عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - شيروان شاهين

صفحات: [1]
1
شموع الدنمارك توقد لأجل شهداء عفرين.. عام على الاحتلال
شيروان شاهين
صور وفيديو (جميل شيخو , أفين علو)


https://www.youtube.com/watch?v=cyh8mjMOFHY&feature=youtu.be

https://1drv.ms/f/s!AsStyM17nr_p8mE0V2cs8FKV4QmH
"في الحلم رأيت بأنني أتجول بين شجيراتي الخضراء في  بيتي الريفي بعفرين, وأتفقد عناقيد شجرة العنب, وأوراقها.. وأقول لنفسي كيف أصبحت هكذا أمشي على قدماي, وأنا بين  أشجاري الخضراء.. فجأة فتحت عيني واذا به كان حلما.. فقلت يا آلهي أين قدماي وأين بيتي"
لم يكن هذا مشهدا من فلم سينمائي أو مقطع سريالي متخيل من رواية معروفة, بل سرد واقعي  للأم  (مدينة حسين) التي فقدت أقدامها نتيجة القصف في مجازر عفرين.
 360 يوم لم تكن كافية لأن  يُسقط الزيتون, ويصبح بلحا! فالزيتون بالنسبة للكوردي  بريد وجعه إلى العالم.. العالم  الذي بدأ يدير ظهره خلسة لضحاياه الكورد.. أمام عنف  مدافع الأتراك.
وحيث تختزل  تراجيديا المسافة  بين الدنمارك وعفرين, وتصبح أقصر  من رحلة  رصاصة طائشة في جسد عجوز أعزل.
 فينهض الأمل من تحت ركام النسيان, لمجموعة من شباب المهجر, ويوقدون وجع الوطن بشموع تحاكي الداخل.. ويومياته المترامية داخل مقابر الموت.
سبا: بالكردية تسمى الغد,  يختزل الاسم صراحة من جسد عفرين, الذي تنهشه  فضاعة جرائم  الفصائل الإسلاموية كل يوم, أمام خريف متقصد  من وسائل أعلام  المعمورة, المشغولة بهوس الجميلات على تغريدات تويتر.. ومنصات مطابخ انستغرام.
أبناء (سبا) ومن مهجرهم يصفعون جليد نسيان الكوردي, وهزائمه باستحضار الوجع والألم  العفريني إلى قاعات الدنمارك, ولكي تبقى ذاكرته على قيد الحياة! ومنتعشة كصباح يشبه آذار, فالذاكرة لا تهزم.
مدينة هيرنينغ الدنماركية, وبمبادرة من منظمة (سبا للحراك  المدني)  كانت شاهدا! جديدا على أحياء يوم  النكبة, يوم احتلال عفرين.. يوم الهولوكوست الذي ينبش الغد من جسد الأرض.. ويقتلع الهوية من تفاصيل المكان, ويشرد القرى ويجعل منها مستوطنات عروبية. هذه الشهادة من أرض المهجر  وفي رداء فعالية  استذكار: أحدى دروب المقاومة السلمية كما يريد أصحابها الناجين على تخوم الحياة.
رواة المجزرة.. قداس الحياة في محراب شجرة الزيتون
على المسرح  (اليولاندي*) يطلُ رواة المجزرة من خلال فلم وثائقي, وهم يناجون العالم, هربا من أسراب طائرات الأتراك التي تفترس عناقيد القرى في جبل الأكراد الأعزل.
 يهرب المدنينون من عنف الطائرات, ومن وحوش على هيئة ثورة! ثورة أدارة بنادقها من جهة الأسد إلى  جهة أجساد الكورد.. في صورة بارين! يوم سقط القناع عن وجه الآلهة! حيث  لم تشفع لأحفاد الحداد.. أغصان زيتونهم ولا مراقد مشايخهم من  المباركين, ولا أثار المعابد القديمة التي كانت حاضرة على قيم الإنسان وعراقته,  فعين دارة  بأسده البازلتي,كان متكسر الأطراف, مثل مرتد على الإسلام وتم تكفيره, وبترة أطرافه الأربعة! فالتاريخ يتم تحطيمه بقنابل الغزاة القادميين كجراد يلتهم الأرض بشمالها إلى جنوبها.
هذه المشاهد المؤلمة كانت كافية لأن يكون الحدث أشبه بعزاء حاضر يتجدد مخاضه باستمرار رغم فاصله الزمني ب 360 يوما عن الواقعة.
يحلق الموسيقار الكوردي (وليد حموتو) على صهوة المسرح, ويستحضر تفصيل روح والده من أرض عفرين, بمعزوفاته على جسد آلة الدودك.. وكأنها تلهث كقداس يهروب إلى الحياة.
 في هذا القداس كانت أرواح شهداء عفرين تمطي موسيقا حموتو, وتعبر حدود الوطن على  جسور من ضوء الشموع, و تروي التفاصيل الآخيرة من عمر المدينة التي رزخت تحت جحافل الغزاة, لغزاة الهاربين من موتهم ليزرعوا الموت فينا.
يعلو صوت الدودك عاليا.. وتتجمهر الدموع  كشعوب في أعين الكورد الحاضرين, وتشكل سيلا من الحزن على ذاكرة  تلامس قلب كل واحد منا,  وكأنها تقول له تذكر "أنت أيضا من هناك" 
ذلك النغم وكأنه نداء لطقس عبادة.. أمام  محراب  جدارية لشجرة جفت عروقها! في رمزية تختزل الواقع المميت لمدينة عفرين المنكوبة, ربما كانت هذه رسالة المنظمين بإن يضعوا جمهور المهجر أمام الحدث الداخلي في حاضر عفرين الجريحة.. من خلال  الرسم الجداري على رداء أبيض جفت شجرته الفتية..  الذي يحاكي صعوبة الحال تحت ظل بنادق المحتلين.. فتبدأ لحظة التفاعل من المنفى إلى قلب الوطن المحتل, بإن يبصم كل كوردي  في أجواء ذلك القداس بدمه على الشجرة الجافة, وويرسم بهدوئه المنتفض المشاعر.. عبارات تشق طريقها إلى عشق الزيتون.. فيكتب  ذلك البوح, إنعاش... وإحياء من الموت لتلك الشجرة الجافة.. في رمزية سريالية لإحياء عروس كوردستان من تحت ركام الموت بل من تحت ركام المدافع.. فهي مقاومة الكلمة , مقاومة الروح في همس الحياة, لتبقى عفرين ظل الشمس.

عن وطن تحت الاحتلال
رحيمة عبدالله الكاتبة الكردية الشابة والتي كانت تراقب منظر مدينتها من خلال رواة المجزرة بالفلم الوثائقي.
تقول "سافرت  مع مشاهد الفلم إلى مدينتي وكأني كنت هناك, وممرت بجروح  المدنيين, ووجعهم" وتتنهد قليلا وتتابع " هذه الأجواء من المهجر تذكرنا بهويتنا وتجعلنا على تماس يومي مع الداخل الجريح, ولا تشعرنا ببرد الغربة  وكأبتها, فهي اشبه باستراحة لروحي من عذاب يوميات المنفى" وعن تخليد الألم, أرواح الضحايا,  تشعل رحيمة شمعة من الجهة  اليسرى من المسرح, وتقول "الطرق المُثلى للمقاومة من المهجر هي إظهار قصص ضحايانا ويومياتهم البعيدة في صحف وروايات الغرب, ونكون نحن أشبه بمتحاف تحافظ على الحقائق وتفاصيلها, لكي تهز برد هذه الشعوب وتقول لهم هناك شعب كوردي يتعرض للإبادة في مكان ما, فعليكم أن لا تكونوا شركاء بالقتل من خلال صمتكم".
وعلى خشبة المسرح همست (سبا)  بكوادرها الشابة تفاصيل التغريبة العفرينية, ولون الظلم, وملامح التلاعب بجغرافيا الوجود الكوردي.. وقصص الموت التي تلتهم دور العلم والثقافة. وتختزل المستقبل هناك بضغطة زناد فتكون رصاصة طائشة! وعن رحلة النزوح والخروج إلى المجهول حيث يغدو الوطن خيمة في مهب الريح.
ولأن الحياة باتت سجننا في الوطن..توقد شمعة أخرى للمرة الألف, للمختفين قسريا في غياهب الظلام في معتقلات الإسلامويين الذين جعلوا من حكايا تسامح الزيتون زنزانة صفراء.
متى سينتصرُ الكوردي؟!
ربما كان هذا أكثر سؤال  يدور في ذهن الجالسين تحت سقف المنفى, ويحير المبعدين عن ديارهم, متى سينتصر الكوردي؟
ربما كان الأدب أكثر شفافية من لغة الساسة, ودبلوماسية القناع! التي مل منها أبناء المخيمات وهم يراقبون خراب قراهم من شاشات الأخبار.. ويكبتون جرهم وهم مكتوفي الأمل..وقلوبهم غدت بحيرات  من الوجع.
تعلو كلمات الشاعر (خوشناف عيسو) عاليا وتعانق تلال عفرين البعيدة.. وتغرس شتلات زيتون فتية كجنود مدافعين عن الهوية, وتهمس للبيوت الطينية.. الغد أجمل.
"سينتصر الكوردي.. عندما يعتذر للأرض"
 هكذا ختم الشاعر الكوردي - من منفاه البارد في الدنمارك- عن محنة الكورد في يوم احتلال عفرين.


..........................................
اليولاندي: نسبة إلى شبه جزيرة يولاند في الدنمارك.

2


رثاء قلب


مصطفى درويش

كجنديٍّ كاد يكون شهيداً بخطوة
و لوحةٍ مهشّمة
ثملٌ أنا، أحمل قلبي بين يدي
 أصفعهُ كمن يصفع طفلاً عاقّاً   
   أركلهُ حجرةً حين ضجر
  القلبُ بعد الحبّ
   مدينةُ حربٍ
  نحتاجُ عمراً لترميمه

***
   
أوقفوا هذا المطر
إلجموا الهدوء
توسّلوا الليل ألّا يأتي
أوقفوا الموسيقى الهادئة
استبدلوها بأغاني الكراجات
انشروا الضجيج أينما كان
ولا تقرأوا أمامي قصيدة
امسحوا وجه الخريف الحزين
اجمعوا كلّ أوراقه الملهمة
اشتروا للقمر عباءةً تُخفي عورته
دعوا اليوم أن يئد فجره
فأنا تعبت أن أكون شاعراً
تعبتُ من شرب فيروز قهوةً
و أغفو بمسكّنات الثمالة
مللتُ جمع دمعي في حصّالة
الحزن
و مللتُ وجهيَ المزدحم
ليصمت هذا العالم
و ليتوقف نبض قلبي
فقد تعبت أن أكون شاعراً.



3
أدب / شهادة في الحب
« في: 23:32 24/11/2016  »


شهادة في الحب


مصطفى درويش

-1 أنا حينما أراك أحسب نفسي شهيدا وأحسب أن الله اختصر كل حورياتي بك


-2 أعرف أنك تحبين السكر كثيرا و أعرف أن مذاقك حلو لدرجة إني كلما أنهيت المحادثة الهاتفية لعقت أصابعي

 -3 الحب هو أن تضع كل شيء خلفك غبارا وتحمل قلبك على كفك المرتجف فترنو بابتسامة شهيد إلى حتفك المشتهى

-4 كيتيم ادق بابك كل صباح اشحد قبلة


-5 في الإنتظار تلبس الساعات وجه الأبد

 -6 على امتداد النظر ليل دامس شعرها أسود.


4
في الحديث عن الثورة والمدخل الديمقراطي لحل القضية الكردية في سوريا.

                                                                                                                           شيروان شاهين *
أن نظام عائلة الأسد ساقط لا محال!

منذ مايقارب الأكثر من سنة ونصف, والشعب السوري بكل ألوانه, وتكويناته.. لم يمل ولم يتعب ولاحتى دقيقة واحدة من ترديد, عبارة السقوط لنظام الدكتاتور بشار أسد وشبيحته.. ومازالوا  مستمرينَ وبنفس الوتيرة والهمة .. في ثورتهم إلى الأمام, وبحسب معظم المراقبين والمتابعين فأن الثورة السورية أرتقت إلى مستوى الثورة الفرنسية, بل تعدتها في صمودها, واستمراريتها, والتضحيات التي يقدمها هذا الشعب من أجل نيل حريته!
وبنظرة شاملة على خريطة الواقع اليوم في سوريا, وبعد كل هذا الكم الكبير من القتل والذبح  وجرائم الإغتصاب والخطف والتنكيل بالمعارضين..)  ثمة حديث يدور عن القضية الكردية في سوريا, وهو حديث قديم حديث يفرض نفسه على عنواين الأحداث باستمرار! ولكن بدأ مؤخرا بالصعود وبوتيرة أكثر, وذلك نتيجة لكتلة من المعاتبات, وأحيانا أخرى أتهامات مباشرة  للكرد من كتاب وناشطين سوريين, من قبيل بأنهم خارج دائرة الثورة وذو مشاركة ضعيفة في الحراك الثوري! ومابرر لهم حججهم هو الوضع العام الذي تشهدهم مدن الأكراد بعد أنسحاب قوات النظام منها , وتسليمها لعناصر حزب العمال الكردستاني ( آبوجيي سورية حزب الإتحاد الديمقراطي) وضمن هذا الوضع الجديد كثر الحديث عن حل القضية الكردية ومستقبلها في ظل تعقيدات الوضع الراهن, فكرديا باتت تطرح شعارات الحكم الذاتي والفدرالية .. وتتردد في مختلف المناطق التي يشكل الكرد غالبيتها, وهذا ما يقابل بالقلق والخوف والرفض من بعض أطراف المعارضة العربية وذلك بحجة حماية وحدة البلاد! وضمن هذه الجدلية بين الطرح المتنامي بسرعة كرديا, والمراوغة والرفض من تلك الجماعات المعارضة العربية, لا يوجد أي موقف للنظام على المستوى الرسمي إعلاميا! وكأن شيئا لم يكن.
أذ أن الوضع الحالي للكرد السوريين شكل نقلة نوعية من زمن المطالبة بترخيص جريدة أوحفلة أوالإعتراف باللغة الأم..(الكردية)  إلى حالة اليوم المطالبة بأقليم ذاتي لكردستان سوريا على غرار أشقائهم في العراق, ولكن هذا وأن كان شعاراً.. لكنه يفتح الباب بمصرعيه على تساؤل جوهري, آلا وهو, هل القضية الكردية في سوريا تعتمد لحلها على مناخ مدني, و تطبيق للديمقراطية؟؟ وبالتالي الأنخراط والمشاركة الأوسع في ثورة الكرامة للوصول لهذا المطلب الوطني العام..  آلا وهي الديمقراطية! أم أن حل القضية يكمن فقط بتحقيق أشكال أدراة بسيطة وبتسوية مع النظام ؟!! تماما كما الآن, بعد أنسحاب قوات الدكتاتور بشار أسد منها ( أبتدا من كوباني 20-7- 2012 وصولا لباقي المدن الكردية) وتسليمها لعناصر حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري الإتحاد الديمقراطي, الذي سارع بدوره إلى تشكيل لجان مسلحة, وهيمن على الوضع, تحت ذريعة ضبط الأمن في المدن الكردية!!!
بيد أن المتابع للشأن الكردي ولطبيعة ومسيرة أحزاب الحركة الكردية وآليه عملها وبنيتها, يستطيع أن يستنتج ويلامس حقيقة أن أغلب هذه الأحزاب وليس كلها! هي أحزاب مًسيّرة إيدولوجيا وهي غير ديمقراطية في علاقاتها الداخلية  والهرمية وفي سلوكياتها داخليا بالنسبة للإعضاء, وفي سلوكياتها وعلاقاتها تجاه بعضها البعض!! ويسودها طابع الدكتاتورية القيادية, مع أشكال تتقارب من الوعي العشائري السائد كرديا! وفي كثير من الفترات والتحولات هي عبارة عن حالات لتجمع مريدي الأحزاب الكردستانية وقادتها البراقين, كحالة حزب الديمقراطي الكردي في سوريا البارتي, مع ملهمهم البرزاني الأب والأبن! وحالة حزب الإتحاد الديمقراطي مع عبد الله آوجلان, وهذا العزوف عن الديمقراطية ساهم وتحت حجج كثيرة ظهور أحزاب السلاح ومع أنها تحمل الديمقراطية كاسم, وتدعيه!! ومثال ذلك الحزب المذكور سابقا: الإتحاد الديمقراطي, وكان التعامل مع شباب الثورة الكورد المناهضين لحكم الأسد, في عفرين وكوباني وأخرها في عامودا 2-9-2012 .. الذي أتسم  بعمليات الخطف والقمع وصولا للإغتيال السياسي! وهي شواهد كافية للوصول لحقيقة أن هذا الفصيل وإلى جانب بعض الأحزاب الآخرى أيضا تتعامل مع قضية الديمقراطية, كحالة استثمار, وكأنها جسم مستقل عنها!  وذلك من أجل تسويق أطروحاتها للوصول بالمحصلة لغايات الطبقة القيادية فيها, ولو تحت مسميات وأهداف قومية قد تكون نبيلة!! وهي أحزاب في معظمها لا تتماهى مع الديمقراطية, ولاتعتبر نفسها حاضنة أساسية لها, وأنما تحاول التموضع على حساب الديمقراطية, وهذا مايفسر إلى حد كبير تآخر هذه الأحزاب في مواكبة الثورة وتبنيها في المناطق الكردية, على خلاف الشباب الكردي الثائر, الذي أحرجت ثوريته هذه الاحزاب.. لدرجة كبيرة وصلت لوأد الشباب! (في عفرين مثلا)  ومع أن الثورة السورية أستطاعة كسر جدران الكهف,  وحواجز الصمت.. وخروج الشباب للشوارع  وبصدور عارية  متحدين الرصاص الحي ومطالبين برحيل النظام وأزلامه, من أجل قضية الديمقراطية والحرية.. التي حرم منها كل الشعب السوري ولأكثر من خمسة عقود!  ومن هنا شكلت الثورة السورية المعبر الأول والأكبر عن قضية الديمقراطية في هذا البلد, الذي  يواجه شعبه الآن آلة عسكرية مجرمة لاترحم تقتل كل دعاة الديمقراطية ونشطائها الميدانين, وليس كما يروج النظام وإعلامه الفاسد بأن مايجري في سوريا هو تطهير الجيش لجماعات مسلحة أرهابية!
ففي الأساس كانت الثورة هي عبارة عن نشطاء مدنيين سلميين, من الفئة الشبابية المثقفة المتماهية مع وسائل الإتصال العصرية! في مواجهة نظام قمعي متخلف لايفهم إلا بلغة القتل, ومن خلال اعتماد النظام للمنطق الأمني والاستئصال ,  من خلال المجازر والقصف بالطائرات والدبابات وعمليات الإغتصاب والقتل الممنهج بحق المدنين.. حيث وأجه النظام تمردا وأنشقاقا في صفوف جنوده أدت إلى تشكيل نواة مسلحة بالتزامن مع توجه بعض الشباب الثوري لحمل السلاح دفاعا عن النفس, وكل ذلك أمام صمت المجتمع الدولي على جرائم النظام بحق الابرياء  والتي طالت حتى الأطفال!  وتحول المشهد إلى حرب بين دعاة الديمقراطية الثوار, وبين دعاة قمع الثورة والمطالب الديمقراطية, لإعادة تحصين مزرعة الأسد!! وجند النظام لهذه الحرب كل ترسانته واستعان بقوى كل حلفائه لاستئصال هذه الثورة, وأن نجح النظام في هذه المواجهة لا سمح الله سيكون الوضع أكثر كارثية ودموية على كل الشعب السوري دون أي استثناء, وبما فيهم الكرد أيضا! و في حال فشل الثورة سيتفرغ عندها نظام الدكتاتور بشار أسد للكرد! وسنكون أمام أحتمالان أثنين: الأول أما القمع وذلك بالعودة للوضع ماقبل الثورة, والضرب بيد من حديد والأختفاء القسري.. واللعب على وتر العدو القومي الداخلي وتضخيمه!  وتفعيل تهمة اقتطاع جزء من البلاد وضمها لدولة أجنبية!! وذلك لكي يعيد النظام شرعيته القومية المفقودة!
الثاني, وهو حل القضية الكردية على أساس تشاركي! وهذا الإحتمال الذي بدأ يأخذ مفعوله الآن على الأرض في المدن الكردية من ديريك وأنتهاءا بعفرين, حيث السلطة المطلقة فيها للجان الحماية الشعبية الآبوجية!  التي تسلمت السلطة من نظام الأسد بعد انسحاب الأخير منها, ولذلك سيكون حل القضية الكردية من وجهة نظر النظام  هو بإيجاد شريك فوتوكوبي!! نسخة عنه, ليسيطر على مفاصل المجتمع الكردي وضمان التبيعية له!! وبالتالي نكون أمام ظاهرة تكريد أدوات الأستبداد, وإلى تغير هوية الجلاد..  من العروبية إلى الكردية, جلاد: يحافظ على مصالح النظام البعثي الأسدي  في المدن الكردية! وذلك لأن النظام بطبيعته ضد حل القضية الكردية على أسس ديمقراطية, وذلك لأن تطبيق الديمقراطية في بقعة  ما من سوريا سيمس جوهر وبنية النظام! ومابالك بتطبيقها على نطاق  مدن الأكراد حيث تتشابك مصالح الكرد على كل الأصعدة مع باقي المكونات السورية , وأندماجهم في النسيج الوطني السوري, وبالتالي ستتحول كردستان سوريا إلى تسونامي الديمقراطية للنشطاء الحرية ضد النظام, وهذا مايرفضه, ولا يريده النظام جملة وتفصيلا, وأنما يريد حلا حسب منطقه..  بصورة مصغرة عنه كرديا, وذلك لكي يحركه بحسب أهوائه ومصالحه, ويكون ذراع جاهز في مواجهة اعدائه الخارجين,تماما كما الآن من خلال تسليم المنطقة للعمال الكردستاني, الذي بدوره ينشط ضد تركيا (عدو نظام الأسد وحاضن المعارضة السورية)  وتحويل أكراد سوريا من معارضين لنظام الأسد إلى معارضين لتركيا!! وهذه الأيام  تهمة العمالة لتركيا تعتبر رائجا حيث تستخدمها لجان الأبوجية بكثرة أذا أرادت أعتقال أي ناشط كردي خارج سيطرتها!
وهذه الأحتمالات السابقة كلها ملغية عندما يسقط النظام, وذلك بأنتصار الثورة السورية, وأردة الشعب السوري الشجاع, وسيسقط معها كل أدوات  وأقنعة, وملحقات النظام في المنطقة الكردية!  والواقع الجديد بعد سقوط نظام بشار سيفرض توازانات جديدة وقوى جديدة ولاعبين جدد, ويفرض منطق التحالفات بدل الاستبداد, ومنطق النظام التعددي والدستور بدل من أهواء الجلاد! فسقوط النظام بكل مرتكزاته ومؤسساته, والتي كانت تقمع كل السورين والكرد ايضا, ستفرض شكلا جديد تجعل الكورد في مساواة مع باقي المكونات, وستكون هناك عملية بناء جماعي لمؤسسات ديمقراطية سليمة لكل السوريين, وبالتالي خلق مناخ ديمقراطي صحي!  وضمن هذا المناخ.. سيكون هناك حديث ونقاش لحل القضية الكردية في سوريا, ومن ضمنها الحكم الذاتي  أو الفدرالية  أو أي شكل آخر وذلك ضمن رؤية وطنية شاملة, وذلك لإعتبار القضية الكردية في سوريا.. قضية وطنية بأمتياز, وهي ليست قضية الجيران!! وحلها مرتبط بسقوط النظام الحالي! فبعد سقوط نظام المقبور صدام حسين 2003 في العراق, ومشاركة الكرد بعملية الإطاحة, و بناء العراق الجديد, هذه المشاركة فرضت على كورد العراق واقعا جديدا مختلفا عما عليه قبل السقوط!!  فتبنى الأقليم الكردي لجملة قوانين ومواثيق ساهمت إلى حد ما في خلق هامش نسبوي! لمعارضة  برلمانية ووجود تعددية حزبية وبعض الصحف الغير سلطوية, وكما وصل رئيس الأقليم( مسعود البرزاني)  للرئاسة بنسبة ستينية ! رغم حداثة تجربة الأقليم مقارنة مع دول الجوار (ومع أن الأقليم مطالب بالمزيد من الإصلاحات, والتطبيق الديمقراطي) .
أعتقد أن حل القضية الكردية في سوريا مرتبط بالدرجة الأولى بالقضية الديمقراطية, وذلك لأننا جزء من الوطن السوري, وكوننا ضمن جغرافيا وطنية مشتركة رسمتها أقلام الدول الكبرى!!  وبالتالي نحن لسنا -أي الطرفين-  مجرد قبائل رحل..  نحمل خيمنا ونهاجر!!  فنحن محكومين بسماء وجغرافية واحدة, وبناء على  هذا, تعتبر الديمقراطية كمطلب, ونهج هي مدخل لحل القضية الكردية في سوريا, وأن تبنى الطرح الديمقراطي هو ليس إلا  أنقلاب على كل المظالم  التي تعرض لها الكرد السوريين! وذلك كون أن سبب المعاناة الأول والأخير..  كان بسبب غياب عوامل الديمقراطية قبل أي شيء أخر لحل القضية, وكون أن الإنسان الكردي, هو مركز هذه القضية العادلة, فقط غيبت على أساسها حقوقه وحرياته  الأساسية وذلك  فقط  لانه إنسان كردي!! وبالتالي  أن عملية  تكريد أدوات الأستبداد, هو ليس حلا بقدر ماهو تنصيب دكتاتور بالوكالة من لغتنا الأم! وهي عملية ترجمة, لمراكز القمع من العربية إلى الكردية!! ولذلك فالحل الأمثل للوصول إلى الثمار الديمقراطية الناضجة, وخلاص الأنسان الكردي يكمن من خلال  المشاركة الأكثر.. والدور الأكبر.. بحجم المعاناة (كرديا) ! في الثورة السورية العظيمة.. وتحرير كردستان سوريا من كل أدوات النظام وأزلامه المشبوهين.. وذلك لتحرير دمشق العاصمة! من بوابة قامشلو.


Sherwan shahin
Sh-sherwan@hotmil.com
كاتب وإعلامي كردي سوري مقيم في الدنمارك.


5
أدب / جداريات مغترب.. شارع المشي
« في: 16:17 18/05/2012  »


جداريات مغترب.. شارع المشي      



شيروان شاهين

 كاتب وإعلامي كردي سوري
    


هزيمة!

اليوم وبصراحة ولأول مرة يجتاحني شعور غريب بالهزيمة, شعور أشبه بالعجز أمام كل هذا الكم الكبير من القضايا والمشاكل في وطني ومحيطي,
أصادف نفسي وحيدا! في كومة طالبي المساعدات من حولي, ومن مدينة لآخرى .. ولا أعرف ماذا سأقول لأخوتي الذي يطلبون جرعات الأمل مني,
أنا طاقاتي محدودة, ورغم كل ذلك أريد أن أغفوا قليلا هاربا..! ليتني أجد نفسي بين أخوتي الأموات ولا أعود!!
لا وجه لي للنظر في وجه كل أخوتي الذين يناشدوني على الأقل هنا في الدانمارك!!
من طالبي اللجوء.. فما بالك برفاق الداخل, رفاق الدرب.. الذين صاروا يتهمونني باني نسيتهم, وطويت صفحتهم!!
شعور الهزيمة موجع... موجع يا أمي..

****

سؤال؟!

سألني زميل لي في الدراسة.. وصديق آخر عن مصادر دخلي في السفر على معسكرات اللجوء,
والذهاب إلى كوبنهاغن دائما لتغطية المظاهرات ضد النظام *الأسد*
سألني اكثر من صديق وصديق!! واليوم أيضا صديق آخر كرر نفس السؤال,
وأنا بنفسي أسال هذا السؤال لنفسي!! فيجيبني بيتي المتواضع..  العاريُ من  المقومات المنزلية الاساسية,
السرير الذي أنام عليه اعطتنياه البلدية!!
الطاولة التي أكتب عليها, جار لي اعطانياها, حقيقة لا املك تلفزيون.. فرن ماكروويف!! وهذه من الامور الاساسية في المنزل بالدنمارك!!
وكذلك أمور كثيرة.. وكثيرة, لابتوبي الشخصي فقط من شهرين حصلت عليه! بعد ان بقيت سبعة أشهر أتطفل مستخدما كمبيوترات المكتبات العامة والأصحاب..!!!
وأشياء اخرى كثيرة,, بصراحة مصدر دخل نشاطاتي هو عري بيتي من كل شيء!!
..وأنا أسأل دائما لماذا بيتي لايشيه بيوت رفاقي في الدنمارك؟؟؟!

****

ويد الله ملوثة بالدم..!
بعد كل هذا الصمت القبيح.. عن المذابح في وطني!

****

أڤين..

والمشاعر عاطلة عن الأمل!
والحب وحيد, في خيمة عزاء,
وقلبي منذ لحظاتِ.. أعلن أستشهاده, في آخر معارك عيناك,
لكني سأبقى *أنا* ورغم كل كواراثي.. أحبكِ..
وأحبكِ..
وأحبكِ.

****

همبرغر؟

يحدث الآن.. بأني لم اكن جائع..!
فأشتريت صندويشة همبرغر بمبلغ دنماركي يعادل أكثر من 600 ليرة سورية, فلم أكمل أكل الصندويشة فرميتها في الحاوية!!
ويحدث الآن, بأن في لحظة رميي للصندويشة, أخبرتني صديقتي الدومانية باكية!!
بأن هناك طفل صغير الآن واقف على باب أحد الأفران ومعه فقط 5 ليرات سورية!!
ليشتري بها رغيفا وحيدا, لعائلته المزدحمة بالجوع!!
ويحدث الآن..بأني أنا وأشباهي, كم نحن تافهون!!!!!!!!!!





صفحات: [1]