إن الحكومة راغبة في الاعتراف بكم رسمياً كرئيس روحي للطائفة الآثورية وتعدكم بأنكم ستنالون الاحترام اللائق بكم بصفتكم المذكورة في كل وقت ، وكما سبق لمتصرف الموصل أن أخبركم أن الحكومة ترغب في الحصول على مساعدتكم في أمر تنظيم لائحة قانون الطائفة على نفس أسس القوانين النافذة الآن على الطوائف الأخرى . ولإدامة مقامكم الروحي على الوجه المناسب تبحث الحكومة في الوقت الحاضر في كيفية ايجاد مورد لمساعدتكم بصورة مستديمة وليس في نيتها تقليل المخصصات الشهرية التي تدفع لكم الآن الى أن يحين الوقت الذي يتضح فيه بأن لكم إيراداً كافياً من منابع أخرى . على أنه لا بد لي أن أوضح بأن الحكومة لا يسعها الموافقة على تخويلكم أية سلطة زمنية وسيكون وضعكم كوضع رؤساء الطوائف الأخرى الروحانيين في العراق . ويتحتم على أبناء الطائفة الآثورية في كافة شؤون الإدارة مراعاة القوانين والأنظمة والأصول التي تطبق على جميع العراقيين الآخرين . لا حاجة للتأكيد لحضرتكم مبلغ رغبة الحكومة الصادقة للقيام بكل ما يمكن عمله لترى الطائفة الآثورية كسائر العراقيين سعيدة وراضية ومن الرعايا المخلصين لصاحب الجلالة الملك المعظم وقد صرحت بسياستها مفصلاً أمام عصبة الأمم في جنيف والتي اقترنت بموافقتها . ومما ينبغي بيانه أن الحكومة حسب الأتفاق الذي تم في الخريف المنصرف ساعية للحصول على خدمات خبير أجنبي لابداء المشورة في مسألة الإسكان المهمة ، ويتوقع وصول هذا الخبير الميجر تومسن الموصل في نهاية هذا الشهر – يرجى ملاحظة أن خبير الاسكان لم يكن قد وصل إلى الموصل بعد أي أنه لم يلتقي المارشمعون أبداً – وستكون أعماله ذات أهمية عظمى للطائفة الآثورية ، ولي وطيد الأمل بأنه سيلقي المساعدة التامة من جميع من يضمر خيراً للطائفة . لقد لاحظت ويا للأسف أن حضرتكم قد أخذتم حتى الآن موقفاً غير مساعد بل ومعرقل ، بحسب منطوق بعض التقارير لهذه المسألة المهمة جداً . وعليه أراني مضطراً الآن أن أطلب إعطاء ضمان تحريري بانكم لا تأتون عملاً من شأنه أن يجعل مهمة الميجر تومسن والحكومة صعبة . فإذا كانت هناك أية نقاط لم أوضحها في هذا الكتاب فيسرني أن تلفتوا أنظاري إليها . إن الاعتراف بوضعكم المعين آنفاً منوط بقبولكم عهداً قاطعاً بأنكم ستكونون على الدوام وبكل الوسائل كأحد الرعايا المخلصين لصاحب الجلالة الملك المعظم . ويسرني أن أحصل على جوابكم التحريري على هذا الكتاب حسب ما جاء في المرفق .
وزير الداخلية : حكمت سُليمان
وهذه صورة العهد التي أرفقها وزير الداخلية برسالته أعلاه :
(( إني المارشمعون قد اطلعتُ على كتاب معاليكم المرقم س / 1104 في 28 / مايس / 1933 وقبلتُ بجميع ما ورد فيه ، وها أنا أتعهد بأنني سوف لا أقوم بأي عمل من شأنه أن يعرقل مهمة الميجر تومسن والحكومة العراقية وذلك فيما يتعلق بمشروع الاسكان وأن أكون على الدوام وبكل الوسائل كأحد الرعايا المخلصين لصاحب الجلالة المعظم )) انتهى الاقتباس "

وبعد عودة الملك فيصل الأول بعد انتهاء أحداث الآثوريين بمذبحة سُميل التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء جمع وزراءه ليبحث معهم أسباب تلك الأحداث المخجلة التي ألحقت الخزي والعار بسمعة العراق وحكومته وبواعث تطوراتها وتداعياتها على المديين القريب والبعيد وردود أفعالها السلبية والايجابية على العراق في المحافل الدولية فانبرى نوري السعيد وزير الخارجية فقال " إن رسالة حكمت سُليمان الى المارشمعون كانت السبب الأول في تداعي الأحداث وانتهاءها إلى ما انتهت إليه  " حسب ما أورده عبدالرزاق الحسني في الصفحة 298 من كتابه تاريخ الوزارات العراقية والمشار غليه في ( ص 115 ) من كتابنا موضوع البحث . كان ولا يزال هذا هو التشخيص الدقيق والصحيح لواقع الحال فلا بد من الإقرار والقول بأن الصواب قد جانب حضرة الوزير الوالي العثماني في أمر هذه الرسالة. وسواءً كان ما أتى به الوزير عن غفلة أم عن إدراك وتدبير مقصودين ومخطط لهما من قبل الوزير والحكومة ومباركة الانكليز وبرضا كل المعنيين بالقضية الأثورية من الأطراف الأخرى المتعاونة مع الحكومة آثورية وغير آثورية لغرض في نفس حكومة الكيلاني ، فهو في الحالين المسبب والمسئول الواجب محاسبته عن نتائج عمله . وكان يمكن لهذه الرسالة أن تكون أساساً سليماً للتفاهم والتفاوض لو اقتصرت على عرض وجهة نظر الوزير شخصياً وخلت من أمر التعهد الذي طالب قداسة المارشمعون توقيعه . وهكذا وبوجود هذا التعهد تحولت رسالته إلى تهديد ووعيد وإنذار بقطع المفاوضات والتفاهمات والوصول إلى طريق مسدود ، لأن الوزير جعل هدف رسالته إنتزاع من المارشمعون توقيعه على التعهد المرفق برسالته التهديدية دون أن يَعلمه بالإجراءات التي سوف تتخذها الحكومة بحقه في حالة رفضه توقيع ذلك التعهد لربما كان المارشمعون قد اتخذ من الرسالة موقفاً مغايراً ، وفي نفس الوقت لم يَعلم الوزير حق العلم أن زعيماً له مقام المارشمعون ومركزه الديني والقيادي بين أبناء أمته لا يرضي بأن يعامل بمثل هذه المعاملة المهينة والمسيئة لشخصه ومركزه الديني التي تحط من قدره بين أبناء قوميته فحسب ، بل تلك المعاملة المهينة التي تليق بالعصاة والمتمردين وقطاعي الطرق وليس بشخص كالمارشمعون الذي لب طلب الحكومة وجاء إلى بغداد طوعاً للتفاوض بشأن قضية ومن ثم يغدر به بخبث ، وكانت الحالة قريبة الشبه بحالة زيارة المارشمعون الشهيد بنيامين لسمكو ، ولكن في الحقيقة كان هذا ما يريده الوزير المتغطرس وما خطط له للأقدام من بعده على خطوته الثانية في طريق الخطأ القاتل . لقد أدرك المارشمعون بحدسه الشخصي تمام الإدراك أبعاد الخطة التي رسمها الوزير وحكومته والتي من أجلها تم استدراجه للمجيء إلى بغداد ليتم تبليغه بإنذار تعرف الحكومة كل العرفان برفضه له . ولذلك سارع المارشمعون برفع رسالة إلى الملك فيصل بتاريخ 4 / 6 / 1933 شرح له فيها أمر استدعائه إلى بغداد ووضح له بالتفصيل خلاصة مفاوضاته مع وزير الداخلية ثم عرض على الملك ما يراد به وبقومه من أمر مدبر وإجباره على توقيع تعهد خطي  وضعته الحكومة ، وكذلك شكا للملك ما يلقاه بنو قومه من الحكومتين البريطانية والعراقية من الجور والاضطهاد ، ثم أنهى رسالته بما اعتبرته المصادر الحكومية الرسمية وتبعه عبدالرزاق الحسني في الصفحة 268 من كتابه تاريخ الوزارات العراقية " تهديداً لمقام صاحب الجلالة " والذي ما كان كذلك إطلاقاً إذ كان كل ما قاله المارشمعون إنه لا يكون مسئولا عن حركات أتباعه في الشمال وهو محجوز في بغداد تحت الإقامة الجبرية وما يؤسف له إن المصادر العراقية الرسمية لا تذكر نص تلك الرسالة وإنما تكتفي بالإشارة إليها والاقتباس منها ما يخدم تبرير أفعال الحكومة في حينها ، ولكن من خلال سير الأحداث لاحقاً يبدو أن رسالة المارشمعون هذه لم تلق استجابة من لدن الملك لربما لم يتسع له الوقت لقراءتها لأنشغاله بأمر سفره القريب إلى بريطانيا حيث غادر إليها فعلاً بتاريخ 5 / 6 / 1933 ، أو لربما أن رئيس الديوان الملكي السيد علي جودت الأيوبي بالاتفاق مع الحكومة تم إخفائها عن الملك ليتم تقديمها لاحقاً إلى نائب الملك المتواطئ أصلاً مع مخططات حكومة الكيلاني لتمرير المؤامرة بتصفية الوجود الآثوري في العراق وهذا الاحتمال هو المرجح على الأغلب ، هكذا كانت تحاك المؤامرات في العلن أحياناً وفي الخفاء من وراء الستار أحياناً أخرى بتدبير الحكومة العراقية ومباركة حكومة بريطانية للإيقاع بالآثوريين في الشرك الذي نصبوه لهم واستغلال حسن نواياهم واتخاذهم من المتعاونين مع مشروعهم الخاص بالإسكان بديلاً للتفاوض بشأن القضية وجعلوا من المارشمعون وأتباعه كبش الفداء لغدر الغادرين الذين تمرسوا في المكر والخداع والتضليل والكذب والتلفيق وتدبير الدسائس وحبك المؤامرات وتسويق التهم زوراً وبهتاناً ضدهم ..
ملاحظة : أريد هنا أن أتساءل بعد قرائتي لرسالة معالي وزير الداخلية لماذا كل هذا الأصرار من الحكومة على إنتزاع السلطة الزمنية على الآثوريين من قداسة المارشمعون والتي يتمتع بها عليهم من قرون طويلة ؟ ما الذي يضر الحكومة العراقية ببقائها ؟ ما هي مصلحة الحكومة بالذات في ذلك ؟ هل لتخولها لشخص آخر قريباً من سياساتها ومتعاوناً معها أم ماذا ؟ أم إن ذلك كانت رغبة من الحكومة لأذلال وإهانة المارشمعون والحط من قدره في عيون بني قومه ؟ يبقى ذلك مجرد سؤال يجيب عليه القارئ ولكن يفضل بعد قراءة هذه المقالات التي نشرت والتي ستنشر لاحقاً والكتاب كله لكي لا يخرج القارئ من حيادية التقييم المنصف  . 
وسوف أنشر في القراءة رقم ( 7 ) اللاحقة رسالة المارشمعون الجوابية على رسالة السيد وزير الداخلية حكمت سليمان .
                    نلتقي في القراءة رقم ( 7 )         

نلتقي في القراءة رقم ( 7 )


2151
قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
" التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق "
القراءة رقم (5 )
المهندس : خوشابا سولاقا
من خلال القراءات السابقة وقفنا على الكثير من الأسباب والدوافع الفعلية التي دعت السلطات العراقية في حينها إلى تبني مواقف معادية لوجود الاثوريين في العراق وإظهار مشاعر عدم الرضا والارتياح نحوهم واعتبارهم دخلاء إلى العراق ، هذه المظاهر الشوفينية والعنصرية للحكومة دعت بالآثوريين إلى المطالبة ببعض الحقوق التي تساعدهم على العيش والاستقرار في العراق إلى جانب بقية المكونات العراقية الأخرى بأمان وسلام بالرغم من وجود لديهم الشكوك والريبة من الطرف الآخر بحكم التجارب المريرة السابقة معه ، بعد أن فقدوا الأمل بالعودة إلى مواطنهم الأصلية في هيكاري التي أصبحت بعد رسم خط الحدود بين العراق وتركيا ضمن الأراضي التركية الحالية  وذلك بعد أن تنصل الانكليز عن كل الوعود والعهود التي قطعوها لهم مقابل دخولهم إلى جانب الحلفاء في الحرب الكونية الأولى كحلفاء وليس كأتباع ضد الدولة العثمانية التي عاشوا في كنفها لقرون عديدة وذاقوا الأمرين من سياساتها العنصرية الشوفينية الحمقاء وما لقوه من ظلم وجور وقتل واضطهاد في ظل حكمها العفن ، وما حصل من المذابح التي ارتكبت بحقهم على يد الأتراك والكُرد بين عامي 1843 -1846 بقيادة بدر خان بيك ونورالدين بيك تحت أنظار ورعاية السلطات العثمانية المتخلفة وبتحريض منها ، تلك المطالب التي كان من ضمنها مطالبة عصبة الأمم والحكومة البريطانية إسكانهم في منطقة واحدة ذات إدارة ذاتية لكي يمكنهم ذلك من حماية أنفسهم من أية اعتداءات محتملة في المستقبل من العشائر العربية والكُردية وليس لأي غرض آخر كما كما تذكر بعض المصادر الحكومية الرسمية العراقية . بعد معرفة كل هذه الأمور ولكي تكتمل الصورة للظروف الموضوعية المحيطة بالقضية الآثورية في العراق في تلك الفترة التي سبقت مذبحة سُميل لابد لنا أن نتعرف على حقيقة الشخصيات الحكومية التي حصلت مذبحة سُميل في عهدهم من حيث نشأتهم وثقافتهم وخلفياتهم السياسية والاجتماعية وسيرتهم الذاتية ووضعهم النفسي وانعكاسات ذلك على بنيتهم الفكرية والعقائدية ومنهجهم في تعاملهم وتعايشهم مع الآخر المختلف عنهم قومياً ودينياً كالآثوريين ، لأن إلقاء الضوء على طبيعة هكذا شخصيات يقود الباحث إلى اكتشاف الكثير من الأسباب والدوافع لارتكاب أفعال مثل تلك التي ارتكبت في سُميل بحق شعبنا الآثوري من هنا تنبع أهمية دراسة هذه الشخصيات وخلفياتها الاجتماعية .
وعليه أستعرض لكم فيما يلي بالتفصيل ما يخص شخصية السيد رشيد عالي الكيلاني والسيد حكمت سُليمان والمتعاونين معهم من الرسميين من الذين كان لهم حضور في الحكومة آنذاك بقدر الإمكان وحسب ما أورده مؤلف هذا الكتاب في فصله الرابع – خلفيات سياسية – في الصفحات ( 88 – 104 ) حيث سأقتبس وبتصرف من هذه الصفحات الجوانب التي تخص جوهر القضية الآثورية التي نحن يصددها حتى نتمكن من استكمال كل الجوانب والأسباب والدوافع الحقيقية التي دفع الحقد الأعمى والكراهية  البغضاء والعنصرية الموروثة والمتأصلة في أعماق كيانهم إلى الانتقام من الآثوريين والتنكيل بهم والسعي إلى إبادتهم عن بكرة أبيهم كما كانوا يصرحون علانيةً على الملأ واستئصال شأفهم من المجتمع العراقي عندما سنحت لهم الفرصة وأصبحوا في سدة الحكم وبيدهم القرار .
أولاً : من هو رشيد عالي الكيلاني .. ؟؟
ينتسب رشيد عالي الكيلاني – في ظاهر الأمر – إلى العائلة الكيلانية الشهيرة في العراق وفي بقاع أخرى من العالم الإسلامي . ولكن العائلة الكيلانية لم تعترف ببنوة السيد رشيد لأبيه السيد عبد الوهاب الكيلاني أبن عم النقيب الكبير للعائلة الكيلانية ، ولم يعرف السيد الكيلاني باسم رشيد عالي إلا بعد فترة متأخرة من شبابه . ولخلافات عائلية غضب النقيب الكبير السيد عبدالرحمن النقيب أول رئيس وزارة عراقية عام 1920 على أبن عمه السيد عبدالوهاب فقرر حرمانه من حصته من ريع الأوقاف القادرية مما دفعت بالسيد عبدالوهاب إلى العيش في عوز وضنك .
وفي ظل هذه الظروف المعاشية الصعبة نشأ رشيد ، وما أن تفتحت مداركه بدأ يحس بالفارق الكبير بين ما يقاسيه وعائلته من شظف العيش والحرمان وبين ما ينعم به النقيب الكبير وعائلته ، فألمه هذا الحال وأضناه كما آلمه وأضناه نكران العائلة الكيلانية بنوته لابيه ونفي صلة الدم بينه وبينها !!؟ .
كان رشيد ذكياً مرهف الحس فكان من الطبيعي جداً أن تخلق هذه المشاعر في حفيظة نفسه ضغينة مرة على الناس وحسداً أعمى وحقداً طاغياً ونقمة شديدة على كل صاحب مال أو سلطان وإن تورثه طبعاً جامحاً لامتلاك المال والجاه بل حتى اغتصابه ورغبة عارمة في بز العائلة التي أنكرت نَسبه وتحديها ، وكذلك عُرف عنه حدة المزاج وتعرضه في أكثر الأحيان لنوبات عصبية شديدة تقارب الجنون تفقده دقة التفكير وحسن التصرف ، وقد عرف عنه أيضا كونه سياسي ميكافيلي النهج  والسلوك . ولهذا فقد انصرف إلى الدرس والتحصيل فنجح فيهما ، ولكن ولكي يشق طريقه إلى مستقبل فاخر ومال وجاه وافر وجد أن تحقيق ذلك غير ممكن من دون أن يرنو إلى اصطناع المكر والكيد والغدر والخداع . وفي ظل الظروف المساعدة التي استجدت في العراق بعد سقوط الدولة العثمانية من انهيار للقيم والمثل وشيوع الانتهازية فوجد فرصته المواتية فبرع في مكره وخداعه للناس والانتفاع منهم ثم التخلي عنهم والإيقاع بهم حين تقتضي مصلحته ذلك . فأحسن التلون والاستخذاء كما أحسن التكبر والاستعلاء . وبجهود مضنية من التقلب والرياء وصل الى أعلى المناصب في الدولة واستطاع أن يتحدى العائلة الكيلانية التي رفضته ونكرت بنوته ويفرض نفسه عليها ويضفي لقب الكيلاني على نفسه ، كما استطاع بزواجه من وريثة تركية غنية هي ابنة عميد المماليك الأتراك في العراق باستفادة من ثروتها أن يشق طريقه في المجتمع في وقت كان التقرب إلى المجتمع المملوكي يعتبر مظهراً من مظاهر الشرف والرفعة وطريقاً مضموناً للتقدم والارتقاء . وهكذا تجمعت في شخصية رشيد عالي الكيلاني مشاعر الحقد على الناس وحب الانتقام ممن يعاديه أو يقف في وجه خططه ، ومشاعر الطمع وحب التملك والسيطرة وسلب الناس أموالهم وما يستتبع ذلك من كذب ومكر وخداع وضياع للقيم والأخلاق . ومع هذا فلا جمع المال ولا مرور الأيام ولا تغيير الأحوال استطاع أن يمحو عُقده النفسية المتأصلة في أعماق كيانه ، أو أن ينسيه حقده الدفين على غيره ، وقد عرفه تاريخ العراق شخصاً متآمراً دساساً في المؤامرات وفتاكاً سفاحاً في مقاتلة عشائر الفرات الأوسط ينفذ الإعدام بأفرادها بدم بارد ، وهو رجل مخادع حين تضيق به الأمور ويشتد عليه الخناق ، وقاسٍ صارم شديد القسوة والصرامة حين تصير إليه الأمور ، وهو رجل طامح طامع بلا حدود لا يتورع عن التضحية بكل القيم والمُثل وقواعد الأخلاق والسلوك إذا ما تعارض وطمعه وطموحه ، ثم عرفه التاريخ العراقي مختالاً مستكيناً عندما تنقلب الأمور عليه . هذه هي البنية الفكرية والنفسية لشخصية رشيد عالي الكيلاني المعروف بتعصبه الديني وشدة نقمته على الناس بخلفياته العثمانية في ميوله وتفكيره مع طغيان الأسلوب الفاشي العسكري على فكره السياسي وميكافيلية منهجه في طريقته في الحكم والإدارة وعلاقاته العامة مع الآخر كائن من يكون ، كان بهذا كله أعجز من أن يفهم طبيعة تطلعات الأقليات أو أن يقر لها بحقوق ، كما كان أعجز عن أن يستوعب الأبعاد الاجتماعية والسياسية للحياة الديمقراطية ، ولذلك كان الكيلاني بعيداً كل البعد عن الأخذ بالحلول السلمية التفاوضية والحوار الديمقراطي البعيدة عن العنف وإراقة الدماء في تعامله مع الأقليات . ومن سوء حظ الآثوريين أن يتولى هذا الشخص رئاسة الوزراء في 20 / 3 / 1933 بعد أن انخدع الملك فيصل الأول بهذا الماكر الخداع ، وجدوا ملف قضيتهم القومية موضوعة على طاولة المفاوضات بين الأطراف المعنية والكيلاني على راس أحد هذه الأطراف الرئيسية !! ..
ثانياً : من هو حكمت سُليمان وزير داخلية حكومة الكيلاني .. ؟
حكمت سُليمان هو أحد أبناء رئيس المماليك في العراق سُليمان فائق وهو عراقي المولد من أصل شركسي ( ألباني ) وقيل عنه مغولي الدم نشأ وتعلم في اسطنبول تحت رعاية أخيه الجنرال محمود شوكت باشا الذي قاد انقلابا عسكرياً صيره رئيساً للوزراء في الدولة العثمانية بعد أن خلع السُلطان عبدالحميد الثاني عن عرش الإمبراطورية ، ثم ما لبث أن أودى به انقلاب عسكري ثانِ قام به إتباعه . وكان من الطبيعي جداً أن تترك هذه الأحداث أثرها البالغ في نفس حكمت سُليمان وأن يتشرب ذهنه بأساليب العمل العثماني والثقافة والمنهج العثمانيين في صياغة شخصيته في السياسة والإدارة والعلاقات العامة والتعامل مع الآخر ، وأن يتعلم منهم الدس والتآمر والمكر والخديعة ويرث منهم طبع الاستبداد بالرأي والغطرسة بالأداء والحقد والكراهية في الشعور ، يضاف على كل ذلك ضعف بَيّن في ثقافته العامة ولهفة محمومة ومسعورة للحكم والسيطرة . وقد عرفه التاريخ رجلاً متآمراً لم يتورع عن الاستعانة بانقلاب عسكري وباستعمال كل الوسائل مهما كانت للوصول إلى سدة الحكم .
 وهكذا شاء القدر إن تجتمع رؤوس الشر والجريمة ، الكيلاني وحكمت سليمان في وزارة الكيلاني في العشرين من آذار من عام 1933 والعقيد بكر صدقي ذو الأصول الكردية على رأس قيادة الجيش في الموصل في ظل وجود خليل عزمي وكيل متصرف الموصل المعروف بضعفه وقلة خبرته في الإدارة والذي كان له أثر ملحوظ في تطور الأمور وانفلاتها مما أتاح لقائد الجيش بكر صدقي فرصة السيطرة على سير الأمور وفرض أرائه عليها كما يشاء والذي كان يتميز بعنصريته وحقده على الأقليات القومية والدينية ، وكل ذلك جرى تحت رعاية ولي العهد الملكي الأمير الشاب غازي القليل التعليم ومعدوم الثقافة وخلواً من التجارب والقدرة على توجيه الأمور مع ميله الخفي لمعارضة أبيه والخروج عن طاعته وشعوره الطولي بالوطنية التي تعني عنده فقط كراهية الانكليز دون سواها ، والمتعاطف لحد النخاع مع توجهات الكيلاني الخرقاء وأعوانه ، وفي ظل غياب الملك فيصل الأول صاحب الحكمة والتعقل والاعتدال ونوري السعيد وزير الخارجية داهية السياسة والموازنات السياسية وياسين الهاشمي وزير المالية والسفير البريطاني السير فرانسيس همفريز ومستشار وزارة الداخلية المستر كورنواليس الرجل الخبير بشؤون العراق عن العراق في آن واحد ، بهذه المصادفة العجيبة الغريبة خلت الساحة للكياني وأعوانه لتنفيذ مخططهم التآمري لذبح وإبادة الآثوريين ، لو لم يكن هذا الغياب غير المقصود في الغالب لكانت الأحداث قد سارت على غير ما سارت إليه في ظل هذا الغياب ، وهذا بالطبع كان من سوء حظ الآثوريين ومن حسن حظ الكيلاني وأعوانه إن صح التعبير .

نلتقي في القراءة رقم ( 6 )

2152
إلى الأخ العزيز نيسان أوشانا المحترم
تحية طيبة وبعد
أولاً من خلال هذا الموقع وعبر تأييدي الكامل لما تضمنه مقالكم الرائع هذا أحيي الأخوة المثقفين الكلدان بمناسبة انعقاد مؤتمرهم العام في ديترويت متمنيا لهم النجاح في تحقيق ما يصبون إليه لأمتنا والذي فشلوا الآخرين في تحقيقه ،  وأرجو أن لا تنتقل أسباب فشل الآخرين إلى المؤتمرين من الأخوة الكلدان وأن يتجاوزوها بنجاح . أخي العزيز نيسان لا يوجد هناك فرد واحد من أبناء شعبنا لا يتمنى تحقيق وحدتنا القومية وينتظرها بلهفة وشوق ولكن لا يعرف من أين تكون البداية هنا يكمن الشر المعرقل للخير ، لا أريد الإطالة وأدخل في المطلوب وكما يلي باختصار :-
إن السبب في خلافاتنا العميقة والمتشنجة والمستعصية حول التسمية القومية الموحدة والتي نلاحظها ونتلمسها من خلال حواراتنا ونقاشاتنا عبر هذا الموقع وغيره وحتى تلك التي تحصل بين اكليروس كنائسنا في لقاءاتهم من دون أن نتمكن في النهاية إلى اتفاق مفيد هو الربط التاريخي والاندماج الذي حصل بين التسمية المذهبية اللاهوتية والتسميات القومية المتداولة بيننا والراسخة في ثقافة كنائسنا وعقول رعاياها ، مما جعل كل فرد من أبناء طوائفنا ينظر إلى أخيه من أبناء الطائفتين  الأخرتين  بمنظار  المضمون المذهبي اللاهوتي وليس بمنظار القومي الشامل ولذلك بقت الخلافات نشطة وفعالة ونيرانها ملتهبة ، ولذلك أجد أن تحقيق الوحدة القومية لا تتحقق قبل تحقيق الوحدة المذهبية اللاهوتية لكنائسنا المشرقية بكل تسمياتها وتلك تتطلب تضحيات كبيرة من أكليروس كنائسنا بالذات وعلى وجه الخصوص ، ولذلك كان قداسة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الأول في غاية الدقة في تشخيصه لقلب المشكلة ووضع إصبعه على الجرح وتحديده لنقطة البداية للانطلاق الى فضاء الوحدة القومية حين أبدى استعداده للتنازل عن درجة البطريرك من اجل الوحدة ، لقد قلت مراراً إن تمزق وحدتنا القومية وتشظينا خرج من باب الكنيسة وعليه فإن وحدتها لا تأتي إلا من باب الكنيسة ، أملي أن يكون ذلك اليوم قريباً بجهود المخلصين المؤمنين بالوحدة القومية وليس بجهود المتاجرين بها في سوق الخردة وشكراً .


أخوكم خوشابا سولاقا 

2153
 االى الأخ سام البرواري المحترم تحية طيبة وبعد
حسب فهمي وتصوراتي المبدأية لمفهوم التنظيم السياسي أي كان زوعا أم غيره ، لا أؤيد أي إنشقاق فيه بالقدر نفسه الذي أرفض فيه الخيانة والفساد والانفراد في القرار واستغلال التنظيم كوسيلة لتحقيق منافع ومصالح شخصية من غير استحقاق وجعله سُلماً للصعود على أكتاف وتضحيات واستحقاق الآخرين ، وأعتبر الوحدة الفكرية والتنظيمبة والشفافية في العمل والصراحة الرفاقية  في أي تنظيم سياسي مصدر قوته ، وأعتبر الخيانة والفساد بكل أشكاله واستغلال التنظيم من قبل المتنفذين لأغراضهم الشخصية مصدر ضعفه وتفككه تنظيمياً وبالتالي انهياره ، عليه فأن وجود مثل هذه الظواهر السلبية في التنظيم السياسي يفرض على الكوادر القيادية المخلصة فيه أن يكون لهم موقف منها وتشخيصها بدقة ومن ثم التصدي لها والسعي الى استئصالها من جذورها  قيل استفحالها وفق السياقات التنظيمية إن كانت الديمقراطية هي النهج والوسيلة السائدة في التنظيم لتحقيق هذه الغاية النبيلة ، أما اذا كان الاستبداد في الرأي وقمع الرأي الآخر والتسلط والانفراد في القرار من قبل المتنفذين في قيادة التنظيم كما هو الحال في جميع التنظيمات الشمولية التي يسود فيها تقديس وتأليه وعبادة الفرد هو السائد وهو الذي يفرض إرادته من خلال الأكثرية الانتهازبة من المنتفعين في المؤتمرات الحزبية ، فعندها تبقى الدعوة للعناصر المخلصة للمبادئ الى تشكيل تنظيم سياسي إصلاحي بديل هو الخيار المفروض ويكون ذلك الخيار مبرراً ومشروعاً وقانونياً حسب النظام الداخلي للتنظيم لأن السلوكيات الخاطئة المنوه عنها تعطل النظام الداخلي وكل السياقات التنظيمية المشروعة ، لأنه كما يقال " آخر العلاج الكي " .. بهذا الفهم وهذه الروحية تعاملت مع زوعا خلال فترة عملي في صفوفه من بعد سقوط النظام البعثي عام 2003
 وفي الختام تفبل تحياتي .....   أخوكم خوشابا سولاقا

2154

 الى الأخ والصديق العزيز أبرم شبيرا المحترم 
تحية وتقدير
     عاش قلمك الراقي على هذا المقال الرائع أحييك على ما كتبت ودمت لنا ذخراً يا عزيزي ( يا أبي )

                               أخيك وصديقك الدائم : خوشـــابا ســـولاقا

2155

 


        رد: قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي " التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق " ا
« رد #7 في: اليوم في 06:24 »   
________________________________________

 الأخ فريد وردة المحترم ... تحية طيبة وبعد
 أولا : أنا فيما نشرته لحد الآن لم أدافع عن شخص بعينه ولا عن عائلة بعينها ولم أتهم شخص بعينه ولا عائلة ولا عشيرة بعينها من الآثوريين بل حاولت وسأحاول الدفاع عن شعبنا الآثوري ، وحاولت أن أبين دور الانكليز وخيانتهم لشعبنا ، ومن ثم حاولت وسأحاول أن أفضح دور الحكام الفاشيين في العراق آنذاك في تدبير الدسائس والمؤامرات لتوريط الآثوريين حسب ما أورده المرحوم عبدالمجيد القيسي في كتابه موضوع البحث .
 ثانياً : إن القراءات القادمة التي ستنشر لاحقاً سوف تجيب على الكثير من تساؤلاتك وما يدور في خلدك من الذي تتحفظ وتتردد في البوح به  .
 ثالثاً : الجميع يعرف إعتداءات العشائر الكوردية على الآثوريين بشكل خاص والمسيحيين بشكل عام وبتحريض من السلطات العثمانية لدوافع دينية ، وعلى سبيل المثال لا الحصر مذابح بدر خان بيك التي راح ضحيتها عشرات الآف من الآثوريين والكلدان والسريان خلال أعوام 1841 - 1843 م وهذه المذابح من كان ورائها ؟ هل كانت مذابح سيفو بحق السريان بسبب العائلة الشمعونة؟ ،  يقولون (لا تكعد عدل  وتحجي أعوج ) يا أستاذ فريد وردة !! .
 رابعاً : أنت وغيرك تتحدثون عن حكومات العراق آنذاك وكأنها حكومات وطنية تقدمية وديمقراطية للغاية وإنسانية الى آخر حد وليست حكومات عميلة لبريطانية وصنيعتها أو بمعنى كأنها حكومات الملائكة ومن يطالبهم بأبسط حق هو صديق الشيطان يستحق العقاب لمجرد تبرير مواقف معينة للبغض  !!  .
 خامساً : كان واقع حياة الآثوريين في ظل الدولة العثمانية واقع مرير ومزري وهذا ما دفعهم الى دخول الحرب مع الحلفاء وليس النعيم الذي كانوا فيه تحت سلطة الهمجية والبربرية العثمانبة هذا من جهة ومن جهة ثانية إذا كانت العائلة الشمعونية هي من دفعت بالآثوريين لدخول الحرب الى جانب الانكليز لماذا قبلوا الآخرين من زعماء العشائر ومن الأباء الروحانيين بهذا القرار ؟؟  لماذا لم يُقدموا على عزل المارشمعون من الزعامة الزمنية عليهم على الأقل ؟ . وعليه أقول لك الجميع قبلوا قرار دخول الحرب وقاتلوا ببسالة نادرة تحت قيادة المارشمعون وزعماء العشائر وقدموا تضحيات جسيمة في سبيل تحقيق حلمهم الجميل الذي ظلوا يحلمون به الى ما بعد مذبحة سُميل والى اليوم للعيش بسلام وأمان ، ولكن غدر بهم الزمان .
 سادساً : أدعوك بمحبة الى إعادة قراءة التاريخ الآثوري المعاصر بتجرد من الولاءات العشائرية والقبلية والمذهبية ، وبقراءة النتائج على ضوء الأسباب المؤدية إليها عندها ستجد صورة أخرى مغايرة لما مطبوعة في مخيلتك ، البشر يخطأون وليس العيب في أن يخطأ الانسان بل العيب في أن يستمر في خطأه ويصر عليه ، هنا هي مشكلتنا  يا أستاذ فريد .

                   خوشابا سولاقا

 يرجى رفع الصيغة السابقة  لوجود تعديلات مطبعية وشكراً لتعاونكم                               


   
    سجل




صفحات: [1]        

« قبل بعد »

انتقل إلى:   




2156
الى الاخ اشور دنخا المحترم ..
تحية طيبة ..
اولا : اطلب منك ان تعيد قراءة مقال الاستاذ ابرم شبيرا بدقة لتعرف ان المؤلف الذي قصدته في ردك على لسان الاخ ابرم شبيرا ليس المرحوم عبد المجيد حسيب القيسي صاحب الكتاب موضوع بحثنا بل هو السيد رياض رشيد ناجي الحيدري صاحب كتاب ( الاثوريين في العراق 1918ـ1933) والذي اعتمد المرحوم القيسي على الكثير من المعلومات التاريخية التي اوردها السيد الحيدري في كتابه اعلاه ولم يعتمد ما اورده من اراء شخصية بخصوص الاثوريين ، وكون الحيدري من اصول كردية ومستعرب حسب ما قاله الاخ ابرم شبيرا لا يعني انه حاقد على الاثوريين وكتابه يخلو من الحقائق التاريخية . انصحك ان تتجاوز هذه التصورات والانطباعات والتي لا تخدم قضيتنا والتي في نفس الوقت لا تليق بنا ونحن ابناء اليوم . علما بان الاخ ابرم قد ذكر في مقاله بان حكومة البعثيين قد منعت كتاب السيدالحيدري لانه خالف في بعض استنتاجاته وبيانه للحقائق التاريخية بخصوص الاثوريين توجيهات البعث في حينها بخصوص اعادة كتابة التاريخ أي ( تعريب التاريخ ) وهذا مؤشر على مصداقية السيد الحيدري في جوانب من كتابه  لمن يعرف قراءة مابين الاسطر من ابناء شعبنا .
ثانيا : اما بخصوص مقارنتك ومقاربتك بين يونادم كنا ونينوس بثيو مع من في بالك الذين اجهلهم بما اوردتُه لحد الان في هذه القراءات فلا يوجد رابط بينهما لانني في قناعاتي لا اعني شخصا ما بعينه وعليه فان مقاربتك امر يخصك وانت حر لان تقول ما تشاء وان تذكر من تشاء في مقاربتك مع يونادم ونينوس وانا لا شأن لي بذلك . انا شخصيا الان خارج تنظيمات  الحركة الديمقراطية الاشورية حيث عندما اكتشفت امر من تعنيهم بجهات اخرى كتبت بحقهما ما لم يكتبه احدا قبلي عبر هذا الموقع في مقالي ( الحركة الديمقراطية الاشورية الى اين ؟ ) والذي على اثره ساقني السيد كنا مشكورا الى محاكم النشر والاعلام فخسرها بامتياز لحد الان في محكمة البداءة والاستئناف ونحن الان بانتظار الجولة الاخيرة في محكمة التمييز لتحسم الموضوع لصالحي ام لصالح السيد كنا وبذلك نسدل الستار الاسود على هذا الموضوع .
وانا الان امثل شخصي فقط ولا اتحمل ما ينسب للحركة الديمقراطية الاشورية من انجازات ايجابية او انتكاسات وتداعيات سلبية ..
اخي اشور لا تكن متسرعا في احكامك على الاخرين لان التاريخ لا ينسى احدا وانه يمهل ولا يهمل كما قيل ..
وتقبل شكري وتقديري ... خوشابا سولاقا

2157

 الأخ العزيز بولص ملك يوسف خوشابا المحترم ..... تحية طيبة
 أولاً : أرجو أن تكون صبوراً وتنتظر إلى أن أنشر آخر قراءة لكي تعرف غرضي من نشر هذه القراءات قبل أن تتسرع بحكمك على الموضوع .
 ثانياً : أنا لم أكتب أي شيء من عندي عن دور المرحوم جدك ملك خوشابا في تلك الأحداث سوى ما ورد في كل الكتب التي كتبت بهذا الخصوص .
 ثالثاً : أنا لا يهمني في هذه القراءات كم كان عدد العوائل المؤيدة للمرحوم جدك ملك خوشابا وكم كانت مؤيدة لقداسة المارشمعون ، المهم في الأمر حصل إنشقاق في القيادة الآثورية في ذلك الوقت لأي سبب كان وصاروا طرفين متخالفين ، طرف بزعامة المرحوم جدك وتعاون مع الخكومة وطرف بزعامة قداسة البطريرك معارض لمشروع الحكومة لاسكان الآثوريين وهذا الأمر يعرفه الجميع من أبناء شعبنا وها أنت في ردك أعترفت بوجود طرفين من خلال عرضك لأعداد الموالين للمرحوم جدك والموالين للمرحوم قداسة المارشمعون .
 رابغاً : أنا لم أعتمد على مصدر واحد في كتابة هذه المقالات وهي في الحقيقة ليست مقالات كما تدعي بل هي قراءات من كتاب معين هذا من جهة ، ومن جهة ثانية أنا لم أقل للقراء لا تصدقوا كتابات الكتاب الآثوريين ، بل أنا قلت وأقول إن كتاباتهم غير حيادبة ومنحازة لطرف ضد الطرف الآخر ، حيث كل كاتب منهم كتب عن ما أعتبره إيجابي للطرف الذي هو منه وتربطه به ولاءات عشائرية أو غيرها دون أن يذكر سلبياته ويذكر سلبيات الطرف الآخر دون أن يذكر إيجابياته ، وهذا يظهر بجلاء لكل من يقرأ مؤلفات الكتاب الآثوريين في الغالب بحيادية .
  خامساً : لماذا تتشنج وتزعل من هذه الكتابات وخصوصاً أنا لم أذكر المرحوم جدك بأي سوء لحد الآن ولم أقل بحقه غير تزعمه الطرف المعارض لقداسة المارشمعون , وهذا ما أعترفت أنت به في ردك وفي كل مقالاتك التي تنشرها بغرض عرض تاريخ المرحوم جدك بأجمل صوره ، أو ليس من حق الآخرين أن يعرضوا وجهات نظرهم في الموضوع ذاته للقراء يا إبن العم ؟ أنا مستغرب من إنزعاجك وعدم رضاك ، لماذا تحرم لغيرك ما تحلله لنفسك يا إبن العم ؟ ، إنه تاريخ شعبنا وأمتنا ولأهم وأحرج مراحل حياته إن لم نقرأه نحن كما ينبغي سيقرأه الأجيال القادمة لا محال ، أرجو التحلي بالصبر وسعة الصدر وعدم الأنفعال ، لأن ذلك التاريخ والمرحوم جدك وكل قادة وزعماء فبيلتنا ( تياري السفلى ) يعنيني بنفس القدر الذي يغنيك  ، ولكن لا يوجد شيء يمنعنا من إقرار الحقائق إن كانت جلوة أو مرة وشكراً لك .

                           برتاموخ خوشابا سولاقا   

2158
قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
" التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق "
القراءة رقم ( 4 )
المهندس : خوشابا سولاقا
ملاحظة : أود أن أوضح للقراء الكرام أن هذه القراءات التي نشرتها والتي سأنشرها لاحقاً وتحت العنوان أعلاه يجب أن تكون في مضمونها النهائي أن لا تخرخ عن مضمون الكتاب ذاته بأي شكل من الإشكال في معناها ، أي بمعني يجب أن لا أقوَل مؤلف الكتاب ما لم يَقُلهُ في كتابهِ ، وعليه فإن القراءات التي أنشرها تكون في بنيتها التاريخية والفكرية مكونة من جزئين ، جزء منهما مقتبس بالكامل من الكتاب والجزء الآخر منه مقتبس بالمعنى والمضمون وببعض الصياغات اللغوية الضرورية للمحافظة على جوهر السياق العام للمعنى إن جاز التعبير مع تصرف في الصياغة العامة لمفردات وجمل المقال حسب ما تقتضيه مهنية الكتابة الحيادية وأمانة المحافظة على الجوهر والمعنى والمعلومة التاريخية وشكراً . 
بعد أن تعرفنا على جوهر الخلاف بين الآثوريين قبل الانشقاق في قيادتهم الميدانية من جهة وبين الحكومة العراقية وبريطانيا سيدة الأمر والنهي في العراق آنذاك من الجهة الثانية ، والذي كان حول مشروع إسكان الآثوريين بين أن يكون إسكانهم في منطقة واحدة كما يريده الجانب الآثوري وبين أن يكون في مناطق متفرقة ومتعددة ومتباعدة كما تريده الحكومة العراقية وبريطانيا . ولأهمية هذا الموضوع بالذات ولكونه الجوهر في القضية الآثورية في حينها ، يتطلب الأمر منا أن نلقي  عليه المزيد من الأضواء لسبر أعماقه وأغواره المجهولة ووضعها على الطاولة أمام القراء من أبناء شعبنا ومن دون الاعتماد على المصادر التاريخية المنحازة والتي كُتابها من الآثوريين لكي نحافظ على حيادية الطرح ، وقد اعتمدت فيما أكتبهُ بهذا الخصوص على مصادر متعددة ليس كُتابها من الآثوريين والذين جميعاً أجمعوا على جوهر ما أكتبهُ أدناه .
بتاريخ الرابع عشر من شهر تشرين الثاني من سنة 1932 قدمت اللجنة الدائمة للانتداب تقريرها النهائي إلى مجلس عصبة الأمم الذي دعت فيه إلى إقامة الآثوريين في تجمع متجانس بعد أن كان العراق قد قبل عضواً في عصبة الأمم في الثالث من تشرين الأول من نفس السنة 1932 ، وعلى ضوء ذلك اجتمع مجلس عصبة الأمم ودرس قرار اللجة الدائمة للانتداب المشار إليه في أعلاه ، ودعا المجلس في اجتماعه هذا إلى تأسيس منطقة يسكنها مجتمع متجانس من الآثوريين – حسب دعوة اللجنة الدائمة للانتداب بتقريرها النهائي المشار إليه – ولكن دعوة مجلس عصبة الأمم هذه كانت بحاجة إلى موافقة الحكومة العراقية عليها لكون العراق قد أصبح دولة مستقلة بعد قبوله عضوا في عصبة الأمم ، وعند إطلاع الجانب العراقي على هذه الدعوة أقرها على أساس تأسيس تجمعات متجانسة عديدة ومتفرقة ومتباعدة وليس على أساس تجمع في منطقة واحدة .
وقرار الحكومة العراقية هذا أثار حفيظة الآثوريين ودفع بالبطريرك الى التصريح بأن هذا التغيير في صيغة قرار عصبة الأمم أي تغيير تجمع واحد كبير الى تجمعات عديدة صغيرة مبعثرة يعني بكل تأكيد الرغبة في إلغاء الفكرة الأساسية المحددة في قرار مجلس عصبة الأمم والتقرير النهائي للجنة الدائمة للانتداب كلياً ، لأن موافقة الحكومة العراقية بهذه الصيغة تعني السماح للسلطات العراقية القيام بتفتيت كتلة الآثوريين الكبيرة وجعلها كُتل صغيرة متفرقة ومتباعدة .
هكذا وبعد عودة البطريرك في 5 / 1 / 1933 من جنيف بعد حضوره اجتماعات مجلس عصبة الأمم المخصصة لدراسة قبول العراق في عضوية عصبة الأمم والنظر في قضية الآثوريين حسب الطلب المقدم من خلال البطريرك في ضوء قرارات مؤتمر سَر عمادية الذي كان قد أنعقد بتاريخ ( 15 – 16 ) / حزيران / 1932  ، أقر في اجتماع العصبة ، قبول العراق عضواً في عصبة الأمم بتاريخ 3 / 10 / 1932، ورفضت مطالب الاثوريين في اجتماع عصبة الأمم المنعقد بتاريخ 14 / 12 / 1932 على خلفية ما قدمه وزير الخارجية العراقي آن ذاك السيد نوري السعيد في تفنيد إدعاءات البطريرك الاثوري المارشمعون ، وبدعم من تقرير المندوب السامي البريطاني في العراق السير فرانسيس همفريز لموقف الحكومة العراقية ، وبتأييد ما قدموه المعارضون المنشقون من الاثوريين بزعامة ملك خوشابا من عرائض ووثائق ترفض تمثيل المارشمعون لهم وتفند إدعاءاته بخصوص تعامل الحكومة العراقية مع الآثوريين واضطهادها لهم واتهامه بتزوير تواقيع الزعماء الأثوريين التي رفعها الى عصبة الأمم بخصوص تأييدها لتمثيله لهم لديها . عاد المارشمعون بعد إنتهاء تلك الاجتماعات في غير صالح الآثوريين الى العراق ويديه غالية الوفاض ليواجه أبناء شعبه بخيبة أمل كبيرة ، وليقيم تحت رحمة حكومة العراق التي تكنُ له ولشعبه الكراهية والبغضاء وتعتبره خصماً وعدواً لدوداً لها . ومنذ ذلك الوقت أصبح البيت البطريركي شوكة مؤلمة مغروسة في خاصرة دولة العراق الحديثة بحسب تصورات وتلفيقات وأكاذيب وافتراءات وتشويهات الحكومة العراقية القائمة آنذاك ، وفي ظل هذا الواقع تنامي الكره والشكوك والريبة وانعدام الثقة المتبادلة بين الطرفين بدرجة كبيرة . هذا فيما يخص الحكومة العراقية ، أما فيما يخص الانكليز فبعد أن كان الآثوريين حليفاً لبريطانيا العظمى وتعترف به وبدوره في كسبها للحرب ، أصبح البيت البطريركي جهة غير مرغوب بها في الحسابات المصلحية الأنانية الدنيئة والخبيثة لبريطانيا في العراق ، وبالأخص بعد اكتشاف الحقول النفطية العملاقة فيها ، عندها اتخذت بريطانيا من العرب العراقيين حليفاً بديلاً دائماً للآثوريين المساكين الذين أنتفت الحاجة الى خدماتهم الجليلة ، وحان وقت تسريحهم من خدمة العلم البريطاني في لعبة تبادل المواقع والمهمات المطلوب إنجازها !!! ، الآثوريين الذين شردتهم وهَجّرتهم بريطانيا ظلماً وعدواناً من أوطانهم وكسبت الحرب في شرق الأناضول وإيران والعراق بتضحياتهم الجسيمة مستغلة صفاء نواياهم وقيمهم العشائرية وإيمانهم المسيحي المبني على السذاجة وخداعهم أو انخداعهم بلحاي مبشريها الطويلة التي توافدت كالذئاب العاوية الى مواطنهم في هيكاري بكثرة وأكلوا من زادهم وافترشوا مساكنهم بأمان ، ولكنهم في النهاية خانوهم وخذلوهم بما وعدوهم به وأكلوهم لحماً وتركوهم عظماً .. كم أنتِ ناكرة للجميل يا بريطانيا العظيمة – أقصد أصحاب القرار السياسي وليس الشعب البريطاني - بخبثها ودناءتها ومكرها وخداعها الثعلبي وسقوطها الأخلاقي والإنساني في استغلال الشعوب الضعيفة كشعبنا الآثوري من أجل مصالحكِ ؟ وكم كنتِ هابطة في قيمكِ الأخلاقية والإنسانية في عدم الاعتراف بجميل الآخرين عليكِ والإقرار بما يستحقونه من حقوق التي نكتريها بعد أن حققتِ أغراضكِ الخبيثة منهم  ؟؟ !!! .
أخذ هذا الرأي والانطباع السيئ عن الآثوريين في التوسع والانتشار والتعمق والتجدر في أعماق المشاعر للعراقيين من دون وعي منهم ، وغدا الآثوريين عقبة كأداء في طريق تطور دولة العراق الفتية بحسب إدعاءات المتحكمين بالسلطة فيه ، ووفقاً لذلك تغيرت تصرفات السلطات العراقية تجاه الآثوريين ، ومارست المزيد من الضغط على المارشمعون وعمته سورما خانم وعائلته ، وقد تشجعت الحكومة العراقية في الإمعان بإجراءاتها المؤذية والمسيئة المتخذة بحق الآثوريين بشكل عام وبحق العائلة البطريركية بشكل خاص بعد انشقاق البعض منهم  وتعاونهم معها على الحق والباطل في كل ما يخص أتباع المارشمعون كما تدل الأحداث التي حصلت لاحقاً ، وكل هذه الإجراءات كانت تصب في الرغبة المبيتة لخلق الأوضاع المتأزمة القابلة للانفجار والاشتعال السريع وصعوبة السيطرة عليها بين الجانبين ، وقد انتهت كل هذه الممارسات والمضايقات والاستفزازات المخطط لها بمجابهة حقد شامل مبيت على شعب مستضعف كالشعب الآثوري الصاحب الأصيل لأرض بيث نهرين ( العراق ) منذ آلاف السنين ، وصاحب أرقى وأعظم حضارة قدمت للبشرية الشئ الكثير دون أن تأخذ منها شيئاً بالمقابل غير المظالم والمآسي والقتل والتهجير . بعد عودة المارشمعون الى العراق من جنيف في 5 /1 /1933 كانت له مقابلة مع رئيس الوزراء العراقي في حينه السيد ناجي شوكت وفيما يلي أقتبس ما أورده مؤلف هذا الكتاب في فصله الثالث الفقرة ( 10 – 11 ) ص 76 ، 77 ) ..
الأقتباس " لما عاد المارشمعون إلى العراق في بداية عام 1933 كان السيد ناجي شوكت قد تولى رئاسة الوزارة أثر استقالة وزارة السيد نوري السعيد ، وكان ناجي شوكت بوصفه وزيراً للداخلية في الوزارة المستقيلة على علم واف بالمشكلة الآثورية وتطوراتها . ورغم حملات المارشمعون العنيفة ضد العراق – يقصد ما قدمه من مطالب ووثائق الى عصبة الأمم في جنيف والضجة التي أثارها الأعلام بخصوص القضية الآثورية / كاتب المقال – ورغم عودته فاشلاً فقد التقاه رئيس الوزراء الجديد وبحث معه مشاكل طائفته ، وأكد له تصميم الحكومة العراقية القاطع على تنفيذ قرارات عصبة الأمم بشأن إسكان الآثوريين – يرجى التوقف والتركيز على هذه الفقرة / كاتب المقال - ، وإنها تنفيذاً لتلك القرارات اختارت خبيراً انكليزياً للاشراف على تنفيذ خطط الإسكان هو المستر تومسن الذي سيصل العراق ويمارس فيه مهامه عن قريب . – لاحظوا هنا الدور الانكليزي المتحكم بتلابيب القضية / كاتب المقال – اما موضوع مطالبة المارشمعون بالسلطات الزمنية – يقصد السلطات الزمنية على الآثوريين / كاتب المقال – فقد ترك أمر بحثها حتى تؤتي أعمال الحكومة ثمارها فيزول التوتر وتسود الثقة بين الطرفين – لاحظوا التهرب الدبلوماسي المقصود للسيد شوكت من تقديم أية التزامات تخص صلب الموضوع وتحرج المتعاونين معهم من الآثوريين / كاتب المقال - . ويقول السيد ناجي شوكت في مذكراته أنه أبلغ المارشمعون أمله أن يعيش الآثوريين في دعة وسلام مثل بقية الشعوب والأديان في العراق ، وقال يخاطبه : " إن الحكومة ستقوم بكل ما يحتمه الواجب الإنساني نحوكم ، وعلاوة على ذلك سنعترف بك رئيساً للطائفة الآثورية وبطريركاً عليها فيكون لك ما لبقية رؤساء الطوائف المسيحية في العراق وسيكون لك مقر بالموصل كما ستخصص لك الحكومة راتباً شهرياً لتأمين نفقاتك ، وعندما تسمح سنك القانونية فسنجعلك عضواً في مجلس الأعيان ، مثل بطريرك الكلدان " .
فكان جواب المارشمعون أنه يقدر عطف الحكومة نحوه ونحو طائفته ويشكرها على ذلك وأنه سيعود الى الموصل ويعرض ما سمعه على الرؤساء الروحانيين لطائفته وانه يأمل أن ينال رضاهم وموافقتهم ، وبعد أن حظي – يقصد المارشمعون – بمقابلة الملك ونال التفاته سافر الى الموصل . – أورد المؤلف المقتطفات أعلاه من كتاب ناجي شوكت " سيرة وذكريات " ج 2 ص 241 – 242 - .
إننا لانعرف شيئاً الآن عن حقيقة وطبيعة ردود الفعل والمشاعر التي تملكت المارشمعون وهو يستمع إلى كلام رئيس الوزراء أو بعد أن فكّر فيه ، فهل وجد فيه مساومة بخسة رخيصة أم خداعاً بسيطاً مكشوفاً أم شركاً يراد به فضحه أمام بني قومه وتجريده من الزعامة أم أنه وجد فيه دليلاً على ضعف الحكومة ورغبتها في استجداء رضاه بالمال والإقناع كاذباً كان ام صادقاً أم وجد فيه كل هذه الإغراض مجتمعة فاظهر الرضا والاقتناع وأضمر الرفض والامتناع ؟؟ أم لعله وجد فيه عرضاً جاداً صادقاً . إلا أن مستجدات الأحوال دفعته إلى نقض ما وعد به رئيس الوزراء وإلى عودته إلى موقف المعارض الرافض ؟؟ نحن الآن لا نعرف شيئاً عن كل هذا أو بعضه ولكننا نعرف أنه عاد الى مقره في الموصل فاستقبله أبناء طائفته استقبالاً فاتراً كشف له عما أحدثه فشله في جنيف من صدع في ثقة أبناء طائفته به ومن ازدياد واتساع قوة التيار المعارض له والذي يقوده ملك خوشابا الذي انتفع من تقريب الحكومة له فاستطاع ان يستقطب حوله عدداً كبيراً من الآثوريين الذين استغلتهم الحكومة أداة ضغط على المارشمعون  " انتهى الاقتباس ..

وبما كان لدى المارشمعون من تجارب سابقة مع الحكومات العراقية وألاعيبها في الكلام المعسول بخصوص قضية شعبه كانت كافية لأن تدعوه الى أن يشك بصدق وعود ونوايا السيد ناجي شوكت في هذه المقابلة ، والأحداث التي ستجري لاحقاً ستجيب بجلاء ووضوح على كل هذه التساؤلات التي راودت المارشمعون في وقته ، وستجيب لما يراود القارئ الكريم لهذه المقالات من تساؤلات ، وصفحات هذا الكتاب تحمل الإجابات الصريحة والصادقة لمن يعرف كيف يستنبط النتائج الحقيقية من بين السطور ..

                      نلتقي في القراءة رقم ( 5 )     
       
 


2159

 الى المدعو أنليل زيا

 أقول لك إنك سوف لا تستطيع أن تلمع وجوه مت تستميت في الدفاع عنهم بمجرد استعمالك مفردات بذيئة في قذف الآخرين لأنها بالنتيجة لا تقلل من شأن هؤلاء ولا ترفع من شأن أولائك الذين تدعي محبتهم لأنك لا تستطيع أن تغير التاريخ الموثق بشتائمك وبذائة لسانك السليط ، حقيقة وبأسف شديد أقول لك ... إنك غير مؤدب وغير مهذب وغير متربي وإن الحياة لم تعلمك شيئاً من السلوك الحسن  وسمو الأخلاق ،لأن استعمال الكلام النابي ليست والوسيلة المثلى للدفاع عن المبادئ والقيم والأفكار ، كان الأجدر بمن أنجبوك مع إحترامي الكبير لهم أن يربوك تربية حسنة وأخلاق حميدة والأسلوب الراقي في كيفية مخاطبة الآخرين لكي لا تسيء عليهم بالذكر غير الطيب .. ولكن أنا متأكد إن الحباة والتجارب سوف تحسن من تربيتك وتعلمك حسن السلوك وتهذب منطقك في مخاطبة الآخرين .. وأن هنا ليس بوسعي إلا أن أقول لك ما قلته لغيرك من صنوك ما قاله الشاعر المتنبي العظيم  " إذا أتتني مذمة من ناقص  فإنها الشهادة لي بأنني كامل " كم كنت حكيماً وبليغا في قولك يا عظيم في وصف من لا يريد أن يسمو على الحضيض من ضعاف النفوس وبذيئي اللسان ... رحمك الله يا متنبي


                              خوشابا سولاقا 

2160
الى الأخ ملتا MELTA المحترم  تحية طيبة
 أولاً : أنا شخص بعيد كل البعد بعد السماء عن الأرض ولا أتدخل في أي شأن من شؤون الكنيسة اية كنيسة مهما كان مذهبها ولكن أحترم كل الكنائس وأقف على نفس البعد من الجميع ، وعندما أشعر بالحاجة الى الذهاب الى كنيسة سوف أذهب الى أقرب كنيسة بالمسافة لا يمني بأي صيغة إيمانية تؤمن وماذا تسمي العذراء ام المسيح أم أم الله .
ثانياً : أنا ليس لي معرفة شخصية بآشور سورو ( مار باوي ) ولكن لي معرفة وعلاقة قوية بقداسة مار دنخا الرابع والتقيته في أمريكا اربع مرات وهو يحني ويحترمني كثيرأ وأنا من جانبي أقابله بالمثل وعندما حكمت المحكمة بإعادة الكنائس الى قداسته حضرت حفلة يوبيله الذهبي ومن ثم بعد يومين زرته في مقرة وناقشت معه موقف زوعا من قضية آشور سورو ورجوته بإصدار مذكرة لمسامحة من أبتعد عن كنيسته على خلفية قضية آشور سورو فوافقني وأصدر مذكرة عبر موقعه الالكتروني وأبلغني بذلك الأركذياقون شليمون وشكرني على ذلك .
ثالثاً : آشور سورو كان ضحية الآخرين منهم بعض قيادات زوعا بتوجيه يونادم كنا واطراف أخرى من كنائس شعبنا أتحفظ عن ذكر اسماء تلك الكنائس    
لأسباب خاصة بي بعدم التدخل بشؤون الكنائس .
رابعاً : أنا شخصياً لم ادعو قداسة مار دنخا الى مسامحة آشور سورو بل حييت الأخ ابو سنحاريب على المقترح وليس أكثر والمسامحة من عدمه شأن يخص قداسة البطريرك والأكليروس وأنا لا يعنيني ذلك .
خامساً : لو أنت قرأت مقالي " الحركة الذيمقراطية الآشورية الى أين ,, ؟ " لتعرفت على موقفي من تدخل الحركة ويونادم كنا في هذا الشان وغيره لما قلت بحقي ما قلته ، أنا أشد ما يثير استغرابي هو عندما يلتجأ البعض إصدار أحكامهم بحق من لا يعرفونهم كما فعلت أنت .
خامساً : أنا لست ممن يتصيدون في الماء العكر أصلاً  أنا أمقت المتصيدين مهما كانوا .
سادساً : أكتفي بقول الشاعر العظيم المتنبي حينما قال .. " إذا اتتني مذمة من ناقص فإنها الشهادة لي بأنني كامل "


                                   خوشابا سولاقا

2161

الى الأخ هرمز بوبو المحترم ... تحية طيبة وبعد....     بورك قلمك الذي باشر بتسليط الضوء على الجوانب المخفية من صورة نضال الحركة الديمقراطية الآشورية ، تلك الجوانب التي لا يعرف عنها وأبطالها الميامين أمثال المرحومان والدكم الخوارسقف زيا بوبو دوباتو الذي لا أنسى فضله عليّ شخصياً والعم توما هرمز الذي كانت تجمعني به محاولات لتأسيس تنظيم سياسي إلا القليل من أبناء شعبنا ، أدعوك بل أشحعك الى المزيد من هكذا كتابات لتتمكن أبناء شعبنا أن تميز بين المضحين وبين المستفادين ، بين المناضلين الحقيقيين وبين من خانوا القضية القومية والمسيرة من أجل المصالح . لقد حان الوقت وآن الآوان لقول الحقيقة كاملة غير منقوصة من دون رتوش ومجاملات لهذا وذاك لينال كل ما يستحق من العقاب والثواب لقاء ما فعله وقدمه من عمل نافع للأمة وزوعا معاً ، وما جلبه لهما من شر وإثم ، أنا لا يسعني إلا أن أقول لك كن إبناً باراً لذلك الأب العظيم الذي واجه مدير الأمن العام بشجاعة أبطال نادرة في ذلك الزمان ، لأن الواجب القومي يتطلب ويفرض على المخلصين من حملة القيم والمبادئ والأخلاق النبيلة أن يفضحوا المزيفين من المتاجرين بالشعارات القومية من أجل مكاسب ومصالح شخصية ، الى متى تُكتم الحقيقة وتدفن في النفوس النقية مقابل إستمرار المنتفعين في التمعن في استغلال القضية القومية لخدمة أجنداتهم الشخصية ؟؟ , تخياتي وأمنياتي لك بالتوفيق والى المزيد في قادم الأيام .

                                  أخوكم خوشــابا ســـولاقا  [/size]

2162
 الى الأخ العزيز الوديع أخيقر يوخنا المحترم  ... تحية طيبة مع فائق تقديري
 احييك على مقترحكم النابع من حرصكم على مصلحة كنستنا المشرقية أولاً  لن هذا الشخص كان يمكن أن يكون مفتاح وحدة الكنائس المشرقية لما يتمتع به من قدرات علمية لاهوتية وكان المرشح الأقوى لتولي الكرسي البطريركي بعد قداسة البطريرك الحالي طال عمره ، ولكن أصبح ضحية غدر الآخرين من الأكليروس من جهة وضحية غدر بعض السياسيين الذين أخذوا من اختلاف وجهات نظره مع وجهات نظر البطريرك مار دنخا والمحيطين به من الأكليروس بخصوص التقارب مع كنبسة روما على ضوء مقترحات اللجنة اللاهوتية التي تشكلت بعد اجتماع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع والحبر الأعظم بابا الكنيسة الكاثوليكية مار يوخنا بولص الثاني سنة 1994 والتي كان مار باوي سورو ممثل لكنيسة المشرق فيها لحل سوء الفهم اللاهوتي الذي حصل بين الكنيستين في الماضي وسيلة للأنتقام من قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بسبب مواقفه السياسية من أحزابهم فاصبح كبش الفداء , وأتمنى من قداسة البطريرك مار دنخا الرابع أن يستجيب لمقترحكم  لأنه بذلك سيعيد لكنيسته عموداً قوياً يعتمد عليه . ولكن إن فعل ذلك أم لم يفعل فإن مار باوي يبقى عنصراً مفيداً ومعتبراً لخدمة المسيحية والكنيسة المشرقية من خلال أية كنيسة يختارها ، لأن الكنيسة التي تحتضنه تربح شخصية مسيحية مبدعة قادرة على خدمتها بإخلاص وتفاني ونكران الذات وشكراً للجميع ..

                                           محبكم خوشــابا ســولاق
ا

2163

 العزيز فريد وردة تحياتي لك

     إن المقال لا يؤشر فقط على الطرفين المذكورين في تعقيبك بل يؤشر على ثلاثة أطراف رئيسية وهي كما يلي :-
     أولاً : الحكومة العراقية العميلة للأنكليز والحاقدة على الآثوريين والوجود الآثوري في العراق أصلاً وهذا ما يؤكده مؤلف الكتاب مشكوراً .
     ثانياً : الأنكليز الغدارين ناكري جميل الآثورين لهم في الحرب وناكثي العهود والوعود والذين لا يهمهم من الأمر غير مصالحهم الأنانية ز
     ثالثاً : الآثوريين جميعاً الطرف الأضعف في المعادلة والطرف الخاسر بالنتيجة لسوء التدبير والادارة والقيادة ، واعتمادهم منطق العشيرة بدلاً 
            من منطق السياسة ، الطرف الذي خسر القيادة الموحدة والقرار الموحد فخسر نفسه وخسر كل شيء في مستقبله ، وأقول لك
            لماذا لانترفع على نوازعنا ونتعامل مع وقائع الحياة ، الجميع يعرف إن مصدر قوة الآثوريين كانت في وحدة قيادتهم وقرارهم كما
            أثبتته الأحداث خلال مسيرتهم الطويلة من هيكاري الى مخيم بعقوبة حيث بدأت مساعي بريطانيا بتفكبك آواصر تلك الوحدة
            بتحريضها على الفصل بين الزعامة الدينية والدنيوية ، بالرغم من أنني أؤيد هذا التوجه ولكن في وقته المناسب وليس في ظل
            تلك الظروف حيث كانت هنا نقطة البداية للأنشقاق الذي حصل لاحقاً والذي لولاه لما كنا اليوم كما نحن عليه .


       أما بخصوص بيت الشعر الذي أورده الأخ بولص يوسف ملك خوشابا .... لاتعليق عليه ليفرأه ويفهمه من يعنيه مضمونه ، أما أنا فلا يعنيني أمره           

2164
قراءات في كتاب الاستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق
القراءة رقم ( 3 )
المهندس: خوشابا سولاقا
بعد التحديد النهائي لخط الحدود الدولي بين دولتي العراق وتركيا حسب ما بات يعرف بخط بروكسل ووقوع موطن الآثوريين القديم قبل الحرب العالمية الأولى أي قبل عام 1914 في أقليم هيكاري ضمن الاراضي التركية الحالية ، فانهم أي الآثوريين لم يتخلوا عن فكرة العودة إليه والأستقرار فيه في ظل حكم ذاتي مستقل خاص بهم يرأسه بطريركهم المارشمعون وتحت حماية بريطانيا خوفاً من الأنتقام التركي منهم بسبب وقوفهم الى جانب الحلفاء في الحرب ضد الدولة العثمانية ، وذلك حسب الوعود التي قطعتها لهم بريطانيا شفهياً مقابل دخولهم الحرب الى جانب الحلفاء ، وبعد أن تنصلت بريطانيا عن الإيفاء بإلتزاماتها تجاههم بدأت جماعات منهم عمليات التسلل وهجرة العودة الى موطنهم في هيكاري في الأناضول ، إلا أن الحكومة التركية ردتهم على أعقابهم رداً عنيفاً وانتقمت منهم شر انتقام ، وأنبأت المعتمد السامي البريطاني في العراق بتصميمها الحازم والقاطع على عدم السماح للآثوريين بالدخول الى أراضيها للتوطن والاستقرار في تركيا لأي سبب من الأسباب وبأي شكل من الأشكال وباية ذريعة كانت . وقد أثار هذا القرار التركي ثائرة الآثوريين وحنقهم مما دفع ذلك ببعض الجهات البريطانيا بالمطالبة بنقلهم الى كندا إلا أن التكاليف الباهضة لأنجاز هذا المشروع جعلت بريطانيا أن تعدل عنه وتضعه على الرف ، والتوجه الى البديل الآخر وهو إسكان الآثوريين في العراق ..
وعند ذاك بدا واضحاً للعيان أنه لم يبقى امام الآثوريين من خياراً بديلاً عن القبول بالأسكان في العراق ، ولذلك كان عليهم أن يدركوا هذه الحقيقة وأن يقتنعوا بها والتعاطي معها بعقلانية وأن يهيئوا أنفسهم نفسياً وإجتماعياً للتعايش السلمي والاندماج في المجتمع العراقي والسعي لأزالة مخاوف العراقيين عرباً وكورداً منهم وخلق أجواء من الثقة المتبادلة ونسيان مخلفات الماضي ، وخلق لدى الطرف الآخر قناعات القبول بالتعايش السلمي معهم والعيش بين ظهرانيهم بأمان وسلام كفئة عراقية شأنها شان كل الطوائف والفئات العراقية الآخرى لا كأقلية غريبة دخيلة إليهم . وفي نفس الوقت أصبح مطلوب من الآثوريين بعد ان تيقنوا خيانة بريطانيا لهم ونكثها لوعودها التي وعدتهم بها قبل الحرب بإنشاء لهم موطن آمن مستقل تحت إدارتهم الذاتية في مواطنهم الأصلية في هيكاري وأصبحت في خبر كان وشيء من الماضي ، عليهم أن يقنعوا أنفسهم بحتمية العيش مع المجتمع الجديد في العراق وإزالة كل المخاوف والشكوك التي تدفعهم الى التخوف والتنافر والإنعزال عن باقي مكونات الشعب العراقي المختلفين عنهم قومياً ودينياً من العرب والكورد وغيرهم من الشركاء الجدد في الوطن الجديد ، إن هذا التصور كان ممكن التحقيق لو اقتنع كل الأطراف الآثوري والعربي والكوردي على العيش المشترك بامان وسلام ونسيان أحقاد الماضي القريب التي خلقتها ظروف الحرب الطاحنة ..
وهنا أصبح مشروع الأسكان في العراق أمراً واقعاً مفروضاً على الآثوريين لا بد من التعاطي معه كما قلنا بموضوعية وواقعية للوصول الى حل للمشكلة يرضي الطرفين الآثوري والحكومة العراقية . ولغرض تنفيذ مشروع إسكان الآثوريين في العراق والاسراع بإنجازه على وجهة السرعة فقد ألفت الحكومة العراقية وبالتنسيق مع الأنكليز لجنة فنية إدارية لهذا الغرض شارك فيها الى جانب ممثلي الحكومة العراقية ممثلون من الاثوريين وكان على رأسهم ملك خوشابا من تياري السُفلى وهو يتزعم الفئة المعارضة من الآثوريين للبطريرك المارشمعون ، وكانت اللجنة برآسة ضابط بريطاني وهو العقيد تومسن بحجة تطمين الاثورين وكسب ثقتهم بحيادية اللجنة وأن تقوم اللجنة بتنفيذ خطة الاسكان على أساس إسكانهم في مناطق متفرقة ومتعددة في السهول الواقعة في أقضية دهوك والعمادية وبرواري بالا وعقرة والشيخان في لواء الموصل ومنطقة حرير وراوندوز في لواء أربيل وسكنت بعض العوائل في مدينة بغداد ، وهكذا أرادت الحكومة العراقية وبموافقة الانكليز نشر الآثوريين على شكل مجاميع صغيرة في مناطق متباعدة ومتفرقة بغرض منعهم من أن يشكلوا أي خطراً مستقبلاً على وحدة العراق حسب إدعاء الحكومة والذي لا يستند على أية معطيات وحقائق ومبررات موجودة على أرض الواقع ، ولكن في الحقيقة مبعث هذا الأدعاء والأعتقاد الكاذب والدوافع من ورائه هو في الحقيقة منطلق من مكامن الحقد الكراهية التي كان أقطاب الحكومة العراقية آنذاك رشيد عالي الكيلاني والمملوك حكمت سليمان والكوردي الحاقد بكر صدقي وخليل عزمي نائب متصرف الموصل يكنوها تجاه الآثوريين ، وهذا الشيء نلاحظه واضح على صفحات هذا الكتاب كما يستعرضه المؤلف مشكوراً . وسوف أنشر لكم في القراءات القادمة  رسالة حكمت سليمان الى قداسة البطريرك مار إيشاي شمعون كنموذج . بينما كان مطلب الآثوريين من أتباع المارشعون هو إسكانهم في منطقة واحدة لكي يمكنهم ذلك من حماية أنفسهم من إعتداءات العشائر الكوردية والعربية ولكن هذا المطلب كان موضع رفض الحكومة العراقية . وكما يذكر هذا الكتاب وإستناداً الى وثائق تاريخية أن كل شيء كان قابل للنقاش والتفاوض عليه وهذا ما ستلاحظونه في الرسالة الجوابية لقداسة البطريرك على رسالة وزير الداخلية حكمت سليمان في القراءات القادمة .
وفيما يلي أنقل إليكم مطاليب الآثوريين حسب إجتماع الزعامات المدنية والدينية الآثورية برأسة المار شمعون بتاريخ 15 – 16 / 6 / 1932 في سر عمادية والذي إنتهى باتخاذ القرارات بإجماع الحاضرين وحسب ما أوردها المؤلف في الفصل الثالث من كتابه المذكور في الصفحات ( 70 - 71 ) وهي كما يلي :- " اقتبس
1 ) الأعتراف بالآثوريين شعباً مقيماً في العراق وليسوا أقلية عنصرية أو طائفة دينية .
2 ) وجوب إعادة أوطانهم في تركيا الى العراق فاذا لم يتحقق ذلك فيجب إيجاد وطن للآثوريين في العراق مفتوح لجميع الآثوريين في العراق وخارجه وبضم مناطق دهوك والعمادية وعقرة وزاخو ويكون مركزه دهوك ويديره متصرف ( محافظ ) عربي ويعاونه مستشار بريطاني – هنا لا يقصد بالوطن دولة مستقلة كما أشاع البعض كذبا وافتراءً –
3 ) يجب تشكيل هيئة لايجاد أراض مناسبة وكافية مع ايجاد المبالغ اللازمة على أن تسجل الأراضي باسماء الأفراد الآثوريين
4 ) على الحكومة العراقية أن تعترف بصورة رسمية بالسلطات الدينية والزمنية للمارشمعون وأن تمنحه وساماً عالياً وإيراداً سنوياً مجزياً .
5 ) أن يمثل الآثوريين نائب في البرلمان العراقي .
6 ) يستمر الضباط المستقيلون على إستقالاتهم إذا لم تستجيب الحكومة البريطانية لهذه المطالب قبل يوم ( 25 ) حزيران – الجاري / كاتب المقال -ـ وعلى أن تتم الموافقة المطلوبة بقرار من عصبة الأمم وأن ينص عليها بالدستور العراقي . " انتهى الأقتباس
وقد قُدمت هذه المطالب الى عصبة الأمم والى الحكومة البريطانية دون ان تبلغ الى الحكومة العراقية ، لأن الحكومة البريطانية من وجهة نظر الآثوريين تعتبر ملزمة قانونياً واخلاقياً تجاهم ، وهي التي بسبب سياساتها فقدوا الآثوريين أوطانهم في هيكاري ودخلوا الحرب وفقدوا فيها الغالي والنفيس وفلذات أكبادهم ، وليس تكبراً وإستخفافاً بالحكومة العراقية كما يحلوا للبعض تفسيرها أمثال الثلاثي  ( عالي ، سليمان ، صدقي ) ومن يواليهم من الاخرين ، لأن العراق لم يكن بعد عضواً في عصبة الأمم حيث صدر القرار بقبوله عضواً في 3 / 10 / 1932 ، وإن مساعي الآثوريين لعدم قبول العراق في عصبة الأمم كانت لغرض ضمان بريطانيا لحقوقهم ومستقبلهم قبل استقلال العراق وترحيل قضيتهم الى الحكومة العراقية التي تأكد لهم من خلال ما يترشح من هذا المسؤول العراقي أو ذاك من تصريحات معادية لهم بان الحكومة العراقية تكون عملياً غير مؤهلة وغير ملزمة قانوناً لتلبية مطالبهم القومية ، ولقد صدق حدسهم  فعلاً كما أثبتته الأحداث لاحقاً ، وكان رشيد عالي الكيلاني قد صرح بانه سيفعل بالآثوريين ما فعلوه الأتراك بالأرمن ، وغيرها من التصريحات التي تنم عن أحقاد للمسؤولين الكبار من يتامى الثقافة العثمانية العنصرية المقيتة الذين يضمرون الحقد والكراهية القومية والدينية تجاه الآثوريين بسبب وقوفهم بالضد من الدولة العثمانية في الحرب ، وبامكان القارئ الكريم اقتفاء أثار هذا الحقد والكراهية تجاه الآثوريين على صفحات هذا الكتاب الذي أعتبر مؤلفه حيادي مع الأطراف المعنية الى درجة كبيرة في إستعراضه للأحداث ولذلك دعيت الى ضرورة قراءتة من قبل من يريد أن يطلع بغرض معرفة حقيقة ما جرى من مظالم وجرائم يندى لها الجبين بحق الآثورين منذ بداية هجرتهم المأساوية لموطنهم في أقليم هيكاري في بداية الحرب العالمية الأولى مروراً بإيران ودخولهم الى أرض الأباء والأجداد العراق وإنتهاءً بمذبحة سُميل وما تلاها من هجرة التشتت والضياع في الغربة في بلدان المهجر في السنوات اللاحقة والى اليوم ، وحيث فقدوا أكثر من نصف عددهم بسبب المذابح على يد الأتراك والفرس والكورد والأوبئة والأمراض والتي تكللت بذبح ما يقارب الاربعة آلاف شيخ وطفل وإمرأة الذين ذبحوا بدم بارد بتوجيه من حكومة رشيد عالي الكيلاني وأنصاره من الحاقدين الشوفينيين وتحت أنظار الأنكليز والمتعاونين مع الحكومة من الآثوريين المعارضين لقيادة المارشمعون دون أن يحركوا ساكناً .. !!  وهنا ومن باب التساؤل فقط وليس إلا ، ما الذي حصلوا عليه الآثوريين كشعب في العراق جراء هذا التعاون مع الحكومة العميلة صنيعة بريطانيا من بعد كل ما جرى .. ؟؟ وأين صارت الوعود التي قطعتها لهم حكومة رشيد عالي الكيلاني وحكمت سُليمان بعد سُميل ونفي المارشمعون وهروب ملك ياقو وأنصاره الى سوريا وخلو الساحة للمتعاونين مع الحكومة .. ؟؟ ما الذي قدموه المنشقين من حقوق للآثوريين الذين أيدوهم لقاء تعاونهم مع الحكومة .. ؟؟ علماً أن أغلب الذين ذبحوا في سُميل كانوا من أتباع وأقارب المنشقين ، وأنا هنا لستُ بصدد الدفاع عن الطرف الآخر حقاً ولا بصدد تبرئته من الأخطاء التي ارتكبها ولا أتهم المنشقين بالخيانة ولم أقل ليس لديهم أسبابهم لأتخاذ هذا الموقف وتبني سياسة التوجه الى الحكومة والتعاون معها ، ولكن في كل الأحوال وحسب وجهة نظري المتواضعة أقول ( وفليزعل من يزعل )  يبقى الأنشقاق هو الخطأ القاتل الذي ارتكب ولا يمكن تبريره ولا قبوله عند النظر الى القضية من منظار قومي شامل وليس من منظار عشائري ضيق كما حصل من المنشقين مع شديد الأسف ، حيث أن المحافظة على وحدة القيادة ووحدة القرار حتى وإن كان ذلك بتحفظ  البعض علية لأسبابهم الخاصة كان الاثوريين بأمس الحاجة إليه في ظروفهم تلك ويبقى مصدر القوة للجميع ويبقى الأنشقاق مصدر الضعف للجميع ..               
وقد أدى تمسك وتصلب المارشمعون بموقفه في إجتماع سر عمادية بخصوص رفضه لمشروع اسكان الآثوريين في مناطق متعددة ومتفرقة حسب مشروع الحكومة والمدعوم من الأنكليز من وراء الكواليس الى ظهور معارضة داخل القيادة الآثورية من بعض الآثوريين للمارشمعون وإعلانهم القبول الصريح بالمشروع والتعاون مع الحكومة العراقية بشأنه بزعامة ملك خوشابا وهو من الزعماء والقادة العسكريين الميدانيين الآثوريين البارزين آنذاك والمناوئ التاريخي للبطريرك الآثوري مار إيشاي شمعون وعائلته ، وكان لهذا الأنشقاق أثراً سلبياً بالغاً في إضعاف وحدة الصف والقيادة الجماعية والقرار الآثوري الذي كان له صداه وأهميته وإعتباره عند الآخرين - الحكومة - ، هذا الأنشقاق كان صدعاً وشرخاً كبيراً في بنيان البيت الآثوري والذي لولاه لما كان قد حصل كل ما حصل للآثوريين ويحصل اليوم ، وكذلك أضعف الموقف التفاوضي للآثوريين مع الحكومة العراقية ومع الأنكليز ، لأن وجود بحدود ما يقارب عشرة آلاف مقاتل آثوري متمرس ومتدرب عسكريًاً ذو قيادة موحدة بارعة ومتمرسة في القيتال تعني الشيء الكثير للحكومة العراقية ودولته ذات البناء الهش والقوة العسكرية الضعيفة مقارنة بقوات الآثوريين ، حيث لم تكن تتجرأ الحكومة أن تتحرش عسكرياً بالآثوريين ، وكان يكون تعاملها سياسياً وتفاوضياً يتغير لصالح الآثوريين . وعندما اقترب موعد مناقشة موضوع العراق في عصبة الأمم في جنيف قرر المارشمعون الحضور لجلسات المناقشة وطرح وجهة النظر الآثورية في موضوع قبول العراق في عصبة الأمم من عدمه ، حيث كانت وجهة النظر الآثورية لا تمانع من قبول العراق في العصبة بعد حل قضيتهم وليس قبلها ، ولهذا الغرض شد المارشمعون الرحال الى جنيف بتاريخ العاشر من أيلول عام 1932 ،  وسعى المارشمعون الى تحقيق هذا الهدف ولكنه هناك تفاجأ بورود الكثير من العرائض من المعارضين له من الآثوريين بزعامة ملك خوشابا التي يفندون فيها مزاعمه باضطهاد الحكومة العراقية لهم كما يفندون إدعاءه بتمثيل عموم الآثوريين ويتهمونه بتزوير تواقيع الكثيرين من زعماء الآثوريين .. !! وحصول هذا الأنشقاق شجع الحكومة العراقية الى التمادي في التصلب بمواقفها المعادية للآثوريين وقضيتهم وعدم التجاوب بايجابية مع مطالبهم القانونية المشروعة وإعتماد أسلوب المكر والخداع والكذب وافتعال المكائد وتزوير الحقائق وتزييفها ونشر الأباطيل ولصق التهم المزيفة بالآثوريين بين العراقيين لغرض تشويه صورة الآثوريين في نظرهم لتهيئة البيئة الاجتماعية المناسبة لقمع الآثوريين وإبادتهم وإستئصالهم من المجتمع العراقي كعناصر دخيلة وغريبة عبر حملة عسكرية ، هكذا كانوا يصرحون زعماء الحكومة الموقرة !! ، وفي ذات الوقت راهنت الحكومة في مواقفها هذه على الجانب المعارض لمارشمعون والمتعاون معها ودعمه على حساب قبول الآثوريين باقل ما يمكن من الحقوق الأنسانية كرعاية وليس كمواطنين عراقيين متساوين مع غيرهم من العراقيين في الحقوق والواجبات . وبذلك تدهورت الأوضاع السياسية بين الحكومة العراقية والآثوريين من اتباع المار شمعون من سيء الى أسوء الى ان انتهى الأمر  بمذبحة سُميل في السادس من آب عام 1933 وما تلاها من حياة الذل والهوان والتمييز والحرمان التي عاشوها الآثوريين ، حتى شمل ذلك كيفية حصولهم على الوثائق الرسمية مثل شهادة الجنسية العراقية وغيرها ، كالتوظيف وتولي المناصب في دوائر الدولة العراقية المدنية والعسكرية لغاية عام 1970 ، حيث رفعت الكثير من الأجراءات الأدارية والأمنية المفروضة على الآثوريين بعد إعادة الجنسية الى قداسة البطريرك مار إيشاي شمعون المنفي التي كان بسببها حُرم الكثير من شبابنا من القبول في الجامعات بسبب صعوبة الحصول على شهادة الجنسية العراقية بسبب الأجراءات الظالمة المفروضة على الاثوريين بعد مذبحة سُميل ونفي المارشمعون وعائلته الى خارج البلاد . ولغرض تقييم المواقف لكل الأطراف من الآثوريين لا أعرف أية معايير نعتمد لأجراء ذلك التقييم لنكون منصفيين معهم ، هل نعتمد تلك المعايير التي كانت سائدة قبل سُميل أم تلك التي سادت بعد سُميل .. ؟؟ أم نقول كما قال لي أحدهم المواقف تقاس بالنتائج ، وأنا قلت له إن النتائج تقاس من أسبابها ، ولكن هنا أقول نترك التقييم للقراء الكرام على ضوء النتائج بعد أصبحت الأسباب معروفة لديهم ولكن بعد قرائتهم الكاملة لهذا الكتاب .   

نلتقي في القراءة رقم ( 4 )

2165
الى الأخوة الأعزاء أبو سنحاريب وبرونا دآشور المحترمين
تحية طيبة وبعد ....
أدون ملاحظاتي حول ما ورد من تعقيبات على خلفية مقال الأخ والصديق أبرم شبيرا .
1)    قبل كل شئ إن كل إنسان حر في أن يعبر عن رأيه بشأن أي موضوع كما يشاء وحسب قناعته ، وليس من حق الآخرين أن يملون عليه وجهات نظرهم قسراً ومن دون إستعمال ما لا تقتضيه قواعد الكتابة الرصينة من المفردات غير المحبذة أدبياً ، ولهذا ومن باب المحبة أرجو ولا أطلب من الأخ العزيز برونا دآشور أن لا يكني الست سوريتا مستقبلاً بما سماها في تعقيبه ، لأن ذلك غير لائق بمهنة الكتابة المهذبة التي تفرض على من يمارسها إحترام الآخر، هذا من جهة ومن جهة أخرى لكون اللجوء الى إستعمال مثل هكذا مفردات غير مجدي في الوصول الى نتيجة مجدية . إن حب الست سوريتا أو كُرهها للآشوريين يكون مثلها كمثل من قال لا يزيد حنون في الاسلام خردلة ولا للنصارى شأن بحنون ، لأن الآشوريين وتاريخهم وحضارتهم وتراثهم الانساني العظيم أكبر بكثير من أن تنال منه قلم شخص بعينه مهما علا شأنه .
2)    لقد كانت الست العزيزة سوريتا قد عقبت على مقالي " قراءات في كتاب موضوع البحث القراءة رقم ( 1 ) بنفس التعقيب التي عقبت على مقال الأخ والصديق العزيز أبرم شبيرا وكان ردي على تعقيبها واضحاً جداً لأنها لم تقتبس الجملة بالكامل لتعطي للقارئ المعنى الذي قصدته بل تعمدت بتجزئة الجملة ليتغير مضمونها  وهذا كان تجاوزاً منها على أمانة الأقتباس ، وعليه كان من المفروض بها أن لا تعيد تعقيبها ذاك على مقال الأخ أبرم لأن الموضوعين مختلفين ، وبالأخص أن مقالي لم ينتهي نشر أجزائه لحد الآن .
3)    بإعتقادي الشخصي أن الأخ والصديق أبرم شبيرا قد تسرع كثيراً في نشر مقاله هذا الذي يتناول فيه موقف مؤلف كتاب " التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق " الأستاذ المرحوم عبدالمجيد حسيب القيسي من الآثوريين الذي حاول من خلاله تقليل من شأن حيادية الكاتب والكتاب معاً مستنداً على معطيات معينة وأرائه وتحليلاته واستنتاجاته الشخصية لا أناقشه عليها لأنه كما قلت أعلاه هو حر في رأيه ، ولتذكير القارئ فقط أنا لم أقل في تقييمي للكاتب والكتاب أنهما كانا قد التزما الحيدة مئة في المئة ولكن قلت أن المؤلف كان من أفضل مؤرخين العراقيين من العرب والكورد كتب بحيادية وإنصاف بخصوص قضية الآثوريين في الفترة التي حددها المؤلف ( 1921 – 1999 ) وبالأخص ما يخص مذبحة سُميل ومقدماتها وتداعياتها ، ومن جانب آخر أن ما ذهبت إليه في مقالي كما لاحظتم في ما نشر منه القرأتين ( 1 و 2 ) وما ستلاحظونه في القراءات اللاحقة مستقبلاً هو غير الذي ذهب اليه صديقي وأخي أبرم ، أنا حاولت أن أستفاد من ما أورده المرحوم القيسي في كتابه موضوع البحث لغرض الأعتماد عليه كشاهد على التاريخ  - شهد شاهد من أهلها – لأضع القارئ في النهاية أمام الحقيقة بقدر الأمكان ليتعرف  على من كان المسؤول عن كل ما جرى من مظالم وجرائم بحق الآثوريين وكيف أصبحوا الضحية البريئة وكبش الفداء لغدر الغرباء الأوغاد ، وهنا لا يسعني إلا أن أعاتب صديقي وأخي أبرم شبيرا على تسرعه في نشر مقاله الطويل هذا الذي شوش كثيراً على مقالي ومصداقيته ، في الوقت الذي كان من الأجدر به أن يتريث قليلاً الى أن أكمل نشر جميع أجزائه ، وعندها ينشر مقاله لتكون الفائدة من المقالين أكبر للقراء ، أما في مثل هذه الحالة فقد جاء مقاله تشويشاً لمقالي ولقناعات القارئ الكريم .
4)    ليس من حقنا أن نفرض على الكتاب وبالأخص من غير أبناء شعبنا أن يكتبون كما نريد وإلا بماذا نختلف عن من طلبوا من الكتاب والمؤرخين إعادة كتابة التاريخ الذين ذكرهم صديقي واخي أبرم كثيراً في مقاله هذا ، وعندها فقط نشكر ونثمن جهود من يكتب عنا بشئ من الايجابية والحيادية والانصاف كما فعل المرحوم القيسي في كتابه موضوع البحث ، انا هنا لست بصدد مناقشة أخي وصديقي أبرم شبيرا أكاديمياً لأنني لست كذلك وإنما أنا بصدد أن أقول إن ما أردتُ إظهاره من الكتاب هو شئ مختلف كلياً عن ما ركز علية صديقي وأخي أبرم شبيرا وسوف تلاحظون ذلك عندما أستكمل نشر الأجزاء المتبقية من مقالي ، شكراً للقراء الكرام والمعقبين الأعزاء والكاتب الصديق الصدوق مع إعتذاري له إن سببت له عباراتي العتابية شئ من الأذى ..
           
خوشابا سولاقا

2166
قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
" التاريخ السياسي والعسكري للاثوريين في العراق "
القراءة رقم ( 2 )
المهندس : خوشابا سولاقا
كيف كانوا الآثوريين الضحية  وكبش الفداء لغدر الآخرين ... ؟؟
كان الصراع السياسي على السلطة في العراق بعد تأسيس الدولة العراقية في عام / 1921 محتدماً على قدم وساق ، بتخطيط وتوجيه المباشر وغير المباشر من المستعمر الأنكليزي عملاً بمبدأ " فرق تسُد " السيء الصيت بين القوى السياسية العراقية الناشئة والمتنفذة وشخصيات الواجهة الأمامية من وجهاء وشيوخ العشائر للصورة العراقية القبلية والطائفية التكوين في أوائل العقد الثالث من القرن الماضي ، وقد تمثل جانب من هذه الصورة الضبابية المشوهة بالحزب الآخاء الوطني بزعامة السيد ياسين باشا الهاشمي والشخص الثاني في زعامته السيد رشيد عالي الكيلاني ، والحزب الوطني العراقي بزعامة محمد جعفر أبو التمن من جهة ، ونوري باشا السعيد المحسوب على المقربين جداً من الأنكليز بحسب خصومه السياسيين وأتباعه والمدعوم من البلاط الملكي من جهة ثانية ، وكان هذا الصراع قد تصاعدت وتائره وإشتدت أواره على خلفية توقيع معاهدة عام / 1930 التي عقدها نوري باشا السعيد مع بريطانيا بخصوص منح العراق الأستقلال تحت الأنتداب البريطاني ، وبذلك تصاعدت وإشتدت المعارضة على خلفية هذه المعاهدة بقيادة الحزبين المذكوريين في الشارع العراقي بالضد من عاقدها السيد نوري باشا السعيد ، ولكن هذه المعارضة تم إحتوائها بمشاركة نوري باشا السعيد في حكومة الكيلاني وتوليه فيها حقيبة وزارة الخارجية وتولي حكمت سليمان الزميل الآخر لرشيد عالي الكيلاني فيها حقيبة وزارة الداخلية وياسين باشا الهاشمي حقيبة وزارة المالية ، وكانت مشاركة نوري باشا السعيد في وزارة الكيلاني من المفارقات السياسية الغريبة حسب واقع الخارطة السياسية للعراق في ذلك الوقت ومن الأمور غير المتوقعة ، لأن هذه المشاركة كانت بمثابة الجمع بين الأضداد والمتناقضات ، ولكن في منهج السياسة الميكافلية التي يتميز بها منهج وفكر الكيلاني  يكون هذا الأمر جائز جداً ومنطقياً ، عملاً بالقول " لا صديق دائم ولا عدو دائم وإنما مصالح دائمة " هذا الجمع بين الأضداد دفع بالحزب الوطني العراقي بزعامة السيد محمد جعفر أبو التمن الذي يمكن حتسابه أقرب الى اليسار معارضة حكومة الكيلاني بشدة وشن حملة معارضة ضدها وضد حزب الآخاء الوطني وأقطابه واتهامه بنكث العهود وخيانة الأمة وممالئة الأنكليز ، وقد عمت المعارضة الشعبية العارمة منطقة الفرات الاوسط والمنطقة الجنوبية من العراق ونزوعها الى العنف والتمرد وإصطباغها بصبغة طائفية كادت أن تصل الى حافة حاوية الحرب الطائفية الأهلية ، وبسبب هذه المستجدات الدراماتيكية الخطيرة التي باتت تهدد كيان الدولة العراقية الحديثة النشأة بالسقوط والأنهيار ، وعليه كانت حكومة رشيد عالي الكيلاني ذي النزعة الميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) أمام خيارات صعبة لا بد لها من إيجاد الحل البديل المناسب للخروج من هذه الأزمة ، أزمة التهديد بالحرب الأهلية الطائفية في العراق ، والتي أخذت تضّيق الخناق على رقبة الكيلاني يوم بعد آخر ، لذلك سعى رشيد عالي الكيلاني الى البحث عن الحل البديل الذي يغنيه عن الحرب الأهلية الطائفية ، وجاءه الحل الأمثل في التضحية بالآثوريين وقضيتهم وجعلهم كبش الفداء لصراعهم السياسي على السلطة ، وكان ما كان من الأحداث الدامية في سُميل وأطرافيها على يد الجيش العراقي بقيادة العقيد بكر صدقي وبعض العشائر العربية والكوردية ..
ولتسليط الضوء على هذه النقطة المهمة في التاريخ السياسي والعسكري للاثوريين في العراق ، أنقل إليكم حرفياً ما أورده مؤلف هذا الكتاب الجدير بالقراءة الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي في الفقرة ( 3 ) / صفحات ( د ، ه ، و ، ز ) من التقديم لكتابه المشار اليه في أعلاه . أقتبس الآتي :-
" ورغم أننا سنفصل القول في هذا الموضوع في ما سيلي من صفحات هذا الكتاب فإننا لا نرى بأساً من إختصار القول في هذا المجال فنقول : إن رياح السياسة العراقية ومؤامراتها دفعت في أوائل عام 1933 بالسيد رشيد عالي الكيلاني ، وهو سياسي ميكافيلي مغامر ، الى تأليف وزارة ضمت أقطاب حزبه ، حزب الآخاء الوطني وآخرين من خصومه . وكان السيد الكيلاني الرجل الثاني في هذا الحزب الذي يرأسه ياسين باشا الهاشمي الذي دخل وزيراً للمالية في الوزارة الكيلانية الجديدة كما دخلها وزيراً للداخلية قطب آخر من أقطاب الحزب هو السيد حكمت سُليمان .
وكان هذا الحزب وزعيماه وبالمشاركة مع الحزب الوطني العراقي بزعامة السيد محمد جعفر أبو التمن قد قادوا، وبشدة وضراوة ، داخل البرلمان وفي الأوساط الشعبية خارجه حملات معارضة عنيفة ضد معاهدة  1930 وضد عاقدها السيد نوري باشا السعيد الذي دفعت المفارقات السياسية بخصومه الى مزاملته وإدخاله الى جانبهم وزيراً للخارجية في الوزارة الكيلانية الجديدة . وكان قبول الكيلاني ومن ورائه حزب الآخاء الوطني تأليف الوزارة يعني أول ما يعني الأعتراف بمعاهدة 1930 التي ظلوا يعارضونها أشد المعارضة وأعنفها ، كما يعني توزير عاقدها السيد نوري السعيد منحه البراءة والغفران بعد أن لم يوفروا سَبة أو تُهمة إلا ألصقوها به . وقد اثار هذا التصرف المخالف لرزانة الأخلاق السياسية – كما وصفه احد الساسة – استياءً شعبياً عارماً وهياجاً في الرأي العام تَصدَرهُ " الحزب الوطني العراقي " الذي قاد معارضة شعبية واسعة النطاق وبخاصة في مناطق العراق الوسطى والجنوبية ، متهماً حزب الآخاء الوطني وأقطابه ببيع المبادئ ونكث العهود وخيانة الأمة وممالئة الأنكليز من أجل السلطة وكراسي الحكم . وقد أدى تخبط الحكومة وخطلها وفشلها في معالجة الأزمة الى إتساع مداها واشتداد أوارها ونزوعها الى العنف والتمرد واصطباغها بصبغة طائقية كادت أن تقترب من حافة حرب أهلية مدمرة . وقد أحست الحكومة بسوءالحال وفداحة المآل وخطره على بقائها في الحكم كما أحست في الوقت نفسه بعجزها عن معالجة الموقف بالحسنى والأقناع أو مجابهتة بالحزم والقوة ولهذا رأت أن عليها إن أرادت البقاء في الحكم أن تلجأ الى الحيلة والدهاء والمناورة والخداع وذلك باختلاق وجود خطر حال يهدد أمن البلاد وسلامتها تستثار به العواطف والمشاعرالوطنية فينصرف الناس عن المعاهدة ومعارضة الحكومة الى مجابهة هذا الخطر الحال الموهوم .
وقد وجدت في الآثوريين وقضيتهم القائمة والشائكة – الى حد ما – بُغيتها المنشودة فاستغلت تصلب المارشمعون ، الرئيس الديني للطائفة الآثورية ، تجاه الحكومة وبالغت في امره وهوّلت من خطره وصورته للرأي العام عصياناً مسلحاً يهدد الأمن والسلام ويدعمه ويحركه البريطانيون بهدف تهديد الوحدة الوطنية والقضاء على العراق كياناً دولياً ، وكانت الوطنية في العراق تعني يومذاك كراهية الأنكليز ليس غير ، وإدراكاً من الحكومة لهذه الحقيقة ولساسية مشاعر الجمهور العراقي ضد البريطانيين وللرد من جهة ثانية في ذلك على اتهام المعارضة لها بممالئة الأنكليز والسير في ركابهم فقد عمدت الى ادخال اسم البريطانيين في الموضوع رغم أنهم كانوا في واقع الحال – وفي هذه الظروف بالذات – مع الحكومة العراقية في مساعيها السلمية لحل المشكلة الآثورية . وهكذا اسطاعت الحكومة اللعب بمشاعر الجماهير وأستثارة ثائرتها حتى انطلقت من عقالها وبدأت تفرض على الحكومة المزيد من التشدد والصمود . فاستطابت الحكومة هذا الحال الجديد وانحرفت بقضية الآثوريين عن مسارها السلمي الذي كانت تسير فيه الى طريق المجابهة والعنف مما جرّ في نهاية المطاف - وكما هو المتوقع في مثل هذه الأحوال – الى صدام مسلح بين الآثوريين والجيش لم يدم سوى عشرين ساعة فقط تبعته مجازر إنتقامية قام بها رجال الجيش العراقي وقائده بكر صدقي دامت عشرة أيام متواليات .
وهكذا استطاعت الحكومة بالتخبط والتدبير والتعسف والتضليل أن تحقق هدفها لا في صرف الناس عن انتقادها ومعارضتها فحسب بل في جمعهم على نصرتها وتأييد أعمالها ، ولكن بعد أن لطخت يديها وسمعة الجيش العراقي بدماء الآثوريين وبعد أن بذرت في التربة السياسية في العراق بذور الغوغائية والعسكرتانيا – أي حكم العسكر – وفتحت الأبواب أمام الانقلابات والثورات وعهود الاستبداد والطغيان .
ورغم رضي الحكومة – أول الأمر – عن أعمال الجيش وقائده بكر صدقي إلا أن بشاعة المجازر ووحشيتها – يقصد المؤلف مجازر الجيش بحق الآثوريين في سُميل - وما خلفته من ردود فعل في انحاء العالم وما أثارته من احتمالات تدخل دولي في الأمر أفزع الحكومة العراقية – يقصد المؤلف حكومة رشيد عالي الكيلاني – فأمرت بايقاف عمليات الانتقام ثم عمدت لا الى التعتيم وكتمان الأمر بل عمدت الى نفي وقوع الأحداث نفياً باتاً ونكران حدوثها نكراناً كاملاً . ولزيادة التغطية والتضليل ولرد الأعتبار الى الجيش فقد نظمت حملات دعائية لتمجيد دور الجيش في دفاعه المقدس عن حياض الوطن وعن العزة الوطنية والكرامة القومية ضد المستعمرين وعلى راسهم بريطانيا – هل ان المجد والدفاع عن العزة الوطنية والقومية يتجسد في قتل الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال بوحشية وبرودة دم عند هؤلاء الفاشيست المجرمين .. ؟ ! / كاتب المقال - .
وقد وجدت هذه الاضاليل استجابة سريعة عند الفرد العراقي المتعطش لسِير البطولة والابطال التي خلقتها في ذهنه رواسب تاريخ طويل من القمع والاستبداد ، والميال بطبعه إلى الثأر والانتقام وإلى العنف والقسوة وإراقة الدماء فاطلق لخياله الاسطوري الخلاق العنان فارتفع بهذه الأحداث إلى مصاف الخرافات والأساطير ومراتب الأمجاد الوطنية والقومية حتى صارت هذه المزاعم والأباطيل ثوابت راسخة مقدسة في الفكر العراقي وفي التاريخ العراقي ، لا يجوز المساس بها ومناقشتها وظلت كذلك حتى يومنا هذا ، وبعد أن تبناها المؤرخون العراقيون وسلّموا بها انخداعاً أم اقتناعاً وجهلاً أم نفاقاً ، ولم يحاولوا إعمال الفكر ودراسة الأحداث وأخبارها ووثائقها دراسة تاريخية تحليلية فاسهموا في اشاعة المفاهيم الخاطئة ورسوخ الثوابت المضللة وتحريف التاريخ وضياع الحقائق . " انتهى الأقتباس ..
هكذا أيها القارئ الكريم ، هيئت الحكومة العراقية برأىسة رشيد عالي الكيلاني وطاقمه من الوزراء والقادة العسكرين من أمثال بكر صدقي قائد العمليات العسكرية المنفذ المباشر للمجزرة وطه الهاشمي رئيس أركان الجيش العراقي ، وبالتنسيق مع الأنكليز وبتعاون بعض الأطراف من الآثوريين من خصوم المارشمعون مع الحكومة العراقية العميلة للانكليز تهيئت الأرضية الخصبة والمبررات والدوافع السياسية الملفقة ، بعد أن كانت كل الدوافع الشوفينية والعنصرية والحقد والكراهية على الآثوريين وقيادتهم متأصلة في نفوس من خطط لهذه المجزرة ومن شارك في تنفيذها  على أرض سُميل بحق الأبرياء من الآثوريين ، إن تلك الدوافع كانت الأسباب الحقيقية المبيتة للمجزرة وهذا ما يظهر بجلاء من قراءة هذا الكتاب .. 

نلتقي في القراءة رقم ( 3 )

       
       


2167

   الى الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم ..... تحية طيبة وبعد

    أحييك على مقالك الرائع ، وأن ما كتبته بحق المعنيين من الأخوة الكلدان ينطبق بالتمام والكمال بحق من يماثلونهم من المتطرفين من الأخوة   السريان والآشوريين ، سواءً في الجانب القومي أو في الجانب المذهبي ، لا أعرف لماذا كل هذا التطرف المبالغ به لحد الأبتذال الذي يضر الجميع من دون أن يستفاد منه أي مكون من مكونات شعبنا ، لا أعرف لماذا لا يقرأون ما كتبته كما ينبغي قراءته ، ولكن اطمئن هناك من يفهم قصدك بشكل جيد ويقراءه بعقل مفتوح ، يا عزيزي يا دكتور ، إن حشر كل من هب ودب نفسه في الذي يعرفه والذي لا يعرفه من الشؤون هو احد أسباب وصولنا الى ما نحن فيه اليوم من تشتت وتفكك وتشرذم وتطاحن وتقاتل على فتات الآخرين من الغرباء من الذين زرعوا فينا علل أمراضنا المذهبية ، متى نهتدي الى الطريق القويم الذي يقودنا الى تجاوز هذا الواقع المريض فليكن الله في عون أمتنا الممزقة الى أشلاء بفعل غدر ومكر وخديعة الغرباء القادمين من وراء المحيطات البعيدة بلباس الملائكة وبروح أخوان الشياطين وبدعم ومساندة من ضعاف الوعي الأنساني والجهلاء بفعل ومنطق التاريخ والجغرافيا في تقرير مصير الأمم بين الفناء والبقاء ، أتمنى لكم التوفيق في المزيد من الكتابات التي تخدم قضية وحدتنا في الأرادة لفعل الخير لكل مكونات شعبنا في التعايش السلمي الأخوي مهما اختلفت تسمياتنا القومية والمذهبية ..

                                       أخوكم : خوشـــابا ســـولاقا

2168

  [ الى بعض الأخوة المعقبين الأحباء ... تحية محبة واحترام مني تقبلوا .....   إن احترام قدسية القلم واجب أخلاقي وأدبي ، واحترام رأي الآخر وحريته في التعبير أيضاً واجب أخلاقي قبل أن يكون احترام لأنسانية الأنسان ، وإن احترام مشاعر الآخر وقيمه يأتي من احترام الأنسان لذاته وقيمه التي يؤمن بها ، وعليه أتمنى من الأخوة المعقبين الأبتعاد عن استعمال المفردات غير اللائقة والجارحة بحق بعضكم البعض في المخاطبات وتوجيه النقد ، لأن احترام الخصم خير وسيلة للأنتصار عليه والدفاع عن النفس في الوقت نفسه ، وأن المُغالات في التعصب لا يدل على مدى الولاء والمحبة والتمسك بما يؤمن به الأنسان من مبادئ وقضية بل على العكس من ذلك حيث أن التعصب يضر قضيتنا ، وعليه يجب أن نتجنبه ونبتعد عنه في طروحاتنا الفكرية ومناقشاتنا وحواراتنا لكي نكون إيجابية ومثمرة في نتائجها لصالح قضيتنا القومية المشتركة ، وأما الذي لا يؤمن بهذا المنطق في التعاطي مع الحياة فمكانه ليس بيننا فليبحث عن ساحة أخرى تلائم المشاكسات بالمفردات الجارحة التي ليس لمن يتعاطي بها في الحياة من هدف سياسي أو اجتماعي أو ثقافي نبيل  . ( أرجو عدم الزعل ) وأنا أشكركم كثيرأ يا أحبائي ..


                                       محبكم زميلكم خوشــابا ســـولاقا 

2169
 
 الى الأخ فريد وردة المحترم ... تحية واحترام وشكراً على ملاحظتك الفيمة
 
 يؤسفني أن أخالفك الرأي ، إن عدم الحيادية لا تعني التزوبر وإن ما فصدته من عدم حيادية كتابنا الآثورين ممن أرخوا لأحداث تلك الفترة من حياة شعبنا الآثوري هو أن كل واحد منهم ركز في كتاباته على الجوانب الايجابية للطرف الذي هو منحاز إليه وأهمل الجوانب السلبية له وفي الوقت ذاته ركز في ذكر وإبراز الجوانب السلبية وإهمال الجوانب الايجابية للطرف الآخر ( الخصم ) هذا الذي قصدته في مقدمة مقالي وليس غيره ، بينما الحيادية في كتابة التاريخ تعني ذكر وإبراز الجوانب الايجابية والسلبية للطرفين كما هي ، أما التزوبر فيعني قلب الحقائف وتغييرها أي بمعنى تحويل الأبيض الى أسود والاسود الى أبيض ولم يكن هذا ما قصدته في مقدمة المقال ، وأنا أعتذر لمن إلتبس عنده الفهم وشكراً للجميع ..


                                   محبكم : خوشابا سولاقا   

2170

  الى الأخت سوريتا المحترمة ,,, تحية طيبة

   ليس لي تعليق على تعقيبك غير أن أقول لك لماذا لا تكملي الجملة بالكامل في اقتباسك لماذا بترتي الجزء الأهم في الموضوع ، وعدم الحيادية لا يعني التزوير إطلاقاً ، وقلت ما معناه أن الكتاب الأثوريين كانوا منحازين الى طرف آثوري ضد طرف آثوري آخر هكذا يجب أن يفهم المقصود لأن الموضوع يخص الآثوريين دون سواهم من أبناء أمتنا ، وعليه أدعوك الى إعادة قراءة المقال من جديد وأن تخففي قليلاً من ذم الآشورين لأن ذلك ليس من صالح أمتنا التي سميها باية أسم تشائين أنا شخصياً قابل وشكراً ..

                                                 خوشابا سولاقا

2171
قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي
التاريخ السياسي والعسكري للاثوريين في العراق
المهندس : خوشابا سولاقا
( في البدء أشكر كثيراً مؤلف هذا الكتاب لقاء ما أورده فيه من معلومات تاريخية التي تدل على نبل أخلاقه وحرصه على المحافظة على الأمانة العلمية والتاريخية في البحث وكتابة التاريخ بحيادية ومهنية وبتجرد من كل الأعتبارات التي تجعل الكاتب والمؤرخ ان ينساق وينحاز الى نوازعه الشخصية ويقفز من فوق الحقائق التاريخية ولكن هذا المؤلف لم يفعل ، وفي نفس الوقت أدعو كل الأخوة من أبناء أمتنا بشكل عام والآشوريين – الاثوريين – بشكل خاص الى ضرورة قراءة هذا الكتاب الجدير بالقراءة ) ..
لقد قرأت كل ما وقع تحت يدي من الكتب التي تتحدث عن تاريخ الآثوريين المعاصر للفترة منذ الحرب العالمية الأولى والى حادثة مجزرة سُميل الرهيبة عام / 1933 لكتاب آثوريين وعرب وأجانب فوجدت من خلال قراءتها أن جميع الكتب لمؤلفين آثوريين لا تتوفر فيها أية نسبة من الحيادية ومهنية الأمانة التاريخية كما ينبغي وإنما كانت مؤلفات منحازة بامتياز لهذا الطرف الآثوري أو ذاك وهذا أمر طبيعي جداً في ظل البيئة التي عاشوا ويعيشون فيها الآثوريين كمجتمع عشائري وقبلي لا ألومهم عليه ، وكذلك الحال مع كتب مؤلفيها من العراقيين العرب والكورد من الرسميين المشاركين في الحكومة العراقية أو من الموالين لها في تلك الفترة ، حيث كانت في أغلبها منحازة مئة في المئة الى تبرئة الحكومة العراقية والجيش العراقي من كل ما أقترفاه من مظالم وجرائم وما دبرته من دسائس ومؤامرات بحق الاثوريين ، وأما ما ورد في الوثائق الرسمية لحكومة بريطانيا فهو كذب وإفتراء أرادت بريطانيا من خلاله تبرئة ساحتها مما حصل للآثوريين على أيدي عملائها في الحكومة العراقية من تجاوزات وجرائم وقتل بذرائع مختلفة بسبب تنصلها عن وعودها التي قطعتها للآثوريين مقابل قبولهم بدخول الحرب الى جانبها كحلفاء وليس كأتباع ، وما يؤسف له شديد الأسف هو إن هذا الأتفاق كان شفهياً ولم يكن مكتوباً ، وهذا يعتبر تقصيراً غير متعمداً من زعمائناً في حينها لأنهم تعاملوا مع بريطانيا وفق منطق العشائر وليس وفق منطق السياسة التي كان الأنكليز فقهائها بامتياز ، وحتى آخيراً بعد أن وضعت الحرب أوزارها تنكرت لهم ابسط الحقوق الأنسانية كإسكانهم في منطقة واحدة في العراق الذي يُمكنهم من الدفاع عن أنفسهم تجاه هجمات القبائل والعشائر العربية والكوردية ، وقد سعت بريطانيا منذ البداية الى دق الاسفين بين القيادة الدينية المتمثلة بالبطريرك المارشمعون وعائلته من جهة والقيادات العشائرية ( ملكاني ) والقيادات الميدانية العسكرية المعروفة من جهة أخرى مقابل إعطائهم وعود كاذبة ومخادعة وتضليلهم للأنسياق وراء مخططاتهم الخبيثة ، وقد نجحت في ذلك فعلاً أولاً في التخلص من البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون في عام 1918 بإغتياله على يد المجرم سمكو آغا الشيكاكي ، وعلى أثر هذا الأستشهاد حصل فراغ سياسي في قيادة الآثوريين الدينية والزمنية وبدأت بذور الخلافات والأنشقاق بين القيادة الدينية بزعامة عائلة المارشمعون من جهة والقيادات العشائرية والعسكرية المعروفة وبتشجيع من الأنكليز من خلال سعيها للفصل بين القيادة الدينية والقيادة والزمنية للآثوريين من جهة ثانية ، اي ممارسة الضغط على المارشمعون للتخلي عن سلطاته الزمنية والأكتفاء بسلطاته الدينية وهذا ما تؤكده كل الوثائق الحيادية ، وهو ما كانت الحكومة العراقية العميلة لبريطانيا تحاول جاهدة أن تنتزعه من البطريرك مار إيشاي شمعون عندما كان معتقلاً في بغداد قبل حادثة سُميل عام / 1933 مقابل السماح له للعودة الى مقره في الموصل . وسوف تطلعون على تفاصيل مجريات هذه الأمور في هذا الكتاب كما أوردها المؤلف الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي عند قراءتكم لكتابه والذي سأسعى جاهداً لأن أنقل لكم ما يسعني منها مستقبلا ..
لقد فكرت كثيراً في ضرورة عرض المعلومات التي أوردها المؤلف في هذا الكتاب للأسباب التالية :
أولاً : كون المؤلف عربي عراقي لا صلة قرابة له ولا صلة عشيرة ولا صلة الدين ولا صلة قومية  بأي طرف من إطراف الصراع الآثوري ، وعليه لا مصلحة له في الأنحياز الى أي طرف من الأطراف المتصارعة لحساب الطرف الآخر .
ثانياً : إن هذا الكتاب قد نُشر بعد أكثر من نصف قرن من الزمن من حادثة سُميل الرهيبة وهذا ما يجعل المؤلف بعيدا عن دائرة الشك والأتهام بالأنحياز الى هذا الطرف أو ذاك لأي سبب من الأسباب غير البحث العلمي الرصين وهذا ماتلمسته في الكتاب .
ثالثاً : وجدتُ من خلال قراءتي للكتاب أن المؤلف قد اعتمد في كتابة بحثه هذا على مؤلفات عديدة لغيره من الكتاب العراقيين العرب والكورد وكِتاب تاريخ الوزارات العراقية لمؤلفه عبدالرزاق الحسني والوثائق البريطانية الرسمية ، ولكن لاحظتُ أن ما يميز الكاتب في بحثه هذا هو إنه لم ينقل الأحداث كما كُتبت في المصادر التي اعتمدها بل إنه عَمد الى إجراء الربط بينها بطريقة بحثية علمية رصينة وبحيادية ومهنية علمية عالية ومن ثم إستنتج وفق المنطق العلمي من كل ذلك ما هو حقيقة أو الأقرب إليها هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فهو الكاتب العربي العراقي الوحيد بعد أكثر من نصف قرن يدين الحكومة العراقية العميلة ويتهمها بتدبير عمداً ما حصل من مذابح بحق الأثورين في سُميل وما تلاها للخروج من مأزقها المتأزم في الصراع على السلطة بين الشيعة والسنة بذريعة التصدي للخطر المشترك المتمثل بالآثوريين ، ثم أن هذا الكاتب هو الذي إتهم المؤرخين العراقيين بخيانة الأمانة العلمية لأنهم لم ينصفوا الآثوريين في كتاباتهم ، وهذه المواقف الشريفة مجتمعة لهذا الكاتب جعلتني أن أنقل للقراء الكرام ما كتبه عن مأساة ومظالم الأثوريين على يد الحكومات العراقية العميلة وصنيعتها بريطانيا كما كتبه حرفياً ليطلع عليها القارئ اللبيب ليميز بين ما كتبه هذا المؤلف الحيادي الشريف الذي لا تربطه أية رابطة مصلحة شخصية بشعبنا الآثوري وبين ما كتبهُ كُتابنا من كل الأطرف في سياق سعيهم الى تبرئة أنفسهم مما حصل وإلقاء المسؤولية كل على خصمه ..
القراءة رقم ( 1 )
كيف ولماذا كتب المؤلف هذا الكتاب .. ؟
نقتبس قراءتنا هذه من تقديم الكتاب كما ورد في الصفحات ( أ، ب ، ج ) حيث يستهل المؤلف كتابه بما يلي :
" موضوع هذا الكتاب هو تاريخ قضية الآثوريين في العراق . والآثورين أو التياريين – كما يسميهم العراقيين – قوم من المسيحيين النساطرة استقر قسم منهم في العراق منذ ازمان موغلة في القدم . ثم وفد القسم الأعظم منهم الى العراق أثناء الحرب العالمية الأولى فأثار قدومهم أو أثاروا بقدومهم مشاكل سياسية وإدارية واجتماعية تخطت حدود العراق ، وتردد صداها في المحافل الدولية وقطاعات من الرأي العام الأوربي ، وبطبيعة الحال فقد استأثرت قضيتهم هذه باهتمام دولة العراق منذ تاسيسها في عشرينات هذا القرن – يقصد المؤلف القرن العشرين – وحتى إنفجارها المأساوي الدامي على يد الجيش العراقي في صيف عام / 1933 .
فموضوع بحثنا إذن موضوع قديم قد عفا عليه أكثر من نصف قرن من الزمان ، وكاد أبناء الأجيال القديمة الذين عايشوا أحداثه أو من تبقى منهم أحياء أن ينسوا أمره أو الشيء الكثير من أمره . أما الأجيال الجديدة فندر منهم من يعرف شيئاً عن هذا الموضوع أو يهمه أن يعرفهُ . وقد يكون قِدم الموضوع والجهل به مبررين كافيين لاعادة البحث فيه لتذكير الناسين به وتعريف الجاهلين أمره به . ولكن هذين المبررين ليسا هما كل السبب في دفعنا الى الكتابة في هذا الموضوع ، وإنما هناك سبب آخر يبررالبحث بل ويدعو اليه ، ذلك أن الحدث الآثوري قد ترك في الحياة السياسية العراقية – وكانت في أول عهدها – أثاراً أعمق غوراً وأكثر خطراً وأبقى عمراً من مجرد كونه حادث عصيان أو حادث تأديب ، وإنما كان بأسبابه ودوافعه وبسير أحداثه ونتائجها ، وعلى المدى القصير والمدى البعيد أول وأخطر صدع في الكيان السياسي للعراق الناشئ وقت ذاك ، ثم ظلت الصدوع والخروق تتوالى وتتسع وتتطور حتى عامنا هذا عام 1997 – يقصد المؤلف عام صدور الكتاب – حيث بلغت ذروتها ومداها فبلغ السيل الزبى واتسع الخرق على الراقع .
ولهذا السبب فقد خرج البحث عن كونه تاريخاً لحدث عابر الى كونه تشخيصاً تاريخياً للأعراض الأولى للعلل السياسية التي نَفذت جراثيمها الى الجسم العراقي وبدأت تنخر فيه وتفتك به ، حتى قارب اليوم مصيره الأسود ونهايته الفاجعة . وعلى وجاهة هذه المبررات فإن الكتابة في هذا الموضوع لم تخطر لي من قبل على بال ولم تنصرف نيتي الى الكتابة عنه إلا مؤخراً وبطريق الصدفة – خيرا ما فعلت - . .
وخلاصة الخبر أني كنت وعدت قراء كتابي ( التاريخ يكتب غداً ) أن أعاود البحث وبكتاب مستقل وبتفصيل أكثر عما أحاط بوفاة الملك غازي من شائعات وأقاويل ، ولما بدأتُ الكتابة في الموضوع كان لزاماً علي أن ألم بشئ من التفصيل بسيرة الملك غازي ولياً للعهد وملكاً . ولأن الأحداث الآثورية انفجرت انفجارها الدامي اثناء تولية الأمير غازي نيابة الملك بسبب غياب والده الملك فيصل الأول عن العراق . وكان له ( الأمير غازي ) بطبيعة الحال دور ما سلبياً كان أم ايجابياً في مجرى الأحداث - الأحداث الآثورية – ولربما أمكن القول أن الأحداث ما كانت لتسير مسراها الذي سارته لولا وجود الأمير غازي نائباً عن أبيه الملك فيصل وقت ذاك . ولتحديد هذا الدور وتقييمه كان لا بد من الألمام بتاريخ المشكلة الآثورية ومتابعة تطوراتها والعوامل التي أدت الى إنفجارها ، ثم ما أدت اليه من نتائج وعقابيل طبعت بطابعها عهد غازي ملكاً وما تلاه من عهود . وإذ اتسع البحث وتشعب وزاد عما يتطلبه مجاله في ذلك الكتاب فقد رأيت أن أوجز القول عنه هناك وأن أفرد لتفصيله بحثاً خاصاً ونشره في كتاب مستقل فكان هذا الكتاب .
                  نلتقي في القراءة رقم ( 2 ) لاحقاً     
 
   

2172

  الأخ العزيز بولص يوسف ملك خوشابا المحترم .... تحية طيبة
   
 أنا أوافقك الرأي أن منطق العلم يقول أن المواقف والأعمال تقيم من نتائجها ولكن النتائج تقيم من أسبابها حبسب قانون السبب والنتيجة ، لأن لكل سبب نتيجة وكل نتيجة تصبح سبب لنتيجة لاحقة ، وخفايا تاريخنا الحديث حافل بمثل هكذا مواقف وأفعال والأيام القادمة ستكشف المستور كما تقول الأخت سوريتا .
في الحقيقة أنا أقدرك حق تقدير وفي مكالمة سابقة لي معك حييتك على كتاباتك هذه وأقرأها جميعا وقرأت الكثير من الكتب التي تتحدث عن تاريخنا لكتاب آثوريين ولغيرهم واستنتجت إن مؤلفات كتابنا جميعها منحازة لهدا الطرف او ذاك ومؤلفات غيرنا من الأجانب كانت اكثر حيادية ومهنية ومؤلف الأستاذ الباحث عبدالمجيد حسيب القيسي واحداً منهم ولذلك دعوتك وكافة القراء الى قراءة هذا الكتاب ل،ه يحمل وجهة نظر ثالثة بين وجهتي نظر الآثوريين ، لا أفهم لماذا أغاضك هذا الأقتراح ، أما من ناحية التخندق مع رؤساء العشائر كما ذكرت فان هذا التفكير بعيد جداً عن معتقداتي وأتمنى أن تكون أنت الآخر كذلك ولكن ما ألاحظه ما بين سطور معظم كتاباتك يدل على غير ذلك يا أخي بولص ووجود شعور التخندق بالعشيرة شعور المتخلفين في هذا الزمان ، مع الأسف إن رد فعلك كان على غير ما توقعته منك ، لنني أكن لك كل الحترام والتقدير ولا أحمل تجاهك أي حقد او ضغينة وموقف سياسي معين أو موقف عشائري كما تتهمني وهذا حقيقة شيء مؤسف .. ولكي لا أقطع خيوط الصلة والتواصل بيننا والمحافظة على المودة التي يجب أن تبقى بيننا قررت عدم الرد على تعقيباتك اللاحقة وعدم التعقيب على كتاباتك مستقبلاً وتبقى عندي صديق معزز ومكرم .. تذكر أن الحكومة العراقية في حينها هي حكومة عميلة لبريطانيا وصنيعتها وعلى ضوء ذلك تقاس المواقف والنتائج وماذا جنى شعبنا بعد مجزرة سُميل كنتيجة تعاوننا مع الحكومة العراقية العميلة .. ؟؟ !! وشكراً

                                                       

                                                      أخوكم : خوشـــابا ســـولاقا


2173
 
 الأخ الفاضل بولص يوسف ملك خوشابا المحترم / تحية طيبة
 أرجو إعادة قراءة مداخلتي مرة ثانية أنا لم ولن أدعوك والقراء الكرام لمقالاتك التاريخية الى الأعتماد الى مصدر واحد وهو كتاب الباحث السيد عبدالمجيد حسيب الفيسي بل دعوتكم الى قراءة هذا الكتاب لما فيه من معلومات تاريخية تخص شعبنا ، وأنا حقيقة إستغربت من قولك بأن الكاتب القيسي فد تم تلقينه ، من قام بتلقينه ؟ وهل تعرف إن تصريحك هذا يلقي بظلال الشك على كل ما كتبته ويقلل من مصداقية ما ورد فيها من المعلومات التاريخية وأرجو أن تتقبل هذه الملاحظة برحابة صدر مثقف يؤرخ لأهم مرحلة من حياة شعبنا الآشوري وشكراً ..


                            أخوكم : خوشــابا ســولاقا 

2174
 الى الأخوة الكلدان المهتمين بالتحضير لعقد مؤتمر كلداني عام المحترمين
 إبتداءً أقول لكم ألف مبروك أمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح في تحقبق أهدافكم القومية في وحدة الكلدان وأيادينا ممدودة لكم لما هو خير لأمتنا ولكي تكون بدايتكم قوية وموفقة وكما يقول المثل الشائع " إن دفء الشمس تقاس من شروقه " علية ولكي يكون لمؤتمركم مصداقية اقوى وأكبر يفضل أن ينعقد في الوطن وحسب إعتقادي لا يوجد ما يمنع ذلك من كل النواحي وأرجو عدم إعتبار مقترحي هذا تدخل في شأنكم بل إعتبروه إقتراح من صديق محب لكم ومرة أخرى أتمنى لمؤتمركم النجاح ..



                           خوشابا سولاقا

2175
الى الأخوة المتحاورين والمتداخلين المحترمين
إن تاريخنا المعاصر وبالأخص للفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى الى مذبحة سُميل أي ( 1914 -1933 ) مليء بالمتناقضات والتشويهات للحقائق ويشوبه الكثير من الغموض والمغالطات ، حيث أن كل من كتب عن هذه الفترة من أبناء شعبنا كتب حسب وجهة نظره ورؤيته الشخصية وبانحياز كامل الى الجهة التي ينتمي ويرتبط بها قبلياً وعشائرياً ، بالأضافة الى أن الذين كتبوا من أبناء شعبنا عن تاريخنا لهذه الفترة قليلين جداً ، وعليه فإن من يكتب الآن عن ما جرى خلال هذه الفترة من أحداث مستنداً على المصادر المكتوبة من قبل كل الأطراف المعنية بالأمر البريطانية والعراقية الحكومية والأطراف الآثورية المختلفة سوف يقع في حيرة من أمره لأختيار من يعتمد عليه منها في تدوين حقيقة تلك الأحداث ، لأن كل تلك المصادر قد تم تسييسها بهذه النسبة أو تلك ، وهي بالتالي منحازة الى هذا الطرف أو ذاك .. وحسب وجهة نظري الشخصية المتواضعة إن أكثر من كتب بحيادية وبمهنية عن حقيقة تلك الأحداث من تاريخنا لهذه الفترة وبالذات عن أحداث مذبحة سُميل وعن المؤامرات التي دبرت من قبل الثلاثي المجرم رشيد عالي الكيلاني رئيس الوزراء في حينها ووزير داخليته العثاني العقلية حكمت سُليمان والجنرال بكر صدقي هو الباحث العراقي عبدالمجيد حسيب القيسي في كتابه الموسوم " التاريخ السياسي والعسكري للاثوريين في العراق " والذي هو كتاب جدير بقراءة كل من يبحث عن حقيقة الأحداث التي جرت خلال الفترة ( 1921 -1999 ) وعليه أدعو الأخ الفاضل بولص يوسف ملك خوشابا وكل المعقبين على كتاباته التاريخية التي نشرها في هذا الموقع والتي هي كتابات جيدة ورصينة لا تخلو من معلومات تاريخية قيمة تدون أحداث هذه الفترة من زاوية معينة ولكنها لا تحمل كل الحقيقة أدعوهم الى قراءة هذا الكتاب القيم ، ولغرض إنصاف الجميع لا يسعنا الأعتماد القطعي على أي من هذه المصادر التي كتابها من أبناء شعبنا من الأثوريين لحسم الاختلافات حول حقيقة تلك الأحداث لكي نرسو الى بر الأمان في إطلاق أحكامنا على  هذا الطرف أو ذاك من رموز وقادة أبناء شعبنا ، ولكي نحمل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية التقصير أو الخيانة أو الأهمال أو بالعكس .. لذلك ليس من مصلحة شعبنا الخوض في عرض وطرح واستعراض معلومات تاريخية غير موثوق بها مستقاة من مصادر غير معتمدة وغير موثوق بها الآن في وسائل الأعلام ، لأن في ذلك ضرر بالغ لشعبنا وإساءة لتاريخنا وقد يشكل ذلك بالتالي ظلماً بحق البعض من قادة ورموز شعبنا في تلك الفترة على حساب تبرءة البعض الآخر أو بالعكس ، وهذا يشكل تجني كبير على الحقيقة والمنطق . وهنا لا أقصد إطلاقاً ترك أو إهماله وعدم دراسة تاريخنا لهذه الفترة بل على العكس من ذلك علينا دراسته بدقة وإمعان وتروي وبتجرد من كل الأعتبارات التي تسيء على المنطق العلمي الرصين في البحث والدراسة من أجل الوصول الى الحقيقة التاريخية قبل أن نطلق أحكامنا عليه ، ومن ثم نستخلص منه العبر والدروس من أجل خدمة قضايانا القومية والوطنية والانسانية اليوم ، لأن الكثير مما وصلنا شفهياً من أخبار عن الأحداث التي جرت في تلك الفترة نقلاً أب عن جد غير دقيق ومشوه ومبالغ به إيجاباً أو سلباً وحسب الأهواء والأجتهادات والمواقف الشخصية والسياسية والعشائرية لناقليها تجاه هذا الطرف أو ذاك ، وهذا ما يجعلنا اليوم في دوامة لا أول لها ولا آخر من التناقضات والمغالطات التي تضعنا في موقع إنعدام الرؤية الواضحة لحقيقة الأمور وأسبابها ودوافعها الحقيقية لكي نتمكن أن نستخلص بالنتيجة أحكام رصينة وناضجة ومتكاملة تنصف الجميع كل بما يستحقه من الجزاء العادل ..       

2176
الأخ والصديق العزيز أبرم شبيرا المحترم
تحية طيبة وصادقة من الأعماق ... 
أولاً: شكراً لأنك أخذت بنصيحة من نصحك باختصار المقالات الطويلة وأنا متأكد أن تلك النصيحة لك كانت من المحبة الزائدة لشخصك ليكون الإقبال على قراءة مقالاتك من القراء أكبر وخيراً فعلت يا صديقي. 
ثانياً : كان مقالك هذا رائع جداً لمن يعرف أن يقرأ الممحي أو كما يقال يقرأ ما بين الأسطر ، ولكن في الحقيقة إنه إنجاز عظيم لأصحابه لأنهم في الحقيقة لا يبحثون من وراء أي تحرك لهم وعلى المستوى المحلي والإقليمي والعربي والإسلامي والدولي غير ما يصب في تحقيق الغاية ما في نفس يعقوب ، لقد أصبت الهدف حسب قراءتي لأسطر مقالك ، في الحقيقة هذه المشاركة المكثفة من ممثلي الناخبين من أبناء شعبنا في مجلس النواب العراقي في اجتماع البرلمانيين العرب المنعقد في دولة الكويت قد أرعب سلطات الحكومة الفدرالية وحكومة الإقليم في كوردستان سوف يجعلهم يسرعون في اتخاذ كل الإجراءات المطلوبة لمنع القتل والتهديد بالقتل لأبناء شعبنا ودفعهم الى هجر الوطن والتشتت في شتات المهاجر وتفريغ وطن الآباء والأجداد من وجودنا ، وإيقاف عمليات التغيير الديموغرافي في مناطق تواجدنا في سهل نينوى وغيرها من مناطق دهوك ..


                                      أخوكم : خوشابا سولاقا

2177
 الأخت سوريتا المحترمة .... تحية طيبة
 أنا لا أتفق مع أي كان آشوري ، كلداني ، سرياني يسيء على الآخرين مهما كانت أسبابه لآنه ليس هناك من أسباب تجعلنا أن نسيء على بعضنا البعض في وسائل الأعلام باستعمال مفردات الكلام غير اللائق لأن ذلك لا يليق بنا جميعاً في كل الأحوال ، فاذا أختلفنا في شيء بامكاننا إعتماد الحوار الهادئ والمهذب وليس العكس هذا من جهة ومن جهة أخرى أنا شخصياً أدين كل من يسيء على الآخر من مكونات أمتنا ، لأن هذا الأسلوب لا يوصلنا الى نتيجة ، علينا أن نبحث عن ما يقربنا من بعضنا البعض لكي نتمكن من أن نسمع بعضنا البعض بشكل جيد ومن ثم التجه سوية بمحبة لحل ما بيننا من خلافات .. أما ما تصرح به الأحزاب فذلك يعبر عن رأيهم فقط ولا بعبر عن رأي المكون الذي يدعون تمثيله وهذا لا يحتاج الى تفسير وإجتهاد وكذلك الحال فيما يخص اكليروس الكنائس أية كنيسة كانت لأن تقاربنا ووحدتنا في كلمتنا لتوحيد إرادتنا للمطالبة بما نستحق من حقوق وطنية وقومية من الآخرين من الشركاء في الوطن لا يحققه الأحزاب أو الأكليروس بل تحققه نحن المثقفين من كل مكونات أمتنا ، أرجو منك عدم مخطبتي مستقبلاً بكلمة أنتم الأحزاب لأنه أناسياسي مستقل غير مرتبط بأي حزب من الحزاب القائمة حالياً ، لقد كتبتُ وقلت مراراً إن ( الكلدانية ، السريانية ، الآشورية ) ثلاث تسميات قومية تاريخية لمسمى قومي واحد ( الكلداني = السرياني = الآشوري ) بدلالة اللغة والثقافة والعادات والتقاليد والتاريخ والجغرافية والدين كل هذه المقومات المشتركة تقول لي نحن قومية واحدة وهذه قناعتي يقبلها الآخر أو يرفضها فهو حر ، نحن أبناء اليوم علينا أن نتعامل مع هذا الواقع وأن لا نعيش في أحلام الماضي وهذا لا يعني أنا أنكر امتدادي الى الماضي بل أن نتعامل معه بعلمية وعقلانية وموضوعية نأخذ منه ما يفيدنا اليوم ونضع جانباً ما يضرنا منه هكذا يقول المنطق العلمي والعقل الواعي المفتوح للمستقبل وللحياة التي نسعى لتأسيسها لأمتنا من المفروض بالكنيسة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والكتاب والمفكرين ان يعمل كل من موقعه على تغيير الثقافة السائدة حالياً والقائمة على الكره والحقد ورفض الآخر لدوافع مذهبية كنسية بثقافة المحبة والتآخي والأحترام المتبادل بين كنائسنا مكونات أمتنا لكي نتمكن من المحافظة على وجودنا في الوطن او في المهجر لأننا نواجه تحدي الأنقراض والزوال ، لا أعرف كم يدرك هؤلاء الذين تعنيهم هذا الخطر الداهم لو يدركون لما قالوا أو فعلوا ما ترفضه منهم ,شكراً     

2178
  الى الأخت أو الى الأخ سوريتا مع الأحترام والتقدير لشخصك كنت من تكون .... تحية طيبة وبعد
 أولاً : في البداية أقولها محبة بك وليس كرها تصدق ام لا تصدق فذلك شأنك ، طالما تكتب بأسم مستعار أو بأسم ملثم فإن مصداقيتك سوف لا يعتد بها القراء حتما لذلك أقترح أن تكشف عن شخصك الأسم الصريح والصورة الملونة كما نفعل نحن الكثيرين ممن نكتب لهذا الموقع الكريم ..
ثانياً : أنا أقرأ تقريباً كل كتاباتك كتعقيبات ومداخلات على ما يكتبه الآخرين ، وأقر لك بأنك واسع الأطلاع على تاريخ أمتنا الوثنية والمسيحية أي قبل المسيح وبعده وبالأخص ما يخص تحول بعض أبناء كنيسة المشرق الى الكثلكة وظهور المذاهب وتسمية الكنائس المنشقة أو المتفرعة من كنيسة المشرق بتسميات عديدة ، يعجبني ما تورده من المعلومات التاريخية بشأنها وأعتبرك من أفضل المعقبين بخصوص هذا الجانب مع إعتذاري للآخرين من المعقبين الكرام ، ويظهر لي بأنك مثقف ولديك معلومات تاريخية واسعة وهذا جعلك موضع إحترامي وتقديري ÷ذا من جانب الأيجابيات ، أما من جانب السلبيات التي لاحظتها عليك واسمح لي لأن أقولها لك وأن تتقبلل مني ذلك برحابة صدر إنسان مثقف ( بدون زعل ) لاحظتك في أغلب الأحيان عندما تتحدث عن الآشورية والآشوريين وعن كنيسة المشرق الآشورية تستعمل مفردات غير لائقة تنم مع الأسف الشديد عن حقد وكره وإحتقار لا مبرر له إطلاقاً من شخص مثقف متطلع على التاريخ مثلك يا عزيزي أو يا عزيزتي ، كما فعلت مع مقال الأستاذ بولص مالك خوشابا ، شيء معيب أن تقول ما قلته عن الأثوريين عندما عادوا الى أرض الوطن أرض الأباء والأجداد ، وأنت تعرف وأنا أعرف وكل متطلع على التاريخ يعرف أن الأنكليز نكثوا وعدهم للآشورين ونفس الشيء فعلوه مع الأكراد والأرمن  وعلى أثر ذلك حصلت ما حصلت من المذابح بحق المسيحيين من أبناء أمتنا بكل مكوناته ومذاهبه والأرمن في أراضي الأمبراطورية العثمانية منذ مذابح المجرم بدر خان الى مذبحة سميل في زمن رشيد عالي الكيلاني والمجرم بكر صدقي وحكمت سليمان ، وكان نصيب الآشوريين منها كبيراً جداً وأنت تعرف ذلك أكيد ، ولكن دخول الآشوريين أو الأثوريين الى العراق بعد الحرب العلمية الأولى كان له فوائد وإنعكاسات إيجابية على بقية المسيحيين الذين كانوا مظلومين في العراق ولولاهم لكان الكثير من الرموز التي ترمز الى الأحتقار للمسيحيين باقية ربما الى اليوم ل لا أريد ذكرها لكي لا أسيء على من يعنيه الأمر يا أخي .. لذلك أدعوك ان تبتعد عن مثل هذه التجاوزات الت لا تليق بمثقف يعيش في هذا القرن قرن الأنترنيت ومهما تكون نقاط الأختلاف بيننا لأسباب مذهبية نبقى إخوان نحتاج الى بعضنا البعض في كثير من الأمور وشكراً


                                أخوكم : خوشابا سولاقا 

2179
إلى العزيزة الست ليلى القصراني المحترمة
تحية طيبة ... 
لقد قرأت ما كتبته الذي لا أعرف هل هي حادثة واقعية حصلت معك فعلاً.. ؟ أم هي رواية أردتي من خلالها تعريف المهاجرين من أبناء أمتنا بواقع العدالة والقانون والمساواة بين السكان البيض من الأمريكان وبين المهاجرين إليها من الجنسيات الأخرى.. ؟؟ بغض النظر إن كانت هذه أو تلك فإن الموضوع رائع جداً وفي غاية الأهمية لكي يعرف من يستقتلون من أجل الهجرة الى أمريكا وغيرها من البلدان بحثاً عن الحريات الشخصية والأمن والأمان الذي لا يتوفر في بلدهم ، والعدالة وسيادة القانون والرخاء الاقتصادي وانعدام الجريمة بكل أشكالها ، أن ذلك ليس إلا وهم من صنع خيالهم يخدعون أنفسهم به ، والذي لا يشعر في بيته وبيت أبائه وأجداده بالحرية والأمن والأمان أكيد سوف لن يشعر بها في بيوت الغرباء إطلاقاً ، ولكن يا عزيزتي ليلى متى يدركون أبناء أمتنا هذه الحقيقة .. ؟ يا عزيزتي ليلى أكيد هناك من أبناء أمتنا من المتطرفين الداعين للهجرة من داخل وخارج أمريكا سوف يتهمونك بما ليس له صلة بما حصل معك فعلاً ، وسوف ( حاشاك ) يكذبون روايتك ولكن خير فعلت بنشرها لتكون عبرة ودرس للآخرين .. ولقد قرأت لك مقالاً سابقاً كان موضوعه مغايراً لم يحضرني عنوانه وكان يدور حول سلوك جندي من جيوش العم سام ، ولك الشكر والتقدير والى المزيد من الكتابات الرائعة في هدا المجال أي عن حياة أبناء أمتنا في المهجر ..

                                  محبك : خوشابا سولاقا

2180
الى الأخ إبن الرافدين المحترم
تحية طيبة وبعد ...
لقد قرأت مقالك الرائع بدقة ، حقيقة إنه مقال جدير بالقراءة لمن يقرأ من أجل المعرفة والتقرب من الحقيقة وليس لمن يبحث عن سبب ومبرر لأن يبوح بما في نفسه من تعصب وحقد على الآخر وهذا ما يؤسف له من بعض من يكتب أو يعقب على الكتابات والذين بكتاباتهم يزيدون الماء عكراً ، لقد اعتمدتَ في مقالك على سرد وربط أحداث التاريخ والجغرافية ببعضها وفق المنطق العلمي التاريخي ومن ثم استنتاج النتائج المنطقية المقبولة لإثبات الحقائق التاريخية وكنت موفقاً في ذلك الى حد كبير ، وإن ما ورد من تعقيبات وتعقيبات مضادة من بعض الأخوة المعقبين شيء جيد أكيد يستحق الثناء والتقدير لأنها تخلق حراك ثقافي وتوعية بما نحن مختلفين حوله لو تخلوا بعض الأخوة عن أسلوب التهجم والتجريح والتعصب والتطرف المبالغ به تجاه طرف بعينه على حساب التقليل من شأن الأطراف الآخرى ، وعليه أدعو كافة الأخوة المعنيين بالأمر من دون أن أسميهم الابتعاد مستقبلاً عن هذا النوع من الحوار ، وعلى أن يتذكر الجميع بأنه ليس بمقدور أحد كائن من يكون من أي مكون من مكونات أمتنا أن يفرض عليه ما لا يريده من التسميات القومية والمذهبية ، وأن يسعى الجميع الى توسيع قاعدة المشتركات بين مكونات أمتنا وأن نبتعد وننبذ كل ما يبعدنا عن بعضنا ويضعف من وحدتنا ، وأن لا ننبش التاريخ من أجل اكتشاف أسباب إضافية للفرقة بل ننبشهُ من أجل أن نعثر على أسباب إضافية للوحدة والتقارب من بعضنا البعض هكذا يقول المنطق والعقل ، أيها الأخوة الأعزاء من كل مكونات أمتنا إن قدرنا في هذا البلد ( وطن الباء والأجداد – العراق ) أن نعيش معاً يد بيد وقلب على قلب لكوننا جميعاً نبحر في قارب واحد في بحر متلاطم الأمواج إذا غرق يغرق الجميع وإذا نجا ينجو الجميع وعلينا الاختيار بين هذا وذاك ... وشكراً للجميع 

محبكم من القلب أخوكم خوشابا سولاقا

2181
الى الأخ الصديق أبرم شبيرا المحترم ... تحية أخوية صادقة وبعد أولاً أحييك على مقالك الفكري السياسي التاريخي الذي أبدعت في عرض أفكارك في الشأن القومي لأمتنا وقلت ما أردت قوله على لسان الشهيد الآشوري فريدون آثورايا وعرضت من خلال حوارك الشيق معه ما يعكس ما يعاني منه واقعنا القومي المتشضي اليوم  ولكن ما الفائدة من سرد الحقائق والإتيان بالبراهين الفكرية والسياسية إذا كان لا حياة لمن تنادي هذا من جهة جوهر المقال ..
من جهة ثانية أنا أثني وأؤيد الأخ الكريم أبو سنحاريب من حيث كون مقالك طويل جداً جداً كان بإمكانك  أن تجزئه الى ُثلاثة أجزاء لكي لا يرهق القارئ بقراءته وشكراً

                                      أخوكم خوشابا سولاقا 

2182
 الى الأخ العزيز وسام موميكا المحترم .... تحية وإحترام
الموضوع واضح جداً أنا أقصد أن التسميات ( الكلدانية ) ،( السريانية ) ، ( الآشورية ) هي ثلاث تسميات قومية لها مدلولات تاريخية  تطلق من قبلمدعيها على قومية واحدة تتكلم بلغة واحدة ولها خصائص ومقومات قومية مشتركة إضافة الى الدين المشترك أي بمعنى آخر وبلغة الرياضيات
[
هي    الكلدانية = السريانية = الآشورية =    .......... ؟؟ !!! = ما لم نتفق عليه لحد الآن وقد نتفق على ما لانتفق على ما يبدو من سحالاتنا الجارية
   
       أمنياتي القلبية أن نرسو الى بر الوحدة القومية والكنسية بجهود الخيرين الطيبين المخلصين الذين ينشدون الخير لأمتنا وأن تنتهي هذه السجالات التي طال مداها وتجاوز الحد المقبول والمعقول وأن تكون هوة الخلافات بيننا ٌقد ردمت للآخر وشكراً

                                      أخوكم : خوشابا سولاقا

2183
الأخ لوسيان المجترم .... تحية طيبة صادقة
أولا أنا أكتب كشخص سياسي مستقل لا غلاقة لي بأية أحزاب وأنتمي وراثيا أب عن جد الى مذهب معين دون أن أحمل أي تعصب له وأخترم أراء ومعتقدات الآخرين وأتجنب المساس بهم بأي شكل من الأشكال .
ثانباً : أنا قصدت في مقالي من يكتبون مقالات وكتابات بخصوص ما يدور بيننا من خلافات أو إختلافات ولم أفصد بيني وبينك شخصياً أوبيننا مثلا وبين أبناء شعبنا وذلك واضح من مقدمة مقالي موضوع البحث ..
ثالثاً : أنا أجملت نقاط الخلاف والأختلاف بين المعنيين من الكتاب والمفكرين والمثقفين من أبناء شعبنا باربع نقاط كما وردت في المقال ، وأعتقد إن ذلك من حقي كما هو أيضاً من حقك ,حق الآخرين أن تكتبون ما يشاؤون لأبداء رأيهم بأية قضية تخص أبناء شعبن ، ولكن ما ليس من حقنا جميعاً أن نكتب وننعت  الآخرين بنعوت غير لائقة بهم وبكاتبها كما فعلت يا أخي لوسيان حتى وإن كانت لغة كتاباتنا العربية ضعبفة لا نميز بين الخلاف والأختلاف فلا تعتب علينا لأنها ليست لغتنا بالرغم من أننا نتفنها ما فيه الكفابة ونكتب لنتعلم من الآخرين الفقهاء بها ، الحياة مدرسة نتعلم منها ونغنبها بتجاربنا المتواضعة ما العيب في ذلك إذالم نتجاوز على الآخري .. ؟ أنا صدقني كنت أهتم بكتاباتك ومداخلاتك عبر هذا الموقع وهذا ليس تملقاً ، ولكن فاجئتني بتعقيبك لمقالي ووصف كتاب الصفحة الرئيسية لهذا الموقع بالأميين ، أملي أن تعتذر لهذا الوصف غير اللائف لتحافظ على مكانتك لدينا ولدى القراء الكرام  وشكراً ...


                    أخوكم : خوشابا سولاقا   

2184
السيد لوسيان المحترم
الفرق بين الخلافات والأختلافات كبير جدا ، أنا أتفق معك بوجود إختلافات في وجهات النظر بين الأحزاب في الدول الديمقراطية التي ذكرتها ، ولكن في الدول التي نعيش فيها يوجد خلافات تصل الى حد التصفيات الجسدية بالأغتيالات المنظمة وصرف الأموال الطائلة ، وما موجود بين مكونات أمتنا بين أحزابها ومذاهبها اللاهوتية الكنسية هي تجمع الأثنين وخاصة بين المذاهب والدليل على ذلك نحن ومنذ قرون لم نتفق على أن مريم العذراء هل هي أم الله أم هي أم المسيح ؟ وهل أن السيد المسيح له المجد ذو طبيعة واحدة أم طبيعتان ؟ وغيرها الكثير من الخلافات حول أمور كثيرة مثلها من الأختلافات ، وأنا أيضاً أتفق معك على ضرورة أن إقامة دورات خاصة في حقل التربية لتعليم من لا يعرف قواعد الأحترام كيف يحترم نفسه والآخرين عندما يطلق أحكامه جزافاً دون أن يعرف المقابل ، من أسوأ ما يمكن أن يوصف به المسيء من صفات هو من يقذف الآخرين بأوصاف غير لائقة بهم ، لا أعرف لماذا هذا الأستعلاء يا سيد لوسيان .. ولكي تكون لك مصداقية عند قراء الموقع اكشف عن شخصيتك بالأسم الصريح والصورة كما يفعلون من وصفتهم بالأميين ، مع الأسف أنك تستعمل مثل هذه المفردات الرخيصة

2185
لى الأخ العزيز وسام موميكا المحترم .... تحية طيبة
أنا لم أقل ثلاث قوميات باسم قومي واحد بل قلت الكلدانبة والسريانية والآشورية ثلاث تسميات قومية لمسمى قومي واحد ، أرجو العودة الى المقال والرد لأزالة الألتباس الذي حصل لديكم وشكراً ...


                           أخوكم خوشابا سولاقا

2186
الى الأخ الأستاذ سعد توما عليبك المحترم ... تحية طيبة وبعد 
أنا سعيد جداً لأنك كتبتَ هذا الرد على مقالي الموسوم " إلى متى نبقى مختلفين ونبحث عن أسباب الخلاف والاختلاف بدلاً من البحث عن أسباب الوحدة " لأن كتابتك للرد يعني لي أنك مهتم بما كتبته وهو بالتالي يعنيك بهذا القدر أو ذاك بما أوردته من معلومات وملاحظات عن واقعنا القومي المتناحر والمتناقض والمتشظي ، وهذا ما أسعدني كثيراً ..    إن عنوان المقال خير ما يدل على ما أعنيه في مضمونه ودعوت إليه في تفاصيله ، حيث بسبب ما ينشر ومنذ مدة ليست بالقصيرة في المواقع الالكترونية من مقالات تحمل طابع تجريح وخدش المشاعر لأبناء أمتنا من كافة مكوناتها وتزيد من أسباب الفرقة والحقد والكراهية يوم بعد آخر ، وبناءً على ذلك ارتأت إلى كتابة هذا المقال بغرض وضع حد لمثل هذا الأسلوب في النقد والتخاطب فيما بيننا ، دعوت فيه أبناء أمتنا من كافة مكوناته القومية عند الكتابة بالكف عن أسلوب التخاطب السلبي وعدم التركيز على ما نختلف ونتخالف عليه وأن نركز على ما يقربنا من بعضنا ويوحدنا ويضيق من هوة الخلافات والاختلافات بيننا ، وأنا لم ولن أدعو الكلدان والسريان إلى التخلي عن خصوصيتهم القومية والاندماج في الآشورية وكذلك لم ولن أدعو الآشوريين والسريان للتخلي عن خصوصيتهم القومية والاندماج في الكلدانية ، ولم ولن أدعو الآشوريين والكلدان للتخلي عن خصوصيتهم القومية والاندماج في السريانية . المقال كان في غاية الوضوح والشفافية لمن يقرأه بصفاء النية والضمير ، وما كتبته فيه نابع من عقلي وإيماني وقناعتي ويقيني من دون غايات مبيته ضد أي مكون بعينه ، ومن تابع كتاباتي التي أنشرها في هذا الموقع الكريم لا يجد فيها ما ينتقص من قدر أي مكون من مكونات أمتنا على حساب مكون بعينه ، دعوت دائماً في كتاباتي السابقة ذات العلاقة بالموضوع كما دعوت في هذا المقال بما هو خير لقضية أمتنا وتصديت للتطرف من أي كان بالقدر الذي تسمح به قواعد النقد والكتابة الموزونة والرصينة وبشكل غير مباشر احتراما للآخر ، ودعوت دائماً بان الكلدانية والسريانية والأشورية هي ثلاث تسميات قومية لمسمى قومي واحد بدليل اللغة وأبجديتها المشتركة والثقافة والعادات والتقاليد المشتركة في الشيء الكثير منها ، والتاريخ والجغرافية والمصالح المشتركة والمصير المشترك وحتى الدين المشترك ولا نختلف ألا في المذاهب المصطنعة من قبل الغرباء على مجتمعنا المنسجم مع ذاته ، ولذلك أدعوك يا أستاذي الكريم سعد توما الى إعادة قرأه مقالي وتعقيبي على تعقيبات بعض الأخوة القراء لترى بان ما كتَبتَهُ في ردك على مقالي ليس بالمستوى المنصف من الدقة إلا إذا كان ذلك نابع من سوء النية وأنا أستبعد ذلك منك ..
أما بخصوص كوني قيادي في زوعا من عشرين سنة فإن معلوماتك غير دقيقة ، أنا كنت من الناشطين القوميين منذ عام 1964 كانت بدايتي بعد الانشقاق في كنيستنا وانخرطت في صفوف زوعا عام 2003 وبقيت فيه الى أن تم فصلي منه في 28 / 10 / 2010 بعد خلافي مع السيد كنا وانتقاداتي المباشرة واللاذعة له في مقالات عديدة ومتسلسلة نشرتها في هذا الموقع وانتهى الأمر بيننا في المحاكم وما زالت في مرحلتها النهائية في محكمة التمييز بعد أن حكمت محكمتي البذاءة والاستئناف لصالحي ، وكنت عضو احتياط في اللجنة المركزية لدورتين منذ 2004 لغاية 2010 ، ولا علم لي ولا علاقة بالكتيب الذي ذكرته في ردك كأنه أنا كاتبه وحتى لم أطلع عليه ولا أعرف متى صدر هذا الكتيب ولأول مرة أسمع عنه منك ، هذا فيما يخص علاقتي بتنظيم زوعا وقيادته ، أما فيما يخص الكنيسة فانا أتجنب التدخل في شؤونها وفيما يصرح به هذا الرجل الدين أو ذاك مهما تكون درجته الكهنوتية فكل فرد مسئول عن ما يقوله ويصرح به للملأ ، وليس من حقك أن تُحمل الآخرين مسؤولية ذلك ، وأنا فكرياً بعيداً جداً عن هذه الأمور ولكنني أحترم شخوص القائمين على الكنائس وأبوح بما في داخلي من أمور تعني وحدة أمتي القومية والكنسية ومستقبلها عندما اتقيهم في زياراتي لهم في المناسبات الدينية كما فعلت مع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وقداسة الكاردينال مار عمانوئيل دلي الثالث وغيرهما ولكنني لا أتدخل في شؤونهم الكنسية ، ولكن قد أشرت في مقالي موضوع البحث في البند ( ثالثاً ) منه ما فيه الكفاية في هذا الجانب ، وما ورد في نهاية تعقيبي على بعض المعقبين على مقالي يعطيك الإشارة الواضحة بأنني مع كل طرح إيجابي مهما يكون طارحه ومن أي مكون كان ، وكذلك كان لي مقال مماثل حول خطاب قداسة البطريرك مار لويس ساكو الأول بعد توليه منصب البطريرك والمعنون " من أين تبدأ وحدتنا القومية في ضوء خطاب قداسة البطريرك الجديد "  ، بإمكانك العودة عليه في أرشيف المنبر الحر في هذا الموقع الذي وجه قداسته فيه كتابنا إلى الكف عن كتابة مقالات قومية أو كنسية تفتقر إلى العلمية والمنهجية لنحافظ على هويتنا ونفتخر بها من دون الطعن بهوية الآخر أو نبذه .... الخ لترى وتتيقن بأنني لست في نواياي كما وصفتني في مقالك يا أستاذ سعد توما .. !! ..
أما بخصوص مقترحاتك بقد تعلق الأمر بي كشخص أدون لك ملاحظاتي :-
أولاً : بخصوص الفقرة أولاً أؤيد مقترحك بالكامل على أن يتم ذلك من قبل كل الأطراف ، وهذا هو أحد أهدافي من المقال كما هو واضح ، ولكنني ولا أنت ولا الأخ السرياني مسئولين عن كل المؤسسات السياسية والكنسية الآشورية والكلدانية والسريانية ومخولين ونمتلك السلطة لنجبرهم على  تقديم تلك الاعتذارات المتبادلة لتطييب الخواطر ولإثبات حسن النوايا ، وإن فعلوا فهو المطلوب لحل الخلافات المستعصية بيننا وتكون الخطوة الأولى على خارطة الطريق القويم .
ثانياً : أما بخصوص الفقرات ثانياً وثالثاً ورابعاً من ردك فأنا كشخص سياسي مستقل أبصم عليها بالعشرة كما يقال من دون تردد وأؤيدك بكل قناعتي ، وهذا هو المطلوب الذي أبغيه من مقالي موضوع ردك الكريم .. أخي العزيز كن مطمئناً إن ردك لم يزعجني إطلاقاً ، ولولاه لما كان بيننا هذا الحوار الرائع ، أملي أن نتواصل ، وأملي أن أستلم ردوداً أخرى منك مستقبلاً تعزز من تقاربنا لخدمة قضيتنا المشتركة ..
أما بخصوص تعقيب الأخ الأستاذ فاروق يوسف خيا على مقالك كان تعقيباً مؤسفاً حقاً ، وليس لي تعقيباً عليه غير أن أقول له وبشديد الأسف كما يقول المثل " الإناء ينضح بما فيه "  .. أنا لآ أفهم لصالح من كل هذا الحقد والكراهية ولا أفهم دوافعه .. الأحزاب الآشورية كما هي الأحزاب الكلدانية والسريانية لا تمثل إلا نفسها ، وهي لا تمثل كل الآشوريين أو كل الكلدان أو كل السريان ، وعليه ليس من حق أحد أن يعمم سلبيات وسيئات تلك الأحزاب إن وجدت على الكل ، أملي من الأخ فاروق يوسف أن يخفف من نبرته وتحمله على الآشوريين لأننا لابد أن يأتي يوم نحتاج لبعضنا البعض كما يقال حتى الجبل يحتاج إلى الجبل المقابل ..

                              أخوكم : خوشابا سولاقا     

2187
الى الأخوة المُعقبين الأعزاء كافة ... تحية أخوية صادقة
في البدء لا يسعني إلا أن أقدم شكري الجزيل لكل من حمل القلم وسطر تعقباً على ما أوردته في مقالي هذا ، حيث ذلك قد اثلج صدري في الحقيقة ، لأنها قد أغنت مقالي بالشيء الكثير أولاً ، ثم كانت تعبيراً عن أهمية ما أوردته فيه وكم كان موضع اهتمام القراء الأحبة ثانياً ، وأشكر الجميع وأقدرهم حق تقدير واجل أقلامهم على ما كتبوه .. ولكن استكمالا لهذا الحوار الإيجابي والمفيد بيننا أدرج هذه الملاحظات البسيطة أرجو أن تنال رضاكم الذي لا أستطيع أن أستغني عنه أبداً .
أولاً :- أنا لم أدعي في مقالي هذا كما لاحظت في  بعض التعقيبات لبعض الأخوة إن كل ما ورد فيه من ملاحظات لم يقله ولم يكتب عنه غيري من الكتاب سابقاً ، وربما أنا شخصياً قلت الكثير مما ورد فيه في مقالات سابقة ، فمن كتب قبلي عن نفس الأمور التي أوردتها خير فعل وبارك الله في جهوده ، ومن يكتب في المستقبل فهو حر وأكون له شاكراً وليوفقه الله ويأخذ بيده ، لأن ذلك يسعدني جداً ، ولكن أقول لهؤلاء الأخوة – يا إخوان زايد الخير خيرين – وعندما يكتب أحدنا عن موضوع معين إن ذلك لا يعني أبداً وليس من المنطق أن يتوقف الآخرين عن الكتابة عن نفس الموضوع ، وليس هناك ما يمنع قانونياً واخلاقياً الاستمرار في دعم الكتابة عن نفس الموضوع من قبل الآخرين ، لأن في ذلك مصادرة للحقوق وهذا ما لا يرضي به أحداً ..
ثانياً :- إن استمرار الخلافات والاختلافات بين مكونات أمتنا لا يعني أبداً أن نتوقف من توجيه النقد البناء لهذه الخلافات بغرض تقويمها وتجاوزها ، وأن نستسلم لليأس والهزيمة بل علينا أن نستمر بالطرق على الحديد وهو حار  بقوة أكبر الى أن يلين ويطاوع إرادتنا لأن نصنع منه ما نشاء ، هكذا يقول العقل والمنطق السليم ، لا أن نتوقف عندما لا يستجاب الى ما نكتب عنه ، أنا أعرف جيداً أن الخلافات والاختلافات بين مكونات أمتنا هي شبه أزلية ولا يمكن تجاوزها في ظرف زمني محدد ، ولكنها بالمقابل هي خلافات واختلافات وهمية مصطنعة بفعل لغرباء كما قلت في المقال لا تحمل مقومات البقاء والاستمرار الى ما لا نهاية ، وأنا على يقين وعندي قناعة مطلقة بأن أنصار الوحدة القومية لأمتنا ومن يوافقن الراي حول ما أدعو إليه في تزايد مستمر يوم بعد آخر ، أيها الأخوة الأحبة فلنبعد اليأس من قلوبنا وليكن بالأمل والتفاؤل عامرة صدورنا وقلوبنا بهما مفعمة وعزيمتنا قوية وإرادتنا راسخة بقدراتنا لأن نتجاوز واقعنا لتحقيق ما نصبو إليه من غايات نبيلة ، عندها سنجد أن تحقيق الوحدة القومية لأمتنا  قريبة المنال ، فلنقل لا لليأس والقنوط ونعم للأمل والتفاؤل، لأن من يسعى الى هدف ما لابد أن يصل الى مبتغاه ، هكذا علمتنا تجارب الأمم والشعوب والتاريخ ، لأنه ليس من المعقول أن نكون نحن استثناء عن القاعدة ، لكي نجد في اليأس والهروب من الواقع الى المهاجر الغريبة مفر للخلاص مما نحن فيه من واقع أليم ومرير ..
ثالثاً :- أقول لبعض الأخوة ممن تستفزهم ما تسمى بالتسمية القطارية لأمتنا " الكلداني السرياني الآشوري " بانها ليست تسمية قومية موحدة لأمتنا حين نوردها في كتاباتنا عندما نكتب عن شأن من شؤون أمتنا ، حيث لا نوردها بصفة التسمية القومية الموحدة بل نستعملها بصفة سياسية بحتة كمفهوم سياسي لغرض تعريف القارئ الكريم بأن المستهدف والمعني بكتاباتنا هم هذه المكونات وليس غيرهم من الناس ، وسوف يستمر استعمال هذا المصطلح السياسي لحين الأجماع على التسمية القومية المناسبة التي تقرها الجميع ، وعندها فقط تنتفي الحاجة الى استعمال هذا المصطلح القطاري ، وأنا شخصياً أرفض أن يكون هذا المصطلح التسمية القومية الموحدة لأمتنا ، ولكن أتفق أن استعماله الآن ضروري للدلالة على أن ما يكتب من قبل كتابنا وما يقال في الحديث من قبل المتحاورين هو يخص ويعني هؤلاء من " الكلدان السريان الآشوريين " وليس غيرهم – فقط استعماله للدلالة – طالما ليس لدينا لحد الآن بديل أقرب الى واقعنا الديموغرافي ومعبر عنه ..
رابعاً :- أما بخصوص ما ورد في تعقيبات البعض بخصوص تقديم نشر بعض الكتابات على غيرها لتأخذ أولويات النشر في الموقع ، وحجب البعض الآخر أو تأخير نشرها إن حصل ذلك ، فأن مثل هذه الأمور تخص سياسة إدارة الموقع في انتقائها من المقالات من لها من الأولوية والصدارة في النشر على غيرها ، أنا شخصياً أتفق مع إدارة الموقع أن تكون لها أولوياتها حسب موضوع المقال وأهميته ، ولكن في نفس الوقت أدعو إدارة الموقع أن تنصف الجميع بما تستحق كتاباتهم ، لأنها مهما تكون مواضيعها فهي بالتالي تساهم في خدمة قضيتنا..
كما أود أخيراً الأشادة بالمبادرات البناءة التي يطلقها قداسة البطريرك الجديد مار لويس ساكوا الأول عن أهمية وضرورة السلام والمحبة والتقارب ونسيان الخلافات المذهبية  وتجاوز أحقاد الماضي بين رعايا كنائسنا المشرقية المقدسة في زياراته ولقاءاته مع رؤساء كنائس أمتنا ، في الحقيقة إنها مبادرات تستحق الثناء والتقدير وندعو كافة أبائنا الأجلاء الاخرين في جميع كنائسنا الآخرى الأقتداء بمبادرات قداسته للتمهيد لبناء القاعدة الرصينة التي نبني عليها وحدتنا الكنسية المشرقية ووحدتنا القومية وليوفق الله الجميع ويبارك جهودهم ويكللها بالنجاح ..

                    محبكم من القلب أخوكم : خوشـــابا ســـولاقا
                                    12 / 2 / 2013           

2188
الى الأخ سيزار هوزايا المحترم .... تحية أخوية صادقة
مقالك رائع جداً يحمل رؤية سياسية ناضجة تأخذ كل الأمور والأحتمالات وانعكاساتها بنظر الأعتبار ، لأن منطق العلم والعقل يقول إن الأنسان الواقعي الذي يعمل ويناضل من أجل قضية مهما كانت طبيعة تلك القضية سياسية أم فكرية أم تاريخية أم أدبية عليه أن يتعامل مع الوقائع الموضوعية المحيطة بالقضية وليس مع ما يتمناه لها ، لأن في غير هذا التعامل والتعاطي مع القضايا سوف لا يجد أصحابها تطابق حسابات البيت مع حسابات البيدر كما يقال ، وعندها سوف لا يفيدهم الأسف والندم لأن الفرص الذهبية لا تتكرر دائماً ... أحييك على مقالك الرائع وليس بالضرورة أن يستجيب لرغبات الجميع ، إن الدكتور ليون برخو وجهوده المشكورة بكتاباته الثرة والكثيرة في مجالات اختصاصاته التي يكتب عنها في هذا الموقع جعلت منه رمزاً من رموزنا المقتدرة البارزة التي يستوجب علينا تقديرها واحترامها والأعتزاز بها ، ولكن في نفس الوقت أراء من يخالفه الرأي يجب أن تكون موضع إحترام الجميع لأن ذلك لا يشكل إنتقاصاً للدكتور ليون برخو ، لأنه بعلمه ومعارفه أكبر من أن ينال منه النقد البناء والرأي المغاير وحتى المخالف وشكراً للجميع ..

                                                   أخوكم خوشــابا ســـولاقا 

2189
الى متى نبقى مختلفين ونبحث عن أسباب الخلاف والأختلاف بدلاً من البحث عن أسباب الوحدة

المهندس : خوشابا سولاقا
بالرغم من كون عنوان المقال طويل ومثير للحزن والألم والشجون في النفوس ، إلا أنني إرتايتُ أن أطرح الموضوع بصيغة السؤال الى أبناء شعبنا الكلداني السُرياني الآشوري ليكون له صدى ربما إيجابي أكبر مما لو عرضته بشكل آخر مألوف ، لأن ما أقرأه وما يقرأه الكثير منكم على صفحات المواقع الألكترونية المختلفة يومياً مما يطرح من أراء ورؤى وأفكار متناقضة أو ما يتم افتعاله من أسباب الخلاف والأختلاف بين تلك الطروحات المختلفة عن مجمل ما يتعلق بقضايا شعبنا إبتداءً بالتسمية القومية الموحدة ومروراً بشكل العلم القومي الموحد وألوانه وشكل النجمة وعدد رؤوسها التي يرصع بها العلم القومي ، كالنجمة الآشورية الرباعية الرؤوس كما يريدها دعاة الآشورية ، أو النجمة الكلدانية الثمانية الرؤوس كما يريدها دعاة الكلدانية ، واخيراً وأعتقد إنه سوف لا يكون الأخير من نقاط الأختلاف والخلاف ألا وهو تسمية يوم الأول من نيسان  " أكيتو " بين ان يسمى بيوم رأس السنة البابلية – الآشورية من دون ذكر للسُريان ، أو أن يسمى برأس السنة الآشورية كما يريد بعض الاشوريين ، أو أن يسمى برأس السنة الكلدانية كما يريد البعض الآخر من الكلدان ، أوأن يسمى برأس السنة السريانية الآرامية كما طالب البعض من الأخوة السريان لكي يكون لهم حضور على الساحة ، القومية وذلك بالطبع من حقهم الطبيعي وليس من حق اين كان ان يصادر لهم هذا الحق ويفرض عليهم ما يرضيه هو من التسمية ، وربما تظهر مستقبلاً أسباب أخرى متعلقة بالهوية القومية نختلف عليها لتطول قائمة خلافاتنا واختلافاتنا ، ويقيناً في حالة عدم ظهور مثل هذه الأسباب سيتم افتعالها وصنعها من قبل البعض ممن لا يريد الخير لأمتنا ، هذا على الجانب القومي من ساحة الخلافات والاختلافات المزمنة ، أما على على الجانب المذهبي اللاهوتي الكنسي فحدث ولا حرج ، حيث صار عدد مذاهبنا الكنسية أكبر من عدد نفوسنا في الوطن الأم بسبب نزيف الهجرة الملعونة الى بلدان المهجر حيث التشتت والأنصهار القومي والضياع في مجتمعات الغربة وما زال الحبل على الجرار ، وقياداتنا السياسية والكنسية صامتين ساكتين صاغرين لا يحركون ساكنا أزاء هذا النزيف المستمر . !!
في الحقيقة أنا شخصياً لا يهمني ماذا تكون تسميتنا القومية الموحدة ، بل ما يهمني منها أن تكون لأمتنا تسمية قومية واحدة موحدة يتفق عليها جميع مكونات أمتنا ويقبل بها ويرضي عنها الكل بقناعتهم وإرادتهم الحرة من دون فرض من أي كان ، لأن كل التسميات المتداولة اليوم أعتبرها تسميات متعددة لمسمى قومي واحد ، وهي جميعها تسميات مقدسة وأعتز بها لها مدلولاتها القومية والتاريخية تربطنا بماضينا العتيد ، وورد ذكرها في تراثنا القومي التاريخي في بلاد بيث نهرين العراق منذ ما يقارب السبعة آلاف سنة ، وكذلك لا يهمني إطلاقاً كيف يكون تصميم وشكل وألوان العلم القومي الموحد ، ولا يهمني كيف يكون شكل النجمة وعدد رؤوسها التي تتوسطها ، لأن كلا النجمتين وردت منقوشة على تماثيل واللوحات الحجرية التي كتب عليها تراث وإنجازات أجدادنا القدامى ، وكذلك لا يهمني بتاتاً ماذا نطلق على اليوم الأول من نيسان ، فكل مكون من مكونات أمتنا له الحق الكامل ان يسميه ما يشاء وما يروق له ، ولا يحق لكائن من يكون أن يفرض على الآخر إرادته في إختياره للتسمية التي يرغب بها ، وكل واحد حر يحتفل بالمناسبة بطريقته الخاصة ، ولكن " أكيتو " يبقى " أكيتو " رمزاً قومياً خالداً للجميع ويبقى رأس السنة الجديدة وبداية الربيع الزاهر والمشرق مدى الدهر لا يتغير ، والجميع متفق على قبول " أ:يتو "  قولاً وفعلاً ..
ومن أجل المحافظة على ترسيخ وحدة إنتمائنا القومي برموز قومية تاريخية تربطنا بماضينا ، ومن أجل أن لا يتم مصادرة حق أي مكون في الظهور في الصورة الشاملة للأمة لا ضير في الأمر إذا إتفقنا على تسمية هذا اليوم بعيد " أكيتو " مجرد من أية مسميات ملحقة التي عند إلحاقها تزيد من حجم وحدة الخلافات ولأختلافات بين مكونات أمتنا في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى إيجاد وصنع أسباب للتقارب بين مكوناتنا وإيجاد أرضية صلبة وراسخة لأنجاز مشروع حدتنا القومية على أرض الواقع ..
وحتى نحن مختلفين على تسمية اللغة التي نتكلم بها ونستعملها في أداء طقوسنا الكنسية منذ أن وجدنا على أرض النهرين ولو بلهجات متعددة حسب المناطق والقبائل والعشائر ، حيث هناك من يصر على تسميتها باللغة الآشورية وهناك من يرتاح ويصر على تسميتها باللغة الكلدانية آخر من يشدد على بقائها بتسميتها المتداولة باللغة السريانية وهناك من يذهب الى أبعد من ذلك فيصر على العودة الى الأصل حسب وجهة نظره وتسميتها باللغة الآرامية ، وهناك من يدعو الى تسميتها " بالسورث " .. ونحن مختلفين على رسم شكل حروف أبجدية لغتنا فهاك حروف سُريانية غربية تختلف في الشكل عن تلك التي يستعملها الكلدان والآشوريين حالياً في طبع وكتابة كتبهم ، أما إذا دخلنا في دقائق تفاصيل حياتنا الأجتماعية فسوف تظهر لنا أسباب جانبية وثانوية كثيرة أخرى للأختلافات والخلافات بين مكوناتنا ، هذا في جانب من الصورة الكلية الشاملة ، أما في الجانب الآخر منها سوف نجد بالمقابل أن قليل ما نقرأ لبعض كتابنا ومفكرينا ومثقفينا يكتبون عن ما نلتقي به ونتفق عليه مع بعضنا البعض لنتخذ منه منطلقاً نحو تجاوز أسباب فرقتنا وإختلافتنا وخلافاتنا وتمزقنا وتشرذمنا صوب تحقيق التقارب القومي ، ولا أقول صوب الوحدة القومية بمسمى واحد ، لأن قول ذلك قد لا يرضي البعض بالقدر نفسه الذي يرضي البعض الآخر من أبناء أمتنا ، وأنا في مقالي هذا حاولت أن أتجنب الوصول الى هذه المحطة أو حتى المرور من أمامها في رحلتي هذه خوفاً من أن أدخل في مطب يصعب علي الخروج منه الى بر الأمان من دون خسائرنحن في غنى عنها في هذه المرحلة الصعبة من مسيرتنا القومية الوحدوية ..
ولغرض الوصول الى قول ما أريد قوله لأبناء أمتي بكل مكوناتها وجدتُ إن هذه التوطئة كانت ضرورية للغاية لكي أعطي لنفسي الحق لأن أقول للآخرين الأتي من الكلام المفيد حسب وجهة نظري الشخصية كإنسان أولاً وسياسي مستقل ثانياً :-
أولاً :- شئنا أم أبينا ، أن جميع مكونات أمتنا تنحدر من جذر قومي واحد ، وكنا كذلك في الماضي وسنبقى الى أبد الدهر كذلك ، بدليل وحدة لغتنا وأبجديتها بالرغم من تعدد تسميتها ولهجاتها المحلية المناطقية اليوم ..
ثانياً :- شئنا أم أبينا ، قبلنا أم رفضنا ، إن واقعنا الاجتماعي الحالي مكون من ثلاث مكونات رئيسية بثلاث تسميات قومية تاريخية كما يدعي كل مكون منها وكل مكون له سمات وخصائص خاصة به يختلف في الشيء القليل منها مع المكونات الأخرى ويتماثل معها في الشيء الكثير منها ، وهذا واقعنا الحقيقي لا يسعنا القفز من فوقه وتجاوزه الى واقع آخر مفترض نصنعه جبراً كما يريده كل مكون من المكونات أن يكون حسب أهوائه وتمنياته ونزعاته المذهبية ..
ثالثاً :- شئنا أم أبينا ، نحن من ناحية المذاهب اللاهوتية الكنسية ننتمي الى مذاهب عديدة لا يمكن لأي مكون أن يتخلى عن مذهبه ويتحول الى المذهب الأخر ، لأن ذلك لا يريدونه القائمين على تلك المذاهب من بعض رجال الدين لهذه المذاهب الذين يدعون في اللقاءات البروتوكولية لهم مع الآخر بأهمية المحبة والتقارب والسلام في كنيسة السيد المسيح له المجد ، ويثقفون رعيتهم في كل المناسبات الدينية والقداديس بضرورة التمسك بعقيدة ولاهوت المذهب وطقوسه لكونه هو المذهب الحق الذي يجسد العقيدة المسيحية دون غيره من المذاهب ، وإن الآخر خارجاً عن جادة الصواب للديانة المسيحية هذا الكلام يتم التثقيف به من قبل البعض بشكل مباشر أحياناً وبشكل الأيحاء أحياناً أخرى ، هذه الثقافة المذهبية تم ترسيخها في عقليتنا منذ الصغر في العائلة والكنيسة والمجتمع الى درجة التجنب من الدخول الى كنائس بعضنا البعض الآخر ، عليه لا بد لنا أن نحاول أن نتجاوز تاثير هذه الثقافة على بناء نفسيتنا وشخصيتنا في قادم الأيام بأن نربي الأجيال بثقافة التآخي والمحبة والتقارب  ، وليعلم الجميع إن المذهبية هي التي مزقتنا قومياً وكنسياً وأوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم ، وكل ذلك تم بفعل وإرادة الغرباء القادمين من وراء البحار البعيدة وزرعوا بذور الشقاق والحقد والكراهية بيننا في غفوة منا ، لقد آن الأوان أن نقف عند هذه النقطة من الزمن . !! 
رابعاً :- شئنا أم أبينا ، أن هناك أحزاب وحركات سياسية في كل مكون من مكونات أمتنا مطلية بصبغة تسمية المكون الذي تدعي تمثيله وكل حزب منها يدعي بأنه هو الممثل الحقيقي للمكون المعين دون سواه بشكل خاص وهو ممثل أمتنا عموماً ، ويعتبر الأحزاب والحركات السياسية الأخرى لنفس المكون وللمكونات عميلة تعمل لخدمة أجندة الآخرين ، ويحاول كل حزب وبشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة وبما فيها إستغلال كل المناسبات الوطنية والقومية والدينية للدعاية لنفسه وأفكاره وفرض إرادته وأجنداته الحزبية على أبناء أمتنا ، وهذا واقع حال الأحزاب لا يمكن لأحد منا نكرانه لأن الممارسات اليومية للأحزاب تؤكد ذلك بجلاء ووضوح ..
خامساً :- شئنا أم أبينا ، أن هجرة أبناء أمتنا لأرض وطن الأم الى بلدان المهجر بشكلها الهيستيري المرعب هي النزيف المستمر لوجودنا القومي في أرض الأباء والأجداد ، وتشكل التحدي الأكبر والأخطر الذي يهدد مصيرنا ووجودنا القومي في الوطن وفي المهجر من دون أن نجد أي رد فعل معاكس متصدي لها ، لا من قبل المؤسسة السياسية المتمثلة بالأحزاب والحركات السياسية لأبناء شعبنا ، ولا من قبل مؤسسة الكنيسة المتمثلة بكل كنائس مكونات أمتنا ، بل نتلمس منها العكس ، أي أنها تغض النظر عنها ، وكأن الهجرة هي قدرنا المحتوم ومرادنا المطلوب وطريقنا المرسوم للخلاص مما نحن فيه من مُصائب ..
وعلى ضوء هذه الحقائق الموضوعية عن واقعنا الديموغرافي والأجتماعي والثقافي والسياسي الذي لا يسعنا القفز من فوقه الى ما يطمح إليه أي مكون من مكونات أمتنا عند تعاطينا مع أحداثه التاريخية ، وما يستجد فيه بحكم تطور الحياة الاجتماعية وما تفرضه المتغيرات السياسية والاجتماعية للبلاد بشكل عام ومجتمعنا بشكل خاص ، ولغرض بناء أرضية صُلبة مشتركة لأبناء أمتنا بكل مكوناتها للأنطلاق منها لبناء وحدتنا القومية التي من دونها لا يمكن أن تقوم لنا قيامة ككيان إثني له من الخصائص والمقومات القومية التي تميزه عن الآخرين من الشركاء في الوطن ، إنطلاقاً من هذه الرؤية القومية الشاملة لابد لنا جميعاً أن نتعاطي ونتعامل مع هذا الواقع الذي نعيشه بموضوعية وواقعية علمية من دون المبالغة بأمور معينة في واقعنا وتقليل من شأن أمور أخرى حسب ما تمليه علينا أهوائنا ونزواتنا الشوفينية المتطرفة المنحازة لخصوصياتنا مسبقاً ، والتي تعمي بصرنا وبصيرتنا من رؤية حقائق الحياة كما هي على أرض الواقع ، وتبعدنا عن رؤية جادة الصواب التي نسلكها للوصول الى تحقيق هدفنا المستقبلي المنشود .. إنطلاقاً من هذه الرؤية ومن مصلحتنا القومية أدعو بعقل مفتوح وقلب ملئهُ المحبة جميع كتابنا ومفكرينا ومثقفينا أصحاب الأقلام الحرة ممن يتحدثون عن الشأن القومي والسياسي والثقافي والتاريخي والكنسي ويطرحون رؤاهم وأفكارهم في كتاباتهم عبر وسائل الأعلام المقرية والمرئية والمسموعة الى الابتعاد عن الخطاب والحديث المتشنج ، وعن إستعمال المفردات غير اللائقة ، وعن الكلام الأستفزازي والتعصب للخصوصيات والمبالغة به ، وعن التركيز في كتاباتهم وطروحاتهم على نقاط الخلاف والاختلاف والفرقة ، لأن في هذا التركيز وبهذه الدرجة من المبالغة المفرطة في إبراز خصوصية بعينها على حساب التنكر للخصوصيات الآخرى للآخرين يؤدي الى ما يعقد الأمور أكثر ، ويزيد من حرارة لهيب وسعير الخلافات والأختلافات بين مكونات أمتنا ، بينما يفترض بل يجب على الجميع أن يركز قصارى جهده على إبراز نقاط الأتفاق والتوافق واللقاء وتوسيع قاعدة المشتركات الآيجابية بين مكوناتنا وتفعيلها لكي  تأخذ مداها الأقصى على الساحة لبناء قاعدة الوحدة القومية الرصينة ، وتضَيّق من مساحة قاعدة نقاط الأختلاف والخلاف وأسباب الفرقة والتشرذم والعداء والحقد والكراهية والضغينة القومية والمذهبية بين مكونات أمتنا ، وبهذه المناسبة أدعو جميع أبناء أمتنا بشكل عام وأصحاب الأقلام الحرة الخيرة من كتابنا ومفكرينا ومثقفينا بشكل خاص الى الأنتباه الى هذا الجانب والذي أعتبره المحور المركزي لمقالي هذا إن كنتم فعلاً صادقين في حبكم وولائكم لمكوناتكم وأمتكم وكنائسكم ومذاهبكم ، والتخلي عن نهج الخطاب المتشنج الذي يحمل في طياته نفس عدم قبول ومعاداة الآخر ورفض التعايش معه ، وعن نهج التهجم على خصوصياته والتنكر لها ، لأن تبني لهذا النهج الأهوج سيجعل الجميع في خطر داهم ويواجه الجميع نفس المصير ، لأن الجميع في قارب واحد ، فإن غرق يغرق الجميع وإن نجا ينجو الجميع .. لذا يتطلب الأمر والمصلحة القومية من الجميع أن يحسنوا الأختيار بين الغرق والنجاة للوصول الى بر الأمان بسلام .. 

2190
إلى الأستاذ انطوان الصنا المحترم وكل الإخوة المتداخلين الكرام .. .. اكيتو مبارك للجميع وكل عام وأنتم بخير وسلام
أشكر لكم جهودكم لأنكم تدافعون كل عن وجهة نظره وهذا من حق الجميع وطبيعي جداً ، ولكن ما هو ليس من حقنا أن نقوم به هو أن يكون دفاعنا بالشكل الذي يسيء إلى الرمزية القومية والتاريخية والوطنية العراقية لهذه المناسبة الخالدة والعظيمة ويقلل من شأنها وأهميتها التاريخية والقومية عندما يتحول دفاعنا إلى تشابك قوي باستعمال مفردات لا تليق بمثقفينا وبأسلوب الكتابة في وسائل الأعلام مع احترامي الشديد للجميع واعتذاري لهم ..
أيها الأخوة إن ( أكيتو ) هو عيد قومي لكل أبناء شعبنا ( الكلداني السُرياني الأشوري ) المنحدرون من سكان العراق القدماء مهما تعددت وتنوعت تسمياتهم اليوم ، حيث من المفروض أن يسعى من يدعي تمثيلنا في مؤسسات الدولة الرسمية إلى جعل هذه المناسبة عيد وطني عراقي لكل العراقيين ..  كما يجب علينا جميعاً في المؤسسة السياسية والكنيسة أن نُبقي هذه المناسبة مستقلة وبعيدة كل البعد عن خلافاتنا السياسية والمذهبية وأن تكون الاحتفالات بهذه المناسبة احتفالات شعبية - كرنفالية  - تشارك فيها الجميع من كل مكونات شعبنا كل حسب طريقته وطقوسه وتقاليده الشعبية وأن تكون الاحتفالات بعيدة عن السياسة وأن تكف الأحزاب من التدخل ومحاولتها لأن تجيير هذه المناسبة القومية لصالح أجندتها الحزبية وكان هذا رأي الشخصي منذ أن كنت في قيادة زوعا ولكن مع الأسف الشديد إن الأمور جرت بالاتجاه المعاكس فتحولت هذه المناسبة إلى سبب إضافي للفرقة بدلاً من أن تكون سبب للتقارب بين مكونات شعبنا لتحقيق وحدته القومية التي يدعي بها الجميع ..
وعلى ضوء ما حصل هذه السنة من اختلافات وخلافات ومقاطعات عن المشاركة في احتفالات أكيتو وما تم طرحه من قبل الكاتب الأستاذ الصنا والمتداخلين الأعزاء أقترح الأتي :
1)   أن يكون اسم هده المناسبة فقط ( عيد اكيتو ) من دون أن تلحق به أية تسمية أخرى لكونه عيد لجميع مكونات شعبنا لأن هذه التسمية المجردة أجمع عليها الجميع اليوم وهي تسمية تاريخية ثابتة .
2)   أن تبتعد كل الأحزاب السياسية ولجميع مكونات شعبنا من حشر نفسها والتدخل في تنظيم الاحتفالات بطريقتها الخاصة لكي تجييرها لخدمة أجنداتها الحزبية.
3)   أن يكون للاحتفالات طابع شعبي يحتفل كل مشارك بطريقته الخاصة ، وللأحزاب الحق أن تشارك وتحتفل بطريقتها الخاصة بها دون أن تحاول فرض إرادتها وطريقتها على المحتفلين الآخرين كما يحتفل الأخوة الكورد بعيد نوروز ..   
   بتبني المقترح والالتزام به تتحول المناسبة إلى عامل دفع وإسناد لتحقيق وحدتنا القومية بلاً من أن تكون سبباً إضافياً إلى ما موجود من أسباب الفرقة .. وشكراً للجميع

                محبكم من القلب أخوكم خوشابا سولاقا   

2191
[الى الأخ مهند البراك والسادة المتدخلين المحترمين ... تحية طيبة
 إن الفكر الشيوعي بشكل خاص والفكر الماركسي بشكل عام هو فكر تقدمي يؤمن بتحقيق المساواة والعدالة في الحقوق والواجبات بين البشر من دون النظر الى الانتماء القومي والديني والمذهبي والجنس واللون للإنسان وهو الفكر الذي حق الشعوب في تقرير المصير ، إلا أن أعداء الفكر الماركسي الشيوعي بعد ثورة أكتوبر الروسية من الإقطاعيين والشوفينيين القوميين التي أصبحت مصالحهم الطبقية مهددة ، سعوا الى الإساءة ومحاربة الفكر الشيوعي الماركسي فاتهموه بالإلحاد ومعاداة الدين والقومية وهذه الاتهامات أساءه اليه وشوهه سمعته  كثيراً وخصوصاً لدى الطبقات الفقيرة المتوسطي الثقافة والوعي السياسي ، ولكن الحقيقة هي أن الفكر الشيوعي الماركسي ليس معاديا للدين كمعتقد بل هو ضد شوفينية الدين في محاربة واضطهاد الأديان الأخرى وهو ليس معاديا للقومية كانتماء عرقي بل هو ضد الشوفينية القومية التي تضطهد القوميات الأخرى ، وانا هنا لست بصدد الدفاع عن تجارب الأنظمة الشيوعية الشمولية بل أردت أن أوضح تعارض الفكر الشيوعي الماركسي مع القومية والدين كفكر وليس إلا ، وليس لأبناء الأقليات القومية والدينية أية مصلحة في معاداة الفكر الشيوعي الماركسي ، وكان الحزب الشيوعي العراقي أول من أقر الحقوق القومية للأقليات وكان أغلب القيادات المؤسسة للحزب من أبناء الأقليات القومية والدينية  وفي مقدمتهم الشهيد يوسف سلمان فهد لأن هؤلاء وجدوا في هذا الفكر المخلص من قهر واضطهاد الأنظمة القومية والدينية المهيمنة على مقاليد السلطة السياسية في البلاد ..     [/size]

2192
الى الأخ وسام موميكا المحترم
الى كافة الأخوة المعقبين الكرام
قبل كل شيء عيد القيامة المجيد وعيد أكيتو مبارك عليكم جميعاً
الجميع نتحدث ونكتب عن الوحدة القومية المنتظرة لشعبنا " الكلداني السُرياني الآشوري " ولكن لا يستشف الغريب في أحاديثنا وكتاباتنا غير الخلافات والاختلافات على التسمية الموحدة والتي اتفقنا على أن لا نتفق على تلك التسمية الموحدة على ما يبدو من أحاديثنا وكتاباتنا المستمرة التي ننشرها في هذا الموقع الكريم ولم ألاحظ يوماً اجمع الجميع على شيء يخص شعبنا حتى اختلفنا على مسيحيتنا على الأقل ضمناً دون أن نعلها وكل يوم جديد من حياتنا يظهر سبب جديد لفرقتنا يضاف على ما عندنا من خزين إستراتيجي من نقاط الخلاف والاختلاف لفرقتنا ، بالأمس كان الاختلاف حول شكل نجمة العلم هل هي رباعية الرؤوس ام ثمانية الرؤوس واليوم حول تسمية " أكيتو " هل هي بابلية أم هي آشورية أم غيرها من التسميات ، ولتقليل أسباب الفرقة فلنتفق على تسمية يوا الأول من نيسان بعيد " أكيتو " فقط من دون بابلية وآشورية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري ويكف الله المؤمنين شر القتال ، على الأقل الى أن نتفق على التسمية القومية الموحدة إذا الله هدانا في يوم ما إليها وشكراً ..
                   خوشابا سولاقا

   

2193
الى المدعو أنليل زيا
 عيد القيامة وعيد أكيتو مبارك عليك مباركان عليك

انت واهم وأنت لم ولن تصيب ما تبتغيه حقاً ما الذي أصته أنت مجرد مدافع عن خيانة ناس ولكن مقابل ماذا والزمن هو الذي يحكم بيننا لننتظر ونرى من يكون المصيب   

2194
الى الصدوق المدعو أنليل زيا
عندما قرأت تعقيبك قررت عدم الرد عليه ولكن إستعمالك لبعض المفردات البذيئة دفعتني الى الرد لتوضيح لك بعض الأمور التي قد تجهلها او تتجاهلها عن عمد لغاية في نفسك على كل حال ما اريد قوله هو الآتي :
أولاً : إن الأخ أبرم شبيرا صديقي وأخي منذ عام 1966 لقد عشنا سنوات طويلة وعملنا في مجال النشاط القومي سوية في النادي الثقافي الآثوري وتواجهنا سوية مع الحزبيين في النادي وليس هناك في الدنيا من هو أحرص الى الأخ أبرم أكثر مني والعكس صحيح أيضاً ، وكُنا قبل أشهر عديدة معاً في أمريكا وتحدثنا بإسهاب عن أمور كثيرة ، وعليه فهو ليس بحاجة الى من يدافع عنه أمثالك وإذا لا تصدق بإمكانك أن تسألهُ بدلاً من أن تحشر نفسك فيما لا يعنيك من الأمور ..
ثانياً : أنا كنت عضو إحتياط في اللجنة المركزية لزوعا لدورتين وكانت علاقاتي متوازنة مع الجميع وكنت أدافع عن زوعا وعن يونادم كنا كما تقتضي متطلبات الألتزام الحزبي وفي نفس الوقت كنت أراقب عن كثب وعن قرب كل ما كان يجري في العلن والخفاء وعرفت الشيء الكثير عن المكشوف والمستور في زوعا ، وكنت الوحيد تقريباً من القياديين أكتب مقالات سياسية وفكرية لجريدة بهرا من دون أي مقابل ، وبعد فترة عرفت من هيئة التحرير أن كتاباتي وضعت تحت المراقبة بتوجيه من السيد كنا وعل أثر ذلك بدأت خلافاتي معه وتوسعت هذه الخلافات الى حدٍ قدمت مذكرة مكونة من تسعة صفحات الى السيد كنا شخصياً وأتهمته بالأنفراد بكل شيء في زوعا وناقشته على إنفراد بشأن كل ما ورد في تلك المذكرة وكنت سأقدمها امام أعضاء الكونفرنس الأخير عام 2010 إلا أن الروتين الحزبي وقف عائقاً حال دون تقديمها  ، وهكذا صارت علاقتي بالسيد كنا متوترة ، وحصل في ذات الوقت وإن اطلعتُ على وثيقة صادرة من جهاز المخابرات العامة للنظام السابق تؤكد ارتباط السيد كنا بالجهاز ضمن قائمة طويلة من الأسماء وعلى اثرها قررت القطيعة مع هذا الشخص وتعريته وفضحه لجماهيرنا وهذا ما فعلته لأن التعاون مع هذا الجهاز إعتبرته خيانة قومية . صحيح أنا كنت قيادي في زوعا ولكن ذلك لا يعني علي ان اسكت على التجاوزات والخيانة وهذا هو الفرق بيني وبين الاخرين ممن غدر بهم السيد كنا وانا لست نادماً على ما قمت به بل بالعكس أفتخر به ، وإنتهت الأمور بيني وبين كنا الى  المحاكم والتي لحد الان إنتهت برد دعوة السيد كنا ضدي البدائية والأستئنافية لكونها فاقدة للسند القانوني وكون إتهاماته لي بالقذف والتشهير لا أساس لها من الصحة ( أي إنها إدعاءات غير صادقة .. !! ) يا سيد انليل زيا الصدوق ..
ثالثاً : لستُ أنا من يبحث عن كسرة خبز مغموسة بالذل والخيانة ولوكنتُ كذلك لحصلتُ على قرص من الخبز الحار من التنور وليس كسرة منه عندما كان النظام السابق يقدمها على طبق من ذهب لمن يرغبها ولكنني لم أفعل كما فعل من تستميت في الدفاع عنهم من وراء ستار الأخ أبرم شبيرا ، أما موضوع الوزارة التي تتحدث عنها أنا لم اطلب من السيد كنا ولا من غيره أريد ترشيحي للوزارة بل هو الذي طلب ولكن ‘عندما أكتشقتُ إن طلبه مني ذلك كان لغرض تمرير مؤامرة لتوزير إبن شقيقته بالتعاون مع بعض أعضاء اللجنة المركزية هو الذي أغاضني كثيراً وهذا ما اعترف به السيد كنا هاتفياً ، ولا أعرف كيف تزامن توزير إبن شقيقته مع إطلاعي على وثيقة تعاونه مع جهاز المخابرات العامة للنظام السابق ، وقد إستغل السيد كنا ذلك للأساءة على شخصي ، وكان قد سبق لي وإن قلتُ للسيد كنا وبحضور إبن شقيقته عندما سالني عن راي في المشاركة في الوزارة القادمة إن المشاركة في حكومة طائفية لا تشرفنا ولكن لا مانع من المشاركة في حكومة وطنية ، هذا كان رأي قبل أن نعرف من يكون الوزير ، أما من ناحية الأستحقاق أقول لك أنا كنت في الداخل وما كنت بعثيا ولم أتعاون معهم بأي شكل من الأشكال ولكنني كنت مهندساً ناجحاً في عملي ومعروفاً في قطاع الكهرباء بكفائتي ونزاهتي وإخلاصي في العمل وتوليت مسؤوليات في الكهرباء كان آخرها مدير تنفيذ مشاريع توزيع الكهرباء لمحافظة بغداد قبل سقوط النظام عام 2003 ، وإن مدة خدمتي كمهندس في الدولة أكبر من عمر إبن شقيقته الوزير الحالي .. !! ومن هنا من حقنا أن نسال يا سيد أنليل أين الاستحقاق حسب الخبرة والكفاءة والنزاهة يا سيد أنليل اللوكي ، ومن هو الذي يبحث عن كسرة خبز .. ؟ ندعو القارئ الكريم أن يحكم بيننا بالرغم من أنني معروف للجميع بالصورة والسيره وأنت لحد الآن نكره تقذف كلماتك البذيئة من وراء ستار الظلام ومن هؤلاء الناس الأخ أبرم شبيرا الذي إتخذت منه ستاراً لقذفي بكلماتك البذيئة ... واريد أن أقول لك إن كل الذي كسبته من زوعا هو حقد وكره خصوم يونادم كنا وخسرت محبة البعض من المقربين عندما دافعت عن بعض وجهات النظر التي كان يروجها السيد كنا في المؤتمرات الحزبية قبل ان اكتشفه على حقيقته المزيفة ... أقول لو أنت تملك الرجولة والشجاعة والثقة بالنفس وأنت تدعي بأنك تعرفني خلال فترة تواجدي في زوعا أدعوك الى دعوة الغداء في أحد المطاعم تختاره أنت لنتناقش في كل الأمور وجهاً لوجه لكي نعرف من يبحث عن كسرة خبز أنا أم أنت والذين تدافع عنهم من خونة الأمة يا صدوق .. 

2195
أخي وصديقي العزيز أبرم شبيرا المحترم .... تحية طيبة
في البدء عيد القيامة المجيد مبروك إليك والعائلة الكريمة وكل عام وأنتم بخير وسلام
لا أريد أن ازعجك وأنت في العيد ولكن ما العمل إن قول كلمة الحق يجبرنا أن نتجاوز أحيانا كل القواعد التي يستوجب إحترامها ، ولكن أنا على ثقة بأن بيني وبينك تلك القواعد مرفوعة ,
إن مقالك رائع ومنطقي جداً ولكن كتبته في غير زمانه وفي غير مكانه لأن من تعنيهم في مقالك يعيشون خارج هذا الزمن وبعيدين عن مكان تواجد أبناء أمتنا ، إنهم يعيشون في زمن المصالح الشخصية والمجد الشخصي وليس إلا ، وإن ما نسميه ( أمتانايوثه ) هو آخر ما يخطر على بالهم وتجارب العشرة سنوات الماضية تثبت ذلك يومياً .. لقد سبق لي وإن كتبت مقال حول ثقافة الأستقالة قبل أكثر من سنة ولا اعرف إن كنتَ قد قرأته أم لا ، وسبق لك وإن طلبت نفس ما تطالب به في مقالك هذا في مقال سابق قبل أشهر وأثنيت عليه  بمقال ولكن ماذا كانت النتيجة ، يا صديقي العزيز نحن نصرخ بين الطرشان في سوق ( الصفافير ) إن هؤلاء قرروا من زمان سد مسامعهم أمام من يقدم لهم النصيحة المفيدة والتوجيه الراشد ويعتبرون النقد الموجه اليهم لأخطائهم قذف وتشهير وطعن وإساءة على شخوصهم ومناصبهم التي تطالبهم بالأستقالة منها يستوجب المقاضاة أمام المحاكم الرسمية مقابل تعويض مالي ، عزيزي وصديقي أبرم لقد سبق لي وإن قلتُ لك في مقالي الذي أثنيت فيه على مقالك قبل أشهر إن من تناديهم أناس صم بكم لا يفهمون غير ما يعني مصالحهم الشخصية ، وقلتُ لك إنهم ليسوا من ذلك النوع من النحل الذي ينتج عسلاً ، ولكن ما العمل وليس أمامن من خيار غير أن نقول ما نراه حق ويخدم قضية شعبنا ، يا صديقي إن حوارنا مع من تقصدهم هو حوار الطرشان لأنه هم في وادي ونحن في وادي آخر ، وأجدادنا الله يرحمهم والسلام ..
 

2196
القومية والوطنية بين الوطن الأم والمهجر
المهندس : خوشابا سولاقا
في البداية نطرح الموضوع بصيغة سؤال وعلى النحو التالي ، هل لمفهوم القومية علاقة بمفهوم الوطنية فكرياً وفلسفياً وسياسياً  ؟ أم أن كل منهما مفهوم قائم بذاته لا يربطهما أي رابط فكري وفلسفي وسياسي .. ؟ أم أنهما تربطهما علاقة جدلية تكاملية لا يمكن لأحدهما أن يكون موجوداً من دون وجود الآخر .. ؟ لقد كثر الحديث خلال السنوات الأخيرة بين الكتاب والمثقفين من أبناء شعبنا حول مفهوم القومية كمفهوم اجتماعي ومدلولاته الفكرية والثقافية والسياسية  وانعكاساتها على الواقع الاجتماعي لأمتنا ، ولكن الكثير لا يميز في طرحه بين مفهوم القومية ومفهوم الوطنية عندهم يتحدث عنهما ، ولغرض وضع حدود فاصلة بين المفهومين وبالتالي عدم الخلط بينهما لابد لنا من الرجوع الى تعريف هذه المفاهيم بدقة لكي نتمكن استناداً على ذلك تحديد الأطر الفكرية والفلسفية والسياسية والثقافية والاجتماعية للمفهومين .
أولاً مفهوم القومية : القومية هي انتماء عِرقي لا يمكن للإنسان أي كان أن يتخلى عنه لأي سبب من الأسباب ولا يمكن له تغييره بالانتماء إلى عِرق آخر ، وبالتالي فالقومية هي شعور إنساني بالانتماء عِرقياً إلى مجموعة بشرية تماثله في كل الخصائص والمقومات الاجتماعية والثقافية وفي امتدادات الإرث التاريخي ، ويكون الرابط الأساسي المشترك بين أفراد هذه المجموعة هو رابط اللغة والثقافة والعادات والتقاليد المشتركة وترابط النسيج الاجتماعي الذي ينشأ جراء هذا التعايش المشترك ، وكل هذه العوامل مشتركة في الحياة الاجتماعية للمجموعة البشرية المعينة تولد روابط أساسية أُخرى بين أفرادها ألا وهي روابط المصالح المشتركة والمصير المشترك التي يحددهما الصراع مع المجاميع البشرية القومية الأُخرى التي تجاورها على نفس الأرض من أجل البقاء والسيطرة والهيمنة على موارد الثروة ، وليس بالضرورة أن يكون للأرض دور في تجسيد مفهوم القومية ، وإنما يمكن أن تكون الأرض ذاتها جزء من المصالح المشتركة التي يحصل بسببها التنافس والصراع مع القوميات الأخرى من أجل المصالح الاقتصادية ، أي بمعنى يمكن لقومية معينة أن تتواجد وتعيش في مناطق متعددة ومنفصلة عن بعضها البعض ، كأن يكون هناك وجود قومي لأي مجموعة بشرية قومية مهما كان عدد أفرادها في جميع القارات وفي جميع البلدان دون أن تفقد انتمائها القومي لو عاشت على بقعة أرض معينة في تلك المناطق ، وكما هو الحال الآن مع أغلب القوميات في المعمورة حيث تتواجد في أكثر من مكان وفي أكثر من وطن ، لأن ما يحدد ملامح القومية هي كما قلنا وحدة اللغة والثقافة والعادات والتقاليد القومية الاجتماعية الموروثة عبر أجيال طويلة بغض النظر أين يكون هذا الوجود في أي أرض أو في أي وطن من المعمورة ، وعلى هذا الأساس فالقومية هي انتماء عِرقي وليست مفهوم فكري أو فلسفي أو سياسي . 
ثانياً مفهوم الوطنية : الوطنية هي الشعور بالانتماء الى أرض محددة جغرافياً والارتباط بها من خلال وحدة المصالح المشتركة والمصير المشترك لمجموعة بشرية معينة مكونة من قومية واحدة أو من مجموعة قوميات ، وهذه الأرض تسمى الوطن ومن يسكنها يشعر بمسؤولية حمايتها والدفاع عنها من أي عدوان أجنبي خارجي أو من أي عمل داخلي يؤدي إلى الأضرار بالمصالح الوطنية والتي هي مصالح جميع من يستوطن هذه الأرض المحددة جغرافياً ويستثمرها ويستفاد من خيراتها المادية ، ويشترك في هذا الدفاع الجميع بغض النظر عن التنوع والتعدد القومي ويسمى هذا الدفاع بالدفاع الوطني المشترك . وعليه فإن الوطنية تعني حب الوطن وحب من يعيش على أرضه والدفاع عنه ضد أي عدوان يهدد مصالحه الوطنية مهما كان مصدر العدوان ، والوطن هنا يعني هو قومية أو مجموعة قوميات مرتبطة مصلحينا بأرض محدودة جغرافياً ..
وعلى ضوء هذه التعريفات فإن القومية هي شعور بالانتماء إلى مجموعة بشرية يجمعها ويوحدها بالدرجة الأساس رابط اللغة والثقافة والعادات والتقاليد والمصالح المشتركة والمصير المشترك ، وهذا الانتماء هو انتماء ثابت لا يمكن تغييره أبداً مهما تغيرت أماكن التواجد القومي ، والوطنية هي شعور بالانتماء إلى أرض مشتركة تعود ملكيتها لقومية واحدة أو لمجموعة من القوميات المختلفة ، والوطن ليس ثابت بل يمكن تغييره عندما تكون هناك أسباب قاهرة تهدد مصير الوجود القومي لأي قومية في أي وطن ، لأن الوطن بالتالي هو الأرض المحددة جغرافياً الذي يضمن العيش الرغيد بسلام وأمان وحرية وكرامة إنسانية لمن يسكنها ، إن توفر هذه الشروط الإنسانية هي التي تخلق الدافع لدى الفرد أو لدى المجموعة القومية للشعور بحب ذلك الوطن .. إذن يمكن تغيير الوطن من دون أن تتغير القومية ، وهنا باستطاعتنا أن نجيب على الأسئلة الواردة في متن هذا المقال ، وهي عدم وجود أية علاقة بين مفهوم القومية ومفهوم الوطنية فكرياً وفلسفياً وسياسياً وأن كل مفهوم منهما قائم بذاته ، ولكن هناك بينهما علاقة جدلية تكاملية في عملية تشكيل الوطن حيث لا يمكن أن يكون هناك وطن من دون شعب يسكنه مكون من  قومية أو من مجموعة قوميات ويستثمر موارده ، وكذلك لا يمكن أن يكون هناك شعب معلق في الفضاء من دون أن يكون له وطن على الأرض يسكن عليه ، أي بمعنى أينما يسكن شعب يكون هناك وطن وأينما يكون هناك وطن يكون هناك شعب يسكنه ، فالعلاقة بين الوطن والشعب علاقة جدلية تكاملية يكون بالضرورة وجود إحداهما مكملاً لوجود الآخر ..
هذه الأفكار يمكن اختبارها على أرض الواقع لمعرفة مدى صحتها من عدمه لكي نستطيع من اعتمادها كمعايير لتمييز الأطر والحدود الفكرية والفلسفية والسياسية الفاصلة بين مفهومي القومية والوطنية ، أين تتقارب من بعضها البعض وأين تبتعد وأين تتداخل وتتكامل .. فلنطبق ذلك على ظاهرة هجرة الناس لأوطانهم الأصلية إلى أوطان المهجر لنرى ونحلل النتائج وانعكاساتها على مستقبل الوجود القومي كيف تكون عملياً ، فعندما تكون الهجرة جماعية أي هجرة قومية شاملة من مكان الى آخر والاستقرار في المكان الجديد أي في الوطن الجديد بشكل جماعي والاستقرار فيها لكي يتمكن من المحافظة على الوجود القومي الجمعي للقومية بكامل خصائصها ومقوماتها كاللغة والعادات والتقاليد والثقافة القومية وبالتالي المصالح القومية المشتركة في الأرض الجديدة أي في الوطن الجديد لتشكيل وجود قومي يلاءم ويتماشى مع قوانين الحياة في الوطن الجديد والتعايش مع شركائه الجدد هناك لكي لا ينصهر في بوتقة القومية السائدة التي تسيطر وتهيمن وتسيّر الحياة وتتحكم فيها في الوطن الجديد فمن خلال هكذا هجرة يمكن المحافظة على الوجود القومي الاجتماعي في أوطان المهجر كما حصل مع هجرة الأوربيين إلى العالم الجديد في القارات الأمريكية الشمالية والجنوبية وأستراليا هكذا هجرة تؤدي إلى نشوء أوطان جديدة مع المحافظة على بقاء الكيانات القومية اجتماعياً ، وأما إذا كانت الهجرة عشوائية مجتزئة على هيئة أفراد أو على هيئة أسر متناثرة هنا وهناك غير مسيطر عليها إلى مناطق مختلفة من أقطار متعددة تتحكم فيها المصالح الفردية الأنانية ، أي هجرة تشتت وتمزق وتفكك أسري كما هو حال أبناء شعبنا اليوم فإن النتيجة تكون بداية النهاية للوجود القومي الأصيل حتى وبشكله الاجتماعي وليس فقط بشكله السياسي ككيان قومي قائم بذاته بشكل مستقل عن سلطة الآخرين من الشركاء في الوطن الجديد ، حيث أن هذا الشكل من التواجد القومي الفاقد لمقومات الصمود والبقاء والاستمرار يؤدي بسبب الاختلاط والتعايش والتجاور الاجتماعي مع الآخرين إلى تحلل وفقدان الرابط القومي الأساسي للفرد والعائلة ألا وهو رابط اللغة والثقافة والعادات والتقاليد القومية ، وهذا يؤدي بالتالي إلى الانصهار في بوتقة القومية السائدة اجتماعياً في الوطن الجديد والاندماج كلياً بالضرورة في مجتمعها ، وهذا مع الأسف الشديد ما يحصل اليوم لأبناء شعبنا في بلدان المهجر بشكل تدريجي وسريع ، فإذا استمرت هذه الظاهرة على هذا المنوال سوف تختفي كل الملامح والمقومات القومية لأحفادنا خلال فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز الخمسين سنة القادمة حيث سيتحول أبناء شعبنا على ما يبدو إلى مجرد مواطنين من أصول عِرقية معينة دون أن يكون هناك من الدلائل ما يشير الى أصول تلك الأعراق إلا من خلال بعض الأسماء القومية وتداول اللغة الأم بين بعض من يبقى على قيد الحياة من المسنين في البيت ، هذه الظاهرة قد بدأت فعلاً مع البعض من المهاجرين القدامى الذين غادروا كل ما يربطهم بأُصولهم القومية والتاريخية والوطنية ، وتلك هي الملامح الأولية للانقراض والفناء القومي لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في بلدان المهجر كوجود قومي اجتماعي وشعوراً بالانتماء الى عِرق بعينه بعد أن يكون قد مات وانقرض لدى الأجيال التي تربت والتي ولدت وتربت في بلدان المهجر الشعور بحب الوطن الأم واكتسبوا الشعور بحب أوطانهم الجديدة وذلك من حقهم الطبيعي ومن صلب واجبهم الوطني ..
الخلاصة والتوصية : 
في ضوء المعطيات التي ذكرتها وواقع الحال لأبناء أمتنا في الوطن وفي المهجر ولحماية وجودنا القومي في الوطن الأم والمهجر أوصي بما يلي :-
أولا :  في بلدان المهجر أوصي أبناء شعبنا العمل من أجل حماية وبقاء وجودنا القومي كشعور بالانتماء إلى أصول عرقنا القومي وذلك بالعمل بكل الوسائل للمحافظة على اللغة الأم وعلى العادات والتقاليد والطقوس والثقافة وكل ما يمت إلى ذلك بصلة من خلال ما موجود من المؤسسات السياسية والثقافية والاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسة الكنيسة من أجل ديمومة الاستمرار بالشعور بالانتماء القومي إلى قوميتنا بالإضافة إلى العمل على تنمية الشعور بالانتماء إلى الوطن الأم لأن ذلك يساعد كثيراً على ربط الشعور بالانتماء القومي بالتاريخ القومي والتراث والحضارة القومية في أرض الآباء والأجداد وهذا هو أقل ما يمكن القيام به لخدمة أمتنا على الاستمرار في المهجر ، وعلى أن يكون التركيز في هذا العمل على الشباب الذين ولدوا في الوطن وتربوا في المهجر والذين ولدوا في المهجر لأنهم هم مستقبل الأمة واستمرار وجودها القومي .
ثانياً : في الوطن الأم أوصي أبناء شعبنا العمل من أجل حماية بقائنا ووجودنا القومي كشعور بالانتماء إلى عرقنا القومي على أرض وطن الآباء والأجداد والشعور بالانتماء إلى تراث وحضارة وتاريخ عريق يمتد إلى أكثر من سبعة ألاف سنة ، ورفض بل ونبذ فكرة الهجرة الملعونة لأرض الوطن والضياع والتشتت في المهاجر ، والعمل على تنمية الشعور بحب الوطن والقبول بالتعايش السلمي مع الآخرين من الشركاء في الوطن متساوين معهم في الواجبات والحقوق ، ودعوة أبناء شعبنا من خلال كل مؤسساتنا السياسية والكنيسة ومؤسسات المجتمع المدني للنضال وبالتعاون مع الآخرين من الشركاء في الوطن من أجل ترسيخ قيم الحرية والعدالة والمساواة والسلام والسلم الأهلي والديمقراطية في المجتمع لبناء نظام سياسي ديمقراطي حقيقي يحكم البلاد ، والذي هو من وجهة نظرنا المتواضعة الحل الأمثل والأوحد والمتيسر لتجسيد وجودنا القومي ونيل حقوقنا القومية والوطنية وحرية ممارسة معتقداتنا الدينية . إن ما يجري من قتل وتخريب وتدمير وبؤس وفقر وحرمان وتخلف وانهيار البني التحتية للاقتصاد الوطني في البلاد منذ سقوط النظام يدل بشكل قاطع على فشل كل أشكال الأنظمة السياسية التي ولدت من رحم المُحاصصة الطائفية والإثنية المقيتة في تحقيق ما يطمح إليه العراقيين من سلم وأمن ورفاه اقتصادي بالرغم من ضخامة وارداته المالية من النفط ، وعليه ليس أمام العراقيين بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية للعيش بسلام وأمان ورفاه في هذا الوطن غير العودة إلى الخيار الأول والأخير ، ألا وهو بناء النظام الديمقراطي الحقيقي الذي يحقق طموحات الجميع في العيش الرغيد الآمن والاستقرار وذلك هو قدر العراقيين جميعاً . وهنا أود أن أقول بشكل خاص لمكونات الأقليات بكل أشكالها وفي مقدمتهم أبناء قوميتي الأعزاء ، إن الديمقراطية والنظام الديمقراطي هو النظام الوحيد الذي من خلاله تحقق تلك الأقليات طموحاتها وحقوقها القومية والوطنية وعليه فهي المستفيد الأكبر منه وهو طريقها القويم إلى التحرر والانعتاق ، لذلك أدعوها إلى الانخراط بفعالية استثنائية في العمل الديمقراطي بكل أشكاله السياسية والاجتماعية المدنية ..

ملاحظة:
استغل هنا مناسبة حلول عيد القيامة المجيد لأن أقدم أجمل التهاني مع باقة ورد من ربوع العراق وأطيب الأمنيات القلبية الى أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري العزيز وشعبنا العراقي الكريم والبشرية جمعاء بشكل عام والقراء الكرام والعاملين في هذا الموقع النبيل وعلى رأسهم مدير الموقع الأستاذ الفاضل امير المالح وكل الأحبة والأصدقاء من دون تمييز ، وكل عام وأنتم والعراق والعالم بخير وأمان وسلام ..


محبكم : خوشــابا ســولاقا

                                               
     

2197
إلى الأخ أبو سنحاريب المحترم / تحية طيبة
عيد القيامة المجيد مبارك عليكم والعائلة الكريمة وكل عام وأنتم بخير وسلام.
 كان مقالك رائع وموضوعه أروع لما فيه من أبعاد تاريخية رمزية ترمز إلى عمق امتداد جذورنا الحضارية في هذه البلاد العريقة ، لقد أسعدني عنوان وموضوع المقال وقلت في نفسي ربما سيكون هذا الموضوع مصدراً لتقديم البرهان التاريخي على كوننا شعب واحد من عرق واحد ننتمي إلى تاريخ وحضارة نهرينية واحدة ، ولكن بعد أن أكملت قرأة المقال ظهرت لي التعقيبات من بعض الأخوة أصابتني بالذهول عندما اكتشفت من خلالها أن سبباً آخر إضافياً قد ظهر للوجود لاختلافاتنا وخلافاتنا المستديمة والمزمنة على التسمية القومية والمذهبية التي أوصلتنا إلى طريق مسدود نحو تحقيق وحدتنا القومية والتي نتلمسها يومياً في كتابات كتابنا ومثقفينا ومفكرينا في المواقع الالكترونية المختلفة ، وهل سيكون اختلافنا على العَلم ونجمته ورؤوسها وألونه هي القش الذي سيقصم ظهر البعير وتنتهي اختلافاتنا عندها  ؟ أم سيولد المستقبل أسباب أخرى أشد فعاليةً وتأثيراً في ابتعادنا ًعن بعضنا أكثر والانتهاء عند نقطة اللاعودة  إلى موضوع الوحدة القومية لأمتنا التي ننتظرها على أحر من الجمر ، حيث كلما نجحنا في أن نسد كوة صغيرة في جدار العزلة والفرقة بين مكنوناتنا يفتح لنا باب جديد ليكن الله في عون أمتنا ، وهذا يذكرني بالنكتة العراقية التي اشتهرت وانتشرت في بدايات عهد ألبعث العفلقي والتي تقول في يوم من الأيام ذهب الرئيس الأمريكي نيكسون وزعيم الحزب الشيوعي برجنيف ومؤسس البعث ميشيل عفلق لمقابلة رب العلمين للاستفسار منه عن مستقبل أنظمتهم ، وقابل رب العالمين في البداية نيكسون وقال له ماذا تريد أن تعرف ؟ قال نيكسون الى متى يبقى النظام الرأسمالي العالمي سائداً أجابه رب العلمين سيبقى الى مدى خمسين سنة قادمة فخرج نيكسون ودخل برجنيف للمقابلة سأله رب العالمين وأنت ماذا تريد أن تعرف يا بريجنيف ؟ قال بريجنيف أريد أن أعرف متى تسود الشيوعية العالم  ظ فأجابه الرب بعد زمن طويل جداً إذا أحسنتم التطبيق ، فخرج بريجنيف ودخل عفلق مستعجلاً وقال له رب العالمين وأنت ماذا تريد أن تعرف يا عفلوقي ؟ قال عفلق أريد أن تخبرني متى تتحقق الوحدة القومية العربية يا رب الكل الكريم ارحمني ؟ فبدأ رب العالمين بالبكاء والدموع تنساب من عينيه ، فقال له عفلق لماذا تبكي يا رب العالمين ؟ فأجابه الرب ابكي لن ذلك لا يحصل في زماني فخرج عفلق حزيناً مصاباً بخيبة أمل .. لا أعرف هل ستتحقق وحدتنا القومية في زمن هذا الرب أم سترحل الى ما بعد ه ؟ بعد كل ما عندنا من نقاط الاختلاف والخلاف ..   

2198
الى الأخ أخيقر يوخنا / أبو سنحاريب المحترم
تحية طيبة وبعد ....
مقالك ممتاز لمن نواياه صافية مثل نواياك ولكن بعض التعقيبات تشير الى غير ذلك ولذلك قررت ان أكتب لك بعض الملاحظات  التي تشير الى أبعاد عميقة في تاريخ وحاضر قضيتنا القومية .
1) حسب ملاحظاتي الشخصية على جميع كتاباتك كمقالات وتعقيباتك على مقالات الآخرين التي تنشر في هذا الموقع لاحظتك وسطياً الموقف وغير منحاز لهذه التسمية أو تلك من تسمياتنا القومية كما يريدها الناس حسب هواهم وهذا الموقف كان خطك الأحمر ، وهذا هو المطلوب بعينه الآن في هذه المرحلة الحرجة من نضال شعبنا ، ولكنك في مقالك الآخير هذا قد تجاوزت ذلك الخط قليلاً وكنت منحازاً بعض الشيء الى تسمية بعينها مما أغاض البعض أعطيتهم الفرصة لرميك بسهامهم النقدية والطعن بمصداقية كتاباتك السابقة وهذا أعتبره خطأً في التقدير للوقت ..
2 ) إن مشكلتنا كانت وما زالت في القيادات التي قادت وتقود الآن شعبنا منذ إستشهاد البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون على يد المجرم ( سمكو شيكاكي ) في كونا شهير الايرانية في عام 1918 وبتدبير وغدر من الأنكليز للتخلص من قيادته الفذة ، وسعى الأنلكيز في نفس الوقت الى دق الأسفين بين القيادة الدينية المتمثلة بالبيت البطريركي (مار شمعون ) وبين القيادة الدنيوية المتمثلة بالقيادات العسكرية الميدانية والقيادات العشائرية والفصل بينهما من خلال إقناع بعض المتعاونين معهم من القيادات العسكرية الميدانية ورؤساء العشائر البارزين في الميدان العسكري ( ملكاني ) مقابل منحهم مناصب قيادية بارزة في قيادة الآشوريين في المرحلة اللاحقة ، وذلك لغرض التمكن من إحتواء قدرات أبناء شعبنا القتالية لخدمة مصالحهم النفطية ومخططاتهم الأستعمارية في قمع وإخماد الحركات الوطنيةالمناهضة لهم في العراق ، وما حصل من نكث الوعد والحنث باليمين الذي قطعوه رؤساء العشائر وقادة شعبنا في إجتماع سَر عمادية لقداسة البطريرك مار إيشاي شمعون والتداعيات التي حصلت في موقف بعض القيادات الميدانية ورؤساء العشائر كانت مؤامرة إنقلابية من القيادة الدنيوية على القيادة الدينية وكما أرادوها الأنكليز والتي إنتهت بإنشقاق القيادة الجماعية لشعبنا بقيادة المار شمعون ، وعلى أثرها وقعت الكارثة وحصلت مذبحة سميل الرهيبة التي راح ضحيتها قرابة الأربعة ألاف ضحية بريئة من أبناء شعبنا في 6 / 8 / 1933 وتم نفي عائلة مار شمعون وإسقاط الجنسية عنهم وتهجير جزء من أبناء شعبنا الى سوريا مرغمين ، وما رافق ذلك من إنتكاسات كارثية لقضيتنا القومية ومظالم رهيبة وقعت على ماتبقى من أبناء شعبنا في العراق ، إن إنعدام القيادة المخلصة والمضحية كقيادة مار بنيامين الشهيد من جهة والطموح للأمجاد الشخصية والخيانات لبعض الرؤساء من جهة أخرى كانت هي السبب في كل ما نحن فيه اليوم وليس غيره يا أستاذ أبو سنحاريب الورد ، أي قايضوا الخيانة للقضية القومية مقابل أمجاد شخصية زائفة ، ومع الأسف الشديد إن التاريخ يعيد نفسه اليوم وبنفس السيناريو الخيانة مقابل مصالح وأمجاد شخصية ذليلة يقوم بها من يدعون قيادة شعبنا ، وعليه ومحبة بك وللأستفادة من قلمك في خدمة شعبنا أدعوك الى التمعن في نوايا وممارسات من تضع ثقتك فيهم وأرجو منك المعذرة إن كنت معك قاسياً بعض الشيء وأرجو أن لا أكون كذلك .
                          أخوكم : خوشابا سولاقا 

                               


2199
الى الأخ رومتايا المحترم... تجية طيبة وبعد
عزيزي رومتايا لم تختلط عندي الأوراق أبداً بل قد تكون أختلطت عندك ، لن مفالي كان بخصوص الزعماء القادة والدبكتاتورين الحمقى وكان ذلك واضح من العنوان ، أما بخصوص لينين وماوتسي تونغ كانا زعماء وقادة أسسوا دوع عظمى وكانوا ديكتاتوريين ولكنهم ليسو حمقى كما كانوا هتلر وموسوليني وصدام والقذافي والأسدين دمروا بلدانهم وشعوبهم . وهناك الكثير أمثال لينين وماوتسي تونغ ( الحديث عن الحمقى منهم يا أخي ) لا تتسرعى بأحكامك المتأثرة بمواقف سياسية مسبقة ، وكان مقالي السابق عن الثقافة الشمولية وفلسفة تألبه وعبادة الفرد في الأنظمة والأحزاب الشمولية وكان فيه وصفي للأنظمة والأحزاب الشيوعية بأنها شمولية .


                   خوشابا سولاقا 

2200
الى الأخ فريد وردة المحترم ... تحية طيبة واحترام
 أولاً أنا أشكرك جزيل الشكر على تقييمكم لمقالي ..
ثانياً : أنا أوافقك الرأي مئة في المئة فيما ذهبت إليه بخصوص صعود النموذج الثاني ولكنه مهما بلغ شأنه سوف يسقط سقوطاً مهيناً عندما يحين وقت سقوطه وتكون مزبلة التاريخ مستقره الآخير والتجارب البشرية تؤكد ذلك ..
ثالثاً : أوافقك الرأي بأن الديمقراطية الحقيقية هي الحل لكل مشاكل الشعوب ولكن يتححق ذلك الحلم عندما تكون هناك شعوب مثقفة ، ولقد قلتُ ذلك دائماً في كتاباتي ، وهناك حقيقة يجب أن نستوعبها جيداً وهي أن الحرية والديمقراطية لشعب غير مثقف يتحولان الى وسائل للخراب والدمار وإشاعة الجريمة والقتل العشوائي وسيادة الفوضى كما يحصل اليوم في العراق ودول الربيع العربي ، فالديمقراطية لكي تعطي ثمارها الطيبة للشعوب لها شروطها الموضوعية ، وهي وجود شعب مثقف أولاً .. وعليه فإن غياب الثقافة يؤدي الى سيادة سلطة الديكتاتوريين الحمقى ، وهنا تكمن الكارثة ، نتمنى أن تدرك الشعوب ذلك قبل الخوض في الجولات الثانية من كل الأنتخابات وتصيب في اختياراتها وتختار الزعماء القادة المؤهلين ليمثلونها ، وعندها تكون الديمقراطية قد أثمرت وأعطت ثمارها الطيبة للشعوب المتطلعة للحياة الحرة الكريمة ، فالديمقراطية كما وصفها ونستون تشرشل إنها أحسن السيئات من الأنظمة السياسية ..   


 ملاحظة : أرجو إعتماد هذه الصيغة لوجود بعض التعديلات على الصيغة الأولى وشكراً مع إعتذاراتي للجميع

2201
الى الأخ فريد وردة المحترم ... تحية طيبة واحترام
 أولاً أنا أشكرك جزيل الشكر على تقييمكم لمقالي ..
ثانياً : أنا أوافقك الرأي مئة في المئة فيما ذهبت إليه بخصوص صعود النموذج الثاني ولكنه مهما بلغ سوف يسقط سقوطاً مهيننا عندما يحين وقت سقوطه وتكون مزبلة التاريخ مستقره الآخير والتجارب البشرية تؤكد ذلك ..
ثالثاً : أوافقك الرأي بأن الديمقراطية الحقيقية هي الحل لكل مشاكل الشعوب ولكن يتححق ذلك الحلم عندما تكون هناك شعوب مثقفة ، ولفد فلت ذلك دائماً في كتاباتي ، وهناك حقيقة يحب أن نستوعبها جبداً وهي أن الحرية والديمقراطية لشعب غير مثقف تتحولان الى وسائل للخراب والدمار وإشاعة الجريمة والقتل العشوائي وسيادة الفوضى كما يحصل اليوم في العراق ودول الربيع الغربي . فالديمقراطية لكي تعطي ثمارها الطيبة لها شروطها الموضوعية وهي وجود شعب مثقف .. وعليه فإن غياب الثقافة يؤدي الى سيادة الديكتاتوريين الحمقى وهنا تكمن الكارثة ، نتمنى أن تدرك الشعوب ذلك في الجولات الثانية من كل الأنتخابات وتصيب في اختياراتها وتختار الزعماء الفادة المؤهلين وعنها تكون الديمقراطية قد أعطت ثمارها الطيبة للشعوب المتطلعة للحياة الحرة الكريمة ، فالديمقراطية كما وصفها ونستن تشرشل إنها أجسن السيئات من الأنظمة السياسية ..   

2202
الفرق بين الزعيم القائد والديكتاتور الأحمق

المهندس : خوشابا سولاقا

عند دراستنا للتأريخ الأنساني بشكل عام سنجده مليء من النموذجين المذكورين ، وإن الشعوب قد حصدت على يديهما نتائج متناقضة في الشكل والمضمون تناقضاً صارخاً ، نجد شعوباً قد حصدت على أيدي الزعماء القادة من الحكام نتائج إيجابية باهرة وعظيمة في عطائها الأيجابي لشعوبها خدمت مسيرتها التاريخية نحو التطور والتقدم الى الأمام وبناء دول ومجتمعات حديثة متقدمة صناعياً وإقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً وعاشت تلك الشعوب حياة حرة كريمة ومترفهة وآمنة وبعيدة عن الخوف والقلق والعوز والفقر والمجاعة والجهل والأمية والأمراض وكوارث الحروب ومآساتها الدامية ، بينما حصدت شعوباً أخرى على أيدي الديكتاتوريين الحمقى من الحكام على العكس من ذلك ، حصدت نتائج سلبية عرقلت مسيرتها التاريخية وقادتها نحو التخلف والتأخر في كل المجالات وعاشت تلك الشعوب حياة الأستعباد والجوع والحرمان والفقر وكبت الحريات ومصادرة الأراء والإرادة الحرة لأبنائها ، وعاشت حياة الحروب العبثية المدمرة وإنتشار الجريمة والفساد بكل أشكالهما المرعبة وجعلت شعوبها تعيش في سجنٍ كبير لا خلاص لها من نير الطغيان والقهر والأستعباد .. ولكن ما نكتشفه مشترك بين النموذجين هو أن كليهما  قد أنتجتهما شعوبهما بإرادتها الحرة ، أي بمعنى آخر إنهما من إنتاج سلوك الشعوب نحوهما بشكل عام ومن سلوك الدائرة الأولى من المحطين المقربين لهما بشكل خاص ،  وبمعنى أن كل شيء جيد أو رديء هو من نتاج بيئته الأجتماعية المحيطة ، وهذا ما أثبتته تجارب إنسانية كثيرة في محيطنا الأجتماعي العربي والأقليمي وحتى العالمي ، أمثال النموذج الأول المهاتما غاندي ولينن وماوتسي تونغ وجيفارا ونلسون مانديلا وجورج واشنطن وغيرهم الكثير ، وأمثال النموذج الثاني هتلر وموسوليني وصدام حسين ومعمر القذافي وعبدالناصر والأسدين وغيرهم آخرين .
فالزعيم تنتجه أو تخلقه الشعوب من خلال المحيط الأجتماعي والبيئة الأجتماعية التي نشأ وترعرع فيها واكتسب منها ثقافته وخلفيته الفكرية والسياسية ، فالزعيم القائد لابد بل يجب أن يكون له أيديولوجية معينة وفكر سياسي معين يستهدف من خلالهما جر الجماهير المستهدفة بالتغيير الى النضال وقيادتها الى إجراء تغيير ثوري شامل في بنية المجتمع نحو ما هو أفضل ، بالتأكيد أن مثل هكذا شخصية تكون محيطة بمجموعة من الناس المتبنين لأفكاره وأرائه السياسية والمتأثرين بها في السعي لأجراء هذا التغيير الثوري في بنية المجتمع ، وتسعى لأن تكون شريكةً وداعمةً له في صناعة وصياغة وتنفيذ القرار السياسي المطلوب لأنجاز هذا التغيير الثوري في بنية المجتمع لكي تشاركه في تحمل المسؤولية فيما يترتب على ذلك القرار من نتائج إيجابية او سلبية لغرض دعمها وتعزيزها إذا كانت إيجابية ، أو لتقويمها وتصحيحها وتجاوزها إذا كانت سلبية ، في هذه الممارسة وعند هذه النقطة بالذات تتحدد ملامح شخصية الفرد القائد للعمل إن كان ذلك العمل بناء وقيادة حزب أو حركة سياسية أو بناء وقيادة مؤسسات دولة بين أن يكون زعيماً قائداً وبين أن يكون ديكتاتوراً أحمقاً ، وهنا أيضاً يتحدد دور المحيط الأجتماعي من الأفراد المحيطين به من المقربين بين أن يكون محيطاً منتجاً وفاعلاً وسبباً مباشراً لصنع من الشخص الأول في الهيكل التنظيمي للعمل كحزب أو كدولة بمؤسساتها زعيماً قائداً أو ديكتاتوراً أحمقاً ..
فإذا كان الشخص الأول مؤمناً بالمبادئ والقيم الفكرية التي يتبناها من خلال الحزب الذي يقوده أو من خلال الدولة التي يتولى قيادتها ويعمل على تطبيقها على أرض الواقع بإيمان راسخ وشفافية مبدئية لخدمة الهدف المركزي في العمل ألا وهو خدمة المصلحة العامة للشعب والوطن وأن يقدمها على كل المصالح والمنافع الشخصية وأن لا يسعى من وراء كل ذلك تحقيق مجد شخصي على حساب مصالح ومنافع ومجد الشعب والوطن ، نرى أن مثل هؤلاء الأشخاص الرموز تكون عادةً قريبة جداً دائماً من الجماهير الشعبية ويبادلونهم المشاعر والأراء ويشاركونهم التطلعات والأحلام المستقبلية ويفيدونهم بالنصيحة والتوجيه المفيدين ويستفادون بالمقابل من أرائهم وإنتقاداتهم لهم مهما تكون طبيعتها لأعتمادها كأوراق عمل في تقويم المسيرة النضالية للحزب أو للدولة وتصحيح مسارها بإستمرار ، ويتقبلون النقد والنصيحة والأستشارة من المقربين المحيطين من أعضاء القيادة ومشاركتهم في صنع القرار السياسي وفق مبدأ وقواعد العمل الجماعي بدلاً من مبدأ الإقصاء والتهميش للرأي الآخر ، إن توفر مثل هذه القناعات الفكرية المبدئية والعملية والتعامل من موقع المسؤولية بروح من التواضع مع الآخر لدى من يقودون العمل الجماعي تجعل منهم قريبين دائماً من قلوب المحيطين المقربين من القيادات المباشرة أولاً ومن قلوب الجماهير الشعبية ثانياً ، هذه الصفات بحد ذاتها هي التي تحول هذه الشخصيات التي تمتلك هذه الرمزية النادرة في العمل القيادي الى زعيماء قادة محبوبين ومعشوقين من قبل شعوبهم كما كانت حالة المهاتما غاندي لدى الهنود وما زالت الى اليوم وكذلك الحال مع وماوتسي تونغ ولينين وجورج واشنطن وغيرهم الكثير ممن صاروا اليوم رموزاً خالدة لشعوبهم أقاموا لهم النصب التذكارية والتماثيل الرائعة في ساحات مدنهم وطبعوا صورهم على العملات الوطنية ..
أما إذا كان إيمان الشخص الأول بالمبادئ الفكرية التي يتبناها الحزب الذي يقوده أو الدولة التي يتولى قيادتها لغرض الأتخاذ منها وسيلة لتحقيق مصالح ومنافع شخصية والسعي من خلالها الى تحقيق مجد شخصي على حساب مصالح ومنافع ومجد شعوبهم ، نرى أن مثل هكذا أشخاص تكون بعيدة كل البعد عن الجماهير الشعبية ، وبالتالي لا يبادلونهم  الرأي والمشاعر في أي شأن من الشؤون ولا يفيدونهم بالنصيحة والتوجيه السديدين إلا بالقدر الذي تقتضي مصالحهم ومنافعهم الشخصية وما يستجيب منها لنزواتهم وطموحاتهم الأنانية ، ونجد كذلك أن هؤلاء لا يتقبلون النقد والنصيحة والأستشارة من أقرب المقربين المحيطين بهم من أعضاء القيادات في صنع القرار السياسي عدا ما يكال إليهم من المديح والتبجيل والتمجيد والتعظيم ، ونراهم دائماً بعيدين جداً عن العمل الجماعي – القيادة الجماعية – وينزعون الى سياسة الأقصاء والتهميش والتخوين للآخر مهما كان موقعه في الهيكل التنظيمي للعمل في الحزب أو في الدولة ، وكذلك نلاحظ  أن سلوك هؤلاء النماذج تهيمن وتطغي عليه الغطرسة والعنجوهية والتعالي والتكبر وإستصغار الآخر ، وهذا الجانب من سلوك هؤلاء الأشخاص يؤدي حتماً الى إبتعاد العناصر المقتدرة والشجاعة والمثقفة من أصحاب الرأي الحر من المحيطين المقربين عنهم والأنزواء في الظل للأحتماء خوفاً من البطش بهم جراء حماقة معينة أو زلة لسان منهم لا تعجب الديكتاتور الأحمق ، بينما تُشرع الأبواب على مصراعيها ليلاً ونهاراً أمام وعاظ السلاطين من العناصر الهزيلة الوضيعة والضعيفة من الأنتهازيين والنفعيين ممن يتصيدون الفرص الرخيصة في الماء العكر بالتقرب أكثر من الشخص الأول وموالاته ودعمه على الحق والباطل للتنكيل بخصومه المفترضين بعد أن خلت لهم الساحة لغايات في نفوسهم المريضة ألا وهي تحقيق مصالحهم ومنافعهم الشخصية في كسب المال الحرام وتولي المناصب المذلة التي يهبها لهم السلطان القابع على رأس الهرم من غير جدارة وإستحقاق ، وهؤلاء الأقزام مثلهم مثل قرود السيرك تطيع صاحبها ومروضها بتقديم ما يطلب منها مقابل ما يضعه في أفواهها بعد كل عملية بهلوانية تؤديها بنجاح في السيرك ويطبطب على ظهورها ، هؤلاء بدافع الخوف على المصالح الشخصية أم بدافع الخوف من بطش الشخص الأول بهم عند الخطأ أو الفشل في إداء ما يطلب منهم يزيدون من كيل المديح والتبجيل والتمجيد والتنظير والتفلسف في تحويل أخطاء وسلبيات وحماقات الشخص الأول الى إيجابيات وإنجازات عظيمة وإبداعات فكرية وعبقرية نادرة ، ووصفه عبر وسائل الأعلام بما هو بعيداً عنها من الخصائل الحميدة والصفات الحسنة والخُلق الرفيع والتي تجعله ينتعش وينتشي ويرى نفسه كبيراً وإنه إنسان غير عادي وهو فوق البشر لا يخطأ ولا يموت وهو معصوماً من الخطأ يستحق الخلود ، هكذا تراوده من الأحلام المريضة الشيء الكثير ويحيط نفسه بهالة من الجلال والعظمة وينتهي به المطاف الى جنون العظمة وتأليه وعبادة الذات ، وهنا تبرز عند هؤلاء النزعة الى الديكتاتورية والأستبداد والطغيان ، ويتحول بمرور الزمن وبدعم وتعزيز من المحيطين به من الأنتهازيين والنفعيين من قرود السيرك الى مجرد ديكتاتور أحمق صنعته مجموعة من الحمقى المغفلين وأصبح دُمية في أيديهم يحركونه كما تقتضي مصالحهم ومنافعهم مقابل القليل من المديح والتبجيل والتمجيد لتغذية ما لديه من داء جنون العظمة المزمن وغروره الفارغ بذاته الأنا أمثال هتلر وموسوليني وستالين وصدام حسين ومعمر القذافي والأسد الأب والشبل الأبن وغيرهم الكثير ..
وخلاصة القول أن النموذوجين تخلقهم وتصنعهم الشعوب ، ولكن الزعيم القائد يبقى خالداً مدى الدهر وتقيم له الشعوب النصب التذكارية والتماثيل العملاقة في ساحات ومتنزهات مدنهم ويصبحون رموزاً لها تحتفل سنوياً بذكراهم من جيل الى جيل ، بينما الديكتاتور الأحمق تسحقه أقدام الشعوب بحذائها في ثورة الغضب عليه والأنتقام منه جراء ما إقترفه بحقها من الجرائم عندما ينفذ صبرها وتدق ساعة العمل الثوري للخلاص منه ومن طغيانه الآثم ، وعندها سوف لا يفيد أمثال هؤلاء الطغاة الحمقى لا مالٍ الحرام ولا بنون الخطيئة ولا تنقذهم القصور المشيدة من الهلاك المحتم في مزبلة التاريخ الأبدية ..      
      



2203
الى الأستاذ يوسف آلو المحترم
 تحية واحترام وبعد
شكراً على إقتراحك لأن ذلك من حقك ككاتب حر تقترح ما تشاء وليس من حق الآخرين مصادرة حقك ولكنني لا أتفق معك في حجب الردود والتعقيبات على المقالات والكتابات التي تنشر في المنبر الحر من هذا الموقع لأن ذلك يشكل كم الأفواه ومصادرة لحرية الرأي للآخر ، لأنه عندما يعطي الموقع الحق لكاتب مهما كان وزنه أن يكتب بخصوص موضوع ما يجب أن يعطي نفس الحق للآخر أن يعقب عليه يؤيده أو يعارضه ولكن بشرط الألتزام بمعايير الكتابة الرصينة من دون أستخدام لمفردات اللغة النابية ، حيث أن في الكتابة والردود عليها تستكمل عملية الحوار الديمقراطي للوصول الى الأفضل المطلوب ، ولغرض تهذيب عملية الكتابة والنشر وحماية سمعة الموقع أولاً وسمعة الكتاب وإحترام ذوق القارئ وترصين ثقافة الكتابة والنشر إشارك الرأي من طالب بحجب مقالات وكتابات من لا يكتب باسمه الصريح وبنشر صورته الشخصية مع ما يكتبه أي أن لا يتستر بالأسم المستعار وبلبس ( النكره ) الملثم ويرمي الآخرين في الظلام بسهامه المسمومه - أي على الموقع أن يرفض التعامل مع النكرات الملثة - لقد سبق لي وأن أقترحت ذلك برسالة شخصية الى مدير الموقع الأستاذ أمير المالح أتمنى أن ينال إقتراحي القبول ، نعم وأهلاً وسهلاً ومرحباً بمن يكشف عن شخصيته بالأسم الصريح والصورة في الموقع ولا وألف لا للنكره الملثم الذي يختار لعمل متستراً بالظلام كالخفاش والقرار للقائمين على إدارة الموقع وحدهم ... وشكراً للجميع .


                    محبكم أخوكم خوشابا سولاقا 

2204
الى الأخوة القراء والمعقبين الأغزاء ... تحية طيبة وبعد
 كما نعلم ويعلم الجميع من أبناء شعبنا الكرام إن السبب الرئيسي الذي يجعلنا نختلف عن بعضنا البعض ويجعلنا عاجزين من التوصل الى تحقيق وحدتنا القومية في الوفت الذي نحن في أمس الحاجة إليها لتثبيت وتحقيق وجودنا القومي في أرض أبائنا وأجدادنا هو إختلافنا على التسميات الثلاثة التى نكنى بها اليوم وعجزنا عن الأتفاق على التسمية الموحدة حيث إختلط الحابل بالنابل على المتعلم والمثقف والأمي والساذج من أبناء شعبنا ، وكذلك الحال بالنسبة لوحدتنا الكنسية خيث أمتزج الأختلاف المذهبي بالتسميات القومية المتداولة بيننا اليوم  وبذلك زاد في الطين بلة أكثر ، وعلى خلفية هذه التسميات القومية المذهبية تصاعدت وتيرة الخلافات بيننا، نحن الآن لدينا أزمة وحدة وأزمة الثقة وأزمة العثور على حلول ناجعة ومقبولة على الأقل من قبل الأكثرية من أبتاء شعبنا ، وعليه مطلوب من الخيرين من رجال الكنيسة والسياسة والمفكرين والمثقفين بالدرجة الأولى ومن الجميع بالدرجة الثانية البحث والعما المخلص والجاد للعثور على تلك الحلول دون تأخير ، أنا لا أستطيع أن أفهم سبب تشنج البعض من كتابنا المحترمين عندا يكون الحديث أو دعوات البعض عن هذا الموضوع ، بل من المفروض أن يكون الأمر معكوساً ، وخصوصاً ليس هناك كتابات ودعوات على فرض تسمية بعينها على غيرها من التسميات المتداولة قسراً ، كل ما يجري هو مجرد حوار وطرح للأراء لغرض النقاش وهو حسب رأي المتواضع الطريق السليم والناجج ويكاد يكون الوجيد للتوصل الى الحل المطلوب ، وعليه أدعو المختصين من أبناء شعبنا في التاريخ واللاهوت لأجراء دراسات أكاديمية معمقة وبالتعاون مع الجامعات العالمية الرصينة ومراكز البحوث عن تاريخ العراق القديم قيل المسيحية وبعدها وعن تاريخ كنيسة المشرق والأنشقاق المذهبي الذي حصل فيها وعن الجذور التاريخية للتسميات المتداولة ومدلولاتها التاريخية واللغوية ، بدلا من يكون الأمر متروك لكل من هب ودب من غير المختصين أعتفد هذا هو خارطة الطريق الذي يقودنا الى الحل الحقيقي ، ولا أجد ما هو أفضل منه  وشكراً للجميع ...
       
                 محنكم من القلب / خوشــابا ســـولاقا   

2205
الى الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم

تحية أخوية صادقة ,بعد ....
قبل كل شيء أحييك على هذا الجهد المثمر العظيم الذي يخدم لغتنا الجميلة ( السريانية ، الآرامية ، الكلدانية ، الآشورية ، فلتكن ما تكون بأية تسمية ) اما الأهم في الأمر من كل ذلك فهو نحن الذين ندعي بالانتماء الى تلك التسميات جميعاً نتكلم بهذه اللغة حالياً ونستعملها في كنائسنا وبيوتنا وهو الدليل الذي يبرهن أن الجميع أبناء قومية واحدة مهما إختلفنا على تسميتها بسبب خلفياتنا المذهبية وجميعنا أبناء كنيسة واحدة وهي كنيسة المشرق الرسولية بكل تسمياتها الحالية .. لا يسعني يا أستاذنا العزيز إلا أن أقدم لك شكري الجزيل على جهودك ومساهماتك الثرة في هذا المجال وهو أقل ما يمكننا أن نقدمه لشخصكم الكريم .. ولكن يا أستاذنا العزيز لي ملاحظة بسيطة أرجو أن تتقبلها برحابة صدر خدمة لترصين توثيق هذا الموضوع الشائك .. أطلب منك راجياً أن تقدم دراسة لغوية وتاريخية عن أصل كلمة ( السرياني والسريانية ) وكلمة ( الآرامي والآرامية ) ومشتقاتهما وهل أن أغلب المفردات المتداولة في اللهجات المحلية الحالية الآثورية أو الآشورية والكلدانية والسريانية هي من أصول المفردات القديمة التي كانت متداولة قديماً وتكتب بالخط المسماري باللغات الآكادية والبابلية والآشورية قبل تبني الحروف السريانية أو الآرامية الحالية في العهود الأخيرة للإمبراطورية الآشورية قبيل سقوطها في عام 612 ق . م ، وأنا شخصياً لا يُهمني ماذا تكون تسميتنا القومية وتسمية لغتنا لأن جميع هذه التسميات عندي هي تسميات لمسمى واحد والزمن كفيل بحلها .. وشكراً
  

2206
الى الأستاذ الشماس عبدلله النوفلي المحترم

تحية أخوية صادقة من الأعماق ....
 نبارك لكم هذا الجهد العظيم في توثيق التراتيل والألحان في الطقوس الكنسية المعتمدة في كنيسة المشرق الرسولية المقدسة بكل فروعها ، هذ الجهد الجبار الذي يشكل ويمثل الوثيقة التاريخية الى جانب لغتنا السريانية الهوية القومية لأمتنا الكلدانية السريانية الآشورية ، إنه حقاً جهداً لا يقدر بثمن لما فيه من فضل كبير على أبناء أمتنا في الحاضر والمستقبل ، وهنا كأحد أبناء هذه الأمة لا يسعني إلا أن أقدم لك شكري وتقديري على ما تبذله من جهود وأشد على يديك وأحييك على هذه التضحية في الوقت والجهد في سبيل خدمة قضية نبيلة ألا وهي قضية أمتنا ,,


                  أخوكم خوشـــابا ســـولاقا

2207
الى النكرة قطينة
إنك تعترف في رسالتك غير المهذبة بأنك لا تعرفني بل أنك سمعت عني ، وأنا الآخر لا أعرفك وأقول لك إن كل ما قلته عني هو كذب في كذب ، لم أكن في يوم من الأيام بوق لكنا ولا لغير كنا ولم أكن ولن أكون لوكياً لكنا ولا لغيره وكانت علاقتي مع الجميع متوازنة بدون إستثناء وكنت أدعم الموقف الصائب في كل المناسبات وحسب قناعاتي الشخصية سواءً كان ذلك لصالح كنا أو لصالح الآخرين ، وقدمت مذكرة نقدية من تسعة صفحات لكنا قبل المؤتمر الآخير عام / 2010 وصفته بالأنفرادي  وناقشته على كل ما ورد فيها من ملاحظات نقدية ، وكانت كل مقالاتي التي نشرتها في جريدة بهرا وهذا الموقع فيها نقد مباشراً وغير مباشراً  لما يجري في الحركة ، ولكن مشكلة من لقنوك ما كانوا يقرأؤون في الجريدة والموقع . المنافقون هم أمثالك أنت يا من لا يعرف كيف يحترم نفسه ويكتب عن من لا يعرفهم بالسوء ، هؤلاء الذين لقنوك لماذا اليوم يؤيدون ما كتبته عن السيد كنا في الخفاء ومن تحت الطاولة هل تعرف لماذا يا قطينة .. ؟ لأنهم جبناء ما كانوا يتجرأون مواجهة السيد كنا لأنهم يحملون نقاط ضعفهم في سلوكهم السابق .. الأمتنايوثا يا قطينة هي أولاً أن تكون صادقاً وصريحاً مع شعبك وأن لا تتستر على خيانات وإنحرافات الآخرين وإستغلالهم لقميص الأمتنايوثا من أجل المصالح الشخصية كما يفعل من تدافع عنه والتاريخ كفيل بأن يكشف الحقائق كل الحقائق عن الجميع مستقبلاً كما فعل مع من سبقونا من الأباء والأجداد ، وأقول لك إن كل ما تعانبه أمتنا اليوم وما عانته خلال تاريخها هو بسبب مواقف لوكية من أمثالك أنت والجبناء الذين لا يتجرأون حتى الكشف عن اسمائهم  الحقيقية وصورهم كما أفعل أنا وغيري من الكتاب الشرفاء الواثقين مما يقولونه يا نكره . الكونكريس الأميريكي لا يكتم ولا يخفي أسرار على الشعب ولو فعل سيهدم الشعب مبنى الكابيتول هيل على رؤوسهم بعد ساعات ، والكونكريس لا يخون الشعب الأميريكي لكي يكون بحاجة الى من يخفي خيانته كما يفعلون أصحابك ، أنا كنت مع زوعا كتنظيم سياسي وليس مع زوعا كشركة تجارية وليس ووسيلة لتكربم الخونة والفاسدين ، وكنت أريد أن أخدم زوعا بقناعاتي وليس حسب ما تقتضي أجندات البعض ممن تحاول أنت أن تدافع عنهم من وراء الستار ، وعليه عندما يئست وتوصلت الى قناعة وأصبحتُ على  يقين من أن الوقت قد حان لأن أقول رأي وكلمتي الصريحة قررت القطيعة وقلت ما فلته في وسائل الأعلام ، ومن لا يرضيه ذلك فليكتب ما يثبت العكس وإلا فالسكوت يكون أفضل له من أن يكتب على ضوء ما يسمعه من الآخرين بشكل هوائي كما يقال كما تفعل أنت يا قطينة .. حاولت أن أحترم رأيك وعليه أنصحك أن تكون مهذب  باختيار مفرداتك عندما تكتب وتتحدث عن من لا تعرفهم ، لأن كلماتك لا تقلل من شأني عند من يعرفني بصراحتي ومصداقيتي وأمتنايوثي منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي  في الجامعة والنادي الثقافي الآثوري والمجتمع ، أنت أصغر من أن تستطيع أن تنال من سمعتي ..

2208
الثقافة الشمولية وفلسفة تأليه وعبادة الفرد في
الأنظمة والتنظيمات الشمولية
( تنظيمات وأحزاب شعبنا )
المهندس : خوشابا سولاقا
بدءً ذي بدء من المفروض بكل من يتعاطى بالسياسة عليه أن يفهم بأن عصر الأحزاب والأنظمة الشمولية المهيكلة على مبدأ سياقات الضبط الحديدي قد إنتهى منذ ظهور عصر الأنترنيت وإنهيار الأنظمة الشيوعية الشمولية في بلدان أوربا الشرقية بقبضة الأرادة الحرة للشعوب المتطلعة للحرية والأنعتاق من قبضة الدكتاتورية والأستبداد وتم إعادة هيكلة الأنظمة السياسية للدولة والأحزاب التي تقودها وفق المبدأ والفلسفة الديمقراطية باتجاه الديمقراطية الليبرالية كما هو الحال في دول أوربا الغربية وأميريكا وبقية البلدان المتحضرة ثقافياً وإجتماعياً وإقتصادياً بعد إنهيار الأنظمة والأحزاب الشيوعية الشمولية ، وعليه نستطيع القول بأن عصر الثقافة الشمولية كبناء فوقي لتلك الأنظمة الشمولية كبنى تحتية للدولة قد بدأ بالتداعي والأنهيار ثم الأنقراض والزوال من غير رجعة ، إلا أن ذلك يتطلب بعض الوقت أطول مما يحتاجه بناء البنى التحتية للأنظمة الديمقراطية الجديدة ، لأن الثقافة الديمقراطية القائمة على مبدأ حرية الرأي والرأي الآخر وعدم كم الأفواه وإسكات الأراء الحرة تكون بطبيعة الحال هي البناء الفوقي للأنظمة الجديدة ، ولكن ذلك سوف يحصل حتماً بعد حينِ من الزمن من إنهيار هياكل الأنظمة السياسية للدول والأحزاب الديكتاتورية وإنطلاق الأنظمة السياسية والأحزاب الديمقراطية الجديدة .. لذلك يستوجب على من بنوا ثقافتهم السياسية والحزبية وحتى الأجتماعية على وفق مبادئ الفكر الشمولي والثقافة الشمولية إعادة النظر بثقافتهم تلك لأن تلك الثقافة قد أصبحت خارج العصر والزمن ، لأن حاملي تلك الثقافة سوف لايستطيعون من السباحة ضد التيار الجارف للفكر الديمقراطي الحر القائم على مبدأ حرية الرأي والرأي الآخر في ظل توفر وسائل الأعلام الحرة المفتوحة للجماهير الشعبية في عصر الأنترنيت والأقمارالأصطناعية التي جعلت من الكرة الأرضية مجرد قرية صغيرة تحت أنظارنا من أقصاها الى أقصاها على مدار الساعة بعيداً عن دهاليز وقنوات وقواعد وسياقات التنظيمات ذات الضبط الحديدي السيئة الصيت المعتمده في الأحزاب الشمولية ، أحزاب مقبرة الأفكار الحرة وحرية الفرد والأرادة المستقلة ، في التنظيمات الشمولية عادة الأفراد فيها تفكر بعقل رأس الهرم وتتكلم بلسانه عن الحق والباطل من دون تفكير حر يجسد إرادتهم  الشخصية ، حيث يكون الفرد فيها مجرد بيدق على رقعة الشطرنج تحركه أصابع رأس الهرم في الدولة أو في الحزب كما يشاء ..
بالتأكيد أن سيادة الثقافة الشمولية في النظام السياسي للدولة الشمولية أو في صفوف التنظيم الحزبي الشمولي يؤدي بطبيعة الحال الى نشوء ثقافة تأليه وتقديس وعبادة الفرد الرمز الذي يكون عادةً رأس الهرم في الدولة أو رأس الهرم في التنظيم الحزبي ، وعندها يكون المديح والتبجيل لرأس الهرم كائن من يكون واجب مقدس للجميع ، وإنتقاده خط أحمر لا يجوز التجاوز عليه من قبل كائن من يكون مهما علا شأنه ومكانته في الدولة أو في الحزب ، ومن يفعل يكون مصيره الموت المحتم في أنظمة الحكم الديكتاتورية الشمولية ، والفصل والطرد من صفوف التنظيمات الحزبية الشمولية ثم التصفية الجسدية لاحقاً إذا إقتضى الأمر وتوفرت الأمكانية وسُمحت الظروف لذلك ، ويصبح كل ما يقوله ويصرح به رأس الهرم هي الحقيقة المطلقة الكاملة التي يكون من واجب الجميع أن تترددها كالببغاء من دون تفكير ، ومن يقول وينطق بغير ذلك يكون قد كفر بأقدس المقدسات ومبادئ التنظيم السياسي الحزبي أو بقانون نظام الحكم الديكتاتوري ويستحق الموت على كفره حسب شريعة الفكر الشمولي ..
إن الثقافة الشمولية التي تنتج الديكتاتورية الأستبدادية الفردية التي تصادر الفكر والأرادة الإنسانية للفرد على مستوى أنظمة الحكم للدولة أو على مستوى التنظيمات الحزبية تحول الأفراد فيها الى أقراص مدمجة لا تستوعب إلا فكر الشخص الرمز القائد ، وتعتبر القائد الرمز في فلسفتها هو نظام الحكم وهو الدولة ، أو هو الحزب السياسي ، وعليه فان معارضة الشخص القائد في الدولة أو في الحزب هي معارضة للدولة أو هي معارضة للحزب ، وكأن الدولة مختزلة في شخص رأسها القائد الرمز الهمام ، وان الحزب مختزل في شخص رأس الهرم التنظيمي الذي هو سكرتيره العام أو رئيسه ، والبقية الباقية من العاملين هم مجرد رعايا ، كأن وجودهم وعدمه لا فرق بينهما ، هذا النمط من الثقافة هي ثقافة إسقاط إنسانية الإنسان وتمسيخ لكيانه الخلاق وتحجيم لمبادراته في الخلق والأبداع ، أي بمعنى آخر أن الثقافة الشمولية تبتغي إلغاء الفرد بمصادرة حريته وإرادته ودمجه وصهره في  شخص الرأس الرمز للدولة أو للتنظيم الحزبي ..
إن الغرض من كتابتي لهذا المقال هو لأن أقول لبعض الأخوة الأعزاء من الكتاب من أبناء شعبنا الذين ينشرون مقالاتهم في هذا الموقع الكريم ممن يدعو الى إعتماد الحلول التوفيقية ونهج السياسة الوسطية بين المواقف المتعارضة وأحياناً بين الحق والباطل لما يتم كتابته من قبل الآخرين ممن يتبعون في كتاباتهم نهج الخطاب المباشر عبر وسائل الأعلام الشعبية الحرة والمفتوحة لطرح أرائهم وتوجيه إنتقاداتهم اللاذعة والمباشرة عن الممارسات الخاطئة والمنحرفة لبعض أحزاب شعبنا أو لبعض قياداتها يطالبونهم بإعتماد السياقات والقنوات الحزبية من خلال التنظيم الحزبي بدلاً من اللجوء الى وسائل الأعلام الشعبية الحرة والمفتوحة . أقول لهؤلاء الأخوة الكتاب الناصحين والمحبين والحريصين على مصالح شعبنا إن الأمر ليس بتلك البساطة التي تعتقدون بل هو أعقد من ذلك من وجهة النظر السياسية العملية ، لأن النقد من خلال القنوات الحزبية والسياقات التنظيمية المعروفة في الأحزاب الشمولية ضد الممارسات الخاطئة والمنحرفة وحتى ممارسات الخيانة للمبادئ والمصالح القومية للأمة لبعض للقيادات المتنفذة لا جدوى منه ولا يصل الى حيث يجب أن يصل من خلال تلك السياقات التنظيمية ، لأن نفوذ القيادات المتنفذة تقمع الأراء الحرة وتمنعها من الوصول الى حيث يجب أن تصل قبل أن تنطلق ، ويتم تصفية أصحابها بوسائل شتى قبل أن يكون لها شيء من التأثير إن أمكن ذلك بقدرة قادر .. !!! لأن النقد البناء الذي يؤدي الى تغيير في نهج القيادات المتنفذة غير مسموح به ضد القيادات الفردية المقدسة في التنظيمات الحزبية الشمولية المشبعة لحد النخاع بالثقافة الشمولية الأقصائية وثقافة تأليه وتقديس وعبادة الفرد الذي يجلس على رأس الهرم التنظيمي ، وهذه كانت وستبقى مشكلة مشاكل الكتاب والعناصر من أصحاب الرأي الحر الذين  يؤمنون بحرية الرأي وحرية الفرد داخل مثل هكذا تنظيمات ، وما يمر به العراق اليوم عبر تجربته الوليدة لبناء الديمقراطية غير مثال حي على سموم الفكر الشمولي الأقصائي والثقافة الشمولية في إعادة إنتاج الديكتاتورية في الدولة والأحزاب السياسية والكتل البرلمانية .. وما يسمى بالسياقات والقواعد والقنوات التنظيمية الحزبية لتناول عرض الأفكار والأراء المتخالفة والتي تقدسها القيادات المستبدة برأيها وسلطتها وهيمنتها على القرار لبلورة الرأي الموحد من خلال التنظيم ما هي إلا فلسفة سخيفة تعتمد من قبل المستبدين لشرعنة وتبرءة إستبداديتهم وديكتاتوريتهم وإنفرادهم بالقرار السياسي في التنظيم لقمع الأراء الحرة المعارضة لنهجهم وكم أفواه أصحابها وبالتالي إقصائهم لصالح إستمرار الديكتاتورية الشمولية الأقصائية ذاتها على رأس الهرم التنظيمي للحزب وتحميل أصحاب الأراء المعارضة مسؤولية كل الأخفاقات والتداعيات والتراجعات التي حصلت في مسيرة تلك التنظيمات ، أي بمعنى آخر تبديل مواقع الجلاد والضحية في العملية حيث يتحويل الجلاد الى ضحية والضحية الى جلاد ، كل ذلك يجري تحت ستار حماية الشرعية التنظيمية وسياقاتها وقواعدها في العمل الحزبي من دون النظر الى النتائج المتحققة في نهاية المطاف ، وأما الحال فيما يخص الكونفرنسات والمؤتمرات الحزبية العامة المعروفة نتائجها سلفاً والتي فيها من المفروض ان يتم تقييم المرحلة السابقة من مسيرة التنظيم وتجاوز كل الأخطاء والاخفاقات التي حصلت وتخطط للمرحلة اللاحقة من عمل التنظيم فما هي في الحقيقة إلا مسرحية هزلية غايتها شرعنة إعادة إنتخاب نفس القيادات المتنفذة السابقة وبالأخص  رأس الهرم في التنظيم بإستثناء من يرغب منهم الأبتعاد وإقصاء من كان له صوت معارض وإبعادهم عن أي دور مستقبلاً في المشاركة في رسم السياسات العامة للتنظيم والتشهير بهم بغرض إسقاطهم سياسياً وإتهامهم بخيانة مبادئ التنظيم وأهدافه كل هذه السيناريوهات يتم الأعداد لها بدقة مسبقاً من قبل القيادة الحاكمة صاحبة القرار الأعلى ، وعليه لا يمكن أن يأتي التغيير والأصلاح السياسي الشامل في التنظيم من خلال هكذا آليات متخلفة ، بينما الذهاب الى وسائل الأعلام الشعبية الحرة في توجيه الانتقادات وطرح الأراء المعارضة يشكل بحد ذاته عملية العودة الى الجماهير الشعبية مصدر قوة التنظيمات الحزبية وفق مبدأ المصارحة والمكاشفة والشفافية لأطلاعها على كل ما يجري داخل التنظيمات السياسية ومن ثم الأحتكام إليها لتصدر حكمها العادل بحق من يستحق الثواب وبحق من يستحق العقاب .. لماذا نخاف من حكم الجماهير التي هي الغاية والوسيلة في مناهج وبرامج الاحزاب السياسية لشعبنا كما تدعي طالما هي صادقة في قولها وفعلها وسلوكها وشفافة في طرحها مع الجماهير .. ؟؟ لماذا نصف عملية التواصل مع الجماهير عبر وسائل الأعلام الشعبية الحرة المفتوحة بأطلاعها على ما يجري داخل الأحزاب بأنها عملية نشر الغسيل الوسخ عبر الأعلام المفتوح للجماهير. ؟ لماذا يجب علينا التستر على هذا الغسيل إذا كان غسيلاً وسخاً فعلاً أليس من الأحرى بنا أن نكشف ونعري أصحابه ومسببيه للجماهير للقصاص منهم .. ؟ أليس المطلوب منا أن نكون صريحين وصادقين مع جماهيرنا لنعزز ثقتهم بنا ونقوي تمسكهم باحزابنا وتعظيم دورهم في دعمنا ومساندتنا في كل ما يتطلبه عملنا الحزبي لتحقيق أهدافنا .. ؟؟ أليس من حق الجماهير أن تعرف الحقائق داخل التنظيمات السياسية كما هي من دون تضليلهم وخداعهم .. ؟؟ ما العيب في مصارحة ومكاشفة الجماهير بشفافية .. ؟؟ ، أنا من وجهة نظري المتواضعة أجد في اللجوء الى وسائل الأعلام الشعبية للتعاطي والتواصل مع الجماهير بكل شأن من الشؤون السياسية المتعلقة بمصالحها القومية هي قِمة الممارسة الديمقراطية وقِمة المصارحة والمكاشفة المباشرة التي تؤدي الى فضح المقصرين بحقها وإيقافهم عند حدهم ومنعهم من التمادي من الأستمرار فيما هم عليه من الممارسات والأنحرافات التي تضر بمصلحة الحزب والأمة وليس العكس كما يتصور بعض الأخوة الكتاب الذين لديهم تحفظات على هذا الأسلوب .. فإذا كان ما يوجه من النقد من قبل البعض ضد البعض الآخر في قيادات هذه التنظيمات غير دقيق وغير منصف وفيه شيء من الظلم عليهم ونوع من التشهير بهم الغير مستند الى وقائع ووثائق الثبوت ، على ذلك البعض الآخر وهذا من حقهم طبعاً أن يُقدم وينشر عبر نفس وسائل الأعلام ما عنده مما يُكذب وينفي ما كُتبَ وما نُشر عنه ويثبت العكس للرأي العام ، عندها يكون رأي الجماهير هو المعول عليه وهو القرار الفيصل بين الخيط الأبيض والخيط الأسود وبين الحق والباطل بدلاً من اللجوء الى وسائل أخرى من باب الأستقواء بالآخرين من الغرباء وإستخدام النفوذ والمنصب للأنتقام ، أو باستجداء عطف البسطاء من الناس تحت غطاء البكاء على شرعية السياقات والقواعد التنظيمية في توجيه الأنتقادات وطرح الأراء المعاضة لتقويم الممارسات الخاطئة والأنحرافات والخيانات الصادرة من بعض القيادات العليا في التنظيمات السياسية الشمولية .. لماذا لايقبلون هؤلاء البعض ممن يخاف النقد ويهابه بالمصارحة والمكاشفة وإعتماد المعايير العلمية بديلاً لتجاوز وحل الأشكالات داخل التنظيمات أمام محكمة الجماهير الشعبية التي هي مصدر قوتهم إذا كانت النوايا صادقة وحسنة والأعمال مكشوفة تحت الشمس والمصالح والغايات الشخصية معدومة .. ؟؟ إن الحاجة تنتفي الى اللجوء الى وسائل الأعلام الشعبية الحرة في نشر الأفكار والأراء المعارضة والأنتقادات في التنظيمات الشمولية متى ما تتخلى هذه التنظيمات عن الثقافة الشمولية ونهج السياسة الأستبدادية الديكتاتورية وفلسفة تقديس وتأليه وعبادة الفرد الرمز الجالس على رأس الهرم التنظيمي والتعويض عن ذلك بالثقافة الديمقراطية ونهج القيادة الجماعية الحقيقية الصادقة مع جماهيرها في توجيه دفة العمل في أحزابها ، والتواصل المباشر مع قيادات وكوادر التنظيم في مختلف المستويات التنظيمية ومع الجماهير الشعبية عبر سياسة المصارحة والمكاشفة ، عندها سوف لا يكون هناك غسيل وسخ يتطلب نشره أو التستر عليه خوفاً على السيد الذي يتربع على رأس الهرم التنظيمي لكي لا تكشف عورته للملئ ، ولكي لا يضطر لأنقاذ نفسه من سهام الآخرين ومن طائلة المحاسبة القانونية جراء تجاوزاته الى التشبث بالسياقات والقواعد والقنوات التنظيمية التي أصبحت في خبر كان من دون جدوى في عصر الأنترنيت والأقمار  الأصطناعية التي جعلت من العالم كما قلنا قرية صغيرة تحت النظر والمراقبة ، لا يمكن في ظل هذه الوسائل الأعلامية العملاقة لجمع ونشر وخزن المعلومات تغطية أي سر من أسرار السياسة ، أقول هذا للذين يعيشون في هذا الزمان وليس للذين ما زالوا يعيشون في كهوف الماضي وليكن الله في عونهم ، متى سيلتحق هؤلاء بالركب المتقدم نحو المستقبل بسرعة الضوء ...             

2209

الأخ العزيز نيسان سمو المحترم
تحية طيبة وبعد ...
عندما ذكرت الجملة التي إقتبستها من مقالي هذا أنا لا أعني بها الطلب من الحركة فصل رابي نينوس من عضوية الحركة لأنني أؤمن بعمليات الفصل على الطريقة الصدامية كما تعتقد بل بالعكس أنا أؤمن بالنقد والنقد المقابل بأسلوب متحضر ، ولكن هناك أمور جرت بحق الآخرين حيث تم فصلهم من عضوية الحركة بسبب نقدهم لسلوك سكرتيرها العام وهي أقل ضررا للحركة مما سيأتي به ما يدعو إليه رابي نينوس بدعوته هذه ، وكنت أنا أحد ضحابا هذا السلوك القريب جدا من سلوك صدام حسين ، هو طلب تهكمي وليس طلب جدي بالرغم مما كان موقف رابي نينوس من قضية فصلي من عضوية الحركة ، إن طرحك غريب من جهة تدعي بأنك لا تتدخل في مسألة القوميات ومن ينادي لها .... الخ ومن جهة أخرى تتدخل فيما لا يعنيك آسف على إستعمال هذه العبارة ، حيث أن الموضوع المطروح لا يبحث في شأن كينونة القوميات والتسميات القومية ، يظهر لي يا أخي نيسان من خلال متابعاتي لكتاباتك بأن كل ما يعنينا لا يعنيك فلماذا تحشر نفسك فيما لا يعنيك وتضحك معنا على نفسك من الأفضل لك أن تجنب نفسك عن ما لا يفيدك ولا يعنيك .. إن الموضوع يخصنا نحن المعنيين بالأمر وبالأخص من هم أعضاء متواصلين في زوعا ومن كانوا أعضاء فيه وأبعدوا طلماً عنه هؤلاء يشعرون بغير ما تشعر أنت وغيرك الذين تنظرون إليه من بعيد من فوق التل ، أن أعتذر لك يا أستاذ نيسان على ما كتبته الذي قد لا يرضيك ولكن ما العمل لقد جبرتني أنت على قوله لتوضيح لك ما يستوجب توضيحه ، وأرجو أن لا يفسد ما كتبناه في الود قضية وأن نبقى كتاب أحرار من أجل إعلاء كلمة الحق والعدالة والحرية والتحاور الديمقراطي ... وشكراً لك لسعة صدرك .

                         أخوكم خوشــابا ســـولاقا

2210
مداخلة نقدية تحليلية على دعوة رابي نينوس بثيو لتأسيس حزب منافس لزوعا
المهندس : خوشابا سولاقا
بالرغم من الغرابة التي تنطوي عليها دعوة رابي نينوس بثيو السكرتير العام السابق للحركة الديمقراطية الآشورية وأحد مؤسسيها الرواد ، إلا أنه يتطلب الأمر منا من وجهة النظر السياسية التحليلية التوقف عندها بشيء من الجدية لغرض الوقوف على الأسباب والدوافع التي دفعت برابي  نينوس بثيو الى توجيه هذه الدعوة الى القياديين السابقين لزوعا والتي أعتبرها شخصياً في غير محلها وفي غير زمانها على الأقل بالنسبة الى صاحبها وذلك للظروف التي تعاني منها الحركة وما تواجهه من التداعيات والتراجعات والتشرذم والتفكك وعدم الأنسجام التنظيمي والفكري بين قيادتها وقاعدتها ، إضافة الى ما تفرزه وتعكسه الهجرة اللعينة من تداعيات إضافية في إضعاف وإستنزاف وجودنا القومي في أرض الوطن على مسيرتها في خلق المناخات التي تدعو الناس الى الأبتعاد عنها والعزوف عن الأنخراط في صفوفها والمشاركة في نشاطاتها السياسية والمهنية المختلفة داخل الوطن وخارجه في المهاجر ، وما تعانيه الحركة من عدم مصداقية قيادتها الحالية ونهجها الأنتقائي الأنتهازي في التعامل والتعاطي مع أحزاب شعبنا بخصوص الأحداث القومية ومع أحزاب الحركة الوطنية العراقية فيما يخص الأحداث الوطنية العراقية بحسب ما تقتضيه المصالح الشخصية المنفعية لهذه القيادة واستمرار بقائها في مواقع تمثيل شعبنا في مؤسسات الدولة الرسمية وليس بحسب ما تقتضيه المصلحة القومية لشعبنا أو بحسب ما تقتضيه المصلحة الوطنية ، الى الحد الذي أصبح التعامل من قبل الآخرين من الشركاء في الوطن مع من يدعي تمثيلنا في مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية على أساس كونهم ممثلين للطائفة المسيحية وليس بصفتهم ممثلين للهوية القومية لشعبنا كما هو الحال مع غيرنا من المكونات القومية - نحن الآن طائفة دينية مسيحية حسب المتداول رسمياً -  إن تحليلنا لدعوة رابي نينوس بثيو من وجهة النظر السياسية التحليلية يأتي وفق الآتي :
أولاً : نفترض أنه كانت الأسباب والدوافع وراء دعوة رابي نينوس بثيو الى القياديين السابقين لزوعا لتأسيس حزب سياسي جديد مستقل ومنافس لزوعا لغرض تقويم مساره بعد أن أصبحت الأمور في زوعا تجري وتتجه باتجاه مخالف وليس بانسيابية تطورية كما ذكر رابي نينوس في دعوته إن لم نقُل إنها تجري باتجاه معاكس لما ينبغي أن تكون عليه بسبب ممارسات وتوجهات القيادة الأنفرادية الأستحواذية النفعية ، نقول لرابي نينوس بأن هذا التقويم سوف لا يأتي بأفله من خلال الدعوة الى تأسيس حزب سياسي جديد يعمل مستقلاً ومنافساً لزوعا بعد صمتك الطويل الذي دام زهاء الأثني عشر عاماً ، بل يأتي من خلال توجيهك الدعوة الى القيادة الحالية لعقد مؤتمر إستثنائي عام لزوعا وفي أقرب فرصة ممكنة وبحضور كافة القياديين السابقين بكل مستوياتهم التنظيمية ، مؤتمر الأصلاح السياسي الشامل وفق الأصول التنظيمية للنظام الداخلي لزوعا لغرض إعادة النظر بكل ما حصل ويحصل من الأخطاء والتجاوزات والخروقات والأنحرافات خلال الفترة الممتدة من المؤتمر العام الثالث في عام / 2001 والذي فيه تم إقصائك من منصب السكرتير العام لزوعا الى اليوم لأعادة الأمور الى نصابها وانتخاب قيادة جديدة لزوعا تؤمن بمبادئ وآليات القيادة الجماعية الديمقراطية المنسجمة مع بعضها ومع القاعدة فكرياً وتنظيمياً ومحاسبة المقصرين والمسببين لكل ما يعانيه زوعا اليوم من التداعيات وفق النظام الداخلي وليس السكوت عنها ودعوة الآخرين الى تأسيس حزب سياسي جديد يعمل منافس لزوعا وأنت تنأى بنفسك عن الأنخراط في صفوفه  ، إن هذا الطرح إن دل على شيء يمكن تعقله فهو يدل على أن دوافعك ليست نبيلة لتقويم مسار زوعا وإنما هناك دوافع وأسباب أخرى غيرها ..
ثانياً : من الممكن أن تكون دوافع رابي نينوس بثيو من وراء إطلاق دعوته هذه هي شعوره بالذنب وتأنيب الضمير على سكوته وصمته على ما حصل ويحصل في زوعا من تجاوزات وخروقات وإنحرافات وتململ وتشرذم بعد إنزوائه بنفسه بعيداً عن ساحة العمل المباشر في زوعا بعد أن تم إقصائه عن منصب السكرتير العام غدراً من قبل المقربين من رفاق الدرب بالأمس لغاية في نفس ياقو عام / 2001 لصالح السكرتير العام الحالي وبقائه على مضض صامتاً طيلة هذه الفترة من دون حراك سياسي يذكر ، ويعاني من تأنيب الضمير لينفجر اليوم بغضبه وثورته باطلاقه لهذه القنبلة الصوتية غير القاتلة ، أقول لرابي نينوس بثيو إذا كانت الدوافع من وراء دعوتك هي هذه المعانات الشخصية من شعور بالذنب وتأنيب الضمير ، لماذا لا تبادر أن تقوم أنت بتأسيس هذا الحزب الجديد المنافس لزوعا بقيادته الحالية وأنت تمتلك الخبرة الكبيرة كما تدعي لتكون دعوتك ذات مصداقية أكبر وتأثير أوسع لدى الجماهير وقبول أكبر بين أعضاء ومؤازري زوعا .. ؟؟ وبالأحرى لماذا لم تبادر الى هذه الدعوة منذ مدة قبل أن تستفحل التداعيات وأن تصل الى هذا الحد الى نقطة اللاعودة .. ؟؟ لماذا لا تريد أن تتحمل مسؤولية ما تدعو إليه وتريد أن تحمل الآخرين من أصحاب الرأي المعارض لنهج القيادة الحالية مسؤولية وتبعات ما تبتغيه من وراء دعوتك المشكوك في أمرها .. ؟؟ هل أن دعوتك هذه هي محاولة منك للأنتقام من هؤلاء القياديين السابقين الذين تبنوا مواقف معارضة لنهج القيادة الفردية الأستحواذية الحالية ذلك النهج الذي أوصل زوعا الى ما وصل إليه اليوم من تمزق وتفكك وتشرذم .. ؟؟ كان من الأحرى بك أن تكون أكثر شجاعة وجرأة في تسمية الأشياء باسمائها الصحيحة وأن تضع النقاط الكبيرة على الحروف بوضوح في تحديد الأسباب والمسببين لكل ما حصل ويحصل في زوعا من التداعيات والتراجعات والتململ والتشرذم وفقدان المصداقية بزوعا لدى الأعضاء والأصدقاء والمؤآزرين على حد سواء وأنت يا رابي نينوس على علم اليقين بكل ذلك ، ولكنك مع الآسف الشديد أقولها إنك لم تكن بذلك المستوى من الشجاعة والجرأة ، لقد صرحت بما هو غير مطلوب منك الآن وفي الوقت الضائع من اللعبة ، وفضلت السكوت على ظالميك لكل هذه المدة والأنزواء بعيداً عن مجرى الأحداث وإنفراد المنفردين بكل شيء وتصرفوا بمزاجية وإنتقائية بمقدرات زوعا منذ سقوط النظام السابق في عام / 2003 والى اليوم ومارسوا لعبة الرقص على أكثر من حبل ببراعة وإتقان من أجل مصالحهم ومنافعهم الشخصية وليس من أجل مصلحة الأمة وكل شيء اليوم أصبح مكشوف للجميع .. إن دعوتك لتأسيس حزب سياسي جديد منافس لزوعا الضعيف والمريض حالياً هي دعوة الى الأنشقاق دعوة الى تقسيم المقسم دعوة الى تمزيق الممزق دعوة الى تفكيك المفكك والمتشرذم وهي بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة الى ما تبقى من أشلاء لزوعا الضعيف المريض المغتصب ، وهي دعوة لأعادة إنتاج صورة مشوهة لزوعا المريض ولأيجاد كبش فداء مناسب تلقى عليه المسؤولية التاريخية لأنهيار زوعا ولأنقاذ من كان المسبب في إنهياره ، هذا الطلب مرفوض ومدان يا رابي نينوس من قبل الجميع لأنه يشكل بالنتيجة سرطان قاتل في جسم ما تبقى من زوعا ..
ثالثا : نفترض أنه كانت الدوافع من وراء دعوة رابي نينوس  للقياديين السابقين المبعدين والمبتعدين والمعاقبين والمفصولين وهم يشكلون الغالبية الساحقة من القيادات التاريخية لزوعا لتأسيس حزب سياسي جديد يعمل بشكل منفصل ومستقل ومنافس لزوعا لغرض توريطهم بتهمة الأنشقاق والخيانة لمبادئ زوعا الأصيلة في حالة قبولهم لدعوة رابي نينوس فانها بحد ذاتها خيانة منه لهم ولمبادئ الرفقة ولزوعا وإن هذا النهج لا يليق بشخص رابي نينوس كأحد الرواد المؤسسين وخصوصاً إذا كان الهدف منه إنقاذ القيادة الحالية من تحمل المسؤولية التاريخية أمام الأجيال وأمام التاريخ لما وصل إليه زوعا بسبب نهجها الأنفرادي الأستحواذي النفعي ، فإن هذا الدور لا يشرف أحداً يا رابي نينوس لأن التاريخ لا يمكن تحريفه ولاتزويره الى الأبد ، وإن كان ذلك ممكناً لحين إلا أنه سيكتب الحقيقة الناصعة كما هي بعد حين ، ومن قرأ التاريخ وأحداثه الكثيرة يدرك ويعي هذه الحقيقة . وفي ضوء هذه التحليلات الثلاثة وأنا شخصياً أميل الى قبول التحليل ثالثاً منها وللأسباب التالية :
•   إن نأي السيد نينوس بثيو بنفسه عن المشاركة المباشرة في الحزب الذي دعى الى تأسيسه منافساً لزوعا يبعد إحتمال أن تكون الأسباب والدوافع كما هي مذكورة في أولاً وثانياً أعلاه .
•   لم يصدر من قيادة زوعا الحالية لحد الآن أي موقف رسمي تجاه هذه الدعوة وإن ذلك لأمر غريب حقاً ، وهذا يدلل أن تكون لقيادة زوعا دور في هذه المسرحية المهزلة ، وحسب الذي بات معروفاً عن قيادة زوعا الحالية في نهجها بفصل كل من ينتقدها من عضوية زوعا عليها أن تفصل رابي نينوس بثيو من عضويتها بسبب دعوته الأنشقاقية هذه حالاً وإلا فإن هذه المسرحية هي من تأليفها وإخراجها .. هل ستفعل .. ؟؟؟
ملاحظة : بهذه المناسبة لم يكن البيان الصادر من مجموعة من القياديين السابقين لزوعا والمعنيين بدعوة رابي نينوس بثيو مع إحترامي الكبير لهم والمنشور في صفحة أخبار شعبنا من موقع عينكاوه دوت كوم بتاريخ 28 / 2 / 2013 بالمستوى المطلوب للحدث في شرح وتوضيح أبعاد هذه الدعوة المزدوجة المضامين والدوافع وبقى البيان شكلاً ومضموناً بعيداً كل البعد ودون أن يلامس بأنامله ولو برقة رومانسية الأسباب الحقيقية والمسببين لكل ما جرى ويجري في زوعا منذ سقوط النظام والى اليوم ، مما يجعل جماهير شعبنا في حيرة من أمرهم ، وأعتبر هذا الأبتعاد مأخذاً على البيان وكان يجب أن يشار إليها بدقة ووضوح .
                                                        خوشــابا ســولاقا

2211
 

 الى الأخ العزيز أوشانا نيسان المحترم
تحية طيبة وبعد....
أحييك على هذا المقال التحليلي الدقيق للواقع داخل الحركة الديمقراطية الآشورية الذي رفع الستار عن المخفي مقترح / دعوة السيد نينوس بثيو الذي سكت دهراً ونطق كفراً كما وصفه الأخ عمانوئيل يوسف ، في الوقت ذاته لقد أثريتنا بالمزيد من المعلومات التي كانت مخفية علينا نحن أهل الداخل عن ميكافيلية المدعو كنا تجاه الغيارا من رفاق الدرب أمثال نينوس ، أنا معجب بكتاباتك وجرأتك في طرح الحقائق من دون رتوش ومجاملات ، إنك تكتب بكلمات صريحة وصادقة بارك الله بك وبقلمك والى المزيد من الكتابات التي تخدم قضيتنا وتعرية المتاجرين بها اليوم .. وأستغل هذه الفرصة لأن أقدم لك شكري الجزيل على تضامنك معي في قضيتي مع كنا التي لم تنتهي بعد في المحاكم حيث إستأنف الحكم لدى محكمة الأستئناف وأملي كبير بأن يكون القرار لصالحنا ..
                                 

                                           أخوكم / خوشــابا ســولاقا

2212
   

 الى الدكتور فرهاد غبدالأحد المجترم
 مبروك عليك شهادة الدكتوراه ونيلك لهذه الشهادة هو فخر لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري بأسره ، بالرغم من أنني لا أعرفك شخصياً إلا أنني شعرت بفرح كبير إجتاح كياني عندما قرأت الخبر وأشعر دائماً بهذا الشعور الجياش عندما ينال أي مجتهد من أبناء شعبنا الأعزاء شهادة عليا وأشعر بالحزن والألم عندما يهاجر أي من هؤلاء الرموز أرض الوطن الى المهاجر ، إن العلم والعلم وحده هو الوسيلة لنهوض وتقدم الأمم وأمتنا هي بأمس الحاجة الى من يحمل شغلة العلم بيديه ، وفي الخنام أتمنى لك النجاح والتوفيق وأنت أستاذ  جامعي في إحدى جامعات وطننا الغالي العراق لترد له الجميل بتخريج العديد من أبنائه مستقبلاً ، ويكون ذلك أجمل وأغلى هدية تهديها الى شعبنا الكلداني السرياني الآشوري كأبناً باراً له ، كما أهنيء عائلتك على هذا الأنجاز العظيم ، وتحباتي الى أساتذتك الذين قيموك ومنحوا لك لإستحفافك بأمتياز ..



                      المهندس : خوشــابا ســولاقا / بغداد 

2213
الى الأخ ماجد هوزايا المحترم
تحية طيبة وبعد
لا يسعني إلا أن أحييك على مقالك هذا الذي كان حقيقة تحليلاً علمياً ناضجاً بكل ما استنتجته في قراءة أفكار السيد نينوس فيما يبتغيه من وراء هذه الدعوة التي في الحقيقة لم تكن في محلها ولا في وقتها المناسب ، لأنها دعوة بدفع ربما من طرف آخر بغرض إستدراج القياديين السابقين المبعدين والمفصولين الى المصيدة التي نصبها من كان السبب في إبتعادهم عن ساحة النضال للحركة لتحميلهم مسؤولية ما حصل من تداعيات وإخفاقات وتراجعات في مسيرة الحركة خلال الدورتين الآخيرتين لقيادتها الفردية للمحافظة على ماء الوجه لهذه القيادة أمام جماهير الحركة بشكل خاص وأمتنا بشكل عام .. إن القياديين الذين أبعدوا أو استبعدوا أو فصلوا كان دلك بسبب تعارضهم مع نهج القائد الأوحد الأنفرادي ذي سعى الى الأستحواذ على على كل شيء والأنفراد بقرار الحركة على كل المستويات ، وهذه القيادات ما سعت يوماً ولا تسعى الى الأنشقاق عن الحركة وتشكيل تنظيم سياسي جديد بديلاً أو منافساً لزوعا ليكون هناك أسباب تدعوا السيد نينوس الى تقديم مثل هذه الدعوة التي تحمل أسباب رفضها من لدن هذه القيادات .. القياديين السابقين يريدون   1 ) إجراء إصلاح سياسي شامل في الحركة . 2 ) إنتخاب قيادة جديدة تؤمن بنهج القيادة الجماعية البعيدة عن النزعة الأنفرادية الأستحواذية السائدة حالياً في الحركة  3 ) أن تكون القيادة شاملة ثمثل كافة مكونات شعبنا . 4 ) أن يكون تمثيل أبناء أمتنا في مؤسسات الدولة والأقليم وفق مبدأ الكفاءة وليس وفق مبدأ المحسوبية والمنسوبية والقرابة كما هو الحال في القيادة الحالية . 5 ) تحديد فترة تولي السكرتير العام لدورة واحدة لكي لا يكون بقاءه مصدراً لخلق نفوذ للأنفراد والأستحواذ تمكنه من إقصاء وتهميش الآخرين في القيادة كما حصل يحصل الآن . 6 ) تدعو القيادات السابقة الى إنعقاد مؤتمر عام في أقرب فرصة ممكنة .

فإذا كان السيد نينوس صادقاً في دعوته فليدعو الى عقد مؤتمر عام وليس الى تأسيس حزب جديد كما فعل وأنا أشك في مصداقيته بأنه يريد خدمة الحركة وتجاوز أزماتها التي كان السبب لها سلوك ونهج سكرتيرها العام ..


                                           خوشابا سولاقا   

2214
الأخت مورين المحترمة
تحية طيبة وبعد ...
في البداية أحييك على محاولاتك الطموحة في الكتابة وأتنبأ لك بمستقبل زاهر إن سعيت الى إغناء معلوماتك التاريخية لكي تتجنبين المآزق التي أنت في غنى عنها كما حصل لك في هذا المقال من أخطاء تاريخية لا ضرورة لذكرها لأن الموضوع أصلا مختلف وأرجو أن لا تكون مثل هذه الملاحظة مني ومن الأخوان الذين سبقوني في التعقيب سبباً لأهباط معنوياتك بل أن تكون أسباب دافعة الى المزيد من الكتابات مستقبلاً ..
1 ) عزيزتي مورين صدقيني إن نينوس بثيو وكنا وجهان لعملة واحدة لا فرق بينهما وما حصل من الأنجازات إن يكن ذلك قد حصل أصلاً فهو ليس نتاج لجهد شخصي لأي منهما وإنما هو تحصيل حاصل لجهود الجميع في مقدمتهم الشهداء الخالدين .
2 ) إتبع السيد كنا سياسات فردية وأنتقائية وإنتهازية في التوجه للتعاون مع الاخرين من أطراف الحركة الوطنية في الأقليم والمركز بعد سقوط النظام على ضوء ما تقتضيه مصالحه الشخصية في تولي المناصب العليا في الدولة والأقليم لتمثيل شعبنا والأستفادة المادية من أمتيازات هذه المناصب بداً بتوليه منصب الوزير في حكومة أقليم لمدة ما يقارب العشرة سنوات ومن ثم إبعاد نينوس من السكرتارية للحركة لفتح الطريق أمامه الى ما هو أعلى من ذلك في تمثيل الحركة في مؤتمرات المعارضة العراقية متطلعاً الى ما يحصل بعد سقوط النظام في بغداد ليتولى عضوية مجلس الحكم ممثلاً لشعبنا الى عضو الجمعية الوطنية الى عضو البرلمان لدورتين وعيونه صوب الدورة الثالثة ، كل ذلك من اجل مصالحه الشخصية وأقاربه وليس من أجل مصلحة شعبنا كما قد يتصور الواهمين في نوايا هذا الشخص ومن يطلع على قائمة الذين حصلوا على رواتب تقاعدية من حكومة أقليم ودرجاتهم سوف يكتشف الحق والباطل في مدى نزاهة ومصداقية السيد كنا سيجد درجة العدالة حسب التضحيات والنضالات ..  من الخطأ أن نقيم ما قام به زعمائنا الدنيوين والروحانيين منذ إندلاع الحرب العالمية الأولى الى مذبحة سميل بمعاييرنا اليوم لآن في ذلك ظلماً لهم وظلماً للأمة وللأجيال . 
3  ) إن دعوة نينوس ما هي كما قلنا سابقا ونقول اليوم هي كلمة حق براد بها باطل وهي محاولة بائسة لتدمير ما تبقى من أشلاء الحركة من أجل إنقاذ سمعة السكرتير العام الحالي وليس غير ذلك ..
4 ) الحل للأزمة السياسية التي تعاني منها الحركة كتنظيم سياسي الان بسيط وهوالأسراع بعقد مؤتمر عام يحضره كل القيادات العليا  والكوادر المتقدمة المبعدة والحالية من دون إستثناء من أجل إجراء إصلاح سياسي شامل في بنية الحركة ونظامها الداخلى وإنتخاب قيادة جديدة وعلى أن ينتخب السكرتير العام داخل اللجنة المركزية وليس من خلال المؤتمر كما هو عليه الحال الآن ، وتحديد فترة السكرتير العام بدورة واحدة فقط .
5 ) المطلوب من الجميع أن يكون صريحاً وصادقاً فيما يقول ويكتب وأن لا يجامل وأن يسمي الأشياء باسمائها وأن يظهر الحقائق كما هي ,ان لا يبالغ فيما يقول وأن لا يتستر على الباطل عندها فقط نستطيع أن نتجاوز أزماتنا في الحركة وليس كما فعل السيد نينوس بثيو     

2215
 
الى الأخ أدد نيراري المحترم
 تحية وتقدير
الأمم يخدمها دائما المفكرين والكتاب والشعراء والفنانين وكافة المثقفين أصحاب الأقلام والريش والأراء والأفكار الحرة  حينما يكتبون عن الحق والحقيقة من دون خوف ومن دون مجاملة وتملق لكائن من يكون كما بفعل البعض من ضعفي الأرادة، وأنت بحق كنت في مقالك خير مثال ناصع على ذلك ، وبهذه المناسبة لا يسعني إلا أن أشكرك الشكر الجزيل وأقول لك بورك قلمك الحر والى المزيد متمنياً لك التوفيق في ردع الأشرار ودعاة الباطل بحق أمتنا المنكوبة بأمثال هؤلاء المتاجرين بحقوقها القومية والسلام ..


                                      محبكم : خوشــابا ســـولاقا

2216
الى الأخ العزيز أبو سنحاريب المحترم
 تحية طيبة وبعد ....
 لقد تحدثت في مقالك هذا عن مستقبل الأجيال القادمة في كندا وذلك يشمل كافة بلدان المهجر أيضاً حيث مستقبل أمتنا هناك هو الذوبان في تلك المجتمعات لا محال ، ونهاية وجودنا القومي هناك سوف ينتهي بموت الأحيال التي هاجرت أرض الوطن وهي في سن فوق العشرين وهذا مؤسف جداً لعدم وجود أي نشاطات من قبل كل مؤسساتنا السياسية والكنسية تعمل لمنع هذه النهاية المؤلمة وذلك بغرس التمسك بعاداتنا وتقاليدنا القومية في نفوس أجيال الشباب هناك بل نؤى هناك التشجيع على العكس من ذلك ..
ولأنقاذ ماتبقى من أبناء شعبنا وتثبيته في أرض الوطن هو العمل وبكل الوسائل المتاحة على إيقاف الهجرة من الوطن وإيقاف الشجيع الذي  يمارسه المتواجدين في المهجر لأقربائهم في الوطن ، حيث من المفروض أن بكون للكنيسة دوراً رائداً في هذا المجال والعمل على تشجيع قداسة البطريرك مار دنخا لأعادة الكرسي الرسولي لكنيسة المشرق الى أرض الأباء والأجداد بيث نهرين وذلك خير لأمتنا وأجدى من أي مشروع آخر .. مادا نعمل بالأرض من دون بشر يسكن عليها ويعمرها ..

                                         أخوكم خوشـابا ســولاقا

2217
الى الأخ والصديق العزيز أبرم شبيرا المحترم
تحية طيبة وبعد..
ملاحظة : أرجو المعذرة من القراء الكرام لوجود بعض الأخطاء الأملائية في النسخة المنشورة أعلاه وكان ذلك بسبب الكي بورد والطبع المباشر بحروف صغيرة  وعليه أعيد النشر مع بعض التعديلات البسيطة وشكراً .. 
 لقد قرأت مقالتك الطويلة جداً وأشكركم على جهودكم في خدمة قضية أمتنا ولكن لي الملاحظات التالية :
1 ) دعوة السيد نينوس بثيو هي كلمة حق يراد بها باطل وهي بالتالي محاولة لتدمير ما تبقى من زوعا لأنقاذ شخص وإلقاء تبعات ذلك على الطرف الذي يعارض الشخص المراد إنقاذه بهذه الدعوة المفضوحة للسياسي البسيط وليس فقط للمحترف .
2 ) إن ما حصل وما يحصل وما سوف يحصل مستقبلاً حتما هي نتيجة طبيعية للممارسات السلبية والانفرادية للسكرتير العام وبعض المحيطين به من القيادة الحالية وإن هذه التناقضات سوف تستمر وتتعمق طالما هذه القيادة وبممارساتها مستمرة والتخلص منها يتم من خلال تغيير هذه القيادة عبر الدعوة لانعقاد مؤتمر استثنائي عام تحضره كل القيادات المبعدة في أقرب فرصة ممكنة وليس بعد الانتخابات البرلمانية القادمة في عام 2014 كما تريدها القيادة الحالية لغرض في نفس الساعين لذلك والحكيم هنا تكفيه الإشارة .
3 ) لم تكن طروحاتكم وتلميحاتكم لأسباب المشكلة وحلها واضحة بما فيه الكفاية ، كان من المفروض بكم أن تكونوا أكثر وضوحاً في طرحكم للأسباب والحلول وتسمية الأشياء بأسمائها وأن تبتعدوا عن المجاملات والمبالغات فيما تدعونه من الايجابيات لمن لا يستحقونها في الحقيقة ، لأن التاريخ كما فعل دائماً سيقول كلمته وسيكشف الحقائق والمستور مستقبلاً وسيحاسب الكتاب على نقل أحداثه بصرامة .
4 ) لو كان للقياديين المبعدين رغبة في الانشقاق عن زوعا وتأسيس حزب سياسي جديد فإنهم يمتلكون القدرة على القيام بذلك دون الحاجة الى من يدعوهم الى القيام بذلك ، ولكنهم لم يفكروا يوماً بالانشقاق عن زوعا وتأسيس حزب سياسي جديد ، بل دعوا ويدعون اليوم الى تخلي السكرتير العام الحالي عن منصبه كسكرتير عام بسبب إنفراده المفرط بالقرارات وإجراء إصلاح سياسي شامل في زوعا وانتخاب قيادة جديدة تؤمن بالعمل الجماعي الديمقراطي وأعتقد إنهم سوف يرفضون هذه الدعوة بقوة لأن قبولها يعتبر انتحار سياسي لهم ، وعليه أعتبر دعوة السيد نينوس بثيو  لتأسيس حزب سياسي جديد ينافس زوعا دعوة ساذجة تفتقر الى الرؤية السياسية الناضجة لآن أبعادها السياسية مفهومة للقيادات المبعدة ، وكان من الأفضل له أن يبقى صامتاً وبعيداً كما كان منذ عشرة سنوات خلت ..

                            صديقكم : خوشــابا ســولاقا 

2218
الأخوة الأعزاء كوهر يوحنان وزهير كولا
 تحية طيبة 
 ليس بوسعي أن أقول لكما إلا أن أثني على كل ما كتبتموه بحق من يدعي تمثيلنا وأقول  بوركتم في قولكم الحقيقة كاملة غير منقوصة ، فعلاً نحن نواجه الأنفراض بسبب الهجرة المستمرة " النزيف الجاري " من أرض الأباء والأجداد وقادة أحزابنا السياسية منهمكين في صراعلتهم من أجل المناصب الهزيلة والمنافع التي يتم جنها من خلالها دون أن تأخذ الهجرة جزء من إهتمامهم في برامج أحزابهم ، وليس الوضع بأحسن حال منه لدى القادة الروحانيين لكنائسنا ، وكتابنا ومفكرينا منغمسي لحد الرقبة في التنظير للتسمية القومية الموجدة ،متى يستفيقوا هؤلاء من سباتهم ليعرفوا حقيقتهم على أرض الواقع .. ؟ ومتى يستفيق المخدوعين بهم من أبناء شعبنا المسكين والمغلوب على أمره .. ؟ ولكن الشعب المسكين معذور لأن مثله مثل الغريق الذي يبحث عن قشة ليتعلق بها من أجل الخلاص .. وشكراً لكما على هذه الأراء الحرة والجريئة في هذا الزمن الصعب الزمن الذي لا نعرف هل  نبكي فيه أو نضحك على حال شعبنا المزري في الوطن والمهجر ، إنه زمن انتحار أمة بل أعرق وأقدم أمة صاحبة أولى وأعظم الحضارات الأنسانية حضارة بابل وآشور ، حضارة بيث نهرين " مبسوبوتيميا " مهد البشرية كمايسمونها علماء التاريخ ..


                         محبكم : خوشــابا ســـولاقا 

2219
الأخ ستيفن البغدادي المحترم
تجية طيبة وبعد
 في البداية أريدك أن تصدقني بأنني أكن لك الأحترام وليس لي أي موقف ضدك كشخص أو ككاتب على خلفيةما دار بيننا من كتابات أعتبرها نقدية بل أنا شكرتك وكل الذين وقفوا مع الطرف الآخر ، وعدم قيامك بالكتابة نقداً لكتاباتي أو رفضاً لآرائي صدقني سوف لا أعتبر ذلك تهرباً منك لأنني أيضاً قررت ذلك تجنباً للدخول في مهاترات لا جدوى من ورائها وأشكرك على رسالتك الهادئة جداً .. وانا على إستعداد أن أتواصل معك بكل الوسائل التي ترتأيها . وأنا على تقة كبيرة سوف نتفق على كل الأمور التي نختلف عليها من خلال كتاباتنا بخصوص هذا الشخص الذي أصبح مدار حديثنا وعسى أن يصبح سبباً لصداقة بيننا نافعة لآمتنا..

                                         تقبل تحياتي الأخوية متمنياً لكم التوفيق في كتاباتك   

2220
قرأت مقالك أ و بالأحرى دفاعك عن الأخ أخيقر يوخنا  اتمنى أن يكون هذا الدفاع صادق وأن لا يكون صب الزيت على النار ومحاولة دفق الأسفين بيني وبين الأخ أبو سنحاريب الذي تربطني به شكل من القرابة التي لمح إليها في رده لتعقيبي بشكل غير مباشر ، أريد أن أنبهك بأنني لم أذم الأخ أخيقر عندما طرح في رده على مقالي " من أين تبدأ وحدتنا في ضوء خطاب قداسة البطريرك الجديد " موضوع آخر لا علاقة له إطلاقاً بمضمو ن مقالي حيث أورد اسما لا علاقة له بالموضوع وعلى ذلك عاتبت الأخ أخيقر وقلت له " لا تقولني ما لم أقوله " أما بصدد الموضوع الذي أنتم بصدده فله أبعاد تذهلكم عندما تنكشف لكم مستقبلا والتاريخ كفيل بها كما يفعل اليوم مع من كانوا سبباً في مأساة هذه الأمة ، أنا كنت أقرب منكما الى من تدعونه زعيم الأمة وذلك القرب منحني الفرصة لأن أعرف الكثير عن ما جرى ويجري مما تجهلونه أنتم ، وإن ما بيني وبينه ليس إختلاف في وجهات النظر حول أمور  ثانوبة وأليات تنفيذها أوكما أشاع هو عنها بل هو أمر يتعلق بخيانة أمة ورفاق الدرب والذي أصبح معروفاً للغالبية العظمى من كوادر وأعضاء وأنصار الحركة ، أنا لا أفهم لماذا تتشبثون بالدفاع عن هذا الشخص .. ؟ إن من يعارض سلوك وممارسات هذا الشخص لا يعني أنه يعارض ويعادي الحركة . إن قولك يا سيد ستيفن ( لو أبيض لو أسود ) وقولك ( من ليس منا فهو علينا ) ينطبق عليك أي بمعنى أن من ليس مع السيد ... فهو ليس مع زوعا ومن يعارض وينتقد السيد ... فهو يعارض ويعادي زوعا ، أريدك أن تفهم يا أخ ستيفن إن السيد ... ليس زوعا وزوعا ليس السيد ... كما يحاول هو ترسيخه في أذهان الآخرين وهنا تكمن الخطورة في التنظيم والعمل السياسي ، وهذا النهج يدفع الآخرين عندما لا يجدون جدوى في إعتماد القنوات التنطيمية لأصلاح الخلل الى وسائل الأعلام الشعبية لوضع النقاط على الحروف ، هذا من جهة ومن جهة ثانية إن هذه الوسائل تعطي الفرصة للجميع بالتساوي لقول ما يشاء في النقد والنقد المقابل ويكون الجماهير هي القاضي التي تحكم بالعدل بين الطرفين ، لماذا نزكي الخظأ الشائع - أسلوب النقد من خلال القنوات التنظيمية حسب فلسفة الأحزاب الشمولية التي ولى زمانها لتقديس وعبادة القيادات - على الصواب الديمقراطي الذي يجعل من الجماهير هي القاضي الذي ينهي عصر تقديس وعبادة الفرد ، أعتفد لقد آن الآوان لأن نتجاوز هذا التقلبد المتخلف والبالي الذي بات لا يليق بنا نحن أبناء القرن الواحد والعشرين ,,

    سجل


2221
الأخ ستيفن البغدادي المحترم
تحية طيبة
 قرأت مقالك أ و بالأحرى دفاعك عن الأخ أخيقر يوخنا  اتمنى أن يكون هذا الدفاع صادق وأن لا يكون صب الزيت على النار ومحاولة دفق الأسفين بيني وبين الأخ أبو سنحاريب الذي تربطني به شكل من القرابة التي لمح إليها في رده لتعقيبي بشكل غير مباشر ، أريد أن أنبهك بأنني لم أذم الأخ أخيقر عندما طرح في رده على مقالي " من أين تبدأ وحدتنا في ضوء خطاب قداسة البطريرك الجديد " موضوع آخر لا علاقة له إطلاقاً بمضمو ن مقالي حيث أورد اسما لا علاقة له بالموضوع وعلى ذلك عاتبت الأخ أخيقر وقلت له " لا تقولني ما لم أقوله " أما بصدد الموضوع الذي أنتم بصدده فله أبعاد تذهلكم عندما تنكشف لكم مستقبلا والتاريخ كفيل بها كما يفعل اليوم مع من كانوا سبباً في مأساة هذه الأمة ، أنا كنت أقرب منكما الى من تدعونه زعيم الأمة وذلك القرب منحني الفرصة لأن أعرف الكثير عن ما جرى ويجري مما تجهلونه أنتم ، وإن ما بيني وبينه ليس إختلاف في وجهات النظر حول أمور  ثانوبة وأليات تنفيذها أوكما أشاع هو عنها بل هو أمر يتعلق بخينة أمة ورفاق الدرب والذي أصبح معروفاً للغالبية العظمى من كوادر وأعضاء وأنصار الحركة ، أنا لا أفهم لماذا تتشبثون بالدفاع عن هذا الشخص .. ؟ إن من يعارض سلوك وممارسات هذا الشخص لا يعني أنه يعارض ويعادي الحركة . إن قولك يا سيد ستيفن ( لو أبيض لو أسود ) وقولك ( من ليس منا فهو علينا ) ينطبق عليك أي بمعنى أن من ليس مع السيد ... فهو ليس مع زوعا ومن يعارض وينتقد السيد ... فهو يعارض ويعادي زوعا ، أريدك أن تفهم يا أخ ستيفن إن السيد ... ليس زوعا وزوعا ليس السيد ... كما يحاول هو ترسيخه في أذهان الآخرين وهنا تكمن الخطورة في التنظيم والعمل السياسي ، وهذا النهج يدفع الآخرين عندما لا يجدون جدوى في إعتماد القنوات التنطيمية لأصلاح الخلل الى وسائل الأعلام الشعبية لوضع النقاط على الحروف ، هذا من جهة ومن جهة ثانية إن هذه الوسائل تعطي الفرصة للجميع بالتساوي لقول ما يشاء في النقد والنقد المقابل ويكون الجماهير هي القاضي التي تحكم بالعدل بين الطرفين ، لماذا نزكي الخظأ الشائئ _ أسلوب النقد من خلال القنوات التنظيمية حسب فلسفة الأحزاب الشمولية التي ولى زمانها لتقديس وعبادة القيادات - على الصواب الديمقراطي الذي يجعل من الجماهير هي القاضي الذي ينهي عصر تقديس وعبادة الفرد ، أعتفد لقد آن الآوان لأن نتجاوز هذا التقلبد المتخلف والبالي الذب بات لا يليق بنا نحن أبناء القرن الواحد والعشرين ,,

2222

الى الأخوة المعقبين الكرام جميعاً
 تحية طيبة وبعد
أشكركم جزيل الشكر من كتب منكم بوضوح وصراحة ومن غمز من طرف العين ولي ملاحظات بسيطة على البغض وكما يلي
1 ) الأستاذ أبو سنجاريب أن لا أحب المواقف والأراء الوسطية التوفيقية باستثناء الحالات التي فيها إختلافات في وجهات النظر حول قضية ما أو في أليات تنفيذها ولبس في الحالات الت فيها خلافات في المبادئ والأستراتيجيات وحالات الخيانة لقضايا الأمة والعمالة للأعداء . أنا أيدت مبادرة تقديم الأستقالات بسبب تقادم العمر لفسح المجال للعناصر الأكثر شباباً لتأخذ فرصتها دون أن أسمي شخص ما بعينه لماذا حاولت أن تحرف إتجاه كلامي وتقولني ما لم أقوله يا أستاذ أخيقر يوخنا ..
2 ) الأخ نينوايا بابيلايا ، أنا أحب التحاور والنقاش مع من يكون واضحاً وصريحاً فيما يريد أن يقوله وليس من يتكلم بلغة الألغاز والرموز المبهمة لأن مثل هكذا لغة هي لغة من ليس واثقاً مما يقوله وحتى ليس واثقاً من نفسه ، أخي العزيز أنا لم أقل في مقالي إن وحدتنا تأتي من داخل بيتنا بل أنا قلت إن تشتتنا قد خرج من باب الكنيسة بسبب المذهبية اللاهوتية ، أما بخصوص إنتقاداتي لمن تقصدهم فإتها إنتقادات لها ما يبررها من الممارسات الشاذة ويغرفا من يعيش في ذلك الواقع ولكن يجهلها من يعيش منزوياً في الظلام خادعاً نفسه ، اما بخصوص ما تسميها إتهامات فهي ليس إتهامات مع الأسف بل هي حقائق موثقة بوثائق وتلك الوثائف عندما أطلعت عليها دفعتني الى قول ما قلته لمن ثقصده دون أن تتجرأ أن تذكره ، اكشف عن نفسك وأسمك وخاطب قراءك مباشرة لكي تكون لك مصداية ولا ترمي الناس بسهامك في الظلام ، أنصحك ان تخرج للنور ولا تكون نكره متستراً بعتمة الظلام يا أخي .
3 ) أشكر الأخ الشاعر المبدع عوديشو ساده على إطراءه الجميل لما أكتبه وأنشره في هذا الموقع الكريم الناطق بأسم أمتنا .
4 ) أشكر الأخت سونيا الميزي على شفافية وواقغية تعقيبها الجميل متمنيا لها الصحة والتوفيق في تفديم المزيد مما يخدم قضية أمتنا .
                  خوشابا سولاقا
 

2223
من أين تبدأ وحدتنا في ضوء خطاب قداسة البطريرك الجديد .. ؟
المهندس : خوشابا سولاقا
إن عنوان الموضوع يثير في النفس الشيء الكثير من الألم والأسى والحسرة والشجون الى درجة البكاء على ما وصل إليه حال شعبنا من تفكك وتمزق وتشتت وضياع في المهاجر البعيدة في الوقت الذي هو الوريث الشرعي لأقدم وأعظم حضارة إنسانية شهدها التاريخ القديم وأعطت للبشرية الشيء الكثير مما لم تستطع غيرها من الحضارات إعطائه من دون مقابل وبعد أن كان موحداً ومتماسكاً ومنسجماً مع نفسه وقاوم كل عوادي الزمن خلال مسيرته التاريخية الطويلة والمليئة بالتضحيات الجسام منذ ما يقارب السبعة آلاف سنة من عهد سومر وأور وأكد وبابل وآشور ونينوى مروراً بعصر المسيحية وأمجاد كنيسة المشرق الرسولية الجاثوليقية المقدسة التي امتدت امبراطوريتها المترامية بالتبشير برسالة ربنا يسوع المسيح له المجد من بحر الصين شرقاً الى البحر المتوسط غرباً ومن جبال آشور شمالاً الى الخليج العربي جنوباً ، حيث تفوقت هذه الامبراطورية بعطائها الثر في نشر المسيحية سلمياً على عطاء شقيقتها قبل المسيحية وباستعمال اللغة السريانية بأبجديتها المكونة من إثنان وعشرون حرفاً ذهبياً ، اللغة التي نطق بها ربنا يسوع المسيح له المجد وهو مصلوباً على صليبه ، صليبه الذي أتخذ من قبل أتباعه فيما بعد رمزاً للتضحية بالنفس والفداء في سبيل خلاص الآخر ، وتاريخنا فيه الشيء الكثير مما يشهد على ذلك ، ويكفي أن نذكر من هذه التضحيات تضحيات شهيد كنيسة المشرق مار شمعون برصبعاي ومار شمعون بنيامين وغيرهما الكثير ، وظل هذا الشعب قوياً موحداً وفارضاً لوجوده القومي بحضارته في عصر الوثنية والمسيحية على هذه الأرض الطيبة المعطاء دون أن تتمكن أعداءه من النيل منه وغرس روح اليأس والقنوط في نفوس أبناءه وأن تنشر بذور الفرقة والتمزق بينهم بالرغم من كل ما بذلت من جهود في تدبير المؤامرات والدسائس من قبل الأعداء للقضاء عليه وعلى رسالته الحضارية الأنسانية ، وبقى شامخاً يتحدى أعداءه والزمن الى يومنا هذا ، لأنه كان شعباً أصيلاً مؤمناً بقضيته القومية والدينية منذ الوثنية من عهد سومر وما قبلها الى بداية عصر الفرقة والتمزق والتشظي عندما بدأوا الغرباء من ذوي النوايا غير النبيلة والقادمين من وراء البحار من البلدان البعيدة التدخل السافر في شؤونه لزرع بذور الفتنه والفرقة بين أبناء شعبنا وكنيستنا معاً فظهرت المذهبية اللاهوتية إن صح التعبير التي تكللت مساعيها الحثيثة غير المباركة في تقسيم كنيستنا الى عدة كنائس أحداها تحتقر وتنبذ الأخرى وتتهم بعضها البعض بالهرطقة والخيانة والخروج على مبادئ العقيدة المسيحية السمحاء والداعية للمحبة والسلام ونبذ العنف بكل أشكاله ولأي سبب من الأسباب ، وفي ضوء هذا الواقع المنقسم على نفسه والمتشظي تحول أخوة الأمس من أبناء أمتنا  الى أعداء ألداء اليوم بسبب المذهبية اللاهوتية المقيتة ، وعلى أثر هذه الخلافات المذهبية تعددت كنائسنا وأسمائها ، وتعددت معها تسمياتنا القومية بعشوائية انتقاها بخبث لنا وفرضها قسراً علينا الغرباء لغرض في نفس يعقوب ونحصد نحن اليوم نتائجها المأساوية والكارثية ، وعاش الجميع من أتباع كنائسنا المتخالفة والمتقاتلة منذ القرن السادس عشر على وجهه التقريب وليس الحصر والى عهد قريب في حالة من التمزق والخصام والتفكك والتململ وتحقير ونبذ بعضهم للبعض الآخر بشكل سافر على خلفية تعدد المذاهب اللاهوتية والتسميات القومية بالرغم من كونهم جميعاً من أصل قومي واحد ومن كنيسة واحدة ، ومن حسن حظ هذه الأمة المسكينة بقى الجميع يتكلمون بنفس لغة الأم السريانية ( سورث ) واستعملوا في الكتابة نفس الأبجدية التي استعملها الأجداد ( ألب بيث ... الخ ) منذ القرن السادس قبل الميلاد على وجه التقريب لا الحصر والى اليوم في كل الكنائس والمجتمع .
إن المذهبية اللاهوتية التي خرجت من باب الكنيسة بفعل وإرادة وبدعم وتشجيع الغرباء مزقتنا وجعلتنا فرقاً وشيعاً نحارب بعضنا البعض دون أن نفهم وأن نعي لماذا .. ؟ وعليه فإن الطريق الى الوحدة بكل أشكالها من المفروض أن ياتي ويمر من خلال باب الكنيسة ولكن وفق آليات حديثة وهي آلية المحبة الروحية والسلام النابعة من محبة ربنا يسوع المسيح له المجد في ظل التعددية المذهبية وبقائها كخصوصيات شخصية في إطار كنيسة المشرق بكل فروعها من دون ربطها بالتسمية القومية في حواراتنا وطروحاتنا ونقاشاتنا لأنها تقودنا الى المزيد من الأختلاف والأفتراق .. ليكن كل فرد منا من أي مذهب كان حراً في خياراته وقناعاته يعتقد بما يشاء من المذاهب دون أن يتنكر للآخر الشيء ذاته ودون أن يتنكر لأصله وتاريخه وتراثه الوثني والمسيحي اليوم لأن المحافظة على ذلك  أمانة الأجداد في رقابنا علينا إحترامها وحمايتها كما وصلتنا وأن ننقلها ونضع عليها بصماتنا الى أولادنا وأحفادنا من بعدنا لكي يرحمنا التاريخ ..
وبعد كل هذا الأستعراض المختصر والمتسلسل لمسيرة أمتنا المجيدة من عهد سومر الى ما نقرأه اليوم في كتابات بعض الأخوة من أبناء أمتنا التي تدعو في مضامينها عن قصد أو من دونه الى استمرار الحالة المفككة التي عليها أمتنا اليوم ، وتبث الحقد والكراهية والخصام والفرقة بين أبناء أمتنا بسبب التعصب المذهبي اللاهوتي والقومي الذي يظهره هؤلاء القلة من الأخوة الأعزاء الكتاب من مكونات أمتنا ، ليس أمامنا نحن المحبين والداعين للوحدة القومية بأية تسمية كانت والوحدة الكنسية المشرقية وبتعددية المذهبية اللاهوتية ضمن إطار كنيسة المشرق أن نبحث بصدق وإيمان عن خط الشروع ونقطة البداية لمسيرتنا الجديدة ، أقول لقد وفر لنا قداسة البطريرك الجديد مار لويس روفائيل الأول ساكو في كلمته القيمة التي وجهها الى أبناء كنائسنا وأمتنا قبل أيام والتي نشرها هذا الموقع الكريم عينكاوه كوم الكثير من الجهد والوقت في البحث عن خط الشروع ونقطة البداية لمسيرتنا ، حيث نبه قداسته الى منبع أسباب الفرقة وتعظيمها بشكل مبالغ فيه ومضر بمصلحة الكنيسة والأمة بتشجيع الفرقة والتمزق ونشر الكراهية والحقد والتعصب القومي والمذهبي في كلمته حينما قال برجاء متواضع ، وهنا أقتبس من كلمته (( لي رجاء واحد وهو أن يكف كتابنا عن كتابة مقالات قومية أو كنسية تفتقر الى العلمية والمنهجية لنحافظ على هويتنا ونفتخر بها من دون الطعن بهوية الآخر أو نبذه سوف يساعدنا البحث العلمي الرصين على الأكتشاف ... علينا ألا نتشتت ونُضَيع كل شيء )) إنتهى الأقتباس ..
هنا لا يسعني أمام هذا التواضع الكبير والفهم العميق لأنسان يفهم ويعي جيداً ماذا يقول عن أسباب بث الفرقة والتمزق بين صفوف أبناء أمتنا وكيفية التصدي لها بحزم وبأبسط الوسائل ، ألا وهي الطلب من كتابنا ومفكرينا بالكف عن كتابة ما يصبح مرشداً ونبراساً يهدي الى استمرار الفرقة والضغينة والحقد والكراهية المذهبية والقومية بين أبناء أمتنا ، إلا ان أقول لقداسته بوركت في قولك وبارك الله فيك وأن يأخذ بيدك الى ما هو خير لكنائسنا وأمتنا يا قداسة البطريرك المبجل على هذا التشخيص العلمي الدقيق من جهة وأقول في ذات الوقت من جهة ثانية الى الأخوة الأعزاء من كتاب المقالات أن يأخذوا بنظر الأعتبار عند الكتابة لوسائل الأعلام المختلفة هذا الرجاء المتواضع إن صح القول لقداسته إحتراماً لدرجته الدينية ولشخصه الكريم وإحتراماً لقدسية القلم وللرأي الحر ولخصوصيات ومعتقدات الآخرين مهما أختلفتم معهم ، لأن الرصانة العلمية والدقة في الطرح هي المعايير التي من المفروض أن يعتمدها الكاتب الرزين الذي يحترم ذاته وقلمه وكيف يصونها ويحميها من الزلل والسوء .. 
وبهذه المناسبة ليس بوسعنا إلا أن نقدم جزيل شكرنا وفائق تقديرنا الى غبطة الكاردينال المستقيل مار عمانوئيل الثالث دلي على مبادرته الشجاعة والفريدة في تاريخ الكنيسة الكلدانية في تقديم إستقالته فاسحاً المجال أمام أكليروس الكنيسة الكلدانية لأنتخاب بطريرك جديد أكثر شباباً منه ليتولى قيادة مسيرة الكنيسة بعد أن تيقن بأن العمر قد نال من قدراته الذهنية والبدنية وجعله ليس بالمستوى القادر على الأستمرار في أداء مهامه في قيادة مسيرة الكنيسة بنجاح ، حقيقة كانت هذه المبادرة فريدة بأبعادها ومضمونها تستحق التثمين والثناء عليها لما تدره من فوائد جمه وكبيرة للكنيسة الكلدانية ، عسى أن تصبح هذه المبادرة تقليداً وسياقاً يعتمد من قبل الآخرين في كل كنائس شعبنا ، وكانت قد سبقت هذه المبادرة مبادرة قداسة البطريرك الشهيد المرحوم مار إيشاي شمعون بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في السبعينيات من القرن الماضي عندما أنهي تقليد عصر التوارث لهذا الكرسي في كنيسة المشرق الآشورية وإعتماد مبدأ الأنتخاب لمن هو أفضل من الأكليروس ، وكما نثمن ونهيب بمبادرة قداسة الحبر الأعظم مار بنيدكتوس السادس عشر بابا الكنيسة الكاثوليكية في العالم عندما أصر على الاستقالة من منصبه المقدس لأسباب متعلقة بالعمر أيضاً ، إنها في الحقيقة تجارب رائدة ونوعية لا بد للقيمين على الكنيسة التوقف عندها بجدية وتحويلها الى سياق عمل وقانون في إدارتها .. ولا أريد هنا الأطالة على القارئ الكريم إلا أن أقول له من باب الأقتراح وليس إلا أن ندعو أبائنا الأجلاء في كل كنائس شعبنا من دون إستثناء وكل القياديين العلمانيين في الأحزاب والحركات السياسية ممن نال منهم العمر مبتغاه وممن مضى عليهم سنوات طويلة في مناصبهم الأقتداء بهذه التجارب الفذه إن كانوا فعلاً يريدون خدمة مصلحة كنائسنا وأحزابنا السياسية وشعبنا ..

2224
الى الأستاذ الفاضل كامل زومايا المحترم
تحية طيبة وبعد
في البدء أقدم لك شكري وتقديري على ملاحظاتكم القيمة على ما ورد في مقالي الموسوم " المحافظة للمسيحيين بين الواقع والحلم الطوباوي " ، وبالتأكيد تقبلتُ ملاحظاتكم برحابة صدر وتقديرٍ عالٍ وإلا لماذا نكتب للناس إذا لا نتقبل الرأي الآخر بما نطرحه من أفكار في كتاباتنا .. ؟ حيث تعني عندي عملية الكتابة وقبول أراء الآخرين بما أكتبه هو التطور الفكري والثقافي للأنسان في عملية تطور الحياة الأجتماعية والمجتع ، ولكن في ذات الوقت وإنطلاقاً من هذا الفهم لي بعض الملاحظات التوضيحية بشأن الموضوع متمنيا أن تنال القدر التي تستحقه من قبولكم ورضاكم بسعة صدر ، وهذه الملاحظات التوضيحية هي :-
1 ) إن اختلافي مع قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية الحالية - زوعا لا علاقة له مع موقفي الفكري من زوعا وما يدعو إليه كتنظيم سياسي وليس كفكر الذي تجسده قيادته الحالية حيث إن هذه القيادة بإعتقادي لا وجود لفكر سياسي وأيديولوجية لمن تقوده الآن وإنما هي قيادة فردية لا ترغب بوجود مثقفين ممن لهم أفكار ورؤى حرة تخالف أفكار ورأي رأس الهرم فيها وإنما يريد نماذج من البشر تفكر بعقله وتتكلم بلسانه ، لقد سعى رأس الهرم ويسعى على إبعاد وإقصاء وتهميش هؤلاء المثقفين ، وواقع الحال للقيادة الحالية وما جرى بحق أغلب القيادات المعارضة لرأس الهرم خير مثال على ذلك ، وعليه فان موقفي من قضية " المحافظة للمسيحيين " لا علاقة له بزوعا وقيادته الذي أنا الآن خارج صفوفه رسمياً إطلاقاً ، لأن زوعا ليس هو صاحب هذه الفكرة أصلاً بالرغم من أن قيادته الحالية تحاول أن تركب هذه الموجة لغرض في نفس يعقوب .
2 ) أنا لستُ ضد فكرة إستحداث محافظة في سهل نينوى كما قد يتصور البعض بل أنا ضد تسمية المحافظة باسم " محافظة للمسيحيين " لأن في ذلك يكمن الشيطان الذي سوف يجلب لشعبنا الشرور والبلاء التي لا تحمد عقباها وبالذات لسكان السهل من المسيحيين ، ولذلك أنا أرفض هذه التسمية الغريبة التي لا تعبر إلا عن كوننا طائفة دينية ، وقد وضحتُ ذلك بجلاء ووضوح في مقالي موضوع النقاش لا مجال فيه للألتباس .
3 ) من المعروف والمتبع في تجارب الشعوب الأخرى أن تجسيد الوجود القومي والحقوق القومية لها من خلال إعتماد أي شكل من أشكال الإدارات السياسية يعتمد أساساً على أن يكون هناك أكثرية سكانية لها خصائص ومقومات قومية أو دينية أو طائفية تختص بها دون سواها ، أو مجموعة بشرية لها خصوصية ثقافية معينة تسكن على بقعة جغرافية محددة ، إن مثل هكذا وجود هو الذي يحدد شكل الأدارة السياسية الملائمة لهذه المنطقة بين أن تكون ( دولة مركزية ، دولة فدرالية ، منطقة حكم ذاتي ، منطقة إدارات محلية ) . بالنسبة لشعبنا في سهل نينوى أو في العراق عموماً لا يشكل أكثرية سكانية في أية محافظة لكي يلائم له أي شكل من أشكال هذه الادارات السياسية لكونه شعب منتشر وموزع بشكل عشوائي حسب مصدر العيش في كل مناطق العراق ، وعليه لا ينطبق علينا ولا يلائمنا ونحن على هذا الحال غير أن نتمتع بكامل الحقوق الوطنية التي تضعنا في مستوى المساواة مع الآخرين من الشركاء في الوطن من كافة المكونات القومية والدينية دون تمييز ، وهذا الوضع لا يتحقق للجميع إلا من خلال وجود نظام ديمقراطي حقيقي في البلاد يكون التعامل فيه مع الجميع من خلال الهوية الوطنية والولاء الوطني ، وهذا ما وضحته في مقالي بجلاء . إن أكبر وجود متجمع لشعبنا في العراق وفق ما ذكرت هو في سهل نينوى وهو بالنتيجة لا يتجاوز نسبة ال( 20 % (  من سكان السهل في أحسن الأحوال ، وفي مدينة عينكاوه في محافظة أربيل حيث يشكل نفوس أبناء شعبنا فيها نسبة ما يقارب ال ( 100 % ) ، ولمثل هذه التجمعات يلائم نظام الادارات المحلية فقط وهذا ما وضحته في مقالي ، وفي كل الأحوال هذا لا يعني أنني لا أريد لشعبنا أكثر من هذا الأستحقاق من الحقوق القومية ، وهذا ما مطبق في كل الدول الديمقراطية التي نقتدي بها كنموذج للعيش الكريم ونحلم به ونهاجر أرض الوطن الى تلك البلدان بحثاً عن الجنة المفقودة املاً ان ننال مبتغانا في تحقيق ذاتنا ووجودنا القومي .
4 ) أنا لا أفهم لماذا تصدر ردود أفعال متشنجة من بعض الأخوة من أبناء شعبنا - وأنا هنا لا أقصدك حقاً يا أستاذ كامل - عندما نتحدث أو نكتب بصراحة وصدق عن الحقائق والوقائع كما هي موجودة على الأرض ، وعندما نحذر من مغبة ما نتصوره قد يحصل جراء بعض مواقفنا المتطرفة الى درجة التعصب في الوقت الذي نحن كنا وما زلنا ضحايا التطرف والتعصب القومي والديني طيلة تاريخنا من بعد سقوط نينوى في 612 ق . م . وعندما نبالغ في تضخيم الأمور على حساب الحقيقة وطمسها إرضاءً لبعض الأفكار والتوجهات غير الواعية لحقيقة واقع وجودنا القومي والديني معاً وكيف هو في حالة تقاطع وتعارض مزدوج مع الآخرين من الشركاء في الوطن ، في الوقت الذي لا نعير أية أهتمام يذكر لمخاطر الهجرة الجماعية المستنزفة لوجودنا القومي في أرض الأباء والأجداد بل على العكس من ذلك هناك من يبررها ويشجعها بذرائع شتى . ما قيمة المحافظة أو الحكم الذاتي أو الأقليم أو أي شكل من أشكال الادارات السياسية التي نطالب بها لضمان حقوقنا القومية عندما يهاجر شعبنا  لأرضه .. ؟؟ فالتحدي الأكبر لوجودنا هو الهجرة وليس سواها وكم من أبناء شعبنا في الداخل والخارج يعي هذه الحقيقة المُرّة والمُؤلمة ، حقيقة إنتحار أمة بكاملها كما قلناها مراراً .. ؟؟ وفي الختام أرجو أن تكون هذه الملاحظات قد وضَحت الصورة أكثر لكم عن الغاية والدوافع من وراء كتابة هذا المقال ..   
 
 
 


2225
الى الأخوة المتحاورين المجترمين
تحيىة طيبة وتقدير
انطلاقاً من الايمان بحرية الرأي والرأي الآخر أرحب بكل ما ورد من الأراء والأفكار المتفقة والمخالفة مع ما طرحته في هذا المقال من أفكار ورؤى ، وبناءً على ذلك أرد على ما ورد في البعض منها التي تستوجب التوضيح بما يلي :
1 ) إن ما كتبته يعبر عن رأي الشخصي ولا علاقة له برأي أي تنظيم سياسيحالياً وسابقاً بأي شكل من الأشكال .
2 ) بخصوص رأي في الموضوع عندما كنتُ قيادي في الحركة الديمقراطية الآشورية ، مع الأسف الشديد يظهر أن هؤلاء الأخوة المترمين الذين لديهم هذا التساؤل لم يطلعوا على المقالات السابقة يهذا الخصوص التي كتبتها ونشرتها في هذا الموقع الكريم أو في جريدة " بهرا " الجريدة المركزية للحركة الديمقراطية الآشورية ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
-   رؤية الحركة الديمقراطية الآشورية لمشروع لحكم الذاتي في سهل نينوى لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري .
-   الوجود القومي لشعبنا الكلداني السرياتي الآشوري في العراق الى أين .. ؟
-   من يقف وراء إستهداف المسيحيين في الموصل ... ؟
وغيرها من المقالات التي تخص هذا الموضوع أو قريبة منه ، عليه أدعو هؤلاء الأخوة العودة الى هذه المقالات في الأرشيف لمعرفت رأي وموقفي من هذا الموضوع بالتفصيل حيث لا يختلف بشيء إطلاقاً عن ما ورد في مقالي هذا .
3 ) أما بخصوص التسمية ( الكلداني السرياني الآشوري ) فإنها ليست التسمية القومية لأمتنا إطلاقاً بل إنها مجرد مصطلح سياسي مؤقت متفق عليه يتم تداوله للتعبير عن الحالة العامة لأمتنا لأرضاء الجميع من دون إقصاء أو تهميش لأي تسمية من المسميات المتداولة لحين الأتفاق والاجماع على التسمية القومية الموحدة .
4 ) أنا أستغرب من قول الأخ الفاضل مراد إيشو مع احترامي وتقديري له حين إتهمني بصب الزيت على النار حقيقةً أنا لا أعرف عن أي زيت وعن أي نار يتحدث ، أنا مجرد أبديت رأي وملاحظاتي بشأن المتوقع حصوله للتحذير من مخاطره ليتم أخذ ذلك بنظر الأعتبار وليس إلا لماذا يتم تسييس كل شيء حتى الذي لا يتطلب ذلك .. ؟
5 ) في مقالي موضوع البحث أنا لم أرفض أي فكرة أو مشروع يدعو الى إقرار حقوفنا القومية ، بل دعيت أن يكون ما نطالب به مدروس من كافة الجوانب بشكل عقلاني وعلمي وأن نحتكم في كل شي الى العقل وليس الى العواطف لضمان النجاح بأقل الخسائر لشعبنا وأ يكون ذلك قائماً ومبنياً على الواقع والحقائق الموضوعية وليس على أساس ما نتمناه ونتصوره على أساس الماضي ، لأن نحن أولاد اليوم ونعمل وفق ما لدينا من الأمكانيات وليس وفق ما تحلم يا أعزاء ، وأنا أقدر عالياً عواطفكم ومشاعركم القومية .
6 ) ما ورد في مقال الأخ الأستاذ فاروق كوركيس التعقيبي في أعلاه فيه الأجابات الوافية والكافية لكثير من تساؤلات الأخوة المعقبين وبالأخص ما يخص منها المتعلق باسماء ومواقف الأحزاب والحركات السياسية التي أيدت هذا المشروع أو سواه وفق أجندات قادتها ومستجدات الواقع السياسي العراقي .


                      خوشــابا ســـولاقا     
   

2226
المحافظة للمسيحيين بين الواقع والحلم الطوباوي
المهندس : خوشابا سولاقا
منذ مدة ونحن نسمع أصواتاً تعلو من هنا وهناك ومن هذا وذاك من الأحزاب والشخصيات السياسية والثقافية والأجتماعية كل منطلق من اجنداته الخاصة ، ونسمع شعارات تطلق وترفع من هذا الحزب وذاك من أحزاب شعبنا القديمة منها  والجديدة تدعو وتطالب بضرورة استحداث محافظة للمسيحيين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في سهل نينوى وكأن هذا السهل  خالي لا يسكنه احداً من غير أبناء شعبنا كحل سحري وجذري لكل مشاكله وما يعانيه من تهميش وإقصاء وظلم وما يتعرض له من التصفيات الجسدية من قبل المنظمات والجماعات المتطرفة والمتشددة دينياً بغرض تهجيره من المحافظة واللجوء الى المناطق الأكثر أمناً وأماناً في المحافظات الأخرى من أقليم كوردستان ، أو الهجرة الى بلدان المهجر ، وبسبب هذه الهجرة المدمرة تناقص عدد نفوس شعبنا في العراق بعد سقوط النظام الصدامي الى ما دون النصف مليون نسمة وما زال نزيف الهجرة مستمراً في تصاعد .. في الحقيقة أنا هنا لستُ ضد هذه المطالبة ، أو أنا لستُ مؤيداً لحق شعبنا في أن يمارس حقوقه في إدارة شؤونه بنفسه في مناطق تواجده كما قد يتصور البعض بعد قراءتهم لما سأقدمه من أراء وأفكار في سياق هذا المقال بخصوص التعامل مع هذا الموضوع الحساس والخطير في أبعاده وإنعكاساته سواءً على أبناء شعبنا أو على الآخرين في المحافظة ، بل على العكس من ذلك أنا أتمنى أكثر من أن تكون لنا محافظة خاصة بشعبنا ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق بالتمني  ، بل إن الأمر في كل الأحوال يتطلب أن يكون الأنسان واقعياً ومنطقياً بطرح مطالبه وحقوقه المشروعة وأن يخضع كل شيء لمنطق العقل وليس لمنطق العواطف وأن ينال طلبه القبول من الآخر على أقل تقدير لكي يشكل تحقيق تلك المطالب أرضية راسخة للمطالبة بما هو أكبر عندما تنضج الظروف الذاتية والموضوعية ويحين الوقت المناسب لذلك ، وأن يصبح تحقيق تلك المطالب في ذات الوقت سبباً لتطور وتقدم شعبه ، وليس لأن تتحول الى نقمة بدلاً من أن تكون نعمة له كما يقال ، أي أن تتحول الى أسباب لألحاق الضرر والأذى به وبمصالحه وبوجوده ، وعليه قبل المطالبة بأي حقوق سياسية لشعبنا علينا أن نأخذ هذا الأمر بنظر الأعتبار ..
لذلك علينا نحن المعنيين بالأمر أن نحلل وندرس الظروف الموضوعية الحالية في محافظة نينوى عموماً وسهل نينوى خصوصاً ، وأن نحلل وندرس بعمق الظروف الذاتية لشعبنا في العراق ومحافظة نينوى عموماً وفي سهل نينوى خصوصاً قبل أن نطالب باستحداث محافظة للمسيحيين في هذا السهل .. كما هو معروف للجميع من أبناء شعبنا تاريخياً إن طبيعة سكان محافظة نينوى المتعددة المكونات قومياً ودينياً ومذهبياً وقبلياً هي طبيعة يغلب طابع التعصب القومي والديني والمذهبي والقبلي على سكانها بشكل عام منذ القدم ومن عاش في مدينة الموصل بالذات يعرف ذلك جيداً ، وقد تصاعد هذا التعصب في عهد الدولة العثمانية الذي تمخض في أواخر أيامها الى ارتكاب أكبر وأبشع المذابح الجماعية المروعة بحق شعبنا والشعب الأرمني في المناطق التي كانوا يتواجدون فيها تحت السلطة العثمانية بما في ذلك أجزاء من محافظة نينوى الحالية وجنوب شرق وجنوب تركيا الحالية في المناطق المتآخمة لكل من العراق وسوريا الحاليتين في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين على أيدي الكورد بقيادة المجرمين كل من بدرخان بيك ونورالدين بيك وبتحريض وتشجيع من السلطات العثمانية العنصرية وبدوافع دينية وقومية معاً ، وكانت آخر هذه المذابح البشعة التي يندى لها الجبين على أيدي أحفاد أولائك الأشرار هي مذبحة سُميل في السابع من آب من عام 1933 والتي راح ضحيتها قرابة الأربعة ألاف شهيد ، كل ذلك يجب أن لا ننساه ولا يغيب عن بال أحد منا ليس لغرض الثأر والأنتقام من ورثة مرتكبيها لأنهم منها براء ، وإنما لأستخلاص العبر والدروس عندما يقدم البعض اليوم على المطالبة باستحداث محافظة للمسيحيين لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في سهل نينوى بين ظهران ورثتهم لأنهم قد لا يفكرون كما أفكر أنا ، لكي لا يجعلوا من هذه المطالبة سبباً لتكرار مذبحة سُميل ثانية بحق شعبنا وأن لا يفعلوا كما يقال " بدلاً أن يكحلوها يعموها " ..  وفي ضوء الواقع الأجتماعي الحالي لسكان محافظة نينوى والمؤسس على ثقافة التعصب القومي والديني والمذهبي والقبلي ، وثقافة رفض الآخر المختلف ، فان فكرة استحداث محافظة للمسيحيين في سهل نينوى تكون أصلاً بمثابة عملية إنتحار للمسيحيين لأنها فكرة مرفوضة لا تنال رضا وقبول الآخرين من سكان محافظة نينوى من العرب والكورد والشبك وحتى من الأخوة الأيزيديين في المحافظة وهؤلاء يشكلون اليوم أكثر من ( 95 % ) من سكان المحافظة ويشكلون أكثر من (80 % ) من سكان سهل نينوى حتى وإن تم استحداث تلك المحافظة بقرار من مجلس النواب العراقي بالأجماع ، لأن شعب محافظة نينوى بعمومه عدا النخب القليلة منه غير ناضج ثقافياً وديمقراطياً وغير متهيء نفسياً لقبول مثل هذه الفكرة ، لأنها تبقى مطبوعة في ذاكرته التي تربت وتغذت على ثقافة التعصب بمثابة فكرة مشابه لإنشاء إسرائيل ثانية مع الفارق الكبير بين هذه وتلك ، لأن الذي لا يقبل العربي المسلم الشيعي الذي يختلف عنه في المذهب والذي لا يقبل الكوردي المسلم السني لأنه كوردي القومية كيف له أن يقبل الكلداني السرياني الآشوري المسيحي الذمي ( النصراني ) الذي يختلف عنه في الدين والمذهب والقومية حراً مستقلاً غير تابعاً ومساوياً له في الحقوق والواجبات .. ؟؟ إنه يقبل التعايش مع كل المختلفين عنه قومياً ودينياً ومذهبياً وفق منطقه هو كأتباع ومواطنين من الدرجات دون درجته ، هذا هو الواقع الذي تقبله الأغلبية العربية المسلمة السنية من سكان محافظة نينوى الحالية بحُكم خلفيتها الثقافية التي شرحتُها باسهاب ، وبحُكم هذا الواقع يصبح استحداث محافظة للمسيحيين في سهل نينوى مطلب غير واقعي وأقرب الى الحُلم الطوباوي منه الى الواقع ، هذا من جهة ومن جهة ثانية إن أبناء شعبنا لا يشكلون أكثر من  نسبة ( 20% ) من سكان سهل نينوى حسب أحدث الأحصاءات السكانية الرسمية ولو أن هذه النسبة حالياً أقل من ( 20 % ) بكثير بسبب نزيف الهجرة المتزايد في السنوات الأخيرة ، وبناءً على ذلك نقول كيف ستقبل البقية الباقية من سكان السهل من العرب والكورد والشبك المسلمين من أهل السنة والشيعة والأيزيديين بسلطة الأقلية من المسيحيين من أبناء شعبنا عليهم .. ؟ وماذا سيحل بهذه المحافظة من بعد ذلك جراء ما يحصل من الصراعات من أجل السلطة والمصالح  بين هذه المكونات السكانية .. ؟ لا اعرف أن كانوا المطالبين بهذه المحافظة قد فكروا أصلاً بكل هذه الأحتمالات بمنطق العقل أم لا .. ؟؟ وافتراضاً يتم استحداث مثل هكذا محافظة بقدرة قادر مأذا بشأن الأكثرية من أبناء شعبنا الذين يعيشون خارج حدود سهل نينوى في المحافظات الأخرى كأربيل ودهوك وكركوك وبغداد والأنبار والبصرة والسُليمانية وربما في غيرها .. ؟ كيف يكون التعامل معهم ومصالحهم مرتبطة بمناطق سكناهم وتواجدهم .. ؟ هل سيتم تهجيرهم قسراً الى المحافظة الجديدة .. ؟ أم يتم إهمالهم وكون الأمر لا يعنيهم .. ؟ ولذلك فان الحل الأمثل الذي يلائم الوضع الديموغرافي لتواجد أبناء شعبنا في العراق لممارسة حقوقهم القومية والوطنية يأتي من خلال إعتماد نظام الأدارات المحلية في المناطق التي يشكلون فيها الأكثرية السكانية والتركيز على بناء مشاريع البنى التحتية لتنمية وتطوير إقتصاديات هذه المناطق لرفع مستوى معيشتهم وبالتالي يؤدي ذلك الى تقوية وترسيخ تمسكهم وتشبثهم بالأرض وإحتواء أسباب الهجرة من أرض الوطن .. لا إعتراض ولا ضير من استحداث محافظة بأي أسم تاريخي ولجميع سكان السهل من جميع المكونات التي تقطنه وتدار من خلال نظام الإدارات المحلية في مدنها وقصباتها وليس باسم محافظة للمسيحيين للأسباب التي ذكرتها ..
أيها الأخوة من دعاة المطالبة باستحداث محافظة للمسيحيين من أبناء شعبنا في سهل نينوى اليوم من قادة الأحزاب والحركات والمنظمات السياسية من الذين حصدوا الفشل الذريع في تحقيق أي شيء ملموس على أرض الواقع من الحقوق على المستوى القومي لأبناء شعبنا بعد سقوط النظام غير ما يخصهم من المنافع والمصالح الشخصية تحت يافطة الحقوق القومية المهلهلة ، وحصدوا الفشل والخيبة في التصدي لظاهرة الهجرة من أرض الأباء والأجداد والتشرد والتشتت في المهاجر ، أقول إن هذا الفشل لا يمكن تغطيته من خلال طرح ورفع شعارات سياسية مثالية لا تغني ولا تسمن لخداع وتضليل الجماهير لأغراض إعلامية مزيفة لضمان الاستمرار في مواقع تمثيلهم لأبناء شعبنا في مؤسسات الدولة الرسمية ، لأن مثل هذه الشعارات لا تجلب لشعبنا شيء من المكاسب سوى المزيد من المآسي والكوارث ودفع البقية الباقية من أبناء السهل تحت طائلة التهديد بالقتل الى الهجرة وتفريغ السهل والوطن من أبناء شعبنا ، وعليه أقول كفاكهم من  المزايدات بالشعارات والوعود الفارغة والضحك على الذقون لقد نفذ صبر الصابرين من أبناء شعبنا عليهم من المتاجرة بالمصالح القومية بالشعارات من دون فعل .. !!
إن تطبيق نظام الأدارات السياسية التي تضمن وتجسد الحقوق القومية والسياسية والثقافية والدينية لمكونات شعب مثل شعب العراق متعدد القوميات والأديان والمذاهب مهما كانت طبيعة وشكل تلك الأدارات السياسية من دولة مركزية أو إدارة فدرالية أو مناطق حكم ذاتي أو إدارات محلية لا يمكن لهذه الأدارات أن تكون أنظمة ذات جدوى بهذا الأتجاه إذا كان الشعب فيها متخلف إجتماعياً وثقافياً ولا يفهم للديمقراطية معناً ولا يمتلك منطق التعامل الواعي مع الحياة غير منطق القوة والعنف ولغة السلاح ، شعب تحكمه قيم ثقافة التعصب والتعنصر والشوفينية القومية والدينية وثقافة الأقصاء والتهميش ورفض الآخر المختلف ، شعب لا يجد من وسيلة ناجعة لحل مشاكله غير الأحتكام الى فوهة البندقية ، هذه حقائق يجب أن لا نخاف من ذكرها ويجب علينا أن نقرها وهي موجودة وراسخة على أرض الواقع في مجتمعنا العراقي ، وعليه أقول لهؤلاء المطالبين باستحداث محافظة للمسيحيين في سهل نينوى إن الوقت غير مناسب ولم يحن بعد لهذا المطلب فالنبحث عن بديل آخر أكثر مقبوليةً وبأقل تضحيات ممكنة لأن واقع شعبنا لا يتحمل المزيد من التضحيات على مذبح هذا الحلم الطوباوي الذي يتغنى به البعض من المبالغين بتفائلهم بأحلامهم الوردية لتحقيق أجنداتهم الشخصية ..
في ظل هذه الظروف تبقى كل أشكال الأدارات السياسية لحل مشاكل التعدديات القومية والدينية والمذهبية دون جدوى في شعب غير مسلح بالثقافة الديمقراطية وقبول التعددية القومية والدينية والمذهبية والسياسية وقبول التعايش السلمي مع الآخر كالشعب العراقي وبالأخص في ظل الظروف الحالية التي أفرزتها مرحلة التحول من النظام الديكتاتوري الشمولي وريث الأنظمة الفاشية السابقة منذ العهد العثماني المتخلف الى نظام الفوضى القائم على المحاصصة القومية والدينية والمذهبية الطائفية والحزبية والمناطقية والقبلية .. إن مثل هكذا إدارات تكون ذات جدوى في ظل الأنظمة الديمقراطية الحقيقية المنبثقة من الأختيار الحر للشعوب المثقفة ثقافة ديمقراطية وتؤمن بالتعايش السلمي بين مكوناته وقبول الآخر المختلف ، في ظل هكذا نظام تنتعش الأقليات القومية والدينية بقدر إنتعاش الأكثريات وعليه فان المسعى المركزي حسب الأولويات القومية والوطنية التي يفرزها الواقع الموضوعي لجميع مكونات الشعب بشكل عام وأبناء الأقليات بشكل خاص يجب أن يركزاً على بناء النظام السياسي الديمقراطي الحقيقي في البلاد ككل قبل أي شيء آخر ، النظام الذي يكون فيه معيار منح الحقوق وأداء الواجبات هو المواطنة والهوية الوطنية للمواطن وليس الهويات الفرعية والخصوصيات الأثنية والدينية والطائفية وغيرها ، حيث في ظل وجود هكذا نظام تنتفي الحاجة الى مثل هكذا إدارات لحماية الخصوصيات الفرعية للأقليات والأكثريات معاً لأن الغطاء الوطني يكون الحامي الأقوى والحارس الأمين للجميع للأقليات قبل االأكثريات ، لأن الديمقراطية إن كانت تعني حكم الأكثرية فهي تعني أكثر حماية الأقليات وخصوصياتها ..     


   
   

2227
الى الصديق العزيز الدكتور عوديشو ملكو اشيثا المحترم
تحية وتقدير وبعد
يسرني ويسعدني جداً أن أقدم لكم أجمل التهاني بمناسبة نيلكم لشهادة الدكتوراه بدرجة امتياز حول " مذبحة سُميل " التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا في السابع من آب 1933 بتواطيء من من الأنكليز ناكري الجميل مع الفاشيين الحاقدين من حكام العهد الملكي في العراق وخيانة البعض من أبناء شعبنا ، أهنئك على هذا الاختيار غير المطروق من قبل لموضوعة أطروحتك وثقتي بك كبيرة أن تكون قد أعطيت الموضوع حقه بجدارة وبمهنية عالية ( أنت كدها يا أبن العم ) وأعطيت لكل ذي حق حقه في التضحية أو في الخيانة ، أرجو أن تكون أطروحتك قد ألقت الأضواء الكافية على هذه المذبحة وتداعياتها على قضية أمتنا الآشورية بعد ما قدمته من التضحيات الجسيمة خلال هجرتها الطويلة هجرة الآلام والمآسي والكوارث خلال الحرب الكونية الأولى ، وفي الختام أتمنى لكم النجاح والتوفيق في المزيد من المؤلفات التاريخية التي تخدم قضية أمتنا وأن تنال أطروحتك رضا وقبول أبناء شعبنا وأن تكون لهم نبراساً لغور أعماق تاريخ أمتنا المعاصر ، وأن تصبح هذه الأطروحة تخليداً منكم لأرواح ما يقارب الأربعة آلاف شهيد من أبناء أمتنا في هذه المذبحة وتبقى تذكاراً كوصمة عار في جبين مرتكبيها بكل ألوانهم وأشكالهم ، وهي أجمل وأغلى هدية منكم للأمة بارككم الله في جهودكم الخيرة ..


أخوكم : خوشــابا ســـولاقا
      3 / 2 / 2013   

2228
بمناسبة انتخاب غبطة المطران مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم ، يسرني جدا بهذه المناسبة الكريمة أن أقدم أجمل التهاني المعطرة لقداسته شخصياً اولاً ولأخوتي الكلدان الأعزاء أينما كانوا من أبناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المقدسة ثانياً مع باقة ورد عطرة ، متمنياً لقداستة النجاح والتوفيق خلال رعايته الأبوية للكنيسة الكلدانية وأن يكون مشعلاً للنور على درب دعاة المحبة والوئام والسلام بين كنائس كنيستنا المشرقية العظيمة من أبناء شعبنا وأن يكون نبراساً للهدى يهتدي إليه كل الغيارى من أبناء شعبنا وكنائسنا من أجل الأهتداء بأفكاره النيرة ونيل بركاته للعمل في سبيل تقليص مساحة الأختلافات التي تسود الآن بين مكونات شعبنا المذهبية والقومية وتوسيع رقعة نقاط التقارب والتفاهم وتعظيم المشتركات بيننا وإعادة اللحمة والوحدة الى كنيستنا المشرقية بكل فروعها وأمتنا المجيدة بكل تسمياتها القومية التي بنت الحضارة النهرينية وأعطت البشرية من خلالها الكثير دون ان تأخذ منها شيئا غير المآسي والنكبات .,, أملنا بقداستة كبيراً أن يحل ببركاته على هذه الأمة ليساعد الخيرين من أبنائها لأنتشالها من هذا الواقع الأليم والمرير ، وأن يركز في مساعيه وجهوده الخيرة لمعالجة هجرة شعبنا التي غدت خطراً يهدد مصير وجودنا القومي في أرض الأباء والأجداد ( بيث نهرين - العراق ) ، لتحل بركاتك على الجميع ..


                                   المهندس : خوشابا ســولاقا
                                   2/ 2 / 2013    

2229
عضو فعال جدا
   
 غير متصل

رسائل: 101
 


        رد: الذكرى الثالثة والثمانون لرحيل المرشد القومي الأول، الملفان نعوم فائق 1868-1930
« رد #11 في: اليوم في 08:53 »   
________________________________________
الى الأخ الأستاذ يكدان نيسان المجترم
تحية وإحترام وبعد
قبل كل شيء جهودك مشكورة على ما عرضته في مقالك في ذكرى الثالثة والثمانون لرحيل الملفان القومي الكبير المرحوم نعوم فائق وخير ما فعلت لأن في ذكر رموز الأمة تشحذ همم أبنائها للعمل وهذا ما نحن اليوم بأمس الحاجة إليه بالنظر للعنان الذي أطلقه البعض لأقلامهم من أبناء شعبنا للعزف بقوة على وتر المذهبية التي فرقتنا وشتتنا الى فرق وشيغ نتنازع ونتصارع بإسمها التي ورّدها لنا الغرباء الأجانب ، إن الملفان عندما كان يورد أي من التسميات المعروفة في كتاباته والمستعملة لشعبنا في زمانه والمتداولة اليوم بيننا كان يقصد بها معناً قومياً واحداً ولم يكن يقصد بها قوميات متعددة ومختلفة عن بعضها البعض وهذا ما لا نسطيع جزمه ، يا أستاذ يكدان نحن اليوم بحاجة الى العشرات بل الى المئات من أمثال الملفان نعوم فائف لنستطيع أن نقوم مسيرة أمتنا ونضعها على السكة الصحيحة للسير نحو الهدف المنشود في تحقيق الوحدة القومية الشاملة وذلك لكثرة الملاحين الذين يقودون السفينة عن لا وعي لحقائق التاريخ والواقع ، الحقيقة أنا لا أفهم لماذا يريدوننا البعض أن نبقى متفرقين ومتخاصمين ومشتتين ولا يريدوننا أن نتقارب ونتفاهم وننسى إختلافاتنا المذهبية التي صنعها الغرباء والكل يعتز ويفتخر بما يؤمن به ويحترم ما يؤمن به الآخر بنفس القدر ونعمل سوية على تضييق مساحة الأختلافات وتعظيم المشتركات وتشذيب الخصومات المذهبية من خلال الفصل بين المذهب والقومية وعدم الربط بينهما مع ترك التسمية القومية الموحدة للزمن لأن يفعل فعله طالما نحن اليوم ( أقصد هنا السباسيين في الأحزاب كافة والأكليروس والمثقفين من أصحاب الأقلام الخيرة ) عاجزين عن التوصل الى إتفاق على التسمية القومية الموحدة عملاً بالحكمة القائلة " إذا لا تستطيع أن تشعل شمعة في الظلام لا تطفئ شمعة شعلها غيرك ، " ..  أرجو من المعقبين عدم اللجوء الى إستعمال مفردات جارحة في حواراتكم وهذا لا يشمل الجميع طبعا لأن ذلك يسيء على الحوار البناء ويقلل من إحترام القراء للكتاب باستعمال مثل هذه المفردات غير اللائقة بكاتبها أولاً وبالقراء ثانياً مع إعتذاري للجميع ..
أرجو إعتماد هذه الصيغة وشكراً
                     
خوشابا سولاقا

   
    سجل




2230
الى الأخ الأستاذ يكدان نيسان المجترم
تحية وإحترام وبعد
قبل كل شيء جهودك مشكورة على ما عرضته في مقالك في ذكرى الثلثة والثمانون لرحيل الملفان القومي الكبير المرحوم نعوم فائق وخير ما فعلت لأن في ذكر رموز الأمة تشحذ همم أبنائها للعمل وهذا ما نحن اليوم بأمس الحاجة إليه بالنظر للعنان الذي لبعض الأقلام من أبناء شعبنا للعزف بقوة على وتر المذهبية التي فرقتنا وشتتنا الى فرق وشيغ نتنازع ونتصارع بإسمها التي وردها لنا الغرباء الأجانب ، إن الملفان عندما كان يورد أي من التسميات المعروفة والمستعملة لشعبنا في زمانه والمتداولة اليوم بيننا كان يقصد بها معناً قومياً واحداً ولم يكن يقصد بها قوميات منعددة ومختلفة عن بعضها البعض وهذا ما لا نسطيع جزمه ، يا أستاذ يكدان نحن اليوم بحاجة الى العشرات بل الى المئات من أمثال الملفان نعوم فائف لنستطيع أن نقوم مسيرة أمتنا ونضعها على السكة الصحيحة للسير نحو الهدف المنشود في تحقيق الوحدة القومية الشاملة وذلك لكثرة الملاحين الذين يقودون السفينة عن لا وعي لحقائق التاريخ والواقع ، الحقيقة أنا لا أفهم لماذا يريدوننا البعض أن نبقى متفرقين ومتخاصمين ومشتتين ولا يريدوننا أن نتقارب ونتفاهم وننسى إختلافاتنا المذهبية التي صنعها الغرباء والكل يعتز ويفتخر بما يؤمن به ويحترم ما يؤمن به الآخر بنفس القدر ونعمل سوية على تضييق مساحة الأختلافات وتعظيم المثتركات وتشذيب الخصومات المذهبية من خلال الفصل بين المذهب والقومية وعدم الربط بينهما مع ترك التسمية القومية الموحدة للزمن لأن بفعل فعله طالما نحن اليوم أقصد هنا السباسيين في الأحزاب كافة والأكليروس والمثقفين من أصحاب الأقلام الخيرة عاجزين من التوصل الى الأتفاق على التسمية القومية الموحدة عملاً بالحكمة القائلة " إذا لا تستطيع أن تشعل شمعة في الظلام لا تطفئ شمعة شعلها غيرك " .. أرجو من المعقبين عدم اللجوء الى إستعمال مفردات حارحة في خواراتكم وعذا لا يشمل الجميع طبعا لأن ذلك يسبء على الحوار البناء ويقلل من إحترام القراء للكتاب بمثل هذه المفردات غير اللائقة بكاتبها أولاً وبالقراء ثانياً مع إعتذاري للجميع ..

                      خوشابا سولاقا



2231
المنبر الحر / رد: نحن الى اين؟
« في: 13:29 30/01/2013  »
الى الأخ الفاضل كوركيس أوراها منصور المحترم
تقبل تحياتي المعطرة وبعد
في البدء أقدم لك شكري الجزيل على موقفك النبيل في تضامنك معي بخصوص العوى القضائية التي قدمها ضدي المدعو يونادم كنا إنه كان موقفاً لم أتوقعه منك بعد ما حصل بيننا من إختلافات حول حباة أبناء شعبنا في بلدان المهجر إن موقفك هذا أعتبرته كافياً لأن أتخذ من شخصك الكريم صديق يغتمد عليه صدقني لو كان ما حصل لي قد حصل معك لأتخذت الموقف ذاته تجاهك على كل حال أشكرك جداً .. بعد أن قرأت تعقيبك على موضوع الصديق ألياس بإمعان وحدت أن ما أوردته في تعقيبك ينضح بما في قلبي وعقلي وأثني عليه بكامله لأنك قد شخصت كل التحديات التي تهدد مصير ومسيقبل أمتنا وتهدد وجوده القومي ككيان في الوجود في أرض الأباء والأجداد هذا من جهة ومن جهة أخرى دعيت في تعقيبك كتابنا ومثقفينا ومفكرينا الى التركيز على ما نحن بأمس الحاجة إليه ونحن نواجه كل هذه التحديات الخطيرة والى المزيد من هذه الكتابات التي تبعث الى الأمل بالمستقبل المشرق لأمتنا ولا تتشائم طالما هناك من أمثالك في هذه الأمة متمنياً لك التوفيق ..
وبالمناسبة أريد أن أعقب ببعض الملاحظات العلبرة على ما أورده الدكتور حبيب تومي في تعقيبيه الأخيرين علي وعلى الأخ ألياس متي كاتب المقال موضوع الحوار هذا بما يلي :
أولاً : أطلب من الدكتور حبيب أن ياتيني بثلاثة قوميات في العالم ولبس بثلاثة أمم و شعوب تتكلم بلغة واحدة كما هو حال الكلدان والسريان والآشورين لكي أتفق معه بأن الكلدان والسربان والآشوريين هم ثلاثة قوميات وليسوا قومية واحدة بثلاثة مذاهب دينية زز ؟
ثانياً : لماذا كل شيء يتعلق بقضية هذه المكونات ينسبه الى الأحزاب الآشورية ويعتبر كل شيء مؤامرة من هذه الأحزاب لألغاء وإقصاء وتهميش الكلدان من الساحة .. ؟ أقول له إن هذه الأحزاب لا تمثل إلا المنخرطين فيها من كل المكونات ، وبالنسبة لي شخصياً أنا أكتب معبراً عن رأي الشخصي ولا أمثل أي حزب مهما كان عنوانه وعليه يا دكتور ليس من حفك أن تصنف وتوزع التاس غلى مرامك وأتمنى لك التوفبق فبما يخدم قضيتنا الأنسانية إن لم يعجبك أية تسمية أخرى لكوننا نتكلم بلغة واحدة ونعتنق دين واحد على الأقل وأرجو أن تتجاوز عقدة الأحزاب الأحزاب الآشورية لا تكن أسير لهذه العقدة الوهمية يا دكتور كن عنصراً إيجابياً في بناء ذات الأمة ..

2232
  ألأخوة المتحاورون الكرام تخيات طيبة وجهودكم مشكورة على ما تكتبونه من كتابات لأنها فيها بعض المعلومات التاريخية عن تاريخ كنائسنا العديدة يجهلها الكثير من أبناء شعبنا ولكن بالمقابل هناك في هذه الكتابات الكثير مما يزيد من التعصب المذهبي والحقد والكراهية بين أتباع كنائسنا في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى التحمع والتمحور حول ما يوحدنا ويقربنا من بعضنا البعض ، لذلك أدعو الجميع الى التركيز في كتاباتهم على المشتركات التي تقربنا أكثر من بعضنا وليس العكس كما هو الحال في الكثير من هذه الكتابات ، أي أدعو الى عدم التركيز على ما يفرقنا ويبغدنا عن بعضنا ، التاريخ مليء بأحداث منها إيجابية ومفبدة لتطوبر حاضرنا نأخذ بها ومنها سلبية تضرنا نقرأها لنأخذ منها العبر لكي لا نكرر أخطاء ماضينا في حاضرنا ومن ثم نرميها وراء ظهورنا من دون أن نعود إليها ، هكذا يجب أن تكون فلسفتنا في التعامل مع التاريخ عندما نريد أن نصنع مسقبل زاهر ولبس العكس ، كل واحد منا حر أن يؤمن بما يشاء من مذهب وتسمية طالما ليس هناك إتفاق وإجماع مبني على أسس علمية وتاريخية وقانونية غلى التسمية القومية الموحدة وعلى الجمبع واجب أحترام فناعات الآخرين وعدم الأساءة عليها فيما يكتب ويصرح به غبر وسائل الأعلام لكي لايؤثر ذلك على الجهود الخيرة التي تبذل من أجل تقارب وجهات النظر وتضييق هوة الخلافات بين الأشقاء من أبناء الأمة الواحدة الذين أبعدتهم عن بعضهم تدخلات الغرباء عبر قرون من الزمن ، لقد فرقتنا الأقدار والظروف لأسباب كثيرة ومختلفة وقد ساهم في ذلك ضعف الوعي والثقافة والأدراك في تلك العهود ، واليوم تتوفر لدينا هذه المقومات لماذا لا نحاول أن نستغلها في تمتين تقاربنا وتفاهمنا على أساس ما موحود من المشتركات الكثيرة بين مكوناتنا .. ؟؟ أرجو المعذرة من الجميع ما كتبتُ هذه الملاحظات إلا محبة بالحميع ... وشكراً
 

                        خوشــابا ســولاقا
خو    

2233
المنبر الحر / رد: نحن الى اين؟
« في: 09:25 28/01/2013  »
لأخ الأستاذ حبيب تومي المحترم
في البدء أريد أن أوضح لحضرتك عن وجود متعصبين بين مكونات شعبنا أدعوك الى إستعراض التعقيبات المنشورة على مقال الأخ الياس متي الذي نحن بصدده الآن وأنت أحكم إن كان هناك متعصبين أم لا .. ؟ لماذا الحقائق لأن ذكرها وإقرارها هي نقطة البداية الصحيحة لتجاوز كل ما تعاني منه من اتتشرذم .. أما بخصوص كوننا قومية واحدة فرقتنا المذاهب اللاهوتبة فإن تكلم المكونات الثلاثة " الكلدان والسريان والآشوريين " بلغة واحدة مهما كانت تسميتها وبأبجدية واحدة خير دليل قاطع وحاسم على كوننا قومية واحدة لا ثانٍ لها شئنا أم أبينا ، أما بأية تسمية فتلك مهمة مثقفينا وكتابنا ومفكرينا المتنورين وأكليروس كنائسنا الأجلاء أولاً والتاريخ ثانيا .. لا يجوز لنا التشكيك ببعضنا البعض على النوابا لأن ذلك لا يوصلنا الى مبتغانا بل يجب أن نتعامل مع الوقائع التاريخية والمشتركات الكثيرة التي تجمعنا ، اما بخصوص زوعا وغيرها من الأحزاب السياسية فهي لا تمثل كل أبناء شعبنا من أي مكون من مكوناته الثلاثة وإنما تمثل رسمياً وعملياً المنخرطين في صفوفها فقط دون سواهم لوعليه فإن ما تصرح به قياداتها يمثل رأي المصرح به ولا يجوز لأي كان أن يعممه على كل المكون الذي مجرد يدل عليه اسم الحزب الفلاني ، أما بخصوص التسمية الفطارية كما يسميها البعض فهي ليست تسمية قومية بل هي مجرد مصطلح سياسي مرحلي كما أفهمه والذي يفضي الى ترسيخ فكرة كون هذه التسميات الثلاثة تسميات لقومية واجدة عسى أن تكون تلك التسمية " الكلدانية " كما تريدها أنت أو " آشورية " كما يريدها الآشوري أو " سريانية " كما يريدها الأخ السرياني بعد أن يتم الأجماع عليها من قبل المختصين بالتاريخ واللاهوت ، وأقول لك يا أستاذ حبيب تومي إن وحدتنا القومية بتسمية واحدة قدرنا لا بد أن تتحقق طالما هناك من يسغى إليها من أمثالنا ..

        وفب الحتام المعذرة من الجميع للأطالة ....... خوشايا ســولاقا

2234
الى صديقي العزيز أبرم شبيرا المحترم
 تقبل تحياتي المعطرة ..... أولاً أحييك على كتاباتك جميعها لأنها تصب في خدمة قضية أمة تواجه تحديات الصراع من أجل البقاء في أرض بيت نهرين أمة تريد أن تقول لمن يحاول أن يلعب ويعبث بمقدراتها إنها أقوى من أن ينال منها العابثين تحت أية يافطة مزيفة ، يا صديقي العزيز إن مهمتنا نحن دعاة الوحدة القومية لشعبنا تحت التسمية الموحدة والتي تفرضها إرادة شعبنا " الكلداني السرياني الآشوري "  هي مهمة صعبة وشاقة ويتطلبها تضحيات كبيرة وصبر أيوب لأن من يسبح ضد التيار هذه الأيام كثيرين كما كانوا في الماضي ولكن المسيرة تمضي الى الأمام كالقطار في كل محطة وقوف تنزل منها ناس وتصعد إليها ناس آخرين ، هكذا هي مسيرة وحدتنا القومية ولكن المشكلة هي في المتشائمين اليائسين الذين نال منهم اليأس حيث لا يتحسسون ما تحقق على هذا الطريق خلال الفترة من سنة 1994 ولغاية اليوم أي فترة الأنفتاح والتقارب بين كنائس شعبنا كيف كانت الحالة قبل هذا التاريخ وكيف أصبحت اليوم ، لو نظر الى الأمر بعين المتفائل الذي يبتغي الخير لمته سيجد إن ما تحقق كبير جداً إذا ما قورن بما قبل ، هل تعلم يا صديقي ما أتمناه أن يحصل هذه الأيام .. ؟ اتمني أن يجند كل كتابنا ومثقفينا ومفكرينا أقلامهم وجهودهم في خدمة بناء ثقافة الوحدة القومية ونبذ كل منغصات الماضي التي زرعها بين المكونات المذهبية لكنيستنا المشرقية العظيمة وتوعية الناس حول أخطار الهجرة التي غدت نزيف تهدد وجودنا القومي في أرض بيث نهرين ، متمنياً لك التوفيق في كتابة المزيد في هذا الحقل ..


                                          أخوكم وصديقكم الدائم : خوشـابا ســولاقا   

2235
المنبر الحر / رد: نحن الى اين؟
« في: 20:59 26/01/2013  »
الأخوة المتحاورون تقبلوا تحياتي الأخوية وإحتراماتي الخالصة
في البدء أشكر الاخ والصديق ألياس على ما كتبه والذي من خلاله فتح الباب لمثقفينا ومفكرينا أن يدلوا بدلوهم في هذا البئر العميق الذي تفيض به كنوز أمتنا بتراثها العريق لنعيد قراءته من جديد وبعين ثاقبة ومفتوحة وبقلوب عامرة بالمحبة والشوق الى تحقيق الوحدة القومية تحت أي تسمية كانت تأتي برغبة وإرادة الجميع وليس بالفرض كما يريدها البعض ، لآن العقل والمنطق يقولان يجب أن نتعامل مع الوقائع وليس مع النوايا والرغبات الطوباوية كما يحلم البعض .. بحق أقول كانت الأفكار المطروحة جيدة ومثمرة وناضجة ولا يعوزها غير التطبيق على أرض الواقع وهذا يتطلب منا جميعاً أن نقف على الأسباب الحقيقية لتشرذمنا وتشتتنا الحالي لكي نعرف من أين يجب أن تبدأ مسيرتنا نحو : أولاً البقاء في أرض الوطن أرض الاباء والأجداد وثانياً تحقيق وحدتنا القومية .. هناك تحديات كبيرة تواجهنا اليوم بقوة علينا مواجهتها بقوة وتلك التحديات هي أولاً الهجرة التي أصبحت حالة شبيهة بالانتحار الجماعي وهنا أثني على أورده الأخ برديصان لأن نزيف الهجرة قد وصل الى أخطر مراحله المدمرة ، وثانياً التصعيد الخطير في التعصب المذهبي الذي تنفخ في ناره المتطرفين من جميع المذاهب مع الاحترام الشديد لأرائهم وأدعوهم الى العزوف عن النفخ في هذه النار المحرقة والتوقف عن العزف على هذا الوتر المدمر للجميع ، وأقول لهؤلاء الأخوة إن معيار حب المذهب لا يأتي من خلال التعصب له على حساب احتقار وإلغاء وإقصاء وتهميش الآخرين بل يأتي من خلال تطبيق قول ربنا يسوع المسيح له المجد " حب لعدوك ما تحبه لنفسك " ,, وعلى ذكر ما ورد  في كتابات بعضكم كتعقيبات لمقال الأخ الياس حول دور الأكليروس والأحزاب القومية السياسية الحالية لتحقيق الهدفين المذكورين أنا لا أرى وجود أسباب موضوعية يمكن التعويل عليهم بشيء في ظل واقهم الذي يعيشونه من تقاطع المصالح والمناصب ، ولا أريد الأطالة عليكم ولغرض التعرف على أرائي وموقفي في هذا الموضوع أدعوكم على ععادة قراءة مقالي الموسوم " الكلدانية ، السريانية ، الآشورية ثلاثة تسميات لقومية واحدة " موجودة على هذا الموقع المنبر الحر صفحة 3 أو 4 وشكراً للجميع ..

                                  خوشابا سولاقا

2236
رياح الربيع العراقي وصراع الإرادات على أرض
الواقع إلى أين ... ؟؟

المهندس : خوشابا سولاقا
قبل الخوض في هذا الموضوع المهم والحساس لا بد لنا أن نسال سؤالاً مهما ً والإجابة عليه بدقة وعلمية وحيادية خالصة لكي يتسنى لنا الكشف عن خارطة المسار الذي يقودنا بشيء كبير من الواقعية والموضوعية الى قلب الأحداث التي تجري في العراق اليوم من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه والوقوف على مسبباتها الحقيقية والدوافع الكامنة ورائها دون أن يضطرنا أي شيء الى التعامل بخصوص ما يجري مع النوايا بدلاً من التعامل مع الأسباب الحقيقية على الأرض والتي أوصلت الأوضاع في البلاد الى ما وصلت إليه من أزمات متلاحقة ومتصاعدة والتي تقود البلاد الى حافة الهاوية السحيقة التي لا يحمد عقباها إذا استمرت هذه الأوضاع على هذا المنوال الى المزيد من الشد والتجاذب والتوتر المفتعل والأزمات المصطنعة وفق أجندات ومصالح القيادات السياسية المتنفذة في إدارة الدولة والمرتبطة بأجندات إقليمية وأجنبية ممن لهم أطماع في العراق ، والملتحقين بهم والسائرين في فلكهم في مجلس النواب من الانتهازيين والطفيليين الذين يعيشون على فتات المتنفذين ممن تقودهم مصالحهم الشخصية وشهواتهم النهمة للسلطة الى الاصطفاف بجانب هؤلاء المتنفذين الكبار والمتحكمين بمصير وقرار البلاد السياسي لاستخدامهم كورقة لترجيح كفتهم عند التصويت على أي قرار داخل البرلمان من دون مقابل لخدمة مصالح من يمثلونهم لو تركنا الحبل على الجرار كما هو عليه حالياً .. السؤال الكبير والمهم هو .. هل إن ما يحصل اليوم في العراق من أزمات متلاحقة ومتصاعدة وخروج الجماهير الشعبية الغفيرة الى الشوارع والساحات العامة للتظاهر والاعتصام مطالبين الدولة بتوفير وتحسين الخدمات المختلفة مرةً ومطالب سياسية مهما كانت طبيعتها ومهما كان معيارها من الوزن الثقيل أو من الوزن الخفيف ومهما كان لون وانتماء المطالبين بها قومياً ودينياً ومذهبياً ومناطقياً مرة أخرى ، إن كانت تلك المطالب قانونية ودستورية ومشروعة وعادلة أو على العكس من ذلك افتراضاً ، هل إن ذلك شكل من " البطر " إن جاز التعبير أم أنها نتيجة طبيعية حتمية لتقصير وعجز وإهمال أجهزة الدولة المختلفة التشريعية والتنفيذية والقضائية في أداء لمهامها في تلبية متطلبات حياة المواطنين .. ؟؟ فعندها فقط نستطيع أن نحكم على ما يجري من التظاهرات والإعتصامات بإنصاف ومهنية إن كانت على حق أو على باطل مبين ..
إن نسبة كبيرة من المواطنين الذين يعيشون في العراق بما فيهم الكثير من أصحاب الدرجات الخاصة بكل مستوياتهم الوظيفية من مواطنين دولة المنطقة الخضراء يعترفون ويقرون بملء إرادتهم بأن الدولة مقصرة لحد النخاع كما يقال في تقديم الخدمات إليهم مثل توفير ماء الشرب الصافي والكهرباء وخدمات الإتصالات الهاتفية المناسبة بكل أنواعها وتدهور حالة الشوارع والطرقات والساحات والمنتزهات السياحية داخل المدن والقصبات والطرق بين المحافظات وتدني مستوى الخدمات الصحية الملائمة وخدمات التربية والتعليم بمدارسها الطينية المتهرئة الآيلة الى السقوط وأساليب التدريس المتخلفة وشيوع الفساد المالي والاداري في مرافق وأجهزة الدولة وظاهرة سرقة المال العام نهاراً جهاراً من قبل كبار مسئولي السلطات بشكل خاص والمستويات الدنيا بشكل عام بحيث أصبح التجاوز على المال العام وممتلكات الدولة عمل مباح للمسئولين قبل المواطنين وهذا ما يؤكده ما نشاهده عبر وسائل الأعلام على شاشات القنوات الفضائية يومياً ونقرأ عنه الشيء الكثير ما ينشر في المواقع الالكترونية والصحف المحلية وما يصرح به هذا المسئول أو ذاك عن غيره وما يدور بينهم من السجالات والإتهامات المتبادلة في وسائل الأعلام المرئية والمسموعة وحتى في جلسات والمؤتمرات الصحفية لمجلس النواب في مبنى البرلمان في أحيان كثيرة .. هذه أمور أصبحت حقيقية يعيشها ويعرفها الجميع لا يمكن إخفائها والتستر عليها ولا يتحمل مسؤوليتها غير الدولة بكل سلطاتها من البرلمان والحكومة والقضاء كل حسب مهامه .. أما التقصير في الجانب الأمني وحماية الشعب من التجاوز على أمنه من قبل الإرهاب في كل مناطق العراق باستثناء أقليم كوردستان فحدث ولا حرج ، وهذا أمر واقع مفروغ منه لا يحتاج الى أدلة وإثباتات ، حيث أن الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة والأمن والمخابرات قد فشلت بامتياز في توفير الأمن للمواطن وحتى لرجال الدولة بالرغم من كثرة ارتال الحمايات وسياراتهم المدرعة الحديثة التي عددها بالعشرات يتم توفيرها على حساب زيادة فقر وبؤس المواطن الفقير ، وبالرغم من الانتشار المكثف للسيطرات الأمنية في شوارع وأزقة المدن الى درجة أصبحت موضع التندر من قبل المواطن على وجودها شائع حيث يقول أن بين كل سيطرة أمنية وأخرى سيطرة ووراء كل سيطرة عبوة ناسفة وانفجار سيارة مفخخة  !!! ولكنها من دون جدوى حيث أن النشاط الإرهابي يضرب بأطنابه في كل شارع وزقاق في مدن وقصبات العراق في أي وقت من النهار رغماً على أنف السيطرات الكثيرة التي لا نفع من ورائها غير خلق الاختناقات المرورية في الشوارع وإزعاج الناس باجراءآت سقيمة وتأخيرهم عن أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم والأضرار بمصالحهم .. أين الأمن والآمان من كل هذا يا دولتنا الموقرة .. ؟؟
إن أهم مطالب الجماهير المعتصمة اليوم في الكثير من مدن وقصبات المناطق ذات الأغلبية السنية من العراق هي المطالبة بإلغاء قانون المساءلة والعدالة وإلغاء المادة / 4 من قانون مكافحة الإرهاب وإلغاء المخبر السري وإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات وخلق التوازن في أجهزة الدولة وبالأخص الأمنية منها وتعديل الدستور وتوفير الخدمات وغيرها من المطالب الثانوية ، وبالنظر لعدم تعامل أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية بجدية مع المعتصمين لجأوا المعتصمين الى رفع سقف مطالبهم المعلنة ومن ثم اختزالها في مطلب واحد ألا وهو رفع شعار إسقاط النظام ، اي بمعنى أن رفع شعار إسقاط النظام من قبل المعتصمين كان رد فعل على عدم جدية الدولة في التعامل الأيجابي مع مطالب المعتصمين في تلك المناطق ، في الوقت الذي أن الشرط الأساسي في الدولة الديمقراطية لإثبات ديمقراطيتها على أرض الواقع هو اعتبار أن الشعب على حق دائماً عندما يكون له مطالب من الدولة عليها أن تتجاوب وتتحاور معه وليس العكس كما يجري في الدولة الديكتاتورية الاستبدادية ..
وهنا نتساءل لماذا الجماهير الشعبية المعتصمة تطالب بكل هذه المطالب المذكورة آنفاً .. ؟؟ هل لأن الدولة بكل سلطاتها قد أحسنت تطبيق هذه القوانين بصورة عادلة ومهنية عالية على الجميع بغض النظر عن خلفياتهم القومية والدينية والطائفية وساوت بين الجميع على أساس المواطنة عند التطبيق .. ؟ أم لأنها أخفقت في التطبيق وطبقتها بانتقائية ضد ناس على حساب ناس آخرين على أساس خلفية خصوصياتهم .. ؟ ، إن قانون المساءلة والعدالة والمادة / 4 من قانون مكافحة الإرهاب هما سيف ذو حدين طبقت من قبل الأجهزة المعنية بانتقائية بشكل سيء وبسبب ذلك سوق الكثير الى غياهب المعتقلات والسجون ظلماً ممن لا يستحقون ذلك ونالوا ما نالوه من الأذى والتعذيب ولفترات طويلة دون ان تحسم قضاياهم بين أن يطلق سراح الأبرياء منهم وأن يحال الى القضاء من تثبت إدانته لينال جزاءه العادل ، لو كان كل ذلك قد جرى بمهنية لما حصل ما يحصل من الإعتصامات ولما قدمت مثل هذه المطالب التي لا أراها تعجيزية لو صدقت وصفت النوايا من الجانبين .. لماذا يحصل مثل هذا الظلم بحق البريء من المعتقلين .. ؟ من يتحمل مسؤولية كل ذلك أليست الدولة هي المسئولة .. ؟ إن القانون العراقي لا يسمح باعتقال المواطن لأكثر من مدة أسبوعين على ذمة التحقيق وبعدها أما يتم إطلاق سراح المعتقل بكفالة لعدم كفاية الأدلة ، أو يحال في حالة كفاية الأدلة الى القضاء لينال جزاءه العادل ، عليه من المفروض أن تـكون إجراءات الدولة سريعة لإنجاز هذه الإجراءات لكي لا يظلم أي معتقل بريء ولكي ينال المجرم بالمقابل جزاءه بسرعة ، ولكن ما العمل إذا كان للفساد المستشري في ألأجهزة الأمنية حالياً منطق آخر غير منطق تحقيق العدالة في إطلاق سراح المعتقل البريء ومعاقبة المجرم بأقصى سرعة لأنصاف الضحايا وتلك هي الطامة الكبرى التي تعرقل سير العدالة وإحقاق الحق للجميع ..
وقد استخدمت القوانين الآنفة الذكر كوسيلة ناجعة لتصفية الخصومات السياسية بين الكتل السياسية والانتقام والثأر وغيرها من العداوات الشخصية والعشائرية تحت ستار مكافحة الإرهاب واجتثاث البعثيين المشمولين بقانون المساءلة والعدالة بشكل تشوبه الكثير من التجاوزات والخروقات والممارسات غير القانونية وحتى غير الأخلاقية في كثير من الأحيان، في الوقت الذي نرى من جانب آخر الكثيرين منهم يتولون مناصب عالية ورفيعة في البرلمان والحكومة والقضاء والأجهزة الأمنية والجيش والشرطة وأجهزة الأمن والمخابرات دون أن تطلهم إجراءات قانون المساءلة والعدالة .. وعليه فأن ما يحصل اليوم من اعتصامات يفرض على الدولة بكل سلطاتها الاختيار بين إلغاء هذه القوانين أو تطبيقها بمهنية عالية وبعدالة وإنصاف على الجميع دون تمييز بسبب الخلفية الخصوصية ، ولكن هذه المهمة صعبة الانجاز ومعقدة لأن إنجازها يتطلب أن يسبقها إنجاز مكافحة الفساد المالي لكي يتم تطهير الأجهزة التنفيذية من الفاسدين والمفسدين إعتباراً من أعلى مسئول الى الحراس على أبواب السجون والمعتقلات ، لأن هؤلاء كانوا وراء هروب المئات من عتاة القتلة والمجرمين من الإرهابيين من سجون الدولة في البصرة وبغداد وكركوك والموصل وغيرها .. عليه أقول للمسئول في الدولة أينما كان في البرلمان أو في الحكومة أو في القضاء إن المواطن المتظاهر والمعتصم أينما كان في الأنبار أو في الموصل أو في النجف الاشرف وكربلاء أو في اربيل أو في بغداد ومهما كانت نواياه الداخلية ومهما كانت قوميته ودينه وطائفته وقبيلته وعشيرته ومهما كان جنسه ولونه فهو على حق في مطاليبه الوطنية والإنسانية والحقوقية المكفولة دستورياً طالما كنت مقصراً في واجباتك تجاهه لأن طلب المواطن هو رد فعل لتقصيرك في تنفيذ واجباتك من موقعك المسئول ، وهذا هو قانون الحياة الذي بموجبه يجب أن تقيّم الأمور والأفعال فإن قبلت به فأعمل وأهلاً وسهلاً بك ، وإن رفضت فأترك موقعك بسلام لمن هو جدير به ليعطيه استحقاقه ..        



2237


الأخ سام البرواري تحية طيبة وبعد
 أنا لا أعرفك عن قرب وعن تجربة وأنت كذلك وأنا أعرف صاحبك عن قرب وعن تجربة ومن مدة طويلة وأنت لا تعرفه حق المعرفة وعن تجربة مباشرة ولذلك لا يعتد بها وعليه سأترك الأمر للزمن ليكشف لك حقيقة هذا الشخص كما هو .. نحن الذين نتحدث عن صاحبك نتجدث من خلال وثائق رسمية قسم منها منشورة وأنت مظلع عليها والفسم الآخر منها موجودة وغير منشورة سوف تخرج للغلن عندما يحين الوقت المناسب هذا من جهة ومن حهة ثانية أنا لا أعرف عن أية مصالح شخصية تتحدث ,, ؟ لو كنت كذلك لخنت الحركة وشعبي وأمتي ووطني ومن وفروا لي الأمن والآمان كما فعل صاحبك وهذا الجانب هو الذي تحهله أو تتجاهله عن عمد مع سبق الأصرار : وستبقى الأيام بيننا .. أما بصوص الحركو أنا لم أقل إن الحركة خاصة بالآشوريين لوحدهم دون سواهم بل هي مفتوجة أبوابها لكل من يرغب الأنخراط في صفوفها ولكن هي لا تمثل كل الآشوريين والدليل وجود الكثير من التنظيمات السياسية وأكثر من 90% من الآشوريين مستقلين .. أنأ لا أعاديك ولا أعادي غيرك كما تعتقد بل أنا أحارب الباطل من أجل قضية شعبي ..


           خوشابا سولاقا 

2238
  الأخ سام البرواري المجترم
 تحية طيبة وأيامك سعيدة وكل عام وأنتم بخير وسلام
 بعد إطلاعي على كتاباتك العديدة ومداخلاتك حول هذا الموضوع لاحظت أنك تستميت من خلالها في الدفاع عن من لا تعرفهم على حقيقتهم عن قرب وعن تجربة ولا تعيش مع ممارساتهم العملية في ميدان العمل بشكل مباشر ، وإنما تتعامل مع بريق الأعلام المزيف الذي من خلاله ينشرون إنجازاتهم الوهمية وتتهم من ينتقدهم ويعريهم على حقيقتهم لجماهير شعبنا بمعادات الحركة الديمقراطية الآشورية ، وهنا أريد أن أذكرك بالمناسبة ، أن الحركة الديمقراطية الآشورية ليست زيد أو عمرو من الناس وفلان ليس الحركة الديمقراطية الآشورية والحركة لبست كل الآشوريين كما تتعامل أنت مع تلك المعادلة ، بل هي كيان سياسي قائمة بذاتها ولها خصوصيتها الفكرية ، ثم أنت لا تستطيع وليس من حفك أن تفرض أرائك وتملي رؤيتك على الآخرين كما يحلو لك .. في الحقيقة كل الذين يكتبون يفهمون ما يكتبونه ويعرفون ما يقصدونه في كتاباتهم عداك يا سيد سام البرواري حيث لا تعرف ما تقصده ولا تفهم ما تكتبه هل تعرف لماذا .. ؟ لأنك لا تريد إرضاء ضميرك بالبجث عن الحقيقة بل لأرضاء من تدافع عن باطلهم وأنت ملقن بما يجب ان تكتب وهذه حالة يرثى لها عليك إعادة النظر بتوجهاتك وأفكارك لأنك تعمل من أجل قضية شعب وليس من أجل شخص بعيته وتختزل شعب كامل قي هذا الشخص إنه سلوك تحاسبك الأجبال علية يا أخي ، إن ما تقوله بهذا الخصوص هو مجرد إفتراض نظري لحالات وهمية من صنع خيالك لا يمت بصلة الى حقيقة الأمور على أرض الواقع وليس إلا ، وأنا هنا أعطيك الحق في ذلك لأنك لا تعيش في ميدان العمل المباشر لتعرف التاس الذين تدافع عنهم على حقيقتهم وحقيقة أفعالهم ، وعليه أستطيع أن أقول بحقك طالما أنت مصر على حشر نفسك فيما لاتعرفه ولا تفقه مضمونه وخفاياه .. وما هذه الأحقاد والبغضاء التي تنبعث هذه الأيام من مثل هذه الكتابات من أبناء شعبنا بحق بعضهم البعض مع الأسف الشديد إلا إحدى النتائج التي أفرزتها ممارسات من تدافع عنهم والتي تنعكس سلباً على الحركة الديمقراطية الآشورية ، كفاك ذماً تمن يقول كلمة الحق ولصق التهم بهم كما يفعل سيدك المبجل ، يا أخي لاتكن محامي الشيطان ولا وعاظاً للسلطان لأنه زائل لا محال بل كن نصيراً لكلمة الحق  إذا لا تستطيع أن تشعل شمعة في الظلام لا تطفي شمعة مشتعلة ، عليه أقول بحقك أنك مثل من فاقد البصر ( حشاك ) الذي يلبس نظارات سوداء لتزبد العالم من حوله عتمة وظلاماً .


                             خوشابا سولاقا
 

2239
[/ize]

 الى الأستاذ الصديق أبرم شبيرا المحترم
 الى الأساتذة المتحاورون الكرام
 جهود الجميع مشكورة طالما تهدف خدمة شعبنا وتحقيق وحدته القومية مهما كانت الدوافع على شرط ان تصفى النوايا وأتمنى أن تكون كذلك ن ولأجل تحقيق ذلك إرتأيت أن أدون الملاحظات التالية بشأن الموضوع وكما يلي :
1) إن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية التي تدعو لعقد المؤتمر القومي العام لاتمثل إلا نسبة ضئيلة من جماهير شعبنا وق لا تشكل نسبة 5%منه وعليه ليس من حقها أن تدعو الى هذا المؤتمر لوحدها وبالتالي إحتكاره وتجيير نتائجه لخدمة اجنداتها السياسية .
2) إن إنفراد هذه التنظيمات بالدعوة يعني شئنا أم أبينا إقصاء لرين من مؤسسات شعبنا من أحزاب وحركات ومؤسسة الكنيسة ومؤسسات المجتمع المدني والمرأة والمثقفين علما إنالمؤتمر هو مؤتمر قومي لعموم شعبنا وليس لمجموعة أحزاب بعينها تريد أن تستغل هذا المؤتمر لتبرير فشلها خلال السنوات العشرة الية في تمثيل شعبنا في مؤسسات الدولة التحادية والاقليم وتدني شعبيتها على مستوى شعبنا بعد أن أصبحت سلوكيات البعض منها سبباً لتصعيد التوتر المذهبي بين أتباع تلك المذاهب كما هو الحال اليوم .
3) ولغرض تجاوز هذه المعوقات من أن تكون سببا لمنع إنعقاد هذا المؤتمر أو فشله في حالة إنعقاده من دون نتائج أقترح تشكيل لجنة تحضيرة تشترك فيها كتمثيل الأحزاب والكنيسة والمثقفين والمرأة والشباب وتقوم بتوجيه الدعوات الى الذين يتم دعوتهم للمشاركة في المؤتمر القومي العام ، وأن يكون هذا المؤتمر مخصصا لدراسة الجذور التاريخية لأسباب الفرقة والتشظي والأنقسام وتشكيل لجان مختصة لهذا الغرض وتقديم توصيات بهذا الشأن الى البرلمان القومي الذي من المفروض أن يتم إنتخابه في هذا المؤتر ..
4) أن يتم في هذا المؤتمر إنتخاب برلمان قومي يمثل كافة مكونات شعبنا المذهبية والأحزاب والحركات السياسية والمثقفين والمرأة والشباب وعلى أن يتم مراعات في ذلك نسبة حجم كل مكون لتحقيق العدالة والأنصاف لكي لا يتم إلحاق الغبن بمكون على حساب مكون آخر منعا لأثارة السجالات والمشاحنات في وسائل الأعلام ، وأن يخول هذا البرلمان كامل الصلاحيات لأقرار التوصيات الثي ترفعها اللجان المختصة التي تنبثق من هذا المؤتمر بخصوص التسمية القومية واللغة القومية وغيرها من التوصيات التي تدعم وتعزز من وحدتنا القومية والتقارب الكنسي بإلغاء كل ما يسيء من طقوس وممارسات من أي مذهب تجاه لآخر كنسيا وإجتماعياً .ز


خوشابا ســولاقا   





2240
الأخوة المتحاورين الكرام 

   تحية طيبة وأيامكم سعيدة وكل عام وأنتم وشعبنا الكلداني السرياني الآشوري والعراقي بخير وسلام والجميع بصحة وعافية
   
   أنا سعيد جداً بهذه الحوارات وخصوصا إنها كانت بنسبة عالية جداً بلغة خالية من الطعن والتجريح والأساءة على أي تسمية من المسميات
   
  الثلاثة وأن أشكركم على ذلك .. أنا كتبت المقال بلغة سياسية لغرض مناقشة هذا الموضوع من قبل مؤرخين ومختصين من علماء اللغة وتاريخ

  العراق القديم ومن الختصين بتاريخ الكنيسة لدراسة الجذور التاريخية لهذه المسميات الثلاثة بهدوء وعلمية ومن دون الربط بين المذهب الكنسي

  والتسمية القومية للوضول الى التسمية القومية الموحدة التي تناسب واقعنا التاريخي والحالي وأنا شخصياً أقبل بأي تسمية كانت لأنه ليس

المهم التسمية وإنما المهم هو نحن نتكلم بلغة واحدة ..

وفي الختام تقبلوا تحياتي متمنيا أن تخلو كتاباتنا من الكلمات التي لا تليق بلغة التحاور بين المثقفين لكي نقول للآخرين نحن شعب نستحق

 الحياة وشكراً




                                          محبكم خوشابا سولاقا


 



2241
رسالة رد الى المدعو السيد ستيفن البغدادي المحترم
المهندس : خوشابا سولاقا
قرأتُ كتاباتك الأستفزازية والمسيئة لشخصي ولكنني أتقبلها برحابة صدر المثقف وأعطيك كامل الحق لأن تقول ما تشاء من الكلام والمفردات لأنك حر في ذلك وليس من حق أحد أن يصادر حقك في قول ما تشاء ، وبما أنك غير معروف لدي لحد الآن لذا قررت أن أعقب على كتاباتك تلك ولآخر مرة بما يلي :
أولاً : هل إن الأسم الذي تنتحله وتذيل به كتاباتك هو إسمك الحقيقي أم هو إسم مستعار كما يبدو لي .. ؟ فإذا كان الأسم الحقيقي لماذا لا تنشر مع كتاباتك صورتك الشخصية كما يفعل الجميع ممن يكتبون لهذا الموقع الكريم .. ؟ ولماذا حجبت استلام التعقيبات والردود على كتاباتك في الموقع .. ؟ أكيد أنك تخجل مما تكتبه وتهاب ردود من تسيء إليهم بغير حق ، وعليه أنصحك أن تكون كاتباً شجاعاً وشفافاً بدلاً من أن تكون طبالاً وزماراً لباطل الآخرين من دون أن تعرف حقيقتهم عن تجربة فعلية على حساب ذم من يقول كلمة الحق بحقهم ، إن عدم نشر صورتك الشخصية ورفضك إستلام الردود والتعقيبات على موقعك يعني أما أن الصورة سوف تفضح الأسم المستعار بأنه ليس اسم صاحبه وعندها الأسم سوف يفضح زيفه ويفقد مصداقية حامله في كتاباته المسيئة ، أو أن عدم نشر صورة الكاتب ورفضه لأستلام التعقيبات والردود على كتاباته كما هي العادة جارية في هذا الموقع يعني أن الكاتب يخاف ويرتاب ويتهرب من المواجهة ويتستر بقناع مزيف ليعطي لنفسه الحرية في قول ما يشاء من الكلام غير المباح للأساءة على الآخرين دون رادع ووازع أخلاقي تردعه من قول الباطل والأساءة بحقهم كما تقتضي مهنة الكتابة النبيلة والصادقة والشفافة ، وهذا ما تفعله أنت يا سيد ستيفن البغدادي ، لماذا لا تسمي نفسك باسم آخر من واقعنا القومي والاجتماعي ليكون ذلك أفضل وأكثر قبولاً وقرباً للقارئ وأكثر تأثيراً فيه .. ؟  لذا أدعوك وأنصحك كزميل ولكي تعطي لما تكتبه قدراً أكبر من المصداقية أن تنشر صورتك الشخصية مع كتاباتك وتترك باب موقعك مفتوحاً لأستلام الردود والتعقيبات أمام من يريد أن يرد ويعقب عليك بما تستحقه لتبقى معلوماً ومعروفاً بالصورة والصوت لجماهير شعبنا ، أو أن تكف عن كتابة الكلام غير المباح ، ولتكن ثقتك بنفسك عالية وغير متزعزعة يا رجل وكن شجاعاً كما فعلتُ أنا مع من تستميت في الدفاع عن باطلهم لا تضم نفسك مختفياً في الزوايا المظلمة من الحياة وترمي الآخرين بسهامك المسمومة إذا كانت لديك مبادئ قومية تؤمن بها ( مبادئ أمتنايي ) كما تدعي ، صدقني إن سهامك لا تقتل بل إنها تقوي من تصيبه وتزيده صلابة وإصراراً على المضي في نهجه في محاربة الباطل طالما هناك من يدافع عن الباطل مع الأسف من أمثالك ، حقيقة إن مهنة الدفاع عن الباطل أي أن يكون الكاتب محامي الشيطان كما يقال مهنة تتعب وترهق صاحبها وتثقل كاهله بما هو غير قادر على حمله وتؤخره من مواصلة المسيره للألتحاق بالآخرين في القافلة ، وعليه أنصحك بالتخلي عن هذه المهنة ، أنا عندما اكتشفتُ صاحبك ولدي الأدلة القاطعة بالوثائق في يوم ما على حقيقته وهو يجانب الحق والمبادئ قررتُ القطيعة معه وأن أعريه وأفضحه للناس عندما وجدتُ أن الأمر متعلق بخيانة أمتي ووطني ورفاقي في التنظيم وتعاونه مع الأعداء دون تردد ، وهذا ما فعلته إيماناً مني بالحق والمبادئ وليس بحثاً عن المناصب كما إدعيتم أنت ومن تستميت في الدفاع عنهم ، لأن ما أنا عليه منها يكفيني ولا أحتاج الى منية من أحد لأستجدي منهم المناصب ، إن أعلى منصب أفتخر وأعتز به هو عندما أحس أنني في قلوب أبناء شعبي والناس الذين أعيش معهم من حولي وليس المناصب التي أحصل إليها بأساليب الغدر والخديعة والرذيلة من غير إستحقاق كما فعلوا ويفعلون من تستميت في الدفاع عنهم يا سيد ستيفن البغدادي ، وبالمناسبة ولمزيد من المعلومات أدعوك الى إعادة قراءة كتاباتي التي هي مدار حديثنا من دون تشنج وإنفعال لتعيد النظر بما تكتبه دائماً بإنفعال مفرط ..
ثانياً : إن من تدافع عنهم ، أنا لا أفهم إن كنتَ تفعل ذلك بدافع المحبة بهم أم بدافع الإيمان منك بالمبادئ أم تملقاً لهم ، أنا هنا لست بصدد إتهامك بأي دافع منها لأنني لا أعرفك حقاً بل بصدد التعرف على طبيعة تلك الدوافع الجياشة التي تحملها تجاههم لكي يتسنى لي تنويرك بحقيقة هؤلاء إن كنت مخدوعاً بهم أو مغرراً بك من قبلهم لتتخذ القرار الصائب وأن تقف في الموقع المناسب لكي لا أظلمك في حقك عندما أتحدث عنك ، وعندما أتعرف على شخصك سوف يكون لي معك حديث آخر بالشكل الذي تستحقه ويناسبك وقد نصل من خلاله الى تفاهمات مشتركة وقد نلتقي في نقاط كثيرة ونختلف في أخرى وقد نصبح أصدقاء إذا كانت القضية متعلقة بمبادئ ( الأمتنايوثا ) الصادقة لأنك مضلل ومخدوع بأصحابك كثيراً يا سيد ستيفن البغدادي ، أنا سوف لا أعتبرك خصماً ولا عدواً وإنما أعتبرك كاتب زميل من واجبي أن أحترم أرائه وأقدم له النصيحة المفيدة ، إن اصحابك هؤلاء سوف يتعرون وينفضحون لك حتماً عاجلاً أم آجلاً على حقيقتهم وبما هم عليه ، اليوم أو يوم غدٍ أو بعد حين لأن الحقائق لا يمكن إخفائها والتستر عليها مهما طال الزمن ، عندها سوف يصيبك الذهول وخيبة الأمل بهم حتماً ، هذا إن كنت تستميت في الدفاع عنهم بدافع الإيمان بالمبادئ القومية ، وأما إذا كنت لغير ذلك فسوف تدير ظهرك للأمر بما فيه متستراً باسمك المستعار ( وتكول لا من شاف ولا من درى ) وتقول " طوز بأمتنايوثا " اللقمة الدسمة مع أصحابي هي الأهم في هذه الأيام ، وغداً لناظره قريب يا أخي ، أما إذا بقيت هكذا متستراً وراء الكلمات من دون صورة شخصية فعندها سوف تتسلل الى دهاليز ظلمات التاريخ مجهولاً خائباً وغائباً على صفحاته الهامشية بخفة الخفافيش التي لا تبصر في ضوء النهار وتنسحب مع إنسحاب آخر خيوط الشمش الى أوكارها المظلمة  ولا يذكرك  أحداً يا سيد ستيفن البغدادي . .  !!        
ثالثاً : أنا شخص يعرفني جميع المهتمين بالشأن القومي من المقربين من أبناء شعبنا ومنذ زمن بعيد منذ حصول الأنشقاق  في كنيستنا كنيسة المشرق في عام 1964 ومن أيام الجامعة والنادي الثقافي الآثوري والى يومنا هذا بما فيهم الشهداء الثلاثة الأبرار ومن كتاباتي في صفحة الثقافة الآشورية في جريدة التآخي آنذاك عام 1973 والى اليوم ، أنا معروف لكل أصدقائي والمقربين مني بصدقي وموقفي من القضايا القومية لشعبنا ودعمي لزوعا بعد السقوط ، وإن سمعتي معروفة للكثير من أبناء شعبنا ومن مختلف طوائفنا وفي عملي المهني كمهندس ، بنزاهتي ومصداقيتي وشفافيتي في التعامل مع الآخرين ومن وفائي إخلاصي لأصدقائي الصادقين في القول ومن تواضعي مع الجميع ممن عملوا معي ، لا أحتاج الى تزكيتك وتزكية من تستميت في الدفاع عنهم ( أي أنا صايتي بيضاء كما يقولون ) ، وعليه أنا أكبر بكثير من أن تستطيع كلماتك غير اللائقة التي تصفني بها والتي هي في الحقيقة لا تنطبق إلا على قائلها أي كما يقال " الإناء ينضح بما فيه " من أن تنال من سمعتي وشخصيتي يا سيد ستيفن البغدادي .. !!
أنصحك أن تترك أمر الدفاع عن من تدافع عنهم لشخوصهم ليدافعوا عن أنفسهم لأن في ذلك سيحافظون على كرامتهم بين الجماهير إن كانوا  واثقين  من برائتهم مما نقوله بحقهم وأن يدحضوا ذلك بالوثائق كما أفعل وفعل غيري من قبلي ، لأنك أصغر من أن تستطيع أن تغطي الشمس بالغربال كما يقال يا سيد ستيفن البغدادي ، لقد كلفتَ نفسك بمهمة صعبة وأنت غير قادر على إنجازها  ( أي أنت مو كدها يا أخي ) وإن كنت قادراً على ذلك إكشف عن وجهك للشمس كما أفعل أنا ليعرفك الناس من تكون كما تعرفني لكي يُعتاد بكتاباتك .. أود إعلامك بأن هذه الرسالة ستكون آخر رد مني على كتاباتك المسيئة لشخصي مهما فعلت الى أن تنشر صورتك معها لتصبح معروفاً بالصورة والصوت وبعكس ذلك ليس من المنطق أن أدخل في سجال عقيم وحوار سقيم مع مجهول للصدق عديم يخاف أن يكشف عن وجهه ويظهر للعلن كما يفعل الجميع ويكتفي برمي أحجاره في ظلام الليل لتصيب الآخرين ، وكنتُ أترّفع عن الرد عليك إلا أن تماديك في الاساءة إضطرني على الرد المناسب ..
ملاحظة : هذه الرسالة كنت سأعقب بها على كتابات السيد ستيفن في موقعه إلا أن حجبه لأستلام الردود أضطرني الى نشرها على الصفحة الأولى لهذا الموقع المحترم عليه أطلب المعذرة من القائمين عليه ومن القراء الكرام ..  


المهندس : خوشابا ســولاقا
28 / 12 / 2012


2242
 


الى الأخت العزيزة مورين إيشو الممحترمة

  تحية طيبة وبعد
     
    أولاً اشكرك على إهتمامك بالموضوع وما ورد في ردك
    ثانيا كل عمل يبدأ بفكرة يكتب عنها شخص ما ليطلع الآخرين على ما يجري من سلبيات وإيجابيات ليضع الآخرين أمام المرأة لكي
          يكونوا لهم رأي ولتم تعرية وفضح من ضللوا وخذعوا الجماهير بالشعارات الفارغة وهذا ما فعلناه أنا وأنت ومن تضامن معنا .
   ثالثاً هناك من تضرر من السياسات المنحرفة ونال من الظلم ما فيه الكفاية بسبب حرصه على مصالح الأمة أولاً ومصالح الحركة حتما
         سوف يتحرك بإتجاة التغيير الجذري في الحركة وهذا ما يجري ولو ببطئ ولكنه سيحصل شاؤوا أم أبوا المتاجرين بمصالح الأمة 
         والحركة .
  رابعاً الشرط الأساسي في العملية برمتها أن لا يتوقف أي طرف من ممارسة دوره وخصوصاً أصحاب الأفكار والأقلام الحرة وأدعوك على
        إعادة قرأة ما كتبته حيث فيه الكثير من الأضاءات


       خوشابا سولاقا

2243
الكلدانية ، السُريانية ، الآشورية ... ثلاثة مسميات
لقومية واحدة
المهندس : خوشابا سولاقا
من المؤسف والمحزن جداً أن نقرأ ونرى في المقالات التي تكتب من قبل بعض  الكتاب والمثقفين والمفكرين من أتباع هذه المسميات الثلاثة وتنشر في وسائل الأعلام والمواقع الألكترونية العديدة هذه الأيام والتي كثر عددها بالذات على خلفية ما حصل من إشكالات حول الترشيحات لرئاسة ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى ، والمؤسف أكثر أن تحمل هذه الكتابات في طياتها نفس وطابع التعصب والتعنصر لتسمية بعينها على حساب تحقير وإسقاط التسميات الآخرى والتقليل من شأنها الى درجة التنظير لأنكارها وشطب وجودها من تاريخ أمتنا ، كل ذلك يحصل من قبل هؤلاء الأخوة الكتاب كردود  أفعل للسلوكيات والممارسات السياسية الخاطئة والطائشة التي تحصل بإدراك أو من دونه من هذا التنظيم السياسي أو ذاك تجاه هذه التسمية أو تلك والتي في الأساس ترمي لخدمة أجندات سياسية خاصة بتلك الأحزاب لتحقيق مكاسب ومصالح حزبية وشخصية في أغلب الأحيان لبعض القيادات فيها تحت ستار شعارات وخطابات قومية زائفة لا تمت بصلة الى المصالح القومية للأمة ولا حتى الى مصالح المكون الذي تنتمي  اليه تلك القيادات التي فرضت نفسها على أمتنا في ظل الظروف الأستثنائي القائمة في العراق بعد الأحتلال ، وكما نرى اليوم الكثير من هذه الممارسات والتجاوزات للكثير من هؤلاء على الساحة السياسية القومية لأمتنا الكلدانية السريانية الآشورية ، وكأن ذلك حالة متوارثة ومماثلة ومكملة متأثرة بالحالة السائدة في العراق اليوم ، وبالرغم من كون ذلك أمر طبيعي أن يحصل في بيئة ثقافية مثل بيئتنا الاجتماعية المؤسسة أصلاً على مبادئ التعصب والتعنصر ورفض الآخر المختلف مذهبياً ، وبالنظر لكون السياسة بحد ذاتها وبطبيعة الحال هي جزء من بنية الثقافة الأجتماعية السائدة في المجتمع للمرحلة التاريخية بعينها يكون التعصب المذهبي ورفض قبول الآخر تكون ظاهرة حتمية الحدوث ، ولكن المؤسف والمبكي في الأمر هو أن بعض الكتاب والمفكرين والمثقفين من أبناء أمتنا يطلقون العنان لأقلامهم ليتعاملون مع هكذا ممارسات بطريقة مقلوبة وليس بالطريقة التي من المفروض أن يكون عليها التعامل مع هكذا ممارسات خاطئة أي إنهم يتعاملون مع الحالة حسب قاعدة " العين بالعين والسن بالسن " من دون ربط الأمر بالمصلحة القومية العليا لأمتنا وهنا تكمن الخطورة القاتلة ، بينما كان يجب أن يكون التعامل ببذل كل الجهود بإتجاه توجيه النقد البناء من خلال وسائل الأعلام الشعبية لفضح وتعرية ومحاربة هذه السلوكيات والممارسات وعزل أصحابها ولفظها من رحم الأمة الى مزبلة التاريخ وعدم التستر عليها لأي سبب من الأسباب إن كان هؤلاء من القيادات للتنظيمات السياسية أو من قيادات الكنائس لمكونات أمتنا دون تمييز لتقويمها وتصحيح مسارات عملها بما يخدم مصلحة تحقيق وحدتنا القومية المنتظرة ، وليس بإتجاه تصعيد التطرف والتعصب للتسمية التي يؤمن بها الكاتب والمفكر والمثقف ، على أساس التعامل مع كل مكون كقومية مستقلة قائمة بذاتها لا يربطها رابط بالمكونات الأخرى وعلى حساب التنكر للمسميات الأخرى لمكونات أمتنا ، لأن في الحقيقة هذا السلوك وهذه المواقف والطروحات الشاذة تضر الجميع ولا تنفع أي مكون ولا يستفيد منها غير الأعداء الغرباء .. أنا وحسب وجهة نظري المتواضعة وقناعاتي الراسخة بوحدتنا القومية لا أرى سبباً أو مبرراً لأي كان من كتاب المقالات المحترمين والتي تنشر مقالاتهم وإجتهاداتهم في المواقع الألكترونية لأبناء شعبنا هذه الأيام أن يربط  بين الممارسات السياسية المسيئة لأي مكون من مكونات أمتنا والصادرة من فرد أو من مجموعة أفراد من قيادات أحد التنظيمات السياسية أو الصادرة من القيادات الكنسية لأي كنيسة - مع إحترامي الشديد لدرجاتهم الدينية - ولأي مكون من مكونات أمتنا ، وتحت أي عنوان كان ويعكسها على كل المنخرطين في ذلك التنظيم السياسي أو على أتباع تلك الكنيسة التي ينتمي إليها المسيء ، وبالتالي يعكس ذلك على المكون الذي يحمل تسميته الطرف المسيء ، أي بمعنى أن تعميم السلوك والتصرف الخاطئ للفرد أو لمجموعة أفراد غير مقبول وغير منطقي وغير أخلاقي وغير مبرر لأن الذي يعمم الأمور لا يقل سوءً عن مَن يمارس السوء نفسه ، إن هذا الأسلوب لا يخدم قضيتنا القومية ووحدتنا  بأي شكل من الأشكال بل سوف يلحق بها ضرراً بالغاً وهذا ما ينتظره منا بفارغ الصبر أعدائنا ، ولغرض تجاوز هذه الممارسات والسلوكيات الخاطئة لبعض - أقول لبعض وليس للجميع لكي أبتعد عن التعميم - قيادات التنظيمات السياسية والكنائس لأبناء أمتنا وردود الأفعال المتشنجة والمتطرفة الصادرةً من بعض الأخوة الكتاب من المكونات الثلا ثة التي تحمل طابع التعصب والتعنصر المفرط والمبالغة بالتشبث بهذه التسمية أو تلك ومحاولة فرضها بالأكراه على الآخرين من خلال تزييف أحداث التاريخ وتغيير وقائع الحياة لا بد للجميع من التسليم بالحقائق التالية وإقرارها لكي نتمكن من تصحيح مسار نضالاتنا من أجل تحقيق وحدتنا القومية :
أولاً : أقول شئنا أم أبينا جميعاً إن الواقع الإجتماعي والتاريخي والثقافي ولقرون عديدة لهذه التسميات الثلاثة لمكونات أمتنا قد إرتبط بشكل وثيق بالمذهبية الكنسية الدينية وأسس لثقافة مذهبية في رفض الآخر المختلف مذهبياً ، وليس على أساس الأختلاف في الأنتماء القومي ، ولم يكن تعامل أي مكون من هذه المكونات الثلاثة حسب رأي المتواضع الى زمنٍ قريب تعامل قومي مع المكون الآخر بل كان تعاملاً ذي سمة تعصبية مذهبية كنسية دينية الى درجة رفض الآخر وعدم قبوله إجتماعياً على كافة المستويات من ممارسات التعايش الأجتماعي كالزواج المتبادل بين المكونات وتقبل تناول القربان المقدس من كنائس بعضها البعض مهما كانت الظروف الداعية لمثل هذا القبول عند عدم توفر كنيسة لمكون من المكونات في المكان المعين وإطلاق الكثير من الأوصاف الكريهة وغير اللائقة لبعضها البعض كالهرطقة وغيرها من الصفات من باب التحقير .. وكان التعصب والتشدد والرفض  بين هذه المكونات الى درجة بحيث أصبحت هذه التسميات الثلاثة مرادفات لتسميات مذهبية كنسية عند بعضها البعض ، فكانت كلمة الكلدانية عند الآشوري والسرياني الأرثذوكسي تعني " الكاثوليكية " ، وكانت كلمة الآشورية عند الكلداني والسرياني الأرثذوكسي تعني " النسطورية " ، وكانت كلمة السريانية عند الآشوري والكلداني تعني " اليعقوبية " ، هكذا اصبحت لهذه التسميات الثلاثة في ثقافات وطقوس وممارسات وتقاليد أبناء المكونات الثلاثة لأمتنا تسميات ذات مضمون  فكري مزدوج بين القومية والمذهب الكنسي الديني واصبحت كل واحدة منها مرادفة للآخرى ، واكتسبت هذه التسميات المزدوجة واقع ملموس ومعاش واكتسب إجتماعياً قوة العادة من حيث التمسك والتشبث بها في ممارسة الطقوس الإجتماعية والكنسية كشيء من الموروث الأجتماعي الراسخ الجذور في أعماق ثقافة أتباعها في عملية تراكمية تاريخية متوارثة ، واقع لا يمكن تغييره وتجاوزه وفرض تسمية بعينها بالأكراه على التسميات الأخرى بقرار فوقي وفردي غير ناضج وغير مستوعب للظرف المكاني والزماني يصدر من هذا الشخص أو ذاك في القيادات السياسية أو في القيادات الكنسية لهذا المكون أو ذاك ، بل من مصلحة أمتنا أن نترك ذلك للزمن لأن يفعل فعله التراكمي التاريخي لأزالة أسباب الفرقة والتشرذم من خلال فتح حوارات هادئة معمقة وشاملة ثقافية وفكرية ولاهوتية بين المعنيين بامر تحقيق الوحدة القومية من قادة الفكر والسياسة والثقافة والكنيسة من دون الربط بين التسمية القومية وبين المذهب الديني في عملية تاريخية مستمرة لدراسة الجذور التاريخية قديماً وحديثاً وبحيادية تامة لهذه المسميات الثلاثة وصولاً الى التسمية القومية الموحدة التي تعبر عن واقعنا القومي التاريخي على هذه الأرض ، عسى أن تكون تلك التسمية " الكلدانية أو السريانية أو الآشورية " وليتسمى اليوم كل مكون بما يشاء من هذه المسميات دون الأساءة على المسميات الآخرى إن ذلك من حقه وهو حر في خياراته ، في الحقيقة أنا شخصياً أقبل بأية تسمية منها طالما تأتي بهذه الطريقة المتحضرة عبر الحوار المسؤول تقوده الحكمة والعقل والحصافة العلمية وليس عن طريق الفرض القسري وإكراه الآخر على قبول ما ليس مقتنعاً به بكامل إرادته وحريته ..
ثانياً : شئنا ام ابينا جميعاً إن هذه المسميات هي ثلاثة مسميات لمسمى قومي واحد بدليل وحدة اللغة بوحدة ابجديتها ( ألب ، بيث ، ....  شين ، تاو )  منذ آلاف السنين ، وبدليل وحدة الثقافة والتراث اللغوي والأدبي والفني والتاريخي لبلاد ما بين النهرين " بيث نهرين " الذي كتب بهذه اللغة العريقة والعظيمة التي نعتز بها جميعاً بين الأمم ، اللغة التي تكلم بها ربنا يسوع المسيح له المجد وهو على الصليب فادياً بنفسه من أجل خلاص البشرية من الآثام ، والتي أيضاً نختلف على تسميتها بين الآرامية والسريانية والكلدانية والاشورية " لغة السورث " بالرغم من وحدة أبجديتها ، أختلفنا أيضاً على تسميتها بسبب المذهبية الكنسية الدينية التي أسهبتُ في شرحها في " أولاً " أعلاه ، وبدليل وحدة المصالح المشتركة والمصير المشترك ، وبدليل وحدة الجغرافية لمناطق تواجدنا التاريخي في أرض الأباء والأجداد أرض " بيث نهرين " العراق منذ آلاف السنين ، بدءً بعصر سومر وأكد وبابل ونمرود وآشور ونينوى مروراً بعصر فجر المسيحية في القرن الأول الميلادي من أورهي ونصيبين وقطيسفون وكنيسة كوخي الى شهداء كرخ صلوخ " كركوك " الى آخر شهداء كنيسة المشرق العظيمة التي إمتد تبشيرها بالمسيحية وبهذه اللغة الثرة والثرية بتراثها لغة مار أفرام ومار نرساي من بحر الصين شرقاً الى البحر المتوسط غرباً ومن الخليج العربي جنوباً والى تخوم البحر الأسود شمالا ً، كل هذه المقومات تجمع وتدل وتثبت ومن دون شك باننا نحن الكلدان والسريان والآشوريين أينما وجدنا في الماضي واينما نتواجد اليوم وأينما سنتواجد في المستقبل على وجه المعمورة أبناء لقومية واحدة لا جدال على ذلك إن شاء المتطرفين من المكونات الثلاثة من دعاة أن كل مكون قومية قائمة بذاتها ام أبوا أقول كان :
الكلداني = السرياني = الآشوري
وسيبقى اليوم وفي المستقبل كذلك مهما سع الأعداء الى تفتيتهم .. وأقول مخلصاً لأصحاب الأقلام النبيلة والشريفة أن تكتب وتُنَظر بهذا الأتجاه وليس بالأتجاه المعاكس ونترك الزمن والتاريخ يسيران على وفق منطقهما ليفعلا فعلهما ليجمعونا بتسمية قومية موحده كما فرقونا من قومية واحدة وكنيسة موحدة الى ثلاثة مسميات قومية والعديد من الكنائس المذهبية ، ولكن كل ذلك لا يأتي من تلقاء نفسه بحكم الحتمية التاريخية كما يعتقد البعض من دون يكون هناك دور لجهد إنساني فاعل يوجه ويقود العملية التاريخية برمتها نحو الهدف المرسوم ، أي بمعنى جهودنا نحن المثقفين من كل المكونات ، فلتتوحد أقلامنا من أجل خدمة أمتنا الكلدانية السريانية الآشورية لتحقيق وحدتها القومية بتسمية موحدة ..  


المهندس : خوشابا سولاقا
 22 / 12 / 2012

2244
الوسطية في العمل السياسي المبدئي
                                                                                                                  المهندس : خوشابا سولاقا
عندما ينشب خلافاً بين طرفين بخصوص قضية ما مهما كانت طبيعة ذلك الخلاف ومهما كانت تلك القضية من الأهمية بمكان ، إن كان ذلك الخلاف خلافاً سياسياً بين الأفراد داخل المؤسسة السياسية التي ينتمي إليها الطرفان ، أو كان خلافاً بين حزبين سياسيين مختلفين بالمبادئ السياسية والأيديولوجية ، أو خلافاً بين كتلتين برلمانيتين في الدولة حول الرؤى السياسية لرسم مستقبل البلاد ، أو خلافاً بين دولتين حول قضايا وطنية تتعلق بالسيادة والكرامة الوطنية والتدخل في شؤون بعضها البعض الآخر ، من المحتم والطبيعي جداً أن يظهر في خضم هكذا خلافات  للآخرين من المعنيين بهِ أراء وأفكار وطروحات ومواقف سياسية وعملية تجاهها منطلقين من خلفية مصالح معينة وأجندات سياسية مع هذا الطرف أو ذاك من طرفي الخلاف ، فهناك من مؤيد وهناك من معارض لكل طرف ، فمثل هؤلاء مواقفهم محسومة ومعروفة التوجه والاتجاه بوضوح وجلاء ، حيث كل شخص أو جهة  منهم يؤيد الحق والباطل معاً للطرف الذي ينحاز اليه وليس ذلك بالضرورة أن يكون حباً بهذا الطرف بل قد يكون كرهاً بالطرف الآخر من الخلاف لأن مصلحته وأجنداته تقتضي ذلك الأنحياز ويعارض ويرفض ذلك للطرف الآخر بشدة وبنوع من التطرف المبالغ به أحياناً ، وهناك أراء وأفكار وطروحات ومواقف للبعض الآخر وسطية لا تؤيد زيد ولا تعارض عمرو ، حيث يسعى أصحاب هذه الاراء والأفكار للجمع والتوفيق بين المتناقضات للطرفين المختلفين تحت ستار مبررات كثيرة وعديدة يسوقوها عن الطرفين لأجل الخروج من المأزق بحل وسطي توفيقي للحفاظ على ماء الوجه ويرضي الطرفين المتخالفين ، وهذه المبرارات تختلف باختلاف طبيعة الخلاف الناشب بين القطبين ، ولغرض تقييم هكذا مواقف لا بد من العودة الى أصل جوهر الخلاف ذاته ، فإذا كان أصل الخلاف حول آليات تنفيذ العمل أو حتى إذا كان حول جوهر الأفكار التي يجب تبنيها لتحقيق هدف مشترك ، عندها تكون الاراء والأفكار والطروحات الوسطية للوسطيين من الناس كأفراد أو كأطراف إيجابية ومقبولة منطقياً وقد تعطي حلاً وسطياً توفيقياً للأطراف المتخالفة لتجاوز هذا الخلاف وأسبابه والوصول في النهاية من خلالها الى ما هو أفضل لخدمة الهدف المشترك سواءً كان للفرد أو للأفراد أو للحزب أو للكتلة أو للوطن .. أما إذا كان الخلاف يتعلق بالمبادئ والأهداف الإستراتيجية للمؤسسة السياسية كحزب أو ككتل برلمانية أو كدول أو يكون الخلاف أصلاً بسبب الخيانة للأهداف والمبادئ والجماعة السياسية وتعاون طرف من الأطراف المتخالفة مع الأعداء والتجسس لصالحهم ، فعندها تختلف الأمور كلياً في المشهد السياسي وتنقلب رأساً على عقب مع أصحاب الاراء والأفكار والطروحات الوسطية التي تظهر هنا وهناك إذا كانوا أصحابها واعين لما يطرحونه من حلول وسطية  ، أي بمعنى سوف لا يكون هناك مكان لرأي وسطي توفيقي لكائن من يكون بين الحق الواضح وبين الباطل الواضح ، بل يكون في مثل هذه الحالة مطلوب من هؤلاء الوسطيين الرأي الواضح والموقف الحازم والحاسم ، وعندها سوف تتساقط كل المبررات التي يقدمونها لتبني أرائهم وأفكارهم ومشاريعهم التوفيقية كما تتساقط أوراق الأشجار في الخريف ، لأن الذين يقفون موقف وسطي في مثل هكذا خلافات فهم في الحقيقة يقفون مع الباطل عملياً ، ويكون دورهم كدور محامي الشيطان .. إن مثل هؤلاء يحاولون عادة  طرح أفكار وأراء وعرض مواقف تدافع ظاهرياً عن القضايا العامة مثل الأدعاء بالحرص على مصلحة وسمعة الحزب أو المصلحة القومية أو مصلحة الأمة أو مصلحة الوطن وغيرها ، محاولة منهم للمساواة بين من خان ومن أبى أن يخون وبين من يضحي في سبيل حماية وصيانة المبادئ ومن يخون ويبيع تلك المبادئ بمال بخس دون خجل ، المساواة بين من هو صادق الإيمان بالمبادئ ويعمل على تحقيقها وتحقيق الأهداف الإستراتيجية للحزب أو للتكتل أو للشعب الذي يمثله أو للوطن الذي يعيش مكرماً ومعززاً حراً على أرضه يأكل من خيراته ويشرب من مائه ويستنشق هوائه وبين من يتاجر  بها ببلادة وغباء في سوق الرقيق والنخاسين في العلن وبالمجان مقابل حفنة من المال أو مقابل تبوء منصب تافه وذليل في هذا الموقع أو ذاك ، إن مثل هكذا أفكار وهكذا مواقف التي تظهر هنا وهناك بين صفوف أبناء الأمة وتطرح من قبل هذا وذاك من الانتهازيين الذين يتقنون فن الرقص على الحبال من صيادي الفرص الرخيصة  يرقصون على أكثر من حبل تحت واجهات براقة ومهلهلة من أجل الارتزاق المذل على فتات موائد أصحاب السلطة والقوة والجاه في الحزب أو في الكتلة البرلمانية أو في أي تجمع كان ، نقول لأصحاب هذه الأفكار والمواقف والطروحات الفضفاضة إن ذلك في الحقيقة والواقع ليس إلا كلمة حق يراد بهِا باطل ، لأنه ليس هناك وليس من المفروض أن يكون هناك حيادية ولا وسطية بين الحق والباطل الواضحين لعيان المثقفين العاملين في مجال العمل السياسي المبدئي ، إن موقف الواقفين على التل متفرجين من بعيد على مُجريات الأحداث لأشرف وأفضل من موقف هؤلاء من أصحاب المواقف الوسطية الانتهازية في القضايا الإستراتيجية الكبرى ذات المساس المباشر بالحقوق القومية والوطنية للشعوب والتي لا تحتمل التفسير والتأويل والاجتهاد ، وهكذا بالنتيجة فإن الوسطية الانتهازية مرفوضة في العمل السياسي المبدئي .. وهنا نقول ومن باب النصيحة المخلصة ليس لأولائك المنظرين لهذه النظرية الرخيصة إلا أن تكف ألسنتهم عن الكلام غير المفيد ، وليكسروا أقلامهم التي سئمت من كتابة النفاق والرياء السياسي في مدح السلاطين البائسين ومن أرهقهم التعب من وراء الجري بحثاً عن السحت الحرام الانزواء  الى مخادعهم الوثيرة ومضاجعهم الدافئة وباحترام لذاتهم للاستراحة من تعب مضني أصابهم في المديح والتبجيل والتطبيل والتزمير لأصحاب الباطل والخيانات القومية والوطنية والإنسانية من أقزام السياسة في هذه الأيام المظلمة التي صار فيها الكثير من السياسيين لا يحترمون إنسانيتهم من الذين لا يهمهم من الحياة غير إشباع غرائزهم الحيوانية وأنانيتهم المفرطة التي لا يحدها حدود ..         
 

2245
رد على تصريحات السيد يونادم كنا لقناة ( ANB  ) الفضائية التي تُبث من الولايات المتحدة المريكية
المهندس : خوشابا سولاقا
أيها القراء الكرام سوف أوضح  لكم في هذا الرد ما صرح به السيد يونادم كنا عني لقناة ( anb ) الفضائية والتي هي قناة يمتلكها أحد أبناء شعبنا هناك وسوف أترك الحكم على مثل هكذا تصريح وصاحبه إليكم وكل ما أتمناه منكم أن تكونوا منصفين في حكمكم ليس إلا .. أنتم الذين تعرفوني عن قرب ومعايشه أو من قرأ مقالاتي في جريدة ( بهرا ) الجريدة المركزية للحركة الديمقراطية الآشورية أو على موقع ( عينكاوه كوم ) الألكتروني أو من يعرفني من أيام الجامعة والنادي الثقافي الآثوري أو تعرف علي في مناسبات كثيرة في العراق او في امريكا خلال زياراتي لها ولقاءاتي مع الكثير من أبناء شعبنا ومن خلال نشاطاتي في الدفاع عن زوعا من خلال وسائل الأعلام لأبناء شعبنا في أمريكا وبعد أن تسمعون ما قاله السيد كنا بحقي أدناه هل هو صادق في قوله أم هو مفتري وكذاب .. ؟؟
بعد أن أقدم السيد يونادم كنا على تقديم دعوى قضائية لمقاضاتي أمام محكمة قضايا النشر والأعلام بذريعة التشهير والقذف وإتهامة بالأرتباط والتعاون مع جهاز المخابرات العامة للنظام الصدامي السابق عبر ما ذكرته في مقالي الموسوم " الحركة الديمقراطية الآشورية الى أين .. ؟ " والذي قرأتموه حتماً على موقع عينكاوه كوم .. اتصل بي السيد ديفيد من قناة ANB الفضائية وطلب مني إعطاء تصريح بشأن الدعوى القضائية المقامة ضدي التي قدمها السيد كنا ، إلا إنني امتنعت  من إعطاء أي تصريح معتذراً أن ذلك قد يتعارض مع تقاليد ومتطلبات سير المحكمة وقد يشكل في نفس الوقت مخالفة قانونية ضدي لأن المحكمة لم تبت بالدعوى لحد الان ، ولكنني وعدت القناة والسيد ديفيد باعطاء التصريح بعد إنتهاء جلسات المحكمة وشكرتُ القناة على إهتمامها بالموضوع ، وبإمكانكم الأستفسار من السيد ديفيد بشان ذلك ..
 ولكن بعد أيام علمت من خلال بعض الأقارب والأصدقاء المقيمين في امريكا بأن قناة ANB قد اجرت مقابلة مع الطرف الآخر أي السيد يونادم كنا بشأن الموضوع ذاته وكان ذلك مخالفة قانونية للسيد كنا ، وأسهب السيد كنا كعادته في حديثه عندما ينفرد بالمايكرفون أو الكاميرات في إطلاق التهم والأساءات جزافاً والأفتراء على من يخالفه الرأي وليس على من يخاصمه فقط ويدعي بما لا أساس له من الصحة على أرض الواقع ومن دون أن يستند على وثائق تدعم إدعاءاته الملفقة ولصق التهم بخصومه من دون وازع اخلاقي ، وكان السيد كنا منفعلاً ومتشنجاً وفاقداً للسيطرة على اعصابه في تلك المقابلة ، حيث أسهب في إفتراءاته ضدي  في معرض دفاعه عن نفسه لأقدامه على تقديم دعوى قضائية أمام المحاكم ومطالبته بمبلغ مئة مليون دينار تعويضاً في الوقت الذي يدعي بأنه ممثل شعبنا في البرلمان العراقي وكان صوتي من ضمن الأصوات التي أوصلت السيد كنا الى البرلمان إلا أن مشكلة هذا الشخص ينسى أفضال الآخرين عليه بسرعة ..
فمن جملة ما ما قاله وصرح به عني عبر قناةANB  الفضائية والذي أعتبره قذفاً وإساءةً لشخصي هو عندما قال بإنني شخص مريض يتطلب الأمر مني مراجعة الطبيب .. !!! هنا ربما كان السيد يونادم كنا يتحدث عن نفسه وما يعانيه من شدة إنفعالاته وتشنجه إلتبست وإنقلبت لديه الأمور !!  وكما يقول المثل الشائع ( الإناء ينضح بما فيه ) .. أيها الأخوة من الذين يعرفوني عن قرب من الأصدقاء في الحركة أو الذي تعَّرَف على شخصي في المناسبات أن يقول لي بصراحة هل لاحظتم على سلوكي وتصرفاتي مؤشرات المرض النفسي كما يدعي السيد كنا .. ؟؟ بالله عليكم هل هذا تصريح لشخص عاقل وسوي .. ؟؟ وهل تقبلون من شخص يدعي تمثيلكم على مستوى البرلمان أن يكون بهذا المستوى من ....... ؟؟ أترك الباقي عليكم لتكملوا الجملة بما تشاؤون من الكلمات المناسبة .. من المعيب أن يصل الأنسان العادي الى هذا المستوى من الضعف الأخلاقي ، فكيف يكون الأمر إذا كان ذلك من شخص يمثل أمة كما يدعي .. ؟ أنا على إستعداد لأن أذهب مع السيد يونادم كنا وبرفقة لجنة من القياديين الحياديين في الحركة للحضور أمام لجنة إختصاصية من الأطباء لأجراء الفحوصات لي وله لمعرفة من منا الأثنين مصاب بجنون العظمة أو أي مرض نفسي آخر ويعاني من عقد نفسية مزمنة .. ؟ إن الذي يلتجيء الى مثل هذه الأساليب الرخيصة لمحاربة منتقديه وخصومه هو الذي يستوجب عليه مراجعة طبيب نفساني وليس الآخر ..  

2246
متى يصبح الإنسان رخيصاً ويفقد قيمته الإنسانية .. ؟
المهندس : خوشابا سولاقا
لقد عرَّفوا علماء الاجتماع والفلاسفة والمفكرين من كل المدارس المادية والمثالية والمذاهب الفكرية المختلفة عبر التاريخ بأن الإنسان هو أعلى قيمة كونية في الوجود ، وهو بالتالي أسمى المخلوقات في الطبيعة وأرفعها مكانة في الوجود لكونه يمتلك أكثر العقول تطوراً بين كل الكائنات ، ولكونه يمتلك وعياً وهذا ما يتميز به الإنسان لوحده دون غيره من الكائنات يدرك به جوهر نشاطه الإنساني ونتيجة أعماله وبه يميز بين ما هو صالح وما هو طالح فيها ، ويُمّكنهُ من أن يُميز حاجاته المادية والمعنوية التي يبتغيها في نشاطاته الحياتية المتجددة باستمرار والتي من خلالها يعزز وجوده الإنساني الذي يميزه عن باقي الكائنات في التعامل مع الأشياء الأخرى في بيئته ومحيطه الاجتماعي ، وبامتلاكه للوعي يسيطر على حاجاته ودوافعه الغريزية في التعامل مع الآخرين من أبناء نوعه ، وبامتلاكه للوعي أيضاً يتمكن من اختيار الوسائل الأكثر إنسانية وأخلاقية وقانونية ورحمة في كل تعاملاته مع بيئته ومحيطه الاجتماعيين في تحقيق ما يطمح إليه من الغايات المشروعة .. هكذا تميّز الإنسان بهذه الخصائص والخصال عن بقية الكائنات وسمى عليها وأصبح سيداً لها وسخر الطبيعة وقواها لخدمته بنجاح وترقى على الوجود الكوني للحياة الطبيعية وأصبح بذلك أعلى وأسمى قيمة كونية في الوجود ، وعليه فمتى ما يفقد الإنسان لهذه الخصائص والخصال والصفات سوف يفقد إنسانيته ويتحول الى مجرد كائن ككل الكائنات الأخرى تسيره غرائزه ونزواته وحاجاته وبأية وسيلة كانت .. ولكن قبل أن يفقد الإنسان إنسانيته ويتحول الى مجرد كائن ككل الكائنات لابد ان يفقد خصال وصفات وخصائص كثيرة في ممارساته وسلوكياته الحياتية ليصبح بعدها رخيصاً وضيعاً في قيمته الإنسانية ليتحول الى كائن فاقداً لإنسانيته ..
والسؤال الفلسفي الاجتماعي هنا هو متى يصبح الإنسان رخيصاً في قيمته الإنسانية .. ؟؟
أولاً :  عندما يكون الإنسان لصاً وسارقاً لحقوق وجهود الآخرين من دون وجه حق بوسائل غير مشروعة وغير قانونية وأخلاقية مستغلاً ما لديه من مصادر القوة والسلطة والبطش والوجاهة مع من لا يمتلكون تلك المصادر بأيديهم تجعلهم مضطرين للخضوع لقوة الطغاة الظالمين والاستسلام لأرادتهم والخنوع لهم راضين مرغمين على ذلك في سبيل ضمان لقمة العيش وحماية أنفسهم من شر الأشرار الطغاة واستمرار حياتهم ، إن من يمارس مثل هذه الممارسات الرذيلة تجعله رخيصاً وضيعاً في قيمته الإنسانية والأدلة في التاريخ عن هكذا نماذج من الناس كثيرة لا تحصى ولا تعد ..
ثانياً : عندما يكون الإنسان مستبداً برأيه استعلائياً في نظرته الى الآخرين لا يسمع النصيحة ولا يقبل نقد أخطاءه وممارساته المنحرفة ويكون ظالماً يقمع الآخرين بوسائل العنف والقوة القاهرة لكبت حرياتهم وحجب أرائهم ومصادرة إرادتهم وكم أفواههم في سبيل ترسيخ استبداده وتسلطه وفرديته عليهم لتحقيق مآربه ومصالحه الأنانية الشخصية على حسابهم ، إن من يمارس مثل هكذا ممارسات تجعله في نظر وحسابات الآخرين والمجتمع وضيعاً رخيصاً لا قيمة اعتبارية له ، والتاريخ حافلاً بمثل هؤلاء في كل التجمعات البشرية على وجه الأرض ..
ثالثاً : عندما يحمل الإنسان مبادئ فكرية معينة ويسترشد بها ويدعو لها ويروجها ويسوقها للآخرين من خلال وسائل الأعلام المتيسرة بين يديه أو من خلال التنظيمات السياسية والاجتماعية والثقافية التي ينتمي إليها ومنخرط في نشاطاتها بين المعنيين بها من أفراد المجتمع ، ولكن بالمقابل عندما تكون أعماله على أرض الواقع تتناقض مع أقواله ، وإن كل ما يدعو إليه هو كذب وتضليل وخداع من اجل ضمان مصالحه الشخصية على حساب مصالح المخدوعين والمضللين البسطاء من الذين آمنوا بتلك المبادئ منساقين وراء مثل هؤلاء الدجالين حباً وإيماناً بها ليس إلا .. إن مثل هكذا ممارسات هوجاء ورعناء تتجسد فيها الوضاعة والسقوط الأخلاقي والرخص الإنساني بأعلى درجاته ، وما أكثر هؤلاء النماذج في الحياة السياسية في جميع أنحاء العالم ولا أستثني بلدي العراق من وجودهم إطلاقاً ..
رابعاً :  عندما ينخرط الإنسان في عمل ما ، سياسياً كان أو اجتماعياً لخدمة الآخرين كالمجتمع والوطن أو أية مجموعة أو مؤسسة ويشارك الآخرين قسم الولاء والإخلاص لما جمعهم على العمل المشترك والتضحية الطوعية من أجله ثم يخون ذلك القسم ومَن جمعهم معهُ من رفاق الدرب بدم بارد دون خجل لغايات نفعية ومصالح شخصية ونزوات غريزية وغيرها من قبائح الحياة المادية والروحية والغريزية للإنسان .. إن مثل هذه الممارسات الوضيعة لهي من أقبح الأفعال الشنيعة ومن أسوء السيئات التي تجعل صاحبها في أسفل الدرك من الوضاعة والرخص ، .. مثل هكذا إنسان يصبح مذموماً ومرفوضاً ومقززاً بين زملاءه ومشاركيه في العمل الجماعي أو العمل التنظيمي ويصبح وصمة عار عليهم يسعون الى لفظه خارج صفوفهم ، وما أكثر هؤلاء ظهوراً في العمل السياسي وخاصة في البلدان ذات الأنظمة الشمولية والديكتاتورية حيث تلتجئ أجهزة الأمن والمخابرات فيها الى السعي لتجنيد مثل هؤلاء كعملاء ومصادر للمعلومات السرية والجاسوسية من الكوادر القيادية العاملة في التنظيمات السياسية لقوى المعارضة التي تناضل ضدها ، وتاريخ مثل هكذا أحزاب زاخر بمثل هؤلاء العملاء الذين يخونوا المبادئ من أجل المنافع الشخصية الرخيصة .. 
خامساً : عندما يتخذ الإنسان من الكذب والتضليل والخداع والمكر والغدر والخيانة وعدم الشفافية والصراحة في تعامله مع الآخرين في أي عمل كان كالسياسة والتجارة والنشاطات الاجتماعية والرياضية وأية نشاطات إنسانية أخرى من أجل تحقيق ما يبتغي تحقيقه من منافع مادية ومعنوية ومظاهر الشهرة والوجاهة وغيرها تجعل أهل مثل هذه الممارسات الرخيصة رخيصين في قيمتهم الإنسانية ، وبالتالي مثل هذه الممارسات لا تترك لأصحابها أية قيمة اعتبارية عند من يتعاملون معهم لعدم مصداقيتهم وانعدام الثقة بهم مهما صَدقوا بأقوالهم وأفعالهم إن فعلوا ذلك مستقبلاً .. إن هذه السمة مفقودة الآن عند الغالبية من الطبقة السياسية في هذا الزمان حيث أن احتراف مهنة الكذب والتضليل والخداع والمكر وعدم الشفافية أصبحت مهنة شريفة وملازمة لأغلب السياسيين في العراق يفتخر بها صاحبها في المزايدات السياسية الإعلامية في صراعاتهم على السلطة والكراسي المكسورة ويعتبرون ذلك دهاء وشطارة وذكاء بدلاً من أن تكون وصمة عار عليهم تلاحقهم وأجيالهم من بعدهم الى مزبلة التاريخ ..
سادساً : عندما يكون الإنسان مداحاً ومبشراً ونصيراً وبوقاً للباطل في سبيل إرضاء ولي نعمته على حساب الحق والحقيقة وحقوق الآخرين ، كالكُتاب والشُعراء والصُحفيين والفنانين بأشكالهم من الذين سَخروا أقلامهم وفرشاتهم وآلاتهم ومواهبهم وقابلياتهم الفكرية والإبداعية لصالح الطغاة والديكتاتوريين المستبدين وظُلام الشعوب من أجل الارتزاق على فتات موائد أصحاب السلطة والمال والجاه ، إن مثل هؤلاء ليسوا في الحقيقة والواقع إلا مجرد وعاظ السلاطين ، وعندما يكون الإنسان صامتاً صاغراً لا يحرك ساكناً في معركة مواجهة الباطل والشر ، أو يكون حيادياً بين الحق والباطل وبين الخير والشر أما بسبب التخاذل والجبن أمام الجبروت والاستسلام للأمر الواقع والقبول به على مضض في سبيل المنافع الشخصية ، أي بمعنى آخر أن الوقوف على التل متفرجاً أسلم .. !! إن مثل هؤلاء يسمونهم محامي الشَيطان ، وإن مثل هؤلاء سواءً كانوا وعاظاً للسلاطين أو محامين للشيطان يصبحون في نظر المجتمع رخيصين رخص التراب وفاقدين لإنسانيهم .. ودعماً لما ورد في هذه الفقرة أقتبس ما قاله الفيلسوف الأيرلندي أدموند بيرك " كل ما يحتاجه الشر لينتصر أن يقف الأخيار على الحياد لا يحركون ساكناً "  ..
إن ما نشاهده اليوم على الساحة السياسية العراقية من الفضائح والجرائم السياسية في ممارسة الفساد المالي والإداري والأخلاقي وسرقة المال العام في وضح النهار من قبل كل من هب ودب ، والذي تنشر عنه وسائل الأعلام المحلية والأجنبية المرئية والمقرية والمسموعة عن أصحاب السلطة في العراق بكافة اختصاصاتهم ودرجاتهم الوظيفية والذي تقشعر له الأبدان وتُطأطئ له الرؤوس خجلاً نراهم كأنهم لا يعنيهم  ولا يخصهم ، بل نراهم يدافعون ويستميتون في سبيل البقاء والاستمرار في مواقعهم دون خجل ويتشبثون بكراسيهم كأن الذين يمتهنون الفساد هم أناس آخرين قدموا من كوكب آخر ، سبحان الذي خلق مثل هذه النماذج نصف البشرية التي لا تعرف للخجل والوجل معناً ، ما الذي يجعلكم تخجلون به من قبائحكم المشينة وسيئاتكم الذميمة لنتعامل من خلالها معكم .. ؟
إن الذي يمتلك إحدى هذه الصفات والخصال التي ذكرناها فيما سبق تكفي لأن يصبح من خلالها رخيصاً ووضيعاً فاقداً لإنسانيته كاملةً ، فكيف يكون الحال مع من يمتلك كل هذه الصفات والخصال في كيانه .. ؟ !!!       

2247
السياسة ... هل هي وسيلة للدفاع عن مصالح الشعوب أم هي وسيلة للأرتزاق ... ؟؟

المهندس : خوشابا سولاقا
كما هو معروف لدى الجميع من الذين يعملون في مجال السياسة والعاملين في مجال الثقافة من خارج النشاط السياسي ، وكما عرَّفها علماء وفقهاء علم السياسة ، وكما تدرَّس كمنهج في المدارس والجامعات والأكاديميات العلمية التخصُصية ، وغدت قاعدة تعتمد في أنظمة الحكم والتنظيمات السياسية ( الأحزاب ) ، وأجمع على تعريفها الجميع بأن السياسة هي وسيلة للدفاع عن مصالح المجتمعات  والشعوب والامم والأوطان عبر ممارسات شريفة وشفافة ونبيلة وأخلاقية قائمة على مبدأ الصراحة والصدق والنزاهة مع المعنيين بتلك المصالح وليس العكس ، وكذلك عرَّفوا السياسة بأنها فن الممكن في حماية المصالح الوطنية والمجتمعات ، ولكن بخلاف القاعدة الميكافيلية المقيتة " الغاية تبرر الوسيلة " ، أي بمعنى أن الوسائل غير الشريفة وغير النبيلة ليس مقبولة عند الدفاع عن المصالح .. ولكن ما هو مرفوض رفضاً قاطعاً وغير مقبول بتاتاً وفق كل القيم الأخلاقية والاجتماعية والإنسانية والدينية والدنيوية هو ان يستخدم السياسيون فن السياسة وسيلة للأرتزاق على حساب خيانة الشعوب والمبادئ والأوطان التي أقسموا اليمين على إحترامها والألتزام بها والوفاء لها في الممارسات العملية في حياتهم الشخصية والعامة  دون إستثناء ، أو إستخدامها وسيلة للأثراء الشخصي بإستغلال المناصب التي يتولاها السياسيون في الأحزاب والحركات السياسية وأجهزة الدولة الرسمية والأستقواء بها للتجاوز على المال العام وحقوق الآخرين ، هنا تتحول السياسة الى وسيلة للارتزاق لهؤلاء السياسيون بدلاً من أن تكون وسيلة للدفاع عن مصالح الشعوب ، وبالتالي يسعى هؤلاء الى تكريس سلطتهم في التشبث بالبقاء في مركز القرار من أجل حماية منافعهم الشخصية وإستمرارها الى أقصى مدى ممكن ، وينتهي هذا السلوك الى بناء سلطة ديكتاتورية قمعية فردية للأستحواذ على صنع القرار السياسي النهائي للتجمعات التي يتولون قيادتها سواءً كانت أنظمة الحكم للدولة أو الأحزاب والحركات السياسية ، وخير مثال لهذه الحالة الشاذة ، أي إستعمال السياسة كوسيلة للأرتزاق والأثراء الشخصي للفرد الرمز هي الحالة العراقية سابقاً وحالياً ، حيث ينتشر الفساد المالي والاداري وسرقة المال العام وعلى نطاق واسع بإستغلال المناصب في اروقة أجهزة الدولة الرسمية في وضح النهار دون خجل أو وجل من الشعب الذي اوصلهم الى تلك المواقع وشرعنه لهم سلطتهم السياسية والقانونية ، كان ذلك شائعاً سابقاً ولكن على نطاق اضيق بكثير مما هو عليه الان ، وكذلك كما كانت الحالة ذاتها في كافة الدول العربية والاسلامية ودول العالم الثالث في العالم في ظل الديكتاتوريات الفردية والأنظمة الشمولية التي تكرس سياسة تأليه وعبادة الفرد الرمز وتقديسة  ولذلك نجد في ظل هكذا أنظمة حرمان الشعوب من الحريات الشخصية وحرية الرأي والعقيدة وحرمانها من ابسط شروط الحياة الكريمة والرفاه الأجتماعي ، وتوسع الهوة بين مستوى المعيشة للشعوب وقادة الأنظمة والأحزاب والحركات السياسية الحاكمة فيها ، وإن هذه الشعوب يوم بعد آخر تزيد فقراً وعوزاً والقادة تزيد إنفراداً بالقرار وشراسةً وقمعاً وإستبداداً ضد تطلعات شعوبها في سبيل البقاء على كراسي الحكم والأستحواذ على مصادر الأثراء والأنتفاع تحت يافطة الشرعية القانونية والسياسية التي حصلوا عليها من خلال كونهم منتخبين من الشعب ، وفي نفس الوقت نجد الحالة على العكس من ذلك تماماً في ظل أنظمة الحكم الديمقراطية المنتخبة من قبل الشعوب بطريقة شفافة وفق مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والكفاءة المهنية في الأ داء ، حيث فيها السياسيين من قادة الأحزاب والحركات السياسية يستخدمون السياسة وسيلة لخدمة مصالح الشعوب بطرق شريفة ونبيلة وصادقة ونزيهة بعيدة كل البعد عن الكذب والغش والنفاق والرياء السياسي ، ولذلك نجد للسياسة في هذه الدول والأحزاب والحركات السياسية وجه ناصع البياض على العكس مما هوعليه في البلدان التي تتخذ فيها قادتها من السياسة وسيلة للأرتزاق والأثراء الشخصي على حساب إفقار شعوبها وسرقة المال العام في ظلام الليل ووضح النهار على حد سواء .. ليس من المفروض بالسياسي المحترف الذي يبتغي أن يخدم شعبه ووطنه أن يقول الحقيقة كلها ويقول كل شيء عنها في أي مكان وزمان للمعنيين بها عندما يتطلب الأمر منه ذلك ، بل عليه أن يقول ويصرح بما يسمح به الظرف المكاني والزماني وطبيعة ما يصرح به ويتحفظ عن التصريح بما لا يسمح الظرف المكاني والزماني به ، ولكن هذا لا يعني أن على السياسي أن يروج الكذب بديلاً عن ما لا يستطيع التصريح به أو ان يتخذ السياسي من الكذب مهنة يحترفها ويروج لها في كل الأحوال كما يفعل اغلب السياسيون العراقيون اليوم على مستوى الدولة والأحزاب والحركات السياسية ، إنه شيء مؤسف ومخجل حقاً ان يمارس ذلك في بلد شرع فيه الأنسان أولى الشرائع القانونية في التاريخ الأنساني ألا وهي شريعة حمورابي البابلي الخالد الذكر ، وأسست فيه أول مكتبة لجمع التراث العلمي والثقافي والفكري منذ فجر الحضارة الأنسانية ألا وهي مكتببة آشور بانيبال الآشوري في نينوى ، البلد الذي إنطلقت فيه حركة النهضة العلمية للترجمة من اللغات السريانية والأغريقية الى العربية وبالعكس على يد أجدادنا الاشوريين الكلدانيين النصارى كما تذكر مصادر التاريخ العراقي القديم والحديث في زمن الخليفة العباسي محمد المامون إبن هارون الرشيد ، حقيقة علينا ان نقف خجلاً مطأطئي الرؤوس أمام إستذكارنا لهذه العظمة التاريخية الهائلة عندما نَقدِم على فعل ما نفعله اليوم من ممارسات لا تليق بمن يدعي بانه يمثل ذلك التاريخ المجيد ويشكل إمتداداً تاريخياً له في هذا الزمان ، زمان عصر نهاية الفكر الشمولي وحلول عصر الحريات الأنسانية المختلفة بما فيها حرية الراي والفكر  والعقيدة ، عصر العقل الألكتروني والانترنيت عصر إختفاء السحر والشعوذة وحلول عصر الشفافية والمصارحة ، عصر زوال المؤدلجين والمداحين للباطل والمبشرين للديكتاتورين الأقزام وحلول عصر الذي لا يمكن فيه التستر على الحقائق المخجلة وإخفائها بالثلج لأن الثلج ذائب لا محال عندما تشرق الشمس الساطعة ، إنه عصر الأنترنيت الذي جعل العالم قرية صغيرة ، لاتنسوا هذه الحقيقة يا وعاظ السلاطين من الكتاب المارقين الذين تتسترون على السياسيين الأقزام الذين يمارسون الفساد المالي والسياسي بحق الشعب العراقي وبحق من يدعون تمثيلهم زورا وبهتاناً فالتكف تلك الأقلام التي لا تتجرأ أن تكشف عن وجهها الحقيقي وتنعق كالبوم في الخفاء من وراء الستار بصوت نشاز  في ظلام الليل .     

2248
رسالة مفتوحة ... للأطلاع والعلم مع التقدير .. !!

المهندس : خوشابا سولاقا
ايها الاخوة الأعزاء من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الكرام ، بأسف شديد أنقل الى مسامعكم آخر إنجازات السيد يوناذم كنا المعهودة ونحن نعيش في بدايات العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين والجميع يدعو الى حرية الرأي والرأي الآخر والحياة الديمقراطية في الأحزاب السياسية والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني بما فيها أحزاب شعبنا ، أقدَم السيد يوناذم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية على تقديم دعوى قضائية أمام محكمة النشر والأعلام الموقرة ضدي بسبب ما نشرتُه من مقالات نقدية لسلوكه وخروقاته وإنفراده بمقدرات الحركة كسكرتيرها العام دون أن أمس في تلك المقالات خصوصياته الشخصية والعائلية والأجتماعية وأفراد أسرته وحتى أقاربه من أية درجة قرابة كانوا ومن دون أن أمس لا من قريب ولا من بعيد صفته الوظيفية الرسمية كعضو في البرلمان والمهام التي يتولاها فيه تحت أي عنوان كان كرئيس كتلة الرافدين أو كرئيس لجنة العمل البرلمانية وغيرها مما ورد في لائحة الدعوى القضائية كما قرأتم في هذه المقالات وبإمكانكم العودة إليها للتأكد من ذلك ، لأن موضوعنا كان حصراً بالحركة الديمقراطية الآشورية وسلوكية سكرتيرها العام وموقفي من ذلك كعضو لجنة مركزية سابقاً وعضواً مفصولاً من الحركة حالياً بسبب إنتقاداتي لسلوك السكرتير العام السيد كنا والتي قرأتموها على صفحات هذا الموقع الكريم ، أما فيما يخص علاقات السيد كنا بالأجزة الأمنية للنظام السابق فلست أنا الذي إتهمته بذلك وإنما تم النشر عن تلك العلاقة في وسائل الأعلام منها جريدة الحوزة الناطقة الشريفة العدد / 54 وكذلك جريدة هوالتي ( المواطن )  وغيرها الكثير في المواقع الألكترونية لأبناء شعبنا لماذا لم يقدم السيد كنا دعاوي ضدهم إذا كان واثقاً من براءته من التهمة .. ؟؟ إن المُهين في الأمر لشخص السيد كنا في هذه الدعوى مع الأحترام الشديد للقانون والقضاء هو إستغلاله لمنصبه كعضو برلمان وحشر ذلك في أمر لا علاقة له به في الأنتقام مني وإعتبار ما كتبته من نقد تشهير وقذف وإساءة وتصفية لخصماً سياسياً ، الحقيقة أنا لآ أفهم عن أية خصومة سياسية يتحدث السيد كنا ؟ ويطالب المحكمة الموقرة وفقاً لذلك تعويضاً مالياً مني قدره مائة مليون دينار وليس تعويضاً معنوياً ودون أن يأخذ بنظر الأعتبار الجوانب الأخلاقية والأجتماعية وما يعكسه ذلك على شخصه من أثار سلبية كرجل سياسي وممثل للشعب في البرلمان ، وهنا أتساءل هل يجوز لمن يمثل الشعب أن يقيم دعاوى قضائية ضد من يمثلهم أمام القضاء ويطالبهم بتعويض مالي مستغلاً ومستقوياً بعضويته البرلمانية لمجرد إنتقاده في أمر يخص تنظيم سياسي لا علاقة له بعضويته ومهامه البرلمانية ؟؟ من المفروض أن تكون هذه الأعتبارات عند السياسي المحترف الذي يحترم مبادئه أكثر أهمية من المال ، إن اللجوء الى هذا الأسلوب ضد كل من يوجه نقداً لسلوك وأخطاء السيد كنا على مستوى الحركة فيما يخص عملها في إقامة الدعاوي القضائية أمام المحاكم ضدهم ومطالبة المنتقدين بتعويض مالي كبير يعني ممارسة سياسة كم الأفواه وكبت وإضطهاد حرية الرأي وهذا يخالف الدستور وقانون الصحافة في العراق الجديد ، وإنه يشكل سابقة خطيرة يتطلب من الجهات المسؤولة في الدولة وضع حد لمثل هذه الظاهرة الشاذة ، وعلى وسائل الأعلام أن تجعل من هذه القضية قضية رأي عام ، ولو أعتمد هذا الأسلوب على مستوى العراق فيما ينشر عبر وسائل الأعلام العراقية من إنتقادات لأعضاء الحكومة والبرلمان وما يوجه إليهم من كلام أفراداً وكتلاً لكان كل الشعب العراقي يتم مقاضاته ويدفع الغرامات التعويضية للمسؤولين وفق منطق السيد كنا .. تصوروا يا أبناء شعبنا هذا هو من يدعي تمثيلنا في البرلمان يقاضي أبناء شعبه ويطلب تعويضاً مالياً منهم عندما يعجز من الدفاع عن نفسه من خلال الورقة والقلم وبالأسوب الديمقراطي كما فعلتُ أنا معه عندما إنتقدته بالقلم والورقة عبر وسائل الأعلام بطريقة ديمقراطية ومهذبة .. هنا أريد أن أستميحكم عذراً يا أعزائي ولكي أكون في حلٍ من المسؤولية على ضوء المتوقع أن يحصل من التداعيات جراء هذه الدعوى وتبعاتها والتي حتماً لاتكون لصالح الحركة وشعبنا ، يكون من المسموح به لي ومن حقي الطبيعي بأن أستعمل كل ما يتوفر في يدي من الوثائق للدفاع عن نفسي ضد الدعوى المقامة ضدي من قبل السيد كنا .. وبهذه المناسبة أنتهز الفرصة لأن أقدم شكري وتقديري وإمتناني الى الأصدقاء والأحبة من أصحاب المبادئ وأهل الغيرة والشهامة من كوادر الحركة ومحبيها وأصدقائها ممن أرسلوا لي رسائل عبر البريد إلألكتروني من داخل وخارج العراق عند سماعهم للخبر أبدوا فيها إستعداهم للتبرع بالمبلغ الذي يريده السيد كنا وقسم منهم أعلنوا إستعدادهم لبيع دورهم وتسديد هذا المبلغ ، أنا أشكر جميع هؤلاء الأصدقاء الذين لهم هذا الشعور القومي الصادق ويمتلكون هذه الغيرة والشهامة القومية ، وليعلم السيد كنا إن الأمة التي فيها مثل هؤلاء الأبطال الخيرين لا يمكن له ولمن حوله من الأنتهازيين الضعفاء إهانتها وإذلالها بمثل هذه الأساليب الرخيصة التي يعتمدها في لوي أذرع من يقف بوجهه وينتقده لخروقاته وإنحرافاته عن أهداف الحركة التي قدم الشهداء أرواحهم من أجلها ، ليأتي هذا اليوم ليتاجر السيد كنا بها لأغراضه الشخصية في كسب المال والشهرة والوجاهة .. وفي كل ما ذكر للسيد كنا الخيار مسترشداً بقول الفيلسوف الأغريقي الشهير أفلاطون حين قال " من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لا تكلفه شيئاً فسوف يضطر في الغد الى شراء الأسف بأغلى سعر " ...
ملاحظة : من خلال هذا الموقع الكريم أبلغ أولادي وعائلتي وأهلي وأقاربي وأصدقائي ومعارفي بأنني أحمّل السيد يوناذم كنا شخصياً كامل مسؤولية ما يحصل لي من إعتداء بكل أشكاله مهما كانت طبيعته مستقبلاً  ..
خوشابا سولاقا

2249
يوناذم كنا وتجمع التنظيمات السياسية الكلدانية
السريانية الآشورية إلى أين ... ؟
المهندس : خوشابا سولاقا
كما هو معروف لدى أبناء شعبنا من المهتمين بالشأن القومي والسياسي لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري أنه كان هناك بعض التنظيمات السياسية تعمل في السر قبل إنشاء المنطقة الآمنة في كوردستان العراق من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بعد حرب تحرير الكويت من الأحتلال الصدامي عام 1991 مثل الحركة الديمقراطية الآشورية والحزب الوطني الآشوري وحزب بيث نهرين الديمقراطي ، وبعد إنشاء تلك المنطقة وتشكيل حكومة أقليم كوردستان شبه المستقلة عن حكومة صدام في وسط وجنوب العراق تحت مظلة وحماية التحالف الدولي تعمدت أحزاب الحركة الكوردية المتنفذة وبدعم وإسناد من التحالف الدولي الى إشراك أحزاب الأقليات القومية وغيرها من الأحزاب الوطنية العراقية في مؤسسات حكومة أقليم كوردستان وذلك محاولة من الأحزاب الكوردية إظهار مدى ديمقراطيتها وإيمانها بقبول الآخرين والتعايش معهم بسلام وأمان إرضاءً للتحالف الدولي الذي صنع لهم هذه الفرصة الذهبية في حق تقرير المصير ، وكان للحركة الديمقراطية الآشورية حصة الأسد في هذه المشاركة بالنسبة الى تمثيل شعبنا وشبه التهميش والأقصاء الكامل للآخرين من أحزاب شعبنا ، وتولى بموجبها السيد يوناذم كنا حقيبة وزارة الأشغال والأسكان  في حكومة الأقليم الشبه المستقلة عن الحكومة المركزية لمدة طويلة مع أربعة أعضاء في البرلمان الكوردستاني من دون معرفة الأسباب لماذا السيد يوناذم كنا وليس غيره .. !! ..
وبعد سقوط النظام في بغداد على يد التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبريطانيا وإحتلال العراق في 9 / 4 / 2003 تغيرت المعادلات السياسية وإنقلبت رأساً على عقب في العراق وتوسعت مساحة دائرة الصراعات على المصالح والسلطة السياسية لأدارة شؤون البلاد بين الأحزاب السياسية من كل الطوائف المذهبية والقوميات وتوسعت معها بالنتيجة المساومات المحاصصية المقيتة فيما بينها والتي كانت نتيجتها حصول الأنفراد الكامل بكل شيء من قبل الأقوياء والتهميش والأقصاء الكامل للبعض الآخر من الضعفاء من القوى السياسية ، وهنا مرة أخرى كان الأنفراد بتمثيل شعبنا في مؤسسات الدولة المركزية للحركة الديمقراطية الآشورية ، حيث تم أختيار السيد يوناذم كنا من قبل بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي في العراق بعد إعلان الأحتلال الرسمي للعراق عضواً في مجلس الحكم بالضد من إرادة الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي وحسب ما أشار إليه بول بريمر في كتابه " عام قضيته في العراق " وتم منح منصب الوزير الوحيد لتمثيل شعبنا في أول حكومة بعد سقوط النظام السابق الى مرشح السيد يوناذم كنا المهندس بهنام البازي وليس مرشح الحركة الديمقراطية الآشورية لكون الأستاذ بهنام البازي لا تربطه علاقة بالحركة الديمقراطية الآشورية وفق الأصول التنظيمية لا من قريب ولا من بعيد والسيد كنا لوحده يعرف لماذا تم إختياره للبازي ، ولأن الجميع في قيادة الحركة يعرفون علاقات البازي السابقة مع النظام السابق ، وهكذا كان التمثيل في جميع مؤسسات الدولة العراقية الجديدة كلما تطلب الأمر ذلك يتم الترشيح لهذا التمثيل من قبل السيد يوناذم كنا شخصياً دون علم قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية ، وكان الأمر كذلك في برلمان وحكومة أقليم كوردستان .. وبسبب إنفراد السيد يوناذم كنا في إختيار المرشحين لإشغال هذه المناصب بدأت الخلافات والمماحكات والصراعات تدب في صفوف الحركة وقيادتها من جهة وبين الحركة والأحزاب السيايبة الأخرى والكنائس لشعبنا من جهة ثانية ، مما زاد السيد كنا إمعاناً في تهميش وإقصاء وإبعاد الآخرين من مركز صناعة القرار في قيادة الحركة والأنفراد به لوحده ، هكذا تحولوا كل أعضاء القيادة من المهمشين والمقصيين والمبعدين الى  جبهة معارضة للسيد يوناذم كنا ، وعلى أثر ذلك إشتدت الخلافات الفكرية والصراعات في قيادة الحركة وأمتدت حتى الى بعض الحلقات الدنيا من القاعدة ، وعلى خلفية هذه الخلافات حدث تململ في صفوف الحركة وجرت محاولات عديدة لأقصاء السيد كنا من منصب السكرتير العام في المؤتمرات العامة إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب ضعف تنظيم صفوف المعارضين للسيد كنا وضعف إعلامهم في فضح سلبياته لأعضاء الحركة وكوادرها مما كان دائماً هذا الوضع يُمكن السيد كنا من تحشيد العدد الكافي من المؤيدين له ومن الأقارب في هذه المؤتمرات بطرق ملتوية ومخالفة لقواعد النظام الداخلي للحركة في الترشيحات لعضوية المؤتمر العام على حساب الأستحقاق التنظيمي .. هكذا تمكن السيد كنا من الأستمرار في منصب السكرتير العام لقيادة الحركة لهذه الفترة الطويلة .. وكان السيد كنا قد تخلى عن منصبه الوزاري في حكومة الأقليم قبل سقوط النظام في بغداد لصالح السيد يونان هوزايا وإستحواذه على منصب السكرتير العام للحركة بعد أن أزاح صهره السيد نينوس بثيو من هذا المنصب بأساليبه الملتوية ، والسيد نينوس وبقية أعضاء القيادة في حينه يعرفون كيف حصلت هذه التغييرات المسرحية المبرمجة بإتقان من قبل السيد يوناذم كنا لغاية في نفسه ألا وهي أن يوناذم كنا كان يتطلع الى ما هو أبعد وأهم من منصب وزير في حكومة أقليم وهو ما سوف يحصل عليه من منصب ومصالح في الحكومة المركزية في بغداد بعد سقوط النظام الذي لاحت في الأفق تباشير ومؤشرات سقوطه القريب بعد أن تم إقرار قانون تحرير العراق في الكونكريس الأمريكي ، وفعلاً تحقق حلمه وحصل على مبتغاه ، اي بقاءه في المركز الأول لقيادة الحركة من جهة والذي جعل منه جسراً للعبور الى المركز الأول لتمثيل شعبنا في البرلمان والحكومة الأتحادية من جهة ثانية ، أي بمعنى لقد جاءت الرياح كما تشتهي السُفن ..
أما في أقليم كوردستان بعد عام 2005 تغيرت الأمور كثيراً فيما يخص تمثيل شعبنا في حكومة الأقليم بعد بروز السيد سركيس آغاجان عضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني ووزير المالية السابق في حكومة الأقليم والمقرب من عائلة السيد البرزاني ونزوله بقوة الى ساحة الصراع مدعوماً من حكومة الأقليم ، وبناءً على متطلبات الوضع السياسي المستجد في الأقليم وضرورة إحتواء الأقليات للأستفادة منها في عملية الأستفتاء على كسب عائدية المناطق المتنازع عليها بين حكومة الأقليم والحكومة الأتحادية في محافظة نينوى وغيرها ، ولأنجاز هذا المشروع لصالح الأقليم ظهرت الحاجة إلى وجود تكتل سياسي واسع يعمل على إستقطاب أبناء شعبنا لصالح هذا المشروع ، وبحكم ذلك ظهر الى الوجود تكتل باسم " المجلس الكلداني السرياني الآشوري الشعبي " وبدعم مالي كبير من حكومة الأقليم وبرعاية السيد سركيس آغاجان ، وبذلك شَرَع السيد آغاجان بحملته الواسعة بإعادة بناء وإعمار قرى وكنائس أبناء شعبنا المدمرة من قبل النظام السابق في كوردستان وإعادة سكانها إليها وتوفير لهم كافة الخدمات ، والحقيقة هنا يجب أن تقال بحق القائمين بهذه الأنجازات بالرغم مما رافقها من بعض النواقص والسلبيات في إستكمال كافة مستلزمات الحياة ، إلا أن إعمار وبناء القرى وإعادة ولو جزء من سكانها إليها قد ساهم في تثبيت هؤلاء في أرض الوطن بدلآ من أن تهاجر الى بلدان المهجر ، الحقيقة كان ذلك إنجازاً قومياً لصالح حماية وجودنا القومي وإستمراره في أرض الأباء والأجداد ، وفي الجانب الآخر من الصورة كان السيد كنا ومؤيديه وليس كل أعضاء الحركة الديمقراطية الآشورية يحرضون أنصارهم على عدم التعاون والتجاوب مع القائمين على هذا المشروع بغرض إفشاله لكي لا يسجل ذلك إنجازاً لسركيس آغاجان والمجلس الشعبي وبالمقابل لكي لا يعتبرً فشلاً وعجزاً للسيد كنا ومؤيديه الذي عجز من أن يقدم أي شيء ملموس على أرض الواقع غير الكلام الفارغ والوعود الخاوية .. كل ذلك جرى لغرض إستقطاب أصوات أبناء شعبنا لصالح المجلس الشعبي لسحب البساط من تحت أقدام الحركة الديمقراطية الآشورية التي يقودها السيد يوناذم كنا بمزاجه الشخصي منفردا بقراراتها .. وفي ضوء هذا الواقع ظهرت الى الوجود في الساحة القومية أحزاب سياسية جديدة سريانية وكلدانية ذات صبغة مذهبية تدعو الى رفض قبول الآشورية الى درجة التنظير لنفي وجودها التاريخي الديموغرافي في العراق مدفوعة بدوافع مذهبية لاهوتية عند بعض الكتاب المنظرين لهذه الأفكار من الأخوة الكلدان ، وهذا شيء يؤسف له لأنه لا يخدم القضية القومية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري الموحد ويلحق بها ضرراً بالغاً ، وبالنتيجة أصبح التمثيل الرسمي لشعبنا في حكومة الأقليم وبرلمانها من حصة المجلس الشعبي وبعضاً من تلك الأحزاب وإنحسر نفوذ الحركة الديمقراطية الآشورية وتدنى مستوى تمثيلها في مؤسسات حكومة الأقليم ، وقد تبنت الحركة الكوردية في الأقليم هذه السياسة ، سياسة عزل يوناذم كنا وبالتالي عزل الحركة الديمقراطية الآشورية بسبب سياسات السيد يوناذم كنا الأنتهازية والأنتقائية المتذبذبة في تحالفاته للتعاون مع أحزاب الحركة الكوردية وغيرهم من الأحزاب الطائفية في الوسط والجنوب حسب ما تقتضيه مصالحه وطموحاته الشخصية وليس حسب ما تقتضيه مصالح شعبنا القومية .. وهنا أريد أن أوضح للقارئ الكريم لكي لا يقع في إشكال من امره ويحسب هذا الأسلوب في المناورة بين هذا وذاك نقطة إيجابية ظلماً لصالح السيد كنا ، إن السيد كنا لم يتبنى هذه السياسة ، سياسة التذبذب وعدم الأستقرار في الرؤى في أختيار الحلفاء من أجل مصلحة شعبنا كما قد تتوقعون وكما يدعي هو وإنما أختار تلك السياسة من أجل الأصطفاف في الفرز النهائي للقوى السياسية الى جانب الأقوى الذي يضمن لشخصه البقاءه في أعلى موقع للتمثيل الرسمي لشعبنا في الدولة العراقية ، أي بمعنى يزرع شعير ويحصد حنطة .. !!
وخلال الفترة الممتدة من 9 /4 / 2003 ولغاية وقوع مجزرة كنيسة سيدة النجاة في 31 / 10 / 2010 ، أود أن أوضح للقارئ الكريم بأنه كل الدعوات التي وجهت من أطراف عديدة من أحزاب وتنظيمات شعبنا الى الحركة الديمقراطية الآشورية لغرض الجلوس على المائدة المستديرة للحوار والنقاش الأخوي من أجل توحيد الرؤى وتقريب وجهات النظر المتخالفة حول ما يجري على الساحة السياسية العراقية ، وبالتالي توحيد الخطاب السياسي لقوى شعبنا عند الذهاب للتفاوض والحوار مع الآخرين في الحركة الوطنية العراقية فيما يخص قضايا شعبنا القومية والوطنية كانت تقابل هذه الدعوات بالرفض القاطع من قبل الحركة الديمقراطية الآشورية بشخص سكرتيرها العام يوناذم كنا أو من خلال من يكلف بذلك من الزمارين والطبالين المحيطين به من المؤيدين لنهجه الأنفرادي ، للنأي بنفسه عن تحمل ما يترتب على ذلك من مسؤولية تاريخية مستقبلاً من جهة ، والتظاهر لشعبنا بأن رفض الحركة للحوار مع الآخرين من قوى شعبنا كان قراراً جماعياً  للحركة وليس قراراً فردياً ليوناذم كنا لوحده من جهة ثانية ..
وكان السيد يوناذم كنا دائماً كعادته يتهم الأحزاب والتنظيمات السياسية الآخرى بأنها أحزاب صنيعة وعميلة وتابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني وإن قرارها ليس قراراً مستقلاً وعلى رأسها المجلس الكلداني السرياني الآشوري الشعبي ، وكان يشترط في مقابل التعاون والجلوس والدخول في حوار سياسي ونقاش مع هذه الأحزاب والتنظيمات حول توحيد الخطاب السياسي ان تستقل في قرارها السياسي من هيمنة وسيطرة الآخرين عليها ، وظهر لاحقاً عندما أشتد الخناق على السيد يوناذم كنا بسبب تعاظم مشاكل الحركة الداخلية بسبب سلوكه الأنفرادي أن هذه اللغة وهذه الشروط  للحوار كانت مجرد كلمة حق يراد بها باطل وكان كلاماً إعلامياً فارغاً ..
وبحكم إستمرار تفاقم وتردي الوضع الأمني في العراق عموماً ومناطق سكن أبناء شعبنا في المناطق ذات الأغلبية العربية من العراق خصوصاً ، وإستهداف أبناء شعبنا في تلك المناطق من قبل التنظيمات الأسلامية المتشددة وتعاظم موجات الهجرة الى كوردستان ومهاجر الخارج لأبناء شعبنا، وضعف وهزالة مواقف الحركة الديمقراطية الآشورية تجاه الأوضاع المستجدة ضعفت الحركة وإستنزفت قواها الجماهيرية الفاعلة في مجتمعنا وتدنت جماهيريتها كثيراً في ساحة العمل القومي ، شعر السيد كنا عندها بأنه أصبح محاصراً ومعزولاًً وضعيفاً لأن جماهير شعبنا إبتعدت عنه ، وفي هذه الأثناء وقعت الكارثة وحدثت مجزرة كنيسة سيدة النجاة لتكون بمثابة القش التي قصمت ظهر البعير كما يقال ، حيث ظهر السيد كنا في وسائل الأعلام وعلى شاشات الفضائيات لمواجهة هذه المجزرة بتصريحات فضفاضة وغير موزونه ومتناقضة مع جوهر المجزرة واصفاً إياها بأنها لا تختلف عن ما يحصل للأخرين من مكونات الشعب العراقي وهذه التصريحات أثارة مشاعر الكثيرين من أبناء شعبنا مما زاد في الطين بلة ، وتوسعت أزمة الثقة بين جماهير شعبنا والسيد كنا أكثر مما كانت عليه في السابق وهذا زاد من شعوره بالعزلة والأفلاس السياسي على مستوى الحركة وعلى مستوى جماهير شعبنا أكثر .. كل هذه الأحداث تراكمت وشكلت جبل من الهموم على صدر السيد كنا يصعب عليه تجاوزها ، والأنتخابات البرلمانية قادمة في 2014 ، والمحافظة على منصبه كعضو برلمان مستقبلاً مطلوب ، كل هذه الأهداف لا يمكن له تحقيقها في ظل هذه الظروف من دون أن يتمسك بحبل للنجاة لينقذه من الغرق المحتم ، لأن شعبنا قد فقد ثقته به ومن معه من حركته وأدار له ظهره .. لذلك وجد السيد كنا حبل نجاته في القبول مرغماً وصاغراً وبتواضع وخذلان باللقاء والحوار والعمل مع التنظيمات السياسية الأخرى لشعبنا والتي كانت بالأمس عميلة للآخرين من خارج البيت القومي وغير مستقلة في قرارها السياسي  ، لأن في فلسفة السيد كنا كل شيء يهون في سبيل المنصب والشهرة والمصلحة ، وهذه الفلسفة قريبة جداً من فلسفة من قالوا إنحني أمام العواصف العاتية والذين تربى السيد كنا على فلسفتهم لأنه كان دائماً قريباً منهم أكثر من قربه لأرواح الشهداء من مؤسسي الحركة ، وهنا مرة أخرى عاد السيد كنا الى ميكافيليته المعهودة " الغاية تبرر الوسيلة " ، وهكذا تمخض الجبل فولد فأرة ألا وهو " تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية " الذي جاء الى الدنيا بولادة قيصرية ، فأقسم السيد كنا للآخرين في الأجتماع التأسيسي التوحيدي التاريخي للتجمع بأغلض الأيمان أمام الجميع بأن يلتزم بكل ما تم الأتفاق والتوقيع عليه ، وعسى أن يتوب الثعلب ويتخلى عن غريزتِه من أكل الدجاج في هذه المرة .. وبعد هذا الأجتماع وقبل أن يجف حبر قلمه في توقيعه على المحضر التوحيدي استمر السيد كنا كعادته في ممارساته للأستحواذ على كل شيء وتحريم الآخرين من شركاء الأمس في التجمع من كل شيء  !! ، وما حصل من التراشقات الكلامية وتبادل التهم مؤخراً بين ممثلي زوعة السيد كنا والمجلس الشعبي في البرلمان ، والتي نشرتها المواقع الألكترونية ما هي إلا غيث من فيض الذي حتماً سيحدث في المستقبل القريب لأن السيد كنا لا يستطيع كما يبدو أن يتوب ويتجاوز غرائزه الأستحواذية ..
وهنا أريد أن أوضح الى ممثلي التنظيمات السياسية المشاركة في هذا التجمع إن هدف السيد يوناذم كنا من وراء القبول بالأنضمام الى هذا التجمع ليس حميداً وليس نابعاً من قناعته بأن يكون هذا التجمع وسيلة لخدمة مصالح شعبنا ، وإنما هدفه هوأن يستثمر هذا التجمع في المحافظة على مكاسبه الشخصية في مقعد بغداد للكوتة المسيحية في البرلمان القادم بعد إنتخابات 2014 ، حيث سيسعى لأن يكون هذا المقعد حسب نظام المحاصصة الذي سيعتمد في توزيع مقاعد الكوته بينكم قبل الأنتخابات حصراً من حصة الحركة الديمقراطية الآشورية ، وبالتالي يصبح المقعد محسوماً لشخصه داخل الحركة ، هذا هو هدف السيد يوناذم كنا الحقيقي من وراء قبول الأنضمام الى التجمع وليس أي شيء آخر ، فالذي يعرف السيد يوناذم كنا لا يجد أي سبب آخر لقبوله بالمشاركة في هذا التجمع غير البقاء والأستمرار في موقعه رغماً عن أنف قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية ورغماً عن أنف الذي يقبل أو لا يقبل من أبناء شعبنا .. ولذلك أدعو ممثلي التنظيمات السياسية المنضوية تحت يافطة هذا التجمع الأنتباه الى هذه النقطة والتعامل مع السيد كنا على هذا الأساس بالعمل على حرمانه من تحقيق هدفه هذا خدمة لمصلحة أمتنا ، كما أدعو أبناء شعبنا أينما كانوا في الوطن أوفي المهجر بعدم التصويت للسيد يوناذم كنا شخصياً في حالة ترشحه لعضوية البرلمان في الأنتخابات القادمة في عام 2014 والترشيح لصالح المنافسين له من المستقلين ..
ملاحظات عابرة
1 : هناك من روج من مؤيدي السيد كنا وقد يكون ذلك بتحريض وتوجيه منه شخصياً بأنني قلت لا يشرفني أن أكون عضواً في الحركة الديمقراطية الآشورية .. أنا لم أقل هذا الكلام إطلاقاً بل أنا قلت ( أنا لا يشرفني أن ابقى عضواً في صفوف حركتكم التي يقودها كذاب محترف ) هذا ما قلته نصاً في الجزء الثاني من مقالتي للعلم وها أنا أؤكده بأعلى صوتي ليسمع من لم يسمع ويفهم كيفما يشاء وهو حر في إجتهاده .. والترويج لمثل هكذا إدعاء الذي مصدره السيد كنا هو إثبات آخر على كونه كذاب محترف فعلاً ..
2 : إن موقفي من خلال كتابة هذه المقالات لم يكن رد فعل لعدم ترشيحي لمنصب الوزير كما يدعي السيد كنا ويروج له بل هو رد فعل لكذب وغدر يونادم كنا لي لأنني في حياتي لم أبحث عن مناصب ولو كنت كذلك لحصلت على المنصب بنفس الأساليب المذلة والمهينة التي حصل بها يوناذم كنا على المناصب التي تولاها في حياته ، وأتحدى السيد كنا أن يثبت إن كنت في يوم ما قد طلبت منه ذلك ، هذه المواقف كانت متبلورة عندي منذ زمن بعيد ولكن حرصاً مني على سمعة ومصير الحركة نأيت بنفسي عن الأباحة بها عبر وسائل الأعلام الشعبية ، ولكن بعد معرفتي بما جرى من مؤامره خبيثة دنيئة بخصوص توزير إبن شقيقته سركون وبمشاركة بعض أعضاء اللجنة المركزية لا أريد ذكر اسمائهم هنا وتهديدهم لكنا بالأنسحاب من اللجنة المركزية في حالة عدم توزير سركون تعويضاً له عن إنسحابه عن الترشيح لمقعد كركوك البرلماني لصالح عماد يوخنا حسب رغبة كنا ليتجاوز بذلك الأنتقادات من الآخرين ، وهذا ما أعترف به لي السيد كنا في المكالمة الهاتفية التي أجريتها معه بعد توزير إبن شقيقته ، وعندها قررت أن أكتب ما كتبته عن السيد كنا ، أنا لا أستجدي المناصب ولا أقبل الذل ولا أمارس الغدر والخديعة من أجلها كما فعل السيد كنا وإبن شقيقته سركون ..

المهندس : خوشابا سولاقا



 



2250
رسالة توضيحية الى أعضاء وأنصار وأصدقاء وجماهير الحركة الديمقراطية الآشورية
المهندس : خوشابا سولاقا
( بعد أن نشرتُ مقالتي الموسومة الحركة الديمقراطية الآشورية الى أين .. ؟ بأجزائها الثلاثة والتي كان موضوعها قد تطرق على أمور كثيرة لها مساس بالبعض من أعضاء وأصدقاء الحركة من قريب أو من بعيد من جهة ، وللألتباس الذي من الممكن قد حصل لدى البعض الآخر في بعض الموضوعات المطروحة في المقالة من جهة ثانية وجدتُ من الضروري كتابة هذه المقالة لألقاء مزيداً من الضوء على أهم الجوانب التي تم التطرق إليها في مقالتي المنوه عنها أعلاه ، ولكي أستغل الفرصة بالمناسبة لأن أقدم أعتذاري لمن قد أخطأت بحقه ولكن إن كان ذلك قد حصل فإنه لم يكن من باب الطعن والإساءة المقصودتين ) ..
ربما قائل منكم يقول لماذا لا يتم توجيه مثل هذه الانتقادات من خلال القنوات التنظيمية بدلاً من تناولها عبر وسائل الأعلام الالكترونية لكونها أسرار داخلية تخص عمل التنظيم وهو شأن داخلي ، أقول لهؤلاء إن التنظيمات السياسية عادة يكون لها عدد قليل من الأعضاء العاملين والمنخرطين في صفوفها مقارنة بالأعدادٍ الكبيرة من الأنصار والأصدقاء والجماهير الشعبية من أصحاب القضية الذين يعملون من خلف الأسوار الحديدية التي تصنعها التنظيمات السياسية الشمولية ، هؤلاء يعملون ولا يعرفون ماذا يجري بداخلها ، الجماهير التي لا تربطها صلة محددة مع التنظيم ليعطيها الحق والتفويض لأن تطلع على ما يجري داخل التنظيم إلا على ما ينشر في وسائل الأعلام التي يمتلكها التنظيم من صحف ونشرات إعلامية والتي عادة تركز على ما تعتقده القيادة صائباً وصالحاً ومن الإيجابيات ، وتبقى بذلك كل السلبيات والسلوكيات المنحرفة عن الخط العام للتنظيم مجهولة لهؤلاء وحتى لأكثر الأعضاء العاملين في التنظيمات الدنيا، وهكذا يبقى هؤلاء شبه مخدرين ومضللين لا يعرفون حقيقة الأمور كما هي ، أي بمعنى هؤلاء يطلعون على أمور محدودة مثل بعض مقرارات الأجتماعات التي يسمح النظام الداخلي بنشرها وتعميمها على المستويات الدنيا من الحلقات التنظيمية ، وبحكم هذا الواقع والقيود المفروضة على حرية الرأي وحجب المعلومات وإحتكارها من قبل القيادات المتنفذة والمقربة الى رأس الهرم التنظيمي ، وعمليات غسل الأدمغة من خلال الترغيب والترهيب والتهديد الذي تمارسه قيادات الأحزاب الشمولية على كوادرها من التشكيلات الأدنى يضطر المنخرطين في العمل التنظيمي الى القبول بالخضوع المطلق للأرادة الغاشمة لقيادة الديكتاتور الفرد المتمثل بالسكرتير العام للتنظيم والسائرين في فلكه من الضعفاء من أعضاء القيادة ، وبالتالي تكون لهذه الظاهرة أثار سلبية مدمرة كارثية في ظل غياب الثقافة السياسية الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر ، وغياب الوعي السياسي الرصين ، وغياب أبسط اشكال الممارسات الديمقراطية لدى القيادة الديكتاتورية للتنظيم في تعاملها مع الكوادر العاملة في الحلقات الأدنى من التنظيم ، وبذلك تنعدم الثقة القائمة على الأيمان بالمبادئ والأحترام المتبادل في العلاقات بين الأعلى والأدنى في التنظيم السياسي كما هو واقع الحال في جميع التنظيمات التي تتبنى الفكر الشمولي للقائد الفرد ومنها الحركة الديمقراطية الآشورية بشخص سكرتيرها العام .. في مثل هكذا تنظيمات تصبح العلاقة الجدلية بين القيادة والكوادر العاملة كعلاقة الضحية بالجلاد عند حصول اي خلاف بينهما لأي سبب كان حيث تتحول عادة الضحية – الكوادر في الحلقات الدنيا - بمعايير القيادة الديكتاتورية الى جلاد ، ويتحول الجلاد – القيادات المتنفذة – الى ضحية ، هكذا هي طبيعة الأحزاب والأنظمة الشمولية الديكتاتورية المستبدة مهما تعددت وتنوعت ألوانها وأشكالها من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ، والتي تسود فيها فلسفة تقديس وعبادة الفرد الرمز الديكتاتور كما كان الحال في الأحزاب الشيوعية والأنظمة الشيوعية في دول المعسكر الاشتراكي السابق والصين وكوبا ، وكما كان الحال مع الأحزاب والأنظمة القومية الفاشية والنازية في إيطاليا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال في أوربا ونظيراتها من البلدان العربية والاسلامية مثل العراق ومصر واليمن وسوريا وليبيا وتونس والجزائر وغيرها في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ، ولذلك حصلت في هذه البلدان ثورات شعبية عارمة عندما نضجت الظروف الذاتية والموضوعية في هذه البلدان وأطاحت بهذه الأحزاب والأنظمة  بإحدى الطريقتين :
أولا : الطريق السلمي دون استعمال العنف الجسدي والسلاح كما حصل في دول المعسكر الاشتراكي حيث أنجزت التغييرات في بنى المجتمعات لهذه البلدان بسلاسة دون إراقة الدماء في المرحلة الانتقالية من الديكتاتورية الى الديمقراطية من خلال ظهور التعددية الحزبية والفكرية الى علنية النقد المباشر عبر مختلف وسائل الأعلام الشعبية المتاحة للزعامات الحزبية والسياسية في الأحزاب والدولة دون قيود وسقوط قدسية النظريات الفكرية الأزلية المحصنة الى درجة إعادة النظر في العقائد الحزبية وتجاوز فلسفة تقديس وعبادة الفرد بوسائل التغيير الثوري السلمي المباشر أدت بالتالي الى إنهيار تلك الأحزاب وأنظمتها الدكتاتورية الشمولية بثورة من القِمة الى القاعدة دون إراقة دماء الجماهير الشعبية هدراً .. 
ثانياً : طريق العنف الثوري المسلح وغير الواعي كالذي أعتمد في إسقاط الدكتاتوريات العربية التي أستخدم فيها كل أنواع السلاح وسالت فيها دماء غزيرة ولا زالت تسيل لأن الدكتاتوريين غارقين في نشوة السلطة لحد الثمالة لا يريدون الاستسلام لإرادة شعوبهم وتسليم السلطة لجماهير الشعب ، وإنما قاتلوا شعوبهم بشراسة وأعلنوا الحرب عليها وبكل الوسائل وتشبثوا بالبقاء في كراسي السلطة والتمسك بها إلى الرمق الأخير ودفعوا الثمن في نهاية المطاف غالياً جداً كما حصل من معمر القذافي ونظامه في ليبيا ويحصل من بشار الأسد ونظامه في سوريا اليوم والثورة هنا حصلت من القاعدة الى القِمة .
كل هذه المقدمة أريد من خلالها أن أقول لكل من يهمه أمر الحركة وتعنيه مصلحتها ، أن حجم التجاوزات والخروقات والانفراد بصنع القرار في الحركة وتهميش وإقصاء الآخرين من الكوادر القيادية من قبل السكرتير العام بشكل مفرط قد تجاوزت تلك الحدود التي يمكن عندها التصدي ووضع حد لهذه السلوكية الدكتاتورية الاستحواذية للسكرتير العام من خلال القنوات التنظيمية التقليدية التي عادةً تعتمد في تنظيمات الأحزاب الشمولية ، ولهذا السبب  لابد لنا من العودة الى الجماهير التي صنعت هذا الديكتاتور في غفوة عنها لغرض إطلاعها على حقيقة أفعاله داخل الحركة وخارجها بكشفه وتعريته على حقيقته أمامها من خلال الاستفادة من وسائل الأعلام الشعبية التي أصبحت اليوم في متناول اليد لأوسع القطاعات من أبناء شعبنا لغرض فتح أذهان الجماهير المخدوعة والمضللة على ما يقوم به هذا الشخص الذي اغتصب الحركة الديمقراطية الآشورية وتسخيرها لخدمة أغراضه الشخصية وبعض المقربين منه من الانتهازيين والنفعيين والأقارب .. هذا فيما يخص لماذا اللجوء إلى استخدام وسائل الأعلام الشعبية في التصدي لخروقات وتجاوزات وانفراد السيد السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية كأفضل وسيلة لعزله جماهيرياًً داخل وخارج الحركة تمهيداً لإقصائه من منصب السكرتير العام للحركة ومن ثم محاسبته عن كل تجاوزاته التي ألحقت ضرراً بالغاً بسمعة ومصالح الحركة ومصداقيتها ووحدتها الفكرية والتنظيمية وقضى على كل الجهود الخيرة المبذولة من قبل الخيرين من الشخصيات والوجهاء من أبناء شعبنا من أجل إنجاز الوحدة القومية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري .. أما فيما يخص ما يدعي به السيد يوناذم كنا بأن ما يوجه إليه من نقد هو شكل من أشكال القذف بشخصه مستغلاً حصانته البرلمانية فالأمر ليس كذلك إطلاقاً لأنه هناك فرق شاسع بين ما هو قذف وما هو نقد ، وأن القانون والدستور لا يمنعان أحداً من توجيه النقد لأي مسئول كان مهما علا شأنه ، هذا فيما إذا كان النقد أصلاً موجه إليه بصفته عضو برلمان وليس بصفته سكرتير عام لتنظيم سياسي كما هو واقع حال موضوعنا هذا ، وبناءً على ذلك أقول للسيد كنا ولغيره الآتي :
أولاً : أنا لا انتقد السيد كنا بصفته عضو مجلس النواب لكي يحق له أن يستغل حصانته البرلمانية لتوجيه وتوزيع تهديداته ، بل أنا أنتقده بصفته الحزبية كسكرتير عام للحركة الديمقراطية الآشورية ، وأنا بصفتي عضو في الحركة وقيادي سابق فيها من حقي الطبيعي والمشروع أن أنتقد كل ما أراه من سلوك ظالم ومنحرف عن مبادئ الحركة ومخالف لقواعدها التنظيمية يضر بمصلحتها وسمعتها ومصداقيتها يصدر من أي عنوان في قيادة الحركة إن كان ذلك العنوان سكرتيرها العام أو غيره ..
ثانياً : لم استعمل كلمات نابيه بحق السيد كنا تمس شخصه وسلوكه الشخصي وعلاقاته الأجتماعية وخصوصياته ولم أمس عائلته بكلمة سوء ولن أفعل ذلك إطلاقاً لأنني أعرف كيف أحترم خصوصيات الآخرين ولست مثل السيد كنا الذي لم يَسلم من لسانه أحداً من أعضاء القيادات السابقين والحاليين الذين يرى فيهم خصوماً محتملين في ذمهم وإتهامهم بشتى التهم التي تمس خصوصياتهم وكان ذلك يجري أمامي في مكتبه عندما كنت على وفاق معه .
لقد وجهت نقداً مهذباً وبصراحة متناهية لسلوك السيد كنا المضر بمصالح وسمعة ومصداقية الحركة الديمقراطية الآشورية ووحدة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، وتحدثت عن علاقات السيد يوناذم كنا بجهاز المخابرات العامة للنظام السابق وتلك حقيقة وقيل عنها الكثير من قبل الكثيرين في وسائل الأعلام ، وهناك وثيقة تدينه وتؤكد ارتباطه هو وصهره بجهاز المخابرات العامة للنظام السابق وهو يعرف ذلك جيداً ولديه نسختان من تلك الوثيقة التي تدينهما وبأسمائهم الثلاثية الصريحة ، وكذلك وصفته بالكذاب فهو كذاب فعلاً وجميع من عملوا معه من القياديين في الحركة يعرفون ذلك عن مواقف وتجارب معه كما عرفته أنا عن تجربة ، ويعرفه الآخرين في التنظيمات القومية لشعبنا والتنظيمات الوطنية العراقية وحتى أهانه رئيس أحد الأحزاب المرموقة والذي يشغل الآن منصباً مسئولاً رفيعاً في الدولة وبحضور أحد أعضاء اللجنة المركزية للحركة في إحدى اللقاءات قائلاً له حرفياً " يوناذم أنت كذاب " .. بالمناسبة أريد أن أقول للذين يدعمون حالياً السيد يوناذم كنا في نهجه وسلوكه لإقصاء وفصل القياديين الذين تجرأوا ووقفوا بوجهه ، تذكروا قول الرئيس الليبي معمر القذافي لزعماء العرب بعد إعدام صدام حسين حين قال لهم " سيأتي الدور لكل واحد منكم ....الخ " تذكروأ المشهد بالصورة والصوت وكيف ظهر الرئيس السوري بشار الأسد يضحك باستهزاء من قول القذافي ولكن أخيراً صدق القذافي في قوله وبشار الأسد ينتظر اليوم مصيره المحتوم إلى مزبلة التاريخ بعد أن سبقوه الآخرين من الجالسين معه في ذلك الاجتماع إلى ذلك المصير .. وقد حصل ما حصل لكل قيادات الحركة الذين واكبوا السيد كنا منذ تأسيس الحركة في سنة 1979 الى اليوم أين صاروا تلك القيادات .. ؟؟ وماذا حل بها .. ؟ ولماذا .. ؟ هل لأن الجميع كانوا خونه أم كانوا فاسدين .. ؟ وإن السيد كنا كان وحده معصوماً من الزلل والخلل وموعوداً بنعيم وبركات السلطة .. ؟؟ أسئلة تحتاج منكم الجواب .. !! ، ألا تتوقعون بأن الدور سيصل إليكم في يوم ما .. ؟ لا تستغربون من هذا السؤال لأن هكذا هي طبيعة الديكتاتوريين مهما كان حجمهم صغيراً كحجم السيد كنا أو كبيراً كحجم السيد هتلر وستالين وصدام .. !! وغيرهم كثيرين ، حيث ينزعون الى البطش بأقرب المقربين إليهم عندما يختلفون معهم في أمر من الأمور ليُلّقنون الآخرين درساً في الطاعة العمياء والخضوع المهين والمذل لإرادة الديكتاتور .. !! أقول للسيد كنا إن كان سياسياً فعلاً وشجاعاً وله مبادئ يحترمها كان عليه أن يستقيل من منصبه كسكرتير عام للحركة عندما قدمت السيدة كاليتا شابا طلباً طلبت فيه أما استقالة السكرتير العام للحركة أو قبول تعليق عضويتها في اللجنة المركزية ، حقيقة كان طلباً شجاعاً وتحدياً لديكتاتورية واستبدادية السيد كنا ، ولكن اللجنة المركزية مع الأسف الشديد لم تكن بالمستوى المطلوب من المهنية والشجاعة المبدئية لأن تختار أحد الخيارين لأن ذلك يتعارض مع إرادة السيد كنا في الانتقام من خصومه ، فاختاروا تجميد عضويتها لأن التجميد يفقدها كل حقوقها السياسية في الحركة ويحرمها من المشاركة في اجتماعات وكونفرنسات ومؤتمرات الحركة ، وقد فعلوا ذلك من قبل مع الدكتور هرمز زيا بوبو والسيد جورج إسحق هسدو لأنهما انتقدا السيد كنا، قرة عين الديمقراطية الكناوية في الحركة الديمقراطية الآشورية يا قادة وأعضاء وأصدقاء وأنصار وجماهير الحركة ، في الحقيقة إنها ديمقراطية من طراز خاص ، والتي من خلالها بدأت الحركة تأكل أبنائها واحداً تلو الآخر .. !! السيد كنا كعادته المعهودة يهدد كل من يمتلك الشجاعة ويوجه إليه نقداً حتى وإن كان نقداً مهذباً وغير نابياً ويتهمه بالقذف لشخصه متبجحاً بحصانته البرلمانية ، إنه لمن المعيب جداً أن لا يميز السيد كنا بين شخصه كعضو في البرلمان وشخصه كسكرتير عام للحركة الديمقراطية الآشورية الغير مغطي بتلك الحصانة ، نحن الذين نعارضك يا سيد كنا ونختلف معك ننتقدك فيما يخص عملك في الحركة كتنظيم سياسي وليس فيما يخص عملك في البرلمان كبرلماني محترف .. لذلك أنصحكَ أن تكون شجاعاً وقابل النقد بالنقد من دون اللجوء إلى أساليب الضعفاء بالإستقواء بالآخرين ، لديك ورق وقلم ووسائل الأعلام دافع عن نفسك بطريقة ديمقراطية شريفة وشفافة إن كنت واثقاً من نفسك بأنك مظلوم وبريء من كل ما توصف به وما تلصق بك من تهم من قبلي أو من قبل الآخرين من خصومك السياسيين ليطلع جماهير حركتنا وشعبنا على ذلك الحوار الديمقراطي ومن ثم تصدر حكمها العادل بحق الظالم والمظلوم والذي لا يعلوه حكماً أكثر عدلاً وإنصافاً ، هكذا يجب أن تكون الرجال الشجعان لا أن تستقوي بالآخرين ، ثق وأقولها لك بصدق وإخلاص إن أسلوب تهميش الآخرين من الكوادر القيادية يحولهم الى مجرد أحجار على رقعة الشطرنج يتحركون وفق إرادتك والى حيث تشاء أنت وليس الى حيث أن ينبغي وهذا الأسلوب يبني تنظيماً ضعيفاً وكسيحاً ومشلولاً للحركة ، وإقصاء وفصل وتجميد عضوية الخصوم يخلق لك وللحركة التي تقودها أعداء أشداء يسعون إلى الانتقام منك ومن المتعاونين معك من القيادات الضعيفة والكسيحة والمتملقة الذين تحيط نفسك بهم ، وكذلك يؤدي هذا الأسلوب إلى ابتعاد الجماهير من أبناء شعبنا عن الحركة والعزوف عن الانتماء إليها والانخراط في نشاطها السياسي والمهني ، واعتماد أسلوب الكذب والتضليل والضحك على الذقون يفقد الحركة مصداقيتها مع الجماهير الشعبية التي تستمد منها قوتها وحيويتها وديمومتها واستمرارها ، وبالتالي تصبح الحركة في واد والجماهير في وادٍ آخر ... هذه نصيحة من شخص كان صديقاً مخلصاً في يوم ما ولكنك خسرته في ليلة ظلماء بسبب أنانيتك ، عسى أن تنفع النصيحة معك وتقدم إستقالتك من منصب السكرتير العام للحركة مفسحاً بذلك المجال للآخرين ليُعيدوا الى الحركة رونقها وشبابها وتأخذ قسطاً من الراحة فيما تبقى لك من العمر المديد مكتفياً ومتمتعاً بما في يدك الآن خير لك من أن تخسر كل شيء ..


المهندس خوشابا سولاقا
13 / 11 / 2012


2251

الحركة الديمقراطية الآشورية الى أين .... ؟
الجزء الثالث

المهندس : خوشابا سولاقا
لقد إستعرضنا تفاصيل الجزئين الأول والثاني ونستعرض للقراء الكرام تفاصيل الجزء الثالث والآخير :
أما واقع الحركة الديمقراطية الآشورية في بلدان المهجر حيث يتواجد أبناء شعبنا فليس بأحسن حال مما هو عليه في داخل الوطن لأن الجزء يجب أن يتماثل مع الكل وليس العكس حيث أن السلبيات التي إنعكست على نشاطات وفعاليات تنظيمات الحركة في الداخل التي تم ذكرها بسبب سلوك السكرتير العام وأعوانه إنعكست بقوة أكثر دمارا وخرابا على فعاليات ونشاطات تنظيمات الخارج ، سواء على مستوى العلاقة بين قيادة الحركة في الداخل وقيادات تنظيمات الفروع في بلدان المهجر التي تتغير بأستمرار بقرارات وتوجيهات فردية من قبل السكرتير العام وليس عبر السياقات التنظيميه كما ينبغي أن تكون ، أو على مستوى العلاقات مع مؤسسات أبناء شعبنا من تنظيمات سياسيه ومؤسسات مجتمع مدني أو مؤسسة الكنيسة ، سنجد هذه العلاقه على أسوء صورها بسبب أسلوب التآمر والتدخل من قبل بعض قيادات فروع الخارج بتوجيه من السكرتير العام لفرض سيطرتها وهيمنتها على نشاطات ومقدرات هذه المؤسسات وتسخيرها لصالحهم الشخصي تحت ستار الحركة ، هذه الممارسات جلبت الكثير من الأعداء للحركة وأبعدت في نفس الوقت الكثير من العناصر المخلصة والكفوءة عن الحركة ، وهنا أسوق بعض الأمثلة كنماذج حية للافعال المشينة لبعض قيادات الحركة من فرع أمريكا وكندا لأنني عايشت بعض الأحداث هناك على أرض الواقع وأطلعت عن كثب على البعض الأخر منها بكامل تفاصيلها من خلال لقاءآتي ونقاشاتي المباشره مع المعنيين بالأمر بحكم زياراتي للولايات المتحدة في الأعوام 2004 و2007 و2010 و2012 ، فالنموذج الأول هو ألأتحاد القومي الآشوري في إلينوي الذي يرأسه السيد شيبا مندو وقد سعت الحركة بقيادة الآنسه أكنس مرزا أمينة الصندوق المالي للحركة في أميريكا وكندا سابقاً وبتوجيه مباشر من السكرتير العام لأقصاء السيد شيبا مندو من رئاسة الأتحاد عن طريق الأنتخابات وذلك بتحشيد الأصوات ضده والمجيء بأخر من مجموعة الآنسه أكنس المسماة ( أصدقاء زوعا ) وبسبب هذا التصرف المشين أتخذ السيد شيبا مندو موقفا من الحركة وقطع الدعم عنها  علما أن الأتحاد القومي الآشوري في إلينوي كان من أكبر المساندين والداعمين ماليا للحركة والجمعية الخيرية الآشورية التابعة للحركة والتي كان يتصرف بمواردها المالية السكرتير العام الحالي للحركة وبعض المقربين منه منذ مدة طويلة وعند متابعتي للمشكلة تم تزويدي بنسخة من مستندات الصرف صادرة من المجلس القومي الآشوري في إلينوي لصالح كل  من الحركة الديمقراطية الآشورية والجمعية الخيرية الآشورية تتضمن هذه المستندات أرقام الصكوك وتواريخها ومبالغها والجهة المسلمة لها هذه المبالغ وكان المبلغ الكلي بحدود ( 1380000 ) فقط مليون وثلاثمائة وثمانون الفاً دولار أمريكي سدد خلال أعوام ( 2005 و2006 ) على ما أتذكر إن لم تخني الذاكره وقد  سُلمت نسخه من هذه المستندات الى كل من السكرتير العام للحركة والمرحوم إيشايا يونان عضو المكتب المالي للحركة في  عام 2007 ، وبأمكان من يريد التأكد من هذا الموضوع الأتصال بكل من السيد شيبا مندو رئيس المجلس  القومي الآشوري في إلينوي والسيد ميخائيل ججو عضواللجنة المركزية سابقا ومسؤول محلية شيكاغو حاليا وهو الآخر كان أحد ضحايا الدسائس والمؤآمرات المدبره ضده من قبل الآنسه أكنس والسيد علاء منصور مسؤول الفرع السابق والذي تم عزله حاليا وبالتعاون والتنسيق مع السكرتيرالعام ، وذلك بسبب موقفه ودوره الأيجابي لتطبيع العلاقه بين الحركة وكنيسة المشرق الآشورية بشخص رئيسها قداسة البطريرك مار دنخا الرابع من جهة وإنحيازه الى شيبا مندو في خلافه وصراعه مع مجموعة الآنسة اكنس من جهة ثانية ، وقد سعت وعملت قيادة الحركة لألحاق الأذى بشخص السيد شيبا مندو بالرغم من كل الدعم الذي قدمه هذا الشخص للحركة والجمعية الخيرية الآشورية ، وهنا أتسائل إن لم تكن هناك مصالح شخصية من وراء السيطرة على إدارة الأتحاد القومي الآشوري في إلينوي لماذا كل هذا  التآمر على شخص رئيسه السيد شيبا مندو .. ؟ وآخر ما حيك ضد السيد شيبا مندو من قبل قيادة الحركة فرع أمريكا وكندا من أجل الأقاع به تحت طائلة القانون كان مطالبة وكالة ( آي . آر . اس ) له وهي أعلى هيئه رقابيه مالية في إلينوي لبيان وجهة صرف المبالغ المشار إليها في أعلاه والتي صرفت لكل من الحركة الديمقراطية الآشورية والجمعية الخيرية الآشورية لكون الأولى منظمة سياسيه والثانيه واجهة للاولى وهذا مخالف للقانون الأمريكي مما يعرض رئيس الأتحاد الى المساءلة القانونية والموضوع ما زال في المحاكم .. !! ، وجلبتُ نسخة من هذا الكتاب زودني به السيد شيبا مندو وسلمته بدوري الى السكرتير العام شخصياً  بعد عودتي من أمريكا عام 2010 لغرض الأطلاع والوقوف على حقيقة أفعال أكنس ومجموعتها المسماة ( أصدقاء زوعا ) وهم في الحقيقة ليسوا أعضاء في الحركة ولكن الحركة تتحمل مسؤولية نتائج سيئآتهم وهي كثيره وكبيره يعرفها الجميع هناك كما يعرفها السكرتير العام جيدا ، كما أود ان أذكّر القارئ الكريم أن السيد شيبا مندو طالب الحركة من خلال الآنسة أكنس تقديم مستندات صرف تبين أن وجهة الصرف كانت لصالح نشاطات إنسانية لا تتعارض مع طبيعة نشاط الأتحاد القومي الآشوري كمؤسسة مجتمع مدني إلا إنها لم تفعل .. كما أريد أن أذكّر القارئ اللبيب أيضاً كيف توقف بث قناة آشور الفضائية لمدة سنة وأكثر بسبب عدم توفر الأموال كما كانت تصرح به قيادة الحركة في حينها ، أدعوكم أن تسألوا السيد السكرتير العام شخصياً وليس غيره من أين أتى بالأموال  التي أعادت آشور TV الى البث من جديد بعد توقفها لأكثر من سنة .. ؟  ومن هو فاعـل الخيـر الذي تبرع بالمبلـغ المطلوب الـذي أعاد الحياة الى تلفزيون آشــــور بعد هذا التوقف .. ؟ الجميع يجهل مصدره ومنبعه بالرغم من أن السيد عامر فتوحي قد نشر عنه في موقع كلدايا قبل مدة وجيزة وعلى خلفية الخلاف الذي حصل بين السيد كنا والكنيسة الكلدانية حول رئاسة الوقف المسيحي ، إلا أن السكرتير العام للحركة وإبن شقيقته الذي سافر الى جمهورية مصر العربية  للتعاقد لأعادة بث قناة آشور عبر القمر نايل سات يعرفون مصدره أيضاً ، أسألوهم كم كان المبلغ ومن هو فاعل الخير الذي تبرع به ؟ وهل تبرع به لسواد عيون السكرتير العام وإبن شقيقته أم لوجه الله .. ؟ وكم صرف منه وأين ذهب الباقي .. ؟
 لماذا لا يقدم كشف الحساب بهذا المبلغ وغيره ومصادرها الى اللجنة المركزية كما تقتضي الأجراءات الأصولية المالية وأن يبعد السكرتير العام نفسه عن دائرة الشبهات والشكوك بنظافة ذمته والنأي بنفسه عن شأن الصرف المالي لواردات الحركة وبالأخص مايأتيها  من الخارج إذا ليس هناك في الأمر ما يخجل منه ؟ ، كما أريد أن أذكر وأسأل في نفس الوقت السكرتير العام وأعضاء القيادة في حينها أين ذهبت ( 35000 ) فقط خمسة وثلاثون الف دولار التي أرسلت من امريكا لغرض تحمل أجور ونفقات الدراسات العليا في لبنان لأثنين من كوادر الحركة وهما كل من فريد ياقو وميخائيل بنيامين عضوا اللجنة المركزية الحالية للحركة للتخصص في دراسة اللغة السريانية ..؟ حيث فقد هذا المبلغ بين السكرتير العام والسيد عمانوئيل خوشابا مسؤول الحركة في سوريا في حينها ، علماً إن مرسل المبلغ هو شاهد عيان وحي يرزق سوف لا أذكر إسمه لأسباب تتعلق بوضعه القانوني في بلده .. والقضيه الثانية التي أساءت على سمعة الحركة بشكل مدمر وبسببها فقدت الحركة مصداقيتها بين جماهير شعبنا وخسرت الكثير من خيرة أعضائها وأنصارها وأصدقائها وأحدثت شرخا وتصدعا كبيرا في بنيانها وعلاقاتها بأبناء شعبنا ولا زالت الحركة تعاني من آثارها الى اليوم أشد المعاناة ، ألا وهي قضية الاسقف المعزول مـار باوي ودعم قيادة الحركة له وتوجيهه، حيث أقحـمـت  بعـض قيـادات الحركة نفسها بشكل شخصي ومباشر ولأسباب طائفيـة فـي هـذه القضية التي ليس للحركة فيها لا نـاقة ولا جمـل كما يقول المثل الـدارج والبعض الآخر قد أقحِم فيها عنوة
بعلم وتوجيه السكرتير العام وفي مقدمتهم الآنسة أكنس مرزا عضو قيادة فرع أمريكا وكندا في ذلك الوقت والتي صرحت علانية أمام وسائل الأعلام هناك كما نقل لي  ( نحن ندعمك يا سيدنا مار باوي ) وهذا ما أكده لي قداسة البطريرك شخصياً عند زيارتي له عام 2007 وأكده لي غيره من الأصدقاء الذين كنت أجادلهم حول الموضوع دفاعاً عن سياسة الحركة في أمريكا ، وكأن القضية برمتها أصبحت قضية الحركة دون سواها ، وكان نشاط الحركة وإعلامها هناك مسخر بهذا الأتجاه من خلال الفوضى والخلافات التي دبت بين أعضائها بين مؤيد ومعارض لقضية مار باوي ، ومن خلال وجودي هناك بذلت جهودا كبيره من خلال عقد لقاءآت كثيرة مع المعنيين وندوات تلفزيونية وإلقاء محاضرات لشرح وتوضيح سياسة الحركة بخصوص هذه القضيه بالرغم  من إحساسي بوجود توجيه بالتعتيم على نشاطاتي وعدم نشرها عبر وسائل إعلام الحركة وحتى آخيراً تم مصادرة شريط الفيديو لآخر محاضرة ألقيتها في مقر الأتحاد القومي ألآشوري في إلينوي من قبل مسؤول الفرع آنذاك السيد علاء منصور الذي أعتبرته بسبب سلوكه غير المتزن والمتسم بالأستبداد والغرور غير آهل لمثل هذا الموقع حيث كان يدير عمل الحركة بطريقة رجل أعمال لا مصلحة مادية له في المشروع الذي يديره غير الوجاهة والتباهي ،  وعلى ما أعتقد كان قد تلقى توجيه بذلك من السكرتير العام من بغداد لأن التسجيل لم يعرض في تلفزيون آشور هناك نهائيا ، لأن ما تحدثت عنه في المحاضرة كان يتعارض على ما يبدو لي الآن مع مخططاتهم ومؤامراتهم على رئاسة كنيسة المشرق الآشورية ، وخلال فترة وجودي هناك عام 2007 رتبت لقاء مع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وبرفقتي شهود إثنان هما كل من الشماس شيم قيصر بثيو شماس كنيسة مار كوركيس في شيكاغو والسيد بنيامين عوديشو سخريا ومستغلا لعلاقاتي الطيبة مع قداسته لتوضيح سياسة وموقف الحركة الرسمي من قضية الأسقف المعزول مار باوي سعياً مني لترميم العلاقة بين كنيسة المشرق الآشورية والحركة الديمقراطية الآشورية التي تصدعت   
وأصابها الكثير من الضرر بسبب قضية مار باوي ومحاولة إصلاح ذات البين لأنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة الأمـور الى طبيعتها التي من المفروض أن تكون عليه ، وإزالة سوء الفهم الذي حصل بين الطرفين ونسيانه من أجل مصلحة الكنيسة والأمة ووضع ذلك فوق كل الأعتبارات الآخرى وتعزيز وتمتين العلاقات بين الطرفين ، فوجدت قداسته ممتعضاً ومنزعجا للغايه من اللغط الذي حصل حول قضية الأسقف المعزول مار باوي ومن تصرفات وتصريحات  وتدخلات بعض قيادات الحركة  في هذه القضية المثيرة للجدل ، وعندما حاولت تهدئة الموقف والتركيز على ما يعزز موقف الحركة من القضية إستوقفني قداسته وقال لي سأتيك بالدليل المكتوب الذي لا يقبل التخطئه ، فأتاني فعلا بكتاب صادر من قيادة الحركة بتوقيع عضو المكتب السياسي السيد وليم ورده ( نرساي ) مسؤول مكـتب الأعـلام للحركة في حينه يوجـه بموجبه جميع فروع إعلام الحركة بفضح القائمين على الكنيسة بنشر ما لديهم من أمور تخص سلوكهم وعلاقاتهم الشخصية وخصوصياتهم مهما كانت درجاتهم الـديــنيــة
مع عدم المساس بشخص قداسة البطريرك ، وحاولت إنقاذ الموقف والخروج من المأزق الذي وقعت فيه بالأدعاء أن هذا الكتاب ممكن أن يكون  من فعل الحاقدين على الحركة وخصومها السياسيين وأعدائها لأغراض سياسية بأستخدام إمكانيات الحاسوب بتزوير مثل هكذا كتاب ،  بالرغم من قناعتي عن يقين  بأن الكتاب كان حقيقيا ولم يكن من فعل فاعل خصم سياسي أو عدو وإنما كان من فعل صاحب التوقيع وبتوجيه صاحب القرار في الحركة نكاية بقداسة البطريرك وإنتقاما منه لأنه كان يدعم طرف سياسي معين حسب ظنونهم وإدعائهم ، ولكن ما العمل إذا كان للسياسه قواعدها وقوانينها وإستحقاقاتها وإلتزاماتها ، فكان تعاملي مع الموضوع على هذا الأساس .. ؟ ولكن في نفس الوقت ومهما يكون الأمر من المفروض أن تكون للسياسة أخلاقياتها ونبلها وشفافيتها ومصداقيتها قبل أي شئ آخر .. وكذلك من خلال وجودي في أمريكا عام 2007 ومتابعتي للبرنامج التلفزيوني الأسبوعي الذي كان يعده ويقدمه السيد سام درمو من ولاية أريزونا والذي كان برنامجا موجها مئة في المئة للهجوم على شخص قداسة البطريرك مار دنخا الرابع ومدافعا عنيدا عن الأسقف المعزول مار باوي وقضيته وبلغة هابطة وكلمات نابية تسئ على ذوق المشاهد والذوق العام وهذا ما قلته نصا لمقدم البرنامج السيد سام درمو شخصياً عندما قابلته في دار السيد سامي يونان مسؤول الفرع السابق للحركة في أمريكا وكندا ، وقد عززت نقدي لمثل هذه اللغة الهابطة وهكذا إعلام سيء بعد عودتي الى العراق في مقالة لي بعنوان ( رفقا بحضارتنا يا وسائل إعلامنا ) نشرتها في جريدة بهرا الجريدة المركزية لزوعا وموقع عينكاوا كوم ومن قرأ المقالة يتذكر جيدا ما ورد فيها من نقد لاذع . وما كان يعرض من خلال هذا البرنامج من وثائق باللغة العربية تخص قداسة البطريرك ومن يوآزره من الشخصيات ، تبين لي لاحقا من خلال مصادر موثوقة وهم على صلة بمصدر هذه الوثائق بأنه كان يتزود بها السيد سام درمو من بعض قيادات الحركة وبعلم وتوجيه السيد السكرتير العام للحركة كما نقل لي من تلك المصادر .. وكذلك تم إعتقال وسجن بعض الأشخاص المقيمين في الولايات المتحدة من أبناء شعبنا من قبل السلطات الأمريكية على خلفية معلومات قدمت ضدهم كونهم من أتباع  النظام السابق من قبل قيادات متنفذة في قيادة الحركة ، من هو الذي على صلة بالأجهزة الأمنية والمخابراتية الأمريكية في العراق وبأمكانه أن يفعل ذلك..؟ وفي زيارتي الأخيرة لأمريكا عام 2012 أكد لي أحد المسجونين الذي أطلق صراحه من السجن مؤخرا بأن إعتقاله وسجنه تم بناءً على معلومات قدمت من قيادة الحركة للسلطات الأمريكية ... وأخيراً وليس آخراً ما حصل من تصادم مع غبطة الكاردينال دلي حول تسمية رئيس ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى بسبب تدخلات السكرتير العام للحركة في شؤون الوقف المسيحي بتسمية رئيس الديوان والذي من المفروض أن يتم الترشيح من قبل مجلس الكنائس حصراً دون سواه كما هو الحال مع بقية الدواوين التي يتم ترشيحات رؤسائها من قبل المرجعيات الدينية لها حصرا وفقاً للقانون ، هذا التدخل الذي من خلاله تم فرض السيد رعد كاجه جي رئيساً للوقف المسيحي أثار سخطاً ورفضاً من الكنيسة الكلدانية والكلدان بشكل عام ومن غبطة الكاردينال دلي بشكل خاص ، وكان ما ترتب على أثر ذلك من تداعيات كان بمثابة دق الأسفين بين الحركة والكنيسة الكلدانية من جهة وبين الكلدان والآشوريين من جهة ثانية ، وإطلاق العنان للأصوات المتطرفة من الجانبين لأثارة الأحقاد الدفينة ونبشها وبعثها من جديد ، وانطلاق موجة من المثقفين والكتاب من الأخوة الكلدان والسريان معادية للحركة الديمقراطية الآشورية والتسمية القومية الآشورية وبذلك يكون قد دُق آخر مسمار في نعش الوحدة القومية التي ننشدها وينادي بها جميع أبناء شعبنا ويتشدق بها  السيد كنا شخصياً في وسائل الأعلام ليلاً ونهاراً ، كل ذلك حصل من أجل ماذا .. ؟ إن الذي يبحث اليوم في ملفات إحالة المناقصات لمشاريع ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى سيعثر على الدليل المادي الذي يشير الى دوافع السيد كنا من التدخل في شؤون تنصيب رئيس الديوان ألا وهو أسم المدير المفوض لمجموعة شركات التي تحال إليها أغلب المناقصات التي يعلنها ديوان الوقف المسيحي من يكون وعندها سيكتشف الحقيقة ... وهناك موضوع آخر أثيره هنا وهو ما يخص من تم تخصيص لهم راتب تقاعدي كونهم من المتضررين من النظام السابق والأرهاب ، والدرجات التي منحت لهم إبتداءً  بدرجة وكيل الوزارة ومدير عام وكادر متقدم وكادر والتي بموجبها تم تحديد الراتب التقاعدي لهؤلاء ، أدعو أعضاء الحركة كافة مطالبة القيادة بإعلان قائمة بالأسماء والدرجات والرواتب للمشمولين ليطلعوا من هم هؤلاء الذين فيهم حتى من المتعاونين مع الأمن  ليطلعوا على عدالة السكرتير العام في تعويض القياديين الذين تحملوا التعذيب في زنزانات الأمن للنظام السابق ودخلوا سجونه لسنوات ، ثم أريد أن أذكر السيد كنا بهذه المناسبة والشيء بالشيء يذكر ، ألم أكن أنا من أعضاء اللجنة المركزية للحركة وكنت مديراً عاماً في وزارة الكهرباء عندما وتعرضت الى عملية الأغتيال بتاريخ 22 / 5 / 2007  وجُرِحتُ فيها في ذراعي الأيسر واستقبلتني في مكتبك وأنا ملطخ بالدماء وقمتَ بتصويري وقلت إن هذه الصورة ستبقى ذكرى للتاريخ ، هل نسيت ذلك يا محترم أم أن آلة التصوير قد أصابها العطب  ؟!! ، وبقيتُ مطارداً ومهدداً لمدة سنة ونصف السنة ومن دون راتب لستة أشهر بسبب ما كانت تأتيني من تهديدات من القتلة ومنعي من المباشرة بعملي وخسرتُ  درجتي الوظيفية كمدير عام وأنت على علم بكل ما حصل لي ، أسألك يا محترم ألم أستحق أن أكون من المتضررين من الأرهاب ؟ ومَن تضرر أكثر مني  يا سيد كنا ؟ على الأقل كان من المفروض بك ولو من باب تطييب وتجبير الخواطر وذر الرمال في العيون وبسبب ما حصل لي من غدرك أن تتذكر كل ذلك وتبادر الى تعويضي على الأقل بما خسرته من درجة وظيفية وخصوصا إن الأسماء المطلوبة لم تكن محدودة ، ولو كانت الأسماء كذلك لرفضت ترشيح إسمي لصالح من ليس له مورد من المتضررين وأنت تعرفني جيداً في هذا المجال ولكنك لم تفعل لأنك ليس لك وفاء لأي شيء غير مصلحتك الشخصية وأنانيتك.. !! إن هذه السلوكية الميكافيلية التي إعتمدها السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية وبالتعاون مع بعض أعوانه من قيادات الحركة في الداخل والخارج لغرض الأستحواذ على كل ما يخص تمثيل شعبنا في مؤسسات الدولة الرسمية لأن تبقى حكراً بشخصه وأقاربه قد أفقد الحركة الكثير من عناصرها وأنصارها الخيرة والمخلصة والمثقفة والمتفانية في سبيلها وجزرت من جماهيريتها وتدنت شعبيتها واكسبتها بالمقابل الكثير من الأعداء وفقدان الثقة بها والعزوف عن الأنخراط في صفوفها من قبل العناصر الجديدة وخصوصا عنصر الشباب وبقائها حكرا ومرتعا لنفس العناصر الذين تجاوزهم وأرهقهم وأقعدهم الزمن وشاخت أفكارهم ، مما يتطلب الأمر تغذية الحركة بدماء شابة جديدة نظيفة ونزيهة ولهم نكران الذات .. لذا اطالب من تبقى من كوادر الحركة القيادية المخلصة في الفروع والمحليات والمنظمات الجماهيرية إذا كان لهم شئ من الحرص على مصلحة الحركة ومستقبلها وديمومتها وإستمرارها وإصلاح ما فيها من الخلل ، الأسراع بالدعوة لأنعقاد كونفرنس عام للتمهيد لعقد مؤتمر عام للحركة لبحث أوضاعها التنظيمية والخروقات والتجاوزات على النظام الداخلي وسياقات العمل الحزبي المنظم والسلوك الأنفرادي والأستحواذي للسكرتير العام للحركة الذي أدى بالنتيجة الى إختزال كيان الحركة في شخصه ، حيث سعى من خلال تهميش القياديين الى طبع صورة في أذهان الناس بأن الحركة هي يوناذم كنا ويوناذم كنا هو الحركة والآخرين لا شيء ، وإقصاء خيرة قياداتها بهذه التهمة وتلك ، هذا السلوك الذي لا يتسم بروح الديمقراطية واحترام حرية الرأي والرأي الآخر داخل الحركة هو مصدر كل هذه التداعيات والتراجعات في عمل الحركة ،  وإعادة تقييم أداء الحركة ورسم خارطة الطريق لسياسة جديدة لها تتماشى مع المستجدات على الساحة السياسية القومية والوطنية والأقليمية ووضع أبناء شعبنا في بلدان المهجر والبحث عن وسائل فعالة وناجعة لإيقاف نزيف الهجرة المستمرة لأبناء شعبنا من أرض الوطن والتي غدت خطراً يهدد مصير وجودنا القومي فيه ، الهجرة التي أعتبرها عملية إنتحار أمة ، وصياغة برنامج يتماشى مع متطلبات تحقيق الوحدة القومية الحقيقية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، وعدم الأكتفاء بالمتاجرة بها إعلاميا ، وإنتخاب قيادة جديدة تراعي فيها تعددية مكونات شعبنا وتنهج نهج القيادة الجماعية الديمقراطية ونبذ النهج الأنفرادي والأستحواذي في العمل القيادي لتصحيح مسار الحركة وجعله بأتجاه أهدافها المرسومة ، وإلا سوف تتحملون كامل المسؤولية التاريخية أمام الأجيال القادمة من أبناء شعبنا وأمام التاريخ وكليهما لا يرحمان المقصرين والمتخاذلين والمنتفعين والعاجزين المستسلمين للأمر الواقع عاجلا أم آجلا ..
إن الحركة الديمقراطية الآشورية هي بيتنا واجبنا أن نحميها من عبث العابثين بمقدراتها ومستقبلها إن كانوا العابثين من داخل الحركة أو من خارجها وعليه فإن هذا النقد موجه للسكرتير العام والداعمين لنهجه من القيادات المختلفة ، انا لست ضد الحركة كما يدعي السيد كنا ، لأن كنا يساوي كنا ولا يساوي الحركة أبداً .. 

                                                                                                               
                 



2252
                         
الحركة الديمقراطية الآشورية الى أين ... ؟
الجزء الثاني
المهندس : خوشابا سولاقا
( الى القراء الكرام لقد سبق لي وأن نشرت الجزء الأول من هذه المقالة لألقي الضوء على ما يحصل في صفوف الحركة الديمقراطية الآشورية من تداعيات وتراجعات في عملها وتحولها الى أشبه ما تكون الى شركة تجارية لصالح سكرتيرها العام والمقربين منه من الأقارب والأنتهازيين بسبب سلوك السكرتير العام وإنفراده المفرط بقرارها ، وكنت سأنشر الجزئين الثاني والثالث على التوالي ولكنني لم أفعل في حينها نزولاً عند طلب بعض الخيرين مني بالتوقف من أجل مصلحة ما تبقى من الحركة ، وإستجابة مني لهذه الطلبات المخلصة توقفت عن النشر مشترطاً ان يتوقف السكرتير العام عن الكذب وأن لا تُتخذ أية إجراءات ضدي داخل الحركة ، ولكن يظهر أن السكرتير العام ومن معه مستمرين في عملهم بهدم الحركة بإبعاد العناصر المثقفة والذين يقولون للسكرتير العام كفاك إنفراداً بكل شيء صدر قرار بفصلي من الحركة كما فعلوا من قبلي بغيري من قياديي وكوادر الحركة وبناءً على ذلك أصبحت في حِل من أي إلتزام تجاه من طلبوا مني عدم نشر الجزئين الآخرين من مقالتي هذه وها أنا أنشرها كاملة )                           
لقد إستغل السكرتير العام للحركة كعادته إستغلالا سيئا لصالحه عضويته في هيئة إجتثاث البعث المنحلة في إخفاء كل الوثائق التي تدينه والمتعلقة بملف تعاونه مع الأجهزة الأمنية للنظام السابق وهو على إستعداد تام للقيام بأي شئ مهما كان قبيحاُ وبشعاً عندما تضيق به الأمور عملاُ بالقاعدة الميكافيلية الشهيرة في عالم وعلم السياسة ( الغاية تبرر الوسيلة ) ..
وظهرت من جديد بوادر شمول مرشح قائمة الرافدين بشخص سكرتيرها العام بالأجتثاث في إنتخابات  2010 إستنادا الى نفس الوثائق وبحكم قربي منه عندما إستفسرت منه عن مصدر هذه الوثائق أعلمني بأن ذلك من تدبير الحزب الديمقراطي الكوردستاني ضده لأنه غير متعاون معه ، ولكن في وضع العراق الحالي الذي ينهش الفساد بكل أشكاله في جسده وعلاقات المنفعة المتبادلة التي تتحكم سلوك السياسيين ، من الممكن أن يتحول الباطل الى حق والحق الى باطل وأن ينقلب الأبيض الى أسود والأسود الى أبيض في لمحة بصر ، ولكن يبقى المثل القائل مؤشرا صائبا ( ليس هناك دخان من غير نار ) ، بالأضافة الى ذلك هناك معلومات مؤكدة على إرتباط  وتعاون بعض أقاربه مع الأجهزة الأمنية في كركوك وكان أحدهم عضو اللجنة المركزية  لتنظيمات الخارج وبالذات في أستراليا بعد سقوط النظام حيث شوهد من قبل بعض الرفاق المعتقلين في أروقة الأجهزة الأمنية أثناء فترة إعتقالهم ليس كمعتقل وإنما كزائر وعليه تسآئلوا ما الذي يفعله ( ف ) هنا ..؟ أنا كنت شخصيا قريبا جدا من السكرتير العام ( يوناذم )  وبسبب قربي منه كسبت عداء وكره خصومه من أعضاء وقياديي الحركة ، ودافعت عنه بقوة وشدة في كل المناسبات لأن ذلك تقتضيه متطلبات السياسة والألتزام التنظيمي وكانت آخرها في زيارتي الأخيره عام 2010 الى الولايات المتحده وقبلها عام 2007 و2004 ونشاطاتي الكثيرة في وسائل إعلام أبناء شعبنا هناك ومن تابعها من الأصدقاء والخصوم يعرف ويتذكر ذلك جيدا وكم كان دوري مؤثرا في كسب الأنصار والأصدقاء للحركة وفي توضيح سياسة الحركة وأخص منها بالذكر لقائي مع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الآشورية عام 2007 لتخفيف التوتر الحاصل بين الحركة والكنيسة على أثر قضية الأسقف المعزول مار باوي وسوف أتطرق على ذلك في الجزء الثالث من مقالتي هذه .. وإنني صدمت كثيرا عندما إكتشفت أن هذا الشخص أقصد السكرتير العام للحركة ( يوناذم ) لا يصّدق في قوله إطلاقا إلا بقدر ما يحقق له مآربه ، وكذب علي وإنه كذاب ويحترف مهنة الكذب باتقان ومهارة في عمله السياسي مع رفاقه في الحركة ومع الآخرين في الحركة الوطنية وحتى مع جماهير شعبنا من دون مبرر وكان ما صرح به عني في إحدى ندواته التي عقدها في مقر الحركة في بغداد مع جمع من الكوادر القيادية بعد تشكيل الحكومة الحالية في محاولة منه لتبرير توزيره لإبن شقيقته كان كذبا فاضحا ومقرفا وإفتراء معيبا ومقززا لا أعتقد يقدم عليه أي سياسي مهما كان مستواه ، حيث قال ( أن رابي خوشابا زعل مني لأنني لم أتمكن من توزيره وزيرا للكهرباء ) ، الجميع يعرف حق المعرفة أن وزارة الكهرباء التي ذكرها لم تكن من حصة المسيحيين لنطالب بها لي أو لغيري لا أعرف لماذا حشر مثل هذا الموضوع في كلامه وخصوصا أنا لم أتحدث معه يوما بهذا الشأن إطلاقا ، كما أريد هنا أن أوضح للتاريخ بأمانه عن موضوع الترشيحات لمنصب الوزير الذي صار من حصة المسيحيين الى الذين  كانوا حاضرين في تلك الندوة أو الى من ضلله السيد السكرتير العام بهذا الخصوص ، في يوم ما لا أتذكر التاريخ تحديدا وقبل تسمية الوزارة المخصصة لنا طلب مني السكرتير العام أن أزوده بسيرتي الذاتية وصورة شخصية ، وقلت له مستفسرا لماذا ؟ فأجابني نريد ترشيحك لتولي الوزارة التي ستخصص لنا ، وإستطرد قائلا ولكن هنالك منافسين آخرين لك ، قلت له من هم هؤلاء ..؟ فذكر لي ثلاثة أسماء ومن بينهم إسم الوزير الحالي ، ثم قال مستطردا ولكن أنا سوف أرشحك أنت لأنك تستحقها أكثر ، ثم أن الأمر بيدي أنا سأقدم إسمك وأرشحك أنت ، فقلت له لقد إتخذنا قرار في إجتماع اللجنة المركزية السابقة بأن يتم وضع معايير لأختيار بموجبها المرشحين الى مناصب المسؤولية لتمثيلنا في مؤسسات الدولة الرسمية ، عليه أنا أدعو الى تفعيل هذا القرار وعندها من يقع عليه الأختيار بموجبها سيكون شرعيا وهو المطلوب ..
 وللمعلومات كان القرار يتضمن أن يكون المرشح لأي منصب لتمثيلنا في أي موقع للدولة من قياديي الحركة ، أي بمعنى أعضاء اللجنة المركزية الحاليين والسابقين والكوادر القيادية الأخرى ممن تتوفر فيهم المؤهلات المطلوبة للموقع ، وليس فقط من أعضاء اللجنة المركزية الحالية كما تم الألتفاف على القرار المذكور من قبل اللجنة المركزية الحالية لغرض في نفس يعقوب كما يقال وحسب ما أدعى السكرتير العام في الندوة محاولا بأسلوب الكذب والتضليل تبرير ترشيحه لأبن شقيقته وسحب الأخرين لترشيحهم لصالح إبن شقيقة السكرتير في مسرحية هزلية سخيفة ومقرفة أعد لها مسبقا ، أستغرب من هؤلاء الرفاق كيف قبلوا بهذا الدور غير اللائق بهم وأستغرب أكثر بمن باع صوته متناسيا بأنه عضو قيادي في حركة سياسية وليس تاجرا في سوق الهرج .. !! وبعد أن توضحت لي الأمور بهذا الشأن إتصلت بالسكرتير العام ( يوناذم ) هاتفيا مستفسرا منه عن ما حصل بشأن الترشيح فأجابني بأن الأمر قد حسم لصالح ( س ) وتم رفض ترشيحك من قبل جميع أعضاء اللجنة المركزية وكنت المدافع الوحيد عن ترشيحك ولكنني لم أفلح في ذلك ، لم أصدق هذا الكلام إطلاقا لأن نبرة الكذب كانت واضحة في كلامه ، وعند الأستفسار عن ذلك من بعض أعضاء اللجنة المركزية من الحاضرين في ذلك الأجتماع أعلموني بأن سيرتي الذاتية لم تقدم في الأجتماع لغرض المنافسة ولم يرد ذكر إسمي في الأجتماع إطلاقا ، أليست هذه هي الحقيقة بقضها وقضيضها يا محترم يا ممثل أمة آشور في مجلس النواب العراقي الموقر .. ؟ لماذا كذبت في الندوة وضحكت على ذقون الحاضرين مع إعتذاري وإحترامي الشديد لهم جميعا .. ؟ أهذا هو تقديرك وإحترامك للكوادر المتقدمة للحركة التي تتولى أمانة سرها ..؟ إذا كان مع هؤلاء المحترمين هذا هو أسلوبك فكيف يكون مع البسطاء من جماهير شعبنا   ..؟ أيها الأخوة الحاضرين في الندوة المذكورة هذه كانت الحكاية والحقيقة كلها وليس هناك غيرها ، والذي يعرفني يعرف جيدا أنا شخص لا أكذب عن قصد إطلاقا حتى وإن كان ذلك على رقبتي ولا أخون صديقا ولا أغدر به ولا حتى من أتعامل معه في أبسط الأمور وتعرضت الى محاولة إغتيال في عملي المهني بسبب مصداقيتي ونزاهتي وإستقامتي وإخلاصي لعملي .. إن ما صدمني أكثر بعد هذه المسرحية هو عندما إطلعت على وثائق مكتوبة تؤكد إرتباط وتعاون السكرتير العام مع جهاز المخابرات العامة بالذات للنظام السابق ، عليه قررت القطيعة معه وأن أفضحه وأعريه وأكشفه للناس على حقيقته المزيفة كما هي ، لأنه كان صديقا غير جدير بالصداقة والثقة وأنا متأكد قد سبقني الكثيرين ممن عملوا معه بحسن نية في الحركة الى هذا الأكتشاف المذهل لحقيقة هذا المراوغ الذي لايروقني ذكر إسمه لأنه خدعني وخذلني ، ولأن مهنة الكذب والخداع والمراوغة والخيانه في العمل السياسي حسب معتقداتي وقناعاتي وأخلاقي السياسية وتربيتي البيتية والمجتمعية مرفوضة رفضا قاطعا لا يبررها شئ  وهي من أخطر أمراض السياسه وأشنع قباحها وأسوء سيئاتها ، لايمكنني تحملها وقبولها وهضمها والتعامل والتعايش معها بأي شكل من الأشكال ولأي سبب كان ، وأن أصبح جسـرا لعبـور الآخرين عليه ..  لذا يتطلب منا العمل بدأب على إستئصال أمثال هؤلاء وإجتثاثهم من جسم هذه الأمة التي يستغلونها ويتاجرون بها من أجل تحقيق مآربهم ومصالحهم الشخصية ، إنها القطيعة النهائية بلا عودة مع هذا الشخص الــــذي لا يعـرف ولن سوف يعـرف يوما للرفقة والصداقة أي معنى إلا بقدر ما يحقق له منها تطلعاته ونزعاته ونزواته الأنانية في الظهور بمظهر البطل القومي وزعيم الأمة والأب الروحي لها ليخلده التاريخ مدى الدهر كما كان يحلم الكثير من عتاة التاريخ ويقلد بذلك ما يفعله غيره من زعماء الأحزاب الثيوقراطية وربما يحلم لأن يكنى في يوم ما بلقب سنحاريب القرن الواحد والعشرين ، ولذلك أقول لأعضاء اللجنة المركزية الحالية أشكركم لأنه لا يشرفني أن أبقى عضواً في صفوف حركتكم التي يقودها كذاب محترف .. !!!                                                 
إن هذا السلوك للسكرتير العام ودور الخنوع والخضوع للمتعاونين معه من الأنتهازيين والنفعيين والذيليين قد أضعف الوحدة الفكرية والتنظيمية للحركة كتنظيم سياسي ، وأضعف الثقة والأنسجام بين أعضاء القيادة أنفسهم وبينها وبين القاعدة من جهة وبين الحركة وجماهير أبناء شعبنا من جهة ثانية وكذلك أضعف إقدام وإندفاع أبناء شعبنا للأنتماء الى تنظيمات الحركة والأنخراط في صفوفها وبالأخص العناصر المثقفة المقتدرة والكفوءة ، وكذلك فتّر التفاعل النوعي والأنسجام بين الحركة وبين تنظيمات ومؤسسات شعبنا السياسية والمهنية والأجتماعية والكنيسة من جهة وبينها وبين تنظيمات الحركة الوطنية العراقية بكل فصائلها من جهة أخرى بسبب عدم مصداقية وشفافية قيادة الحركة وإنتقائيتها الأنتهازية بأمتياز في التعامل مع الأحداث القومية والوطنية اليوميه ، ومجاراة ومجاملة البعض من أطراف الحركة الوطنية على حساب البعض الآخر من اجل المحافظة على ديمومة إستمرار شخص السكرتير العام في موقع تمثيل شعبنا في كل مؤسسات الدولة الرسميه وليس على أساس ما تقتضيه المصالح القومية والوطنية وهذا ما أكدته تجربة السنوات السابقة وتؤكده الأحداث الجارية اليوم على الساحة الوطنية من خلال تذبذب وتناقض وإزدواجية الخطاب السياسي لقيادة الحركة على المستوى القومي والوطني ، لذلك أرى إن الحركة قد وصلت اليوم الى أقصى مستوياتها من التشرذم والتفكك والتمزق والتململ وعدم الأنسجام الهيكلي في تكوينها وبنائها التنظيمي وتواجه تحديا كبيرا وخطيرا يهدد مصيرها ومستقبلها في البقاء والأستمراركتنظيم سياسي جماهيري ديمقراطي يعيش في واقع سياسي معقد كواقع العراق يستوجب عليه التفاعل بتوازن مع محيط متعدد ومتنوع المكونات والتي لم تحسم صراعاتها وتناقضاتها الفكرية والقومية والدينية والطائفية والسياسية على النفوذ والسلطة والأرض ،كل هذه المعطيات تحتم وتفرض على الحركة الديمقراطية الآشورية العمل بجد من أجل التغيير والأصلاح الجذري في هيكليتها ونهجها السياسي وموقفها الوطني من الأحداث الجارية على مستوى الوطن والمنطقة لكوننا جزء منهما وليس العكس لكي تستمر في صيرورتها ومسيرتها التاريخية نحو الهدف المنشود .. سيأتي / ج - 3 لاحقا 


 



2253
أين الأستقلال الوطني والسيادة الوطنية
يا حكام العراق .. ؟
المهندس : خوشابا سولاقا
منذ جلاء القوات الأمريكية من العراق في 31 /12 / 2011 نلاحظ هناك سباق محموم يجري بين قادة وأعضاء الحكومة العراقية والبرلمان ورؤساء الكتل النيابية وقادة الأحزاب السياسية الكارتونية من كل الأصناف والطبالين لهم ليل نهار من الأعلاميين الباحثين عن لقمة العيش الحرام في قُمامة هؤلاء المترفين من طبقة القطط السمان القادمين من وراء الحدود من المهاجر المجهوله والمجندين منهم سراً في أجهزة الأمن والمخابرات للنظام السابق ومخابرات دول الجوار وحتى أجهزة المخابرات الأجنبية ، والسائرين في فلكهم من كتاب مقالات الصحف اليومية من المتملقين لهم لعلهم يُكرموهم بمنصب هزيل في هذه المؤسسة أو تلك أو يرزقوهم بحفنة من المال الملوث ليشبعون به رمقهم ، هذا السباق من النفاق والرياء الذي يدور بين هؤلاء حول الأستقلال الوطني والسيادة الوطنية للعراق والتنظير لهما وكونهما خطوط حمراء لا يسمح لكائن من يكون من الأعداء الغرباء أو من الأصدقاء المقربين من تجاوزهما عملاً بالقول الشعبي ( من يرشنا بماء الورد نرشه بالدم ) ، هؤلاء نلاحظهم على الدوام يتحدثون بحرقة قلب وحماس وطني منقطع النظير ومبالغ فيه لحد المغالاة في مؤتمراتهم الصحفية المزيفة ولقاءاتهم الشحيحة للغاية مع جماهيرالشعب التي لا ترغب في رؤية وجوههم الكالحة ، لأن ملامح الكذب والنفاق والرياء ظاهرة عليها ويكسيها الخجل عندما يتكلمون في مسرحياتهم المبتذلة عن الأستقلال الوطني والسيادة الوطنية على مسارح العراق السياسية عبر وسائل الأعلام المختلفة عدا تلك الزيارات الخاصة جدا التي تحصل لهم داخل المنطقة الخضراء من رجال الأعمال المزيفين من الأقارب والأصدقاء من دافعي المقسوم من العمولات لغرض التنسيق مع الشركاء العاملين في وزارات الدولة ودوائرها لتمرير إحالات لصالحهم خلافاً للقانون والتعليمات المعتمدة في المناقصات ، أسأل هؤلاء السادة إذا كان الإستقلال الوطني للعراق وسيادته الوطنية خطوط حمراء لايسمح لكائن من يكون من الأعداء والأصدقاء ولأي سبب من الأسباب تجاوزهما ،  وإنهما يمثلان الرمز للشرف الوطني الرفيع للقائمين على إدارة الدولة العراقية الوطنية وتمثيلها رسمياً وشرعياً وقانونياً في المحافل الدولية ، أقول لماذا لا تتحدثون ولا تذكرون شيئاً عن التجاوزات والإعتداءات والتدخلات العسكرية والسياسية لدول الجوار العراقي في مؤتمراتكم إلا بالقدر الذي تمليه عليكم هوياتكم الفرعية بصورة إنتقائية .. ؟ ماذا يعني لكم وجود القوات التركية داخل الأراضي العراقية وبعمق يصل في بعض المناطق الى ( 20 كم ) كما هو الحال في  وجود قوات تركية تحتل مطار بامرني وإنتشار ربايا عسكرية عديدة في ناحية برواري بالا قرب قرية كاني ماسي مركز الناحية في محافظة دهوك وترفع العلم التركي فوقها ومنذ أكثر من خمسة وعشرين سنة ، وكان ذلك قد حصل بموجب إتفاق خاص جرى توقيعه  بين النظام العراقي السابق وحكومة تركيا لملاحقة الثوار الكورد من الجانبين على طول الخط الحدودي المشترك بين الدولتين وبعمق 15 كم حيث تم إخلاء هذا الشريط في الجانب العراقي من سكانه في حينها ودمرت قراه عن آخرها بالكامل دون أن تفعل تركيا الشيء ذاته داخل أراضيها من الشريط .. !! ، فإذا كان مثل هكذا إتفاق يسمح بمثل هذه التجاوزات في ظل النظام السابق نقول إن هذا النظام قد سقط وولى وذهب الى مزبلة التاريخ ، أليس من المنطق والحكمة أن يذهب إتفاقه هذا معه الى مزبلة التاريخ .. ؟ لماذا تتعاملون بهذه الأنتقائية السَمِجة مع موروثات النظام السابق في القضايا الوطنية .. ؟ ، وبماذا تصفون قصف الطائرات المقاتلة التركية والأيرانية شبه اليومي للقرى الحدودية العراقية الآمنة وقتل أبنائها وإضطرار سكانها الفقراء من الفلاحين الى هجرها ومغادرتها الى حيث يتوفر لهم الآمان ، بحجة ضرب تجمعات ومواقع ومخابئ ثوار الكورد من الدولتين المتواجدين داخل الأراضي العراقية ، اليسوا هؤلاء سكان القرى من أية قومية أو دين أو طائفة كانوا مواطنين عراقيين يستوجب منكم حمايتهم من عدوان دول الجوار .. ؟ ،  لا أعرف بأي حق ووفق أي قانون دولي تخول كل من تركيا وإيران نفسيهما بمثل هكذا تجاوزات وإعتداءات على السيادة الوطنية للعراق غير قانون الغابة قانون القوي والضعيف أي قانون ضعف القائمين على إدارة الدولة العراقية .. فإذا كان القائمون على إدارة الدولة العراقية صادقين فيما يذهبون إليه في أقوالهم حول الأستقلال الوطني والسيادة الوطنية عليهم أن لا يسكتوا هذا السكوت المهين على مثل هذه التجاوزات والأعتداءات من جيران وأصدقاء السوء تركيا وإيران للعراق وشعبه ، أليس هذا هو المفروض أن يكون .. ؟ ماذا تنتظرون أكثر أن تقوم به تركيا وإيران لتهتز له الشوارب حتى تتحركون للتصدي لهذه التجاوزات وتطالبون لأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والدول الصديقة للضغط على تركيا ومطالبتها بسحب قواتها من الأراضي العراقية التي تتواجد فيها اليوم وأن يطلب من الدولتين بالتوقف عن قصف القرى العراقية الحدودية ، ثم ماذا يعني السكوت عن قيام الدولتين بقطع المياه عن العراق وتحويل مجاري الأنهار ، هل إن ذلك يجري بحسن نية أم من المحبة الزائدة .. ؟ أما إذا كان وجود القلة من ثوار الكورد من الدولتين الجارتين في كوردستان العراق طلباً للآمان وهرباً من قمع وطغيان وملاحقات الحكومات القمعية والشوفينية في تلك الدول لهم ، فإن التخلص من مشاكل الحركات التحررية الكوردية من أجل نيل حقوقها القومية المشروعة وتبعاتها وإنعكاساتها على الوضع السياسي الداخلي لهذه البلدان يجب أن يأتي من خلال الحوار الوطني السلمي المباشر مع الكورد ومنحهم لحقوقهم القومية المشروعة كما حصل في العراق ، وليس من خلال فوهة البندقية التي تدمر ولا تعمر الأوطان ، اما إذا كان مثل هذا الوجود في بعض مناطق كوردستان العراق تتخذ منه دول الجوار البرقع الذي تستر به عورتها والقناة التي من خلالها تصدر مشاكلها لغيرها بالتجاوز والأعتداء على العراق وسيادته الوطنية فإن مثل هكذا اسباب موجودة على حدود جميع الدول المجاورة في جميع أنحاء العالم ، أي بمعنى أن الحدود المشتركة بين دول العالم تتحول حسب منطق تركيا وإيران الأهوج في التعامل مع العراق الى ساحات للأعتداءات والتجاوزات والحروب المتبادلة والقوي فيها يأكل الضعيف ، ولكن عصر هذا المنطق قد ولى من غير رجعة ، إلا أن مثل هذا العمل العدواني المستمر ومنذ سقوط النظام السابق لم يحصل إلا من تركيا وإيران تجاه العراق .. إضافة الى دخول وإنتشار قوات عسكرية من هذين الجارين السيئين وقصفهما المستمر للقرى العراقية الحدودية والذي يجعل العراق يفقد سيادته الوطنية ، يقومان بالتدخل السياسي المباشر والسافر في الشأن العراقي عبر مختلف القنوات ومنها القنوات المذهبية بحيث أصبح العراق في نظر المراقب السياسي الحيادي فاقداً للاستقلال الوطني والقرار الوطني والإرادة السياسية الوطنية المستقلة بالمعنى الصحيح للكلمة ، وتحول العراق كما قلنا في مقالة سابقةً لنا نشرت على هذا الموقع الكريم الى حديقة خلفية لهاتين الدولتين وغيرهما من دول الجوار ، وقد تجسد هذا السلوك الأرعن والمرفوض أخلاقياً في الزيارات الكثيرة للعديد من مسؤولين رفيعي المستوى جدا من الدولتين لمحافظات معينة في العراق دون إذن وعلم الحكومة العراقية ، ولم يكن ذلك أيضاً وفق البروتوكولات الرسمية المعتمدة دولياً ، وكما حصل قبل فترة وجيزة من وزير الخارجية التركي السيد أحمد داوود أغلو في زيارته المفاجئة لمحافظة كركوك وقبله فعلها العديد من المسؤولين الكبار في دولة إيران في زياراتهم لمحافظات بغداد والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة وغيرها .. بعد هذا كله أرجع وأسأل الحكومة والبرلمان وأتباعهم  من الطبالين والزمارين والمجتهدين أين أصبح الأستقلال الوطني والسيادة الوطنية التي تطبلون لها ليلاً ونهاراً في ضوء كل هذه التجاوزات والأعتداءات والتدخلات العسكرية والسياسية والأقتصادية في الشأن العراقي من قبل الجارين السيئين تركيا وإيران .. ؟ ثم أليس ما هو موجود الآن على أرض الواقع في العراق من أزمة سياسية خانقة تعصف به وتهدد مصير العملية السياسية ومستقبل الديمقراطية الفتية نتيجة للتدخلات الشريرة للجارين من جهة ، ومسايرة النخب السياسية العراقية المتنفذة للأرادات والأجندات لهذين الجارين والمتعاونين معهما من الدول الأقليمية الآخرى من جهة ثانية .. ؟ ، من المؤكد إن كل ما يجري ويحصل في العراق والمنطقة حالياً يجري تحت الأشراف والرعاية الأمريكية المباشرة لأنجاز مشروعها للشرق الأوسط الكبير والجديد جغرافياً ، والذي يجب أن يكون كما تقتضي مصالح الولايات المتحدة الأمريكية الأستراتيجية وليس كما تقتضي مصالح شعوب المنطقة البائسة والغارقة في الجهل السياسي والتخلف الأجتماعي والثقافي والفاقدة للرؤية الأستراتيجية المستقبلية لتطور المجتمع الأنساني والعالم ، وليس أمامنا غير أن نقول لشعوبنا أولاً ولقادة مجتمعاتنا من المفكرين والمثقفين ولحكامنا الذين لايمتلكون مشروع وطني ثانياً متى تستفيقون من سباتكم العميق الذي يشبه سبات أهل الكهف لقد أدرككم الوقت كثيراً ، إن كنتم لا تعلمون ولاتفعلون شيئاً فتلك مصيبة ، وإن كنتم تعلمون  ولا تفعلون لأنكم عاجزين عن العمل فتلك كارثة .. !!!

2254
العراق ... عراقين .. !!

المهندس : خوشابا سولاقا
قد يستغرب البعض من عنوان هذه المقالة لأنه فيه شيء من الغرابة لكونه غير متداول ولكن للضرورة في بعض الأحيان أحكام تفرض نفسها هذا من جهة ومن جهة أخرى لكون أذهان العراقيين قد تعودت على سماع شكل آخر من تقسيم العراق على أساس طائفي وعِرقي مثل عراق العرب الشيعة وعراق العرب السنة وعراق الكورد وعراق التركمان وعراق الكلداني السرياني الآشوري وعراق الايزيدي وعراق الشبك وأخيراً عراق الصابئة المندائيين وهذه التسميات جداً صحيحة عندما ننظر الى العراق الواحد كله جغرافياً وتاريخياً والذي يجب أن يبقى كذلك بشرط أن يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات أمام القانون الذي من المفروض ان يكون الحكم الفيصل بين الجميع ، ولكن صورة المحاصصة للعراق التي صنعها المحتل والمتعاونين معه صورة مغايرة تماماً وهي صورة التقسيم طائفياً وعرقياً من دون ان يعلن التقسيم الجغرافي رسمياً ، وهكذا ضاعت هويته الوطنية في زحام الهويات الفرعية بعد الأحتلال وسقوط النظام البعثي الصدامي عام / 2003 .. ولكن ما يهمنا من الأمر في هذه المقالة أنه هناك اليوم عراقين إثنين لا ثالث لهما وهما غير طائفيين ولا هما عِرّقيين وإنما هما عراقين بطبقتين ، الأول هو عراق الطبقة الحاكمة بكل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والمتمثلة في أعضاء البرلمان وحاشيتهم والحكومة بكل تصنيفات ودرجات موظفيها إبتداءً من رئاسة الجمهورية ونوابها ورئاسة مجلس الوزراء ونوابها والى أصغر موظف من الدرجات الخاصة والمحيطين بهم من الحمايات والأقارب والخدم والحشم والسائرين في فلكهم من الانتهازيين والنفعيين الأذلاء وبائعي الضمير من سكنة ورواد المنطقة الخضراء من رجال الأعمال ( مال هلوكت ) ، هؤلاء يتحكمون بالقرار العراقي وأمواله وموارده وكل مقدراته الكبيرة وتسخيرها بهذا الشكل أو ذاك لخدمة مصالحهم الشخصية ، وهؤلاء لا يعانوا من مشاكل عدم توفر الخدمات كالكهرباء حيث لكل مسؤول أكثر من مولدة خاصة لتوليد الكهرباء تزودهم بالكهرباء على مدار الساعة وبالتالي توفر لهم الجو البارد صيفاً والدافئ شتاءً ، وكذلك لا يعانوا من مشكلة شحة الماء الصافي والصالح للشرب كالذي يأتي للمواطن الفقير من شبكة الأسالة وهو شبه خابط لا يصلح حتى لشرب الدواب لأنه يستعمل الماء المصفى بأحدث التقنيات ومعبئ في قناني صحية من أحسن المناشيء المحلية أو المستوردة من مصادر أجنبية ، وكذلك لا يعانوا من مشكلة تدني مستوى معيشتهم كما هو حال المواطن الفقير لكون رواتب هؤلاء عالية جداً لا تنافسهم بها حتى مرتبات أقرانهم في أغنى دول العالم ومنها ودول الجوار وما لهم من امتيازات كالمخصصات المتنوعة وقطع الأراضي السكنية التي حصلوا عليها في أحسن المناطق وسيارات الدولة الفارهة التي يستغلونها لأغراضهم الشخصية ، وكذلك لا يعانوا من مشكلة السكن لأنهم يسكنون في قصور عاجية شيدها لهم النظام السابق في المنطقة الخضراء وعلى شواطئ نهر دجلة وتحرسها أرتال من القوى الأمنية من الأقارب المقربين ، وكذلك لا يعانوا من مشكلة زحام الشوارع والطرقات والأختناقات المرورية لساعات طويلة والتي تسلب رزق وراحة فقراء الشعب بسبب السيطرات التي أثبتت عملياً فشلها وعدم جدواها في توفير الأمن وأنها لا تغني ولا تسمن عدا خلق الزحام ، لأن لهؤلاء أرتال من الحمايات بسياراتهم المصفحة والمضادة للرصاص تفتح لهم الطريق حتى وإن كان ذلك بسير موكب المسؤولين  بعكس إتجاه السير خلافا لقانون المرور في الشوارع ، وما يترتب على ذلك من تجاوز على حق المواطن ورجال المرور بالشتم والكلام النابي والضرب إذا تطلب الأمر ذلك كما حصل من حماية أحد الوزراء في ساحة الواثق في جانب الرصافة وتم لفلفة الدعوىالمقامة في المحاكم على الوزير الصبي المدلل .. وكذلك لا يعانوا من مشكلة الخوف على مصدر رزقهم وتامين العيشة الكريمة لعوائلهم بعد الأحالة على التقاعد لأن رواتبهم التقاعدية قليلة لا تسد الرمق بأدنى مستوى حسب قانون تقاعد موظفي الدولة ، لأن لهم قانون التقاعد الخاص بهم يتقاضون بموجبه ( 80% ) من راتبهم الكلي ( الأسمي + المخصصات ) من آخر راتب كانوا يتقاضونه قبل الأحالة على التقاعد مهما كانت مدة خدمتهم الفعلية .. !! ، وكذلك لا يعانوا من تدني مستوى الخدمات الصحية في العراق لأن كل معالجاتهم الطبية بما فيها نزلة برد خفيفة والزكام وغيرها من الأمراض الموسمية تتم خارج العراق في أوربا وأمريكا والفقير منهم لا سمح الله أن يكون بينهم فقير الحال يعالج في دول الجوار ، وقد يكون السبب في ذلك لأنه يستحرم أن تمسه يد الكفار ، لأن جيوبهم ما شاء الله عامرة ثقيلة وقادرة على تحمل مصاريف العلاج في الخارج ، وليست كجيوب الفقراء من العراقيين خاوي والتي تخلو في أغلب الأحيان من ثمن المسواق البسيط كالخبز والخضار من دون لحم ودجاج والفواكه المحرمة والمضرة بالصحة طبعاً ، وكذلك لا يعاني أبنائهم من سوء التعليم وتدني مستواه  بكل مراحله لأنهم أصلاً يدرسون خارج العراق في جو مريح يتوفر فيه الكهرباء والأمن وكل الخدمات الآخرى بأحسن مستوى بالأضافة الى الفرفشات المسلية ، لأن وضعهم المعاشي يتحمل مصاريف التعليم في احسن المدارس والجامعات الرصينة في أي بلد آخر ، وليس كما هو حال أبناء الفقراء والمحرومين من شعب العراق ، هذه الطبقة طبقة القطط السمان تتمتع بكل هذه الأمتيازات التي لا يتخيلها العقل والتي تجعلها لا تشعر بما يشعر به عامة الناس من أبناء الشعب العراقي اليوم من عوز وبؤس وفقر مدقع وشحة الخدمات وهو يعيش في أغنى بلد في العالم .. !! إن أبناء الطبقة الحاكمة يعيشون في عراق آخر وجديد فعلاً بكل المعايير ، وكأن عراق القطط السمان موجود خارج الكرة الأرضية التي نعيش عليها ، وليس العراق الذي يعيش فيه أكثر من ( 95% ) من العراقيين من مختلف الشرائح الأجتماعية من ذوي الدخل المحدود من الموظفين في مؤسسات الدولة الرسمية وأصحاب المهن الحرة الصغيرة والذين يشكلون نسبة كبيرة من القوى العاملة في البلاد ، والفقراء المحرومين الذين يعيشون تحت خط الفقر ونسبتهم تتجاوز ( 23 % ) من أبناء الشعب العراقي حسب الاحصاءات الدولية المختصة ، هؤلاء محرومين من كل ما يجعلهم يعيشون بالمستوى الذي يليق بالأنسان ، بحيث أصبح العراق وشعبه موضع التندر للآخرين بوصفهما أغنى بلد وأفقر شعب ، لا أعرف إن كان هذا الوصف يرضي ويشفي غليل الطبقة الحاكمة المنتفخة بمال الفساد لحد الثمالة .. ؟ والى متى تستمر حالة العراق هكذا .. ؟ .
والعراق الآخر هو عراق الطبقات الفقيرة والمحرومة من أبسط مستلزمات الحياة الكريمة التي تليق بالأنسان المعاصر الذي خرج تواً من قرن التقدم العلمي والأبتكارات والأختراعات الكبيرة التي نقلته نقلة نوعية الى عصر آخر ، والى قرن القفزات النوعية الهائلة المتوقع أن تحصل في كل مجالات الحياة الإنسانية والتي سوف يحققها في العقود القليلة المقبلة ، قرن الوصول الى المريخ والزهرة وغيرها من الكواكب التي أصبحت في متناول يديه بحثاً عن مصادر جديدة لتطوير حياة البشر وزيادة رفاهيته ، قرن سبر أغوار الكون بحثاً عن مكان يليق أكثر بحياة هذا المخلوق العظيم الذي أنجز كل هذه المنجزات المعجزات العلمية الهائلة التي تعجز أرقى وأغنى اللغات الأنسانية بمفرداتها وجملها من وصفها والتعبير عنها بما تستحق .. هل من المعقول أن يكون الأنسان العراقي صاحب أغنى بلد بثرواته ومورده الطبيعية أن يعيش كل هذه المعاناة .. ؟ معاناة عدم توفر الخدمات بأبسط صورها كالكهرباء وماء الشرب الصافي الصالح للأستخدامات البشرية ، ومجاري الصرف الصحي وشحة ورداءة دور التربية والتعليم بكل مراحلها وفقدان كل الخدمات والمستلزمات المطلوبة فيها ، وما يواجه البلد من البيئة بسبب التلوث الواسع والناتج من مصادر مختلفة وما يسببه من إنتشار الأمراض والأوبئة حتى تلك الأمراض التي إنقرضت في البلدان الآخرى ، ورداءة الخدمات الصحية وإنتشار الجريمة بكل أشكالها بما فيها ترويج المخدرات ، وإنعدام الأمن والأمان الذي تضرب أطنابه كل مفاصل الحياة العراقية من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ، وما يعانيه البلاد من نزيف الهجرة لخبرة أبناءه من حملة الشهادات العلمية العالية الى بلدان المهجر بسبب الظروف الأمنية وإستهدافهم من قبل عصابات القتل المنظم وعدم توفر رعاية الدولة لهم وحمايتهم ، وكذلك ما يعانيه البلاد من نزيف هجرة أبناء الأقليات القومية من سكان البلاد الأصلاء بسب ما يتعرضون له من إقصاء وتهميش من المشاركة في إدارة البلاد وما يتعرضون له من مصادرة أراضيهم في مناطق سكناهم بغرض تغيير ديموغرافية مناطقهم لصالح الغير ، وكذلك بسبب ما تعرضوا ويتعرضون له اليوم من عمليات القتل والتهديد من قبل القوى الدينية المتطرفة والمتشددة الضالة التي تزرع القتل والجريمة في كل أرجاء الوطن ويستهدفون كل من يخالفهم الرؤى العقائدية ، وكذلك إنتشار جريمة سرقة المال العام من خلال الفساد المالي والإداري المستشري في كل مفاصل دوائر الدولة والذي تقوده الطبقة الحاكمة والمحيطين بها من ثلة الأقارب والأصدقاء والمعارف والسائرين في فلكها من القطط السمان من رجال الأعمال قناصي الفرص الرخيصة أصحاب الشركات الوهمية والمزورة والبعيدين عن المهنية والوطنية من أشباه الوطنيين أو بالأحرى من خونة الوطن الذين تسيل لُعابهم على السحت الحرام من أموال الدولة .. إن الطبقة الحاكمة بكل حلقاتها بدءً  بفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب ورؤساء الكتل البرلمانية والأحزاب السياسية والوزراء وكل موظفي الدولة من أصحاب الدرجات الخاصة يعترفون بصراحة في كل المناسبات بوجود فساد إداري ومالي واسع في مؤسسات الدولة الرسمية وأجهزتها المختلفة من دون إستثناء ، وهذا الشيء يعرفه ويتحدث به كل مواطن عراقي من محرومي وفقراء الشعب بدءً ببائعي الخضار وأهل البسطات الشعبية على أرصفة الشوارع المحفورة وغير المعبدة في بغداد عاصمة الرشيد وقلعة الأسود وإنتهاءً بأكبر موظف في الدولة دون الدرجات الخاصة ويتحدثون عنه تفصيلاً في كل مناسباتهم ولقاءاتهم علانية من دون خوف من عيون الحكومة كما كان يقال سابقاً في عهد الدكتاتورية التي كانت فيه الحكومة وعيونها الساهرة تحصي لهم أنفاسهم ، أي بمعني أن الحكومة بكل حلقاتها والفقراء والمحرومين من الشعب وكل رعايا الوطن يعرفون كل شيء عن الفساد المالي والإداري وسرقة المال العام في أجهزة الدولة في وضح النهار ، وهذا مهم جداً وهو جزء من المشكلة وليس كلها ، ولكن ما الجدوى من كل ذلك ما لم تطال يد القانون الفساد والمفسدين من أية حلقة كانوا .. ؟؟ نسمع بين الحين والآخر من لجنة النزاهة البرلمانية الموقرة وخصوصاً عندما تتصاعد وتيرة الخلافات والمناكفات والصراعات بين الكتل المتنفذة على الكراسي في مؤتمراتها الصحفية بأنها قد وضعت يدها على ملفات الفساد في هذه الوزارة أو تلك وفي هذا النشاط أو ذاك وسوف نعلن عن الأسماء في وقت لاحق ، وتمضي الأيام والأسابيع والشهور والسنين دون أن نسمع شيئاً عن تلك الأسماء ، وهذا يعني أن القضية تم لفلفتها إن صح التعبير وأصبحت شيء من الماضي في الأرشيف المنسي .. وبهذه المناسبة أحب أن أذكر القارئ اللبيب بما قاله الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق ورئيس تيار الاصلاح الوطني ورئيس كتلة التحالف الوطني في البرلمان في أحد مؤتمراته الذي لا يحضرني موضوعه بالضبط ، حيث قال مخاطباً الحضور بحماس وغضب ناري في لهجته ( لقد كان في السابق موظف الدولة يطلب الرشوة من المراجع من تحت الطاولة ولكن أصبح اليوم يطلبها من فوق الطاولة مباشرة وبشكل علني ) ، حقيقة إنه إعتراف صادق وصريح وشجاع للغاية من مسؤول كبير في الدولة العراقية الجديدة وهذا هو واقع الحال في دوائر الدولة يعرفه القاصي والداني ، وخيراً فعل الدكتور الجعفري بهذا التصريح ، وهذا الأعتراف ينطوي على شجاعة التي من المفروض أن تتوفر في كل مسؤول في الدولة التي تدعي الديمقراطية .. وهنا أقول إذا كان أمر الفساد والفاسدين قد وصل الى هذا الحد من الصلافة والقباحة أسأل الدكتور الجعفري وأقول له صدقت وأصبت الهدف ولكن ما هي إجراءات الحكومة ومجلس النواب الموقرين بالمقابل لكبح جماح الفساد والمفسدين .. ؟ ليس المهم أن نكتشف المرض فقط بل الأهم منه أن نعالجه ونستأصله من جذوره ليتعافى الجسد الوطني من هذه الأورام السرطانية الخبيثة وأنت طبيب مختص أدرى بهذه الأمور مني كمهندس ..                     


2255
أثني على مقالة الأستاذ أبرم شبيرا 

المهندس : خوشابا سولاقا

لقد كانت مقالة الأستاذ أبرم شبيرا الموسومة ( أين ممثلي أمتنا الكلدانية السريانية الآشورية من عملية هارا كاري اليابانية ) والتي نشرها على موقع عينكاوه دوت كوم قبل أكثر من أسبوعين بكل ما ورد فيها من تفاصيل الرد المناسب الذي كان يجب أن يكون من قبل من يدعي تمثيل أمتنا في مؤسسات الدولة العراقية التشريعية والتنفيذية والقضائية على أقل تقديرعلى ما يجري من تجاوزات وإعتداءات وإقصاء وتهميش بحق أمتنا من قبل الحكام الطائفيين والقوميين الشوفينيين في بغداد وأربيل على حدٍ سواء ، ولكن مثل هكذا ردود ومواقف لا تأتي إلا من قبل من يمتلك الشجاعة والروحية والشعور التي كان يتمتع بها ويمتلكها مقاتل الساموراي الياباني قديماً عندما كان يغرز السيف في جوفه على أثر شعوره بالخزي والعار التي كان يشعر بهما بعد خسارته لأي معركة مع أعدائه في الدفاع عن الوطن ومقدسات شعبه والأمبراطور الذي كانوا يقدسونه اليابانيين ، فكان بطل الساموراي يفضل الموت بكرامة على العيش بمذلة ومهانة ومن دون كرامة بين ظهراني مواطنيه ، الشعور نفسه كان يدفع بالطيارين اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية الى الأنتحار بالأغارة بطائراتهم المقاتلة مع كامل ذخيرتها من القنابل على السفن الحربية الأمريكية في عرض البحر كقنبلة حارقة تحرق العدو وتنشر الخوف والرعب في قلبه وتحطم معنوياته الحربية مقلدين في ذلك مقاتلي الساموراي الشجعان ، وفي نفس الوقت كانت هذه العمليات الفدائية تلهب شعور الشعب الياباني وترفع من معنوياته على مقاومة العدو بشراسة وبسالة وعناد أكبر .. حقيقة كانت المقالة خير مرشد لمن يريد أن يقتدي بالمقاتلين اليابانيين ومَن عنده شيء من الكرامة ويرفض الظلم الذي يقع على أبناء أمته ، ولمن يريد أن يعيش معززاً ومكرماً مرفوع الرأس بين من يدعي تمثيلهم ، ولكن شتان ما بين من يدعي تمثيل أمتنا كما نعرفهم من تجاربهم ومواقفهم السابقة من قضايا كثيرة والمقاتلين اليابانيين من الساموراي والطيارين الفدائيين وغيرهم يا أستاذ ابرم شبيرا ، ولكن في نفس الوقت خيراً فعلت بأقتراحك لهم بالأنتحار على طريقة ( هارا كاري ) الكلدانية السريانية الآشورية وليس على طريقة ( هارا كاري ) اليابانية لكي لا يقولوا عندما تحين ساعة الحساب ليس هناك من أرشدنا وقدم لنا النصيحة ووجهنا الى الطريق القويم للمواجهة المطلوبة التي تلائم الحياة الديمقراطية والى ما هو خير للأمة .. إن أولائك الذين يدعون زوراً وبهتاناً تمثيل أمتنا الكلدانية السريانية الآشورية كما يقال ليسوا من ذلك الصنف من النحل الذي ينتج العسل والشمع وإنما هم من صنف آخر .. عزيزي الأستاذ ابرم شبيرا إن كل ما يهم هؤلاء الدعاة الذين لا يمثلون إلا انفسهم هو ما يملؤون به جيوبهم التي كانت خاوية وستبقى خاوية كخواء وخلو قلوبهم وأنفسهم من الحب الصادق لمن يدعون تمثيلهم ، وهذا ما أكدته لنا تجاربهم ومواقفهم من الأحداث سابقاً منذ سقوط النظام السابق في 2003 والى اليوم الذي وصلت فيه التجاوزات والأعتداءات من قبل الآخرين الى عُقر دار هؤلاء وهم ساكتين صاغرين كالحجارة دون أن يحركوا ساكناً لا دفاعاً عن النفس ولا دفاعاً عن حقوق أمتنا ، لا أعرف يا أستاذ أبرم شبيرا ما الذي يجب أن يحصل أكثر من التجاوزات والأعتداءات المهينة على أمتنا وحقوقها المشروعة دستورياً حتى تجعل هؤلاء الدعاة يشعرون بالخزي والعار اللذان كان يشعر بهما المقاتلين اليابانيين ليقتدوا ببطولاتهم في عملية ( الهارا كاري ) .. ؟ ، وذلك ليس بغرز السيوف في بطونهم غسلاً لعار الهزيمة التي لحقت بهم في ميادين القتال السلمي الديمقراطي في البرلمان وفي مجلس الوزراء ، لأنه أصلاً سيوفهم مثلومة لا تجرح ولا تقتل ، أو الأنتحار بالأغارة بطائراتهم المقاتلة على مباني البرلمان والحكومة في بغداد وأربيل لكونهم لا يمتلكونها وإن امتلكوها فهم لا يجيدون قيادتها لأنهم لا يمتلكون الشجاعة للاقدام على مثل هكذا عملية ، ولأنني متفق معك لا أريد لهم الموت لأن الأمور لم تصل الى هذا الحد من السوء لحد الآن ، بل أطالبهم كما طالبتهم أنت أن يقوموا الآن بكسر الكراسي التي يجلسون عليها بخجل وخذلان الخاسرين للمعركة ورميها في وجوه ظالميهم من الحكام وتقديم إستقالاتهم بصورة جماعية من مناصبهم تعبيراً عن رفضهم للتهميش والأقصاء والممارسات غير الدستورية بحق أبناء شعبنا ، لأن هذه الكراسي تصبح عاراً على من يجلس عليها ما لم يعطها حقها وإستحقاقها ، وأن الجالس عليها أصبح عاجز من أن يقدم لأمته ما يفتخر به ، إن هذه الكراسي أصبحت لهؤلاء الجالسين عليها كمن يجلس على قارعة الطريق يستجدي من المارة ما تجود به أيديهم ، هكذا تبدو الصورة للمشاهد من أبناء شعبنا بلغة الواقع والمنطق والعقل وليس إلا .. لقد توالت التنازلات من قبل هؤلاء الذين جاءت بهم ألاعيب الانتخابات وشراء الذمم والولاءات الفرعية كالعشائرية والمذهبية وغيرها من الممارسات غير القانونية تجاه السذج من الناس من أبناء شعبنا لشراء أصواتهم ، وحشد الأقارب وقرود السيرك من الأنتهازيين والمتملقين الذين يجيدون المسح على الأكتاف ، ومن بائعي الضمير من أجل حفنة من الدنانير الملوثة ، والمتاجرة بتضحيات الشهداء الأبرار من أبناء شعبنا الذين قدموا أرواحهم من أجل قضية قومية أو وطنية نبيلة ، هذه التضحيات التي أغتصبت في الظلام من قبل لصوص الليل وصودرت واستثمرت بخسة لخدمة المصالح الشخصية للقلة القليلة ممن تسللوا بخبث ودهاء ومكر ثعلبي الى حيث يصنع القرار على مستوى أمتنا بشكل خاص أو على مستوى العراق بشكل عام ، لأن هؤلاء الأقزام تدربوا جيداً على اداء لعبة الرقص على أكثر من حبل حسب ما تقتضي مصالحهم وليس حسب ما تقتضيه مصلحة الأمة كما يغردون في وسائل الاعلام ويتلكلكون ويتملقون للأقوياء من أولياء نعمتهم وسالبي حقوق أمتهم التي يدعون تمثيلها ، أقول لهؤلاء المتخاذلين بامتياز إن السياسة ليست لكلكة ولواكة وإحتراف مهنة الكذب بل هي مواقف مبدئية تنطوي على التضحية بالمصالح والمنافع الشخصية من اجل قضية أخلاقية قومية أو وطنية أكبر وليس العكس يا كرام .. !! هذا السلوك ليس خافياً على متتبع الأحداث في العراق منذ سقوط النظام السابق ، إنه أسلوب يمارس من قبل الجميع ضد الجميع دفاعاً عن المصالح الشخصية ، إن أمثال هؤلاء النفعيين لا يعرفون للخجل والحياء والصدق والرفقة مَعنى ، ويتقنون مهنة الكذب والضحك على ذقون الآخرين من السذج خير إتقان حيث يجدون في سلوك هذا الأسلوب القبيح والمقزز خير سبيل لتحقيق مآربهم الشخصية غير المشروعة وغير الأخلاقية ، وهنا أريد أن أذكر القارئ الكريم بما صرح به أحدهم لأحد الإعلاميين المشهورين في أستراليا في مقابلة خاصة لإذاعة ( SBS ) قبل أيام حين سأله لماذا لا تكسرون الكراسي التي تجلسون عليها وتقدمون استقالتكم من مناصبكم كما أقترح الأستاذ أبرم شبيرا في مقالة له احتجاجاً على ما يجري بحق شعبنا الآن.. ؟ فكان جوابه لو فعلنا ذلك سوف نفقد وسائلنا في عرض قضايانا والدفاع عنها ، وهنا أسأل السيد المحترم أي دفاع يقصد عن المصالح الشخصية أم غيرها ، واستطرد قائلاً لو كنت قد قدمت استقالتي من منصبي كنائب في البرلمان لما كان باستطاعتي مقابلة الوزيرة هيلاري كلينتون ( طبعاً الزيارة لم تكن شخصية بل كانت ضمن الوفد العراقي برئاسة نائب رئيس الجمهورية إلى اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة وهي بالتالي زيارة بروتوكولية صرفة ) .. !! ولكن مع الأسف الشديد لقد فات لمقدم المقابلة الأستاذ ولسن يونان أن يسأل السيد المحترم هل بإمكانك أن تخبرنا ولو بإيجاز عن ما قلته للوزيرة كلينتون بخصوص قضايانا القومية وما يجري من تهميش وإقصاء واعتداء وتجاوز على حقوق شعبنا القومية في هذه المقابلة التاريخية .. ؟ من المؤكد أنه لم ينطق بشيء من هذا القبيل في هذه المقابلة ، إن مقابلته للوزيرة كلينتون تنصب في خدمة مصالحه الذاتية في البحث عن الشهرة وليس إلا ، قل لنا يا محترم ما الذي جنته أمتنا من مقابلتك للوزيرة كلينتون ، انشر ذلك في وسائل إعلامك ليطلع عليه أبناء شعبنا وبإمكانك عرض تسجيل المقابلة للوزيرة في تليفزيونك ليكون كل شيء واضح وجلي بالصورة والصوت ولتُخَرس معارضيك أو المعادين لك كما يحلو لك توصيفهم .. في سبيل تحقيق كل ما ذكر من هذه الأهداف تحول المكون الآشوري الى مكون الكلدو آشوري ثم تحول بين ليلة وضحاها الى مكون الكلداني السرياني الآشوري ومن ثم إنتهى به الأمر الى المكون ( المسيحي ) والشعب المسيحي كما يتم تداوله في أروقة الدولة الرسمية حالياً وربما قد تتطور الأمور الى ما هو أبعد من ذلك عن البعد القومي في القضية كأن نكنى أو نسمى بالأمة المسيحية .. !! أنا هنا لا أستصغر ولا أستخف ولا أستسخف هذه التسمية ولا أسخر منها ابداً ، وأنا كمسيحي أعتز بمسيحيتي وأجُلها ، ولكن أرفض هذه التسمية لشعبنا لأنها تخالف الحقيقة الإنسانية وتُفقدنا انتمائنا القومي وهذا ما يهدف إليه أعداء أمتنا ويرقص السذج من الثرثارين من هواة السياسة من أبناء شعبنا عن إدراك أو من دون إدراك على هذه النغمة النشاز ، وبالتالي تُفقدنا الأصالة القومية في الوطن العراقي ( بيث نهرين ) وتحولنا الى مجرد طائفة دينية أو جالية كما يحلو للبعض تسميتنا ، فعلى من يدعي تمثيلنا في مؤسسات الدولة الوطنية العراقية أن يدرك هذه الحقيقة بكل مكوناتها الجزئية وتفاصيلها الدقيقة وأن لا تغيب عن باله أبداً في نضاله من اجل المحافظة على وجودنا القومي ككيان قائم بذاته ، لذلك أطالب من يدعون  تمثيل شعبنا من الساكتين الصاغرين كالحجارة الذين لا ينطقون بغير الكلام الإعلامي الفارغ أمام الكاميرات وعبر وسائل الإعلام المختلفة واللجوء الى اسلوب المتاجرة بالوعود الكاذبة من دون القيام بأي عمل فعلي ملموس على أرض الواقع اتخاذ موقف يليق بذلك التمثيل وإلا ما الداعي لوجودهم .. ؟ .. لقد جاء فشل هؤلاء ممن يدعون تمثيل شعبنا من ترشيح امرأة من بنات شعبنا كأن هذه الأمة تخلو ممن هن جديرات ومؤهلات لشغل موقع المفوض التاسع في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بمثابة نكسة أخرى لشعبنا في تكريس وجوده القومي كمكون أصيل في العراق ، وبذلك حُرمت وأقصيت أمتنا من التمثيل في المفوضية وذهب المقعد للأخوة التركمان ومن يدعون تمثيلنا صاغرين دون أن يتحرك لهم جفن ، ليس لسبب مبرر يمكن تقبله وإنما خوفاً على فقدان كراسيهم المتهرئة والملايين التي تنساب الى جيوبهم من خلالها في نهاية الشهر من أية زلة لسان تحصل منهم . !! ، من أجل ذلك يقولون ( طوز بكل شيء ) كما قلت يا أستاذ أبرم شبيرا .. منذ مدة طويلة والمهتمين بالشأن السياسي لأمتنا والمتتبعين لتطوراته يتحدثون عن ما يجري من عمليات التغيير الديموغرافي الواسعة النطاق في مناطق سكن أبناء شعبنا في زاخو وسهل نينوى بقصباته ومدنه وعينكاوه بأطرافها ودهوك وشمل ذلك ( 64 ) قرية من قرى شعبنا التي تم اغتصاب أراضيها ومصادرتها لصالح الغير الى أن وصل الأمر وكما وردنا في وسائل الإعلام التي تمتلكها وتديرها أبناء شعبنا  بمصادرة ( 88% ) من أراضي قرية ( كوري كافانه ) عرين المستأسد الكارتوني الذي يملأ زئيره أروقة البرلمان العراقي ووسائل الإعلام ، أي أن المعركة أصبحت في عقر دار السيد نائب الأمة وقائدها كما يحلو له تسميته .. !! ، ولكن من المؤكد إنه لم ولن يفعل كما فعل هتلر والكثير من قادته بعد ان وصلت جحافل الحلفاء الزاحفة من الشرق والغرب الى مبنى ( الرايخ الرابع ) في قلب برلين عاصمة المانيا النازية .. أنا هنا لا أطالب هؤلاء العاجزين أي كانوا أعضاء في البرلمانين أو في الحكومتين أو في مجالس المحافظات والبلديات القيام بما هم غير قادرين على القيام به ، أي أن ينتحروا ويضحوا بحياتهم كما فعل هتلر وكما كان يفعل مقاتلي  الساموراي الشجعان ، بل أضيف صوتي بقوة الى صوت الأستاذ أبرم شبيرا وعشرات الآلاف مثله ونطالبهم بكسر تلك الكراسي المتهرئة التي يجلسون عليها اليوم والتي أصبحت عار على الجالسين بعد كل ما جرى ويجري من تهميش وإقصاء وحرمان بحق شعبنا ورميها في وجوه الحكام في بغداد واربيل وتقديم استقالاتهم من مناصبهم الرسمية تعبيراً عن رفض جماهير شعبنا لهذه الممارسات والتجاوزات المخالفة للدستور وحقوق الإنسان وقيم الحرية والديمقراطية على الحقوق القومية لأمتنا من جهة ، وهذه الممارسة تشكل في ذات الوقت رد اعتبار وشهادة براءة الذمة أمام أبناء شعبنا لمن يدعي تمثيلها ، وتلقين الحكام الظالمين درساً في الإخلاص للمبادئ والوطنية وللممارسة الديمقراطية من جهة أخرى .. ولكن هل سيفعلون ذلك وهل سيعلقون جرس الإنذار برقبة الهر .. ؟ أشك في ذلك يا أستاذ أبرم شبيرا لأنهم ليسوا من ذلك الصنف من النحل الذي ينتج العسل والشمع كما قلنا ، ولكن عسى أن يفعلوا ذلك نكاية بنا على الأقل .. !!           

2256
النخب السياسية العراقية بين واقعها وخطابها
الوطني المزيف

                                                                                                                    المهندس : خوشابا سولاقا
إن المراقب السياسي المتتبع لتطورات الأحداث السياسية الجارية على الساحة السياسية العراقية منذ الأنتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في آذار من عام 2010 والى اليوم ، وما رافقتها من تداعيات وإشكالات ومساومات وتوافقات التي إنتهت بما سميت باتفاقية أربيل حول تشكيل الحكومة التي لم يكتمل تشكيلها لحد الآن بسبب الخلافات والمنابزات والتناحرات التي إنفجرت بين النخب السياسية المتنفذة والموقعة على الاتفاقية حول تفسير بنودها من حيث مدى دستوريتها من عدمه التي لم يتم تنفيذها لغاية اليوم بإستثناء البند المتعلق منها يتنصيب السيد المالكي رئيساً لمجلس الوزراء وكأن هؤلاء الموقعون لم يطلعوا على الدستور قبل صياغة بنود الاتفاقية والتوقيع عليها إن هذا لمهزلة بعينها ، سيلاحظ بوضوح التناقض الذي تعيشه هذه النخب والكتل البرلمانية التي أنتجتها الانتخابات البرلمانية بين ما تروج له في خطاباتها الوطنية المعلنة للشعب وبين ممارساتها اليومية على أرض الواقع من خلال صراعها وإستقتالها من أجل السلطة والمصالح الفردية والحزبية والفئوية والعشائرية والمناطقية والطائفية والقومية ، حيث تعكس هذه الصراعات والتناحرات والخلافات التي لا مبرر وطني لها زيف الخطاب الوطني المعلن الذي تتشدق به في وسائل الاعلام ليلاً ونهاراً هذه النخب السياسية والكتل البرلمانية بغرض تضليل المواطن العراقي لسرقة صوته في مواسم الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات ، ومن ثم يصبح ما ورد من الوعود المعسولة في الخطابات الوطنية المنمقة المعلنة قبل الانتخابات لهذه النخب التي تجيد فن الرقص على الحبال والضحك على ذقون البسطاء من الناس هباءً منثوراً بعدها ، والمواطن العراقي يداوي جراحه ويبكي ندماً ويلعن ( ساعة السوده ) التي فيها منح صوته الوطني الى هؤلاء المخادعين وغير الصادقين فيما يقولون الذين جاء بهم الى مقاعد البرلمان والحكومة في ليلة ظلماء ، حيث بوجودهم ضاع الوطن والوطنية والهوية الوطنية في غمرة الصراعات على الهويات الفرعية والمصالح الشخصية والولائات العمياء للارادات الأجنبية من دول الجوار التي تتدخل بصلافة ووقاحة متناهية في كل شان من الشؤون العراقية الداخلية والخارجية ، وكأن العراق يشكل في خارطة المنطقة الحديقة الخلفية لبلدانهم دون أن يقول لهم أحداً على ( عينكم حاجب ) كما يقول المثل ، وفي ظل هذا الوضع المزري غير المستقر زاد الأثرياء من أصحاب السلطة والمقربين منهم والسائرين في فلكهم من الانتهازيين والمتملقين ( اللوكية ) والمنافقين ثراءً وزاد بالمقابل فقراء الشعب أصحاب الأصوات الذهبية في مواسم الانتخابات فقراً وخراباً وتعاظمت معاناتهم الانسانية والاجتماعية والمعاشية وخابت آمالهم وماتت أحلامهم الوردية بالعيش الرغيد وذهبت أدراج الرياح بعد أن ضرب ( النشامة ) الفائزين بالسلطة في  الانتخابات بعرض الحائط كل وعودهم المعسولة التي قطعوها لهم قبل الأنتخابات وأثنائها وكأن هذه الوعود كانت ( كلام الليل يمحوه النهار ) كما قال الشاعر العباسي أبو نؤاس رحمه الله ، متناسين أنه ستعود الحاجة بهم لاحقاً الى أصوات هؤلاء الفقراء من الشعب مرة أخرى في موسم الانتخابات في قادم الايام لغرض البقاء والاستمرار في مواقعهم المترفة والتمتع بما هم فيه من البذخ والرفاهية بسبب إمتيازات ونِعَم السلطة ومغرياتها المختلفة والمتعددة من مال وجاه ورفعة المكانة الاجتماعية ، ومتناسين في الوقت ذاته أن الشعب يُمهل ولا يُهمل ولا ينسى ظالميه والناكلين به ، وعندها سيقول كلمته الحقة بحق من خيب ظنه سابقا وتمكن من سرقة صوته في غفلة منه في ظلام الليل وسيادة الخصوصيات الفرعية على تفكيره وقراره في ظل غياب الوعي الوطني السليم لديه بالمستوى الكافي لادراك ألاعيب طلاب السلطة والسحت الحرام والمتاجرين بها في سوق الهرج والمرج وفي ظل ضياع الهوية الوطنية في زحام صراع الهويات الفرعية التي صنعها المحتل الأجنبي .. أن ماتشهده الساحة السياسية العراقية من مناكفات وصراعات وتبادل التهم والنعوت بمختلف أصنافها المقبولة وغير المقبولة الاخلاقية وغير الاخلاقية من أجل تقاسم المغانم وتوزيع المناصب الرفيعة والوضيعة والمنافع المادية والمعنوية سواءً كان ذلك بين الكتل البرلمانية المتنفذة والحاكمة والصانعة للقرار السياسي العراقي أو بين الفصائل السياسية المكونة للكتلة البرلمانية الواحدة وما يفضي إليه ذلك من إشاعة الفساد المالي والاداري في مختلف أجهزة الدولة دون إستثناء ، أن هذا الواقع الفاسد إن دل على شيء فإنه يدل على مدى أنانية وفساد هذه النخب والكتل ذاتها ، وهي في ذات الوقت تعرف وتعي جيداً أن سلوكها هذا لا ينم بأي شكل من الأشكال عن الروح الوطنية الحقة ولا يمت إليها بصلة لا من قريب ولا من بعيد ، وإنما يعني بكل تفاصيله الأضرار بمصالح الشعب والوطن بأقصى درجات الضرر الى الحد الذي يمكن اعتباره في بعض جوانبه جريمة وطنية يحاسب عليها القانون ، إن ما يفرزه هذا الواقع من نتائج سلبية بحق تأخر البلد في إعادة بناء بناهُ التحتية المدمرة وتأهيل منظومات الخدمات العامة كالكهرباء والهاتف والماء والمجاري والصحة والتعليم والنقل والمواصلات لتقديم الخدمات بالمستوى المطلوب الى جماهير الشعب التي هي بأمس الحاجة إليها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها ، وتوفير فرص العمل لجيش العاطلين من أبناءه من المتعلمين الذين مضى على تخرجهم من مقاعد الدراسة سنوات طويلة ومن غير المتعلمين من الشرائح الاجتماعية الاخرى ، تكفي لهؤلاء الذين يمسكون بالسلطة وإدارة البلاد لأن تجعلهم يتخلون عن مسؤولية السلطة وإدارة البلاد وفسح المجال لغيرهم ممن هم أكثر كفاءةً منهم ولديهم من المؤهلات والخبرات المطلوبة أكثر لادارة شؤون الدولة بكفاءة ونجاح لو كان لديهم مقدار ذرة واحدة من الوطنية الصادقة وحب الوطن والشعب ، لأن هذا الواقع يؤشر بجلاء على مدى الفشل الذريع الذي أصاب هذه النخب بقياداتها الحالية التي تفتقر الى الخبرة والتجربة والحرص الوطني والنزاهة وصحوة الضمير لقيادة البلاد الى شاطئ الأمان ، وخير إثبات على هذا الفشل ما أورده تقرير دولي صدر مؤخراً بمساعدة مجلة وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص أكثر الدول فشلاً في إدارة شؤونها ورد تصنيف العراق التاسع ، من المؤكد أن معدي التقرير لو أخذوا بنظر الاعتبار الموارد المالية المتاحة للدول التسع عند اختيار المعايير العلمية الدقيقة لتصنيف الأكثر فشلاً  لكان تصنيف العراق الغني بموارده المالية الأول .. !! وأورد التقرير في ذات الوقت أن المبالغ المصروفة حسب الميزانيات الرسمية المعلنة من قبل الحكومات التي توالت على إدارة شؤون البلاد خلال السنوات التسع الماضية كانت بحدود ( 700 ) مليار دولار وإن أكثر من سبعة ملايين من أبناء شعبه يعيشون تحت خط الفقر ، وإن العراق صنف في مقدمة الدول الأخطر في العالم من حيث توفر الأمن والآمان لمواطنيه وضيوفه وزواره ، وهنا أريد أن أسأل الحكومة الموقرة إن لم يكُن هذا فشلاً إذن كيف يكون الفشل من وجهة نظرها .. ؟ !! ، ولكنهم لم ولن يتخلون أبداً عن مناصبهم لغيرهم ولسبب بسيط جداً ألا وهو إنهم ليسوا وطنيين حقيقيين وصادقين فيما يقولون  وليسوا بشخصيات الدولة المؤهلين لها ، بل إن وطنيتهم هي وطنية مزيفة ، وطنية المزايدات الأعلامية في مواسم الأنتخابات ، وطنية الأستحواذ على السلطة والأنفراد بها من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المصالح الفردية ولأطول فترة زمنية ممكنة وحماية الهويات الفرعية على حساب طمس وتهميش الهوية الوطنية العراقية ، لو كانوا وطنيين صادقين مخلصين وأرادوا حل مشاكل البلاد ورفع معاناة جماهير الشعب الذين أصابهم سأم طول الأنتظار لأنجزوا ذلك في ظرف أسبوع واحد لا أكثر ، ولكانوا قد أنصفوا الأقليات القومية والدينية بمنحهم لكافة حقوقهم التي أقرها الدستور ، ولمنعوا التغيير الديموغرافي في مناطق سكناهم ولأستلاء على أراضيهم كما يحصل في أقليم كوردستان اليوم ، ولكنهم ليسوا كذلك وتلك هي المصيبة .. !! ، وإن الذي يدفع الثمن غالياً لهذه الصراعات والخلافات والمناكفات بين النخب السياسية والكتل البرلمانية الحاكمة على مدار الساعة يومياً هو المواطن العراقي الفقير .. وعليه أهيب بكل وطني عراقي شريف من أي قومية أو دين أو طائفة أو حزب كان أن يحتكم الى عقله وليس الى عواطفه المنحازة لولائاته الفرعية في منح صوته لمن هو أكفأ وأنزه عند إختيار ممثليه في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة والانتخابات البرلمانية القادمة في عام 2014 لانقاذ الوطن والهوية الوطنية من الضياع وإنتشال الشعب من واقعه المزري الذي يعيشه اليوم .. أيها العراقي الغيور تذكّر دائماً أنتَ عراقي الهوية قبل أن تكون أي شيء آخر ، وأن العراق هو البيت الأكبر الذي يأوي الجميع ، وهو القارب الذي يحمل الجميع على مَتنهِ ويمخرُ عُباب البحار الهائجة ، إن غَرقَ يغرق الجميع وإن نجا ووصل الى شاطئ الأمان نجا الجميع من الغرق ، هذا هو عين الصواب والمنطق وليس العكس يا عراقي الوطني الشريف الغيور على وطنه ، متمنياً النجاح والتوفيق للجميع في خدمة الوطن والشعب دائماً وأبداً .. في سبيل رِفعة الوطن وعزهُ ومجدهُ كل تضحية ترخص ..


2257
بهنام أبو الصوف كان علماً عراقيا ًعالياً
                                                                                                          المهندس : خوشابا سولاقا
 برحيل بهنام أبو الصوف عن هذه الدنيا يكون قد غاب شمس من شموس العراق وقد أفل نجم من ألمع نجومها ويكون قد ترك ظلام دامس لجانب من جوانب العلم والمعرفة الأثارية للحضارة النهرينية حضارة سومر وأكد وبابل وآشور العظيمة التي أعطت للبشرية ما لم تعطيه أية حضارة أخرى في العالم . وإن رحيله ترك فراغاً كبيراً في مجال البحث والتقصي والتنقيب الأثاري وخصوصاً أن رحيله جاء بعد رحيل علم آخر من أعلام أمتنا والعراق وهو العالم الأثاري الدكتور دوني جورج قبل أكثر من سنة .. لقد كان رحمه الله علماً عملاقاً من أعلام العراق العالية قضى عمره في البحث العلمي والتنقيب الأثاري في كل أرجاء العراق والتقصي عن مجاهل الحضارة النهرينية العريقة حضارة أبائنا وأجدادنا القدامى ونشرها لتعريف العالم بها وليقول من خلالها من نكون نحن الكلدان السريان الآشوريين العراقيين الأصلاء وكان خير سفير لنا في العالم ، لقد بذل جهود كبيرة ووقت طويل على حساب صحته وراحته من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل من خلال ما كتبه من بحوث ودراسات ومؤلفات ومشاركات كثيرة في الندوات والمؤتمرات العلمية العالمية في مجال الأثار وتوفق في ذلك الى حدٍ كبير ويشهد له ما خلفه منها بعد رحيله المفاجئ والذي فاجئنا به ولكن ما العمل إنها كانت إرادة الخالق فليرحمك الله يا أبا نعمت وأسكنك فسيح جناته .. وكان المرحوم رمز بارز من الرموز التي لا يستطيع الزمن مهما طال أن يمحي اثار خطواته العملاقة من على صفحات التاريخ العراقي ، ولا يستطيع أن يمنع بريق تراثه العلمي الأثاري من أن يشع ويطل على الأجيال القادمة من الباحثين على هذا السبيل لأنه مكتوب باحرف من الذهب ، إن سيرته الذاتية كعالم أثار سيرة حافلة بالبحث والمعرفة في علم الأثار لا تستطيع الأجيال أن تنساها له على مر التاريخ ، وهو في ذات الوقت رمز بارز من رموز شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في سفر العراق الخالد ، وهو نجم من نجومه التي ترصع سمائه بأكاليل الغار والفخر والأعتزاز ، نستذكره بإكبار وإجلال عظيمين لما قدمه من إنجازات أثارية بحثية علمية طيلة حياته الحافلة بالإنجازات في إظهار عظمة تاريخ شعبنا وحضارتنا النهرينية وفضلها على البشرية جمعاء ، وتعريف العالم بها ودورها في صناعة الحضارة الأنسانية .. وكان المرحوم علماً خفاقاً بين أعلام كثيرة سبقته أو عاصرته في مجال العلم والمعرفة والأدب والفن والثقافة بكل فروعها من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري من الذين كان لهم مساهمات جليلة وكبيرة وعظيمة في صناعة التاريخ الثقافي والعلمي للعراق الحديث أمثال الأب أنستاس الكرملي وأوجين منا وأدي شير والمؤرخين أمثال الأخوين كوركيس وميخائيل عواد وفؤاد سفر والعلامة الدكتور دوني جورج والموسيقارين الكبيرين الأخوين جميل ومنير بشير وعالم الأثار الخالد الذكر هرمز رسام الذي شارك العالم الأثاري الأنكليزي المشهور هنري لايارد مكتشف أثار نينوى العظيمة والصحفيان فائق وروفائيل بطي والشعراء أمثال سركون بولص ويوسف الصائغ والفريد سمعان وجراح القلب الشهير الدكتور يوسف النعمان والمؤرخ المترجم جرجيس فتح الله مترجم كتاب (مهد البشرية ) الشهير والخاص بتاريخ شعبنا ، ورمز الرياضة وكرة القدم العراقية العملاق الخالد الذكر عمو بابا والناشط القومي نعوم فائق وغيره الكثير من رواد الحركة الوطنية التحررية الحديثة أمثال الشهيد الخالد يوسف سلمان ( فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وغيرهم الكثير ممن تركوا بصماتهم على صفحات تاريخ العراق لا يسعني ذكر أسمائهم لكثرة عددهم وأفضالهم التي لا تنكر ولا تنسى مهما طال الزمن كل هؤلاء رموز لنا ونحملهم ورود حمراء على صدورنا نفتخر ونعتز بهم مدى الدهر ومهما فعلنا لهم سوف لا نرد لهم جميلهم علينا ، وأخيراً لا يسعني إلا ان أقول نَم قرير العين يا أبا نعمت وسرمد ومعن وأن يلهم الله أهلك وأقاربك وأصدقائك ومعارفك الصبر الجميل ..


2258
مَن لهُ مَصلحة في دق الإسفين بين المسيحية والإسلام  .. ؟

                                                                                                                   المهندس : خوشابا سولاقا
في هذه الأيام شاهد العالم بصورة عامة والعالم الإسلامي والعربي بشكل خاص أحداث لها دلالاتها ومؤشراتها المريبة ، حيث اجتاحت مدن العالم العربي والإسلامي وحيثما تواجد المسلمين من مختلف الأجناس والطوائف موجة من التظاهرات والاحتجاجات العارمة والعنيفة كرد فعل من قوى تيارات الإسلام السياسي المتشدد والمتطرف شارك فيها شرائح اجتماعية مختلفة من المسلمين والمسيحيين وغيرهم على حد سواء على ما أشيع من وجود فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد أتسمت هذه الاحتجاجات كما قلنا بطابع العنف المفرط  أسفر عن مقتل السفير الأمريكي واثنين من مرافقيه في مدينة بنغازي الليبية من قبل المحتجين الغاضبين الذين اقتحموا مبنى القنصلية هناك ، وقتل العديد من المحتجين في بعض البلدان التي شاهدت مثل هذه الاحتجاجات العنيفة من قبل القوات الأمنية في عملية التصدي لهم لمنعهم من اقتحام مباني السفارات والقنصليات الأمريكية والغربية والاعتداء على موظفيها وحرقها وتكرار ما حصل في ليبيا .. إن ما حصل من مثل هكذا ردود أفعال في ظل وجود مثل هكذا فيلم مسيء أمر طبيعي جداً وخصوصاً في بلدان تتسم شعوبها بالتمسك الشديد بأديانها وطقوسها وتقدس رموزها وشخصياتها الدينية الى حد التطرف من قبل بعض الفئات المتشددة منها ، وبالأخص حصل هذا الأمر في فترة شهدت هذه البلدان مد لنفوذ الإسلام السياسي ووصول بعض تياراته إلى سُدة الحكم في بعض منها بعد أن نجحت ثورات الربيع العربي فيها بالإطاحة بأنظمتها الديكتاتورية العسكرية ، مما شجعها على التمادي في تطرفها وتجاوزها لحدود المعقول والمقبول من العنف السياسي حسب القانون والأعراف الدولية ، ولكن ما  ليس مقبولاً بالمرة ومرفوضاً هو المبالغة والمغالاة في ردود الأفعال العنيفة الى الحد الذي عنده ينقلب السحر على الساحر ، وكان ذلك هو أحد الأهداف المخطط لها من قبل صانعي الحدث ، أي من قبل من كان وراء هذا التحريك الذي أفتعل هذه الفعلة المشينة بإنتاج هكذا فيلم مسيء للإسلام والذي لم يتأكد وجوده فعلاً لحد الآن .. عند الأمعان بدقة في قراءة تفاصيل ما حصل من فعل ورد الفعل ودراستها من كل الجوانب المحيطة سنجد أن هناك مقاصد وغايات وأجندات سياسية وتاريخية وعقائدية من وراء ذلك ، وهناك أطراف وجهات بعينها مستفيدة وأخرى خاسرة من نجاح أو فشل هذا المخطط ولها مصلحة في ذلك، وما هو مؤكد وواضح أن الأطراف الخاسرة من وراء هذه الزوبعة المفتعلة هما الطرف المسيحي إن كان قبطيا أو غيره  والطرف المسلم كائن من يكون .. على أثر ما ظهر في العقدين الأخيرين من الزمن على الساحة المسيحية الدولية من منظمات وتيارات في أوربا وأمريكا تتعاطف مع القضية الفلسطينية بشكل خاص والقضايا العربية ولإسلامية ولانفتاح على الإسلام وظهور ما أطلق عليه بالحوار الإسلامي –المسيحي وحوار الحضارات والثقافات بشكل عام ، والتنديد بمواقف الدول الرأسمالية في دعم عدوان إسرائيل على حساب العرب وانعكاساتها السلبية على الاقتصاد العالمي ، وتحميل إسرائيل والمنظمات الصهيونية العالمية مسؤولية ما يجري من مظالم وجرائم بحق الشعب الفلسطيني في أرضه السليبة والتنديد بها وإدانتها وتحفيز الرأي العام العالمي ( المسيحي ) للوقوف بوجه ممارسات إسرائيل المنافية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية ، كل هذه العوامل مجتمعة دعت الى إطلاق جرس الإنذار في مراكز الصهيونية العالمية للتحذير من الخطر القادم على إسرائيل باحتمال خسارتها لأصدقاء الأمس الداعمين لها بكل وسائل القوة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية المتقدمة والمعلوماتية والإعلامية بما في ذلك التشهير والإساءة على الغير للقيام بأي عمل من شأنه أن يضّعف من هذا الاحتمال وتحوله إلى خطراً قاتلاً على إسرائيل والصهيونية ، فكان إشاعة إنتاج مثل هكذا فيلم مسيء للإسلام ورموزه ومقدساته وبالذات في أمريكا باعتبارها طليعة وقائدة للدول الرأسمالية المسيحية يحقق الأهداف الإستراتيجية للمخططين لهذه المؤامرة الموجه للمسيحية والإسلام معاً :
أولاً :  إن المخططين لهذه المؤامرة الدنيئة والخسيسة كانوا  يدركون ويعرفون جيداًَ طبيعة الناس المنخرطين في صفوف تيارات الإسلام السياسي وبالأخص المتشددين منهم كيف ستكون طبيعة ردود أفعالهم على مثل هذه الإساءة على الإسلام ورموزه ، وكيف ستكون انعكاساتها السلبية على أرض الواقع ضد المصالح الأمريكية والغربية على حد سواء في العالم العربي والإسلامي وبأي شكل من عدم المعقولية والمقبولية تكون في العالم المتحضر وحتى بين الشرائح والأوساط المثقفة والمعتدلة  من المسلمين أنفسهم ، لأنه ليس من المعقول أن يأخذ الإنسان بجريرة غيره كما يقول المثل ، وهذا ما حصل فعلاً في الشارع العربي والإسلامي .. كان المخططون يستهدفون من خلال هذا السلوك أن يعكسون للآخر في العالم المسيحي صورة مشوهة وبشعة للإسلام والمسلمين ولكي يقولون لهم هذا هو الإسلام الحقيقي والمسلمين كما ترونهم على حقيقتهم على أرض الواقع من خلال أفعالهم وليس من خلال أقوالهم في وسائل الأعلام ، إنهم يفعلون عكس ما يقولون ، إنهم أُناس لا يتقبلون الآخر ولا يتقبلون التعايش معه بسلام ، ولا يتقبلون قيم الحضارة والتمدن والثقافة الإنسانية ، ولا يؤمنون بقيم الديمقراطية والحرية الفردية وحرية الرأي ،  وإنهم غارقين في التخلف والهمجية لا يعرفون حلاً لمشاكلهم إلا من خلال استعمال العنف ، أي بمعنى آخر إنهم أرادوا إظهار الإسلام والمسلمين بأسوأ صورة من الهمجية والتخلف في نظر المسيحيين وغير المسيحيين من غير المسلمين في العالم  ، وهذا كان الهدف الأول المخطط له والمطلوب تحقيقه من وراء الإشاعة بوجود هكذا فيلم أو غيره من الأعمال المماثلة كما حصل في الدانيمارك قبل أكثر من سنة .. وما هو مؤسف حقاً هو أن هؤلاء الأشرار السيئين تمكنوا من صيد التيارات المتطرفة ودفعهم للقيام بما هو أسوأ على سمعة الإسلام ورموزه  ..  هذا ما تخطط له وتشرف على تنفيذه المنظمة الصهيونية وإسرائيل بغرض الإساءة على الإسلام من خلال المسلمين أنفسهم.. أنا لا أنكر الحق للمسلمين وغيرهم من التظاهر والاحتجاج على المسيئين على معتقداتهم ومقدساتهم ورموزهم الدينية بالطرق السلمية والقانونية دون اللجوء إلى العنف الذي تذهب ضحيته في الغالب أناس أبرياء ، واللجوء الى الطرق القانونية في المحاكم الدولية المختصة والمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها الكثير من المنظمات القانونية لمحاسبة المسيئين الفعلين أفراداً كانوا أم جماعات أم دول بدلاً من العنف بالشكل الذي حصل ، هذا الأسلوب هو الأجدى من غيره حسب اعتقادي المتواضع ..
ثانياً : كان المخططين لإنتاج هكذا فيلم يهدفون الى هدف إستراتيجي آخر أكبر وأهم ، ألا وهو دق الإسفين بين المسيحية والإسلام وإجهاض النتائج المتوخية من الحوار المسيحي – الإسلامي التي تؤدي بالضرورة إلى تقليص هوة الخلافات وزيادة التقارب والتفاهم المشترك بين الديانتين مستقبلاً ، ويسعون أيضاً لزيادة الأحقاد والكراهية وتعميق أسباب الفرقة والتناحر والعداء بينهما ، وذلك لإظهار اليهودية ووكيلتها على الأرض دولة إسرائيل للمسيحيين في العالم المسيحي  بأنهما الأقرب للمسيحية من الإسلام الذي يدعو للعنف وعدم قبول الآخر والتعايش معه بسلام ، وهذا بالتالي يساعد على ردم الهوة الآخذة في التوسع بين الدول المسيحية وإسرائيل بسبب سلوك الأخيرة وما تمارسه من الممارسات المنافية لحقوق الإنسان والقانون الدولي في فلسطين من جهة وتوسيع هوة العداوات والأحقاد والكراهية  بالمقابل بين المسيحيين والإسلام من جهة أخرى .. وفي ختام هذه المقالة أحب أن أذكر كل المتشددين والمتطرفين من أية ديانة كانوا بأن امريكا أو أية دولة أخرى ستكون  عاجزة عن الإتيان بسفير أو موظف بأي مستوى كان بآخر بدلاً من الذي يقتل ، لأنه من غير الممكن كما يقول المنطق العقلاني أن ينتصر من يحتكم لعواطفه على من يحتكم لعقله والحكيم تكفيه الإشارة ..           

2259
رد على رسالة السيد كوركيس أوراها منصور

                                                                                                                  المهندس : خوشابا سولاقا

في البدء أحب أن أذّكر الأخ كوركيس أوراها منصور بأنني شخص ديمقراطي أؤمن بحرية الرأي والرأي الآخر ولا يغيضني الرأي الآخر إطلاقاً مهما أختلف عني فيما يذهب إليه لأنه ليس هناك في الفكر ومنطق تحليل الأحداث والظواهر الأجتماعية والسياسية حقيقة مطلقة بل إنها تكون نسبية ، وعليه بالضرورة يكون هناك إختلاف وتباين في رؤية مجريات الأحداث والوقائع على أرض الواقع ، لذلك فإن ما ورد في رد الأخ كوركيس أوراها على مقالتي  ( حياة أبناء شعبنا في بلدان المهجر ) يتطلب مني الوقوف عند بعض الجوانب منه وتوضيحها لغرض منع وقوع القارئ الكريم  في إرباك وإلتباس بين ما ذهبتُ إليه وما أورده الأخ كوركيس في ردهِ : .
أولاً : إن زياتي الأخيرة الى أمريكا والتي دامت شهرين لم تكن الزيارة الوحيدة بل كانت الزيارة الرابعة وقضيت خلال الزيارات الأربع ما يقارب الستة أشهرمن الوقت فيها ، وخلالها إلتقيت بالكثير من أبناء شعبنا من الأقارب والأصدقاء ومن مختلف الملل والعشائر والطوائف والطبقات الأجتماعية وفي مختلف الولايات الأمريكية التي يتواجد فيها غالبية أبناء شعبنا ، وكان لي لقاءات كثيرة عبر القنواة الفضائية والأذاعات المملوكة لأبناء شعبنا وألقيتُ محاضرات وعقدتُ ندوات في مقر المجلس القومي الآثوري في إلينوي وشاركتُ في جوانب مختلفة من نشاطات المهرجان السنوي ( الكونفينشن ) الذي اقيمَ في ولاية أريزونا عام 2010 وإلتقيتُ هناك بالكثير من الشخصيات الأجتماعية المعتبرة ، كما إلتقيتُ بالكثير من الشخصيات والوجهاء من أبناء شعبنا في شيكاغو وديترويت وسان هوزيه وموديستو وتورلوك وفي مقدمتهم قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في كل زيارة وتباحثتُ معهم في مختلف شؤون حياة أبناء شعبنا في المهجر وبالأخص موضوع الهجرة من أرض الوطن وتداعياتها السلبية على مستقبل الوجود القومي لأبناء شعبنا في أرض الوطن والمهجر معاً.. وكانت مدة ستة أشهر لشخص مثلي مهتم بشؤون الفكر والثقافة والتاريخ والسياسة منذ مدة طويلة كافية لأن أكّون إنطباعات وملاحظات فيها قدر كبير من الدقة والنضوج عن حقيقة ما يجري في دواخل حياة أبناء شعبنا الأجتماعية لكي تمكنني من كشف الظاهر والمستور في دهاليز الحياة الأمريكية .. وبناءً على ذلك فإن ما أوردته في مقالتي المذكورة لم تكن مغالطات وكلام تنقصه الدقة والحقائق الراسخة كما إدعى الأخ كوركيس في رده ، بل كانت حقائق الى حد كبير من الدقة مستنبطة من واقع حياة العامة من الناس وليس من حياة الخاصة منهم أي الشرائح الثرية ممن في غالبيتهم حملوا ثروتهم معهم من الوطن ، وقد يكون الأخ كوركيس واحداً من هؤلاء المحظوظين ، وإن الذين ساعدوني وشاركوني في مناقشة الأمور الحياتية في أمريكا وتوضيح الوقائع التي فرضتها قوانين تنظيم الحياة في أمريكا ما كانوا أُناس جهله لا يعرفون حقيقة الحياة ومصاعِبها ومصائِبها هناك وليس هم أُناس فاشلين أصلاً لا يستطيعون مواكبة التطور كما إدعى الأخ كوركيس وإنما كانوا على العكس من ذلك ، ولكن يظهر أن الأخ الكريم يجهل واقع الحياة لعموم أبناء شعبنا وعبرّ عن حياتهم بما هو عليه من العيش الرغيد والحياة الكريمة .. إن ما ذكره الأخ عن عمله في مجال الأنتاج الصناعي وحصل على هذا العمل بعد ثمانية أشهر من وصوله الى أمريكا ، لم يقم بتوضيح طبيعة عمله هذا إن كان مشروع إنتاجي صناعي ملك خاص به أم إنه يعمل لدى غيره بأجور، إن كان عمله ُمن النوع الأول فمن أين أتى بالأموال في هذه المدة القصيرة .. ؟ إن لم تكن من أمواله الخاصة التي أتى بها من الوطن الأُم ، في هذه الحالة يرجع الفضل في رخاء عيشه الى الوطن الأم ، من المفروض به أن يشكر الوطن الأم وليس أمريكا كما هو ظاهر في رده المنوه عنه ، وأن لا يذم الوطن الأم ، أما إذا كان عمله من النوع الثاني ، أي يعمل لدى الغير فأنا لا أنكر وجود مثل هذه الفرص الذهبية لمن يقتنصها من الأذكياء من حملة الشهادات العلمية والمؤهلات والخبرة في أمريكا بلد التكنولوجية الهائلة وهذه حقيقة لا يختلف عليها إثنان ، ولكن بعد إجتيازهم لحواجز التمييز المختلفة التي يضعها أرباب العمل أمام المتقدمين للعمل من دون الأعلان عنها بصورة رسمية ، ولكن مثل هذه الفرص لا تتوفرة للجميع في كل الأحوال ..
ثانياً : إن ارقام المَبالغ التي أوردها الأخ كوركيس والتي تمنح للمهاجرين من أبناء شعبنا القادمين الى أمريكا تحت مسميات مختلفة هي أرقام مُبالغ بها جدا وغير دقيقة ومعظمها لا تمنح أصلاً للمهاجرين الجدد ، ولا تمنح للطلبة بالصورة التي ذكرها الأخ في رده ، إن التعليم الجامعي للسكان الأصليين من دافعي الضرائب ليس مجاني فكيف يكون ذلك لغيرهم من الغرباء ، وقد يحصل ذلك لحالات إستثنائية للمتفوقين تتبناهم بعض المؤسسات ومراكز البحث العلمي والشركات مقابل التعاقد معهم للعمل لديهم مستقبلاً ..؟ أنا هنا أقدم شكري الجزيل للأخ المحترم على ما أوردهُ من أرقام بخصوص ما يمنح للمهاجر في رده بغض النظر عن دقتها والجهات التي تدفع تلك المَبالغ ، وما تقدمه المنظمات الخيرية والجمعيات الأنسانية والكنائس وغيرها من فاعلي الخير من مؤن ومساعدات عينية للمهاجرين القادمين الى بلد الحرية والرخاء أمريكا ، لأن من خلال ذكره لهذه الحقائق يؤيد صحة ما ذهبتُ إليه من مذلة ومهانة العيش وفقدان الكرامة .. أقول للأخ الكريم ألم تعتبر دفع مثل هذه المبالغ وتقديم مثل هذه المساعدات العينية بهذه الطريقة وما تقوم به العوائل من ألاعيب كتسجيل الزوجين لدى هذه الجهات منفصلين من أجل أن يحصل كل واحد منهما على تلك المنح صَدَقة .. ؟ ، وقبولها أليست مذلة وإهانة للذات الأنسانية للمهاجر.. ؟ إن لم تكن كذلك فماذا يسميها الأخ كوركيس .. ؟ أترك تقييم الأمر والحكم للقاريء الكريم .. ثم إذا كانوا المهاجرين يعيشون في بحبوحة الأفضال الأمريكية كما يصفها الأخ كوركيس ، أسأله لماذا خاطر الكثير منهم بالتطوع كمترجمين مع الجيش الأمريكي في العراق ومواجه مخاطر الموت كما حصل للكثير منهم ، ألم تكن الضائقة المالية وشضف العيش ما دفع بهؤلاء المساكين الى المخاطرة بحياتهم من أجل حفنة من الدولارات التي سرقتها أمريكا أصلاً من أموال العراق .. ؟ أم أن ذلك كان نوع من البطر وحب المغامرة على الطريقة الأمريكية .. ؟ إذا كانت أمريكا واحة خضراء وجنة الله على الأرض فما الذي يدفعها الى غزو وإحتلال بلدان الآخرين بقوة السلاح وتقديم الألاف من الضحايا من أبنائها وإنفاق مئات المليارات من الدولارات من أمال دافعي الضرائب على حساب إفقار عشرات الملايين من الشعب الأمريكي وحرمانهم من الخدمات .. ؟ ، في الحقيقة أنا هنا لا يهمني من الأمر طريقة توفير لقمة العيش ومصدره عندما يكون الأنسان مضطراً لأن تلك ليست قضيتي التي إبتغيتها من خلال مقالتي التي لم تعجب على ما يبدو الأخ كوركيس ، بل قضيتي هي أكبر من أن تكون قضية العيش ومصدره ، بل هي قضية الوجود القومي لشعبنا المهدد بالضياع والأنصهار ، قضية أمة بكاملها تواجه خطر الأنقراض في حالة إستمرار هذه الهجرة اللعينة والتي لم يتمكن الأخ كوركيس فهمها وقرائتها بصورة صحيحة في مقالتي موضوعة البحث ، أنا آسف لذلك أيها الأخ أرجو أن تتوفق في قراءة الأمور بدقة ومن حيث المقصد الجوهري فيها ولا من حيث الشكل مستقبلاً لكي لا يتم تحميلك مسؤولية ما لست أنت قادراً على تحملها أمام الأجيال والتاريخ ..
ثالثاً : يذكر الأخ كوركيس في معرض رده بعض ما حصل لأبناء شعبنا في بعض المناطق من العراق وبالأخص بعد سقوط النظام السابق من قتل وسلب لمواطنته ولحقوقه ولأرضه وتفجير كنائسه وغيرها من الممارسات ، أنا لا أنكر حصول ذلك في بعض مناطق أبناء شعبنا إطلاقاً وأضيف الى معلومات الأخ كوركيس أن عدد الضحايا من أبناء شعبنا حسب إحصائيات منظمة حمورابي لحقوق الأنسان تتراوح بين ( 800- 900 ) ضحية منذ سقوط النظام في 2003 حتى هذا اليوم ، أود أن أقول للأخ كوركيس إن عدد الضحايا من الأخوة الشركاء في الوطن من العرب بسنته وشيعته والكورد والتركمان والأيزيدين والصابئة المندائيين هي بمئآت الألاف من البشر حيث تم قتلهم على أيدي نفس العصابات الأرهابية من تنظيمات القاعدة ، أقول للأخ الكريم هل تعرف من هو المسبب في كل ماحصل للعراقيين من المسيحيين وغيرهم من المكونات الأخرى .. ؟ إنها أمريكا التي يجلها ويقدسها من دون وعي وإدراك لحقيقة أفعالها الشنيعة بحق الشعوب المستضعفة ، وهي كما يقول المثل خروف في مظهرها وذئب مفترس في جوهرها ، لماذا ينظر الأخ كوركيس ومن يوافقونه الرأي الى أمريكا من خلال ما فيها من إيجابيات فقط ولا ينظرون إليها من خلال ما فيها من سلبيات وما تمارسه من تمارسه من جرائم بحق الشعوب الأخرى خارج حدودها دون وجه حق .. ؟ !! كما حصل منها في فيتنام وأفغانستان والعراق وما يحصل بإشرافها وتوجيهها ودعمها في سوريا اليوم ، كل هذه الصور القبيحة عن ممارسات أمريكا  ليست ببعيدة عن أذهان من يبحث عن الحرية والحقوق والعدالة والأنسانية .. كما وأسأل الأخ الفاضل من كان السبب في وفاة العالم الأثاري الآشوري المرحوم دوني جورج في كندا حيث تحوم الآن الشبهات عن أسباب وفاته الغامضة حيث توجيه أصابع الأتهام الى أمريكا بسبب ماكان يمتلكه المرحوم من أدلة وأسرار عن إختفاء وسرقة وتهريب أثار لها أهميتها التاريخية من المتحف العراقي منها النسخة الأصلية لتوراة اليهود التي وصلت الى إسرائيل لذلك تم التخلص منه .. وأخيراً أسأل الأخ الفاضل كوركيس أوراها إذا لم يكن ما أورده في معرض رده من مدح وتبجيل وتلميع وتجميل لصورة الحياة في أمريكا أمام أنظار من يفكر بالهجرة إليها تشجيعاً للهجرة ، إذن كيف يكون التشجيع .. ؟ وأخيرا اريد أن أسال الأخ الفاضل كوركيس وكل من له ضمير حي يحب الحرية والسلام والأمن والكرامة والعزة لوطنه وأمته ، ألم تكن أمريكا هي من صنعت تنظيم القاعدة الأرهابي بقيادة السعودي الجنسية أسامة بن لادن وقدمت له كل أشكال الدعم السياسي والعسكري واللوجستي للقتال ضد السوفييت في أفغانستان .. ؟ ثم ألم تكن أمريكا هي من صنعت الأنظمة القومية العسكرية الفاشية في بلدان الشرق الأوسط التي عانينا من ظلمها وعنصريتا القومية والدينية نحن أبناء الأقليات لمواجهة المد اليساري الذي عم بلدان العالم الثالث بعد الحرب العالمية الثانية وظهور المعسكر الشيوعي في شرق أوربا والصين .. ؟ ثم ألم تكن أمريكا هي من صنعت ثورات الربيع العربي للأطاحة بتلك لأنظمة التي حكمت شعوبها لعقود طويلة بالحديد والنار وقمعت تطلعاتها المشروعة للعيش بحرية وكرامة بعد أن إنتفت حاجتها إليها بعد إنهيار المعسكر الشيوعي في شرق أوربا والأتيان بدلاً عنها بقوى الأسلام السياسي الى سُدة الحكم في هذه البلدان كما يحصل اليوم في العراق ومصر وليبيا وتونس واليمن والحبل على الجرار .. ؟ أهذه هي أمريكا التي يصفها الأخ كوركيس أوراها ببلد الحرية والسلام ، بلد الحرية الذي يريد الخير والرخاء لطبقة الرأسماليين من أبناء شعبه على حساب إفقار وتعاسة الشعوب والأمم الضعيفة ويغرقها بشروره التي لا تنتهي ، البلد الذي يمارس كل هذه الشرور والأفعال الشنيعة بحق الشعوب المستضعفة لا يمكنه أن يعطي الحياة الحرة الكريمة الى المهاجرين من أبناء تلك الشعوب وإنما يبغي من فتح باب الهجرة لهم لغرض الزيادة من الأمعان في إذلالهم وإهانتهم وإستغلالهم في الأعمال المذلة وهذا ما يحصل لأبناء شعبنا في أمريكا وغيرها من بلدان المهجر اليوم من الأفضل أن يموت الأنسان ويدفن في تراب وطنه خير من أن يموت ذليلاً في مهاجر الغربة  ..   
             


2260
حياة أبناء شعبنا في بلدان المهجر

المهندس : خوشابا سولاقا 

خلال زيارتي الأخيرة الى الولايات المتحدة الأمريكية ولمدة شهرين قضيتها في البحث والتمحيص في مختلف جوانب الحياة ومصاعبها لأبناء شعبنا وتكونت لدي الكثير من الملاحظات أنقل قسماً منها لصورة واقع الحياة في أمريكا وما يعانيه أبناء شعبنا من صعوبات ومذلة العيش وبكل وضوح وبأقصى قدر ممكن من المصداقية ومن دون مبالغة في الأمر لمن تراودهم أحلام الهجرة بحثاً عن الحياة المترفة والعيش الكريم في بلد الأحلام والحرية أمريكا لأساعدهم في إتخاذ قرار العمر للأختيار بين البقاء في أرض الوطن والعيش بكرامة وعزة نفس والحرية التي تصون إنسانية الأنسان وبين الهجرة الى بلدان المهجر والغربة والعيش بمذلة البحث عن لقمة العيش من دون كرامة في ظل الحرية التي تمسخ إنسانية الأنسان ، لألخص لهم هذه الجدلية الحياتية التي لا تقبل التفسير والتفلسف والأجتهاد في قول القائل عندما قال : الغربة في الوطن مذلة والمال في الغربة وطن .. أسأل المهاجر من أبناء شعبنا كيف تكون أوطان المهجر لك وطن وأنت من دون مال ، وكيف لك أن تشعر بالغربة في الوطن الذي أنجبك ورعاك وفسح أمامك فرص التعليم بالمجان من الأبتدائية الى أعلى درجات التحصيل العلمي والعمل بحرية وبراتب وتقاعد مضمون ،  بلد له من الثروات الطبيعية لا تنضب وتكفي لأن يعتاش عليها مئات الملايين من البشر لسنوات طويلة وتتخلى عنه من أجل إشباع النزوات الغريزية إن جاز التعبير. تكون الهجرة مقبولة بشكل وقتي ولأسبابها ، ولكن ما ليس مقبول هو قلع جذور أمة اعطت للبشرية ما لم تعطيه غيرها من الأمم من أرض الوطن التاريخي كما هو حال ابناء شعبنا اليوم .. إن ذلك حقاً لشئ مؤسف ومخزي ويرثى له فكروا بما قلته أعلاه بشئ من العقلانية وبشئ من تانيب الضمير ماذا سنقول لأجيالنا القادمة عندما يسألونا عن أصلهم ووطنهم... ؟!!     
كانت الأزمة المالية الأخيرة بمثابة زلزال مدمر هز العالم الرأسمالي وعصف باقتصاديات بلدانه وتوابعها من بلدان العالم الثالث ممن لا تعتمد إقتصادياتها على النفط بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل قمة النموذج للنظام الرأسمالي بشكل خاص ودخول إقتصادياتها في حالة التباطئ والركود وإنعكست أثارها السلبية المدمرة على معيشة الطبقات الوسطى والفقيرة بشكل عام والمهاجرين بشكل خاص والتي بالتاكيد الغالبية العظمى من أبناء شعبنا في المهجر يصنفون من ضمنها ، وجعلت حياتهم صعبة للغاية وتدنت مدخولاتهم المالية بشكل كبير بحيث إنعدمت لقطاعات كبيرة من المهاجرين بسبب فقدانهم لأعمالهم لتقلص فرص العمل كنتيجة طبيعية لحالة الركود الأقتصادي الذي حل بالأقتصاد وإنخفاض بالمقابل مستوى أجور العمل لأن كل شئ في النظام الرأسمالي خاضع  لقانون العرض والطلب ، وبسبب هذا الواقع المستجد المنتج للأزمات المعيشية للناس أصبحت المدخولات المالية لعوائل المهاجرين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري من العمل القانوني والشريف شحيحة للغاية لا تغطي المصروفات الأعتيادية بالحدود الدنيا للعيش الكريم ، وهذه المصروفات تتضمن أقساط ما يدفع للبنوك مقابل ما تم شراءه من ممتلكات خاصة كالدور والسيارات والأثاث والأجهزة المنزلية إضافة الى ما يدفع شهريا لشركات التامين كالتأمين الصحي والتأمين على السيارات التي لا يجوز لأصحابها قيادتها والخروج بها الى الشارع من دونها، وأجور الكهرباء والهاتف والماء والضرائب المستحقة بأشكالها المتنوعة التي لا حصر لها كضربة العقارات وتلك المفروضة على كل المشتريات اليومية من الحاجيات من صغيرها الى كبيرها وغيرها من المصروفات المستجدة ، والفوائد المترتبة على القروض التي تم إقتراضها من البنوك الدائنة ، بسبب هذا الواقع المعاشي المزري الذي يعيشه الجزء الأكبر من أبناء شعبنا في المهجر ( الولايات المتحدة الأمريكية ) عجز هؤلاء عن تسديد مستحقات البنوك حسب العقود المبرمة معها في مواعيدها المحددة مما إضطرهم الى تخلية دورهم ومصادرتها من قبل البنوك الدائنة مع خسارة أصحابها للأقساط التي تم تسديدها مسبقاً ، إضافة الى ذلك خسارتهم لتغطية شركات التأمين لمصاريف العلاج وتعويض أضرار السيارات الشخصية عند العجز عن تسديد الأقساط المطلوبة حسب عقود التأمين ، لأن في حالة عجز المؤمن عن تسديد الأقساط في مواعيدها تصبح شركات التأمين في حلٍ من الأيفاء بالتزاماتها للمؤمن قانوناً ، وبذلك يصبح الشخص المعني صفر اليدين ومضطر لإعلان إفلاسه رسمياً أمام البنك الذي زوده ببطاقة الرصيد ( كريدت كارت ) ، وبذلك يصّفر رصيده في البنك وتلغى بطاقته ويدخل ضمن قائمة المفلسين وعندها سوف لا يستطيع أن يتعامل مع جهة أخرى وشراء ما يحتاجه إلا من خلال التعامل بالنقدي ( الكاش ) وبمبالغ محدودة ، وحتى الدفع بهذه الطريقة يكون خاضع للمساءلة القانونية إذا تجاوز مبلغ النقد بالكاش رقماً معيناً .. أي يتم التعامل مع صاحبه وفق مبدأ من أين لك هذا ..؟ فيما إذا قد يكون هذا المبلغ وارد من المتجارة بالمخدرات والتهريب أو اي نشاط آخر مخالف للقانون ، أي بمعنى أينما تذهب تجد الدولة الرأسمالية واقفة بالمرصاد ليس حباً وإحتراماً بالقانون كما يبدو للسذج من الناس وإنما حباً بالمال الذي يزيد بتنميته مذلة الأنسان الفقير الذي يئنُ تحت وطأة عجلة النظام الرأسمالي الذي يجرد الأنسان من إنسانيته ، وإنك لا تستطيع أن تتعامل بالنقدي إلا من خلال بطاقة الرصيد ( كريدت كارت ) ، وعند إيداعك لأي مبلغ نقدي تحصل إليه بطريقة ما في رصيدك المتوقف القديم لتفعيله سوف يتم مصادرة المبلغ لصالح الدائنين ، وهكذا تجد نفسك أسير القيود والقوانين التي وضعت لتكبيل الفقير وجعله أسيرا لا مفر له للخلاص بجلده من قبضة البنوك الرأسمالية الدائنة والمستحوذة على مجمل مقدرات النشاط الأقتصادي في الدولة الرأسمالية كالولايات المتحدة الأمريكية ... بالتأكيد ستكون لهذا الواقع المعاشي المعقد والمزري لعوائل وأبناء وبنات شعبنا إنعكاسات إجتماعية سلبية وخطيرة على كافة الأصعدة لمستقبل جيل الشباب بشكل خاص حيث الحاجة الملحة والكبيرة الى المال التي تفرضها متطلبات ومغريات الحياة الأجتماعية المتعددة في ظل هذه الأنظمة الأجتماعية المنفلتة مما يدفعهم الى الأنحراف والأنغماس في ممارسة الجريمة بكل أشكالها كتجارة المخدرات وممارسة القمار والتفسخ الأخلاقي والأنسلاخ عن مجتمعهم القومي والوطني والأندماج والأنصهار في بوتقة تلك المجتمعات والتعرض للضياع في متاهات حياة الفسق والرذيلة وهذه المؤشرات واضحة وظاهرة للعيان اليوم بشكل جلي لكل ملاحظ ومراقب للحياة الأجتماعية في المهجر ، وهذا التوجه يشكل تحدياً خطيراً للذات القومية والوطنية لشعبنا ، حيث من خلال هذه الممارسات والمعايشات الشاذة غير المألوفة وغير المقبولة لدينا يفقدون بسببها لغتهم وتقاليدهم وطقوسهم وثقافتهم القومية والوطنية وهذا هو أخطر تحد في المهجر على بقاء وإستمرار الوجود القومي لشعبنا.. وبالمقابل نرى شبه غياب وإنعدام لوجود مؤسسات إجتماعية وثقافية معنية برعاية لغة الأم وثقافتها وعاداتها وتقاليدها القومية والوطنية عدا ما تقوم بعرضه وبثه بأستمرار وبشكل موثق علمي وتاريخي قناة ( آسيريا سات ) الفضائية مشكورة لصاحبها الدكتور سركون داديشو من موديستو بكليفورنيا ، والتي تعتبر الأسس التي يرتكز عليها بناء الوجود القومي لأي كيان قومي إجتماعي وحمايته من الأنصهار والأنقراض في المهجر كما هو حال أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري المهدد بهذا الخطر.. كذلك نلاحظ على الكنيسة كل كنائس شعبنا عدم المبالاة بهذا الجانب وكأنه لا يعنيها بأي شكل من الأشكال ، وينصب تركيزها على القضايا اللاهوتية والمذهبية والطقوسية وإجترار وتكرار نفس الخطاب الذي لا يهتم بقضايانا ووحدتنا القومية وواقعنا القومي الأجتماعي ، بل على العكس من ذلك نلاحظ التركيز على ما يعمق أسباب الخلافات والفرقة والتشرذم ، أو على النقيض مما هو مفروض بالكنيسة أن تقوم به في إستقطاب عنصر الشباب من أبناء شعبنا ، كما نلاحظ عزوف الغالبية من الشباب عن الحضور الى الكنيسة والمشاركة في نشاطاتها أوقات إقامة الصلواة والقداديس في أيام الآحاد والمناسبات الدينية ، حيث لا نجد إلا القليل منهم وإن أكثر من 90% من الحضور هم من الذين تتجاوز أعمارهم عن ( 40 ) سنة ، هذا مؤشر خطير له مدلولاته الأجتماعية والقومية والأخلاقية على مستقبل أجيالنا القادمة ، ويؤشر في نفس الوقت على عجز الكنيسة وفشلها في تقديم ما يجب تقديمه من جديد الثقافة والتطور الأجتماعي لدعم وتعزيز الروح القومية والوطنية لدى الشباب في المهجر للتمسك بحب قوميتهم ووطنهم والأعتزاز بهما في بيئة المهجر المتغيرة بأستمرار ، وعدم التفريط بهما ، وتعليمهم كيفية التعايش مع الآخر في ظل الحفاظ على الذات القومية والوطنية وعدم الأنصهار في ذات الآخر ، بالأضافة الى تمسكه وإعتزازه بوطنيته في وطن المهجر ، لأنه ليس في ذلك أي تعارض أو تقاطع .. أما بخصوص دور الحركات والأحزاب السياسية لأبناء شعبنا في الداخل والمهجر في هذا الجانب فهو لا يختلف عن دور الكنيسة وليس بأحسن منه إن لم يكن أسوء وأكثر سلبية فإن قياداتها وكوادرها منغمسة لحد النخاع كما يقال في الصراعات والمناكفات وتبادل التهم والنعوت وضرب الخناجر تحت الحزام والطعن في الظهر والضحك على ذقون البسطاء من أبناء شعبنا في إطلاق الوعود الكاذبة في سوق السياسة بالمجان في المناسبات والزيارات السياحية التي كثرت في هذه الأيام ، كل هذه المهرجانات ومسرحيات الكذب والنفاق والرياء السياسي تقام من أجل جمع المال الحرام من عرق جبين البؤساء من أبناء شعبنا في المهجر .. هكذا هي حياة أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في المهجر ، وبالرغم من كل ذلك نجد تصاعد وتيرة الهجرة من أرض الوطن يوم بعد آخر دون أن يحدها رادع قومي أو وطني .. يا أبناء شعبنا الأعزاء إن الحقوق القومية لا تنجز من خلال التغني بأمجاد أمتنا وتاريخها والتغني بأرض الأباء والأجداد أرض بيث نهرين من أزقة المهجر كما يفعل المبتذلين من تجار الأغنية السوقية المبتذلة من مغني وكتاب الأغنية لهذا الزمان الأكشر بإستثناء البعض القليل الذين أجلهم وأقدرهم ، بل تنجز من خلال التضحيات والصبر والتشبث بالتمسك بأرض الوطن لأن من ليس له وطن ليس له حقوق قومية تؤسس لأي شكل من أشكال الكيان القومي له لأدارة شؤونه الذاتية بنفسه وفق ما تناسب وضعه الديموغرافي على الأرض .. وما يؤسف له أكثر ويدمي القلب أن الكثير من مثقفينا في المهجر يتحدثون ويكتبون ليلاً ونهاراً عن أرض الوطن ( بيث نهرين ) أرض الأباء والأجداد ويرفعون صوتهم عالياً مدوياً ويحدون أقلامهم ويطلقون لها العنان ويتباكون على مظلومية أبناء شعبنا في الوطن عبر وسائل الأعلام المختلفة ويطالبون حكومة ارض الوطن من الشركاء فيه بأقرار الحقوق القومية لأبناء شعبنا في عملية متاجرة ومزايدة على حب القومية والوطن ، ومن يسمع صوت هؤلاء ويقرأ لهم كتاباتهم يتصور أن هؤلاء سوف يعودون في أقرب فرصة ممكنة الى أرض الوطن حالما تخطو حكومة الشركاء في الوطن أول خطوة بأتجاه الأعتراف بالحقوق القومية لشعبنا ، ولكن حقيقة هؤلاء ليست كذلك ، بل نجدهم في الجلسات الخاصة يبوحون بحرقة قلب وبقوة عن ما في إعماقهم بتشجيع الهجرة من بلدان أوطان الأباء والأجداد ويعلنون بأعلى صوتهم عدم جدوى البقاء في أرض الوطن لأسباب كثيرة وأنا شخصياً لا أنفي وجود بعض الأسباب ومنها حسب رأي هؤلاء توسع مد الأسلام السياسي المتشدد والمتطرف متناسين أمور كثيرة أهم ، لها علاقة بإنصهار وإنقراض شعبنا قومياً على المدى القصير وليس البعيد في حالة إستمرار هذه الهجرة ، وكذلك يتناسون إن الأسلام السياسي المتشدد مرفوض من الأغلبية المسلمة قبل غيرها ، وإن ظاهرة الأسلام السياسي الحالية هي ظاهرة آنية آيلة الى الفشل والزوال في غضون فترة قصيرة وبالتالي هي مرحلة إنتقالية في تاريخ تطور هذه البلدان في ظل النمو الهائل لقوى الديمقراطية والتقدم والتوجه نحو الدولة الديمقراطية المدنية هذه هي القراءة الصحيحة للواقع السياسي وتطوراته في أرض الوطن ، وعلينا أن نفكر ونعمل لمستقبل أجيالنا القادمة وليس لأنفسنا كما فعل أبائنا من قبلنا ، عجيب غريب أمركم يامثقفينا لماذا هذا التناقض والأزدواجية بين ما تقولون وتكتبون في وسائل الأعلام وبين ما أنتم عليه في حقيقة قناعاتكم الذاتية وقرارة أنفسكم منطلقين في تقييم وضع المعاشي للعامة من وضعكم المعاشي الشخصي لا ليس هكذا تقييم الأمور يا مثقفينا الكرام .. !! ، أنا أرى وأؤمن بأن من يريد أن يكون صادقاً فيما يقول ويكتب من طروحات وأفكار مع الآخرين مطلوب منه أن يكون أولاً صادقاً مع نفسه بدرجة أعلى ، وأن لا يعيش حالة الأرتباك الفكري والأزدواجية والتناقض في صياغة ما يريد تسويقه للآخرين من أفكار ومفاهيم ، وهذه هي سمة الكاتب والأعلامي الناجح والمقبول لكي يبقى دائماً قريباً من قلوب ونفوس الآخرين وليس العكس ، وفي ختام هذه المقالة أرجو من هؤلاء الأخوة الأعزاء إعادة النظر بأفكارهم هذه ، أي أن خلاص وجودنا القومي لا يأتي من خلال هجرة أرض الوطن الى المهاجر .. أقول لهؤلاء الأخوة من مثقفي أبناء شعبنا في المهجر نحن في الداخل لا نطالبكم بالعودة لأننا نعرف بأنكم لن تعودون أبداً ، ولكن نرجوكم ونطالبكم بالكف عن تشجيع الهجرة والتنظير لها بالأيجاب كطريق للخلاص لمن هم في داخل الوطن لأن الوطن هي الحاضنة الآمنة لأستمرار وديمومة وبقاء الوجود القومي للأمة دون سواها ، وكفى الله المؤمنين شر القتال آمين ...             

2261
هجرة أبناء شعبنا وموقف الكنيسة والأحزاب السياسية منها .... ( مقبرة التاريخ )

                                                                                                                   المهندس : خوشابا سولاقا
لا يخفى على أحد من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري أن الهجرة من أرض الوطن الى بلدان المهجر قد بدأت بداياتها الأولى بعد مجزرة سميل عام 1933 وتوسعت لاحقاً بسبب ما جرى من أحداث لتشمل العوائل المتمكنة مالياً أو الشباب المتعلم لأغراض الدراسة بعد الحرب العالمية الثانية ، ولكن كانت على نطاق محدود ومحصور للغاية بالمتمكنين مالياً ومن المقربين في عملهم وعلاقاتهم الأجتماعية مع المحتل الأنكليزي والمتاثرين بطبائعهم ونمط حياتهم وتقاليدهم من العاملين في شركات النفط العاملة في العراق والمجندين منهم في جيش الليفي من الضباط حصراً ومن سكنة المدن تحديداً دون سكان القرى والأرياف في كوردستان العراق ، وكانت وجهة هجرة هؤلاء في البداية الى إنكلترة تحديداً دون غيرها من بلدان المهجر الحالية ، وهذا إن دل على شئ فهو يدل على مدى الأرتباط الروحي والتاثر النفسي  النابع أصلاً من الأنتماء الديني لهؤلاء القلة القليلة بالمستعمر الأنكليزي من جهة ، وعدم إمكانية الأنسجام والأندماج مع الآخرين من مكونات الشعب العراقي من القوميات والديانات الآخرى بسبب هيمنة وسيادة ثقافة التعصب والتعنصر والتنافر والحقد القومي والديني المتبادل لدى الجميع في ذلك الوقت من جهة أخرى ، لقد ترسخت هذه الثقافة على مر الزمان لاحقاً في عقول ونفوس أجيال هؤلاء وأصبحت العنصر الحاسم في التكوين النفسي لشخصيتهم بسبب السياسات الشوفينية التي أتبعت من قبل الحكومات التي توالت على حكم العراق منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 بدعم من المستعمر الأنكليزي الذي غدر بشعبنا بتنصله عن وعوده التي قطعها لشعبنا مقابل القبول بدخوله الى جانب الحلفاء في الحرب الكونية الأولى كحليف وليس بأي صفة أخرى ، ولحق بشعبنا جراء هذا القبول كوارث كبيرة وعديدة عبر هجرته الطويلة والشاقة والمأساوية من مناطق سكناه في تياري وهيكاري عبر إيران الى العراق أرض الأجداد ، حيث فقد نصف نفوسه جراء الأمراض والأوبئة والجوع خلال هذه المسيرة التي يحق لنا أن نسميها بمسيرة الآلام ، وكانت آخر تلك الكوارث المرعبة مجزرة سميل التي تبقى وصمة عار في جبين بريطانيا العظمى والحكومة العراقية الشوفينية العميلة للمستعمر والخونة المتعاونين معهما من أبناء شعبنا مدى الدهر ... وبحكم هذا الواقع الأليم والمزري وما إستجد من مصاعب العيش أصبح حلم الهجرة للخلاص بالنفس من الهلاك يراود أبناء شعبنا في المدن وخصوصاً الشرائح المتعلمة بشكل خاص للهروب من المخاطر المحتملة التي كانت بوادرها تلوح في الممارسات والسلوكيات العنصرية والشوفينية التي يمارسها ويسلكها الآخرين في كل مكان ، في العمل في المدرسة في الجامعة في الشارع في السوق ، والتجاوز بكل أشكاله على ابناء شعبنا ، والتمييز بين أبناء شعبنا والآخرين في التعيين في دوائر الدولة الرسمية ، ولم يكن الأمر كذلك لأبناء القرى والأرياف لأن وضعهم كان أفضل وأكثر أماناً وإستقراراً منه في المدن .. لأن هذه الظواهر لم يكن يعاني منها أبناء شعبنا في القرى والأرياف والذين كانوا يشكلون الأكثرية كما كان يعاني منه سكان المدن ، ولذلك كانت نسبة المهاجرين في تلك الفترة قليلة جداً مقارنة بما هي عليه الآن .. بعد إندلاع الثورة الكوردية عام 1961 وما رافقها من أحداث مؤلمة وتجاوزات على قرى شعبنا بسبب الممارسات الشاذة لمن ركبوا موجة الثورة من عناصر الجريمة وتحت تاثير دافع الأنتماء الديني والتقاليد والعادات العشائرية التي كانت تحكم المجتمع الكوردي في الريف التي تحلل وتشرع سلب الممتلكات لأبناء شعبنا والأستيلاء على أراضيهم الزراعية وبساتينهم ومراعيهم ، كانوا أبناء شعبنا وقود الثورة الكوردية ، وهنا لا احمّل قيادات الثورة مسؤولية ما حصل من ظلم بحق شعبنا جراء هذه الممارسات المرفوضة قانونياً وأخلاقياً وإنما المسؤولية بكاملها تتحملها الثقافة الأجتماعية الرجعية المتخلفة السائدة والنابعة من الأجتهادات المنحرفة للفكر الديني القائمة أساساً على رفض الآخر وعدم الأنسجام والتعايش معه في مجتمع واحد يتساوى فيه الجميع وتنشط مثل هذه الظواهر في ظل غياب سلطة القانون والسلطة المدنية وهذه الحالة كانت هي السائدة في منطقة كوردستان بعد إندلاع الثورة الكوردية وغياب سلطة الدولة المركزية فيها .. فمثل هذه الثورات تهئ الجو المناسب والبيئة الملائمة لحصول مثل هذه التجاوزات العدوانية ، وكنتيجة لهذه الظروف المستجدة ترك أبناء شعبنا قراهم وممتلكاتهم مضطرين ونزحوا بالجملة الى المدن الكبرى في شمال ووسط وحتى جنوب العراق هرباً من الموت والأعتداءات الكثيرة عليهم من قبل العابثين بمصير الثورة الكوردية دون أن تكون لقيادتها القدرة على كبح جماح هؤلاء ووضع حد لسلوكهم المسيء على الثورة ، فإستقر أبناء شعبنا آخيراً في بغداد والموصل ودهوك وكركوك وأربيل وحتى في البصرة ، وعاشوا في وضع ماساوي وفقر مدقع في مناطق فقيرة تقل فيها أبسط أشكال الخدمات مما إضطروا بسببها العمل باجر زهيد ، وعملن النساء في البيوت خادمات وتعرضن إلى أبشع أشكال الأهانة والتجاوز على الشرف في بعض الأحيان في سبيل توفير لقمة العيش لأطفالهن ولسنوات طويلة ، هذه الأوضاع المزرية أنضجت الشعور  والميل للهروب من هذا الواقع لدى الكثير من أبناء شعبنا وبالأخص لدى عنصر الشباب منهم للهجرة الى بلدان المهجر للعيش فيها بأمن وامان من دون خوف كالذي يهددهم في أوطانهم التاريخية الأصلية بإعتبار هذه البلدان يسكنها اخوان لهم في الدين ، هكذا كانت تصوراتهم وقناعاتهم التي فرضتها عليهم قساوة الظروف في أوطانهم التاريخية ودفعتهم الى الهجرة دفعاً مرغمين هذا من جهة وضعف الوعي القومي والوطني وعلاقتهما الوثيقة بالتاريخ والجغرافية وإرتباط ذلك بالوجود القومي للأمم من جهة ثانية .. بعد إستلام حزب البعث للحكم في العراق وممارساته السياسية القومية العروبوية الشوفينية على غير العرب من القوميات الأخرى بما فيهم أبناء شعبنا والضغوطات التي أفرزتها متطلبات تنفيذ هذه السياسات الرعناء مثل نشوب الحرب العراقية الأيرانية وتصاعد الحرب في كوردستان مما زاد من عدد الضحايا من شباب شعبنا وصار بالآلاف ، إنعكس ذلك سلباً على أبناء الوضع النفسي لأبناء شعبنا مما سبب في تصاعد وتائر الرغبة بالهجرة من أرض الوطن صوب بلدان المهجر في الغرب وأميركا ، حيث دفعت هذه الأسباب بالأباء والأمهات لإنقاذ أبنائهم من الموت في ساحات الحروب العبثية لنظام صدام الى الهجرة .. وبعد نهاية الحرب العراقية الأيرانية وغزو قوات النظام الصدامي لدولة الكويت وما ترتب على العراق جراء ذلك من القرارات الأممية الصادرة  من مجلس الأمن الدولي دخل العراق تحت ظروف الحصار الأقتصادي الهالك والمدمر تردت معه كنتيجة طبيعية الأوضاع المعاشية للطبقات الفقيرة بشكل مباشر وكان شعبنا ضمن هذه الطبقات ، ومن ثم وقعت حرب الخليج الأولى ( حرب تحرير الكويت ) وما إستجد على أثرها من تفاقم الأوضاع وعدم الأستقرار الأمني والأقتصادي وإضطراب الأوضاع النفسية للمواطن العراقي وإطلاق السفر للمواطنين العراقيين ، كان ابناء شعبنا مرة اخرى هم من ضحايا هذه الحرب فإندفعوا الى مغادرة الوطن بشكل هستيري ومن كافة الطبقات الأجتماعية ، ومن ثم ما تلاها من حرب الخليج الثانية حرب تحرير العراق من ديكتاتورية النظام البعثي الصدامي وسقوطه على يد القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأميريكية في عام 2003 وما حصل على أثر السقوط من فراغ سياسي وأمني وغياب الدولة وسلطة القانون وسيادة الفوضى والميليشيات المسلحة وإعتماد سياسة المحاصصة الطائفية والأثنية في إدارة الدولة والبلاد وتصاعد الحرب الطائفية والقتل على الهوية في الشوارع وتوسع سلطة الأرهاب المتمثلة في تنظيمات القاعدة المتشددة والتكفيرية ومعاداتها الشرسة لكل من يخالفها الرأي من أي إنتماء كان ، مرة اخرى كان أبناء شعبنا كمسيحيين هو الهدف الأسهل للمتطرفين المتشددين من هذه التنظيمات ، وحصل الكثير من الأعتداءات على كنائس شعبنا في جميع أماكن تواجده وقتل الكثيرين من أبنائه الأبرياء وبالعشرات لمجرد كونهم مسيحيين وليس إلا ، وتوجيه التهديدات بالقتل وحرق المنازل في حالة عدم الرحيل للمئات من عوائل شعبنا من دون أن يردعهم أحد وما حصل في كنيسة سيدة النجاة خير مثال على ذلك .. كل هذه الأسباب وغيرها الكثير الكثير دفع بابناء شعبنا بعشرات الآلاف الى الرحيل من مناطق سكناهم في وطن الأباء والأجداد الى الهجرة الى بلدان المهجر أرض الشتات وأصبحوا كقطيع الغنم من دون راعي يرعاهم لتفتك بهم الذئاب الجائعة التي لا ترحم ، آه وا أسفاه يا ابناء بابل وآشور ورثة أعظم وأعرق وأقدم الحضارات الأنسانية في التاريخ كيف كنتم واين أصبحتم اليوم ، تنتظرون مَن يمد لكم يد العون في بلدان الغرباء ليخفف من معاناتكم ، إنه شئ مؤسف حقاً ..!!  كل هذه المقدمة سردتها لأقول لكم بكل صدق وصراحة ماذا عملت الكنيسة كل كنائس طوائف شعبنا بدون إستثناء وماذا كان موقفها من الهجرة من أرض الوطن منذ بدايتها الأولى وحتى اليوم .. ؟ وماذا فعلت كل الأحزاب والحركات السياسية لكل طوائف شعبنا ودون إستثناء أيضاً التي تتكلم ليلاً ونهارًا بإسم شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وتتباكى على ماضية وتراثه القومي وتتغنى بأمجاده وتاريخه ،  وتذرف عليه دموع التماسيح نفاقاً ورياءً ، ماذا كان موقفهم الرسمي المعلن من الهجرة التي هي بمثابة مقبرة وجودنا القومي وهي متناسية لحاضره المتشتت في المهاجر الغريبة .. ؟ إسألوهم ماذا فعلوا عملياً وإعلامياً في كنائسهم وأحزابهم وحركاتهم بصدد وضع حد لهذه الهجرة اللعينة التي تهدد وجودنا القومي بالأنقراض والزوال  .. ؟ هل قرأتم في يوم من الأيام منشوراً أو بياناً أو كراساً صادراً من كنيسة أو من حزب أو حركة سياسية يتحدث عن مخاطر الهجرة على مصير ومستقبل وجودنا القومي وأين سينتهي به المطاف في ظل إستمرار هذه الهجرة المشؤومة ويدعو فيه الى التصدي لها وإيقافها بإعتبارها التحدي الأكبر الذي يواجه شعبنا .. ؟ إلا ما ندر أحياناً وبشكل عابر بمثابة ذر الرمال في العيون وإسقاط للفرض من قبل البعض منهم .. ؟ هل سمعتم في يوم ما دعوة صادرة من القائمين على الكنيسة أو من حزب أو حركة سياسية من تلك التي تتاجر بالقومية من خلال شعارات براقة وأقوال دون أفعال الى عقد مؤتمر عام لمناقشة موضوع الهجرة الجماعية لأبناء شعبنا ومخاطرها وتحدياتها وتداعياتها المستقبلية بهدف إيجاد آليات للحد منها وإيقافها لأنقاذ وجودنا القومي من الأنقراض ..؟ هل تلمستم من خلال نشاطات الكنيسة كل كنائس شعبنا وفي نشاطات أحزاب وحركات شعبنا جميعها شئ يلامس ظاهرة الهجرة وأخطارها من قريب او من بعيد غير المزايدات الأعلامية الكاذبة والمزيفة فيما بينهم من اجل تحقيق مكاسب شخصية كمطالبة الدولة بالحقوق القومية لشعبنا زوراً وبهتاناً ، قولوا لهم لأي شعب تطالبون بالحقوق القومية وشعبكم قد اوشك على مغادرة أرض الوطن بشكل نهائي من دون رجعة بعد أن نال شهادة براءة الذمة من الوطن.. !! ؟ إن القائمين على الكنيسة والأحزاب السياسية بسكوتهم وصمتهم هذا على ما يحصل كانهم راضين ومرتاحين وقابلين بهذا الواقع المتشتت لشعبنا ومكيفين عليه أو كأن الأمر لا يعنيهم يشئ ، أي هم في وادٍ وشعبنا في وادٍ آخر ، ربما لهم أسبابهم الخاصة تلبي متطلباتهم ،  هكذا يبدو المنظر النهائي لهذه المسرحية الهزلية للناظر والمراقب السياسي للأحداث من خلال متابعته لرحلاتهم المكوكية وجولاتهم الرعوية في بلدان المهجر لتفقد أحوال الجاليات البائسة من أبناء شعبنا هناك ، والحليم هنا تكفيه الأشارة .. !! إقرأوا وفكروا بوعي وبعقل نير وبتجرد من العواطف والمجاملات المعروفة وضعوا مصلحة شعبنا أمام عيونكم وإتخذوا قراركم المناسب في يوم الحساب المناسب من عام 2014 القادم لتمييز الخيط الأسود من الخيط الأبيض وللتمييز بين الحق والباطل ، وإنه ليوم قريب لا تنسوه لأن حماية مصير شعبنا أمانة في رقابنا لكي لا تذِمُنا وتلعِننا الأجيال القادمة إذا أسئنا التصرف في إختيار من يمثل شعبنا بحق وحقيقة سواءً في الكنيسة أو في مؤسسات الدولة الرسمية ، وإعلموا أن الهجرة هي إنتحار جماعي لشعبنا فإنقذوه منها قبل ان يدفن في مقبرة التاريخ كما دفنت الامم المنقرضة ..               

2262
هجرة أبناء شعبنا وموقف الكنيسة والأحزاب السياسية منها .... ( مقبرة التاريخ )

                                                                                                                   المهندس : خوشابا سولاقا
لا يخفى على أحد من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري أن الهجرة من أرض الوطن الى بلدان المهجر قد بدأت بداياتها الأولى بعد مجزرة سميل عام 1933 وتوسعت لاحقاً بسبب ما جرى من أحداث لتشمل العوائل المتمكنة مالياً أو الشباب المتعلم لأغراض الدراسة بعد الحرب العالمية الثانية ، ولكن كانت على نطاق محدود ومحصور للغاية بالمتمكنين مالياً ومن المقربين في عملهم وعلاقاتهم الأجتماعية مع المحتل الأنكليزي والمتاثرين بطبائعهم ونمط حياتهم وتقاليدهم من العاملين في شركات النفط العاملة في العراق والمجندين منهم في جيش الليفي من الضباط حصراً ومن سكنة المدن تحديداً دون سكان القرى والأرياف في كوردستان العراق ، وكانت وجهة هجرة هؤلاء في البداية الى إنكلترة تحديداً دون غيرها من بلدان المهجر الحالية ، وهذا إن دل على شئ فهو يدل على مدى الأرتباط الروحي والتاثر النفسي  النابع أصلاً من الأنتماء الديني لهؤلاء القلة القليلة بالمستعمر الأنكليزي من جهة ، وعدم إمكانية الأنسجام والأندماج مع الآخرين من مكونات الشعب العراقي من القوميات والديانات الآخرى بسبب هيمنة وسيادة ثقافة التعصب والتعنصر والتنافر والحقد القومي والديني المتبادل لدى الجميع في ذلك الوقت من جهة أخرى ، لقد ترسخت هذه الثقافة على مر الزمان لاحقاً في عقول ونفوس أجيال هؤلاء وأصبحت العنصر الحاسم في التكوين النفسي لشخصيتهم بسبب السياسات الشوفينية التي أتبعت من قبل الحكومات التي توالت على حكم العراق منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 بدعم من المستعمر الأنكليزي الذي غدر بشعبنا بتنصله عن وعوده التي قطعها لشعبنا مقابل القبول بدخوله الى جانب الحلفاء في الحرب الكونية الأولى كحليف وليس بأي صفة أخرى ، ولحق بشعبنا جراء هذا القبول كوارث كبيرة وعديدة عبر هجرته الطويلة والشاقة والمأساوية من مناطق سكناه في تياري وهيكاري عبر إيران الى العراق أرض الأجداد ، حيث فقد نصف نفوسه جراء الأمراض والأوبئة والجوع خلال هذه المسيرة التي يحق لنا أن نسميها بمسيرة الآلام ، وكانت آخر تلك الكوارث المرعبة مجزرة سميل التي تبقى وصمة عار في جبين بريطانيا العظمى والحكومة العراقية الشوفينية العميلة للمستعمر والخونة المتعاونين معهما من أبناء شعبنا مدى الدهر ... وبحكم هذا الواقع الأليم والمزري وما إستجد من مصاعب العيش أصبح حلم الهجرة للخلاص بالنفس من الهلاك يراود أبناء شعبنا في المدن وخصوصاً الشرائح المتعلمة بشكل خاص للهروب من المخاطر المحتملة التي كانت بوادرها تلوح في الممارسات والسلوكيات العنصرية والشوفينية التي يمارسها ويسلكها الآخرين في كل مكان ، في العمل في المدرسة في الجامعة في الشارع في السوق ، والتجاوز بكل أشكاله على ابناء شعبنا ، والتمييز بين أبناء شعبنا والآخرين في التعيين في دوائر الدولة الرسمية ، ولم يكن الأمر كذلك لأبناء القرى والأرياف لأن وضعهم كان أفضل وأكثر أماناً وإستقراراً منه في المدن .. لأن هذه الظواهر لم يكن يعاني منها أبناء شعبنا في القرى والأرياف والذين كانوا يشكلون الأكثرية كما كان يعاني منه سكان المدن ، ولذلك كانت نسبة المهاجرين في تلك الفترة قليلة جداً مقارنة بما هي عليه الآن .. بعد إندلاع الثورة الكوردية عام 1961 وما رافقها من أحداث مؤلمة وتجاوزات على قرى شعبنا بسبب الممارسات الشاذة لمن ركبوا موجة الثورة من عناصر الجريمة وتحت تاثير دافع الأنتماء الديني والتقاليد والعادات العشائرية التي كانت تحكم المجتمع الكوردي في الريف التي تحلل وتشرع سلب الممتلكات لأبناء شعبنا والأستيلاء على أراضيهم الزراعية وبساتينهم ومراعيهم ، كانوا أبناء شعبنا وقود الثورة الكوردية ، وهنا لا احمّل قيادات الثورة مسؤولية ما حصل من ظلم بحق شعبنا جراء هذه الممارسات المرفوضة قانونياً وأخلاقياً وإنما المسؤولية بكاملها تتحملها الثقافة الأجتماعية الرجعية المتخلفة السائدة والنابعة من الأجتهادات المنحرفة للفكر الديني القائمة أساساً على رفض الآخر وعدم الأنسجام والتعايش معه في مجتمع واحد يتساوى فيه الجميع وتنشط مثل هذه الظواهر في ظل غياب سلطة القانون والسلطة المدنية وهذه الحالة كانت هي السائدة في منطقة كوردستان بعد إندلاع الثورة الكوردية وغياب سلطة الدولة المركزية فيها .. فمثل هذه الثورات تهئ الجو المناسب والبيئة الملائمة لحصول مثل هذه التجاوزات العدوانية ، وكنتيجة لهذه الظروف المستجدة ترك أبناء شعبنا قراهم وممتلكاتهم مضطرين ونزحوا بالجملة الى المدن الكبرى في شمال ووسط وحتى جنوب العراق هرباً من الموت والأعتداءات الكثيرة عليهم من قبل العابثين بمصير الثورة الكوردية دون أن تكون لقيادتها القدرة على كبح جماح هؤلاء ووضع حد لسلوكهم المسيء على الثورة ، فإستقر أبناء شعبنا آخيراً في بغداد والموصل ودهوك وكركوك وأربيل وحتى في البصرة ، وعاشوا في وضع ماساوي وفقر مدقع في مناطق فقيرة تقل فيها أبسط أشكال الخدمات مما إضطروا بسببها العمل باجر زهيد ، وعملن النساء في البيوت خادمات وتعرضن إلى أبشع أشكال الأهانة والتجاوز على الشرف في بعض الأحيان في سبيل توفير لقمة العيش لأطفالهن ولسنوات طويلة ، هذه الأوضاع المزرية أنضجت الشعور  والميل للهروب من هذا الواقع لدى الكثير من أبناء شعبنا وبالأخص لدى عنصر الشباب منهم للهجرة الى بلدان المهجر للعيش فيها بأمن وامان من دون خوف كالذي يهددهم في أوطانهم التاريخية الأصلية بإعتبار هذه البلدان يسكنها اخوان لهم في الدين ، هكذا كانت تصوراتهم وقناعاتهم التي فرضتها عليهم قساوة الظروف في أوطانهم التاريخية ودفعتهم الى الهجرة دفعاً مرغمين هذا من جهة وضعف الوعي القومي والوطني وعلاقتهما الوثيقة بالتاريخ والجغرافية وإرتباط ذلك بالوجود القومي للأمم من جهة ثانية .. بعد إستلام حزب البعث للحكم في العراق وممارساته السياسية القومية العروبوية الشوفينية على غير العرب من القوميات الأخرى بما فيهم أبناء شعبنا والضغوطات التي أفرزتها متطلبات تنفيذ هذه السياسات الرعناء مثل نشوب الحرب العراقية الأيرانية وتصاعد الحرب في كوردستان مما زاد من عدد الضحايا من شباب شعبنا وصار بالآلاف ، إنعكس ذلك سلباً على أبناء الوضع النفسي لأبناء شعبنا مما سبب في تصاعد وتائر الرغبة بالهجرة من أرض الوطن صوب بلدان المهجر في الغرب وأميركا ، حيث دفعت هذه الأسباب بالأباء والأمهات لإنقاذ أبنائهم من الموت في ساحات الحروب العبثية لنظام صدام الى الهجرة .. وبعد نهاية الحرب العراقية الأيرانية وغزو قوات النظام الصدامي لدولة الكويت وما ترتب على العراق جراء ذلك من القرارات الأممية الصادرة  من مجلس الأمن الدولي دخل العراق تحت ظروف الحصار الأقتصادي الهالك والمدمر تردت معه كنتيجة طبيعية الأوضاع المعاشية للطبقات الفقيرة بشكل مباشر وكان شعبنا ضمن هذه الطبقات ، ومن ثم وقعت حرب الخليج الأولى ( حرب تحرير الكويت ) وما إستجد على أثرها من تفاقم الأوضاع وعدم الأستقرار الأمني والأقتصادي وإضطراب الأوضاع النفسية للمواطن العراقي وإطلاق السفر للمواطنين العراقيين ، كان ابناء شعبنا مرة اخرى هم من ضحايا هذه الحرب فإندفعوا الى مغادرة الوطن بشكل هستيري ومن كافة الطبقات الأجتماعية ، ومن ثم ما تلاها من حرب الخليج الثانية حرب تحرير العراق من ديكتاتورية النظام البعثي الصدامي وسقوطه على يد القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأميريكية في عام 2003 وما حصل على أثر السقوط من فراغ سياسي وأمني وغياب الدولة وسلطة القانون وسيادة الفوضى والميليشيات المسلحة وإعتماد سياسة المحاصصة الطائفية والأثنية في إدارة الدولة والبلاد وتصاعد الحرب الطائفية والقتل على الهوية في الشوارع وتوسع سلطة الأرهاب المتمثلة في تنظيمات القاعدة المتشددة والتكفيرية ومعاداتها الشرسة لكل من يخالفها الرأي من أي إنتماء كان ، مرة اخرى كان أبناء شعبنا كمسيحيين هو الهدف الأسهل للمتطرفين المتشددين من هذه التنظيمات ، وحصل الكثير من الأعتداءات على كنائس شعبنا في جميع أماكن تواجده وقتل الكثيرين من أبنائه الأبرياء وبالعشرات لمجرد كونهم مسيحيين وليس إلا ، وتوجيه التهديدات بالقتل وحرق المنازل في حالة عدم الرحيل للمئات من عوائل شعبنا من دون أن يردعهم أحد وما حصل في كنيسة سيدة النجاة خير مثال على ذلك .. كل هذه الأسباب وغيرها الكثير الكثير دفع بابناء شعبنا بعشرات الآلاف الى الرحيل من مناطق سكناهم في وطن الأباء والأجداد الى الهجرة الى بلدان المهجر أرض الشتات وأصبحوا كقطيع الغنم من دون راعي يرعاهم لتفتك بهم الذئاب الجائعة التي لا ترحم ، آه وا أسفاه يا ابناء بابل وآشور ورثة أعظم وأعرق وأقدم الحضارات الأنسانية في التاريخ كيف كنتم واين أصبحتم اليوم ، تنتظرون مَن يمد لكم يد العون في بلدان الغرباء ليخفف من معاناتكم ، إنه شئ مؤسف حقاً ..!!  كل هذه المقدمة سردتها لأقول لكم بكل صدق وصراحة ماذا عملت الكنيسة كل كنائس طوائف شعبنا بدون إستثناء وماذا كان موقفها من الهجرة من أرض الوطن منذ بدايتها الأولى وحتى اليوم .. ؟ وماذا فعلت كل الأحزاب والحركات السياسية لكل طوائف شعبنا ودون إستثناء أيضاً التي تتكلم ليلاً ونهارًا بإسم شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وتتباكى على ماضية وتراثه القومي وتتغنى بأمجاده وتاريخه ،  وتذرف عليه دموع التماسيح نفاقاً ورياءً ، ماذا كان موقفهم الرسمي المعلن من الهجرة التي هي بمثابة مقبرة وجودنا القومي وهي متناسية لحاضره المتشتت في المهاجر الغريبة .. ؟ إسألوهم ماذا فعلوا عملياً وإعلامياً في كنائسهم وأحزابهم وحركاتهم بصدد وضع حد لهذه الهجرة اللعينة التي تهدد وجودنا القومي بالأنقراض والزوال  .. ؟ هل قرأتم في يوم من الأيام منشوراً أو بياناً أو كراساً صادراً من كنيسة أو من حزب أو حركة سياسية يتحدث عن مخاطر الهجرة على مصير ومستقبل وجودنا القومي وأين سينتهي به المطاف في ظل إستمرار هذه الهجرة المشؤومة ويدعو فيه الى التصدي لها وإيقافها بإعتبارها التحدي الأكبر الذي يواجه شعبنا .. ؟ إلا ما ندر أحياناً وبشكل عابر بمثابة ذر الرمال في العيون وإسقاط للفرض من قبل البعض منهم .. ؟ هل سمعتم في يوم ما دعوة صادرة من القائمين على الكنيسة أو من حزب أو حركة سياسية من تلك التي تتاجر بالقومية من خلال شعارات براقة وأقوال دون أفعال الى عقد مؤتمر عام لمناقشة موضوع الهجرة الجماعية لأبناء شعبنا ومخاطرها وتحدياتها وتداعياتها المستقبلية بهدف إيجاد آليات للحد منها وإيقافها لأنقاذ وجودنا القومي من الأنقراض ..؟ هل تلمستم من خلال نشاطات الكنيسة كل كنائس شعبنا وفي نشاطات أحزاب وحركات شعبنا جميعها شئ يلامس ظاهرة الهجرة وأخطارها من قريب او من بعيد غير المزايدات الأعلامية الكاذبة والمزيفة فيما بينهم من اجل تحقيق مكاسب شخصية كمطالبة الدولة بالحقوق القومية لشعبنا زوراً وبهتاناً ، قولوا لهم لأي شعب تطالبون بالحقوق القومية وشعبكم قد اوشك على مغادرة أرض الوطن بشكل نهائي من دون رجعة بعد أن نال شهادة براءة الذمة من الوطن.. !! ؟ إن القائمين على الكنيسة والأحزاب السياسية بسكوتهم وصمتهم هذا على ما يحصل كانهم راضين ومرتاحين وقابلين بهذا الواقع المتشتت لشعبنا ومكيفين عليه أو كأن الأمر لا يعنيهم يشئ ، أي هم في وادٍ وشعبنا في وادٍ آخر ، ربما لهم أسبابهم الخاصة تلبي متطلباتهم ،  هكذا يبدو المنظر النهائي لهذه المسرحية الهزلية للناظر والمراقب السياسي للأحداث من خلال متابعته لرحلاتهم المكوكية وجولاتهم الرعوية في بلدان المهجر لتفقد أحوال الجاليات البائسة من أبناء شعبنا هناك ، والحليم هنا تكفيه الأشارة .. !! إقرأوا وفكروا بوعي وبعقل نير وبتجرد من العواطف والمجاملات المعروفة وضعوا مصلحة شعبنا أمام عيونكم وإتخذوا قراركم المناسب في يوم الحساب المناسب من عام 2014 القادم لتمييز الخيط الأسود من الخيط الأبيض وللتمييز بين الحق والباطل ، وإنه ليوم قريب لا تنسوه لأن حماية مصير شعبنا أمانة في رقابنا لكي لا تذِمُنا وتلعِننا الأجيال القادمة إذا أسئنا التصرف في إختيار من يمثل شعبنا بحق وحقيقة سواءً في الكنيسة أو في مؤسسات الدولة الرسمية ، وإعلموا أن الهجرة هي إنتحار جماعي لشعبنا فإنقذوه منها قبل ان يدفن في مقبرة التاريخ كما دفنت الامم المنقرضة ..               

2263
من يقف على التل شيطان أخرس ... !!

المهندس : خوشابا سولاقا
إن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري قبل أن يكون أي شئ هو جزء من الشعب العراقي بكل مكوناته ومكملاً له ، وهذا أمر واضح لكل ذي بصر وبصيرة لا يحتاج الى توضيح ، وهو موضوع محسوم أمره لا غبار عليه من وجهة نظر أي إنسان وطني مخلص يشعر بالأنتماء للوطن الذي يأويه ويأكل من خيراته ويشرب من مائه ويستنشق هواءه ، وعليه فإن ما يصيب الشعب العراقي من خير أو شر يصيبنا حتماً وما يعنيه من أمر يعنينا حتماً لا محال ، ولذلك فإن علاقتنا بالشعب العراقي هي علاقة وجود ومصير صميمية وهي تشكل علاقة الجزء بالكل ، وهي بالتالي علاقة جدلية تكاملية بكل مضامينها الحياتية ، وهكذا يجب أن يكون الأمر أيضاً مع الآخرين من بقية المكونات ، وبحكم هذه العلاقة تفرض علينا واجبات وطنية ملزمة بنفس القدر الذي تساوينا في الحقوق مع الآخرين ، علينا الأيفاء بها تجاه الوطن كما الآخرين ، وليس معقولاً أو مقبولاً أن يكون موقفنا موقف المتفرج الواقف على التل ننظر الى ما يجري من حولنا من أحداث تخص الشعب العراقي بكل مكوناته دون أن نحرك ساكناً ودون أن يكون لنا مشاركة في التصدي لها وتجاوزها،  أو أن يكون موقفنا موقف اللامبالاة منها والتعامل معها بإنتهازية إنتقائية دونية مفرطة على أساس أن ما يجري بجزئياته لا علاقة له بجزئيات خصوصياتنا القومية أو الدينية أو الطائفية أو غيرها من الخصوصيات ، محاولة منا تضليل وخداع أبناء شعبنا من خلال المبالغة في المغالاة بالتمسك بالخصوصيات ، أو ممارسة اسلوب النفاق والرياء السياسي خوفاً من الآخرين أو مجاملة ومراضاة لهم من أجل تحقيق مكاسب شخصية تحت ستار الحرص على خصوصياتنا كما يفعل البعض على حساب تهميش العموميات الوطنية وتلك جريمة بحق الوطن أولاً وبحق شعبنا ثانياً ..
وخير مثال أمامنا يتجسد على أرض الواقع في الساحة السياسية العراقية في هذه الأيام العصيبة التي تعصف فيها الأزمات المفتعلة من قبل طبقة السياسيين المتنفذين في السلطة ، ما يدور في أروقة مجلس النواب والحكومة والرحلات المكوكية لقادة الكتل السياسية المتصارعة على كراسي الحكم وليس على مصالح الوطن بين بغداد وأربيل والسليمانية والنجف الأشرف ، وما يدور فيها من حوارات ونقاشات وسجالات ومناكفات سقيمة حول عملية سحب الثقة من السيد رئيس مجلس الوزراء من عدمه ، وإنقسام هذه الكتل البرلمانية في مجلس النواب بشكل حاد على نفسها بين مؤيد ومعارض للعملية وبين من يقف على التل من الأنتهازيين صيادي الفرص في الأوقات الضائعة من وقت اللعب ، الفريق الأول مؤيد على سحب الثقة وذلك على خلفية الأخفاقات الكبيرة والكثيرة للحكومة في تنفيذ البرنامج الحكومي لحل مشاكل البلد المستعصية والكثيرة ، والتي يئن المواطن تحت وطأتها منذ تسع سنوات مضت من جهة ، وقيام السيد رئيس الوزراء حسب ما يدعي خصومه بصناعة وإفتعال الأزمات مع الشركاء في الحكومة والعملية السياسية بين حين وآخر بغرض تهميشهم وعزلهم وبالتالي إقصائهم وإبعادهم من المشاركة الحقيقية في إدارة الدولة وصنع قرارها السياسي ، وكذلك سعي السيد رئيس مجلس الوزراء كما يتهمه خصومه من الطرف الآخر ، الى الأنفراد بالقرار وتهميش الآخرين وإحتكار السلطة بالكامل وحصرها بشخصه وبالأخص السلطة الأمنية والعسكرية ، وكذلك تنصله عن الألتزام بتنفيذ الأتفاقيات السياسية التي وقعها مع الشركاء في الحكومة والعملية السياسية وفق منهج الديمقراطية التوافقية ( أو بالأحرى الديمقراطية المحاصصية ) كإتفاقية أربيل ، والتعامل مع الدستور بصورة إنتقائية لتمرير كل ما يكرس سياسته وسلطته الفردية والتصدي لكل ما ما يريده الشركاء من جهة ثانية ، والفريق الثاني يعارض عملية سحب الثقة من السيد رئيس مجلس الوزراء ويصر على بقاءه على رأس السلطة التنفيذية بذريعة أن سحب الثقة منه سوف يترك فراغ وإرتباك وفوضى عارمة في الحياة السياسية في البلد ويدخله في أزمة سياسية عميقة يصعب تجاوزها والخروج منها بسلام ، وتؤدي بالتالي الى إنهيار العملية السياسية الجارية برمتها ، وكأن البلد الآن ليس في أزمة سياسية خانقه ومتهالكة ومستعصية بكل أبعادها ، وأن العملية السياسية ليست إلا مجرد خيمة متهرئة يلعب تحتها الأقوياء الكبار من المتنفذين في السلطة بإنتقائية مفرطة كما تقتضي أجنداتهم السياسية المختلفة متخذين منها وسيلة لحماية مصالحهم الشخصية والحزبية على حساب الأمعان في إفقار الشعب بأقصى درجات الفقر، والفريق الثالث هو فريق الأنتهازيين في مجلس النواب الذين يراقبون الأحداث في الساحة السياسية من على التل دون أن يحسموا  خياراتهم النهائية بسحب الثقة من السيد رئيس مجلس الوزراء من عدمها منتظرين يوم الحساب يوم التصويت ليراقبون رجحان كفة الميزان لصالح من تميل من الأطراف المتصارعة ليتمايلوا معه وليصوتوا له على حقه أو باطله على حد سواء ، لأن ذلك في الحقيقة لايهمهم ولا يعنيهم بنفس القدر الذي لا تهمهم ولا تعنيهم مصلحة البلد ، وإن كل ما يهم هؤلاء من الأمر برمته من ألفه الى يائه هو إستمرارهم في مواقعهم والأنتفاع من تلك المواقع التي أصبحت لهم كالبقرة الحلوب التي تزودهم بالحليب الطازج والقيمر كل صباح بأكبر قدر ممكن ولأطول فترة من الزمن ، وهؤلاء يشكلون الأكثرية القوية في مجلس النواب ، وهم كما يقال يشكلون بيضة القبان في الموازنة النهائية ، وكلما تشتد الخلافات والصراعات بين الفريقين الأول والثاني يرتفع سعر هؤلاء في سوق المزايدات والمناكفات وعلوة الشغب والعبث بمصير البلاد والعباد والضحك على الذقون ، وسوف يصوتون في النهاية لصالح من يدفع لهم أكثر .. أنا لا أشترط هنا بوجوب أن يكون الجميع مع سحب الثقة أو ضدها بل أبغي أن يكون هناك رأي ثالث مستقل وإيجابي وليس حيادياً لأن الحيادي من وجهة نظرنا المتواضعة هو مع الباطل بالتمام والكمال دون شك ، والحيادي بين الحق والباطل كما يقال هو شيطان أخرس .. !! ، حيثُ أن من الممكن أن يكون الفريقان الأول والثاني على باطل عند قراءة ومعايرة الأمور وفق معايير المصلحة الوطنية العليا ، عندها يتطلب الأمر من كل من له حق المشاركة في صنع القرار المطلوب دور إيجابي لمنع تمرير الباطل وذلك من خلال إعلان الأنسحاب من قاعة مجلس النواب محتجاً أمام الحضور وهذا أضعف الأيمان لتسجيل موقف سياسي وطني مشرف أمام الشعب الذي إنتخبه وأوصله الى تلك القاعة ليكون له مدافعاً أميناً وصادقاً وحريصاً على مصالحه وحقوقه ، وليس الوقوف على الحياد متفرجاً كما تريد البعض من صيادي الفرص الرخيصة بدونية وإنتهازية إنتقائية مقرفة ومخزية .. نأمل هنا من ممثلي شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الخمسة في مجلس النواب العراقي أن لا يكون موقفهم مما يجري حول عملية سحب الثقة من عدمه من السيد رئيس مجلس الوزراء موقف حيادي كما صرح لوسائل الأعلام أحد أعضاء كتلة الرافدين ، أي أن لا تكونوا من الواقفين على التل بل أن يكون موقفكم مع أو ضد أو الأنسحاب من القاعة عند بدء التصويت لتسجيل موقف سياسي مشرف لكم ولشعبنا بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام ،وإلا سوف يسجل التاريخ الذي لا يرحم بحكمه كل شئ بإنصاف بحق من يعمل خيراً أو شراً ويرتكب إثماً أو حماقة بوعي وإدراك أو من دونهما بحق شعبه ووطنه ، وسيكون لكل فعل بالمقابل حساب خاص يدفع ثمنه أصحابه خاسئين صاغرين أمام محاكمة الشعب والضمير في الأيام المقبلة من حياتكم السياسية ، فكروا ملياً قبل أن تقدِموا على قرار غير ناضج ومستوعب لظروف الحالة السياسية القائمة في العراق ..
     


2264
من يقف على التل شيطان أخرس ... !!
المهندس : خوشابا سولاقا

إن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري قبل أن يكون أي شئ هو جزء من الشعب العراقي بكل مكوناته ومكملاً له ، وهذا أمر واضح لكل ذي بصر وبصيرة لا يحتاج الى توضيح ، وهو موضوع محسوم أمره لا غبار عليه من وجهة نظر أي إنسان وطني مخلص يشعر بالأنتماء للوطن الذي يأويه ويأكل من خيراته ويشرب من مائه ويستنشق هواءه ، وعليه فإن ما يصيب الشعب العراقي من خير أو شر يصيبنا حتماً وما يعنيه من أمر يعنينا حتماً لا محال ، ولذلك فإن علاقتنا بالشعب العراقي هي علاقة وجود ومصير صميمية وهي تشكل علاقة الجزء بالكل ، وهي بالتالي علاقة جدلية تكاملية بكل مضامينها الحياتية ، وهكذا يجب أن يكون الأمر أيضاً مع الآخرين من بقية المكونات ، وبحكم هذه العلاقة تفرض علينا واجبات وطنية ملزمة بنفس القدر الذي تساوينا في الحقوق مع الآخرين ، علينا الأيفاء بها تجاه الوطن كما الآخرين ، وليس معقولاً أو مقبولاً أن يكون موقفنا موقف المتفرج الواقف على التل ننظر الى ما يجري من حولنا من أحداث تخص الشعب العراقي بكل مكوناته دون أن نحرك ساكناً ودون أن يكون لنا مشاركة في التصدي لها وتجاوزها،  أو أن يكون موقفنا موقف اللامبالاة منها والتعامل معها بإنتهازية إنتقائية دونية مفرطة على أساس أن ما يجري بجزئياته لا علاقة له بجزئيات خصوصياتنا القومية أو الدينية أو الطائفية أو غيرها من الخصوصيات ، محاولة منا تضليل وخداع أبناء شعبنا من خلال المبالغة في المغالاة بالتمسك بالخصوصيات ، أو ممارسة اسلوب النفاق والرياء السياسي خوفاً من الآخرين أو مجاملة ومراضاة لهم من أجل تحقيق مكاسب شخصية تحت ستار الحرص على خصوصياتنا كما يفعل البعض على حساب تهميش العموميات الوطنية وتلك جريمة بحق الوطن أولاً وبحق شعبنا ثانياً ..

وخير مثال أمامنا يتجسد على أرض الواقع في الساحة السياسية العراقية في هذه الأيام العصيبة التي تعصف فيها الأزمات المفتعلة من قبل طبقة السياسيين المتنفذين في السلطة ، ما يدور في أروقة مجلس النواب والحكومة والرحلات المكوكية لقادة الكتل السياسية المتصارعة على كراسي الحكم وليس على مصالح الوطن بين بغداد وأربيل والسليمانية والنجف الأشرف ، وما يدور فيها من حوارات ونقاشات وسجالات ومناكفات سقيمة حول عملية سحب الثقة من السيد رئيس مجلس الوزراء من عدمه ، وإنقسام هذه الكتل البرلمانية في مجلس النواب بشكل حاد على نفسها بين مؤيد ومعارض للعملية وبين من يقف على التل من الأنتهازيين صيادي الفرص في الأوقات الضائعة من وقت اللعب ، الفريق الأول مؤيد على سحب الثقة وذلك على خلفية الأخفاقات الكبيرة والكثيرة للحكومة في تنفيذ البرنامج الحكومي لحل مشاكل البلد المستعصية والكثيرة ، والتي يئن المواطن تحت وطأتها منذ تسع سنوات مضت من جهة ، وقيام السيد رئيس الوزراء حسب ما يدعي خصومه بصناعة وإفتعال الأزمات مع الشركاء في الحكومة والعملية السياسية بين حين وآخر بغرض تهميشهم وعزلهم وبالتالي إقصائهم وإبعادهم من المشاركة الحقيقية في إدارة الدولة وصنع قرارها السياسي ، وكذلك سعي السيد رئيس مجلس الوزراء كما يتهمه خصومه من الطرف الآخر ، الى الأنفراد بالقرار وتهميش الآخرين وإحتكار السلطة بالكامل وحصرها بشخصه وبالأخص السلطة الأمنية والعسكرية ، وكذلك تنصله عن الألتزام بتنفيذ الأتفاقيات السياسية التي وقعها مع الشركاء في الحكومة والعملية السياسية وفق منهج الديمقراطية التوافقية ( أو بالأحرى الديمقراطية المحاصصية ) كإتفاقية أربيل ، والتعامل مع الدستور بصورة إنتقائية لتمرير كل ما يكرس سياسته وسلطته الفردية والتصدي لكل ما ما يريده الشركاء من جهة ثانية ، والفريق الثاني يعارض عملية سحب الثقة من السيد رئيس مجلس الوزراء ويصر على بقاءه على رأس السلطة التنفيذية بذريعة أن سحب الثقة منه سوف يترك فراغ وإرتباك وفوضى عارمة في الحياة السياسية في البلد ويدخله في أزمة سياسية عميقة يصعب تجاوزها والخروج منها بسلام ، وتؤدي بالتالي الى إنهيار العملية السياسية الجارية برمتها ، وكأن البلد الآن ليس في أزمة سياسية خانقه ومتهالكة ومستعصية بكل أبعادها ، وأن العملية السياسية ليست إلا مجرد خيمة متهرئة يلعب تحتها الأقوياء الكبار من المتنفذين في السلطة بإنتقائية مفرطة كما تقتضي أجنداتهم السياسية المختلفة متخذين منها وسيلة لحماية مصالحهم الشخصية والحزبية على حساب الأمعان في إفقار الشعب بأقصى درجات الفقر، والفريق الثالث هو فريق الأنتهازيين في مجلس النواب الذين يراقبون الأحداث في الساحة السياسية من على التل دون أن يحسموا  خياراتهم النهائية بسحب الثقة من السيد رئيس مجلس الوزراء من عدمها منتظرين يوم الحساب يوم التصويت ليراقبون رجحان كفة الميزان لصالح من تميل من الأطراف المتصارعة ليتمايلوا معه وليصوتوا له على حقه أو باطله على حد سواء ، لأن ذلك في الحقيقة لايهمهم ولا يعنيهم بنفس القدر الذي لا تهمهم ولا تعنيهم مصلحة البلد ، وإن كل ما يهم هؤلاء من الأمر برمته من ألفه الى يائه هو إستمرارهم في مواقعهم والأنتفاع من تلك المواقع التي أصبحت لهم كالبقرة الحلوب التي تزودهم بالحليب الطازج والقيمر كل صباح بأكبر قدر ممكن ولأطول فترة من الزمن ، وهؤلاء يشكلون الأكثرية القوية في مجلس النواب ، وهم كما يقال يشكلون بيضة القبان في الموازنة النهائية ، وكلما تشتد الخلافات والصراعات بين الفريقين الأول والثاني يرتفع سعر هؤلاء في سوق المزايدات والمناكفات وعلوة الشغب والعبث بمصير البلاد والعباد والضحك على الذقون ، وسوف يصوتون في النهاية لصالح من يدفع لهم أكثر .. أنا لا أشترط هنا بوجوب أن يكون الجميع مع سحب الثقة أو ضدها بل أبغي أن يكون هناك رأي ثالث مستقل وإيجابي وليس حيادياً لأن الحيادي من وجهة نظرنا المتواضعة هو مع الباطل بالتمام والكمال دون شك ، والحيادي بين الحق والباطل كما يقال هو شيطان أخرس .. !! ،حيثُ أن من الممكن أن يكون الفريقان الأول والثاني على باطل عند قراءة ومعايرة الأمور وفق معايير المصلحة الوطنية العليا ، عندها يتطلب الأمر من كل من له حق المشاركة في صنع القرار المطلوب دور إيجابي لمنع تمرير الباطل وذلك من خلال إعلان الأنسحاب من قاعة مجلس النواب محتجاً أمام الحضور وهذا أضعف الأيمان لتسجيل موقف سياسي وطني مشرف أمام الشعب الذي إنتخبه وأوصله الى تلك القاعة ليكون له مدافعاً أميناً وصادقاً وحريصاً على مصالحه وحقوقه ، وليس الوقوف على الحياد متفرجاً كما تريد البعض من صيادي الفرص الرخيصة بدونية وإنتهازية إنتقائية مقرفة ومخزية .. نأمل هنا من ممثلي شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الخمسة في مجلس النواب العراقي أن لا يكون موقفهم مما يجري حول عملية سحب الثقة من عدمه من السيد رئيس مجلس الوزراء موقف حيادي كما صرح لوسائل الأعلام أحد أعضاء كتلة الرافدين ، أي أن لا تكونوا من الواقفين على التل بل أن يكون موقفكم مع أو ضد أو الأنسحاب من القاعة عند بدء التصويت لتسجيل موقف سياسي مشرف لكم ولشعبنا بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام ،وإلا سوف يسجل التاريخ الذي لا يرحم بحكمه كل شئ بإنصاف بحق من يعمل خيراً أو شراً ويرتكب إثماً أو حماقة بوعي وإدراك أو من دونهما بحق شعبه ووطنه ، وسيكون لكل فعل بالمقابل حساب خاص يدفع ثمنه أصحابه خاسئين صاغرين أمام محاكمة الشعب والضمير في الأيام المقبلة من حياتكم السياسية ، فكروا ملياً قبل أن تقدِموا على قرار غير ناضج ومستوعب لظروف الحالة السياسية القائمة في العراق ..
     

2265
السلاح في يد الدولة خير من أن يكون في يد المواطن
                                                                                                                  المهندس : خوشابا سولاقا
إن أرقى المجتمعات البشرية الحديثة وأكثرها تطوراً إجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً وإنسانياً هي المجتمعات المدنية ، أي بمعنى المجتمعات التي تسعى الى بناء وترسيخ السلم الأهلي بين أبنائها وخلوها من تداول السلاح بكل أشكاله ولأي سبب كان من قبل مواطنيه المدنيين ، وبالتأكيد مثل هكذا مجتمعات تكون أكثر إستقراراً وأمناً وأكثر خلواً من كل أشكال الجريمة والعكس صحيح أيضاً ، أي بمعنى آخر أن أكثر المجتمعات البشرية تخلفاً وفساداً وأكثرها إستعداداً لممارسة الجريمة وأقل أماناً وأمناً وإستقراراً هي المجتمعات العسكرتارية أي بتعبير آخر المجتمع المتعسكر إن جاز التعبير الذي ينتشر السلاح بين مواطنيه المدنيين ، وعليه فأن عملية السماح للمواطن المدني أن يمتلك أو يحوز على قطعة سلاح هي عملية عسكرة المجتمع بالمعنى العام والحقيقي للكلمة ، والعسكرة بحد ذاتها تعتبر جريمة بحق المجتمع وهي في ذات الوقت تتنافى مع مبادئ وقيم الديمقراطية والسلم الأهلي وحقوق الأنسان .. لذا نرى أن من واجبنا الوطني ومن حقنا الدستوري المشروع كمواطنين عراقيين أن يكون لنا رأي في هذا الموضوع وأن نقيّم مشروع قرار الحكومة الأخير بالسماح لكل عائلة عراقية بحيازة قطعة واحدة من السلاح الناري دون أن تحدد نوعه ومن دون بيان الأسباب الموجبة لتبرير قرارها ، هذا القرار يصب بالنتيجة في إتجاه مشروع عسكرة المجتمع العراقي ، وهذا ما تعارضه وترفضه بشدة كل شرائح المجتمع العراقي المثقفة ، بل وكل مواطن ينشد الأمن والآمان والأستقرار المجتمعي والتخلص من أسباب الجريمة وبناء السلم الأهلي في العراق بعد كل ما جرى له من المآسي جراء إنتشار السلاح بين المواطنين والميليشيات غير الرسمية وغير الشرعية والتي فرضت سلطتها وسطوتها على الشارع العراقي بقوة سلاحها وتصرفت على هيئة دولة داخل دولة ، وتندد بهذا القرار الذي أقل ما يقال بحقه بالقرار الأرتجالي غير المدروس بعلمية وموضوعية حسب طبيعة وظروف المجتمع العراقي المستجدة بعد سقوط الديكتاتورية وسيادة الفوضى وتطالب الحكومة بالعودة عنه .. ولغرض توضيح مخاطر وتداعيات هذا القرار وتحليل إيجابياته إن كانت له إيجابيات وسلبياته الكثيرة نجري هذه المقاربة مع ما جرى في أعرق الديمقراطيات في العالم لنتعلم ونستفيد من تجربتها كيف يجب أن يتم موازنة الأمور والتعامل معها بعقلانية وموضوعية وعلمية قبل ان يقع الفأس بالرأس كما يقال ومن ثم الوقوع في حيرة كيفية الخروج من المأزق والورطة التي نكون قد أوقعنا أنفسنا فيها .. حقيقةً هذا القرار ذكرني بما جرى في بريطانيا في بداية التسعينات من القرن الماضي عندما كنت هناك لمرافقة المرحوم والدي لأجراء عملية جراحية له في القلب من مناقشات وحوارات ومداخلات علمية في إجتماعات البرلمان البريطاني ، على أثر مشروع قانون قدم من قبل الحكومة الى البرلمان لغرض دراسته وتشريع قانون يقضي بموجبه السماح لرجال الشرطة بحمل سلاح ناري ( مسدس ) أثناء الواجبات الرسمية للدفاع عن النفس من الأعتداءات التي كانت تحصل لهم من المجرمين أثناء التحري عنهم وملاحقتهم بغرض  إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للأمتثال أمام القانون لمحاسبتهم على ما إقترفوه من تجاوزات على القانون وجرائم بحق المجتمع بدلاً من الهراوات المطاطية التي كانوا يحملونها معهم أثناء أداءهم الواجب الرسمي ، وأخذت النقاشات والحوارات بين أعضاء البرلمان حول تشريع مثل هكذا قانون من عدمه وقتاً طويلاً ، وبسبب عدم قناعة الأغلبية من المشرعين في البرلمان بنضوج الوعي الثقافي والمهني والأخلاقي والوطني والأنساني عند أفراد الشرطة بالمستوى المطلوب ليعطي لهم الضمان من أن هؤلاء الشرطة سوف لا يستخدمون هذا السلاح الناري الموجود بأيديهم إلا في المكان والزمان المناسبين ، وأن لا يتحول الشرطي من حامي للمواطن الى قاتلاً له ، وبالنتيجة وفي ظل غياب الضمان للمشرعين للأستعمال الأمثل للسلاح من قبل الشرطة توصلوا وبعد الأستعانة بالخبراء والعلماء المختصين في علمي الأجتماع والنفس الى القرار الناضج والمناسب والصائب وفق هذه المعطيات الموجودة على أرض الواقع بعدم الموافقة على مشروع القانون الذي يجيز للشرطة حمل السلاح الناري ( مسدس ) أثناء الواجب الرسمي والأكتفاء بحمل الهراوات المطاطية فقط .. هذا في بريطانيا بلد أعرق الديمقراطيات في العالم ، فكيف يكون الحال في بلد لا يزال الأغلبية الساحقة من مواطنيه كالعراق يقدس السلاح ويعتبره رمزاً للرجولة والبطولة ويحمل في تكوينه النفسي وبنيته الثقافية والأجتماعية ثقافة الأخذ بالثأر والأنتقام وغسل العار لقضايا الشرف وغيرها من قيم البداوة والتقاليد القبلية والعشائرية البالية .. ؟ كيف ستكون النتائج على الأرض لو حمل مثل هكذا شخص سلاح رسمي مجاز وهو يواجه يوميا الكثير من المواقف والتحديات التي تستحق مواجهتها بالسلاح حسب قانون وثقافة العشيرة والقبيلة والعائلة .. ؟ أنه لمن المفارقات المضحكة والمُبكية في ذات الوقت أن يكون كل شئ في العراق ، عراق أعرق الحضارات مقلوب ويمشي على رأسه بدلاً من أن يمشي على قدميه كما ينبغي أن يكون وكما هو مألوف وجاري في أغلب المجتمعات المتحضرة ، لماذا نسير الى الوراء مع مرّ الزمن ولا نسيرالى الأمام كما ينبغي حالنا حال الآخرين من البشر .. ؟ لماذا هذا التمسك الأخرق بالعادات والتقاليد البالية والمتخلفة الموروثة لنا من أجدادنا في الماضي السحيق .. ؟ لماذا لا نأخذ من تجارب الآخرين دروس بما يتلائم وطبيعة مجتمعنا ونقتدي بها في حياتنا الحاضرة مع إحتفاظنا بما هو جيد في عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا الثقافي والأجتماعي والتعامل معه بشكل خلاق كما يفعل الآخرين .. ؟ إن قرار الحكومة بخصوص السماح لكل عائلة عراقية بحيازة قطعة واحدة من السلاح الناري دون أن يحدد نوعيتها وطبيعتها قد أثار إستغراب وإستهجان ورفض الكثير من أبناء الشعب العراقي وبالأخص الشرائح والفئات الأجتماعية المثقفة والتي كانت تنتظر من الحكومة نزع السلاح غير الرسمي بكل أنواعه من المواطن وحصره بيد الدولة وحدها دون سواها وليس العكس .. !! وذلك لكون أن حمل السلاح في المجتمعات المعاصرة المتحضرة يعتبر مظهر من مظاهر التخلف الأجتماعي والثقافي والأخلاقي لا يليق بها .. إن القراءة الأولية للمراقب السياسي مهما كان مستوى وعيه السياسي والثقافي لهذا القرار تعطيه إنطباعاً واضحاً ومؤشراً قاطعاً لا يقبل الجدل والمناقشة بأن الحكومة ضعيفة وعاجزة وغير قادرة على توفير الحماية والأمن للمواطنين وإن قرارها هذا كان بمثابة إعترافاً صريحاً وليس ضمنياً بفشلها في هذا الجانب ، ويعني للمراقب أيضاً تنصل الحكومة عن أحد أهم واجباتها الرئيسية وإلقاء المسؤولية الأمنية للمجتمع على عاتق المواطن نفسه وهذا غير منطقي وغير مقبول وغير مبرر وفق كل المعايير في الدول الحديثة  ، في الوقت الذي كان الشعب ينتظر من الحكومة نزع السلاح بكل أنواعه من المجتمع بهدف القضاء على أهم أسباب وأدوات الجرائم الجنائية التي تنتشر في كل أركان المجتمع العراقي وكل زوايا الوطن اليوم وجعل الشارع  العراقي آمن وخالي من السلاح غير المشروع عدا ما هو منه في يد أجهزة الدولة المختصة ، وترسيخ سيادة القانون والأمن والآمان المجتمعيين فيه ، وليس جعله سوقاً وساحة مفتوحة للجريمة والقتل العشوائي على الهوية ولأية أسباب كانت ، وخصوصاً أن مجتمعنا العراقي ما يزال وكما ذكرنا من المجتمعات التي فيها يقدس العنف وتجد فيه خير وسيلة لحل كل مشاكله ويعتبر فيها وجود السلاح باليد رمزاً للقوة والرجولة وفق التقاليد والمعايير والأعراف القبلية والعشائرية ، إن وجود كل هذه المعطيات على أرض الواقع الأجتماعي تشير الى أن نشر السلاح على هذا النحو وبهذه الطريقة غير المدروسة بعقلانية وعلمية سوف يؤدي حتماً الى إنتشار الجريمة الجنائية والقتل العشوائي من باب الأخذ بالثأر والأنتقام وغسل العار في قضايا الشرف ، وكذلك يؤدي الى سقوط هيبة القانون وسلطة الدولة وبالتالي سيادة الفوضى في المجتمع وغياب النظام بكل أشكاله القانونية ، وكذلك يؤدي الى عسكرة المجتمع بدلاً من مدننته إن صح التعبير ، وإن وجود السلاح بيد المواطن يكون عامل محفز على إستخدامه في غير محله ، بينما غيابه في ظل وجود دولة القانون والمؤسسات أي دولة مدنية يؤدي الى خفيض نسبة الجريمة الجنائية وبالتالي إنحسارها الى أقصى الحدود في المجتمع ، ولذلك نقول لمن أقترح هذا المشروع من قادة الحكومة الموقرة كحل فعال لحماية المجتمع من شر الأشرار والأرهابيين إن كانوا يعتزون فعلاً بوجود الدولة وسلطتها وهيبتها وبالتالي التأسيس لنظام أمني إجتماعي متكامل وفعال تحت سلطة القانون يؤدي الى إنتاج مجتمع مدني بحق إن وجود السلاح بيد الدولة وحدها دون سواها خير ألف مرة من أن يكون في يد المواطن لمن يبغي أمن الوطن والمواطن والسلم الأهلي في المجتمع العراقي ...                           


2266
النادي الثقافي الآثوري وإنتشار الفكر القومي التقدمي 
( الجزء الرابع والأخير )
                                                                                                      المهندس : خوشابا سولاقا
القراء الكرام أبدأ معكم من حيث إنتهى الجزء الثالث .....
إستمرت الأمور في النادي الثقافي الآثوري تجرى بهذا الشكل وعلى هذا المنوال في تصاعد مستمر لصالح نمو الوعي القومي بجانب نمو الوعي الوطني والتعايش السلمي مع الآخرين من مكونات الشعب العراقي بين جماهير شعبنا داخل النادي وخارجه لغاية عام 1975 .. في إنتخابات الهيئة الأدارية للنادي في ذلك العام فاز مرشحي تيار الشباب القومي التقدمي المستقل فوزاً ساحقاً على مرشحين الطرف الآخر من مؤيدي السلطة ، وجاءت نتائج الأنتخابات بالسيد رابي إيشو دنخا يقيرا رئيساً والمرحوم رابي روميل كوركيس نائباً للرئيس وخوشابا سولاقا - كاتب المقالة - سكرتيراً والمرحوم رابي إيشايا يونان أميناً للصندوق والأغلبية من أعضاء الهيئة الأدارية ، فعلى أثر هذا الفوز الكبير جن جنون السلطات الأمنية والبعثيين ومؤيديهم في النادي وخارجه والذي أذهلهم وأثار غضبهم وحنقهم على التيار القومي المستقل لدقة تنظيم العمل الأنتخابي والمحافظة على سرية أسماء المرشحين الى ساعة الصفر .. ومنذ تلك الساعة صّعدت السلطة من إجراءاتها القمعية وضغطها والتضييق على النادي بكل الوسائل التي تمتلكها ومن كافة الجوانب بغرض تحجيم وتقزيم دور تيار الشباب القومي التقدمي المستقل ، وإنتهت هذه الأجراءات بفصل رابي إيشو دنخا يقيرا من رئاسة الهيئة الأدارية وعضوية النادي وترقين قيده لآسباب سياسية كونه سجين سياسي قومي سابق من جماعة ( خيث . خيث . ألب . ) وبهذه الطريقة المهزلة تمكنوا من التخلص منه كعضو فعال ونشط في قيادة نشاط الشباب القومي التقدمي المستقل ، وأهم إنجاز حصل في فترة هذه الهيئة كان فتح فرع النادي الثقافي الآثوري في السليمانية ، وحفل الأفتتاح الذي أقامته الهيئة المؤسسة للفرع في فندق السلام ( آشتي ) في السليمانية بحضور رابي إيشو دنخا يقيرا وحضوري ومعنا المغنية الآثورية أكنس يوخنا وحضره جمهور غفير من طلبتنا في جامعة السليمانية ومن أبرز أعضاء الهيئة المؤسسة للفرع الشهيد الخالد يوسف توما زيباري والطيب الذكر رابي عوديشو آدم ميخائيل رئيس تحرير مجلة المثقف الآثوري وغيرهم لا تحضرني أسمائهم من الشباب القومي التقدمي المستقل .. بعد فصل رئيس النادي الشرعي رابي إيشو دنخا يقيرا بهذه الطريقة الهمجية ووفقاً للنظام الداخلي تولى الرئاسة نائبه المرحوم رابي روميل كوركيس ، وخلال هذه السنة والتي تلتها حصلت تدخلات وضغوطات كثيرة وكبيرة على النادي من قبل السلطات الأمنية وبمساعدة المتعاونين معها من أعضاء النادي بهدف إحتواء نشاطات تيار الشباب القومي التقدمي المستقل وفرض العناصر البعثية والموالين لهم من الأنتهازيين المستقلين ، مما دفع بالكثير من أعضاء النادي الى العزوف من الحضور والتواجد في النادي والمشاركة في فعالياته ونشاطاته كما كان الحال في السابق ومن ثم الأبتعاد عن النادي كلياً ، وقد ساهم  في تعاظم موجة الأبتعاد عن النادي تصاعد موجة الهجرة من أرض الوطن ، وتوسع إختراقات وتأثير العناصر البعثية والأمنية في النادي أمثال السيد وليم شاؤول بنيامين المعروف بتعاونه المكشوف والعلني مع الأجهزة الأمنية للنظام ودوره في تبعيث الشباب من طلبتنا الجامعيين وكسبهم الى جانبه والأنخراط في تنظيمات قومية مزيفة ومرتبطة من خلال شخصه سراً بحزب البعث .. وقد تمكن السيد وليم شاؤول السجين حالياً في الولايات المتحدة الأميريكية بتهمة كونه من العناصر الأمنية والمخابراتية للنظام السابق بمكره من خداع وتضليل وتوريط بعض العناصر النشطة من خيرة الشباب القومي الناشط في الجامعات والذين كان لهم دور فعال ومشهود وكبير في تحشيد جماهير الشباب القومي التقدمي المستقل في الفوز بأنتخابات عام 1975 ، خدعهم بأستخدام شعارات قومية والدعوة الى تأسيس أحزاب قومية خاصة بشعبنا ، وإنتهت هذه المحاولات للسيد وليم شاؤول بتأسيس نادي سنحاريب العائلي برآسته ، ومن أبرز أفراد هذه المجموعة المخدوعة بألاعيب السيد وليم شاؤول هم الأخوة نمرود بيتو يوخنا وبنيامين أبرم الذي كان مثالاً للمثقف المفكر من وجهة نظرنا الشخصية وكوركيس ياقو مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون المسيحيين حالياً وغيرهم الكثير من نشطاء الشباب البارزين في النادي والجامعات لا تحضرني أسمائهم .. وبسبب الأبتعاد والتخلي والهجرة لأغلب العناصر القومية عن النادي تمكنت هذه المجموعة من السيطرة على النادي بفوزهم في إنتخابات الهيئة  الأدارية للنادي الثقافي الآثوري للسنوات ( 1977 – 1979 ) .. وخلال هذه الفترة حصل ما حصل من التراجعات والأخفاقات في نشاطات النادي في كافة المجالات وقد لا تكون أسبابها كلها كامنة في تركيبة الهيئة الأدارية الجديدة لوحدها وإنما الوضع العام بعد تعاظم دور صدام حسين في الهيمنة على السلطة وما إستجد من بوادر نشوب الحرب العراقية الأيرانية وتصاعد موجة الهجرة لهما دور أيضاً ، وإستمرت أوضاع النادي بالتردي الى أن إنتهى الآمر به بالنهاية المؤلمة والمحزنة لهذا الصرح الثقافي العملاق بإقامة على أطلاله وأنقاضه بناء هزيل مشوه بعيد كل البعد عن الثقافة وهو ما سميه بالنادي الآثوري العائلي برآسة السيد أفرام منصور – أبو نادية - أحد رجالات السلطات الأمنية للنظام السابق .. هكذا إنتهى ومات ودفن هذا العملاق الثقافي ومنهل الفكر القومي التقدمي الوحدوي والوطني ، النادي الثقافي الآثوري وأسدل عليه الستار وتوزعت كوادره المثقفة في المهاجر دون راعٍ يجمعهم .. ولكوني أحد أعضاء هّذا النادي وأحمل رقم العضوية ( 22 ) وكنت من العناصر النشطة فيه في مجال الفكر القومي التقدمي سوف أحاول أن أكون بقدر المستطاع صادقاً ومنصفاً بحق الجميع بقدر ما تُيّسر لي معلوماتي وذاكرتي وسأذكر لضرورة الأمانة التاريخية إرضاءً للتاريخ والضمير بأنه لم يكن هناك أي تنظيم سياسي حزبي أو حركة سياسية قومية على هيئة حزب منظم موجودة ومعروفة وعاملة في النادي الثقافي الآثوري ولا حتى خارجه في المجتمع على حد علمي إلا من كان له إرتباط باجهزة النظام الفاشي لنهاية عام 1976 وهي السنة التي بنهايتها غادرتُ النادي بعد أن تيقنتُ من عدم إمكانية إستمراره على ما كان عليه سابقاً مستقلاً بقراره الى حدٍ كبير ، ومن يدعي العكس فاليأتي ببرهانه المادي ووثائقه ويدحض ما قلته ويؤكد على العكس من ذلك وسأكون له شاكراً ومعتذراً في نفس الوقت .. أما ما حصل بعد ذلك وخصوصاً بالنسبة لمجموعة نادي سنحاريب العائلي وإنفصالها وإبتعادها عن السيد وليم شاؤول بنيامين عضو حزب البعث ورجل الأجهزة الأمنية وتأسيسها لما يسمى الآن ( الحزب الوطني الآشوري ) الذي سمعت به شخصياً لأول مرة بعد سقوط النظام عام 2003 وحضرت الى إحتفاليته الأولى في نادي الدورة الأجتماعي وقدمني سكرتيره العام حينها الأخ الكريم نمرود بيتو يوخنا الى الحاضرين بصفة أعتز بها وأشكره عليها ولا أريد ذكرها لكي لا يكون ذلك مدحاً للذات ، بالنسبة لي وللآخرين أيضاً على ما أعتقد تبقى العلاقة بين مجموعة نادي سنحاريب بشخوصها المذكورين والسيد وليم شاؤول والحزب الوطني الآشوري تلك الحلقة المفقودة في هذا السفر التي نبحث عنها ولغزها الغامض وتفسيره ... أقول بصراحتي المعهودة كما يعرفني الجميع من المقربين ومنهم الأسماء التي ذكرتهم من هذه المجموعة أن إحدى إعترافات السيد وليم شاؤول أثناء محاكمته في اميريكا كانت أنه أحد المؤسسين الرئيسيين للحزب الوطني الآشوري وأتمنى أن لا يكون السيد وليم شاؤول صادقاً بإعترافه هذا .. !! أنا أستغرب حقاً كيف كانوا كل من الأخوان نمرود بيتو وبنيامين أبرم وكوركيس ياقو وغيرهم من مجموعتهم المعروفين وهم من خيرة الناشطين القوميين التقدميين المستقلين في النادي الثقافي الآثوري والجامعة لا يعرفون حقيقة السيد وليم شاؤول وإرتباطاته بالأجهزة الأمنية والحزبية للنظام السابق والذي كان معروفاً ومكشوفاً للقاصي والداني من المهتمين بالشأن القومي وحتى لأبسط الناس .. إنه لأمر غريب لا أستسيغه ولا أصدقه حقاً  ... !! ، وعليه ولغرض إزالة هذا الألتباس والغموض والشكوك عن العلاقة بين الحزب الوطني الآشوري والسيد وليم شاؤول مطلوب من الأخوة في قيادة الحزب الوطني الآشوري حالياً وسابقاً توضيح هذا الأمر بجلاء ووضوح لجماهير شعبنا بدلآُ من اللجوء الى السِجالات وتبادل التهم والنعوت غير اللائقة بينهم وبين الأخ الكاتب القومي أبرم داود شبيرا الذي لا تشوبه شائبة ولا غبار على أمتنايوثه لكل من يعرفه حقاً ومنهم أنا عبر وسائل الاعلام ، وأنا شخصياُ لا أشك بأمتنيوثة الطرفين لكونهما من منبع واحد ألا وهو تيار الشباب القومي التقدمي المستقل في النادي .. لاحقاً ونتيجة لكل هذا المخاض العسير تكللت جهود البعض من أبناء شعبنا النجباء من الشباب القومي التقدمي المستقل ممن حملوأ مشاعل الحرية بأيديهم وصعدوا على أعواد المشانق بالنجاح في تشكيل مجاميع سياسية مختلفة في رؤآها وتوجهاتها الفكرية في بغداد ونينوى وكركوك ودخلوا مع بعضهم البعض في حوارات ونقاشات مضنية وطويلة لتوحيد الجهود المبعثرة في تنظيم سياسي موحد ، أثمرت هذه الجهود في نهاية المطاف بولادة ما يسمى اليوم بالحركة الديمقراطية الآشورية ودخلوا معترك الحياة السياسية من هذا الباب بهمة عالية وإيمان راسخ وعزم لا يلين ونكران الذات وواصلوا الطريق الصعب بخطوات ثابتة وبعزم وصبر الرجال المؤمنين بقضية المصير دون أن يردعهم رادع الخوف والتخاذل وحب الحياة وملذاتها أمثال الشهداء الخالدين يوسف توما زيباري ويوبرت بنيامين ويوخنا إيشو ومنهم من عذبوا عذاباً مريراً في سجون البعث الفاشي وحُكم عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة أمثال رعد إيشعيا ( إسحق إسحق )  البازي وأمير أوراها وسركيس شائيل البازي ورامسن أبرم وريمون إثنيال البازي وفالنتين بنيامين وروميل بنيامين والمرحوم المهندس عمانوئيل بادل ، وللتاريخ أذكر هنا عدم وجود أية وثائق رسمية تدل بصدور أي حكم بالأعدام غيابياً بحق أحداً من أفراد هذا التنظيم من المحكمة المختصة التي حكمت بالأعدام على الشهداء الأبرار المذكرين في أعلاه وبإعتراف جميع السجناء المذكورين كما أشيع كذباً من قبل البعض للمزايدة بالشعارات القومية وتضليل البسطاء من أبناء شعبنا المؤمنين بقضيتنا القومية لتحقيق مكاسب وشهرة شخصية زائفة .. ولكن مع الأسف الشديد تمكنت أجهزة الأمن والمخابرات للنظام السابق من خلال بعض ضعاف النفوس وعديمي الضمير في قيادات هذه الحركة وغيرها من التنظيمات الحزبية التي تشكلت بعد إقامة المنطقة الآمنة من قبل القوات الأميريكية في شمال العراق عام 1991 من إختراقها وتجنيدها لخدمة الأجهزة المخابراتية والأمنية للنظام السابق وهناك وثائق رسمية صادرة من الأجهزة المخابراتية للنظام السابق تدين هولاء المتعاونين ، وبذلك أفرغت هذه التنظيمات من محتواها ومضمونها النضالي القومي وتحولت الى وسائل للأثراء الشخصي وكسب السحت الحرام وتحقيق الأمجاد الشخصية الزائفة متخذين من المتاجرة بالشعارات القومية ستاراً لتغطية زيفهم وسُلماً للصعود إلى قِمم المجد الزائف والشهرة التي لا تشرف حامليها متناسين أن لكل صعود زائف نزول مخزي الى حضيض مزبلة التاريخ .. ولكن بالمقابل هناك الكثير من العناصر القومية الشريفة الصابرة والشباب الناهض الذين لا تخلو منهم سوح النضال القومي أبداً تعي وتعرف هذه الحقيقة بكل تفاصيلها وتمتلك من الوثائق ما يثبت ذلك والتي رفضت أن تكون في يوم ما من قرود السيرك تتحرك وفق مشيئة ورغبات وأهواء الآخرين سوف تقتص من هؤلاء وتقول كلمتها بحق من خان الأمة وأهدافها القومية ودماء الشهداء الأبرار التي سالت على درب النضال والذين قدموا أرواحهم ودمائهم رخيصة على مذبح الحرية ، سوف ترميهم في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم كما تدل على ذلك جميع تجارب الشعوب المتطلعة الى الحرية والأنعتاق ، وللتذكير وأخذ العبر من تجارب الآخرين أقول ليس الربيع العربي ببعيدٍ عن ربيعنا الزاهر القادم ، وإن غدٍ لناظره قريب ...
ملاحظة : إن ما كتبته يبقى محاولة شخصية وليس إلا لكتابة تاريخ النادي الثقافي الآثوري وما حصل فيه من أحداث وحراك ثقافي وسياسي مترابط مع محيطه وحسب قراءتي ورؤيتي  وتحليلاتي للأحداث من منظار ووجهة نظر شخصية ، وبالتأكيد سيكون فيها نوع من التقصير بحق البعض من رواد النادي من جهة وبحق التاريخ من جهة أخرى ، ولكن لم يكن ذلك قد حصل عن قصد بغرض الأساءة وتقليل من شأن الآخرين بل يكون قد حصل من باب محدودية المعلومات المتيسرة لدي وإظهار الحقيقة كما هي بجلاء لأبناء شعبنا وكما تتطلب المرحلة الحالية من نضال شعبنا بهدف تمكينه من التمييز بين الحق والباطل ووضع الفواصل بينهما لوقف التداعيات والتحديات ووضع حد لمن يعبث بمصيره ، ومن حق الآخرين أن تكتب ما تراه صائباً وأن تؤرخ للنادي وللحركة السياسية المعاصرة لشعبنا كما تشاء وأن تنظر الى الأحداث من الزاوية التي تعطيهم الوضوح الأكبر والشمولية الأوسع لرؤية حقائق الأحداث حسب وجهة نظرهم ومن منظارهم الخاص وذلك حق مشروع لهم ، وهذه سمة من سمات الديمقراطية لتعايش الرأي والراي الآخر على ساحة واحده لترسيخ وتثبيت الأصح على صفحات التاريخ للمستقبل ، ومن يخول نفسه من العابثين بمصير ومستقبل شعبنا أن يصادر هذا الحق فهو ليس إلا مجرد أحمق قد فهم فلسفة الحياة ومنطقها وقوانينها وسننها على نحوٍ معكوس ... تحياتي وشكري وتقديري وإعتذاري للقراء الكرام إن تجاوزت أو قصرت في كتابتي لهذا السفر الخالد من تاريخنا السياسي القومي المعاصر .. أقول بفخر وإعتزاز أن جميع التنظيمات الحزبية القومية كان منبعها النادي الثقافي الآثوري الذي على أرضه بُذرت البذور الأولى للأفكار القومية الحديثة وأينعت براعمها وأعطت ثمارها لاحقاً ...



تحياتي ومحبتي وأمنياتي بالتوفيق للقراء الأعزاء




2267
النادي الثقافي الآثوري وانتشار الفكر القومي التقدمي
( الجزء الثالث )
                                                                                                                المهندس : خوشابا سولاقا
القراء الكرام أبدأ معكم من حيث إنتهى الجزء الثاني مباشرة ....                                
كل هذه العوامل مجتمعة كانت تشجع وتدعم توجهات التيار القومي التقدمي في النادي الثقافي الآثوري وخارجه الى الدعوة في تجمعات أنصاره في كل المناسبات الى تأسيس حزب سياسي قومي تقدمي ديمقراطي وطني ، أتذكر كيف كنا نتجمع على شكل حلقات كبيرة في حديقة النادي ونتحدث بحرية بشكل علني عن الضرورة الموضوعية لتأسيس حزب سياسي خاص بنا ليتولى المطالبة بالحقوق القومية والوطنية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، وكيف كان الطيب الذكر رابي ولسن ملهم نرسا كونه رئيساً للنادي آنذاك يطلب من الجالسين بعدم النقاش والحديث في مثل هذه المواضيع الحساسة والخطيرة وذلك لما تنطويه من خطر على مصير النادي والمتحدثين بهذا الشأن معاً ، وكنا نمتعض من نصيحته والتي كانت بالتأكيد في محلها وهي عين الصواب ، ولكن ما العمل من طيش وإندفاع الشباب المتحمس لقضية شعبه والذي لا يرى الحق إلا فيما يريده ويقوله هو ( أعذرنا يا رابي ولسن الورد كنت على حق مئة في المئة ) ، كنتُ أنا كاتب هذه المقالة من أشد المتحمسين لهذا الآمر وكان تحمسنا وطيشنا الشبابي لا حدود له .. وكذلك كيف كنا أنا وأصدقائي أبرم داود شبيرا وآدم بثيو ججو ونوئيل داود وشليمون بيت شموئيل والمرحومين روميل كوركيس وإيشايا يونان ودنخا إيشا وغيرنا من الشباب نجتمع في داري ودار المغني القومي المبدع شليمون بيت شموئيل ودار المرحوم روميل كوركيس الذي تولى رئاسة النادي لدورتين تقريباً ولساعات طويلة ولمرات عديدة نتناقش بإسهاب وجدية بالغة ونتبادل الأراء والرؤى بشأن كيفية تأسيس حزب سياسي ، وكذلك إجتماعاتنا العديدة في مكتب المرحوم المهندس سِهام توما القس من قرية كوماني في الكرادة وبمشاركة الطيب الذكر الدكتور شليمون عبدو أشيثا ونتباحث لساعة متأخرة من الليل في أمر تأسيس حزب سياسي ليتولى قيادة نضال شعبنا من أجل حقوقه القومية والوطنية وكانت الجدية والعزيمة والأيمان تتحكم بمحاولاتنا هذه ، وجرت الكثير من مثل هذه المحاولات والأجتماعات مع شخصيات وأطراف كثيرة منهم المرحوم توما زيباري والد الشهيد يوسف توما والمغني المبدع البير أوسكار وبطرس بولص البازي الذين كان لهما تنظيم سياسي متواضع خاص بهما لتحقيق هذا الهدف السامي ، كما أحب التذكير بمحاولة مجموعة أخرى من أصدقائنا بقيادة كل من الخوري حالياً شليمون إيشو آشيثا وإسحاق أنويا الزاويتي لتأسيس حزب سياسي وتعرضهم الى الأعتقال من قبل الأجهزة الأمنية للنظام وتعرضهم للتعذيب الجسدي وغيرها الكثير من هذه المحاولات ، إلا أننا لم نتمكن من تحقيق حلمنا وطموحنا في بناء تنظيم سياسي لأسباب كثيرة منها ذاتية تتعلق بقلة الخبرة والتجربة والتردد عند البعض من عناصرنا بسبب الخوف من قسوة النظام الفاشي ومخاطر العمل السياسي المنظم ، ومنها موضوعية تتعلق بالوضع العام في البلد وبطش النظام الدموي الذي لا يرحم وتوسع تعاون وإنخراط أبناء شعبنا ولأسباب كثيرة مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية والحزبية للنظام ، وبالأخص تمكّنت الأجهزة الأمنية والحزبية للنظام من إختراق صفوف الشباب القومي التقدمي المستقل في النادي والجامعات ( زيادة عدد الجواسيس المتعاونين من أبناء شعبنا مع أجهزة النظام ) ، مما أضطرّنا ذلك مرغمين على التخلي عن هذا التوجه بعد سنين من الجهد الجهيد والمثابرة الصابرة والصادقة والحثيثة .. وأذكّر القارئ الكريم هنا بأن صديق العمر والكاتب القومي المعروف وأخي أبرم داود شبيرا قد أسهب في شرح وتوضيح دور هؤلاء المتعاونين مع أجهزة النظام في مقالاته العديدة عن تاريخ النادي الثقافي الآثوري والتي نشرت على هذا الموقع الحر ، لذلك لا أجد ضرورة لأعادة تكرارها هنا مرة أخرى لعدم أهميتها الآن وكونها قد أصبحت شئ من الماضي ونال القسم من هؤلاء المتعاونين مع أجهزة النظام السابق جزائهم والبقية ينتظرهم الدور ..
وبغرض دعم وتعزيز عملنا القومي في نشر أفكارنا بين جماهير شعبنا تعاونا نحن النخبة من الشباب القومي التقدمي المستقل مع بعض العناصر القومية الطيبة المرتبطة بالأحزاب السياسية الأخرى العاملة في النادي للأستفادة من إمكانياتها في نشر أفكارنا من خلال ما متيسر لديها من الأمكانيات والوسائل والتي كنا نفتقر إليها بعد أن أمنا منهم الولاء للأمة ، وكان لنا الشئ الكثير من هذا القبيل ، وأذكر من هذه المحاولات على سبيل المثال لا الحصر تعاوننا مع المرحوم بولص دنخا البازي أحد الكوادر المتقدمة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد أن تحول فكرياً وعن قناعة راسخة الى ما كنا ندعو إليها من الأفكار والمبادئ القومية ، وقام وبناءاً على طلبنا منه بتقديم طلب الى إدارة جريدة التآخي الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني لتخصيص صفحة خاصة منها وأسبوعية تهتم وتختص بشأن قضايا شعبنا فكان له ذلك فخصصت صفحة ثقافية بإسم ( الثقافة الآشورية ) كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع ، فنشرتُ فيها ( أنا كاتب المقالة ) في حينها مقالة بثلاثة اجزاء تخص الوحدة القومية لمكونات شعبنا بكل طوائفه المذهبية تحت عنوان ( آثوري + كلداني + سُرياني = ... ؟ ) ، من خلال هذه المقالة أثبتُ تاريخياً وواقعياً أن هذه التسميات الثلاث هي تسميات لمسمى قومي واحد أي هي تسمية لقومية واحدة وتربط مكونات شعبنا الثلاث – الكلدان – السريان – الآشوريين - ببعضها الكثير من المشتركات القومية في مقدمتها أهم خصائص ومقومات القومية وهي اللغة المشتركة الواحدة ..
وعلى خلفية الخلافات التي حصلت بين المجتهدين من فقهاء لغتنا من المتطرفين والمتعصبين للمذهبية الكنسية من مكونات شعبنا حول تسمية اللغة التي تقدم بها برامج إذاعة بغداد لقسم الناطقين بالسريانية حسب قرار السلطة لمنح الحقوق الثقافية والأدارية لشعبنا ، كتبتُ – أنا كاتب المقالة - مقالة تم نشرها في هذه الصفحة بجزئين بعنوان ( ماذا تنتظر اللغة الآرامية ... ؟ ) حيث وضحتُ فيها بأن الأسماء العديدة التي تسمى بها هذه اللغة العريقة لغة مار أفرام ومار نرساي ومارعوديشو الصوباوي وبرديصان وخامس الحداد والعشرات غيرهم ممن كتبوا مجلدات كبيرة وكثيرة في مختلف الأختصاصات العلمية والأدبية واللأهوتية بهذه اللغة وتزخر بها مكتبات ومتاحف العالم اليوهي الآخرى تسميات للغة واحدة يتكلم بها شعب واحد وهي بالتالي لغة واحدة لقومية واحدة وستبقى كذلك إن شاؤوا أم أبوا أعداء الوحدة القومية لشعبنا والتي سوف تتحقق عاجلاً أم آجلاً لا محال لأن ذلك سنة الحياة والتاريخ ومنطقهما الطبيعي ..
وخلال العقد السابع من القرن الماضي توسعت موجة الهجرة لأبناء شعبنا وعن طريق منظمات الهجرة في لبنان الى بلدان المهجر وغدت ظاهرة خطيرة تهدد وجودنا القومي في العراق ، وتصدياً منا لهذا الخطر الداهم كتبتُ – أنا كاتب المقالة - مقالة بشأن مخاطر الهجرة من أرض الأباء والأجداد والضياع في المهاجر وتداعياتها المستقبلية وكيف تهدد مصير وجودنا القومي بالذوبان في المجتمعات الجديدة في بلدان المهجر وبالتالي الأنقراض ، نُشرت هذه المقالة في صفحة الثقافة الآشورية أيضاً وكانت هذه الصفحة تنتظرها جماهير شعبنا بفارغ الصبر وبشغف ولهفة كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع .. وكتب الكثير من مثقفي شعبنا في هذه الصفحة وشقيقتيها  مجلتي ( المثقف الآثوري ) و ( قالا سوريايا ) الفصليتين واللتين تصدرهما النادي الثقافي الآثوري والجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية على التوالي مقالات وأشعار وقصص قصيرة وغيرها من فنون الأدب التي تخدم ثقافتنا وأدبنا وكان لهذه الصحف دور كبير وفعل مؤثر ومشهود في نشر الثقافة القومية التقدمية والوطنية ورفع مستوى الوعي القومي وحب أرض الوطن والتمسك بها ..
وكان لشباب التيار القومي التقدمي المستقل في النادي الثقافي الآثوري دور كبير ومتميز نوعياً في تنظيم نشاطات ثقافية كالمحاضرات والندوات والمناظرات والمهرجانات الشعرية وتجهيز المكتبة بالكتب المتنوعة الرصينة لأعارتها للقراء من أعضاء النادي وتنظيم الحفلات والسفرات الترفيهية لأعضاء النادي وعوائلهم وأصدقائهم وتقديم من خلالها نشاطات وفعاليات تخدم الأهداف المركزية للنادي الثقافي الآثوري ، وإقامة المحاضرات الثقافية المتنوعة وتنظيم مهرجانات للأغنية الآشورية والتي كان لها الأثر الأكبر في إلهاب الشعور القومي والوطني بين جماهير أبناء شعبنا ، وإن صدى اغنيتي (سُميلي وأكاره ) من أشعار الشاعرين المبدعين المرحوم دنخا إيشا منشايا والطيب الذكرعوديشو ملكو آشيثا على التوالي وغناء المبدع شليمون بيت شموئيل لا يزال يرن في آذان أبناء شعبنا الى اليوم كما هو عليه الحال مع نغمات النشيد القومي ( روش جونقه ) بالصوت الراقي الشجي للمبدع بنيامين عوديشو البيلاتي والذي كنا ننشده بمشاركة جماعية معه في إفتتاحيات كل حفلاتنا وسفراتنا الأجتماعية والطلابية التي تخلدت ذكرياتها في عقولنا ونفوسنا الى اليوم ، وغيرها العشرات من الأناشيد والأغاني القومية مثل أغنية ( برين آثورايا وميثن آثورايا كو دا أثرا دكاني لا بأثرا نُخرايا ) من تاليف – كاتب المقالة - ، وكذلك الحال مع أغاني المغني الرائع الذي لا تخلو حفلاتنا وسفراتنا من أغانيه الجميلة داود إيشا ، كما شارك في مهرجانات الأغنية الأثورية المطرب الآثوري الأول رائد الأغنية الآثورية الحديثة المرحوم ( بيبا ) ، في الحقيقة كان للأغنية الدور الفاعل والأكبر في خلق الوعي القومي والتقارب بين مكونات شعبنا وما زال الى اليوم ، وكذلك نشط الشباب القومي التقدمي المستقل في إقامة معارض الفنون التشكيلية لشبابنا القومي المستقل أذكر منهم الأخوين المبدعين التشكيليين آرم وأمير أوراها ، وتنظيم دورات تعليم لغة الأم للأساتذه الكرام أوراهم يلدا وعوديشو آدم وشليمون إيشو وزيا نمرود كانون والمرحوم الشماس منصور روئيل في فصل الصيف ، وكذلك إصدار مجلة المثقف الآثوري الفصلية التي كتب فيها خيرة كُتابنا ومثقفينا أمثال رابي يوآرش هيدو ورابي زيا نمرود والشعراء ميخائيل مروكي وبولص شليطا وكوريال شمعون وكتب لها رابي يوسف نمرود وعوديشو آدم وعوديشو ملكو والأديب الكبير المرحوم الشماس منصور روئيل الذي اتحف النادي بالكثير من المحاضرات في اللغة والتاريخ والأدب وكان مثالاً للأمتنايا الحقيقي المخلص باعماله وليس بأقواله فقط حيث قدم الكثير للنادي والأمة من دون أن يأخذ شئ عدا الذكرى الطيبة والأثر الخالد والكاتب والصحفي المرحوم جميل روفائيل وكاتب المقالة خوشابا سولاقا وغيرهم من المبدعين في مجال الكتابة من أبناء شعبنا ، وكذلك تقديم مسرحيات في غاية الروعة للمبدِعين الرائعين سامي ياقو وأندريه والمبدعة ماريا يوسف وشقيقة الفنان الآثوري العراقي الكبير روميو يوسف لا يحضرني إسمها والدكتورة شارليت ريحانه وتيدي نيقاديموس والطيب الذكر يوسيبوس عمانوئيل والمتعاونين معهم من الفنانين الذين لا تحضرني أسمائهم الآن وأعتذر لهم لهذا التقصير ...   وكانت الأمور تجري في حصر كل هذه النشاطات والفعاليات في الأتجاه الذي يجسد الوحدة القومية للأمة بكل مكوناتها ويبرّز هويتها القومية والوطنية وترسيخ الوعي القومي لدى أبناء شعبنا لتحصينهم من الأنخراط في الأحزاب القومية الأخرى فيما يتم تقديمه في حقل التراث الثقافي والقومي والوطني .. وعمل الجميع دون إستثناء من دون كلل أو ملل وكل في مجاله وإختصاصه وموقعه وقدم ما هو خير لصالح شعبنا ووطننا ، ونتيجة لكل هذه الجهود الخيرة المبذولة نمت في النادي حركة ثقافية فكرية قومية تقدمية ووطنية هائلة بفعلها وحراك سياسي كبير غير منظم حزبياً ليس في النادي فحسب بل وبين صفوف أبناء شعبنا قاطبةً ، وأصبح النادي الثقافي الآثوري بحكم هذا الواقع مناراً للثقافة القومية والوطنية التقدمية وينبوع للفكرالقومي التقدمي والوطني شُرب منه كل من أدلى بدلوه في مجرى هذا الينبوع الزَلال الهادر ... ولا يفوتني هنا أن أذكر أول نشاط ثقافي قدمه النادي الثقافي الآثوري بعد تأسيسه ، كانت محاضرة في اللغة والشعر والتاريخ للأديب والشاعر ذي الفضل على لغتنا الحديثة ( لشانه خاثه ) المرحوم الشماس كوركيس بنيامين صومو آشيثا من أصحاب مطبعة كركوك وبحضور متحمس وكبير من محبي النادي ، وللطرفة أذكر هنا ما حصل خلال المحاضرة ، بينما كان المرحوم يلقي بحماس قصيدة شعرية له حول أهمية اللغة في حياة الأمم وصل الى حيث يقول البعض أن تَعلم اللغة الآثورية - لا توَكل خُبز – فرد عليهم بشكل لا إرادي غاضب وثائر ومنزعج وباللهجة التيارية الدارجة بعبارة  - خيله جيبي دبستي - والتي تعني ( يا آكل حجر الشواطئ- الحصى - ) كان المشهد في غاية الروعة فضحك البعض بصوت عالٍ وصمت البعض الآخر صمت القبور لا لسبب بل لأنهم لم يفهموا معناها وتصوروا أنها من ضمن القصيدة وهي ليست كذلك ولكن صفق الجميع له بقوة ولمدة طويلة .. وكانت هذه المحاضرة  خير إفتتاح وتدشين لنشاط النادي الثقافي الآثوري ..  وكذلك كان الحال مع محاضرة الأستاذ لوقا زودو حين ألقى محاضرة عن علاقة الآشورين بالمسيحية والسيد المسيح له المجد ، حيث قال في سياق محاضرته بأن أبائنا وأجدادنا تمسكوا بتطرف بالديانة المسيحية بنفس القدر من التطرف في تخليهم عن تراثهم وثقافتهم الوثنيتين ودمروا كل ما ورثوه الأباء والأجداد بإعتباره كفر من رجس الشيطان ، وعندما صعد السيد المسيح له المجد الى السماء تمسكوا بعباءته ولكنهم أفلتوها وهم معلقين بين الأرض والسماء ولم يبق لهم مكان على الأرض لينزلوا عليه لأن الآخرين قد سبقوهم إليه وكذلك لم يتمكنوا من الصعود الى السماء لأن السيد المسيح له المجد قد سبقهم إليها أيضاً ..وكانت ايضا من المحاضرات الجيدة التي الهبت المشاعر القومية للحضور الغفير من أبناء شعبنا في ذلك الوقت ...


تابعونا في الجزء الرابع وشكرا


2268
النادي الثقافي الآثوري وإنتشار الفكر القومي التقدمي
( الجزء الثاني )
المهندس : خوشابا سولاقا
القراء الكرام سوف أبدأ معكم من حيث إنتهى الجزء الأول ....
التوجهات السياسية في النادي الثقافي الآثوري :
في ظل إنتشار وتوسع صراع الأتجاهات السياسية على السلطة في العراق بسبب المستجدات الكبيرة التي طرأت على الساحة السياسية العراقية مثل إتفاقية 11 آذار 1970 وإقرار الحكم الذاتي لكوردستان العراق ، وتأميم النفط ، وإعلان السلطة لبيان العمل الوطني المشترك لمشاركة القوى السياسية الوطنية في إدارة الدولة والذي في حقيقة الأمر لم يكن إيماناً من سلطة البعث بالعمل الوطني المشترك بل كان شعورا منها بالضعف في مواجهة التحديات القائمة آنذاك ، وإنخراط الكثير من أبناء شعبنا في الأحزاب السياسية التي تقود هذا الصراع من جهة ، والصراعات التي كانت تشهدها السحة القومية لشعبنا بسبب الخلافات المذهبية الكنسية وما حصل في الكنيسة الشرقية القديمة عام 1964 من إنشقاق بسبب التحول الى إعتماد التقويم الغريغوري بدلاً من التقويم اليولياني في تقويم السنة لممارسة طقوس الكنيسة من جهة ثانية ، إنعكست وسادت هذه التوجهات والصراعات في مجتمع النادي الثقافي الآثوري بشكل مباشر وجلي من خلال ما موجود من توجهات مماثلة لتلك الموجودة في المحيط الخارجي للنادي داخل النادي ولكن بنمط آخر في الممارسة العملية يتسم بالهدوء واللاعنف والعقلانية ، وكان كل شئ يجري في تلك الفترة التي عاشها النادي الثقافي الآثوري في ظل أنضج تجربة لممارسة الديمقراطية في العراق وبشهادة الجميع ممن كانوا على إطلاع ومعرفة بتجربة النادي الثقافي الآثوري الفريدة من نوعها في بلد يقدس فيه العنف ويجد فيه الحل الساحر والوسيلة المثلى لحل كل مشاكله .. كان في النادي الثقافي الآثوري تيارات سياسية متعددة ومختلفة في فكرها ورؤآها وتوجهاتها ، منها تيار القوميين التقدميين المستقلين الذين لا يؤمنون بالتعصب القومي والعنصرية الشوفينية وإنما يؤمنون بالتعايش السلمي الوطني مع الآخرين في ظل التمتع الكامل بالحقوق القومية والوطنية لأبناء شعبنا على المستوى الوطني ، ويؤمنون بالوحدة القومية لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، ويرفضون التطرف والتعصب المذهبي والعشائري في الكنيسة والمجتمع على المستوى القومي ، وكان هذا التيار القوي والواسع يكنى ب( أُمتنايي ) ، وتيار حزب البعث وتيار الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتيار الحزب الشيوعي العراقي والماركسيين .. وكان لتيارالقوميين التقدميين المستقلين الدور الحاسم والغالب في تقرير كل ما يجب أن يكون عليه واقع النادي الثقافي الآثوري في طبيعته ونوعية نشاطاته المختلفة ، وكان هذا التيار يعمل في النادي من خلال لجانه المتخصصة الأربعة وهي اللجنة الثقافية ولجنة التحرير والنشر واللجنة الفنية ولجنة النشاط الأجتماعي كتنظيم سياسي محترف غير معلن رسمياً ، أو هكذا كان يبدو المظهر للأخرين من نتائج عمله وحراكه المستمر ومن دون أن تكون له قيادة مشخصنة بأشخاص معينين أي بمعنى كان الكل قائد والكل قاعدة من موقعة ، بل  كانت القيادة بيد من كان يعمل أكثر من غيره ويواجه الأحزاب السياسية التابعة للسلطة وغيرها والتي كانت تسعى الى فرض إرادتها وأجنداتها على النادي وسلب إستقلاليته وتشويه هويته القومية وبالأخص حزب البعث والحزب الديمقراطي الكوردستاني من خلال مؤيديهم من المنخرطين في صفوفهما من أبناء شعبنا في النادي بعد إتفاقية 11 آذار 1970 بشكل خاص ، وكان الشيوعيون والماركسيين الاقرب الى توجهات وتطلعات تيار القوميون التقدميون المستقلون والداعمين له وبهذا الأسلوب تمكن هذا التيار من إستقطاب الغالبية حوله من أعضاء النادي وبالأخص الطلبة الجامعيين والذين يشكلون العمق الأستراتيجي لنشاطه .. وكان هذا الدور القومي البارز لتيار المستقلين يقوى ويتصاعد ويتعاظم ويطغي الى حد كبير على النادي في فترة الأنتخابات لأختيار أعضاء الهيئة الأدارية الجديدة سنوياً والتي كانت عادة تنتهي بفوز من يقرر إنتخابه من قبل هذا التيار ، وكان عادة ًيتم الترتيب أيضاً من قبل هذا تيار لأنتخاب عناصر بعينها المعروفة برزانتها وإعتدالها من الأحزاب السياسية وبالأخص من حزب البعث والبارتي لأحداث نوعاً من التنوع في تركيبة الهيئة الأدارية منعاً لتدخل السلطة وفرض إرادتها بالقوة على إدارة النادي وكان ذلك تكتيكاً ناجحاً وبارعاً من قبل تيار القوميين التقدميين المستقلين لسحب البساط من تحت أقدام السلطات الأمنية ، وكان كل ذلك يتم مع ضمان الأحتفاظ بالأكثرية في الهيئة الأدارية وبالمناصب القيادية الرئيسية للنادي حصراً بعناصر تيار المستقلين كمنصب رئيس وسكرتير وأمين الصندوق للنادي والأغلبية من الأعضاء العاملين للهيئة الأدارية خمسة أصليين وإثنان إحتياط لأن القرارات في إجتمعات الهيئة الأدارية كانت تتخذ بالأكثرية ، وكان منصب نائب الرئيس يتم التضحية به عادةً لصالح الأحزاب .. وكانت الأنتخابات تجري بطريقة الترشيح الفردي للمناصب الأربعة رئيس ونائب الرئيس والسكرتير وأمين الصندوق وبطريقة الترشيح الجماعي للأعضاء الأصليين والأحتياط ويتم إختيارهم وفق ترتيب أعلى الأصوات الفائزة في الأنتخابات وبشكل ديمقراطي وبالتصويت السري المباشر ..
ماذا كانت أهم إنجازات تيار القوميين التقدميين المستقلين في النادي وخارجه .. ؟
لم ينحصر نشاط تيار القوميين التقدميين المستقلين داخل إطار النادي الثقافي الآثوري وحده بل تعداه وامتد عمله خارج إطار النادي ليخدم أهداف النادي الأساسية ومن ثم بالنتيجة أهداف الأمة في نيل حقوقها القومية والوطنية المشروعة أسوة ببقية مكونات الشعب العراقي .. ومن أهم ما سعى إليه تيار القوميين التقدميين المستقلين هو إيجاد إطار للعمل السياسي المنظم ، وعليه سعت نخبة من الأسماء المذكورة في الجزء الأول من هذه المقالة الى تأسيس وبناء تنظيم سياسي ليلبي هذا الطموح بالرغم من صعوبة العمل السياسي المنظم وعدم نضوج الظروف الذاتية والموضوعية وشحة الأمكانيات وقساوة النظام الحاكم للبعث الفاشي في التعامل مع هكذا نشاطات ، إلا أنه وبعد إتفاقية 11 آذار عام 1970 كان هناك شئ من المرونة إن جاز التعبير للعمل السياسي ، وقد أراد النظام ذلك وخصوصاً لأبناء المكونات القومية الصغيرة لغرض سحب البساط من تحت أقدام الآخرين من شركائه في السلطة آنذاك بعد ما قدمه في ساعة ضعفه للحركة الكوردية وأحزاب الجبهة الوطنية والقومية التقدمية من تنازلات تكتيكية مُهينه ، وإقراره للحقوق الثقافية والأدارية للتركمان والناطقين بالسريانية من الآثوريين والكلدان والسريان لمنعهم من مد نفوذهم السياسي بين هذه المكونات وإبقائها حصراً ضمن دائرة نشاطاته ومخططاته لوضع خارطة ديموغرافية جديدة للعراق أي بمعنى تعريب المناطق المختلطة الانتماءات القومية التي لا يشكل فيها العرب الأكثرية .. في هذا السياق جاءت  دعوة النظام لرئيس الكنيسة الشرقية القديمة قداسة البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون الحادي والعشرين المقيم في الولايات المتحدة الأميريكية منذ سبعة وثلاثون عاماً بناءاً على طلب من بعض عناصر النظام من أبناء شعبنا لتصب في هذا الأتجاه ، وتولى إدارة عملية تنفيذ الدعوة شخصية مغمورة غير معروفة لجماهير شعبنا من قبل ألا وهو السيد عمانوئيل سكوبيلا وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية للنظام ، وصل قداسة البطريرك بغداد في 24/ 4 / 1970 وتم رد إعتباره وأعيدت إليه شهادة الجنسية العراقية التي كانت قد سحبت منه عام 1933  على أثر مذبحة سُميل وما قبلها وأستقبل إستقبال الأبطال من قبل أبناء شعبنا في مسيرة جماهيرية كبيرة شارك فيها قرابة المائة وخمسين ألف شخص أمتدت من مطار بغداد الدولي والى أروقة القصر الجمهوري العراقي وإستمرت مسيرة الأستقبال من ساعات الصباح الأولى وحتى المساء وإنتهت بإطلالة من قداسته وبجانبه الرئيس العراقي الأسبق المرحوم أحمد حسن البكر من على شرفة القصر الجمهوري في كرادة مريم وحي الجماهير الغفيرة من أبناء شعبنا ملوحاً بيده وكان هذا الحدث العظيم نادراً في تاريخ العراق أذهل النظام ووسائل إعلامه المختلفه .. والمهم في الأمر هنا هو كان لنخبة من الشباب القومي التقدمي المستقل من طلبة الجامعات من المذكورين في الجزء الأول من هذه المقالة بشكل خاص قبل تأسيس النادي وإجازته رسمياً بأشهر قليلة والذي أصبح بعد تأسيسه لاحقاً بمثابة مركز تجمع وقيادة وتوجيه بديلاً للجامعة لنشاطه القومي الدور الرئيسي والأكبر في تحشيد الجماهير الغفيرة لهذه المسيرة وتنظيمها وما أطلق فيها من الهتافات والشعارات والأناشيد والأغاني القومية والتي كانت تعبر في مضمونها عن صلب القضية القومية حسب رؤية القوميين التقدميين المستقلين وكل شئ كان يجري في حينه بدقة منظمة كعمل طوعي وفردي منسق من وراء الكواليس ، وكانت هذه المسيرة إختبار لقدرات وإيمان الشباب القومي المستقل وكان على رأس الجميع ومحرك المسيرة الناشط القومي المخضرم رابي يوسف نمرود كانون سجين سياسي قومي سابق من جماعة ( خيث . خيث . ألب ) .. وتكررت هذه التجربة الرائدة مرة أخرى في مسيرة التأييد بمناسبة الذكرى الأولى لمنح الحقوق الثقافية والأدارية للناطقين بالسريانية والتي تم تنظيمها بعد تأسيس النادي الثقافي الآثوري .. وبعد أن فشل النظام في مسعاه في الحصول على مبتغاه من قداسة البطريرك الذي تم إغتياله وإستشهادة لاحقاً نتيجة لمؤامرة دنيئة دبرت له كما قيل من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السابق لعدم تعاونه مع النظام وتم ذلك بالتعاون مع أطراف آشورية نافذة في الخارج في 6 / 11 / 1975 على يد المدعوا داود ملك ياقو والذي أعلن بدوره بعد إطلاق سراحه من السجن بأنة سوف يكشف عن الحقيقة عندما يحين الوقت لذلك ، قام النظام بتوجيه دعوة رسمية الى الشخصية القومية والوطنية الآثورية والتي تعتبر الشخصية المحورية في أحداث سُميل وما قبلها المرحوم ملّك ياقو ملّك إسماعيل لزيارة العراق وأستقبل هو الآخر من قبل النظام بحفاوة رسمية كما كان الحال مع الشهيد المار إيشاي شمعون ، وأقيمت له حفلة كبيرة في حدائق صدر القناة حضرها مدير الأمن العام في حينها ناظم كزار وعدد كبير من وجهاء شعبنا وكنت والصديق بنيامين عوديشو سخريا من المدعوين الحاضرين وكانت قاعة الجلوس ملغومة بضباط الأمن وعيونهم تتجول في أركان القاعة بين الجالسين يراقبون كل شاردة وواردة من حركات الحاضرين بدقة متناهية ، ولكن بالرغم من كل ذلك ذهبنا وسَلمنا وصافحنا أنا وصديقي على المرحوم ملّك ياقو وعرفناه بشخوصنا وعائلاتنا وعشيرتنا فرحب بنا أشد الترحيب ، وهو الآخر قد قيل في حينها بأنه قد تم تسميمه وبعض من كانوا معه مثل المرحوم أوشانا ميخائيل رشو من قبل أجهزة النظام الأمنية وربما بالتعاون مع  العناصر المتعاونة معها من أبناء شعبنا بمواد كيمياوية بطيئة التأثر في فعلها .. فعل النظام كل ذلك بغرض كسب ود أبناء شعبنا من الأثورين بشكل خاص لتمسكهم بشكل واعي وقوي بوجودهم القومي وهويتهم القومية تجاه النظام ومنعهم من الأنخراط والتمحور حول الحركة الكوردية والحزب الشيوعي العراقي عدو النظام اللدود حسب معاييره القومية الشوفينية ، وكانت النخبة من التيار القومي التقدمي المستقل قد رتبت لها لقاءات خاصة مع كل من قداسة البطريرك الشهيد والمناضل المرحوم ملك ياقو وقت زيارتهما للعراق بشكل منفرد وشرحت لهما أوضاع الأمة في ظل سلطة البعث وتحذيرهما من نوايا النظام الخبيثة للتعاون معه لتجنيد أبناء شعبنا في محاربة الكورد ، وتم ذلك في ظل مراقبة ومتابعة عملاء النظام ورجال الأمن لمكان إقامتهما خلال زيارتيهما المنفصلتين بمدة للعراق ...



تابعونا في الجزء الثالث وشكراً



2269
النادي الثقافي الآثوري وإنتشار الفكر القومي التقدمي
( الجزء الأول )

المهندس : خوشابا سولاقا 
تأسس النادي الثقافي الآثوري عام 1970 وكان تاسيسه بداية لمرحلة نوعية جديدة من تاريخ شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في مسيرة نضاله القومي ، وكان هذا النادي اللبنة الأولى لنهضته القومية التقدمية في سبيل العيش المشترك في إطارالوحدة الوطنية للوطن الواحد مع كافة أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية ، وكان بحق نادي ثقافي وإجتماعي من طراز جديد بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، بأهدافه وطبيعة نشاطاته المختلفة ، وكان ظهوره على الساحة القومية نتيجة طبيعية لما كان يجري على هذه الساحة من أحداث وصراعات عشائرية ومذهبية على خلفية الأنشقاق الذي حصل في الكنيسة الشرقية القديمة بسبب قرار القائمين عليها في حينه بالتحول الى إعتماد التقويم الغريغوري ( أو ما يسمى بالتقويم الغربي خطأً ) في تقويم السنة لممارسة طقوسها الكنسية بدلاً من التقويم اليولياني ( أو  ما يسمى بالتقويم الشرقي خطأً ) دون أي تغيير في طقس الكنيسة .. في خضم هذه الخلافات والصراعات والتناقضات الكنسية والتقويمية والتي بالنتيجة إنسحبت من الكنيسة الى المجتمع متخذةً طابعاً قبلياً وعشائرياً في الصراع الدائر بين القائمين على الكنيسة ورؤساء العشائر على تولي قيادة وزعامة الأمة والكنيسة معاً والتي غدت خطرا داهماً يهدد مصير ومستقبل ووجود الأمة بعواقب وخيمة ، وظهور توجهات وطروحات لبعض أطراف الصراع على الخلفية التاريخية لأحداث سُميل وما قبلها والتي لها مساس مباشر بتشويه نضال الأمة لنيل حقوقها القومية بعد أن ناصرت وقاتلت الى جانب الحلفاء في الحرب الكونية الأولى ضد دول المحور والدولة العثمانية التي عانت أمتنا من ظلمها وإضطهادها وشوفينيتها القومية والدينية الشئ الكثير ،  وما جرى من أحداث مؤلمة في التاريخ الحديث لشعبنا منذ مغادرة أبنائه لمواطن سكناه في أقليم هيكاري من تركيا الحديثة وهجرته الطويلة والمريرة المملوءة بالمعاناة والكوارث والمآسي والتضحيات الجسيمة بالغالي والنفيس التي قدمها شعبنا خلال هجرة الآلام من هيكاري الى الوطن التاريخي أرض الأباء والأجداد في بيث نهرين أرض بابل وآشور والتي إنتهت بمذبحة سميل الرهيبة التي راح بسببها قرابة الخمسة آلاف ضحية بريئة من الأطفال والنساء والشيوخ لا لذنب إرتكبوه وإنما لمجرد كونهم آشوريين مسيحيين والتي سجلت خزيا وعاراً في تاريخ وجبين بريطانيا وحلفائها من حكام العراق الشوفينيين والمتعاونين معهما ، هذه التوجهات والطروحات التي كانت تطرح على الساحة في أحاديث المتحدثين من هذا الجانب أو ذاك من أطراف النزاع عن هذا الصراع وما كان ينشر بشكل مشوه في بعض الصحف العراقية المحلية وبتشجيع من الحكومة العراقية بغرض الأساءة على تضحيات شعبنا من خلال الأساءة على رموزها التاريخيين على حساب التقرب من السلطة الحاكمة وكسب ودها ودعمها وإظهار أن ما جرى في الماضي من أبناء شعبنا هو خيانة وطنية وعمالة للأجنبي المستعمِر وليس نضالاً قومياً لأمة من أجل حقوقها الطبيعية المشروعة ،  أي إظهار الوقائع التاريخية التي حصلت على عكس ما كانت عليه في حقيقتها على أرض الواقع ، وكانت السذاجة وتدني مستوى الوعي السياسي والروحية العشائرية والأحقاد الشخصية بين القيادات الكنسية والعشائرية لأبناء شعبنا تتحكم بهذه التوجهات والطروحات التي كانت بمجملها بالضد من المصلحة القومية لأمتنا ، وقد إستثمرت الحكومات العراقية الشوفينية هذه الخلافات والصراعات في تفكيك وتمزيق آواصر الألفة والمحبة والوحدة القومية لشعبنا بإمتياز ، إن مثل هذه الممارسات والظواهر المقززة والخطيرة التي طافت على سطح الأحداث حفزت الشعور القومي ( أمتنيوثة ) لدى الكثير من شباب الأمة المثقفين والذين أدركوا بسرعة فائقة خطورة هذا الأنشقاق وتداعياته المستقبلية على كيان الأمة ووجودها القومي في أرض الوطن ، وكان هذا الصراع إن جاز التعبير أشبه ما يكون عليه بالحرب الأهلية في نتائجه بالنسبة لشعبنا ، لهذه الأسباب وغيرها باشر الشباب القومي التقدمي المستقل  بالعمل من أجل نشر الوعي القومي والسياسي بالأنتماء للأمة ونبذ المذهبية والعشائرية المقيتة بين أبناء شعبنا بجميع مذاهبه وكنائسه وعشائره وتخفيف من حدة التطرف والتعصب المذهبي والكنسي والتمحور حول الشعور القومي التقدمي ليس بين المجموعتين المتناحرتين من أتباع الكنيسة الشرقية القديمة ( سفن آب ولحم بعجين ) كما كانتا تكنيان تندراً وإستخفافاً بهما آنذاك في شارع شعبنا فحسب بل وبين طوائف الأمة كلها من الكلدان والسريان والآشوريين ، وقد إنتشر ونمى هذا الشعور بسرعة بين شباب الأمة كالنار في الهشيم وغدت صدور الشباب عامرة بالشعور القومي والروح القومية بدلاً من الشعور المذهبي والعشائري .. وهنا ظهرت الحاجة وبإلحاح شديد الى ضرورة وجود مؤسسة ثقافية تجمع هؤلاء الشباب للعمل المنظم والمبرمج في إطار محدد من أجل خدمة الأمة وقضاياها في هذا الظرف العصيب وتحقيق ما يمكن تحقيقه من أجل نيل حقوقها المشروعة في أرض الوطن ، وطبعاً بُذلت جهوداً كبيرة في هذا المجال وبالأخص في إطار الجامعات من قبل الطلاب والأساتذة الخيرين وبالفعل تكللت هذه الجهود بالنجاح على يد مجموعة خيرة من أبناء شعبنا نقف إجلالاً لهم لعظمة عملهم وتمكنوا من تشكيل هيئة تأسيسية وقدمت طلبا الى وزارة الداخلية العراقية للموافقة على منحهم إجازة رسمية لتأسيس نادي ثقافي بأسم ( النادي الثقافي الآثوري ) وفعلاً حصلت الموافقة على التاسيس بموجب كتاب وزارة الداخلية المرقم م . ج / 1817 والمؤرخ في 29 / 7 /1970 وكانت أسماء الهيئة المؤسسة كالآتي ( السيد سرجون إيشو سابر ، الدكتور بولص يوخنا نادر ، الدكتور جورج يوناثان سركيس ، السيد وليم كوركيس يوخنا ، السيد ولسن ملهم نرسا ، المهندس إسماعيل بطرس جبرائيل ، السيد عوديشو شموئيل يوخنا ، المحامي يوشيا تمرز لولو ، السيد يوسف يونان خمو ، الدكتور يوناثان يوسف يوآش ) وهؤلاء جميعاً من حاملي الشهادات الجامعية .. وكان أهم مادة من مواد النظام الداخلي للنادي هو حصر العضوية بمن يحمل شهادة الأعدادية ( الباكلوريا ) على أقل تقدير او ما يعادلها رسميا وكان النظام الداخلي للنادي يسمح بالأنتماء إليه من جميع الطوائف والمذاهب من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بدون إستثناء ، ومنع تقديم المشروبات الكحولية في النادي والتركيز في نشاطاته على الجوانب الثقافية والأجتماعية والعلمية والرياضية والفنية والتي لها علاقة بتراث الأمة الثقافي والقومي التقدمي والتراث الوطني ونبذ العنصرية والتعصب بكل أشكالها وإشاعة حب الوطن والوحدة الوطنية والتعايش والتآخي القومي والديني والمذهبي مع كافة مكونات الشعب العراقي . وعمل النادي طيلة سنوات عمره القصير وفق هذه الرؤية الستراتيجية ، وضمن هذا الأطار حقق إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة الثقافية والفنية والأجتماعية وتعليم لغة الأم من خلال إقامة دورات مكثفة صيفية ، وإصدار مجلة ثقافية فصلية بإسم ( المثقف الآثوري ) وباللغتين الآثورية والعربية بالرغم من كل العراقيل والمصاعب التي كانت تخلقها وتضعها السلطة أمام النادي لمنع صدور المجلة بالمستوى المخطط لها ، وكان الجميع كل من موقعه في الهيئة الأدارية واللجان العاملة في النادي يعملون بهمة ونشاط ونكران الذات من أجل تقديم أفضل ما يمكن تقديمه لخدمة أهداف النادي وبذلك حقق النادي إنتشاراً واسعاً على المستوى القومي والوطني معاً ، وكان النادي محط أنظار وإعجاب المثقفين العراقيين من كل المكونات ممن شاركوا في تقديم المحاضرات الثقافية التي كانت يقيمها النادي أسبوعيا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر المرحوم الدكتور علي الوردي حيث إندهش وإنبهر بمنظر الحضور المكثف والمهتم بالثقافة عندما ألقى محاضرة عن المرأة في المجتمع العراقي والذي على أثره تعهد بأنه سيكون جاهزاً لألقاء محاضرات أخرى متى ما طلب منه ذلك إكراماً وإحتراماً ودعماً للنادي ،  وغيره الكثير من مثقفي العراق الذين شاركوا في النشاطات الثقافية للنادي كان لهم الأنطباع ذاته ، لذلك ظل النادي هدفاً دائماً يستهدفه النظام الفاشي في ملاحقة وتحجيم كل نشاطاته .. وفي ظل الواقع الأجتماعي المتصارع مذهبيا وعشائريا لشعبنا ، وفي خضم هذه الحركة الثقافية والفكرية الناهضة في النادي الثقافي الآثوري الحديث المولد والقليل الخبرة والتجربة والأمكانيات المالية والتي كان يغذيها ويديمها ويقودها مجموعة من الشباب القومي التقدمي المستقل المثقف ( يقصد هنا بالمستقل غير المرتبط بلأحزاب السياسية العاملة في المجتمع العراقي والمتواجدة في النادي ) من وراء الكواليس بهمة ونشاط عاليين وكأي تنظيم سياسي محترف غير معلن رسمياً ، وللأمانة التاريخية وإكراماً لهذه النخبة من الشباب القومي التقدمي المستقل وليس لأي غرضٍ آخر كما قد يتصور البعض ولكن لأظهار الحقيقة كما كانت ، ومن عاش وعاصر الأحداث في تلك الفترة من عمر النادي سوف يتذكر دور وفعل هؤلاء الشباب المتفانين ويؤيدني فيما ذهبتُ إليه في مقالتي هذه ..  أذكر من هؤلاء أسماء من كانوا يشكلون الخط الأول في المواجهة والتصدي  للأحزاب التي كانت تسعى بشتى الوسائل فرض أجنداتها السياسية وإرادتها وهيمنتها على النادي وهم كل من ( أبرم داود شبيرا ، آدم بثيو ججو ، روميل كوركيس ، إيشايا يونان ، شليمون بيت شموئيل ، نوئيل داوود ، دنخا إيشا ، إيشودنخا يقيرا ، خوشابا توما كانون ، زيا بطرس ، بنيامين عوديشو سخريا ، جورج متي سوكول ، عوديشو آدم ، بطرس بولص البازي ، كوركيس حنا البازي ، ريمون بنيامين ، سركون ميخائيل رشو ، داود إيشا ، شاول شائيل البازي رعد إيشعيا البازي ، سركيس شائيل البازي وأخيراً كاتب المقالة خوشابا سولاقا ) وغيرهم من المتعاونين لا تحضرني أسمائهم  ممن كانوا يشكلون الخط الخلفي من حيث الدور وكل واحد من هؤلاء كان مرتبط بمجموعة من الشباب المستقل من أعضاء النادي ويعمل معهم كتنظيم دون أن يكون هناك تنظيم فعلي ورسمي ولكن حب هؤلاء للأمة وإيمانهم بأهداف النادي كان كافياً لأن يجعلهم يعملون كخلية نحل في النادي ، وكان هناك من يساند توجهات وتطلعات ونشاطات هؤلاء الشباب من عناصر التوجهات السياسية والمثقفين في النادي وعلى سبيل المثال لا الحصر الشيوعيين كافة ورابي يوسف نمرود كانون وشقيقه رابي زيا نمرود ورابي ولسن ملهم ورابي يوسف يونان والسيد إيشا ميشائيل والأستاذ أدورعزيز والدكتور إيشو سنحاريب مرقس والسيد إنطوان سفر والسيد توما مشائيل والمهندس توما روئيل والسيد لنسن والدكتورة جوأن ريحانه والسيد آشور زكريا وغيرهم الكثير من الشباب المتقد بالروح القومية وإعتذاري الشديد لمن لم أذكر إسمه هنا لأن العمر والأحداث قد نالا من ذاكرتي الشئ الكثير ، عملوا هؤلاء جميعاً في الأتجاهات التالية :
    1 ) بأسلوب مثقف وديمقراطي ووفق للنظام الداخلي للنادي ولكون النادي مؤسسة غير سياسية وفقاً لذلك تم التصدي للأحزاب السياسية التي كانت تسعى الى فرض أجنداتها السياسية وإرادتها على النادي .
    2 ) العمل من أجل المحافظة على إستقلالية النادي من تدخلات وهيمنة الأحزاب السياسية على قراره والمحافظة على هويته القومية التقدمية الوطنية .
           3 ) العمل على إحياء لغة الأم والثقافة القومية التقدمية والوطنية من خلال نشاطاته وتكريس الوحدة القومية من خلال تصديه للمذهبية الكنسية والتعصب القبلي والعشائري وقد حقق النادي نجاحاً باهراً في هذا المجال حيث ضم في عضويته الكثير من الكلدان والسريان والروم الأرثوذكس ومن كل الطوائف الناطقة بالسريانية وكان النادي الثقافي الآثوري طيلة سنوات عمره القصير ملتقى للجميع دون تمييز وكان هذا أكبر إنجازاً له يفتخر به على مسار تحقيق الوحدة القومية لشعبنا في تلك الفترة العصيبة والتي كانت الصراعات المذهبية والعشائرية في مجتمعنا على أشدها ، وبذلك كانت سنوات عمر النادي الثقافي الآثوري الحافلة بالأنجازات النوعية قد شكلت منعطفاً تاريخياً في مسيرة الحركة السياسية القومية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري المعاصرة .. 

تابعونا في الجزء الثاني وشكراً
             

2270
المؤتمر الوطني في ظل غياب الأرادة الوطنية

                                                                                                                        المهندس : خوشابا سولاقا

من الغريب جداً ومن غير المنطق أن نتصور إنعقاد مؤتمر بأسم المؤتمر الوطني لحل أزمة سياسية عاصفة تعصف بالبلاد طولاً وعرضاً بين فصائل سياسية معدوم بينها عنصر الثقة المتبادلة ومختلفة لا يجمعها غير الخلاف والأختلاف وغير منسجمة وغير متفاهمة وغير متوافقة فيما بينها على أبسط الأمور حتى غير مجمعة على تسمية هذا اللقاء بين أن يكون مؤتمر وطني جامع وشامل لكل القوى الوطنية المشاركة في الحكومة وغير المشاركة ويخرج بقرارات ملزمة التنفيذ للجميع وبضمانة طرف ثالث كما تريده البعض أن يكون وذلك فعلاً من مصلحة البلاد وشعبه وبين أن يكون لقاء أو إجتماع وطني عابر للقوى المتنفذة في الحكومة أي مجرد إسقاط فرض لمناقشة الخلافات والأختلافات التي طافت على سطح الأحداث وظهرت على الساحة السياسية العراقية وتأزيمها والتي باتت تزكم الأنوف كما يريده البعض الآخر وهذا ما لا يخدم مصلحة البلاد ، إن هذه الهوة الكبيرة الموجودة في الرؤى بين الأطراف المعنية بالأمر  لا لسبب جوهري تقتضيه مصلحة الوطن والشعب حول صياغة البرنامج السياسي وجدول الأعمال الذي سوف يناقشه المؤتمر في حالة إنعقاده ، وإنما لسبب مجرد حب المشاكسة وحب الأعتراض أو معارضة إرادة الآخر بين هذا الطرف وذاك من الداعين لأنعقاد المؤتمر الوطني ، في هكذا جو مشحون بالأحقاد والضغائن كيف يكتب للمؤتمر النجاح.. ؟ إنه في الحقيقة يحمل في طياته أسباب فشله المحتم ، لأن الذاهبون الى قاعة المؤتمر يحملون خناجرهم في أحزمتهم وهم جاهزون للمعركة التي تزيد الجو قتامةً ( لا قيّمَ الركّاع من ديرة عَفج ) كما يقول أبو المثل .. تصوروا كم هو حجم المهزلة والأستهتار بمصالح الوطن وإرادة الشعب وكأن الغاية الأساسية من المؤتمر هي إعادة إنتاج الخلافات وتعميق الصراعات والتناقضات وشرعنتها بهذا الشكل أو ذاك وإثارة المزيد من الأزمات وإطالة مسلسلها ربما لمنافسة المسلسلات التركية المدبلجة في المسابقات الدولية التي قد يتم تنظيم مهرجان عالمي لأختيار أطول مسلسل في التاريخ لعله تفوز فيه قادة الكتل السياسية في العراق بالميدالية الذهبية وتدخل بذلك الى كتاب كينس للأرقام القياسية هنيئاً ومبروك لكم يا قادة العراق الجديد هذا الفوز العظيم إنه في الحقيقة والواقع فخر ونصر للسياسي العراقي في صناعة الأزمات التي تقود البلاد الى الخراب والدمار وربما الهلاك المؤجل وكأنه ليس الهدف حل مشاكل البلاد ووضع حدٍ لما يعانيه من التداعي المزري في كل مجالات الحياة من بطالة وأمن وإنتشار الجريمة بكل أشكالها والفساد المستشري الذي ينخر بجسد الدولة ومهنة سرقة المال العام وضعف الخدمات الى درجة الشُحة في بعض المجالات ، كيف تتصورون أن مثل هؤلاء القادة تكون لهم القدرة والأرادة على التصدي لمشاكل ومحن البلد التي أوصلته الى ما وصل إليه الوضع من السوء والتردي في كل مناحي الحياة اليومية للمواطن .. ؟ إن هذه الفصائل المتناقضة والمتحاربة والمتكالبة على كراسي الحكم ومنافعها وإمتيازاتها والتي تتحكم اليوم بمقدرات البلاد وقرارها وتعبث بمصيره ومستقبله والتي كل مجموعة منها متكتلة في تكتل برلماني تحت إسم وطني براق لا يجمعهم جامع وطني معين حتى بالحد الأدنى من الوطنية وإنما ما يجمعهم هو العداء للتكتل الآخر بسبب الولاءات القومية والمذهبية والحزبية والعشائرية ، وجميع هذه الفصائل على مستوى الفصائل السياسية بشكل خاص أو على مستوى الكتل البرلمانية بشكل عام متفقين على كل شئ ما عدا إتفاقهم على شئ واحد ألا وهو حب الوطن والوطنية فهم منهما براء .. !! وهم في الحقيقة متفقين وكما تدل على ذلك سيرتهم خلال السنوات التسع المنصرمة من عمر العراق الجديد على العمل بما يضر الوطن والشعب أي بمعنى آخر إنهم متفقون على أن لا يتفقوا على حب الوطن والشعب وقد اقسموا اليمين بأغلض الأيمان على ذلك ، وسلوكيتهم وأفعالهم على أرض الواقع في الساحة السياسية العراقية منذ إسقاط النظام السابق على يد القوات الأميريكية في التاسع من نيسان عام 2003 خير شاهد وخير برهان على صحة ما نقول .. هؤلاء لا تجمعهم إرادة سياسية وطنية حرة حول برنامج عمل وطني واضح وشفاف يخدم مصلحة الشعب والوطن وإنما تجمعهم إرادة التخالف والعداء المسيس على اسس الخصوصيات الأثنية والطائفية وإفتعال الأزمات من أجل تأجيج نار الخلافات والعداوات والأحقاد القومية والطائفية وذلك بغرض تهيئة الظروف الموضوعية لأستمرارالحالة القائمة في العراق حالياً من أجل حماية المصالح الشخصية لقادة الأطراف المتنفذة في السلطة وإستمرار النهب للمال العام والأثراء الشخصي على حساب التمعن في إفقار الأغلبية الساحقة من الشرائح الأجتماعية والطبقات الكادحة والفقيرة من عامة الشعب وواقع حال العراقيين المزري في كل المجالات الحياتية يعكس مضمون هذه المعادلة بجلاء ووضوح .. عليه أدعو المواطن العراقي الشريف أن ينتقم من هؤلاء بعدم إنتخابهم مرة أخرى في الأنتخابات القادمة وأدعو قوى التيار الديمقراطي لتولي دوره في توعية الشعب وتعميق وعيه الأنتخابي ..   

2271
المنبر الحر / رسالة مفتوحة
« في: 19:01 09/04/2012  »
رسالة مفتوحة
                                                                                                              المهندس : خوشابا البيلاتي  
الى فخامة رئيس أقليم كوردستان ..الأستاذ مسعود البرزاني المحترم
تحية طيبة وبعد ...
نبارك لشخصكم الكريم ومن خلال فخامتكم لشعب كوردستان بشكل خاص ولشعب العراق والأنسانية بشكل عام عيد نوروز المجيد عيد الحرية والأنعتاق عيد الربيع الأنساني الذي منه يستمد الأحرار الدروس والعبر لقيادة الشعوب المقهورة نحو الحرية والعيش بسلام  .. بهذه المناسبة السعيدة والعزيزة على قلوب محبي الحرية والعدالة والمساواة وبالنظر للظروف السياسية الصعبة والمعقدة التي يمر بها العراق حالياً والأزمة السياسية المفتعلة التي تعصف بالبلاد وتهدد مستقبله ووحدته الوطنية حالياً وتحول مصلحة الشعب والوطن الى مجرد بضاعة رخيصة يزايد عليها ويتاجر بها في سوق السياسة كل من هب ودب من هواة ومحترفي السياسة منذ سقوط النظام السابق على يد القوات الأجنبية والى يومنا هذا وأوضاع البلاد تجري من سيء الى اسوا ، وبالنظر لوجود محطات مهمة يتطلب الوقوف عندها والنظر الى ما يجري في طول العراق وعرضه لتشخيص أسباب الخلل في العملية السياسية وكيفية التصدي لها ومعالجتها ومنعها من الوصول الى نقطة اللاعودة ، عليه كانت تصريحات فخامتكم في المقابلة التي أجريتموها مع إحدى القنوات الفضائية والتي من حُسن حظي شاهدتها من على شاشة قناة البابلية الفضائية قبل أيام تعتبر إحدى هذه المحطات التي يجب التوقف عندها بإعتبار فخامتكم أحد الأقطاب الأساسيين المؤسسين للعملية السياسية الجارية والنظر بإمعان من خلالها الى أحوال العراق التي تتفاقم وتزداد سوءً يوماً بعد آخر .. كانت تلك التصريحات حقا بمثابة وضع النقاط على الحروف وقد أصابت كبد الحقيقة بدقة في وصف الوضع السياسي العراقي القائم وسَلطت الضوء على خفايا إزدواجية سياسة الحكومة بين خطابها السياسي الموجه من خلال وسائل الأعلام الى الشعب وممارساتها العملية اليومية في مختلف الميادين على أرض الواقع ، وكانت تصريحات غير متوقعة وإن دلت على شيء فهي تدل على شجاعة قائلها في الأفصاح عن عمق الأزمة السياسية التي تعصف بالعملية السياسية برمتها ولكنها أثلجت صدور العراقيين الوطنيين الشرفاء ممن ينشدون للعراق نظاماً وطنياً ديمقراطياً ووحدة وطنية قوية وراسخة أرضاً وشعباً ، وكنتَ صريحاً وصادقاً فيما قلت وذهبت إليه في تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة دون مجاملة دبلوماسية وأشرتَ الى كل الممارسات التي تخالف الأعراف الدبلوماسية وقواعد الشراكة الوطنية الحقيقية في إدارة البلاد وتخرق الدستور وإتفاقيات التوافق الوطني بمدلولاتها الحقيقية ووضعت الأمور في نصابها وسياقاتها التي من المفروض أن تكون ، لقد قلتم الحقيقة بكاملها غير منقوصة وبلغة واضحة وصريحة جديدة بخصوص محاولات البعض للعودة بالعراق مرة أخرى الى أحضان الديكتاتورية التي عانينا من ظلمها وإستبدادها لسنوات طويلة ، ولكنها في هذه المرة بملبس ولون جديد وليست باللون الزيتوني الذي إعتدناه وعودنا النظام السابق على رؤيته في كل زوايا حياتنا اليومية في البيت والشارع والمدرسة والجامعة وأماكن العمل حتى سَئمنا رؤيتة الى يومنا هذا ، وأما ما قلتهُ بشأن تسييس القضاء وعدم إستقلاليتهِ كما ينبغي أن يكون وخضوعهِ لإرادة أطراف معينة من الحكومة والذي أصبح السبب المباشر في كل ما حصل ويحصل اليوم للعراق من عدم الأستقرار السياسي وتوالي الأزمات المفتعلة بغرض عزل وتغييب الشركاء في العملية السياسية من المشاركة في صنع القرار السياسي للعراق والأنفراد بالسلطة ، كان بحق تشخيصاً دقيقاً واقعياً وبذلك يكون قد وضعتم الأصبع على الجُرح العراقي النازف .. ولكن ما يؤسف له أشد الأسف أن هذه التصريحات قد جاءت متأخرة جداً ومن بعد أن رميتم حبل النجاة لمن يعبثون بقواعد اللعبة السياسية وبمقدرات العراق اليوم بعد أن كانوا يتخبطون وغارقين في أوحال الخيبة التي أصابتهم على أثر الهزيمة في الأنتخابات النيابية حيث كانوا يتوقعون الفوز الساحق بالأغلبية وكما تعلم فخامتكم حصل ماحصل من إعتراضات على نتائج الأنتخابات وطالبوا بإعادة الفرز يدوياً عسى ولعلهم يجدون حلاً لتغيير النتائج وأخيراً وجدوا ضالتهم في المحكمة الأتحادية وتفسيرها للمادة 76 من الدستور  حيث وجدوا لأنفسهم منفذاً للخروج من المأزق الذي كانوا فيه ، كان من المفروض تركهم لحالهم ليعرفوا قدرهم وقدر الشركاء الآخرين في العمل الوطني ولكي يتعلموا الدرس جيدا الذي لم يتعلمه صدام من قبلهم ، وكان من المفروض التعامل مع عملية تشكيل حكومة الشراكة الوطنية بعد الأنتخابات من خلال زاوية المصلحة الوطنية وليس من خلال زاوية مصالح الخصوصيات لأن في ظل ضمان المصلحة الوطنية للعراق ضمان حقيقي لمصالح الخصوصيات القومية والدينية والمذهبية وليس العكس كما قد يتصور البعض من السياسيين ، وإن ما يحصل اليوم من تجاوزات وخروقات وتهميش وإقصاء لحقوق ودور الآخرين من أطراف العملية السياسية بما فيهم الكورد لصالح طرف بعينه والتي أشرتم إليه في تصريحات فخامتكم بكلمات ساخرة وبليغة وواضحة هو الثمن الغالي جداً الذي يدفعه الشعب العراقي اليوم جراء هذا الخطأ الأستراتيجي الذي كان من المفروض أن لا يحصل في حينه وهو إتفاقية أربيل قبل أن تكون هناك ضمانات من طرف ضامن كالأمم المتحدة مثلاً .. ولكن المهم الآن هو أن نتعلم من أخطاءنا الدروس وكيف نعالجها .. إن السلوكية المتبعة اليوم في إدارة الحكم في العراق قائمة على مبدأ الحوارات والتحالفات وتقديم التنازلات للخصم السياسي عند الشعور والأحساس بالضعف أمامه أي بمعنى الأنحناء أمام العواصف الشديدة ومن ثم التراجع والتلاعب بلغة المصطلحات والتنصل عن كل ما تم الأتفاق عليه عند الشعور بإستعادة القوة وهذا المبدأ أو الأستراتيجية كان يعتمدهما النظام السابق في تعامله مع الاخرين من حلفائه وخصومه السياسيين .. وما حصل قبل وأثناء وبعد إتفاقية أربيل خير مثال حي على ذلك وهي نسخة مماثلة ومعادة لأتفاقية 11 آذار لعام 1970 المعقودة بين النظام السابق عندما كان يعاني من أقصى مستويات الضعف العسكري وبين الحركة الكوردية بقيادة الخالد الذكر ملا مصطفى البرزاني رحمهُ الله ، وكما يقول المثل ما أشبه اليوم بالبارحة .. !! لقد تم التخلص من نظام صدام دون التخلص من الصدامية كسلوك ونهج سياسي للحكم والتعامل مع الآخر ، وما زالت الصدامية إن صح التعبير تعشعش بقوة وفعالية في سلوكية الدولة العراقية الديمقراطية الجديدة وهنا تكمن العلة وتلك هي طامتنا الكبرى التي يتطلب التصدي لها بحزم .. ومع ذلك وبالرغم من كل ما حصل في الماضي القريب فإن أملنا بشخصكم وتاريخكم النضالي وبمن يشارككم الرأي من الوطنيين العراقيين الحريصين على الوطن كبير وتستطيعون مرة أخرى إنقاذ العراق من إحتمال السقوط في براثن الديكتاتورية العائدة من الشباك والتي خرجت من الباب بقوة العامل الدولي إن سعيتم لذلك بصدق وإيمان وثقة وبالتعاون والتنسيق مع كل قوى التيار الديمقراطي بكل مكوناته الوطنية والديمقراطية والليبرالية واليسارية والقومية التقدمية وتيارات الأسلام السياسي التي تدعي الأعتدال وقبول الدولة المدنية التي تريد وتبغي خير العراق وشعبه في الحياة الحرة الكريمة ... ودمتم للنضال من أجل العراق الديمقراطي الموحد لكل مكوناته القومية والدينية والطائفية والسياسية دون تمييز وتهميش وإقصاء ..

2272
ليتعلم المسؤول العراقي كيف يكون وطنياً .. !!

                                                                                                             المهندس : خوشابا سولاقا
إن هذا العنوان قد يثير إستغراب بعض القراء الكرام لأنه في الحقيقة قد لا يستطيع من أول وهلة أن يربط بين كيف يمكن أن يكون الشخص مسؤولاً كبيراً في الدولة  ومنتخب من قبل الشعب وهو ليس وطنياً وبين أن يكون وطنياً  حقيقياً .. ؟ من حق القارئ الكريم أن يتساءل كيف يجوز ذلك .. ؟ ويقول لنفسه إن من لا يكون وطنياً عليه أن لا يتولى المسؤولية في إدارة الدولة أو بالأحرى يجب أن لا يتم إنتخابه من قبل الشعب أصلاً لأنه غير آهل للثقة وأن يرفضه وينبذه ويلفظه خارج صفوفه ، ولكن ما العمل في هذا الزمان الأكشر زمن العراق الديمقراطي الجديد كل شئ جائز بالرغم من كونه غير مقبول منطقياً .. إن بيت القصيد هو من يتحتم إنتخابه أو من يجب رفضه على المواطن الفرد هنا أن يكون هو معيار التقييم للأختيار والوسيلة لأنزال العقاب الصارم بحق من لا يستحق منحه الثقة وأن يكون سيفاً على رقاب المسؤولين الفاشلين والفاسدين والمفسدين والعابثين بمصير الشعب وأمواله والذين لا يعرفون حق قدرهم وقدر المسؤولية الوطنية تجاه وطنهم وشعبهم ، وأن لا يكون صوت المواطن في الأنتخابات للأخ في الدين والقومية والمذهب والطائفة أو لعضو الحزب أو لأبن العشيرة والقبيلة والمنطقة وإنما أن يكون صوت المواطن الناخب الغيور للمرشح الوطني المخلص الشريف والنزيه والصادق وله برنامج وطني واضح عندها فقط يمكن تحقيق مبدأ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب .. إن من أهم مواصفات وخصائل الشخص المسؤول في الدولة هي الصدق والشجاعة الأخلاقية والنزاهة ونظافة اليد وشجاعة الأعتراف بالخطأ والأعتذار عنه وقدرة الأستعداد للتعلم من الأخطاء التي تحصل وتجاوزها في المستقبل عملاً بالحديث النبوي الشريف ( رحم الله إمرئٍ عرف قدر نفسه ) إنه في الحقيقة حديث في غاية الحكمة والبلاغة والروعة والتعبير يتقول به القاصي والداني والرئيس والمرؤوس والمثقف وغير المثقف في المناسبة أو دونها ، ولكن المشكلة هم القلة من يطبقه ويعمل به وهنا تكمن الطامة الكبرى .. ولغرض توضيح الأمر وتقريبه من ذهن المواطن البسيط أسوق المثال التالي من تجربة شعب وبرلمان أعرق الديمقراطيات في العالم ومقارنته بما موجود حاليا في عراقنا الجديد .. قيل عن شخصية بريطانية مرموقة كان يتم إنتخابها بإستمرار رئيسا لمجلس النواب لعموم المملكة المتحدة بغض النظر عن من هو الفائز من الأحزاب التقليدية المعروفة في المملكة المتحدة مثل حزب العمال وحزب المحافظين وحزب الأحرار وغيرها من الأحزاب الصغيرة لأن هذا الشخص كان معروفا لدي الجميع بحبه للوطن ومهنيته العالية وحرصه الشديد وإخلاصه وتفانيه في عمله وحياديته الوطنية المعهودة في تعامله مع الجميع وكياسته وأخلاقه في العمل وحياته المهنية والشخصية التي لا يشوبها شائبة ، حيث بقى في منصب رئاسة مجلس النواب للمملكة المتحدة لمدة طويلة برضا وبإجماع الكل يتم إنتخابه دورة بعد أخرى .. بموجب القانون في المملكة المتحدة الدولة تخصص دار سكن لكل أعضاء مجلس النواب طيلة فترة الدورة البرلمانية الجارية وتتحمل كافة النفقات الأخرى لهذه الدور من أجور الماء والكهرباء والهاتف وأعمال الصيانة والترميم والتصليح التي يتطلبها إدامتها ويقوم النائب ساكن الدار بتقديم قوائم الصرف الى الدائرة المختصة في البرلمان لغرض صرفها بعد مصادقة رئيس البرلمان عليها ، أن القانون يخول النائب الساكن في الدار من تقديم قوائم بأية مصروفات لأدامة مكونات الدار التي تتعرض الى التلف والأندثار بسبب التقادم ، وإستمرت الحالة هذه لسنوات طويلة من دون أية مشاكل لأن كل شئ كان يجري وفقاً للقانون لا إعتراض عليه شكلياُ .. ولكن ما كان ينقص هذه العملية القانونيةً جوهرياً هو النظر إليها من وجهة نظر المواطنة والوطنية .. في إحدى المرات أعترض أحد النواب من أعضاء البرلمان على صرف قوائم قدمها نائب آخر الى البرلمان لصرف ثمن مصابيح الكهرباء التي قام بتبديلها في منزل إقامته ، حيث كان إعتراضه مبني على شعور وطني حقيقي فقال في البرلمان نحن نسكن في هذه الدور مجاناً كما هو حالنا عندما نسكن في الدور التي نمتلكها ملكاً شخصياً هل عندما تحترق مصابيح الكهرباء فيها لا نقوم بتبديلها .. ؟ لماذا لا يكون الأمر كذلك ونحن نسكن دور الدولة مجاناً .. ؟ ألم تحترق هذه المصابيح بحكم إستعمالنا لها لأغراضنا .. ؟ وكذلك الحال مع غيرها من مكونات هذه الدور التي تستهلك بحكم إستعمالنا لها لأغراضنا ، لماذا نحمل خزينة الدولة مثل هذه النفقات التي نحن السبب في حصولها .. ؟ فكان رد فعل الجميع في البرلمان مذهلا وإيجابياً ومؤيداً لهذا الطرح الوطني الذي أغفلوا النظر عنه لمدة طويلة من الزمن وأقروه بالأجماع دون مناقشة وشكروا زميلهم عليه وأعتبروه مكسباً وطنياً لهم وكان الموقف كموقف أعضاء مجلس النواب العراقي عندما أقروا قانون رواتب وإمتيازات أعضاء المجلس وقانون التقاعد البالغ 80 % من الراتب الكلي مع الأمتيازات والمخصصات وليس من الراتب الأسمي كما هو الحال مع قانون تقاعد موظفي الدولة كأن الأثنين ليسوا في دولة واحدة .. !! وغيرها من القوانين والتشريعات التي تعود بالنفع لهم دون سواهم من أبناء الشعب ( بارك الله فيكم لهذا التمثيل النموذجي للشعب ) .. حيث أن هذا الطرح والذي هو في الحقيقة طرح أيقظ الشعور الوطني لدى أعضاء المجلس وأحسسهم بالذنب والتقصير بحق الوطن وعلى رأسهم رئيس البرلمان .. هل تعرفون ماذا كان رد فعل رئيس البرلمان المخضرم والمعروف بوطنيته ومهنيته.. ؟ لقد قدم إستقالته من البرلمان ورئاسته له على الفور وإنتقد نفسه علناً أمام أعضاء البرلمان معترفاً بشجاعة بأنه غير آهل لرئاسة البرلمان لأن جميع مثل هذه النفقات قد صادق عليها شخصيا دون أن تثير إنتباهه على هذا الجانب من الموضوع الذي هو شكلاً من أشكال الفساد الذي من المفروض ما كان أن يحصل .. والسؤال هنا كم من المسؤولين الحكوميين ومن أعضاء مجلس النواب العراقي من سكنة دور الدولة في المنطقة الخضراء أو في غيرها من الأماكن في بغداد أو في المحافظات الآخرى والذين يتقاضون رواتب ضخمة ولهم من الأمتيازات التي لا يمكن حصرها من مكافأت ومنح ومخصصات السفر وغيرها دون مقابل يعادل ما يقدموه من خلال مواقعهم بل هم مقصرين وبأعلى درجات التقصير والدليل الغيابات الكثيرة عن جلسات المجلس الدورية ، حيث أن في الكثير من الجلسات لمجلس النواب لم تتخذ القرارات بتشريع الكثير من القوانين المهمة المتعلقة بمصالح المواطنين لعدم إكتمال النصاب القانوني بسبب الغياب المتعمد وعدم إحترام ثقة الشعب وقلة الحياء عند البعض ، وهناك الكثير من أعضاء مجلس النواب لا يحضرون إلا لأستلام الرواتب والمكافأت والمنح والأمتيازات والقسم الآخر حتى لا يحضر لأستلام الراتب بل يرسل له الراتب في محل إقامته داخل العراق أو في إحدى دول الجوار لأنشغاله بعقد الصفقات التجارية لحسابه الخاص وبالتنسيق مع زملاء له في الحكومة وهذا مخجل ومخزي لا أعرف بأية كلماتِ أصفه ، وبسبب الغيابات الكثيرة لأغلبية أعضاء مجلس النواب تعطل تشريع الكثير من القوانين التي تنتظر الأنجاز والتي لها علاقة بحياة الناس وبناء البنى التحتية للأقتصاد الوطني وإعادة الأعمار .. أنا شخصيا اعرف السيد رئيس مجلس النواب وهو من عائلة موصلية ثرية وكريمة يمتلك كما يقال نصف الموصل وإنه نزيه ونظيف الذمة وراقي الأخلاق والتربية لا يقبل بالحرام ولكن قيل عنه حسب ما وصل سمعنا في حينه بأنه صرف مبلغ كبير جدا على إعادة تأثيث مكتبه بعد أن تسنم منصبه الجديد في رئاسة مجلس النواب وربما فعل الشئ ذاته لمنزل إقامته في بغداد أتمنى أن لا يكون ذلك صحيحاً ، وهكذا فعل ويفعل الكثير من السادة أعضاء مجلس النواب ، والمسؤولين في الرئاسات الثلاثة ووزارات الدولة حيث تكون أولى أولوياتهم إعادة تأثيث مكاتبهم وتبديل سياراتهم الكثيرة التي تتجاوز العشرة على أقل تقدير عند إقرار كل موازنة سنوية وهكذا الحال مع وكلاء الوزارات والمستشارين والمدراء العامين وكبار الضباط وقيادات القوات المسلحة وأصحاب الدرجات الخاصة والمدللين المقربين من أصحاب القرار وفق مبدأ المحسوبية والمنسوبية ، وهناك وزراء لديهم ملف لدى هيئة النزاهة قد وضعوا العديد من سيارات وزارتهم تحت تصرف مقربين لهم من أحزابهم لا تربطهم أية صلة رسمية بوزاراتهم ، تخيلوا الى أية درجة وصلت الحماقة بهؤلاء وإستهتارهم وخيانتهم لأمانة الوظيفة التي يستوجب تقديسها .. أين دور الأجهزة الرقابية ومكاتب المفتشين العموميين من التصدي لهذه الظاهرة غير الأخلاقية والتي تشكل إحدى قنوات الفساد المالي والأداري المستشري في أجهزة الدولة .. ؟  ، وكذلك يتم صرف أجور المبيت الشهرية في فندق الرشيد لمن يرغب المبيت فيه من سكنة المحافظات حتى وإن كان المبيت ليوم أو لعدة أيام في الشهر وهناك أكيد مصاريف أخرى ليست في متناول وسائل الأعلام وهيئة النزاهة ورابطة الشفافية ليتم إطلاع الشعب على ما يجري من وراء الكواليس مثل مخصصات المنافع الأجتماعية الغير خاضعة لحسابات الرقابة المالية الختامية والتي تم إلغائها لاحقاً تحت ضغط الأعلام والتي قد يكون تم التعويض عنها بتسمية أخرى أكثر قبولاً وغير معلن عنها لحد الآن والله يعلم ما في الغيب ..!!، إنه في الحقيقة أمر غريب وفعل مهين أن يحصل في دولة تدعي الديمقراطية ويتباكى مسؤوليها ويذرفون دموع التماسيح ليلاً ونهاراً عبر وسائل الأعلام خوفاً وحرصاً على مصالح شعبها .. !!  لا أعتقد إن ما يجري في العراق الديمقراطي الحالي يجري في أي بلد آخر في العالم بل لا يجري حتى في أكثر بلدان العالم تخلفاً في مجال البذخ في الأنفاق لأغراض الترفيه الشخصي على حساب الدولة .. لماذا لا يتعلم المسؤول في العراق الديمقراطي الجديد الوطنية الحقة من تجربة رئيس وأعضاء مجلس النواب في المملكة المتحدة ، اليست المملكة المتحدة المثال الذي نقتدي به في أحاديثنا عن التقدم والتطور والنظام والقانون ويتخذ مثقفينا وسياسيينا عند هروبهم من طغيان وظلم حكامهم ملجأ آمناً لهم ، وهي الآن منتجع لأغلب الحاكمين من أصحاب القرار الحاليين ويحملون جنسيتها حتى وإن كان ذلك لا يرضي السلفيين التكفيريين لكون المملكة المتحدة من دول الكفر والإستكبار العالمي .. ؟ لماذا نقلدها في سلبياتها ولا نقلدها في إيجابياتها .. ؟ لماذا كل شئ في العراق مقلوب أو على عكس ما هو عليه في الدول الديمقراطية التي نحاول أن نكون مثلها ونقتدي بها .. ؟ هل مقسوم علينا أن نكنى بجمهورية العراق الديمقراطية المقلوبة .. ؟ يبدو أن القائمين على الحكم في العراق تروق لهم هذه التسمية لأنهم يريدون أن تكون ديمقراطية العراق بالشكل الذي تستجيب لمتطلبات جيوبهم وليس بالشكل الذي تستجيب لمتطلبات وطموحات شعبهم الذي يعاني الأمرين ويفتقد لأبسط شروط الحياة الكريمة اللائقة بالأنسان بأغلب شرائحه الأجتماعية التي يعيش بحدود ( 23 % ) من أبنائه تحت خط الفقر ونسبة البطالة بين شبابه تتجاوز ال ( 30 % ) ومستوى الخدمات الأجتماعية فيه قريبة من مستواها في أفقر بلدان العالم ، أتألم كثيرا وأخجل أكثر وأنا لست من كبار المسؤولين في الدولة عندما أسمع عبر وسائل الأعلام المختلفة يصفون العراق بأغنى البلدان وأفقر شعبا .. هل يشرف هذا الوصف أحدا من أبناء الشعب العراقي والعراق مرشح لأن يكون أول بلد منتج للنفط في العالم خلال السنوات الخمسة المقبلة .. ؟ وموازنته المالية لهذه السنة قد تجاوزت المئة مليار دولار والتي ( 80 % ) منها تذهب للميزانية التشغيلية للرواتب ، بهذه المناسبة أتساءل هل العراق بحاجة الى تجنيد ما يقارب المليونين من أبنائه في صفوف القوات المسلحة بمختلف أصنافها وبهذا الأسلوب العشوائي المحاصصي.. ؟ وتجهيز هذا العدد الهائل بالأسلحة والمعدات والمؤن وغيرها من المستلزمات يستنزف الموازنة المالية للدولة على حساب تقليص الميزانية الأستثمارية لصالح تضخيم الميزانية التشغيلية وهذه العملية تعود بالبلاد الى ما كانت عليه في زمن النظام السابق الذي كان يسخر ويستنزف موارد البلاد للأغراض العسكرية وعسكرة المجتمع وبالتالي فإن وجود هكذا جيش شجع النظام ودفعه الى زج البلاد في أتون حروب داخلية وأقليمية عبثية وكارثية لسنوات طويلة أحرقت الأخضر واليابس وأوصلته الى ما هو عليه الآن من البؤس والشقاء والتخلف في كل المجالات وكان الله يحب المحسنين  !!

2273
نُبل المواطنة في دولة القانون والمؤسسات

                                                                                                              المهندس : خوشابا سولاقا 
إن معنى نُبل المواطنة بمفهومه الفلسفي والسياسي يتجسد في سلوكيات وممارسات الأفراد في ظل وجود دولة يحكمها القانون والمؤسسات الدستورية ، حيث يتحول المواطن العادي كائن من يكون في الشارع والمجتمع الى مراقب لنفسه أولاً ولكل ما يحصل في الحياة اليومية من سلوكيات وممارسات للآخرين ثانياً سواءً كانت هذه الممارسات والسلوكيات تتماشى أو تتعارض مع مصالح الشعب والوطن ويخضعها للمحاسبة والتقويم وفق قانون المواطنة وقانون الحق العام ، وكذلك يتحول الفرد الى حارس أمين على مصالح الشعب والوطن من خلال حرصه وحمايته للممتلكات العامة من دون أن يتم تكليفه من قبل أية جهة رسمية للقيام بهذا الدور ، وإنما طوعيا يعتبر نفسه معني بكل ما يخص مصلحة بلده وشعبه من الأمور ،  حيث يعتبر نفسه المسؤول الأول عن كل شأن من الشؤون التي يتم من خلالها التجاوز على حقوق الآخرين وما يخالف القانون في مختلف مجالات الحياة والتصدي لها بحزم ، إن البلدان التي يكون فيها المواطن على هذه الشاكله ومن هذا الطراز وبهذا المستوى من الوعي الوطني والنضج الثقافي والشعور بالمسؤولية تجاه الآخر والمجتمع يعتبر بلد في أعلى درجات الرقي والتطور والتقدم الثقافي والأخلاقي والأجتماعي ويكون فيه الفرد كفرد قائم بذاته أو في إطار المجتمع من خلال منظمات المجتمع المدني مندمج مع سلطات مؤسسات الدولة الرقابية لمتابعة وتشخيص كل الممارسات والأنحرافات والتجاوزات على القانون بغرض محاسبة القائمين بها ومعالجتها وفقا للقانون ، وبذلك يكون الفرد والمجتمع منخرطان بشكل مباشر وطوعي في تنفيذ مهام تلك المؤسسات ، أي بمعنى ليس هناك حدود فاصلة بين واجبات سلطات مؤسسات الدولة وواجبات الفرد والمجتمع فيما يخص المشتركات من مصالح الشعب والوطن ومحاسبة الفاسدين والمفسدين وسُراق المال العام وقوت الشعب والمتلاعبين بمقدرات البلد أوالمتجاوزين على الحقوق العامة مهما كانت مواقع هؤلاء في سُلم مسؤولية إدارة مؤسسات الدولة الرسمية ، أي بمعنى أن الفرد جزء مكمل للدولة والدولة إمتداد طبيعي للفرد في فرض قوة وسلطة وهيبة القانون على المجتمع ،أي أن هناك علاقة جدلية تكاملية بين الفرد والدولة ، وبغياب أي طرف منهما في هذه المعادلة الأجتماعية يختل التوازن الأجتماعي وينهار النظام الأخلاقي للمجتمع أولاً وتلحقه بالتالي إنهيار كل النظم الأخرى وتسود الفوضى في المجتمع وهذا هو الحال في المجتمعات التي خرجت للتو من تحت حكم الأنظمة الشمولية كما هي حالة العراق اليوم .. وأسوق هنا مثالاً نموذجيا حياً لمواطن في دولة القانون والمؤسسات ودوره النبيل في صيانة وحماية مصلحة الشعب والوطن من عبث العابثين والمستغلين لما يخولهم القانون من الصلاحيات لمنفعتهم الشخصية .. قبل مدة إطلعت في احد المواقع الألكترونية الكثيرة والتي تعطي أهمية كبيرة وخاصة للنوادر النبيلة والرذيلة التي تحصل في المجتمعات الأنسانية المختلفة في هذا البلد أو ذاك من العالم بغرض الأقتداء بالنماذج النبيلة منها وأخذ العبر من النماذج الرذيلة منها لتجنبها والأستفادة من تجاربها كدروس نتعلم منها كيفية بناء الذات الوطنية الحقه الصادقة النزيهة التي تحصن المواطن ضد السقوط في مهاوي الرذيلة .. يقول الخبر والعهده على الراوي كما يقال أن محافظ مقاطعة ستوكهولم السويدية وهي إمرأة ومسؤولة لحزبها في المقاطعة في نفس الوقت تم إنتخابها في إنتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة مئة في المئة حتماً من قبل شعب مقاطعة ستوكهولم وبحكم منصبها كمحافظ للمقاطعة خولها القانون بإستعمال سيارة واحدة فقط تملكها الدولة لأداء مهامها وواجباتها الرسمية وليس أسطول من السيارات الحديثة ومنها المصفحة كما هو الحال في العراق ، وتصرف لها الدولة مصروفات الوقود المستهلك بموجب نظام الكابونات لأوقات الدوام الرسمي فقط ولا يسمح لها القانون إستعمال السيارة بعد أوقات الدوام الرسمي للأغراض الشخصية كما يفعل المسؤولين في العراق حيث يوزعون سيارات الدولة لأفراد العائلة والأقارب وحتى للأصدقاء الخدومين والدولة تتحمل مصروفاتها كاملة لأن المسؤول الشريف والنزيه والحريص جداً جداً يعتبر البلد وما فيه ملكاً شخصياً للخلفوه .. في أحد الأيام خرجت الست المحافظ بسيارتها الشخصية بعد الدوام الرسمي ولسوء حظها نفذ الوقود من خزان سيارتها وعندما ملئت الخزان بالوقود من إحدى المحطات تفاجئت عندما أرادت أن تدفع ثمن الوقود بأنها لم تكن تحمل نقودا في حقيبتها فأصبحت في موقف محرج مع عامل المحطة فأضطرت الى تسديد ثمن الوقود من الكابونات المخصصة لسيارة الدولة لتلافي الحرج أمام عامل المحطة وذلك مخالف للقانون وهي تعرف ذلك جيدا.. هل تعلمون ماذا فعل عامل المحطة أزاء هذا السلوك المخالف للقانون ..؟ في الوقت الذي عامل المحطة لا علاقة له بالدولة غير كونه مجرد مواطن سويدي يعيش في السويد حاله حال جميع السويديين الآخرين وهو ليس عضواً في مؤسسة حكومية أو أمنية بل إنه عضواً في مؤسسة أكبر ألا وهي مؤسسة المجتمع السويدي وهذا شئ شعوري مغروس في كيانه بحكم التربية والثقافة المجتمعية للفرد ، قام هذا العامل المواطن الشريف والنبيل بإخبار السلطات عن هذه المخالفة القانونية وهو لا يعرف من تكون هذه المرأة ما هو دينها وما هي طائفتها وقوميتها وعشيرتها وحزبها ومسؤوليتها في الدولة لأن ذلك لا يعنيه بشئ .. ونتيجة لهذا الأخبار تم فتح تحقيق إداري مع الست المحافظ وعلى أثره قدمت إستقالتها من منصبها لأنها ذات مستوى عالي من ثقافة الأستقالة وتم طردها من حزبها لعدم أمانتها في تحملها للمسؤولية وهذا ما نسمعه ونلاحظه كثيرا على المسؤول العراقي عندما تفضحه وسائل الأعلام وتنشرغسيله الوسخ .. !! وأحيلت الى القضاء وتم معاقبتها بقرار قضائي عادل وترتب عليها بموجبه دفع غرامة مالية للدولة وحرمانها من تبوء أية مناصب رسمية حكومية في مؤسسات الدولة في المستقبل ، ودور القضاء هنا كان مماثل لدور القضاء العراقي في عدالته وحرصه على المال العام من عبث ونهب السُراق من القطط السمان المنتشرة في كل أزقة الدولة العراقية تصول وتجول بحرية دون خوف وخجل والقضاء نائم على أذانه ..!! ، هذه قصة حقيقية حصلت في دولة مملكة السويد الديمقراطية دولة القانون والمؤسسات الدستورية الدولة التي تحرس على أموال شعبها من السُراق وليست دولة تربي القطط السمان ، دولة التي ليس فيها من هو فوق القانون وإنما فيها القانون فوق الجميع ، هكذا هو شكل الدولة والقضاء والمواطن المطلوب وليس كما هو عليه الحال في بلدنا العراق كل شئ مقلوب ، بلدنا الذي فيه الغالبية العظمى من المسؤولين تبلع وتنهب الملايين من الدولارات من أموال الشعب نهارا جهارا ومن دون خجل أو وجل ومن دون خوف أو تردد من سلطة القانون وبإعترافات مباشرة من مؤسسات الدولة المعنية بمراقبة ومتابعة وملاحقة ومحاسبة الفاسدين والمفسدين والسُراق مثل هيئة النزاهة ورابطة الشفافية عبر كل الندوات والمؤتمرات التي تعقدها وتنقل عبر وسائل الأعلام المختلفة ونشاهدها بشكل يومي تقريباً من على شاشة التلفاز وعبر تصريحات وخطابات الكثير من المسؤولين الحكوميين وأعضاء مجلس النواب عندما يحتدم الصراع بينهم على المغانم والمكاسب وكراسي الحكم حيث يتوالى تبادل التهم والتشهير بالسمعة فيما بينهم وبإستعمال كل الوسائل المتاحة للتسقيط السياسي بما ذلك إعتماد لغة معسولة بالوطنية وحب الوطن والبكاء على أطلاله الخربة لتخدير وتضليل المواطن .. أيها الأحبة من أبناء شعب العراق الأبي ، بالنظر لكون العراق يأتي في المرتبة الثانية من دول العالم في الفساد المالي والأداري المتفشي في أجهزة الدولة الرسمية حسب إحصاءات المنظمات الدولية ومنظمة الأمم المتحدة ومراكز البحث والأحصاء والدراسات المحلية يتطلب منا جميعا نحن المواطنين أينما نكون ومهما يكون موقعنا في المجتمع ومؤسسات وأجهزة الدولة أن نأخذ دور عامل محطة الوقود في ستوكهولم في مملكة السويد في الأخبار عن الفاسدين والمفسدين وسُراق المال العام من المسؤولين الكبار والصغار في الدولة والتصدي لهم مهما كان مستواهم الوظيفي وإنتمائهم الأثني والديني والطائفي والحزبي والعشائري دون مجاملة لأي سبب أو إعتبار لأن آكلي السحت الحرام جزائهم العقاب الصارم إذا أردنا وصممنا فعلا أن نكافح ونجتث الفساد المالي والأداري في عراقنا الجريح وتخليصه من هذه الشراذم والآفات التي تزرع الجوع والمرض في بيوتنا والتخلف في مجتمعنا وشحة الخدمات في مُدننا وقرانا ، لأن ما يسرقوه هؤلاء اللصوص من خزائن الدولة عن طريق السرقة المباشرة نقدا أو عن طريق الأسراف في البذخ من دون وجع القلب في الترفيه عن أنفسهم هو بالحقيقة لا يختلف عن ذلك المال الذي يتم سرقته من جيوبنا بشكل مباشر ، إن واجبنا الوطني يفرض علينا وضميرنا وأخلاقنا تملي علينا أن نتصدي لهؤلاء السراق من القطط السمان المتعشعشة في أجهزة الدولة بقوة وحزم وبلا هوادة لردعهم ووضع حد لعبثهم بمستقبلنا ومستقبل أبنائنا .. عندها فقط يكون من حقنا أن نعتبر أنفسنا مواطنين أشراف ونبلاء نستحق الحياة ليفتخر بنا العراق أمام أجيال المستقبل ..                 

2274
ثورات الربيع العربي هي مرحلة إنتقالية بين
الديكتاتورية والديمقراطية الليبرالية
                                                                                                                المهندس : خوشابا سولاقا
منذ نهاية الحرب العالمية الأولى نشأت كيانات الدول العربية وفق الخارطة السياسية التي رسمتها الدول الكبرى المنتصرة في الحرب بريطانيا وفرنسا وحلفائهما حسب إتفاقية ساكس – بيكو والتي بموجبها تم توزيع هذه الدول فيما بينها فالدول التي أصبحت من حصة بريطانيا أُنشأت فيها أنظمة حكم ملكية من أبناء الطبقات الأقطاعية والبرجوازية الصاعدة من الموالين لها على غرار ما هو موجود في بريطانيا ، والتي أصبحت من حصة فرنسا أنشأت فيها أنظمة حكم غير ملكية من نفس الطبقات المذكورة سابقا ومن الموالين لها  وعلى غرار ما هو موجود في فرنسا وهذه الحكومات لا تملك قرارها السياسي وهي فاقدة لسيادتها وإستقلالها الوطني وخاضعة لأرادة المحتل في كل شئ . وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها بإنتصار الحلفاء على دول المحور والقضاء على خطرالنازية الألمانية والفاشية الأيطالية والعسكرتارية اليابانية في أوربا والعالم وظهورالمعسكرالأشتراكي في الأتحاد السوفييتي السابق وشرق أوربا ونمو وتصاعد نضال حركات التحرر الوطني في العالم الثالث بشكل عام والدول العربية بشكل خاص من أجل التحرر والأستقلال الوطني والتي كان الدور الرئيسي فيها لقوى اليسار الديمقراطي المؤيد للمعسكر الأشتراكي والمعادي للأستعمار الغربي بكل أشكاله السياسية والثقافية والأقتصادية والعسكرية من جهة وتعاظم أهمية دور الدول العربية بحكم كونها مصدر لحوالي ( 60 % ) من إنتاج النفط العالمي الذي يعتبر المصدر الرئيسي للطاقة والمحرك للأقتصاد العالمي ، وقفز الولايات المتحدة الأميركية الى مركز الصدارة لقيادة النظام الرأسمالي العالمي وإمتلاكها لأكبر إقتصاد في العالم وتقسيم العالم الى معسكرين متناقضين بقطبين اللذين دشنا عصر الحرب الباردة من جهة ثانية ، في ضوء هذا الواقع المستجد والصراع المحتدم بين المعسكرين على مناطق النفوذ والمصالح ظهرت الأهمية والضرورة الى إقامة أنظمة حكم سياسية وطنية عسكرية ديكتاتورية في هذه البلدان تقودها أحزاب مؤدلجة بالأفكار القومية الشوفينية والدينية المتشددة المعادية للفكر الأشتراكي الشيوعي المعادي للنظام الرأسمالي بغرض التصدي لنفوذ المد الشيوعي في هذه البلدان ، وذلك من خلال قمع حركات التحرر الوطني الحقيقية التي تناضل من أجل إقامة أنظمة ديمقراطية فيها وتحرير الأرادة الوطنية من الخضوع للهيمنة الأستعمارية ، بذريعة حماية الأوطان والشعوب والدين من السقوط في براثن الشيوعية الملحدة ، فظهرت مثل هكذا أنظمة في أهم البلدان العربية كمصر وسوريا والعراق وتونس وليبيا والجزائر واليمن من خلال إنقلابات عسكرية قادها صغار الضباط في الجيش بدعم من القوى الدولية ، وبقت الدول العربية الآخرى كدول الخليج العربي والمغرب والأردن أنظمة ملكية أو شبه ذلك لأن حركات التحرر الوطني فيها كانت أصلا ضعيفة ولا تشكل أية خطورة على إستراتيجيات ومصالح الدول الأستعمارية الغربية من جهة وكون هذه الأنظمة تابعة للأرادة الدولية من جهة ثانية .. ولكن جميع هذه الأنظمة كانت تلتقي عند نقطة واحدة هي كونها أنظمة ديكتاتورية شمولية معادية لمصالح أوطانها وشعوبها وتنفق الجزء الأكبر من وارداتها النفطية لشراء أحدث الأسلحة من الشرق والغرب على حد سواء ، كل ذلك وحسب إدعاء الأنظمة الحاكمة من اجل تحرير أرض فلسطين السليبة من قبل دولة الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) قضية العرب الكبرى التي تقض مضاجعهم ولا يغمض لهم جفن بسببها ..!! وبسبب هذه الأفكار والشعارات الأعلامية المتطرفة أدخلت هذه الأنظمة شعوبها رغما عنها في حروب خاسرة ومخجلة ومخزية بنتائجها النهائية مع دولة إسرائيل والتي إنتهت بإنتصار إسرائيل في جميعها وإحتلال أراضي عربية جديدة وضمها الى دولة إسرائيل وهذا الواقع الجديد أجبر هذه الأنظمة على الأستسلام لأرادة إسرائيل والدخول معها في مفاوضات السلام تحت شعار ( الأرض مقابل السلام ) والتي تكللت في النهاية بعقد إتفاقيات الصلح بين الطرفين في كامب ديفيد وأوسلو وتطبيع العلاقات بين إسرائيل ومعظم هذه الدول منها علناً وعلى مستوى تبادل السفارات وأخرى في السر على مستوى التبادل التجاري والثقافي وتبادل الزيارات الودية كما هو معروف للجميع ، هذه السياسة التي إتبعتها هذه الأنظمة أي سياسة التسليح الكمي والنوعي لجيوشها الجرارة أدت الى التمعن في إفقار شعوبها أكثر فأكثر جيل بعد جيل وزادها تخلفا في كل المجالات الصناعية والتكنولوجية الحديثة بالرغم من ضخامة واردات ثرواتها النفطية ووصلت في تخلفها الى ما هي عليه اليوم .. وبعد إنهيار المعسكر الشيوعي في الأتحاد السوفييتي وشرق أوربا في نهاية عقد الثمانينات من القرن الماضي على أثر عدم قدرة إقتصاد هذا المعسكر في مجاراة قدرة إقتصاد المعسكر الرأسمالي في المنافسة على كافة الأصعدة ونشوء في هذه البلدان أنظمة سياسية موالية للغرب الرأسمالي وتبنيها لأقتصاد السوق ، وتحول النظام العالمي ذي القطبين الى نظام القطب الواحد بقيادة الولايات المتحدة ، وقيام الثورة الأسلامية ونظامها الأسلامي الراديكالي في إيران وإحتمالات تصدير هذه الثورة ونظامها الى دول الجوار العربي من الدول النفطية وخطورته على المصالح الحيوية للدول الرأسمالية وأمن دولة إسرائيل ، وعلى خلفية هذه المستجدات على الخارطة السياسية للعالم والمنطقة تحول الصراع السياسي العالمي بين النظام الرأسمالي بكل مكوناته ومؤيديه من جهة والأسلام السياسي بكل تنوعاته وتشعباته وتناقضاته وصراعاته الداخلية ، أي الأسلام السياسي التكفيري الذي تقوده منظمة القاعدة والأسلام السياسي المتشدد الذي تقوده إيران واللذين مركز إنطلاقهما وإنبعاثهما الفكري والمالي هو هذه البلدان تحديدا من جهة أخرى .. وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 التي تمخضت الى  تفجير برجي مركز التجارة العالمي في مانهاتن بنيويورك ومبنى البنتاكون بواشنطن في الولايات المتحدة الأميريكية أعلنت الحرب العالمية وبلا هوادة وبكل الوسائل المتاحة على الأرهاب رسميا من قبل الولايات المتحدة الأميريكية وحلفائها على مستوى العالم .. وفي خضم هذا الصراع الصعب والطويل وجدت الولايات المتحدة وحلفائها الأوربيين وأصدقائهما في العالم ضعف الأنظمة السياسية الديكتاتورية القائمة في دول ساحة الصراع وتحديدا في الدول العربية والأسلامية في التصدي لقوى الأسلام السياسي المتشدد المتمثل في منظمة القاعدة ودور إيران المتنامي في المنطقة والداعم لتنظيم القاعدة عالميا تيقنوا بأن الوقت قد حان لتغيير هذه الأنظمة المتهرئة التي شاخت وأصبحت عاجزة وغير قادرة على القيام بما يستوجب القيام به في هذه المرحلة ، مرحلة الحرب العالمية على الأرهاب والتي بدأت بإسقاط نظام الطالِبان في أفغانستان وتوجيه ضربة قاصمة لمنظمة القاعدة بتدمير وتفكيك قواعدها وتصفية وأسرأغلب قياداتها العسكرية البارزة هناك ، وإسقاط النظام الصدامي في العراق بالتدخل العسكري المباشر، ثم توالت الأجراءات والترتيبات المطلوبة لأستكمال إجراء تلك التغييرات والتي تكللت لاحقا بإنطلاق ثورات شعبية عارمة للأطاحة بما تبقى من هذه الأنظمة وإزالتها من الوجود نهائيا من غير رجعة وكان للقوى الدولية اليد الطولَ في الأمر وكان ذلك جلياً في وسائل إعلام تلك القوى للمتابع والمراقب السياسي الذكي .. بدأت هذه الثورات بثورة تونس فمصر واليمن والبحرين وليبيا وقد لا تنتهي بثورة سوريا التي هزت أركان النظام البعثي المخضرم بقمعه وديكتاتوريته المقيتة ، وقد يشمل التغيير الأنظمة الملكية في كل من الأردن والمغرب والسعودية ومشايخ الخليج العربي حيث يلوح في الأفق ما يشير الى ذلك ، حيث أدت هذه الثورات التي باتت تعرف بثورات الربيع العربي الى الأطاحة بالأنظمة الديكتاتورية العسكرية الشمولية وحل محلها أنظمة الفوضى الخلاقة كما سموها صانعيها وإنعدام الأمن والأستقرار وإنتشار الجريمة في تلك البلدان وتدني مستوى المعيشة والخدمات المختلفة وإنتشار الفقر والبطالة بين شبابه وتفشي الفساد المالي والأداري في أجهزة الدولة ونهب المال العام من قبل القائمين على أجهزة الدولة ،  والعراق خير مثال صارخ على ذلك . ومن خلال الأنتخابات التي شابها التزوير والتي خطط لها مسبقا من قبل القوى الدولية المحركة لهذه الثورات قفزت قوى الأسلام السياسي التي تدعي الأعتدال جزافا الى السلطة بإرادة القوى الدولية المخططة لذلك وفي ظل شبه الغياب الكامل لقوى التيار الديمقراطي عن الساحة . بالنظر لكون قوى الأسلام السياسي أكثر القوى تهيئاً وتنظيماً لأستلام السلطة كما حصل في العراق وتونس ومصر وليبيا ، ولأنها بأغلبها لم يطالها قمع الأنظمة الديكتاتورية السابقة بالمستوى ذاته الذي طال غيرها من قوى التيار اليساري والديمقراطي الليبرالي ، ومن المتوقع أن يكون الأمر كذلك في كل من اليمن وسوريا كما تدل كل المؤشرات الموجودة على الأرض .. بالتأكيد إن قلة خبرة قوى الأسلام السياسي المشبعة بالثقافة الثيوقراطية في إدارة شؤون الدولة الحديثة وفي ظل ظروف المرحلة الأنتقالية من النظام الديكتاتوري الشمولي الى النظام الديمقراطي والتي تشهد فيها هذه البلدان والمجتمعات تحولات كمية ونوعية هائلة وسريعة غير مسيطر عليها في بناها التحتية والفوقية  ، وتزمتها وبنوع من التطرف والتشدد بخطها الأيديولوجي الذي لا يقبل التعاون والتحاور والتعايش مع الآخر سوف تجعلها تخفق وتفشل في تحقيق أية إنجازات ومكاسب نوعية ملموسة لصالح شعوبها وهذا الفشل والأخفاق سوف يجعل الجماهير التي صوتت لها في الأنتخابات لأسباب دينية أو مذهبية أو عشائرية أو مناطقية تتخلى عنها وتبحث عن البديل الذي يكون قادرا على تلبية متطلبات حياتها ، وهذا الأمر ظهر جليا واضحا في كل من تجربة إيران وأفغانستان وآخيرا العراق .. وفي خضم قيادة قوى الأسلام السياسي الفاشلة لبناء دولة المواطنة والقانون والمؤسسات الدستورية سوف يتم التأسيس لظهور وإنبعاث تيار القوى السياسية الديمقراطية الليبرالية وتعمل على توعية الجماهير الرافضة لأي شكل من أشكال الدولة الدينية التي أثبتت عمليا عجزها وفشلها في تحقيق ما تطمح إليه من مرتكزات الحياة الكريمة وتعبئتها بإتجاه بناء الدولة المدنية دولة الخدمات التي تحقق العدالة والمساواة لجميع مكونات الشعب على أساس الأنتماء الوطني وليس على أي أساس آخر ، ومثل هذه القوى سوف تلتقي في رؤآها مع القوى الدولية التي تقود الحرب العالمية على الأرهاب وفق معادلات توازن القوى حول العلاقات الدولية المتوازنة بين الدول لضمان مصالح الجميع ، أي بمعنى آخر هناك منطقة رمادية بين الأبيض والأسود في لعبة السياسة الدولية لهذه القوى التي تجري عليها لعبة المصالح الوطنية المتوازنة على العكس من قوي الأسلام السياسي التي لا تعترف بوجود مثل هذه المنطقة في علاقاتها الدولية مع الآخرين ، وعليه فإن المرحلة التي تمر بها دول المنطقة بعد ثورات الربيع العربي هي مرحلة إنتقالية تاريخية وحتمية وقد تأخذ بعض الوقت وذلك يعتمد على مدى نمو ونضج الوعي الثقافي والسياسي للجماهير الشعبية للأنتقال الى المرحلة الديمقراطية الليبرالية . إن هذه المرحلة مهمة للغاية من وجهة نظر القوى الدولية التي تخطط لرسم خارطة سياسية جديدة للعالم بشكل عام وللمنطقة بإسم مشروع الشرق الأوسط الكبير بشكل خاص ، ولكن قبل وضع هذا المشروع موضع التنفيذ كانت هناك بعض المعوقات تعيق تحقيقه والتي ترتبط إرتباطاً عضوياً بوجدان وثقافة وتربية وتقاليد وتراث شعوب هذه المنطقة يجب تجاوزها ، ويأتي في مقدمة هذه المعوقات وجود أحزاب وتنظيمات دينية عديدة ومختلفة الرؤى والتوجهات الفكرية والسياسية تتبنى منهج الأسلام السياسي كغطاء لنشاطاتها المختلفة ، وبالمقابل هناك ولاء جماهيري وشعبي قوي وكبير للأسلام كدين في هذه البلدان يقابله رفض غاضب وجامح لأي وجود أجنبي غريب عن بيئتهم الأجتماعية مهما كانت طبيعته يتحكم بإرادة بلدانهم وينتقص من سيادتها الوطنية ، عليه في ظل هذه الظروف المعقدة والمترابطة جدليا ببعضها البعض تكون إستجابة الجماهير الشعبية لطروحات أحزاب الأسلام السياسي أمر طبيعي جدا ومستجاب بعد خروجها وتخلصها للتو من تحت ظلم وطغيان وديكتاتورية الأحزاب الشمولية التي كانت تحكمهم وتضطهدهم بأسم القومية والوطنية زورا وبهتانا .. لذلك ولأجل إختبار هذه الأحزاب المشبعة بثقافة التمييز الديني والطائفي والمذهبي على أرض الواقع تكون عملية الوصول بهم الى سدة الحكم في هذه المرحلة وتسليمها إدارة البلاد لتحكم وتدير الدولة وفق فلسفتها الدينية التي إستنبطتها وتؤمن بها كمنهج لعملها والتي من المؤكد سوف لا تصلح لأدارة دولة حديثة متعددة المكونات القومية والدينية والمذهبية والسياسية هي عملية لا بد منها ، ويكون بالنتيجة حصاد هذه الأحزاب الفشل والأخفاق في تلبية مطاليب شعوبها على أرض الواقع ، وعندها تكون قد تم دق الأسفين بين هذه الأحزاب والجماهير الشعبية التي أعطتها ولائها في الأنتخابات والتي تبحث اليوم عن البديل الذي يحقق لها الحياة الحرة الكريمة ، وعندها يكون الطريق ممهد ومفتوح أمام القوى الديمقراطية الليبرالية الوطنية للوصول الى سُدة الحكم في هذه البلدان من خلال صناديق الأقتراع بإنتخابات ديمقراطية ، وهذه العملية حتمية يفرضها تطور التاريخ الأجتماعي للشعوب والأمم وما يجري اليوم وما هو عليه واقع الحال في التجربة العراقية الجارية منذ ما يقارب التسع سنوات خير مثال جلى على ما تم عرضه في هذه المقالة .. وأخيرا فليسمع من لا يريد أن يسمع وأن يرى من لا يريد أن يرى الحقيقة على أرض الواقع .. إن النصر أخيراً معقود للشعوب مهما طال الزمن ومهما غلت التضحيات ، إن من زرعَ حصدَ ومن صبرَ ظفرَ ..



                المهندس : خوشابا سولاقا - بغداد في 18 / 2 / 2012       

2275
الأعلام المستقل وحرية الرأي والعملية الديمقراطية
                                                                                                            المهندس : خوشابا سولاقا
إن وجود الأعلام المستقل الحر بكل وسائله المتنوعة المرئية والمسموعة والمقروءة ، ووجود حرية الرأي والرأي الآخر والتنافس الحر بينها ، ووجود خيار إعتماد النهج والأسلوب الديمقراطي في تنافس وصراع الأراء والأفكار وإستعمال وإستغلال وسائل الأعلام المختلفة في الحياة السياسية إن كان ذلك على مستوى إدارة التنظيمات السياسية الحزبية أو على مستوى إدارة أنظمة الحكم للدولة تشكل الأركان الأساسية والدعامات القوية التي ترتكز وتقوم عليها هذه الأدارات ، وبغيابها سوف لا يكون هناك وجود قاعدة جماهيرية فعالة لهذه الأدارات ومتفاعلة معها إن كان تنظيم سياسي أو نظام حكم للدولة. إن وجود إعلام حر مستقل عن تجاذبات التنظيمات السياسية وأجهزة الدولة السلطوية في قول ما يشاء بأي شأن من الشؤون في هذه الأدارات أمر طبيعي للغاية وشرعي لا جدال ولا خلاف عليه ، وكذلك فأن وجود الرأي والرأي الآخر المنافس أو المعارض وحتى المخالف هو الآخر أمر طبيعي وشرعي في بيان الأيجابيات والسلبيات وتشخيص الأنحرافات والتجاوزات في سلوك هذه الأدارات وقياداتها كأشخاص بغرض تقييم أدائها وتقويمها ، وهو في ذات الوقت حق من حقوق الأنسان في الحياة ، لأن وجود مثل هذه الظاهرة دليل صحة وعافية لتطور الفكر الديمقراطي في صفوفها وبالتالي هي ظاهرة صحية لتطور الديمقراطية في المجتمع بالأتجاه المراد لها من قبل هذه الأدارات لأنه في الحقيقة من المفروض أن يكون هدف أي تنظيم سياسي أو مؤسسة الدولة هو تغيير واقع المجتمع القائم نحو الأفضل ، وفي ذات الوقت فأن وجود الأعلام بالشكل الذي تم وصفه الى جانب وجود التحاور والتداول والتنافس والتعارض الحر في ممارسة حرية الرأي والرأي الآخر يعتبرالوسيلة ، وتحقيق العملية الديمقراطية منهجا وأسلوبا في أية إدارة سياسية يعتبر الغاية المبتغاة ، عندها سوف نجد أن هذا الثلاثي المترابط في حالة تفاعل وتكامل جدلي ، وغياب أي عنصر من هذه العناصر الثلاث سوف لا يعني غير غياب مقومات الديمقراطية فكراً ومنهجاً وغياباً للنظام الديمقراطي في هذه الأدارة مهما كانت طبيعتها .. ولكن مشكلة التنظيمات السياسية ( الأحزاب ) وأنظمة الحكم الديكتاتورية والشمولية لا تكمن في وجود أو عدم وجود الأعلام المستقل الحر بكل تنوعات وسائله  وحرية الرأي والرأي الآخر بل إن مشكلتها وعلتها تكمن في الآليات التي تعتمد في إستخدام وإستغلال الأعلام بالشكل الذي يخدم أجندتها السياسية والسلطوية ، وآليات التحاور والتداول والتنافس بين الرأي والرأي الآخر وقبول التعايش معه في مجمل عملية الأدارة السياسية لبناء النظام الديمقراطي داخل التنظيم السياسي أو داخل نظام الحكم الذي يدير الدولة والمجتمع معاً .. وعند إستعراض ومعاينة طبيعة الآليات المعتمدة في إدارة الأحزاب السياسية المختلفة في أيديولوجياتها وأفكارها وفي أنظمة الحكم الحاكمة والتي كانت تحكم بلداننا العربية تحديداً نجدها أنها آليات ذات طبيعة وتوجه تؤدي الى خلق أنظمة ديكتاتورية شمولية تقمع الأعلام المستقل الحر وتسعى الى تسييسه وإعادة إنتاجه إعلاماً خاضعاً لأرادتها الديكتاتورية الشمولية وبالتالي يتحول الى إعلام حزبي أو إعلام نظام الحكم وينتهي بالنتيجة الى إعلام الفرد القائد لتلك الأدارة السياسية الحزبية أو القائد لنظام الحكم للدولة ، وبذلك يتحول الأعلام الى أداة فعالة مدمرة لهدم الديمقراطية وتخريبها وإفسادها وتفريغها من محتواها الأنساني كأفضل نظام للأدارة الأنسانية للتنظيم السياسي أو للدولة والمجتمع بدلا من أن يكون وسيلة لتشخيص الخلل والأنحراف والتجاوز ومن ثم تقويمها لأعادة بناء ذاتها وفق الأسس السليمة التي تعزز من دورها وقبولها في المجتمع كمؤسسات للبناء وليس العكس ، وعندما يكون الأعلام على هذا النحو يتحول أيضا إضافة الى ما ذكر الى أداة لكَمّ الأفواه وقمع الأراء الحرة ومصادرة الحقوق والأرادة للجماهير وإخماد الأصوات المتطلعة الى الحياة الحرة الكريمة عدا تلك التي تكون مداحة ومتملقة للنظام أو لشخص القائد الديكتاتوري الشمولي وهذا يعني بالنتيجة إنعدام وغياب حرية الرأي والرأي الآخر من الساحة السياسية وغياب الديمقراطية وسيادة الديكتاتورية وطغيانها على حياة تلك الأدارات وبالتالي إنسحابها على الحياة الأجتماعية في مجتمعات البلدان ذات الأنظمة الديكتاتورية الشمولية كما كانت حالة العراق في زمن النظام السابق حيث كان قرار العراق مرهون بأرادة الديكتاتور كما كانت وسائل إعلام النظام تعبر عنه وتروج له بقولها ( إذا قال صدام قال العراق ) .. وتشير الدلائل حاليا الى سير العملية السياسية وعملية محاولة بناء الديمقراطية في العراق الجديد على هذا المسار أو نحوه وهذا ما يقض مضاجع جميع العراقين ويثير خوفهم وقلقهم وهواجسهم من عودة الديكتاتورية من الشباك التي خرجت من الباب إن لم تتمكن الأرادات السياسية الوطنية العراقية الحرة والمخلصة اليوم ومن خلال المؤتمر الوطني المرتقب من تقييم الأمور المستجدة بدقة بعد الأنسحاب الأميركي من العراق والتوترات السياسية المفتعلة والمدعومة من الخارج والتي طافت على السطح وإستفحلت بقوة وأصبحت خطراً داهماً تهدد العملية السياسية برمتها بالأنهيار من تصحيح مسارات العملية السياسية والديمقراطية قبل أن تتفاقم الأوضاع وتصل الى نقطة اللاعودة وترجع بالأمور الى نقطة الصفر .. ولتحقيق هذا المطلب الجماهيري يتطلب أولا تقييم وتقويم الأمور داخل الأحزاب والكتل السياسية التي هي رأس البلاء لكل ما يحصل للعراق وتطهير نفسها من أمراض وأدران المحاصصة الطائفية المقيتة والأحقاد والضغائن الحزبية والشخصية وإعادة تعبئة نفسها بحب الوطن والروح الوطنية الصادقة والولاء للوطن قبل أية ولاءات أخرى قبل ذهابها ودخولها الى قاعة المؤتمر الوطني المزمع إنعقاده ، وهذا يعني أيضاً إستبعاد أو إسكات الصقور أو بالأحرى الغربان السوداء التي تنعق ليلا ونهارا عبر وسائل الأعلام المختلفة وتنفخ في نار الأحقاد والضغائن والطائفيات من خلال تصريحاتهم النارية بغرض تصعيد التوترات والخلافات الملتهبة أصلاً بين القوى السياسية والكتل البرلمانية من هذا الطرف أو ذاك ومنعها من إطلاق مثل هذه التصريحات المستفزة للمشاعر وذلك لتصفية وتنقية الأجواء من الغيوم السوداء الملبدة بالأمطار النارية التي سوف تحرق البلد بأخضره ويابسه إن سمح لها بالسقوط ، وفسح المجال بالمقابل أمام الأصوات الخيرّة والحرة والمحبة للعراق وشعبه لأن تستقطب وتتمحور حول محور مصلحة العراق وشعبه في بناء وترسيخ وحدته الوطنية والتوصل الى الصيغ والآليات الناجعة والمقبولة من قبل الجميع لتشكيل حكومة وحدة وشراكة وطنية عراقية صميمية حقيقية قوية تتمكن من التصدي لكل التحديات التي تواجه العراق من الداخل والخارج والتصدي لكل مشاكله في مجال إعادة بناء البنى التحتية لأقتصادة وتأمين الخدمات المختلفة لأبناءه والقضاء على الفساد المالي والأداري المستشري في أجهزة الدولة الرسمية وسرقة المال العام والقضاء على البطالة المتفشية بين شباب العراق بتأمين فرص العمل لهم وبالتالي إنتشال البلد من بين براثن التخلف الأجتماعي والأمية ونقص الخدمات ومن كل ما يعانيه من المشاكل والتحديات المختلفة ، وأخيرا ليس في يدنا شئ نفعله أكثر من أن ندعو لمن يشارك في المؤتمر الوطني بالنجاح والتوفيق ولمن لم يشارك لأسبابه أن يفكر بمصلحة العراق وشعبه دون سواهما وأن يعيد النظر بموقفه وللغربان السوداء أن تكف عن النعيق عبر وسائل الأعلام إحتراما لمشاعر العراقيين الذين سأموا سماع نعيقهم المقرف والأنزواء في مضاجعهم لنيل قسطا من الراحة مع عائلاتهم الموقرة والتي تفتقدهم دوما ويكون ذلك أفضل لهم وللعراقيين عسى أن يلبى الدعاء وأن تنفع النصيحة ..                     

2276
متى تتوقف الأقلام الغير واعية عن النفخ في النار .. ؟

                                                                                                        المهندس : خوشابا سولاقا
على خلفية ما حصل من الخلاف بين بعض ممن يدعي تمثيل طوائف شعبنا الكلداني السرياني الآشوري حول من يتولى منصب رئاسة ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى قبل أسابيع معدودة إنطلقت بعض الأصوات الناشزة مع الأسف الشديد من بين بعض أبناء شعبنا من هنا وهناك تملأ الدنيا صخبا وضجيجا وإرتفعت الى عنان السماء عالية وتطلق الدعوات للأنتقام والثأر وتدق ما أشبه بطبول الحرب الطائفية الوشيكة الوقوع الغير معلنة رسميا وتدعو الجماهير من أبنا ء هذه الطائفة أو تلك للنضال من أجل إعادة حقوقها المغتصبة من قبل غيرها من الطوائف ، وكل ذلك في الحقيقة والواقع هو مجرد هراء وكلام غير واعي لا يفهم صاحبه أو قائله أو كاتبه أو المبشر به معناه ومضمونه ومغزاه لأن ذلك ليس له في الحقيقة أي وجود على أرض الواقع ، أي بمعنى آخر ( هراء وكلام فارغ وثرثرة خرقاء ) .. وكذلك هناك أصوات أخرى إدعت وتدعي بوجود تهديد ومؤآمرات تحاك من قبل هذا وذاك هنا وهناك ومنذ زمن بعيد تستهدف القضاء على الطائفة الفلانية ، وأصوات أخرى تستنجد بالغيارى من أبناء الطائفة وتشحذ فيهم الهمة للنهوض للدفاع عن وجود الطائفة وتناديهم بأسم الطائفة وتقول الى متى يبقى أبناء الطائفة الفلانية ساكتة على ما يحصل لها من المظالم وإغتصاب لحقوقها التاريخية القومية في الوجود على يد الطائفة الأخرى ، هذا ما يُلَمح ويوحي به هذا الخطاب الغوغائي لمحدودي الوعي الثقافي والسياسي من البسطاء من أبناء شعبنا ، متناسين إن مجد آشور وبابل ونينوى وأور ونمرود وأكد والوركاء مجتمعة وليس مجتزئة هو ما يتباهى به كل العراقيين اليوم أمام شعوب الأرض قاطبة ، وبتراث هذا البلد الثر بعطائه للبشرية وفضله على التراث والحضارة الأنسانية يرفع العراق رأسه شامخا بين الأمم .. أخاطبكم وأسألكم أيها الأخوة الأحبة لماذا بهذه اللغة الطائفية التي إصطنعها لنا الغرباء عن البيت الكلداني السرياني الآشوري والتي مزقت أوصال أمتنا وكنيستنا المشرقية نخاطب بها بعضنا البعض اليوم .. ؟ ما الذي بقي لنا في أرض ما بين النهرين لأن نعلن الحرب الكلامية الطائفية الشعواء على بعضنا البعض .. ؟ من أجل ماذا.. ؟  من أجل منصب تافه لا يشكل رقما ما فوق الصفر في أجندة حقوقنا القومية والوطنية في أرض الأباء والأجداد ونحن شعبه الأصيل .. ؟ !! لماذا كل هذه الجعجعة الحمقاء من خلال ما تكتبه بعض الأقلام الغير واعية لما تكتبه وتنشره على المواقع الألكترونية المختلفة في حرب الثرثرة ونشر سموم الأحقاد والضغائن والعداوات وأسباب الفرقة والتمزق والتشرذم والتشتت بين أبناء شعبنا بعد أن كان قد دفنها في مزبلة التاريخ منذ زمن بعيد .. ما الذي سيكسبه شعبنا من وراء نشر مثل هذه الكتابات الغير واعية لأثارها السلبية على مستقبل وحدتنا القومية التي ننشدها ونعمل من أجل تحقيقها تحت أي مسمى كان .. ؟ لماذا لا تُستغل هذه الجهود الكتابية وهذه المواقع الألكترونية العديدة في نشر وإيصال الأفكار والمقترحات التي تساهم في تقوية وتعزيز آواصر الأخوة القومية إن كانت تسميتها كلدانية أو سريانية أو آشورية ، أي كان منها الأسم القومي الموحد الذي ستتفق عليه أجيالنا القادمة مستقبلا  سنفتخر ونعتز به حتما ، وتساهم في تعزيز وتقوية المحبة المسيحية التي دعانا إليها السيد المسيح له المجد حين قال ( إذا احب إثنان منكم بعضهما سأكون الثالث بينهما ) هذا إن كنا حقا مسيحيين ونحب المسيح ، اليس كذلك أيها الأخوة .. ؟  من خلال إطلاعي على ما تسنى لي الأطلاع عليه من الكتابات في المواقع العديدة إستوقفني ما ورد في البعض منها من الغرابة فيما وصل اليه مستوى الحقد الذي لا يوجد ما يبرره لأن الأستاذين الكريمين رعد الشماع ورعد كججي ليس هما كل الكلدان ولا النائب يونادم كنا هو كل الآشوريين وليس كذلك قداسة الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي كل المسيحيين مع الأحترام الكبير لقداسته لأن يذهب البعض الى ذكر ما لا يستوجب ذكره في كتاباتهم بغرض النكاية والأساءة للآخر لكونه لا علاقة له بالموضوع أصلا ، حيث ورد في إحدى هذه الكتابات لا أريد ذكر أسم كاتبها محبة به وإحتراما له وعملا بحرية الرأي والرأي الآخر ولكن تصويب الأمور ووضعها في سياقاتها الصحيحة يعتبر من حق وواجب الآخرين أيضا . أورَد هذا الكاتب الكريم في مقالته ما معناه التمجيد للمعاملة الحسنة للملك البابلي ( الكلداني ) نبوخذ نصر لسبايا اليهود وكيف عاملهم بالحسنى والتكريم وأسكنهم في أكثرأراضي بابل  خصوبة ليتزوجوا ويولدوا ويتكاثروا ومنحوا الحرية في ممارسة طقوسهم الدينية والى آخره من هذا الكلام كل ذلك حسب إرميا من العهد القديم ( التوراة ) ومقارنة ذلك بمعاملة أهل نينوى ( الآشوريين ) السيئة مع سبايا اليهود الذين جاء بهم الملك سنحاريب ( الآشوري ) وإسكانهم في قرى نائية في الجبال كل ذلك أيضا حسب التوراة .. أريد هنا أن أسأل الكاتب الكريم بغض النظر عن مدى صحة المعلومة من عدمها حسب التوراة لأن الأمر لا يعنيني ولا يعني أبناء شعبنا بتاتا ، ما علاقة هذا الموضوع بمنصب رئاسة ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى والذي ليس لليهود فيه ممثلا منافسا لتولي هذا المنصب .. ؟ أسألك عزيزي الكاتب بالله عليك من تخاطب ومن تنبه الى هذه المظالم وتلك الأنسانية المفقودة منذ ما يقارب الثلاثة آلاف سنة يا أستاذنا الكاتب الكريم .. ؟ إن المعني بها لديه من القوة الآن ماتكفيه للدفاع عن نفسه لمواجهة العالم كله وهو على إطلاع تام على ما ذكرته أنت وليس بحاجة الى من يذكره وينوره بها لأنه هو الذي صنعها وزيف التاريخ وحرفه حسب أهوائه لصالح بني قومه وجعلنا نحن أبناء هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره اليوم والذين كنا في يوم ما أسياده عبيد نستقتل مع بعضنا لحماية ما حرفه من التاريخ ونشره فيما يسمى بالتوراة التي فيها الكثير من النصوص المحرفة والملفقة تستحقر من خلالها الشعوب والأمم الأخرى وعلى رأسها شعبنا بكل طوائفه الحالية وشعوب المنطقة الأخرى وتمجد أبناء قومها بنو إسرائيل اليهود وتسميهم ( بشعب الله المختار ) .. !! وهل نسيت يا أستاذنا الكريم عندما كانت جيوش الملك الآشوري سنحاريب تحاصر مدينة أورشليم طلب قائد الجيش الآشوري من ملك اليهود حزقيا قائلاً له عندما تتكلم مع سيدك عليك أن تتكلم بلغته فقبل حزقيا ذلك صاغرا .. على كل حال أنا لست هنا بصدد ما في بطون التاريخ من حقائق وتحريف وخرافات مصطنعة من هذا الطرف وذاك وإنما أنا بصدد الكف من تحميل هذا الموضوع أكثر مما يستحقه ويتحمله لأن هذا الموضوع بالتالي ليس بأكثر من خلاف على المصالح الشخصية للمعنيين به من الأشخاص والذين صنعوه حسب مقاساتهم ويحاولون تلبيسه على الآخرين ممن لا يعنيهم أمر من يكون رئيس الديوان  ، وهو ليس خلاف وتنافس بين طرفين لتحقيف الأفضل لصالح أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري لكي نعطي لأنفسنا الحق لأن نأخذ هذا الدور في هذه المسرحية الهزيلة لنتشرف ونتباهى به أمام أجيالنا في المستقبل ، لقد سبق لي وإن قدمت مقترحا بسيطا لحل هذا الخلاف المصطنع في مقالتي السابقة المعنونة  ب( لا تدعوا العواصف السوداء تغتال الأزهار اليانعة ) والذي كان يتضمن ترشيح شخصية ثالثة أو اكثر وأختيار الأفضل من قبل مجلس رؤساء الطوائف المعنية إذا كانت نوايا وغايات الأطراف المتخالفة حسنة وصادقة لحل الخلاف لصالح كنائسنا وشعبنا ، وأما إذا كانت هناك غاية في نفس يعقوب فالنقرأ على الجميع السلام وأتمنى أن لا يكون الأمر كذلك .. أقول لهؤلاء الأخوة من أصحاب الأقلام الغير واعية ( يؤسفني هذا الوصف ) لما تكتبه أن تدخر جهودها التي تذهب هباءً في النفخ في النار المشتعلة لتحرق الأخضر واليابس والتي بالتأكيد سوف تحرق الجميع إن إستمر النفخ فيها أن تستثمرها في دعوة أبناء شعبنا الى الألتفاف والتوحد حول كل ما يقوي ويرسخ وجودنا القومي في أرض أبائنا وأجدادنا التاريخية ( العراق ) ويحقق وحدتنا القومية تحت أي مسمى موحد يتم الأتفاق عليه مستقبلا من تسمياتنا المتداولة حاليا ، وأقول لهم بصدق وإخلاص وأمانة لنحاول جميعا سويةَ أن نتخلص من عُقد الماضي العفنه المبنية على التعصب المذهبي المريض والتي تتحكم بطريقة تفكيرنا وسلوكنا في التعامل مع كل ما يحصل ويستجد في حاضرنا ونرمي بالماضي خلفنا لأنه أصبح بالتأكيد قديم وبالي لا يتلائم ومتطلبات حياتنا التي نعيشها اليوم ، لأننا أبناء اليوم وليس أبناء الأمس كما يريدنا البعض  ، وأن ننظر الى المستقبل القادم بتفاؤل دون يأس وبعيون مفتوحة وأن نقتدي بالآخرين من شعوب الأرض التي تبغي من وراء نضالاتها وتضحياتها الوحدة والتماسك والأنسجام وليس الفرقة والتفكك والخصام كما هو حالنا .. الى متى نبقى نعيش أسرى لعُقد ماضينا التي إصطنعوها الغرباء لنا رغما عن أنوفنا .. ؟ أقول لقد آن الآوان يا أحبتي من كل طوائف أمتي لأن نقول كلمتنا الحقة القوية الصادقة دون خوف وتردد وبصوت عال مسموع لكائن من يكون نحن لنا ما لكم وعلينا ما عليكم في هذا البلد ونقرر مصيرنا القومي في أرض الأباء والأجداد في العيش الآمن مع الآخرين من أبناء الوطن متساوين معهم في الحقوق والواجبات ونشاركهم في السراء والضراء وهذا لا يتحقق إلا في ظل وحدتنا الراسخة القوية .. وفي الختام أطلب المعذرة من كل من لامست كلماتي في هذه المقالة مشاعره وقناعاته الشخصية أو المذهبية فيما ذهب إليه في كتاباته التي عنيتها في هذه المقالة مما نشر على المواقع الألكترونية المختلفة ، ولكن أيها الأخوة تأكدوا إن كل ما قلته نابع من محبتي لشعبنا وأمتنا وقوميتنا التي لا أفرق بين تسمياتها الثلاث وأعتبرها ثلاث تسميات لمسمى قومي واحد طالما نتكلم بلغة واحدة ونستعمل نفس الأبجدية ، ومن محبتي وحرصي على مذاهبنا لأن تبقى متآخية ومتحابة ووسيلة للوحده وليس العكس وكنيستنا المشرقية العظيمة الواحدة لأن تبقى أبواب كنائسها مفتوحة لأبناء جميع طوائفها دون تمييز وأخيرا محبتي الخالصة لشخوصكم الكريمة ودمتم عناصر الخير والأمل لبناء سور الأمة الحصين الذي هدّمَته معاول الغرباء في لحظة ضعفنا ، وأن تكونوا مشاعل النور والحرية لأنعتاق وإنبعاث أمتنا امة أعظم وأولى الحضارات الأنسانية في العالم ، وأخيراًَ دعوتي إليكم بالتوقف عن كتابة ما يكون بمثابة صب الزيت على النار ليزيدها سعيراً ولهيبا عطفُا ومحبة بمستقبل أجيالنا القادمة..                

2277
لا تدعوا العواصف السوداء تغتال الأزهار اليانعة

                                                                                                                      المهندس : خوشابا سولاقا
على خلفية ما يحصل اليوم من سجال بين بعض أطراف مكونات شعبنا حول رئاسة ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى نود أن نوضح بعض الحقائق التي لها علاقة بتاريخنا كقومية وككنيسة للعابثين بمصيرهما في سبيل المجد الشخصي والشهرة لعل ذلك يهديهم الى السلوك القويم لخدمة هذه الأمة التي ظلمها أبنائها قبل أن يظلمها الغير وقبل أن يظلمها الزمن والتاريخ . من المعروف للجميع من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري أن هذه التسميات الثلاث المتداولة الآن ومنذ مدة ليست بالقصيرة في كنائسنا هي تسميات لمسمى واحد قوميا وليست لثلاث قوميات مختلفة كما قد يتصور البعض أو كما قد يحلو للبعض الآخر ممن يتصيد في الماء العكر في الظلام ولكن بحكم الأختلافات والأجتهادات اللاهوتية التي حصلت في الكنيسة في القرون الأولى من تاريخها إتخذت الكنائس من هذه التسميات في بلادنا تحديدا رموزا لتمييز بعضها عن البعض الآخر والمطلع على تاريخ كنيسة المشرق يعرف ذلك جيدا وعلى غير المطلع الأطلاع . وخير دليل على وحدة هذه التسميات قوميا هو جذرها الواحد الموحد وهي اللغة بأبجديتها التي يتكلم  بها جميع أبناء هذه التسميات الثلاث سابقا وحاليا عدا من تعمد الأستعراب لأسبابه وظروفه الخاصة إضافة الى وحدة العادات والتقاليد والطقوس التي تمارسها في حياتها الأعتيادية اليومية عندها سوف يكتشف أن ابناء هذه التسميات الثلاث هم أبناء قومية واحدة وأمة واحدة ، وهذه هي الحقيقة الأولى التي يتفق عليها الجميع دون جدال وسجال .. قديما في عهد الأمبراطورية الرومانية بشقيها الشرقية البيزنطية والغربية الرومانية كانت تعقد مجامع مسكونية بشكل دوري برعاية البابا والأمبراطور الروماني ويحضرها ممثلي الكنائس جميعا في مشارق الأرض ومغاربها دون إستثناء للتداول والبحث في كل شؤون الكنيسة وتصدر منها قرارات ملزمة التنفيذ للجميع ومن أهم هذه المجامع المجمع المسكوني في مدينة نيقية عام (325) م حيث تقرر فيه إعتماد الصيغة الأيمانية الموحدة وهي ( نؤمن بالله الواحد ) فأعتمدت في جميع الكنائس منذ ذلك اليوم الى يومنا هذا ، إن حضور ممثلي جميع الكنائس الى مثل هذه المجامع والمشاركة فيها إن دل على شئ فهو يدل على وحدة الكنيسة المسيحية في مشارق الأرض ومغاربها وهذه هي الحقيقة الثانية التي يجمع عليها الجميع ولا خلاف عليها أيضا .. وقبل إنعقاد المجمع المسكوني في مدينة أفسس في عام ( 431 ) م كان هناك نقاش وجدال لاهوتي بين نسطوريوس بطريرك القسطنطينية وكيرلس بطريرك الأسكندرية حول تسمية مريم العذراء ( بأم الله ) كما كان يريد تسميتها كيرلس أو تسميتها ( أم المسيح ) كما كان يريد نسطوريوس وعندما إحتدم هذا النقاش وتطور وبات يشكل خطرا يهدد وحدة الكنيسة في حينها إتخذ مجلس الكرادلة قرارا حازما طالبهم بايقاف هذا الجدال ومن لم يلتزم به ستتخذ بحقه الأجراءات القانونية وفق الطقوس المعتمدة في الكنيسة ، ولسوء حظ نسطوريوس لم يلتزم بمضمون القرار فصدر بحقه قرار التجميد وإلتزم به كيرلس وبقى صاحب النفوذ المؤثر في مجلس الكرادلة فأستغل ذلك بذكاء ودهاء أثناء إنعقاد المجمع المسكوني في أفسس بغياب نسطوريوس لكونه مجمد لا يحق له المشاركة في أعمال المجمع فصدر قرار التحريم بحقه وطرده ونفيه من القسطنطينية ، ولسوء حظ ممثلي كنيسة المشرق لم يتمكنوا من الحضور الى المجمع المسكوني في أفسس بسبب توتر العلاقات بين الأمبراطوريتين الرومانية والفارسية وعندما وصلت أخبار قرارات المجمع المسكوني الى كنيسة المشرق بخصوص لاهوت نسطوريوس أيدوا طروحات نسطوريوس ، ومنذ ذلك المجمع بدأت بوادر الأنشقاق والتشرذم والتمزق تدب في كنيسة السيد المسيح له المجد فظهرت على أثر ذلك لاحقا المذاهب المختلفة وإنطلقت التسميات المختلفة ومنها تسميات التحقير تطلق من كل طرف على الطرف الآخر بغرض الأساءة والطعن من قبيل تسمية كنيسة المشرق بالكنيسة النسطورية تحقيرا لها من قبل أتباع كنيسة روما وتسمية كنيسة روما بالكنيسة البابوية تحقيرا لها من قبل أتباع كنيسة المشرق وتسمية كنيسة السريان الأرثوذوكس بكنيسة اليعاقبة تحقيرا لها من قبل الآخرين وهكذا دواليك إضافة الى ما إنتشر من طقوس الأساءة بين رعايا هذه الكنائس وما زال قسم منها تمارس الى اليوم .. وهكذا تعمقت الخلافات والصراعات المذهبية داخل كنيسة السيد المسيح له المجد وتصدعت الوحدة القومية بالمقابل وتوالت لاحقا قدوم الكثير من الأرساليات التبشيرية للكنائس المختلفة من أوربا الغربية وروسيا وأميركا الى بلدان المشرق بهدف التبشير المذهبي وليس بالتبشير المسيحي ، وأثمرت جهود تلك الأرساليات في عهد البابا أوجين الثالث على ما أعتقد في عام (1552) م الى تأسيس الكنيسة الكاثوليكية التي ترتبط بكنيسة روما بأسم كنيسة بابل على الكلدان لتمييزها عن كنيسة المشرق الأم ( النسطورية ) حسب تسمية كنيسة روما لها ، وهذه هي الحقيقة الثالثة التي من المفروض أن يعرفها الجميع أيضا .. إن الواقع الذي نحن عليه اليوم بوجود ثلاث كنائس وثلاث طوائف بلغة وأبجدية واحدة هو ليس وليد الصدفة وإنما هو حصيلة تطور تاريخي لما يقارب الستمائة سنة من الخلافات والصراعات المذهبية التي من خلالها كل طائفة بنت لنفسها ثقافة وتقاليد وطقوس إجتماعية وكنسية خاصة بها لا يمكن لها التخلي عنها بين ليلة وضحاها وبمجرد قرار فوقي يصدر من هذا المنبر السياسي أو ذاك أو من هذا المرجع الديني أو ذاك من أجل الوحدة القومية أو وحدة الكنيسة  ، وإنما ذلك يحتاج الى فترة زمنية ليأخذ التطور الثقافي والأجتماعي لأبناء شعبنا بأتجاه بناء الوحدة القومية مداه لبناء ثقافة وتقاليد وطقوس جديدة تصب بأتجاه تحقيق الوحدة القومية الحقيقية النابعة من إرادة الجماهير وقرارها وليس بقرار فوقي وبارادة فردية من رجال الكنيسة أو من رجال السياسة ، وتلك هي مهمة الأجيال القادمة .. أما مهمتنا نحن أبناء هذا الجيل بعد أن وعينا ما عانته وتعاني منه أمتنا من بؤس وشقاء وتمزق وتشرذم وإحتراب وضياع وتشتت هي بناء ثقافة السلام والمحبة والألفة والتقارب ونسيان السئ في ماضينا المأساوي وتجاوزه والألتفاف حول كل ما يقربنا من بعضنا البعض ويجمعنا في كيان واحد بشجاعة لخلق أرضية صلبة للتمهيد لأنطلاقة أبنائنا نحو تحقيق الوحدة القومية الحقيقية وتسميتها الموحدة على أرض الواقع .. وليبق كل واحد منا الآن على ماهو عليه من التسمية التي يرغبها لا شائبة على ذلك ولا ضير منها طالما عرفنا بأننا جميعا أبناء أمة واحدة وننتمي الى قومية واحدة تجمعنا اللغة والثقافة الواحدة والتي سادت في كنائسنا المختلفة منذ نشوئها من قرابة عشرين قرنا من الزمن ، كل واحد منا هو كلداني وهو سرياني وهو آشوري في نفس الوقت والدليل على ذلك كل منا يريد الجميع أن يسمى بالمسمى الذي يريده ويؤمن بأنه هو المسمى الصحيح  ويرفض أن لا تكون الجميع كذلك  أي بمعنى آخر الجميع واحد والواحد هو الجميع ، وإذا عبرنا عن هذه الجدلية بلغة الرياضيات تكون المعادلة ( كلداني = سرياني = آشوري = أمة وقومية واحدة = كنائس متعددة = 1 ) .. إن اللغة التي سادت هذه الأيام بين الأخوة من أبناء شعبنا على خلفية ما حصل من الخلافات والمناكفات حول تسمية المرشحين لمنصب رئيس ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى يفوح منها النفس الطائفي الكريه وكأن الغاية منها هي العودة بشعبنا الى ما كانت عليه قبل ستمائة سنة ، هذا محال فليعلم من يريد أن يعلم بأن عجلة التطور للتاريخ لم ولن تعود الى الوراء حسب رغبة المتسولين والراكضين وراء الزعامة والمجد الشخصي والشهره مهما بلغوا من القوة والمكر والذكاء والدهاء لسبب بسيط هو أن إرادة شعبنا تريد من عجلة الحياة أن تسير الى الأمام وتسحق كل من تتسول له نفسه أن يفتعل ويصنع أسباب الفتنة والفرقة والتمزق ويعمل على بعث الأحقاد والكراهية والضغائن ويزرع اليأس والقنوط وزعزعة الثقة بالنفس بين أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في هذه المرحلة الحرجة من مسيرته التاريخية .. إن هؤلاء مهما كانت مواقعهم ودرجاتهم الأجتماعية والسياسية والدينية هم أصغر من أن يكونوا أعداء لطائفة من طوائف شعبنا على حساب طائفة أخرى وأن يشكلوا ذرة من الخطر على مصلحة أمة ملأت أثار حضارتها العريقة خزائن متاحف اللوفر ولندن وبرلين وشيكاغو ونيويورك وغيرها من المتاحف في أرجاء المعمورة ، نحن أبناء أمة عظيمة بفعلها التاريخي وبما قدمته للبشرية من عطاء ثر ، لذلك نحذر من يحاول أن يعبث بتراثها وتاريخها ومستقبلها ، لأن الأجيال والتاريخ سوف لا يرحمهم ووسوف لن تقم  لهم من بعد ذلك قائمة وهذه هي الحقيقة الأخيرة التي يجب أن يعرفها ويعيها جيدا من دون لبس المتسولون والراكضون وراء الزعامة والمجد الشخصي والشهرة والظهور بمظهر البطل القومي أو بمظهر منقذ الطائفة أو بمظهر الحامي للمذهب وغيرها من هذه المسميات التي لا تقدم ولا تؤخر في الأمر شيئا .. إن الأمة التي صنعت حضارة ما بين النهرين وبنت مجد أور وبابل وآشور ونينوى ونمرود من عهد سومر وأكد وبابل حمورابي ونبوخذنصر الى سقوط نينوى في عام 612 ق . م ، إن مستقبلها لا يتوقف على من سيكون رئيس ديوان الوقف المسيحي في العراق إن كان الأستاذ رعد الشماع أم كان الأستاذ رعد كججي أو أية شخصية أخرى من أبناء شعبنا النجباء هم كثيرين أو من يمثلها الآن في مجلس النواب العراقي إن كان السيد يونادم كنا أو غيره بل يتوقف على ما يقدمه هؤلاء لأبناء شعبنا من الأنجازات ترسخ وجودهم ككيان قومي في أرض الأباء والأجداد ويعتمد أيضا على الجهد الجماعي لأبنائها في تجاوز مثل هذه الأزمات المفتعلة في أوقات المحن الصعبة التي يفتعلها السياسيون الفاشلون عادة لتبرير فشلهم في إنجاز مهامهم القومية ، ورص الصفوف ونسيان أسباب الفرقة والتمزق وتمتين آواصر المحبة والوحدة والأخوة القومية .. إن الوحدة القومية لا يمكن تحقيقها عبر تدبير الدسائس والمؤآمرات والتحايلات الرخيصة والكذب المفضوح والضحك على الذقون ، بل إن الوحدة القومية الحقيقية تحققها المصداقية والشفافية والمكاشفة والتضحيات ونكران الذات في العمل دون مقابل أو منفعة شخصية .. خلال هذا التاريخ الطويل قدم شعبنا بكل طوائفه الكثير من التضحيات في سبيل تحقيق وحدته القومية وإعادة اللحمة لكنيسته التي عبثت بمقدراتها ومزقتها أيادي الغرباء لأعادة مجدها التاريخي المتألق والمكمل لمجده الأنساني وحضارته ما قبل المسيحية ، وقد قدم الكثير من أبنائه االغيارى الكثير من المبادرات لأقامة الحوارات والتفاهمات بين كنائسه لأجل تخفيف التوترات  والخلافات وإسقاط كل ما يسئ الى الآخر من الممارسات والشعائر والطقوس وتقريب وجهات النظر بينها في القضايا اللاهوتية المختلف عليها والتي فيها تكمن علة الأنشقاقات وأسبابها التي حصلت في الكنيسة في الماضي وآخرها كان الأجتماع الذي تحقق بين قداسة البابا وقداسة البطريرك مار دنخا الرابع في عام 1994 في الفاتيكان الذي خرج بنتيجة مفادها ان الذي حصل بين كنيسة المشرق وكنيسة روما في الماضي كان مجرد سوء فهم طالما الكنيستان تؤمن بما تم إقراره في المجمع المسكوني في نيقية عام 232 م  حول الصيغة الأيمانية المعتمدة فيهما الى يومنا هذا وتم تشكيل لجنة لاهوتية من الكنيستين لحل كل الخلافات اللاهوتية بينهما واعطى البابا الضوء الأخضر للقائمين على كنيسة بابل على الكلدان لفتح النقاش والحوار مع كنيسة المشرق لتقريب وجهات النظر بينهما حول كل ما إختلفوا ويختلفون عليه لخلق السلام في كنيسة المشرق بكل مذاهبها وفعلا قطع المعنيين بالأمر شوطا طويلا على هذا الطريق بحيث نشأت ثقافة جماهيرية بتقبل أبنائنا أن تكون جميع كنائس المشرق كنائس لهم بغض النظر عن المذهب اللاهوتي الذي تؤمن به هذه الكنيسة أو تلك وبذلك تجاوز الناس الكثير من أسباب التوتر والأختلاف  المثيرة للفتن والفرقة والأحقاد والكراهية وعند إمعان النظر فيما أنجز على هذا الطريق  في مختلف الجوانب الأجتماعية نجد أنه قد تحقق الكثير على طريق تحقيق السلام بين كنائس شعبنا وقد إنعكس ذلك إيجابا على الساحة القومية ، وعليه اعتبر ذلك إنجازا تاريخيا كبيرا لهولاء الغيارى أصحاب المبادرات ورسل السلام وبناة الوحدة القومية على المدى البعيد ،  وهذه الأنجازات هي الأزهار اليانعة التي تفتحت للحياة الجديدة لشعبنا ، وما يحصل من اللغط المفتعل وما يثيره من أسباب الفرقة والفتن والتمزق بين أبناء طوائف شعبنا من قبل البعض إن كانوا من رجال السياسة أو من رجال الدين لأسبابهم الخاصة المعروفة فهو يمثل تلك العواصف السوداء التي  تغتال تلك الزهور اليانعة ، وعليه فأن واجب المخلصين من أبناء شعبنا والحريصين عليه من كل طوائفه هو حماية تلك الأزهار اليانعة وذلك بالتصدي الحازم لتلك العواصف السوداء والهوجاء التي تهب من كل صوب وحدب  ومن كل من هب ودب من الذين لا يهمهم مصلحة شعبنا ، وعليه إن كان السبب الرئيسي لنشوب هذا الخلاف بين الطرفين الذين ورد ذكرهما في وسائل الأعلام المختلفة وعم الشارع الكلداني السرياني الآشوري في الوطن وبلدان المهجر وتناولته الألسن كل من زاويته الخاصة وساق من الأسباب ما يحلو له للدفاع عن هذا الطرف وذاك وتحميل الطرف الآخر المسؤولية هو شخص المرشحين وآلية ترشيحهم لمنصب رئيس ديوان الوقف المسيحي والديانات الآخرى وحصرها بين شخص الأستاذ رعد الشماع والأستاذ رعد كججي حتى وإن وجدت أسباب واقعية تتطلب هذا التغيير ، يجب أن لا يتحول هذا الخلاف الى القطيعة بين طائفتين من طوائف شعبنا لأن ذلك ليس في مصلحته القومية ، ولحل هذا الخلاف نقترح ترشيح شخصية ثالثة أو أكثر ثم يتم إختيار الأفضل وأن يتم ذلك حصرا من قبل مجلس رؤساء الطوائف المسيحية دون سواهم ..                 

2278
المؤتمر الوطني القادم والعملية السياسية .. الى أين . .؟

                                                                                                                        المهندس : خوشابا سولاقا
لقد مضى على سقوط النظام السابق بجهود القوات الدولية وليس بجهود المستقتلين على كراسي الحكم في العراق اليوم ما يقارب التسعة سنوات من الزمن والشعب العراقي ينام ليلا ويستيقظ صباحا ويسمع قادة الأحزاب والكتل السياسية التي لا تحصى ولا تعد من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وهي تتحدث بأسهاب وحرقة قلب نفاقا عن العملية السياسية الجارية في العراق منذ مدة طويلة والمصالحة الوطنية الشاملة التي تبتغي الأسقرار الأمني للعراق والذي لم يحصل لحد الآن ، وكلما تتفاقم خلافاتهم وصراعاتهم المفتعلة ومناكفاتهم الشخصية والحزبية والمدعومة من أطراف أقليمية وأحيانا من أطراف دولية لأسباب يجهلها الشعب العراقي وسيبقى يجهلها الى حين ولكنه على يقين بأن تلك الأسباب لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية والهوية الوطنية للعراق ووحدة ترابه وشعبه ، عندها نرى هؤلاء يتباكون ويذرفون دموع التماسيح بدون توقف خوفا على مستقبل العملية السياسية العرجاء التي تعني كل شئ في فلسفة هؤلاء السياسيين عدا ما يتعلق منه بمصلحة الوطن والشعب العراقي ووحدتهما الوطنية ، ويتباكون بحرارة وحزن قاهر على المصالحة الوطنية الكسيحة والتي لم تخطو خطوة إيجابية نحو المصالحة الوطنية الحقيقية ، والتي يستغلها المتحكمون بألبابها ومفاتيح أبوابها المغلقة والمفتوحة وبكل قنواتها لخدمة أجنداتهم السياسية الحزبية في معركة صراعهم على السلطة مع الآخرين في عملية جر وشد الحبل وفي جذب وقبول الأنخراط فيها لخصوم الأطراف الأخرى التي تخالفهم الرأي والرؤى نكاية بتلك الأطراف التي تحاول الخروج عن الطاعة بغض النظر عن ما أرتكب من جرائم بحق العراقيين على أيدي هؤلاء المنخرطين ، ويوم بعد آخر تتعمق الشروخ والتصدعات والخلافات بين أطراف العملية السياسية والمصالحة الوطنية وآخر هذه المهازل كانت قضية الأستاذ طارق الهاشمي والدكتور صالح المطلك نائب رئيس مجلس الوزراء التي وضعت البلاد بكامله وليست العملية السياسية لوحدها على حافة الهاوية السحيقة ، وفي غمرة هذه الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد وضعت مستقبل العراق على كف عفريت كما يقال تعالت الأصوات النارية بنشاز مقرف من هذا الطرف أو ذاك في وسـائل الأعلام المختلفة على غــرار أشبه بمهرجان الهـزل منه

الى خطاب سياسي له مدلولات سياسية محددة تتباكى بحرقة قلب على الدستور من التجاوز على ثوابته ومحرماته وعلى إستقلالية ونزاهة القضاء العراقي وضرورة إحترام جميع الأطراف لهما حرصا على إستمرار العملية السياسية وحمايتها من الأنهيار وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية وحماية وحدة الوطن العراقي من خطر إنشاء الأقاليم الأدارية متناسين تعاملهم أعني تعامل جميع الأطراف المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية أو بالأحرى حكومة المشاكسة والمكايدة والمناكدة الوطنية دون تمييز بأنتقائية سياسية مقيتة ومخجلة مع مواد ونصوص الدستور المقدس أحيانا ، ومع القضاء المستقل أحيانا ، القضاء الذي أصبح مع إحترامي الشديد له مسيّس بأمتياز وحتى النخاع على الأقل من وجهة نظري الشخصية المتواضعة أحيانا أخرى ..!! من المؤكد أن الوضع السياسي الحالي في العراق هو من صنع السياسيين وليس تمثيلا لأرادة الشعب العراقي كما يدعي السياسيين المشاركين في عملية المساكسة والمكايدة والمناكدة الوطنية ، وعليه فأن هؤلاء لوحدهم يتحملون كامل مسؤولية ما يحصل الآن من تردي وإنهيار وتداعي في أوضاع العراق المختلفة السياسية والأجتماعية والأقتصادية والخدمية والفساد المالي المستشري في مؤسسات الدولة وأجهزتها الرسمية ومسؤولية الفقر والبؤس والبطالة وشبه إنعدام الخدمات المختلفة المتعلقة بحياة المواطنين اليومية مثل الكهرباء الذي شحته قوضت نشاط الأقتصاد في البلاد .. أسأل هؤلاء الساسة ما الذي بقى من العراق كوطن أو كشعب لكي تنقذونه من الأنهيار المحتمل مستقبلا في مؤتمركم الوطني القادم .. ؟ إذا كان الذاهبون إليه ( كلمن خنجره بحزامه ) كما يقال .. !! ليس ببعيدة عنكم إتفاقية أربيل لكي يستوجب تذكيركم بها والتي كثر اللغط والأجتهاد حول تفسير بنودها عن مدى دستوريتها من عدمه وأقمتم الدنيا عليها ولم تقعدوها من خلال أبواقكم الأعلامية ، هذه الأتفاقية التي جاءت من فوق سقف الدستور إستجابة لسياسة التوافقات الوطنية كما تدعي الجميع وولدت الحكومة الحالية ، وعليه فأن الأتفاقية بكاملها غير دستورية لذا فان كل بنودها غير دستورية من وجهة نظر القانون ، إذن لماذا هذه الأنتقائية والمزاجية في تفسير بنودها .. ؟ وهنا أريد أن اسألكم أين وصلت هذه الأتفاقية وماذا كان مصير بنودها التسعة وماذا قدمت للشعب العراقي والعراق .. ؟ ألم تصطدم بجدار دستورية موادها من عدمه .. ؟ تلك المكيدة الدستورية التي صنعتموها بغرض إحتواء وتقويض ما لا يعجبكم في بنود إتفاقية أربيل والذي يعتبر مكسبا للطرف الآخر أليست هذه هي الحقيقة .. ؟ وبالتالي غدت هذه الأتفاقية وبالا على رؤوس صانعيها ويدفع الشعب العراقي لوحده الثمن .. ؟ حيث بقي كل شئ متعلق بحياة المواطن العراقي على حاله أي بقي على ما كان عليه قبل تشكيل حكومة المشاكسة والمكايدة والمناكدة الوطنية ما عدا قيامكم بتوزيع الغنائم من المناصب الحكومية الرسمية والدرجات الخاصة الى أعضاء أحزابكم وأقربائكم وأصدقائكم المقربين وفق معايير المحاصصة بهدف تحقيق التوازن المحاصصي في مؤسسات الدولة ودوائرها وأجهزتها الرسمية إبتداء من شخص معالي الوزير الى شخص حضرة الفراش والخفير إن صح التعبير .. !! ولكن بالرغم من كل ذلك بقت حكومة المشاكسة والمكايدة والمناكدة الوطنية ناقصة وغير متكاملة في أهم حلقاتها الى يومنا هذا بسبب السعي الحثيث والمتواصل للأنفراد والأستحواذ على سلطة القرار الأمني والسياسي في البلاد من قبل طرف على حساب الطرف الآخر والمصلحة الوطنية ضائعة بين هذا الطرف وذاك  والأنفجارات والمفخخات والكواتم شغالة ليلا ونهارا تعلو أصواتها هنا وهناك والضحايا من الناس بالعشرات إن لم تكن بالمئات في الشوارع وكل الطرقات في العاصمة بغداد والمدن في كل المحافظات والحكومة مشغولة في توزيع التهم على هذا وذاك لأيجاد المبررات لحصول الأنفجارات إنها لمهزلة آخر الزمان في هذه الأوقات ( قرة عيونكم يا قادة العراق الجديد الديمقراطي جدا ) . والشعب يقرض أصابع الندم ويعض على الشفاه بمرارة نادما على إنتخابكم ومشاكله ومعاناته المختلفة تتفاقم وتتكاثر وتتعاظم آثارها السلبية يوم بعد آخر من دون أن يجد من يعينه على تجاوزها .. وهنا حان الوقت لأن أسألكم سؤال بسيط جدا وهو ما الذي تناقشوه في مؤتمركم الوطني القادم لم تتم مناقشته في مؤتمرات أربيل وبغداد المكوكية منذ سقوط النظام السابق الى يوم وصولكم على حافة الهاوية التي أنتم عليها اليوم .. ؟ كفاكم الضحك على الذقون والكذب الذي أصبح هذه الأيام مهنة السياسيين على هذا الشعب المغلوب على أمره .. لماذا لا تعترفون وتقرون بأنكم غير قادرين على إدارة شؤون الدولة الحديثة وأنكم لا تختلفون عن من سبقوكم في حكم العراق ولا عن أقرانكم الآخرين من حكام العرب الذين تطيح بهم ثورات الربيع العربي واحدا بعد الآخر .. من المؤكد أنكم سوف لا تستطيعون في مؤتمركم الوطني القادم من حل جميع المشاكل في العراق وتقدمون للشعب ما ينتظره منكم وكذلك لا يسعـكم تجـاوز مــا صنعتموه وأفتعلتموه من الخلافات والأزمات السياسية فيما بينكم وإبتلى بها الشعب العراقي ، هل تعرفون لماذا أنتم عاجزين عن القيام بذلك .. ؟ لأن عنصر الثقة والروح الوطنية الحقة مفقودة بينكم ، والأرادة السياسية الوطنية الحرة المستقلة هي الأخرى ضعيفة وشبه معدومة لديكم ، لأنكم بحق لستم لا رجال السياسة ولا رجال الدولة هذه حقيقتكم حقا وهنا هي العلة ونقطة الضعف في العملية كلها ، وإن ساوركم الشك حول هذه النقطة بامكان كل واحد منكم أن يختلي بنفسة لفترة ساعات وليس أيام ويغوص في أعماق أغوار خلجات نفسه بتجرد وحيادية سيكتشف بالنتيجة حتما بأنه لا يثق بالآخرين من الأطراف الأخرى وسيكتشف حتما بأنه لا يمتلك من الأرادة السياسية الوطنية الحرة المستقلة عن تأثير رئيس كتلته البرلمانية ، وبذلك سيكتشف بأن القاعة التي سينعقد فيها المؤتمر الوطني القادم الذي من المفروض أن يحضره قادة الكتل السياسية سوف تتحول الى ساحة لعرض الخلافات والمناكفات المستديمة وإطلاق الشعارات الرنانة والمزايدات الفارغة والتي لا تغني ولا تسمن والى ساحة لصراع الأرادات السياسية للكتل البرلمانية .. وعندها سوف يكتشف كل واحد منكم بأن المؤتمر الوطني القادم بين الفصائل السياسية والكتل البرلمانية إن إنعقد وإن حضرته الجميع محكوم عليه بالفشل وأنه سوف لا يتجاوز بقراراته ما أنجزته مؤتمرات أربيل وبغداد المتجسد في إتفاقية أربيل قبل سنة من الزمن .. فاذا كنتم صادقين في إصراركم للخروج من قاعة المؤتمر الوطني القادم في بغداد أو في أي مكان آخر من العراق ينعقد فيه وأنتم محملين بقرارات تبشر العراقيين جميعا بالخير القادم وبحل مشاكلهم وإزاحة الغمة من على صدورهم عليكم قبل الدخول الى قاعة المؤتمر بناء الثقة الوطنية المتبادلة الصادقة بينكم وتقوية آواصرها وترصين إرادتكم السياسية الوطنية الحرة المستقلة وتجاوزكم لولاءاتكم الخصوصية مهما كانت وتمحوركم حول الولاء الوطني ، عندها ستجدون أن الحلول  جاهزة أمامكم على مكاتبكم في قاعة المؤتمر لحل كل مشاكل العراق وشعب العراق ، وأما إستمراركم على ما أنتم عليه من فقدان الثقة الوطنية الصادقة المتبادلة والأرادة السياسية الوطنية الحرة المستقلة فإن كل شئ في العراق سوف يبقى على حاله ويستمر على ما هو عليه بل وأسوء ، وهذه حقيقة كحقيقة أي معادلة رياضية في علم الرياضيات . 


 

2279
الحركة الديمقراطية الآشورية الى أين .... ؟
الجزء الأول
                                                                                                                            بقلم : خوشابا سولاقا
ربما قائل يقول وذلك من حقه طبعا لماذا أختار الكاتب هذا الوقت لأن يسأل هذا السؤال الكبير والخطير والمحير في نفس الوقت والذي ينطوي على أكثر من مغزى سياسي بعيد الأثر على مستقبل الحركة الديمقراطية الآشورية السياسي والقائمين عليها الآن وليس قبل الآن .. ؟ هل هناك سبب لأن يتم إختيار هذا الوقت .. ؟ هل لأن الكاتب لم يحصل على ما كان يبغيه من مكاسب على المستوى الشخصي .. ؟ أم أن موقفه هذا كان رد فعل لأمـور معينه حصلت له شخصيا أو لأمور حصلت في الحركة حرّفتها عن مسارها الطبيعي .. ؟ إنه أمر طبيعي جدا أن يكون كل فعل عباره عن رد فعل لفعل ما ، وتكون قوة ردة الفعل متناسبة طرديا مع قوة الفعل وطبيعتها وإتجاهها .. إن جميع هذه التساؤلات طبيعية ومشروعة ومن حق من يسأل أن يسأل ما يشاء من الأسئلة مهما كانت طبيعتها ، وأن يفكر كما يشاء ، لأن المهم في الأمر أن يفكر المرء ويتساءل دائما أفضل بدلا من أن يكون ساكنا وصامتا وجالسا من دون أن يكون له أي حراك يساهم من خلاله في حركة    المجتمع وعملية تطورها وإعادة بنائها على أسس جديدة ، وفي نفس الوقت من حق أي إنسان منخرط في العمل السياسي أن تكون له طموحات وتطلعات سياسية على مستوي   التنظيم السياسي أوعلى المستوى الشخصي في المجتمع ، إن ذلك أمر طبيعي ومشروع    وليس معيبا ومخجلا يلام وينتقد عليه صاحبه عندما يتحقق ذلك بوسائل شريفة وأخلاقية وعبر الأستحقاقات ومعايير الكفاءة والنزاهة والمصداقية والشفافية والأخلاص في العمل والولاء للوطن ، لأن ذلك هو المفروض وهوالمطلوب في العمل السياسي والعمل المهني على حد سواء عند التكليف بالمهام والمسؤوليات لتحقيق مبدأ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، ولكن ما هو مخجل ومعيب ومقرف ومقزز ومرفوض إجتماعيا وأخلاقيا وسياسيا ومهنيا وإنسانيا عندما يكون هناك من يحاول ويسعى بشتى الوسائل لأن يحقق هذه الطموحات والتطلعات بوسائل دنيئة وخبيثه كأستعمال الرشوة والتآمر والنفاق والكذب والرياء والتملق وإستغلال العلاقات الأجتماعية والعشائرية والقبلية والطائفية ووفق مبدأ المحسوبية والمنسوبية لأن  يحصل على ما لايستحقه وليس جديرا به على حساب الآخرين ممن يستحقون ذلك بجدارة .. إن ما أقوله بهذا الشأن أي بشأن الحركة الديمقراطية الآشورية الى أين .. ؟ وما يحصل فيها من التداعيات والتراجع ليس أمر وليد اللحظة كمـا قد يتصور البعض ممن يعنيهم الأمر، فأن من تابـع مقالاتي العديـده وكتاباتـي                                                     
والتي تجاوزت المائة وعشرين مقالة على صفحات جريدة ( بهرا ) الجريدة المركزية للحركة الديمقراطية الآشورية خلال السنوات الأخيره ، وما لم ينشر منها في هذه الجريدة بتوجيه من قيادة الحركة أعني سكرتيرها العام لأنها كانت تمس ما لا يعجبه إنتقاده في سلوكه وعمله تم نشرها على الموقع الألكتروني ( عينكاوا دوت كوم ) ، سيجد المتتبع   لهذه المقالات إن الكثير مما سأقوله قد تم التطرق إليه بأسهاب ووضوح بشكل مباشر أو غير مباشر ، وبالأخص ما يتعلق منها بأنعدام القيادة الجماعية وغيابها على كافة مستويات تنظيمات الحركة وكبت الأراء وقمع الحريات وسيادة الأستبداد والنزعه الفرديه والديكتاتورية وما يمارس من الأساليب غير الديمقراطية من وراء الستار بتدبير من السكرتير العام لأقصاء وإبعاد من يعارضه الرأي في عمل الحركة ، بسبب هذا النهج الذي يعتمده السكرتير العام وأعوانه المقربين فان الحركة قد تحولت وغدت الى أشبه ما تكون بمشروع تجاري ذات ملكية خاصة منه الى تنظيم سياسي وحركة جماهرية شعبية ، تخدم المصالح الشخصية لفئة معينة من المقربين للسكرتير العام تتحكم بقرارها وأموالها وتتعاون مع هذه الفئة مجموعة من الأنتهازيين والنفعيين الذين يدورون في فلكه متخذين من الشعارات والرموز القومية والمتاجرة بالمصالح القومية لأبناء شعبنا كماركة مسجلة لمشروعهم إن صح التعبير للترويج عن ما يتشدقون به في سوق السياسة القومية والوطنية .. هذا الواقع المزري الذي يسود الحركة ويعيشه الجميع بصمت مطبق رغما عنهم يعرفه الجميع  حق المعرفة كما يعرفه المعني والمقصود بهذه المقالة .. عند إستعراض تاريخ الحركة منذ تأسيسها في عام 1979 والى اليوم سنجد إن القاده التاريخيين والمؤسسين لها قد إختفوا من الساحة السياسية بين شهيد معدوم بغدر وخيانة الآخرين له وشهيد مبعد بسبب مكر وخسة الرفاق أو معزول بتآمر الآخرين من رفاق الدرب عليه أو مهزوم لحماية النفس من شر الأشرار ولم يبقى منهم في الساحة فعالا إلا السكرتير العام الحالي يصول ويجول منفردا بين الشرق والغرب والشمال والجنوب من بلدان المعمورة ، ومنفردا في تمثيل الحركة في جميع اللقاءات والأجتماعات الرسمية والسياسية مع الأطراف القومية والوطنية والأجنبية من دون أن يشاركه أحدا من  أعضاء القيادة أو يتم ذلك بمشاركة ديكورية هزيلة من الذين لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يرون كما يقال لكي يكون على الأقل شاهد عيان على ما ينسبه وما يدعيه لنفسه من أعمال وأقوال لم يقم بها ولم يقلها أصلا إن لم يكن على العكس من ذلك تماما كما أثبتت التجارب معه لبعض الذين يعرفونه عن قرب ، ومنفردا على طول الخط من دون منازع أو منافس كما يعرف الجميع من الأصدقاء والأعداء ومن الشركاء والخصوم بكافة وسائل الأعلام المرئيه والمقـرية والمسموعة القوميـة والوطنيـة والأقليـمية والأجنبيـة بحيث خلق إنطباع لدى المشاهد والسامع بأن الحركة الديمقراطية الآشورية تعني سكرتيرها العام والعكس صحيح
، كل ذلك حصل بسبب سلوك التآمر والغدر والأيقاع بالآخرين الذي مارسه السكرتير العام ضد هذا وذاك من رفاق الدرب من قيادات الحركة وإتهامهم بشتى التهم بما فيها التجاوز على أموال الحركة والقضايا الأخلاقية وتهم التعاون مع أجهزة الأمن والمخابرات للنظام السابق وبذلك حول هذه القيادات جميعها الى أعداء ألداء وخصوم أشداء له بدلا من رفاق أحباء اصدقاء ولم يبقى منهم بجانبه من هؤلاء اليوم أحدا .. !! هل من المعقول والمنطق    أن جميع هؤلاء على خطأ وهو لوحده على صواب .. ؟ مهما كان الجواب أصبح من الضروري جدا إعادة النظر بوضع وسلوك السيد السكرتير العام للحركة بأسرع وقت ممكن بهدف إعادة الحركة على مسارها الصحيح ووضع الأمور في نصابها وسياقاتها الطبيعية .. وما  يثير الدهشة والأستغراب والعجب ظهور وثائق ومراسلات كانت تجري بين أجهزة الأمن والمخابرات للنظام السابق وبين بعض كبار قيادات الحركة وبالأسماء الثلاثيه الصريحه وأسماء بلدان وتاريخ اللقاءآت وأسماء ضباط الأرتباط وكان أسم السكرتير العام من بين تلك الأسماء وهناك أسماء أخرى كبيرة لا أرى ضرورة لذكرها لعدم أهميتها في قرار الحركة الآن ولكن ذلك لا يعفيها من المحاسبة ، وللأمانه أقول لقد أطلعني في أحد الأيام قبل إنعقاد المؤتمرالآخير للحركة السيد السكرتير العام الحالي وبحضور أحد أبناء شقيقته ودون سابق إنذار ودون أن أطلب منه ذلك لأنني كنت أجهل وجود مثل هذه الوثائق متداولة بين أعضاء القيادة وتستخدم عند الضرورة كسلاح لأسقاط الخصم ، حيث أطلعني على وثائق تخص تعاون أحد قياديي الحركة سابقا وعضو اللجنة المركزية حاليا مع الأجهزة الأمنية للنظام السابق مقابل مبلغ بخس ، وقد فعل ذلك ليس بقصد شريف ونبيل بل كان بغرض إسقاط الشخص المعني بعيني من جهة ومن جهة ثانية لأظهار ما لديه من القدرة والوسائل للوي ذراع خصومه ومن يخالفه الرأي .. بالمقابل هناك وثائق مماثله إطلعت عليها تخص شخص السكرتير العام نفسه وقد نشر عنها في حينه قبل إنتخابات عام 2005 في بعض الصحف المحلية المعتبره بغرض منع العناصر المتعاونه مع الأجهزة القمعيه للنظام السابق من الترشح للانتخابات من قائمة الرافدين إلا أن الموضوع تم تجاوزه بوسائل عديدة أجهلها ، ولا  أعرف كيف يتم إخفاء مثل هذه الوثائق في هيئة إجتثاث البعث بحيث يتم إقصاء البعض من الترشح دون الآخرين .. سيأتي / ج – 2 لاحقا .


2280
الحركات والأحزاب السياسية الكلدانية السريانية الآشورية
والحركة الوطنية العراقية
المهندس خوشابا سولاقا
من المفروض بأي حركة سياسية أو حزب سياسي أن يأخذ بنظر الأعتبار بل أن يعتمد في صياغة أفكاره السياسية وأيديولوجيته وبرامجه السياسية وإستراتيجياته المستقبلية وتركيبة علاقاته السياسية والأجتماعية مع الآخرين على طبيعة البيئة الأجتماعية المحيطة به وأن يتأثر بها ويؤثر فيها بهذا القدر أو ذاك بأعتباره جزء لا يتجزء منها , بالتأكيد أن لأي حزب سياسي أهداف سياسية وإجتماعية وإقتصادية يسعى لتحقيقها بشتى الوسائل المتاحة وذلك بمطالبة القوى المهيمنة على السلطة بالطرق الدبلوماسية السلمية أو ينتزعها منها إنتزاعا بالوسائل الثورية ، وذلك يعتمد على طبيعة السلطة السياسية القائمة ، ولكن في كلا الحالتين يكون ذلك الحزب أو الحركة لكي يتمكن من تحقيق أهدافه كاملة أو جزء منها بحاجة الى تأييد ودعم شرعية مطالبه من قبل بعض القوى السياسية التي لها حضور فاعل وتأثير على الشارع وصنع القرار السياسي للسلطة الحاكمة وتؤيد أن تحقيق تلك الأهداف هو إستحقاق وطني لكون من يسعى الى تحقيقها جزء أساسي من نسيج المجتمع الوطني وإن هذا الأستحقاق مكمل لما هو مقرّ للآخرين من مكونات المجتمع الوطني ، إذن لا بد لهذه الحركات والأحزاب أن تضع في مقدمة أولوياتها هوأن تجري فرز وتضع فواصل بين القوى السياسية الوطنية سواء الكبيرة منها أو الصغيرة لأكتشاف وتحديد من هو منها صديق ومؤيد لحقوق شعبها المشروعة ومن هو معارض أو معاد ومن منها حيادي الموقف تجاه تلك الحقوق ، وهذا يعني أن على الحركات والأحزاب السياسية الكلدانية السريانية الآشورية في العراق والمنطقة قراءة الواقع قراءة موضوعية دقيقة تحدد على ضوئها إستراتيجية العمل ورسم الخطط المرحلية لتحقيق الأهداف التي تناضل من أجلها وتحديد وسائل العمل وصياغة الآليات المناسبة التي تعتمدها وأن تؤمن وتعتبر النضال القومي لها جزء لا يتجزء من النضال الوطني وأن يسير العمل في هذه الحركات والأحزاب وفق هذه الرؤية وبعكسه تكون فرص النجاح لها محدودة أو قد تكون خيبة الأمل والفشل هو النصيب المحتم لها ، في ضوء هذه الرؤية للخارطة السياسية والديموغرافية والميثولوجية القائمة في العراق يجب على تلك الأحزاب والحركات أن تصوغ سياساتها وإستراتيجياتها المستقبلية للعمل .  

إنطلقت بعض هذه الحركات والأحزاب في عقد السبعينيات من القرن الماضي ولكن أغلبها ظهرت بعد سقوط النظام البعثي الصدامي متأثرة بالموجة العارمة التي إجتاحت العراق في الأقدام الى تأسيس أحزاب سياسية دون توفر الشروط الموضوعية والذاتية لها ، ولذلك أخذت تلك الأحزاب والحركات تتخبط في عملها وتحركها على المستويين القومي والوطني على حد سواء وإنحسر نفوذها وضعف تأثيرها بين جماهير شعبنا ، وبذلك تحولت الى مجرد أسماء من دون عناوين وأفعال ودكاكين للسياسة من أجل الأرتزاق من دون رواد . أما بالنسبة الى تلك الحركات والأحزاب التي إنطلقت في بداية وأواخر العقد السابع من القرن الماضي كرد فعل طبيعي لما كان يعانيه شعبنا من تمييز وإضطهاد قومي وديني في ظل الأنظمة القومية الفاشية التي حكمت العراق منذ تأسيس دولته ، وفي ظل الظروف القاسية التي أنتجتها الحرب العراقية الأيرانية والزيادة المطردة للخسائر البشرية في الحرب من شباب شعبنا وتعرض بعض قادة وكوادر أحد التنظيمات الى الأعتقال من قبل سلطات النظام السابق وإعدام البعض منهم لاحقا دفع بالبقية الباقية منهم الى الهروب واللجوء الى كوردستان للأحتماء خوفا من بطش النظام بهم وقد ظهرت لاحقا بعد سقوط النظام وثائق رسمية تدل على تعاون بعض كبار قادة هذا التنظيم مع الأجهزة الأمنية للنظام السابق ونشرتها بعض الصحف المحلية عشية الأنتخابات السابقة والأخيرة وهي متداولة الآن والسيد السكرتير العام الحالي لهذا التنظيم يمتلك مثل هذه الوثائق على أحد أعضاء اللجنة المركزية الحالية لتنظيمه وأطلعني عليها شخصيا في حينه والآخرين يمتلكون أيضا وثائق مماثلة لها على غيرهم إطلعت عليها أيضا ..!! ، كما أنه تم تداول إسم تنظيم آخر بين أبناء شعبنا  في ذات الوقت إلا أنه كان هناك مؤشرات على مؤسسي وقادة هذا التنظيم تدل على إرتباطهم بالأجهزة الأمنية للنظام السابق وهذا ما أعترف به صراحة أحدهم في جلسات محاكمته مؤخرا في الولايات المتحدة وهو شخصية معروفة للقاصي والداني من أبناء شعبنا بأرتباطاته بأجهزة النظام السابق ، وكان قادة هذا التنظيم يتنقلون بحرية تامة بين مدن كوردستان ومدن العراق التي كانت تحت سيطرة النظام قبل السقوط   دون أن تطالهم يد الأجزة الأمنية للنظام ولهذه المؤشرات دلالاتها على الأرض ، كما وإلتحق بصفوف المسلحين المتواجدين في كوردستان والذين كانت تدعي تبنيهم إحدى الحركات في حينها العديد من عناصر الجيش العراقي من أبناء شعبنا من الهاربين من الخدمة العسكرية هربا من الموت المحتم المحدق بهم في الحرب الدائرة رحاها مع إيران وليس إيمانا منهم بأهداف تلك الحركة كما قد يتصور البعض ويدعي البعض الآخر . وبسبب قلة الخبرة والتجربة السياسية والعسكرية بقواعد حرب الأنصار ومستلزمات الكفاح المسلح لدى قادة وكوادر هذه الحركات والأحزاب ونزعة التعصب القومي لديهم دفعتهم الى الأنزواء والتقوقع على أنفسهم والأنعزال والعزوف عن المشاركة مع الآخرين من فصائل الحركة الوطنية المسلحة ممن كانت تمد لهم يد العون كي تعطي لنضالها القومي بعدا وطنيا خوفا من إحتوائهم ، وإنشغال قياداتها بالمشاكل وبالصراعات الداخلية لأسباب عديدة كل هذه العوامل عملت وساعدت على إنحسار وجود هذه الحركات والأحزاب وتحولت الى مجرد وجود أفراد مسلحين منتشرين في قرى أبناء شعبنا من دون أن تقوم بأي عمل مسلح ضد الوجود العسكري للنظام  ، هذا الوجود لهذه العناصر على هذه الشاكلة والتصرفات غير المقبولة التي كان يمارسها البعض من عناصرها غير المنضبطين تنظيميا تجاه أبناء هذه القرى خلق لديهم رد فعل رافض لوجود هؤلاء المسلحين بعكس ما كان رد فعل سكان القرى ذاتها تجاه الفصائل المسلحة لأحزاب أخرى كانت تتواجد في ذات الوقت في نفس القرى ، كانت قيادات الحركات والأحزاب السياسية الكلدانية السريانية الآشورية الموجودة آنذاك منشغلة في السفرات والتنقلات بين بلدان المهجر ودول الجوار العراقي لأغراض شخصية وليس إلا ولم نسمع أو نقرأ في يوم ما أي خبر أو بلاغ عسكري عن أية عملية عسكرية أو نشاط عسكري لها صادر عن قيادتها كما كان التقليد المعمول به من قبل الفصائل المسلحة للمعارضة الوطنية. هكذا بقي الأفراد المسلحين لهذه التنظيمات منتشرة ومختفية في قرى أبناء شعبنا خوفا من ملاحقة أجهزة النظام لهم من دون أي نشاط عسكري بشكل منفرد أو بالأشتراك مع فصائل الحركة الوطنية ، ولقلة عدد هؤلاء المسلحين وضعف نشاطهم العسكري في الميدان وتذبذب المواقف السياسية لقياداتهم تم رفض قبولهم كأعضاء فاعلين في ( جوقد ) الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية و (جود ) الجبهة الوطنية الديمقراطية من قبل الأعضاء الرئيسيين فيهما بالرغم من تأييد البعض الآخر لقبولهم . وبعد إقامة المنطقة الآمنة تحت المظلة الأميريكية ولأسباب لها علاقة بالوضع السياسي والديموغرافي المستجد تم تشكيل حكومة سياسية بأمتياز شارك فيها كل الفصائل السياسية المسلحة الموجودة في كوردستان وتلك المكونات التي لها وجود ديموغرافي في كوردستان ، هكذا تم مشاركة طرف معين في حكومة الأقليم لأسباب معروفة حيث تراجعت القيادة الكوردية لاحقا عن مشاركة هذا الطرف في الحكومات اللاحقة بعد سقوط النظام في بغداد والتعويض عنه ببديل آخر أكثر إستعدادا لخدمة أجنداتهم المختلفة على مستوى الأقليم بشكل خاص والعراق بشكل عام ، وبسبب ظهور الأمتيازات المالية والمكاسب الأخرى التي تأتي من وراء مناصب المسؤولية في حكومة الأقليم إشتدت الصراعات والخلافات الداخلية وتعمقت بين قيادات هذه التنظيمات لتولي تلك المناصب ، وفي نفس الوقت زادت عروض الآخرين إغراء لشراء الذمم مقابل تولي هذه المناصب وفاز بها من كان جسورا وأكثر تلونا ونفاقا وكذبا وإنتهازية بأمتياز ويتقن فن اللعب بل الرقص على الحبال بمهارة وكنتيجة طبيعية لحماية ما تم إكتسابه من المصالح والأمتيازات تم إقصاء المخلصين للمبادئ والأكفاء من رفاق الدرب بالأمس وإبعادهم عن ساحة الصراع بوسائل شتى واحدا بعد الآخر وبذلك صفا الجو وخلى  لقيادة فردية إنتهازية مراوغة لا تعرف للصدق معنى وإتخذت ةمن الكذب مهنة ووسيلة لتحقيق مآربها لتمثيل شعبنا زورا والأنفراد بالقرارتحت يافطة المصلحة القومية ..!!  وبعد سقوط النظام إستمرت حالة الأنزواء والتقوقع والأنعزال على نفس المنوال التي كانت عليه قبل السقوط أي إبتعاد قيادات هذه الحركات والأحزاب عن الحركة الوطنية العراقية الحقيقية وإختيارالتعامل بشكل إنتهازي وإنتقائي مع من يقدم لها أكثر من الأمتيازات والمنافع الشخصية من الأطراف السياسية المتنفذة في الحكومة المركزية دون الأخذ بنظر الأعتبار الثوابت الوطنية والقومية المترابطة والمتكاملة مع بعضها البعض جدليا والتي يجب أن تكون ثوابت لأي حزب أو حركة سياسية وطنية وإلا يفقد شرعيته الوطنية ، وعليه من المفروض أن تكون سياسات وإستراتيجيات هذه الحركات والأحزاب الكلدانية السريانية الآشورية بأعتبارها أحزاب وحركات قومية تكاملية مع سياسات وإستراتيجيات الحركة الوطنية العراقية على المستويين القومي والوطني لبناء دولة مدنية ديمقراطية دولة القانون والمؤسسات وليس العكس أي سياسات إنتهازية إنتقائية حسب ما تقتضي المصالح والمنافع الشخصية كما هو الحال مع من يدعي اليوم تمثيل شعبنا في مؤسسا ت الدولة الرسمية التي تخلو من تمثيل أبناء شعبنا كاستحقاق وطني رغم جدارتهم وكفاءتهم ونزاهتهم وإخلاصهم للوطن ، حيث تحولت تلك الأحزاب والحركات بمرور الوقت وتوسع المنافع الى مؤسسات عائلية تجارية بأمتياز ، ولذا ليس أمام أبناء شعبنا مستقبلا إلأ رفضها وعدم التصويت لهؤلاء في الأنتخابات القادمة لعدم إعطائهم فرصة إضافية للأمعان في إستغلال القضية القومية لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية على حساب المصلحة القومية والوطنية معا ..

أما بالنسبة لتلك الأحزاب والتكتلات التي تشكلت وإنبعثت الى الوجود في أقليم كوردستان بعد سقوط النظام فهي أساسا تشكلت بارادة وتمويل ودعم الآخرين من خارج صفوف الأمة لخدمة أجنداتهم وطرحهم كبديل لغيرها من الحركات التي كانت فيما مضى تستقطب أغلبية أبناء شعبنا وكانت قبل سقوط النظام  صديقة وحليفة لهم شاركتهم السلطة في كل مؤسسات الأقليم ولكنهم تخلوا عنها لاحقا بعد أن ثبت لهم إنتهازية وإنتقائية وعدم مصداقية وشفافية قادة تلك الحركات بعد أن تعددت أمامهم مصادر الأنتفاع الشخصي من أطراف الحكومة الأتحادية الأخرى بعد السقوط . ونسطيع الحكم على هذه الأحزاب والحركات وغيرها من التسميات المنمقة التي تشكلت بهذه الطريقة والتي أصبحت تمثل شعبنا في مؤسسات الأقليم رمزيا بأنها ولدت ميتة لأنها لم تولد من رحم الأمة بصورة طبيعية وليس من حقها أن تدعي تمثيل شعبنا ، أما بخصوص ما حصل مؤخرا من تقارب بين قيادات هذه الأحزاب والحركات على أثر مجزرة كنيسة سيدة النجاة فهو تقارب هش وهزيل أملته ظروف الحادث الأليم ولم يحصل هذا التقارب عن قناعة وإيمان هؤلاء القادة بالعمل المشترك وإنما كان تقارب الفرصة الأخيرة لأنقاذ ماء الوجه والخروج من المأزق السياسي الذي وقعوا فيه مكتوفي الأيدي من دون أن يكون لهم أي رد فعل يتناسب وحجم الجريمة التي وقعت ، وهكذا يوم بعد آخر تكشّف أمر جميع هذه الأحزاب والحركات العاملة في ساحة شعبنا قبل سقوط النظام وبعده على أنها حركات وأحزاب لا تعمل لصالح شعبنا بل أستغلت بشكل مشوه وسئ من قبل قادتها لتحقيق منافع شخصية لهم والمحيطين بهم من الأنتهازيين والأقارب حصرا، وهي بالتالي لا تمثله ، وهي في ذات الوقت بعيدة كل البعد عن الساحة الوطنية ولا تربطها أية وشائج بفصائل الحركة الوطنية الأخرى وخير دليل على ذلك هو عدم وجود أية إتفاقيات ومذكرات تفاهم ولقاءات ومحاضر إجتماعات مشتركة موقعة بينها وبين أي فصيل من فصائل الحركة الوطنية العراقية كطرف مقابل طرف متكافئ وإن وجدت للبعض تكون بين التابع والمتبوع منذ سقوط النظام والى يومنا هذا ، عدا  تلك اللقاءات التوسلية الخجولة إن جاز التعبير التي تحصل هنا وهناك بين حين وآخر من وراء الستار مع بعض الأطراف المتنفذة لكسب مناصب هزيله ذات نفع شخصي ، هذه السياسة الأنتهازية الأنتقائية النفعية التي مارسها قادة أحزاب وحركات شعبنا منذ سقوط النظام جعلت شعبنا معزولا وطنيا وبالتالي أصبح لقمة سهلة لمن هب ودب من المجرمين الطغاة والأرهابيين دون أن يردعهم أحد وأصبح مكون ضعيف من دون ظهير يسنده ويحميه من شر الأشرار الحاقدين الظلاميين  .. من المفروض أن يعرف ويعي جيدا أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري إذا أردا أن يبقى ككيان قومي  له  من الحقوق في الحياة ما لغيره من البشر عليه أن يؤمن بأن العراق هو قدره ووطنه ومهده ومثواه الأخير ، وأن يؤمن بأن شعبنا جزء من الشعب العراقي وأن مصلحته مرتبطة إرتباطا وثيقا بمصالح الشعب العراقي وأن ما يفيد ويضر الشعب العراقي يفيد ويضر شعبنا بنفس القدر ويوجد في تاريخنا الحديث الكثير الكثير من الشواهد التاريخية المأثورة والتضحيات الجسام وإمتزجت دماء أبناء شعبنا بدماء العراقيين جميعا في ساحات معارك الدفاع عن الوطن العراقي تدل على شراكتنا المعمذة بالدم مع الجميع في الوطن رغم أنف الحاقدين من العنصريين الشوفينين القوميين والمتشددين التكفيريين الأرهابيين ، هكذا يجب أن نعّلم ونربي أبنائنا وبناتنا جيل بعد جيل لنبني وطن صالح يسع الجميع لنعيش أحرارا سعداء  شامخين مرفوعي الرأس نتباهى به أمام شعوب الأرض قاطبة ..    

2281
ماذا يعني مفهوم القيادة الجماعية في العمل السياسي

                                                                                                             المهندس خوشابا سولاقا

منذ أن ظهرت التكتلات والأحزاب السياسية بهدف التصدي للأنظمة الأمبراطورية والملكية الأستبدادية التي كانت فيها السلطة بالكامل متمركزة بأيدي الأباطرة والملوك والطبقة الأرستقراطية المحيطة  بصورة مطلقة ولم يكن هناك صوت ودور لجماهير الشعب في صنع القرار السياسي للبلاد والمشاركة في إدارة شؤونه إلا بالقدر الذي يسمح به رأس النظام وما تقتضيه مصالحه ، بل كانت تعتبر الشعوب في ظل هذه الأنظمة جزء من ممتلكات الحاكم المطلق ، بسبب هذا الواقع الظالم والمهين لأنسانية الأنسان ولجماهير الشعب ظهرت الحاجة الى ضرورة إعادة هيكلة الأنظمة السياسية وتحديثها بل وإستبدالها بأخرى أكثر إنسانية تفسح المجال أمام مشاركة الشعوب في إدارة شؤون البلاد من خلال قيادات جماعية تمثل قرار جماهير الشعب عبر تلك التكتلات والأحزاب السياسية الناشئة لغرض إعادة بناء هياكل سلطة الدولة على أساس القيادة الجماعية المنتخبة عن طريق إنتخابات حرة وديمقراطية على النقيض من سلطة الدولة الملكية الأستبدادية . ولأجل الدخول في شرح وتوضيح مفهوم القيادة الجماعية في العمل السياسي سواء كان ذلك على مستوى الأحزاب والحركات السياسية أو على مستوى إدارة سلطة الدولة لا بد لنا من تقديم تعريف واضح ومحدد وإعطاء شرح وافي لمفهوم القيادة الجماعية أو القيادة بشكل عام                      
القيادة معناها التحكم في المواقف ، أي التحكم في الناس في النهاية بقرار له سلطة الألزام على الآخرين ، فمثلا قبطان السفينة هو قائدها الذي يتحكم في مسيرتها في البحر بقرارات ملزمة الننفيذ لموجهي الدفة والسرعة وخط السير ويتحكم في ركاب السفينة في طول البحر وعرضه بقرارات ملزمة التنفيذ لكل واحد منهم ، ومن هنا فالقيادة بشكل عام تعني أمرين أساسيين لا بد من توفرهما وهما القائد والقرار الملزم التنفيذ ، قد يكون القائد هنا  فردا بعينه وقد يكون مجموعة  من الأفراد المتساوين في الحقوق والواجبات ، ولذلك فالقرار القيادي قد يكون قرارا فرديا وقد يكون قرارا جماعيا . لقد دلت تجارب التاريخ الأنساني عبر مسيرته الطويلة على أن القرارات التاريخية المتعلقة بمصائر الأمم والشعوب ينبغي أن تكون قرارات جماعية صادرة عن قيادات جماعية ، حيث لا يوجد فرد لوحده منزه ومعصوم عن الخطأ ولا يصيبه الزلل والملل ليكون مؤهلا وقادرا على إتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية الأستراتيجية التي تقرر مصير الأمم والشعوب ، في الوقت الذي أيضا لا يسعنا القول بوجود جماعة بكاملها منزهة ومعصومة عن الخطأ وإنها لا تقرر إلا الصواب والصالح وما هو خير للأمم والشعوب دائما . إنه من المسلم به وإستنادا على التجربة الأنسانية الغنية أن إحتمالات الخطأ تقل بشكل مطرد مع جماعية القيادة للعمل السياسي وتزداد بشكل مطرد مع القيادة الفردية ، وإذا إستعرضنا تجارب الشعوب والأمم في العالم نجد مدى صواب هذه النظرية . إن جماعية القيادة لا تلغي دور الفرد بشكل مطلق بل على العكس من ذلك حيث تشجع المبادرات الفردية المنتجة للقرار الصائب في طرح الأفكار وتنافسها من خلال الحوار والنقاش الجماعي داخل القيادة الجماعية وتحجب بل تمنع المساعي والمحاولات الفردية للأستئثار والأنفراد منعا لظهور وسيادة الديكتاتورية الفردية وطغيان الفكر الشمولي في العمل السياسي , وإن القيادة الجماعية تعمل على تغليب رجاحة الرأي والفكر الصائب لأعتماده جماعيا لكائن من يكون من أعضاء القيادة بعد إقراره عن قناعة من قبل الأغلبية وهذه الرجاحة لا تعطي الحق أو التخويل لصاحب الرأي الراجح والفكر الصائب بالتسلط  والأنفراد بالقيادة مستقبلا والأنحراف عن خط السير للقيادة الجماعية .. إن جماعية القيادة ليست مسألة عددية كما يتصور البعض من الحمقى من هواة السياسة المستجدين من بعض قادة النخب والأحزاب والحركات السياسية ، لأن عدد المشاركين في القيادة الجماعية لا يكفل بحد ذاته جماعيتها الحقيقية وجماعيتها الفعلية ، لقد شاهدنا في التجارب التاريخية المعاصرة للأمم والشعوب في العالم قيادات كانت كثيرة العدد شكليا ولكنها فعليا وعمليا لم تكن جماعية بل كانت فردية خالصة بأمتياز بل أكثر من ذلك فردية متسلطة ومستبدة وبالتالي تحولت الى أشبه ما تكون بالقيادات الملكية المستبدة إن لم تكن قد تفوقت عليها في إستبدادها وقمعها وطغيانها وإرهابها لشعوبها  بحيث أصبحت هذه القيادات تورث من الأباء الى الأبناء كما كانت تورث الملكيات وما زالت هذه الصفة هي سمة كل الأحزاب والحركات السياسية والأنظمة السياسية الحاكمة في العالم الثالث ومنها بلدان الشرق العربية والأسلامية بشكل عام والعراق بشكل خاص ، وخير مثال على ما حصل ويحصل نظام ستالين ومن تلاه في القيادة السوفيتية السابقة وغيره من بلدان ما كان معروفا بالمعسكر الأشتراكي في شرق أوربا والصين وكوبا ونظام بول بوت في كمبودية وأنظمة هتلر في المانيا النازية وموسليني في إيطاليا الفاشية  وفرانكو في إسبانيا وسالزار في البرتغال ونظام الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر وما تلاه ونظام البعث الصدامي ونظام القذافي وعلي عبداله صالح ونظام البعث الأسدي في سوريا وغيرها الكثير من هذه النماذج من الأنظمة الشمولية الديكتاتورية التي هوت تحت مطرقة إرادة الشعوب الحرة وما زالت تهوى والتي قد دنت ساعتها ولاحت في الأفق عصر الشعوب .. ولهذا فأن تحقيق جماعية القيادة تقتضي توفر شروط معينة أولها أن يكون أعضاء القيادة أفراد متساوين في الحقوق والواجبات مساواة فعلية وليس مساواة شكلية وأن لا يفرض عليهم من قبل أي واحد منهم أي نوع من الأرهاب المعنوي أو الفكري أو المادي قسرا لأمتلاكه سلطة لا يمتلكها الآخرين بأستغلال الصلاحيات المخول بها بحكم مواقع المسؤولية التي يتولاها كالأمناء العامين للأحزاب والحركات السياسية أو رؤسائها , وثانهما أن تتخذ القرارات بعد المناقشة الحرة والصريحة والحوار الديمقراطي المستنير والمدعوم بكل الحجج والأسانيد المادية الشفافة والحقائق  الملموسة وأن يكون القرار بالنتيجة قرار الأغلبية وملزم التنفيذ للجميع للأكثرية المصوتة على القرار وللأقلية الرافضة له أو المتحفظة عليه ، تدافع عنه وتنفذه بدقة وجدية عالية على جميع المستويات وثالثها أن لا تبشر الأقلية برأيها دون أن تتنازل عنه تنازلا تعسفيا وأن تتاح لها الفرصة الكاملة والحرية التامة دائما للدفاع عنه وفق السياقات العملية والقانونية المعتمدة لحين أن تثبت التجربة العملية في الميدان عن صواب أو خطأ رأيها ، عندئذ عليها وعلى الطرف الآخر إعادة النظر بالقرار وتقويمه إن تطلب الأمر ذلك وتبني الرأي الصائب ووضع الرأي الآخر على الرف في أرشيف متحف التاريخ لغرض الأستفادة منه كتجربة تاريخية من تجارب العمل السياسي الديمقراطي .
عند قراءة الخارطة السياسية للواقع العراقي في ضوء هذه الرؤية للقيادة الجماعية نجد غياب تام لوجودها على كافة المستويات على مستوى الدولة في قيادة العملية السياسية الجارية في البلاد وفي قيادة تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية وفي قيادة مؤسسات الدولة الرسمية التشريعية والتنفيذية والقضائية ، حيث نجد تسلط القيادات السياسية الفردية في إدارة وتوجيه مؤسسات الدولة الرسمية والكتل البرلمنية والأحزاب والحركات السياسية ، ولذلك فشلت هذه القيادات فشلا ذريعا في بناء دولة القانون والمؤسسات الدستورية كما ينبغي ان تكون ، حيث نجد أن السلطة القضائية التي من المفروض أن تكون مستقلة أصبحت سلطة مسيسة ومنحازة لطرف دون الآخر وخاضعة لأرادة بعض القوى السياسية المتنفذة .. وليس حال الكتل النيابية في مجلس النواب والأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية بكل أشكالها وألوانها في الشارع والمجتمع أفضل من ذلك , حيث في أغلبها القرار في يد القلة من قياداتها والتي تكاد تنحصر في يد شخص واحد والمحيطين  به من الأنتهازيين والذين يتقنون فن التمسح على الأكتاف وكيل المدائح ، وبسبب هذه التركيبة الهشة والمشوهة لأغلب القيادات السياسية العراقية الرسمية والحزبية في هذا الزمان العجيب الغريب غاب من الساحة الرأي الحر والرأي المعارض وخف الصوت الرافض وسادت النزعة الفردية والأستئثار بالسلطة للقيادات النافذة ووصلت الأمور في البلاد الى ما وصلت اليه من السوء والأنهيار في كافة مجالات الحياة الأقتصادية والسياسية والثقافية والخدمية والأجتماعية مما ساعد على إنتشار الجريمة بكل أشكالها وشيوع الفساد المالي والأداري في أجهزة الدولة لكل من هب ودب وفقدان الأمن والآمان والسلم الأهلي من الحياة العراقية .      

2282
العلاقة الجدلية بين ما هو خاص وما هو وطني

                                                                                                                   بقلم : خوشابا سولاقا
 
في دولة متعددة القوميات والأعراق والأثنيات والأديان والطوائف ينشأ مجتمع وطني شديد التعقيدات وكثير المشاكل وعميق الصراعات ذات طابع متعددة الوجوه إذا لم يحسن النظام السياسي الحاكم خلق التوازن الوطني بين مكوناته المتعددة  ، قد يختلط ما هو قومي في مضمونه بما هو ديني في مضمونه أحيانا بين القوميات المتعددة الأديان ، وما هو ديني ومذهبي ضمن القومية الواحدة بما هو طائفي أو مذهبي في أحيان أخرى ، هذا الأختلاف والتنوع في مكونات المجتمع يخلق أرض خصبة وملائمة لنمو وإشتداد الصراعات القومية والدينية والطائفية والمذهبية تقود الى اللجوء على إستخدام العنف العشوائي بكل أشكاله ، وبالتالي ينتهي بحروب أهلية بين القوميات أو بين الأديان أو بين الطوائف يؤدي بالنتيجة الى إضعاف الوحدة الوطنية وتقسيم البلاد الى دويلات المكونات بدلا من الدولة الوطنية الموحدة والقوية  وعلى حساب ضياع الهوية الوطنية ، وعندما تأخذ الصراعات بين مكونات المجتمع الوطني هذا الشكل العنيف تؤدي الى إضعاف وتفكك أواصر تماسك النسيج الوطني ووحدة المجتمع الوطني وعندئذ تحل الكارثة بالوطن والشعب على كافة المستويات الوطنية والأجتماعية والأقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها لا يمكن إزالة آثارها السلبية على تطور وتقدم البلاد مستقبلا ولأمد طويل من الزمن .. بالتأكيد هذه التداعيات تنعكس سلبا وبدرجة كبيرة على كافة المكونات المكونة للمجتمع الوطني مجتمعة ، وتكون أشد تأثيرا وأكثر ضررا للأقليات القومية والدينية منفردة بصورة خاصة بحكم حجمها وتركيبتها ودورها في تشكيل وبناء المجتمع الوطني .. على هذه الشاكلة هي حالة المجتمع العراقي الآن ، إنه لمن المؤسف جدا أن يكون دور بعض النخب السياسية والتي تسترشد بأيديولوجيات ذات النزعة القومية الشوفينية الشمولية والدينية الطائفية العنصرية والمتحكمة بالقرار السياسي العراقي هو العمل على تعميق وترسيخ أسباب زرع الفتنة الطائفية وإذكاء نار الحقد والكراهية التي تزيد الأحتقانات القومية والدينية والطائفية لهيبا وبدعم من بعض الجهات الأقليمية التي لها مصلحة كبيرة في إفشال التجربة العراقية لأقامة نظام وطني ديمقراطي في العراق وبناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة لأن ذلك سوف ينعكس سلبا على أنظمة تلك البلدان حتما مستقبلا ، كل ذلك يجري تحت يافطات وشعارات وطنية زائفة ترفع هنا وهناك في كافة المجالات ومؤسسات الدولة الرسمية ووسائل الأعلام التي لايهمها من القضية غير الكسب المالي والشهرة وخدمة وتزكية المفاهيم والطروحات القومية والدينية والطائفية التي تعمل على تمزيق الوحدة الوطنية لحساب الأحزاب والفئات والتكتلات القومية والطائفية التي تنتمي إليها تلك الوسائل الأعلامية ،
إن البلدان التي فيها تنوع وتعدد قومي وديني وطائفي يكون من واجب بل من أولى أولويات برامج أحزابها السياسية ومؤسسات المجتمع المدني فيها هوالعمل بروح وطنية صادقة وحرصا شديدا على المصالح الوطنية العليا وحفاظا على وحدة الوطن والشعب السعي على إيجاد إطار عام لصياغة نظام سياسي وطني يلم الجميع على أساس تحقيق وحماية المصالح الوطنية والقومية والدينية والطائفية للجميع دون النظر الى عدد نفوس أو حجم أي مكون من مكونات الشعب ، بل أن يكون النظر الى كل فرد من أفراد الشعب من اي مكون كان من الزاوية الوطنية بغض النظر عن إنتمائه القومي والديني والطائفي .. عندما يكون مثل هكذا نظام سياسي في البلد عندئذ سوف لايشعر ولا يحس أي فرد من أبناء الشعب من أي مكون كان بالغبن والظلم ولا بالأقصاء والتهمش من المشاركة في بناء مستقبل البلاد وصنع قرارها وأنه مسلوب الحقوق ومصادر الأرادة ، عندئذ لا يرى غيره من أبناء الوطن أفضل منه أو مفضل عليه إلا من هو أقدر منه على العطاء للوطن ، وبذلك يكون قد قضي على كل أسباب الفرقة والتمزق والصراعات القومية والدينية والطائفية ، عندها تكون الأرضية الوطنية مهيئة لبناء الوحدة الوطنية الراسخة والصلبة القائمة على أساس المحبة والأخوة والتعايش السلمي والأمن الأهلي والولاء الوطني ، وعندها ينطلق الوطن بقوى شعبه كافة نحو بناء المستقبل المشرق الآمن والزاهر والتأسيس لبناء حياة ديمقراطية سليمة التي ينشدها ويحلم بها الشعوب من أجل التحرر والأنعتاق وتناوب السلطة سلميا من خلال الأنتخابات الحرة النزيهة بعيدة عن تأثيرات المصالح الفئوية والحزبية الضيّقة .. هكذا هي أو يجب أن تكون العلاقة الجدلية بين ما هو وطني وما هو خاص في العمل السياسي وإدارة شؤون الدولة في البلدان المتعددة المكونات ، علاقة تكاملية كعلاقة السبب والنتيجة لكي يضمن بقاء وإستمرار الوحدة الوطنية والتعايش السلمي لمكوناته في إطار الوطن الواحد ، الوطن أولا وثانيا وثالثا وآخرا وغيره يأتي بعده . حيث أن في إزدهار الوطن تزدهر المكونات القومية والدينية والطائفية وفي وحدته تتوحد هذه المكونات ، وفي أمن وأمان وسلامة الوطن تجد هذه المكونات الأمن والأمان والسلامة ، وفي تحقيق الذات الوطنية الصادقة تتحقق الذات الحرة لهذه المكونات ، وفي التآخي  الوطني يتحقق التآخي القومي والديني والطائفي والتعايش السلمي بين المكونات الوطنية .. ولتحقيق مثل هذه الحياة الحرة الكريمة وفي ظل نظام وطني ديمقراطي تعددي يأتي من خلال صناديق الأقتراع يضمن حقوق الجميع في العراق يجب أن تعمل النخب السياسية التي تقوده  وتمسك بالسلطة وتصنع القرار السياسي فيه على إمتداد طول العراق وعرضه من قمم جبال كوردستان وآشور الشماء الى سهول سومر والبصرة الفيحاء وأور الناصرية وميسان الخضراء الى أرض بابل الحضارة أرض قانون حمورابي المعطاء الى النجف الأشرف وكربلاء أرض المراقد المقدسة من أهل البيت الشهداء الى هضاب الأنبار أرض الطيبات والنجباء الى سهول نينوى التاريخ والحضارة أم الربيعين الحدباء الى أرض أربيل ودهوك والسليمانية وواسط والديوانية والمثنى أرض الأمجاد والوفاء وأرض  كركوك ينبوع الخير والعطاء الى بغداد النور عاصمة الرشيد مدينة التآخي حاضنة العلم والعلماء ... من اجل : اولا إشاعة الفكر والثقافة الوطنية والديمقراطية بين أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته من أجل الحفاظ على وحدة الوطن أرضا وشعبا . ثانيا إشاعة ثقافة نبذ العنصرية والشوفينية القومية ونبذ ثقافة التعصب الديني والطائفي وكل الثقافات التي تؤدي الى إضعاف وتمزيق وحدة الوطن والشعب . ثالثا إشاعة ثقافة رفض الفكر التكفيري المغذي للأرهاب والقتل على الهوية . رابعا إشاعة ثقافة رفض الأقصاء والتهميش للآخر والعمل على إشاعة ثقافة التآخي والتعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي . أنا أحب قوميتي وأحب ديني وطائفتي وأحب قبيلتي وعشيرتي عندما أحب وطني أكثر , أليس من المفروض بنا بل من واجبنا أن نكون هكذا لنكون عراقيين أحرار يا أبناء العراق ؟ أليس الوطن هو بيتنا الذي يأوينا جميعا وهو مثوانا الأخير علينا أن نصونه ونحميه في حدقات عيوننا ونضحي بكل غال ونفيس من أجله ..؟             

2283
الأنسحاب الأميريكي والتداعيات المحتملة

                                                                                                                             بقلم : خوشابا سولاقا
إن مناقشة مثل هذا الموضوع الحساس في مثل هذه المرحلة الحرجة والمصيرية من حياة العراق الجديد يجب أن يكون التعاطي معه موضوعي وعلمي وأن يتحكم في هذا التعاطي منطق العقل والشفافية وليس منطق العاطفة والتعصب والتهورعلى خلفية أيديولوجية سياسية بعيدة عن منطق المصالح الوطنية للبلاد كما تقتضي السياسة كفن الممكن وكونها وسيلة للدفاع عن المصالح كما عرّفها فقهاء ومنظري الفكر السياسي الحديث ، وأن تكون المناقشة إبتدأ على ضوء المعطيات والمؤشرات الملموسة والموجودة على أرض الواقع ، وأن لا يكون هذا التعاطي من باب ما تمّنى به النفوس بل أن يكون من باب ما في اليد من القدرة لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب القريبة والبعيدة المدى لصالح بلدنا وشعبنا .. إن إسقاط النظام السابق الذي كان يحلم به كل العراقين المتضررين منه وحتى قسم من المنتمين الى حزب البعث وتنظيماته المهنية والعسكرية والأمنية تحت ظروف شتى ولأسباب كثيرة معروفة لدى الجميع بما فيها إستعمال مصدر لقمة العيش كوسيلة لأجبار الناس على الأنتماء ، لم يأتي ذلك السقوط  بجهود وتضحيات ونضالات من هم الآن في الحكم وإنما تحقق ذلك على يد المحتل الأجنبي أميريكا وبمعاونة أصدقائها في العالم والمنطقة أي بمعنى كان إسقاط النظام الصدامي في العراق قرارا أميريكيا خالصا لا غبار عليه إطلاقا ولأسباب أميريكية خالصة بحته والجميع يعرف ذلك حق المعرفة ولم يكن الهدف من إسقاط النظام لأميريكا إستبدال ديكتاتورية الفرد وعسكرة المجتمع بديكتاتورية جديدة بلون آخر فمن يعتقد ذلك فهو واهم ، وإنما كل ما جرى كان لتحقبق مصالح إستراتيجية بعيدة المدى يجهلها المتطفلين على هامش السياسه والمرتزقين على فتات موائد الأجنبي الذي لا يرضيه عراق قوي ومزدهر ويعيش شعبه حرا كريما وقد يظهر ذلك جليا للعيان في المستقبل القريب ويصبح معروفا للقاصي والداني ، وقد يكون الأنسحاب الأميريكي الحالي من العراق بهذا الشكل غير المتوقع وفق مبدأ الفوضى الخلاقة عملآ تكتيكيا وخطوة في تنفيذ ذلك المشروع الذي أعد له من زمن بعيد لأعادة ترتيب الأمور والأوضاع في المنطقة وإعادة رسم خارطة سياسية جديدة لها بتحديث الأنظمة القائمة والحكام الفاسدين تتوافق وتستجيب أكثر لمصالح أميريكا وشركائها في العالم والمنطقة ألا وهو مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كان إسقاط  نظام صدام حسين الخطوة الأولى على هذا الطريق وما تلى ذلك ضمن سلسلة الربيع العربي من إسقاط أنظمة ديكتاتورية مستبدة فاسدة تشكل الخطوة الثانية في تنفيذ هذا المشروع والخطوة الثالثة ستأتي لاحقا مع الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة في ربيع جديد بتسمية أخرى .. ولغرض وضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بأسمائها وفضح نوايا من يتصيدون في الماء العكر تحت شعارات براقة خادعة مزيفة على غرار مقاومة المحتل وطرد المحتل وغيرها لآبد لنا من الأشارة الى بعض الحقائق لكي لا يتم نسيانها وتذكير الشعب العراقي بها لكي لا ينخدع مرة أخرى بهؤلاء الأقزام المتطفلين على هامش السياسة ، لم يكن لمن هم الآن في السلطة وحولها أو المشاركين فيما تسمى بالعملية السياسية أي دور يذكر وأية مساهمة في عملية إسقاط النظام الديكتاتوري كما تحاول أن تعكس ذلك للشعب العراقي وتروج له في خطاباتهم السياسية المنافقة وكما تزايد على بعضها البعض اليوم في سوق السياسة لتسويق أنفسهم كمناضلين ومقاومين للأحتلال الأجنبي زورا وبهتانا ويعلقون فشلهم وكل مشاكل البلاد التي يخلقونها بسبب تخبطهم وجهلهم بأمور إدارة شؤون الدولة على شماعة المحتل في الوقت الذي هم أنفسهم قد أوصلهم وأجلسهم المحتل نفسه على كراسي الحكم بعد سقوط النظام أليس هذا تناقض ورياء سياسي .. ؟ لذلك فأن خروج المحتل أو الأصح جلاء المحتل عن العراق هو من المؤكد قرار أميريكي خالص مئة في المئة وليس للكتل السياسية العراقية الموجودة في الساحة والتي تعبث بمصير ومصالح البلاد أي تأثير في تعجيل أو تأخير تنفيذ قرارالجلاء الأميريكي إلا بالقدر الذي خططت لهم أميريكا في هذه المسرحية الكوميدية التراجيدية  ، كل ما نسمعه هنا وهناك من هذا التكتل أو ذاك في هذه المناسبة أو تلك عبر وسائل الأعلام المختلفة هو مجرد رياء ونفاق سياسي ومزايدات سياسية لتضليل المواطن العراقي لضمان بقائهم وإستمرارهم لأطول فترة ممكنة في مواقعهم التي تدر لهم الملايين من الدولارات دون تعب وتضحية على حساب إفقار الشعب حيث أصبح العراق وشعبه موضع التندر والأستهجان من قبل الآخرين حيث يقال عنهما أغنى بلد وأفقر شعب ( قرّة عيونكم يا قادة العراق النشامة ) .. !!! 
ليس هناك مواطن على وجه الأرض إن كان عراقيا أو من أي بلد آخر في العالم يرضى ويقبل بوجود محتل على أرضه ، وبالمقابل ليس هناك مواطن مخلص حريصا على مصلحة وكرامة وإستقلال شعبه ووطنه أن يقبل بحصول ما يضر بشعبه ووطنه ، وهناك من يكون في موقف صعب لأن يختار بين خيارين أحلاهما مرّ كما هو حال المواطن العراقي اليوم ، إن المواطن العراقي المخلص والشريف من المؤكد أنه لا يقبل ببقاء قوات المحتل الأميريكي في العراق يوما إضافيا آخر في حالة عدم وجود ما يؤدي الى الأضرار بمصالح شعبه ووطنه ولو بالحد الأدنى، ولكن في حالة وجود ما يضر بمصلحة العراق وشعب العراق جراء مغادرة القوات الأميريكية وترك البلاد لقمة سائغة للآخرين ممن لهم أطماع فيه من دول الجوار وساحة مفتوحة لعبث العابثين من قوى الشر والتخريب في الداخل لعدم جاهزية القوات الأمنية والجيش لحماية أمن البلاد عندئذ يكون بقاء هذه القوات الخيار المرّ الذي يتطلب من العراقي الغيورعلى وطنه وشعبه قبوله ولو على مضض .. إن التدخلات السافرة من دول الجوار العراقي في شؤونه المختلفة ، والأعتداءات والتجاوزات العسكرية على حدوده الدولية شبه اليومية من قبل دول الجوار تحت ذرائع شتى ، وضعف إرادة الحكومة العراقية وإمكانياتها العسكرية في التصدي لهذه الأعتداءات والتجاوزات لأسبابها الذاتية والموضوعية الخاصة بها ، وهشاشة الوضع السياسي العراقي بسبب الصراعات على السلطة بين القوى السياسية المتنفذة ، وضعف جبهته الوطنية بسبب تفكك قوى التيار اليمقراطي ، ووجود الميليشيات المسلحة التابعة لبعض الأطراف السياسية المشاركة في السلطة والعملية السياسية ومرتبطة بأجندات سياسية خارجية وتشكل سلطة منافسة للحكومة المركزية في كثير من مناطق العراق وتحكم فيها وفق قانونها الخاص ، وضعف تنظيمات القوى الديمقراطية والليبرالية ومنظمات المجتمع المدني ودورها في تحريك الشارع العراقي كما هو الحال في بلدان الربيع العربي ، وسيادة ثقافة سياسة المحاصصة الطائفية والقومية من خلال الولاء للخصوصيات على حساب الولاء للوطن ، كل هذه المؤشرات والمعطيات تشكل أسبابا قوية وموضوعية للخوف والقلق للمواطن العراقي مما قد يحصل للعراق وشعبه جراء الفراغ الذي سوف يتركه مغادرة القوات الأميريكية للعراق .. إن وجود هذه القوات من وجهة نظر المواطن العراقي البسيط الذي يبحث عن الأمن والأمان والأستقرار والعيش بكرامة وعزة نفس تشكل رادعا قويا يردع الميليشيات المسلحة والعابثين بأمن البلاد من فرض سلطتها وقانونها الخاص على الشارع وتمنع جر العراق الى حرب أهلية طائفية وجعله ساحة مفتوحة ولأمد طويل لها والعودة الى القتل على الهوية التي أذاقت العراقيين المرّ .. هذه الأسباب المحتملة وغيرها هي التي تدعو البعض من القوى السياسية الوطنية المتعقلة الحره والحريصة على مصلحة البلاد والشعب وبعض الشخصيات الوطنية الشريفة من المثقفين الديمقراطيين ومن كل مكونات الشعب العراقي الى المطالبة بضرورة البقاء ولو لعدد محدود من قوات الأحتلال في العراق الى حين تشكيل حكومة عراقية وطنية صادقة قوية وشفافة قادرة على ملء الفراغ الأمني الذي يتركه مغادرة قوات الأحتلال ، إضافة الى أن بقاء هذه القوات يمنع فلتان الميليشيات المسلحة من فرض إرادتها وسلطتها وقانونها الخاص على الشارع وإشاعة الفوضى بكل أشكالها في المجتمع ، ومن التداعيات الخطيرة المحتملة التي تهدد مستقبل العراق جراء إنسحاب القوات الأميريكية هي : أولا تعرض العملية السياسية الجارية في العراق لبناء دولة ديمقراطية حديثة تكون فيها السيادة للقانون وحده دون سواه الى الأنهيار بسبب الصراعات على السلطة التي تشتد وتتوسع بين الكتل السياسية الطائفية التي يغذيها الجوار العراقي . ثانيا تعرض مستقبل العراق كدولة الى خطر التقسيم وبالأخص في ظل وجود قوى سياسية يمينية طائفية مسيطرة على السلطة السياسية والقرار السياسي تسعى بكل الوسائل للأستئثار بالسلطة والأنفراد بها وإحتكارها لصالحها بالكامل وإقصاء وتهميش الآخرين ووجود جبهة مماثلة في الرؤى في الطرف الآخر من المعادلة مما يساعد في إذكاء نار الصراع الطائفي المؤدي الى التقسيم والحرب الأهلية الطائفية . ثالثا  وجود ميليشيات مسلحة قد تسعى للسيطرة على السلطة بكل الوسائل بما فيها الأنقلاب العسكري من خلال عناصرها المتنفذة في صفوف القوات المسلحة وبدفع ودعم من أطراف أخرى داخلية وخارجية . وهذا ما يشكل خطرا داهما على مستقبل العملية السياسية والديمقراطية في العراق .  في ظل هذه الظروف تتشكل الأرضية المناسبة للمد الديكتاتوري للسلطة وعودة الديكتاتورية من جديد للحكم يقابله في الجانب الآخر إنحسار للديمقراطية الوليدة والحياة الديمقراطية في العراق التي ينشدها المواطن العراقي الذي قدم الغالي والنفيس في سبيلها عبر عقود من الديكتاتورية المقيتة ، وهذا ما يدفع بالشعب العراقي الى التخوف والقلق من إنسحاب القوات الأميريكية من العراق في ظل هذه الظروف القائمة حاليا وهو واقع الحال فعلا وفق كل المعايير والمؤشرات على الأرض وليس تبريرا تسّوقه البعض من القوى السياسية لبقاء قوات الأحتلال حبا بها أو ببقائها أوعمالة لأميريكا كما تتهمها القوى اليمينية الطائفية التي تتحكم بأرادتها السياسية إرادة القوى الأجنبية من دول الجوار والتي تريد شرا بالعراق وشعبه ولا تنشد له الخير والأمن والأستقرار والتقدم والأزدهار . لهذا السبب أو ذاك فأن القوى السياسية الوطنية والديمقراطية وكل مواطن عراقي شريف مطلوب منهم بذل قصارى الجهود لرص الصفوف وتجاوز الأنانية الفردية والخلافات الحزبية الضيقة من أجل بناء جبهة التيار الوطني الديمقراطي للتصدي لهذه المخاطر المحتملة لأنقاذ الوطن من السقوط في براثن الديكتاتورية مرة أخرى ..                     

2284
الأقاليم وسياسة الأستئثار والأقصاء والتهميش
بقلم : خوشابا سولاقا
إن النظام الفيدرالي أو الأتحادي من حيث المبدأ قد أقره الدستورالعراقي وأصبح حق دستوري لأبناء الشعب العراقي ويتم تطبيقه وفق آليات حددها الدستور نفسه لمن يرغب المطالبة بتطبيقه في منطقة ما ، ولكن الأهم في الأمر هو طبيعة ذلك النظام كيف تكون على أرض الواقع حيث هناك مفهومان لهذا النظام متبلورة المعنى لدى العراقيين وهما إذا كان النظام الفيدرالي   قائم على أساس تقسيم البلاد الى أقاليم إدارية بغرض رفع مستوى كفاءة أداء تقديم الخدمات المختلفة على أكمل وجه وإدارة الأقليم من قبل ساكنيه بحرص شديد فهو من أنجح الأنظمة الأدارية لأدارة شؤون البلدان في العالم ، وما نشهده في بعض البلدان التي إتخذت من النظام الفيدرالي نظاما إداريا لأدارة شؤونها خير دليل ومثال على أفضلية هذا النظام على غيره من الأنظمة ، كما هو عليه الحال في كل من الولايات المتحدة الأميريكية وألمانيا الأتحادية والأتحاد السويسري والمملكة المتحدة والهند والأتحاد الماليزي وغيرها من البلدان في مختلف أنحاء العالم ، وخير مثال على ملائمة ونجاح هذا النظام في المنطقة العربية هي دولة إتحاد الأمارات العربية ، وما حققته هذه البلدان من إنجازات وتطور وتقدم في مختلف المجالات يكفي أن يكون برهانا لتزكية هذا النظام للشعوب التي تختاره كنظام لأدارة شؤون بلدانها لأنتشالها من براثن واقعها المتخلف والأنتقال بها الى مصاف البلدان المتقدمة والأقتداء بتجاربها في بناء دولة حديثة بكل معنى الكلمة . والمفهوم الآخرإذا كان النظام الفيدرالي قائم على أساس تقسيم البلاد الى أقاليم عرقية أو قومية أو طائفية أو على أساس أية خصوصية أخرى فأن ذلك سوف يخلق الكثير من أسباب الخلافات وربما التناحرات والحروب الأهلية والعرقية والدينية والطائفية بين هذه الأقاليم لأسباب كثيرة ومنها الصراع على الأرض ومصادر الثروات الطبيعية وطريقة توزيعها والتي بالتالي تشكل الأرضية المناسبة التي تمهد الى التقسيم وربما الأنفصال عن جسم الوطن الأم وتشكيل دويلات مستقلة أو في أحسن الأحوال يتحول الوطن الواحد الموحد الى دولة كونفيدرالية وهو نظام قريب الشبه بالأنفصال .. وجميع هذه الأشكال من الأنظمة تكون نتيجة حتمية للسياسة التي تعتمد من قبل من يقبض على السلطة المركزية بيده في البلاد ، وبذلك يكون القابض على السلطة المركزية هو المولد لأي شكل من أشكال النظام الأداري المعتمد في البلد المعني والمتحكم به وبالأخص في ظل غياب النظام الديمقراطي القائم على التعددية المعبرة عن مكونات الشعب المختلفة وغياب الآليات الديمقراطية في توزيع السلطة والثروة.. أي أن النظام الذي سيقرّ في البلاد سيكون الأنتاج الطبيعي لطبيعة من يقبض على السلطة المركزية ، فأذا كانت السلطة المركزية سلطة وطنية ديمقراطية قائمة على أساس الولاء الوطني وليس على أساس الولاء للخصوصيات ، وقائمة على أساس إشاعة العدل والمساواة وتكافؤ الفرص وعدم التهميش والأقصاء للأخر ، وسياسة قائمة على أساس إشاعة ثقافة قبول الآخر والتعايش السلمي معه والعمل على تعزيز وتقوية وشائج المحبة والألفة والتعاون وتقسيم الثروة والمشاريع الأنمائية والخدمية المختلفة بالتساوي أو حسب حاجة المناطق المختلفة في البلاد ، والأبتعاد عن سياسة السعي للأستئثار بالسلطة ، وسياسة الثأر والأنتقام والتهميش والأقصاء تحت أي مسمى كان وبأية ذريعة كانت ، وإعتماد سياسة وطنية تخدم الجميع وتراعي مصالح الجميع وحمايتها دون تمييز وإشاعة ثقافة السياسة الوطنية الديمقراطية بدلا من إطلاق العنان لثقافة الخصوصيات الباعثة للعنصرية الشوفينية والتعصب والكراهية والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد ، عندها يشعر المواطن في جميع مناطق البلاد مهما كانت إنتماءاته الخصوصية بالأطمئنان والأمن ويتعزز عنده الشعور الوطني والأنتماء للوطن وتتولد لديه القناعة بأن مصيره ومصالحه مرتبطة ترابطا عضويا بمصير ومصالح بقية أبناء الوطن ، وعندها بالمقابل تضعف لديه النزعات والميول الى المطالبة بانشاء أقاليم فيدرالية على أساس الخصوصيات كخيار وحيد لحماية كيانه وخصوصياته ومصالحه .. عليه فأن السياسة التي تنتهجها السلطة المركزية سيكون لها الدور الحاسم في الدعوات الى إقامة أقاليم فيدرالية مهما كانت طبيعتها من عدمه .. وعلى ضوء ما تم ذكره فأن السياسة التي تنتهجها حكومة بغداد حاليا القائمة على مبدأ السعي للأستئثار بالسلطة من خلال المراوغات والتلاعب بتفسير الكلمات والمصطلحات التي تمارسها  والتهميش والأقصاء للآخر من الشركاء في العملية السياسية والأنتقام والثأر من الأعداء المعتبرين وفق مقتضيات الولاءات الخصوصية والسياسية هي سياسة خاطئة بأمتياز تؤدي بالبلاد الى ما لا تحمد عواقبه الوخيمة على المدى القريب والبعيد ، وهي التي بالتالي تمهد بشكل مباشر الى مطالبة الخاسرين والمتضررين من نتائج هذه السياسة العقيمة بأنشاء أقاليم فيدرالية خاصة بهم بالشكل الذي يؤدي مستقبلا الى تقسيم البلاد الى أقاليم قومية كما هوالحال مع اقليم كوردستان وطائفية كما يروج له من قبل البعض حاليا في مختلف محافظات العراق من دون إستثناء ، وهذا بحد ذاته يشكل أكبر تحديا وتهديدا للوحدة الوطنية العراقية أرضا وشعبا .. فالذي لا يريد التقسيم للعراق كما يدعي الجميع من النخب السياسية في خطابها السياسي المعلن والتي تتصارع وتستقتل على كراسي السلطة وإمتيازاتها التي تسيل لها اللعاب في العراق اليوم عليه بالأبتعاد عن إنتهاج السياسات التي تخدم كل المشاريع التي تؤدي الى تقسيم العراق تحت أية مسميات كانت فيدراليات أو كونفيدراليات أو غيرها تضر بوحدته الوطنية ، فالسياسة المركزية لحكومة بغداد تكون هي السبب وإعلان الأقاليم الفيدرالية من عدمه هي النتيجة وليس العكس وفقا لنظرية السبب والنتيجة  والتي تعتبر أحد القوانين العامة لتطور الطبيعة والمجتمع ، وعليه فأن الحاكم يتحمل كامل المسؤولية شاء أم أبى تجاه ما يحصل في هذا المجال .. كفاكم يا قادة النخب السياسية ممارسة فن خداع النفس والضحك على الذقون وتظليل الشعب بالشعارات الوطنية المزيفة التي ترفع هنا وهناك بمناسبة وبدون مناسبة والتشدق الأخرق بالوطنية زورا ونفاقا والبكاء في وسائل الأعلام وذرف دموع التماسيح على مصير الوطن الجريح وأنتم ذباحيه ، فالذي لا يريد الأضرار بوحدة العراق وتقسيمه عليه أن يتخلى عن سياسات السعي للأستئثار بالسلطة وتهميش وإقصاء الآخر من الشركاء في العملية السياسية ، والتخلي عن سياسة الثأر والأنتقام من الأعداء التاريخيين المفترضين بشكل إنتقائي ، واولى مقدمات هذه السياسة يجب أن تتجلى عمليا في التخلي عن سياسة الأجتثاث الفكري بصورة إنتقائية وعن قانون المساءلة والعدالة وطوي صفحة الماضي العراقي الأليم والى الأبد وتسليم ملف من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين وإرتكبت الجرائم بحق الشعب العراقي الى القضاء العراقي المستقل الغير مسيس ليتولاه وفقا للقانون لينصف الضحايا وينال المجرم جزاءه العادل إن كان بعثيا أو كائن من يكون .. ويندمج الآخرين في المشروع الوطني لأعادة إعمار وبناء العراق وبداية صفحة جديدة في مسيرته المستقبلية الجديدة ، عراق الجميع دون التمييز بينهم وإلا فليرحل هؤلاء عن كراسي الحكم وليذهبوا الى الجحيم كمن سبقوهم الى هذا الموقع ، وليذكر الجميع أنهم راكبين في قارب واحد في هذا البحر الهائج بالمخاطر والتحديات ، فأن غرق سوف يغرق الجميع وإن نجا سوف ينجو الجميع ، ولكن النجاة سوف لا تحصل إلا بتظافر جهود جميع الخيرين من ركابه وملاحيه على حد سواء ..                 


2285
ماذا أنتجت إتفاقية أربيل ... ؟
                                                                                                                       بقلم : خوشابا سولاقا
قبل الخوض في الأجابة على هذا السؤال لا بد من تعريف القارئ اللبيب بالمقدمات المادية التي قادت الكتل السياسية العراقية الى التوقيع على مثل هذه الأتفاقية التي أصبحت شوكة في  حلق الموقعين عليها يصعب عليهم بلعها أو قذفها خوفا من أن تجرحهم ، جميع العراقيين من المهتمين بالشأن السياسي العراقي يعرفون جيدا أنه بعد إنتهاء الأنتخابات العامة في السابع من آذار من عام 2010 ، من ليلتها بدأت حملة الصراعات والتشهيرات بين قادة القوائم الأنتخابية المتنافسة من خلال التصريحات والتصريحات المضادة عبر وسائل الأعلام المختلفة حول النتائج الأولية للأنتخابات وحول ما حصل من تجاوزات وخروقات التي رافقت عملية الأنتخابات في التصويت والفرز والتي إنتهت بألغاء قسم لا بأس به من صناديق الأقتراع في بعض الدوائر الأنتخابية وذلك بسبب عدم إستقلالية المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات وضعفها الواضح في التصدي للضغوطات التي مارسها البعض من هذا الطرف أو ذاك من المتنفذين في السلطة لتغيير نتائج الأنتخابات لصالحها . وإستمرت الصراعات وحملة الأتهامات المتبادلة والتشهير والتشكيك بالنتائج الأولية التي كانت تعلنها المفوضية يوميا بالأقساط أو بالقطارة كما يقال وذلك بعد أسابيع من تاريخ غلق صناديق الأقتراع .. وعلى ضوء النتائج الرسمية المعلنة  للشعب في وسائل الأعلام والتي جاءت مخيّبة لآمال البعض بشكل كبير وجن جنونهم بسببها مما حدا بهم الى الطعن بها وطالبوا بأعادة عملية العّد والفرز يدويا في دائرة بغداد وتحت الضغوطات الكبيرة التي مورست رضخت المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات لهذا الطلب الذي أثار تذمر وإشمئزاز وسخط الناخبين مما جعلهم والمراقبين على حد سواء أن يشككون بنزاهة الأنتخابات وشرعيتها ، وبعد مدة تم إنجاز عملية إعادة العّد والفرز يدويا وأعلنت النتائج دون أن يكون هناك أي تغيير في عدد مقاعد القوائم الفائزة ، مرة أخرى ونفس الأطراف التي شككت وطعنت بنتائج الأنتخابات لجأت هذه المرة الى الأستفسار من المحكمة الأتحادية عن مفهوم الكتلة الأكبر حسب المادة ( 76 ) من الدستور العراقي المقر من الشعب في إستفتاء عام وذلك تشبثا منها لضمان تكليفها بتشكيل الحكومة ، وخلافا للأعراف والقوانين الأنتخابية المعتمدة في جميع ديمقراطيات العالم حول مفهوم الكتلة الكبرى والتي تعّود عليها الناس وكما جرت في الأنتخابات السابقة عام 2005 بأن الكتلة الكبرى هي القائمة الفائزة في الأنتخابات التي تمثل إرادة الأغلبية من أبناء الشعب وهي بالتالي تكلف بتشكيل الحكومة لوحدها أو بالتحالف مع قوائم أخرى ، ولكن الذي حصل وللأسف الشديد تم تسييس القضية بأمتياز كما أرادت بعض الأطراف المشاركة في الأنتخابات ، فكان تفسير المحكمة الأتحادية وليس المحكمة الدستورية كما ينبغي أن يكون حسب الدستورأن الكتلة الكبيرة حسب المادة (76 ) هي الكتلة التي تتشكل في البرلمان على ضوء التحالفات التي تحصل وتكلف تلك الكتلة بتشكيل الحكومة ، إلا أن هذا التفسير كان تفسيرا سياسيا محضا بأمتياز وليس تفسيرا قانونيا كما ينبغي أن يكون ، وكان هذا التفسير خيبة أمل كبرى للعراقيين بأستقلالية القضاء العراقي لكي يعتمد عليه كفيصل في حل ما ينشب من الخلافات بين الكتل السياسية من جهة، ومن جهة أخرى كان مصادرة لأرادتهم الحرة وحقوقهم الدستورية في إختيار حكومتهم الديمقراطية .. وبالرغم من كل ذلك لم تتمكن الكتلة الكبيرة التي تشكلت في البرلمان من تشكيل الحكومة ضمن المدة القانونية بموجب الدستور بسبب عمق الصراعات والتناقضات الحادة والخلافات بين فصائلها المختلفة حول توزيع الكراسي والمناصب من جهة وبينها وبين الكتلة الثالثة في البرلمان حول شروطها العالية السقف بسبب تزعزع الثقة وضعف المصداقية التي أورثتها التجربة السابقة مقابل قبول المشاركة في الحكومة المقبلة من جهة ثانية ورفض الكتلة الثانية الأعتراف بأحقية ومشروعية الكتلة الكبيرة حسب تفسير المحكمة الدستورية ومدى مخالفة ذلك التفسير للأعراف القانونية والدستور وتهديدها بتدويل الموضوع واللجوء الى كل الأساليب القانونية الممكنة للمحافظة على حقها الدستوري وإستحقاقها الأنتخابي في تشكيل الحكومة المقبلة من جهة ثالثة ، أي بمعنى أن مستقبل العملية السياسية أصبح على كفة عفريت على ضوء هذا الواقع .. كل هذه الأشكالات التي رافقت العملية الأنتخابية خلقت في العراق وضعا سياسيا في غاية الهشاشة والضعف والأيام تمر والبلاد من دون حكومة شرعية وإستمرار الحالة العراقية بين الأخذ والرد في جدل بيزنطي بين الكتل المستقتلة من اجل الكراسي والمصالح الشخصية ، وقارب عام 2010 على الأنتهاء ، وأخذ الضغط الشعبي والجماهيري من خلال مؤسسات المجتمع المدني بالتزايد على الكتل السياسية ومطالبتها بالخروج بالبلاد من أزمتها السياسية المستفحلة ، مما حدا بها الى البحث عن مخرج مشرف للخروج من هذه الأزمة التي أدخلت البلاد في نفق مظلم لا ضوء في نهايته ووضعته في عنق الزجاجة الضيقة زادت من خناقه ..  فجاءهم حبل الأنقاذ وقارب النجاة في هذا البحر الهائج والمتلاطم الأمواج من كوردستان من فخامة رئيس الأقليم شخصيا الأستاذ مسعود البرزاني المتمثل فيما بات يعرف بمبادرة مسعود البرزاني  ، قاد الأستاذ مسعود البارزاني وطاقمه المفاوضات الثنائية الأطراف مع الكتل الأنتخابية في البرلمان والكتل السياسية العراقية الأخرى من خارج البرلمان وبمباركة ورضا وتوجيه الأميريكان وقد تكون بمباركة وقبول الأطراف الأقليمية المؤثرة والفاعلة في صنع القرار السياسي العراقي أيضا حول الصيغة النهائية لتجاوز هذه الأزمة المستعصية والخروج منها بسلام حفاظا على بقاء وإستمرار ما يسمى بالعملية السياسية ومنعها من الأنهيار والوصول الى شكل الحكومة التي من خلالها تتوزع المواقع والمناصب والأدوار بين الكتل المتصارعة في العراق في هذه المرحلة الحرجة من مسيرته للتأسيس لبناء الدولة الديمقراطية المنشودة ، وقد إنتهت هذه المفاوضات الماراثونية بين أربيل وبغداد وعلى مختلف المستويات القيادية للكتل المتصارعة الى إقرار شكل الحكومة التي تحقق هذا الطموح للعراقيين الذين سئموا الأنتظار ألا وهي حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية القائمة على مبدأ التوافق الوطني كما أعلن عنه بموجب ما ورد فيما أصبح يعرف الآن بأتفاقية أربيل ، وتم بموجب هذه الأتفاقية الأتفاق على تسعة بنود لم تعلن تفاصيلها وآليات تنفيذها لحد الآن ، ولكن صدر على أثر هذه الأتفاقية بيان مشترك موقع من قادة الكتل الثلاث الكبرى في البرلمان وهم كل من دولة رئيس مجلس الوزراء الحالي الأستاذ نوري المالكي وفخامة رئيس أقليم كوردستان الأستاذ مسعود البرزاني ورئيس كتلة إئتلاف العراقية الدكتور أياد علاوي .. هذه الأتفاقية أنتجت أركان الدولة الثلاث ، رئاسة الجمهورية من التحالف الكوردستاني ورئاسة البرلمان من إئتلاف العراقية ورئاسة مجلس الوزراء من التحالف الوطني ووزعت مناصب نواب الرؤساء بالتساوي العددي بين الكتل الثلاث تحقيقا لمبدا التوازن بين الكتل المشاركة ، وشكلت الوزارة المتضخمة للغاية دون تسمية الوزراء الأمنيين والتي تولاها جميعا وكالة دولة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وتوالت المناورات والمناكفات بين قادة الكتل بين الرفض والرفض المقابل للمرشحين الى هذه الوزارات من الطرفين الى يومنا هذا ، وبذلك أصبحت السلطة الفعلية في يد كتلة واحدة عمليا وبذلك تتصاعد وتيرة وحدّة الحرب الأعلامية بين قادة الكتل مما يزيد الوضع السياسي والأمني في البلاد سوء يوم بعد آخر.. كان من المفروض بموجب إتفاقية أربيل أن تنتج حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية الصانعة للقرار السياسي وليس حكومةالمشاركة المنقوصة كما  هو عليه الحال ، وأن تنتج المجلس الوطني للسياسات الأستراتيجية وتشريع قانونه الخاص قبل إعلان الحكومة وليس بعده لمنع اللف والدوران بحجة كون المشروع دستوري أو غير دستوري خاضع للأجتهادات المتناقضة لهذا الطرف أو ذاك والدوران في حلقة مفرغة فأذا كان بند من بنود الأتفاقية غير دستوري فأن الأتفاقية بكاملها عندئذ تكون غير دستورية أيضا طالما تم التوقيع عليها من قبل جميع الأطراف ويكون تطبيقها ملزما للجميع وليس إنتقائيا كما يريد البعض ، وإعلان الألتزام بتنفيذ ال ( 19 ) شرطا للتحالف الكوردستاني والمصادقة على هذه البنود والبنود غير المعلنة للأتفاقية كحزمة واحدة وليس مجزئة من قبل البرلمان وذلك لسد الطريق أمام أي تفسير أو إجتهاد بسبب ما قد يحصل من الخلافات التي تستجد أثناء التطبيق ، إلا ان هذه الأتفاقية لم تنتج شيئا كاملا مما تم الأتفاق عليه ... وبالتأكيد يتحمل الطرف الراعي لهذه الأتفاقية مسؤولية فشلها ومسؤولية التداعيات التي تنعكس سلبا على مستقبل العملية السياسية جراء إنفراط عقد هذه الأتفاقية الهشة في شكلها ومضمونها بسبب ردود أفعال  الطرف المغبون أو بالأحرى الطرف الخاسر من أطرافها ، وعليه يصبح من حق الشعب العراقي أن يعتبر هذه الأتفاقية في حكم الملغاة طالما لم تنفذ بنودها بالكامل ، وعندها كل شئ يرجع الى المربع الأول ، لم نجد من الطرف الراعي أية مساعي جدية وصادقة لتفعيل الأتفاقية لأجبار الأطراف المعنية لوضعها موضع التنفيذ ..


2286
العملية السياسية والتيار الديمقراطي
                                                                                                                             بقلم : خوشابا سولاقا
إن الديمقراطية كفكر وفلسفة للحياة ومنهج للعمل لبناء دولة ديمقراطية دولة القانون والمؤسسات الدستورية ، أي الدولة المدنية ، لا يمكن لها أن تستقيم وتتحقق من خلال عملية سياسية تكون القوة الفعالة والمؤثرة والحاسمة فيها لتيارات سياسية عقائدية لا تؤمن أصلا بالديمقراطية من جهة ، وهي تسعى بكل الوسائل المتاحة لديها لبناء دولة دينية من وراء ستار التشدق بالديمقراطية زورا من جهة أخرى كما يجري الآن في العراق ... فالعملية السياسية التي تسعى الى بناء دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية والتي فيها يجب أن تسود المساواة والعدالة الأجتماعية وتكافؤ الفرص لجميع أبناء المجتمع وتحكمها فلسفة قبول الآخر مهما كانت الأختلافات في الخصوصيات الجزئية تتطلب أول ما تتطلبه هو إنجاز علمانية الدولة ومدنيتها وعدم تسييس الدين وإلغاء الطائفية السياسية والشوفينية القومية السياسية من منهج وفلسفة الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة وإشاعة الثقافة الوطنية القائمة على قبول التعددية بكل أشكالها القومية والدينية والطائفية والسياسية وقبول الآخر والتعايش السلمي في إطار الدولة الوطنية الواحدة أرضا وشعبا ، وليس في إطار الترويج لفلسفة دولة المكونات تحت شعار حماية الخصوصيات ، إن الحامي الوحيد والأمين للخصوصيات والمدافع العنيد عنها في معارك الصراع من أجل البقاء والذي في ظله تنمو وتزدهر وتزهو الخصوصيات هو النظام الوطني الديمقراطي والثقافة الأجتماعية الوطنية الديمقراطية ... وفي سياق هذه الرؤية المستقبلية لواقع العراق الحالي ، وفي ظل المحاولات الساعية الى تشكيل التيار الديمقراطي للقوى والشخصيات الديمقراطية في العراق من أجل بناء عراق جديد والتصدي للقوى التي تسير به نحو التأخر والتخلف والعودة به الى عهود ما قبل التاريخ كما تبدو الصورة للعيان ، يتطلب أن تكون أولى أولويات التيار الديمقراطي بكل مكوناته التي من المفروض بل من الواجب الوطني أن تنضوي تحت خيمته للدفع بما يسمى العملية السياسية الجارية الى الأمام نحو بناء عراق ديمقراطي حر ، العمل :
     أولا : العمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية على مستوى قوى التيار الديمقراطي بكل فصائله دون إستثناء وذلك بضمان مشاركة كافة التيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية الديمقراطية ، أي بمعنى كل الأطراف الوطنية التي تؤمن بمبادئ الدولة المدنية العلمانية القائمة على أساس عدم تسييس الدين وفصل الدين عن الدولة والأجماع حول برنامج وطني ديمقراطي على أساس الولاء الوطني لبناء الدولة الحديثة ، هذا من جانب ومن جانب آخر السعي الى تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية بين الفصائل السياسية العراقية الآخرى التي تؤمن بالوحدة الوطنية وخلاص العراق من محنته الحالية وأنتشاله من واقعه المرير الذي يئن تحت وطأته منذ ثمان سنوات ..   
ثانيا: العمل من أجل تغيير الدستور ، لأن التغيير هو الذي يجعل الدستور حي ومتجدد وفعال متماشي مع متطلبات المستجدات في حياة المجتمع العراقي ، وليس العكس ، أي محاولة  تطويع متطلبات مستجدات الحياة لمضمون نصوص ومواد الدستور كما يريد البعض وكأن الدستور شئ مقدس لا يجوز المساس به وإجراء أي تغيير على مواده ونصوصه هذا من جهة ومن جهة أخرى أن يكون التعامل مع نصوص الدستور على وفق ما تقتضيه تحقيق مصلحة الوطن والشعب وبشكل شامل وليس بشكل إنتقائي كما تقتضي مصالح الفئات والقوى السياسية المتنفذة والتي تجعل من الدستور قميص عثمان كما يقول المثل ، ترجع إليه وتتمسك وتتشبث به بقوة عندما تقتضي ذلك أجنداتها السياسية ومصالحها الشخصية والحزبية ، وتدوس عليه بأقدامها دون خجل أو وجل عندما يقتضي الأمر العكس ..!! كما يحصل اليوم في العراق وإن تطفلنا عليها وسألناها لماذا يحصل هكذا .. ؟ لأجابت إنها السياسة كما عّرفوها فقهاء علم السياسة بأنها فن الممكن .. !! ثالثا: لكي تكون للتيار الديمقراطي شفافية ومصداقية وقبول لدى الجماهير الشعبية وأن تجعل من الديمقراطية العلاج الشافي للتصدي لكل متطلبات التغيير الأجتماعي والسياسي والأقتصادي ، يتطلب من مكونات التيار الديمقراطي على إختلاف إنتماءاتها الأيديولوجية أن تمارس الديمقراطية على كل المستويات إبتداء من الحياة الشخصية داخل الأسرة وعلى مستوى الأحزاب داخل التنظيم الحزبي ، لأنه من غير الممكن لحزب سياسي أن يقوم ببناء نظام سياسي ديمقراطي لأدارة دولة ديمقراطية حديثة في ظل غياب أو إنعدام الممارسة الديمقراطية في حياته الحزبية وجزئيات الحياة الأجتماعية الأخرى ، لأن الديمقراطية ليست مجرد شعار فضفاض ترفعه الأحزاب والكتل السياسية في المناسبات بغرض المزايدات والمناكفات السياسية لمحاربة بعضها البعض الآخر من أجل المناصب والكراسي والمصالح الشخصية على حساب إذلال المواطن وزيادة فقره و بؤسه وشقائه ونهب خيرات بلاده وأمواله في السر والعلن من قبل الحاكمين على رقابه من هذه الأحزاب التي تمسك السلطة بيدها لتبرير الممارسات الخاطئة والمنحرفة التي تجري في وضح النهار كما هو عليه الحال في الساحة السياسية العراقية ، وإنما هي ممارسة حياتية حية على مختلف الصعد لبناء مجتمع أفضل ...
رابعا: يجب أن تكون مكونات التيار الديمقراطي بعيدة كل البعد عن الصراعات الأيديولوجية وأن لا تعطي لذلك الأولوية والأهمية في لقاءاتها ونقاشاتها لكي تتمكن من تحقيق أهداف التيار من المشتركات الوطنية حول أسس إقامة الدولة الديمقراطية التي تؤمن بمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان ، أي دولة مدنية علمانية بمعنى عدم تسييس الدين ، دولة تسعى الى تحقيق الهوية الوطنية وبناء ثقافة وطنية ، دولة القانون والمؤسسات الدستورية القائمة على مبدأ فصل السلطات وإستقلال القضاء ، وليس دولة المكونات والخصوصيات ، وأن لا تشغل مناقشة التفاصيل ووضع الآليات لأنجاز هذه الأهداف الوطنية الكبرى الحيز الأكبر من الوقت والجهد لخلق أرضية للأختلافات والخلافات والمناكفات غير المجدية كما جرت العادة في التجارب الماضية على حساب ترسيخ وتوسيع قاعدة المشتركات الوطنية كما هو مفروض ومطلوب من الجميع في هذه المرحلة الحرجة من مسيرة شعبنا العراقي ، مرحلة التحول والأنتقال من الديكتاتورية الفردية الى الديمقراطية ، وإلا فالديكتاتورية التي خرجت من الباب الخلفي للوطن عائدة إليه من الشباك بلون ولباس ومسمى جديد ولكنه أكثر سوادا وقتامة ، ديكتاتورية لا تبق ولا تذر .. !! وبالطبع هذا ما يتمناه أعداء الديمقراطية في الداخل ودول الجوار العراقي والمنطقة وتتنفس له الصعداء .. فليكن التيار الديمقراطي قارب النجاة للشعب العراقي من الغرق في بحر الديكتاتورية العائدة بلباسها الجديد ..           

2287
الوجود القومي لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العراق ... الى أين .. ؟
                                                                                                             بقلم : خوشابا سولاقا

من أجل المزايدات السياسية الرخيصة والتي تخدم أجندات الآخرين من المتنافسين في صراع النفوذ على الأرض في سهل نينوى وغيرها من المناطق التي تشهد مثل هذا التنافس ، وفي خضم هذا الصراع ، ومن حيث يدري أو لا يدري المتحدث من المدعين بتمثيل أبناء شعبنا  بأسم المصلحة القومية والأمة ومستقبل وجودها على هذه الأرض التي وجدنا عليها منذ فجر التاريخ ، يكثر الحديث ويعلو الصراخ وتذرف الدموع على مسارح السياسة العراقية والأقليمية هذه الأيام خوفا على المصير القومي لوجود هذه الأمة المسكينة التي ظلمت على أيدي القائمين عليها من أبنائها قبل الغرباء ، وظلمها الزمان والتاريخ وحكم عليها بالبؤس والقتل والتشرد والشقاء في كل مناطق سكناه عبر قرون طويلة من الزمن ، وكما ظلمها الآخرين من كل حدب وصوب من الجيران والغرباء ، ولكن كان ظلم أولائك الأقزام الذين يعبثون بمقدرات وتاريخ وتراث هذه الأمة الذي يدعون تمثيلها زورا وبهتانا ومن دون خجل في وضح النهار وعتمة الليل على حد سواء من السياسيين وبعض رجال المجتمع من القائمين على مؤسسة الكنيسة ولا أقصد هنا الجميع ، هؤلاء يتحدثون بكلام غير منطقي وغير مدروس لا يقبله العقل السليم والمنطق العلمي حول إستحداث محافظة خاصة بأبناء شعبنا أو بالمسيحيين كما يحلو لهم تسميتها ، لأنه هكذا سموها المستفيدين الحقيقيين منها ، والبعض الآخر يغالي في تطرفه ويذهب الى أبعد من ذلك الى المطالبة بإقامة أقليم ذو حكم ذاتي في سهل نينوى لأبناء شعبنا دون التفكير بوجود المكونات الأخرى التي تشارك شعبنا السكن في ذات المنطقة والتي تفوقنا عددا وتختلف عّنا في القومية والدين والثقافة والعادات والتقاليد علما بأن نفوس شعبنا في السهل لا يتجاوز (20 % )من مجموع سكانه حاليا ، ماذا سيكون موقف هذه المكونات من هذا المطلب وماذا سيكون رد فعلها على مثل هكذا مشروع، وكيف تتعامل مع الواقع الجديد والغريب المزروع بينهم رغما عنهم وبالضد من إرادتهم .. ؟ حبذا لو يفكر هؤلاء الحالمين بعقل متقد ومنطق سليم وحكمة وتأني وروية بهذا الجانب من المشروع قبل الحديث عن إيجابياته وتظليل المساكين من أبناء شعبنا بالأوهام والأحلام الوردية وجنة عدن .. !! صحيح إن مثل هذه الأفكار التي تراود البعض وهم في غمرة التفكير الطوباوي المجرد، والمشاعر القومية العمياء التي تخالج وتجيش بها صدور البعض من الحالمين بأحلام نرجسية في لحظات التأمل والأبتعاد عن حقيقة الواقع الموضوعي لشعبنا في العراق  ، وقد أكون أنا واحدا منهم أيضا ، لماذا لا إن أمنية الأعمى أن يحصل على زوج من العيون كما يقول المثل الدارج ، ولكن هل كل ما يتمناه المرء سهل المنال .. ؟ إن ذلك يكون أمر طبيعي ومعقول ومنطقي ومقبول كطموح وحلم نرجسي يحلم به أي إنسان عندما يكون ذلك على المستوى الشخصي أو الفردي وأن لا يكون على حساب الأضرار بمصالح الآخرين ، ولكن عندما يكون الأمر متعلق بمصير الأمة فالقضية تختلف كليا شكلا ومضمونا ، فعندها ليس من حق أي فرد أن يحلم بهكذا أحلام مرعبة ومدمرة تعّرض الوجود القومي للأمة الى خطر الفناء والأنقراض كما يحصل اليوم لأبناء شعبنا بسبب نزيف الهجرة المستمره من أرض الوطن أرض الأباء والأجداد الى المهاجربسبب الضغط الذي يتعرض له أبناء شعبنا والتصفيات الجسدية التي تمارس بحقه على أيدي التيارات المتشددة في أماكن تواجده التاريخية كما حصل ويحصل اليوم في محافظة نينوى بالذات بغرض تصفية وجوده القومي في العراق كرد فعل لهؤلاء على مثل هذه المشاريع ... المهم ليس المطالبة بما نحلم به لشعبنا وإنما الأهم من كل ذلك هو أن ننظر بنظرة ثاقبة الى ما يجري حولنا من أحداث وتطورات وعلاقتنا بها ونحللها بعلمية وليس بمنطق العاطفة ومن ثم تقييم مدى إمكانياتنا لتحقيق ذلك عمليا على أرض الواقع وفق الشرعية القانونية والدستورية لكي لا يردّ طلبنا ويثير حفيظة الآخرين وينصّبون لنا العداء القومي والديني الذي لا قدرة لنا على مواجهته بالمثل إن فرض علينا هذا الخيار الصعب ، في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة لكسب هؤلاء أصدقاء لنا وشركاء في الوطن ، وإقناعهم بمنطق التعددية والتعايش السلمي ، وإلا ما الذي يجنيه شعبنا من مثل هكذا مشروع مهما كانت تسميته الأدارية على الأرض .. ؟ من المفروض أن يدرك جيدا المطالبين بمثل هكذا مشروع والمنادين به والمؤيدين له ، إن تقسيم البلاد الى مناطق إدارية على أساس أقاليم أو مناطق للحكم الذاتي وحتى نظام الأدارة المحلية من أجل أن تتمتع الأقليات القومية والدينية من خلالها بحقوقها القومية والسياسية والثقافية لا يمكن قبولها لا من قبل المتشددين والمتطرفين قوميا ودينيا ولا حتى من قبل المعتدلين منهم من سكان المنطقة المعروفين تاريخيا بتعصبهم القومي والديني ، في هذه المرحلة التاريخية من تطور المجتمع العراقي المشبع بثقافة رفض الآخر ، إن مثل هذه الحقوق لا تتحقق في ظل نظام حكم غير ديمقراطي يحكم البلاد وشعبه لا يؤمن بل لا يفهم معنى وجوهر الديمقراطية كنهج للحكم والحياة .. أي بمعنى آخر لا حقوق قومية ودينية تتحق للأقليات من دون وجود نظام حكم وطني ديمقراطي يحكم البلاد ووجود شعب مشبع بالثقافة الوطنية الحقة والثقافة الديمقراطية وثقافة قبول الآخر والتعايش السلمي في إطار الوحدة الوطنية الحقيقية  والوطن الواحد  تحترم فيه خصوصيات الجميع من قبل الجميع ، إن المرحلة الراهنة تفرض على الجميع أن ترفع شعار ( الحكم الديمقراطي للعراق والحقوق القومية والثقافية للأقليات ) ، لأن إقامة نظام حكم وطني ديمقراطي للعراق يصبح في ظله مشروع تمتع الأقليات بحقوقها أمر واقع وواجب التنفيذ ويحترم من قبل الجميع ،  ومن دون سلوك هذا المسار يتحول مثل هكذا مشروع الى مقبرة للأقليات ، ومذبحة سميل بحق شعبنا عام  1933  ليست ببعيدة عن الأذهان وشعبنا لا يريدها أن تتكررأحداثها المأساوية مرة أخرى من أجل مكاسب شخصية يحققها البعض من هواة السياسة الصغار الذين يتاجرون بمقدرات شعبنا ،والذين أقوالهم الجوفاء لا تتطابق مع أعمالهم على أرض الواقع لكي تكون لهم مصداقية وقبول لدى جماهير شعبنا .. !! وبالرغم من كل ما ذكر وما له من أهمية كبيرة في تحديد الهوية القومية والثقافية لشعبنا ويشكل أساسا ماديا لوجوده القومي في أرض الأباء والأجداد ، إلا أن الأمور يجب أن تجري وفق الأولويات الأهم قبل المهم حتى تستقيم وتجري في سياقاتها الطبيعية ، وعليه هناك ما هو أهم يتطلب التفكير به مليا قبل طرح مشروع المحافظة الخاصة أو أي شكل آخـر للأدارة السياسية التي تحقق الهوية القومية والثقافية لشعبنا من قبل بعض المغالين بالمـشروع من قـادة المؤسسة السياسية لشعبنا ( الأحزاب والحركات ) وبعض القائمين على المـؤسـسة الـدينية (الكنيسة) ، ألا وهوإستمرار نزيف الهجرة من أرض الوطن أرض الأباء والأجداد الى منافي بلدان المهجر التي هي بمثابة  مقبرة الأمة ومثواها الآخير والتصدي لها بحزم بغرض المحافظة على بقائنا على أرض الوطن ... هل تعلمون أن الهجرة بالنسبة لشعبنا بهذه الوتيرة هي إنتحار جماعي .. ؟ حيث بسببها يتناقص عدد نفوس أبناء شعبنا في أرض الوطن يوم بعد آخر وبنسبة لا يصدقها العقل السليم والمنطق وإستمرار هذه الظاهرة الخطيرة  سوف يجعل عدد نفوس أبناء شعبنا في أرض الوطن على مدى السنوات العشرة القادمة رقما هزيلا قابلا للأهمال في المعادلات السياسية ويجعل المتحدث بأسمه يخجل من التحدث عنه والمطالبة بحقوق له والأصرار على إعتبار شعبنا شعب آصيل في أرض ما بين النهرين وصاحب حضارته النهرينية العريقة ، ولتسليط الضوء على تداعيات هذه الظاهرة وخطورتها على مستقبل الوجود القومي لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العراق والى أين تتجه به كارثة الهجرة أذكّر القارئ الكريم بهذه الأرقام وماذا تعني له ، ليحلل وضع الأمة الحالي مسترشدا بها ، والى أين تسير الأحداث بمستقبل الوجود القومي لشعبنا .. حسب إحصاء عام 1977 كان عدد نفوس أبناء شعبنا في العراق يقارب 1750000 نسمه بالرغم من تحفظي على هذا الرقم لأن الحكومات التي توالت على حكم العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة كانت دائما تحاول التقليل من أهمية الوجود القومي لغير العرب الى درجة تجاهل هذا الوجود وبالتالي محاولة إلغائه مما حدا بها الى تقليل عدد نفوس القوميات الصغيرة الى الحد الأدنى لأسبابها الخاصة بها ، بينما عدد نفوس أبناء شعبنا في أحسن الأحوال حاليا لا يتجاوز ( 300000 – 400000 ) نسمه .. أنتم أيها الساده الذين تطالبون بأستحداث محافظة أو منطقة للحكم الذاتي أو أقليم وربما يظهر من يطالب مستقبلا من دون وعي منه بدولة لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في سهل نينوى ، أسألكم لوأن طلبكم يتحقق بقدرة قادر كيف يتم التعامل مع بقية أبناء شعبنا الذين يقيمون في المحافظات الأخرى من العراق .. ؟ وماذا يكون مصيرهم ومصالحهم وأعمالهم ومصدر رزقهم مرتبط بأماكن سكناهم.. ؟ هل لديكم مشروع لترحيلهم الى سهل نينوى وإسكانهم هناك .. ؟ أم تركهم هناك لقدرهم ولا يستحقون بركات مشروعكم .. ؟ أم لديكم حل آخر لا تحبذون ذكره لأسبابكم الخاصة ..؟ من الأفضل لكم ومن مصلحتكم ولكي يكون صوتكم مسموعا أكثر ومقبولا لدى أبناء شعبنا وتنالون رضاه ، هو أن تجدون الأجوبة المناسبة والشافية لكل هذه التساؤلات قبل التوجه بمطلبكم الى من يهمه الأمر... !!  وأن تعملوا شيئا مفيدا حتى وإن كان ذلك بالكلام في المحافل العامة وفي مجالسكم الخاصة لأيقاف الهجرة والتصدي لها والتي أصبحت خطرا داهما  يهدد وجودنا القومي في الصميم في أرض الوطن بدلا من التباكي والأرتزاق على أبواب الآخرين في السر والعلن من أجل ملء جيوبكم بالسحت الحرام تحت يافطة مشروع سقيم لا يخدم بالنتيجة إن كتب له أن يرى النور إلا من خطط له بذكاء ودهاء ومكر يهدف من وراءه قلع جذورنا من هذه الأرض الطيبة والخيرة والمعطاء ودفن تاريخنا وتراثنا ومحو وجودنا القومي في العراق  .. أسألكم إن كنتم صادقين مع أنفسكم ماذا نفعل بالأرض من غير بِشر يعيش عليها ليحرثها ويزرعها ويعمرها ويشيّد عليها البناء والعمران  ... ؟ أليست الأولوية للأنسان قبل الأرض في بناء الحضارات وإنبعاث الأمم .. ؟ ماذانجني من وجود الحدود من غير وجود .. ؟  لو سؤلتم من بسطاء شعبنا المسكين والمغلوب على أمره ما الذي فعلتموه بخصوص التصدي لهجرة أبناء شعبنا لأرض الوطن أرض بابل وآشور ونينوى ، ماذا سيكون جوابكم هل يوجد لديكم جواب مقنع غير الكذب عليهم والضحك على ذقونهم وتشويه حقيقة الأمور في نظرهم كما عودتموه دائما في غيرها من الأمورعندما تظهر وجوهكم الكالحة والتي لاتعرف الخجل من ممارسة مهنة الكذب السياسي إن صح التعبيرعلى شاشات التلفاز .. ؟ هل يوجد في جعبتكم غير ذلك ، أعلمونا لكي نسامحكم ويسامحكم الرب على هذه الحسنة على الأقل يوم القيامة وتكون لكم بمثابة جواز المرور بملابسكم البيضاء الموشحة بالسواد للدخول الى الجنة في ملكوت السماء لانكم حتما خسرتم ملكوت هذه الدنيا بخسارتكم لرضا الناس من أبناء شعبنا ، وكان عدد أصوات من صوت لكم في الأنتخابات الآخيرة في الداخل والمهجر مقارنة بعدد نفوسنا خير دليل على ذلك يا أبطال من الكارتون في اللعبة السياسية التي لا تجيدوها حتما . !!            

2288
الربيع العربي وثورات الشباب

                                                                                                                      بقلم : خوشابا سولاقا

إن ما حصل في البلدان العربية منذ إنفجار الثورة الشبابية في تونس الخضراء ، لم يكن في توقع وحسبان أي تنظيم سياسي على إمتداد الساحة العربية السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ولم يتنبأ به أي مفكرأو منظرعربي ، وإنما ما حصل من الأنفجارات الثورية الشبابية كانت مفاجئة مذهلة لهم بكل المعايير والمقاييس وبأعتراف الجميع وخصوصا عندما إتخذت هذه الثورات طابع التحرك الشعبي الشبابي إن صح التعبير بهذه السعة وسرعة الأنتشار في عدة بلدان في آن واحد ورافعة نفس الشعارات ومطالبة نفس المطاليب والتي هي إزالة الظروف الأستثنائية ورفع القيود عن الحريات العامة والفردية ونشر العدالة والمساواة وإعتماد الديمقراطية كنهج للدولة وإسقاط الأنظمة الديكتاتورية وإقامة البديل الديمقراطي وتناوب السلطة سلميا من خلال صناديق الأقتراع في إنتخابات شعبية حرة .. السؤال هو على ماذا يدل ويشير هذا الذي حصل بلغة السياسة ومنطقها .. ؟ وكيف تقرأ النخب السياسية هذا التغير في مزاج وسلوك ونهج الشارع الشبابي بشكل خاصة والشارع العربي بشكل عام .. ؟ هل يعني هذا أن النخب السياسية العربية كانت في واد وشعوبها في واد آخر كما يقال .. !! أم أن تلك النخب قد شاخت وفقدت الوعي السياسي التحليلي لرؤية التغيرات الأجتماعية الكبرى التي تحدث في المجتمع بشكل خاص والحياة بشكل عام وفقدت القدرة على مواكبة حياة الناس اليومية بكل تفاصيلها ، ورؤية بواطن الأحداث كيف تتطور ويتعاظم فعلها الثوري لتنفجر عندما تنضج الظروف الموضوعية والذاتية كالبركان في ثورة شعبية إجتماعية شبابية وتقلب الأمور والأوضاع رأسا على عقب .. ؟ من المؤكد وحسب تحليلنا السياسي إن الحالتين المذكورتين معا كانت تعاني منهما النخب السياسية العربية عشية إنفجار الثورة التونسية ، وهذا يعني أن النخب السياسية العربية التقليدية أمام خيارين لا ثالث لهما ، أما مغادرة الساحة لقصورها في رؤية التطورات المستجدة بأستمرار في المجتمع والحياة وتركها لمن هو أجدر وأقدر على الأستجابة لمتطلبات الحياة من العناصر الشابة ، أوإعادة النظر بكل أدواتها السياسية من هيكلية أحزابها وأيديولوجيتها وثقافتها الحزبية وبرامجها وأساليب عملها التنظيمي في صفوف الجماهير ، وإلا فمصيرها الأنهيار الشامل ودخولها الى متحف التاريخ .. ولكن في المقابل كانت الجماهير الشعبية الشبابية في عموم بلدان الربيع العربي تعيش نفس الظروف الموضوعية والذاتية من فقر وبطالة وقمع الحريات وكبح الأراء الحرة وإنعدام الخدمات الأجتماعية بكل أشكالها وشيوع الفساد المالي والأداري في مؤسسات الدولة وأجهزتها وإستغلال المال العام من قبل الحكام وأحزابها لأغراضها بطرق غير شرعية وطغيان وإستبداد الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة وإنعدام النهج الديمقراطي ومصادرة الأرادة الحرة للشعوب كانت قد هيئت الجو الثوري وأنضجت فعله الجماهيري للحراك السياسي في إتجاه تغيير الواقع الأجتماعي الذي كانت ترزح تحت وطأته الشعوب بشكل عام والشباب الذي يتحمل مسؤولية المستقبل بصورة خاصة  .. إن ما كان يغلي في أعماق المجتمع التونسي كان موجود ويغلي في أعماق المجتمع المصري واليماني والليبي والسوري وهو موجود كذلك في المجتمع العراقي والجزائري والمغربي والسعودي والأردني واللبناني والخليجي ، هذه الظواهر تشكل   الظروف الموضوعية لهذه المجتمعات وهي ظروف ناضجة لحدوث حالة ثورية ، ولكن لم تنضج الظروف الذاتية لها بعد لكي تتحرك بفعلها الثوري الجماهيري الشبابي كما حصل في بعض البلدان الأخرى ، ولكنها لم تبق كذلك صامتة وساكنة على معاناتها الى الأبد وإنما سوف تنفجر في يوم ما بالرغم من تحرك أنظمة بعض هذه البلدان لأجراء إصلاحات ترقيعية في أنظمتها السياسية المتهرئة ، ليس إيمانا منها بضرورة هذه الأصلاحات التي تدعيها بل خوفا على عروشها من الأنهيار والسقوط في مزبلة التاريخ بسبب ما قد يحصل مستقبلا إذا ما إستمرت الأوضاع على حالها ، ولأنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ، لأن تجربة تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا حتما ستتكرر ولو بصيغ أخرى مختلفة في بقية البلدان العربية ، لأن الظروف الموضوعية لها تتماثل في جوهرها مع الظروف الموضوعية لبلدان الربيع العربي .. إن الثورة قادمة في هذه البلدان لا محال لأن الأوضاع المعاشية والأجتماعية لمجتمعات هذه البلدان حبلى بالثورة الشعبية العارمة لتغيير الواقع القائم الذي أصبح لا يطاق والذي أرهق كاحل الناس ، في ظل هذا الوضع ما على الأنظمة القائمة إلا أن تقرأ الواقع المعاشي لشعوبها قراءة صحيحة ودقيقة وأن لا تخدع نفسها بالحلول الترقيعية وتظلل نفسها بهالة من الوهم تصنعه لنفسها على إنها في منأى من خطر الثورة المقبلة على مستقبلها وإستمرارها على ما هي عليه ، لا أيها الساده إن خطر الثورة على عروشكم العاجية قادم وإن رفع الشعارات القومية والدينية والطائفيه وغيرها من الخصوصيات والأدعاء زورا بوجود مؤامرة خارجية تستهدف الأمة والقومية والدين والقيم والأخلاق والعملية السياسية لا تكفي لأزالة القروح المقرفة من على جلودكم المكشوفة للعيان للقاصي والداني ، لأن البطون الجائعة لا تشبعها الشعارات والكلام الأنشائي ولا الوعود الكاذبة ، بل إن البطون الخاوية تنتظر الأفعال الحقيقية التي تصنع لها الخبز وتوفر لأصحابها الأمن والآمان والكهرباء والماء الصحي والخدمات وفرص العمل الشريف لتعيش بكرامة مرفوعة الرأس ، وتنتظر مشاريع التنمية للأقتصاد الوطني لضمان مستقبل أطفالهم في العيش الرغيد والكريم وليس بالتسول بحثا عن لقمة العيش كما هو الحال في البلدان التي تطفو فوق بحر من البترول كالعراق وغيره مثلا .. !! نعم هذا ما تصدقه الشعوب ، هذا ما يجعلها تقدم ولائها لمن يتخذ من ممارسة السياسة وسيلة لخدمة شعبه ووطنه وليس أي شئ آخر غيره وليس الشعارات الطنانة المزيفة والوعود الكاذبة المخدرة .. صحيح أن الفقر لوحده لا يصنع ولا يفجر ثورة إجتماعية ولكنه يصنع أسبابها ويهيء الأرض الخصبة التي فوقها تنبت بذور الثورة ، وهي ما تسمى بلغة السياسه والفكر السياسي بالظروف الموضوعية للثورة ، ولكن نضوج الظروف الموضوعية تحتاج الى نمو الوعي السياسي والثقافي للشعور بالفقر لدى النخب الواعية من الفقراء لكي تبادر الى تشكيل تنظيمات سياسية جماهيرية لكي تستغل نضوج الظروف الموضوعية وتقود جماهير الفقراء المتضررة من مختلف شرائح المجتمع للأنخراط في النضال السياسي لتفجر ثورة شعبية عارمة تؤدي الى تغيير جذري في بنية النظام السياسي القائم في المجتمع وهذا ما يسمى بلغة الفكر السياسي بالظروف الذاتية ، وعند دراستنا لتاريخ الثورات الكبرى في التاريخ سنجد الدور الريادي والقيادي للنخب المثقفة الواعية سياسيا من الطبقات الفقيرة والمسحوقة في قيادة وتوجيه ثورة الفقراء ونجاحها .. فهذه الظروف قد نضجت في بعض بلدان الربيع العربي بفعل ما متيسر من وسائل الأتصال والتواصل الأجتماعي والى جانب وجود التأييد والدعم المادي والمعنوي والسياسي من المجتمع الدولي تمكنت شعوبها من تفجير ثوراتها وكان للعامل الدولي الخارجي دور كبير ومؤثر في نجاح هذه الثورات وتكللت بأسقاط أنظمتها الديكتاتورية المستبده الفاسدة والسعي الحثيث الى إقامة أنظمة ديمقراطية بالرغم مما تخلل العملية السياسية فيها من معوقات وإختلافات في الرؤى والأستراتيجيات بين الفصائل المشاركة في الثورة حول شكل وطبيعة النظام الجديد ، ولكن مهما كانت هذه المعوقات والخلافات سوف تنتهي بانتصار إرادة الشعوب في تحقيق ما تصبو إليه في نهاية المطاف .. ولكن ما زالت الظروف الذاتية في البعض الآخر من البلدان العربية غير ناضجة الى درجة الأتقاد ، أي أن التنظيمات السياسية التي تستغل الظروف الموضوعية الناضجة غير مكتملة التشكيل بالمستوى المطلوب من النضج السياسي لتتمكن من قيادة جماهير الفقراء نحو تفجير ثورة إجتماعية لتغيير النظام القائم وإقامة البديل الديمقراطي له .. وأريد هنا الأشاره الى من يدعي بأن العراق قد سبق شعوب الربيع العربي في الثورة ويقصد هؤلاء بذلك إنتفاضة ربيع عام 1991 وما حصل في ربيع عام 2003 ، مع إعتزازي وفخري بما قدمه الشعب العراقي من تضحيات جسام ، ولكي أكون منصفا بما لي وما علي ، ولكي لا يتم تجيير تلك التضحيات لصالح من يعبث بمقدرات العراق اليوم والذين يسعون سعيا حثيثا من خلال وسائل الأعلام المسيسه والمجيره لصالح هؤلاء المتصيدين في الماء العكر من هواة السياسة ، أقول إن الذي حصل في العراق في الربيعين كان بفعل العامل الخارجي ورد فعل إنفعالي غير منظم وغير منضبط وموجه للجنود المهزومين في الحرب غير المتكافئة ، وليس لأي حزب سياسي من الأحزاب التي تمسك بالسلطة الآن في العراق أي دور مهما كان ضئيلا في عملية إسقاط النظام الديكتاتوري ، وإنما قدمت لهم السلطة على طبق من ذهب من قبل المحتل الأجنبي ، وهذا معروف لدى الجميع ، لذلك لا أرى ما يبرر دعوة هؤلاء الى تنسيب لأنفسهم ما ليس لهم به صلة .. كانت الظروف الموضوعية للعراق ناضجة بالتمام والكمال في الربيعين ولكن الظروف الذاتية كانت غير ناضجة والى الآن ، لذلك تمكن النظام في ربيع عام 1991 من قمع الأنتفاضة بقوة وقسوة والقضاء عليها دون معاناة خلال أيام ، وفشلنا وما زلنا كذلك خلال ما يقارب التسعة سنوات على سقوط النظام من تشكيل حكومات التوافقات والمشاركات والشراكات ونجحنا بتفوق في تشكيل حكومات الخلافات والأختلافات والمحاصصات التي لم تأت بالأمن والأمان والكهرباء والرفاه والرخاء والحياة الحرة الكريمة للعراقيين والعراق ... أليس كذلك أيها الساده قادة الأحزاب الحاكمة .. ؟ صحيح أن السياسة هي فن الممكن ولكن ذلك لا يعني أن نكذب على الشعب ونتخذ من الكذب وسيلة ومهنة لتحقيق الغاية السياسية كما هو حال الكثيرين من أقزام محترفي السياسه ، أي القيام بتطوير مبدأ غوبلز وزير إعلام هيتلر الذي قال ( أكذب أكذب حتى يصدقك الآخرين ) الى مـبدأ ( أكذب أكذب حتى تصدق نفسك ) ..               

2290
المنبر الحر / رحلة عبر الزمن
« في: 14:19 27/09/2011  »
رحلة عبر الزمن
 

بقلم : خوشابا سولاقا

في زيارتي لفرنسا وإقامتي في بعض مدنها العريقة بتاريخها عبر الزمن تأملت أمور كثيرة  منها ما كنت متفقا معها أو تلك التي كنت معارضا لها وذلك من طبيعة الجنس البشري ، وبعد تأمل عميق في طبيعة تلك الأمور وتاريخها إستنتجت أن هناك حقائق تفرض نفسها بقوة على المراقب الدقيق الملاحظة وقارئ التاريخ بمنهج علمي ، بالتأكيد أنه سوف يغير قناعاته وإستنتاجاته حول الكثير من تلك الأمور كليا أو جزئيا ، وإلا فيكون قد حكم على نفسه بالسذاجة والحماقة ... من جملة ما إستنتجته من خلال مشاهداتي وملاحظاتي للصروح والمعالم التاريخية التي شيدوها وبنوها القدماء من أبناء الشعب الفرنسي المبدع حسب تقييمي له في هذه الزيارة أن المعايير التي تعتمد في تقييم الأمور في مكان ما وزمان ما ومجتمع ما تكون قاصرة وغير صالحة إطلاقا لتقييم نفس الأمور في مكان آخر أو في زمان آخر أو في مجتمع آخر ... فلقد إستوقفني الحضور المكثف لأبناء البشرية من أمم وشعوب مختلفة ، من أديان ومعتقدات وأجناس مختلفة ومن ولاءات فكرية وسياسية مختلفة ومن جميع أبناء المعمورة ، ولكن وجدت أن الجميع كان مجمع على زيارة المعالم التاريخية والصروح المعمارية الحضارية العملاقة مثل قصر فرساي وبرج إيفيل ومتحف اللوفر وكاتدرائية نوتردام وكنيسة سان جيرمان وغيرها الكثير من المعالم الحضارية التي تحبس الأنفاس لما فيها من روائع الفن المعماري والتماثيل الرائعة التي تجسد بأبداع فني راقي أمجاد فرنسا والشعب الفرنسي عبر قرون من الزمن ، هذا من جهة ومن جهة أخرى إن ما تدره هذه المعالم الفنية والحضارية الرائعة من أموال طائلة وبصورة دائمه قد تفوق واردات النفط لأية دولة نفطية في الشرق الأوسط فهي الأخرى ظاهرة ملفتة للنظر ، إن السياحة في فرنسا مصدر لثروة كبيرة جدا ، لا لكون فرنسا الوحيدة في العالم تمتلك مثل هذه المعالم ، بل لأنها تعرف كيف تستثمر هذه المعالم الحضارية وكيف تحميها من العبث وتصونها وتجعلها ثمينة القيمة عند القاصي والداني ، وكل ذلك يعود الى وجود قيادة أمينة ونزيهة ونظيفة اليد والذمة تدير البلاد بكفاءة وبحرص شديد على أموال الشعب من جهة ، ووجود شعب يحب بلده ويعتز بأنتمائه للوطن ويحب النظام ويحترم القانون ويصون بحرص شديد الممتلكات العامة من جهة أخرى ، وليس كما هو الحال عند الآخرين من الأمم التي تعتبر قياداتها سرقة أموال الشعب مهنة وفن وشطارة وقيمة أخلاقية وشعب يعتبر التجاوز على القانون وخرقه وعدم إحترامه والعبث بالممتلكات العامة وتخريبها شجاعة ورجولة ( جدعنة ) كما يقول الأخوة المصريون ... لو كان الشعب الفرنسي الذي ثار على النظام الملكي والعائلة المالكة التي كانت قابضة على السلطة بيدها بقوة في ثورته الكبرى في اليوم الرابع عشر من تموز من عام 1789 وقطعوا فيها رأس مليكهم لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري إنطوانيت بالمقصلة أمام الجماهير الفرنسية الثائرة يعلم أن ما شيده لويس السادس عشر وزوجته ماري إنطوانيت والتي أشرفت بنفسها على الأخراج الفني والمعماري على محتويات قصر فرساي الذي أصبح اليوم قبلة ومزارا للسواح من مختلف بلدان العالم سيصبح مصدرا لثروة هائلة يدرها للشعب الفرنسي وأن يصبح رمزا يتباهى به الفرنسيين أمام شعوب الأرض لأقام لهما تماثيل من الذهب الخالص في كل ساحات مدن فرنسا وليس قطع رأسيهما بالمقصلة المرعبة الرهيبة والتي أشاعت الخوف والرعب في فرنسا في ذلك الوقت حتى أنها أخيرا طالت رؤوس قادة الثورة نفسها ، ما العمل إن كان ذلك منطق الثورات وقانونها وفلسفتها ... حيث أن الحضور المكثف لزيارة قصر فرساي وبرج إيفيل وكاتدرائية نوتردام وكنيسة سان جيرمان ومتحف اللوفر وغيرها الكثير من الصروح الحضارية والتاريخية والتي تملء فرنسا من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها التي شيدوها الأقدمون من أجيال فرنسا ، وقد يكون تشييد تلك الصروح  قد تم في حينه على حساب ظلم ومعاناة وتضحيات الكثير من عامة الناس من الطبقات المسحوقة بمعايير ذلك الزمان  ، إلا أن ذلك أصبح اليوم مصدر ثروة عظيمة لا تنضب لقوت الشعب الفرنسي وستبقى كذلك في المستقبل حسب معايير هذا الزمن ، هكذا تنقلب المعايير من زمن الى آخر ... ومن المثير للأستغراب لم ألاحظ أي ذكر لقادة وخطباء الثورة الفرنسية مثل ( ميرابو وفولتير ومونتسيكيو وغيرهم ) بل حتى لم ألاحظ أي ذكر وأثر بين تلك الصروح للثورة الفرنسية ذاتها عدا تمثال الحرية الوحيد واليتيم في ساحة الجمهورية في وسط باريس لا يزوره أحدا من الفرنسيين ولا يهتم به أي من أبناء الشعوب الأجنبية الآخرى التي تتقاطر لزيارة فرنسا كما هو الحال مع الصروح القديمة !!! إن قصر فرساي أو ملكية فرساي كما يسمونها الفرنسيين وحدائقها الجميلة التي لا يضاحيها في جمالها وفنونها وتماثيلها أي صرح مماثل شيده الأنسان في العالم أجمع ، هي تحفة فنية رائعة الجمال بمبانيها وحدائقها ومحتوياتها من الأثاث والتماثيل ولوحات الرسم التشكيلي التي تجسد ببراعة نادرة معارك فرنسا عبر التاريخ الطويل ، هذه اللوحات تحاكي العصور بلغة غاية في البساطة يستطيع أن يفهمها جميع الشعوب من دون معاناة أو صعوبة ... إن الشعوب التي تعرف كيف تحافظ على تراثها وما أنجزته أجيالها عبر تاريخها تبقى شعوب حية تساهم بقوة وفعالية في رفد الحضارة الأنسانية بالجديد الأروع والأجمل وتضيف الى التراث القومي والوطني والأنساني ما يجعلها خالدة في ذاكرة التاريخ يذكرها ويخلدها الأصدقاء والأعداء بأحترام ، هذا ما شاهدته بأم عيوني في الشعب الفرنسي العظيم بأفعاله وأعماله وليس بأقواله كما يفعل غيره من الأمم التي تغني ليل نهار بمجد وماضي أجدادها مثلها مثل من يغني في غابة لا يسمعه أحدا ... والسؤال الكبير الذي أريد طرحه هنا لأبناء شعبي العراقي هو لماذا نقتدي بهمجية وغوغائية الشعب الفرنسي أثناء الثورة الفرنسية الكبرى ولم نقتدي بما قام ويقوم به الشعب الفرنسي بعد الثورة الى يومنا هذا ..؟ لقد قطعوا الفرنسيين رأس الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري إنطوانيت ولكنهم لم يهدموا ملكية فرساي بل أبقوها شامخة وحافظوا على كل ما فيها من المجوهرات والتحف الفنية التي لا تقدر بثمن وبقى كل ما قام به الملك وزوجته على حاله الى يومنا هذا ونصبوا للملك تمثال رائع في مدخل ملكية فرساي وهو يستقبل ويحي الحشود الزائرة لفرساي ، ولكنهم هدموا الباستيل السجن كرمز للظلم والطغيان والعبودية الذي أذل الشعب الفرنسي وأذاقه المر طوال قرون من الزمن ... متى تقتدي شعوبنا في الشرق الأوسط بفرنسا الحضارة والفن والتمدن وتخلع عن نفسها  ثوب التخلف الأجتماعي وتلبس ثوب الحداثة والعصرنة ويرمون خلف ظهورهم ثوب الهمجية والعنف والقتل كوسيلة لحل مشاكلها ونبذ لغة الحروب كوسيلة للحوار فيما بينها ومع الآخرين ، هذه المفاهيم والقيم القبلية والعشائرية البالية التي ترسخت في عقليتنا وسلوكنا ونفسيتنا وأصبحت جوهر شخصيتنا وتتحكم بطبيعتنا وتحدد مساحة الأنسانية فينا إن صح التعبير هي قيّم لا تقرها الأخلاق الأنسانية وقيّم الأرض والسماء ، بخلع هذا الثوب نسترد إنسانيتنا وكرامتنا بين الأمم والشعوب المتحضرة ونتبوأ الموقع اللائق بنا وبحضارتنا بين شعوب الأرض .                     

2291
العلاقة بين الدولة والحكومة
بقلم : خوشابا سولاقا

ان الدولة بمفهومها الشامل والواسع هي تلك القوة الأجتماعية المنظمة التي تملك سلطة قوية تعلو قانونا فوق أية جماعة داخل المجتمع وعلى أي فرد من أفراده ، ويميز الدولة عن بقية الجماعات ذلك الأعتراف لها بحق القسر وطلب الطاعة من المواطنين ،ويعطيها هذا الحق الأولوية على كل الجماعات الأخرى في المجتمع مثل الأحزاب السياسية والجماعات الدينية والأثنية والجماعات الأقتصادية والتجمعات العمالية وغيرها ،أي بمعنى هي  منظومة تشمل مجموعة مؤسسات اختصاصية في وظائفها تقوم بترجمة معنى مفهوم الدولة على أرض الواقع من خلال آليات منظمة ومناسبة تتناغم وتتناسق فيما بينها في أدائها لمهامها الوظيفية  لأدارة البلاد والمجتمع معا في مختلف المجالات الأقتصادية والأجتماعية والثقافية والعلمية والمالية وهذه المؤسسات تكون في حالة علاقة تكاملية جدلية مع بعضها في أدائها لوظائفها المخططة والمقررة لها قانونا وتشكل بالتالي الركائز الهيكلية لما تسمى أو بات يعرف بالدولة ككيان معنوي ، ومثل هكذا دولة تسمى دولة المؤسسات ، ومن هنا يجب أن نفرق بدقة بين مفهوم الدولة ومفهوم الحكومة ، لأن الدولة هي الجهاز العام والحكومة هي أحدى أدواته وهي الأشخاص الذين يحكمون بأسم الدولة قانونا .وبناء على ذلك فالدولة هي تصور نظري عمليا ، أما الحكومة وأشخاصها فهم يتغيرون ولا تختلط هنا  الصورتان للدولة والحكومة الا في المجتمعات البدائية أو الدول الديكتاتورية التي تتعمد فيها الحكام دمج الصورتان معا لأنتاج صورة الديكتاتور المستبد ، حيث يدعي فيها  الحاكم المستبد أنه هو الحكومة والدولة والشعب أحيانا . والمؤسسات التي تتشكل منها الدولة وتجمعها مرجعية قانونية واحدة وهي مرجعية الدستور التي تنظم علاقاتها ببعضها وفق مبدأ فصل السلطات وتكامل آليات أدائها لمهامها ضمن اطار الدولة الواحدة هي : أولا المؤسسة التشريعية التي تنتخب بشكل مباشر في انتخابات عامة بالأقتراع السري من قبل أفراد الشعب والتي تعرف بمجلس نواب الشعب وهذه المؤسسة مهمتها تشريع القوانين بشكل رئيسي ومراقبة ومتابعة أداء الحكومة والأشراف على عملها. وثانيا المؤسسة التنفيذية أي الحكومة والتي يتم تشكيلها من قبل الكتلة الفائزة في الأنتخابات العامة أو من خلال تحالف مجموعة كتل فائزة وفقا للدستورويصادق عليها مجلس نواب الشعب لتأخذ بذلك شرعيتها القانونية وتقوم بتنفيذ برنامجها الحكومي تحت مراقبة واشراف مجلس نواب الشعب من خلال لجانه المختصة وفقا للدستور ، وثالثا مؤسسة القضاء بكل اختصاصاتها وهي مؤسسة مستقلة في قراراتها وهي تتابع تنفيذ القوانين من قبل الحكومة وتتابع التزام مؤسسات الدولة  بالدستور وتفسير مواده ونصوصه وهي أعلى سلطة قانونية في البلاد لا سلطان عليها لغير القانون ولا يجوز لأية سلطة التدخل في شؤونها أو في شؤون العدالة . ورابعا مؤسسة الأعلام وهي من المفروض أن تكون سلطة مدنية مستقلة حرة رقابية تراقب نشاطات مؤسسات الدولة الأخرى وتكون حيادية غيرمنحازة بعيدة عن التجاذبات السياسية للحركات والاحزاب  وتنتقد كل ما تراه مخالفا للقانون والدستور ولا يخدم مصلحة الشعب والوطن في سلوك وممارسات  ونشاطات  المؤسسات الأخرى .وخامسا وأخيرا مؤسسة منظمات المجتمع المدني بكل ألوانها وأشكالها ،ان فعالية هذه المؤسسة يشكل المعيارالأساسي  لقياس مدى ديمقراطية ومدنية الدولة وتحضرها اجتماعيا ،وان هذه المؤسسة يكون لها دور فعال ومؤثر لتنظيم آليات العمل والتنسيق بين مؤسسات الدولة الأخرى في أدائها لأخصاصاتها المهنيه ومنعها من التجاوز والأنحراف عن مسارها المحدد دستوريا  والأستحواذ على سلطات وصلاحيات بعضها البعض . وعليه فأن وجود منظمات مجتمع مدني قوية وراسخة وفعالة  يعني وجود دولة مدنية ديمقراطية قوية ومسيطرة على مقدرات الأمور وشؤون البلاد بحكمة وتعقل ودراية والعكس صحيح أيضا وقوة هذه المؤسسة تستمدها من الجماهير الشعبية من خلال التظاهر للضغط على المؤسسات التي تزل أو تنحرف عن مسارها لتعيدها الى حيث يجب أن تكون . . . أن مؤسسات الدولة هي مؤسسات هيكلية معنوية ثابتة لا تتغير بتغيير الأشخاص الذين يديرونها ،وان التغيير الذي ينعكس في عمل هذه المؤسسات هو انعكاس  لما يتم تغييره في القوانين والتعليمات والضوابط المعتمدة وما يجري من تعديلات على الدستور وفق ما تقتضيه  مستجدات الحياة الأجتماعية في مختلف المجالات ولذلك تبقى الدولة كيان نظري  معنوي راسخ لا يتغير بتغيير الأشخاص العاملين في المؤسسات التي تتشكل منها الدولة... أما الحكومة فهي أحدى مؤسسات الدولة أي هي السلطة التنفيذية للدولة وهي تتغير بتغيير أشخاصها حسب مقتضيات مصلحة البلاد العليا وهي مؤسسه تقدم الخدمات للشعب وبالتالي هي مؤسسه خدميه وليس الا .. ولكن ما يحصل عند أداء مؤسسات الدولة المختلفة لمهامها نلاحظ أحيانا  أن الحكومة أي السلطة التنفيذية تحاول فرض ارادتها وأجنداتها  على الدولة والأستحواذ عليها وتسخيرها لصالحها واضعاف دورها الرقابي وأحيانا أخرى يحصل العكس ، وهذا السلوك يشكل حماية للفساد الأداري والمالي والمفسدين من كبار المسؤولين  والتستر على التجاوزات والسلوكيات المنحرفة في أجهزة الدولة وبالتالي يمهد لنشوء دولة شمولية ديكتاتورية وهذا ما يشير اليه واقع الحال في العراق لذلك يتطلب التصدي لمثل هذا الأرتداد قبل فوات الأوان واستفحال الحالة  وعودة الديكتاتورية بلون آخر وتحت رداء جديد  ، وهنا من المفروض أن يظهر بقوة  دور السلطة القضائية لمنع حصول مثل هذه  التجاوزات والتداخلات والتقاطعات ، وفي حالة ضعف دور القضاء وعجزه  في الفصل بين نشاطات وسلطات الحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى أو في حالة انحيازه  لجانب بعينه ضد جانب آخر، هنا  يتطلب أن ينشط  دور منظمات المجتمع المدني ويأخذ أقصى مداه وتتدخل بقوة  لمنع حصول تجاوز من الحكومة على بقية مؤسسات الدولة أو هيمنة الدولة على الحكومة وتحجيم دورها وفعاليتها في تنفيذ برنامجها الحكومي المقر من مجلس النواب ، وما تظاهرة الخامس والعشرين من شباط الجاري التي عمت مدن وقصبات العراق في الداخل وجالياته في الخارج الا نموذجا رائعا للرد والتصدي بالطرق السلمية لكل اخفاقات الدولة في تقديم ما يجب تقديمه للمواطن من خدمات ، وعجزها في مكافحة الأرهاب وارهاب الفساد المالي المستشري في أجهزتها ونهب المال العام ، وفشلها الذريع في  مكافحة الفقر والبطالة ، وتشجيعها للمحسوبية والمنسوبية وعلاقات القرابة على حساب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب في أجهزتها ، وما اجراءات الحكومة الأعلامية والدعائية قبل انطلاق التظاهرات  واجرءات منع التجول للعجلات وغلق الطرق والشوارع والجسور والنشر الكثيف لقوات الشرطة والأمن والجيش وتفتيش المارة واعتقال البعض منهم بتهمة الشغب ، وغيرها من الأجراءات غير المبرره التي تحد من حركة المواطنين والتي تبغي بالنتيجة تقليص عدد المشاركين في التظاهرة وبالتالي احتوائها ومنعها من الأنطلاق واستخدام العنف المفرط بما فيه الرصاص الحي ضد المتظاهرين يشكل اعترافا صريحا للحكومة بفشلها وعجزها عن مواجهة مطاليب الجماهير العراقية الساخطة ، وتعتبر هذه التظاهره جرس الأنذار لمحاولات الأرتداد والأنحراف لمن يريد العودة بالبلاد الى الديكتاتورية بلون جديد ،نقول لهؤلاء الحالمين ان الديكتاتورية في العراق قد انتهت والى الأبد ومن غير رجعة طالما شعبنا يقض وتفتحت عيونه للحرية وأختار الديمقراطية له نهجا للحكم والحياة فلا تمنون أنفسكم بما ليس بوسعها ، أفهموها جيدا ان عصر الديكتاتوريات والعبوديات قد أنتهى وبدأ عصر الشعوب عصر الحرية والأنعتاق ونهضة المظلومين والمقهورين والمحرومين من سباتهم ....!!         



2292
الوطن واحد... والشعب واحد... لماذا قانون الرواتب إثنان؟

بقلم:خوشابا سولاقا

من المعروف للجميع بأن جميع العاملين من أبناء الشعب في اجهزة ومؤسسات الدولة الرسمية المختلفة وبمختلف مستوياتهم في التدرج الوظيفي وعناوينهم يعتبرون موظفين في الدولة ويقدمون من خلال مواقعهم خدماتهم لأبناء الشعب وكل واحد منهم يكون في موقعين متبادلين الخاد م في مكان والمخدوم في مكان آخر ومن المفروض بكل واحد منهم مهما كان موقعه في سلم المسؤولية وعنوانه الوظيفي أن يقدم ما بأستطاعته من العمل والجهد لتقديم اكبر قدر من الخدمة وأفضلها لأبناء شعبه وإعتبار الوظيفة أمانه وطنية بعهده الموظف وواجب مفروض أدائها تجاه الوطن لان ذلك شرط الانتماء للوطن والمجتمع ويتقاضى مقابل ذلك من خزينة الدولة كحق شرعي وقانوني واجب الضمان والدفع على الدولة لكل موظف حسب موقعه ومستوى مسؤوليته، حيث من المفروض لو أردنا تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد المجتمع وأن نكون منصفين بحق الوطن والشعب وحق الفرد في ان واحد علينا ان نقيس الامور وفق المبدأ القائل (من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله).. ولكن لكل حالة ظروفها الذاتية والموضوعية تجعل تطبيق هذا المبدأ على أرض الواقع الاجتماعي ضرب من الخيال وحالة مثاليه صعبة المنال، ولكن في نفس الوقت ضروري أن يبقى تحقيق ذلك هو هدف الطموح لكي نتمكن من تحقيق ما هو أدنى من ذلك اوقريب منه بالمستوى... عندها نكون قد حققنا وخلقنا نوعا من التوازن المنصف إجتماعياً في مداخيل أبناء الشعب، أي على المشرعين وضع معايير علميه دقيقة وعادلة ومنصفه لتوزيع الثروة والفرص على افراد المجتمع من خلال نوع وطبيعة العمل المنجز أو الواجب إنجازه مستندين في ذلك على معطيات موضوعية وبالتالي تحقيق اكبر قدر ممكن من المساواة والعدالة في المجتمع... وعلى ضوء هذا العرض يتطلب تقييم الحالة الاجتماعية العراقية الآن، بالتأكيد سوف تفاجئنا الحالة غير الطبيعية السائدة في العراق لما فيها من الغرابة والاجحاف والظلم بحق الاكثرية من أبناء الشعب لحساب الاقلية التي لم تقدم عملياً لهذا البلد إلا القليل من التضحيات والانجازات، بالأضافة الى ما خلقته هذه الاقلية التي عاشت غريبه عن الوطن في المهاجر وقفزت الى سدة الحكم من خلال دعم المحتل لها من ظروف إقتصادية وإجتماعية وسياسية غير طبيعية لاشاعة الجريمة بكل اشكالها وألوانها ونشر الفساد المالي والاداري في أجهزة الدولة ومؤسساتها الرسمية ونهب المال العام وإعتماد مبدأ المحسوبية والمنسوبية في توزيع المسؤوليات والمناصب في أجهزة الدولة بدلاً من مبدأ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب مما ساعد على اشاعة الفرقة والتمزق بين ابناء الشعب الواحد وتفكك نسيجه الاجتماعي وترسيخ مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة. حيث قامت هذه الاقلية في مقدمة ما قامت به تشريع قوانين لتحديد رواتب ضخمة وامتيازات ومخصصات للمسؤولين الحاكمين، قوانين لامثيل لها في أي بلد في العالم. إنه أمر غريب أن يكون هذا الفارق الكبير بين مداخيل ومخصصات وإمتيازات الحاكمين والمحكومين بهذا القدر. حيث جعل الطبقة السياسية الحاكمة والمتطفلة على موارد الدولة اكثر ثراءً وجعل من عامة أبناء الشعب اكثر فقراً وعوزاً بعد كل ما عانته في ظل النظام الدكتاتوري البائد من حرمان وبؤس وشقاء وما قدمته من التضحيات الجسام من دماء ابنائها في الحروب العبثية، بحيث ينطبق على الحالة العراقية القائمة المثل القائل (يا من تعب يا من شقى ويامن على الحاضر لقى) إنه غريب أن يكون الشيء الوحيد صحيح في واقع هذه الشعوب هو الامثله الشعبية التي يفهمها بسطاء الشعوب بفطنة وذكاء ولا يدركها الحكام...!!
من الملاحظ أن هناك جدول لتوظيف الناس في أجهزة الدولة من حاملي مختلف شهادات التحصيل العلمي من أميين وخريجي الدراسة الابتدائية الى حاملي شهادات الدكتوراه مكون من إثنا عشر درجة وظيفيه إبتداءً من الدرجة العاشرة كحد أدنى صعوداً الى الدرجة الاولى ثم الدرجة الخاصة (ب) كالمدراء العامين ومن هم بدرجتهم ثم الدرجة الخاصة (أ) من وكلاء وزارة ومستشارين ومن هم بدرجتهم دون ان يشمل ذلك الوزراء، وعند استعراض درجات هذا الجدول سنجد ان هناك نوع من التناسق والتناغم بين مستويات الرواتب في هذه الدرجات، وان هناك معامل تتدرج وفقاً له الرواتب من مرحلة الى اخرى ضمن حدود الدرجة الواحدة او من درجة الى اخرى ضمن الجدول، وهذا معيار جيد ومنصف يمكن إعتماده للتتدرج من مستوى رواتب العامة (أبناء الشعب) الى مستوى رواتب الحاكمين (المسؤولين الكبار). حيث عند إستعراض الرواتب في درجات جدول الرواتب موضوع البحث والتي تتحكم في مستواها شهادة الموظف وعدد سنوات خدمته نرى فيها شيء من الأنصاف والعدالة والمساواة والى حد كبير يضيق الهوه بين هذا وذاك من حيث مستوى المداخيل للعاملين، وكذلك الحال عند إستعراض قانون تقاعد موظفي الدولة نجد أن ما يتحكم بالراتب التقاعدي النهائي للمتقاعد هو التحصيل العلمي (الشهادة) وعدد سنوات الخدمة وبالتالي تحديد الراتب التقاعدي النهائي كنسبة مئوية من الراتب الاساس (الراتب الاسمي) لآخر راتب كان يتقاضاه المتقاعد وهو في الخدمة الفعلية بالرغم من كون هذا الراتب غير مجزي ومذل لصاحبه عند مقارنته بمستوى المعيشة وحركة السوق المحلي حيث لايغطي في احسن الاحوال (50%) من الاحتياج الفعلي للحياة اليومية من جهة وما يقدمه المتقاعد من خدمات وتضحيات خلال فترة خدمته الطويلة في الوظيفة لدولة غنية بثرواتها وقدراتها من جهة أخرى، ولو أن هذا الامر ليس موضوعنا ولكن كما يقال الشيء بالشيء يذكر وإن الأشارة إليه من زاوية خفية هنا ضرورية للغاية لما له من علاقة في تكامل المعنى للموضوع قيد البحث...
إلا ان بالرغم من كل السلبيات في قانون تقاعد موظفي الدولة فيه شيء من العدالة والمساواة بين المشمولين به سلباً أو إيجاباً...!! ولكن ما هو غريب في كل ما ذكر هو رواتب الوزراء وأعضاء مجلس النواب المنتخبين من الشعب في إنتخابات ديمقراطية حرة ووفق قانون الولاءات للخصوصيات القومية والدينية والطائفية والحزبية وغيرها طبعاً والذي اصبح القانون الاساس للديمقراطية العراقية الجديدة والفريدة وفي ظل غياب الولاء للوطن وضياع الهوية الوطنية...!! وكذلك رواتب الرئاسات الثلاثة المتضخمة في عدد نوابها ومستشاريها وموظفيها ممن يشغلون مسؤليات تم استحداثها دون الحاجة إليها لغرض إفادة ثلة من الاقارب والاصدقاء المقربين والمحسوبين والحزبيين وتقاضيهم رواتب خيالية دون مقابل وبالشكل الذي لامثيل له في أي بلد آخر في العالم، هؤلاء لايتقاضون رواتب ضخمة وخيالية وإمتيازات كثيرة عجيبة وغريبة تصم لها الاذان وتقشعر لها الأبدان وتطأطيء لها الرؤوس خجلاً فحسب وإنما يجري كل ذلك تحت مسمع ومرئي الجميع وتحت ستار القانون في وضح النهار وليس تحت جنح الظلام، وقد اضيف على هؤلاء اعادة استخدام المسؤولين السابقين المتقاعدين من وزراء ونواب في اجهزة الدولة العليا بصفة خبراء مما يزيد الطين بلة...
أسال لماذا كل هذا ياطبقة المسؤولين الكبار التي ولدت من رحم الفساد المالي والاداري في اجهزة الدولة، أقول لكم من باب الميانة والعتاب وليس من باب الاهانة والمحاسبة أين أصبح الضمير والوجدان وأين حل الخوف من الله الذي يتشدق به أغلب الموجودين في سدة الحكم اليوم أليس الله عليم بكل شيء ...؟ اليس الله يمهل ولا يهمل...؟ ثم اليس الله غفور رحيم لمن يهتدي...؟ أين صارت حقوق الشعب والوطن التي تتباكون عليها ليل نهار في كل أحاديثكم وخطبكم وتصريحاتكم الرسمية وغير الرسمية وتذرفون عليها دموع التماسيح...؟ هل تفعلون بقول من قال (أفعلوا ما أقوله لكم ولا تفعلوا ما أفعله)...؟ لماذا ينعدم التناسق والتناغم بين رواتبكم وإمتيازاتكم وأنتم في الوظيفة ورواتب بقية موظفي الدولة في الدرجات الأخرى التي ذكرت سابقاً...؟ ثم ما هو أغرب من كل هذا رواتب المتقاعدين منكم، عفواً ومعذرة على زلة اللسان هذه أقصد بالقول الذين تنتهي مهمتهم كوزراء وأعضاء مجلس النواب وتنتهي فترة توليهم لهذه المناصب المتعبة والمزعجة والمكلفة جداً قانونياً ودستورياً حتى وإن كانت فترة بقائهم في هذه المناصب لأيام معدودة لهذا السبب أو ذاك ويحال على التقاعد مكرماً ومعززاً براتب تقاعدي مجزي قدره (80%) من راتبه الكلي مع المخصصات والامتيازات وليس من راتبه الاساس كما هو عليه الحال مع موظفي الدولة الاخرين من عامة الشعب... بالله عليكم ألا تشعرون بشيء من تأنيب الضمير عندما تتقاضون هذه الرواتب الضخمة والملايين من أبناء شعبكم يتضورون جوعاً ويعانون من الامراض وشحة الخدمات العامة ومن يعيش تحت خط الفقر منهم قد تجاوز الـ (25%) من نفوس العراق...؟ فاذا كان هذا الواقع الأليم والمزري بحكم الفارق الكبير بين مداخيلكم ومداخيل (99%) من أبناء شعبكم لايوقظ ضميركم ويستنهضه من هذا السبات المعتق الذي يشبه صمت القبور فما الذي يشحذ الحمم لفعل ذلك يا سادتي الكرام...؟ هل نسيتم أسباب ثورتي تونس ومصر وما آل اليه مصير زين العبدين بن علي وحسني مبارك...؟ ان ذلك ليس ببعيد عن ذاكرتكم اكيد وارجو ان لايغيب ذلك عن بالكم لانه افضل لكم وقد يقيكم ضرر الخطر الداهم...!! الا يعني لكم شيئاً المظاهرات والاعتصامات التي اصبحت تعم المدن العراقية وقصباتها وقراها كل يوم...؟ انها اشارات واضحة وضوح الشمس والحكيم تكفيه الاشارة ان كنتم تملكون شيئاً من الحمكة والفطنة والبداهة والنباهة...!!
ثم أليس الجميع موظفين في أجهزة الدولة...؟ لماذا لايتم تشريع قانون جديد موحد لجميع موظفي الدولة يحدد الرواتب وفق نسق معين يضمن حقوق الجميع ويتساوى بينهم في الحقوق المستحقة على وفق الواجبات والمسؤوليات التي يفرضها الموقع الوظيفي وأن يكون ذلك ضمن حدود معقولة من التمايز بين هذا الموقع وذاك وأن لايجعل ذلك التمايز الفارق كبيراً وهائلاً بين مداخيل شاغلي هذه المواقع في أجهزة الدولة للوطن الواحد من أبناء الشعب الواحد كما هو عليه واقع الحال في العراق الآن.

2294
النضال ترويه دماء الشرفاء ويقطف ثماره الأوغاد

                                                                                                            بقلم : خوشابا سولاقا
انطلاقا من مقولة المناضل الثوري العالمي الارجنتيني الاصل مشعل الحرية عبر الازمنة والاجيال واغنية الثوريين الشرفاء في كل مكان والملتزمين بشعار المناضل اول من يضحي وآخر من يستفيد ( ارنيستو تشي جيفارا ) التي يقول فيها ( الثورة يصنعها المناضلين الشرفاء ويستغلها الاوغاد ) اقول ان هذه المقولة الصادقة والنابعة من اعماق ضمير ثوري مؤمن بالنضال الجماهيري ، انها رؤية ثورية ثاقبة لأنسان اختبر الحياة النضالية الحقة وصال وجال في اروقة ودهاليز السياسة المنورة منها والمظلمة وصاغ هذه المقولة الرائعة التي تحمل من الفكر والفلسفة الثورية الشئ الكثير لتسليط الضوء على حقيقة وطبيعة العاملين في حقل السياسة والتمييز بينهم من حيث الخصائل الاخلاقية والنبل السياسي ، بين من هو مناضل ثوري شريف مستعد للتضحية بكل شئ بما فيها التضحية يحياته في سبيل المبادئ والاهداف التي يؤمن بها ويناضل من اجلها دون ان يفكر لحظة واحدة بما يمكن ان يستغله من الفرص التي يتيحها له العمل السياسي لأن يستفيد منها لمصلحته الشخصية ، وبين من يجعل من العمل السياسي المنخرط فيه وسيلة لتحقيق منافع شخصية وسلما للصعود الى منابر الشهرة وبؤر الضوء على اكتاف وجهود وتضحيات الآخرين من رفاق الدرب ، ان مثل هؤلاء يكونون دائما على استعداد لخيانة المبادئ والخروج عن اخلاق قواعد فن السياسة والغدر برفاق الدرب والتعاون مع الاعداء ، هؤلاء لا يكون لهم استعداد لأية تضحية مهما كانت في ساحات العمل النضالي ولكنهم نراهم حاضرين ومستعدين وجاهزين للاستحواذ على ثمار النضال التي يأتي بها تضحيات ونضال الآخرين ، هؤلاء نراهم في ظروف السلم والامان هم اكثر صراخا وزعيقا وبكاء على المبادئ وهم اكثر من يمجد دماء وتضحيات الشهداء من رفاق الدرب ولكنهم في الحقيقة ليسوا كذلك وانما يفعلون كل هذا من اجل ( الهريسة ) كما يقول المثل ان هؤلاء مع الاسف الشديد تعج بهم الساحة السياسية في العراق اليوم ، تراهم مختبئين قابعين كالجرذان في الزوايا المظلمة للحياة مغطين رؤوسهم الخاوية بالاغطية الوطنية والقومية والدينية والطائفية حسب متطلبات السوق العراقية المتغيرة بين ليلة وضحاها والتي الآن رائجة بمثل هذه البضاعات الرخيصة التي تطرح فيها من هذا الطرف اوذاك ، مستغلين ضعف الوعي السياسي للجماهير الشعبية وتعطشهم للحرية وتعاطفهم الشديد مع ما يطرح من الشعارات التي تخص خصوصياتهم وتمس مشاعرهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم وتجاري ولاءاتهم العشائرية والمذهبية ، ولكن ليعلم هؤلاء هواة السياسة الاقزام ان هذه الحالة الاجتماعية للجماهير الشعبية هي حالة مؤقته تزول بمجرد حصول اية زلة لسان لخفافيش الظلام هؤلاء التي تطل برأسها في النهار بين حين وآخر للثرثرة بما لا تجيده وتتقنه من فن الحديث والكلام .
ان ابناء هذا الشعب بكل مكوناته ليسوا بهذه الدرجة من البساطة والسذاجة الاجتماعية والسياسية لتنطلي عليهم هذه الالاعيب والأكاذيب والخدع بل انهم على العكس من ذلك ، اذكياء واعين مثقفين يلتقطونها وهي طائرة كما يقول المثل الشعبي الشائع ومدركين لحقيقة الامور بكل دقائقها وتفاصيلها وعلى اطلاع كامل على السيرة الذاتية لكل واحد من هؤلاء الاقزام بما فيها علاقات معظم المهيمنين على شؤون البلاد اليوم بأجهزة امن ومخابرات النظام السابق من خلال ما وقعت بأيديهم من الكتب والمراسلات التي كانت تجري بين ضباط الامن والمخابرات لنظام صدام وبين هؤلاء الاقزام في مجال التجسس ونقل المعلومات على ما تقوم به المعارضة العراقية الحقيقية  العاملة في مناطق خارج سيطرة النظام في كوردستان والخارج ، حيث تتضمن هذه الكتب والمراسلات الاسماء الثلاثية الصريحة للضباط والوكلاء المتعاونين معهم في المعارضة وتواريخ واماكن لقاءاتهم واجتماعاتهم مثل هذه الكتب والمراسلات كثيرة ومن حسن حظ هذا الشعب وقعت هذه الكتب  بأيدي الشرفاء المخلصين من ابناءه ، وبأمكانهم ابرازها ونشرها عبر مختلف وسائل الاعلام لفضح هؤلاء وتعريتهم واظهارهم عراة من الشرف السياسي والاخلاقي كما كانوا في زمن النظام السابق عملاء ووكلاء له مقابل حفنة من المال الحرام ، لتطلع الناس على حقيقة هؤلاء الاقزام وأي صنف من المناضلين هم لتضع حدا لزيفهم وخداعهم ومكرهم ولتضعهم في حجمهم الحقيقي ولتقول لهم كفاكم كذبا وخداعا لقد دنت ساعتكم وتوقفت عقاربها من الحركة . الا ان الفرصة الذهبية المناسبة لم تحن بعد ولكن تمادي هؤلاء في غيهم ورعونتهم في استثمار كل الفرص لاغراضهم الشخصية واللعب بمقدرات هذا الشعب والتمعن المتزايد في خيانته واذلاله بهذه الوقاحة والصلافة ، عندها سوف يختزل الوقت للاعلان عن المستور المخفي والمكشوف المعروف لهؤلاء الاقزام ،عندها سوف لا يفيدهم الندم والاعتذار عن قباحات سياساتهم وعندها سوف يكتشفون ويعرفون بأنه فعلا السياسة هي فن الممكن ولكن لا يجيدها الا ذوي الاخلاق والنبل الانساني من المناضلين الشرفاء الذين يرفضون الذل والهوان ولا يطأطئون رؤوسهم لشهوات ونزوات المنافع الشخصية مهما كبرت وتنوعت تلك المنافع ، وعندها سوف يقول هؤلاء كما يقول المثل المشهور ( يا أبو زيد  لو ما غزيت ) وعندها يشعرون ويكتشفون بأن مثلهم كان كمثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمل وجسمها مكشوف للشمس . وانا اقول وكل مخلص وطني شريف ومناضل عتيد وكل من يجيد لعبة السياسة وقواعدها الاخلاقية النبيلة السامية نقول لهؤلاء ضعاف النفوس المتسولين على هوامش الحياة السياسية باحثين عن الفتات على موائد الآخرين وعن الفرص الرخيصة للعيش الذليل بأن، عصر المخفي المستور والعمل من وراء الكواليس مقنعين بلباس الكذب والخديعة وكم الافواه وكبت الحريات وحجب الآراء الحرة قد انتهى منذ دخول البشرية الى عصر شبكة الاتصالات الدولية ( الانترنيت ) وبظهور هذا الملعون الانترنيت لم تبقى فرصة للخفافيش ولكائن من يكون للاختفاء والتمويه والظهور بمظهر الشبح وضم الاسرار واخفائها بعيدة عن متناول الآخرين من الخصوم والاعداء والاصدقاء ، لذلك نقول لهؤلاء الذين لا يريدون الاقرار بهذه الحقيقة التي دخلت كل دار ومكتب عبر جهاز الحاسوب عبر العالم كله من خلال الاقمار الصناعية وجعل من كوكبنا قرية صغيرة ان يعيدون النظر بأسلوب عملهم وتعاملهم مع الحياة وفي طريقة تفكيرهم وتعاطيهم مع العمل السياسي ، والا فأن مصيرهم سيكون سلة مهملات التاريخ ... نقول هذا الكلام من حرصنا الشديد على مصلحة البلاد والعباد من شر الذين يتشدقون ليل نهار على المنابر من اقزام السياسة الذين يقطفون ظلما ومن دون استحقاق ثمار نضال وتضحيات المناضلين الشرفاء 


2295
تتعدد المكونات والوطن واحد

خوشابا سولاقا

من الصعب على المرء بل من المستحيل ان يجد بلدا من البلدان في العالم اجمع شعبه مكونا من قومية واحدة او من اتباع دين واحد او من انصار طائفة واحدة، اي بمعنى اخر شعب ذات لون واحد، بل على العكس من ذلك نجده مكون من قوميات متعددة ومن اتباع أديان وطوائف عديدة، ولكن عامل التاريخ وواقع الجغرافية يفرض على هذه التعدديات المختلفة أن تتعايش وتعيش ضمن إطار إجتماعي واحد وتحت سقف واحد تشترك فيه بأكثر من مشترك ويجمعها اكثر من جامع وتجعل حياتها مشتركة ومصيرها واحد يفرض على الجميع شكلا معينا ومحددا تفرضه ظروف واشتراطات حياتية معينة من أشكال العيش المشترك وتدافع عنه ألا وهو العيش في الأطار الوطني يجمع الجميع الوطن الواحد، اي بمعنى أشمل ان الرابط الوطني هو الجامع الاكبر والأقوى من غيره، وهذا الرابط يجعل العيش المشترك للتعدديات الفرعية المختلفة امر محتم ومحكوم بوقائع ثابتة لابد منه حتى وإن إختلفت انماط العيش وثقافات هذه التعدديات عن بعضها البعض في بيئاتها الخاصة بها، وإن هذا الواقع يجعل الجميع معني بهذا الشكل أو ذاك وبهذا القدر أو ذاك ببناء ثقافة التعايش السلمي المشترك بين هذه التعدديات الأجتماعية المختلفة عرقياً أو دينياً أو طائفياً أو غير ذلك تذوب في بوتقتها ثقافاتها الخصوصية الفرعية بعمومياتها وتحتفظ بخصوصياتها وتميزاتها النوعية، أي بمعنى بناء ثقافة جديدة وهي ثقافة التعايش السلمي الوطني لأبناء الامة الواحدة في إطار الوطن الواحد، مع المحافظة على ثقافة الخصوصيات الفرعية بالاتجاه الذي يعزز وحدة الثقافة الوطنية ويقوي ويرسخ الوحدة الوطنية من اجل التأسيس لبناء مجتمع وطني شامل مجتمع جديد وبقيم وطنية جديدة منسجم مع نفسه وبالتالي تشكيل أمة متكاملة الخصائص والمقومات تنتمي للوطن.
لذا نرى أن مثل هذه المفاهيم أي مفهوم تعزيز الثقافة الوطنية الجامعة على أساس الأنتماء الوطني وليس على أساس الولاء للخصوصيات الفرعية تتطور مع تطور الوعي الانساني لدى الفرد ونمو الشعور بالحاجة الى التعايش السلمي بين البشر مهما أختلفت خلفياتهم الفرعية وخصوصياتهم، لأن في مثل هكذا واقع تكون للجميع مصالح مشتركة ومصير مشترك، حيث عندما يعم الخير على الوطن يعم على جميع ابناء مكوناته دون استثناء وعندما يهدد الخطر الوطن فأنه يهدد الجميع ايضاً، عندها يكون الجميع معني بالتصدي للخطر والدفاع عن الوطن، وهنا تختلط دماء أبناء المكونات جميعاً في عملية التصدي للخطر الخارجي والدفاع عن كيان الامة وحياض الوطن، وهذا امر طبيعي يدركه الجميع في حالات الحرب ومن المفروض أن يكون الادراك لذلك أقوى واكبر في حالات السلم أيضاً.
إن تحقيق مثل هذه المهمة النبيلة مهمة بناء الثقافة الوطنية المشتركة لمكونات الامة الواحدة هي من مهام ومن واجبات الدولة الوطنية، وهي السمة التي يجب ان تتسم بها الدولة الديمقراطية الحديثة، وبغياب هذه الثقافة أي الثقافة الوطنية الجامعة لاتكتمل مقومات بناء شخصية الامة الوطنية الجامعة لمكوناتها، ولا تتبلور وتتجسد وتتطور ثقافة الخصوصيات للمكونات إلا في ظل ورعاية هذه الثقافة الوطنية الجامعة وتحت خيمتها أي أن العلاقة بين الثقافة الوطنية الجامعة وثقافة الخصوصيات هي علاقة جدلية تكاملية لايمكن لأحداها أن تتطور نحو الأفضل في غياب الأخرى. وكل هذا يجب ان يتم برعاية الدولة ومن خلال مؤسساتها الدستورية التشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلامية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني التي ترعاها الدولة والمعنية بثقافة المجتمع إبتداءَ من التربية في كنف العائلة مروراً بالتعليم الابتدائي والثانوي والجامعي الى أعلى مراحله حيث من الضروري أن يكون هناك منهج لتعليم الثقافة الديمقراطية والثقافة الوطنية لتخريج اجيال جديدة تؤمن بأولويات الولاء للوطن والوطنية قبل الولاء للهويات الفرعية، كالقومية والدينية والطائفية والعشائرية والحزبية والمناطقية وغيرها من الخصوصيات الداخلة في النسيج الاجتماعي للمجتمع الوطني. إن نمو الوعي الوطني المثقف للجماهير الشعبية هو الوحيد الكفيل بتجاوز كل أسباب الفرقة والضعف والتفكك في وحدة نسيج المجتمع الوطني وبالتالي  ضعف وتفكك الوحدة الوطنية الراسخة وهو الوحيد القادر على تأمين البيئة السليمة والصالحة والخصبة التي تنبت فيها الارادات المخلصة والمؤمنة بأنجاز وتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية الراسخة وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية الشاملة بين مكونات المجتمع الوطني الواحد على أساس العدل والمساواة ومن دون وجود هكذا مجتمع لا يمكن النجاح في بناء دولة عصرية حديثة ديمقراطية بمستوى الطموح دولة الحريات الفردية وحقوق الانسان.. هكذا هو الحال في المجتمعات والدول التي وصلت الى قمة التقدم والديمقراطية والتي سارت على مسار التعايش السلمي بين المكونات المختلفة عرقياً ودينياً وطائفياً في إطار الدولة الوطنية والثقافة الوطنية الواحدة والراعية للخصوصيات والثقافات للتعدديات الفرعية المكونة للمجتمع الوطني وخير مثال على ذلك أولها الولايات المتحدة الامريكية التي تضم كل القوميات والأثنيات والأديان المعروفة في أرجاء المعمورة وآخرها دولة الاتحاد الاوروبي بعلمها وعملتها الموحدتان والتي ولدت من رحم تاريخ طويل حافل بالحروب الدموية طيلة قرون من الزمن وكانت آخرهاالحرب العالمية الثانية التي قدمت فيها اوروبا بكل بلدانها الحالية قرابة الخمسين مليون ضحية من شبابها قرباناً لما حققته اليوم من بناء دولتها العتيدة على أطلال ذلك الماضي الرهيب والتي تعيش فيها العشرات من القوميات والاديان والطوائف في أمان ووئام وسلام وإنسجام من دون حروب والجميع يعيش ويعمل بجد وإخلاص لخير الوطن الجامع وتقدمه دون خوف على مصير مالديهم من الخصوصيات... لماذا لا نقتدي نحن العراقيين بعد تجاربنا المريرة التي عشناها في الماضي بهذه التجارب الرائدة في بناء عراقنا الجديد القائم على وحدة التعدديات المختلفة في وطن واحد، ونضع حداً ونهاية مشرفة على مانحن فيه الآن من الخلافات والأختلافات والصراعات بسبب هذه التعدديات والخصوصيات، لكونه الطريق الاقصر والأنجع للخلاص من الواقع المؤلم الذي نحن عليه الان والانتقال الى المستقبل المشرق الزاهر مستقبل الامة العراقية الواحدة تتساوى فيها في الحقوق والواجبات الجميع، العربي والكوردي والتركماني والكلداني السرياني الاشوري، المسلم والمسيحي والايزيدي والصائبي، الشيعي والسني دون تمييز في ظل هوية وثقافة وطنية عراقية دون سواها، عندها فقط يكون بمقدورنا ان نقول إن عراقنا بخير وسلام.

2296
ماذا يجب ان تكون الابعاد الاستراتيجية والاولويات في الموازنة العامة للعراق؟

بقلم:خوشابا سولاقا

إن الموازنة العامة للدولة لاتعني في اي حال من الاحوال كونها الموازنة بين الواردات والانفاق، وإن تقييمها لايأتي الاّ من خلال زيادة حجم الفائض النقدي او تقليص حجم العجز النقدي فيها كما كان معروفا ومعمولا به وفق المفهوم الكلاسيكي للموازنة لان ذلك يمكن تحقيقه والتحكم به بسهولة من خلال تقليص حجم المشاريع البنيوية العملاقة ذات الانفاق الكبير، حيث  أن الدول المتقدمة اليوم قد تجاوزت هذا المفهوم او المضمون للموازنة العامة للدولة الى ماهو ارقى واوسع واشمل من حيث الاهداف الاستراتيجية، الى حيث ان الموازنة العامة للدولة العصرية الحديثة المتقدمة اجتماعيا واقتصاديا وتكنولوجيا، تعني اعطاء الاولويات في ابوابها وفصولها الى الجوانب الاجتماعية وما يتعلق منها بحياة ورفاهية المواطن والتصدي لمشاكل الحياة الاجتماعية والاقتصادية وزيادة رفاهية الفرد وبالتالي الى تقليص مساحة الجريمة بكل اشكالها في المجتمع والتي هي تحصيل حاصل المولود الشرعي لانتشار الفقر والبطالة من جهة وعلى زيادة حجم المشاريع الاستثمارية البنوية العملاقة التي لها علاقة بتنويع مصادر تمويل الاقتصاد الوطني كالمشاريع الصناعية والزراعية الكبيرة والمنتجة لحاجات المجتمع المادية من جهة اخرى بغض النظر كم يكون حجم الفائض النقدي او حجم العجز النقدي في الموازنة العامة للدولة.
ومن دون ذلك فأن الموازنة من حيث النتائج الاجتماعية والاهداف الاستراتيجية المرجوة منها لاجراء التغيير في بنية المجتمع اقتصاديا واجتماعيا لاتعني شيئاً. لأن الهدف في مشروع الدولة العصرية الحديثة يجب ان يكون زيادة رفاهية المواطن في كل مجالات الحياة، أي أنه يجب أن يكون المواطن حجر الزاوية في مشروع الدولة، وبالتالي يجب على المختصين أن يصمموا الموازنة المالية السنوية الممولة لمشروع الدولة على هذا الاساس، ولكي تكون الموازنة العامة بهذا الشكل يتطلب اعطاء الاولوية فيها للجوانب المتعلقة بالقضاء على الفقر واسبابه، والقضاء على البطالة الفعلية والبطالة المقنعة المتفشية في أجهزة الدولة، وتحسين مستوى الخدمات التي تقدمها الدولة للمجتمع كالكهرباء والماء والتربية والتعليم والصحة والصرف الصحي وشبكات النقل والطرق والاتصالات والبيئة النظيفة والسلامة المهنية للعاملين وشبكات الرعاية الاجتماعية وحماية الامومة والطفولة وغيرها من الخدمات، وتوفير الأمن والأمان والسلم الاهلي في المجتمع. إن التصدي لهذه التحديات يأتي من خلال زيادة رصد التخصيصات المالية المناسبة في ابواب الموازنة السنوية التي تخص هذه المجالات، وبقدر ما يتم تخصيصه في ابواب الموازنة من الموارد المالية للتصدي لهذه التحديات بهذا القدر نفسه يتم تقييم الموازنة السنوية سلباً او ايجاباً، هذا هو المعيار الذي يجب أن يعتمد في تصميم الموازنة حتى وإن كان ذلك على حساب زيادة العجز النقدي وتخفيض الفائض النقدي بين الواردات الفعلية والنفقات الفعلية في الموازنة العامة للدولة. لذلك نلاحظ أن العجز يكون كبيراً في الميزانيات للدول المتقدمة في تصديها لمثل هذه التحديات، ويكون على العكس من ذلك في الدول المتخلفة في تصديها لمثل هذه التحديات، اي في الدول التي لاتعني القائمين عليها رفاهية شعوبها بشئ وكذلك لايهمها التفكير بخلق ركائز ومصادر جديدة بديلة لاقتصاد اجيالها في المستقبل وكما هو الحال في العراق ودول ما يسمى بالعالم الثالث.
فالقضاء على الفقر الذي يعتبر من أشد الأمراض الاجتماعية فتكاً وأخطرها تدميراً لبنية المجتمع ويخلق المناخ المناسب لنمو وأنتشار الجريمة الاجتماعية بكل اشكالها وألوانها بما فيها جرائم الأرهاب المنظم، حيث يشكل وجود الفقراء في المجتمع والذين يبحثون عن لقمة العيش اليومية صيداً سهل المنال للمنظمات التي تمارس الجريمة والأرهاب لاستغلالها في تنفيذ جرائمها، لان الفقر يدفع بالأنسان مهما كان طبعه عفيفاً ومسالماً لأن يفعل أي شيء في سبيل سد رمقه، وهنا يكفينا ذكر قول الامام علي بن ابي طالب "ع" حين قال "لو كان الفقر رجلا لقتلته". بالامكان الاستدلال من خلال هذا القول الحكيم والبليغ كم يكون الفقر قبيحا وكيف يدفع بصاحبه الى القيام بما لايؤمن به والى إرتكاب أقبح وأبشع الجرائم بحق أبناء نوعه من أجل إشباع غريزة الجوع... وعلى ضوء معرفتنا بدور الفقر في إنتشار الجريمة في المجتمع، كيف سيكون عليه الحال في مجتمعنا العراقي حيث بلغت نسبة من هم تحت خط الفقر من ابنائه بحدود "23%"، أتساءل كيف لاتستطيع التنظيمات الارهابية الممولة من أعداء العراق من تصعيد وتُوسيع نشاطها الأرهابي الاجرامي كماً ونوعاً من دون ان تطولها يد القانون والعدالة وكيف لاتستطيع أن تخرق صفوف الاجهزة الامنية والقضائية لأن تكون في مأمن من محاسبة القانون وتنفيذ جرائمها بسهولة.. عليه أرى من وجهة نظري المتواضعة، أنه من المفروض أن تتضمن الموازنة العامة للعراق لعام /2011 والتي بلغت اكثر من "80" مليار من الدولارات وهي اكبر ميزانية في تاريخ الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها أبواب وفصول تخصص مبالغ مالية مناسبة تزيد من حجم تخصيصات شبكة الرعاية الأجتماعية المعنية أصلا بالفقر والفقراء وزيادة تخصيصات الميزانية الاستثمارية وتخصيصات دعم القطاع الخاص والمختلط وقطاع الاستثمارات من خلال توسيع مشاركة ومساهمة الدولة بقوة في هذه القطاعات وتنشيطها وتفعيلها على حساب تقليص الميزانية التشغيلية الى الحد الادنى بتخفيض التخصيصات الكماليه ورواتب الدرجات الخاصة ومخصصاتها وامتيازاتها الضخمة غيرالمبرره الى الحد الذي اصبحت موضع تندر وإستهجان العامة، أي إعادة النظر بملاكات ورواتب ومخصصات وامتيازات اصحاب الدرجات الخاصة من درجة مدير عام صعودا الى رئيس الجمهورية وجعل راتب موظف في الدرجة الاولى من جدول رواتب موظفي الدولة معياراً لتحديد رواتب الدرجات الخاصة اي جعل مضاعفات هذا الراتب معياراً لتحديد رواتب الدرجات الخاصة، وكذلك اعادة النظر بقانون التقاعد لذوي الدرجات الخاصة وتوحيده مع قانون تقاعد موظفي الدولة من الدرجات الاخرى واعتماد نفس الاساس في إحتساب الراتب التقاعدي للجميع وليس كما هو عليه الحال حالياً حيث يحتسب لذوي الدرجات الخاصة كحد اعلى 80% من الراتب الكلي بينما يحتسب لبقية موظفي الدولة من الدرجات الاخرى 80% من الراتب الاسمي، وذلك بغرض خلق اكبر قدر ممكن من التوازن بين رواتب هذا وذاك وتقليص حجم الهوه الموجودة حالياً بينهما، ان هذه الاجراءات تؤدي الى خلق اكبر عدد من فرص العمل في هذه القطاعات لأستيعاب اكبر عدد من الايدي العاملة العاطلة عن العمل من مختلف شرائح المجتمع للقضاء على البطالة الفعلية والبطالة المقنعة المستفحلة في اجهزة الدولة، حيث هناك تضخم كبير في القوى العاملة في القطاع العام، إن توفر فرص العمل في القطاعات الاخرى يجعل الطلب على الايدي العاملة الماهرة الفنية والاختصاصية لمختلف المهن كبيراً والعرض قليل بالمقابل، عندئذ يؤدي قانون العرض والطلب الذي يحرك سوق العمل فعله حيث ذلك يؤدي الى ارتفاع الاجور في السوق في القطاعات الخاص والمختلط والاستثماري إضافة الى توسع نشاط سوق المهن الحرة والصناعات الحرفية والكمالية واليدوية والنشاطات الخدمية المختلفة كأعمال الصيانات والتصليحات والورش الفنية المختلفة والاستثمارات الفردية الصغيرة، كل هذه الفرص والنشاطات تؤدي الى إمتصاص البطالة في السوق المحلي والتي بلغت نسبتها في العراق حالياً بحدود"30%" من حجم الأيدي العاملة القادرة على العمل. وإمتصاص البطالة يؤدي الى تخفيض مستوى اسباب ودوافع الجريمة المنظمة وغير المنظمة في المجتمع وبالتالي القضاء عليها. وكذلك يؤدي هذا النشاط دوره الكبير في تعظيم واردات البلد من العملة الصعبة وتخفيض إعتماد  الموازنة على الواردات النفطية والتي تشكل حالياً اكثر من "90%" من اجمالي واردات العراق... هذا يعني أن الاقتصاد العراقي هو إقتصاد مشوه إحادي الجانب يعتمد في تمويله على الواردات النفطية لوحدها ما يتطلب تنويع مصادر تمويله بخلق مصادر جديدة وجعله يعتمد على اكثر من مصدر لجعله اكثر قدرة على المواجهة مع ما تواجهه من التحديات ولكي يكون اكثر تحصناً مما يحصل من تقلبات وتغيرات وتطورات وأزمات مالية وإقتصادية في الأقتصاد العالمي كالازمة المالية العالمية الحالية... من المؤكد أن أهم مصادر التنويع للاقتصاد العراقي هي تفعيل وتنشيط القطاع الصناعي والقطاع الزراعي بالنظر لما يتوفر في العراق من الموارد والعوامل الاساسية لتفعيل وتنشيط هذين القطاعين في حالة إستثمار جزء مهم من واردات القطاع النفطي المالية في هذين المجالين وجعلهما من المصادر الفعالة المنتجة للثروة النقدية وذات إعتبار في تعظيم الواردات النقدية للعراق الى جانب قطاع النفط... وكذلك يمكن تشجيع القطاع الخاص والمختلط بالاستثمار في القطاعين الصناعي والزراعي المحلي من خلال تشريع قوانين تدعم هذه التوجهات بصورة فعالة في سبيل بناء إقتصاد عراقي متنوع المصادر، إقتصاد قوي متين قادر على مواجهة ومسايرة التغييرات والأزمات الاقتصادية والمالية العالمية من دون نكسات وإنهيارات نوعية في بنيته التحتية.
في ظل وجود هكذا إقتصاد تكون هناك نهاية للفقر والبطالة والجريمة الاجتماعية والأرهاب وضعف وشحة الخدمات الاجتماعية المختلفة وتكون هناك بنية تحتية إقتصادية وإجتماعية قوية ورصينه وراسخة قادرة على التصدي لكل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ويكّون ذلك الرحم الخصب لأنتاج بنيه فوقية راقية في قيمها الأخلاقية والأجتماعية والثقافية وبالتالي بناء المجتمع الذي تعيش فيه المكونات المتعددة بثقافاتها وبتنوع تقاليدها وعاداتها ومعتقداتها الدينية والطائفية وتمارس طقوسها بحرية ومن دون إقصاء أو تهميش مكون لأخر في حالة من الانسجام الاخوي في ظل القانون والدستور الواحد وفي أطار الوطن الواحد...
من المفروض أن تأخذ الدولة في إعتبارها عند تشريعها لقانون الموازنة العامة تحقيق هذه الاهداف الأستراتيجية على وفق اولويات تحدد مسارات انفاق الموازنة وأن لايكون التعامل مع الموازنة تعامل رقمي بحت خالي من المضامين الفكرية والسياسية والاجتماعية البعيدة المدى، وما استعرض في هذا المقال هو بهذا الأتجاه أي رؤية إنسان سياسي مفكر وليس رؤية اكاديمي مختص بالاقتصاد.

2297
المصداقية والشفافية ومهنة الكذب في العمل السياسي

خوشابا سولاقا

صحيح ما قيل ان السياسة هي فن الممكن، وقيل ان السياسة هي وسيلة للدفاع عن المصالح وكيفية تحقيقها، وقيل فيها أيضاً ان الغاية تبرر الوسيلة وغيرها الكثير مما قيل من هذا القبيل في قاموس السياسة عبر التاريخ الانساني الطويل عن العمل السياسي، ولكن ليس هناك ماقيل عن ان تكون السياسة والعمل السياسي بعيداً عن المصداقية والشفافية وقول الصدق في التعامل مع الآخرين. وقد فهم بعض مراهقي وهواة السياسة اليوم من الأقزام الذين يتطفلون على هامش الحياة السياسية ويرتزقون على فتات الآخرين ماقيل في فن وفلسفة ومنطق وعلم السياسة من المفاهيم في العراق والتي فرضتها ظروف الاحتلال الاجنبي وسقوط النظام الديكتاتوري البائد المفاجيء وغياب محترفي السياسة الحقيقيين عن الساحة فهموا هؤلاء ان السياسة تبيح لهم كل الوسائل النظيفة والقذرة، الشريفة وغير الشريفة لأعتمادها في تحقيق الغايات الانانية والمصالح الشخصية تحت شعارات الدفاع عن المصالح القومية والوطنية التي تقيم الدنيا ولا تقعدها وبما في هذه الوسائل الكذب والرياء والنفاق السياسي والتضليل وخداع الناس من ذوي النزعات والتوجهات الفكرية المخلصة والصادقة والمؤمنة بالقضايا القومية والوطنية وتجييرها لصالح تحقيق المصالح والمكاسب الشخصية لهؤلاء الأقزام المبتذلين الذين يعيشون متطفلين على جهود وتضحيات غيرهم على هامش الحياة السياسية في العراق ويشوهون القيم النبيلة والمعاني الاخلاقية السامية لفن السياسة، وما حصل في توزيع المناصب في تشكيلة الحكومة الجديدة واقتسام الغنائم بينهم خير مثال حي على ذلك. لذا نرى إن مسيرة البلاد تسير من سيء الى اسوء يوما بعد يوم، ومثل هذه النماذج نراها موجودة ومنتشرة بكثافة في كل ركن من أركان الساحة السياسية في العراق.. ولكن ليكون في معلوم هؤلاء من صيادي الفرص الرخيصة إنها لن تدوم لهم طويلاً وإن حبل الكذب قصير كما يقول المثل الشائع، وعندها سوف لا يفيدهم ولايسعفهم الندم.. إن مثل هؤلاء يأخذون من المناصب ومواقع المسؤولية في أجهزة الدولة قواعد للأنطلاق بأتجاه إستغلال هذه المواقع والمناصب للاستفادة من المال العام والأثراء الشخصي الحرام، بينما المفروض بالأنسان السياسي ومن يعمل في حقل السياسة أن يكون على اكبر قدر ممكن من المصداقية والشفافية والنزاهة ونظافة الذمة وصدق القول ونصر الحق حتى وإن كان ذلك على نفسه، وأن يكون بعيداً كل البعد عن اسلوب امتهان الكذب والمراوغة والمناورة الخبيثة وتضليل وخداع الاخرين والضحك على ذقونهم إن صح التعبير وان لايتخذ من مهنة الكذب وسيلة لتحقيق أهدافه ومصالحه لأن الكذب لايكّسب صاحبه ثقة ودعم الآخرين وبالأخص المخلصين والمؤمنين بالقضية المشتركة التي تجمعه معهم بل يكسبه أعداء ألدّاء كثيرين، لأن الأنسان بطبعه وطبيعته ميال الى الصدق وقول الحقيقة وأن يرى في سلوك السياسين قولاً وفعلاً وليس فقط الزعيق والصراخ والتهريج المبتذل بصوت عال في كل الاوقات والأماكن مدعياً الدفاع عن الامة وعن مصالحها القومية والوطنية والبكاء على اطلال الماضي وذرف دموع التماسيح وبحركات بهلوانية قرقوزية عبر مختلف وسائل الأعلام من صحافة ومواقع الكترونية والأذاعات والقنوات التلفزيونية الفضائية بصورة تثير القرف والاشمئزاز في نفوس المتلقين.. في العمل السياسي ليس مطلوب بل ليس من المفروض دائماً ان ينطق السياسي بالحقيقة كاملة وأن يكون صادقاً في كل مايقوله أو يشير إليه في احاديثه ولقاءاته وتصريحاته لوسائل الاعلام المختلفة، ولكن ليس مقبول منه على الاطلاق أن يكون كاذباً بأمتياز على طول الخط وأن يحترف السياسي مهنة الكذب في كل مايقوله دائماً وأن لايكون صادقاً فيما يتعامل به مع الآخرين.
ونسبة الصدق في قول الحقيقة في العمل السياسي تعتمد على ظروف الزمان والمكان وطبيعة الحدث السياسي الذي يتم التحدث عنه وهذا يكون خاضعاً لتحليل وتقييم وإسستنتاج السياسي نفسه للحدث وتطوراته حاضرا ًومستقبلاً، ولكن في كل الأحوال لايغتفر للسياسي النزيه لجوئه لممارسة مهنة الكذب كوسيلة وأداة بديلة لممارسة فن ومهنة السياسة كوسيلة اخلاقية شريفة لتحقيق وحماية المصالح مهما كانت طبيعة تلك المصالح.. إن أشد مايؤسف له ويخجل منه المخلصون العاملون في التنظيمات السياسية العاملة الآن في العراق هو أن معظم قيادات هذه التنظيمات اقول معظمهم ولا اقول جميعهم في صراعاتهم المريرة والمستميتة على مناصب السلطة بكل مستوياتها وبسبب ماتمنحه لهم هذه  المناصب من المكاسب والامتيازات المادية طبعاً، نجدهم يمارسون مهنة الكذب والخداع والتضليل والرياء والنفاق السياسي والابتعاد عن معايير الكفاءة والنزاهة والأخلاص والحرص على المال العام والولاء للوطن ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب في عملية التكليف بالمسؤولية والتعويض عنها بمعايير المحسوبية والمنسوبية وعلاقات القرابة لشغل المناصب القيادية من الدرجات الخاصة في أجهزة الدولة المختلفة عندما يتطلب الامر ذلك كما حصل في تشكيلة الوزارة الجديدة والتي بالامكان تسميتها وزارة شراكة الاقارب والمقربين بدلاً من وزارة الشراكة الوطنية، وهي لاتستحق تسمية وزارة الشراكة الوطنية لانها اصلا قد اقصت اكثر من نصف المجتمع من المشاركة فيها والمتمثل بأقصاء وتغييب المرأة، حيث أن هذه التجربة قد سلطت الضوء الكاشف على الوجوه الكالحة من اصحاب صناع القرار السياسي في الدولة بشكل عام وداخل التنظيمات السياسية بشكل خاص وفضحت زيفهم ورياءهم ونفاقهم السياسي وإنحيازهم المفضوح للمحسوبية والمنسوبية وعلاقات القرابة والعشيرة والجنس على  حساب المباديء القومية والوطنية والمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات التي يتشدقون بها ليل نهار وعلى حساب عنصر الكفاءة والنزاهة والخبرة ونظافة الذمة وتوفر المؤهلات لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب. كان إعتماد هذا الاسلوب هو السبب وراء الفشل الذريع الذي منيت به كل الحكومات السابقة التي توالت على كراسي السلطة بعد سقوط النظام البائد على يد القوات الامريكية عام 2003، حيث فتحت ابواب البلد على مصراعيها امام اقزام السياسة للقفز على كراسي الحكم والاستحواذ على مقدراته وتسخيرها لصالح اغراضهم الحزبية والفئوية والشخصية بأمتياز. لا أعرف لماذا لايأخذ هؤلاء الاقزام من هذه التجارب عِبر ودروس للخروج من مأزقهم السياسي الذي لايحسدون عليه..؟ لماذا يصرون كل هذا الاصرار على الاستمرار بالسير في طريق السقوط في الهاوية وبالتالي الاستقرار في سلة مهملات التاريخ كما فعل من سبقوهم من اصحاب السلطة الخائبين الفاشلين..؟ ولكن ما العمل اذا كان هذا هو منطق وفلسفة الفاشلين والضعفاء في الحياة ممن لايسمعون إلا أنفسهم..؟
ويقبلون الارتزاق من فتات الاقوياء خبزاً معجوناً بالذل والهوان ومال الحرام على حساب تعاسة ابناء شعوبهم..!!.

2298
العلاقة الجدلية بين الحرية والقانون والثقافة

بقلم: خوشابا سولاقا

ان الحرية بمفهومها الواسع الفردي والمجتمعي هي المصدر الذي يطلق العنان للفرد كفرد او للفرد ضمن المجتمع للابداع الانساني الخلاق لانتاج قيم حضارية واجتماعية وانسانية اكثر تطورا ورقيا من تلك التي تسود المجتمع وتنظم كافة علاقاته وتتحكم به والتي هي بالتأكيد حصيلة تراكمية لابداعات الافراد عبر المراحل التاريخية السابقة لتتواصل من خلالها مع ما ينتج من القيم الجديدة في المستقبل، وإن عملية قمع وكبح الحريات او تقييدها بأي شكل من الاشكال ولاي سبب من الاسباب تعني قمع وكبح وعرقلة وتقييد تطور وتقدم المجتمعات من الأدني الى الأرفع والارقى وبالتالي توقف مسيرة التطور الاجتماعي، لذلك ولكي يستمر تطور المجتمعات بدون أدنى توقف لابد من أن يكون هناك إطلاق للحريات الفردية والمجتمعية باوسع مدياتها لكي يستمر الأبداع الخلاق للأنسان. أما القانون فهو الضابط الذي ينظم عمل فعل الأبداع الأنساني وإبقائه على مساره الصحيح، أي بمعنى آخر إبقاء الحريات الفردية والمجتمعية ضمن حدود يكون فعلها في الأبداع إيجابيا و بالتالي منعها من أن تتحول الى اداة هدامة تهدم ذاتها وفعلها الأنساني الأبداعي الخلاق وأن تتحول الى فعل وعمل مهبط للتقدم والتطور وتعود بالحضارة الى الوراء.. ولكن ليس مهماً بهذا القدر او ذاك لأن نتحدث عن الحرية واهميتها في حياة الفرد والمجتمع كحافز لانتاج القيم الحضارية المتطورة لأجل دفع المجتمع وحضارته الى الامام للارتقاء من الأدنى الى الأرفع وان نسهب في الكلام المنمق عن ذلك ونبالغ كثيرا بفوائد وايجابيات الحرية لانه امر بديهي ومفروغ منه. وكذلك ليس مهما ولا من الضروري ان نبحث وأن نجتهد ونبذل قصارى جهودنا من اجل صياغة نصوص ومواد قانونية لاجل السيطرة على سلوكيات الافراد في المجتمع وتنظيمها وبالتالي على السلوك العام للمجتمع نفسه من اجل الارتقاء به الى مستوى حضاري يعكس الحالة المثالية للتحضر للمجتمع الأنساني... إن ما يجعل الحرية مثمرة ومفيدة وايجابية ومنتجة للقيم الحضارية الراقية ومصدرا ملهما للابداع الخلاق للانسان، وما يجعل القانون والشرائع المختلفة ضوابط ايجابية مفيدة ذات جدوى للاحتفاظ بسلوكيات الفرد والمجتمع في سياقاتها الصحيحة وعلى مساراتها الطبيعية باتجاه الوصول الى مجتمع متحضر منتج للقيم الحضارية المتطورة والسلوكيات الانسانية المستقيمة والرفيعة والاخلاقية التي لاتبعث على الخوف والرعب والتعصب والعنصرية والحقد والكراهية والاقتتال والحروب، لابد من ان يكون لعنصر الثقافة بكل اشكالها والوانها دور كبير ورئيسي لتهذيب سلوك من يمارس الحرية ومن يطبق القانون لانتاج المجتمع الانساني المتحضر، حيث لايجوز لفرد غير مثقف ولا نتوقع منه ان يمارس الحرية بشكلها الايجابي ولايجوز لصاحب السلطة غير المثقف ان يطبق القانون بشكل مهذب وايجابي وغير ظالم عند ممارسته لتطبيق القانون. لأن الفرد غير المثقف قد يحول الحرية الى مجرد سلوكيات عبثية غير منضبطة تضره وتضر المجتمع وبالتالي قد يتطبع سلوك المجتمع بسلوك مثل هكذا افراد ومن ثم ينتج مجتمع عبثي خال من التحضر والتمدن، لانه هناك علاقة تبادلية بين سلوك الفرد وسلوك المجتمع اي ان احدهما ينتج الاخر جزئيا او كليا، وكما هو الحال عندما يكون الفرد مثقفاً ويمارس حريته فأنه يؤثر ايجابا في المجتمع وينتج قيما وسلوكيات متحضرة يتطبع بها سلوك المجتمع وبالنتيجة انتاج مجتمع مثقف متحضر..
وكذلك الحال عند تطبيق القانون من قبل فرد غير مثقف يتحول القانون عندها الى اداة قمعية ظالمة لانتاج سلطة قمعية منبوذة من قبل المجتمع وبالتالي انتاج نظام حكم استبدادي ديكتاتوري بغيض وظالم، ولكن عندما يكون صاحب السلطة انسانا مثقفا يحمل قيما وثقافة متحضرة يتحول القانون الى اداة لحماية الحريات الفردية والامن الاجتماعي وعندها يكون موضع قبول واحترام المجتمع، وعندئذ يكون منتجا لمقدمات النظام الديمقراطي الحر ولمجتمع العدل والمساواة.
وعليه فأن حضور عنصر الثقافة بكل اشكالها والوانها والمثقفين بكل اصنافهم واختصاصاتهم هو خط الشروع وإلارضية المادية الصلبة التي يجب توفرها في المجتمع لكي تكون ظاهرة ممارسة الحرية كحافزا ومصدرا للابداع الانساني الخلاق وليس العكس، حيث تصبح الحرية مجرد عبث في ظل غياب الثقافة والمثقفين. وكذلك الحال بالنسبة لتطبيق القانون كضابط لأبقاء سياقات ممارسة الحريات الفردية والمجتمعية مفيدة ولكي لايتحول القانون الى اداة للقمع والدكتاتورية والظلم يفترض ان يكون صاحب السلطة مثقفا..
ومن هنا نجد ان العلاقة بين الحرية كحافز لفعل انساني ابداعي خلاق لأنتاج قيم حضارية جديدة متطورة تتماشى مع متطلبات المرحلة والعصر، والقانون كضابط لمديات هذا الفعل الانساني الابداعي الخلاق وابقاءه ضمن سياقاته الطبيعية المنتجه للقيم الحضارية الجديدة ومنعه من الانحراف عن مساره الصحيح بالاتجاه المعاكس، والثقافة والمثقف، هي علاقة تكاملية جدلية تتأثر وتؤثر هذه العناصر الثلاثة الحرية والقانون والثقافة ببعضها البعض لأنتاج المجتمع الجديد، ولايمكن لأي عنصر من العناصر المكونة لهذه المعادلة من المحافظة على فعلها الايجابي في عملية تطور المجتمع في ظل غياب العناصر الاخرى لتشاركها في فعلها.. اي ليس هناك ضرورة لوجود الحرية الفردية او الحرية المجتمعية في غياب ضوابط من مجموعة قوانين تنظم عملية ممارسة الحريات على مستوى الفرد او على مستوى المجتمع وابقائها لأن تعمل وفق سياقات بحيث تكون نتائج هذه الممارسة ايجابية على مسيرة تطور الوعي الانساني للفرد والمجتمع وذلك لكي لا تتحول الحرية الى عملية عبثيه منفلتة ذات نتائج عكسية وسلبية على المجتمع، لأن في غياب القانون الضابط تكون ممارسة الحريات بشكل عبثي وذات نتائج مدمرة لذات الفرد ولذات المجتمع معاً، وكذلك ليس هناك مسوغ لوجود القانون في ظل كبح وقمع وغياب الحريات الفردية والمجتمعية وتغييب الثقافة والمثقفين لأن القانون عندها يفقد قدسيته وإحترامه ومسوغات وجوده، ويتحول الى اداة للقمع والظلم بيد السلطة الحاكمة مهما كانت طبيعتها لفرض ارادتها وهيبتها وديكتاتوريتها واستبداديتها السلطوية وفكرها الشمولي تحت مسوغ فرض تطبيق القانون وعندها بالمقابل وكرد فعل طبيعي لذلك يتشكل وعي اجتماعي رافض لسلطة القانون ومعارضاً له، لانه قد تحول اي القانون الى اداة بيد السلطة الحاكمة لفرض ديكتاتوريتها واستبدادها.
وهذا ما لانحبذه بل نرفضه جملة وتفصيلاً للعراق الجديد. ولكن بوجود الاثنين معاً الحرية والقانون بالشكل الايجابي المفيد ومرتبطان في ذات الوقت بوجود سلطة الثقافة والمثقفين لأدارة العملية برمتها هو ما يحقق الهدف المطلوب في بناء المجتمع الحضاري المنشود.

2299
متى الغاية تبرر الوسيلة..؟
بقلم: خوشابا سولاقا

من المفروض بالانسان الواعي والمثقف اذا اراد ان يحقق نجاحا في عمل ما في اي مجال كان من الحياة عليه ان يحاول الاستفادة بقدر الامكان من تجارب الاخرين ممن سبقوه في اعمال مماثلة حتى وان كانت تلك التجارب تعود للأعداء، وليس بالضرورة ان يكون كل ما يفكر به اعداؤنا غير ذي جدوى وفائدة لنا في الكثير من اعمالنا التي ننوي القيام بها لانجاز مشاريعنا في الحاضر والمستقبل، وليس بالضرورة ان يأتي تحقيق الغايات النبيلة بالوسائل النبيلة كما يدعي البعض، كما ليس بالضرورة ان تكون دائما القاعدة  الميكيافيلية "الغاية تبرر الوسيلة" غير اخلاقية وغير انسانية كما يدعي البعض من المبالغين بالنبل الانساني والاخلاق الانسانية ان صح التعبير، بل ان ذلك يعتمد على طبيعة الغاية ذاتها، ومن وجهة نظرنا ان الغاية هي التي تحدد الوسيلة، حيث ان في كثير من الاحوال الغاية المراد تحقيقها تفرض الوسائل المناسبة لتحقيقها وقد تكون تلك الوسائل في غاية النبل وقد تكون بالعكس من ذلك قذرة وقاسية وغير اخلاقية وانسانية، فمثلا مكافحة جريمة القتل الهمجي من قبل الارهابيين بحق الابرياء لا يمكن ان تتم الا من خلال الوسائل الرادعة التي تتسم بالقسوة الصارمة دون مراعاة لأية اعتبارات اخلاقية وحقوق الانسان لان الذين يمارسون الارهاب بحق الابرياء لا يملكون احاسيس ومشاعروخصائل انسانية ولا يفهمون غير لغة القتل في تعاملهم مع الآخر، عليه فان مثل هؤلاء لا يردعون الا بالاسلوب المماثل لاسلوبهم وان يكون الحوار معهم بلغتهم ذاتها وما هو عكس ذلك يعتبرونه ضعفاً من الطرف المقابل اي سلطة الدولة فيتمادون اكثر في ممارسة الجريمة والقتل.
ان حالة الارهاب وطبيعته في العراق والذي تمارسه عصابات الجريمة والقتل من التنظيمات المتطرفة وقتل الابرياء من ابناء شعبنا العراقي على الهوية الدينية والطائفية والعرقية وبهذه الاساليب الهمجية البشعة واللا انسانية التي نشاهدها يوميا في العراق والمنافية لأبسط القيم والقواعد الاخلاقية والدينية والانسانية والقانونية تجعل عمليات التصدي لهؤلاء المجرمين وشراذم القتل ومكافحتهم واستئصال جذورهم من المجتمع بكل الوسائل الممكنة من اجل انقاذ ارواح الابرياء من ابناء شعبنا والمحافظة على القيم والاخلاق الحضارية والاجتماعية والدينية في المجتمع امراً مشروعاً واخلاقياً ومبرراً قانونيا ودينيا واجتماعيا لأن الغاية هنا في غاية النبل والسمو والقداسة وهي انقاذ لحياة الابرياء وحماية قيم المجتمع والحضارة من الاساءة والتشويه.. وهنا الشئ بالشئ يذكر واريد ان اذكر حكام العراق القابعين في المنطقة الخضراء وراء الاسوار والحصون الكونكريتية وبحراسة الالآف من المسلحين وشعبهم يقتل ويذبح بالجملة في الشوارع من قبل هذه العصابات والشراذم كل يوم بل كل ساعة ،اقول لهم الى متى يبقى البعير على التل..؟ لماذا لا تستفيدون من تجارب من سبقوكم في حكم العراق لتحقيق الأمن لشعبكم..؟ اريد ان اعود بكم قليلا الى الوراء واذكركم بتجارب حدثت في الماضي القريب في العراق تجارب كان اغلبكم الطرف المستهدف فيها، حيث الحكام اتخذوا جملة اجراءات قاسية بحق خصومهم السياسيين من الوطنيين المخلصين الشرفاء وشرعت قوانين خاصة لتبرير تلك الاجراءات، ليس لأن هؤلاء الخصوم ارتكبوا افعالاً اجرامية بحق الشعب كما يفعل الارهابيون الآن ولكن لمجرد الاختلاف معهم في الرأي والعقيدة السياسية واسلوب الحكم ، ولكن مع ذلك فعلت السلطات ما نجحت من خلاله في وضع حد لنشاط خصومهم بشكل كامل لعقود وشلت نشاطهم عن آخره كما حصل ذلك مع الاحزاب الدينية واليسارية والقومية وحتى احزاب الاقليات نالت قسطها من تبعات تلك الاجراءات. وبالرغم من الفرق الشاسع بين الحالتين الا ان الاجراءات الرادعة والقاسية والصارمة تأتي بأُكِلها وتأتي بالنتائج المرجوة وتكون الوسيلة المثلى في التعامل لشل الخصم وخصوصا اذا كانت ساحة العمليات هي نفسها التي حصلت على ارضها تلك التجارب في الماضي القريب والبعيد وان الخصم لا يفهم الا لغة القسوة والعنف ، عندها تصبح القسوة الاسلوب الامثل و الوحيد لمواجهة الارهابيين العابثين بأمن الوطن والمجتمع..
لذلك ارى من وجهة نظري المتواضعة اذا ارادت الدولة العراقية الموقرة بكل مؤسساتها الدستورية ، التشريعية والتنفيذية والقضائية وحتى الاعلامية ان تستقر ويستتب فيها الامن والسلم الاهلي وان تضع حدا ونهاية للعمل الارهابي والارهابيين والجريمة المنظمة والمنفلتة في العراق وتستأصل جذورهما من المجتمع عليها ان تتخذ اجراءات رادعة وقاسية تجاه التنظيمات الارهابية والاجرامية بكل اشكالها والوانها بحزم وصرامة وبلا هوادة من دون رحمة ولا شفقة وانزال بحق هؤلاء اقصى العقوبات على الفور... اي ان يقوم مجلس النواب العراقي بتشريع قانون يقضي بتنفيذ اقصى العقوبات حسب القانون العراقي على الفور بحق اي فرد عراقي الجنسية او غير عراقي من جنسيات اخرى ممن يثبت بعد التحقيق القانوني انتماؤه وارتباطه او تعاونه بشكل مباشر او غير مباشر بالتنظيمات المتطرفة والمتشددة التي تمارس الارهاب بحق ابناء الشعب العراقي وتكليف السلطة التنفيذية والقضائية بوضع الآليات واتخاذ الاجراءات الملائمة لوضع القانون موضع التنفيذ الفعلي، وتكليف الاعلام للنهوض بدوره بتثقيف وتوعية الجماهير بأبعاد واهداف ودوافع هذا القانون وكون الغاية من تشريعه في غاية النبل والسمو الاخلاقي، والتصدي لما يكتب وينشر ويقال في وسائل الاعلام الاخرى من تجاوز وانتهاك لحقوق الانسان بموجب المعاهدات والاتفاقات والمواثيق الدولية، وذلك لكون المستهدفين بهذا القانون هم من الارهابيين والمجرمين الذين يقتلون ابناء الشعب العراقي بدم بارد لا يملكون احاسيس ومشاعر وخصائل تمت بصلة بأنسانية الانسان، وان اعمالهم الارهابية والاجرامية بحق العراقيين يوميا تدل على ذلك، وعليه فأنهم غير مشمولين بغطاء مواثيق حقوق الانسان لكونهم باجرامهم هذا  قد فقدوا انسانيتهم عمليا...
ان تشريع مثل هذا القانون وتنفيذه بحزم وصرامة يكون كفيلا بأستئصال الارهاب والارهابيين والجريمة والمجرمين من جذورهما من ارض العراق بفترة زمنية قصيرة وقياسية.. فليسأل المعنيون انفسهم كيف كان النظام البائد مسيطراً على الوضع الامني في العراق؟
وكيف كان يقضي على نشاط خصومه السياسيين ويشلهم من الحركة في الداخل والخارج..؟ وكيف كان يتعامل معهم بقسوة ولا يعير أية اهمية لمنظمات حقوق الانسان وغيرها من الجهات الدولية المعنية بمثل هكذا امور بالرغم من كون خصومه الذين كان يستهدفهم هم من الوطنيين المخلصين الشرفاء من العراقيين، بينما خصومكم وخصوم العراق اليوم ارهابيون مجرمون قتلة عتاة لا يستحقون الرحمة والرأفة ، لماذا لاتطبق العقوبات القانونية الرادعة بحق هؤلاء لمواجهة اعداء الوطن والشعب. .؟
 لماذا كل هذا التساهل والتخاذل امام باطل هؤلاء القتلة المجرمين وشعبنا العراقي يذبح من الوريد للوريد كل يوم في شوارع مدن وقصبات العراق..؟ فاذا كان هناك في السلطة الحالية من لا يجد في نفسه الشجاعة الكافية لمواجهة الارهاب والجريمة والتصدي لهما عليه ان يترك موقعه لمن هو شجاع وقادر على المواجهة والتصدي.
واذا كان هناك من يدعي بأنه يحترم توقيعه ولا يوقع على تنفيذ الاحكام القانونية الرادعة عليه ان يستثني ذلك بحق المجرمين والارهابيين من قتلة ابناء شعبه الابرياء ومن الاجدر به ان لاينسى احترام قسم اليمين الدستوري الذي اداه امام شعبه بأن يكون حاميا لامنه ولأمن الوطن بأرضه وسمائه ومياهه ان يترك موقعه بهدوء ووقار ليستلمه غيره ممن لا يجامل ولايتساهل مع المجرمين والارهابيين العتاة ولا يهابهم. كفاكم تساهلا وتخاذلا ياقادة العراق الكرام تجاه الارهاب والارهابيين وتجاه الجريمة والمجرمين الذين يقتلون ابناء شعبكم بدم بارد وانتم صاغرون لا تحركون ساكناً ومنهمكون في صراعاتكم من اجل الكراسي والمناصب وتقسيم الغنائم بينكم حسب معادلات التفاهمات والتوافقات والتوازنات التي انتجت وافرزت ما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية المحاصصية الكسيحة والتي يصعب عليها الاستمرار بالحياة كما نتوقع وكما يقول المثل حرارة الشمس يستدل عليها من شروقها...!!!

2300
الخيار الصعب بين التهديد بالموت والانتحار في المهاجر

بقلم: خوشابا سولاقا

انه حقا خيار صعب للغاية لمسيحيي العراق لان يختاروا بين التهديد الارهابي بقتلهم او مغادرة ارض الوطن ارض الاباء والاجداد وبين التعاطف الاخوي الاسلامي العراقي مع بقائهم واستمرارهم في ارض الوطن من جهة وبين المغريات التي تقدم لهم من خلال دعوات بعض الدول الاوربية والامريكية لاستقبالهم في المهاجر على خلفية مجزرة كنيسة سيدة النجاة من جهة ثانية.. نحلل هذه الواقعة الاليمة التي تثير الشجون والآلام في النفس بشيء من العلمية والعقلانية لكي نتمكن من الوصول الى القناعة المطلوبة للوصول الى الخيار الافضل بين الخيارات المطروحة على الساحة لكي لانظلم انفسنا اولا والاخرين ثانيا...
من الامور البديهية والتي لاشك فيها ولا يختلف عليها اثنان حتى ممن يحملون القليل من العقل والوعي الانساني، بأن ما حصل في كنيسة سيدة النجاة هو بحق مجزرة رهيبة بشعة ذهب ضحيتها العشرات من الابرياء العزل من المسيحيين من الاطفال والنساء والرجال لا لذنب اقترفوه او لجريمة ارتكبوها بحق غيرهم، بل لمجرد كونهم مسيحيين وكانوا مجتمعين يصلون للرب ويتوسلون في دعائهم ليحل على العراق والعراقيين الخير والسلام بشكل خاص وللبشرية جمعاء بشكل عام، انها كانت بحق جريمة نكراء اقترفها هؤلاء الشواذ عن الاخلاق والقيم والاعتبارات الدينية والانسانية بدم بارد، جريمة يندى لها جبين الانسانية وفيها الكثير الكثير من الاساءة والتشويه على قيم الارض والسماء على حد سواء وعلى مباديء وقيم الدين الاسلامي السمح بحد ذاته اولا قبل غيره من الاديان، ولكن نقولها كلمة حق يجب ان تقال وعلى رؤوس الاشهاد وبصوت عال ان هؤلاء الشواذ الناقصين لايمثلون الاّ انفسهم المريضة والحاقدة على قيم وثقافة الانسان ولايمتون الى الاسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وان التاريخ الطويل للتعايش الاسلامي المسيحي في هذه البلدان وبالذات في العراق منذ صدر الاسلام الى يومنا هذا خير دليل على ذلك، وهذا ما يؤكده ويظهره بجلاء القرآن الكريم في الآيات الواردة في السورة الاولى منه الا وهي سورة البقرة حيث يظهر من خلالها العلاقة التكاملية الجدلية بين الاسلام وغيره من الاديان السماوية الاخرى، وهذا ما يجعل المرء في حيرة من امره ليقول الى اي قرآن يستند هؤلاء الشواذ ليسوغوا سلوكهم الاجرامي هذا بحق غيرهم من ابناء تلك الديانات التي يذكرها القرآن الكريم في سورة البقرة...؟ واي اسلام يعتنق هؤلاء القتلة المجرمون...؟ هل هناك اسلام اخر غير الاسلام الذي يعبر عنه القرآن الكريم...؟
ان وجود هؤلاء بهذه الصورة البشعة هو جريمة بحق الاسلام وقيمه ومنهجه القويم، هؤلاء لايمثلون الاسلام بأي شكل من الاشكال ولانكون منصفين اذا اعتبرناهم غير ذلك. ان من يمثل الاسلام الحقيقي هم من يمثلون الجانب الاخر الجانب المشرق من الصورة ذاتها الا وهم اولئك المسلمون العراقيون من العرب والكورد والتركمان والشبك الذين استنكروا هذه الافعال والجرائم الشنيعة التي ترتكب بأسم الاسلام زورا وبهتانا ونددوا بها اشد تنديد وبأقسى الكلمات والعبارات وببلاغة عربية فصيحة، وتعاطفوا مع اخوانهم المسيحيين على طول العراق وعرضه بعاطفة اخوية جياشة صادقة ومن خلال كل الوسائل الاعلامية المتاحة المقروءة والمسموعة والمرئية الرسمية والشعبية، وقالوا ما قالوه من كلمات المحبة والمودة الخالصة والمواساة وعبروا عن مشاعر الاخوة التاريخية والجيرة الحسنة والموقف الانساني النبيل ما فيه الكفاية، وأشعروا من خلاله اخوانهم المسيحيين بالامن والامان والطمأنينة ودعوهم بصدق واخلاص للبقاء بجانبهم في ارض وطنهم كسكانه الاصليين وفعلوا الكثير الكثير من هذا القبيل لاثبات مدى حبهم وتعاطفهم وتمسكهم باخوانهم المسيحيين، شتان ما بين الاثنين من الفروقات النوعية بين هؤلاء النبلاء الشرفاء رسل المحبة والاخوة والتعايش السلمي واولئك القتلة الشواذ المجرمين القادمين من وراء الحدود المعبئين بروح الحقد وثقافة نشر البغضاء والكراهية بين ابناء الوطن الواحد هؤلاء الذين لايفهمون غير لغة القتل والذبح والحقد الاعمى والتعصب الهمجي البغيض، هيهات لكم من ان تتمكنوا من زرع ثقافتكم السوداء هذه بين العراقيين النجباء، ان ذلك سوف يبقى مجرد حلم يقض مضاجعكم دوما لايتحقق في هذا الزمان لان ارادة العراقيين للعيش مع بعضهم كأخوان مهما اختلفت اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم في وطن واحد اقوى بكثير من إرادتكم الاجرامية الهمجية وسوف لاتحصدون في النهاية إلا الخيبة والخذلان والخزي والعار وسوف لايكتب التاريخ عنكم إلا بما لحقكم من عار وسوف لايذكركم باكثر من مجرد كونكم مجرمين سفاحين قتلة لايعون ولا يفهمون ما يفعلون، لا دين لكم ولا إيمان بالله وبقيم السماء التي بشر بها كل انبياء ورسل الله، حيث ليس هناك دين من الاديان السماوية ولا دين من الاديان الوضعية يؤمن ويدعو الى قتل الانسان وزهق الارواح البريئة لاي سبب كان، حيث ان الاسلام هو الذي يقول في احدى ايات القرآن الكريم "ومن قتل نفسا بغير ذنب فكأنما قتل الناس جميعا" هذا ما يقوله القرآن الكريم، فمن اين جئتم بشرعية القتل للنفوس البريئة الذي تمارسونه بحق غيركم..؟ وعلى وفق اي دين واي قانون تشرعون أحكامكم..؟ الاسلام منكم براء الى يوم القيامة يادعاة الباطل والشعوذة بأسم الاسلام... ولكن بالمقابل اقول لهؤلاء القتلة من جهة ولابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من جهة ثانية ان مجزرة كنيسة سيدة النجاة لاتنتهي عندها الدنيا وليست هي حدود نهاية الكون بل هي بالنسبة لشعبنا بداية الحياة وتجددها في ارض الوطن وهي مقبرة الاحلام المريضة للقتلة الارهابيين المجرمين كما يؤكد التاريخ.
على اية حال ان موقف الشعب المسلم في العراق كان موقفا نبيلا مشرفا ومنددا ومستنكرا لجريمة مجزرة كنيسة سيدة النجاة وكان متعاطفاً الى اقصى الحدود مع اخوانهم المسيحيين وكانت دعواتهم لهم بالبقاء في ارض الوطن ارض الاباء والاجداد وعدم الهجرة قويه للغاية اي عدم الاستجابة الى تهديدات الارهابيين المجرمين، انه في الحقيقة موقف نبيل ومشرف نتشرف به نحن ابناء الشعب الكداني السرياني الاشوري لانه موقف رافض لتفريغ العراق من هذا المكون الاصيل، ولكن ما يؤسف له اشد الاسف هو موقف بعض الدول الاوربية والولايات المتحدة وكندا وغيرها من الاطراف المحلية على  ما تقدمه من التسهيلات القانونية لأستقبال المسيحيين الهاربين من الارهاب في مناطق سكناهم حتى وان كان ذلك تعاطفاً معهم لدوافع انسانية بحتة الا انه عملياً يشكل دعماً واسناداً مباشراً لتهديدات الارهابيين لتفريغ العراق من المكون المسيحي الاصيل، اي انه هناك من يهدد ويجبر المسيحيين على مغادرة ارض الوطن العراق وهم الارهابيون وهناك من يسهل عملية المغادرة والهجرة ويشجعها بتأمين مستلزماتها وهو الدول الغربية وغيرها من الاطراف المحلية بدوافع انسانية ان صدق القول وصفت النوايا وهناك من هم مستعدون للخضوع والاستجابة لكونهم خائفين مرعوبين يبحثون عن النجاة والخلاص بحياتهم وهم المسيحيون من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق والذين لا يعرفون ماذا ينتظرهم في بلدان المهجر من صعوبات المعيشة والحياة وخراب البيوت وضياع الابناء والبنات والسقوط في مهاوي العوز والرذيلة والغربة القاتلة ومن دون ان يعوا اي مصير مجهول ينتظرهم، وماذا سيؤول اليه مستقبلهم كأمة ذات حضارة وماض مجيد وكان لها اعتبارها ذات يوم، انه بحق انتحار امة بكل ما تعنية الكلمة من معنى وزوالها من الوجود الى الابد..!!
عليه ادعوكم يا ابناء شعبي الكلداني السرياني الاشوري الى البقاء والتشبث بالاستمرار مهما بلغت التضحيات في ارض الوطن ارض العراق الى جانب اخوانكم من العراقيين المسلمين الطيبين ممن وقفوا وتعاطفوا معكم في محنتكم، والدنيا لا تنتهي بكم عند اسوار كنيسة سيدة النجاة بل هي اوسع افاقا ومساحة من ذلك بكثير مع فائق اجلالي وتقديري للدماء الطاهرة للشهداء التي سالت على ارض هذه الكنيسة المقدسة، فلتكن هذه الدماء ما يسقي شجرة الحرية والحياة الكريمة لبقاء ابناء شعبنا في ارض الام ارض العراق الطيب ارض الاباء والاجداد ارض بابل ونينوى وآشور، ان التضحيات هي ملح الارض وثمن الحرية وتكرم الانسان بالحياة الكريمة، وهي طريق الخلاص لمن يبحث عن الخلاص من السقوط في مهاوي الفاقة والظلم والبؤس والرذيلة، والا لماذا اختار ربنا يسوع المسيح له المجد ان يضحي بنفسه على الصليب من اجل الخلاص الابدي للبشر وهو قادر على الخلاص بنفسه من دون ان يصلب ويموت، انه فضل الموت على الصليب وفعل ذلك تضحية منه من اجل الحياة الابدية ليعطينا درسا في معنى التضحية بالنفس ولانه اراد ان يجعل من صليبه هذا رمزاً للتضحية والفداء في سبيل الحرية والحياة الانسانية الكريمة ليقتدي به من يحمل هذا الصليب رمزاً له ويسير على دربه في الحياة.
ان تاريخنا الطويل والعريق في العراق زاخر وحافل بمثل هذه التضحيات وهي التي مكنتنا من البقاء والتجذر عميقاً في هذه الارض الطيبة المعطاء ومكنتنا من المحافظة على وجودنا القومي النابض بالحياة الى يومنا هذا واغنينا تراث العراق بالعلم والمعرفة والفنون والثقافة بالمستوى الذي اصبح العراق يزهو ويفتخر به الان بين شعوب الارض قاطبة... لماذا لا نكون ابناء نجباء لأولئك الاباء والاجداد الكرماء الافذاذ العظام الذين سقوا شجرة الحرية في ارض بيث نهرين بدمائهم الزكية وسطروا تاريخ العراق الحضاري الزاخر بالعطاء الانساني بحروف من ذهب عبر سبعة الاف سنة، ليورثوها لنا ولابنائنا واحفادنا من بعدنا وحملوها امانة في رقابنا فما علينا نحن إلا ان نصون تلك الامانة ونرد لهم جميلهم إن كنا أهلا لذلك.

2301
شراكة وطنية... ام عودة الـى المحاصصة بتسمية اخرى...؟

بقلم: خوشابا سولاقا

ان فترة ثمانية اشهر من عمر مجلس النواب العراقي التي ضاعت بسبب التهريج السياسي الذي مارسته النخب السياسية العراقية او بالاحرى القيادات السياسية لهذه النخب بغرض تحقيق مكاسب شخصية وحزبية من خلال كتلهم البرلمانية على حساب المصالح الوطنية العليا وترك البلاد في حالة من الفراغ السياسي والفوضى، في الحقيقة انها قضية تستحق الوقوف عندها طويلا وتأملها بشيء من التأني والتروي ومناقشتها وتحليلها وتناولها من جميع الجوانب بشيء من الحكمة والعقلانية لكي نستطيع الوقوف على الاسباب الحقيقية لتأخر تشكيل الحكومة، من المؤكد سوف نكتشف ان غياب الشعور الوطني والولاء الوطني الحقيقي وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية والشخصية لدى النخب السياسية المتمثلة في البرلمان يأتي في مقدمة تلك الاسباب اضافة الى انعدام الثقة المتبادلة بينها الذي يعزز من توسيع هوة الخلافات المصطنعة فيما بينها، حيث كلما تمكن هؤلاء من تجاوز نقطة خلافية اصطنعوا نقطة خلافية جديدة ليختلفوا عليها من جديد والعودة بالامور الى نقطة البداية اي الى المربع الاول كما اصبح يردد هذا المصطلح من قبل جميع هواة السياسة في هذه الايام.
ان الذي جرى بين القوى السياسية بعد الانتخابات اعطى مؤشرا سلبيا ومتشائما حول مصير العملية الديمقراطية في العراق واصبح هذا المصير على كفة عفريت ان لم نقل اصبح في خبر كان، اي ان العملية الديمقراطية قد وئدت عمليا على ارض الواقع قبل ولادتها، لان ما حصل وما تمخض عن تلك السجالات والمناكفات السياسية العقيمة خلال فترة ثمانية اشهر تحت غطاء التفاهمات والتوافقات والتوازنات السياسية لتقسيم السلطة فيما بين هذه القيادات لايعني شيئا في لغة السياسة والمنطق السليم إلاّ العودة الى نظام المحاصصة الطائفية والعرقية ولكن بتسمية جديدة ألا وهي الشراكة الوطنية لان كل شيء بقي على حاله في تشكيل الرئاسات الثلاث من دون اي تغييرات تذكر، وكل الدلالات الاولية تؤشر بشأن تشكيل الحكومة المقبلة انها لن تكون بأحسن حال من ذلك، اي ان الحكومة الجديدة تكون حكومة المحاصصة كما كانت وستكون بالتأكيد حكومة كسيحة هشة البنيان وضعيفة وغير قادرة على النهوض بالمهام الوطنية الكبيرة التي يتطلبها إعادة بناء العراق في هذه المرحلة العصيبة من حياته لتجاوز محنته والتصدي للتحديات النوعية التي يواجهها، حيث الارهاب ينشب مخالبه بقوة في كل مفاصل الدولة والمجتمع والدم العراقي يسيل بغزارة في كل بقعة من ارض العراق دون توقف، وفقدان الامن والامان والسلم الاهلي اصبح كابوساً وطنياً يعاني منه المجتمع، والفساد المالي والاداري يعصف في كل مفاصل اجهزة الدولة الرسمية، والخدمات المختلفة شبه غائبة، والبطالة متفشية بين فئات الشباب من خريجي الجامعات لسنوات طويلة وبين كل شرائح المجتمع العراقي، والبنى التحتية للاقتصاد الوطني مدمرة ومنهارة، والانفتاح على دول الاقليم والمحيط العربي والعالم الخارجي يكاد يكون العراق معزولاً عنها، واطماع وتدخلات دول الجوار في الشأن العراقي في تزايد من يوم الى اخر، والبلاد مازالت ترزح تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، واستقلاله وسيادته اصبحا بحكم ذلك مرهونين بالارادة الاجنبية، وغير ذلك الكثير من مثل هذه التحديات الكبيرة وبالمقابل نجد قادة النخب السياسية العراقية مشغولة ليل نهار بأيجاد ووضع الآليات الكفيلة للخروج بالعراق من مأزقه كما تدعي نهارا جهارا، واقامة الحصون الكونكريتية حول مقرات عملها واقامتها لتمكنها من مواجهة كل هذه التحديات..!! ياللغرابة والمهزلة في هذا المنطق السياسي السقيم.
ان ما جرى اخيرا من توافقات ماهي الاّ الغاء لارادة الشعب العراقي، اي بمعنى اخر الغاء نتائج الانتخابات البرلمانية وعدم اعتمادها في عملية تداول السلطة سلميا كما يوصي الدستور الذي بدوره أصبح كالعجينة تتلاعب به اصابع وارادة الاقوياء وتصنع منها ما تشاء وتلغي ما تشاء حسب اهوائها السياسية ومع الاسف الشديد كان القضاء العراقي من خلال المحكمة الاتحادية الوسيلة التي اعتمدت في اجراء عملية التلاعب والعبث بالدستور حسب مشيئة وارادة هؤلاء البعض من الاقوياء المتنفذين في مراكز صنع القرار السياسي العراقي. اي بعبارة اخرى ان القضاء قد سيس بأمتياز لصالح البعض ضد البعض الاخر بصورة انتقائية خلافا لمضامين الدستور والارادة الشعبية التي افرزتها الانتخابات، ولذلك يتحمل هذا القضاء من وجهة نظرنا كامل مسؤولية ما حصل من فراغ في السلطة السياسية خلال هذه الفترة الطويلة من عمر البرلمان وتأخير تشكيل الحكومة وما ترتب على ذلك من التداعيات على كل المستويات السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية وتفكك آواصر الوحدة الوطنية خلال هذه الفترة، حيث كان من المفترض بالقضاء ان يبقى مستقلاً ومحافظاً على حياديته وبعيداً عن الاجندات السياسية للنخب السياسية المتصارعة على كراسي السلطة وحامياً للدستور وبالتالي حامياً للعملية السياسية الديمقراطية في العراق وان يكون الخيمة التي يحتمي بها جميع العراقيين وليس العكس... وانطلاقا مما تقدم واسترشادا بتجارب الاخرين في التأسيس لحياة برلمانية سليمة وراسخة لابد ان نعرف ونقر بأن مفهوم الحياة البرلمانية الحقيقية اقل ما يعنيه في الدولة التي تأخذ من الديمقراطية نهجاً لها ولا اقول في الدولة الديمقراطية، هو ان تكون هناك اكثرية سياسية غير اقصائية حاكمة واقلية معارضة ايجابية "حكومة الظل" كما هو الحال في الدول الديمقراطية كافة، وغياب مثل هكذا وجود لا يعني وجود البرلمان كجهة وسلطة تشريعية ورقابية.
اما التسويغات التي تسوقها النخب السياسية العراقية لشرعنة الحالة التي وصل اليها البرلمان العراقي وربط ذلك بالوضع العراقي الاستثنائي فأنها المهزلة بعينها وان هذه التسويغات لا تقنع حتى مروجيها ومسوقيها، لآن استمرار هذه التفاهمات والتوافقات والتوازنات على هذه الشاكلة حول تقسيم السلطة وتوزيع المناصب يعني استمرار الاوضاع الاستثنائية وترسيخها واعادة انتاجها بعد كل دورة انتخابية لاعضاء مجلس النواب والعودة بالنتيجة الى المربع الاول من مسيرة بناء الدولة الديمقراطية الحديثة التي نحن بصدد بنائها وترسيخها في العراق الجديد..
بينما بناء الحياة البرلمانية الديمقراطية القائمة على اساس الاكثرية غير الاقصائية الحاكمة والاقلية المعارضة الايجابية تحت حماية الدستور الوطني وبرعاية القضاء الوطني المستقل غير المسيس هي وحدها الكفيلة بأخراج البلاد من تحت طائلة الظروف الاستثنائية الى فضاء الاستقرار بكل اشكاله والوانه وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة دولة المؤسسات الدستورية حيث تسود فيها العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وحكم القانون وسيادته على الجميع دون استثناء وليس دولة المكونات الطائفية والعرقية... وعليه فأن نقطة البداية في المسيرة لتصحيح مسارات العملية السياسية الجارية هي، تعديل الدستور وجعله دستوراً وطنياً عراقياً شاملاً لايميز بين العراقيين على اساس العرق والدين والطائفة والجنس ولون البشرة والشعر والعمر بعيداً عن المحاصصة بكل اشكالها والوانها اولا، وتأسيس قضاء عراقي مستقل نزيه غير مسيس وحامياً للدستور ثانيا، وتغيير شكل النظام السياسي الحالي اي النظام البرلماني الحالي الى نظام سياسي رئاسي لكونه يلائم طبيعة وتركيبة الوضع العراقي من حيث تعدد مكوناته العرقية والدينية والطائفية، ولان مثل هكذا نظام يضمن وجود الاكثرية الحاكمة والاقلية المعارضة في البرلمان ثالثا وبذلك تستقيم الحياة البرلمانية الديمقراطية الحقيقية، وعندها فقط يكون ممكناً تأسيس حياة برلمانية ديمقراطية تأتي بها نتائج الانتخابات التي تعكس سلطة الشعب وارادته وقراره، وعندها فقط تبدأ بداية النهاية للوضع الاستثنائي الذي يعيشه الشعب العراقي واعادة بناء الوطن واعماره من اقصاه الى اقصاه دون كلل او ملل وتتكاتف الجهود الخيره لكل العراقيين الوطنيين المخلصين الشرفاء للانجاز التاريخي في بناء صرح العراق المتطور الزاهر المتقدم واعادة امجاده ودوره التاريخي في اغناء الحضارة الانسانية كما فعل اباؤنا واجدادنا عبر سبعة الاف سنة من عمر المسيرة التاريخية لبناء  الحضارة الانسانية حضارة وادي الرافدين العريقة. واخيراً نقول يجب ان يعود العراق عاجلا او أجلا الى مكانته التاريخية بين أمم الارض كما كان في الماضي.

2302
الأبعاد الستراتيجية والافاق المستقبلية في مبادرة العاهل السعودي

بقلم: خوشابا سولاقا

من المعروف لجميع المتتبعين للسياسة والدبلوماسية السعودية منذ مدة طويلة فيما يخص جميع القضايا والأحداث الدولية والاقليمية والعربية سيجدون أن القادة والمسؤولين السعوديين المعنيين بأدارة السياسة الخارجية للمملكة لايصرحون ولايبادرون ولايقدمون للقيام بعمل ما على أي مستوى كان إلا بعد التروي والتأني والتفكير ملياً بالأمر والتأكد من جدوى ما يقدمون عليه من تحرك دبلوماسي وهذا الاسلوب هو عين العقل والصواب في ممارسة فن السياسة، وتاريخ الدبلوماسية السعودية زاخر وحافل بمثل هذه السلوكيات الرصينة والمدروسة أي أسلوب الدبلوماسية الهادئة الرصينة والمبنية على أرضية صُلبة من الوقائع الموضوعية التي تؤمن وتكفل لها النجاح في مسعاها.
بأعتقادي هذا ما هو معروف وثابت في الدبلوماسية السعودية في تاريخ المملكة الحديث منذ عقود من الزمان ومنذ عهد الراحل رحمه الله الملك فيصل بن عبد العزيز الى يومنا هذا. وإنطلاقا من هذا الفهم وهذه الرؤية لواقع ومسارات الدبلوماسية السعودية، فأن المسؤولين السعودين عندما يبادرون الى القيام بعمل دبلوماسي ما يستشيرون ويأخذون برأي أقرب الحلفاء الستراتيجيين وأقرب الأصدقاء من المتحكمين بصنع القرار الدولي والأشقاء من الذين يحكم التعقل والاعتدال سلوكهم السياسي في الحكم ليسدون لهم ما يخدم القضية من النصح والارشاد التي تعزز موقفهم وتُنضج أفكارهم اكثر بغرض ضمان أسباب النجاح فيما يقدمون القيام به، كما أنهم ينسقون المواقف مع ويأخذون موافقة الأطراف الرئيسيين المعنيين بالأمر والذين لهم الدور الأساسي في الموضوع متناسين ما يصدر من هؤلاء من كلام متناقض في وسائل الاعلام المختلفة واعتباره مجرد كلام اعلامي للاستهلاك المحلي وليس الأ اي بمعنى اخر كلام الليل يمحيحي النهار، ويجمعون مايتيسر لهم من المعلومات المفيدة والمتعلقة بتاريخ وخلفيات الموضوع ويحددون نقاط الضعف والقوة فيه ليضمنوا فرصة النجاح المؤكد بنسبة كبيرة ومقبولة، وبعد كل هذه الاجراءات يتم تحديد آليات التحرك والعمل بكل الاتجاهات وعلى كافة المسارات في آن واحد وبعد ذلك يقدمون على إعلان مبادرتهم بهدوء وحذر دون تهويل وتطبيل وتضخيم إعلامي منمق كما يعمل الأخرون الذين لا تحصل الشعوب من مبادراتهم غير الكلام الفارغ والوعود الكاذبة والتهريج السياسي المقرف والمقزز ولنا في ذلك الكثير من الامثلة يعرفها الجميع ولسنا هنا بصدد ذكرها لعدم جدواها في خدمة موضوعنا.
ليس ببعيد وليس بخافٍ على أحد دور الدبلوماسية السعودية في وقف نزيف الدم في لبنان جراء الحرب الاهلية التي دامت قرابة الخمسة عشر عاماً من الزمن وراح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء الشعب اللبناني ومن كل مكوناته دون تمييز وقوداً لهذه الحرب القذرة التي كانت تدور على أرض لبنان بأيادي لبنانية لخدمة أجندات خارجية غير لبنانية، ونتيجة لذلك كانت المبادرة السعودية بدعوة كافة الفصائل اللبنانية المتقاتلة لعقد مؤتمر في الطائف برعاية جامعة الدول العربية ومباركة الحلفاء والاصدقاء والاشقاء المخلصين والخيرين بمثابة حبل وقارب النجاة لانقاذ الشعب اللبناني من محنته ومن ويلات ومآسي الحرب الاهلية الدائرة على أرضه، وتمخض عن هذا المؤتمر وبجهود المخلصين من أبناء لبنان ولادة "إتفاقية الطائف" التي وضعت حداً للحرب الاهلية اللبنانية، وجاءت بالحلول المنطقية والواقعية والتي ضمنت حقوق الجميع في الوطن اللبناني الموحد ونالت رضا جميع الاطراف المتقاتلة في الأمس. وبما أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين القضية اللبنانية بأسبابها ومسبباتها ونتائجها المأساوية والقضية العراقية بكل مسبباتها ومآسيها وتعقيداتها السياسية على كل المستويات الوطنية والأقليمية والدولية، عليه لانجد الغرابة في أن تكون أيضاً حلول القضيتين متشابه ومتقاربة الى حد كبير، حيث يمكن أن يكون مؤتمر الرياض المقترح بنتائجه الايجابية المتوقعة بحسب مبادرة العاهل السعودي خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز هو "طائف العراق" أن صح التعبير لو صفت نوايا الاطراف العراقية المدعوة لحضور هذا المؤتمر والمعنية بالأمر..
حيث من المفروض أن تدرك هذه الاطراف جيداً خطورة الأمر الذي يواجه الشعب العراقي ومستقبل وطنه من إستمرار ما يجري في العراق من المأسات وانهار الدم الطاهر  قبل أن يحسمون أمرهم وقرارهم التاريخي وأن يترفعوا عن مصالحهم القومية والدينية والطائفية والحزبية والفئوية والمناطقية والشخصية لحساب المصالح الوطنية العليا، وأن تكون القيادات السياسية لكل الاطراف المعنية بمستوى من المسؤولية ونكران الذات تمكنهم من التصدي بقوة وبجدارة وحزم لكل التحديات النوعية الكبيرة التي تواجه الوطن والشعب في هذه المرحلة التاريخية والحساسة من مسيرته في بناء الدولة الديمقراطية والمجتمع الديمقراطي والنظام السياسي الديمقراطي.
عندما تتوفر كل هذه العناصر في قيادات الاطراف والفرقاء العراقيين من المشمولين بحضور هذا المؤتمر الى جانب الحضور المباشر أو غير المباشر للاطراف المؤثرة والمعنية بحيثيات القضية العراقية ولها الدور الفاعل في صناعة القرار التاريخي ورسم خارطة الطريق من الحلفاء والاصدقاء والاشقاء لوضع الاطراف جمعياً على المسارات الصحيحة لتطوير العملية السياسية الجارية في العراق وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية على اسس سليمة ورصينة ومن ثم تشكيل حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية على اساس برنامج المشروع الوطني الشامل ونبذ مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية المقيتة. عند قراءة اجندات المؤتمر المزمع انعقاده والذي سيكون امتدادا طبيعيا لتجسيد وتنفيذ مضامين مبادرة فخامة رئيس اقليم كوردستان الاستاذ مسعود البارزاني التي اعتبرها نقطة البداية لما يجب ان يتمخض عنه مؤتمر الرياض لوضع نهاية وخاتمة لمعاناة ومآسي الشعب العراقي على ضوء هذه الاهداف والتفاؤل بمستقبل زاهر ومشرق للعراق تتوضح امام المراقب السياسي الابعاد الستراتيجية لهذا المؤتمر وتنجلي الافاق المستقبلية المشرقة لمستقبل العراق وكما يلي:

اولا: من المفروض ان ينعقد المؤتمر بحضور كل الاطراف العراقية المشاركة حاليا في العملية السياسية الى جانب حضور الاطراف المعارضة او المقاومة ان صح التعبير للنظام الحالي سواء كانت من عناصر حزب البعث أوغيرها من القوى السياسية التي لها موقف سياسي من الوضع القائم في العراق بعد الاحتلال وتقيم حاليا في الدول العربية والاجنبية وتمارس نشاطها من هناك.

ثانيا: سيتم في المؤتمر مناقشة موضوع مشاركة جميع الاطراف العراقية المذكورة في اولا اعلاه الفائزة في الانتخابات وغير الفائزة في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية القائمة على اساس برنامج المشروع الوطني والتخلي عن اساليب استعمال العنف بكل اشكاله والأيمان بمبدأ تداول السلطة سلمياً.

ثالثا: سيتم مناقشة موضوع ضرورة تعديل الدستور الحالي وتطهيره من كل ما يشير الى خلفيات نظام المحاصصة الطائفية والعرقية المقيتة وتأسيس لدستور وطني وتخلي القوى السياسية المعارضة للنظام الحالي والمقاومة له عن السلاح ووقف العنف بكل أشكاله والمشاركة في العملية السياسية بفعالية وفق برنامج المشروع الوطني الذي من المفروض ان يقره المؤتمر مع اعادة النظر بقانون المساءلة والعدالة وآليات تطبيقة وعدم تسييسه لصالح طرف ضد طرف.

رابعا: سيتم مناقشة موضوع تعهد الدول العربية وبالاخص دول الجوار العربي بالسيطرة الفعالة على حدودها مع العراق لمنع تسلل الارهابيين الى العراق وتجفيف مصادر التمويل المالي للمنظمات الارهابية في بلدانها باعتبار وجودها خطر يهدد امن الجميع وتتخذ الاجراءات القانونية والامنية بذلك برعاية جامعة الدول العربية.

خامسا: سيتم مناقشة موضوع قيام الدول العربية الدائنة للعراق باسقاط ديونها التي استدانها النظام الديكتاتوري السابق لتمويل حروبه العبثية ضد دول الجوار باعتبار ان الشعب العراقي لم يكن صاحب القرار في كل ما جرى ابان حكم هذا النظام الاسود، والعمل على مساعدة اخراج العراق من تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وذلك لأنجاز استقلاله التام واعادة سيادته المفقودة بحكم ذلك.
سادسا: سيتم مناقشة موضوع تطوير العلاقات السياسية وتبادل السفراء والبعثات الدبلوماسية بين العراق والدول العربية وتطبيع العلاقات وتصفية الاجواء بينها من جميع ما ترتب جراء سياسات النظام السابق، وكذلك تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والفنية بين البلدان العربية والعراق وتشجيع الاستثمارات العربية في العراق للنهوض بالاقتصاد العراقي للوقوف على قدميه وأعادة عافيته.

وعليه نقول أن قادة النخب السياسية العراقية لو صفت نواياهم تجاه بعضهم البعض لتعززت ثقتهم ببعضهم ولتعززت عزيمتهم وايرادتهم في انجاز ما تم ذكره في مؤتمر الرياض المقبل وعندها سيتوقف العراقيين عن مقاتلة بعضهم البعض بأيديهم وعلى ارضهم لأسباب تخدم اجندات الآخرين، وعندها يتوقف العنف والقتل وانهار الدم في العراق وتعود اللحمة الى وحدته، وعندها تبدأ حملة اعادة الاعمار للبلاد وتتدفق الاستثمارات العربية والاجنبية اليه لتساهم في أعادة ترميم وتأهيل البنى التحتية للأقتصاد الوطني واعادة اعمار ما دمرته الحروب العبثية الصدامية والامريكية وتتوقف تدخلات دول الجوار في شأنه الداخلي بغرض فرض أرادتها وأجنداتها عليه، وسوف تنقرض وبلا عودة ظاهرة البطالة بين أبناء الشعب العراقي ويتعافى الوطن من مرض سرطان الفساد المالي والأداري، وعندها فقط تبدأ مرحلة البناء الديمقراطي لمؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة، وتعم العدالة والمساواة والامن والامان وتكافؤ الفرص كل مفاصل الدولة والمجتمع، وعندها تسود سيادة وسلطة القانون من خلال حب واحترام المواطن له وليس خوفاً منه.هذه هي روءيتي وقراءتي لأجندات مؤتمر الرياض المقترح في حالة انعقاده لو احسنت النخب السياسية العراقية إستثمار هذا المؤتمر لصالح قضيتهم التي أصبحت تقض مضاجعهم ليل نهار. 

2303
كلمة حق يجب أن تقال... بصوت عالٍ...!!
بقلم خوشابا سولاقا
إن الذي جرى يوم الاحد 31- تشرين الاول في كنيسة سيدة النجاة في الكرادة والذي أودى بحياة العشرات من المصلين الأبرياء من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب في عمر الزهور والكهنة الأفاضل وعلى مذبح الكنيسة كان حقاً مجزرة بشرية مروعة وجريمة نكراء بشعة يندى لها جبين البشرية وكانت حقاً جريمة بحق الأنسانية بكل المقاييس والمعايير الاخلاقية والقانونية بأمتياز، ولكن في الوقت نفسه لم يكن ذلك بالشيء الغريب أو ظاهرة شاذة ليس لها مثيل في السابق ولن تحصل مثلها ربما اكثر بشاعة بحق فئة أخرى في المستقبل، لقد كانت حالة مكملة وإمتدادا طبيعيا لما جرى قبل أيام معدودة من وقوعها في مقهى شعبي في بلدروز في محافظة ديالى حيث ما زالت دماء الشهداء الأبرياء من رواد المقهى لم تجف بعد في موقع الجريمة وغيرها الكثير في كل بقاع أرض العراق الجريح الذي يئن من وطأة الأرهاب الدموي للبربرية التكفيرية.. إن هذه الشراذم المتوحشة قانونها وفلسفتها في الحياة هو القتل، القتل لكل من يخالفهم الرأي وليس لديهم من وسيلة ولغة للحوار مع الآخرين حول ما يختلفون به معهم غير القتل ولغة السلاح لأن ثقافتهم في الحياة هي القتل لكائن من يكون مهما كان دينه أو طائفته أو قوميته أو جنسه أو لونه أو عمره إن شريعتهم هي شريعة الغابة، حيث أن الوسيلة والغاية عندهم واحدة والفريسة متغيرة كما هو الحال مع كل الحيوانات المفترسة الأخرى في الغابة وإن غريزة هؤلاء للقتل لاتشبع ولاتتوقف كما هي غريزة الذئاب العاوية، وقد تكون فريستهم من المرتدين من الطائفة السنية كما يطلقون عليهم أو من الطائفة الشيعية "الروافض" حسب ادعائهم أو من أبناء الديانات الاخرى الكافرة حسب رؤيتهم وتصنيفهم للضحايا، وهذا مايحصل على وجه الدقة في العراق، لذلك إن القتل ليس موجه لطرف أو لفئة بعينها كما قد يتصور البعض من أهل وأقارب ضحايا الأرهاب، أو كما تروج له بعض وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والدولية كما تقتضي متطلبات أجنداتها السياسية، بل هو خطر موجه الى جميع العراقيين دون تمييز بينهم على أساس هوياتهم الدينية والطائفية والقومية وخصوصياتهم الأخرى.
إن هذه الشراذم فلسفتها في الحياة قائمة على تصنيف الناس الى فئتين، فئة تواليهم الرأي تَسلمْ من شرهم وفئة تخالفهم الرأي يطولها شرهم. هذه هي القاعدة القانونية والأخلاقية لهذه الشراذم الهمجية المتوحشة، وهذه هي لغة حوارهم الوحيدة مع من يخالفهم الرأي والرؤية للحياة.. عليه فأن ما حصل في كنيسة سيدة النجاة من قتل همجي للأبرياء من الحاضرين للقداس والصلاة للرب لم يكن لكونهم مجرد مسيحيين في الدين بل لأن الصدفة شاءت أن تكون هذه الجموع هي الفريسة السهلة لذلك اليوم للارهابين، لأن قانون الغابة هكذا يحكم ويعمل فعله، فأن كان لكونهم مسيحيين فقط كيف نفسر وبماذا نبرر ما حصل للأبرياء من الحضور في المقهى الشعبي في بلدروز في ديالى قبل أيام معدودة من حادث كنيسة سيدة النجاة..؟ وكيف نفسر ونعلل ونبرر ما حصل يوم الثلاثاء الثاني من تشرين الثاني الجاري حيث ضرب الارهاب الدموي ضربته لعشرين موقعا في بغداد بطولها وعرضها وذهب من الضحايا بالمئات ..؟ هل ان ما حصل في هذه المواقع كان بسبب كون ساكنيها من المسيحيين..؟ ام لان غريزة القتل للارهابيين مفتوحة دائما للقتل.. لكائن من يكون..؟ علماً أن ضحايا المقهى كانوا جميعاً من المسلمين من السنة والشيعة، بل كيف نعلل ونبرر ما حصل في مئات والألاف من المواقع من مدن وقصبات وقرى العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ولمختلف مكونات شعب العراق..؟ ولذلك فأن عمليات القتل العشوائي الذي تمارسه هذه الشراذم المتوحشة هي ظاهرة عامة تشمل العراقيين جميعاً دون أستثناء ولايستطيع أحد بل ليس من حقه أن ينكر ذلك إذا أراد أن يتحكم ضميره وينصف نفسه والأخرين في قول الحق والحقيقة، وإن فعل عكس ذلك فأنه يجافي الحق والحقيقة.. بل ماذا نقول وماذا يكتب التاريخ بحق ما جري في نيويورك وواشطن ولندن ومدريد وأوكلاهوما وبالي في أندونيسيا ومومباسا في كينيا وزائير والهند وباكستان وأفغانستان والسعودية واليمن والمغرب والجزائر وروسيا ولبنان وسوريا والارجنتين وغيرها الكثير من أرجاء المعمورة..؟ إنه إرهاب الهمجية التكفيرية الظلامية الحاقدة على الجميع دون استثناء وترتكب ابشع الجرائم بحق الحضارة والقيم الأنسانية النبيلة، إنه حقا تجاوز وإعتداء صارخ على الاديان وقيمها السماوية السمحاء.
إنه في الحقيقة صراع وحرب بين قيم الحضارة والاخلاق والقيم الدينية وافكار الحرية والديمقراطية من جهة وبين الهمجية والتخلف من جهة أخرى، إنه صراع وحوار بين ثقافة التحضر والتقدم والديمقراطية وثقافة التخلف والهمجية والقتل.. عزيزي القاريء الكريم كُنت من تكون وأينما كُنت هكذا هي الصورة الحقيقية لما يجري في العراق والعالم أجمع، عليك أن تقرأ هذه الصورة بوضوح وتحلل مكوناتها وتفكك رموزها بتفكير علمي ومنطقي وبوعي وتجرد لكي لا تقع في إشكالات تكون نتائجها أسوء وأن تختار بدائل للعيش تكون مدمرة بنتائجها على مستقبلك.. لذا أدعو أبناء شعبنا "الكلداني السرياني الآشوري" أن لا تدفعهم مثل هذه الحوادث الى التطرف في تقييم الاحداث واصدار أحكامهم جزافا وأن تتخذ من هذه الاحداث سبباً ومبررا وعذرا لهجر أرض الوطن أرض بابل وآشور ونينوى الى بلدان المهجر بل عليكم التشبث والتمسك بالبقاء في أرض الأباء والأجداد والتحلي بالصبر وتحمل المصاعب وتجاوز المحن والتصدي لكل التحديات من أجل هدف أسمى ألا وهو الوطن وتراث وحضارة الأباء والاجداد وبالتالي حماية وإنقاذ وجودنا القومي من الانقراض في هذه الارض الطيبة أرض "بيث نهرين" التي علمت البشرية القراءة والكتابة والقانون وأعطت له الكثير من منجزات الحضارة والتمدن، واقول لكم تذكروا دائما بانكم سكان البلاد الاصليين وان "بيث نهرين" هي مهد الأباء والاجداد وعليها ان تبقى كذلك للابناء.. إن قتل فرد أو مجموعة أفراد من أبناء شعبنا بهذه الطريقة البشعة والمقرفة شيء مؤسف لنا وأمرلا نقره ولانقبله إطلاقاً ولكن بالنتيجة يبقى ذلك مجرد قتل مجموعة أفراد في الحسابات الرقمية..!! ولكن هجر أرض الوطن الى بلدان المهجر والتشتت في ارجاء المعمورة كما هو عليه الحال الان، على المدى البعيد يعني الانتحار بعينه وقتل "أمة" بكاملها، وعليه إذا نظرنا الى هذا الأمر وقيمناه من هذه الزاوية سنجد أن القبول بقتل فرد أو مجموعة أفراد هو أفضل من قبولنا بقتل "أمتنا" وزوال وجودنا القومي كأمة في أرض الأباء والأجداد اي بمعنى آخر التضحية بالجزء افضل من التضحية بالكل وخصوصاً عندما تكون مثل هذه الظاهرة "حادث كنيسة سيدة النجاة" ظواهر عامة تعم ارجاء العراق بكامله كما أسلفنا.. كما أقدم إعتذاري لذوي ضحايا الارهاب الذين فقدوا أعزاء وأحباء لهم في هذه الحوادث المؤلمة والمفجعة لهذا الطرح وهذا التشبيه، ولكن ما العمل إنه الخيار الصعب بين ما هو مر وما هو أمرْ اي بعبارة اخر امامنا خيارين احلاهما مُر، ان فقدان الاعزاء والاحبة شيء مؤلم ومر ولكن فقدان الوطن والأمة والوجود اكثر مرارة.
ولايسعني في هذا المجال إلا أن أعزي نفسي والشعب العراقي بشكل عام وأبناء شعبي "الكلداني السرياني الآشوري" وذوي الضحايا الشهداء بشكل خاص على مصابهم الأليم وأسال الله أن يسكن شهداءهم الجنة وأن يلهمهم الصبر والسلوان متمنياً للجرحى الشفاء العاجل.. كما أريد أن انبه بهذه المناسبة بأن السلاح الذي يجب إعتماده في هذه المرحلة التاريخية من الحياة الأنسانية للتصدي لهذا الخطر الداهم الذي يمثله إرهاب القوي الظلامية التكفيرية والذي يهدد الحضارة والمدنية التي بناها الخيرون من أبناء البشرية عبر آلاف السنين هو النضال من أجل إشاعة وترسيخ مباديء الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الأنسان والديمقراطية والتعايش السلمي بين الشعوب والامم ونبذ كل أشكال التعصب والعنصرية والعنف والتمييز بين البشر على أساس الانتماء القومي والمعتقد الديني والطائفة واللون والجنس وإعتبار إنسانية الأنسان أعلى قيمة حضارية للتعامل بين البشر، وإشاعة مفاهيم وثقافة المحبة الأنسانية والسلام وحوار الحضارات والثقافات والديانات من أجل توسيع مساحة المشتركات الحضارية والثقافية بين أبناء البشرية على إختلاف وتنوع إنتماءاتهم للعيش بأمن وسلام على هذا الكوكب الجميل.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والسعادة والتقدم للبشرية جمعاء

2304
الفكر وحركة تطور الحياة
بقلم خوشابا سولاقا


لغرض مناقشة هذا الموضوع الذي يعتبر في غاية الاهمية بالقدر الذي هو في غاية التعقيد والصعوبة من اجل الوصول الى معرفة العلاقة الجدلية بين الفكر كنتيجة انعكاسية لحركة تطور واقع الحياة وبين تطور الحياة الطبيعية والاجتماعية نفسها، لابد من الوقوف عند اقوال مفكرين وفلاسفة مرموقين كبار لهم مساحة معتبرة على جغرافية الفكر الانساني ان صح التعبير ولهم دور كبير ومشهود له في مسيرة الحركة الفكرية الانسانية العالمية، ولكنني اتجنب ذكر الاسماء لاعتبارات خاصة تخدم موضوع المقال من جهة ولكي استطيع من خلالها المحافظة على حياديتي لكي لا أُتهم بالانحياز الى مدرسة فكرية بعينها دون سواها من جهة اخرى، واكتفي بذكر المقولات دون ذكر اسماء قائليها لان هذه المقولات ليست هي المادة الاساسية والجوهرية في الموضوع المطروح للنقاش، ولكنها تشكل مؤشرا قويا للاستدلال الى بيت القصيد في موضوعنا.
قال احد المفكرين والفلاسفة الكبار الانكليزي الجنسية الذي له صيت عالمي يعرفه كل مثقف ومهتم بشؤون الفكر والفلسفة والسياسة ما يلي:
"في كل الاحوال من المفيد بين الحين والاخر ان نضع علامات استفهام على الاشياء التي كانت ثوابت على المدى الطويل".
وقال مفكر وفيلسوف واقتصادي الماني كبير دوخت افكاره ونظرياته في الفكر والاقتصاد والفلسفة العالم الى يومنا هذا ويحتل مساحة كبيرة على ساحة الفكر وعمت شهرته كل بقاع المعمورة منذ قرنين من الزمن، حيث قال:
"ليس كل ما هو صحيح يكون واقعاً، وليس كل ما هو واقع يكون صحيحا دائماً".
عند قراءتنا لهاتين المقولتين بدقة وعمق نجدهما مقولة واحدة في المضمون، اي بمعنى اخر مقولتين بمضمون واحد بالرغم من كون القائلين ينتميان الى مدرستين فكريتين مختلفتين وبينهما فارق زمني كبير، لانهما قصدتا  موضوعا واحدا وهو ليس هناك شيء في الحياة سواء كان ذلك في الحياة الطبيعية او في الحياة الاجتماعية ثابتا لا يتغير وليس هناك ما هو صحيح او واقع على طول الخط بالمطلق، وانما الصحيح والواقع شيء نسبي وذلك مرتبط بحركة تطور الحياة، لذلك تؤشر المقولة الاولى على ضرورة وضع علامات استفهام على الاشياء التي كانت ثوابت لمدى طويل من الزمن، لانها ستتغير حتما في المستقبل وتصبح على غير ماهي عليه الان، وتؤشر المقولة الثانية على كون ماهو صحيح اليوم ليس بالضرورة ان يكون واقعا على الارض في الوقت نفس وماهو واقع على الارض ليس بالضرورة ان يكون صحيحا على وفق المعايير السائدة في واقع اليوم، كل شيء معرض للتغير والتبدل، وبالتالي  يعني الامر ان الاشياء في حالة تغير مستمر لا ثبات لها وذلك التغير مرتبط بحركة تطور الحياة بكل مكوناتها.. في كل النظم الاجتماعية تشكل الثقافة والفكر والادب والفن والفلسفة والقيم والتقاليد والأخلاق الاجتماعية البنية الفوقية للنظام الاجتماعي السائد وبطبيعة الحال تكون هذه البنية إنعكاساً لواقع التفاعلات والتجاذبات والصراعات والتناقضات للبنية التحتية لهذا النظام والمتمثلة في شكل وطبيعة النظام الاقتصادي السائد والذي يحدد علاقة وسائل الانتاج للخبرات المادية للمجتمع بالقوى العاملة فيه، والنظام الاقتصادي يعتبر الأساس المادي لحركة تطور المجتمع، وما البنية الفوقية إلا وسائل لتبرير شرعية نظام الانتاج واستمراره وحمايته والدفاع عنه. وهكذا تتشكل العلاقة الجدلية بين البنية الفوقية والبنية التحتية للنظام الاجتماعي وعند العودة الى دراسة تاريخ تطور وتحول النظم الاجتماعية التي مرَّ بها المجتمع البشري سنجد ان هذه العلاقة تعبر عن نفسها بوضوح في البنية الفوقية للنظام الاجتماعي لكل مرحلة من مراحل التاريخ، لذلك يكون أي تغيير تطوري يحصل في اي مفصل من مفاصل البنية التحتية للنظام الاجتماعي ينعكس بالضرورة حتماً على شكل وطبيعة البنية الفوقية له، وبذلك لايمكن أن يكون هناك ثابت مطلق في أي مفصل من مفاصل البنية الفوقية للنظام الاجتماعي، فكل شيء في حالة تغير مستمر بما في ذلك حركة الفكر. لأن الاحداث التي تحصل في الطبيعة وفي الحياة الاجتماعية تفضي الى تغير وتبدل وإختفاء أشياء وظهور اخرى جديدة بشكلها وطبيعتها تقتضيها الحياة الجديدة، هذه الحركة تجعل الأنسان الذي من المفروض به أن يتصدى لها ويستوعبها، ومن ثم يتواءم معها ويطاوعها لمتطلبات حاجاته الحياتية الجديدة أن يفكر وأن يعيد صياغة افكاره بأنماط ونسق جديدة تلائم الوضع المستجد، وهذا المنطق في البحث وراء حقيقة تبدل وتغير الأشياء هو الذي مكن الأنسان من إنجاز أعظم الاختراعات العلمية في كل مجالات العلم في الطبيعة والمجتمع ومكنته من إكتشاف الكثير الكثير من أسرار الكون وقوانين الطبيعة وأفعالها ومكنته من صياغة نظريات فكرية وفلسفية عديدة ومختلفة وكل نظرية تعبر عن ما ضمنته النظرية التي سبقتها واضافة إليها ما استجد في الحياة، وهكذا تستمر دورة تطور الحياة الطبيعية والاجتماعية على هذا النسق، نسق التبدل والتغير الدائم والتحول الكمي والنوعي في حركة تصاعدية على مسار حلزوني من الادنى الى الأعلى نحو الامام، وتجعل الاشياء في حالة من الصراع والتناقض فيها كل قديم يولد نقيضه الجديد الافضل وبالتالي فأن هذا الصراع التطوري والحراك الاجتماعي يفضي الى بقاء الاقوى والأصلح ويزول الضعيف القديم البالي ويتراجع وينزوي الى متحف التاريخ، وهذه هي سنة الحياة ومنطقها العلمي في التطور التصاعدي. وبألقاء نظرة عامة على مسيرة التاريخ سنلاحظ بوضوح تام صحة هذه النظرية، ولكن قراءة هذه المسيرة تختلف من شخص لآخر حسب مستوى تطور وعيه الأنساني للوجود بحد ذاته وقناعته وإيمانه بما هو سائد من الأفكار والطقوس والتقاليد والاعراف في المجتمع الذي يعيش فيه. وخلاصة القول ما أريد قوله هنا هو أنه ليس هناك من فكر أو فلسفة تمتلك وتجسد الحقيقة المطلقة بكاملها، وإنما مهما بلغت من درجة الرقي والكمال فهي بالتالي لاتعبر إلا عن جزء من الحقيقة، بمعنى اخر ليس هناك فكر متكامل يصلح لكل زمان ومكان مهما كانت طبيعة ذلك الفكر، ولايمكن أن يصلح فكر يدعي الثبات والكمال ان يعيش ويتعامل ويستمر بالبقاء  مع واقع متغير لأن ذلك مخالف لمنطق العقل وسنن الحياة، ولكن بأمكان القائمين على هكذا افكار والدعاة لها ان يطوعوها لواقع الحياة المتجددة وليس العكس لأن العكس لايعني بلغة العلم والمنطق إلا شكل من اشكال العبث غير الواعي بقيم الحياة ومنطق العلم والعقل وحرية الانسان كما يفعل البعض ممن يقراؤون التاريخ بصورة معكوسة ومشوهة. إن الحياة هي الرحم الحاضن لمصدر الافكار وهي المنبع الذي منه تولد الافكار ولتأكيد هذه الحقيقة سنجد عند قراءتنا للتاريخ الانساني أن جميع النظريات الفكرية والفلسفية والاقتصادية والاجتماعية وحتى المعتقدات ولدت في خضم الصراعات والتناقضات التي حصلت في المجتمع الانساني بسبب تعارض وتصارع المصالح، وبالتالي سنجد أن الافكار كانت دائما على امتداد التاريخ ادوات ووسائل للاستحواذ على اكبر قدر ممكن من المنافع الاقتصادية والمصالح الحيوية والسيطرة على مصادر الثروة والهيمنة على العالم تحت واجهات براقة مختلفة والدفاع عن تلك المصالح والمنافع وحمايتها من سطوة الاخرين.. أي بمعنى اخر استعملت الافكار والمعتقدات كأدوات في الصراع من أجل المنافع والمصالح والسيطرة على العالم تحت واجهات ذات شكل خيري وإنساني ومضمون نفعي استغلالي غير أخلاقي يتنافى مع قيم الحضارة والحرية والعدالة والمساواة وحقوق الأنسان، هكذا كان الحال مع الأفكار التي سادت واصبحت أيديولوجيات لحكام طغاة عبر مختلف فصول التاريخ في جميع بقاع الأرض دون إستثناء، والذين لا يقنعهم هذا الطرح عليهم العودة الى قراءة التاريخ من جديد ليجدوا إن ماذكر لايشكل إلا القليل من الحقيقة الكاملة التي من المفروض ان تقال هنا.

2305
دولة المواطنة أم دولة المكونات...؟
بقلم: خوشابا سولاقا
قبل البدء في مناقشة الموضوع المطروح عبر هذا العنوان بشيء من التفصيل والتحليل والمنطق لابدّ لنا أن نعرف ونوضح ماذا يعني مفهوم الدولة نفسها بشكل عام وعلاقتها بالمكونات والجماعات والافراد في المجتمع ليتسنى لنا الدخول في توضيح الموضوع بصورة أدق وأعمق تجنباً للوقوع في الأشكالات والألتباسات السائدة في المجتمع من تصورات ومفاهيم حول مفهوم الدولة من جهة ومفهوم الحكومة والسلطة من جهة أخرى.
إن مفهوم الدولة بشكل عام يعني تلك القوة الاجتماعية المنظمة في المجتمع التي تمتلك سلطة قوية تعلو من خلالها قانوناً فوق أية مكون أوجماعة داخل المجتمع وعلى أي فرد من أفراده دون تمييز مهما كان شأنه ونسبه وموقعه الاجتماعي وعِرقه ودينه ومذهبه، وما يميز الدولة بمفهومها الوطني الشامل عن بقية المكونات والجماعات الأخرى في المجتمع، هو ذلك الأعتراف الاجتماعي الذي يعطيها حق القسر وطلب الطاعة لها من المواطنين بالقدر الذي يخوله الدستور والقانون، ويعطيها هذا الحق الأولوية على كل المكونات وكل الجماعات الأخرى في المجتمع مثل الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية المختلفة والمكونات الدينية والطائفية والأثنية والجماعات الاقتصادية والتجمعات العمالية والنقابات والاتحادات المهنية المختلفة وحتى مؤسسات المجتمع المدني بكل إنتماءاتها المهنية والأنسانية طالما هي تعمل وتنشط داخل حدود الدولة الوطنية، وهنا من الضروري جداً ولكي لانقع في الالتباس وتختلط لدينا الامور، أن نفرق بدقة شديدة بين مفهوم الدولة ومفهوم الحكومة فالدولة هي الجهاز المسيطر والمنظم والموجه لكل نشاطات المجتمع، والحكومة تعني الاشخاص الذين يحكمون بأسم الدولة وينفذون سياساتها في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية والتعليمية وغيرها. فالدولة على هذا الأساس هي تصور نظري لكيان مادي ومعنوي ثابت، أما الحكومة وأشخاصها فهم يتغيرون حسب تغير سياسات الدولة والقوى التي تقودها، ولاتختلط هاتان الصورتان "الدولة" و"الحكومة" إلا في المجتمعات البدائية المتخلفة أو في الدول الديكتاتورية ذات النظام الشمولي حيث فيها يدعي الحاكم المستبد أنه "الدولة" و"الحكومة" كما قالها لويس الرابع عشر ملك فرنسا قديماً، وكما يفعل الكثير من حكام العالم الثالث المتخلف حالياً دون أن يقولوا ما قاله لويس الرابع عشر.
وإنطلاقاً من هذه المقدمة المتواضعة البسيطة والواضحة يجب أن نختار لعراقنا المتعدد المكونات العرقية والدينية والطائفية ما يلائمه ويحافظ على وحدته وقوته بين أن نبني ونؤسس لدولة المواطنة العراقية الموحِّدة لكل العراقيين يكون فيها العراقيون متساوين في الحقوق والواجبات امام القانون وفق معيار المواطنة والهوية الوطنية دون النظر الى الهويات الخصوصية اي بمعنى ان تكون المرجعية الوحيدة لدولة المواطنة هما الدستور والقانون وحدهما دون سواهما وبين أن نبني ونؤسس لدولة المكونات أي أن يكون لكل مكون دولة خاصة به يحكمها قانونه الخاص ويحاول فرض سيطرته وسلطته وإدارته على غيره من المكونات بوسائل العنف والقوة والقسر والاجبار والتهديد والترهيب، ويكون في حالة الصراع والحرب والأقتتال الدائم مع المكونات الأخرى والتي هي الاخرى لها أيضاً قانونها الخاص ووسائلها العنيفة، وتعيش البلاد على اثر ذلك في حالة الحرب الاهلية وعدم الاستقرار، اي بمعنى ان دولة المكونات لها مرجعيات عديدة غير منسجمة مع بعضها وفي ظل غياب مرجعية الدستور والقانون.
إن ما هو عليه الحال في العراق الآن هو أقرب الى دولة المكونات الأثنية والطائفية السياسية منه الى دولة المواطنة، وإن مايجري الآن عملياً على الساحة السياسية هو حصيلة سعي النخب السياسية الكبيرة المهيمنة والمتحكمة بالقرار السياسي العراقي والمؤسسة أيديولوجياً على فكر وفلسفة الخصوصيات الاثنية والدينية والطائفية السياسية، وهذا السعي يصب  بأتجاه تقوية وترسيخ مفهوم دولة المكونات على حساب إضعاف مفهوم دولة المواطنة،  وتلك هي مسؤولية تاريخية يتحمل نتائجها الوخيمة العواقب -على مستقبل البلاد بشكل خاص- قادة هذه النخب مستقبلاً. ودولة المكونات بالنتيجة هي الحصيلة الطبيعية والوليد غير الشرعي لسياسة المحاصصة المقيتة بكل ألوانها وأشكالها التي أعتمدت خلال السنوات السبع المنصرمة كمعيار لتقسيم وتوزيع السلطة بين المكونات في العراق وأمست الآن العقدة التي يصعب حلّها على كل المستويات، بحيث أصبح لايعرف العراقي إلا من خلال خصوصياته الاثنية والدينية والطائفية والقبلية والعشائرية وغيرها، مع تهميش واقصاء ذكر مواطنته العراقية ويكاد أن يكون هذا الأمر قد أصبح أمراً واقعاً في حياة العراقيين وهذا ما يبعث حقاً على الحزن والأسى والأسف ويجعلنا أن نقول وا أسفاه أين كنا وأين أصبحنا من هذا وذاك...!! بينما تكون دولة المواطنة هي الحصيلة الطبيعية والوليد الشرعي للحركة الوطنية الديمقراطية التقدمية ونمو الأفكار الديمقراطية وقيم الحرية والعدالة والمساواة وارتفاع مستوى الوعي الثقافي وتعظيم الوعي الوطني الديمقراطي على أساس الولاء الوطني أولاً وآخيراً.. إن تعميق وترسيخ الثقافة الوطنية والفكر والولاء الوطني الديمقراطي لايلغي بالضرورة الولاء للخصوصيات بل بالعكس يعزز وجودها ويحميها من طغيان واستبداد خصوصيات المكونات الكبيرة التي تمتلك السلطة. وقد يكون هناك من يوآخذني على هذا الطرح ويعتبره شكل من اشكال الحجب لحق تقرير المصير للمكونات الأثنية والدينية والمذهبية في ممارسة حقوقها القومية والدينية والسياسية والثقافية في إقامة ماتراه مناسباً من كيانات إدارية خاصه بها لتجسيد هذه الحقوق على أرض الواقع، كالفيدراليات أو مناطق الحكم الذاتي أو مناطق إدارات محلية بأعتبار هذه الادارات تشكل شكلاً من أشكال دولة المكونات عملياً... نعم إنها كذلك إذا كانت هذه الادارات قد أُنشئت واسست على أساس أثنى عرقي أو ديني أو مذهبي طائفي، فهي تكون عملياً دولة مكون تفضي الى إقامة نظام سياسي يحمل في طيات ممارساته للسلطة شكلاً من أشكال التفرقة والتمييز العنصري تجاه الآخرين من المواطنين من أبناء المكونات الأخرى التي تعيش في كنف هذه الإدارات كأقليات لها خصوصياتها المختلفة. أما إذا كانت هذه الادارات قد أُنشئت واسست على أسس إدارية وجغرافية بغرض تحسين وتطوير وتسهيل تقديم الخدمات للمواطنين فأنها لا تعتبر دولة مكونات وإنما تعتبر إدارات تشكل جزءاً مكملاً في الاقليم أو المنطقة أو المحافظة أو المدينة لدولة المواطنة ويصب بالتالي نشاط وجهد هكذا إدارات في مجرى تعزيز وترسيخ الوحدة الوطنية وتقوية سلطة دولة المواطنة وتضعف النزعات والدعوات الداعية الى دولة المكونات الأثنية والدينية والطائفية... من هنا نقول وبقناعة راسخة نعم لدولة المواطنة... والف كلا لدولة المكونات في عراقنا الجديد، عراق ديمقراطي حر.

2306
المرأة بين واقع الحال ودعوات دعاة الحرية والديمقراطية والمساواة

خوشابا سولاقا
إن من الامور التي أصبحت في حكم المتفق عليها من قبل الجميع كأفراد أو تيارات فكرية وإجتماعية من أقصى اليسار الى أقصى اليمين دون أية إشكالات وإجتهادات فكرية وفقهية ولاهوتية، هو أن المرأة تشكل نصف المجتمع الأنساني في كل المجتمعات في أي زمان ومكان، وكذلك من الامور المتفق عليها وهي من الامور البديهية هي أن المرأة كائن إنساني حالها حال الرجل لاتختلف عنه بشيء من حيث التكوين الشعوري والنفسي ومن ناحية التكوين العقلي، ولكنها تختلف عن الرجل من حيث البنية الجسدية والعضلية وكونها أنثى وهو ذكر، وكذلك تختلف عنه من حيث الوظائف الحياتية النوعية منها المتعلقة بالجوانب البايولوجية ومنها المتعلقة بالقدرة والقوة البدنية على العمل، ففي الجوانب البايولوجية هناك وظائف يؤديها الرجل ولا تستطيع المرأة أداءها، وأخرى تستطيع المرأة أداءها ويعجز الرجل من أدائها وهذه أمور معروفة لدى الجميع ومن دون وجود هذا الاختلاف في الوظائف النوعية لا يمكن للحياة الأنسانية أن تستمر لان الرجل والمرأة من خلال هذه الوظائف يكمل احدهما الاخر ويشكلان طرفي معادلة الحياة ولا يمكن لاحدهما البقاء والاستمرار من دون وجود الاخر، وبذلك يتساويان من حيث الاهمية في صنع واستمرار الحياة الأنسانية، ولايمكن لكائن من يكون ان يغير من هذا التوازن، لان ذلك سنة من سنن الطبيعة وقانونها العام ومنطق الحياة. أما الوظائف المتعلقة بالقدرة على العمل والأنتاج المادي لخيرات المجتمع فهناك وظائف تستطيع المرأة بحكم بنية بدنها أن تؤديها بكفاءة ومهارة ودقة اكبر من أن يستطيع الرجل أداءها وخصوصا تلك الوظائف التي لها علاقة بمرونة وكفاءة الايدي والصبر الطويل والأناة، ووظائف أخرى تحتاج الى القوة العضلية مثل الاعمال الثقيلة يستطيع الرجل أداءها بكفاءة اكبر من المرأة. ونستخلص من ذكر كل هذه البديهيات المعروفة والتي أختبرتها الحياة وزكتها عبر مسيرة تطور وتقدم الأنسان منذ نشوء المجتمعات البشرية البدائية الاولى الى عصرنا الحاضر عصر الفضاء والكومبيوتر والليزر وغيرها من الاكتشافات والاختراعات العلمية العملاقة التي غيرت مجرى التاريخ لحضارة الأنسان تغييراً جذرياً وشاملاً وبقفزات كمية ونوعية هائلة يعجز العقل البشري من وصفها، هو لأن نقول ان الحياة الأنسانية كالحياة الطبيعية قائمة على اساس صراع الاضداد وتسير الى الامام وتتطور من الحسن الى الاحسن من جهة وعلى اساس وجود التوازن الكمي والنوعي بين أداء الرجل والمرأة في وظائفهما النوعية في الحياة لو حصل هناك توازن في الفرص المتاحة للاثنين في استغلال وإستثمار قدراتهما البدنية والعقلية من جهة أخرى.. ولكن ما نراه مختلفاً في الأمر من حيث نوعية وكمية الأداء اليوم بين المرأة والرجل هو تحصيل حاصل من عبث الرجل بعناصر التكافؤ والتوازن بينهما عبر حقب التاريخ وهو بالتالي من صنع افكاره وتصوراته حيث قد سعي الى المساواة بينه وبين المرأة في أداء تلك الوظائف التي تكرس من تبعية المرأة له وتسخيرها لخدمته في كل ما يحتاجه منها من حاجات مادية وجسدية غريزية واستمرار نسله مقابل ان يقوم هو بأداء تلك الوظائف النوعية المحددة وبالشكل الذي يتماشى ذلك الاداء مع مزاجه وقناعاته واستمرار سلطته المطلقة على المرأة ومقدراتها وإرادتها ومصادرة قرارها وسلبه لشخصيتها الحرة وبالتالي جعّلها أداة طيّعة قادرة على العطاء لكل ما يحتاجه من الخدمات والملذات، هذا السلوك الأناني والتسلطي من الرجل هو الذي أخل بميزان ومعايير التوازن تأريخيا بين المرأة والرجل وجعلها تميل لصالحه وخلق بذلك مجتمع ذكوري على اساس تفوق الرجل على المرأة في كل شيء وفيه السلطة المطلقة للرجل والمرأة مهمشة ومقصية من القيام بما هي قادرة على القيام به حالها حال الرجل عدا تلك النشاطات التي تصب في خدمة الرجل وتكرس استمرار سلطته عليها.. وقد حاول الرجل وسعى بكل الوسائل السلطوية عبر العصور تكريس هذا الواقع وجعله واقعا طبيعيا لتنظيم العلاقة وتوزيع الادوار في الحياة الأنسانية والاجتماعية بين الرجل والمرأة من خلال ما أبدعه من النظريات الفكرية والتشريعات القانونية والتي هي جميعها من عصارة فكر الرجل، وقد زاد في الطين بلة عندما غلّف هذه الافكار والقوانين والتشريعات بغلاف ديني وكان ذلك دعما وتعزيزاً لسلطته على المرأة وتكريساً لضرورة تبعيتها له وبالتالي تقديمها من خلال هذا المنظور التاريخي المغلف بقدسية الفكر الديني الى المجتمع ككيان ضعيف مستواه أدنى من مستوى الرجل، وهكذا خُلق هذا الواقع الاجتماعي الذي عليه المجتمع اليوم من حيث دور ومكانة المرأة فيه.
من مفارقات الزمن وغرائب الامور وعجائب القضايا أن نجد الامور مقلوبة وهي تسير على رأسها في هذا الزمان، وتسمى الأشياء بغير أسمائها الحقيقية التي من المفروض أن تسمى بها لكي تكون صورة الواقع حقيقية، إنها حقيقيةً ظواهر تثير الدهشة والاستغراب وتبعث على القرف المقزز والاشمئزاز في النفوس الحرة التي تؤمن بقيم ومباديء الحرية الانسانية والأخلاق الديمقراطية وحقوق الأنسان، عندما نرى ونتلمس هذا التناقض الكبير والصارخ بين واقع الحال للمرأة في مختلف المجتمعات ومجتمعنا واحداً منها وبين دعوات دعاة الحرية والديمقراطية والمساواة بين المرأة والرجل من أحزاب وحركات سياسية وتيارات فكرية مختلفة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار من جهة وبين ما نعرفه من أن المرأة لم تكن في يوم من الأيام وفي أحسن الاحوال تمثل اكثر من نسبة "3"% من المشاركة في قيادة مختلف مؤسسات الدولة الرسمية من جهة اخرى، وكذلك الحال كانت مشاركتها في قيادة المؤسسات السياسية من الاحزاب والحركات السياسية والمؤسسات الفكرية ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها من المؤسسات الاجتماعية الاخرى بكل أنواعها، وغيابها المطلق من المؤسسات العسكرية والقوات الامنية في معظم بلدان العالم والعراق واحد منها. وبقي الحال كذلك الى أن أنعم الاحتلال الاميريكي بقيادة الحاكم المدني السيد بول بريمر على المرأة العراقية ببركاته ونعمه وفرض على العراقيين مرغمين قسرا أن يتضمن الدستور العراقي مشاركة المرأة في كل قيادات مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية والدرجات الخاصة بنسبة لا تقل عن " 25%" وكان لذلك القرار المفروض من قبل المحتل على رجالنا الافذاذ والاحرار جدا..!! اكبر الأثر وأعتبر إنجازاً تاريخياً مهماً وكبيراً لصالح مشاركة المرأة العراقية وصفقت له الملايين من جماهير النساء العراقيات اللواتي يشكلن حوالي نسبة " 55%" من سكان العراق في صنع ورسم سياسة البلاد ومستقبلها. ولكن ما يؤسف له شديد الاسف حقاً هو شبه الغياب لمشاركة المرأة في قيادات الاحزاب والحركات السياسية من اقصى اليمين المتطرف الى اقصى اليسار التقدمي التي ملأت شعاراتها الدنيا بالدعوات الى مساواة المرأة بالرجل في كل شيء الى حد المبالغة والتطرف احيانا في أسلوب طرح وتسويق مثل هذه الدعوات في سوق المزايدات السياسية وبالاخص في مواسم الانتخابات وهذا مايذكرني بمقولة عميقة المعنى لأحد المفكرين العراقيين لايحضرني إسمه عندما وصف حالة التناقض بين مايقوله الأنسان ومايفعله عملياً قال ساخرا "إن الشاب العراقي بالظاهر جيمس ستيورت وفي الباطن حجي عليوي".
إذا كانت هذه الاحزاب عاجزة عن قصد أو من غير قصد من مشاركة المرأة في تولي المناصب القيادية في قياداتها المختلفة بما تستحق ويستحق خلق التوازن الطبيعي بين الرجل والمرأة في إدارة هذه الاحزاب والحركات، كيف يمكن لذلك ان يحصل على مستوى المشاركة في إدارة مؤسسات الدولة الرسمية والمؤسسات الاجتماعية الأخرى..؟ إن البداية حقيقة تبدأ من مشاركة المرأة للرجل في صنع الارادة السياسية للدولة والمجتمع من خلال الاحزاب والحركات السياسية التي تنخرط فيها اولاً، وإلا فلا يمكن تحقيق مساواة المرأة بالرجل في المجالات الاخرى.. من خلال ماتم استعراضه حول قضية المرأة تاريخياً وإجتماعياً ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات وتبيان الأسباب الموضوعية التي كانت وراء الوصول بوضع المرأة ودورها في المجتمع الى ماهو عليه واقع الحال الآن في العراق سواءً كان ذلك على مستوى المجتمع العراقي بشكل عام وعلى مستوى الأحزاب والحركات السياسية والديمقراطية التقدمية تحديداً أو على مستوى شعبنا "الكلداني السرياني الآشوري" بشكل خاص وحركتنا " الحركة الديمقراطية الاشورية" حصراً. وبما ان العراق مقبل على تشكيل حكومة شراكة وطنية كما تدعي جميع القوائم والكتل الفائزة والخاسرة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، نأمل أن تكون نسبة مشاركة المرأة العراقية في تشكيلة حكومة الشراكة الوطنية القادمة كبيرة وفعالة وليست مشاركة رمزية وإنتقائية بأختيار عناصر نسائية منتمية فكرياً الى الافكار التي تؤمن بتبعية المرأة للرجل وينطبق عليهن المثل القائل " ملكيات اكثر من الملك"، وأن تتجاوز نسبة المشاركة للمرأة في حكومة الشراكة الوطنية المنتظرة نسبة المحتل السيد "بول بريمر" البالغة "25%" الى نسبة حلم المرأة العراقية نسبة الرجل العراقي الديمقراطي التقدمي المتحرر والتي قد تصل الى نسبة "50%" أو اكثر وأن تكون هذه المشاركة من العناصر النسائية المؤمنة بقضية مساواة المرأة بالرجل ومتحررات من ثأثيرات التقاليد والاعراف الاجتماعية السائدة. كما وادعو في ذات الوقت ان يسري هذا الامر على قيادات الاحزاب الوطنية والديمقراطية والتقدمية اليسارية والشيوعية واللبرالية والتي لا تزيد فيها حتى الان نسبة مشاركة المرأة في احسن الاحوال عن "5%" ان يعيدوا النظر بتركيبتها لكي يعيدوا التوازن الطبيعي لمشاركة المرأة في صفوفها.هذه النسبة تكون مخجلة للغاية عندما يتم مقارنتها بحجم الدعوات المعلنة بخصوص مساواة المرأة بالرجل من قبل هذه الاحزاب والحركات السياسية.
اما في ما يخص وضع المرأة ودورها ومشاركتها في قيادات "الحركة الديمقراطية الاشورية" فهي مشاركة متواضعة للغاية لحد الان وتكاد تكون رمزية الى حد كبير في بعض الحلقات من مستويات التنظيم، والغياب شبه التام لمشاركة المرأة في اللجنة المركزية بأعضائها الاصليين كأعلى هيئة قيادية في الحركة، إنه في الحقيقة واقع غير صحي يخالف الطموح وغير مقبول لأنه لايتماشى مع اهداف الحركة كحركة سياسية ديمقراطية قائدة لنضال الامة وتحررها. وإن تغييب دور المرأة ومشاركتها الفعالة في كل مفاصل الحركة أمرٌ لا يليق بطبيعة الحركة وسمعتها اجتماعياً، لذا أرى من وجهة نظري الشخصية المتواضعة ان تكون حركتنا القدوة لغيرها في هذا الجانب لأسباب اجتماعية وتاريخية كثيرة يعرفها الجميع كما اعرفها ولا حاجة لذكرها هنا.. وبمناسبة إقبال حركتنا على إنعقاد مؤتمرها السادس الذي سينعقد في غضون الاسابيع القليلة القادمة ادعوا بقوة أن نجعل من مؤتمرنا هذا مؤتمراً للاصلاح والتغيير الشامل في هذا المجال اضافة الى المجالات الاخرى، وأن يخرج بتوصيات ومقررات تعظم وتفعل من دور ومشاركة المرأة في قيادات الحركة المختلفة بالشكل الذي يتناسب مع حجمها كونها تشكل نصف المجتمع، وليس تغييبها وإقصاءها او تهميشها كما يفعل الآخرين ممن نصنفهم في خانة غير المؤمنين بحرية المرأة ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات. نأمل من حركتنا ومن كوادرها المتحررة من ادران التقاليد والاعراف الاجتماعية السائدة ان تحقق ذلك بنجاح في مؤتمرها القادم وان يكون لاخواتنا النجيبات المتطلعات لشمس الحرية والمساواة دور فعال وناشط لتحقيق هذا الانجاز التاريخي في مسيرة حركتنا النضالية "الحركة الديمقراطية الاشورية".

2307
حرية الرأي  والفكر الشمولي

بقلم: خوشابا سولاقا

منذ أن خلق الأنسان وأنطلاق مسيرته التاريخية في الحياة وظهور المجتمعات البشرية الاولى وتقسيمها الى طبقات إجتماعية على أساس تقسيم العمل وعلاقة الأنسان بوسائل الأنتاج، ظهرت مع ظهور هذه الطبقات أفكار تمثلها وتدافع عن مصالحها، وعلى أثرها ظهر صراع الطبقات بسبب تعارض وتضارب المصالح والذي يعد الأساس المادي لتطور المجتمعات البشرية عبر التاريخ الأنساني، حيث مرَّ المجتمع البشري عبر مسيرته التطورية التاريخية بمراحل عديدة إبتداءً بالمرحلة المشاعية البدائية ومروراً بالمرحلة الأقطاعية بكل أشكالها والمرحلة البرجوازية الرأسمالية وما تلاها من مرحلة المجتمع الاشتراكي والشيوعي التي سادت بعض بلدان العالم لفترة وما زالت في بعضها إلى الآن مستمرة وأخيراً المجتمع الليبرالي الحر الذي يصفه بعض مفكريه بنهاية التاريخ.. وخلال هذه المراحل من مسيرة التطور الاجتماعي ظهرت أفكار ونظريات فلسفية وإقتصادية وإجتماعية وسياسية عديدة والتي على ضوئها تشكلت أحزاب وحركات سياسية ونقابات مهنية تبنت أفكار وعقائد مختلفة تلاقت مع بعضها في بعض الجوانب بهذا القدر أو ذاك أحياناً وتعارضت في بعض الجوانب أحياناً أخرى بحكم تعارض مصالح الطبقات التي تمثلها وظهرت داخل هذه الاحزاب والحركات السياسية إجتهادات وتفسيرات للنظريات الفكرية التي تبنتها بغرض تطوير وتفعيل قدرات هذه الأحزاب والحركات لتفسير الظواهر الاجتماعية والمتغيرات السياسية والثقافية التي تحصل بأستمرار وتواصل دائم في المجتمع دون إنقطاع، وبالضرورة انعكس ذلك داخل الأحزاب والحركات السياسية العاملة من أجل تجاوز الأخطاء من جهة وتطوير وتفعيل الأيجابيات فيها لتجديد قدرتها وحيويتها على مواكبة المستجدات في الحياة الحزبية والاجتماعية من جهة أخرى.. وبالتالي أنعكس ذلك سلباً أو إيجاباً على مسيرة هذه الاحزاب والحركات إعتماداً على حجم حرية الرأي والفكر المسموح بها للأفراد المنتمين الى هذه الاحزاب والحركات، فمنها من أطلقت العنان وبشكل مطلق لحرية الرأي والفكر لأفرادها من دون روادع وقيود في نقد وتحليل الأخطاء والسلبيات وأسبابها ومسببيها وتقويمها مهما كان مصدرها دون مراعاة لأية إعتبارات سياسية حقيقية كانت أم إفتراضية وهمية يفترضها مرتكبي هذه الاخطاء من المتنفذين في هذه الاحزاب والحركات تحت ذرائع وتبريرات شتى، طالما الأمر يفضي الى تطوير وتحسين عمل الحزب وأدائه ورفع فعاليته النضالية وهذه الأحزاب هي الأحزاب الليبرالية والديمقراطية الحرة غير الشمولية التي تؤمن بحرية الرأي والفكر، ان مثل هذه الاحزاب والحركات قد شهدت تطوراً كبيراً وهائلاً كمّاً ونوعاً في منهجها الفكري وآليات وأساليب عملها بتجاوزها لأخطائها وسلبياتها بشجاعة وجرأة مبدئية وحافظت على ديناميكيتها وحيويتها ووحدتها الفكرية وبالتالي تحررها من طوق الفكر الشمولي، والأمثلة كثيرة على ذلك تشمل كل الاحزاب الديمقراطية والاشتراكية الديمقراطية والاحزاب البرجوازية والليبرالية وحتى الاحزاب المحافظة التي تؤمن بالديمقراطية في كل من اوربا وامريكا وبعض بلدان آسيا واستراليا وامريكا اللاتينية، وبسبب ذلك تمكنت هذه البلدان من تحقيق انجازات ونجاحات كبيرة في كافة المجالات وتمكنت من بناء انظمة سياسية حديثة فعالة أدت الى إنشاء دول ومجتمعات ديمقراطية في غاية التقدم والتطور في كافة المجالات وعلى كافة الصعد وكما نشهدها اليوم.
وهناك أحزاب وحركات سياسية في الجانب الآخر على النقيض من ذلك وهي الأحزاب الشمولية التي لا تؤمن بحرية الرأي والفكر إلا لشخص القائد الفرد حيث يعمل هذا الشكل من الأحزاب على كبت الحرية الفردية وحرية الرأي والرأي الآخر وكَمِّ الافواه وقمع ومحاصرة الافكار الحرة الداعية الى التغيير والاصلاح والانفتاح على الافكار والآراء المعارضة وتتّبع اسلوب خنق المبادرة والارادة الحرة للافراد في صفوفها وتسخّر الأقلام لكيل المديح المبالغ به للقيادات الفردية لحسناتها وسيئاتها على حد سواء وإشاعة ثقافة تأليه وعبادة الفرد وتبرير الأخطاء والسلبيات والتغطية عليها وإعتبار الحديث عنها خط أحمر للجميع لايجوز تجاوزه مهما كانت الدواعي ورفض قبول العمل بمبدأ النقد والنقد الذاتي والعمل على ترسيخ سياقات العمل الانفرادي والانتقائي وتغييب قواعد العمل الجماعي والقيادة الجماعية من الحياة الحزبية وبالتالي إختزال كيان الحزب في شخص قائده الذي يتحول بحكم هذه الممارسات الى شخص استبدادي في رأيه وقراره وديكتاتور في ممارساته الحزبية وهذا هو ما بات يعرف بالفكر الشمولي أي فكر الدكتاتور الذي لا يرى ولا يسمع غير نفسه ويفرض على الآخرين بوسائل قسرية مختلفة.. هذه الظواهر والممارسات تجعل الحزب يعاني من جمود وتحجر عقائدي فاقد الديناميكية والحيوية لتجديد ذاته بافكاره وأساليب عمله وعلاقته بالجماهير، ومثل هذه الاحزاب تعتبر أحزاب شمولية بامتياز في تفكيرها وممارساتها وتنتهي مسيرتها باقامة نظام إستبدادي ديكتاتوري على المستوى الحزبي او على مستوى إدارة الدولة والمجتمع إذا كان الحزب في الحكم وماسكاً للسلطة، ومصير مثل هذه الاحزاب الشمولية عادة يكون الانهيار والزوال ودخولها الى متحف التاريخ من ابوابه الخلفية المعتمة بطريقة لاتشرّف مؤسسيها وقادتها التاريخيين بعد أن تكون قد ألحقت العار التاريخي بنفسها والخراب والدمار ببلدانها، والامثلة على هكذا أحزاب كثيرة عبر التاريخ كالحزب النازي الالماني والحزب الفاشي الايطالي والأحزاب الفاشية الديكتاتورية في كلّ من اسبانيا والبرتغال سابقاً والاحزاب الشيوعية التي حكمت في الاتحاد السوفييتي السابق وبلدان أوربا الشرقية والتي سقطت أنظمتها في لمح البصر دون أن تجد من يدافع عنها ويحميها وينقذها من السقوط من أعضائها وأنصارها لحظة سقوطها المدوي، والاحزاب القومية العربية مثل حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق بنهايته المخزية.
هكذا سيكون الحال مع الاحزاب المماثلة الحالية التي تعاني الكثير من مثل هذه الممارسات في مختلف بقاع العالم في طريقة تفكيرها إذا لم تستدرك حالها وتنقذ نفسها من الغرق في مستنقع الفكر الشمولي وتطلق العنان لحرية الرأي والفكر لأفرادها لأن تأخذ مداها في العمل الحزبي في تقييم وتقويم مسيرتها النضالية وتهذيبها من سلبيات تجربتها الماضية لتنطلق بروحية جديدة وثابة لكي تتصدى لمتطلبات ما يستجد في الحياة ولمواجهة ما يواجهها من التحديات المصيرية الكبيرة، ومن غير ذلك تكون هذه الأحزاب أضعف من أن تكون قادرة على منافسة ومواجهة الأحزاب الليبرالية الحرة في قيادة حياة المجتمعات في المستقبل، لأنه من المفروض بكل حزب سياسي يريد أن يبقى ويستمر عليه ألاّ لايستهين بأبسط مايحصل من المستجدات في الحياة بل يستوجب عليه أن يتعامل معها بكل ما تستحق من الجدية وان يتجدد بأفكاره وأساليب وآليات عمله مع هذه المستجدات بشكل جدلي، وإلا وكما قلنا فان الأبواب الخلفية لمتحف التأريخ ستكون مفتوحة على مصراعيها لاستقبال من لا تشرفه من فرسان لعبة السياسة الخائبين من فقهاء الفكر الشمولي أمثال هتلر وموسوليني وستالين وفرانكو وسالزار وبول بوت وعيدي أمين وبوكاسا وصدام حسين وغيرهم الكثير ممن أذاقوا شعوبهم المر وألحقوا ببلدانهم الخراب والدمار..
 الفكر الشمولي يحل حيثما غابت حرية الرأي والفكر كما يحل الظلام حينما تغيب الشمس ويحل الجفاف بالأرض المعطاء حينما ينقطع المطر عنها.

2308
الأختلاف والخلاف في حوارات الأفكار والسياسة

خوشابا سولاقا

إن الحوارات الفكرية بين العاملين في مجالات الفكر والفلسفة وعلوم النفس والأجتماع والمنطق والأقتصاد والسياسة من اجل الوصول الى شبه الحقيقة وليس الحقيقة المطلقة أو من اجل الوصول الى ماهو أصوب من الافكار والأراء والرؤى والمبنية مسبقاً على حسن وصدق النوايا والأيمان بجوهر القضية التي يجري حولها الحوارات هي أقصر وأنجع الطرق وأجداها الى معرفة قلب الحقيقة من أية طرق أخرى، لأنها حتماً تقود أصحابها الى مستوى أعلى من النضج الفكري والوعي الثقافي والاجتماعي والأنساني لأن تكتشف مواضع القوة والضعف والقصور في افكارها ووجهات نظرها وإنطباعاتها وتصوراتها حول الموضوع المختلف عليه، وبالتالي يساهم ويساعد هذا النضج على تشكيل قناعات فكرية مشتركة ويكّون إنطباعات وتصورات جديدة ووجهات نظر اكثر وضوحاً وعمقاً وبعداً في مضامينها وموضوعيتها ويرسم أفاقاً أوسع للرؤى المستقبلية التي تشكلها وتنضّجها هذه الحوارات لتحديد الأطار الجامع لمجمل الأفكار المطروحة للحوار ومن ثم إعادة صياغتها بحلة متطورة جديدة تكون اكثر شمولاً وأوسع تعبيراً وأعمق تجسيداً لما ينبغي الوصول إليه من خلال  هذه الحوارات الديمقراطية المفتوحة، هذا مايحصل بل ما يجب أن يحصل ويتم الوصول إليه عندما تكون حالة الحوارات في ظل وجود إختلافات في الطرق والوسائل وآليات العمل المعتمدة من قبل الاطراف المتحاورة لتحقيق الهدف الواحد المشترك، أما عندما تكون حالة الحوارات قائمة في ظل وجود أهداف مختلفة وقد يكون الخلاف بينها في مستوى التناقض والتنافر والتناحر عندها تكون حتماً الطرق والوسائل وآليات العمل المعتمدة من قبل الأطراف المتحاورة مختلفة ومتناقضة الى حد التناحر أيضاً، إن مثل هذه الحالات لايمكن أن يطلق عليها حالة الاختلاف بل تكون حالة الخلاف التناحري، والخلافات عادة لاتفضي الى تقليص حجم الهوه بين الأطراف المتخالفة بل تفضي الى العكس من ذلك، أي تعميق وتوسيع التناقضات والصراعات و وتؤجج الأحقاد والضغينة والخلافات الشخصية بقوة وبالتالي يفضي ذلك الى الصدام واستعمال العنف بكل أشكاله لحسم الخلافات بين الاطراف المعنية بالأمر، وهذا ما لا يخدم الأهداف المشتركة إن وجدت في خضم هذه الصراعات والخلافات والتناحرات والعداوات الشخصية حتى وإن كان ذلك على مستوى الخطاب السياسي والاعلامي بين الاطراف المعنية، أي بمعنى اخر أن الأختلافات في الأفكار والأراء والرؤى بين الأطراف المختلفة لتحقيق هدف مشترك هي حالة صحية مقبولة وظاهرة تطورية ضرورية وإجتماعية إنسانية للانتقال من مرحلة أدنى الى مرحلة أعلى من التطور الاجتماعي في أي عمل أو نشاط فكري أو فلسفي أو سياسي او تنظيمي جماعي، بينما الخلاف في الأفكار والأراء والرؤى هي على العكس من ذلك تماماً حيث قد تؤدي الى خلق الحالة الأسوء المرفوضة من جميع الجوانب لانها تتناقض وتتقاطع مع الهدف المرحلي والأستراتيجي معاً، عليه نقول وبصريح العبارة لكل ابناء حركتنا الغيارى "الحركة الديمقراطية الاشورية" من القيادين بكل المستويات السابقين والحاليين وكوادرها القيادية المتقدمة وأعضائها ونحن ذاهبون الى إنعقاد مؤتمرنا السادس بعد بضعة أسابيع أن نكون بمستوى المسؤولية وأن نكون بمستوى النضج والوعي والادراك الفكري والثقافي والسياسي لأن نضع خلافاتنا جانباً وندفنها تحت رماد وعينا السياسي مهما كانت طبيعة ودوافع هذه الخلافات، وأن ننظر إلى دقائق الامور بوعي قومي ووطني وبشيء من المسؤولية تجاه امتنا ونضع نُصب عيوننا تحقيق تلك الاهداف النبيلة التي ناضلت من اجلها حركتنا وقدمت من أجلها الكثير من التضحيات من الشهداء والدماء والدموع وأن نتجاوز أنانيتنا الذاتية ومصالحنا الشخصية الضيقة وأن نجعل من أنفسنا كل من موقعه شموعاً تنير درب نضال حركتنا الذي بدأناه بخطوه، ولأكمال طريق الألف ميل نحتاج الى تقديم المزيد من التضحيات، وأقل تضحيات يسهل علينا تقديمها هي أن نتجاوز خلافاتنا ونعمق من حوراتنا الديمقراطية بصدق النوايا والروح الرفاقيه حول إختلافاتنا في مختلف الامور والقضايا المتعلقة بتقوية وترسيخ وحدتنا الفكرية والتنظيمية وتوسيع قاعدتنا الجماهيرية حول ضرورة تحقيق وحدة شعبنا القومية. وأن يخرج مؤتمرنا الذي نحن على اعتابه بنتائج طيبة في توصياته وقراراته وبرنامجه السياسي بخصوص تقييم وتقويم المسيرة النضالية لحركتنا للمرحلة المنصرمة وان نتجاوز كل ماحصل من الأخطاء والسلبيات بعقل منفتح وبروح نضالية رياضية لمنع تكراره لاحقاً، وأن يخط المؤتمر برنامجاً إصلاحياً ديمقراطياً تغييرياً شاملاً فكرياً وتنظيمياً للمرحلة القادمة من مسيرة حركتنا تُرضى جميع المخلصين والحريصين من كوادر وأصدقاء ومؤازري وأنصار وجماهير حركتنا المناضلة. وأن يفضي مؤتمرنا الى إختيار القيادات المختلفة بصورة ديمقراطية وبروح رفاقية من أكفأ وأفضل وأخلص كوادرها لقيادة الحركة ومسيرتها في المرحلة القادمة وأن تكون هذه القيادات بمستوى الطموح للتصدي للتحديات التي تواجه حركتنا وشعبنا على المستوى القومي والوطني وأملنا كبير أن تكون حركتنا بقياداتها المنتخبة الجديدة بعد المؤتمر السادس مؤتمر التغيير والاصلاح الشامل عند حسن ظن جماهيرنا وأبناء شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري".

2309
بين صراع الافكار وصراع الخصوصيات لابد من مسافة!!

بقلم: خوشابا سولاقا

من الطبيعي جداً بل من الضروري أن ينشأ صراع فكري في صفوف أي تنظيم أو حركة سياسية أو حتى أي تجمع إجتماعي مهما كانت طبيعته بين هذا الطرف وذاك من أجل إغناء وإنضاج ما هو الأفضل من الافكار المطروحة للحوار حولها على الساحة وبالتالي إعتماد الأفضل والأنسب والأقرب الى ما يحقق أهداف التنظيم السياسي ويزيد من تفاعله وإنسجامه مع طموحات وتطلعات الجماهير التي يمثلها، وليس بالضرورة أن يكون ما يطرح من الافكار من قبل هذا القيادي أو ذاك مهما كان مستواه في التنظيم هو الافضل والأنسب يستوجب إعتماده، إن وجود مثل هذه الظاهرة في صفوف التنظيم أو الحركة السياسية هو وجود صحي وضروري مطلوب أن يحصل ووجوده إن دل على شيء إنما يدل على حيوية وديناميكية وقوة التنظيم السياسي وفعاليته المستمرة وقدرته واستعداده لقبول التغيير المفروض لتجديد ذاته بالشكل الذي تجعله قادراً على مواكبة التغيرات التي تحصل في المجتمع التي هو جزء منها، وتجديد عناصر ديمومته وإندفاعه الى الامام نحو الوصول الى ما هو أفضل شكل من أشكال التنظيم، وإن ذلك في الوقت ذاته تدريب وتأهيل حرفي لقيادات وكوادر التنظيم السياسي على الحوار الديمقراطي وقبول الآخر والتفاعل معه والأقرار طوعياً بما هو أصوب من الأراء لخدمة تحقيق الهدف المشترك الواحد الذي من المفروض أن يكون موضع إجماع شامل من قبل جميع أطراف الصراع الفكري. فأذا كان الصراع الفكري محكوم ضمن هذا الاطار عندئذ يصبح الصراع بحد ذاته هو الهدف لأنه يفضي الى خلق الحالة الفكرية والتنظيمية المثلى المبنية على الممارسة الديمقراطية في الحوار والصراع الفكري بين اعضاء التنظيم السياسي من اعلى القيادات الى ادنى المستويات لبناء تنظيم قوي متماسك منسجم مع نفسه موحداً فكرياً وتنظيمياً وتكون افاق الرؤى المستقبلية واضحة وشاملة من خلال هكذا تنظيم لفرز واختيار افضل واكفأ العناصر لتولي مهام القيادة بكل مستوياتها... أما اذا كان الصراع الفكري خارج أحكام هذا الاطار فأنه عندئذ يتحول الى وسيلة وأداة لتحقيق اغراض ومصالح فردية أنانية شخصية يفضي الى خلق حالة من التفكك والتمزق وعدم الانسجام الفكري والتنظيمي داخل التنظيم الذي حتماً يؤدي الى إنشقاق التنظيم في احسن الاحوال إن لم يؤدي ذلك الى ما هو أسوء الى تفكك وحل التنظيم، لذلك يتطلب من جميع الحريصين والمخلصين من اعضاء التنظيم السياسي إبقاء صراعاتهم الفكرية وحواراتهم ضمن الاطار الذي تؤدي الى ترسيخ وتعميق وتقوية الوحدة الفكرية والتنظيمية داخل التنظيم والنأي بأنفسهم عن اي سلوك يؤدي الى العكس من ذلك والابتعاد عن اقحام الخصوصيات في عموميات التنظيم السياسي وذلك حماية للعموميات الفكرية والتنظيمية من جهة وحماية للخصوصيات من جهة اخرى.
اما في ما يخص صراع الخصوصيات مهما كانت طبيعتها، طائفية، عشائرية او قبلية او شخصية وغيرها، ومهما كانت الدوافع التي تقف ورائها فهي في النهاية على النقيض من الحالة المثلى التي تفضي الى ترسيخ وتقوية وتعميق الوحدة الفكرية والتنظيمية داخل التنظيم، لان مثل هذه الصراعات مهما كانت اهدافها وغايتها المعلنة ومهما كانت ادواتها الظاهرة والمخفية فهي سوف لاتبغي الا استخدام التنظيم كوسيلة لتحقيق غايات شخصية انانية ضيقة على حساب إضعاف الوحدة الفكرية والتنظيمية والانسجام والروح الرفاقية الديمقراطية داخل التنظيم. لذلك يصبح من واجب المخلصين والحريصين من اعضاء وكوادر التنظيم التصدي لمثل هذه المظاهر والممارسات والسلوكيات الشاذة التي تخالف قواعد العمل السليم في التنظيم السياسي المعاصر ومحاربتها بقوة وحزم من خلال التصدي لمن يسلك سلوك تصب نتائجه في اتجاه تنمية وتعميق مثل هذه الصراعات الخصوصية. لان التنظيم الرصين والمبدئي يجب ان يخلو بأكبر قدر ممكن من الولاءات للخصوصيات وان تكون كل التوجهات بأتجاه الأنصهار في بودقة الولاء لفكر التنظيم وقواعد العمل فيه. وان يسعى كل فرد في التنظيم الى المحافظة على هامش من المسافة بين الصراع الفكري وصراع الخصوصيات والابتعاد بقدر الأمكان عن اقحام الخصوصيات في العمل التنظيمي والفكري للتنظيم السياسي وتغليبها على المبدئية الفكرية والتنظيمية فيه. حيث يجب ان يكون هدف التنظيم السياسي نقل المباديء والسلوكيات الأخلاقية التي صنعها التنظيم خلال مسيرته النضالية ورسَّخها في تقاليد حياته اليومية في التعامل مع الناس الى المجتمع وليس العكس، أي نقل الموروثات الاجتماعية بسيئاتها وحسناتها من المجتمع الى صفوف التنظيم.. لأن التنظيم بحد ذاته من المفروض أن يكون هو نموذج لمجتمع مصغر بأخلاقه وقيمه وتقاليده الجديدة الذي يجب ان تقتدي به المجتمع الكبير، ويكون التنظيم بشكله هذا نواة وخلية اساسية للمجتمع الجديد الذي نسعى لتأسيسه نوعياً، وعليه فأن شيوع صراع الخصوصيات والمصالح الفردية الأنانية الضيقة والرغبة المفرطة في الانفراد بكل امور التنظيم وحصر الصلاحيات وبالتالي اختزال كيان التنظيم في شخص والغاء قواعد القيادة الجماعية التي من المفروض ان تتسم بها كل التنظيمات السياسية التي تدعي الديمقراطية والحياة الديمقراطية وكذلك شيوع عدم احترام قرار الاكثرية والتبشير بالرأي الشخصي التي شهدتها وتشهدها بعض التنظيمات والحركات السياسية وبالأخص تلك التنظيمات ذات التوجه الفكري الشمولي هي علامات ودلالات مرضية تهدد مصير مثل هذه التنظيمات بالسقوط والزوال اذا لم يتم تدارك هذه الظواهر من بدايتها من قبل قيادات وكوادر واعضاء هذه التنظيمات قبل استفحالها ووصولها الى نقطة اللاعودة.

2310

القضاء العراقي والاختبار الصعب..!!

خوشابا سولاقا

بالرغم من كون عنوان هذا المقال فيه شيء من الغرابة كما قد يراه البعض من القراء الكرام، الا انه في ذات الوقت يعبر عن الشيء الكثير من الحقيقة عن مدى شفافية ونزاهة ومصداقية واستقلالية القضاء العراقي ودوره في استقرار الاوضاع كافة في البلاد في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة والبالغة الحساسية من تجربة الحياة البرلمانية والديمقراطية في العراق الجديد، ويحمل كذلك الكثير من المضامين التي يتم قرائتها بين السطور عند المقارنة والمقاربة بين الامور والقضايا التي قد لاتتشابه في جوهرها ولكنها تقضي بالنتيجة الى افعال وردود افعال متشابهة اي بمعنى اخر تجمع بين المتناقضات لضرورات الحياة. ان ما يثير استغرابي واكيد استغراب الكثيرين من العراقيين الانقياء في ضمائرهم ومشاعرهم الوطنية والاوفياء لوحدة الوطن والحريصين على مصالحه وسيادته ممن يقدمون مصلحة الوطن على مصالحهم الخصوصية ممن يكون انتمائهم للوطن والهوية الوطنية قبل انتمائهم للخصوصيات القومية والدينية والطائفية والحزبية والمناطقية وغيرها من الهويات الخصوصية، عندما نسمع الى خطابات قادة ومفكري معظم نخبنا السياسية وهم يتحدثون عن حقوق وحرية وارادة الشعب العراقي في حكم البلاد وتقرير مصيره نتصور ويتصور معنا السامع الغريب من خلال هذا الخطاب الكلامي الجميل والمعسول ان الشعب العراقي يعيش في بحبوحة من الحرية والديمقراطية كما صورها الفيلسوف الاغريقي افلاطون في كتاباته، وان من يقودون السلطة في البلاد هم خدم لهذا الشعب وليسوا حكاما يحكمونه ولا يهتمون لامره وانما كل ما يهمهم من الامر هو البقاء في كراسي الحكم بأي ثمن وليذهب القانون والقضاء العادل النزيه المستقل والديمقراطية والمصالحة الوطنية وحتى العملية السياسية بقضها وقضيضها الى الجحيم عملا بقول "اذا مت ظمآناً فلا نزل القطر" هكذا هو الحال وهذه هي الصورة العراقية الحالية.. ما العمل ايها المخلصون النجباء من العراقيين..؟ لقد حان وقت العمل الجدي، ان امثال هؤلاء الحكام يدوسون باقدامهم في كل عمل يقدمون عليه وفي كل تصرف من تصرفاتهم المنافية لابسط قواعد الحياة الديمقراطية والحكم الديمقراطي على ارادة الشعب ويضربون بقراره عرض الحائط باستمرار ويمعنون في اذلاله بسلوكهم الازدواجي الذي يناقض اقوالهم وخطاباتهم وشعاراتهم من دون خجل وحياء عملا بقول الشاعر العباسي الكبير "ابي نؤاس" رحمه الله حينما قال " كلام الليل يمحوه النهار". هكذا هو الحال مع حكام هذا الزمان لسوء حظ الشعوب ان وعودهم هي مجرد كلام الليل ليس بالضرورة الالتزام بها في النهار.
نعود ونقول لكل من له اذان تسمع وعيون ترى ان الشعب العراقي قام بما كان يجب  القيام به  حيث تحمل المخاطر وتحدى الصعاب والارهاب وسالت دماءه وتوجه الى مراكز الانتخابات وادلى بصوته الذهبي وعبر بحرية عن ارادته وقراره الحر في اختيار ممثليه الى مجلس النواب، وفعل ذلك ليس لسبب وانما ليثبت ويبرهن للعالم ان العراق قد تعافى بعد تحرره من النظام الديكتاتوري وسار على الطريق الصحيح طريق الحرية والديمقراطية وليس لأن يعود الى احضان نظام ديكتاتوري من نوع جديد. وبذلك يكون قد اوفى بما عليه من التزامات، والان مطلوب من الاخرين من النخب السياسية بالمقابل ان يوفون بما عليهم من الالتزامات ويحترمون هذه الارادة وهذا القرار وليس العكس والالتفاف بشتى الطرق على هذه الارادة وبوسائل ملتوية وبدعم من القضاء بالقائمين عليه حاليا تحت مسميات وعناوين مختلفة ومغطاة بشرعية القانون لتزييف وتزوير هذه الارادة في ميدان اللعبة السياسية الجارية من اجل تحقيق اجندات سياسية وحزبية وغيرها لصالح البعض، كما فعلت الهيئة القضائية الانتخابية الموقرة بقرارها الاخير بالغاء واجتثاث اصوات المواطنين الناخبين الذين صوتوا لمرشحين من خلال قوائم انتخابية شرعية وقانونية من المشمولين باجراءات قانون المساءلة والعدالة، وهنا من الضروري جدا ولكي لا تختلط الاوراق ان نميز ونفرق بين اجتثاث المشمولين بقانون المساءلة والعدالة وبين اجتثاث اصوات المواطنين الناخبين لهم. انه في الحقيقة امر غريب مثير للسخرية والاستهجان.. وهنا من حقنا ان نتساءل كمراقبين سياسيين ما علاقة اصوات الناخبين من ابناء الشعب الذين صوتوا للقائمة وللشخص تعبيرا عن ارادتهم الحرة باستبعاد الشخص المرشح المشمول باجراءات قانون المساءلة والعدالة..؟ انه من المنطق والعقلانية ان يتم استبعاد واجتثاث المرشح وحتى الفائز بعضوية المجلس عبر الانتخابات عند شموله باجراءات قانون المساءلة والعدالة لان ذلك يمكن تبريره بكونه تطبيقا للقانون، ولكن ما ليس كذلك وليس من الانصاف والاخلاق ان يتم هو الغاء واجتثاث اصوات جزء من ابناء الشعب، اي الغاء واجتثاث ارادة جزء من الشعب وخصوصا ان ذلك الاجراء غير مدعوم باي سند قانوني او دستوري وانما هو مجرد اجتهاد مزاجي وقد يكون ذلك مسيس او على نحو من ذلك على اقل تقدير في قراءة المراقب السياسي للمشهد القائم ، بل انه في الحقيقة والواقع ووفق كل المعايير والقوانين الدولية ومفاهيم ابسط اشكال الديمقراطية والمعايير الاخلاقية امر غير منطقي وغير قانوني وغير مقبول ومستهجن، حيث يذكرني هذا الاجراء بمثل اورده احد الاصدقاء في احدى مقالاته قبل مدة وجيزة نشرها على احد المواقع الالكترونية حيث قال: " جار راقب ابن الجيران وهو يسرق البرتقال من حديقة منزله في احد الايام.. فقال له مناديا.. لماذا تسرق البرتقال من حديقة منزلي..؟ فرد عليه ابن الجيران قائلا ولماذا ابنتك تلبس ثوب قصير..؟ قال صاحبنا صاحب المنزل ما علاقة هذا بذاك..؟ رد عليه ابن الجيران.. انها حكاية تجر حكاية..!" وهكذا الحال مع الهيئة القضائية الانتخابية الموقرة.. نسالها ونحلفها اليمين بقدسيه القانون الذي من المفروض ان يحكم قرارها ويمين اداء المهنة الذي اقسموه عندما لبسوا رداء القضاء لاداء هذه المهنة النبيلة... ماعلاقة قانونية استبعاد واجتثاث مرشح مشمول باجراءات قانون المساءلة والعدالة باستبعاد واجتثاث اصوات الناخبين المعبره عن جزء من ارادة الشعب من اصوات القائمة التي ينتمي اليها المرشح المستبعد والمجتث والتي تم اختيارها لتمثيله والتعبير عن ارادته في مجلس النواب طالما لم يتم استبعاد واجتثاث القائمة بعينها وطالما يوجد هناك بديل يحل محل المستبعد المجتث قانونياً...؟ اين هذا من ذاك يا اعزائي اعضاء الهيئة القضائية الانتخابية..؟ أم انكم تقولون كما قال ابن الجيران لصاحب المنزل انه اجراء يكمل مستلزمات اجراء اخر لتحقيق غاية مبيته ومتفق عليها مسبقاً كاتفاق ابن الجيران وصاحبه الثوب القصير من وراء ظهر صاحب المنزل...؟ وصاحب المنزل هنا هو الشعب..!! الا يبدو الامر كذلك..؟ بالله عليكم هل يقر القانون العراقي وكل القوانين التي درستموها بان ياخذ "الشيء بجريره غيره"..؟ ثم الا يقول القران الكريم في احدى اياته الكريمه "لا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى"..؟ لماذا لا تعودون في احكامكم القضائية الى مثل هذه الاحكام والاعراف القانونية والشرعية لتحكمون بالعدل بين الناس..؟ لماذ تضعون بافعالكم هذه رقبة القضاء والقانون العراقي المشهود له تاريخياً بالعدل والنزاهة والانصاف تحت موس الاقوياء من اصحاب السلطة والنفوذ ونحن نعيش عصر الديمقراطية وحرية الراي..؟ اليس من الاجدر بالقضاء ان يكون قدوة حسنة لاستقلالية الراي والقرار لتهابه وتقتدي به الاحزاب والكتل السياسية المتصارعة على كراسي الحكم الزائل..؟ فاذا كان القضاء لا يستطيع ان يكون كذلك من الذي سوف يحمي الضعفاء والمظلومين من شر وطغيان الاقوياء الظالمين والفاسدين في الارض والعابثين باموال ومقدرات الشعب المغلوب على امره..؟ واذا تحول القضاء الى سيف بتار ذو حدين بايدي الاقوياء من اصحاب السلطة والنفوذ فان ذلك سيكون كارثة على النظام القضائي والقانوني والاخلاقي في البلاد وستكون سابقة خطيرة يبرهن من خلالها القضاء فشله بامتياز وعجزه في مواجهة الضغوط السياسية التي تمارس عليه من الاطراف المتصارعة على السلطة والمحافظة على استقلاليته وتهدد مصير العدل والمساواة والحريات في طول البلاد وعرضها وهذا ما اجمع عليه معظم الدبلوماسين والمحللين والمراقبيين السياسيين المحليين والدوليين من المهتمين بالشأن العراقي، وارجو ان لا تصل الامور بالقضاء الى هذا الحد وان يكون ما جرى في هذا المجال هو الجولة الاخيرة من هذه المسيرة غير المشرفة للقضاء العراقي، والا فلنقرأ على النظام القضائي السلام.. من المفروض ان يكون القضاء مستقل ويقف على مسافة واحدة من الجميع في مسعاه لتحقيق القدر الاكبر من العدالة والمساواة، لكي يتمكن من المحافظه على هيبته ومصداقيته امام ابناء الشعب ولكي يكون الخيمة التي تجتمع تحتها وتحتمي بها جميع ابناء الشعب وان لا يتحول الى وسيلة او اداة بايدي البعض من اصحاب السلطة والنفوذ يستخدم لتحقيق اجندات سياسيه معينه لصالح هذا البعض على حساب البعض الاخر. عليه واعتزازاً وافتخاراً منا بنزاهة ومصداقية واستقلالية وعدالة وابوة القضاء العراقي نهيب بالهيئة التميزية الانتخابية ان تنقض قرار الهيئة القضائية موضوع مقالنا هذا الخاص باجتثاث اصوات الناخبين الذين صوتوا للمشمولين باجراءات قانون المساءلة والعدالة بل ان تردَّ القرارات بهذا الشأن والتي اتخذت بعد الانتخابات لمبررات وطنية كثيرة تصب لصالح البلد وتساعد في استقراره من جهة وسمعة القضاء العراقي من جهة ثانية ومن ثم مدى مساهمة ذلك في التسريع بتشكيل الحكومة الجديدة التي لايحتمل وضع البلد تأخيرها لفترة اطول. ان مثل هذا الاجراء من قبل الهيئة التميزية سوف يعيد للقضاء هيبته ومصداقيته وثقة الشعب به وان يبقى القضاء الحارس الامين وحامي حقوق الجميع على حد سواء دون تمييز لاي سبب من الاسباب واخيرا وفقكم الله لخير وسلامة هذا الوطن الغالي العراق العظيم.

2311
ثقافة المعارضة ضرورة في الحياة البرلمانية

خوشابا سولاقا

نسمع هنا وهناك في كل مكان ان الجميع يتحدثون عن الديمقراطية بكل معانيها النبيلة بايجابياتها وسلبياتها بحسناتها ومساوئها بكل مضامينها الأنسانية كنهج للحياة والحكم، ويتحدثون في الوقت ذاته بأسهاب بأسلوب الخبير المختص عن الاستحقاق الانتخابي ويتعمقون في احاديثهم المشوقة عن حكومة الشراكة الوطنية وغيرها من اشكال الحكومة التي أعتاد الشارع العراقي على سماعها وتناولها في احاديثه خلال السنوات السبع العجاف من عمر العراق الجديد بحرقه قلب وشوق العاشقين ويتحدثون عن التهميش والمؤامرات ومحاولات الأقصاء لكتلة من الكتل الفائزة ولمكون من المكونات ويجتهدون في صناعة وتسويق الأسباب والدوافع التي تقف وراء ذلك بغرض إبعاد ومنع تلك الكتلة أوذلك المكون من المشاركة في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية التي طال إنتظارها وتجاوز الحد. نسمع هذا الكلام من السياسيين المخضرمين ومن قادة الكتل الانتخابية الكبيرة والصغيرة الفائزة والخاسرة في الانتخابات على حد سواء، ونسمعه من زعماء الاحزاب السياسية الدينية والدنيوية القومية والعلمانية بكل تلاوينها، ونسمعه من النخب المثقفة وشبه المثقفة دون تمييز، ونسمعه من رجل الشارع العادي من بائعي الخضراوات والصحف والمواد الغذائية والكمالية، نسمعه في كل المحافل والمراكز الثقافية والاجتماعية، نسمعه في المساجد والكنائس والمدارس والجامعات ودوائر الدولة الرسمية وفي المقاهي وسيارات الأجرة ونقل الركاب، نسمعه في كل مكان وزاوية من أرض الوطن الواسعة، عندما نسمعه يثير في نفوسنا الشجون وتعتصر قلوبنا الالام عندما نرى أن أصحاب ومطلقي هذه الاحاديث ومروجيها هم أول من يدوسون بأقدامهم بدون رحمة ومن دون خجل وبأنتهازية مقرفة تقشعر لها الابدان على المضامين الايجابية لهذه الاحاديث، ويتنصلون عنها عندما يقذف بهم الحظ ومشيئة الاقدار الى مواقع المسؤولية ويجلسون على كراسي الحكم.. كل هذا طبيعي ومؤشر ايجابي يدل على مدى نمو الوعي السياسي والثقافي لدى ابناء الشعب العراقي.. ولكن ما يثير الاستغراب هو غياب دعاة ضرورة وجود المعارضة وخفوت اصواتهم بين ضجيج وصهيل الشارع ولانسمع الا القلة القليلة تتحدث عن المعارضة ودور المعارضة في مراقبة اداء الحكومة وكأن ثقافة المعارضة ليست ذلك المنهج والسلوك الذي يكرس ويرسخ الثقافة الديمقراطية والمنهج الديمقراطي في الحياة البرلمانية، في الوقت الذي تعرف أن كرسي المعارضة في البرلمان لايقل اهمية وقدسية عن كرسي الحكم في الدول الديمقراطية المتقدمة التي نستميت في تقليدها في سيئاتها مع الأسف الشديد دون ان نأخذ من حسناتها الدروس والعبر والحكمة  في الحكم التي تخدم تجربة ديمقراطيتنا الفتية.. ياللمفارقة والغرابة لهذه الازدواجية التي تطبع السلوك السياسي لنخبنا السياسية وقادتها عند التعاطي بالسياسة..!! انها حقيقة مشكلة فكرية وفلسفية معقدة تلازم طريقة تفكيرنا وفلسفتنا في الحياة قبل ان تكون مشكلة سياسية مما يتطلب من مفكرينا ونخبنا السياسية ان تعيد النظر في بناء الشخصية العراقية واعادة بنائها من جديد فكرياً وسياسياً واجتماعياً لكي نستطيع ان ننسجم ونستجيب لمتطلبات التأسيس لبناء الديمقراطية فكراً ومنهجاً وبالتالي لبناء الدولة الديمقراطية العصرية، وبعكسه فلا تكون الحالة اكثر من الدوران في حلقة مفرغة والولوج في نفق مظلم لانهاية له.
إن الغرض من استعراض هذه المقدمة بهذا الشكل الساخر نوعاً ما هو لان نجعل منها مقدمة ومدخلا لمفهوم الديمقراطية ووسائل واليات ممارسة الديمقراطية والحياة الديمقراطية، إن اجراء الانتخابات لاختيار ممثلي الشعب هي احدى اليات ممارسة الديمقراطية السياسية وليست الديمقراطية بحد ذاتها كما قد يتصور البعض من اشباه الديمقراطيين. وان استلام السلطة بالقفز على مواقع المسؤولية وكراسي الحكم من خلال الانتخابات واقصاء وتهميش الاخرين من الخصوم السياسيين لاتعني ابداً ان ذلك مظهر من مظاهر الديمقراطية والنظام الديمقراطي، وإن استغلال امكانيات الدولة المختلفة من قبل من يمتلكون السلطة ومؤسساتها وادواتها وتسخيرها لصالح احزابهم وكتلهم الانتخابية في الانتخابات واستخدام اجهزة الدولة السلطوية لاقصاء الخصوم والمضايقة عليهم ومحاصرتهم ومحاربتهم تحت غطاء تطبيق القانون واحكامه لا يعني بأي شكل من الاشكال أبداً ان ذلك حق قانوني ودستوري مكفول ومشروع للقائمين على السلطة والحكم بل هو شكل من أشكال الجريمة السياسية والجنائية معاً التي يحاسب عليها القانون، وهي بالتالي تجاوز على حقوق واختيار وإرادة المواطن التي من المفترض دستورياً أن يتولى القانون صيانتها وحمايتها، إضافة إلى ذلك إنها تعتبر خيانة للأمانة والقانون يستوجب مقاضاة المخالفين ومحاسبتهم على ذلك.. إن الديمقراطية أقل ما تعنيه في الحياة بشكل عام والحياة البرلمانية بشكل خاص هي حكم الأكثرية وضمان حقوق الأقلية وقبول الآخر والتعايش معه على نفس القدر من العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص التي يضمنها الدستور، وبمعنى أشمل تعني وجود أكثرية عددية سياسية تفرزها وتشكلها صناديق الاقتراع من خلال انتخابات عامة في الحكم وأقلية عددية سياسية في المعارضة "حكومة الظل" يعملان معاً من أجل خدمة الشعب وتقدم البلد وان تشكل المعارضة البرلمانية منظومة حماية وتقويم للاكثرية البرلمانية الحاكمة. إن ما تفتقر إليه المجتمعات في بلدان العالم الثالث أي البلدان النامية في كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والعراق واحد من هذه البلدان هو غياب ثقافة المعارضة على كل المستويات ابتداءاً من الحياة الشخصية والعائلية والاجتماعية والحزبية، حيث لا يوجد تمييز وفواصل واضحة بين مفهوم المعارضة ومفهوم المعاداة كأن المصطلحين يطلقان على حالة فكرية واحدة وليسا حالتين متناقضتين ومختلفتين ومنفصلتين شكلاً ومضموناً، اذ أن مفهوم المعارضة يعني إختلافاً في الرأي ووجهات النظر ووسائل العمل وآلياته لتحقيق نفس الهدف المشترك بين طرفين او اكثر، بينما مفهوم المعاداة بين الأطراف المختلفة يعني إختلاف وتناقض وتصارع الأهداف والوسائل وآليات العمل دون أن تكون هناك مشتركات بينها ويعمل كل طرف من الاطراف على الغاء بل القضاء على الاخر. لذلك من الضروري أن لا نتعامل مع مفهوم المعارضة بنفس المضمون الذي نتعامل به مع مفهوم المعاداة وبالتالي المساواة بينهما. أي بعبارة أخرى من يعارضني الرأي ليس عدوي بل قد يكون صديق او رفيق، لذلك علينا أن نميز ونفرق بين المفهومين بعلمية ودقة لأن الفرق بينهما شاسع كالفرق بين الأبيض والأسود حيث لا يجوز أن نقول للأبيض أسود وللأسود أبيض إلا إذا أردنا خلط الأوراق عمداً لخدمة أغراض معينة وذلك أمر مقيت ومرفوض وغير أخلاقي.. عليه فان جوهر الديمقراطية قائم ومبني على أساس وجود الرأي والفكر والرأي والفكر الآخر، ووجود الرأي والفكر المعارض هو بمثابة صمام الأمان لديمومة واستمرارية الديمقراطية والفكر الديمقراطي، وإن غياب أي طرف من طرفي هذه المعادلة الجدلية يعني غياب الطرف الآخر، أي بمعنى آخر غياب الرأي والفكر المعارض هو غياب لمفهوم الديمقراطية والفكر الديمقراطي وموتهما، لأن الرأي المعارض هو الذي يجدد حيوية الديمقراطية ويفعّل آليات عملها على كل المستويات في مختلف مناحي الحياة الانسانية دون أن تصيبها الشيخوخة المبكرة والعجز.
من هنا نستطيع القول بل الجزم بأن العمل من أجل التأسيس لثقافة المعارضة وترسيخها عملياً في حياتنا الاجتماعية والسياسية وبالتالي في الحياة البرلمانية في مجلس النواب وإشاعتها وشرعنتها إجتماعياً هي ضرورة للحياة البرلمانية الديمقراطية الصحيحة، ولذلك يتوجب على المؤسسات السياسية والثقافية والتعليمية والاعلامية ومؤسسات المجتمع المدني في طول البلاد وعرضها العمل الجدي لأشاعة وترسيخ وتطوير ثقافة المعارضة في حياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية وتكريسها في مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية وليس العكس اي تغييبها وعدها ظاهرة غير صحية، وظاهرة تنتقص من قدر وتحط من مكانه من يمثلها ويمارسها في البرلمان وتلحق بهم الفشل السياسي، لا إنها على العكس من ذلك تماماً، وهذا هو الحال في أعرق برلمانات العالم المتقدم والدول العريقة في تجاربها الديمقراطية، عسى أن نعتبر ونقتدي بمن سبقنا ونضع تجربتنا على السكة الصحيحة.

2312
ملاحظات نقدية... على ضوء نتائج الانتخابات

خوشابا سولاقا

افرزت إنتخابات مجلس النواب العراقي الأخيرة التي جرت في السابع من آذار الماضي ملاحظات ومؤشرات مهمة وحيوية وأساسية في مسيرة العملية الديمقراطية في العراق ومن المستحسن الوقوف عندها وتحليلها تحليلاً علمياً من أجل تشخيص مواضع الضعف في مسيرتنا الديمقراطية وإيجاد الحلول الناجعة لمعالجة الامور في المستقبل وتقويم مسار العملية الديمقراطية ووضعها في الاتجاه الصحيح، حيث ان هذه الانتخابات بنتائجها قد أثبتت تغير الخارطة السياسية في العراق وتغير إتجاه القوى السياسية الفاعلة على الساحة السياسية حيث ظهرت قوى جديدة بقوة على السطح واختفت قوى أخرى وضعف البعض الآخر وتفككت واصبحت على مفترق الطرق وأفل نجمها وعليه لابد من إعادة تصميم الخارطة السياسية للعراق على ضوء هذه المعطيات وإعادة النظر بما له علاقة بتشكيل إطار هذه الخارطة لكي تكتمل الصورة وتبقى على المسار الصحيح للعملية الديمقراطية لتخليص العراق من تبعات ثقافة الماضي القائمة على الانفراد والاستئثار بالسلطة وهذه الملاحظات بل المعالجات هي:
أولاً: إن قانون الانتخابات الحالي لا يلبي متطلبات التأسيس لبناء النظام الديمقراطي الذي يلائم الواقع العراقي المتنوع الثقافات والمتعدد المكونات والتوجهات والمعتقدات السياسية والخصوصيات القومية والدينية والطائفية المختلفة. حيث أظهر هذا القانون التقصير الكبير في التعبير الحقيقي عن إرادة جميع مكونات وشرائح المجتمع العراقي بالشكل الذي يقود هذا المجتمع إلى المحافظة على نسيج وحدته الاجتماعية والانسجام مع نفسه لإختيار شكل النظام السياسي الذي يتوافق ويتلاءم مع متطلباته الوطنية من خلال مؤسساته التشريعية والتنفيذية والقضائية من دون أن يقوده ذلك إلى نظام المحاصصة القومية والطائفية السياسية التي سادت الساحة السياسية العراقية طيلة السنوات السبعة المنصرمة. لذا يتطلب إعادة النظر بشكل جذري بهذا القانون من جميع الجوانب.
ثانياً: إن نظام الحكم القائم حالياً في العراق على أساس النظام البرلماني وفق الدستور العراقي الحالي قد برهن هو الآخر فشله بإمتياز من خلال التجربة القصيرة، حيث ما نراه من التعقيدات والاشكاليات بين الكتل من أجل اختيار أو تحديد الكتلة التي تكلف بتشكيل الحكومة ومن ثم اختيار الشخص الذي يكلف بتشكيلها كرئيس للوزراء والمدة الطويلة التي يستلزم ذلك للاتيان بالنتيجة بحكومة ائتلافية او حكومة الوحدة الوطنية او حكومة التوافق الوطني واخيراً حكومة الشراكة الوطنية التي تتمثل فيها كل مكونات الشعب او بالاحرى كل الكتل البرلمانية، بالنتيجة تكون مثل هذه الحكومة المشكلة بهذه الطريقة حكومة ضعيفة الارادة تحمل كل عوامل الضعف وتفتقر في نفس الوقت لعوامل القوة واتخاذ القرار الصائب، وبالتالي تكون حكومة غير قادرة على النهوض بمهامها الوطنية لان مثل هذه الحكومة يتم اختيار عناصرها بطريقة ترضية كل الاطراف المشاركة فيها على حساب النوعية والانسجام ووحدة الارادة والقرار وما حصل خلال فترات الحكومات التي توالت على الحكم بعد سقوط النظام الدكتاتوري خير مثال ودليل على ذلك. وبالتالي سوف لا تكون مثل هذه الحكومة الا حكومة المحاصصة بتسمية جديدة وبلباس جديد ان صح التعبير والعودة الى المربع الاول. وعليه مهما حاولت الكتل المؤتلفة باجتهاداتها وتفسيراتها الفكرية والفلسفية واختراعاتها الابداعية في صناعة التسميات لاعادة صناعة الحكومة القادمة فانها سوف لا تصنع الا حكومة المحاصصة بحلية جديدة ولكن بمضمونها القديم للاسف الشديد!! بينما المطلوب في النظام البرلماني الديمقراطي الحقيقي هو ان تكون تركيبة مجلس النواب الذي يلائم وضع العراق المتعدد المكونات هو ان تكون هناك في البرلمان اكثرية عددية سياسية حاكمة واقلية عددية سياسية معارضة لكي تكون الحكومة دائما تحت الرصد والمراقبة في كل ما تقوم به، وبالتالي تشكل المعارضة البرلمانية منظومة حماية للاكثرية الحاكمة من الاخطاء والزلل وحافزاً للعمل الجاد والصائب. وهذا لايمكن حصوله الا في ظل النظام السياسي الرئاسي الذي يتم فيه انتخاب رئيس الجمهورية بشكل مباشر من قبل الشعب وهو الذي يفوز باغلبية الاصوات في الانتخابات، حيث يقوم الحزب او الكتلة الفائزة في الانتخابات بأغلبية الاصوات بتشكيل الحكومة والكتل الاخرى تشكل المعارضة البرلمانية، على ان يحوز الحزب او الكتلة الفائزة باغلبية الاصوات على جميع المقاعد البرلمانية المخصصة لكل دائرة انتخابية وهكذا تكون هناك اكثرية عددية سياسية حاكمة في البرلمان تقوم بتشكيل الحكومة واقلية عددية سياسية برلمانية معارضة تقوم بممارسة الدور الرقابي والتقويمي على الحكومة، وقد يكون رئيس الجمهورية المنتخب مباشرة من قبل الشعب من الاكثرية الحاكمة او من الاقلية المعارضة كما هو الحال في فرنسا والاتحاد الروسي وغيرها من البلدان، او نظام رئاسي مباشر دون وجود منصب رئيس الوزراء كما هو الحال في الولايات المتحدة والمانيا وغيرها من البلدان الديمقراطية، المهم في الامر ان تكون هناك تعبير عن ارادة الشعب من خلال حكم الاغلبية الفائزة في الانتخابات ومعارضة الاقلية الخاسرة والجميع تنطلق في عملها البرلماني من حرصها على المصالح الوطنية وخدمة الشعب.
ويعتمد هذا النظام ايضا في انتخاب المحافظ ومجالس المحافظات، اي الحكومة المحلية من الحزب او الكتلة الانتخابية الفائزة باغلبية الاصوات في المحافظة، حيث ان النظام البرلماني، اي نظام كان لايمكن ان يكون نظاما ديمقرطيا ناجحا طالما ليس لدينا نخب سياسية ديمقراطية تؤمن بمبدأ تناوب السلطة سلميا من خلال ما تفرزه صناديق الاقتراع، وان لا تستحوذ على افكارها السياسية ثقافة الانفراد والاستئثار بالسلطة واقصاء الخصم السياسي، وكذلك ليس لدينا شعب بغالبيته مستوعب للثقافة الديمقراطية السياسية والاجتماعية، وهذا واقع حال العراق الحالي لا يمكن نكرانه او تغافله وانما يجب اقراره وقبوله بشجاعة مثقفة واعية دون مبالغة ونفاق ورياء سياسي والتعامل مع هذا الواقع في مسعانا لبناء الدولة اليمقراطية المعاصرة بكل مضامينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبواقعية وموضوعية علمية عندها سنحقق النجاح في بناء العراق الجديد.
ثالثاً: ان الدستور الحالي قد برهن خلال هذه التجربة القصيرة عدم صلاحيته بصيغته الحالية، اذ انه دستور فضفاض والكثير من مواده ونصوصه غير واضحة يشوبها الكثير من الغموض واللبس وعدم الدقة القانونية وقابلة بل خاضعة لأجتهادات قانونية كثيرة ومتناقضة وهذا ما يساعد في تعميق الخلافات والتقاطعات بين الكتل النيابية في اجتهاداتها وتفسيراتها عند الاختلاف على أية قضية دستورية، مما يتطلب اعادة النظر بمواد الدستور من ديباجته الى اخر مادة من مواده وتعديله وجعله اكثر قرباً من واقع بناء النظام الديمقراطي في العراق. ان تعديل الدستور يتطلب ان يكون بأتجاه تحقيق المضامين المشار اليها في اولا وثانيا اعلاه.
رابعا: كذلك افرزت الانتخابات الكثير من التعقيدات القانونية والدستورية فيما يخص تكوين الكتل الانتخابية ومصادر تمويلها لحملاتها الانتخابية وما استغل من قبل الكتل المتنافسة في هذا الجانب سياسيا للاساءة بعضها لبعض كان له كبير الاثر على نزاهة اللانتخابات. وغياب المحكمة الدستورية المختصة بتفسير مواد ونصوص الدستور والتعويض عنها بأخرى غير مختصة بهذا الشأن اصبح موضوعا للاخذ والرد بين الاطراف المعنية المتنافسة في الانتخابات، وكذلك ماحصل بشأن اجراءات قانون المساءلة والعدالة وعدم شرعية هيئتها التنفيذية قانونا، وكذلك ماحصل بسبب تركيبة وطبيعة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والتي لم تكن كذلك في سلوكهاعمليا والمنحازة سياسيا والواقعة تحت تأثير قوى السلطة الحاكمة. كل هذه الامور خلقت مشاكل ومصاعب واسبابا اثقلت العملية الانتخابية بعوامل واسباب الفشل وجعلتها عرضة للشكوك والطعون في نزاهتها ومصداقيتها ومن ثم ما ترتب على ذلك من مصادرة لإرادة الناخب لغايات واجندات سياسية وعدم احترام صوته وبالتالي الفشل في انجاز انتخابات ديمقراطية نزيهة وناجحة، لا يخفى على المراقب السياسي دور المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمحكمة الاتحادية اللتين من المفروض بهما الوقوف على بعد مسافة واحدة من جميع القوائم، الا انه كانت سمة الانحياز لهما السبب في كل ماحصل من الاشكالات بين الكتل النيابية الفائزة في الانتخابات وما اثير من شكوك حول نزاهة وديمقراطية الانتخابات. وهذا يضع مجلس النواب القادم امام مسؤولية تاريخية تجاه الشعب العراقي الذي ضحى بالكثير واولاه ثقته ان ينجز الاتي في سبيل وضع الامور على مسارها الصحيح لاستكمال انجاز المصالحة الوطنية الحقيقية بين مكونات الشعب واستكمال مستلزمات العملية الديمقراطية لبناء نظام سياسي ديمقراطي وبالتالي بناء ركائز الدولة الديمقراطية لغرض انجاز العملية السياسية في البلد وايصالها الى الاهداف الوطنية المرسومة لها وفقاً للدستور العراقي
* انجاز تعديل الدستور الحالي
* انجاز قانون الاحزاب
* انجاز تشكيل المحكمة الدستورية
* انجاز تشكيل الهيئة التنفيذية والتمييزية لتطبيق قانون المساءلة والعدالة
* اعادة تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وان يكون مجلسها من قضاة ذوي الخبرة ومستقلين في توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية.
خامسا: ان يكون العراق دائرة انتخابية واحدة للمكونات القومية والدينية الصغيرة دون توزيع مقاعدها المخصصة بموجب "الكوتة" على الدوائر الانتخابية اي "المحافظات" كما هو عليه الحال الان وذلك لابعاد هذه المكونات من تدخل الاخرين في شؤونها وتاثيرهم في فرض المرشحين على الرغم من ارادة ابناء هذه المكونات وكذلك منع التصويت لغير ابناء هذه المكونات لقوائم الكوته لكي لايتم مصادره هذه المقاعد في بعض الدوائر او المحافظات لصالح اطراف اخرى من خارج المعنيين بالكوتة.
سادسا: بالنظر للاشكالات والالتباسات والاجتهادات التي حصلت بالنسبة الى تصويت الجاليات العراقية المقيمة في بلدان المهجر لغرض اثبات عراقيتهم ومن ثم المحافظة التي ينتمون اليها في العراق. اجد من الضروري ولغرض انصاف عراقيي المهجر ان يكتفى عند التصويت بابراز مايثبت عراقيتهم دون الحاجة إلى اثبات المحافظة التي ينتمون اليها لصعوبة تأمين مثل هكذا وثائق ويكون الناخب حرا في التصويت للدائرة الانتخابية التي يختارها واعتقد ان الناخب طوعا سوف يصوت لمحافظته اعتزازا منه بها.

2313

ضرورة الاصلاح والتغيير في فكر ونهج الاحزاب السياسية في العراق

خوشابا سولاقا   

بعد إنقضاء السنوات الطويلة التي عاشها الشعب العراقي وهو سجين القمع والظلم والديكتاتورية المقيتة وعانى ما عانى من مظالم وإضطهاد وكم الافواه وكبت الحريات واسكات الاصوات الحرة ومنع الناس من الكلام عن مايجرى لهم في بلدهم، إلا فيما يمجد ويمدح شخص الديكتاتور والحزب القائد والتفاخر بهزائم الحروب القذرة التي أفتعلها وشنها الديكتاتور ونظامه خلال فترة حكمه ألاسود، على إنها إنتصارات باهرة وناجزة على القوى الصفراء الظلامية التي تهدد العراق من الشرق والغرب والشمال والجنوب وكذلك لارجاع الاجزاء السليبة من الارض العراقية التاريخية وكذلك محاربة القوى الامبريالية العالمية والاعداء التاريخيين للعرب والعروبة، كما كان يدعي النظام والقوى الشريرة الطامعة بخيرات وثروات العراق، وكذلك أراد النظام أن يصور تلك الحروب التي شنها ظلماً وعدوانا على الآخرين والتي لايمتلك فيها الشعب العراقي لاناقة ولاجملا على إنها حروب وطنية مقدسة وحروب بين الخير المتمثل بالنظام والشر المتمثل بالاعداء المفترضين من غير قوى النظام والقوى المتحالفة معه والساندة له، وعلى إنها حروب بين القوى المؤيدة للحق العربي المغتصب في فلسطين وبين الصهيونية العالمية والقوى الامبريالية العالمية الداعمة لهاولمشاريعها التوسعية على حساب العرب والامة العربية لاقامة دولة اسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل الى الفرات تحقيقا للحلم التوراتي لقادة الصهيونية العالمية، وكذلك على انها حروب بين جبهة الحق والباطل جبهة الايمان كله ضد الكفر كله، مما يقتضي بالشعب العراقي والعرب الحقيقيين والشرفاء في العالم وبقيادة النظام الصدامي بناء جيش السبعة ملايين باسم " جيش القدس" لتحرير بيت المقدس من براثن اسرائيل والصهيونية ليدخل صلاح الدين العصر على رأس المنتصرين حاملا راية العروبة والاسلام الى القدس من جديد. كل هذه الاحلام الفارغة والخاوية قادت النظام وازلامه  الى ارتكاب حماقات وجرائم يندى لها الجبين بحق العراق والعراقيين جلبت لهم الويلات والكوارث والنكسات والمأسي المريرة حيث لا تخلو عائلة عراقية من ضحية وفقدت عزيزا لها من اب او ابن او زوج او اخ او غير هؤلاء من الاعزاء وتركت الملايين من الثكالى والارامل واليتامى تجوب الازقة وراء لقمة العيش، فضلا عن ما عانته كل عائلة عراقية من شضف العيش والحرمان والبؤس والشقاء في كل قطاعات الحياة وعانت الامرين من سياسات النظام الحمقاء والغبية والعقيمة سياسة الويلات والنكسات والكوارث والمآسي . وخرجت البلاد من تلك الحروب عشية القرن الواحد والعشرين مدمرة الاقتصاد والبنى التحتية والخدماتية وهي غارقة في الديون الثقيلة ومرهونة الثروات وفاقدة للسيادة الوطنية والشعب يلعق جراحه تحت وطأة الحصار الاقتصادي المفروض على العراق، اما قطاع الخدمات الاجتماعية المختلفة فتلك قصة اخرى لا تحكى لما فيها من من الغرائب والعجائب حيث لا يرى من خلالها المشاهد الغريب العراق الا ذلك البلد في بداية عهد الاحتلال العثماني، انها حقيقة مهزلة تدمع العيون وتدمى القلوب.
واما في مجال الفساد المالي والاداري الذي كانت تمارسه اجهزة وشخصيات النظام حيث كانت تضرب اطنابه في كل اجهزة ومرافق الدولة ومؤسساتها الرسمية المختلفة، وسرقة المال العام كان مباحا للجميع، والرشوة كانت فريضة يدفعها المواطن لقاء انجاز اي معاملة رسمية له لدى دوائر الدولة الصدامية التي وفرت الامن للمواطن دون ان تعطيه الامان في العيش. كل هذا حصل للعراق والعراقيين عشية دخول القوات الاميركية الى عاصمة الرشيد وهي تجوب شوارعها بألياتها العسكرية بحرية دون ان يقول لها احد من ازلام النظام على عينيك حاجب، وبعد ان احتلت مطار بغداد الدولي وتقدمت صوب مركز بغداد لاسقاط الصنم في ساحة الفردوس كانت ابواق النظام من خلال وزير اعلامها السيد محمد سعيد الصحاف يتحدث عن الانتصارات الصدامية على قوات الاحتلال على طريق المطار وفي ساحة جامع ام الطبول ويوعد الشعب بالنصر المؤزر على يد القائد الضرورة قريبا.. يا للهول والمهزلة السخيفة انه كان في ذلك يحاول ان يحقق ما قاله "كوبلز" وزير اعلام هتلر "اكذب اكذب حتى يصدقك الاخرون الا انه ولسوء حظه التعيس لم يصدقه احد من العراقيين الا نفسه المريضة.. خرج العراق والعراقيون من خضم هذا الصراع المرير مع النظام بعد سقوط الاخير على يد القوات الامريكية في التاسع من نيسان فرحين متأملين بزوغ فجر عصر جديد خال من الدكتاتورية والقمع والملاحقات الامنية والكوارث والمأسي والفقر والمرض والعوز وخال من كل مظاهر التخلف التي تركتها السنين العجاف على الواقع العراقي، وكبر حلمهم بتأسيس دولة القانون والمؤسسات الدستورية وتناوب السلطة سلمياً على أنقاض الدولة الصدامية المنهارة، إلا أن ذلك الحلم سرعان ما تلاشى وغاب وراء الافق البعيد واصبح   مجرد حلم ينتظر التحقيق وتحويله الى واقع. توالت الحكومات في العصر الجديد من حكومة مجلس الحكم الموقر والسيد بريمر الى حكومة السيد نوري المالكي، اي عصر مابعد الصدامية، ولاحظ المواطن أن كل شيء باق على حالة دون أن تطوله يد التغيير واصبح أسوأ مما كان في الكثير من المجالات، حيث انتهى وسقط واعدم صدام ولكن لم تنته ولم تسقط ولم تعدم الصدامية في الحياة العراقية كنظام سياسي بل هي باقية وتعمل بقوة كالفساد المالي والاداري  والرشوة في اجهزة الدولة والصراع على السلطة وتصفية الخصوم السياسيين بالوسائل العنيفة والتصفية الجسدية من خلال الميليشيات المسلحة غيرالشرعية والمحسوبية والمنسوبية وغيرها من الخصوصيات في منح الامتيازات والمناصب والوظائف وسياسات الاقصاء والتهميش والاستئثار بالسلطة والتمييز بين المواطنين على اساس الخصوصيات وغياب مفهوم المواطنة وغيرها الكثير من هذه المظاهر المتخلفة والمرفوضة اخلاقيا ووطنيا وانسانيا، فكل الاحزاب والقوى السياسية التي قفزت الى السلطة بعد السقوط بأسناد ودعم المحتل لاتختلف في شمولية افكارها واسلوب حكمها عن شمولية افكار واسلوب النظام السابق حيث لم تتمكن هذه الحكومات ان تقدم شيئا افضل ومتميزا عما كان يقدمه النظام السابق وانما كل ما حصل هو تكرار صورة الماضي بالوان جديدة. حيث فقد الشعب الأمن والأمان وشاع القتل على الهوية وضرب الارهاب بكل اشكاله ومسمياته بأطنابه كل مناحي الحياة العراقية وتوسع الفساد المالي والاداري بشكل اوسع واشمل مما كان في زمن النظام السابق والرشوة ارتفع مستواها واساليبها لتشمل كل مستويات الدرجات الوظيفية بشكل غريب ومريب دون ان يردعها رادع، والصراع على السلطة بين القوى السياسية اتخذ اوسع مدى واعتمد مختلف الاساليب، وبالمقابل زاد الشعب فقرا ومرضا وعوزا وبؤسا وشقاء وتفشت البطالة بين شبابه المتعلم وغير المتعلم واصبح الكل يبحث عن لقمة العيش مما جعلها صيدا سهلا لقوى الارهاب لاستخدامهم في تنفيذ جرائمه في طول وعرض البلاد. بحيث اصبحت قطاعات واسعة من شرائح المجتمع العراقي مع الاسف الشديد تترحم على النظام المقبور الذي ذوقهم السم الزعاف علنا ياللمفارقة الغريبة انه حقا الامر المضحك المبكي...!! كما نلاحظ ايضا اشتداد التنافر بين الجماهير الشعبية من مختلف الشرائح الاجتماعية والاحزاب السياسية، حيث وصل رد الفعل الرافض للجماهير لهذه الاحزاب الى حد المطالبة بابعادها عن ادارة الدولة وحكم البلاد لكونها احزاب شمولية لاتختلف عن سابقاتها باساليب عملها المخالفة للقانون والدستور واستغلالها لثروات البلاد واثرائها على حساب سرقة المال العام في الوقت الذي عجزت ان تقدم شيئا لجماهير الشعب المتضررة من سياسات النظام المقبور وان تعطي صورة جديدة مغايرة لتلك الصورة التي طبعها النظام في اذهانهم، اي بعبارة اخرى نستطيع القول انه هناك تناقض بين تطلعات وهموم الجماهير العراقية التي تعيش تحت خط الفقر وممارسات الاحزاب السياسية القابضة على السلطة التي هي عاجزه ان تقدم ما يلبي تلك التطلعات المستقبلية للطبقات الفقيرة والكادحة من المجتمع العراقي الذي ولدته المرحلة الصدامية بعملية قيصرية ان صح التعبير، وهكذا تتوسع هوة التناقض والخلاف بين الطرفين المذكورين يوما بعد يوم، بحيث بدأت بوادر المطالبات القوية والملحة من داخل صفوف هذه الاحزاب لاجراء الاصلاح والتغيير في هيكلية وبنى واساليب عمل ونهج هذه الاحزاب واخذت تتوسع وتشتد واصبحت تهدد بقاءها على ماهي عليه الان ان لم تطلها يد الاصلاح والتغيير الجذري لتصبح قادرة ومؤهلة للعمل بين الجماهير وتستجيب لمطاليبها المشروعة. لذلك شاهدت الساحة السياسية العراقية ومنذ سقوط النظام السابق، حركات الانشقاق والتمزق والتفكك طالت معظم الاحزاب السياسية المتسيدة في هياكلها وبناها التحتية والفوقية وظهرت احزاب وتيارات سياسية جديدة لها خطاب سياسي مستقل مختلف عن ذلك الخطاب التقليدي الذي نشأت وتربت عليه، وأتخذ خطاب هذه الاحزاب والتيارات الجديدة طابعا وطنيا وديمقراطيا وحتى علمانيا الى حد مابعد ان كان طابع الخطاب السياسي لها قوميا عنصريا او طابعا دينيا مذهبيا طائفيا متعصبا. وارتفعت الدعوات والاصوات في الشارع العراقي الى مطالبة بفصل الدين عن السياسة حماية لنقاء وسمعة الدين من اي تشويه واساءة من جهة، وان تكون الدولة مجرد مؤسسة خدمات توفر الحماية للوطن والشعب من اي عدوان خارجي وتقدم الخدمات المختلفة للمجتمع من جهة اخرى. وكذلك ارتفعت الاصوات المنادية بضرورة تشكيل الهوية الوطنية العراقية وترسيخها بدلا من تكريس الهويات الخصوصية الاخرى. وكذلك دعت هذه الاصوات ان تكون الدولة العراقية الجديدة دولة المواطنة ودولة القانون والمؤسسات الدستورية وليست دولة الاشخاص والجماعات والاحزاب او دولة الخصوصيات القومية والدينية والمذهبية الطائفية. وكذلك ارتفعت الاصوات والدعوات من داخل وخارج هذه الاحزاب الى مساواة المرأة بالرجل في الحياة. وكذلك ارتفعت الاصوات والدعوات الى تأسيس حياة وثقافة الشراكة الوطنية في الوطن الواحد يتساوى الجميع من ابناء مكونات الشعب العراقي في الحقوق والواجبات ويكون الحاكم الفصل في ذلك القانون والدستور على اساس المواطنة وليس على اي اساس آخر.
وهناك الشيء الكثير في الحياة العراقية من مثل هذه المؤشرات التي تدل على ضرورة اجراء الاصلاح والتغيير في برامج وافكار وايديولوجيات واهداف واساليب العمل والبنى التركيبية لاحزاب المؤسسة السياسية العراقية بهذا الاتجاه وتحريرها من تراكمات الماضي الذي تغير وتحول الى حاضر الذي هو عليه الان، لذا فان هذه الاحزاب عليها ان تتغير لتعيش في هذا الحاضر الجديد وتتحرر من قمقم الماضي المتخلف، والا فأن مصيرها بشكلها وتكوينها الحالي سيكون التفكك والزوال وسوف تتحول الى مجرد مقاهي اللهو يتجمع فيها المسنون من ابناء تلك الاحزاب يستذكرون فيها ذكريات الماضي التي ذهبت ولن تعود. ان المثقفين من الكوادر الحزبية لهذه الاحزاب ذوي النزعات الحرة بامكانهم اذا نظروا بعين حيادية فاحصة الى مايجري داخل احزابهم من تفكك وتناقض وصراع الافكار والرؤى سيجدون ان المستقبل الذي ستؤول اليه احزابهم لايبشر بالخير وانما ينذر بما لا تحمد عقباه ومن هنا سيجدون انفسهم امام مسؤولية تاريخية تجاه شعبهم وملزمون للقيام بعمل ما لانقاذ ما يمكن انقاذه وحفظا لماء الوجه وأن الاصلاح والتغيير قادمان لامحال وليس امامهم من خيار او بديل افضل. ان نظره فاحصة على واقع الشعارات والعناوين المطروحة والمرفوعة على الساحة السياسية العراقية عشية الانتخابات البرلمانية من خلال الحملة الاعلامية للانتخابات ومقارنتها بما كانت عليه في الانتخابات البرلمانية السابقة سنجد بوضوح ان هناك فروقات كمية ونوعية في البرامج والافكار والطروحات السياسية والخطاب السياسي للقوى والكتل السياسية قد حصلت، والفرز في الاتجاهات العامة لسياسات هذه القوى هو الاخر واضح، ومؤشرات افاق التطورات في المستقبل هي الاخرى واضحة وجلية، كل ذلك حصل بفعل استيعاب المثقفين من قيادات والكوادر المتقدمة للكتل والاحزاب السياسية للعناصر الفاعلة والمؤثرة في معادلة التناقض بين تطلعات الجماهير وطموحاتها في مستقبل افضل من جهة وبين افكار واساليب احزابها التي اصبحت باليه ومتخلفة وعاجزة عن مواكبة مستجدات الحياة الجديدة وضرورة التفاعل معها بشكل ايجابي وعقلاني من اجل تلبية متطلبات الحياة التي زادت سوءاً بعد سقوط النظام الديكتاتوري من جهة ثانية.
كل هذه المؤشرات والاسباب والتطورات التاريخية في حياة العراق السياسية تضع الاحزاب السياسية اذا ارادت لنفسها البقاء والاستمرار ان تجري اصلاحات وتغيرات جذرية في افكارها ومنطلقاتها الفكرية والنظرية وايديولوجياتها وهياكلها التنظيمية بالشكل الذي يقربها اكثر من عمق الجماهير وتطلعاتها، وان تجعل من قياداتها ان تكون فعلا قيادات جماعية وجماهيرية اكثر من ان تكون قيادات فردية استبدادية دكتاتورية تؤمن بنظرية تأليه وتقديس الفرد وان تخضع وتضع كل مقدرات وامكانيات الحزب ومصادرة ارادته وقراره السياسي في اتجاه تحقيق وتكريس هذا النهج في حياة الحزب، اي اختزال كيان الحزب في شخص الفرد القيادي مهما كان موقع الفرد في القيادة.
كما هو عليه الحال في الاحزاب الشمولية الحالية وهي على هذا الحال تكون موضع احترام وترحيب الجماهير الشعبية وتثق بها وتختارها عن قناعة وايمان راسخين قادة ورواد لقيادة نضالهم السياسي من اجل انجاز وبناء مجتمع العدل والمساواة وتكافؤ الفرص والرخاء الاجتماعي والرفاه الاقتصادي. عندها فقط تتحول الاحزاب الى ادوات فعالة للاصلاح والتغيير الاجتماعي لبناء دولة المواطنة الديمقراطية الحديثة وبالتالي بناء المجتمع الديمقراطي المنشود في العراق.         

2314
من يقف وراء استهداف المسيحيين في الموصل...؟

بقلم: خوشابا سولاقا

من المؤكد ان الذي يحصل في مدينة الموصل من إستهداف للمسيحيين على الهوية ليس عملاً عشوائياً غير مخطط له مسبقاً وأنه مجرد قتل تمارسه جهات متطرفة ومتشددة تهوى القتل من أجل القتل وإنما هو عمل منظم وموجه وممول من قبل اطراف سياسية لها أجندات سياسية من ورائه، وإن ذلك لايخرج عن دائرة الصراع على النفوذ بين الاطراف السياسية المختلفة التي تتنازع على الارض في محافظة نينوى. وإلا لماذا يعود مثل هذا الأستهداف ليشكل واجهة الأحداث في الموصل كلما تستجد أحداث سياسية لها علاقة بمصير السلطة السياسية في المحافظة. حيث حصل ذلك قبل إنتخابات مجالس المحافظات ويحصل اليوم عشية إنتخابات مجلس النواب العراقي، وما يثير الشكوك والريبة اكثر حول كون الموضوع عملاً منظماً وممنهجاً يستهدف تحقيق هدف سياسي محدد وليس عملاً إرهابيا خالصاً تمارسه أطراف متطرفة إرهابية بالرغم من كون العمل بطبيعة الحال ذا طابع إرهابي، هو لماذا لم تعلن الجهات الرسمية من الحكومة المحلية المركبة والحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان عن نتائج عمليات التحقيق التي من المفروض ان تكون قد جرت بشأن ما حصل سابقاً من استهداف للمسيحيين في الموصل حتى دون أن تشير اليها من قريب أو بعيد، ليس من المنطق أن لا تتمكن السلطات التحقيقية وهي تمتلك قدرات وخبرات لا بأس بها في مجال التحقيق والتحري وما يتوفر لديها من مؤشرات وأدلة عينية عديدة ولقضية حساسة ومهمة وواسعة تعني قتل العديد وهجرة عشرات الآلاف عن مناطق سكناهم في مدينة الموصل إلى مناطق أخرى أكثر أمناً وما أثارته وسائل الإعلام المختلفة من تساؤلات وتحليلات واستنتاجات حول الأسباب والدوافع المتعلقة بهذا الموضوع أن تجعل السلطات المعنية بالأمر غير مهتمة به وأن تقدم على الأقل ما يبرء ساحتها من تبعات هذا الموضوع وأن تستبعد نفسها عن دائرة الشك والاتهام إلاّ أن هذا لم يحصل إطلاقاً لحد الآن بالرغم من تكرار هذه التجاوزات والاعتداءات على أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري. عند تحليل الامور وفق منطق العقل نتوصل الى إن عجز السلطات الرسمية الحكومية من إعلان نتائج التحقيقات التي جرت سابقاًَ بحوادث استهداف المسيحيين في الموصل لا يعني أبداً إنها لم تتمكن من التوصل إلى معرفة الفاعل الحقيقي أو إكتشاف الخيوط التي تقودها إليه على أقل تقدير وإنما يعني ذلك العكس تماماً، أي بعبارة أخرى إن السلطات تتحفظ عن إعلان نتائج التحقيق لدوافع سياسية قد تكون محرجة للجميع وتؤثر سلبا على التوازنات والتوافقات السياسية التي تتحكم بمفاتيح القرار السياسي في العراق الحالي بشكل عام والمحافظة بشكل خاص.
في ضوء هذه الوقائع والتهديد الذي يواجه وجود ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في محافظة نينوى والاستنزاف السكاني من خلال الهجرة الجماعية له الى مناطق امنة داخل وخارج العراق، وعجز الحكومة عن ان تتخذ اجرائات فعالة لوضع حد لهذه الجرائم والممارسات الارهابية بحق شعبنا وايقاف نزيف الهجرة وتغافلها عن اعلان نتائج التحقيق عن كل ما جرى من جرائم بحق شعبنا سابقا ضعفا منها لاسبابها او لأي سبب اخر.
ليس امامنا من خيارالا ان نحمل الحكومة العراقية الاتحادية وحدها المسؤلية كاملة جراء ماحصل ويحصل لابناء شعبنا في الموصل وذلك لكونها حكومة كل العراقيين وهي المسؤول الوحيد لحماية امنهم اينما وجدوا داخل او خارج العراق من اي اعتداء عليهم وتجاوز على حقوقهم، هذا من جهة، ومن جهة ثانية وبالرغم من اعتزازنا وافتخارنا بالثوابت الوطنية وتمسكنا بها عن عقيدة وطنية راسخة واحترامنا وتقديرنا لكل الروابط والاواصر والوشائج الوطنية التي تجمعنا وتربطنا باخواننا الاخرين في الوطن، وبالنظر لعجز الحكومة عن اجراء التحقيق العادل لكشف الجناة الحقيقين الذي يخططون ويمولون وينفذون هذه الجرائم بحق ابناء شعبنا، أطالب مؤسساتنا السياسية والكنسية بمفاتحة الامم المتحدة والجهات الدولية الاخرى ذات العلاقة والاختصاص بحقوق الانسان وحقوق الاقليات الدينية والقومية بالتدخل لفتح واجراء تحقيق دولي بشأن الموضوع على غرار ما حصل بالنسبة لحادث اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري لانه ليس امامنا من خيار اخر بديل افضل في ظل عجز وصمت الحكومة العراقية الاتحادية امام ما جرى ويجري عمليا على الارض بحق ابناء شعبنا من اعتداءات وتجاوزات والاكتفاء بتطييب الخواطر وتهدئة النفوس الجريحة والمشاعر المحتقنة من خلال التصريح في وسائل الاعلام من قبل هذا المسؤول الحكومي او ذاك، ان ذلك مع الاسف الشديد لا يعني لنا الا الضحك على الذقون..
ونقول لهؤلاء اعذرونا يااخوتنا في الوطن "لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل" وليس بوسعنا الصبر والانتظار اكثر لان صبرنا ليس صبر ايوب.

2315
المسيرة الديمقراطية في العراق... إلى أين...؟

بقلم: خوشابا سولاقا

إن المؤشرات الظاهرة للعيان على الساحة السياسية العراقية عشية الأنتخابات البرلمانية المقبلة والأدلة الكثيرة على الممارسات السياسية التي تمارس في ذات الوقت من قبل هذا الطرف أو ذاك من القوى السياسية المهيمنة والمسيطرة على صنع إرادة القرار السياسي في مؤسسات الدولة الرسمية التشريعية منها والتنفيذية والقضائية المخالفة للأعراف السياسية من جهة، وردود أفعال القوى السياسية المهمشة في صنع القرار السياسي العراقي على تلك الممارسات والتي تتقاطع وتتعارض مع بعض مواد الدستور بصورة صريحة وواضحة بهذا القدر أو ذاك، والتي لاتمت الى الديمقراطية كفكر وكمنهج سياسي لادارة شؤون الدولة الحديثة، دولة القانون والمؤسسات الدستورية بصلة من جهة أخرى، تدل بشكل قاطع لايقبل الشك والريبة ولايقبل الاجتهاد والتأويل بأي شكل من الأشكال ولأي سبب من الأسباب، على أن الديمقراطية السياسية والفكرية والثقافية في عراق المستقبل الذي نراه في الأفق، تسير نحو التراجع الى الخلف وتتداعي نحو مصير مجهول وتنذر المستقبل القادم الذي تلوح آفاقه بعودة الديكتاتورية الى الساحة السياسية العراقية من جديد وبوجه جديد من نوع لايختلف عن الديكتاتوريات السابقة بالمضمون والجوهر وإنما تتطابق معها بأكثر مما تختلف عنها، وإذا تركت الأمور على ماهي عليه الآن دون التصدي لها ومواجهتها بالعقل والحكمة والحنكة السياسية وبحزم وبتر جذور أسباب عودة الدكتاتورية، قد تكون هذه الديكتاتورية القادمة تتفوق على مثيلاتها السابقة في بعض الجوانب الحياتية بحكم توسع وتنوع مكونات الواقع السياسي عما كانت عليه في السابق، ولكنها تختلف بالشكل والوسائل بحكم ما استجدت من أمور في الحياة السياسية العراقية بعد سقوط النظام السابق وهذا أمر طبيعي لا يختلف عليه إثنان من المحللين السياسين. أنه من الطبيعي أيضاً أن الديمقراطية كفكر وكممارسة حياتية تؤسس وترعى وتنمو وتتطور بمرور الوقت وتزيد خبرتها التراكمية في خضم الممارسات السياسية والفكرية على الأرض، وفي خضم الصراعات والتنافسات السياسية وتعارض وإختلاف الآراء والأفكار والوسائل المعتمدة في قيادة وإدارة وتوجيه عملية التغيير الاجتماعي في المجتمع وبناء هياكل مؤسسات الدولة المدنية الحديثة من أجل تحقيق هدف اكبر واسمى من تلك الأهداف الذاتية والخصوصية الضيقة لهذا الطرف أو ذاك من أطراف الصراع والتنافس السياسي على السلطة في العملية السياسية الجارية في المجتمع الا وهو المصلحة الوطنية العليا والتصدي للتحديات   الخارجية التي أصبحت تهدد وحدة العراق الجغرافية ومصادر ثروته، كل هذه الاسباب من المفروض بها أن تُقرب وتُجمع الاطراف المتعارضة وأن توحد جهودها وإرادتها حتى وإن أختلفت في وسائلها في ممارسة العمل السياسي اكثر مما تفرقها وتبعدها عن بعضها البعض وتجعلها تعيش في حالة من الانسجام والتفاهم المشترك بدلاً من أن تعيش في حالة من الفرقة والفوضى العارمة غير المسيطر عليها والتي تنخر في جسد الدولة وتضعف نظامها السياسي. عندها تكون تجربة بناء الديمقراطية والنظام الديمقراطي والحياة البرلمانية الديمقراطية بشكلها الحقيقي التي فيها يتم تناوب السلطة بالطرق السلمية من خلال صناديق الاقتراع بعيدة عن أسلوب تدبير المكائد والمؤامرات وتصفيات الخصوم السياسيين جسدياً أو إسقاطهم سياسياً بطرق مرفوضة أخلاقياً وقانونياً كأستغلال الخصوصيات للأساءة على السمعة قد وضعت على مسارها الصحيح، وعندها تكون مقومات البقاء والتطور والاستمرار بالسير الى الامام دون تراجع مهيئة ومتكاملة لمد جذور الديمقراطية عميقاً في تربة المجتمع وتؤدي بالتالي الى بناء الأنسان الجديد ديمقراطياً القادر على فهم أفكار وأسس ومضامين ومفاهيم الفكر الديمقراطي وقواعد الحياة الديمقراطية واستيعابها عن وعي. عندها فقط ندرك وعن قناعة فكرية بأن الديمقراطية أصبحت جذورها عميقة وراسخة وقوية في اعماق المجتمع واصبحت ضرورة حياتية وإجتماعية لبناء الدولة المدنية الحديثة، عندئذ تكون أرضية المجتمع مهيئة وملائمة لنمو وتطور المؤسسات الديمقراطية الحقيقية في كل المجالات من حياة المجتمع والدولة على حد سواء كالبرلمان والحكومة والقضاء والمؤسسات التربوية والتعليمية ومؤسسات المجتمع المدني على إختلاف وتعدد أنواعها وتشكيلاتها وأنماط نشاطاتها المتعددة والمختلفة الجوانب والاهتمامات والمؤسسات الاعلامية ووسائلها المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة، لأن الديمقراطية كتجربة لبناء مجتمع ديمقراطي وبالتالي لبناء دولة ديمقراطية مدنية عصرية لايمكن لها أن تأتي الى الوجود على أيدي أناس أميين وجهلة إن صح التعبير ديمقراطياً حيث يجهلون أبسط مفاهيم ومضامين الفكر الديمقراطي الحقيقي وغير مطلعين على تجارب الآخرين من الشعوب والأمم في بناء النظام الديمقراطي والدولة الديمقراطية والثقافة الاجتماعية الديمقراطية والأنسان الديمقراطي الذي يعتبر حجر الزاوية في البناء الديمقراطي.
في ضوء هذه الرؤى والتصورات لمفهوم الديمقراطية بكل اشكالها في الحياة وآليات عملها وأساليب ممارساتها، وفي ضوء القراءة الموضوعية للخارطة السياسية للواقع العراقي الحالي وتوزيع القوى السياسية الفاعلة عليه وتأثيرها على تحديد إتجاه مسيرة الديمقراطية مستقبلاً، وما يجري عليه الآن من ممارسات من أجل السيطرة والاستئثار بالسلطة السياسية والانفراد بها والبعيدة كل البعد عن ما يخدم المصلحة الوطنية ووحدة الوطن والتي يمارسها هذا الطرف السياسي أو ذاك غير المنضبطة فكرياً وسياسياً وغير المنسجمة مع متطلبات الواقع العراقي لبناء تجربته الديمقراطية، تدل على أن المسيرة الديمقراطية في العراق في حالة من التراجع من يوم لآخر وفي حالة التداعي بشكل حاد لايطمئن ولايبشر بخير إن لم تلحقها جهود الخيرين والمخلصين من أبناء الشعب العراقي ممن لهم المصلحة الكبرى في نجاح واستمرار العملية الديمقراطية في العراق، ومن الجهات الأخرى التي ترعى هذه التجربة الفتية في ظل الظروف الحالية الصعبة التي يمر بها العراق، والتي يحاول فيها القوى الظلامية المعادية للديمقراطية من كل الاطراف داخل وخارج العراق إفشال هذه التجربة ووئدها وهي في المهد قبل ان تترسخ ويكون لها إنعكاسات سلبية على مصالح هذه القوى على مستوى العراق ودول الجوار الاقليمي تحت ذرائع شتى بحجة الدفاع عن المقدسات والعادات والتقاليد والقيم والاخلاق وغيرها من هذه الكلائش والعناوين الجاهزة للتصدي لكل جديد يظهر في الحياة في كل العصور كما يحدثنا التاريخ عن هذه التجارب بإسهاب، وباستخدام مختلف الوسائل وبالاستناد الى استغلال مختلف اشكال الموروثات الاجتماعية والدينية والمذهبية لأثارة وتحفيز وإستنفار البسطاء من الناس من ذوي الثقافة المحدودة على التمحور حول مايدعي به اعداء الديمقراطية من أن الديمقراطية والنظام الديمقراطي يدعوان الى مساواة المظلوم بالظالم والضحية بالجلاد، وإنهما لا يعنيان اطلاق لحرية الرأي والرأي الآخر للافراد للحوار الحر بكل ما له علاقة بحياة الشعب ومصالح الوطن وأمنه وسيادته وفصل السلطات وعدم التدخل في شؤون بعضها البعض واقامة دولة القانون والمؤسسات الدستورية يكون فيها القرار الفصل للقانون وحده دون سواه، وان يكون معيار منح الحقوق وتوزيع الواجبات لافراد المجتمع قائماً على اساس المواطنة والهوية الوطنية والمقدرة والمؤهلات والكفاءة المهنية والنزاهة والاخلاص للوطن وليس على اساس الخصوصيات والمحسوبية والمنسوبية. خلاصة القول لايمكن للديمقراطية ان تؤسس وتتجذر وتنمو وتتطور بشكل طبيعي وتصبح تجربة متكاملة وواقعاً معاشاً على ارضية المحاصصة القومية والطائفية المذهبية لأن القومية العنصرية والطائفية المذهبية المتعصبة نقيضان بكل معنى الكلمة للديمقراطية والفكر الديمقراطي، ولكن تكون الديمقراطية اداة فعالة للتغيير والاصلاح ومنهجا للحياة ودواء شافياً للتصدي لكل مشاكل وعقد وأمراض المجتمع وبالذات المجتمع المتنوع الثقافات والمتعدد المكونات القومية والدينية والمذهبية والسياسية اذا اسست على ارضية المواطنة والهوية الوطنية الجامعة، وبغير ذلك تتحول الديمقراطية الى دواء مر وسم زؤام في جسد الامة والوطن. عليه نقول اذا وقع اختيارنا وحصل اجماعنا على تبني الديمقراطية فكراً ومنهجاً لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة المؤسسة على القانون والدستور واحترام الحريات المدنية وحماية حقوق الانسان وصيانة خصوصيات المكونات المختلفة علينا ان نؤسسها على اساس المواطنة والهوية الوطنية العراقية وحدها، وأما اذا اردناها ان تكون نظاماً للفوضى والشغب والقتل على الهوية ومعولاً لتهديم كيان الأمة والوطن علينا أن نؤسسها على اساس الهويات والولائات الخصوصية حيث نجد عندها في الديمقراطية خير وسيلة لتحقيق ذلك.
فالديمقراطية كما فيها من حسنات كثيرة لا تعد ولا تحصى تجعل الحياة الانسانية أفضل وأبهى وأرقى فيها من المساوئ الكثير لو لم يحسن فهمها وتطبيقها في الحياة بالشكل الإيجابي وضمن أطر وضوابط تنظم آليات عملها بدقة وبوعي انساني عالي المستوى والشعور بالمسؤولية تجاه الاخر وقبوله كشريك، وبالتالي تبقى الديمقراطية تاج على رؤوس الشعوب الحرة ولكن لا يراها كذلك إلا ضحايا الاستبداد والدكتاتورية من الشعوب، والشعوب التي تعيش في ظل الديمقراطية وتتمتع بحسناتها وثمارها الطيبة   تستميت في الدفاع عنها ولا يرون منها إلا نقائها وبهائها وإيجابياتها كنظام وفكر ولكنهم غير مستعدين للتفريط بها مهما كلفهم الأمر من تضحيات، وهكذا فالديمقراطية كما وصفها ونستون تشرشل أحد رؤساء وزراء بريطانيا السابقين هي "أقل الأنظمة سوءاً"، واقول ولكنها تبقى الاكثر عدلا وانصافا وانسانية من غيرها من الانظمة التي انجبتها البشرية لحد الان ولكن كل ما فيها من الحسنات والسيئات معقود على فعل وإرادة الانسان نفسه، وما علينا نحن العراقيين إلا أن ندرك هذه الحقائق بوعي والشعور بالمسؤولية لنتمكن من تدارك النتائج الوخيمة التي تترتب جراء سوء فهمنا وتطبيقنا لمفهوم الديمقراطية والتي لا نتمناها لشعبنا ووطننا ونصحح مسيرة تجربتنا الديمقراطية قبل فوات الأوان وسقوط الفأس على الرأس كما يقول المثل العراقي، وعندها لا يفيدنا الندم والبكاء على الأطلال المنهارة يا قادة نخبنا السياسية المحترمين.

2316
التعصب والعنصرية معاول تدمير الحضارة وتهديم الامم

بقلم: خوشابا سولاقا


تنص المادة "7" من الدستور العراقي على
"يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية والارهاب والتكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يروج او يبرر له وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه وتحت اي مسمى كان، ولايجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق"..
بغرض توضيح اهمية هذه المادة من الدستور العراقي في الحياة العراقية وجعلها مفتاح الحل لكل ما يعانيه من التمزق والتشظي والاقتتال وما يقدمه من التضحيات البشرية يوميا، لابد لنا ان نسوق نماذج من التجارب الانسانية التي توضح بجلاء للمواطن العراقي كيف يتحول التعصب بكل اشكاله والعنصرية بكل الوانها المقيتة الى معاول لتهديم كيانات الامم وتدميرها وليس كما يسوق لها الاقزام من المتعصبين والعنصريين الشواذ، عندها يتمكن المواطن العراقي المخلص الصادق ان يختار من الافكار ما تكون اداة صالحة لبناء صرح الوطن وان ينبذ ما يمكن ان يكون منها معول لتهديم الوطن وتدميره.

ان للتعصب والعنصرية انواعا والوانا، منها تعصب وتعنصر للقومية او للدين او للمذهب او للطائفة او للقبيلة او للعشيرة او للطبقة الاجتماعية او للجنس او للون او الى ماهو اوسع واشمل من كل ذلك كالتعصب والتعنصر المركب القاري كما كان يرى الاوربيون البيض بانهم من ارقي شعوب الارض في عصر الاستعمار الكولونيالي عصر التوسع واحتلال البلدان والسيطرة على ثرواتها والتحكم بمقدراتها ومصادرة ارادتها وقرارها السياسي واقامة امبراطوريات مترامية الاطراف لاتغيب عنها الشمس كالامبراطورية البريطانية وغيرها من الامبراطوريات الاوربية والتي كانت تدعوا إلى نشر رسالة الرجل الابيض لانقاذ الشعوب الاخرى في ارجاء المعمورة من براثن التخلف الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، حيث سعت تلك الامبراطوريات الى تصدير ثقافتها وانماط حياتها وتقاليدها الاجتماعية تحت واجهات مختلفة الى الشعوب التي استعمرتها بالقوة العسكرية. وجرت من خلال هذه العملية محاولات وحروب ابادة شنت في هذا الجزء من العالم او ذاك في مختلف قارات العالم مثل محاولة الاوربيين البيض بعد اكتشاف العالم الجديد لابادة الهنود الحمر سكان القارة الاميريكية الاصليين بسبب التعصب والتعنصر القومي والديني واللوني، وكما حصل ايضا في القارة الافريقية حيث سعت الشعوب الاوربية البيض الى استعباد الافارقة السود واستخدامهم في اعمال السخرة وغيرها من الاعمال الحقيرة في المزارع والمصانع بغرض تحقيرهم والحط من قيمتهم الخلقية واعتبارهم شعوب منحطة تصنف من الدرجات ما قبل القرود، واقاموا في بعض اجزاء افريقيا نظام الفصل العنصري في كل من جنوب افريقيا وروديسيا زمبابوي حاليا حيث مورس فيها ابشع اشكال التعصب واقذر الوان العنصرية ضد السود، وكذلك نشأت في افريقيا بعد استعمارها من قبل الاوربيين البيض تجارة الرقيق القذرة المخلة بالقيمة الانسانية للانسان حيث كان يساق الالاف من الافارقة السود الى اوربا والعالم الجديد في امريكا لاستعبادهم واستخدامهم كعبيد في الحقول والمزارع والمصانع التي يمتلكونها البيض والعيش تحت شروط سيئة للغاية لاتليق بالانسان. وليست بخافية على احد المظالم البشعة التي عانى منها ومايزال الى حد ما السود في اوربا واميركا على ايدي البيض وما ارتكب من مذابح بحقهم ليس لسبب او لجريمة ارتكبوها وانما لمجرد سواد لون بشرتهم.. وكذلك ليست خافية على احد ممن اطلعوا على التاريخ الانساني كيف كان التقسيم الاجتماعي وتصنيف البشر الى طبقات اجتماعية يجري على اساس عنصري وفق معايير معينة مثل طبقات النبلاء الاشراف والامراء وقادة الجيوش وطبقات الاقنان والعبيد وكيف كانت تشرع قوانين تكرس هذا التصنيف غير الاخلاقي وتكرس التمايز العنصري بكل اشكاله بين الناس في المجتمع، وكذلك ليست بخافية على احد كيف كانت مكانة المرأة في المجتمعات قديما وكيف كانت تحتقر، حيث لاتعد المرأة الاّ كائنا بشريا من درجة ادنى من الرجل ولا تصلح الا ان تكون مجرد وسيلة لمتعته وخدمته بتقديم له كل ما يحتاجه من الخدمات في البيت وان تكون له بمثابة معمل لانتاج الاطفال، هكذا كان وضع المرأة في المجتمع في مختلف مراحل التاريخ، كائن بشري مسلوب الارادة والحرية وتابعة للرجل في كل شيء وبالتالي هي جزء من ممتلكاته الشخصية له حق التصرف بها كيفما يشاء ويحلو له وعدَّها كائنا اجتماعيا من الدرجة الثانية في المجتمع وفي بعض المجتمعات تأتي المرأة حتى في درجات أدنى بالتصنيف لممتلكات الرجل من حيث الاهمية. هذه الامور كانت واضحة وجلية في التاريخ، وكان التمييز والعنف الذي يمارس ضد المرأة عبر مراحل التاريخ وفي مختلف بقاع الأرض ومايزال قائماً الى اليوم ولو بنسب متفاوتة بين هذا البلد وذاك.   
ان هذا التعصب والتعنصر لصالح تفوق الرجل ضد المرأة لهو أبشع أشكال العنصرية التي عملت على تعطيل وهدم نصف طاقات المجتمع ومنعته من العطاء والمساهمة في تقدمه. وبهذا يكون معول التعصب والتعنصر لصالح تفوق الرجل وتميزه ضد المرأة قد هدم ودمر نصف الامم وترك النصف الآخر منه لغيره من اشكال التعصب والوان العنصرية الهدامة.
أما الحروب الدموية الكارثية التي نشبت بين الامم والشعوب والقبائل عبر مختلف العصور وفي مختلف بقاع الارض في العصور القديمة والحديثة من التاريخ على خلفيات التعصب بكل أشكاله والعنصرية بكل الوانها فأن ضحاياها كانت بعشرات الملايين من البشر وخسائرها المادية لاتقدر، لو كانت كل تلك الطاقات والامكانيات قد استغلت واستثمرت لصالح تقدم البشرية على نحو ايجابي لكان وضع البشرية وحالتها في كل مجالات الحياة اليوم على ما يفترض ان يكون عليه بعد مئات من السنين من الان، ولكن ما العمل ان سنن وقواعد وقوانين التعصب والعنصرية لاتعمل ولاتقود الأنسان الا الى التخلف والخراب والدمار والآلام والمعانات والبؤس والشقاء... متى سيأتي اليوم الذي ندرك مضار وعواقب التعصب والعنصرية على تقدمنا وتطورنا وسعادتنا وأمننا عسى أن يكون ذلك قريباً.!!
كانت نتائج تلك الحروب كلها كارثية ومدمرة لحياة الامم وتقدمها، ويكفينا أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الحرب العالمية الثانية والتي كانت حصيلة الفكر النازي في ألمانيا والفاشي في إيطاليا العنصريين القائمين على أساس الإيمان بتفوق الجنس الآري على غيره من الأجناس ومعاداة السامية حيث كان النازيون الألمان والفاشيون الطليان يعتبرون غيرهم من الأجناس بأنهم أجناس وضيعة ومنحطة يستوجب إبادتها لفسح المجال أمام الجنس الآري المتفوق بالسيادة على العالم وكانت النازية قد استخلصت واستنبطت افكارها العنصرية من فلسفة الفيلسوف الألماني "نيتشه" الذي كان يبشر بتفوق الجنس الآري على غيره من الأجناس والتي كانت ضحاياها قد تجاوزت الخمسين مليون انسان، وما الحرب الامريكية اليابانية وقنبلتي هيروشيما ونكازاكي الذرية وتداعياتها الكارثية الى اليوم مثالا اخر، وما تمتلكه الدول النووية من ترسانة ضخمة من السلاح النووي بكل اشكاله والوانه ووسائل ايصاله الى أي مكان من كوكبنا والذي يكفي لتدمير الكوكب مئات المرات وما يسود الآن على الجانب الاخر من الحياة من افكار التعصب والعنصرية والحقد والكراهية في نفوس الكثيرين من الشواذ المتعصبين والعنصريين في العالم الذين يقودون الارهاب بكل أشكاله من حقنا ضمن هذا الواقع ان نتساءل ماذا سيكون مصير العالم والبشرية لو قدر لهؤلاء وأمثالهم السيطرة والتحكم بمثل هذه القدرة النووية المدمرة...؟
وما الصراع العربي الاسرائيلي اليوم الا شكل آخر من اشكال العنصرية الذي تمارسه اسرائيل ضد العرب الفلسطينيين منطلقين في ذلك من أفكار الصهيونية المبنية على أساس التميز وتفوق العنصر اليهودي مستندين على مقولة ان "الشعب اليهودي هو شعب الله المختار" الواردة في التوراة، وما يحمله للمستقبل من مخاطر جمة لو استعملت فيه ما متيسر من اسلحة الدمار الشامل الموجودة لدى طرفي الصراع وما يحتمل أن ينسحب على المنطقة العربية والاسلامية والعالم كله من مضاعفات لو استمر اطلاق العنان للتعصب والعنصرية السائدة الآن لدى الطرفين... علينا أن نفكر ونقرر ونختار ما هو الداء وما هو الدواء...؟ وكذلك لانغفل النظر الى ما يشاهده العالم بشكل عام والعالم الاسلامي والعربي على وجه التحديد من تصاعد المد الاسلامي السياسي وانبعاث الفكر الاسلامي التكفيري المتشدد بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران واحتلال الاتحاد السوفييتي السابق لافغانستان وتوسع النشاط الارهابي في العالم على اثر ذلك إلاّ مظهراً من مظاهر التعصب والعنصرية الذي قاد العالم إلى حرب عالمية غير معلنة رسمياً وإنما أعلنت باسم الحرب العالمية ضد الارهاب، وظهرت في المقابل أيضاً في الجانب الآخر من العالم بوادر قيام الفكر المسيحي المتشدد باسم المحافظين الجدد الذي يدعو إلى التصدي بكل الوسائل للفكر الاسلامي التكفيري الذي أصبح من وجهة نظر هؤلاء خطراً يهدد أمنهم وحضارتهم ونمط حياتهم. هكذا أصبحت أو قد تصبح الساحة العالمية في المدى القريب مهيئة ومعبئة فكرياً لحرب كونية مدمرة قد تستخدم فيها كل اشكال اسلحة الدمار والابادة التي ابتكرها عقل الانسان والقادرة على تدمير كوكبنا وافناء البشرية من الوجود هكذا هي الصورة وهكذا قد تكون في غاية السواد لو سيطرت على عقولنا مفاهيم التعصب والعنصرية ويصبح وجودنا الانساني معرضا للفناء.
وما حصل في العراق ويحصل منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة الى يومنا هذا بما في ذلك الحرب في كوردستان والحرب العراقية الايرانية وغزو العراق للكويت  وحروب الخليج الاولى والثانية وسقوط النظام الدكتاتوري وما تلاه وتلك الضحايا البشرية الكبيرة التي قدمها شعب العراق ليس الا النتيجة الحتمية الطبيعية للتعصب والعنصرية القومية والدينية والطائفية وغيرها من العصبيات القبلية والعشائرية، التي تتجلى سماتها في هذا الصراع المرير والاقتتال الدموي بين الأخوة أبناء العراق اليوم بوضوح، مما يجعلنا أن نجد في المادة "7" من الدستور العراقي مفتاح الحل لكل ما يعانيه العراق اليوم من المشاكل والمأساة والكوارث والخراب التي تهدد كيانه بالانهيار، في حالة تبني وتطبيق هذه المادة بحرفية ومهنية عالية في ممارسات مؤسسات الدولة الرسمية منها المؤسسات التعليمية والتربوية والاعلامية ومؤسسات المجتمع المدني ومناهج الاحزاب السياسية.
حيث يكون الجهد والعمل المؤسساتي والجماهيري منصبين بأتجاه محاربة كل شكل من اشكال التعصب وكل لون من الوان العنصرية وكل نوع من انواع الارهاب المسلح والارهاب الفكري ومحاربة التكفيروالتطهير العرقي والطائفي والدعوة لتأسيس ثقافة وطنية قائمة على أساس المحبة والتسامح الوطني من أجل بناء عراق ديمقراطي تعددي حر يتساوى فيه كل العراقيين مهما اختلفت خصوصياتهم القومية والدينية والطائفية والسياسية في الحقوق والواجبات أمام القانون وأن يكون الدستور هو الفيصل في كل ما يحصل من خلاف واختلاف بين مكوناته المتنوعة.       

2317
رفقا بحضارتنا يا وسائل اعلامنا..!!
بقلم خوشابا سولاقا
ان وسائل الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية هي بحد ذاتها وسائل لنشر ونقل الثقافة بين الناس بمختلف طبقاتهم وشرائحهم الاجتماعية، اي بعبارة اخرى ان وسائل الاعلام هي الواسطة التي تستعمل لتحقيق غاية نبيلة بعينها تعود بالنفع العام الى المجتمع البشري بكافة انتماءاته القومية والدينية والجنسية واللونية، عليه ارى ان من الضروري جدا ان يكون للاعلام طابع اخلاقي في وسائله ومضامينه يحترم القيم والاداب الانسانية وان يلتزم باصوال وقواعد الاخلاق في النقاش والحواروان تكون مفردات لغته مهذبة ورزينة ومنمقة بعيد كل البعد عن اسلوب الطعن والتجريح والشتيمة، وان تكون لغة الاعلام ذات معايير اخلاقية راقية تليق بكرامة وادمية الانسان، وان تكون بعيدة كل البعد عن التزويق وصفافة اللسان والقسوة وروح الانتقام.. عندما تكون لغة الاعلام رزينة ومهذبة وتحمل معايير اخلاقية تكون حتما صادقة في التعبير عن الحقيقة المراد ايصالها الى المتلقى بامانة وحرص اقرب الى الكمال منه الى السقوط في مهالك الخديعة والتزيف والتزويق المنمق الذي يحقق اهدافا انية غير ذات جدوى وفائدة يعود بالنفع للمجتمع.
ان ما نراه مع الاسف الشديد في البعض من وسائل الاعلام لابناء شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" وتحديدا بعض المواقع الالكترونية مستغلين امكانية المحافظة على سرية ما يكتب وعدم الفصح عن الاسماء الحقيقية لكتابها خوفا او خجلا يستعملون من اللغات ومفرداتها ما فيها من بذاءة المفردات وصفافة اللسان لالحاق اكبر الاذى والضرر بمن يضعونه نصب عيونهم من ابناء شعبنا في موقع العدو اللدود لا لسبب مبرر بل لمجرد انه قد اختلف معهم في الرأي والرؤى تجاه قضية معينة.. لا يا ايها الاخوة ليس هكذا وبهذه الوسائل يتبارى الفرسان، ان لاي مباراة ومبارزة قواعدها وضوابطها لايجوز لاحد تجاوزها عندما يقبل الدخول في اللعبة، لانه في التجاوز يسجل الخطأ على المتجاوز ويطلق الحكم صافرته الذي هو هنا جماهير شعبنا بفوز الطرف المتجاوز عليه حتى وان كان الطرف المتجاوز هو الاقوى والاحق والاجدر بالفوز.. ليس بالضرورة ان يأتي الفوز بطريقة الضربة القاضية دائما من قبل الاقوى، ولكن في اغلب الاحيان يأتي الفوز بطريقة الضربة الفنية من الطرف الاخر لانه يجيد قواعد اللعبة بمهارة عالية. فهكذا الفوز في الاعلام يأتي لمن يجيد استعمال مفردات اللغة الرزينة والمهذبة وليس لمن يتخذ من الشتيمة وبذاءة الكلمة سلاحا للفوز بالمباراة.
اقول لكتابنا الاعزاء الذين يكتبون عن كل ما يدور حولهم على الساحة السياسية القومية والوطنية من الاحداث انه من حقهم الطبيعي ان يعبروا عن ارائهم وافكارهم تجاه ما يحدث حولهم بحرية وان يقولوا ما يشاؤون من وجهات نظر يرونها صائبة بدافع حرصهم على مصالح الامة وحبهم لها هذا لاجدال فيه،ولكن بشرط ان يتم ذلك باستعمال لغة رزينة ومهذبة بعيدة عن الطعن والتجريح والشتيمة، لان قواعد الاخلاق وروح الانسان المعاصر لا تقبل بهكذا لغة متدنية وهابطة.. وبالتالي نسأل ما الغاية من الكتابة..؟ اليس هي اصلاح الخطأ وتقويمه..؟ ام هي زيادة وتوسيع رقعة الخطأ على حساب زيادة الكراهية والبغضاء..؟ فاذا كان الهدف هو الاصلاح فعلينا اختيار المفردات الرزينة والمهذبة التي تحقق لنا الغاية النبيلة وليس العكس،اي عدم اعتماد مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".
اقول لكل كتابنا مهما كانت رؤاهم وتوجهاتهم السياسية وانتماءاتهم المذهبية ومهما كانت اختلافاتهم الفكرية مع الاخرين من ابناء شعبهم، انه بالرغم من كوننا ننتمي الى شعب قليل النفوس الان، ولكننا ننتمي الى حضارة عظيمة وعريقة ولها امتدادات تاريخية عميقة تجعلنا نفتخر ونزهو بأنتمائنا الى تلك الحضارة التي علمت الانسان القراءة والكتابة وشرعت له القانون واخترعت العجلة واثارها تشهد على ذلك بالكثير من الشواهد الشامخة والقائمة الى يومنا هذا والتي تملء متاحف العالم.
اقول يجب ان نتذكر ذلك دائما وابدا وان لا ننسى من كنا ومن نحن الان، عليه عندما نتحاور ونتناقش ونخاطب بعضنا البعض ان يكون ذلك بلغة راقية رقي تلك الحضارة العظيمة لكي لانمسها بسوء ولكي لاتشوه ذلك الوجة المشرق لها بما نستخدمه من لغة التخاطب الهابطة والمبتذلة والبذيئة بمفردات غير لائقة بانسان مثقف، والتي لا تعكس الا ما نحمله في نفوسنا الضعيفة والمريضة بمرض جنون العظمة واللاهثة وراء الشهرة المزيفة والمناصب الهزيلة الفارغة والمنافع الشخصية الانانية الرخيصة من احقاد وضغائن وروح الانتقام والتشفي.
اقول يجب ان نتحكم في عقولنا للسيطرة على غرائزنا الحيوانية وشهوات نفوسنا التي لا تشبع وليس العكس، عندها فقط يكون من حقنا الشعور والادعاء بالانتماء الى تلك الحضارة المشرقة حضارة مابين النهرين ليس الا.
واخيرا اقترح بل ادعو القائمين على هذا الموقع الكريم حفاظا على ما قدموه وما يقدموه من خدمات جليلة لابناء شعبنا في مجال الثقافة وحرية الرأي والرأي الاخر وممارسة الديمقراطية الفكرية وتطويرها، وحماية لسمعة شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" من التشويه جراء السجالات والانتقادات الشخصية الجارحة والمسيئة والبعيدة عن اسلوب النقد البناء، العزوف عن نشر اي مقال لاي كان في هذا الموقع اذا كان يحمل ما فيه من تجريح والطعن الشخصي والاساءة للاخرين رحمة بذوف القراء الكرام من ابناء شعبنا.

2318
الديمقراطية والعملية السياسية ومقصلة هيئة المساءلة والعدالة...!!

بقلم: خوشابا سولاقا

من المفروض أن تكون الديمقراطية حاضنة أمينة للصراع والتنافس الفكري والسياسي بين الأراء والأفكار المختلفة للكتل والاحزاب السياسية من أجل التناوب على السلطة بالطرق السلمية وبشفافية من خلال صناديق الاقتراع والأحتكام الى جماهير الشعب وليس أن تتحول الديمقراطية سيفاً بتاراً على الرقاب لأقصاء الخصوم وإسقاطهم سياسياً بأعتماد أساليب ملتوية ذات شكل ديمقراطي مغلف بالقانون ولكن بمحتوى يقود الى الديكتاتورية من خلال إستغلال وإستثمار سلطة القانون ومؤسسات الدولة لصالح القائمين عليها وبالاستناد الى خلفيات الماضي السياسية وثقافة الثأر والانتقام والشك بالآخر وتخوين الخصم السياسي وبالتالي إسقاطه سياسياً، إن مثل هذه الاساليب تشكل بحد ذاتها إسقاطاً للديمقراطية نفسها وإقصائها من الحياة السياسية.
عند تحليلنا ودراستنا للواقع العراقي وتاريخه السياسي وخارطته السياسية من حيث تواجد وإنتشار القوى والتكتلات السياسية المتنوعة في قيمها وأيديولوجياتها وتوجهاتها السياسية ومنطلقاتها الفكرية وخلفيات تكوينها تاريخياً وإجتماعياً على الساحة العراقية سوف لانجد بديلا أفضل للديمقراطية كمنهج سياسي وكنظام لادارة شؤون الدولة والحكم في ظل هذا التنوع والتعدد، إذا كان ذلك محكوماً بمعايير أخلاقية شفافة ونوايا وطنية صادقة لأجل توسيع قاعدة المشاركة لكل القوى السياسية العراقية في العملية السياسية الجارية لغرض استقرار الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية في البلد عندها سوف لايكون أمام النخب السياسية العراقية الوطنية المخلصة غير العمل والبحث لأيجاد صيغة لأدارة الدولة بالشكل الذي تعبرعن إرادة هذا التنوع والتعدد القومي والديني والطائفي والسياسي في العراق الجديد، وعندها سوف لانجد صيغة اكثر ملاءمة وتعبيراً من الديمقراطية الليبرالية ذات التوجه العلماني وذات الرؤية الوطنية لأقامة دولة القانون والمؤسسات البعيدة عن مبدأ تقديم وتكريس الخصوصيات في الواقع السياسي على الأرض على مبدأ تقديم وتكريس المشروع الوطني وإحترام الخصوصيات الأخرى لكافة أبناء الشعب العراقي، وليس دولة الأحزاب والاشخاص والجماعات. إن ماجرى من إقصاء واستبعاد للمرشحين للانتخابات البرلمانية القادمة لمجلس النواب العراقي تحت يافطة تطبيق القانون والدستور من خلال هيئة المساءلة والعدالة ماهو إلا عملية خلط الاوراق وتضليل المواطن وتشويه قناعاته في إختيار من يراه الافضل لتمثيله في شغل مقاعد مجلس النواب من جهه واسقاط الخصم سياسياً من جهه أخرى وذلك من خلال تسييس هذا الموضوع الحساس جداً من قبل أطراف لها وجود مؤثر في تركيبة هيئة المساءلة والعدالة ومهيمنة على توصياتها وبالتالي توجيهها لأسقاط البعض سياسياً لحساب البعض الآخر من الكتل المتنفذة في صياغة وصنع القرار السياسي العراقي وبذلك يكون قد تحولت هيئة المساءلة والعدالة الى مقصلة على رقاب الخصوم السياسين الآخرين.
وقد استغلت ظاهرة إجتثاث البعث والبعثيين في كل المناسبات من قبل البعض من القوى السياسية المتنفذة إستغلالاً سياسياً سيئاً بأمتياز الى أقصى الحدود كوسيلة فعالة لأقصاء وإسقاط المتنافسين من المرشحين من القوائم الأخرى من جهه وإرباك الوضع السياسي المرتبك والقلق أصلاً بسبب نشاط الارهاب والارهابيين من جهه ثانية في سبيل خلق وضع خاص يلائم تطلعات واجندات ذلك البعض الانتخابية.
حيث من الملاحظ بوضوح أن تركيز دولة السيد رئيس الوزراء في كل خطاباته ولقاءاته بالجماهير في الفترة الأخيرة كان منصبا على التحذير من خطر البعثيين ومحاولة عودتهم للحكم وإن كان ذلك للاستهلاك والدعاية الانتخابية إلا أنه ساهم بشكل فعال في تحشيد الشارع وتوجيهه بهذا الاتجاه بغرض جعل الناخب الذي تضرر من البعثيين ونظامهم وعانى منهما الأمرين الابتعاد في تصويته عن تلك القوائم المتهمة بالولاء والترويج لفكر حزب البعث... وهذا الاسلوب أو هذا النهج السياسي كان من الاسباب التي دفعت بهيئة المساءلة والعدالة الى التوصية بأقصاء واستبعاد الكثير من المرشحين وبالأخص من تلك القوائم التي تبنت الخطاب الوطني ونأت بنفسها عن الخطاب الطائفي والمعروفة تاريخياً بتوجهاتها الوطنية والديمقراطية وغير المؤمنة بالطائفية والمحاصصة الطائفية والقومية على حد سواء. وقد خلق هذا التوجه مناخاً ملائماً وظروفاً مناسبة للعودة بالعملية السياسية الى المربع الاول بعد كل ماقدمه الشعب العراقي بكل اطرافه المشاركة في العملية السياسية والاطراف الداعمة والساندة لها من التضحيات البشرية والمادية من اجل إنجاح هذه العملية والوصول بها الى شاطيء الأمان والخروج بالعراق من هذا النفق المظلم الذي حشر فيه حشراً وإنقاذه من السقوط في مستنقع الحرب الاهلية الطائفية والقتل على الهوية، هذا إضافة الى ما شكله هذا الاسلوب من خلال هذه الأجراءات بصورة غير مباشرة من ترويج لأفكار حزب البعث وإذكائها في المجتمع وبالتالي أصبح الحديث في الشارع كله يدور حول حزب البعث وإمكانية عودته الى السلطة من جديد وإظهاره بمظهر الضحية والمظلوم وليس بمظهر الجلاد الظالم كما ينبغي أن يظهر دائماً، الجميع متفق على وجوب إقصاء البعثيين الصداميين ومنعهم من التسلل والعودة على المسرح السياسي ممن إرتكبوا الجرائم بحق الشعب العراقي وتلطخت أيديهم بالدماء العراقية وفقاً للقانون ومن خلال القضاء، ولكن ليس كل المنتمين الى حزب البعث والمرتبطين بأجهزة الدولة البعثية التي دامت قرابة الاربعة عقود لأن ذلك سيشكل ظلماً على الكثيرين من أبناء الشعب العراقي اضافة الى انه سيشكل اضعافا لامكانيات الدولة وخسارة الكثير من خبراتها المقتدرة والمتدربة والمؤهلة في مختلف الاختصاصات والتي هي بامس الحاجة اليها الان، ولذلك يتطلب التمييز بين هؤلاء وأولائك المجرمين لكي تكون هيئة المساءلة والعدالة منصفة في عملها لا أن تكون نظيراً للصدامية السياسية التي كانت تعتبر كل من ليس معها فهو ضدها وعدواً لها يجب إقصاؤه من الحياة، هذا ما يتطلب من القائمين على هيئة المساءلة والعدالة أن تتذكره دائماً وتعيه بعمق لكي لاتظلم من لايستحق الظلم وتساوي بين الجلاد والضحية لأن أغلب المنتمين الى حزب البعث وتنظيماته العسكرية والامنية والنقابية وغيرها أجبرتهم ظروفهم المعاشية وطبيعة الحياة والقوة الغاشمة للحزب والسلطة على الانتماء وبالتالي هم ضحية وليسوا الجلاد ليكون التعامل معهم على أساس الجلاد.
إن استمرار هيئة المساءلة والعدالة والتي لا تمتلك لحد الآن بأشخاصها الحاليين الشرعية القانونية والدستورية على هذا النهج في تعاملها مع هذا الموضوع الحساس وبهذه الطريقة الانتقائية وبأيحاء وتأثير ثقافة الثأر والانتقام من أجل إقصاء الخصوم السياسين في العملية الانتخابية، تشكل خرقاً للدستور وطعناً بنزاهة وشفافية وشرعية الانتخابات إضافة الى تحول عملية المساءلة والعدالة الى مذبحة للعملية الديمقراطية وحرية الفكر والرأي في العراق وبالتالي تشكل مقبرة للمصالحة الوطنية والعملية السياسية المتعثرتان أصلاً، في الوقت الذي يتطلب الأمر من الجميع بشكل عام ومن القائمين على صنع القرار السياسي العراقي بشكل خاص غير ذلك تماماً، أي العمل لأجل استمرار المصالحة الوطنية والعملية السياسية وضم كل القوى السياسية الوطنية العراقية الى هذا الموكب المتنوع التكوين والشامل لكل الاطراف العراقية المتخاصمة والحريصة على مصلحة الوطن للوصول بسفينة العراق الى بر الامان والحياة الكريمة، وأن ترفع شعار تحقيق المصالحة الوطنية وفق مبدأ "مصالحة الشجعان" القائمة على اساس تقديم التنازلات المتقابلة من اجل هدف اسمى مع تشديد الأقصاء والاستبعاد للقيادات والكوادر البعثية الصدامية العليا ومنعهم من تولي مناصب مهمة وحساسة في الدولة، وكذلك إقصاء من يثبت عليه بالدليل القاطع إرتكاب الجرائم أو سبب بأرتكابها عن عمد من البعثيين وأزلام النظام السابق من الاجهزة القمعية من غير البعثيين ممن أرتبطوا بهذا الشكل أو ذاك بأجهزة النظام القمعية برغبتها وقناعتها دون إجبارها على ذلك من أجل تحقيق مكاسب شخصية غير مشروعة وتلطخت أيديهم بدماء العراقيين وان تطبق هذه الاجراءات بحق الاخرين من الاحزاب والحركات السياسية ممن لهم جرائم وتوجهات فكرية مماثلة تروج للعنصرية والتعصب القومي والديني والطائفي واثارة النعرات والفرقة بين مكونات الشعب والتي تخالف مضمون المادة السابعة من الدستور وعلى أن يجري ذلك من خلال القضاء وفقاً للقانون والدستور والمواثيق الدولية ولائحة حقوق الانسان، وأن يكون التعامل مع غير هؤلاء تعامل سياسي كمواطنين عراقيين لهم من الحقوق والواجبات ما لغيرهم.
وعليه فأن الدولة العراقية بكل مؤسساتها الرسمية التشريعية والتنفيذية والقضائية مع المؤسسات الأعلامية ومؤسسات المجتمع المدني تتحمل مسؤولية العودة بالبلاد الى المربع الاول، أي بعبارة أخرى العودة من جديد الى نقطة البداية، في الوقت الذي من المفروض به أن تستمر الجهود وتتظافر في تحقيق المصالحة الوطنية لدفع العملية السياسية بقوة الى الامام نحو أهدافها الاستراتيجية على مسارها الصحيح وأن تطور آلياتها الوطنية وتعزز من الثقة المتبادلة بين أطرافها وأن تعمل على إزالة كل المعوقات من طريق تقدمها الى الامام والتغاضي عن إثارة كل ما يعكر صفاء جو الحوار الوطني الديمقراطي الأخوي بين الفرقاء القائم على أساس نشر مباديء الحرية والعدالة والمساواة ومحاسبة الجريمة بالطرق القانونية وإشاعة ثقافة التسامح الوطني والمحبة الوطنية على حساب إقصاء ثقافة الثأر والانتقام على خلفيات الماضي السياسية، إن كل هذه المتطلبات الموضوعية التي يقتضيها نجاح المصالحة الوطنية وبالتالي العملية السياسية في تحقيق هدفها الوطني في بناء دولة ديمقراطية تعددية مدنية دولة القانون والمؤسسات الدستورية وليس دولة أشخاص أو أحزاب تتقاطع بل تتناقض مع ما جاءت به هيئة المساءلة والعدالة وخصوصاً في ظل الظروف الانتخابية التي يمر بها العراق الخارج توا من تحت مظلة النظام الشمولي الذي دام عقودا من الزمن والذي كان كل شيء فيه مسّيس للنخاع كما يقول المثل.
حيث كان يجبر العراقيون مقابل لقمة العيش والحصول على وظيفة أو فرصة عمل في مختلف دوائر ومؤسسات الدولة على الانتماء الى حزب البعث ومؤسساته الامنية والعسكرية وكان يتم مساومة السياسين من الاحزاب الأخرى بعد إسقاطهم سياسياً بالاساليب البشعة بالعمل والتعاون مع الاجهزة الامنية مقابل حياتهم، امور كثيرة من هذا القبيل كانت تحصل في عراق البعث الصدامي، لذلك يستوجب على هيئة المساءلة والعدالة ان تميز بين هؤلاء واولائك المجرمين الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقين.
وعليه فأن اقل مايمكن ان يقال بحق اجراءات هيئة المساءلة والعدالة هو انها اجراءات غير مناسبة في ظروف وزمان ومكان غير مناسبة. لذا على المعنيين بالامر ان كان خدمة العراق وشعبه هدفهم ان يعيدوا النظر بهذه الاجراءات التي تثير الكثير من التساءلات والغموض حول طبيعتها وخصوصاً إنها اتخذت قبل فترة وجيزة من الانتخابات النيابية مما ألقى بظلال قاتمة من الشك على مصداقيتها وشفافيتها وشرعيتها القانونية، وعليه يتطلب إعادة النظر بتقييمها بواقعية وموضوعية في ظل ظروف العراق التاريخية التي تم التنويه إليها وإيقافها الى حين حيث يكون الوقت والظروف السياسية اكثر مناسبة لقبول التعامل مع مثل هذه الاجراءات بأيجابية اكبر مما هي عليه الآن، وذلك بعد أن يتم وضع معايير علمية تتضمن القدر الاكبر من الشرعية القانونية والدستورية لتحديد المستحقين فعلاً بالشمول بهذه الاجراءات، ولكي يكون الحد الفاصل بين الجوانب الجنائية والجوانب السياسية في عمل هيئة المساءلة والعدالة واضحاً وجلياً، هذا من جهه ومن جهه أخرى لكي تكون هيئة المساءلة والعدالة هيئة مهنية مستقلة تحدد المشمولين بأجراءات المساءلة والعدالة فقط دون أن تتحول الى محكمة جنائية وتأخذ دور القضاء وتضع نفسها محله وينحسب ذلك عليها خرقاً دستورياً ويطعن بشرعيتها القانونية ومهنيتها وإستقلاليتها...
وفي هذا الجانب ادعو الى الاقتداء بتجربتي اقليم كوردستان العراق وجمهورية جنوب افريقيا وغيرها من تجارب الشعوب في العالم بصدد التخلي عن ثقافة الثأر والانتقام وتحقيق المصالحة الوطنية والتخلص والتحرر من عقدة الماضي ووساوسه وننطلق الى المستقبل بروح مسامحة خالية من الحقد والكراهية، واعتقد جازما ان ذلك يصب في مصلحة حاضر ومستقبل العراق وخير ما يحتاجه الان واستكمالا لهذه الدعوة أشيد بمبادرة فخامة السيد رئيس الجمهورية "مام جلال الطالباني" التي اطلقها في مؤتمره الصحفي مع مجموعة من الصحفيين بتاريخ 21 كانون الثاني الجاري من عام/2010 التي تصلح لأن تكون قاعدة واساسا لتجاوز هذه الازمة التي يمر بها البلد.
واكثر ما يبعث الى الارتياح في هذه المبادرة هو كونها كانت موضع ترحيب وقبول الغالبية من القوى السياسية والتيارات الوطنية والشخصيات الديمقراطية العراقية، وأملنا كبير بكل المعنيين المخلصين الحريصين على مصلحة البلاد من المسؤولين في مجلس الرئاسة ومجلس النواب والحكومة والقضاء والأحزاب السياسية المختلفة ان يقفوا صفاً واحداً يدا بيد لدعم وإسناد هذه المبادرة وتطويرها وجعلها اساسا صالحا لحل وطني شامل من أجل الخروج من هذه الازمة التي وضعت العراق على مفترق الطرق وتجاوزها بسلام وتحقيق إنتخابات ديمقراطية نزيهة وناجحة ومعبرة بصدق عن إرادة الشعب وأن تكون موضع رضى وقبول الغالبية العظمى من جماهير الشعب وأن تكون رداً صاعقاً للمراهنين على فشلها وبالتالي فشل النموذج العراقي للديمقراطية وأن يكون نجاحها بمثابة وصمة عار وخذلان للمتربصين بمستقبل وسيادة العراق وأن تشكل سداً منيعاً بوجه تيارات الارهاب والارهابيين القادمين من خارج الحدود لتخريب وتدمير العراق وإشاعة الفرقة بين أبناءه ولتكون سيفاً بتاراً لقطع الأيادي الآثمة التي تتدخل في شؤون العراق وتتلاعب بمصيره من خلال قنوات الطائفية البغيضة وغيرها من الامراض التي تضر بوحدة الوطن والشعب... ولنرفع صوتنا عاليا يا أبناء الشعب العراقي إتحدوا من أجل حماية وحدتكم الوطنية ونجاح تجربتكم الديمقراطية في بناء العراق الجديد.

2319
الأكثرية الحاكمة والأقلية المعارضة في الحياة البرلمانية... هل هي ظاهرة صحية..؟

خوشابا سولاقا

ان الحياة بشكل عام في الطبيعة وفي المجتمع قائمة على أساس التناقض والتعارض بين الأضداد وتتطور على هذا الأساس أيضاً، أي بمعنى آخر إن كل ما يولد من جديد في الحياة أثناء مسيرتها التطورية هو نتيجة لأسباب معينة والتي كانت بحد ذاتها في وقت ما من مراحل تطور المجتمع نتيجة لأسباب أخرى، وهذه النتيجة ستصبح أسبابا لنتيجة جديدة لاحقة وهكذا يستمر تطور الحياة في دورتها الطبيعية على خلفية صراعات وتناقضات وتعارضات داخلية، وإن إنعدام هذه الصراعات والتناقضات والتعارضات بين الجديد الواعد والقديم السائد وبين الإيجابي المقبول والسلبي المرفوض وبين الخطأ والصواب في الرأي والرأي الآخر في الحياة يعني أن تطورها وتجددها وتحسنها سوف لا يستمر وذلك يعني أن الحياة سوف تتوقف عن التطور وهذا يخالف سنة الحياة الطبيعية. لذلك فان التناقضات والتعارضات والصراعات بين الأفكار والرؤى في الحياة الاجتماعية ضرورة حياتية بل هي قانون تطورها وصيرورتها الحتمية والابدية، وهي بالتالي ظاهرة صحية لابد من وجودها لكي تستمر دورة تطور الحياة على المسار الصحيح بنمطها الطبيعي الى حيث ما يجب ان تصل لتبدأ من جديد... وبما أن البرلمانات الحديثة والحياة البرلمانية في حياة الشعوب المتطلعة إلى الحرية والحكم الرشيد هي المؤسسة التشريعية الوحيدة التي تسعى إلى تشريع القوانين التي تنظم حياة المجتمع وتحمي مصالحها الوطنية والانسانية وفق نسق معين وتمثل قرار الشعب وإراداته الحرة في تقرير مصيره، فان هذه المؤسسة المهمة والحيوية بالتالي هي جزء من بنية المجتمع الفوقية لا تشذ في تطورها عن سنن وقوانين تطور المجتمع نفسه، أي بمعنى آخر أن البرلمان سوف تسود فيه نفس التناقضات والصراعات والتعارضات الفكرية السائدة في المجتمع أثناء الحوارات والنقاشات من أجل التوصل إلى القرار المناسب والملائم والمعبر عن إرادة الشعب بكل ما يتعلق بمصالحه الوطنية. وهذا يعني أن يكون هناك في البرلمان إذا أردناه أن يكون فعالاً ومفيداً وحارساً أميناً على مصالح الشعب والوطن قطبان متعارضان إيجابيان متفقان في خدمة هدف مشترك واحد هو المصلحة الوطنية ومختلفان في وسائل تحقيق هذا الهدف، قطب يشكل الأكثرية أو الأغلبية البرلمانية يتولى حكم البلاد وفقاً للقانون والدستور، وقد يكون هذا القطب مكونا من كتلة سياسية واحدة أو من تحالف لمجموعة كتل سياسية متعددة متفقة في البرنامج السياسي والرؤى حول مصلحة الشعب والوطن، ومتفقة أو متقاربة في وسائل وآليات تنفيذ برنامجها السياسي، وقطب اخر يشكل الأقلية البرلمانية يتولى المعارضة الايجابية، المراقبة والمتابعة والناقدة والمقوَّمة لعمل وأداء قطب الأغلبية البرلمانية الحاكمة، أي كما يسمى بلغة السياسة في بعض البرلمانات المتقدمة في الديمقراطيات المستقرة العريقة بـ"الحكومة" و"حكومة الظل" حكومتان متفقتان في الهدف المشترك ومختلفتان ومتعارضتان في وسائل تحقيق الهدف. إن وجود مثل هذه الحالة وبهذه التركيبة في البرلمان الوطني أمر إيجابي وضروري وظاهرة سياسية صحية بأهدافها في الحياة البرلمانية الحديثة، وإنعدامها حالة شاذة مرفوضة لا يمكن للبرلمان أن يقوم بأداء مهامه الوطنية بالمستوى المطلوب. إلاّ أن المشكلة في هذه الممارسة الديمقراطية النبيلة ليست في وجود التعارض بين قطبي الأغلبية البرلمانية الحاكمة والأقلية البرلمانية المعارضة في الحياة البرلمانية وإنما المشكلة كامنة في طبيعة الثقافة السياسية للنخب السياسية الممثلة لصوت الشعب في البرلمان ونظرتها إلى هذه الممارسة بشكل خاص، والثقافة الإجتماعية السائدة للمجتمع حول مفهوم السلطة والمعارضة وفلسفة الحكم بشكل عام.. حيث أن مفهوم المعارضة في وعي ورؤى البعض من النخب السياسية وفي وعي ورؤى الثقافة الاجتماعية لبعض الشعوب والمجتمعات المتخلفة والأسيرة لقيمها وتقاليدها الاجتماعية البالية وغيرها من المورثات المتخلفة تعني العداء والمحاربة بالوسائل العنيفة، ولا ترى في التعارض والاختلاف والتناقض في الأفكار والآراء والرؤى ضرورة وظاهرة طبيعية وصحية، وإمكانية للتعايش السلمي سوية من أجل خدمة قضية مشتركة واحدة بوسائل وأساليب متنوعة ومختلفة ان مثل هذا النضج السياسي وهذه الرؤية الاستراتيجية ما تفتقر اليه نخبنا السياسية في الحياة البرلمانية.. لذلك نرى في بلداننا المتخلفة ثقافياً وسياسياً وحتى إجتماعياً وإقتصادياً تعد ظاهرة المعارضة مهما كانت طبيعتها وشكلها نوعا من العداء والموقف العدائي ضد الآخر، وعليه وانطلاقا من هذه الخلفية الثقافية فأن من هو في الحكم يتعامل مع معارضيه بأساليب العنف والقوة وبما فيها أساليب التصفية الجسدية، ولا يتقبل فكرة وجود معارضة إيجابية سلمية لا في الحياة البرلمانية السياسية ولا حتى في الحياة الإجتماعية، معارضة تقوم على مبدأ المراقبة والمتابعة والتقويم والنقد البناء من أجل رفع مستوى أداء وشفافية من هو في الحكم ويمتلك السلطة في يديه لخدمة أهداف وطنية مشتركة وأن تتناوب السلطة معه سلمياً من خلال صناديق الاقتراع في إنتخابات عامة حرة ديمقراطية ونزيهة يقول فيها الشعب كلمته بحق من كان في السلطة ومن كان في المعارضة الإيجابية حول تغيير أو تبادل لمواقع ومراكز المسؤولية حسب متطلبات مصلحة الوطن والشعب وفق رؤى الأكثرية من أبناء الشعب بمن يكون في الحكم ومن يصبح في المعارضة بعد الانتخابات والتي تعتبر عملية تجديد للثقة.. إن بناء مثل هذه الثقافة ثقافة قبول الآخر وثقافة تناوب السلطة سلمياً وثقافة تبادل ومناقلة مواقع المسؤولية بين قطبي البرلمان في مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية وثقافة التخلي عن التصور بامتلاك الحقيقة المطلقة من قبل طرف والطرف الآخر عدواً، تعتبر حجر الزاوية في بناء وترسيخ أسس الدولة الديمقراطية الحديثة بمؤسسات صحية سليمة قادرة على الصمود بوجه التحديات المستجدة في الحياة والاستمرار بالسير إلى الأمام للتقرب من الكمال المفروض.. هكذا يجب أن تكون الحياة البرلمانية الديمقراطية الحقيقية، لأن الديمقراطية السياسية التعددية بأبسط أشكالها تعني حكم الأكثرية التي تفرزها وتشكلها صناديق الاقتراع من خلال انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة وشفافة من جهة، وحماية حق الأقلية في المعارضة الإيجابية لمراقبة ومتابعة ونقد وتقويم أداء الأكثرية الحاكمة من جهة أخرى.. أما ما أصبح يعرف اليوم في العراق المحاصص بالديمقراطية التوافقية فهي ديمقراطية مشوهة عرجاء لا تقدم إلاّ أنصاف الحلول، أو الحلول المبتورة ذات النهايات المفتوحة إلى كل الاجتهادات والتفسيرات والتأويلات المتباينة والمتناقضة أحياناً والفارغة من أي محتوى موضوعي لبناء دولة ديمقراطية عصرية، أي حلول مشوهة التي تهدئ الحالة ولا تعالجها ولا تأتي بالحلول الجذرية الكاملة والحاسمة، وإن الاصرار بالسير على نهج ومبادئ الديمقراطية التوافقية للتصدي للتحديات التي تواجه شعبنا ووطننا هو خيار ينطوي على قدر كبير من الحماقة والغباء السياسي، وهو بالنتيجة لا يؤدي إلا إلى تكريس واقع المحاصصة بكل أشكالها والوانها القائم حالياً في العراق، كما يؤدي إلى كبت المشاكل المختلفة التي يعاني منها الواقع العراقي بمرارة إلى حين وليس إلى حلها وحسمها واجتثاثها بشكل جذري ونهائي وبتر جذورها من دون أن تكون لها عودة مرة أخرى...
وهذا لا يعني أن الديمقراطية التوافقية حالة أو ظاهرة مرفوضة بشكل مطلق كما قد يتصور أو يستنتج البعض على طول الخط، بل قد تكون صالحة ومفيدة في ظل ظروف تاريخية معينة ولأمد محدود، وفي عراقنا الحالي من وجهة نظرنا قد تخطينا وتجاوزنا هذا المدى وأصبحت المرحلة الان تتطلب منا التخلي الكامل عن اسلوب ونهج الديمقراطية التوافقية والتحول إلى اسلوب ونهج الديمقراطية الليبرالية لكي لا تتحول بالتالي إلى غطاء شرعي وقانوني لأستمرار حالة المحاصصة المقيتة التي تضر ضرراً بالغاً بمصالح البلاد... لذلك بوسعنا القول لقد آن الأوان لأن نقفز على هذا الشكل من الديمقراطية ونتجاوزه إلى ما هو أرقى وأسمى ألا وهو الديمقراطية الليبرالية الحقيقية التي تؤمن بشرعية وقانونية وضرورة وإيجابية وجود معارضة أقلية برلمانية تتعايش سلمياً وتعمل جنباً إلى جنب مع الأكثرية البرلمانية الحاكمة، لكي تكتمل دورة الحياة البرلمانية و نتمكن من خلالها المحافظة على الوحدة الوطنية الراسخة والفعالة، وحدة المصير المشترك لمكونات الشعب بكل إنتماءاتها، وحدة القرار الوطني، عندها فقط نتمكن من بلورة و إنضاج الآراء والأفكار والمقترحات المفيدة والناجعة حول أية قضية وطنية ومن ثم إيجاد الحلول الجذرية والكاملة غير المبتورة لحلها ومعالجتها والتصدي لمشاكلنا المستجدة والتي تتجدد مع تجدد متطلبات الحياة الاجتماعية في العراق، وأن نتقبل وجود معارضة الاقلية إلى جانب الأكثرية الحاكمة وكونها ظاهرة صحية وضرورية ولا بد من وجودها في الحياة البرلمانية وأن ننظر إليها نظرة إيجابية وموضوعية على أساس أن وجود أقلية معارضة لها نفس القدر من الأهمية كوجود الأكثرية الحاكمة في الحياة البرلمانية، أي بمعنى آخر أن وجود الاثنين معاً يمثلان وجهان لعملية واحدة لا يمكن لأحداهما أن يكون من دون وجود الأخر، وأن نعمل بجدية وصدق وأمانة وشفافية لتطوير آليات عمل المعارضة الإيجابية والارتقاء بها ودفعها إلى الأمام إلى أقصى مدى لكي تصبح الظهير القوي والحارس الأمين لتقويم وحماية الأكثرية الحاكمة من الخلل والزلل والانحراف وفساد السلطة والخروج عن المسار الصحيح الذي يرسمه الدستور لادارة شؤون البلاد بطريقة عقلانية رشيدة، هكذا يجب أن تكون العلاقة بين الأقلية المعارضة والأكثرية الحاكمة في الحياة البرلمانية في مجلس النواب العراقي الموقر وليس على النقيض منه كما هو عليه الحال في الوقت الحاضر. ولكن على كل حال يمكن أن نؤمل أنفسنا أن يكون ما يجري من حراك سياسي برلماني الآن وحتى في المستقبل القريب مرحلة من مراحل تطور الحياة البرلمانية الديمقراطية السائرة على مسار من الحسن إلى الأحسن وليس من السيء إلى الأسوأ. وعلى النخب السياسية العراقية كافة المشاركة في العملية السياسية الجارية لبناء عراق جديد، عراق ديمقراطي إتحادي تعددي حر بشكل عام، والنخب السياسية المتحكمة بالقرار السياسي الوطني حالياً بشكل خاص أن تدرك دورها التاريخي ومهمتها التاريخية في وضع الأسس الرصينة والمتينة لبناء وتشييد هكذا دولة، دولة القانون والمؤسسات الدستورية وذلك لكي تتمكن من حماية نفسها من لعنة وحكم الأجيال القادمة من جهة ومن لعنة وحكم التاريخ من جهة ثانية.. عليه يتطلب الأمر من هذه النخب جميعاً أن يكونوا بمستوى المسؤولية التاريخية وأن يحتكموا في سلوكهم وعملهم إلى منطق العقل والرشد السياسي ونضوج الفكر ووضوح الرؤى والابتعاد عن تأثير تغليب وتقديم الخصوصيات مهما كانت طبيعتها والاندماج والانصهار في بوتقه العمومية الوطنية التي من المفروض بل من الواجب أن نضع الوطن والاعتبارات الوطنية فوق كل الاعتبارات الخصوصية، وأن تكون المصالح الوطنية لعموم الشعب العراقي في صدارة أولوياتنا، عندها فقط سنجد أن كل أشكالاتنا قد حلت وكل خلافاتنا وإختلافاتنا قد إنتهت وكل صراعاتنا ونزاعاتنا مهما كانت طبيعتها وأسبابها ودوافعها قد سويت إلى الأبد... الوطن والوطنية والانسانية يجب ان يكون المحور المركزي الذي نتمحور حوله والوطن، هو الخيمة التي تجمعنا وتوحدنا وتحمينا من شر الاعداء والاقدار وكل شيء سواه هو مجرد هراء في هراء.. عسى أن نصل أو يصل بنا قادتنا السياسيون إلى هذه المرحلة المشرقة وتفتح لنا آفاق المستقبل المشرق الزاهر بعد كل هذه التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا العراقي على مذبح الحرية طيلة تاريخه الحديث.. كفتنا المآسي والعذابات كفانا القتل ولنوقف أنهار الدم العراقي من الجريان يا قادة نخبنا السياسية المحترمون، قولوا ما قاله الزعيم الشهيد إبن العراق البار عبد الكريم قاسم أبو فقراء العراق (عفا الله عما سلف) وإن ما فات قد مات وعلينا بالجديد الواعد لكي لا يكون جديدنا تكرارا مملا للماضي القاتم الأليم ولكي نتفادى لعنة الأجيال القادمة ولعنة التاريخ التي لا ترحم أحداً.

2320
المصالحة الوطنية.. بين الشعار الاعلامي والواقع
بقلم: خوشابا سولاقا
منذ ان اعلن مشروع المصالحة الوطنية والمشاركة في العميلة السياسية من اجل بناء عراق ديمقراطي اتحادي حر تعددي، تساءل الكثير من ابناء الشعب ومن كل مكوناته القومية والطائفية والسياسية هذا السؤال الكبير المشترك الذي يتضمن جوهر موضوع المصالحة الوطنية بكل ابعادها..
المصالحة مع من..؟ ومنذ تاريخ اعلان هذا المشروع بقى من حيث الواقع العملي وفي انطباعات ابناء الشعب مجرد حبر على الورق دون ان يمتلك الاليات المناسبة والواقعية التي تحوله من مجرد شعار اعلامي للفصائل السياسية التي اعلنته الى واقع ملموس على الارض وبقى مجرد شعار اعلامي يروج هنا وهناك بمناسبة وبدون مناسبة من قبل هذا الفصيل السياسي او ذاك لآغراض دعائية ليس اكثر. ولو ارادت الاطراف التي اعلنته ان تجعل منه شيئاً مفيداً لخدمة القضية العراقية لكانت قد انجزت الكثير على مسار استتباب الامن والاستقرار في البلد الا انها لم تفعل بسبب هيمنه ثقافة الثأر والانتقام على تفكيرها وسلوكها واصبح قرارها أسير تلك الثقافة وجعلها تراوح في مكانها دون ان تحرك ساكناً في هذا الاتجاه.
يطلق مفهوم المصالحة بشكل عام على الحالات التي يكون فيها طرفان متعاديان ومتخاصمان ومتحاربان وليس مجرد مختلفين في الرأي والرؤي الايديولوجيه وغيرها من الطروحات الفكرية حول قضية ما من القضايا، ففي حالات الاختلاف في الرأي يحصل بين الاطراف المختلفة تفاهم أو توافق على اساس ما موجود من المشتركات في الآراء والرؤى المختلفة من اجل الخروج بصيغة ثالثة جامعة للعمل المشترك وهذا ممكن ان يطلق عليه صفة اتفاق او تحالف ايضاً، وقد حصل الكثير من مثل هذه التحالفات في العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري على مستوى الحركات والأحزاب السياسية داخل الدولة الواحدة أو على مستوى الدول مثل التحالفات الدولية أثناء الحروب أو أثناء السلم كما حصل في الحربين العالميتين الاولى والثانية على سبيل المثال لا الحصر وغيرهما الكثير، وكذلك حصلت تحالفات اقليمية وقارية وعالمية بين الدول لأغراض وأسباب كثيرة إقتصادية وعلمية وتجارية ودفاعية وأمنية وغيرها  من الأغراض ومثل هذه التحالفات يعج بها عالمنا الحالي.. ولكن ما نراه المشترك في كل ذلك لتحقيق وإنجاز مثل هذه التحالفات هو وجود مصالح مشتركة والتي يتطلب تحقيقها من أي طرف من الأطراف أن يقدم بعض التنازلات في بعض الجوانب من أجل الحصول على بعض المكاسب في جوانب أخرى، عملاً بقاعدة أن الحياة هي أخذ وعطاء بقدر ما تريد أن تأخذ عليك أن تعطي بنفس المقدار، أي بعبارة أخرى بلغة السياسة الحياة قائمة على توازنات في المصالح، حيث لا يمكن أن تتحقق مثل هذه التحالفات من دون أن تكون هناك قناعات مشتركة وراسخة للأطراف المتحاورة بضرورة تقديم تنازلات من أجل تحقيق الاتفاق حول قضية ما وعلى أساس الموجود من المشتركات التي تخدم المصلحة الوطنية. هذا في حالات الاختلافات في الرأي والرؤى والطروحات الفكرية تجاه قضايا وطنية مشتركة في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد والتجارة وغيرها من الأمور الدولية التي تشترك فيها المصالح الدولية الاستراتيجية.
أما المصالحة ومفهوم المصالحة الوطنية فهو شيء آخر فكرياً وعملياً فانه شكل من أشكال الاتفاق الذي يحصل بين طرفين أو أكثر متحاربين أو متنازعين أو متعاديين لأسباب كثيرة وليس بين أطراف مختلفة في الرأي والرؤى كما اسلفنا. فقد تكون المصالحة بين طرفين فيهما طرف منتصر وآخر مهزوم في مثل هذه المصالحة جرت العادة أن يفرض المنتصر شروطه ويمليها على الطرف المهزوم بالقوة والقسر، ولكن مثل هذه المصالحة لا تكون حلاً جذرياً ودائمياً ونهائياً للأزمات، بل يبقى الطرف المهزوم بسبب جرح كرامته وإهانة كبريائه جراء هذا الشكل من المصالحة يتحين الفرص ويتربص للانقضاض على هذا الصلح أو المصالحة، وخير مثال على ذلك الصلح الذي فرض على ألمانيا وحلفائها أثر هزيمتها في الحرب العالمية الاولى من قبل بريطانيا وفرنسا وحلفائهما. حيث بقيت ألمانيا المهزومة والمجروحة الكرامة والمهانة في كبريائها تغلي بالثأر والانتقام من الأعداء وتنتظر الفرصة المناسبة إلى أن تحقق لها ذلك في عهد النازية، وكانت النتيجة مرعبة ومدمرة وكارثية على البشرية والعالم كله بنتائجها، تلك كانت الحرب العالمية الثانية التي دفعت البشرية ثمناً غالياً لها حيث قدمت أكثر من خمسين مليون ضحية ومئات المليارات من الدولارات ومئات الملايين من اليتامى والثكالى والأرامل وغيرها من الأمور والجرائم التي حصلت والتي يندى لها جبين البشرية ويقف التاريخ الانساني مطأطأ الرأس خجلاً أمام ما حصل من البشاعة وما تلاها في الحرب الأمريكية اليابانية التي إنتهت باستخدام أبشع أنواع الأسلحة وأكثرها دماراً وفتكاً وهو السلاح الذري. والذي كان بحق على الأقل من وجهة نظرنا الشخصية سلاح السلام الذي أجبر قادة العالم العقلاء والطغاة من محبي الحروب أن يعيدوا النظر في طريقة تعاملهم مع الحياة الانسانية لايجاد صيغ سلمية بديلة للتعايش السلمي معاً بين أعداء الأمس في عالم جديد تسوده المحبة والأخوة الانسانية والمصالح المشتركة المتبادلة على قدر من العدل والمساواة بين الشعوب.
وهناك الكثير من مثل هذه المصالحات عبر التاريخ الانساني ومثل هذا الشكل من المصالحات تؤدي إلى إيقاف المشكلة بصورة مؤقتة وتأجيلها إلى حين ولكنها لا تحلها وتستأصل جذورها بشكل نهائي لكي لا تعاود الظهور من جديد مرة أخرى بشكل آخر أكثر أذى للمعنيين بها كما ذكرنا في مثالنا السابق أي كما يقول المثل "الذي ما رضى بالجزة رضى بالجزة والخروف".
وهناك شكل آخر من المصالحة تحصل بين طرفين طرف منتصر وآخر مهزوم ولكن هذه المصالحة لا تكون قائمة بصيغة فرض شروط الطرف المنتصر على الطرف المهزوم بالقوة والقسر أو إملاء شروط الطرف القوي على الطرف الضعيف بل تكون على أساس تقديم التنازلات المتبادلة بين الطرفين بالشكل الذي يضمن ويحمي حقوق المنتصر القوي وفي ذات الوقت يحمي حقوق ويصون كرامة وكبرياء المهزوم الضعيف وتحافظ له على ماء الوجه كما يقال وذلك إنطلاقاً من رؤية بعيدة النظر بأنه ليس هناك منتصر وقوي دائماً وليس هناك مهزوم ضعيف دائماً لتبقى هذه المعادلة دائمة الثبات، بل إن الحياة تسير إلى الأمام على مسار حلزوني بشكل تتناوب فيه الأدوار والمواقع للقوى الفاعلة والمؤثرة فيها، إن إدراك هذه الحقيقة ضروري جداً للعاملين في حقل السياسية لأن الأحداث التاريخية تؤكد هذه الحقيقة بوضوح مطلق لمن له بعد نظر. فالمصالحة الحقيقية تتطلبها مصالحة النوايا الصادقة والشفافية التامة للأطراف التي تعمل على تحقيقها لحل المشكلة من جذورها التاريخية ومن دون هذه الشروط لا يمكن للمصالحة الوطنية أن تأتي إلى الوجود بالصورة والهيئة المطلوبة. وهذا الشكل من المصالحة تسمى "مصالحة الشجعان"، لأن التنازلات فيها تكون من أجل المصلحة الوطنية العليا التي تعطي للمنتصر قوة وحضوراً إضافياً على الساحة السياسية من جهة ورصيداً إضافياً على المستوى الشعبي من جهة أخرى، هذا من طرف ومن طرف آخر تشعر المهزوم الضعيف بصدق النوايا وشفافيتها وجدية الطرف الآخر في بناء المصالحة الوطنية الحقيقية التي تضمن وتضم في إطارها العملي حقوق الجميع للعيش تحت سقف الوطن الواحد متساوين في الحقوق والواجبات في ظل الأمن والأمان، عندئذ تعزز ثقته بعملية المصالحة وتزيده قناعة وإيماناً بجدواها وبضرورة وإيجابية السير بعملية المصالحة إلى الأمام حتى النهاية. حيث سيجد في مثل هذه المصالحة حماية للكرامة والكبرياء وحفاظاً لماء الوجه عندها سيكون الجو ملائماً والأرض خصبة ومناسبة لتحقيق "مصالحة الشجعان" المصالحة التي لا يكون فيها غالب ولا مغلوب ويكون الغالب الأوحد فيها هو الشعب والوطن في حالة تحقيقها والمغلوب الوحيد عند عدم تحقيقها هو كذلك الشعب والوطن.. لأنه هكذا تقتضي المصلحة الوطنية إذا كانت الأطراف السياسية التي تسعى إلى بناء المصالحة الوطنية الحقيقية صادقين في نواياهم وأقوالهم وأفعالهم، إما إذا كانوا على العكس من ذلك فان المصالحة لا تحصل أبداً ولا يجني منها الوطن والشعب غير الكلام الاعلامي الفارغ الذي لا يغني ولا يسمن.
في مثل هكذا مصالحة يجب أن يحصل غض النظر عن بعض الجوانب لهذا الطرف أو ذاك بصورة متبادلة والابتعاد عن الانتقائية في التعامل كما حصل ويحصل في هيئة إجتثاث البعث سابقاً وهيئة المساءلة والعدالة حالياً، وإعتماد معايير وطنية شفافة للتعامل مع هذا الموضوع الحساس والمهم الذي عليه يتوقف مصير مستقبل البلد، والتركيز على الجوانب الأساسية الايجابية التي تخدم مصلحة الوطن والشعب من وراء إنجاز المصالحة الوطنية، كما يتطلب الأمر الابتعاد عن عملية نبش مزابل التاريخ التي تنبعث منها الروائح الكريهة التي تعيق عملية المصالحة الوطنية والعمل على دفن وطمر هذه المزابل لمنع روائحها العفنة من الانبعاث من جديد لكي لا تفسد النفوس وتسمم الأجواء المفتوحة للمصالحة الوطنية لأن في عملية فتح ونبش هذه المزابل سوف لا يسلم منها أي طرف من الأطراف ولو بشكل نسبي عليه من مصلحة الجميع دفن وطمر هذه المزابل وإلى الأبد.. وكذلك تتطلب المصالحة الوطنية إجراء عملية الفصل بين الجوانب السياسية والجوانب الجنائية المتعلقة بالجرائم المرتكبة من قبل جميع الأطراف المعنية بالمصالحة الوطنية وترك الأمور للمختصين المعنيين بها لتتولى معالجتها، حيث يتولى السياسيون إيجاد الحلول السياسية المناسبة لمعالجة الجوانب السياسية من عملية المصالحة الوطنية بما يخدم مصلحة الوطن وفق مبدأ "مصالحة الشجعان"، ويتولى القضاء المستقل النزيه والشفاف الجوانب الجنائية وفقاً للقانون والدستور.
وخير مثال لهذا الشكل من المصالحة في العصر الحديث هو قيام دولة الاتحاد الاوربي التي تعتبر النتيجة النهائية للجهود المبذولة من قبل الأمم والشعوب الاوربية بعد قرون من الحروب الدموية التي راح ضحيتها عشرات الملايين من أبنائها وكانت آخر تلك الحروب الحربين العالميتين الاولى والثانية، وبعد إدراكها لضرورة وضع حد لتلك الحروب وبناء اوربا جديدة خالية من الحروب وسفك الدماء ومسالمة مع نفسها والتعايش السلمي بين شعوبها وتقسيم العمل بين دولها حسب ظروفها الجغرافية ومقدراتها العلمية والتكنولوجية وضمان مصالح الجميع كاملة غير منقوصة، كانت النتيجة لهذا الادراك العميق تغيير إتجاه مسار تقدم وتطور أوربا بقيام دولة الاتحاد الاوربي الحالية بجانبها المدني، وقيام منظمة حلف شمال الأطلسي "NATO" بالتحالف مع الولايات المتحدة بجانبها العسكري لتأمين الحماية على مصالح الجميع من أي عدوان خارجي محتمل وتشارك في هذه المؤسسات وفي صنع قراراتها قيادات الدول المهزومة في الحرب العالمية الثانية بفعالية كبيرة، وقد حصلت القناعة الكافية لدى الأطراف المنتصرة والمهزومة في الحرب بضرورة العيش مع بعضها في عالم واحد بأمن وأمان وسلام، أفضل من أن تكون في حالة الحروب كما كانت وتحكمهم شريعة الغابة في ظلها الذي يفترس فيه القويُّ الضعيف.
كل ذلك حصل بسبب صدق النوايا وصفائها في بناء المصالحة وفي إحترام حرية الارادة والقرار لجميع الأطراف ولولاها لما حصل ما حصل.. وحتى منظمة الأمم المتحدة الحالية بكل مؤسساتها هي شكل من أشكال المصالحة الأممية العالمية القائمة على أساس مبادئ العدل والمساواة والمصالح المشتركة وخير مثال نقيض لذلك نجده في قيام دولة الاتحاد السوفييتي وكتلة العالم الاشتراكي وحلف وارسو العسكري، حيث كانت صدق النوايا وصفائها وإحترام حرية الارادة والقرار غائبة ومفقودة بين الأطراف المكونة لهذه المؤسسات، بل كانت هناك إرادة وقرار مفروض من طرف قوي على الأطراف الأخرى بالقوة والقسر، لذلك كان إنهيار هذه المؤسسات السياسية والعسكرية كبيراً وسريعاً ومدوياً بحيث لم يقم أحدٌ حتى المؤسسين لها من الدفاع عن بقائها واستمرارها ساعة سقوطها وإنهيارها.. نلاحظ كم هو الفرق شاسع وكبير بين الحالتين، حالة العالم الغربي الرأسمالي وحالة العالم الاشتراكي في اوربا الشرقية..
لذلك علينا نحن العراقيين أن ندرس التاريخ بدقة ونستفيد من تجارب الآخرين لنختار ما يفيدنا منه في بناء تجربتنا التاريخية في تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية من حيث إختيار الأسس التي نعتمدها لنتمكن من إيقاف النزيف الدموي الذي يتدفق الآن بقوة في كل زاوية من زوايا الوطن، والحريق يجتاح البلاد من أقصاه إلى أقصاه والقيادات التاريخية للنخب السياسية ملتهية ومشغولة بالمهاترات ونبش مزابل التاريخ لبعضها البعض بغرض العثور على ما يمكن الاستناد عليه للنيل من الآخر بهدف الاساءة على سمعته وبالتالي إسقاطه سياسياً باسم الوطن والوطنية، ولكن الحقيقة على ارض الواقع هي على العكس من ذلك تماماً. وبذلك ينطبق على هؤلاء المثل القائل "إنهم لا يبكون على الحسين بل على الهريسة" وهذه حقيقة أصبحت معروفة لدي كل العراقيين ولا تنطلي على أحد لأنه لا يمكن حجب نور الشمس بالغربال.
بمثل هذه الطريقة وبهذا الاسلوب وحده يمكن إنجاز وتحقيق مشروع المصالحة الوطنية الحقيقية في عراقنا الدامي المتحارب مع نفسه وقدم ويقدم الان مئات الآلاف من الشهداء والضحايا البشرية خلال ما يقارب الستة عقود منذ ثورة 14 تموز 1958 إلى يومنا هذا وما زال النزيف مستمراً دماً وأموالاً ووقتاً وتخلفاً في كل مجالات الحياة بكل تفاصيلها، وبهذه الطريقة طريقة "مصالحة الشجعان" وحدها تتحول المصالحة الوطنية من حالة الشعار الاعلامي في سوق التنابزات والمهاترات والمزايدات السياسية لأغراض ذاتية إلى واقع ملموس على الأرض العراقية لأغراض وطنية صرفة.

2321
قراءة موضوعية للخارطة السياسية العراقية في ضوء التحضيرات الانتخابية


خوشابا سولاقا

من الضروري جدا وفي مثل هذه الاجواء الانتخابية المحتدمة ان نعيد قراءة الخارطة السياسية لتوزيع القوى السياسية العراقية على ارض الواقع العراقي وما حصل من تغييرات جوهرية على بنية هذه الخارطة منذ الانتخابات السابقة من حيث اصطفاف القوى السياسية الفاعلة في العملية السياسية الجارية والتحول النوعي الكبير الذي حصل في طبيعة وجوهر خطابها المعلن وخطابها السياسي عشية انتخابات مجلس النواب المقبلة وما ظهر من قوى سياسية وتكتلات انتخابية جديدة ذات توجهات وطنية مختلفة تختلف كليا عن توجهات ومنطلقات الخطاب السياسي للكتل التي تنافست في الانتخابات النيابية السابقة في عام 2005.
ان اجراء دراسة مقارنة ومقاربة بين ما هو معلن اليوم من قبل التكتلات الانتخابية المتنافسة في خطابها السياسي وبين ما كان معلن في انتخابات عام 2005 لنفس الكتل ولو تغيرت اسماؤها اليوم ستكون هذه الدراسة مؤشرا للاستدلال على مسار توجه تطور السياسة العراقية على كافة المستويات في المستقبل القريب اي مستقبل ما بعد الانتخابات، ومن ثم وضع مؤشرات الاستدلال لرسم خارطة الطريق الجديد لمسار العملية السياسية العراقية المتعثرة من اجل الدفع بها الى الامام بقوة لبناء عراق جديد، عراق ديمراطي اتحادي تعددي لامكان فيه للاستئثار بالسلطة من قبل طرف دون مشاركة الاطراف الاخرى، ولا فيه ايضا إقصاء او تهميش او إلغاء لأي مكون من مكونات الشعب العراقي القومية والاجتماعية والسياسية، عراق حر يكون وطن لجميع العراقيين بكل مكوناتهم دون استثناء او تمييز.
كانت الكتل السياسية المتنافسة في انتخابات عام 2005 كتل واضحة المعالم والتوجهات السياسية بملامحها القومية والطائفية المذهبية وذات طابع فيه درجة عالية من التشدد تجاه قبول الاخر كشريك في الوطن وكانت تكتلات ذات خطاب سياسي يحمل الكثير من ملامح وسمات الخصوصية القومية والطائفية المذهبية مع غياب التوجه الوطني الديمقراطي فيه، الا ما ندر لبعض الكتل السياسية الصغيرة نسبياً والتي همشت في العملية السياسية. وعليه جاءت تركيبة مجلس النواب مجسدة لمحتوى هذا الخطاب السياسي ومكرسة لسياسة المحاصصة القومية والطائفية المذهبية على حساب تغييب السياسة الوطنية الشاملة والمشاركة الوطنية في صنع القرارالوطني. وفقا لهذا الواقع المحاصصي والتوافقي المشوه تم إقصاء وتهميش بل إلغاء دور الكثير من القوى الوطنية والديمقراطية المخلصة التي افرزتها الانتخابات من المشاركة برسم سياسة البلاد وبذلك تحولت قاعة اجتماعات مجلس النواب خلال دورته الحالية طيلة اربع سنوات الى مجرد ساحة مباريات المصالح الطائفية والاثنية والفئوية وحتى الشخصية ومنتدى للحوارات والنقاشات البيزنطية العقيمة والمشاكسات والتجاذبات والمهاترات السياسية بين القوى السياسية المتصارعة القومية والطائفية المذهبية المسيطرة على قرار مجلس النواب لتمرير سياسة الصفقات التي تخدم خصوصيات المحاصصة والمعادية لمصالح الوطن في جوهرها على حساب تأخير تشريع القوانين التي تخدم مصالح الطبقات الفقيرة والكادحة من الشعب وتقدم وتطور البلاد، كما ان هذه التركيبة بهذا الشكل قد اضعفت دور المجلس الرقابي في متابعة ومراقبة اداء السلطة التنفيذية لمهامها ومحاربة الفساد المالي والاداري المستشري في اجهزة الدولة من اعلى مستوياتها الى ادناها، حيث كان المجلس طيلة دورته التي اوشكت على نهايتها عاجزا عن محاسبة احدا من مسؤولي الدولة بسبب الفساد والتجاوزات على المال العام وذلك لوجود حماية من داخل المجلس نفسه على هؤلاء الفاسدين والمتجاوزين على حقوق الوطن والشعب بسبب ما تمليه على المجلس سياسة المحاصصة والديمقراطية التوافقية، وهكذا يتم غض النظر من قبل المجلس عن الكثير من الممارسات السلبية غير المشروعة التي يمارسها هذا المسؤول او ذاك من هذا الطرف او ذاك هنا وهناك في اجهزة الدولة المختلفة على حساب مصالح الشعب مراعة لمبدأ الديمقراطية التوافقية والمحاصصة التي ابتلي بها العراق.
اي ان كل طرف يرعي مصالحه ويحمي ممثليه في أجهزة الدولة من المساءلة القانونية والمحاسبة من خلال غضه النظر عن تجاوزات وسلبيات الطرف الاخر عملاً بقاعدة (احميني احميك ولتذهب المصلحة العامة الى الجحيم...!!!) هذا هو واقع الحال في مجلس النواب العراقي الحالي الذي ولد من رحم المحاصصة وترعرع في ظل رعاية وحماية الديمقراطية التوافقية العرجاء والمنافية للديمقراطية الحقيقية النابعة من ارادة الشعب. اما عند النظر الى واقع الخارطة السياسية للكتل السياسية الانتخابية التي اعلنت عن نفسها لحد الان والتي ستخوض الانتخابات المقبلة لمجلس النواب سنجد على الاقل ظاهريا ان تلك الكتل التي كانت سابقا قد تشكلت على اساس الولاء القومي او الطائفي المذهبي قد بدأت عليها مؤشرات التفكك والتشرذم والتحول الى كتل متعددة ومتناقضة وذات رؤى وتوجهات سياسية مختلفة وقد تحول خطابها السياسي على الاقل على المستوى الاعلامي الى خطاب وطني وديمقراطي في بعض الجوانب نوعا ما، وهذا ما هو ظاهر للعيان حتى في تسميات تلك الكتل وشعاراتها الانتخابية، وحتى بعضا منها قد ذهبت في خطابها السياسي المعلن وبرامجها السياسية الى رفع شعارات معادية للطائفية السياسية وسياسة المحاصصة والديمقراطية التوافقة، وكما يلاحظ ايضا على هذه التكتلات تنوع التمثيل في تركيبتها البنيوية بحيث يتضمن تكوينها مختلف مكونات الشعب العراقي، القومية،الدينية، الطائفية والسياسية حتى وان كان ذلك دون مستوى الطموح ولاغراض انتخابية، الا انه يشكل بحد ذاته مؤشرا ايجابيا وخطوة تقدمية نحو الامام على المسار الوطني الصحيح عند المقارنة والمقاربة بما كان عليه الوضع السياسي عشية انتخابات عام 2005.
ان اختفاء الشعارات التي تدعو للمحاصصة والتوافقية والطائفية المذهبية المسيسة والقومية الشوفينية ورفض الاخر من الخطاب السياسي للكتل الانتخابية المتنافسة وحل محله الخطاب الوطني العراقي والدعوة الى اقامة نظام ديمقراطي تعددي اتحادي ونشر ثقافة التعايش السلمي والتآخي القومي والديني والمذهبي والولاء الوطني وبناء السلم الاهلي والمشاركة الوطنية، يعتبر بحد ذاته تحولاً وتطوراً نوعياً في مسيرة العملية السياسية من اجل بناء عراق ديمقراطي حر. ولكن ما يؤسف له في ذات الوقت في الخارطة السياسية العراقية هو ضعف وتفكك وتشرذم قوي التيار الوطني الديمقراطي بكل فصائله المختلفة الوطنية والديمقراطية والليبراليه واليساريه، والذي كان من المفروض به ان يحشد قواه ويخرج الى الساحة السياسية قوياً موحداً وهذا مطلب العراق وكل العراقيين وبكتلة انتخابية ذات خطاب وبرنامج سياسي وطني ديمقراطي شامل واضح النهج والاسلوب واليات العمل وعلى اساس الاتفاق على الحد الادني من المشتركات الوطنية على أقل تقدير لمواجهة التحدي الذي تشكله التكتلات الآخرى التي غيرت لباسها الديني المذهبي والقومي بلباس أخر ذي لون وطني مطلي بالديمقراطية التوافقية، بعد ان اخفقت في الايفاء بوعودها التي قطعتها لناخبيها وفشلت في ادارة شؤون البلاد فشلا ذريعا في كل المجالات خلال السنوات الست الماضية وزرعت بسبب سياساتها غير الوطنية على ارض الوطن الخراب والدمار بكل اشكالها والوانها، واشاعت بين صفوف جماهير الشعب الضغائن والاحقاد الطائفية والقومية والفقر والعوز والجوع والمرض والبطالة وسوء الخدمات المختلفة والرعاية الاجتماعية وغياب الامن والامان، ولكن يظهر ان الامراض التي تعاني منها الاحزاب الاخرى التي فشلت في ادارة الدولة يعاني منها احزاب التيار الوطني الديمقراطي بكل فصائله "الوطني، الديمقراطي، الليبرالي، اليساري" بسبب شهوة السلطة واغراءاتها التي يسيل لها اللعاب، وتفضيل وتقديم المصالح الحزبية والشخصية على المصالح الشعبية والوطنية لبعض قيادات هذا التيار، لذلك نقول لهؤلاء البعض من القيادات التاريخية لاحزاب وقوى هذا التيار بصراحة مطلقة انها سوف تتحمل كامل المسؤولية التاريخية عن ما حصل ويحصل الان وفي المستقبل من الاخفاقات والتداعيات في خراب ودمار البلاد وهدر امواله وفي كل ما يحصل في اي شأن من شؤون البلاد، وذلك لعدم تمكنها من الوصول الى سدة حكم البلاد من خلال الانتحابات وتشكيل الاكثرية النيابية في مجلس النواب بسبب انانييتها الفردية  التي جعلت هذا التيار مفككا ومنقسما على نفسه لايجمعه جامع. عسى ان تصحو قيادات هذا التيار من سباتها وتتجاوز انانيتها ومصالحها الشخصية يوما قبل فوات الاوان لكي لايصبح مثلهم مثل اهل الكهف ولكي لايفوتهم قطار التاريخ ويؤخرهم  اللحاق بمسيرة العراق ويصبح ذكرهم في التاريخ في خبر كان.

2322
ملاحظات تقييمية على قانون الانتخابات الجديد

بقلم خوشابا سولاقا
مما لا شك فيه أن صدور قانون الانتخابات الجديد بحد ذاته يعد تطوراً وتقدماً وخطوة كبيرة إلى الأمام على مسار العملية الديمقراطية وتعزيزها في العراق عند مقارنته بالقانون السابق ولكنه يبقى دون مستوى الطموح لما فيه من نواقص كبيرة وخطيرة، وبذلك يكون قد فتح آفاقاً رحبة لتطور العملية الديمقراطية نحو الأفضل في المستقبل وعليه يستحق التقييم والثناء بما فيه من جوانب ايجابية ونقد الجوانب السلبية بغية الوصول به الى مستوى الطموح المطلوب، حيث كان بموجب قانون الانتخابات السابق صوت الناخب ودوره مغيبين في إختيار من يشاء لتمثيله في مجلس النواب، ولم يكن دوره أكثر من مجرد رقم في الحسابات النهائية لشغل مقاعد مجلس النواب بمن يختارهم رئيس الكتلة الانتخابية الى حد ما من المرشحين المقربين له والمحسوبين عليه والمنفذين لارادته ورغباته من وراء الوصول إلى المجلس وبالتالي إلى سدة حكم البلاد وتم ذلك باعتماد القائمة المغلقة أو كما إتفق الشارع العراقي على تسميتها بالقائمة "الملثمة" أو القائمة العمياء وغيرها من المسميات المستهجنة إن صح التعبير والتي فعلاً تعبر بحق وصدق عن واقع القائمة المغلقة عمليا. اما القانون الجديد عندما أقر إعتماد أسلوب القائمة المفتوحة يكون قد رفع اللثام عن عيون ووجوه المرشحين وأصبحت وجوههم مكشوفة للقاصي والداني من الناخبين بكل ما فيها من محاسن الجمال وعيوب القبح أمام عيون الناخب وجعل كل شيء مكشوفا و معروفا لكي يتمكن من التمييز بوضوح بين زيد وعمرو من الناس ليعطي صوته إلى من يراه أنسب وأكثر كمالاً بالمواصفات المطلوبة لتمثيله في مجلس النواب القادم، وهذه إيجابية لصالح القانون الجديد...
كذلك تعد خطوة تخصيص مقاعد "الكوتة" للأقليات القومية والدينية بالرغم من كون هذا العدد من المقاعد لا يلبي الاستحقاق الحقيقي لهذه الأقليات نسبة إلى عدد نفوسها من سكان العراق، إلاّ أن هذه الكوتة في القانون الجديد تعتبر بحد ذاتها إنجاز كبير نسبياً لهذه الأقليات وجانب ايجابي للقانون الجديد عند المقارنة بما كان في القانون السابق الذي أهمل أصلاً وجود الكيان القومي والديني لها، وكان قد همشها وأقصاها من الخارطة السياسية لمكونات الشعب العراقي. وما هو عليه مؤشر سلبي في هذا الجانب من القانون الجديد ليس فقط نسبة التمثيل المتدنية للمقاعد المخصصة للاقليات، بل هو أيضاً في إعتبار العراق دوائر إنتخابية متعددة لها، وبالذات لأبناء شعبنا "الكلداني السرياني الآشوري" لكونهم قد خصص لهم أكثر من مقعد في مجلس النواب وتم تخصيصها على أساس لكل محافظة يتواجدون فيها مقعد نيابي واحد، وليس على أساس عدد النفوس في المحافظة. فمثلاً محافظة كركوك التي لا يتجاوز عدد نفوس أبناء شعبنا العشرة آلاف شخص خصص لها مقعد ومحافظة بغداد التي يتجاوز فيها عدد أيناء شعبنا الربع مليون نسمة خصص أيضاً مقعد واحد، أنا أرى في هذا الأمر مفارقة غريبة ليست في صالح أبناء شعبنا هذا اضافة الى وجود انتشار لابناء شعبنا في بعض المحافظات الوسطى والجنوبية كالانبار والبصرة والتي لم يخصص لها مقعد كيف يتم التعامل معهم حيث قدموا اعتراضا الى الجهات المعنية بهذا الخصوص..؟ لهذه الاسباب ولغرض تجسيد إرادة الناخب من أبناء شعبنا في إختيار ممثليه في مجلس النواب العراقي بشكل منصف وعقلاني ومتوازن، كان من المفروض و الأفضل أن يعتبر العراق دائرة إنتخابية واحدة لابناء شعبنا، يفوز بالمقاعد المخصصة لنا خمسة مرشحين الأوائل ممن يحصلون على أعلى نسبة الأصوات بغض النظر عن قوائمهم الانتخابية، إضافة إلى ذلك فان تعدد الدوائر الانتخابية على النحو الذي هو عليه الحال تجعل المجال مفتوحاً أمام الحكومات المحلية والأحزاب السياسية المتنفذة والمسيطرة على القرار السياسي في تلك المحافظات وخصوصا في المحافظات التي فيها صراع على الارض بين المكونات الاخرى كما هو الحال في نينوى وكركوك ولاسباب اخرى مماثلة في كلا من دهوك واربيل للتدخل وممارسة ضغوط سياسية بهذه الطريقة او تلك لفرض مرشحين من أبناء شعبنا ممن لهم ولاءات وإرتباطات سياسية بتلك الحكومات والأحزاب بغرض خدمة أجنداتها المستقبلية، بينما الدائرة الانتخابية الواحدة تجعل المرشحين والناخبين في منأى عن مثل هذه التدخلات والتأثيرات المحتملة الحدوث، و كما تدل على ذلك ما جرى من التجاوزات والخروقات والتزوير في الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات في السابق وفي هذه المحافظات بالذات.. عليه نطالب كل من مجلس النواب العراقي والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات ولغرض معالجة هذا النقص وسد الثغرات في القانون الذي يتطلب إعادة النظر بهذا الجانب من القانون الجديد فيما يخص ابناء شعبنا تحقيقاً للديمقراطية وتجسيدا وتكريسا للارادة الحرة للتعبير عن إختيار الممثلين الحقيقيين لشعبنا. وكذلك هناك ملاحظة سلبية أخرى تم تأشيرها على القانون الجديد حيث اغفل القانون معالجة عملية سرقة ومصادرة أصوات الناخبين ممن لم تفز قوائمهم بمقاعد في مجلس النواب من خلال تحويل اصواتهم لصالح القوائم الفائزة الكبرى وحرمان أصحابها الحقيقيين من حق التمثيل في مجلس النواب وهذا أمر غريب وتقليد مشوه ومستهجن ومثير للسخرية وغير معتمد في أي دولة ديمقراطية في العالم، ويعتبر هذا الأسلوب خنجرا مسموما في خاصرة الديمقراطية العراقية وطعنا في شرعيتها القانونية وفي ذات الوقت يعتبر عمل وسلوك مناف للقيم والمبادئ الديمقراطية والمعايير الاخلاقية اذ لم تتم معالجته قبل مصادقة مجلس رئاسة الجمهورية على القانون. كان من المفروض أن يأتي القانون بما يضمن ذهاب هذه الأصوات لأصحابها الشرعيين من خلال إعتبار العراق دائرة إنتخابية واحدة للقوائم الخاسرة، وعليه يتطلب معالجة هذا النقص في القانون الجديد بزيادة نسبة المقاعد التعويضية إلى "15%" من أعضاء المجلس ومنح أصوات الناخبين للقوائم غير الفائزة إلى الخاسر الأكبر وليس للفائز الأكبر وذلك لتحقيق توسيع قاعدة التمثيل النسبي لمكونات الشعب السياسية بكل الوانها  في الداخل وفي بلدان المهجر بشكل متوازن في مجلس النواب العراقي من دون تهميش او اقصاء لاي مكون سياسي حيث أن نسبة "5%" المقرة في القانون الجديد نسبة متواضعة للغاية لا تتناسب وطموح تحقيق هذا المطلب الوطني الذي تفرضه ظروف العراق الحالية، ظروف الصراع والتنافس السياسي بين المكونات المختلفة من اجل بناء دولة ديمقراطية حديثة بكل المعايير. والجانب الآخر الذي لنا عليه مؤشر سلبي هي المادة الخاصة بالمهجرين في الداخل أي المهجرين من محافظة إلى أخرى بسبب الظروف الأمنية التي مرت عليهم في محافظاتهم الأصلية حيث القتل على الهوية الطائفية وبسبب الظروف المعاشية الصعبة التي عانوا منها في المحافظات التي هُجروا إليها اضطروا إلى نقل بطاقاتهم التموينية من المحافظات التي هُجروا منها إلى المحافظات التي هَجروا إليها. إن ما جاء مخيباً لآمال هؤلاء في القانون الجديد هو مصادرة أصواتهم لصالح المرشحين في المحافظات التي هُجِروا إليها على حساب المرشحين في محافظاتهم الأصلية تحت طائلة ظروف طارئة ومؤقتة، بحجة الاعتماد في تحديد المركز الانتخابي للناخب للادلاء بصوته على مكان صدور البطاقة التموينية بينما من المفروض والمنطق العقلاني أن يصوت مثل هؤلاء لصالح المرشحين في محافظاتهم الأصلية أينما كانوا يقيمون في يوم الاقتراع.
ومن دون معالجة هذه الجوانب السلبية في القانون الجديد يكون القانون قد أفرغ من محتواه الإيجابي، وأملنا بمجلس رئاسة الجمهورية نقض القانون بصيغته الحالية وإعادته لمجلس النواب لإجراء هذه المعالجات التي تطرقنا إليها في هذا المقال والتي بتقديرنا تخدم مصلحة الشعب والبلد وترسخ من وحدته الوطنية.

2323
بين "كوتة" الاقليات.. والقائمة المفتوحة والمغلقة..
والدائرة الانتخابية الواحدة والمتعددة.. ماهو الافضل..؟

خوشابا سولاقا
 عند قراءتنا للخارطة الديموغرافية والسياسية للعراق معاً وترابط بعضهما بالبعض في سبيل اختيار ماهو الافضل للاغلبية من ابناء الشعب العراقي بكل مكوناته المختلفة من حيث توسيع قاعدة التمثيل النسبي لهذه المكونات في مجلس النواب من جهة، ومن حيث اعطاء كامل الحق وتوفير الفرصة للمواطن الناخب للتعبير عن رأيه وارادته الحرة في اختيار من يشاء ويراه الافضل والانسب لان يوليه ثقته ليمثله في مجلس النواب، وان يكون صوته الناطق مستقبلا من جهة اخرى.
ان قراءتنا للواقع العراقي وفق هذه الاسس والرؤى وفي ظل سيادة ظروفه الامنية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وفي ظل سيادة ثقافة المحاصصة الطائفية والقومية والدينية والعشائرية والمناطقية السائدة حاليا على حساب غياب الثقافة الوطنية والتي لم يبق منها سوى الجانب الرمزي والشكلي الذي يتاجر به ويزايد عليه الجميع من تجار الوطنية المارقين ممن هب ودب من كل طيف ولون لاغراض الدعاية والمزايدة الرخيصة في حملات التنافس والصراع عبر مختلف وسائل الاعلام لاجل الكراسي والمناصب والسلطة والمصالح الشخصية، هؤلاء الذين يمارسون سياسات تدمير الوطن باسم الوطنية وبأسم الدفاع عن الشعب والوطن والمصالح الوطنية والقومية والدينية والطائفية، ولكنهم في الحقيقة يفعلون ذلك من اجل المصالح الفردية الانانية وهذا ما اثبتته التجربة المرة والمأساوية للسنوات الست الماضية من تاريخ العراق الجديد بعد سقوط النظام الديكتاتوري السابق على ايدي القوات الاجنبية المحتلة للعراق. في ظل هذه العوامل وغيرها الكثير المضطربة والمتناقضة وغياب الشعور الحقيقي بالمسؤولية الوطنية تجاه الوطن والشعب وضعف الوعي والثقافة الوطنية لدى البعض من القادة للنخب السياسية ممن يتحكمون بمصير الوطن والشعب حاليا، ومدى اولوية هذه المسؤولية عندهم على غيرها من المسؤوليات تجاه خصوصياتهم المختلفة، يتطلب الامر اعادة النظر في قانون الانتخابات الحالي جملة وتفصيلا واعادة صياغة مواده وبنوده من الفها الى يائها بالشكل الذي تجعله اكثر تعبيرا واوسع تمثيلا للجماهير العراقية بكل مكوناتها المختلفة قوميا ودينيا وطائفيا واكثر تجسيدا لحرية الرأي والارادة الحرة والتعبير الصادق عن الاختيار الافضل لممثلي الشعب في اعلى واكبر مؤسسة للسلطة التشريعية في البلاد بصورة ديمقراطية، لان هذا هو اقل ما تعنيه الديمقراطية السياسية بابسط اشكالها ومعانيها ومضامينها الفلسفية والفكرية واليات عملها في الحياة الديمقراطية للشعوب الحرة. ولاجل تحقيق هذه الاهداف وتضمينها كحق قانوني ودستوري لجماهير الشعب بمختلف مكوناته يستوجب ان يتضمن التغيير في قانون الانتخابات الجديد المزمع تشريعه والمصادقة عليه واعتماده كقانون اساسي لاجراء الانتخابات بموجبه الاتي:
اولا: "الكوتة" بالنسبة للاقليات القومية والدينية في ظل ظروف العراق الحالية والتي تم ذكرها وفي ظل سيادة ثقافة المحاصصة بكل اشكالها، وطغيان ارث التعصب القومي والديني منذ زمن طويل في العراق وغياب الثقافة الوطنية والحقة وثقافة قبول الاخر والتعايش السلمي بين مختلف مكونات الشعب على ارض الوطن الواحد، وفي ظل ظروف انتشار ابناء هذه الاقليات جغرافيا في عموم مناطق البلاد حسب مصدر المعيشة، ارى ان تخصيص "كوتة" من المقاعد لابناء هذه الاقليات بما يحقق شراكتها في المؤسسات الوطنية الدستورية، هو الحل الامثل والمناسب حاليا لتمثيلها في مجلس النواب العراقي،على ان لايقل التمثيل عن مقعد واحد للاقلية التي تقل عدد نفوسها عن القاسم الانتخابي لتحديد عدد مقاعد مجلس النواب مهما كان عدد نفوسها، وان يتم انتخاب نواب "الكوتة" من قبل ابناء الاقليات وفق القانون وعلى اساس القائمة المفتوحة والدائرة الانتخابية الواحدة لعموم العراق، بهذه الطريقة وحدها يمكن تمثيل وانصاف هذه الاقليات بحق التمثيل في مجلس النواب وبالتالي مشاركتهم في ادارة شؤون البلد كمواطنين بكامل الحقوق والواجبات حالهم حال بقية الاكثريات القومية والدينية من ابناء الشعب العراقي. وغير ذلك يعني التهميش والاقصاء بل وحتى الغاء الوجود القومي والديني لها، وفي نفس الوقت يعني عدم انصافها خرقا للدستور وشرعة اعلان حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير المصير وفق اللوائح والمواثيق الدولية وبشكل مقصود ومتعمد. وتعتمد هذه الالية على الاقل في المرحلة التاريخية الحالية، وعندما تزول وتنتهي مرحلة ثقافة المحاصصة بكل اشكالها وتحل محلها مرحلة الثقافة الوطنية الحقة، عندها يكون الوضع القانوني والاجتماعي لهذه الاقليات في الوطن مماثلاً لوضع الاكثريات متساوون معهم في الحقوق كما هو الحال في الواجبات امام القانون، عندها يكون الاختيار لعضوية مجلس النواب على اساس الكفاءة والاقتدار والنزاهة والاخلاص والولاء الوطني وليس على اساس الانتماءات والولاءات الخصوصية بكل الوانها واشكالها، عندها تنتفي الحاجة الى اعتماد مبدأ "الكوتة" كما هو الحال في المجتمعات الديمقراطية المتقدمة التي لاتفرق بين مواطنيها على اساس الخصوصيات بل تعمل على تقوية الوحدة الوطنية ورص صفوف ابناء الشعب على اساس الولاء الوطني وحب الوطن والاحترام المتبادل وحماية وصيانة حرمة الخصوصيات المختلفة للجميع على حد سواء وبالتالي خلق مجتمع انساني متجانس.
ثانيا: بخصوص افضلية اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة على اعتباره دوائر انتخابية متعددة وخصوصا في ظل ظروف المحاصصة بكل اشكالها والتقسيم الطائفي والقومي وسيادة ثقافة التهميش والاقصاء والاستئثار والانفراد بالسلطة والقرار السيادي بكل مستوياته، وسيادة ثقافة تضليل الناخب والتشويش على افكاره لتغيير قناعاته الوطنية التي يبنيها على اساس مضامين البرامج السياسية للكتل السياسية المتنافسة، وممارسة سياسة غسل الادمغة الساذجة لبسطاء الناس من ابناء الشعب باستخدام خصوصيات الولاءات المذهبية والدينية والقومية والعشائرية والقبلية والمناطقية مستغلين في ذلك ضعف وهشاشة الوعي والثقافة السياسية والوطنية لدى الناخب البسيط، فضلا عن ممارسة الكثير من وسائل الترغيب والترهيب النفسي والفكري والعقائدي والمادي في شراء ذمم المستضعفين والفقراء من ذوي الدخل المحدود من ابناء الطبقات الفقيرة والمعدمة وما اكثر هؤلاء البائسين بسبب الوضع المعاشي المتردي والمزري للغاية، وانتشار البطالة في المجتمع في الوقت الحاضر. في ظل الواقع المرير يكون اعتماد النظام المختلط لدوائر الانتخابية بنسبة اكثر من 75% ودائرة واحدة بنسبة 25% لضمان تمثيل الاقليات القومية والدينية والسياسية والمشردين من الوطن في الخارج هو الافضل من الدوائر المتعددة او الدائرة الواحدة بالكامل، حيث هذا النظام يضمن حق المواطن الناخب في ايصال من يراه مناسبا لتمثيله الى مجلس النواب دون ان يذهب صوته الى من لم ينتخبه اصلا، وهذا يعتبر مصادرة لحق وارادة الناخب وفي نفس الوقت منافي للديمقراطية السياسية. وبالتالي فان اعتماد الدوائر المختلطة يساعد على توسيع قاعدة التمثيل الشعبي في مجلس النواب لاوسع المكونات السياسية والاجتماعية من مختلف شرائح وطبقات المجتمع من المشاركين في عملية الانتخابات لاختيار نواب الشعب. وهذا هو اقل ما تعنيه الممارسة الديمقراطية السياسية الحقة، اي بمعنى اخر ان نظام الدوائر المختلطة يأتي باوسع تمثيل لمكونات المجتمع في مجلس النواب، وهذا هو الهدف المطلوب ديمقراطيا اذا كنا نبغي من الانتخابات الحصول على افضل الادوات ان صح التعبير لبناء دولة حديثة عصرية ديمقراطية، دولة يسود فيها القانون، دولة المؤسسات الدستورية يكون فيها القرار للشعب من خلال مؤسساته التشريعية والتنفيذية والقضائية المنتخبة ديمقراطيا، وليس القرار فيها للفرد او لفئة معينة حصرا يفرض بوسائل ديمقراطية شكلا وديكتاتورية استبدادية في المضمون والممارسة الفعلية.
ثالثا: بخصوص افضلية القائمة المفتوحة على القائمة المغلقة هي ان الناخب سوف يصوت باعتماد القائمة المفتوحة لمن يعرفه ويعرف عنه الشيء الكثير، وان اقل ما يمكن ان يعرفه عن المرشح في القائمة المفتوحة هو السيرة الذاتية له والمؤهلات والتحصيل الدراسي، بينما ذلك غير ممكن في القائمة المغلقة اي القائمة العمياء ان صح التشبيه، ويكون التصويت من خلال القائمة المغلقة تصويتا للمجهول بكل معنى الكلمة. وعليه يبقى المطلوب من الانتخابات ان صوت المواطن الناخب وبالتالي صوت الشعب هو المعيار النهائي الذي يعول اليه لاختيار عضو مجلس النواب وتقييم مدى ديمقراطية الانتخابات من عدمها، وليس التسلسل الذي يحتله المرشح في القائمة كما هو الحال في القائمة المغلقة والتي يتم إعدادها من قبل عدد محدود من أصحاب القرار في المكونات التي تكون هذه الكتلة الانتخابية أو تلك. في إعداد مثل هكذا قوائم يلعب في الاختيار للأسماء المرشحة في القائمة القناعات الشخصية والعلاقات الاجتماعية والمحسوبية والمنسوبية والمذهبية والعشائرية والمزاجات والولاءات السياسية الحزبية دورها الفاعل والحاسم في تحديد تسلسل شخصية المرشحين في القائمة المغلقة على حساب الكفاءة والاقتدار والنزاهة والولاء الوطني. إن القائمة المغلقة بحد ذاتها تلغي عملياً المعنى الديمقراطي لعملية الانتخابات وتفرغها من مضمونها الوطني والانساني والأخلاقي في نفس الوقت، وهي بالتالي أقرب إلى التعيين منه إلى مفهوم الانتخاب الحر بأبسط مضامينه الديمقراطية وتصنف ضمن أكثر أصناف الانتخابات تخلفاً والتي لا تؤدي في نهاية المطاف إلاّ إلى إستدامة واستمرار العضو المنتخب بهذه الطريقة في عضوية مجلس النواب، وقد تتحول العملية إلى توريث عضوية مجلس النواب إلى الأبناء والأحفاد كما يحصل اليوم في محاولات توريث رئاسات الجمهورية في بعض البلدان العربية، بحكم الامتيازات الكبيرة التي يتمتع بها عضو مجلس النواب الحالي، ويبقى هذا الاحتمال قائما إذا لم نتصد له، وبالتالي يتحول المجلس بأعضائه إلى طبقة إجتماعية ثرية في المجتمع.
لهذه الأسباب ترفض الجماهير الشعبية بكل فصائلها القائمة المغلقة جملة وتفصيلاً، وتقول نعم نعم للقائمة المفتوحة، القائمة التي يستطيع الناخب من خلالها محاسبة المرشح وحتى إقصائه في حالة الفشل والاخفاق في أدائه لمهامه في الدورة النيابية السابقة على عكس القائمة المغلقة التي تتستر على عورة الفاسدين والفاشلين وغير اللائقين الذين لا تتوفر فيهم من الصفات اللائقة التي يجب أن تتوفر في عضو مجلس النواب.
هكذا وعلى ضوء ما استعرضناه تكون إجابتنا الصريحة على ما تساءلنا بشأنه في عنوان مقالنا هذا نحو ما هو أفضل في ظل الظروف العراقية الراهنة والتي استعرضناها في معرض حديثنا في هذا المقال... نقول
1- الأفضل هو... نعم نعم "للكوتة" للأقليات القومية والدينية... كلا كلا للتهميش والاقصاء وإلغاء الوجود القومي والديني والاستئثار والانفراد بالسلطة في حكم البلاد على حساب الشراكة الوطنية.
2- الأفضل هو... نعم نعم للنظام الدوائر المختلطة بنسبة 75% متعددة الدوائروبنسبة 25% دائرة واحدة لكل العراق لتوسيع قاعدة التمثيل وحماية حقوق الناخب من المصادرة... كلا كلا للدوائر الانتخابية المتعددة او الواحدة بالكامل لكل العراق.
3- الأفضل هو... نعم نعم للقائمة المفتوحة المعرَّفة والناطقة... كلا كلا للقائمة المغلقة العمياء والصامتة والمجهولة الهوية.
4- الأفضل هو... نعم نعم لإعطاء المقاعد الفائضة في المجلس لاكبر الخاسرين لتوسيع قاعدة التمثيل في مجلس النواب... كلا كلا لمصادرة أصوات الناخبين وإرادتهم في إعطاء أصوات القوائم غير الفائزة إلى اكبر الفائزين لأن ذلك يشكل إستخفافااً بارادة وحقوق وكرامة الناخب وهذا مخالب للديمقراطية.
 

2324
الاصلاح السياسي وعلاقته بالوحدة والديمقراطية في التنظيم السياسي

بقلم: خوشابا سولاقا
بما أن كل تنظيم سياسي هو وسيلة للتعبير عن تطلعات وطموحات الناس في المجتمع ويكون في ذات الوقت وسيلة لتحقيق تلك التطلعات والطموحات من خلال العمل الجماعي المنظم، وبما ان هذه التطلعات والطموحات في حالة تغير بصورة دائمة ومستمرة مع تغير وتطور الحياة الاجتماعية عليه فان وسائل تحقيق تلك التطلعات والطموحات والتي هي المؤسسات السياسية المتمثلة في التنظيمات والأحزاب السياسية والمؤسسات الاجتماعية المتمثلة في مؤسسات المجتمع المدني المختلفة، هي الأخرى يجب أن تتغير وأن تتطور وأن تطور آليات عملها ورؤاها وأفكارها تجاه هذه التغيرات الحاصلة في المجتمع وفقاً لذلك لكي تتمكن من إكتساب القدرة والديمومة للاستمرار بعملها بشكل متوازي مع متغيرات الحياة الاجتماعية وبعكسه تكون قد حكمت على نفسها بالموت. من خلال هذه الرؤية لواقع التغير في الحياة وعلاقته بالانسان الذي يشكل الهدف والوسيلة لهذا التغير يصبح العمل في تغيير طبيعة البنى الفوقية المتمثلة في الثقافة والفنون والأدب والفكر والفلسفة والسياسة والعلاقات الاجتماعية بين الناس في عملية التغيير والاصلاح الاجتماعي بمختلف أشكاله في الحياة أمر لابد منه لأن هكذا هو منطق العقل السليم وإرادة سنة مسيرة الحياة وبعكسه لا يمكن أن تستمر الحياة في مسيرة تقدمها التصاعدي نحو ذرى المستقبل الأفضل والأكثر إشراقاً وتطوراً.
عليه فأن عملية الاصلاح في البنى التحتية والفوقية للتنظيم السياسي مهما كانت طبيعته الفكرية وأيديولوجيته، من حيث ضرورة تغيير كوادر الهيئات القيادية وإعادة صياغة الأفكار والرؤى والمنطلقات النظرية للتنظيم السياسي وأن يكون ذلك خاضع إلى إعتبارات المصلحة العامة للأمة والشعب والوطن والتنظيم وليس إلى إعتبارات مصالح الخصوصيات الضيقة، عندها يكون إجراء وتحقيق الاصلاح مطلب جماهيري وأمر حتمي وواجب مفروض على التنظيم السياسي بموجب ما تقتضيه لوائح التنظيم التي تحكم وتوجه عمله، ولكي يتحقق ذلك وبالشكل الذي ينعكس إيجابياً على مسيرة التنظيم السياسي في التقرب والترابط العضوي بين كوادره بمختلف مستوياتهم من جهة وبينه وبين الجماهير الشعبية من جهة أخرى، عبر آليات الحوار والنقاش الديمقراطي الحر الشفاف والمفتوح وبروحية رفاقية ديمقراطية بعيدة عن القسر والاجبار ومصادرة الحريات في طرح الآراء وتوجيه الانتقادات البناءة مع إحترام الآراء المخالفة للرأي السائد في ظل إطلاق حرية الرأي والرأي الآخر عندها يكون الاصلاح هو الاصلاح السايسي المطلوب لأختيار أفضل وأجدر وأنضج الكوادر للهيئات القيادية لقيادة التنظيم السياسي في المرحلة التأريخية المعينة. عملاً بالقول "لكل مرحلة تأريخية من النضال السياسي أشخاصها المناسبين"، وبالتالي تكون إمكانية المحافظة على الوحدة الفكرية والتنظيمية للتنظيم السياسي وترسيخ قوة الممارسة الديمقراطية في صفوف التنظيم بين مختلف مستويات كوادره أمرا واقعا ومحتوما.
إن إعتماد هكذا أسلوب وسلوك مثل هذا النهج في عملية الاصلاح هي التي تقود التنظيم السياسي إلى تحقيق الأهداف الستراتيجية المرسومة له. والعكس ليس إلا مجرد فوضى عشوائية ومراهقة صبيانية سياسية غير ناضجة لا تؤدي إلا إلى خراب وتدمير مرتكزات البنى التحتية والفوقية للتنظيم السياسي.
ولغرض تقريب الصورة أكثر إلى مدى دائرة الرؤية الذهنية للقارئ الكريم والمتتبع لشؤون العمل السياسي المنظم ندخل في جزء من التفاصيل حول العلاقة العضوية الجدلية بين الوحدة الفكرية والتنظيمية والممارسة الديمقراطية في التنظيم السياسي في ظل عملية الاصلاح السياسي الموجبة الاجراء مع الأخذ بنظر الاعتبار الظروف الذاتية للتنظيم والظروف الموضوعية المحيطة في المرحلة التأريخية القائمة على أرض الواقع.
إن أهم المبادئ الأساسية في التنظيم السياسي مهما كانت طبيعته الفكرية وبنيته الاجتماعية، هما مبدأين يرتبطان ببعضهما البعض إرتباطاً عضوياً مباشراً وهما "الوحدة الفكرية والتنظيمية" و "الممارسة الديمقراطية" ويشكلان مبدآن أساسيان في حياة وعمل التنظيم السياسي بسبب العلاقة الجدلية بينهما في الحياة العملية على أرض الواقع.
لا شك أن للوحدة الفكرية والتنظيمية للتنظيم السياسي، أي بمعنى وحدة الارادة والفكر والعمل لا سيما في الهيئة القيادية دوراً عظيماً وفعالاً وحاسماً في تحقيق والمحافظة على قوة التنظيم السياسي وبالتالي قدرتها على التحرك بحيوية وفعالية أكبر، ولا ريب أن للانضباط التنظيمي أي "الانضباط الحزبي" النابع من الوعي الذاتي لضرورته في الحياة التنظيمية وليس ذلك الضبط المفروض قسراً على العضو في التنظيم كسياق عمل وفرض تنظيمي، له دوره الهام في خلق هذه الوحدة في الارادة والفكر والعمل في الهيئة القيادية مهما كانت تسميتها في التنظيم المعني. ولكن ما يحصل في التنظيمات ذات الفكر والتوجه الشمولي، كثيراً ما توضح مسألة العلاقة في ما بين الأمرين، أعني العلاقة بين ممارسة الديمقراطية داخل الهيئة القيادية ووحدة الهيئة في نشاطها التنظيمي، على نحو متعارض وترسم لها معادلة عكسية، أي على العكس ما من المفروض أن تكون عليه في حالة العلاقة الجدلية.. أي كلما زادت الممارسة الديمقراطية في العمل التنظيمي قل الالتزام بالرأي والارادة الموحدين والعكس أيضاً كلما جرى التأكيد على وحدة الفكر والارادة والرأي في نشاط الهيئة القيادية للتنظيم قلت بالمقابل ممارسة الديمقراطية والتعبير عن رأي الفرد والمبادرة الفردية وجرى التجاوز على حق المجموعة المخالفة وقمع رأيها بحجة المحافظة على وحدة الضبط التنظيمي في التنظيم وبالتالي صيانة وحدة التنظيم الحزبي.
إن بروز الخلافات في الرأي في الهيئة الحزبية الواحدة أمر طبيعي وظاهرة صحية وأمر مألوف، وفي العادة لا يجري التوصل إلى الآراء الموحدة إلا عبر الحوار والنقاشات الجادة، وفي الحياة يجري نوعان من المناقشات والمداولات وما يحكم التباين بينهما هو الغرض منهما، هل يراد من الحوار والتداول الوصول حقاً إلى رأي موحد داخل الهيئة التنظيمية الواحدة، وهو ما يساعد في تعزيز وحدتها وتماسكها وتطور نشاطها، أو يراد منه تعميق التنافر وتأكيد الفردية والنزعة الشخصانية الديكتاتورية وإضعاف روح التشارك والانضباط في صفوفها لأغراض شخصية أنانية وبالتالي إشاعة الفوضى والتطاير والتطرف وروح الانشقاق في التنظيم على حساب الوحدة الفكرية والتنظيمية وأسلوب العمل الجماعي في التنظيم السياسي. العلة إذن ليست في ممارسة الديمقراطية من عدمها، وإنما في النوايا التي يراد أن تؤدي إليها هذه الممارسة، وعلاج التناقض في الآراء ووجهات النظر لا يأتي عن طريق إلغاء الممارسة الديمقراطية وكبت وقمع الآراء والأفكار المخالفة وحجب الرؤى المناقضة لرؤى القيادة، وفرض الآراء المعينة بالقسر بأسم الضبط التنظيمي. وإنما ينشأ بالممارسة الصبورة والانفتاح الرفاقي الديمقراطي الحر للتغلب على التناقضات الناشئة في الرأي في الهيئات الحزبية بمختلف مستوياتها الحزبية، وفي تعزيز العمل المشترك وتأكيد العمل الجمعي.
ونلاحظ هنا أن روح التنافر وشيوع العدمية واللجاجة في المناقشات تشتد في أيام المصاعب والمحن، والعكس من هذا، فان روح التضامن والسرعة في التوصل إلى الآراء الموحدة والالتزام بالعمل المشترك والانصهار في بوتقة الجماعة تتعاظم مع تزايد حجم الانتصارات وتحقيق المكاسب الفردية والحزبية.. عملاً بقول "أخوة أعداء ألداء عند الانتكاسات، وأعداء أخوة أحباء عند المكاسب".. أما إذا نظرنا إلى المسألة من وجهة نظر ومن زاوية الخصوصيات الاجتماعية المختلفة، القومية والدينية والطائفية والعشائرية والقبيلية والطبقية، فان الأمور نراها تختلف بصورة جلية، ففي أيام الانتصارات تعبر الأفكار عن مصالح تلك الخصوصيات بصورة جلية، ولا تجرء الأفكار التي تنشد المصالح الفردية على الظهور في أيام كهذه الأيام. أما في أوقات التراجعات والانتكاسات والاخفاقات فيحدث العكس.
وعلاج مثل هذه الحالات لا يأتي من خلال تشديد المركزية في عمل الهيئات القيادية، بل في أية هيئة حزبية من مستوى أدنى على حساب التخلي عن ممارسته الديمقراطية بأسم ممارسة الضبط الحزبي وتطبيق أحكام النظام الداخلي للتنظيم أو أية تبريرات أخرى من هذا القبيل تحت أية ذريعة كانت، رغم أن هذا العلاج هو الأقرب إلى التناول، والأكثر شيوعاً للأسف في التنظيمات والأحزاب ذات الفكر والتوجه الشمولي بشكل خاص، وإنما يأتي العلاج بالعمل الصبور الواعي للأفكار والمنطلقات النظرية والآيديولوجية التي تبناها التنظيم في أدبياته ومنهاجه السياسي ونظامه الداخلي، والقراءة الدقيقة للظروف الذاتية والموضوعية المحيطة لتصحيح الأفكار الخاطئة إن وجدت ووضعها في إتجاه المسار الصحيح باتجاه تحقيق الأهداف الستراتيجية للتنظيم. لا خلاف في أن الوحدة الفكرية والتنظيمية المتينة قوة أكبر للهيئة الحزبية المعينة، ولا يمكن تحقيق هذه الوحدة في الهيئة الحزبية المعينة، بمجرد فرض الضبط الحزبي مهما كانت المبررات، ولا تعود في مثل هذه الحالة سوى أن تكون وحدة شكلية. بل إن الوحدة الحقيقية المنشودة هي تلك الوحدة التي تنشأ من خلال الأنضباط الذاتي الواعي والنابع من القناعة الحقة عبر التداول الديمقراطي للأفكار والذي يختلف بدوره عن ذلك الذي أصحابه يستمتعون بالخلاف مع الآخرين ويرون في ذلك الخلاف نوعاً من توكيد وتحقيق الذات العظيمة. إن وجود مثل هؤلاء في الهيئات القيادية للتنظيم السياسي هو بمثابة مرض عضال يستوجب إستئصاله قبل أن يستفحل ويصبح قاتلاً لا علاج له إذا أريد للحياة الحزبية أن تستقيم وتسير على مسارها الطبيعي وتستمر إلى نهاية المطاف المرسوم لها كما ينبغي أن تكون. إن الحقيقة النهائية لا توجد في الحياة ولا يمكن أن توجد، بل هي مرهونة بظروفها الموضوعية وبظروفها التأريخية. وإذا تعذر معرفة الواقع الموضوعي والتأريخي معرفة دقيقة وبصورة تامة وكاملة لا يكون بوسع الانسان معرفة إلا جوانب محددة من الحقيقة الموضوعية التي يبحث عنها، ومقياس الصحة والخطأ في هذا الجانب تقرره مصلحة الشعب والأمة وليس أي شيء آخر غيره من المصالح الذاتية والأنانية، كحب الشهرة والوجاهة والظهور بمظهر البطل القومي أو الوطني وإطلاق العنان لنفسه بالتصريحات الطنانة والرنانة والجوفاء في نفس الوقت عبر مختلف وسائل الاعلام من أجل خلق للذات صورة الشخصية المحورية في نضال الحزب من دون أن يشاركه فيها أحداً من رفاق الحزب كما هو الحال مع زعماء وقادة النازية والفاشية في ألمانيا وإيطاليا واسبانيا والبرتغال ومختلف قيادات الأنظمة الديكتاتورية والشمولية فيما بات يعرف بالعالم الاشتراكي أمثال ستالين وماو وبقية قادة الأحزاب الشيوعية والعمالية في اوربا الشرقية وآسياً وأمريكا الوسطى واللاتينية والمنطقة العربية والشرق الأوسط أمثال جمال عبد الناصر وصدام حسين والقذافي وحافظ الأسد وغيرهم الكثير الكثير والقائمة طويلة جداً.. إن اختمار هذه الأفكار ونزعات التفرد والاستئثار بسلطة القرار لدى أعضاء الهيئات القيادية في أي تنظيم سياسي تكون هي السبب في تجريد ذلك التنظيم من عناصر التجدد والتطور الايجابي وتوسيع وتفعيل القدرات على استيعاب المستجدات في الحياة وتجاوز الأخطاء والممارسات السلبية الشاذة والمنحرفة عن مسار التنظيم وغيرها من عناصر القوة والترابط والالتصاق والتفاعل مع الجماهير الحزبية بشكل خاص والجماهير الشعبية بشكل عام، وبالتالي إضعاف الوحدة الفكرية والتنظيمية داخل التنظيم السياسي ومن ثم حلول الكارثة، كارثة التفكك والانحسار والانحلال بشكل تدريجي إلى أن تصل الأمور إلى حافة الهاوية فينتهي عندها التنظيم السياسي وينتهي دوره في قيادة الجماهير الشعبية..
والأمثلة كثيرة لا حصر لها عبر مختلف بلدان العالم لمثل هذا النشوء للأحزاب والصعود وثم التفكك والانحلال والسقوط في الهاوية في النهاية من دون رجعة وهناك الكثير تسير الآن نحو هذا المصير كل ذلك بسبب الصراعات الأنانية والطموحات الشخصانية غير المشروعة لقياداتها التأريخية.

2325
في التربية والثقافة السياسية حول الطبيعة ..
التكوينية للاحزاب والحركات السياسية

بقلم: خوشابا سولاقا
طبيعة الحياة تفرض على الانسان حتما ان لا يعمل ان لم يكن له من وراء هذا العمل غاية او مصلحة معينة، وهذه الغايات والمصالح متنوعة في شكلها ومضمونها، حيث قد يكون شكل المصلحة في العمل مصلحة عامة كأن تكون مصلحة وطنية او قومية او انسانية او مصلحة شعب معين او مجتمع بعينه، هذا قد يكون الظاهر للعيان، ولكن يبقى الهدف الحقيقي غير ذلك بصورة غير ظاهرة والذي هو تحقيق مصلحة شخصية وقد تكون تلك المصلحة مادية او قد تكون معنوية مثل البحث عن الشهرة والسمعة والموقع الاجتماعي وغيرها، وفي اغلب الاحيان الاثنان معا. ولكن ما لا يمكن ان يكون له وجود هو العمل من اجل مصلحة المجموع او المصلحة العامة من دون ان يكون هناك مصلحة خاصة، وكذلك الحال لا يمكن ان يكون هناك وجود لعمل من اجل المصلحة الشخصية دون ان يكون له ارتباط وثيق بالمصلحة العامة. وهكذا تبقى العلاقة بين العمل من اجل المصلحة العامة والمصلحة الشخصية علاقة الغاية بالوسيلة، ولكن عادة الطرف الغالب في هذه العلاقة هو العمل من اجل المصلحة العامة وتكون هي الوسيلة، والمصلحة الشخصية تكون هي الغاية. ان الآليات التي تعتمد في تحقيق فعل هذه المعادلة في الحياة هي التنظيمات السياسية والجمعيات الاجتماعية المختلفة الاختصاصات من مؤسسات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات العمالية والمنظمات الشبابية والطلابية والنسائية واي شكل اخر من اشكال التجمعات المهنية. حيث نرى عندما نستطلع مشاهد التاريخ ان الملاكات القيادية في مثل جميع هذه المؤسسات تعمل وتتصارع فيما بينها وتستقتل وتستميت في سبيل البقاء والاستمرار في مواقعها القيادية والكل يعمل وبشتى الوسائل المتيسرة والممكنة الشريفة منها وغير الشريفة وبما فيها التصفيات الجسدية والتشهير والاساءة الى السمعة بكل انواعها لازاحة بعضها البعض من هذه المواقع من اجل الانفراد والاستئثار بسلطة القرار فيها.. هل من المعقول والمنطق ان تكون حماية ما يسمى بالمصلحة العامة في كل هذه الصراعات هي السبب في كل ذلك..؟ ام ان هناك شيئا اخر اهم..؟ نعم هناك ما هو اهم بكثير بالنسبة الى هؤلاء فهو منافع وامتيازات خاصة تقود هؤلاء الى خوض كل هذه الصراعات من اجلها. لو كانت المصلحة العامة وحمايتها هي السبب في هذه الصراعات لكان الانسحاب من هذه المواقع من قبل البعض لصالح البعض هو الخيار المرجح وهو الخيار الاسهل والانسب والافضل من كل الخيارات الاخرى لحسم الامور الخلافية بهدوء وسلام دون شوشرة ومن دون اللجوء الى الاساليب والوسائل العنيفة والتصفيات الجسدية وتدبير المكائد والمؤامرات ضد بعضها البعض كما يحصل بين القيادات التاريخية التي تقود كل هذه المؤسسات المختلفة السياسية منها وغيرها، والتاريخ مليء بمثل هذه الشواهد المرعبة التي تقشعر لها الابدان. ان الشيء الذي يهمنا التطرق اليه على خلفية مقدمة هذا الموضوع التي تم التعرض له بشيء من الاختصار، هو استعراض الطبيعة التكوينية للتنظيمات والحركات السياسية التي تزرع العراق عرضا وطولا، لغرض تسليط الضوء على الخارطة السياسية لواقع العراق الحالي وافاق تطوره على المدى المنظور. وعليه وبناءً على هذه المنطلقات الفكرية تكون الطبيعة التكوينية لتركيبة هذه الاحزاب والحركات السياسية على النحو التالي:
اولا: احزاب وحركات سياسية تكونت في بدايتها على اساس التقاء مجموعة كتل وفصائل سياسية مختلفة التوجهات والرؤى بالحد الادنى من المشتركات، سواءً كانت هذه المشتركات قومية او وطنية او غيرها وضمن اطار ما يسمى بالمصلحة الوطنية العامة او المصلحة القومية العامة. لذلك فان مثل هذه الاحزاب والحركات السياسية تكون اواصر الوحدة وعناصر القوة فيها ضعيفة وغير مستقرة وتكون معرضة الى هزات سياسية في مسيرتها العملية، وتكون ظروفها الذاتية والموضوعية الداخلية مهيئة وخصبة وحُبلى بالانفجارات وحصول الانشقاقات في صفوفها وعودة كل فصيل وتكتل فيها الى وضعه المنفرد، طبعا يكون مصدر تلك الاسباب الباعثة الى الانفصال والتفكك هي المصالح الانانية الشخصية او الخاصة في تقسيم المنافع والامتيازات المادية والمعنوية بين قيادات تلك الفصائل المكونة لمثل هذه الاحزاب والحركات، وتزداد هذه الاسباب وتتوسع قاعدة انتشارها في حالة مشاركة هذه الاحزاب والحركات في السلطة وادارة الدولة، بسبب زيادة وتوسع حجم المنافع والامتيازات التي توفرها ادارة الدولة وممارسة السلطة، وعندها لا يكون بوسع ما يسمى بالمصلحة العامة مهما كانت طبيعتها من المحافظة على الوحدة الحزبية على حساب ردم هوة الاختلافات والخلافات بين القيادات التاريخية للفصائل المكونة لمثل هذه الحركات والاحزاب السياسية على المصالح والمنافع والامتيازات الفردية. وخير مثال على مثل هذه الحركات والاحزاب السياسية في العراق حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة مام جلال الطالباني.
ثانيا: احزاب وحركات سياسية تكونت على اساس عشائري والولاءات العشائرية لقياداتها من اجل تحقيق منافع اقتصادية ضمن اطار الادعاء بالعمل من اجل المصلحة القومية العليا نظريا، ولكن عمليا وواقعيا تبقى مصلحة العشيرة والقبيلة والعائلة القائدة لها فوق كل المصالح والاعتبارات الاخرى، اي تكون مصلحة العائلة القائدة والعشيرة قرينة المصلحة القومية العليا. لذلك فان مثل هذه الاحزاب والحركات السياسية تكون فيها هي الاخرى اواصر الوحدة وعناصر القوة فيها هشة وضعيفة وهزيلة وتتغير بتغير حجم وطبيعة المصالح المتحققة لصالح القيادات العشائرية المتنفذة في قيادات مثل هذه الاحزاب والحركات مقابل تقديم ولائها للقيادات العائلة المتنفذة والمهيمنة بل المسيطرة على القرار السياسي في الحزب والوارثة لقيادة الحزب بالتالي. وعليه عند حصول اي خلاف على المصالح والمنافع والامتيازات بين القيادات العشائرية المكونة لهذه الحركات والاحزاب، يؤدي الى اعلان الاطراف التي تضررت مصالحها او عند شعورها بذلك انسلاخها وخروجها من الحزب وتشكيل حزب جديد او الانضمام الى حزب مماثل يضمن لها مصالحها الخاصة. وخير مثال ونموذج على مثل هذه الاحزاب هي الاحزاب ذات التوجه القومي، والتي عادة وخصوصا في بداية تكوينها وتشكيلها تدق على وتر تحفير عناصر العشيرة والقبيلة والطائفة لغرض استقطاب الجماهير الساذجة حول المحور القومي واستغلالها في صراعها مع الفصائل السياسية الاخرى المختلفة عنها في التوجه الفكري. وخير مثال نموذجي على هذا الصنف من الاحزاب والحركات السياسية على الساحة العراقية الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب البعث العربي الاشتراكي والاحزاب القومية العربية التي تبنت توجهات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والصراعات والتصفيات الدموية والانسلاخات التي حصلت في التجارب التاريخية لهذه الاحزاب تقدم اسطع دليل وخير برهان على مثل هذا الصنف من الاحزاب والحركات السياسية.
ثالثا: احزاب سياسية وحركات سياسية تكونت على اساس معتقدات دينية مذهبية وخلفيات طائفية تعمل من اجل تحقيق اجندات سياسية دينية مذهبية طائفية وتحاول فرضها بالقوة على الاخرين، عادة مثل هكذا احزاب وحركات تكون متشددة ومتعصبة في افكارها وطروحاتها ورؤآها باعتبارها افكارا مستمدة ومنبثقة من روح العقيدة الدينية ولا تقبل التأويل والاجتهاد، وان مثل هذه الاحزاب والحركات لا تؤمن مبدئيا بقبول الاخر والتعايش معه، وهي تعمل بالحقيقة على تسييس الدين وفق العقيدة المذهبية بامتياز. وهذه الاحزاب والحركات السياسية تجمع في تكوينها وتركيبتها نفس الشرائح الاجتماعية والمكونات العشائرية الموصوفة في الصنف اولا وثانيا فيما تقدم ولكن وفق منظور مذهبي طائفي. وهي بالتالي تكون احزاب ضعيفة في اواصر وحدتها وعناصر القوة فيها وتكون معرضة للتمزق والتشرذم والانشقاق على المدى المنظور، وخاصة عندما تحين الفرصة للمنافع والامتيازات جراء ممارسة السلطة في ادارة شؤون الدولة لان تفعل فعلها في الصراع على المنافع بين القيادات التاريخية لها على الساحة العملية. وخير مثال على مثل هذا الصنف من الاحزاب والحركات السياسية هي الاحزاب ذات المعتقدات والتوجهات الدينية المذهبية في اطار الطائفية المؤدلجة، وما حصل ويحصل فيها وباستمرار وخصوصا بعد ممارساتها للحكم من التشرذم والتمزق والانشقاق، كما حصل في حزب الدعوة الاسلامية والتيار الصدري وما انبثق منهما من احزاب وتنظيمات تحت يافيطات مختلفة خلال السنوات الست من حكم العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في جانب، وما حصل في الحزب الاسلامي العراقي وغيره من التنظيمات المذهبية على الجانب الاخر، خير دليل على صحة هذه الرؤية لواقع هذه الاحزاب الآيلة الى التشرذم والتمزق والتفكك بسبب عجزها من قراءة الواقع السياسي والاجتماعي للمجتمع العراق، وبالتالي عجزها عن تحقيق طموحات الجماهير المسحوقة من ابناء الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية. وان ما نراه ونتلمسه ونعيش معاناته من شيوع الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة التي تقودها هذه الاحزاب من جهة وغياب الخدمات المختلفة وانتشار البطالة والجريمة والفقر والعوز بين صفوف الجماهير جعلت هذه الاحزاب في واد والجماهير في واد اخر اكيد ان الشعب سيقول كلمته الفصل بحق هذه الاحزاب والحركات السياسية في انتخابات المجلس النيابي القادم بعد ان قال نصفها في انتخابات مجالس المحافظات قبل اشهر قليلة، تذكروا ان الشعوب هي التي تصنع التاريخ وليس الخطباء في ساحات المزايدات السياسية من اجل الكراسي والمنافع الشخصية وكتاب الشعارات البراقة والخادعة.
رابعا: احزاب سياسية عقائدية تكونت هذه الاحزاب والحركات بفعل ايمان مجموعة من افراد المجتمع بعقيدة سياسية وفكر سياسي معين وفلسفة سياسية معينة، تعمل مثل هذه الاحزاب والحركات على استقطاب وكسب اوسع الجماهير الشعبية المتضررة في المجتمع حولها من الشرائح والطبقات الاجتماعية المتماثلة في مصالحها ودورها التاريخي في المجتمع، وكذلك تعمل مثل هذه الاحزاب والحركات من اجل تغيير شروط معيشتها ودورها في قيادة المجتمع ضمن اطار العمل من اجل المصلحة الوطنية ولكن وفق منظور طبقي من خلال اقامة نظام سياسي جديد يكون فيه للاغلبية الساحقة من محرومي الشعب دور ريادي وقيادي فيه. ان اواصر الوحدة العضوية وعناصر القوة في مثل هذه الاحزاب والحركات السياسية تكون اقوى كميا وليس نوعيا مما هي في غيرها من اصناف الاحزاب والحركات المذكورة، ولكن وجود الطموح الشخصي والنزعة الفردية عند الانسان للارتقاء والتفوق والغيرة الانانية من الاخر لغرض السيطرة والتسلط وتحقيق منافع وامتيازات شخصية معنوية كانت او مادية، معنوية مثل الشهرة والموقع الاجتماعي وغيرها التي تسيطر على تفكير وخلجان النفس عند البعض من الكوادر القيادية التاريخية لمثل هذه الاحزاب والحركات تؤدي الى ظهور افكار متعددة ومتضاربة ومتناقضة احيانا لبعضها البعض عندما تنضج الظروف الذاتية والموضوعية لذلك، وبالتالي تتفاقم وتتوسع هذه التناقضات والخلافات الفكرية وتأخذ طابعا تناحريا عنيفا يؤدي بالنتيجة الى حصول انشقاقات في صفوفها، وقد تتخذ هذه التناحرات والصراعات الانشقاقية من اعتماد اسلوب التصفية الجسدية بين الكوادر القيادية التاريخية لهذه الاحزاب والحركات وسيلة لتصفية الحسابات السياسية بينها. وخير مثال على مثل هذه الاحزاب والحركات، الاحزاب الشيوعية والاشتراكية والعمالية والحركات الثورية في مختلف بلدان العالم. وتجربة الحزب الشيوعي السوفييتي والحزب الشيوعي الصيني وجميع الاحزاب الشيوعية والعمالية في اوربا وغيرها من البلدان غنية للغاية بمثل هذه الصراعات والتصفيات وكانت الاسباب الباعثة لذلك في جميعها متماثلة ومتشابه لحد التطابق الكامل. وما حصل في الحزب الشيوعي العراقي من التشرذم والتمزق والانشقاقات خلال تاريخه الطويل كان تكرارا وانعكاسا لما يحصل في الحركة الشيوعية العالمية فضلا عن ما اضافته الخصوصية الوطنية من الاسباب الذاتية لحصول مثل هذه الانشقاقات الكارثية التي اخرت وعرقله مسيرة الحزب السياسية.
وخلاصة ما نريد قوله من خلال ما تم عرضه في هذه المقدمة، هو ان ما تشهده ساحة الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من صراعات مختلفة على المصالح، ليست صراعات من اجل المصلحة العامة مهما كانت طبيعة وتسمية تلك المصلحة، وطنية، قومية، طبقية، او غيرها. وانما هي في حقيقة الامر صراعات المصالح الشخصية متخذة من المصلحة العامة واجهة اعلامية ووسيلة للتغطية لتحقيق المصالح الشخصية، او كما يقول المثل المصلحة العامة هي كلمة حق يراد بها باطل الذي هو المصلحة الشخصية للكوادر القيادية للاحزاب والحركات السياسية العاملة على الساحة السياسية. هكذا سنجد حقيقة الامر عندما نحلل الامور تحليلا علميا ومنطقيا، وما يجري الان على الساحة العراقية من خروقات وتجاوزات على المصلحة ونهب المال العام واستشراء الفساد الاداري والمالي وانتشار الجريمة خير تجسيد لهذه الرؤية، رؤية صراع المصالح الشخصية تحت غطاء المصلحة العامة، هذا الصراع الذي تقوده الاحزاب السياسية المشاركة في الحكم يقود البلاد يوم بعد اخر الى الهاوية والخراب في كل مجالات الحياة. نقول لهؤلاء كفاكم رياءً ونفاقا وتشدقا بالمصلحة الوطنية العامة وعودوا الى رشدكم ان العراق وطن الجميع وبحاجة الى جهود الجميع موحدة من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.

2326
عمو بابا.. كان رمزاً وطنياً عراقياً كبيرا

ًبقلم: خوشابا سولاقا

لقد كان الراحل الجليل الكبير الخالد الذكر طيلة حياته الرياضية الطويلة الحافلة بالانجازات الرياضية العظيمة مثالا للتواضع والبساطة والمثابرة والنزاهة والاخلاص والوفاء للوطن، رمزا للانسان الوطني العراقي الصميمي المخلص الملتصق بتربة وطنه وحب شعبه بشكل غريب مثير للدهشة، وقد حاول الخالد الذكر ان يجسد ذلك في كل نشاطه الرياضي وانجازاته الكثيرة منذ ريعان شبابه الى اخر لحظة من حياته وهو راقد في المشفى، وقد جسد ذلك بشكل جلي حتى في حياته الشخصية، حيث فضل البقاء والعيش في احضان ارض الوطن متحملا معاناة المرض والرعاية الصحية والوحده على العيش في احضان العائلة في ارض المهجر والغربة، لانه كان مؤمنا ومقتنعا ان الانسان لا يكون حرا ويشعر بكرامته وسمو النفس وشموخ الذات ورفعة الرأس الا في وطنه، وكان مؤمنا بأن الذي يترك وطنه يكون مستعدا لان يترك كل شيء اخر من دون ان يدرك اهمية الوطن في الحياة، هكذا فضل الخالد الذكر البقاء والموت في احضان الوطن بدلا من ان يتيه غريبا مجهولا في بلاد الغربة.. طوبى لك يا ايها الجليل العظيم الخالد يا ابا سامي.. كم كنت عظيما؟ وكم كنت كريما؟ وكم كنت نبيلا وساميا في خلقك واخلاقك، هل ستبقى قدوة لغيرك من ابناء شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" بشكل خاص..؟ مثالا ورمزا للوطنية وللاخوة العراقية الحقة..؟
عسى ان تكون كذلك، لانك في ذلك ستضيف مأثرة اخرى الى مآثرك الكثيرة في تخليد اسم العراق.. انك سوف تخلد في تاريخ العراق إبنا باراً ورمزا وطنيا عراقيا كبيرا وشامخا تتباهى بك الاجيال القادمة من ابناء شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" كما يتباهون بآشور بانيبال وسنحاريب وحمورابي ونبوخذنصر وشميرام وبختيشوع وغيرهم من عظماء اجدادنا الذين بنوا حضارة العراق.. يا ابا سامي كما عشت في قلوب العراقيين طيلة حياتك، حيث احبك الجميع من دون استثناء عربا وكوردا وتركماناً وابناء شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري"، مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين وإيزيديين، هكذا كنت مثالا للانسان العراقي الاصيل في حياتك وعملك، عسى ان تقتدي بك كرمز للوطنية الخالصة كل المكونات ابناء شعبنا العراقي بشكل عام وابناء شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" بشكل خاص، اليوم يبكيك العراقيون جميعا صغارا وكبارا ويعزي بعضهم البعض وكل لون منهم يحس ويشعر بأنه قد فقدك ولا ينظر اليك انك من أية قومية انت او ماذا كان دينك او مذهبك بل ينظرون اليك كوطني عراقي اصيل غيور معطاء اعطى للوطن من دون مقابل، عدا حب العراقيين له ذلك الحب الذي تجسد يوم مماتك وتشييعك.
هكذا جسدت في حياتك وعملك قول السيد المسيح له المجد "افعل في الناس ما تريده ان يفعلوه فيك" وقوله "احب للناس ما تحبه لنفسك".. انت أحببت العراقيين جميعا وقدمت لهم عطاءً ثرا عظيما في حقل الرياضة والوطنية من اجل إعلاء شأن العراق في المحافل الدولية من خلال الرياضة ورفعت اسمه عاليا بين الامم، فبادلك العراقيون حبا وتقديرا واحتراما وسوف يخلدونك ويقيمون لك النصب التذكارية في ملاعب وساحات العراق بطوله وعرضه وستبقى ذكرى جميلة مؤثرة وخالدة في كل قلب ونفس عراقية مدى الدهر. وستبقى خالدا خلود عظماء العراق الذين سبقوك في ساحات العمل والعطاء، وستبقى نجما لامعا بين تلك النجوم التي سطعت في سماء العراق.. طوبى لك بل الف طوبى يا ابا سامي، انك رحلت من بين صفوفنا بجسدك وتلك هي سُنة الحياة، ولكنك باقٍ بل وستبقى حيا خالدا في قلوب ونفوس محبيك من ابناء العراق لاجيال طويلة، ونلت ما تستحق من المحبة الخالصة والمكانة العالية والتكريم المبجل من جماهير الشعب العراقي في حياتك ومماتك ما لم ينله الا القليل من الابطال العظماء الخالدين في التاريخ.
انك حقا رمز وطني عراقي كبير ونبراس للاخوة العراقية الصميمية الحقة بكل مكوناته كنت شخصا يجسد شعبا كاملا، وشعلة تنير الدرب لمن يريد ان يمثل الوطن تمثيلا صميميا حقيقيا.. واخيرا لا يسعنا الا ان نذرف من عيوننا قطرات الدموع الوداعية اكراما واجلالا وحزنا واسى على رحيلك الابدي من بين صفوفنا يا ايها الجليل الخالد الذكر "عموبابا" شيخ المدربين العراقيين، رحمك الله واسكنك فسيح جنانه ولاهلك واصدقائك ومحبيك الصبر الجميل والسلوان.

2327
رؤية استراتيجية للماضي والحاضر من اجل المستقبل القومي لشعبنا "الكلداني السرياني الآشوري"
بقلم خوشابا سولاقا
قبل البحث عن صياغة استراتيجية جديدة لتحقيق الوحدة القومية لشعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" وايجاد اليات واعتماد التكتيكات المناسبة لذلك، لابد لنا من اجراء دراسة علمية وواقعية لوضع شعبنا تاريخيا ومراحل التطور التي مر بها خلال مسيرته لغرض تبيان واكتشاف الاسباب الرئيسية التي ادت الى تمزقه وتشرذمه بهذا الشكل المأساوي والوصول الى ما وصل اليه الان، "شعب واحد بثلاث تسميات". لان مثل هذه الدراسة ستساعدنا وتمكننا حتما من صياغة استراتيجية جديدة  للوصول من خلالها الى ايجاد السبل المناسبة الناجعة لحل هذه المشكلة المعقدة وبالتالي تقودنا الى اكتشاف مفاتيح الحل للعقد المستعصية وتمهيد الطريق نحو الوحدة القومية لشعبنا على كل الاصعدة.
لكن قبل اكتشافنا للاسباب الحقيقية وتحليلها علميا وتفكيك الغازها لابد من العودة الى نقطة البداية لنشأة المشكلة تاريخيا وفلسفيا، ولا يمكن لنا ولكائن من يكون مهما كانت قدراته وامكانياته من تحقيق الوحدة القومية لشعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" من دون  العودة الى تلك النقطة والانطلاق منها.
عليه فان دراستنا تسير على محورين اساسيين، فالمحور الاول للدراسة هو "المحور اللاهوتي" الذي كان احد الاسباب لحصول التمزق بين ابناء امتنا الواحدة كنسيا وقومياً، هذا المحور كان السبب في الانشقاق كنسيا، فظهرت على اثره كنائس عديدة انبثقت من كنيستنا المشرقية الرسولية الجاثاليقية العريقةومازالت ظاهرة الانشقاقات مستمرة لهذا السبب او ذاك الى يومنا هذا.
والمحور الثاني هو محور تاريخي الذي استند اليه واعتمدت خلفياته من قبل من كان وراء الانشقاق في كنيستنا المشرقية لغرض تكريس وشرعنة وتقديم التبرير التاريخي للانشقاق في الكنيسة وتحويل طابعه من تمزق وانشقاق لاهوتي الى تمزق وانشقاق قومي، حيث اخذت تطلق تسميات تاريخية وردت في تاريخ شعبنا قبل المسيحية بغض النظر عن طبيعة وكينونة تلك التسميات لغرض التمييز بين اتباع هذا المذهب وذاك التي ظهرت في كنيسة المشرق في منتصف القرن السادس عشر للميلاد. وبذلك كرس الانشقاق القومي في امتنا عملياً، حيث اصبح اتباع كل مذهب يشعرون بانهم يختلفون عن اخوانهم من اتباع المذهب الاخر في كل شيء بما في ذاك قومياً، وكل ذلك كان من صنع الغرباء الذين قدموا من وراء المحيطات. هكذا ظهرت التسميات الثلاثة بمضامينها ومعانيها المذهبية القومية المزدوجة واستشرت بين ابناء امتنا وكنيستنا المشرقية بقوة كالنار في الهشيم، واخذت الصراعات المذهبية اللاهوتية والتناقضات المعتقدية تشتد وتتعمق وتأخذ طابعاً تناحرياً جيلا بعد جيل الى ان وصلت الى درجة تنكر الاخ لاخيه. وعلى خلفية وارضية هذه الصراعات والتناقضات المذهبية اصبح واقع الحال والقائم حاليا حقيقة واقعة لا يمكن نكرانها وخطا احمرا للجميع لا يمكن تخطيه او تجاوزه من قبل كائن من يكون وذلك حفاظا على مقدسات المذهب وثوابته المطلقة. ومن يتجرأ ويتجاوز على هذه الثوابت يتم اتهامه بالكفر والهرطقة يتطلب تحرمه ان لم يتم رجمه او حرقه.
هكذا كان سبب واصل الخلاف ونشوء المذاهب وانشقاق كنيسة السيد المسيح عالميا، هو الاجتهاد اللاهوتي الذي ظهر في الكنيسة حول طبيعة السيد المسيح وتسمية البتول بام الله او بام المسيح.
كان هناك رأيان حول طبيعة السيد المسيح، فهناك من يقول بان للسيد المسيح طبيعة واحدة وهي طبيعة الهية وبالتالي هو اله كامل وهو ابن الله، وهناك من يقول بان للسيد المسيح طبيعتان، طبيعة الهية باعتباره خلق في رحم البتول بكلمة من الله، وطبيعة انسانية لانه ولد من البتول كما يولد اي مولود انساني بطريقة طبيعية وعاش بين البشر كأي انسان اخر، وصلب ومات على الصليب ودفن كباقي الموتى وقام من بين الاموات في اليوم الثالث.. على ضوء هذا الاجتهاد اللاهوتي بين المجتهدين حول طبيعة السيد المسيح، ظهر الاختلاف الثاني بينهم حول تسمية العذراء. فانصار الرأي بان للسيد المسيح طبيعة واحدة وهي طبيعة الهية وبالتالي هو اله كامل، اطلقوا على العذراء "مريم ام الله". اما انصار الرأي الاخر ان للسيد المسيح طبيعتان، طبيعة الهية وطبيعة انسانية، اطلقوا على العذراء "مريم ام المسيح" المقصود بطبيعته الانسانية.
الطرفان يؤمنان بالوهية السيد المسيح، وفي نفس الوقت يؤمنان بانه ولد من العذراء بطريقة طبيعية كما يولد اي مولود انساني اخر وعاش بين البشر كأي انسان الى ان بدأ التبشير برسالته المقدسة بين بني اسرائيل من اليهود، ثم صلب بتآمر قادة ووجهاء اليهود مع السلطة الرومانية آنذاك بعد ان عذب عذابا شديدا ومات على الصليب مصلوباً ثم دفن بين الاموات كبقية الموتى من اليهود ثم قام من بينهم في اليوم الثالث، كل شيء كان كما ورد في نبوآت انبياء بني اسرائيل الذين بشروا بقدوم المسيح. كل ذلك ومن وجهة النظر الفلسفية البحتة لا تؤشر بوجود اي اختلاف جوهري بين الرأيين سواءً كان ذلك حول طبيعة السيد المسيح، بين ان تكون له طبيعة واحدة الهية او ان تكون له طبيعتان طبيعة الهية واخرى انسانية في الحالتين الرأيان متفقان على الوهية السيد المسيح، اما الاختلاف حول تسمية العذراء "مريم ام الله" او "مريم ام المسيح" فالامران سيان لا اختلاف جوهري بينهما ايضاً، فهي ام الله بطبيعته الالهية وهي ام المسيح بطبيعته الانسانية، لا يوجد في كل ذلك ما يقلل من شأن ومكان وقدسية السيد المسيح او امه العذراء مريم المقدسة. فالخلاف اللاهوتي الفلسفي الذي حصل حول هذا الموضوع، هو خلاف من حيث آلية المناقشة والاجتهاد وليس من حيث المضمون والجوهر. فهو بالتالي لا يختلف عن الخلاف الفلسفي الذي دار بين فلاسفة الاغريق قديما قبل ظهور الديانة المسيحية حول فلسفة كون البيضة من الدجاجة، ام الدجاجة من البيضة. فهناك من قال باسبقية البيضة على الدجاجة، والا من اين وكيف جاءت الدجاجة ما لم تكون هناك بيضة..؟ وهناك من قال باسبقية الدجاجة على البيضة، والا من اين وكيف جاءت البيضة ما لم تكون هناك دجاجة..؟ الافتراضان والسؤالان على قدر كافي من الصواب وقوة الحجة جعلت الطرفين في حيرة من امرهما..!! ولكن الطرفان متفقان ضمنيا وعقليا ان البيضة تبيضها الدجاجة والدجاجة تخرج من البيضة، ولكن من يسبق الاخر فذلك هو الامر المحير وتلك هي عقدة الفلسفة. كان من المفروض ان يتوقف هذا الجدال عند هذا الحد من التفلسف لو كان الطرفان يريدان خدمة قضية الفلسفة بحد ذاتها. كذلك الحال بالنسبة الى المجتهدين اللاهوتين ان اجتهادهم حول طبيعة السيد المسيح وبالتالي اجتهادهم حول تسمية العذراء كتحصيل حاصل ان يتوقف عند الحد قبل حصول الانشقاق والتمزق والتشرذم في كنيسة السيد المسيح له المجد للمحافظة على وحدة الكنيسة والعقيدة المسيحية وليس العكس. ولكن ما العمل اذا كانت طبيعة الفلاسفة والمفكرين والمجتهدين هي الجدال والاختلاف حتى على ما يتفقون عليه..!! وهذه هي مشكلة الفكر والفلسفة وبالتالي مشكلة الانسان عبر تاريخه الطويل.
اما فيما يخص المحور التاريخي، ليس هناك ما يثبت ويبرهن ويؤكد بالدليل القاطع، مثلا ان آشور هل كان الهاً وسميت الوطن باسمه او بالعكس..؟ ام كانت آشور قومية سميت الالهة والوطن باسمها..؟ لا دليل تاريخي لكل ذلك لينهي الجدل والافتراضات العقلية. وكذلك الحال مع الكلدانية التي ظهرت لاول مرة في بابل القديمة، لا دليل تاريخي لدينا ان كانت كلمة الكلدانية تسميه لارض او لآلهة او لقومية، ام كانت مهنة او حرفة او علم معين اطلق اسمه على سكان بابل لكونهم اشتهروا بممارسته في حينها. هذا من جهة ومن جهة اخرى ليس لدينا ما يوضح بالدليل التاريخي ما علاقة موطن الكلدان الحاليين بموطن الكلدان القدماء في بابل..؟ حيث اطلقت تسمية الكلدان على من يسمون بالكلدان حاليا بعد اعتناق قسم من اتباع كنيسة المشرق للمذهب الكاثوليكي في منتصف القرن السادس عشر في شمال العراق حاليا او آشور قديما. كل ذلك لا شأن لنا به الا بالقدر الذي يساعدنا على اكتشاف خيوط الحقيقة التاريخية عن اسباب الفرقة والتمزق والتشرذم مذهبيا في كنيستنا، كنيسة المشرق العظيمة، وبالتالي معرفة اسباب التمزق والتشرذم القومي الذي ندفع ثمنه دما ودموعا غالية وتشتتا وضياعا في بلدان المعمورة اليوم ونعيش كاليتامى والغرباء في ارض الوطن التاريخي ارض الاباء والاجداد ارض "بيث نهرين".
اما ما يخص كلمتي "السريان" و "السريانية" قديما وحديثا لا اعتقد ان هناك اثنان يختلفان حول معنى ومنشأ الاصل التاريخي لهذه التسمية، واعتقد ان ما كتبه الشهيد المرحوم الاب الدكتور يوسف حبي في كتابه "كنيسة المشرق" كافٍ ووافٍ للغرض المطلوب. حيث يقول في صفحة "44 - 45" من كتابه هذا ان كلمة السريان مشتقة من كلمة "سوريا" وتلك بدورها مشتقة من كلمة "آسيريا" وهذه مشتقة من كلمة "آشور" ووفقا للفظ اليوناني "syriac, syrian, syria, assyria, assur" ومهما اختلفت هذه التسميات باللفظ من مكان الى اخر ومن عصر الى عصر فانها تشترك بمشتركات موحدة وكثيرة منذ الايام الاولى من فجر التاريخ لحضارة ما بين النهرين من عهد سومر واكد وبابل وآشور وحتى سقوط نينوى وبابل من بعدها وما بعدها وفجر بزوغ شمس المسيحية ونشوء كنيسة المشرق وبناء اول كنيسة في العالم هي كنيسة "كوخي" في المدائن الحالية وتوسع امبراطورية كنيسة المشرق الرسولية الجاثاليقية من سواحل البحر الابيض المتوسط غربا الى سواحل بحر الصين شرقا تبشر بالرسالة المسيحية، باللغة الارامية، السريانية، الكلدانية، الاشورية سميها ما شئت، فان ذلك لا يغير من الواقع التاريخي والحاضر لابناء هذه الامة العظيمة الشان في الحضارة الانسانية والعالمية شيئا، لانها تسميات متعددة للغة واحدة والتي ابجديتها "آلب، بيث" الى "شين، تاو". وهذا هو المشترك الاعظم، وكذلك هناك الكثير من المشتركات كالاسماء والعادات والتقاليد والازياء الشعبية والثقافة والتراث التاريخي والمصير المشترك والاصرار الشديد على التمسك بالعودة الى الوحدة القومية من قبل ابناء جميع مكونات هذه الامة بكافة تسمياتها الحاضرة "الكلدان السريان الاشوريين"هو خير دليل على كون الجميع "شعب واحد" ،هذا في العصر الحديث، عصر المسيحية وما بعدها.
اما في العصور القديمة ما قبل المسيحية نجد ايضا ان اللغة السومرية والاكدية والبابلية والاشورية هي لغة واحدة موحدة وتكتب بالخط المسماري نفسه وان مفرداتها لا تختلف بين العصر السومري والاكدي والبابلي والاشوري الا بالقدر الذي املاه تطور الحياة الاجتماعية على هؤلاء الناس خلال تلك العصور، اي ان لغة هؤلاء الاقوام كانت واحدة مهما اختلفت تسمياتهم من سومريين، اكديين، بابليين، اشوريين، اي بمعنى اخر كانها كانت لهجات متعددة للغة واحدة ولشعب واحد، كما هو الحال مع الكثير من اللغات المعاصرة مثل العربية والكوردية وحال لغتنا الحالية في العراق. وهذا مجرد مثال نورده من الواقع الذي نعيشه حاليا.
وعند دراستنا لتاريخ هذه المجموعات البشرية التي سكنت ارض العراق من سومر الى آشور خلال ما يقارب اربعة الاف سنة قبل سقوط بابل الاخير، نجد الكثير من المشتركات اضافة الى اللغة المشتركة كالاسماء والطقوس والثقافة والفنون والتراث وغيرها من الامور التي على اساسها تتشكل الامم، هذه المشتركات تدل وبشكل قاطع لا يقبل الشك ان جميع تلك المجموعات البشرية كانت تشكل امة واحدة او هي من اصول قومية واحدة حسب المفهوم الحديث للامة والقومية معا مهما اختلفت تسمياتها المستمدة من اسم الالهة او من اسم الوطن.
كل هذه المقدمات تم استعراضها لغرض الاثبات لابناء شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" الحالي باننا كنا قديما ومازلنا مهما اختلفت معتقداتنا وتسمياتنا ابناء شعب واحد مهما كانت الاسباب التاريخية واللاهوتية التي فرقتناومزقتنا واوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم من تشرذم وتمزق.
وبعد هذا الفهم المشترك لاسباب تشرذمنا وتمزقنا نستطيع ان نصوغ استراتيجية جديدة للوصول من خلالها الى ايجاد السبل الكفيلة والحلول المناسبة لفك الغاز العقد التي تكبلنا وتجعلنا اسرى عاجزين من تجاوز واقعنا المرير والتصدي لعوامل ضعفنا الداخلي وتقليص هوة اختلافنا وخلافاتنا التاريخية واللاهوتية وعدم الثقة بين مكوناتنا، وبالتالي تحقيق المصالحة والسلام في كنائسنا ومجتمعنا. ان تحقيق المصالحة والسلام في كنائس شعبنا يشكل المنطلق و الاساس المادي الذي منه ننطلق لبناء وحدة شعبنا القومية وعلى شكل مراحل وليس بدفعة واحدة وبقدرة قادر كما يتخيل البعض من الحالمين القصيري النظر وهواة السياسة الديماغوجية من المتعصبين والمتشددين على ما هم عليه الان من التسمية والمذهب من ابناء شعبنا سواءً اكانوا في الكنيسة او الاحزاب السياسية او مؤسسات المجتمع المدني او في اي موقع اخر من مجتمعنا "الكلداني السرياني الاشوري".
عليه ارى على ضوء المعطيات المذكورة والموجودة على الارض التي نعمل عليها ان تكون استراتيجيتنا الجديدة مبنية على ثلاثة محاور تسير بشكل متواز لا تتقاطع مع بعضها ولكنها تلتقي في تحقيق الهدف النهائي في خلق وتوفير المستلزمات المادية لانجاز وحدة شعبنا القومية.
وهذه المحاور الثلاثة هي على التوالي كما يلي:

اولا: المحور اللاهوتي المذهبي
بالنظر لكون التشرذم والتمزق في صفوف شعبنا والانشقاقات التي حصلت قد انطلقت من الخلافات الاهوتية في الكنيسة كما تم التوضيح، عليه فان بداية العمل للانطلاق نحو تحقيق الوحدة القومية يجب ان تنطلق من الكنيسة ولكن ليس بالوسائل السياسية والتدخل في الشأن السياسي من خلال جعل الكنيسة بالقائمين عليها بديلاً للمؤسسات السياسية، بل ان تبقى الكنيسة تعمل ضمن اختصاصها في بناء وخلق وعي لدى الرعية بضرورة تجاوز ونسيان احقاد الماضي وتأسيس لثقافة جديدة ثقافة المحبة والتسامح والسلام التي تشكل جوهر العقيدة المسيحية، والعمل على اسقاط كل ما يسيء للاخر ويرفض قبوله والتعايش معه بسلام من طقوس وممارسات كنسية ادخلت الى كنائس شعبنا بعد الانشقاقات، والتبشير بأن تكون جميع كنائس طوائف شعبنا هي كنائس للجميع، واسقاط كل الحُرمات التي صُدرت في كنائسنا ضد بعضها البعض وبالتالي خلق المصالحة والسلام في كنائسنا ومجتمعنا. كما وليس من حق المؤسسات السياسية لابناء شعبنا التدخل في الشؤون الدينية عدا ما تستطيع تقديمه من الدعم المادي والمعنوي الذي يخدم الهدف العام، عملا بقول السيد المسيح له المجد "اعطوا لله ما لله واعطوا لقيصر ما لقيصر" ولغرض تحقيق هذا الهدف "السلام في الكنيسة" على القائمين على كنائس شعبنا فتح حوار لغرض عقد مجلس مسكوني او على غراره للآباء الاجلاّء لكنائس طوائف شعبنا شعبنا لدراسة حالة التشرذم والتمزق في كنائس شعبنا وبالتالي اصدار القرارات والفتاوى بما يحقق السلام والمصالحة في كنائسنا دون المساس بخصوصياتها المذهبية، دون ان يكون هناك اي تدخا مباشر او غير مباشر للمؤسسات السياسية في هذا الشأن حفاظا على استقلالية قرار المؤسسة الدينية.



ثانيا: المحور السياسي القومي
انطلاقا من ايماننا بالنهج الديمقراطي وبالتعددية الحزبية والسياسية وقبول الاخر وعدم الايمان بسياسة الاقصاء والتهميش والاستئثار بالقرار السياسي على المستوى القومي والوطني لابناء شعبنا، والايمان بان الشعب مصدر السلطات عليه بالتالي عدم الايمان بمصادرة اراء وحرية الاخرين من العمل السياسي على الساحة القومية. لذلك يتطلب من المؤسسات السياسية لابناء شعبنا التي تمتلك قرارها السياسي المستقل في هذا المجال فتح الحوار الصريح والصادق مع بعضها وبدون شروط مسبقة لاجل توحيد الرؤى والاراء وبالتالي توحيد الخطاب السياسي لها على المستوى القومي والوطني للعمل المشترك..
اما تقرير الحكم النهائي في كل شان قومي بحق اي طرف من الاطراف السياسية العاملة على الساحة القومية وتقييمه يكون من حق جماهير الشعب وليس ذلك من حق اي طرف سياسي -كائنا من يكون- ان يجعل من نفسه بديلا للجماهير، ومعيارا لتقييم الاخرين، هذه الرؤية في العمل السياسي تعتبر قمة الممارسة الديمقراطية في العمل السياسي الجماهيري الايجابي.


ثالثا: المحور السياسي الوطني
انطلاقا من ايماننا بالولاء الوطني قبل اي ولاء اخر والنهج الديمقراطي والشراكة في الوطن من اجل بناء عراق ديمقراطي اتحادي تعددي حر، يضمن الحقوق القومية والدينية والسياسية لجميع مكوناته وتساوي الجميع امام القانون يتطلب من  مؤسساتنا السياسية المختلفة اعتماد سياسة وطنية راسخة بامتياز مبنية على اسس رصينة متينة فيها بعد نظر للامور القومية والوطنية وليس سياسة ردود افعال آنية لافعال وتجاوزات الاخرين وكذلك لاحداث آنية تحصل هنا وهناك على الساحة الوطنية والدولية، والابتعاد عن سياسة الاقصاء والتهميش والاستئثار بالقرار السياسي والسلطة على اساس عزل وتجيم الاخر.. عليه يتطلب من مؤسساتنا السياسية دائما القيام بدراسة الواقع السياسي العراقي بكل مكوناته وتياراته السياسية المختلفة وتحديد الاصدقاء الصديق الاقرب قبل البعيد ومعرفة الخصوم لا اقول الاعداء، لانه من المفروض بنا ان لا يكون لنا عدو من الفصائل الوطنية مهما اختلفنا معها بالرأي. وان نقرأ ونحلل الاصطفافات السياسية المستجدة التي تحصل وتتغير باستمرار على الساحة السياسية الوطنية لنتمكن من اختيار موقعنا وتحديد موقفنا اين نقف مع من وضد من ضمن قواعد اللعبة السياسية الديمقراطية في مؤسسات الدولة المعنية بالقرار السياسي والتشريعات القانونية لكي لا نتفاجئ بما هو غير متوقع الحصول. وعلى مؤسساتنا السياسية بكل فصائلها المختلفة ان تفتح قنوات الحوار الوطني الديمقراطي مع كافة الفصائل السياسية الوطنية من كل مكونات الشعب العراقي وان تكون لها افضل العلاقات مع الجميع. وان تبتعد عن سياسة الطعن والتشهير والتجريح والتحقير للاخر مهما كان الاخر وان نوعّي ابناء شعبنا من الكوادر السياسية العاملة في الاحزاب والجماهير الشعبية -على اختلاف مستوياهم الثقافية،- وان نجعل من هذا النهج والسلوك تقليدا وعرفاً سياسياً وشعبياً خطاً احمرا للجميع لا يجوز تجاوزه مهما كانت المبررات، سواء كان ذلك في التعامل الرسمي او الشخصي. باعتماد هذه السياسة نوسع من رقعة اصدقاء ومؤيدي شعبنا ومؤسساتنا السياسية على المستوى الوطني.
ان اعتماد هذه الاستراتيجية وتطبيقها على المحاور الثلاثة سيرفع من مستوى وشأن مؤسساتنا السياسية والكنسية بين الجماهير على كل المستويات وسنفَّعْل من دورها التاريخي في النضال القومي والوطني، وسنقوّي ونوسع القاعدة الجماهيرية لها بين ابناء شعبنا بصورة خاصة والشعب العراقي بصورة عامة وهذا ما امتنا بأمس  الحاجة اليه في ظروفها الحالية التي تم التطرق اليها دائما وابدا.

2328

ملاحظات لتصحيح معلومات محرفة عن "الحكومة العراقيةوقضية الآشوريين"

بقلم:خوشابا سولاقا
لقد اصابني والكثيرين من ابناء شعبي "الكلداني السرياني الآشوري" الاستغراب والدهشة عندما قامت جريدتكم الغراء "الدستور بنشر مقال " في ملحقها البعد القريب للعدد "1604 " في 18 / اذار / 2009  عن موضوع لايفيد نشره في المرحلة العصيبة الحالية التي يمر بها العراق باي شيء مفيد ألاّ وهو "الحكومة العراقية وقضية الآشوريين" بقلم الاستاذ خالد خلف داخل، وخصوصاً انه قدم الموضوع حسب وجهة نظر ما وثقته مصادر الحكومة العراقية الرسمية على ما اعتقد مثل كتاب "تاريخ الوزارات العراقية" لمؤلفه السيد عبد الرزاق الحسني او غيره من الكتب التي الفها كتاب عراقيين اخرين من الموالين للحكومة العراقية في حينها. طبيعي هؤلاء عرضوا القضية بشكل مشوه وغير دقيق طمساً للحقيقة التاريخية محاولين بذلك كما جرت العادة مع كتاب الحكومات تحميل الجانب الآشوري مسؤولية ماحصل من القتل الجماعي في سميل حيث قتل اكثر من اربعة الآف آشوري من الابرياء العزل من النساء والاطفال والشيوخ في مجزرة رهيبة يندى لها الجبين لم يحصل لها مثيل في تاريخ العراق لا لجرم ارتكبوه هؤلاء المساكين بل لانهم ارادوا ان يعيشوا في كنف ارض وطن الاباء والاجداد بأمن وامان، وقد لمح الاستاذ الكاتب المحترم الى المجزرة من بعيد وتجنب ذكر تفاصيل ماحصل من البشاعة، كما ذكر ذلك في الاسطر الاخيرة من مقاله. لذلك اسأل الاستاذ خالد لماذا تذكر اموراً ليس لها قيمة انسانية ولا قيمة تاريخية مثل ذكرك لجفاء الاشوريين في التعامل مع العراقيين وتجاهلهم لدوائر الدولة العراقية ومراجعتهم للمستشارين الانكليز ان كان في ذلك شيء من الصواب طبعا، ولكنك لم تذكر شيئا عن مذبحة "قرية سميل التي بقرت فيها بطون الحوامل من النساء وقتل رجال الدين والشيوخ وهم حاملين العلم العراقي فوق رؤوسهم ومعلقين شهادة الجنسية العراقية في رقابهم" كأنك تفعل كما قيل "قتل امريءِ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن قضية فيها نظر".. ان الآشوريين كانوا ضحية السياسة الاستعمارية لبريطانيا في المنطقة حيث استغل الانكليز سذاجة وامية العشائر الآشورية وشجاعة مقاتليها تحت واجهة الدين لتحقيق اغراضهم واهدافهم الاستعمارية الدنيئة ببشاعة ودناءة من دون رحمة. وحين ادرك الآشوريون هذه السياسة القذرة لبريطانيا اخذوا يطالبون الانكليز بقوة على تنفيذ وعودهم لهم التي وعدوهم بها مقابل دخولهم الحرب الى جانبهم كحلفاء وليس إلاّ، وخصوصاً بعدما حصل لهم من المآسي والمعاناة الكبيرة جراء الهجرة الطويلة من مناطق سكناهم في منطقة هيكاري في تركيا الحالية مروراً بايران ثم دخولهم وعودتهم الى ارض الوطن الام "العراق" بعد ان فتكت بهم الامراض وفعل القتل والجوع  فيهم الشيء الكثير من الآلام والجروح العميقة، حيث فقدوا خلال هذه الرحلة المأساوية ما يقارب من نصف عددهم الى ان استقر بهم المطاف اخيرا في مخيمات مزرية حول مدينة بعقوبة في ديالى غير مستوفية لابسط الشروط الصحية التي تليق بالانسان. لقد عمل الانكليز على اثارة الفرقة والفتنة بين صفوفهم وذلك بتأليب القيادات العشائرية على قيادة مار شمعون الدينية كرئيس للكنيسة بذريعة فصل القيادة الدنيوية عن القيادة الدينية له وهذه السياسة الخبيثة القائمة على المبدأ الاستعماري الشائع والسيء الصيت "فرق تسُد" اضعفت وحدة وتماسك وتمحور الآشوريين من الداخل هذا من جهة، ومن جهة اخرى عمل الانكليز على اشاعة الفرقة القومية والدينية بين الآشوريين المسيحيين من جهة وبين اخوانهم من العرب والكورد والترك المسلمين من جهة اخرى وذلك لوضع الآشوريين امام الامر الواقع مضطرين ومرغمين لا يجدون امامهم بديلاً لحمايتهم من اعتداءات الاخرين غير الانكليز اخوانهم في الدين!!. ان الآشوريين خلال تاريخهم الطويل في مناطق سكناهم في كل من تركيا وايران والعراق الحالي وسوريا بعد رحيلهم اليها بعد مذبحة سميل لم يبادروا بالأعتداء على احد من جيرانهم من الترك والفرس والكورد والعرب بل كانوا دائما في حالة الدفاع عن النفس عندما يعتدي عليهم الاخرون وما مذابح بدرخان والاتحاديين الترك ومجزرة سميل ومذبحة قرية صورية حديثا إلاّ خير دليل على ذلك. ومنذ مذبحة سميل والى يومنا هذا لم يصدر عن الآشوريين اي فعل معاد للوطن ولم يظهر بين صفوفهم اي نشاط جاسوسي لصالح الاخرين معادي للوطن على عكس بقية جيرانهم. احب ان أذكّر الاستاذ الكاتب كيف ان الثلاثي الخياني النازي المتآمر على العراق مدشني عصر الانقلابات العسكرية والمؤامرات في العراق الحديث والذين هم من اصول قومية غير عربية امثال "حكمت سليمان التركي ذي العقلية والثقافة العثمانية المتخلفة ورشيد عالي الكيلاني النازي في ثقافته ونزعاته وهذا معلوم لدى كل عراقي مثقف مطلع على تاريخ وسيرة هذه الشخصية المثيرة للجدل وبكرصدقي العسكري المغامر والمتطرف في ميوله الدينية ونزعاته العسكرية كيف استغلوا غياب الملك فيصل الاول ونوري السعيد خارج العراق من جهة وتهور وطيش ولي العهد الشاب الملك غازي من جهة اخرى وهيئوا المبررات الموضوعية المفبركة والشرعية القانونية لذبح الاشوريين تنفيذا لما سبق وان صرح به النازي "رشيد عالي الكيلاني" بانه سيفعل بالاشوريين في العراق ما فعله الاتراك بالارمن في تركيا والمقصود بذلك مذابح الارمن.. عزيزي الاستاذ خالد لمزيد من التنوير بدور هؤلاء الثلاثة بحق العراق وشعبه وبدوافع ونزعات شخصية وانانية حمقاء يمكنك العودة الى كتاب الدكتور علي الوردي "لمحات اجتماعية عن تاريخ العراق الحديث" وكتاب الاستاذ عبد المجيد حسيب القيسي الموسوم "الاثوريين.. هوامش على تاريخ العراق السياسي الحديث" وما جسده بوضوح تام المسلسل التلفزيوني "الباشا" الذي عرضته قناة الشرقية الفضائية مشكورة في شهر رمضان المبارك لتجد ان الحقيقة التاريخية بخصوص قضية الاشوريين وما اتهموا به من خيانة وطنية وعمالة للمستعمر ومطالبتهم بحكم العراق او محاولتهم لانشاء دولة او منطقة حكم ذاتي خاص بهم وعلى حساب الاخرين من سكان العراق، ستجد ان كل ذلك لا وجود له في الحقيقة وانما ذلك من صنع وفبركة خيال العقليات الشوفينية الحاقدة من عناصر دخيلة غير عربية الاصول امثال قادة مجزرة سميل والمذكورين آنفاً. ان خلوا تاريخ الاشوريين الحديث في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة بعد الحرب العالمية الاولى والى يومنا هذا من اي نشاطات عدائية او جاسوسية تضر بمصلحة الوطن ووحدة اراضيه، وهذا يكفي ان يكون شاهد عيان واثبات تاريخي على عراقية ووطنية الاشوريين الأصيلة لا ينافسهم ولا يزايدهم عليها احدا من الاخرين من مكونات الشعب العراقي.
من اجل القاء المزيد من الضوء على الاحداث قبل مذبحة قرية سميل في دهوك عام 1933 لابد لنا من ذكر وسرد بعض الحقائق التاريخية التي تم تشويهها وتحريفها عن عمد من قبل مؤرخي الحكومة الرسميين في حينها لتبرئة ذمة القائمين على الحكم من جريمة ماحصل في مذبحة سميل. بعد ان تبين للاشوريين ان الانكليز نكثوا بوعودهم لهم حول اعادتهم الى مناطق سكناهم في تياري وهيكاري في تركيا وحمايتهم خوفا من انتقام الاتراك منهم لانهم دخلوا الحرب الى جانب الحلفاء ضد دول المحور الذي يضم الدولة العثمانية. طلب الاشوريين من الانكليز اسكانهم في العراق بدلاً عن مناطق سكناهم الاصلية في تركيا فظهر على إثر هذا الطلب مشروعان للاسكان.
* المشروع الاول يدعو الى اسكان الاشوريين في منطقة واحدة لكي يتمكنوا من حماية انفسهم من اعتداءات الجيران لاسباب عديدة بحكم تجربتهم الكبيرة والمريرة في هذا المجال وكان مع هذا المشروع قداسة البطريرك وبعض رؤوساء العشائر الاشورية وقد نال المشروع تأييد بعض قادة الانكليز من غير صناع القرار الاتكليزي في العراق والمتعاطفين مع طلبات الاشوريين كونهم حلفاء مخلصين لهم في الحرب وقدموا الكثير من التضحيات، ورفض المشروع من قبل الحكومة العراقية في حينها لاسباب خاصة بها تم الاشارة اليها سابقاً ضمنا ومن قبل اصحاب القرار من قادة الانكليز وبعض القيادات العشائرية الآشورية لاسبابها الخاصة هي الاخرى.
* المشروع الثاني: يدعو الى اسكان الاشوريين في مناطق متعددة لكي تسهل عملية السيطرة عليهم ازاء اي خطر مستقبلي ينشأ منهم وبالذات انفصال وتشكيل دولة خاصة بهم وهذا الاعتقاد كان مجرد وهم من صنع خيال الحكام الشوفينيين في بغداد وليس الاّ. حيث لم يكن في مخيلة الاشوريين ولا في تصوراتهم المستقبلية مثل هذا التصور غير الواقعي الذي لا يتقبله العقل، وكان هذا المشروع هو مشروع الحكومة العراقية والانكليز وبعض رؤوساء العشائر الاشورية المتعاونة معهم والسائرة في ركابهم وتم رفضه من قبل البطريرك مارايشاي شمعون والموالين له من رؤوساء العشائر الاشورية. وبعد تفاقم الاوضاع في مخيمات الاشوريين المزرية واشتداد معاناتهم الانسانية وتجاهل الانكليز لوعودهم تصاعدت شدة مطالبتهم للانكليز بحسم الموضوع بسرعة، وعلى اثر هذه المستجدات والاحداث السريعة في المواقف وضغط الاطراف الشوفينية الحاقدة في الحكومة العراقية في ظل غياب الملك فيصل الاول ووزير خارجيته نوري السعيد تم إستدعاء المار شمعون من الموصل الى بغداد ووضع تحت الاقامة الجبرية ثم نفي الى خارج العراق لاحقا. ولضرورة التوضيح نتوقف عند هذه النقطة ونتسأل، لو كان في نية المارشمعون واتباعه شيء مما ذكر عن محاولاته كما ورد في المصادر التاريخية للحكومة العراقية التي وثقت هذه الاحداث في حينها، لماذا قبل المارشمعون بالحضور من الموصل الى بغداد لو لم تكن نيته صافية وخالية من اية مطالب تضر بالمصلحة الوطنية العراقية ولا يرتضيها العراقيين؟. بعد ان وضع المارشمعون تحت الاقامة الجبرية في بغداد وقطعوا صلته واتصالاته بانصاره حصل اجتماع في بناية متصرفية الموصل حضره ممثلي الانكليز والحكومة العراقية المتمثلة بخليل عزمي نائب متصرف الموصل وممثلي الجانبين من الاشوريين، كان الاجتماع قصيرا حيث طلب من انصار البطريرك مارشمعون الاختيار بين القبول بمشروع الحكومة للاسكان وبين المغادرة للعراق وقد حصل ذلك تحت تهديد السلاح. فاختاروا انصار المارشمعون المغادرة الى سورية ولم يكن هناك اي اتصال مسبق للسيد مالك ياقو بالفرنسيين حول قبولهم في سورية من عدمه. كما ورد في المقال المنشور. ولمزيد من المعلومات التفصيلية عن الاحداث التي حصلت لاحقا وانتهت بمذبحة "قرية سميل" ادعو القارئ الكريم بالعودة الى كتاب السيد عبد المجيد حسيب القيسي المذكور آنفا والذي انصف فيه التاريخ وحكم الاجيال اللاحقة للاحداث في هذه القضية، لكون لا يسعنا ذكرها بالتفصيل في مثل هذا المقال المحدود المساحة.
وفي الختام لا يسعني الاّ ان اقدم جزيل شكري وتقديري للاستاذ خالد خلف داخل على مقالته لانه حفزني على الكتابة عن هذا الموضوع لاجل توضيح الحقيقة التاريخية عن احداث مأساوية حصلت لشعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" قبل اكثر من خمسة وسبعين عاما مضت. ان التاريخ كان وسيبقى ساحة مفتوحة لمن يبحث عن الحقيقة التاريخية ويستنبط منها ما يراه مفيدا لخدمة قضية الحرية والسلام والديمقراطية والاخوة الانسانية من اجل بناء عالم جديد افضل يليق بأنسانية الانسان، عالم خال من العنف والتفرقة العنصرية، آملاً ان اكون قد قدمت ما فيه الكفاية من الادلة والقرائن لتوضيح الغموض واللبس في هذه القضية المآساوية للانسان الآشوري بشكل خاص والانسان العراقي بشكل عام، القضية التي هزت العالم في حينها، قضية مآساة الشعب الآشوري، هذا الشعب الصغير في عدد نفوسه حاليا والكبير في تاريخه وتراثه وعطائه وحضارته وارثه الثقافي الانساني الذي اعطى للانسانية جمعاء اكثر بكثير مما اخذ، مأساة يندى لها جبين الانسانية وتبقى الى أبد الدهر لطخة عار وخزي في جبين وتاريخ صانعي تلك المآساة البشعة من الاستعماريين الاوغاد والشوفينيين الانذال والخونة المارقين.

2329
رؤية الحركة الديمقراطية الآشورية لمشروع الحكم الذاتي في سهل نينوى...
"لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري"

خوشابا سولاقا
 
 ان ما طرح وقيل ومازال يطرح ويقال يوميا وفي كل ساعة بمناسبة وبدون مناسبة عبر مختلف وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والمواقع الالكترونية في جميع بلدان العالم التي اصبحت اوطان المهجر لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولمختلف الاحزاب والفصائل والكتل والتجمعات السياسية وغير السياسية المحترفة منها والهاوية للسياسية حالها حال بقية الهويات وحتى افراد وشخصيات دينية كنائسية من جميع طوائف شعبنا، مهما كانت درجة استقلالية القرار السياسي لهذه الاحزاب والتكتلات بمختلف تسمياتها والوانها وشعاراتها وحجمها وتاثيرها الفعلي على ارض الواقع لشعبنا، ومهما كان نضجها السياسي والفكري ووضوح نهجها واستراتيجيتها ورؤيتها لمستقبل ابناء شعبنا، ومهما كان فهمها ودراستها للواقع الجغرافي والطوبوغرافي لمنطقة سهل نينوى تلك المنطقة التي اصبحت صلاة الصبح والمساء لكل مؤمن وغير مؤمن بما يدعي به من اهداف لابناء شعبنا في هذه المنطقة، ومهما كانت توقعاتها القريبة والبعيدة والانعكاسات والتداعيات السلبية منها والايجابية التي تترتب على حياة ابناء شعبنا جراء المطالبة بما يطالب به كل طرف من هذه الاطراف على هواه من شكل الحقوق في سهل نينوى بشكل خاص والعراق بشكل عام، هذا ان كانوا فعلا قد فكروا بهذه الامور وادخلوها في حساباتهم السياسية اصلا.
فهناك مشاريع عديدة يتم المطالبة بها لنيل حقوق ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من مختلف الاطراف في سهل نينوى، فهناك من يطالب باقامة منطقة الحكم الذاتي في هذه المنطقة لابناء شعبنا، كما هناك من يطالب باقامة فيدرالية في سهل نينوى خاصة لابناء شعبنا على غرار فيدرالية كوردستان، كما يحلو للبعض الاخر من هذه الجهات والمقيمة في بلدان المهجر بعيدة كل البعد بعد السماء عن الارض وعن واقع شعبنا داخل الوطن ومعاناته من جهة وبعيدة اكثر عن المعطيات للوضع السياسي العراقي الحالي الذي هو بطبيعته امتداد طبيعي للماضي القريب والبعيد مع اختلافات ظرفية بسيطة، ومجرد لتذكير هؤلاء بما سمعوه وقرؤوه عن تاريخ شعبنا المعاصر ان ما حصل في سميل عام 1933 قد يتكرر وبشكل مضاعف الان لان مثل من خططوا لمجزرة سميل ومثل من نفذوها بدم بارد موجودون اليوم بقوة اكبر ولكن بوسائل جديدة تختلف عن تلك التي استعملت في مجزرة سميل، انا لا اريد تثبيط معنويات هؤلاء بقدر ما اريدهم ان يكونوا واقعيين وموضوعيين ولا يسبحون في بحار الخيال من ذكر هذه العبرة من حياة شعبنا.
وهناك من يفكر احتمالا ليس الا باقامة دولة مستقلة خاصة بابناء شعبنا في ارض الاباء والاجداد التاريخية "آشور" منطلقا في رؤيته من حق الشعوب في تقرير المصير من جهة وكون منطقة سهل نينوى بشكل خاص والعراق "بيت نهرين" عموما هو الوطن التاريخي لاباء واجداد وابناء شعبنا.
كل هذه الرؤى من وجهة النظر النظرية ممكنة ومشروعة ومن حق اصحابها ان يفكروا بها، باعتبارهم انهم الان اصبحوا يعيشون في بلد ديمقراطي حر بامتياز، واصبح شعبه بقدرة قادر بين ليلة وضحاها مستوعبا وبامتياز ايضا لمتطلبات الحياة الديمقراطية ومؤمنا ايمانه بالدين والله تعالى بالتعايش السلمي بين مكوناته القومية والدينية والمذهبية والطائفية المختلفة، وانه قد تجاوز ثقافته المؤسسة على تعصبه القومي والديني والمذهبي الموروثة من عمق التاريخ عبر مختلف مراحل تطور حياته الاجتماعية، وان الفرد العراقي قد اصبح يرى ويؤمن بان كل ما هو من حقه في هذا البلد يراه ويؤمن بقبوله ان يكون من حق الاخرين ايضا، واصبح شعب العراق شعبا لا يفكر الا بعمل الخير والتقوى والتضحية من اجل تاسيس لثقافة الحوار الاخوي والوطني والسلم الاهلي والتعايش السلمي، ثقافة المحبة والسلام وحب الوطن، ثقافة العيش بحرية وكرامة لجميع افراده دون التمييز بينهم على اساس العِرق والدين والمذهب.. في مثل هذه الظروف يكون التفكير بمثل هذه المشاريع لنا ولغيرنا تفكيرا منطقيا وعقلانيا وموضوعيا وقانونيا الى حد كبير. وفي حالة كون الواقع الموضوعي مناقضا لما تم ذكره ووصفه يصبح التفكير بمثل هذه المشاريع للجميع ضرباً من التفكير الجنوني الانتحاري، لان العمل من اجل تطبيق مثل هذه الافكار غير الواقعية لا يؤدي الا الى تقديم تضحيات كبيرة دون مقابل وشعبنا غير قادر بل وغير مستعد لتقديمها من اجل انعاش ما يدغدغ عقول ومشاعر وصدور من يعيش خارج الواقع الموضوعي لشعبنا، بل يعيش في عالم خاص به غير موجود الا في خياله وعقله المريض، وما كانت معاناة ومآسي شعبنا في تاريخه المعاصر الا نتائج لمثل هذه الافكار الخيالة وغير المنطقية لبعض من كان يقوده في حينها يزايد بها على غيره.
وهناك من يفكر بعقلانية وموضوعية واقعية منبثقة من واقع شعبنا، آخذا بنظر الاعتبار كل الوقائع والمعطيات الموضوعية على الارض وانعكاساتها وتداعياتها المحتملة السلبية والايجابية الانية منها والمستقبلية على ابناء شعبنا في منطقة سهل نينوى بشكل خاص وفي العراق عموما. وعلى ضوء هذه القراءة الموضوعية لواقع شعبنا من جهة ولواقع العراق عموما من جهة اخرى بلور رؤاه وصاغ افكاره ومنطلقاته النظرية وبنى استراتيجية واستنبط تكتيكاته المرحلية واليومية للعمل من اجل المطالبة بما يراه مناسابا وفي متناول اليد وممكن تحقيقه باقل جهد واقل تضحيات ممكنة ومنسجما مع مستوى طموحات وامكانيات ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وما ممكن تحقيقه وفق القانون والدستور وقبوله من قبل الاخرين من مكونات الشعب العراقي وسكان محافظة نينوى تحديدا، لما للاحتقانات القومية والدينية والتي هي من مورثات العهد العثماني باغلبها والقائمة اساسا على ثقافة التمييز القومي والديني ورفض الاخر وعدم قبوله والتعايش معه، هذا من جهة ومن جهة اخرى ما اضافته التيارات الدينية والتكفيرية المتشددة في محافظة نينوى وقصباتها حديثا بعد سقوط النظام الصدامي السابق، اضافة الى كون المحافظة المذكورة ومنذ العهد العثماني وما بعده من عصر النهضة العربية القومية كما يحدثنا التاريخ كانت موطنا للفكر القومي العربي المتشدد والرافض لكل وجود قومي اخر غير العربي، وهناك الكثير الكثير من الاسباب من هذا القبيل وغيرها من اسباب التمييز بين مواطني هذه المحافظة لا اريد ان اذكر نماذج منها احتراما للمشاعر وابتعادا عن نبش مساوئ التاريخ، ولكن اكيد ان المطلعين على تاريخ مدينة الموصل يعرف ويتذكر الكثير من نماذج التمييز والتحقير للاخر والتي كرست ورسخت الاحقاد والضغائن وعمقتها الى حد كبير ومازالت اثارها باقية وسائدة الى اليوم الى حد ما. وبالنظر لكوني عشت فترة من شبابي في مدينة الموصل تعرفت عن كثب وعن قرب على الكثير من اسباب التمايز. هذه الاسباب مجتمعة جعلت العقلانيين من نخبنا السياسية ان تفكر بعمق وعقلانية وموضوعية وواقعية قبل ان تطرح مشروعها لنيل الحقوق القومية والسياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
بناءً وتاسيساً على كل هذه المعطيات الموجودة فعلا على ارض المشروع المطروح موضوع البحث والوضع السياسي القائم في العراق الحالي بكل تعقيداته وتناقضاته وكون منطقة سهل نينوى متعددة القوميات والاديان والمذاهب بالاضافة الى كونها منطقة صراع للنفوذ بين حكومة اقليم كوردستان من جهة والحكومة الاتحادية وسكان المنطقة من غير الكورد من جهة اخرى. عليه اصبح ابناء شعبنا وغيرهم من الاخوة الايزيديين والشبك ادوات للاستغلال والمساومة من اجل تحقيق اجندات الاطراف المتصارعة من الاخوة العرب والكورد حول كسب تبعية سهل نينوى بين ان تكون ضمن حدود اقليم كوردستان كما يريد الكورد، او ان تكون تابعة للحكومة المركزية الاتحادية كما يريدها العرب وسكان المنطقة من غير الكورد، او ان تستحدث من هذه المنطقة محافظة قائمة بذاتها تتمتع بحكم ذاتي يدار من قبل سكان السهل من ابناء الاقليات التي تسكنه وتشكل الغالبية العظمى فيه، لتتمكن هذه الاقليات من ممارسة حقوقها القومية والدينية والسياسية وفق نظام الادارات المحلية لمؤسسات الدولة في الوحدات الادارية التي تتشكل في المحافظة المستحدثة وعلى اساس هيكلية الحكم الذاتي الذي يتم اقراره من قبل مجلس النواب العراقي، ويتم تقسيم السلطة السياسية والادراية بين سكان منطقة الحكم الذاتي حسب نسبة السكان في كل وحدة ادارية فيه. لذلك كانت الحركة الديمقراطية الاشورية وبدعم ومساندة المثقفين والواعين من ابناء شعبنا الغيارى في داخل الوطن وبلدان المهجر والحرصين على مصالح وحقوق وامن شعبنا واستمرار بقائه في ارض الوطن، قد رفضت رفضا مطلقا كل تلك المشاريع التي لا تمتلك اسباب استمرارها ونجاحها على ارض الواقع من جهة ومن جهة اخرى كونها لا تخدم مصلحة وحدة العراق ارضا وشعبا وبالتالي مصلحة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري التي هي جزء من مصلحة الامة العراقية التي شعبنا يكَّون جزءاً منها ايضا.. كما سيكون شعبنا الخاسر الاكبر من الاستمرار بمطالبة بمثل تلك المشاريع ويكون اداة بيد غيره في لعبة صراع النفوذ التي لا يمتلك فيها من الادوات والامكانيات التي تؤهله وتجعل منه طرفا مكافئا للاطراف الاخرى التي تشترك في صراع النفوذ والهيمنة على المنطقة.
 حتى في حالة حصول اجماع الرأي مع الاخوة الايزيديين والشبك لتشكيل طرف ثالث للصراع. وعليه ووفقا لمواد الدستور العراقي فان الحركة الديمقراطية الاشورية تؤيد مشروع الحكم الذاتي لمنطقة سهل نينوى بعد استحداث محافظة خاصة بها بعد اقرار ذلك من قبل مجلس النواب العراقي وفق الاصول الدستورية واستفتاء سكان المنطقة على ذلك، وان تتقاسم سلطات الحكم الذاتي بموجب قانون الادارات المحلية حسب نسب السكان لكل وحدة ادارية من العرب والكورد والايزيديين والشبك وابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وان يكون ارتباطه تحديدا بالحكومة الاتحادية حصرا وليس باية حكومة اقليمية او محلية اخرى. ولا تؤيد الحركة الديمقراطية الاشورية قيام حكم ذاتي في سهل نينوى فقط لابناء شعبنا، اي ان تكون السلطة بكاملها بايديهم دون مشاركة الاخرين من سكان السهل كما يطالب البعض وان ابناء شعبنا يشكلون نسبة "20%" او بحدودها من سكان السهل. ماذا سيكون مصير الاخرين وماذا سيكون رد فعلهم وهم يشكلون نسبة بحدود "80%" من السكان..؟ الحركة الديمقراطية الاشورية ليست بصدد شراء وخلق اعداء جدد لابناء شعبنا، بل هي بصدد كسب صداقة وود ومحبة كل مكونات الشعب العراقي الذي يعيش معه في كل بقعة من ارض العراق.. ولهذا فأن الحركة الديمقراطية الاشورية تؤيد الحكم الذاتي في سهل نينوى بكامل سكانه وترفضه ان يكون فقط لابناء شعبنا دون رضا وقبول الاخرين، لانه سيكون حقاً غير منطقي وغير قابل للتحقيق وسيولد ميتا حتى وان اولدوه بعملية قيصرية ان صح التعبير. حتى وان غضب على حركتنا من لا يريد ان يعيش على ارض الواقع من ابناء شعبنا فهذا شأنه هو.
هذا هو ما تطالب به الحركة في الظروف العراقية الحالية السياسية والثقافية والاجتماعية عندما ننظر الى الموضوع من زاوية الخصوصية القومية الوطنية، لانه هو الحل الممكن تحقيقه في مثل هذه الظروف الموضوعية والذاتية وفق كل المؤشرات والمعطيات التي تمت الاشارة اليها والموجودة على ارض الواقع للساحة القومية والساحة الوطنية والاقليمية وحتى على الساحة الدولية.. لذلك فان احد الاهداف المركزية لنضال الحركة الديمقراطية الاشورية في الظروف والمرحلة الحالية هو انجاز الحكم الذاتي لمنطقة سهل نينوى وفق هذه الرؤية وضمن هذا التصور الوطني القومي، لان الحركة تنظر دائما في كل مجالات نضالها الى ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري كعراقيين اصيلين اولا قبل ان يكونوا اي شيء اخر.
وهذا ما تتمناه وتطالب دائما في كل المناسبا ت كل المكونات العراقية الاخرى، وفي هذا المجال لها الكثيرين ممن يشاركها ويشاطرها هذه الرؤية الوطنية الشاملة والناضجة واللائقة للعيش المشترك من القوى الديمقراطية والتقديمة والوطنية من ابناء العراق من الاخوة العرب والكورد والتركمان وغيرهم من ابناء الاقليات الاخرى...
ومن هذه الرؤية القومية الديمقراطية التقدمية الوطنية الشاملة تنطلق الحركة الديمقراطية الاشورية في نضالها القومي الوطني الديمقراطي لتحقيق هدفها المركزي الاساسي الاستراتيجي الذي هو بناء النظام الديمقراطي الحقيقي في العراق الموحد، حيث ترى الحركة في النضال من اجل تحقيق هذا الهدف السبيل الاوحد والمخرج الوحيد لتمتع كل القوميات الكبيرة منها والصغيرة على حد سواء بحقوقها القومية والدينية والمذهبية والطبقية والجنسية والسياسية والثقافية والاقتصادية والحريات الفردية ضمن اطار القانون والدستور دون اي تمييز تحت راية النظام الوطني الديمقراطي وفي ظل ضمان وحماية القانون. النظام الديمقراطي الذي تكون فيه تناوب السلطة سلميا من خلال صناديق الاقتراع في اجراء انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة مباشرة، وفي ظل هكذا نظام تتعزز وتصان الخصوصيات والحريات الشخصية التي تعزز وتقوي الشعور الوطني بالوحدة الوطنية وتضعف وتندحر الخصوصيات القائمة على التعصب والتعنصر والشوفينية القومية والدينية والمذهبية الطائفية.
وهذا ما ينسجم مع شعار الحركة الديمقراطية الاشورية المعتمد في كل وثائق وادبيات الحركة من نظامها الداخلي والمنهاج السياسي والتقرير السياسي المقرة في المؤتمر الخامس للحركة، وهذا ما تؤكد قيادة الحركة من سكرتيرها العام واعضاء اللجنة المركزية في كل نشاطاتها المختلفة عبر وسائل الاعلام المختلفة والندوات واللقاءات مع الوفود السياسية القومية والوطنية في الداخل واوطان المهجر، حيث يكفي للاستدلال لمن لم يطلع على وثائق وادبيات الحركة الديمقراطية الاشورية على سياستها القومية الوطنية الديمقراطية ذكر شعارها المركزي والثابت منذ تأسيس الحركة الذي ينص على "عراق ديمقراطي حر - ضمان حقوقنا القومية".
في ظل النظام الديمقراطي تتعزز وتتكاثف الجهود ويتعمق نضال مختلف الشرائح الاجتماعية باحزابها السياسية ومؤسساتها المجتمعية لمختلف مكونات الشعب القومية والدينية والمذهبية من اجل تاسيس ثقافة وهوية وطنية عراقية جديدة على نقيض الثقافة والهوية الوطنية السابقة، قائمة على اساس الاخاء والمحبة والولاء للوطن وقبول الاخر واعتماد الحوار اسلوبا لحل ما نختلف عليه، وتغليب الخصوصية الوطنية على الخصوصيات الاخرى، وتعميق قيم الحرية ومبادئ الديمقراطية وقيم ومبادئ الشراكة والمساواة في الوطن، والعمل على القضاء على نهج الاقصاء والتهميش والاستئثار بالسلطة في اسلوب ادارة الحكم والدولة. وعندها فقط تتشكل اسس بناء مجتمع متعدد الاعراق والاديان والمذاهب ومنسجم مع نفسه وطنيا، كما هو الحال في المجتمعات المتقدمة والمتعددة القوميات والاديان تعيش في امن وامان دون عنف وتمييز. وعندها لا يشعر احد بانه مظلوم في وطنه، ولا يشعر اخر بانه افضل من غيره بسبب عِرقه القومي او دينه او مذهبه او جنسه او بسبب لون بشرته او بسبب معتقده السياسي، بل الجميع يشعرون بان هناك معيار واحد لتقييم الجميع وهو القانون الذي يحكم الجميع بالعدل دون تمييز.
عندها تنتفي الحاجة الى المطالبة باقامة كيانات قومية او دينية او مذهبية لحماية الوجود والحقوق معا، بل تظهر الحاجة الى تشكيل كيانات اجتماعية جديدة متنوعة قوميا ودينيا، لان في ذلك خدمة مضافة لمصالح الجميع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وامنيا وعلميا لتطوير وسائل جعل حياة الانسان اكثر رفاهية وامانا.. وخير مثال على ذلك هو دولة الاتحاد الاوربي التي كانت دولة تمزقها الحروب الدموية لاسباب دينية مذهبية وقومية ولقرون عديدة، والاتحاد الاميركي الحالي الذي يعتبر اكبر واعظم قوة في التاريخ في جميع المجالات وكان سر نجاحه وتحقيقه هذا الموقع هو شدة التنوع القومي والديني في مجتمعه لان نظامه الديمقراطي تمكن من جذب العقول من مختلف امم الارض لتنصهر في بوتقة المجتمع الواحد الخالي من التمييز.
هكذا فالحياة الانسانية تتجه نحو التجمع والوحدة الانسانية وليس نحو التشرذم والتمزق على اسس عرقية او دينية وغيرها من الخصوصيات. هذا التوجه لا يلغي الخصوصية التي تقوى الرابطة الانسانية كما قد يتصور البعض، بل يعززها ويجعلها اكثر نبلا وانسانية لخدمة الانسان بدلا من ان تكون خصوصية عدوانية مصدرا للحروب والقتل واضطهاد الانسان لاخيه الانسان..
هذا واطلب من القارئ الكريم الذي يوافقني الرأي او الذي يخالفني عليه ان يفكر مليا بتجرد بما كتبته ويعيد قراءة الواقع السياسي العراقي، وواقع شعبنا الذي تمزقه وتدمر وجوده في ارض الوطن الهجرة التي يشجعها اطراف عديدة لغرض في نفس يعقوب الى اوطان المهجر من جهة، ودور مِعْوَل المذهبية في تهديم وحدة شعبنا في الداخل والخارج وعجز رجال الكنيسة من تحقيق السلام في كنيسة السيد المسيح التي كانت موحدة في يوم ما، قبل ان تحمل قلمك النبيل للرد ذما او مدحا، مقدما انا شاكر لك مهما كتبت، لانني اعرف ان رد فعلك هو بدافع الحرص ومحبتك لشعبنا مهما كان موقفك السياسي من مجمل او بعض سياسات الحركة الديمقراطية الاشورية، ولكن ادعوك ان تكون واقعيا وموضوعيا وتستند بكل ما تكتبه الى العقل والمنطق قبل ان تطلق العنان الى عواطفك مهما كان الدافع الذي يتحكم بها. وسوف لا ارد عليك باي حال من الاحوال واترك الحكم والتقييم الى القارئ. لانني امقت السجال الذي لا يخدم والذي يسود الان في المواقع الالكترونية العديدة لابناء شعبنا في الداخل والمهجر.

2330
ملاحظات تاريخية حول احداث مسلسل "الباشا"


بقلم: خوشابا سولاقا

لقد كانت مبادرة " قناة الشرقية الفضائية" بقيامها بإنتاج وعرض المسلسل التلفزيوني التاريخي "الباشا" الذي يلقي الضوء على أهم مرحلة من مراحل تاريخ العراق السياسي الحديث بشكل حقيقي وواقعي وبموضوعية وطنية من خلال تركيزها على السيرة الذاتية للزعيم الوطني العراقي الكبير الشهيد نوري باشا السعيد وغيره من الشخصيات الوطنية العراقية، مبادرة تستحق كل التقدير والثناء في قولها الحقيقة التاريخية للكثير من أحداث التاريخ العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الى يوم ثورة 14 تموز عام 1958، ولكنها اخفقت في بعض الجوانب الاخرى من تلك الاحداث التي سنأتي على ذكرها لاحقا. لقد ركز المسلسل وهذه حقيقة أرَّخ لها الكثيرون من العراقيين وغير العراقيين من الذين عاصروا تلك المرحلة التأسيسية لدولة العراق الحديث على الدور الكبير والمهم والحاسم الوطني لنوري السعيد في تأسيس الدولة العراقية الحديثة والجهود الجبارة التي بذلها مشكورا في التعامل والتفاوض مع الانكليز لنيل استقلال العراق وبالتنسيق مع الملك فيصل الاول، وبالتالي محاولاته ومساعيه الحثيثة لقبول العراق عضوا في عصبة الامم المتحدة وعلى يده وبجهوده تحقق ذلك للعراق هذا من جهة ومن جهة اخرى مواجهته للتحديات والمؤامرات التي كانت تحيكها ضده بعض القوى السياسية والشخصيات العراقية المدنية وشيوخ العشائر وبعض رجال الدين المتنفذين المتعصبة والمتطرفة والتي لا تفقه شيئا عن الواقعية السياسية، والتي كانت تسبح بأفكارها في عالم الخيال والرومانسية البعيدة كل البعد عن الواقع السياسي العراقي والعالمي وغير مستوعبة لتطورات واقع الحياة حيث لا ترى لونا آخر بين الاسود والابيض كما كان يراه نوري باشا السعيد وهذا ما اكده واقع العراق لاحقا وكما يؤكده حاليا حيث الان هناك من يناظر نوري السعيد في رؤاه ومن يناظر الاخرين وهذه نقطة يتطلب التوقف عندها كأن التاريخ يعيد نفسه ومن يتابع المسلسل يرى انه يشاهد واقع العراق الان ولكنه واقع بدون نوري السعيد بحبه واخلاصه للوطن العراقي.
تلك الاطراف المعارضة لنوري السعيد مواقفها بعيدة كل البعد عن التوازنات الدولية وتأثيرها على مستقبل استقلال العراق، وكانوا هؤلاء يجهلون او يتجاهلون دور الانكليز الحاسم في رسم السياسة الدولية والخارطة السياسية للعالم لكي تختار موقعها مع من تقف وضد من لمصلحلة العراق كما كان يفعل نوري السعيد. كان نوري السعيد والملك فيصل الاول وبعض المحيطين بهما أمثال عبد المحسن السعدون يفهمون ماذا يجري من حولهم وما المطلوب منهم عمله على ضوء ما يمتلكونه من الامكانيات للاستفادة مما يحصل من حولهم لغرض تأسيس الدولة العراقية المستقلة وكاملة السيادة، وكان الاخرين من أمثال ياسين الهاشمي ورشيد عالي الكيلاني وحكمت سليمان والشيخ جعفر ابو التمن حسب المسلسل كانوا قصيري النظر وغير مستوعبين لقواعد اللعبة السياسية والتوازنات الدولية والمتحكمين بمفاتيحها في حينها يشكلون عائقا لتأخير مساعي نوري السعيد لتحقيق استقلال العراق كما كان يريده هو وجماعته... كذلك نلاحظ من خلال ما يستعرضه المسلسل، تركيز نوري باشا السعيد وجماعته بما فيهم الملك فيصل الاول على إعطاء الاولوية للولاء الوطني العراقي قبل الولاء لأي خصوصية أخرى وهذا المبدأ يرسخ تقوية الوحدة الوطنية العراقية بكل مكوناته القومية والدينية والطائفية والمذهبية دون تمييز، بينما كانوا الاخرين من الطرف المقابل على عكس ذلك حيث كانوا متشددون ومتطرفون في تعصبهم القومي منطلقين من خلفية ثقافتهم العثمانية كما يؤكد ذلك المفكر والعالم الاجتماعي العراقي الكبير الدكتور علي الوردي رحمه الله بالرغم من كون اغلب هؤلاء من اصول غير عربية أمثال رشيد عالي الكيلاني وبكر صدقي وحكمت سليمان وغيرهم ممن لهم دور سلبي في احداث العراق في تلك المرحلة كما يتحدث عنها التاريخ على لسان المنصفين منهم لحب العراق وطنا وشعبا المتعدد الاعراق والاديان. اضافة الى كون قسم من هؤلاء يجاهرون علنا بأفكارهم النازية وعلاقاتهم المعروفة بالحزب النازي الالماني أمثال رشيد عالي الكيلاني الذي كان قد صرح بأنه سيفعل بالآشوريين ما فعله الاتراك بالارمن، وحكمت سليمان المعروف بعثمانيته الكلاسيكية وبكر صدقي المعروف بعنصريته القومية الذي دُبر أغتياله على يد سائقه لتطرف افكاره وحبه للمغامرات العسكرية والانقلابات. واكبر جريمة تاريخية ارتكبت في تاريخ العراق الحديث على ايدي هؤلاء الثلاثة بعد استغلالهم لغياب الملك فيصل الاول في سويسرا لغرض المعالجة وغياب نوري باشا السعيد وزير خارجية العراق عن العراق لانشغاله بالمفاوضات لقبول العراق في عصبة الامم المتحدة وكذلك استغلالهم لطيش الشباب لولي العهد غازي الذي حذر نوري السعيد الملك فيصل الاول من طيش وحماس الشباب لولي العهد غازي وقلة الخبرة لديه بفن الحكم وقواعده، وتواطيء رئيس الوزراء ياسين الهاشمي المعروف بتعصبه القومي هو الاخر، في ظل هذه المعطيات أرتكبوا جريمتهم في مذبحة سميل بحق الآشوريين العزل من السلاح حيث قتل وذبح وبقرت بطون الحوامل من النساء فقتل في هذه المذبحة ما يتجاوز الاربعة آلاف آشوري من شيوخ ونساء وأطفال عزل من السلاح في السابع من آب في قرية سميل غرب مدينة دهوك وسلبت ونهبت ممتلكاتهم وقتلوا بطريقة بشعة يندى لها الجبين وتبقى وصمة عار في تاريخ العراق الحديث. ارتكبت هذه المذبحة بحق الآشوريين لا بسبب مطالبتهم بدولة خاصة بهم ليجعلوا منها درسا للآخرين كما لمح عنها المسلسل بشكل عابر دون ان يلقي الضوء الكافي ليجعل هذه القضية واضحة لدى المشاهد العراقي، وليس العكس كما فعل وجعل من هؤلاء الذين شاركوا في هذه المجزرة ابطال محافظين على وحدة العراق يستحق بكر صدقي منحه وسام الرافدين على جريمته النكراء.. ولغرض ان اكون منصفا مع الحقيقة التاريخية ولكي لا اظلم الجانب الايجابي في المسلسل سأسرد باختصار شديد حقائق احداث عام 1933 بعد ان استكمل الحديث عن الجوانب الايجابية التي سلط عليها هذا المسلسل الضوء.
على كل حال كان انتاج وعرض هذا المسلسل من قبل قناة الشرقية الفضائية وفي هذه المرحلة من تاريخ العراق عمل شريف ونبيل وعظيم وكان احقاق للحق بحق من ظُلموا من الشخصيات الوطنية العراقية مقابل تضحياتهم الكبيرة في مقدمتهم نوري باشا السعيد الذي يدور المسلسل حول سيرته الذاتية بالدرجة الاساس، لان كل ما عمله وقام به في حينه كان لصالح تحقيق استقلال العراق من الاستعمار الانكليزي وحماية سيادته وقبوله عضوا في عصبة الامم المتحدة من جهة ومن جهة اخرى بناء دولة عراقية حديثة على انقاض التخلف الذي ورّثته الامبراطورية العثمانية خلال قرون طويلة مستفيدا في ذلك من خبرة الانكليز.
ولتحقيق هذين الهدفين كان نضاله السياسي الدؤوب مع اعداء العراق من الانكليز واعوانهم المأجورين وبقايا الموالين للاستعمار العثماني وعملائهم من عرب وغير العرب من العراقيين من جنسيات مختلفة اجنبية مقيمين في العراق لاسباب كثيرة من جهة، ومن جهة ثانية مع المتطرفين والمتعصبين والمتشددين من المشاركين معه في الحكم الذين لا يفهمون من السياسة الا المتاجرة بالشعارات الوطنية والقومية والدينية التي "لا توكل خبز" كما يقولون. كان نوري باشا السعيد في موقف لا يحسد عليه الا ان نضاله العظيم قد اسفر الى ابقاء ولاية الموصل بحدوده العثمانية ضمن حدود الدولة العراقية الحديثة، ولولاه لكان مصير ولاية الموصل كما هو حال لواء الاسكندرونة السوري، كما اسفر نضاله وحنكته السياسية على انتزاع استقلال العراق من الانكليز، وكذلك تمكن من اقناع لجنة عصبة الامم من قبول العراق في عصبة الامم، كما كان لنوري باشا السعيد الدور الرئيسي لتأسيس جامعة الدول العربية، اضافة الى كونه لا يمتلك اي ارصدة لحسابات شخصية او لعائلته ولا يمتلك قصور فخمة عديدة عندما تم قتله وسحله في شوارع بغداد في عام 1958 وهذه الانجازات والمآثر لنوري باشا السعيد يكفيه فخرا عند العراقيين الوطنيين عند مقارنة حكمه بحكم من جاءوا بعده الى يومنا هذا. كانت مشكلة نوري السعيد انه سبق زمانه كرجل سياسة ودولة كما كتب عنه ونستون تشرشل في تعليقه على آخر طبعة لمذكراته "رجل سبق زمانه". وبعد مشاهدة العراقيين لهذا المسلسل واطلاعهم من اطلع منهم عن كل ما كتب عن نوري باشا السعيد من قبل الاعداء قبل الاصدقاء والباحثين عن الحقيقة، لابد للشعب العراقي ان يعرف من هو نوري باشا السعيد داهية السياسة العراقية والعربية في حينه، والوطني العراقي الغيور الذي لم يبخل بأعز ما عنده من اجل العراق يوما، وان يقول الشعب العراقي كلمته الاخيرة بحق هذا الزعيم الوطني الكبير وان يطلب من حكومته ردَّ اعتباره واقامة له نصبا تذكاريا كما فعلت الشعوب الحرة بخصوص تكريم زعمائها ورجالاتها الافذاذ وبناة الاوطان.
اضافة الى ما ذكرته من الايجابيات والحسنات لهذا المسلسل الذي سلط الضوء على جوانب كثيرة من اهم مراحل تاريخ العراق الحديث، الا انه لم يسلط من الضوء الا الخافت منه على ما سماه المؤرخ الرسمي للحكومات العراقية المتعاقبة في كتابه "تاريخ الوزارات العراقية" الدكتور عبد الرزاق الحسني "بردة الآثوريين". حيث لمح المسلسل كما ذكرت سابقا وبشكل عابر ومقتضب لم يعطي للحادثة حقها، بأنه قمع تمرد الاشوريين لانهم كانوا يريدون اقامة دولة خاصة بهم وتقسيم العراق وكان ذلك تلميحا عابرا دون التطرق الى الاسباب الحقيقية لهذا القمع المتمثل في مذبحة قرية سميل في 7 آب من عام 1933 والتي راح ضحيتها اكثر من اربعة آلاف اعزل من السلاح من اطفال وفتيان وشيوخ ونساء، وكان ذلك التلميح اعطاء تبرير قانوني واخلاقي ووطني لفعل المجرمين الذين ارتكبوا تلك الجريمة النكراء التي لا تقل بشاعة عن جرائم الانفال وحلبجة في كوردستان في عهد صدام حسين من ثمانينات القرن الماضي.
من المعروف لدى الجميع انه بعد نشوب الحرب العالمية الاولى ودخول الدولة العثمانية الحرب الى جانب دول المحور بقيادة المانيا ضد الحلفاء بقيادة بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية لجأت دول الحلفاء وبالذات بريطانيا الى تقديم العهود للقوميات الكبيرة والصغيرة والاقليات الدينية في الدولة العثمانية باقامة لها دولها المستقلة في حالة المشاركة الى جانب الحلفاء في الحرب ضد دول المحور ومنها الدولة العثمانية بعد انتصار الحلفاء، وكان العرب والكورد والاشوريون من بين من شملتهم هذه العهود. وقدم ابناء تلك القوميات والاقليات الدينية تضحيات كبيرة، وبعد ان وضعت الحرب اوزارها بأنتصار الحلفاء نكثت بريطانيا لعهودها التي قطعتها لهم، للعرب والكورد والاشوريون طبعا. فكانت اوضاع الاشوريين سيئة للغاية وتفشت فيهم الامراض فعندما طالبوا الانكليز باعادتهم الى مناطق سكناهم في هيكاري تحت حمايتهم من انتقام الاتراك رفض الانكليز ذلك الطلب، وقدم الانكليز المشروع البديل لأسكان الآشوريين النازحيين من تركيا وايران في العراق، فظهر مشروعان للاسكان مشروع الانكليز والحكومة العراقية مع قبول بعض العشائر الاشورية في مناطق متعددة، وطرف آشوري ثاني طلب الاسكان في منطقة واحدة تحت رعاية الانكليز والحكومة العراقية لكي يمكنهم ذلك من حماية انفسهم من هجمات بعض القبائل الكوردية والعربية المجاورة. هذا كان مطلب الاشوريين، انهم لم يطالبوا بدولة خاصة بهم ولا بحكم ذاتي انهم طلبوا ما يعطيهم الامن والامان والعيش بسلام مع الاخرين.
وفي الاجتماع الذي حصل في بناية متصرفية الموصل بحضور ممثلي الانكليز والحكومة العراقية والطرفين الاشوريين طلب ممثل الحكومة العراقية من الطرف الاشوري الذي يرفض مشروع الاسكان في مناطق متعددة الاختيار بين مغادرة العراق وبين قبول المشروع، فاختار الطرف الاشوري المغادرة. وعلى اثر نتائج هذا الاجتماع الذي ساد فيه التهديد بالسلاح غادروا الاشوريين المعارضين للمشروع الانكليزي والحكومة العراقية الى سوريا. الا ان الانكليز تآمروا مع الفرنسيين في سوريا برفض قبولهم على الاراضي السورية بسبب عدم وجود مبررات قانونية لذلك اللجوء من دون وجود ما يهدد حياتهم. وعندئذ قرروا الاشوريين العودة الى العراق مرة اخرى بعد ان اخذوا من الانكليز والفرنسيين وعدا بتأمين امنهم بعد العودة والقبول بالمشروع الحكومي للاسكان. وعند العودة عبر نهر دجلة في منطقة فيشخابور فوجئوا باطلاق النار عليهم من قبل ربايا القوات العراقية المتمركزة في الجانب الاخر من النهر. عندئذ اصبح الاشوريون مضطرين للدفاع عن انفسهم وعوائلهم فتصدوا بقوة وشجاعة وبسالة للقوات العراقية وتمكنوا من دحرهم وهزيمتهم هزيمة منكرة عندها تدخلت الطائرات الانكليزية والقت عليهم المناشير تدعوهم الى وقف النار واعطائهم الامان. الا ان قوات بكر صدقي ورشيد عالي الكيلاني بسبب مرارة الهزيمة التي الحقت بهم في ساحة المعركة قاموا وبالتعاون مع بعض القبائل والعشائر العربية والكوردية في منطقة دشت سليفاني بقتل وذبح كل آشوري يقع تحت ايديهم ولكن بالمقابل كان هناك الكثير من القبائل العربية والكوردية قامت بحماية الاشوريين و التستر عليهم في بيوتهم لحمايتهم من القتل والذبح واستمرت المذبحة ثلاثة ايام الى ان تدخل نوري السعيد والملك فيصل الاول بعد ان قطع علاجه والعودة الى العراق فأوقف المجزرة الرهيبة وكان نوري السعيد قد غضب غضبا شديدا واستنكر هذا العمل الاجرامي بحق جزء من شعب العراق وهذا ما ظهر جليا في المسلسل كما هو مثبت في كتب التاريخ. هذه هي الحقيقة بكاملها وليس غيرها. ولغرض التنوير يمكنكم العودة الى كتاب الاستاذ عبد المجيد حسيب القيسي الموسوم "الآثوريون" هوامش على تاريخ العراق السياسي الحديث، الذي كتب بانصاف وامانة وانتقد المؤرخين العراقيين ومن بينهم الدكتور الحسني لعدم امانتهم في كتابة تاريخ احداث مذابح الاشوريين.
وفي الختام لا يسعني الا ان اكرر شكري وتقديري لقناة الشرقية الفضائية لانتاجها وتقديمها لهذا المسلسل الرائع الذي سلط الضوء على السيرة الذاتية لبعض الشخصيات الوطنية العراقية وفي مقدمتهم الشهيد الزعيم الوطني نوري باشا السعيد، كما اثني على جهود جميع العاملين في هذا المسلسل من دون تمييز مع عتابي للاستاذ المخرج فارس طعمة التميمي وكاتب السيناريو لاغفالهما لحقيقة ما يسمى بالتمرد الاثوري الذين كانوا ضحية المؤامرات من الانكليز والشوفينيين والعنصريين الحاقدين ممن تحكم عقولهم ومشاعرهم عقدة العثمنة والتتريك.

صفحات: 1 2 3 4 [5]