عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - حسيب شحادة

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / غروب الظهور الإلهي
« في: 03:34 21/01/2024  »
غروب الظهور الإلهي
القراءة السابعة اش 20 _16 :1
يوسف جريس شحادة
منتدى أبناء المخلص _ كفرياسيف
مقدّمة
علينا ان نُدرك ان غاية التوراة والانبياء والكتب تتمحور كلها في " المسيح"، هدف الله " خلاص البشر".
يشهد المسيح للأسفار المقدّسة كلها ويقول:" أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ. لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا".
إذا، المسيح الله يقتبس من التوراة، اليس من حقّنا ان نبحث عن الكنز "المسيح في التوراة "؟ وهناك من يتفذلك بعدم صحة التوراة، فنقول باختصار هل تؤمن بالمسيح؟ كيف لنا ان نؤمن بالمسيح الرب المتجسّد بلا خطيئة وهو الذي حقّق التوراة وفسّرها التفسير الخلاصي كما في الانجيل.
الم يقل للأبرص:" فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «انْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ، وَقَدِّمِ الْقُرْبَانَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ».".
ولما بدأ يسوع خدمته العلنية في " مجمع الناصرة" مستخدما اقوال اشعياء النبي:" «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ».".
يعلن الرب في لوقا 27 _25 : 24 عندما رافق الجماعة لعمواس وأيضا لو 31 _27 : 16 قصة العازر الفقير والغني.
خصّص الاباء هذا النص لما يشمل من تعاليم مرتبطة بعيد الظهور الإلهي " المعمودية" .
أشار الله على الخطية، وأيضا أرشد الشعب، كيف يخلص ويعمل الصلاح، في الآيتين 17 _16 يعلّم الله الشعب ما هي الذبيحة المرضية بعين الرب:" اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. اي كفّوا عن فعل الشرّ، ولا تستطيعون ان تظهروا امامي بشروركم لان عيني اطهر من ان تنظر الى الشر، مز 4 _3 :24.
" تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ. ". اي افعلوا الخير واسلكوا بالحق، قارن رو 9 :12 ويع 27 :1.
بمعنى عوضا عن الانشغال بالاحتفالات عليكم بالبحث عن " الذات اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا " لا يقصد اشعياء" الاستحمام ورشّ العطور" لا بل البحث عن النفس وتطهير الجسد وتنقية العقل والقلب، واستخدام اشعياء لهذه العبارة:" רַחֲצוּ, הִזַּכּוּ " لأنها مألوفة لبني إسرائيل، وتدل على "الطهارة الروحانية " أي الجمال الداخلي هو الأساس للعمل " الخارجي المرئي الظاهر".
يقول الرب، السلوك السليم مثله مثل التقدمة الصالحة لأنه عندها نعرف إرادة الله لنعيش ببركة ونعمة الله.
مساعدة الفقير والمعوز والارملة يدل على القربى للرب والامر نتيجة الايمان بالمخلص.
كما يخبرنا مزمور 4 :71:" يَا إِلهِي، نَجِّنِي مِنْ يَدِ الشِّرِّيرِ، مِنْ كَفِّ فَاعِلِ الشَّرِّ وَالظَّالِمِ."
أي حان الوقت للتطهير الداخلي والجمال الداخلي. ويخبرنا أيضا ميخا النبي وعاموس ما يعلمنا اشعياء :" بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ، بِعُجُول أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ، بِرِبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي، ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ. رُؤَسَاؤُهَا يَقْضُونَ بِالرَّشْوَةِ، وَكَهَنَتُهَا يُعَلِّمُونَ بِالأُجْرَةِ، وَأَنْبِيَاؤُهَا يَعْرِفُونَ بِالْفِضَّةِ، وَهُمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَلَيْسَ الرَّبُّ فِي وَسَطِنَا؟ لاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ!» أَلَيْسَ يَوْمُ الرَّبِّ ظَلاَمًا لاَ نُورًا، وَقَتَامًا وَلاَ نُورَ لَهُ؟ «بَغَضْتُ، كَرِهْتُ أَعْيَادَكُمْ، وَلَسْتُ أَلْتَذُّ بِاعْتِكَافَاتِكُمْ. إِنِّي إِذَا قَدَّمْتُمْ لِي مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ لاَ أَرْتَضِي، وَذَبَائِحَ السَّلاَمَةِ مِنْ مُسَمَّنَاتِكُمْ لاَ أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا. أَبْعِدْ عَنِّي ضَجَّةَ أَغَانِيكَ، وَنَغْمَةَ رَبَابِكَ لاَ أَسْمَعُ. وَلْيَجْرِ الْحَقُّ كَالْمِيَاهِ، وَالْبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ. «هَلْ قَدَّمْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَتَقْدِمَاتٍ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟" مي 8 _6 :6 و11 :3 وعا 25 _20 :5}.
الآيتان 19 _18:" هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ. إِنْ شِئْتُمْ وَسَمِعْتُمْ تَأْكُلُونَ خَيْرَ الأَرْضِ." يقدّم الرب الدعوة لشعبه ليطهرهم من خطاياهم ويمحو آثامهم يناديهم للتوبة لأنه لا شيء يطهرنا من خطايانا سوى " دم المسيح" رؤ 5 :1 و1يو 7 :1.
يعلن اشعياء صلاح الرب ووعده لسامعيه بتطهيرهم من خطاياهم، مهما كانت خطيتهم دلالة لسعة رحمة ومغفرة الرب ومحبّته للبشر في حين تاب توبة صادقة الانسان.
ثمن مغفرة الرب للخطايا باهظ الثمن هو، اش 6 :53 :" كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا." ويو 18 _16 :3 :" لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ."
سِعة رحمة الرب للتائب والذي يسعى لطهارة داخلية لا حد لها، ووعد الرب واضح، زك 10 ومكافأة  الرب لمن يسمعه ويتوب:” إِنْ شِئْتُمْ وَسَمِعْتُمْ تَأْكُلُونَ خَيْرَ الأَرْضِ" كما في وصيته " أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ." هذه المكافأة إذا استجبنا لتعاليم الرب اما في حال رفضنا، فنقرا الآية 20:" وَإِنْ أَبَيْتُمْ وَتَمَرَّدْتُمْ تُؤْكَلُونَ بِالسَّيْفِ». لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ." رفض تعاليم الرب نتيجته "الخطيئة " والابتعاد عن الله.
اذًا ليس المهم " الطقس الخارجي “لإرضاء الرب، لا بل العمل على الطهارة الداخلية، المعمودية للتوبة ومغفرة الزلات، والتوبة الصادقة النابعة من الصميم هي الطريق للخلاص والاتحاد مع الله.
 

2
مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب -غين-
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص مُتاحة على الشابكة في الموقع المثْبَت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكورة، أمّا أسماء المُجيبين فمذكورة. يبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.

س. سلام، إذا لم تكن لديّ ساعة وبجانبي يجلِس بعض الرجال وعندهم ساعاتُ يد، هل يجوز لي رؤيةُ ما تشير إليه الساعة بدون إذن؟ شكرًا جزيلا.
ج. تحيّة طيّبة،
جائز!

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. فهمت أن هناك من يدّعي بحَظْر تناول البصل الأخضر لأنّه قد ورد في سِفْر عِرّوڤين (كتاب المخلوطات) لا يأكل الإنسان بصلًا بسبب أفعى فيه. أودّ أن أسأل حضرةَ الراب، هل هذا سارٍ في أيّامنا؟ إذ أنّني لم أسمع عن تعليم يمنع تناولَ البصل الأخضر.
ج. تحيّة طيّبة،
تقول الچِمارا في سِفْر عِرّوڤين، ورقة 29 ص. أ، ب، لا تؤكل أوراقُ البصل التي لم يبلغ طولُها شِبرًا تقريبًا وقد شرح راشي [ربّي شلومو يِتسحاكي، ت. 1105، مفسِّر التوراة والتلمود] بقوله لوجود سُمّ فيها وهكذا يكون الخطر بخاصّة إن لم يتناول مسكرًا وإن تناوله فلا خطر. وفي البصل العادي لا خَشية بالمرّة.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة وبعد،
أودّ أن أسأل أيجوز للمرأة النوم ببِنْطال؟ شكرًا.
ج. تحيّة طيّبة،
يجوز للمرأة النوم ببنطال منامة/بيجامة نسائيّة فشكله خاصّ. على كلّ حال، ليس من المقبول أن تروح وتجيء المرأة بالبيجامة حتّى أمام َأبناء بيتها وذلك بسبب الحِشمة، غياب التواضع، وعليها ارتداء الروب فوقَ البيجامة وكم بالحري عند تواجد غُرباء في البيت.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. سلام وبركة،
أودّ أن أستفسر: أَيجوز إعطاءُ صدقة لغير اليهوديّ، لواحد من الأغيار؟
 جزيل الشكر على مساعدتكم.
ج. الأمر جائز.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أتجوز الصلاة أوِ القراءةُ في كتاب الصلوات وهو موضوع على الرُكبتين؟ تحيّة وشكر.
ج. تحيّة طيّبة،
الأمر جائز، في حال عدم وضع اليدَين عليه.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س.
1) أيجوز عرضُ صُوَر حاخامين على جدران الكنيس وعلى كتُب الصلوات؟
2) أيوجد فرق في حالة التحريم، بين صوَر صغيرة 2x 2 سم و صور أكبر 10x 10 سم فما فوق؟
3) هل في حالة التحريم تكفي تغطيةT الصور لتجنّب التحريم؟ مع الشكر والتحيّة.
ج. تحيّة طيّبة،
أسئلة جيّدة، ينبغي التشديد وعدم عرض صور حاخامين على جدران الكنيس وعلى كتُب الصلوات. بالنسبة للصور الصغيرة الأمر أسهل ولكن من الأفضل بدون صُور بالمرّة. صحيح، تغطيتها كافية.

تحيّاتي وبالتوفيق،
يعقوب موشه

س. هناك من يقول إنّه يجب لفُّ الأظافر المقصوصة بالورق قبل رميها لأنّه بعد عُمْرٍ طويل 120 عامًا يتوجّب على المرء جمعها. هل هذا صحيح؟ أيوجد مرجِع لهذا؟
ج. تحيّة طيّبة،
يجب إلقاء الأظافر في المِرحاض أوِ القُمامة وليس على الأرض، اُنظر: https://www.hidabroot.org/question/202115
يعود السبب في منع إلقاء الأظافر المقصوصة على الأرض لأنّه إذا داست عليها امرأةٌ حامل فقد تُجهض ولذلك قيل من يحرُِق الأظافر ورِعٌ ومن يدفنها صِدّيق ومن يرميها شِرّير.
لا علمَ لي بمرجع يقول بلفّ الأظافر لأنّه بعد وفاة الإنسان يهبُط إلى هذا العالم لجمعها.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة يا حضرة الراب، رأيتُ يوم السبت مجموعةً من النمل داخلَ المغسلة، أكان من الجائز فتح الحنفيّة وشطفها؟ شكرا.
ج. تحيّة طيّبة،
إذا كان فتح الحنفيّة على النمل يؤدّي إلى موته فهذا ممنوع.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة وبركة،
أودُّ أن أسأل أيجوز للفتاة الخروجُ إلى الشارع وشعرها مَبْلول؟ شكرا جزيلًا.
ج. تحيّة طيّبة،
هذا ليس محتشمًا.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيجوز تعليق صُوَر ربّانين في الكنيس؟
ج. لا يجوز منعًا لبلبلة نيّة الصلاة وإذا كانت هناك صُور فيجب إزالتُها، يَلْقوط يوسيف علامة ص بند مج.
الراب يرون إشْكنازي

س. أيجوز احتساءُ القهوة مع الحليب قبل الصلاة؟
ج. لشخص ضعيف هذا جائز وعليه تِلاوة بركات الفجر قبل ذلك، يلقوط يوسيف علامة پط بند لز.
الراب يرون إشْكنازي

س. ما أصل عادة قراءة سفر المزامير في عيد الأسابيع؟
ج. وفاة الملك داؤود كانت في عيد الأسابيع، وكما هو مبيّن في التلمود الأورشليميّ حَچيچه الفصل الثاني هَلاخاه چ وفي التوسِفْته حچيچه يز.
الراب يرون إشْكنازي

س. هل أكلُ العنب في رأس السنة محرّم ولماذا؟
ج. هنالك من لا يأكلون العنب في رأس السنة لأنّه ورد في الچمارا بِرَخوت نو أنّ للعنب الأسود علامة سيّئة ولا سيّما ثمّة من يقول إنّ شجرة المعرفة التي أكل منها آدمُ الأوّل كانت الكرمة. كلّ هذا الموضوع يدور حول العنب الأسود بينما العنب الأخضر فجائز تناولُه بل وفيه فائدة، كاف هَحييم علامة تقف”چ بند صغير كا.

لا ذكر لاسم المجيب

س. ما عدد الصلوات التي يجب أن تقوم بها المرأة في اليوم؟
ج. صلاة واحدة فقط، يَلْقوط يوسيف علامة قو حرف يب.
الراب يرون إشكنازي

س. أودّ أن أسأل هلِ الذي يقرّر أن يكون نباتيًّا يقوم بفريضة إزاءَ التنكيل الشديد بالحيوانات؟
ج. سلام. بهذا هو لا يمنع التعذيب، لذلك فهذا ليس بفريضة، ولكن أمامَنا شعور بالرِّفْق وإن قرّر شخصٌ ما بالقيام بذلك فهذه فضيلة.

الراب إليقيم لِڤَنون
س. هلِ الله بحاجة لفروضنا؟
ج. الله غير متناهٍ وغيرُ محدود ولذلك فهو ليس بحاجةٍ لأيّ شيء. هو أعطانا الفروض والواجباتِ كي نسمو وننمو روحيًّا وفي الفروض حكمة إلهيّة غير متناهية والقيام بها يمكنّنا من الارتقاء في السلّم الروحانيّ والاتّصال بخالق العالَم.

اسم المجيب غير مذكور

س. يتجادل الزوج والزوجة حول إشعال الشموع؛ يدّعي الزوج: إنّي معنيّ بإشعال الشموع مرّةً كلّ أُسبوعين، هل أنا على حقّ؟
ج. الأولويّة في إشعال الشموع ممنوحة للمرأة تكفيرًا على خطيئة حوّاء، وعليه فإذا نوتِ المرأة إشعالَ الشمعة فلها الأولويّة.

اسم المجيب غير مذكور

س. ما هو المكان الأفضل لإشعال شَمَعات السبت، أهو غرفة النوم أم في المكان العاديّ لتناول الطعام؟
ج. لبّ الفريضة يقول في غرفة الطعام كما هو مبيّن في الزوهَر المقدّس، قضيّة عقب ورقة رع”ب ص. ب.

اسم المجيب غير مذكور

س. أيجوز للمرأة بموجِب وظيفتها وفي نطاق عملها أن تلمُِس رجلا؟
ج. سلام وبركة. مبدئيًّا الحظر يكون بخصوص لمس محبّة، أمّا بالنسبة للمس بلا محبّة يجبُ توخّي الحذر والابتعاد، ولكن هذا ليس حظْرًا مطلقا. والكلّ بحسب الظرف وكلّما تسنّى اللمس كان واجبًا. الشرطيّة لا تلمس رجلًا إلّا إذا كانت بصدد الإنقاذ ولا شرطيَّ في المكان. على فكرة، لا يُطلب من المرأة أن تكون شرطيّة، فهذا بلا ريبَ ليس لطيفًا وليس متواضعًا. بما يخصّ الطّبّ فالكلّ بحسب الظرف وهل هناك رجل ذو قدرة مشابهة. الخيّاطة تخيط في الأساس للنساء، ولا نقصَ في الخيّاطين الذين ليس من المفروض عليهم الخياطة للنساء. المعلّمة تعلّم صفّ صبيان حتّى عمْر تسع سنوات فقط وعندها عند الحاجة يتمّ لمس بلا محبّة فلا حظر فيه.

اسم المجيب غير مذكور

س. إنّي متزوّجة، أتعلّم منذ سنة السياقة لدى معلّمة (52 درسًا). رأيت أنّه من الأهميّة بمكان التعلّم عند امرأة حفاظًا على موضوع التواضع. أشعُر بصعوبة ما مع هذه المعلّمة بعد أكثر من خمسين درسًا وذلك بخصوص أُسلوبها. لا وقتَ فراغ للمعلّمات الأُخريات وعليّ الانتظار. فكّرت في تبديل المعلّمة، أرجأتُ هذه الفكرة طَوالَ الوقت لأنّني أعرف أنّه قد تبرُز مشاكلُ بشأن التواضع إلّا أنّني بلغتُ نقطة أشعر فيها بأنّ تغيير المعلّمة قد يقدّمني. هل يجوز التعلّم عند معلِّم؟
ج. برأيي، يجب الامتناع بالكامل، الجلوس بجانب رجُل وقتًا متواصلًا يؤدّي إلى قَرابة محظورة، لا سيّما إمكانيّة اللمس، فهو يمسك المِقْود وهلمّجرّا... بالتوفيق الجمّ.

اسم المجيب غير مذكور

س. تحيّة، هذا السؤال حسّاس جدًّا وبالطبع ليس للنشر، يسرّني أن يجيب الرّبانون على عُنوان البريد الإلكترونيّ فقط. أَيُحظَر على المرأة بلوغ اللذّة الجنسيّة بنفسها وليس عن طريق الزوج؟ هل هذا يُشبه حظْر قذف الحيوانات المنويّة هباءً، لا سمَحَ الله. عليّ أن أذكر أن هذه الحاجة بذلك تحدُث بنحو خاصّ خلال أوقات الابتعاد بسبب صعوبة عاطفيّة أو في أوقات التطهير حيث يستصعب الزوج. أهنالك داعٍ للتشديد في الأمر من حيث القدسيّة والتواضع؟ يسرّني الحصول على جواب، فالوضع يقلقناجدًّا وخجِلنا أن نسأل حتّى الآن شفويًّا. وفّقكم الله، إلى الأمام.
ج. لا يجب أن تستحي في السؤال فهذا موضوع يمتّ بالشريعة وقريبًا سيصدر كتابٌ بقلم أحد ربّاني بيت ههورءاه/بيت التدريس يعالج هذا الموضوع. والأمر جائز من حيث أصل الحُكم، وكلّ من تفعل ذلك بلا تخطيط لها أساس لذلك.

الچاؤون الراب موشه پنيري شليط”ا/ليحيا لطول أيّام آمين، أطال الله بعمره.

س. أيجوز لمس الأُخت؟
ج. لمسٌ عندَ المصافحة باليد فقط جائزٌ وللمتزوّجة أيضًا ولكن العِناق والتقبيل فهما مذمومان، كما كتب الرَّمْبام/ربّي موشه بن ميمون، وعليه يجب تجنّب ذلك، فالأمر ليس ممنوعًا بالضبط. أمّا بخصوص العمّة/الخالة وكم بالحريّ بناتهما فاللمس محظور.

الچاؤون الراب دوڤ لِؤور

3
مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب -عين-
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص مُتاحة على الشابكة في الموقع المثْبَت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكورة، أمّا أسماء المُجيبين فمذكورة. يبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.

س. أيجوز للبنات الذهاب إلى البحر بالمايو؟ شكرًا
ج. طاب أُسبوعك،
يجوز، وفي حالة تواجد منقذ فعلى البنات تغطية كلّ الأماكن التي تكون عادة مغطاةً لئلا تُعيق المنقذ.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيجوز للبنات القيام بالخدمة الوطنيّة؟ جزيل الشكر والامتنان.
ج. تحيّة طيّبة،
ممنوع. اُنظري مثلًا ما كتَب ريشون لِتْسيون الراب يِتْسحاك يوسف، طالت أيّامُه الطيّبة، آمين، في كتاب كنْز الأحكام للمرأة وللبنت، الفصل 60 بند 32، تمنع البنات منعًا باتًّا من الالتحاق بالخدمة العسكريّة وبالخدمة الوطنيّة أيضًا، وكلُّ كرامتها كابنة ملك في داخل البيت تحت َمراقبة الوالدين. وهكذا ذهب كلّ كبار الجيل  واعملي ما يرشدونك!
بالتوفيق،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة،
أُريد شِراء شَعْر مُسْتعار جديد، أيمكن لرجل مصمّم القيام بذلك فالأمر يحتاج لخبرة خاصّة تختلف عن تسريح الشعر؟ تحيّة وشكر، هداس.
ج. سلام وبركة،
إنّ تنظيم الشعر المستعار عند الرجل محظور لأنّه يتناقض مع أُسُس الحِشمة.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أنا متديّنة وأريد أن أسأل هل وضع خِزامة/قُرْط في الأنف ممنوع؟ أُحاول الحِفاظ على التواضع والحِشمة ولكنّني أرغب جدًّا  في هذه الخِزامة.
ج. تحيّة طيّبة،

في حِقْبة التناخ - أسفار العهد القديم، كلن وضع الخِزامة في أنف المرأة مألوفا؛ ولكن في عصرنا تغيّر الوضعُ وغدا غيرَ مألوف، ومن  المفروغ منه أنّ المرأة التي تسلُك خارج السِّرْب تسبّب جذب الانتباه إليها وهذا يُعتبر غير محتشم وينبغي تجنّبه.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. السلام عليك يا حضرةَ الراب،
أريد أن أسأل أيّ اسمٍ من الأسماء التالية يمكن إعطاؤه لطفلة: إيدل، مايه، روني، إِلَا، مع الشكر.
ج. تحيّة طيّبة،
أوصي بالاسم إيدل، أمّا الأسماء الباقية فلا.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. اِشتريتُ لزوجي ساعة ولم أُعطِه إيّاها بعد. قيل لي إنّه لا يجوز شراءُ ساعة لأنّها تشير إلى زمن الانفصال ويتمُّ الانفصال بعد ذلك بعدّة أيّام. هل أُعطيه الساعةَ وآخذُ منه شاقلًا أو أيّ شيء آخرَ وكأنّه اشتراها منّي؟ الشكر الجزيل.
ج. تحيّة طيّبة،
لا مانعَ البتّة لشِراء ساعة للزوج ولا يوجد أيُّ أساس بأنّ ذلك يسبِّب الانفصالَ وعليه تستطيعين إعطاءه الساعةَ كالعادة بلا أيّة خَشية.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة يا حضرةَ الراب،
أريد أن أسأل كيف أنّ هناك من ناحية واحدة فريضة/واجب الفرح ومن الناحية الثانية مكتوب، على ما أظنّ، في الچِمارا أنّ الإنسان بلا امرأة لا فرح عنده ولا رزق إلخ. جزيل الشكر وطاب أُسبوعك.
ج. تحيّة طيّبة،
لقد ورد حقًّا في الچِمارا في مَسّيخِت يِڤَموت ورقة 62 ص. 2 أنّ كلّ إنسان بلا امرأة يكون بلا فرح، بلا بركة وبلا خير. ولكن ليس المقصود من ذلك أنّه لا يقدِر أن يكون فرحًا بالمرّة ولكن لا يستطيع إدراك رُتبة الفرح الكاملة. وأعلم أنّه قيل هناك في الچمارا أيضًا بأنّه في أرض إسرائيل يكون الشخص بلا توراة وقد شرح راشي [رَبِّينو شُلومو يِتْسحاكي، 1040-1105، من أعظم مفسِّري المِقرا/التناخ والتلمود عاش في فرنسا، سُمّي بمفسّر الدين] ذلك بقوله إنّ الإنسان ينشغل باحتياجات بيته وبذلك ينسى بعض تعلّمه الدينيّ ومعنى بلا التوراة يعني بالضرورة بلا كلّ التوراة ومن هنا نفهم قياسًا بخصوص الفرح وما شابهه.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. سلام وبركة،
أوّد أن أعلم في أيّ عمْر بحسب التوراة ينبغي للفتاة الابتداءُ بسَماع وَساطة الزواج للزواج؟ جزيل الشكر.
ج. سلام وتحيّة،
بعمر 18-20.
تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. هل يجوز المشيُ حافيًا في الشارع أم أنّ ذلك نهج حِداد؟
ج. تحيّة طيّبة،
لا يجوز المشي حافيًا في المجال العامّ لثلاثة أسباب ذُكِرت.
1. البرد.
2. التواضع.
3. الأرض لعينة والذي يدوسها حافيًا يُصاب بالنجاسة؛ ولكن المشي حافيًا في البيت جائز.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك يا حضرةَ الراب،
بدأتُ أتقوّى في الإيمان، أردت أن أعرِف أهنالك حظْر في اليهوديّة لجدل شعر المرأة؟
ج. سلام وبركة،
لا مانع!

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيجوز للمرأة إعطاءُ صدَقة بمبالغَ كبيرة بدون إخبار الزوج؟
ج. سلام وبركة،
 هذا ممنوع!

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة طيّبة،
لديّ حِذاء تحتَ السرير منذ شهر وقد قالت لي صديقة إنّ ذلك ممنوع، ولا أعلم هل أُصدّقها أم لا؟ الحذاء تحت السرير مكشوف، هل هذا جائز أم لا؟
-. سلام وتحيّة،
هذا جائز.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. سلام وبركة، ما فائدة تسمية الولد/البنت باسمين؟ هل هذا صحيح بأنّه ينبغي النطق بهما مرّة في اليوم؟ جزيل الشكر!
ج. تحيّة طيّبة،
لا فائدةَ في ذلك، ولكن في حالة إطلاق اسمين للولد أو للبنت، هنالك من يقول إنّه من المستحسن الحرْص على التلفّظ بهما أحيانًا على الأقلّ لأنّه عند لفظ اسم الإنسان تُلمس أنابيب الوفرة وتُفعّل وعند عدم التسمية الكاملة تتأثّر تلك الأنابيب سلبًا.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. هل يجوز حِفظ كلمات عن ظهْر قلب في الدراسة في يوم السبت؟
ج. سلام وبركة،
هذا جائز بدون أيّة خَشية في تعلّم العبريّة.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. سمِعتُ في الماضي أنّه يجوز وضعُ الحمْرة في يوم السبت. لا أعرف في ما إذا كان الحديث يدور عن كلّ حمرة أمِ المسحوق فقط  لأنّ لدى زوجتي حُمرة بمثابة كتلة ويؤخذ منها بالفرشاة. أَسعد بتسلّم إجابة واضحة حول الموضوع لدرء كلّ شكّ.
ج. سلام وبركة،
ماكْياج مسحوقيّ جائز فقط.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. لي صديقة غير يهوديّة (من الأغْيار) ترغب في اعتناق اليهوديّة؛ أيجوز لها مباركة الشراب والطعام؟
ج. تحيّة طيّبة،
يجوز لها مباركة الطعام.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. أهناك حظْر بصورة عامّة لاستعمال ورق لتجفيف طاولة يوم السبت؟ شكرا
ج. تحيّة طيّبة،
الأمر جائز بدون خَشية،  إذا كان الورق والطاولة جافّة.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. سلام، من المفترض أن يكون جيراني في عُزلة الآن وهم ليسوا في عزلة.
1) هل عليّ الأبلاغ عنهم؟
2) أيعتبر ذلك نميمة؟
3) هل يُفترض أن أخشى ردّةَ فعلهم لإبلاغي؟
أخشى أن أُصاب أنا أو/ و عائلتي بالعدوى.
أشكرُك على إجابة بأقرب وقت ممكن،
ج. تحيّة وبعد،
1) أوّلًا أنْذريهم أنّه في حالة عدم الامتثال لتعليمات وِزارة الصحّة فلن يكون أمامَك سوى إبلاغ السُّلْطات. في حالة عدم احترام التعليمات فما عليك إلّا إبلاغ السلطات فورا.
2، 3) لا خشية مطلقا.

بالتوفيق،
هيليل مايرز



4

مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب -ظاء-
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص مُتاحة على الشابكة في الموقع المثْبَت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكورة، أمّا أسماء المُجيبين فمذكورة. يبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.

س. تحيّة حضرة الراب، أطرح سؤالًا حبًّا في الاستطلاع: لماذا يضع البابا قُلَنْسُوة/كِپاه على رأسه؟ ولماذا لونها أبيض؟
ج. سلام وبركة، من المعروف أن الكهنة لا يضعون مثل هذه القلنسوة على الرأس، فهي ليست علامة بارزة لدى المسيحيّين. هذه القلنسوة عند كِبار الكنيسة ترمُز على رُتْبتهم؛ الحَبْر الأعظم يعتمر قُبّعة صغيرة/كِپاه بيضاء، وقُبّعة الكردينال حمراءُ وهلمجرّا كما هي الحال بخصوص شارات الجنود بحسب الرتَب.

تحيّاتي،
دانييل بلاس

س. تحيّة طيّبة، أيجوز لي أن أطلب من والديّ تحضيرَ مشروب ساخن لي أو صبّ مشروب بارد لي؟
مع تحيّاتي وشكري،
هداس
ج. سلام وبركة، لا يجوز ذلك حتّى بعد طلب السماح. إذا كنتِ ظمأى ولا تتمكّنين من إعداد المشروب بنفسك وتعلمين بأنّهما سعيدان بتقديم المشروب لك، عندها يجوز التسهيل في الأمر. أسئلة وأجوبة يَبييَع أومِر قسم 7، قسم يُوره ديعاه علامة 16.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة، أودّ أن أسأل: لماذا خوف الموت مطبوع فينا؟
ج. سلام وبركة، الخالق، تبارك اسمه، خلق فينا إرادة قويّةً للحياة للمحافظة على العالم وإلّا فإنّ كلَّ من لا يؤمن بخالق العالَم سينتحر بسهولة عند وقوع أيّة مشكلة صغيرة في الحياة ولخرِب العالم.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة وأُسبوع سعيد ومبارك، حلمتُ أنّي حامل، ما المعنى؟
ج. سلام وبركة، أتمنّى لك التميّز العظيم بعون الله، روحانيًّا أو جسديّا.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة لك حضرة الراب، في الصباح عندما أَستيقظ بعد نوم الليل، أغسل يديّ ثم أغسلهما بحسب الفريضة بماء من الفنجان:
1. أيجوز الغسل الثاني واليدان رطبتان؟
2. هل هذا الغسل الأوّل يزيل دنس اليدين أم لا بُدَّ من الغسل الثاني؟

ج. حضرة السائلة،
1. جائز.
2. غسل، شطف اليدين وحده لا يُزيل الدنَس، بل الغسل الثاني بالتناوب ثلاث مرّات يُزيله، أي يمين، شمال، يمين، شمال، يمين شمال.

تحيّاتي،
راڤ ناحوم

س. أنا وزوجي قرّرنا بعدَ العُرْس تغييرَ اسم العائلة معًا لأنّنا لا نُحِبّ اسم عائلته، يقول إنّه في صِباه سخروا من اسمه ولا يريد أن يحدث الأمر ذاتُه لأولاده. أريد أن أسأل ما هي أسماء العائلة العبريّة الموصى بها؟ وهل ثمّة شريعة/هالاخاة معيّنة بخصوص اختيار اسم عائلة جديد؟ جزيل الشكر!
ج. سلام وبركة، الاختيار حرّ، لا يوجد أيّ تأثير لاسم العائلة على الشخص، ولذلك لا تحديدَ في ذلك.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة طيّبة، أعلم أنّه في فترة الحَمْل، يعلّمُ الملاكُ الطفلَ التوراةَ بأكملها، ماذا يحدث في حالة وجود طفلة؟
ج. سلام وبركة، نعم، هذا ما ورد في الچماراه، سفر النيدّاه، ورقة 30 ص. 2، يُعلَّم الطفل في أحشاء أُمِّه كلّ التوراة. عندما يولد يأتي ملاك ويصفعه على فمه ويُنسيه كلَّ التوراة، ينظر هناك. لم يتّضح هناك في ما إذا كانت الطفلة في أحشاء أُمّها تتعلّم كلّ التوراة، ذلك لأنّ الأنثى معفيّةٌ من تعلّم التوراة فلم يُذكر هذا الأمر. ولكن من الممكن أن يعلِّمَ الملاك الطفلةَ كلَّ الأحكام الخاصّة بها.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. سلام وبركة، كيف ننتعل الحِذاء وكيف ننزعه؟ إنّي مرتبِكة/مبلبلة طَوالَ الوقت، هل من جواب سريع لو سمحت؟ جزيل الشكر.
ج. تَحيّة طيّبة، أوّلًا يجب انتعالُ الفردةِ اليمنى بدون ربطها ثمّ اليسرى وربطها ثم ربط اليمنى. السبب في هذا الترتيب يعود إلى  ما تقوله التوراة عن أهميّة اليُسرى، حيث أنّ الربط في التيفيلين يبدأ باليسرى، شولْحان عَروخ، أورَح حاييم علامة 2 بند 4، مِشْناه بِروراه سق”و. وفي الأحذية الخالية من الرباط ينبغي ربطُ اليمنى أوّلًا ثم اليسرى. وعند نزع الحِذاء يجب البدءُ باليسرى ثمَّ اليمنى، المِنْضدة المُعدّة هناك بند 5؛ وعند فكّ الرباط فالبداية الصحيحة باليسرى فاليمنى، كما أنّ فكّ الرباط يكون أوّلًا باليسرى فاليمنى .

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. لماذا سُمّيّت اللغة العبريّة بهذا الاسم؟ يُسعدني تسلّم إجابة بحسب اليهوديّة بالطبع، شكرا.
ج. تحيّة طيّبة، دُعيتِ العبريّة بهذا الاسم لأنّها هكذا كانت لغة بني عيڤِر النهر، مصادر: تفسير راب عوڤادْيا مِبَرْطِنورا وتوسفوت يوم طوب على سفر/مسيخت يدايم، الفصل 4 مِشناه 5.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. سلام حضرة الراب،
هل لمس الشَّعْر قبل الصلاة أو خلالَها ممنوع، ولماذا؟ هل يجب غسل اليدين؟
ج. تحيّة طيّبة، يجب عدم الانشغال بالشعر في مجرى الصلاة؛ ولكن مجرّد لمسه بلا احتكاك جائز، اُنظر: شولْحان عَروخ أورَح حاييم، علامة 4 بند 18، 21 وعلامة 92 البندان 6-7.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك حضرة الراب، لديّ سؤال يُشغِلني. إنّي (سيّدة) أسمع الكثير عن منع الاستحمام بعد منتصف الليل أو البقاء يقِظة والمشي والقيام بأعمال بيتيّة منذ الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا.
ج. سلام وبركة، لا خَشية البتّة من الاستحمام بعد منتصف الليل وعمل ما ينبغي.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة طيّبة، هل يجوز للشخص الانتقالُ للسكن خارج البلاد بشكل دائم، بدون أيّة صلة بالإعالة أو الزواج؟ وهل إذا كانت الإقامة لمدّة معيّنة تكون جائزة؟
ج. سلام وبركة، الإقامة الدائمة خارجَ البلاد ممنوعة، أمّا الإقامة المؤقّتة لغرض الإعالة أو الفريضة فجائزة.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. سلام، أودّ أن أستفسر، هل يجوز ختْن ولدٍ أُمّه مسيحيّة وأبوه يهوديّ؟
ج. سلام وبركة، لا مانع من حيث جوهر الحُكم. ولكن أمامنا حالة، على ما يبدو، لختن ابن أُمّ غير يهوديّة، لأنّ الخاتن يريد أن يعتبر الطفل يهوديًّا بالرغم من أنّه چوي/غير يهوديّ، من الأغيار، بالكامل؛ وبما أنّ الزوجَ اختار أن يكون مع ابنه إله غريب والاندماج مع الأغيار، يبدو أنّه من الواجب عدم ختْنه والقول للزوج: بما أنّك متزوِّج بچويه/واحدة من الأغيار فإنّ ابنَها چوي بالكمال والتمام ويُمنع ختنُه.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي
س. سلام، هل يُحاكَم الإنسان بعد موته على أفكاره أيضًا؟
ج. الخالق، تبارك وتعالى، لا يَقرِن فكر شرّير بفعل ولذلك لا عقابَ على فكر إِثم باستثناء الفكر بعِبادة الأوثان التي يقرِنها الخالق، تبارك، بالعمل وهذا ما يُستفاد به ممّا ورد في سِفُر حزقيال ”لعلّي أستولي على قلوب بيت إسرائيل، وهم الذين ارتدّوا عنّي بأصنامهم“، اُنظر مَسّيخِت قِدّوشين ورقة 39 ص. ب، 40 ص. أ.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة، إذا كان يِتْرو شخصيّة إيجابيّةً لشخص تهوّد فلماذا الكثيرون من اليهود لا يُطلقون اسمه على أبنائهم؟ تحيّاتي وشكري، هداس.
ج. سلام وبركة، كان الراب داڤيد زخوت [1778-1865، إيطاليا، عارض الاندماج بالغير، خاتن؛ من كتبه: مواعظ حول فريضة الخِتانة، 1837؛ أصول الإيمان للأولاد، 1814؛ أسئلة وأجوبة؛ تفسير التوراة، مخطوط] قد تطرّق لذلك وفحوى ما كتبه: بما أنّ مصدر أسماء الناس التي وُضعت وقتَ الخِتانة هو الله وليس من عادة بني إسرائيل تسمية أولادهم بأسماء المتهوّدين/الچِريم مثل يِتْرو وأُنقيلوس إلخ. وكلّ من يُقدِم على ذلك يكون من المُدهشين. ويبدو لي أنّ السبب في ذلك عائد إلى أنّ أرواح المتهوّدين ليست مساويةً لأرواح اليهود الأصليّين، إذ أنّهم تحتَ أجنحة السكينة ونحن من فوقها، كما أنّ أصلَهم مختلفٌ عن أصلنا.

تحيّاتي،
هيليل مايوز

س. تحيّة طيّبة،
اِبني ابنُ ستّ سنوات، يسأل أسئلة كثيرة عن الموت وعن الآخرة. كيف يمكن شرح الموضوع له بشكل صحيح؟ من شدّة الخَشية يصل الابن بالفعل حافّة البكاء؛ الجدير بالذكر بأنّنا عائلةٌ تائبة ولكن عائلاتنا ليست كذلك…، والموضوع يثير به أسئلة كثيرة حول ما بعد الوفاة، ما المصير، هل سنكون معًا بعد الموت؟ وثمّة أسئلة كثيرة عسيرة ويطلب إجابات، وأنا كأُمّ أَستصعب الإجابة. يُسعدني أن أتلقّى الإرشاد والتوجيه، الشكر سلفًا.
ج. سلام وبركة،
قطعًا من الصعوبة بمكان شرح موضوع الحياة بعد الوفاة لولد غضّ لهذا الحدّ. تستطيعين القول له إنّنا سنكون معًا بعد الوفاة، وأن الحياة هنا هي مُهمّة بالنسبة لنا، وعليه أن يفرح لأنّ الله، تبارك اسمه، منحه الحياة وامكانيّة التقوية قبل العودة إليه. وفي العالم الآخر توجد جنائنُ وبساتينُ جميلة رائعة، وتتواجد هناك الناس مع الخالق بسرور وتتعلّم التوراة، وينظر الناس إلينا ويتمنّون لنا كلّ الخير. إضافة إلى ذلك قُصّي عليه بأنّنا قريبون من الخلاص وعندها يحدُث البعْث ويقوم كلُّ الموتى للحياة معًا من جديد بلا أمراض وبلا عذابات، لذلك نحن نصلّي وننتظر الخلاص التامّ.
أقترح أن تقرئي إضبارة ”محادثة مصيريّة“ وبعد ذلك حاولي شرحَ بعض الأفكار بلغة بسيطة ليفهمَها. لقراءة الإضبارة اِبحثي عنها في محرّك غوغل تحت الاسم ”سيحه چورَليت“.
على كل حال، من المفضّل عدم إكثار الحديث عن الموت مع ابن صغير، لأنّه بطبيعته متعلّق بالأرض وبالحاضر ولا يستطيع أن يقدّر أهميّة الآخرة والتفكير بمستقبل بعيد لهذه الدرجة. بدل ذلك، من الأفضل التركيز في الحديث مع الولد على أفكار تمُتّ بالدنيا، القيام بالفرائض، هدف الحياة، الحِكمة التي خلقها الخالق في جسم الإنسان، حول موقف جبل سيناء، تعلّم التوراة، إلخ. ولا بدّ من آونة لأخرى ذكر وجود الروح فينا وبعد إتمام مهمّتنا في هذه الدنيا، تعود الروح لتتسلّم أجرَها من الخالق تبارك في جنّة عدن.
أقترح عليك أن تُعرّفي ابنك على ”عالَم الأولاد“ في موقع هِدّبْروت، حيث توجد مضامينُ إيجابيّة للجيل المبكّر:
/http//www.kids.hidabrot.org
تحيّاتي،
دانييل بلاس

س. هلِ المتهوّد يُصبح يهوديًا 100٪ أم أن هنالك أمورًا لا يستطيع القيامَ بها كاليهود؟
ج. سلام وبركة، يهوديّ ككلّ اليهود. ولكن، لا يُعيّن مَلِكًا ولا يكون ذا نفوذ على الجمهور.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. سلام يا حضرةَ الراب،
إنّي مُطلّقة؛ تعرّفت على شابّ أُمُّه كاهنة أمّا أبوه فلا. هل يجوز لي الاستمرار في اللقاء به أو الزواج منه مستقبلًا؟
ج. تحيّة طيّبة، بخصوص الكهنوت المهمّ في هذه الحالة أنّ الأب ليس كاهنًا وعليه من الجائز أن تتزوجي من ابنه.

بُشرى سارّة،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة،
إن لم أكُن مخطئًا، كلُّ أسفار العهد القديم مكتوبة بالعبريّة إلّا سِفْر دانيال المكتوب بالآراميّة، ما سبب ذلك؟
ج. سلام وبركة،
الآراميّة كانت لغةَ الحديث السائدة آنذاك، ولذلك كُتب جزءٌ من سفْر دانيال بهذه اللغة، يُنظَر في مِتْسودات داڤيد عن دانيال، الفصل الثاني آية 4.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة للربّانين،
1)  هل بعد الخروج من المِرحاض وقبل غسْل اليديْن يجوز تقبيلُ العَضّادة باليد؟ إذ قد تكون مشكلة وجود جراثيمَ أم لا خَشية من ذلك؟
2) ما الحُكم بخصوص أسفار مقدّسة مثل كتاب الصلوات وما شابه؟
شكرًا!
ج. تحيّة طيّبة،
1) من الأفضل، لا!
2) يجب الحذر، إذ لا احترامَ في لمْس أسفار مقدّسة بيدين عليهما رائحة كريهة، اُنظر سفر حَسيديم علامة 823 وتفسير بْريت عُولام هناك.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة،
سألتكم لماذا كثيرون لا يسمّون أولادهم بالاسم يِتْرو وأجبتم لأنّه متهوِّد/ چير. إذا كان الأمر كذلك فلماذا يُطلقون الاسمَ روت على بناتهنّ؟ تحيّاتي وشكرًا، هداس.
ج. سلام وتحيّة،
سؤال جيّد. ورد في الزوهَر الجديد حول سفْر روت، ورقة 96 ص. 2، أنّه من الچوييم أي من الأغيار، كان اسمها چيليت ولكن بعد اعتناقها الديانة اليهوديّة فقط وتزوجّت من مَحْلون فسمّاها روت. إذن أُعطي الاسم روت بعد التهوّد.

تحيّاتي،
هيلي مايرز



5
مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب -طاء-
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص مُتاحة على الشابكة في الموقع المثْبَت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكورة، أمّا أسماء المُجيبين فمذكورة. يبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.

س. هل منَ الممكن كتابة آيات من التوراة في رسالة، بطاقة ليوم ميلاد شخص أو زواج إلخ.، لمباركة المرسَل إليه؟ شكرا!
ج. تحيّة طيّبة، عادة هذا الأمر غيرُ جائز خَشْية من عدم التعامل بها بالاحترام المستحقّ.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك يا حضرة الراب! أريد أن أستفسر، أتجوز مشاهدة أفلام حقيقيّة حول الكتاب المقدّس، العهد القديم؟ج. حضرة السائل، رأيت أنّ رؤية الأفلام ممنوعةٌ بسبب مَشاهد ممنوعة، تمَسّ بأُسس الحِشمة، أو بسبب الجلوس مع المهرِّجين. وعليه، إذا كان الفيلم خاليًا من مَشاهدَ محرّمة ويُشاهد بغية تقوية روحانيّة تساعد على القيام بالفرائض  فعندها لا مانع.

تحيّاتي،
راب ناحوم

س. هل يجوز إلقاءُ بقايا الخبز لسلّة المهمَلات كما اتّفق؟ استصعب جدًّا المحافظة على الخبز حتّى يتعفّن، ماذا يمكن فعلُه لئلّا يحتقر الخبز؟ شكرا سلفًا.
ج. تحيّة طيّبة، من الممكن وضع البقايا في كيس وربطه ثم إلقاؤه في سلّة المُهْملات.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك أيّها الراب،
1) لدينا بعض الأشياء في البيت مثل حفّاظة عادت بها الطفلة من الحَضانة، قُبّعة صوف،  ولا أعرِف لمن هي، ولكنّها بالتأكيد ليست لنا، ماذا علينا أن نفعل إذ لا عُنوانَ لإعادتها؟
2) هل ثمّة مرجعٌ لعدم قتل العناكِب في الليل؟
ج. سلام وبركة، يجب تسجيل ثمن ذلك في الدفتر، واليوم يُمكن فعلُ ذلك في الحاسوب وتستطيعين استخدامَها، عندما يأتي إلياهو النبيُّ ويقول لمن هذه الأشياء تدفعين ثمنها.
 https://www.hidabroot.org/%D7%90%D7%9C%D7%99%D7%94%D7%95-%D7%94%D7%A0%D7%91%D7%99%D7%90
ب) لا مراجع.
تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة طيّبة، هل منَ الممكن أن يكون المسيحُ كاهنًا؟ شكرًا على إجابة مشفوعة بمصادر.
ج. تحيّة طيّبة، لا يمكن أن يكون المسيح كاهنًا أو لاويًّا، إنّه ينبغي أن يكون من نسل داؤود الملك الذي كان من سِبط يهوذا، اُنظر سفر أشعياء 11: 1-10،
https://www.hidabroot.org/%D7%93%D7%95%D7%93-%D7%94%D7%9E%D7%9C%D7%9A

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. لماذا أسفار التَّلْمود تبدأ بالورقة باء وليس بألف؟ هل لأنّ التوراة المكتوبةَ تبدأ بالحرف باء، بِريشيت، في البداية؟ إذا كان الأمر هكذا فإنّ أسفار المِشْناه يجب أن تبدأ بالباء وليس بالألف، أليس كذلك؟
ج. تحيّة طيّبة. ببساطة ورقة أ هي ورقة الغِلاف، هكذا جرتِ العادة في جميع المطبوعات القديمة وبدأ الكتاب بالورقة الثانية، ب. والعالم يقول إنّ في الأمر إشارة معيّنة بأنّ ”رأس الحكمة مخافة الربّ“، سفْر المزامير 111: 10 ولذلك تبدأ الچِماراه بالورقة باء لتقول لنا إنهّا الورقة الأولى هي مخافة الربّ، وفقط كلّ من مخافته تسبق حكمته فإنّ حكمته لا تزول، سفر فُصول الآباء، الإصحاح الثالث، مِشْناه 9.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. عندما أكون في البيت أنزع عادةً شراريبَ القُماش (الصيصيت)؛ أتوجد حاجة لعدم نزعها أم أنّ ذلك غير خطير؟
ج. سلام وبركة، في كلّ لحظة تكون الشراريب عليك فإنّك تحظى بأداء فريضة مقدارها 613 فريضة [عدد الفرائض في اليهوديّة المذكورة في أسفار العهد القديم، كان الچِئونيم، منذ نهاية القرن السابع ولغاية الحادي عشر،  في بلاد الرافدين أوّل من أحصوها، 248 فريضة اِعمل و 365 لا تعمل] وأي مغفّل يستغني عن فريضة عظيمة كهذه؟

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة طيّبة، لديَّ سؤال لو تكرّمتم؛ إنّي أُقبِّل كثيرًا العضّادات (المِزوزوت)، في البيت وفي العمل، عند دخولي لكلّ غرفة وعندَ خروجي منها؛ وقيل لي إنّ ذلك مبالغ فيه ومضحك ولا حاجة للتقبيل إلّا عند المرور بباب الدخول الرئيسيّ. هل هذا حقًّا لا حاجة له؟ إنّي أخشى أنّه من الممنوع تقبيل العضّادة مرّاتٍ كثيرةً، وأنّ ذلك، لا سمَح الله، عبادة الأوثان. أتستطيع مساعدتي؟ أَسلوكي هذا مقبول أم أنّه مبالغ فيه؟ شكرا جزيلًا سلفًا، بورك كلّ الطاقم، آمين!
ج. سلام وبركة. إنّك تتصرّفين كالكثيرين من الورِعين كما ينبغي؛ ولا صلة لك البتّة بعِبادة الأوثان.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. صباح الخير، سمِعت بأنّ قصّ شَعر الولد ممنوعٌ قبل عمْر الثلاثة أعوام. بودّي أن أعرف، هل يجوز قصّ خُصلة شعر الولد الأماميّة قبل سنّ السنتيْنن لأنّها تُعطّل على العينين؟ ما السبب من وراء منع القصّ قبل سنّ الثالثة؟شكرا.
ج. تحيّة طيّبة، لا حظرَ لقصّ شَعر الولد قبل سنّ الثالثة. على كلّ الأحوال، في معظم الشتات الإسرائيليّ يمتنع عن القيام بذلك إذا كانّ القص للجمال فقط، أمّا إذا كان الشعر يُضايق العينين فالقصّ جائز. اُنظر: في كتاب نِطْعي چَبْريئيل حول قصّ شعر الأولاد، الفصل الأوّل بند 2، الفصل 2 والبنود 2-4.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. لي سؤال في الهالاخاه/الشريعة: سمِعت بأنّ هناك من يمنع ماكْياج العينين؛ هل هذا مجرّد تشديد أم أنّه حظْر حقيقيّ؟
ج. سلام وبركة، لا مانعَ إذا كان الماكياج غيرَ بارز.

بالتوفيق،
بنيامين شموئيلي

س. السلام عليك يا حضرةَ الراب، هل تجوز تِلاوة إنّي أشكر بدون غِطاء رأس في الصباح عند الاستيقاظ؟ شكًرا جزيلا.
ج. تحيّة طيّبة،  جائزة، في الحقيقة هنالك فائدة في تغطية الرأس.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. جلبنا ببغاوين لمنزلنا ليسرّ الأولاد الذين أرادوا ذلك، ولكن للأسف نفقت الببغاوان بعد أُسبوع؛ على ما يبدو، بسبب البرد بالرغم من أنّهما كانتا في الصالون، ولكن كان البيت باردا. نشعر جدًّا بالأسف والحزن على الكائنات الحيّة، ما العمل؟ هل يجب القيام بتصحيح أو شيء آخر؟
ج. تحيّة وبعد، التصحيح هو الالتزام بحذَر أكثرَ في مِثل هذه الأُمور من الآن فصاعدًا ودراسة الشرائع الخاصّة بالعطف على الكائنات الحيّة، اُنظر مثلًا كتاب -نفس كلّ حيّ- ملخّص الشرائع، لمعرفة كيف يتمّ الحذر وبماذا يجب الحذر.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. سلام وبركة حضرة الراب، أودّ أن أسأل: إذا هممت بتحضير طعام ما، فتحت إحدى البيضات فرأيت قليلًا من الدم، هل أستطيع أن أُخرج الدم وأستعمل البيضة؟ قيل لي إنّه بما أنّ البيضَ اليوم يأتي من أماكنَ لا تجمع بين دجاجات وديوك فالدم ليس نجسًا، أهذا صحيح؟ شكرًا جزيلًا وأُسبوعًا سعيدا.
ج. سلام وبركة، صحيح.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة وبعد، أريد أن أسأل: لأيّ مدىً يكون الموتى مرتبطين بأفراد عائلاتهم الأحياء، هل هم يسمعون عندما نتحدّث معهم في الفكر وهل هم على عِلم بما يجري هنا بعد أيام الحِداد؟
ج. تحيّة طيّبة، سؤال جيّد، في سِفر البركات في التلمود ورد بجَلاء بأنّ الأموات على علم بما يحدث في عالمنا ولذلك ينبغي عدم الإساءة لهم في الكلام ويجب الحرص على احترامهم.

تحيّة وبالتوفيق،
يعقوب موشِه

س. أيجوز أن أطلب من سمّاك عربيّ طحنَ ما أشتريه من سمك؟ شكرًا
ج. تحيّة طيّبة، إذا كان هناك ترخيص للحانوت من حيث الشريعةُ اليهوديّة/الهالاخاه، أي أنّ المطحنة تطحن السمك الكَشير فقط فلا ضيرَ في أن يقوم غيرُ اليهوديّ/الچوي بذلك.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك حضرة الراب، إنّي ساكنة في دولة باردة حيث الثلج الدائمُ في فصل الشتاء. سألني ابني اليوم: هل يمكن الدوس على الثلج يوم السبت عند طرفي الطريق في مناطق لم يُزل منها الثلج، كي يلعب كباقي الأولاد؟
ج. تحيّة طيّبة،
يجوز المشيُ على الثلج في يوم السبت إذا لم تكن هناك نيّة لإذابته؛ ولذلك فإذا كان المقصود من اللعب هو إذابته فهذا ممنوع.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. سلام وبركة، هل يمكنُ رميُ كتاب غير دينيّ ذُكر فيه اسم الجلالة أم ينبغي أرشفتُه، الحِفاظ عليه في مكان خاصّ؟ شكرًا
ج. يجب قصُّ الأسماء من الكتاب وأرشفتها وعندها يجوز رميُ الكتاب في القُمامة، اُنظر في كتاب چِنْزي هَقُودِش/كنوز القدس، الفصل 14 بند 5.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. سلام وبركة، هل يجوز قصّ الشعر في الليل؟ شكرًا جزيلا.
ج. يجوز، ولكن هنالك منِ امتنعوا عن ذلك تمشّيًا مع ما ورد في القبّالاه ولكن هناك الكثيرون، من ناحية أخرى الذين يروْن بأنّ القَبّالاه لا ترى في ذلك أيّةَ غضاضة.

تحيّاتي،
هيليل مايرز
س. من أعظم، رؤوبين الذي يدرُس ثماني ساعات في اليوم ويتسكّع في الساعتين الأُخريَين أم شِمعون الذي يكرّس ساعتيه الوحيدتين للدراسة؟ شكرًا سلفًا.
ج. تحيّة طيّبة، أجر شمعون أكثر، لأنّه استغلّ كلّ وقت فراغه.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. ּأُسبوع سعيد، استمعت لدروس الراب زمير كوهن الممتعةِ حولَ ”سرّ الخطوط“؛ هذا الموضوع يهُمّني جدًّا وأنوي دراسة علم الخطوط، الاستماع لهذه الدروس قوّى إرادتي، ولكن أردت أن أعرِف هل لعلْم الخُطوط أساس في اليهوديّة أم أنّه علم الأغيار فقط وينبغي عدمُ تعلّمه. يُسعدُني أن أعرف رأي الراب في الموضوع، شكرًا جزيلًا!
ج. سلام، علم الخطوط يُعنى بتحليل شخصيّة الإنسان عن طريق الخطّ، وله مراجع في اليهوديّة أيضًا، وعليه فلا مانعَ البتّةَ من دراسته.

اسمُ الراب المُجيب غير مذكور

س. سلام وبركة، أعطاني صديق ديسكًا مليئًا بالأفلام وسمح لي بنسخه في حاسوبي. وعند النسخ، وبينما كنت أتصفَّح بعضَ الأفلام وإذا بمشاهدَ غير محتشمة بالمرّة. رغبت جدًّا في محْو الفيلم رأسًا ولكنّني فكرّت أن في ذلك خَشية السرقة، أحقًّا هذا، شكرًا!
ج. سلام وبركة، لا خَشية نهب في ذلك بالمرّة. بوركتِ من في الخالق.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. أودّ أن أعرِف هل الله يرحم الأشرار أيضًا في جهنّم؟ إذا كان يرحمهم، هل يُخرجهم من هناك؟ هل يمكن تعلّم التوراة في جهنّم؟
ج. سلام وبركة، طريق التنقية من الآثام الملوّثة للروح تتمّ بالغسل- تطهير بنار جهنَّم، وعليه فجهنّم تكون رحمة عظيمة للإنسان. يظهر أنّه لا دراسةَ توراة في جهنّم، إذ قال الحكماء،  التلمود البابليّ حَچيچه 27، 1: قال ربّي أبهو قال ربّي إلعزر: نار جهنّم لا تسيطر على تَلْميدي حَخَمِيم - دارسي الديانة اليهوديّة، وعليه فإنّ نار التوراة تُطفىء نارَ جهنّم وكلّ من لا توراة فيه يستطيع أن يكون في جهنّم.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. بعوْن الاسم/ الله، تحيّة طيّبة،
أريد أن أعرِف، هل على المدخِّن الذي يرغب في الإقلاع عن التدخين أن يقوم بذلك بالتدريج أم دفعة واحدة، وَفق ما في التوراة؟ شكرًا سلفًا، إيال.
ج. سلام وبركة، الإقلاع دفعة واحدة غير إلزاميّ، وكما قيل كلّ منِ اعتاد على هذه العادة السيّئة عليه أن يعمل جهدَه للإقلاع عنها تدريجيًّا وهذا لصالحه.

تحيّاتي،
هيليل مايرز


6
نعم، أنوي التبرّع للنضال ضدّ التعذيب في إسرائيل
כן, אני רוצה לתרום למאבק בעינויים בישראל
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


صديقاتي وأصدقائي الأعزّاء ،

إنّها حالة طارئة. أعلنتِ الحكومة اليمينيّة المتطرّفة عن كِفاحها ضدّ حقوق الإنسان في إسرائيل وضدّ المنظّمات التي تعمل على حمايتها، وذلك من خلال الخطاب التحريضيّ والمبادرات التشريعيّة المناهضة للديمقراطيّة. لذلك اِنطلقنا هذا الصباح بحملة تجنيد خاصّة ترمي إلى تعزيز عمل لجنة مناهضة التعذيب في إسرائيل، في النضال من أجل إسرائيل خالية من التعذيب وحماية حقوق الإنسان. إنّنا نتوجّه في نطاق الحملة، إلى أنصارنا وشركائنا في إسرائيل وفي العالم للتبرّع بأيّ مبلغ كان لمساعدتنا في الوصول إلى الهدف وهو جمع 150,000 شيكل خلال الأسبوع المقبل.

نعم ، أَنوي أن أساهم في محاربة التعذيب في إسرائيل.

تحارب اللجنة ضدّ أنواع التعذيب في إسرائيل منذ العام 1990: انتهاك كرامة الإنسان والجسد والروح من قِبل الأجهزة الأمنيّة، وذلك من خلال ممارسة التعذيب والإذلال والمعاملة القاسية واللاإنسانيّة والعنف. الإنجاز الدراماتيكيّ الذي حقّقناه بإصدار الحُكم في الإجراء المعروف باسم "محكمة العدل العُليا للتعذيب"، والذي يحظُر استخدامَ سلسلة من أساليب التحقيق والتعذيب، وينصّ على أنّ الشاباك/جهاز الأمن العام الإسرائيليّ- لا يملِك صلاحيّة لاستخدام الاستجواب ذي الأساليب العنيفة، وقد أعاد تعريف ما المسموح به وما المحظور - وتمّ وضعُ خطٍّ أحمرَ واضح، بالنسبة للأجهزة الأمنيّة أيضا.

لكن منذ ذلك الحين وحتّى اليوم، النضال مستمرّ، لأنّ التعذيب الذي يُمارَس تحتَ رعاية الدولة قد تضاءل بالفعل، لكنّه لم يختفِ فِعلاً. في غُضون هذه العُقود الثلاثة، رافقْنا عدّة مئات من الملفّات والقضايا، وقدّمنا شكاوى واستئنافاتٍ حولَ حوادث التعذيب، وتقدّمنا بالتماسات إلى المحاكم في قضيّة الضحايا الذين تمّ إغلاق شكواهم، أو في مسائلَ مبدئيّة مثل سياسة الحبْس في إسرائيل، تسترّ ضبّاط الشرطة على مقتل المواطنين وسياسة الإحباطات المركّزة، إلخ.

بكلّ ما يخصّ تصرّف الأجهزة الأمنيّة في إسرائيل، فإنّ تحقيقَ العدالة وتصحيح ما جرى للضحايا أمر صعب ومعقّد من نواحٍ كثيرة جدًّا، ويكون الجواب أحيانًا غيرَ متوفِّر في النظام القانونيّ؛ ولهذا السبب، أضفنا إلى الدعم القانونيّ، العمل على الساحة العامّة أيضًا لتعزيز السياسات وتصحيح المظالم ووضعها على جدول الأعمال: الترويج لمشاريع قوانين لحظر التعذيب وحظر استخدام الاعترافات المنتزَعة تحت الضغوط، وتحسين ظروف السجناء، إجراء تغيير جذريّ بصدد عمل قِسم التحقيق في الشرطة/ماحَش (המחלקה לחקירת שוטרים - قسم تحقيق الشرطة) إلخ.  وفي المقابل يجب كبح القوانين الخطيرة والمدمّرة، مثل محاولة إعادة عقوبة الإعدام وإخضاع الشرطة لرَِقابة وزير الأمن الداخليّ.



7
مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب -ص-
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص مُتاحة على الشابكة في الموقع المثْبَت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكورة، أمّا أسماء المُجيبين فمذكورة. يبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.

س. سلام يا حضرة الراب، أريد أن أسأل هل عليّ وضع غطاء على رأسي عند تِلاوة أيّة بركة أو صلاة؟ سؤال آخر: هل يجب أن أرتدي تنّورة وقميصًا طويلًا عندما أُصلّي أم أنّي أستطيع أن أقوم بذلك ببِنطال وقميص قصير؟

ج. سلام وبركة. لا بدّ من الحرص على تغطية الرأس وقتَ تِلاوة البركة أو الصلاة. عند الصلاة يجب ارتداء ملابسَ كأنّكِ تقفين قدّام ملِك ولذلك عليك أن تحرِصي على لباس محترم ومتواضع. في تِلاوة البركات لا حاجةَ في الحرص على تواضع بالمرّة، طبعًا في حالة عدم وجود الرجال.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. سلام، أيجوز صبْغ أطراف الشَّعْر؟
ج. يجوز للبنات صبغ الشعر ولكن لا يجوز القيام بما يبرز ويجذِب العينَ على نحو غير عاديّ.

بالتوفيق،
منشه يسرائيل

س. في الصباح وبعد النهوض هنالك حظْر لمْس العينين قبل غسل اليدين. هل الحظر نفسه جارٍ بالنسبة للمس أغراض أخرى مثل إلإضاءة ورفع شيء ما؟ شمرا.
ج. هنالك مشكلة في الضغط على زِرّ الإنارة ولكن يجب الحذر من لمس ملابس سترتدينها لاحقا.

لا ذِكرَ لاسم المجيب

س. تحيّة طيّبة، لديّ هِواية تعلّم لغات. أيجوز لي مراجعةُ كلمات يوم السبت ليس لامتحان ولكن لنفسي كهِواية؟ شكرًا سلفًا.
ج. تحيّة طيّبة. وَفق جوهر الحُكْم يجوز لك تعلُّمُ لغات في يوم السبت؛ وحقًا إذا توفّرت لديك إمكانية الامتناع عن ذلك  فحسنًا تفعل وتكون متشددًا.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة. اِنتقلت شركتنا في هذه الأيام لمكاتبَ جديدة. إنّها في طابق في عِمارة غير حديثة في تل أبيب ولكن لم يكُن قبلَنا في هذا المكان أيُّ شخص منذ سنوات طوال. الطابق رُمِّم ترميمًا جذريًّا، الجدران، المصطبة، السقف، كلّ شيء جديد. هل يجب تدشين البيت؟ هل مصلحة، مكاتب بمثابة منزل في هذا الخصوص؟
ج. القيام بتدشين البيت محَبَّذ جدّا.
بنيامين شموئيلي

س. سلام عليك أيّها الراب، هل يجوز أم يجب الردّ بآمين على بركة قيلت في ڤيديو؟ شكرا.
ج. تحيّة طيّبة، إذا كان الحديث عن بركة مسجلّة فلا يقال آمين (حَزون عوڤادْيا پوريم ص. 56).

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة، وُلدتُ في 21 شباط، أي 23 شڤاط عبري، طوال الوقت ظننتُ أنّ بُرجي هو الدلو وصفاتي لائمت ذلك، إلى أن فهمت في مرحلة لاحقة بأنّه إذا كان ذلك في آخر الشهر، أي 29 شباط، فعندها فالبرج يكون الحوت وهذا البرج مناسب لي جدًّا. لا أدري أعليّ السير بحسب التاريخ العبريّ أم أنّ برجي من كلّ النواحي هو الحوت؟ جزيل الشكر.
ج. تحيّة طيّبة. بُرجك وَفق كلّ النواحي هو الحوت، فاليهوديّة في مجال الأبراج والحظّ تسير بحسب التاريخ الأجنبيّ، المسيحيّ.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. سلام وبركة، بدأت بتعلّم فنّ القتال، وفي التمارين علينا الانحناء أمامَ الخصم احترامًا له بحسب هذه الرياضة فهل هذا محظور؟ شكرا.
ج. لا مانعَ في ذلك البتّة.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. هل من مشكلة في قصّ الشَّعر في نهاية يوم السبت؟ وفي حالة الجواب الإيجابيّ  فما السبب؟
ج. لا مشكلةَ في ذلك ولكن من المحَبَّذ القيام بذلك خلال وَقْفة السبت احترامًا له، إذ أنّ إحدى الفرائض الهامّة في تكريم يوم السبت هي قصّ الشعر على شرف السبت.

لا ذكرَ لاسم المجيب

س. تحيّة طيّبة، اِشتريت قِدرًا من إحدى الحوانيت وكانت فيها ثلاثة أحجام. سعر أصغر قِدْر كان خمسين، وأنا اشتريت قدرًا بالحجم المتوسّط وعليه السعر خمسون وهكذا دفعت. أعليّ السير على ضوء القانون الجافّ القاضي بأن المنتَج يشترى بحسب السعر المسجّل عليه أم أنّني كنت مرغمةً على الإشارة أن خطأً قد وقع وعليّ دفع المزيد؟
ج. تحيّة طيّبة، تستطيعين العمل وَفق القانون وشراء القدر بالسعر المكتوب عليه. وفي الواقع إذا كنتِ غيرَ معنيّة بابتياع القدر ولاحظت الغلط فكان عليك إخبار صاحب الحانوت بذلك بحُكم إعادة الشيء المفقود.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك يا حضرة الراب، أيجوز إلقاء التحيّة على امرأة؟ على سبيل المثال، عاملة في بِقالة، سوبرماركت إلخ.؟ شكرًا جزيلًا.
ج. تحيّة طيبة، ممنوع طرح السؤال، كيف حالُكِ على امرأة (الطاولة المُعَدّة علامة 21 بند 6)، ولكن يجوز قول مرحبا أو صباح الخير لامرأة (نفس المصدر إيڤِن هَعيزِر علامة 21 بند 8).

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك يا حضرة الراب، هل طفل ولد في البرازيل، على افتراض أنّ أمّه من الأغيار، وجيء به بعمر شهر أوِ اثنين إلى إسرائيل لوالدين عاقرين ولذلك قرّرا أن يتبنّياه وختن، هل يُصبح يهوديًّا، عمره اليوم 25 عاما.
ج. تحيّة طيّبة، غير اليهوديّ، ابن الأغيار، لا يُمكن أن يُصبح يهوديًّا عن طريق التبنّي طالما أنّه لا يمُرّ بعمليّة التهويد في المحكمة الدينيّة كما ينبغي.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. في دعوة لبار مِتْسڤاه (ابن الفريضة، احتفال دينيّ يهوديّ في السنّ الثالثة عشرة) وددتُ أن أُضيف آية من الكتاب المقدّس مع اسم الابن، أهذا جائز؟ جزيل الشكر.
ج. ورد في أحكام المشرّعين وجوب الامتناع عن كتابة آيات في الدعَوات، خَشية من أنّ المتلقّي لن يتعامل معها باحترام فيُلقيها في سلّة المهملات  وما شابه. في الواقع من الممكن إدخال تغيير معيّن في الآية لحلّ هذه المشكلة. مثلا في دعوة زِفاف يمكن بدل الكلمات ”إن كنت لا أُعلي أورشليمَ على ذُروة فرحي“ [سفر المزامير 137: 6] كتابة ”نُعلي أورشليم على ذُروة فرحنا“.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. إذا نادني والديّ بصوت عالٍ من المطبخ أيجوز الردُّ عليهما بصوت عال؟
ج. تحيّة طيّبة، يجب التحدّثُ مع الوالدين بلُطف وبرقّة وباحترام، كما يتكلّم الواحد إلى ملك، اُنظر كتاب الحَريديم الفصل الرابع.

تحيّاتي،
هيليل مايرز


س. أيجوز لي شِراءُ حِذاء مستعمل لا أعرف منَ استعمله قبلي؟ جزيل الشكر
ج. تحيّة طيّبة. لا مشكلة البتّة.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. هل يجوز بحسب الهالاخاه [الشريعة اليهوديّة] طلب يد المرأة في يوم السبت؟
ج. هذا جائز، فهو ضمن الفريضة وهو ليس ممنوعًا يوم السبت ويتلو بنو إسرائيل في وجْبة السبت: أغراضك ممنوعة وحساب الحسابات. الهواجس مسموحة وكذلك ترتيب الزواج؛ تعليم الطفل؛ التفكير بأمور جيّدة.

بالتوفيق،
منشه يسرائيل

س. أنا معلّمة في مدرسة، وعلى تلاميذي القيام باحتفال ليود بطيڤِت [العاشر في شُباط العبريّ هو يوم صوم في اليهوديّة، ذكرى خراب الهيكل؛ ومنذ العام 1950 اعتُرف بهذا التاريخ ذكرى ضحايا المحرقة التي لم يعرف تاريخها]. في الاحتفال تضاء ستّ شمعات على روح ستّة ملايين اليهود الذين قُتلوا في المحرقة. أيجوز إطفاء الشمعات في نهاية المراسم؟
ج. تحيّة طيّبة، في الواقع ورد حظْر لإطفاء شمعة الروح، جسر الحياة، الفصل 32 بند 4، ولكن من الواضح أنّه في حالة حدوث خطر نشوب حريق فمن الجائز بل من الواجب الإطفاء.

بشرى سارّة،
هيليل مايرز

س. أيجوز دخول بيوت عبادة، أماكن مقدّسة، في الهند؟ هلِ الحظْر من التوراة؟ شكرا جزيلا.
ج. زيارة هذه الأماكن في الهند ممنوعة والحظر من التوراة، مراجع: أسئلة وأجوبة يحڤه دعت 4، علامة 45.

تحيّاتي،
هيليل مايرز


س. لحضرة الراب سلام، أُريد أن أعلم أيجوز لي نزع الأهداب، الصيصيت، عند ممارسة الرياضة لئلا تمتصّ رائحة كريهة أم من المفضّل إبقاؤها عليّ؟
ج. تحيّة طيّبة، من الأفضل إبقاؤها وقتَ التمرينات.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. هل قِطاع غزّة جزء من أرض إسرائيل؟
ج. الحُكم المعمول به أنّه تابع لأرض إسرائيل.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي


8
مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب -ش-
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص متاحة على الشابكة في الموقع المثبت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكورة، أمّا أسماء المُجيبين فمذكورة. ويبدو أنّ مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.

س. أردتُ أن أعرِف لو تكرّمت، هل ستُقَدّم القرابين في الهيكل الثالث؟ مع الشكر؟
ج. تحيّة طيّبة. في المستقبل، عند مجيء المسيح ستعود عادة تقديم القرابين كما ورد عند الرَّمْبام، موشه بن ميمون، هِلْخوت مِلَخيم الفصل 11 هلاخاه 5.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك حضرة الراب. أيجوز حملُ ساعة ديغيتاليّة في يوم السبت بدون طبعًا الضغط على الأزرار؟ هل هذا محْظور؟ جزيل الشكر، وتحيّة السبت. أوريت.
ج. أُسبوع سعيد. يجوز وضع ساعة ديغيتاليّة/رقمية حول الرُّسْغ في يوم السبت.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. هنالك نشيد: أستحلفكنّ، يا بناتِ أورشليمَ، أن تُخبرن حبيبي حينَ تجدنه أنّي مريضةُ [نشيد الأنشاد 5: 8] هل يجوز الاستماع إليه؟ إذ أنّني سمعت ذاتَ مرّة بأنّ سَماع نشيد من كلمات نشيد الأنشاد محظور لأنّه من قُدس الأقداس؟
ج. تحيّة وبركة. إذا كانتِ النيّة موجّهةً نحو الخالق والصالح العامّ فالأمر جائز.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة لك حضرة الراب، أكانت لآدم الأوّل امرأة أُخرى قبل حوّاء؟ جزيل الشكر.
ج. نعم، كانت له زوجة قبل حوّاء والمِدراش، بريشيت ربّه 22: 7 يسميها: حواء الأولى.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س.  أنا متواجد في فندق في بولندا؛ أيجوز لي تناولُ بيضة مسلوقة في غرفة الطعام في الفندق؟ البيضة مقشورة. ملحوظة: إنّي خارجَ البلاد الآن ولا أستعمل الهاتف؛ أُسرّ لو أرسلتم لي الإجابة إلكترونيّا.
ج. سلام وبركة. تناول بيضة سلَقها چوي/غير يهوديّ محظور كما ورد في شولْحان عَروخ/المِنْضدة المُعَدّة.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة طيّبة. تتناول جدّتي حُبوبًا في غُضون أيّام الأسبوع مرتبة وَفق الأيّام والساعات؛ وعندما زُرتها يومَ السبت أخبرتْني بأنّ الحبوب لم تُرتَّبْ لهذا الأسبوع القادم، فقمتُ بذلك ظانّة بأنّه ربّما لا أحدَ سيقوم بذلك، ابنتها أو سلفتها. هل ما قمتُ به جائز في يوم السبت؟ شكرًا.
ج. سلام وبركة. كان ينبغي الانتظار لانتهاء السبت.
تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. سمِعت عن ظاهرة إجراء العُرْس في الكنيس، أهذا جائز؟ لأنّي فكّرت في ذلك، ويبدو لي أنّ ذلك تصرّف الأغيار لأنّهم يحتفلون بمراسم الزواج في الكنيسة. أيجوز إجراءُ الزواج في الكنيس أم فقط الذهاب لعُرس كهذا؟
ج. هذا ممنوعٌ منعًا باتًّا لدى الإشكناز؛ في حين أنّ ذلك جائز وَفق الحُكم لدى السِّفارديم/الشرقيّين. وفي أيّامنا وبسبب وجود مشاكل أخلاقيّة فإنّ المشرِّعين السِّفارديم يُوصون بإجراء حفل الزواج خارجَ الكنيس. لا ينبغي الاشتراكُ في عرس إشكنازيّ يتمّ في الكنيس؛ على الإشكنازيّين العمل بحُكْم هرم”ا [ربّي موشه إيسرليش 1530-1572، فيلسوف، رئيس مدرسة دينيّة/يِشيڤه ومن أعظم مشرّعي الإشكناز] وإجراء العُرس تحتَ قبّة السماء بخاصّة وتوجد أسباب كثيرة وسامية لذلك.

بالتوفيق،
منشه يسرائيل

س. كنتُ عند مختصّ في علم العِدادة [دراسة ما للأعداد التنجيميّة أو السحريّة من معانٍ ودلائل] وقال لي بأنّه يترتّب عليّ تبديل اسم عائلتي، لأنّه يضرّ بصحّتي والحياة الجنسيّة إلخ.، بعبارة أُخرى، يتحتّم عليّ تغيير اسم أُسرتي لأحظى بحياة سعيدة/ هل هذا صحيح؟
ج. سلام وبركة. لا صحّةَ في ذلك البتّة. لا أثرَ لاسم العائلة على الإنسان بشيء. من الممكن تغيير أسماء العائلة بدون وَجَل.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. سلام، بوُدّي أنْ أعرِف هل يجوز، أو من المرغوب به وضعُ الخاتِم حولَ إصبع الإبهام؟ إحدى معارفي عندما أخبرتها بذلك ردّت قائلة بأنّ ذلك غير مرغوب فيه لأنّ الخاتم حول الإبهام يسُدّ قنوات الوفرة للإنسان. أهذا صحيح؟ أهنالك مرْجع لذلك؟ جزيل الشكر.
ج. سلام وبركة. لا خَشية قطّ، لا مرجع لذلك في اليهوديّة.

تحيّاتي،
بنيامين شمئيلي

س. تحيّة طيّبة. شاهدت محاضرة للراب يتسحاك فِنچر وأخذتُ انطباعًا بيّنًا بأنّه تنازل عن كلّ الطبّ الصينيّ بالنسبة لديانة إسرائيل. مُرادي أن أسأل: إذا كان كلّ الطبّ الصينيّ بمثابة كفر فكيف له كلّ هذا النجاح والمساهمة في المساعدة؟
ج. سلام وبركة. الطبّ الصينيّ ليس كفرًا وهو غير محْظور. الراب تحدّث عنِ استخدام رموز رايكي [الطاقة الروحانيّة التي طوّرها في بدايات القرن العشرين ميكاو إوسوي البوذيّ اليابانيّ، تقنيتها محاولة الإشفاء بالكفّ] التي هي بمثابة كفر وعبادة أوثان.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة حضرة الراب، هذا سؤال غريب لحدٍّ ما بخُصوص تقمّص الأرواح … في كلّ شتاء ومنذ سنوات كثيرة جدًّا وباستمرار كانت تأتي سحليّة لنافذة مطبخنا. في هذا العام لم تكن أيّة سحليّة، حبًّا في الاستطلاع أودّ أن أعرف، هل يمكن أن يكون في هذا تقمّص أرواح أو مجرّد حادث اعتياديّ؟
ج. سلام وبركة. يجوز أن يكون ذلك بمثابة تقمّص أرواح. لا يمكن معرفة ذلك.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة حضْرة الراب، تُوفّيت اليومَ على حين غِرّة حماة ابنة عمّتي/خالتي، وهي غير يهوديّة؛ أيجوز الاشتراك في الجَِنازة؟ إنّي أسأل من أجل والديّ المعنيّين في الذهاب احتراما؛ الشكر سلفًا، أيّلَه.
ج. حضرة السائلة، هذا ما وجدتُ: من الممكن الاشتراك في جَنازة أو حِداد غير يهوديّ/چوي من منطلق العلاقات العامّة ولكن دخول الكنيسة ممنوع.

تحيّاتي،
راب ناحوم

س. حضرة الراب، تحيّة. أريد أن أعرف ماذا يحدث عندما أُصلّي يوم السبت ومن شدّة الانفعال ومحبّة الخالق أجهش بالبكاء؟ سمعت أن البكاء يوم السبت محظور، ويعاقب الشخص في الدينونة على ذلك. شكرًا سلفًا.
ج. سلام وبركة. البكاء الناجم من محبّة الله مسموح به في السبت وفيه يكمُن فضل عظيم.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. يهُمّني أن أعرِف ما موقف اليهوديّة من أسنان سقطت أو قُلِعت إلخ. شكرًا سلفا.
ج. الأسنان التي تسقط في حياة الإنسان ليست بحاجة للدفن وعليه فمن الممكن إلقاؤها بسلّة المهملات. ولكن هنالك بعض الأفاضل الذين حَرَصوا على حِفظ الأسنان الساقطة ودفنها معهم عند الموت لتكون معهم عند البعث.

بُشرى سارّة،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة. بخُصوص الجلوس على الطاولة، لم أجِد مرجعًا يمنع ذلك، سوى أنّه كُتب بأنّ الطاولة تُشبه المذبح لأنّه يغفر، ولكن ذلك وقت تناول الطعام بصورة خاصّة؟
ج. نعم، كلُّ الحرص على عدم الجلوس على مائدة الطعام ولكن على مائدة غير معدّة للطعام فلا خَشية في القعود عليها (اُنظر مثلا يوسف أومتس علامة 64 ومِشْناه بِروراه العلامة 167).

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. بعوْن السماء، اشتريت البارحةَ قميصًا واستفسرت في الحانوت حول إمكانية إعادته إن لم يُعجبني، وقيل لي إن ذلك ممكن في خلال أسبوعَين. لم يعجبني القميص كما ينبغي، وفكرت في إرجاعه ولكنّي ارتديته في المساء لزمن ما لتكوين فكرة حوله. لم أنزع الماركة الملصقة والقميص نظيف تماما؛ فهل من وُجهة نظر الهالاخاه/الشريعة اليهوديّة يجوز لي إعادته للحانوت؟
ج. تحيّة طيّبة. الأمر متعلّقٌ بأنظمة الحانوت، ولذلك عليكِ الاستفسار هناك في ما إذا كان من الممكن في هذه الحالة إرجاع القميص،

بالتوفيق،
هيليل مايرز

س. السلام عليك يا حضرة الراب، أيجوز لرجُل أن يتعطّر بعِطر النساء؟ شكرا جزيلًا.
ج. هذا ممنوع، ومثله ارتداء ملابس المرأة، أي كلّ شيء خاصّ بالمرأة.

تحيّاتي،
فنحاس هليڤي

س. السلام عليك يا حضرة الراب، قبل أشهُر انتقلنا إلى بيت جديد كان يسكنه آخرون؛ رمّمنا ورتّبنا وكلّ شيء حُلو وجميل. أخرجنا التلفزيون من البيت، وضعنا مكتبة كتب مقدَّسة في الصالون، توجد صُور مقدّسة، عضّادات (مِزوزوت) جديدة، لكن شعوري ليس حسنًا منذ الانتقال. أشعُر بصُعوبة في البيت، الطاقات ثقيلة، هنالك صعوبة أكبر مع الأولاد ومع الزوج، يسود بيننا توترٌ وجَفاء أكبر. مررنا بفترة مليئة بالعمل ولا شكّ أن ذلك قد أثّر على الجميع، ولكنّي ما زلت أظنّ أنّ هناك صلة بالبيت ذاته. هل تعتقد بأنّه ينبغي أن أقوم بعملية تطهير ما للبيت، وكيف؟ شكرًا سلفًا.
ج. سلام وبركة.
يجب القيام بتدْشين البيت وفحص العَضّادات. بعد ذلك، سيتحسّن الوضع تحسّنًا ملحوظا جدًا إن شاء الله.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

9
كَنْزُ القِصَص الشعبيّة للإسرائيليّين السامريّين
אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים
The Treasure of Folk Stories of Israelite Samaritans
عرض ومراجعة
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


בנימים צדקה (כתב וערך), אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים–חולון 2021, שלושה כרכים א, ב, ג.
ּأي: بِنْياميم تْسِدَكه/الأمين صدقة (كتب ونقّح)، كنْزُ القِصَص الشعبيّة للإسرائيليّين السامريّين. معهد أ. ب. للدراسات السامريّة، جبل چريزيم- حولون 2021، ثلاثة مجلّدات أ، ب، ج. 

تضُمّ هذه المجلّدات الثلاثة 833 صفحة، بهذا الترتيب: المجلّد الأوّل ص. 1-312؛ المجلّد الثاني 313-582؛ المجلّد الثالث ص. 583-833  وهنالك مقدّمة وفهارسُ بأسماء القاصّين والقِصص. وهذا الكتاب مُهدَىً لأبناء الطائفة الإسرائيليّة السامريّة الحقيقيّة، الكهنة والإسرائيليّين، القاطنين في نابلس وفي حولون، وعددهم 850 شخصا تقريبا.

في هذه المجلّدات الثلاثة، مئتان وعشرون قصّة تقريبًا، رواها أكثرُ من خمسين سامريًّا، من كهنة ومن علمانيّين. عدد لا يُستهان به من هذه القصص، كان قد نُشر في الدوريّة السامريّة أ. ب. أخبار السامريّين التي تصدر في حولون منذ أواخر العام 1969، وحتّى يوم الناس هذا. محرّراها هما الشقيقان المثابران الأمين/بنياميم راضي/رَتْسون صدقة (sedakab@yahoo.com) وحُسني/يِفِت (yefet46@walla.com)؛  وعُنوانها البريديّ ص. ب. 1029، حولون 5811001، والموقع الإلكترونيّ: israelite-samaritans.com. هذه الدوريّة، فريدة من نوعها، إذ أنّها تستخدم أربع أبجديّات: العربيّة، العبريّة الحديثة، السامريّة واللاتينيّة. وهذه الدوريّة، وغيرها ورقيّة وإلكترونيّة كانت قد نشرت ترجمة عربيّة لجزء لا يُستهان به من تلك القصص أعدّها كاتب هذه السطور.

 في الصفحات 8–32 وردت قصائدُ بالعبريّة بقلم الأمين/بنياميم صدقة، حول الكاهن الأكبر غزال إسحاق إبراهيم إسحاق الذي خرج إلى المنفى 1752-1787، وهديّة خطبة لخضر/فنحاس الكاهن؛ اِسعوا للسلام في السبت والأُعجوبة في المظلّة. وهنالك ملْحقان في المجلّد الثالث: ترتيب الصلوات بقلم الربيس الكاهن الأكبر، إلعزر بن فنحاس بن يوسف من القرن الرابع عشر، وكاهن أكبر بين السنتين 1363-1387، وهو شقيق أبيشع المصنِّف، ص. 739-769. وهذه الصلوات السبعُ هي: صلاة ليلة السبت؛ قراءة فصول السبت في التوراة؛ صلاة صباح السبت؛ قراءة نوبة/پَرَشات الأسبوع؛ صلاة ظُهر السبت؛ قراءة من قصائد مرقه وقراءة النوبة بعدها؛ صلاة نهاية السبت. والملحق الآخر يمتدّ على الصفحات 770–796، رحلة رجُل الدين الروسيّ  المسيحيّ ب. ي. پروطوپوپوپ لجبل جريزيم  في نابلس وحضور عيد الفسح السامريّ هناك في العام 1911م،  ولقاؤه بإبراهيم مفرج صدقة الصباحي الشاعر المعروف. كان عدد السامريّين آونتها مئة وسبعين نسمة. لا ذكر لاسم المترجم من الروسيّة للعبريّة. وثمّة نصوص أخرى ليست في عِداد القصص السامريّة مثل: عمليّة إسرائيل العسكرية في أنتيبي في أوغندا سنة 1976، ص. 207-210. والجدير بالذكر، قصّتان تكرّرتا مرّتين وهما: ما حدث للكاهن الأكبر سلامة غزال والمحتال في نابلس، ص. 134-135 وص. 241-242؛ قصّة أبو فارس في القرن العشرين ص. 295-298 وص. 823-826.

أسماء هؤلاء الرواة/القاصّين واردة في بداية كلّ مجلّد، وَفق التقسيم العائليّ فالأبجديّ، الكهنة الحفتاويّون، خمسة عشر؛ الدنفي (الستري = ألطيف-ساسوني)، سبعة؛ الستري الدنفي (شوشاني) سبعة؛ صدقة الصباحيّ، سبعة عشر؛ مفرج المفرجيّ (مفرج +يهوشع) سبعة؛ يهوشع المفرجيّ، ثلاثة. وأخيرًا ثلاثة غير سامريّين وهم: البروفيسور دوڤ نوي 1920-2013، أستاذ الأدب العبريّ، لا سيّما الفولكلور في الجامعة العبريّة؛ مناحم كابليوك 1900-1988 صحفيّ يهوديّ في صحيفة داڤار ومستشرق؛ ب. ي. پروطوپوب، كاهن مسيحي وباحث، القرنان التاسع عشر والعشرين. 

تلي كلَّ اسم نبذةٌ ببضع كلمات عن الشخص الذي روى الحكاية/القصّة. من القاصّين ننوّه بالآتية أسماؤهم: الكاهن إبراهيم بن خضر بن إبراهيم الحفتاويّ 1955-2006؛ الكاهن الأكبر عبد المعين صدقة، أبو وضّاح 1927-2010؛ الكاهن الأكبر يوسف بن أبي الحسن بن يعقوب 1919-1998؛ الكاهن الأكبر يعقوب بن عزّي بن يعقوب، أبو شفيق 1899-1987؛ يوسف بن عفيف بن فيّاض ألطيف الدنفي 1940 (في الأصل: 2020، مج. أ ص. 3) - 2020؛ نمر بن ذكي بن نمر صدقة الصباحي 1926-1994؛ يوسف عبدالله حسني صدقة الصباحي  1938-2018، عمل نائبًا لرئيس بلدية حولون؛ إسحاق مفرج صالح مفرج المفرجي 1938-2018؛ نصوح بن واصف صدقة الصباحي 1945 - ؛ حُسني بن إبراهيم بن مفرّج صدقة الصباحي المعروف بالكنية، سيدو 1894- 1982، زعيم السامريّين في إسرائيل، أوّل سامريّ في العصر الحديث تزوّج من يهوديّة؛ يسرائيل بن جميل بن إبراهيم صدقة الصباحي 1932-2019؛ راضي الأمين  صالح صدقة الصباحي 1922-1990؛ توفيق بن خضر توفيق الحفتاوي 1937-1996؛ الكاهن شفيق يعقوب عزّي الحفتاوي 1945 - ؛ الكاهن صدقة إسحاق عمران الحفتاوي 1894-1971؛ كامل يوسف حبيب صدقة الصباحي 1926-2017 (في الأصل 2016، ج. 1، ص. 6، والصحيح: 26 تمّوز 2017 )؛ سلّوم عبد الرحيم سلوم ألطيف الدنفي 1957- ؛ وجيه عبد الرحيم سعد الستري/ساسوني الدنفي 1903-2001. وثمّة ستّ قاصّات وهنّ: بدويّة خضر إسحاق الحفتاوي 1901-1994؛ مسعودة (זהרה) عزّي إسماعيل الستريّ الساسونيّ الدنفيّ 1936-2004؛ صُبحيّة/אורה نور إبراهيم صدقة الصباحيّّ 1922-2012؛ باتيه حسني إبراهيم صدقة الصباحيّ 1925-2010؛ بهجة/יפה نور بن إبراهيم صدقة الصباحيّ 1920-1993؛ روزه عبد الرحيم الستريّ الدنفيّ 1899-1985.

 لقد تُدوولت تلك الحكايات في أوساط السامريّين منذ القِدم شِفاهًا. وهذا المؤلَّف، هو الأوّل من نوعه في الأدب السامريّ المكتوب. قسم كبير من القصص حقيقيّ، وفي القليل منها مَسحة من الأعاجيب والقِوى الخارقة للطبيعة. تدور أحداث معظم القصص في القرنين الماضيين، التاسع عشر والعشرين. في بداية هذه الحِقبة  كان الكاهن الأكبر سلامة بن غزال بن إسحق 1798-1855، وفي آخرها ترأّس الكاهن الأكبر الحاليّ، عبدالله بن واصف بن توفيق منذ العام 2013. وبين هذين الكاهنين، تولّى رئاسةَ الكهنوت أربعةَ عشرَ كاهنًا أكبر، أوّلهم كان عمران بن سلامة بن غزال 1855-1874 (في الأصل كتب خطأ 1355) وأهرون بن أبي الحسن بن يعقوب 2010-2013.  ومن الملاحظ أنّ شخصيّة الكاهن الأكبر، الزعيم الروحيّ،  تحتلّ مكانًا مركزيًّا في هذا الأدب الشعبيّ الشفويّ. أغلب القاصّين قد رحلوا عن هذه الفانية، ولكن ما خلّفوه لن يندثر بمرور الوقت، لأنّه دُُوِّن وهو محفوظ في هذا الإصدار الهامّ. قام بتسجيل جزء من هذه القِصص كلّ من حُسني راضي صدقة  المولود في العام 1946 في نابلس والمقيم في حولون، والكاهن الأكبر يعقوب بن عزّي، المعروف بأبي شفيق 1899-1987 وراضي الأمين صدقة الصباحي 1922-1990.

بنياميم راضي صدقة المولود في نابلس عام 1944 والمُقيم في حولون، ترجم القصص المرويّة بالعربيّة النابلسيّة، التي تُشكّل الأغلبيّة، إلى العبريّة الحديِثة، كما نقّح ما سُرد بالعبريّة الحديثة، جمع كلّ المادّة، أعدّها، حقّقها ونشرها. في حالات نادرة، نجد أن الذي اِستمع للقصّة وترجمها إلى العبريّة ليس بنياميم صدقة بل شخص آخر وهو مثلًا منشه صدقة، انظر مج. أ ص. 4،  مج. ب، ص. 438. وفي بعض الحالات لا ذكر لعمليّة التنقيح. لا عِلمَ لي بمصير الأصل العربيّ لهذه القصص، ولا بمصير أصل العبريّة الحديثة. لا ريبَ في أنّ نشر هذه القِصص بلغتيهما الأصليّتين، العربيّة الفلسطينيّة النابلسيّة والعبريّة الحديثة، سيكون بمثابة مرجع لغويّ هامّ للأبحاث (مثلًا ثمّة كلمة ”حانية“ بمعنى المذبح، لأنّ الشخص ينحني أمامَ المذبح، كما فسّر راضي صدقة، ص. 745،  لا علم لي بذلك من قبل.
من النقاط الأساسيّة الواردة في لُبّ معظم هذه القِصَص هي ما يمكن أن يُدعى بـ ”فِطْنة“/شطارة/تذاكي (התחכמוּת) السامريّ بغية الخروج من المآزق والصعوبات. ويُشار أيضًا إلى أنّ القِصص الشعبيّة السامريّة، تمتاز ببعض الخصائص، مثل وجود أُمنِيّة خفيّة وحوافز (موتيڤات) خارقة للطبيعة وتلاعب بالألفاظ، وتحذلُق وأسلوب التكرار ووجود ثلاثة أبطال، والخطاب المباشر بين شخصيّات الحكاية. وفي مثل هذا اللون التراثيّ، نجد في نهاية القصّة حلّا لصالح السُّمَرة، وقوّة السمرة في إبطال أفاعيل الشعوذة والسحْر، أو إمكانيّة الحصول على قوّة خارقة. ويُلاحظ أحيانًا مزج الموتيڤ الأسطوريّ بالواقع.

أصحاب أكبر عدد من القصص هم: راضي صدقة وله ثماني وثلاثون قصّة؛ نجله البكر الأمين صدقة وله خمس عشرة قصّة؛ الخليل بن شاكر مفرج المفرجي وله ثلاث عشرة قصّةً فمرجان أسعد السراويّ الدنفيّ وله تسعُ قصص.

تُزّين ثنايا هذه المجلّدات الثلاثة قرابة الثلاثمائة صورة فوتوغرافية، أغلبيّتها الساحقة بالأسود والأبيض وصور قليلة ملوّنة وهنالك بعض رسومات بريشة الفنّانة مريم الأمين صدقة زوجة معدّ الكتاب.

أخيرًا، أُرفق ترجمة عربيّة لقصّة لم أنقلها من قبلُ إلى العربيّة (بحوزتي كتاب جاهز للطباعة فيه مئة واثنتان  وتسعون قصّة شعبيّة سامريّة مترجمة من العبريّة ومشفوعة بالإيضاحات). وبعد هذا المُرفق مُلْحق بالأخطاء والهفوات التي وقعت في هذا العمل الضخم كمًّا وكيفًا.

الصالون الكبير الواسع الذي غدا ضيّقًا جدًّا

القاصّ/الحكّاء حُسني/يِفِت بن إبراهيم بن فرج/مرحيڤ صدقة الصباحي/هصفري، المعروف بالكنية ”سيدو“، زعيم السامريّين خارج نابلس، 1894-1982.

בנימים צדקה, אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים, חלק ג’. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים –חולון – 2021، ص. 670-672.

’’كيف تعرّفتُ على ميره = مريم خاصّتي؟ في العام 1922 اِشتغلتُ مع الدكتور كَسْپي في مَسلخ يافا، وهو الذي كان يقول لي دائمًا: يجب أن تتزوّج. شقيقي مصباح/نور، تزوّج وغادر العائلة، فبقيتُ المسؤول عن العائلة. قلتُ له: لا أقدر أن أتزوّج من امرأة ليست من ديني. ثانيًا، أبي لا يرضى. إنّها بعد ذلك ستسعى لإخراجي من العائلة. وهذا ممنوع بالنسبة لي! هذا غير مليح إلخ. ولكنّه حاول كلّ الوقت، ذكّرني بالزواج طوالَ الوقت.   

بعد ذلك، طلب منّي أن أُعلّم ابنَه باروخ العربيّة. ثمّ، ذات ليلة قال لي: عليك أن تأتيني غدًا، أودّ أن تلتقي بفلانة. لم أظنّ بأنّ شيئًا سيتمخّض عن ذلك، جئتُ. جلستُ أُدرّسُ ابنه. أتت مساعدتُه وقالت لي: دكتور كسْپي يدعوك إلى الصالون. دخلت، رأيتُ أنّه جالسٌ برِفقة امرأة. نعم، مرحبا، ماذا تريدان؟ اِجلس!، جلستُ. عندها قال: أريدُ أن تتعرّف على هذه الامرأة لتتزوّجها.

نعم، قلتُ له! إنّي قبل أن تعرّفني وأتعرّفَ عليها، إنّك تعرف حالتي، ديني وحياتي، اِحكِ لها! إذا وافقت كان به. وإن لم توافق قبل أن نتحدّث، قبل أن أطرحَ عليها السلام، إحكِ لها كلَّ شيء. أنت تعرف دينَنا وأنت  تشرح لها من طَقْطَق للسلام عليكم.

أنا لا أعرفها. قلتُ له، اِشرح لها كلَّ شيء قبل أن أتعرّف عليها أصلًا. عندها، بدأ بالحديث معها بالروسيّة حوالي ساعة. تحلّت بعقل رائع. قالت: على المرأة أن تتبع حياةَ بعلها. إذا كان هو على ما يُرامُ، إذا كان بوسعه إعالة  البيت بشكلٍ مُرْضٍ وما إلى ذلك، فعندها أنا موافقة !

عندها، قال لي: حسنًا، ها أنتما موافقان وستتعارفان. جلستُ معها، إلّا أنّني لم أجلس قطّ مع فتاة  في غرفة وحدَنا، وحينها بدأتُ أرى الغرفة كأنّها تنطبق عليّ، وكان الصالون كبيرًا، إلّا أنّه غدا وقتَها صغيرا… أُقسم، أنّه بدا صغيرًا، صغيرا. لم أنوِ الهرب ولكنّي رأيت الغرفة كأنّها تريد الانقلاب عليّ. قمتُ ووليّتُ هاربا. خرجتُ، أعني بدأت بالحديث معه، مع باروخ، ابن الدكتور كَسْپِر الذي أُعلّمه. تركتُها وحدَها.

خرجنا ببُطء …

بعد ذلك أتتِ المساعدة/الخادمة وطلبت منّي الرجوع إلى الصالون ثانية. دخلتُ وإذا به يقول: ألا تخجلُ؟ سلّمتك كلّ شيء، كيف أستطيع الاتّفاقَ مع والديها؟ أقاربها؟ هذه ليست مجرّد امرأة، كيف تتركها؟ قلتُ له بصراحة: يا دكتور، إنّي لستُ معتادًا! قلتُ لك مراّتٍِ كثيرةً، الجلوس مع امرأة غير عاديّ. ماذا تريد أن أقول لها؟ قال: قل لها، قومي نذهب للتنزّه!

آنذاك، في العام 1922،  كنتُ ابنَ ثمان وعشرين سنة. قلتُ لها: هل تُريدين أن نذهب للتنزّه، مِشوار؟ دعينا نسير،  عندها اِبتسمت أو ضحكتْ، لم أنتبه. تحدّثتْ بالعبريّة وأنا تعلّمتُ منها الكثيرَ من العبريّة. خرجنا للتنزّه، مشينا الهويْنا وأخذنا نحكي عن الحياة. من أنا، ما عملي، ما هذا وذاك، بدأتُ بالحديث. تحدّثت معها بالعبريّة. مشينا في شارع نحلات بنيامين، فشارع ألنبي فشارع بلفور، وبعد ذلك رجَعنا إلى بيت شقيقتها أَهوڤه حيث كانت نائمة. عندها ذهبنا. وقبل ذهابنا، كان الدكتور كسپي، قد قال لي إذا وقعت في الحبّ فادعها لليوم التالي. اُنظر كيف سيكون ردُّ فعلها وبموجبه ستعرف. معنى هذا، إنْ دعوتها ووافقت  فمعناه أنّ ثمّة تتمّة. حسنًا، قلتُ له.

ذهبنا للتنزّه والتحدّث، وكان ذلك في مساء يوم خميس. لم نر في الشارع أُناسًا كثيرين، والحوانيت قليلة. كان ما يستحقّ المشاهدة، تل أبيب كانت جميلة. لا، لم أشترِ لها شيئًا إلّا عند الزواج، لم تقبل منّي شيئًا قبل ذلك. وعند مُرورنا بكِشك لشرب كأس چازوز، كانت  هي التي تقوم بالدفع، ولم تقبل أن أدفع قائلة: حتّى نُنهي ما نحن بصدده، لا أريد أن تقول لي أنّكِ ضحكتِ عليّ أو ما شابه ذلك.

حدّثتني عن حياتها، إنّها من روسيا، هاجرت إلى البلاد ربّما عبرَ تركيا. الخلاصة، حينما قلت لها: تحيّة، ليلة سعيدة، أين سنلتقي غدًا، كان ذلك عندَ منتصف الليل. غادرنا منزلَ الدكتور كسپي في الساعة التاسعة أو العاشرة. قصصتُ عليها وقصّت عليّ كلّ شيء. ربّما كان ذلك خلالَ ساعة أوِ اثنتين، لستُ أذكُر. قلت لها: أين سنلتقي غدًا؟ أجابت: تعال هنا، نادِني فنذهب سويّة. كانت ابنةَ ثمانية عشر ربيعا، ويومذاك قالت تعال هنا.

بعد أن مشيتُ قليلًا، تذكّرت أنّ يومَ غد هو ليلة السبت، وأنا لا أخرج في السبت! عدتُ، ناديْتها: ميره! نزلت للتوّ، شو في؟ قلت لها، اِسمحي لي، غدًا ليلة سبت، ولا يجوز لي الخروج للتنزّه بحسب تعاليم ديانتي، يحظر علينا ذلك في ليلة السبت.

ردّت، حسنًا، فليكن عند نهاية السبت، أهذا جيّد؟ قلتُ لها: أتُريدين أن تأتي إلينا إلي البيت يومَ السبت؟ أنا آخذُك، تعالَي إلينا إلى بيتنا. قالت: حسنًا، وأردفتُ قائلًا: تعالي، تعرّفي على أبي وأُمّي جيّدًا. قلتُ في داخلتي، لتأتي وترى،  ترى كلّ شيء قبل أن أقع معها.

الحمامة الجميلة مريم

وحقًّا، رحتُ يومَ السبت وجئت بها إلى بيتنا. كان أبي في هالة السبت. وقبل أن تعرّفت عليها جيّدًا، جئتُ. كنت أُعلِّمُ، قبل أن تعرّفت عليها، قبل أن رأيتُها. عدتُ إلى البيت وكان لديّ مِفتاح البيت، فتحت وصعدتُ. فجأةً رأيت أبي الذي كان يقِظا. حينما عدتُ من الدرس، من بيت الدكتور كسپي، التقاني قائلًا: أين أنتَ؟ إنّك عمّا قليل يجب أن تستيقظ  وتذهب لعملك. كنت أشتغل في مسلخ، إنّك لا تحافظ على نفسك!، قال.

عندها قلت له: لقد أمسكتُ حمامتي ولا يهُمّني. قال: أيّة حمامة هذه؟ ما هذه الحمامة، ما هذه، ما هذه؟ قلتُ له: يا أبي، الآن نحن في منتصف الليل، الصباح رباح، سنتحدّث غدا. ردّ: إحكِ لي، قلتُ: هذه الليلة لن أحكي شيئا، سأخبرك في الصباح.

صفوة القول، في الصباح الباكر، دعاني والدي إليه إلى غرفته. أيّة حمامة؟ قلتُ: أريد أن أتزوّج، تعرّفت على فتاة، ونحن … عندها صاح: ممنوع! مش منيح! هيك، تخدعك، وأنت ستسقط، ممنوع! قلت: إنّي أوافق إذا كان هنالك في التوراة حظْر، أمّا أنّ أبي قال، وأبوك قال فممنوع، هادا بِمْشيش معي. إذا كانت في التوراة آية تحظر ذلك فأنا موافق.

خرجتُ مغتاظًا بعد أن قال ذلك. بعد ذلك، عدتُ إلى البيت في المساء وهدأتُ. دخل إلى غرفتي وسألني: هي حلوة؟ أجبته: إنّها جميلة مثل الملاك! ستراها، إن لم تكن حُلوة، ولا تقبلها، فلن أقبلها أنا أيضا. والحق يقال، كم رأيتها؟ لم أرها بما فيه الكفاية.

جئتُ بها يوم السبت إلى البيت وكان عندنا ضيوف سامريّون من نابلس بلباس يوم السبت، عائلة عزات بن إسماعيل السراوي، وشقيقاه صبري وحِكْمت. وأنا كنتُ قد طلبت لها فواكه ولوزا. جلست. أبي بدأ يتحدّث معها، كان بجانبها. كنّا خجولين، ليس كما الحال اليوم، اِستحينا، هو قعد بجوارها إلخ.

فجأةً، رأيتُه يأخذ بعض اللوز، يكسِره ويُعطيها فأخذت. كنت مبسوط، مبسوط! عندها اِبتسم وقال لي: الحمامة انتعتك حلوه.
بعد ذلك حان أوان الصلاة‘‘.


ملحق بالأخطاء والهَفوات على أنواعها بغية التصحيح في طبعة ثانية:

مج. أ

1855 بدلًا من 1355, ص. iv: עמרם בן שלמה בן טביה؛ 1998 بدلًا من 1988, ص. ص. iv: לוי בן אבישע בן פינחס؛ עממיים, מהם, המספרים بدلا من עממים, מהן, מספרים, في المقدّمة؛ 1363 بدلًا من 1336, ص. 1؛ מתגעגעים بدلًا من מתגעגים ص. 2؛ 1940 بدلًا من 2020. ص. 3؛ 2012 بدلًا من 1912، ص. 4؛ מוסר لا מסורת، ص. 5؛ أحيانًا كثيرة المقابل العربيّ للاسم غير مذكور مثل: מהללאל, סלוח, ברוך, רפאל, ص. 6-7؛ השׁרים وليس השׂרים ص. 8 (لن أشير إلى الأخطاء في التشكيل العبري في القصائد،  ص. 8–32؛ בעזה وليس בעזזה ، ص. 14؛ اللحم وليس الاحم، ص. 15؛ الفلك لا الفلق، ص. 49؛ הנכוחה وليس והנכוחה ص. 68؛ עד אם? ص. 68؛ ובהגיעם وليس והבגיעם ص. 68؛ להיפרד  وليس היפרד ص. 69؛ אחר ולא אח ص. 86؛ בצריחותיו ולא מצריחותיו, ص. 88؛ יתנפל ולא ינתפל ص.89؛ ולא בסיפור وليس בסיפןר، ص. 107؛ فتح الله لا فتحالله، ص. 110, 138، 430, 528, 607، 611؛ של لا של של، ص. 110؛ منيب لا مونيب، ص. 111؛ العرضي لا العورضي، الحرش لا الحورش، ص. 112, 149؛ خالد بن الوليد لا خالد ابن الوليد، بلاطة لا بلطة، الغروز لا الرغوز، ص. 113, 583, 588، 779, 787؛ ابني لا بني، ص. 117؛ ילדיך ולא ילדיה ص.117؛ مونى؟ ص. 118؛ אלנבולסי במקום אלנבוסי, מביתו במקום ביתו، ص. 119؛ במקומו ולא במקומה ص. 120؛ נענתה ולא ענתה ص. 121؛ زينب وليس زيناب ص. 122؛ ותעה במקום וטעה ص. 124؛ הזקיפים הבריטיים ולא בריטים ص.  124؛ לך מכאן ולא לך מכן ص. 126؛  عادة يقال: راحت السكره وأجت الفكره وليس بعد السكره في فكره، ص. 127؛ حسني، مطيع وليس حوسني مرطيع، ص. 128, 163, 395, 40, 624؛ حارة الياسمينة وليس حارت اليسمينة، ص. 129، 304، 580، 706؛ התקשתה הליכתו ולא התקשה ص. 130؛ נמנעו ולא נמנו ص.133؛  طولكرم وليس طول كرم، مصطفى وليس مصطفه، ص. 139، 177, 528,  قارن ص. 172؛ بعلبك لا بعل بك، حمص وحماة لا حومص وحمته، אלצח’רה ולא אלצחרה، נסענו אל ולא על، الصالحية وليس الصلحية، ص. 143, 166، 175, 176, 768؛ طرسوس لا طرطوس، ص. 144 قارن ص. 159, 165, 169؛ حيدر لا خيضر، ص. 145؛ السلطان لا الصولطان، أبو العبد الحمصي وليس ابو العبددالحومصي، بندرمه لا يندرمه، إزمير لا ايزمير، ص. 146، 147، 173،انظر ص. 170؛ متاليك لا مطليق، ص. 147؛ אלתופאח ולא אלחופאח، السدر وليس الصودور، ص. 150؛ ما يبقى حق وليس ما يبا حق، يمق؟!، ص. 151؛ منير وليس مونير، ص. 167, 526؛ يوسف لا يوسوف، ص. 170؛ السكري لا السوكري، ص. 172؛ خُشخاش لا خوشخاش، ص. 174؛ حلب لا حالب، معرّة النعمان لا مراغة النعمان، ص. 175؛ هندية لا هيندية، ص. 176؛ حسن وليس حوسون، ص. 180؛ חזר ולא חור، ص. 181؛ إسماعيل وليس ايسماعيل ص. 181؛ چلوب وليس جلاب، النابلسي وليس النبولسي، ص.  200، 356، 398؛ هل أنتم سامريون وليس هل انتم سامريين، ص. 203؛ בתחנות ולא במחנות، ص. 205؛ טלוויזיה ולא טלביזיה، ص. 209؛ הגדול ולא הכגול، ص. 212؛   הגדול ולא בגדול ص. 217؛  الطائفة وليس الطائيفة، ص. 219؛ בשנות ולא בשנת، ص. 220؛ 56 ולא 58, משפחת ולא משפחה، ص. 221، 222؛ Edward Kirk Warren ולא צ’ארלס ווארן، انظر مقال حسيب شحادة، ماذا كتب تشارلز وارن عن زيارته القصيرة للسامريين قبل قرن ونصف تقريبًا، ومُلْحَق اقتباسات ممّا كتبه ج. ميلز قبل ذلك بعشرين عامًا (الشبكة العنكبوتيّة)؛ غزال وليس فزال، ص. 227، 566؛ לכירת?, ص. 237؛ زينب وليس زيناب/زبنب، ص. 238, 665، 824 اُنظر ص. 830؛ ماجد وليس ماخد، ص. 239؛ مراد وليس مراض، ص. 247؛ انظر الصورة وما كتب تحتها في ص. 249؛ למפקדה ולא לפקודה ص. 251؛ عبده وليس عبدو، ص. 253؛ صلحة وليس صولحة، ص. 254؛ לאין ערוך ולא כעין ערוך ص. 259؛ المتليك لا المتليق؛ عُصْملية وليس عوثملية، ص. 267؛ ياسمين/يسمين وليس بسمين، حمّام  السمرة/السامرة/السامريين وليس حمام السومره، ص. 268, انظر ص. 708؛ يجب حذف את בשורה 4 ص. 269؛ السخلة وليس الصخلة، ص. 272؛ אלחאצל ולא אלחאסל ص. 277؛  צדקה ולא צדקה צדקה ص. 282؛ الصباحي وليس الصباحب ص. 283؛ دروزة وليس دروازة، ص. 287؛ مبارك وليس مبرك، ص. 289؛ חוקרים לאלפיהם?!، ص. 295؛ نينه؟ أو نِنَّه، בחל ב ולא בחל מ, ص. 301؛ إسحق/إسحاق وليس لسحق، صبحي وليس صوبحي، ص. 305, 521؛ حارة الياسمينة وليس حارت اليسمينه، ص. 304.
مج. ب

يعقوب لا بعقوب، ص. 317، 362؛ روتشلد وليس روطشيلد، كاولي وليس قاولي، ص. 322؛ يا حلالي ويا مالي وليس يا هلالي ويا ملالي، ص. 323؛ בשנים ההן وليس בשנים ההם؛ عواودة وليس عواده، ص. 327, 395، 624؛ 2 كانون أول 1932 وليس 1933؛ غرباني وليس راغباني، ص. 331؛ خضر وليس حضر، ص. 334، 802؛ שלוש בארות ולא שלושה בארות، ص. 341؛ لسانك حصانك إن صنته صانك وليس لسانك حسانك ان صنت صانك، ص. 344؛ الحسيني وليس الحوسيني، ص. 354؛ ּأبو واصف وليس ابو واسف، تعال/تَعْ يا ولد أنا عاوزَك وليس تعل يا ولد انا عوزك، ص. 358, 596, 735, 802؛ الكاهن … توفيق بن… وليس لكاهن… توفيقبن…، ص. 360؛ مصطفى البشناق وليس مسطفى البوشناء، واصف ليس واسف، ص. 363، 405، 433، 526، 735، 802؛ שמא ולא שמה, עמ’ 382؛ ממתינים ולא ממתיני، ص. 384؛ אותה ולא אונוה, עמ’ 386؛الأمين وليس بنيميم/بنياميم، וה’ הוא הידע, המוסלמים תרגמו לאללה אעלם, האמנם?!، ص. 392، 811؛ سعد وليس صعد، إسحق/إسحاق وليس اسخق، ص. 397؛ أهي سنة 1909 أم 1901? ص. 398؛ אהבתו המיוחדת ולא אהבתו המיוחד, עמ’ 403؛ نصفية أو نصّيّة وليس نسفية، ص. 404؛ מיום ולא  ביום, עמ’ 405؛ והשלכת או תלית أفضل من והטלת، עמ’ 405؛ حسني لا حوسني،ص. 406؛ ולא תתורו אחרי לבבכם ואחרי עיניכם وليس לא תתורו אחרי עיניכם ואחרי לבבכם، ص. 407, سفر العدد 15: 39 ؛  إمام وليس ايمام، ص. 409؛ نابلسي وليس نبلسي، ص. 410؛ مصطفى وليس مسطفى، ص. 410؛ بخاطركم وليس بخطركم، ص. 411؛ ברכישת ולא ברכשת, עמ’ 412؛ تقي وليس تفي، ص. 414؛ לכהן ולא לכאן, עמ’ 415؛ לאחור ולא לכור, עמ’ 415؛ وصدقي وليس وسودقي، ص. 418؛ שאתה ולא שתה، ص. 434؛ ص. 432 ابنة وليس ابنت؛ الشلة ليست بالضرورة כנופיה بل חבורה, ص. 436، 575، 577, 829؛ لم يذكر اسم المترجم وهو منشه صدقة، ص. 438؛ حسين وليس حوسين، ص. 439؛ אלעבד ולא אלעביד، ص. 440؛ ואופן ולא אופן، ص.441؛ مفيد وليس موفيد، ص. 446؛ עניין ולא עניו، ص. 448؛ يوسف… الدنفي وليس يويف… الدينفي، ص. 451؛ إسرائيل/يِسرائيل وليس ايسائيل، ص. 475؛ إسحق/إسحاق وليس اصحق، ص. 491؛ ומשקפיו בורקוים وليس משקפיו בורקות، ص، 496؛ מאימת של … הקריב ובא والصواب מאימת …, הקרב, ص. 507؛ إبراهيم وليس ابراهي م، ص. 508؛ מדוע ולא מודעו، ص. 523؛ زكي وليس زاكي، ص. 524؛ דיר، دير وليس דיל و ديل، ص. 526؛ حسني وليس حوصني، ص. 528؛ لا حول وليس لا حولة، ص. 529, 822؛ شخشير وليس شحشير، ص. 533 اُنظر ص. 561؛ السراوي وليس لسراوي، ص. 535؛ إسمعيل وليس اسمعئيل، ص. 542؛ غزال الحفتاوي وليس غازل الخفتاوي، ص. 546؛ مسعودة وليس مسعوعدة، ص. 552؛ يا ميت ألف مرحبا وليس يا مأت الف مرحبة، ص. 561؛ والبقعة!؟ ص. 562؛ أبو الحسن وليس ابوالحبن، ص. 562؛ יאיר وليس יאור، ص. 565؛ ירחמו  יהוה وليس ירחמו8יהוה، ص. 565؛ حنانيا وليس حننيه، ص. 567؛ לחוכמתו ולא וחוכמתו עמ’ 568؛ שבעה وليس שבע, ص. 572؛ الشيخ وليس الضيخ، ص. 574, 828؛ الكاهن وليس الاكاهن، ص. 576؛ דרכנו ולא דרכו، ص. 578؛ בזכותו ולא בזכותה، ص. 580.

مجلّد ج

بلاطة وليس بلطه، ص. 583؛ رمضاء وليس رماد، ص. 584؛ دير الحطب وليس دير الخطب، ص. 584؛ שלהן ולא שלהם,، ص. 587؛ רבים ולא רביםץ، ص. 587؛ فوريك وليس فوريق، ص. 588؛ سيلة الظهر وليس سلت الضهر، سبسطية وليس صبسطيه، פהמי ולא פחמי، ص. 589؛ כלתה על או כלתה אל، ص.  594؛ النابلسي وليس النبلسي، לבין ולא לבית، ص. 594؛ واصف وليس واسف، ص. 596, 709؛ המשקפיים  החדשים ולא החדשות، ص. 598؛ בדברי ולא בדבריי، ص. 599؛ فؤاد وليس فواد، ص. 604؛ القيني وليس القني، ص. 595؛ طولكرم وليس طؤل كرم، ص. 607؛ ּأبو حفظي وليس لبو حفزي، ص. 611؛ إسحق/إسحاق وليس اليصاق، ص. 626؛ مين وليس من، ص. 627؛ اناس وليس اباس، ص. 630؛  בן ולא בו،ص. 632؛ בחדר ולא בחדר בחדר، ص. 638؛ תיכנן ולא תיכנו، ص. 640؛ פרוסות ולא פרנסות، ص.  650؛ حسن وليس عسن، ص. 657؛ زينب وليس زيناب أو زبنب، ص. 665، 824؛ شرونه وليس سرونه، בעיניים קמות או גבוהות או רמות، ص. 666؛ הערב ולא העריב، ص. 669؛ باروخ وليس بروك، ص. 670؛ אפול איתה؟، ص. 672؛ أليس حسني وليس يفت، ص. 687؛ חבושים مكرّرة،  הסתכל ולא סתכל، ص. 689؛ הדליקה ולא הדליקח،  שמה ולא שמח، ص.  690؛ היום ולא חיום , ص. 695؛ البشناق وليس اببشناء، ص. 703؛ كنيسة وليس كنيست، ص. 705؛ حارة وليس حارت، ص. 706؛ תמה על ולא תמהעל، ص. 708؛ متاليك وليس متاليق، ص. 708؛ ובן 44 ולא ובן 4٤، ص. 709؛ إبراهيم وليس ابرايهيم، ص. 710؛ شهلة وليس شهلى، ص. 715؛ طنيب وليس تنيب، ص. 716؛ شاويش أو جاويش هو סַמָּל وليس קצין، ص. 716؛ الحبار وليس الخبار، ص. 722؛ מכל ולא מכל מכל، ص. 725؛ לסחורתך ולא לסוחרתך، ص. 726؛ حضير أم خضير، ص. 728؛ فيناهس!؟، ص. 739؛ המתייחסים ל ולא המתייחסש על، ص. 740؛ הקרבנים!?، ص. 740؛ فضول الزفر وليس فجول الظفر، ص. 746؛ طاقة الزيت وليس طاقت الزيت، ص. 749؛ عين الفاخورة وليس عين الفخورة، ص. 752؛ השבועות ולא השבעות، ص. 756؛ עצאפה או עאצפה، ص. 768؛ بيت أُمّر وليس بيت امره، ص. 769؛ السارين وليس السرين ص. 769؛ שער שכם אינו باب نابلس אלא باب العمود، ص. 778؛ قبر راحيل/رحيل وليس رحل، ص. 779؛ בסגול ולא בסגולף، ص. 797؛ فيها وليس قيها، ص. 803؛ לנו ולא ללנו، ص. 805؛ עמי ראע’ב ולא ע’ארב، ص. 806؛ אלשיח’ה ולא אלשח’ה، ص. 808؛ الأمين وليس بنيميم، ص. 811؛  קרא בשקט ולא קרא את בשקט، ص. 822؛ האמנם אלעיה פירושו המפציר או שמא המגמגם? ص.831؛ سليمان وليس سايمان، ص. 832؛ בהתפללם על או ב، ص. 833
 .


10
المقالات الدينية / الفِراق صعبٌ
« في: 08:59 16/07/2023  »
الفِراق صعبٌ
قصّة الكاهن عطاالله إبراهيم خضر الحَفتاوي 1930-2013
Farewell is Hard
A Story by the Cohen ˓Aṭallah Ibrāhīm Khaḍir al-Ḥaftāwī
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



בנימים צדקה (כתב וערך), אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים–חולון 2021, כרך ב’ עמ’ 516-515.

وَداع أخي البِكر خضر

في العام 1992 وقفتُ هناك بجانب قبر أخي الجديد، أهُزّ رأسي لعبارات مشاطرة أبناء الطائفة بالحزن، مطئطىء الرأس نحو القبر ذي الثلاثين يومًا، رافضًا التصديق بأنّ هذا هو فِراقنا الأخير. إنّه يُبقيني في هذه الدنيا وهو يسير في طريق كلّ آدميّ إلى عالَم الله، إله أرواح جميع البشر، ولا أحدَ عاد من هناك. وقفتُ هناك، جسمي هناك، وروحي ليست معي.

إنّها تتساءل حول ماهيّة العَلاقة التي ربطتني بشقيقي، ذاتي ولحمي. ليسمح لي كلّ الأحياء معي، إنّي لم أشعر قطّ بعلاقة قويّة لهذا الحدّ، كما أحسستُ نحو أخي، بِكر أشقائه الثلاثة، خضر، عطاالله وفضل، وأُختيْه نعمة وزهية، أولاد أبينا الكاهن إبراهيم خضر. الوفاة المفاجئة زعزعت روحي. حاولت بقدر المستطاع أن أربط جأشي  وأحافظَ على هدأة البال، لكنّني كنت أعرف أنّني على وشْك الانفجار داخلَ قلبي. صدمة شديدة هزّت كلّ شُعيْرات نفسي. الله القادر على كلّ  شيء، بوسعه أن يساعدَني فقط  لأتدبّر شؤوني، وهو الوحيد العارف كيف أعانني للتغلّب على الأزْمة الفظيعة التي أصابتني. اليوم كالبارحة، إنّي راضٍ عن كلّ ما يمتّ بأخي البِكْر خضر بصلة، لقد لبّيتُ له كلّ ما طلبه مني برضًا وإخلاص. لم أجرؤ  ولم أفكّر قطّ ألّا أُطيعه.

هذا الفِراق، ذكّرني بفِراق آخرَ، حدث قبل ربع قرْن، في العام 1967، بعد حرب النكسة (في الأصل: حرب الأيّام الستّة) ببضعة شهور. آنذاك قرّر شقيقي خضر أن يفتح صفحة جديدة في حياته، الانتقال من نابلس لحولون.

شقيقي ينتقل من نابلس للسكن في حولون

عندما علمتُ بذلك، قبلته على مضض. لم أستطع قبول قراره. توجّستُ جدًا من اللحظة التي فيها سأضطرّ أن أفترق عن شقيقي؛ وفي تلك الأيّام الأولى بُعيد الحرب، لا أحدَ كان يعرف أيّة تطوّرات سياسية ستتمخّض مستقبلا. لا أحدَ عرف ما سيأتي به يوم غد. شعرنا كلّنا يومَئذٍ أن حُكم إسرائيل لن يعمّر، ونابلس ستعود لأيدي الأردنيّين. لا شيءَ كان مضمونا.

لم أقدر على قبول الفكرة القائلة، بأنّ مصير شقيقي قد يكون كمصير سامريّي حولون، الذين حتّى العام 1967 رأيناهم مرّة واحدة فقط في السنة لسبعة أيّام فترة الفسح. وذلك بموجب اتّفاقيّة الهُدنة بين إسرائيل والأردن، والتي تجاهلها الأردنيّون في السنتين 1966  و 1967، إذ أنّهم لم يسمحوا لبعض السامريّن بزيارة نابلس.

ماذا سيحدُث إذا فعلوا ذلك أيضًا مع شقيقي خضر؟ أفكار رهيبة كانت تتزاحم بلا انقطاع في دماغي. لقد تعكّر صفوُ روحي بالكامل في أعقاب اتّخاذ شقيقي ذاك القرار. كلّ محاولات إقناعي للتراجع عن هذه الخطوة، قد باءت بالفشل، لا سيّما أنّ الطائفة الحولونيّة، ضغطت على شقيقي بشدّة للانضمام إليها. إخوته الحولونيّون قالوا له: ها نحن منذ عشرات السنوات بدون كاهن، ولا قائد دينيًّا رسميًّا لرعاية الشؤون الدينيّة. تعال إلينا، كن كاهنًا لطائفتنا، كانوا يتوسّلون  ويلحّون. أضف إلى ذلك عرَضوا عليه إغراءاتٍ من الصعوبة بمكان رفضُها - راتب دائم، شَقّة مريحة له، لزوجته ولأبنائه الستّة.

كنت على علمٍ، أنّه بكلّ ما يتعلّق بتحسين وضع شقيقي الشخصيّ والاقتصاديّ، لم يكن في جُعبتي أيّ اِقتراح بديل يمنعه من الانتقال إلى حولون.

لم أكُن عند الفِراق

سيطر عليّ الحزن والكآبة. أخذ يوم سفَر شقيقي خضر يقترب. عرفتُ أنّه لا خيارَ لي سوى قُبول القرار الذي اتّخذه. حلّ ذلك اليومُ ومعه هديرُ محرّك الشاحنة التي وصلت لنقل العائلة وأغراضها. عزمتُ ألّا أكون حاضرًا في تلك اللحظة الصعبة.

أغلقتُ على نفسي داخلَ حانوتي، أقفلتها من الداخل حتّى لا يعرفون أين أنا. اختبأتُ خلفَ خِزانة كبيرة في الحانوت.

لا تسألني أيّة أفكار انتابتني في تلك اللحظة. لا تشاركني تأنيبَ الضمير الذي ألمّ بي. سامريّون كثيرون أخذوا يطرُقون على باب الحانوت، لكنّي لم أردّ. تساءل الكثيرون بصوت عالٍ، أين أنا عندما يبدأ شقيقي حياة جديدة. إنّي أعترف وأعترف، أنّني في النهاية لم أكن في وَداع أخي. عرفتُ بأنّي لن أقوى على تحمّل لحظة الفِراق القاسية جدًّا. خشيت أن أفقد الوعيَ في بحر من الدموع التي ستذرفها عيناي. عرفت أنّني لن أقوى على رفع يديّ والتلويح بهما للفِراق. لقد تجاهلت كلامَ البشر.

الفِراق صعب. رحمةُ الله عليك يا أخي ونورَ عيني.





11
فهي مؤمنة به ولن تتوانى عنِ السؤال والانتظار
وهي تعرف العلاماتِ التي تدلُّ على مجيئه من النبوءات والأسفار فليعرّفها بنفسه
وفي الحال أضاء المكانَ نورٌ إلهيٌّ نور غلب  ضِياءَ الشمس
أحاط بالربّ من كلّ جانب نور يُبهرُ الأبصار
فغطّتِ المرأةُ وجهَها بيديها
وخرّت ساجدة وهي تقول:
أنتَ المسيح، أنت المسيح الربّ
وتركتْ جرّتَها على الأرض وهرولت عائدةً إلى المدينة تعدو
 تتعثّر من شدّة اضطرابها
تنادي بأعلى صوتها: تعالَوا أيّها الناس هلّموا أيّها السامريّون/ 125
لقدِ اِقتربَ الخلاصُ لقد ظهر المسيحُ الربُّ
كان الفادي قد أرسل تلاميذَه ليشتروا خبزًا
لم يكن بحاجة إلى الخبز
وكان بإمكان واحد منهم فقط أن يذهب لشرائه
لكنّه أبعدهم بهذه الحُجّة
كان يعرف أنّه سيلتقي بالسامريّة
وأنّه سيعرّفها بنفسه أنّه المسيح
كان يعلم أنّ التلاميذَ لو كانوا حاضرين
لكلّموا السامريّة نيبابةًَ عنه
حتّى ولو أبقي معه تلميذًا واحدًا لكان
هذا التلميذ هو الذي سيتولّى الكلام
لهذا أرسلهمُ الفادي جميعَهم
ليعلنَ للمرأة الحقيقةَ ليكشفَ لها عن نفسه
ليملءَ نفسَها بالإيمان
لتشربَ من ماء الحياة لترتوي وتروي به عشيرتَها
لم تملأْ جرّتَها ماءً وإنّما امتلأت هي بالروح
غرفت من يَنبوع الحياة ما يكفيها ويكفي أهلَ المدينة
إنّ نبعَ الحياة قد تفجَّر عند البئر
تعالَوْا أيّها العطاشى واشربوا أرووا ظمأَكم

تصوَّر أيّها المؤمن ما حدث للسامريّة وما سوف يحدث
واستمع بانتباه لا تملّ من قراءة قصّتها إن لك فيها عبرة وفائدة /  126

إنّها مائدة مملوءة بالغذاء الروحيّ فلا تتوانى عن المشاركة بها
كانت السامريّة مهتمّةً بالأمُور الدنيويّة
جاءت تملأُ جرّتَها بالمياه الطبيعيّة
فعادت مشغولةً بالظواهر الروحيّة محمّلة بالمياه السماويّة
كانت تعيش في ظُلمة التقاليد ومتاهات العصبيّات
وأصبحت مغمورةً بنور الحقّ
تبيّنت لها مسالكُ التسامح والمساواة
جاءت بجرّة واحدة فارغة
وعادت محمّلةً بجِرار تفيض بمياه الحياة
إلى مدينة السامرة عادت تحمِلُ البُشرى بالخلاص
بحياة جديدة لا فُروقَ فيها بين الأجناس
تعالَوْا أيّها الناس
كانت السامريّة تصرُخ بأعلى صوْتها
أفيقوا أيّها النِيام أسرِعوا أيّها العِطاش
عند بئر يعقوب تجِدون نبعًا لا ينضُب ماؤُه
اِذهبوا إليه استقوا منه جميعُكم
اُخرجوا أيّها السامريّون من بيوت الظُلمة
إلى رياض السعادة والنعيم
لقد صادفتُ هناك رجُلًا إنّه رجلٌ ولا كالرِّجال
أقول رجُلًا وأستغفر وأستميحُ عذْرًا إنّه الربُّ المسيح
إنّه المسيح حقًّا وصِدْقًا
لقد كشف خفاياي وعرف أسراري
لقد فاض عليّ نوره الإلهيُّ وبهرني ضِياؤُه السماويّ
اِذهبوا إليه استنيروا به
هيَّا أيّها السامريّون حطِّموا أصنامَ آبائكم / 127

لقد أظهر اللهُ لي نفسَه وكلّمني
وأنا أحمل لكمُ البُشرى
فتعالَوْا واسألوه فتقضى حاجاتُكم
إنّه اللهُ على صورة إنسان تُحيط به هالات النور
شمسُ البِرّ العظيم تجدونه عند بئر الماء
يا عبَدةَ الضلال ظهر الحقّ جاء المعبود ربُّ الوجود
تعالَوْا اتبعوني لأُريكم مَن بشَّر به أنبياؤكم وانتظره أجدادُكم وآباؤكم
وعنه تحدّثتِ الأسفارُ وإليه اشتاقتِ الأنظار


تجمهر الناسُ وقد أخذتهمُ المفاجأة
منهم مَن صدّق وتشوّق ومنهم مَن تردّد وترفّق
أيظهرُ اللهُ لامرأة؟
أتكون صحيحةً هذه الأنباء
يا للجهَلة الأغبياء
اُنظروا إلى أصنامكم التي سقطت على وُجوهها
تؤكّد لكم صحّتَها
إنّ اللهَ هو ربُّ المخلوقات جميعًا رجالًا ونساءً وأطفالًا
يُعطي سرَّه لأضعف مخلوقاته
فلِمَ تتعجّبون ولماذا تتردّدون

تقدّمتِ المرأة جموعَ السامريّين الزاحفين
إلى موقع البئر / 128
كانت تُسرع الخُطى ووجهُها مشرقٌ بالإيمان
أمّا الربُّ فقد كان جالسًا كصيّاد

عاد التلاميذُ ومعهم الخبزُ عرضوه على السيّد ليأكل
قال لهم إنّ طعامي هو أن أعملَ مشيئةَ مَن أرسلَني
وأخذ يُحدّثهم عنِ الجسد وأنّه الخبزُ الحقيقيّ
وأنّ الحصادَ قدِ اقترب
ستقولون إنّ الحصادَ يلزمُه أربعة أشهر
وأنا أقول لكم أنّني زرعتُ كلمتي قبل مجيئكم
وحصادُها وغلّتُها سترونها بأعينكم

سمِع التلميذُ جَلَبَةً وضجيجًا كالهدير
تطلـّعوا إلى مصدر الصوت فإذا بجُمهور غَفير
حُشود من الناس نحوَهم تتّجه وتسير
منهم مَن يمشي على قدميه ومنهم مَن يُحمَل
رجال ونساء شيوخ وأطفال أصحّاء ومرضى خليطٌ من البشر
يمتدُّ على مرأى النظر

اِندفعت تلك الجموعُ إلى حيث يقف الفادي وتلاميذُه
كانت تتقدّمهمُ السامريّةُ تحثّهم على الإسراع
اُنظروا إليه كانت تقول
ألا ترَوْن النورَ المنبعثَ منه ألا تُشاهدون جلالَه إنّه المسيحُ الربّ /129

اِقتربتِ الحُشودُ من السيّد
إنّهم عِطاشٌ بالروح فقراءُ بالإيمان مُثْقَلونَ بالأوهام
فسقاهم وأغناهم وأراحَهُم
الصمُّ والبُكْمُ أصبحوا يسمعون ويتكلّمون
العُميانُ يُبصرون، المرضى يشفون
المخلّعون ينتصبون، الموتى يحيون

عمَّتِ الفرحةُ هذه الجموعَ المحتشدة
كانتِ الهُتافاتُ والتسابيح تملأ المكان
كانت قلوبُهم مفعمةً بالإيمان
إنّ هذا الذي يرَوْن هو المسيحُ حقًّا
وما قيلَ لهم عنه كان صدقًا
فكلمةٌ من فيهِ أوقفتْ مخلّعًا بل مخلّعين
لمسةٌ من ثوْبه شفتِ المرْضى
نظرةٌ منه أعادتِ البصرَ إلى العُمْيان
الصُّمُّ والبُكْمُ بأمره أصبحوا يسمعون ويتكلّمون
إنّها أُعجوبة الأعاجيب
لمْ يَعُدْ هناك حاجة لبئر يعقوب
لقدِ ارتوى الناسُ من ماء الحياة
نورُ السماء طرد ظلمةَ الأرض
اليَنبوعُ الإلهيُّ تفجَّر بين الناس

كانتُ السامريّة تنتقلُ بين الجماعات /130
يعلو صوتُها فوقَ كلِّ الأصوات
أرأيتم كانت تقول ألم أصدقكم القولَ ألم تشاهدوا بهاءَه
أما لَمَستم بأنفُسكم معجزاتِه؟ ألم تسمعوا بآذانكم حِكَمَه
لقد عرفته أنا فجئتُ إليكم وأخبرتُكم
أنا التي أنبأتُكم، أنا هي مَن دعتكم لتنعموا بالخيرات أنا التي دلّتكم على ماء الحياة
اُصمتي أيّتها المرأة قالت لها الحُشود
دعينا نسمع كلامَه فتتغذّى أرواحُنا
اِفْسحي لنا المجالَ لتستضيءَ بنوره عقولُنا
إنّنا عرفناه من الآيات التي صنعها
وتأكّدنا بأنّه المسيحُ الربُّ إنّه مخلّصٌ العالَم
إنّه ليس لنا وحدَنا فهو لجميع الشعوب
إنّكِ لستِ أنتِ التي عرفتِه
ولولا أنّه أراد ذلك لما عرفتِه
بسلطانه أدركتِه وبإرادته تعرّفت عليه
هو لا يحتاج لمن يشهد له
فأعماله الخارقة تدلُّ عليه
إنّه الشمسُ المشرقةُ التي لا تحتاج إلى تعريف
هو النور والحقّ والحياة إنّه المسيحُ ابن الله له المجد

قائمة المراجع

Abbeloos, Joannes Baptista, De vita et scriptis Sancti Jacobi, Batnarum Sarugi in Mesopotamia episcopi, cum ejusdem syriacis carminibus duobus integris ac aliorum aliquot fragmentis, necon Georgii ejus discipuli oratione panegyrica. Lovanii: Valinthout Fratres/Bonnae: Adolphum Marcus, 1867.
Akhrass, Roger-Youssef. "A List of Homilies of Mar Jacob of Serugh." Syriac Orthodox Patriarchal Journal 53 (2015): 87-161. [Available at academia.edu].
——, & Imad Syryany (eds.), 160 Unpublished homilies of Jacob of Serugh, 2 vols. Damascus: Department of Syriac Studies -Syriac Orthodox Patriarcahte, 2017. (xxiii, 642 p.).
Albert, Micheline (ed. & tr. ), Jacques de Saroug. Homélies contre les Juifs. Patrologia Orientalis 174 (38.1). Turnhout: Brepols, 1976.
——, Les lettres decJacques de Saroug, Patrimoine syriaque 3. Kaslik: Université Saint-Esprit, 2004.
Alibertis, D., Jacob of Sarug’s Homily Concerning the Red Heifer and the Crucifixion of Our Lord (Texts from Christian Late Antiquity 78, The Metrical Homilies of Mar Jacob of Sarug; Piscataway, New Jersey: Gorgias Press, 2022.
Altaner, Berthold, Partologie: Leben, Schriften und Lehre der Kirchenväter. Freiburg: Herder, 1950.
Alwan, Khalil,  “Bibliographie générale raisonnée de Jacques de Saroug (521)”, Parole de l'Orient, vol. 13, pp. 313-383, 1986.
——, Bibliographie générale raisonnée de Jacques de Saroug, dans Melto 13(1986) pp. 313-383.
——, Anthropologie deJacques de Saroug: Introduction Generale, Probleme de l’Authenticité Commentaire Theologique et Anthropologique, Bibliographie Raisonnee (UnDiss, Rome), 1986.
——, “Bibliographie générale raisonnée de Jacques de Saroug († 521),” in ParOr 13 (1986), 313-384.
——, Jacques de Saroug, Quatre homélies métriques sur la Création (CSCO 508/9, Syr. 214-215, 1989).
——, Anthropologie de Jacques de Saroug. Introduction générale, problème de l’authenticité, commentaire théologique et anthropologique, Tome I (Etudes du Proche-Orient chrétien, 4), Beyrouth, 2016 (412 pages en français).
Amar, Joseph Philip (ed.), A Metrical Homily of Mar Ephrem by Jacob of Sarug: Critical Edition of the Syriac Text, Translation and Introduction, Patrologia Orientalis/Paris/Turnhou 47, 1995.
Aydin, Eliyo, The Life of St. Jacob of Sarug, A. Palmer (tr.), ET (Warburg: Mor Jakob von Sarug Verlag, 2014.
Ball, Charles James, Jacobus Sarugensis. In: A Dictionary of Christian Bibliography, Literature, Sects and Doctrines Dyring the First Eight Centuries, Being a Continuation of ‘the Dictionary of the Bible’, ed. William Smith and Henry Wace. London: John Murray, 1882 (p. 327-328).
Barsoum, Ignatius Aphram I, The Scattered Pearls: A History of Syriac Literature and Sciences, Moosa, Matti (tr.) (Piscataway NJ: Gorgias Press, 2003.
Baumstark, Anton, Geschichte der syrischen Literatur. Bonn, 1920 (reprint Berlin 1968).
Bcheiry, I., “The Metrical Life of Jacob of Serugh by Sa‘īd bar Ṣabūnī Found in the Syriac Manuscript OIM A 12008,” The Syriac Annals of the Romanian Academy 2 (2022), 43-119.
Bedjan, Paul,  Homiliae Selectae Mar-Jacobi Sarugensis, I–V (1905–10), I–VI (repr. 2006). (The extra volume of the reprint includes the 11 memre published by Bedjan at the end of his edition of Martyrius/Sahdona [1902], 603–85; it also has an index of first lines and of modern translations).
——, & Sebastian Brock (eds.), Homilies of Mar Jacob of Sarug/Homiliae Selectae Mar-Jacobi Sarugensis 6 Vols. (Piscataway NJ: Gorgias Press, 2006; Paris /Leipzig: Otto Harrassowitz, 1905-1910، أكثر من أربعة آلاف وأربعمائة صفحة).
Bickell, Gustav; Ausgewählte Gedichtebder syrischen Kirchenväter Cyrillonas,Baläus, Isaak v. Antiochien und Jakob v. Sarug zum ersten Male aus dem Syrischen übersetzt. Vol. 38. BKV1, Kempten: Kösel, 1872.
Bou Mansour, Tanios, La théologie de Jacques de Saroug: Création, Anthropologie, Ecclésiologie et Sacrements. 2 vols. I. Kaslik, Liban: Université Saint-Esprit de Kaslik, 1993, 2000.
——, Die Christologie des Jakob von Sarug. In 2/3 ed. Alois Grillmeier and Theresia Hainthaler, 2/3, 449-499. Freiburg im Breisgau: Herder 2004.
Brock, Sebastian P.,   Turgome što d-qadišo Mor Yaʿqub da-Srug malpono (Monastery of St. Ephrem, 1984).
——, A Brief Outline of Syriac Literature. Kottayam, 1997.
——, Jacob of Sarug's Homily on the Veil on Moses' Face. Texts from Christian Late Antiquity 20. The Metrical Homilies of Mar Jacob of Sarug Fasc. 1. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2009 (70 p.).
——,  (ed.), Six Homilies by Jacob of Sarug. Piscataway NJ: Gorgias Press, 2011.
——,  The Stanzaic Poems of Jacob of Serugh. A Collection of His Madroshe and Sughyotho. Gorgias (Texts from Christian Late Antiquity 72, The Metrical Homilies of Mar Jacob of Sarug; Piscataway, New Jersey: Gorgias Press, 2022 (328 p., English, Syriac).
Butts, Aaron Michael, Jacob of Sarug's Homily on the Tower of Babel. Texts from Christian Late Antiquity 21. The Metrical Homilies of Mar Jacob of Sarug fasc. 15. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2009.
Can, Fr. Shemunm The Sixth Volume of the Homilies of St. Jacob of Saruj, the Guitara of the Holy Spirit (451-521 A. D.). Jerusalem: St. Mark’s Convent, 2009 (469 p. in Syriac).
Cardahi, G. (Ed.), Liber thesauri de arte poetica syrorum. Rome: Society for the Propagation of the Faith, 1875.
Chabot, J. B., Littérature syriaque. Paris 1935.
Chesnut, R. C., Three Monophysite Christologies: Severus of Antioch, Philoxenus, and Jacob of Sarug. London: Oxford University 1976.
Childers, Jeff W., Jacob of Sarug's Homilies on Praise at Table.Texts from Christian Late Antiquity 46. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2016. (138 p.).
Connolly, Richard Hugh, Jacob of Serugh on the Eucharist: Homilies 22 and 95-Analecta Gorgian 487. 2010.
Cosgrove, I. K. (ed. & tr.), Three Homilies Against the Jews by Jacob of Serug: Edited with Introduction, translation and Notes (UnDiss, London: The Marshalsea Press, 1931.
Deppe, Klaus, Kohelet in der syrischen Dichtung : 3 Gedichte über d. Kohelet-Buch von Afrēm, Jakob von Sarug u. Johannes von Mossul hrsg., übers. u. mit e. vollst. Wortverz. Göttinger Orientforschungen. Reihe 1 Syriaca 6: Wiesbaden: Harrassovitz, 1975 (192 p.).
Duval, Rubens, La littérature syriaque 3d ed. (Anciennes littératures chrétiennes 2; Paris 1907. )
Dolbani, Philoxenos, The Life and Works of Jacob of Serug. Reprinted from the 1952 Mardin Edition, Piscataway NJ: Gorgias Press, 2011.
Elkhoury, Armando Badih, Types and Symbols of the Church in the Writing of Jacob of Sarug. Katholische Universität Eichstätt-Ingolstadt, PhD Dissertation, 2017 (335 p. Eucharist).
Forness, Philip Michael, Preaching Christology in the Roman Near East: A Study of Jacob of Serugh. Oxford Early Christian Studies. Oxford: Oxford University Press, 2018.
____, Jacob of Serugh. Homily on the Apostle Thomas and the Resurrection of Our Lord: Edited and Translated (CSCO 691, Syr. 266; Leuven: Peeters, 2022.
____, “Manuscript Discoveries and Debates over Orthodoxy in Early Christian Studies: The Case of the Syriac Poet- Theologian Jacob of Serugh,” Harvard Theological Review 115:3 (2022), 416-440.
Gibson, K. Bryant , Jacob of Sarug’s Homilies on Abgar and Addai (Texts from Christian Late Antiquity 77, The Metrical Homilies of Mar Jacob of Sarug; Piscataway, New Jersey: Gorgias Press, 2022.
Grill, Severin Matthias, Jakob von Sarug als Dichter und Exeget. Jahrbuch der Österreichischen byzantinischen Gesellschaft 8 (1959), 17-28.
____, Jacob von Sarug. Die Forschung und das Heiligtum der Kirche. Heiligenkreuzer Studien, vol. 13b, Heiligenkreuzer Verl.,  1970.
____, (tr.), Jakob von Sarug. Ausgewählte Briefe, Heiligenkreuzer Studien 17 (Heiligenkreuzer Verl., 1971.
Guinan, Michael D., Eschatology of James of Serug: A Study in Syriac Patristic Theology .(UnDiss, Washington DC: The Catholic University of America, 1972).
Hansbury, Mary (tr.),  Jacob of Serug, On the Mother of God . Crestword NY: St. Vladimir’s Seminary Press, 1998 (102 p.).
____, Prayers of Jacob of Serugh. SLG Press, 2015 (75 p.).
____, Jacob of Sarug's Homily on the Chariot that Prophet Ezekiel Saw. Texts from Christian Late Antiquity 3. The Metrical Homilies of Mar Jacob of Sarug fasc. 14. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2016 (161 p.).
Harvey, Susan Ashbrook, Jacob of Sarug's Homilies on Women whom Jesus Met. Texts from Christian late antiquity 44. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2016 (283 p.).
Heal, Kristian S., Jacob of Sarug’s Homily on Aaron the Priest. Translation and Introduction. (Texts from Christian Late Antiquity 71, The Metrical Homilies of Mar Jacob of Sarug; Piscataway, New Jersey: Gorgias Press, 2022 (114 p.).
Hilkens, Andy, The Manuscripts of the Armenian Homilies of Jacob of Serugh: Preliminary Observations and Checklist, https://doi.org/10.1484/J.MSS.5.122888, 71 p.
——, “An Armenian Life of Jacob of Serugh: Introduc- tion, Edition and English Translation,” Analecta Bollandi- ana 140:2 (2022), 320-339.
——, An Armenian Invocational Prayer of a Lost Memra of Jacob of Serugh on Good Friday and the Destruction of Sheol. Hugoye: Journal of Syriac Studies, Vol. 23.2, 263-277 © 2020 by Beth Mardutho: The Syriac Institute and Gorgias Press.
Isebaert-Cauuet Isabelle., Jacques de Saroug, Homélies sur la fin du monde. Introduction, traduction, guide thématique et index. Paris: Migne, Les pères dans la foi, no 91, 2005.
 (2005).
John, T. Ch., The Church in the Salvific Plan of God and the Motherhood of the Church in the Writings of Mar Jacob of Sarug: A Study on the Ecclesiology of Mar Jacob of Sarug (Berlin: Peter Lang, 2022.
Johnson, Scott Fitzgerald, Jacob of Sarug's Homily on the Sinful Woman. Texts from Christian Late Antiquity 33. The Metrical Homilies of Mar Jacob of Sarug. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2013 (128 p.).
Joseph, Josekunju Kalariparampil, Theology of Baptism and Eucharist According to Jacob of Sarug’s Published Homilies and Selected Manuscripts. Edition, Translation, Commentary and Theological Analysis.  PhD Dissertation, Universität Freiburg, 2016 (106 p.).
Kiraz, George Anton (ed.), Jacob of Serugh and His Times: Studies in Sixth-Century Syriac Christianity (Gorgias Eastern Christian Studies). 2010 (266 p.).
Kollamparampil, Thomas , Mar Jacob of Serugh’s Homily on Our Father and the Aspects of His Exegetico-Theological Thinking, Rome 1989 (pp.40-112, licence non publiée).
____, Jacob of Serugh, Select Festal Homilies. Babgalore, 1997.
____, Salvation in Christ According to Jacob of Serugh: An Exegetico-Theological Study on the Homilies of Jacob of Serugh (451-521 AD) on the Feasts of Our Lord (Roma: Institutum Patristicum Augustinianum, 1997 / Bangalore: Dharmaram Publications, 2001.
____, Jacob of Serug’s Homily on Epiphany. Gorgias Press, 2008.
____, Jacob of Sarug's Homily on the Transfiguration of our Lord. Texts from Christian Late Antiquity 13. The Metrical Homilies of Mar Jacob of Sarug fasc. 8. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2008 (77 p.).
Konat, Johns Abrham, The Old Testament Types of Christ as Reflected in the Select Metrical Homilies (Memre) of Jacob of Serugh. (UnDiss, Louvain: Catholic University, 1999.
Landersdorfer, Simon Konrad,   Ausgewählte Schriften der syrischen Dichter Cyrillonas ... und Jakob v. Sarug. J. Kösel, 1912.
Macabasag, Sr. Nora Q., The Annunciation (LK 1: 26-38) in the Writings of Jacob of Serugh and Early Syriac Fathers. St. Ephrem Ecumenical Research Institute (SEERI)  Baker Hill, Kottayam-686 001, Kerala, India , 2015.
——, “Comparison of Jacob of Serugh’s mēmrē in Vat. syr. 118: Author and Context,” in: E. Vergani and S. Chialà (eds.), Symposium Syriacum XII: Held at St Law- rence College, Rome 19–21 August 2016. Organized by the Pontifical Oriental Institute on the Occasion of the Cen- tenary Celebration (1917–2017) (Orientalia Christiana Ana- lecta 311; Roma: Pontificio Istituto Orientale, 2022).
Mathews, Edward G., Jacob of Sarug's Homilies on the Six Days of Creation. The Second Day. Texts from Christian Late Antiquity 40. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2016. (45 p.).
Morgan, Reed, Jacob of Sarug’s Homily on the Lord's Prayer. Texts from Christian Late Antiquity 42. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2016 (95 p.).
Moss, Cyril, Catalogue of Syriac Printed Books and Related Literature in the British Museum. London 1962.
Olinder, Gunnar, Iacobi Sarugensis Epistulae quotquot supersunt (CSCO 110; 1937).
——, Letters of Jacob of Sarug, Comments on an Edition. Lund-Leipzig, 1939.
Papoutsakis, Manolis, Formulaic Language in the Metrical Homilies of Jacob of Serugh. Orientalia Christiana Analecta, Symposium VII, 445–451,1998.
——, Jacob of Serugh. The Homily on the Deluge (Lines 1–210): Introduction, Translation, and Detailed Commentary. (UnDiss, Oxford: University of Oxford, 2000.
Philips, Georg, A Letter by Mar Jacob Bishop of Edessa on the Syriac Orthography. London 1869.
Puthuparampil, James, Mariological Thought of Mar Jacob of Serugh (451-521), Moran ‘Eth’o 25 Kottayam: Saint Ephrem Ecumenical Research Institute, (2005 380 p.).
Rilliet, Frédéric (ed.),  Jacques de Saroug, Six homélies festales en prose (Patrologia Orientalis 196 (43.4). Turnhout: Brepols, 1986.
Santhosh K. Joshua, Church as the Bride of Christ: Ecclesiological & Societal Understanding of the Early Syriac Church Based on the Select Homilies of Mar Jacob of Serugh. Christian World Imprints, Delhi, 2020 (355 p.).
Scott, Colby, Reed Morgan, Jacob of Sarug's Homilies on the Solitaries. Jacob of Sarug's Homilies on the Solitaries. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2016 (131 p.).
Segal Judah Benzion, Edessa: The The Blessed City. Oxford 1970 (308 p.).
Sirgy, Dominique, Jacob of Sarug’s Homily on the Love of God towards Humanity and of the Just towards God (Texts from Chris- tian Late Antiquity 74, The Metrical Homilies of Mar Ja- cob of Sarug; Piscataway, New Jersey: Gorgias Press, 2022 (72 p.).
Soni/Sony, Ba(e)hnam, La résurrection des morts chez Jacques de Saroug, Rome 1979 (commentaire du mimro 172. Licence non publiée.
——, La doctrine de Jacques de Saroug sur la création et l´anthopologie. Rome 1989 (أطروحة دكتوراة  1979).
——, la résurrection des morts chez Jacques de Saroug, Rome 1979.
——, La méthode exégétique de Jacques de Saroug, in Parole d'Orient, 9 (1979-1980), pp. 129-162, pp. 253-284.
Sony, Behnam M. Boulos, La Doctrine de Jacques de Saroug sur la Création et l’Anthropologie. (Rome: Pontificia Universitas Lateranensis, 1989.
——, L’Homélie de Jaques de Sarough sur l’Hexaméron, I–II (2000). (Syr. with AT).
____,  Jacob of Sarug’s Homily on Paul’s Word to Seek What is Above and on Outer Darkness (Texts from Christian Late Antiquity 76, The Metrical Homilies of Mar Jacob of Sarug; Piscataway, New Jersey: Gorgias Press, 2022.
Strothmann, W., Jakob von Sarug, der Prophet Hosea (GOFS 5; 1973).
____, Jakob von Sarug, drei Gedichte über den Apostel Thomas (GOFS 12; 1976).
Thomas, L.A.R., The Legends concerning Peter and Antioch in Syriac Tradition, with an Edition and Translation of Jacob of Serugh’s Homily on the Conversion of Antioch (B.Litt. UnDiss, Oxford: University of Oxford, 1978.
Vona, Constantino , Omelie mariologiche di S. Giacomo di Sarug: introduzione, traduzione dal siriaco e commento. Romae: Facultas theologica P. Athenaeil Lateranensis, 1953(273 p.).
Vööbus, Arthur. Handschriftliches Überlieferung der Mēmrē-Dichtung des Ja'qōb von Serūg. 4 vols. Corpus Scriptorum Christianorum Orientalium 344-345, 421-422, Subsidia 39-40, 60-61. Leuven: Secrétariat du CorpusSCO, 1973-1980.
Vosté J. M. , Paul Bedjan, le lazariste persan , dans OCP  11 ( 1945 ), pp. 45- 102.
Wright, William, A Short History of Syriac Literature. (London: 1894; Reprint, Piscataway NJ: Gorgias Press, 2001. (2011،ترجمه د. يوسف متي إسحاق إلى العربيّة. دهوك : دار المشرق الثقافيّة ).
Zingerle, Pius, (trans.),  Sechs Homilien des hieiligen Jacob von Sarug. Bonn, 1867.
____, ( édit),  S . Jakobi Sarugensis, sermo de Thamar, Innsbruck 1871.

أثناسيوس، ميخائيل، كتاب ميامر، أي مواعظ السروجيّ. مطبعة مصر 1805.
أخرس، روجيه، سرياني عماد، 160 ميمرً جديدًا لمار يعقوب السروجي، 2 مج. دمشق، 2017.
أرملة، إسحاق، مار يعقوب أسقف سروج الملفان: بحث انتقادي تاريخيّ دينيّ. جونيه 1946.
أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، هبة الإيمان أو الملفان يعقوب السروجي أُسقف بطنان، دمشق 1971.
برصوم، اغناطيوس أفرام الأول܁  اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية. حمص، 1943، ط. 5، هولندا، 1987.
أفرام، إغناطيوس (إعداد)، الملفان مار يعقوب السروجي أُسقف بطنان. 521- 2021. دمشق 2021 (عربي، سرياني وإنچليزي، 367 ص.).
ألبير أبونا (الأب)، أدب اللغة الآراميّة. بيروت: دار المشرق، ط. 1996.
الأنطوني، الأب إميل أبي حبيب، رؤى دانيال ليعقوب السروجيّ - ينابيع الإيمان 13. الدكوانة: الجامعة الأنطونيّة، 2006.   
___، (تقديم وترجمة)، يعقوب السروجي، يونان النبي والنداء إلى نينوى. ينابيع الإيمان 17. الدكوانة: الجامعة الأنطونيّة، 2008 (286 ص.، سرياني وعربي).
___، (تقديم وترجمة)، درب الخلاص من آدم إلى نوح، المقالات 147-150, 108، لمار يعقوب السروجيّ.  ينابيع سريانيّة 5، المجموعة المحترفة للطباعة -عين سعادة، 2011 (308 ص.، سريانيّ وعربيّ).
أيوب، الخوري اختبارم يوسف (مترجم)، مواعظ القدّيس مار يعقوب السروجي الملفان. مطبعة توما - البوشرية،  1991.
برصوم، أفرام، اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانيّة. النصّ العربي ترجمة المطران زكا عيواص. ط. 6، بغداد 1976.
البرموسي، القسّ أغسطينوس، القدّيس يعقوب السروجي. سيرته-أقواله. سلسلة سير وأقوال الآباء. بطريركيّة الأقباط الأرثوذكس. الأنبا رويس الأفست-الكاتدرائيّة، ط. 1، 1988 (165 ص. ).
برنابا، مار ملاطيوس،  مختارات من قصائد مار يعقوب أسقف سروج الملفان. ترجمها من السريانيّة إلى العربيّة. تقديم ونشر غريغوريوس يوحنّا إبراهيم متروبوليت حلب: دار الرَّها. 1993 (350 ص.).
بروك، سبستيان، الأدب السريانيّ الدنيويّ. ترجمة: مركز الدراسات والأبحاث المشرقيّة/لبنان. على الشابكة. الموضوع مستل من كتاب ينابيع سريانيّة (جذورنا) بيروت، 2005.
بطرس عزيز (الأب)، يعقوب السروجي، مجلّة المشرق 9 (1906) ص. 871-881.
بهنام، غريغوريوس بولس، خمائل الريحان أو أورثوذكسيّة مار يعقوب السروجي الملفان.  الموصل: مطبعة الاتحاد، 1949. 
___،  الحقّ حقّ رضي الناس أم غضبوا. الموصل: مطبعة الاتّحاد الجديدة، 1949 (18 ص.).
___،  ܡܪܕܘܬܐ ܕܐܓܪܬܐ ܠܘܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ , أدب الرسالة عند السريان. حلب، 1980 (67 ص.).
توماجان، يوحنا (الاب)، مار يعقوب أسقف سروج الملفان، مجلة المنارة 19 (1984) 379-391.
رسائل مار يعقوب السروجي الملفان. مكتبة قنشرين المسيحيّة. 205 ص. الكتاب متاح مجّانًا على الشابكة.
سرياني، عماد (مترجم)، مار يعقوب السروجي، قصائد في العهد الجديد. مجموعة ”سروجيات“ 1. بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، لبنان، 2021 (462 ص.)
دوفال، روبنس، تاريخ الدب السريانيّ، ترجمة لويس قصّاب ومراجعة آلبير أبونا. 1992 (514 ص.).
دولباني ، المطران يوحنا ، الشعر عند السريان. حلب ، 1970.
الديراني، نزار حنّا يوسف، أضواء على تاريخ الأدب السريانيّ. دار الشؤون الثقافيّة العامّة، 2017 (111 ص.).
رشدي، زاكية، تاريخ الأدب السريانيّ من نشأته وحتّى العصر الحاضر. القاهرة: دار الثقافة، 1987.
عيواص، المطران زكّا، صفحات مشرقة من تاريخ الأدب السريانيّ في القرن السادس للميلاد. مجلّة مجمع اللغة السريانيّ، مج. 4، بغداد، 1978، ص. 39-64.
البابا، بولس (الخوري)، لمعة تاريخيّة في فرائد الآداب السريانية، جزءان، القدس، 1932-1935؟.
سوني، بهنام، قيامة الموتى لدى مار يعقوب السروجي (تعليق على الميمر 172. ليسانس غير منشورة)، روما 1979.
___،  تكوين البرايا في تعليم مار يعقوب السروجي الملفان. موسوعة عُظماء المسيحية في التاريخ دراسات متخصصة. الدكوانة: المركز الرعويّ للأبحاث والدراسات. ج. 1, الطبعة الأولى، 1995 (528 ص.).
___،  الإنسان، في تعليم مار يعقوب السروجيّ الملفان.  موسوعة عُظماء المسيحيّة في التاريخ ترجمات.  الدكوانة: المركز الرعوي للأبحاث والدراسات، ج. 2, الطبعة الأولى، 1995 (409 ص.).
___، رسائل مار يعقوب السروجيّ الملفان. موسوعة عُظماء المسيحيّة في التاريخ ترجمات. الدكوانة: المركز الرعوي للأبحاث والدراسات، ج. 3, الطبعة الأولى، 1995 (455 ص.).
____، رسائل مار يعقوب السروجيّ الملفان. موسوعة عظماء المسيحيّة في التاريخ ترجمات.، ج. 4، دير مار روكز الدكوانة، لبنان،  الطبعة الأولى، 1995 (425 ص.).
___، الميمر على اتقان البرايا، او ميمر الايام الستة للملفان المسكونيّ مار يعقوب أسقف بطنان سروج، نص سرياني وتعريب وتعليق ودراسة، جزءان، روما 2000.
___، ترجمة من السريانيّة إلى العربيّة ودراسة على ميامر الملفان مار يعقوب السروجي. 2003، 3407 ص. ___، ميامر الملفان يعقوب السروجي . المعهد الكهنوتيّ البطريركيّ، بغداد 2002.
الطوري، بشير متي توما، الأساليب الشعرية لدى مار يعقوب السروجي.  مجلة سفرا سورييا - الكاتب السرياني، 20-21 (2001)، ص.  7-17.
___، دراسة بالشعر السرياني الآرامي. انتاج المدرسة السريانيّة الإلكترونيّة، 2020 ( 82 ص.).
عيواص ، زكّا (المطران، بعدئذ البطريرك)، صفحات مشرقة من تاريخ الادب السريانيّ في القرن السادس للميلاد، مجمع اللغة السريانيّة، بغداد 4 (1978) 39-64.
الفغالي،  بولس, يعقوب السروجي كنّارة الروح وقيثارة البيعة، حياته ومؤلفاته وفكره، مجموعة التراث السرياني، دار الشرق، بيروت، ط. 1، 1991܁ ط. 2 1996 ( 204 ص.)
فهد، الأباتي بطرس، العلّامة المطران يوسف سمعان السمعانيّ (L’Évêque Joseph Simon Assémani vie et œuvres grand orientaliste). جونية، 1973 (294 ص.).
قبطي،  كتاب ميامر أي مواعظ السروجي، طبع على نفقة السيّدة رومة ميخائيل اثناسيوس، مطبعة مصر بالفجالة، 1621 قبطية (1905م.).
القرداحي، القسّ جبرائيل سمعان، كتاب الكنز الثمين في صناعة شعر السريان وتراجم شعرائهم المشهورين. روما، 1875 (يذكر أن اسم أب مار يعقوب هو يعقوب وقال الشعر وهو ابن ثلاث سنوات، ص، 13).
قزانجي، فؤاد يوسف، تأريخ الثقافة السريانية. وزارة الثقافة والشباب، المديرية العامّة للثقافة والفنون السريانيّة، سلسلة الثقافة السريانيّة (34). أربيل، 2013.
كامل، مراد ومحمد حمدي البكري وزكيّة محمد رشدي، تاريخ الأدب السريانيّ من نشأته إلى العصر الحاضر. القاهرة: دار الثقافة للنشر والتوزيع، 1987.
ملطي، القمص تادرس يعقوب، عظمة الإنسان عند القدّيس مار يعقوب السروجي مع تعليقات مختصرة لبعض آباء الكنيسة الأوّلين. طبعة تحضيريّة. الإسكندرية: سبورتنج 2008 (56 ص. ).
____، الحبّ المقدّس [٣]، الحبّ الإلهيّ. كنيسة الشهيد مار جرجس بسبورتنج، طبعة ثانية معدّلة ومنقّحة، 2010 (1216 ص.).
____، (إعداد وتعليق)، من ميامر على عيد الغطاس المجيد، عيد الإبيفانيا عيد عمّاد السيّد المسيح عند القدّيس مار يعقوب السروجيّ. ساوث برانذوك: كنيسة الشهيد مار جرجس بسبورتنج، ط. 2, 2021 (31 ص.).
____، (إعداد)،الصوم الأربعينيّ عند القدّيس مار يعقوب السروجيّ وبعض الآباء الأوّلين. سبورتنج-كنيسة الشهيد مار جرجس، ط. 2 , 2021 (ص. 69).
____، (إعداد وتعليق)، من ميامر عيد الميلاد المجيد. أناشيد مفرحة حول عيد الميلاد المجيد للقدّيس مار يعقوب السروجي. كنيسة الشهيد مار جرجس بسبورتنج. ط. 2, 2021.
____، والشمّاس بيشوي بشرى فايز،  الصوم الأربعيني عند القدّيس مار يعقوب السروجي وبعض الآباء الأوّلين. كنيسة الشهيد مار جرجس بسبورتنج. ط. 2, 2021.
منّا، القسّ يعقوب أوجين، المروج النزهيّة في الآداب السريانيّة. جزءان. مطبعة المشرق، 1977 (390 ص.).
هرمز، الأب حبيب (ترجمة وإعداد)، حبيب، حياة شهيد من القرن الميلاديّ الرابع، تأليف القدّيس يعقوب السروجي. لندن، 2011.
يعقوب الثالث، البطريرك أغناطيوس، هبّة  الإيمان أو الملفان يعقوب السروجيّ . مطبعة مصر بالفجالة، 1905، دمشق 1971.
____، اللآلىء المنثورة في الأقوال المأثورة، وهي منتخبات من الأدب السريانيّ، ج. 1,  دمشق، 1969، ج. 2، دمشق 1976.

https://www.youtube.com/watch?v=oYbu6PVRIoY
https://library.princeton.edu/byzantine/authors/jacob-serug-451-521

https://sm3ha.mx/watch/%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D9%82.html



 


12
* الكلامُ صعبٌ والسكوتُ أصعبُ.
* يوجد بيننا أَبالسة ينصُِبون الفِخاخ كلَّ يوم، ويوجد الملائكة الذين يساعدوننا بمحبّة.
* بغير الإيمان لا نستحقّ أن نكون مسيحيّين.
* العهد الجديد هو عهد الانطلاق والعِتْق والتجديد.
* حمل على الصليب جميعَ أثقال العالَم، تألّم لينعمَ أبناؤه بالراحة والسلام.
* تمرّد البابليّون فنوّعتَ لغاتِهم، وكان ذلك خيرًا ورحمة.
* إنّ الخمرةَ لا تُعلّمُ شاربيها اللغاتِ، إنّ الخمرةَ تجعل من الفصيح عيًّا، الخمرة تَشَلُّ اللسان وتُفقد وعيَ الإنسان.
* عِليّة صهيون أصبحت بابل ثانية.
* ثلاث هي الباقية: الإيمان والرجاء والمحبّة، وأعظمهنّ المحبّة.
* إنّ خمرتَكم أيّها اليهود الضالّون هي التي تُسكِر، أمّا خمرةُ ابن الله فهي السموّ والمعرفة والحياة، أيّها اليهوديّ الضالّ المبغض للحقّ الذي أعماه التعصّب والحسد والغيرة وأسكرته خمرة الانتقام، أنت محبٌّ للظلام.
* في عيادة الطبيب تلحّ على الشِّفاء من مرضك فلماذا لا تفعل ذلك في حضرة طبيب النفوس؟
* إن الكنيسة بيتُ الله ومقرّ الملائكة فلا ينامُ بها أبناءُ النهار.
* الكنيسة هي الملجأ، هي المعلّم والمرشِد، هي مشفى الأرواح، تضمّد جروحَ من يدخلُها.
* قلبًا نقيًّا اخلُق فيّ يا إلهي.
* بالمعموديّة نتطهّر لأنّها أُمُّ القداسة.
* في المعموديّة كنوزُ بيتِ الله.
* لقد نسينا حوّاء ولنا أُمٌّ هي المعموديّة.
* المسيح هو مِفتاح البرايا به انفتحت الالسن والعيون والآذان.
* الحيّة  تعلّم محبّة الذهب والمسيح شجرة الحياة يعلِّم بغضَ الذهب.
* صوت الأغنياء مرتفعٌ وصوت الفقراء خافت.
* الربّ لا يستفيد من تسبيحنا إنّما نحن نستفيد.
* خاب العلماء وأمسى المفسِّرون سخريّة، لأنَّ البشارة انتشرت في كلّ العالم بالجهّال.
* يا من يقول، اهتمّ وانفع لما تقول، ولو لم تصنع فائدة الزم الصمت.
* كلّ المواهب المليئة غنًى لجميع المحتاجين بها تُعطى من خزينة اللاهوت.
* لا تنتظر أن يأتيك الفقير اِذهب إليه كما يذهب الفلاح ليزرعَ حقله.
* التوبة ممكنة في هذه الحياة فقط أي قبل الموت.
*  بالحقيقة كلُّ واحد يعرف أن يقرأ قراءة، أمّا التمييز فتجده عند القليلين.
* لا تجزع أبدًا من تصوّرات الخيال. إنّ قوّةَ الشيطان ليست بشيء إزاءَ الحريّة. إنّه لا يقدر أن يجبر ويضغط عليها قسرًا، لكنّه يُحارب فقط بالقلق والترغيب. لا يعرف بأيّ فخّ يصطاد الإنسان، ولهذا يكثر من فِخاخه وينوّعها. فلو عرف بأيّ فخٍّ يقتنص الإنسنان لنَصَبه له منذ البداية ليتغلّب عليه.
* الغنيّ هو من حجز قوت الآخرين ومنعهم من التمتّع بحقّهم من خيرات الارض.
* قدّم الفادي جسدَه ودمَه إلى أحدَ عشرَ تلميذًا ولم يقدّمْه ليهوذا.
* بدموع التوبة نغسِلُ أدرانَ الخطيئة.
* الأب محجوب وهو فوقَ إدراكِ العقل، ولكن الابن قال مَن رآني فقد رأى الأب.
* إنّ النفسَ إناءٌ لقدس ابن الله.
* إن صام الزاني أيضًا لا يخسر، لأنّ بالصوم يكبح الشهوة وينجو منها
إن صامتِ الزانية أيضًا لا تخسر، لأنّ الصوم ثادرٌ أن يخمد وقاحة الشرّيرات
ليحترم كلّ واحد الصومَ المملوء فؤاد حسب نظامه: كلّ الطغمات بأشكالها ودرجاتها.
* إنّ المروجَ الخصبةَ هي الكتب المقدّسة.
* إنّ الكنيسة في هذا العالَم هي ميناء الأمان وملجأ الضائعين.
* عِليّة صَِهْيون هي مركزُ الإشعاع للإنسان، منها نبتت كنائس الربِّ كالسوسن يَسقيها الإيمان، صارت العِليّة مملحةَ العالم.
* إنّ الوصولَ إلى السماء لا يحتاجُ إلى المال بل إلى جلائل الأعمال.
* إنّ محبّةَ الله تأتي من القلب يغذّيها العقلُ وتمارسُها النفسُ فالله يعرف ما في ضمائرنا وما تُخفيه نفوسُنا.
* ما أحلى اسمَ يسوعَ رئيس الإيمان وما أمجد اسمه في قلوبنا، نسجد ونعظّم مخلّصَ العالم، الذي بدمه الزكيّ غسل وِزْرَنا.
* أعطاك الخمر فاشرب قليلا واشكر كثيرا وسبّح صانعَه بعجب عظيم.
* ألم الحميريّين ينشر المسيحيّة في بلدهم رغم اضطهاد اليهود.
* ومهما قطعتمُ الجسدَ فأنا لا أمزّق إيماني.
* إن الله كائن فوقَ الكلّ، كالرأس الذي هو فوق جميع الأعضاء، وبه ترتبط وتحيا.
* إنّ الوثنيّين إنّما يُبغضونكم لأنّهم لا يعرفون ربَّهم، أمّا اليهود فيفعلون هذا لأنّهم يُبغضون ربَّكم.
* لا تُنادي الميت في القبر، فلن يسمعَك، لأنّه ليس هناك، فاطلبيه هنا في بيت الغُفران.
* لا يكفي الجشع العالَم بأسره.
* مخيفٌ هو اليوم الذي تصير فيه الديْنونة الأخيرة، وفيه يُشرق ابن الله بمجدٍ عظيم (يوئيل 2: 1 -11)، من يمينه ومن يساره بروق النار.
* عجيب أنّك تعتبر ألمك فقط هو المؤلم بينما ألمُ الآخرين لا تشعر به.
* لقد نظر إلى اتّضاعها ووداعتها ونقاوتها وحلّ فيها لأنّه يسهُل عليه أن يسكُن في المتواضعين.
* البتول أعطت لربّنا جسدًا ليصيرَ إنسانًا، والمعموديّة صبغتنا بالروح لنصير آلهة.
* الآب نور حقيقيّ، والابن شعاع أزلية الآب، والروح إشراق لاهوته.
*  اِفتح باب بيتك للغريب بمحبّة، وجميعُ أبواب الملكوت تنفتح لك.
*  الصلاة تكشِف حُجُب اللاهوت وبها يعرف الإنسان سرَّ الخفيات؛ وهي مِفتاح كلّ البوّابات، يعرف بها الإنسان كلّ الأسرار.
*   لم أقُل لا تشرب الخمر لو تصغي، لكن قلتُ لا تكثّر منه لما تشرب.
*  واحد هو موت الفلاسفة والأُميّين.
* الله أعطى الحريّة للبشر والإنسان بحريّته يقتنى البِرّ. وهكذا بحريّته يعمل الإثم دون أن يمنع.
*  إنّ مريم ولدتْ حقًّا الإله نفسه وإنّ كلمةَ آلاب أشرق من حِضنها في الجسد.
*   لو لم توجد حاجة تبسُط يدَها، لما وُجد مجال لتُزرع الصدقات.
* من الضروري جدًّا أن يعرف المرء فكرة الكتاب، أكثر من أن يتعلّم قراءته. من قراءة الكتاب يعرف تكرار/تنيونو الكلمة؛ ومن فكرة الكتاب تُعرف إرادة الله.
* بالسقوط عاد الإنسان إلى التراب فصار مأكلًا للحيّة (تك 3: 14) وجاء الديّان المخلّص يلغي الحُكم ويمزّق الصكّ ويفتح الفردوس.
* وبقدر كثرة الآلام هكذا تعظُم الأكاليل.
* تُرى متى استطاع السيف والنار أن يقضيا على بِشارة ربّنا في العالم؟
* الطبيعة أقدم من موسى ومن الناموس وقد جُعلت بدون صعوبة ملفانا للمتميّزين. وبما أنّ الطبيعة حادت وسقطت من الحريّة، لزم أن يأتي الكتاب ليقيمها من الكبوة.
* كلمة التعليم محتقرة ولا تُسمع لأنّ كلَّ واحد سكِر بمؤانسات العالم الباطلة.
* ربّي، أنت الغِنى، الويل لمن ليس غنيًّا بك حتّى لوِ اقتنى العالم كلَّه ولم يقتنك أنت.
* بأفعالنا نحن تشبّهنا بالبهيمة ولهذا أظلمت رؤيتُنا كالبهيمة، ولا نرى روحيًّا مثل هؤلاء القدّيسين الذين أدركوا العُلى والعُمق والعَرض والطول، طمرْنا نفسَنا بالشراهة والطمع وبالأطعمة وبالشهَوات غير الحسنة،  وبمحبّة المال وبشهوة العالم والمقتنيات والعِمارات وبالأرباح الدنِسة كلَّ يوم، مرّة الشهوة، ومرّة الغضب مُستعرٌ فينا: شرّان يلدَغاننا كالحيوانات وبهذه الأُمور عتمت وأظلمت وعميت نفسنا وباد جمالها وليست مستنيرة لترى شيئا.
* الكذب هو كشجرة مليئة موتًا نبتت في العالم بالماء الذي صدر من الثعبان.
*  نار محبّة الغنى تضطرم في الأغنياء وفي الفقراء والعالم كلُّه يحترق بها.
*  لو صُفّت رِبَوات الخيرات على المائدة، خذ طعامك بمقدار جوعك ولا شيءَ آخر.
* عمل المكر والقتل والكذب موجود كلَّ يوم بين اليهود وهم حاذقون فيه.
* بولس أبغض ورذل وخلط السَّكارى مع الهالكين ومُضاجعي الذكور ومع القتلة.
* الاتّضاع هو بيت اللاهوت وأينما وُجد سكن الله فيه.
* كلمة الرب هي طعام حلو لا يعفَن، فلا فسادَ لكلمة الله.
* لا تجري الأعمال بالأقوال.إنّ البرايا توجد بالأفعال. تُشرق الشمس وإن هي ساكنة وتنير الأرض ولا تتكلّم. لا تقل إدًا شيئًا دون أن تُكملَه، لكن اِفعل ما تقولُه.
* عليّة صَهْيون أصبحت بابل ثانية؛ أصبح التلاميذ يتكلّمون مختلف اللغات.
* الله وزّع اللغاتِ بين البشر، وهذه اللغات هي نفسها التي وهبها للرسُل تلاميذه، بدون تعليم ولا ممارسة.
*  إن أخطأتَ لا يلومك، لأنّه ممتلىء رحمة، يلومك إذا لم تثب.
* الحيّة سامّة لكنّها ليست سامّة مثل العبرانيّ، إنّه شِرّير في إرادته وَسَمّه ليس طبيعيًّا.
* الفقر الحقيقيّ هو فقرُ الروح.
* مَن كان نقيَّ القلب رأى وجهَ الربّ.
* اُنظروا كيف كانتِ الأُمّة اليهوديّة زانية! اِحتقرت أباها وأبغضتْه من سيناء، ولمّا تجسّد ابنُه لخلاصها، أمسكتْه ووضعته على الصليب، ووقفت ترقص وتضحك وتزدري وتهزأ. تعال يا موسى، اُنظرِ العروسَ التي أخرجْتها من مصر، ماذا تعمل بعريسها الطاهر! تعال، اُنظر الوليمةَ التي وضعتها أمامَه. أحضرت المرّ، مزجتَ الخلَّ، استللت  السيف. عِوض المنّ أعطته الخلَّ. عِوَض المياه المرّة التي جعلها لها حُلوة، وضعت له المرّ في المياه الحُلْوة. الكرمة المختارة صنعَت عنبًا رديئًا.
*  ابن الله لم يعلّم مثل المعلِّم بالكلمات، لكنّه عمِل أعمالا حتى يعلّم مثل الله.
* الرجال والنساء متساوون في الطبيعة والعقل والإرادة.
* لو لم تؤمن بالعذراء اتركِ المكان وغادر من هنا.
* مشى على الأرض ليستأصلَ الأشواك من الجهات، ويزرع الأمان في الموضع الذي أفسدتْه الأفعى.
* المعرفة سفينة تقود إلى سيناء التفاسير.
* حكمة العليّ موضوعة لتدبير العالَم، وبها تتمّ كلّ الأعمال مع أوقاتها، بتلك المعرفة التي صوّرت الشمس، وعملت القمر، بها يُدير العالَم المضطرب من قِبَل الله، إنّها لحكمة حينما يؤدّب، وحينما يُطيل أناتَه، ولأنّه يهتمُّ بفائدة الناس يُظنّ بأنّه مضطربٌ … حينما يؤدّب، وحينما يهمل التأديب غايتُه واحدة أن يُصلحَ البشر كلَّ يوم ...في كلتيهما فائدة للعالَم كلّه، لو ظلّت كلّ الأفعال بدون قصاص، مَن كان يصدِّق بوجود إله يُجري الحُكم؟ ولو كان يؤدّب كلَّ شرّ يُقتَرف هنا، لكان يُظنُّ بأنّه لا يوجد عالَمٌ آخرُ، لو كلّ من عمِل الشرّ يصعد شرُّه على رأسه، وكلّ مَن فعل الخير يُكافأ خيره هنا، لكان يتخيّل المفكّر ويظنُّ بأنّ الدينونة قد تمّت، وسوف لن تصير دينونة أُخرى.
*  كم تكلّم المتكلّمون بكلماتٍ بلا فوائدَ وبالرغم من كونها جميلةً كانت عديمةَ الجدوى.
* من يسكُت عن قول الحقّ في المكان اللازم هو محتقَر ومرذول من قِبل العدالة.
* عندما يحضُر الشخص يختفي الظلّ، وعندما يحُِلّ وقت الحقيقة تغيب الاستعارة.
* تواضعُ يسوعَ اصطاد الأرض كلَّها وبكَرازته جذب العالم بدون إكراه.
* من يقدُِر أن يُشبه الشمس إلّا نورها، أو من يُشبه الله إلّا ولده.
* ها إنّك قائمٌ داخل باب ذلك الفردوس، فلا تخرُج إلى الخارج، لأنّ الموتَ حاضرٌ وينتظرك.
تلك الحيّة التي قتلت آدم هي خارج الباب، وتحمل شهوة هذا العالَم على شبه الثمار.
لا تضلّك ثمرة الموت التي تحلو لك، لأنّها شهوةُ الجسد التي تُنجب الموت.
شهوة الجسد هي الموت كما هم مكتوب، وشهوة النفس هي السلام والحياة لمن يطلبُها.
لا تسمح لتلك الحيّة أن تصفّر في أُذنك وهي تنفُخ فيها لذّةَ الشهوات.
لا تنخدع عندما تسرقك بحيلتها بجمال هذا العالَم وزينته ومقتنياته.
*  ربُّنا نور لمن يُحبّه ويلاطفه، ونار حارقة لمن يجادل ويتعقّبه.
* للحصان وللبغل غير الحكيمَين اللجام، ولفعلة الاثم وللخطأة الوصايا.
* اِختار تلاميذَ لا أغنياء ولا حُكماء لئلّا يستكبر الغنيّ والحكيم.
* البِطالة تُنجِب المضرّات.
*  العلم مطمورٌ بين أسفار النبوّة وكالكنوز مُخبّأ في الأرض من الدنِسين.
* نما الزؤان بين حِنطة التلمذة، لنطح الزروع الصالحة بأَشواك شرّيرة.
* المحبّة الحقيقيّة لا تنتصر إلّا بالموت ومن لا يموت لأجل حبيبه لا يُحبّه.
* ابن الله يُريد كلَّ يوم أن يُثري البشر، ولهذا يودّ أن يُفقرَهم.
*  لحرف الياء قيمة الرقم عشرة، ويدلّ على يسوعَ الذي هو حدّ كلِّ الحدود.
* اليوم السادس أَسمى من كلّ الأيام بقصّته، لأنّه بدايةٌ ونهاية لآل آدم.
* الآب أَعطى ابنَه للذبح، وبدمه طهّر جميع الشعوب بدل كلِّ ذبائح بني لاوي.
* لماذا كانت تُختار البقرة الحمراءُ للذبح إلّا لسبب لون دم الوحيد (اُنظر عدد 1: 10-19، ميمر 77 على البقرة الحمراء).
* يقتني الإنسان البِرَّ باستمراريّة الجهاد، أمّا من يتكاسل فيهرب منه البرّ ولا يُدرِكُه.
*  الآب جِذْر، والابن ثمرة، والروح أغصان: شجرة واحدة كلّها حياة لمن يقترب منها.
* لا نتلذّذ بالأطعمة فقط كالحيوانات التي لمّا تأكل لا تتحرّك لتسبّح.
* يشلح الهواء اللون الذي كان يلبسه، ويتّشح بالحِداد ألمًا على البَرِيّة.
* بالبئر التي فتحها وسقى غنم خطيبتَيه، إبّان المعموذيّة جهرا لمن يفهم (سفر التكوين 10: 29؛ وسُلّم يعقوبَ يرمُِز لنزول الريّ والصليب).
*  في يوم الولادة يتساوى الجبابرة مع الضُّعفاء، ويوم الموت يعرّف مَن هو الخاسر ومن هو المنتصر.
*  العالم بحرٌ وشُروره كثيرة جدّا، والموت ميناء به ينجو المرءُ من العذابات.
* تحمّلتُ التعييرَ من السَّكارى الذين كثُروا على الأرض، فأُباشر إذًا الآن لأتكلّمَ عنهم،
 محبّو الخمر أَقلقوني كثيرًا بتصرّفاتهم، وصاروا سببًا لأمزجَ الاهانة ضد السَّكارى.
*  الألبسة الوسِخة هي: الزنى، والسرقة، والكذب، والظلم، ومحبّة المال.
 والروح المتكبّرة، والقلب الذي يصوغ كلَّ الشرور، والحسد، والمكْر، والإفْك، والغَيْرة والغضب العظيم،
 والجسد الزاني، والنفس الميّالة إلى الشُّرور، والشراهة، وشهوة العالم الباطلة.
 * العالم تمرّد والكلمة صغرت وتلاشى خبرُها، وهرب كلُّ واحد من التعليم ومن الإرشاد،
لا يسمعون للمعلّمين ولا للأساتذة، لأنّ التمرّد انتشر في العالم كلّه،
 الطفل يركضُ بجسارة حسب رغبته، ولو زجره الشيخُ ليهدأ أوفاه بالإهانة.
*  اِختار صيّادين  غير أغنياء ولا حُكماء،لأنّ دربَ الابن لا يتطلّب الحِكمة.
*  الشاب يسير في التيه وهو متباهٍ ومليءٌ غضبًا، ومن يريد أن يبيّن له الطريق لا يسمعه،
 الآن تعلَّم الابناءُ أن يحتقروا ذويهم، والتلاميذ أن يرفعوا العقب على الأساتذة،
 حدثت مجاعة عُظمى في العالم إلى التعليم، ولا توجد كلمة لتوبّخَ الجسورين،
ماذا يعمل من يهتمّ بالتعليم لأنّ كلَّ واحد احتقره وأدار وجهَه عن الفوائد.
* من يزرع الجهل يحصُِد البؤس … مع زيادة التعليم والتبادل يُصبح العقل أكثرَ ثراء.
* الكذِبُ والمحاباة مرفوضان هناك، لأنّ الديْنونة عادلة، وتقف كلّها باستقامة.
في تلك المحكمة يدخُل أيضًا الحُكّام، وتُعاقَبُ أعمالُهم وأفعالُهم.
تُنزَع الدرجات عنِ الحُكّام، ويدخلون ليُصبِحوا مُحاكَمين بمحكمة عادلة من قِبَل العدالة.
ممزّقة هناك حلل السلاطين. سيقفون عُراة، ورقبتُهم مكشوفة مثل الضعفاء.
لن يرى أحدٌ هناك ملِكًا عليه إكليل، ولا حاكمًا له عرش في تلك المحكمة.
يقوم هناك السادةُ معَ الفقراء، ولا أحدَ يأمر، لكنّ واحدًا هو رئيسُ القُضاة.
كلّ الأحكام التي قُضي فيها هنا زورًا تدخُل إلى المحكمة لتُصدّر هناك بعدلٍ.
أكاليلُ وتيجان وعُروش السلاطين ساقطةٌ في المحكمة، وعنها أُزيح الأركان.
ما لم تكُنْ أفعالُهم مستقيمةً سيقفون هناك مثل مُذنبين في خجلٍ بسبب أعمالهم.
* فنقف مشْدوهينَ بحِفظك لنا وقيادتك لحياتنا. نشكرُك على طول أناتك معنا، على غُفرانك لخطايانا وإقامتنا من كَبوَاتنا. أيقظْ قلوبَنا فلا يحلو لنا سمَر إلّا وأنت بيننا، ولا يطيبُ لنا سَفر إلّا وأنت بصُحْبتنا. لتكن كلمتُك سِراجًا دائمًا يَهدينا في طريقك.



عيّنة من كِتابتِه

ܡܢ ܡܪܬܝܢܘܬܐ
ܕܥܠ ܝܰܥܢܽܘܬܐ
من مواعظه عنِ الجَشَع

اُنظر: ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܕܣܪܘܓ، مار يعقوب السروجي 521-2021. بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس. إعداد إغناطيوس أفرام الثاني.  دمشق: 2021, ص. 105-106، 100.


ܠܐ ܣܳܦܶܩ ܠܳܗ ܠܝܰܥܢܽܘܬܐ ܥܳܠܡܐ ܟܽܠܶܗ. ܡܰܠܟ̈ܶܐ ܓܶܝܪ
ܕܰܒܟܽܠ ܥܰܡ̈ܡܺܝܢ ܘܰܒܟܽܠ ܠܫܳܢ̈ܺܝܢ ܠܚܰܕ ܚܰܕ ܡܶܢܗܽܘܢ
ܐܰܬܪܶܗ ܠܐ ܣܳܦܶܩ ܠܶܗ. ܟܳܢܫܺܝܢ ܚܰܝ̈ܠܶܐ ܘܥܳܒܕܺܝܢ ܬܰܟܬܽܘ̈ܫܶܐ ܚܳܪܒܺܝܢ
ܡܕܺܝ̈ܢܳܬܐ ܘܒܳܙܺܝܢ ܐܰܬܪ̈ܰܘܳܬܐ. ܫܳܒܶܝܢ ܘܩܳܢܶܝܢ ܘܡܶܕܶܡ ܠܐ ܣܳܦܶܩ
ܠܗܽܘܢ. ܘܠܳܐܶܝܢ ܘܡܶܬܚܰܢܩܺܝܢ ܘܝܳܠܦܺܝܢ ܩܪ̈ܳܒܶܐ. ܥܳܩܪܺܝܢ ܟܰܪ̈ܟܶܐ
ܘܥܳܒܕܺܝܢ ܢܰܚܫܺܝܪܶܐ. ܣܳܠܩܺܝܢ ܠܪܰܘܡܐ ܘܢܳܚܬܺܝܢ ܠܥܽܘܡܩܐ
ܕܬܶܣܒܰܥ ܝܰܥܢܽܘܬܐ ܘܠܐ ܣܳܒܥܐ. ܟܰܕ ܢܶܣܓܶܐ ܥܽܘܬܪܐ ܝܳܪܒܐ
ܝܰܥܢܽܘܬܐ. ܘܟܰܕ ܢܶܬܝܰܬܰܪ ܩܶܢܝܳܢܐ ܥܰܚܺܩܽܘܬܐ ܡܶܬܥܰܫܢܐ. ܠܡܶܣܟܺܢܐ
ܣܳܦܶܩ ܠܶܗ ܠܰܚܡܐ ܕܝܰܘܡܐ ܘܪܳܢܶܐ ܥܰܬܺܝܪܐ ܠܰܫܢܰܝ̈ܳܐ ܕܠܳܐ ܚܰܝ
ܡܶܬܚܰܫܰܒ ܡܶܣܟܺܢܐ ܕܢܶܩܨܶܐ ܡܶܢ ܠܰܚܡܶܗ ܠܰܣܢܺܝ̈ܩܶܐ ܘܪܳܢܶܐ
ܥܰܬܺܝܪܐ ܕܢܶܒܠܰܥ ܠܕܰܒܨܺܝܪ ܡܶܢܶܗ. ܘܠܐ ܝܳܕܥܺܝܢ ܥܘܺܝܪ̈ܰܝ ܠܶܒܐ
ܕܝܰܘܡܳܢ ܐܺܝܬܰܝܗܽܘܢ ܘܰܡܚܳܪ ܠܐ ܐܺܝܬܰܝܗܽܘܢ. ܟܡܐ ܡܰܠ̈ܟܶܐ ܕܰܩܛܰܪܘ
ܬܳܓ̈ܶܐ ܒܥܳܠܡܐ ܘܰܥܒܰܪܘ ܗܶܢܽܘܢ ܘܬܳܓ̈ܰܝܗܽܘܢ. ܟܡܐ ܥܰܬܺܝ̈ܪܶܐ ܩܢܰܘ
ܕܰܗܒܐ ܒܥܳܠܡܐ ܘܕܰܗܒܗܽܘܢ ܥܰܡܗܽܘܢ ܠܰܫܝܽܘܠܐ ܠܐ ܥܳܐܶܠ
ܥܒܰܪܘ ܗܶܢܽܘܢ ܐܰܝܟ ܚܶܠܡܐ ܘܦܳܫ ܩܶܢܝܳܢܗܽܘܢ ܠܰܐ̱ܚܪ̈ܳܢܶܐ. ܟܡܐ
ܕܰܢܦܰܩܘ ܡܶܢ ܒܳܬܰܝ̈ܗܽܘܢ ܠܫܽܘܩܐ  ܘܰܫܠܕܰܝ̈ܗܽܘܢ ܗܦܰܟ̈ܝ ܒܺܐܝܕܐ
ܕܰܐ̱ܚܪ̈ܳܢܶܐ ܠܥܽܘܡܪ̈ܰܝܗܽܘܢ. ܟܡܐ ܕܠܐ ܫܰܠܶܡܘ ܡܶܐܟܽܘܠܬܗܽܘܢ
ܘܥܰܠ ܦܳܬܽܘܪܗܽܘܢ ܦܫܰܛ ܐܶܢܽܘܢ ܡܰܘܬܐ ܥܰܠ ܫܳܪܽܘܬܗܽܘܢ.
ܟܡܐ ܚܰܕܘ̈ܳܬܐ  ܡܶܢ ܫܶܠܝܐ ܐܶܬܗ̈ܦܰܟܝ ܒܥܳܠܡܐ ܠܥܳܩ̈ܳܬܐ.
ܟܡܐ ܫܽܘ̈ܠܛܳܢܶܐ ܐܶܙܕܰܚܰܝܘ ܒܶܗ ܒܥܳܠܡܐ ܘܰܐܥܶܠ ܥܠܰܝܗܽܘܢ
ܡܰܘܬܐ ܬܘܳܬܐ ܡܶܢ ܫܶܠܝܐ ܘܨܦܚܰܬ ܐܶܢܽܘܢ ܒܺܝܫܬܐ ܐܰܝܟ ܦܰܚܐ
ܠܦܳܪܰܚܬܐ

كلُّ العالَم لا يكفي الطَّمَع. وكلُّ مَلِك
من ملوك الشعوب والألسُن/والأُمم
لا يكتفي ببلاده. إنّهم يحْشِدون الجيوشَ، يُحاربون، يُدمِّرون
المدُنَ وينهبون البلاد. يَسْبون ويقتنون ولا شيءَ
يكفيهم. ويلؤون/ويتعبون ويغتمّونَ ويتعلَّمونَ المعارك. يهدِمون المُدُن
ويقتنصون/ويقتلون. يصعدون إلى العُلى ويهبطون إلى القعر
ليشبَعَ الجَشَعُ ولا يشبع. حين يكثُر الثراءُ يزدادُ
الجشعُ. وعندما يزداد المال يشتدُّ البُخل. فالمِسْكين
يكفيه خبزُ اليوم، أمّا الغنيُّ فيفكّرُ في السنوات التي لا يحياها.
المِسكينُ يفكِّرُ في كَسْر خُبزِه للمحتاجين، أمّا الغنيُّ
 فيفكِّرُ في ابتلاع من هم دونه. ولا يعرف عُميان القلب
 أنّهم موجودون اليوم وغدًا لن يكونوا. كم منَ الملوك قد تُوِّجوا
بالتيجان في العالَم وولّوا هم وتيجانُهم. كم من الأثرياء اِقتنوا
ذهبًا في العالَم وذهبُهم لم يدخل معهم إلى الهاوية.
إنّهم ولّوا كالحُلم وبقيت مقتنياتُهم للآخرينَ. كم
[منَ الناس] غادروا بيوتَهم إلى السوق ورجعت جُثتهم
إلى منازلهم من قِبل الآخرين. كم [منَ الناس] الذين قبل الانتهاء
من تناول طعامهم قبضَ الموتُ عليهم وهم على طعامهم ومائدتهم
كم من أفراحٍ في العالَم اِنقلبتْ إلى أتْراح/ضِيقات/شدائد
كم من سلاطين كُرِّموا/بُجِّلوا في العالَم وفاجأهمُ
الموتُ بالحسرة/بالندم، وباغتهمُ الشرُّ كما يُباغتُ الفخُّ الطيرَ.


مُلْحَق

ميمر/ قصيدة السامريّة

برنابا، مار ملاطيوس،  مختارات من قصائد مار يعقوب أُسقف سروج الملفان. ترجمها من السريانيّة إلى العربيّة. تقديم ونشر غريغوريوس يوحنّا إبراهيم متروبوليت حلب: دار الرَّها، 1993، ص. 117-130. يوحنّا 4:2-42.

أيّها الإله الكلمة يا يَنبوعَ الحياة
دعْني أنهَلُ من مائك الحيِّ ليرتوي عطشي
إنّ فيضَ مراحمك يجعلُني لا أكفّ عن الكلام
محاولًا أن أُعبّر عمّا يجيشُ في صدري
من حبٍّ وإيمان وعِرْفان بجزيل آلائك وعطاياك
أيّها الأزليّ أنت ماءُ الحياة ولا حياةَ بدونك
إنّ أفصحَ البُلغاء ليعجز عن وصف أُعجوبة فِدائك
فواهبُ الحياة نزل من علْيائه ليموتَ من أجل مخلوقاته وليهبَها الحياة
هَبْني أيّها الجبّار القوّةَ لأشرحَ بما أكتب
عن أسرار تجسّدك وسموِّ تواضعك وعظَمة رأفتك
أيّها القويّ الذي أراد أن يظهرَ بمظهر الضعيف
ولو شاء لانهارتِ الجبالُ بكلمة منه
يا مَن حمل أثقال العالَم وتعِب من مشاقّ الطريق
اِمْنحني القدرةَ على وصف حديثك مع السامريّة/

وما نالها من هِباتك وعطاياك
قصّة عجيبة سأرويها لك أيّها المؤمن
فانصِتْ وتمعّن وافهمْ واعتبر
إنّ اللهَ عزّ وجلّ غمرَ الإنسان بخيْراته
فتح له بفدائه أبوابَ السماء
علّمنا نحن البشر أنّ المحبّةَ هي أُمّ الفضائل
بها نتّجه إلى الملكوت
فهي التي دفعت ربَّ الأرباب ليتواضعَ ويصير منّا يتجوّل في الأرض فقيرًا وهو الغنيّ
يمشي مثلنا وهو الذي تحمِله الكاروبيم
يتحدّث إلينا وهو الذي خلقَنا
فبأيّ كلمات يُمكننا أن نصفَ هذا الذي
تعجِزُ عن إدراكه العقول

ويقصُر عن فهم أسراره الأنبياءُ والمرسلون
ومع ذلك سأوري أنا الضعيف العاجز قصّةَ السامريّة
كانت تقفُ عندَ البئر تتأهّب لتملأَ جرَّتَها إنّها سامريّة
وكان الربُّ يسير وحيدا
اِقترب وخاطبها قائلًا: أيّتها المرأة أعْطيني شَرْبةَ ماء
مفجّر الينابيع ومالىءُ البحار يطلب ماءً ليشرب
ماء الحياة يسأل السامريّة أن تعطيَه ماءً من البئر
الذي قال عنه الأنبياءُ إنّ الغيومَ هي غُبار قدمَيه
مَن بإشارةٍ من يده تتفجّر الأرض أنهارا
يسأل أن يُعطى ماءً
أيظمأُ مَن يرْوي العالَم؟
أيكون فعلًا بحاجة إلى الماء؟ إنّها حكمتُه الإلهيّة /

فهو بسؤاله هذا إنّما يفسّر ما كُتب في الأسفار
وغايته واضحة سامية وكلماتُه حِكم هادفة

كان يتّجه نحوَ البئر وحيدًا سائرًا مثلنا
تبدو عليه إماراتُ التعب والإرهاق
إنّ لبوسه جسد الإنسان كان يُضفي عليه سمات بني البشر.
بإرادته فعل هذا ولأجلنا تعِب ولخلاصنا تألّم

يتعب ويتحمّل المشاقَّ لينقذ آدمَ وذُريّتَه من مهاوي الأعماق
خالقُ البشَر يسير على قدميه كالبشَر
اللامحدود يمشي في الطريق كالمكدود
يجتاز المسافاتِ بين القرى والبلدان
لينشر السلام والأمان بين بني الإنسان
داس على الشوك والقَتاد
ليقتلعَ جُذورَ الضلالة والفساد
ليطأ بقدميه رأسَ أفعى الشُّرور والآثام والإلحاد

أعْطيني جُرعةَ ماءٍ أيّتها المرأة
وقفتِ السامريّةُ مشدوهةً أمامَه نبراتُ صوتِه أذهلتْها
لم يكن في الحقيقة بحاجة إلى الماء وهو نبعُ العَطاء
وإنّما كان يريد أن يحطّم الحواجز والفواصل
بين مختلف الشعوب والقبائل /120
ويهَِبُ جميعَ الفئاتِ البشريّةَ ماءَ الحياة الأبديّة
كيف يكون ما تقول أجابتِ المرأة
أنا سامريّة يا سيّدي وأنت يهوديّ
وأنت تعرفُ أنّ ذلك مخالفٌ للتقاليد
المتعارف عليها منذ زمنٍ بعيد
أتطلب منّي ماءً وأنا سامريّة؟
إنّها تجهَل مَن يكون مخاطبها
ولو عرفت لامتلأ قلبُها بِشْرًا وسعادة
إنّه يسألها لا ليأخذ بل ليُعطي
فأجابها الربّ: لو كنتِ تعلمين مَنِ الذي يطلبُ منكِ ماءً
ليشرب لسألْتِه أن يُعطيكِ ماءَ الحياة
فَسِّر لي يا سيّدي قولَك هذا
أنت لا تملِك بئرًا ولا دلْوًا فمن أين تأتيني بالماء
لعلَّكَ أعظمُ من أبينا يعقوب
الذي حفرَ البئرَ وشرِب منها هو وغنمُه وبنوه وأبقاها لنا؟
كانت تتكلّم عن أمورٍ مادّيّة
ظنّت أنّ مُخاطبَها كان يعني بماء الحياة الماءَ الطبيعيّ
لم يدُرْ بخَلَدها أنّه يعني شيئًا آخرَ
وهنا شرع الربّ يخاطبُها روحيًّا
قال لها:
كلُّ من يشرب من ماء هذه البئر يعطَش مرّةً أُخرى
أمّا الماء الذي أُعطيه أنا فمن يشربُه لا يعطَش ثانية
عندي معين الحياة أعطيه لمن يسألني
سليني أيّتها المرأة فأُعطيك إيّاه/

لم تُدركِ المرأةُ ما عناهُ السيّدُ بكلامه
لكنّها تشوّقت للحصول على مثل هذا الماء
الماء الذي مَن يشربُه لا يعطَش أبدا
وبإلحاح الراغب في اقتناء شيء ثمين عجيب قالت:
أعْطِني يا سيّدي من هذا الماء، أرجوكَ
وبدلًا من أن تُقدّم له جُرعةَ الماء التي طلبها
أخذت تسألُه وتلتمس منه أن يُعطيها
هو من هذا الماء العجيب
لكي لا تأتي كُلَّ مرّة إلى البئر وتستقي ماءً
نَسيتْ ما طلبَه منها
ولم تَعُد تفكّر إلّا بذلك السائل الغريب
قال لها الربّ:
اُدعي بعلَك فأُعطيكما منه
فأجابتِ السامريّةُ:
ليس لي بعل. أنا وحيدة فأعطنيه
قال الربّ:
حسنًا قلتِ أن ليس لكِ بعل
فقد كان لكِ خمسة رجال وهذا الذي تعايشينه ليس زوجَك
فغرتِ السامريّة فاها من الدهشة والاستغراب
وارتعدت فرائصُها رهبةً وفزعا
إن هذا الذي يُخاطبُها ليس من البشر
فهو إمّا نبيّ أو فوقَ الأنبياء
إنّه يعلَمُ أسرارَها ويعرف عنها ما لا يعرفُه مواطنوها
إنّه يهوديّ غريبٌ ومع ذلك فقد كشف
ما حرَصَت على إخفائه عن أقرب المقرّبين إليها/

إنّها معجزةٌ حقًّا
فدنت منه وقالت: لا شكَّ يا سيّدي بأنّك نبيّ
إنّك حكيم وعالِم وعظيم والشعبُ بحاجةٍ إليك
فهلّا أصلحتَ العَداء المستحكِم َ بين السامريّين واليهود؟
ثمُ قُل لي أرجوكَ أين يجبُ السُجود؟
أهنا في هذا الجبل كما يعتقد السامريّون
أم في أورشليم كما تقولون وأين هو مسكن العليّ؟
إلى أيّة جهة أُوَجِّهُ أنظاري؟
وأين هو الربُّ حقًّا؟
إنّني أرى أنّك عالِمٌ كبيرٌ وتعرف الكثير

يا لك من آمرأة ذكيّة أجابها الربّ
طوبى لكِ لأنّكِ أدركتِ ما لم يُدرِكْهُ سِواك
إنّكِ تَستفْسِرينَ عن أمورٍ خفيت
عنِ الشعب اليهوديِّ والشعوب الأُخرى
تبحثين عنِ الحقائق التي عميت عيونُ الناس عن رؤيتها
لقد اِختلفوا في أمورٍ سطحيّة مادّيّة
وغفِلوا عنِ الأمور الهامّة الروحيّة
تمسّكوا بالقُشور دون اللباب وهم في ضلالِهم يعْمهون
تسألينني أين تسجُدين للربّ في هذا الجبل أم في أورشليم
وأنا أقول لكِ إنّ السُجودَ لا هنا ولا هناك
إنّ اللهَ موجودٌ في كلّ مكان فليس هناك مكان يحدُّه
تستطيعين أن تسجدي له في أيّة بقعة منَ الأرض
بالإيمان والطهارة تجدينه / 122

سمعتِ المرأةُ كلامَ مُخاطِبِها  فارتعشت
انزاحت غشاوةُ الجهْل عن عينيها ومُلئت بالروح
لقد فسّر لها هذا النبيُّ كلَّ شيء
وخطرت في ذهْنها خاطرة لمعت كالبرق: لعلّه المسيح المنتظر
إنّها تعلم أنّ المسيحَ سيأتي والكلُّ ينتظرونه
أيكون مخاطبُها هو المسيحُ الربُّ؟
كيف تتأكّدُ وتستبينُ وكيف تقطعُ الشكَّ باليقين
إنّها متردّدة وخائفةٌ ومعَ ذلك سألت:
إنّكَ يا سيّدي أؤضحتَ لي الكثيرَ منَ الحقائق
فهلّا أعلمْتني عن مجيء المسيح المنتظَر
وكيف يتسنّى لي معرفتُه؟
هو وحدَه القادرُ أن يمحوَ الذُّنوبَ ويُجدّدَ حياةَ الشعوب
إنّك رجلٌ صادق وقد آمنتُ بك نبيًّا

كانتِ المرأةُ متلهّفةً لسَماع جوابِ الربّ
إنّها تتشوّق لمعرفة الحقيقة
وهي تشعُر في داخلِها أنّها لم تُخطىء في حديثها
إنّ هذا الواقفَ أمامَها لا بدَّ أن يكون هو المسيح

يا للمرأة النبيهة الحكيمة سألت. عرفت الحقيقة وآمنتْ
فلتخجل صهيون
قال الربّ:/

تسألينني عن مجيء المسيح وكيف تتعرّفين عليه
فمن أخبرك أنّه سيأتي ويحادثُك؟
إنّها الأسفارُ يا سيّدي أجابتِ المرأة
فموسى النبيّ صوَّره لنا والتوراةُ أعلنت عن مجيئه
وأبونا يعقوب بشَّر به
فالمسيحُ سيأتي وتستنير الأرضُ من تعاليمه
ها أنذا أنتظر قُدومَه معَ باقي الشُّعوب
إنّه سينقلُنا من الظلام إلى النور وبه سيتجدّد هذا العالَم
تمهّلَ الربُّ فلم يُجِبْها في الحال
إنّ هذه المرأة تبحثُ عن الحقيقة وتعرف
إنّه آتٍ لا ريبَ في مجيئه
فإن لم يعرّفها بنفسه ظلّت تبحث عنه

13
ّإطْلالةٌ على مار يَعْقوبَ  بن يعقوب السُّروجي
ܝܰܥܩܽܘܒ ܕܰܣܪܽܘܓ/ܣܶܪܽܘܓܳܝܳܐ
Iacobus Sarugiensis
Jacob of Sarug/Serug(h)
ca. 451-29 Nov. 520/521

أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

 
If you sin, he does not blame you, because He is full of mercy, He will blame you if you do
not repent.

حياته، دراسته وعصره

هنالك شَُِحٌ (بالتثليث) في المعلومات الموثّقة والموثوق بها علميًّا حول حياة هذا العَلَم السريانيّ الفذّ، شاعرًا (ܐܳܡܽܘܪܐ/قوّال ولا ذكر في ميامره لـ ܡܳܚܘܪܐ ولا لـ ܦܽܘܐܺܛܐ أي شاعر) موهوبًا ومثقّفًا (ܣܳܦܪܳܐ) وخطيبًا مِصْقَعًا غزيرًا وأُسقفًا وقِدّيسًا وأحد آباء الكنيسة. إنّه مار يعقوب السروجي إكليل الملافنة وبلبل المعاني. نعته البطريرك أغناطيوس يعقوب الثالث بـ ”آية من آيات الله“ (اللألىء المنثورة … ج. 1، ص. 52). ليس ذلك فحسب بل كثيرًا ما يجِد الباحث تضاربًا في المعلومات حول السروجيّ وتختلط الحقيقة بالأُسطورة. وصلنا ذلك الشحّ في ملاحظتين بناءً على مخطوط من القرن الثاني عشر وذكرهما:
a) Assemani (ed.), BibOr, vol. 1, pp. 286-289.
b) Abbeloos, Devita etscriptis Jacobi… 1867, pp. 311-312.


وُلد يعقوب السروجي في قرية ܟܽܘܪܬܰܡ - كُرْتَم/كورتم/قرتم/قورتم/قُرطم/قُرطمان/كورتون (اليوم: كورتَك في جنوبيّ تركيا) على ضِفّة نهر الفرات؛  ܐܰܒܗܽܗ̱ܝ ܕܶܝܢ ܕܗܳܢܐ ܩܰܕܺܝܫܐ ܗ̱ܘܰܘ ܡܶܢ ܟܽܘܪܬܰܡ ܕܥܰܠ ܦܪܰܬ (والدا هذا القدّّيس كانا من كورتم التي على الفرات) وقيل في حَورا التابعة لمقاطعة سروج/Suruç بالتركيّة و Pîrsus بالكرديّة. كانت ولادته في عام اِنعقاد مجْمع خلقيدونية (Council of Chalcedon) (منبوذ بل محروم/عبدة الإنسان،  كما وصفه السروجي)، الذي شهِد الانقسام والتشرذُم في المسيحيّة الشرقيّة، وتنيّح في عام انقسام الكرسيّ الأنطاكيّ ودفن في سروج. ܕܰܐܒܽܗ̱ܝ ܟܳܗܢܐ ܘܶܐܡܶܗ ܥܩܰܖܬܐ ܐܺܝܬܰܝܗܽܢ ܗ̱ܘܰܘ - أبوه كان كاهنًا وأمّه كانت عاقرًا (قارن لوقا 1: 5-7).

ورد في مخطوط سريانيّ في البطريركيّة الأنطاكيّة، أنّهما صلّيا في كنيسة مار برحدث وطلبا من الربّ أن يرزُقَهما بطفل فاستجاب ووُلد يعقوب. ومن جهة ثانية نجد أنّ السروجيّ قد كتب: ”لستُ أسأل من هو قريبي … فمن البديهي أن لا أحد أقرب إليّ من الله. فالجنس والأشقّاء والأهل والأطفال ليسوا بقريبين مني مثل الله. كان والدي قريبًا منّي، وكانت والدتي بعد أقرب إليّ، لكن الموت أبعدهما عنّي. من هو إذًا قريبي؟ كانوا لي إخوة قريبين منّي جدًّا مثل الأعضاء لكنهم ماتوا … كان لي أصدقاء ورِفاق قريبين منّي جدًّا، لكن المرض أقصاهم عنّي“ (بهنام سوني، تكوين البرايا...، ص. 41-42).

يُحكى أنّه بعمر ثلاثة أعوام أخذه والداه إلى الكنيسة ذاتها في عيد مار مقيم شبرا، وفي أثناء حُلول الروح القُدس نزل الطفل من حِضن والدته وراح إلى المذبح وثمّة هبط ملاك الربّ ومنحه موهبة الله، فبسط يديه وشرب حفْناتٍ ثلاثًا من جدول أمامَه. ويُروى أنّ موهبته الشعريّة تجلّت مبكّرًا في العام الثاني عشر أو الخامس عشر أو  الثاني والعشرين من عمره.

عن الإقرار بملفنته حكاية معروفة، مُفادها اجتماع خمسة أساقفة، وفي رواية أخرى عشرة، في إحدى هذه السنوات، 463, 473, 502 أو503 بحُضور حشْد غفير في بيعة بطنان سروج وَفق رواية واحدة أو في بيعة نصّيبين بحسب رواية أُخرى، بغية اختبار مار يعقوب السروجي في نظم قصيدة يصف فيها مركبةَ حزقيال النبيّ (الإصحاح الأوّل). وقد قيل على ذمّة الراوي: قام مار يعقوب السروجي/يعقوب من أوديسّا/يعقوب الصغير من سروج بسنّ الثانية والعشرين،  فارتجل قصيدة عصماءَ في أكثرَ من سبعمائة بيت ومطلعها: أيّها الرفيع/السامي/العليّ الجالس على المركبة التي/مركبة لا تُدرَك/تُفحَص. وفيها اقتبس ثلاثَمائة وستًّا وتسعين عددًا/آيةً من الكتاب المقدّس. عندها أقرّ الأساقفة أنّ ملفنته نابعةٌ من الروح القُدس. ويُروى أنّه في مخطوط محفوظ في دير الزعفران  (ܕܰܝܪܐ ܕܟܽܘܪܟܡܐ، أو دير مار حنانيا في ماردين) ذُكِر أنّ مار يعقوب رأى رؤيا عن يوم رحيله عن هذه الفانية بعد يومين وهكذا كان. كان السروجي وبجدارة لسان المسيحيّين في مِنطقة الرُّها، فهو المعلّم والمفسِّر والحكيم والمنادي بالمسيح الواحد وعبّر عن ذلك بلغة في غاية الفصاحة والإبداع. في تفسيره استخدم التقليديْن الأنطاكيّ الرهويّ الحرفيّ والإسكندريّ الرمزيّ بخصوص أنماط التفسير الحرفيّ، الروحيّ والرمزيّ (سوكولو سوعرونويو/روحونويو/طوفسونويو).  إنّ المسيحيّة السريانيّة لغةً وروحانيّةً تصوّفيّة تختلف عن الشرق اليونانيّ والغرب اللاتينيّ، وهي لم تحظَ بالدراسة العلميّة الكافية التي تستحقّها. كان معظم آباء الكنيسة السريانيّة ثنائيّي اللغة - السريانيّة واليونانيّة، ولكنّ معظمهم كتبوا بالسريانيّة.

تلقّى السروجيّ تعليمَه في مدرسة إديسّا/Edessa الرُّها/ܐܘܪܗܝ  (مدينة القوّة) بين السنتين 466-473،  تلك الأرض المباركة الشهيرة وهي الأقدم للاهوت المسّيحيّ  (أَسّسها الأباجرة في القرن الثاني وأُغلقت في العام 489 بأمر الإمبراطرر زينون).  هناك تعمّق في دراسة الكتاب المقدّس وشرحه وفي اللغة، في الليتورجيا وتجويد الخطّ والتفاسير الكتابيّة بجانب النحو والبلاغة والجدل والموسيقى والرياضيّات والهندسة والفلك، وهناك قبض على ناصية اللغة السريانيّة. وسيم كاهنًا زائرًا (ܦܪܝܕܘܛܐ، بريودوط، periodeutes وبالسريانيّة ܣܥܘܪܐ أي الزائر) نحو العام  503 وأخيرًا سُقّف في العام 519 على أبرشيّة بِطنان سروج للرها لمدّة سنة وأحد عشر شهرًا ثمّ تنيّح، وقبره موجود في كنيسة السيّدة العذراء مريمانا في ديار بكر.  من  المعلمين في مدرسة الرُّها في عهد السروجيّ نذكر: ربولا ت. 435، ايهيبا النسطوريّ ت. 457، نونا ت. 471، قورا ت. 498، نرساي ت. 502 ؟ وهنالك من أطلق على السروجيّ عبارة ”أمير شعراء السريان“ ولكنّه لم يهتمّ لا بعلوم عصره ولا بفلسفته. خدم في فترة عصيبة لمسيحيّي بلاد الرافدين من جرّاء الحرب الضروس التي شنّها الإمبراطور الفارسيّ الساسانيّ  Kavadh/قبّاد الأوّل على الحدود البيزنطيّة. جوّ عامّ من الاضطرابات والمشاحنات بين القوّتين العُظميين آنذاك - فارس وبيزنطية - وفي زمانه شاعت تنافرات مذهبيّة في أعقاب المجمعين أُفسس وخلقيدونية في العامين 431 و 451 على التوالي. اكتفى السروجيّ بما ورد في المجمعين المسكونيّين الأوّلين - نيقية وقسطنطينية (325، 379).  وثمة نقاش بين الباحثين في ما إذا كان مونوفيزيًّا أي آمن بطبيعة واحدة ليسوعَ أم أنّه أرثوذكسيٌّ.  ذهب الباحثان السمعانيّ وأبِّلوس (ܱܱAbbeloos, Assemani) في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بالتوالي إلى أنّ السروجيّ كان كاثوليكيًّا ولكن من الواضح الآن أنّه كما سنرى قال بالطبيعة الواحدة ليسوع مخالفًا بذلك لما تمخّض عن مجمع الخلقيدونيّة وله ميمر في هذا الصدد.

في بداية العام 503 استولى الساسانيون على مدينة Amida  وهي ديار بكر الحاليّة. وفي العام 518 سيمَ مطرانًا لمدينة بطْنان دِسْروج الرئيسيّة في المنطقة. الكنيستان الأرثوذكسيّة  والكاثوليكيّة المارونيّة تعتبران يعقوب السروجي قِدّيسًا (commemoration) منذ التاسع والعشرين من تشرين ثانٍ العام 2004 (تكرّمه الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسية في التاسع والعشرين من حَزيران وتمّوز وتشرين ثانٍ، ويذكَر اسمه في رتبة القدّاس؛ الموارنة في السابع والعشرين من كانون ثانٍ والخامس عشر من نيسان، أمّا الأرمن ففي الخامس والعشرين من أيلول). يقال إنّه درس اليونانيّة ليتسنّى له مقارنة الترجمة السبعينيّة (Septuagint، يونويو) للكتاب المقدّس بالترجمة السريانيّة الپشيطتا /سوريويو والعبريّة، لغة العهد القديم، واستعمل كلماتٍ عبريّة مثل: أدوناي، إيلشدّاي، توهو وبوهو، إلوهيم. وقد ورد في ميمره الثمانين: ”أيّها العبرانيّ هلمّ نجلس ونقرأ الكتب ونفتّش عن الابن  (لنرى) هل توجد صورته في قراءاتها“؟ والجدير بالتنويه أنّ السروجي في رسالته لمارون يصرّح أنّه ثرأ ما خطّه الآباء اليونان بلغتهم.

عاش السروجي حياةَ التقشّف والزهد، أحبّ العُزلة والرياضة الروحيّة، حيث التأمّل والتضرّع والصلاة بحرارة تفوق الوصف، وقضى معظم حياته في دير في منطقة سروج وأكثر من البكاء. كرّس جُلّ حياته للكتابة والتأليف وأخذ بنشر نتاجه في العام 472. آمن مار يعقوب بالطبيعة الواحدة ليسوع المسيح بخلاف ما تمخّض عن المجمع الخلقيدونيّ. كان مسالمًا ولم يتزلّف لأحد، ونأى بنفسه عن الانخراط في المجادلات والخصومات اللاهوتيّة بل قلِ السَّفْسَطائيّة التي احتدمت في أيّامه حول طبيعة المسيح، أواحدة هي أمِ اثنتان ولذلك نجا من الاضطهاد الذي مارسه الملك يوستين. عارض السروجي تعليم ديادورس وتادورا وتادوريطا ونسطوريوس وحرَم الهراطقة.

إنّه من أوائل الشعراء اللاهوتيّين السريان، يحتلّ المكانة الثانية بعد أبيه الروحيّ، القدّيس مار أفرام السريانيّ  (306-373) ويُعَدُّ بنفس مرتبة مار نرساي Narsai/ܢܪܣܝ 399-503. هنالك من وضعه في المكان الأوّل. مار  أفرام السرياني شاعر التوبة والدموع، لُقِّب بقيثارة الروح القدس، وهذا واحد من نعوته الكثيرة، في حين أُطلق على السروجي شاعر الفرح،  لقِّب بـ: ناي/كنّارة الروح القدس وقيثارة البيعة/ الكنيسة (flute, harp)، وإكليل الملافنة. عَدَّ السروجي نفسه أداةً  طيّعة بيد الربّ كالناي  والنافخ فيها هو الله. اشتهر مار يعقوب في شعره العاطفيّ السلس بالوزن الاثني عشري (twelve syllable meter; dodecasyllabic meter، اثنتا عشرة حركة في كلّ شطر من شطري البيت، الصدر والعَجْز، باستثناء الميمر رقم 156 عن أيّوب فهو سُباعيّ ويُنسب مرّة لمار أفرام وطورًا للسروجي) الذي حمل لاحقًا اسمه لغزارة نظمه بهذا البحر الذي بدأه نرساي (مشوحتو يعقوبويتو، إلّا أن النساطرة ينسبون هذا البحر لنرساي).  وله شعر ذو المقاطع السبعة أيضا مثل شعر مار أفرام السريانيّ. مثال على هذا البحر بالعربيّة:  يا ميجنا ثلاث مرّات في كلّ شطر؛ ويرمز العدد 12 إلى عدد الرسل وعدد أسباط بني إسرائيل. يذكر أنّ بعض أعمال مار يعقوب قد نُقلت إلى لغات كثيرة قديمة وحديثة مثل الأرمنيّة والعربيّة والأمهريّة عبر العربيّة والجيورجيّة واللاتينية والفرنسية والألمانية والإنجليزيّة  إلخ.

بإيجاز يمكن القول إنّ السروجي عاش في بداية العصر الذهبيّ للأدب السريانيّ، القرن السادس وهو نتاج رجال الكنيسة. وفرة في الإنتاج الأدبيّ والعطاء العلميّ لكثرة العلماء والأدباء وانتشار المدارس لا سيّما في الكنائس والأديرة وتأسيس دور الكتب التي زخرت بآلاف المخطوطات، كلّ ذلك على امتداد بلاد الشرق. وغنيّ عن البيان أنّ الأدب السريانيّ في أساسه أدب دينيّ مسيحيّ عِماده الكتاب المقدّس بعهديه، ويتّسم بالروحانيّة الساميّة. في بدايات هذا القرن انقسمت اللغة السريانيّة من حيث الخطّ واللفظُ إلى ما يُعرف في التقليد بالصفتين الشرقيّ والغربيّ، حيث يكون نهر الفرات الفاصل بينهما، ففي غربه بلاد الشام وفي شرقه بلاد ما بين النهرين. ويذكر أن السريان نقلوا الثقافة اليونانيّة إلى اللغة الفارسيّة كما نقلوها لاحقًا إلى العربيّة في العصر العباسيّ. موضوع اللاهوت كان الغالب في المدارس إضافة إلى الفلسفة اليونانيّة والطبّ والفلك والرياضيّات والتاريخ والطبيعيّات والآداب. وقد كتب البطريرك أفرام الأوّل برصوم : ”بلغ الأدب السريانيّ في القرن السادس أرقى الدرجات في الفنّ والبلاغة … وكانت اللغة تختال مزدهرة بلفظها الرصين وجِلبابها الناصع وأسلوبها القديم“. (اللؤلؤ المنثور…، ص.  126).

وهذه عيّنة من علماء السريان وأدبائهم في القرن السادس:
مؤرخون:

الأُسقف زكريا الفصيح الغزّاوي، كتب باليونانيّة، ت. بعد 536 ؛ مار يوحنّا الأفسسي المكنّى بمنصّر الوثنيّين ومكسِّر الأصنام، ت. 587؛ المؤرخ السريانيّ المجهول، له تاريخ الفترة 131 ق.م. - 540 م. (اللؤلؤ المنثور ص. 127).

 لاهوتيّون:

المطران مار فيلوكسينوس= محبّ الغُربة /أَخِسْنويو =غريب) المنبجي ت. 522، شرح الأناجيل في مخطوطتين من القرن السادس محفوظتين في المكتبة الوطنيّة البريطانيّة، كتاب في التثليث والتجسّد، مقالات ضدّ النساطرة، كتاب الكمال (في الأدب، بالسريانيّة)؛ البطريرك مار سويروس الأنطاكي ت. 538 كتب باليونانيّة وتُرجمت آثارُه إلى السريانيّة؛  الأسقف مار شمعون الارشمي ت. 540  سُمّيَ  بالمجادِل، له كتاب القدّاس، ورسائل.

 فلاسفة:

اسطيفان بار صوديلي ت. 510 وله أسرار الكنيسة، شروح رمزيّة للمزامير؛ سرجيس الرأسعيني ت. 536، أوّل المترجمين من اليونانيّة إلى السريانيّة، مقالات في المنطق وفي السلب والإيجاب وفي أسباب الخليقة؛ الأسقف مار أحودامه ت. 575، فيلسوف ولاهوتيّ لامع، له كتاب الحدود، مقالات في الحريّة الدينيّة، القضاء والقدَر، النفس والإنسان، ألّف كتابًا في النحو على مِنوال النحو اليوناني ّ ولكنّه اندثر.

 شعراء:

ملفان البيعة الجامعة الرسوليّة يعقوب السروجي ت. 521 ؛ شمعون الفخّاريّ ت. 514، استنبط لحنًا باسم القوقيو أي اللحن الفخّاري ويحكى أن السروجي زاره واستمع إلى ترانيمه واستملحها وحثّه على المواظبة، دخلت بعض تلك التراتيل الطقس البيعيَّ. أُسلوب  السروجي سريانيّ قحّ. 

مؤلّفاته

من الصعوبة بمكان إعداد ببليوغرافيا كاملة لما خطّ يراعُ  السروجي السيّالُ. نشير هنا فقط إلى أنّ العلّامة الأُسقف يوسف سمعان
السمعانيّ (بالإيطالية: Giuseppe Simone Assemani, 1686- 1768) بدأ بنشر مؤلّفات للسروجي في بداية القرن الثامن عشر ثمّ  نشر الراهب بولس بيجان اللعازري  (Paul Bedjan, 1838-1920) مائتي ميمر في خمسة مجلّدات ضخمة.

ذكر ابن العبريّ/ܒܪ ܥܒܪܝܐ  (ت. 1286) أنّ مار يعقوب السروجي كان يُشغّل سبعين ناسخًا لنسخ إنتاجه، منهم حبيب الرهاوي والناسك دانيال. قضى السروجي معظم حياته في الوعظ في مِنطقة بَطْنان وجاب سوريا وبلاد الرافدين والتقى بآلاف الرهبان. أمامَنا كاتب روحانيّ بامتياز, ويُعدُّ مرجعًا هامًّا لمؤرِّخي اللاهوت المناوىء للخلقيدونيّة. من ميامره (من الفعل ܐܡܪ، قصائد دينيّة بالأساس وترتّل) البالغ عددُها 763 بقي لدينا نصفُها تقريبًا 380، وأكثر من نصفها أصدرها الراهب بيجان (ممّا كتب في مقدّمته: كادت قراءة النصوص غير المرئيّة وأنا أستعين بعدسة تحرِمُني من نعمة البصر)، ومعظمها تُعنى بشروحات لفَقَرات من الكتاب المقدّس، وبعضها بالقدّيسين وهو يؤمن بأنّ المسيح متجلٍ في ثنايا الكتاب المقدّس. القسم الآخرُ من الميامر ينتظر التحرير والنشر من جهة، والتحقّق من هُويّة الكاتب من الناحية الأُخرى. وهنالك كمٌ هائل منها ينبغي نقله إلى لغات حديثة.

من هذه الميامر ننوّه بـ:  قائين وهابيل، ميمر 147 وفيه  158 بيتًا؛ الصلب ( ميمر 53 وفيه 1658 بيتًا وهو الأطول،  يليه ميمر 71 على الأيّام الستّة ويشمل 1510 أبيات؛ النبيّ موسى؛ الإيمان؛ الفضائل؛  التوبة؛ البعث؛ مركبة رؤيا حزقيال الشاروبيم، حزقيال  1: 1–28 وفيها 1400 بيت؛ وأقصر الميامر هو الأوّل وفيه 14 بيتًا)؛ معموديّة الإمبراطور قسطنطين؛ والدة الإله تحت خشبة الصليب؛ ميمران عن العذراء مريم؛ تقريظ العذراء والأنبياء والرسل والشهداء والقدّيسين؛ توما ورحلته إلى الهند لنشر المسيحيّة؛ محبّة المال؛ العذارى والفسق؛ تمجيد القدّيسين؛ ميمر عن مار أفرام؛ سمعان العموديّ؛ حبيب وجورجيا وشامونا، شهداء الرُّها؛ سقوط الأصنام؛ العُصفوران في شريعة الأبرص، سِفر اللاويّين 14: 4؛ الإسكندر؛ يوسف الصدّيق؛ يونان النبيّ، ميمر رقم 122 وأبياته 1271؛  تمجيد النسك؛ اليهود والهراطقة؛ عن السَّكارى، 180 بيتًا، ميمر رقم 102؛ موضوعات شتّى من الكتاب المقدس بعهديه مثل  خلق آدم؛ الرقيع/السماء؛ الفردوس؛ الكواكب/مصابيح  سيّارة؛ الأرض الأمّ؛ إيليا النبيّ وأحازيا الملك رقم 114 وأبياته 196؛ برج بابل؛ إبراهيم وأنماطه رقم  109 وأبياته  438؛ نساء العهد القديم؛ أبطال العهد القديم كانوا يبحثون عن المسيح؛ إحياء الموتى؛ القدّيس مار كوركيس الشهيد، ميمر رقم 181 وفيه 248 بيتًا؛ الروح القدس؛ الطوفان رقم 108، 605 أبيات، تكوين 6-9؛ النبيّ موسى؛ الخلاص ؛ الدراسة المريميّة (Mariology) آخر الميامر بقي مبتورًا وهو عن السيّد على الجلجلة.  في العام 1905 طبَع الأقباط الأرثوذكس 58 ميمرًا بالعربيّة، وما زالت هنالك ميامر معرّبة في مكتبات باريس وروما ولندن وكمبردج وأكسفورد. أسلوب السروجي شائق، يستهلّ قصائده بديباجة أخّاذة يشكر فيها الخالق ويلتمس عونه، ثم تتدفّق كلماته كالسيل بمعانٍ سامية، ويحلّق عاليًا بخياله الخصب شارحًا ومفسِّرًا. وقد دخلت قصائده الطقس البيعيّ.

يتبوّأ السروجي الصدارة من حيثُ ما خلّفه من تراث في مضمار العظات/ homilies،  ومن كنوز روحيّة وليتورجيّة يعرفها المصلّون مثل بوعوثو يعقوبويتو في التراث السريانيّ .  وقد نُقلت إلى العربيّة في أديرة فلسطين في القرنين التاسع والعاشر (مثلًا مخ. 1066 في ميونخ؛ مخ. سيناء 514 ). والجدير بالذكر وجود عظات بالأرمنيّة وصلتنا وأصلها السريانيّ قدِ اندثر. وقد كتب السروجي النثر أيضًا: المواعظ والخُطَب الدينيّة/المدارش/المداريش homilies حول ميلاد يسوع المسيح، عيد الغًِطاس/الدنح، الصوم الكبير، أحد الشعانين (هوشعنا)، الجمعة الحزينة، القيامة. وهنالك سوغيثات أي أغانٍ روحيّة على الأحرف الأبجديّة وشوبحات (ترانيم نثريّة للتناول) وقصص ورسائل وخطب وليتورجيّات وكتابات عن حيوات مُجايليه مثل: Daniel of Galash & Hannina ما زالت مخطوطة وهنالك مجموعة من 43 رسالة ليست كلّها كاملة، كتبها السروجي لرجال دين وعلمانيّين، ومعظمها إجابات على أسئلة لاهوتيّة. هنالك نصوص ليتورجيّة متنوّعة منسوبة لمار يعقوب السروجي وبشكل خاصّ  ثلاثة جناسات anaphora وطقس المعموديّة المارونيّ وكذلك طِلبات لاهوتيّة ܒܳܥܰܘܳܬܐ. في الأساس، كرِه مار يعقوب السروجي النهج التحليليّ للاهوت في الجدل الذي أعقب مجمع 451 ؛ فضّل لاهوت الرمز والتناقض (symbol & paradox) الذي ميّز نهج أفرام السريانيّ، أو بعبارة أُخرى التفسير المسيحيانيّ/christology في حين عرف التفسير الرمزيّ  في الإسكندريّة  والحرفيّ في أنطاكيا. وذهب السروجيّ إلى وجوب توفّر المحبّة والتواضع والروحانيّة بغية فهم الكتاب المقدَّس.

مار يعقوب المفسّر ܡܦܰܫܩܳܢܳܐ - الاعتماد على التفسير الروحيّ المسيحانيّ  مثل القورلسيّين، في كلّ رمز وإشارة في العهد القديم صورة
للابن المتجسّد بعكس التفسير الحرفيّ لدى التيودوريّين. ومع هذا قال مار يعقوب: كلام الربّ سِرٌّ يفوق الإدراك. في سبع عظات/خطب أخلاقيّة (homilies) ينقد مار يعقوب اليهودَ وكلّ المفسّرين الجسديّين ܦܰܓܪ̈ܳܢܳܝܶܐ ܒܶܣܪ̈ܳܢܝܶܐ ولم يكنِ السريان آنذاك بعيدين عن تعاليم الربابنة اليهود، فالسروجي مثلًا كان على معرفة بعاداتهم وتقاليدهم وتحدّاهم. في أُسلوبه الشعريّ رموزٌ وأنماط للتعبير عن حقائقَ لاهوتيّة وكلّ ذلك على هدى الخلفيّة الساميّة، وقد ذُكر أنّ في لغته من الأعجاز /inimitability. لقد دمج النهج التيبولوجيّ/النمطيّ بالتفسير الروحانيّ في شرحه للكتاب المقدّس.  والجدير بالذكر أنّ مار يعقوب كان قد طبّق منهاج التفسير الحرفيّ بالنسبة للعهد الجديد لأنّ البِشارة واضحةٌ كالشمس وليست بحاجة لرموز. كان يناهض كبرياء اليونان فكريّا. ولعلّ  السروجي كان أوّلَ من أدخل الرابوع/ربيعويوثو وهو مصطلح لاهوتي معناه بدل الثالوث يعلنون رابوعا أي وجود شخصين في المسيح، إلهي قدير وإنساني ضعيف.   

وللسروجي أكثر من سبعين رسالة، إلّا أنّ المنشور 43 رسالة ترمي إلى التعليم والإرشاد والذود عن حياض الإيمان القويم، وكان يوقّعها بلفظات مثل ܒܨܺܝܪܐ أي الناقص، ܣܢܺܝܩ المحتاج، ܕܳܘܝܐ الحقير/البائس. رسائل لاهوتيّة لرهبان دير باسوس الهراطقة في حاريم؛ رسالة الإيمان إلى القسّ مار توما؛ رسالة إلى مار أنطونين أُسقف حلب؛ رسالة إلى أهل أرزون الفارسيّة ضدّ النسطرة؛ رسالة السلام إلى مار حبيب؛ رسالة إلى لعازر رئيس دير مار بس (مخطوط لندن رقم 14، في نشرة Olinder ص. 58-61 )؛ رسالة تشجيعيّة إلى مسيحيّي عرب نَجْران الحميريين (رقمها في مخطوطة لندن 15، وفي نشرة Olinder ص. 18 ) الذين اضطُهدوا من قبل الملك اليهودي مسروق المعروف بذي نواس 515-524 الذي سعى لتهويدهم (جاء فيها مثلا: إلّا أنّ اليهود أعداء المصلوب، هم الذين ثاروا عليكم. لذلك فإنّ آلامكم لأسمى )؛ رسائل لأهل الرها ولأُسقفها بولس؛ وهنالك مخطوطان من الرسائل في المكتبة الوطنيّة البريطانيّة. لهذه الرسائل كما لميامره مساهمة حقيقيّة في شرح الكتاب المقدّس. يُذكر أنّ فنّ الرسالة ظهر منذ أقدم التاريخ السريانيّ وفيه حكمة ولاهوت وجدل وأدب. ومن المشهورين بهذا الفن الذين سبقوا مار يعقوب السروجيّ نذكر مار ابن سرافيون في القرن الثاني؛ مار أفراهاط الملقّب بالحكيم الفارسيّ في القرن الرابع؛ مار أفرام السريانيّ في القرن الرابع ورابولا في القرن الخامس. تجدُر الإشارة إلى أنّ أقدم نسخة معروفة من رسائل السروجيّ تعود إلى العام 603 م وهي بخطّ يوسف الداري/الداراوي.

يقال إن البطريرك المعترف مار سويروس الأنطاكي ّسأل مار يعقوب: ما المقصود من القول: الله فوق الكلّ وتحت الكلّ  وداخل الكلّ وخارج الكلّ  (اُنظر أُف 4: 6)؟
أجاب مار يعقوب: إنّ اللهَ كائن فوق الكلّ كالرأس الذي هو فوق جميع الأعضاء، وبه ترتبط وتحيا. وهو تحت الكلّ . كالرِّجلين اللتين تحمِلان ثِقَل الجسم كلّه، وبدونهما لا يستطيع أن يخطو خَطوة واحدة. وهو داخل الكلّ، كروحانيّة النفس المستترة وغير المنظورة ماديًّا. وهو خارج الكلّ كالعقل الذي يُحلِّق ولا يُحَدُّ. وهو في الكلّ، كالنفس الكائنة في جميع أعضاء الإنسان، ولا يُمكنه أن يحيا بدونها. هكذا هو الله، فوقَ وتحتَ وداخلَ  وخارج وفي الكلّ.
فأجاب سويروس: حقًّا إنّ الحكمة التي فيك هي من روح الله.

ويقال إنّ سويروس هذا سأل مار يعقوب في ما إذا كان على اطّلاع على فلسفة الإغريق  فنظم للتوّ ميمرًا ذا اثتين وعشرين بيتًا على الأبجديّة السريانيّة على وزن:   ܐܰܫܩܳܢܝ ܡܳܪܝ ܡܶܢ ܡܰܒܽܘܥܟ - اِسْقني يا ربّ من يَنبوعك. فأقرّ سويروس مَلْفَنة مار يعقوب.

مختارات من كِتاباته

*  ربي أجْرِ فيّ يَنبوعَ الألحان لأزمر لك ليس لأنّك محتاج لكن لأغتني أنا منك.
* من نصائحه للرهبان: الابتعاد عن العنصر النسائيّ ليتفرّغوا بالكليّة لمحبّة الصليب شجرة الحياة حيث لا توجد حوّاء بقُربه.
* يسوعُ إله معَ أبيه وإنسان مع أُمّه.
*  في البحث سمُّ الموت لمن يدنو منه، وأمّا الإيمان ففيه نورٌ وحياة لمن يُحبّه.
* إذا هوتِ التلمذةُ وسقطت فالكتابُ المقدّس لا يسقُط.
* المسيح أُعجوبة (ܕܽܘܡܳܪܐ) لا يمكن تفسيرُها أبدًا بل يجب التعجّب منه بالإيمان والمحبّة.
* الإنسان إلهٌ جسديّ (على غِرار قول أقرام السريانيّ: الإنسان إلهٌ ثانٍ).
* الحيّة سامّة غير أنّ سمَّها طبيعيّ، لكنّها ليست سامّة بقدر العبرانيّ الذي ليس سمّه طبيعيّا.
* لا شيءَ يُفيد النفس مثل التواضع. أما الكِبرياء فهي عزيزةٌ على الشياطين الأعداء.
* الإيمان الحقيقيّ: إنّني أعترف بأنّ الله الآب ضابطُ الكلّ واحد، وأسجد للابن الحقيقيّ منه يسوع المسيح، وأختم إيماني بالروح القدس المساوي للأزليّة المجيدة بالجوهر (ܒܰܪ ܟܝܳܢܐ).
* ربّنا نور لمن يُحبّه، لكنّه نارٌ آكلة لمن يدنو منه ليستقصيَه.
* من يؤمن به يحيا، ومن يفحصه يختنق.
* الصلاة مِفتاح كلّ الأبواب، بها يعرف الإنسان كلّ الأسرار.
* الرسالة - الكلمة صورة للعقل.
* زُبدة اللاهوت: النفس عروس بتول لله والله زوج ورجُل الأرملة.
* مبدأ الجهل حكمة (1 قورنثية 1: 17) بحسب الرسول بولس وتبنّاه الآباء الأقدمون كمار أفرام هو السائد عند السروجيّ. العقلانيّة في اللاهوت بلا الإيمان لا نفعَ فيها. كُن جاهلًا/أحمقَ (ܣܰܟܠܐ) لتكون حكيمًا (ܚܰܟܺܝܡܐ) في الربّ.
* الكنيسة جنّة عدن على الأرض وفي وسْطها شجرة الحياة وهي عروس المسيح العذراء ومن حيث الأهميّةُ تأتي في المكان الثاني بعد يسوع (انظر الخوري، أطروحة، 2017, 411 ص.).
* يا ربّ، لن أبطُل من تسبيحك، حتّى بعد وفاتي. من يحيا لك وبك لا يموت. كلامك خالد، ولا يقوى صمتُ الموت على إسكاته، فليتكلّم إذًا بفمي ليُكرَّر بعد موتي في المستقبل.
* يُكرِّر العبرانيّ كلمته دون أن يُضيف أيَّ برهان.
* الصليب يُشبه الشجرة والرهبان أغصانها.
* تسرد اليونانيّة النصَّ هكذا والسريانيّة هكذا، ولكن معناهما واحد (السروجيّ لم يكتب باليونانيّة والدخيل اليونانيّ في كتاباته قليل).
* الطبيعة عبد مطيع لله.
*  إنّه ليس غارقًا في حبّ الرئاسة، وفكره غير متشبّث بشهوة السلطة (عن البطريرك مار سويريوس الأنطاكيّ ت. 538).
*  المسيح طبيعةٌ واحدة وأقنوم واحد (رسالة للعازر).
* للربّ يسوع ميلادان، أزليٌّ منَ الآب وزمنيّ منَ العذْراء.
* هو ابن الله وابن الإنسان وهو هو عينُه.
* لا ينقسمُ المسيحُ إلى اثنين، فهو الذي عمِل الآياتِ وهو عينُه تألّم.
* خفيٌّ في الأعالي وظاهر في الأعماق وواحدٌ هو ربُّنا.
* ليس جناح الملاك سريعًا كجناح الصلاة ولا يطير معها السواريف لما تُرسل.
* الرسالة، الكلمة صورة للعقل.
* النفس المريضة تسألك يا ربّي أن تأتي إليها، اُدخل وافتقدها لتقومَ وتخدمك كلَّ يوم.
* الآب لا يُدرَس والابن لا يُفحَص والروح لا يُستقصى. الآب كائن والابن ابن الأزليّة (ܐܺܝܬܽܘܬܐ) والروح من الأزليّة. الأب خفيّ (ܓܢܺܝܙܐ) وغير منظور، الابن مستتر (ܟܰܣܝܳܐ) وتجلّى في الجسد والروح معلّم أسرار الثالوث.
* النعمة أُمّ تبني العالَم وتعتني به.
* صام وجاع ولكنّه أشبع الأُلوف.
* جميع الهراطقة شربوا من معين ”الحيّة القديمة“ الواحد.
* الملائكة خُلقت حينَ خُلقتِ السماءُ والأرض، حين قال الله ”ليكنْ نور“،وأنّ الملائكة انتقلوا معَ النور من اللاوجود إلى الوجود (ميمره عن اليوم الأوّل).
* اليوم هو يومك، أمّا الغد فلا تعرف لمَن هو؟ لعلّ أقدامَ الذين يدفنوك على الباب. لا تدفن يومَك إلّا ودفنتَ معه إِثمَك. لا تكّفن خطيّتك. لا تغمض عينيك في السُّبات إلّا وفتحت فكرك على الصلاة.
* من بدأ بالغلط ينتهي بالغلط.
* هطول الأمطار صورةٌ للنكبات والذنوب الهاطلة كالمطر.
* نيسان صورة القيامة.
* يا إخوتي فلنبتعد عن الخفايا التي لا تُفحص ونُعطي المديح للأمور الظاهرة التي لا تُدرَك.
* إنّ البحثَ في النفس كالسوس الذي ينخُر الخشب ويُفسدُها فتخسر مفاتنها الروحيّة.
* كلّ قوّاته محيّرة، كلّ أعماله عظيمة، كلّ صنائعه مجيدة، أمّا موته فهو أمجدُها كلّها!
* صورة المرآة النظيفة تساعد على الرؤية.
* البِرّ الحقيقيّ هو بِرُّ القلب وليس في الختان.
* ليحفظ الإيمان كما هو بدون كلام مستفيض.
* لقد أقلقت أفكاري أخبارٌ رهيبة وحوادثُ مؤلمة. فلتبكِ البلاد بمن فيها على آمد (ديار بكر)، لأنّ حروبًا هائلة ودماءً غزيرة تجري فيها.
* من هو قريب من الله هو غنيٌّ أكثر من ملوك وسلاطين هذا العالم.
* الإنجيليّون أربعة مثل أنهار الجنّة الأربعة.
* أيّها المحسن، يا مَن بابك مفتوح للأشرار والخُطاة هَبْني أن أدخل وأرى بهاءَك وأتعجّب.
* نزول يونان إلى البحر يُشبه كثيرًا نزولَ ابن الله عند الموتى.
 بنزول يونان إلى البحر هدأت الأمواج، كما استراح الصالبون بموت ابن الله،
* قلبُ الكتاب هو المسيح، والعهدان يرمُِزان إلى يديه الممدودتين على الصليب.المسيح هو وسيط الكتاب ووارثه، وفي الكتاب تعليم واحد، لأنّ الروح الواحد قد ملأ كلَّ الكتّاب الملْهَمين. يمثّل العهد القديم أرضَ البيت والعهد الجديد سقفَه.
* أمثلة على التفسير النمطيّ: الحجر أو الصخر هو نموذج المسيح؛ الكرمة تدلّ عل إبراهيم وعلى الكنيسة وعلى النفس؛ التينة نمط الجماعة نمط أورشليم، نمط الشعب، نمط النفس؛ الحمل الفصحيّ في خروج 12: 1-36 يدلّ على الابن؛ وحيّة النحاس  في سِفر العدد 21: 4-9 ترمُِز إلى جسد المسيح؛ ويرمُِز العُصفوران في سِفْر اللاويّين 14: 2-7 إلى الموت؛ الينبوع إلى المعموديّة؛ الأرجوان إلى دم المصلوب؛ والعصا التي شقّت مياه البحر في سفر الخروج 14: 21 ترمز إلى الصليب؛ البقرة الصهباء في سفر العدد 19: 1+10 ترمز إلى لون دم المسيح.
* أَعطِ فمي يتحرّك بتمجيدك مع أنّي لستُ أهلًا لذلك.
* صغير أنا لأتكلّمَ عن اللاهوت.
* لا تقولوا لي هذه أو تلك طبيعته (ܟܝܳܢܳܐ)، لأنّي لا أُنكر لاهوتَه ولا ناسوته.
* أتقن الله المُخَّ بيتًا للعقل، ليجلسَ هناك في الطابق العُلويّ مثل الله.
* بصليبه ثلَم سياجَ العداوة، بألمه شفى آدم وحرّره من شَهَوات الخطيئة.
* المسيح واحد، وُلد من الآب بلا بداية، ووُلد من البتول ببداية. كامل (ܡܫܰܠܡܳܢܐ) بلاهوته وكامل بناسوته.
* هذا يقول هكذا، وذاك يقول هكذا، ستتكرّر ما دام الإنسان الكائن الحرّ عائشًا على الأرض.
* أيّها العالي غير المفحوص، الجالس على المركبة، أعطني كلمتَك لأكرِز في الأرض كلّها أنّك غير محدود.
* إنّ نارَ الإثم لا تنطفىء إلّا بنار البܽكاء.
* اُنظر لا تُغلق باب الرحمة قدّام المساكين.
* أتى الوارث يطلب الأثمارَ في كرم أبيه، والفلّاحون أخرجوه وصلبوه لئلّا يرث.
* إنّ الغيومَ غبار قدمَي الربّ.
* إنّ الله موطن (ܐܰܬܪܐ) النفس.
* لا يُمكنني أن أحُطّ من قدر كلام الله لأجعله يوافق إرادتي.
* لا تنظر إلى السلطة؛ كُن غريبًا عن الوطن والمسكن والجنس. الجنّة مفتوحة وتنتظرك.
* يسمو درب المسيح على الطبيعة.
* الربّ بابنه خلق الخليقة، الآب أمر والابن خلق والروح القدس كمّل.
* آدم أخطأ والله لم يلعنه لأنّه كان يُحبّه ولم يُبغضه؛ وإذ لم يلعنه لعن الأرض من أجله.
* الصباح يمثّل الوِلادة للإنسان والظُّهر يمثّل الشباب والمساء يمثّل الموت.
* المفسّر مثل الغطّاس يُخرج اللألىءَ من الكتاب أو من البحر ليقدّمَها للمستمعين.
* طلب الماءَ كالعطشان من السامريّة (لوقا 1: 52) وهو يُرسل المياه على الأسواق (ܫܽܘܩܐ) ويجعل الرياح تهُبُّ والمياه تسيل ويأمر الندى (ܪܣܺܝܣܐ) ليمتطي الغمام ليسقي الأراضي العطشى.
* المسيح الأܽعجوبة لا يُفَسّر.
* الصوم والصلاة وقراءة الإنجيل أمور ضرورية لنتجدّد دائماً بالربّ يسوعَ المسيح.
* الاتّضاعُ هو كلّ الكمال ولا يوجد على الأرض منِ اتّضع مثل مريم.
* لمّا خلق الخالق الفمَ أتقنه لتسبيحه وليس ليتلفّظ بأمور باطلة.
* حوّلتَ الماء خمرًا صالحًا في بيت العرس وشربوا خمرَك، ولكنهم أعطوك خلًّا في وقت عطشك.
* كان يعلِّم وينصح ويثبّت في إيمان المسيحيّين المتضايقين من المضطهِدين؛ كان مثل السِّراج المنير في الزمن الذي هبّت فيه رياح الوثنيّة، بقي متّقدًا ولم ينطفىء من هُبوب الرياح؛ كان يناضل ضدّ السيف والنار بمحبّة حارّة كاللهيب، ولم يكن يخاف  (الشماس الشهيد حبيب، القرن الرابع م.)
* لا أهدأ من مدحك يا ربّي، حتّى بعد وفاتي. من يحيا بكَ وفيك ولأجلك لا يموت. كلمتك لا تموت، وسكوت القبر لا يقدر أن يُسكتها. فلتتكلّم إذًا بفمي لتردّد (بعدي) في المستقبل.
* الميمر مِبْخرة والبَخُور نار المحبّة.
* المحبّة ذهبٌ والإيمان لؤلؤة.
* نورك (يسوع) مضيءٌ في الأسفار أكثرَ من الشمس. يسوع النور الحقيقيّ.
* هي حماقة عُظمى أن يفكّر إنسان بأن يهربَ من الله إلى مكان آخر.
* تُهتُ في طلبك ولم أجدْك بين التحديدات، فالتجأتُ إلى الإيمان ووجدتك. تعلّمتُ الإيمان من صيّادي الأسماك.
* الله لا يحُدُّه المكان حتّى السماء والأرض لا تسعانه، ولا يضايقه المكان الصغير.
*  كُن جاهلًا لتضحى حكيمًا في الربّ.
* العقل محدودُ التفكير كالنسر المحدودُ طيرانُه.
* يقوم الموتى بأجسادهم في حال الشباب بدون دنَسٍ ولا ضَررٍ في أعضائهم.
بعد قيامتهم يعود الشيوخ إلى حال الشباب، ويكبُر الصِّبيان لتبلغ طبيعتُهم نفس القِياس.
الشيخوخة ممثّلة بالنسر، وعلى مثال النسر الذي يُلقي ريشه ويصبح شابًا.
السقط الذين لم يخرجوا ولم يروا النور في ذلك الحين، ستسير طبيعتُهم نحوَ كمال الشباب.
* أتى المسيح وصنع التطهير بدون الذبائح كما أعطى العافية للمرأة بدون عقاقير.
*  كان نوح الخميرَ لعجين الأرض وبه ازداد ومنه كثُرت جبلة الناس بعدما قلّت.
* من يُبغض أخاه هو قاتل البشر، وكلّ من يُحبُّ أخاه يسكُن المسيح فيه.
* النفس التي لا تجادل تشبه مريم.
*  إنّ النفس العاقلة لا يُقلقها جدل.
*  إنّ لا مساء لنهار النور المتلألىء في الجانب الأيمن، ولا صباح لليل الظلمة البرّانيّة البهيم. فبعد أن يَلِجَ العريس خدرَه، يُغلق الباب ولا يُفتَح للقارعين، كما أغلَق نوح باب الفلك ولم يفتحْه للفجّار ليستتروا فيه معه من الأنواء الشديدة. لأنّه متى صدر القضاء لا ينفع الدُّعاء.
* كُن معافىً وفرِحًا بربّنا في كلّ وقت.
*  نور جديد لأبناء النور لما يولدون سيبدؤون جميعهم يتكلّمون بلسان واحد.
* الآب هو الذي أعطى النطْق للناطقين ليصفوه لأنه لا يوصَف.
*  ليخدم كلّ امرىء الربَّ حسب موهبته.
* إنّ الله لا يُخدم بمظاهر/اسكيمو علنيّة.
*  أن يبيع المرء مقتناه، ويُعطي للمساكين هذه بداية التلمذة.
* يسوعُ كلمةٌ لا قول، أمّا يوحنّا فهو صوت … الصوت إنسان والكلمة إله.
* أيّها النبيّ موسى وضعت في كتابك أنّ الربَّ استراح عرِّفنا هل تعِب الربّ لما خلق؟
* ها في بيت لحم خبز جديد لجِياع الأرض.
*  أيّ غِنًى للشمس سوى نورها، وأيّ سرّ للآب إلّا (سرّ) ابنه؟
* أيّها اليهود إن كان هو إنسانًا حسب كلمتكم لماذا دعاه إشعياء عمانوئيل؟
* الملائكة نزلوا لكرامة ابن الله وحيثما يحلّ يقومون هناك لخدمته.
* قبر يونان في جوف الحوت ثلاثة أيّام ليشرحَ لنا طريقَ قبر ربِّنا.
* ابن الله نزل من العلوّ وصار إنسانًا وأصعدك من داخل العُمق لتكونَ ابنَ الله.
* ليس هناك شيء يدنِّس النفس مثل الخطيئة.
* الكاهن هو مِلحُ الأرض، وهو الذي يُصالحُ المتخاصمين؛ فإدا كان هو في خِصام، من سيُصالحه معَ قريبه؟
* الاتّضاع هو بيت اللاهوت وحيثما يكون يسكن الله.
* الصومُ هو الدواءُ الشافي للسقطة الأولى التي تمّت بالأكل.
* خرج ربنا من القبر وبعدئذ فتحه الملائكة، لم يفتحه الملائكة لكي يخرج لكن حتى يرى التلاميذ بأنّ ربَّنا ليس في القبر: انه مكتوب بأنّ ملاكَ الرب دحرج الحجر وكان جالسًا عليه.
* الشمس هي شمس، والنور هو نور، والغليان هو غليان: وثلاثتها هي شمس واحدة لا (شُموس) كثيرة. هكذا الآب والابن والروح (هم) إله واحد وليس آلهة كما ظنّ الشعب الجاهل.
* العالم هو مرج والناس يُشبهون الزهور، ما أن تنمو هذه وتورِد تذبُل تلك.
* يا موسى ما أجمل سراجَك في الظلمة، ولكن لمّا أشرق النور في العالم تلاشى لمعانه.
* المسيح هو الخبز، والناموس هو حليب الضعيف والحليب لا يجعل قطّ أحدًا رجلا كاملا.
* وما هو سبب غضب الآب منك اليوم إلّا لكونك لا تريد أن تعترف بابنه؟ (يخاطب اليهوديّ)
* الربّ يُبغض كلَّ إنسان يرتفع ويتباهى.
* شهوة الغنى ومحبّة الفضّة والرئاسة خنقت بني البشر.
* خلق الله الإنسانَ بغير عيب وباختياره سقط في الخطيئة وصار مرذولا.
* المعموديّة جِسرٌ وبغيره لا يعبرُ أحد إلى الله.
* التوبة هي حارسة باب اللاهوت.
*  ليقم جسدك في الأرض على ترابه، وليكن تفكيرك في العلى مع الله.
* لم يخلق الخالقُ في طبع البشر شرًّا، من خارج دخل الشرُّ وكدر البشر.
* الشاعر حارث (ܐܰܟܳܪܐ) يزرع ميمره في أُذن السامع كما يزرع الفلّاح الحقل.
* الغطّاس (سوحويو، عومودو) يغطِس في البحر ليفتّش عن اللآلىء، فهو مثل المفسِّر أوِ الشاعر الذي يغطِس في الكتاب المقدّس ليُخرج التفاسير- اللآلىء ليقدّمَها للتجّار يمثّلون السامعين ليعلّقوها في آذانهم.
* العالَم اليهوديّ مليء بالكذب (الفغالي، يعقوب السروجيّ كنّارة الروح …، ص. 84).
* الحكيم يطلب كلَّ طلبة في وقتها.
* أَيها الإنسان لماذا لا تتأمّل في كرامتك؟ رأسُك ليس منحنيًا إلى الأرض كالحيوانات،
 لماذا تتشبّه بالبهيمة بأفعالك لأنّ هذه لا تفكِّر إلّا بما يخصُّ البطن؟
* هوذا الشتلات مبسوطة وتصعد إلى العُلى، ونظرك يلتفت ليفتش عن الأمور السفلى،
 الشتلة تصعد من العمق الى قمّة الهواء، وأنت تودّ أن تمكث في الارض كالخُلد.
* اُسكتْ أَيُّها الواهب ومُدَّ يدك للفقير وأَنت صامت، وتكلَّمْ معه بعطيتك.
* لا تفتخر إن عملتَ حسناتٍ لئلّا تسقط من علوّ البِرّ.
* نزل فقيه عظيم من السماء، وصار معلِّمًا للعالَم. اِستنارت المسكونة بتعليمه، لئلّا يشتهي أحدٌ بعد المقتنيات الزائلة.
*  أَيّها الحكيم اسمع من الجاهل كلمة الحقّ ولا تستحِ أَن تتعلّم الحقيقة من الساذَج.
* العبرانيّ يُشبه رجلًا بابه مغلَق ووضع السراج وصعدت الشمس ولم يشعر بها.
* الكتاب ينير عينَي النفس من القراءات، فاقرأ أَيّها المتميّز وامتلىء نورًا منه بمحبة.
*  الطفل الذي يموت في نعمة العماذ ولو لم يعمل عملًا صالحًا تكون درجته أعلى من منزلة القدّيسين الذين عملوا أعمال البرارة.
* اِبْذُر على ميامري ملحَ محبّتك وأحرقها، لئلا تنتِن فيما لو تُركت أجيالا مديدة.
* كلُّ الأحمال الثقيلة التي حملها موسى، أتى المسيح وحملها بصلبه.
* الصوم لذّة وشبع والشراهة ثِقَلٌ وعمًى.
* كلّ الاعمال الحسنة بدون محبّة لا قيمة لها: لا توجد المحبّة حيث الجدال والمشاجرات والغضب.
* العالم شرّير وكلّه محاباة: في رؤسائه الرشوة، وفي حُكَامه السرقة وفي أسواقه الاثم، وفي جماعاته المحاباة.
* البطن هو الشيول حيث يفسُِد الطعام.
* لما أموت أنام وأنعس على تعليمك، ولن أنفصل عنك أيّها الرفيق الصالح حتّى في الموت.
* المسيح سكت كالحَمَل وترك ثيابَه ليلبسَ آدم.
* ينبغي أن تصدق الأعمال أكثر من الكلام.
* لا أهدأ يا ربّي من تمجيد أُلوهيّتك، لئلّا أسكت فتتكلّم الحجارة بدلًا منّي.
* المسيح بدأ جهادَه بالصوم لأنّه نظر أنّ بالأكل سقط آدم.
* إنْ يصمْ فمك عن الطعام فليكن صائمًا عنِ اللعنات والشتائم والاستهزاء والامتهان.
* الصدقة بَخُور طيّب الرائحة، اُدْعُ المحتاجين ليُصعدوا رائحتَها إلى الله.
* قدّم للعطشان كأس الماء وخذ لك الأجر خِزانة ممتلئة بغير حدود.
* أعطِ المحتاجين وافتقدِ المساكين واسند الضعفاء ودبِّر اليتامى واكسُ العُراة.
* المسيح بنى البيعة ولم تقوَ عليها أبوابُ الجحيم.
* الكاهن إذا لم يُحِبَّ فالأمميّ الساذَج المحبّ خيرٌ منه.
* محبّة الغنى وشهوته والرئاسة خنقت بني البشر.
* معموديّة ثانية لم تُعطَ لكن دموع الخاطىء تقوم موضعَها كلّ يوم.
* جميع مياه البحر العظيم لم تغسلْك كمثل نقطة واحدة يرسلُها القلب للعين.
*عندما يكثُر الثراءُ يزداد الجشَع.
* إنّ البحثَ هو في النفس كالسوس الذي ينخُر الخشب ويُفْسدُها فتخسر مفاتنها الروحيّة.
*  المحبّةَ هي أُمّ الفضائل .
* فأنا لن أُنكِرَ لاهوتَه ولا ناسوته.
* أكلُ الخبز ثِقَل وكسل، أمّا كلمة الحياة فتربّي أجنحةً للنفس لتطير بها.
* يا مَن تُرفَع إليه القرابين وأراد أن يُصبحَ قُربانا، تقبّل منّي هذه الأبيات وأنا ساجد خاشع.
* أسمى الفضائل: التواضعُ والمحبّة.

14
كَعّابة الحِذاء
The Shoehorn
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



اللغة العربيّة بشقّيها الأساسيّين، المعياريّة (MSA) وهي اللغة القوميّة، والعامّية وهي لغة الأمّ، مثلها مثل لغات العالم الطبيعيّة الأُخرى، تقترض بطرق متنوّعة كلماتٍ وألفاظًا من لغات أخرى قريبة أو بعيدة عنها جغرافيًّا أو لغويّا. في العصر الحديث تقترض معظم لغات شعوب العالم مثل هذه المادّة اللغويّة، ممّا يُدعى بـ”المعيار الأوروبيّ المتوسّط“ (Standard Average European)، وهو يشمل الإنچليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة. في هذه العُجالة نتطرّق إلى اقتراض كلمات منضوية في خانة المحسوسات (ريآليا) مثل: أوطومبيل، تراكتور، تاكسي، ترين، راديو، تلفزيون، تلفون، كومبيوتر، فاكس، فيس بوك، وهنالك محاولات لا بأس بها لتعريب مثل هذه الكلمات الدخيلة أو إيجاد بديل عربيّ فصيح. وهذا البديل يُستعمل عادة عند الكتابة بالعربيّة المعياريّة في حين أنّ العامّيّة قد تستخدم اللفظة الأجنبيّة مرّة واللفظة المعياريّة في أحيان أخرى، وذلك وَفق المناسبة ومستوى الناطق التعليميّ والثقافيّ. يقول العربيّ في البلاد عادة ”تَكْسي“ ويكتب عادة ”سيّارة أُجرة“.

هنا أطرح عبارة ”كعّابة الحِذاء“ لتحلّ محلّ المرادفات التالية في الكتابة على الأقلّ، أمّا على المستوى العامّيّ فلكلّ شخص بالطبع خِياره في استخدام ما اعتاد عليه من كلمات. يبدو لي، بناءً على ما قمت به في بحث أوّليّ، أن لفظة ”كعّابة“ بمعنى تلك الأداة الخشبيّة أو المعدنيّة أو البلاستيكيّة المقوّاة المستخدمة لتسهيل انتعال الحذاء لدى المسنّين والمسنّات بخاصّة، مستعملة في بعض القرى والبلدات في البلاد مثل الجشّ وكفر سميع وحرفيش. من الواضح أنّ الكلمة الشائعة لاسم هذه الأداة هي كَرَتَه/ا (مثلا في: عبلين، الناصرة، كفر كنّا، القدس (لبّاسة/لبّيسة الكندره أيضا)، بيت لحم، بيت جالا، بيت ساحور، نابلس، الزبابدة - قضاء جنين، المغار، اللد، سخنين، باقة الغربيّة، دير حنا، الخليل، جيّوس، العراق، لبنان، صَدَد في محافظة حمص. وفي بعض الأماكن نجد ”كَرْتِه“ كما في بيت صفافا وجت المثلّث أو ”كَرَتِه“ في دبورية والمشيرفة ومنطقة أمّ الفحم و”كرَتايه“ في حلب. ويعود أصل هذه الكلمة الدخيلة إلى اللغة التركيّة kerata وهي مستمدّة من اللغة اليونانيّة kérato/χερατο.

هناك أسماء أخرى للأداة ذاتها مثل ”كفّ الإجِر“ في البقيعة، ”مِلْعَكَه“ في طوباس بالقرب من جنين، ومثلها في محافظة حمص؛ “إلْسان الكُنْدَره“ في لبنان و”لسان البوط“ في قرية مخّول في البلاد. هذا ما عثرت عليه على الصعيد العامّيّ المستعمل (ويطيب لي هنا أنّ أشكر كلّ منِ ٱستجاب وأجاب على سؤالي بخصوص اللفظة المستعملة في لهجته)، أمّا كتابيًّا فلا أذكر أنّني صادفت مثل هذه الكلمات في أيّ نصّ عربيّ عاديّ حتّى الآن. المتصفّح في الشابكة سيجد صُورًا شتّى بألوان ومقاسات متباينة للكعّابة وكذلك أسماء جديدة مترجمة، على ما يبدو، من لغات أجنبيّة كالإنكليزيّة والألمانيّة كما ترى في القواميس المذكورة أدناه. من هذه الأسماء نذكر: قرن/قرون، بوق/أبواق الحذاء، ملعقة سحب، لبيسة حذاء.

لا بدّ من الإشارة إلى أنّ التسمية ”قرن، بوق“ موجودة في هذه اللغات: الإنجليزيّة والآيسلنديّة والإيدش والكرديّة واللاتڤيّة والليتوانيّة والمالايام والمالطيّة والباشتو والسويديّة والصوماليّة والسواحيليّة والدانمركيّة. وتسمية الأداة بـ”ملعقة الحذاء“ موجودة في هذه اللغات: الألمانيّة (فيها أيضًا ما معناه: جاذب الحذاء) والهولنديّة والفنلنديّة والعبريّة.

وأخيرًا أقترح على الكتّاب استخدام اللفظة ”كعّابة“ ووزنها فَعّالة يدلّ على الأدوات، أمّا في العامّيّات فلكلّ واحد منّا لهجته الخاصّة وهي جزء من هُويّته وكيانه، في عامّيّتي الكفرساويّة أستخدم في الأساس لفظة ”إمْزََكِّه، إمْزَكّات“ ولم أعثر عليها في لهجات أخرى حتى الآن والكلمة ”كَرَتَه“ مستخدمة أيضا.


رفائيل نخلة اليسوعي، غرائب اللهجة اللبنانيّة السوريّة. بيروت: المكتبة الكاثوليكيّة، ١٩٥٩، ص. ١٧١ (كرَتايه، لهجة حلب: قرن للاحتذاء).
عبد اللطيف البرغوثي، القاموس العربي الشعبيّ الفلسطينيّ. اللهجة الفلسطينيّة الدارجة. رام الله: جمعيّة إنعاش الأسرة  البيرة، مركز التراث الشعبيّ الفلسطينيّ، ١٩٩٨،  ج. ٣، ص. ١٠٧.
محمود مهدي عبد الله، قاموس فنلندي - عربي. همينلنا، ٢٠٠٧، ص. ٣٨٤،  قَرن (لتسهيل لُبس الأحذيّة) عم لَبّيسه.

Leonhard Bauer, Deusch-Aranisches Wörterbuch der Umgangssprache in Palästina und im Libanon. Otto Harrassowitz-Wiesbaden, 1957, S. 266.

Omar Othman & Thomas Neu, Qaamuus Il-Quds. A Dictionary of the Spoken Arabic of Jerusalem (English-Arabic). Jerusalem: B.O. Box 340, 2008, p. 215.

Socrates Spiro, An Arabic -English Dictionary of the Colloquial Arabic of Egypt. Beirut: Libraraire du Liban, 1973, p. 514.

דוד שגיב, ערבי –עברי, עברי–ערבי (שני כרכים). הוצאת שוקן 208.
יהודית רוזנהויז, מילון תלת–לשוני שימושי עברי–ערבי. פרולוג מוציאים לאור בע’’מ, 2002, 2003, 2004. עמ’ 327, קַרְן ל(אלְ)כֻּנְדַרַה ובספרותית قرن للأحذية.






15
مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب - ج-
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص متاحة على الشابكة في الموقع المثبت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخلَ القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكور، أمّا أسماء المُجيبين فمذكورة. ويبدو أنّ مثلَ هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصولُ عليها هاتفيًّا أيضًا.


س. تحيّة وبعد. أيُسمح لشابّة متديّنة العملُ في متجر ملابسَ لغير المتديّنات، أي ملابس غير محتشمة؟ يتركّز عملي على توظيب البِضاعة وطيّها وليس في البيع.
ج. تحيّة طيّبة. بالرغم من أنّ جوهر الحُكم يميل إلى التساهل في الأمر، ولكن على كلّ حال، فإن هذا العملَ قطعًا، لا يليق بك وحسنًا تصنعين في بذل مجهود بغيةَ العثور على عمل آخرَ، في مكان كاشير/حلال.

بالتوفيق،
هيليل مايرز

س. السلام عليك يا حضرة الراب، أردتُ أن أعرف، أيجوز للنساء ممارسةُ كرة السلّة في ملعب مغلق؟ مع الشكر.
ج. تحيّة وبعد. ذلك ممكن، إذا لم يوجد أيّ رجل.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيجوز للنساء السِّباحة وحدَهن في بِركة بحُضور مُنْقذ؟
ج. بعد التحيّة. يجوز للمرأة السباحة في بِركة حيث يوجد منقذ، إذا غُطّت كلّ الأماكن التي يجب أن تكون مستورة، لكن لا يُسمح لها أن تسبح بالمايو العاديّ، لأنّ ذلك يسبّب عقبة تامّة بالنسبة للمنقذ.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. مساء الخير، أريد أن أعرف: أتجوز قراءة الفنجان (القهوة)؟ مع الشكر الجزيل.
ج. تحيّة وبعد. هذه القراءة، بغية تنبؤ المستقبل ممنوعة، كالمشروح في الطاولة المُعَدّة علامة ١٧٩ بند أ، وكذلك في رم”ا في نفس الموضع [هو ربّي موشه إيسرليش، ١٥٣٠-١٥٧٢، مصدر أحكام دينيّة، رئيس يشيڤاه، فيلسوف ألّف الكثير في الشريعة/الهالاخاه ويُعدّ كتابه ”الخريطة“ الأهمّ وفيه ينقّح ما ورد في المنضدة المعدّة].

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيجوز للرجل وضعُ العِطر عليه؟
ج. بعد التحيّة. يجوز للرجل استعمال عُطور رجاليّة، أمّا النسائيّة فممنوعة.

تحيّاتي،
منشه بن پورات

س. أيجوز وضعُ قِلادة فيها صورة ميّت، زوجي؟
ج. تحيّة وبعد. لا مشكلة بالمرّة.

تحيّاتي،
بنيامين شمويلي

الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.

س. تحيّة. في حالة قدوم مهنيّ لتصليح أمر ما في البيت، وزوجي ليس في البيت، وليس في المدينة، ويعود في ساعات محدّدة، هل هناك حظْر على وجودي وحدي مع المهنيّ بموجب حُكم الاختلاء أم لا؟
ج. بالتأكيد، حالة كهذه، حرفيّ يصل بيتك، وأنت وحدك في البيت، ممنوعة. لذلك نصيحتي أن تسلّمي مِفتاح منزلك لأحد الجيران، وتطلبي منه أن يدخل فجأة مرّة بعد أُخرى بدون أن يقرع الباب، وينبغي أن يقوم بذلك حقًا، وهكذا تنجون من حُكم منع الاختلاء.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة، أردت أن أسأل، أيجوز للمرأة ارتداءُ لِباس فيه قليل من اللون الأحمر؟ وهل يجوز ٱستخدام نظّارة بإطار أحمر؟  الشكر سلفًا.
ج. بعد التحيّة. في الواقع، تُمنع النساء من ارتداء ملابسَ حمراء، إذ أنّ ذلك يُعدُّ فُجورًا ويؤدي إلى مخالفة. ولكن، إذا كان اللون الأحمر في الرداء، على جزء صغير وغير بارز، فمن الممكن التيسير والتسهيل.
٢. لا يُسمح للمرأة استعمال نظّارة بإطار أحمر.

تحيّاتي،
هيليل مايرز


س. هلِ انتعالُ الشابّة صندلًا يكشف أصابع القدم وجانبيها، أمر محتشم؟ أيّ نوع من الصنادل محتشم للشابّة؟
ج. تحيّة وبعد. لا حظرَ؛ ولكن في الأماكن، التي لا يستعملون فيها الصنادل، يجب الامتناع عن انتعالها. عادة لا مشاكلَ حشمة بخصوص انتعال الصنادل بالأقدام المجَوربة. من المفروغ منه، أن الرِّجْل حتّى الكاحل، ينبغي أن تكون مغطاةً في كلّ الأحوال.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. جهاز التكييف أخذ يُطلق حرارة في يوم السبت، هل يجوز توجيهَه لحالة البرودة، أو على الأقلّ إطفاؤه؟
ج. تحيّة وبعد. يجوز استدعاء واحد من الأغيار (چوي) لتفعيل المكيّف.

بالتوفيق،
بنيامين شموئيلي

س. بعون السماء/ الله [בס’’ע = בְּסִיַּעְתָּא דִשְמַיָּא]، تحيّة لك يا حضرة الراب. كيف يُفتح كيس الحليب في يوم السبت؟ أتقصّ فتحة بالمقصّ أم بالسكّين؟ أرجو لك الأخبار السارّة وأن تحظى بأداء الفرائض.
ج. تحيّة طيّبة. يجوز فتح كيس الحليب في يوم السبت بالسكّين أو بالمقصّ.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة. أيجوز تلحين أجزاء معيّنة فقط من سِفر نشيد الأنشاد؟
ج. سلام وبركة/تحيّاتي. طالما أنّ النيّة هي التقرّب من الخالق، فلا توجد أيّة مشكلة، ولكن حاشى الله أن تغنّي ذلك لغرض الحبّ وما شابه.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. هل وجود الحذاء مقلوبًا في البيت يجلُِب حظًّا تعيسًا؟ مع الشكر.
ج. لا توجد أيّة مشكلة في ذلك، وهذا لا يسبّب أيَّ حظ سيّء. وعلى كلّ حال، من عادة اليمنيّين والبابليّين الحرص على عدم ظهور الحذاء مقلوبا.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيجوز سَماع أغانٍ دينيّة يذكر فيها اسم الله في الحمّام؟
ج. تحيّة وبعد. إذا كان في غرفة الحمّام مرحاض فهذا ممنوع وإلا فمسْموح.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيُمكنني قولُ إطراءٍ لمرأة على ما ترتدي من ملابس، بالرغم من أنّها غير محتشمة؟ شكرا.
ج. تحيّة وبعد. الإطراء على لِباس غير متواضع ممنوع، لأنّ في ذلك بمثابة تشجيع ودفع للقيام بأفعال ممنوعة.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة وبعد. كنتُ في يوم السبت الماضي في فندق دينيّ، وبعد عودتي إلى البيت، اكتشفتُ بأنّي قد أخذت بالخطأ مِنشفة من الفندق ومِنشفتي بقيت هناك. أعليّ إرجاع المنشفة؟ أو هل بقاء منشفتي هناك يكفّر عن ذلك؟
ج. بعد التحيّة. بالتأكيد، عليك إعادة المنشفة للفندق.
 بالتوفيق.
هيليل مايرز
س. هل حسب الشريعة/الهالاخاه يجوز لنا مشاهدة الكواكب السيّارة والأجرام السماويّة بالتِلسكوب؟
ج. بعد التحيّة. لا خَشية بالمرّة.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. بعون الله. تحيّة طيّبة. هل من الواجب تفريش الأسنان قبل بركات الفجر؟ مع الشكر.
ج. تحيّة وبعد. من المناسب تفريش أسنانك قبل صلاة الفجر، لكن هذا ليس إلزاميًّا.
مصادر: ينظر في المنضدة المعدّة (شُلْحان عَروخ) علامة د بند ١٧ وفي مِشناه بروراه هناك.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة. هل يجوز استخدام الخليوي كساعة منبّه في يوم السبت، بالطبع الرنين يتوقّف تلقائيًّا؟ أضف إلى ذلك، في حالة جواز ذلك هل على الرنين أن يكون جافًّا كالصفير، أم تجوز نغمة أغنية ما، أو حتّى أغنية بكلمات؟ مع الشكر الجزيل.

ج. تحيّة وبعد. يجوز استخدام الخليوي كساعة منبّه في يوم السبت، وطبعًا بشرط تعيين الوقت قبل دخول السبت وعدم إيقاف الرنين في السبت. في الحقيقة لا يليق استعمال نغمة وأغان، لأنّ ذلك لا يناسب قدسيّة السبت.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. لحضرة الراب تحيّة،
هل يجوز لابن واع قصّ شعر أمّه؟
ج. تحيّة طيّبة. الأمر جائز وفق جوهر الحُكم.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. هل يجوز استعمال أوانٍ زجاجيّة ذاتها للحم والحليب؟ مع الشكر.
ج. تحيّة طيّبة. هذا جائز لدى السفارديم، وبالطبع يجب الحرص على غسل الأواني وفركها جيّدًا، بين هذا الاستعمال والآخر. أمّا بخصوص عادة الإشكناز، فهناك اختلاف في الرأي، وفي الكثير من الأماكن شاعت عادة التشديد في الأمر.

تحيّاتي،
هيليل مايرز
س. تحيّة طيّبة. لابنتي كتاب أطفال تُحبّه، وفيه صورة خِنزير، والسؤال أيُمكننا إبقاء الكتاب في البيت، أم علينا التخلّص منه؟ سؤال آخر: أهناك إشكاليّة بدُمْية بشكل خنزير مثل دمية صاحب پو الدبّ. مع الشكر.
ج. تحيّة طيّبة. الشريعة/الهالاخاة لا تحرّم ذلك. ولكن من الجيّد عدم شراء دمية كهذه من البداية.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيجوز للرجل ارتداء قميص لونه أحمرُ غامق؟
ج. بعد التحيّة. من اللائق والمناسب للرجال عدم ارتداء ملابس حمراء، فالمتواضع يتجنّب ذلك.

تحيّاتي،
هيليل ايرز

س. عندما ندخل الى مطعم ما، هل يجِب علينا أن نُبقي بقشيشًا للنادل؟ نعتقد أنّ الأسعارَ مرتفعةٌ، ولا حاجة لذلك، ولكن يبدو أنّ أُناسًا كثيرين يعطون. هل عدم دفع البقشيش بمثابة كفر وتجديف اسم الباري؟
ج. تحيّة طيّبة. يجب تقديم البقشيش كالمعتاد. لا ذنب للنادل في السعر المرتفع لدى صاحب المطعم، من اللائق الحرص على دفع ١٠٪ رسم خدمة كالمعتاد.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. بعد التحيّة. اسم أبي المرحوم كان شلومو، وهو توفي قبل عشرين سنة تقريبًا بسكتة دماغية، بعد أن كان نباتًا مدّةَ تسعة شهور. والآن، ولحسن حظّنا، ولد لنا ابن، وظننّا أن نسمّيه نوعم شلومو، والاسم الثاني على اسم الجدّ، وبودّنا أن نستفسر هل هذا جائز، أم أنّ هنالك مشكلة بسبب ظروف موته؟ الشكر سلفًا، أڤيچايل.
ج. بعد التحيّة. في الواقع ليس من المفضّل التسمية باسم متوفٍ قبل عام الستّين، أو حتّى بعد هذا العمر، إذا قضى فترة من العذاب. ولكن بما أنّكم تضيفون اسمًا والاسم الثاني فقط هو على اسم أبيك فلا توجد أيّة خَشية. للمزيد ينظر في الرابط:
https://www.hidabroot.org/question/260975
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيجوز الذهاب لمناسبات مختلطة بدون الاشتراك في الرقص، الجلوس وتناول الطعام فقط؟ شكرا.
ج. بعد التحيّة. يمنع الاشتراك في هذه المناسبات حتّى لو لن ترقصوا، وعند الحاجة القصوى، مثل المحافظة على السلام والوئام، من الممكن الاشتراك في جزء من الوليمة، في الحدّ الأدنى المطلوب للمجاملة، وعندما يبدأ الرقص المختلط يجب الانصراف من القاعة حالًا.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك يا حضرة الراب. هل مسنّ عمره مائةُ عام يبعث بنفس العمر؟ أو هل الطفل يبعث طفلًا؟ الشكر سلفًا.
ج. تحيّة وبعد. على ما يبدو، يبعث الناس في ذات العمر الذي ماتوا فيه، ينظر في سفر اعتقاد البعث، الفصل الثاني.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة يا حضرة الراب. أحيانًا أقوم بإيصال رجال ونساء في سفرات قصيرة نسبيًا. رأيت، على سبيل المثال، رجلًا طاعنًا في السنّ، ونقلته بسيارتي إلى محطّة الحافلات، بدل أن يسير على الأقدام في الجوّ الحارّ. أيجوز لي كامرأة أن أوصل رجلًا لوحده؟ وهل إذا كان معي أولاد صغار حتّى سن الرابعة في السيارة فالحُكم مختلف؟ شكرًا، يجوز نشر السؤال.
ج. بعد التحيّة. يجوز لك إيصال/توصيلة رجل طالما هنالك مارّة ذاهبون وعائدون والمركبات تمرّ بجانبك.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. السلام عليك يا حضرة الراب. إنّي أسافر بالمواصلات العامّة. في أكثرَ من مرّة، أصادف أظافر مقصوصة مرمية على أرضية الحافلة أو القطار، ما عليّ القيام به؟
ج. تحيّة طيّبة. إذا استطعت إزاحتها من مكان لآخرَ بيُسر فليباركك الله، ولكن يجب عدم البحث عن الأظافر ولا داعي للتوتّر.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. لحضرة الربّانين تحيّة طيّبة. إنّي ولله الحمد قد تقوّيت قبل سنة ونصف السنة، وكنت أتعلّم كثيرًا في البيت. ومن عادتي وقت الدراسة نزع الحذاء والجوارب، لأنّ ذلك يُريحني أكثر. لقد سمعتُ بأنّ ذلك غير حسن، أي الدراسة بلا حذاء وجوارب. أردت أن أعرف أيجوز تعلّم التوراة بلا حذاء أو جوارب، وإذا كان ممنوعا فلماذا؟
ج. تحيّة وبعد. لا مانع إذا كان ذلك يسهّل عليك الدراسة.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة، واحدة من الأغيار، عملت عندي مساعدة في البيت، وتوطّدت علاقتنا. إنّها امرأة طيّبة وساعدتني كثيرًا، أكثر مما كان عليها فعله. قبل شهر تقريبًا، اكتشف سرطان فيها واضطرت للعودة إلى مسقط رأسها. نحن على اتّصال، وأشعر بحزن وألم شديدين نحوها وعلى وضعها وحيدة. هل من الجائز الصلاة من أجلها، الصلاة من أجل شفائها؟
ج. تحيّة طيّبة. يجوز لك ذلك إذا كانت لا تعبد الأوثان.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك يا حضرة الراب. هل حقّا النوم وباب الخِزانة مفتوح أمر ممنوع؟
ج. سلام، لا تحريم بالمرّة، ما هذه إلا خُرافة.

تحيّاتي،
هيليل مايرز



16
مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب - ث-
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص متاحة على الشابكة في الموقع المثبت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكور، أمّا أسماء المجيبين فمذكورة. ويبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.


س. تحيّة لك حضرة الراب! أودّ أن أستفسر، أهنالك مشكلة في إلقاء الأظافر المقصوصة على المصطبة؟
ج. تحيّة وبعد. حقًّا، يجب عدم رمْي الأظافر على الأرض، كما ورد في الچماراه في سفر نِدّه ورقة ١٧ ص. أ، وذلك لأنّه في حال دوس حامل على ظهور الأظافر فقد تجهض. ولذلك قيل، إنّ من يحرق أظافرَه ورِعٌ، ومن يقبرها صدّيق، ومن يرميها شرّير.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أثمّة مشكلة شرعيّة (في الهالاخاه) في التقاط صورة بجانب دير، حيث توجد نباتات جميلة ومبانٍ طريفة؟
ج. بعد التحيّة،
لا يجوز التصوّر مع الديْر.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. أرجو لكم أُسبوعًا جيّدًا.
١. معلّمة مسرح، عليها أن تقدّم تمثيليّة يتخلّلها غناء أمامَ التلاميذ، حتّى أيّ عمر يجوز للتلاميذ أن يكونوا حاضرين؟
٢. في حالة قدوم أحد آباء التلاميذ، أيجوز الاستمرار بالغناء؟

ج. بعد التحيّة.
١. حتّى عمر التسع سنوات (يُنظر شولْحان عَروخ/المنضدة المعدّة علامة ٢٢ بند ١١).
٢. كلّا.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة وبعد. أتجوز ممارسة اليوغا في إطار النشاط الرياضيّ، وبغية القيام بتمرين الاسترخاء والتركيز، علمًا بأنّ أصل اليوغا طقوس غير يهوديّة؟
ج. تحيّة وبعد. يوغا/يوجا [في السنسكريتيّة معناها: التوحيد، بدون ترديد المانترا، لفظة سنسكريتية معناها: تحرير الروح أو العقل/أداة التفكير] أي التعاويذ/الذِّكر جائزة.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. متى خُلقت الملائكة؟ أقبلَ خلق العالَم أم بعدَه؟ وإذا كان بعد خلق العالَم ففي أيّ يوم خُلقت؟
ج. بعد التحيّة. هنالك خلاف في الرأي في المدراش، بريشيت ربّاه ٣، ٨ حول زمن خلق الملائكة؛ ربّي يوحنان يذهب إلى أنّ الملائكة خُلقت في اليوم الثاني من الخليقة، في حين أن ربّي حنينا يقول في اليوم الخامس للخليقة، يُنظر هناك.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيُمكنني قراءة/تِلاوة اسمعوا يا بني إسرائيل (سفر التثنية ٦: ٤-٩) على السرير/عند مباركة الطعام وأنا مرتدية البَنْطلون أم عليّ ارتداء التنّورة؟ أقصد البَنْطلون الخاصّ بالنساء وفي وقت عدم وجود غرباء في البيت؟
ج. تحيّة وبعد. من الجائز تِلاوة - اسمعوا يا بني إسرائيل على السرير، والمباركة وأنت مرتدية مثل هذا البِنْطال، لكن لا تجوز الصلاة بهذا الشكل، وَفق ما ورد في المنضدة المعدّة علامة ٩٠ بند ٥ ومشناه بِروراه هناك.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة. نعلم أنّ الأطفال اليهود في بُطون أمّهاتهم، يتعلّمون كلّ التوراة، ولكن ماذا يحدث لدى الأغْيار (الجوييم)؟ مع جزيل الشكر سلفًا.
ج. تحيّة وبعد.
على ما يبدو، لم يتضّح إذا كان الأغيار يتعلّمون توراة في أمعاء الأمّ، وقد يتعلّمون فرائض/شرائع نوح السبع. ينظر:  https://www.hidabroot.org/question/221860
(هذه هي الشرائع النوحيّة بحسب التلمود وهي تمنع: الوثنيّة، القتل، السرقة، الانحلال الجنسيّ، التجديف، تناول لحم حيوان حيّ، تطبيق هذه الفرائض بنظام عادل. من يطبّق هذه الشرائع من الأغيار يعتبر أمميًا صالحًا وسينال مكانًا في الآخرة).

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيجوز ترتيب الملابس في الخِزانة جيّدًا يومَ السبت؟ مع الشكر!
ج. تحيّة طيّبة.
لا يجوز ذلك.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة يا حضرة الراب! كيف يستطيع شخص، سرق من مجهول، أن يكفّر عن ذلك؟ مع الشكر الجزيل.
ج. النصيحة لذلك الشخص، هي أن يستغلّ ذلك المبلغ المسروق للصالح العامّ،  فعندها قد يستفيد المسروق يومًا ما من ذلك، ينظر في المنضدة المعدّة، حوشِن مِشْپاط، علامة شسو بند ب وسيفر مئيرات عينيم، سق”ه.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أعلم أنّ هناك امرأة تقوم بنفسها بتسبّب استفراغ ما تناولته، هل هذا محظور، بحسب الحكم الدينيّ التوراتيّ؟
ج. بعد التحيّة. وَفق الشريعة/الهالاخاه هذا ممنوع، مجرّد الاستفراغ للتخلّص من الطعام، أمّا في حالة الألم والتخمة فجائز، ينظر: المنضدة المعدّة، أُوراح حاييم علامة شكح بند لط.

سلامات،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك يا حضرة الراب. بخصوص إزالة المكياج يوم السبت- في حالة تمكيجي قبل دخول السبت، أيجوز لي إزالة المكياج في يوم السبت؟ مع الشكر الجزيل.
ج. تحيّة طيّبة. من الجائز إزالة المكياج في يوم السبت، بالماء والصابون السائل، ينظر في سفر أورحوت شبات ج. أ فصل ١٥ بند ٥٩.

تحيـّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة، أودّ أن أسأل عن موضوع وجود الديناصورات/الدَناصير. ماذا تقول التوراة عن الديناصورات في التاريخ، وكيف ينسجم ذلك مع التفسيرات العلميّة الراهنة؟ أُسَرّ بإجابتك.
ج. تحيّة وبعد.
خُلقتِ الديناصورات في ستّة أيّام الخليقة، وقد ورد في سفر التكوين ١: ٢١ ”فخلق الله الحيتان الضخمة...“.
يقول ملبي”م [ربّي مئير ليبوش بن يحيئيل ميخْل فيزِر، ١٨٠٩-١٨٧٩، من مفسّري العهد القديم؛ صدرت أغلبيّة كتبه على الشابكة] في تفسيره لقصّة/نوبة نوح، بأنّ الحيواناتِ الضخمةَ التي خُلقت في ستّة أيّام الخليقة، قد غرقت في فيضان نوح وتحجّرت. وقد ادّعى الحكماء [حزا”ل، حكماؤنا رحمهم الله] قبل ألفي عام تقريبًا، بأنّ الله، تبارك، قد خلق حيواناتٍ ضخمة واندثرت وسمّوها ”رِئميم“. وهذه الأقوال تنسجم جيّدًا مع ما يقدّمه لنا العِلم. الرجاء مشاهدة محاضرة الراب زمير كوهن:
http://www.hidabroot.org/he/video/61074
وكذلك: http://www.hidabroot.org/he/question/21587
محاولة تأريخ المتحجّرات مبنيّة على التخمينات ولا يمكن التحقّق منها علميًّا.
http://www.hidabroot.org/article/75298
تحيّاتي،
دنييل بلاس

س. هلِ الاستماع لموسيقى غير دينيّة يعتبر جُنحة؟ أثمّة حظر لذلك؟
ج. بعد التحيّة. إذا كان الحديث ليس عن أغاني حبّ، والكلمات غير نابية/بذيئة، وغير مُلحدة وما شابه ذلك، فعندها لا مانع َللاستماع، ينظر في شو” ت (أسئلة وأجوبة) آشر حنان ج. ٨ علامة ٣٨.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك يا حضرة الراب. هل هناك مصدر، يُحرِّم جلوسَ الشخص المعافى على  كرسي متحرّك، لئلا يفتح نافذة الشؤم؟ رأيت من يحرص على ذلك؛ سأُسرّ لو زوّدتني بمصدر؛ جزيل الشكر على طول أناتك.
ج. بعد التحيّة. حقًّا لقد ورد في المشناه، في سفر پيئه فصل ٨ مشناه ٩، أنّ كلّ من ليس أعرجَ، أو أعمى أو كسيحًا ويتظاهر بأنّه واحدٌ منهم، فإنّه لن يموت من جرّاء الشيخوخة، حتّى يصبح واحدًا منهم. ولكن هناك، يدور الحديث حول المتظاهر لخديعة الناس كي يشفقوا عليه ويعطوه صدقة. وعليه، فإنّ مجرّد الجلوس على كرسي متنقّل، ولا نيّة لخدع البشر، فلا خَشيةَ في ذلك.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة وبعد. وددت أن أستفسر عن اتّجاه النوم في الغرفة. في الأشهر الأخيرة، غيّرت اتّجاهَ السرير في الغرفة، وقيل لي إنّ ذلك غير حسن. أودّ الاستفسار عن اتّجاه النوم:
١. ما الاتّجاه المفضّل للنوم؟ يُذكر، أنّني أنام اليوم والرأس باتّجاه الغرب، والرِّجلان شرقا.
٢. أمِنَ الممكن أنّ يكون ذلك سبب نومي السيء مدّةَ شهر ونصف؟ جزيل الشكر، أتمنّى لك أسبوعًا جيّدًا وبشرى سارّة.
ج. تحيّة طيّبة. يذهب معلّمونا المشرِّعون، إلى منع الإنسان من النوم بين الشرق والغرب، عندما تكون زوجته معه، وعند غيابها فلا مانع، ولكن من الصواب الحذر، وعليه النوم ورأسه نحو الشمال ورجلاه نحو الجنوب.
ولكن وَفق رأي الزوهر المقدّس ومعلّمينا المتصوفين، فاتّجاه النوم يجب أن يكون بين الشرق والغرب، الرأس نحو الشرق والرجلان باتّجاه الغرب. وللإنسان أن يختار أحد الاتّجاهين ويسير بموجبه.

تحيّاتي،


17
مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب - ت-

ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص متاحة على الشابكة في الموقع المثبت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكور، أمّا أسماء المجيبين فمذكورة. ويبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.

س. هل هناك مشكلة ما في الأشياء/الأغراض الموجودة تحت السرير، تحت سرير طفلي، توجد ألعاب قديمة فهل من الأجدر إخراجها من هناك؟
ج. بعد التحيّة. لا توجد أيّة مشكلة.
 مع أطيب التحيّات،
بنيامين شموئيلي

س. بعد التحيّة، أردتُ أن أسأل، أيجوز للرجُل أن يسمع شقيقته وهي تغنّي؟
ج. بعد التحيّة. هناك متشدّدون وهم يحظرون ذلك،  ولكن نظريًّا من الممكن التساهل في ذلك.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لحضرة الراب. أثمّة مشكلة في قراءة نشيد الأنشاد في الليل؟ شكرًا جزيلا.
ج. تحيّة وبعد. وَفق الحُكم الأساس، الأمر جائز ولكن حسب القبّالاه (التصوّف اليهودي)، من المفضّل الامتناع عن ذلك؛ أمّا في مساء الجمعة  ويوم العيد فالقراءة جائزة بحسب القبّالاه.
مع أطيب التحيّات،
هيليل مايرز

س. مرحبا؛ أهناك حظْر على لمس الشعر وقتَ الصلاة؟ هل إذا لمست قبل الصلاة عليّ غسل اليدين؟ وما حكم  لمسي طرفَ الشعر وليس فروة الرأس؟ شكرًا، بارككمُ الله.
ج. تحيّة وبعد. لا تعبثي بالشعر أثناءَ الصلاة، ولكن يجوز اللمسُ بدون احتكاك، وإلا فينبغي غسلُ اليدين.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أَيُسمح للشخص لمسُ أقاربه مثل: بنت العمّة/الخالة، ابنة أخته، عمّة/خالة، بنات أبناء الأعمام؟
ج. تحيّة وبعد.
١. يمنع لمس العمّة وابنتها.
٢. يمنع لمس بنات الإخوة من أجل المودّة (عناق، تقبيل، وما شاكل) من سنّ الثالثة فصاعدًا.
مع أطيب التحيّات،
هيليل مايرز

س. أيُمكنني (زوجة) شراء مَحبس زواج جديدًا، لأنّ القديمَ أصبح صغيرًا؟
ج. يمكنكِ شراءُ مَحبس زواج جديد بدون أيّة خَشية.

مع أطيب التحيات ،
هيليل مايرز

س. أردتُ أن أسأل: هل منَ الممكن، دخول المراحيض العامّة بحقيبة، فيها كتاب صلوات/سِدّور؟
ج. بما أنّ كتاب الصلوات مغطّى في الحقيبة فهذا جائز، والمتشدِّد يضع عليه غِطائين وسيتبارك.
مع أطيب التحيّات،
هيليل مايرز

س. أقوم بترتيب الصوَر، وتوجد صورٌ أنْوي رميُها، ولكن أشعُر بعدم الرضا، لأنّها تحتوي على صور لأفراد العائلة. وددت أن أعرف أيجوز رمي الصور أو تمزيقها؟
ج. بعد التحيّة. لا مشكلة بالمرّة في رمي الصور أو التخلّص منها.
تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. أيجوز لي الصعود في مِصعد فيه شخص غريب؟
ج. بعد التحيّة. لا خَشيةَ في ذلك، إذا كان المصعد سيُفتح في طابق آخر، خلال نصف الدقيقة، وهناك من يسهّل ذلك لثلاث دقائق.

تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. نحِلّ ضيوفًا على والديّ ليلة واحدة، لاحظنا عدم وجود العضّادات (المزوزوت) على كلّ المداخل، أيجوز النوم هناك؟
ج. بعد التحيّة. توجب الفريضة جلبَ العضّادة وإثباتَها على باب غرفة النوم، ولا أكبر من هذه الفريضة. النوم هناك جائز بعد حصوله بالرغم من غياب العضّادة.
تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. أسكُن في بِناية تسمع كلّ كلمة من شَقّة لأخرى، وأنا أُحبّ الغناء بصوت عالٍ أحيانا، أعليّ الانقطاع عن الغناء؟
ج. بعد التحيّة. بما أنّ الجيران يعرفونكِ، ويميّزون صوتَك، فلا يجوز أن تغنّي بصوت عالٍ.
تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. هل الرجل مُلزَم بوضع المَحبس بإصبعه؟ شكرًا.
ج. بعد التحيّة. لا يجب على الرجل وضعُ مَحبس الزواج بأصبعه، ولكن إذا أراد أن يضع مَحبسًا كهذا بعد مراسم القران فلا مانعَ.
أُنظروا: https://www.hidabroot.org/question/238307
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. السلام عليك يا حضرةَ الراب مع الشكر سلفًًا. قد يكون سؤالي غريبًا بعض الشيء؛ ولكن هل في حالة وقوع حادث، لا سمح الله، ومات فيه شخصان في الثانية ذاتها، فهل ترى روحاهما الواحدة الأُخرى؟
ج. بعد التحيّة. الأرواح لا ترى.

بشرى سارّة،
هيليل مايرز

س. أيجوز النطق بـ”آمين“ في المرحاض عند سماع بركة عن بُعد؟
ج. بعد التحيّة. هذا ممنوع في المرحاض.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. بعد التحيّة. للأسف، توفيت أمّي العزيزة، بعد صراع مع مرض عُضال، سمِعتُ عن عادات شتّى بخصوص انتعال أحذيتها. أودّ أن أعرف هل هناك حُكم خاصّ بخصوص أحذيتها؟
ج. بعد التحيّة. أولًا نشاركك حزنك الشديدَ بوفاة والدتك، رحمة الله عليها؛ آملين ألّا تري حزنًا، وعزاؤكم في القدس قريب! بخصوص استخدام أحذيتها، الحرص فقط على عدم انتعال ما كان بقدميها عند مفارقة الحياة، أمّا سائر الأحذية فيجوز استعمالُها.
أخبار سارّة،
هيليل مايرز

س. أيجوز لي التزوّج ممّن تكبُرني سنًّا؟ إذا كان الجواب إيجابيًّا فما عدد سنوات الفرق بيننا؟ الشكر سلفًا.
ج. تحيّة طيّبة. من حيثُ المبدأُ من المستحسن أن يكون الرجل أكبرَ سنًّا من المرأة، وهذا مفيد لإيجاد جوّ من الوئام في البيت. ولكن إذا عُرض على الرجل امرأة أكبرُ  منه سنًّا، وتتحلّى بباقي الخِصال الضروريّ)ة، فلا تُرفض بسبب سنّها. وهناك من يذهب إلى أنّ فارق السنّ قد يصل خمسَ سنوات ولا جُنحة، وعند الضرورة من الممكن التساهل لفارق في السنّ أكبر.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة. أردت أن أعرف، هل الشيطان وملاك الموت هما نفس الشخص أم أنّ هناك فرقًا بينهما؟
ج. تحيّة طيّبة. هما واحد، كما ورد في الچمارا في سفر بابا بترا/الباب الأخير ورقة ١٦ ص. أ: هو شيطان، هو غريزة الشرّ، هو ملاك الموت.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. ابني ابن العشرة أعوام ذكي جدًّا، ويتعلّم في مدرسة دينيّة، تَلْمُود توراه. هذا السبت سألني سؤالًا لم أعرف الإجابة عنه. سألني من الذي خلق الله تقدّس وتبارك؟ أُصبتُ بصدمة ما من السؤال، ولم أدرِ ما أقول. اكتفيت بالقول بأنّ الله خلَقَنا، وشرحتُ له مدى عظمة الله وأسهبت في تعداد عجائب الله في خليقته، ولكنّي ما أجبت عن السؤال. أحاول عادة الإجابة عن كلّ سؤال يسأله الابن، ولكنّي هنا لم يكن لديّ ما أقوله. أشكركم لو تمكنّتم من إجابتي عن هذا السؤال، بنحو يفهمه الصبي، جزيل الشكر.
ج. بعون الله، تحيّة وبعد. الرجاء قراءة كيفيّة شرح وجود الله للصغار: https://www.hidabroot.org/article/206444
ولسؤالك: الله الذي خلق كلّ العالم/الوجود العظيم، الذي نراه وهو يسيطر عليه، بالتأكيد ليس ماديًّا. إنّه فوق الطبيعة، غير متناهٍ وليس بمقدورنا فهمه، إذ أنّنا بأنفسنا مخلوقاتٌ مادّيّة موجودة في العالم. والعِلم محدود أيضًا لبحث العالم المحسوس.
مع هذا، فإنّ فهمَنا لمفهوم الفضاء والزمن يمكننا من فهم أفضلَ، كيف أنّ الله الكائن خارجَ نطاق حدود المادّة، ليس مرتبطًا بالزمن، لذلك ليس بحاجة لبداية مثلنا كمخلوقات مادّيّة تحتاج بداية.
بغية فهم هذا الجواب، يجب الولوج في مواضيعَ علميّة، مثل ما هو تدفّق الزمن والفضاء. ولكن من الممكن شرح الموضوع بصورة أبسط أيضا.
ها هو سؤال مِفتاحي: من أين لنا أنّ لشيء ما يجب أن يكون خالقًا؟ لنأخذ، على سبيل المثال، كأس ماء على الطاولة، أقد تكون موجودة منذ الأزل؟ ما الذي يقودنا إلى التفكير بأنّ لهذه الكأس خالقًا؟
الجواب عن ذلك هو: هذه الكأس محدودة. لها صورة/شكل، لها حجم ووزن. وهذا يثبت أنّ سببًا وراءها، شخص معيّن قرّر أن تكون هذه الكأس بهذين الشكل والحجم بالضبط. وبنفس النحو، يُمكنني أن أسأل، لماذا توجد في يدي خمس أصابع وليس ستّ أو أربع أصابع. السؤال ذاته، يبرهن أنّ هناك سببًا لخلقي، ثمة داع حدّد عدد أصابع يدي.
استنتجنا، أنّ لكلّ شيء محدود يجب أن يكون محدِّدًا خلقه، وقرّر أن يكون كما هو وليس بشكل آخر. إذا كان من الجائز طرح السؤال عن شيء ما: ”لماذا هذا على هذا النحو وليس على نحو آخر“؟ فمن اللازم أن يكون له خالقًا. لذلك فلعالمنا خالق، لأنّ العالم الذي نعيش فيه مادّيّ ومحدود، وهذا يُثبت وجود خالق حدّد قوانين الطبيعة في الكون وقرّر كيف يبدو عالمنا ويعمل.
والآن يُطرح السؤال، لماذا لا يمكن طرح السؤال ذاته بالنسبة للخالق؟
إنّ الجواب البسيط عن هذا السؤال هو: لأنّ الله لا صورةَ له! ولو كان الله ذا جسم بيدين ورِجلين، عندها يكون محدودًا مثلنا، وعندها يجوز إثارة السؤال ”من خلقه؟“، ”مَن حدّده؟“، ”من الذي قرّر أن يكون ذا يدين ورجلين ؟“. بالضبط كما نسأل أنفسنا  - ”من جعل لنا حدودًا؟“، وهكذا لسألنا ”من الذي حدّده؟“. ولكن، بما أنّ لا جسم لله، ولا صورة ، لا حجم ولا كميّة. إنّّه غير متناهٍ. وعليه، فهو غير محتاج لمحدِّد يخلقه.
هكذا قال حكماؤنا رحمهم الله عن البارى تبارك: ”هو مكان العالَم، وليس العالم مكانه“ (بريشيت ربّاه، ٦٨). بعبارة أُخرى، كلّ العالم قائم داخل وجود الله. إنّ الله، في الواقع، الواقع الحقيقيّ، لأنّّه الوحيد غير المحدود، هو غير المتناهي الحقيقيّ، وكلّنا موجودون وعائشون في الواقع داخلَ وجوده.
صفوة القول: بما أنّ الله غيرُ مادّيّ، فلا حدودَ له. هو غير متناهٍ، هو سرمديّ لأنّه غيرُ محدود بمكان وزمان، وهكذا فهو غير متغيّر، لا بداية ولا نهايةَ له، وهو ليس بحاجة لخالق يخلُقه في نقطة زمنيّة معيّنة أو يحدّده.
من أجل فهم أحسنَ لهذه الإجابة، وللحصول على إجابات في مسائلَ أُخرى متعلّقة بالإيمان (مثل الخيار والمعرفة، لماذا الله خلَقَنا، كيف نعلم أنّ التوراة حقّ)، يجب قراءة الإضبارة ”محادثة مصيريّة“، وعليكِ البحث عنها في غوغل بالكلمتين ”שיחה גורלית“, بالتوفيق.
تحيّاتي،
دانييل بلاس

س. أيجوز نشرُ رداء مبلول على حبل الغسيل يومَ السبت؟
ج. بعد التحيّة/ يُحظر نشر رداء مبتلّ على حبل الغسيل يوم السبت، وذلك لئلّا يظنّ من يراه أنّه غُسل يوم السبت.
تحيّاتي،


18
تقسيم الكتاب المقدّس إلى إصحاحات وآيات
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي




الكتاب (Holy Bible, Biblia)، الذي يضمّ أسفار العهد القديم، مقدّس عند اليهود؛ وكتاب العهديْن، القديم والجديد، مقدّس لدى المسيحيّين. اِسمه المختصر بالعبريّة تناخ، أي: توراة  مكتوبة أو مِقْرا وفيها خمسة أسفار؛ أنبياء وأسفاره ثمانية؛ كتابات وعددها أحد عشر سفرًا، فمجموع الأسفار لدى اليهود أربعة وعشرون، وغالبًا ما تُعرف بالاختصار כד أي 24 سِفْرا. وهذه الأسفار هي: التوراة وأسفارها خمسة وهي: التكوين واختصاره تك، الخروج واختصاره خر، اللاويّون واختصاره لا، العدد واختصاره عد، التثنية واختصارها تث؛ الأنبياء وعددهم ثمانية وهم: يشوع واختصاره يش، القضاة واختصارهم قض، صموئيل واختصاره صم، الملوك واختصارهم مل، إرميا واختصاره إر، حزقيال واختصاره حز. إشعياء واختصاره إش؛ الاثنا عشر وهم:  هوشع واختصاره هو، يوئيل واختصاره يؤ، عاموس واختصاره عا، عوبديا واختصاره عو، يونان واختصاره يون، ميخا واختصاره مي، ناحوم واختصاره نا، حبقوق واختصاره حب، صفنيا واختصاره صف، حجي واختصاره حج، زكريا واختصاره زك، وملاخي واختصاره ملا؛ والكتابات اثنتا عشرة وهي: راعوت واختصاره را، المزامير واختصاره مز، أيوب واختصاره أي، الأمثال واختصاره أم، الجامعة واختصاره جا، نشيد الأنشاد واختصاره نش، مراثي إرميا واختصارها مرا، دانيال واختصاره دا، استير واختصارها اس، عزرا واختصاره عز، وأخبار الأيّام واختصارها أخ. أغلبيّة أسفار العهد القديم، تعدّ مقدّسة منذ القرن الرابع ق.م.، وثمّة خلاف بخصوص أسفار معيّنة مثل سفر نشيد الأنشاد، الذي يحوي شعر الحبّ، وقد عارض بعض رجال الدين إدراجَه في نطاق الكتاب المقدّس. يذكر أنّ هذا الكتاب المقدّس لليهود وللمسيحيّين قد أخذ شكله النهائيّ في بداية القرن الثالث ميلادي. وفي العهد القديم 929 إصحاحًا و 23145 آية.

في التوراة نجد قصّة شعب إسرائيل، حتّى وفاة النبيّ موسى سنة 1273 ق.م.، ودخول بني إسرائيل أرض الميعاد، وفيها الفرائض والأحكام التي فرضها الله على بني إسرائيل. وفي القسم الثاني من العهد القديم، تتمّة التاريخ ، في حين أنّ القسم الثالث يشمُل شعرًا دينيًّا وحِكَمًا وتاريخًا أيضًا. في الواقع، هنالك تسعة وثلاثون سِفْرًا في العهد القديم (OT)، كما هي الحال لدى المسيحيّين، ولكن التقليد اليهودي منذ عهد التنّائين، 68–136 م، دمج كلّ سفرين أ وب بسفر واحد، وأسفار الأنبياء الاثنا عشر عدّت واحدًا، وقلِ الأمر ذاته بخصوص سفْري عزرا ونحميا. ووفق التقليد اليهوديّ كاتب التوراة هو النبيّ موسى.

سفْر المزامير، كان أوّلَ ما طُبع من أسفار العهد القديم، وكان ذلك في العام 1477. وفي العام 1482 طُبعت التوراة، الأسفار الخمسة الأولى. وفي العام 1488 طُبعت أسفار العهد القديم برمّتها. يؤمن المسيحيّ بهذه الأسفار، العهد القديم، وبالعهد الجديد ذي الأناجيل القانونيّة الأربعة، والرسائل وسفْر الأعمال والرؤيا.  والكتاب المقدّس بعهديه، قد نُقِل إلى معظم لغات العالم ولهجاته، قُرابة الألفين، وطُبعت  منه في القرنين الأخيرين حوالي ستّة مليارات نسخة. وفي العهد الجديد (NT) سبعة وعشرون سِفرًا (الأناجيل الأربعة، أعمال الرُّسل، أربع عشرة رسالة لبولس، سبع رسائلَ لرُسل وتلاميذ آخرين وسفر الرؤيا). في الكتاب المقدّس لدى المسيحيّين، ستّة وستّون سفرًا، تسعة وثلاثون  في العهد القديم وسبعة وعشرون في العهد الجديد. عدد الإصحاحات في العهد الجديد هو 260 وعدد الآيات 7957.

يُذكَر أنّ تقسيم أسفار الكتاب المقدّس إلى أجزاء، قد تمّ منذ القِدم. قبل السبي البابليّ، 586 ق.م. قُسِّم الكتاب المقدّس إلى أجزاء وصل عددها 154 بالنسبة لأسفار موسى الخمسة (Pentateuch)، وتمّت قراءتها في خلال ثلاث سنوات. وبعد ذلك، قبل 300 ق.م. لغاية 100 م. كان التقسيم لأقسام سمّيت پَرَشوت (פרשות)/فقرات/نوبات. يذكر أنّ العهد الجديد، في بدايات القرن الرابع للميلاد، كان قد قُسِّم إلى عناوين أي فقرات (kephalia) بغية الإحالة وكان ذلك لمدّة معيّنة، في القرن الرابع للميلاد، كما نرى ذلك مثلًا في  مخطوط Codex Vaticanus باليونانيّة. وفي زمن التلمود، القرن الثالث إلى الخامس،  قسّمت التوراة مثلًا إلى 53 فقرة بحسب المعنى، قطف عند السمرة/פרשה مفتوحة/פ أو مغلَقة/ס، وفي كلّ أسبوع تقرأ فقرة معيّنة ويبلغ عددها 669. وهنالك تقسيم لما يسمّى بـ סְדָרים، قطع معيّنة بحسب تِلاوة التوراة كلّ ثلاث سنوات في أرض إسرائيل، وكلّ سنة بخصوص قراءة أسفار الأنبياء والكتابات.

السؤال المطروح هو مَن قسّم الكتاب المقدّس إلى إصحاحات (capitula)، وإلى آيات ومتى كان ذلك؟ من المعروف أنّ تلك الأسفار في شكلها الأصليّ لم تحتوِ على أيّ تقسيم. الكتاب المقدّس وحدة واحدة من ألِفها إلى يائها، مكوّنة من الأسفار المذكورة أعلاه. يعود التقسيم المألوف والمعمول به حاليًّا، إلى بدايات القرن الثالث عشر للميلاد، وبالتحديد إلى العام 1205م. وقد قام به كاهن بريطانيّ كاثوليكيّ، أصبح لاحقًا رئيسَ أساقفة كانتربري، ستيفن لانچتون (Stephen Henry Langton, c. 1150  -1228). آونتها كان لانچتون أُستاذًا لللاهوت في جامعة باريس، وانتمى طلّابُه لجنسيّات مختلفة، وكلّ واحد جاء بنسخة الكتاب المقدّس المستعملة في وطنه.  وهكذا تعذّر على المحاضرين والطلبة، استخدام إحالات موحّدة لاختلاف الترقيمات في المخطوطات. عندها كانت الحاجة أُمَّ الاختراع بالنسبة للمحاضر لانچتون، وسُرعان ما انتشرت في أرجاء أوروبا. إذن، التقسيم جاء تلبيةً للراحة والسرعة والسهولة في معرفة أماكن ورود اقتباسات من الكتاب المقدّس. والكتاب المقدّس الذي استخدمه لانچتون للتقسيم كان الڤولچاتا، أي الترجمة اللاتينيّة.  وهذا التقسيم في أساسه، قد تبنّاه سلومون بن يشمعيل  (Salomon ben Ishmael) بالنسبة للأصل العبريّ في القرن الرابع عشر ولكن هنالك بعض الاختلافات. والكتاب المقدّس الكامل الأوّل ذو هذا التقسيم للإصحاحات وللآيات، كان طبعة ستيڤن عام 1555 وهو الڤولچاتا، أمّا النصّ بالإنچليزيّة فقد صدر في جنيف في العام 1560. يذهب الموقف اليهوديّ في هذا الصدد إلى أنّ هنالك ثلاثة أصناف من التقسيم لإصحاحات: أ) إصحاحات قُسّمت على ضوء المنطق وهي الأغلبية، ويتراوح عدد الآيات في الإصحاح الواحد ما بين الثلاثين والخمسين آية. ب) إصحاحات ناتجة عن سوء فهم. ت) إصحاحات قُسّمت بغية التأكيد على فكرة مسيحيّة. باختصار، يمكن القول إنّ التقسيم لإصحاحات هو أمر تقنيّ، باستثناء سفر المزامير ففيه التقسيم يهودي الأصل.

وفي أعقاب هذا التقسيم لإصحاحات أَعدّ راهب فقدّيس باسم أنتوني من پادوا 1195–1231 المعجم المفهرس الأول (concordance) لأسفار  العهد القديم بالترجمة اللاتينيّة أي الڤولچاتا، التي أنجزها هيرونيموس القدّيس التلحميّ 340–420. ولكن المعجم المفهرس الموثوق به الأول للڤولچاتا، يعود إلى الراهب الدومنكيّ هوچو كارو في حوالي العام 1244، وهو الذي أوجد لفظة ”الكونكوردانس“، وقد ساعده في الإعداد هذا مئات الرهبان. في حين أنّ مثل هذا المعجم بالعبريّة، قد صدر في بدايات القرن السادس عشر، بقلم مردخاي ناتان. وقد ازدهرت طباعة هذا المعجم المفهرس في منتصف القرن الخامس عشر في أعقاب اختراع الطباعة.

وقبل ذلك حاول باحثون تقسيم أسفار الكتاب المقدّس بطرق شتّى، على أساس قِطع قصيرة لتسهيل البحث والاستقراء. من نافلة القول، ثمّة سهولة في البحث في إصحاح واحد مقارنة بالبحث في ستّة وستّين إصحاحًا مثلا، كما هي الحال في سفْر إشعياء. وكانت هنالك طريقة ذهبت إلى تقسيم إنجيل مرقس مثلًا إلى خمسين إصحاحًا، واليوم ستّة عشر إصحاحًا فقط.
كانت طبعة وايكلف (Wycliffe) للإنجليزيّة المطبوعة في العام 1382 الأولى، التي اعتمدت هذا التقسيم إلى إصحاحات. يعود توحيد تقسيم أسفار العهد القديم إلى آيات إلى أسرة بن أشير حوالي العام 900م. وكان التقسيم معمولًا به قرونًا قبل ذلك.

كان الرابي باسم ناتان  في العام 1448 قد قسّم العهد القديم إلى آيات، وبخصوص العهد الجديد فإنّ الباحث الفرنسيّ، روبرإتين المعروف باسم ستيفانوس (1559-1503 Robert Estienne, Stephanus)، قام بالتقسيم المذكور في العام 1551. وقدِ ٱستخدم ستيفانوس تقسيم ناتان للعهد القديم. ومنذ بداية ما يدعى بـ Geneva Bible اُعتمد تقسيم ستيفانوس في كافّة طبعات الكتاب المقدّس تقريبا. ويذكر أنّ النسّاخ  اليهود في القرون الوسطى، كانوا قد قسّموا أسفار العهد القديم، إلى آيات فقط وليس لإصحاحات وهنا أيضا كانت طرق مختلفة.

لا ريبَ أن التقسيم لإصحاحات فآيات، قد سهّل وسرّع وحسّن كثيرًا عمليّة الدراسة والبحث، مع هذا يجب رؤية الصورة بأكملها، لفهم رسالة الباري بالتمام. هذا التقسيم من صُنع الإنسان، وهو أحيانًا عشوائيّ ويتدخّل في مدلول الفقرة. لذلك ثمّة مبدأ يقول: الخطوة الأولى في تفسير الكتاب المقدّس، هي تجاهل هذا التقسيم. مؤلّفو الكتاب المقدّس الأصليّون، قصدوا قراءة كلّ سفر بالكامل، وليس تجزيئه أو تفكيكه إلى أجزاء كبيرة أو صغيرة.

19
مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسأَلِ الرّاب - ب-
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص متاحة على الشابكة في الموقع المثبت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكورة، أمّا أسماء المجيبين فمذكورة. ويبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.



س. أهناك مغفرة/تكفير لكلّ خطيئة؟ إذا كان الجواب إيجابيًّا فكيف؟ ما هي الخطايا التي لا غُفران لها؟ أيّة خطايا تغتفر في الموت فقط؟

ج. لا توجد خطية إلا وهناك توبة ناجعة لها. أساس التكفير عن الذنوب كافّة، كبيرة وكثيرة مهما كانت هو التوبة. إنّ التوبة هي الندم على الماضي، اعتراف وقبول المستقبل. عندما يكون الندم حقيقيًا، وقبولك المستقبل صادقًا، فإنّك حظيت بكفّارة تامّة. ثمّة خطايا حتّى بعد التكفير عنها، تكون بحاجة لتطهير النفس بالمعاناة، ولكن الحفاظ على السبت كما ينبغي، أو التوبة النابعة من المحبّة تطهّر النفس تمامًا، ولا حاجةَ للمعاناة أو لأيّ شيء آخرَ، ويُصبح الإنسان طاهرًا تماما.

بالتوفيق،
بنيامين شموئيلي

س. هل يجوز استخدام الكأس الزجاجيّة ذاتِها للّحم وللحليب؟ شكرًا!
ج. بعد التحيّة،
بحسب عادة السفارديم/اليهود الشرقيّين يجوز، ولكن بالطبع يجب غسلُها وفركُها جيّدًا. في ما يتعلّق بعادة الإشكناز/اليهود الأوروبيّين، فالآراء مختلفة، وفي أماكن كثيرة هناك تشديد وصرامة في الأمر.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك حضرة الراب، لديّ سلسلة ذهبيّة، وعلى قِلادتها كُتب ”ليباركك الربّ ويحفظك“؛ فهمتُ أنّ الدخول بها إلى المرحاض أو الحمّام ممنوع، أهذا صحيح؟ لقد نزعت السلسة ريثما تسلّّم جواب من الراب، شكرا.
ج. هذا صحيح جدّا! يجب الحرص على عدم الدخول بسلسلة عليها آية للمرحاض أو الحمّام، إلا وهي مغطّاة ومن يغطّيها بغِطائين يتبارك. في الواقع، بما أنّه من الصعب جدّا، تذكّر تغطية السلسة في كلّ مرّة، فمن المناسب عدم ارتداء سلسة كهذه، لأنّه قد يدخل الشخص خطأ إلى المكانين المذكورين بدون تغطية.
أنظر: https://www.hidabroot.org/question/219782
تحيات،
هيليل مايرز

س. أنا ابنة ستّ عشرة سنة، وأودّ أن أعرف أيجوز لأخي الكبير، أن يضع يده عليّ؟ شكرًا.
ج. بعد التحيّة،
بما أنّ ذلك وسيلة للمودّة فيجب تجنّبه، وينظر في:  https://www.hidabroot.org/question/207637
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة،
عُمر ابني سنتان ونصف، وأريد أن أعرف أهنالك إمكانيّة لقصّ شعره قبل عمر ثلاث سنوات؟ السبب أنّ الصبي يُصاب بالقمل في الروضة، وأضحى الوضع لا يُطاق بالنسبة له ولي.
ج. سلام وتحيّة،
في الواقع، من غير المعتاد قصّ الشعر قبل سنّ الثالثة، ولكن لا يوجد بهذا أيّ حظْر، ولذلك يمكنك قصّ شعره الآن.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. هل يمكن لليهودي أن يؤمن بيسوعَ؟ بينما كنت على شاطىء البحر، توجّه إليّ شاب من حركة ”يهود من أجل يسوع“. عرض عليّ نسخة من العهد الجديد بالإيدش، وأردف قائلًا أنّ الكثير من اليهود، قد أُنقُذوا لأنّهم قبِلوا يسوعَ المسيح. ببساطة تجاهلته، بعد ذلك رأيت إعلانًا كبيرًا في صحيفة، بقلم أولائك الأشخاص. سؤالي: أيمكن لليهوديّ أن يؤمن بيسوع؟

ج. بالطبع، يُمكن لليهوديّ أن يؤمن بيسوعَ، بالضبط مثلما يمكن للنباتيّ الاستمتاع بشريحة من اللحم طريّة، لناشط سلام أن ينضمّ لمظاهرة عنيفة، ويمكن لديكتاتور يدعو إلى الموت من أجل المثاليّة، إن يستسلم لأعدائه. طالما أنّ الإنسان لا يُعمل المنطق والتفكير الواضح فإنّه يقبل كلَّ شيء.
أعتقد أنّ ردّ فعلك تجاه المبشّر كان صائبًا، تجاهله. التبشير ليس ظاهرة جديدة. هنالك طوائفُ مسيحيّة تؤمن بأن مسيحَها سيأتي عندما يقبله اليهود فقط. على مرّ التاريخ، هدّدوا اليهود بالموت، بالتعذيب والطرد إن لم يبدّلوا دينهم. وفي الآونة الأخيرة اختار المبشِّرون الضعفاء في المجتمع، كبارَ السن، المهاجرين والسكّان المظلومين، في محاولة لاستغلال وهنهم. وقد لاقت كلّ هذه المحاولات نجاحًا ضئيلًا جدّا. لا يرغب اليهود، متديّنين كانوا أم لا، في التنازل عن يهوديّتهم.

لذلك وجد المبشِّرون خِدعة جديدة. بدلًا من المطالبة باستبدال الدين، هم يقترحون على اليهود أن يظلّوا يهودًا وحتّى ”يُكْملوا“ يهوديّتهم بقُبولهم يسوع. وهكذا وُلدت حركة ”يهود من أجل يسوع“.
هذه حركة من غير اليهود المتنكّرين كيهود، من خلال حمل أسماء يهوديّة. وعادة لديهم ممثّل يهوديّ رمزيّ وهو دومًا إمّا جاهل بالكامل باليهوديّة في أحسن الأحوال، وإمّا غير مستقرّ نفسيًا في أسوأ الأحوال. أولائك الأشخاص متنكّرون ومزوِّرون.

كلّ الديانات حرّة في عرض معتقداتها في السوق الحرّة للأفكار. ولكن، إذا اضطرّوا إلى استخدام تكتيكات مثيرة للاشمئزاز مثل حركة ”يهود من أجل يسوع“، فمن الواضح أنّه ليس في جُعبتهم شيء يقدّمونه لإنسان يفكّر.

ملاحظة المحرّر: زوروا موقع ”يد للإخوة/יד לאחים“ لمزيد من التفاصيل حولَ النشاط المناهض للتبشير في البلاد.

أهرون موس
راب يعلّم القبّالاه (الصوفيّة اليهوديّة)، التلمود واليهوديّة في سيدْني، أستراليا.

س. إنّي أشعر بالخلاص، أهذا منطقيّ؟ في كلّ مرّة، أفكّر في ذلك أو أرى أُعجوبة، أكون مفعمةً بنوع من السعادة الغريبة…
ج. تحيّة وبعد،
من المنطقيّ تمامًا أنّ الخالق يذوقك مذاق الخلاص منذ الآن. بالطبع، قد يكون الخلاص قريبًا جدًّا جدّا.
تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. لحضرة الراب تحيّة؛ أيجوز التبرّع بملابسَ ليست كلّ هلقدّة محتشمة وأنا لا أستعملها؟
ج. تحيّة طيّبة. كلّ رداء غير محتشم سيستخدم ، على ما يبدو، بشكل غير محتشم لا يجوز التبرّع به، أمّا إذا كانت هناك إمكانيّة استعماله بحشمة فذلك جائز.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة طيّبة؛ أصحيح أنّ مُرورَ قِطّ أسودَ قُبالتي أو بجانبي يجعلني ذا حظّ تعيس؟ وهل هناك أساس لوجوب البصق ثلاث مرّات عند مروري بقطّ أسود؟
ج.  بعد التحيّة. لا حظّ تعيسًا بالمرّة، إذا مرّ قطّ أسودُ بجانبك، لا يجِب البصقُ أو القيام بأيّ شيء آخر. بناء على معرفتي لا أساسَ لذلك في اليهوديّة، هذا مجرّد خُرافة.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أيّها الراب، أودّ أن أعمل نادلًا في قاعة للحفلات، وفيها رقص مختلط ونادلات، أيجوز لي مزاولةُ العمل في مكان كهذا؟
ج. بعد التحيّة، نظرًا لأنّ الأجواءَ في المطبخ عادةً ما تكون غيرَ مشدّدة، والجميع يلمُِس الجميع كما هو معروف لك، وفي القاعة لا ترتدي النساء ملابس محتشمة على أقلّ تقدير، وعليه لا تعمل في مثل هذا المكان. الله سيوفّر/سيُرسل لك مكانَ عمل مع رزق مربح حيث لا توجد مشاكلُ تواضع واحتشام.

مع أطيب التحيّات،
بنيامين شموئيلي

س. بعد التحيّة، هل يجب تقبيل العضّادة/المِزوزاه؟
لقد قُمنا بتوبة تامّة (بالطبع نتقوّى باستمرار)، ولكن القصد القيام بكلّ ما هو ضروريّ من أجل يوم السبت، الكَشْروت/الحلال، طهارة العائلة إلخ. وأنا بالطبع أرتدي غطاءَ رأس كاملًا، ولكنّي غير معتادة لتقبيل العضّادة، وفي كلّ مرّة أنسى وأتذكّر عادةً عندما أرى شخصًا يقبّلها وسؤالي: هل التقبيل إلزاميّ أم عادة؟
ج. بعد التحيّة، تقبيل العضّادة غير إجباريّ، ولكن هنالك عادة مستحبّة للقيام بذلك عند دخول البيت وعند مغادرته.
اُنظري الرابط التالي للمزيد من التفاصيل: http://www.hidabroot.org/question/217161
مع أطيب التحيّات،
هيليل مايرز
س. أيجوز للرجل نَتْفُ الشعرات الشائبة/البيضاء من رأسه وشاربه ولحيته؟ وهل من فرق بين مجموعة من الشعرات البيضاء وشعرة واحدة؟
ج. بعد التحيّة. تحظر إزالة شعرات بيضاءَ من بين السوداوات في كلّ الأماكن المذكورة.
تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّاتي لحضرة الراب. أعَلى المرأة ارتداء مَحبس/خاتم الزواج في البيت أيضا؟
ج. هذا ليس إجباريًّا. وحتّى في الأماكن العامّة لا إجبارَ في ذلك؛ ولكن من المحبّذ القيام به.

مع أطيب التحيّات،
هيليل مايرز

س. أنا امرأة متزوّجة، وأودّ أن أعرف إذا كان قصّ شعري عند رجل محظورًا شرعيًّا؟
ج. تحيّة وبعد. هذا ممنوع، ولا فرق بين امرأة متزوّجة وأخرى عزْباء.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. أتجوز قراءة صحيفة يومَ السبت؟
ج. بعد التحيّة. الجواب إيجابيّ إذا كانت الصحيفة دينيّة حريديّة/متزمّتة، يسمح بقراءتها في كلّ يوم، شريطة عدم قراءة مواضيعَ تُعنى بالمفاوضات والمبيعات وما شاكلها في يوم السبت. لكن إذا كانت الصحيفة علمانيّة، فحتمًا يجب عدم قراءتها، حتّى في أيّام الأسبوع العاديّة لأنّها مليئةٌ بصوَر التعجرف وبكتابات إباحيّة وتشهير ونميمة وازدراء لعلماء الدين وما إلى ذلك، وعليه فيمنع تناقلُ الصحيفة يوم السبت، إذ أنّ حُكمَها حُكم التراب والحجارة المحظورة بسبب أجسادهما.
كلّ ما ذُكر أعلاه، بخصوص قراءة الصحف الدينيّة هو القانون الأساس، ولكن من المناسب والصائب جدًّا عدم قراءة أيّ شيء في يوم السبت، ما عدا في التوراة لأنّ يوم السبت أُعدّ لذلك.

مع أطيب التحيّات،
هيليل مايرز


20
مُقْتطفات من أحكام وعادات - اِسألِ الرّاب - أ-
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمقتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص متاحة على الشابكة في الموقع المثبت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكور، أمّا أسماء المجيبين فمذكورة. ويبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.

س. سلام وتحيّة،

هل يوجد في اليهوديّة أساس للاعتقاد، بأنّ كسْر المِرآة علامةٌ على حظّ سيّء؟ مع الشكر.

ج. بعد التحيّة،

إذا كُسرت المرآة في المنزل، فلا توجد أيّة علامة لحظّ سيّء بالمرّة؛ ولا يوجد أيّ قلق آخر.

بُشرى سارّة،
هيليل مايرز

س. هل يجوز الكذبُ بغيةَ الحصول على مكان عمل؟ شكرًا سلفًا.

ج. بعد التحيّة،

لا يجوز الكذب أبدًا من أجل التوظيف.

بالتوفيق،
هيليل مايرز

س. تحيّة وبعد،
هل يُمكنني شراءُ ملابس للطفل قبل الوِلادة؟
مع الشكر سلفًا.

ج. يجوز شِراءُ أشياءَ جديدة للطفل قبل ولادته؛ وهناك من يتجنّبون ذلك تفاديًا للعين الشرّيرة (إصابة بالعين). وهناك من قال إنّ سببَ ذلك الامتناع، على ما يبدو،  ناجمٌ عن الخوف من حُدوث أمرٍ ما مثل، لا سمح الله، الإجهاض وغيره، وحينما يرى الوالدان تلك الملابس يشعرون بالحسرة والأسى.

مع أطيب التحيّات،
هيليل مايرز

س. لا أستطيع النوم؛ وهذا صعب بالنسبة لي؛ أهنالك ما قد يُساعدني على النوم؟ شكرًا!
ج. ثمّة بعض النصائح والوسائل للذي يُعاني من الأرَق.
أ) التفكير في قيامة الموتى وفي أمواج البحر.
ب) تِلاوة الآيات التالية عدّة مرّات: ”أمرنا موسى بالشريعة ميراثًا لبني يعقوب“ (سفر التثنية ٣٣: ٤)؛ ”تبقى النار متّقدةً دائمًا على المذبج لا تُطفأ“ (سفر اللاويين ٦: ٦)؛ ”أبغض المتقلّبين يا ربُّ وأُحبّ أحكام شريعتك“ (المزامير ١١٩: ١١٣)؛ ”النور يشرق على الصديق، والفرح على مستقيم القلب“ (المزامير ٩٧: ١١).
ت) تناولُ حبّة بندورة حمراءَ والنوم يحِلّ على الجفون.
ث) تناولُ كوبٍ من الحليب قبل النوم.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. تحيّة لك يا حضرة الراب؛ ما حُكم الطعام الذي سقطت فيه حشرة/ ذُبابة، أيُحرَّم ؟ مع جزيل الشكر.
ج. تحيّة وبعد، يجب إخراج الحشرة، ويجوز تناول الطعام.
تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. هل يجوز إجراء التجارب على الحيوانات؟ أنا طالبة في مختبر طبّي، وفي دراستي جزء لاكتساب التجارب في مختبر في المستشفى. سؤالي: أيجوز قتل الحيوان لإجراء التجارب، أم أنّ هناك قسوة على الحيوانات وهذا عمل غير أخلاقيّ؟
مع الشكر الجزيل

ج. بعد التحيّة،
بحَسب الشريعة (الهالاخاه) يُسمح بإجراء تجارب علميّة على الحيوانات، طالما أنّ ذلك مفيد للإنسان. ينبغي القيام بهذه التجارب بدون إلحاق الأذى والألم، وذلك عن طريق التخدير. وبعد التجربة لا بدّ من التخلّص من الحيوان بأسرع ما يمكن منعًا للعذاب.

تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. إذا كنتُ معنيّةً بإجراء عمليّة قيصريّة، وليس ولادة عاديّة، فهل يُمكنني الاختيار سلفًا؟
ج. تحيّة وبعد،
عادة التوصية الطّبّيّة تنصَح بالذات بالولادة العاديّة الطبيعيّة؛ ولكن إذا كانت لديك أسباب خاصّة للولادة القيصريّة، فلا مانع لذلك.
تمنّياتي بولادة سهلة،

بنيامين شموئيلي

س. تحيّاتي حضرة الراب،
هل جزء من روح المتوفّي يبقى في القبر؟ شكرًا، دانييلا
ج. تحيّة وبعد،
الروح ذاتها تصعَد إلى الأعلى، وجزء فقط منها يبقى على القبر. في الواقع، في أيّام السبت والموعد ورأس الشهر، يعلو ذلك الجزء من الروح إلى الأعلى، وتبقى داخل القبر حيوانات معيّنة مع عظام القبر.

أخبار سارّة،
هيليل مايرز

س. أريد أن أعرف عن موضوع الإعالة وبيع شَقّة؛ أشعر بأنّ لا شيءَ يسير على ما يُرام؛ كيف يمكن تحسينُ الحظّ؟
ج. بعد التحيّة،
إنّ السبتَ مصدرُ البركة؛ الحِفاظ عليه كما ينبغي، وتكريمه بالشكل الصحيح بوَجَبات فاخرة دسمة؛ كلّ هذا يُساعدك جدًّا في الخروج من الضائقة إلى الفرج بصدد لقمة العيش.
بالتوفيق،
بنيامين شموئيلي

س. تحيّة لك يا حضرة الراب،
هل يحظُر وضع السِوار على القدم؟
ج. السلام والبركة،
عادة، هذا يجذب العين ولذلك يجب تجنّبُه.
تحيّاتي،
بنيامين شموئيلي

س. هل هناك مشكلة في إعطاء حِذاء ٱنتعلته لآخرَ محتاج؟ لقد سمعت عنِ اعتقادات متنوّعة، مثل أن ذلك يعني انتقال الحظّ إلخ.
ج. تحيّة وبعد،
يجوز إعطاءُ الحذاء لآخرَ؛ وعلى ضُوء معرفتي، لا وجودَ لمصدر يقول بنقل الحظّ، ويبدو أن ذلك خُرافة.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. ١) أيجوز عمل بالون بالعلكة في الفم يومَ السبت؟
٢) أيجوز ضخّ فُقاعات الصابون في يوم السبت؟
ج. تحيّة وبعد،

الأمران جائزان.
تحيّاتي،

هيليل مايرز

س. بعد التحيّة،
أُريد أن أسأل عن أمرٍ يَهمُّني منذ زمن طويل، بحثته لتفادي الشكوك: أعلم يقينًا بوجود خالق للعالم، خلق هذا العالمَ بحكمة غير متناهية. أردت أن أسأل ”ماذا حدث“ أنّ الله تبارك، قرّر فجأة خلق العالم؟ وكما يقال ”من أين بدأ كلُّ شيء“؟ لا وجودَ لأيّ واقع ناجح ما عدا وجود خالِق للعالَم، ولكن بغية استكمال ”اللغز“ في فهمي بقي عندي هذا السؤال. الله فوق الزمن، كان هنا دومًا وعندها، فمن الغريب لي أن أفهم كيف بدأ كلّ شيء، على حين غِرّة؟ أعلم أن الله أراد أن يعطينا أجرًا بحقّ وليس منّة ولذلك أعطانا برحماته هذا الواقع، وثانيًا لماذا هو بدأ ذلك قبل ٢٠١٩ عامًا؟
شكرًا سلفًا.

ج. بعون الله، بعد التحيّة،
أرجو الاطّلاع على مقالتي ”هل لله تقدّس اسمه إرادة؟“، https://www.hidabroot.org/article/218147
ردًّا على سؤالك، لا زمن عند الله كما عندنا، وهو لا يتغيّر، وعليه فلا تبديلَ في إرادته، كما ورد في الآية ”مَن عمِل هذه الأعمال وخاطب الأجيال من البدء: أنا الربّ . أنا الأوّل والآخِر“ (إشعياء ٤١: ٤). منذ بدء الخليقة رأى الله آخرتَها، لأنّه بالنسبة له، لا وجودَ لهذا التقسيم: ماضٍ، حاضر ومستقبل، ”ألف سنة في عينيك! كيوم أمس الذي مضى، أو كهُنيهة من الليل“ (المزامير ٩٠: ٤). معنى ذلك، بالنسبة له، أنّ الله أراد دائمًا أن يخلُق العالم وحقًّا فعل، ولكن بالنسبة لنا تسير الأمور بتسلسل وَفق مستوى إدراكنا لسلسلة الأمكنة والأزمنة الكثيرة. كما أنّ الشرّ ينجُم عنِ النقصان، هكذا ينبُع الخير من الكمال. الله تبارك وتعالى، كامل، غير متناهٍ وعليه فهو خير تامّ؛ إرادة الخير هي لعمل الخير وهذه طبيعة من يملِك الكلّ، إغداق الخير العميم العظيم على الآخرين.

شبّه الكثير من الحُكماء هذا بالشمس المنيرة، التي يصل نورها حتّى الأرض، وتحظى المخلوقات بها وَفق درجاتها (الخُلْد لا يتمتّع مثل الإنسان بنور الشمس). وفي المقابل خلق الخير الإلهيّ المخلوقاتِ ويُحسن لها بدرجات مختلفة بحسب مقدرتها، حيث يقف الإنسان في رأس الهرم - لأنّه تلقّى حريّة الاختيار، لذلك من الممكن الإحسان له أكثر من أيّ مخلوق آخر.

لقد خلق الله تبارك وتعالى البشر من أجل إفادتهم، ولكي يكونوا مشابهين له وقريبين منه في الآخرة. وجاء في التوراة ”فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلق البشر، ذكرًا وأنثى خلقهم“ (سفر التكوين ١: ٢٧). الإنسان هو تاج الخليقة، ومن هذه الناحية نحن شبيهون لأبناء وبنات الله تبارك وتعالى ”أنتم أبناء الرب إلهكم“ (سفر التثنية ١٤: ١).

أفضل ما في الوجود هو السموّ الروحيّ، البطولة التي تتحقّق من خلال المحاولات ومحاربة الغريزة في الدنيا، وهذا شبيه بالرياضيّ الذي يحصُل على ميدالية بعد إحراز الفوز في مباراة عسيرة فقط. وهكذا فإنّ تجاربَنا واختياراتِنا في هذه الدنيا، معدّة للسموّ بنا ولإيصالنا لدرجة روحيّة عالية، حيث نكون فيها شبيهين بخالق العالم، وذلك بفضل اختياراتنا وأفعالنا.

إنّ الهدف من الحياة هو تحقيق إرادة خالق العالم، وذلك عن طريق إصلاح الصفات والتغلّب على شهواتنا، وهكذا ننمّي روحنا أكثر وأكثر، ونقرّبها من خالقها. وفي الآخرة، تكون الروح قريبةً من الله تعالى وتبارك في جنّة عدن، وَفقًا لقدسيّة ومستوى أفعالنا في الدنيا. والتوراة هي سِفر تعليمات الخالق، المرشد لنا بغية الحصول على هذه النعمة العظيمة، وكيفية تحقيق إرادة خالق العالم.
من أجل فهم هذه النقطة بجلاء، يُرجى الاطّلاع على هذا الجواب: http://www.hidabroot.org/he/article/109596
كما نوصي البحث في غوغل عن إضبارة باسم  שיחה גורלית/محادثة مصيريّة، تعالج ذلك بإسهاب.
تحيّاتي،
دانيئيل  بلاس



س. أتجوز صلاةُ منتعلةِ القَبْقاب في الكنيس، مع الشكر الجزيل.
ج. لا تجوز حتّى في البيت، إذ أنّكِ لن تظهري هكذا أمام رجل هامّ.
تحيّاتي،
هيليل مايرز

س. السلام عليك يا حضرة الراب.
نحن زوجان حريديّان/متزمّتان دينيًّا في سنّ الأربعين. رُزقنا بأربع بنات فاتنات، والآن أنا حامل ببنت خامسة. أردنا جدًا ابنًا، صلّينا لذلك في كلّ مكان ولدى الحاخامين، وقمنا بتجاربَ من أجل زيادة فُرص ولادة الابن (مثل الامتناع عن تناول منتوجات الألبان مدّة سنة). يُشار إلى أنّني حبِلت بعد عامين من الصلوات وبُشّرنا بابنة.
١) هل قمنا بفريضة ”أُنموا واكثروا“؟ (تكوين ١: ٢٨)
٢) نحن معنيان بمزيد من الأطفال، أنصلّي من أجل ابن أو من أجل جنين معافى وحَمْل؟
ج. تحيّة وبعد،
١) فريضة ”أُنموا واكثروا“ تسري فقط عند وجود ابن وابنة، ولذلك يتعيّن عليكما السعي من أجل إنجاب الابن.
النتيجة ليست بمقدورنا، ولكن السعي واجب بحسب التوراة، ما دام الأمر ممكنًا. بالتأكيد يجب أن تصلّيا من أجل الابن لتأدية فريضة ”أُنموا واكثروا“.
مع تمنياتي لصبي،
بنيامين شموئيلي


21
إنّنا مستمرّون ومستمرّات في نشر أصوات التعذيب في كلّ مكان،
 والعمل سويّة لتحقيق العدالة لهم.
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



مرحبًا أيّها الاصدقاء والصديقات ،

مضى شهر منذ أن نشرتِ اللجنة استئنافَها، أمامَ محكمة الجِنايات الدوليّة في لاهاي، طالبتْ فيه بالتحقيق مع المشتبَه بهم، ومحاكمة كلّ من صادق على تعذيب المعتقلين الفلسطينيّين، ومن قام بتنفيذ ذلك. بعد ذلك بوقت قصير، سافرتُ إلى لاهاي للقاء الكثير من المسؤولين والأقسام في المحكمة نفسها، ولأعرضَ عليهم عملَ لَجنة مناهضة التعذيب. شعرت بالسعادة، لأنّني وجدت أنّه حتّى في المحكمة، ثمّة اهتمام كبير بالخُطوة التي قمنا بها؛ انفتاح للسماع عن الموضوعات الجديدة، التي لم يفحصها طاقمُ التحقيق بعد؛ وحبّ استطلاع في التعرّف على منظّمات إسرائيليّة مثل اللجنة، وهي غير حاضرة، بشكل لافت بعد، في أروقة المحكمة. لقد لمستُ أيضًا اِهتمامًا عميقًا بشأن سلامة وأمن الضحايا الذين نمثّلهم، والذين وافقوا بشجاعة على ذكر أسمائهم عند توجّهنا للمحكمة.

مع شَراكتنا في التحالف الدوليّ FIDH [لفيدراليّة الدوليّة لحقوق الإنسان]، عقدنا حدثًا عامًّا في لاهاي، حيث التقينا بإعلاميّين ودبلوماسيّين وباحثين، واستعرضنا لهم وضع التعذيب في إسرائيل اليوم، ولماذا يتطلّب هذا الوضع في تقديرنا،  تدخّلَ المحكمة. وبطريقة جدّ مؤثّرة وغير متوقّعة، أرسل إلينا ضحيّتا التعذيب المذكورتيْن في الالتماس، مقاطعَ ڤيديو بشهادات شخصيّة، تحدّثوا فيها عن الصدمة (تراوْما) االشديدة التي أصابتهما في غُرف التحقيق، وعن أملهما في أن تنجح المحكمة في تحقيق العدالة ونشرها. عُرضتْ مقاطعُ الڤيديو هذه على المشاركين في الحدث، وتركت انطباعًا مؤثّرًا لدى جميع الحاضرين.

لا يخفى على أحد، أنّنا استعددنا لهذه المحكمة بجديّة تامّة، وانطلاقًا من الفرضيّة أنّ هذه الخطوة ستُواجَه بانتقادات لاذعة من قِبل جهات معارضة لعملنا. في غضون ذلك، كما هو معروف، تمّ حلّ الكنيست، لكنّنا نواصل العمل كالمعتاد وبنشاط تامّ  في تعزيز العدالة لعملائنا على المستوى الدوليّ، وفي تمثيل ضحايا التعذيب وعنف الشرطة أمام هيئات التحقيق، المحاكم ووزارات الحكومة في إسرائيل.

إنّي أدعوكم/أدعوكنّ للاطلاع على المزيد عن توجّه اللجنة لمحكمة العدل الدوليّة في لاهاي، في مقابلة أجريتُها مع أرييه چولان في كان/هنا على الشبكة ب (كان/هنا) ، وفي مقال موسّع في جيروزاليم بوست (هنا)، وبالطبع - وبخاصّة الآن - هُبّوا لدعم عمل اللجنة بالتبرّع المتجدّد أو لمرّة واحدة وذلك على موقعنا الآمن:
أريد أن أتبرّع لمحاربة التعذيب في إسرائيل.

بإخلاص،

تل شتاينر
المديرة التنفيذيّة
فيسبوك تويتر انستغرام
اللجنة العامّة لمناهضة التعذيب في إسرائيل

اللجنة العامّة ضدّ التعذيب في إسرائيل، هي منظّمة لحقوق الإنسان، تعمل منذ العام 1990 على القضاء على التعذيب في إسرائيل. إنّنا ندافع عمّن أُصيبوا في الاستجوابات والمظاهرات والاعتقالات والسجون وغيرها. ونقوم بتمثيل إسرائيّليين وفلسطينيّين ولاجئين ومهاجرين عانوا من التعذيب، المعاملة اللاإنسانية والقاسية أو المهينة من قِبل السلطات الإسرائيلية - جهاز الأمن العام، شرطة إسرائيل والجيش وغير ذلك. تفخر اللجنة بالدعم والتمويل الذي تتلقّاه من الأفراد والمؤسّسات والحكومات والهيئات المهنيّة. مصدر معظم التمويل من مؤسّسات سياسيّة خارجيّة. يمكن الاطلاع على مزيد من التفاصيل حول أنشطتنا على الموقع الإلكترونيّ.
وصلني الأصل العبريّ لعنواني الإلكترونيّ.
https://stoptorture.org.il



22
معطيات حول الإصدارات في إسرائيل لعام ٢٠١٩
ترجمة بتصرف وإعداد
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


نشرت المكتبة الوطنية والجامعية في القدس الغربية هذه المعطيات ومن أبرزها:

* سُجّل انخفاض ضئيل في عدد الكتب التي صدرت في العام الفائت مقارنة بالعام ٢٠١٨، ولكن لوحظ ارتفاع ملحوظ في إصدار دواوين شعر وكتب نثر باللغة الأصلية، ١٧٥٠ كتابًا في العام ٢٠١٩ مقابل ١٢٨٠ كتابًا في العام ٢٠١٨ (بزيادة ٤٧٠ كتابًا)؛ بالعبرية ١٢٧٤ كتابًا أي بزيادة ٥٢٪ مقارنة بالعام ٢٠١٨؛ عدد الكتب بالعربية ٥٣، بالإنچليزية ٢٧ وبالروسية ٢٦. وقد بلغ عدد كتب الشعر والنثر المترجمة إلى العبرية ٤٨٤ كتابًا مقارنة بـ ٤٤٠ كتابًا في العام ٢٠١٨. معظم ما تُرجم من الإنچليزية بواقع ٣٧٨ كتابًا فالفرنسية ٢٢.

* هذه أعداد الكتب التي صدرت في البلاد في السنوات الأربع الفائتة ٢٠١٦-٢٠١٩: ١١٢٨، ١٢٤٧، ١٢٨٠، ١٧٥٠.

* هنالك ارتفاع ملحوظ في إصدار كتب الإرشاد والهداية، ٤٨٪ أكثر من العام ٢٠١٨؛ ٤٠٩ كتب مقابل ٢٧٦ كتابًا في العام ٢٠١٨؛ جّل الارتفاع كان في الكتب التي تُعنى بالروحانيات وبتقوية الذات.

* انخفاض شديد في عدد الكتب البحثية ومن ضمنها الأدب الديني.

* لقد نُشر أكثرُ من أربعة وعشرين ألفًا وخمسمائة كتاب حول السِّيَر الشخصية منذ العام ١٩٤٨.

* أكثر الكتب شعبية في هذه السير تُعنى بحيوات الناجين من المحرقة،  ١٧٪؛ ضحايا جيش الدفاع الإسرائيلي وأعمال المقاومة (في الأصل: أعمال تخريبية)، ٩٪؛ فنانون وموسيقيون، ٨٪؛ أدباء وشعراء ٦٪؛ سير ذاتية لزعماء ٦٪، لسياسيين ولضبّاط كبار ٤٪ فقط.

* في دور النشر الخاصّة يلاحظ أنّ معظم السير الذاتية تدور حول الربّانين  والأدمورين (اختصار: سيّدنا، معلّمنا وربّينو)، ٣٤٪.

* نسبة الكتب حول النساء ارتفعت من ٩٪ في العام ١٩٥٠ من مجمل السير الذاتية لـ ١٨٪ فقط في العام ٢٠١٩.

* وصل عدد الكتب التي صدرت في العام ٢٠١٩ إلى  ٨٢٢٥ كتابًا مقابل ٨٥٧١ كتابًا في العام ٢٠١٨. هذا العدد لا يشمل أطروحات الدكتوراة والكتب الرقمية (الديچيتالية) والكتب المسجّلة والدوريات.

* يذكر أنّ ٩١٪ من الكتب المسجّلة في المكتبة الوطنية في العام ٢٠١٩ صدرت بالعبرية، فبالإنچليزية ٥٪. تحتل اللغة العربية المرتبة الأولى بنسبة ٢،٥٪ من مجمل ما صدر في العام الفائت بلغات غير العبرية، تليها الروسية ١٪. ومن ضمن اللغات السبع عشرة التي صدرت كتب فيها نذكر الصينية واليونانية والطاجيكية.
* بلغت نسبة مُجمل الكتب الصادرة في العام ٢٠١٩ باللغة العبرية ٣، ٨٥٪  مقابل ٦، ٨٥٪ في ٢٠١٩. وفي الكتب المترجمة تحتلّ الإنچليزية المرتبة الأولى بنسبة ٧، ٦٦٪  تليها الفرنسية ٥٪ فالألمانية ٦، ٣ ٪ فالإيطالية ٦، ١٪ فالإسبانية ٢، ١٪ . بلغ عدد اللغات المترجم منها إلى العبرية ٣٤ ومن تلك اللغات الأمهرية والكورية والسنسكريتية، في حين بلغ عدد الكتب العبرية التي نُقلت للغات أخرى ١٧٨.

* تنقسم الكتب المطبوعة في البلاد بهذا الشكل: ٥٥٪ كتب بحث ودراسة في شتّى الميادين، وفي هذا المجال سجّل انخفاض بواقع ١٠٪ مقارنة بالعام ٢٠١٨، وبالأرقام انخفض عدد ما صدر في العام ٢٠١٩ بألف كتاب مقارنة بما كان في العام ٢٠١٨، في العلوم اليهودية انخفاض بنسبة ١٢٪ وانخفاض آخر طرأ في موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفي السير الذاتية؛ ٣٦٪ أدب نثري؛ ٩٪ كتب تدريس وإرشاد. يذكر أنّه في أعقاب أزمة الكورونا طرأ تأخير في إرسال كتب الدراسة والأبحاث الصادرة في أواخر العام ٢٠١٩  للمكتبة الوطنية والجامعية في القدس الغربية.

* تتوزع إصدارات العام ٢٠١٩ بهذا النحو: العلوم الطبيعية ١٪؛ سير ذاتية ٣٪؛ فنون ٣٪؛ العلوم الإنسانية والاجتماعية ٤٪؛ كتب تدريس ٤٪؛ إرشاد وأوقات الفراغ ٥٪؛ أرض إسرائيل ودولة إسرائيل ١١٪؛ أولاد وشباب ١٦٪؛ نثر وشعر ٢٢٪ والعلوم اليهودية ٣١٪.

* في العام ٢٠١٩ وصل المكتبةَ الوطنية ١٢٤٥ كتابًا حول الأولاد والشباب، بزيادة ١٩٪ مقارنة بالعام السابق، نصيب الأسد ٩٢٪ بالعبرية، ٣،٨٪ بالإنچليزية، ٣،٣٪ بالعربية والباقي بالروسية والفرنسية والإيديش. قرابة الـ ٧٠٪ من كتب الأولاد هي بالعبرية مقارنة بـ ٦٥٪ في العام ٢٠١٨؛ ومعظم الكتب أي ٧٦٪ مترجمة عن الإنچليزية فالفرنسية ٩٪ فالألمانية ٥٪. وفي العام ٢٠١٨ صدر ٤٧ كتابًا للجيل المبكّر، كتب كرتونية والكثير منها كلاسيكي قرأها البالغون ويقرأونها للجيل الصاعد. وهنالك تصاعد ملحوظ منذ سنوات مضت في صدور كتب الخيال العلمي والفانتازيا ومعظمها منقول عن لغات أجنبية؛ أضف إلى ذلك صدور ثمانين كتابًا هزليًا (كاريكاتير) منها ٤٢ كتابًا معدًّا للأولاد الحريديم (المتزمتين دينيًّا).

* صدر في العام ٢٠١٩، ٣٣٦ كتابًا تعليميًّا لروضات الأطفال وللمرحلتين الابتدائية والثانوية وهنالك كتب لامتحانات البسيخومتري وإضبارات أخرى.

*  في مجال كتب الإرشاد/التوجيه ووأوقات الفراغ: هنا وبالرغم ممّا في الشبكة العنكبوتية من موادّ فما زالت تصدر الكتب الورقية وعددها ٤٠٩ في العام ٢٠١٩ بزيادة ٤٨٪ عن العام ٢٠١٨.  صدر في العام المنصرم على سبيل المثال ٤٠ كتابًا عن الطبخ، ٥١ كتابًا مرشدًا للرحلات أغلبها لخارج البلاد (هذا قبل فترة الكورونا)، ٧١ كتابًا عن الأبوّة، الجنس والشيخوخة؛ ٣٢ حول الإدارة المالية والاقتصادية السليمة إلخ. ويشار إلى أنّ أكبر عدد من الكتب في مجال الإرشاد كان حول المواضيع الروحانية والتقوية الذاتية - ١٥٢ كتابًا، وتضم هذه الكتب ما يتحدّث عن التفكير الإيجابي، السلام الداخلي، تقوية ذاتية، طرق نفسية مستمدّة من اليهودية والبوذية وما شابه ذلك.

*  هذه هي النسب في كتب الإرشاد المختلفة: طبخ، رحلات، وقت الفراغ والتقوية الذاتية للعام ٢٠١٩: الصحة ٦٪؛ الإدارة الاقتصادية الصحيحة ٨٪؛ أمور أخرى ١٠٪؛ كتب طبخ ١٠٪؛ كتب رحات ١٢٪؛ العائلة ١٧٪؛ تقوية شخصية وروحانية ٣٧٪.

*  الكتاب الرقمي: سعت المكتبة الوطنية جاهدة منذ عدّة سنوات من أجل جمع الكتب الرقمية، ففيها الآن  ١١٩٠ كتابًا إلكترونيًا ومنها ٤٦٣ كتابًا جديدًا من العام ٢٠١٩.
*  هنالك ٤٠٣ كتب مسجّلة صدرت في العام ٢٠١٩، ٨٠٪ منها بالللغة الأصلية، ٦١٪ منها معدّ للكبار و ٢٤٪ للشباب و ١٥٪ للصغار. ومن كتب البالغين حوالي ٨٪ نثر و٢٠٪ أبحاث.

*  يشيد مدير المكتبة الوطنية والجامعية  أورن ڤاينبرچ بالتعاون المثمر بين دور النشر والمكتبة وهذا يحسّن القدرة للدراسة وإتاحة المصادر للطالب وتقييمها.

* يُستشف من الإصدارات ارتفاع جوهري في إصدارات النثر والشعر، كتب الإرشاد وأوقات الفراغ وذلك بالرغم من توفّر جلّ ذلك على الشابكة.

* هنالك أكثر من أربعة وعشرين ألفًا وخمسمائة سيرة ذاتية صدرت في البلاد منذ العام ١٩٤٨ وحتى ٢٠١٩ وجميعها محفوظ بحسب القانون في المكتبة الوطنية. و ٨٤٪ من هذه الكتب مكتوب بالعبرية تليها الإنچليزية  فالروسية فالعربية. ويلاحظ منذ ثمانينات القرن العشرين انخفاض في السير الذاتيه بالإيديش وارتفاع بالروسية، أمّا الإنچليزية فقد ارتفعت من خمسة كتب فقط في العام ١٩٥٠ إلى أربعين كتابًا في العام ٢٠١٩. والجدير بالذكر أن سيرًا ذاتية بلغات مثل النرويجية والفارسية والأرمنية والأمهرية والدانماركية قد صدرت في البلاد (لا أدري لماذا لم تذكر العربية هنا!). والسير الذاتية منذ العام ١٩٥٠ ولغاية ٢٠١٩ قد كُتبت باللغات وبالنسب التالية: العبرية ٨٤٪؛ الإنچليزية ٦٪؛ الروسية ٤٪؛ العربية ٣٪؛ لغات أخرى ٣٪. ويلاحظ أنّ ٣٤٪ من السير الذاتية تعود لربانين/رجال دين يهود من تيارات مختلفة ابتداء من شخصيات تاريخية مثل الرمبام، موسى بن ميمون، وربّي يهوذا هليڤي فرجال الدين في القرون الأخيرة في كافّة أقطار المعمورة  فرجال دين معاصرين. ويحتلّ الحسيديم  نسبة ١٨٪ والقبالاه (التصوّف اليهودي) ٥٪. يذكر أن للمتدينين اليهود دور نشر كثيرة.

*  تتوزّع مواضيع السير الذاتية في الفترة ١٩٥٠-٢٠١٩ ونِسبُها على النحو التالي: الربّانون (رجال الدين) ٣٤٪؛ المحرقة ١٧٪؛ مواضيع أخرى ١٤٪؛ ضحايا جيش الدفاع الإسرائيلي والمصابون من جرّاء أعمال عدائية ٩٪؛ فنانون وموسيقيون ٨٪؛ كتّاب، شعراء وفلاسفة ٦٪؛ سياسيون وضبّاط كبار ٤٪؛ شخصيات من العالم ٤٪؛ آباء الصهيونية والاستيطان ٤٪.

المصدر:
https://www.nli.org.il/he/at-your-service/who-we-are/depositing/statistics/2019-book-week-report?_atscid=3_2269_205715102_9959616_0_Txtfdzfztfsh2pd2dh2&utm_source=activetrail&utm_medium=email&utm_campaign=tochen2july2020

23
حُسْني ٱلحفيد وحُسْني ٱلجدّ/سيدو، والمغلّف البنّيّ
Ḥusni the Grandson, Ḥusni the Grandfather/Sido
 and the Brown Envelope
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربيّة لما كتبه بالعبريّة الصديق السامريّ، حُسْني راضي الأمين صدقة، المولود في نابلس في العام 1946، والمقيم في مدينة حولون بالقرب من تل أبيب، في الدوريّة السامريّة أ. ب. - أخبار السامرة، في العددين 1369-1370، ص. 16–18، عمّا جرى له مع جدّه، أبي والدته، حُسْني (يِفِتْ) بن إبراهيم صدقة الصباحي المشهور بالكُنية سيدو، 1895–1982. سيدو خلّف ابنين وخمس بنات، وكان رئيس الطائفة السامريّة في إسرائيل، يافا فحولون، وربطته علاقة صداقة متينة بيتسحاك بن تسڤي (1884–1963, الرئيس  الثاني لدولة إسرائيل)، الذي سكن عنده في بيته في يافا إثر قدومه إلى فلسطين في العام 1907 وتعلّم العربيّة على يديه وبدأ اهتمامه بالسامريّن.

”ذاتَ يوم صافٍ، قرّرتُ أن أُبدِّل سيّارتي NSU الصغيرة بسيّارة أكبرَ بقليل، لأنّ عائلتي أخذت بالنماء، والحمد لله. دأبتُ على زيارة سيدو في بيته كلّ يوم بعد العمل، والمكوث عنده نصف ساعة وأحيانًا ساعة وأكثر. هذا كان روتينيًّا بالنسبة لي. حييتُ دومًا بشعور أنّني مَدين لهذا الرجل طَوالَ عمري، لما كان يرمز لي أكثر بكثير من مجرّد جدّ آخر، لما كلّ ما عمِله من أجلي في الحياة. إنّه أنقذني من الموت، عندما كنت طفلًا، وبفضله لم أُصَب بعاهة مدى الحياة، وذلك لعناده وإيمانه العظيم بعظمة الله.

في اليوم الذي بعتُ فيه سيّارتي، وابتعتُ مركبةً أكبر، لم يتسنَّ لي بسبب ذلك زيارةُ سيدو كالعادة. في اليوم التالي، حينما زرته ٱستقبلني قائلًا ”مبروك“! سمعتُ أنّك اشتريتَ سيّارة، وكلّفتك كذا وكذا، ذاكرًا بالضبط ثمن السيّارة. ذُهلتُ من معرفته كلّ التفاصيل، فلا أحدَ على عِلم بها سوى زوجتي ليلي، ووالدتي باتيه. وأردف سيدو مستفسرًا: من أين جلبتَ الفرق في السعر؟ بعتَ سيّارتك بكذا وكذا ودفعت كذا وكذا ذاكرًا أرقامًا دقيقة“. لقد ذُهلتُ حقًّا ممّا قاله. ظننتُ بيني وبين نفسي أنّ إحدى الامرأتين قد أخبرته، إلّا أنّهما أقسمتا بأنّهما لم تُفصحا عن شيء. وبعد أن ٱستعدتُ قواي قلتُ له: أنا أعمل ووفّرت قليلًا، وأبي وأمّي ساعداني؛ الحقّ يقال إنّ ما قلته غير صحيح. أجابني للتوّ: لا تقل لي إنّ أباك ساعدك فأنا أعلم أنّه غير قادر على ذلك، وكذلك أمّك القائمة بأعمال البيت.

في الواقع، حينَها أخذتُ قِرضًا من البنك بمبلغ غير يسير، وهو الفرق بين الثمنين. وعندها فاجأني، فقال لي بوضوح وحزْم، مشيرًا بإصبعه نحو الخِزانة في الغرفة: هنالك مغلّفٌ بنّيٌّ خذه واذهب“. لم أقبل بالطبع ووليتُ هاربًا من بيته.  في اليوم التالي، ذهبت إلى العمل حزينًا مكتئبا، كأنّي أهنتُ سيدو وهو بالنسبة لي شخصٌ خاصّ وليس أحد الناس، لأنّي لم آخذِ المال الذي عرضه عليّ. ولكنّي كنت مرتاحَ الضمير لأنّي اتّخذت الخطوة الصحيحة. في المساء، عُدتُ من العمل إلى البيت وزوجتي كانت في إجازة ولادة (ولادة الابن البكر تَمير). وعندما هممتُ وضع مفاتيح سيّارتي في جارور طاولتي، وإذا بمغلّف سُرعان ما تبيّن لي، بأنّه نفس المغلّف الذي أراد سيدو البارحةَ إعطاءه لي وهربت. توجّهتُ نحوَ زوجتي وسألتها، في ما إذا جاء أحدٌ لزيارتها خلال اليوم. أجابتني: سيدو فقط كان هنا. أتى ليرى الولد. سألتها: هل كنتِ معه طولَ الوقت؟ قطعًا، ردّت عليّ مضيفةً ”فقط عند منتصف جلوسه طلب أن أعدّ له فنجان قهوة، وهو حتّى جلس في مدخل المطبخ“. حضّرتُ له وهو غادر وحتّى في النهاية لم يشربِ القهوة.
سألتها: أتعرفينَ ماذا فعل عندما حضّرتِ القهوة؟ قالت لي: لاحظتُ وانتبهت أنّه لم يتحرّك من محلّه. إذن، قلت لها، إنّك لم تتابعيه وأوضحتُ لها بأنّ سيدو لا يشرب القهوة البتّةَ، ولذلك قام وذهب بدون أن يشرب. ناولتُ ليلي المغلّفَ البنّيّ الذي بداخله مبلغ لا يُستهان به وعَدّتِ المبلغ. قلتُ لها، هذا هو المغلّف الذي حدّثتُكِ عنه البارحةَ وكان في منزل سيدو.

ارتجفت زوجتي وقالت لي: لا يطيب لنا أن نأخذ منه، إذ ليس لديه، وها هو طاعن في السن ومن أين يجلب؟ خذِ المغلّف وأعده إلى نفس الجارور عنده في البيت، بدون أن يشعُر بذلك. وضعتُ المغلّف بجيبي، وصعدت كعادتي للزيارة اليوميّة. وحال دخولي من بوّابة الحديقة (كان ثمّة معبر ضيّق يؤدّي إلى فتحة الشرفة التي اعتاد الجلوس فيها). أوّل ما قال لي: لماذا جيبُك منتفخ؟ أجبتُ لا شيء! فقال لي فورًا، إذا أحضرتَ المغلّف الذي وضعته لك اليومَ في الجارور، فانصرف به من بيتي. تقدّم إليّ وصفعني صفعتين، وأنّبني بشدّة، وقد ذهب بعيدًا عندما قال: إن تُعِد لي المغلّفَ، فإنّي سأدع كلَّ أولادي وأحفادي يُقْسمون بألّا يسمحوا لك أن تراني يومَ موتي على وجه الأرض. هنا طفح الكيل بالنسبة لي، إذ كما أشرتُ سابقًا، كان سيدو بالنسبة لي الشخص والمثال الذي يُحتذى به في حياتي.

قلتُ له ولكن يا سيدو أنتَ …، لم يدعْنى أُكمل، بل أنزل عليّ صاعقة: لماذا أنتَ تساعدني دائمًا في كلّ شيء، في الحانوت، في البلديّة، بشركة الكهرباء وفي أُمور أُخرى؟ جاوبته: ولكن سيدو ما قيمة ما فعلته أنا من أجلك مقارنة بما فعلته أنت  وكرّستَ من أجلي؟ أنهى سيدو المحادثة قائلًا: اِمشِ في سبيلك قبل أن يحتدم غضبي! أطرقت رأسي وعدتُ إلى البيت لأحكي لزوجتي التي تابعت في الضغط عليّ، هذا لا يجوز، اِذهب وأعد المغلّف. قلت لها: إذا كنتِ بطلةً إلى هذا الحدّ، روحي أنت وأرجعيه، فلا مانع أو إشكال عندي. من المفروغ منه أنّها لم تذهب بعد أنِ ٱستمعت ما فعله فيّ، حينما أردت إعادة المغلّف. وعليه، في اليوم التالي، أخذتُ المبلغَ وسددت القَرْض البنكيّ الذي تسلّمته قبل يومين.

هذه القصّة برُمّتها أتت لتجسّد أكثر فأكثر، من كان حقًّا ذلك الرجل. كم كانت عظمتُه وفي الواقع أفضليّته على آخرين كثيرين. المالُ لم يلعبْ عنده أيَّ دور قطّ.


24

* ومن ناحية أخرى فإن السامريين لا يصلّون على الأموات أو من أجلهم في كل مناسبة كما يفعل اليهود. قال عمرام: نحن لا نصلي من أجلهم، ولا نصلي للأحياء أيضاً، نحن نصلي لله فقط.
* ومن الغريب أن نلاحظ أنه لا يوجد طائفة دينية أخرى تستخدم التوابيت غير السامريين. إنهم يفعلون ذلك تقليداً لما حدث مع أبيهم يوسف بعد موته (التكوين، 1: 26).
* ويُطلِق السامريون على المقبرة "بيت الموتى"، بينما يطلق اليهود بكل أقسامهم عليها "بيت الأحياء".
* ولعل أقدم الأماكن التي خصصت لدفن موتاهم (السامريون)، وفقاً لرواية عمرام، كانت عند أسفل سفح جبل عيبال، ليس بعيداً عن الطرف الشرقي من الوادي.
* من الصعب التمييز بين صلاحيات كل من الكاهن وراعي الطائفة أو إيجاد خط فاصل بينهما، إلا عندما يتعلق الأمر بالنطق بمباركة الكهنوت، وهذا من صلاحيات الكاهن وحده.
* وأما الأسماء التي يدعون بها الله؛ فهي: يهوه، إلوهيم، شاداي، وأدوناي. والأول هو الأكثر قداسة، يستخدمونه في معظم الأحيان، وعادة ما تبدأ رسائلهم بعبارة "باسم يهوه" -Beshem Jehovah-. (لا يذكر المؤلّف أنّ السامريّ لا يلفظ الاسم يهوه بل يقول شيما أي الاسم).
* الكاهن عمرام لفظ الكلمة שילה shalah, التكوين 49: 10، وسمع أن التاهب/المسيح سيأتي عام  1910.
* يؤمن السامريون بشدة بالحياة الأخرى.
* ومن الجدير بالذكر أن كنيسهم الحالي ليس قديماً، وأما السابق فيعود تاريخه إلى ما قبل العصر المسيحي، وكان، كما قيل لنا، مبنياً ببراعة وإتقان، وقبل 470 سنة صادره المسلمون منهم، وحوَّلوه إلى مسجد.
* وأثناء الصلاة يكون الوضع العام هو الجلوس على الأرض؛ نوع من القرفصاء. المسيحيون المحليون يقفون أثناء الخدمة الإلهية، باستثناء عدد قليل من البروتستانت الذين يتصرفون مثل السامريين عندما يجتمعون للصلاة.
* وخلال بعض أجزاء الصلاة يقف المصلون السامريون جميعاً، وفي أجزاء أخرى يسجدون نحو المذبح، ويمارسون عادة السجود في احتفالاتهم أيضاً. وأما اليهود فلا يسجدون أبداً إلا في يوم الغفران.
* خلال أداء الصلوات في الكنيس السامري يبقى المصلون معتمرين غطاء الرأس؛ فالرأس المكشوف وفق تقديرهم يشير إلى عدم إظهار الاحترام، كما أنهم لا يسمحون لأي زائر غريب بخلع قبعته أثناء تواجده في الكنيس، وفي هذا يتفقون مع اليهود، ومع جميع السكان المحليين الأصليين.
* وبالإضافة إلى ذلك، أخبرني عمرام أنه استحدث عادة لقراءة التوراة كلها مرة واحدة في الشهر.
*  أما لغة الطقوس فهي العبرية القديمة، ولكنها تبدو كلغة ميتة، لأن المصلين لا يفهمون ما يسمعون، ما عدا الكاهن ورجال الدين المقربين وواحد أو اثنين من الحضور.
* وأما طابع طقوسهم فغريب جداً، ولكنه أكثر احتشاماً ولياقة مما هو متبع لدى المسلمين واليهود والمسيحيين، باستثناء بعض البروتستانت. ولم أر قط خلال العبادة الجماعية السامرية مشاهد عنيفة أو همجية كالتي شاهدتها في أماكن عبادة أخرى.
* فقد اقترحت مرة على عمرام أن القراءة البطيئة والأسلوب الأكثر هدوءاً ستكون مفيدة ومجدية أكثر. فأجاب أن الجماعة، وبعد أن اعتادت على هذه الطريقة؛ فمن الصعب إقناعها بأخرى.
* كان "شيوخ إسرائيل السبعون" قد ألفوا سبعين لحناً في زمن موسى، وفقا للرواية السامرية، وقيل لنا أيضاً أن هؤلاء كلهم كانوا موسيقيين.
* السامريون لا يقحمون الخدم والمساعدين من ديانات أخرى للقيام بأي عمل يخالف قدسية السبت، وأما اليهود فلديهم ما يعرف بالأغيار -Goim- يتخذونهم من غير اليهود، لإشعال النار وإيقاد الشموع (الخروج، 35: 3).
 ففي أحد أيام السبت تلقيت رسائل من أصدقائي في القدس، ومنها واحدة لعمرام، فسلمتها له في ختام خدمة الصباح، ولم يتمكن من فتحها بسبب السبت، وعندما فتحت له؛ قام بقراءتها.
* والفكرة العظيمة المتمثلة في المحافظة على حرمة السبت هي أن يظلوا هادئين، وعلى السامري التزام الطاعة مهما كانت العواقب، حتى لو سرق اللصوص أغنامه، أو شبّت النار في بيته أو تعرضت حياته للخطر. بمعنى آخر؛ لا يجرؤ على التصرف بأي شكل من الأشكال من أجل الدفاع عن نفسه أو عن ممتلكاته.
* ولم أتمكن من معرفة إن كان لديهم طبق مميز بعينه ليوم السبت. ومن ناحية أخرى؛ لا يقلد السامريون طقوس اليهود في احتفالات كيدوش-Kidush- وهبدَلاه -Havdalah- وتوابعهما عندما يدخل السبت.
* آخر هذه الجداول المكتوبة كانت قد أُرسلت بواسطة سلامة، والد الكاهن الحالي في عام 1820م، إلى إخوانه المفترضين في أوروبا. إن طريقة الحساب السامرية بحد ذاتها مثيرة للفضول والاهتمام، وسأضيف إلى صفحات هذا الكتاب عينة منها، كتبها الكاهن السامري بنفسه.
* ومن الضرورة أن نعلم أن السامريين كاليهود؛ لديهم نوعان من السنوات، نوع مدني وآخر كنسي ديني. النوع الأول يبدأ مع شهر تشري، والثاني مع نيسان. ويتم تنظيم جميع الأحداث المرتبطة بشئون الحياة العامة وتوفيقها زمنياً بناء على التقويم السنوي المدني، وأما الأحداث والمناسبات الدينية فيربطونها بالتقويم السنوي الكنسي الديني.
* كان المسلمون قد منعوهم من إقامة الفصح على قمة الجبل لما يقرب من أربعين عاماً، فأقاموه في الحي الخاص بهم، في المدينة، إلى أن استعادوا حقهم في الصعود إليه منذ عشرين عاماً خلت، بوساطة السيد فِن -Mr. Finn-القنصل الإنكليزي في القدس.
* في وقت مبكر من صباح اليوم الرابع عشر، يغلق جميع أبناء الطائفة، مع بعض الاستثناءات القليلة، مساكنهم ويتسلقون جبل جرزيم، وينصبون خيامهم على قمته بشكل دائري، استعداداً للاحتفال بأكبر مناسبة قومية.
* وخلال إقامتي في نابلس في بداية عام 1860م، تلقيت دعوة من عمرام كاهن الطائفة السامرية لقضاء أيام الفصح في خيمته الخاصة. وبعد أن مكثت سبعة أيام في القدس، حضرت خلالها احتفالات المسيحيين بعيد الفصح؛ عدت إلى نابلس في الوقت المناسب لأشهده مع السامريين، وفي العام المذكور صادف حلول العيد يوم السبت، فكان لا بد من البدء بطقوسه يوم الجمعة الذي وافق الرابع من أيار. وهذا ما دفعهم إلى تقديم الإجراءات ساعة أقل من المعتاد حتى يتسنى لهم الانتهاء قبل دخول السبت.
* منع تصوير الاحتفال بعيد القربان.
* فتحت أقدامي توجد آثار المعبد الشهير المهدم، وعلى يساري، إلى الجنوب؛ الطريق، المكون من الدرجات السبع، الذي طرد منه آدم من الجنة. وإلى الجنوب قليلاً؛ المكان الذي عرض فيه إسحق للذبح. وبالقرب منه باتجاه الغرب كانت صخرة قدس الأقداس. وبالضبط، بالقرب من الحائط الذي وقفت بجواره، إلى الشمال الغربي منه، أحجار يوشع بن نون المشهورة.
* الفرن/حفرة الفسح عمقها ستة أقدام تقريبًا وقطرها ثلاثة.
* عدد المحتفلين البالغين الذكور 48 وعدد الخراف ستّة.
* النساء والأطفال الصغار بقوا في الخيام.
* وحينها (أي بعد نحر الأضاحي) قام الشبان بغمس أصابعهم في الدم وبدأوا يضعون جزءاً منه على جباه الأطفال وأنوفهم، ثم وضع الدم على جباه بعض الإناث وأنوفهن؛ أما الذكور البالغون فلا.
* وأزيلت أرجل الحملان الأمامية اليمنى التي تخص الكاهن، ووُضعت مع الأحشاء الداخلية فوق النار، وأضيف إليها الملح، وأُحرقت. وأما الكبد فتمت إعادته بعناية. ثم قاموا بإزالة أوتار عراقيب الحملان، ورشوا الملح في جوف كل منها. وبذلك تكون جاهزة للشيِّ.
* فنحاس بن إسحق تولّى توزيع اللحم المشويّ على المحتفلين. وطريقة تناوله مذكورة في سفر الخروج 12: 11. وفي أقل من عشر دقائق نفذ كل شيء ولم يبق سوى العظم والقليل من الفتات، التي نشطوا في جمعها، وفُحصت المنطقة بعناية، فالتقطت كل كسرة خبز أو بقية من طعام بالإضافة إلى العظام، وألقيت كلها في نار داخل حفرة أعدت لهذا الغرض: "وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ" (الخروج، 12: 10).
* الخبز المستخدم في هذا العيد يطلق عليه السامريون: ماسات -Masat-، ويلفظونها بالعبرية: ماتسوث -Matsuth- وهو مطابق تماماً للماتسوث اليهودي، إلا أنه أكبر قليلاً، ومن أجل المزيد حول هذا الموضوع؛ يجب أن أحيل القارىء إلى كتابي "اليهود البريطانيون".
* السامريون مثل اليهود المتشددين يعلقون بعض الكعك في منازلهم حتى عيد الفصح التالي، بهدف الحماية وطرد السحر والشياطين، ومن أجل جلب البركة للبيت والأسرة.
* وفي اليوم التاسع (من الشهر السابع)، قبل ساعتين من غروب الشمس، يتطهر الجميع، ذكوراً وإناثاً، بمياه جارية نظيفة؛ وبعد ذلك يتناولون الوجبة الأخيرة قبل الصوم الكبير، وعملية التطهر هذه يجب أن تتم على الأقل قبل نصف ساعة من غروب شمس ذلك اليوم. وبعد الانتهاء من الوجبة؛ يبدأ الصيام الأكبر والأكثر صرامة حتى بعد انقضاء نصف ساعة من غروب شمس اليوم التالي، وبذلك يكونوا قد صاموا بشكل جماعي خمسة وعشرين ساعة (اُنظر سفر اللاويين 23: 27-32).
* وخلال فترة الصيام المذكورة (يوم الغفران)، لا يُسمح للرجل أو المرأة أو الطفل، ولا حتى المرضى أو الرضع، بتذوق أي كسرة خبز أو قطرة ماء، ولا يُسمح بأي تساهل، مهما كان تافهًا؛ صيام صارم جداً، وحتى الدواء ممنوع. وقبل حوالي نصف ساعة من غروب الشمس يجتمعون في الكنيس، حيث تبدأ الطقوس الدينية الخاصة بذلك اليوم ليوم واحد، ويتم أداؤها دون انقطاع في ظلام دامس طوال الليل، تتلى خلالها أسفار موسى الخمسة، إلى جانب الصلوات والأدعية التي تتم قراءتها بما يتناسب مع هذه المناسبة. وتتكرر هذه النصوص الدينية التوراتية من قبل الكاهن عمرام وابن أخيه بالتناوب، وأحياناً من قبل شخص آخر من المصلين. وتجدر الإشارة أن هذين المسئولين على دراية جيدة بطقوس المناسبة، وأنهما قادران على تلاوة التوراة عن ظهر قلب…
* وفي صباح اليوم التالي يخرجون في موكب لزيارة مقابر بعض أنبيائهم، ويقومون هناك بقراءة أجزاء من التوراة. وبعد عودتهم عند الظهر، يتم استئناف الطقوس في الكنيس كما كان من قبل. وعندما تقترب من نهايتها تقام أعظم المراسم لهذا اليوم، وذلك من خلال عرض الدَّرْج: اللفافة القديمة التي يؤمنون أن كاتبها هو أبيشوع (أڤيشع) الحفيد الأكبر لهارون.
* وبذلك تكون جميع طقوس يوم الغفران-Kibburim- المملة قد انتهت، وهنا يمكن أن نضيف أن المحتفلين يستخدمون العكازات ليميلوا عليها أجسامهم للاستراحة، وكذلك يفعل مسيحيو الشرق.
* في يوم الحادي عشر أي في الغد من يوم الكفارة، يبدأون ببناء المظال، التي يجب أن تكون جاهزة في صباح يوم الرابع عشر، ويجب أن تُنصب في الهواء الطلق، ولهذا الغرض يتم بناء ساحات لها. لم أتعلم طريقة بنائها، ولا الطريقة التي يستخدمون بها أربعة أنواع من الأغصان (اللاويون 23:  40، 42-43، ).
* في شهر شابات -Shabat- يحيي السامريون عيد فوريم أو بوريم -Porim-. أما اليهود فيحتفلون به في الرابع عشر من شهر آدار -Adar- إحياءً لليوم الذي أنقدت فيه الملكة اليهودية إستير -Esther- يهود فارس من المؤامرة التي دبرها زوجها لذبحهم. وكلمة بوريم تعني "جزء" أو "نصيب"، ولكن السامريين يحتفلون به في الشهر السابق، وتحديداً في السبوتات الثلاثة الأواخر من الشهر، ليس لخلاص اليهود على يد إستير، وإنما إحياء لذكرى الخروج من مصر بقيادة موسى. ولدى السامريين طقوس في هذا اليوم تستمر ست ساعات، تضم استعراضاً لتاريخ الحدث كما هو مسجل في التوراة، مع الصلاة، وترانيم البركات والأناشيد. والهدف من هذا العيد هو أن يكون إحياءً تذكارياً لمهمة موسى الكريمة والظروف المرتبطة بها. وهذا العيد غير إجباري كما قال الكاهن، الذي بدوره يسميه عيد الفرح.
* ويعد جبل جرزيم قِبلة السامريين الأولى والوحيدة في العالم. فمثلما يولي اليهودي في جميع أنحاء العالم وجهه في الصلاة شطر جبل الهيكل في القدس؛ كذلك يفعل السامري تجاه جريزيم، الذي هو جبل هيكلهم. ولا شيء يمكن أن يُعطي فكرة أفضل عن التقدير الكبير الذي يكنونه لهذا الجبل المقدس من الأسماء المختلفة التي يسمونه بها، وعددها ثلاثة عشر اسماً. وسوف اسميها كما وردت على لسان عمرام: …
* يُعدُّ أهالي نابلس أكثر أهل فلسطين المسلمين تعصباً وشراً، وما زاد الطين بلة؛ السياسة السيئة التي تنتهجها الحكومة المحلية تجاه شعبها، منذ عصور.
* ومن أهم العائلات المحلية التي نشطت في التنافس فيما بينها على الزعامة؛ عبد الهادي وجرّار وريّان وطوقان، فحققت نجاحات متفاوتة، ما خلق جواً من التوتر، وأبقى المنطقة في حالة صراع وحرب وسفك للدماء. فسجلت الفترة الواقعة بين 1805 و1842م إجراء ما لا يقل عن ثلاثة عشر تغييراً للحكام، ما جعل منطقة جبل نابلس تضطرم بالصراعات والمؤامرات لفترات طويلة، فأضر ذلك كثيراً الوضع المعيشي للسكان، وبخاصة إذا ما علمنا أن كل تغيير كان يرافقه رشاوى ثقيلة، مما سيجعل الحاكم الجديد مضطراً لسد العجز في موارد خزينته من خلال فرض ضرائب باهظة على السكان.
* كان السامريون من أكثر الناس معاناة واضطهاداً على يد المسلمين في ظل الأوضاع المذكورة، لأسباب سياسية ودينية.
* وفي عام 1841م، تعرضوا لشتى أنواع التنكيل، ولم ينقذهم من محنتهم سوى الإعلان الذي أصدره الحاخام اليهودي الأكبر في القدس. وسأقدم القصة كاملة كما رواها أحدهم: قبل العام المذكور بقليل، كانت أرملة سامرية قد تعرضت للخداع من قبل بعض المسلمين المؤثرين، فاعتنقت الإسلام. وكان لديها ابناً وابنة بقيا يعيشان عند السامريين، فقرر العلماء المسلمون أن عليهما اتباع دين أمهما واعتناق الإسلام، إلا أن حاكم المدينة لم يوافق على هذا الإكراه، وعارضه بشدة. فغضب العلماء منه بسبب معارضته لهذا الأمر الديني، ما أدى إلى إحداث مزيد من الفوضى، فاستغل محمود عبد الهادي، عمّ الحاكم، هذا الأمر وذهب إلى دمشق بحجة السعي لإصلاح الأمر، وهناك، عن طريق الرشوة والتضليل، حصل على مرسوم يمنحه الحق في الحكم، ما أدى إلى عزل ابن أخيه. وعند وصول محمود إلى نابلس؛ أخبره العلماء أنه لن يحظى بتأييدهم ورضاهم ما لم يعمل تطهير المدينة من الديانة السامرية، وطلبوا منه أن يقوم قبل ذلك بإكراه ابني الأرملة السامرية على اعتناق الإسلام. فرضخ الحاكم الجديد لمطالبهم، ونجح في حمل الصبي، ذي الأربعة عشر عاماً، على اعتناق الإسلام، بعد أن سجنه لمدة أسبوعين، تعرض خلالها للتهديدات والجلد المتكرر، كما أُجبر على تغيير اسمه من إسحق إلى محمد، وهو معروف الآن في جميع أنحاء جبل نابلس باسم محمد بن أسعد. أما أخته فماتت بسبب الخوف والتعذيب. وبعد إسلامه، تجمع العلماء وتآمروا على قتل جميع أبناء الطائفة السامرية ما لم يعتنقوا الإسلام. ومن قبيل الصدفة أن سامرياً اسمه مبارك كان من بين الحضور، فانزعج مما سمع، وأخذت نفسه تسوله بإبلاغ إخوانه، ولكن المسلمين هددوه وأجبروه على اعتناق الإسلام، ثم حملوه على ظهور الخيل وطافوا به أرجاء المدينة ابتهاجاً، وصاروا ينادون على أبناء الطائفة يدعونهم للإسلام. فشعر السامريون بالخوف، ما دفعهم إلى الاختباء، وهرب البعض من المدينة.
* ومن الجدير بالذكر أن السامريين، خلال السنوات الأربعين الأخيرة، سُحقوا تقريباً بسبب بربرية عبد الهادي وموسى بيك، ما اضطرهم للسعي مراراً لطلب حماية فرنسا وبريطانيا؛… عمد الباب العالي إلى إسناد مهمة حكم المدينة لحاكم تركي عام 1855م، فتحسنت أحوال السامريين.
* (تفيد المخطوطة المكتوبة عام 1772 بقلم أحمد أفندي التي يملكها د. لي Lee: عمائم السمرة يجب أن تكون مصنوعة من مواد خشنة غليظة وملابسهم كذلك؛ منع السامريون من ركوب الخيول والاقتصار على الحمير بدون سروج وفي ظروف ملحّة فقط وعند مرورهم بمسجد عليهم الترجل وأُجبروا على تعليق أحذيتهم القديمة على أكتافهم وبها أجراس؛ لا يسمح للسامريّ برفع بنائه أعلى من بناء المسلم الجار وبالأصل لا يسمح للسامريّ مجاورة المسلم.
لا بد لي من الإضافة هنا أن عدداً قليلاً من السامريين يمارس بعض الحرف اليدوية، ولكن أغلبيتهم تجار، يتاجرون بسلع مختلفة، وهم كطائفة؛ فقراء نسبياً، ومضطهدين.
* لغات السامريين ثلاث؛ يستخدمون العربية والسامرية في واجباتهم الاجتماعية الداخلية، والعبرية في طقوسهم الدينية، وأما لغتهم المحكية خارج مجتمعهم فهي اللغة العربية.
* النسخة السامرية وكذلك اليهودية انبثقتا من المخطوط الأصلي الذي كتب بخط موسى، وأما اختلافهما فسببه أعمال التنقيح التي جرت على المخطوط من جانب كل من اليهود والسامريين، وبمعنى آخر؛ فإن النسخة الأصلية هي ذاتها.  وما أوردناه باختصار هو الرواية غير السامرية، أما هم أنفسهم فيقدمون رواية مختلفة للغاية، كما سنرى. خلال إقامتي بينهم في عام 1860م، أعار لي الكاهن نسخة من أسفار موسى الخمسة، وأعتقد أن مثل هذه النسخ لا يتم إعطاؤها لأحد من خارج مجتمعهم إلا بإذن وتصريح رسميين، باستثناء واحدة أُرسلت إلى إخوانهم المفترضين بواسطة هنتنغتون-Huntington- مكتوبة على ورق شرقي، على شكل كتاب ينقسم إلى مجلدين؛ الأول يحتوي على سفر التكوين والخروج، والثاني يحتوي على اللاويين والعدد والتثنية.
 فالنسخة السامرية ليست خالية تماماً من الحركات، إذ أنها تحتوي عدداً قليلاً منها، وبخاصة: النقطة، وهي الأكثر شيوعاً، توضع بعد كل كلمة، ولا يتم حذفها إلا في نهاية السطر. ومن الحركات الأخر: الشَّرطة الصغيرة توضع فوق الحروف، والتي لديها غير دلالة واحدة، وذلك من أجل تمييز الكلمات المتشابهة حرفاً، المختلفة لفظاً. على سبيل المثال: אֶל وتعني إلى، to or at، أما אל بشرطة فوق الألف؛ فتعني: الرب. وأحيانا توضع الشرطة فوق التاء في את لتكون بديلاً عن الهاء אתה، ومن الحركات الأخرى: نقطتان رأسيتان بينهما خط، توضع للإشارة إلى ترقيم معين أو تشكيل ما، وهذه شائعة بكثرة. لا توجد قاعدة على ما يبدو في اختيار هذه الإشارات، بل تعتمد على خيال الكاتب، حيث نجدها مختلفة في نسخ عديدة.
*  لكن الميزة الخاصة التي يراعي السامريون التقيد بها، أن يبدأوا المخطوطات على الصفحة الداخلية وليس على ظهرها من الخارج بأي حال من الأحول، ويلتزمون بهذه القاعدة بدقة وصرامة لا متناهية، وتتم مراعاة هذه القاعدة على هذا النحو في النسخ المطبوعة أيضاً، إن كان بوسعهم طباعتها.
* وأما النسخة السامرية فتسمي الأسفار: الكتاب الأول، الكتاب الثاني، وهكذا. ولكن من الأهمية بمكان أن نضع في اعتبارنا أن الفكرة الأصلية والفعلية للكتابة هي، أنه كتاب واحد فقط، وثيقة واحدة، ولا يوجد في العقل السامري أي وجود لخمسة كتب منفصلة، بل قانون إلهي واحد اسمه التوراة.
* ومن الجدير بالذكر أن النسخة السامرية تختلف عن العبرية في أكثر من ألفي حالة، وأن "السبعونية" تتفق مع النصوص السامرية.
 * وكانت ملفوفة (درج أڤيشع) بغطاء الساتان الأحمر، المزين بالنقوش السامرية المطرزة بأحرف من ذهب. وعندما أزال الغطاء وجدت أن اللفافة كانت محفوظة في علبة فضية أسطوانية، وتُفتح إلى دفتين، بينهما ما يشبه المفاصل، بحيث يتم عرض عمود كامل للقراءة. وحينها استأنفنا النظر إلى اللفافة القديمة مرة أخرى، وكانت الكتابات على العمود المكشوف مطموسة، غير ظاهرة، بسبب قيام الناس عبر الأزمنة المتعاقبة بلمسه وتقبيله. فطلبت من يعقوب السماح لي بفكها وعرضها، فوافق؛ وحينها قمت بإعداد بعض الملاحظات، ومضمونها كما يأتي: (الرق قديم جدا، طول العمود 13 إنشًا والعرض 7،5 إنش،  الكتابة صغيرة إلى حد ما، في كل عمود من 70 إلى 72 سطرًا، في اللفافة 110 أعمدة، التشقيل في سفر التثنية داخل ثلاثة أعمدة، اللفافة مهترئة وممزقة في العديد من المواضع، مصححة في مواضع، ثلثا النصّ الأصلي لا يزال مقروءا.
* وأخيراً؛ النسخة العربية، التي كتبها أبو سعيد في مصر في حوالي عام 1000م.
* لا يمكن أبداً مقارنة أدب السامريين، في أزهى أيامه، مع أدب اليهود؛ فالسامريون، نسبياً، مجتمع صغير، لم يقدم كثيراً للمسيرة الأدبية.
* وفي خضم حملات الاضطهاد التي تعرضوا لها خلال القرون الأولى من العصر المسيحي، وخاصة في ظل نظام  كومودوس -Commodus- الفاسد والقاسي؛ فقد تم تدمير معظم كتبهم. ثم أضاف الحكم الإسلامي لفلسطين والبلدان المحيطة المزيد من الدمار، مما جعلهم عاجزين عن استعادة نشاطهم السابق. وعلى الرغم من ذلك؛ ظهر بينهم عدد من المؤلفين، ولكنهم فضلاً عن ندرتهم؛ لم يكونوا يتمتعون بنفس القدرات التي كانت للقدامى من أسلافهم الحكماء.
* أخبرني الكاهن الحالي أنه خالٍ من روح الانتقام الشخصية تجاه اليهود، مع أنهم، كما يقول، ملعونون منذ أيام رئيسهم إيلي، ولهذا؛ فمن المحظور، من الناحية القانونية، التزاوج والأكل والتعامل معهم.

25
  ماذا كتب السير تشارلز وارن عن زيارته القصيرة للسامريّين
 قبل قرن ونصف تقريبًا، ومُلْحَق اقتباسات ممّا كتبه ج. ميلز
قبل ذلك بعشرين عامًا

What Did Sir Charles Warren Write about his Short Visit
  to the Samaritans about a Century and a Half Ago, and an Appendix of Quotations from J. Mills Twenty Years before that

מה כתב האדון צ’ארלז וארֶן אודות ביקורו הקצר אצל
השומרונים לפני מאה וחמשים שנה בערך ונספח של ציטטות
ממה שכתב ג’ מילז עשרים שנה לפני כן

Haseeb Shehadeh
Helsinki University




Charles Warren, Underground Jerusalem: An Account of some of the Principal Difficulties Encountered  in its Exploration and the Results Obtained. With a Narrative of: An Expedition through the Jordan Valley and a Visit to the Samaritans. London: Richard Bentley and Son, 1876 (594 pp.).
تشارلز وارين ، القدس تحت الأرض: سرْد لبعض الصعوبات الرئيسيّة التي تمّت مواجهتها في استكشافها والنتائج التي تمّ الحصول عليها. مع سرد: رحلة استكشافيّة عبر وادي الأردن وزيارة السامريّين. لندن: ريتشارد بنتلي وابنه ، 1876 (594 صفحة).

لا شكّ أنّ الكثيرين من السامريّين، لا سيّما الكبار في السنّ، قد سمِعوا الاسم الأجنبيّ، وارن، الوارد في بعض القِصص الشعبيّة السامريّة، وما أكثرها (اُنظر: בנימים צדקה, אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים, חלק א’. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים –חולון –2021، ص. 181-185; 224-226; 275-281; 289-292; 303-312; חלק ב’ עמ’ 340-336، 463–466. بخصوص ترجمة عربيّة لتلك القِصص، اِبحث في محرّكات البحث عن عُنوان القصّة بالعربيّة واسم المترجم حسيب شحادة). ولكن ذلك الاسم هو (1919-1847) Edward Kirk Warren، وهو رجُل صناعة، ومخترع أمريكيّ ثريّ، تعرّف على السامريّين في فلسطين في العام 1903، وقدّم لهم مساعداتٍ مثل شِراء خيام السيوان لإيوائهم، خلال أيّام عيد القُربان/الفِسْح على جبل جريزيم، وشراء ماكنات خياطة لتعليم البنات، وفتح مدرسة لهم، للبنين والبنات. وثمّة مجموعة من المخطوطات السامريّة، التي كانت بحوزته، وهي الآن محفوظة في أمريكا (اُنظر: https://www.israelite-samaritans.com/samaritan-manuscripts/).

لكن الحديث هنا، يدور عن وارن آخرَ، إنّه جِنِرال، وعالِم آثار، ورسّام خرائط بريطانيّ (1840-1927)، كان من أوائل الأوروبيّين الذين أجْروا حفريّاتٍ في مِنطقة الحرم الشريف في القدس. وهو من مؤسّسي ”صُندوق استكشاف فلسطين“- (PEF) Palestine Exploration Fund- الشهير بدوريّته العلميّة العام 1865، وكان من أبرز الأعضاء في الصندوق، الكولونيل وعالم الآثار والدبلوماسيّ والكاتب البريطانيّ،  لورنس العرب، Thomas Edward Lawrence, 1888-1935. كما كان السير تشالرز وارن هذا، عضوًا في اللجنة التنفيذيّة للصندوق منذ العام 1871 وحتّى وفاته. دافع وارن عن الاستيطان اليهوديّ في فلسطين [اُنظر كتابه: The Land of Promise: Or,  Turkey’s Guarantee, 1875] ورأى أنّ فلسطين بحدودها الطبيعيّة تستطيع ٱستيعاب 15 مليون نسمة، إذا اُستغلّت مواردُها كما يجب. وهنالك كتاب عن حياة وارن هذا:
W. W. Williams (1941), The Life of the General Sir Charles Warren.

في الكتاب ذي العلاقة هنا،  ”القدس تحت الأرض… “ المذكور تحت العُنوان أعلاه، والمتاح بالمجّان على الشبكة العنكبوتيّة، فصل قصير نسبيٍّا، ص. 206-235، عن زيارة السير رتشاردز وارِن للطائفة السامريّة في نابلس، في خلال الفترة الممتدّة من 16 نيسان إلى 22 منه من العام 1876. في ما يلي، خلاصة لما ورد في هذه الصفحات عن السامريّين.

يلي ذلك ملحق ضمّنته اِقتباساتٍ مختارة من الكتاب:
John Mills, Three Months’s Residence at Nablus, and an Account of the Modern Samaritans. London, 1864.
جون إدوارد ميلز (1812-1873)، اِهتمّ بالموسيقى، وعمل مبشِّرًا ليهود لندن، وزار فلسطين مرّتين لتحسين أدائه التبشيريّ لدى الميثوديّين الويلزيّين الكالڤينيّين. له إضافة للكتاب المذكور: يهود بريطانيون، لندن، 1858 و فلسطين باللغة الويلزيّة/الويلشيّة، 1858.
كنتُ قد قرأت هذا الكتاب في بدايات سبعينيّات القرن العشرين، خلال إعدادي لأُطروحة الدكتوراة في الجامعة العبريّة بإرشاد المرحوم البروفيسور زئيڤ بن حاييم (1907–2013)، ولكنه الآن متوفّر بترجمة عربيّة ومُتاح بالمجّان على الشبكة العنكبوتيّة.
ثلاثة أشهر في نابلس، الطائفة السامريّة عن قرب، جون ميلز، ترجمة الدكتور عامر أحمد القبَّج. قسم التاريخ/ كليّة العلوم الإنسانيّة، جامعة النجاح الوطنيّة. نابلس- فلسطين. شؤون الدراسات العليا والبحث العلميّ في جامعة الأقصى-غزّة - فلسطين،/ عمّان: دار دجلة ناشرون وموزعون 2020.

جون ميلز زار نابلس في العامين 1855 و 1860(قبل وارن بعشرين سنة تقريبًا) ومكث فيها ثلاثة أشهر، سكن في بيت عبدالله أبو دهود ورافقه شاب مترجم، على ما يظهر، باسم يوحنا ودأب، كما صرّح،  على الاجتماع بالكاهن الأكبر آنذاك سلامة بن غزال المتوفّى عام 1857 ومن ثمّ بابنه عمران بن سلامة يوميّا، كما التقى كثيرًا بيعقوب بن هارون بن سلامة بن غزال الكاهن، الخازن  وراعي الطائفة. ويعقوب هذا هو الذي أرى جون ملز درج أبيشع على عجل، عندما كان عمّه الكاهن الأكبر عمران في زيارة للقدس، وهو الذي أعدّ ملبّيًا طلب عمّه قائمةً بأسماء ثلاثة وثلاثين كتابًا في حوزة الكهنة وقدّمها لميلز. ذكر فيها بناء على طلب ميلز: العنوان، المؤلِّف، اللغة، التاريخ والموضوع. يشار لوقوع أخطاء واضحة في هذه القائمة مثل القول بأنّ كتاب الكافي ليوسف العسكري يعود إلى القرن السابع ميلادي إلخ. الجدير بالذكر أنّ ما وُضع بين قوسين () هو إضافة منّي؛ ويلاحظ اهتمام ميلز بمقارنة ما سمعه ورآه بما هو وارد في الكتاب المقدّس وأحال القارىء إلى ذلك.
إنّي على استعداد لأرسال نسخة إلكترونيّة من هذه الترجمة لكل من يطلبها منّي على العنوان:
Haseeb.Shehadeh@Helsinki.Fi


يستهلّ وارن حديثه بعِبارة مقتبسة من الشاعر البريطانيّ المعروف، جون مِلْتون (John Milton 1608-1674)، مفادها ”دخان على جريزيم، أُضحيتي“ - Smokes on Gerizim my sacrifice-. ثم يكتب وارن في بداية زيارته، اليوم السادس عشر من شهر نيسان من العام 1876, أنّه بدأ بالاستعداد لها، بالرغم من حالته الصِّحّيّة السيّئة جدّا، إلّا أنّه قرّر أن يُلبّيَ دعوة صديقه السامريّ، يعقوب الشلبي -Yacoob esh Shellaby- الناطق باسم الطائفة. كما تلقّى وارن معلوماتٍ قيّمةً من صديقه الألمانيّ البروتستنتيّ (لا يذكر اسمه)، الذي كان مدير مدرسة، والذي لم يكن على علاقة حسنة مع يعقوب المذكور، ولم يعرف من السامريّين سوى الكاهن عمران، ونعت نابلس بالمكان المتزمّت.

بلغ عدد سكّان نابلس المسلمين آونتَها، في العام 1876، عشرة آلاف، وعدد المسيحيّين، الأرثوذكس واللاتين والبروتستنت، خمسمائة وعدد اليهود مئتان، وعدد السامريّين مائة وخمسون. مارست الأكثريّة التعصّب الأعمى بدون أن تتعرّض لعقاب. نابلس أكثر مدن سوريا الكبرى تعصّبًا، ولا يعرف وارن سبب ذلك، أهو المناخ أم دم السكّان. لكلّ سكّان جبل إفرايم روح عنيفة عائبة، إنّهم ليسوا راضين عن أيّ شيء، وهم بخِلاف سائر سكّان فلسطين، بمثابة مصدر لإثارة المشاكل للحكومة التركيّة، التي كانت تسعى لتطويق عاداتهم ولكن بدون نتيجة. ولكن وجود السامريّين في نابلس، يجعلها مثيرةً جدًا للاهتمام.  وقبل سنوات قليلة كان لهؤلاء الناس الغريبين بؤر استيطانيّة في دمشق ومدن أخرى في سوريا، ولكنّ الاضطهاد والعوز، أو عوامل طبيعيّة، جعلتهم يتضاءلون ويجتمعون تحت جبلهم المقدّس في نابلس.

 وهم يختلفون في لباسهم وفي مظهرهم عن الآخرين، إذ أنّهم يغطّون الرأس بقُماش كتّان أحمر - red linen cloth- (المقصود، الطربوش لتمييزهم عن الآخرين). والمسلمون -Saracens- يلبَسون الطربوش الأبيض، والرجال المسيحيّون الساكنون في البلاد  يلبسون الطربوش الأزرق الهنديّ، ولليهود الطربوش الأصفر.  هذا ما وجد مكتوبًا في القرن الرابع عشر، وهو موجود حتّى اليوم: الطربوش الأحمر أو  البنيّ للسامريّين باستثناء وقت الصلاة. بنيامين التطيلي اليهودي (ت. 1173 م.) الذي زار هذه المنطقة المثيرة للاهتمام، كتب أنّ في نابلس مائة من الكوتيين الذين يؤمنون بالتوراة فقط، واسمهم السامريون. لديم كهنة متحدّرون من هارون ويسمّونهم Aaronim، وهم يقرّبون الأضاحي في كُنُسهم على جبل جريزيم، كما ورد في التوراة، ويدّعون بأنّه الهيكل المقدّس. وفي عيد الفسح والأعياد، يقدّمون القرابين على المذبح الذي بَنَوْه على الجبل من الحِجارة التي جمعها بنو إسرائيل بعد عُبورهم نهر الأردن. يذكر الكاتب وارن هنا، رأيَ المؤرّخ اليهوديّ، فلاڤيوس يوسيفوس، (ت. 100م.) ورواية سِفر الملوك الثاني  17: 24-28 حول أصل السامريّين، إنّهم كوتيّون من كوت في العراق، أُرسلوا لاستبدال سبط إفرايم، الذي نقل إلى بلاد ما بين النهرين.

إنّ أتباع إبراهيم، السُّمَرة، عادوا لتقديم القُربان على جبل جريزيم، بعد أن منعهمُ المسلمون مدّة أربعين سنة وذلك بجهود السيّد Finn القنصل الإنچليزيّ (James Finn,1846-1862،  ساعد السامريّين، مثل الرجوع عام 1852 والاحتفال بعيد القربان). نصب السامريّون الخيام على جبل جريزيم وكذلك السير وارن ورفاقه (لا يُفصح عنهم) في خِيام مجاورة. مرض وارن في الحلْق.

إنّ مدينة نابلس كانت منذ القِدم مدينة المياه، يذكر أن (النبي) محمّد Mahomet، أحبّ هذه المدينة أكثر من أيّة مدينة أخرى.  Mejr-ed-din (مجير الدين الحنبلي العليمي؟) يقول بأن السُّمَرة سَمّوا نابلس بالقدس-El-Kuds- نابلس بقعة محبّبة في فلسطين، إذ فيها فقط  تجري المياه بغزارة في كلّ فصول السنة. فيها ينابيع، أهي 33 أو 83 متدفّقة دوما (جون ميلز في كتابه المذكور آنفًا يذكر ما يقرب من 30 إلى 40 ينبوعا). موقع نابلس رائع، بين جبليْن عيبال في الشمال،  وجريزيم في الجنوب. وقبر يوسف يبعد عن بئر يعقوب حوالي نصف ميل (حوالي 804,5 م). الأوّل تحت عيبال، والآخر تحت جريزيم. (اُنظر يوحنا 4: 5). بئر يعقوب كانت بحاجة للتنظيف.

بخصوص قبر يوسف، فإنّ التقليد الاسلاميّ يقول إِنّه في الخليل. قيل الكثير عن الجبلين، عيبال المقفر وجريزيم الخصب، ولكن في الواقع، ثمّة فرق بسيط بينهما، السفوح الجنوبيّة لكليهما جرداء، في حين أنّ الجهة الشماليّة لكليهما مُثمرة.  هنالك طريقان يؤديان إلى جريزيم، جبل البركة. يرتفع جبل جريزيم 3000 قدم  (914 م.) عن سطح البحر (في الأصل ocean،  المحيط). أُجريت حفريّات على الجبل في العام 1866 من قِبل Major Wilson و Captain Anderson. يذكر قِبْلة السمرة- Kibleh- وهي عبارة عن صخرة طبيعيّة على الجبل. يذكر مكان كنيسة يوسْتِنْيان المثمّنة، ذات ثماني زوايا وأضلاع، وإلى الغرب من القلعة تقوم الاثنا عشر حجرًا التي وضعها، كما يعتقد السامريّون،  يهوشع الملك، ولكن بالنسبة للعين الأوروبيّة فإنّها تبدو كأنّها جزء من الصخور الطبيعية. لا سِفْرَ للسُّمَرة بعد سِفْر يهوشع الذي كان نبيّا، كاهنًا وملكًا، بالنسبة للسمرة. هيكل القدس عبارة عن  أُسطورة/myth. وفي الجهة الجنوبيّة للصخرة المقدّسة، يوجد تجويف،  ويسمّيه السمرة قُدْس الأقداس، وإلي الجنوب من هناك مكان تقديم إبراهيم لابنه إسحاق. جبل السامريّين المبارك. في هذه المنطقة، قدّم إبراهيمُ إسحقَ، التقى ملكي تسيدك بإبراهيم وتسلّموا عشوره. هنا حلمَ يعقوب حُلْمه، وسمّى المكان بيت إيل، ولكن اسم تلك المدينة كان لوز. وهنا كان المذبح الذي أقامه يعقوب بعد رجوعه من فدان أرام، وسمّاه إيل إلوهي يسرائيل. يكتب وارن اللفظة ”مقدّس“ هكذا: Makdas (بقلب القاف كافًا). مع مثل هذا التبجيل لجبلهم، ومثل هذا الازدراء لليهود لدرجة أنّهم يسخرون منهم، لأنّهم لم يتركوا نظامًا منتظمًا للكهنوت، فهل يمكن أن نتساءل عمَّا إذا كان يجب أن تظل روح التنافس القديمة موجودة بين الناس؟ حتّى الآن، بعد تعرّضهم للضرب، والإحباط، وتضاؤل عددهم، لا يزالون يحتفظون بضراوة بأنفسهم ويحتقرون الآخرين.
                                               
Dean Stanley (Arthur Penrhyn Stanley, 1815-1881، عميد كهنة وِستْمِنستر ومؤرّخ لتاريخ الكنيسة، أحد مؤسسي PEF المذكورة آنفًا) وصف السامريّين، كما كتب تشارلز وارن، بدون إحالة لمصدر:

يتميّزون بفراستهم/ بخصائصهم  (physiognomy) النبيلة ومظهرهم الفخم عن جميع فروع عِرق بني إسرائيل الأخرى. ولكنّه يعقّب على ذلك بقوله: لن أقول هذا، لم آخذ هذا الانطباع. بتخرقش راسي/مخّي بالعامّيّة -this did not strike me-  باستثناء واحد وهو يعقوب الوسيم (يعقوب يوسف صدقة الشلبي الدنفي المولود في العام 1829، كان أوّل سامريّ سافر إلى الغرب، إنچلترا في العام 1854 وعاد إلى نابلس في خريف العام 1856. ويعقوب هذا كان قد ساعد جورج چروڤ عام 1861 على رؤية درج أبيشع. الجدير بالذكر، أنّ السيّدة ماري إليزا روجرز، 1828-1910، في كتابها المعروف Domestic Life in Palestine الصادر بطبعته الأولى العام 1862 كتبت: الرجال السامريون وسام عادة، طوال القامة، معافون وأذكياء، الذين يعرفون القراءة والكتابة قلائل جدّا. اُنظر https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=583903 )، أي يعقوب الشلبيّ آنف الذكر، فإنّ السامريّين يتمتّعون بمظهر متوسّط عاديّ، حسّي، منعكسٌ  جيّدًا في صورتنا، ”وليس لديهم الهواء الحر لليهود“  أي: لا حريّة، انفتاح وثقة بالنفس، وربّما بقسط ما من نبل الشخصيّة، فهم ليسوا عبيدًا أو خدّامًا لأحد، -and have not the free air of the Jews-، سواء كانوا سفارديم أو أشكناز: ومع ذلك، نادرًا ما يكون من العدل مقارنتهم (أي السامريّين) بأبناء الجنس العبريّ، الذين كانوا منذ مئات السنين في المنفى خارج فلسطين (وارن لا يذكر أنّ السامريّين هم من بني إسرائيل، من ٱبني يوسف-إفرايم ومنشه- ولاوي، فهو أتى بما ورد في سفْر الملوك الثاني 17: 24، بخصوص أصلهم). بحسب رأيه يجب مقارنتهم بـالمسيحيّين الأصليّين وبمسلمي المدينة والفلّاحين والبدو، فإنّهم لا يتحلّون بأيّة خصائص متفوّقة، فهم عاديّون. هناك رجال ونساء وسيمون/جميلات بشكل لافت للنظر، بين السكّان الأصليّين في فلسطين. ووارن لم يرَ أحدًا كأولئك بين السامريّين.

قبل وصول وارن لنابلس، حدث انقسام بين السامريّين. لقد تمّ الاتّفاق على أن تضحّي العائلات بأغنامها بشكل منفرد، وأن تأكل لحم عيد الفسْح في المنزل، أو بمفردها، كما يفعل اليهود في الوقت الحاضر، كما فعل السامريّون قبل حوالي ثلاثين عامًا، عندما تمّ منعهم من تقديم الأضحية على الجبل. يبدو أنّه في عيد الفسح السابق، أخذ بعض الرجال، أكثر جشعًا من الباقين، أكثر من نصيبهم من العيد، واعتقد آخرون أنهّم تعرّضوا للخداع. كان يعقوب الشلبي يأمل أن يستفيد ماديًّا من زيارة وارن هذه لطائفته، إلّا أنّه واجه الكثير من المتاعب مع أفراد الأطراف المتضرّرة، وأقنعهم مرّة أخرى بالالتقاء كأُسرة سعيدة على قمّة الجبل المقدّس. كانوا على الجبل، في خيام متقاربة، باستثناء اثنتين، حيث تواجدت فيهما بعض النساء لأسباب دينيّة.
في الثامن عشر من نيسان سنة 1876، الموافق لليوم الرابع عشر من شهر الربيع، حلَّ قربان الفسح. تجمّع على الجبل حوالي خمسة وأربعين سامريًّا مُسنًا وشابًا باللباس الأبيض، أما النساء فبقين في الخيام. الكاهن كان يقرأ من توراة  قديمة جدّا ولكنّها مجلّدة وشبيهة بتلك التي اقتنتها السيدة Ducat (لا علم لي بهذه المعلومة ولا بهذه السيّدة). عمق الفرن/الحفرة ستّة أقدام والقطر ثلاثة أقدام وأشعلوا فيه/ا حطبَا أخضر، سبعة خِراف، وبضعة جزّارين يلّوحون بسكاكينهم، يُلقون الخِراف على الجانب، وخلال ثوانٍ قليلة يتمّ النحر، ويُرشّ الدم على جبين الأولاد.

بعد منتصف الليل بالضبط سُمع صُراخ، يعلن أنّ العيد جاهز، والرائحة المنبعثة من فوهة الحفرة /pit لم تكن جيّدة/طيّبة/سائغة. حتّى هذه المرحلة، كلُّ شيء مرّ على ما يرام. فجأة، شيطان الجشع استولى عليهم، واندلع خصام شديد حول تقسيم اللحم، وسُرعان ما تلاشت روح الإيمان. تدخّل يعقوب (الشلبي) وعمران وفضّا الخلاف مؤقّتا لتفادي الفضيحة أمام عيون الأجانب. وكلّ واحد أخذ حصّته على عَجَل.

بعد عودته للقدس التقى السير تشارلز وارن بالدكتور روزين (Georg F. W. Rosen 1821-1891، قنصل بروسيا في القدس) الباحث المعروف عن الشرق، وسأله عن المخطوط الذي أعطاه إياه يعقوب الشلبي وكلّفه خمس ليرات إسترلينيّة، ولم يكن الشلبي راضيًا عن هذا، إذا توقّع قبض خمسين ليرة.

اليوم الحادي والعشرون من نيسان العام 1876، كان اليوم الأخير للسير وارن على الجبل. في اليوم التالي رحل مع رفاقه/مرافقيه من الجبل للغور، وكانت مئات من الحشرات، أبو مقصّ/ earwig تغصّ في الملابس. ويذكر السير وارن بأنّ يعقوب (الشلبي) جاء إليه إلى الخيمة فأعطاه خمسمائة قرش/بياستر مقابل ما أحضر له ولمرافقيه من طعام. ألحّ يعقوب على تقبيل يد المانح. كما التقى وارن برؤساء السمرة، وأعطاهم خمسمائة قرش/پياستر أيضا لما صوّر، وأعطى عمرام والكاهن الشاب مائة قرش/پياستر.

وأخيرًا، يشير السير وارن بأنّ تحضير القهوة البدويّة استغرق ساعة. قُدِّمت القهوة بفناجينَ صغيرة حتّى نصفها، إذ لا يجوز ملأ الفنجان لشخصٍ ذي رتبة كالفرانك، إذ تملأ الفناجين للرعاة فقط.

الملحق

ثلاثة أشهر في نابلس، الطائفة السامريّة عن قرب، جون ميلز، ترجمة الدكتور عامر أحمد القبَّج. قسم التاريخ/ كليّة العلوم الإنسانيّة، جامعة النجاح الوطنيّة. نابلس- فلسطين. شؤون الدراسات العليا والبحث العلميّ في جامعة الأقصى-غزّة - فلسطين،/ عمّان: دار دجلة ناشرون وموزعون 2020.

العرب

* عدد السكان ثمانية إلى عشرة آلاف، 9400 مسلمون والمسيحيون 500 أو 600، السامريون 151 واليهود 100.
* تعصب أعمى. عِمامة زرقاء للكاهن المسيحي.
*  ولكن طريقة التقبيل الخاصة بهم غريبة؛ إنهم لا يقبلون الشفاه أبداً، كما يفعل الأوروبيون، بل الخدين والكتفين فقط. يقبّل أولاً الخد الأيمن، ثم الأيسر، وقد يكتفون بذلك ولا يقبّلون الأكتاف، وإذا قبّلوا الأكتاف فيقبّلون الأيمن ثم الأيسر أيضًا، مثلما فعلوا في العصور القديمة (التكوين، 33: 4؛ 45: 14، 15؛ لوقا، 15: 20).
* المسلمون، بشكل عام، لا يقومون بتوجيه التحية لأي شخص أو عناقه ما لم يكن مسلماً وأخًا في الإيمان.
* عندما يدخل الكاهن أو القسّيس؛ يقبِّل جميعُ الأطفال الحاضرين ظهر يده، وكذلك يفعل بعض البالغين في الكنيسة أو في أي مكان.
* ربما لا يوجد أشخاص أكثر مراعاةً لعلامات التميُّز ولا أكثر حرصاً على الحصول عليها من العرب. يبدو أن عطش التباهي العبثي متأصل بعمق في طبيعتهم.
* ومما شاهدته أن الناس هنا من أكثر الشعوب شغفاً بالتدخين وأشدهم شراسة في تعاطيه؛ لقد رأيت أكثر من اثني عشر مدخناً يتعاطونه سوياً في الغرفة نفسها. وكان بعضهم مدمنًا على تعاطيه لدرجة أنهم لا ينفصلون عن أنابيبهم إلا عندما يأوون إلى الفراش.
* وبعد حفلة الأرجيلة يأتي دور القهوة، فالعرب مغرمون جداً بها، إذ يشرب الواحد منهم عدة أكواب في اليوم، وتعد القهوة دليلاً على كرم الضيافة تجاه الزائرين، وإذا أراد المضيف إهانة زائره وتجاهله؛ فإنه يمتنع عن تقديمها له. وبعد أن ينتهي الفرد من الشرب يعيد الفنجان، وخلال ذلك يميل رأسه قليلاً ويلمس جبهته بيده اليمنى ويُحيي المُضيف، فيقوم المضيف بدوره بنفس الحركات.
* ما أشعل غضبه (الزوج) أكثر، فشتمها (زوجته) وأمها وأصدقاءها وأقاربها، كما يفعل العرب. وثمة سمة غريبة جداً للشخصية العربية، لم أكن قد لاحظتها من قبل: مقاطعتهم لبعضهم خلال الكلام، علاوة على الصراخ والفوضى والاندفاع العاطفي.
* لعل من الأمور الشائعة لدى العرب؛ الإسراع في الزواج بعد وفاة الزوجة، وعدم الانتظار، وبخاصة إذا ما توفرت العوامل والظروف التي تنسجم مع الأعراف والتقاليد الشعبية.
* ولم ينكر محاورونا اتِّسام العرب بجملة من الرذائل والمثالب، ولكن اعترافهم بوجودها لا يأتي بهدف إبداء الأسف عليها أو من أجل عقد العزم على تجاوزها والإقلاع عنها؛ وإنما من أجل تبريرها والتنصل من المسؤولية عنها.

* ولكن العرب تفوقوا على غيرهم في حُبه (أي المال) وعبادته. ومن أجل الحصول عليه دون جهد كبير؛ يلجأ العربي إلى التوسل، والكذب، وقد يفعل أي شيء، وكل شيء، من أجله. ولا تتلألأ عيون اليهودي أو غير اليهودي بصورة أكثر سطوعاً؛ إلا عندما يحصل على قطعة النقد المعبودة. أَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" (الرسالة الأولى إلى ثيموثاوس، 6: 10).
* حب المال، الكذب، الخداع وعدم النزاهة، (المزامير 12: 2)، غياب الورع والتقوى، ممارسة عادة الشتم، قسوة ووحشية.
* صديق يهودي، حاخام في القدس، حدثني يوماً عن الحالة الأخلاقية لمجتمعه، فقال: سأخبركم بحالتنا في بضع كلمات، نحن نعيش اليوم حالة مشابهة لما كانت عليه أوضاع أجدادنا أيام إرميا: لا يوجد ثقة بين الناس، ولا يثق الأخ حتى بأخيه، والافتراءات بين الناس هي سيدة الموقف، وكذلك الخداع والكذب. وبذلك يكون قد أعطى صورة واضحة عن الحالة المجتمعية التي نعيش.
* والعربي بارع أيضاً في إخفاء مشاعره.
* ويمكن القول أن العربي يعامل فرسه بلطف ورقة أفضل مما يعامل زوجته وأهل بيته.
* وعلى الرغم من كل ما ذكر؛ فإن العرب يملكون بعض صفات الوفاء والرجولة والشهامة، مختلطة مع شخصيتهم بطريقة غريبة. وهذه الصفات والشمائل غير موجودة لدى كثير من الأشخاص ممن ينتمون إلى نفس الطبقة في أوروبا. فعندما تحوز ثقتهم، فإنهم يظهرون الكثير من اللطف وكرم الضيافة. كما لا يمكن لأحد إنكار رجاحة عقلهم، وفي هذا فإنهم يمثلون أنموذجاً يُحتذى. وكما قال غيريوس مزبر: سيصبح العرب شعباً محترماً عندما يشاء الله أن يمنحهم طبيعة أفضل.

السامريّون

* ويعتقد السامريون أنهم الوحيدون من أبناء إسرائيل الأنقياء وغير المختلطين، وينحدرون من نسل يوسف الصديق وأبنائه، …  يحاول السامريون البرهنة على أنهم الممثلون الحقيقيون الوحيدون لبني إسرائيل الذين دخلوا فلسطين بقيادة يوشع بن نون، وأن عائلة كاهنهم الحالي يقع نسبها في سلسلة غير منقطعة تصل إلى هارون؛ أول كاهن للأمة.
* السامريون يعيشون في نابلس فقط، على غرار الغيتو.
* كان عدد السامريين في العام 1855 مائة وخمسين فردا تابعين لأربعين عائلة. وبعد خمس سنوات لم يزدادوا إلا بشخص واحد.
* وإذا ما انتقلنا للحديث عن الشخصية السامرية؛ أشير أنني عايشت عرباً ويهوداً في المنطقة؛ ولكني لم أجد أحداً يمكن مقارنته بهم، إذ يتسم السامريون بالنبل، ويتميزون عن غيرهم بصفات شخصية فسيولوجية خاصة: طول القامة وشموخها، وبجبهة مستقيمة وعالية، وجبين كامل ممتلئ، وعيون كبيرة على شكل حبات اللوز، وأنف معقوف، وفم كبير إلى حد ما، وذقن حسن الخلقة، مع استثناءات قليلة.
* المسؤولون السامريّون: سلامة بن طابيه (غزال)، كاهن الربّ العليّ في نابلس، كما وقّع إلى جانب اسمه، زاول استحضار الأرواح والسحر، أضمر عداوة وحقدًا تجاه يعقوب الشلبي؛ عمرام بن سلامة المولود عام 1816 تزوج ثانية لإنجاب ذكر يخلفه وتم له ذلك. دأب ملز بالجلوس مع عمرام يوميًّا بضع ساعات؛ لقد كان الأفضل من بين جميع السكان الأصليين الذين التقيت بهم على اختلاف عقائدهم، باستثناء اثنين أو ثلاثة كانوا متأثرين بشدة بالحقائق الإيمانية الإنجيلية. وسأحتفظ لهذا الكاهن بكل آيات الشكر والاحترام، لأنني مدين له بكل المعلومات التي حصلت عليها حول الطائفة السامرية؛ يعقوب بن هارون ابن أخ عمرام.
* وتجدر الإشارة هنا أنه لا يوجد في العالم شعبٌ أكثر اهتماماً بموضوع النسل وشغفاً به من شعب فلسطين. وهذا ليس بجديد؛ فمسألة إنجاب الأطفال لم تزل تستحوذ على اهتمامه العاطفي والفطري منذ أقدم العصور. فهكذا كانت حنة -Hannah-في قديم الزمان (صموئيل الأول، 1: 5-6).
* التمييز بين الذكر والأنثى شائع في الشرق.
* ومن أهم الأيام التي تجلب الحظ الحسن لدى السامريين؛ يوم الخميس، وهو اليوم الوحيد الذي يحددونه للخطبة.
* اللغة العبرية القديمة الأصلية، وهي لغة لسانها غير معروف سوى لعدد قليل جداً من الناس.
* الطلاق ممنوع لدى السامريين، بعكس جيرانهم اليهود والمسلمين، ليس بسبب النظرة المجتمعية لقدسية رابطة العلاقة الزوجية، ولكن السبب يكمن في المقام الأول بندرة الإناث.
* يعقوب شلبي، الذي تحدثنا عنه، حيث قام السامريون بمنح عروسه خلال وجوده في إنجلترا لشخص آخر، وذلك بسبب سلوكه المخزي خلال سفارته كرسول لهم إلى إنجلترا.
* لا حليتساه عند السامريّين، أي زواج شقيق الزوج المتوفّى من أرملته.
* وأما بخصوص موضوع الطهارة؛ فهناك سبعة أشياء تنجس، أربعة تخص كلا الجنسين، وثلاثة تقتصر على الجنس الأنثوي: أولاً: الجِماع . ثانياً: الاحتلام الليلي، أي وقوع الجنابة بدون فعل جنسي حقيقي. ثالثاً: لمس جسد الميت. رابعاً: لمس الطيور غير النظيفة، ورباعيات الأرجل والزواحف. خامساً: الدورة الشهرية، وتبقى المرأة نجسة سبعة أيام. سادساً: الأنثى خلال النزف -Haemorrhage- إذا ما استمر بعد انقضاء أيام الدورة الشهرية لأكثر من سبعة أيام. سابعاً: الولادة، وتبقى الأم نجسة لمدة واحد وأربعين يوماً إذا كان الطفل ذكراً، وإذا كانت أنثى؛ لمدة ثمانين يوماً.
* صلاة السامريّ الصباحية كالعادة بالعبريّة القديمة طويلة ومملّة وهي قبل الطعام، الشرب أو التدخين. وهذه العبرية مقدّسة عند السامريّ والقِبلة نحو جبل جرزيم. والسامريون لا يميزون بين الذكور والإناث في صلاة الصبح كما يفعل اليهود. الفرق الوحيد بين الجنسين لدى السامريين هو أن صلاة الإناث أقصر قليلاً من الذكور.
* عندما يجلس السامريون لتناول الطعام تُعلن البركة، أي النعمة والشكر، قبل تناوله؛ ويشكرون الله مرة أخرى عند الانتهاء منه، وهذا الواجب يقع على عاتق ربّ الأسرة تمشياً مع شريعة موسى وسنّته.
* ويحرص السامريون على إعداد طعامهم بأنفسهم، لأنهم لا يأكلون أي طعام مطبوخ خارج بيوتهم، ولا يأكلون طعاماً أعده اليهود أو الوثنيون.
* وبعد خروج الروح تبدأ على الفور طقوس غسل الميت وتطهيره بعناية بالماء النظيف، على يد أشخاص من نفس الطائفة، مكلفين بهذه الخدمة؛ ويعتمد اليهود الطقوس نفسها، كما لا يستأجر الطرفان مسلمين أو مسيحيين لهذا الغرض. وبعد تغسيل الميت تقرأ آيات من الكتاب المقدس حتى الآية 1 من سفر العدد، إصحاح 30.

26
إطلالة على اللغة الفِنْلَنْدِيّة
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


مقدّمة

يعود أصل الفنلنديّين، إلى شعوب كانت تقطن بين أنهار الڤولغا وأوكا وكاما، الواقعة اليوم في روسيا. جاء أوّل السكّان إلى فنلندا في الألف السابع ق.م.، وكانوا عبارة عن أقوام وقبائل متعدّدة، ومنها أسلاف الشعب السامي الحالي Sámi/Saami أو اللابيّون، Lapps/Laplanders. ربّما كان الأوائل صيّادين، دخلوا البلاد في الصيف أوّلًا، وبمرور الوقت وتدريجيًّا، بدؤوا بالمكوث فيها في فصل الشتاء أيضًا. ويظهر أنّ وفرة أصناف التوت في الغابات، كانت ركيزة قُوتهم. وهنالك مجموعة سكّانيّة أُخرى من جهة الجنوب الشرق، قدمت إلى فنلندا في الألف االرابع ق.م. ومن المحتمل أنّهم  كانوا من الناطقين بلغة فِنّو-أوچريّة وقد يكونوا ذوي صلة بأسلاف فنلنديّي اليوم، إن لم يكونوا في الواقع المجموعة ذاتها. وبعد ذلك، حصلت هجرات من جهة الجنوب الغربي ومن أوروبا المركزيّة، وجرى ذلك في غضون الألف الأوّل ق.م. فنلندا كانت دائمًا بلدًا شماليًّا صغيرًا بين الشرق والغرب، ويمكن القول إنّ تاريخ هذا البلد عبارة عن قصّة الطرق التجاريّة، صدام الثقافات/الحضارات والعيش بجِوار جاريْن عظيمين. والإنسان سكن فنلندا منذ العصر الجليديّ، حوالي سنة 8800 ق.م.، وعليه سكن الأوائل بالقرب من الممرّات المائيّة. والجدير بالذكر أنّ أقدم مدينة فنلنديّة Turku الواقعة في غرب فنلندا، معناها ”مكان تجارة“.

بعض الكلمات الفنلنديّة المستخدمة حتّى اليوم، تعود إلى 4000 عام، ولا عِلم لنا بمكان وزمان اللغة المكتوبة، إلّا أنّ أقدم كتابة فنلنديّة، ربّما تعويذة، معروفة، يرجع تاريخُها إلى القرن الثاني عشر الميلادي، والمكان نوفغورود في روسيا. اللغة الفنلنديّة تركيبيّة/إلصاقيّة (agglutinative) مثل اليابانيّة والتركيّة والسواحيليّة والكوريّة والأمازيغيّة، أي أنّ معظم الكلمات مكوّنة من مورفيمات، أي مقاطع صرفيّة، متتالية . في الأبجديّة الفنلنديّة تسعة وعشرون حرفًا، ستّة وعشرون حرفًا كما في الإنچليزيّة مثلًا، وتضاف إليها الحروف/الصوائت: å, ö, ä. وتمتاز الفنلنديّة بتناغم/اتّساق الحركات، بتعاقب/تدرّج الصوامت. يعدّ أليكسِس كيڤي (Aleksis Stenvall/Kivi, 1834-1872) أبو الأدب الفنلنديّ الحديث بروايته الشهيرة ”الأشقّاء السبعة“ 1870. يقدّر عدد الناطقين باللغة الفنلنديّة، وهي إحدى لغات الاتّحاد الأوروبيّ الرسميّة، الأربع والعشرين لغة، قليل نسبيًّا، حوالي الخمسة ملايين ونصف المليون. ويقال إنّ الفنلنديّة هي اللغة الرسميّة لفِرَق موسيقى المعادن الثقيلة (metalheads). من المعروف، أنّ اللغة الفنلنديّة لم ُتقرِض كلماتٍ كثيرة للغات أخرى، ولكن ثمّة كلمة فنلنديّة دخلت لغاتٍ كثيرةً جدّا في العالَم وهي sauna أي الحمّام الفنلندي. هنالك مفردات كثيرة، لا سيّما في العصر الحديث، تتّسم بالحرفيّة والمرح مثل: خِزانة الجليد، ماكنة المعرفة، ماكنة الطيران، عجلة الطريق أي: البرّاد/الثلّاجة، الحاسوب/الكومبيوتر، الطائرة، الدرّاجة الهوائيّة، وفي الفنلنديّة: jääkaappi, tietokone, lentokone, polkupörä. ويبدو أنّ أطول كلمة في العالم موجودة في اللغة الفنلنديّة وعدد حروفها واحد وستّون، وهي بالطبع، نادرة الاستخدام: ميكانيكي ضابط صفّ متدرّب في طائرة نفّاثة بمحرِّك توربيني فرعيّ.
lentokonesuihkuturbiinimoottoriapumekaanikkoaliupseerioppilas

الثقافة الفنلنديّة عمليّة ولا تُولي كبير اهتمام للمجاملات والرسميّات. يظهر أنّ الفنلنديّ هو الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يحتفل مرّتين في السنة، في عيد ميلاده وفي يوم اسمه (من ناحية أُخرى يُذكر أن المولود في 29 شباط يحتفل بعيد ميلاده مرّة واحدة كل أربع سنوات). لكلّ اسم فنلندي وسويديّ يوم معيّن في التقويم، ويعود هذا التقليد إلى العصور الوسطى. تنقسم لهجات اللغة الفنلنديّة إلى سبع رئيسيّة، بين شرقيّة وغربيّة.

نظرة تاريخيّة

تنتمي اللغة الفِنْلَنْدِيّة إلى الفصيلة الفِنّو-أُوچْريّة (Finno-Ugrian) في العائلة الأوراليّة، كالإستونيّة، وهي قريبة منها وكالهنغاريّة وهي بعيدة جدّا عنها. ومن أخوات الفنلنديّة في المجموعة البلطيقيّة الفِنيّة هذه اللغات - الإستونيّة والكريليّة والڤِپْسيّة والإزْهوريّة والڤوتيّة. كانت الفنلنديّة واللغات التي انبثقت منها على صلة بلغات هندو-أوروبيّة مدّةَ أربعة آلاف سنة تقريبًا. لذلك، تُعتبر اللغة الفنلنديّة، من منظور معيّن، مُتحفًا لغويًّا للعديد من الكلمات الدخيلة منذ آلاف السنين. وهذه بعض الأمثلة على ذلك - sata (مائة) من لغة هنديّة-إيرانيّة قديمة؛ puuro, ohra, olut, hammas (سِنّ، جِعة، شَعير، عصيدة) من اللغة البلطيقيّة القديمة؛ leipä, juusto, ja, kuningas (خبز، جُبنة، وَ، مَلِك) من لغات جِرمانيّة قديمة؛ vapaa (حُرّ) من الروسيّة القديمة؛ laatikko, silli, salatti, manteli, rusina, kakku, torttu, sänky (صندوق أو علبة، نوع من السردين المالح، سرير، كعكة صغيرة مستديرة، كعكة، زبيب، لَوز، خسّ،) من السويديّة. يبدو أن الفنلنديّة لغة محافظة، بمعنى أنّ الكلمات تتغيّر ببطء شديد جدّا. يعتقد العديد من اللغويّين بأن اللفظة kala (سَمكة) مثلا، هي نفسها التي كانت في اللغة الأوراليّة الأمّ منذ آلاف السنين، وكذلك kuningas (ملِكٌ)، التي تبدّلت في لغات أخرى نحو king بالإنجليزيّة و konung بالسويديّة و König بالألمانيّة وkonge بالدانمركيّة و وkoning بالهولنديّة إلخ.

يعود تاريخ المصادر المكتوبة الأولى، التي تذكر الاسم ”فنلندا“ إلى حوالي القرن العاشر. ويبدو أنّ القبائل المتحدّثة باللغات الفِنّو-أُوچريّة كانت، قد وصلت فنلندا، في العصر الحجريّ واعتاشت على الصيد، أسماك وطيور وحيوانات. وقد بدأت تلك القبائل في جنوبيّ البلاد، في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد، بمزاولة الزراعة. في العام 1154 م. احتلّ ملك السويد، أريك التاسع، فنلندا، التي كان معظم سكّانها وثنيّين، وامتدّ الحكم السويديّ قُرابة سبعة قرون. وهكذا تغلغلت اللغة والثقافة السويديّة في البلاد، واندحرت اللغة الفنلنديّة، وكانت لغة الطبقات السفلى. وفي العام 1809 احتلّ  القيصر الروسيّ، إلكسندر الأوّل، فنلندا من السويد وجعلها دوقيّة. وفي غضون هذا الاحتلال الروسيّ، حوالي قرن من الزمان، تحسّنت مكانة اللغة الفنلنديّة وفي العام 1892 أصبحت لغة رسميّة بجانب السويديّة. وفي السادس من كانون أوّل في العام 1917 نالت فنلندا استقلالها. ولا بدّ هنا من الإشارة إلى مصطلح ”حرب اللغات الفنلنديّة“، والمقصود منه، النضال الشعبيّ بصدد مكانة اللغة الفنلنديّة، إزاء اللغة السويديّة في الفترة الزمنيّة الواقعة بين أواخر القرن التاسع عشر، وحتّى ثلاثينيّات القرن العشرين. وتمخّض عن ذلك ارتقاء اللغة الفنلنديّة إلى منزلة اللغة الأساسيّة في فنلندا. 
   يُعْتبر المطران ميخائيل أچْريكولا (Mikael Agricola 1510-1557) مؤسِّس اللغة الفنلنديّة المكتوبة، إذ أنّه قام بترجمة العهد الجديد إلى الفنلنديّة عام 1548، مستخدمًا اللهجة التي كانت سائدة في منطقة توركو الواقعة في غرب فنلندا. كما يعتبر كتابُه حول الألف باء الصادر عام 1538، أوّل كتاب وصل إلينا بالفنلنديّة. أما كتاب القواعد الأوّل فقد ألّفه إسْكِل پِتْريوس ( 1657-1593 ,Eskil Petraeus) باللاتينيّة عام 1649، والقاموس الأوّل صدر عام 1745. ولا بدَّ من الإشارة إلى أنّ الترجمة الفلنلنديّة الأولى لكافّة الكتاب المقدّس بعهديه، القديم والحديث (OT & NT)، قد تمّت عام 1642.

وفي غُضون القرن التاسع عشر، كان هناك ميل شديد لاستخدام الاشتقاق وفَنْلَدة الألفاظ الأجنبيّة، أكثر من اقتراضها كما هي في لغة الأصل. في تلك الفترة، طُوّرت اللغة الفنلنديّة من لغة محكيّة إلى لغة رسميّة وثقافيّة مكتوبة منذ العام 1863. مثال واضح على ذلك  kirja (كِتاب) ومشتقّاته kirjoitta (يكتبُ)، kirje (رِسالة، مكتوب)، kirjain (حرْف هجائيّ)، kirjasto (مكتبة)، kirjallinen (كتابيّ، تحريري)، kirjailija (مؤلِّف)، kirjoittaja (كاتِبٌ، أديب). ومن ناحية أخرى نرى puhelin (هاتف) و yliopisto (جامعة) و tietokone (حاسوب، حرفيًّا: ماكنة معرفة، كما ورد أعلاه) و matkapuhelin (خلوي، الهاتف المحمول الخ. وحرفيا: حاكي/هاتف الرحلة، يُذكر أنّ هناك كلمة بالعامّيّة الفنلنديّة للمحمول وهي مشتقّة من اليد، kännykkä وقارن ذلك بلفظة handy الدخيلة في الألمانيّة) كما هو الحال في العربيّة، بدلًا من الكلمات المستعملة في العديد من اللغات الاوروبيّة، التلفون واليونيڤرسيتا والكومبيوتر والموبايل.
   يُشار إلى أنّ الشعب الفنلنديّ، شعب قارىء، ولا يعرف الأميّة، والمكتبات العامّة المجّانيّة متوفّرة في كلّ التجمّعات السكّانيّة، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن شرق البلاد إلى غربها. أضِف إلى ذلك أنّ هناك ما يمكن أن نسمّيه المكتبات الجوّالة في سيّارات الحافلات. أولى النشرات الفنلنديّة طبعت في القرن السادس عشر، وبالرغم من هذا، فاللغة الفنلنديّة بقيت اللغة المحكيّة لدى غير المتعلّمين لثلاثة قرون أخرى، إلى أن غدت لغة رسميّة في أواخر القرن التاسع عشر إذ أنّ فنلندا كانت تحت الحكم السويديّ.

في فنلندا لغتان رسميّتان، الفنلنديّة وتبلغ نسبة الناطقين بها إلى 92,4٪ واللغة الرسميّة الثانية هي السويديّة المحكيّة في المناظق الساحليّة ويشكّل ناطقوها 5,6٪ من مجموع السكّان، وما تبقّى من السكّان أي 2٪ يتكلّمون خمسمائة لغة، وتأتي العربيّة في المرتبة الخامسة، بعد الفنلنديّة، السويديّة، الروسيّة والإستونيّة، من حيث عددُ الناطقين بها، حيث يصل إلى أكثرَ من خمسين ألفًا منذ العام 2017، ويصل عدد المسلمين في فنلندا إلى سبعين ألفًا. وينبغى التنويه بأنّ معظم الخمسمائة لغة المذكورة لا يتحدّث بها سوى عدد ضئيل جدّا من الناس (اُنظر كتاب لغات فنلندا لاحقًا).  لا بدّ من التذكير، بأنّ فنلندا كانت جزءً من مملكة السويد، منذ القرن الثالث عشر وحتى عام 1809، حين أصبحت دوقيّة كبيرة تحت الحكم الروسيّ. حصلت فنلندا على استقلالها في السادس من كانون الأول عام 1917. ويشار إلى أن اللغة السويديّة، كانت اللغة الرسميّة في فنلندا، مدّةَ ثلاثة قرون من بعد أچريكولا، وقد تركت بصماتِها في الفنلنديّة لا سيّما على مستوى الاقتراض المعجميّ، أمّا عامّة الشعب والكنيسة فكانت لغتهما الفنلنديّة. ما زالت السويدىة اللغة الرسميّة الثانية في فنلندا.
   يقسِّم اللغويّون الفنلنديّون اللغة الفنلنديّة إلى أربعة مستويات وهي: اللغة الأدبيّة (kirjakieli)، لغة الأدب الفنلنديّ عامّة ولغة وسائل الاتّصال، واللغة العامّة (yleiskieli)، وهي الشكل المحكيّ للغة الأدبيّة، ثمّ اللغة المحكيّة فاللهجة. تُدرّس اللغة الفنلنديّة في حوالي 90 جامعة منتشرة في 30 دولة في أوروبا وأمريكا الشماليّة وآسيا، ويبلغ عدد المدرّسين حوالي المائتين، والطلّاب حوالي الألفين وَفق إحصائيّات العام 2000. ومما يجدر ذكره أنّ تدريس الفنلنديّة خارج فنلندا، قد بدأ في جامعة تَرْتو في إستونيا عام 1803. لا علم لي بأيّة جامعة عربيّة تدرّس اللغة الفنلنديّة.

يقال إنّ حالة "الجزء من" (partitive)، تأتي في المرتبة الثانية بعد حالة الرفع من حيث الأهميّة. بدأت جامعة هلسنكي في تدريس الفنلنديّة للأجانب منذ العام الدراسيّ 1952-1953، وكان عدد الدارسين أربعًا وعشرين طالبًا من اثنتي عشرة دولة، أما اليوم في بداية القرن الحادي والعشرين فيبلغ عدد الطلبة حوالي الألف. وكانت إلْسا ڤوورنن (Elsa Vuorinen) الإنجليزيّة الأصل، أوّلَ مُدرّسة في هذا المجال مستعملة لغة أمّها في التدريس. وفي العام 1976 افتتح ما يسمّى بـ "اللغة والثقافة الفنلنديّة" (Finnish Language and Culture, FLC) كموضوع ثانويّ للأجانب. عُيّن المحاضر الأوّل للغة الفنلنديّة في جامعة هلسنكي عام 1829 وكانت مهمّته تدريس هذه اللغة للطلاب الناطقين بالسويديّة وفي العام 1851 أُسّست أستاذيّة اللغة الفنلنديّة وآدابها في الجامعة (Matias Aleksanteri Castrén).
من سِماتها   

هناك مَنْ يدّعي أنّ اللغة الفنلنديّة من أصعب خمس لغات في العالم وهي الآيسلنديّة والماندرين/الصينيّة الشماليّة، المجريّة والبولنديّة، ويعتقد آخرون أنّها منطقيّة وليست بأصعبَ من غيرها من اللغات، بل إنّها في بعض النواحي أسهلُ من غيرها، إذ لا تعريفَ فيها ولا جنسَ لغويّا، وهي فونيطيقيّة أي تُكب كما تُسمع. من الواضح أن لكلّ لغة حيّة سماتها ومنطقها الداخليّ، وموضوع الصعوبة والسهولة ذاتيّ وانطباعيّ في معظمه، فلكلّ لغة نظامها وطريقتها في التعبير عن كلّ شيء أو خلق الواقع.

ففي الفنلندية يقال مثلًا عن أمر غير مفهوم بالمرّة Se on täyttä hepreaa أي أن ذلك عبريّة خالصة. ولدى  الشعوب في هذه الجزئيّة أقوال مختلفة، ففي العربيّة يُقال: هذا سنسكريتي بالنسبة لي، ناطق الإنجليزيّة يقول: هذه يونانيّة بالنسبة لي، الإيطالي: هو يتكلّم العربيّة، اليهوديّ الإسرائيلي: هذه صينيّة لي والصينيّ يقول: هذه لغة العصافير وهلمجرّا.
   تمتاز اللغة الفنلنديّة بوفرة الحركات إذا ما قورنت بالحروف الصامتة، وهناك ما يمكن تسميتُه بالتناسق في الحركات وعددها ثمان وهناك 17 حركة مركّبة (diphtong)، أو التوافق الحركيّ (vowel harmony)، بمعنى أن الحركات الخلفيّة a, o, u لا ترد في كلمة ذات حركات أماميّة ä, ö. y، أمّا الحركتان e, i فحياديّتان وتردان في جميع الحالات. في الأسماء، تنقلب الحركة i إلى e واللاحقة nen- إلى -sen. لا وجود للباء والفاء والشين والجيم (المعطشة والمصريّة) والدال وكذلك الحرفين c  ،w . ويذكر أنّ الشين في الأرومة البلطيقيّة قبل آلاف السنين قد تحوّلت إلى الهاء في الفنلنديّة، وفي فترة زمنيّة متأخّرة، تحوّل نفس الصوت الموجود في السويديّة مثل ¡akki إلى الصوت سين. هناك تعاقب في الصوامت، فكّ الإدغام قبل المقاطع المغلقة مثل: kk, pp, tt. تقع النبرة الأساسيّة على المقطع الأوّل في الكلمة. يقال عادةً إن نظام الجملة في الفنلنديّة "حرّ" بسبب وجود الحالات الإعرابيّة الكثيرة.

إنّ طبيعة صعوبة الفنلنديّة وحدّتَها، تتوقّفان على مدى أوجه الشبه والاختلاف بينها وبين لغة أمّ الدارس. فهي قد تكون صعبةً، من حيث القدرةُ على التمييز بين حركة قصيرة وأخرى طويلة، وبين صامت مشدّد وآخر غير مشدّد للناطقين بلغات لا تعرف هذه الظاهرة. أمّا بالنسبة للناطقين بالضاد، فلا توجد أيّة صعوبة في هذا الصدد. الفرق بين "كَتَبَ" و"كاتبَ" و"عَلَم" و"عَلّم" بديهيّ بالنسبة للعربيّ، كما أنّ الفرق بين kylä (قرية) و kyllä (نَعَم) من جهة و kun (عندما، حين) و kuun (قمر في حالة الإضافة) بيّن وطبيعيّ بالنسبة للعربيّ أو لمن يجيد العربيّة. كما أنّ من جوانب السهولة في الفنلنديّة، وضوح الصلة بين اللاحقة والمعنى. أضف إلى ذلك، أن لا أداة للتعريف ولا تذكير أو تأنيث، ولا مثنّى في اللغة الفنلنديّة. كلمة hän، على سبيل المثال، تدلّ على ضمير الغائب والغائبة أي "هو وهي". في الفنلنديّة ستّة ضمائرَ، أي نصف ما في العربيّة الفصحى من ضمائر، وينسحب نفس الأمر بالنسبة إلى عدد صيغ المضارع المرفوع، ففي الفنلنديّة ستّ صيغ كاللاتينيّة وفي الإنجليزيّة صيغتان فقط. تبدو الأصوات في الفنلنديّة روتينيّة إلا أنّها ذات نغمة وتصلُح جيّدا للشعر الغنائي. يخيّل للمستمع أن لا فرقَ بين جملة إنشائيّة وأخرى استفهاميّة إذ لا فارقَ واضحًا في النبرة، كما هي الحال مثلا في اللغة العربيّة. ويشار إلى أنّ لاحقة الاستفهام وهي -ko-/-kö مستعملة في اللهجات أيضا. قد يكون لكون الفنلنديّة مختلفةً عن اللغات المعروفة والمنتشرة كالإنجليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة والإسبانيّة تأثير إيجابيّ على عمليّة تدريسها للأجانب، إذ لا مجال للبلبلة في معرفة المشترك والمختلِف بينها.

ومن ميزات هذه اللغة، التي يتكلّمها حوالي ستة ملايين من الفنلنديّين في العالم، وفرة الحالات الإعرابيّة التي يصل عددها في الأسماء والصفات إلى أكثرَ من خمسَ عشرةَ حالةً، في حين أن في العربيّة الفصيحة، على سبيل المثال، ثلاث حالات في الاسم، الرفع والنصب والجرّ وفي الفعل الرفع والنصب والجزم. وممّا يشار إليه أنّ للفعل وفق ما جاء في معجم الفنلنديّة الحديثة أنماطًا تصريفيّة كثيرة جدًّا يصل عددها إلى أربعة وأربعين، إلا أنّ بعض الباحثين يختصر ذلك إلى خمسة أوزان رئيسيّة، وآخرون إلى وزن واحد لا غير. عدد صيغ اسم الموصول ”الذي“ وأخواته في العربيّة هو ثماني صيغ ظاهريًا وثماني عشرة صيغةً إعرابيّة مقدّرة، في حين أنّه في الفنلنديّة يبلغ عدد joka وأخواته إلى 28 صيغة وهلم جرّا كثير مثل اسماء الاستفهام "مَنْ، أيّ، أم" ويقابلها في الفنلنديّة 24 صيغة، 25 صيغة و29 صيغة على التوالي. تُعتبر اللغة الفنلنديّة المكتوبة لغةً تركيبيّة كالعربيّة الفصحى، في حين أن هنالك ميلاً للنظام التحليليّ في اللغة المحكيّة. يقال في اللغة الرسميّة مثلا talossani أي "في بيتي" (حرفياً: بيت+في + ي) وفي الكلام المحكي mun talossa أي "في البيت انتاعي" في اللهجة الفلسطينيّة مثلاً. تَستعمل اللغة الفنلنديّة اللواحق كثيرًا وهكذا تتكوّن كلمات طويلة وطويلة جدّاً مثل kahdeskymmenesensimmäinen ذات الخمسة والعشرين حرفا وتعني "الواحد والعشرين" أما كتابة العام 1978 مثلاً فتتطلّب أربعاً وأربعين حرفا (tuhatyhdeksänsataaseitsemänkymmentäkahdeksan). يمكن القول بأنّ ساكنيْن لا يجتمعان في بداية الكلمة ولا في نهايتها أبدا إذ لا حالة وقف فيها. لذلك تحولّت اللفظة السويديّة strand إلى ranta أي "شاطىء" و kurs إلى kurssi أي "دورة". إلا أن الساكنين يجتمعان في الفنلنديّة المحكيّة مثل kaks أي "اثنان". وفي اللغة الفنلنديّة نظام مختلف وغنيّ بصيغ المصدر الفعليّة وأسماء الفاعل والمفعول، وقد طرأ على ذلك العديد من التغييرات منذ القرن السادس عشر.

من الصعوبات التي يواجهها العربيّ في دراسته اللغة الفنلنديّة، يمكن التنويه بالقضايا الرئيسيّة التالية: بعض الأصوات مثل التفريق بين y و ö و i و e والحركة المركّبة oi/öi كما في اللفظتين koi/yöi (امتحان، ليلة)؛ في عدم وجود أحرف الجرّ والنصب الخ؛ كثرة الحالات الإعرابيّة التي للكثير منها لا مقابل واضحًا له في العربيّة ولا سيّما ما يدعى بـ partitiivi؛ وفرة صيغ تصريف الصفة وأفعل التفضيل حوالي 90 صيغةً؛ تركيب الجمل أي النحو عامّة يختلف جذريًّا عن الوضع في العربيّة، الصَّرف أيضا بحاجة إلى دراسة متأنّية لا سيّما لما يطرأ من الإبدال. بعض الأمثلة على ذلك: Luin kirjaa معناها "كنت أقرأ في كتاب/الكتاب "أما Luin kirjan فمعناها "قرأت كتابا/الكتاب". في تصريف الكلمة نجد أن جمع varvas (إصبع القدم) هو varpaat وجمع joki (نَهْرٌ) هو joet ومن الفعل aiko (ينوي) يُشتقّ aion (أنا أنوي)، الصامت k "مشكلجي" في معظم الحالات فمن الصعب المعرفة متى يبقى على حاله نحو lahko (طائفة) وفي حالة الإضافة lahkon ومتى يختفي نحو nahka (جِلْد) وفي حالة الإضافة nahan وينقلب الكاف إلى ڤ في مثل suku (عائلة، سَلف) التي تصبح suvun في حالة الإضافة. كما أنّ حرف الكاف في الكلمات المنتهية بالأحرف rki أو lki يُقلب ياء في الإضافة مثل kurki, jälki (غرنوق، اسم عصفور؛ أثَر) فتصبحان kurjen, jäljen.

قد يلاحِظ دارسو اللغة الفنلنديّة، أنّ من الصعوبات التي تعترضهم، هي طريقة التفكير لدى الشعب الفنلنديّ الذي يضع إحساساتِه في الفريزر، على الأقلّ ظاهريًّا، وكيف يعبّر عن الأشياء. عبارات الأدب والمجاملة مثل "سيّد، سيّدة، آنسة" (herra, rouva, neiti) المألوفة في العديد من اللغات كالعربيّة والإنجليزيّة والفرنسيّة، تعتبر نادرة الاستعمال في الفنلنديّة، اللهمّ إلا في الرسميّات. كما أنّ استخدام الاسم الشخصيّ في الحديث المألوف، لدى العديد من الشعوب، أمر غير مرغوب فيه في المجتمع الفنلنديّ. عادة يقول الفنلندي ما يريد مباشرة بدون مقدّمات أو لفّ ودوران، إلا أنّه متحفّظ نسبيًّا ويخلُد إلى الصمت عند التعبير عن رأيه، أو وجهة نظر مخالفة، وذلك تفاديًا للمواجهة، إذ أنّ ثقافة الجدل والتحاور غير مترسّخة بعد. وللبعد الجغرافيّ أهميّة واضحة في اللغة الفلنلديّة لطبيعة البلاد فهناك، على سبيل المثال، كلمات خاصة للدلالة على الجهات الفرعيّة الأربع - الشمالي الشرقي، الشمالي الغربي، الجنوبي الشرقي، الجنوبي الغربي (koillinen, lounas, kaakko, luode).
لا علمَ لي بوجود أيّ كتاب قواعد للغة الفنلنديّة باللغة العربيّة، في حين توفّر عدد من المعاجم الثنائية فنلندي-عربي  صدرت تباعًا في العقد الأوّل من القرن الحالي. وقد أعدّ تلك المعاجم السادة تيسير سليم خليل، لقمان عبّاس، مارية الهلالي رمحمود مهدي عبد الله. كان كاتب هذه السطور قد تطرّق لهذه المعاجم بالعرض والمراجعة في منابر إلكترونيّة مختلفة يمكن الوصل إليها بمحرّكات البحث وباستخداك كلمات مفتاحية مثل: قاموس فنلندي-عربي + حسيب شحادة؛ حلقة في الإعداد المعجميّ الثنائيّ، الفنلندي-العربي. زبدة تلك المراجعات: العمل المعجميّ الفنلنديّ العربي ما زال في خطواته الأولى وما نُشر يفتقر للأصول العلميّة المرعيّة في هذا المجال.

على كل حال، يبدو لي أنّ العقبة الكأداء في تعلّم العربيّ للفنلنديّة، هي محاولة تعلّم طريقة التفكير الفنلنديّة، وصعوبة الانخراط في المجتمع الفنلنديّ، إذ لا تمكّن في أيّة لغة بدون الممارسة والقراءة المستمرّة.


Fred Karlsson, The Languages of Finland 1917-2017. Lingsoft Language Library, 2017.


27
مُعطيات حولَ الإصدارات في إسرائيل لعام 2019
ترجمة بتصرّف وإعداد
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


نشرتِ المكتبةُ الوطنيّة والجامعيّة في القدس الغربيّة هذه المعطياتِ ومن أبرزها:

* سُجّل انخفاض ضئيل، في عدد الكتب التي صدرت في العام الفائت، مقارنةً بالعام 2018، ولكن لوحظ ارتفاع ملحوظ في إصدار دواوين شعر وكُتب نثر باللغة الأصليّة، 1750 كتابًا في العام 2019 مقابل 1280 كتابًا في العام 2018 (بزيادة 470 كتابًا)؛ بالعبريّة 1274 كتابًا أي بزيادة 52٪ مقارنة بالعام 2018؛ عدد الكتب بالعربيّة 53، بالإنچليزيّة 27 وبالروسيّة 26. وقد بلغ عدد كتب الشعر والنثر المترجمة إلى العبريّة 484 كتابًا مقارنة بـ 440 كتابًا في العام 2018. معظم ما تُرجم من الإنچليزيّة بواقع 378 كتابًا فالفرنسيّة 22.

* هذه أعداد الكتب التي صدرت في البلاد، في السنوات الأربع الفائتة 2016-2019: 1128، 1247، 1280، 1750.

* هنالك ارتفاع ملحوظ في إصدار كتب الإرشاد والهداية، 48٪ أكثر من العام 2018؛ 409 كتب مقابل 276 كتابًا في العام 2018؛ جُلُّ الارتفاع كان في الكتب التي تُعنى بالروحانيّات وبتقوية الذات.

* انخفاض شديد في عدد الكتب البحثيّة ومن ضمنها الأدب الدينيّ.

* لقد نُشر أكثرُ من أربعة وعشرين ألفًا وخمسمائة كتاب حول السِّيَر الشخصيّة منذ العام 1948.

* أكثر الكتب شعبيّةً في هذه السير، تُعنى بحيَوات الناجين من المحرقة،  17٪؛ ضحايا جيش الدفاع الإسرائيليّ وأعمال المقاومة (في الأصل: أعمال تخريبيّة)، 9٪؛ فنّانون وموسيقيّون، 8٪؛ أدباء وشعراء 6٪؛ سير ذاتيّة لزعماء 6٪، لسياسيّين ولضبّاط كبار 4٪ فقط.

* في دور النشر الخاصّة، يلاحظ أنّ معظم السير الذاتيّة، تدور حول الربّانين  والأدمورين (اختصار: سيّدنا، معلّمنا وربّينو)، 34٪.

* نسبة الكتب حول النساء، ارتفعت من 9٪ في العام 1950، من مُجمل السيَر الذاتيّة لـ 18٪ فقط في العام 2019.

* وصل عدد الكتب، التي صدرت في العام 2019 إلى  8225 كتابًا، مقابل 8571 كتابًا في العام 2018. هذا العدد لا يشمُل أطروحاتِ الدكتوراة والكتب الرقميّة (الديچيتاليّة) والكتب المسجّلة والدوريّات.

* يذكر أنّ 91٪ من الكتب المسجّلة في المكتبة الوطنيّة في العام 2019 صدرت بالعبرية، فبالإنچليزية 5٪. تحتلّ اللغة العربيّة المرتبة الأولى بنسبة 2،5٪ من مجمل ما صدر في العام الفائت بلغات غير العبريّة، تليها الروسية 1٪. ومن ضمن اللغات السبع عشرة، التي صدرت كتب فيها نذكر الصينيّة واليونانيّة والطاجيكيّة.
* بلغت نسبة مُجمل الكتب الصادرة في العام 2019 باللغة العبريّة 3، 85٪  مقابل 6، 85٪ في 2018. وفي الكتب المترجمة تحتلّ الإنچليزيّة المرتبة الأولى بنسبة 7، 66٪  تليها الفرنسيّة 5٪ فالألمانيّة 6، 3 ٪ فالإيطاليّة 6، 1٪ فالإسبانيّة 2، 1٪ . بلغ عدد اللغات المترجمُ منها إلى العبريّة 34 ومن تلك اللغات الأمهريّة والكوريّة والسنسكريتيّة، في حين بلغ عدد الكتب العبريّة التي نُقلت للغات أخرى 178.

* تنقسم الكتب المطبوعةُ في البلاد بهذا الشكل: 55٪ كتب بحث ودراسة في شتّى الميادين، وفي هذا المجال سُجِّل انخفاض بواقع 10٪ مقارنة بالعام 2018، وبالأرقام انخفض عدد ما صدر في العام 2019 بألف كتاب مقارنة بما كان في العام 2018، في العلوم اليهوديّة  سُجِّلَ انخفاض بنسبة 12٪ وانخفاض آخر طرأ في موضوع الصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ وفي السيَر الذاتيّة؛ 36٪ أدب نثري؛ 9٪ كتب تدريس وإرشاد. يذكر أنّه في أعقاب أزمة الكورونا طرأ تأخير في إرسال كتب الدراسة والأبحاث الصادرة في أواخر العام 2019  للمكتبة الوطنيّة والجامعيّة في القدس الغربيّة.

* تتوزَّع إصدارات العام 2019 بهذا النحو: العلوم الطبيعيّة 1٪؛ سير ذاتيّة 3٪؛ فنون 3٪؛ العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة 4٪؛ كتب تدريس 4٪؛ إرشاد وأوقات الفراغ 5٪؛ أرض إسرائيل ودولة إسرائيل 11٪؛ أولاد وشباب 16٪؛ نثر وشعر 22٪ والعلوم اليهوديّة 31٪.

* في العام 2019 وصل المكتبةَ الوطنيّة 1245 كتابًا حول الأولاد والشباب، بزيادة 19٪ مقارنة بالعام السابق، نصيب الأسد 92٪ بالعبريّة، 3،8٪ بالإنچليزيّة، 3،3٪ بالعربيّة والباقي بالروسيّة والفرنسيّة والإيديش. قُرابة الـ 70٪ من كتب الأولاد هي بالعبريّة مقارنة بـ 65٪ في العام 2018؛ ومعظم الكتب أي 76٪ مترجمة عن الإنچليزيّة فالفرنسيّة 9٪ فالألمانيّة 5٪. وفي العام 2018 صدر 47 كتابًا للجيل المبكّر، كتب كرتونيّة والكثير منها كلاسيكيّ قرأها البالغون ويقرؤونها للجيل الصاعد. وهنالك تصاعد ملحوظ منذ سنوات مضت، في صُدور كتب الخيال العلميّ والفانتازيا ومعظمها منقول عن لغات أجنبيّة؛ أضف إلى ذلك صدور ثمانين كتابًا هزليًّا (كاريكاتير) منها 42 كتابًا معدًّا للأولاد الحريديم (المتزمّتين دينيًّا).

* صدر في العام 2019، 336 كتابًا تعليميًّا لروضات الأطفال، وللمرحلتين الابتدائيّة والثانويّة وهنالك كتب لامتحانات البسيخومتري وإضبارات أخرى.

*  في مجال كتب الإرشاد/التوجيه ووأوقات الفراغ: هنا وبالرغم ممّا في الشبكة العنكبوتيّة من موادّ، فما زالت تصدر الكتب الورقيّة وعددها 409 في العام 2019 بزيادة 48٪ عن العام 2018.  صدر في العام المنصرم على سبيل المثال 40 كتابًا عن الطبخ، 51 كتابًا مرشدًا للرحلات، أغلبها لخارج البلاد (هذا قبل فترة الكورونا)، 71 كتابًا عن الأبوّة، الجنس والشيخوخة؛ 32 حول الإدارة الماليّة والاقتصاديّة السليمة إلخ. ويشار إلى أنّ أكبر عدد من الكتب في مجال الإرشاد، كان حول المواضيع الروحانيّة والتقوية الذاتيّة - 152 كتابًا، وتضمُّ هذه الكتب ما يتحدّث عن التفكير الإيجابيّ، السلام الداخليّ، تقوية ذاتيّة، طُرُق نفسيّة مستمدّة من اليهوديّة والبوذيّة وما شابه ذلك.

*  هذه هي النِّسَب في كُتب الإرشاد المختلفة: طبخ، رِحْلات، وقت الفراغ والتقوية الذاتيّة للعام 2019: الصحة 6٪؛ الإدارة الاقتصاديّة الصحيحة 8٪؛ أمور أخرى 10٪؛ كتب طبخ 10٪؛ كتب رَحَلات 12٪؛ العائلة 17٪؛ تقوية شخصيّة وروحانيّة 37٪.

*  الكتاب الرقميّ: سعتِ المكتبة الوطنيّة جاهدةً، منذ عدّة سنوات، من أجل جمع الكتب الرقميّة، ففيها الآن  1190 كتابًا إلكترونيًّا ومنها 463 كتابًا جديدًا من العام 2019.
*  هنالك 403 كتب مسجّلة، صدرت في العام 2019، 80٪ منها باللغة الأصليّة، 61٪ منها معدّ للكبار و 24٪ للشباب و 15٪ للصغار. ومن كتُب البالغين حوالي 8٪ نثر و20٪ أبحاث.

*  يُشيد مدير المكتبة الوطنيّة والجامعيّة،  أورن ڤاينبرچ، بالتعاون المثمر بين دور النشر والمكتبة، وهذا يحسّن القدرة للدراسة وإتاحة المصادر للطالب وتقييمها.

* يُستشفُّ منَ الإصدارات، ارتفاع جوهريّ في إصدارات النثر والشعر، كتب الإرشاد وأوقات الفراغ، وذلك بالرغم من توفّر جلّ ذلك على الشابكة.

* هنالك أكثر من أربعة وعشرين ألفًا وخمسمائة سيرة ذاتيّة، صدرت في البلاد منذ العام 1948 وحتّى 2019 وجميعها محفوظ بحسب القانون في المكتبة الوطنيّة. 84٪ من هذه الكتب مكتوب بالعبريّة، تليها الإنچليزيّة  فالروسيّة فالعربيّة. ويُلاحظ منذ ثمانينيّات القرن العشرين، انخفاضٌ في السيَر الذاتيّه بالإيديش وارتفاع بالروسيّة، أمّا الإنچليزيّة فقدِ ارتفعت من خمسة كتب فقط في العام 1950 إلى أربعين كتابًا في العام 2019. والجدير بالذِّكْر، أنَّ سِيرًا ذاتيّة بلغات مثل النرويجيّة والفارسيّة والأرمنيّة والأمهريّة والدانماركيّة، قد صدرت في البلاد (لا أدري لماذا لم تذكر العربية هنا!). والسيَر الذاتيّة منذ العام 1950 ولغاية 2019 قد كُتبت باللغات وبالنسب التالية: العبريّة 84٪؛ الإنچليزية 6٪؛ الروسية 4٪؛ العربية 3٪؛ لغات أخرى 3٪. ويُلاحظُ أنّ 34٪ من السيَر الذاتيّة تعود لربّانين/رجال دين يهود من تيّارات مختلفة، ابتداء من شخصيّات تاريخيّة مثل الرمبام، موسى بن ميمون، وربّي يهوذا هليڤي، فرجال الدين في القرون الأخيرة، في كافّة أقطار المعمورة، فرجال دين معاصرين. ويحتلّ الحسيديم  نسبة 18٪ والقبّالاه (التصوّف اليهوديّ) 5٪. يذكر أن للمتديّنين اليهود دور نشر كثيرة.

*  تتوزّع مواضيعُ السيَر الذاتيّة في الفترة 1950-2019 ونِسبُها على النحو التالي: الربّانون (رجال الدين) 34٪؛ المحرقة 17٪؛ مواضيع أخرى 14٪؛ ضحايا جيش الدفاع الإسرائيليّ والمصابون من جرّاء أعمال عدائية 9٪؛ فنّانون وموسيقيّون 8٪؛ كتّاب، شعراء وفلاسفة 6٪؛ سياسيّون وضبّاط كبار 4٪؛ شخصيّات من العالم 4٪؛ آباء الصهيونيّة والاستيطان 4٪.

المصدر:
https://www.nli.org.il/he/at-your-service/who-we-are/depositing/statistics/2019-book-week-report?_atscid=3_2269_205715102_9959616_0_Txtfdzfztfsh2pd2dh2&utm_source=activetr

28
المعلّم إيليا (إلياس) عيسى، وقاموسه، والدخيل السريانيّ في العربيّة
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



هو من مواليد العام 1929 وسكّان بيروت، خِرّيج الجامعة الأمريكيّة ( AUB) في موضوع التاريخ، مفوّض متقاعد، كان رئيس مكتب رَِقابة المطبوعات في الأمن العام اللبنانيّ commissaire، وحاليًّا كاتب ومؤرِّخ. بهذه السنّ المتقدّمة، لا هاتف ولا بريدَ إلكترونيًّا في عالمه. قصّته مع دراسة اللغة السريانيّة، لغة آبائه وقوميّته، بدأت في أعقاب حادثة تُعدّ عاديّة، جرت له عندما كان طالبًا في الجامعة الأمريكيّة في بيروت. ذات يوم، سأل المحاضر الطلابَ في ما إذا كان من بينهم  سريان. وعندما رفع السيّد إيليا يده مجيبًا بالإيجاب، أردف المحاضر بالسؤال: هل تعرف اللغة السريانيّة؟ ردّ الطالب بالنفي، علّق الأستاذ: سرياني وما بتحكي سرياني! كان ذلك في أواخر أربعينيّات القرن العشرين. ذلك الحوار البرقيّ حزّ في روح الطالب وحمل الأمر محمل الجِدّ، أخذ يبحث وينبُش عن الجذور وهل هنالك ما هو أهمّ وأعمق من اللغة، دعامة الهويّة القوميّة والحضاريّة لكلّ إنسان؟

هكذا بدأ السيّد إيليّا بتعلّم اللغة السريانيّة الفصيحة الكتوبونويو. وبعد أن تزوّج بعمر الخامسة والثلاثين، أقسم ألّا يتحدّث مع أولاده إلّا بالسريانيّة الفصيحة، النحويّة. هذه المعلومات الأساسيّة الموجزة استقيتها من نجله الملفونو أي المعلّم صليبا، الذي درّسنا مساق المحادثة بالسريانيّة الفصيحة لمدّة ثلاث سنوات وأكثر، فله أُزجي الشكر والتقدير.
 
ويظهر ٱستنادًا إلى ما نُشر عن إيليا عيسى  في الصحف (النهار، 24 حزيران 2014، مقال بقلم رؤوف قبيسي) أنّ السيّد عيسى يكلّم حتّى المساعِدة الإثيوبيّة بالسريانيّة، ”جاءت ’المسكينة‘ إلى لبنان ’العربي‘، فإذا هي قد تعلَّمت ’لغة المسيح‘، التي لا يتكلّمها إلا قليلون في لبنان والعالم! “. السريانيّة هي اللغة المستخدمة في بيت السيّد عيسى، الوالدان والأولاد ذوو الأسماء السريانيّة: سرجون، سنحريب ونينوى. وينهي الكاتب قبيسي لقاءه مع الملفونو أبي سرجون بذكر معنى الفعل ”شبق“ أي ’ضرب‘ في العربيّة المحكيّة و’ترك‘ في السريانيّة كما في الجملة الشهيرة في العهد الجديد، متّى 27: 46، إيلي ايلي لما شبقتاني؟ ومفضّلًا المعنى الأوّل على الثاني في حين أن أبا سرجون يبقى متمسّكًا بالقول بأنّ المعنى هو ’ترك‘ ومعناه بالعربية قد حُرّف!

والجدير بالذكر أيضًا، أنّ الرابطة السريانيّة في لبنان، كانت قد منحت أبا سرجون درعًا تكريميّة تقديرًا لدوره الهامّ في مضمار اللغة السريانيّة، صدور ”معجم المصطلحات السريانيّة“ عام 2017.

في ما يلي مقتطفات اخترتها خلال جولتي المتأنيّة في المعجم: ايليّا عيسى،  قاموس الألفاظ السريانيّة في العامّيّة اللبنانيّة ܚܰܫܚܳܝ̈ܬܳܐ ܣܽܘܪ̈ܝܳܝܳܬܳܐ ܒܰܣܘܳܕܳܝܳܐ ܠܶܒܢܳܢܳܝܳܐ. بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2002. Glossaire des mots syriaques dans le dialecte libanais وعدد صفحاته 72.  يذكر المؤلّف  في نهاية الكتاب أربعة َمصادر، ثلاثة كتب قواعد: اللمعة الشهيّة في نحو وصرف اللغة الآراميّة السريانيّة بقلم المطران إقليميس يوسف داود، الموصل، 1896؛ غرامطيق اللغة الآراميّة تأليف القسّ بولس الخوري الكفرنيسي، بيروت 1962؛ البراهين الحسيّة على تقارض السريانيّة والعربيّة بقلم البطريرك إغناطيوس يعقوب الثالث، جونيه 1969  وقاموس واحد: قاموس كلدانيّ عربيّ تأليف المطران يعقوب أوجين منّا، الموصل، 1900.

من نافلة القول إنّ اللغة العربيّة بشقّيها الأساسيّين الفصيحة والمحكيّة قد تأثّرتا كثيرًا باللغة الآراميّة، فهي كانت اللغة السائدة حِقبة طويلة من الزمن في بلاد الشرق الأوسط، ولا سيّما في سوريا الكبرى وبلاد ما بين النهرين. ومن المعروف أنّ أهالي القرى، معلولة وبَخْعة وجَبْعَدين، الواقعة شماليّ غربيّ دمشق ما زالوا يتكلّمون باللهجة الآراميّة الشرقيّة. أمّا في جبال لبنان وغيرها من بلاد الشام فكانت السريانيّة لغةَ الكلام حتّى منتصف القرن الثالث عشر. وثمّة دلائل تشير إلى بقايا السريانيّة على ألسنة الطاعنين في السنّ حتى منتصف القرن التاسع عشر.

ألفاظ دينية سريانيّة الأصل:

الآب؛ إشْبين أي العرّاب أو كافل الطفل في المعموديّة من شَوْشبينو؛ آمين؛ أبيل؛ الدنح من دِنْح أي عيد الغطاس؛الزيّاح من زويُحو أي تطواف؛ طبليث أي مذبح التقديس؛ شَمّاس من شَمُشو أي الخادم؛ الفصح من فِصْحو؛ كاهن، كهنوت من كُهْنو وكُهْنوتو؛ باعوث أي صلاة ثاني عيد الفصح؛ الملكوت من مَلْكوتو؛ الناقوس؛ هيكل؛ مْدَبِّر من مْدَبْرونو أي رئيس دير، راعٍ، أُسقف؛ عماد من عْمودو ومَعْموديّة من مَعْموديتو (ܡܰܥܡܽܘܕܺܝܬܐ) ܿܿأي غسلٌ، غطْسٌ، غمْس، استحمام مثل: حضرنا معموديتو بالكنيسة؛ مارْ من مُر(ي) أي سيّد، قدّيس؛ كنيسة من كْنوشتو أي اجتماع، جمع؛ قدّاس من قُودُشو أي ذبيحة إلهية مقدّسة مثل: راح عالكنيسة تيحضر قِدّاس؛ قرْبان من قُورْبونو أي تقدمة، ذبيحة مقدّسة مثل: قِربان مقدّس، أوّل قربانة؛ قسّيس من قَشيشو أي شيخ، كاهن، رجل دين، معمّر مثل: كلّلو القسّيس بالكنيسة؛ شَعْنَن، شعانين؛ سلّاق من سولُقو أي صعود والمعنى عيد صعود المسيح؛ أُقنوم من قونومو؛  بُرشان من فورشُن أي خبز القربان المقدّس؛ سلّيح من شْليحو أي الرسول؛ شْحيم من شْحيمو أي بسيط، كتاب فرض الكهنة؛ كِرح من كورحو أي بيت ناسك أو راهب؛ لاهوت من أَلُهوتو؛ مار بمعنى قِدّيس من مُر أي سيّد؛  مُطْران من مِطران (الأصل يونانيّ، بعبارة موجزة يجب التمييز بين الدخيل السريانيّ المباشر والدخيل غير المباشر أي بواسطة لغة أخرى)؛ ميمَر من ميمَر بمعنى عظة، نشيد، كتاب والمقصود ترتيل قبل قراءة الرسائل في القدّاس المارونيّ؛ ناقوس من نُقوشو أي جرس الكنيسة.
أفعال سريانيّة الأصل:

تْفَرَّج؛ تْنَيّح أي ارتاح من ܐܶܬܬܢܺܝܚ؛ بَحَشْ أي حفر، نبش مثل: بعدو عَبْيِبْحَشْ بالأرض؛ بَعَق أي استفرغ، بعق مصارينو؛ بَرْعَط أي تحرّك مثل: ما بيقعد عاقل بلّش يبرعط؛ جَرَم، جَرَّم العظام ما خلّا فِيونْ شي، بحياتك جرِّملي هاللحمِه مليح؛ قَشَط أي قشر، سلخ مثل: الدهّان قشط الطرش قشط؛ دَنْدَل من ܕܰܢܕܶܠ أي هزّ، رمى نزولًا، مثل: دَنْدَلو تْدِنْدُل  بالحبلة؛ هَدَس أي تأمّل وتفكّر مثل: ليك هيدا شو بيهدس؛ هَلَّل من هَليل أي سبّح، مدح، عظّم مثل: بيهلّل للرّايح والجايي؛ زَمّ مثل ليك كيف زمّ هالقميص عالغسيل؛ زَمّر من زْمَر في الوزن الأوّل وزَمَر في الوزن الثاني بمعنى أنشد، غنّى مثل زَمِّر عالكوع أي أنشِد على المنعطف؛ زَنْجَر أي صدِىء، أصدأ مثل: زَنْجَرْ/جَنْزَر القفل؛ تْزَفَّر من زْفَر/زَفَر أي نتن، قذر مثل: ممنوع الواحد يتزفّر بالصوم؛ زَفَّت أي طلى بالقير مثل البلديّة زفّتَت كل الشوارع؛ زَقْزِق أي زقزق، غرّد مثل: بس سمع الخبر زقزق؛ حَسَّك من حْسَخ/حَسِخ بمعنى اذّخر (كما في العبريّة חסך) مثل: بدنا نحسّكلنا كم قرش (موجودة في شمال لبنان)؛ طَبَّل أي نقر الدفّ أو الطبل مثل: بيطبّل ويزمر؛ طَوَش أي أغاظ، لطّخ مثل: طوشْني قد ما بيحكي؛ طَفَش بمعنى طفش من البيت من زعلو، أصلها الفعل السريانيّ طْفَش/طَفِش ومعناه: دنّس، غلّظ، سمّن، قذّر، ولكن المؤلِّف لا يفسّر كيف تحوّل المعنى بالسريانيّة لمعنى آخرَ في العربيّة. طَرْطَش أي وسّخ، قذّر مثل: طرطشني ميّ وسخ ؛ طَرَش بمعنى رشّ مثل طَرش بيتو بالأبيض؛ إنْكَمَشْ من كْمَشْ أي تجفّف، انقبض مثل: بس الواحد بيخاف بينكمش، إنكمش عالصقعة؛ كَرْكَح بمعنى مرّغ، لوّث مثل: كَرْكَحني تْكِرْكُح، واحد حربوق مْكَرْكَح؛ كَشّ من كَش/كَشِشْ أي طرد، زجر، أبعد مثل: كِشْ برّا، كِشّاش حَمام؛ لَهَط من لْهَط/لَهِط أي حرق مثل: لَهَط جاط الأكل لَهِط (كيف تبدّل المعنى من حرق لأكل بسرعة، التهم؟)؛ لَز أي ضايق، ضغط مثل: بْعود عنّي حاج بقا تلزّ؛ لَحَم من لْحِم بمعنى التأم، التصق مثل: لَحَم الجرح لَحالو؛ لَطى من لْطُو أي كمنَ، اختفى مثل: بدّك تلطي من العاصفة، لَطالو بالليل وهجم عليه؛ لَكَح من لْكَح/لَكَح  (بالعبريّة أيضا לחך) أي لحس مثل: لْسانو بيلكِّح طيزو؛ لَمّ من لَم أي جمع، التقط مثل: لمّلّي هالأغراض من الأرض؛ لاش يْلوش من لُش (بالعبريّة أيضا לש) أي عجن مثل: هالْمَرا بتلوش العجين مليح، ليك هيدا شو بيلوش؛ مَطّ من مَط أي تحرّك، ماد مثل: هلقماش بيمطّ؛ مَلَطْ من مْلَط/مَلِط أي طَيّن، رطّب، بلّ، خضّبَ مثل: مَلَط المَعْجونِه مَلِط؛ مَعَس من مْعَس أي عصر، داس مثل: مَعَسو معس؛ مَشَح من مْشَح (بالعبريّة أيضا מָשַח) أي مسح مثل: مشحو الخوري بالزيت عَ جبينو؛ مَتَّل من مْتَل/مَتِل أي شبّه، ضرب مثلًا مثل: شو باك عبتمتّلني بفلان؟ نَبَش ونَبَّش من نْڤَش/نَڤِش أي حفر؛ نكث مثل: نبش الأرض وما شاف شي، نبّاش القبور؛ نَوّى من نْوُو/نَوِي أي صوّت، صرخ مثل: هالبْسَيْنِة عبتنوّي؛ نَكَشْ من نْخَش أي استأصل مثل عبينكش الجنينة ليزرعها خسّ، عشو عبتنكِّش؟ نَشّ من نَشْ أي ضعف، ارتخى، مثل: السّقف عبّينشّ ميّ؛ نَشَّف من نْشَف أو نَشِف أي نقّى، صفّى، طهّر مثل: نشّف راسو بعد الحمّام، نشّف الغسيل؛ نَتَع من نْتَع أي سحب، نزع مثل: نتعو نتع، نتعو ومشي؛ سَطَم من سْطَم/سَطِم أي ردّ، سدّ الباب وغيره مثل: بواب وشبابيك البيت بيضلّوا مسطومين؛ سَكَّر من سْخَر/سَخَر أي أغلق، سدّ مثل: سكَّر الباب؛ عَبَط من عْڤَط أي كَثَف، تلبّد، ثَخَن مثل: عبطها وباسها؛ عَنّ من عْنُو أي صاح، صرخ مثل العمى شو بيعنّ؛  عَرَّم من عَرِم أي كوَّم، انتفخ مثل: عرّمهم تعريم، بيعرّم بس يمشي؛ فَجَمْ من پْچَم أي قطع، نقص مثل: فَجَم الحجر بس ركّبها، ضربو فجّمو تفجيم؛ فَزّ من پَز أي قفز، نطّ، كان عجولًا مثل: بيفزّ فزّ؛ فَلّى من پْلو/پَلي أي فتّش، نبّش مثل: بيفلّي الشغلة تفلاية؛ فَلَجْ من پْلَچ/پَلِچ أي شقّ، شطر مثل: قد ما زعّلو فلجو؛ فَلَش من پْلَش أي فتح، ثغر، ثقب، خرق مثل: فلوش هالحنطة عالبيدر، فلش حالو كتير؛ فَسَخْ من پْسَخْ أي فصل، فكّ العظم مثل: إذا كمشتو بدّي إفسخو فسخ؛ فَسْفَس (في لهجتي الجليليّة، كفرياسيف: فَصْفَص) من پَسّپِس أي عضّ، نهش، مزّق مثل: فَسْفَس العظام تفسفس؛ فَقَّح من پَقَح أي أزهر مثل فَقَّح الورد (زهر الربيع)؛ فَقَع من پْقَع أي صدع، انشقّ، انفلق مثل: فقع ومات من زعلو، فقعت قنينة الغاز؛ فَرَط من پْرَط أي بدّد، خبّط الثمر مثل: فرطوا الجماعة ما بقي حدا، فرطوا الزيتون؛ فَرْكَس من پَرْكِس أي بدّد، شتّت، محق أي: فَرْكَسْلو البَيْعة (اللعبة)؛  فَرَّع من پْرَع/پَرَع أي كشف رأسه مثل: ما تفرّع حالك بتنضرّ (بمعنى لا تشلح تيابك)؛ فَرْفَط من پَرْفِط أي فتّت، بدّد مثل: ما تفرفط مصرياتك، فرفط هالعنقود؛ فَرَقْ من پْرَق أي ابتعد مثل: فرق من هونيك، فْروق عنّي يا…؛ فَرْقَع من پَرْقَع أي لعب، فرح، تلذّذ مثل: عبيفرقع بالفرقيع؛ فَشّ من پَش أي أرخى، حلّل، هشّش مثل: بدّك تنطر ليفشّ الورم؛ فِسا/فسي من پْشُ أي أخرج ريحًا خفيفة من مفساه مثل: في ريحه مين فِسا (فسي)؛ فَشْكَل من فَشْكِل أي عوّج، فتل، لوى مثل: فشكلّو شغلتو؛ فَشَرْ من فْشَر أي هذى مثل: ما فشر واحد كذّاب؛ قَبّ من قَب أي اقشعرّ، ارتعد، انتصب مثل: قبّ شعر راسو؛ قَدَح من قْدَح أي ثَقَبَ مثل: قدح الحيط بالشوكة؛ قَفَح من قْفَح أي لطم مثل: قفحو كفّ على وجهو؛ قَرْمَط من قَرْمِط أي احتال، خبث مثل: عبيقرمط عليّ مصريّاتي؛ رَبَّص من رْبَص/رَبِص أي بلّل، روى مثل: ربّصت غسيلها مليح، تربّصت الأرض بالميّ؛ شَوَّش من شَوِش أي بلبل، حرّك، أقلق، أزعج مثل: شوّشلي عقلي وفكري؛ شَلَح من شْلَح أي تعرّى، خلع ثيابه مثل: شلح تيابو؛ شَلَف من شْلَف أي نزع، قلع مثل: شلف غصن الشجرة؛ شَمَط من شْمَط أي نزع، نشل، استلّ مثل: شمط ليمونة وهرب؛ شَنَق من شْنَق أو شَنِق أي عذّب، نكّل، شنق مثل: شنقوه شنق؛ شاف من شُف أي جرى، رصد مثل: شاف خيّو مبارح؛ شَقَل من شْقَل أي رفع، أصعد مثل: شقل كيس الحنطة من الأرض، شقول معي هالكيس؛ شَرَّح من شَرَح أي قطّع اللحم طويلًا مثل: اللحّام بيشرّح اللحمة، تشريح الجثّة؛ شَرَط من شْرَط أي مزّق، خدّش مثل: شرط قميصو؛ تَخّ من تُخ أي ارتخى، همد، فتر مثل: خشب السقف تخّ.

أسماء وصفات وظروف سريانيّة الأصل:

 بِبّو أي الطفل الصغير مثل: الببّو عبيرضع حليب إمُّه؛ بُخْش أي ثقب مثل بخش الإبرة؛ بِزّ أي ثدْي؛ باحورة من ܒܳܚܽܘܪܐ أي غيم صيفي ينمّ عن مطر في الشتاء القادم مثلا: بَسْ تجي الباحوره بتدلنا عَ موسم الشتي؛ بَرّا أي خارج مثل: طْلاع لَبَرّا؛ جُوّا أي داخل؛ جِرْن مثل جرن الكبّة؛ جَوْره أي حفرة؛ جاروشِه مثل جاروشة القمح؛ دُكّان من دوخونو أي الحانوت؛ هَبْلِه من ܗܰܒܠܐ بُخار مثل طلعت هبلة الطبخة؛ هَيْكل من هَيْكلُ، المعبد المقدّس مثل: الخوري عبيصلّي بالهيكل؛ واوا في اللفظ الشرقي وواوُ في الغربيّ بمعنى ألم، وجع مثل: أنا واوا يا ماما؛ زُبونو أي الشاري الزُّبون؛ زوّاده من زوُودُو، زاد المسافر مثل: أخذ معه زوّادتو؛ زُومْ من زومو أي مرقة مثل: نشّف زوم الطبخة؛ زِنّار من زُونورو أي حِزام مثل: بتحطّ زنّار عالفستان؛ إزْميل من زْميلْيو، آلة من حديد للنقر مثل: قشر الورقه بالإزميل؛ زَنْبيل أي سلّة مثل: زنبيل معبّى عنب وتين؛ زَعْرور أي ثمر الزعرور مثل: معقِّد مثل قضيب الزعرور؛ زاروب من زُرُوبو أي المكان المحصور مثل: زاروب المحلة؛ حارة من حيرْتو مثل حارة النّصارى؛ حَجّ مثل راح حَجّ وإجا؛ حِوّارَه بمعنى اللون الأبيض مثل: هالأرض تربتها حِوّارَه؛ حَلِّه أي وعاء كبير من معدن مثل: كانوا يغلوا الغسيل؛ طَوَفان من طَوْفونو مثل: اليوم شتّت الدنيا طوفان؛ طيزْ من طيزو إي الإست، القفاء مثل: إمّو غسّلتلو طيزو؛ طَنْبور من طَنْبورو أي آلة طرب معروفة؛ طاسِه مثل طاسة المي؛  طَرْبون  أي طرف العوسج الغضّ من طَرْبونو/طَرْبو مثل: شبّ متل طربون الحبق، العنزة بتاكل طربون الغصن (في لهجتي الفلسطينيّة الجليليّة، كفرياسيف: طَرْبونِه تعني القسم العلوي من النبات مثلا طربونة الدخّان)؛ كَبيسة من كُڤيشتو أي معصورة، مشدودة والمعنى السنة كانت كبيسة، لا تفسير لتحوّل المدلول من المعصور إلى الكبيس؛ كِبْريت من كِڤْريتو أي عُلبة كبريت؛ كْباش من كْڤوشو أي إذلال، قمع، قهر، شدّ مثل تع تَنِلْعب كْباش (في اللهجة اللبنانية تلفظ عادة بالإمالة الشديدة كْبيش، ابحث في الشابكة عن: حسيب شحادة، ماذا تمخّض من ”لِمْطاءَشِه والشرشوح“)؛ كوز من كوزو بمعنى إبريق، وعاء لشرب الماء مثل: بتَمّوز بتغلي الميّ بالكوز؛ كِزْبَرَه من كوزبَرْتو، نوع من النبات شبيه بالبقدونس مثل: طبخة البامة بدها كزبرة؛ كوع من كوعو أي المعصم والمنعطف مثل: دقّ كوعو بالحيط؛ كِلّابة من  كَلُڤْتو أي الكمّاشة مثل: كمش الحديدة بالكلّابة؛ كانون من كونونو، موقد صغير مثل كانون النار؛ كِنْف من كِنْفو أي حضن، حماية، ملاذ، جناح مثل: عايش بكنف بيّو وإمّو؛ كَفْته من كَفْتو بمعنى لحم مهروس، كُبّة مثل: كَفْتة مشويّة، كُبّة نيّه؛ كِتّان من كِتونو أي قماش من القطن مثل: بدنا شراشف كتّان للتخوت؛ مَجزُون من مَچْزونو أي المِنجل مثل: بيحصد بالمجزون؛ مَجَلّة من مْچَلْتو؛ مَوْهَبِة من مَوْهَڤْتو أي عطيّة، منحة، هديّة؛ مَحْلَب من مَحِلْبو أي شجر له حبّ ذو طيب وعطر مثل: محلب- عجينة كعك العيد؛ مِكِنْسِه من مَخْنِشْتو مثل: كنّست الزبالة بالمِكِنْسِه؛ مالِش من مُلُوشو (ܡܳܠܽܘܫܳܐ) أي آلة لصقل الطين مثل: المورِّق بيملّش الورقة بالمالش؛ مَنْديل من مَنْديلو أي محرمة، فوطة مثل: حاطة منديل عَ راسها؛ مَصْطَبِه من مَسْطَبْتو أي تربيعة مرتفعة أمام الهيكل مثل المصطبة يللّي قدّام البيت؛ مَسّاس من مَسُسُو أي عصا الفدّان، مهمزة مثل: بدُو مسّاس الفدّان تيفلح الأرض (في لهجتي: مُنْساس)؛ مْصَرْصَع من مْصَرْصَع أي مشوّش مثل هيدا واحد مصرصع؛ مَرْقَه من مَرْقو أي الحساء/شوربا مثل: مرقة الأكل والطبخ؛ مْشَحَّر من مْشَحْرو أي مسخّم. مسوّد، مفحّم مثل: مسكين مشحّر معتّر؛ نْبيدْ من نْڤيدو أي النبيذ مثل: شرب النبيد طيِّب بالشّتِي؛ ناطور من نُوطورو أي حارس، حافظ مثل: ناطور الكرم (البناية)؛ نيشانْ من نِيشو/نيشونو أي وسام، هدف، فرض مثل: حطّولو نيشان عَ صِدْرو؛ ناعورة من نُعورُو أي دولاب لاستقاء الماء مثل: الناعورة بتسحب الميّ لتشغِّل المطحنة؛ سِتّ من سُڤْتو أي جدّة/شيخة مثل: سِتّ الستّات، سِتّي وستّك؛ سِمَّاق من سُومُقو أي أحمر مثل: زعتر وسِمّاق؛ سِحْنِة من سْحَنْتُو أي شكل مثل: ليك ملّا سحنة على وجهو؛ ساطور من سُطُورو أي سكّينة كبيرة مثل: كفتة بالساطور؛ سِكِّة من سِخْتُو أي وتد، رزّه، سكّة مثل: سكّة الفدّان، سكّة الحديد؛ سِمْسار من سِمْسُورو أي الوسيط بين البائع والمشتري مثل: سمسار بيوت وأراضي؛ عَبي من عَڤْيُو أي كثيف، ثخين مثل: شعرو عَبي؛ عِجِر من عَچْرُو أي قاس، غليظ، كثيف وصولا إلى غير الناضج مثل: هالتّين بعدو عِجِر؛ عِدّان من عِدُنو أي وقت، فترة، زمن مثل: كل شي إلُو عِدّان، عدان شتي؛ عِب من عُوبو أي حضن، بطن، وسط مثل: ضْحاك بْعبّك، حطّتو بعبّها؛ عِلْبِة من عُولبو أي صندوق، علبة مثل: عِلْبِة كبريت، حطّيتُن بالعٍلبة؛ عَقْبال من عُوقبل أي مثله، عند مثل: عَقْبال فرحتك (العايزين)؛ عَزْقَة من عِزَقْتُو أي خاتم مثل عَزْقَة البرغي؛ عامود من عَمُودو أي دعامة، إسطوانة مثل عامود خلده، سمعان العامودي؛ أعْمَص من الفعل عَمِص/أعْمِص أي أغمض عينيه مثل أعمص ما بيقشع؛ عَسْكَر من عَسْكَرْتو أي عسكر، جيش مثل: العسكر بيحمي البلاد؛ عِرّاب من عَرُوڤو أي كفيل، ضامن مثل: هيدا عرّابو للعريس؛ عِرْزال من عَرْزُلو أي كوخ من أغصان الشجر مثل: عِرزال ناطور الكرم؛ عَرْقة من عَرْقو أو عْرَقْتو أي مفصل، ضلع في البناء مثل: بدنا نصبّ عرقة باطون فوق الباب؛ فَجّ من پَچُو أي غير ناضج مثل هالتّين بعدو فَجّ؛ فِدّان من پَدُونو أي آلة الحرث، ثوران يقرنان لحرث الأرض مثل: كم فِدّان فلاحة عندك؟؛ فِرْن من پُرنو أي مخبز مثل: بدنا كعك وخبز من الفِرْن؛ تِفْشيخْ من پُوشُخُو أي فشجٌ، فحْجٌ، تباعد بين الرِّجلين مثل: بيحبّ التِّفشيخ؛ فِرْجة من پِرْچو/پُورچُويو أي انشراح، لهو، لذّة مثل: صندوق الفرجة، ليك ملّا فرجة؛ فِرّان من پَرُونو أي خبّاز مثل: عْطي خبزك للفرّان ولو أكل نصّو؛ فَشّيط من فَشيطو أي ساذج، أبله، غبيّ، جاهل مثل: ما تصدقو واحد فشّيط؛ صَنْدوق من صَنْدُوقو أي علبة مثل صندوق حديد/تفاح؛ قِدِح من قْدُوحو أي ثِقْبٌ (!)؛ قِفّة من قُوفو أو قُوفْتُو  أي سلّة، زنبيل مثل: عبينقل تراب (حجار) بالقفّة؛ قِرْمِيِّة من قُورِمتو أو قُورْمو أي أصل مثل: بدنا قرمِيّة العايلة (الشجرة)؛ قِنّ من قِنو أي عش، وكر، مأوى للطيور مثل: قنّ دجاج؛ قَنْديل من قَنْديلو أي سراج (من اليونانيّة) مثل: كنا ندرس عالقنديل؛ قَريشِة من قْريشتو أي غشاء يعلو الحليب مثل: القريشة طعمها لذيذ؛ قَرْميد من قَرْميدو أي آجر، لِبْن مشويّ، مثل: سقف (!) بيتو قرميد، قِرْص من قَرْسو أي جامد، بارد، يابس مثل: جمّدت الميّ صارت مثل القِرْص؛ قِرْصْعَنّة من قَرْصَعْنو أي نوع من الحشائش مثل: حوّشت قرصعنّة؛ قاشوش من قُشوشو أي قشّاش، جامع القشّ مثل: متل القاشوش، ما بيخللي شي قدّامه، قاشوش ورق اللعب؛ رْبوبيّة من رْبُوبيتو أي دمّلة من الحالب، التهاب، ورم مثل: طِلْعِتْلو ربوبيّة بحالبو؛ رِجْمِة من رْچُومْتو أي مكان تكثر فيه الحجارة مثل: راح متل الخِرْبة بالرّجمة؛ رَفْش من رَفْشو أي مذراة بلا أصابع مثل: بيجبل الطين والباطون بالرفش؛ شُوب من شَوْبو أي حرّ، قيظ مثل: اليوم الدنيا شوب؛ شْوار من شُورو أي حائط مثل: ما تهزّو واقف عَ شوار، سور المدينة؛ شاقوف من شُقُوفو أي ضارب، صادم مثل: شاقوف المعمرجي؛ شِرْوال من شَربُولو مثل: لابس شروال حرير؛ سْراج من شُروچو أي مصباح، نور، ضياء مثل: بدّك تفتّش عليه بفتيلة وسراج؛ شِرْش من شِرْشو أي أصل، أساس مثل: عايلة ما إلها شرش، لازم تشيل الشجرة من شروشها؛
توك من تُوكو أي علّة، ضرر مثل: شغلة ما طلع فيها توك؛ تَنّور من تُنورو أي مخبز مستدير التفصيل مثل: خبز تَنّور.

موضوع التأثيل (مصطلح ابتدعه عبد الحق فاضل  حامد الصيدليّ، 1911-1992) أو التأصيل اللغويّ  أي علم أصول الكلمات (Etymology، أصلها من اليونانية أطيموس أي حقيقيّ ولوچوس أي بحث أي اشتقاق اللفظة) هو فرع من فروع علم اللغة الحديث، الذي يعتمد على نهج علم اللغة التاريخيّ، ومهمّته سبر أصل الكلمة وتاريخها وتطورها من حيث الصيغة والدلالة.  وبمعناه الأوّلي يعود هذا الاهتمام إلى القرن الخامس ق.م. لدى كهنة الهنود. إلّا أن التأثبل العلميّ بدأ في القرن التاسع عشر في أعقاب دراسة اللغة السنسكريتيّة. وفي نطاق العربيّة يمكن القول إنّ المستشرق الألمانيّ أوغست فيشر (1865-1949) كان من أوائل من تصدّى لهذا الفرع اللغويّ في بدايات القرن الفائت،  وكان فيشر  ذا علم واسع وعميق بالعربية والعبرية والسريانيّة والحبشيّة وغيرها. ويذكر أنّ مجمع اللغة العربيّة في القاهرة، كان قد تبنّى مشروع فيشر الذي لم ينشر منه سوى مقدّمة وأنموذج صغير منه.  ومن المعروف أنّ معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، قد انطلق في العام 2013. باختصار شديد لا نبالغ إذا قلنا بأنّ هذا الفرع اللغويّ الحديث،  يبحث بموضوع شائق ولكنه شائك جدّا ويحتاج متخصّصين في علوم ومعارفَ متباينة كثيرة إضافة للغات المدروسة، وفلسفات علم اللغة ومدارسها وطرائقها. المطبّات والمزالق في هذا الفرع اللغويّ كثيرة وخطيرة، ولذلك نرى أن قلّة من اللغويّين المعتبرَين، تلجه في عصرنا الحديث. وعلى نقيض ذلك نجد ما يدعى بالتأثيل الشعبيّ (folketymology) المزدهر لدى عامّة الشعب ومن اكتسب بعض المعرفة في هذه اللغة أو تلك ويحكم على الأمور وفق المظهر الخارجيّ للفظة مثل القول بأنّ أصل الإنفلونزا من أنف العنزة أو أن الفِعل ”دَحَل“ في العربيّة العامّيّة من الفعل السريانيّ دْحَل/ܕܚܰܠ أي خاف وأنّ Erde الألمانية من كلمة الأرض العربيّة  وأن نابلس من نابُ لُس وهلمجرّا.
من المعروف حتّى لكل مبتدىء في علم اللسانيّات، أن لا وجود لأيّة لغة بشريّة حيّة نقيّة من الدخيل، إذ أنّ التلاقح اللغويّ المتبادل بين اللغات قديم  قدم اللغة، وثمّة ما يُعرف بظاهرة المعرّب والدخيل. ففي الجاهليّة اقترضت العربية من الفارسيّة واليونانيّة والسريانيّة ثمّ جاءت القبطيّة وفي العصر الراهن نجد الإنچليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة. وقد تطرّق الأب رفائيل نخلة اليسوعيّ لهذا الموضوع في كتابه ”غرائب اللغة العربيّة“ واكتشف أن عدد الدخيل في العربيّة يصل إلى 2503 كلمات تأتي في صدر القائمة الآراميّة /السريانيّة بواقع 982 كلمة، الفارسية بواقع 850 كلمة، اليونانيّة بواقع 470 كلمة، اللاتينية بواقع 67 كلمة، العبريّة 42 كلمة. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنّ الأغلبيّة الساحقة من مفردات الإنچليزيّة دخيلة (يراجع: على القاسمي، دخيل أم أثيل، دراسات في التأثيل اللغوي، من ص. 22 فصاعدًا).
في قاموس السيّد إيليّا عيسى، قيد العرض والمراجعة، عشرات وعشرات من الكلمات التي يدرجها الكاتب غير المتخصّص باللسانيّات على ما يظهر، في عداد الكلمات  الدخيلة في العامّيّة العربيّة اللبنانيّة من الأصل السريانيّ. وهنالك الكثيرون الذين يسمّون هذه العامّيّة باللبنانيّة فقط. وتلك الكلمات ومثيلاتها ذكرناها آنفًا تعود في الواقع لما يعرف بالمشترك الساميّ أي يعود أصله إلى الأرومة الساميّة الأم (Protosemitic). من ذلك المشترك الساميّ نكتفي بهذه العيّنة الصغيرة: بقبق (محاكاة الطبيعة، onomatopoeia)،  بَرَك، بطْن، جزّ، جِسْر، ذبح، زِبِل، زعق، خبط، حبس، حصد، طحن، طعم، لم، كبّل، كُنية، كلّ، كميّة، كاس، كسا، كرِم، كرش، لُبّ، لوح، لحم، لقط، ماهر، مولد، مزج، مخط، ماء، عصر، مفتاح، مصّ، مقصّ، نعْل، سياج، عبْد، غنّى، عتيق، فصل، صوم، صيّاد، قبر، قطف، قصّاب.
وأخيرا وليس آخرًا، كلمة مَرَه العامّيّة بمعنى امرأة متحدّرة من اللفظة مَرْأه مؤنّث مرء فحذفت الهمزة من مَرْأه فغدت مَرَه ولا مسوّغ للقول بأنّها دخيلة من السريانيّة مُرْتو ܡܳܪܬܳܐ أي: امرأة، مولاة، ربة، صاحبة، مالكة، خاتون (انظر قاموس أوجين منّا). ومرتا (قاموس لويس كوستا). وأخيرًا أذكر مقولة النحويّ الفذّ ابن جنّي (ت. 1002) ”كلُّ ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب“ (الخصائص تحقيق محمّد علي النجّار. بيروت: دار الهدى للطباعة والنشر، ج. 1 ص. 114).




29
قِصَص أبي جلال المجنون من مزبلة عكّا
The Stories of Abū Ğalāl the Crazy from the Dump of Acre
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها سميح بن الأمين بن صالح صدقة الصفري (سلوح بن بنيميم بن شلح تسدكه هصفري، ١٩٣٢- ٢٠٠٢، فقد ابنه البِكر واصف/آشر وعمره ١٨ عاما، عام ١٩٨٧؛ من حُكماء الطائفة، كاتب، شيخ صلاة، تاجر بارع، نسخ بخطّ يده الجميل كُتبًا كثيرة، نظم أشعارًا للفرح والترح) بالعربية على مسامع الأمين (بنياميم) صدقة (١٩٤٤- )، الذي بدوره نقلها إلى العبرية، نقّحها، اعتنى بأُسلوبها ونشرها في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد١٢٤٨-١٢٤٩، ١ أيلول ٢٠١٧، ص. ٣٢-٣٤.  هذه الدورية التي تصدُر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الراهن؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدُر بانتظام، تُوزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري من المائة والستّين في نابلس وحولون، قُرابة الثمانمائة نسَمة، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّةً تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضْل إخلاص ومثابرة المحرّريْن الشقيقَين، الأمين وحُسني (بنياميم ويفت)، نجْلي المرحوم راضي (رتْسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

”ألْقاب غريبة

ها أنتَ ترى طبيعة الناس. إنّكَ تقرأ في مخطوط ”الدفتر“ الذي جلبته من أمريكا. وتوجد هنا شَهادة شخص اسمه يعقوب من عائلة الدنفي الملقّب بـ ”كليب“، ولا تسألْني ما هذا. وقد لُقّب صدقة الدنفي بالكنية ”شلبي“، وسمّوا عبد الله الدنفي بالاسم ”لطيف“ وهكذا حمَلت عائلة ”ألطيف“ اسمه. كما أطلقوا على يعقوب صدقة النسبة ”العكّاوي“ لأنّه أكثر من التجارة في عكّا، كُنىً شتّى، لا حدَّ لخيال أبناء طائفتنا. أبو أُسرتنا في حامولة الصباحي، حبيب صدقة تصاحب مع شخص نابلسيّ اسمه التكروري، وهكذا أطلقوا عليه وعلى ذريّته هذه النسبة ”التكروري“. لا يمكنك اقتلاع الكنية من أفواه السامريّين حتّى ولو استخدمت أحدث رافعة/وِنْش. أنت لا تريد الاقتلاع؟ أأنت حقًّا راضٍ عن اللقب؟ أيحلو سماعه للأذن؟ فليكن. أنا، لو سمحتَ لي، غير راضٍ عن الكنية ولكن ما وقع وقع.

أبو جلال يستحقّ الاحترام

نعم، أبو جلال هو يوسف بن حبيب صدقة؛ لا تقُل أبو جلال فحسب بل عمّي أبو جلال، إذ أنّه كان شقيق أبي أبي، أخ جدي. بالكاد عرفته إلا أنّ أبي الأمين (بنيميم) الذي مات بعده ببضع سنوات علّمنا كلنا تقديره واحترامه. أبي كَنّ له احترامًا عظيمًا بسبب حِذْقه الطبيعيّ وبسبب القصص الكثيرة التي سمعها، الحوادث التي كان شاهدًا لها، وكلّ ذلك نمّ عن خِبرته وحِكمته الجمّة في إيجاد طريق الحياة، حيث يتِمّ فيها احترام الديانة الإسرائيليّة في أوساط جيران معادين.
لا تظننّ أنّ ذلك ساعده ليصبح ثريًّا كبيرا. في الواقع، كان فقيرًا مدقعًا ولكنّه احترم نفسه كثيرا، حصل على ماله الضئيل باستقامة وفِطنة لإعالة عائلته بشرف. نحن تعرّفنا عليه في سنواته الأخيرة، عندما خارت قِواه. وكان أبي حريصًا جدًّا على احترامه، وكان يُنزِل بنا عقابًا قاسيًا على أقلَّ إشارة من الوقاحة الصبيانيّة.

أبي ذكر له أيّام التجارة الجميلة، أيّام خروج قوافل التجّار التي كانت تتوجّه شَمالًا إلى دمشق لتأمين لقمة العيش. لا أحدَ مثل أبي جلال، عرف المحافظة على قيمة كلّ قرش؛ بشقّ الأنفس تمّ الحصول على القرش. عادة، كانت تتمّ التجارة في مِنطقة نابلس، في قرى ضواحيها. وأبي في أيّام شبابه وكذلك أبوه وأعمامه كانوا يحمّلون الأقمشة على الحمير، ويطوفون من قرية لأخرى في لِوائي نابلس وجنين لعرض بضاعتهم. كانوا يغادرون أحيانًا يوم الأحد ويعودون إلى البيت عند حلول يوم الجمعة فقط. وكان لهم أصدقاء في كلّ قرية من قرى المنطقة، حيث كانوا يباتون عندهم بالمجّان أحيانًا، وأحيانا مقابل مبلغ زهيد أو مقابل كتابة تعويذة لجلب الحظّ.

في كلّ مرّة، كانوا ينتقون مكانًا معيّنًا، ومنه يتنقّلون من قرية لقرية. وكان قدومهم لقرية ما بمثابة عيد لها؛ كان كلّ سكّان القرية يتجمّعون حولهم، يتفحّصون ويتلمّسون بعيون تتلألأ الأقمشةَ الملوّنة ومحارم الحرير الفتّانة ولُحف الريش التي خاطتها يد فنّان نابلسي. وكان أبي وأعمامي يُستقبلون بالفعل  في كلّ مكان استقبال الملوك. وعند حلول المساء  كان مسنّو القرية يجلسون في الساحة الواسعة في مركز القرية ويدعون الضيف، تاجر القماش السامريّ للجلوس بمعيّتهم، وهناك بينما كانوا يُعمرّون الأرجيلة ويدّخنون بها، أسهبوا في طرح الأسئلة حول ما يجري في المدينة الكبيرة وحول قصص متنوّعة وغريبة (نهفات) حدثت لهم.

كما لم تخْلُ تلك الجلْسات من النقاشات حول أوجه الشبه والاختلاف بين الإسلام والتقاليد السامريّة، وأبلى أقاربي في ذلك بلاء حسنًا بدون المسّ بشرف مضيفيهم. كانوا يفضّلون شراء البضاعة بصورة مركّزة من الشام أو من تاجر محليّ. كان يتجمّع بعض السامريّين وباعة عرب في مجموعة، ويسيرون في قافلة إلى الشام. لا أحدَ كان يفكّر في السفر وحيدًا أو مع اثنين ثلاثة، الطريق كانت محفوفة بمخاطَر كثيرة ومستمرّة.

المجنون من مِزْبلة عكّا

كانوا ينطلقون من نابلس، يتوقّفون في عكّا، ومنها إلى دمشق. ثلاثة أيّام تقريبًا كانت تستغرق الرحلة. كانت الطريق خطرةً حقًّا لكثرة عصابات اللصوص التي كنت تنهَب القوافل، لا سيّما في طريق دمشق. كان كلّ تاجر يُخفي في حِضْنه صُرّةَ العُمْلات النقديّة والذهب لشراء البضاعة في دمشق.

أخطرُ مكان في الرحلة كان الطريق بين حيفا وعكّا، ولا سيّما آخر واد قبل عكّا. هناك كان يكمُن اللصوص، وبينما كانت القافلة تسير ببُطء إلى أعالي الوادي الضيّق، كان اللصوص ينقضّون عليها بهجوم من الأعلى، يُطلقون النار في الهواء أو يُهدّدون بالسلاح حتّى تسليمهم كلّ المال. عندها كانوا يتركون القافلة المسكينة وهي خالية الوِفاض،  وكان التجّار يقفلون راجعين إلى بيوتهم مُحطّمين مُنهكين.

القوافل التي كانت تحمِل السلاح، أو أنّها ضمّت تجارًا جُدْعانًا/أبَضيات كانت تمرّ بسلام. ذات يوم التحق أبو جلال لإحدى القوافل التي وصلت ذلك الوادي الخطير. خاف التجّار من دخول الوادي لأنّهم غير مسلّحين، وتبيّن أنّ لا أحدَ فيهم يقوى على مجابهة اللصوص. وفي أوّل الوادي تقَع مِزبلة عكّا، هناك كانت تُحرَق كلّ قُمامة عكّا.

”إتّكِلوا عليَّ“، قال أبو جلال لرفاقه. طلب منهم صُرر المال التي بحوزتهم، وسُرعان ما سلّموه إيّاها لمعرفتهم بفطنته الفائقة. ربط أبو جلال الصرّة بالأُخرى ثم ربطها جميعًا حول ظهره وبطنه ولبس قميصه ومعطفه. ثم استلقى على أرض المِزْبلة وأخذ يتدحرج فوق تراب بارد لموقد قديم. أخذ يُسيل اللعاب من فمه ويصيح صيحاتٍ غريبة عجيبة. نظر إليه التجّار وبدؤوا يخافون على أموالهم.

ومن موجة دهشة لأُخرى، هاجم اللصوصُ القافلة. تابع أبو جلال بعرضه الجنونيّ. فتّش اللصوص أوعية التجّار الذين قالوا إنّهم لا يملُكون في جيوبهم سوى قروشٍ قليلة فهم فقراء مدقِعون ويودّون العودة إلى قراهم في الجليل.

أُصيب اللصوص بخيبة أمل شديدة. العزاء الوحيد كان ما قام به مجنون مِزبلة عكّا من مكائدَ، كان ملوّثًا ملطخًا ورائحة المزبلة النتنة أبعدت عنه كلّ المتواجدين في تلك الناحية. ضحِك اللصوص وتركوا القافلة تسير في طريقها ولحق بها ”المجنون“ حتى خروجهم من الوادي.



30
لئلّا تُجرح أقدامُ الكلاب
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

قبل مدّة وجيزة من هذا الصيف المشمس الدافىء، بينما كنتُ أُمارس رياضتي اليوميّة في المشي بالعُكّازتيْن المألوفتيْن هنا في بلاد الشمال (sauvat)، في منطقة سكناي، شاهدتُ امرأة عن بعد منحنيةً ومنهمكة بعمل ما.  دنوتُ منها وهي على رصيف شارع رئيسيّ، ماسكة بيدها الواحدة مِكنسة وبالأخرى مجرودًا، وتجمع شظايا قارورةٍ زجاجيّة مبعثرةً هناك. طرحت السلام عليها، وتبادلنا أطراف الحديث البرقيّ، عن مثل هذا العمل الشائع والمشين، لشباب طائش بعد تفريغهم ما في القوارير لبطونهم فسرعان ما تعلو رؤوسهم.
وردّت تلك السيّدة قائلة: إنّي أرغب في ألّا تتسبّب أقدامُ الكلاب المارّة من هنا برفقة أصحابها بالطبع، وما أكثرها، بأيّة جروح! يُذكر أنّ هنالك حديقة مسيّجة للكلاب على مقربة من ذاك

31
ماذا كتب المطران السريانيّ قبل قرن ونصف
 عن اللهجات الآراميّة ومنها السامريّة
What did the Syriac Bishop Write a Century and a Half ago
about the Aramaic Dialects, Including the Samaritan One
Haseeb Shehadeh
University of Helsinki


كتابُ: الُّلمعة الشهيّة في نحو اللغة السريانيّة على كلا مذهبَي الغربيّين والشرقيّين تأليف السيّد اقليميس يوسف داود مطران دمشق على السريان. طبعة ثانية منقّحة ومَزيد عليها ومذيّلة بخاتمة في صناعة الشعر. طبع في الموصل في دير الآبآء الدومنكيّين ، 1896. طبعة أولى عام 1879. والعنوان بالسريانيّة: ܓܪܰܡܡܰܛܺܝܩܺܝ ܚܕܰܬܳܐ ܕܠܶܫܳܢܐ ܐܰܪܰܡܳܝܐ ܐܰܘܟܺܝܬ ܣܽܘܪܝܳܝܐ ܠܦܽܘܬ ܬܪܶܝܗܽܘܢ ܠܶܥܙ̈ܝ ܕܡܰܕܢ̈ܚܝܶܐ ܟܺܝܬ ܘܡܰܥܪ̈ܒܳܝܐ أي:  چرامَطيقي/قواعد جديدة للغة الآراميّة أي السريانيّة بحسب لهجتَي الشرقيّين والغربيّين، بقلم السيّد قْليميس يوسف بن داؤود الموصليّ المطران السريانيّ لمدينة دمشق. وهنالك عنوان بالفرنسية: (مُتاح على الشابكة). وفي تأليف هذا الكتاب، استعان المؤلّف بالعبريّة وخاصّة بالعربيّة وهما أُختا السريانيّة ورضيعتا لبانها (ص. 35).

يوسف بن داؤود بن بهنام من أسرة زبوني، ولد في العماديّة بالقرب من الموصل عام 1829،  أنهى المدرسة الابتدائيّة في الموصل، وأُرسل لمتابعة دراسته في روما وهو ابن ستّة عشر ربيعًا ليصبح كاهنًا. وهناك كرّس جلّ وقته وجهده لاكتساب العلم والمعرفة في شتّى المجالات: اللاهوت، المنطق، الطبيعيّات، الموسيقى؛ كما تعلّم السريانيّة والعربيّة واللاتينيّة والإيطاليّة والعبريّة واليونانيّة والفرنسيّة والإنچليزيّة والألمانيّة. سيم قِسّيسًا سنة 1855 وعاد إلى وطنه في أواخر تلك السنة. له أيادٍ بيضاءُ في مضمار التعليم والتأليف، وهو الذي ذهب إلى أنّ التعليم والتثقيف أساسا كلّ فضيلة. ففي العام 1856، أسّس مع الآباء الدومنكيّين مدرسة في الموصل وعلّم فيها كلّ المواضيع، وألّف موادّ تدريسيّة كثيرة . كما عمل أقليميس على تصحيح ترجمة التوراة العربيّة بمقارنتها بالترجمات السريانيّة واليونانيّة والعبريّة واللاتينيّة وأضاف ملاحظاتٍ تفسيريةً في الحواشي على ما رآه غامضًا، وقد طُبعت هذه الترجمة ونسخة الترجمة السريانيّة المعروفة بالبسيطة، التي راجعها في مطبعة المرسلين الدومنكيّين في الموصل. أصبح في بداية العام 1879مطرانًا للسريان في دمشق، وتسلّم الاسم السيّد إقليميس يوسف داود. وفي سوريا أنشأ الأخويّات، شيّد بعض الكنائس ومرمّمًا أخرى، وكان مولعًا بجمع الكتب فأقام مكتبة نادرة النظير لما ٱحتوته من  مخطوطات مشرقيّة، وفوق هذا استمر في التصنيف وتعديل الكتب الطقسيّة. وبفضله أُنشىء مجمع السريان اللبنانيّ عام 1888. له عشرات المؤلّفات باللغات: العربية والسريانيّة والإيطاليّة والفرنسيّة واللاتينيّة وعشرة كتب ما زالت مخطوطة. رحل عن هذه الفانية في الرابع عشر من آب عام 1890.

من مؤلّفات المُطران إقليميس تلك، ننوّه بما يلي، ومعظمها متوفّر مجّانًا على الشابكة: كتاب التمرنة في الأصول النحويّة مع مقدّمتين في أصول الكتابة والقراءة في مجلّدين، بالعربية؛ غراماطيق إفرنسي مع الشرح العربي؛ نحو اللغة السريانيّة مع الشرح اللاتينيّ؛ بيان لغة أهل دمشق العربية في أيّامنا، بالإفرنسيّة؛ بحث عن لغة أهل سورية وفلسطين حين ظهور اللغة العربية فيهما وبيان أنّها كانت اللغة السريانيّة، بالإفرنسيّة؛ فِهرست القراءات من العهدين القديم والجديد التي تقال على مدار السنة بحسب الطقس السريانيّ، بالعربية؛ تصاريف الأفعال الكلدانيّة بالكلدانيّة؛ تعليم القراءة السريانيّة، بالعربية؛ تاريخ السريان، بالعربية مخطوط؛ أغلاط ترجمة العهد الجديد العربية التي أنشأها البروتستنت في بيروت، بالعربية مخطوط؛ مجموع خطبه أو مواعظه الدينيّة، بالعربية مخطوط.

وقبل الإتيان حرفيا بما كتبه اقليميس عن السامريّة ارتأيت أن أجمع تارةً  و أُلخّص طورًا للقارىء الكريم نُتفًا وردت في المقدّمة ، في صفات اللغة، الفصل الأوّل من الطبعة الأولى.

واشهر اللغات الساميّة هي العربيّة والعبرانيّة والسريانيّة والحبشيّة وفروعهنّ* وانّما ذكرنا العربيّة اوّلًا بين اللغات الساميّة لانّ العربيّة باعتراف جميع المحقّقين هي اشرف اللغات الساميّة من حيث هي لغة واقدمهنّ واغناهنّ. ومعرفتها لازمة لكلّ من يريد أن يتقن حسنًا سائر اللغات الساميّة ولاسيّما السريانيّة“. ص. 8.

من الخِلال الوسيمة للسريانيّة: نزول قسم من الكتاب المقدّس بها، معظم سِفر دانيال وجزء من سِفر عِزرا وسِفر نحميا.  ومن المرجَّح أنّ إنجيل متّى كان قد دُوّن أصلًا بالآراميّة. أضف إلى ذلك أنّ الربّ يسوع المسيح وأُمَّه ورسله تحدّثوا بهذه اللغة. ص. 8.

ومن سِمات السريانيّة أنّها لغةٌ طقسيّة قديمة مشرّفة في كنيسة المسيح تلت اللغة اليونانيّة وقد تكون الأولى في الأرجح. وإلى الآن تستخدم السريانيّة في طقوس أكثر مسيحيّي المشرق. ومن المعروف أنّ كلّ ملافنة الكنيسة قد كتبوا بإحدى هذه اللغات: اليونانيّة، اللاتينيّة، السريانيّة. اعتاد الإفرنجيّون منذ أزمان أن يدرّسوا السريانيّة بعد اليونانيّة والعبريّة. ولكن وللأسف فإنّ السريان وبخاصّة الغربيّون يحتقرون هذه اللغة الشريفة. ”حتّى انّك قلّما تجد الآن في هذه البلاد السريانيّة من يبذل ادنى سعي في إحكام لغتهِ هذه القديمة“. ص. 9.

ما حلّ بالسريانيّة بمرور الدهور من التغيير، لا يعلمه إلّا الله كما هو حال سائر اللغات. وعليه اختلفت السريانيّة بحسب الأزمان والأماكن وتقسّمت لفروع. هنالك الآرامية المقرائيّة أي كما هي متمثلة في بعض أسفار العهد القديم وهذه تختلف قليلًا عن السريانيّة الدارجة في زمان المؤلِّف بل هي من وجوه أفصح منها. ص. 10.

والآراميّة منذ عهد المسيح أخذت قرارًا وثباتًا ولم يعترها تغيير يذكر. ولا يوجد للسريان أي شيء مكتوب من فترة ما قبل المسيح. لولا مؤلّفات اليهود واليونانيّين لما عُرف شيء عن الآراميّين القدامى. والسريانيّة اليوم نوعان: شرقية /نصّيبيّة وبالسريانيّة ܢܨܽܘܒܳܝܬܐ نْصوبُيْتو وغربيّة-/رهاويّة وبالسريانيّة ܐܽܘܪܗܳܝܬܐ أُورْهُيْتو. ص. 11-12.

الفرق بين هذين النوعين ليس جوهريًّا، إنّه يتلخّص في طريقة لفظ بعض الحركات والحروف وشكلهما. لا أحد يُنكر أن لغة الشرقيّين تمثّل الآراميّة السليمة بالرغم من أنّ اللاهوتيّ والفيلسوف السريانيّ المعروف ابن العبريّ (ܒܰܪ ܥܒܪܝܐ) اليعقوبيّ (1226-1286) قد فضّل الغربيّة. تدريس السريانيّة في أوروبا سار وفق اللفظ الغربيّ. ص. 12.

منذ ظهور الإسلام في القرن السابع للميلاد، أخذت السريانيّة بالانحسار  وغدت اللغة الفصيحة/الكتوبونويو ميّتة وبقيت العامّيّة بلهجاتها المختلفة. ص. 13.

السريان ٱخترعوا صناعة الكتابة، الحروف الأبجديّة. أوائل آيات المزامير تبدأ حروفها على نسق الحروف السريانيّة. استعمل الفرس قديمًا الخطّ السريانيّ، وكذلك فعل الأرمن قبل القرن السادس ميلاديّ ثمّ العرب، فالخطّ الكوفيّ شبيه بالخطّ الإسطرنجيليّ الذي تعود بدايته إلى ظهور يسوع المسيح على الأرض، وخُصّص لكتابة الكتاب المقدّس. ويمكن  أن يكون معنى الاسم اسطرنجيلي سطر الإنجيل  أو مُدَوَّر كما في اليونانيّة. بمرور الزمن تولّدت ثلاثة خطوط: واحد مختصّ بالنساطرة المعروف بالكلدانيّ وهو الأقرب للإسطرنجيلي؛ خطّ الغربيّين أي الكاثوليك واليعاقبة والموارنة وبه مدوّنة كلّ كتب السريان اليوم؛ الخطّ الثالث خاصّ بالملكيّين وهو نادر في الكتب. ص.14-19.

الخطّ الآراميّ القديم كان خلوًا من الحركات. اخترع العرب الحركاتِ في أوائل الإسلام وكذلك العبرانيّون. يعقوب الرهاوي في القرن السابع، كان أوّلَ من كتب في موضوع وضع علامات أي حركات للقراءة. طريقة التنقيط لدى الشرقيّين وطريقة الحروف اليونانيّة  الخمسة لدى الغربيّين في القرن الثامن ميلادي، الألف للفتح، الهاء للكسر، الواو للضم، الحيث للكسر المشبع والعين للضمّ المُمال. لا علم لنا أيّة طريقة تشكيل أقدم من الأُخرى. الشعوب الساميّة لم تستعمل الحركاتِ قبل القرن الثامن للميلاد.  قد يكون رهبان دير يعقوبي باسم قرقفة في طور عبدين هم الذين أدخلوا الحركاتِ اليونانيّةَ في الآراميّة وكان ذلك في القرن الثامن. ص. 19- 22.

إنّ أقدم نصّ وصلنا بالسريانيّة هو ترجمة الكتاب المقدّس أي الپشيطتا ܦܫܺܝܛܬܐ أي البسيطة، التي ظهرت، على ما يبدو، في أواخر القرن الأوّل للميلاد. وبقيت السريانيّة من ذلك الحين وليومنا هذا بلا تغيير معتبر. عرفت السريانيّة عصرها الذهبيّ في القرون - الرابع وحتّى السادس. لم يدوّن كتاب لقواعد السريانيّة إلا بعد زمان المسيح بقرون عند الشرقيّين أوّلًا، وكان ذلك بقلم يوسف الأهوازيّ المعروف بالحزّاي أي الرائي المتوفّى عام 580م. ولدى الغربيّين كان النحويّ يعقوب الرهاوي، أسقف الرها المتوفّى سنة 708م. من النحويّين الشرقيّين اللاحقين نذكر هذه الأسماء: يشوع دناح في القرن الثامن، حُنيْن الطبيب في القرن التاسع، إيليا بن شيني أسقف نصّيبين في القرن الحادي عشر، يوحنّا بن زعبي في القرن الثالث عشر، الذي فاق سابقيه من حيث التفصيلُ والشمول. ولدى الغربيّين اِشتهر في القرن الثالث عشر يعقوب البرطلي المعروف بساويرس. النحويّ الذي حاز قصب السبق كان غريغوريوس بن العبريّ في القرن الثالث عشر، الذي ألّف مصنّفاتٍ شتّى في النحو أشهرها: مَعَلْتو/ܡܰܥܰܠܬܳܐ أي المدخل وهو شعر، وܨܡܚܐ أي ضياء/ لُمع وهو بالنثر. وبعد ابن العبريّ܁ لم يظهر نحويّون جديرون بهذا الاسم إلا في القرون ܗܓܖܓܗܖ] - السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر، وذلك في صفوف الموارنة في جبال لبنان. منهم: جرجس عميرة الذي ألّف كتابًا مشهورًا في نحو السريانيّة باللاتينيّة؛ وإسحق الشدراويّ ويشوع العاقوريّ وإبراهيم الحاقلانيّ. ص. 23- 35.

سمّى النُّحاة  السريان صناعة النحو بكلمة يونانيّة چْرامَطيقي (γραμματική) أي علم الكلام، وبالسريانيّة تُورُص مَمْلُو/ܬܽܘܪܳܨ ܡܰܡܠܳܐ  أي إصلاح/تصحيح الكلام. وقسّم بعض النُّحاة السريان الكلامَ إلى ثمانية أقسام في أعقاب نحو اليونانيّين، ولكن ابن العبريّ حصرها في ثلاثة كعادة العرب، وهي الاسم والفعل والحرف. بعض الغربيّين يلفظون الحرف الرابع دُلَذ وليس دُلَث. واليهود أيضًا في معظم المشرق، لا يلفظون البيث في زماننا هذا إلّا مقشّاة، مع أن لغتهم وكتبهم توجب التمييز بين التركيخ والتقشية. اللام السريانيّة مرقّقة أبدًا ولكنّ السريان الغربيّين يفخّمونها في كلمة واحدة وهي اسم الله العظيم أَلوهو/ܐܰܠܳܗܳܐ كالعرب، ولكن بالترقيق في جمعه أَلوهِي؛ لا تفخيمَ لدى الشرقيّين. حرف النون الساكنة كثيرًا ما يُحذف إمّا لفظًا فقط وإمّا لفظًا وخطًّا، بعض ذلك قياسيّ والبعض الآخر سماعيّ. ففي القياس تُحذف نون الأفعال النونيّة (أي التي فاؤها نون) في المضارع وفي الأمر: إقوش أي أقرعُ وقُوش أَي اِقرَعْ (من الجذر نقش/ܢܩܰܫ)! ومن السماعيّ حذف النون لفظًا وخطًّا مثل چَبُو/ܓܰܒܳܐ أي جنب، عِزُو أي عنزة، أَپِّي أي وجه بدل أنف، حِكو أي حنك، چْفِتو أي جفنة، چْڤِيتو أي جُبنة، تيتو أي تينة، حِطْتو أي حنطة؛ ومنه أَ(ن)ت أي أنتَ ومشتقاته، مْدي(ن)تو أي مدينة. الشرقيّون يلفظون الفاء المركّخة واوا مثل نَوْشو/ܢܰܘܫܳܐ أي نَفْشو/ܢܰܦܫܳܐ أي النفس والقاف كافًا في بعض الحالات. لا ضاد ولا ظاء في السريانيّة وكذلك لا باء مركّخة وفاء مقشّاة في العربية. ص. 36-37.

يسمّي علماء السريان الحركاتِ نُقْشوتو أو زَوْعي/ܢܳܩܫܽܘܬܐ/ܙܰܘܥܶܐ، وثمة اختلاف بينهم بخصوص عددها، فمنهم من يقول ثماني ومنهم من يقول سبعا وغيرهم ستًّا وأكثرهم حصرَها بخمس.  في السريانيّة الشرقيّة الحاليّة سبع حركات تتمثّل بالنقط الصغيرة واحدة أو اثنتين. الريش محسوب كحرف حلقيّ. ص. 37-40.

ابن العبريّ في كتاب الصمحي جعل الحركات ثماني إذ أضاف حباصًا ثانيًا طويلًا ولكن في كتاب معلتو المنظوم يتحدّث عن خمس حركات فقط وهذا هو الواقع لدى السريان الغربيّين. ص. 46.
الغربيّون لا يُشدّدون الحروف أبدا. ص. 51.  لقد فضّل ابن العبريّ في كتابيه، المنظوم والمنثور، طريقة الغربيّين بشأن لفظ الزقاف والتشديد، ولكنّه لم يأتِ بدليل  مقنع؛ أمّا مؤلف هذا الكتاب الذي نحن بصدده، اقليمبس: اللمعة الشهية إلخ. فيقول بأنّ طريقة الشرقيّين هي الصحيحة القديمة. الدليل على ذلك أنّ اليونانيّين واللاتينيّين الأوّلين لمّا كانوا يذكرون كلمات سريانيّة بحروفهم، كتبوها بحسب اللفظ الشرقيّ وليس الغربيّ، كما ورد في رسالة بولس الأولى إلى أهل قورنتس 16: 22: ماران أثا وليس مُورَن اثو . وفي إنجيل البشير متّى 27: 46  نقرأ في الآية الشهيرة: لَما وليس لمو ܠܡܰܐ/ܠܡܳܐ. أضِف إلى ذلك أن البابليّين في عهد النبيّ دانيال، قبل المسيح بستّة قرون كانوا يلفظون الآراميّة كلفظ الشرقيّين، وينظر مثلًا في دانيال  3: 1.  ص. 53-54.

من المعروف عند الخبيرين أنّ السريانيّة والعربيّة والعبرانيّة، هي في الأصل لغةٌ واحدة. والحال أن  الزقاف والتشديد في السريانيّة يقابله فتحٌ وتشديد في العربيّة والعبرانيّة. وهنالك دليل آخرُ على صحّة اللفظ الشرقيّ وهي الكلمات السريانيّة التي دخلت  العربيّة، وهي في معظمها دينيّة مسيحيّة مثل قِسّيس، شمَّاس ، قُدّاس بالتشديد وبلفظ الزقاف كالفتحة المشبعة.  ص. 55-56.

الحروف الحلقيّة هي: الألف والهمزة والهاء والحيث والعين وتحسب معها الريش أيضا. وهذه الحروف لا تقبل قبلها رباصا/زلاما في آخر الكلمة بل يُقلب إلى فتاح باستثناء كلمة واحدة وهي بِر(ي) أي ابني/ولدي. والريش كان يلفظ على ما يرى اقليميس من أسفل الحلق كما يلفُظ أهل الموصل الرآء في زمانه. ص.59.

إنّ اللغة السريانيّة واللغة العربيّة هما من اصل واحد بل انّهما كانا (هكذا في الأصل) في الاصل لغةً واحدةً هي لغة سام بن نوح… غير انّه لمّا انفسخت اللغة السريانيّة من العربيّة في الزمان الذي لا يعلم بهِ إلّا الله وصار كلٌّ منهما لغةَ مستقلّة قائمةً بنفسها. اصاب اللغة السريانيّة تغيير ما في كلماتها كما في تصريفها“ ص. 60.

العرب يحبّون الهمزة أكثر من غيرهم والعبرانيّون كثيرًا ما يستعملون الهآء مكان الالف او الهمزة فهي عندهم حرف علة. ص. 62.

واو المثال العربيّ تقلب ابدًا الى يوذ في السريانيّة والعبرانيّة نحو يِيلِد أي وَلَد، يَ(هـ)ب أي وهب. ص. 64.
السِّمْكَت تقابل الشين العربيّة كثيرًا. وبالعكس الشين تقابل السين العربيّة. وهذا من عجيب الامور اللغويّة. والعبرانيّ يوافق السريانيّ في ذلك. غير أن السمكث العبرانيّة التي تقابل الشين العربيّة تُكتب بصورة الشين. وهذا دليلٌ على انّ السمكت المقابلة الشين العربيّة كان لها لفظ خصوصيّ غير السين العربيّة: سْهِد أي شهد. بِسْرو أي بَشَر، فْرَس أي فرَش؛ شْكِن أي سكَن، شْورو أي سور، شْمَع أي سمِع، فَشَر أي فسّر، حَرْشو أي أخرس. والعين السريانيّة تقابل العين والغين والضاد في العربية. ص. 64.


في الفصل الثاني: في أنواع اللسان السريانيّ وفروعه:

”أمَّا اللغات السريانية المعروفة اليوم فمنها ما هو مكتوب ومنها ما هو غير مكتوب. فأَوّل اللغات السريانيّة المكتوبة المعروفة هي لغة بابل. ثم العراق الي يقال لها المندويّة. ثمّ اللغة الكتابيّة الدارجة اليوم. ثم اللغة السامريَّة “.ص. 50.

اللغة السريانيّة في زمن اقليميس كانت شائعة عند المسيحيين حيثما كانوا باستثناء المندائيّين (في الأصل: المندويّون) والقريتين المجاورتين لمعلولة بقرب دمشق فأهلهما مسلمون. ويفهم من مؤلفات ابن العبري أن السريانيّة المكتوبة كانت دارجة في الكلام في معظم البلاد بين العامّة في عصره، القرن الثالث عشر.لا يُعرف بالتأكيد متى  انقرضت السريانيّة الفصيحة من ألسنة العامّة؛ ”في يومنا هذا لا يوجد قوم يتكلّم بها (السريانيّة الفصيحة) في الدارج أصلا وأمست لغة مائتة“. ص. 54 -56.

اللهجات السريانيّة: الاثوريّة في أثور وفي الجبال الشرقيّة من الجزيرة وفي كردستان وهي فاسدة كثيرة التحريف ومبلبلة بألفاظ أعجميّة كثيرة، فالحاء تلفظ خاء والعين همزة. لهجة أُخرى في طور عبدين (وسط الجزيرة) والسريان هناك يعاقبة وهي أقلّ فسادًا من الأثوريّة وأقرب إلى اللغة الفصيحة واللفظ فيها غربيّ. أمّا اللهجة الثالثة السريانيّة فسمّاها الإفرنج الفلسطينيّة لأن سريان فلسطين تكلّموها وهي موجودة اليوم في ثلاث قرى في سوريا، معلولة، جبعدين وبخعة والسكان مسيحيون كاثوليك ومسلمون. وهذه اللهجة أقرب إلى لغة الشرقيّين فعندهم التشديد إلا أنّهم يلفظون القاف/القوف كافًا دائمًا والتاو المقشّاة چيمًا. مع هذه تعد لهجة معلولة أقل فسادًا من الأُخريين. ترتيب مدى قرب اللغات/اللهجات السبع إلى اللسان الآراميّ الأصلي هو: لغة بابل، اللغة المكتوبة المعروفة اليوم، لغة معلولة، لغة المندويّين، السامريّة، لغة طور عبدين ثم أثور. فممّا تتّفق فيه لغة بابل مع اللغة السامريّة ومع لغة معلولة حرف المضارعة للغائب فهو اليوذ كما في العربيّة والعبرانيّة في حين أنّه نون في اللغة الكتابيّة وفي المندائيّة. واللغات السبع كلّها إلّا الكتابيّة والأثوريّة والطوريّة تتّفق معًا في جميع الأسماء الخالية من تاو التأنيث بزيادة اليوذ المشدّدة في آخرها. وفي المندائيّة والسامريّة والأثوريّة تقلب العين همزة. واللغة الأثوريّة تتّفق مع لغة الطور بضياع الفعل الماضي والفعل المضارع منهما والاجتزاء عنهما باسم المفعول واسم الفاعل. واللغة السامريّة تتّفق مع لغة معلولة في استعمالها الوزن انفعل الموجود في العربيّة والعبريّة فقط. ص. 68- 74.


”وأمّا اللغة الرابعة من اللغات السريانيّة المكتوبة وهي التي يقال لها السامريّة فهي لغة فرقةٍ من الاسرائيليّين يقال لهم السمرة سكّان بلد نابلس وما يجاورها من بلاد فلسطين وهم من بقيّة السامريّين القدمآء الذين افترقوا في زمان يوربعام الملك. واذ انّ شلماناسر ملك اثور الذي غزا بلاد/ السمرة وجلاهم في نحو اواسط القرن الثامن قبل المسيح (طالع ٢ ملوك ١٧) ارسل الى بلادهم جماعات من السريانيّين من بابل وغيرها فسكنوها وعمرّوها. فهؤلآء حفظوا اللغة السريانيّة التي كانوا يتكلّمون بها ولكن خلطوها بألفاظ كثيرة عبرانيّة. وتولّد من ذلك في قليل من الزمان لغة سريانيّة خصوصيّة تُسمّى السامريّة. وقد ترجموا الى لغتهم هذه كتاب التوراة. وهم لا يقبلون غيرهُ من كتب اليهود المنزلة ولهم كتب اخرى مكتوبة بلغتهم هذه. ولهم قلمٌ مخصوص مشتقّ من القلم السريانيّ الاصليّ المنسوب الى الفونيّين الذي اشتقّت منهُ سائر الاقلام المعروفة. والسامريون الذين كلامنا عنهم قد قلّ عددهم جدًّا في زماننا. وقد بطلوا انّ (!) يتكلّموا باللغة السامريّة المذكورة لكن يدرسونها فقط في المدارس. ومن خواص هذه اللغة السريانيّة الغريبة انّ حروف الحلق فيها اي الهآء والحآء والعين تُلفَظ كلّها كالهمزة. وقد غيّروا اسمآء عدّة من الحروف الابجديّة فيقولون ܒܺܝܬ ܓܰܡܰܐܢ ܝܶܐ (بدل ܗܶܐ). ܒܰܐ (بدل ܘܰܘ) ܐܺܝܬ (بدل ܚܶܝܬ. ܛܺܝܬ ܠܰܒܳܕ ܥܺܝܢ ܫܰܐܢ. ولا يستعملون / في الكتابة إلّا الحروف. وليس عندهم حركات خطّيّة ولا نقط ولا علامة اخرى للقرآءة. ولفظهم هو كلفظ السريان الشرقيّين قاطبةً. ومن عادتهم انّهم إذا بدأت الكلمة بحرف ساكن يزيدونها في اللفظ الفًا مفتوحةً “  ص. 66-68.


32
نتفة عن الراهب الفرنسيّ والعربيّة الفلسطينيّة
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


قبل سنتين توفي في القدس الراهب الكاثوليكيّ  الفرنسيّ يوحنان إليحاي (Jean Leroy, جان لاروا، ١٩٢٦-٢٠٢٠) المعروف بكتبه عن تعليم اللهجات الفلسطينيّة وإعداد المعاجم لها وكان آخرها: The Olive Tree Dictionary. A Transliterated Dictionary of Conversational Eastern Arabic (Palestinian), Minerva, Jerusalem, 2004. يضمّ هذا المعجم العربي الفلسطيني- الإنجليزي ٧٦٣ صفحة، العربيّة فيه مكتوبة كالعادة في الدراسات اللهجيّة الغربيّة بالرسم اللاتينيّ؛ فيه تسعة آلاف مادّة، سبعة عشر ألف عبارة وفهرس قوامه أربعة عشر ألف لفظة إنجليزيّة. 
يقال إنّ يوحنان إليحاي، كان أوّل من أقام مراسم العشاء الربّاني باللغة العبريّة في البلاد العام ١٩٥٦. له مساهمات في نقل الليتورجيا اللاتينيّة إلى العبريّة وخلق موسيقى كاثوليكيّة بالعبريّة.  عندما بلغ سنّ العشرين من عمره، سافر إلى لبنان في إطار الخدمة الوطنيّة، وأخذ بتدريس اللغة الفرنسيّة من ناحية، وشرع في تعلّم العربيّة  المحكيّة من الناحية الأُخرى. في العام ١٩٥٦ وصل إسرائيل، وسكن أوّلًا في رمات غان  فيافا فقرية ترشيحا في الجليل الغربيّ فحيفا فالعفولة  فالقدس منذ ١٩٨٦ حتى وفاته؛ حصل على الجنسيّة الإسرائيليّة في العام ١٩٦٠.

للعربيّة الفلسطينيّة التي يتحدّث بها عرب الثمانية والأربعين وعرب الضفّة الغربية، علاقة وطيدة بالعبريّة الإسرائيلية، الشقّ الأوّل مند عام النكبة والشقّ الثاني منذ عام النكسة. وقد كرّس الراهب إليحاي جلّ وقته وجهوده في توثيق هذه العربيّة في الميدان من جهة، وبالتسجيل الصوتيّ من الجهة الثانية. في العام ١٩٧٧ نشر إليحاي معجمًا عربيًّا -عبريًّا، وفي العام ١٩٩٩ صدر عن وزارة الأمن الإسرائيليّ وقيست المعجمُ الجديد للعربيّة المحكيّة.

وهذا المعجميّ المتجوّل في المدن والقرى العربيّة في البلاد، كان يستمع، يسجّل، يسأل، يلاحظ ويتقصّى. ومن الطرائف أو النهفات التي ذكرها أو حصلت عليها أذكر:
يُروى عن إليحاي قوله: عندما يلتقي رئيس جمهوريّة لبنان برئيس حكومته فهما يتحدّثان بالعامّية، أمّا تلميذ الصفّ السادس فيكتب ملحوظة ما لصديقه في الصفّ بالفصحى (لا علم لي بما ورد في الشقّ الأخير من الجملة). ‬
سأل  إليحاي راويًا لبنانيًّا مُسنًّا: كيف تُسمّي مَن ظهرُه مقوّس فردّ: أحْدب، والمرأة؟ قال: حَدْبه، والجمع؟ عندها ردّ العجوز مندهشًا: لم أرَ أناسًا بهذه الهيئة مجتمعين. (في لهجتي، كفرياسيف بالقرب من عكّا، نستعمل: إمْحَرْدِب، إمْحَرِدْبِه، إمْحَرِدْبين،  إمْحَرِدْبات؛ في قاموس  شجرة الزيتون لإليحاي نفسه ذُكرت صيغة الجمع: حُدُب، hunchback. ‬هذه الرواية قد تذكّر بعض القرّاء المطلعين على التراث اللغويّ العربيّ، ببعض ما كان يسمعه النحويّون من الأعراب، الذين تحدّثوا بالعربيّة الفصيحة بالسليقة، مثل العبارة الشهيرة‪ ”‬أيشٍ هذا‪! ‬اختلفت جهتا الكلام“: ‬أنظر مثلًا: أبو الفتح عثمان بن جنّي، الخصائص، تحقيق محمد علي النجّار، ج‪. ‬١، بيروت: دار الهدى للطباعة والنشر، ط‪. ‬٢، ١٩٥٢، ص‪. ‬٧٦، ٢٤٢، ٢٤٩، ٢٥٠.
بعد ذلك ּأراد إليحاي أن يعرف ماذا يسمّي العرب الـ  bubbles سائلًا ما اسم ما نراه يتمايل في قارورة الكازوز وجاء الجواب ”فقاقيع“، وأردف إليحاي مستفسرًا وما صيغة المفرد من تلك؟ دُهش الرواة من هذا السؤال وردّوا قائلين: من رأى واحدة منها، إنّها تظهر مجتمعة وبكثرة دوما. (في الأبحاث اللهجيّة الميدانيّة يفضّل عدم طرح مثل هذه الأسئلة المباشرة بل استقاء المعلومة من خلال المحادثة بدون أن يعلم الراي ما تريد).

ويضيف إليحاي قائلًا: توجّهتُ ذات يوم إلى بنّاء، كان يعمل في منطقة باب الجديد في القدس، وسألته ما اسم هذه الدائرة الكبيرة  الظاهرة في مركز ميزان الماء؟ أجابه البنّاء: هَوا!، وقد تبيّن لإليحاي لاحقًا أنّ هنالك كلمة ”فقيعة“.

وعن تجربة أخرى، اختبرها إليحاي في مشواره الطويل في رصد اللهجات الفلسطينيّة وتوثيقها، نرى أنّّه أراد أن يعرف ماذا يقول الفلسطينيّون عن شلافشتوندي/Schlafstunde (حرفيًا: ساعة نوم أي: القيلولة)، استراحة الظهيرة المسماة siest بالفرنسيّة، فسأل امرأة عن معنى اللفظة فلم تدري عمّا يتكلّم، إذ لا وجود لاستراحة الظهيرة/القيلولة بشكل منظّم  في ثقافتها. عندها أخذ الراهب يصف لها بحركات اليدين ما يقصد، وعندها انتصبت قائمة وقالت ”آه، هذا ما يقومون به في الأديرة...“ (ثمة غرابة في الأمر، لماذا لغة الإشارة هذه والراهب يتكلّم العربيّة!)

في العربيّة لهجات كثيرة، ومن الممكن أحيانًا سماع أنماظ لفظ مختلفة للكلمة ذاتها في قرى مجاورة، وبالطبع في مدن متفاوتة. ذات يوم، أخذ إليحاي امرأة مثقّفة من أم الفحم لمساعدته في عمله المعجميّ فسألته: عن أيّة عربيّة تبحث؟ أفحماويّة أم مقدسيّة؟ يذكر أنّ إليحاي في معجمه يحاول الإتيان بالنمط اللغويّ المشترك لدى أغلبيّة الفلسطينيّين في البلاد؛ إنّه اختار مثلًا ”قبَداي“ في حين أنّ اللفظة الشائعة في العامّيّة العبرية في البلاد هي ”أبداي“، المقصود ”قبضاي“ من التركية Karadayi. ومتصفّح معاجم إليحاي يلاحظ تأثير العربيّة الكبيرَ على العامّيّة أو السلانچ العبريّ، على سبيل المثال: ”نقلة“  العربيّة صارت ”نَچْلة“ في العبريّة الدارجة و”شَقْفِه“ أي ”قطعة“ تلفظ  بالقاف أو الكاف أو الهمزة ومعناها ”امرأة/فتاة فاتنة“؛ والكلمة ”دَوَوين“ دخلت العبريّة العامّيّة بمعنى ”كلام فارغ“؛ و ”مْعَفّن“ أصبحت تعني ”كلمة ذمّ“ في العبريّة المحكيّة.


اُنظر :
http://www.ruvik.co.il/%D7%94%D7%98%D7%95%D7%A8-%D7%94%D7%A9%D7%91%D7%95%D7%A2%D7%99/2006/03022006.aspx

http://www.almadar.co.il/news-13,N-63220,.html


33
جواب كما ينبغي
A Correct Answer
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها كلّ من  إبراهيم بن سعد بن سعد المفرجي (أبراهام بن سعد بن سعد همرحيفي، ١٩٠١-١٩٨٤، من مسنّي الطائفة الحولونية، شمّاس، مرتل بارع جدا وشيخ صلاة وخليل بن شاكر بن خليل المفرجي (أبراهام بن يششكر بن أبراهام عمرحيڤي، ١٩٢٢-١٩٨٩، شيخ صلاة، شاعر وشارح للتوراة، نشر شرحًا كاملًا للتوراة بالعبرية السامرية) بالعبرية على مسامع الأمين (بنياميم) صدقة (١٩٤٤- )، الذي بدوره نقّحها، اعتنى بأسلوبها ونشرها في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد ١٢٤٢-١٢٤٣، ١٦ تموز ٢٠١٧، ص. ٧٥-٧٧. هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن، الشقيقَين، الأمين وحسني (بنياميم ويفت)، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).


’’أعمال شغب العام ١٩٢٩ في عيد الفِسح على جبل جريزيم

تعود هذه القصّة إلى نهاية عشرينات القرن الفائت في عهد الكاهن الأكبر إسحق عمران (عمرم، ١٨٥٥-١٩٣٢). أنا إبراهيم بن سعد المفرجي، أتذكّر الحادث وكأنّّه حصل اليوم قُبالةَ عينيّ، وكذلك الأمر بالنسبة لخليل بن شاكر المفرجي، الذي كان آنذاك ابن ستّ أو سبع سنوات لا ينسى ذلك أبدا. في اليوم ذاته كان عيد الفسح السامري. في تلك الأيّام سادت علاقات متوتّرة جدًّا بين اليهود والعرب. لم يمرّ يوم بدون حوادث سفك دماء لدى كلا الطرفين. ونحن ”علقنا بالنصّ“. في يوم قُربان الفسح كانت العشرات من اليهود بل والمئات أحيانًا تُقْبل من كافة أركان البلاد لمشاهدة  مراسيم القربان.

ماذا فعل العرب؟ هنالك عل قمّة جبل جريزيم قبر للشيخ غانم أحد وزراء صلاح الدين الأيوبي. اتّخذ العرب لهم عيدًا باسم ”الشيخ غانم“، ومن اللافت للنظر أنّ هذا العيد الجديد كان يحلّ دائمًا في يوم قرباننا. دأب عرب نابلس  على الصعود إلى قبر الشيخ غانم، وفي طريقهم استُغلت المناسبة لمناوشات بينهم وبين اليهود الذين أتوا لمشاهدة قربان الفسح.

في السنة ذاتها، سنة ١٩٢٩ بلغتِ المناوشات أوجًا جديدا. ألقى كلّ طرف على الآخر الحجارة، حصلت اضطرابات شديدة لدرجة أنّ القوّة البريطانيّة الصغيرة، التي حضرت لتأمين احتفال القُربان، لم تتمكّن من السيطرة على كلا الجانبين.

وقف الكاهن الأكبر إسحق بن عمران (عمرم) عند مدخل خيمته الكبيرة منتظرًا تهدئة الخواطر.

”وإلّا، سأتأسلم!“

ترأّس المجموعة العربية التي اشتركت في الاضطرابات حافظ أرى، الذي حرّض أصحابه على الاستمرار في استفزاز الضيوف اليهود. احتدمتِ الاضطرابات لدرجة أنّه كان لا بدّ من استدعاء أحد رؤساء الحمائل في نابلس، راضي النابلسي الذي حثّ أصحابَه على التهدئة.

”يا كاهن، إنّي لا أرى أيّة إمكانية لتأدية قُربان فسحكم، أقترح عليكم من أجل إحلال السلام والوئام إلغاء القربان هذا العام. إنّ كلَّ هذه الاضطرابات، ما كانت لتحدث لولا قربان الفسح. عندها لما جاء اليهود إطلاقا “، قال راضي النابلسي. كلامه هذا صدم الكاهن الأكبر إسحق وأقاربَه، الذين تسمّروا هنيهة في أماكنهم ولم ينبِسوا ببنت شفة. وعلى حين غرّة، سُمع صوت الكاهن إبراهيم بن خضر (فنحاس) بن إسحق من ركن الخيمة يقول بجرأة:

”يا راضي النابلسي، إن لن يُسمح لنا بإقامة قُربان الفسح الليلةَ فإنّي أُحذّرك بأنّي سأعتنق الإسلام“! الآن جاء دور راضي النابلسي وأصدقاوه ليتلقوا الصدمة:

”ألهذا الحدّ إمكانية تأسلمكم سيّئة“؟ سأل راضي النابلسي بصوت مرتجف. لم يأتِ الجواب لأنّه لم يبق أيّ شكّ  لدى أي امرء في الردّ عليه. وفي الأثناء قبض البريطانيون على حافظ

34
الأُعجوبة في المظلّّة
The Miracle in the Succah/Tabernacle
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها راضي بن الأمين صالح صدقة الصباحي [رتسون بن بنياميم تسدكه هصفري، ١٩٢٢-١٩٩٠، أبرز مثقّف سامري في القرن العشرين، مُحيي الثقافة والأدب السامريين في العصر الحديث، خبير بقراءة التوراة، متمكّن من العبريّة الحديثة، العربيّة، العبريّة القديمة والآراميّة السامريّة. جامع تقاليد قديمة، مرنِّم/ شمّاس، قاصّ بارع، كاتب أصدر حوالي ثلاثين كتابًا، وهي مصدر لكتّاب ونسّاخ معاصرين، شاعر نظم قرابة الثمانمائة قصيدة، تعلّم منه باحثون كُثر عن التراث السامريّ؛ سمّاه المرحوم زئيڤ بن حاييم (١٩٠٧-١٩١٣)، أعظم باحثي الدراسات السامريّة في عصرنا ”أستاذي ومرشدي“] بالعبريّة على مسامع  ابنه الأمين (بنياميم)، الذي نقّحها، اعتنى بأسلوبها ونشرها في الدوريّة السامريّة أ. ب.- أخبار السامرة، عدد١٢٥٠، ١٥ أيلول ٢٠١٧، ص. ٤٥-٥٧. هذه الدوريّة التي تصدر مرّتين شهريًّا في مدينة حولون جنوبيّ تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديّات: العبريّة أو الآراميّة السامريّة بالخطّ العبريّ القديم، المعروف اليوم بالحروف السامريّة؛ العبريّة الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوريّ، أي الخطّ العبري ّ الحاليّ؛ العربيّة بالرسم العربيّ؛ الإنجليزيّة (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسيّة والألمانيّة والإسبانيّة والبرتغاليّة) بالخطّ اللاتينيّ.

بدأت هذه الدورية السامريّة في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامريّ في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامريّ موزّعين على مائة وستّين بيتًا تقريبا، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامريّة، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدوريّة ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن، الشقيقَين، الأمين وحسني (بنياميم ويفت)، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).


”إبراهيم بن مفرج (مرحيب) صدقة الصباحي (هصفري)

سكن في عام ١٩١٢ في المنشية في يافا، إنسان تقيّ ورِع، هو إبراهيم بن مفرج صدقة من آل الصباحيّ. وقد عُرف عنه أنّه مِضْياف لا محاباةَ عنده ولا يعرف الخوف، لأنّ الله كان في عونه وحماه من كلّ الأعداء الذين نووا مضايقته.

أحبّ كلُّ الجيران والأقرباء إبراهيمَ، وكانوا يُرسلون له الهدايا من وقت لآخرَ، بمناسبة عيد أو فرح عائليّ. كما دأب على زيارته وُجهاءُ من أماكن نائية للتعرّف عليه واستشارته، إذ اعتبروه حُجّة في شؤون الدين والشريعة. وكان إبراهيم ينظُم شعرًا دينيًا ومديحًا للخالق الأعلى، ليُغدق نِعمَه على طائفة السامريّين الصغيرة ويُكثر من عددها.

مضت أيّام الغُفران وتطهّرت نفس الإنسان، كي تشترك في فرح الأعياد. أقام إبراهيم مِظلّة رائعة الجمال بين جدران بيته من حيث الأغصانُ والفواكه. وكلّ من دخل هذه المِظلّة الجميلة والمباركة كان يُسبّح الباري الذي خلق بحكمته عبادَه.

وتُطلق طائفتنا على السبت الواقع ضمن سبعة أيّام عيد العُرش اسمين: سبت جنّة عدن من جهة، وسبت عيد العُرُش من الناحية الأخرى. وفي هذا السبت زار ثلاثة من اليهود المتديّنين/الحسيديم المقدسيّين بيتَ إبراهيم لطرح أسئلة تتعلّق بشرائع التوراة وللتمتّع ببهاء مِظلّته.

الأسئلة والأُعجوبة

دخل المتديّنون المظلّة، طرحوا تحيّة ”كلّ شيء حصل بكلامه“، جلسوا على البُسُط المفروشة على المصطبة، وتناولوا ممّا على المائدة من طعام وشراب. بعد ذلك سألوا إبراهيم: بناء على ماذا تُقيم مظلّتك بين جدران البيت وليس في الخارج؟ أجابهم إبراهيم: أوّلًا، كنّا نقيم عُرُشَنا خارج البيوت، وعندما كثُرت أعمال الشغب والمجازر ضدّ السامريّين، انزوى أبناء السامريّين في بيوتهم؛ ومنذ ذلك الحين، بدأنا بإقامة المظال في البيوت.

لم يكتف المتديّنون بهذا فسألوا - ألا تُمَسّ قدسيّةُ المِظلّة المقامة بين جدران البيت؟ ردّ عليهم إبراهيم ببشاشة: انتظروا قليلًا لأُثبتَ لكم أنّ القُدسيّة لا تُمَسّ؛ ها لكم العلامة؛ أقرأُ الآية ”إسمع يا إسرائيل“ ثمّ مزمور لعيد العرش وستتحرّك أغصان المظلّة وفواكهُها فورا. وعند توقّفي ستتوقّف حركتها؛ ولكن لديّ شرط واحد: أَغْلقوا باب غرفة المظلّة وجميع نوافذها.

قام المتديّنون للحال بتنفيذ طلب إبراهيم. وحالًا استهلّ بتلاوة الآية وبمزمور العُرش؛ وللحال تحرّكت أغصان المظلّة وفاكهتها. خوفٌ شديد انتاب المتديّنين، سقطوا أرضًا ولم يقووا على النهوض خشية من مجد الله الذي حلّ على المظلّة.

أنهى إبراهيم نشيده، فسكنت أغصان المظلّة وفاكهتُها وعادت كما كانت من قبلُ. شعر المتديّنون أنّ عبئًا ثقيلا قدِ انزاح عن كاهلهم، خرجوا خارج المظلّة لاستنشاق الهواء، لأنّهم أحسوا بضيق شديد غشيهم.

شكر إبراهيم اللهَ الذي أغدق عليه بنعمه، وأعطاه علامة كما طلب“.


35
عيّنة من عبريّة الجيش العامّيّة
Sample of IDF Colloquial Hebrew
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


أبو چيڤر/رجُل ـــ جندية مقاتلة، كنية مستعملة في سلاح المدفعية.
أحمر ـــ عدو، في لغة سلاح الجوّ.
أحمر على أحمر ـــ مظليّ بالزيّ العسكريّ، بسبب لون القبعة والحذاء.
ملابس كيس ـــ ملابس عمل.
بد”ح ـــ سلسلة من الفحوصات من كل نوع، اختصار: فحوصات حيويّة.
بهل”ص ــــ مدرسة للهندسة الحربية؛ وفي أعقاب ذلك ظهر الاختصار بمعنى: جئنا هنا للموت صغارا.
جَنْقِيه ـــ كنية في وحدات متنوعة لمخزن الذخيرة العامّة.
جبل ـــ تلّة للتسلّق في مجرى التدريبات.
چبن”ص ـــ جبنة صفراء، طعام شائع في وجبة الفطور في الجيش.
چچ”ش ــ ساعة إطفاء النور، اختصار : سقف النوم، النغمة على البداية.
دودوت /عمّات/خالات ـــ نساء متطوّعات أخذن على عاتقهنّ توزيع المأكل والمشرب للجنود في نقاط مختلفة على مفترقات الطرق في البلاد؛ غالبًا في نطاق نشاط الجمعيّة من أجل الجندي، النغمة/النبرة على المقطع الأوّل.
دَڤيدكا ـــ قذيفة منذ حرب عام ١٩٤٨، سمّيت باسم مطوّرها داڤيد ليڤوڤيتش؛ خلّدت في باحة باسمها في القدس الغربية حيث يقف نموذج لها بالقرب من سوق مَحَنِه يهوذا.
أطعَم السمك ـــ تقيّأ خلال الإبحار في السفينة.
هبور / البئر ـــ غرف الحرب الرئيسيّة لجيش الدفاع الإسرائيليّ في الكِرْيه في تل أبيب.
هڤي أُوزنايم ــ جلب/أحضر آذان، قتل مقاتلي حزب الله؛ تعود هذه العبارة لحرب لبنان الأولى.
هچْديل روش / أنمى الرأس ــ أظهر مبادرة وتدخّلا.
هِدْليك/ أشعل ـــ دمّر دبّابة.
الطريقة نحو الشجرة ــــ كنية لمرحلة نهاية المرحلة الأولى في كتيبة چولاني؛ بعدها رأسًا يتسلّم الجنود علامة الكتيبة وعليها رمزها: الشجرة.
وَحش ـــ كنية لجندي بدون ثقافة وبدون انضباط.
وَنْس ــــ في حال، عند،  كلمة شرطية يحبّذها الضباط وشائعة في المحادثات الداخلية في شعبة المخابرات، إنجليزية الأصل.
تأكّد من القتل ـــ تأكّد من أن الجندي العدو المصاب قد فارق الحياة بواسطة إطلاق الرصاص مجدّدا.
ذئب ـــ سيارة الدفع الرباعي المحمية يستعملها الجيش وبخاصّة حرس الحدود.
زڤڤ”م ـــ انتصاب صباح غير مستغلّ، هذا الاختصار بالعبريّة يصف جانبًا هامًّا في حياة الجندي الشابّ.
عاهرة ـــ لفظة تعني عدم وجود مهمّة دائمة والتزام.
زحف هندي ـــ تمرين زحف تكون فيه الفخدان، البطن والقفص الصدريّ ملامسة للأرض؛ والعبارة تعني زحف الأطفال أيضا.
 زحف ستين على ستّة ـــ زحف باستعمال الكوعين وبأطراف القدمين.
زِيّين /جامَع ــ نكّل بمرؤوسيه.
حزام الشين كاف ـــ حزام الجنود، اختصار: حزام خدمة عامّة.
حَداش دَنْداش ـــ معَدّ ومنظّم من جديد، بخصوص معدّات أو أبنية رُمّمت لتبدو جديدة.
حوديل بدلا من الصيغة السليمة حَدِيل أي يتوقّف.
طا”ت ــ اختصار لـ صيانة بعد الحركة، حركة ونشاط الدبّابات.
طبحوس ـــ نداء ودّي فيه قسط من الفظاظة للطبّاخ.
طاووس ـــ دورية راجلة.
طُوطو ـــ بندقية خفيفة، من الإنجليزية rifle 22.
توست عسكري ـــ خبز مقليّ في مقلاة عادة مع الجبنة الصفراء وحبّة بندورة.
يا الله بربّك (في الأصل: يالله بربق) ـــ عبارة تشجيع خلال إجراء التمارين؛ يلّا أركض أركض يا الله بربّك!
يوم اليود ــ كُنية غير معياريّة ليوم القيام بعملية ما، من الإنجليزية d-day، المصطلح السليم هو يوم عين.
يومبه ــ قصاص تخفيض يوم من الإجازة معمول به في سلاح المدفعيّة، اختصار: يوم في الخروج.
كان/هنا ـــ لفظة تسبق الإفصاح عن هوية الشخص المتّصل.
رصاصة إحساس/شعور ـــ هذه الرصاصة الأولى هي رصاصة إحساس ولا يجب أن تصيب شيئًا.
رصاصات دُمْدُم ـــ رصاصات صغيرة تنتشر بعد إطلاقها في الجسم وتسبب عذابًا قبل الموت، استخدمت في سنوات جيش الدفاع الإسرائليليّ الأولى، حُظر استخدامها بحسب الاتقاقيّات الدوليّة.
قبّعة ألف ـــ قبعة رسميّة للعروض وللخروج من القاعدة.
قبّعة بيت ـــ قبّعة عمل.
كلّهم ضدّ كلّهم ـــ تمرين مركّب وحاشد، اختصار كن”ك.
لا نأخد أسرى ـــ عبارة غامضة، معناها الخفيّ: يجب تصفية الأسرى؛ دائمًا قيل، لا أسري لدينا ولم يقولوا الحقيقة قطّ: تأكّد من القتل!
شيئًا فشيئًا نحن نُسرع ـــ شعار في سلاح الجوّ، في حالات الضغط على وجه الخصوص لا بدّ من العمل ببطء  وباتّزان.
لب”ب ـــ تمارين قتالية في أماكن مبنية؛ هذا الاختصار كان معناه في الخدمة النظامية: قتال في أرض مبنيّة ولكن في نطاق التعبئة/ميلوئيم أضحى ٱختصارًا لـتمضية البعصة بصبابة باللفظ العبري، لهڤير إت هباسه بسَبابه.
أبيض ـــ جندي مطيع، منضبط، مرادفة للفظة ”أصفر“: ماذا، أنت إشكنازي؟ أرسلوا هذا الإشكنازي، أرسلوا هذا الأبيض!
بيضاء ــ طريق ترابي محتلّة في لغة الاتّصالات.
مافيا ــــ كنية للجنود العاملين في مهمّات متعلّقة بالمعدّات والسلاح والغذاء، بالرغم من مكانتهم السفلى فوظائفهم تعطيهم قوّة في حياة الجيش اليوميّة.
كمين بطن ـــ كمين يقتضي الاستلقاء المتواصل.
كمين انصهار ـــ كمين مموّه في أرض العدو.
خطاب الرجُل ــــ نداء لانقضاض على غوّاصة بواسطة سفن ضدّ الغوّاصات.
نازي ـــ كنية ذمّ لقائد صارم، متشدّد.
نبز (נוהל בזבוז זמן) ــ إجراء إضاعة وقت، مألوف في المخابرات.
نَبَح ـــ ألقى أوامره بصوت صارخ خشن.
مُصاب ــ جندي يتبنّى طريقة حديث وتفكير عسكريّة بنحو مبالغ فيه؛ شائع في سلاح البحريّة.
نَطَح ـــ نام نومًا عميقا.
لمس الجدار/الحائط ــــ جندي أنهى نصف مدّة خدمته النظاميّة.
سائق عاهرة ـــ سائق بدون سيّارة دائمة.
نَهْچوس ـــ كنية وديّة مستخفّة لسائق، نَهْچوس، التدخين ممنوع! نو سيچاريه!
ساوندينچ ـــ قياس عمق الماء، مجازًا: مضاجعة، بالإنجليزية sounding.
الجدّ ـــ جندي نظاميّ ذو خدمة طويلة، سنتين وأكثر.
أغلق الأيّام ـــ أي بقي الجندي في القاعدة بدون خروج لإجازة.
أغلق الزوايا ـــ تمكّن من حلّ مشاكل وصعوبات في إتمام خطّة أو مهمّة.
عبْد ــــ جندي يقوم بخدمات متنوعة لقوّاده.
عَمَل ـــ مهمّة عسكرية.
عمل فِنصيطه/ملقط ـــ التعامل مع مطلوب بدون إيذاء محيطه، مستخدم لدى وحدة المستعربين.
عَڤور/حَوِّل ـــ نهاية إخبار أو سؤال في جهاز الاتّصال.
عچولاه/مستديرة ـــ ساعة في لغة الاتّصال؛ عيدان الكبريت خاصّتك لن تتدحرج في الساعة القادمة.
عجلة/عربة ــ كنية لجندي حالته البدنيّة متدنيّة.
سائق العربة ـــ سائق الدبّابة، في لغة الاتّصال اللاسلكيّ.
حتّى هنا ـــ حتّى هذه المرحلة من الإخباريّة، تستعمل للمصادقة في الاتّصال اللاسلكيّ.
پي ألف، اختصار: لقاء شخصي ـــ لقاء لا صلة له بالأعمال العسكريّة، عبارة مستعملة في المخابرات.
پي عاين، اختصار: لقاء عمل؛ لقاء لأغراض مهنيّة، في المخابرات.
پاوتش/pouch ـــ جعبة/جراب متّصل(ة) بحزام عسكريّ: في النهاية يتسلّمون پاوتش مع رمز الوحدة.
فَك/fuck ــــ فشل في التدريب أو في الانضباط. شتيمة، عُطل.
فَك/fuck في المصداقيّة ـــ كذب جندي اكتشفه قادتُه.
فَك/fuck في الاستيقاظ ـــ عدم النهوض في الساعة المحدّدة.
پيچش/لقاء ـــ لقاء عمل عسكريّ، دخلت هذه الكلمة اللغة العامّة وتأتي بمعنى ”موعد“.
أُخرج اتّجاه/تْسي كيڤون ــ جوّ الجلوس مقابل موقد وشيّ لحم الطيور.
جيش غريب ولكن ودّي ـــ كنية ساخرة للقوّات الجويّة الإسرائيليّة تبنتها هذه القوّات أيضا.
عسكريّة ـــ اللغة المستعملة في الجيش: جميل يتحدّث فقط بعسكريّة نقيّة وذات سلطة.
صب”ك ـــ اختصار شابّ كبير، جندي خدم أربعة أشهر على الأقلّ.
صد”ح ــ اختصار رقابة بريد جنود؛ وحدة في الرقابة العسكريّة قرأت رسائل الجنود للجبهة الداخليّة؛ أُلغي هذا الإجراء.
صد”لنيك ـــ جندي في جيش جنوب لبنان، تطبق هذه الكلمة باستهتار عادة: منذ زمن لا يبدو عليك أنّك جندي، بالكاد صد”لنيك.
صهيڤت/اليرقان ـــ السلوك النموذجيّ للجنود الذين يفضّلون النظام والانضباط على الحماس والروح القتاليّة؛ اللفظة مشتقّة من “”أصفر“ بوزن فَعِّيلِت الدالّة على الأمراض.
أصفر ـــ جندي مطيع ومنضبط، ذو سمات سلوكيّة إشكنازيّة نقيض ”عربي“ أو ”أسود“. تعتبر كتيبة المظلّيّين وكتيبة ناحال (الشباب الطلائعيّ لإسرائيل) من الكتائب الصفراء.
قاط ـــ cut، كنية لعطل خطير في محرّك طائرة مقاتلة أو طائرة بلا طيّار.
قادِر ــcadre بالفرنسيّة، اختصار: ترقية طريق الأرجُل، استيعاب طريق الأرجل، تعزيز التفاهم بطريق الرجلين. تدريبات مضنية واعتباطيّة.
كُدكود ــ قمّة الرأس،  قائد كبير/أعلى.
كُدكود إلوهيم ــ قمّة رأس الله، كنية للراب العسكريّ الرئيسيّ.
رأى فيه اللون الأبيض في العينين ـــ كان قريبًا جدًّا من العدوّ وقت القتال. انتشر هذا الاستعمال في أعقاب ذكره في مقابلة مع إيهود باراك في تمّوز عام ١٩٩٥، والأصل من الإنجليزية منذ العام ١٧٧٥: Don’t fire until you see the whites of their eyes، حفاظًا على كلّ رصاصة بعد نفاذ الذخيرة.
راس (في الأصل) قزم ـــ جندي بلا مبادرة بشكل مخيف.
رأس بد”ح ـــ ضابط مدرّعات صارم يعمل وفق الأنظمة؛ اختصار: اختبارات حيوية.
رأس دبّوس ـــ جندي بلا مبادرة بتاتا.
رأس صغير ـــ جندي لا يأخذ مسؤوليّة ولا يبادر.
رأس قاسٍ ــ لقب لقائد عنيد وغير مرن.
شڤوز ـــ اختصار لـ كسير القضيب في أعقاب العبارة: كُسر له القضيب ومن صيغة الصفة هذه اشتقّت أفعال وأسماء. المعنى: جنديّ لا رغبة لديه في القتال والخدمة عمومًا، ويعتريه شعور بالاكتئاب إزاء النطام العسكريّ.
شڤوط ــ اختصار: كسير القفا (شْڤور طوسيك)؛ المعنى: جندي غير راغب في القتال (كلمة قديمة).
تايلند ــ الدولة التي ترمز إلى التوق لإنهاء الخدمة؛ الاستلقاء في تايلند على شاطىء البحر: أين الجميع؟ في تايلند.
توڤَلْتيت ـــ شاحنة نقل عسكريّة.
تونج ــ اختصار مدفع مجرور؛ مدفع مهمل في لغة المدفعيّين.
توراه ـــ كلّ المعرفة والأفكار التي يستخدمها الجيش وقوّاتُه.









http://www.ruvik.co.il/%D7%94%D7%9E%D7%99%D7%9C%D7%95%D7%9F-%D7%9C%D7%A6%D7%91%D7%90%D7%99%D7%AA-%D7%9E%D7%93%D7%95%D7%91%D7%A8%D7%AA/%D7%99/%D7%99%D7%95%D7%9E%D7%99%D7%95%D7%AA.aspx







36
المنبر الحر / طرائف مختارة (أ)
« في: 18:48 30/03/2022  »
طرائف مختارة (أ)
ترجمها من العبريّة
 ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


(١) عُسامة

عربي يحمِل الاسم عُسامة دخل حانوتًا للأثات، وأراد أن يبتاع ڤيديو؛ اختار واحدًا وعندما همّ للدفع ناول بِطاقة الائتمان- يِسْراكارط الخاصّة به فقال له البائع: أأنتَ عسامة الأهبل الكبير من شارع يافا؟ احتدّ عُسامة وقال له إنّي سأُقاضيك. وصلا المحكمة، دخل القاضي، وعندما قدّم عُسامة نفسه سأله القاضي: أأنت عُسامة الأهبل الكبير من شارع يافا؟ احتدّ عُسامة وعزم على مقاضاة القاضي في الولايات المتّحدة الأمريكيّة. وصلا أمريكا، دخل القاضي وقدّم عُسامة نفسه، نظر القاضي عليه فجأة صارخًا عليه: هل أنت عُسامة بن لادن؟ أجابه عُسامة: كلا، كيف ذلك (من وين لوين) سيّدي القاضي، أنا عُسامة الأهبل الكبير من شارع يافا.


(٢) أبواب/بوّابات

ثلاثة رجال يجلسون معا بجانب غرفة الولادة؛ وعلى حين غِرّة، ٱقتربت منهم الممرّضة القابلة وقالت للأوّل: مبروك، وُلد لك أربعة بنين؛ ردّ عليها يا سلام ممتاز، أنا ساكن في قِريات أربع. عادت القابلة لغرفة الولادة وبعد ساعة من الزمان، خرجت وقالت للرجل الثاني: مبروك، ولد لك ثمانية بنين، فقال لها: واوو…. وَلاي، إنّى أسكن في قريات شمونه. فجأةً، قام الرجل الثالث بقواه الذاتيّة وأخذ يركض؛ مسكته الممرّضة وسألته ماذا جرى؟ ردّ عليها، دعيني أُغادر المكان، إنّني أسكن في مئه شِعريم (مشيرم، مائة بوابة، اسم حيّ، مثلًا في القدس الغربية).


(٣) غرينْبِرچ


التقى صديقان حميميّان، وحكى أحدهما للآخر أنّّه في الآونة الأخيرة يشكو من صُداع مزمِن، وسأله إذا كان يعرف طبيبًا ماهرًا يُوصي به. أجاب الصديق نعم ثمّة طبيب اسمه د. غرينبرچ وهو أفضل طبيب يعرفه، وهو ذات مرّة أنقذ حياته. سأله الصديق الأوّل، كيف أنقذ حياتك؟ أجاب الآخر: ذات يوم لم أشعُر كما يُرام فتوجّهت لطبيب فأعطاني مرهمًا لمسح الجبين وحبوبًا فأُصبتُ بالحِكّة، بالطَّفْح، بالدوْخات وبصداع شديد. بعد ذلك رحت لطبيب آخرَ فأعطاني حبوبًا أُخرى فأُغمي عليّ، وفقدت الوعي فجُرحت بشدّة بسبب وقوعي. عندها ذهبت إلى د. غرينبرچ، وصلت إلى هناك زاحفًا شاكيًا من الطفح والإغماءات والصُداع والدوخات. ظننت أنّي أكاد أموت، حينما وصلت د. غرينبرچ لم يكن في البيت وهكذا أُنقذت حياتي.

(٤) الساحر
عمِل ساحر في سفينة. كان يقوم بأعمال سحريّة في كلّ رحلة بحريّة للموجودين على ظهر السفينة. ببغاء قبطان السفينة كانت تتأمّل بأعمال الساحر طَوالَ الوقت. مرّ الزمن وبدأت الببغاء تُدرك كيف تجري بعض المشاهد السحريّة، وفي كلّ مرّة قام الساحر بحيلة ما، كانتِ الببغاء قد فهمت مجراها، كانت تقُصّ على الزوّار كيفيةَ تنفيذ العملية فارتبك الساحر، وكان عليه القيام بأحابيلَ جديدة. رويدًا رويدًا انتهت كلّ الحيل وكلّ أعمال السحر التي لم تعرفها الببغاء؛ فغضب الساحر من الببغاء هذه التي تقضي على عمله. طلب من القبطان أن يُبعد الببغاء فلم يستجب. ذات يوم، هبّت عاصفة شديدة في البحر. انقلبت السفينة فغرقت؛ نجا الساحر لوحده إذ تمكّن من الوصول لقارب إنقاذ وقعد فيه، كما أتت الببغاء وأخذت مكانها بجانبه. وهكذا جلسا يومًا ويومين بدون تبادل أيّة كلمة، يجلسان ويحدّق الواحد بالأُخرى. بعد أربعة أيّام قالت الببغاء للساحر: إنّي استسلم، اكشف لي ماذا فعلتَ بالسفينة؟


(٥) موشه وأبراهام

دخل لصّ بيتًا في منتصف الليل إثرَ معلومات استخباراتيّة وفّرها له أصدقاء بغياب أهل البيت. بينما كان منهمكًا بسرقة المكان وتفريغ الأدراج/الجوارير، وإذا به يسمع صوتًا من وراءه: موشه وأبراهام ينظران إليك، موشه وأبراهام ينظران إليك. ذُعِر اللصّ قليلًا، التفت ورأى ببغاء تتكلّم وتكرّر ما تقول. استمرّ اللصّ بتفريغ الأدراج والببغاء في حالها. وأخيرًا قرّر اللصّ أن يتصادق مع الببغاء فسألها: ما اسمك أيّتها الببغاء اللطيفة؟ أجابته الببغاء بيبوپ يدعوني الرجل. أيّ اسم غريب كهذا لببغاء سأل اللصّ؟ ردّت اللبغاء عليه قائلة: أهذا اسم غريب؟ وموشه وأبراهام ليسا اسمين غريبين لكلبين مفترسين يقفان خلفك؟


(٦) أنتَ تستطيع الدخول


عندما توفّي داڤيد ليڤي راح إلى السماء ووصل بوّاباتِ جنّة عدن. طرق على البوّابة فسألته الملائكة من الداخل: منِ الطارق، فأجاب أنا داڤيد ليڤي؛ قد أحسنتُ صُنعًا للشعب اليهودي واستحقّ الدخول. فكّرت الملائكة هنيهة وقالت حسنًا، ولكن كيف تُثبت لنا بأنّك داڤيد ليڤي ؛ عندما أتى  موتسارت قدّم لنا عملًا جديدًا، رأينا، أخذنا انطباعًا وصدّقنا؛ وحينما جاء بيكاسو رسم لنا رسمًا مدهشًا ودخل؛ ولكن كيف لك أن تُثبت هُويّتك؟ ردّ قائلًا، لا تقلقوا فإنّي مبرهن لكم ولكن من هما موتسارت وبيكاسو؟ عندها فتحتِ الملائكة البوابة قائلة له: حسنًا، تستطيع الدخول.


(٧) نيويورك


جلست شقراءُ في مقعد في جناح رجال الأعمال لأنّها لم تعثر على أماكنَ شاغرة في جناح السوّاح. احتلّت مقعدَ رجل ثريّ كان قد حجز المقعد سلفًا. تقدّمت منها مضيفة الطيران وفحصت تذكرتها، ووجدت أنّ مقعدها
في جناح السواح فطلبت منها القيام والانتقال إلى هناك؛ إلا أنّ الشقراء عاندت قائلة: إنّي جميلة وأنا مسافرة إلى نيويورك للنجاح. وبعد ساعة من الأخذ والردّ التمستِ المضيفة مساعدةً من سائر المضيفين ولكن بلا نتيجة. في آخر المطاف، قام أحد المسافرين، تقدّم نحوها وقال لها شيئًا ما وللتوّ قامت وانتقلت إلى جناح السوّاح. سأل المضيفون والمضيفات ذلك الشخصَ ما الذي قاله لها؟ أجابهم: ببساطة قلتُ لها إنّ جناح الدرجة الأولى غير مسافر إلى نيويورك.


(٨) صحراء

ذهبت إحدى الكُرديّات للتنزّه في الصحراء. رأت أمامَها قطيعًا من الضأن، اقتربت من الراعي وقالت له: هل إذا كنتُ أحزِر عدد النِّعاج في قطيعك هذا أهديتني واحدة منها؟ ردّ عليها الراعي بنعم. قالت له: ستّ وأربعون نعجة! وكان تخمينها بالصدفة صائبًا، فقال لها صدقتِ وتستطيعين أخذَ نعجة. تقدّمت المرأة نحو القطيع أخذت واحدة منه وأخذت بمغادرة المكان. قال الراعي لها: هل إذا خمّنتُ من أيّة طائفة أنتِ أرجعتِ ما أخذتِ؟ ردّت بتحريك رأسها من أعلى إلى أسفل؛ عندها قال الراعي أنتِ كرديّة! كيف عرفتَ؟ أجابها: لأنّ الكردية فقط تختار في الواقع من كل القطيع الكلبَ!


(٩) مفاجأة رومنسيّة للزوج

يرجع الزوج بعد يوم عمل مضنٍ إلى البيت؛ وعند دخوله البيت يرى شمعتين على الطاولة. ”إنّه أمر مثير للاهتمام، أيّة مفاجأة شخصيّة تعدّها زوجتي لي“، تساءل الزوج.
يذهب الزوج في أعقاب الشمعتين لغرفة النوم ويرى زوجته بالمريول مستلقية على السرير.
يقترب منها بابتسامة عريضة على محيّاه ويسألها: ”يا عزيزتي أيّة مفاجأة أعدَدْتِها لي اليومَ؟“
”أيّة مفاجأة؟“ ردّت عليه، ”إذهب ادفع فاتورة الكهرباء!!“.
 

(١٠) إعادة لله ما أعطاه

اغتاظ الله من بني إسرائيل الذين لم يُطيعوا أوامره. ظهر لهم وقال: ”عندما أعطيتكمُ التوراة قلتم ’نعمل  ونسمع‘. مُذّاكَ لم تفعلوا شيئًا، لذلك أطلب أن تُعيدوا لي كلَّ ما أعطيتكم.“
سأل اليهود: ”هل ستعاقبُنا؟“.
”إذا أعدتم لي الكلّ ينتهي الحساب بيننا ولن أُغرّمكم“، أجاب الله.
اجتمع كلّ اليهود، من إصلاحيّين ومحافظين وأرثوذكس، وقرّروا أنّ لديهم فرصة لن تتكرّر للتخلّص من الدين الذي كبّلهم طَوالَ السنين.
سُرعان ما أخذوا بحملة تجميع ضخمة لخِزانة الكتب اليهودية، المدراش (تفسير التأويل)، الچماراه، الپشاط (التفسير الأولي، الظاهر)، التلمود البابلي، التلمود الأورشليمي/الفلسطيني، الكلّ!
في الموعد المحدَّد وضعوا الكلّ أمامَ جبل سيناء واستدعوا الله للفحص.
”ما هذا؟“ سأل الله.
”قمنا بما طلبتَ، أعَدْنا كلَّ شيء“، أجاب الشعب.
قال الله ”كيف يمكن أن يكون هذا، إنّني أعطيتُكم خمسة أسفار فقط...“


(١١) صيدليّ يبيع الواقي الذكريّ

يدخل شاب ما صيدليّة ويطلب من الصيدليّ واقيًا ذكريّا. يتسلّمه من الصيدليّ، يدفع ثمنه، ينفجر بضحك هستيريّ وينصرف. في اليوم التالي يدخل الشاب الصيدليّة ثانية ويطلب الشيء ذاته من الصيدليّ؛ يدفع، ينفجر بضحك أكثر همجيّة ويغادر. الصيدليّ لا يفهم ما حكاية هذا الشاب الغريب، إلا أنّه استمرّ في عمله. في اليوم الثالث يصل الشاب من جديد. يطلب الشيء نفسه من الصيدليّ، يدفع ثمنه وفي طريقه إلى الخارج ينفجر بضحك جنونيّ هزّ الصيدليةّ.
هذه المرّة جُن جنون الصيدليّ، أمر مساعده بتعقّب الشاب لمعرفة كنه هذا الضحك العجيب الغريب. بعد وقت ما يعود المساعد إلى الصيدليّة .
”يلّا، أرأيتَ إلى أين يروح؟“ سأل الصيدليّ.
“نعم، لبيتك“ يجيب.


(١٢) مفلس يفوز في اللوطو

أحد المفلسين فاز في اللوطو بمبلغ خمسة ملايين شاقل.
سألوه: ”ماذا ستفعل يهذا المال؟“
أجاب: ”أُسدّد ديوني للدائنين.“
فسألوه: ”ماذا بخصوص الباقي؟“
أحاب: ”يتوجّب على الباقين الانتظار...“.

37
ماذا تمخّّض عن ”لِمْطاءَشِه  والشََّّرْشُوح“ ؟
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



بينما كنتُ منشغلًا جدًّا بإعداد بحث مطوّل عن لهجة فلسطينيّة معيّنة، لغة أمّي، ألا وهي لهجة كفرياسيف، يضمّ فصولًا عديدة، مثل: تمارين في المجال الصوتيّ العامّ والوظيفيّ (phonology, phonetics) للأصوات الصامتة، في علم الصرف (morphology)، لا سيّما الأفعال وتصاريفها؛ إدراج قُرابة الستّين نصًّا نثريًّا، بنقحرة لاتينيّة، كما هي العادة في الأبحاث اللغوية العصريّة، إضافة مقطوعات شعريّة عامّية بتلك اللهجة إلخ.، صادفَتْني كلمات وعبارات كثيرة جدًا، منها الكلمتان الواردتان في العُنوان بين معقوفتين.

في أحد النصوص النثريّة دار الحديث عن عادّة المفاقَسِه، مفاقَسة البيض في عيد الفصح المجيد، التي أصبحت نادرة في أيّامنا هذه. لاحظتُ أنّ اسم هذه العادة في بعض اللهجات، مثل لهجات القدس وبيت صفافا، والبقيعة/المرج، وزرنوقة (قضاء الرملة) هو تَتْطئيش، إمْطاءَشِه أو تَتْكيش، إمْتاكَشِه بالكاف. وهذه اللفظة بالهمزة أو بالكاف، وَفق اللهجة، لها معنًى آخرُ في لهجة كفرياسيف. المقصود لعبة أو اختبار قوّة ساعِدَي  شخصين، يضع الواحدُ راحة كفّه براحة كفّ الآخر ومن يُنزل ساعدَ الآخر يكون الفائز (הורָדַת ידיים, arm wrestling).

من المعروف، أنّ اللهجاتِ العربيّةَ تُطلق على ذلك الاختبار المذكور أسماء مختلفة، وفي بعض اللهجات نرى استخدام أكثر من كلمة لأسباب شتّى. هذه عيّنة:
إمْباطَحَه: (+ إدين، بِلْإدين، أو بدونهما): غزّة، عرعرة، جتّ المثلّث، كفر قرع.
إمْجاسَرَه:  الخليل، أُمّ الفحم، دير إستيا.
إمْطاعَجِه: بيت لحم، بيت جالا، الناصرة، شفاعمرو، سخنين، عبلّين، طمرة، طُرعان، كفر كنّا، كفر مندا، الجشّ.
إِمْفاقَشِه/إِمْفاكَشِه/إمْفاءَشِه: الجشّ، معليا، ترشيحا، حرفيش، الرامة، جولس، يركا، كفر سميع، إقرث، المغار، حيفا، عسفيا، فسّوطة.
إمْكاسَرَه (ك > تش في لهجات الفلّاحين): القدس، شفاعمرو، دالية الكرمل، غزّة، عكّا، برطعة، طولكرم، باقة الغربيّة، نابلس، مشيرفة، رام الله، سخنين، عبلّين، طمرة، الزبابْدة.
إمْئاسَعه: القدس واللد.
إمْكاسَعه: الطيّبة بالقرب من رام الله.
إمْنازَلِه: القدس، سخنين.
كَسِع/كَسْع إلإدين: بيت صفافا.
إمْطاكَشِه: بيت لحم.

في سوريا نجد الكلماتِ الآتية: إمْكاسَرَه، كِساري، إمْفاكَشِه، قَلْب الإيد، إمقارْفِه (ق > ء)؛ وفي لبنان: كْبيش/ē أي بالإمالة المعهودة؛ وفي العراق: إمْكاسَرَه، إمْلاواه، الفعلان: تْلاوي، يِتْقاوون، تَعال أَكِسْرَك، وفي لهجة سُريان مدينة برطلّة في محافظة نينوى، وتبعد عن الموصل عشرين كيلومترًا،  نجد صَروعي بْإدّاتُه أو تْواغا (أصلها تبارا من الجذر السريانيّ ܬܒܰܪ ت ب ر = كسر) بْإدّاتُه؛ في الأردن: إمْكاسَرَه (بِلْإِدين)؛ في الجزائر، في ولاية برج بوعريريج: ألْفورْص من الفرنسيّة la force؛ وأخيرًا في مصر: رِستْ الدخيلة من الإنجليزيّة wrestling، يقول المصريّ: تِنْزِلّي رِسْتْ؟
ومن المعروف أنّ كلماتٍِ معيّنةً تحمل معانيَ مختلفة بحسب اللهجات، فلفظة إمْكاسرة، آنفة الذكر، تحمِل معنى ”بيع بالجملة“ في سوريا، اُنظر: عبد الرحيم، ياسين (2003, 2012). موسوعة العامّيّة السوريّة - كراسة لغويّة نقديّة في التفصيح والتأصيل والمولّد والدخيل. 4 مجلدات. دمشق: منشورات وزارة الثقافة؛ 3 أجزاء، أ-ح؛ د-ف؛ ق- ي (2648 ص)، ص. 2324.

اللفظة الثانية التي نحن بصددها في هذه العُجالة، هي الشَّرْشُوح/  šaršūḥ في لهجة كفرياسيف. هذه الدُّمية بهيئة رجل بملابس بالية وبقبّعة إلخ.،  ينصُبها المزارع في أرضه المثمرة، لإخافة الطيور والحيوانات، وإبعادها لحماية الثمار والمحاصيل من الأضرار، معروفة للإنسان منذ القِدم، إذ أنّها قد وردت في النصوص الهيروغليفيّة. وممّا يجدُر ذكره، أنّ اسم هذه الظاهرة/الدمية/التمثال قد وردت مرّة واحدة في الكتاب المقدّس، في سِفر إرميا 10: 5 תֹמֶר، في حين أنّ اللفظة المستخدمة في العبريّة الحديثة هي דַחְלִיל وهي مشتقّة من الجذر الآراميّ דְ חַ ל أي خاف الوارد في سِفر دانيال ٥: ١٩، والاسم في الآراميّة التلموديّة דַחְלול وفي السريانيّة المكتوبة ܕܰܚܠܘܽܠܳܐ/دَحْلُولو أي شبح هائل مفزع، كما ورد في معجم مَنّا (قاموس سرياني - عربي، المطران يعقوب أوجين منّا، مع ملحق للمطران روفائيل بيداويد، أعاد كتابته وتدقيقه الراهب السريانيّ زيتون صومي، 2015).

نذكر أنّ هذه اللفظة ”الشرشوح“، مذكورة في نصوص الاستسقاء أو التغييث، التي كانت تُردّد في كفرياسيف قبل أكثر من ستّة عُقود. أذكر جيدّا، أنّنا في أيّام الصبا كنا نردّد مثلًا: يا ربّ تْبِلِّ الشرشوح وخَلّي هالنّحْسِه تْروح. نُشير إلى أنّ الكلمة العامّة المستعملة في العربيّة المعياريّة (MSA) لهذه الدمية هي: الفزّاعة أي المُخيفة، وبجانبها يمكن العثور على عبارة ”الرجل اللعين“. وهذه التسمية بمعنى: مخيف الطيور،  مستخدمة في لغات كثيرة.
إليك أيّها القارىء عيّنة لأسماء الشَّرْشُوح/ šaršūḥ في اللهجات الفلسطينيّة وغيرها:
شَرْشُوح  šaršūḥ:  (+ المَقاتي/المقاثي، أحيانًا للتخصيص): في كفرياسيف، يَركا، عكا، المغار، دالية الكرمل، عارة، عرعرة، سخنين، حرفيش، معليا، عبلّين.
šaršōḥ : في شفاعمرو.
شَرْشُوحِة مِقْثاي: في سخنين.
فزّاعه: في نابلس، دير إستيا، القدس، بيت لحم، بيت جالا، عرعرة، المشيرفة، طولكرم، باقة الغربيّة، جتّ المثلّث، أم الفحم، اللد، الطيبة في المثلّث، دالية الكرمل، الرينة، فسّوطة، حيفا، سخنين، البقيعة/المرج، الرامة،  طمرة، ترشيحا، الجشّ.
عَروس صَحْرَه: في دالية الكرمل لدى النساء المسنّات.
خْيال مُقْثاي: في إقرث.
حارس القشّ وأبو الشرايِط: في نابلس.
رَمَضان وبُعْبُع:  في الطيبة في المثلّث.
 نَطور/ū وخَيال: في فسّوطة.
شَلْفِه وصَدِّه:  في مناطقَ أخرى في البلاد، على ما يبدو، في منطقة الخليل ورام الله.
فَزّاعه وخَيال إلْمَئاتَه: في الأردن.
فِزَّيْعَه: في بيروت.
فَزّاعه (أو: فَزّاعَة إلْحَقْلِه)، فِزَّيْعه، فِزِّيعه/ē، وفَزّيعه وفِزّاعه وبزّاعه وعْرَيْبِيّه وشرشوح وخيال صَحْره/سَحْرَه، ناطور إسّحْرَه: انظر: عبد الرحيم ياسين المذكور آنفًا: ص. 884, 1318, 1432: في سوريا.
دَحْليل: في الجشّ، لدى المسنّين.
شَبَح: شفاعمرو
في مصر: خَيال (إلـْ) مَئاتَه ּ أو خِيال إلْمَقاتا، انظر قاموس  سبيرو (سقراط سبيرو، قاموس اللهجة العامّيّة المصريّة، عربي -إنجليزي، بيروت: مكتبة لبنان، 1973)، خَيالْ إلْغيط/ē،  أبو رِچْل مَسْلوخه، أبو شَمِيَّه، سَديء إلْفّلّاح ؛ في عُمان الروْع؛ في العراق خَرّاعة الخُضْرَه وخيال المئاته، وفي السودان الهوليقه، الحاحايه، الهمبول.  وثمة ألفاظ أخرى تفيد المعنى ذاته نحو: فَزّيعه، مَخْيول، بو غَنْجَه، بو خَيّال كما في ولاية برج بوعريريج في الجزائر. وممّا يجدر ذكره أنّنا رصدنا لفظة دَحْليل الدخيلة في لهجة الجشّ لدى المسنّين (وبجانبها الفزّآعة) في الجليل الأعلى، وويظهر أنّها مقترضة من العبريّة الحديثة، التي بدورها أُخذت من الآرامية السريانيّة ܕܰܚܠܽܘܠܳܐ وتعني الخوف، الهول، الشبح الهائل المفزع وهي مشتقّة من الجذر ܕܚܶܠ/دحل أي خاف، كما نوّهنا سابقًا.
الآن، بدافع العرفان بالجميل، يطيب لي أن أُزجي شكري وٱمتناني البالغيْن، لكلّ منِ ٱستجاب لرسائلي الإلكترونية وهم كثرٌ، وأجاب على سؤاليّ البسيطيْن المذكوريْن أعلاه. كنتُ قد عبّرت عن شكري لكل شخصٍ فورَ تسلّمي إجابَته. رسائلُ كثيرة جدًّا أُخرى ذهبت أدراج الرياح، كما يُقال. قد تكون هنالك أسباب كثيرة، وحبّذا لو أفصح البعض عنها في تعقيباتهم، وذلك للإفادة العامّة. مثلًا: أما زالت ثقافة العربيّ بعامّة الكلمة المنطوقة، لا المكتوبة؟ هل الاتّصال الهاتفيّ الواتس أپيّ هو الوسيلة المثلى الوحيدة في جميع النواحي والأغراض؟ هل عدم الإجابة لعدم معرفة السائل شخصيًّا مقبولة؟ عدم وجود أيّة فائدة للمُجيب، رغم أنّ الإجابة لا تأخذ أكثر من دقيقتين أو ثلاث دقائق؛ يظهر أنّ احترام وتشجيع وإشاعة المعرفة، ليست من أولويّات الأغلبيّة الساحقة من أبناء شعبنا ومن ضمنهم المتعلمون، المثقفون، الأكاديميون، الكتّاب إلخ.
الحقّ يقال، إنّي أرسلت مثلًا، أكثر من ثلاثين رسالة إلكترونيّة في الآونة الأخيرة، فوصلتني أربع أو خمس إجابات فقط. لا أريد، ولا فائدة من ذكر أيّة فئة من المجتمع، سلكت ذلك الطريق. بفضل الهديّة القيّمة، التي تكرّم بها سيادة المطران بطرس المعلّم، وأرسلها إليّ قبل بضعة أسابيعَ، كان بوسعي طرح نفس السؤالين على عشرات من الأشخاص، ولا أعرفهم شخصيًّا. الهديّة هي رزنامة المعلم 2022، الأنيقة شكلًا ومضمونًا، وقيمتها الحقيقيّة يعرفها كلّ من يعيش في الغُربة، في المهجر، بعيدًا عن مسقط الرأس، الوطن.
أُرحبُّ بكل تعقيب بنّاء على هذا الموضوع، إضافة معلومة، تعديل معيّن.
Haseeb.Shehadeh@Helsinki.Fi


38
حليمة الفنلندية (١٨٩٠-١٩٧٢)
(Hilma-Natalia Granqvist)
أ. ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي




أُفتتح في الحادي عشر من أيلول ٢٠٠١ (ويُعرف هذا اليوم بالاسم "الثلاثاء الأسود" إثر عمليات التفجير الانتحاريّة التخريبيّة في نيويورك وواشنطن) معرضٌ يضمّ ثلاثًا وأربعين صورةً فوتوغرافيّة خاصّة بقرية أرْطاس الفلسطينيّة في مُتحف الثقافات، تِنِّسپَلَتْسي (Tennispalatsi, Eteläinen Rautatienkatu 8) في هلسنكي. هذه الصُّور لبعض الأشخاص، كبارًا وصغارًا، ذكورًا وإناثًا، من الفلسطينيّين مشفوعة بشرح كافٍ بلغات ثلاث، الفنلنديّة والسويديّة، لغتي فنلندا الرسميّتين، وبالإنجليزيّة. وهذا المعرض، كان مفتوحًا للزوّار أيّام الثلاثاء–الأحد من الساعة العاشرة صباحًا وحتّى الثامنة مساءً، وذلك لغاية التاسع من كانون الأول/ديسمبر ٢٠٠١.

قام بتنظيم هذا المعرض كلٌّ من المصوِّرة والصحفيّة السويديّة ميا غروندال (Mia Grondahl)، التي زارت أرطاس للمرّة الأولى عام ١٩٩٧، والمعهد الفنلنديّ في الشرق الأوسط (FIME)، الذي أُسِّس عام ١٩٩٤، بمساعدة بعض المؤسّسات مثل المؤسّسة الثقافيّة الفنلنديّة والمعهد السويديّ. وضمّ المعرضُ صُورًا ٱلتقطتها عدسة كاميرة حليمة في العشرينيّات والثلاثينيّات من القرن العشرين وأخرى، وفي بعض الحالات لنفس الأشخاص، ٱلتقطتها السيّدة غروندال قبل أربع سنوات. من تلك الصور اللافتة للنظر، صورة للسيد إبراهيم عودة العجوز، ابن التسعين عاما.
   الجدير بالذكر، أنّ مثل هذا المعرض تحت الاسم "صُور من الأراضي المقدّسة"، كان قد أُقيم في ٱبنة البلطيق عام ١٩٣٥ في متجر ستوكْمان الشهيرفي وسط العاصمة  وفي عام ١٩٩٠. ولا بدّ من مقارنة هذه الصُّور بتلك التي نُشرت في كتاب السيّد وليد خالد "قبل شتاتهم. تاريخ مصوّر للفلسطينيّين، ١٨٧٦-١٩٤٨ والصادر عام ١٩٨٤ (Before their Diaspora. A Photographic History of the Palestinians). وللصور النادرة والصادقة حول حياة الفلّاحين في أرطاس وجيرانهم، التعامرة البدو، في العشرينيّات من القرن العشرين، كما وثّقتها كاميرة حليمة، أهميّة لا تنتطح فيها عنزان.

تقع قرية أرْطاس على مسافة ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب الغربيّ من بيتَ لحم، وعلى مقرُبة من بِرَك الملك سُليمان (أو بِرك المرجيع، كما عُرفت في العهود الإسلاميّة)، ويبلُغ عدد سكّانها ستّة آلاف نسمة، وهم بأغلبيّتهم الساحقة من المسلمين. تتحدّر لفظة ”أرْطاس“ من أصل لاتيني يوناني Artasium، ومعناها الجنّة أو البستان، والقرية ذات الستّة ينابيع، كانت مأهولة بالسكّان منذ ستّة آلاف سنة. ويُروى أنّ أوّل مسجد في أرطاس، كان قد أُقيم عام ٦٣٦ في أعقاب وصول الخليفة عُمر بن الخطّاب إلى القدس، وحمل المسجد اسمه. ويبدو أنّ ما جاء في سفر نشيد الأنشاد ٤: ١٢ "عروستي يا لها من جنّة مقفلة، جنةٌ مقفلةٌ هي وينبوع مختوم" هو وصف لهذه القرية. وفي القرية ديْر يُدعى Hostus Conclusus، أقامه الطليان سنة ١٨٩٤ واستخدم ميْتمًا للبنات، وعمِل في الدير كاهن عُرف بالكنية "أبو عيسى". وبهذا الاسم اللاتينيّ عرفت القرية في حقبة الصليبيّين. وعرفت القرية أيضًا بالاسم ” رأس العرقوب“ حتى منتصف القرن الثامن عشر. صودرت بعض أراضي القرية بموجب قانون سنّته حكومة مناحيم بيچن في الثلاثين من تموز/يوليو عام ١٩٨٠، ورمى إلى تهويد القدس، وقد وصلت مِساحة الأراضي الواقعة في لواء بيت لحم التي صادرتها إسرائيل حتى العام ١٩٩٥، إلى مائة وعشرين ألف دونم. 
   كانت نِساء فنلندا قد تمتّعن بحقّ الالتحاق بالجامعات منذ السبعينيّات من القرن التاسع عشر، إلاّ  أنّ أبواب الجامعات، بقيت موصدةً في وجوههنّ حتّى العام ١٩١٦. ومنذ عام ١٩٨٧ أخذ عدد الخرّيجات الجامعيّات يفوقُ عدد الخرّيجين، ولكن نسبة الأساتذة من الجنس اللطيف ما زالت متدنية، ١٨٪ فقط.

مَن هي الستّ حليمة يا تُرى؟ يبدو لنا أن قلّة قليلة من العرب تعرف شيئًا ما عن هذه الباحثة، إذ أن بعض الذين يكتبون عن الفولكلور الفلسطينيّ يظنّون أنّها "إسكندنافية ومن بولندا" في نفس الوقت! (التراث الشعبيّ، مجلّة شهريّة يصدرها المركز الفولكلوري في وزارة الإعلام، بغداد، ع. ٥، س. ٨، ١٩٧٧، عدد خاص بالتراث الفلسطيني، ص. ١٥٣) إنّ  اسمها وأرطاس صِنوان لا ينفصمان، إنّها بشجاعتها ورباطة جأشها قد وثّقت حياة أرْطاس بعاداتها وتقاليدها من المهد إلى اللحد، وبفضل أبحاثها تبوّأت أرطاس بخاصّة وفلسطين بعامّة مكانة على خارطة علم الإنسان في العالم.


ولدت الباحثة الانثروبولوجيّة الفنلنديّة الناطقة بالسويديّة كلغة أُمّ، هِلْما غرانكڤيست (Hilma Granqvist) في بلدة سِپّو (Sipoo) بالقرب من هلسنكي عام ١٨٩٠، وهي من طلائع الباحثين في علمَي الإنسان والاجتماع في فنلندا.  أنهتِ المرحلة الثانويّة في العام ١٩١١ ثمّ التحقت بجامعة هلسنكي سنة ١٩١٨، حيث درست الفلسفة الاجتماعيّة والأخلاقيّة وأساليب التربية وفِقه اللغتين السويديّة والألمانيّة. حصلت على شهادة الماجستير بعد ثلاث سنوات، وتناولت رسالتُها موضوعَ العلاقة المتوتّرة ما بين الدين والعِلم. إنّ موضوع دوْر الدين في العالَم الحديث كان قد استحوذ على جلّ اهتمام الباحثة في بداية مِشوارها العلميّ. وكان موضوع رسالتها لدرجة الليسانس "النساء في العهد القديم"، إلا أنّها توقّفت عن متابعة هذا البحث. سافرت إلى برلين وحضرت مساقًا سنويًّا حول أسفار العهد القديم، وبعد ذلك ٱنتقلت إلى لايبزج ودرست هناك علم الآثار واللاهوت. في تلك الفترة، أيقنت السيّدة غرانكڤست أنّ  ما تسنّى لها من جمع المادّة المطلوبة لم يكن كافيًا لكتابة الأطروحة. وعليه قرّرت التحوّل لبحث موضوع آخر، ألا وهو النساء في فلسطين.  لقد تحولّت هِلْما غرانكڤيست من باحثة في اللاهوت التوراتيّ إلى خبيرة في علم الإنسان. كانت "الستّ حليمة"، كما عُرفت بين العرب في فلسطين، ذات ميول تحرريّة (ليبراليّة) دينيًّا واجتماعيّا. ففي عام ١٩٣٩، على سبيل المثال، نادت بحق المرأة وبقدرتها على أن تشغَل مناصبَ في الكهنوت والقضاء وحتّى رئاسة الجمهوريّة. هذا الطلب أو الحُلم الأخير، قد تحقّق عام ٢٠٠٠ في فنلندا، إذ أصبحت السيّدة تارْيا هَلُونِن (Tarja Halonen) الرئيسة الجديدة لجمهوريّة فنلندا. 

يبدو أن السيّدة هِلْما غرانكڤيست كانت أوّلَ امرأة فنلنديّة غادرت فنلندا بغية إعداد أطروحة الدكتوراة، إذ إنّها سافرت أوّلاً إلى برلين للاطّلاع على ما في مكتباتها وأراشيفها من مصادرَ، ثمّ توجّهت في بعثة أثريّة إلى فلسطين في خريف العام ١٩٢٥، للتعرّف عن كثب على أرض التوراة وسكّانها. بعد وصولها للأراضي المقدّسة، إلى قرية أَرْطاس حيث مكثت هناك حتّى عام ١٩٣١، غيّرت هِلْما برنامجَها الدراسيّ بالكامل قائلة إنّ البحثَ ينبغي أن ينصبّ على الناس الأحياء لا على الأموات، نساء العهد القديم. بعبارة أخرى، بدلا ًمن متابعة البحث في موضوعها الأوّّل، أي ضرورة تعلّم اللغة العبريّة والماضي القديم لليهود، شرعت في تعلّم اللغة العربيّة والتعرّف على الحاضر الراهن. يذكر أنّ الستّ حليمة توجّهت إلى العمل الميدانيّ في فلسطين دون دعم أيّة مؤسّسة. وكان مرشدها في برلين Ernst  Sellin 1867-1946 اللاهوتيّ البروتستنتيّ قد عبّر عن شعوره بما معناه: إنّ أيّة امرأة قبل حليمة إذا قامت بعمل ميدانيّ في الشرق الأوسط  قد عُدّت مجنونة.
   عاشت هِلْما غرانكڤيست حوالي ستّ سنواتٍ في أرْطاس الصغيرة، التي بلغ عدد سكّانها آونتَها حوالي خمسمائة نسمة، وتعلّمت لهجةَ سكّانها، وتعرّفت على عاداتِهم وتقاليدهم وأنماط حياتهم، وعُرفت باسم "الستّ حليمة" بالعربيّة. سكنت حليمة في بيت لويز بالدنسپيرچر (Louise Baldensperger) التي كانت قد عاشت في أرطاس ثلاثين سنة، وقد أطلق أهل القرية عليها الاسم "الستّ لويزا"، وكانت مقدسيّة المولد ووالدها من الألزاس، وعمل في التبشير، وكان قد بنى منزلا للعائلة في أرطاس. اختارت حليمة راويتيْن صديقتين لها، هما عليا(ء) إبراهيم التي كانت صمّاء وحمدية سَنَد التي كانت كفيفة البصر.
   حصلت حليمة على شَهادة الدكتوراة بٱمتياز عام ١٩٣٢ على بحثها الموْسوم "ظروف الزواج في قرية فلسطينيّة"، وقد صدر في جزئيْن في العامين ١٩٣٢ و ١٩٣٥. كما كتبت في مقدّمتها للجزء الأوّل ما معناه: "كنتُ بحاجة للعيش بين الناس لأسمعهم يتحدّثون عن أنفسهم في أرْطاس وأُسجِّل ذلك عند تطرّقهم لحياتهم وعاداتهم، وكيف يتطلّعون إلى الأمور، لذلك قرّرتُ البقاء في فلسطين". وصادق على الأطروحة مرشدها، أستاذ الفلسفة إدوارد وسترمارك (Edvard Westermarck)، رئيس أكاديميّة أوپو المعروفة في مدينة توركو في غرب فنلندا، بتقدير ممتاز، وذاع صيت الباحثة ليس في بلادها بل في الخارج. وبالرغم من ذلك، لم تُقبل حليمة لسلك التدريس الأكاديميّ في جامعة هلسنكي. كما  لم تُوفّق في الحصول على درجة الأستاذيّة المشاركة في الجامعة ذاتها. أضِف إلى ذلك، أنّ أطروحتَها لم يُصادِق عليها عامَ ١٩٣٢ الأستاذُ Gunnar Landtman في جامعة هلسنكي.

قد تُعلّمنا هذه الحادثة الفذّة، بأنّه ينبغي على الباحث، وبالأحرى الباحثة ألا تسبِق عصرَها كثيرًا، أو أكثر ممّا فيه الكفاية. والحقّ يقال، إنّ أمنيّة حليمة الأولى، كانت أن تُصبح معلمةَ مدرسة. يُضاف إلى ذلك أنّ الاستشراق الفنلنديّ القديم، عمَد إلى عدم إدراج الدراسات الاجتماعيّة والانسانيّة في نطاقه. إذ كان، على ما يبدو، باحثان اثنان قد سيطرا وهيْمنا على هذا الاستشراق والتعريف به شعبيًا هما: Knut Tallqvist (١٨٦٥-١٩٤٩) و Harri Holma (١٨٨٦-١٩٥٤) وقدِ ٱعتبرا دراساتِ كلّ من وسترمارك وحليمةَ بأنّها غير ٱستشراقيّة، وقد يبدو للقارىء أنّ المستشرق في غنىً عن السيطرة على اللغة، العربيّة في هذه الحال، علمًا وعملا، نظريةً وتطبيقا، بل يكفي فهم المقروء بالعين وترجمته إلى لغة المستشرق. حالة مثل هذا المستشرق، في تقدير الرأي العام، لا يُحسد عليها، وقد يقوم بأبحاث معيّنة لا تتطلّب معرفة كاملة وشاملة وعميقة باللغة، قديمها وحديثها، مكتوبها ومنطوقها، ولكنّه لا يُعقل أن يغدو أُستاذًا للغة العربيّة، بل وفي أحسن الحالات، قد يُطلَق عليه أنّه أستاذٌ عن / حول / بخصوص / بشأن نُتفة / نُطفة من العربية، أو مترجم لبعض نصوصها، قد يوفّق في بعضها ويخفِق في البعض الآخر، إذ أن العُمق والشموليّة نظريّة وتطبيقًا من سمات الأستاذيّة الأساسيّة. ومن لم يملِك ناصية العربيّة في مهاراتها (skills) الثلاث، القراءة والكتابة والتكلّم، في أنماطها المختلفة، العربية الأدبيّة المعاصرة (MSA) والقديمة وإحدى العامّيّات ولغة بيْنَ بيْنَ (لغة المثقّفين)، يكون بعيدًا عن العُمق والشموليّة، بقدر مدى قُصور معرفته تلك. والحقّ يقال، إن للاستشراق الفنلندي أياديَ بيضاءَ ناصعة في مجالَي النظريّة والتطبيق، وما أسماء الباحثين، جورج آوغست ڤلين (, 1852-1811 Georg August Wallin) ويوسي تَنيلي أرو (1983-1928 Jussi Taneli Aro)، رحمهما الربّ، والعزيز هيكّي ڤايْني ك. پالْڤا (Heikki Väinö Kaleva Palva, 1935)، حفظه الباري وأطال طيلته، إلّا خير دليل إلى ما نرمي إليه. لكن منذ مستهلّ القرن الحاليّ والدراسات العربيّة في هلسنكي، لغة وأدبًا، تُعاني الأمرّيْن، إذ أنّ أُستاذ هذا المساق حتّى فترة وجيزة، لا يتكلّم العربيّة المعياريّة الحديثة ولا لغة بين بين ولا أيّة لهجة عربية حديثة، وقُلِ الأمر ذاتَه بخصوص الكتابة أيضا. باختصار شديد: ترجمة من العربيّة إلى الفنلنديّة، لا غير!

يُذكر أن وِسْترمارك كان قد بحث الشعائر الدينيّة، والاعتقادات في مرّاكش عام ١٩٢٦. وممّا يجدر ذكرُه أيضًا أنّه قد أورد في سياق محاضرة ألقاها في لندن سنة ١٩٠٧ ما معناه: إنّي مقتنع أنّه عند التعامل مع شعوب غير أوروبيّة، فإنّ لتطبيق المعرفة على ظروفهم، سيكون أكثرَ نفعًا ونجاعةً من البارود، وسيكون الأمر أكثرَ إنسانيةً وأقلّ كلفةً. كما أنّه ارتأى بأنّه لا يجوز للباحث أن يُطلقَ آراء بشأن العقليّة والأخلاق، لدى ثقافة معيّنة على أُسس لغويّة.

في الثمانينيّات من القرن العشرين، نبشتِ الأبحاث النسائيّةُ ملفَّ حليمةَ من جديد، وأظهرت مستوى دراساتها الرفيع حول جوانبَ عديدة لحياة قرية أرطاس الفلسطينيّة. وتندرج أبحاثُها المتمثّلة في المؤلّفات المذكورة أدناه، في نطاق ما يسمّى بمدرسة الانترپولوجيا الحديثة، التي ظهرت في إنچلترا في العشرينيّات والثلاثينيّات من القرن العشرين. شدّدت تلك المدرسة على البحث الميدانيّ، والملاحظة المباشرة، وفهم ثقافات أجنبيّة من منظور شعوبها، من الداخل. وهذه نقطة في غاية الخطورة والأهميّة، إذ لا يجوز تقييم ملامحَ ثقافيّة أو حضاريّة لشعب ما، على ضوء مبادىء ومعايير أجنبيّة. فما قد يكون أمرًا عاديًّا في مجتمع ما، كعدم تقديم فنجان من القهوة مثلًا لضيف لم يُدع (ويُعرف باللغة الفنلنديّة باللفظة المركّبة kuokkavieras ومعناها الحرفي "ضيف المجرفة/المعزقة/الطورية) لذلك، هو تصرّف غير أخلاقيّ بل ومُشين بالنسبة لشعب آخرَ، واللبيب بالتلويح قانع.

كما لا بدّ من الإشارة، إلى أنّ حليمةَ كانت مصوّرةً بارعة، وخلّفت للأجيال بعدَها ما يقارب الألف صورة فوتوغرافيّة. هذه المجموعة القيّمة من الصور محفوظة في "مُتحف البشريّة" في لندن. كما  أنّ مكتبتها بالمطبوعات الإنجليزيّة والعربيّة والألمانيّة محفوظة هناك أيضًا، في حين أنّ ما كان بحوزتها من مصادرَ باللغة السويديّة، لغة أمّها، موجود في مكتبة الجامعة، أوبو أكاديمي في توركو ( Åbo Akademi).
   اِعتادت حليمة أن تنشر مقالاتٍ عن فلسطينَ وعن أديان مختلفة، في الصحف، كما  كانت تُلقي المحاضراتِ في الكليّات المسائيّة في فنلندا (työvainopistot) وعبر الأثير أيضا. كما أنّها درّست علم النفس في مدرسة للبنات.

تضمّ مؤلفاتُها ستة مجلّدات وكان أوّلها أطروحتها للدكتوراة:

١) ظروف الزواج في قرية فلسطينية، ج. ١ سنة ١٩٣١، ج. ٢ سنة ١٩٣٥- Marriage Conditions in a Palestinian Village, New York 1975
٢) الولادة والطفولة بين العرب، دراسات في قرية مسلمة في فلسطين، ١٩٤٧- Birth and  Childhood among the Arabs: Studies in a Muhammadan Village in Palestine, Helsinki 1947, 1975
٣) مشاكل الطفل لدى العرب، ١٩٥٠- Child Problems among the Arabs.
٤) الوفاة والدفن لدى المسلمين: دراسة عادات وتقاليد عربيّة في قرية في الأردن ١٩٦٣-١٩٦٥- Muslim Death and Burial: Arab Customs and Traditions Studied in a Village in Jordan. Helsinki 1963-1965.
٥) صورة قرية فلسطينيّة: الصور الفوتوغرافيّة لهلما غرانكڤيست. لندن ١٩٨١.
.Portrait of a Palestinian Village: The Photographs of Hilma Granqvist- London 1981   يُعتبر هذا الكتاب تاريخا حيًّا مصوّرًا لأهل أرْطاس قبل أكثر من سبعين عامًا تقريبا.

٦) وأخيرًا هناك كتاب بالسويديّة للستّ حليمة بعنوان "المشكلة الدينيّة في العصر الحاضر، وقد صدر في هلسنكي عام ١٩٣٥- Det religiösa problemet i nutiden.   
   يظهر، كما أسلفنا، أنّ قيمةَ هذه الأبحاث (التي تضمّ ١٤٧٧ صفحة) علميًا، لم تتأكّد إلا في الثمانينيّات من القرن العشرين، إثر الاهتمام الواضح في الثقافة النسائيّة في العالم. أستاذ فنلنديّ جامعي معروف مثل آپِلي ساريسَلو (Aapeli Saarisalo 1896-1986) الذي اهتمّ باليهوديّة والتبشير، زار الأراضي المقدّسة مرارًا وتكرارًا ومكث فيها مددًا متفاوتة،  لم يقتنع بمستوى أبحاث حليمة الميدانيّة آنفة الذكر، وقد يكون لتوجّهه الصهيونيّ، كما يرى البعض، ضلع في ذلك الموقف.

عادت "حليمة" (وكنت على وشك الانزلاق والقول "عادت حليمة لعادتها القديمة") إلى أرطاس للزيارة، بعد جَهد مادّي جاهد في العام ١٩٥٩، ولم تعثر على أيّة من أحبّائها، لويزا وعليا(ء) وحمديّة. هناك أهميّة جليّة ثقافيًّا ولغويًّا لمؤلفات حليمة. من حيث الجانب اللغويُّ تتمثّل الأهميّة في الأمثال واللهجات كما كانت الحال عليه في أوائل القرن العشرين. قد يكون من المجدي مقارنة ما جاء في مؤلّفاتها مع ما جمعه الباحث الفلسطينيّ، الدكتور مصطفى البرغوثي، بعد ذلك بنصف قرن من الزمان في كتابه "القصص العربيّة الشعبيّة من أرْطاس، عربي-انجليزي، ١٩٨٧".
ومن الأمور اللافتة للانتباه في أبحاث الدكتورة حليمة، ما ورد حول العوامل الفاعلة في اختيار شريكة الحياة. لقد وجدت حليمة في الثلاثينيّات من القرن العشرين أنّ العرب في أرطاس يُعطون العامليْن الطبقيّ والسياسيّ وزنًا أكبر من العامل الدينيّ عند الزواج. كما وتُضيف أن الزواج المختلط بين المسلمين والمسيحيّين كان شائعًا آنذاك.
   سبقت حليمةَ باحثتتان، هما چريس كروفوت ولويزا بالدنسبرغ، بكتاب عن أرطاس عنوانه "من شجرة الأرز إلى حشيشة الزوفا". وممّا يُذكر هنا أنّ الدكتورة نبيلة إبراهيم، أستاذة الأدب الشعبيّ في جامعة القاهرة، كانت قد خصّصت الفصل الثاني (ص. ٢٠٠-٢١٦) من كتابها -الدراسات الشعبيّة بين النظريّة والتطبيق- القاهرة  د.ت، للتحدّث عن الدراسات الشعبيّة في فنلندا، وتطرّقت إلى زيارتها للدكتورة هِلْما غرانكڤيست في فنلندا في شهر آب من عام ١٩٦٧.
لا بدّ من الإشارة، إلى أنّ سكّان قرية أرطاس، كانوا قد أقاموا قبل عقدين من الزمان ونيّف، مُتحفًا إثنوغرافيًّا في القرية ،على هدْي أبحاث حليمة طيّبة السمعة والصيت. وهناك مشاريعُ تُعنى بوضع المرأة والعائلة في فلسطين. ويقول المعلم موسى سَنَد، ابن فاطمة حمدة خلوي، التي تظهر في إحدى الصور الأولى لحليمة: "هناك ثلاث نساء في حياتي، والدتي فاطمة، زوجتي منى والست حليمة". وقد أقام السيد سند "مركز الفولكلور في أرطاس" في بيت قديم وهناك مشروع آخرُ يسعى لتحقيقه وهو جعْل البيت الذي سكنت فيه حليمة مُتحفا. في ثنايا خمسة مجلّدات حاولتِ الباحثة الفنلنديّة حليمة، أن تصف بدقّة وأمانة، حياة الفلّاحين في أرطاس قبل أكثر من ثمانية عقود.

في أيلول العام ٢٠١٥ صدرت ترجمة أُطروحة الدكتوراة إلى العربيّة: هيلما غرانكفست، أحوال الزواج في قرية فلسطينيّة؛ ترجمة خديجة محمّد علي قاسم ١٩٣٤-٢٠٠٩) من مواليد سلوان والدكتورة إخلاص القنانوة، الباحثة الأردنيّة في اللغات الساميّة الشماليّة الغربيّة، ومراجعة عمر الغول. بيروت: المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات، ٧٠٤ ص.
يضمّ هذا المجلّد جزئين، وفي الجزء الأول أربعة فصول موزّعة على ٢٩٣ صفحة وفيها بعد التوطئة والشكر والمقدمة: منهج البحث؛ سنّ الزواج؛ اختيار العروس؛ الزواج بالعياض. يتكوّن الجزء الثاني من أحد عشر فصلا تمتدّ من ص. ٣٠٣ وحتى ٦٦٩ وتحمل هذه العناوين الرئيسيّة: مراسم الزواج؛ مواسم الأعراس؛ الاستعداد والاحتفالات التمهيديّة للأعراس؛ إحضار العروس؛ في بيت العريس؛ أسبوع العرس؛ المرأة في بيت زوجها؛ تعدّد الزوجات؛ مشكلة المرأة الحردانة (المرأة المتزوّجة وبيت أبيها)؛ الطلاق؛ الأرمل والأرملة. في الصفحات الأخيرة ٦٧١-٧٠٤ وضعتِ الخاتمة وقائمة المراجع وثبت الأعلام والثبت التعريفيّ وفهرس عام. استخدمتِ الباحثة اثنين وسبعين كتابًا باللغات الأجنبية وعشر دوريات أجنبيّة في إعداد الجزء الأول، أمّا في الجزء الثاني فقد وصل عدد الكتب إلى مائة وخمسة كتب بلغات أجنبية وتسع وعشرين دورية أجنبيّة.

والجدير بالذكر، أنّي كنت قد نشرت مقالًا بعنوان ”عبارات وأمثال عربيّة فلسطينيّة في كتاب هيلما غرانكفست، تعود لعشرينيّات القرن الماضي“ وهو متوفّر في عدّة مواقع إلكترونية على الشابكة.

39
بعض الأفكار اللغويّة عند محمود تيمور

أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



لا ريبَ في أنّ الكثيرين من القرّاء قد طالعوا بعض ما دبّجه قلم الكاتب المصريّ القصصيّ الشهير، محمود أحمد تيمور باشا ١٨٩٤-١٩٧٣. تمحورت كتابات محمود تيمور حول الفن القصصيّ، قصص قصيرة، قصص مطوّلة، قصص تمثيليّة، ومنها على سبيل المثال: كلّ عام وأنتم بخير، إحسان لله، انتصار الحياة، أبو الشوارب، تمر حنا عجب؛ كيلوباترا في خان الخليلي، سلوى في مهب الريح، شمروخ، معبود من طين؛ صقر قريش، المنقذة وحفلة شاي، المخبأ رقم ١٣، فداء، اليوم خمر، حواء الخالدة، طارق الأندلس. كما ألّف تيمور في مجالي: صور وخواطر من ناحية وفي الرحلات من الناحية الأُخرى مثل: ملامح وغضون، النبيّ الإنسان، عطر ودخان؛ أبو الهول يطير، شمس وليل، جزيرة الجيب. وأخيرًا ثمة شطر من  الدراسات في اللغة والأدب بقلم تيمور أيضًا، وقلّما يتفطّنها المثقّف العربيّ العاديّ، ومن تلك الدراسات نذكر: مشكلات اللغة العربية، معجم الحضارة وهو قاموس، دراسات في القصّة والمسرح، طلائع المسرح العربيّ.

في ما يلي أتطرّق لما في الكتاب التالي من أفكار وآراء لغوية: محمود تيمور، مشكلات اللغة العربية. القاهرة: مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز، المطبعة النموذجية، ١٩٥٦، ٢٠٦ ص.  الكتاب مُتاح بالمجّان على الشابكة. يتكوّن هذا الكتاب من سبعة فصول وهي: قضية اللغة العربية؛ لغة المجتمع؛ ضبط الكتابة العربية؛ سلطان اللغة العربية؛ كلمات الحياة العامة؛ مواليد جديدة … في لغة الحياة العامة؛ العامية … الفصحى.  أُسارع في الأمر وأقول بإيجاز: الكاتب محمود تيمور جريء جدًّا في غالبية أفكاره اللغوية حتّى بالنسبة لأيّامنا هذه، بعد ستّة عقود ونيّف من تدوينها، وليس من الصواب طرح الكتب القديمة جانبًا لقِدمها والتهافت على الإصدارات الحديثة لحداثتها فقط . ففي المؤلّفات القديمة قد تكون ومضات وآراء على جانب كبير من الأهمية أيضًا. إنّ العمق والموضوعية والشمولية في التفكير، التحليل والتفكيك ليست حكرًا على عصرنا الراهن فحسب؛ العملية التراكمية التاريخية جدّ ضرورية ونافعة.  كان محمود تيمور عضوًا في مجمع اللغة العربية المعروف بمجمع الخالدين في القاهرة منذ العام ١٩٤٩؛ دافع عن العربية والعروبة؛ حاول إنجاد العربية الفصيحة من الجمود؛ دافع عن العربية المحكية في مصر. كلّ هذا، والحقّ ينبغي أن يُقال، إنّ تيمور لم يدرس موضوع اللسانيات أو علم اللغات (linguistics) في أيّة مؤسّسة علمية. التعليم المنتظم وحيازة الشهادات الجامعية لا تكسب الشخص بالضرورة، لا ثقافة عامّة ولا أخلاقًا حميدة.

* العربية غير اللاتينية:

في الفصل الأوّل يذكر تيمور ظاهرة تحوّل الجرمانية القديمة إلى لهجات فلغات كالألمانية والإنچليزية والهولندية وكذلك بخصوص اللغة الأوروبية الكلاسيكية - اللاتينية التي نبثقت منها لغات كالفرنسية والإيطالية والإسبانية، ويعقّب على ذلك بقوله إنّ حال العربية الفصيحة مخالف للجرمانية القديمة وللاتينية، وذلك لأنّها لغة دين سماوي وهو سبب جمود العربية (ص. ٦). كنت في مناسبة أُخرى (إطلالة على ظاهرة انقراض اللغات ومستقبل العربية) قد تطرّقت لهذه النقطة وصفوة القول: مجرّد وجود كتاب سماوي لا يحفظ بالضرورة لغة ما من الاندثار. ولا يخفى على الكثيرين أنّ منظّمة اليونيسكو قد أكّدت أن العربية المكتوبة ستكون ضمن اللغات المرشَّحة للانقراض في غضون القرن الحالي. تاريخيًا أمامَنا مثَل جليّ لموت أو سبات لغة طوال سبعةَ عشرَ قرنًا من الزمان تقريبًا، بالرغم من وجود كتاب ديني سماوي مقدّس لدى أصحاب تلك اللغة. هذه اللغة فريدة في نوعها في تاريخ اللغات، إذ أنّها

أُعيدت للحياة قبل قُرابة  قرن ونصف من الزمان، منذ بداية ثمانينات القرن التاسع عشر في فلسطين، نتيجة تضافر عدّة ظروف ومجهودات مؤاتية ضرورية، وغدت لغة محكيّة حيّة تدرّس فيها كلُّ المواضيع حتّى الطبّ في الجامعات الإسرائيلية، إنّها العبرية الحديثة التي انبثقت عن عبرية العهد القديم (Biblical Hebrew) التي يرجع تاريخها الأقدم إلى أكثرَ من ثلاثة آلاف عام، ومن لغة التوراة الشفوية، المشناة والتلمود ومن عبريةالقرون الوسطى. ويذهب محمود تيمور إلى أنّ لا خير في إحياء العامّية وجعلها لغة كتابة، بدون تعليل ذلك، ولكنّه ينادي بدراسة قواعد العامّية وأصولها على أمل إمداد قواعد الفصحى وتوسيع أقيستها. ففي العامّية اليسر والقدرة على التعبير عن حاجات المجتمع الحالي وتمتاز بالمرونة والطواعية لتغدو في نهاية المطاف لغة المخاطبة والحديث، كما هي لغة الكتابة والتدوين (ص. ١٧٨-١٧٩). سيلاحظ القارىء أنّ ثمّة بعض التناقض في أقوال تيمور حول العامية، ألها قواعد ونظام أم لا.

* إيجاد المصطلحات المناسبة:

يسخر محمود تيمور من المجمع الذي دأب على تعريب المصطلحات الأوروبية نحو التمبيل بدلًا من الأوتومبيل، الخيالة بدلا من السينما، القطار بدلا من البابور، المنامة بدلا من البيجاما، المغنى بدلا من الفيلا، الشطيرة بدلا من الساندوتش. ويأتي بقوائم مبوّبة لكلمات عامّية أو أجنبية ومقابلها البديل الفصيح، ويرى المتابع المختصّ بأنّ عددًا كبيرًا من البدائل الفصيحة لم تدخل حيّز الاستعمال. المشجب بدلا من الشماعة والمعطف بدلا من البالطو، والإرزيز للتليفون، ومتكأ بدلا من كنبة ومهفة بدلا من ريشة، الزَمْزمية أو الزجاجة العازلة أو الكظيمة بدلا من الترموس؛ المِهَزّ بدل سرير الطفل، المنضدة  أو النضَد مكان الترابيزة، رِزمة أو لفيفة بدل باكتة، الزَّهرية بدل الفازة للزهر، موقِد بدل وابور، المِنْزعة بدل الفتّاحة، القدَح أو الفنجانة مكان الفنجان، الشافهة بدلا من الشفّاطة، السِّروال بدل الكلسون، اللِّفاع بدل الكوفية، المنهدة بدلا من السوتيان أو حامل النهود، الغلام أو النادل بدلا من الجارسون، المقْرونة أو الإطريَّة بدلا من المكرونة، المسحوق أو الذَّرُور بدل البودره، السَّنُون مكان معجون الأسنان، المَطْهَرة بدلا من دورة المياه، الحظيرة أو حظيرة السيارات بدلا من الجراج، المَسْلاة بدلا من الكوميديا، التخَفّي أو التشكل بدلا من الماكياج، الزلّاجة بدلا من سكي، كُرة المضْرب أي التنس، رُقعة الحساب بدلا من الفاتورة، دائرة معارف أو مَعْلمة بدلا من الأنسكلوبيديا، مُضَخّم الصوت بدلا من الميكروفون، السلطان بدلا من الامبراطورية، الهَيْضة بدلا من الكوليرا، المدّاد بدلا من قلم الحبر  إلخ.، أنظر ص. ٩٨-١٣٢، ١٤٧-١٥٦، معجم الحضارة.

*  العربية الفصيحة:

أوّلًا تجدُر الإشارة إلى أنّ محمود تيمور قد تطرّق إلى بعض المبادىء والأفكار اللغوية العامّة التي لا تتعارض بجوهرها مع ما توصّل إليه لغويّون معاصرون كثيرون. هذه أهمّ الأفكار والمبادىء في نظري (أضفت نقطتي الياء المتطرّفة الساقطتين عند تيمور كغيره في مصر):

ما زالت لغة القرون الماضية مسيطرة على العصر الحديث (ص. ٥)؛  وإنما اللغة من خلق أنفسنا، (ص. ٢٨) ؛ … لا خلاف على أن قراءة الكلام غير المضبوط قراءةً صحيحة أمرٌ يتعذر على المثقَّفين عامة. بل إن المختصّين في اللغة، الواقفين حياتهم على دراستها، لا يستطيعون ذلك إلا باطِّرادِ اليقظة، ومتابعة الملاحظة، وإن أحدًا منهم إذا حَرَص على ألا يخطىء، لا يتسنّى له ذلك إلا بمزيد من التأني، وإرهاف الذاكرة، وإجهاد الأعصاب؛ (ص. ٤١)؛  أكبر ما يعوق اللغة فيما يقولون أنها لغة كتابة لا لغة كلام، (ص. ٩)؛ وفي معتقدي أنه لا سبيل لنا إلى التخلي عن النحو، وأكاد أجزم بأن النحو سيظل أساس لغة الكتابة (ص. ١٦)؛
والصواب في اللغة مناطه الشيوع، خطأ مشهور خير من صواب مهجور (ص. ٢٥، ٢٧)؛ اللغة المشكولة مكتملة، واللغة المختزلة غير المشكولة ناقصة. نفهم أولًا لكي نقرأ قراءة صحيحة، على عكس المقصود بالكتابة، (ص. ١٨)؛
 السماع حجة للغة قائمة لمنع الجمود والقياس يجب أن يكون مفتوحًا على مصراعيه لاستقبال أقيسة حديثة (ص.٢٨-٢٩)؛ فساد اللغة وضعفها هو تحجرها، (ص. ٣٠)؛ اللغات الأدبية عامة هي لغات كلام وكتابة معا، (ص. ٤٢)؛ الكتابة العربية غير المضبوطة هي ناقصة، (ص. ٤٣)؛ اللغة العربية اليوم في محنة واختبار، (ص. ٧٨)؛ الفصحى صعبة المرتقى، عصيّة المنال. وأنها ليست طيعة كل الطواعية، ولا مرنة كل المرونة، لملائمة حاجات الحياة في تطورها الدؤوب. (ص. ٨٠)؛ اللسان غير مطبوع على الفصحى، (ص. ٩٢)؛ الفصحى هي القالب المختار لمختلف اللهجات (ص. ١٥٨)؛ قال ابن جني: إن الناطق على قياس لغة من لغات العرب مصيب غير مخطىء وإن كان غير ما جاء به خيرا منه، (ص. ١٧٦)؛ وقال أبو حيّان: كل ما كان لغة لقبيلةٍ قيسَ عليه، ص. (١٧٦).
 
إزاء هذه الجملة من الآراء الهامّة من منظور أيّامنا هذه أيضًا، أقول بكل تواضع إنّ جوهر المشكلة/العائق الأساس في سبيل التمكّن من اللغة العربية المعيارية MSA ناجم عن الحقيقة الخفيّة حتّى اليوم، أو قل غير المعترف بها ألا وهي: العربية الفصحى ليست لغة أمّ أيّ عربي على هذه البسيطة، لغة أمّ كل عربيّ هي لهجة عربية معيّنة. ومن الجدير جدًّا ذكره، أنّ أفضل السنوات وأنجعَها لاكتساب قواعد اللغة بالفطرة، أيّة لغة، هي سنوات الطفل الأولى، قرابة الستّ - السبع، وهي مستغلّة في اكتساب اللهجة المحلية فحسب. إنّ حيويّة أيّة لغة بشرية مستمدّة من كونها لغة حديث عادي في كلّ مجالات الحياة، وهذا غير حاصل بالنسبة للغة العربية المعيارية. إنّها لغة كتابة وقراءة في المقام الأوّل لمن يمارسهما وعدد ممارسيهما ضئيل جدًا نسبيا، وحيّز التحدّث بها جدّ محدود، إنّها مسموعة في حالات ومناسبات معروفة مثل قراءة نشرة الأخبار وبعض البرامج التراثية في التلفزيون والراديو. من البدهي أنّ الناطق بلغة ما كلغة أُم لا يحتاج لتعلّم قواعدها، فهو يعرفها بالسليقة وكثيرًا ما يتعذّر عليه شرح تلك القواعد إذ أنه ليس بحاجة لها. لا نحيد عن جادّة الصواب كثيرًا إذا قلنا إنّ القراءة الصحيحة المضبوطة ما زالت مهمّة صعبة بالنسبة لمعظم المثقّفين العرب اليوم أيضًا، ومن المحتمل القريب جدًا أن يكون الوضع اليوم أسوأ ممّا كان عليه أيام محمود تيمور. أرى، كما نوّه الأديب تيمور، بأنّ إضافةَ بعض الحركات على الكتابة العربية المعاصرة في مواضعَ معيّنة لمنع اللبس وتسهيلًا على القارىء لا بدّ منها، والأمر تقنيًا يسير راهنا. كُتب الكثير عن الحاجة لتيسير قواعد اللغة العربية والتركيز على الجوانب الأساسية العملية في النحو والصرف أي انتهاج القواعد الوظيفية، وتجنّب الكثير من المواضيع التفصيلية والخلافية وفق مدارس النحو، البصرة، الكوفة، بغداد، الأندلس.  ومع هذا، لم يطرأ بعد على العربية ما طرأ على لغات كثيرة من تبسيط وتسهيل وتعديل لسبب معروف للجميع. وأخيرًا وليس آخرًا، ثمّة ضرورة لتوضيح القول المأثور التالي وتعريفه تعريفًا جامعًا مانعا: خطأ مشهور خير من صواب مهجور.

*  العربية العامّيّة:

تحت هذا العُنوان وردت  آراء صائبة كثيرة في الكتاب وفي بعض الأحيان أطلق المؤلّف نعوتًا عن العامية لا تستند إلى الأبحاث العلمية والمنطق السليم.

من المعروف أنّ للعامية أنصارًا وخصومًا، يكتب الأنصار بالفصحى ويتكلّم الخصوم بالعامية؛ الفصحى هي القالب المختار لمختلف اللهجات (ص. ١٥٨)؛ العامية أقدم من الفصحى (ص. ١٥٨، ١٦٨)؛ العامية عريقة في نسب العروبة، وهي من صنع مجتمع عربي اللسان صميم، ولكنّنا نأبى منها أنها تناتيش لغات تهشّمت، وأحافير لهجات تهدّمت، (ص. ١٧٧). أصاب تيمور هنا كبد الحقيقة بقوله غير الشائع في الأوساط العربية: العامية أقدم
من الفصحى. نعم من المعروف أن المنطوق أقدم من المدوّن المكتوب. يبدو أنّ عمر أقدم لغة مدوّنة هو ستّة آلاف عام في حين أنّ عمر الإنسان يزيد عن المليون سنة.
من الأقوال التي حادت عن جادّة الصواب من حيث علم اللغة الحديث ما يلي: العامّية لا ضابط لها ولا نظام، فإنّها لهمجية غير مهذبة، وليس لها من أصول مستقرة قط، ولا طاقة لها بالتعبير الراقي عن جلائل الأشياء في ميادين الاجتماع (ص. ٩، ٢٩)؛ يذكر تيمور أن بعض علماء اللغة ونقّادها يرون العامية فسادًا للغة الأصيلة وانحلالا، وآخرون يرونها تطورًا واستحالة … وبهذين التقديرين يتميز خصماء العامية وأنصارها (ص. ٨٢)؛ العامية قرينة الأمية - العامية مفتقرة إلى تقعيد وتأصيل (ص. ١٥٨).

 إنّ صدور مثل هذه الأحكام والنعوت عن محمود تيمور لا تتماشى مع ما ورد في مواضعَ مركزية أخرى في الكتاب. أولا في علم اللغة الحديث لا وجود للغة همجية أو مهذّبة أو راقية إلخ. إذ أنّه في مُكنة كلّ لغة بشرية طبيعية القدرة على التعبير عن الأشياء والأفكار والعواطف بطريقتها الخاصّة. ثم كيف يستقيم القول بأنّ العامية لا ضابط ولا نظام لها ويستعملها بلهجاتها الكثيرة والمتباينة بيسر وطبيعية كلغة أمّ  أكثر من أربعمائة مليون عربي. بدون نظام و قواعد لغوية معروفة ثابتة لا يمكن أن يتمّ أيّ تواصل طبيعي بين الناطقين باللهجة ذاتها. ويرى محمود تيمور بأنّ البون بين العربية الفصيحة والعامية ليس ببعيد (ص. ١٦٨) وأنّ الانتقال من العامية للفصحى سهل (ص. ١٧٩). صحيح أنّ العامية غير قادرة في الوقت الحاضر على التعبير الدقيق والشامل عن مجالات العلم والمعرفة في العصر الحديث، لأنّها لا تتعاطى بهذه الموادّ ولم تدخله بعد. الأمّ اللاتينية التي كانت لغة العلوم والكنيسة والنخبة باتت لغة في بطون الكتب، في حين أنّ بناتها كالفرنسية والإيطالية والإسبانية، التي بدأت لهجات محلية مختلفة ما برحت بمرّ الزمن إلى أن غدت لغات علم ومعرفة في أيّامنا هذه.

بالطبع أرى لزامًا على الباحث عامّة، تجنّب إطلاق مثل هذه التعميمات في ظلّ غياب توفرّ إحصائيات تقوم على مسح علمي مدروس. أعتقد جازمًا بأنّ الفجوة أو البون أو الهوّة بين العربية المعيارية واللهجات ككلّ ما زال عميقًا وواسعًا اليوم من حيث القواعد- علم اللفظ/الأصوات والصرف والنحو-  والمعجم. أقول هذا بالرغم من بعض الانحسار في ذلك البون نتيجة للهبوط في نسبة الأميّة في العالم العربي وزيادة إشاعة التعليم ورفع المستوى. لا أتردّد ولو للحظة واحدة بأنّ القول: الانتقال من العامّية إلى الفصيحة سهل، ليس صائبًا حتّى بالنسبة لمعظم المثقّفين إن لم يكونوا جميعهم تقريبا. شتّان بين لغة الأمّ واللغة القومية، بين اللغة الأولى الطبيعية العفوية واللغة الثانية المكتسبة المبنية على القواعد، بين لغة الحياة وبين لغة الكتابة. يقول محمود تيمور: من الخير أن نؤكد لأنفسنا هذه القربى بين العامية والفصحى، ففي هذا التأكيد ما يهبنا الطمأنينة والثقة حين نمسك بالقلم لنعالج الكتابة بلغة غير لغة الحديث، فلا نتوهم أننا ننتقل من لغة إلى لغة، وبينهما بون بعيد، بل نعرف أن قُصارى عملنا في الانتقال من لهجة الحديث إلى لغة الكتابة، إنما هو مجرد صقل للكلمة وتقويم للنطق، وتعديل للجملة، ورعْي لمقتضيات الفصحى في مقام التعبير، فنقارب بين أسلوب الكتابة وأسلوب التخاطب  ما أمكن التقارب، لنيسر للقارىء أيًا كان شأنه سبيل التبيُّن والفهم، ونيسر للكاتب أيةً كانت قدرته سبيل الإبانةِ والإفهام (ص. ١٧٩). ما يقوله تيمور هنا قد ينطبق كلّه أو بمجمله عليه وعلى أمثاله وهم قلّة وفق كلّ المقاييس ثم أنّ المقصود بالنسبة لنصوص سهلة وقصيرة. أضف إلى ذلك أن هناك تسطيحًا وتبسيطًا للواقع.

يُنهي تيمور كتابه بالنداء لإزالة الستار الموهوم بين العامية والفصحى فالعُزلة الموحشة بينهما ليست لصالح الفصحى. يقتبس العرب ويترجمون ألفاظًا وتعبيراتٍ من اللغات الأجنبية فلم لا يفتحون الباب على مصراعيه لولوج الكلمات العاميّة - العامية الفصحى -  ميادين الكتابة والتدوين وفي هذا المزيد من الدقّة والوضوح، المرونة واستجابة للحياة المتجدّدة (ص. ٢٠٦). هذا رأي جدير بالاهتمام الجادّ ولا أظنّ أنّ المجامع اللغوية العربية وما أكثرها قد تصدّت كما ينبغي لهذا العمل. الكلمة الأخيرة هي لما يعتمده معظم أهل اللغة، شيوع الكلمة هو المقياس.

ماذا سيكون مصير العربية المعيارية، اللغة القومية، من جهة واللهجات العامية، لغة الأمّ،  في البلدان العربية بعد قرن من الزمان أو أكثر؟ من سنّة الحياة وجود نمطي لغة أساسيين: اللغة المعيارية، لغة الكتابة والعلوم واللغة الدارجة المحكية في الحياة اليومية العامّة، ولكل مقام مقال. البون بينهما ما زال عميقًا وواسعًا، وهو يتقّلص بمرور الزمن ولكن لغة الأمّ ستبقى على ما يبدو، وبجانبها اللغة القومية وهي نصف حيّة.  اللسان مطبوع على اللهجة وليس على الفصحى. الخوف على اللغة القومية متربص لها من الداخل ومن الخارج!


40
أي لتحيا أُمّتنا. في الحرف الچرشوني/الكرشوني /ܓܪܫܘܢܝ / G/Karshuni (كتابة العربية بالحروف السريانية كانت شائعة في القرن السابع للميلاد ولغات أُخرى كالفارسية والتركية، ولغات الأكراد والمالايام كانت قد استخدمت الأبجدية السريانية في كتاباتها، وبالطبع أُضيفت حروف جديدة). تأثيل لفظة الچرشوني ما زال غامضًا، وممّا قيل في هذا الموضوع، أنّ اللفظة هي بمثابة اسم لشخص كان، على ما يبدو، أوّل من استخدم هذا الرسم بالعربية؛ وهذا الاسم مشتق من چِرشوم اسم بكر موسى وصپوره؛ الاسم مشتق من الفعل الآرامي چِرَش أي أبعد وعليه يكون المعنى كتابة أجنبية مستوردة. هذه اللهجة مستعملة في طقوس الكنائس السريانية الأرثوذكسية والكاثوليكية والمارونية.

وممّا يجدُر ذكره أنّ طريقة لفظ الأصوات الستّة المذكورة في بعض الحالات يؤدّي إلى تغيير في معنى الكلمة أي أن اللفظ الشديد أو الليّن هو فونيمي (phonemic) مثل: آبو أي أب روحي وآڤو أي أب؛ چوبو أي جبّ/بئر وچوڤو أي لوح؛ حِسْدو أي عار/فضيحة وحِسْذو أي نعمة/رحمة. ومن نافلة القول أنّ الطور الأوّل للغة، أيّة لغة، كان يحتوي على الحروف الصامتة (consonants) والحروف الصامتة حينًا والصائتة حينًا آخر هي ثلاثة: الألف والواو والياء. بعد ذلك، في مرحلة لاحقة أُضيفت النقاط والحركات تسهيلًا على القارىء وتفاديًا للبس والإبهام. ففي السريانية كلمات مثل ܥܒܕܐ، ܡܢ، و ܗܐ بدون تشكيل، قد تعني خادم/عَملٌ أي ܥܰܒܕܳܐ/ܥܒܳܫܳܐ؛ مَن/ماذا/مِن أي ܡܰܢ/ܡܳܢ/ܡܶܢ. ومما يجدر ذكرُه أن الشدّة كانت قد اندثرت منذ أمد بعيد عند الغربيين، وظلّت عند المشارقة، عَمو مقابل عَمّو أي الشعب.

السريانية الشرقية

إنّها أكثرُ انتشارًا من سابقتها، مركزها في شمال العراق وموجودة في محيط مدينة أرمية الإيرانية وعدّة قرى في جنوب شرق تركيا وجبال كردستان، وقد يكون الألف/الأُولَف في آخر الأسماء من أهم ميزات هذه اللهجة. هذه اللهجة تستخدم الخط النسطوري الأقرب إلى الخط الإسترنجيلي، واللهجة مستخدمة في كنيسة المشرق الأشورية والكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق القديمة وكنيسة الملبار الكاثوليك. ويشار إلى أنّ كل الخطوط السريانية هي متصلة cursive. وثمة أربع مجموعات أساسية للسريانية الشرقية وهي:

أ. مجموعة أرومية/ܐܘܪܡܝܐ (مدينة الماء): في سهول أرومية وسهل سلدوز، وفي هذه اللهجة يقلب الصوتان الباء والواو فاء مثلثة أي ڤ وتقلب الكاف جيمًا مثلثة، چ في بعض الأحيان وذلك بتأثير الفارسية والأذرية.
ب. المجموعة الشمالية وتضمّ شمال شرق بحيرة أرمية ونواحي بحيرة وان جنوبًا، حتى برواري العليا في شمال العراق ومن ضمنها باز وجيلو وقدشانيس.
ت. مجموعة أشيرت أي العشائر، وتضمّ نوشيا وتياري العليا والسفلى وبرواري السفلى، وتمتاز هذه اللهجة بوجود الصوتين الثاء والذال بعكس سابقتيها ولكنها تشترك معهما بغياب صوت العين وتحوّل الحاء خاء.
ث. المجموعة الجنوبية وهي الكبرى من حيث عددُ المتحدثين بالسريانية، وتضمّ سهل نينوى ومركزها بلدة القوش، وفيها يسقط الصوتان الحاء والعين تارة ويبقيان طورًا آخر. حافظت على الصوتين الثاء والذال كما هي الحال في السريانية الكلاسيكية. ويذكر أنّ هذه اللهجة الشرقية كانت قد اقترضت كلماتٍ فارسيةً أكثرَ من اليونانية.

نهضة قومية

تجدُر الإشارة إلى بزوغ بعض النهضة القومية في إحياء اللغة السريانية الفصحى، المكتوبة، ܟܬܒܢܝܐ (kṯāvānāyā/kṯāvānāyo) وبعث تراثها المسيحي بامتياز، وذلك منذ بدايات القرن الفائت. ومن خصائص هذه اللغة استخدام حرف النون في بداية صيغة المستقبل للغائب مثل نقطول أي يقتُل وتنتهي الحالة التوكيدية في الأسماء والصفات بالأولف مثل: ملكا شفيرا ويلفظ ملكو شافيرو أي الملك الجيد/ملك جيد. والسريانية الكلاسيكية امتدّت من القرن الثاني ق. م. وحتى القرن الخامس أو السادس للميلاد. ثم جاءت السريانية المتوسطة التي تفرّعت إلى شرقية ومركزها نصيبين والتشكيل بالنقاط وإلى غربية ومركزها الرُّها والتشكيل بالحركات، تخلّت عن الشدّة واختلطت فيها الحركات الطويلة بالقصيرة وتساهلت بلفظ الحروف اللينة/المركّخة. وأخيرا هنالك السريانية الحديثة ابتداء من القرن السابع عشر أو التاسع عشر.

وهناك من أطلق شعاراتٍ مثل ܡܰܢ ܠܳܐ ܝܳܕ̣ܥ ܠܫܳܢܶܗ ܠܳܐ ܝܳܕ̣ܥ ܠܡܽܘܢ ܐܶܬܒܪܺܝ أي- من لا يعرف لغته لا يعرف لماذا خُلق. وقد لعبت الكنيسة دورًا محوريًا في تدريس هذه اللغة، الحفاظ عليها وتطويرها لتواكب تطورات العصر الحديث وإيجاد ألفاظ ومصطلحات للمستجدات العلمية الراهنة. ومن الذين شاركوا في حمل لواء هذه النهضة اللغوية الحديثة علمانيون ورجال دين نذكر منهم عشوائيًّا: أوكين/أوجين منّا، توما أودو، جبرائيل قرداحي، عبد المسيح قره باشي، نعوم فائق، يوسف إقليمس داود، يوسف قليثا. وقد طرأ تقدّم ملحوظ في تعليم السريانية في العراق في أعقاب القوانين والمراسيم الحكومية وتأسيس اتّحاد الأدباء السريان، وإقامة مجمع اللغة السريانية، وفتح قسم للغة السريانية في جامعة بغداد برئاسة البروفسور يوسف قوزي؛ وتأتي السريانية اللغة الثالثة في العراق بعد العربية والكردية. بيد أن التقدّم الأبرز في هذا المضمار، قد حصل في المناطق الواقعة تحت الحكم الكردي، مثل جامعتي أربيل/حدياب ودهوك/نوهدرا، وتصدر الصحف والمجلات والكتب بالسريانية، وهناك بث إذاعي وتلفزيوني في المناطق الناطقة بالسريانية. في سوريا لم يحصُل هذا الحراك والتقدّم بالرغم من اهتمام الكنيسة في الجزيرة بشكل خاصّ، وبسبب عدم توفّر القوانين الرسمية الحكومية. على كلّ حال، تعتبر السريانية لغة رسمية في مناطق تواجد السريان - نينوى، الحمدانية، بخديدا، برطلة، كرمليس، تلكيف، الشيخان، سميل، شقلاوة.

وفي هذا السياق لا بدّ من الإشارة إلى جمعية أصدقاء اللغة السريانية، وإلى تأسيس رابطة نصّيبين للأدباء السُّريان في القامشلي في تسعينات القرن المنصرم، التي رمت إلى تحريك النشاط الأدبي وقد تمكّنت من إصدار كتب تعليمية للصغار، أقامت أوّل مهرجان للسريانية بفضل جهود المطران متّى روهم. وممّا ورد في مؤتمر اللغة السريانية الثاني، الذي عقد في أربيل عام ٢٠٠٦ تحت شعار: لغة قومية واحدة موَحَّدة وموِحِّدة ما يلي: إدخال السريانية على اليافطات في القرى والمدن السريانية في كردستان العراق؛ الاحتفاء بملافنة وآباء السريانية في الإقليم أمثال خامس القرداحي الأربيلي وكيوركيس وردة الأربيلي ومار نرساي؛ يتمنّى المؤتمر على الكتّاب بالسريانية إرسال إنتاجهم إلى إدارة المؤتمر بغية التدقيق اللغوي قُبيل إصدار إنتاجهم؛ تطوير موقع المؤتمر على الشابكة /http:// www.lishana.com؛ اعتماد خطوط Syrcom في التنضيد الإلكتروني التي ضمّها إصدار Windows XP؛ الحفاظ على الخطوط السريانية الثلاثة الإسطرنجيلي (Estrangela، المدوّر، الثقيل والمفتوح) والشرقي أو النسطوري (Nestorian) والغربي أو السِّرْطو/ اليعقوبي (Jacobite, Serto) (بعض القواميس مكتوبة بالسرطو مثل قاموس J. Payne Smith 1999 وأخرى بالرسم الإسترنجيلي مثل معجم Michael Sokoloff, 2009) والعمل على تطوير جماليتها؛ وضع برنامج لمسح ميداني للهجات وتجميع مفرداتها النقية لإدخالها إلى المعجم السرياني؛ العمل على نشر وتطوير اللغة السريانية وثقافتها. ويعقد في مدينة القامشلي السورية مهرجان سنوي حول الأدب الآرامي يشترك فيه شعراء وأُدباء، يقرؤون أمام الجمهور من نتاجهم الأدبي، وتُترجم لاحقًا هذه الأعمال إلى عدّة لغات مثل الفرنسية والألمانية والإنجليزية والإيطالية والعربية والعبرية. والجدير بالذكر أنّ وزارة الداخلية الإسرائيلية اعترفت في ١٦ أيلول عام ٢٠١٤ بالقومية الآرامية كإحدى القوميات الرسمية فيها.
ولا ننسى التنويه بهيئة اللغة السريانية في المجمع العلمي العراقي في بغداد؛ الجمعية الثقافية السريانية؛ مؤسسة أولف تاو؛ اتّحاد الأدباء والكتّاب السريان الذي تأسس عام 1972، الفيسبوك السرياني؛ مهرجان الأغنية الآرامية في مدينة معلولا. وأخيرًا وليس آخرًا ننوّه بالمدرسة السريانية الإلكترونية:

من مشاهير العلماء والشعراء والفلاسفة واللاهوتيين والأدباء السريان يمكن التنويه بالتالية أسماؤهم:

برديصان/ابن ديصان الغنوصي ت. 222؛ اسونا وإسحق الأنطاكي القرن الرابع؛ أفرام السرياني ت. 397 (شعر الميمرا ومَدراشا)؛ ربولا الرهاوي، ت. 430؛ قورلونا وبالاي ، القرن الخامس؛ اسطيفان برصودلي، القرن الخامس؛ مار نرساي/ܢܪܣܝ لقّب بقيثارة الروح القدس ت. 503 م. صاحب وفرة من الميامر؛ ساويرا سابوخت، القرن السادس؛ الملفان مار يعقوب السروجي، ت. 521 (أُنظر: رسائل مار يعقوب السروجي الملفان، موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ، ترجمات ٣ للأب بهنام سومي، ط. ١، لبنان: منشورات المركز الرعوي للأبحاث والدراسات، الرئاسة العامّة للرهبانية الأنطونية المارونية، دير مار روكز-الدكوانة، ١٩٩٥؛ متاح على الشابكة، ومن الألقاب التي أُطلقت على السروجي: كنّارة الروح الإلهي، قيثارة البيع الارثوذكسية، مفشقونو/المفسر، الشاعر، ص. ١١) ؛ فيلوكسينوس المنبجي ت. 523 م.؛ إليشع بن قوزباي وأبراهام دبيث ربّان وأبراهام بر قرداحي، القرن السادس؛ باباي الكبير ت. 627؛ يعقوب الرهاوي، ت. 708؛ يوسف الأهوازي، ت. 850 ؛ يوحنا بن ماسويه، ت.857؛ حنين بن إسحق، ت. 873 ؛ الحسن بن بهلول الأواني الطيرهاني، أو بار بهلول/ܒܪ ܒܗܠܘܠ܁ الشهير بمعجمه السرياني عربي، القرن العاشر؛ ابن حوقل النصيبيني، القرن العاشر؛ ايليا بار شينايا، القرن العاشر؛ إيليا الطيرهاني، ت. 1049 ؛ بار صليبا ت. 1171؛ ميخائيل العظيم/السرياني ت. 1199 ؛ ابن العبري (Barhebraeus)، ت. 1268؛ كوركيس وردا وخميس بر قرداحا، القرن الثالث عشر؛ يوسف العاقوري ، ت. 1648؛ إسحق الشدراوي، ت. 1663؛ إبراهيم الحاقلاني، ت. 1664؛ الخوري بطرس التولاوي، ت. 1745 ؛ يوسف السمعاني، ت. 1768؛ يوسف داود ت. 1890؛ الأب نعمة الله الكفري، ت. 1907؛ نعوم فائق ت. 1930؛ يعقوب ساكا ت. 1931؛ القسيس جبرائيل قرداحي ت.1931؛ نعمة الله دنو ت. 1951؛ بطرس سابا البرطلي ت.1961؛ مار فيلكسينوس يوحنا دولباني ت. 1969 (قدّيس القرن العشرين)؛ مار غريغوريوس بولس بهنام المثلث الرحمات الملفان، ت. 1969؛ جورج أنطون كيراز، أدخل السريانية للحاسوب.

ومن العلماء المشهورين مَن أسهم في‏ نقل الكثير من المؤلّفات السريانية واليونانية إلى العربية،‏ وإليك عيّنة من هؤلاء الجهابذة‏:

مار بر/ابن سرافيون، القرن الأول ميلادي؛ الفيلسوف ططيانس‏ (180 م.)؛‏ مار أفرام نبي‏ السريان وشمسهم‏ (373 م.‏)؛ القدّيس مار‏ يعقوب البرادعي‏ (578 م.‏) المجاهد الرسولي؛ ‏ يوحنا الأفسي‏ المؤرّخ الشهير والبشير اللامع؛‏ وقس بن ساعدة،‏ أسقف نجران الخطيب‏ (600 م.‏)؛ عنانيشوع الحديابي، القرن السابع؛ ساويرا سابوخت الفلكي‏ والفيلسوف والرياضي‏ الذي‏ نقل الأرقام الهندية‏ (667 م.‏)؛ الذهبي‏ الفم الخطيب المِصْقَع‏ (704 م‏.)؛ قطب العلماء المطران مار‏ يعقوب الرهاوي‏ (708 م.‏) واضع أوّل نحو مطوّر بالسريانية، غراماطيقي، على غرار ما كان في اللغة اليونانية آنذاك ومخترع الحركات السريانية، كان ذلك بعد أفراهاط الحكيم الفارسي ت. 345 م. ومار أرام السرياني ت. 373 م. ومار آحو دامه مطران تكريت ت. 575 م.؛ يعقوب الرهاوي ت. 708م.؛ والشاعر التغلبي‏ المعروف الأخطل‏ ( 710 م.‏)؛ يوحنا الأتاربي ت. 738 م.؛ أبو يحيى زكريا المروزي ت. 899 م.؛ حنين بن إسحق، القرن التاسع؛ يشو عداد المروزي، القرن التاسع؛ بار/ابن علي والحسن بار/ابن بهلول، القرن العاشر، وهما مؤلِّفا أقدم قاموسين للسريانية؛ إيليا بار شينايا، القرن العاشر؛ إيليا الطيرهاني ت. 1049 م.؛ يعقوب ديونيسيوس بن صليبي‏ المفسّر المشهور‏ (1171 م.‏)؛ ابدوكوس وداؤود بن بولس من بيت ربان وسويريوس يعقوب البرطلي، القرن الثالث عشر؛ يوحنا بن زغبي، ت. 1226 م.؛ يعقوب التكريتي، ت. 1241 م.؛ أبو الفرج بن العبري‏ (1286م.‏) وهو بمثابة موسوعة في‏ القرن الثالث عشر، واسم كتابه: كتاب الأشعّة، ܟܬܳܒܐ ܕܨܶܡܚܐ؛ عبد يشوع الصوباوي، القرن الرابع عشر؛ يوسف العاقوري ت. 1647 م.؛ إبراهيم الحاقلاني ت. 1664 م.؛ الخوري بطرس التولاوي ت. 1745 م. ؛ وينظر مثلا في‏ الكتاب‏: البطريرك مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم ت. 1957،‏ اللؤلؤ المنثور في‏ تاريخ العلوم والآداب السريانية‏، حمص، ‏1934، ط. ٦، حلب: دار ماردين، 1996؛ بغداد: مطبوعات مجمع اللغة السريانية، 1976). من الشخصيات المركزية في عصرنا الحديث يمكن التنويه بـ: توما أودو ت. 1918؛ أوجين منا ت. 1928؛ إرميا مقدسي ت. 1929؛ القسيس جبرائيل قرداحي ت. 1931.

من أعلام قواعد السريانية بالعربية:

آحو دامه ت. 559 م. ؛ يوسف الأهوازي، ت. 580 م.؛ عنان يشوع، ت. 650 م.؛ مار يعقوب الرهاوي ت. 708 م.؛المفريان ابن العبري ت. 1286 م.؛ بطرس المطوشي، ت.1625 م.؛ الأسقف سركيس الرزي، ت. 1638 م.؛ المطران إسحق الشدراوي ت. 1663 م.؛ جرجس عميرة الأهدني، ت. 1644م.؛ إبراهيم الحاقلاني، ت، 1664 م.؛ البطريرك اسطيفان الدويهي، ت. 1704؛ المفريان باسيليوس إسحق جبير، ت. 1721؛ يوسف سمعان السمعاني، ت. 1768؛ الخوري يعقوب القطربلي، ت. 1783؛ إقليميس يوسف داؤود، ت. 1890؛ الأب نعمة القدوم الكفري، ت. 1906؛ شموئيل جميل، ت. 1917؛ يوسف دريان من عشقوت، ت. 1920؛ الأب ألبير أبونا المولود عام 1928؛ المطران يعقوب أوجين منا، ت. 1928؛ طيمثاوس إرميا مقدسي، ت. 1929؛ القسّ جبرائيل القرداحي، ت. 1931؛ القسّ الفونس منجانا، ت. 1931؛ الخوري بطرس سابا البرطلي، ت. 1961؛ الأب يوحنا يشوع الخوري المولود عام 1931 ؛ تيودور نولدكه، ت. 1930؛ الخوري إسحق أرملة، ت. 1954؛ القسّ بولس الخوري الكفرنيسي، ت. 1963؛ المطران يوحنا دولباني، ت. 1969؛ الملفان عبد المسيح قره باشي، ت. 1983؛ فولس كبرئيل وكميل أفرام البستاني لهما كتاب النصوص والصرف وكتاب الأدب والنحو السرياني؛ جوزيف أسمر ملكي.


عيّنة من مؤلَّفات بالعربية تُعنى بقواعد السريانية وبعضها مُتاح على الشابكة:

الأبراشي، محمد بن عطية، علي العناني وليون محرز، كتاب المفصّل في قواعد اللغة السريانية وآدابها والموازنة بين اللغات السامية. القاهرة، ١٩٣٥.
أبونا، ألبير، قواعد اللغة الآرامية. أربيل، ٢٠٠١.
أرملة، القسّ إسحق السرياني، الأصول الابتدائية في اللغة السريانية. بيروت: مطبعة الآباء اليسوعيين، ١٩٢٢.
أغناطيوس يعقوب الثالث (بطريرك أنطاكية وسائر المشرق)، البراهين الحسية على تقارض السريانية والعربية. دمشق: المجمع العلمي العربي، ١٩٦٩.
البرطلي، يعقوب، كتاب المسائل والأجوبة في كتاب Historia artis grammaticae apud تحقيق Adalbertus Merx، لايبزيج، ألمانيا، ١٨٨٩.
جبار، عبد الحسن، اسم الفاعل في اللغة السريانية - دراسة تطبيقية في العهد الجديد (بعد العام ١٩٩٣).
حبي، يوسف، قواعد اللغة السريانية عبر العصور. بغداد ١٩٧٥.
حبيقة، يوسف، الدواثر السريانية في لبنان وسوريا.بيروت: المطبعة الكاثوليكية، ١٩٥٩.
حداد، بنيامين، روض الكلمة قاموس سرياني عربي، ٢ مج.، بغداد، ٢٠٠٥.
حسنين، ماجدة محمد أنور، منهج سويرس برشقانو النحوي من خلال كتابه محاورة في قواعد النحو، دراسة وترجمة. مجلة الدراسات الشرقية، ع، ٢١، ج. ١، ١٩٩٨.
الخوري، الأب يوحنا يشوع، قواعد اللغة السريانية، الصرف. مجموعة دراسات سريانية ٢، جونية: منشورات الرسل مطابع الكريم الحديثة، ١٩٩٤.
الخوري، الأب يوحنا يشوع، مدخل إلى اللغة السريانية. جونية، ١٩٨٧.
خوشابا، شليمون إيشو والشماس بهنام دانيال البرطلي، دروس في تعليم اللغة السريانية. ܗܪܓܐ ܠܡܠܦܢܘܬ ܠܘܢܐ ܐܣܘܪܝܝܐ. الكتاب الأوّل، دهوك: مطبعة هاوار، طبعة ثانية منقحة، ٢٠١١؛ خوشابا، دروس في تعليم اللغة السريانية، الكتاب الثاني، النصوص والصرف، غربي، دهوك: نصيبين، ٢٠١٦. هذا الكتاب تحديث لكتاب الأستاذين كبريئيل فولوص وأفرام البستاني، أنظر أدناه.
داود، المطران اقليميس يوسف، كتاب اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية على كلا مذهبي الغربيين والشرقيين. الموصل ، دير الآباء الدومنكيين، ١٨٩٨، ط. ٢، ١٩٢٦.
رحمة، الأب جورج ومتري وهبة، السريانية لغة وتراث. الكتاب الأوّل، ط. ١، بيروت، ١٩٨٠.
دريان، المطران يوسف، كتاب الاتقان في صرف لغة السريان. بيروت: المطبعة العلمية ليوسف صادر، ١٩١٣.
دنو، الأرخدياقون نعمة الله، المدرّج في الدروس السريانية لطلبة المدارس، الجزء الأوّل: الموصل، ١٩٢٤.
دنو، الأرخدياقون نعمة الله، كتاب التحفة الأشورية في أحكام اللغة السريانية. الجزء الأوّل في تصريف الصيغ السبع - لطلبة السنة الثانية الابتدائية، المطبعة السريانية بدير الزعفران، ١٩٣٠.
دنو، الأرخدياقون نعمة الله، نماذج الأفعال باللغة السريانية. معرة صيدنايا، ٢٠٠٨.
سابا، القسّ بطرس السرياني العراقي، مرشد الطلبة السريانيين إلى كلتا لهجتي الغربيين والشرقيين. بيروت، المطبعة الكاثوليكية ج. ١، لصف الصغار المبتدئين، ١٩٤٨.
السريانية بدون معلّم. منشورات هيئة الثقافة السريانية، ٢٠٠٦.
الشماني، أرخدياقون غانم عبد الأحد، فهارس المخطوطات السريانية في أبرشية دير مار متّى، نينوى - العراق. دهوك - المكتبة البدرخانية، ٢٠١٠. ٤٢٥ ص.
صليبا، مار ثاوفيلوس جورج، معلّم اللغة السريانية. ط. ٢، البوشرية جبل لبنان، ٢٠٠٧.
عبده، سميرو، السريانية - العربية الجذور والامتداد. دمشق - دار علاء الدين، ط. ٢، ٢٠٠٢.
الفتلاوي، ستار عبد الحسن جبار، المعجم الفريد للفعل السرياني في العهد الجديد. بغداد: مركز أكد للطباعة، جزءان، ٢٠٠٧.
القرداحي، الأباتي/القسّ جبرئيل بن يوسف بن جبور، المناهج في النحو والمعاني عند السريان. حلب، دار المكتبة السريانية، ط. ١، روما، ١٩٠٣؛ ط. ٣، ٢٠٠٨.
ــــــــــ، الإحكام في صرف السريانية ونحوها وشعرها. روما ١٨٨٠.
ــــــــــ، أحكام في علم التصريف عند السريان. روما، ١٩٢٤.
ــــــــــ، المناهج في النحو والمعاني عند السريان. روما، ط. ١، ١٩٠٣، ط. ٢، ١٩٠٦.
ــــــــــ، المعجم اللباب، سرياني عربي، ١٣١٥ ص.، ٢ مج. بيروت: المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، ط. ١، ١٨٩١، ط. ٢، حلب -دار ماردين، ١٩٩٤.
كبريئيل، فولوص/كبريال فولس وكميل أفرام البستاني، اللغة السريانية، الأصول والقراءة. بيروت: الجامعة اللبنانية، ١٩٦٤.
الكفرنيسي، القسّ بولس الخوري، غرامطيق اللغة الآرامية السريانية: صرف ونحو. بيروت - مطبعة الاجتهاد،١٩٢٩، ط. ٢، بيروت - مطبعة الرهبانية المارونية، ١٩٦٢.
كيراز، جورج، التركيخ والتقشية في اللغة السريانية. ١٩٩٤. أُنظر:
مجلي، الأب أنطونيوس الراهب اللبناني، طريقة جديدة في دروس اللغة الآرامية السريانية. الحلقة الأولى، قراءة - تعريب - خط - عدد، تقدمة إلى النشء اللبناني الجديد إلى رجال الغد وضمانة المستقبل. جونية: مطبعة المرسلين اللبنانيين، ١٩٤٩.
المقدادي، محمد راضي، قواعد اللغة السريانية للمرحلة الثانية، قسم اللغة السريانية. بغداد، ٢٠١٠.
مقدسي، المطران طيمثاوس إرميا، قواعد اللغة السريانية. نقله إلى العربية كوثر نجيب عبد الأحد. أربيل: مطبعة ميديا، ط. ١، ٢٠٠٤، ط. ٢، ٢٠٠٦، ط. ٣، ٢٠١١.

ملكي، جوزيف أسمر، النكهة البهية في قواعد ونحو اللغة السريانية.القامشلي-مورياب للطباعة، ٢٠٠٢.

منّا، المطران يعقوب أوجين، الأصول الجلية في نحو اللغة الآرامية. ١٨٩٦، بيروت، منشورات مركز بابل، ١٩٧٥.
ـــــــــ، قاموس كلداني - عربي. بيروت: منشورات مركز بابل، ١٩٧٥.
رأيت أن أذكر الكتاب التالي بالرغم من أنّه ليس بالعربية لأنّه ما زال من أفضل كتب القواعد للسريانية إن لم يكن الأفضل.
Nöldeke, Theodor, Compendious Syriac Grammar with a table of characters by Julius Euting, translated (with the sanction of the author) from the second and improved German edition by James A. Crichton, D. D. London: Williams & Norgate, 1904.

41
نافذة على السريان واللغة السريانية
أ. د‏. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



السُّريان/السورايي، أحفاد آرام بن سام بن نوح (سفر التكوين ١٠: ٢٢-٢٣؛ أخبار الأيّام الأوّل ١: ١٧)، هم شعب ساميّ آراميّ مسيحي، يسكنون اليوم في شمال العراق، سوريا، لبنان، تركيا، إيران وفي المهجر؛ لا سيّما في أمريكا وروسيا وأُستراليا وفي أوروبا وبخاصّة في السويد وألمانيا. منذ القرن الخامس للميلاد حلّ الاسم ”السريان“ محلّ ”الآراميون“. وقد عاش السريان في الشرق الأوسط منذ قرابة ثلاثة آلاف عام دون انقطاع. يبلغ عدد السريان اليوم حوالي الثلاثة ملايين. قد تكون صحيفة ”الكواكب“ التي صدرت في أرمية في العام 1906، الأولى التي نادت باستخدام اللغة السريانية المكتوبة، فهي مبعث فخر السريان وقوّتهم، بدلًا من اللغات الأجنبية. يظهر أنّ فشل السريان في بلْورة كيان سياسي موحَّد لهم منذ القِدم، كسائر أقليات الإمبراطورية العثمانية، أدّى في نهاية المطاف إلى اندماجهم لغةً وثقافة بالشعوب التي عاشوا بين ظهرانيها، وهكذا تآكل الفكر القومي وخفت. استخدم السريان قبل الحرب العالمية الأولى عَلمًا ذا الألوان الثلاثة، الوردي والأبيض والأحمر، وبأعلى جهة اليسار تظهر ثلاث نجوم ترمُِز إلى الكنائس الرئيسة الثلاث: الأرثوذكسية والكلدانية والأشورية، ثمّ ٱستبدل العلم بصليب أبيضَ خلفيته حمراء تشير إلى دماء مجازر سيفو أو مذابح السريان أو الأشوريين بعد الحرب العالمية الأولى، التي حصدت أرواح ما يزيد عن الربع مليون إنسان، ثم تغيّر العَلم في أواخر ستّينات القرن العشرين، وبعد ذلك مرّة أخرى في أواسط ثمانينات القرن العشرين.

هناك تسميات عدّة لهذه الطائفة، تعود أسبابها لظروف تاريخية معروفة، أدّت إلى ٱنقسام طائفي في أعقاب مجمع أفسس عام 431 م، منها: السريان (ܣܘܪܝܝܐ)، أشوريون/ آثوريون (ܐܬܘܪܝܐ) الكلدان، الكلدو آشوريون (ܟܠܕܝܐ). انقسم السريان إثر ذلك المجمع إلى النساطرة، نسبة لنسطور (386-451 م.) بطريرك القسطنطينية، في الشرق، أي العراق ومقرّهم طيسفون -المدائن، واليعاقبة نسبة إلى القدّيس يعقوب البرادعي (يعقوب بار/بن ثيوفيلوس، 500-578 م.) في الغرب أي سوريا، ومقرّهم كان في أنطاكيا. نسطور مثلًا عارض تسمية مريم العذراء بـ ”أُمّ الله“ وفضّل تلقيبها بـ ”أُمّ المسيح“. واستمرّ التنافس بين هاتين الطائفتين قرونًا من الزمن. وفي أعقاب التبشير منذ القرن الخامس عشر، اعتنق الكثير من النساطرة الكاثوليكيةَ وسُمّوا بالكنيسة الكلدانية أو الكنيسة السريانية، والذين لم يغيّروا مذهبهم سُمّوا بالآثوريين. ويُذكر أن السريان كافّة، رغم ما بينهم من فروق، يرون في لغتهم السريانية لغةً كنسية مقدّسة ويتكلّمون بلهجات مختلفة.


السُّريان سُلالة آشور وآرام ابنَي‏ سام بن نوح، سكنوا منذ القِدم في بلاد ما بين النهرين وسوريا الكبرى، وتنصّروا منذ البداية في الرُّها على أيدي‏ أحد تلاميذ يسوع المسيح‏ السبعين، وهو القدّيس مار أدي أو أداي/تاديوس الرهاوي لدى السريان. وبمرور الزمن، أضحت الرُّها بؤرة التبشير المسيحي الأساسية في العالم بأسره، إذ كانت أوّل مملكة اعتنقت المسيحية رسميا. الاسم السُّرياني أو سوريايا/سوريويو بالسريانية حلّ محلّ التسميات الفرعية: الآرامي والبابلي والأشوري والكلداني، والتسمية مأخوذة من اسم الأشوريين باليونانية. وعليه فهذه الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، كانت الأولى التي‏ قامت في‏ أرض كنعان،‏ أورشليم واليهودية واستخدمت اللغة الوطنية،‏ اللغة السريانية، وهي‏ لغة سامية كالأكّادية بفرعيها الأشوري والبابلي، والعمورية والأوغاريتية والمجموعة الكنعانية التي تضمّ عدّة لغات مثل العبرية والفينيقية والمؤابية والعمّونية والإدومية، ثم الأمهرية والعربية، في‏ الصلوات، وهي‏ لغة يسوع المسيح‏. وقد كانت الآرامية لغة مكتوبة قبل مجيء المسيحية بكثير، واحتلّت مكانة مرموقة منذ نقل العهد القديم إلى السريانية، الپشيطتا أي البسيطة، السهلة، في القرن الثاني للميلاد تقريبا. وقد تمّت هذه الترجمة عن الأصل العبري، وفيها تأثير من الترجمة الإغريقية المعروفة باسم السبعينية (Septuagint)، وفي هذه الترجمة تُرجمت العبارة ”ملك آرام“ بعبارة ”ملك السريان“. في الواقع لا علم لنا بهوية المترجمين، ومن المرجَّح أن يكون يهودًا ومتنصِّرين قد ساهموا في ذلك. أقدم مخطوط للتوراة (باستثناء سِفر اللاويين) بالسريانية محفوظ في المكتبة الوطنية في لندن ويحمل الرقم 11425 ويعود تاريخه إلى العام 464م. وقد شاع ٱستخدام الپشيطتا منذ القرن التاسع.
وقد تبنّت هذه الكنيسة ليتورجية القدّيس‏ يعقوب أخي‏ يسوع وأوّل أساقفة أورشليم، وبهذه اللغة، على ما يظهر، دار النقاش عام 15م. في‏ المجمع الرسولي‏ الأورشليمي‏. وقد ذُكرت القبائل الآرامية للمرّة الأولى في الحوليات الأشورية-البابلية منذ القرن الرابع عشر ق.م. باسم ”أرم“؛ ويُعتقد أن تأثيل/تأصيل (etymology) اسم ”الآراميين“ يعود إلى ”أرم رمثا“ أي “الأرض المرتفعة”. ومن المعروف أن عدّة دويلات أو ممالك آرامية، كانت قد أُسِّست مثل الرُّها وآمد ونصّيبين وماردين وفدّان أرام وعاصمتها حرّان، وفدان أرام دمشق وآرام صوبا وفي سمأل وحماة والجزيرة ومعكة وتدمر وسنجار وحطرا وحدياب وميسان. وترجع أقدم النصوص الآرامية المعروفة إلى القرن العاشر ق.م. ويُمكن القول بأنّ العصر الذهبي للغة السريانية (يُنظر في: فيليب دي طرزي، عصر السريان الذهبي. بيروت: مطبعة جدعون، ١٩٤٦) كان من القرن الرابع وحتّى القرن السابع، وآونتَها خضع قسم من السُّريان وهم النساطرة لبلاد فارس، والقسم الآخر اليعاقبة والموارنة، كانوا تحت حكم الإمبراطورية الرومانية. ومن المعروف أنّ السريان كانوا قد فقدوا استقلالهم السياسي منذ القرن الثالث للميلاد.


وتقسّم هذه اللغة الآرامية إلى مجموعتين كبيرتين: الشرقية (العراقية وتشمُل: الآرامية اليهودية البابلية، لغة التلمود البابلي، والمندائية/الصابئة) والسريانية/ السورث، والغربية (سوريا وتشمُل: الآرامية اليهودية الفلسطينية والآرامية السامرية والآرامية المسيحية الفلسطينية). ومن المعروف أنّ ألفاظًا آرامية ظلّت كما هي في العهد الجديد مثل ”طاليثا قومي“ أي أيّتها الصبية قومي، إنجيل مرقس ٥: ٤١ وينظر أيضا في: ٤: ٧؛ ١٤: ٣٦؛ ١٥: ٣٤. وهنالك من يذهب إلى أن إنجيل متّى ورسالة بولس الرسول للعبرانيين كانا قد كُتبا في الأصل بالآرامية.

يُذكر أنّ الاسم ”السُّريان“ كان قد أُطلق على الآراميين بعد انتشار الديانة المسيحية في العراق، بعد وفاة الملفان أفرام/افريم السرياني عام 373 م. بقليل، أي في أواخر القرن الرابع للميلاد، ويبدو أنّ هذا الاسم مشتقّ من ”أشور“ ومنه انبثق الاسم ”سوريا“؛ أمّا العرب فقد سمّوا السُّريان ”النبط“ بمعنى أولائك الذين استنبطوا الأرض وأقاموا فيها. بعد ظهور الإسلام وفتوحاته في ثلاثينات القرن السابع تأسلم الكثيرون من السريان، مثلهم مثل سائر الأقليات الأخرى، لا سيّما سكّان المدن، إلا أنّ اللغة السريانية ( Syriaque, Syrisch, Syriac) بقيت حيّة تُرزق حتّى القرن الثالث عشر في سوريا، وحتّى القرن السابع عشر في لبنان وفي بعض البلدات حتى يوم الناس هذا. وفي بداية القرن العشرين ظهرت بوادر نهضة في الثقافة السريانية، إذ صدرت صحف مثل ”مرشد الآثوريين“ في الجزيرة و”كوكب الشرق“ لصاحبها نعوم فائق في ديار بكر.

كانت مدينة أنطاكية،‏ عاصمة سوريا في‏ صدر النصرانية،‏ مركزَ الكنيسة السريانية الأُرثوذكسية حيث أقام بطرس الرسول كرسيه الرسولي‏ هناك وغدا البطريرك الأوّل‏. وممّا‏ يجدر ذكره أنّ هذا الكرسي‏ الأنطاكي‏ قد شمَل آسيا برمّتها وصودق على ذلك أولاً‏ في‏ مجمع نيقية عام ‏325 م.، ثمّ في‏ مجمع القسطنطينية سنة ‏381 م.،‏ وفي‏ بعض الفترات التاريخية المزدهرة، كان هناك اثنا عشر كرسيًا مطرانيًا ومائة وسبعة وثلاثون كرسيًا أُسقفيًا في‏ الشرق الروماني‏ وحده‏. وفي‏ الخلافة العباسية التي دامت قرابة الخمسة قرون، من عام 750 إلى عام 1258م. ،‏ امتدّت هذه الكنيسة العريقة من الصين إلى أورشليم فقبرص‏. ويُشار إلى أنّ السريان حملوا أسماء‏ يونانية ولاتينية تمشيًا مع هوية السلطة السائدة آنذاك، فالاسم‏ "أغناطيوس‏"،‏ على سبيل المثال،‏ يعني‏ "النوراني‏".


ولمدينة‏ "الرُّها‏"، [ܐܘܪܗܝ/أورهاي بالآرامية و Edessa باللاتينية وتعني مدينة النور و Ἔδεσσα باليونانية] وحاليًا أورفا/أورفه أو شانلي أورفا بالتركية]، في غرب بلاد ما بين النهرين، عاصمة الأباجرة دور هامّ جدًّا بين المدن السريانية آنذاك،‏ فهي‏ من أقدم مدن الشرق، ومؤسّس مملكتها كان الملك الآرامي أَريو (أسد) عام ‏132 ق.م‏. وكانت عاصمة للأباجرة،‏ الملوك السريان مدّة أربعة قرون تقريبًا حتّى عام 242 م. وقد لُقِّب معظم ملوكها الثلاثين بالاسم ”الأبجر/ج. الاباجرة“ أي أَبْچورو بالسريانية ومعناه ”الأعرج، العُرج“. وفي‏ هذه المدينة كتب الفيلسوف السرياني‏ ططيانوس‏ من أربيل "دياطسرون‏" أي‏ مزيج الأناجيل الأربعة عام ‏127 م‏. كما عاش فيها الشاعر والفيلسوف السرياني‏ برديصان/ابن ديصان ت. 222م. (Bardesanes) في‏ أوائل القرن الثالث للميلاد، وقد انتشرت فيها وحولَها الأديرة ودور العبادة، ولا سيّما في‏ جبلها‏ "الجبل المقدّس‏"، وبلغ‏ عدد الصوامع والأديرة حوالي‏ ثلاثمائة، أمّا عدد الرهبان في‏ عهد الملك ثاودوسيوس الثاني‏ في‏ منتصف القرن الخامس للميلاد، فكان تسعين ألف راهب تقريبا. ونشأت أوّل مملكة مسيحية وهي مملكة الرُّها /سروينيا في سنة 132ق. م. ودامت قرابة ثلاثة قرون ونصف، ثم انضمّت للإمبراطورية الرومانية. والرها شهيرة بمدرستها التي أقامها مار أفرام السرياني، نبيّ السريان، 310-373 وبقيت حتى أغلقها الإمبراطور الروماني زينون عام 489 م.

لقد لعبت هذه الكنيسة دورًا مركزيًا في‏ التبشير بالإنجيل- البُشرى السارّة - في‏ القبائل العربية، مثل بني‏ طي‏ وعقيل والغساسنة والحميريين والتغالبة وبني‏ شيبان وبني‏ بكر وتنوخ وبني‏ وائل‏. وقد دامت مملكة تنوخ/اللخميين/المناذرة خمسة قرون تقريبا من 138م. ـ 628م، وترأّسها ستّة وعشرون ملكًا أهمّهم النعمان بن المنذر. وقد اهتمّت هذه الكنيسة بنشر لغتها الوطنية،‏ السريانية،‏ بين شتّى الشعوب كالعرب والفرس والهنود والأرمن‏. ويُذكر أنّ الأرمن كانوا قدِ ٱستخدموا الأبجدية السريانية لكتابة لغتهم المحكية، ويُروى أنّ اللاهوتي واللغوي الأرمني‏ ميسروب ماشودتس (361؟ -449؟ م.) الذي أتقن السريانية والإغريقية والفارسية، قدِ ٱخترع الرسم الأرمني‏ بمساعدة المطران السرياني‏ دانيال في الرها التي لقّبت بأمّ الحكماء‏. وفي‏ مطلع القرن الخامس للميلاد تعاون الاثنان وترجما الكتاب المقدّس من السريانية إلى الأرمنية. وفي‏ عام ‏634 م. نقل علماء من بني‏ طي‏ وعاقولا (الكوفة) وتنوخ الإنجيل من السريانية إلى العربية بأمر من البطريرك‏ يوحنّا الثالث أبي‏ السذرات المتوفّى عام 648 م.، وذلك استجابة لرغبة عمرو بن سعد بن أبي‏ وقّاص الأنصاري،‏ أمير الجزيرة‏. وفي‏ عام ‏1221 م. نقله من السريانية عن نسخة مصحّحة بيد البطريرك يوحنّا بن شوشان إلى الفارسية‏ يوحنا ابن القسّ‏ يوسف السرياني‏ التفليسي،‏ وكان ذلك برسم السلطان علاء الدين كيقوباذ. وفي‏ أوائل القرن التاسع عشر نقله الراهب فيلبس السرياني‏ الملباري‏ من السريانية إلى المليالم لغة ملبار في جنوب الهند، ويتكلّمها قرابة الستّة وثلاثين مليون إنسان،‏ وفي‏ الربع الأوّل من القرن العشرين ترجمه الملفان الخوري‏ متّى السرياني‏ الملباري‏ ثانية‏.


ممّا‏ يميّز هذه الكنيسة تلك الكوكبة الهائلة من الشهداء، وصل تعدادُها الألوف،‏ الذين قدّموا أرواحهم ذودًا عن إيمانهم وعن كنيستهم، ونكتفي في‏ هذه الفذلكة بذكر بضعة أسماء‏:

مار شربل (مكوّن من: شربا دايل/ܫܰܪܒܐ ܕܐܝܠ أي قصّة/خطاب الإله) الرهاوي‏ الذي‏ نُشر بالمنشار عام ‏105م.،‏ القدّيس سمعان أسقف أورشليم الذي‏ صلب عام ‏601 م.،‏ البطريرك الأنطاكي‏ مار أغناطيوس النوراني‏ الذي‏ كان فريسة لأنياب الوحوش في‏ روما عام ‏701 م.،‏ ومار فيلوكسينوس مطران منبج وملفان الكنيسة الذي‏ خنقه البيزنطيون بالدخان سنة ‏325 م‏.

ولهذه الكنيسة أيادٍ ناصعة بيضاء في‏ ميادين العلوم المختلفة، من لاهوتية وفلسفية وطبية ومنطقية ولغوية وفلكية وتاريخية ورياضية‏. فمن المدارس الهامّة في‏ تاريخ المعرفة والثقافة، لا بدّ‏ من التنويه بمدرسة أنطاكية اللاهوتية التي‏ أسّسها مار لوقيانوس/لوقيان السميساطي السرياني‏ في القرن الثاني ميلادي، ومدرسة نصّيبين التي‏ أقامها مار‏ يعقوب النصيبيني‏ في‏ الربع الأوّل من القرن الرابع للميلاد (يُنظر مثلًا في: أدي شير، مدرسة نصيبين. بيروت: المطبعة الكاثوليكية ١٩٠٥)،‏ ومدرسة الرُّها (ينظر مثلًا في كتاب الرها المدينة المباركة بقلم ج. ب. سيغال وترجمة يوسف إبراهيم وحول الأدب السرياني: مراد كامل ومحمد البكري وزاكية محمد، تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر، القاهرة ١٩٤٩؛ ويقول المستشرقون إنّ أوّل ملك مسيحي في الرُّها كان أبجر الثامن 177-212 م.) التي‏ وسّعها الملفان مار أفرام السرياني (306-373 م.، Ephrem the Syrian, ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܣܘܪܝܳܝܐ) الملقّب بكنارة/قيثارة الروح القدس وشمس السريان وتاج الأمّة الآرامية وبليغ السريان. وأنتج أغنى مجموعة شعرية ولاهوتية، كما أبدع في شرح الكتاب المقدّس وفي مجالات كثيرة في موضوع الإيمان. وبفضل ما قامت به هذه المدرسة من نقل مؤلّفات اللاهوت والفلسفة من اليونانية ومن لغات أخرى إلى السريانية، دُعيت باسم‏ "أثينا سوريا‏"، كما سُمِّيت باسم‏ "مدرسة الفرس‏" لكثرة طلابها من فارس،‏ ثم مدرسة‏ "دير قرتمين‏" منذ القرن الخامس ومدرسة‏/دير "قنسرين‏" منذ القرن السادس، ولها القدح المعلَّى في‏ اللاهوت والعلم على حدّ‏ سواء؛‏ وكذلك المدارس أو المراكز التالية: نصيبين، أنطاكيا، كونديشابور، ميافرقين/ميافارقاط، حران، قطسفون أو المدائن، مرو، الحيرة/حيرتا، بُصرى، رأس العين، أمّ الفضائل، دير برصوما بمالطا، ومن النسّاك ذائعي‏ الصيت مار هيلاريون‏ الذي‏ أسّس الرهبنة في‏ سوريا وفلسطين‏.


ومن الذخائر المسيحية الفذّة، التي‏ احتفظت بها هذه الكنيسة الأرثوذكسية، صورة للسيد المسيح منقوشة على مِنديل، كانت قد أُرسلت إلى ملك الرُّها/اورهاي،‏ أبجر الخامس وقد بُني‏ لها هيكل فخم في‏ الرها‏. وفي‏ العام ‏942 م. طلبها ملك الروم من الخليفة المتقي‏ بن المقتدر مقابل تسريح سبيل عدد كبير من الأسرى المسلمين فأُرسلت إليه‏. وهذا المنديل محفوظ اليوم في في مدينة جنوا. ويقال إن زنّار مريم العذراء، الذي‏ كان في‏ حوزة مار توما الرسول، كان قد حُفظ أوّلًا في‏ الهند، ثم نُقل إلى الرها، ومنها إلى حمص في‏ أواخر القرن الخامس، وأُودع في‏ كنيسة السيدة العذراء التي‏ أُسّست عام 95 م. وعرفت تلك الكنيسة فيما بعد باسم‏ "كنيسة الزنّار‏"، وما زال فيها الزنّار المذكور ويحُجّ إليه البشر من مختلف النِّحَل والمِلل‏. وفي‏ العام ‏1953 قامت مديرية الآثار السورية بفحصه، وخلُصت إلى القول بأنّه‏ يعود إلى العصر الروماني‏. وهناك في‏ القدس دير مار مرقس وهو بيت مريم أم يوحنا الملقّب مرقس، وهناك أقام المسيح الفِسح الموسوي، وغسل أقدام تلاميذه واستودعهم سرّ‏ دمه وجسده، ونطق بخطابه الشهير‏. وهناك حلّ‏ الروح القدس، وكرّس المكان كنيسة باسم والدة الاله مريم‏.

وفي‏ أوائل القرن الخامس، بُذرت بذور الانشقاق الأوّل بظهور نسطور وبدعته، وفي‏ عام ‏415 م. انسلخ البعض عن الكنيسة السريانية، وتبعوا نسطور الذي‏ أيّده الملك مرقيان النسطوري‏ البيزنطي‏ في‏ المجمع الخلقيدوني‏، فأطلقت عليهم الكنيسة السريانية اسم‏ "الملكيين‏"، لأنّهم التحقوا برأي‏ الملك مرقيان تاركين إيمان آبائهم وأجدادهم، وكذلك بالأسماء‏ "روما،‏ خلقيدونيين ويونانيين‏". أما ابن العبري‏ فيطلق عليهم الاسم‏ "السريان الملكيين‏"، وبمرور الزمن تحوّلوا من الطقس السرياني‏ الأنطاكي‏ القديم إلى الطقس البيزنطي‏ الحديث، وكان ذلك في‏ القرن العاشر‏. وبعد ربع قرن من الزمان، وفي‏ العام 467 م. عاد الملكيون فاتّحدوا ثانية بأصلهم إلا أنّ ذلك الاتّحاد ما برح أن ٱنفكّ من جديد عام ‏519 م. واستقلّوا ببطاركة خلقيدونيين‏.

ويُشار إلى أنّه في مرسوم ميلانو سنة 313 م. أعلن الملك قسطنطين الكبير، قيصر الإمبراطورية البيزنطية شرعية الديانة المسيحية واعتنق هو المسيحية. تعترف الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بثلاثة مجامع مسكونية‏: النيقاوي‏ الذي‏ عقد عام ‏325 م. بأمر الملك قسطنطين الكبير وبرئاسة بطريرك أنطاكية أوسطاثاوس‏ (337 م.‏)، وذلك ضد بدعة أريوس التي‏ تُنكر أُلوهية المسيح‏. ثانيًا المجمع القسطنطيني‏ عام ‏381 م. بأمر الملك ثاودوسيوس الأوّل وبرئاسة بطريرك أنطاكية القديس ملاطيوس، وذلك ضد بدعة مقدونيوس، التي‏ أنكرت أُلوهية الروح القدس‏. وثالثًا المجمع الأفسسي‏ الأوّل عام ‏431 م. بأمر الملك ثاودوسيوس الثاني،‏ وبرئاسة القدّيس كيرلس بطريرك الإسكندرية، وذلك ضد بِدعة نسطور القاضية بالطبيعتين والأقنومين في‏ السيّد المسيح، وبأنّ العذراء مريم ليست والدةَ الاله‏. ثم عُقد عام ‏449 م. المجمع الأفسسي‏ الثاني،‏ ثم المجمع الخلقيدوني‏ عام ‏451 م. كما أسلفنا, وهو الذي‏ قسّم جسد المسيح إلى اثنين بتأييده هرطقة نسطور‏. ثم عقدت فيما بعد مجامع أخرى‏.

تعترف الكنيسة السُّريانية الأرثوذكسية بأقنوم واحد ومشيئة واحدة وطبيعة واحدة كما كان قبل العام ‏451 م‏. كما تعترف بأنّ الروح القدس منبثق من الآب فقط كما ورد في‏ الإنجيل، وكما صُرّح به في‏ المجمع المسكوني‏ عام 381 م‏. أضف إلى ذلك بُتولية مريم العذراء في‏ كلّ الأحوال،‏ قبل الإنجاب وخلاله وبعده، كما أنّ إخوة الربّ‏ يسوع،‏ يعقوب ويوسي‏ وشمعون الخ‏. المذكورين في‏ العهد الجديد، هم من زوجة‏ يوسف السابقة،‏ وعليه فالكنيسة تؤمن بتجسّد الإله من العذراء مريم وعليه فهي‏ "والدة الربّ‏". كما تعتقد هذه الكنيسة بصلب المسيح وتألمه وموته ودفنه وقيامته، ولاهوته كان معه على الدوام‏. كما تؤمن الكنيسة بالأسرار السبعة وبعدم تناسخ الأرواح وبالقيامة العامّة والدينونة، حيث الثوابُ أو العقاب الأبديين‏. وترى الكنيسة أنّها في‏ جهاد متواصل مع الشيطان والعالَم تحت راية المسيح، وعليه فأتباعها‏ يرسُمون علامة الصليب على وجوههم، ويصلّون سبع مرّات‏ يوميًّا وهم متّجهون نحو الشرق، بالإضافة إلى أيّام الآحاد والأعياد السيدية والخمسين بعد القيامة‏. والكنيسة كباقي‏ الكنائس الشرقية تستخدم البَخُور في‏ القدّاس، وتعترف بما‏ يسمّى بأبو كريفا وهي‏ الأسفار الخارجية عن الكتاب المقدّس المعروف‏. وتقدّس الرهبنة وبتولية الرهبان والأساقفة، وتفرِض الزواج على الكهنة لخدمة الرعية ولا زواج آخر لهم عند الترمّل‏. وهناك خمسة صيامات‏: صوم الميلاد والباعوث‏ (أو نينوى‏) والأربعين والرسُل والسيدة العذراء، فضلًا عن‏ يومي‏ الأربعاء والجمعة على مدار السنة باستثناء أيام الخمسين‏. وفي‏ سرّ‏ الأوخارستيا‏ يُستعمل الخمير لا الفطير، واليوم‏ يقوم البطريرك بنفسه بتقديس الميرون ويمسّه به المتعمّد فور رفعه من جُرن المعمودية‏.

وهناك ما‏ يُسمّى بالانشقاق الثاني،‏ كان قد وقع في‏ القرن السابع، حيث ٱنسلخ عن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية رهبان دير مار مارون، أبي الكنيسة المارونية وشفيعها، الذي عاش في القرن الرابع للميلاد‏. وفي‏ النصف الثاني‏ من القرن السابع عشر ٱنفصلت جماعة في‏ حلب عن الأمّ برئاسة أندراوس أخيجان الأرمني المارديني الساحر الذي‏ أصبح بطريركًا وذلك بمساعدة القنصل الفرنسي‏ فرنسيس بارون، إلا أنّ هذا الانسلاخ لم‏ يعمّر طويلًا، وعاد إلى أرومته قبيل انسلاخ القرن ذاته‏. وفي‏ المنتصف الثاني‏ من القرن الثامن عشر، برزت إلى الوجود‏ "الطائفة الكاثوليكية السريانية‏" برئاسة ميخائيل بن شكور بن ميخائيل بن جبرائيل بن إلياس ضاهر (1761-1822) مطران حلب، وساعدتها الحكومة الفرنسية في‏ الاستيلاء‎ على العديد من الكنائس والأديرة الأرثوذكسية في‏ كلّ من العراق وسوريا‏.

لمحة عن اللغة السريانية

تضمّ الآرامية الحديثة مجموعة متنوّعة من اللغات واللهجات التي يتكلّمها مسيحيون ويهود ومسلمون ومندائيون/صابئة؛ معظم الناطقين بالآرامية قد غادروا مواطنهم الأصلية في جنوب شرق تركيا، الجزيرة السورية، شمال العراق وغرب إيران، وهم يعيشون في الشتات لا سيّما في الغرب كما نوّهنا أعلاه. جميع لهجات الآرامية تقريبًا معرضة للانقراض في غضون العقود القادمة وفق الاستطلاعات.

ظهرت الآرامية وهي لغة سامية شمالية غربية، أُمّ السريانية، في الألف الأوّل ق.م. وهي لغة سامية تنتمي إلى المجموعة الشمالية الغربية وفيها العبرية والفينيقية ولهجات كنعانية أخرى، حلّت محلّ اللغات: الأكادية، أقدم اللغات السامية، منذ عام 2700 ق.م.، والعبرية، والفينيقية حوالي العام 100 ق.م. وغدت الآراميةُ التي يعود أقدم نصّ لها إلى حوالي ألف عام ق.م اللغةَ الرسمية (lingua franca) ولغة الدبلوماسية والتجارة في الشرق القديم في جغرافيا مترامية الأطراف في الشرق من أفغانستان إلى الهند وآسيا الصغرى وشمالي إفريقيا، في غضون عشرة قرون تقريبًا، لا سيّما في أعقاب ظهور المسيحية وانتشارها. شعوب كثيرة مثل اليهود تبنّت الآرامية كلغة الكلام المحكي بعد خروجهم من مصر وبعد العودة من السبي البابلي، وظلت العبرية لغةَ القراءة والكتابة حوالي سبعة عشر قرنا من الزمان. وثمّة أوجه شبه كثيرة بين السريانية وسائر اللهجات الآرامية من جهة واللغة العبرية القديمة من الناحية الأخرى. من تلك الأوجه، مفردات مشتركة، منوال مشابه في صياغة الأفعال وسمات قواعدية أخرى. وهنالك أوجه شبه كثيرة بين السريانية والأكادية (اللهجات المتنوعة في الأشورية والبابلية) والعربية. وعلى الناطقين بلهجات آرامية حديثة أن يعوا أنّ معاني كلمات كثيرة عندهم لا تحمِل المعاني ذاتها في السريانية الكلاسيكية، والأمر ذاته ينسحب على باقي اللغات السامية القريبة من السريانية كآرامية سفري عزرا ونحميا والآرامية اليهودية البابلية والمندائية. مثلا لفظة ”كْمُو“ في السريانية تعني ”كم، كم هو كبير، كم بالأحرى“ أمّا في العبرية فالمعنى ”مثل“. مثل آخر الفعل السُرياني الناقص ”ܦܰܢܝ/ فَني“ يعني ”يُرجع، يُجيب، يكافىء، يمنح، يُدير “ وفي العربية معنى ”فني، يفنى“ معروف أما في العبرية فمعنى هذا الجذر”التفت، انتبه لـ، نظر، وجّه، ترك العمل“.
ومن الصفات المميّزة للسريانية تأثّرها الواسع باللغة اليونانية، ويتجلّى ذلك في المفردات مثل پرولوچيا، أكولوثيا وفي بعض الحالات يلفظ الأولَف ياء في مثل هذه الألفاظ الإغريقية الأصل: غراماطيقي، لوغيقي، قاثوليقي. وكانت خصائص لغوية يونانية قد دخلت السريانية عبر الترجمات وينسحب الأمر ذاته بالنسبة للغة العبرية.

من المألوف تقسيم أنماط الآرامية إلى خمس حِقب رئيسية وهي:

أ) الآرامية القديمة 925– 700 ق.م. فيها كان الصوت قاف الذي قُلب عينًا في الآرامية التالية مثل: أرْقا > أرْعا أي الأرض.
ب) الآرامية الرسمية/المعيارية 700– 200 ق.م.
ت) الآرامية الوسطى 200 ق. م._ 200م.
ث) الآرامية المتأخّرة 200–1000ܠ.
ج) الآرامية الحديثة 1000 م. – إلى اليوم

يعتبر أحيقار الحكيم (ينظر في: المطران غريغوريوس بولس بهنام، احيقار الحكيم. بغداد: منشورات مجمع اللغة السريانية، 1976)، وزير سنحاريب أوّل من ألّف كُتب الحكمة بالآرامية، حِكم أحيقار حوالي العام 500 ق.م؛ وفي القرن الأول للميلاد أخذت اللغة الآرامية في مدينة الرُّها، حيث المؤسّسات اللاهوتية فيها وفي نصّيبين، تطغى على أخواتها من اللهجات، واتّخذت الاسم السريانية لنشوئها في سوريا وغدت السريانية الكلاسيكية لغة أدبية رئيسية في أرجاء الشرق الأوسط من القرن الرابع ميلادي ولغاية القرن الثامن للميلاد؛ وهنالك كم هائل من الكتابات بهذه اللغة الهامّة بالنسبة للديانة المسيحية، كاللغتين الكلاسيكيتين اليونانية واللاتينية. وهذه السريانية الكلاسيكية هي لهجة آرامية متأخّرة كانت سائدة في ما يُدعى اليوم بجنوب شرق تركيا، سوريا، العراق وإيران منذ بداية التقويم المسيحي. وهنالك آلاف المخطوطات السريانية القابعة في مكتبات ومتاحف شتّى في الڤاتيكان، لندن، باريس، برلين، أكسفورد، لوران، كمبردج وفي أمريكا. ويمكن القول إنّ الحقبة الواقعة ما بين القرنين الرابع والسابع ميلاديين، تُعتبر العصر الذهبي للغة السريانية كما ذكرنا. لا يحيد المرء عن جادّة الصواب إذا قال إنّ جلّ الأدب السرياني قد دُوّن في القرن الثاني للميلاد في كنف الديانة المسيحية. وقد ظلّت السريانية لغة الدواوين حتّى زمن عبد الملك بن مروان، 646-705 م. وقد حلّت العربية محلّ السريانية تدريجيًا في أزمنة مختلفة وَفق طبيعة وموقع الأمكنة والتركيبة السكّانية فيها. وقد لا يحيد المرء عن جادّة الصواب إذا قال أنّ نجم اللغة السريانية أخذ يأفل بشدّة ابتداء بالقرن التاسع بعد قرون عديدة من الحيوية والعطاء. وفي القرن التاسع عشر قام بعض المبشّرين بجهود محمودة أنعشت لغة السريان ثم جاء ما يمكن تسميته بالاستشراق السرياني.

السريانية كلغة تخاطب موجودة في أماكن قليلة مثل بلدة معلولا وبعض القرى الواقعة شمالي دمشق وفي القامشلي والحسكة وفي دهوك والموصل وطور عابدين جنوبي شرق تركيا. بصورة عامّة يمكن القول بأنّ السريانية كلغة محكية كانت قد اندثرت في القرن العاشر.

ومن نافلة القول أنّ للسريانية أهمية بالنسبة لكل متخصّص في اللغات السامية (أو الشرقية)، وهي مفتاح لدراسة المسيحية السريانية، ولعبت دورًا هامًّا في ترجمة العلوم والفلسفة اليونانية إلى العربية. منذ القرن السابع للميلاد فصاعدًا أخذت اللغة العربية رويدًا رويدًا تحلّ محل اللغة السريانية كلغة محكية في أجزاء كبيرة من المنطقة، باستثناء شمال العراق مثلا. أضف إلى ذلك أنّ غزوات المغول وفتوحاتهم في القرن الثالث عشر ومجازر تيمور ضد السريان المسيحيين، ساهمت في تسريع أُفول السريانية. كما أنّ اللغة السريانية هامّة للمهتمّين بظهور الإسلام وانتشاره وبتاريخ الصليبيين وبحياة المسيحيين تحت الحكم الإسلامي وبالتراث الكنسي الليتورجي. وفي التراث السرياني مصادر نفيسة شبه حولية حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين القرنين الرابع والرابع عشر. والسريانية مثلها مثل أخواتها الأكادية والعبرية والعربية ذات تراث مكتوب وافر وحصّة الأسد منه ديني. من تلك المؤلفات التاريخية يمكن التنويه بتاريخ يشوع العمودي، حوالي العام 507؛ تاريخ الرها من سنة 132 ق.م ولغاية 540 وقد ترجمه يوسف متي إسحق إلى العربية وأصدره بطبعة علمية في السويد. ومن المعروف أن السريانية الكلاسيكية هي لغة توراة السريان المشارقة وغيرهم. وبالنسبة للسريان في كلّ مكان على وجه هذه الأرض، تلعب لغتهم القومية هذه دورًا محوريًا في هويّتهم، بالرغم من عدم معرفتها كما يجب لدى أكثريتهم الساحقة.

تُقسَّم اللغة السريانية الحديثة (ابن بهلول في معجمه المذكور لاحقًا أحصى ١٦ لهجة سريانية) إلى قسمين رئيسين هما السريانية الشرقية - لِشانا سُرْيايا/مدنخايا/سوادايا، وأُخرى غربية -لِشونو سُرْيويو/معرويو/معربويو، ونهر دجلة هو الفاصل بينهما، ويرجع هذا التقسيم إلى مجمع أفسس الأوّل 431. السريانية الغربية تكتب بخطّ السِّرْطو المستمدّ من الخط الإسترنجيلي أي المستدير، أقرب إلى السريانية الكلاسيكية، والسِّرْطو انتشر منذ القرن الثامن للميلاد. وفيها يأتي صوت الواو في آخر اللفظة في حالتها الأصلية الحالة المطلقة (emphatic) المتمثّل بحرف الأُولَف/الألف، وقد حافظت على الصوتين الحلقيين ”العين والحاء“ وفيها ضمائر إشارة: هونو ملكو أي هذا الملك؛ هوذي/هوذ ملكثو أي هذه الملكة؛ هولين ملكي أي هؤلاء الملوك؛ هونون أولائك للمذكّر وهونين للمؤنث. وفي الخطوط السريانية لا فرق بين الحرف المطبوع والحرف المكتوب باليد، وهنالك بعض الشبه بين هذه الأزواج من الحروف: ب/ك، و/ق، ع/ل، ن/ي، د/ر، ي/ح. وفي اللهجة الغربية بعض الأقسام مثل الطورويو والملحسو، الأولى في طور عابدين والثانية في ميديات جنوب شرق تركيا، وفيها يتحدّثون العربية والتركية والكردية والسريانية. وهنالك كتاب تعليمي للهجة الطورويو، طور عابدين في جنوب شرق تركيا، وهو:

Otto Jastrow, Lehrbuch der Ṭuroyo-Spache. Otto Harrassowitz. Wiesbaden 1992, 215 S.
المتكلّمون بهذه اللهجة يسمّونها سوريويو.

يستعمل هذا الكتاب التعليمي الحروف اللاتينية، ولا ذكر للرسم السرياني البتّة، ويشار إلى أنّ الأبجدية اللاتينية مستخدمة في تعليم السريانية في المدارس الحكومية في ألمانيا والسويد مثلا. هذا النهج، في الواقع، يقطع الصلة بين السرياني المعاصر وبين ثراث أجداده المكتوب. الجدير بالذكر، أنّ الآرامية الغربية الحديثة محكية في مدينة معلولا الشهيرة الواقعة في شمال شرق دمشق، قرابة الستين كم، وفي القريتين جبعدين وبخعة. يتحدّث بهذه اللهجة بضعة آلاف من المسيحيين والمسلمين. يذكر بأنّه لا فروق جوهرية من حيث المعجم والقواعد بين اللهجتين الشرقية والغربية، ولكن جُلّ الاختلاف يتجلّى في اللفظ. في اللهجة الغربية ترد الحركة o وفي الشرقية a الأصلية وهي علامة التعريف، واللهجة الغربية لا تميّز بين التقسية والتركيخ أي اللفظ الشديد واللفظ اللين، إلا في الصوتين ب / ڤ و چ/غ أما في الشرقية فهناك لفظان للأصوات الستّة بچد كفت (ܒܓܕ ܟܦܬ) باستثناء الفاء التي ترد p دائما. الحركات عند الغربين خمس وعند الشرقيين سبع، وهي تكتب فوق الحروف وعددها ٢٢ حرفا. والحركات بالطريقة اليونانية هي عبارة عن حروف يونانية صغيرة توضع فوق الحروف أو تحتها، في حين أنّ الحركات السريانية بمثابة نقاط فوق أو تحت الحروف. ونظام وضع الحروف اليونانية الصغيرة ظهر لدى اليعاقبة إبّان القرن الثامن للميلاد، وتظهر هذه الحركات الخمس في عبارة ܬܺܚܶܐ ܠܳܗ݁ ܐܽܘܡܬܰܢ أي لتحيا أُمّتنا. في الحرف

42

راحة  الملك عبد الله
ترجمة
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة بالعبرية، رواها راضي بن الأمين بن صالح صدقة الصباحي  (رتسون بن بنيميم بن شلح صدقة الصفري، ١٩٢٢-١٩٩٠) ونُشرت في الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددين ١٢٣٠-١٢٣١، ١٥ شباط ٢٠١٧، ص. ٦٦-٦٩.

هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها: إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى كالفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، تُوزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهنالك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين بالدراسات السامرية، في شتّى بلدان العالم. هذه الدورية، ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن الشقيقين، بنياميم (الأمين)  ويفت (حُسني)،  نجْلي المرحوم راضي صدقة الصباحي (رتسون صدقة الصفري، ٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

””الملك عبد الله حسن ومُحسن للسامريين

لا تقُصّوا لي عن الملك عبد الله، جدّ الملك حُسين، فرأسي يعِجّ بالحكايات عن هذا الملك. كان ملكًا مليحًا ومُحسنًا لابناء الطائفة السامرية الصغيرة في نابلس، في أواخر أربعينات ومستهلّ خمسينات القرن العشرين، إلى أن اغتيل، حينما كان يصلّي في المسجد الأقصى في القدس. [عبد الله الأوّل ابن الحسين بن علي الهاشمي، ١٨٨٢-١٩٥١، والمغتال خيّاط مقدسي اسمه مصطفى شكري عشي]. كما وكان عبد الله طيّبًا ومحسنًا عندما كان أميرا.

من الصعوبة بمكان معرفة ما الذي جعله يُحسن لنا، ربّما لأنّه كان شعبيًا ”كل هلقدّه“، ولم يترفّع كالمتوقّع من شخص يحمِل لقب أمير أو ملك. احترمه معظم الناس وقدّروه جدّا. وكان أكثر من ذلك من وقّروه وبجّلوه. لم يعرف لا التكبّر ولا التغطرس. كلّ من ابتغى لقاءه استُقبل على الرَّحْب والسَعة، وفي أغلب الحالات لبّى له الملك التماسه. أَظنّ أنّ علاقته الطيّبة مع طائفتنا، بدأت تُثمر في أواخر أربعينات القرن العشرين، حين شكّل السامريون وفدًا للملك عبد الله، الذي أتى لزيارة بلدة الشونه بجانب مدينة أريحا [المقصود الشونة الجنوبية، إذ هناك شونة جنوبية في محافظة إربد، شونه لفظة تركية معناها مخزن]. استمع الملك بأسف عن وضع الطائفة العصيب جدًّا، ووعد بتقديم أفضل دعم ملكيّ. هذه العلاقة الطيّبة مع السامريين، أورثها لحفيده الحُسين، الذي يواصل في هذا التقليد، تقديم المساعدة وإقامة علاقات متعاطفة مع أبناء الطائفة في نابلس.

استقبال الملك عبد الله

إنّ موضوع القصّة، لا يدور حول الملك حُسين، بل حول جدّه عبد الله. هل حكيت لكم أنّه كان ملكًا شعبيًا، أم لا؟ إسمعوا إذن، هذه قصّة ما سمعتُها من الآخرين، بل هي عن حادث عاينته بأمّ عينيّ. ذات مرّة في أربعينات القرن الماضي، دعا سادة نابلس الملكَ عبد الله لزيارة مدينتهم زيارة رسمية. أذكر أنّهم زيّنوا كلّ المدينة على شرفه. لم تعرف نابلس احتفالًا كذاك منذ قرون. في المكان الذي تقوم عليه مكتبة المدينة الراهنةُ، المنشية، عملوا جاهدين في تحضير الوليمة الكبرى على شرف الملك. وصل الملك عبد الله على رأس حاشية كبيرة، شمَلت وزراءه ورؤساء جيشه، كما وحضر رؤساء الجيش البريطاني في الأردن أيضا، وبرز فيهم غلوب باشا الشهير [Sir John Bagot Glubb، جون باغوت غلوب الملقّب بأبي حنيك، ١٨٩٧-١٩٨٦، قاد جيش الأردن ١٩٣٩-١٩٥٦]. 

باحة المنشية مشيّدة بشكل قوسين ضخمين، متّصلين الواحد بالآخر، ويشكّلان دائرة كبيرة و”دُحش“ فيها كل وجهاء مدينة نابلس، رئيسها سليمان النابلسي، أعضاء البلدية ورؤساء الحمائل. كما كان في مَعِيّة الأفاضل كاهنُنا الأكبر، المرحوم ناجي بن خضر (أبيشع بن فنحاس) والكاهنان الشقيقان، عمران (عمرم) وصدقة، ابنا الكاهن الأكبر إسحق، لعلاقاتهما المتشعّبة مع شخصيات نابلس. كان لي صديقان من عائلة كنعان النابلسية، نزيه وتيسير، وبفضل مكانتهما تمكّنت وبنحو خاصّ جدّا، أن أقف معهما بجانب الدرابزين، حيث كان من الممكن الإشراف بدون عائق، على المكان الذي جلس فيه الملك عبد الله وحاشيته.

الوليمة الكبيرة

مثاليًا كان النظام. فُرشت السجاجيد السميكة على المصطبة الرحبة. الملك كان يمتعض من أساليب التأثيث الغربية، ولذلك أقام وجهاء نابلس الذين عرفوا ذلك، صفًّا طويلًا من المساند وعشرات الوسائد التي قعد عليها باسترخاء الملك عبد الله ومرافقوه. منظر قائم بذاته، كان الموقد الكبير الذي أُعدّ للملك، أقيم  أمام المتحلّقين في آخر الصفّ الطويل المخصّص للوجهاء ورؤساء البلدات المجاورة، ومخاتير قرى كثيرة في محيط نابلس. كلّ واحد منهم كان يتقدّم ويقف بين يدي الملك، يقوم رئيس بلدية نابلس بتعريف الملك به، والمتقدّم يُقبّل يد الملك منحنيًا إنحناءة كبيرة. ثمّ عانقه الملك بحركة تنمّ عن البركة. كلّ هذه المراسم، كانت بمثابة إعلان ولاء مُجدّد، وهذا أثلج صدر الملك عبد الله.

بعد الانتهاء من مرحلة المعانقات الرسمية وتقبيل اليد، رجع الملك ومرافقوه إلى الوسائد الوثيرة. وكان ذلك أَمارة لافتتاح الوليمة الكبيرة. أُحضرت صوان نحاسية كبيرة محمّلة بكم هائل من سلَطات متنوّعة. هذه الصواني كانت صغيرة، مقارنة بالصواني الضخمة، أو بالأحرى ”سدورة“ النحاس التي وُضع على كلّ واحد منها، خروف كامل مشويٌ جيدًّا، مملوء بخليط من الأرز والصنوبر، ورائحته تضوّعت بعيدا.

من البدهي أنّني، كوني ابنًا للطائفة الإسرائيلية السامرية، لم ينشرح صدري عند رؤية ذلك، ولكن هذا شأن آخر. أكبر خروف وُضع أمام الملك، في حين أنّ ثلاثين خروفًا آخر كل منها أصغر منه، وُضعت على امتداد القوسين، مقابلَ أعين مئات المدعوّين المشرقة. وعلى أطراف الصواني المحمّلة بالخِرفان المحشية، وحولَها تلال من الأرز، وُضعت عشرات الملاعق ليستعملها الضيوف، كما هي الحال عند أهل المدينة، فقرون قد ولّت منذ أن جلس آباؤهم في خيام العرب في الصحراء. انتظر الجميع إشارة البدء في الوليمة، وكانت بالطبع من طرف الملك عبد الله نفسه.

راحة الملك

إنحنى النابلسي، رئيس بلدية نابلس، التقط مِلعقة مذهّبة وقدّمها للملك. أكثر من ألف عين واكبت ذلك، ردّ الملك عبد الله يد رئيس البلدية الممدودة. مال الملك نحو الخروف المشويّ، دسّ يده في الأرز والصنوبر، ملأ كفّه، كوّر الأرز بشكل كرة صغيرة، والتقمها. أعاد الكرّة ثانية كما في الأولى. واكب رئيس البلدية الملكَ عبد الله مبهورا، إلا أنّه سُرْعان ما استعاد جأشه، أسقط المِلعقة من يده وقلّد فِعل الملك. قام بنفس الشيء مئاتُ المدعوّين خَشية من إغاظة الملك. دفعة واحدة، سُمع صوت خشخشة عالٍ صادرٌ عن مئات الملاعق. حطّ المدعوّون الملاعق على الصواني، مقلّدين طريقة أكل الملك ورئيس البلدية. انطلقت هُتافات ونداءات لحياة الملك عبد الله. قهقه الملك وسُرْعان ما ضحك الجميع. الاستقبال كُلّل بنجاح تامّ.

في خِتام الوليمة وسلسلة التجشؤات، التي تنمّ عن الرضا، مال الملك ليستمع لأحاديث وجهاء بجواره. ثم سُرْعان ما جذبت انتباهَه ملامحُ وجه رئيس البلدية. النابلسي لم يشترك في ضحك أفراد حاشية الملك عبد الله، والحقّ يقال أنّّه بدا حزينا. ”لماذا أنت كئيب“؟ سأل الملك رئيس بلدية نابلس، ”هل ذلك بسبب رفضي المِلعقة التي حاولت تقديمها لي“؟ ”من أنا وما أنا يا ملكي لتنتبه لعبد حقير مثلي“؟ أجاب رئيس البلدية. ”ولكن لا بشاشةَ على وجه“، قال الملك عبد الله، ”قل لي ما يُضايقك“؟ ”لا يغتاظ عليّ جلالة الملك، ولكن أسألك فقط“، قال النابلسي بصوت خنوع، ”لماذا رفض جلالته المعظّم أن يأكل بالملعقة التي مددتها له وآثر الأكل براحته“؟ واكب المتجمّعون الحوار بتأهّب وهم يخشون أنّ شرًّا سينزل برئيس البلدية، على ما صدر منه من وقاحة، في رأي الكثيرين منهم. لم يبدُ الملك  غاضبًا من استفسار رئيس بلدية نابلس. بالعكس، بدأ بالضحك بصوت عالٍ، إلى أن انضمّ إليه كلّ الحاضرين في المنشية، ينظر الواحد إلى الآخر، وجميعهم مستغربون في الوقت ذاته، ما سبب ضحك الملك. عندما خفت صوت الضحك الأخير قال الملك عبد الله لرئيس البلدية ”إعلم أنّني ابن ملوك الصحراء، وأمقُت كلّ تعاليم الإفرنج الحديثة. ولم آكل بالملعقة التي تلِج أفواهًا كثيرة ”كل هلقدّه“، في حين أن راحتي تدخل فمي فقط“؟

جرّت إجابة الملك صيحاتٍ عاليةً من التأييد من قبِل كلّ المجتمعين. قام الملك ومعه مرافقوه، ودّع مضيفيه بعناقات متكرّرة وقفل عائدًا إلى عمّان. أتفهمون الآن، إلى أيّ حدّ، كان الملك عبد الله شعبيًا؟“















43
حول الفيلسوف المبشِِّّر رامون لول والعربية
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


 رامون/ريمون لول (Raimundus Lullus/Raymond Lull/Ramon/Raymun Llull، حوالي ١٢٣٢-١٣١٦م) متعدّد جوانب الثقافة ـــ فيلسوف ولاهوتي ومبشّر ورياضي ومتصوّف وشاعر قتالوني (من قتالونيا/كتالونيا في شمال شرق إسبانيا وعاصمتها برشلونة)، واحد من أبرز مفكّري أوروبا الثلاثة في القرن الثالث عشر، بجانب توما الأكويني الطلياني (Tommaso d’Aquino, ١٢٢٥-١٢٧٤) ودون سكوت الإنجليزي (John Duns/Duns Scotus, ١٢٦٦-١٣٠٨)، ويلقّب بفيلسوف الحبّ الروحي. التحق بالرهبنة الفرنسيسكانية واعتبر شهيدًا فيها. لم يعتبر شخصية مرموقة في عصره، بل بعد مماته لأسباب عدّة، منها كون بعض مؤلّفاته الهامّة كتبها بلغة أمّه القتالونية ولم تُنقل للغات أخرى شائعة آونتها، ثم ذلك المرسوم الذي أصدره البابا غريغوار الحادي عشر القاضي بحظر استعمال مؤلّفاته. يُعزى لرامون لول العمل الكبير الأوّل في الأدب القتالوني، رواية Blanquerna، وربّما كانت الرواية الأوروبية الأولى، وهي تسرُد حكاية شابّ مثالي متزوّج، هجر الدنيا وما فيها من ملذّات ومغريات من أجل إقامة ملكوت الربّ على الأرض. بين دفّتي هذه الرواية انعكاسات عديدة لسيرة الكاتب. وروايته الثانية عن ”المحبّ والمحبوب“ متمّمة للأولى وفيها ٣٦٥ حدثًا أو قصة؛ والرواية الثالثة ”فيلكس وعجائب العالَم“، وفي بعض أجزائها ما يذكّر بكليلة ودمنة. له أيادٍ بيضاء في بلورة اللغة القتالونية الأدبية. طُوِّب عام ١٨٤٧ من قِبل البابا بيوس التاسع، وعيده في الكنيسة الكاثوليكية في الثلاثين من حزيران.  وُلد رامون لول في عائلة نبيلة ثرية في إسبانيا في پالما في جزيرة مايوركا/ميورقة (Majorca) بُعيد تحريرها من الحكم الإسلامي عام ١٢٢٩ على يد الملك خايمه (Jaume) الأوّل، ووالده القاتالوني شارك في معركة التحرير. شغل منصبًا في البلاط الملكي، وتزوّج من Blanca Picany من أقارب الملك وأنجبا ولدًا وبنتا. وبالرغم من ذلك قضى فترة شبابه منغمسًا في الشهوات، متجولًا كالتروبادوري، أي كشاعر غنّاء خليع، ينظم ويغنّي الشعر الغرامي.

خلّف وراءه في غضون ثلاثين سنة، قرابة الثلاثمائة أثر بالقتالونية واللاتينية (باللاتينية حوالي ٢٠٠ مؤلَّف، صدر منها حتّى الآن ثمانية وعشرون مجلدًا، وفي المعهد الذي يحمل اسم رامون لول في جامعة فرايبورغ ألفا فُليم/ميكروفيلم تضمّ مخطوطات أعمال لول) والعربية، وكثيرًا ما تَرجم من إحدى هذه اللغات للأُخريين. بعض مؤلّفاته، حوالي خمسين كتابًا قد اندثر وما زال الكثير من مؤلّفاته الباقية قابعًا في غياهب المخطوطات، أما كتبه باللغة العربية فلم يصلنا منها شيء. من مؤلّفاته التي تعالج مواضيعَ متباينة كثيرة مثل الطب، الفيزياء، المنطق، علم النفس، الفلك، الفلسفة، اللاهوت، التصوّف، الرياضيات، الأدب، المنطق: الفن العظيم والنهائي (Ars magna et ultima، نحو ١٢٧٧) كتاب المحبّ والمحبوب؛ علوّ شأن العقل؛ شجرة العلوم؛ الفن الكبير في الكشف عن الحقيقة؛ حياة معاصرة؛ كتاب النور؛ ملخّص  منطق الغزّالي ت. ١١١١ (مقاصد الفلاسفة) بالقطلانية شعرا؛ كتاب التأمّل في الله بالعربية أصلًا (Libre de contemplació، صدر عام ١٩٨٥)، عبارة عن موسوعة في التصوّف؛ كتاب التأليف والتوحيد وكتاب الكافر والعارفون الثلاثة بالعربية ثم نقلها إلى القطلانية؛  كتاب الفوضى؛ كتاب الكواكب السبعة؛ حول الممكن والمستحيل؛ المتناقضات ؛ صلوات ضد الرشديين؛ أسماء الله المائة؛ موجز مبادىء الفروسية؛ الفن الموحى؛ هدايا الروح القدس السبع؛ كتاب الأمثال؛ فن الاقتراع.  من الممكن القول إنّ رامون لول كان الفيلسوف المسيحي الأّول في القرون الوسطى الذي استخدم  غير اللاتينية في تأليف كتبه الأساسية.  أُسّست عام ١٩٩٠ جامعة خاصّة في برشلونة تحمل اسم الفيلسوف رامون لول.

ظهر له يسوع المسيح خمس مرّات، بينما كان منهمكًا في نظم قصيدة حبّ فاجر لامرأة ليست زوجته. في العام ١٢٦٣ ترك عائلته، زوجته التي تزوّجها عام ١٢٥٦وطفليه وكلّ ما يملِك تقريبًا للتفرّغ لخدمة الله بحماس شديد حتّى الموت في التبشير بالمسيحية وفي تنصير المسلمين، وفي إقامة مؤسّسات دينية لتعليم لغات أجنبية، تأليف كتاب حول كيفية التغلّب على اعتراضات التنصير. بعبارة موجزة، كرّس لول حياته لإيصال الإنجيل للعالَم الإسلامي. دافع عن العقيدة المسيحية على أُسس عقلانية تتكىء على وسائل معقّدة مأخوذة من الميكانيكا والمنطق وتضمّ أعدادًا وحروفًا وأشكالًا ذات الرموز والعلوم الطبيعية.  في مايوركا، التي كانت مركزًا تجاريًا وثقافيًا  في غرب حوض البحر الأبيض المتوسّط، حيث كوّن المسلمون ثُلث سكّانها، وعاشت طائفة يهودية كبيرة. هذا الوضع دفع لول إلى نشر البِشارة بين المسلمين. لذلك اشترى عبدًا مسلمًا ليعلّمه العربية، عادى في ما بعد سيّده فسجن ومات. أمضى تسع سنين حتى العام ١٢٧٤ في الدراسة وأتقن العربية، والتأمّل في حياة عزلة على جبل راندا، وفي العام ١٢٧٦ أسّس وأدار مدرسة للغات في دير ميرمار لتعليم الرهبان اللغة العربية، وتدريب مبشّرين للعمل في أقطار إسلامية. طالع بنهم في اللغتين اللاتينية والعربية ودرس الفكر اللاهوتي الفلسفي لدى المسيحية والإسلام. درس الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، القرأن والتلمود وأعمال أفلاطون وأرسطوطاليس  ومؤلّفات الأوروبيين المعروفة. في العام ١٢٩٩ سمح الملك للول بالوعظ في الكُنس والجوامع في أراغون. اعتقد لول أن العشق الإلهي يجب ألّا يتأتّى عن خوف من نار جهنم من جهة، ولا من نِعم الجنّة من الجهة الأخرى، بل من كمال الخالق. ويذكر أنّ مثل هذا الكلام قد قالته قبل لول بأربعة قرون رابعة العدوية.
انتهج لول حياة رجل دين متسوّل بلباس خشن، كان مفكّرا شديد التأّمل، لا يعرف السكينة في العمل مدّة ثلاثة عقود، كتب في كل سنة منها قرابة التسعة كتب، يحتوي أحدها على مليون كلمة تقريبا. من مؤلفاته الأولى: فن العثور على الحقيقة (ars inveniendi veritatis)، وعرف في التاريخ بمخترع فن إيجاد الحقيقة. هنالك وَفق لول عدد محدود من الحقائق الأساسية في كافّة ميادين المعرفة. اعتمد على المنطق لانتاج المعرفة. مثلًا خصائص الله التسع: الخير، العظمة، الخلود، القوة، الحكمة، الإرادة، الفضيلة، الصدق، المجد. كلّ مؤمني الديانات السماوية الثلاث، اليهودية، المسيحية والإسلام يعترفون بهذه الخصائص.  كما عمل لول على تنصير يهود أوروبا وإزالة أي تأثير يهودي في المسيحية، وممّن تصدى له من اليهود ربّي شلومو بن أديرت (المعروف بـ رَشْبا اختصارًا، ١٢٣٥-١٣١٠) من برشلونة، وموشه بن شلومو من ساليرنو (النصف الثاني من القرن الثالث عشر).

درس اللغة العربية والثقافة الإسلامية، كما نوّهنا، كي يدعو المسلمين إلى المسيحية حيث كان يزور شمال إفريقيا وآسيا الصغرى وفي هذا المجال كان طليعيًا. كما تجوّل في أوروبا والتقى البابوات والكرادلة والملوك والأمراء ورؤساء الجامعات من أجل تأسيس كليّات خاصّة تُعنى بالتبشير. عشِق العربية وتفانى في نشرها، اجتهد في تدريسها آملًا أن تصبح وسيلة هامّة للتفاهم بين الشرق والغرب. اعتزّ لول بمعرفته للعربية وقد أوجد صيغًا في اللغة اللاتينية على منوال العربية (modus loquens arabicus). أعماله حول الحوار مع الإسلام كتبت باللاتينية والعربية.  كان على علم بالقرآن والحديث النبوي والتفاسير. بعد قرنين ممّا يسمّى بالحروب الصليبية حمَل رامون لول، الذي يُعتبر أّول المبشّرين، الإنجيل لا السيف ليكرز به بين المسلمين، وممّا قاله ما معناه ”إنّي أومن، أيّها المسيح أنّ احتلال الأراضي المقدّسة يجب أن يتمّ  كما فعلت أنت وتلاميذك بالمحبّة والصلاة والدموع والتضحية بحيواتنا“. من الأمور  التي استحسنها في الإسلام وودّ نقلها إلى المسيحية: فصل الرجال عن النساء في الكنائس  ووضع اسم يسوع المسيح في بداية الرسائل كما هي حال البسملة في الإسلام. 

لول ضحّى بحياته شهيدًا في شمال إفريقيا. وقد ارتكر نشاطه التبشيري المتمثّل بثلاث رحلات لشمال إفريقيا وواحدة لقبرص، على خطّة تتكوّن من: تعلّم العربية ولغات أخرى يستخدمها المسلمون؛ دراسة التراث الإسلامي؛ رغبته في التضحية بنفسه ليكون مبشّرًا بين المسلمين لا معلّم فلسفة. وهو الذي كان يصلّي ما معناه ”يا ربّ ، عبدك يخاف خوفًا شديدًا من الموت الطبيعي … إنّه يفضّل أنبل ميتة، الموت من أجل محبتّك“. وقد استمرّ الاستعداد لهذه الرسالة تسع سنين. في الكثير من الأحيان باءت جهوده بالفشل، إلّا أنّه أحرز بعض النجاح في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا. بفضل جهوده أصدر المجمع الكنسي في ڤيينا الذي عُقد عام ١٣١١ مرسومًا يقضي بإنشاء كراس أستاذية لتعليم العربية والعبرية والآرامية في جامعات باريس وسلامنكا وبولونيا وأكسفورد والبلاط البابوي. درّس في جامعة باريس بين السنوات ١٢٨٨-١٢٨٩، ١٢٩٧-١٢٩٩، ١٣٠٩-١٣١١، كما حاضر في معاهدَ أخرى بدون أن يحمل أي شهادة جامعية. رغب لول في توحيد الكنيسة بين المتخاصمَين، الشرق والغرب، وفي توحيد الإنسانية تحت كنف المسيحية. كان الهدف من فن لول وفلسفته الفرنسيسكانية التبريرية التنصير بواسطة الإقناع الهادىء، وحاول بناء الحقيقة مجدّدًا فلسفيا ولاهوتيا. حاول في بعض أعماله إظهار أخطاء في فلسفة ابن رشد. اعتقد لول بأن لا فرق بين اللاهوت والفلسفة، بين العقل والإيمان. ومن أجل فهم أسمى الحقائق لا بدّ للعقل من أن يستعين بالإيمان إذ أنّ العقل بحاجة لمساعدة إلهية. معرفة الحقيقة عن الله لا بدّ من عقل وإيمان. ولول طوّر نهجًا فلسفيًا خاصًّا به أُطلق  عليه اسمه ”اللولية“، حاول فيه إثبات صحّة المسيحية عن طريق المنطق.

استهلّ لول رحلته التبشيرية الأولى في صفوف المسلمين عام ١٢٩٢ في تونس، المركز الإسلامي الغربي في العالم حيث فشلت الحملة الصليبية السابعة عام ١٢٥٤ بقيادة الملك الفرنسي لويس التاسع. عاد لول لتونس وعاش فيها  من ١٢٩٩ إلى ١٣٠٦، أجرى نقاشاتٍ عامّة في تونس مع علماء المسلمين بالعربية، مركّزًا على ما دعاه انعدام المحبّة في مفهوم الله في الإسلام. كما لم يتوان في إلقاء العظات بشأن تعاليم الثالوث وتجسّد يسوع المسيح، وفيها يتجلّى خير الله وعظمته، اتّحاد الخالق بالمخلوق ومعاناة الله من أجل محبته للإنسانية. كما أنه عرض الوصايا العشر كونها قانون الله الكامل . تمكّن لول من تنصير بعض التونسيين إلّا أنّه سُجن وطُرد من البلاد، هرب من السفينة التي سُفّر بها وعاد لشدّ أزر المتنصّرين ثم عاد إلى أوروبا. بعد خمس عشرة سنة أبحر لول إلى مدينة بجاية الساحلية في الجزائر للتبشير بالمسيحية فهوجم وزُجّ به في زنزانة لمدّة نصف سنة، رشي وعُذّب للتخلّي عن  عقيدته، ولكنّه ثبت بحزم بل واستمرّ في كَرازة الإنجيل في السجن، ثم أُبعد لإيطاليا. في أواخر سني حياته قام لول برحلته التبشيرية الثالثة والأخيرة لنفس المدينة الجزائرية. في هذه المرّة مكث سنة في المدينة وعمل سرًّا في تشجيع وتدريب مجموعة ضئيلة من المتنصّرين. أخيرًا لم يقو على كبح جماح رغبته في التبشير علنًا، فخرج ذات يوم وأخذ يعظ في سوق المدينة عن محبّة الله المتمثلة بيسوع المسيح الذي ضحّى بحياته على الصليب تكفيرًا عن خطايا البشر أجمعين، وغيظه عن أخطاء الإسلام. بعد أن سمعه الحاضرون غير مرّة أمسكوه، جرّوه إلى خارج أسوار المدينة ورجموه بالحجارة. في هذه النقطة ثمة اختلاف لدى كاتبي سيرته، هنالك من يقول بأنّه قضى نحبه على شاطىء شمال إفريقيا، ومن الجهة الأخرى، هناك من يشير إلى أنّ أنصاره أنقذوه وحطّوه في سفينة أقلعت به إلى مايروكا مسقط رأسه حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. شعاره كان ”مَن لا يُحبّ لا يحيا ومن يعيش الحياة لا يموت“. وجاء في آخر كلماته هذه الصلاة ”مثل رجل جائع يتناول لُقَم كبيرة بسبب جوعه، هكذا عبدك يشعر برغبة عظيمة للموت ليمجّدك. إنّه يُسرع ليل نهار ليُكمل عمله من أجل ذرف دمه ودموعه من أجلك“.

Badia, Lola; Joan Santanach & Albert Soler, Ramon Llull as a Vernacular Writer. Communicating a New Kind of Knowledge. Tamesis, Woodbridge 2016.
Herrera, R. A., Mystics in Spirit of Themselves. Four Saints and the Worlds They Did not Leave. Grand Rapids, Michigan/Cambridge, U.K. 2010.
Hillgarth, Jocelyn N., Ramon Lull and Lullism in Fourteenth-Century France. Oxford: Clarendon Press 1971.
Hohnson, Mark D., The Spiritual Logic of Ramon Llull. Oxford: Clarendon Press 1987.
Llull, Ramon, Selected Works of Ramon Llull, 1232+1316. Translated by Anthony Bonner. 2 vols. Princeton, N.J.: Princeton University Press 1985.
Lohr, Charles, The Arabic Background to Ramon Lull’s “Liber Chaos” (ca. 1285). Traditio Vol. 55 (2000), pp. 159-170.
Peers, Edgar Allison, Ramon Lull: A Bibliography- London: SPCK, and New York: Macmillan 1929.
Zwemer, Samuel Marinus, Raymond Lull: First Missionary to the Moslems. Funk & Wagnalls Company 1902.


44
كُُن ثابتًا إلى أن تُحقّّق الهدف، قصة مُلهِمة
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


كان هناك ذات مرّة شاب أُنيطت به مُهِمّة تسلّق شجرة جوز الهند لقطف ثمارها، عصيرها. لم يتسلّق لمثل هذا الارتفاع قط. وهكذا رافقه أبوه في ذلك اليوم. بدأ الابن يتسلّق والأب ينظر إليه ولم ينبِس ببِتْت شفة. عندما قطع الابن نصف المسافة، لم يقل الأب شيئًا. عندما وصل الابن قمّة الشجرة لم يقل الأب شيئا أيضا.

جنى الشاب الثمر/العصير وأخذ ينزِل، وكان يفكّر في ”هذه هي تجربتي الأولى، ومع هذا فأبي لا يقول أو يقترح شيئًا“، وهكذا شعر بخيبة أمل لحدّ ما. عند وصوله لنصف المسافة نزولًا، بقي الأب لائذًا بالصمت. عندما وصل على بعد خمسةَ عشرَ قدمًا عن الأرض [أي حوالي ٤،٥ م، إذ أن القدم يساوي ٣٠،٤٨سم ويبلغ ارتفاع شجرة جوز الهند أو النارجيل، Cocos nucifera ٢٥-٣٠م.، في القصّة خلل منطقي واضح، ربّما كان المقصود خمسة أقدام، أي حوالي متر ونصف]، فتح الأب فاه وقال: يا بنيّ انتبه! اغتاظ الابن قليلًا عند سماع ذلك. نزل الابن بأمان وسأل والده ”يا أبي، عندما بدأت أتسلّق لم تقل شيئًا، وعند وصولي القمّة لم تنبس ببنت شفة وعند وصولي رجوعًا إلى منتصف الطريق لم تنطق بكلمة. عندما كنت على وشك وصولي الأرض قلتَ: إنتبه!، لماذا“؟

شرح الأب قائلًا: يا بنيّ، عندما بدأت في التسلّق كنتَ حذرًا.
عند وصولك القمّة كنت حذرًا أيضا لتفادي أي خطأ يؤدّي إلى السقوط.
عندما وصلت منتصف الطريق رجوعًا كنت تتحلّى ببعض التركيز.
ولكن عندما أوشكت على وصول الأرض كنت على حافّة فقدان التركيز، لذلك ذكّرتُك أن انتبه!

المغزى

جلّ الأخطاء تحدُث عندما نكون على وشك الوصول للهدف، عندها نصبح غير مبالين ونفقد التركيز. ينبغي ألّا نقع في ذلك. كن ثابتًا ….حتى تحقيق الهدف.


45
المنبر الحر / بعد تسع سنوات
« في: 21:12 18/04/2018  »
بعد تسع سنوات
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


بعد تسع سنوات التقى حمدان بزميله همذان في بيت المقدس على فنجان قهوة. بعد التحايا والرسميات بادر همذان المنعجق وهو يفتح حاسوبه المحمول قائلا لحمدان: إنّك أخطأت في تأثيلك للفظة الفلانية في مقال لك. بعد هنيهة من التأمّل لانتقاء الردّ المناسب والحضاري قال حمدان: هل اجتمعنا بعد كلّ هذه السنين الطوال لتحاول تخطئتي في شيء لم أقله بل أوردت وجهة نظر؟ فما كان من همذان إلّا أن انكمش مغلقًا حاسوبه وانتقل لموضوع آخر آخذًا أيضا بالهذيان: سيبويه لم يعرف ما معنى اللسانيات المقارنة وفلان لم يخدم ولم يساعد وو...نجانا الله من القال والقيل!!
طلب حمدان من همذان أن يرسل له كتابين كانا بجعبته أصدرهما الثاني مؤخرًا إذا كان يرغب في قراءة مراجعة وتعليق عليهما. وعد همذان بإرسالهما ولكن لم يف بوعده بالرغم من مرور الوقت حتى الآن.

46
* خمسون عامًا على توحيد السامريين
ترجمة
 ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



في ما يلي ترجمة عربية لهذا المقال الذي كتبه بالعبرية الأمين راضي صدقة (بنياميم رتسون تسدكه، ١٩٤٤ - ، سفير السامريين في العالم؛ محرّر دورية أخبار السامرة مع شقيقه حسني/يفت؛ رئيس معهد يفت للدراسات السامرية في حولون؛ من مؤلفاته: مختصر تاريخ الإسرائيليين السامريين، ٢٠٠١ (بالعبرية)؛ مَرْقه لكل قارىء، ٢٠٠٨  (بالعبرية)؛ مجموعة المخطوطات السامرية في مكتبة كلاو في أهايو، ٢٠١١  (بالإنجليزية)؛ ترجمة التوراة السامرية للإنجليزية، ٢٠١٣؛ تاريخ الإسرائيليين السامريين بحسب مصادرهم، ٢٠١٦  (بالعبرية)؛ تفسير التوراة السامرية، خمسة أجزاء، ٢٠١٧، بالعبرية)، ونشره في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد ١٢٤٠-١٢٤١، ٥ حزيران ٢٠١٧، ص. ٤١-٧٥.  هذه الدورية، التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، تُوزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن، الشقيقَين، الأمين وحسني (بنياميم ويفت)، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

أ. حنين تسع عشرة سنة

كيف يولَد الاستجواب؟

في الثلاثين من آب عام ١٩٤٩ وصل لاجئون سامريون من نابلس إلى دولة إسرائيل الجديدة عن طريق معبر الحدود في طولكرم، وذلك بعد عملية مركّبة أشرف عليها عضو الكنيست إسحاق بن تسڤي. ترأّس أولائك اللاجئين السامريين حُسني (يفت) إبراهيم صدقة ابن الخمس والخمسين سنة. بمساعدة وجيه عربي من عائلة قرمان الحيفاوية، هُرّبت مريم زوجة حسني وابنته عبر الحدود بين إسرائيل والأردن. بلغ عدد مجموعة اللاجئين تلك، تسع عشرة نسمة، معظمهم من أقارب حسني. سكن معظمهم على سطح بيت يقع في شارع إيلات رقم ٦٢ في تل أبيب، في تخشيبات صغيرة وخيام.

تسبّبت تلك المجموعة في تقديم استجواب، عرضه عضو الكنيست إسحاق بن تسڤي على وزير الخارجية موشيه شاريت في أواخر ١٩٤٩: ما الوضع القانوني للسامريين الذين انتقلوا من نابلس إلى تخوم دولة إسرائيل؟ سبقت ذلك الاستجواب مراسلة بين إسحاق بن تسڤي وموشيه شاريت، شرح فيها الأوّل للثاني وضع السامريين الخاصّ، انقسموا بين دولة إسرائيل وبين غالبيتهن التي تقطن في نابلس، في أعقاب حرب استقلال دولة إسرائيل عام ١٩٤٨. استجاب وزير الخارجية شاريت على الفور: نعم، نعم.
لم تبدأ الحرب عام ١٩٤٨. كانت هناك اشتباكات ومواجهات يومية مخضّبة بالدماء بين اليهود والعرب. سامريو خارج نابلس سكنوا على خطّ التماس بين المدينتين، تل أبيب ويافا، حيث مركز الاشتباكات بين الأولى اليهودية والثانية العربية. حسني صدقة، أكبر السامريين خارج نابلس سنًّا لم يستطع أن يتذرّع بالصبر وقتًا أكثر، قام هو وآخرون من عائلات أخرى وغادروا يافا في نهاية ١٩٤٧ متوجّهين إلى نابلس، باحثين عن ملجأ فيها. سكن حسني في بيت ابن عمّه ممدوح (آشر) صالح صدقة، الذي ساعد الجميع في العبور، بإحضاره سيارات من نابلس. كان ذلك البيت بيت والد صهر حسني، زوج ابنته باتيه، راضي (رتسون) بن الأمين (بنياميم) صدقة. أُعطي لسائر اللاجئين مسكن في أسفل الكنيس الجديد في نابلس في ظروف مذلّة.

بين اغتيال الملك عبد الله في مسجد الأقصى في القدس، من قِبل قاتل عربي وبين تتويج حفيده الحسين ملكًا على الأردن، عاش الأردن فترة ضبابية، حيث فيها تابع البريطانيون في الحكم في الأردن، مستغلّين الحالة الصحية الضعيفة للملك طلال بن عبد الله، الذي عولج في مستشفى في سويسرا. عند إقامة دولة إسرائيل سعى حسني للعودة إلى تل أبيب، وساعده في ذلك راعي السامريين، إسحاق بن تسڤي. تكلّلت الجهود بالنجاح في نهاية آب ١٩٤٩. وردًّا على استجواب إسحاق بن تسڤي قال وزير الخارجية موشيه شاريت ”الوضع القانوني للسامريين القادمين من نابلس إلى دولة إسرائيل كوضع اليهود القادمين من الدول العربية إلى إسرائيل“.

لمّ شمل عائلات سامرية بين الأردن وإسرائيل

فتح جواب وزير الخارجية موشيه شاريت، فتحة في اتفاقية الهدنة بين إسرائيل والأردن، لاستيعاب سامريين من نابلس في تل أبيب يافا. وهكذا اعترف بالسامريين في نطاق قانون العودة، وعاملتهم إسرائيل كيهود قادمين إلى إسرائيل. وفي عام ١٩٥٠ انضمّت مجموعة من المهاجرين السامريين  من نابلس من عائلة مفرج (مرحيب) وسكنت في يافا،  وهكذا سنة تلو أُخرى انتقل القليل من السامريين من نابلس إلى تل أبيب فحولون، حيث بدعم إسحاق بن تسڤي ورؤساء بلدية حولون، أُقيم الحيّ السامري الجديد سنة ١٩٥٥. تحت إشراف حسني إبراهيم صدقة انتقل السامريون الموزّعون في تل أبيب ويافا ورمات غان للإقامة في الحيّ الجديد في حولون. رافقت الجهودَ لدعم استيعاب كلّ عائلة سامرية نابلسية في إسرائيل جهودُ سامريي دولة إسرائيل بمساعدة  إسحاق بن تسڤي الذي انتخبته الكنيست عام ١٩٥٢رئيسًا ثانيًا لدولة إسرائيل لتجديد التواصل مع سامريي نابلس.

تكلّلت تلك الجهود بالنجاح عام ١٩٥٢، حينما سُمح للمرّة الأولى لسامريي إسرائيل بالاحتفال بعيد القربان مدّة ثلاثة أيّام على جبل جريزيم. نصب لهم أقرباؤهم في نابلس الخيام بجوار خيامهم. طلبات سامريي إسرائيل للعبور في عامي ١٩٥٠ و١٩٥١ إلى جبل جريزيم للاحتفال بعيد الفسح،  رفضها الأردنيون. في العامين ١٩٤٨ و ١٩٤٩ لم تسمحِ الحرب للسامريين الباقين في تل أبيب ويافا حتّى التفكير في الصعود للفسح إلى جبل جريزيم. الزيارة الأولى بعد خمس سنوات القطيعة، كانت ذات طعم يطمح بالمزيد، ومنذ العام ١٩٥٣ مُدّد المكوث على جبل جريزيم لثمانية أيّام حتّى اليوم التالي لحجّ عيد المصّة، استمرّ هذا الوضع حتى عام ١٩٦٧.

الطائفة السامرية في إسرائيل تتجذّر/تُرسي قواعدها  في حولون

ترأّس السامريين في نابلس الكاهنان الأكبران، ناجي  بن خضر (أبيشع بن فنحاس) حتى أوائل ١٩٦١ فعمران (عمرم) بن إسحاق. عدد أفراد الطائفة في نابلس بقي بانتظام كما هو ولم يتجاوز المائتي نسمة، لأنّ موجة انتقال سامريين إلى دولة إسرائيل لم تتوقّف، وهي بدورها قلّلت التكاثر الطبيعي لدى الطائفة في نابلس، في حين أخذت  الطائفة في حولون في النمو والتكاثر من بضع عشرات إلى المائة ونيّف. في سنة ١٩٦٥ سافر كلّ أبناء الطائفة الحولونية، قرابة المائة وعشرين نفرًا، إلى جبل جريزيم لمناسبة عيد الفسح.
تلك الأيّام كانت عسيرة جدًّا لكلا قسمي الطائفة، فصل الطائفة بين دولتين عدوّتين، الأردن وإسرائيل. الرئيس إسحاق بن تسڤي الذي عيّن موظّفًا خاصًّا للاعتناء بالسامريين المتوجّهين لمكتبه، استمرّ أيضًا في تقديم العون للطائفة بكونه رئيسا. من ضمن تلك المساعدة تمكّن إسحاق بن تسڤي تقديم مساعدة مالية من الجوينت الأمريكي لسامريي نابلس عن طريق منظّمة الصليب الأحمر السويسري. تسلّم سامريو نابلس بالإضافة للمال القليل وما أضافه أقرباؤهم الحولونيون من مخصّصات للطعام، الطحين، السكر والزيت لإعالتهم.

لم ينعم السامريون في إسرائيل، مثلهم مثل كلّ مواطني إسرائيل في خمسينات القرن العشرين. أدخلت حكومة إسرائيل نظام التقنين والتقشّف. وقف أولاد الطائفة ومن ضمنهم كاتب هذه السطور، الذي كان آنذاك ابن ثمانية أعوام وشقيقه حسني (يفت) ابن الستّ سنوات، في الدور يوميًّا ساعاتٍ في مدرسة غوردون الابتدائية للحصول على الغِذاء مقابل قسائم (كوبونات) حكومية. رويدًا رويدًا أخذت الطائفة تنتعش في أعقاب تشييد المساكن الأولى في العام ١٩٥٥؛ كما وتحسّن الوضع العامّ قليلًا في نابلس. هكذا كانت حالة شِقّي الطائفة نحو أواخر خمسينات القرن العشرين. استعرض مركز الإحصائيات المركزي بانتظام جدول الهجرة إلى دولة إسرائيل وأشار إلى عبور السامريين من نابلس إلى البلاد في خانة ”الهجرة من الأردن“. ومن المعاناة الشديدة تألّق بصيص من الأمل، ومن الضغط الداخلي الكبير يبدو الفرج قريبا.

في ما يلي خبران من الصحيفة اليومية ”عَلْ هَمِشْمار“ حول العبور الأوّل من إسرائيل إلى الأردن لمناسبة عيد الفسح؛ الأوّل كان في التاسع من نيسان ١٩٥٢ والثاني في الرابع عشر من نيسان ١٩٥٢، وفي هذا الخبر ننوّه بأنّ الطفل التل-أبيبي، الذي وُلد في غضون ايّام المكوث الثلاثة على جبل جريزيم، كان المرحوم نتنائيل بن صبحية (أوره) ويعقوب بن فارس (پيرتس) صدقة، رحمهم الله الثلاثة.

ب. إسرائيليون يهود وإسرائيليون سامريون في فسح ١٩٤٢ على جبل جريزيم

خلفية

يُورد الكاتب المقالة التي نُشرت في الصحيفة المسائية ”معريڤ“  في الخامس عشر من نيسان عام ١٩٥٢ كما هي. في أعقاب حرب ١٩٤٨، رُسمت الحدود بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل. كثيرون من كلا الطرفين تسلّلوا من الدولة الواحدة إلى الأخرى. في العشرين من تموز ١٩٥١ اغتيل عبد الله الأوّل، ملك الأردن في مسجد الأقصى في القدس، من قبل المعتدي مصطفى عشو الفلسطيني، الذي اختبأ وراء بوّابة المسجد. عندما دخل الملك عبد الله ابن التسع والستين سنة إلى المسجد، خرج المعتدي من خلف البوّابة، وأطلق عليه الرصاص فأرداه قتيلًا أمام عيني حفيده الفتى، حسين ابن الستة عشر ربيعا. صُفِّي المعتدي.

تُوّج طلال ملكًا بدلًا من القتيل، لكن سُرعان ما تبيّن أنّه يعاني من اضطرابات نفسية، فبُعث للمعالجة في سويسرا. في الحادي عشر من آب ١٩٥٢ تُوِّج الحسين ابن السبعة عشر ربيعًا ملكًا على الأردن برفقة أمّه زين ذات الشخصية القوية المتسلّطة وبمساعدة وزراء بلاطه. في المدّة الواقعة بين اغتيال عبد الله ورسوخ الحسين ملكًا كان البريطانيون هم الحكّام في الواقع في الأردن. اعتبرت تلك الفترة فترة ضبابية. استمرّ البريطانيون في تقلّد مناصب رئيسية في الأردن.  غلوب باشا، قائد الجيش البريطاني في الأردن، كان الرجل القوي في المملكة إلى أن نحّاه الملك حسين الشابّ، الذي تلقّى التدريب العسكري في إنجلترا، إلى أن أُستدعي ليرأس المملكة الأردنية. هذه هي الخلفية للحقيقة أنّه في نطاق اتفاقية الهدنة بين إسرائيل والأردن، وبعد الرفض المتكرّر، سُمح للسامريين في إسرائيل وللمرّة الأولى بعد قطيعة دامت أربع سنين، بالاحتفال بعيد الفسح على جبل جريزيم في العام ١٩٥٢ مدّة ثلاثة أيّام، ومن ضمنها قربان الفسح. ومنذ ذلك الوقت مُدِّدت الزيارة السنوية لسبعة-ثمانية أيّام في الفسح والمصّة حتى العام ١٩٦٧. هكذا في فسح العام ١٩٥٢ شاهد جمهور المتفرّجين في قربان الفسح السبعة والستين سامريًا الذين أتوا من تل أبيب ويافا لينضمّوا إلى إخوتهم في نابلس للاحتفال سوية. في تلك السنة بلغ عدد الطائفة حوالي ثلاثمائة نسمة.
هذه هي خلفية المقال مثير الكثير من الاهتمام، الذي خطّه مراسل ”معريڤ“ چ. شاروني حول الفسح في جبل جريزيم سنة ١٩٤٢.

عيد القُربان في جبل جريزيم ١٩٤٢

استقبلتْنا نابلس بالترحاب عند السامريين في عيد الفسح بقلم چ. شاروني، معريڤ ١٥ نيسان ١٩٥٢

اتّصلت بمكاتب لواء طولكرم، وأخبرت الموظّف العربي هناك بأنّي أودّ التحدّث مع الكاتب (الموظّف) السامري. سألني ”هل تقصد سليم أفندي؟“ ”نعم سليم أفندي“ (المقصود، على ما يبدو، الشابّ ابن الثمانية والثلاثين عامًا، أبراهام بن زبولن ألطيف المعروف بخليل فيّاض رحمة الله عليه، خرّيج ثانوية هرتسيليا في تل أبيب، الذي تكلّم العبرية بطلاقة طَوالَ حياته حتى وفاته عام ١٩٨٣). بعد لحظة، تحدّث السامري معي بالعبرية بطلاقة قائلا: ”إذا كان مُرادكم المجيء لحضور قربان الفسح على جبل جريزيم، فأهلًا وسهلًا بكم“، وأردف سليم أفندي قائلًا ”يطيب لي مرافقتكم وأكون دليلًا لكم والحالة الأمنية على ما يُرام“.

كان ذلك ثلاث سنوات بعد أن خمَدت ثورة فلسطين [في الأصل العبري: التمرّد الكبير، وأضاف بنياميم صدقة المعلّق مستعملا الحرفين ب. ص. ١٩٣٦-١٩٣٩]، وبعد اجتياز القاوقجي الرومنسي [يضيف ب.ص.: فوزي قاوقجي الذي ترأس التمرّد العربي ضد البريطانيين. أُضيف أنا إحالة إلى الكتاب التالي عن القاوقجي:
 [Laila Parsons, The Commander Fawzi Al-Qawuqji and the Fight for Arab Independence 1914-1948].
لنهر الأردن نحو تخوم عبد الله [آنذاك الأمير عبد الله الذي أصبح ملكًا في العام ١٩٤٦، ص. ب.]. وبغية التيقّن اتّصلنا هاتفيًا بحاكم نابلس السيد تشرتش (Church) الذي أكّد بدوره أن لا داعيَ للقلق، ومع هذا وعد بتأمين مرافقة الشرطة عند عودتنا ليلًا من نابلس.

الـ”هاچده“/صلاة الفسح والكفتة …

كنّا مجموعة كبيرة لحدّ بعيد من ”الحُجّاج“، حافلة بأكملها. انجذب الشباب، في الواقع، ليس إلى الهاجدة السامرية بل قصدوا كَباب عاصمة المثلث [نابلس، ب. ص.] ولحمها المشوي (الشيشلك) اللذين لم يتذوّقوهما منذ بضع سنين. كانت الساعة مُبكّرة عند وصولنا لطولكرم. ذهبنا لاحتساء القهوة في مقهى أبي مصطفى، إلّا أنّ أسراب الذباب انقضّت علينا من كل حَدَب وصَوْب. وقف مضيفنا ملوّحًا عبثًا بخرقة قذرة بيده، شاتمًا أبا آباء الذباب الذي لم  يتركنا (يفكّ عنّا) إلى أن لُذنا بالفِرار.

كانت طولكرم غافية. وكانت السوق تعِجّ بالحمير والجمال، التي كانت تشُنّ حربًا يائسة أيضًا ضدّ الذباب، ولو لم تكن مقيّدة لأدبرت بأرواحها، لا مَحالةَ مثلنا. تابعْنا سيرنا من هنا إلى نابلس في قافلة جذلة. الفلاحون العرب الذين مررنا بهم، وقفوا فاغرين أفواههم. ها هنا نور شمس وعنبتا القرية الكبيرة فمفرق دير شرف، كروم الزيتون، حقول القمح، قطعان الضأن على سفوح الجبال الصخرية. كلّ هذا المحيط كان غاي حزيون/وادي مشهد حقل معارك، ففقط البارحة سُمع صوت إطلاق الرصاص من بين شُقوق الصخور.
سليمان بيك و … الخِرفان

تواجدُنا في نابلس أثار حبّ الاستطلاع، تحلّق حولنا أشقياء وقالوا: ”يهود، يهود“ وتحدّثوا معنا بالعبرية، يا لها من مباغتة. كان في انتظارنا في مركز المدينة سليم أفندي، دليلنا وهو يرتدي اللباس الإفرنجي ويعتمر طربوشًا مكويًّا جيّدا. كان معه واحد من معارفي القدامى، يعقوب الكاهن [الكاهن يعقوب بن عزّي بن الكاهن الأكبر يعقوب، ابن ثلاث وأربعين سنة حينئذٍ، ب. ص.] الذي عمِل مراسلًا في نابلس لصحف عبرية. وفي سنوات الاضطرابات جابه نوائب كثيرة من جرّاء ذلك. رِجال العِصابات شكّوا فيه بأنّه يتعاون مع مؤسّسة التجسس التابعة للـ”صهاينة“. أكرم زعيتر، المحرِّض المعروف، طالب بقتله إلّا أنّ يعقوب نجا بفضل تدخّل سليمان بيك طوقان، رئيس البلدية.

”على العكس من ذلك“ ادّعى البيك سليمان ”ليحكي للصهاينة عن أفعال المجاهدين وعن يقظتنا القومية الأصيلة لإلقاء كل اليهود في البحر. لا ضيرَ في ذلك، ليكشف لهم“. كشفت لنا رحلتنا في شوارع وأسواق نابلس بأنّنا لم نكن غير مرغوب فيهم لحدّ كبير. صحيح، رمقنا الشباب بنظرات استطلاعية صامتة، ولكنّ المسنّين كانوا يُسبّحون بمسابحهم التي بأيديهم وابتسموا نحونا. استقبَلنا أصحاب المطاعم بعبارة  ”أهلًا وسهلًا“ صاخبة وهرعوا لإعداد الموائد. كانت في المداخل خِراف سمينة معلّقة، سُلخت قبل قليل. صواني البقلاوة ”فتحت النِّفْس“ (أثارت الشهية)، ومن على الجدران تطلّع علينا الملك جورج وفاروق وتشرتشل والقاقوجي بجانب حسناوات من صالونات الحلاقة. 

عند السامريين على ”جبل البركة“

حِكْمَت المصري، صاحب الطاحونة الكبيرة في نابلس [اليوم وزير في الحكومة الأردنية] ضَيّفنا، أنا ومعارفي بالقهوة العربية في مكتبه، إلا أنّه لم يكن مرتاحا. يبدو أنّه تخوّف من أن يُضبَط مقترفًا اثمًا وهو يستضيف صحفيين يهودا. أخذْنا قبل المساء نصعد إلى قمّة جبل جريزيم في سبيل منحدر، حيث ينكشف منظر أخّاذ لمدينة نابلس، وعلى جبل عيبال في الجهة المقابلة الشمالية. ناس وبهائم، بائعو حلويات ومشروبات ”تمر هندي“ اكتظّوا معًا في المسرب الصخري المتفتّل صُعُدًا إلى الجبل. تجبّرنا وصعدنا وقتًا طويلا. كان على قمّة الجبل جمهور المحتفلين، عرب من نابلس وضواحيها وضيوف جاؤوا من قريب ومن بعيد.

يصعَد أبناء الطائفة السامرية مع نسائهم وأطفالهم المقيمين في الخيام والعُرش [تخشيبات، ب. ص.] إلى ”جبل البركة“ أي جبل جريزيم أسبوعًا واحدًا قبل مراسم قربان الفسح. يخبِزون المصّة ويطبّقون عادات الفسح الخاصّة بهم.


مع غروب الشمس ...

بذل سليم أفندي قُصارى جُهده لجعل رحلتنا جميلة حلوة. أسهب في الشرح، أخذَنا إلى خيام السامريين ثم تجوّلنا في خرائب هيكل السامريين القديم على الجبل [المقصود: الكنيسة البيزنطية، ب. ص.]. عند غروب الشمس بدأت مراسم القربان؛ بضع عشرات من الرجال تجمّعت للصلاة في ساحة رحيبة محاطة بسياج حجري، وفي مركزها مذبح قديم. ارتدى الجميع العباءاتِ البيضاءَ، واعتمروا الطرابيش الحمراء. فرَد الكاهن الأكبر يديه واستهلّ بصلاة بالآرامية [بالعبرية القديمة، سفر الخروج، الأصحاح  ١٢، ب. ص.]. ردّد كل أبناء الطائفة بعده بصوت جَهْوَرِيّ.

عند انتهاء الصلاة أُحضرت ستّة خِرفان [سبعة خرفان، ب. ص.] ونُحرت على المذبح، سُلخت على عجل، مُلّحت وأُدخلت في فرن مبنيّ في جوف الأرض. عندما حلّ الظلام أخذ دخان كثيف ضبابي يتصاعد من الفرن ورائحة الشِواء عمّت كلّ الجبل  [المقصود الأعضاء المحرّم أكلُها والمحروقة على المذبح، ب. ص.]. في حوالي منتصف الليل أُخرجت الخراف المشوية من الفرن وأخذ السامريون بتناولها على عَجل، كما كان الحال في ليلة الخروج من مصر  بالغناء والرقص. وفي ساعة متأخّرة، نزلنا ثانية في السبيل المنحدر إلى نابلس الهاجعة. حرس الشرطة الذي رافقَنا حتى نتانيا، كان قطعًا غير ضروري.
چ. شاروني، معريڤ ١٥ نيسان ١٩٥٢.
بنياميم صدقة يضيف: يعكس هذا التقرير بشكل صحيح، ولكن هناك بعض التصحيحات، وضع نابلس والسامريين وجبل جريزيم سنة ١٩٤٢، ستّ سنين قبل حرب ١٩٤٨ وإقامة دولة إسرائيل وفصل السامريين ما بين المملكة الأردنية ودولة إسرائيل.

ت. انتقالنا إلى تل أبيب
في مَغارة الحرم الإبراهيمي/المضعّفة

مواقد لَ”چْ بَعومِر [اليوم الثالث والثلاثون لإحصاء حزم الحصاد، الثامن عشر من أيّار، ذكرى بار يوحاي في ميرون وذكرى عيد انتصار بار كوخبا على الرومان] التي يُقيمها ويُشعلها اليهود، هي عادة جديدة ولا أساس لها في مصادر اليهودية، ويقينًا ليس في التوراة المدوّنة، استقبلتنا في تل أبيب في العام ١٩٥١ حيث وصل الشقيقان، الأمين (بنياميم) ابن السبع سنوات وحُسني (يفت) ابن الخمس سنوات مباشرة من بوّابة مندلباوم المقدسية. كانت جدّتنا زينب (فوعه) تضُمّنا في سفرنا من نابلس إلى القدس، واستْنا وتمنيت لنا كلّ خير. بالنسبة لكلينا كانت تلك رحلة أُخرى مع الوالدين. قبل ذلك بأُسبوع أخذَنا والدانا، راضي بن الأمين صدقة (رتسون بن بنياميم تسدكه) وباتيه حسني (يفت) صدقة  في رحلة لتوديع الأماكن المقدّسة. أقلّتنا سيارة الأُجرة التي استأجرها أبي أَوّلًا إلى قبر يوسف وقبور الكهنة الكبار في عورتا، وفي النهاية إلى مغارة الحرم الإبراهيمي/المضعّفة في مدينة الخليل.

أبي الذي اعتمر طربوشًا أحمر، وارتدى بذلة، ٱستقبل بوقار كأفندي في مُغارة المضعّفة. أُمّي لبست منديلًا من الحرير الملوّن بالزهور. بدونا كعائلة مسلمة في كلّ شيء. بدأنا في النزول في المغارة إلى أسفل أنصاب آباء الأمّة التذكارية. شيخ مسلم أشعل شموعًا كبيرة، أنارت نقوشًا بالعربية من القرآن منقوشة بحروف ذهبية، وغطّت الجدران طولًا وعرضًا من الأعلى إلى الأسفل. آونتها علِم أبي أنّه لن يرانا، أمّنا وكلينا، إلى أن ينضمّ إلينا كما وعد في مسكننا الجديد في تل أبيب.

في معبر مندلباوم في القدس

عواطف أمّي كانت مختلطة. حزن فراق الأب الذي بقي في نابلس لإتمام أشغاله، كان ممزوجًا بفرحها للقاء والديها حسني ومريم من جديد، بعد قطيعة دامت سنتين، منذ ودّعت أباها الذي عاد في أواخر آب ١٩٤٩ من نابلس إلى تل أبيب. ركب في سيارة ثانية العم ممدوح (آشر) وأخوا أبي سميح (سلوح) وماجد (هليل). كان أبي يدَ العم ممدوح اليمنى، شقيق أبيه الأمين (بنياميم) ابن التسع وعشرين سنة، وشقيقه سميح ابن التسع عشرة سنة، والشقيق الأصغر ماجد ابن الإحدى عشرة سنة.

فقط هناك على الجانب الأردني من معبر مندلباوم، أدركتُ كِبر حزن الفِراق. ضمّتنا جدّتي، أنا وشقيقي للمرّة الأخيرة. كما وضمّنا أبي والعمّ ممدوح والدموع تترقرق في الأعين. أخذ أبي أمّي جانبًا وبكيا. نطق أبي بتعليماته الأخيرة للوالدة باتيه التي ذهبت أدراج الرياح بسبب حزن الفِراق. كرّر أبي وعده بأنه سيلحَق بنا بعد أقلَّ من نصف عام. ”يا راضي، لا تتركنا! أمين وحسون ينتظرانك“، قالت أمّي باتيه. اجتزنا معبر مندلباوم مخلّفين وراءنا أقاربنا يبكون في الجانب الأردني من بوابة مندلباوم. أُدخلنا ثلاثتنا في تخشيبة المعبر في الجانب الإسرائيلي. في مجرى التحقيق القصير أبرزت والدتي بافتخار، شَهادة تخرّجها من السيمينار في تل أبيب لقائد محطّة المعبر، الذي بدوره أبلغها بأنّ أباها وأمّها وأخواتها ينتظرونها في الخارج، في شارع شمعون الصديق في القدس.

انضمامُنا لسامريي تل أبيب

خرجنا ثلاثتنا من التخشيبة، مسكت أمّنا بيدي كلينا وقادتنا إلى والدها جينجي، طويل القامة وذي العضلات، ابن سبعة وخمسين عاما. انقضّت أُمّي على يده اليمنى فقبّلتها بانفعال شديد، ذارفة الدموع. انضمّ اثنانا إلى البكاء إلّا أنّ الجدّ حُسني أسرع ليعانقنا وليهدّئنا بكلمات دافئة. كنّا نظنّ أنّنا ما زلنا في الرحلة وسنعود في المساء إلى بيتنا في نابلس. لم يبدُ الحيّ في الجانب الإسرائيلي من معبر مندلباوم مختلفًا عن الجانب الأردني، ولا عن شوارع نابلس مدينتنا. عندها لم نستوعب بعد بأنّنا لن نرى نابلس لمدّة طويلة.

بعد ذلك تقدّمت باتيه  نحو والدتها مريمُ وشقيقاتها الستّ وأصغرهن ألمازة (پْنينه) ابنة الأحد عشر ربيعا، معانقات وقُبلات جمّة. ثم دخلنا كلّنا سيّاراتِ الأُجرة الثلاث، التي انتظرتنا جانبا. أشار جدّي لسائق سيارتنا بالتحرّك. سافرنا في اتّجاه تل أبيب كما فسّر جدّي حسني، وكان يُجيب بأناة عن أسئلتي الكثيرة بالعربية. وصلت سيّارات الأُجرة المكان المقصود، شارع إيلات رقم ٦٢ في تل أبيب، على بُعد بضعة مئات الأمتار من يافا. خرجت أمّي من السيّارة إلى أذرع أقاربها، بنات عمّها الممتدّة، دخلنا العِمارة. وقبل صعودنا الدرجات، أدركنا بوضوح بأنّنا لسنا عائدين إلى نابلس. أجهشنا أنا وشقيقي ببكاء مرّ هزّ الشارع. ضمّنا الجدّ حسني وحملنا بذراعيه القويّتين إلى السطح. سكن في الطابق الثاني من العِمارة أبناء وبنات شقيقي الجدّ حسني: إسحاق ويعقوب ولدي فارس (پرتس)، بهجة (يافه) وصبحية  (أوراه) ابنتي مصباح (نور) والأولاد شفره، فارس، كوكبة (كوخاڤه)  وليلي.

انتظرَنا على السطح اللاجئون الذين حضروا إلى تل أبيب عام ١٩٤٩ برئاسة الجدّ حسني، نصبوا خيامًا وتخشيباتٍ ٍصغيرة. انضمّ الآن إلى العشرين الحاضرين ثلاثة. انتقالنا من بيت مرتّب في نابلس إلى التخشيبة على السطح، ثبّطنا وزاد من بكائنا. إنّ منظر البحر الأبيض المتوسّط من السطح أنعشنا. لم تر عيناي بحرًا كبيرًا وأزرق إلى هذا الحدّ قطّ. في حُجيرة بجانب درج السطح كانت وفيقة، حماة خالتي عصفورة (تسپوره) تقلي شرائح البطاطا. شعرنا بالاطمئنان. اليوم الأوّل في بلاد جديدة. الجدّ حسني، الذي أطلقْنا عليه في ما بعد، الكُنية ”سيدو“، جدّ الجميع، وعَدنا بأنّ إقامتنا هنا لن تطول. كنّا منهَكين من اليوم المفعم بالحوادث المثيرة، فتركتنا أمّنا لنخلُد لنوم هادىء بلا أحلام. حسني هدأ أيضا، المهمّ أنّ أمّنا معنا.

ث. خطواتنا الأولى في حولون
الأيّام الأخيرة في تل أبيب

بدأنا رويدًا رويدًا نتكيّف مع نمط الحياة الجديد في تل أبيب. ”سيدو“ وفى بوعده بألّا تطول إقامتنا في المدينة، طموحاته كانت أعلى بكثير من المبيت مع عشرين سامريًا تقريبًا، عادوا من نابلس، على سطح عِمارة في شارع إيلات. وصلنا تل أبيب قبل إجازة الصيف الكبرى، قُبيل نهاية العام الدراسي، وهكذا تبقّى لنا ثلاثة أشهر ونيّف لافتتاح العام الدراسي الجديد. من المعروف أنّ الأولاد يتكيّفون في كلّ الأحوال أكثر من البالغين. ما اعتبره الراشدون حياةَ فاقة، اكتظاظ على سطح بيت عالٍ في خيام صغيرة وتخشيبات، كان في نظرنا بمثابة مسرح مغامرات وشقاوة إلى ما لا نهاية. سُرعان ما تصاحبتُ مع فارس ابن عمّي ابن الثماني سنوات ومع أخته كوكبة (كوخاڤه) ابنة الست سنوات ابني بهجة (يافه)، ومع شفره ابنة التسع سنوات وليلي ابنة الأربع سنوات وهما بنتا صبحية (أوره). هؤلاء، في الواقع، كانوا كلّ الأولاد الذين تعرفّنا عليهم. أصدقاؤنا الجدد ساعدونا في تعلّم العبرية بسرعة فائقة. مساكن مكتظّة، ولا علم لنا بالمستقبل، كلّ هذا لم ينشر السلام والوئام بين ساكني السطح. تفاقمت الكثافة بعد انضمام عائلات وصلت من نابلس.

نحن الأولاد وجدنا دومًا ملجأ في شَقّة إسحاق ويعقوب وبهجة وصبحية المزدوجة. ولم تبخل الأخيرتان في إطعامنا. وفي ركن الشرفة الصغيرة كان البريموس (وابور كاز للطبخ) مشتعلًا وعليه مِقلاة قليت فيها كلّ يوم البطاطا والسمك وخضار. لم أذق مثل ذلك الخبز الأبيض هناك منذ ذلك الوقت وحتّى اليوم [ذات يوم كان طعم الخبز أزكى بكثير ممّا هو عليه في أيّامنا]. تسجّلت أمّي لمتابعة دراستها في دار المعلمين/السمينار للحصول على شهادة تدريس، لتصبح معلّمة في إسرائيل. ”سيدو“ شجّعها على ذلك باستمرار.

سعت كلّ العائلة لاستعادة عافيتها بعد حِدادها على وفاة سعدية، جدّة بهجة وليلي، وكانت الوفاة الأولى بعد الحرب. كدَّ ”سيدو“ جماهيريًا بمؤازرة إسحاق بن تسڤي من أجل دفنها في إسرائيل، فعارض ذلك الحاخامون وفي النهاية دُفنت خارج سياج المقبرة المدنية في قرية شاؤول، مقابل المقبرة العسكرية. الكدّ المذكور وصل إلى تمامه بعد ذلك بثلاث سنوات، عندما خُصّصت قسيمة خاصّة بالسامريين، مُسيّجة من كلّ الجهات، ونادرًا ما تستخدم حتّى اليوم. في يوم السبت صلّى الجميع في صالون أُسرة صدقة. ونحن الشقيقان كنّا أيضًا في عِداد المصلّين. شعرْنا بغياب أبينا، ولكن محبّة سيدو وازنت بين الأشواق. ابنه الوحيد صدقة،  كان ابن خمسة عشر ربيعًا، قويًا كالأسد ولكن لا حولَ له ولا إرادة حيالَ توبيخات ”سيدو“. أحببناه كثيرا. لا يمكن القول إنّنا نعمنا بالراحة. في كلّ يوم كان يعود فيه ”سيدو“ من عمله في دكّان الخُضار، التابع لابن عمّه عابد/أبو يوسف (عوڤاديا) كانت أُمّنا، ابنته تسأله عمّا يجري، ومتى سننتقل من السطح لمكان سكن آخر؟

الاستقرار في حولون

ذات يوم أخبر ”سيدو“ جدّتي مريم زوجته، بناته - باتيه وبهجة (يافه) وألمازة (پنينه) وابنه صدقة (تسدوك) بوجوب رزم أغراضنا القليلة. البنتان عصفورة وراحيل كانتا آنذاك متزوّجتين. راحيل سكنت مع زوجها أبراهام في منزل في حيّ راسكو ب في حولون، حيث سكنت أُمّه وبنتاه مزال وطوڤه. عصفورة وزوجها وأمّه وفيقة والابن رامي ابن الأربع سنوات وأخو الزوج سليم (شالوم) سكنوا في شَقّة في الطابق الرابع في عِمارة في حولون. هكذا أخذ عدد ساكني السطح يتضاءل.

ابتاع ”سيدو“ وابن عمّه عابد (عوڤاديا) قطعة أرض رملية كبيرة في حولون. عابد بن حسني (عوڤاديا بن يفت) صدقة، زوجته راحيل والأولاد يوسف وسلامة وحسني وملكه وزهڤه سكنوا في بيت في يافا. العمّ عابد رجُل طويل القامة وصلب منذ خدمته في شرطة الانتداب البريطاني، لم ينتقل للسكن هناك. نحن نعم انتقلنا، سكنّا في البداية في الخيام في قلب بحر الرمال حيث يتواجد اليوم حيّ نِئوت راحيل. فصلَنا عن الشارع الجنوبي حوالي نصف كيلومتر من الشجيرات والرمال. في الطرف الشرقي لبحر الرمال، انتصبت عِمارة بلدية حولون. غربًا لم تفصلنا بيوت عن البحر الكبير سوى بعض البيوت التي هجرها أصحابها العرب، الذين هربوا من هناك أثناء الحرب. كذلك هُجرت كروم العنب، ونحن استمتعنا بالعنب الأخضر.

سجّلتني أُمّي فورًا في مدرسة غوردون الابتدائية وحسني لروضة الأطفال. في نهاية الدوام كان حسني يأتي إليّ لنقف سوية في دور لتسلّم مخصّص الطعام مقابل قسائم (كوبونات)، نُزعت من دفتر زوّدتني به أمّي قبل الذهاب للمدرسة. في نهاية الصفّ الأوّل، قفزت للصفّ الثالث ليلائم ذلك عمري أيضا. اشترى ”سيدو“ كلب وولف (الراعي الألماني) أطلق عليه الاسم ”جون“. عمُّنا صدقة/تسدوك المكنّى تسوديك، أحبّ العناية به. مهمّته كانت حراسة مخيّم الخيام في قلب بحر الرمال. لم ينعدم المتسلّلون من الحدود، ومجرّد لصوص في المنطقة. الكلب جون منحَنا الأمان وأيقظ الجميع في نبيحه عند اقتراب المشتبه بهم من المخيّم.

جدّتي مريم تبنّتني منذ يوم ختانتي في نابلس. هي وسيدو نقلاني فورًا بعد ذلك إلى تل أبيب. وُلدت خَديجًا بعد سبعة أشهر، مهزول الجسم على وشك الموت من الوهن وعدم المقدرة على تناول طعام جامد. تبنّتني جدّتي ولدًا إضافيًا في حين أنّ أُمّي في نابلس كانت تربّي شقيقي حسني الذي ولد بعدي بسنتين وشهر. جدّتي مريم أرغمتني كلّ يوم على ابتلاع مِلعقة كبيرة من زيت السمك. بعد مضيّ بضعة شهور في العام ١٩٤٥ زارني والداي من نابلس ولم يعرفا الطفل ممتلىء الجسم بيني (بنياميم = الأمين). سُرعان ما تعاملتُ مع جدّتي، اليهودية الروسية سابقًا، كأمّي  وسار في أعقابي شقيقي أيضا. سميناها ”إيما“ (ماما/يمّا) حتى وفاتها بالسكتة القلبية في بداية العام ١٩٥٤ وهي في الخمسين من عمرها فقط. دعونا أُمَّنا البيولوجية باتيه باسمها الشخصي. هذه كانت أيّام استقرارنا الأولى في حولون.

جـ. بداية الطائفة السامرية الحولونية

نتعلّم العبرية

ذات يوم في أواخر شهر آب العام ١٩٥١، ثلاثة شهور بعد دخولنا دولة إسرائيل في الثالث والعشرين من أيّار العام ١٩٥١، استيقظنا وها نحن مع أُمّنا في خيمة صغيرة في بحر ضخم من الرمال من كل الجهات ونحن في قلب البحر. وفي الخيام المجاورة استيقظ سائر المنتقلين/العابرين من تل أبيب لحولون، مقابل شارع هحيال/الجندي، على بُعد نصف كيلومتر تقريبًا عنّا. وفي الخيام المجاورة استفاق من النوم الجدّ حسني والجدّة مريم وأولادهما بهجة، تسدوك وألمازة. كانت هذه بداية استيطان الطائفة السامرية الصغيرة في حولون.

بعد أيّام معدودة، أُدخل الشقيقان، الكاتب للصف الأوّل في مدرسة غوردون في حولون وحسني، شقيقي لروضة الأطفال. كلانا استوعبنا المناظر والحقيقة أنّنا انتقلنا لعالم غير مبني، بحر من الرمال، وأخذنا في تخطيط المغامرات القادمة. تعلّم حسني أشعار بيالك في الروضة، وأنا باشرت في خُطُواتي الأولى في المدرسة الابتدائية. قبل مغادرتنا نابلس انتظمنا في المدرسة المسيحية الكائنة بجوار الحيّ السامري في نابلس. هناك تلقينا ضرباتٍ بالمسطرة على أصابع اليدين، عقابًا على كل إزعاج، وتنفّسنا الصُّعداء حينما أخرجَنا والدانا من هناك للسفر إلى تل أبيب.

الشهور الثلاثة التي قضيناها في تل أبيب علّمتنا العبرية الحديثة، ولكن لم ننس العربية التي تكلّمنا بها فقط حتى ذلك الوقت وحافظنا عليها إلى يومنا هذا. الكلمات العبرية التي تعلّمناها كانت من مجايلينا وعائلتنا شفره، فارس، كوكبة وليلي، وهكذا وصلنا حولون مزوّدين بقدر كاف من المفردات تمكّننا من إجراء محادثة. سُرعان ما تكيّفتُ في الصفّ الأوّل، استقبلني المعلمة والتلاميذ بالترحاب. كلّما تقدّمنا، أنا وأخي، في تعلّم العبرية كلّما بدأنا ننسى العربية.

كنت ولدًا شقيًا ”فيه البركة“، ولكن أقاربي شفِقوا عليّ ولم يعاقبوني كما يجب، لأنّني كنت مهزول الجسم بدون مؤخّرة للتربيت عليها. الجدّة مريم اعتنت بي جيدًا منذ قدومي، ولم تتوان في اهتمامها بي وبشقيقي، لأنّ الوالدة ولاحقًا الوالد قضيا جلّ وقتهما خارج البيت لتأمين الرزق. اعتبرتُ جدّتي مريم التي ربّتني في تل أبيب في منتصف أربعينات القرن العشرين أُمّا لي في تلك السنوات حتى إعادتي مجددًا إلى نابلس ليدي والدتي باتيه، وثمة نشأنا الأمين وحسني وتلقينا بداية تعلّم التوراة والصلاة من قبل الكاهن خضر (فنحاس) بن إبراهيم.

الحيّ السامري في حولون يتطوّر

لذلك كان من الطبيعي أن أعود إلى أحضان جدّتي الدافئة التي استمرّت في إجباري على بلع مِلعقة من زيت السمك كلّ صباح. إجمالًا، هذه الجرعة اليومية قوّت جسمي، وزادت من شهيّتي لتناول ما أعدّته جدّتي من طعام غير متعدّد الألوان. في كثير من الأحيان، تناولنا المجدرة (أرز وعدس) التي كانت آنذاك قمّة أحلامنا في فنّ الطبيخ.  كانت فترة تقشّف وتقنين، لم نستطع المطالبة بأكثرَ من ذلك. رويدًا رويدًا، أخذ الحيّ الصغير يتبلور. جنّد ”سيدو“ ابنيه، أبرشكه الابن الربيب (ابن الزوج/الزوجة) وصدقي (تسوديك) لبناء التخشيبات للسكن. تخشيبة واحدة ذات ثلاث غرف لكل العائلة، غرفة خُصّصت للوالدين، إذ أن الوالد وصل شهرًا بعد انتقالنا للخيام على الرمال.

انفعلنا كثيرًا عند لقائنا بالأب راضي (رتسون) بعد فِراق دام بضعة شهور. ذات يوم جاءنا على حين غِرّة. اختبرَنا في ما إذا كنّا ما زلنا نتذكّره. قفزنا وعانقناه منادين اسمه ”راضي، راضي!“، انضمّت الأم وضمّ الوالد ثلاثتنا. في البداية لم يعثر الأب على عمل، إلّا أنّه جلب معه بعض المال من نابلس. قضى الأب الأسابيع الأولى التي سبقت عثوره على شغل في الخيمة ونسخ من المخطوطات.

السكن في التخشيبات

استقبل ”سيدو“ صِهره بالترحاب، متذكّرًا إقامته في بيت أبيه الأمين (بنياميم) في نابلس مدّة عشرين شهرا. كما وابتهجت الجدّة مريم لأنّ ابنتها البكر باتيه حظيت من جديد بزوجها وتلاشت كلّ التكّهنات حول مجيئه من نابلس. ”سيدو“ أعاننا جميعًا لتمضية الأشهر الأولى على رمال حولون إلى السكن في التخشيبات التي أقامها لجميعنا ”سيدو“ وابناه. ابنته بهجة (يافه) وجدت عملا في متجر (سوبرماركت صغير) قريب وألمازة (پنينه) تابعت تعليمها في مدرسة البنات الابتدائية باسم يحيئيلي في حيّ نيڤيه تسيدك في تل أبيب. تمّ بناء التخشيبات. بفضل جهود ”سيدو“ وصلتنا بلدية حولون بشبكة المياه وشركة الكهرباء بالكهرباء. أقيمت تخشيبة إضافية لإعداد الطعام والاغتسال. أُقيم وِجار لجون الوولف الألماني. اعتاد ”سيدو“ كلّ بضعة أيّام اصطحاب زوجته مشيًا إلى موقف الحافلة على بعد نصف كيلومتر، وانتظار عودتها من تسوّقها أو زيارة أُختها أهوڤه وأخيها يعقوب في تل أبيب.

أبي عمل أولًا في البناء والتلميع/ليطوش إلى أن وجد عملًا دائمًا في الخِياطة عند صاحب العمل سلوتسكي. حصلت أُمّي على شهادة تدريس وبدأت بممارسة التعليم في المدرسة التي تعلّمتْ فيها في صباها. أنفق أبي معظم دخله على إعالة عائلته. بالرغم من فترة التقشّف، نشّأنا الوالد كأولاد الشوكولاتة، اشترى في السوق السوداء ألواح الشوكولاتة باهظة الثمن. في نفس القدر الذي أحبّ أبونا إطعامنا الشوكولاتة تذوقّها هو بنفسه. حبّه لها رافقه مدى حياته.

حـ. جهود الوصول إلى جبل جريزيم
أشواق

نمت أشواق أبي للأقارب في نابلس منذ مجيئه من نابلس، في أيّام مكوثه الأولى في حولون، فبدأ في الضغط على ”سيدو“ ليستغلّ صداقته الشخصية مع عضو الكنيست إسحاق بن تسڤي لمنع تكرار ما حدث في فسح العامين ١٩٥٠ و١٩٥١، قبل قدومنا من نابلس في عيد فسح العام ١٩٥٢. كل سامريي تل أبيب شاطروه هذا الطلب. في العام ١٩٥٠ لم تزلِ الاشتباكات بين اليهود والعرب قائمة، ومعظم سامريي تل أبيب خشُوا من الوصول إلى جبل جريزيم، ولم يتقدّموا بطلب السفر إلى هناك في عيد القربان. عشرون سامريًا فقط من ضمن سبعة وسبعين نسمة خارج نابلس جرُؤوا للتوجه لممثلي الصليب الأحمر في تل أبيب بغية الحصول على تصريح لزيارة نابلس في أيّام عيد الفسح. توجّه العشرون لعضو الكنيست بن تسڤي ليساعدهم وهو الذي أوصى عليهم لدى سلطات إسرائيل. بُلّغ رجال الصليب الأحمر في آخر المطاف بأنّ المملكة الأردنية برئاسة الملك عبد الله رفضت الطلب.

في العام ١٩٥١، وفي أعقاب التصريح الذي أُعطي للكاهن عمران (عمرم) بن إسحاق، نائب الكاهن الأكبر ناجي (أبيشع) لزيارة أبناء الطائفة في تل أبيب انبلج الأمل لدى الطائفة بأن يسمح الأردنيون لسامريي تل أبيب في العام ١٩٥٢ وللمرّة الأولى بعد العام ١٩٤٧ بالعبور إلى جبل جريزيم للاشتراك في القربان. تبرّع الملك عبدالله نفسه لسامريي نابلس بمائة دينار لحنطة وطحين المصّة.  سامريو تل أبيب كانوا جاهزين للسفر بحقائبهم ومزوّدين بتأشيرات عبور من قبل الصليب الأحمر وحكومة إسرائيل. في اللحظة الأخيرة أعلن الأردنيون عن عدم سماحهم للسامريين بالعبور. وروت الصحافة ”على سطح البيت في تل أبيب، يكتظّ عشرات الرجال والأولاد في تخشيبات وخيام أقيمت مؤقتًا لإيواء العائدين“.

وصول أبينا وأشواقه الشديدة لأمّه وإخوته، التي تفاقمت يومًا بعد يوم، جعلت من مطالبته لـ”سيدو“ أمرًا يوميًا والذي بدوره توجّه لصديقه بن تسڤي. في فسح العام ١٩٥٢ وبعد جهود إقناع كثيرة قام بها أيضًا الشقيقان الكاهنان عمران نائب الكاهن الأكبر وأخوه صدقة لدى رجال البلاط الملكي في عمّان، سُمح للسامريين ومن ضمنهم أبي وأمّي وأنا ابن الثماني سنوات وأخي ابن الست سنوات بزيارة جبل جريزيم لثلاثة أيّام فقط للاشتراك في احتفال قربان الفسح. أقمنا نحن وسامريو تل أبيب في خيام أقامها أقاربنا النابلسيون. ستّة شبان مُنعوا من الدخول من قِبل الأردنيين بحجّة أنّهم يخدمون في جيش الدفاع الإسرائيلي، ونفاها سامريو تل أبيب لأسباب تتعلّق بأمن الطائفة في نابلس. في النهاية عبر في فسح العام ١٩٥٢سبعة وستّون سامريًا إلى جبل جريزيم وعادوا من هناك بعد ثلاثة أيّام. في معبر مندلباوم وقبل سفرهم لنابلس جبى الأردنيون من كلّ سامري مائة وتسعين قرشًا، مبلغ كبير في ذلك الوقت، وكان يكفي لإعالة عائلة لمدّة أسبوع.

الاحتفال بختم التوراة في يافا

للمرّة الثانية وصل الكاهن عمران تل أبيب في آخر تموز العام ١٩٥٢ لحضور احتفال عائلة عابد (عوڤاديا) صدقة بختم التوراة الذي أقيم خصّيصًا لزيارة عضو الكنيست إسحاق بن تسڤي ولصديق السامريين دكتور يسرائيل بن زئيڤ (إسرائيل ولفسون، أبو ذؤيب) مفتّش اللغة العربية في وزارة المعارف، الذي أصبح مستشار بن تسڤي للشؤون السامرية. أُقيم احتفال ختم التوراة للشقيقين يوسف ابن الثلاث عشرة سنة وسلامة ابن الإحدى عشرة سنة ابني العمّ عابد (عوڤاديا). حضور الكاهن عمران وإسحاق بن تسڤي وغبطة الاحتفال العامّة بإشراف ”سيدو“ رفعا سقف التوقّعات في أن يسمح الأردنيون في العام ١٩٥٣ لجميع سامريي تل أبيب وحولون أن يمكثوا على جبل جريزيم كلّ أيّام الفسح والمصّة/متسوت، وهكذا كان.

في المقابل تحدّثت الصحافة العبرية عن تحسّن اقتصادي في أراضي المملكة الأردنية. عندما اجتزنا الحدود عام ١٩٥١، استغرب عرب نابلس كيف نترك الوفرة الاقتصادية في نابلس وننتقل إلى تل أبيب حيث التقشّف والتقنين. الحقيقة كانت شيئًا آخر. في نابلس أيضًا كان الوضع السياسي جدّ سيّء. صحيح، الحوانيت كانت ملأى بالمنتوجات ولكن تمتّع بذلك موسرون قلائل ولم يكن السامريون من ضمنهم. استمرّ السامريون بتسلّم مخصّص زهيد من المال [سبعة وثمانين قرشًا ونصف للنفر الواحد شهريا]، وغِذاء [زيت وطحين في الأساس]، من منظّمة الجوينت بواسطة الصليب الأحمر وبجهود بن تسڤي. بلغ سعر كيلو الطحين ثمانية قروش، أمّا ثمن لتر الزيت فكان أربعين قرشًا، وهذا كان بعيدًا عن متناول أيدي السامريين. في أمر واحد على الأقلّ، كان سامريو نابلس البالغ عددهم حوالي مائتين وأربعين نسمة عام ١٩٥٢ في الحيّ السامري الجديد، يتمتّعون بحرية تنقّل كاملة في كل ّساعات اليوم ولدى جميعهم هويّات أردنية. لم يقاطع عرب نابلس السامريين بالرغم من قرابتهم من اليهود.

خ. إسحاق بن تسڤي والسامريون

تذليل الصعوبات

في كانون الأوّل عام ١٩٥٢ انتُخب بن تسڤي بأغلبية أصوات أعضاء الكنيست رئيسًا ثانيًا لدولة إسرائيل. يذكر أن بن تسڤي الذي قدم للبلاد من روسيا، وهو ابن ثلاثة وعشرين عامًا، كان قد قضى مدّة غير وجيزة في بيت والد سيدو، الشاعر ومعلم الشريعة المبجّل إبراهيم بن مفرج (مرحيب) صدقة، أحد علماء الطائفة البارزين بعامّة وفي القرن التاسع عشر بخاصّة. دعا إبراهيم الشابَ الصهيوني المتحمّس المؤمن بأسمى مفهوم  لتحقيق الاستيطان في فلسطين (أرض إسرائيل)، أن يسكن عنده في بيته الواسع الذي تحيطه بيّارة في يافا. التقى الحكيم المسنّ والشاب المتعطّش للمعرفة صدفة عندما كان بن تسڤي يبحث عن معلّم للغة العربية في سوق يافا العربية، التي وصلها إبراهيم قبل ذلك بسنتين أي عام ١٩٠٥. آمن بن تسڤي المثالي كلّ حياته بأنّ العرب واليهود قادرون على العيش سوية، وتعلّم العربية أفضل وسيلة لمدّ الجسور بينهم.

الحكيم إبراهيم أحبّ الشاب المفعم بالحيوية منذ لحظات اللقاء الأولى، دعاه للانتقال من العلية التي استأجرها للسكن في ميناء يافا إلى بيته الواسع. هناك سكن بن تسڤي بالمجّان ستّة أشهر، تصاحب في خلالها مع أبناء إبراهيم الستّة. الكلّ عرف ولاء إبراهيم لشعبه ولتقليده الخاصّ وكأنّ عدد شعبه ملايين وليس كما كان تعداده في تلك السنة ١٩٠٧، مائة وسبع نَسَمات.

الحكيم إبراهيم أثّر على بن تسڤي

بن تسڤي أخذ انطباعًا جيدًّا عن شخصية إبراهيم الحكيم (أولاد إبراهيم بن فرج/مرحيب صدقة هم: فارس/پيرتس، صدقة/تسدكه، مصباح/نور، حسني/يفت، بديع/چوئيل، جمال؛چمليئيل) نسي هدف مجيئه إلى بيته وتركّز في قصص ماضي إبراهيم، حول أمجاد شعبه، وما نكّلت به الشعوب الكثيرة والمختلفة التي غزت الأراضي المقدسة، وجعلته يقف على حافّة الانقراض، أقلّ من مائة وثمانين نسمة بعد أن كان عدده في أوجه قرابة المليون ونصف المليون في القرن الخامس للميلاد. تأثّر بن تسڤي بشكل خاصّ من الإيمان العميق الذي تمتّع به إبراهيم الحكيم، الذي توقّع مستقبلا زاهرًا من جديد لشعبه. تمكّن إبراهيم الحكيم قبل وفاته عام ١٩٢٨ من رؤية براعم تحقّق نبوءته. وصل عدد أفراد الطائفة عام ١٩٢٨ إلى حوالي المائتي نسمة ووَفق الإحصاء الانتدابي البريطاني لعام ١٩٣٤ بلغ العدد مائتين واثني عشر ونيّف. في الإحصاء البريطاني الأوّل الذي أُجري في آذار عام ١٩١٩ بلغ عدد السامريين مائة وإحدى وأربعين نسمة فقط، ثمانون من الذكور وواحدة وستون من الإناث. هبوط عدد السامريين المذهل من مائة وثمانين نسمة عام ١٩٠٨ إلى مائة وإحدى وأربعين نسمة عام ١٩١٩ تسبّب عن تجنيد الأتراك القسري في الحرب الكونية الأولى لأربعة وعشرين شابًا سامريًا، جلّهم لم يرجع من الحرب؛ والباقي قضى نحبه في الوباء الذي تفشّى في البلاد، عند نهاية الحكم العثماني  في فلسطين الذي استمرّ أربعة قرون.

إسحاق بن تسڤي العائد إلى البلاد عام ١٩٢٩ بعد أن طرده الأتراك مع داڤيد بن غوريون بسبب نشاطهما المناوىء لسياسة السلطان عبد الحميد، عام بعد زواجه من راحيل ينئيت ذات الروح السامية كزوجها، أخذ باستئناف علاقاته مع أصدقائه السامريين ولا سيّما مع الأخوين مصباح  (نور) وحسني (يفت) ولدي الحكيم إبراهيم. التقى بهما في كثير من الأحيان، واطّلع عن كثب على أحوال الطائفة العامّة. نشاطه جعله في قمّة اليشوڤ (السكّان اليهود في فلسطين قُبيل إقامة إسرائيل) مع بن غوريون وحاييم سوكولوڤ ودكتور حاييم ڤايتسمان وآخرين. وفي أربعينات القرن العشرين انتُخب بن تسڤي رئيسًا للجنة القومية التي سعت لتأسيس الدولة القادمة. وعند قيام ا

47
المنبر الحر / ملائكة في الكنيس
« في: 21:25 09/11/2017  »
ملائكة في الكنيس
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة التي رواها راضي بن الأمين صدقة الصباحي (رتصون بن بنياميم صدقة الصفري ١٩٢٢- ١٩٩٠) بالعبرية على ابنه بنياميم صدقة (١٩٤٤-)، الذي أعدّها، نقّحها، ونشرها في  الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددين ١٢٢٨-١٢٢٩، ١ شباط  ٢٠١٧، ص. ٢٥.

هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها: إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، تُوزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين بالدراسات السامرية، في شتّى دول العالم. هذه الدورية، ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن الشقيقين، بنياميم (الأمين)  ويفت (حسني)،  نجْلي المرحوم راضي (رتصون) صدقة الصباحي (الصفري، ٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

’’عمّاي، الشقيقان سعد/سعيد (سعد)  وممدوح (آشر) ابنا صالح الصباحي (شلح الصفري) رحمهما الله، كانا يوقظوننا  في الصباح الباكر كي لا نتأخّر عن صلاة السبت في الكنيس القديم في نابلس. قُبيل الثانية صباحًا نكون قد بدأنا بسيرنا في ظلمة الليل من الحيّ الجديد نحو الحيّ القديم، حيث لزم اصطحاب فانوس للمشي في شوارعه الضيقة حتّى في وقت الظهر. فانوس في يوم السبت ما كان بالطبع واردًا في الحُِسبان.


أصوات ملائكة

في أحد السبوت وصلنا الكنيس بعد أن أنهكنا أرجُلنا في الأزقة. صوت المصلّين هو الذي وجّهنا  في الظلمة. عندما وصلنا الباب تلاشى الصوت وخيّم هدوء كامل، وفوجئنا بأنّ الباب موصدٌ. لا أحدَ يستطيع أن يُقنعنا بعدم انطلاق صوت الترنيم والفرح والصلاة من الكنيس.

”يقينًا، كان هنا ملائكة الله، الذين سبقونا في صلاتهم لباري الجميع“، قال لنا الشمّاس الكاهن  أبو الحسن (أب حسده) بن يعقوب الذي وصل للتوّ بعدنا. لم يكن لدينا أيّ سبب لعدم تصديقه بالكامل“.

48
حِكم، أقوال وأمثال في كلّ مجال (ص)
إعداد أ. .د‮. ‬حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


استوقفتني‮ ‬خلال مطالعاتي الدؤوبة منذ زمن طويل حِكم وأقوال وأمثال وآراء وطرائفُ كثيرة جدّا، وارتأيت أن أنشرها، علّها تعود ببعض الفائدة الفكرية والروحية، إضافة إلى ما في‮ ‬بعضها، على الأقلّ‮، ‬من التسلية وروح الدُّعابة ومدعاة لشحذ الذهن‮. ‬إذ أنّنا نعتقد أن إشاعة الثقافة الجادّة وتقديمَ كلّ‮ ‬جديد ومفيد وممتع، هما مَهمّة شِبه مقدّسة ملقاة عـلى كاهل كلّ‮ ‬مثقّف‮ ملتزم لا سيّما في زمننا الرديء هذا. ‬كنت قد نشرت نُتَفًا من هذه الجُمل في منابرَ مختلفة على الشبكة العنكبوتية، كما أنّ زُهاء عشرين حلقةً منها كانت قد أُذيعت عبرَ مذياع صوت ابن فضلان في هلسنكي، في ركن الثقافة والفكر، في أواخر القرن الماضي وبدايات القرن الحالي.

❊ مُبارَكون هُمُ القادرون على العطاء دون تذكّر ذلك، والآخذون دون نِسيان ذلك.
❊ إياك أن تترُك عَلاقة صادقةً بسبب بعض الأخطاء، لا أحدَ كامل، ولا أحد صائب في النهاية، والوِجدان أعظم دائمًا من الكمال.
❊ عظَمة الإنسان تُقاس بمدى استعداده أن يرحَم أولئك الذين أخطئوا في حقّه.
❊ كرّسِ المزيد والمزيدَ من الوقت لتحسين نفسك، بحيثُ لن يبقى لديك وقتٌ لنقْد الآخرين.
❊ ‬وردة واحدة لإنسانٍ على قيْد الحياة، خيرٌ من باقة كاملة على لَحْده.
❊ ‬خيرُ الرأي‮ ‬ما سبقتْه المشورة.
‬❊ إنّ الفمَ الكاذبَ يقتُل النفس.
‬❊ لا توفّر ما يتبقّى بعد الصرف، ولكن اصرِفْ ما يتبقّى بعد التوفير.
❊ قال بوذا: ثلاثةُ أشياءَ لا يُمكِن أن تختفي طويلا: الشمس والقمر والحقيقة.
❊ العالَم هو مجْموعُ الحقائق لا الأشياء.
❊ عظيمٌ هو الإنسان الذي يتناسى الإهانات.
❊ لم أتعلّم لأتغيّرَ، بل لأفهمَ مَن أنا وما أصلي.
‮❊ ‬لكي‮ ‬تفهمَ الآخرَ عليك أن تحِلَ‮َ ‬ضيفًا عليه،‮ ‬وتتجنّب الهيمنةَ عليه‮. ‬
❊ لا نعثُر على الحقيقة إلا بمُمارسة الضِّيافة.
❊ إذا قلتَ الحقيقةَ فلستَ بحاجةٍ لتذكُرَ أيَّ شيء آخرَ.
❊ وما فاز باللذّات إلا كل مُغامر.
❊ أن يَحْسُِدَك الناسُ، أفضلُ من أن يشفَقوا عليك.
❊ البهجةُ هي السماءُ التي يزْدهرُ تحتَها كلُّ شيء.
❊ الشجاعة هي الصفة الإنسانيةُ الأولى، لأنّها الصفةُ التي تتكفّل بغيرها.
❊ الصادقونَ في عواطفِهم لا يُبالون بالمظاهر.
❊ الشفيع جناحُ الطالب.
❊ من أُعْجِبَ برأيه ضَلّ.
❊ إنّ الشُّجاعَ هو الجبانُ عن الأذى، وأرى الجريءَ على الشُّرور جَبانا.
‮❊ ‬ذمَّ‮ ‬أعرابيٌ‮ ‬رجُلا فقال‮: ‬فلانٌ‮ ‬لا‮ ‬يستحي‮ ‬منَ الشرّ.
‮❊ ‬كيف‮ ‬يطلُبُ حقَّه أعزلُ،‮ ‬إلا منَ النكبات.
❊ عندما تكون صادقًا لا أحدَ يتذكّر، أما إذا أخطأتَ فلا أحدَ ينْسى.
❊ الخروج عنِ الاعتدال انتهاكٌ لحُرْمة الإنسانية.
‮❊ ‬غايةُ الحياة الإنسانيةِ خدمةُ الآخرين، والتعاطفُ معهم، والرغبةُ في مساعدتهم.
❊ إنّ الفلاسفةَ يُخطئون ويُصيبون كسائر الناس، وهم ليسوا معْصومين عن الخطأ.
❊ كلُّنا كالقمر، له جانبٌ مُظلِم.
❊ إطبعِ الطين ما دام رطبًا، واغرِسِِ العودَ، ما دام لَدْنا.
❊ فإن قيل في الأسْفار ذُلّ ومِحنة                     وقطع للفيافي وارتكاب الشدائد
   فموتُ الفتى خيرٌ له من حياته                        بدار هَوانٍ بين واشٍ وحاسدِ
❊ رحِم الله امرأً، عرَف قدْرَ نفسه.
❊ الوفاء مَليح، والغدْر قبيح.
❊ أعظمُ الأسباب لدفْع إساءة المسيء عنك، أن تنسى إساءَته إليك.
❊ كلُّنا نكذِبُ أحيانًا، لِنَحميَ من نُحِبّ.
❊ لا أرجُلَ للأكذوبة، لكن للفضيلة أجنحة.
❊ غنِّ كما لو أنّ لا أحدَ يسمعُك.
❊ أُرقُص كما لو أنّ لا أحدَ يراك.
‮❊ ‬قَولُ الحقِّ لم يدَع لي صديقا.
❊ الصبر عافيةٌ إذا ما توكّأ على الإيمان، وإلا فهو فالِج.
❊ كُن مُخلصًا في أمور صغيرة، إذ فيها تكمُن قوّتُك.
‬❊ إذا سبّ عِرضي ناقصُ العقل جاهل                   فليس له إلا السكوت جواب
   ألم ترَ أن الليثَ ليس يضرُّه                             إذا نبحت يومًا عليه الكلاب
❊ إرضَ بفِعل الصواب، ودعِ الآخرين يتكلّمون عنك كما يُريدون.
‬❊ الثقة بالنفس أكثرُ السِّمات جاذبيةً، يُمكن للمرء أن يتمتّع بها.
❊ الغضب وعدمُ التساهل، هما عدوّا الفهْم الصحيح.
❊ تسلّطُ البعض لا يُمكن حدوثُه، إلا عن طريق جُبن آخرين.
❊ من يصبِرُ إلى المنْتهى يخلُص.
❊ الناسُ الوحيدون الذين يغتاظون منك لقولك الحقيقةَ، هم الذين يعيشون الكَِذْبة.
❊ أُثبُتْ مِثلَ سَِنْدان الحديدِ، تحتَ ضَرَبات المِطرقة.   
❊ لا تُحاولوا استئصالَ الشرّ من العالَم، حتى الأشواك والأعشاب البريّة تصلُح سَمادًا للأرض.
❊ كونوا كالطبيعة سَخاء.
‮❊ ‬الطبيعة إذا سكنت نفَقَت.
❊ ليس من عادة الطبيعة أنْ تحرُقَ نفسَها.
❊ على أولائك الذين يقولون: لا يُمكن فعلُ هذا أو ذاك، ألا يُعيقوا من يقومُ بذلك.
‬❊ لا نَشفي الماضي بالعيش فيه؛ نشفيه بالعيش الكامل في الحاضر.‬
❊ بسمةٌ تحُلّ مشكلةً، وصمت يجنّب مشكلة.
‬❊ ليكُنْ كلُّ إنسان سريعًا إلى الاستماع، بطيئًا عن التكلّم.
❊ في أحضان البِطالة تُولد آلافُ الرذائل.
❊ الحقُّ يحتاج إلى رجُلين: رجل ينطِقُ به ورجل يفهَمُه.
❊ التصحيح عملٌ لا ينتهي.
❊ الغضبُ ظرفٌ يكون فيه اللسانُ أسرعَ من العقل.


49
أعمال عجائبية في الكنيس
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة التي رواها توفيق بن صباح بن يهوشع المفرجي (متصليح بن صفر يهوشع المرحيبي، ١٩٠٤- ١٩٧١، حولوني، رئيس عائلة يهوشع ) بالعربية على بنياميم صدقة (١٩٤٤-)، الذي نقلها بدوره إلى العبرية، أعدّها، نقّحها، ونشرها في  الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددين ١٢٢٨-١٢٢٩، ١ شباط  ٢٠١٧، ص. ٢٢-٢٥.

هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها: إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، تُوزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين بالدراسات السامرية، في شتّى دول العالم. هذه الدورية، ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة الشقيقين، بنياميم (الأمين)  ويفت (حسني)،  نجْلي المرحوم راضي (رتصون) صدقة الصباحي (الصفري، ٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

”مدخل

سجّلنا القِصص القصيرة الثلاث الآتية، في أوقات مختلفة من أفواه ثلاثة من أبناء الطائفة. القاسم المشترك لها، حدوث العجائب في كنيس نابلس. حادثان وقعا في الكنيس القديم في الحيّ القديم، والثالث في الكنيس الجديد في الحيّ السامري الجديد. الكنيس الجديد في حارة الياسمينة، كان قد هُجِر في منتصف أربعينات القرن العشرين، وبيع لجيران السامريين الذين عاشوا هناك حتى عام ١٩٣٣. الكنيس الجديد في الحيّ السامري في نابلس، قد هُجِر في سنة ١٩٩٨ واستُبدل بالكنيس الكبير على جبل جريزيم. في العام الفائت، جُدّد الكنيس الجديد [١٩٤٧-١٩٩٨] وأقيمت فيه صلاة مؤثّرة لمرّة واحدة حتّى الآن.

تقليد قديم

”ها نحن موجودون الآن بعد موسم الصيام (حرفيا: سبت جدائل عيد العُرش)، السبت الذي يبشّر بقدوم عيد العُرش، لكن كل سامري يعرف أنّ قبل فرحة عيد العُرش، الكل ينتظر أيّام الثواب والعقاب في الشهر السابع، تسعة أيّام التوبة، سبت عشرة أيّام الاستغفار/الصفح (سليحوت)  ويوم الغفران العظيم. في جعبتي الكثير من القصص عن أيّام العيد هذه، يعود بعضها إلى عهدنا نحن ويعود بعضها الآخر إلى عهد آبائنا، ولكن عليّ أن أقصّ عليك إحدى القصص التي لا يمكن الاستمرار في تسميتها قصة، بل عملا عجائبيًا رأيته بأمّ عينيّ هاتين.

أنتَ تعلم، في كنيسنا، حيثما تواجد، تُغطّي المقرمة [أنظر: حسيب شحادة، الترجمة العربية لتوراة السامريين، المجلد الأول: سفر التكوين وسفر الخروج. القدس: الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم والآداب، ١٩٨٩، مثلا سفر الخروج ٢٦: ٣١؛ ٣٥: ١٢؛ ٣٩ :٣٤، ص. ٣٨٣، ٤٢١، ٤٤٣، في الترجمات العربية المسيحية الحديثة نجد: الحجاب؛ ويستعمل السامريون اليوم كلمة: الستِر، كما وافاني مشكورًا صديقي الكاهن عزيز بن يعقوب عزّي النابلسي] خِزانة القدس التي تحتوي على نسخَ التوراة القديمةَ. بين خِزانة القدس وبين المكان في ”المذبح/المنبر“، حيث يجلس الكاهن الأكبر والشمّاس الكاهن المسؤول عن الصلاة، هناك سِتارة كبيرة بعرض المذبح/المنبر. أثناء الصلاة، وفي الوقت المناسب يدخل الشمّاس عبر الستارة، ينزع المقرمة من على الخِزانة، ويُخرج من هناك سفر التوراة الملفوف بكساء حريري مطرّز بخيوط ذهبية. بعد ذلك يخرج الكاهن إلى جوق المصلّين وبيديه سفر التوراة، يرفعه وَفق ترتيب البركات والأقوال االواردة في الصلاة.

القصّة القصيرة التي أنوي سردها عليك، كنت شاهدَ عِيان فيها، حدثت في الكنيس القديم في نابلس، حيث اعتدنا الصلاة فيها أيضًا، بعد الهزّة الأرضية التي ضربت نابلس عام ١٩٢٧. لا أتذكّر بالضبط في أيّة سنة وقعت الهزّة، إلا أنّني أذكر السبت، سبت عشرة أيّام الاستغفار. بين قسمي صلاة هذا السبت، يرنّم الكاهن الأكبر أنشودة مليفوط  [ترنيمة قصيرة ذات ستة أو سبعة أسطر تُتلى في سبوت الأعياد ويومي الغفران والعنصرة، لها نغمة خاصّة غنية بمقاطع معيّنة، أشكر الكاهن عزيز بن يعقوب على هذه الإضافة] وهي علامة نهاية القسم الأول المدعو: صلاة الصباح، وبداية القسم الثاني المسمّى صلاة الظُّهر. بما أنّ الأُنشودة مقتضبة  فاقتباسها ممكن كما نظمها الحكيم الكبير، الراب ناجي بن خضر (أبيشع بن فنحاس) الربّان المسمّى بالمصنِّف:

الصلاة انتهت ببركة إلهنا، صلاة الظهر بدأت باسم إلهنا، عليّ أن أذكر من ألّفها لنا؛ إنهم الكهنة، الكبار أوائلنا، والشعب استمع لقولنا، حتّى القول بقلب خاضع بالخشوع باركنا؛ إلى الأبد من البداية إلى النهاية مبارك إلهنا.[في الأصل بالآرامية السامرية].

صوت غامض من وراء ستار/ستر القدس

عندما وصلنا إلى نهاية القسم الأوّل من الصلاة، وقف الكاهن الأكبر، توفيق بن خضر (متصليح بن فنحاس) لإنشاد المليفوط [كلمات من الحكمة النادرة] بقلم الربّان ناجي. نطق الكاهن السطر الأوّل همسًا بينه وبين نفسه، كالمعتاد بدون أن يُسمع صوته. وفي السطر الثاني المستهلّ بالكلمات ”بدأت صلاة الظهر“، أخذ صوت الكاهن بالارتفاع من مقطع لآخر. وتفاجأنا، نحن كلّ المصلّين، عندما أنهى الكاهن الأكبر بصوته العالي إنشادَ لفظة ”بدأت“، سُمع صوت هادىء جدًّا من وراء الستار، ومن وراء خزانة القدس قائلا: باسم إلهنا.

تابع الكاهن الأكبر إنشاد ”باسم إلهنا“ إذ أنّه ظنّ هو أيضًا، على ما يبدو، أنّ ما حدث أمر طارىء. لم يجرؤ أحد منّا فحص ما وراء الستار، طالما أن الكاهن الأكبر بعينه لا يقوم بذلك. لكن في ما بعد اتّضح أن لا مكان للخيال، فحينما أكمل الكاهن الأكبر توفيق إنشاد الكلمة ”إلهنا“ بترنيم متواصل بحسب طريقة النغمة. سُمع من جديد ذلك الصوت الهادىء جدًّا، مردّدًا الجزء الأوّل من السطر التالي: عليّ أن أذكر. الآن لم يبق في أفواهنا ما يقال؛ تابعنا الحادث بصمت مطبق (بلا حسّ ولا نسّ). هكذا حصل حتّى نهاية النشيد، ما أن يُنهي الكاهن الأكبر جزءً من السطر، حتى يسمع فورًا ذلك الصوت الهادىء العذب جدًّا مرنمًا الجزء التالي.

الصلاة تبدأ بـ ”مبارك إلهنا“ وفي آخر النشيد، رنّم الكاهن هذه الصلاة القصيرة: مبارك إلهنا، وممجَّد إلهنا، وتعالى إلهنا، مقدّس إلهنا، الذي قوّته في السماء وفي الأرض يتبارك، لا قوّة قائمة إلا قوّته، ولا يُعمل كأعماله، مبارك هو تعالى، مبارك إلهنا إلى الأبد ومبارك اسمه سرمدا، لا يوجد كإله شعب إسرائيل، سبحان الله، لا إله إلا واحد، الله إله رحمان رحيم [في الأصل بالآرامية السامرية]. عندها ردّ عليه جوق المصلّين بالصلاة العامّة التالية: الله ملك والعالَم شاهد، الله يملك سرمدا، وتتمّتها في الكلمات الأولى من صلاة السبت والعيد.

الغموض استمرّ

حينما ردّ جوق المصلّين على إنشاد الكاهن، تقدّم الكاهن الأكبر توفيق نحو الستار ببطىء والخشوع الجمّ بادٍ في عينيه. كانت لديه جرأة كافية للكشف عن مصدر الصوت. أزاح الكاهن بيده الستار المائل إلى الاخضرار، ولم يُرَ شخص، مع هذا لم يجفل الكاهن، خطا نحو خزانة القدس، ثنى عنها المقرمة، لا شيء هناك أيضا. فتح الخِزانة، سُمعت صيحات من زوايا القاعة في خلال الصلاة. استجاب الكاهن للصائحين. فجأةً، وجدتُ نفسي مشاركًا معهم في الصياح. فتح ببطء أبواب الحزانة لعلّ السرّ  ينكشف هناك. لا شيءَ سوى أسفار التوراة العتيقة.

أدرك الكاهن الأكبر توفيق، وهكذا قال لنا بعد ذلك، أن يد الله في الأمر، لتدلّ على أنّ صلاتنا استجيبت، وانطبق قول ملكي صيدق ملك سالم إلى إبراهيم علينا: الله معك في كل ما انت صانع [سفر التكوين ٢١: ٢٢، أنظر حسيب شحادة المذكور أعلاه، ص. ٩٣] وقيل أيضًا: والله هو السائر بين يديك وهو يكون معك [سفر التثنية ٣١: ٨، أنظر حسيب شحادة المذكور أعلاه، المجلد الثاني: سفر اللاويين، سفر العدد وسفر تثنية الاشتراع، ٢٠٠١، ص. ٥٩٧].

هذا ما سمعته ورأيته بأمّ أُذنيّ وعينيّ، في الكنيس العتيق في نابلس.








50
بيت تبنيه ولا تسكن فيه
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة بالعبرية، رواها صبري بن إسماعيل السراوي الدنفي (١٨٩٨-١٩٩٤) بالعربية على مسامع بنياميم راضي صدقة (١٩٤٤-) الذي بدوره نقلها إلى العبرية ونقّحها ونشرها في الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددين ١٢٢٦-١٢٢٧، ١٥ كانون ثان  ٢٠١٧، ص. ٦٥ -٦٧

هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها: إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، تُوزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين بالدراسات السامرية، في شتّى دول العالم. هذه الدورية، ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة الشقيقين، بنياميم (الأمين)  ويفت (حسني)،  نجْلي المرحوم راضي صدقة الصباحي (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).


حياة صعبة في يافا

إجلس لأحكي لك عن أحد الأحداث التي حصلت في حياة هذه الطائفة، في أربعينات القرن العشرين. في تلك السنوات، وقبلها وبعدها، سكن عشرات من أبناء الطائفة في يافا القديمة، في الأساس من أجل الرزق والعيش بكرامة. ونحن، بنو عائلة السراوي أيضًا، سكنّا في يافا بجانب مستشفى دونولو. اشتغلنا في النجارة والخياطة، وأكلنا بعرق جبيننا. إذا كنّا نتقاضى قرشًا واحدا في اليوم، أو خمسة في الأسبوع، فرحنا وكأنّ رحمة الله حلّت بنا. أمّا إذا ما وفّقنا في توفير ليرة واحدة كاملة ”مدحوشة“ جيّدًا في زاوية الجارور، أو في مكان مخفيّ على جسمنا، كنا أسعد الناس في المدينة. إنّي لا أبالغ، لا سمح الله، هكذا كان وضعنا في تلك السنين. ليس كما هو الوضع الآن، حيث في جيب كل واحد منّا محفظة (جزدان) مليئة بالشواقل، والواحد يأكل ويشرب كيفما يودّ. آنذاك، قمنا بأعمال شاقّة جدًّا، مقابل كل قرش حصلنا عليه، شكرنا الله مرّتين يوميًّا على خير الله ولطفه إزاءنا. 

أقمنا علاقات صداقة وطيدة مع الكثيرين من عرب يافا القديمة.  برز فيهم شخص اسمه أبو يوسف البري، عرفه الكبير والصغير، بسبب قيامه بأعمال نذلة، حالته كانت بعيدة كل البعد عن حالتنا.


أبو يوسف البخيل الطمّيع

أبو يوسف كان ثريًّا كبيرًا، مئات وآلاف العملات الورقية كانت منضدة في جوارير خزائن منزله. تلك العملات كانت مكتظة في الجارور، بحيث يصعب إغلاقه بيد واحدة، ولا بدّ من اليد الثانية. كل هذا المال، جمعه أبو يوسف من إدارة  بيوت دعارة (كراخانات) عديدة، كان يتسلّم أجرة شهرية منها، وأبو يوسف عُرف ببخله الشديد وبطمعه. سكنّا عشرين سنة كاملة في يافا، ورأينا كيف كان هذا الرجل الشرّير، أبو يوسف البري،  يجمع رأس المال. وسرعان ما اشترى البيتين اللذين كان قد استأجرهما بأجرة شهرية، وحوّلهما لفندقين معروفين بسمعتهما السيئة. اغتنى الرجل كثيرًا، إلى أن أتاه ذات يوم شيوخ يافا وطلبوا منه التوقّف عن إدارة بيوت الدعارة، وترك طريق السوء، إذ عليه أن يعلم أنّ هناك دنيا وآخرة، وهذا هو الوقت المناسب للعودة إلى خالقه بكل قلبه ونفسه، من أجل حياته. ها قد كدّس ثروة كبيرة لحدّ يسمح له بإيقاف أعماله السيئة، وإكمال باقي سني حياته بشكل محترم، كشيخ عزيز في المجتمع.

أبو يوسف البري سمع أقوالهم، ولم يكتف بالضحك والسخرية منهم بسبب سخافاتهم التي أسمعوه إياها، على حدّ قوله، بل أسرع وأخرج بطاقة من جيبه وكتب عليها: أنا أبو يوسف البري بُنْدوق ابن بُنْدوق. دسّ البطاقة بين أكوام العملات الورقية، على مرأى أعين شيوخ المدينة المفعمة بالدهشة والغضب، وبعد ذلك أضاف قائلًا: ها هي بطاقة الورق التي كتبت عليها ما كتبت مدحوشة بين عملات الورق التي لا تحصى، وكما أنّ عين الإنسان لا تستطيع العثور عليها بينها، كذلك لا يتمكّن أحد أن يدرك أنّني أبو يوسف البري كما أنا، وعليه فأنا لن أتغيّر. حزن شيوخ المدينة جدًّا عند سماعهم هذه الأقوال. خرجوا من بيت البري قانطين خجولين، ومنذ ذلك الحين تركوه يفعل ما يشاء.


القصر الأفخم في يافا


عزم أبو يوسف البري ذات يوم على تشييد قصر له ولأبناء بيته، ليسكنوا فيه، كي يعلم الجميع مدى ثرائه. ليس هذا فحسب بل خرج  وأعلن عند بوّابات المدينة ولدى كلّ من ينوي السماع، أنّه لم يُبن مثل هذا القصر الفخم قيد الإنشاء. استأجر البري خيرة مهندسي تل أبيب الذين عملوا بكدّ شهورا كثيرة في تصميم بناء القصر. عندما وضع حجر الزاوية في القصر المزمع إنشاؤه، ذبح البري أغنامًا وكباشًا وأثبت لأهل مدينته أنه يستطيع أحيانًا أن يكون كريما.

استغرق تشييد القصر سنتين، وبرز قصر فخم في قلب يافا، مبني كله من الرخام وفيه منحوتات راقية ومعقّدة. وحول القصر حديقة خضراء، بستان فاكهة من كل الأصناف، تماثيل ونوافير كلّلت مسارات الحديقة، وأُثبتت مقاعد خشبية وأخرى رخامية بين أشجار النخيل الباسقة.

مرّت سنتان، فأعلن أبو يوسف أنّّه في خلال شهر من صيف ١٩٤٧ سيدخل هو وأسرتُه القصر الجديد، ووعد بأنّ ذلك سيكون مقرونًا باحتفال تدشين فاخر، وسيدعو آلاف أصدقائه ومعارفه. كما وذكر أنّ كلّ ما ادّخره من مال طيلة حياته قد استثمره في بناء القصر، ولم يبق في جيبه سوى بضع مئات من الليرات فقط. لا، لا تشفق عليه، بضع مئات من الليرات وحتى بدون القصر، أبقته بين أثرياء المدينة.


مصير ”بُنْدوق ابن بُنْدوق“

ولكن ما خفي آونتها عن عين الإنسان، لم يخف عن عين الله. وبالضبط في نفس الأسبوع الذي نوى أبو يوسف البري الدخول إلى قصره، اندلعت المناوشات الشديدة بين يهود يافا وعربها. مواطنون كثيرون في يافا، حزموا أمتعتهم القليلة وبدأوا بالهروب بشكل جماعي من المدينة خوفًا من اليهود، الذين قصدوا احتلال يافا. خافوا بأنّ كل ما هدّدوا هم بالقيام به باليهود، سيكون من نصيبهم، ولذلك هبّوا وغادروا بيوتهم وهربوا، منهم إلى شرقي الأردن ومنهم إلى نابلس أو بقية مدن شمال الضفة الغربية.

أُصيب أبو يوسف البري بفزع  شديد. كل الأمتعة التي أراد نقلها إلى القصر، كانت محمّلة على الحمير فساقها في اتّجاه نابلس. عندما مرّ بجوار القصر، انفجر بالبكاء وارتجف كل جسمه: آه دعوني أدخل لبضع دقائق فقط، لفتح القصر بالمفتاح الجديد، لمس جدرانه ولو مرّة واحدة. أبناؤه وزوجته رفضوا ذلك، حثّوه في الإسراع والهرب لئلا يصفّيهم اليهود القادمون لاحتلال المدينة. لم ينقطع بكاؤه الذي هزّ كل جسمه. عندها علثم البري أنّ هذا هو أجر من لم يستمع لنصيحة الشيوخ، ولم يهجر طريق الشرّ في إدارة بيوت الدعارة الممنوعة بأمر دينه. حقًّا، كان بُنْدوق ابن بُنْدوق!

وقد صدق ما جاء في التوراة ”ويبني بيتًا فلا يُقيم فيه“ [سفر التثنية ٢٨: ٣٠]


51
الكاهن الأكبر خضر (فنحاس) صاحب الأعجوبة
ترجمة
حسيب شحادة

جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة بالعبرية، رواها بنياميم راضي صدقة (١٩٤٤- ) عن نعمه وأريئيل والكاهن الأكبر خضر ونُشرت  في الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددين ١٢٢٦-١٢٢٧، ١٥ كانون ثان  ٢٠١٧، ص. ٥٩ -٦٤. الكاهن الأكبر، خضر بن توفيق بن خضر (فنحاس بن متصليح بن فنحاس، ١٨٩٨-١٩٨٤، كاهن أكبر ١٩٨٢-١٩٨٤) كان شمّاسًا ونسخ الكثير من الصلوات والتوراوات وفي العام ١٩٨٣ زاره في بيته على جبل جريزيم، رئيس دولة إسرائيل السادس، حاييم هرتسوغ، واستقبله بالخبز والملح.

هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها: إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، تُوزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين بالدراسات السامرية، في شتّى دول العالم. هذه الدورية، ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة الشقيقين، بنياميم (الأمين)  ويفت (حسني)،  نجْلي المرحوم راضي صدقة الصباحي (رتسون صدقة الصفري، ٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

”أردتُ ضمّ هذه القصّة إلى سلسلة القصص في أيّام حياة الكاهن الأكبر، خضر بن توفيق اللاوي [١٨٩٨–١٩٨٤]، إلا أن السيّد الموت سبقني  عندما أخذ الله روحه الطاهرة على حين غرّة. لا أشكّ أنّ القصّة تشهد على صلاح الكاهن الأكبر خضر، رحمه الله، وعلى ميزاته الطيّبة وسلوكه نحو الخالق. ليرحم الله النفس السامية التي سكنت في المرحوم ويغمرها بواسع رحماته الممتدة كسحابة ويسكنها في جنته، جنة عدن بقدوم الوقت مع الصالحين والكاملين.
هذه القصّة لا تنتقل من فم لأذن في الطائفة، لأنّها حدثت منذ زمن غير بعيد، في عام ١٩٨٣ ولم يتسن لها ولوج وعي أبناء الطائفة المغرمين بالحكايات الجميلة، ولأنّ الكاهن الأكبر خضر رحمة الله عليه، كان شديد التواضع، ومن  كبار الأغنياء الراضين بما عندهم، شكر دائمًا في زمن الضيق كما في وقت الفرج.

عُرف عنه صمته الشديد، لم يشترك في أحاديث الضيافة والاجتماعات الطارئة، إلّا إذا طُلب منه ذلك. سلك الكاهن الأكبر خضر درب التواضع، لم يتباه بقصص شخصية، بل دأب على التقليل من نصيبه في كلّ موضوع. لذلك، إنّي على يقين أنّه لم يسمعِ منه القصّة التالية أحدٌ. هذه قصّة حقيقية، حدثت قبل الفسح بشهرين تقريبا. كان لي نصيب كساعي خير في هذا الحادث، وبسبب حساسية الموضوع النابض بقوّة في قلبي وقلوب ذوي الصلة به، سأذكر أبطال القصّة بأسماء مستعارة، وكذلك بالنسبة لأية علامات كاشفة، باستثناء نصيبي الضئيل في الموضوع، والنصيب  الكبير جدًّا للكاهن الأكبر خضر بن توفيق.

أريئيل تمار هو موظّف كبير في إحدى أكثر المؤسّسات احترامًا في إسرائيل. معيان أريه ذو جسم محبوب ومبتسم وكله نشاط وعمل من أجل توطين  اليهود في البلاد؛ إنّه رجل متعدّد الأفعال، وله قسط في بناء البلاد. هو وزوجته الطيّبة نعمه، ابنان لباني البلاد ويستضيفان في منزلهما خيرة أبناء البلاد. أريئيل رجل عمل، من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه. برنامجه اليومي يبدأ في ساعة مبكرة صباحًا وينتهي بعد عمل شاقّ في ساعة متأخرة مساء. هكذا مجبول هذا الشخص للجدّ والعمل. نعمه، زوجته أُنثى بكل روحها، كلُها روعة، ويرتاح إليها أصدقاؤهما. إنّها إنسانة مميّزة، يحكون عنها الأمور الطيّبة، حتّى بعد مغادرتها للغرفة.

وبمرور الزمن نما حبّ أريئيل لزوجته وهي امرأة يعوّل عليها. أمامها يُطرح ما ينغّص القلب ولديها دائمًا كلمة طيّبة تقولها فتغيّر الصورة، وتجعل الحياة أجمل بكثير. لم أتعرّف شخصيًّا على نعمه زوجة أريئيل؛ هكذا سمعت عنها من سكرتيرات زوجها؛ وإذا كنّ السكرتيرات يتحدّثن هكذا عن زوجة المدير فمن المفضّل تصديقهن.

لم نصل إلى بداية القصّة بعد، وهذا يذكّرني بقول الفيلسوف اليوناني توكيديدس [في الواقع Thucydides حوالي ٤٦٠-٤٠٠ ق.م، كان مؤرّخًا وجنرالا، دوّن تاريح حرب إسبارطة ضد أثينا]: تحدُث القصص  فقط للذين يُجيدون سردها، وهذا الفيلسوف كان حكيمًا كبيرا. ها هي قصّتي مع هذا الزوج الأصيل، نعمه وأريئيل.

إنّي أعرف أريئيل تمار معرفة شخصية، وأنا سعيد بها منذ اللحظة الأولى، إذ أنّها جلبت وتجلب وستجلب الخير العميم لأبناء طائفتي. ولأريئيل هذا معارف بين كهنة نابلس، على المستويين الشعبي والشخصي. ولكن في كلّ ما يتعلّق بعمله مع السامريين، فقد تمّ ذلك بواسطة كاتب هذه السطور [بنياميم راضي صدقة]. غالبًا ما كانت تطرأ في مخّه فكرة لمساعدة السامريين، وكان يستدعيني بسرعة لكي نتباحث في الموضوع بغية تطبيقه بأسرع ما يمكن.

من الصعب القول إنّه كان خبيرًا في الشؤون السامرية، لكنّه كان كافيًا بالنسبة له اعتبار السامريين طائفة خاصّة، لدرجة أنّ رائحة التاريخ تفوح منها ولذلك قال: يجب أن نساعدكم. ذات يوم، أو كما يقال عندنا، في صباح يوم خريفي، دخلتُ مكتبه للتسليم عليه ولإستيضاح موضوع قيد معالجته. اعتاد دائمًا في حديثه مع الجميع ومعي أن يكون لطيفًا، يربت على الكتف، ويضحك بصوت صاخب. 

قُل يا بنياميم - قال مشيرًا لي بيده لإغلاق الباب، هل لديك علاقة مع الكاهن الأكبر عندكم؟ تعجّبتُ من سؤاله، ولكنّي عرفت أن أريئيل يعرف سامريين في نابلس. لدي علاقة معه، كما لكل فرد من أبناء الطائفة، لماذا تسأل؟ سألتُ. أنظر يا بنياميم، أجابني، بينما شدّد مبتسمًا على الميم النهائية في اسمي [لاحظ: اليهود يسمّون ’بنيامين‘ بالنون في آخر الاسم أمّا السامريون فيسمّون: ’بنياميم‘ بالميم في النهاية، أراد أريئيل أن يشير إلى لفظه اسم محدثه كما ينبغي]؛ جرّبتُ كل الوسائل، وتوجّهتُ إلى كل الربّانين. ولكن قبل أن أُفصح عن الهدف من سؤالي، دعني أسألك سؤالًا آخر. ما هو كاهنكم الأكبر بالنسبة لك؟

إزداد استغرابي، لم يتحدّث أريئيل إليّ بهذه الطريقة قطّ، ماذا جرى لهذا الرجل؟ ما معنى: ما هو كاهني الأكبر في نظري؟ من الواضح أن الكاهن الأكبر خضر في نظري، كما في نظر جميع أبناء طائفتي، هو مختار الله وممثله على الأرض، أجبته بشكل حاسم!

هذا ما وددتُ سماعَه منك، وهذا ما ظننته أيضا. في نظري إنّه الرجل الأقرب من الله. لا أدري لماذا بغبائي توجّهتُ إلى ربانينا، حاخاماتنا. ها كاهنكم الأكبر أقرب من الله، ثمّة على جبل جريزيم، قال أريئيل بنبرة مقنعة.

لا يسعُني إلا المصادقة على قولك، قلتُ ولكن في أيّ موضوع توجّهتَ نحو الرّبانين كما ذكرتَ؟ إسأل الكاهن الأكبر، فيما إذا كان بوسعه مساعدة زوجتي؟ ردّ أريئيل بنبرة غدتْ مترددة. الكلّ يعلم، أنّ أناسًا كثيرين، يتوجّهون إلى كهنتنا في نابلس طلبًا للإرشاد والنصيحة، أو أنّهم يطلبون شراء تعاويذ/أحجبة/تمائم منهم، لأنّهم يؤمنون أنّ ذلك يحقّق هدفهم ويحلّ مشكلتهم. أنا شخصيًّا لم أومن قطّ بهذا. أضف إلى ذلك أنّ طالبي النصائح والتعاويذ، الذين يدفعون مبالغ طائلة جدا، يبدون لي من صنف واحد، يؤمنون بالخرافات، ولا حول ولا قوّة لهم، لحلّ مشاكلهم بأنفسهم.  وأريئيل لا يندرج في هذه الخانة، مع ذلك أرى عدم الحكم على شخص ما حتّى التحقّق من حالته هو، وعليه وبدون حب استطلاع زائد قلتُ: بالتأكيد سيبحث الكاهن الأكبر عن طريقة لمساعدة زوجتك، سأسافر يوم الأجد القادم إلى نابلس، خذها وسنسافر إلى بيته.

صلاة من أجل شفاء نعمه

لا، يبدو أنّني لا أستطيع السفر معها إلى نابلس، قال أريئيل. إذا كان الأمر كذلك، سأطلب من الكاهن الأكبر خضر أن يعرّج على منزلكم في زيارته القادمة لطائفتنا في حولون، أجبتُ. لا، لا، لا أريد أن أضايق الكاهن الأكبر، إنّي أعرفه، ابن ستّ وثمانين سنة، لا أريد أن أكون عبئًا عليكم. ما أودّه منك هو أن تتّصل به وتطلب منه أن يصلّي من أجل زوجتي. قال أريئيل هذه الكلمات هامسًا ووازنًا كلّ كلمة. بالتأكيد، سألبّي طلبك، قلتُ، لكن اكتب اسمها واسم أمّها وسأُخبر الكاهن الأكبر بذلك، وسيذكرها بصلاته، وسيصلّي من أجل شفائها. قام أريئيل بما طلبتُ، صمت، صافح يدي الممدودة مودّعًا.

خرجت من الغرفة فاتحًا الباب للمنتظرين في الخارج. وبعد إغلاق الباب توجّهت إلى سكرتيرته وسألتها هامسًا: قولي لي يا ليئه، ماذا يوجد عند نعمه، زوجة أريئيل؟ ماذا؟ ألا تعرف؟ فكّرنا أنّك صديق مقرّب منه! ماذا جرى لها؟ سألتُ. أجابت ليئة عن سؤالي بقصّة مروّعة عن نعمه. في يوم من الأيام، حينما كانت مع أريئيل في زيارة عند الأصدقاء، شكت هامسة في أذن زوجها من دوخة ألمّت بها، وآلام شديدة جدًّا في الرأس.  قدّم لها أريئيل على الفور حبّة لتسكين الأوجاع. عندما وصلا بيتهما، شكت من ارتفاع درجة الحرارة وفجأة أحسّت بقشعريرة برد. على الفور، استدعى أريئيل سيارة إسعاف، وفي طريقها إلى المستشفى، فقدت نعمه الوعي، ومنذ ذلك الوقت وهي راقدة في المستشفى في تل هشومير، ولم يعد لها وعيها بعد.

يشخّص الأطباء حالتها بأنّها نبات. كل الفحوصات التي أُجريت لم تحدّد السبب، ورفع الأطبّاء أيديهم استسلاما. لم يبق شيء يمكن عملُه، قالوا لأريئيل، فُقد كلّ أمل في رجوع الوعي إليها. وأيّ تدهور في حالتها سيؤدّي إلى موتها، إنّها مسألة أيام معدودة.

هذا الحدث الأليم، حدث قبل ثلاثة شهور تقريبًا، تقصّ عليّ ليئه، ومنذ ذلك الوقت لم يعُد أريئيل إلى بيته. يُنهي عمله ويسافر إلى المستشفى، هناك يجلس بجانب سرير زوجته، يتوقّع أن تستفيق من غيبوبتها، جمودها. عيناها مُغمضَتان ولا تُصدر أيّ صوت إلا صوت تنفّسها. هناك، يقضي أريئيل الليل، وفي كل صباح يصل إلى مكتبه مباشرة من المستشفى. كيف يمكن تقبّل هذه الحقيقة بأنّ نعمة نبات، تسأني ليئه، لماذا ضربها المصير بهذا الشكل؟ إنّها امرأة طيّبة لحدّ كبير، تقول ليئه.

ذهبت إلى مكتبي وهاتفت من هناك توفيقًا ابن الكاهن الأكبر. شرحت له الموضوع، وأمليتُ عليه ما دوِّن على البطاقة. وعدني بتبليغ أبيه وهكذا كان.

اتّصلتُ ثانية بأريئيل وأبلغته بأنّني قمت بمهمّتي، وبأنّ الكاهن الأكبر سيُدرج في صلاته دعاءً لشفاء نعمه، واستطردتُ قائلًا بحذر: الكاهن الأكبر سيصلّي من أجلها، إلا أنّ كلّ شيء متوقّف على إرادة الله.

تحوّل مفاجىء

منذ ذلك اليوم، حرصت على عدم زيارة مكتب أريئيل، كنت أخشى أنّه ربّما ساءت حالتها أكثر وربّما، لا سمح الله، حلّ بها سيّد الموت. لم أشأ أن أسمع كلمات الذمّ والغضب نحو الكاهن الأكبر،  الذي أُبجّله كثيرًا من أناس حزانى. بعد مضي أسبوع، ولم أسمع أيّ خبر سار أو حزين عن نعمه، فغلبني حبّ الاستطلاع فزرت ثانية مكتب أريئيل. ترددت كثيرا في طريقي إليه. لذلك رحتُ أولًا إلى مكتب أحد موظّفيه وتجاذبنا الحديث، وبطريقة غير مباشرة استفسرتُ عن حالة نعمه، زوجة أريئيل، أمن تحسّن في حالتها.

ماذا، ألا تعلم؟ أُدخل مكتب أريئيل وصافحه؛ غدا أسعد إنسان في الدنيا. فجأة، قبل أسبوع شفيت زوجته كليا. لا أحد اليوم يصدّق أنّها كانت نباتًا في خلال ثلاثة شهور، قال الموظّف. لم أستطعِ المكوث أكثر هناك، أسرعتُ مهرولًا إلى مكتب أريئيل. لقد استغربنا لأنّك لم تأت وتقول: مبروك! همستِ السكرتيرات الواحدة في أذن الأخرى؛ نحن نتبارى مع رئيسنا من هو الأسعد حالًا. هو ونحن نعلم أنّ كلّ ذلك قد حصل بفضل صلاة كاهنك الأكبر، قالت ليئه.

غمرني الفرح والحبور، خرج أريئيل من مكتبه إلى غرفة السكرتيرات، صافحني ودعاني مبتسمًا ابتسامة مفعمة بالسعادة للدخول إلى مكتبه. هناك قصّ عليّ بالتفصيل قصّته الرائعة، وبعد ذلك أكملت السكرتيرة ليئه التفاصيل. فهمت من أقوالهم أنّّه في ذلك اليوم، الذي طلب فيه أريئيل منّي الاتّصال بالكاهن الأكبر، أنهى أريئيل عمله مبكرا. منذ أن مرضت نعمه قصّر أريئيل ساعات عمله، إذ أنّه كان يقضي جلّ ساعات النهار قاعدًا بجانب سرير زوجته الحبيبة، ويتوقع رجوع وعيها إليها.

أركن سيارته بجوار المستشفى وذهب في اتجاه البوابة. وقبل أن يصلها رأى فجأة الكاهن الأكير خضر خارجًا من جناح المستشفى، ومتوجهًا إلى الجناح المجاور. أحسّ أريئيل برجفة تسربّت إلى كل جسمه، إنّي قلت لبنياميم بألّا يُضايق الكاهن الأكبر في الإتيان إلى زوجتي، قال ذلك في نفسه. توجّه إلى الممرّضات وسألهن: ماذا طلب كاهن السامريين الأكبر، وهل سأل عن صحّة زوجته. هدّأت الممرضات أريئيل وقلن له، كلّ ما في الأمر، أنّ الكاهن الأكبر ضلّ الطريق ودخل الجناح الخطأ وهنّ أرشدنه إلى الجناح المجاور، حيث يعالَج أحد شبّان طائفته. خاب أمل أريئيل، إلّا أنّه مع ذلك، قال لنفسه، إنّ مشيئة الله استدعت الكاهن الأكبر مقابل الجناح، الذي ترقد فيه نعمه، في نفس اللحظة التي وصل فيها هو إلى الجناح. سأل الممرضات في ما إذا حصل أيّ تحسّن في حالة نعمه. كان الجواب نفسه بالنفي، للأسف الشديد.

ذهب أريئيل وجلس بجانب سرير زوجته. لم يطرأ شيء حتّى الصباح، تأمّل أن تتمخّض صلاة الكاهن عن مساعدة ما. في الصباح توجّه في طريقه إلى المكتب، وهو يتمتم بيأس كبير: صلاة الكاهن الأكبر أيضًا لم تُفد. لا أمل لزوجتي، من الأفضل لها أن تموت، من أن تبقى في حالتها هذه، هذا ما قاله وكرّره.

عند دخوله للمكتب انتظرته ليئه، سكرتيرته المخلصة وأخبرته: هناك من تبحث عنك في الخطّ المباشر، لديها خبر هامّ تودّ إيصاله لك، إنّّها تنتظر أكثر من خمس دقائق. قلتُ لها، اتّصلي فيما بعد إلّا أنّها أصرّت على الانتظار على الخطّ. إنّي لا أعرفها، ولكن يبدو أنّ صوتها معروف لي من مكان ما. حسنًا، حسنًا، أعطيني إياها، قال أريئيل وهو يتساءل حول ما قالته ليئه. هلو، قال في سماعة الهاتف، منِ المتحدّث، من فضلك؟ أريئيل، سمع صوتًا مألوفًا، هل نسيتَ صوتي؟ هل أنتَ مشغول لهذا الحدّ كالعادة؟ لا داعي للذعر، أنا زوجتك نعمه!

هكذا سمع أريئيل بجلاء والباقي قَصّته عليّ ليئه سكرتيرته. من خارج مكتب أريئيل سمعتْ ليئة والسكرتيرة الثانية صوت خبطة خافتًا وبعده لم يسمع صوت أريئيل. تقدّمتا مذعورتين نحو الباب، فتحتاه بعناية ووجدتا أريئيل متمدّدًا على الأرض مغميًا عليه. حاولتا إيقاظه من إغمائه بدون جدوى. بعد ذلك استعاد وعيه، وسمعتا منه تفاصيل المحادثة الغريبة.

في البداية ظنّوا أنّ امرأة ما ذات دعابة قاسية أرادت المزاح، اتّصلت ليئه بجناح المستشفى وردّت الممرضة الرئيسية وقالت مبشّرة أنّهم يحاولون منذ وقت طويل التحدّث مع أريئيل، ليتكلّم مع زوجته التي استفاقت فجأة، وبدأت تسأل ماذا تفعل هنا في جناح المستشفى؟

شرحتِ الممرّضات لها الوضع، وعندها أرادت التحدّث مع أريئيل وفوجئن أنّ الخط قد انقطع فورا. لم ينتظر أريئيل لسماع تقرير ليئه، أسرع، اشترى باقة زهور كبيرة وسافر مسرعًا إلى مستشفى شيبا في تل هشومير.

قُل للكاهن الأكبر بأنّني لن أنساه كلَّ حياتي، قال لي أريئيل، والآن لو سمحتَ، عليّ الوصول بسرعة إلى البيت، اليوم تصل نعمه من المستشفى إلى البيت، إنّنا سعداء، فرحون، أيّما فرح.

هذا ما فعلتُ، رويتُ للكاهن الأكبر خضر كلَّ القصّة، ابتسم قائلًا: إنّها شفيت ليس بسبب صلاتي، بل لأنّ الله قرّر أنّها تستحقّ الحياة. عندما قلت لأريئيل ما قاله الكاهن الأكبر عن زوجته ابتسم هو أيضًا وقال: فقط من يكون قريبًا من الله لهذا الحدّ يقول ذلك!.                                                                                      “



52

لماذا الملاحظة هامّة جدّا؟
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


طلاب السنة الأولى في الطب (MBBS = Medicinae Baccalaureus, بكالوريوس في الطبّ والجراحة) كانوا في حِصّة التشريح الأولى. تحلّقوا حول طاولة التشريح وعليها كلب حقيقيّ ميّت. استهلّ البروفيسور الحِصّة ذاكرًا خاصيّتين هامّتين في الطبيب. الأولى: عدم الاشمئزاز أو التقزز من أيّ شيء خاصّ بالجسم، مثلا: دسّ إصبعه في فم الكلب ثم سحبها ومصّها بفمه. ثم طلب الأستاذ من طلابه القيامَ  بنفس الشيء. تردّد الطلاب لعدّة دقائق. لكن في آخر المطاف، أدخل كلّ واحد منهم إصبعه في فم الكلب ثم  ذاقها.
بعد ذلك نظر البروفيسور إليهم قائلا: الميزة الأهمّ الثانية هي الملاحظة، إنّي أدخلتُ الإصبع الوسطى ولحست السبّابة.
الآن، تعلّم أن تولي اهتماما.
http://www.funnyfunnyjokes.org/

53
عجائبُ عورتا
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربية لهاتين القصّتين بالعبرية، كتبهما السيّد راضي بن الأمين صدقة الصباحي (رتصون بن بنياميم بن صدقة الصفري، ١٩٢٢-١٩٩٠)، ونُشرتا في  الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددان ١٢١٩-١٢٢٠، ١ تموز ٢٠١٦، ص. ٤٧-٤٩. بنياميم (الأمين) نقّح ما خطّ والده. 
هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها: إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.
بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى دول العالم. هذه الدورية، ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحررين الشقيقين، بنياميم (الأمين)  ويفت (حسني)،  نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

أ. عجيبة إلعزار

”يوسف بن حبيب (حوڤڤ) بن يعقوب صدقة الصباحي، المعروف بكنيته أبو جلال، رحمه الله، مرّ ذات مرّة بجانب قرية عورتا (عَوَرْتِه باللفظ السامري) الواقعة جنوبي نابلس، حيث قبور الكهنة الكبار، إلعزار وإيتمر ابني أهرون، فنحاس بن إلعزار، أبيشع ابنه، والسبعون شيخا.
مرّ، بكونه بائعًا متجوّلًا، بجانب قبور السبعين شيخًا، رحمة الله عليهم، وإذا به يرى فلّاحًا عربيًا من سكّان القرية، يحفُر حفرة للتبرّز فيها، بالضبط بجانب هذه القبور المقدّسة. علّق يوسف على ذلك وقال له: لا يُفعل مثلُ هذا الشيء في قبور الصالحين.
ضحك الفلاح وقال: كعادتكم أنتمُ السامريون تؤمنون دائمًا بالهُراء والأمور الجوفاء. قال له يوسف: أنظر يا صديقي، لقد حفرتَ وتكوّم التراب في هذه الكومات الكبيرة ولكن برازك قليل جدّا، فكلّ ما حفرته كان هَباء.
كلّ طَلَبات يوسف ذهبت أدراج الرياح؛ ترك يوسف الفلاحَ، وسار في دربه، وفي فيه طلبُ السماح والمغفرة للفلاح المسكين الصفيق.

في اليوم التالي، حينما دخل يوسف قريةَ عورتا ليبيع بضاعته من القماش الدمشقي، وإذا بضجيج وصخب ونواحٍ يفطر القلب، تنبعث حزنًا على شخص مات فجأة. الميّت كان نفس الفلّاح الذي التقاه يوسف البارحة. سأل يوسف أهل القرية: إنّي رأيته البارحةَ يحفُر خارج القرية، وهو معافىً كالحصان؟

قال له أهل البلد: هذا صحيح، هذا ما رواه أمسِ لزوجته، كما وذكر لها أنّ سامريًّا جاءه وحثّه على التوقّف عن الحفر. وبعده، أتى أطفالُ صدّيقين وطلبوا إليه أن يستجيب لطلب السامريّ، لكنّه لم يستجب لهم. عند انبلاج الفجر فارق الحياة.


ب. قفزة عجائبية، انتقال من مكان لآخرَ بسرعة البرق

سمعتُ هذه القصّة من والدي، المرحوم الأمين بن صالح صدقة الصباحي (بنياميم بن شلح صدقة الصفري)، رحمه الله وهو بدوره سمِعها. ليتنا نحظى بأن يحدث لنا اليوم، ما جرى في القصّة في تلك الأيّام. في منتصف القرن التاسع عشر، سكن على سفح جرزيم، جبل البركة، في مدينة نابلس جنبًا إلى جنب، مع أبناء طائفته السامريين، الرجل المستقيم والبارّ، إسحق سوريه. سار في الصِّراط المستقيم، ولم يلتفت لا يُمنة ولا يسرى. كان سقّاء، واعتاش من نشل الماء للطائفة. في ساعة مبكِّرة من كل صباح، كان ينزِل لمكان يدعى ”عين العسل“، ينبوع ينبع من ּأعماق جبل جريزيم، يملأ دلاء الماء المعلّقة على عصا، يحملها على كتفيه، ويوزّع الماء على بيوت السامريين.

هكذا عاش إسحق، وأعال عائلته بكرامة، ورأى أبناء الطائفة في ذلك بركة من الله، وأُطلق عليه بين ربعه اسم ’بركة‘. زيارة السامري لقبور الكهنة الكبار، أبناء أهرون، إلعزار وإيتمار وفنحاس بن إلعزار في قرية عورتا، هي فريضة دينية. في صباح يوم صيفي جميل، نهض باكرًا الكاهن الأكبر، يعقوب بن أهرون وبعض وجهاء الطائفة. حمّلوا حُصنهم وحميرَهم بآنية الماء، وبكلّ ما لذّ وطاب من طعام، لتناوله بجانب قبور الكهنة الكبار، ولرفع الصلوات لله من أجل أرواح كل جوق إسرائيل، ليُسكنهم في جنّة عدن إلى الأبد. صعِدوا في الطريق المؤدية إلى قبر الكاهن إلعزار. غادروا مدينة نابلس، منطلقين من جانب ”عين العسل“، ورأوا إسحق هناك يملأ دلاءه. طرحوا عليه السلام، السلام عليك يا إسحق. السلام عليك يا سيّدي الكاهن الأكبر، السلام عليكم أيها الوجهاء، ردّ إسحق. وعندما همّوا بالمغادرة، سألهم إسحق: إلى أين أنتم متوجّهون هكذا على جناح السرعة مع حُصُنكم؟
أجابوه: وِجْهتُنا إلى قبر سيّدنا الكاهن إلعزار، ضع تنكات الماء خاصّتك وتعال معنا. قال لهم: ولمن أترك الأولاد والزوجة؟ إنّي أملأ هذه التنكات، وأوزّعها على أبناء الطائفة، أتسلّم ثمنَها، وبعد ذلك سألحق بكم. ضحك الكاهن الأكبر يعقوب قائلًا: يا إسحق يا بُنيّ، كيف تتمكّن من القيام بكلّ ذلك؟ إلى أن تنتهي من توزيع الماء، نكون قد رجعنا من هناك، لا يا بُنيّ، لا تكلّف نفسك عناءَ فِعل ذلك الآن، إذا لم تتوفّر لديك المقدرة والوسائل، إذهب إلى عملك وليكن اللهُ معك“.
ردّ إسحق: ”أشكرك يا كاهني، أشكرك على بركتك، مع كل هذا، إنّي آتٍ وإله آبائي يَهديني في هذه الطريق“.

٣٤٥ مرّةً  أ. - ب.

ابتسم الوُجهاء خِفية، في أنفسهم (من تحت شواربهم)، حثّوا حُصُنهم وحميرهم لكي يصلوا قبل شروق الشمس، ليصلّوا صلاة الصبح على قبر إلعزار. وصلوا بوابة القبر، وإذا بصوت الصلاة والإنشاد منطلِقٌ من ساحة القبر، حلّت بأجسادهم رجفة، وما عرفوا من المصلّي. دُهش الرجال جدًّا وظنّوا أن المصلّي  ما هو إلّا ملاك. لملموا قِواهم وشجاعتهم ودخلوا ساحة القبر.

ومن رأوا هناك؟ إنّه إسحق، بركة، السقّاء، يجلس في وسَط الساحة ويصلّي بهدوء، وأحيانًا يرفع صوته. ذَهِل الكاهن الأكبر يعقوب وقال: هل أنتَ إسحق؟ نعم، أنا هو، لماذا تأخّرتم في المجيء إلى هذا الحدّ؟ استفسر إسحق بركة. ردّ الكاهن الأكبر: كيف تمكّنت أنت من الوصول قبلَنا، ولا حصان أو حمار لديك أجابه إسحق: فور تركِكم لي، توجّهت أنا أيضًا وسرت في طريقي، وزّعت الماء على أبناء طائفتنا؛ بعد ذلك بدأتُ أمشي في طريقي الطويلة هذه. كنت أمشي وأصلّي، وعلى حين غِرّة رأيت أنّني في باحة القبر، ولا أحد معي. استغربت جدا لأنّكم لستم معي هنا.
قال له وُجهاء الطائفة: ماذا كنت تصلّي يا أخانا إسحق؟ فأنت، كما هو معروف، أُمّي ولا علمَ لك بالصلوات.
أجابهم إسحق: صدقتم، لذلك بدأت بترديد الأبجدية، وأنا ּأحرّك حبّات المسبحة التي بيدي ٣٤٥ مرّة، وما أن وصلت هذا الرقم وإلا أنا هنا، في المكان المقدس.

بعد أن أنهى إسحق قصّته، قال له الكاهن الأكبر: يا إسحق، نصيبك في الآخرة أكبرُ من نصيب كلّنا، لأنّ مجموعَ قيمة حروف (حساب الجُمَّل) موسى، النبي العظيم، هو ٣٤٥، الميم يساوي ٤٠، الشين ٣٠٠ والهاء ٥، وهو الذي نقلك إلى هنا بهذه السرعة، لكونك إنسانًا ورعًا ومحبًّا للحقيقة والعدل، وبسبب هذا حصلت لك هذه الأُعجوبة.
ركع الجميع وسبّحوا الإله العظيم، لأنّه أنعم من خيراته ونِعَمه على أبناء طائفته ومؤمنيه المساكين.
تلك الطريق بين نابلس ومكان القبر في عورتا، يسمّيها السامريون حتى يومنا هذا، باسم ”قفزة طريق“ ذكرى لفعل إسحق بركة“.


54
المنبر الحر / أربع قصص عورتا
« في: 17:26 19/02/2017  »
أربع قصص عورتا
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصص الأربع بالعبرية، كتبها السيّد عبد اللطيف (حنونة) بن إبراهيم الستري/السراوي الدنفي،  أبو رامي (١٩٠٣-١٩٩٥)، نجل آخر سامرية من سبط بنياميم، ونُشرت في  الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددان ١٢١٧-١٢١٨، ١٠ حزيران ٢٠١٦، ص. ٢٠-٢٤.
هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها: إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.
بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى بقاع العالم. هذه الدورية، ما زالت حيّة ترزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة الشقيقين بنياميم (الأمين)  ويفت (حسني)،  نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

قصص

”قصص كثيرة، ارتبطت بقدسية قبور الكهنة الكبار من نسل أهرون، في قرية عورتا الواقعة إلى الجنوب الشرقي من نابلس، وعُرفت في الماضي باسم عبورتا، ويدلّ اسمها إلى موقعها إلى ما وراء جبل جريزيم. أذكر منذ صباي، أسماء القبور لدى أهالي قرية عورتا، والقرى المجاورة الذين ورثوا من آبائنا تقليد تقديس القبور، إلى أن جاء أحفادهم ودنّسوا قدسية قبر الكاهن الأكبر فنحاس (خضر)، بن الكاهن الأكبر العُزير (إلعزار)، ابن أهرون الكاهن، شقيق سيدنا موسى عليه السلام.
حتّى اليوم يمكنكم سماع أساطير وحكايات من شيوخ القرية، الذين قد يكونون أحفاد آباء سامريين متأسلمين. إنّهم يقصّون عليكم عجائب عن مقبرة العُزَير أي إلعزار، والعجائب التي حدثت حول قبر المنصور، أي فنحاس بن إلعزار، والعجائب التي حدثت بجانب قبر المفضّل، أي ايتمر، شقيق إلعزار. كما وهنالك، شتّى القصص عن مغارة السبعين مُسنًّا، وقبر ناسخ الكتاب المقدّس، الكاهن الأكبر، أبيشع بن فنحاس بن إلعزار، رضي الله عنهم جميعًا، وجمعنا معهم   في جنّة عدن في المستقبل.
من القصص الكثيرة، التي سمعتها في صباي، من كهنة ومسنّين، أربع أحفظها وأقصّها عليكم الآن، وأنا ابن ٨٧ عامًا تقريبا، إلا أنّ ذاكرتي، والحمد لله، لم تخنّي بالرغم من جيلي المتقدّم ، أقصّها كما سمعتها بالتمام والكمال. ليس السامريون وحدهم يقدّسون هذه القبور، بل كثيرون من اليهود والمسلمين أيضا. كلّ من يزورها يمتلأ خوفًا من الله، والكافر بها سيلقى عِقابه عاجلا.

أ. حبّة العنب والنرجيلة/الشيشة

القصّة الأولى تعود لأيّام صباي، في عهد الأتراك في هذه البلاد. قصّ عليّ إبراهيم أنّ الحدث حدث في حوز (حوزة) الكاهن الأكبر فنحاس. اختفى القبر منذ خمس وعشرين سنة، لأنّ سكّان القرية أقاموا عليه مسجدًا، وأبقوا علامة صغيرة لمكان القبر. منذ مئات، وربّما آلاف السنين، وحتّى يومنا هذا، كان  شاهد القبر كبيرًا على القبر، وساحة رحبة من حوله.
شجرة كرمة ضخمة، غطّت  شاهد القبر، وأضْفت عليه جمالًا ورونقًا، كانت علامة فارقة للقبر. وصل إلى هناك، أحد الضبّاط الأتراك، ولا علم له البتّة بقدسية القبر. جلس باسترخاء على مقعد بدون ظهر بجانب القبر، وهو منتعل جزمته، وخدّامه لقّموا النرجيلة بالتبغ والجمر.
جلس الأمباشي التركي مسترخيًا على ذلك المقعد، ومتّع ناظريه بالمنظر الخلّاب لمرج البهاء، وجبل جريزيم إلى الغرب منه. كان ذلك في بداية موسم نضوج العنب، وآونتها اعتاد السامريون قضاء بعض الأيّام، ويوم السبت أيضًا، في  حوزة  قبر إلعزار، ينشدون ويصلّون ويستريحون لتناول الطعام الدسم. بالطبع كان آباؤنا يستغلّون زيارتهم لقبور الكهنة الآخرين من نسل أهرون، وفي مغارة السبعين شيخا. وهكذا تواجد بعض شيوخنا في مكان قبر فنحاس، فذهلوا وارتعبوا، عند رؤيتهم الأمباشي التركي، يدنّس قبر الكاهن الغيور لإله إسرائيل ، فنحاس بن إلعزار. كلّ من يدخل مكانًا مقدّسًا كهذا، عليه التصرّف بخشية وتواضع، إلا أنّ الضابط التركي، استلقى على المقعد منتعلًا جزمته، مصدرًا الأوامر لخادميه وللقرويين الذين أتوا لتقديم نذورهم لقبر فنحاس.
ּأكبر المجموعة سنًّا، تجرّأ ولفت انتباه الضابط التركي، حول تصرّفه غير اللائق في هذا المكان، وسأله بشكل خاصّ، كيف سمح له فؤاده بتدنيس مكان القبر بجزمته. استغرب الضابط التركي واغتاظ من سؤال الشيخ الفاضل السامري، دهش جدًّا من السؤال وأراد أن يعرف ما غلبة قدسية قبر المنصور، كما يدعوه قرويو المنطقة.
قصّ الشيخ للضابط عن الكاهن فنحاس قائلًا، إنّ قدسيته مستمرة إلى اليوم، ويُحظر على أيّ إنسان أن يمسّ بهذه القدسية، لئلا يلحقه أذى شديد. شكّ الضابط التركي بقول الشيخ السامري، ضحك وقال: إذا حدثت حقًّا مثل هذه العجائب الكثيرة في هذا المكان، فلماذا لا تحدث عجيبة أخرى؟ ها أنا أقطف حبّة عنب من الدالية التي تغطّي القبر، وأضرب بها وعاء النرجيلة الزجاجي؛ إذا كان هناك حقًّا أيّ سرّ عظيم دفين في هذا القبر المقدّس، فإنّ بذرة العنب ستكسر النرجيلة.
قال وفعل، قطف الحبّة وقذف النرجيلة بها، فانفلقت لقسمين متساويين، وانسكب ماؤها على  شاهد القبر الذي على القبر. ذُهل الضابط ذهولًا كبيرًا، وولّى هاربا من المكان وهو يصرخ: مقدّس، مقدّس المنصور! من فضلك اغفر لي لأنّي خدشت قُدسيتك، واقبل منّي فدية. أمر الضابط بجمع فدية من المال لقبر  فنحاس، لتصليح الشقوق في جدران حوز (حوزة) القبر.

ب) فنحاس الذي ظهر في الحُلم

القصّة الثانية متعلّقة أيضًا بقبر فنحاس، حادثة وقعت لشيخ من عائلة صدقة الصباحي، اسمه يوسف بن حبيب (حوفيف) بن يعقوب الصباحي، الذي كان السامريون يطلقون عليه احتراما، الكنية أبو جلال. ذات يوم رغب أبو جلال في أن يستعطف قبور الكهنة الكبار، بنحر خروف في حوز (حوزة) قبر الكاهن الأكبر، فنحاس بن إلعزر. سمعتُ هذه القصّة منه حول نَذر نذره، وحضر ليفي به بجانب قبر فنحاس، ومعه زوجته ملكه. انشغلت الزوجة بتحضير الطعام، وهو بنحر الخروف وشيّه. في زاوية الحوز (الحوزة)، كان بعض الحطب الذي جمعه القرويون من أجل السامريين، الذين كانوا يأتون لاستخدام الموقد هناك. استعمل أبو جلال بعض ذلك الحطب. عندما همّ بمغادرة المكان، وقع نظره على جذع شجرة سميك، ملقىً بجانب كومة الحطب. اشتهت (هفّت) نفسه ذلك الجذع، ذهب وأخذه معه إلى منزله في نابلس. في الطريق، حذّرته زوجته: لم تُحسن صنعًا في أخذك شيئًا تابعًا لقبر مقدّس.”أُسكتي يا امرأة، ماذا تعرفين أنتِ؟ غضب عليها، ماذا في أخذي جذعَ شجرة لتحضير وجبتنا كلينا؟“
في تلك الليلة، كما قصّ عليّ أبو جلال، قلِق ولم ينم، إلا أنّه في النهاية تعب وغفي، وها هو يرى في حُلمه كاهنًا طويل القامة جليلًا، لحيته طويلة بيضاء متدلية، مرتديًا أفودًا (معطف الكاهن) أخضر وعيناه تنفث رعبا. نظر إليه الكاهن وقال لأبي جلال المرتجف كورقة مبعثرة: ”ويل لك على ما أخذتَ من مكان قبري. كيف أخذت من هناك شيئًا ليس لك؟“. استفاق أبو جلال مضطربًا، وكلّ جسمه يتصبّب عرقًا باردا. قبل أن يبزغ الفجر، أسرج حماره وحمّله جذع الشجرة، وأعاده إلى محلّه، بجانب قبر فنحاس. بعد ذلك نام الليالي كطفل صغير.

جـ) الخروف الذي ظهر بأعْجوبة

الحكاية الثالثة، وقعت عند قبر إلعزار. سبق السامريون المسلمين بقرون كثيرة، في عادة خلع النعال من القدمين، عند دخول مكان مقدّس. ذات يوم، تواجد في المكان وجيه يهودي ومعه حاشية كبيرة من الأصدقاء والخدم. سأل السامريين الذين كانوا في المكان، عمّا يفعلونه عادة في المكان. أخبره السامريون أنّهم يؤمّون حوز (حوزة) القبر المقدّس مع عائلاتهم، يقيمون الصلوات، يطلبون بركة الكاهن إلعزار، يُشعلون الشموع، يَبسطون طلباتِهم من أجل التوفيق والفلاح في كل أعمالهم. وبين هذا وذاك، يقيمون وليمة كبيرة، ويتمتّعون بمذاق الخراف المشوية، التي نحرت في المكان.
من جهة أخرى، لا ينزع اليهود والمسيحيون نعالهم عند دخولهم أماكن عبادتهم، كنيس أو كنيسة، أو أيّ مكان مقدّس آخر. وهكذا تصرّف ذاك الوجيه اليهودي، الذي دخل مع حاشيته إلى حوز (حوزة) قبر الكاهن الأكبر إلعزار، منتعلين أحذيتهم. حذّره السامريون بألا يفعل ذلك، ففي الأمر تدنيس لقدسية المكان. لم يأبه الوجيه اليهودي لتحذيزات السامريين، ووقف بتكبّر بجانب شاهد القبر.
ضحك اليهودي المحترم وقال: إنّ ما ينقصني حقًّا الآن، خروف لتقريبه في هذا المكان. إذا كان الكاهن إلعزار، صاحبَ عجائب حقًّا، فليأتِ لي من لا شيء في هذه اللحظة بخروف للقربان. لم يُكمل كلامه، وإذا بقروي من عورتا، يدخل إلى مكان القبر، جارًّا كبشًا بقرنيه وهو يمأمىء، وأحضره إلى الوجيه اليهودي. أسرع اليهودي، فخرج من حوز (حوزة) القبر آمرًا جميع أفراد حاشيته أن يفعلوا مثله كي ينزعوا أحذيتهم عند مدخل بوابة حوز (حوزة) القبر.“



د. قطعة القماش التي تحوّلت إلى أفعى

هذه القصّة الرابعة حدثت في حوزة قبر إلعزار أيضا. امرأة من قرية عربية مجاورة، يبدو لي، من رُجيب أو من بيت فوريك، وصلت إلى حوزة القبر لتفيَ بنذرها. كانت هناك شجرة ضخمة جدًّا ظللت أغصانها شاهد القبر وما حوله. مشاغبون أحرقوا الشجرة قبل سنوات كثيرة.
كان القرويّون يعلّقون على فروع الشجرة نذورهم، مثل هدية نقدية ملفوفة في كيس قماشي، أو قِطع من الحرير الدمشقي. القائمون على حوزة القبر، كانوا يستخدمون النذور في ترميم المكان.
تلك القروية التي وصلت، وفت بنذرها، وقبل مغادرتها للمكان برفقة ابنها، أمعنت النظر في قطعة حرير دمشقي بلون يميل إلى الزرقة، كانت معلّقة على أحد الأغصان. التفتت المرأة يمينًا وشمالًا، لم تر أحدًا، فمدّت يدها وأنزلت قطعة القماش، ودسّتها بسرعة في صدرها (عُبّها).
عندما غادرت المكان أحسّت ثقلًا في صدرها وبشيء ما يتحرّك. دسّت يدها إلى صدرها لترى ما هناك،  فذُعرت، عندما التفّت أصابعها حول ذنب أفعى كبير. قفلت عائدة بسرعة إلى حوزة القبر وأحسّت، أنّ لا شيءَ في صدرها، سوى قطعة القماش.
ظنّت أنها تحلم أحلام اليقظة، وعليه استعادت جأشها، وعادت ثانية من هناك وقطعة القماش في عبّها. عاد صدرها وثقُل، وتحوّلت قطعة القماش إلى أفعى. رجعت المرأة القروية إلى القبر فشعرت براحة في صدرها. الآن أدركت أنّها ارتكبت خطيئة كبيرة ، سرقة نذر من قبر العُزيْر، أسرعت وأعادت قطعة القماش إلى محلّها.
بعد ذلك، نذرت نذرًا آخر، أنّه في حال عودتها إلى البيت سالمةً، فإنّها ستجلب نذرًا مضاعفًا لقبر إلعزار، وهكذا فعلت.
صحيح، أنّني لم أقصَّ عليكم شيئًا عن عجائبَ، حصلت في قبر إيتمار، ولكن أنظروا موقع القبر. كلّ من يقف هناك في طرفه الجنوبي الشرقي، يرى من تلك الزاوية، أنّ قبر المفضّل متّجهٌ نحو جبل جريزيم الواقع قُبالتَه. هذه الحقيقة تساوي ألفَ قصّة.



55
المنبر الحر / أعجوبة الفِسْح
« في: 22:20 14/11/2016  »
أعجوبة الفِسْح
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي كتبها فيّاض (زبولون) بن يوسف ألطيف الدنفي (١٩٢٩-٢٠٠٢، معلّم لغة إنجليزية في مدارس نابلس، ناشط اجتماعي) بالعبرية ونُشرت في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد ١٢١٣-١٢١٤، ٢٠ آذار ٢٠١٦، ص. ٣٠-٣٢. هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.
بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين بالدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة ترزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّرين، الشقيقين، بنياميم ويفت، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

”كنت في الواقع قد قصصت عليكم قصصًا كثيرة عن تلك الأيّام القاسية، التي مرّت عليّ في صباي، ولكن عرفنا فتراتٍ جميلةً أيضًا، عشنا فيها في بحبوحة في البيت، الرزق كان متوّفرًا ووالدي، أبو فيّاض، يوسف بن فيّاض بن إسحق الدنفي، تمكّن من جني أرباح جيّدة من الأعمال الكثيرة التي كان يزاولها. تسألون بالتأكيد، إذا كانت الحالة هكذا فأين  ذلك المال الوفير الذي جمعه، ولماذا لم يورثه لنا؟
عليّ الاعتراف هنا، وحياة أبي لن تعتبرها سيّئة. من الأمور التي لم يعرفها أبي قطّ في حياته كان الادّخار. لم يحسن الادّخار، كان في حياته يجني المال الوفير، وكان يبذر أكثر من ذلك، وعليه كانت النتيجة أن فترات الجوع والقلّة كانت أطولَ من فترات البحبوحة والوفرة.
لا ريب أنّكم تعلمون أنّ همّ السامري طيلةَ السنة هو تأمين الدخل الكافي، كي يقضي أيام الأعياد المركزية، الفسح والعرش وخاصّة الفسح، برغد وسعادة. اليوم، يقضي قسم كبير من أبناء طائفتنا كلّ السنة على جبل جريزيم. في الماضي، كان المكوث على جبل جريزيم لمناسبة عيد الفسح، طموح ومبتغى كلّ فرد من أبناء طائفتنا.
سبت موسم الفسح، قُبيل قربان الفسح، [ذكرى لقاء موسى بشقيقه أهرون بعد فراق دام ستين عامًا] كان السامريون يصعدون إلى الجبل، وينصبون خيامهم هناك، وهكذا كانوا يمدّدون متعتهم السنوية، إذا لا أحلى من أيّام ما قبل عيد الفسح. في كل صباح كنّا ننزل مشيًا إلى المدينة للدراسة وللعمل. هكذا كانت تلك الأيّام الحلوة. مع أنّ القرش في جيوبهم كان قليلا، إلا أنّ قلب السامري كان يحنّ على الآخر، أكثر ممّا هي الحال في هذه الأيّام.
أودّ أن أروي لكم عن إحدى فترات والدي الجميلة، في إحدى سنوات الانتداب البريطاني، حدث ما يلي في وقفة الفسح وفي غضون سبعة أيّام عيد المصّة. آونتها زاول أبي بيع الوقود، وبشكل خاصّ لوسائل نقل الجيش البريطاني. عدد السيارات آنذاك كان قليلًا جدّا، في كلّ فلسطين أيضا. أدار الدكّان الكبير لتخزين تنكات الوقود والدي وجار عربي. وفي ذلك الدكّان كان بالإمكان الحصول على تنكات زيت للسيارات. مخزون كافٍ كان دائمًا متوفرًا في الدكّان، وهكذا كان قبل موعد الفسح ببضعة أيّام، في ليلة صعود أبي إلى الجبل بعائلته، للقيام بفريضة الفسح. صعِدنا كلّنا إلى الجبل قبل حلول عيد الفسح بشهرين تقريبًا، أقام والدي تخشيبة مربّعة الشكل وهناك بتنا كلّنا. كان ينزل يوميًا إلى نابلس للعمل في بيع الوَقود.

قبل العيد بيومين، توجّه إليه تاجر وقود عربي عارضًا عليه شراء احتياط إضافي من الوقود، خمسين تنكة، وفي كلّ واحدة منها خمسة عشر لترا. في البداية مال والدي إلى رفض ذلك العرض، فهو منشغل جدًّا في التحضيرات للفسح، وعلى كلّ حال، سيتغيّب عن العمل طيلة سبعة أيّام العيد.  بعد إعادة النظر في العرض، قرّر مع كلّ ذلك الشراء. قال في نفسه، هذا المخزون لبداية استئناف العمل بعد العيد لن يضرّ. ”ما سعر التنكة هذه المرّة؟“، سأل أبي التاجرَ كعادة التجّار. ”قسمًا بالله وبحياة محمّد رسوله“ - أقسم التاجر - ”إذا كنت أجرؤ على خداعك فسأكون ملعونًا في أعينهما، سعر التنكة هو ثلاثة قروش ونصف، لكن لك، فنحن إخوان، السعر ثلاثة قروش! ”أنظر، إنّي في وقفة العيد“، قال أبي للتاجر - ”وماذا سأفعل بكل هذا الوقود، ربّما من الأفضل الانتظار إلى ما بعد العيد، وعندها لن أُحْرم نفسي من خيرك“.
فهم التاجر ما في كلام أبي من تلويح، فوافق على خفض سعر التنكة بمليمين فأصبح ثمنها ثمانية وعشرين مليمًا. بهذا السعر وافق والدي شراء مائة وخمسين تنكة. بينما كان ينقل التنكات من الشاحنة إلى الدكّان، وصل تاجر آخر بشاحنة أيضًا محمّلة بتنكات الوقود، وهو بدوره استطاع إقناع أبي بشراء مائة وخمسين تنكة أخرى بسعر ستّة وعشرين ملّيمًا للتنكة.
بعد أن ابتاع أبي كل التنكات، أخذ يفكّر بينه وبين نفسه فيما إذا كان قد أبرم صفقة ناجحة أم لا، فهناك خطر هبوط أسعار الوقود في خلال عشرة أيّام غيابه عن العمل، وينقلب الربح خسارة فادحة. أخيرًا هدّأ نفسه في التفكير بإقامة فرائض الله الهامّة جدّا، مثل قربان الفسح والحجّ، ويجوز له أن يأمل بأنّ الله، على الأقلّ، سيساعده في عدم الخسارة. ּأقفل أبي الدكّان بقفلين، ومزلاجين مصلّبين على الباب، وصعِد للاحتفال بالعيد مع عائلته وطائفته.
قرّب الوالد القربان بموعده ومرّ العيد عليه بسرور، شُوي اللحم كما ينبغي، وأُكل على عجل مع المصّة والمارور. كانت معنويات أبي عالية، ونحن الأولاد، أبناؤه وابنته فرحنا بفرحه. انقضى القربان وما بعده، حلّ يوم السبت بعد مضي ثلاثة أيّام قبل أن تخرج أُسَر السامريين من خيمة لخيمة لجلب بركة العيد. ּأصدقاء السامريين من عرب نابلس تكبّدوا الصعود إلى معسكر الخيام والتخشيبات على الجبل للمعايدة.
من بين القادمين من نابلس، كان تاجر من مقرّبي والدي، وطلب التحدّث مع أبي على انفراد. رافقه أبي إلى ركن في التخشيبة وطلب منه أن ينطق بما عنده. سأل التاجرُ أبي ”سمعت أنك اشتريت قبل العيد بضع مئات من تنكات البنزين وخزنتها في دكّانك، الذي أقفلته بالقفل والمزلاج، بكم اشتريت التنكة؟“ سأل التاجر.
آثر أبي ألا يجيب على السؤال. لم ينتظر التاجر جوابًا وتابع ”ربّما لا تدري يا صديقي، ولكن منذ ذلك الوقت صار سعر البنزين كسعر الذهب، إن لم يكن أكثر. إنّ ثمن كلّ تنكة يصل اليوم الليرة والنصف“. استمع أبي لكلام التاجر، وفضّل عدم أخذه على محمل الجدّ، لأنّ ذلك التاجر يميل إلى السُّكر بسهولة من بعض كؤوس العرق التي كانت على طاولة أبي. إنّه يتحدّث كالسكران، قال أبي في نفسه وودّع التاجر المتأرجح على رجليه عند خروجه من التخشيبة، بعد أن كرّر القسَم بالله وبرسوله بأنّ كلامه صحيح، لا غُبار عليه.
”نحن في أيّام العيد“ - قال أبي للتاجر المنفعل - ”لا وقت للكلام عن التجارة، بعد نهاية عيدنا سأنزل إلى المدينة لأرى ما هي الأوضاع“. انتظر أبي صابرًا حتى نهاية أيّام العيد، ولكنّ ذلك كان ظاهريًّا. لاحظت أنّه يستلقي للنوم وهو يقظ، عيناه مفتوحتان، لأنّ الشكّ أخذ ينغز مخّه، قد يكون كلام التاجر صحيحا.
في اليوم التالي لعيد المصّة، نزل أبي إلى الحانوت. وقبل أن يفتحها، توقّفت بجانبها سيّارتان كبيرتان تابعتان للجيش البريطاني. قفز منهما ضابطان وسألا بصوت واحد، فيما إذا كان لديه وَقود للبيع. أجاب أبي بالإيجاب. ”بكم تبيعنا التنكة الواحدة“؟ سأل الضابطان. ”بليرة ونصف“ ردّ أبي، متذكّرًا قول التاجر؛ ”بعنا تنكتين لكل واحد“ - قال له الضابطان. باعهما أبي كالمطلوب، وفورًا بعد سفرهما، أقفل والدي حانوته وخرج ليتحقّق من الثمن الحقيقي. كان تخمينه صائبًا [حَزَر مزبوط]، السعر كان أعلى، ليرتان ثمن التنكة!
باع أبي كل مخزونه في خلال يومين، ما اشتراه في وقفة العيد، وما كان عنده من قبل، ووصل ربحه أكثر من ألفي ليرة، مبلغ ضخم في تلك الأيّام. تقاسم أبي وشريكه الربح غير المتوقّع. شكر الشريك اللهَ لأنّه جلب له شريكًا سامريًا، عرف متى يغلق حانوته؛ أمّا أبي فقد نظر إلى الأعلى وشكر بحرارة ربّ إسرائيل“.



56
الأسد في خِزانة الكتب
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



في ما يلي ترجمة عربية لقصّه عاطف (ليڤي/لاوي) ابن الكاهن الأكبر ناجي (أبيشع، ١٩١٩-٢٠٠١)، التي رواها بالعربية العامّية النابلسية، على مسامع بنياميم راضي صدقة، الذي نقلها بدوره إلى العبرية. نُشرت هذه القصّة بالعبرية في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد ١٢١١-١٢١٢، ١ نيسان ٢٠١٦، ص. ٢٥ -٢٧. هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها؛ إنّها تستعمل أربع لغات على الأقلّ بأربعة خطوط، أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة ترزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة الشقيقين بنياميم (الأمين)  ويفت (حسني)،  نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).


”عادة هناك لكلّ قصّة من القصص التي أرويها، أساس في الكتب الجمّة التي في مكتبتي، أو في ما سمعت من أبي الكاهن الأكبر، ناجي، ومن الكهنة وكبار السنّ المعاصرين لنا. ما يُميّزني عن كهنة آخرين، وعن حكّائين في طائفتنا الصغيرة اليوم، هو أنّني أستطيع فورًا (عَ لمحلّ)، عند توفّر الوقت والقدرة لديك للجلوس والاستماع، أن أقصّ عليك ٨٠٠ قصّة مختلفة، الواحدة تلو الأخرى، ولا علم لأحد من السامريين بها، ولم يسمعها قطّ، أنا الوحيد الذي سمعها. هل تفهم يا سيدي؟

في الواقع، أعرف قصصًا كثيرة. أعلم أنّك على عَجل من أمرك، إلا أنّك قطعًا، لديك بضع دقائق لسماع قصّة طريفة حدثت في طائفتنا، قبل وقت طويل جدّا. هذه القصّة تُعيدنا إلى الجدال المعروف الدائر بيني وبينك، حول مكانة الكاهن الأكبر. هل تعلم أنّ هناك في تقاليدنا ١٥٦ شرطًا، على الأقلّ، ينبغي توفّرها في شخص المرشّح للكهانة الكبرى، قبل أن يتسلّم هذا المنصب الرفيع؟ لا، بالتأكيد لا تعرف. لن أحصيها هنا أمامك. تعال إلى بيتي ذات يوم، لأريك كتابًا في مكتبتي، يعدّد هذه الشروط.

في بؤرة القصّة التي أودّ سردها عليك، يقف أحد الكهنة العظام الربّانين من آل خضر (فنحاس)، الذين ترأّسوا السامريين في فتراتهم العصيبة. إنّك تعلم أنّه في بداية الحكم العربي في هذه البلاد، كان للكاهن الأكبر السامري مهمّة ومكانة مختلفتين جدًّا عمّا نعهده في القرون الأخيرة. كان الكاهن الأكبر الربّان، يقضي جلّ وقته في الدراسة والحفظ، وكتابة كتب في الشريعة لأبناء الطائفة، ونظم قصائد دينية وقيادة طائفته. كما وكانت له منزلة خاصّة في الصلاة نفسها.
هل سمعت منّي حول التقليد المرتبط بالكاهن الأكبر من بني خضر؟ إنّك تعرف أنّه في القصيدة الدينية/پيوط: ”واحد هو الله المبجّل“ [تُقرأ شِمالًا ويمينًا، لأنّها مثل بيوت مرقه وترنّم بثلاث نغمات؛ أشكر سعد/أوشر ساسوني على هذه المعلومة]، هناك بيت بالنون يستهلّ بـ: نسجد ونعمل لخالقنا. ينطقون بهذه الكلمات، وينحنون انحناءة  شديدة وهم جالسون.[المقصود هو إلعزار بن فنحاس بن يوسف الكاهن الأكبر لمدّة ربع قرن من الزمان من ١٣٦٣ وحتى وفاته ١٣٨٧، معروف في سلسلة الكهنة الكبار باسم العزار السابع عشر. لأبيه مساهمة هامّة ثقافية، هو الذي طلب من أبي الفتح السامري تأليف كتاب التاريخ الشهير، أخو إلعزار هو أبيشع المصنّف (בעל המימרים) المتوفّى عام ١٣٧٦، وكلاهما كوالدهما أبدعا في نظم الشعر الديني، پيوطيم؛ أنظر: زئيڤ بن حاييم، عبرية وآرامية السامرة حسب وثائق مكتوبة ودليل شفوي، مج. ١، القدس: مؤسسة بيالك بالاشتراك مع مجمع اللغة العبرية، ١٩٥٧، ص. לט-מ, في الأصل بالعبرية؛ مج. ٣، كتاب ثان، ١٩٦٧، ص. ٣١٣-٣٢٨؛ أنظر: بنياميم صدقة، مختصر تاريخ الإسرائيليين السامريين منذ خروج مصر وحتى سنة ٢٠٠٠ ميلادية. حولون: معهد أ. ب. للدراسات السامرية، ٢٠٠١، ص. ٧١، في الأصل بالعبرية]. تعلم أنّه في الماضي البعيد دأب الربّان الكاهن الأكبر على الدخول إلى المذبح في الكنيس، والانحناء  مع المصلّين؟ لا، ما كان يتأخّر عن الصلاة. كانت له غرفة بالقرب من الكنيس، وثَمّ كان يستهلّ الصلاة في نفس الوقت، مع كلّ الطائفة، وعند الوصول إلى البيت فقط ”نسجد ونعمل لخالقنا“، كان يدخل الكنيس، ينحني إنحناءة على المذبح بجانب الكاهن الشمّاس/الحزّان. متى كان هذا، أنت تسأل؟ في الماضي البعيد، في عهد حكم الرومان وبداية الحُكم العربي.

ماذا تقول؟ إنّ القصيدة الدينية ”واحد هو الله المبجّل“ قد نُظمت قبل الستمائة سنة تقريبًا. وماذا في ذلك/شو يعني؟ هذا لا يناقض ما قلتُ. الدخول بـ”نسجد ونعمل لخالقنا“ تعود إلى زمن النظم، ولكن قبل ذلك كان الربّان يدخل الكنيس نحو القسم الثاني من الصلاة، الذي يستهلّ بالكلمات ”فليتكاثر هذا الاسم المقدّس“. وعندما بدأوا يتلون في الصلاة ”واحد هو الله المبجّل“، صادف دخول الربان الكنيس عند تلاوة ”نسجد ونعمل لخالقنا“. هذا ما حصل!

لماذا تسأل كلّ هذه الأسئلة؟ دعنا نبدأ بالقصة. حسنًا، عندما وصل الخليفة عمر إلى الأراضي المقدّسة وفتحها، كان الربّان إلعزار رئيس السامريين يسكن في بيت صاما [قد يكون المقصود خربة بيت صاما، ١٠ كم إلى الشمال الشرقي من طولكرم، ٣ كم شرقي كفر زيتا، المساحة حوالي 40 دونما، كانت مأهولة بالسكّان منذ الفترة الكنعانية الوسطى ولغاية الفترة العثمانية، أنظر: http://www.kotar.co.il/kotarapp/index/Chapter.aspx?nBookID=18224547&nTocEntryID=18531467]، وأتى إليه كلّ السامريين، كما يروي المؤرّخ أبو الفتح [لم أعثر على ذلك في المخطوط الذي في حوزتي]، وأودعوا ممتلكاتهم عنده، وهربوا إلى بلاد بعيدة، خوفًا من المحتلّ المسلم.

صيت الربّان إلعزار كرجل ذي هالة من الإجلال، لا يُعلى عليها، كان ذائعًا في كلّ الشرق. كلّ من رآه احترمه، شخصية كلّها حكمة وذكاء، جمال وحذق في الحفاظ على المنزلة الرفيعة المتعلّقة بمنصب جليل كهذا، ربّان وكاهن أكبر لطائفة السامريين العريقة. حال وصوله البلاد على رأس الجيش المسلم، توجّهت إلى قصره وفود من كل قطاعات المجتمع في البلاد، يهود ومسيحيون يتوسّلون إليه، ويقدّمون إليه الهدايا، كيلا يلحق بهم الضرر في احتلاله. استقبل عمر كلّ الوفود ووعدها بعدم إلحاق أيّ أذى برعاياها، شرط أن تحترم دين محمّد، وقانون الفتح الإسلامي. برز غياب كاهن السامريين الأكبر، الربّان، من بين رؤساء الوفود. لاحظ عمر ذلك على الفور. كان قد سمع الكثير، من يهود خيبر عن السامريين في البلاد، وعن دينهم الخاصّ. كما وسمع أيضًا عن وفد سامري، استقبله محمّد، برئاسة الحكيم صرمصا أب آل القباصي. كان اسمه زهر، ولكن لأنّه خرج للقاء محمّد سمّوه بالكنية ” صر مصا“ [رئيس الوفد المسيحي كان الراهب بحيرى، ورئيس اليهود كان كعب الأحبار، صَرْماصا، كلمتان عبريتان للتمويه معناهم: عدوًّا/كارهًا وجد! أنظر مثلًا سفر التثنية ٣٢: ٤١، أنظر: https://www.youtube.com/watch?v=cZnYu3UL7Fs؛ استعمال شبيه بذلك يتكرّر كثيرًا في المخطوطات السامرية وخصوصًا في الكولوفونات هو: بتاريخ كذا وكذا ”لشعوب ندس“ أي دنس، أي الإسلام. ظهر النبي محمّد في أواخر كهنوت إلعزار بن عقبون الذي كان كاهنًا أكبر مدّة ستّ وعشرين سنة، أنظر كتاب بنياميم صدقة آنف الذكر، ص. ٥٣ وقارن ذلك بما ورد في كتابه الجديد: تاريخ الإسرائيليين السامريين حسب مصادرهم الذاتية، منذ يهوشع بن نون حتى هذا اليوم - ٢٠١٥م. حولون: معهد أ. ب. للدراسات السامرية - جبل جريزيم -حولون، ٢٠١٦، ص. ٣٦٢، هنا يذكر أنّه في آخر كهانة الكاهن الأكبر الربّان إلعزار بن نتنئيل قام محمد نبي بني إسماعيل، وفي كتاب التاريخ لأبي الفتح السامري نجد أن نبي العرب ظهر في آخر ولاية نتنئيل بن إلعزار الذي كان كاهنًا أكبر ٢٥ سنة، كما ونجد هناك أن זהר أي قمر ثم لقب  צר מצא ثم لقب קבצה من عسكر، والمنجم اليهودي كان كعب الأحبار، أما المسيحي الراهب فكان اسمه عبد السلام، وكلاهما أسلما بعد مقابلة محمد، أما صر مصا فبقي على دينه وردّ قائلًا: ”عندى من هذا حاجتى يعنى الشريعه والدين انا متغبط فى دينى ما اقدر اتى اليك ولا اخرج من دينى فانحرج محمد منه وقال له ما خطبك يا سامرى [في الأصل: ما … سامرى، بالحبر الأحمر] فقال له צר מצא (في الأصل هنا ولاحقًا بالحروف السامرية) ّّّوفقط يا مولاى جيتك لاجل عهدًا وميتاقًا اعتمد عليه انا واهل ديني وملتى ان تكتب لي زمامًا لحفظ النفوس والدرارى والمال والوقف وبنا بيوت العبادات فامر لراقم ان يكتب لهم عهدًا وامانًا وذمامًا على حكم ما دام فحضر الراقم الى بين يديه وكتب انا محمد ابن عبد المطلب امرت ان يكتب للسامره امانًا وذمامًا على انفسهم وعلى دراريهم واموالهم وبيوت عباداتهم  واوقافهم في كل بلادهم وفي كل حوزهم//وان يسرى فيهم وفي زمم فلسطين بالسيره الحسنه. [في الأصل من : انا محمد … الحسنه، بالحبر الأحمر] فاخذه צר מצא وانصرف من عنده وشار عليه عامر ابن ربيعه وعبدالله ابن جحش بان يكون كاتب الزمام علي ابن ابو طالب فعاد على  מחמד وتمتل بين يديه وقال يا مولاى جيتك من بلاد وسيعه ساشعه بعيده ومن عند طايفه ومله ضعيفه قد اتلفها اهل الشرك وتسلط عليها عُباد الاوتان وهم راجيين من الله تعالى الفرج على يدك وقد ارجوا ان يكون كاتب الزمام على راى على ابن ابو طالب فامر على بكتابته فكتب لهم عنه انطيت هذا الزمام للسامره امانًا على نفوسهم ودراريهم واموالهم وبيوت عباداتهم  واوقافهم في كل بلده وفي كل مكان وحوزه وان يصير فيهم بالسيره الحسنه...“، في الأصل: من انطيت … الحسنه، بالحبر الأحمر؛ ص. ١٤٧-١٤٨ في مخطوط لتاريخ أبي الفتح السامري في حوزتي، فيه ١٦٦ صفحة، نسخها أبو الحسن ابن يعقوب الكاهن (ت. ١٩٥٩) في ١٩ جمادى  الاول سنة ١٣٥٢ عربية الموافق ليوم الثلاثاء ٢٠ أيلول ١٩٣٢]. أنظر: The Samaritan Update, Vol. xv-No 6, July-August 2016, http://shomron0.tripod.com/articles/threeastrologers.pdf; A. B.-The Samaritan News 1223-1224, 1/9/2016, pp. 107-116. 
على كل حال، تمكّن ذلك الوفد من الحصول على ميثاق/عهد أمان من محمّد، يقضي بعدم إيذاء المسلمين للسامريين. فقط أولائك السامريون الذين تعاونوا مع الرومان، لاذوا بالفرار من وجه عمر.

طبعًا كان على عمر احترام ميثاق محمّد نبيّه. علم عمر أنّه لا بدّ من وجود سبب ما حال دون قدوم كاهن السامريين الأكبر لاستقباله، ولكن عمر، ما كان ليستخدم القوّة ضد الكاهن، بسبب الميثاق. لذلك أرسل رُسلًا للكاهن الأكبر إلعزار لمعرفة سبب تغيّبه من بين الوفود المتملّقة للمحتلّ. ”أُخرجوا وقولوا له“ - قال الكاهن الأكبر إلعزار - ”إنّ ّحضرة كاهن السامريين الأكبر، موجود داخل بيته. من يريد الكاهنَ، فليأت إليه. دُهش الرُّسل من جرأة كاهن السامريين، ولكن كان عليهم تبليغ عمر بالخبر كما هو. زادت دهشتهم عندما ردّ عليهم عمر قائلًا: ”إذهبوا وقولوا له   ليأتي إليّ، لأنّني أنوي تعيينه في منصب عالٍ جدًّا في البلاد، وإثراءه ثراء عظيما“. ”إذهبوا وبلّغوه جوابي“ - قال الكاهن الأكبر إلعزار لرسل عمر - ”لا آتي إليه قبل أن يأتي هو إليّ. عليه أن يعلم أنّه لا مكانة أسمى من كون الشخص كاهنًا أكبر، من قِبل الله تعالى، ولا ثراء يفوق ثراء ما تمنحه توراة الله“.

هذه المرّة  لم يستطع عمر كبح جماح غضبه. تمنطق بسيفه وبدون أيّ تلكؤ، أسرع إلى بيت الكاهن الأكبر إلعزار، وهو عازم على إنزال أشدّ عقوبة عليه بسبب ’وقاحته‘ إزاء وريث محمّد. عندما اقتحم عمر منزل الربّان إلعزار، أحسّ على الفور أنّ لا حول له ولا قوّة، مقابل بهاء وجه الكاهن الأكبر، وجمال منظره ذكّر عمر بشخصية أخرى قدّرها كثيرا.

سمح لخدمه أن يقودوه برفق ليقف مقابل مقعد الكاهن الأكبر إلعزار. جلس الكاهن بجانب خزانة كتبه الكبيرة وكان يقرأ في كتاب شرائع قديم. وعند سماع جلبة دخول عمر، نهض الكاهن وأشار بيده لعمر أن  يجلس مقابله. بسمة الكاهن ونور وجهه أعادا قوى عمر، وردّ البسمة ببسمة.

”بما تتمثّل قوّة ممثّل الله على الأرض، كما تُقدّم نفسك؟“  - سأل عمر- ”فلا أيّ سلاح بيدك، في حين أنّني مدجّج بالسلاح من قمّة رأسي إلى أخمص قدمي. ماذا كنت تستطيع أن تفعل لو قمت الأن لأقتلك؟“.  ”ماذا كنت فعلت؟“ - ابتسم الكاهن، وفي فؤاده توسّل لعون الله خالقه - ”كنتُ سأضربك بما لي في هذه الخزانة“. ”وما لديك في هذه الخٍزانة“ - استفسر عمر - ”يستطيع أن يرعبني؟“ ؛ ”سترى حالًا“ - تقدّم الكاهن إلى باب الخزانة وفتحها، وهو كعمر أيضًا ارتدّ إلى الوراء هلعًا. همّ من الخزانة أسد ضخم الجثّة بالوثوب عليهما، وزأر في اتّجاه وجه عمر. بالطبع، ما كان ذلك سوى ملاك، أرسله الله بهيئة أسد عملاق. ’أنقذْني!‘، زعق عمر بالكاهن الأكبر. أسرع الربّان إلعزار إلى باب الخٍزانة فأقفلها.

ركع عمر وقبّل أخمصي قدمي الربّان إلعزار . ”الآن علمتُ أنّك أعظم منّي“ - قال.














57
القدّيس مار أفرام السُّرْياني (٣٠٦؟-٣٧٣)
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


مار إِفْريم سورْيايا، Ἐφραίμ ὁ Σῦρος، Ephraem Syrus, Ephrem the Syrian أعظم شاعر سرياني مسيحي، وأبرز آباء كنيسة السريان الأرثوذكس. يُدعى أيضًا بأفرام النصيبيني أو أفرام الرهوي أو الملفان مار أفرام السرياني، ملفان الكنائس السورية ومعلّم الأرثوذكسيين أجمع. يُكنّى بـ ”قيثارة الروح القدس“ ، ”شمس/نبي السريان“، ”نهر الفرات الروحي“، ”أبونا العظيم“، ”تاج الأمّة السريانية“، ”صاحب الحِكَم“، ”قدّيسنا المشهور“، ”النبي الفائق“، ”عمود الكنيسة“. كلّ هذا ولا ذكر لاسم أبويه أو اسم عائلته. كان القدّيس يوحنّا الذهبي الفم قد نعته بالكلمات ”أفرام كنّارة الروح القدس ومخزن الفضائل ومعزّي الحزانى ومرشد الشبّان وهادي الضالّين، وكان على الهراطقة كسيف ذي حدّين“.  وقال المؤرخ اليوناني سوزومين عنه ”إنّه أرفع من كل ثناء وقد زيّن الكنيسة كلَّها أفخر زينة، وفاق الكتّاب اليونانيين بحكمته ورونق كلامه وأصالة رأيه وسداد برهانه“. اعتبر أحد آباء الكنيسة ومعلّميها منذ العام ١٩٢٠. مار أفرام واعظ، مفسّر للكتاب المقدّس، ناظم ترانيم ولاهوتي متواضع لأبعد الحدود. تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيده في الثامن والعشرين من كانون الثاني.
هناك شَحّة في المعلومات الموثوقة عن حياته، ولا بدّ من فرز الواقع عن الخيال والأساطير التي حيكت حول حياته. معنى اسمه ’الخصب‘، ولد في عهد الإمبراطور قسطنطين في نصّيبين (Nisbis) السريانية في بلاد ما بين النهرين (اليوم في تركيا)، على حدود إمبراطوريتَي الفرس والروم، لوالدين مسيحيين فقيرين وهو القائل: ”ولدت في طريق الحقّ، مع أنّني في صبوتي لم أدرك عظمة الحقّ، وإنّما عرفته بالتجربة“. آنذاك كانت نصيبين مركزًا تجاريًا وعسكريا. قضى فترة شبابه كالآخرين،  بعيدًا عن العبادة والقداسة، إلا أنّ تجارب الحياة لقّنته عبرًا ودروسا. شهد عصره، القرن الرابع للميلاد، الكثير من الشدائد الدينية والسياسية من جهة، ويعتبر القرن الذهبي للمسيحية المشرقية من جهة أخرى. يُروى عنه أنّه كان دائمًا بكّاء، عابس الوجه، ولم يضحك قطّ، والكنيسة السريانية تصف المتنسّك بالبكّاء. تتلمذ أفرام لأسقف نصيبين، مار يعقوب النصيبيني (٣٠٩-٣٣٨) ويوليانوس، اعتمد وهو ابن ١٨ سنة، ثم رُسم شمّاسًا، علّم في مدرسة مرموقة بناها يعقوب عام ٣٢٥ مدّة ثمانية وثلاثين عامًا، ثم أدارها هو بعد وفاة مار يعقوب سنة ٣٢٨، إنّها أكاديمية نصيبين حسنة الصيت، التي لقّبت بـ ”أمّ العلوم“. وفيها دُرّست الأسفار التوراتية التالية: أسفار موسى الخمسة، القضاة، سفرا صموئيل، سفرا الملوك، أمثال سليمان، نشيد الأنشاد، أيّوب، أشعياء، الاثنا عشر نبيا، إرمياء، حزقيال، دانيال. وعلى الناشئة قراءة مزامير داؤود وحِكم ابن سيراخ، وبخصوص العهد الجديد فيجب تدريس الأناجيل الأربعة ورسائل الرسل والرسائل الكاثوليكية الثلاث، وأربع عشرة رسالة للرسول بولس.
خدم أفرام الكنيسة في فترة أساقفتها الأربعة، يعقوب، بابو، فولوجيس، إبراهيم. يقال إنّه رافق الأسقف الأوّل وحضر معه مجمع نيقية في نفس العام، وفي المجمع أُدينت الأريوسية وكل الهراطقة. انتقل مضطرًا عام ٣٦٣، إثر احتلال الفرس لنصيبين، إلى مدينة آمد (في ديار بكر) عند أخواله، ومن ثمّ  سنة ٣٦٥ إلى مدينة الرُّها أو أودسة (Edessa) أو أورفه، التي كانت تحت سيطرة الروم، وتبعد نحو ٢٦٠ كم إلى الغرب من نصّيبين. عرفت تلك المدينة كمركز رئيسي للمسيحية في وقت مبكّر، وازدهرت فيها الثقافتان السُّريانية واليونانية، كما في نصيبين حيث عرفت تعدّد الأديان والمذاهب. وفي أودسة أقام مدرسة الفرس وعلّم فيها مادّتي التفسير والتراتيل، في كنف المطران بارسيس. ونصّيبين في القرن الرابع، كانت سريانية بالكامل، واشتهرت بمدرستها التي تخرّج فيها نوابغ. من أشهر تلاميذ أفرام:  آبا والشمّاس زينوبيوس المعروف بالجزري وآسونا وقورلونا وشمعون السميساطي ويوليان والقسّ إسحق الآمدي والقسّ عبسميا وهو ابن أخت أفرام السرياني. في عهد أفرام أُنجزت ترجمة الكتاب المقدّس، بعهديه القديم والجديد إلى السريانية. يبلغ عدد السريان اليوم قرابة الستّة ملايين نسمة، وهم موزّعون في شتّى أرجاء العالم، مثل الهند، أوروبا، أمريكا، وفي شمال سوريا حوالي المائة ألف. ولهذا الشعب السرياني أيادٍ بيضاء في الحضارة الإنسانية عامّة والعربية خاصّة، إذ أنّه كان يشيّد المدارس قبل الكنائس، وكانت الأديرة بمثابة دور علم ومعرفة وبحث. مساهمة السريان جلية في ميادين عديدة كالطبّ والكيمياء والزراعة والفلسفة والجغرافية واللاهوت والتجارة والفلك والترجمة بين اللغات: السريانية واليونانية والعربية. وكانت السريانية لغة عالمية على مدى عدّة قرون, وأدّت دور الوسيط ما بين الشرق العربي الفارسي والغرب الإغريقي اللاتيني.
يُروى عن مار أفرام أنّه عند اقترابه من الرها، بعد أن سلّمت نصيبين إلى الفرس عام ٣٦٣، صادف امرأة زانية تحدّق فيه بشكل مثير للريبة، فقال لها ”يا امرأة ألا تستحين أن تحدّقي بنظرك إليّ هكذا؟“، فأجابته ”إنّ المرأة قد أُخذت من الرجُل فيحقّ لها أن تتفرّس في أصلها، أمّا الرجل فأُخذ من التراب فينبغي عليه أن يتفرّس في أصله الذي أُخذ منه“. عندئذ قال في نفسه ”إن كانت نساء هذه المدينة حكيماتٍ هكذا فكم تكون حكمة رجالها؟“ وفي الرها، على ذمّة الرواية،  اشتهته جارة له باسم صوفيا وقالت له ذات يوم: أتحتاج إلى شيء؟ ردّ عليها: إنّي بحاجة إلى حجارة وإسمنت لبناء سور بيننا  كي لا أراك. اشتاطت المرأة غضبًا من ذلك، وهدّدته بأنّها ستتّهمه أمام الشعب بارتكاب الرذيلة معها، إن لم يستجب لتلبية رغبة جسدها. تظاهر أفرام بتلبية طلبها شرط أن يتمّ مبتغاها في سوق المدينة. دهشت المرأة وقالت: كيف يكون ذلك والناس يحيطون بنا؟ ردّ عليها: إن كنتِ تخجلين من الناس، فلم لا تستحين من الله، الذي تخترق عيناه أستار الظلام؟ تأثّرت المرأة، اتّعظت، تابت والتحقت بأحد الأديرة وخدمت الربّ. (للراغب هناك فيلم بجزئين عن حياة أفرام:
https://www.youtube.com/watch?v=vUiKHBU36rc
https://www.youtube.com/watch?v=So8RRtEPiPM
في الرها خدم أفرام عند أُسقفها برسا ٣٦١-٣٧٨، علّم وكرز للوثنيين، فسّر الكتاب المقدّس، نظم الشعر الديني والروحي، أمضى وقتًا في التنسّك، كان يهرب من هذا العالم إلى حياة الخلوة والوحدة والتأمّل، من آن لآخر، ولم يأكل سوى خبز الشعير والبقول المجفّفة. كان بمثابة الأب والراعي لمئات من النسّاك. كان الفقر عند أولائك النسّاك التزاما. قبيل رحيله عن هذه الفانية قال ”لم تكن لأفرام محفظة ولا عصا ولا كيس مطلقا. ولا امتلكت في حياتي شيئًا من الذهب أو الفضّة، لأنّي سمعت الملك السماوي يقول لتلاميذه أن لا يقتنوا شيئًا على الأرض. لذا لم أرغب بشيء بل ازدريت المجد والمال ومِلت إلى العلويات.“
وفي قصيدة معروفة وصف أفرام فلسفته الرهبانية، وفيها يتحدّث مع نفسه، التي روّضها على شظف العيش، وورد فيها:

كم مرّة جُعت
وكان جسدي بحاجة إلى الطعام
ولكني امتنعت عن تناوله
لكي استحقّ الطوبى التي سينالها الصائمون
عطش جسدي الذي جُبل من طين
ورغب في الماء ليرتوي
فأهملته ناضبًا لكي يستحقّ التلذّذ بندى النعيم
وإذا كان الجسد دائمًا يكثر مراودتي
فإنّي كنت أروّضه يومًا فيومًا حتّى النهاية
في مساء كلّ يوم أتصوّر أنّي لا أكون في الوجود صباحًا
فأقوم للصلاة والعبادة حتى شروق الشمس وبزوغها
عندما سألني الجسد غفوة
استهويته بالطوبى التي منحها الربّ للإيقاظ
قد صار ذهني مذبحا
وأرادني كاهنا
وكمثل حمل لا عيبَ فيه ضحيت بذاتي قربانا
تحمّلت عذاب الجوع منتصرًا عليه
إذ رأيتك بين اللصّين تذوقُ المرارة لأجلي
اعتبرت ضيق العطش وكأنه لم يكن
إذ رأيت سيّدي بسبب خطيّتي يمتصّ الخلّ
لم أُعر للأطعمة أهميّة
إذ وضعت نُصْب عينيّ وليمة ملكوتك.

وفي صلاة له نجد ما معناه:

أيّها الربّ وسيّد حياتي، أَعتقني من روح البِطالة والفضول، وحبّ الرئاسة والكلام البطّال . وأنعم عليّ أنا عبدك الخاطىء بروح العفّة واتّضاع الفكر والصبر والمحبّة. نعم يا ملكي، وإلهي، هَب لي أن أعرف ذنوبي وعيوبي، وأن لا أدين إخوتي، فإنّك مبارَك إلى دهر الداهرين، آمين.

مات أفرام بوباء الطاعون في التاسع من حزيران عام ٣٧٣، وهو يداوي المصابين به، ويعزّي الحزانى أيام المجاعة التي حلّت بأهالي الرها في آخر حياته. وفي الخامس من تشرين الأّول سنة ١٩٢٠ أعلنه البابا، بندكتس الخامس عشر، ملفان الكنيسة الجامعة. ممّا ورد في وصيته ما يلي  ”… وارُوا جسدي التراب بثوبي وقبّعاتي وذلك في مقبرة الغرباء لأنّي غريب نظيرُهم، وكل طير يأوي إلى شكله. لا يجدر البكاء على الصالحين عند رُقادهم لأنهم يرثون الحياة الأبدية حال دخول أجسادهم غياهب القبر، إنّما يليق بكم، أيها الإخوة، أن تسكبوا الدموع  على أمثالي ممّن بدّد حياته بالأباطيل … هلمّ بسلام يا ملاك الموت، يا من تفصِل النفس عن الجسد، هلمّ افصلهما عن بعضهما حتّى يحين موعد البعث“. نقل رفاته فيما بعد إلى مَقبرة المطارنة في مدينة الرُّها الكبرى، وهناك رواية تقول إنّه نُقل عام ١١٤٥ إلى أوروبا.

لم يصلنا من تفسيراته للكتاب المقدّس نظمًا ونثرًا، سوى تفسيرٍ لسفرَي التكوين والخروج وشذرات أخرى متفرّقة. ولا يوجد في أعماله أيّ صدى لأفكار وعادات اليهود المسيحيين، أو تأثير واضح للفلسفة اليونانية. أمامنا فكر سامي رمزي. له خطب ورسائل وميامر ومداريش (memre, madrashe) . الميمر منظومة تعليمية تُقرأ ولا تُنشد، في حين أنّ المدراش ينشد، وهو ذو أبيات محدودة، ذات ردّة لازمة وأوزان كثيرة. ويقال إنّ عدد هذه المدارش/المداريش الأفرامية وصل إلى قرابة الخمسمائة. وعن الفردوس يقول مار أفرام ”… قاعُه للتائبين، ووسطه للأبرار، وقمّته للكاملين، والعرشُ لرئيسه … إنّ نوحًا في فُلكه آوى البهائم في الطابق السفلي، وأوْكر الطيور في الطابق الوسطي، وتربّع كإله في الطابق العلوي“.

عُصارة فكره الروحي تتلخّص في أن الله خلق الخليقة من أجل الإنسان، الفردوس هو خِدر العفّة، والأرض مسكن البهائم؛ الجنسية أرضية والبتولية سماوية. يشبّه الإيمان بعروس تسير في مقدّمة الجمهور، والصلاة هي العذراء في خِدرها. يعجِز الإنسان عن معرفة وجود الله بدون الله، ويشدّد أفرام على قرْن الإيمان النقي بالعمل. الإيمان والمحبّة جناحان لا ينفصلان، وفي نظره الإيمان فوق المحبّة. محبّة الله والقريب هي الوصيّة العظمى. وعن الصوم  عن اللحم وعن الخمر يقول أفرام: هناك مكافأة خاصّة في الفردوس، المقصود بالصوم هاهنا، ليس عن الأكل والشرب بل وعن الخطيئة. وللبتولية، صوم الطبيعة، أجر خاصّ في الفردوس، ويذهب إلى أنّ طبيعة الإنسان غير فاسدة.
يُعتبر انتاجه الشعري والنثري، زهاء الثلاثة ملايين من الأسطر، حوالي ١٢٠ ألف صفحة،  ١٢ ألف قصيدة و ٥٥٠ مدراشا/نشيدًا وغير ذلك من الصلوات والابتهالات،  أيّ ما يبلغ بضع مئات من الكتب، ثروة عظيمة للمكتبة المسيحية، مثل شرح كلّ الأسفار المقدّسة، مقالات ورسائل وميامر وتسابيح. ترجع أقدم مخطوطات كتابات أفرام السرياني إلى القرن السادس. ومن آثاره الهامّة ما كتبه ضد الهراطقة مثل هرطقة برديصان السرياني (ت. ٢٢٢)، وكان ابنه هرمونيوس قد نظم ١٥٠ نشيدًا لمنافسة مزامير النبي داؤود، فما كان من أفرام إلا أن عارضها بنفس العدد من الأناشيد (وكان برديصان آخر الغنوصيين قد فعل مثل ذلك من قبلُ)، كانت جوقة كنسية من العذارى أسّسها أفرام ترنّم منها في الكنيسة كلّ صباح ومساء. وفي الليتورجيا السريانية أناشيد كثيرة لأفرام. وفي كتاباته يتطرّق أفرام إلى مواضيع كثيرة جدًّا مثل: الإيمان، المسيح، الكنيسة، الجنّة، الخطيئة، الصبر والحذر، هدم الكبرياء، الطبيعة، السلطة الروحية نقيض السلطة الزمنية، الروح القدس، الحضّ على التوبة (له كتاب عن التوبة صدر بالعربية عام ٢٠٠٤ وهو متوفّر على الشابكة)، نصائح، ابتهال وتخشّع، عناية الله، معرفة الجهاد، ورود ربّنا يسوع المسيح الثاني، البتولية وصفاتها، الورع، المحبّة، ذكر الموت، أنواع الفضيلة. اندثر قسم كبير من انتاجه.
في مجال الشعر يمكن التنويه بقصائده الثلاث بعد حصار الفرس الثالث لنصيبين عام ٣٥٠ بقيادة شابور الثاني؛ قرابة الأربعين قصيدة حول آلام المسيح؛ قصيدة قصّة يوسف الصدّيق. لأفرام قصائد طويلة جدًّا وهي على البحر السباعي الخاصّ به وعلى البحر الخماسي،  يبلغ عدد أبيات بعضها الآلاف وهي بدون قافية. ترجمت معظم أعماله لأهميتها أولًا إلى اليونانية بقلم فلافيان الأنطاكي وديودور الطرسوسي، ثمّ إلى لغات أخرى كاللاتينية والأرمنية والجيورجية والحبشية والسلافية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والصينية والعربية.
حول ما نقل من نتاج أفرام للعربية، لا بدّ من التنويه بمخطوط في ستراسبورغ تحت رقم ٤٢٢٦ وفيه مادّة وافرة.  الجدير بالذكر أنّ إبراهيم بن يوحنا الأنطاكي كان قد ترجم عام ٩٨٠ إلى العربية بعض المقالات التي تُعنى بالرهبنة، وبعده آخرون في القرن الحادي عشر. نذكر أن  ثلثي كتابات أفرام السرياني مترجمة عن اليونانية والثلث الأخير عن السريانية. ويذكر أنّ السمعاني وبيار مبارك كانا أوّل من نقلا مؤلفاتٍ لأفرام إلى اللاتينية، ثلاثة مجلدات، ١٧٣٧، ١٧٤٠، ١٧٤٣. يلاحظ أنّ موقف أفرام من الثقافتين اليونانية والرومانية غالبًا ما كان سلبيًا وأطلق عليهما عبارة ”السمّ القاتل“. رأى في اليهود عُبّاد العِجل وقتلة، وصارعهم  لما كان لهم من تأثير سلبي في نظره على المسيحية آنذاك. أمّا الهراطقة، مرقيون وبرديصان وماني فقد تصدّى لهم وقاومهم بكلّ ما أوتي من معرفة وفطنة، بناء على تفسيره الرمزي لكلمة الله. ويعتقد أفرام أنّه بالإيمان وحده يتسنّى لنا مشاهدة غير المنظور. ومن الجدير بالذكر أنّ أفرام في سياق تفسيره الثالوث قال إنّه كالشمس، فبقرصها هي كالآب، وشعاعها كالابن وحرارتها كالروح القدس. والأمر ذاته يسري على النار، فاللهيب هو الأب وشعاعها الابن وحرارتها الروح القدس. يُنسب النصّ ”المجد للآب والابن والروح القدس“ بإضافة الواو إلى ’الروح‘ إلى أفرام السرياني، كما يشير مار باسيليوس الكبير أسقف قيصرية قبدوقية (ت. ٣٧٩).

من أقواله المأثورة:


* الدموع في الصلاة موهبة عظيمة.
* إنّي ما جدّفت على الربّ كلّ عمري، ولا خرجت كلمةُ جهل من بين شفتي طوال حياتي، ولا لعنت أحدًا ولا خاصمت أحدًا من المؤمنين.
* إن سكنتِ المحبة فيك، فلا عدوَ على الأرض.
* إفصل نفسك عن الحيوانات بأعمالك لا بالكلام.
* عندما تحارب أخاك يصير الشيطان مطمئنا.
* عندما تحبّ الجدال الباطل، تكون قد أعددتَ وليمة للشياطين.
* لا تتكلّم أكثر ممّا يجب، ولو كانت الكلمات حكيمة، لأنّ كلّ شيء إن زاد عن حدّه يكون مملّا، حتّى ولو كان حكيما.
* يا لعظم وسموّ الصلاة! سعيد المصلّي بحرارة، فالشيطان لا يقرُبه أبدا.
* نحن عاجزون عن فهم المعاني العميقة للواقع.
* لا تسخر من إنسان غبي، بل صلِّ لكي لا تكون مثله.
* أقم حصنًا حول شفتيك، وضع حارسًا على فمك.
* إنّ روح الكبرياء حريص على أن يزرع في الجميع زؤانه.
* هل دخل الفقير بيتك؟ لقد دخل الله إليه!
* لا حارسَ مثل علامة الصليب، إنّها ستكون حصنًا لك.
* من يؤمن بابن الله فله حياة دائمة.
* لنتُب يا إخوة ما دام لنا وقت، فقد سمعتم قول المسيح ”هكذا يكون فرح عند ملائكة الله بخاطىء واحد يتوب“ (لوقا ١٥: ١).
* الكنيسة هي جماعة التائبين.
* إنّ الطهارة بمحبّة المسيح موهبة عظيمة.
* الحسد سهم نافذ يقضي على راميه.
* إنّ الحكيم لا يبغُض أحدًا، وإن أبغض فإنّما يبغض الجاهل. أمّا الجاهل فلا يحبّ أحدًا، فإنّه يحبُ رفيقه الجاهل.
* إبكوا عليّ أنا الذي أحبّ قريبي بالأقوال وأبغضه بالأفعال!
* اقتن المال بمقدار، أمّا العلم فاكتسبه بلا حدّ. إنّ المال يكثر الآفاتِ، أمّا العلم فيورث الراحة والنعيم.
* مثلما تتساقط الأوراق من الأشجار، هكذا يتساقط البشر من الحياة.
* مررتُ ذات يوم بباب القبر متأمّلا. فرأيت العالم في حقيقته، رأيت العبد وسيّده والتلميذ ومعلّمه سواسية. أجل، رأيت الملوك راقدين، وقد نُزع منهم سلطانهم.
* من قال إنّه لا يغلَط، فبهذا غَلِط وهو لا يدري.
* التعاظم بالفكر هو بدء الشرور ونهايتها.
* بطوفان الدموع جعلتَ الصحراء أرضًا خصبة.
* كن في فتوّتك متواضعًا لترتفع في شيخوختك.
* إنّ الحكمة أفضلُ من الزينة، والعلم خير من الأموال، والفتى الحدث الحكيم خير من الملك الشيخ الجاهل.
* من يمتلك ذهبًا خالصًا لا يخشى منِ امتحانه بالنار.
* ليس بكثرة البنين تكون الحياة للآباء.
* إذا شاء ربّ البرايا قام الولد الواحد مقام الكثيرين.
* الله كبير لدرجة ولا يمكن إخفاؤه بأيّ شيء.
* مبارك الذي خلق أجسامنا مسكنًا لطبيعته غير المرئية.
* لا أحدَ في العالم غني سوى خاشي الله.
* لم أُعر للأطعمة أهميّة، ونبذت الخمور إذ وضعت نُصْب عيني وليمة ملكوتك أيها الختن السماوي.
* الله موجود في داخلنا.
* نحن كمثل بيت كثير المصروفات وليس له من إيراد فهذا سريعًا يخرب.
* منَ الآن دعِ القول وابدأ بالعمل … هل تقول الشمس إنّها تضيء… إعلم ولا تتكلّم؟!
* لا تحسُب لك حياة إلا الزمان الذي أطعت فيه الله.
* كما يطرَب الخِنزير من التمرّغ في الحمأة هكذا تطرب الشياطين بالزنا والنجاسة.
* غذاء النار الحطب وغذاء الغضب استعلاء الرأي.
* متّقي الربّ بالحقيقة، يصير طبيبًا للآلام.
* اليوم الذي لا تجلس فيه مع نفسك لا تحسُبه من عِداد أيّام حياتك.
* في الهيكل حيث تمثال، لا تُصلّ إلى الله.
* ضلالة الرجل ألا يعرف الكتب، ويضلّ ضلالا مضاعفًا من يعرفها ويتهاون بها.
* يا ربّ لتكن نعمتك فيّ مثل النار، فتحرُق جميع الأفكار التي تباغتني.
* ما دام طعامنا لم يأت إلينا فلا بأسَ أن نذهب نحن إليه.

خلّف مار أفرام السرياني إرثا ساميًّا خالصًا, يحُقّ للسريان أن يفاخروا به الدنيا. لم يُنصَف مار أفرام بين آباء الكنيسة لبعض الأسباب، أهمّها كتابته بالسريانية، في عهد كانت اليونانية لغةَ الثقافة في الشرق، ثمّ كتاباته اللاهوتية كانت شعرًا ورمزًا في العهد نفسه، حيث هيمن الفكر العقلاني الفلسفي عامّة والأفلاطوني خاصّة على المسيحية. ويعود فضل كبير في التعريف على هذا الإرث في العصر الراهن للأب إدموند بيك (Edmund Beck)، الذي شرع في تحقيق ونشر آثار أفرام ونقلها إلى الألمانية بمنهجية علمية منذ العام ١٩٥٥ وحتى العام ١٩٧٩. أثر كتابات أفرام السرياني لا تقتصر على الشرق فقط. وقد قال أحد الباحثين ”لو نفدت ترجمة الكتاب المقدّس بالسريانية الأصلية لتيسّر جمع نصوصها من تصانيف مار أفرام...“ عُرف أفرام بمجموعة من السمات الرفيعة التي قلّما يتحلّى بها الإنسان، منها: البتولية، التعليم المستقيم، الحكمة، الحِلْم، الرزانة، الطهارة، الاعتدال، السيطرة الداخلية والخارجية على النفس، التوحّد، الفقر، التفاني في مساعدة المحتاجين.


مراجع:

أبونا، ألبير، مار أفرام الملفان. مجلة بين النهرين ٢، ١٩٧٣، ص. ٢٠١-٢٢٠.
أبونا، ألبير، أدب اللغة الآرامية. بيروت ١٩٧٠.
أيوب، الخوري برصوم يوسف، عبقرية مار أفرام. حلب ١٩٥٨.
برصوم، البطريرك أغناطيوس افرام الأول، اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية. حلب ١٩٥٦، دمشق، مطابع ألف باء، الأديب، ط. ٥، ١٩٨٧.
البرموسي، القمص اغسطينوس، القديس مار أفرام السرياني، سيرته، أقواله. القاهرة: مكتبة المحبّة ١٩٨٨، ط. ٢، ٢٠٠٦.
البستاني، كميل أفرام ، مار أفرام، سيرته، آثاره، قيمته. بيروت ١٩٧٣.
بسترس، المطران كيرلّس سليم، الأب حنا الفاخوري، الأب جوزيف العبسي البولسي، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة. ط. ١، بيروت: المكتبة البولسية، ٢٠٠١، ص. ٥٥٥-٥٦٨.
بيغوليفسكايا، نينا فيكتوروفنا، ثقافة السريان في القرون الوسطى، ترجمة خلف محمد الجراد. موسكو، دار العلم، ١٩٧٩، الترجمة، سورية - الحسكة ١٩٩٠.
ثابت ، يوحنا الأب، تفسير لسفر التكوين منسوب إلى القديس أفرام السرياني في المخطوط الماروني هونت ١١٢ في مكتبة اوكسفورد، قدّم له ونشره الأب يوحنا ثابت، رئيس جامعة الروح القدس - الكسليك، ١٩٨٢.
جبور، اسبيرو والأب أفرام كرياكوس، القدّيس أفرام السرياني - مختارات نسكية وزهدية. ١٩٩٤.
الخوري، الأب يوحنا يشوع  والأستاذ عبد المسيح قره باشي، مختارات من أناشيد مار أفرام. بيروت ١٩٧٣.
دولباني، مار فيللوكسينوس يوحنا، الشعر عند السريان. حلب ١٩٧٣.
الديراني، نزار حنا، الإيقاع في الشعر، دراسة مقارنة بين العربية والسريانية. بغداد، دار التوثيق، ٢٠٠٠.
ساكو، لويس البطريرك، آباؤنا السريان. بغداد ١٩٩٩.
السرياني، الراهب القمص سمعان، القديس العظيم ما افرام السرياني، قيثارة الروح. القاهرة ١٩٨٨.
عيواص، البطريرك زكّا، سيرة مار أفرام السرياني. ط. ٢، دمشق ١٩٨٤.
كامل مراد وآخر، تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى الفتج الإسلامي. القاهرة ١٩٤٩.
المخلصي، منصور، مار أفرام الشماس. بغداد ٢٠٠٣.
نجم، بيار، مريم العذراء في فكر القدّيس افرام السرياني. جامعة سيدة اللويزة ٢٠٠٤.
اليسوعي، الأب بطرس قرماج ، مروج الأخبار في تراجم الأبرار. طبع عام ١٨٨٠.
يعقوب الثالث، آغناطيوس، أعجوبة الزمان أو مار أفرام نبي السريان. دمشق ١٩٧٤



http://arabic.coptic-treasures.com/patrology/ephram-syrian.php
http://syri.ac/brock/ephrem

Brock, Sebastian, Introduction, St. Ephrem in Hymns on Paradise. Crestwood, NY: St. Vladimir’s Seminary Press, 1990.
Brock, Sebastian P. , The Luminous Eye: The Spiritual World Vision of Saint Ephrem (Revised Edition)- Kalamazoo: Christian Publications, 1992.
McVey, Kathleen, Introduction in Ephrem the Syrian’s Hymns. New York: Paulist Press, 1989.
Griffith, Sidney H. Faith Adoring the Mystery. Reading the Bible with St. Ephraem the Syian. Marquette University Press Milwaukee, Wisconsin, 1997.
Matthews, Jr., Edward G., and Joseph P. Amar (trans.). Saint Ephrem the Syrian: Selected Prose Works. Catholic University of America Press, 1994.


58
كاتدرائية  قازان  في سانت بطرسبورغ
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



مدينة سانت بطرسبورغ، على اسم مؤسّسها، القيصر بطرس الأكبر/بطرس الأوّل،  ابن القيصر ألكسي الأول،  ابن القيصر ميخائيل رومانوف (موسكو ١٦٧٢- سانت بطرسبورغ ١٧٢٥)، أُسّست عام ١٧٠٣، كانت عاصمة روسيا منذ العام ١٧١٢ وحتّى العام ١٩١٨. عُرفت باسم بتروغراد منذ العام ١٩١٤ وفي العام ١٩٢٤ سمّيت لينينغراد حتى ١٩٩١ لتدعى ثانية باسم سانت بطرسبورغ. يسكنها زُهاء الخمسة ملايين نسمة، وتُعرف بمدينة  القياصرة والليالي البيضاء على نهر نيفا، وهي نافذة روسيا على أوروبا. تمدّدت المدينة على مائة جزيرة ونيّف، تربطها مع بعضها البعض سبعمائة جسر. إنّها موطن الكثيرين من المفكّرين والأدباء والموسيقيين، وصفوة المجتمع الروسي.
في المدينة كاتدرئيات أرثوذكسية كثيرة بُنيت في أوج عظمة وثراء الإمبراطورية الروسية، مثل كاتدرائية القدّيسين بطرس وبولس، وفيها أضرحة معظم قياصرة رومانوف؛ كاتدرائية نيقولا، بنيت بين ١٧٥٣ و ١٧٦٢؛ كاتدرائية الثالوث الأقدس، بنيت بين ١٧٧٦-١٧٩٠؛  كاتدرائية إسحق، أكبر كنيسة في المدينة، استمرّ بناؤها أربعين سنة ويبلغ علوها ١٢٢،٥م؛ كنيسة قيامة يسوع المسيح  أو المخلّص على الدم، وفيها من الفسيفساء أكثر ممّا في أيّة كنيسة أخرى في العالم ؛ كاتدرائية سمولني، إحدى أجمل الكنائس في المدينة؛ كاتدرائية الأمير فلاديمير؛ كاتدرائية القدّيس اندراوس التي بُنيت في السنوات الأولى لتأسيس المدينة وتقع على جزيرة فاسيليفسكي.

هناك أيضًا كاتدرائية قازان (قازان تعني: المرجل، أنظر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=368968) الأمّ في مركز نيفسكي بروسبكت، الشارع الرئيسي في المدينة. اتّخذت اسمها بعد أعجوبة أيقونة سيّدة  قازان، أمّ الإله وهي أعظم أيقونة في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. يبلغ علوّ قُبّة الكاتدرائية المعدنية ٧٦ مترًا وفيها ٩٦ عامودا. يعجّ المكان على الدوام بالمجموعات السياحية من جميع أرجاء روسيا ومن خارجها. صُمّمت على منوال بازيلكة القدّيس بطرس في الفاتيكان، وشيّدت في السنوات ١٨٠١-١٨١١ بتصميم المهندس المعماري أندريه فورونيخن (Andrei Voronikhin)، بتكلفة أربعة ملايين روبل، وهي على شكل صليب بطول ٢٣٦ قدمًا وعرض ١٨٠ قدما. كان الهدف من بنائها إيواء أيقونة سيّدتنا من قازان المعروفة أيضًا باسم ثيوطوكس (Θεοτόκος) قازان، أي حاملة الإله/والدة الإله.  عند غزو نابليون لروسيا عام ١٨١٢، رفع قائد القوّات الروسية المارشال/المشير ميخائيل كوطوزوف دعاء طالبًا العون من السيّدة من قازان. وأصبحت الكاتدرائية بعد الحرب تذكارًا للانتصار الروسي.
دُفن كوطوزوف فيها عام ١٨١٣، والكلمات المنحوته على شاهده من تأليف الكاتب الشهير إلكسندر بوشكين (١٧٩٩-١٨٣٧). وبالقرب من قبره علّقت مفاتيح قِلاع فرنسية كثيرة. وهناك خارج الكاتدرائية تمثال لكوطوزوف.
يذكر أنّ أوّل مظاهرة سياسية قد جرت في السادس من كانون الأول عام ١٨٧٦ مقابل الكاتدرائية. في أعقاب الثورة الروسية لعام ١٩١٧ أُقفلت الكاتدرائية، إلا أنّها فتحت أبوابها عام ١٩٣٢ كمتحف، وفي العام ١٩٩٢ عادت لتكون كنيسة. ضلّت الكاتدرائية أكبر معبد أرثوذكسي في سانت بطرسبورغ لغاية العام ١٨٥٨ حين بناء كاتدرائية القدّيس إسحق، وهي أكبر كنيسة أرثوذكسية في العالم، إذ أنّها تتسع لأربعة عشر ألف شخص. من ذلك العام فصاعدًا استعملتها العائلة الملكية للاحتفال بأشهر الأحداث والمناسبات.
تاريخ الأيقونة، حامية وشفيعة مدينة قازان عاصمة التترستان وشفيعة كلّ روسيا، مدهش ويكتنفه الكثير من الغموض. هناك أسطورة تقول إنّ الأيقونة ابتيعت في الأصل من القسطنطينية، وفقدت في العام ١٤٣٨. يعود ظهور الأيقونة العجائبي إلى أواخر القرن السادس عشر، وبالتحديد عام ١٥٧٩، عندما احتلّ القيصر إيڤان الرابع/الرهيب (١٥٣٠-١٥٨٤) مدينة قازان. في العام ١٥٧٩ اندلع حريق مهول أتى على كنائس المدينة وأديرتها وحوّل نصف كريملين قازان إلى رماد. وكانت البنت ماترون (Matrone) ابنة العشر سنوات قد حلمت عن مريم العذراء وهي تدلّها على الموضع، الذي خبّأ فيه المسيحيون الأيقونة أيّام السيادة الإسلامية. وجدت البنت مع أمّها الأيقونة ثم نقلت إلى كاتدرائية البشارة في بلاچوڤشنسكي سوبور (Blagoveschensky sobor)، أوّل دير أرتوذكسي في قازان. وفي أثناء الرحلة شفي أعميان، إيوسيف ونيكيتا وآخرون فيما بعد. وأصبح الثامن من تموز يوم الظهور العجائبي للأيقونة عيدًا ارتوذوكسيًا عظيمًا يحتفل به أوّلًا في قازان، ومن ثم في سائر روسيا. ثمة صور عديدة للأيقونة طبق الأصل صنعت فيما بعد. ويذكر أنّه منذ القيصر ألكسي ميخايلوفيتش أصبحت الأيقونة شفيعة روسيا، سيدتنا من قازان، حامية عائلة رومانوف وفي عهد بطرس الأول نقلت الأيقونة إلى سانت بطرسبورغ. كاتدرئيتان عظميان الواحدة في سانت بطرسبورغ والثانية في موسكو مكرّستان لسيّدتنا من قازان وفيهما كما في كنائسَ كثيرة جدًّا في روسيا، نسخ من الأيقونة. يبدو أن الأيقونة الأصلية في قازان التي كانت محفوظة هناك مدّة قرون من الزمان، قد سرقت وربّما دُمّرت سنة ١٩٠٤. في سنة ٢٠٠٤ أعاد البابا يوحنا بولس الثاني أيقونة لسيّدة قازان كانت بحوزته منذ عام ١٩٩٣ إلى مقرّها الأصلي في قازان عاصمة تترستان ذات الأغلبية المسلمة. والسؤال الجوهري هو هل الأيقونة نسخة أم الأصل؟


59

يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _www.almohales.org
يروي الكاتب مارون عبود اغنية شعبية تقليدية من اقليم المتن اللبناني مطلعها: "
أنا ظاهرة بلبنان فريدة بين الشلّي ...
بتحالف مع مين ما كان،
 همّي إبقى محلّي"
يستطرد مارون عبود الكاتب الفذ ويقول،ظاهرة غريبة عجيبة،بحال العديد من الخوارنة، تراه في الثوب الأسود كذاك الطائر لا يجتمع وإخوته الطيور إلا في حالات البؤس بلغة لطيفة والتشبيه شبيه.
" فريدة بين الشلّي "،حقا فريدا بين الشلّة، ينفرد بحبه لليّنات الملامس، بانزوائه بين المقاعد والأعمدة يتهامس ويتلامس وحدث بربّك، بعدها يقوم ويعظ عن محبة المسيح،وكيف هو يحبّه، ورب الخائن لربه يطلب رحمة ورحمة إلهية وهو يلعن من حوله وقالها:" الذي امسحه بالزيت يُسلّم روحه"؟! كيف لإنسان عادي ليس بخوري أن يطلب شيئا وهو فاقده كيف لإنسان أن يطلب بسلوك ما وهو ناقض رب السلوك القويم؟ فقط لمن " فريد بين الشلّة".
وحقيقة هو فريد بين الشلّة، فريد في معاملته مع أهل بيته وفريد بسلوكه بالرعية وفريد بشلته بمدى عشقه وانحرافه فريد هو برفع الكراسي ونعت من يعارضه بكلبة أو حيوانة.
" بتحالف مع مين ما كان"  ورب الكون سليمة صحيحة، فقد قالها في بيت احد أبناء ضيعته سأتحالف مع الجميع لأضرب الجميع، كيف لا وهو الذي يسمّونه أهل ضيعته في المتن{عبود مارون لا يذكر أيهما الشمالي أم الجنوبي} " المِخلاف والتبّان والكبّوت" والعجيب الغريب أن الكاتب مارون عبود لا يفسر معنى الكلمتين " التبان والكبوت" وقد استخدمهما سابقا في رواية أخرى له عن روايته عن كاهن في إحدى الضيعات في البترون.
ويضيف مارون عبود، كل همّ التبان هذا البقاء لأنه ما من مكان ذهب إلا وتراه يسلك نفس السلوك يطارد اللينات ويحاسن السيدات ويرافق الجاهلات والجهال، فأيسر له أن يقود هذا الجاهل ويسوق ذاك الغبي ويسحب فلان الذي يجهل حتى كتابة كلمة مع همزة، كيف لا وعاد امتحاناته أكثر من عشرين مرة. لا يضيف مارون عبود التفاصيل وعن أي امتحانات في البكالوريا ينوّه بين قوسين.
 "همّي إبقى محلّي" شغله الشاغل وهنا ينتقل مارون للعامية المحكية ، يا خيّي خليني هَوْن ببقي للترويقة عند دار  أهل المرّ بيلكي بيسقوني دبس مرّ، وهَيْك بوفر على حالي عشرين ليرة للترويقة وفي البيعة بنوكل شوية قربان ونبيذ وبعد ما نقدّس بزور دار الزوين هدْليك ما بْيِبْخَلو على الغدا، ولاك شو بيك، بيحطّوا زغاليل بتشدّ الظهر والركاب، لحد ما ييجي المسا بقلّع على الضيعة،بس أبقى محلّي هاي الضيعة فيها ترويقة وغدوة زغاليل وبنزور نشقِّر علي بيت  المعتوه بنٌقْعُودْ شوَيْ مع مرتو، ما فيها شي، همّي أبقى محلّي، هاي يا خيِّي باقي انا هَوْن، مو ناقص شي،اكل زْغاليل وشوفة نساوين وفلوس القرابين، وشو ما جاب ربنا من القربان بسترها الله.
 
"القافلة تسير والكلاب نابحة"
" ملعون يا رب كل من ضل عن وصاياك"


60
المنبر الحر / التّجلّي الإلهيّ+
« في: 10:03 05/08/2016  »


التّجلّي الإلهيّ+
"  لمّا  تجلّيتَ  أيّها  المسيح  الإله  على  الجبل،  أظهرتَ  مجدَك للتّلاميذ بحسْبما استطاعوا، فأشرِق لنا، نحنُ الخطأة، نورك الأزليّ، بِشفاعات والدة الإله، يا مانح النّور المجدُ لك".
" التجلّي الإلهي "
مع اقتراب نهاية تنقلاته و تجواله في  "جليل الأمم _גליל  הגויים " ،  ابتعد يسوع شمالاً مع تلاميذه،عن أراضي الفريسيين،في ولاية" هيرودوس أنتيباس"من الشاطيء الشرقي لبحيرة طبريا{بحر الجليل_  ים  הגליל}إلى سفوح جبل الشّيخ{الحرمون}فوصَل يسوع مع تلاميذه مرة أخرى إلى بيت صيدا{يولياس}التي كان قد زارها مرة واحدة من قَبل{قارن:مرقس 26 ـ 22 : 8  مع  مرقس55  :6}،ثمّ لم يلبث أنْ تركها وابتعد شمالاً فوصل إلى مدينة"قيصرية فيلبس"،ولكنه لم يدخلها مباشرة بل تجوّل مع تلاميذه في عدد من القرى المنتشرة حول المدينة {  مرقس27 :8}.وفي تلك النواحي الأجنبيّة{غير اليهوديّة}بالذات،التي ليس فيها مثل تلك الجموع الملتهبة بإيمانها،والتي كانت تتبعه وتحيط به في أراضي الجليل،فهناك في تلك البقاع الجميلة، عند سفوح الحرمون  {جبل الشيخ}،كشف يسوع عن حقيقة شخصه،بأنّه هو يسوع المسيح المخلِّص،هذه الحقيقة التي كانت محجوبة عن أعين التلاميذ وإدراكهم حتى الآن،ففي طريقه إلى"قيصرية فيليبس"،بعد مسيرة يومين، سأل تلاميذه قائلاً: "من يقول الناس أن ابن البشر هو "  ؟؟؟
{سؤال المسيح هذا لم يكن للإستفهام،بل تثبيتاً للتّلاميذ }.
قالوا :
_"بعضهم يقولون أنّه يوحنّا المعمدان، وبعضهم أنه إيليا، وبعضهم أنه إرميا أو أحد الأنبياء.
فقال لهم:
_  وأنتم من تقولون أني هو ؟
أجاب سمعان بطرس وقال  :
ـ  أنت المسيح ابن الله الحي ".
{متى 16 ـ 13 :16،مرقس30 ـ27 :8، لوقا12 ـ 8 :9}{والنص هنا من متّى}.في رواية هذا الحديث الخطير يلتقي متَّى ومرقس ولوقا، إلا أن متَّى أوسع تفصيلا،فمتَّى يستعمل تعبير"إبن البشر"،أمّا مرقس ولوقا فيستعملان تعبير "أني  هو" وفي متَّى يشهد بطرس بأن يسوع هو "المسيح إبن الله" وأمّا مرقس ولوقا فيكتفيان بالقول بأنّه " المسيح " أو  " مسيح الله" الذي تنبّأ عنه الأنبياء ومهّدوا له.
أما أقوال النّاس "من اليهود"فكانت مختلفة: فهو" المعمدان" {متَّى 2 :14}،أو إيليا الذي في إعتقادهم، يتقدّم مجيء المسيح{ملاخي6 _ 5 :4}،أو "إرميا"لإعتقادهم أنّه حيّ وسَيأتي لنصرتهم في زمن الضيق{  مكابيين الثاني14_1 :15}،كما أنّ "إرميا " تنبّأ عن "العهد الجديد"  {إرميا30: 3}،وتنبّأ بالخراب لشعبه لكثرة خطاياهم وآثامهم،كما أنه تنبّأ بخراب الهيكل،ولهذا ذكره"متَّى"مع الأنبِياء العظام أصحاب الدرجات الرفيعة {راجع _متَّى 18 _17 :2،  14 :16، و 9 :27} والمسيح عُد نبياً كما يشهد على هذا ما ورد في{متَّى11 : 21 وما يلي  وفي  مرقس 15: 6 و لوقا  16 و 39  :7}.
وفي متَّى كان جواب بطرس نيابة عن التلاميذ الآخرين،  وقد تحقّق من ألوهية المسيح واعترف بها جهاراً {بعد ثلاث سنوات تقريبا من كرازة المسيح}،بوحي من الله إذ ليس لأحد أن يقول"يسوع  ربّ"إلا بالروح القدس{كورنثوس الأولى3 :12 }."أنت المسيح ابن الله الحي" {متى  16 : 16}،ينفرد متَّى بهذه العبارة،وهي متأصّله في العهد القديم، ولقد اكتسبت بالإيمان المسيحي تمام معناها في العهد القديم_راجع _ {صموئيل الثاني14 :17، مزمور7  :2،  27 :89 }،وهي تدلّ على علاقه خاصّة مع الله،ومبنيّة على اختياره، وعلى الرسالة التي عهد بها إلى "ابنه".ولقد توسّع المسيحيّون الأولون في معنى الإختيار ومعنى الرسالة،وشدّدوا على الميزة الفريدة والحاسمة الخاصة بشخص يسوع، فهو الذي يقيم مع الله علاقة بنوية لا مثيل لها، والذي عهد اليه برسالة لا نظير لها في سبيل خلاص البشر،راجع_{متَّى21 :1 ،15 :2 ،17 :3،  3 :4، 27 ـ25 ،:11 و63  :26}.
أن اعلان يسوع عن حقيقة رسالته الروحية لتلاميذه اقتضى احتياطا صريحا، لهذا أمر يسوع تلاميذه وحذّرهم بأن لا يقولوا شيأ لأحد،  وبأن لا يكشفوا سرّ رسالته الخلاصيّة،لأنّ أوساط الشعب اليهودي كانت لا تزال تجهل حقيقة "المسيح" ورسالته الروحية،التي لن تُعرف إلا بعد موته وقيامته، فحينئذ يتفرّغ الرّسل للدعوة بالمسيح الفادي ابن الله في المسكونة كلّها،ومنذ ذلك الوقت أعلن للرسل سرّ ابن الله الذي سيعاني من آلام كثيرة من الشّيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة {متَّى21  :16}{من هذهِ الجماعات الثّلاث كان يتألّف مجلس السنهدرين_  أي مجلِس القضاء الأعلى عند اليهود} "وبأنّه يُقتل ويقوم في اليوم الثالث" وعندما قال هذا  "أخذه  بطرس نحوه وبدأ يزجره قائلا: حاشى لك يا رب!لا يكون لك هذا "{متَّى 22 :16}. فبطرس زجر يسوع وعارضه وحاول أن يردعه،من أن يناله مثل هذه الإهانة وهذا الذل، لا سيما وأنّه  "إبن الله  الحي" كما صرّح بطرس منذ قليل بوحي من الله وكان كلامه نيابة عن الرسل الآخرين  فالتفت {أي المسيح}  وقال لبطرس: "اذهب خلفي يا شيطان" فقد صرت لي معثرة  لأنّك لا تهتم إلى ما لله لكن إلى ما للناس،{متّى23 :16 }.إذا قرأنا قوله لبطرس "إذهب خلفي"فالمسيح يخاطب بطرس وكانه يقول له: " سر في الطريق التي أسير فيها أنا"،وهي الطّريق التي رسمها الله أي طريق الصّليب، ثمّ يخاطب الشيطان: "يا شيطان" أي المعارض، فبطرس يريد تحويل يسوع عن رسالته التي من مقوّماتها الأساسية الموت صلبا ثمّ القيامة، وهذا المقصود بقوله: "فقد صرت لي شكا {معثرة}،لأنّ أفكار بطرس هي أفكار "الناس"المتهالكين على مجْد الدّنيا والربح الدنيوي _ راجع _{ متى 10 :4 }.
أمّا إذا قرأنا هذا القول على هذا النحو : "إذهب خلفي يا شيطان"، "סור ממני  השטן"، فكان المسيح خاطب الشيطان، وكانه دخلت على قلب بطرس روح شيطانيه شرّيرة،وتكلّمت عن طريق فمه،وكان ذلك الشيطان الخبيث يحاول إغراء يسوع بالأنحراف عن الطريق المعدّ له،وهو طريق الآلام والتضحية بجسده_الصّلب فداءً وخلاصاً للكنيسة، وكان هذا تكرارا لتجارب المسيح بعد عمّاده، والتي أفشلها المسيح جميعا في البرية بصموده الرائع في وجه الشيطان ودحره له.وأمّا قوله لبطرس: "فقد صرت لي معثرة"  فيعني "  لا تكن عثرة ".وفي الكتاب المقدّس تعني عائقًا وفخّاً {مزمور 7 :124}. "العثرة"،أيضًا هم النّاس الذين يرفُضون السّير وراء يسوع {متَّى29 :5 و23 :16 و9 ـ 6  :18} .
عيد التّجلِّي:
أصبح عيد التجلِّي عيدا شعبيا منذ بدء تاريخ الكنيسة.وفي سنة  326 أمرت القدّيسة هيلانة،أم الإمبراطور قسطنطين الكبير، ببناء كنيسَة على جبل الطّور {تابور}، في المكان الذي تمّ الإعتقاد بحدوث التجلِّي فيه.
ومنذ سنة 348 ذاع هذا العيد وانتشر في بلاد الشرق:فلسطين، سوريا ومصر ووصل إلى بلاد أرمينيا.وفي نهاية القرن الثامن وأوائل القرن التّاسع،أدخل عيد التجلِّي إلى الكنيسة الغربيّة وتعمّم في فرنسا سنة 1131 عندما قام دير كلوني الشهير بتلك المهمّة.وقد تبنَّت كنيسَة روما هذا العيد سَنة 1475.ومنذ أن انهدمت كنائِس الجبل على يدِ الظّاهر بيبرس المملوكي سنة 1263، هُجِر الجبل،ومُنع المسيحيّون من السّكنى فيه، كما أنَّهم لم يتمكّنوا من زيارته في كلّ وقت خوفا من اعتداءات البدو المسلمين الذين حطوا رحالهم حوله. إلاَّ أنّه وعلى الرّغم من ذلك،في موعِد العيد كان المسيحيون،وخاصة الأورثوذكس وهم الغالبيّة السّاحِقة،الذين أعطوا للعيد أهمّية خاصّة،يصعدون إلى الجبل جماعات جماعات،ومن كلّ أنحاء الجليل،لإقامَة الطّقوس والصّلوات والإحتفال بالعيد.ويشهد أحد الرحّالة الإنجليز الذي زار الجبل سنة 1738 بأن اليونانيين {أي الأورثوذكس}يحتَفلون بعيد التجلّي على الجبل بالآلاف،وهم يقضون ليلة العِيد،وقد نصبوا خيامهم لعائلاتهم،فيملؤون الجوّ طربًا وجذلا بالعيد.أمّا اللاتين فيعتَمدون الصّلاة في الصّباح ثمّ يغادرون إلى طبريا.وبالحقيقة،أن زيارة الجبل،منذ أن تقرّر موعد العيد في 6 آب،ومنذ العهد البيزنطي وحتى العصور الوُسطى وما تلاها،لم تنقطع حتَّى بعد أن تهدَّمت الكنائس،فكان المحتفِلون بالعيد يقيمون صلاتهم في الجبل على خرائب تلك الكنائس.ومنذ القرن السّابع عشر أصبح الإحتفال الجماعي بالعيد على الجبل عادة شائعة متّبعة، بالرغم من مشقّة السّفر والأخطار الممْكنة،وكان يرافق كلّ مجموعة من الزائرين كاهنها أو كهنتها.
طروبارية  العيد  _ اللحن السابع:
" لمَّا  تجلّيت أيّها المسيح الإله على  الجبل، أظهرت مجدك للتّلاميذ بحسبما  استطاعوا، فأشرق لنا، نحن الخطاة، نورك الأزلي، بشفاعات والدة الإله، يا مانح النّور المجد لك " .
+مادة التجلي من كتاب:" الاعياد السيدية الجزء الثاي" للاستاذ الراقد على رجاء القيامة ميخائيل بولس.
أسئلة في عيد التجلّي
جمع: يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _www.almohales.org
في السادس من الشهر الجاري آب، تحتفل الكنيسة بعيد تجلي ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.
+ ما هو مصدر التسمية" تابور والطور"؟
+ ما يميّز الابنية التي اكتشفت على جبل التجلّي؟ ولماذا
+ هل ذُكر "جبل الطور" في سفر المزامير وارميا؟
+ ما هو موقف الشعب الكنعاني من جبل الطور؟
+ يا سيّدي جيّد أن نكون  ههنا. فلنصنع ثلاث مظال. لكَ واحدة ولموسى واحدة ولإيليّا واحدة ؟ ما معنى كلام بطرس؟
+والإ شعاع النوراني الذي أنتشر على ظاهر الربّ أنّما هو نتيجة؟، ماذا
+ لهذا الجبل دلالة لاهوتية أكثر منها جغرافية، عدد ذلك وعن أي جبل الحديث بخصوص التجلي؟
+ هل اسم الجبل الذي تجلى عليه الرب تم ذكره في الإنجيل المقدّس؟
+ ما معنى عبارة " التجلّي "؟
+ زمن التجلي بحسب متى ومرقس ؟ مَتَى؟
+هل اختيار المكان العالي للتجلي من باب الصدفة؟
+ ما المعنى من اختيار الرب للأشخاص الثلاثة عند التجلي؟
+ ما الحكمة في ظهور إيليا وموسى عند التجلي؟
+ هل من نص في الإنجيل يدعم أن التجلي حدث ليلا؟
+ روى حادثة التجلي :مرقس ومتى ولوقا، هل كانوا مع الرب؟
+ ما هي النصوص الداعمة أن التجلي حدث في حبل الطّور_ جبل التجلّي?
+ما هو مصدر الاسم " جبل النور " في بعض المصادر؟
+  ما هي أهمية جبل الطور في التّقاليد اليهودية؟
عيد التجلي هو عيد مبطل لخدمة القيامة لانه من الدرجة الاولى.
الطروبارية:" تجلّيتَ أيها المسيحُ الإله على الجبل، فأظهرتَ مجدكَ لتلاميذكَ على حسبِ ما استطاعوا. فأضيء لنا نحن الخطاة بنورك الأزلي، بشفاعة والدة الاله، يا معطي النور المجد لك".
القنداق:" تجلّيت ايها المسيح الاله على الجبل، وبقدر ما استطاع تلاميذكَ شاهدوا مجدكَ، لكي يفهموا اذا ما رأوكَ مصلوبا انك تتألّم باختيارك. ويكرزوا للعالم انّكَ انتَ حقًّا ضياء الآب".
نسرد هنا بعض من القطع التي لا تقال في الكنيسة الرومية الملكية الكاثوليكية في العديد منها من خلال تجربتنا لان للاسف العديد من الخوارنة على عجل من الخدمة الكنسية ليتفرغوا لاعمالهم الخاصة المالية المادية.
++" لما تجليت يا رب قبل صلبك شابه الجبل سماء، وانبسطت السحابة كمظلة وشُهد لك من لدن الاب، بحضور بطرس ويعقوب ويوحنا، بما انهم سيكونون معك في ىونة تسليمك، حتى اذا شاهدوا عجائبك لا يجزعوا من آلامك التي نسال كان توهلنا لنسجد لها بسلامة برحمتك العظمى".
 ++ط لقد ذهبت بتلاميذك الى جبل باذخ قبل صلبك يا رب، وتجليت امامهم منيرا اياهم باشعة القوة فمن جهة حبّ للبشر، ومن اخرى سلطة وسيادة على انك اردت ان تعلن نور القيامة. التي نسالكَ اللهم ان تؤهلنا لها بسلامة فانك رحيمٌ ومحبٌّ للبشر".

61
حِكم، أقوال وأمثال في كل مجال
(ت)
إعداد حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


استوقفتني خلال مطالعاتي، حِكم وأقوال وأمثال وآراء وطرائفُ كثيرة جدّا، وارتأيت أن أنشرَها، علّها تعود ببعض الفائدة الفكرية والروحية، بالإضافة إلى ما في بعضها، على الأقلّ، من التسلية وروح الدعابة ومدعاة لشحذ الذهن. إذ أننا نعتقد أن إشاعةَ الثقافة الجادّة، وتقديم كلّ جديد ومفيد وممتع، هما مَهمّة شِبه مقدّسة ملقاةٌ عـلى كاهل كلّ مثقّف ملتزم. كنت قد نشرت نتفًا من هذه الجمل في منابرَ مختلفة على الشبكة العنكبوتية، كما أن زهاء  عشرين حلقةً منها كانت قد أُذيعت عبرَ صوت ابن فضلان في هلسنكي في ركن الثقافة والفكر في أواخر القرن الماضي وبدايات القرن الحالي.

❊ قال الحكماء: إيّاكم أن تجادلوا النرجسيين (يظنون أنهم: موسوعيون!) حتى ولو كانوا في غيّهم يعمهون!
❊ قال الحكماء: إيّاكم أن تجادلوا النرجسيين (يظنون أنهم: موسوعيون!) حتى ولو كانوا في غيّهم يعمهون!
❊ ما زال العقل العربيُّ يعيش في ثقافة الشِّعر واللغويّات.
❊ ليس أسوأ من معلّم لا يعرِف سوى ما يجب أن يعرِفَه تلاميذُه.
❊ التقدّم لا يَعني وجوبًا التأوْرب.
❊ قال نِهرو: "أيّها المواطنونَ، اتَّجِهوا إلى العِلم بنفْس حماسكم للدين، إنّه وحدَه الذي يُخلّصكم من ظلام

 عشَرات القرون.
❊ إنَّ أمّةً تستعبِدُ أخرى، لا يُمكِنُ أن تكون حُرّة.
❊ كلُّ الكميّةِ المُعطاةِ منَ الحريّة في الوطن العربي، لا تكفي كاتبًا واحدا.
❊ إنّ العالَم العربيَّ يحتاج إلى مَلْيون شاعر حتى يكتشفوا في رِمال الصحراء إبرةَ الحريّة.
❊ لا شيء أبقى من المحبّة.
❊١٠٪ من الحياة هي ما يحدُث لك و٩٠٪ هي كيف ترُدّ.
❊ الشعبية هي أن يُحبَّك الناسُ عندما تُغادرُ منصِبَك، كما يُحبّونك عندما كنتَ متقلِّدَه.

❊  أوقيةٌ منَ الخِبرة تُساوي أكثرَ من طُنّ من الوعْظ.
❊ إياك أن تحكي مشاكلَك للجميع! ٢٠٪ منهم لن يكترثوا و٨٠٪ سيسعَدون بذلك.
❊ في الماضي كانت وسائلُ المعرفة بعيدةَ المنال وبزغ العلماءُ واليوم جوجل موجود وهضم المعرفة معدوم.
❊ الغَباء داءٌ لا دواءَ له.
❊ لو تذكَّرْنا كلَّ شيءٍ تَعِبنا.
❊ تخلّصْ من هُمومك بوضْعها في جيْبك المثقوب.
❊ المعرفةُ نوعان: أن تعرِفَ الموضوعَ أو أن تعرِفَ أين تجِدُ معلوماتٍ عنه.
❊ لا تجعلْ أحدًا يعرِف سرّ دمعتك لأنّه سوف يعرِفُ كيف سيُبكيك.
❊ إضحَك كلّما استطعتَ، فهذا دَواءٌ رخيص.
❊ لا تنبُع معاني الأشياء من الأشياء نفسِها، بل من موقفِنا منها.
❊ لا جدوى من معرفة بلا تطبيق، مستشرقٌ يعرِف قواعدَ العربية إلا أنّه عاجز عن الحديث والكتابة.
❊ أنتم تشربونَ لِتسْكَروا، وأنا أشربُها لأصحو من خمْرة غيرِها.
❊ إرضاءُ جميعِ الناس غايةٌ لا تُدرَك.
❊ من يسـأَل يكونُ غبيًا لخمْسِ دقائقَ، أما الذي لا يسألُ فيبقى غبيًا على الدوام.
❊ إذا أردتَ أن تعرِف إنسانًا فلا تُصغِ إلى ما يقولُه بل إلى ما لا يقوله.
 لقاءٌ: التقى صديقان عند مدخل عِيادة أحد الأطبّاء النفسانيين فقال الأوّلُ: هل أنت قادمٌ أم منصرِف؟ فأجاب الآخرُ: لو كنتُ أعرِفُ لما جئتُ إلى هنا.
❊ من غرْبل الناس نخلوه.
❊ أصعبُ من ردّ الشَّخْب في الضَّرْع.
❊ المسافة بين العُرس والمقبرة شجرةٌ نصفُها للسرير والباقي للتابوت.
❊ حِكْمة: قيل لفيثاغورس مَن الذي يسلمُ من مُعاداة الناس؟ قال: مَن لم يظهَر منه خير ولا شرّ. قيل وكيف ذلك؟ قال: لأنه إن ظهر منه خيرٌ عاداه الأشرارُ وإنْ ظهر منه شرٌّ عاداه الأخيار.
❊ أتظنّ أنّك تستطيع معرفةَ طعْم الخمرة بمُجرّد النظر إلى خارج الجرّة؟
❊ إذا لم تجِدْ لك حاقدًا، فاعْلَمْ أنّك إنسان فاشل.
❊ لا أحدَ بسيفِ سواهُ ينتصر.
❊ ويلٌ لعالٍ أُمِر من سافله، وعالم شيء من جاهله.
❊ قالوا لسُقْراط (٩٦٤-٩٩٣ ق.م) يوما: "إنّ بعضَ الناسِ يَهجونك هَجوًا فاحشًا"؛ فأجاب: "وماذا يعنيني هذا، دَعوهم يهجونني بل دعوهم يضربونني ما دُمْت بعيدا عنهم".
❊ لو كان الصعتر يُفتّحُ الذِّهْنَ كانت دابّتنا صارت ملفانة، أي دكتورة في اللاهوت.
❊ إنّ اليد التي تسفُِك الدِّماءَ لا تزرَع القمح.
❊ التاريخ خزّانُ التجارب البشرية.
❊ كلّ عضو لا يؤدّي وظيفتَه يندرِسُ.
❊ من الصخر الصّلْب قد يتفجّر الماءُ العذب.
❊ التوتّر يكون عندما تفكّر بما عليك أن تكون؛ الاسترْخاء معناه قَبول ما أنت عليه.
❊ لا تبحَثْ عنِ الأخطاء ولكنِ ابحثْ عنِ العِلاج.
❊ خطِّطْ من أجل الغدِ ولكنْ عِشْ يومَك.
❊ أربعٌ لا يشبعن من أربع: أرضٌ من مطر، وأنثى من ذكَر وعين من نظر وعالِم من علْم.
❊ الأقاربُ والدواءُ تحتاجُ إليهما في اليوم العسير.
❊ لم أجِد أطيبَ منَ العافية ولا أمرّ من الحاجة إلى الناس.
❊ ليس كلُّ ما يُعرَف يُقال.
❊ ليس كلُّ ما يأتي من الغرْب يَسُرُّ القلْب.
❊ ما أحلى النومَ، لو استطاع الإنسان أن يختار أحلامَه.
❊ الحقُّ بالسؤال هو أساسُ تقدّمِ الإنسانيّة.
❊ كلُّ داءٍ سيُنتِج دواء.
❊ يتكلَّمُ الحُكماءُ لأنَّ لَدَيْهم ما يُقال، أمّا الحَمْقى فلأنّهم يجِب أن يقولوا شيئًا ما.
❊ إنّ أفضلَ ما أُعطي العبْدُ في الدنْيا الحِكمة، وفي الآخرة الرحْمة.
❊ القناعة لُبُّ المناعة.

62
ملاك من زجاج بيت لحم
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


تسلّمت مؤخرًا هديّة صغيرة ومعبّرة، شكل ملاك صغير مكوّن من أربع قطع زجاج موضوعة داخل إطار معدني مطرّق. هذا العمل اليدوي يعود، وفق ما ورد في بطاقة تفسيرية بالإنچليزية، إلى ورشة تحمل اسم “الكهف معرض للفنون والحرف“ في بيت لحم، فلسطين. هذه القطع الفنية مصنوعة من الزجاج، من بقايا قوارير مكسورة ملقاه هنا وهناك، أو زجاج كان قد تحطّم خلال اجتياح إسرائيل لبيت لحم. أيادي أفقر فقراء منطقة بيت لحم، تلتقط قطع الزجاج من الحطام، وتجمّعها للورشات الفنية التابعة لكليّة دار الكلمة (ICB -International). تحكي هذه القطع الفنية عن ”آمال ومخاوف كلّ السنين“ لدى أهل بيت لحم اليوم.
قطع الزجاج المكسّرة علامة انكسار عالمنا، وهي أيضًا سبب لتجسّد الله. ومن خلال تجسّده، جلب من جديد الإلهي والإنساني معا. إنه التقط ما يبدو تافهًا وميئوسًا منه، وحوّله إلى خلق كامل جميل. هذا التجسّد الذي حدث هنا في بيت لحم قبل ألفي سنة، هو الذي يمنحنا القوّة للاستمرار في البحث عن حيوات وآمال محطّمة، وتحويلها بواسطة الفنّ إلى ملائكة وقطع فنّية متنوعة، رُسُل عدالة وسلام وكرامة.  (http:// cave.annadwa.org).

63
رسالة ستيڤ بول  جوبز (١٩٥٥-٢٠١١) إلى العالَم العربيّ
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

ستيڤ بول جوبز (Steve Paul Jobs، ٢٤ شباط ١٩٥٥ـــ ٥ تشرين أول ٢٠١١) شخصيّة عالميّة في مجال تكنولوجيا الحاسوب الحديثة، آيْ بود وآيْ فون وآي باد. إنّه أعظم رجل في تاريخ المعلوماتية الراهن. كان مثلاً المؤسّسَ الرئيسي والمدير التنفيذيّ لشركة أبِل. والداه البيولوجيان غير المتزوجين آنذاك، هما عبد الفتّاح الجندلي السوري وجوان كارول شيبل الألمانية، أما المتبنّيان له فهما بول وكلارا جوبز من أصل أرمني بولندي. سافر ستيڤ إلى الهند في مطلع شبابه واعتنق البوذية وعاش نباتياً طيلةَ حياته. عانى ستيڤ قبل وفاته ببضع سنوات من سرطان نادر في البنكرياس. أُجريت له عمليّة زراعة كَبد في عام ٢٠٠٩، إلا أنّ توقُّف التنفّس كان سبب مفارقة ستيڤ للحياة. كبرياء الجندلي منعته من مبادرة الاتّصال بابنه، وانتظر ذلك من ابنه، الذي قال إن والديه “كانا مخزنًا لنطفتي، لا أكثر”. ربطت ستيف علاقة متينة مع شقيقته، منى سيمبسون، الروائية الشهيرة بعد أن كان ابن سبعة وعشرين عامًا، وحرص على الاتصال بوالدته من حين لآخر. يُذكر أن جوبز اختار أخيرًا التفاحة المقضومة رمزًا لشركته لعمله في كرم تفّاح سابقًا، لأن رسم شجرة تفّاح يستظلّ تحتها إسحاق نيوتن كان سيحتلّ حيّزًا أكبر من المطلوب. تلك التفّاحة المقضومة ترمز إلى شجرة المعرفة التي “نتشها” آدم في الجنّة، وهي بألوان قوس قزح.

هذه خلاصة رسالة ستيڤ للعالَم العربي كما وردت في الصحف الإلكترونية. أُعذروني يا أصدقائي العرب على ما سأقول. إنّها الحقيقة والحقيقة صعبة ومرّة. أنا عربيّّ مثلكم فالعروبة عرقيّة، بالدم. الشام واليمن ومصر تنعكس  على وجهي؛ بساطتكم ولُطفكم، أنا مثلكم ولكنّكم لستم مثلي. كلّ واحد منكم عبارة عن نسخة من أبيه وجدّه وعائلته وقبيلته، أمّا أنا فلست أعرف قبيلة أبي ولم أبحث عنها. لم أبحث قطّ عن الماضي. تركته لكم، فأنتم مُغْرمون به وتتوقون إلى الرجوع إليه. تركني أبي يتيمًا عند ولادتي، بكلّ قسوة ووحشية. رغم ذلك أشكره على ذلك، لأنه تركني يتيمًا، لقيطًا، مجهولاً بلا ماضٍ وتراث أعود إليه، ولكنّه في الواقع كان أبًا مثاليًا فقد تركني في بلاد الحرية والورود، ولم يتركني في الأقطار العربية الشقيقة التعيسة. لذلك كان لِزامًا عليّ أن أشقّ طريقي بنفسي. رفعت رأسي وصنعت المستقبل وتراثي الخاصّ وليس ذلك الخاصّ بأجدادي. ها أنتم وغيركم تتمتّعون بما اخترعت.  إنّي أعيش للجديد والتجديد والتغيير والتطوير. يا أسلافي،  لم أتعلّم منكم شيئًا، حاولوا يا عرب أن تتعلّموا منّي شيئًا واحدًا: التعلّق بالماضي لن يغيّر الحاضر، ناهيك عن  المستقبل، أُتركوه. إنكم تنظرون نحو الاتّجاه الخاطىء يا آبائي وأجدادي. نعم، أنا عربيّ مثلكم ولكنّني لا أومن بالغيبيات والنفاق والتقديس. إنّي أومن بالعمل الجادّ والإنجاز والإتقان والتفكير الخلاق.
إني لا أومن بالماضي بل بالمستقبل. أجدادي العرب سامِحوني، قد لا أستطيع تغيير وضعكم إلا أنّني غيّرت مستقبل الإنسانية في التعامل مع التقنية على هذا الكوكب، وسأستمرّ في التغيير والتطوير، لأنّني أستثمر وقتي في السير قُدُمًا وليس في تقْبيل أيادي أو أرجل الحُكّام.
تمنياتي لكم بماضٍ سعيد!!

حفيدكُمُ المحبُّ
ستيڤ جوبز



64
الراهب الفرنسيّ والعامّيّة الفلسطينيّة
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


أمامَنا شخصية مركّبة وخاصّة، لا يعرِف عنها معظم المثقّفين العرب، حتى في البلاد، شيئًا يُذكر. راهب كاثوليكيّ فرنسيّ، صهيونيّ بلباس مدنيّ، يتّخذ له اسمًا عبريًّا، يعيش في إسرائيل مدّة ٦٠ عامًا، يحصل على الجنسية الإسرائيلية بسرعة نسبيًّا، ينزع  صليبه الصغير المعلّق على عنقه، لأنّه يمسّ بشعور اليهود؛ يصلّي باللغة العبرية عادةً لوحده في منزله، وأحيانًا يؤمّ الكنيس في البَقعة في القدس ويضع القبّعة الصغيرة (الكِپاه) على رأسه، يقرأ في كتاب الصلوات اليهودي، السيدّور؛ يعشق إسرائيل والشعب اليهوديّ، شعب الله المختار؛ زار إسرائيل عدّة مرّات قبل إقامته الدائمة فيها، تطوّع للعمل في الكيبوتسات؛ عاش سنة في لبنان، وأخرى في دمشق وسنتين في ترشيحا الجليلية؛ يكرّس حياته للتأليف في مجال تعليم اللهجة العربية الفلسطينية بالعبرية والفرنسية والإنجليزية.

هناك من أطلق عليه اسم ”الراهب المعجميّ؛ المعجميّ الجوّال“، ويا حبّذا لو حذا المستشرقون وبخاصّة باحثو اللهجات الحديثة حذوه، في تعلّم اللغة المحكية والتمكّن منها وبحثها من مصدرها الحيّ. لا وجود للأيقونات أو أيّة رموز دينية في منزله في القدس، بل هناك على الحائط خارطة كبيرة لإسرائيل، وصورة لجبال سيناء. جيرانه لا يعرفون أنّه مسيحيّ. في اعتقاده، على العالَم المسيحي أن يتعلّم الكثير من اليهودية، مثلًا كيفية فهم اليهود لأسفار العهد القديم؛ اليهود شعب خاصّ ولكن عليه ألا يتفاخر بذلك، يقول الراهب.

هذا الراهب (أو אח ’الأخ‘ كما يُستعمل في الكتابات العبرية) التسعينيّ، معروف باسمه العبريّ في البلاد، יוחנן אליחי, يوحنان إليحاي (يوحنان إلهي حيّ)، وُلد في بلدة كوربي بالقرب من باريس عام ١٩٢٦، لأبوين كاثوليكيين وحمل الاسم جان لوروا (= حنا، يوحنا الملك)، وفي صباه تأثّر بجوّ المَحْرقة (Holocaust)، وكان ابن ١٤ عامًا عندما وصل النازيّون إلى بلاده، ومكثوا أربع سنوات؛ تعرّف على يهوديّ عجوز واحد فقط، كان يسكن في الشارع ذاته؛ وكانت جدّته تقول له: إنّنا نقاسي إلا أن اليهود يقاسون أكثر. تخلّت والدته عن الإيمان المسيحي، لما كانت ابنةَ عشرين عاما. أرسل والداه ابنهما للدراسة في مدرسة في جنوب فرنسا، بعيدًا عن باريس وويلات الحرب. ذات يوم، عثر هذا الشاب في المكتبة المحليّة، على كتاب قواعد لعبريّة العهد القديم (Biblical Hebrew)، وجذبته الأحرف العبرية وأحبّها، فرسمها، وتعلّمها وكتب رسائل لصديق له بالفرنسيّة ولكن بالحروف العبريّة، لكن صديقه لم يردّ عليها، إلا أن الراهب بهذه الطريقة، تذكّر تلك الأحرف وحفظها. بدأ دراسة العهد القديم واللغة العبرية في السِّمنار الذي التحق به حين كان ابن ١٨ عاما. هكذا، وفي عمر مبكّر، انجذب إلى تعلّم اللغات، إذ رأى مثلًا أن عمّه يعرف ثلاث لغات بالإضافة إلى الفرنسية، وهي الإنجليزية والألمانية والإسبانية، واعتبر ذلك آنذاك أمرًا نادرًا في فرنسا، وأراد أن يقلده. وفي فرنسا درس الراهب عِلم اللاهوت، أسفار العهد القديم، العبرية التوراتية، التاريخ  والموسيقى اليهودية.

قدِم الراهب إليحاي إلى إسرائيل بدوافعَ صهيونية، كما صرّح هو بنفسه. يقول هذا الراهب إنّ ما رآه في السَّفارة الأمريكية في باريس عند انتهاء الحرب العالمية الثانية من صور لجثت، و تعذيب وناجين، أدّى إلى تحوّل كبير في حياته، صدمة قاصمة،  ولا سيّما عندما قرأ في إحدى الدوريّات أن الصهاينة يعودون إلى الأراضي المقدّسة، ويبنون مدينة على رمال ساحل يافا. عندها، اعتقد أن ذلك عمل رائع، وهو الردّ المناسب لما حلّ باليهود في الغرب من اضطهاد وويلات، لذلك قرّر أن يكون مناصرًا لذلك الشعب الذي قاسى كثيرا، وأخذ يبني نفسه من جديد في البلاد.

وصل إليحاي إلى لبنان لتأدية الخدمة العسكرية لسنة، عندما كان ابن عشرين عاما، وعلّم اللغة الفرنسية هناك  في قرية صغيرة، بادئًا مِشواره في تعلّم اللغتين الساميتين، العربية والعبرية. في غضون رحلته إلى لبنان، من فرنسا إلى القنطرة بمصر، فحيفا تعلّم أوّل كلمتين في العبرية الحديثة לילה טוב = ليلة سعيدة/طابت ليلتكَِ/ليلتكما/ليلتكم/ليلتكن. بعد عودته إلى فرنسا التحق إليحاي بالمركز الدومينيكاني للدراسات المسيحية، وسيم راهبا في رهبانية كاثوليكية صغيرة اسمها ”إخوة يسوع الصغار“ (The Little Brothers of Jesus)، وهي ضد أعمال التبشير، ديْدنها الاقتداء بحياة وكتابات شارل دي فوكو (1916-1858 ,Charles de Foucauld)، تأسّست في فرنسا عام ١٩٣٣ بمساعدة الباحث المعروف في الدراسات الإسلامية، لويس ماسينيون (Louis Massignon, 1883-1962) وآخرين، ويبلغ عدد أعضائها عدّة مئات، وهم موزّعون في أرجاء العالم، ولا يعيشون في أديرة، ويعتاشون من أعمال يقومون بها، ويُحرّم عليهم توفير أموال أو أرزاق للمستقبل (متّى ٦: ٣٤: فلا تهتمّوا للغد لأنّ الغد يهتم بما لنفسه، يكفي اليومَ شرُّه. وانظر: سفر الأمثال ٣٠: ٨-٩).

هذا الراهب الدمث النشيط، يوحنان إليحاي، قضى سنة في دمشق أيضًا واشتغل في مخرطة، وأعدّ قاموسًا للهجة السورية قِوامه خمسة آلاف لفظة. ثم وصل إلى المغرب وبدأ في تعلّم لهجتها، وقال إنّها أبعد اللهجات عمّا تعلم من قبلُ، لغة مغايرة كليا تقريبا. وفي المغرب توجّه إلى أحياء اليهود، الغيتو اليهودي (Ghetto)، وَفْق تعبيره! ثم طفِق عائدًا إلى بلده إثر إصابته بمرض اليرقان.  ويُروى عن إليحاي قوله: عندما يلتقي رئيس جمهورية لبنان برئيس حكومته فهما يتحدّثان بالعامية، أما تلميذ الصف السادس فيكتب ملحوظة ما لصديقه في الصفّ بالفصحى. اكتسب هذا الراهب خبرة واسعة جدا في العمل الميداني، رصد وتسجيل اللهجة المحكية، ولا سيما الفلسطينية من أفواه الكبار والصغار، رجالًا ونساء. خبرة واسعة وعميقة كهذه، قلّما نجدها في أيّامنا لدى الباحثين، إذ كثيرًا ما نسمع عن طلاب أجانب يزورون البلاد لفترة أسابيع معدودة ليجمعوا مادة أطروحاتهم ثمّ يعودون لوقت قصير بغية التحقّق من بعض الأمور الغامضة، والاستفسار أكثر من مرّة من الرواة. وممّا يجدر ذكره أن دَوْر أولائك الرواة في تلك الأبحاث الأكاديمية اللهجية، كثيرا ما يكون حقّه مغموطا، بل وأحيانا لا ذكر لأسمائهم البتّةَ حتى في المقدّمة. في مثل هذه الحالات يبقى نصيب الباحث الحقيقيُّ في البحث غامضًا، غير محدّد، وفي تقديري أمامنا بالفعل ما يدعى بالسرقة الأدبية أو البحثية ”علمكشوف“ (plagiarism).

ويُروى عن إليحاي أنه سأل راويًا لبنانيا مُسنًّا: كيف تُسمّي مَن ظهرُه مقوّس فردّ: أحْدب، والمرأة؟ قال: حَدْبه، والجمع؟ عندها ردّ العجوز: لم أرَ أناسا بهذه الهيئة مجتمعين (في لهجتي، كفرياسيف بالقرب من عكّا، نستعمل: إمْحَرْدِب، إمْحَرِدْبِه، إمْحَرِدْبين،  إمْحَرِدْبات؛ في قاموس  شجرة الزيتون لإليحاي نفسه ذُكرت صيغة الجمع: حُدُب، hunchback). هذه الرواية قد تذكّر بعض القراء ببعض ما كان يسمعه النحويّون من الأعراب، الذين تحدّثوا بالعربية بالسليقة، مثل العبارة الشهيرة ”أيشٍ هذا! اختلفت جهتا الكلام“ (أنظر مثلًا: أبو الفتح عثمان بن جني، الخصائص، تحقيق محمد علي النجّار، ج. ١، بيروت: دار الهدى للطباعة والنشر، ط. ٢، ١٩٥٢، ص. ٧٦، ٢٤٢، ٢٤٩، ٢٥٠).

هاجر إليحاي من باريس إلى حيفا عام ١٩٥٦(עשה עלייה) وأقام في البلاد حتى يومنا هذا في أماكنَ عدّة: في رمات غان قضى تسع سنوات فيافا، وعمل في الكراميكا وفي كتابة أسماء ضحايا النازية في ”خيمة يتذكّر“ في مؤسسة يد وشم/يد واسم، وفي العام ١٩٥٩ حصل على الجنسية الإسرائيلية، متخذًا لنفسه الاسم العبري المذكور. وفي ردّه على السؤال: لماذا طلب الجنسية الإسرائيلة؟ أجاب مستغربًا ومستصعبًا فهم الاستفسار قائلا: ” كيف من الممكن العيش هنا في البلاد، مع هذا الشعب، والبقاء غريبًا“؟ عاش سنتين في قرية ترشيحا العربية في الجليل الغربي ١٩٦٥-١٩٦٧، وخلالهما أخذ بتسجيل لهجات القرية والقرى المحيطة بها، ثم في أماكن أخرى حتى العام ١٩٨٩ واستخدم هذه التسجيلات لتعلّم العربية الفلسطينية، ولتأليف كرّاساته وكتبه التعليمية، وإعداد المعاجم الثنائية.

يعترف إليحاي قائلًا: ”إنّي بالطبع أؤيّد إجراء محادثات بين الطرفين، وأحلم أننا سنصل إلى السلام. إنّ تسع السنين التي قضيتها في رمات غان فتحت عينيّ إزاء الوضع، بقيتُ صهيونيًا ولكن لي تأييد كبير للفلسطينيين، ولي رؤية مختلطة وغير مبسّطة حول الوضع، ولا أدري ما أقول اليوم خشية أن أتفوّه بأمر سطحي ومبسّط، بعد كل جملة يجب إضافة: نعم، ولكن؛ أضف إلى ذلك إنني تعِب مع التسعين عامًا، وكل العمل الكبير والمستعجل، إني لا أقرر الآن، ما رأيكَ أنتَ، مع كل العواطف، يوحنان“. لا ريب في أن هذا الجواب المختصر بحاجة إلى توضيح وتعليل، كيف يمكن التوفيق بين أن يكون الشخص صهيونيًّا ومؤيدًا للفلسطينيين في الوقت ذاته؟ هذه الحالة قد تذكّرنا بالقول الشائع في الأراضي المقدسة: إسرائيل دولة ديموقراطية ويهودية. ثم قد يتساءل المرء كيف تأثر إليحاي بما رأت عيناه في باريس من صور في خلال الحرب العالمية الثانية وغيّر مجرى حياته وتفكيره وتعاطفه في حين أن مكوثه في البلاد مدة ستة عقود ونيّف وما سمع وشاهد خلالها من ويلات الاحتلال، الأطول في العصر الحديث، لم يترك كبير أثر على قناعاته الفكرية والسياسية. وأخيرا هنالك من سيطرح التساؤل المشروع: أهناك تعايش بين المسيحية والصهيونية أو أيمكن التوفيق بينهما؟ لم يتسن لي تسلّم ردّ توضيحي لكل هذا من الأخ إليحاي فعمره قد لا سمح له بذلك الآن.

بدأت مؤلّفاته في الظهور عام ١٩٦٧، سلسلة كتب بالفرنسية لتعلّم لهجة فلسطين، وفي سنة ١٩٨٠ ظهرت بالإنجليزية. وفي ١٩٧٧ صدر له معجم عربي فلسطيني- عبري؛ وعاش في العفولة ١٩٦٨-١٩٨١ ثم في حيفا ١٩٨٢-١٩٨٥ وعمل في مطبعة، وفي عام ١٩٨٦ انتقل للسكن في القدس (في منطقة السواحري الغربية) حيث بدأ العمل في دار النشر قيست. في عام ٢٠٠٤ صدر له معجم كبير عربي فلسطيني-إنجليزي باسم قاموس شجرة الزيتون (ُُThe Olive Thee Dictionary، ٧٦٣ ص.) بالنقحرة اللاتينية؛ كما وله مؤلَّفات لتعليم اللغة العبرية. في صيف عام ٢٠٠٨ مَنحته جامعة حيفا شهادة دكتوراة شرف، تقديرًا لمساهماته في تأليف كتب وكرّاسات لتعليم عربية البلاد والعبرية وفي إعداد أشرطة تسجيل. (https://www.youtube.com/watch?v=qz1EgzatMBw، مقابلة معه بالفرنسية)

هناك مجالات آخرى ساهم فيها الراهب إليحاي، ترجمة بعض مصطلحات دينية مسيحية إلى اللغة العبرية. (http://www.lamigzar.com/categories.asp?catid=33، قائمة بمؤلفاته)، كما وألّف كتابا عن العلاقات اليهودية-المسيحية: Yohanan Elihai, Juifs et Chrétiens d’hier à demain. Editions Le Cerf, Paris, 1990، وساهم في ترجمة العهد الجديد إلى اللغة العبرية الحديثة. (أنظر: http://www.hachotam.org/he-il/adults/articles/principles-of-faith/translation-of-the-new-testament-to-hebrew/).

لا ريب أن عددًا كبيرًا جدًّا من الإسرائيليين اليهود والأجانب في البلاد وخارجها، قد حاولوا تعلّم اللهجة العربية الفلسطينية، عادةً ما تسمّى بالمقدسية، وبجانبها اللهجة الجليلية على ضوء هذا الانتاج الوفير في هذا المجال، والذي أعدّه يوحنان إليحاي بمثابرة نادرة، وبحس لغويّ مرهف ممزوج بروح الدُعابة نصًّا وصورة. لا أشكّ في أن كثيرين من طلاب هذه اللهجة قد وصلوا لمستوى يؤهلّهم للتعامل الطبيعيّ بالعربية مع أبناء البلاد الأصلانيين.

”اللغة مِفتاح القلب“، كما قال الأخ يوحنان، ولكنّي أشكُّ في أنّ معرفة اللغة وحدها تستطيع إحراز التفاهم والسلام المنشودين بين ضئصئي إسماعيل وإسحق مثلًا. وكان المؤرخ اليهودي شلومو دوف (فريتْس) غويطاين (١٩٠٠ ألمانيا ـ ١٩٨٥ أمريكا) قد قال: ”تعليم العربية هو جزء من الصهيونية، جزء من العودة إلى اللغة العبرية، وإلى الشرق السامي الناطق كله اليوم بالعربية“.
 

65
حِكم، أقوال وأمثال في كل مجال
(أ)
إعداد حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


استوقفتني خلال مطالعاتي، حِكم وأقوال وأمثال وآراء وطرائفُ كثيرة جدّا، وارتأيت أن أنشرَها، علّها تعود ببعض الفائدة الفكرية والروحية، بالإضافة إلى ما في بعضها، على الأقلّ، من التسلية وروح الدعابة ومدعاة لشحذ الذهن. إذ أننا نعتقد أن إشاعةَ الثقافة الجادّة، وتقديم كلّ جديد ومفيد وممتع، هما مَهمّة شِبه مقدّسة ملقاةٌ عـلى كاهل كلّ مثقّف ملتزم. كنت قد نشرت نتفًا من هذه الجمل في منابرَ مختلفة على الشبكة العنكبوتية، كما أن زهاء  عشرين حلقةً منها كانت قد أُذيعت عبرَ صوت ابن فضلان في هلسنكي في ركن الثقافة والفكر في أواخر القرن الماضي وبدايات القرن الحالي.

❊ إنْ قلتَ لأخيك يا أحمقُ، استحققْتَ نارَ جهنّم.
❊ نحن العرب نكتُب دون أن نقرأ.
❊ اعرِفوا الحقَّ والحقُّ يحرّرُكُم.
❊ مُبارَكون هُمُ القادرون على العطاء دون تذكّر ذلك، والآخذون دون نِسيان ذلك.
❊ على العرب أجمعين أن يَعوا جيّداً أنّ التجديدَ والابتكار هو السبيلُ الوحيد للحفاظ على الأصالة والخصوصية، لا العكس.
❊ العديمُ مَنِ احْتاجَ إلى لئيم.
❊ عندما يسْكُنُ البحر يُصبحُ الكلُّ بَحّارة.
❊ لا تجعل ثيابَك أغلى شيءٍ فيك، حتّى لا تجِد نفسَك يومًا أرخصَ ممّا ترتدي.
❊ حيث تكون المرأةُ في انْحطاط، فلا ارتقاءَ في الرِّجال.
❊ أن تكون ذَكرا فهذا بالوِلادة، وأن تكون رجُلًا فهذا بالعُمر، ولكن أن تكون خَلوقا فهذا مسألةُ اختيار.
❊ آفة آفاتِ الثقافةِ العربيةِ هي الطاعةُ العمْياء.
❊ ليستِ المرأةُ مجرّدَ وجهٍ جميل ورحْم وَلود.
❊ الرجل الشرقيّ يبالغ في حرصه على المرأة حتى ليسجنها.
❊ طوبى لمَن لم يكُنْ لديهِ ما يقول فصَمت.
❊ العُروبةَ ليست منَ النَّسَب بل منَ اللسان.
❊ لا هُويّةَ بدون تعريب، ولا تعريب بدون استقلال، ولا استقلال بدون ديمقراطية، ولا ديمقراطية بدون حرية.
❊ اليقينيّةُ قتلٌ لأيّ إبداع.
❊ الشكّ أوّلُ الخَطَوات نحوَ المعرفة.
❊ من اللغة تبدأ ثورة التجديد.
❊ كلّ ما للعرب بداهةٌ وارتِجال.
❊ الطاعة العمياءُ مرضُ العرب العُضال.
❊ السعادة هي معرفةُ الخير والشرّ.
❊ النجاح ليس مِفتاحَ السعادة، السعادة مِفتاحُ النجاح.
❊ ليس الأوروبيون أذكى من العرب، لكنهم يقفون ويدعَمون الفاشل لينجحَ أمّا العرب فيُحاربون الناجح ليفشل.
❊ المحتلون وُحوش تمشي على قدميْن.
❊  خبزُ الوطن خيرٌ من كعك الغُربة.
❊ يَنْبوعُ السَّعادةِ هو القَناعة.
❊ لا خيرَ في أمّة لا تأكلُ ممّا تزرَع.
❊ الشعب الذي لا يُجيدُ الغِناءَ والعزفَ، ولا يعرف تراثَه، لا ينتصر.
❊ أعوذ بالله من قوم إذا سمِعوا      خيرا أسرّوه أو شرّا أذاعوه.
❊ للحبّ وقتٌ وللوطن كلُّ الوقت.

❊ أنتمُ الفلسطينيون أسوأُ المحامين في أعْدل قضية.
❊ بيتٌ بلا كتاب هو جسمٌ بلا روح.
❊ لا شيءَ في الوُجود يرفَع قدْرَ المرأة مثلَ العِفّة.

❊ الكتابة وطنُ مَن لا وطنَ له.

❊ يُقال إنّ أفضلَ زواج، هو بين عمياءَ وأصمَ.
❊ الكتابة في حدّ ذاتها وسيلةُ تفريغٍ وأداةُ ترميم داخليّ.
❊ فقط عند المرَض يشعُر الغنيّ بعجْز الثروة الكامل.

❊ العربٌ ظاهرةٌ صوتية.
❊ عانقيني عِناقَ الريح للنار!
❊ ألبرت آينِشْتاين أمّيٌّ: حدث مرّةً أن كان آينشتاين في مطعمٍ وقد نسِي نظّارتَه التي لم يكن يستطيعُ القراءةَ بدونها. عندما حضر النادلُ بقائمةِ الطعام همَس العلامة في أُذُنه: أرجو أن تقرأَ لي القائمةَ! فابتسم النادل وكان لا يعرُفه: آسف، إنّي مثلُك أمّيٌّ.
❊ خُلق الناسُ من أجل بعضِهم البعض.
❊ كونوا عاملينَ بالكلمة لا سامعينَ فقط.
❊ العُيون هي مَرايا القلب.

❊ أسعدُ الناس أقلُّهم انشغالًا بالناس.

❊ لماذا لا تكتُبُ أقلَّ، لتقولَ أكثر؟

❊ اللغةُ خارجَ أرضِها تموت.
❊ الوَحْدة الحقيقيّة القائمةُ بين العرب هي وَحْدةُ الألم والدموع.
❊ لا تعْتَد على استعمال كلماتٍ كبيرة لوصفِ أمورٍ صغيرة.

❊ العرب أمّةٌ لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهِمتْ لا تطبّق.

❊ ليس الفقيرُ من ملكَ القليلَ، إنّما الفقيرُ من طلب الكثير.





66
إطلالة على Parousia/Adventus
مجيء /وصول/ظهور المسيح
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



هي الآحاد الأربعة (أو الستة لدى بعض الكاثوليك) السابقة  لعيد الميلاد المجيد، وإشعال الشمعات الأربع ذات الدلالات المختلفة في الطوائف المسيحية؛ الأولى رمز لأشعياء وأنبياء آخرين تنبؤوا بمجيء المسيح؛ الثانية تمثل الكتاب المقدس؛ الثالثة تمثل مريم العذراء؛ الرابعة ترمز إلى يوحنا المعمدان. إنها فترة أربعينية الميلاد والصوم والصلاة والصدقة  لدى الأقباط مثلا، وزمن الفرح والصلوات والانتظار والتأمّل في المغزى الحقيقي لميلاد المخلّص، تجنّب القشور والمادّيّات المتفاقمة ومحاولة لسبر تعاليم الرب الحقيقية والسير على هداها. اللون الأرجواني هو لون الكفّارة واللون الوردي يرمز إلى السعادة بمجيء المسيح، وتعود بداية هذا المفهوم إلى القرون الوسطى. يبدو أن بداية الاحتفال بالأدڤنت كانت عام ٣٨٠م في إسبانيا. وهناك من يشير إلى ’مجيئات‘ ثلاثة: ميلاد يسوع، دخوله قلب الإنسان وحياتَه، والمجيء الثاني إلى الأرض.
منذ القرن السادس للميلاد، قرن مسيحيو روما الأدڤنت بالمجيء الثاني للمسيح، ماران آثا، بالآرامية أي: ربنا آتٍ، وكانت هذه العبارة تُلقى تحيةً في العصر الرسولي وبها تُنهى الرسالات، كما فعل بولس الرسول في ١ كورنثوس ١٦: ٢٢.
ورد ذِكرُ مجيء يسوع المسيح/ابن الانسان، المعلّم لا المجرِّب من المشارق إلى الأرض ثانيةً في مواضعَ عدّة من الإنجيل المقدس: يوحنا ١٤: ١-٣؛ لوقا ٢١: ٥، ٢٦-٢٧؛ رؤيا ١: ٧؛ ١ تسالونيكي ٤: ١٦-١٧؛ متى ٢٤: ٢٥ -٢٧؛ مرقس ١٣. 

يسوع المسيح وعد تلاميذه بعودته ثانيــة. ففي يوحنا ١٤: ١-٣ يقول الوحي:" لا تضطرب قلوبُكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازلُ  كثيرة. وإلا فإني كنت قد قلت لكم، أنا أمضي لأُعدَّ لكم مكانا. وإن مضيت وأعددتُ لكم مكانا آتي أيضا وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا."

متى ٢٤: ٢٧:  فكما أن البرقَ يومضُ من الشرق فيضيءُ في الغرب، هكذا يكون رجوعُ ابن الإنسان. الرؤيا ١٩: ١١-١٣: ثم رأيتُ السماءَ مفتوحةً، وإذا حصانٌ أبيضُ يُسمّى راكبُه الأمين الصادق الذي يقضي ويحارب بالعدل، عيناه كلهيب نار، وعلى رأسه أكاليلُ كثيرة، وقد كُتب على جبهته اسمٌ لا يعرفه أحدٌ إلا هو وكان يرتدي ثوبًا مُغمَّسًا بالدم، أما اسمُه فهو كلمة الله.

لدى الطوائف المسيحية المختلفة وِجْهات نظر متباينة بصدد طبيعة مجيء المسيح. لا ريبَ أنّ هذا المجيء سيكون حدثا جللا وسيفاجَىء العالمُ برمّته؛ في المجيء الأول عاش يسوع المسيح بتواضع وعانى الكثير وصُلب لخلاص كلّ البشر (أشعيا ٥٣)، أما في المجيء الثاني فسيأتي كملك منتصر ويُدين الأحياء والأموات (زكريا ١٢: ١٠، رؤيا ١: ٧).

من علامات هذا المجيء الثاني أو عاقبة الأيام:

❊ ازدياد الحروب والزلازل والمجاعات والضيقات
❊ تفشّي الآثام والظلم  والفساد والاستبداد
❊ ظهور مُسحاء كذبة دجّالين وتهافت الناس حولهم، لأنهم ينادون بالرخاء والثراء
❊ اضطهاد فظيع للمؤمنين في شتّى أرجاء المعمور
❊ عيش العالم في تعاسة وكآبة وهلع
❊ التبشير بالإنجيل في كل بقاع العالم

السؤال المحيّر حقّا هو: متى سيكون هذا المجيء؟ ورد الجواب في متى ٢٤: ٣٦ : ’’وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبي وحده“. وبعد قيامته أجاب يسوع تلاميذه في أع ١: ٧ ”ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه“.

مع هذا هناك من أدلى بدلوه في هذا المضمار، مثل وليم ميللر، صاحب بدعة الأدفنتست الذي ذكر أن النهاية ستكون في آذار ١٨٤٣م مستندا إلى ما ورد في سفر دانيال ٨ و٩، ثم في آذار ١٨٤٤، ثم تلاه تلميذه صمويل سنو ثم النبية المزعومة إيلين هوايت وذكرت السنوات ١٨٧٤، ١٩١٤،  ١٩٨٤.

صفوة الموضوع هو اتّباع طريق الله ونشر إنجيل الخلاص، وأن ينصبّ الاهتمام الأكبر على الاستعداد الحقيقي  الداخلي والمستمر لمجيء السيّد، الذي سيكون مفاجئا منظورا وسريعا، وسماع صوت بوق عال لا مثيل له، يأخذ البعضَ معه ويترك الآخرين، عش كما لو أن يسوع آتٍ اليوم، جاء في لوقا ١٢: ٤٠ ’’فكونوا أنتم مستعدين لأنّ ابن الإنسان سيعود في ساعة لا تتوقعونها“. المكافأة السماوية ستعكس كلّ ما فعله الإنسان على الأرض وستكون أعظمَ بكثير مما نتصور.

التمتع بالمحبة الصادقة للباري وللآخرين فضيلة عظمى. أوقات التجارب والمحن تُغربل المؤمنين الحقيقيين المسيحيين من الكذبة والمنافقين، وعلينا أن نعي بأن يسوع هو الألف والياء، الحاكم الأبدي،  قد يؤخّر تلبية طلباتنا ولكنه لا يتجاهلها أو يُهملها، إنه يُمهل ولا يُهمل. الصلاة  عمل قلبي روحي، إنها تأمّل في الذات وحديث مع الله  والمواظبة عليها تنمي الشخصية والإيمان والرجاء. الإيمان قَبول بما لا ترى وجزاؤه أن ترى ما تؤمن به، إنه ينبوع الصلاة وهو هبة من الخالق وليس حقًّا للإنسان؛ الإيمان الذي ينقّي القلب هو الذي يعمل عن محبة ؛ والإيمان بغير الأعمال ميّت (يعقوب ٢: ١٤-٢٠) . إذا انتصر الإنسان على ذاته انهزم العالمُ أمامَه. ما كان الإنسان قادرًا على رؤية الخالق إلهًا بل إنسانًا، وصار الله إنسانًا ليصبح من يراه الإنسان ويؤمن به واحدًا. في عهد نوح أُدينت الأرض بالطوفان وفي المجيء الثاني فبالنار لتطهير السماء والأرض وتجديدهما (رؤيا ١٩: ٢٠؛ ٢٠: ١٠-١٥).

من الخير عدم معرفة موعد مجيء المسيح  ابن الله الحي، الطريق والحق والحياة، وذلك ليكون المرء على أهبّة الاستعداد والترقّب، ساهرا يقظا على الدوام، إذ لا توبةَ في آخر لحظة، ولذلك ينتظر المسيح توبةَ المزيد والمزيد من البشر فهو صبور، غفور، طويل الأناة، فإذا كانت الخطايا كالقِرمِز فستبيّض كالثلج. توبوا إليّ فأتوب إليكم (زكريا ١: ٣ وانظر متى ٤: ١٧، لوقا ٣: ٧، ٩). السعادة ليست من هذا العالم، فارفع قلبك إلى العُلى فالحياة الصالحة عمل والسعيدة أجْر له. ”اسهروا إذن لأنكم لا تعلمون متى يأتي رب البيت؛ في المساء أم في نصف الليل أم عند صياح الديك أم في الصباح لئلا يأتي بغتةً فيجدكم نيامًا، وما أقوله للجميع ان اسهروا“ ( مرقس ١٣: ٣٥).
وكما قيل:


                مع شعب الرب أقبلُ                      كل ذُل وتعب
                فعارُ المسيح أفضل                      من خزائن الذهب
                فلتمت كل المطامع                        فيكِ يا أرضَ الظلام
                فأنا بالربّ قانع                           والسماء لي في الختام


”إجعل منّي، اللهمَّ، أداةً لسلامك، فأضع المحبّة حيث الحقد، والغُفران حيث الإساءة، والوفاق حيث الشِقاق، والحقيقة حيث الضلال، والإيمان حيث الشكّ، والرجاء حيث اليأس، والنور حيث الظلام، والفرح حيث الحزن. هبني، اللهم، أن أعطي التعزية أكثر من أن أسعى إليها، وأن أفهم أكثر من أن أكون مفهوما، وأن أحبَّ أكثر من أن أكون محبوبًا. فإّنما بالعطاء نستغني، وبنسيان الذات نجد، وبالغفران يُغفر لنا، وبالموت نقوم للحياة الأبدية“ (فرنسيس الأسيزي، ص. ٢٣٣). موت الجسد أمر محتوم أما موت النفس فاختياري وهو الخطيئة.

يا من تعمل كلَّ ما بوسعك لتُرجىءَ موتك قليلا، إعمل شيئًا لئلا تموت إلى الأبد. بلوغ هذا بمنأىً عن التواضع والمحبة هُراء وهذيان. الله محبة، ومن يَثبُت في المحبة يثبت في الله والله فيه (١ يوحنا ٤: ١٦). الله محبة، تعبير وجيز لفظًا وعظيم معنى، والمحبة أعظم من الإيمان والرجاء وهي لن تسقط أبدًا (١ كور ١٣:  ٨، ١٣ وانظر ١ يوحنا ٤: ٢٠) . إنها تجعل نير المسيح خفيفًا عذبًا. ولكن ما أقلَّ طالبي يسوع حبًّا به! الإنسان عاجز عن الوصول إلى الله، لذلك صار الله إنسانًا ليجيء إلى الإنسان وليتمكن الإنسان من المجيء إليه بواسطة الإنسان، وهكذا غدا يسوع المسيح وسيطًا بين الله وبني البشر. كل الحائزين بملكوت السماوات سيكونون في النعيم بحضور الله، يعيشون بمجد سماوي وبسعادة أبدية، وكل منهم سيضيء بشكل مختلف عن الآخر وفق جدارته، متمتعًا بالنظر إلى النور الإلهي الساطع.

فيما يلي مجموعة من الأقوال والحِكم حول الموضوع للتأمّل:

❊ الله لا يخلق قُفلا بلا مِفتاحه ولا يوجد المشاكل بدون حلول
❊ لو خلقك الله لهذا العالم لخلقك بدون الموت
❊ كلّ من يركع أمام الله يستطيع أن يقف أمام أي إنسان
❊ الأطفال هم الدليل على أن الله لم ييأس بعد من الإنسانية
❊ بعض الناس يعاملون الله كأنه محام، يتوجهون إليه عندما يقعون في مشكلة فقط، صلّ في الوقت الجيد والوقت السيء
❊ الأرض هي منطلق البشر إلى السماء
❊ أحبَّ كما لو أنّ لا أحد سبق أن جرحك
❊ القلوب التي تغسلها الدموع لا يتراكم عليها الصدأ
❊ إنوِ الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير
❊ السعادة ليست في ما تملك، لكن الشقاء في ما لا تملك
❊ كل شخص مذنب بعدم فعل كل خير
❊ أي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟
❊ لك حرية الاختيار، ولكنك ستكون مسؤولا عن نتائج اختيارك
❊ اقض بعض الوقت وحيدا كل يوم
❊ محبّة المعرفة لا تفترق عن الإيمان
❊ الله يمنحك دائما فرصة أخرى، غدا
❊ السلام هو أن نقدر على النوم في قلب العاصفة
❊ الإيمان بلا أعمال ميّت
❊ يكفي من الإيمان مقدار حبة خردل
❊ طالب الجنة لا ينام
❊ حقًّا إن البِرَّ له ثمنٌ يدفعه الأبرار
❊ ملأى السنابل تنحني بتواضع             والفارغات رؤوسهن شوامخ
❊ ما الحياة إلا استعداد للموت
❊ إن الله هو الحقيقة وهو الماهية ذات القوة المطلقة
❊ ما لم تتركوا العالم فلن تجدوا ملكوت الله
❊ الحياة بلا حبّ كشجرة بلا ثمر، شتاء بلا مطر
❊ العالم يعاني كثيرا، ليس بسبب ظلم الأشرار، لكن بسبب صمت الأخيار
❊ إن أحببتَ فستكون محبوبا
❊ كتبتُ على باب قلبي: الرجاء عدم الدخول. جاء الحب مبتسما وقال: آسف إني أمّي!
❊ الرجاء انتظار خير ما في المستفبل
❊ ويل لأعداء الله ويل والدوائر على الباغي تدور
❊ علينا أن نحب، ونكرم ونعبد ونخدم ونمدح ونحمد ونبارك ونعظم ونعلي العلي
❊ مجيئه قاسٍ على القساة وعذبٌ على الاتقياء
❊ المسيح جاء ليخدِمَ لا ليُخْدَم
❊ من يبحث عني سوف يجدني في الأطفال لأني أعلن ذاتي فيهم                                                                                                                                                                                                                                                                                                     
❊ إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات
❊ وكي تذلل مصاعبَ الحياة، حسّن علاقتك بربك
❊ جزاء التقوى حياة إلى الأبد
❊ لا يستطيع الضعيف أن يسامح أبداً، المسامحة سمة القوي
❊ ماذا ينفعُ الإنسان لو ربحَ العالمَ  كلهُ وخسِرَ نفسَهُ
❊ الاعتذار الجيد يشمل: ١) إني آسف ٢) إنها غلطتي ٣) ماذا أستطيع أن أفعل للتصحيح؟ معظم الناس ينسون القسم الثالث
❊ كل من يبغض أخاه فهو قاتل (يوحنا ٣: ١٥)
❊ بدون الرجاء والإيمان والمحبة لا تشفى النفس، كان مرضها لتتمكن من مشاهدة الله، أي من إدراكه
❊ كُن مستعدًا لأنك لا تعلم الساعة التي يأتي فيها الربّ
❊ إذا تزعزع إيمان الإنسان بالله غدا صيدا سهلا لكلّ شرّ
❊ كما نُعرّض أحياناً قضيباً معوجّا للنار لنقوّمَ اعوجاجَه، يُعرّضنا الله لنيران الحزن والأسى ليقوّم نفوسَنا
❊ من علِم وعمِل وعلّم عُدّ في الملكوت الأعظم عظيما
❊ إن كان الله معنا فمَن علينا
❊ كم مريض سُمّر على سريره ولا خطيئة عليه؛ لو أن صحته جيدةٌ لكان استعملها لارتكاب الجرائم
❊ ما أشقى من يعلم كل شيء، ولا يعرفك أنت أيها الربّ الإله! وما أسعدَ من يعرفك وإن كان يجهل كلَّ شيء
❊ فلتعمل لخلاص ذاتك ولا تعتمد على الآخرين
❊ طوبى لمن فيه جوع وعطش للبرّ
❊ الطريق من الكوخ إلى السماء آمنُ وأقرب من الطريق من القصر إلى السماء
❊ تبتّل القلب هو خلو الإيمان من كلّ عيب
❊ بأوساط مشدودة وسرج موقدة ترقّبوا رجوع الرب من العرس
❊ متى كثر الاثمُ جفّت محبة الكثيرين
❊ إن قلت لأخيك يا أحمق استحققت نار جهنم
❊ غيّر قلبك يتغير عملُك، استأصل الشهوة واغرسِِ المحبةَ
❊ ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون
❊ طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السماوات
❊ الاعتراف بخطاياك بدايةُ برّك
❊ اعرف أنك لست شيئًا بذاتك، ولا تردّ إلى قواك، بل إلى نعمة الله، ما أنت فيه
❊ ملكوت الله ليس أكلا وشربا، إنما هو برّ وسلام وفرح بالروح القدس
❊ إن الرحمة والتواضع والاعتراف والمحبة والسلام، هي القرابين الأكثر قَبولا عند الله
❊ نار خطيئة التائب ستنطفىء تحت ماء رحمة الربّ
❊ النعمة ليست وليدةَ الاستحقاق بل الاستحقاق هو من النعمة
❊ طرق الله لا تُدرك
❊ من يصبر إلى المنتهى يخلص
❊ ملأى السنابل تنحني بتواضع         والفارغات رؤوسهن شوامخ
❊ عُمق كلمة الله يروّض الذوق ولا ينفي العقل
❊ جسد الإنسان تابوته
❊ أجمل سطر: ولكن، أنا أحبّك، وأكثر السطور إيلاما: أحبّك، ولكن
❊ إياك أن تحكي مشاكلك للناس! ٢٠٪ منهم لن يكترثوا و٨٠٪ سيسعدون بذلك، لك ربُّك لا غير
❊  أسعدُ الناس أقلّهم إنشغالاً بالناس وأكثرهم قربًا من الله
❊ عندما يُغلق باب يُفتح آخرُ ولكننا مراراً ما ننظر طويلا وبأسف على الباب الموصد وهكذا لا نرى المفتوح
❊ مباركون هم القادرون على العطاء دون تذكّر ذلك،  والآخذون دون نسيان ذلك
❊ ما لم تتركوا العالم فلن تجدوا ملكوت الله

مراجع:

خواطر فيلسوف في الحياة الروحية للقدّيس أغوسطينوس، نقلها إلى العربية الخوري يوحنا الحلو. بيروت: دار المشرق، الطبعة السادسة، ٢٠٠١، ٤٥٣ ص.

الأب جرجس المارديني، حياة القديس فرنسيس الأسيزي (١١٨٢-١٢٢٦)، سلسلة الشهود، ٨، ط. ٤، بيروت: المكتبة البولسية، ١٩٩٩، ٣٠٢ ص.

67

أضواء على شمس منتصف الليل
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



قليلةٌ هي الكتابات العربية التي تُعنى بفنلندا. هذه الدولة الشمالية التي أعلنت مؤخرا عن انتهاء الكتابة بالقلم في المدارس وتطبيق الكتابة الإلكترونية ابتداء من العام ٢٠١٦. كذلك اشتهرت عالميا كمتصدرة للمرتبة الاولى في تحصيلات الطلاب للرياضيات والعلوم وفهم المقروء، وتؤمن مناخا تعليميا مميزا في المدارس وتعاون ومشاركة حقيقية بين الأهل والهيئات التدريسية، حتى أصبحت نموذجا يحاول العالم (ومن ضمنهم بلادنا) الاحتذاء به. وفيما يلي نستعرض بشيء من التفصيل كتاب السيد عبد الرحمن محمود المحمود- شمس منتصف الليل، رحلات إلى فنلندا والنرويج وأيسلندا- الطبعة الاولى، الشارقة، دولة الامارات العربية المتحدة، 1995)
تنتمي فنلندا التي حازت على استقلالها في السادس من كانون الأول- ديسمبر سنة ١٩١٧ إلى ما يسمّى بدول الشمال (Nordin) التي تضمّ أيضاً السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا. أما شبه جزيرة إسكندناڤيا (Scandinavia) التي تعني "جزيرة الضباب" فتضمّ عادة كلاً من النرويج والسويد والدنمارك. هناك رأي يقول إن أصلَ النورديين، أي سكان شمال غرب أوروبا، يتحدّر من هجرات من شمال إفريقيا وآسيا الغربية الجنوبية.
أ. تُعرف هلسنكي بألقاب معينة مثل، عروس البلطيق، ابنة البلطيق، المدينة البيضاء. أنشأها الملك غوستاف فاسا عام ١٥٥٠م وأصبحت عاصمة لفنلندا سنة ١٨١٢، يبلغ عددُ سكانها حوالي نصف مليون نسمة وشوارعها نظيفة جدا. الشعب واعٍ وكل فرد بمثابة "الرقيب الذاتي" وهذا السلوك المسؤول لا وجودَ له في الدول العربية والإسلامية. قبل ذلك كانت مدينة توركو عاصمةَ البلاد وفيها أُسّست الجامعة الأولى عام ١٦٤٠م. وفي المدينة جالية إسلامية معظمها من التتار الذين وصلوا فنلندا سنة ١٨٣٥ ووضعهم الاقتصادي والاجتماعي جيد. يتمسّك أبناء هذه الأقلية الدينية بعقيدتهم وما زال بعضُهم يستعمل الحروف العربية في الكتابة ولهم جامع ومقبرة.
ب. تُعتبر فنلندا من أرقى الدول السياحية وأكثرها تنظيما وقد تفوّقت في هذا المجال على السويد والنرويج. تُعدّ فنلندا من أغلى أقطار العالم ولا يعرف الكاتب أغلى منها إلا اليابان. بالرغم من ذلك فمن الممكن قضاء إجازة ممتعة بتكاليف معقولة لحدّ ما وذلك باستخدام الفنادق الشعبية. تتراوح الكثافة السكانية ما بين ٨ و-١٤ نسمة لكل كيلومتر مربع في المتوسط و٢ نسمة لكل كيلومتر مربع في الشمال. نسبة نزوح الفنلنديين إلى خارج بلادهم عالية جدا وأكبر الجاليات الفنلندية تعيش في السويد وأمريكا وكندا وأستراليا.
ت. معاملة موضوعية وحسنة في قسم الجمارك.
ث. أشكال العملة الفنلندية وألوانها زاهية ومبهجة ومن الملفت للنظر توفر مصارف آلية أي ماكينات لاستبدال العملة تلقائيا
جـ. تتراوح أسعار الغرف في الفنادق في هلسنكي خلال الصيف ما بين ٦٠-٤٠٠ دولار لليلة الواحدة.
ح. إحترام إشارات المرور من قِبل السائقين والمشاة على حدّ سواء يكاد يكون نهجا مقدّسا.
خ. يتصف الشعبُ الفنلندي بحسن الضيافة والأدب والودّ ولديه قابلية للتعرف على الأجانب لا نظيرَ لها في سائر دول الشمال. ومعظم الفنلنديين يتكلم اللغة الإنجليزية.
د. لا وجودَ للعتّالين في الفنادق.
ذ. المياه في دول شمال أوروبا من أنقى المياه في العالم.
ر. يبدأ الليل في هلسنكي في شهر حزيران-يونيو بعد الساعة الحادية عشرة مساء.
ز. تعتني المرأة الفنلندية بنظافة ملابسها ولكن قلّما تهتمّ بأناقتها كالمرأة الشرقية مثلا التي تنفق ربما نصفَ دخلها على ذلك. تمتاز الفنلنديات برشاقتهن "بعكس البراميل البشرية المتدحرجة في الشوارع العربية التي تثير في النفس الإشفاق (إن لم يكن أكثر) وهذا نابع بلا شك من إهمال الرياضة بكافة أنواعها وخاصة الفردية منها حيث الرياضة عندنا فقط هي كرة القدم، بضع عشرات يمارسونها والسواد الأعظم يصفق ربما هاتفا أو نائحا!".
س.ش. قلّما يضحك الفنلنديون!!!
ص. حرية العقيدة والعبادة حق مقدّس للجميع وفق القانون منذ عام ١٩٢٣.
ض. هناك حاجة في الحصول على رخصة لصيد السمك من مكتب البريد قيمتها حوالي سبعة دولارات. وطريقة الصيد في فصل الشتاء غريبة عجيبة، يقوم صيّاد السمك بصنع ثقب في بقعة ما على سطح البحيرة الجليدي بواسطة مثقب يدوي حتى يصل إلى مستوى الماء ثم يُلقي بصِنّارته عبرَ هذه الفوّهة وهو جالس على مقعد خشبي منتظراً بصبر "فريسته" ودرجة الحرارة تحت الصفر بكثير أو بقليل. هذا ما يسمّى باللغة الفنلندية باسم (avanto).
ط. الذهب الأخضر أي الغابات هو الثروة القومية لفنلندا أسوة بالذهب الأسود وهو النفط والذهب الأبيض وهو القطن والذهب الزفر وهو السمك في آيسلندا.
ظ. لم يشاهد السيد عبد الرحمن خلال تجواله في ربوع فنلندا شخصين يتشاجران وذلك لأن الخلافات تُحسم بالروية والعقلانية.


ع. الانتماء الوطني بالنسبة للمواطن الفنلندي لا يعني مجرّد بعض الامتيازات بل ذلك يعني المشاركة في تحمل المسؤولية كل في موقعه ووفق قدرته بغيةَ بناء الوطن والذود عن سمعته وحماية البيئة. ويضيف الكاتب "فإن الذي لا تردعه النصيحة يردعه الزجر، والذي لا يردعه الزجر تؤدبه العقوبة، إنه ليس انبهارا بالحضارة الغربية كما يحلو للبعض أن يردد، بل هي -وأيم الله-حسرة وأسى. نعم انها لحسرة أن يكون حال أمتنا التي هي خير أمة أخرجت للناس هكذا".
غ. غسيل السجاد على ضفاف البحر أو البحيرات عادة فنلندية صميمة.
ف. الإقامة في المصايف الفنلندية يقصد )kesämökkiä) التي يسميها المؤلف باسم "الأكواخ الخشبية" جدّ ممتعة رغم كثرة الحشرات التي تعكّر صفوها.
ق. الأديب الفنلندي إلياس لونروت جمع الكاليڤلا، ملحمة الشعب الفنلندي ونشرها للمرة الأولى عام ١٨٣٥. والقصة الفنلندية الأولى التي نشرت كانت بقلم الكاتب الشهير أليكسس كيڤي عام ١٨٦٠.
ك. للاستشراق الفنلندي أياد بيضاء في مضمار الدراسات العربية والإسلامية. والشعب الفنلندي من الشعوب الأوروبية القليلة التي لم تستعمر او تستعبد شعوبا أخرى، بل إن حرية الاعتقاد والفكر والسلام مترسخة فيه. وهناك جمعية فنلندية للدراسات الشرقية يقصد )Suomen itämainen seura) تأسست عام ١٩١٧ وتقوم بإصدار مجلة علمية سنوية. وهناك جمعية الصداقة الفنلندية العربية التي أنشأها الأستاذ أرماس سالونن عام ١٩٦٣.
ل. يميل السيد عبد الرحمن المحمود إلى الاعتقاد بأن فنلندا بلد نموذجي لنشر الدعوة الإسلامية فيها إذا ما توفّر الدعاة الضليعون بتقاليد البلاد.
م. في شمال فنلندا وفي روڤانيمي على وجه التحديد قرية باسم قرية بابا نويل، تلك الشخصية الخرافية ذات الزي الأحمر واللحية البيضاء الطويلة الكثة والقلنسوة الحمراء.
ن. "الرجل الاسكندنافي عموما ضعيف متردد يفتقد المبادرة والإقدام، ليس كالرجل الشرقي الذي يهتم بالمرأة ويغار عليها ويغمرها بالعطف والمودة و..." هذا الرجل لا يأمن زوجته والمرأة لا تأمن زوجها. هناك تفكك أسري واجتماعي وإدمان على المشروبات الكحولية يؤدّي إلى الاكتئاب والوحدة القاتلة ومن ثمّ إلى الانتحار. وتعتبر نسبة الانتحار في فنلندا من أعلى النسب في العالم لا سيما في صفوف الشباب.
أخيرا أيها القرّاء الاعزاء، الرجاء مقارنة ما ورد أعلاه من أمور في المجتمع الفنلندي بما نحن فيه اليوم في مجتمعنا واستخلاص ما هو ايجابي وتطبيقه لأن التلاقح الحضاري في عصرنا الانترنيتي لا بد منه بشرط أخذ المفيد المناسب وترك ما لا تحمد عقباه، وبذا نستفيد ونفيد!

68
من الفروق بين السامريين واليهود
Differences between the Samaritans and the Jews
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


١) السامريون (المحافظون على التوراة) هم بقايا بني إسرائيل من مملكة الشمال، واليهود من مملكة يهودا الجنوبية.
٢) يبلغ عدد السامريين اليوم قرابة الثمانمائة نسمة، أما عدد اليهود فيقدر بحوالي ١٣ مليون نسمة.
٣) لدى السامريين مذهب ديني واحد، وعند اليهود عدّة مذاهب.
٤) يعيش السامريون في الديار المقدسة فقط، في نابلس وحولون، في حين أن اليهود يعيشون في شتّى أقطار العالم.
٥) النسَب عند السامريين يُقرّر وفق الأب، ووفق الأم لدى اليهود.
٦) جبل جريزيم في نابلس هو مركز العبادة السامرية، وقد ورد هذا الاسم في التوراة السامرية مراتٍ عديدة، أما لدى اليهود فالمركز هو القدس، ومن المعروف أن اسم هذه المدينة لم يُذكر في التوراة.
٧) تقام صلوات السامريين نحو قِبلتهم، جبل جريزيم، وصلوات اليهود تتلى باتجاه القدس.
٨) للسامريين توراتهم ولليهود توراتهم (أسفار موسى الخمسة: سفر التكوين، سفر الخروج، سفر اللاويين، سفر العدد وسفر التثنية)، وهناك زهاء ستة آلاف فرق بينهما.
٩) التوراة السامرية هي الكتاب المقدس الوحيد عندهم، أما عند اليهود فهناك إضافة لذلك أسفار الأنبياء والكتابات (المجموع ٢٤ سفرًا) والتوراة الشفوية.
١٠) توراة السامريين مكتوبة غالبًا بالخط العبري القديم (الأبجدية: א, ב, ג, ד, ה, ו, ז, ח, ט, י, כ, ל, מ, נ, ס, ע, פ, צ, ק, ר, ש, ת)، أما التوراة اليهودية فمدوّنة بالخط الأشوري المربّع (الأبجدية: א, ב, ג, ד, ה, ו, ז, ח, ט, י, כ, ל, מ, נ, ס, ע, פ, צ, ק, ר, ש, ת).
١١) المرجع الديني عند السامريين هو الكاهن الأكبر/الأعظم، أما عند اليهود فهم الحاخامون.
١٢) لدى السامريين قائمة كاملة بأسماء الكهنة الكبار ابتداءً من فنحاس، ولدى اليهود قائمة غير كاملة منذ فنحاس.
١٣) توراة السامريين قائمة بذاتها وهي البداية والنهاية، أما توراة اليهودية فمُلحقة بأسفار كما ذكرنا آنفا.
١٤) عشر وصايا عند السامريين، وتسع لدى اليهود.
١٥) توراة السامريين تقول إن المذبح على جبل جريزيم، والتوراة اليهودية تذهب إلى أن المذبح في القدس.
١٦) في التوراة السامرية هناك العبارة: الجبل الذي اخترتُه، وفي التوراة اليهودية: الجبل الذي سأختارُه (مثلا سفر التنية ١٢: ٥).
١٧) اسم المسيح لدى السامريين هو تاهب (= العائد) وهو من نسل سبط يوسف أو لاوي، وسيظهر على جبل جريزيم ، في حين أن اليهود يعتقدون أنه من نسل يهودا، وظهوره سيكون في جبل صهيون في القدس.
١٨) التقويم السامري (يسمّى: الحساب الصحيح، חשבון קשטה) يرتكز على الحسابين الشمسي والقمري، أما اليهود فيستخدمون التقويم القمري فقط.
١٩) يقوم السامري بصنع المصّة من عجين غير مختمر، أما اليهودي فيشتريها وهي مصنوعة في المخابز من عجين غير مختمر أيضا.
٢٠) لدى السامريين عيد الأضحية  (القربان) في عيد الفسح، كما ُوُصف في سفر الخروج،  ولا وجود لذلك عند اليهود.
٢١) لا يحتفل السامريون لا بعيد الغفران ولا بعيد الأنوار، لأنهما لم يُذكرا في التوراة، واليهود يحتفلون بهما.
٢٢) لا يشعل السامريون الشموع يوم السبت، أما اليهود فيشعلون.
٢٣) يحرم السامري من ممارسة الجنس يوم السبت، أما اليهودي فقد يمارسه.
٢٤) لا يلبس السامري غطاء للرأس كل الوقت، في حين أن اليهودي الأرتوذكسي يضع القبعة (كيپاه) معظم الأحيان.
٢٥) لا يضع السامري التيفيلين (الفلاكتريس: صندوق جلدي يوضع على الجبهة والشريط الموصول به يلفّ اليد اليسرى) كما يفسرها اليهود، واليهودي المتديّن يستعملها وقت صلاة الفجر.
٢٦) يحتل النبي موسى كليم الله مكانة خاصة جدا عند السامريين وليس الأمر كذلك عند اليهود.
٢٧) صلاة السامريين فيها قراءة الفاتحة وركوع وسجود وطهارة ووضوء أما عند اليهود فمختلفة.
٢٨) لدى السامريين ما يدعى باسم ختم التوراة، أي حفظ الطفل أو الطفلة حتى السنة العاشرة من العمر مقتطفات من التوراة غيبًا وإبراز ذلك في احتفال عام، في حين أن لدى اليهود ما يسمى ببار/ببت متسفاه في السنة الثالثة عشرة من العمر.
 ٢٩) يحرص السامريون على إجراء الختانة في اليوم الثامن كما ورد في التوراة أما اليهود فلا يشددون في ذلك.
٣٠) للسامري أو السامرية اسمان، الواحد عبري والآخر عربي مثل أبيشع/ناجي، پوعة/ زينب ولا وجود لهذا النهج عند اليهود.


أنظر: أ. ب. أخبار السامرة ١١٩٢-١١٩٣، ١٩ حزيران ٢٠١٥، ص. ٨٤.
http://shomron0.tripod.com/articles/differences.pdf

69
المنبر الحر / حكمة البدوي
« في: 20:43 03/10/2015  »
حكمة البدوي
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي




سأل رجل  بدويا ذات مرّة، ما جعل إنسانا بسيطا مثلك يؤمن بالله؟
البدوي: هل ترى هذه الآثار على الرمل؟
الرجل: نعم.
البدوي: عمّا تنمّ؟
الرجل: عن جمل قد مرّ من هنا.
البدوي: هل رأيتَ الجمل؟
الرجل: كلا، إلا أن هذه الآثار على الرمل تعني أن جملا مرّ من هنا.
البدوي: هل ترى هذه الجبال؟
الرجل: نعم.
البدوي: إنها تدلّ على أن الله صنعها.

70
المنبر الحر / الجنيّة
« في: 23:37 31/08/2015  »
الجنيّة

ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


إنتبه، ليست كل الجنيّات صالحاتٍ ويمكن الوثوق بهن.
احتفل زوجان صنوان عمرًا بعيد ميلادهما الستين بعد أن كانا متزوّجين خمسًا وعشرين سنة. في خلال الاحتفال ظهرت جنية وقالت: بما أنكما زوجان محبّان لهذه الدرجة مدّةَ ربع  قرن، أودّ أن أمنح كلا منكا أمنية واحدة.
رغبت الزوجة في رحلة حول العالم. لوّحت الجنية بعصاها السحرية وإذا بالتذاكر بيديها. جاء دور الزوج؛ تردد برهة ثم قال بخجل: حسنا، أود الحصول على امرأة أصغرَ مني سنًا بثلاثين

71
من فوائد الشمندر الأحمر
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



الشمندر (أو الشوندر، البنجر، الباربه، جار النهر، صوطله) نبات جذري درني معروف في منطفة حوض البحر الأبيض المتوسط منذ عام ٢٠٠٠ق.م، ووصل الصين في منتصف القرن التاسع للميلاد. ٩٠٪ من وزنه ماء، واسمه العلمي Beta vulgaris وبالإنجليزية beet (أو: table beet, garden beet, red/golden beet)، وعنه حديثنا هنا وليس عن بنجر السكر. هذه اللفظة الإنجليزية القديمة كانت تعني ’’يحسّن‘‘. مادة البتايين الموجودة فيه هي التي تعطيه اللون الأحمر. هناك أنواع أخرى للشمندر منها الأبيض والأصفر وأخرى بألوان قوس قزح الأخرى. الشمندر البري معروف منذ القدم وموطنه الأصلي شمال إفريقيا وشواطىء آسيا وأوروبا، ودأب الإنسان على تناول أوراقه فقط. حتى بداية القرن السادس عشر كان الشمندر في الأساس علفا للبهائم. كانت لدى الإغريق عادة تقديم الشمندر للإله أپولّو في هيكله في ديلفي، وقد ذكره أرسطو، في القرن الرابع ق.م.، كنبات طبي وبعد ذلك بستة قرون نجد أنه دخل المطبخ.
بالرغم من أهمية الشمندر الصحية البارزة  فإنه لا يحتلّ مكانا يليق به في المطبخ العربي، إذ أن استخدامه يقتصر تقريبًا في تلوين اللفت المكبوس. ويذكر أن الشمندر استعمل كصبغة طعام في القرن السادس عشر وبعد ذلك استعمل في تحضير صبغات شعر. حضوره في المطابخ الأخرى في العالم يتمثل في حالات عديدة، أنه يؤكل نيئًا في السلطات، في الحساء في شرق أوروبا(borscht)، سلطة الشمندر، شمندر باللبن، متبّل الشمندر، خبز بالشمندر، يُكبس، يسلق. استخدم الشمندر منذ القدم لما فيه من مفعول طبي في نواحٍ كثيرة. ما في أوراق الشمندر من الحديد يفوق ما في السبانخ مثلا، وأفضل طريقة لاستعمالها بعد يومين أو ثلاثة من تجمّدها، كما أنّه من الممكن تفريزها واستخدامها بعد ذلك في الحساء. بالإضافة للحديد، الأوراق غنية بالبروتين والفوسفور والزنك والألياف والفيتامينات: E,  K, A. قلّما يستخدم الطبّ الغربي نبات الشمندر في العلاج بعكس الطب الطبيعي. يُروى في الأساطير مثلاً أن الآلهة أفروديت كانت تتناول الشمندر للمحافظة على جمالها. وفي التراث الإنجليزي القديم يعتبر الشمندر كدواء هام لتقوية الدم.  من الممكن تخزين الشمندر في الثلاجة ما بين أسبوعين لأربعة أسابيع وبعد سلقه يمكن تفريزه. ومن أجل تحسين الصحّة العامّة وعلاج أمراض مزمنة ينبغي تناول رأسي شمندر متوسطي الحجم يوميا. يشار إلى أنه لا وجود لأية عوارض جانبية لتناول الشمندر الذي يهضم عادة بيسر. من السلطات السهلة أذكر التالية:  المكوّنات: ٣-٤ رؤوس شمندر، ملح، فلفل أبيض، ملعقة زيت كبيرة، ملعقة ليمون كبيرة، بقدونس (اختياري). غلي الشمندر في قدر حتى يصبح طريّا ثم تبريده الكامل حسب حرارة المطبخ، تقطيع الشمندر لمستطيلات أو مكعّبات ثم خلط المكونات في جاط وتبريده في الثلاجة عدة ساعات قبل التقديم.

يحتوي الشمندر على البروتين والبوتاسيوم والحديد والزنك والكبريت والنحاس وفيتامينات A, C, B1, 2, 6 والفوسفور والمغنيسيوم والنترات والمنجنيز والسيلولوز وحامض الفوليك والكربوهيدرات والسكاكر، سكروز وغلوكوز وفركتوز، والأحماض العضوية والأمينية والأملاح المعدنية ومواد أزوتية. هناك عدة طرق لتحضير عصير الشمندر منها: حبتا شمندر مسلوقتان، أربع جزرات، تفاحتان؛ غسلها جيدا وتقطيعها لقطع متوسطة الحجم ثم وضعها في الخلاط الكهربائي وهرسها جيدا ثم تصفية المزيج وسكبه في كأس للتقديم. من الممكن استبدال الجزر بنصف برتقالة.

من فوائد الشمندر الجمّة ما يلي:

١) يساعد على تقليل حدوث السكتة الدماغية والنوبات القلبية.
٢) مضاد للأكسدة وهذا يعني دعم الجهاز المناعي.
٣) يساعد على الحفاظ على الذاكرة في الشيخوخة.
٤) في الشمندر مواد مقوية للعظام.
٥) في الشمندر ألياف كثيرة قابلة للذوبان ومساعدة على تحسين التمثيل الغذائي وهي قد تقلل نسبة الكوليسترول السيء، LDL.
٦) ما في الشمندر من حديد قد يمنع حدوث فقر الدم، الأنيميا.
٧) يساعد تناول الشمندر المبخّر لمدة ربع ساعة أو المطبوخ وليس العصير على استقرار مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري من الفئة الثانية، إذ أنه يحثّ البنكرياس على إفراز الإنسولين. في الشمندر ١٢٪ سكر إلا أنه يُمتصّ ببطء.
٨) الشمندر ذو سعرات حرارية قليلة، ٤٣ في كل ١٠٠ غم،  وأليافه كثيرة ولذلك يكون ناجعا في معالجة البدانة ومكافحة الدهون. إنه يساعد في تطهير ما في الجسم من ماء سام ويعمل على توهّج الجلد.
٩) تناول عصير الشمندر بانتظام ناجعٌ في علاج سرطان القولون وسرطان الكبد وفي الوقاية منهما. إنه يزيل سموم الجسم ولدلك سُمّي ’’أفضل صديق للكبد‘‘.
١٠) تناول منتظم لعصير الشمندر قد يساعد على إيقاف حبّ الشباب والبثور الناتجة عن وجود شوائب في الدم.
١١) يقلّل من علامات الشيخوخة المبكّرة لما فيه من مضادات أكسدة.
١٢) إنه مقوٍ لجذور الشعر لوجود الكاروتينات فيه ويستعمل كصبغة طبيعية للشعر.
١٣) إنّه مزوّد جيّد للطاقة، شرب ٢٥٠ ملغم قبل نشاط جسماني يكون جدّ مفيد.
١٤) إنّه مدر للبول.
١٥) مفيد عند وجود اضطرابات الدورة الدموية.
١٦) مزوّد الجسم بالأكسجين النقي .
١٧) هضمه سهل وسريع ويفتح الشهية.
١٨) تناوله المنتظم يفيد في تخفيف الإمساك المزمن والبواسير.
١٩) يساعد في إيقاف إفرازات المهبل والنزيف.
٢٠) لا يحتوي على أية دهون ضارّة أي مشبعة.
٢١) عصير الشمندر يوسع الأوعية الدموية وهكذا يخفض من مستوى ضعط الدم.
٢٢) يقال إن تناول الشمندر يوميا لمدة ثلاثة أسابيع أو شرب عصيره لمدة يومين ثلاثة، يساعد في تنقية الدم وفي علاج فقر الدم. وكذلك يساعد في علاج سرطان القولون/المصران الغليظ وسرطان الدم/اللوكيميا.
٢٣) تناول أوراق الشمندر يوميا يساعد المقلعين عن التدخين ويساهم في تنقية الكبد.
٢٤) شرب كأسين من عصير الشمندر يوميا يساعد في إزالة رائحة الفم الكريهة.
٢٥) الشمندر مفيد جدا للنظر.
٢٦) عصير الشمندر يحسن تدفّق الدم إلى المخ.
٢٧) الشمندر يساعد في مقاومة الالتهابات.
٢٨) الشمندر ناجع في رفع نسبة الهيموغلوبين المنخفض.
٢٩) إنه يساعد في علاج غدّة البروستات.
٣٠) يستعمل علاجا للضعف والإنهاك.
٣١) عصير الشمندر يكون ناجعًا لحد بعيد في حالة وجود مشاكل في المرارة وفي الكبد وفي الغدد.
٣٢) شمندر مسلوق جيدا مع قصب السكّر علاج للسعال بعامة والجافّ بخاصّة.
٣٣) إنه يؤثّر على تنظيم جهاز الهضم.
٣٤) مفيد في حالة نزيف في المعدة.
٣٥) يساعد الشمندر في تثبيت مستوى الحموضة في الجسم.


72
رجل غني، رجل فقير والقاضي - قصّة أخلاقية
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


عاش فيما مضى رجل فقير يدعى أحمد؛ عمل بنشاط وجدّ للحصول على لقمة العيش، وكان راضيًا وقانعا وممنونا عمّا كان يجني. كان له جار ثري اسمه فريد وكان بخيلا بقدر ثرائه. لم يسعد قط عندما كان يرى الآخرين ولا سيما جاره الفقير أحمد سُعداء. دأب فريد دائما على تنغيص حياة أحمد.
ذات يوم، أقام فريد وليمة في بيته، أمر خدّامه بطهي طعام فاخر. نكهةُ ما أعدّ مما لذّ وطاب فاحت وساقتها الريح  إلى كل الجوار. لم يأبه فريد بالطبع بدعوة جاره الفقير أحمد بل كان يتلصلص من شرفته على ساحة داره.  أصيب فريد بالقنوط والحيرة لما رأى أحمد الفقير جالسا يتمتع بشذا ما يصله من مطبخه. كاد قلب فريد يتوقّف عن النبض مصدوما.
ماذا، فكّر ’’كيف يجرؤ ذلك المعوز على استنشاق نكهة مطبخي؟ إنه مطبخي! نكهة الطعام الذي طهي بمالي! يا له من وغد! كيف يجرؤ؟ سأجعله يدفع ثمن ذلك! سأقدّمه للقاضي طالبا العدالة‘‘!
سار فريد إلى بيت أحمد وهو يغلي غيظا وبدون أية تحية صرخ على جاره: ’’إنك لصّ، حرامي، وغد! كيف تجرؤ على اختلاس مما في ؟‘‘
أحمد المسكين لم يع، بأية سرقة يتّهمه فريد. وبدون أي توضيح جرّ فريد جاره إلى القاضي. انتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم وتجمّع جمهور غفير ليرى ماذا سيكون الحُكم. وقف فريد أمام القاضي وعرض قضيته بصوت عالٍ ورنان.
’’يا سيادة القاضي، إن هذا الرجُل وبكل وقاحة كان يجلس في ساحة بيته الخلفية وبدون أدنى جهد يتمتّع بنكهة الطعام الزكية المنبعثة من مطبخي. إنّي أطالبه بدفع مبلغ من المال مقابل تمتّعه ذلك على حسابي. يا سيدي، كنتَ دومًا عادلا وإنّي على يقين بأنك ستحكم بالعدل في هذه القضية‘‘.
القاضي كان حقّا محترما، بارعا، وعادلا. إنه أصغى بهدوء - الصدمة التي ارتسمت على وجهه تحوّلت رويدا رويدا إلى طرفة عين. الآن التفت إلى أحمد وسأله: ’’هل هذه التهمة صحيحة؟ هل تمتّعت على حسابه‘‘؟ ”نعم  أيها القاضي، ما كان في اليد من حيلة‘‘.
’’يا أحمد عليك أن تدفع لفريد مقابلَ ما تمتّعت به. قرّرت المحكمة أن تحضرا إلى هنا غدا في نفس الوقت؛ بمشيئة الله سنقيم العدل‘‘.
ألقى فريد على أحمدَ نظرةَ ازدراء وخرج وابتسامة النصر على شفتيه. أحمد المسكين كان مرتبكا، وعندما همّ بالانصراف اقتاده القاضي إلى ركن ما وهمس شيئا ما في أذنه. استنار وجه أحمد وأسرع قافلا إلى منزله.
في اليوم التالي كانت قاعة المحكمة تغصّ بالناس. كل سكّان المدينة الذين يعرفون خصال فريد الدنية وطبيعة أحمد البريئة كانوا متلهفين لمعرفة حلّ المشكلة. وقف الجاران أمام القاضي. أحمد حمل صندوقا كبيرا. توهّج وجه فريد عند رؤيته صندوق نقود أحمد. هذا هو كل ما لديّ من مال يا سيادة القاضي! ’’حسنا، هُزّ الآن الصندوق ليعلم جميعنا يقينا أن فيه نقودا‘‘، أمر القاضي. هزّ أحمد صندوق النقود بحيوية وسمعت جلبة مجلجلة.
التفت القاضي إلى فريد:’’آه، يا فريد أليس الصوت بهيجا‘‘؟ ’’نعم، نعم، يا سيادة القاضي‘‘، ردّ فريد.
أمر القاضي أحمد بهزّ الصندوق ثانية ففعل. ثم سأل القاضي فريدا: ’’ألا تشعر بالسعادة لسماعك صوت هذه النقود الكثيرة‘‘؟ لمعت عينا فريد وهتف ’’أجل،  يا سعادة القاضي، إن صوت تلك النقود تغمرني بالمتعة القصوى‘‘، وحالا همّ بانتزاع صندوق المال من أحمد.
’’إياك أن تلمسه‘‘!  قالها القاضي ’’أحمد قد سدّد الدين بالكامل. بالضبط كما أن نكهة طعامك قد أسعدته هكذا صوت نقوده أدخل البهجة إلى قلبك. دُفع لك بنفس العملة، أقيم العدل‘‘.
دوّى التصفيق الحادّ في قاعة المحكمة تقديرا على حصافة القاضي المتقدة. تابع القاضي بصوته الشرس ’’على فريد أن يدفع لأحمدَ مائة قطعة نقد ذهبية عقابًا على مضايقته لجاره وتعكير صفو سلام منزله‘‘.
عاد أحمد إلى البيت سعيدا ورجع فريد إلى داره بحكمة أكبر.

73
يوم الأرض ومخطط الجهض
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


تحتفل دول العالم بيوم الأرض بغية العمل على تقليل عوامل تلوث الماء والهواء والتراب، أما حاملو الهوية وفيها في خانة الملة كان مكتوبا حتى بضع سنوات ”عربي/عربية‘‘ فعندهم يوم أرض من طينة أخرى.
تصادف يوم الاثنين  الموافق لـ ٢٠١٥/٣/٣٠ الذكرى التاسعة والثلاثون لـ «يوم الأرض»، العيد القومي لفلسطينيي الداخل، رمز التشبث بتراب الوطن والاحتجاج الصارخ ضد التمييز العنصري المستشري عامّة. يوم الأرض، في الواقع، هو رمز تجذّر الإنسان الفلسطيني على تراب وطنه، أو قل على ما تبقّى منه من فتات أوصال.
في الثلاثين من آذار ١٩٧٦ هبّت الجماهير العربية في إسرائيل، في الجليل والمثلث، مشاركة في إضراب ومظاهرات احتجاجا واستنكارا لقرار الحكومة الإسرائيلية الصادر يوم ١١ آذار ١٩٧٦ والقاضي بمصادرة قرابة مائة ألف دونم من الأراضي العربية في الجليل الأشمّ، أراضي الملّ. كان ذلك بعد إقامة ثلاث مدن تطوير يهودية ما بين الأعوام ١٩٥٧-١٩٦٤ وهي ”نتسيرت عيليت وكرميئيل ومعالوت‘‘  على أراض عربية أولاً وبغية تقطيع أواصر التواصل الجغرافي للقرى والبلدات العربية. خلال ذلك اليوم التاريخي قُتل ستة من المواطنين العرب وجُرح تسعة وأربعون شخصا واعتقل ثلاثمائة عربي، أما عدد المصابين من أفراد الشرطة والجنود فوصل عشرين. الضحايا الستّ: خير محمد سليم ياسين ابن ثلاثة وعشرين عاما من عرّابة وكان أول الشهداء، في التاسع والعشرين من آذار مساء، رجا حسين أبو ريّا ابن ثلاثين عاما من سخنين، خضر عيد محمود خلايلة ابن ثلاثة وعشرين عاما من سخنين، خديجة قاسم شواهنة ابنة ثلاث وعشرين سنة من سخنين، رأفت علي زهيري ابن واحد وعشرين عاما من مخيّم نور شمس في قضاء طولكرم واستشهد في الطيبة، محسن حسن سيد طه، ابن خمسة عشر ربيعا من كفر كنّا. وقد أقام أهالي طيبة بني صعب نصبا تذكاريا لرأفت في الساحة العامّة حيث تجري احتفالات ذكرى يوم الأرض فيها سنويا.
في هذا السياق لا بدّ من التنويه بشيخة يوسف أبو صالح السخنينية التي لاقت حتفها في ١٩٧٦/٣/٣٠ في أرض الجميجمة بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون. كما وتمخّض عن ذلك اليوم جوّ من التمرّد وتحطيم جدار الخوف وانبلاج صحوة وعي وأزمة انعدام الثقة ما بين الوسط العربي والدولة وهذا ما كان يحذّر منه ويخشاه جهاز المخابرات العامة، ”الشاباك‘‘ وهو اختصار-شيروتي بيطحون كِلَلي- خدمات الأمن العام،  انطلقت الشرارة الأولى للمواجهات في دير حنّا فعرابة فسخنين، مثلّث يوم الأرض. تحركت الشبيبة الشيوعية، التنظيم الشبابي الفاعل الوحيد آنذاك في الوسط العربي في البلاد. صدحت حناجر الشباب بالشعارات مثل ”جليلنا ما لك مثيل وترابك أغلى من الذهب، بالروح بالدم نفديك يا جليل‘‘. ومما يجدر ذكره أن صاحب هذه التسمية ”يوم الأرض‘‘ كان المرحوم صليبا خميس (ت. ١٩٩٤)، أحد قادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي والسكرتير الأول للجنة الدفاع عن الأراضي.  استخدمت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ العام ١٩٤٨ وحتى يوم الناس هذا أساليب شتّى في الاستيلاء على المزيد من الأراضي العربية وهي من أعزّ الأمور للعربي، بغية إقامة المدن والقرى والكيبوتسات اليهودية لا سيما في الجليل حيث الأكثرية السكانية عربية. ويُعتبر الاستيلاء على الأراضي أحد الأهداف الهامّة والملحة للحركة الصهيونية منذ أواخر القرن التاسع عشر، منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال السويسرية العام ١٨٩٧، والشعار تهويد الأرض، أرض بلا شعب لشعب بلا أرض! إن أملاك العدو هي ملك للحكومة الإسرائيلية كما أعلن رئيس حكومة إسرائيل، دافيد بن غوريون البولوني الأصل،  ١٨٨٦-١٩٧٢. فعلى سبيل المثال، تمّت مصادرة ١٢٠٠ دونم لإنشاء مدينة الناصرة العليا في أواخر الخمسينات من القرن العشرين و١٥٥٠ دونما لإقامة مدينة كرميئيل- كروم الله- (تمعّن في هذا الاسم) في أوائل الستينات من القرن ذاته. بناء على بعض المصادر فإن ما بين ٤٠%-٦٠% من الأراضي التي كانت بحوزة العرب وهي ٢،٤- ٣،٦ مليون دونم قد صودرت في الثامن عشر من تشرين الثاني عام ١٩٧٥. كما صودر في الفترة الواقعة ما بين العامين ١٩٤٨-١٩٧٢ أكثر من مليون دونم. وفي اليوم الأخير من شباط العام ١٩٧٦ صودر واحد وعشرون ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنا وعرب السواد، ضمن مخطّط تهويد الجليل. بمبادرة الحزب الشيوعي الإسرائيلي أقيمت لجنة الدفاع عن الأراضي في الخامس عشر من آب العام ١٩٧٥ في الناصرة وفي الرابع عشر من شباط عام ١٩٧٦ عقد مؤتمر شعبي في سخنين ضد المصادرة وفي السادس من آذار نفس العام اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي في الناصرة وأعلنت الإضراب العامّ في يوم الثلاثاء الموافق في الثلاثين من آذار ١٩٧٦. يشار إلى أنه في الخامس والعشرين من نفس الشهر توجّه بعض رؤساء المجالس المحلية العربية الموالين للسلطة مطالبين بإلغاء الإضراب إلا أن طلبهم هذا لم يُقبل. لجنة المتابعة ما زالت حيّة تُرزق، تصرخ وتستنكر وتدعو للقيام بالاحتجاج والاستنكار والمظاهرات والمسيرات والاعتصامات في مناسبة يوم الأرض. كل هذا مطلوب لترسيخ الحدث في الذاكرة الفلسطينية الجماعية إلا أنه غير كاف. كتب شاعر فلسطين، محمود درويش (١٩٤١-٢٠٠٨):
أسمّي التراب امتدادا لروحي
أسمّي يدي رصيف الجروح
أسمّي الحصى أجنحة
أسمّي ضلوعي شجر
واستلّ من تينة الصدر غصنا
واقذفه كالحجر
أما الشاعر الفلسطيني الآخر، توفيق زيّاد (١٩٢٩-١٩٩٤) فكتب:
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
هنا … على صدوركم باقون كالجدار
وفي عيونكم، زوبعة من نار
من الواضح أن الأقلام الأدبية العربية قد تفاعلت مع ما حلّ  بعرب البلاد من مآس وأحداث مثل مجزرة كفر قاسم والنكسة وأكتوبر ٢٠٠٠، إلا أن ليوم الأرض كان القدح المعلى (أنظر ”مجلة الشعراء” ع. ١٢).
ومن يوم الأرض إلى مخطط الجهض فلا قيمة للأرض بدون أهلها ولا للأهل وطن دون الأرض والسيادة التامّة. في السادس من آذار العام ١٩٩٨ كشفت الصنّارة، صحيفة عربية تصدر في الناصرة منذ ١٩٨٣/٣/١٨ وصدرت في فترة ما مرتين أسبوعيا، يومي الثلاثاء والجمعة، عن مخطط مذهل في الستينيات من القرن العشرين رمى إلى تحديد النسل لدى العرب في إسرائيل. إلا أن ذلك المخطط أو المشروع لم يُصادق عليه في الحكومة الإسرائيلية وذلك إثر مداولات كثيرة إزاء توزيع وسائل لمنع الحمل. كان هدف الحكومة الإسرائيلية من وراء المشروع المذكور، كما لا يخفى على أحد، حلّ المشكلة الديموغرافية الناجمة عن التزايد الطبيعي الكبير لدى العرب الفلسطينيين في إسرائيل. ويُعتبر ذلك التزايذ، على ضوء بعض الإحصائيات، من أعلى النسب في العالم بأسره وعليه فقد خشيت منه الحكومة الإسرائيلية البنغوريونية واعتبرته خطرا أمنيا داهما لا بدّ من تلافيه. قامت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بن غوريون وباستشارة الاختصاصيين بإعداد اقتراح حمل اسم ”السيطرة على الولادة لدى العرب‘‘ ليس من أجل رفاهية الأسرة العربية بل لتخفيض عدد أفرادها بقدر الإمكان. وقد أعلنت الصِنّارة بأن هذه الوثيقة في غاية السرية ولم تنشر بعد رغم تقادمها الزمني. ومما يجدر ذكرُه بأن الصحيفة كانت قد قدّمت استجوابا خطيا لثلاثة زعماء إسرائيليين بشأن المخطط آنف الذكر وهم: أولا: شمعون بيرس، رئيس حكومة ودولة سابق، مساعد بن غوريون وسكرتيره، مدير وزارة الدفاع آنذاك. ثانيا: يتسحاق نافون، رئيس دولة سابق، سكرتير ومقرّب لبن غوريون. ثالثا: حاييم يسرائيلي، موظف رفيع المستوى في وزارة الدفاع، وحصل العام ١٩٩٨ على جائزة إسرائيل على خدماته الجليلة من أجل أمن إسرائيل.
وقد ضمّ الاستجواب ثلاثة أسئلة وهي:
أولا: أصحيح أن حكومة إسرائيل قد أعدّت في الستينيات من القرن العشرين أو في أية فترة أخرى خطةً لتحديد النسل لدى العرب؟
ثانيا: أصحيح أن أساس الخطة هو توزيع حبوب منع الحمل للنساء العربيات؟
ثالثا : أصحيح أن عقاقير منع الحمل قد فُحصت حقّآ؟
لم يُجب أي واحد من هؤلاء الثلاثة خطيا على هذه التساؤلات. نافون اكتفى بإجابة شفوية مفادها: ”هذه القصة كذبة وفرية لا أساس لها من الصحة”. أما يسرائيلي فقال إن الأمر مختلف ولم يُفصح أما بيرس فلم يحرّك ساكنا. ومما يجدر ذكره بأن الصنارة قد اتصلت ببعض الموظفين الكبار في الدولة إلا أنهم احتدّوا غضبا واشتاطوا حنقا وقالوا إنهم كانوا خارج البلاد آنذاك في مهمات دبلوماسية ولا شأن أو صلة لهم ببني يعرب. وقد عُرف عن دافيد بن غوريون بأنه كان ”يتسلّى” ويطيب له التحدث والعمل من أجل تهويد العرب في البلاد أو ترحيلهم إلى أمريكا الجنوبية.
 بعد الأرض والجهض مسلسل عُرض على القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي في حينه بعنوان يمكن تعريبه ”النهضة” وذلك بمناسبة مرور نصف قرن من الزمان على قيام دولة إسرائيل وبالنسبة للعرب بداية النكبة. في إحدى حلقات هذا المسلسل يدور الحوار حول العرب في إسرائيل والمتحدّث فيها السيد نافون ذاته. واستناداً إلى تلك الحلقة يمكن القولُ بأنه كانت هناك خطة باسم ”حملة يوحنان” هدفت لترحيل العرب من الجليل إلى أمريكا الجنوبية. سافر نافون بنفسه إلى الأرجنتين في حينه لإبرام صفقة تبادل بين أراضي اليهود في ”مندوسا” وأراضي العرب في الجليل. إلا أن السيد نافون قدِ اكتشف أن مثل هذا المشروع غير واقعي. اليهود هناك في الأرجنتين كانوا بادىء ذي بدء فقط فلاحين وأن العرب هنا في الجليل لن يتهافتوا على الترحال والسفر إلى الأرجنتين.
جاء في مقدمة المذيع قبل تعليق نافون في الحلقة ما يلي: ”بعد قيام دولة إسرايل سنة ١٩٤٨ بقي في البلاد نحو مائة وخمسين ألف فلسطيني واعتبرتهم الزعامة الإسرائيلية وقادة الجيش ”لغما خطيرا أو طابورا خامسا وذوي ولاء مزدوج” وطُرحت أفكار مختلفة حول مصيرهم، واليوم كما يعلم كل صبي تعلو الأصوات المنادية بـ «لا جنسية بدون ولاء» (وفي الأصل العبري: בלי נאמנות אין אזרחוּת).
أخيراً وليس آخرا فإن «الصنّارة» قد نشرت قبل بضع سنوات خبرا من كتاب للسيد نور الدين مصالحة «أرض أكثر، عرب أقل» حول خطة إسرائيلية لعملية استبدال عرب جليليين بيهود أرجنتينيين وهذا ما يقرّ به نافون اليوم.
ختاما لا بد من الإشارة إلى أن عدد العرب في إسرائيل من المسلمين والمسيحينن والدروز في الوقت الراهن قرابة المليون والنصف، وهم يشكلون خُمس السكان تقريبا. يعيش العرب في ثلاث مناطق رئيسية، الجليل الشرقي والغربي والمثلث والبدو في الجنوب، ويشكل عدد أعضاء الكنيست، البرلمان الإسرائيلي، حوالي العُشر من المجموع الكلي للأعضاء وهو مائة وعشرون.
يبدو أننا لا نخطىء إذا ما قلنا إن هذه الأقلية العربية القومية فى إسرائيل هي الوحيدة التي كانت تحمل بطاقات الهوية الشخصية وفيها التعريف ”عربي” تحت بند ”الملّة”. كما ولهذه الشريحة البشرية أسماء وألقاب عديدة نذكر منها، على سبيل المثال، عرب ٤٨، عرب جوّا، عرب إسرائيل، العرب الإسرائيليون، عرب رغم أنهم إسرائيليون، الجوييم، المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، أبناء الأقليات، غير اليهود في إسرائيل، الحاضرون الغائبون، مواطنو الدرجة الثانية، عرب الخط الأخضر، (ينظر في: كي لا ننسى، ٢٥ عاما على يوم الأرض، إعداد خالد عوض، الناصرة، ٢٠٠١, ١١٢ ص.، الكتاب الأسود عن يوم الأرض، اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي في إسرائيل، حيفا ١٩٧٦، غازي فلاح، الجليل ومخططات التهويد، بيروت، ١٩٩٣. بعد يوم الأرض صدر تقرير بنفنيستي لعام ١٩٧٦ وبُعيد الهبّة في أكتوبر عام ٢٠٠٠ وسقوط ثلاثة عشر مواطنا عربيا صدر تقرير لجنة أور لعام ٢٠٠٢، ربع قرن من الزمان يفصل بينهما وكلاهما يسعيان لفهم ما جرى في الوسط العربي ودراسة سبل إعادة السيطرة المحكمة على الأقلية العربية القومية في البلاد. يبدو لنا أن لسان حال هذه الأقلية بغالبيتها الكاسحة.
هذا وطنّا واحنا هون، والسـؤال الجوهري طبيعة حياتهم في دولة ”يهودية وديمقراطية‘‘ كما تدّعي وهل الضدان يجتمعان؟ أحقاً لا يضيع حق وراءه مطالب؟


74
كلمة عن الصوم  في المسيحية
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



’الصيام‘ أو ’الصوم‘ لغةً هو مصدر الجذر الأجوف الواوي ’صوم‘، ومعناه الإمساك بصورة عامّة، مثل الامتناع عن القيام بعمل ما مثل الأكل، الشرب، الكلام، النوم، الجماع (يوئيل ٢: ١٦) إلخ.، إلا أن المعنى الشائع المألوف لدى الجميع اليوم هو الإمساك عن الطعام. عربية القرآن تفرّق بين هاتين اللفظتين ’صيام‘ و’صوم‘ دلاليا، فالأولى وردت في القرآن الكريم بمعنى الإمساك عن الطعام والشراب في أوقات محدّدة في شهر رمضان، في حين أن اللفظة الثانية معناها قول الحقّ ولا زمن معينا لها في السنة. والصوم، كما يعلم الجميع، رابع أركان الإسلام الخمسة،  ورد سبع مرّات في القرآن (سورة البقرة، ١٨٣، ١٨٧، ١٩٦؛ النساء ٩٢؛ المائدة ٨٩، ٩٥؛ المجادلة ٤). ومما يجدر ذكره أن كلمة ’صوم‘ وردت مرة واحدة فقط في القرآن بمعنى عدم الكلام، سورة مريم ٢٦ ’’فكُلي واشربي وقرِّي عينًا فإما تريِنّ من البشر أحدا فقولي إني نذرتُ للرحمن صوْما فلن أكلّم اليومَ إنْسيًّا‘‘. وفي الإسلام أنواع أخرى للصيام مثل: المسنون وهو متفرّع أيضا مثل صوم ستّة من شوال وثلاثة أيام من كل شهر؛ المحرّم وهو في يومي عيد الفطر وعيد الأضحى وفي ثلاثة أيام التشريق؛ المكروه وهو صيام يوم الشكّ ويوم عرفة للحاجّ. ولدى الحنفية ثمانية أنواع من الصيام.


الكتاب المقدّس والصوم


عُرف الصوم قبل المسيحية، في اليهودية وفيها ستة أيام صوم سنويا وفي الديانات الأخرى إلا أنه يختلف كنهه ومدلوله من دين لآخر،  والمشترك فيها كلها هو مسألة الترويض والتهذيب بالنسبة للجسد والروح، بُعد أفقي وآخر عامودي، الإنسان والباري. كما أن الكثير من الفلاسفة والعلماء أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو وأبو قراط قد انتهجوا نهج الصوم كوسيلة للشفاء.
في العهد القديم (Old Testament) صام المؤمن في أيام مختلفة مثل يوم الكفّارة (سفر اللاويين ٢٣: ٢٦-٣٢) وهو اليوم الوحيد الواجب صومه بموجب الشريعة اليهودية (سفر اللاويين ٢٩: ١٦-٣٤، العدد ٧: ٢٩) وفي أوقات الشدّة مثل عند ملاقاة الله ووقت الحرب والمرض والنوح  والندم والخطر  وذكرى الكوارث (أنظر خروج ٢٨: ٣٤، العدد ١٤:٢٧؛ دانيال ٣: ٩؛ القضاة ٢٦: ٢٠؛ صموئيل الثاني ١٦: ١٢؛ صموئيل الأول ١٣: ٣١؛ سفر الملوك اأول ٢٧:٢١؛ عزرا ٢١:٨؛ أرمياء ١٢: ٥٢، ٥٢: ١٢-١٣؛ يوئيل ١:١٤). وقد صام بعص اليهود يومي الاثنين والخميس (لوقا ٢: ٣٧؛ ١٨: ٩-١٢) فالخميس ذكرى صعود النبي موسى إلى الجبل لتلقي الوحي ويوم الاثنين كان يوم عودته من هناك.
يقول القديس باسيليوس الكبير إن الصوم هو الوصية الأولى في الكتاب المقدس ’’وأما شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها، فإنك يوم تأكل منها موتًا تموت‘‘ (سفر التكوين ٢: ١٧). وفي العهد الجديد في إنجيل متى ٩: ١٥ نقرأ ’’...ستأتي أيام فيها يُرفع العريس من بينهم، فحينئذٍ يصومون‘‘.
ورد في سفر زكريا ٨: ١٩ صوم الشهر الرابع والخامس والسابع والعاشر وهناك أمثلة أخرى للصوم في العهد القديم مثل: صوم الشعب في عهد إستير (إستير الإصحاح الرابع)؛ صوم أهل نينوى (يونان ٣)؛ صوم الشعب أيام عزرا ونحميا (نحميا ٩: ١، عزرا ٨:٢١)، وصوم في فترة يوئيل (يوئيل ٢: ١٢-١٧).

يذهب البعض إلى أن يسوع المسيح لم يفرض الصوم بل تركه للظروف قائلا ’’متى صمتم‘‘ إلا أن ’متى‘ هنا تعني التحقيق والتأكيد وتنمّ عن أمر واقع وينظر في متى ١٤: ٩،  ٢٥:٣١، لوقا ٢٢: ٢٣. وهناك أوقات معينة ذكرت في سفر اللاويين .
الكتاب المقدس لا يأمر المسيحي بالصوم إلا أنه يُصوّره كأمر نافع ومتوقع، ففي أعمال الرسل ورد أن الرُسل والمؤمنين دأبوا على الصيام إبان اتّخاذ قرارات هامّة وعند الخطر ووقت رسامة الخدّام (أنظر لوقا ٢: ٣٧؛ ٥: ٣٣؛ أعمال الرسل ١٣: ٢؛ ١٤: ٢٢، ٢٧: ٢١). عند ذكر لفظة الصوم ومشتقاتها يتبادر إلى الذهن الامتناع عن المأكل والمشرب، إلا أن الهدف الأسمى للصوم هو عدم الالتفات إلى الأمور الأرضية الدنيوية والتركيز الكلّي على الله (كورنثيوس الأولى ٧: ١-٥). عبر طريق الصوم ينبغي أن يسعى الصائم من أجل إقامة علاقة عميقة مع الباري بروح متواضعة ومبتهجة (متى ٦: ١٦-١٨). 

ثمة مناسبتان للصوم في العهد الجديد (New Testament)، لطرد الشياطين وللقيام برسالة الدعوى. توجد شياطين لا يقضي عليها إلا الصوم والصلاة، والصوم دليل الإيمان (متى ٢١: ١٧؛ مرقس ٢٩: ٩؛ أعمال الرسل ١: ٣-١٣) وأمامنا مثال يسوع المسيح الذي صام أربعين يوما وأربعين ليلة، الصوم السيّدي، الكبير، ثم جابه الشيطان وقهره وسار على خطاه الرسل وآباء الكنيسة. وقبلهم جميعا صام النبي موسى ثمانين يوما على الأقل. ودعي بالاسم الصوم الكبير لأنه أكثر الأصوام عددا للأيام المتتالية وليس من حيث عدد أيام الصوم إذ أن صوم يومي الأربعاء والجمعة يستمر طوال السنة وعليه فهو يكون الأطول.


أنواع الصيام

ثمة صومان أساسيان، الصوم الكبير وهو قبل عيد القيامة والصوم الصغير وهو قبل عيد الميلاد. أضف إلى ذلك أقسام أخرى من الصيام لدى بعض الطوائف مثل صوم باعوثة نينوى وصوم العذارى في العراق. مدّة الصوم الكبير في الطقوس الشرقية هو ٥٥ يومًا وهي تضم أسبوع الاستعداد والأربعين يوما وليلة التي صامها السيّد يسوع وهو في صحراء يهوذا (متى ٤:٢) وأسبوع الآلام. وللأسابيع السبعة هذه أسماء وموضوعات وقراءات خاصة وهامة في حياة الإنسان المسيحي.

١) أحد الكنوز، تحويل نظر المسيحي عن عبادة المال إلى عبادة الخالق بغية الاستثمار في العالم الآخر؛ الاستعداد لوطن السماء (متى ٦: ١٩-٣٣).
٢) أحد التجربة والنصرة، كيفية انتصار الإنسان على إبليس على غرار انتصار يسوع عليه عبر تخطي العثرات الثلاث: شهوة الجسد وشهوة النظر وشهوة المعيشة (متى ٤: ١-١١).
٣) أحد الابن الضالّ (لوقا ١٥: ١١-٣٢).
٤) أحد السامرية أو أحد النصف (يوحنا ٤: ١-٤٢).
٥) أحد المخلع (يوحنا ٥: ١-١٨).
٦) أحد التناصير (يوحنا ٩).
٧) أحد الشعانين (متى ١: ١٧-٢١).

مفهوم الصوم المسيحي وأهميته

 νεστεια نِسْتيا في اليونانية تعني ’الإمساك‘، أي ضبط الجسد والروح ليصبح الإنسان سيّد نفسه والاعتراف بأن الله هو ينبوع الحياة ’’ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله‘‘ (متى ٤: ٤). وللصوم شقّان، جسدي وروحي والثاني أعسر من الأول وأعظم بكثير بالنسبة لمعظم البشر، وهو الابتعاد عن الشرور وارتكابها، كبح جماح الرذائل والمغريات على أنواعها ولا سيما الكبرياء. الصوم في المسيحية أقوى تدريب روحي، فهو والصلاة معا بوسع الروح القدس أن يقلب حياة الإنسان. هنا يغدو الجسد عبدا للروح في عملية التقرّب من العريس، من الله، من أجل تطهير النفس (متى ٩: ١٥).
الصوم الحقيقي تدريب للإنسان ليتحكم بذاته والسيطرة على أهوائه والتبرؤ من كل رياء ليبحث عن الله بإخلاص وتفانٍ . الصوم ليس صوم الفم فقط بل صوم سائر جوارح الجسم عما لا يُرضي الخالق فكما ورد في متى ٢٦: ٤١ ’’الروح مندفع وأما الجسد فضعيف‘‘. من نافلة القول إن الصلاة والصوم صنوان وفق هذا الترتيب وفي حالة قيادة الروح القدس للإنسان إلى الصوم مقرونا بالصلاة  فهذا أمر خاص لتضرع المسيحي وتقديم توسلاته للرب. ووقود الصوم هو الصلاة وهما جناحا المؤمن للتحليق روحيا وتجنّب الخطيئة ومنهما يبزغ ركن ثالث وهو الإحسان. وهناك صوم مرفوض عند الباري ألا وهو الصوم المظهري (أنظر متى ٦: ١٦-١٨). كما أن الصوم مرتبط بالتوبة (μετανοια، متانويا باليونانية ومعناها تبديل العقلية وفي العبرية תשובה أي الرجوع)  وطلب الرحمة والقوة الروحية من الله لقهر قوى الشرّ. وهدف الصوم يكون من أجل أخينا الإنسان من جهة ومن أجل أبينا في السماوات من الناحية الأخرى. إذن الصوم لا يعني في مدلوله العميق الامتناع عن الطعام والشراب بل هو بمثابة درس روحي لتهذيب الجسم والروح بغية بناء علاقة وفق إرادة الله. والصوم الابتعاد عن كافة أنواع الشر حتى في التفكير كما جاء في زكريا ١: ٧-١٤. إذن الصوم وسيلة وليس هدفا، إنه يقودنا إلى الله ، خبز الحياة (يوحنا ٥: ٤٨). وعند الصوم لا مندوحة من المصالحة الحقيقية مع الآخرين، الشعور بالجوع وبالعطش يجب أن يتمخّض عنه الشعور مع الجائع الفقير، وما يصوم منه الإنسان ينبغي أن يكون للمحتاج (أنظر أشعياء ٦: ٥٨). المسيح لم يحدّد أوقاتا للصوم وتفاصيل أخرى، إلا أنه رسم لنا الخطوط الأساسية ناهيًا عن الصوم الظاهري وترك الجزئيات في هذا الصدد للكنيسة لتقرّر ما تراه مناسبا على ضوء الظروف الراهنة.
وهناك صيام واجب وآخر مستحبّ، والأول ورد في وصية الكنيسة الرابعة ’’انقطع عن أكل اللحم وصُمِ الصوم في الأيام التي تقرّها الكنيسة‘‘. والصوم هنا يعني تناول وجبة واحدة في اليوم والامتناع عن ’الزفر‘ أي اللحم ومشتقاته يومي أربعاء الرماد (أيوب ٤٢: ٦) والجمعة العظيمة. وهذا الصوم يكون كل يوم جمعة في خلال الصوم الأربعيني. وأما الصيام المستحبّ فهو خارج عن هذا الوقت بناء على ظروف كل شخص، هناك من يصوم يومي الأربعاء والجمعة على امتداد السنة بأسرها، لأنه في يوم الأربعاء سلّم يهوذا الأسخريوطي المسيحَ لرؤساء الكهنة مقابل ثلاثين من الفضّة، أما صوم يوم الجمعة فهو تذكار صلب يسوع المسيح. ويذكر أن الصوم في سبت النور فقط واجب وليس في سبوت أخرى لصلة السبت بأحد القيامة. وفي أيام القطاعة، الامتناع عن تناول اللحم ومرقه والبيض والألبان والأجبان والزبدة إلخ. أما السمك فمسموح أكله في أيام معينة وقل الأمر ذاته بالنسبة للزيت والخمر. وأيام القطاعة تضم الصوم الأربعيني كاملا والأسبوع العظيم المقدّس باستثناء عيد البشارة وأحد الشعانين، إذ فيهما تناول السمك مسموح. في الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية توجد مواعيد معروفة للصوم بينما الكنيسة البروتستنتية لا تفرض تقريبا شيئا بخصوص الصوم. ففي الكنيسة الكاثوليكية قد يمتنع المؤمن عن تناول اللحم ومشتقاته كل يوم جمعة حزنا على صلب يسوع يوم جمعة وقد يعبّر عن شعوره هذا بطريقة أخرى. أما يوم الجمعة العظيمة/الحزينة فمن المألوف أن يتناول الكاثوليكي الخبز والماء فقط علامة للحداد الشديد. الصوم المسيحي بخلاف اليهودي والإسلامي لا يشمل الامتناع عن الشرب.
كي يكون الصوم حقيقيا ناجحا لا بد من توفر بعض الظروف وهي: الهدوء، الاختلاء، الصلاة، نقاوة قلب وتوبة، الإكثار من قراءة الإنجيل، السجود والخضوع للخالق، الإيمان وهو القوّة الغالبة (أنظر رسالة بولس إلى العبرانيين ١١)، عشرة الملائكة والقدّيسين.

الصوم وحده لا يوصلنا إلى السماء، إذ لا بد من محبة والمحبة أم كل فضيلة، ويمكن تشبيه الصوم بالطائر، ولكي يطير لا بد من جناحين وهما الصلاة والصدقة. وقال القديس يوحنا فم الذهب/ذهبي الفم ’’إشحذ

75
بلاد شمس منتصف الليل
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


قليلةٌ هي الكتابات العربية التي تُعنى بفنلندا. هذه الدولة الشمالية التي أعلنت مؤخرا عن انتهاء الكتابة بالقلم  في المدارس وتطبيقها الكتابة الإلكترونية ابتداء من العام ٢٠١٦. وفيما يلي نذكر أوّلاً ما نعرفه من الكتب أو المقالات أو الموادّ بالعربية التي تتناول أيّة مواضيع ذات صلة بهذه الدولة الشمالية، ثمّ نستعرض بشيء من التفصيل الكتابَ "شمس منتصف الليل" قيدَ البحث. جاء إدراج المواد في جلّها وفق تاريخ صدورها. أشكر كل من يزودني بمادة غير مدرجة هنا وذلك على عنواني الإلكتروني المذكور في نهاية هذه المقالة. هذه نواة في هذا المجال آملا أن تنمو وتكبر باستمرار.

١(  يوحنا اهتينن كارسيكو )ترجمة الارشيدياكون توما ديب المعلوف( "لغة العرب في حياة فينلنديا العلمية" مجلة المجمع العلمي العربي ٣ )دمشق أيلول ١٩٢٣(.

٢( د. بِشر فارس، مباحث عربية. طبعة المعارف ومكتبتها بمصر ١٩٣٩.

الفصل الأول من هذا الكتاب يحمل العنوان "مسلمون في فنلندا" ص. ١٩-٣٠. في هذه الصفحات يدوّن الكاتب انطباعاتِه إثرَ زيارته لهلسنكي في صيف عام ١٩٣٤ ومكوثه فيها زهاء شهر. من ضمن المعلومات التي سجّلها المؤلِّف ما يلي: رئيس الجمعية الإسلامية في فنلندا كان زهور طاهر؛ أمين سر الجمعية إبراهيم عريف الله؛ الإمام ڤيلي أحمد حكيم؛ في ٢٤ نيسان أبريل سنة ١٩٢٥ أعلنت الحكومة الفنلندية أن الإسلام من الأديان المعترف بها في فنلندا وذلك بمقتضى قانون العقائد والعبادات الصادر في ١٠ تشرين الثاني-نوڤمبر سنة ١٩٢٢؛ هؤلاء المسلمون هم من الترك-التتار الذين غادروا قازان في روسيا عقب الثورة البلشفية؛ بلغ عددُهم في شهر أيلول-سبتمبر ١٩٣٤ ستمائة وثماني وأربعين نسمة مقسّمين على أكثرَ من مائة أسرة موزّعةً على سبع عشرة مدينة وبلدة؛ القسم الأكبر منهم أقام في هلسنكي فتَمْپري فتوركو وفي كل منها مسجد صغير؛ المهنة الغالبة عليهم هي التجارة بالفرو والمنسوجات؛ إنهم دمثون وجادّون في العمل؛ لأغلبيتهم الساحقة الجنسية الفنلندية؛ لهم نفس حقوق الفنلنديين وذلك بفضل قانون حرية العقائد والعبادات في فنلندا؛ هؤلاء المسلمون يؤْثرون المصاهرة فيما بينهم والمهر موجود إلا أن بعضَهم تزوج من مسيحيات؛ وجود بعض المدارس الدينية الخاصة بهم؛ صورة الزعيم التركي معلقة في كل دار مسلمة؛ لا يشرب المسلمون الخمر إلا في الندرة؛ لا تشدّدَ في صوم شهر رمضان؛ مسلم واحد فقط قام بفريضة الحج؛ للمسلمة حرية واستقلال.
في نهاية الحديث المقتضب هذا يُثبت الدكتور فارس ترجمةً عربية لقانون تأسيس الطائفة الإسلامية آنفة الذكر المكتوب أصلاً بالفنلندية وتُرجم له إلى الفرنسية. وفي البند الأول المُعَنون "بيان أصول الدين" ورد ما يلي:
ا. التشهّد
ب. إقامة الصلوات الخمس كلَّ يوم، والاجتماع يوم الجمعة في المسجد للصلاة.
ت. الصوم شهرا في السنة.
ث. على الأغنياء أن يُعينوا الفقراء.
ج. على الأغنياء أن يحجّوا بيتَ الله.
ح. الامتثال لأوامر القرآن.
خ. المحافظة على صفاء الضمير وسلامة الجسد.
د. التزام الصدق والأمانة.
ذ. احترام النفس البشرية ومجانبة الأذى.
ر. أن يحبَّ المسلم لغيره ما يحبّه لنفسه.
نضيف أن هذه الأقلية تعتبر أنموذجا ناجحا يحتذى به للتأقلم والتفاعل مع الدولة التي يعيشون فيها.

٣( حامد القصبي )مترجم(: دنيا سنوحي لميكا والتاري. تقديم طه حسين، القاهرة، الدار القومية للطباعة والنشر، ١٩٥٥ )٧٢١ ص.(.
هذه الرواية التاريخية للكاتب والتاري، ١٩٠٨-١٩٧٩، التي تسرد قصّة الطبيب المصري سنوحي الذي عاش ما بين ١٣٩٠-١٣٣٥ ق.م. في خمسة عشر سفراً ربّما كانت أشهرَ عمل أدبي فنلندي على الصعيد العالمي. تُرجمت هذه الرواية إلى أكثرَ من خمس وعشرين لغةً، كما وعُرضت فيلماً في هوليوود. يبدو لنا أن القصبي قد ترجم هذه الرواية من اللغة الانجليزية التي صدرت طبعتُها الاولى عام ١٩٤٩.

٤( لويس جريس )مترجم( شجرة الأحلام، هذا يحدث للناس،  للكاتب الفنلندي ميكا والتاري. مطابع روز اليوسف، القاهرة )١٤٥ ص.، د.ت. ولكن بعد ١٩٥٥(.
تعالج الرواية الأولى جانب الخلل العصبي الذي يعاني منه إنسان القرن العشرين. أما الرواية الثانية "هذا يحدث للناس" فتتمحور مجرياتها حول صراع شاب وفتاة من أجل حياة كريمة شريفة في غضون الحرب العالمية الثانية حيث عمّ الفساد وتفشّت الجريمة. تمّت الترجمة هذه من الترجمة الإنجليزية.

٥( يوسف ابراهيم يزبك، مقال عن ڤلين في مجلة الجمهور، بيروت ٥ شباط ١٩٦٨.

٦(  جورج أوغست ڤالين )Georgius Augustus Wallin, 1811-1852(، صور من شمالي جزيرة العرب في منتصف القرن التاسع عشر، ترجمة سمير سليم شبيلي، راجعه المؤرخ يوسف ابراهيم يزبك، بيروت ١٩٧١، طبعة ثانية ١٩٩٢. ضمن منشورات "أوراق لبنانية" وكان عدد النسخ محدودا ووقعت فيه هفوات في الترجمة.
يُعرف هذا المستشرق الفنلندي، الرحّالة الرائد، الحاج وأستاذ اللغات الشرقية بين العرب باسم الشيخ عبد الوالي إثر تأسلمه. على قبره في هلسنكي حجر نُقش عليه هذا الاسم العربي. وُلد ڤلين في بلدة سُنْد وفي عام ١٨٢٩ انتقل إلى هلسنكي لدراسة اللغة العربية في الجامعة ثم قضى سنتين في بطرسبورغ وتتلمذ هناك على يد الشيخ محمد عيّاد الطنطاوي. يُعتبر ڤلين الرائد الأوروبي الحقيقي الذي وُفِّق في دخول شمالي الجزيرة العربية. ومما يروي ڤلين عن أولاد البدو ما يلي:
"وفي بدء عيشي مع العرب الرحّل دهشت كثيرا لرؤيتي الصغار الذين تتراوح أعمارُهم بين ثلاث واثنتي عشرة يرافقون المسنين، ويُسمح لهم بمبادلتهم الحديث، ويستشارون أحياناً في مواضيعَ تفوق مستواهم فيُصغى إلى أقوالهم...ولم أر في العالم كله أولاداً أكثرَ تعقلاً وأحسن خلقاً وأكثر طاعةً لأبيهم من أبناء البدوي".
تفتقر المكتبةُ العربية للأبحاث والمؤلّفات التي تُعنى بهذا المستشرق الفنلندي الفذّ بالرغم ممل تحتوي مؤلفاته من معلومات عن بعض الأقطار العربية لا سيّما جزيرة العرب.

٧( صوت اسكندناڤيا-مجلة تُعنى بالشؤون العربية الإسكندناڤية. هذه المجلة الفصلية التي تصدر أربع مرّات في السنة أسست عام ١٩٧٥ في استوكهولم والمدير العام ورئيس التحرير هو السيد سمير بوتاني الذي له كتاب صدر عام ١٩٦٩ بعنوان "الدول الإسكندناڤية وإسرائيل”.

٨( احمد مرسي، مقدمة في الفولكلور. القاهرة: دار الثقافة،  ١٩٧٥.

٩( نبيلة ابراهيم، الدراسات الشعبية بين النظرية والتطبيق. القاهرة د.ت. خصصت الفصل الثاني ص. ٢٠٠-٢١٦ للتحدث عن الدراسات الشعبية في فنلندا. زارت الدكتورة هِلْما چرانكڤست في فنلندا عام ١٩٦٧.

١٠( حقائق عن فنلندا، إعداد فاروق أبو شقرا، هلسنكي ١٩٧٦.
http://www.booksstream.com/book/2954//حقائق-عن-فنلندا.html

١١(  فنلندا بلاد البحيرات، إعداد فاروق أبو شقرا، هلسنكي ١٩٨٣.

١٢( سحبان مروة )مترجم(، حبل مانيلا. بيروت ١٩٨٣.

١٣( علي كاشف الغطاء، ترجمة الكسس كيڤي–الأديب الفنلندي العالمي–الإخوة السبعة، رواية. بغداد ١٩٨٣، ٤٠٠ ص. عن الترجمة الانكليزية، الكس ماتسون.

١٤( "فنلندا والأنغام" العربي ع. ٣١٨ مايو ١٩٨٥.

١٥( الكاليفالا "ملحمة الشعب الفنلندي" ترجمة سحبان أحمد مروة، مراجعة يوسي آرو وكاي أورنبري. بيروت ١٩٩١.

١٦( Taisir Khalil, Suomalais-arabialainen sanakirja قاموس عربي-فنلندي. عمان ١٩٩٢. يبدو لي أن واضع القاموس على صواب عندما يشير بأن عمله هذا هو الأول من نوعه. يتكون القاموس من ٢٣٤ صفحة من الحجم الصغير، ١٦،٥ x ١٢ سم تقريباً ويحتوي على قرابة ١٢،٠٠٠ كلمة. أعدّ القاموس عبر المعاجم الفنلندية الروسية.

١٧( الحياة، لندن في ٦ نيسان ١٩٩٢، مقالة عن ڤلين )اعتناقه الإسلام والدفاع عنه في الغرب(.

١٨( مفردات في علم الأحياء والجغرافيا والتاريخ، فنلندي-عربي، مديرية التعليم، هلسنكي ١٩٩٤. Biologian, maantiedon ja historian sanasto, suomi-atabia. Opetushallitus Helsinki 1994 . حول هذا المسرد للكلمات يُنظر  Studia Orientalia 73 (Helsinki 1994) pp. 300—301.

١٩( نهاد عبد الستار رشيد، يتساقط الثلج في مايس، مسرحية ذات ثلاثة فصول للشاعرة الفنلندية ايڤا ليزا مانر؛ تعليم اللغة الفنلندية؛ ترجمة عدة أجزاء من دواوين شعرية فنلندية؛ ترجمة عدة فصول من الكالافالا؛ ترجمة قصص فنلندية.

٢٠( ذكريات وأحداث تاريخية للمطران د. داود حداد. القدس ١٩٩٤.
قام هذا المطران المقدسي بزيارتين لفنلندا، الأولى أواخر عام ١٩٧٧ بغية التوقيع على اتفاقية المشاركة مع الإرسالية الفنلندية، وفي هذه المناسبة لا يذكر المؤلف شيئاً عن فنلندا إلا أنه يتحدث عن جبران خليل جبران استجابة لاستفسار من سيدة فنلندية مهتمة بالموضوع وكانت قد تعرّفت عليه في القدس )ص.١٦٣-١٦٧(. تعود العلاقة ما بين الكنيسة العربية اللوثرية في القدس والكنيسة اللوثرية في فنلندا إلى عام ١٩٦٧. أما زيارته الثانية فقذ كانت في ربيع عام ١٩٨٦ حيث زار كلا من هلسنكي وتوركو وتمپري وشاطىء البلطيق وپورڤو. هنا يتحدث المؤلف باقتضاب شديد عن أمور تتعلق بفنلندا. إنه يذكر حصول النساء على مزيد من الحقوق مثل رسامتهن قسّيسات، قلعة توركو التي شُيّدت عام ١٢٨٠ ومكانتها التاريخية. هذه القلعة كانت مقرا لشقيق الملك الذي تزوج بفتاة فلاحة وقع في حبها إلا أنه جُنّ فيما بعد وطُلب من زوجته تركه ولكنها أبت ومضت في خدمته والاعتناء به على ما يرام. دُفنت تلك المرأة في كاتدرائية توركو التاريخية العريقة، وتقديرا لها على هذا الولاء أقيم لها في مسقط رأسها في مدينة تَمْپِري تمثال لها وهي منتحبة على بعلها. على جدران الكاتدرائية الداخلية صور زيتية تمثل حياة المسيح كاملة. ويذكر سيادة المطران خيبة أمله المتمثلة في شراء حزام على أنه من الجلد الجيّد إلا أنه اتّضح له في القدس أنه من البلاستيك  فعلّق بقوله "فالغشاشون لا يخلو منهم أرقى بلد!". كما ويذكر تناوله لطعام فنلندا الوطني وهو شريحة من لحم البقر مطلية بالخردل وأخرى من لحم الرنّة وسمك السلمون وصالصة الفِطر.

٢١( Leena Silfverberg, Sanasto suomen kielen alkeis-ja jatko-oppikirjaan, suomi-arabia
قائمة مفردات فنلندي-عربي، ترجمة يسري عبد الرحمن يوسف، هلسنكي ١٩٩٥. ١١١ صفحة تحتوي على حوالي ثلاثة آلاف كلمة. في هذه القائمة خلل واضح في اللغة العربية وعدم دقة في إيجاد المقابل الدلالي.

٢٢( نافذة على فنلندا، إعداد يركي إيفونن ويوكا سلوفارا وترجمة حسيب شحادة وحزم شحادة. هلسنكي ١٩٩٥. يتناول هذا الكتيب )٦٩ ص.( مواضيع عدة مثل نبذة عن تاريخ فنلندا، نظام الحكم فيها والسياسة والأحزاب، الضمان الاجتماعي والتربية والتعليم والرياضة، المطبخ والسياحة، الاقتصاد، الثقافة. ٢٣

٢٣( عبد الرحمن محمود المحمود، شمس منتصف الليل (رحلات إلى فنلندا والنرويج وأيسلندا). الطبعة الأولى، الشارقة، دولة الإمارات العربية المتحدة، ١٩٩٥.
يقع هذا الكتابُ في ٢٣٢ صفحةً من القطع العادي وهو من تأليف السيد عبد الرحمن محمود عبد المحسن المحمود القَطري، المولود عامَ ١٩٥٣ والحائز على شهادة الماجستير في الإدارة البحرية من جامعة مالمو )Malmö( في السويد سنة ١٩٨٧. أطروحته للماجستير بالإنجليزية التي تعالج موضوعَ نشأة الإدارة البحرية وتطورها في قَطر لم تُطبع بعد. إلا أن هناك كتاباً له بالعربية في هذا الصدد بعنوان "مبادئ السلامة البحرية للهواة" كان قد صدر في قَطَر عامَ ١٩٩٢. عمل المؤلِّف ملاحاً على السفن القطرية واليونانية وهو ضابط ثان أعالي البحار من الأكاديمية العربية للنقل البحري، ج.م.ع. ١٩٨١. اشترك في دورات تدريبية عديدة في دول مختلفة من العالم مثل: مصر، ألمانيا، السويد، بريطانيا، وفرنسا. كما ومثّل وطنَه، دولةَ قطر، في اجتماعات كثيرة للمنظمة البحرية الدولية وهو عضو في عدّة جمعيات كالجمعية الملكية البريطانية للملاحة والجمعية العربية للملاحة، ج.م.ع. وهو مولع بالسفر والرحلات براً وبحراً وجواً فقد زار دولاَ كثيرة في شتّى أنحاء العالم ودوّن انطباعاتِه وتجاربَه فيها.
الكتاب قيدَ البحث، "شمس منتصف الليل" الذي خُصّص ريعُه لصالح مسلمي البوسنة والهرسك، هو باكورة مؤلّفات الرحلات للسيد عبد الرحمن المحمود. تَلت هذا الكتابَ أربعةُ مؤلفات في نفس الموضوع وهي:
أ. إلى سقف العالم-رحلات إلى الدنمارك والسويدب
ب. إلى قاع العالم-رحلة إلى قارة أنتاركتيكاجـ
جـ. إلى مغرب الشمس-رحلات إلى أمريكا اللاتينية
د. في أدغال الأمازون-رحلات إلى البرازيل وأدغال الأمازون
ولا يخفى على الكثيرين أن العرب إجمالاً مفطورون على القيام بالسفر والرحلات منذ القِدم. ففي مستهلّ القرن الثامن للميلاد كانت لهم إمبراطورية مترامية الأطراف وصلت حدودُها الهندَ شرقاً والمحيط الأطلسي غرباً وجبال القوقاز شمالاً وصحارى إفريقيا في الجنوب. وعليه فليس غريباً أن ينموَ أدبُ الرحلات في اللغة العربية ويزدهر منذ عدة قرون وهو ما يُعرف باسم التأليف في المسالك والممالك وفي الأقاليم والتقاسيم وقد أسهم فيه الكثيرون أمثال الكندي وقدامة بن جعفر واليعقوبي والمسعودي والبيروني والمقدسي وابن الفقيه الهمذاني وأبن حوقل والاصطخري وأحمد بن فضلان وابن العربي وابن جُبير وابن بطوطة الخ. وفي كتابه المعروف باسم "رسالة ابن فضلان" يتطرق الرحالة أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد إلى وصف شعوب كثيرة كالترك والخزر والروس والصقالبة أي سكان الشمال في أوروبا عام ٩٢١م.
ولعُ المؤلِّف عبد الرحمن بالسفر والترحال شديدٌ منذ نعومة أظفاره فأبوه كان ملاحا مغامرا جاب بسفينته عبابَ البحر ووصل سواحل الهند والباكستان وإفريقيا. وكذلك أخوالُه قد امتهنوا ركوبَ البحر. اتخذ عبد الرحمن الملاحة البحرية مهنة وهواية فهو شغوف بالتعرف على حياة الشعوب الأخرى. حظيت فنلندا التي كان يتردد عليها أثناء ثلاث سني دراسته في السويد بنصيب الأسد من الكتاب الذي نحن بصدده، ١٢١ صفحة يتطرّق فيها الكاتب إلى مواضيع متنوعة مثل: فنلندا أرض البحيرات والجزر؛ الهبوط في المطار؛ في محطة القطارات؛ جولة على الأقدام؛ المقاهي وسيلة للتعارف؛ حوار حول الناس والحياة؛ مدينة توركو؛ مع عائلة فنلندية؛ الفولكلور والرياضة؛ المجتمع الفنلندي؛ حديث الغابة؛ العلاقات العربية الفنلندية؛ الشمال والذهب.
تنتمي فنلندا التي حازت على استقلالها في السادس من كانون الأول-ديسمبر سنة ١٩١٧ إلى ما يسمّى بدول الشمال (Nordin) التي تضمّ أيضاً السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا. أما شبه جزيرة إسكندناڤيا (Scandinavia) التي تعني "جزيرة الضباب" فتضمّ عادة كلاً من النرويج والسويد والدنمارك. هناك رأي يقول إن أصلَ النورديين، أي سكان شمال غرب أوروبا، يتحدّر من هجرات من شمال إفريقيا وآسيا الغربية الجنوبية. ويقول قاضي طليطلة، صاحب القاضي الأندلسي عن النورديين"إنه نتيجة لبرودة الهواء وطول الليل تبلدت أفهامهم وأذهانهم وطالت شعورهم، وفسدت أخلاقهم".
رأيت أنه من المناسب عرض موجز للأفكار ووجهات النظر الرئيسية التي صادفتني عند قراءة "شمس منتصف الليل" دون التعليق عليها إيجاباً أو سلباً تاركا تلك المهمة للقارئين الكرام، فلكل فرد رأيُه وفق تجربته الشخصية.
أ. تُعرف هلسنكي بألقاب معينة مثل، عروس البلطيق، ابنة البلطيق، المدينة البيضاء. أنشأها الملك غوستاف فاسا عام ١٥٥٠م وأصبحت عاصمة لفنلندا سنة ١٨١٢، يبلغ عددُ سكانها حوالي نصف مليون نسمة وشوارعها نظيفة جدا. الشعب واعٍ وكل فرد بمثابة "الرقيب الذاتي" وهذا السلوك المسؤول لا وجودَ له في الدول العربية والإسلامية. قبل ذلك كانت مدينة توركو عاصمةَ البلاد وفيها أُسّست الجامعة الأولى عام ١٦٤٠م. وفي المدينة جالية إسلامية معظمها من التتار الذين وصلوا فنلندا سنة ١٨٣٥ ووضعهم الاقتصادي والاجتماعي جيد. يتمسّك أبناء هذه الأقلية الدينية بعقيدتهم وما زال بعضُهم يستعمل الحروف العربية في الكتابة ولهم جامع ومقبرة.
ب. تُعتبر فنلندا من أرقى الدول السياحية وأكثرها تنظيما وقد تفوّقت في هذا المجال على السويد والنرويج. تُعدّ فنلندا من أغلى أقطار العالم ولا يعرف الكاتب أغلى منها إلا اليابان. بالرغم من ذلك فمن الممكن قضاء إجازة ممتعة بتكاليف معقولة لحدّ ما وذلك باستخدام الفنادق الشعبية. تتراوح الكثافة السكانية ما بين ٨ و-١٤ نسمة لكل كيلومتر مربع في المتوسط و٢ نسمة لكل كيلومتر مربع في الشمال. نسبة نزوح الفنلنديين إلى خارج بلادهم عالية جدا وأكبر الجاليات الفنلندية تعيش في السويد وأمريكا وكندا وأستراليا.
ت. معاملة موضوعية وحسنة في قسم الجمارك.
ث. أشكال العملة الفنلندية وألوانها زاهية ومبهجة ومن الملفت للنظر توفر مصارف آلية أي ماكينات لاستبدال العملة تلقائيا)أوتوماتيكيا(.
جـ. تتراوح أسعار الغرف في الفنادق في هلسنكي خلال الصيف ما بين ٦٠-٤٠٠ دولار لليلة الواحدة.
ح. إحترام إشارات المرور من قِبل السائقين والمشاة على حدّ سواء يكاد يكون نهجا مقدّسا.
خ. يتصف الشعبُ الفنلندي بحسن الضيافة والأدب والودّ ولديه قابلية للتعرف على الأجانب لا نظيرَ لها في سائر دول الشمال. ومعظم الفنلنديين يتكلم اللغة الإنجليزية.
د. لا وجودَ للعتّالين في الفنادق.
ذ. المياه في دول شمال أوروبا من أنقى المياه في العالم.
ر. يبدأ الليل في هلسنكي في شهر حزيران-يونيو بعد الساعة الحادية عشرة مساء.
ز. تعتني المرأة الفنلندية بنظافة ملابسها ولكن قلّما تهتمّ بأناقتها كالمرأة الشرقية مثلا التي تنفق ربما نصفَ دخلها على ذلك. تمتاز الفنلنديات برشاقتهن "بعكس البراميل البشرية المتدحرجة في الشوارع العربية التي تثير في النفس الإشفاق (إن لم يكن أكثر) وهذا نابع بلا شك من إهمال الرياضة بكافة أنواعها وخاصة الفردية منها حيث الرياضة عندنا فقط هي كرة القدم، بضع عشرات يمارسونها والسواد الأعظم يصفق ربما هاتفا أو نائحا!".
س. قلّما يضحك الفنلنديون.
ش. يشير المؤلّف القطري الى كنيسة Temppeliaukio المبنية في الصخر في هلسنكي بالعبارة "كنيسة غريبة".
ص. حرية العقيدة والعبادة حق مقدّس للجميع وفق القانون منذ عام ١٩٢٣.
ض. هناك حاجة في الحصول على رخصة لصيد السمك من مكتب البريد قيمتها حوالي سبعة دولارات. وطريقة الصيد في فصل الشتاء غريبة عجيبة لم يفكر المؤلف في ممارستها قطعا. يقوم صيّاد السمك بصنع ثقب في بقعة ما على سطح البحيرة الجليدي بواسطة مثقب يدوي حتى يصل إلى مستوى الماء ثم يُلقي بصِنّارته عبرَ هذه الفوّهة وهو جالس على مقعد خشبي منتظراً بصبر "فريسته" ودرجة الحرارة تحت الصفر بكثير أو بقليل. هذا ما يسمّى باللغة الفنلندية باسم (avanto). يعلق المؤلِّف على هذا بالصورة والكلمة "يا ترى هل سيخرج سمكاً طازجاً أم مثلجاً؟!"
ط. الذهب الأخضر أي الغابات هو الثروة القومية لفنلندا أسوة بالذهب الأسود وهو النفط والذهب الأبيض وهو القطن والذهب الزفر وهو السمك في آيسلندا.
ظ.  لم يشاهد السيد عبد الرحمن خلال تجواله في ربوع فنلندا شخصين يتشاجران وذلك لأن الخلافات تُحسم بالروية والعقلانية.
ع. الانتماء الوطني بالنسبة للمواطن الفنلندي لا يعني مجرّد بعض الامتيازات بل ذلك يعني المشاركة في تحمل المسؤولية كل في موقعه ووفق قدرته بغيةَ بناء الوطن والذوذ عن سمعته وحماية البيئة. ويضيف الكاتب "فإن الذي لا تردعه النصيحة يردعه الزجر، والذي لا يردعه الزجر تؤدبه العقوبة، إنه ليس انبهارا بالحضارة الغربية كما يحلو للبعض أن يردد، بل هي -وأيم الله-حسرة وأسى. نعم انها لحسرة أن يكون حال هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس هكذا".
غ. غسيل السجاد على ضفاف البحر أو البحيرات عادة فنلندية صميمة.
ف. الإقامة في المصايف الفنلندية يقصد )kesämökkiä( التي يسميها المؤلف باسم "الأكواخ الخشبية" جدّ ممتعة رغم كثرة الحشرات التي تعكّر صفوها.
ق. الأديب الفنلندي إلياس لونروت جمع الكاليڤلا، ملحمة الشعب الفنلندي ونشرها للمرة الأولى عام ١٨٣٥ )ذكر خطأ العام ١٩٣٥، ص. ٨٩(. والقصة الفنلندية الأولى التي نشرت كانت بقلم الكاتب الشهير أليكسس كيڤي عام ١٨٦٠.
ك. يذكر المؤلّف القطري دون التنويه بأي مصدر ما يلي عن المستشرق ڤلين المتوفّى عام ١٨٥٢ "فقد سمع وهو يردد لا إله إلا الله محمد رسول الله على فراش الموت وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة"(ص. ١٠٥). للاستشراق الفنلندي أياد بيضاء في مضمار الدراسات العربية والإسلامية. والشعب الفنلندي من الشعوب الأوروبية القليلة التي لم تستعمر او تستعبد شعوبا أخرى، بل إن حرية الاعتقاد والفكر والسلام مترسخة فيه. وهناك جمعية فنلندية للدراسات الشرقية يقصد )Suomen itämainen seura( تأسست عام ١٩١٧ وتقوم بإصدار مجلة علمية سنوية. وهناك جمعية الصداقة الفنلندية العربية التي أنشأها الأستاذ أرماس سالونن عام ١٩٦٣.
ل. يميل السيد عبد الرحمن المحمود إلى الاعتقاد بأن فنلندا بلد نموذجي لنشر الدعوة الإسلامية فيها إذا ما توفّر الدعاة الضليعون بتقاليد البلاد.
م.  ظاهرة القبلات والعناق في مدينة كوبيو )Kuopio( تبدو أكثر شيوعا منها في سائر المدن الفنلندية. وهذه في نظر الكاتب بدعة سيئة وهي من السلبيات في فنلندا، إلا أنها ليست بكثرة ما في بريطانيا وألمانيا على الأقل.
ن.  في شمال فنلندا وفي روڤانيمي على وجه التحديد قرية باسم قرية بابا نويل، تلك الشخصية الخرافية ذات الزي الأحمر واللحية البيضاء الطويلة الكثة والقلنسوة الحمراء.
هـ.  "الرجل الاسكندنافي عموما ضعيف متردد يفتقد المبادرة والإقدام، ليس كالرجل الشرقي الذي يهتم بالمرأة ويغار عليها ويغمرها بالعطف والمودة و..." هذا الرجل لا يأمن زوجته والمرأة لا تأمن زوجها. هناك تفكك أسري واجتماعي وإدمان على المشروبات الكحولية يؤدّي إلى الاكتئاب والوحدة القاتلة ومن ثمّ إلى الانتحار. وتعتبر نسبة الانتحار في فنلندا من أعلى النسب في العالم لا سيما في صفوف الشباب.
و. لا يرقى المطبخ الفنلندي إلى مستوى المطبخ الشرقي والطعام في فنلندا مشكلة بالنسبة للشرقي.
كتبت عرضا لهذا الكتاب ونشر في صحيفة الأنوار البيروتية في تاعتشر والحادي عشر من نيسان سنة ٢٠٠٠، ص. ١٤، ١٧.

٢٤( إديت سودرجران، الآثار الشعرية الكاملة ترجمها عن الانجليزية محمد عفيفي مطر ومحمد عيد ابراهيم. دار شرقيات للنشر والتوزيع، القاهرة ط. ١، ١٩٩٤، ١٩٩ص. )The Collected Poems of Edith Sodergran(.

٢٥( سعد العبدالله الصويان، أدب البدو في كتابات الرحالة والمستشرقين، جريدة الحياة ع ١٢٢٧٢، ١ أكتوبر ١٩٩٦.

٢٦( بعض المنشورات الصادرة عن وزارة العمل أو وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية لمساعدة الوافدين العرب إلى فنلندا في التعرف على أنظمة الصحة والعمل والضمان الاجتماعي. من هذه المنشورات التي ترجمها مكتب لينچوا نورديكا Lingua Nordica من الفنلندية إلى العربية ما يلي:
ا. ولادة الطفل في فنلندة، هلسنكي ١٩٩٦. يجد القارئ في هذا الكتيب، ٣١ صفحة، تطرقا للمواضيع التالية: علامات الحمل، حالة الحامل، متاعب الحمل، الاستعداد للانجاب، التغذية، العناية بالأمومة والطفولة، العون الاجتماعي.
ب. المفتاح الصحي، عبارات استفسارية بالفنلندية ومقابلها ترجمة عربية في المجال الصحي وإرشادات صحية للوافدين Terveyssanasto terveysavain, arabia. Sanasto terveydenhoitohenkilöstölle ja terveydenhoito-ohjeita maahanmuuttajille. هلسنكي ١٩٩٧.
هذه المادة المؤلفة من خمسمائة عبارة وكلمة الموجودة في الصفحات السبع عشرة الأولى قد ترجمت أيضا إلى لغات عديدة كالسويدية والإنجليزية والروسية والفرنسية والصومالية والألبانية والصربوكراتية والڤيتنامية والفارسية والكردية )السورانية( بقية الكراس وفيه إحدى وعشرون صفحة عبارة عن إرشادات طبية متنوعة مثل قياس الحرارة، علاج الحمى والانفلونزا، قمل الرأس، الأمراض المعدية، الإمساك، التطعيم، حقوق المريض.
ت. مكتب العمل في خدمتك. معلومات وإرشادات، عمل، تدريب، مساعدتك على الاختيار. هلسنكي ١٩٩٨.
ث. منزلي في فنلندا. معلومات للمهاجرين عن السكن، الدراسة والمساعدات الاجتماعية. هلسنكي ١٩٩٨. هذا الكتيب بمثابة دليل يحتوي على معلومات عملية ضرورية للمهاجر مثل السكن، التعليم، المساعدات الاجتماعية الأساسية، الرعاية الصحية، خدمات المعوقين والمسنين.
جـ.  توطين المهاجرين في فنلندا. وزارة العمل، هلسنكي ١٩٩٩.
المادة العربية المترجمة من اللغة الفنلندية رغم قلتها حتى الآن )أنظر الأرقام ١٠، ١٢، ١٣، ١٥، ١٧، ١٨، ٢٠( تستحق الدراسة والتحليل بغية التعرف على تأثر المترجمين بلغة الأصل أي الفنلندية. العبارتان الفنلنديتان monipuolinen ruoaka; alleviivaa lapsen kutsumanimi
ترجمتا "الغذاء متعدد الجوانب؛ سطر تحت اسم الطفل من فضلك". لا شك أن الترجمة حرفية هنا وكان من الأفضل استعمال "الغذاء/الطعام المتنوع" بالنسبة للعبارة الأولى. أما بخصوص العبارة الثانية فلا لزوم لها البتة باللغة العربية إذ أن لكل شخص اسما واحدا في الغالب الأعم وليس كما هي الحال لدى الفنلنديين الذين لهم اسمان شخصيان وأحيانا حتى ثلاثة أسماء إلا أنهم يستعملون واحدا للمناداة وهو الذي يطلب وضع خط تحته. أضف إلى ذلك بأن اللغة في بعض المادة المذكورة وخاصة المدرجة تحت الأرقام ١٥، ١٧، ٢٠ بحاجة إلى تصليح صرفي ونحوي في كثير من الحالات ناهيك عن الجانب الأسلوبي.
ح. ما هو التحكيم الاجتماعي؟ معلومات أساسية عن مكتب التحكيم. هلسنكي ٢٠٠٤، ١٣ ص. المنظمة الدولية للهجرة IOM.
Let’s talk. أخطاء لغوية: يشترك في التحكيم أطراف القضية ومحكمين اثنين متطوعين، متخصصين وحياديين، ص. ١؛ هو تعليم اللاجىء ليصبح قادر على التصالح، ١؛ نعين لهم بقدر الإمكان حكم محايد من خلاله، ٢؛ فهم الطرف الاخر مفهم ما حصل بشكل أفضل. ٣؛ يمكن للاطراف أن يلتقوا مع بعضهم، ٣؛ كسر هدوء وسكينة الآخرين في بيوتهم. ٤؛ للوصول إلى اتفتق يتطلب ذلك أن نستطي تحديد أطراف القضية، ٥؛ مقدمة عن القضية من أجل مناقشته في جلسة التحكيم، ٥؛ بكل طرف من أطراف القضية على حدا. ٨؛ بالغين راشدين ليصبحون حكاما، ١٢؛ إن عمل التحكيم معتمدا بشكل كبير على الثقة، ١٢.

٢٧( الرحالة الأوروبيون في شمال الجزيرة العربية: منطقة الجوف ووادي السرحان ١٨٤٥–١٩٢٢م "نصوص مترجمة" إعداد وتحرير عوض البادي. دار بلاد العرب للنشر، الجوف  ١٩٩٧. خصص الفصل الأول من هذا الكتاب ص. ١٧–٥٣ لرحلة جورج اوغست والن ١٨٤٥–١٢٦١هجرية. ويتطرق الكتاب إلى عشرة رحالة آخرين منهم جيفورد بلغريف وتشارلز هوبر والبارون ادوارد نولده وسانت جون فيلبي. يقدم السيد عوض البادي نبذة عن حياة فلين (والن في الكتاب) ودراسته ويسميه عبد الولي والصحيح عبد الوالي.
أ. أدب البدو في كتابات الرحالة والمستشرقين. ١( جورج أوغست فلين. http://www.saadsowayan.com/articles/articlesFL/B34.html

٢٨( هل تعرف هذا عن فنلندا؟ ترجمة Allan Tiita, Tiestikö tämän Suomesta بقلم يوسف نجا )Youssef Naja( كؤرو ٢٠٠٣ )Otava, Keuru 2003(. تحتوي هذه الدوسية على ١٦ ورقة، ست منها تقريبا عبارة عن صور لمناظر طبيعية فنلندية متنوعة. هناك خمسة عناوين تندرج تحتها هذه المادة المختصرة وهي: غابات وبحيرات، نمط الحياة الفنلندية، من شعب إلى دولة، في قمة التطور، ثقافة النفس والجسم، فنلندا والعالم. بعبارة موجزة، هذه النشرة عبارة عن لمحة خاطفة عن فنلندا باللغة العربية. الطباعة أنيقة والورق صقيل إلا أن اللغة العربية تعاني في العديد من الأحيان من شوائب لغوية شتى، صرفية ونحوية وأسلوبية لا سيما أن الترجمة من الفنلندية إلى العربية ما زالت في مهدها. بما أن اللغة الفنلندية وحضارتها تختلف اختلافا كبيرا عن اللغة العربية وثقافتها فليس من الغريب أو غير المألوف مواجهة العديد من الإشكاليات في نقل نص من إحدى هاتين اللغتين إلى الأخرى. أضف إلى ذلك ندرة وجود أشخاص يسيطرون على اللغتين المذكورتين سيطرة مقنعة. من المشاكل التي تعترض المترجم في هذا الصدد إيجاد البدائل المناسبة مثلا لـ (kaamos) أي "النهار المعتم" )marjoja( أي "العنّيب" أو "العنيبات البرية"؛  sauna )أي الساونا وليس بالصاد )ص. ١٠( أو "الحمام الفنلندي"، rivitalo أي البيوت المتلاصقة (ويقال عنها في فلسطين "الشيكون" وهي لفظة عبرية دخيلة لدى عرب ال ٤٨ أما استخدام الترجمة الحرفية "الدور الصفية" فليس مفهوما لمن لا يعرف الأصل الفنلندي أو المقابل الأمريكي row house أو البريطاني terraced house.
omakoti هي "الدار" ولا حاجة للصفة "المستقلة"، kerrostalo هي العمارة ذات الطوابق، ميخائيل أچريكولا كان صاحب "الإصلاح الديني" وليس "التطهير الديني" وفق الترجمة الحرفية )ص. ١٤(.
من الأمثلة على الركاكة الأسلوبية يمكن الإتيان بالجملة الأولى "تُعدُّ فنلندا بمساحتها وعدد سكانها من ضمن أكثرية دول العالم المتوسطة الكبر"، وربما كان من الأفضل الكتابة: "تندرج فنلندا من حيث المساحةُ وعدد السكان في إطار معظم دول العالم متوسطة الحجم". وهناك أمثلة كثيرة بحاجة إلى صياغة أسلوبية من جديد مثلا في الصفحات ،٥، ١٠، ١٣، ٣٣.
من الأخطاء الصرفية: عتمها ص. ٣، العتم ص. ٥؛ "دِببة" وليس "دبب" ص. ٥؛ "خصيصة" ص. ١٠، "المشاعل" وليس "المَشعَلات" ص. ١٠، "عُزّاب، أعزاب، عُزْب" وليس "عازبين" ص. ١٢، "فروق" وليس "فروقات" ص. ١٢، "والاتصالات" وليس "المواصلات" ص. ١٣، "الأوائل|" بدلا من "الاول" ص. ١٤، "مسيحيين أورثوذكس" وليس "أرثوذكسيين" ص. ١٤، "السودنة" صياغة غير موفقة، ص. ١٦، "واستضافت" بدلا من "وضيفت" ص. ٢٢، "سكرتارية" وليس "سكرترية" ص. ٢٣.
من الأخطاء النحوية: والثماني وليس والثمانية ص. ٥؛ وستين وليس وستون ص. ٥؛ "منهم ثمانمائة يعملون" وليس "يعمل" ص. ٦، "وتسعين" وليس "وتسعون" ص. ٩، لا يمكن الابتداء بالجملة ب"إنّما" ص. ١٠ مرتين، "تركت آثارها على" وليس "في" ص. ١٢، "عشر سنوات" وليس "عشرة" ص. ١٢، "يشوق|"، "التوق المكتئب"؟ ص. ١٣،  "حلّ أجداد الفنلنديين الأولون" وليس "الأولين" ص. ١٤، "عما كان عليه" وليس "عنه" ص. ١٦،  "وسرعان ما " وليس "وسريعا ما" ص. ١٦، ١٨، نتيجة الحروب" وليس "نتيجة من الحروب" ص. ١٦،  "وتولى الرئاسة" بدلا من "وقام على" ص. ٢٠، "ومقاه" وليس "ومقاهي" ص. ٢٠، "عشر دول" وليس "عشرة دول" ص. ٢٣، "في أكثر من" وليس "في الأكثر من" ص. ٢٦، "عشر منها" وليس "عشرة منها" ص. ٢٧، "العقود الخمسة" وليس "الخمس" ص. ٣١،
من الأخطاء الإملائية والسهو: شواطئها ص. ٣، همزة القطع وهمزة الوصل ص. ٥؛ ٦، ١٠، ١٢، ١٣، ١٦، ١٨، ١٩، ٢٠، ٢٢، ٢٣، ٢٥، ٣١، ٣٣، النرويج عادة وليس النروج ص. ١٠، "الحياة" وليس "االحياة" ص. ١٢، "الإدارية، أكاديمية" وليس "االإدارية، أكادامية" ص. ١٦، "الهوية" وليس االهوية" ص. ١٦، "تتبوأ" وليس "تتبوّؤ" ص. ١٦، "تحت تحت" تكرار لا مكان له ص. ١٨،  "ذلك" وليس "دلك" ص. ٢٨.
من حيث الأسلوب: "الموغلة في القدم" بدلا من "الغارقة في القدم"؛ استعمال غير موفق للفظة "غزير، أغزر" ص. ٣، ٥؛ "نصيب" أفضل من "حظ" ص. ٥؛ "فصائل| بدلا من "طوائف" ص. ٦، "نظيفة غير ملوثة" حشو ص. ٦، "نقية نظيفة" حشو ص. ٦، "انخفض بجلاء أو جليا" بدلا من "انخفض بصراحة" ص. ٩، "القرن الأخير" وليس "المائة السنة الأخيرة" ص. ٩، "يتكلمها" بدلا من "يحكيها" ص. ١٠، "ثلث كل فنلندا" كلمة "كل" هنا حشو ص. ١٠، "بلدة" ولا حاجة للصفة "أخرى" ص. ١٠، "المحيطة" بدلا من "الملاصقة" ص. ١٠، "النائية" بدلا من "المشتتة" ص. ١٢، "منتشرة" بدلا من "تتبعثر" ص. ١٢، "المنتجع" شيء و"الكوخ والفلة الصيفية" شيء آخر بالمرة ص. ١٢، "لتشكيل" وليس "لتنصيب" ص. ١٦، "أصبحت فنلندا قادرة" بدلا من "أصبحت فنلندا تستطيع" ص. ٢٥، "سباق السيارات" وليس "رياضة السيارات" ص. ٣١.

٢٩( الفايكنغ من منظور عربي، رسالة ابن فضلان ٩٢٢م، إعداد فاروق أبو شقرا، Ammatour-Press Finland ٢٠٠٤. يحتوي هذا الكتيّب على ٥٦ صفحة مكتوبة بلغات أربع: العربية والفنلندية والسويدية والإنجليزية وهي تمهيد ومقدمة لأستاذ التاريخ المتقاعد في جامعة هلسنكي، ماتّي كلينغه، وتعليق لأستاذ آخر وإهداء وأخيرا عيّنة من رسالة ابن فضلان. وهنا أيضا يلاحظ القارىء العربي القريب من اللغة العربية الفصحى السليمة وأساليبها أن في الكتيب قيد البحث هفوات وشوائب غير قليلة من حيث الصرف والنحو والأسلوب. "يتهافت على" وليس "إلى" ص. ٥، "وتطورها" وليس "وتطويرها" ص. ٥، "اعترض طريقهم قطاعو الطرق" وليس "عارض طريقهم قطّاعي الطرق" ص. ٧، همزة القطع في غير مكانها ص. ٥، ٩، ١٣، ١٥، ٢٥، ٢٩، "هؤلاء" وليس "هؤولاء" ص. ٥، "الذين" وليس "اللذين" ص. ٥، "جيحون" وليس "جيجون" ص. ٦، "ان كثيرا" وليس "كثير" ص. ١١، "وفي الدول" وليس "دول" ص. ١١، "استطاعتنا سرد" وليس "استطاعتنا في سرد" ص. ١١، "فلم أرى"!! ص. ٣٣، "حتى ينقطعُ" ! ص. ٤١، ، "الأربعمائةٍ" ! ص. ٥٥، "قدِموا دابته" ! ص. ٥٥.

٣٠( "مكانة المرأة في المجتمع الفنلندي" بقلم د. إرميلي بيرهو، المعهد الفنلندي في الشرق الأوسط، مجلة مرحبا، النشرة السنوية، الجمعية الفنلندية العربية لعام ٢٠٠٤، ص. ٦٧-٥٢. هذه محاضرة ألقيت في أبو ظبي في ربيع العام ٢٠٠٤. أمامنا ظاهرة جديرة بالملاحظة والتشجيع، سيدة فنلندية درست العربية والإسلاميات في جامعة هلسنكي وقضت بضع سنين في دول عربية، العراق وسوريا وتحاول الكتابة بالعربية. للأسف لم يستمر ذلك التقليد الذي بدأه المستشرق الفنلندي المعروف، ڤلين ١٨١١-١٨٥٢، وهو تعلم العربية والتكلم والكتابة بها، إذ أنه بعد الرحيل المبكر عن هذه الفانية للأستاذ الفنلندي الفذّ، يوسي آرو ١٩٢٨– ١٩٨٣، انفرطت، وللأسف، حبّات هذه المسبحة التي نادت بالتمكن من العربية بمهاراتها الأربع، قراءة وفهم وتكلم وكتابة. وبالرغم من تسامح العربي العادي إزاء أخطاء وهفوات لغوية شتى يقع فيها الأجنبي وذلك بغية التشجيع لا سيما عند الحديث وإلقاء المحاضرات إلا أننا نرى أن ذلك الموقف شيء والكتابة العلمية الجادّة أمر آخر ولا مجال للمحاباة والإطراء بعد هذه الأخطاء. ومن هذا المنطلق يستهجن الغيور على العربية كيف تمّ، في الواقع، نشر هذا المقال دون إحالته للمختصين للاطلاع عليه وتصويب ما وقع فيه من أخطاء لغوية وأسلوبية كثيرة والركاكة متجلية في كل الصفحات. وإليك أيها القارىء عينة من هذه الشوائب:
من حيث الإملاء: وضع همزة القطع بدلا من همزة الوصل وينظر في الصفحات: ٦٦، ٦٥، ٦٤، ٥٨، ٥٧، ٥٦، كلمة "المنزل" لم تكتب بشكل سليم ص. ٦٥، ٦٤، ٥٨، ٥٧، ٥٦، "ابائهن" وليس "ابائهن" ص. ٦٥،  "الآخرين" وليس "الاخرين" ص. ٦٥، "التوراة" وليس "التورات" ص. ٦٤، "بمسألة" وليس "بمسالة" ص. ٦٠، "امرأة" وليس "امراة" ص. ٦٠، "آراء" وليس "اراء" ص. ٥٧، "تأمين" وليس "تامين" ص. ٥٧، "الإجراءات" وليس "الاجراءات" ص. ٥٦، "منشآت" وليس "منشات" ص. ٥٥، "والماجستير" وليس "الماجيستير" ص. ٥٥، "الأيام" وليس "الايام" ص. ٥٤.
من حيث الصرف: "مجتمعا رجلانيا" والمقصود "مجتمعا رجاليا" ص. ٦٧، ٦٦، ؛على أنها" وليس "أنه" ص. ٦٧، "والمنظمات الكنسية" بدلا من "والمنظمات الكنائسية" ص. ٦٦، "الأملاك" بدلا من "الملكيات" ص. ٦٥، "الدينية" وليس "الدنيوية" ص. ٦٤، "بدىء بنشرها" وليس "بدأ نشرها" ص. ٦٤، "إلى الخلف / الوراء" وليس "إلى الخلفية" ص. ٦٠، :اتّضح" أفضل من "توضح" ص. ٦٠، "نما" وليس "نمى" ص. ٥٦.
من حيث النحو: "المجالات العامة في المجتمع" وليس "...من المجتمع" ص. ٦٧، "في عالم الأعمال" وليس "من عالم الاعمال" ص. ٦٦، "فإن هناك توجهاً عاماً" وليس "...توجه عام" ص. ٦٦، أصبحت النساء فعّالاتٍ" وليس "أصبحت النساء فعالة" ص. ٦٢، "مطالبات" وليس "مطالبةً" ص. ٦٢، "في سني شبابها" وليس "فس سنين شبابها" ص. ٦١، "الوزيرات في الحكومة غالبا ما يكنّ مسؤولاتٍ..." وليس "...تكون مسؤولة..." ص. ٦٠، "الشؤون الاجتماعية والثقافية والتعليمية" وليس "....الاجتماعية والثقافة والتعليم" ص. ٦٠، "النساء بقين في خدمة مدنية" بدلا من "النساء بقيت مدنية" ص. ٥٩، "العمل فيه خيارٌ من ..." وليس "العمل به خيارا من" ص. ٥٨، "هناك مؤشرٌ" وليس "هناك مؤشرا" ص. ٥٧، "إلى الجامعات" وليس "في الجامعات" ص. ٥٥، "عليها" وليس "عليه" ص. ٥٥، "في مرحلة الدكتوراة" وليس "على المرحلة الدكتوراة" ص. ٥٥، "يختلفن عن" وليس "يختلفن من" ص. ٥٤، "النساء الخريجيات" وليس "النساء المتخرجة" ص. ٥٤، "مجالا للرجال" وليس مجال للرجال" ص. ٥٤، "الانفرادية" وليس "الافرادية" ص. ٥٤، "اقتصاديا واجتماعيا " بدلا من ؛من الناحية الاقتصاد والمجتمع" ص. ٥٣، "المهيمنة على" وليس " المهيمنة في".
من حيث اختيار الألفاظ والأسلوب: "كعادة راسخة" بدلا من "كعادة دائمة" ص. ٦٧، "للمجتمع الفنلندي جذور ذكورية حتى القرن الماضي" بدلا من "المجتمع الفنلندي له جذور رجلانية لكن الوضع قد تغير في القرن الماضي" ص. ٦٦، "النمط القديم في التفكير" بدلا من "الاسلوب القديم..."ص. ٦٦، "ومواقع" بدلا من "مكامن" ص. ٦٦، "التي ما زالت متخوفة / مترددة من... " بدلا من "حَذِرَةً من" ص. ٦٦، "طرأ" أفضل من "جرى" ص. ٦٦، "الماضي / المنصرم / الفائت" أفضل من "السابق" ص.٦٦، "زراعيا" بدلا من "تسيطر عليه الزراعة" ص. ٦٦، "يعود" أفضل من "يرجع" ص. ٦٦، "حديثة العهد" بدلا من "ترجع فقط لسنوات معدودة" ص. ٦٦، "في المجتمع الفنلندي الزراعي" وليس "... الزراعي الفنلندي" ص. ٦٦، "قامت المرأة بالفعاليات" بدلا من " أدّت المرأة الفعاليات" ص. ٦٥، "إعداد الطعام" أفضل من "تجهيز الوجبات" ص. ٦٥، "وفي صيد ..." بدلا من "ويخرجون لصيد" ص. ٦٥، "كانت أعباء العمل، إلى حد ما، مقسمة بشكل عادل..." بدلا من " إن إعباد العمل كانت إلى حد ما مقسمة بشكل متعادل" ص. ٦٥، "واعتبرت كافة الأعمال على نفس الدرجة من القيمة والأهمية" بدلا من الكملة العرجاء "وكانت الأعمال المختلفة تعتبر ذات اهتمام وبنفس القيمة" ص. ٦٥، "أما البنات فيتزوجن" بدلا من "أما بنات العائلات فيتمّ زواجهن" ص. ٦٥، "في الإرث / الوراثة" أفضل من الصيغة "الورث" ص. ٦٥، "في حال عدم تزوج المرأة فعليها الاعتماد على أشقائها" بدلا من "في حال أن المرأة لم تتزوج فإن عليها الاعتماد على إخوتها الشباب" ص. ٦٥، "وإذا ترملت فمن" بدلا من "وفي حال أنها ترمّلت فإن من المفروض" ص. ٦٥، "المواضيع الأخرى وليس مجرد..." بدلا من "الأمور الأخرى غير..." ص. ٦٣، "على وضعه الاجتماعي" وليس "على الوضع الاجتماعي للشخص" ص. ٦٣، "لفلذات أكبادها" أفضل من "لبناتها وشبابها" ص. ٦٣، "تواجد وحضور" حشو ص. ٦٣، "مقتصرا على الرجال " بدلا من "محددا بالرجال" ص. ٦٣، "وغالبا من الطبقة الغنية فقط" بدلا من " وغالبا ليس حتى كل الرجال بل اقتصرت على الرجال من الطبقة الغنية" ص. ٦٣، "منحوا حق التصويت" أفضل من "أعطوا الحق في التصويت" ص. ٦٢، "الفنلنديات" يكفي ولا حاجة "النساد الفنلنديات" ص. ٦٢، "أخذ عدد ..." وليس "عدد..." ص. ٦١، "واتخراطهن في شتى المجالات السياسية والحكومية" يدلا من "وعن طريق ذلك إلى احتوائهن في مختلف مجالات السياسة والحكومة" ص. ٦٠، "مرشحات" وليس "مرشحات من بين النساء" فهذا حشو ص. ٦٠، "عن جنسه" بدلا من "إذا كان رجلا أو امراة" ص. ٦٠، "بل على دعم واسع جدا من الرجال" بدلا من الجملة الطويلة "لكنها بالاضافة حصلت أيضا على مساندة ودعم...." ص. ٦٠، "شغلت النساء جميع المناصب السياسية العليا..." بدلا من "كانت جميع المناصب العليا الرئيسية تمارس من قبل النساء" ص. ٥٩، "المجالات الاجتماعية" وليس "المجالات في الحياة الاجتماعية" ص. ٥٩، "شحة / قلّة" بدلا من "قصور" ص. ٥٧، "بدأ يتغير تدريجيا" بدلا من "بدأ أن يتغير تغيرا تدريجيا" ص. ٥٧، "اقتصاديا وتربويا" بدلا من "من الناحية الإقتصادية ووجهة نظر التنشئة" ص. ٥٦، "الأمر الذي" وليس "الشيء الذي" ص. ٥٦، "من الإناث" أفضل من "إناث" ص. ٥٥، "من المحتمل أن يتغير هذا الوضع" بدلا من "بحسب الاحتمال سيتغير هذا النمط" ص. ٥٥، "التحصيل الجتمعي" بدلا من "التعلم الجامعي" ص. ٥٤، "بسقف من الزجاج" ما المقصود؟ ص. ٥٤، "ربما سيتغير هذا" وليس "ربما هذا سيتغير" ص. ٥٤، "يحتلون المرتبة الأساسية" بدلا من ؛ياخذون الوضع الأساسي" ص. ٥٣، "آنذا:" بدلا من "في القرون الماضية" ص. ٥٣، "إليه المرأة الفنلندية فيه" بدلا من "المرأة الفنلندية لديه من" ص. ٥٣، "على قدم المساواة" بدلا من "متعادلات" ص. ٥٣.
٢٨( قانون المساواة - وسيلة متكاملة ضد التمييز، جمعية فنلندا إلى الأمام بدون تمييز SEIS أيار ٢٠٠٤، ١٨ ص. http://www.join.fi/seis اللغة جيدة اللهم باستثناء وضع همزة الوصل في غير محلها.

٣١( أساطير من الموروثات الشعبية الفنلندية تأليف لوري سيمونسوري )Lauri Simonsuuri(، ترجمة محمود مهدي عبد الله، تقديم هيكي بالفا، ٤٧٠ ص.، رقم السلسلة ٥٩٠، ٢٠٠٤.٣٢) فصل الى بلاد "شمس منتصف الليل" في: حنا أبو حنا، أوراق خضراء. حيفا ٢٠٠٤، ص. ١٢٨-١٣٢.

٣٢( حكايات كاليفلا، الملحمة القومية الفنلندية النثرية، تأليف مارثي هافيو (Martti Haavio)، ترجمة محمود مهدي عبد الله. أبو ظبي، المجمع الثقافي ٢٠٠٥.

٣٣( Mohamed Abdalla, Kuvasanakirja Suomi-Englanti-Arabia-Venäjä. Helsinki 2005
يقع هذا المعجم متعدد اللغات في ٩١ صفحة من الحجم الكبير والطباعة أنيقة على ورق صقيل والصور ملونة. ص. ١٢ متساوين وليس متساويين، اهتماما وليس إهتماما في ص. ٢٠، ص. ٢١ تكاليف وليس نكاليف، ص. ٢٥ معدّات وليس معّدات، ص. ٢٦ ينقُل وليس يُنقل، ص. ٢٧ يٌجدد، ص. ٢٩، ٣٠، ٣١، ٣٢، ٣٤ مقدار صاف وليس صافي، ٣٦، ٣٧ هاد وليس هادي، ٣٩، ٤٣، ٤٦، ٤٧، ٤٨، ٤٩، ٥٤، ٥٥، ٥٦، ٥٨، ٥٩، ٦١، ٦٥، ٦٨، ٦٩، ٧٣، ٧٤، ٧٦، ٧٧، ٧٩، ٨٠، ٨٢، ٨٣، ٨٨، ٩٠،

٣٤( عن جورج آوغست ڤلين أنظر: www.marefa.org/index

٣٥( ايڤا كلپي، قصة التقرير ترجمة نهاد عبد الستار رشيد، مجلة الثقافة الأجنبية ع. ٤، عام ٢٠٠٢.

٣٦( مهاة فرح الخوري، نحن وفنلندا، والمهد )sic!( الفنلندي في دمشق، ١ تشرن الأول ٢٠٠٧، www.moc.gov.sy/index.php2d

٣٧( لينا لاندر، بيت الفراشات الشوداء ترجمة مارية الهلالي. ٢٠٠٨ وانظر: www.moheet.com

٣٨( حسيب شحادة،
أ. عشرة أسئلة شائعة عن فنلندا. الأنوار اللبنانية، ١٩ نيسان ٢٠٠١، ص. ١٦ في ركن الثقافة.
ب. الكاليڤالا ملحمة الشعب الفنلندي. الأنوار البيروتية، ٢٠ نيسان ٢٠٠١، ص. ١٦؛ http://www.almawked.com/?page=details&newsID=1933&cat=2، http://arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=29413، وينظر في غوغل.
ت. جورج أوغست ولين (١٨١١-١٨٥٢) عبد الوالي. الأنوار البيروتية، ١٤ نيسان ٢٠٠١، ص. ١٦، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=2182&aid=283205، وينظر في غوغل.
ث. يوهان سنلمان ١٨٠٦-١٨٨١. الأنوار البيروتية، ١٧ تموز ٢٠٠٢، ص. ١٦.
جـ. حليمة الفنلندية. أ.ب. أخبار ا

76
الصنوبر والتطهير العرقي
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



هناك مجموعة كبيرة من الأشجار الغابية في فلسطين نذكر منها:

أ) دائمة الخضرة: الصبّار، التين شوكي؛ الزيتون البري؛ الأروكاريا؛ السرو العمودي والسرو الأفقي والسرو الفضّي والسرو العطري؛ شجرة الثويا؛ شجرة البلوط العادي أو السنديان؛ شجرة الغار؛ شجرة الأكاسيا، سيانوفيلا؛ شجرة الخرّوب؛ شجرة خفّ الجمل، بوهيميا؛ شجرة الوزال؛ شجرة الكينا؛ شجيرة السيريس؛ شجرة الخروع؛ شجرة الفلفل المالطي؛ شجرة القطلب؛ شجرة الجمّيز؛ شجيرة الدفلة.
ب) متساقطة الأوراق: شجرة الميسم؛ شجرة العوسج؛ شجرة البلوط الملول؛ شجرة التوت الأسود والأبيض؛ شجرة الجوز العادي؛ شجرة الصفصاف الباكي والعادي؛ شجرة الحور الأبيض والأسود؛ شجرة الدلب؛ شجرة الزعرور الشوكي؛ شجرة الزعرور الأحمر؛ شجرة الأجاص البري؛ شجرة الأكاسيا، فارنزيانا؛ شجرة الزمزريق؛ شجرة الصفورة؛ شجيرة القندول؛ شجرة الطير، لسان الجنّة؛ شجرة الأزدرخت، الميليا؛ شجرة البُطم الأطلسي؛ شجرة البُطم الفلسطيني؛ شجرة الفستق الحلبي؛ شجرة السمّاق؛ شجرة العبهر؛ شجرة الأثل؛ شجرة اللوز البرّي؛ شجرة السلمون.

وهناك الصنوبريات(pinales( التي تشمل قرابة المائة نوع، وهي دائمة الخضرة وأوراقها إبرية ينمو معظمها في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. يمتاز خشب الصنوبر بصلابته ولذلك تُصنع منه الأدوات المطبخية المقاومة للجراثيم وكذلك الأثاث والآلات الموسيقية. قد يبلغ ارتفاع شجرة الصنوبر الثمري ٣٠ مترًا، وتعيش هذه الشجرة ما بين ١٥٠ إلى ٢٥٠ سنة. تُستخلص من زيت الصنوبر العطور وبعض الأدوية، كما تستخدم بذور الصنوبر في الطعام، مثل الصنوبر الكوري وصنوبر شيلجوزا في غرب الهيمالايا والصنوبر السيبيري والصيني والمكسيكي والأسكتلندي  والأفغاني والحلبي. هذه البذور التي تستغرق فترة نضوجها سنة ونصف السنة بالتقريب، عرفها الإنسان منذ ستّة آلاف عام ونيّف. تناول الإنسان الآسيوي والأوروبي هذه الحبوب منذ العصر الحجري القديم وكذلك عرفها الفراعنة. في بذور الصنوبر نسبة عالية من البروتين تتراوح ما بين ١٠ و ٣٤٪ وذلك متعلّق بالنوع. ودُعي الصنوبر في “كتاب الشذور الذهبية” باسم “قضم قريش” وفي “كتاب مفردات ابن البيطار” سمّي “فم قريش”.

فلسطين لم تعرف بشكل ملحوظ أشجار الصنوبر قبل العام ١٩٤٨. جلبها إلى البلاد المستوطنون اليهود لهدفين أساسيين: خلق شعور لدى هؤلاء القادمين الجدد من الغرب بأن هذه البقعة الجغرافية الجديدة، لن تبدو غريبة بالنسبة إليهم، بل مثلها مثل أوروبا، وطنهم الذي غادروه. ’’أوْربة‘‘ فلسطين شكلاً ومضمونًا، تعني استبدال السكان الأصليين غير الراقين بآخرين أكثر تفوقا وتقدمًا. رمت الحركة الصهيونية بواسطة الصندوق القومي اليهودي الذي أُسِّس عام ١٩٠١ إلى التخلّص من الأرض القديمة، الصحراء في عيونهم وقلوبهم ومخيلتهم، وتحويلها إلى واحة بيئيًا وثقافيا، وبمرور الزمن، أضحت تتغنّى بمقولة ’’واحة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط‘‘. ويُروى عن داڤيد بن غوريون، الذي قاد الحركة الصهيونية منذ منتصف عشرينات القرن الماضي ولغاية أواسط ستيناته،  قوله ’’لا توجد حدود إقليمية للدولة اليهودية‘‘.
الهدف الثاني من غرس مِساحات شاسعة بأشجار الصنوبر سريعة النمو،  كان من أجل إقامة شتّى أصناف المتنزهات العامّة لطمس آثار القرى والبلدات العربية المهدّمة في البلاد. عُرفت تلك الأحراش والغابات لاحقًا باسم ”الرئات الخضراء“، لا سيّما ما يسمّى بالحديقة الوطنية على جبل الكرمل، التي التهمت أراضي قرى عربية مثل إجزم وأم الزينات وخبازة، التي لم يعد لها أي ذكر على أية خريطة. تكرّرت العملية ذاتها في أعقاب حرب العام ١٩٦٧ فطمست معالم قرى مدمّرة عديدة مثل عمواس وبيت نوبا ويالو بالقرب من القدس فظهرت مثلاً   ’’الرئة الخضراء‘‘ المسماة ’’كندا بارك‘‘. عملية التطهير العرقي (ethnic cleansing of Arabs)  في ربيع العام ١٩٤٨ والتي دامت نصف سنة، تسببت في طرد قرابة ثمانمائة ألف فلسطيني من مسقط رأسهم، حوالي نصف السكّان العرب؛ وتدمير ٥٣١ قرية وإخلاء ١١ حيّاً سكنيا مدنيا. حلم الحركة الصهيونية كان بناء ’’قلعة“ بيضاء غربية في محيط عربي أسود والدفاع عنها بقوة السلاح! خطّة ذلك التطهير المعروفة بالاسم ”دالت‘‘ أعدّها أحد عشر زعيما صهيونيا في الهاغاناة التي تأسست عام ١٩٢٠وعلى رأسهم بن غوريون (ومن المنفذين: يچئال يادين، موشيه ديّان، يچئال ألون، يتسحاك ساديه، موشيه كالمان، موشيه كرمل، يتسحاك رابين، شمعون ָּأڤيدان، إيسار هرئيل، بن تسيون لوريا، موشيه باسترناك، عزرا دانين، يعقوب شمعوني، يهوشواع بالمون، طوفيا ليشنسكي) في العاشر من آذار عام ١٩٤٨، وكان من أساليبها نشر الرعبفي قلوب الفلسطينيين، محاصرتهم، وقصف المجمّعات السكنية، هدم البيوت والمنشآت أو حرقها، زرع الألغام في الأنقاض لمنع عودة المقتلعين، المهجّرين. الجدير بالذكر أن اليهود في نهاية الانتداب البريطاني في فلسطين عام ١٩٤٨ لم يمتلكوا إلا ٥،٨٪ من أراضي فلسطين. 
في كل منعطف تاريخي تلاحظ عبرنة الأماكن العربية، فالقدس أصبحت أورشليم وملبس غدت پيتح تقڤاه، أول مستعمرة زراعية صهيونية في البلاد، ولوبيا صارت كيبوتس لافي وعسقلان صارت أشكلون وفلسطين أصبحت إسرائيل والعربية المحكية غدت عَرْعِبية أو عرْبانية أو عِرْبية  ووو.

وفي هذا السياق لا بدّ من الإشارة إلى ضرورة  قراءة كتاب ”التطهير العرقي في فلسطين“ تأليف إيلان بابه وترجمة أحمد خليفة ويوسف عيسى خليفة، منشورات مؤسسة الدراسات الفلسطينية، طبع في لندن عام ٢٠٠٦ وفي بيروت عام ٢٠٠٧ وفي فلسطين عام ٢٠٠٧؛ أو على الأقل هذا التلخيص: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=136908


77
بيت المسنّين - قصّة قصيرة مثيرة للتفكير
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



بعد وفاة الوالد …
يُقرّر الابن أن يضع والدته في بيت المسنّين. اعتاد أن يزورها مرّةً واحدة شهريًا ثم بعد ذلك انخفضتِ الوتيرة إلى مرّة واحدة سنويا. ذات يوم يتلقّّى الاب u1606 ? اتّصالا هاتفيًا من بيت المسنّين يُبلغه فيه القائم على رعاية أمّه أنّها بحالة صحّية خطيرة ويطلب منه أن يأتي لزيارتها.
يذهب الابن ليجد أمّه في حالة حرجة جدًّا، على حافّة الموت.
يسأل والدَته: ’’هل هنالك شيء يمكنني القيام به من أجلك‘‘؟
تجيب الأُمّ: “ركِّب بعضَ المراوح في بيت المسنّين هذا، إذ لا وجودَ لها البتّة‘‘.
يسأل الابن ’’لقد قضيتِ جميع أيّامك بدون أيّة مِروحة ولم تشتكي بسبب ذلك‘‘. الآن وأنت على حافّة الموت ولم يبقَ من عمرك سوى ساعاتٍ قليلة، تطلبين منّي أ u1606 ? أقوم بذلك، لماذا‘‘؟
تجيب الأمّ: ’’هذا صحيح! أنا تدبّرت الأمر بخصوص الحرارة، إلا أنّني مهمومة من أجلك. عندما سيُرسلك أولادُك إلى هنا، أخشى ألا تكون قادرًا على تحمّل الحر u1575 ?رة‘‘.
عانق الابن أمَّه خجلا!

78
دراسات في الأدبين السامري والقرائي لليڤنشطم
عرض ومراجعة
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

On: Karaite and Samaritan Studies, Collected and Posthumous Papers by Ayala Loewenstamm
by Haseeb Shehadeh
University of Helsinki



עיונים בספרות השומרונית ובספרות הקראית. אוסף מאמרים מן העיזבון מאת אַילה ליונשטם, ערך יהושע בלאו. ירושלים: האקדמיה ללשון הע  1489 ?רית, תשס’’ח, מסת’’ב 1–027– 184–569, 239 עמ’ בעברית+ 31 עמ’ באנגלית.


يتكوّن هذا الكتاب من ثلاثة أجزاء: من الأدب السامري، ص. ٣-١٥٦؛ من الأدب القرائي، ص. ١٥٩-٢٢٨؛ القسم  5 الإنجليزي، ص. ٣-٣١. أضف إلى ذلك كلمات عن أَيَلَه ليڤنشطم، باحثة في المعجم التاريخي للغة العبرية   601 في مجمع اللغة العبرية في القدس (١٩١٨-١٩٨٦)، وعن زوجها الأستاذ شموئيل إفرايم ليڤنشطم،  الباحث المرم
 u1608 وق في  u1605 موضوع أسفار العهد القديم (התנ’’ך, המקרא)، وكتابه ’’الخروج من مصر‘‘، ص. ט–כה، وفي ذيل الكتاب فهارس   05 متنوعة، ص. ٢٣١-٢٣٩.

ولدت أيَلَه ليڤنشطم في بولونيا ثم رحلت إلى ألمانيا عندما كانت ابنة سبع سنوات، وفي أواخر عام ١  1641 ?٣٨ هاجرت إلى فلسطين، وفي العام التالي تزوّجت من شموئىل الذي تعرّفت عليه في برلين. درست أيله اللغة العبرية كمساق رئيسي، أمّا المساقان الثانويان فكانا ”المقرا‘‘ والتاريخ ا 'c7لعامّ، وبعد ذلك امتُحنت في المساق الرئيسي وفي اللغة العربية وآدابها وحصلت على شهادة الماجستي u1585 ر من الجامعة العبرية عام ١٩٦٢.

هذا الكتاب، في الأساس، عبارة عن نشر مُجمل مقالات السيدة ليڤنشطم، التي كانت قد رأت النور في من 4ابرَ مختلفة، والجديد الوحيد فيه، هو إصدار ما تمكّنت من إعداده في نطاق أطروحة دكتوراتها. من تلك  ك المنابر أذكر: الموسوعة العبرية، ١٩٨١؛ תרביץ، ١٩٧٢؛ קדמוניות, ١٩٧٨؛ كتاب لذكرى إسحاق بن تسڤي، ١٩٦٤؛ לשונ ?נו (لغت u1606 نا، مجلة مجمع اللغة العبرية في القدس)، ١٩٧٤، ١٩٧٦، ١٩٧٨،  ١٩٨٠.

موضوعها للدكتوراة كان حول شرح سفر التكوين، تأليف صدقة بن أبي الفرج منجّا بن صدقة بن غروب الدم مشقي السامري، المعروف بصدقة الحكيم أي الطبيب، المتوفّى بعد عام ١٢٢٣م في مدينة حرّان في بلاد ما ! بين النهرين. لا علم لي بعنوان الأطروحة المحدّد، إلا أنّني فهمت من أستاذي ومرشدي في أطروحتي للد
 u1603 كتوراة 'c9، التي صدرت عام ١٩٧٧، الأستاذ المرحوم زئيڤ بن حاييم (وولف غولدمان سابقا، ١٩٠٧-٢٠١٣) أن أطروحة ليڤن  588 شطم انحصرت في إعداد مدخل ضافٍ حول تفاسير التوراة السامرية وترجمة عبرية لسِفر صدقة المذكور. هذه
 f3 المعل  08 Êمة التي تناهت إلى مسمعي في بداية تسعينات القرن الماضي،  ذُكرت في الكتاب المطروح للمراجعة، ص. ١  1638 ? بالترقيم العبري טז، حيث ذكر أيضاً شيء آخر غير دقيق ּأقلّه، وهو أن ليڤنشطم ”كانت على وشك الانت
 u1607 هاء من 4 أطروحتها هذه“. لا أدري كيف يمكن التوفيق بين عنوان الأطروحة والشوط القصير الذي قطعَته ليڤنشطم ! 3 في إعداد بحثها للدكتوراة كما سيبين لاحقًا. من المحتمل القريب القول  إنه كان على ليڤنشطم إعداد تž5 رجمة ل  593 عيّنة من المخطوط، لنقل ربعه، قرابة الخمسين ورقة بالإضافة لمدخل مفصّل حول شروح السامريين لتورا اتهم المختلفة عن توراة اليهود الربانيين في أكثرَ من ستّة آلاف موضع، ومع هذا يبقى البون بين ما ك كان يج  76 ب إنجازُه وما أُنجز شاسعًا.
بعد وفاة ليڤنشطم ببضع سنين، طلب الأستاذ زئيڤ بن حاييم منّي أن أروز إمكانية إكمال بحثها لنشره   1578 تخليدًا لذكراها. تسلّمتُ من بن حاييم نسخة مصوّرة لمخطوط بودليانا في أكسفورد Huntington 301 وعلى هوامشه ملاح u1592 ظات لغوية موجزة  جدا بالعبرية وصلت حتى الورقة ٩٨، أي حتى الإصحاح الثامن والعشرين من سفر الخليقة
 f4 . كما و! تسلّمت منه أيضًا ثلاثة دفاترَ مدرسية صغيرة الحجم وفيها ترجمة عبرية كُتبت بقلم رصاص للأوراق ال  لثلاث والعشرين الأولى من المخطوط المذكور.  نظرة عجلى على ما أنجزته ليڤنشطم من نقل إلى العبرية  تُ
 u1592 ظهر أن 4ه لم يتجاوز الـ ١١٪  من مخطوط الشرح المذكور، مائتين وورقتين، ولا مادة تذكر بصدد المدخل سوى فقرت  تين كما نرى في الكتاب قيد المراجعة، ص. ٣. ولذلك اعتذرتُ وأعدت المادّة للأستاذ بن حاييم في القدس.
في خلال فترة إعدادي لأطروحتي للدكتوراة تطرقت بإسهاب لما في هذا المخطوط من صلة بموضوع الترجمة!   العربية لتوراة السامريين. كان ذلك، كما تشير تسجيلاتي وتلخيصاتي اليدوية في شهر شباط من عام ١٩٧٦! ، آنها قرأت شرح صدقة في المخطوط المذكور في الفُليم ס’ 32868 المحفوظ في معهد تصاوير المخطوطات العبرية ة بجان  76 ب الجامعة العبرية في القدس. ينعكس ذلك التطرّق في أطروحتي المذكورة أدناه، في أماكن كثيرة منها م! ثلا ص. ٨٤-٨٦؛ ١٦٧؛١٦٨؛ ١٧٠؛ ١٨٤، ١٨٩؛ ١٩٢، وينظر مثلاً  في الملاحظتين الهامشيتين رقم ٦٦٤ ورقم ٧٨٧. في بعŸ0 ض تلك  5 الصفحات بُحثت قضية لفظ המיתו في سفر الخروج ٤: ٢٤ ومعناها ومسألة الخلاف الجوهرية في هذا الصدد بين ! اليهود والسامريين. يبدو لي، أن أول من تناول هذه الجزئية الخلافية الهامّة بين اليهود الربانيين   والسام  مريين، كان أبو الفرج منجّا ابن صدقة ابن غروب شمس الحكماء في عدّة صفحات في كتابه الشهير الذي ما ا زال مخطوطًا ’’كتاب البحوث ومسايل الخلاف فيما بين ملتي اليهود والسامرة‘‘، المحفوظ مثلا في الف 15 ُليم ס rquote  9707، ومنجّا هذا، هو  والد صدقة الحكيم، مؤلّف شرح سفر التكوين الذي نحن بصدده. يطيب لي في هذا السي 5 اق أن أصحّح خطأ وقع بين الاسمين منجّا الأب وصدقة الابن في أطروحتي ص. ٨٤ مثلا  فالصواب هناك منجّا   وليس ص 'd5دقة. منذ تلك الفترة كنتُ مهتمّا بالمخطوط ومنخرطًا في إعداد ذلك المخطوط للنشر كلّما سمحت لي ال  92 ظروف.
كلّ ما نعرفه عن صدقة الحكيم هذا مستمدّ ممّا أورده الطبيب والمؤرخ العربي الشهير، ابن أبي أصيبŸ 3 عة (١٢٠٣-١٢٦٩)،  في كتابه ”عيون الأنباء في طبقات الأطباء‘‘، تحقيق نزار رضا، بيروت ١٩٦٥، ص. ٧١٧-٧٢١. وو u1585 رد في ص. ٧١٨ ”وتوفي صدقة بمدينة حران في سنة نيّف وعشرين وستمائة وخلّف مالا جزيلا ولم يكن له ولد e ‘. أهمّ! 4  ما وصلنا من آثار لهذا الحكيم السامري، في تقديرنا، هو شرحه للسِّفر الأوّل، سفر الخليقة، باللغ bة العربية وبالخطّ العربي، أما ما اقتبس من التوراة فكتب كالعادة بالرسم السامري، وفي بعض الأحيا 606 ن بالح u1585 رف العربي لا سيما في نهاية السطر توفيرا للحيز. الجدير بالذكر أنه لم يبق بحوزة السامريين أية نس 3خة من آثار هذا الحكيم وذلك وفق ما ورد في الكتاب الخطي للكاهن الأعظم يعقوب بن عزي، أبو شفيق (١٨٩٩ -١٩٨٧)، f4  المذكور لاحقا.  سفر الحكيم هذا، على ما يبدو، هو أقدم مخطوط وصلنا في هذا المجال الهامّ، الذي لم!  يُبحث بشكل مُرض وكافٍ حتى الآن. هذا الشرح متوفّر في المخطوط Huntington 301، المحفوظ في مكتبة بودليانا في جا امعة أ  03 كسفورد ويضم مائتين وورقتين وصفحة، وفي مخطوطات غير كاملة محفوظة في المكتبة الوطنية الروسية في !  سانت بطرسبورغ، كما بيّنت في مقالي المذكور أدناه. يضمّ مخطوط أكسفورد المذكور شرح سفر التكوين من 4  ١: ٢ ول e1غاية ٥٠: ٥، في حين أن مخطوط Cam 114 في مكتبة سانت بطرسبورغ المذكورة، يضمّ ١١٤ ورقة فقط ويبدأ بالإصحاح ١! : ٤ وينتهي بـ ٤٩: ١٦ أي أن المخطوط فيه نقص كبير في وسطه.
بالرغم من أن ما تبقّى من مخطوطات لهذا الشرح القديم مبتور في البداية وفي النهاية، حيث تُذكر عا ادة بعض التفاصيل المتعلّقة بالمؤلِّف والناسخ والتاريخ والمكان ولمن نُسخت هذه النسخة وما رقمها c7 إلخ، وهذا ما يُعرف عادة بالكولوفون (colophon). بالرغم من هذا فإننا نعلم يقينًا أن ذلك الشرح هو من تأليف  3 صدقة ا الحكيم، وذلك لأنّه في عدّة مواضعَ في المخطوط الأكسفوردي، مثلا في ص. ١٦أ، ٣٠أ، ٣١أ و١٨٩ب ورد ما يل u1610 ي: ’’كتاب البحوث في مسايل الخلاف للوالد رضي الله عنه وشرحه للتوريه…‘‘؛ ’’ومن اراد التوسع في هذا  الباب!   فعليه بكتاب شرح الخليقة لوالدي رضي الله عنه…‘‘؛ ’’قال والدي رضي الله عنه في قوله ויניחו בגן עדן… …‘‘؛ ’’حاشية لابي سعد المطبب: هدا سهو من الحكيم صدقة في جعله انهم كانوا ياخدون الخمس حق تعبهم ول 1610 يس كدل! ك بل كانوا يعطون الخمس لفرعون وياخدون هم اربعه اخماس وذلك مفهوم من فحوي النص صح“. وردت هذه الت! فاصيل وغيرها في سياق محاضرتي في المؤتمر العالمي الثالث  للدراسات السامرية، الذي عُقد عام ١٩٩٢ ف 10 ي باري  1587 س، ونُشرت المحاضرة عام ١٩٩٥ (ص. ٤٦٣) كما ترى أدناه؛ مثل هذه المؤتمرات تعقدها جمعية الدراسات السامر  رية (SES = Société d’Études Samaritaines) مرّة كل أربع سنوات منذ العام ١٩٩٦ وقبل ذلك كل سنتين (http://www.socsam.org/?About-1). 
مما لفت انتباهي في هذا الصدد أمر يتعلّق بالأمانة العلمية، ففي الصفحة الثالثة التي هي بمثابة   5 مقدمة للكتاب المذكور في عنوان هذه المقالة، ينوّه محرّر الكتاب، الأستاذ يهوشواع بلاو المعروف ف ddي أبحاثه حول ما يسمّى بالعربية اليهودية (Judaeo Arabic)، بأنّه في ص ١٨٩ب إشارة إلى هوية مؤلف المخطوط دون الإ 1601 فصاح ع! ن مصدر ذلك. أوّلا هذه المعلومة غير مذكورة في دفاتر السيدة ليڤنشطم ولا في مقدّمتها القصيرة جدا، 1 ولم تصل قراءتها لتلك الصفحة لعدم وجود أية ملاحظات هامشية كالعادة بعد الورقة ٩٨. ومن ناحية أخرى
 f4  فمن ا u1604 لمحتمل البعيد جدا ألا يكون قد اطّلع على مقالتي المذكورة، لا سيما وأن العلاقة بينه وبين زئيڤ ب  606 ن حاييم، كانت حميمية، وكان الثاني قد اشترك في المؤتمر المذكور في باريس. ونفس الاحتمال في تقديري'ed قائم  f3 بالنسبة لإمكانية اطّلاع بلاو على المخطوط برمّته إذ لا إشارة بتاتا حول ذلك! من ناحية أخرى، ما ز  زلتُ أتذكّر ما قاله الأستاذ بلاو ذاته لبعض الطلبة عند نهاية محاضرة له حول قواعد اللغة العربية  601 في الج u1575 امعة العبرية في القدس عام ١٩٧٠ بشأن رسالة ماجستير لطالب عربي حول موضوع معين في نحو اللغة العبر u1610 ية الحديثة: ’’من الصعب التصديق بأن عربيا كتب هذه العڤوداه (الرسالة)‘‘، هذا على ذمّة الراوي بالطبع da، ولا ! 3 أخاله مفتريًا. كما ويتساءل أي خبير بالشأن السامري: لماذا لم يُشر محرّر الكتاب، الأستاذ بلاو، ف  1610 ي ص. ١٤٥ ملحوظة ٣ في الكتاب قيد المراجعة إلى أطروحة الدكتوراة الهامّة للأستاد علي خالد وتد عن ال
 u1605 معجمية 'c9 السامرية التي صدرت في أربعة أجزاء عام ١٩٩٩؟ في حين أنه أشار لأبحات صدرت لآخرين!!

مما يجدُر ذكره أن العيّنة الأولى من شرح صدقة لسفر التكوين، الإصحاح ٤٩، كانت قد نُشرت مشفوعة ب  1578 ترجمة لاتينية عام ١٧٨٥ بقلم شنورر (C. F. Schnurrer). تضمّ هذه العيّنة ست ورقات، من أسفل ص. ١٩٣ب وحتى بداية ص. ٢٠٠ب.   1608 وقعت في هذه العيّنة أخطاء كثيرة في قراءة المخطوط قراءة سليمة مثل ’’لفاظ‘‘ بدلا من ’’ألفاظ‘‘، ’’ل'e1يعين‘! uote  بدلا من ’’ليبين‘‘،  ص. ١٥٧؛ ’’احد‘‘ بدلا من ’’واحد‘‘، ’’ظنا‘‘ بدلا من’’ قلنا‘‘، ’’اكسابية‘‘ بدلا من ن ’’اكتسابيه‘‘، ص. ١٦٢؛ ’’اليعقوب ‘‘بدلا من ’ال يعقوب‘‘، ص. ١٦٣؛ ’’كالسجرة‘‘ بدلا من ’’كالشجره‘‘، ص. ١ ?٨٦؛ אות! ם بدلا من אתם، ص. ١٩٩.

بعد مضي  قرنين من الزمان ونيّف، نُشر من الكتاب قيد المراجعة قسمٌ آخر، ثلاث وثلاثون ورقة وهي شر  رح للإصحاحين الأولين في السفر الأول، حتى الإصحاح ٢: ٢٤،  أي  حوالي ١٦٪ من عدد أوراق المخطوط و٢٪ بال  لنسبة لعدد الإصحاحات، ولم يُشِر إلى عمل شنورر الطليعي في هذا المجال، لا طالبة الدكتوراة ليڤنشط 1605 م ولا   1605 محرّر الكتاب قيد العرض بلاو. من الواضح إذن أنني لم أتسلّم في حينه دفترا رابعًا. عُرض نصّ المخطو 6ط العربي في فاكسيميليا (facsimile, صورة طبق الأصل) في الجهة اليمنى، وفي الجهة اليسرى أثبتت ترجمة أيله ليڤن نشطم ل  04 لعبرية الحديثة، وأضيفت الملاحظات في أسفل الصفحات اليسرى. نعت الأستاذ يهوشواع بلاو، محرّر الكت 5 اب الذي نحن بصدده، تلك الترجمة العبرية  بقوله ’’ترجمة أولية‘‘ (ص. ט، ٩) وفيما بعد وصفها بقوله ’’ترجممة منقž 1 حة وأنيقة‘‘ (ص. ٣) وفي أسفل ص. ١٣٥ نجد ما معناه ’’هنا ينتهي الدفتر الرابع والأخير لمسودّة ترجمة أيل  77 ة ليڤنشطم‘‘. هذا النهج، اثبات النصّ المصوّر، غير مألوف في إصدار المخطوطات، واختير هنا أو فرض نفسسه، عل  9 ى ما يظهر، لسهولته وتوفيرًا للوقت والجهد في تقديم نصّ مغربل ومنقّح. فائدة مثل هذا الإصدار بالف u1575 اكسيمليا تنصبّ في تقصّي طريقة الناسخ في عمله وما يمكن استنتاجه لغويا. في بعض الصفحات لم يظهر في'ed التصو  وير بعض ما في الأصل مثل ’’ثاني كراس،  كري أي كروي، خامس كراس‘‘،  ص. ٨،  ٣٦، ١٢٨، في الكتاب قيد العرض ض. لا ريب أن المتمعّن في الترجمة العبرية سيطّلع على فهم ليڤنشطم للأصل العربي وهو ليس سهلا دائما
 f3 للقرا  69 ¡ة لغياب النقط والحركات أو وضع الأولى في غير مواضعها في أحيان كثيرة جدا. أضف إلى ذلك أن هذه الع  عربية فيها بعض عناصر العربية الوسطى (Middle Arabic) مثل استعمال ’’الذي‘‘ في جلّ الحالات تقريبا وإسقاط الهمزة و وكتابة! 4  الألف المقصورة كياء وإهمال نقطتي التاء المربوطة إلخ. أضف إلى ذلك تشابك الكلمات بعضها ببعض بعك dfس كتابة الكلمات العبرية بالرسم السامري حيث النقطة تفصل بين كلمة وأخرى. وكنت قد عالجت هذا الموض 608 وع، عر u1576 بية صدقة على ضوء مخطوط أكسفورد، في مقال ذكر عنوانه في نهاية هذا المقال. هذه عينة صغيرة لقراءات a غير موفّقة وإحالات غير صحيحة: لا حاجة للتصحيح، ففي النص ’’لظنهم‘‘ ص. ٣٥ ملحوظة ٢؛ قراءة ’’متى‘‘ بددلا من ! ”مني‘‘ وليس حذفها، ص. ٣٧ ملحوظة ٢؛ سفر التكوين ٣٤: ٧ وليس ١٣، ص. ٣٧؛ من المتكلم في ص. ٤٣ ملحوظة ٣؛ קרא!  السريعة  بدلا من  נקד السريعة، ص. ٤٥ وينظر ص. ٧٥ ملحوظة ١ وص. ٨٧ ملحوظة ١ وص. ٩١ ملحوظة ٥؛ ’’ادله‘‘ واضح ة وليس d3 ’’اكله‘‘، ص. ٤٩ ملحوظة ٢؛ ’’المحرز‘‘ وليس ’’المحرر‘‘ أو ’’المجرز‘، ص. ٥٧ ملحوظة ٣؛ ירח ימים وليس ירח !  לימים (דב’ כא: יג)، ص. ٦٣؛ ’’معروفة‘‘ لا ’’معذوقة‘‘، ص. ٦٩ ملحوظة ٢؛ הצירוף لا يترجم ’’المقارنة‘‘، ص. ٦٩ في  أسفله  1575 ا؛ ترجمة صحيحة ואל תשים לב אל لما ورد في الأصل “ولا تلتقب الي” والصواب “ ولا تلتفت إلى”، ص. ٦٩ ’’اف ddادنا‘‘ واضحة، ص. ٧٥ ملحوظة ٥؛ ’’ضيا‘‘ لا ’’صنا/ضنا‘‘ ص. ٧٧ ملحوظة ٤؛ ’’المسكون‘‘ لا ’’السكوت‘‘ص. ٨٣ ملح cdوظة ٦؛ a ’’حيًا‘‘ لا ’’جبًا‘‘ فتحْتَ الحاء حاء صغيرة كعادة الناسخ في هذا المخطوط، ص. ٨٣ ملحوظة ٨؛ ’’نضيف‘! quote  لا ’’يضيف‘‘، ص. ٩١ ملحوظة ٥؛ ’’اقتضته‘‘ لا ”اقتضاه‘‘، ص. ٩٣ ملحوظة ٣؛ ’’معزم‘‘ لا ’’مقدّم‘‘، ص. ٩٩ مل لحوظة   33 ?؛ ’’لا اثبات‘‘ وليس ’’لاانبات‘‘ إلخ. ص. ١٠١، ملحوظة ٢؛ ترجمة غير دقيقة في السطر ما قبل الأخير في ص! . ١٠١ والملحوظة رقم ٤ هناك غير صحيحة. وفي الترجمة وقعت بعض الأخطاء مثلا ما ورد في بداية ص. ١١٥بصدد   ترجمة  f3 الفعل ’أظهر’. إذ فهم هناك بمعناه الكلاسيكي وليس المعاصر.  ملاحظة ليڤنشطم العشرون في ص. ١٥٢ بخصوص ا 'c7حتمال كون موفق الدين صدقة وصدقة الحكيم واحدًا غير صائبة ويُنظر مثلا في كاتالوج روبرتسون ج. ٢، صص. ١٥٦،   33 ?٦٢-١٦٣. (Edward Robertson, Catalogue of the Samaritan Manuscripts in the John Rylands Library Manchester. Volume II, the Gaster Manuscripts. Manchester: The John Rylands Library, MCMLXII, 1962).

ومؤخرًا نشرتُ الخمسين ورقة الأولى من مخطوط أكسفورد المحتوية على تفسير الإصحاحات الستّة الأول 1ى  في الموقع الإلكتروني المعروف في الدراسات السامرية Samaritan Update بإدارة صديقي الأمريكي، لاري رايرنسون (Larry Rynearson).  f3 هذه المادّة كانت جاهزة وقابعة في حاسوبي منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي.  http://shomron0.tripod.com/2014/julaug.pdf.

وفي بداية العام ٢٠١٥ نشر الجزء الثاني من تفسير صدقة،  الإصحاحات ٧-٢٠، حتى الورقة ٩٠، في:http://shomron0.tripod.com/2014/novdec.pdf.


مراجع:

Schnurrer, Christian Friedrich, Probe eines samaritanischen biblischen Commentars über I. B. Mos XLIX, in: Reportorium für biblische und morgenländische Literatur, xvi (1875) 154-199
متوفّر على الشبكة العنكبوتية.

שחאדה, חסיב, התרגום הערבי לנוסח התורה של השומרונים. מבוא למהדורה ביקורתית. חיבור לשם קבלת תואר דוקטור לפילוסופיה. 3 חלקים، כשש f4  מאות עמ’, האוניברסיטה העברית, ירושלים 1977.

Shehadeh, Haseeb, Ṣadaqah al-Ḥakīm and his Commentary on Genesis, in: Alan D. Crown & Lucy Davey (editors), Essays in Honour of G.D. Sixdenier. New Samaritan Studies of the Société D’Études Samaritaines. Volumes III & IV. Mandelbaum Publishing, University of Sydney, Studies in Judaica, No. 5, 1995, pp. 457-463.

Shehadeh, Haseeb,, Linguistic Components in the 12th Century Commentary on Genesis by Ṣadaqa al Ḥakīm. A.B. Samaritan News, 896-897, 1/4/2005, pp. 20-19, 898-899, 8/4/2005, pp. 20-19, 900, 15/4/2005, pp. 28-26, 9001-902, 6/5/2005, pp. 20-19, 903-904, 20/5/2005, pp. 20-19, 905-906, 27/5/2005, pp. 20-19, 914-915. 24/6/2005, pp. 24-23, 916-917, 1.7.2005, pp. 24-22; Haseeb Shehadeh & Habib Tawa (eds.), Proceedings of the Fifth International Congress of the Sociéteé D’Études Samaritaines, Helsinki, August 1-4 2000. Studies in Memory of Ferdinand Dexinger. Geuthner, Paris 2005, pp. 125-147.

شحادة، حسيبب، شرح صدقة الحكيم على سفر التكوين ١-٦، الجزء الأول، طبعة أولية. نشرة تموز-أب ٢٠١٤
 http://shomron0.tripod.com/2014/julaug.pdf.

شحادة، حسيبب، شرح صدقة الحكيم على سفر التكوين ٧-٢٠، الجزء الثاني، طبعة أولية، سينشرفي عدد نهاية كانون الأول  في  2014 في Samaritan Update.

يعقوب بن عزي الكاهن، كتاب السامريين، تاريخهم وعاداتهم واحوالهم. وحالتهم الأجتماعيه والثقافيه. أمنياته u1605 م وآمانيهم كتبهم وقصصهم المكتوبة والغير مكتوبه مع بعض اساطيرهم الخ… ١٩٦٠. النسخة الأولى من هذا ! 3 الكتاب اشتراها [يوسف ميلك] الأيطالي. “ولا يوجد لدى السامريين حاليًا ولا كتابًا واحدًا من كتبه”،  ص. ٢١٦. ! 0





79
درس عظيم في الحياة يقدّمه مخلوق ضئيل جدا، واقع الحياة
     
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
   

في صباح يوم أحد، جلس رجل ثريّ في شُرفته وهو يتمتّع بنور الشمس واحتساء القهوة، وإذا بنملة صغيرة تجذب انتباهه، كانت تسير من جهة الشرفة الأولى إلى الجهة الأخرى وهي تحمل ورقة شجر أكبرَ منها ببضع مرّات. تابع الرجل ملاحظتها أكثر من ساعة. رأى أن النملة قد واجهت عوائقَ كثيرة في خلال رحلتها، توقّّفت، انحرفت عن مسارها ثم تابعت نحو المكان المقصود.
في نقطة ما واجه المخلوق الضئيلُ هذا شقًّا، مشى فوق الورقة، التقطها من الجهة الثانية وتابع رحلته.
فُتن الرجل بذكاء النملة، إحدى مخلوقات الله الصغيرة جدا. هذه الحادثة أدخلت الروع والخشية في وجدان الرجل وأرغمته على التفكير مليًا في أعجوبة الخليقة. إنها أظهرت عظمة الباري. أمام ناظريه كان هذا المخلوق الضئيل جدا، الذي خلقه الله وزوّده بعقل للتحليل، للتبصّر، للاستطلاع، للاكتشاف، وللغلبة.  بجانب كل هذه القدرات لاحظ الرجل أن هذا المخلوق الصغير فيه بعض مواطن الضعف الآدمية.
رأى الرجل بعد ساعة تقريبًا أن المخلوق قد بلغ هدفه، ثقب صغير في المصطبة، مدخل لمسكنه التحت أرضي. وفي تلك النقطة تجلّى موطن ضعف ذلك المخلوق وضعف البشر. كيف يمكن للنملة أن تدخل الثقب الصغير بالورقة الكبيرة التي تمكّنت من حملها بعناية إلى الهدف؟ ببساطة لم تنجح.
وهكذا ما كان على المخلوق الضئيل هذا إلا أن يُبقي الورقة مكانها بعد العمل الشاق والجهد والمحاولات، ويعود إلى بيته صفرَ اليدين (بخفي حنين).
النملة لم تفكّر عن النهاية قبل أن تبدأ رحلتها الصعبة وفي النهاية ما كانت الورقة الكبيرة سوى عبء عليها. لم يكن للمخلوق أيّ خيار سوى ترك الورقة وراءه ليصل إلى هدفه. تعلّم الرجل درسا عظيما في ذلك اليوم. أليست هذه حقيقة حياتنا؟

أليست هذه حقيقة حياتنا؟ مغزى القصّة


نحن نُشغل بالنا بعائلتنا، بوظيفتنا، بالحصول على المزيد من المال، بمكان السكنى، بخمس غرف نوم أو ست، أية وسيلة نقل نشتري، مرسيدس أو ب م ف أو ِپورش، أي نوع ملابس نرتدي، وكل أنواع الأشياء، فقط لنتخلّى عن كل هذه الأشياء عندما نصل غايتنا - القبر. إننا لا نُدرك في رحلتنا الحياتية أن هذه الأشياء ما هي إلا أعباء نحملها بعناية قصوى ونخشى فقدانَها لنكتشفَ في النهاية أن لا طائل تحتها ولا نستطيع أخذَها معنا.

80
نظرة على كتاب: عرب جيّدون لهليل كوهين
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



הלל כהן, ערבים טובים. המודיעין הישראלי והערבים בישראל: סוכנים ומפעילים, משת’’פים ומורדים, מטרות ושיטות. ירושלים: כתר, u32  תשס’’ה, 307 עמ’.
هليل كوهين، عرب جيّدون/صالحون. أجهزة الأمن/المخابرات الإسرائيلية والعرب في إسرائيل: عملاء ومُشغّ  ّلون، متعاونون ومتمرّدون، أهداف وأساليب. القدس: كيتر، ٢٠٠٦، ٣٠٧ ص.

د. هليل كوهين باحث ومحاضر إسرائيلي جامعي متخصّص في شؤون الشعب العربي الفلسطيني وعلاقته بالصهيوني  77 ة. ولد عام ١٩٦١ وتعلّم العربية بمخالطته العرب في قرى منطقة القدس وفي مخيم الجلزون. تناولت رسالته لشه 5ادة الماجستير موضوع “ لاجئو الداخل” وصدرت في كتاب عام ٢٠٠٠، أما أطروحة دكتوراته فكانت عن المتعاون¡0 ين الفل  لسطينيين مع اليهود في فترة الانتداب البريطاني ١٩١٧-١٩٤٨، وصدرت في كتاب سنة ٢٠٠٤ تحت عنوان “جيش الظلا  04 ل”. الكتاب قيد العرض متوفّر أيضاً بالعربية، ترجمة السيد عصام عراف، ويجدُر بكل مثقّف عربي الاطّلاع  عليه.
مهنة التجسّس والجاسوسية قديمة قدم الوجود البشري على وجه هذه البسيطة، مثلها مثل العهارة مثلا. يتأل e1ّف كتاب كوهين من سبعة فصول: بداية صداقة رائعة: نشوء طبقة المتعاونين/المخبرين؛ الشيوعيون ضد السلطة  ة والمتعاونون ضد الشيوعيين؛ مقتحِمو الحدود، متسلّلون، مهرّبون، جواسيس؛  أرض محروقة، المعركة على   الأرضœ 3 ؛ يكوون الوعي، رموز، تفوّهات، تربية؛ عهد/تحالف الدم، الجنود العرب في الدولة اليهودية؛ الأخ الكبير، اللجان القطرية -، هيمنة حميمية.
هناك خلاصة، تسع صفحات، في نهاية الكتاب، تتلوها ملاحظات مقسّمة وفق الفصول فلائحة مصادر ففهرست أبج  83 دي. اتكأ المؤلف في إعداد هذا البحث، في المقام الأول، على أرشيفات أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة:!  أرشيف دولة إسرائيل؛ أرشيف جيش الدفاع الإسرائيلي والمنظومة الأمنية؛ أرشيف تاريخ الهاغاناه؛ الأرش 1610 يف الص  607 هيوني المركزي. لا يحيد المرء عن جادّة الصواب إن قال إن حالة العرب في البلاد ذات طابع فريد من نوعه، ل لا مثيل لها في أية دولة أخرى. أهل البلاد الأصليون الذين يُطلق عليهم أسماء كثيرة مثل عرب الـ ٤٨؛ عرب ا 04 لداخل؛!  عرب إسرائيل؛ الأقلية القومية العربية في إسرائيل، القطاع العربي، غير اليهود في البلاد إلخ، أشير إ u1604 ليهم حتى مدّة  قصيرة بالاسم “عربي/عربية” في بطاقات هويّاتهم، وهذه الصفة لم ترد في أية بطاقات هوية 32  أو جوا 'c7زات سفر في كافة الأقطار العربية. هؤلاء العرب، الأكثرية في البلاد منذ القرن السابع، أصبحوا بين ليل  577 ة وضحاها، أقلية بُعيد العام ١٩٤٨، إذ هُجّر قرابة السبعمائة ألف فلسطيني وأصبحوا لاجئين. أجهزة الأمن ا'c7ليهود  10 ية المختلفة كانت قد اخترقت عرب البلاد حتى النخاع قبل قيام إسرائيل وحتى يوم الناس هذا. من أهدافها ال e1أساسية تفتيت النسيج  القومي والاجتماعي للعرب، انتهاج وتنفيذ سياسة ”فرِّق تَسُد” التي استخدمها ا 04 لانتدا! ب البريطاني من قبل (divide and rule, divide et impera)؛ زرع جوّ متوتّر من الشكوك والحزازات بين الناس؛ مصادرة الأراضي؛ العمل من أج cل تحقيق مقولة: عرب أقلّ على أرض أقلّ؛ ضرب الحزب الشيوعي؛ تهويد الجليل كما حدث مثلا في صفد وطبريا؛ ا 04 لتشديد!  الدائم على المنافع الشخصية ووأد التوجّهات القومية الجماعية؛ تجهيل العرب وإبعادهم عن قوميتهم، أي  32  محاولة الأسرلة والتأسرل بعد العبرنة والتعبرن. ليس سرّا أن تعيين المعلّمين والمدراء والمفتّشين في
 u1575 الوسط   1575 العربي، كان وما زال لحدّ بعيد، يعتمد أساسًا على توجهاتهم السياسية ورضا أسيادهم عنهم، وهذه السياسة c9 أدّت إلى تدهور مستوى التربية والتعليم. أولئك المتعاونون مع السلطات الإسرائيلية أطلق عليهم الحزب ا'c7لشيوع  10 ي، العربي اليهودي، اسم “الأذناب” وثمة أسماء ونعوت أخرى دارجة مثل: عميل، جاسوس، خاين، مبيوع، فسّا 'c7د. ويذكر أن السياسة الرسمية الإسرائيلية استغلّت وما زالت تستغلّ وجود نوّاب عرب في الكنيست لتلميع و
 u1580 جهها و  1587 سمعتها في الساحة الدولية، لا سيّما عندما ارتدى النوّاب العرب التابعون لحزب مباي (حزب عمّال أرض إسž 5 رائيل, מפא’’י ) الكوفيةَ وألقوا كلماتِهم بالعربية وأثنوا على إنجازات الحركة الصهيونية المتمثّلة بخ 575 اصّة ب  05 مكانة الدولة العبرية عسكريا.
لا ريب في أن الانفصال عن القومية العربية يتجلّى بصورة قاطعة في الانخراط في الجيش الإسرائيلي. طرْح  2  فكرة تجنيد العرب المسيحيين في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي ليس جديدا ولم يبدأ بالكاهن جبرائيل نداف    وزمرته. نادى بذلك، على سبيل المثال، جريس خوري، ابن قرية الطيبة بالقرب من رام الله، الذي كان سكرتير
 u1576 بلدية   1581 حيفا الانتدابية. أرسل خوري رسالة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت (ت. ١٩٦٥) عام ١٩٤٨ بهذا الص 'd5دد وضمّنها خطّة لإنشاء منظّمة مسيحية إسرائيلية هدفها نشر الدعاية الصهيونية بين مسيحيي الشرق الأوس'd3ط وفي   575 الدول الغربية. أمل، والأصح في تقديري توهّم، المسيحيون أن التجنيد سيوفّر لهم حقوقا كاملة ومتساوية   01 في دولة إسرائيل. ونذكر هنا أيضا محاولة إلياس مطر العيلبوني  في خمسينات  وستينات القرن الماضي، القاض 1610 ية بتج  606 نيد أهل بيته وبعض المقرّبين للجيش الإسرائيلي، وكان المطران الأسبق مكسيموس الخامس حكيم (ت. ٢٠٠١) قد   571 أيّدها. رأى الجمهور العربي المسيحي بمثل هذه المحاولات ’’الجنون بعينه‘‘.
انتهجت حكومات إسرائيل وما زالت تصعّد سياسة التمييز العنصري ضد عرب البلاد في أشكال وتحت مسمّيات وق deوانين عديدة؛ الولاء للدولة يعني نيل حقوق أكثر؛ محاولة بلورة هوية جديدة ”عربي إسرائيلي“ إلخ. لا ن 4ضيف أيّ جديد في قولنا إنّ سنّ القوانين التمييزية المتنوعة مثل منع إحياء ذكرى النكبة ومعاقبة المخال e1فين لا 7 يلغي المشكلة. النكبة مثلا ليست ذكرى تاريخية فحسب بل واقع معاش يومي ومستمر. من الواضح أن عملية الأس d3رلة والتأسرل منذ سبعة عقود وحتى الآن قد باءت بفشل ملحوظ. من أسباب هذا الفشل الأساسية كون الدولة الي
 u1607 هودية   1608 والحركة الصهيونية لم توفّرا لعرب البلاد أيّة وسيلة أو إمكانية حقيقية للانخراط الحقيقي والتأثير ف  10 ي الدولة. بين دفّتي كتاب كوهين مادة غنية جدا وموثّقة حول دور المتعاونين العرب منذ ما قبل قيام الدولةة وحتى   1576 بداية القرن الحادي والعشرين في تزويد المعلومات وفي الوشاية لأذرعة الأمن الإسرائيلية المختلفة وعل 1اقاتهم مع مشغليهم، أسيادهم. لا ريب أن حالات مثل أولائك العملاء النفسية قبل الانزلاق وبعد التورّط ج 583 ديرة ب  75 البحث النفسي والموضوع لم يُبحث بما فيه الكفاية وفق معرفتي المتواضعة في هذا المجال. من علامات هذه ا  04 لعمالة الخارجية التحدّث بالعبرية أو بعربية مطعّمة حتى التخمة بألفاظ وعبارات عبرية. ويبدو أن التصري edح الآت aي الذي نُسب للجاسوس، أمين الحاج اللبناني، المعروف باسمه الحركي رومنغي، كان قد خدم إسرائيل في خلال!  ثلاثة عقود ناقلا لوحدة الاستخبارات ٥٠٤ معلومات هامـّة جدا عن فلسطينيي ليماسول ووصولهم للبنان بحرا 6 . يقول   584 ذو الشاربين المفتولين ’’ألقت بي المخابرات الإسرائيلية ككلب ضال، أعيش في إسرائيل بوثيقة سفر مؤقتة  548 ، بدون أية حقوق، وبدون تأمين صحي‘‘.
إزاء هذا الوضع التعيس يتساءل المرء بكل موضوعية: كيف من الممكن للدولة الإسرائيلية أن تحرز سلاما مق! بولا عادلا مع الدول العربية، مع قرابة الأربعمائة مليون عربي، في حين أنها لم تفلح بإنجاز هذا المبتغ  غى مع المواطنين العرب في مسقط رأسهم، زهاء المليون ونصف المليون من البشر؟

81
لمحة عن قاموس القدس - إنجليزي عربي
عرض حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


Qaamuus Il-Quds. A dictionary of the spoken Arabic of Jerusalem (English—Arabic). By Omar Othman & Thomas Neu. Copyright 2008 by Omar Othman, B.O. Box 340 Jerusalem 91002. Printed by Modern Arab Press.

يضمّ هذا “المعجم” الثنائي، إنجليزي أمريكي -عربي مقدسي،  قرابة الـ ١٦،٠٠٠ كلمة، موزّعة على ٢٦٨ صفحة وفي كل منها ستّون كلمة تقريبا مقسّمة على عمودين. في الصفحات الأربع عشرة الأولى المرقّمة بالأرقام اللاتينية بعض التفاصيل والمعلومات حول: لمن معدّ هذا المسرد وما يضمّ؟ الأبجدية العربية وطريقة لفظها (وضعت الألف اللينة والهمزة كحرفين مستقلين ولم تذكر الـ لا، رقم ٢٩)؛ بعض الملاحظات القواعدية وأقسام الكلام؛ الجنس اللغوي؛ رموز واختصارات؛ نبذة عن المؤلفَين. الأستاذ عمر عثمان خرّيج الجامعة العبرية منذ عدّة عقود وحاصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية وله تجربة غنية جدّا في تعليم لهجة القدس للطلاب الأجانب، لا سيما في الدورات الصيفية التي كانت تعقد في الجامعة العبرية. لا شك أن الكثيرين من الطلاب يذكرون كتابه الشائع “يلا نحكي عربي” بجزئيه وبطبعاته المختلفة فالجزء الأول عدّل ونقّح في طبعته الأخيرة، ١ نيسان ٢٠١٣ وفيه كالعادة CD للدروس الخمسة الأولى.
دور كل من المؤلفَين في عملية إعداد هذا المسرد غير مذكور، إلا أننا لا نحيد كثيرا عن جادّة الصواب إذا ما قلنا إن الأول انصبّ جلّ اهتمامه على العربية والثاني على الإنجليزية، كل واحد ولغة أمّه. تسمية هذا الكتاب بالمعجم غير دقيقة، إذ أن المعجم بصورة عامّة له مواصفات كثيرة لا يجدها المرء في هذا المسرد. من تلك المواصفات نذكر هنا في هذه العجالة أهم نقطة في تقديرنا وهي الإتيان بأمثلة توضيحية للألفاظ المذكورة، وهذا غير موجود بالمرّة هنا. من المفروغ منه أن معنى الكلمة الكامل والدقيق يتحدّد في السياقات التي ترد فيها. لا ريب أن الأجانب المبتدئين  قد يستفيدون بعض الاستفادة من هذا المسرد للتعبير عمّا ينوون، ولكن هذا الأمر محدود جدا، وبالنسبة للمتقدّمين منهم فالكتاب قد يضيف إليهم معاني بعض الكلمات التي لا يعرفونها ولكن هذا غير كاف لتركيب العبارات والجمل وهي النقطة الأهم في عملية تعلم اللغة. معرفة أسس الصرف والنحو تكون بمثابة الصمغ لموضع الكلمة وصيغتها السليمين في الجملة. معرفة قواعد اللغة لا تعني بالضرورة التمكن من اللغة حديثا وكتابة وقراءة، وخير دليل على ذلك المستشرقون وأساتذة العربية والإسلاميات في الجامعات الغربية الذين بأغلبيتهم الساحقة بعيدون كل البعد عن معرفة فعّالة للغة، وفي كثر من الأحيان لا يتمكنون من إخراج بعض الجمل بلغة الضاد التي يدرّسون عنها بلغاتهم الأجنبية.
لا ذكر للمصدر الإنجليزي الذي اعتمد عليه في إعداد هذا المسرد، وكذلك لا ذكر لأسباب إدراج كلمة فيه وإهمال أخرى، مثلاً أهناك حاجة للفظة  abacus؟ في بعض الأحيان لا يعرف المستعمِل هل المقصود العربية الحديثة المعيارية (MSA) أم العامية المقدسية، فمثلا “هارون” بالحركتين الطويلتين أهي في العامية؟ (ص. ١). لا يرى المتصفّح لهذا المسرد أي منهاج في ترتيب جموع كلمة ما مثلا: أدْيِره وديورا، أما كان من المفروض الإتيان أولا باللفظة المستعملة في العامية؟ (ص. ١)؛ أيقال عادة “بكيني” أم “من بكّين” (ص. ٢٣)؛ وقل الأمر ذاته بصدد المترادفات مثل: إلْبان، مسكا/مستكا، علكه (ص. ٤١، ١١٠)؛ هلأ، هلقيت، هلحين، إسّا، هسّا، ١٦٤، هنا مثال لعدة لهجات فلسطينية: مدنية، بدوية، جليلية قروية وفي المثلث، فلاحية.
لا يخلو المسرد من خطأ أو عدم دقّة في الترجمة أو إيجاد المقابل مثل “عندو نبر” بمعنى accent  (ص. ٢)؛ “من كل بدّ، لا بدّ” لا تقابل anyhow (ص. ١١)؛ نَفْس أم نِفِس (ص. ١١)؛ كشاط (ص. ٢٣)؛ دكور، دَوَكير (ص. ٢٨)؛ ١٠١، ١٠٥، السامري لا السامرّائي ص. ١٠٦, ٢٠٧؛ الكتاب المقدّس ليس الإنجيل بل العهدين معًا القديم والجديد، ص. ١٠٧؛ معلَق، معالق، ص. ١١٣؛ يقال عادة علم اللغة لا علم اللغات، ص. ١٤١؛ لماذا لم يذكر “البلفون” بجانب المترادفات الأخرى، ص. ١٥٥؛ هل القهوة التركية هي القهوة العربية؟ ص. ٢٥٠؛ العانس ليست غير المتزوجة فقط، ص. ٢٥٣؛ هل المصارعة والمباطحة سيان؟ ص. ٢٦٦.
جل من لا يسهو فهنالك مثلا biāqet بدلا من bitāqet (ص. ١)؛ dēd (ص. ٣)؛ cheese، ترجمت “ابتسم”! ص. ٤١؛ ص. ٦٣، أليس “مُهر” مستعملا في اللهجة المقدسية؟ ص. ١٨٣؛ أليست “علامة استفهام”هي الأكثر استعمالا من “علامة سؤال” ص. ١٩٢؛ يقال عادة “موعظة الجبل” ص. ٢١٢؛ جَماع أم جِماع، ص. ٢١٣؛ هل جمع “نصيب” “أنصبة” مستعمل؟ ص. ٢١٤؛ هل “إشي يوم” مستعمل حقّا مثل “شي يوم”؟ ص. ٢٢٢؛ أين تستعمل “معلقة شوربه” المترجمة حرفيا من الإنجليزية؟ ص. ٢٢٣ وكذلك الأمر بالنسبة لـ”معلقة شاي” ص. ٢٤٠؛ أنا أعرف أننا نستعمل “معلقه كبيره ومعلقه زغيرة” أما ما سبق وذكر فهو بمثابة انعكاس لما في الإنجليزية، calque؛ كنز لا كز، ص. ٢٤٨. من هذه الانعكاسات نذكر: الاسم الأول بدلا من الاسم الشخصي، لقب أول وثان وثالث بدلا من الشهادة الجامعية الأولى، الثانية ، الثالثة أو الماجستير والدكتوراة. 
خطأ في الإنجليزية impementation (ص. ١١)؛ و mēting (ص. ١١)، slēp (ص. ١٣)؛ fōt (ص. ٣٣)؛ ١٤٩؛ وهذا شائع.
إغفال كلمات شائعة مثل “سِعدان، سَعَدين (ص. ١١) أو تكرار نفس اللفظة مثل seashore ص. ٢١٠. 
نقحرة خاطئة أو غير دقيقة: ḍqīqa (ص. ١١)؛ sāḥ  (ص. ٤١)؛ ص. ٦٣، ٨٨، ٩٧، ١٠٠، ١٠٥، ١٢١، ١٢٣، ١٣١، ١٣٩، ١٥٤؛ ١٥٦؛ ١٥٩؛ تشعيل بدلا من تشغيل ص. ١٦٦؛ ١٦٩، ١٨٦؛ رسم لا رشم، ص. ٢١٧؛ تخت، ص. ٢١٨؛ ٢٢٢؛ ٢٢٩؛ ٢٤٢؛ ٢٦٤.
 إنّي علي يقين أن معدّي هذا المسرد سيصوّبان هذه الهفوات والشوائب وغيرها في طبعة قادمة.

82
كيف تحظى براحة البال؟ قصّة تحفيزية
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


ذات يوم كان رجل تقي وتلامذته في طريقهم إلى قرية مجاورة. عندما وصلوا بحيرة صغيرة، قال رجل البرّ والتقوى: “كنا قد سافرنا مدّة من الزمن وعلينا جميعا أن نستريح قليلا”. ثم طلب من أحد تلامذته جلب بعض الماء للشرب من البحيرة. راح التلميذ إلى البحيرة وعندما انحنى لنشل بعض الماء، عبر البحيرة مركبٌ ممّا أدّى إلى توحيل الماء وغدا غيرَ صالح للشرب. هكذا عاد التلميذ إلى الرجل الصالح وقال له: يا سيّدي، أصبح الماء موحلا في أعقاب مرور مركب ولم يعد صالحا للشرب. طلب الرجل الورع من التلميذ أن يستريح هو أيضًا قليلا. بعد دقائقَ قليلة، طلب الرجل التقي من نفس التلميذ أن يعود إلى البحيرة لإحضار بعض الماء للشرب. ذهب التلميذ إلى البحيرة وأضاء الفرحُ وجهَه عندما رأى الماء صافيا تماما. كان الوحل قد رسب وأضحى الماء صالحا للشرب. وهكذا ملأ التلميذ قِدرا بالماء وأخذها إلى الرجل التقي.
نظر الرجل التقي، وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة، على الماء الصافي في القدر ثم ألقى نظرة نحو التلميذ وقال: “ماذا فعلت لجعل الماء الموحل نقيا؟ إنّك انتظرت فقط … إنّك أمهلت الماء الموحل بعضَ الوقت ليعود إلى طبيعته الأصلية”. نفس الشيء بالنسبة لعقل الإنسان. عندما يكون العقل مشوّشا بسبب قضية ما علينا التمهّل قليلا. إنّ الأمر سيهدأ ويستقرّ بنفسه. لا ينبغي أن تقوم بأيّ جهد للتهدئة. كل ما عليك أن تقوم به هو أن تدع الأمور تسير على عواهنها، بلا مجهود.   

مغزى القصّة

التمتّع براحة البال أو استعادتها مهمّة بلا مجهود. عندما يكون فيك سلام داخلي فإنه يشعّ خارجًا بحيث يشعر به وبنعمه كلُّ المحيطين بك. بالضبط مثل الماء الموحل فإذا كان عقلنا غيرَ مستقرّ وهادىء فلا أحدَ يستطيع الاستفادة منه. إن كان العقل هادئًا ويعمل بسلام فإنّ كل من يُحيط بنا سينتفع منه بالضبط مثل الماء الصافي الذي أروى عطش الرجل الورع وتلامذته.

83
أطفال فلسطينيون من سوريا يحكون حكاياتهم
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

وصلتني ثلاثة دفاتر صغيرة دُوّنت فيها اثنتان وثلاثون حكايةً قصيرة حكاها أطفال فلسطينيون نزحوا من سوريا إلى لبنان، بسبب الحرب الدائرة في بلادهم منذ ثلاث سنوات. أعمار الأطفال من الذكور والإناث، تتراوح بين الثلاث والخمس سنوات. حكى الأطفال قصصهم، كلٌّ بلهجته وحوّلتها مربيات صفوف الروضات إلى العربية المكتوبة. تمّ ذلك وفق البرنامج “إحك لي حكاية أو قصّة، سأسجلها تماماً كما تحكيها لي. وفي النهاية سأقرأ لك قصتك وبإمكانك بعد ذلك تغييرها أو تصحيحها حسبما ترغب”. هنالك مشروع فنلندي  على الشبكة العنكبوتية بهذا الخصوص بعنوان Children are Telling “الأطفال يحكون”، وتحت هذا العُنوان صدرت سلسلة من النشرات (http://www.edu.helsinki.fi/lapsetkertovat/lapset/In_English/Storycrafting_method/storycrafting.html).
وصلتني هذه الحكايات عن طريق الصديقة الفنلندية المختصّة بعلم النفس، السيدة سيركّو كيڤيستي، منسّقة مشروع التطوير لدى جمعية الصداقة الفنلندية العربية (Finnish-Arab Friendship Society, FAFS، وبالفنلندية AKYS) التي تسلّمتها في بيروت في التاسع من حزيران هذا العام.  النصوص التي وصلتني لا تظهر أية علامات تعديل أو حذف.
بلغ عدد النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان أكثر من خمسين ألف إنسان. هنالك عشرة مراكز باسم أطفال الصمود، منتشرة في المخيمات الفلسطينية في أنحاء لبنان. أنشئت المؤسسة الوطنية للرعاية الاجتماعية والتأهيل المهني بتاريخ ١٢ آب عام ١٩٧٦ وأقيم “بيت أطفال الصمود” لاستقبال الأطفال اليتامى في أعقاب مجزرة تل الزعتر. ومنذ بداية عام ١٩٨٣ قُبل أطفال مخيمي صبرا وشاتيلا، الذين فقدوا معيليهم. وبمرور الوقت أصبح هذا المشروع شاملا لكل الأطفال الأيتام في مخيّمات لبنان.
يذكر أن السفارة الفنلندية في دمشق والموجودة حاليا في بيروت بسبب حالة الحرب في دمشق، تموّل خمس روضات مخصّصة للفلسطينيين من سوريا، الذين نزحوا إلى لبنان. هذه الروضات تضمّ خمسة صفوف وهي موزّعة على مركز عين الحلوة وفيه صفان؛ مركز برج الشمالي وفيه صفان أيضا ومركز الرشيدية وفيه صفّ واحد فقط. يشار إلى أن السفير الفنلندي السيد كاري كاهيلوتو ،Kari Kahiluoto،  والسكرتير الثاني السيد يوها راينّي ، Juha Rainne،  هما المسؤولان عن هذه المساعدة المادية الحيوية.
في ما يلي عيّنة من هذه الحكايات كما هي، ولا أشك في أن كل من يعرف العربية سيفهم المقصود بيسر، رغم بعض الصيغ المغلوطة سهوا:

١( قصة الطفل يوسف الـ…

“بيتنا باليرموك، كان يصير هناك ضرب قذائف كثير، لما ضربوا اليرموك رحنا على منطقة تانية اسمها التضامن قعدنا هناك يومين وارجعنا على اليرموك. أنا كنت نازل اشتري من الدكانة قام زتوا قذيفة كانت بعيدة بس أنا سمعت صوتها كان/الصوت عالي الكثير، أنا ركضت بسرعة على البيت، رجعنا رحنا على التضامن نمنا هناك وكنت أشوف زلام كثير معهم أسلحة.
بعدين ردينا رجعنا على اليرموك بعد كم يوم حتي هدي الوضع هناك بابا كان رح يجيب حفاضات لأخوي حمودة، قام اجت قذيفة/بنص الشارع، اجتوا قذيفة ومات بابا نحنا كنا بالملجىء يلي بالمدرسة ما كنت اعرف انو بابا مات. أمي كانت حاملة أخوي حمودة، داخت راحت على المستشفى، بعدين راحت على المقبرة تشوف أبوي أنا ما رحت كنت نايم.
بابا كان يشتغل حتى يجيبلنا مصاري/”.

٢( قصة حدث مع يوسف في الصف

“أنا المعلمة آمنة كنت أقوم بنشاط مع الأطفال عن الهوية الشخصية. كان يوسف يقوم بتطبيق النشاط وعندما قام بكتابة اسمه واسم والده شعر بسعادة كبيرة عند ذكر اسم ابيه وأخبر أمه أني كتبت اسم بابا بالروضة وفرحت أمه”.

٣( قصة الطفلة نايا …

“كان عنا بالبيت كُتب. كانت الماما تدرس أخوي. أجى الجيش الحر وصاروا يفتشوا البيوت اسمعنا هيك ورحنا على بيت عمي. نحنا رحنا عند بيت عمي بنت عمي تحكي انو قتلو واحد هي شافتوه. شافتهم عم يقتلوا الزلمة. كان رايح يجيب خبز /وقتلوه هني شافوه ولاد عمي كانوا عم يشتروا من الدكانة صاروا يركضوا بسرعة عالبيت بعدين رجعنا ع البيت صار ينزل قذائف كثير بابا جابنا على لبنان./”

٤( قصة الطفل محمد …

“نحنا كنا بالبيت وكانوا كل أهلي بالبيت فجأة نزل برميل وقذائف، رحنا بعدين عند بيت ستي وكان في هناك مشاكل كثير فجأة نزلت قذيفة وماتت خالتي، أمي صارت تركض عند خالتي وستي بعدين أخدوها ع المستشفى بس خالتي ماتت ودفنوها بعدين اجينا ع لبنان/”.

٥( قصة الطفل عمران

“نحنا كنا ساكنين بالتضامن أول شيء كانوا يقصفوا عاليرموك. بعدين صاروا يضربوا كنت أوقف عالشباك أشوف الدبابة وهي عم تضرب عاليرموك وكانوا مسلحين معهن بواريد ومسدس. خفت صرت أركض. أمي سألتني شو مالك قلتها شفت واحد معه بارود بعد كم يوم كنا قاعدين بالبيت كانت تنظف البيت وأنا كنت قاعد مع اخواتي، اخواتي كانوا يدرسو وأنا كنت ألعب/ أمي كانت بالمطبخ، سمعنا صوت قوي ركضت أمي لعنا عالغرفة، بعدين نزلت قذيفة بالغرفة التانية وقع السقف علينا وصار البيت كله غبرا ما شفت حدا من أهلي كنا نصرخ بعدين صار يروح الغبار ومسكتني أمي أنا واخواتي وطلعنا لبرا البيت، رحنا عند بيت عمي وكان في هناك بيت عمي الثاني كنا كتار بالبيت وابن عمي عصبي كتير تخانق هو وأخوي/ مسكو من رقبته كان بدو يخنقه أنا صحيت وصرت أصرخ أمي أخوي اخوي ركضت امي فكت اخوي من ايد ابن عمي.
بعدين رحنا عند بيت جد امي قعدنا يوم ورجعنا بعدها عالبيت نشوف شو صار فيه اجى الجيش الحر وقلنا اطلع من البيت كانوا متخبين ببيتنا. بعدين أبوي جابنا لهون على لبنان؟”.

٦( قصة الطفل محمد …

“امي كانت عم تساويلنا ذرة، طلع صوت رصاص بعدين صوت خبطة قوية تركت امي الطنجرة عالنار بيتنا بالمزيريب (درعا) اجى بابا أخذنا بالسيارة على ضنيعة وقعدنا شوي للمساء حتى وقف الضرب لما رجعنا عالبيت كان في حدا من بيت جيرانا مات وبيتهم تهدم بيتهم بحد بيتنا، وكان رمضان كنا نتسحر/ واجت الطيارة وضربت وأمي أخدتنا تحت الدرج تخبينا هناك حتى طلع الصبح ولما وقف الضرب طلعنا عالبيت أبوي جابنا على لبنان عند قرايينا. وبعدين جبتني ماما عالروضة ألعب مع رفقاتي”/.

٧( قصة بدون اسم

“رحت على روضة الصمود وكتير مبسوطة هلا بالروضة بس بس حابب ارجع على بيتنا الى بتضامن مشان العب بألعابي” دمشق - مخيم اليرموك/”.

٨( الطفل أحمد …

“كنا نحن بالبيت ام سمعنا صوت الطخطخة ام طلعنا رحنا على البيت الثاني ام اجو المسلحين صاروا يقوصوا علينا ام نحنا هربنا مو البيت الثاني كنت صغير رحت لعند ماما وكنت خايف اقول اريبة اريبة الطيارة والصوت قوي كثير وعمو علاء اخذوا الجيش وقتلوا هو ما سوى شيء هو عنده ولاد انا صرت ابكي على عمو علاء وعلى ولادو انو انا حابب انو يخلص الطخطخة ونرجع على سوريا”/ حلب - الصالحين.

٩
( قصة الطفلة مروة …

“كان يا مكان في قديم الزمان كان في غسان قالتوا اموا روح صلي قبل ما ينام بصلي اجت حمامة بيضة اخذتوا لفوق لفوق لفوق ظل يبكي لحتى يجي ابوه وامه واخواته وراحت الحمامة نزلت دقت الباب قالو مين قال انا الحمامة قالتن اطلعوا لعند غسان”/ (النيابية).

١٠( قصة الطفل عبد الجبار …

“كان يا مكان كان في وحدة قلتلا امى روح ودي الكعكات لستك لانا مريضة، شافى الذئب الا يا حلوة وين رايحة قالتو بدي أودي الكعكات لستي/ قالى شو رايك اروح من الطريق القصير وانت تروحي من الطريق الطويل قالتو امي اقلت لاء روحي من الطريق هداك ام قال طيب بس هلمرة وبس اليوم سبقنى واكل ستي وام وصلت على بيت ستى ام دقيت الباب قلتها الباب مفتوح/قلتلى جبتلك الكعكات ام قالت هلا بطني عم يوجعني خليه على المجلى ام قالتى ليه اذانك كبار عشان اسمعك فيهن ليه انفك كبير عاشان اشمك فيه ليه تمك كبير عاشان اوكلك فيه واكلا تووتة تووتة الحتوتة؟” )إدلب(.

84
درس عظيم في الحياة يقدّمه مخلوق ضئيل جدا، واقع الحياة
     
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
   


في صباح يوم أحد، جلس رجل ثريّ في شُرفته وهو يتمتّع بنور الشمس واحتساء القهوة، وإذا بنملة صغيرة تجذب انتباهه، كانت تسير من جهة الشرفة الأولى إلى الجهة الأخرى وهي تحمل ورقة شجر أكبرَ منها ببضع مرّات. تابع الرجل ملاحظتها أكثر من ساعة. رأى أن النملة قد واجهت عوائقَ كثيرة في خلال رحلتها، توقّّفت، انحرفت عن مسارها ثم تابعت نحو المكان المقصود.
في نقطة ما واجه المخلوق الضئيلُ هذا شقًّا، مشى فوق الورقة، التقطها من الجهة الثانية وتابع رحلته.
فُتن الرجل بذكاء النملة، إحدى مخلوقات الله الصغيرة جدا. هذه الحادثة أدخلت الروع والخشية في وجدان الرجل وأرغمته على التفكير مليًا في أعجوبة الخليقة. إنها أظهرت عظمة الباري. أمام ناظريه كان هذا المخلوق الضئيل جدا، الذي خلقه الله وزوّده بعقل للتحليل، للتبصّر، للاستطلاع، للاكتشاف، وللغلبة.  بجانب كل هذه القدرات لاحظ الرجل أن هذا المخلوق الصغير فيه بعض مواطن الضعف الآدمية.
رأى الرجل بعد ساعة تقريبًا أن المخلوق قد بلغ هدفه، ثقب صغير في المصطبة، مدخل لمسكنه التحت أرضي. وفي تلك النقطة تجلّى موطن ضعف ذلك المخلوق وضعف البشر. كيف يمكن للنملة أن تدخل الثقب الصغير بالورقة الكبيرة التي تمكّنت من حملها بعناية إلى الهدف؟ ببساطة لم تنجح.
وهكذا ما كان على المخلوق الضئيل هذا إلا أن يُبقي الورقة مكانها بعد العمل الشاق والجهد والمحاولات، ويعود إلى بيته صفرَ اليدين (بخفي حنين).
النملة لم تفكّرعن النهاية قبل أن تبدأ رحلتها الصعبة وفي النهاية ما كانت الورقة الكبيرة سوى عبء عليها. لم يكن للمخلوق أيّ خيار سوى ترك الورقة وراءه ليصل إلى هدفه. تعلّم الرجل درسا عظيما في ذلك اليوم.
أليست هذه حقيقة حياتنا؟

مغزى القصّة

نحن نُشغل بالنا بعائلتنا، بوظيفتنا، بالحصول على المزيد من المال، بمكان السكنى، بخمس غرف نوم أو ست، أية وسيلة نقل نشتري، مرسيدس أو ب م ف أو ِپورش، أي نوع ملابس نرتدي، وكل أنواع الأشياء، فقط لنتخلّى عن كل هذه الأشياء عندما نصل غايتنا - القبر. إننا لا نُدرك في رحلتنا الحياتية أن هذه الأشياء ما هي إلا أعباء نحملها بعناية قصوى ونخشى فقدانَها لنكتشفَ في النهاية أن لا طائل تحتها ولا نستطيع أخذَها معنا.

85
المنبر الحر / كيف توفي جدُّك؟
« في: 21:45 06/10/2014  »

كيف توفي جدُّك؟
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



سأل مرّةً رجلٌ سائقَ شاحنة: كيف توفي والدك؟

أجاب سائق الشاحنة، كان والدي سائقَ شاحنة أيضاً وتوفي في حادث سير.

سأل الرجل: وماذا عن جدّك؟ ردّ سائق الشاحنة:  كان جدّي سائق شاحنة أيضا وتوفي في حادث سير تماما مثل والدي.

أصيب الرجل بصدمة وقال: أحقًّا؟ ولا تزال تعمل سائق شاحنة؟ لماذا لم تختر لك مهنة أخرى؟ ألا تخاف من نفس مصير والدك وجدّك؟

لاذ سائق الشاحنة بالصمت برهةً من الزمن ثم سأل الرجل: وماذا بخصوص والدك، كيف توفي؟ أجاب الرجل، لاقى وجه ربّه بسلام عندما كان نائمًا في سريره. قال سائق الشاحنة ماذا؟ وما زلت تنام في السرير كلَّ  ليلة؟

مغزى القصة:

كل شيء كان قد أُعدّ لنا لا سيّما الموت. الموت واقع قاسٍ ومخيف يواجهه كل إنسان حي. لا أحد يستطيع تجنب الموت ولا قدرة له في اختيار كيفية موته. نحن عاجزون عن اتّخاذ أي قرار في أمرين، الحياة والموت. الله وحده قادر على منح الحياة واسترجاعها في الوقت المحدّد. خوفنا مما سيجلب مستقبلنا لنا لن يوقف مصيرنا المحتوم. مصيرنا مكتوب وسيحلّ في الوقت المعين حتى ولو فكرنا أننا نتمتّع بأحسن صحّة وعافية.

لذلك دعونا نتخلّص من كل همومنا ونعدّ أنفسنا للآخرة بسلام لأن خوفنا اليوم لن يوقفَ مصير الغد.

86

لا تستخفّ بقوّة الكلمات أبدا
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


مرّة كان أستاذ جامعي يحاضر في الجامعة حول قوّة الموقف الإيحابي والتفكير والكلمات. رفع أحد الطلبة يده وقال: لا أظنّ أنّ الكلماتِ تستطيع أن تغيّر أيّ شيء، إنّها مجرّد ألفاظ، مثلاً إذا داومتَ قول “حظّ سعيد، حظّ سعيد” فهذا لن يجعلني أشعر بحالة جيّدة. كما أن قول “حظّ تعيس، حظ تعيس” لن يجعلني أشعر بالحزن والكآبة. إنّها مجرّد كلمات ولا قوّة لها مطلقاً.
أجاب الأستاذ: إنّك أحمقُ، اخرسْ! إنّك أبْلهُ جاهلٌ، لا تعي شيئا مّما قيل. أُصيب الطالب بصدمة، احمرّ وجهه غيظاً وقال: كيف تجرؤ وتدعوني أبله؟ إنّك مثل …، قاطعه الأستاذ قائلاً: إهدأ من فضلك، لم أقصد أن أوذيك، اغفر لي من فضلك لأنّي استعملتُ مثل هذه الألفاظ! عندها هدأ الطالب.
تابع الأستاذ قائلا: في الواقع، كان ذلك جوابًا عن سؤالك. للكلمات التي فهتُ بها الآن تأثير هائل عليك، مع أنّي لم أقصد إغاظتك ورغم ذلك لعبت الكلمات دورها، بينما الكلمات الأخيرة التي نطقتها قد هدّأتك. هذا يُظهر بجلاء قوّة الكلمات. وافق الطالب على رأي الأستاذ.
تستطيع الكلمات أن تُلهم وأن تهدم. اختر كلماتِك جيّداً!
لكلماتك قوّة عظيمة، استعملها للدعم والإلهام.



87

كتاب “اليهودية التي لم نعرفها ليوخي براندس” ومقتطفات منه
عرض وترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



יוכי ברנדס, היהדות שלא הכרנו. כנרת, זמורה–ביתן, דביר – מוציאים לאור, 2014, 279 עמ‘.

يتكوّن هذا الكتاب من خمسة أبواب: إصلاح العالَم )ص. ١١-٦٥(؛ الدين والدولة )٦٩-١١١(؛ مكانة المرأة )١١٥-١٥٣(؛ إسرائيل والشعوب )١٥٧-١٨٧(؛ أعياد وأزمنة )١٩١-٢٧٧( وتندرج تحت كل باب مجموعة من الفصول يبلغ عددها ١١، ٨، ٧، ٦، ١٥ على التوالي. من المواضيع التي تتطرّق إليها المؤلِّفة نذكر هذه العينة: الحقّ في إقامة أسرة، الأسرة تختار؛ الإنصياع للقانون، لماذا خربت القدس؛ ثورة التوبة، يا له من نبي؛ تعيين الربّانين - دخان أبيض؛ الراب عوفاديا يوسف - أبو رفقة؛ علاقة المتزمتين بالصهيونية؛ التوراة الشفوية؛ ثقافة أبوية - واخترتم المساواة؛ بنات وارثات - نوعه وأخواتها؛ مضايقة جنسية - عار النساء؛ صلاة النساء - بفضل السكّيرة؛ أتقياء شعوب العالَم - تقيتنا الأولى؛ مهاجرو إفريقبا - ميثاق اللاجئين في اليهودية؛ الختانة - لماذا في الواقع نختن أبناءنا؟ اللاسامية - المنفى هو خطيئة؛ دولة يهودية وديموقراطية ؛ كباقي الشعوب؛ يوم الغفران - إلى اللقاء في دمشق؛ عيد العرش - كل العُرش متساوية؛ عيد الأنوار، الحانوكاه - متأغرقون ومتقوقعون؛ الفسح - خوف موسى؛ يوم الكارثة/المحرقة - محاربة أولاد الجبّار؛ يوم الاستقلال - لم يخب أملُنا بعد؛ يوم أورشليم- معبد لكل الشعوب؛ الخامس عشر من آب  )ט‘‘ו בשבט(- الدواء العجيب للانقسام.
ولدت المؤلفة يوخي/يوخفد يتسحاك يعقوب ربينوفيتش  في حيفا سنة ١٩٥٩ في عائلة أدْمورية أي أن أباها كان زعيما روحيا في الحسيدوت )אדמו‘‘ר = אדוננו מורנו ורבנו = سيّدنا معلّمنا وحبرنا( وكذلك أجدادها، تعلّمت في مدارس يهودية متزمتة )حريدية( تابعة لمؤسسة “بيت يعقوب” في حيفا والملبّس )بيتح تكفه( وعانت من عُسر في القراءة،  تركت المجتمع الحريدي المتزمت في عنفوان شبابها ودرست في جامعة بار إيلان وفي معاهدَ عليا أخرى وحصلت على الشهادة الجامعية الأولى في الدراسات التوراتية وعلى الماجستير في الدراسات اليهودية. تركها للحياة الحريدية )مثل كاتبات أخريات: بهوديت روتم ونعمي ريچن( التي نمت وترعرعت في إطارها وتزوّجها من إنسان علماني سبّبا شرخا ما مع بعض أفراد أسْرتها. كانت حتى عامها الثامن عشر تؤمن بمبادىء حركة كاخ )هكذا( اليمينية المتطرفة التي أسّسها الراب الأمريكي مئير دافيد كهانا )١٩٣٢-١٩٩٠( ثم تحوّلت إلى ما يسمّى باليسار الديني ثم إلى حزب ميرتس اليساري، الاشتراكي الديمقراطي الصهيوني، والآن كما صرّحت يوخي ترى أنها سياسيا في الوسط المائل يساراً وقد صوتّت مؤخرا لحزب “هناك مستقبل”. درّست العهد القديم والفكر اليهودي في مدارس كثيرة. إنها لا تعيش وفق قوانين الهالاخاه ولكنها متدينة بطريقتها الخاصّة.
أنشأت عام ١٩٩٩ سلسلة دراسات بعنوان “اليهودية هنا والآن” في نطاق دار النشر التابعة ليديعوت أحرونوت وصدر منه حتى الآن خمسون كتابا. تتمحور كتابة براندس حول ما يدعى بـ”خزانة الكتب اليهودية” أي التراث اليهودي، الكتاب المقدس، أدب حزال أو رزال )اختصار: חכמינו/רבנינו זכרונם לברכה = حكماؤنا/ربّانونا رحمهم الله(، الهالاخاه )الشريعة اليهودية( والصلوات والقبّالاه )التصوّف اليهودي( والحسيدوت )حركة يهودية دينية روحانية(. انتاجها الأدبي والفكري مستمد كله تقريبا من المصادر اليهودية القديمة وهدفها الأساس تقديم هذه الثقافة التراثية اليهودية، لا سيما ما في التوراة الشفوية، إلى الجمهور اليهودي الحالي عامّة. بدأت بانتاجها الأدبي عندما بلغت السادسة والثلاثين من عمرها وتعيش مع أسرتها، زوجها وأربعة أولاد في كفار سابا.
من مؤلفاتها نذكر: نهاية جيدة عام ١٩٩٧, ٢٠٠٣؛ هاجر عام ١٩٩٨؛ إطفاء الحبّ عام ٢٠٠١؛ بذور بيضاء )المفصود: بذور القرع(، عام ٢٠٠٣؛ اعتراف عام ٢٠٠٥؛ الملوك ثلاثة عام ٢٠٠٨؛ سبع أمهات: النساء العظيمات في العهد القديم  عام ٢٠١٠؛ فردوس عقيبا عام ٢٠١٢؛ رقص  في بعض الأعراسبالاشتراك مع روحامه ڤايس-چولدمان عام ١٩٩٦.  يذكر أن كتبها من الأكثر شراء وقراءة في البلاد والمؤلفة وجه معروف في البرامج التلفزيونية وفي صحيفة معريڤ.
في كتابها الأخير قيد العرض تنعكس آراؤها في العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية كما سيتّضح من خلال العينة العشوائية التالية من أقوالها. لغتها سهلة ووردت في هذا الكتاب بعض الألفاظ العربية وهي: كيف ص. ٤٨، ٩٨، ٢٠٥، ٢٠٩، ٢٧٥؛ تشفحوت ص. ٥١؛ كافوت ص. ١٦٨؛ فاديحه ص. ٢١٠؛ فيستوك حلبي ص. ٢١٩، أوف ص. ٢٣٥؛ مسجد الأقصى،ص. ٢٥٦.

“ولكن نظامنا القانوني ليس مستعداً لإصلاح ما فيه من فساد” (ص. ٣٦).
“عشرات من الفتية اليهود يجرحون فتى عربيا كان يتمشى في ساحة صهيون في القدس بجروح قاتلة. تمكّنت الشرطة من إلقاء القبض على ثلاثة منهم. عبّرت المحكمة عن صدمتها من محاولة هذا القتل الوحشي. الحُكم: السجن لبضعة شهور” (ص. ٣٦).
“فقط نظامنا القانوني يرى نفسه متموضعاً فوق كل نقد” (ص. ٤٠).
“… أضف إلى ذلك، المماطلةَ التي لا تُطاق في المحاكم ومعاملة القضاة المتسامحة للمجرمين الذين يُمرمرون حياتَنا” (ص. ٤٠).
“لماذا تصوّت الأحزابُ الدينية ضد تشريع لصالح حقوق الإنسان؟ ولماذا يتحدّث السياسيون المتديّنون دائماً ضد المثليين جنسياً؟ كم من السهل تبنّي آراء غير إنسانية وإلقاء المسؤولية على اليهودية.” (ص. ٤١).
“التمييز والأفكار المسْبقة هي مصائبُ دائمة، ترافقنا يوميا بل وكل ساعة” (ص. ٤١).
“تعمل الأحزاب الدينية كلَّ ما بمقدورها من أجل الحفاظ على الوضع الراهن. كلّما كان الحزب أكثرَ تديّناً كلّما تقاقمت معارضته لقوانين المساواة وحقوق الإنسان” (ص. ٤٢).
“لو طُبّقتِ اليوم قوانينُ التوراة بحذافيرها لأعدم معظمُنا” (ص. ٤٣).
“اليهودية هي مُحيط من الآراء والأفكار. هذه ميزتها وهذه عظمتها. كل فرد يستطيع أن يعثر فيها على مصادرَ كما يرغب، وفق شخصيته ونظرته إلى العالم”.. (ص. ٤٣-٤٤).
“ها هي اليهودية لو قبلت فقط النموذجَ التقليدي للعائلة لما كان لدينا لا موسى، الذي كبُر في أسرة لدى أمّ متبنية غير يهودية، ولا داؤود الذي ولد أبوه الأقدم نتيجة علاقات جنسية محظورة بين الكنّة وحموها. وبدون موسى وداؤود لما كنا أحياء” (ص. ٤٥).
“كانت دولة إسرائيل مرّةً مجتمعا متضامنا مثاليا ولكن في عشرات السنين الأخيرة إثر تزايد السكان والنمو الاقتصادي تحوّلنا لإحدى الدول الأقل مساواةً في الغرب. ليس مثل البرازيل ولكن في ذلك الاتجاه” (٤٩-٥٠).
“الشرّ والكراهية والشماتة تغمرُنا من كل حدب وصوب؛ كفى، سئمنا، إلى أيّ حدّ؟” (ص. ٥١).
“من يُهين الآخرَ علناً يُشبه في الثقافة اليهودية القاتل” (ص. ٥٢).
“هذا ما ينبغي فعلُه في أيّامنا لمجموعات في اليسار المتطرّف التي تزدري الصهيونية ودولة إسرائيل وتشهّر بنا في العالَم. هذا بالضبط ما يجب عمله لمجموعات في اليمين المتطرّف التي تحتقر الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنوي إيذاء الأجانب، أبناء الأقليات [العرب]، مثليي الجنس وكل من يختلف عنها” (ص. ٥٥).
“بعد انتخابه وعد البابا مؤمنيه بكنيسة جديدة في حين يعِد رؤساء حاخاماتنا بالحفاظ بالذات على مؤسسة الحاخامية كما هي. حذّر حكماؤنا القدامى من مؤسسة شرعية صارمة واعتبروا الحاخامين المتشددين ظالمين باسم التوراة” (ص. ٦٩).
“انتُخب رؤساء الحاخامات لمنصبهم الرفيع بسبب نسبهم. تُدرِك ثقافتنا جيدا نواقص الأمراء. الثورات الهامة في اليهودية حدثت دائما بفضل زعماء لم يترعرعوا في الأسَر  الصحيحة” (ص. ٧٥).
“وهذا ليس كل شيء. في المجتمع الأبوي يعتبر الأبناء البِكار أمراء. هم الهامّون؛ هم المتابعون؛ هم الوارثون. ولكن في سفر الخليقة تنقلب الصورة: إسحاق يحتلّ مكان إسماعيل، يعقوب يحتلّ مكان عيسو، يهوذا ويوسف يحتلّان مكان رئوبين وحتى إفرايم ، في آخر السفر، يحتلّ مكان منشه. الأمراء مندحرون ومذلَّون، والأبناء الشباب يصبحون بالضبط آباء الأمّة” (ص. ٧٧).
“ربّي عقيبا، الحاخام الأكثر تأثيراً وشأناً في عالم حُكماء المشناه (حزال) لم يكن راعي غنم وفقيرا وجاهلاً فحسب بل أيضاً، يا للويل، من نسل متهوّدين” (ص. ٧٩).
“يتمثّل انفتاح الراب عوڤاديا يوسف في الشريعة أيضا بعلاقاته مع بناته؛ سمح لواحدة منهن أن تدرس وفق رغبتها وساعد الثانية في إقامة مؤسسة أكاديمية أحدثت ثورة في المجتمع الحريدي (المتزمّت)، إلا أن الإعلام العلماني حاكمه فقط بموجب الطرف غير الناجحة التي اعتاد إطلاقها في دروسه” (ص. ٨١).
“تعلّم أشقائي الإنجليزية والحساب والطبيعة، لكن اليوم يحرِم المتزمتون أبناءهم من الثقافة العامة. لا يستطيع نظام التربية الدينية المتزمتة إعادة الدراسات الأساسية دفعة واحدة. علّمنا موسى بن ميمون أن التغييرات الفعّالة يجب أن تنّفذ بالتدريج” (٩٦).
“لكن فقط تغييرات بطيئة وتدريجية تكفل لنا إصلاحا حقيقيا” (ص. ١٠٠).
“دارسو التوراة يُثرونها وليس مردديها” (ص. ١٠٦).
“ثقافتنا تقدّر النصّ المكتوب ولكنها تُدرك خطره. كان لنا علماء كبار لم يوافقوا على تدوين فكرهم. هل كل توراة شفوية تتحوّل في آخر المطاف إلى توراة مكتوبة وتتجمّد؟” (ص. ١٠٧).
“الثقافة اليهودية تستند على توراتين: توراة مكتوبة - العهد القديم الذي تكوّن في الألف الأول ق. م. وتوراة شفوية  - أدب الحكماء )حزال( الذي تكوّن في القرون الستة الأولى للميلاد” (ص. ١٠٨). “تكونّت التوراة الشفوية لتجديد التوراة المكتوبة وجعلها مناسبة للواقع المتغيّر في كل جيل وجيل” (ص. ١٠٩).
“تحتاج النساء للرجال ليصلّوا من أجلهن. أعلم أن هذا يبدو غريبا، دُهشت أنا بنفسي عندما اكتشفتُ أن النساء في العهد القديم تناخ( لا يصلّين. عُدتُ وقرأتُ كل قصص النساء في أسفار العهد القديم ، لم أجد امرأة تصلي سوى حنه” (ص. ١٤٣).
“عند اتّهام امرأة بالزنا، مجرّد اتّهام، تُجرّ إلى الكاهن، يُكشف شعرها وثدياها، تُهان على مرأى من العامّة وأخيراً تُسقى ماء مسموم” ص. ١٥٠).
“أصيب اليسار الإسرائيلي بمرض خبيث، وبالضبط لأنّي كنت عضوة فخورة في صفوفه طيلة سنوات كثيرة، بوسعي استشراف عوارض مرضه. سبّبت معارضتُه المشروعة لسياسة الحكومة في الشأن الفلسطيني لدى الكثيرين من الأعضاء تطوير عواطف عدائية إزاء دولة إسرائيل” (ص. ١٧١).
“الختانة جزء لا يتجزأ من هويتنا اليهودية والأمر هام لنا. لماذا؟ هكذا! هنالك أمور لا يمكن تفسيرها بحجج عقلانية” (ص. ٧٦).
“قرّرت محكمة العدل العليا أن لا وجود لقومية إسرائيلية بل هناك فقط قومية يهودية. للفظة ”اليهودية” دلالتان: قومية من جهة ودين من جهة أخرى. إذن لماذا يشعر إسرائيليون كثيرون أن هناك تناقضاً بين دولة يهودية ودولة ديمقراطية؟” (ص. ١٨٢، قارن ص. ١٨٣).
“تواجه دولة إسرائيل صعوبة أكبر مما تواجهه دول غربية أخرى لتكون ديمقراطية. هذا صحيح. أقليتنا غير اليهودية تنتمي في معظمها للأمة العربية التي تقوّض مجرد وجود دولة إسرائيل، وتنتمي للشعب الفلسطيني الذي  يعيش نضالا قوميا مريرا ومستمرا معنا. مواطنونا العرب هم بمثابة تحدٍّ غير سهل، لا سيما بسبب جزء كبير من زعمائهم الذين لا يفوّتون أيةَ فرصة للتضامن مع أعدائنا والتشهير بنا في العالم. مع هذا وبالرغم من استفزاز دائم من قبل أعضاء كنيست عرب، على دولة إسرائيل منح عرب إسرائيل كامل حقوقهم كمواطنين، أكثر مما منحناهم حتى الآن. المزيد من البنى التحتية في البلدات،  ميزانيات أكثر في أجهزة التربية، توفير حماية أكثر لهم إزاء اعتداءات عنصرين يهود، التقليل من التفتيش الأمني المذلّ. نحن مجبورون بهذا من أجلهم وفي المقام الأوّل من أجلنا نحن. هكذا فقط نستطيع أن نكون دولة يهودية ودولة ديمقراطية أيضاً” (ص. ١٨٦).
‘‘ذكرياتي الشخصية من حرب تشرين ١٩٧٣؛ إخفاق المفهوم ارتطم بوجهنا بالضبط في اليوم الذي يتطلّب منّا صيانة دائمة للذات من حيث المفاهيم. الراب كوك يقول إن الأفكار المتصلّبة وغير المتبدّلة هي مرض وعبودية. هل قد تحرّرنا من السبي؟” (ص. ١٩٧).
“سافرتُ عدّة مرات في جولة محاضرات لدى الجاليات اليهودية في أمريكا وعدتُ بمزيج نفسي غريب، معنويات عالية من جهة وكآبة من أخرى. من الممتع في الغربة لقاء يهود يضعون في مركز حياتهم حبّ اليهودية والصهيونية واللغة العبرية. ولكن من المحزن الكشف أن لا حيلة عندهم بصدد الزواج المختلط المتسارع لأبنائهم وأحفادهم” (ص. ٢٠٩).
 “لماذا لم يُذكر موسى في قصة عيد الفسح؟ يعتقد باحثو الأديان أن ذلك نابع من تخوّف إمكانية تحولّه في نظرنا إلاهاً. لكن عند قراءة قصص أسفار العهد القديم  بدون آراء مسبقة يدهش المرء عندما يرى أن الخوف من موسى تاتجٌ من تهديد أكثر هولاً” (ص. ٢٢٨ وأنظر ص، ٢٢٩، ٢٣٠، ٢٣٧).
“حلم أنبياء إسرائيل عن مدينة مقدّسة متعددة القوميات حيث يؤمّها أبناء كل الشعوب للصلاة فيها. حكماء المشناه)حزال( وصفوا مدينة ضخمة تقيم فيها شعوب كثيرة. إذن كيف نبتت في اليهودية أعشابٌ ضارّة ترشّ في القدس شعارات منددة)جرافيتي( بالمسيحية والإسلام؟” )ص. ٢٥٥
“توصف القدس في أسفار العهد القديم كمدينة الله الأبدية، ليست لنا. الحق في العيش فيها والصلاة منها ممنوح في الدرجة الأولى لشعب إسرائيل )شرط أن يكون أهلا لذلك( ولكن أيضا للغرباء!” (ص. ٢٥٧).
“أكثرية الفرائض والعادات التي تشكّل جزء لا يتجزأ من ثقافتنا ليست موجودة في التناخ، إنها من صنع حزال’’ )ص. ٢٦٣).

88
مرسي والسيسي في أمريكا - منِِ الحكيم
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



عندما كان الرئيس مرسي والجنرال السيسي يدرسان في جامعة أمريكية، كان السيسي  يشعر دائما بالعداء  نحو مرسي، وكان مرسي رجلا لا يخشى أحدا إلا الله ولأنه ما كان ليخفض رأسه أمام السيسي، كثر الجدال بينهما.

ذات يوم كان السيسي يتناول وجبة الغداء في مطعم الجامعة، جاء مرسي حاملا صينية طعامه وجلس بجانب السيسي.

اغتاظ السيسي وقال بغرور: يا سيد مرسي، ألا تفهم؟ الخنزير والعصفور لا  يجلسان معا لتناول الطعام.

أجاب مرسي: لا تقلق يا سيد السيسي، سأطير بعيدا!  قام وذهب وجلس إلى طاولة أخرى.

في اليوم التالي قرر الأستاذ في الجامعة تقسيم الطلاب إلى أزواج لطرح الأسئلة على بعضهم البعض وإعطاء العلامات على ضوء الإجابات، وكان مرسي والسيسي معا. أولا بدأ مرسي بطرح الأسئلة وقيّم الإجابات ودوّنها في ورقة وناولها للسيسي. قرر السيسي الذي احتدّ غاضبا أن ينتقم من مرسي وأن يطرح عليه أسئلة عويصة. ردّ مرسي ببراعة على جميع الأسئلة، وعندها عزم السيسي على إهانة مرسي طارحاً عليه هذا السؤال: يا سيد مرسي، إفرض أنك تسير في شارع وتجد رزمة فيها حقيبة من الحكمة وحقيبة أخرى تحتوي على مقدار ضخم من المال، فأيهما تأخذ؟
ردّ مرسي دون أي تردد: بالطبع سآخذ حقيبة المال. علّق السيسي مبتسماً، لو كنتُ مكانك لاخترت حقيبة الحكمة. كل واحد يأخذ ما يحتاج إليه، ردّ مرسي بعدم اكتراث. أخذ السيسي ورقة والهستيريا مهيمنة عليه وكتب “أبله” وناولها لمرسي. تسلّم مرسي ورقة العلامات وبعد دقائقَ معدودة توجه إلى السيسي  وقال له: يا سيد السيسي إنك وقّعتَ على ورقة العلامات إلا أنّك لم تعطني الدرجة.


89

القدّيس الحكيم - قصّة مثيرة للتفكير
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


راح رجُل ما إلى قدّيس وقال له: لقد منح الله كلَّ إنسان الشيء الوفير من الثروة ولكنه لم يعطني شيئا.
أجاب القدّيس: سأعطيك عشرة آلاف دولار إذا قطعتَ إحدى يديك وأعطيتني إياها.
ردّ الرجل: لا أستطيع أن أعطيك يدي.
القديس: حسنا، سأعطيك مائة ألف وأنت تعطيني إحدى رِجْليك.
الرجل: لا أستطيع أيضا إعطاءك رجلي.
القديس: حسنا، سأعطيك أي مقدار من الثروة تطلبه بل وأكثر شرط أن تعطيني عينيك.
الرجل: لن أعطيك عيني حتى لو أعطيتني ثروة العالم كلَّها.
القديس: إن الله قد أنعم عليك بهذه الأمور النفيسة وتقول إنه لم يعطك شيئا؟ بمقدورك استغلال ما منحك الله من طاقات كي تحصل على معيشتك. الأمر متروك لك بخصوص كيقية استخدام ما منحك الله من نِعم لرسم طريق حياتك. وأهم شيء أن تكون ممتناً لله على كل ما أعطاك على الدوام في السرّاء والضراء.

العبرة:

لا تحزن وصلّ دائما لله واطلب منه ولا تطلب من أحد غيره لأنه الرزّاق ليس لبني البشر فحسب بل وللطيور والحيوانات والحشرات وكل ما هو موجود.


90
التأثير العبري على العربية كما يتجلّى في عيّنة من صحيفة الصنارة
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



كان في متناول يدي هنا في بلاد الشمال أربعون عددا من هذه الصحيفة النصراوية التي كانت تصدر يومي الثلاثاء والجمعة. المحررة المسؤولة ڤيدا مشعور ورئيس التحرير لطفي مشعور. المكتب الرئيس في الناصرة، الجريدة القطرية الوحيدة بملكية عربية كاملة، أوسع الصحف العربية انتشارا في البلاد، كما هو مذكور في الصحيفة. الأعداد المذكورة تعود إلى الأعوام: ١٩٩٤، ١٤ عددا؛ عام ١٩٩٥، ٢٢ عددا وعام ١٩٩٧، أربعة أعداد. تعود بداية صدور هذه الصحيفة إلى ١٨ آذار عام ١٩٨٣. قسّمت أمثلة التأثير العبري إلى قسمين: عيّنة مختارة من الكلمات العبرية المقترضة في العربية أوردتها وفق الترتيب الأبجدي لها. هذا القسم واسع إذ أن العبرية هي اللغة المهيمنة بامتياز على كل مرافق الحياة في البلاد. في بعض الأحيان قد تحل الترجمة العربية مكان الأصل العبري ولكن في حالات أخرى لا مندوحة من الاقتراض الكامل )أنظر: http://www.alburayj.com/e7telal%20qamous.htm(. في القسم الثاني أتيت بما يدعى بالاقتراض الدلالي (calques, loan translations) الشائع جدا في لغات العالم التي تستقي من المعيار الأوروبي” أي SAE = Standard Average European المؤلف من الإنجليزية والألمانية والفرنسية. وهذا الرافد هو المغذي لظاهرة السمات اللغوية العالمية المشتركة بين شتى لغات البشر. هنا أيضا اتبع نفس النهج الأبجدي بالنسبة للحرف الأول من الكلمة الأساسية.

كلمات عبرية:

أبسوردات، ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٧.
الكترونيكا، ١٧ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٦.
الاوتونوميا، ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٢٢.

بچروت، ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ١٤.
بسيخومتري، ٢٥ آب ١٩٩٥، ص. ٧.
تشترون بلاديلت من راڤ بريح، ٧ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ١٩.
وكلاء لبيع پيليفونات، ٧ نيسان ١٩٩٥، ص. ٣١.
خط لشبكة پلفون، ٢١ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ١٩.

تخنولوجيا متطورة، ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ٣٢.
تراكلين حشمال، ٢٥ آب ١٩٩٥، ص. ١٠.
على انه يرتدي البزّة “التساهلية”، ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٢.
التيئوريا، ٩ أيلول ١٩٩٤، ص. ٦؛ ٧ نيسان ١٩٩٥، ص. ١٢.

وبين اللوطيين والعاديين وبين الفئات المتدينة “الحريدية”، ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٧.
“حيبوشيت” من عام ١٩٦٨، ٧ نيسان ١٩٩٥، ص. ٥.
“شنص حيش - چاد”، ١٧ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٦.

دپي زهاڤ، ٤ آب ١٩٩٥، ص. ٧.

فُقد كلبان من نوع “زئيڤ”، ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٣٠.
موظفة تجيد الحسابات مع خبرة في برنامج חשבשבת، ١٤ تشرين الثاني ١٩٩٧.

من رجال المخابرات - الشين بيت، ٢١ نيسان ١٩٩٥، ص. ١٤.

خسارة ان جميع العربوشيم لم يتواجدوا في الفريديس، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٧.
غزة والضفة الى غيتو واحد كبير؟ ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ١٠.

احلام اللوطو، ٢١ نيسان ١٩٩٥، ص. ١٣.

بدون “كيباه” لن تكون قاضياً، ٢٤ شباط ١٩٩٥، ص. ١٦.
جهاز “الكسبومات”، ٢٧ أيار ١٩٩٤، ص. ٥.
“كيرن مكابي، مكابي مچين، دركونيت مكابي، ٢٥ آب ١٩٩٥، ص. ٨.

ودائرة الاشغال العامة “ماعتس”، ١١ آب ١٩٩٥، ص. ٢٤.
المزوزاه، ١ آذار١٩٩٥، ص. ٨.
اسعار اسهم “المشتنيم”، ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ١٩.
المشكنتا، ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ٣.
“مكابي” و”مكابي مغين”، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٧.
المؤحيدت، ٢٧ أيار ١٩٩٤، ص. ٥.
ميكود، ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٢.

”النسكافيه”، “اللحمانيا”، ٧ تشرين الأول ١٩٩٤، ص. ١٢.

هالو تلفزيون .. ييش تمورا!؟، ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٢٩.


تعابير مقترضَة:

صفارة الابريق الكهربائي، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٧.
عائلات معدومة السكن، احادية الوالد، ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٣.
ارجوك كل الرجاء ان تأخذي نفسك بين يديك، ١ آذار١٩٩٥، ص. ١٣.
طالب اخضر، ملحق الصنارة، ٩ أيلول ١٩٩٤، ص. ١٤.
ولازالة الشك نوضح، ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٣.
وحدات سكنية للازواج الشابة، ١٣ أيار ١٩٩٤، ملحق، ص. ١؛ ٢٨ نيسان ١٩٩٥، ص. ٨.
صادفت قبل اسبوعين حملة “اطرق الباب”، ٢ تشرين الثاني ١٩٩٤، ص. ١، ص. ١٤؛ ٧ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ١٦.
في اطار الباب المفتوح، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٦.
وثيقة دامغة اسود على ابيض، ١٣ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ١٨.
التأمين المكمل، ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٢، ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص.١٧.
استعملت لشق شوارع “التفافية” ١٣ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٤.
وذلك في خطوة لأكدمة التعليم في جميع كليات اعداد المعلمين،  ٢٤ شباط ١٩٩٥، ص. ٤.
من يدفع لصندوق المرضى بأمر ثابت، ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص.١٧.
صناديق التقاعد، ١٧ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٢.
لحركة “امناء الهيكل” امام الاورينت- هاوس، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص.  ٢٣.
انفجار الاتفاقية النقابية الفلسطينية الاسرائيلية، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٢٢؛ ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٧.
خطر انفجار اتفاقيات الاجور، ٥ أيار ١٩٩٥، ص. ١٦.

بطاقة اعتماد، ٢٤ شباط ١٩٩٥، ص. ٦، ٢١ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ١٦.
بناء ذاتي في كفرقاسم، ١٥ أيلول ١٩٩٥.
بحضور وزير البيئة يوسي سريد،  ١٧ آذار ١٩٩٥، ص. ١١.

جراء بيع قوة عمله في سوق العمل الاسرائيلي، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٦.

مؤسسة التأمين الوطني، ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ١٦.
تحرر من الجيش وانتقل الى جامعة كاليفورنيا، ١٧ آذار ١٩٩٥، ص. ٤.
مطالبين بتحرير توفيراتهم، ٢٤ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٢.
اجتماعات اللجنة الوزارية لتحرير السجناء، ١٠ آذار ١٩٩٥، ص. ١.
وبدأ بتخطير مرمى العكيين، ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٩.
المثابرة والعطاء يضمنان مكاناً في التركيب الاول، ٩ أيلول ١٩٩٤، ص. ٢٩، ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٢٦، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٨، ٢٩.
تعديل درجات ضريبة الدخل، ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٢٢.

بأقل عدد من لاعبي التعزيز، ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٢٦؛ ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٧.
بواسطة التعليمات الدائمة في البنوك، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٧.
مسؤول عن ادارة وتفعيل قسم الموسيقى، ١٣ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٤.
تفعيل هذه الشبكات، ١٤ نيسان ١٩٩٥، ص. ٥.
التلفون المتنقل (تلفون يد، بتأثير ما يستعمل في الألمانية handy ولدى بعض العرب في فنلندا بتأثير المصطلح الفنلندي kännykkä)، ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٧ ؛ ٧ نيسان ١٩٩٥، ص. ١١.
على اساس الترتيبات الامنية فسيكون تمريره اكثر سهولة، ٩ أيلول ١٩٩٤، ص. ١٠؛ ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٥؛ ١٠ آذار ١٩٩٥، ص. ٢.

فلم تعد الصحف المصرية تتمكن من نشر ثمرات قلمه،  ١ آذار١٩٩٥، ص. ٤.
جبل الهيكل، ١١ آب ١٩٩٥، ص. ٢٣.
كيف يمكن جسر الخلافات التي تتمحور حول تشكيل اللجنة، ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٦.
تكثيف وتوسيع الاستيطان، صفارة الابريق الكهربائي، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ١٠.
المعهد العربي للتكملة المهنية، ٣ شباط ١٩٩٥، ص. ٦.

وذلك بعد اكتشاف جسم مشبوه، ١ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٥.
جمهور الهدف، ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٣؛ ٢٥ آب ١٩٩٥، ص. ٤.
القدرة على ايجاد جماهير هدف لنشاط البيع، ١ آذار١٩٩٥، ص. ١٨.
وجيد ان رامون ذكر المواطنين العرب جيدا في خطابات النصر، ١٣ أيار ١٩٩٤، ص. ٢.
تطبيق فعاليات للجيل الصغير، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٤.

حاجز عسكري، ٧ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ٣٣.
ونقلت الزوجة في حالة صعبة الى مستشفى “نهاريا”، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٢١.
ويوزعون حاملة مفاتيح، ٢ تشرين الثاني ١٩٩٤، ص. ١، ص. ١.
نحترم بطاقات يسرا وڤيزا، ١ آذار ١٩٩٥، ص. ٦.

الحبس المنزلي حى انتهاء الاجراءات، ٢٤ شباط ١٩٩٤، ص. ١٠؛ ٢١ نيسان ١٩٩٥، ص. ٦.
محكمة العمل اللوائية، ٢١ نيسان ١٩٩٥، ص. ١٥.

كل الاحترام، ٢ تشرين الثاني ١٩٩٤، ص. ١، ص. ٢.
في الحديقة الوطنية في صفورية، بوضع الحرز (المزوزاة) على مدخل القلعة؛ الحدائق القومية،  ١ آذار١٩٩٥، ص. ٨.
حرب الغفران، ٧ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ٢.
حرس مدني في الطيبة والطيرة، ٥ أيار ١٩٩٥، ص. ٣.
حزام الأمان إجباري في المقعد الخلفي أيضا، ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ١١.
حسابات توفير، ١٧ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٢.
جمعية حماية الطبيعة،  ١ آذار١٩٩٥، ص. ٦.
حملة هيىء مركبتك للشتاء، ٧ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ١٦.
المجلس الوطني لمنع حوادث الطرق، ٢ أيلول ١٩٩٤، ص. ٣؛ ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ١٣.

خروج السبت، ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ١١.
خشبة قفز ونقطة انطلاق، ١ آذار١٩٩٥، ص. ٢.

خصخصة او .. فرفطة، “هفرطاة”، ٢١ نيسان ١٩٩٥، ص. ٢.
١٤٪ من سكان حيفا يعيشون “تحت خط الفقر”، ٧ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ٤، ٢١ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ٣٣.
تجاوز كل الخطوط الحمراء،  ٢٨ نيسان ١٩٩٥، ص. ٢١.
مسرح دمى ودراما خلاقة. ٥ أيار ١٩٩٥، ص. ٢٨.
ودائرة اراضي اسرائيل (كيرن كييت)، ١١ آب ١٩٩٥، ص. ٢٤.
دفيئة سياحية الناصرة والقضاء، ٢ أيلول ١٩٩٤، ص. ٦؛ ٩ أيلول ١٩٩٤، ص. ١٢.

يشكل دفيئة/الدفيئات صالحة للارهاب، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٢٢؛ ٢٥ آب ١٩٩٥، ص. ١.
“الدوريات الخضراء”، ٢ أيلول ١٩٩٤، ص. ٦؛ ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٢؛ ٦ كانون الثاني ١٩٩٥ ص. ٢.

اختارت مؤخرا رابطة الحكام الحكم الدولي سهيل داوود، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٩.
وطالبا بتقديم الذين استغلوا اموال الجمهور،  ١ آذار١٩٩٥، ص. ٦.
في النهاية اتوجه الى جميع رجال /رجل الجمهور، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٦؛ ٢١ نيسان ١٩٩٥، ص. ١٣.
هناك رزمة من الاقتراحات لعرفات، ١٠ آذار ١٩٩٥، ص. ٢.
الفائدة على القروض “الرمادية” تقترب من ٥٠٪ سنويا، ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٢٢.

على سجل النفوس في وزارة الداخلية، ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٣.
ساعات استكمال، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ١٠.
دورة استكمال، ٥ أيار ١٩٩٥، ص. ٢٨؛ ٢٥ آب ١٩٩٥، ص. ٤.
سلطة الحدائق الوطنية وشركة تطوير قيساريا، ١٧ آذار ١٩٩٥، ص. ٣.
دورات/سنة استكمال، ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ١١؛ ١ آذار ١٩٩٥، ص. ١٨؛ ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٥.
المؤتمر؟سطر أخير، ٢١ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ٢.
حرب “سلامة الجليل” تفشل في الشيشان ايضا، ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٣.
مديرية السلامة على الطرق، ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ١١.
وسلم الافضليات، ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٣.
وتحضير سلة برامج ملائمة للمدرسة،  ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ١١.
“سلة هدايا”، ٢٥ آب ١٩٩٥، ص. ١٠.
في اطار سلة خدمات الصحة، ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ١٦للمسار التعليمي، ٢٨ نيسان ١٩٩٥، ص. ٤.
ارخص سلة مشتريات في البلاد، ٢٨ نيسان ١٩٩٥، ص. ١.
سندات الدين (אג‘‘ח)، ٢٤ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٢.

شباك التذاكر، ١ آذار ١٩٩٥، ص. ٧.
ومراسل الشبكة الثانية (ريشت بيت)، ١٣ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٢٩.
وشبكات التشغيل والانتاج، ٢ أيلول ١٩٩٤، ص. ٤.
بيني طمكين، رئيس اللجنة الفرعية للشبيبة في ضائقة، ١ آذار١٩٩٥، ص. ١٠.
شخصيات جماهيرية، ١٠ آذار ١٩٩٥، ص.٣.
شد الاحزمة، ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ١٣.


افضل صندوق مرضى، ٣٠ كانون اول ١٩٩٤، ص. ٢٢٥ آب ١٩٩٥، ص. ٨.
صناديق المكافأة، ٢٤ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٢.
ضباط الاحداث، ١ آذار١٩٩٥، ص. ١٠.
لاسعار تشمل ضريبة القيمة الاضافية/ض.ق.م.، ٩  كانون الأول ١٩٩٤، ص.٢٣؛ ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٣.
هذه النتائج يجب ان تنير/تشعل الضوء الأحمر،  ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٣؛ ٢٤ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٤.

لجنة الطاعة تبعد اخاء الناصرة، ٣٠ أيلول ١٩٩٤، ص. ٢٦؛ ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٨، ٢٩؛ ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٦؛ ١٤ نيسان ١٩٩٥، ص. ٢٦؛ ١١ آب ١٩٩٥، ص. ١١.
طب استخدامي، ٢٥ آب ١٩٩٥، ص. ٧.
تسجيله الهدف الاول وطبخه للهدف الثاني، ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٩.
الطوق الامني، ٣ شباط ١٩٩٥، ص. ٣.
التي توصف بانها مهنة “العالم السفلي”،  ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٤.
انه بتضحيته بأحد السخلين يستطيع أن يشتري عالمه، ٩ أيلول ١٩٩٤، ص. ١٥.
يعارضون شق شارع عابر اسرائيل، ٢ أيلول ١٩٩٤، ص. ٦.
عاد الى نفسه ولياقته، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٩.
العلامة الواقية، ١٣ أيار ١٩٩٤، ص. ٤؛ ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٥.
أخرج من وحدة العناية المكثفة،  ٢٨ نيسان ١٩٩٥، ص. ٩.
طلاب، قادمون جدد ومسنون، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٦.
قسم التعليم القبل اكاديمي،  ٩ أيلول ١٩٩٤، ص. ٢٩.
التي تنوي فتح روضة قبل الزامية/قبل الالزامي، ٣ شباط ١٩٩٥، ص. ٩؛ ٥ أيار ١٩٩٥، ص. ٦.
قوات الامن “والشاباك”، ٩ أيلول ١٩٩٤، ص. ١٢.
للقاء فريق القاع من الناصرة العليا، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٨.
تمثل القشرة الصلبة في نسيج العلاقات المركبة،  ١٧ آذار ١٩٩٥، ص. ١١.
وكلاء/وكيلات اصحاب قوة اقناع، ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٣٠.

كاسر الامواج، ٢٧ أيار ١٩٩٤، ص. ١٣.
حركة “كتلة السلام” (غوش هشلوم)، ١ آذار١٩٩٥، ص. ١٠.
“الكتلة المانعة”، ٣١ آذار ١٩٩٥، ص. ١٢.
مدمنا على الكحول والسموم،  ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص.١٧.
ومن يحظى بالكرز والكريم من الكعكة، ٢١ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ٢.
التي دحرجت كرة الثلج في المنحدر، ٢ أيلول ١٩٩٤، ص. ٢.
كيف تلعب دور “كلاب الحراسة”، ٣ شباط ١٩٩٥، ص. ٥ .
الكمامات الواقية، ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٦.
دارسون للحصول على اللقب الاول من السفارديم/اللقب الثاني، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ١٠؛ ٤ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ٣.

لقب جامعي اول، لقب جامعي ثان، لقب جامعي ثالث، ٧ نيسان ١٩٩٥، ص. ١٢؛ ١٤ نيسان ١٩٩٥، ص. ١١.
اما بالنسبة لعرفات فليس له ما يبحث عنه في القدس، ٢ أيلول ١٩٩٤، ص. ٦.
وهي مكاتب “فتيات المرافقة”،  ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٤.
فرصة للفطام عن المخدرات/الكحول، ١٢ نيسان ١٩٩٤، ص. ١٨؛ ١٦ أيلول ١٩٩٤، ص. ١٨؛ ٢١ نيسان ١٩٩٥، ص. ٦؛ ٣٠ حزيران ١٩٩٥، ص. ٧؛ ١٥ أيلول ١٩٩٥، ص. ١.


يعتبر احد الاعمدة الاساسية في ماكنة التسجيل النصراوية (كرة قدم)، ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٢٦.
وعدد هؤلاء متحرك وغير واضح، ١٧ آذار ١٩٩٥، ص. ١١.
مجفف شعر، ٢٥ آب ١٩٩٥، ص. ١٠.
بالقرب من المجمع التجاري (كنيون هشارون)، ١ آذار ١٩٩٥، ص. ٢٥.
دائرة الشبيبة المحبّة للعلم، ٥ أيار ١٩٩٥، ص. ١٠.
عدد السجناء العرب المحررين من السجن وصل ٩٠٠ سجين،  ١ آذار١٩٩٥، ص. ٧.
برئاسة مدير المحميات الطبيعية في الجمعية الملكية، ٣٠ كانون الأول، ١٩٩٤، ص. ٣؛  ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٣؛ ٣ شباط ١٩٩٥، ص. ٥؛ ٧ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ١٣.
نريد بناء مخازن معلومات عن الادباء والشعراء، ٩ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ١١.
الذين يتلقون مخصص محدودية الحركة، ١ آذار١٩٩٥، ص. ١١.
مخصصات تقاعد مبكر، ١٣ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ١١.
للعمل الميداني من منطقة حيفا والمحيط اجر عال، ١٤ تشرين الثاني ١٩٩٧.
وعن ابعاد المدافع المتأخر عوض زبيدات، ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٢٧.
من قانون مناطق ومدن التطوير، ٥ أيار ١٩٩٥، ص. ٧.
مديرية الامان على الطرق، ٥ أيار ١٩٩٥، ص. ١٤.
مرافب حسابات، ٢٧ أيار ١٩٩٤، ص.٥.
اعلان الى مستحقي وزارة الاسكان، ٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ٣.

لوحدات “المستعربين” التي وصف اعمالها، ٣ شباط ١٩٩٥، ص. ١٣، ٥ أيار ١٩٩٥، ص. ١٣.
مستشار ضرائب قانوني، ٢٧ أيار ١٩٩٤، ص.٥.
التقارير السنوية عن مسيرة حساباتهم، ٢٤ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٢.
في تشكيل وضع اجتماعي اخر، يجيز مشاركة فاعلة، ١ آذار ١٩٩٥، ص. ٥.
المشروبات الخفيفة، ٣٠ حزيران ١٩٩٥، ص. ١٠.
البرنامج الرياضي “ملاعب واهداف”، ١٣ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٢٩؛ ٢٤ شباط ١٩٩٥، ص. ٢٢.
حيث يتم ادخالها الى ملجأ للنساء المضروبات/المرأة المضروبة،  ٢٧ كانون الثاني ١٩٩٥، ص.١٧؛ ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٢؛ ٢٤ شباط ١٩٩٥، ص. ٢١؛ ١ آذار١٩٩٥، ص. ١٣.
“اللجنة من اجل مجتمع معافى” - حيفا، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٤.
معالجة نصوص، ٣٠ كانون الأول ١٩٩٤، ص. ١٢.
الادعاء حول الضرورات الامنية، غير مقبول علينا، ١٠ شباط ١٩٩٥، ص. ٥.
معلوت وكرمئيل وغيرهما من المستوطنات والمناظر، ٦ كانون الثاني ١٩٩٥ ص. ٢.
هذا المقياس المزدوج يملأ فم اليمين بالمياه عند قتل العرب، ٩ أيلول ١٩٩٤، ص. ١٠؛ ١٥ أيلول ١٩٩٥، ص. ١٢.
مهندس تنفيذي، ٢٣ أيلول ١٩٩٤، ص. ١.
ستقود الى مواجهة عسكرية، ٧ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ٨.
مواد حافظة بنسبة عالية، ٢ تشرين الثاني ١٩٩٤، ص. ١، ص. ١٤؛ ٣٠ حزيران ١٩٩٥، ص. ١.
عائدات الضريبة الموازية،٢٣ كانون الأول ١٩٩٤، ص.١٧؛١٣ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٢٢.
موّلد تقارير متقدم )מחולל דוחות(، ٧ تشرين الأول ١٩٩٤، ص. ١٦.

من منظمة نساء في السواد، ٦ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٤.
تتصف بالمستوى الاكاديمي المقبول ونقية من اي تدخل سياسي او حمائلي، ١٠ آذار ١٩٩٥، ص. ٢.
نقاط استحقاق،  ٢٨ نيسان ١٩٩٥، ص. ٨؛ ٦ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٤.
هندسي بناء، هندسي زراعة، هندسي ماكنات، هندسي تدريس، ٢٧ أيار ١٩٩٤، ص. ٥.

وعده بزيادة وتيرة مباحثات واجتماعات اللجنة، ٣٠ أيلول ١٩٩٤، ص. ١.
ووضع الزوج وراء القضبان، ٧ تشرين الثاني ١٩٩٧، ص. ٣٣.
تعرض الجامعات ومؤسسات البحث ورشات علم ومعرفة في المجالات التالية، ٥ أيار ١٩٩٥، ص. ١٠.
او ما يسمى وظائف “مفتاح”، ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٥، ص. ٩.
للمتقدمين لامتحانات وكيل تأمين، ٢٤ شباط ١٩٩٥، ص. ٣.


خلال حرب لبنان وخاصة حركة “يوجد حد”، ١٧ آذار ١٩٩٥، ص. ٤.


91
الهدية الثمينة - قصّة محفّزة
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



ذات يوم كان ولد فقير سائرا في شارع وتوقف عندما حطّت عيناه على درّاجة فاخرة وأنيقة كانت مركونةً أمام متجر. توقف الولد هناك محدّقا بها. بعد لحظة خرج صاحب الدراجة من المخزن ورأى الولد الفقير ينظر إلى دراجته بذهول. كان صاحب الدراجة لطيفا فأركب الولد خلفه على الدراجة في مشوار. كان الولد سعيدا جدا وقال: “لديك دراجة رائعة. لا بدّ أنها ثمينة، ما سعرها؟”. أجاب الرجل: “لا أعلم ما ثمنها، أبي أهداني إيّاها”. ابتسم الولد وأردف ٍقائلا: “إنه إنسان لطيف حقّاً، عندك أب طيّب لهذا الحدّ”. قال الرجل: “أعي ما تفكر فيه، إنك أيضا ترغب في الحصول على مثل هذه الدراجة، أليس كذلك”؟
ردّ الولد: “لا، إنّي أريد أن أصبح أبا مثل أبيك.”
دُهش الرجل من فكرة الفتى الحكيمة وما كان يتوقع أن تخرج من لدنه

92
ترجمة مقالة أحاد هعام عن السامريين
Arabic & English Translations of Aḥad ha-˓Am’s Article on the Samaritans
By. H. Shehadeh
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

آشر تسفي )هيرش( چينتسبورغ  ) ١٨٥٦-١٩٢٧(، المشهور باسمه المستعار، أحَاد هعام، )واحد من الشعب(، كما ورد في مقاله الأوّل “هذه ليست الطريق” عام ،١٨٨٩، ولد في أوكرانيا لعائلة حسيدية ثرية، التحق بالـ חדר  )شبيه بالكتّاب( وهو ابن ثلاث سنوات حيث بدأ بتعلّم قراءة العبرية والتوراة وعندما بلغ العاشرة من عمره خُصِّص له معلّم خاص لتدريسه المشناه.  ثم درس بنفسه فلسفة القرون الوسطى والتلمود ولغاتٍ مثل الروسية والألمانية والفرنسية واللاتينية والإنجليزية. إنه أحد مفكري الحركة الصهيونية الروحية وعمل جاهدا في نشر الثقافة العبرية، أسّس: جمعية “بنو موسى”؛ دار النشر “أحيأَساف” والدورية الشهرية هشيلواح. اشترك في الكونغرس الصهيوني الأول المنعقد عام ١٨٩٦ وكان له أثر على بعض المثقفين أمثال: أ.د. جوردون، ي.ح. برنر و ح. ن. بيالك. قدِم أحاد هعام إلى البلاد عام ١٩٢٢ وسكن ּأوّلا في القدس ثم في تل أبيب في الشارع الذي حمل فيما بعد اسمه. قبل ذلك كان أحاد هعام قد زار البلاد عدة مرات وانتقد معاملة اليهود للعرب ونادى بسلوك نهج “المحبة والاحترام لهم” كي لا يعارضوا الاستيطان اليهودي. من آرائه، الغرض من الديار المقدسة هو إيجاد حلّ ثقافي روحي لمشكلة الشعب اليهودي. عارض صهيونية هرتصل السياسية والصهيونية الدينية.  كتب أحاد هعام هذا المقال القصير عن السامريين بُعيد العام ١٩٠٥ ورأيت إثباته هنا بالأصل العبري مشفوعاً بترجمة للعربية خدمة لأبناء الطائفة السامرية في مركزيها - حولون ونابلس إذ ليس كل السامريين يُجيدون العبرية والعربية ثم أضفت ترجمة للإنجليزية لمن لا يجيد اللغتين الساميتين المذكورتين وهم كثر وخاصة في صفوف الباحثين في المضمار السامري.

להלן מביא אני את מאמרו של אשר צבי )הירש( גינצברג )1856–1927( הידוע בכינוי ‘אחד העם’, על השומרונים שכתבוֹ בסביבות 1905, בליווי תרגום לערבית המיועד בעיקר לשומרוני שכם וזקני אחיהם בחולון שעדיין הערבית עבורם הינה בחזקת לשון אם. אין צריך לומר שתרגום כזה מוצע גם לכל יודע ערבית המתעניין בנושא השומרוני. כן הוספתי תרגום לאנגלית המיועד למעוניינים שאינם בני בית לא בערבית ולא בעברית ובמיוחד בקרב חוקרי השומרונות.

Below I present an article on the Samaritans written around 1905 by Asher Zvi (Hirsch) Ginsberg (1856-1927, known as “one of the people”). It is accompanied by my translation into Arabic for the Samaritans of Nablus and their old brothers in Ḥolon whose mother tongue is still Arabic. Needless to say, this translation can also serve everyone who knows Arabic and is interested in Samaritanism. An English translation is added for those who do not know either Arabic or Hebrew, and they are numerous among the scholars of Samaritanism.


 השומרונים
אחד העם
המראה היותר נורא בעולם, הממַלא לב החי חרדה ועצב בלי גבול, הוא בודאי מראה הגסיסה, הרגע האחרון בהתאבּקות החיים עם המות, היש עם האָין.
אחד החכמים (Draper) אמר, שהגסיסה היותר מעציבה היא גסיסת דת עתיקה. אבל בהיות הדת רק חלק מן הקולטורא של כל עם, הנה אפשר להוסיף על דברי אותו חכם, כי עוד קשה מזו היא גסיסת עם עתיק, עם שהרבה והרבה דורות היה חי ונלחם על קיומו, היה מנַצח ומנוצח חליפות, עד שלבסוף יבש מקור חייו, כוחו עזבהו, נתּק הקשר בינו ובין העולם כולו, דבר אין לו עוד עם שאון לאומים, והרי הוא מונח בקרן זוית אפלה, ערירי ונעזב, ומתאבּק עם המות ההולך וקרב.
טרגדיא כזו יש לנו בעולם גם עתה, ולא באיזה אי שומם מאיי הים, כי אם ב"טבּור הארץ" – בארץ ישׂראל. העם הגוסס הוא אויבנו מימי עולם – עם השומרונים. חיים מלאים רגש ותנועה חי העם הזה אתנו יחד הדורות קדומים, בזמן שכּל העולם היה לו צורה אחרת לגמרי, ואז נלחם הוא בנו ואנחנו בו (או להפך – כי הוא פתח בשלום); השׂנאה והקנאה היו עצומות משני הצדדים, אבל עניני החיים, צרכיהם ותמורותיהם, משותפים היו לשני הצדדים, כמו לשאר העמים בימים ההם, שנתקרבו בזרוֹע של אשור ובבל, פרס, יוָן ורומא.  והנה אנחנו הוספנו אחר כך לחיות עם כל הדורות, דור דור וחייו, עד שהגענו לדור הזה, והרי אנו חיים גם עמו חייו החדשים, ולא עוד אלא שנתעוררו בנו תקוות חדשות ושאיפות של ימי נוער, כאִלו תמול נולדנו. ו ה ו א, אויבנו האומלל, דמו קפא בקרבו עוד לפני דורות רבים, לא היה בו כוח לפשוט צורה וללבּוֹש צורה בשביל לחַדש נעוריו, וכה קפצה עליו הזִקנה והוא הולך וגוֹוע לעינינו, ואין לו עוד בעולמו אלא ארבע אמות אצל הר גריזים, ששם הוא יושב אָבל ומנודה ומחכּה לקצו.
וברגעיו האחרונים מתגבּר בו חֵפץ החיים, כמשפט לכל חי, והוא חוגר שארית כוחו לעמוד בפני המות ומבקש עזר מן החוץ. למי יפנה? זר הוא לכל העולם החדש, אין לו שום מגע ומשׂא, שום חפץ או זכרון משותף עם איזו אומה חיה בכל הארץ. והנה הוא זוכר, כי לפני שנות אלף, בזמן שהיה עוד גם הוא מתהלך בין החיים, היה לו שׂונא בנפש – שכן קרוב, או אח שנתרחק – והשׂונא הזה עודנו חי.  השׂוֹנא הזה הוא איפוא האחד תחת כל השמים אשר איננו זר לו לגמרי, אשר יש לו עמו פרק משותף בהיסטוריא, פרק מלא איבה ותחרוּת ודמים, אבל – איבה ותחרוּת ודמים משותפים... והנה הוא פושט ידו לשׂונאו זה ומביט אליו בתחנונים.
עדת השומרונים – מודיעים כה"ע – יסדה לה בית ספר, ובאין לאל ידה לכלכל צרכיו, פנתה לאגודת ישׂראל באנגליא ובקשה עזר מאתה. כמובן, תמכה בקשתה בזכרונות ההיסטוריים ואף נתנה לזכרונות אלו צורה יותר נעימה, ותחת שׂנאה ומלחמה, זכרה את "האחוָה"...
וצחוק גס ומלא רעל פרץ מפי איזו מכתבי-העת לישראל, מהם "מחזיקי הדת" ומהם מרביצי השׂכּלה, ובחרפות וגדוּפים ענו אלו ואלו על בקשת הגוסס אותה התשובה הקדמונית, אשר עדיין לא הוברר הדבר, אם היתה גם בזמנה תשובה כהלכה: – "לא לכם ולנו לבנות..."
שאלה היא ותהי לשאלה: אם לא דם אחינו "אפרים" נוזל בעורקי אויבנו זה ההולך למוּת; אך לוּ גם יהי דמו כולו, עד הטפה האחרונה, רק "מכּוּתא ומעוָא ומחמת וספרוַיִם" – לא נאה לאנשים נלבּבים להבּיט אל טרגדיא היסטורית כזו בשׂחוק וקלוּת ראש, ומה גם לאנשים מישׂראל, שגם הם עצמם בנס הם עומדים.

 السامريون
بقلم أحاد هعام

أفظع مشهد في العالم، يملأ القلب النابض رهبة وحزناً بلا حدود، هو يقيناً مشهد الاحتضار، اللحظة الأخيرة في عراك الحياة مع الموت، الوجود مع العدم.
قال أحد الحكماء دريپر [John William Draper 1811-1882؛ عالم وفيلسوف ومؤرخ أمريكي من أصل بريطاني]  إن الاحتضار الأكثر إيحاشاً وتكديرا هو احتضار ديانة قديمة. ولكن بما أن الديانة ما هي إلا جزءً من الثقافة لدى كل شعب، فمن الممكن أن نُضيف على قول ذلك الحكيم  أن احتضار شعب عريق أصعبُ من ذلك، شعب كان يكافح طيلةَ عصور من أجل بقائه، كان ينتصر مرّةً ويندحر أخرى، حتى نضب ينبوع حياته في آخر المطاف، اضمحلّت قوته وانفصم الرابط بينه وبين العالَم بأسره، لا شيءَ يربطه مع باقي الشعوب، إنه ملقىً في ركن معتم، وحيدا ومهجورا، يصارع الموت الآخذ في الاقتراب.
مثل هذه المأساة ماثلةٌ أمامَنا الآن أيضا، ليس في جزيرة قاحلة من جزر البحر، بل في وسط (سُرّة) البلاد - في أرض إسرائيل. هذا الشعب المحتضِر هو عدوّنا منذ القِدم - إنه الشعب السامريّ. عاش هذا الشعب معنا في العصور الغابرة حياة ملؤها العاطفة والحركة في زمن كان للعالم كله شكل آخر تماماً، وعندها قاتلَنا ونحن قاتلْناه (أو بالعكس - إنه بدأ بالسلام)؛ كانت الكراهية والضغينة عظيمتين لدى الطرفين، إلا أن أمور الحياة، حاجياتهم ومستجدّاتهم كانت مشتركةً كسائر الشعوب في تلك الأيام، التي تقاربت  نتيجةَ سلاح أشور وبابل، بلاد الفرس، اليونان وروما. وها نحن تابعْنا العيش مع كافة الأجيال، كل جيل ونمط حياته حتى وصلنا إلى هذا العهد وها نحن نعيش معه أيضا حياته الحديثة، كما ونمت وترعرعت فينا آمالٌ جديدة وطموحات شبابية وكأننا أبناء البارحة. إنه عدوّنا البائس، تجمّد دمه في جوفه منذ عصور كثيرة، لم يتمتّع بالقوة لخلع شكل واكتساب هيئة أخرى بغية تجديد شبابه، وهكذا استولت عليه الشيخوخة وهو آخذ في الاحتضار أمام ناظرينا، وليس له بعد في حياته سوى أربع أذرع جبل جريزيم، هناك يعيش حزيناً متفجعاً منبوذاً منتظراً آخرته.
في لحظاته الأخيرة تتعاظم فيه رغبة الحياة وفق سنّة الطبيعة وهو يجمع ما تبقّى من قواه للوقوف قدّام الموت ويستنجد من الخارج. لمن يتّجه؟ إنه غريب بالنسبة لكل هذا العالَم الجديد، لا صلةَ له ولا أخذ وردّ، لا رغبة له ولا ذاكرة مشتركة مع أية أمّة حيّة في البلاد كلها. وها هو يذكر أنه قبل ألف عام، عندما كان في عداد الأحياء، كان له عدو لدود، جار قريب، أو أخ ابتعد عنه - وهذا الخصم ما زال حيّاً يُرزق. هذا الخصم إذن هو الواحد تحت السماء كلها وليس غريباً عنه البتّة، ويقاسمه فصلا مشتركا في التاريخ، فصلا يعجّ بالعداء والتنافس والدماء، ولكن- عداء وتنافس ودماء مشتركة …
طائفة السامريين - تعلن الدورية - أسَّست لها مدرسة، وبما أنها عاجزة عن تلبية احتياجاتها، توجهت لأغودات يسرائيل في إنجلترا وطلبت عونا منها. دعمت طلبَها هذا بالطبع بالذكريات التاريخية وأفضت عليها شكلا سائغا وبدل الكراهية والحرب ذكرت “الإخوة”.
ضحكٌ فظٌّ مفعم بالسمّ تدفّق من إحدى دوريات إسرائيل، منها متدينة ومنها ثقافية، وردّت هذه وتلك بالفضائح والشتائم على طلب المحتضِر بنفس الإجابة القديمة، ولم يتّضح الأمر بعد فيما إذا كانت في حينها إجابةً كما ينبغي: البناء ليس لكم ولنا”.
والسؤال المطروح: حتى وإن لم يكن دم أخينا “إفرايم” يسري في عروق عدوّنا هذا المحتضِر؛ وحتى ولو كان دمه كلّه، حتى القطرة الأخيرة منه، فقط “من كوث وعوّآ وحماة وسفروايم” [أي ليسمن بني إسرائيل، أنظر: سفر الملوك الثاني ١٧: ٢٤] - لا يليق لأناس ودّيين أن ينظروا إلى مأساة تاريخية كهذه بسخرية واستخفاف، لا سيما بالنسبة لأناس من إسرائيل، وهم أنفسهم بقوا بأعجوبة.


The Samaritans
by Aḥad Ha˓Aam
One of the most terrible sights in the world is a heart filled with anxiety and infinite sadness. Such a scene is in a sense a picture of dying, of a struggle of life and death, of existence versus nothing.
Draper [John William Draper 1811-1882, American philosopher, scientist, historian], one of the scholars, said that the saddest death is the death of an ancient religion. But since religion is only a part of the culture of any people, one may add to his wise words that the starvation of an ancient people is more difficult than the death of an ancient religion. People who for many generations lived and fought for their existence have alternately been victorious and have been defeated, until finally their source of life dried up, their power left them, and the tie between them and the whole world was broken. They have nothing in common with other nationalities. Such people have been abandoned, left in a remote and dark corner, alone and struggling against the inevitability of death.
We are witnessing just such a tragedy now, not on a desert island, but in “the Navel of the Earth” – in the land of Israel. The dying people, namely the Samaritans, have been our enemies since ancient times. With us, they have lived a life filled with emotion and activity throughout antiquity, a time when the world had a completely different image. They have fought against us and we against them (or vice versa – since they initiated peace). Great hatred and jealousy were rife on both sides, yet the affairs of life, its demands and its changes, were common to both peoples, as in those days was also the case with other nations that came closer to each other as a result of the power of Assyria and Babylonia, Persia, Greece, and Rome. We continued to live together from generation to generation, each generation having its own life until we arrived at the present. We share with them this new life, and moreover, new hopes and youthful aspirations were aroused in us, as if we were born yesterday. They are our miserable enemies whose blood dried within them for many generations; they did not have the power to change form and rejuvenate themselves. Age caught up with them, and now they are dying before our eyes. Their world consists of only the four cubits on Mount Gerizim, where they are despondent, excommunicated and waiting for their end.
And in their last moments the desire for life dominates, after the manner of every living thing, and they shepherd their remaining powers to resist death and ask for help from the outside world. To whom will they turn? They are strangers to the entire present-day world, with no contacts or means of negotiation, no artefacts or memories shared with any living nation across the country. ּBehold, they remember that a thousand years ago, while they were walking amongst the living, they had a deadly enemy – a close neighbour or a brother who pulled away from them – and this enemy is still alive. This enemy is therefore the one person under heaven who is not an alien to them at all and with whom there is a joint chapter of history, full of hostility, competition, and blood, but still a common hostility, competition, and blood . . . and behold they stretch their hands to their foe and look at him pleadingly.
The periodicals announced that the Samaritan community in Israel had founded a school of its own and because the school was unable to meet its financial needs, it turned to Agudath Israel in England to ask for assistance. Naturally, the request was supported with historic memories presented in a pleasant form. Instead of hatred and war, the request made mention of “the brotherhood”…
And coarse laughter full of poison burst from some of Israel’s periodicals – some of them religious and others cultural. These have responded to the request of the dying with offensive remarks and curses and with the same ancient reply, which has yet to be shown to be  appropriate at that time: “We cannot build together.”
The question that ought to be raised is this: even if the blood of our brother “Ephraim” [the Samaritans] does not flow in the veins of this dying enemy of ours and even if all of his blood down to the last drop is only from “Cuthah, Ava, Hamath, and from Sepharvaim” [2 Kings 17:24], it would not be fitting for genial people [the Jews] to look on such an historical tragedy with laughter or heedlessness, especially as the people of Israel find it miraculous that they themselves exist.

93
قدِّر)ي، إلخ.( أصدقاءك - قصّة أخلاقية عظيمة
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


ذات يوم قام  صديقان حميمان، عامر وزاهر، برحلة على متن سفينة  إلى مكان ناءٍ بصحبة مجموعة من الرجال . فجأة هبّت هناك في البحر عاصفة عاتية فدمّرت السفينة كلية. نجا من ذلك الحادث اثنان فقط، عامر و زاهر . تمكنّا من السباحة في عرض البحر الكبير حتى وصلا جزيرة صغيرة مهجورة، بدت كأنّها صحراء صغيرة بدون أية أشجار .
شعر الصديقان أن لا حول ولا قوة لهما وبما أنهما لم يهتديا إلى أي ملجأ آخر لاذا بالصلاة للباري القادر على كل شيء.  على كل حال، بغية معرفة صلاة أي منهما سيستجيب لها الله قررا تقسيم الأرض بينهما بحيث يقف الواحد في طرف والآخر في الطرف الآخر من الجزيرة.

بعد بضعة أيام شعر عامر بوطأة الوحدة  عليه فصلّى من أجل الحصول على زوجة. في اليوم التالي طاف هناك حطام سفينة أخرى ولم ينج من الركّاب سوى امرأة سبحت فوصلت أرض عامر فتزوجها. في الجانب الآخر حيث زاهر، لا جديد تحت السماء .
في أعقاب الصلوات، تمكّن عامر من الحصول على منزل وملابس ومزيد من الغذاء له ولزوجته. في ذات يوم جميل فكّر عامر بالعودة إلى مدينته مع زوجته،  فصلى لقدوم سفينة. ومثلما كان في السابق استجيبت صلواته ووصلت سفينة بالقرب منه. صعد عامر وزوجته على متن السفينة، وقرر عامر ترك زاهر في الجزيرة معتبراً إياه غير  مستحق لتلقي بركات الله لأن صلواته ذهبت أدراج الرياح، لم تستجب.

بينما كانت السفينة على وشك المغادرة، سمع عامر صوتاً من فوقه؛ نظر إلى الأعلى فرأى طائرا عملاقاً محلّقا. قال الطائر: “لماذا تترك صديقك في الجزيرة؟ لماذا لا تأخذه معك؟ "

أجاب عامر “الله استجاب لصلواتي وزوّدني بها وحدي. لو شاء الله لاستجاب لصلوات زاهر أيضاً إلا أنه ليس جديراً ببركات الله”. 
“إنك في خطأ فادح”، قال الطائر بغيظ وأضاف “في ذلك اليوم عندما كنت أحلّق فوق هذه الجزيرة، سمعتُه يصرخ يا ربي إني أسألك تلبية صلاة واحدة فقط”، وواصل الطائر قائل: “ كانت عنده صلاة واحدة لا غير، ولو لم تستجب تلك الصلاة لما حظيت بأية نعم من نعم الله التي تظن أنك مستحق لها”.
اشمأزّ عامر وسأل الطائر، “قل لي، ما الشيء الوحيد الذي صلى زاهر من أجله ويتوجب عليّ أن أكون مدينا له؟ "
ردّ الطائر “كان يصلي أن تستجاب جميع صلواتك. هذا كل ما كان يصلي من أجله”.

مغزى القصة

كم منّا يصلّي حقاً من أجل الآخرين ؟ تذكّر )ي، وا، ن( دائما، أن النِعم والبركات التي نحظى بها ليست مجرد ثمرة صلواتنا وحدها، بل نتيجة صلوات الآخرين لنا. قدّر )ي( أصدقائك. هم أحباؤك وراغبون في مصلحتك ولذلك لا تتركهم من وراءك. تذكرهم دائما في صلواتك !


94
مقالة الكوتيين (السامريين)، الأصل العبري وترجمة عربية
Kuthim Tractate, Hebrew Origin and Arabic Translation
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



هذه المقالة القصيرة "مقالة الكوتيين" ترد  ضمن سبع مقالات صغيرة مدوّنة بأسلوب المشناه، التوراة الشفوية، وتندرج ضمن أدب التنّائين وترد عادة بعد “مادة الأضرار”. تعود فترة كتابة هذه المقالات التي تُعنى بالقوانين والأساطير إلى ما بين القرن الثالث والقرن العاشر للميلاد، ولا ندري أكُتبت في بابل أم في الديار المقدسة وهي لم تُدرج في أسفار المشناة ولا التوسفتا ولا التلمود. في المقالات السبع نجد: مقالة سفر التوراة؛ مقالة العضادة؛ مقالة التيفيلين (عِصابة للجبي(؛ مقالة اللباس المهدب؛ مقالة العبيد؛ مقالة الكوتيين )أي السامريين(؛ مقالة الأغيار. هذه المقالات القصيرة سمّاها الچئونيم "مقالات خارجية" لأنها لم تتبوّأ مكانا معينا لا في التلمود ولا في المشناه.
وردت في التلموديْن آراء متنوعة بشأن الكوتيين في مواضعَ كثيرة منها مثلا أن ربان شمعون بن چملىئيل قال إنهم مثلهم مثل بني إسرائيل في حين أن ربّي يرى أنهم كالأغيار. اسم "الكوتيين" أطلق على السامريين بناء على رواية العهد القديم في سفر الملوك الثاني ١٧: ٢٤-٣٣، وقيل إنهم أرادوا أن يشاركوا في بناء الهيكل في أورشليم ورُفض طلبهم هذا )سفر عزرا ٤: ١-٦(. كان المؤرخ اليهودي يوسف بن متتياهو )القرن الأول ميلادي( من أوائل الكتّاب الذين استخدموا هذا الاسم الجارح بالنسبة للسامريين في كتاباتهم. ومن المعروف أن حكماء اليهود )חז’’ל, רז’’ל = חכמינו/רבנינו זכרונם לברכה( تطرقوا بإسهاب لعلاقة اليهود بالسامريين وأوجه الشبة والاختلاف بين الفريقين. هنالك آراء متنوعة في الهالاخاه ((الشريعة اليهودية( حول السامريين فربّي عقيبا (ربّي عقيبا/عقيبه بن يوسف، ١٧-١٣٧م.( الشهير كان متشدّدا في هذا الصدد ولم يثق بالسامريين في حين أن ربّان چمليئيل (١٠-٥٠م.( لم يوافقه في ذلك إلا أنه اضطرّ لموافقته جزئياً. يذكر أن تلاميذ ربّي عقيبا، آباء المشناه، التوراة الشفوية، حذوا حذوَه وكان ربّي شمعون بن إلعازار (القرن الثامي ميلادي( ذا اختصاص بالشأن السامري. من ناحية أخرى، يلاحظ أن شمعون بن چمليئيل (١٠-٧٠ م. تقريباً( ذهب إلى أن السامريين كبني إسرائيل وقال “يدقق السامريون بكل فرائضهم أكثر من بني إسرائيل”. أخيرا أتى ربّي (ربّي يهوذا الرئيس/הנשיא/רבנו הקדוש، القرن الثالث م.( وقال قولته “السامري كالجوي” أي غير اليهودي، من الأغيار )ירושלמי, ברכות, ז, א, נג, ע‘‘א(.
يبدو أن موسى بن نحمان المعروف بالاختصار العبري רמב‘‘ן )١١٩٤-١٢٧٠ بالتقريب( الطبيب والمفسّر والمفكّر، كان أوّل من ذكر المقالات السبع الصغيرة. هذه المقالات السبع كانت بالطبع معروفة لدى الأوائل، إلا أنهم لم يعلموا ما تضمّ. في العصر الحديث هنالك من تحدّث عن تسع مقالات في المجموعة المذكورة مثل باحث اليهودية، يوم-طوب ليفمن تسونس )١٧٩٤-١٨٨٦( وترتيب هذه المقالات مختلف في المصادر. يبدو أن مؤلِّف هذه المقالات الواردة بمعظمها في التلمودين البابلي والفلسطيني كان مقدسيا وعاش قبل القرن الخامس للميلاد )التلمود الفلسطيني دوّن ما بين ٣٠٠-٣٥٠ م والتلمود البابلي ما بين ٤٥٠-٥٠٠م.(. هنالك بضع طبعات لهذه المجموعة من المقالات، أقدمها طبعة الباحث اليهودي الألماني، رفائيل كيرخهابم )١٨٤٠-١٨٨٩(، فرانكفورت عام ١٨٥١ . نذكر أن مقالة الكوتيين ترجمت إلى الألمانية عام ١٩٢٥ وللإنجليزية عام ١٨٧٤ : J. W. Nut, Fragments of a Samaritan Targum
 pp. 168-172 ؛ وعام ١٩٠٧ : J. A. Montgomery, The Samaritans, the Earliest Jewish Sect, their History, Theology, and Literature, pp. 196- 203(. في هذا السياق تجدر الإشارة إلى الترجمة العربية للتلمود البابلي التي أصدرها مركز دراسات الشرق الأوسط في عمّان عام ٢٠١١ في عشرين مجلدا)٧١٠٠ ص.( بعد عمل ستة وتسعين مترجما لمدّة ستّ سنوات.
 اعتمدت في نشر النص العبري الأصلي على طبعة د. ميخائيل هايچر )מיכאל היגער(، نيويورك ١٩٣٠، وهي متوفّرة مجّانا على الشبكة العنكبوتية. في ختام هذه المقدمة القصيرة ينبغي التنويه بما في بداية هذه المقالة من تناقض  مع ما في نهايتها؛ عدد الشرائع هنا ١٨ وفي ١٢ منها يوجد خلاف بين اليهود والسامريين والاتفاق في ٦ فقط وهذا بالرغم مما ورد في الفاتحة: “طرائق السامريين كالأغيار أحيانا وكبني إسرائيل أحيانا أخرى إلا أن معظمَها كبني إسرائيل”. من جهة ثانية نرى أن نهاية “مقالة الكوتيين” تعني، في واقع الأمر، إلى عدم توفّر إمكانية قَبول السامريين كجزء لا يتجزأ من بني إسرائيل.  قد يكون هذا التناقض الجلي نابعا عن إضافات متأخرة في متن النصّ. على كل حال لا علم لنا البتة بأن السامريين كانوا قد التمسوا أن يقبلهم اليهود. حول موقف ربّي مئير من السامريين ينظر في:  יצחק חמיטובסקי, רבי מאיר והשומרונים: בין הירושלמי והבבלי. JSIJ 8 (2009( 9–34




פרק ראשון

א( דרכי כותיים פעמים כגוים פעמים כישראל, ורובן כישראל.
ב( אין מביאין מהם לא קיני זבין, ולא קיני זבות, ולא קיני יולדות, ולא חטאות, ולא אשמות. אבל נדרים ונדבות מקבלין מידן.
ג( אין מקנין אותם במחובר לקרקע, ואין מוכרין להן רחלין לגוז, ולא תבואה לקצור ולא עצים מחוברין לקרקע, אבל מוכרין להן עצים על מנת לקוץ, רבי מאיר אומר, אלא מה שיקצצו. מוכרין לטבח כותי בהמה על מנת לשחוט, רבי מאיר אומר, אלא מה שישחוט.
ד( אין מוכרין להם בהמה גסה, אף על פי ששבורה, ולא סייחין ולא עגלים, אבל מוכרין להם שבורה שאינה יכולה להתרפאות.
ה( אין מוכרין להם כלי זיין ולא כל דבר שיש בו נזקא לרבים.
ו( אין משיאין אותם ולא נושאין מהם נשים, אבל מלוין אותם ולוין מהם בריבית.
ז( נותנין להם לקט שכחה ופאה, ויש להם לקט שכחה ופאה, והם נאמנין על הלקט והשכחה והפאה בשעתן, ועל מעשר עני בשעתו. ופירותיהן טבל כפירות הגוים, ואוסרין את העירוב כגוים.
ח( בת ישראל אינה מילדת את הכותית ולא מניקה את בנה אבל כותית מילדת את בת ישראל ומניקה את בנה ברשותה.
ט( ישראל מוהל את הכותי והכותי מוהל את ישראל, רבי יהודה אומר כותי לא ימול את ישראל, שאין מוהלו אלא לשם הר גריזים.
י( מעמידין בהמה בפונדק כותיים, ושוכרין כותי שילך אחר בהמתו של ישראל, ומוסר ישראל בהמתו לרועה כותי, ומוסר ישראל את בנו לכותי שילמדנו אומנות, ומתייחד  ומסתפר  עמהם בכל מקום, מה שאינו כן בגוים.
יא( חולץ ליבמתו, ונותן גט לאשתו, ונאמן הכותי להביא גט ממדינת הים לישראל.
יב( אלו דברים שאין מוכרין להם, לא נבילות ולא טריפות, לא שקצים ולא רמשים, לא סנדל של נבילה ולא שמן שטנפו ושנפל לתוכו עכבר, לא כוסכוס ולא שליל, אף על פי שישראל אוכלין אותם.  אין מוכרין להם מפני ממכר טעות, וכשם שאין מוכרין להם, כך אין לוקחין מהם, שנאמר כי עם קדוש אתה לה‘ אלהיך, כשאתה קדוש, לא תעשה עם אחר קדוש למעלה ממך.
יג( נאמן הכותי לומר אם קבר אם לא קבר, ובבהמה אם ביכרה אם לא ביכרה. נאמן הכותי על נטע רבעי ועל הערלה ועל הציונות, אבל לא על הסככות, ולא על הפרעות. ולא על ארץ העמים, ולא של בית הפרס, מפני שנחשדו בהם. זה הכלל דבר שנחשדו בו אין נאמנין עליו.
פרק שני

א( אין לוקחין בשר מטבח כותי, אלא ממה שהוא אוכל, ולא דקריות של צפרים, אלא אם קדם ונתנם לתוך פיו, ולא שיתן הוא לישראל, שכבר נחשדו שמאכילין נבילות לישראל.
ב( שוה הכותי לישראל בכל נזקין שבתורה. ישראל שהרג את הכותי, וכותי שהרג את ישראל, בשוגג גולה, ומזיד נהרג. שור של ישראל שנגח שור של כותי, פטור, ושור של כותי שנגח שור של ישראל, אם תם הוא משלם חצי נזק, ואם מועד הוא משלם נזק שלם. רבי מאיר אומר שור של כותי שנגח שור של ישראל, בין תם בין מועד, משלם נזק שלם, ומשלם מן העלייה.
ג( הגבינים שלהן מותרות, רבי שמעון בן אלעזר אומר אם של בעלי בתים מותרות, של כפרים אסורות. השלקין והכבשין שלהן שדרכן לתת בהן יין וחומץ אסורין.
ד( חולקים כהני ישראל עם כהני כותים במקומם, מפני שהם כמצילים מידם, אבל לא במקום ישראל שלא יחזיקו בכהונה. כהן כותי שהוא אוכל ומאכיל לישראל, בטומאה מותר, בטהרה אסור.
ה( אין לוקחין פת מנחתום כותי במוצאי הפסח אלא לאחר שלשה תנורים, ולא מבעלי בתים אלא לאחר שלש שבתות, ולא מן הכפרים אלא לאחר שלש עשיות, אימתי בזמן שלא עשו מצה עם ישראל, או שאיחרו יום אחד, חמצן מותר, רבי שמעון אוסר מפני שאינם יודעים לשמור מצה כישראל.
ו( בראשונה אמרו יינה של גדור אסור משום יינה של כפר פגשה, חזרו לומר כל מקום שנחשדו, המעורבין בגוים, פתוחה אסורה, וסתומה מותרת, רבי מאיר אומר כל יינם מותר חוץ מן הפתוחה בשווקים, וחכמים אומרים פתוחה בכל מקום אסורה, וסתומה מותרת, נקובה וסתומה כסתומה. הקנקנים שלהן, חדשים מותרים, והישנים אסורים. 
ז( מפני מה הכותים אסורין לבא בישראל, מפני שנתערבו עם כהני הבמות. רבי ישמעאל אומר גירי צדק היו מתחילתן, ומפני מה אסורין, מפני ספק ממזרות, ושאינן מיבמין את הנשואה.
ח( מאימתי מקבלין אותם משיכפרו בהר גריזים ויודו בירושלים ובתחיית המתים, מכאן ואילך הגוזל את הכותי כאלו גוזל את ישראל.
סליקא מסכת כותיים

الفصل الأوّل


ּأ( طرائق السامريين كالأغيار أحيانا وكبني إسرائيل أحيانا أخرى, إلا أن معظمَها كبني إسرائيل.

ب(  لا نقبل منهم لا أُضحية الطير لسيلان الرجل والمرأة  ولا أضحية الطير لنساء النفاس ولا أضحية خطيئة ولا آثام.  ولكن نقبل من أيديهم نذورا وأضحيات طوعية.

ت(  لا نشتري منهم أرضاً مشتركة/عقاراً ولا نبيع لهم النعاج للجزّ ولا غلّة للحصاد ولا أشجاراً قائمة بل قد نبيعهم أشجاراً للقطع، ويقول ربّي مئير: بل ماذا سيقطعون؟
نبيع للجزّار السامريّ بهيمةً للذبح، ويقول ربّي مئير: بل ماذا سيذبحون؟

ث(  لا نبيع لهم بهيمة/ماشية كبيرة حتى ولو كانت معطوبة/مشوّهة ولا مهورا ولا عجولاً، ولكن من الممكن بيعهم حيواناً معطوباً لا شفاء له.

جـ( لا نبيع لهم أسلحةً ولا أي شيء فيه ضرر للجمهور/للناس.

حـ( لا نُزوّجهم ولا نتزوّج منهم ولكن نقرضهم ويقترضون منا بالربا (قارن: سفر الخروج ٢٢: ٢٤؛ سفر التثنية ٢٣: ٢٠-٢١(.

خـ( من الممكن إعطاؤهم فضلات/جُذامة)ما سقط ونُسي من الغلة( وما في الأطراف وعندهم كذلك وهم مؤتمنون على الساقط والمنسيّ وما في الأطراف آنذاك وعلى عُشر الفقير في الوقت المناسب. وفواكههم طبل )أي لم يفرز منها العُشر والتبرع( مثل فواكه الأغيار ويحرمون/يبطلون الخلط كما عند الأغيار.

د( ابنة إسرائيل/اليهودية لا تُولِّد المرأة السامرية ولا تُرضع ابنَها؛ ولكن السامرية تولّد ابنةَ إسرائيل وتُرضع ابنَها في منزلها )منزل اليهودية(.

ذ( ابن إسرائيل قد يختن السامريَّ والسامري يختن الإسرائيلي. ربي يهودا يقول: سامري لا يختن إسرائيليا إذ أنه لا يختنه إلا باسم جبل جريزيم.

ر( من الممكن للإسرائيلي إيواء بهيمة في خان/حظيرة سامري واستئجار سامري ليسوس ماشيتنا وتسليمها لراعٍ  سامري وتسليم ابنه لسامري لكي يعلّمه صنعة. من الممكن الاختلاء معهم والتحدث معهم )أو: قصّ الشعر، أنظر عبوداه زارا، الأورشليمية ٧ ب( في كل مكان  وهذا ما لا يجوز مع الأغيار.

ز(  يحرّر السامري أرملة شقيقه )من أبيه ولا نسل له أي السماح لها بالزواج من جديد( ويُعطي وثيقة طلاق لزوجته ويؤتمن السامري على إحضار وثيقة الطلاق من وراء البحر/خارج البلاد إلى إسرائيلي.
س( هذه هي الأمور التي لا تُباع لهم: لا جيف ولا طعام محرّم/رجس، لا زواحف ولا حشرات، لا إجهاض حيوان ولا زيت نجّس ووقع فيه فأر، لا حيوان مريض حدّ الموت، ولا جنين شبه مكتمل (سليل( مع أن بني إسرائيل يأكلونهما. لا نبيع لهم خشية البيع خطأ وكما أنه لا نبيع لهم فكذلك لا نشتري منهم حيث قيل )سفر التثنية ١٤: ٢١( “ اذ شعب مقدس انت لله الهك” وحين تكون مقدساً لا تعمل مع آخر مقدّس أعلى منك.

ش( يؤتمن/يعوّل على  السامري على قوله ּأقبرٌ )هناك في الحقل( أم لا وعن البهيمة  هل أنجبت بِكرا أم لا. السامري يعوّل عليه بخصوص الشجرة أهي في عامها الرابع أم أنها ما زالت غير طاهرة (ּأنظر سفر اللاويين ١٩: ٢٣-٢٤( وبصدد الشواهد )بلاطات القبور(، ولكن ليس بخصوص أغصان شجرة متدلية )هل هناك قبر تحت الأغصان؟(  ولا على حجارة ناتئة )في الجدار( ولا بخصوص أرض الأغيار/الشعوب ولا عن أرض العظام )بيت پيرس( لأنهم اتهموا بها. وهذه هي القاعدة/المبدأ في كل أمر اتّهموا به فهم غير مؤتمنين عليه.

الفصل الثاني

أ( لا نشتري لحماً من جزّار سامري  إلا ممّا هو يأكل ولا قلادة عصافير إلا إذا كان قد وضعها في فمه، ولا أن يعطي هو لإسرائيلي، إذ أنهم كانوا قد اتّهموا/اشتبه بهم بإطعام الجيف لبني إسرائيل.

ب( السامري مساوٍ لابن إسرائيل في كل ما يتعلّق بالأضرار المذكورة في التوراة. إذا قتل إسرائيلي سامرياً أو سامريّ قتل إسرائيليا بالخطأ يهجّر/يُنفى )مدينة لجوء، أنظر مكّوت/ضربات ٢: ٤( وإذا كان ذلك عمداً فيقتل. إذا نطح ثورُ إسرائيلي ثوراً لسامريّ فمعفيّ صاحبه (لا عليه( أما إذا نطح ثورُ سامريّ ثورَ إسرائيلي صدفةً فيدفع صاحبه نصف الضرر وإذا كان ذلك بعد أن أُخطر صاحبُه  فعليه دفع الضرر كاملا. يقول ربّي مئير: إذا نطح ثورُ سامريٍّ  ثورَ إسرائيلي سهواً أو عمداً فعليه أن يدفع الضرر كاملاً من ּأفضل ممتلكاته )من عَذِيته، أنظر: بابا قامه ٣٨ب(.

ت( أجبانهم جائزة شرعاً، يقول ربّي شمعون بن إلعازار: إذا كانت بيتية فحلال وإن كانت لدى تجّار الجملة فمحرّمة، المسلوقات والمكبوسات)خضار، لحم، سمك( عندهم محرّمة إذ يُضيفون عليها نبيذاً وخلاً.

ث( يشارك كهنة إسرائيل كهنةَ السامريين )في الواجبات( في أماكنهم )السامريين( لأنهم بهذا وكأنهم يستردّون ملكاً منهم، ولكن ليس في أماكن إسرائيل لئلا يُعتبرون ككهنة متباهين. إذا كان الكاهن السامري غير طاهر وأكل وأعطى من طعامه لإسرائيلي فله أن يأكل أو يرفض، أمّا إذا كان الكاهن السامري طاهراً فيمنع الإسرائيلي من طعامه.

جـ( لا نبتاع خبزاً من خبّاز سامري في نهاية الفسح إلا بعد ثلاث “خَبزات” ولا من أرباب البيوت إلا بعد ثلاثة سبوت، ولا من القرويين إلا بعد ثلاث خبزات. هذا يسري فقط عندما لم يعملوا المصّة مع الإسرائيليين أو أنهم أخّروا العيد يوماً واحدا، عندها يكون فطيرهم حلالاً، أما ربّي شمعون فيمنع ذلك لأنهم لا يُحسنون المحافظة على المصّة كبني إسرائيل.

حـ( ٍقالوا أولا إن نبيذ چِدور محرّم بسبب نبيذ كفر پچاشه)للمجاورة( ثم قالوا ثانيةً في كل حالة اختلاط بالشعوب/بالأغيار يكون النبيذ المفتوح )في جرار أو أوانٍ مفتوحة( محرّماَ أما المغلق )في جرار أو أوان مغلقة/مختومة( فيكون حلالا. يقول ربّي مئير كل نبيذهم حلال باستثناء المفتوح في الأسواق، ويقول حكماء الدين إن النبيذ المفتوح في كل مكان ممنوع أما المغلق فمسموح به، المنقوب/المثقوب ثم أغلق فهو بمثابة المغلق. جرارهم إذا كانت جديدة فحلال أما القديمة فحرام.

خـ( لِمَ يمنع زواج السامريين من بني إسرائيل؟ لأنهم اختلطوا بكهنة التلال/الأماكن العالية. يقول ربّي يشمعيل إنهم في البداية كانوا مهتدين صادقين ولِمَ هم ممنوعون/محرومون؟ بسبب شكّ بوجود ولادة لاشرعية )النغولة( وعدم تزوّج الشخص )السامري( أرملة الشقيق المتوفي. (أنظر: قيدوشين ٧٥ب، حيث يقول ربّي يشمعيل إن السامريين مهتدون أو تهودوا خوفا من الأسود(.

د( متى سنقبلهم؟ عندما يُنكرون )يكفرون بـ( جبل جريزيم ويعترفون بأورشليم وبيوم القيامة/البعث، من هنا فصاعداً كل من ينهب السامريّ يكون كناهب الإسرائيلي.

انتهت مقالة السامريين



95
عن بركة  الكهنة أو البركة الكهنوتية
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


في الديانة اليهودية كغيرها من الديانات عدد كبير من البركات مثل: بركة العجائب الكبيرة )سفر المزامير ٩٢(؛ بركة الإعالة )ن.م. ١٤٥(؛ بركة العروس؛ بركة الصحّة )سفر المزامير ٨٤(؛ بركة المرأة القديرة )אשת חיל, سفر الأمثال ٣١(؛ سبع بركات الزواج؛ بركة البار متسڤا أي ابن الثلاث عشرة سنة المكلّف بتأدية فرائض الدين )سفر فصول الآباء ٥: ٢١(؛ بركة البات متسڤا أي ابنة الاثني عشر عاما المكلّفة بالقيام بالفرائض الدينية )سفر النداه/الطمث ٥: ٦(؛  بركة ضد العين الشرّيرة؛ بركة من أجل النجاح )سفر المزامير ٥٦(؛ بركة الجندي؛ بركة الجندية؛ بركة الضابط إلخ. هنا نتطرق إلى ما يسمى ببركة الكهنة. 
هذه البركة، بركة الكهنة، أو بركة رفع اليدين أو بركة مثلثة )ثالوثية في المسيحية أي إشارة لسرّ الثالوث الأقدس، البركة الأولى خاصة بالآب والثانية بالابن والثالثة بالروح القدس( لأنها تضم ثلاث آيات ) يربطها الحاخامون بالآباء الثلاثة: إبراهيم وإسحق ويعقوب( ذات ثلاث كلمات فخمس فسبع على التوالي ومن حيث الحروف ١٥، ٢٠، ٢٥، وردت في سفر العدد، وبمقتضاها على الكهنة من نسل أهرون مباركة بني إسرائيل وأيديهم مرفوعة مرة واحدة على الأقلّ يوميا. إنّها من بقايا طقوس العبادة في الهيكل، كانت جزء من قربان الدائم )התמיד( كل يوم صباحاً ومساء، كانت  هذه البركة تتلى قبل القربان )משנה תענית 4: 1 (. هذه البركة اليومية غير المشروطة  فريضة توراتية وهي الوحيدة المتعلقة بالكهنوت ولم تندثر بعد خراب الهيكل. إنّها إحدى فرائض “إفعل” البالغة ٢٤٨ )רמ‘‘ח מצות עש( وتتلى في مناسبات أخرى مثل فدية الابن. ونصّ البركة مع مقدمتها في سفر العدد الإصحاح السادس والآيات ٢٥-٢٧ يقول:

22. וידבר יהוה אל משה לאמר.
23. דבר אל אהרן ואל בניו כה תברכו את בני ישראל אמור להם.
24. יברכך יהוה וישמרך.
25.  יאר יהוה פניו אליך ויחנך.
26. ישא יהוה פניו אליך וישם לך שלום.
27. ושמו את שמי על בני ישראל ואני אברכם. هنالك ثلاثة فروق بالمقارنة مع التوراة السامرية: 24. אמר, 25. יאיר, 27. ושימו.
 
٢٢. وكلّم الرب موسى فقال:
٢٣. قُل لهرون وبنيه: بمثل هذا تباركون بني إسرائيل وتقولون لهم:
٢٤. يبارككم الرب ويحفظكم
٢٥. يضيء الرب بوجهه عليكم ويرحمكم.
٢٦. يرفع الرب وجهه نحوكم ويمنحكم السلام.
٢٧. هكذا يجعلون اسمي علامةً على بني إسرائيل، وأنا أبارككم. )لكتاب المقدس، ط. ١، ١٩٩٣(.

تتلى البركة بألحان مختلفة في الطوائف الإشكنازية وفق الأعياد، أما لدى معظم السفارديم فهنالك موائمة للحن البركة لمقام الصلاة ولدى اليهود المغاربة لحن واحد لا غير ولا يتغير والكاهن المغربي لا يحقّ له تلاوة هذه البركة إلا إذا كان متزوجا.

يُعتبر نص البركة المقرائي هذا أقدم نصّ معروف لنا، وأول من تلا هذه البركة كان أهرون الكاهن فبنوه تلبية لأمر الله. اليوم لا وجود لكاهن أكبر عند اليهود لخراب الهيكل أما لدى السامريين فهناك كاهن أكبر/أعظم يدير شؤونهم الدينية. نصّ شبيه بهذه البركة مدوّن على لوحة فضية يعود تاريخه إلى عام ٦٠٠ ق.م بالتقريب وهي محفوظة في متحف إسرائيل في القدس. يرفع الكهنة أيديهم إلى مستوى الكتفين ثم إلى الأمام وأصابعهم مبسوطة، مثلا تلاصق السبابة بالوسطى والبنصر بالخنصر والإبهام بأصل السبابة وهكذا يكون بين الأصابع خمس فُسح. رفع اليدين هو تقليد لما فعل أهرون بن عمران عند تدشين خيمة الاجتماع )سفر اللاويين ٩: ٢٢(. يُذكر أن الكاهن الأكبر لم يرفع يديه فوق غرّته ويتلو أحد الكهنة هذه الآيات الثلاث ولا يقول الشعب الذي يطئطىء رأسه، آمين إثر كل آية بل بعد الثالثة يقول “مبارك الله إله إسرائيل، من البدء وإلى الأبد”. تتلى هذا البركة بالعبرية فقط، بصوت عال، برفع اليدين )قارن سفر اللاويين ٩: ٢٢ ( وقوفا ووجها لوجه. ينبغي على الكهنة قبل تلاوة هذه البركة غسل اليدين وخلع الأحذية )سوطاه ٤٠( وتغطية الرأس بشال الصلاة )الطاليت( وعدم احتساء النبيذ. يصعد الكهنة إلى المنصّة بجانب خِزانة القدس )ארון הקודש( أي مكان حفظ نُسخ الكتاب المقدس وفق التقليد الإشكنازي أما لدى السفارديم فاسم المكان “هيكل”. والكاهن الذي لا يصعد إلى المنصة لسبب ما عليه مغادرة الكنيس في خلال تلاوة البركة. يقف الكهنة وظهورهم نحو المصلين ويتلون البركة “مبارك أنت يا الله … الذي قدّسَنا بقدسية أهرون وأمرنا مباركة شعبه إسرائيل بمحبة”. عند قول “وأمرنا” أو بعد الانتهاء من هذه البركة يتّجه الكهنة نحو المصلين ثم يتلو الشمّاس بركة الكهنة كلمة كلمة فيرددها الكهنة من بعده وذلك تفاديًا لوقوع خطأ لدى الكهنة، وإثر تلاوة كل آية يُجيب المصلّون “آمين”. يجب أن يتركّز الكهنة عند تلاوة البركة وعيونهم نحو الأسفل كما هي الحال وقت الصلاة. من المألوف عدم النظر إلى أيادي الكهنة وقت البركة وذلك بسبب ما ورد في أقوال الحاخامين من أن الناظر إليها يخفّ نظره لأن السكينة تحلّ على أيادي الكهنة عند تلاوة البركة، لذلك يرتدي الكهنة الطاليت ويغطّون وجوههم وأياديهم. هنالك عادة يغطي الآباء بموجبها أبناءهم بالطاليت عند البركة. تقام هذه البركة في صلوات الصباح في الأيام العادية أما في أيام الصوم فتتلى في صلاة المنحاه أي صلاة الثانية عشرة والنصف )أنظر سفر التكوين ٢٤: ٦٣ مقالة البركات في المشناه ٦:٢( أيضا أما في عيد الغفران فعادة تتلى البركة في صلاة الختام وليس في صلاة المنحاه وهنالك خلاف بين الحاخامين بهذا الصدد )أنظر التلمود البابلي سفر التعنيت ورقة ٢٦ ص. ٢(.
في الديار المقدسة تتلى عادة بركة الكهنة في الأعياد فقط وفي أقطار أخرى هنالك عادات وتقاليد مغايرة. في حالة عدم تواجد كهنة ولكن هنالك نصاب لإقامة الصلاة، أي تواجد عشرة بالغين من الذكور على الأقل )מניין(، يقوم الشمّاس بقراءة مقدمة قصيرة للبركة ثم يتلو البركة آية آية ويجيب المصلون بعد كل آية “فلتكن الإرادة”. وفي حالة وجود عشرة كهنة فقط يصعدون إلى المنصة ويتلون البركة لإخوتهم العاملين في الحقول )أنظر سفر سوطاه/المنحرفة، ورقة ٣٨ ص. ٧٢ وسفر العدد الإصحاح الخامس(. وفي حالة عدم صعود كاهن إلى المنصة ومباركة الموجودين فإنه يُعتبر وكأنه أبطل ثلاث فرائض توراتية )أنظر سفر سوطاه ٣٨: ٢، رمبام صلاة ١٥: ١٢؛ دليل الحائرين القسم الثالث الفصل الرابع والأربعون(. كما ورد في القبالاه באתערותא דלתתא תליא אתערותא דלעילא أي: بواسطة يقظة إرادتنا لقَبول البركة تنهض إرادة عليا لإغداق البركة على إسرائيل”.
جدير بالذكر أن هذه البركة لا تتلى لوحدها فثمة بركات وابتهالات قبلها وبعدها يرددها الكهنة والمصلون ويدل كل هذا على أن المبارِك لبني إسرائيل هو الله سبحانه وتعالى فهو الأصل وليس الكهنة فهم بمثابة رسله وقنواته. وقد حظيت هذه البركة إلى عدد كبير جدا من التفاسير والتخريجات من حيث اللغة والمضمونٌ على حد سواء. من التساؤلات الجوهرية التي أشغلت بال المفسرين على مرّ العصور هي هوية المبارك إذ أننا في البداية نرى “تحدث مع أهرون وبنيه  إلخ.” وفي النهاية نجد ذكر الباري ومن حيث اللغة يلاحظ أولا استخدام لغة الجمع ثم لغة المفرد. ويذكر أن جلّ المفسرين يذهبون إلى أن البركة تخصّ الثروة والأملاك بالرغم من أن التوراة لا تُفصح عن كنه البركة. في الواقع أمامنا بركة الله الشخصية للإنسان، لقاء الخالق بالإنسان الفرد. وكما قال التنّا ربّي إلعزر بن عزريه “אם אין קמח אין תורה” أي : لا توراة بدون المال )الطعام، الدقيق، سفر فصول الآباء ٣: ١٧(.
يذكر أنه في عام ١٩٧٠، في أثناء حرب الاستنزاف، بدأ الراب مناحيم مندل چِفْنِر)מנחם מנדל גֶפְנֵר( بتلاوة البركة المذكورة بحضور أكثر من ثلاثمائة كاهن بكثير أمام جمهور مصلين غفير في باحة حائط المبكى في خلال أيام عيدي العرش والفسح وفي هذه المناسبة يتوافد مئات الكهنة وآلاف اليهود لقبول البركة )أنظر: WWW.THEKOTEL.ORG(.
من عادات اليهود الشائعة تلاوة الآباء وفي بعض الطوائف الأمهات أيضا البركة على ذريتهم ليلة السبت. وفي طوائف معينة تجذّرت عادة تلاوة هذه البركة قبيل سفر بعيد للأبناء أو التوجه للقيام بعمل خطير. كما وهنالك من يدوّن هذه البركة على ورق رقّي يوضع على جسمه كحجاب أو تميمة.
جاء في سفر الطمث )נידה, ورقة ٣١( أن الإنسان نتاج ثلاثة شركاء، الوالديْن اللذين أنجباه والخالق الذي منحه نسمة الحياة وقل الأمر ذاته بالنسبة لبركة الكهنة: موسى كليم الله وأهرون والله. نقرأ في مدراش المزامير، المزمور السابع ضمن أمور أخرى “منذ خراب الهيكل لم يمرّ يوم دون لعنة” والتتمة “قال راب آحا: بفضل من نحن باقون؟ بفضل بركة الكهنة”.


96
خلاصة بحث بعنوان “تسبيحتان للمغربي البهلول؟”

أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


أنشر هنا، للمرة الأولى، تسبيحتين عربيتين منسوبتين للمغربي البهلول بناء على خمسة عشر مرجعا ּأساس  10 يا، ثمانية مخطوطات سامرية، ومخطوط عربي متوفّر في مكتبة جامعة الملك سعود وستة نصوص على الشبكة العن  3 كبوتية. لغة التسبيحتين قريبة من العامية أكثر من الفصحى، وتليهما ترجمة إلى العبرية فملخّص لسماتهما  75 اللغوي! ة. التسبيحة الأولى عنوانها “هذه زهدية مغربية” وتتلى على نغم لا إله إلا الله اشهد يا قوم، وفيها مائة وبيتان من الشعر، أما التسبيحة الثانية فلا تحمل عنوانا وتضم ثمانية وتسعين بيتا من الشعر  32  وفق مخطوط مانشستر المعتمد عليه في هذا الإصدار وتتلى على نغم قم واقصد الرب قبل انقضاء عمرك.
هذا المخطوط JRUL  Sam. No. XIV محفوظ في مانشستر وقسمه القديم المحتوي على التسبيحتين، نسخه عبد الله بن مرجان عام ١٧  ?٢٣. قارنت هذا المخطوط  بثلاثة مصادر سامرية أساسية: مخ. ٧٠١٩ في مكتبة يد بن تصڤي في القدس الغربية، نسخه!  كامل آل إسرائيل السراوي سنة ١٩٣٠، وأشرت إليه في الحواشي باللفظة: القدس. المصدر الثاني هو كتاب التسابيح الذي نسخه الكاهن الأكبر، ناجي بن غزال، عام ١٩٢٧ وهو محفوظ في مكتبة  u1588 شخصية على جبل جريزيم وأشرت إليه هنا بالاسم: ناجي. المصدر الثالث، هو كتاب التسابيح المعروف لمعدّه وناشره المرحوم راضي صدقة ورمزت إليه بكلمة: راضي. كما واستعملت أربعة مخطوطات سامرية أخرى ناقصة أشرت إليها بالأسماء: سلامة، يوسف، قطقوط ومرجان وهي موجودة في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبورغ.
تتطرق التسبيحة الأولى لثيمات مثل: وحدانية الله وخلق العالم؛ الثواب والعقاب؛ تأنيب أعضاء في الجسم ل لانحرافها عن جادّة الصواب؛ دعوة الإنسان إلى التعقّل؛ الحثّ على طلب العلم والإحسان للجار واليتيم؛   591 طلب المغفرة والتسليم على كليم الله.
التسبيحة الثانية رائجة في المغرب وخارجه ووصلت مثلا  إلى نيويورك، وتُتلى في الموالد وهي من قصائد ال لملحون وتعرف بالاسم “القصيدة الفياشية”، وهي منسوبة للولي الصالح سيدي عثمان ابن يحيى الشرقي المكنّ f8ى بالبهلول الشرقي، الذي عاش في القرن السادس عشر في عهد الدولة العلوية. هنالك كوكبة كبيرة من المنشديين لهذه 'e5 القصيدة داخل المغرب العربي وخارجه. قارنتُ أيضا نصَّ هذه التسبيحة كما وردت في مخ. مانشستر بستة نصو  1589 ص موجودة على الشبكة العنكبوتية وأحجام هذه النصوص أكبر مما في المخطوط السامري وقد يصل تعداد الأبيات
 u32  فيها إ إلى مائتي بيت ونيّف. هنالك اختلاف بصدد ترتيب ورود الأبيات في النصوص المختلفة. ما أثبته المصطفى وزاع ع في بحثه بناء على ما جمعه من الحافظين والرواة في منطقة المزاب لم يتوفر لدي للأسف ولذلك اعتمدت على م 75 ا نقله   عنه عز الدين بن محمد الغزاوي. من ناحية أخرى، أدرجت قراءاتٍ وشروحا مستمدة من مخطوط للبهنسي، المتوف¡ 0 ي عام ١٥٩٢، يشرح “القصيدة الفياشية” ويعود تاريخ نسخه إلى القرن الثامن عشر.
من الموضوعات المطروقة في هذه التسبيحة: قدرة الله وحضوره في كل مكان؛ كله خير ونعمته على البشر؛ الفرَ  َج بعد الشدة؛ الاكتفاء بالقليل؛ الابتعاد عن الشهوة هو غنى للنفس؛ لا ترفع الرأس إلا لله؛ من يتضع يرت  تفع؛ عدم التدخل في شؤون الغير؛ ضد الغيبة والنميمة؛ مكافأة المسيء بالخير؛ العفو عند المقدرة؛ طلب ال3 إيمان م  من الله؛ الناظم مقصوص الريش وهو بعيد عن مسقط رأسه.
في الواقع، لا علم لي بأي شيء مكتوب عن هذا السامري، “المغربي البهلول”، سوى ذكر هذا اللقب في التسبيح u1577 ة الأولى، بيت رقم ٩٥. ما اسمه الحقيقي يا ترى؟ لماذا لقّب بهذه الكنية؟ أين عاش؟ متى ولد ومتى توفي؟ أك! ان سامريا وتأسلم ولماذا (أنظر البيتين  ٥١- ٥٢ وقارنهما بـ ٥٤، ١٠٠، ١٠١، ٨٣-٨٨، 89-90)؟ كل ما نعرفه عن هذا البهلول حتى الآن مستمد من هاتين التسبيحتين، أما التقليد السامري الشفوي فيذه  76 ب إلى أنه شاعر وفيلسوف سامري عاش في القرن الرابع عشر. تعيين عصره هذا تقرر بناء على مكان إيراد تسبيح  578 تيه في كتاب التسابيح المتوفر لدى السامريين. يقينا من المحتمل البعيد إدراج أشعار لغير السامريين في ككتاب تس 'd3ابيح يستخدمه السامريون في مناسباتهم الدينية إلا بعد إزالة كل ما يشي بعقيدة أخرى. يعتقد المرء عادة  2  أن عبارة “خاتم المرسلين” هي حكر على المسلمين ولكن وجدنا أن معناها لدى السامريين هو موسى كليم الله ك كما ورد د في شعر حسن آل فرج آل يعقوب صدقة الصباحي.   من الواضح أن المغربي البهلول كان سامريا وربما تأسلم أو تظاهر بالإسلام في فترة ما، هو أو أحد أج  583 داده في مصر مثلا، إذ لا علم لنا بتواجد سامري في المغرب. هنالك أسطورة سامرية شفوية واحدة، على الأقل، 'a1 حيث يكون البهلول المغربي فيها، شقيقا للخليفة هارون الرشيد، ورويتها هنا. 
بناء على التسبيحة الثانية الشهيرة عربيا بـ “القصيدة الفِيّاشية” والفياش يعني المتكبر، ناكر الجميل،  يمكن التوصل إلى هذا الاستنتاج: البهلول المغربي، ذلك المملوك الذي كان  ! قلبه كله في الشرق وهو في الغرب غريب (بيت 91) ليس ناظم هذه القصيدة إنما الناظم الحقيقي هو الولي الصالح  48 ، سيدي عثمان بن يحيى الصوفي المعروف بسيدي امحمد البهلول الشرقي وقد عاش في القرن السادس عشر. أية مقاررنة خاط 'd8فة بين نص التسبيحة الثانية المنسوبة للبهلول المغربي السامري  بالقصيدة الفياشية للبهلول الشرفي ال 1عربي المراكشي توضح، بما لا يدع مجالا للشك، أن كلتيهما واحدة في الأساس، اللهم باستثناء حذف الكثير م 606 ن الأب  10 يات وتغيير طفيف هنا وهنا لإضفاء سمات سامرية عليها مثل الاعتقاد بجبل جريزيم وموسى كليم الله. أما ال  78 تغيير الجوهري فيبقى حذف اللازمة: اللهم صلّ على المصطفى حبيبنا محمد عليه السلام. تتسم التسبيحة الثان 1610 ية بسم  575 ات لغوية مغربية بارزة مثل صيغة “آنَ نَهْدَر”  (أنا أتكلم، حْنَ نْهَدْرو = نحن نتكلم) وفي المفردات مث ثل: عْلاش أي لماذا، أش أي ماذا، باش أي لكي، حتى؛ زيد = وُلد. أضف إلى ذلك أن جزءً من القصيدة الفياشية، قرابة الأربعين بيتا، بدون إشارة إلى نغم معين لتلاوتها، مدر رجة في كتاب التسابيح لراضي صدقة بدون الإشارة لناظمها وقل الأمر ذاته بالنسبة لعدة مخطوطات سامرية مح 'cdفوظة في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبورغ كما بيّنتُ أعلاه.
صفوة القول، إنّ  المغربي البهلول هذا قد عاش في الفترة الواقعة ما بين أواخر القرن السابع عشر وأوائل u32  الثامن عشر وما وصلنا من نتاجه تسبيحة واحدة أو زهدية واحدة لا غير، أما التسبيحة الثانية المنسوبة إ u1604 ليه فهي، في الواقع، مأخوذة بتصرف واضح من  “القصيدة الفياشية” الشهيرة في المغرب وهي لسيدي عثمان الم 3 كنّى با  البهلول الشرقي.
 

97
الإصبع المفقودة - قصة ملهمة
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


كان لأحد الأباطرة  وزير في بلاطه، اعتاد على إسداء النصح  والمشورة له دائما لئلا يبتئس وليكون دائما إيجابياً مهما كان الوضع، و كان يقول له إن كلّ ما يفعله الله مثالي والأفضل بالنسبة لنا.
ذات يوم، رافق الوزير الإمبراطورَ في رحلة صيد في الغابة. هناك هاجم الإمبراطورَ نمر إلا أن الوزير تمكّن من قتل النمر وإنقاذ حياة الإمبراطور، لكنه لم يستطع منع فقدان إحدى أصابعه. اغتاظ الإمبراطور بشدّة عارمة ودون أية كلمة تقدير أو عرفان التفت ناحيةَ وزيره وقال: “ أنت  تقول لي دائما: الله عظيم، وهو الكمال، ولا يمكن أن يخطىء، وأن كلّ ما يفعله هو الأحسن بالنسبة لنا، فإذا كان ذلك حقّاً صحيح لما تعرضتُ للهجوم في المقام الأول، وفقدت إصبعي”. ردّ الوزير: “على الرغم ممّا حدث معك فإنّي ما زلتُ اعتقد أن الله عظيم وكامل، وأن كل ما يفعله هو لمصلحتنا ”. اشتاط الإمبراطور غضباً من هذه الإجابة  وأمر جنوده باعتقال الوزير وزجّه في السجن. في طريقه إلى السجن صاح الوزيرُ بصوت عال: “الله عظيم، الله كامل” .

مرة أخرى انطلق الإمبراطور في رحلة للصيد في الغابة ولكن لوحده هذه المرة،  فأسره البرابرة الذين كان من عاداتهم تقديم البشر قرابين لآلهتهم. تمدّد الإمبراطور على المذبح وتمّت كلُّ الاستعدادات لتقديمه قرباناً ولكن عندما لاحظوا أن إحدى أصابعه مفقودة ،سرّحوه  لأنه أعتبر غير كامل ولا يليق تقديمه لآلهتهم .

عاد الإمبراطور إلى قصره سعيداً وأمر بإطلاق سراح وزيره، وقال: “في الواقع كنتَ صادقاً محقّاً ، كان الله جيداً حقاً معي. كدت أُقتل، ولكن لأنني فقدت إصبعاً واحدة سلمت وسُرّحت”.ما زال الإمبراطور مضطرباً وسأل الوزير ”اذا كان الله جيّداً إلى هذا الحدّ، فلماذا سمح لي بسجنك؟ كان باستطاعته إنقاذك بسهولة”. ردّ الوزير: “ يا جلالة الإمبراطور، إذا لم أكن قد زُججتُ في السجن، لرافقتك اليوم ولقُدّمتُ قرباناً بدلاً منك إذ لا إصبع ناقصة فيّ.
هكذا كل ما يقوم به الباري مخططٌ له، كاملٌ وهو الأفضلُ.

98
سيرة النبي هارون للكاهن عبد المعين صدقة
عرض ومراجعة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي




هذا كتاب مخطوط آخر كتبه المرحوم الكاهن السامري الأكبر، عبد المعين صدقة (١٩٢٧-٢٠١٠) عام ١٩٧٩ ونقّحه في! ما بعد، بين دفتيه ثلاث وسبعون صفحة وفصوله أحد عشر منها: نشأة هارون وبيئته؛ مكانته عند ربه وأهله في   05 مصر؛ دوره في خلاص قومه ومؤازرة شقيقه النبي موسى؛ آخرته. اعتمد صدقة في كتابه هذا على التوراة السامري 1577 ة وميم  585 ر مرقه من القرن الرابع للميلاد وعادة الشِيَر، شرح الكتاب المقدس لقسّيس لا يذكر اسمه، أقوال عمرم دا c7ره والد مرقه، شرح التوراوات لإسماعيل الرميحي من القرن السادس عشر وأخيرا ما في جعبة الكاتب من مخزون 32  معرفي  2  وتحليلي. يبدأ الكتاب بهذه الكلمات: בשמך רחמנה נשרי (أي: باسمك الرحمن نبدأ)/بسم الله الرحمن الرحيم/المقدمة/الحمد لله الواحد الأحد. الذي خلق فأبدع، وكوّ  6 ن بقدرته فبرع،/حيث من لا شيء أوجد، ومن عدم الكوْن كوّن، بكلمة كن كان الكائن/فسبحانه ما أعظمه وما أع  92 ظم قُدرته لا إله إلا هو ولا إله سواه”.
الصفحات مرقمة بالأرقام العربية الحالية المستعملة في المشرق العربي وفي كل صفحة عشرون سطرا عادة وال 'e1خطّان العربي والسامري واضحان بل وجميلان.  في الرسم السامري كالعادة هناك نقطة تفصل بين كلمة وأخرى.   32  تظهر في أسفل الجهة اليمنى من الورقة الكلمة الأولى في الصفحة التالية، catchword. هارون من أوائل الأنبياء وأ 3عظم ال! ملوك والقادة وهو شقيق النبي موسى كليم الله، رسول الدارين وشفيع العالمين. يُهدي الكاهن صدقة مؤلَّف u1607 ه هذا إلى ابنه “وضّاح” (יאיר) وأهل طائفته قائلا “إلى ولدي...الى وحيدي … إليه لكي يعي ويستوعب ويدرك كُنهَ الطاعه وحُب الأخوة وعط  1 فهم على بعضهم البعض … إليه ليقدر جهود والده ليسلك سبيله في بحث أمور دينية… إليه...يا من لا استطيع أن  2  أُهدي غيره قبله …   …   ...إلى قومي شيخهم ويافعهم…”. لا ريب أن هذه الكلمات مؤثرة جدا، اللبيب من الإشار 1577 ة يفهم  6 .

آرتأيت فيما يلي أن أذكر ما يلي:

أ) استعمالات لغوية:

وهذا الغائب هو اخوه لسيدنا  אהרנ، ص. ١٢.
وسر الاسم العظيم أي اسم الله، ص. ٩٠.
آملين بسط العذر في التقصير فما الكمال إلا لله، ٣.
جمطرة الكلمات، ص. ٤٩. (حساب الجمّل)
سلام الله عليه ما تحركت العيون ورمشت الأجفان، ص. ٨٧.
ربنا لا يحرمنا من بركته امين، ص. ٤٠.
ست وثلاثون قرناً على ذهاب هذه الشخصية أي وفاة، ص. ١.
الرجل الحكيم ذو العقل الرصيف والفكر الحصيف، ص. ٥٩.
وماذا يفعل عند دخوله المشكن، ص. ٦٤، قرابين المشكن، ص. ٦٦.
تدل دلالةً صارخه لا لُبْس فيها ولا إبهام، ص. ٦٤.
وضاقت الدنيا في وجهه، ص. ٣٢.
فلقد استطار اسمه في الارض أي ذاع واشتهر، ص. ٢.
عركته الايام وحنكته التجارب، ص. ٦٥.
نحن معشر السامريين، ص. ١.
“فيا عطشي والماء يجري”، ص. ١٠.
وهذه المكانه لم يحصل عليها عفواً بل بكفاحه وجدّه واجتهاده وحنكته، ص. ١١ أي صدفة.
فرد مرّه ودفعة واحدة، ص. ٥٨.
منعهم من الحزن وتفريع الرأس وشرمطة الملابس، (أي: تمزيقها) ص. ٥٨.
الفرمان الرباني، ص. ٦٧.
ولكن قدومه ليسه كشخص عادي، ص. ١٢. (ليس بضمائر متصلة شائعة في عبرية السامريين).
ضمائرهم التي كانت ولهانه للحرية، ص. ٣٤.

ب) أخطاء لغوية:

الجدير بالذكر أن لغة الكتّاب غير العرب، مثل اليهود والمسيحيين والقرائين والسامريين عامة فديما وح  583 ديثا تمتاز غالبا بأسلوب عربي سلس يتمشى وروح اللغة إلا أن هناك هفوات في الجانب النحوي كما نرى بوضوح  2  من العينة التالية. للمقارنة ننوه بأن المستشرقين وأساتذة العربية والأبحاث الإسلامية الأجانب قلما ي'edُخطئو  06 ن في قواعد العربية إذا ما غامروا وكتبوا القليل (بعد إطلاع بني الضاد عادة) إلا أن كتابتهم تكون جافّة  2  وبعيدة عن روح اللغة وحيويتها.

مرور نيف وست وثلاثون قرنا، ص. ١.
في سيرة أو سيِر انبياؤنا الصالحون، ص. ١.
وهناك اعتماداً كبيراً على المصادر السامرية، ص. ١.
ولا يتنكر له عامل والمقصود عالم، ص. ٢.
انهم كانوا نشيطون، ص. ٩.
فانهم بحكم طبيعة البشر يكونوا معرضون للحسد، ص. ٩.
ومع مقت المصريون للاسرائيليين، ص. ٩.
دام الانتظار له ثمانون عاماً، ص.١٣.
من بعض زعماء القوم الذي نذرا نفسيهما لخلاصه، ص. ١٨. (الذي تستعمل كمقابلتها العاميّة إلّي وهي شائعة في عربية السامريين).
لقد طمأنت هذه الايه الكريمه سيدنا موسى عليه السلام واخيه حيث، ص. ٢٢.
من أجل هذان السيدان، ص. ٢٥.
فظلا شاردي الفكر مذهولان،  ص. ٣٠.
اي عندما بلغ السيل الذُّبى، ص. ٣١. (أراد: الزبى، إفراط في التصحيح).
فسطع نور الحريه وبزغ فجر الخلاص وَوَلَّ الظلام وذُلّ الطغيان، ص. ٣٥.
وقد شارك السيد אהרנ اخيه الرسول، ص. ٦٢.
وأتا بنا بشفاعته يوم الدين يا رب العالمين. ص. ٦٤.
ولذا كان عمره عند انتهاء التيه بحدود ستون سنه، ص. ٦٥.
آخر حرف من كل كلمه من الكلمات الاربعه المذكوره، ص. ٦٥.
وقد خافوا هؤلاء الاشخاص من الارض، ص. ٦٦.
ولكن الإيمان والقُدره والشجاعه والحماس جعلا، ص. ٦٦.
بعد أن أقنعه اخيه عليه السلام، ص. ٦٨.
بعد أن أمضى عمره كله اي مائة وثلاثة وعشرون عاماً. ص. ٧٨.
لا يدخل هذه الارض كل ما كان عمره عشرون سنه أو اكثر، ص. ٧٩.
ابن واحد وثلاثون، ص. ٨٧.
ابن اثنان وثلاثون سنه، ص. ٨٧.
وسلوكه يكون قويم، ص. ٩٠.
واستيطان هذه الحضره القدسيه بعد رحلة دامت سنتان، ص. ٩٢.

ج) تفسيرات:

יוכבד مكوّنة من יו و כבד أي الله مجد، ص. ٧.
עמרם مؤلف من עמ ومن רם أي الشعب العظيم، ص. ٧.
وقد عرف العلماء كلمة وزير بانه حامل وِزر شعبه وواجبه خدمتهم، ص. ١٧.
אלענות أي الصوم، ص. ٥٤.
والكاهن أي الامام، ص. ٥٩.
ومن حيث ان الضفدعه كانت مقدسه عند المصريين كرمزٍ للنماء والخِصب. ص. ٦٠، ٦٢.
كلمة הזה تعني טוב لان جمطرة الكلمتين ١٧، ص. ٦١.
אמ معناها لا، إلا، ص. ٨٠ .

د) ذكر مؤلفين سامريين:

إبراهيم يعقوب الدنفي الملقب بالعيه، ص. ٥٤.
أبيشع المصنف، ص. ٣١.
أهرن بن منير، ص. ١٢، ١٣.
الكاهن تقى توفيق آل خضر، ص. ٨٧.
الكاهن سلوم عمران إسحق آل عمران، ص. ٨٧.
عبد اللطيف سليم عبدالله آل مرجان، ص. ٨٧.
أدونن عبدالله بن سلامة، ٧٧.
لكاهن عطا ابراهيم آل خضر، ص. ٨٧.
عمرم داره، ص. ٧
الكاهن فنحاس بن متصليح، ص. ٩٠.
فياض لطفي إسحق آل الطيف، ص. ٨٧.
المعلم الأول אדונן מרקה בן עמרם، ص. ٢١، ٣٨، ٦٩.
يعقوب سلوم آل مرجان، ص. ٨٧.


99

المِنشار - قصّة الحكمة !
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



عاش نجّار في قرية صغيرة، دائباً على كسب رزقه من أعمال  نِجارة صغيرة هنا وهناك، ولكنّه كان معروفاً ف  في القرية بأكملها بعمله الأنيق والمتقن. ذات يوم، فكّر في إمكانية العمل لدى مهندس مدني كان منخرطاً ف  في تشييد عدّة منازلَ في القرية، وقال إنّه هكذا يستطيع كسب مبلغ أكبرَ من المال. هكذا تقدّم النجّار لل e1مهندس   طالباً وظيفة فقُبل والأجر كان جيّدا حقّا.
اصطحب المهندس النجّارَ إلى موقع البناء و قال له هيّا ابدأ بصنع أبواب ونوافذَ للبيت الذي يبنوه. كان u32  المنزل ضخماً وتتطلّب الكثيرَ من النوافذ والأبواب. عزم النجّار على بذل قُصارى جهده، وفي يوم عمله ا u1604 لأوّل، أنجز عملاً رائعاً فتمكّن من صنع  اثنتي عشرة نافذة بمنشاره. كان المهندس سعيداً جداً وقال للنج cار “ته! انينا، استمرّ في هذا الإنجاز البارع”!
هذه الكلمات حثّت النجار على العمل بجدٍّ ونشاط أكثرَ في اليوم التالي. لكن لدهشته، وعلى الرغم من انه u32  عمِل جاهداً إلا أنّه تمكّن من صنع ثماني نوافذَ فقط. في اليوم الثالث بذل مجهودا أكبر، إلا أنه استطا! ع صُنعَ ستّ نوافذ فقط. وهكذا يوما بعد يوم تناقص عدد النوافذ والأبواب التي كان يجهزها.
“لا بدّ أن  قوّتي في هبوط”،  فكّر النجّار في نفسه وذهب إلى المهندس وقال له: "أنا آسفٌ حقا، نجاعتي في   575 العمل تتناقص يوما بعد يوم ولا أفهم ماذا أصابني”.
سأل المهندس النجّارَ، “متى بدّلتَ مِنشارَك للمرة الأخيرة ”؟
“بدلتُ المنشار؟ لم يكن لدي الوقت للذهاب وشراء منشار جديد. كنت مشغولا جدّا محاولاً صنع المزيد من ال u1606 نوافذ والأبواب كل هذا الوقت”.

دروس مستفادة:

إعمل بذكاء لا بمجهود كبير!
إذا كنت سعيدا عقليا فيمكنك إنجاز أي عمل جسدي، ولذلك لا تسمح للصدأ أن يتسلّل إلى عقلك فإنه سيؤثّر عل  لى كل عملك. وفّر وقتاً لتحديث وإنعاش عقلك.
حدِّث أدواتِك، قاعدة معرفتك والقيم الأخلاقية على الدوام.


100
إطلالة على عربية سجلات المحاكم في دمشق بين عامي
١٥٨٣ - ١٩٠٩
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



القائمة الأبجدية التالية مستمدّة من كتاب متوفّر على الشبكة العنكبوتية: ּأكرم حسن العلبي، يهود الش 5 ام في العصر العثماني من خلال سجلات المحاكم الشرعية في مركز الوثائق التاريخية في دمشق ٩٩١هـ - ١٣٣٦ هـ، a1 ١٥٨٣م - ١٩٠٩ م. دمشق: منشورات الهيئة العامّة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، ٢٠١١، ٣٤٤ ص. صدر هذا الكتاب 6 بألف نس  سخة ورقية فقط.

أولاً، عليّ أن أشير إلى أن المؤلِّف قد تصرّف في نصوص تلك السجلات واختصرها إلى الرُّبع أحيانا إلا أ u1606 نه، على ما يبدو، حافظ على لغة النصوص المنشورة ومضمونها. مثل هذه القوائم المؤرّخة ضرورية لإعداد معج جم عربي تاريخي. يظهر من هذه القائمة، على سبيل المثال، أن لفظة “دكّان” فارسية الأصل بمعنى “مصطبة” وق5 ارن דוּ
 99 ?ן في العبرية،  استعملت كمؤنث منذ العام ١٧٣٠؛ “تعزير” بمعنى “تأنيب” منذ بداية القرن الثامن عشر و”سكن  ناجي وشكنازي” منذ أواخر القرن التاسع عشر.

أورد فيما يلي مثلا على تلك الوثائق (الخط المائل / يعني نهاية سطر وبداية آخر):

أقدم وثيقة، ١٥٨٣

١- اليهودي والمسلم والبغلة الحمراء: ١٥٨٣م
لدى القاضي عبد الغني الصالحي الحنبلي/
- استأجر: محمد بن الحاج خليل بن جمعة من أهالي قرية عقربا/
- من: هارون بن سليمان اليهودي الصبّاغ/
- ما هو في ملكه الشرعي بالطريق الشرعي/
- وذلك: جميعُ البغلة الحمراء اللون، المدوَّرة القد، المخطّمة إجارة/ شرعية، على الشروط التالية:/
- مدّة العقد سنة واحدة كاملة متواليه أولها يوم ١٥ ذي القعدة سنة/٩٩١هـ، أجرة الشهر الواحد ٣٠ قطعة فضة، 1 محل الأجرة: في ختام/الشهر إذا لم يدفع المستأجر أجرة شهرين متواليين يُلغى العقد. للمؤجر في/ذمة المس  578 تأجر عشرة أحمال شيح، يسلّمها له بواقع (في الأصل: بوافع) حملٍ واحدٍ في كل أسبوع/. وتصادق الطرفان على ذل e1ك، وثب 8ت العقد./في ١٥ ذي القعدة الحرام/سنة ٩٩١هـ-١-٧٤-١٣٣/
ملحوظة هامشية: كل أربعين قطعة فضة، وكما كانت تعرف: مصرية، قيمتها غرش واحد، وكل مائة/غرش تساوي ليرة ذ 0هبية.
ص. ١٩

الطريق الآخذ إلى جسر المخاضة على نهر عقربا، ص. ٤٢ سنة ١٧٠٢؛ وأن عليه ديونا كثيرة لأصحابها لا قدرة له على أدائها (أي تسديدها)، ص. ٨٢ سنة ١٧٤١؛ بالأصالة عن أنفسهم وبالوكالة عن بقية اليهود القرائين، ص. ٣٦ سنة ١٧٠٢، الأصيل عن نفسه والوكيل عن ولده، ١٤٧ سنة ١٧٨٧؛ وأوده (أي: غرفة) داخل القاعة، ص.٩٤ سنة ١٧٥٧، ص. ١٣١ سنة ١٧٧٤؛ ص. ١٥١ سنة ١٧٨٨، ١٥٤ سنة ١٧٩١، ص. ٢٤٣ سنة ١٨٨٥؛ الألاجة منسوجات دمشق شهيرة من الحرير والغزل وهي أنواع متعددة، ص. ١٥١ سنة ١٧٨٨. 

بايكة أي حُجيرة لخزن الحبوب ولها غالبا طاقة في السقف منها تصبّ الغلة، ص. ٥١ سنة ١٧١٨؛ بوايك ومتابن ص. ٢٤١ سنة ١٨٨٤؛ براني وجواني ص. ١٢٥ سنة ١٧٧٠؛ ص. ٢٢٦ سنة ١٨٧٩، ص. ٢٣٣ سنة ١٨٨٣، ص. ٢٣٩ سنة ١٨٨٤؛ بطن دمشق أي داخل السور، ص. ١٥٨ سنة ١٧٩٨؛ بيت مونة وبيت حطب وسلم حجر ومشرقة ومرافق، ١٤٥ سنة ١٧٨٧ (معنى مشرقة غير واضح، أنظر ملحوظة ١ في ص. ١٨١، أظن أنها ت caعني مكان ما في البيت تشرق عليه الشمس)؛  البيع المنزل منزلة الرهن هو بيع عقار يكون للبائع الحق في فسخ هذا العقد بعد فترة، عادة عام، وعندها يجب إع! ادة المبلغ كاملا للمشتري،  أما إذا انقضت المدّة ولم يفسخ العقد فالبيع يكون قطعيا لا رجعة فيه، هنا ¡ 0 يستفيد المشتري من السكن مجّانا ولكنه لا يحقّ له البيع قبل انقضاء الأجل. ص. ٩٥ سنة ١٧٥٧؛ بير ماء معين، ٤٥ سنة ١٧٠٩، ١٥٤ سنة ١٧٩١. 

الوادي التحتاني، ص. ٢٤ سنة ١٦٦٩؛ التحتانية، ص. ٢١٤ سنة ١٨٦٧؛ التركة أي الإرث، ص. ٢٦ سنة  ١٦٨٩، ص. ٣٧ سنة ١٧٠٢؛ تنجرة ومصب ّ قهوة، ص. ٨٨ سنة ١٧٥١.

٣٦ جفت برغل بسعر الجفت ٢٩ غرش، ص. ٢٢٨ سنة ١٨٨١ (المعنى غير واضح)؛  داخل الشاغور الجواني، ص. ٤٨ سنة ١٧١٢؛ بزقاق زيتون الجواني، ص. ١١٠ سنة ١٧٦٨؛ براني وجواني ص. ١٢٥ سنة ١٧٧٠؛ ص. ٢٢٦ سنة ١٨٧٩، ص. ٢٣٣ سنة ١٨٨٣، ص. ٢٣٩ سنة ١٨٨٤.

سوق الحبّالين (= صانعي الحبال) ، ص. ٨٧ سنة ١٧٥٠، ص. ١٢٩ سنة ١٧٢٢؛ المحدودة أي ذات الحدود: ص. ٢٦، سنة ١٦٨٩، ص. ٤٩ سنة ١٧١٣؛ ص. ٥٩ سنة ١٧٢٦؛ الحرمة بمعنى المرأة، السيدة ، ص. ٢٤ سنة ١٦٦٩، ص. ٥٠ عام ١٧١٦؛ ص. ٥٢ سنة ١٧١٩؛ ص. ٥٨ سنة ١٧٢٤، ص. ٥٩ سنة ١٧٢٦، ص. ٦٤ سنة ١٧٢٩؛  ص. ٧٦ سنة ١٧٣٨، ص. ٨  32 ? سنة ١٧٤١، ص. ٨٤ سنة ١٧٤٢؛ ص. ٩٦ سنة ١٧٥٧؛ الحاخام، ص. ٢١٣ سنة ١٨٦٤؛  الحاكورة، ١٥٤ سنة ١٧٩١؛ حلف بالله العظيم منزل الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام  ص. ٧٨ سنة ١٧٣٨؛ حلف/حلفوا بالله العظيم منزل التوراة على سيدنا موسى، ص. ٢٦ سنة ١٦٨٩،  ٨٣ سنة ١٧٤٢، ص. ٩٠، ٩٢ سنة ١٧٥٥، ص. ١١٧ سنة ١٧٦٧، ! ص. ١١٨ سنة ١٧٦٨. 

وحلتي نحاس، ص. ٢٠٦ سنة ١٨٤٣؛ الوادي الخاص باليهود القرائين الحامل لأشجار فاكهة مختلفة وتوت، ص. ٦٣ سنة ١٧٢٩.؛ حال حياته بمعنى في حياته، عندما كان حيا: ص. ٢٥ سنة ١٦٨٨، ص. ٣٧ سنة ١٧٠٢، ص. ٧٢ سنة ١٧١٣، ص. ١١٧ سنة ١٧٦٧، ص. ١٤٢ سنة  ة ١٧٨٧، ص. ٢٥٨ سنة ١٨٨٧، ص. ٢٦٥ سنة ١٨٩٠.

من المخلف عن والده نصف الدار، ١١٣ سنة ١٧٦٦؛ الخواجا، الخواجات بالنسبة لليهودي وجدت منذ أواسط القرن التامن عشر. ص. ١٠٥ سنة ١٧٥٩، ص. ١٤٢ سنة ١٧٨٧، ص. ١٦٠ سنة ١  1639 ?٩٨، ص. ٢٠٣ سنة ١٨٤٢،  ص. ٢١١ سنة ١٨٥٩، ص. ٢١٣ سنة ١٨٦٧، ص. ٢١٨ سنة ١٨٧٤، ص. ٢١٩ سنة ١٨٧٤، ص. ٢٣٧ سنة ١٨٨٤؛ خيار الرؤ 4ية: شراء الشخص شيئا ما دون أن يراه ويكون له الحق برفض المبيع عند الرؤية على مبدأ شائع: من اشترى ولم ير ف ddله الخيار إذا رأى، ص. ١٩٩ سنة ١٨٣٨.

من حين دخوله بدين الإسلام، ص. ٦٧ سنة ١٧٣٠؛ بأنهما يشتغلان في دكان واحدة، ص. ٦٥ سنة ١٧٣٠؛  أما الدك فهو الجدار بين المزارع، ص. ١٠٩ سنة ١٧٦٢؛ الديما نسيج قطني خالص بخلاف الألاجة ففيها حرير وقطن، الصتية هي قطعة قماش تكفي لخياطة الثوب، حوالي المتري ين، ص. ٢٣٠ سنة ١٨٨١.

وذرع الأرض: قبلة بشمال ٦٠ ذراعا وشرقا بغرب ١٤ ذراعاً، ص. ٤٢ سنة ١٧٠٢؛  على مقتضى تذاكرهم من الموجودين على قيد الحياة يومئذ، ص. ٣٠ سنة  ١٦٩٢؛  الديون التي بذمته، ص. ٣١ سنة ١٦٩٩.

رد القاضي دعواهم أي رفضها، ص. ٣٩ سنة ١٧٠٢ ص. ٤٦ سنة ١٧٠٩، ص. ٤٩ سنة ١٧١٣، ص. ٥٥ سنة ١٧٢٣؛ ص. ٥٧ سنة ١٧٢٣ ص. ٧٤ سنة ١  39 ?٣٣؛ وأن يكون الترميم على رقبة الوقف، ص. ١٥٦ سنة ١٧٩٧، ص. ٢٦٣ سنة ١٨٨٩؛ براءتهم مما رموا به من محاولة الاعتداء عليها، ص. ٨٣ سنة ١٧٤٢.

سبق لهم أن تداعوا مع طائفة اليهود أي تحاكموا، ص. ٢٩ سنة ١٦٨٩؛ المساقاة معناها حصول المؤجِّر على نسبة من محصول الأرض وهي غالبا ١٪ وهنا هي ١٠٠٠/١ ص. ٢٠، ٦٣، ٢٣٦، ٢٣٨، ٢٦٨، ص. ٢٣٦ سن  نة ١٨٨٤؛  وضع فلان مبلغ كذا عند فلان على سبيل (= بمثابة) الأمانة، ص. ١١٨ سنة ١٧٦٨؛ الطريق السالك إلى زقاق القبو أي المؤدي إلى،  ص. ٤١ ١٧٠٢؛ ساحة سماوية أي ساحة مكشوفة غير مسقوفة، ص. ٤٤، سنة ١٧٠٩، ص. ٥١ سنة ١٧١٨، ص. ٩٤ سنة ١٧٥٧، ص. ١٣٠ سنة ١٧٧٤، ١٤٨ سنة ١٧٨٧، ١٦٧ س u1606 نة ١٨٠٢، ص. ١٨١، سنة ١٨٢٢؛ ص. ٢١٩ سنة ١٨٧٤، ص. ٢٣٩ سنة ١٨٨٤، قارن  ساحة مسقوفة، ص. ١٠٥ سنة ١٧٥٩؛ وشرقاً: دار حاي  610 يم بن هرشه السكناجي، وشمالاً: دار الخواجه لايزر بن شميل بن يوسف السكناجي، ذكرت مرتين ص. ٢٧٨ سنة ١٨٩٣.

 الشاشية ضريبة على الحرف، ص. ٦٣ سنة ١٧٢٩؛ مشد المسكة  أي يحق شرعا للمستأجر فلاحة الأرض وهذا الحق يباع ويورث ولا قيمة لأرض بدون شراء حق مشد المسكة أي حق تسلم ا الأرض فعلا. ص. ١٧٠ سنة ١٨٠٣؛ شربه أي سقيه، يتكرر هذا الاستعمال في عدة مواضع مثل ص. ٢٠ عام  ١٥٨٣، ٤٢ عام ١٧٠٢، ٥٦ عام  ١٧٣٦ وكتب خطأ ١١٤٩م، ص  6 . ١٥٧ سنة ١٧٩٧،  ١٥٧ سنة ١٧٩٧، ١٦٦ سنة ١٨٠٢، ص. ٢٢٢ سنة ١٨٧٨،  ١٥٧ سنة ١٧٩٧، ١٦٦ سنة ١٨٠٢، ٢٢٢ سنة ١٩٧٨؛ المتشرف (ة) بدين الإسلام أي المعتنق له، ص. ٣٣ سنة ١٧٠٠، ص. ٥٩ سنة ١٧٢٦، ص. ٦٧ سنة ١٧٣٠، ص. ٦٩ سنة ١٧٣٠، ص. ١١٨ سنة ١٧٦٨، ص. ١  1637 ?٨ سنة ١٧٩٨، ص. ١٥٩ سنة ١٧٩٨، ص. ١٧٤ سنة ١٨١١. وسنه ١٤ سنة والثاني له ٩ سنين، ص. ٣٤ سنة  ١٧٠٠، ص. ٩٨ سنة ١٧٥٧؛الش  603 كنازي ذكرت مرتين فقط في  ص. ٢٦٠ و ٢٦١ سنة ١٨٨٨؛ وبموجب صك التبايع المسمى بالشيطار المعروف باللغة العبرية، ص. ٢١٩ سنة ١٨٧٤، ص. ٢٢٠، ٢٢١؛ أشهد إشهادا شرعيا بمعنى شهد شائع مثل، في كامل الصحة والرضا ص. ١٤٦ سنة ١٧٨٧؛ خضر بن شمويل كان شيخ اليهود بدمشق عام ١٧٥٧ ص. ٩٦، شيخ حارة اليهود ص. ١٠٧ سنة ١٧٦٠.

وقطن الصتية هي قطعة قماش تكفي لخياطة الثوب، حوالي المترين، ص. ٢٣٠ سنة ١٨٨١؛ صاحب العزة كلقب ليهودي ورد أول مرة في ص. ٢٦١ سنة ١٨٨٩؛ صاغ سليم، ص. ٢٠١ سنة ١٨٣٨؛ ثم تصافى الدافع والقابض وتسامحا وأسقطا كل دعوى محتملة من أي نوع، وسجل ذلك في المحكمة، ص. ١٢٩ سنة ١٧٧٢؛ صك الت  76 بايع أي عقد البيع، ص. ٢١٩-٢٢١ سنة ١٨٧٤؛ الصوباشي مثل رئيس شرطة البلدية يجمع الرسوم من الأهالي والعشر للدولة ص. ١٠٩ سنة ١٧٦٢.

 شهدا طبق ما ادعى، ص. ٢٥؛ والطبلة هي جدار صغير يفصل بين الدور العربية بدمشق من جهة السطوح، ص. ١٨٧ سنة ١٨٢٧؛  طائفة النصارى ص. ٣٠ سنة ١٦٩٢؛ ظاهر دمشق خارج السور، ص. ٢٥٣ سنة ١٨٨٦.

عقد البيع المحرر بالعبرانية، ص. ٢٢٠، ٢٦١ سنة ١٨٧٤، ١٨٨٩، وحرر لها سنداً بذلك باللغة العبرية، ص. ٢١٩، ٢٦٥ سنة ١٨٧٤، ١٨٩٠؛ ؛ ولا بد من بيعه بالعجل، ص. ٢٠٨ سنة ١٨٤٤؛ العوارض السلطانية: ص. ٢٧ سنة ١٦٨٩: ضريبة على العقار فرضت عام ١٠٨٦ هـ وقسمت الدور إلى ثلاثة أقسام: أعلى وأوسط وأد fنى، وكانت دور الأشراف والفقراء معفاة من هذه الضريبة؛ تعزير: أدنى عقوبة شرعية فرضت على الجميع عند ارتكاب خطأ أو عمل فيه ضرر للآخرين ويتوقف التعزير أي التأنيب Ÿ 3 على  وضع المحكوم عليه ويكون أسهله توجيه الكلام القاسي وأشده الجلد بأقل من أربعين جلدة ص. ٤٢ سنة ١٧٠٧؛!  وتعزيل النهر، وما عدا ذلك من الرسوم والمغارم، ص. ٢٠ سنة ١٥٨٣ وانظر ص، ٦٣ سنة ١٧٢٩؛ في العقد ثلاث سنين، ص. ٤١ سنة ١٧٠٢؛  فقير مفلس معسر، ص. ٨٢ سنة ١٧٤١؛ حجة الإعسار أي عدم القدرة المادية، ص. ١٢٠ سنة ١٧٦٨؛ لتعمير الدار بعد الزلزلة الحاصلة سنة ١١٧٣ هـ، ص. ١٢٣ سنة ١٧٧٠؛ رجل “متعيش” = تعبير شامي معناه الحاصل على رزقه يوما بيوم،  ص. ١١٠ سنة ١٧٦٥.

الغرش، الغروش ذكرتا كثيرا في السجلات، مثلا: ٢٤ سنة ١٦٦٩، ص. ٣٨ سنة ١٧٠٢.

تشارك معه في فدانيين من البقر وأربع غراير من القمح ، ص. ١٠٤ سنة ١٧٥٩؛ والفدان معناه الثور أو  البقرة يستعمل للحراثة والغرارة تساوي ١٢ كيلا والكيل ٦ أمداد؛ أن يفعل معها الفعل القبيح، غير المرضي شرعا (= الزنا)، ص. ٨٣ سنة ١٧٤٢.

قبض من أي تسلم من، ص. ٣٨ سنة ١٧٠٢؛ القرّا ص. ٢٠ سنة ١٥٨٣؛ المقاصصة تعني تنازل الطرفين برضاهما عن شيء مقابل شيء، ص. ١٤٧  سنة ١٧٨٧؛ القمرية هي الفتحة في السقف لإنارة الغرفة من الأعلى، ص. ١٨٧ سنة ١٨٢٧؛ تقايل مقايلة أي اتفاق طرفي العقد على إلغاء العقد أو إبطال مفعوله وفق رغبتيهما. ص. ٤٤ سنة ١٧٠٩.

الكدك يعني الأدوات المنقولة في المحل كالميزان وعدّة الشغل الخ. ص. ١٢٩ سنة ١٧٧٣، الكدك اشتمل على ٢٠ عدل وعشر 1ة مناخل وعلبة طحين وغير ذلك، ص. ١٩٩ سنة ١٨٣٨؛ الكشكول من الفخار(لجمع الصدقات)، ص. ٦٥ سنة ١٧٣٠؛ كنيسة بمعنى كنيس، ص. ٣٨ سنة ١٧٠٢ (هذا الاستعمال ما زال شائعا عند السامريين حتى يومنا هذا، أنظر مثلا الدوري u1577 ة  أ. ب. أخبار السامرة التي تصدر مرتين كل شهر في حولون وفيها تستعمل أربع أبجديات: العربية، العبرية ا  04 لحديثة (الحرف الأشوري أو المربع)، الحرف العبري القديم أي السامري والحرف اللاتيني)؛ الكيلار هو  المخزن وبيت المونة، ص. ١٤٨ سنة ١٧٨٧، ص. ١٥١ سنة ١٧٨٨، ص. ٢٨١ سنة ١٨٩٤.

لدى القاضي أي أمام القاضي، مرات كثيرة مثل: ص. ٥٩ سنة ١٧٢٦، ص. ٦٠ سنة ١٧٢٨، ص. ٦١-٦٢، سنة ١٧٢٩، ص. ٨٠ سنة ١٧٤١، ص. ٩  639 ? سنة ١٧٥٧.  ؛ لصيق دار الشمتري أي ملاصق لدار الشمتري  ص. ٤٠ سنة ١٧٠٢.

عام ١٨٨٧ كان سعر المجيدة ٢٢ غرشا و٣٥ بارة، ص. ٢٥٨؛ ٢٢ غرشا و٣٥ بارة، ص. ٢٥٨؛  مات على ملة اليهودية، ص. ٣٤ سنة ١٧٠٠؛ الملة الموسوية ص. ٢٠٩ سنة ١٨٤٤؛  لا مال له ولا نوال ص. ٨٢ سنة ١٧٤١، ص. ١٢٠ سنة ١٧٦٨.

المرأة اليهودية المنصوبة (= المنصّبة) وصيّة على أولادها، ص. ٨٦ سنة ١٧٤٤، ص. ١٣٨ سنة ١٧٨٦؛ ١٦٥ سنة ١٨٠٢؛ نظير ما صرفه على ترميمها أي مقابل، ص. ٣٨ سنة ١٧٠٢؛  وفناء ومنافع، ص. ٨٧ سنة ١٧٥٠ä دولة النمسة الفخيمة ص. ٢٢١ سنة ١٨٧٤؛

المهايأة تعني اتفاق بعض الأشخاص حول كيفية الانتفاع من شيء مشترك بينهم، ١٨٢ سنة ١٨٢٢.
الوارث لأخته منى، ص. ٣٥ سنة ١٧٠٠؛ وصولات المال، ص. ٢٩ سنة ١٦٨٩؛ واضع يده على الدار المذكورة، ص. ٣٥ سنة  ١٧٠٠، ص.  ٤٩ سنة ١٧١٣؛ الأصل ألا يؤجر الوقف لأكثر من ٣ سنين، ص. ٢٦٨ سنة ١٨٩٢.

لولو بنت ياقوب ص. ١٣٨ سنة ١٧٨٦؛ ثبت يساره وعدم اعساره … لأن سجن المدين الغني المماطل يكون مؤبداً، ص. ٣١ سنة  ١٦٩٩؛ سلمون وموسى اليهود، ص. ١٨٩ سنة ١٨٣١؛  اليهودي العبري، ص.٧٢ سنة ١٧٣١.



101
حول التذكير والتأنيث في اللغة

أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



 تلعب موضوعة الجنس اللغوي (grammatical gender)، التذكير والتأنيث، دوراً محورياً جداً في نحو اللغة اللغة العربية وفل  لسفتها وقد يعكس هذا أهمية الجنس في الحياة العربية والسامية عامّة.  ورد في القرآن “وأنه خلق الزوجين ! الذكر والأنثى” سورة النجم ٤٥ وذُكر التقسيم ذاته قبل ذلك بقرون كثيرة في سفر التكوين ١: ٢٧، ٥:٢، ٦: ١٩، ٧:٣،
 u1641 ?، ١٦. ح dظيت ظاهرة التذكير والتأنيث في العربية بأبحاث جمّة مستفيضة من حيث النحو والصرف والأصوات والدلالة ق  قديما وحديثا. ممن كتب في هذا الموضوع ووصلنا نتاجُه يمكن التنويه بالمؤلفين التالية أسماؤهم: الفرّاء  78 ت. ٨٢٢ م  46 .؛ السجستاني في القرن التاسع م.؛ المبرد في القرن التاسع م.؛ المفضل بن عاصم ، أوائل القرن العاشر م.؛  1 أبو موسى الحامض، أوائل القرن العاشر م.؛ الأنباري ت. ٩٤٣م.؛ بن التستري ت. ٩٧٠م.؛ ابن جنّي ت. ١٠٠٢م.؛ الراز 1610 ي ت. ١٠٠! ٤م؛ الأنباري ت. ١١٨١م.؛ محمد الخضر حسين، صدر عام ١٩٥٨؛ ذو الفقار النقويّ، صدر عام ١٢٩٧ هـ؛ عبد الظاهر خ eليفة، صدر عام ١٩٥٢؛ حامد صادق قنيبي صدر عام ١٩٨٧؛ محمد أحمد قاسم، صدر عام ١٩٨٩.

كتب اللغوي ابن جنّي في خصائصه  عن الحمل على المعنى “اعلم أن هذا الشَّرْج غَوْر من العربية بعيد، ومذ  ذهب نازح فسيح” (ج. ٢، ص. ٤١١)  وكتب ج. برجشتراسر (Gotthelf Bergsträßer, 1886-1933)، الباحث اللغوي المعروف في الساميات، “التأنيث وا  604 لتذكير من أغمض أبواب النحو، ومسائلهما عديدة مشكلة” (التطور اللغوي لبرجشتراسر، إخراج وتصحيح وتعليق 2  رمضان    عبد التواب، ط. ٢، مصر: مكتبة الخانجي، ١٩٩٤م، ص. ١١٢؛ وكتب أحمد أمين “من أصعب الأبواب وأكثرها خلطا في ا  604 للغة العربية المذكر والمؤنث”، مجلة المجمع، ٦: ٩٠ ). قالت النحاة إن التذكير أصل في العربية والتأنيث فر 593 ع له ول e1ا وجود لعلاقة دائمة بين مفهوم الجنس الطبيعي ومفهوم الجنس اللغوي، ففي المفهوم الأول تقسيم ثلاثي، م 3ذكّر ومؤنّث ومحايد (masculine, feminine, neutral) والأول ذو عضو ذكري والثاني ذو عضو أنثوي والثالث خال من أي منهما. هذا التقسيم 32  المثل  579 ثي أو الثلاثي لا يطبّق في اللغة إذ فيها اعتبارات أخرى لا تمتّ للجنس بصلة.
رُبع لغات العالم اليوم قرابة الستة آلاف لغة، تميز بين جنسين (gender, genus) لغويين، مذكّر ومؤنّث، كما هي الحال   1 في لغات هندو-أوروبية كثيرة مثل الإسبانية والفرنسية والإيطالية والروسية والهندي (لكن ليس في الفارس u1610 ية) وفي اللغة العربية وأخواتها الساميات، وهنالك لغات أخرى تميز بين ثلاث أجناس لغوية، المذكر والمؤن ث والح u1610 يادي أو المحايد أو الخُنثى أو المبهم، كما هي الحال في اللغات اليونانية  والروسية والألمانية وثمّة  32   لغات تميز بين جنس حيّ وجنس غير حيّ في حين أن بعض اللغات تفرّق بين أربعة أجناس لغوية وفي لغات معيّنة c9 قد يص  04 ل العدد إلى عشرين. هنالك كذلك لغات كالإنجليزية والفنلندية واللغات التركية والأورالية وهي لا تفرّق!  عادة بين المذكر والمؤنث فلفظة “معلم” مثلا teacher, opettaja تقال “للرجل وللمرأة” على حد سواء. بعض اللغات تحدّد  75 الجنس  5 اللغوي على هدي مدلول اللفظة وفي حالات معيّنة يتأثّر نوع الجنس بالصيغة الصرفية أو الفونولوجية أو ال  لدلالية. أضف إلى ذلك ثمة لغات لا تنظر إلى العالم بهذا المنظار، لا تقسّمه جنسيا بل وفق خصائصَ مكانية  571 أو عقي  83 دية أو اجتماعية، كما هي الحال بالنسبة للغات بعض القبائل في القارة السوداء. الجنس اللغوي في الإنجلي dزية بقي في بعض الضمائر مثل he, she, his, him, her وهذا التذكير والتأنيث غير موجود في الفنلندية مثلا. هذه اللغات ولغات 1 أخرى تف  فرّق بين المذكر والمؤنث في مجموعة معينة من الألفاظ مثل ما معناه في العربية: رجل/امرأة وهنالك رجلة أ¡ 0 يضا، أب/أم، أخ/أخت. ابن/ابنة، زوج/زوجة، عم، خال/عمّة/خالة، ابن الأخ/بنت الأخ. وفي العبرية يمكن التنوي
 u1607 ه بـ: אָ u1489 ?/אֵם, אַיִל/רָחֵל, עֶבֶד/אָמָה/שִׁפְחָה, חָתָן/כַּלָּה.
اللغة العربية كغيرها من أخواتها الساميات قسّمت ما في الكون من محسوس ومجرّد إلى مجموعتين، مذكّر وم  1572 ؤنّث، ويذهب البعض إلى أن المجموعة الأولى تشمل كل ما اعتبر قويا مرموقا ولا علامة مميزة فيه مثل: أرض، u32  بكر، زوج، أم” فهي قوية إذ لا علامة تأنيث فيها ولكنها مؤنثة. ولفظة “ذكر” تعني “قوي” مثل “رجل ذكر” أي 2  قوي وش d4جاع و”مطر ذكر” أي وابل شديد. أما التأنيث فمستمدّ من اللين والأنيث غير الصلب. أما المجموعة الثانية   601 فتضم الضعيف الوضيع وفيه علامة التأنيث مثل “أذينة، ثمرة، كبرى، سماء، حمزة”. وحيوانات ضعيفة تؤنث بدو 1606 ن علام  577 ة وكذلك بعض الأدوات وأعضاء الجسم مثل “أرنب، عنكبوت، عصا، فأس، دلو، قدر، يد، عين”.  الكل يعرف أن جمع  32  التكسير للمذكر العاقل يعامل معاملة المؤنث ونجمع مثلا “ابن آوى” بـ”بنات آوى” وكذلك “بنات عرس” من “ا ابن عرس س”، ولاحظ قواعد الأعداد من ثلاثة إلى عشرة ففي هذه الأمثلة نجد تباينا بين النحو والمنطق أو لنقل للغة ة، أية لغة، منطق خاص بها لا يلائم منطق أهلها. يكفي أن نشير هنا إلى أن “المفتاح” مثلاً لا يفتح فقط بل و'e6يغلق و e6المصعد لا يصعد من فيه بل وينزلهم.

من الواضح وجوب التمييز بين الجنس القواعدي والجنس الطبيعي فالـ “حجر” في العربية مذكّر وهو جماد وال  1600 ـ”شمس” مؤنّث بالرغم من قوّتها وهي جماد أما في العبرية   فاللفظة الأولى مؤنثة أما الثانية فهي مؤنثة  32  عادة وتأتي مذكرة אֶבֶן, שֶמֶש و der Stein, die Sonne في الألمانية فهما كالعربية. “الحجر” مذكر أيضا في النرويجية والبولنندية وا 'c7لألبانية والروسية ولكنه مؤنث في الفرنسية والإيطالية والإيرلندية.
قال المتنبي:
وما التأنيث لاسم الشَّمْسِ عيبٌ      ولا التذكيرُ فخـرٌ للهـلال
نظرة خاطفة على مجموعة من اللغات البشرية الحيّة بصدد موضوعة “الجنس اللغوي/القواعدي” تُظهر بجلاء أ c3ن هذا التصنيف الثنائي أو الثلاثي  وما فوق لا يعكس أية نوايا استعلائية أو استفالية. تميز الإنجليزية c9 مثلا بين الجنس الطبيعي والجنس اللغوي باللفظتين sex, gender وهنالك لغات مجنسنة وأخرى غير مجنسنة -sexist languages, non-sexist languages. هنالك'df من يش  610 ير إلى الجنس الحيادي في اللغة أو “اللاجنسنة” (Neutrum, degenderization) باللفظة “تخنيث”. ما يندرج في خانة “الحيادية” قد يك u1608 ون في عداد مذكر غير حقيقي أو مؤنث غير حقيقي ونجد أيضا في الألمانية أن ”الطفل” محايد das Kind، وكذلك das Mädchen أي “صصبية” و 'e6 das Fräulin أي “آنسة”. في الألمانية نرى أيضا أن “الحصان والتمساح” يندرجان في خانة الحيادية أما “الكلب” فم  1584 ذكر و”الأفعى” مؤنث وأسماء الأنهار غير الألمانية كلها مذكرة والأنهار الألمانية مؤنثة باستثناء نهر  1575 الراين e4 الشهير فهو مذكّر der Rhein. ينبغي لنا التذكير في هذه العجالة أن في الألمانية علامات خارجية عبارة عن عشرات  u1575 اللواحق تساعد الدارس على معرفة الجنس اللغوي، هنالك أربع عشرة لاحقة تخصّ المذكّر وأكثر من خمس وعشري ن للمؤ u1606 نث وتسع للمحايد ولكن هنالك الشواذ بالطبع إذ لا وجود للغة طبيعية بدونها. كل من تعلّم الألمانية يذكر u32  مدى صعوبة معرفة الجنس اللغوي فيها ويتحزّر der, die, das (قد يذكر البعض نقد الكاتب الأمريكي مارك توين الهزلي لل 94 غة الأ  4 لمانية بسبب الجنس اللغوي المعقّد فيها، في مقال له بعنوان: The Awful German Language,  “اللغة الألمانية الفظيعة”).

في اللغات السامية نتحدّث عن المذكّر الحقيقي والمؤنّث الحقيقي أي أن كل من له عضو الذكورة كـ “الرجل  u1608 والأسد والثور والحمار والصهر والديك والنسر والعقاب” يكون مذكرا وكل من له عضو الأنوثة كـ “المرأة و  1575 اللبوة والبقرة والأتان والكنة والدجاجة وأم قعشم” يكون مؤنثا.
ثم، على ما يظهر، ألحقت أسماء الأشياء بهذين الجنسين مجازا حسب ما للشعوب من مفاهيم بهذا الشأن. الجنس u32  اللغوي في العربية وفي الساميات عامّة يشمل الصفاتِ والأفعالَ والضمائر وأسماء الإشارة والأسماء ال  605 موصولة أما أسماء الاستفهام والشرط فواحدة في كلا الجنسين. بعض الصفات وهي التي بصيغة “فعيل” و”فعُول” 32  يستوي  2  فيها التذكير والتأنيث مثل “جريح، طريد، صبور، كذوب” إلا أن التمييز بينهما برز لاحقا في الاستعمال م e3ثلا في عصر المتنبي.

ثمة أسماء مذكرة عربية كثيرة تنتهي بعلامة المؤنث مثل “أسامة، حذيفة، حمزة، راوية، طرفة، طلحة، معاوي 'edة”، وتسمّى هذه العلامة بالتأنبث اللفظي، ومن ناحية أخرى توجد أسماء مؤنثة بدون علامة للتأنيث مثل “ز d2ينب، سعاد، لميس، مريم، هند” ويدعى هذا التأنيث بالتأنيث المعنوي أي أن المعني يشي بالجنس. وفي كثير منن الموا 'c7ضع يعبر عن معنى معين بلفظين، مذكر تارة ومؤنث طورا مثل “موت ومنيّة، نوم وسِنة، عام وسنة، فرح وبهجة، 'a1 صدق وحقيقة”. وعلامات التأنيث ت، ة، ى،  اء، نون النسوة، ترد في جمع المؤنث السالم وعندما يسبقها ساكن  مثل “أ! خْت” وفي الفعل الماضي للغائبة. وتجمل الإشارة إلى أن علامات التأنيث تلحق أحيانا بأسماء مذكرة ومن ال  لعجيب أن العرب يذكّرون عضو الجنس الأنثوي مثل “الفرج، الحر، الطبون، الغلمون” ولبعض أسماء الذكر ما ه 8 و مؤنث ! مثل “الكمرة، الطنانة،  الحمامة”. هنالك صيغ يستوي فيها التذكير والتأنيث مثل: فعول، فعيل، مفعيل، مفع! ل، مفعال. وقالت العرب “امرأة حائض/طالق/طامث/طاهر” و”شاة حامل وناقة حائل” بدون الهاء لأن الوصف مقصور d1 على ا  04 لأنثى.

في العربية، كما في غيرها من اللغات، كلمات وردت مذكرة أحيانا ومؤنثة أحيانا أخرى مثل “فلك” في القرآن ن الكريم: وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون” (يس ٤١)؛ “والفلك التي تجري في البحر بما ينفع من   الناس” (البقرة ١٦٤). ومن الطريف التنويه بأن عدد ورود لفظة “الرجل” في القرآن مساوٍ لعدد مرات ذكر لفظة  “المرأ  أة”، ٢٤ مرة وهذه الحقيقة تكون تربة خصبة لإطلاق الاستنتاجات المختلفة.
من الكلمات ثنائية الجنس اللغوي نذكر: “إبل، أرض، إزار، ألفٌ، إنسان، جحيم، حال، حانوت، حراء، حرب،  خم  مر، خوان،  دار،  درع (بمعنى قميص مذكر)، دلو، ذراع، ذنوب، ذود، رحم، رمح،  روح، زقاق، سبيل، سراويل، سل  75 اح، سلم، سكين، سلطان، سمك، سنان، سوق، شاء، صاع، صواع، صراط، ضرس، طاغوت، طريق، طفل، عاتق، عجز، عريس،'a1 عسل،   593 عصا،  عضد، عنق، غوغاء، فأس، فردوس، قاف، قدوم، قليب، القُوباء، قوس، كأس، كراع، لسان، المساء، متن، م e3نون،  نار، نفس، نمل، نهر، نوى، يمين”. هذه الظاهرة، إمكانية تذكير لفظة وتأنيثها موجودة في العبرية ּּ 1571 أيضا م  579 ثل: דֶּרֶךְ, חָצֵר, מַטְבֵּעַ, סַכִּין, רוּחַ, שֶמֶש, תֵּבֶל (طريق، ساحة، عملة/نقد معدني، سكّين، ريح/روح، شمس، الع aالَم). في عبرية العهد القديم عشرات الكلمات التي ترد مذكرة تارة ومؤنثة طورا آخر مثل: אור, ארץ, אש, זרוע, לחם?, לשון, – 2 ?צח, נפש (نور، أرض، نار، ذراع، خبز، لسان، جبين، نفس). في بعض الحالات كلمة مثلשָׂדֶה استعملت في عبرية الع  عهد القديم مذكرة وفي عهد المشناة، التوراة الشفوية وردت مؤنثة، مثل عكسي تتمثل في اللفظة כוֹס أي كأس ا 4 لتي ورد  دت مؤنثة في عبرية العهد القديم ومذكرة في عبرية المشناة. (أنظر: מנחם זהרי, שמות עצם כּפלי מין בשפה העברית. כרמל. י! רושלים 1994.)
هنالك أيضا ظاهرة التذكير في لهجة معينة وتأنيث في أخرى. في هذه الحالات يجوز أن يقال: طلع/طلعت الشمس.   71 أما أسماء حروف المعجم فتؤنث وتذكّر والتأنيث أرجح.

يقول نحاة العربية إن التذكير أصل والتأنيث فرع كما خُلقت حوّاء من آدم. مما كتب سيبويه عن الجنس اللغو  وي “واعلم أن المذكر أخفّ عليهم من المؤنّث لأن المذكّر أول، وهو أشدّ تمكنا، وإنما يخرج التأنيث من ال  لتذكير. ألا ترى أن ”الشيء” يقع على كل ما [من قبل أن يُعلم أذكر هو أو أنثى] والشيء ذكر، …” (الكتاب، ج. ١،'a1 ص. ٢٢؛  2  أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ط. ٥، ١٩٧٩، ج. ٤ ص. ٢٨٦).
 “...لأنّ الأشياءَ كلها أصلُها التذكيرثم تُختصّ بعد فكل مؤنث شيء، والشيء يذكّر، فالتذكير أول، وهو  ! أشدّ تمكنا، كما أنّ النكرة هي أشدّ تمكنا من المعرفة، لأنّ الأشياءَ إنما تكون نكرة ثم تعرّف. فالتذك! ير قبلُ، وهو أشدّ تمكناً عندهم، فالأوّل أشدّ تمكنا عندهم” (الكتاب، ج. ٣ ص. ٢٤١، قارن ابن جني، الخصائص 2  ج. ٢، ص! . ٤١٥ “وتذكير المؤنث واسع جدا لأنه؛ رد فرع إلى أصل”).
توجد خمس عشرة علامة للتأنيث كما ذكر الفرّاء، ثمان خاصة بالأسماء وأربع في الأفعال وثلاث في الأدوات  32  ولاحظ ما في الإنجليزية في  كلمات مثل: male/female, man/woman, he/she. هنالك مجموعة من الكلمات التي يدل معناها على تأنيثها مثل ! أعلام الإناث كـ “صفاء” وأسماء القبائل والمدن والبلاد وأسماء أعضاء الجسم الزوجية مثل “الأذن والرجل  واليد u32  والكتف” ولكن منها ما جاء مذكرا مثل “الجنب والحاجب والخد والزند والصدغ والفك واللحي والكرسوع والك  1608 وع والمرفق” وكل الأسنان إناث إلا الأضراس والأنياب. و”اللسان” ذكر وإذا جاء بمعنى الرسالة والقصيدة ف
 u1610 يؤنث،   1608 ولاحظ أن “البطن” المذكر أصلا أُنِّث بمرور الزمن إلا أنه مؤنث إذا جاء بمعنى قبيلة وكل عضو فرد مذكر ب باستثناء “الكبد والكرش والطحال”. خلاصة القول، أعضاء الجسم إما مذكرة وإما مؤنثة وإما جواز الأمرين وا المؤنث  1577 ة هي الأغلبية.
توجد أسماء ترد مذكرة تارة ومؤنثة طورا آخر والمعنى مختلف مثل: “الحانوت” أي “الدكان” مؤنثة، ومذكرة ت u1593 عني “البيت”؛ “السماء” في التأنيث معناها معروف أما في التذكير فمعناها “السقف”؛ “المال” مذكر وعند ت 'caأنيثه فمعناه “الماشية والإبل”. قدامى العرب أنثت “الإبهام” إلا بعض بني أسد فذكروها وجمعها “أباهيم” 32  واليو  605 م تستعمل مذكرة.
باختصار، ليس ثمة صعوبة في التفريق بين المذكر الحقيقي والمؤنث الحقيقي لدى العربي إلا أن الصعوبة تك  1605 من في غير الحقيقي من المذكر والمؤنث ولا بد من اللجوء إلى السماع والحفظ. عدم التمييز بين المذكر والم مؤنث قد يكون من أقبح معالم اللحن وهو شائع لدى غير العرب.




إبراهيم إبراهيم بركات، التأنيث في اللغة العربية. المنصورة: دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ١٩٨٨  6 .
أبو الحسين أحمد بن فارس، المذكر والمؤنث، تحقيق رمضان عبد التواب. القاهرة، ط. ١، ١٩٦٩.
أحمد مختار عمر، اللغة واحتلاف الجنسين. القاهرة: عالم الكتب ١٩٩٦.
إميل بديع يعقوب، المعجم المفصل في المذكر والمؤنث. بيروت: دار الكتب العلمية، ط. ١، ١٩٩٤. http://mohamedrabeea.  99 com/books/book1_7209.pdf
برهومة عيسى، اللغة والجنس. عمان: دار الشروق ٢٠٠١.
رشيدة عبد الحميد اللقاني، التأنيث في العربية. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية ١٩٩٠.
محمود عكاشة، المذكر والمؤنث بين اللفظ والمعنى. الأكاديمية الحديثة للكتاب العربي.
الكتاب، كتاب سيبقويه، أبي بشر عَمرو بن عثمان بن قَنبر، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون. ج. ١-٥، الق! اهرة، دار القلم ١٩٦٦، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ١٩٦٨، الهيئة المصرية العامة للكتاب ١٩٧٣، الهي dئة المصرية العامة للكتاب١٩٧٥، الفهارس التحليلية للكتاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٧٧.



102
أفضلُ خطّة للرّجُل - درْس جميل

ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


كانت هناك غابة كبيرة فيها أصناف متنوعة من الأشجار، كأشجار المانجو والخوخ والصنوبر وخشب الساج وخشب 'c8 الورد والبلّوط. كلّ الأشجار كانت جميلة جداً، مُتعة للنظر. كلها كانت باسقة وجميلةً وحملت بعضُها  ث  1605 ماراً عصيرية رائعة، وزينتِ الأشجارَ الأخرى زهورٌ فتّانة. كانت هناك شجرة قبيحة واحدة فقط من بين كل ا لأشجار ر الجميلة. هذه الشجرة كانت بلا ثمار وبلا أزهار وبقيت عليها بالكاد بعض الأوراق، وكانت أغصانها هشّة ج جدا. انتصبتِ الأشجار الأخرى فخورةً ببنيتها وجمالها وكثيرا ما سخِرت من هذه الشجرة ووصفتها بالقبح وال لبشاعة  46 .

هذه الشجرة المسكينة سيّئة الحظّ فكّرت دائما  “ لماذا جعلني اللهُ قبيحةً لهذا الحدّ ولماذا لم يجعلن ني جميلة ومعافاة مثل سائر الأشجار”؟

في أحد الأيام راح الحطّاب إلى الغابة بحثاً عنِ الحطب. رأى تلك الشجرة فقال: “يا لها من شجرة قبيحة،  ف  85 روعُها نحيفة جدا والجذْع متقوّس لهذه الدرجة، هذه الشجرة لا نفعَ لي بها فقرّر قطعَ أشجار أخرى  مستق  10 يمةٍ وصحّية”.

هكذا قطع الحطّاب كلَّ الأشجار الجميلة وأخذ خشبَها. الآن فكرتِ الشجرة القبيحةُ  “الله عظيم حقّاً، ا اعتدتُ لومَه دوما لأنه خلقني على هذا الشكل البشِع، لكن كان وراءَ ذلك سبب وجيه، قُبحي، في الحقيقة، أ أنقذني، كل ما يفعله الله يكون لصالحنا”. .

الباري وحده يعلَم ما هو الأفضل لخلْقه. الله وحدهُ يعلم الحكمةَ من وراء آلامنا ومعاناتنا. لا تشكِّك u32  في خطّة الله أبداً فهي الأفضل على الدوام .

103
تفسير سامري مجهول على سفر التكوين ١: ٢٦
 Aninomous Samaritan Interpretation of Genesis 1: 26
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


فيما يلي أورد ما جاء في تفسير عربي لهذه الآية في مخطوط محفوظ في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبورغ الغنية بمثل هذه المخطوطات، قرابة ١٣٥٠ مخطوطا. إنه المخطوط Sam III 17، وهو بمثابة شرح ناقص لمسألة الخليقة، يستعين بعلم الفلك، ويضم ثماني ورقات بمقياس١٧x٢٢ سم، التفسير والاستشهادات من التوراة مكتوبة بالعربية وبالرسم العربي وتظهر علامة شبيهة بالمدّة العربية على معظم الكلمات العبرية المقتبسة ولم أستطع إبرازها لأسباب تقنية. لا ذكر في المخطوط لهوية مؤلف هذا التفسير وقل الأمر ذاته بالنسبة لاسم  الناسخ والزمان والمكان. في الكاتالوج اليدوي المتوفر في المكتبة ذكر القرن الثامن عشر بدون الإشارة إلى أية مصادر ويبدو لي، انطلاقا من الكتابة، أنه قد يعود إلى القرن اللاحق، القرن التاسع عشر. صفحات هذا المخطوط غير متتالية كما يتّضح من تسلسل الأمور أوّلا ومن استخدام نهج الـ catchwords أي كتابة الكلمة الأولى في الصفحة التالية في أسفل الصفحة السابقة. يبدأ المخطوط بالكلمات: “اربعه واعلم ان الجوهر الاول هو/ (هذا الخط المائل يدل على نهاية سطر وبداية آخر) والارض كانت مغمورة بذلك/لقوله تعالى عز من قايل/”. والكلمات الأخيرة في المخطوط  “وقد سماهم الله/تعالى فى كتابه العزيز فيشون وجيحون وهدقل/وفرت ثم بعد تمام دلك اخد الله تعالى ادم واقره/في الجنه واوصاه ان ياكل من كل اثمار الجنه الا دلك الشجرة المعرفه” (المعرفه هي كاتش ورد). في كل صفحة واحد وعشرون سطرا.
من الاستعمالات اللغوية اللافتة للنظر في المخطوط أنوّه بما يلي:  ضد الى، عندما اغوى التعبان الي حوا، فلما نظر نفسه، انهم عرايا تخبو بورق اشجار الجنه… بورق التين،  واطرده وابعده، فمتزج كثيفه مع لطيفه، بروده ويبوسه، وهدا الجرم يسما زحلاً ويسما مقاتلاً، بقدر نور قدحه من زناد العقل، ضاجين للبارى تعالى بالتهليل والتكبير، الاية الشريفه، افرض الله تعالى على بنى اسراييل.


“… ونشرح لك الان قوله تعالى/عز من قايل نعشه آدم بصلمنو وكدموتنو اعلم/ان الاولين قد فسرو دلك باللسان العربي نصنع/انساناً بقدرتنا وكشبه ملايكتنا وقالو ان التفسير/بحسب ما يليق ولم ادري دلك هو سهواً/او قصداً لئيلا يفسروها على طبق النص وينظرها// الجاهل فيعتقد ما اعتقدوه بعض الاعوام بان ذات/الله كذات الانسان وتعالى الله عن دلك علواً كبيرا/وانما دلك الاية الشريفه قوله تعالى بصلمنو اى/بتاجنا والتاج هو النور الدى خلقه الله تعالى/فى جبهة ادم عليه السلام لان لفظة صلم باللسان/العبراني تاج والدليل على ذلك قوله تعالى لما ولد ادم/شت قال ويوليد بدموتو كصلمو ولم يقل/دلك عند ايلاده قين وهبل لان دلك التاج ما خلق/فيهم لان على ما نقوله وقالوه من قبلنا علماينا ان دلك/الصلم هو مشه شلوم يهوه عليو وتسلل دلك الصلم/من ادم في السلسله الطاهره الي ان ظهر شلوم/يهوه عليو وفيه من قال ان الصلم هو العقل الدي/خلقه الله تعالى في الانسان من لدنه تعالى ويعتبر/ دلك والاول اصح ثم قوله تعالى وكدم وتنو اي/وكصفاتنا اى الصفات المعنويه لا الصفات/الزاتيه وهي الوجود والعلم والقدره والاراده/والحياه والسمع والنظر والكلام والقهر والبطش/ والجلال والسلطان والرحمه والجبراوت والملك/فهده صفات معنويه من صفات الله تعالى اودعهم/في الانسان ليستولي بهم على غيره من المخلوقات/كما قال تعالى ويردو بدجيت أيم الى ان قال//وبكل هرمش هُرمش عل هارص ونقول/انه اودع فى الانسان دلك كله وربط الكل تحت/ارادته ومشيته ولا نقول ان الدموت هو الذات/واعلم ان ذات الله تعالى مخالفه لجميع الذوات ليس/له في ملكه شبيه ولا مثيل فسبحانه وتعالى عما يقولون/الظالمين ولولا خوف الاطاله لشرحت لك/تفاصيل وكل بسند شرعى ودليل ولكنه يحمل/مجلد مستقل وما ذكرناه يكفى العارف الخبير ونعود/الى ذكر ما نحن فيه فنقول انه لما قام ادم وصار/فيه نسمة الحيوه….”

תרגום לעברית:

‘‘ ...ונסביר לך כעת את אומרו יתעלה/ וירומם ‘‘נעשה אדם בצלמנו וכדמותנו’’ (ברא‘ א: 26) דע כי הראשונים הסבירו זאת בלשון הערבית ‘‘נעשה אדם ביכולתנו וכדמות מלאכינו’’ ואמרו כי ההסבר לפי מה שיאה לו ולא ידעתי האם זה בהסח הדעת או בכוונה כדי שלא יפרשו בדיוק לפי הטכסט, אז יראה זאת הבור ויחשוב כפי שחשבו מקצת העם הפשוט כי מהות האל כמהות האדם ויתעלה האל מכך התעלות רבה. אולם הפסוק הנכבד ההוא באומרו יתעלה  ‘בצלמנו’ כלומר ‘בכתרנו’ והכתר הוא האור אשר ברא האל יתעלה במצח אדם עליו השלום משום שהתיבה ‘צלם’ בלשון העברית פשרה ‘כתר‘ וההוכחה לכך אומרו יתעלה כאשר הוליד אדם את שת אמר ‘‘ויוליד בדמותו כצלמו‘‘ (ברא‘ ה: 3 ויולד בדמותו וכצלמו) ולא אמר זאת כאשר הוליד את קין והבל משום שהכתר ההוא לא נברא בהם כי לפי מה שאנו אומרים ואמרו חכמינו לפנינו כי ה ‘צלם‘ ההוא הינו משה שלום האל עליו והצלם  ההוא השתלשל לאדם בשלשלת הטהורה עד שהופיע שלום האל עליו, ויש מי שאמר כי ‘הצלם‘ הוא השכל אשר בראו האל יתעלה באדם מטעמו וזה והפירוש והראשון נחשבים נכונים יותר אחר כך אומרו יתעלה ו ‘כדמותנו‘ (ברא‘ א: 26) דהיינו ‘כתוארינו‘ כלומר התכונות המופשטות, הרוחניות לא התכונות העצמיות הפיסיות הוי אומר: קיום, מדע, היכולת, הרצון, החיים, השמיעה, הראייה, הדיבור, כפייה, אלימות, גדולה, שלטון, רחמים, עריצות ובעלות, אלה תכונות מופשטות מתכונות האל אשר הפקידם אצל האדם כדי להשתלט בהן על זולתו מן הברואים כפי שהאל יתעלה אמר ‘‘וירדו בדגית הים‘‘ (ברא‘ א: 26) עד אומרו ‘‘ובכל הרמש הרמש על הארץ’’ (שם), ונאמר כי הוא הפקיד באדם כל זה וקשר את הכל לפי רצונו ובחירתו ולא נאמר ש ‘הדמות‘ היא ‘העצם‘ מדע כי עצם האל יתעלה שונה מכל העצמים, אין לו במלכותו דומה או רֵע, יתעלה ויתרומם ממה שאומרים העושקים, לולא החשש מאריכות  הייתי מסביר לך בפרטים וכל דבר היה מלווה באסמכתא שרעית (לגיטימית) והוכחה אך זה דורש כרך נפרד ומה שהזכרנו יספיק ליודע הבקיא ונשוב להזכיר את מה שעומד לפנינו ונאמר כי כאשר קם אדם ונהייתה בו נשמת החיים..’

104

الزوج التعيس وزوجته المطيعة
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



عاش رجل طاعن في السنّ وتعيس حياتَه دائباً على جمع المال وتوفيره إلى أن تكدّس لديه مبلغ ضخم جدا. عُرف ذلك العجوز بين الناس بتعاسته وبولعه في تكديس المال وببخله. مرض ذلك المسنّ ذات يوم وكان على حافة الموت فدعا زوجته وقال لها: “يا زوجتي الحبيبة، أودّ أن أُطلعك على أمنيتي الأخيرة، عِديني بأنك بعد وفاتي ستضعين كلَّ مالي مع جثّتي في التابوت. أريد أن آخذ كل مالي معي إلى الحياة بعد الموت”.
وعدتْه زوجته بتلبية طلبه. بعد يومين فارق الرجل المسنّ الحياة. أُحضر التابوت ووضعتِ الجثةُ فيه، جلست زوجته بجانبه تنوح وتولول وجلست إلى جانبها صديقتها.
عند استكمال الطقوس وقبيل إغلاق غطاء التابوت صاحت زوجة الرجل المسن “انتظروا لحظة وهرعت إلى غرفة النوم”. رجعت بصندوق معدني صغير ووضعته في التابوت بجانب الجثة ثم أُغلق وسير به إلى الدفن.
اقتربتِ الصديقة من الزوجة المترملة وسألتها: “هل وضعت كلّ المال في التابوت كما أمرك زوجُك؟ ظننتُ أنك سيّدة ذكية!”
ردّت الزوجة الوفية: “إنني زوجة مخلصة ومطيعة، لا أقدر أن أنكث بعهدي الذي قطعته على نفسي قدّام زوجي”.
قالت الصديقة  “هذا يعني أنك ألقيت بكل المال هناك؟”. أجابت الزوجة: “نعم، قمت بذلك حقا! جمعتُ كلَّ ماله، وضعته في حسابي ثم كتبت له شيكاً ودسستُه في التابوت، والآن صرفُ الشيك يتوقّف عليه!، إذا كان قادرا على ذلك فيستطيع إنفاقَه!

فحوى القصة: لا تظنن أبدا أن الرجالَ أذكى من النساء!


105

حول كتاب الخزري بالحرف العربي
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

صدر عن “منشورات الجمل”، بغداد-بيروت عام ٢٠١٢: أبو الحسن يهودا بن صموئيل اللاوي، الكتاب الخَزَري، ك  78 تاب الردّ والدليل في الدين الذليل، نقله إلى الحرف العربي وعارضه وهذّبه وعلّق عليه وحرّره نبيه بشيž 5 ر ونظر فيه عبد السلام موسى. يضم هذا الإصدار ٧٢٧ صفحة موزّعة كالتالي: مدخل عام ص. ٥-٧١؛ بحث لإيهود كريني dس بعنوا 'c7ن “المشارب العربية للكتاب الخزري ص. ٧٣-١٤٧؛ نص الكتاب الخزري ذي المقالات الخمس ص. ١٥١-٥٦٩؛ وأخيرا قائم مة الاصطلاحات، ثلاثة عشر أصلا لتفسير التوراة فملاحق فثبت  المراجع المختلفة، قرابة الـ ٣٤٠  (ص. ٦٠١-٦٤٠
 u41 ) فالفه  75 ارس المختلفة، ص. ٥٧١-٧٢٧.
استغرق إعداد هذا الكتاب الهامّ، ولا أرى مسوغا لاستبدال “في” بـ”الباء” في العنوان (أنظر ص. ٥١-٥٥)، كت u1575 ابة المدخل وإعداد الفهارس والشرح وتحويل النص الأصلي العربي المكتوب بالحروف العبرية إلى الرسم الع  585 ربي ستّ سنوات. جدير بالتنويه أن نسخة من كتاب الخزري بالرسم العربي كان د. محمد عبد الصمد زعيمة، أستا 584 ذ في قسم  م اللغات الشرقية وآدابها بجامعة القاهرة، قد أعدّها قبل نهاية القرن العشرين إلا أنها بقيت مخطوطة قا ابعة في الجارور ولم تر النور. اعتمد السيد بشير في إصداره هذا على طبعة بانيت وبن شماي ، عام ١٩٧٧ (وهناكك تسع نس 3خ، أنظر ص. ٦٢-٦٣) وصوّب بعض الزلات فيها وترجم ما ورد بالعبرية والآرامية إلى العربية. يضيف بشير في الم e3وضع ذاته أنه حاول، إلى حدّ بعيد، المحافظة على خصائص العربية اليهودية، وأحسن صنعاً فوصف المقصود به ذا (ص. ٥£ 7 ?-٥٩، ٦٣-٦٦). بالرغم من اعتراف المحقق، السيد بشير، أن إصداره هذا لم يطمح أن يكون دراسة، إلا أنه يشمل، ف في تقديري، على عناصرَ هامّة، تفسير عبارات مبهمة وإحالة القارىء إلى مصادر بالإنجليزية فقط لعدم معر 01 فة جلّ ا العرب العبرية (ص. ٦٠-٦١) والإتيان بأكثرَ من تفسير والفهم الصائب القائل بأن عربية اليهود في القرون الو وسطى لها سمات مختلفة وفق المكان والزمان (ص. ٦١).
 قد يتساءل المرء لماذا جاء المحقق بالترجمة العربية المسيحية الحديثة، فاندايك -البستاني، (يمكن تنز  1610 يلها مجانا على الرابط: http://www.baytallah.com/bible/) ولم يورد مثلا تفسير اليهودي، أبي سعيد الفيومي (רס‘‘ג ٨٨٢-٩٤٢م, ص. ٦٤-٦٥).  من ا  1604 لأبجديات، أن معظم علماء اليهود في القرون الوسطى، لا سيما في فردوس العرب المفقود، الأندلس، كتبوا م 72 ؤلفاتِه 'e5م في شتّى ميادين العلم والمعرفة باللغة العربية ولكن بالحروف العبرية، إذ أن العربية كانت لغة الكلا c7م والكتابة لدى كافة شرائح المجتمع الأندلسي. تدعى تلك الحقبة العربية في الأندلس بـ “العصر الذهبي” ((תור הזהב، ، Golden Age)، إذ بلغ التطور العلمي والمعرفي والتلاقح الثقافي أوجَه آنذاك، فكان مثلا حسداي بن شفروط وزيرا ف! ي قرطبة لدى عبد الرحمن الثالث، وابن النغريلة، شموئيل هنچيد، كان وزيرا أيضا في مملكة غرناطة. على أر
 u1590 ض الأند fلس وتحت كنف الحضارة العربية الإسلامية، وُلد ونما وتطوّر وتبلور الفكر اليهودي المتجدد، وساهم اليه u1608 ود في نقل الكثير من الكتب العربية إلى اللغة اللاتينية. كانت العربية في تلك الحقبة بمثابة لِنچوا فر 1575 انْكا، ! أي اللغة المشتركة في حوض البحر المتوسط.
تُسمّى عربية اليهود المكتوبة هذه، في الأوساط العلمية المعاصرة، باسم “العربية اليهودية” (ערבית יהודי! ת، Judaeo Arabic)، لأن المؤلفين بها يهود يكتبون عن المواضيع اليهودية خاصّة ويطعّمونها بكلمات وتعابيرَ عبرية   8 وآرامية من المصادر الدينية اليهودية، العهد القديم والمشناة والتلمود والمدراشيم، ومن الصعوبة بمكا c7ن لغير  u1575 اليهودي  فهم كامل لهذه النصوص. هذا بإيجاز شديد، ما قيل حول إطلاق هذه التسمية وتبريرها، مثلا عند الب  باحث يهوشوع بلاو (ص. ٦٧)، وهي لا ترتكز على أسس واعتبارات لغوية صرفة. نعم تحتوي عربية اليهود على كلمات  ذات دل  575 الات خاصة غير تلك السائدة في العربية مثل “القرآن” بمعنى “التوراة”؛ “الإمام” أي “الكاهن”؛ “البقرة   الصفراء” أي “البقرة الحمراء” و“رت” الذي يعني “الخنزير البري” في لغة الضاد استعمل لدى غير العرب مث
 u1604 ل السام 3ريين بمعنى “عجل” (أنظر: Haseeb Shehadeh,  رت  = פר  A Non-Moslem Arabic Word. Studia Orientalia 55: 17 (Helsinki 1984) pp. 341—355). معيار الفهم المذكور غير كاف، فمثلا أغلبية اليهود الساحقة، إن لم نقل جميعهم تقريبا، لا يفهم  08 ون إلا قسما ضئيلا مما ترجمه آل تيبون وقمحي وغيرهم في القرون الوسطى من العربية للعبرية. أيجوز لنا تس d3مية تلك العبرية بأسماء مثل “عبرية العرب” أو “عربية قحطانية”  أو حتى “عبرية عربية”، على منوال “عرب¡0 ية يهود  610 ية”؟ صعوبة فهم تلك النصوص العبرية المترجمة في القرون الوسطى أوجبت إعداد ترجمات بالعبرية الحديثة و 6جهود الراب اليمني يوسف قافَح (١٩١٧-٢٠٠٠) في هذا المضمار معروفة لجميع المهتمين بهذا المجال. يبدو واضحاا أن تار 1يخ الشعب اليهودي وتشتته في أصقاع كثيرة في المعمور جعله يتعلم لغة المجتمع الذي يعيش فيه أو بجانبه و 6يُضفي على لغته تلك ظلالا معينة خاصة به من جراء تراثه العبري والآرامي الديني ولذلك نجد ما يطلق عليه  اليوم   576 بـ “لغات اليهود” (Jewish Languages, לשונות היהודים) مثل الإيدش، اللادينو، العربية اليهودية، الإيطالية اليهودية، الإ  1606 نجليزية اليهودية، الآرامية الحديثة اليهودية، الهولندية اليهودية، الروسية اليهودية، الفارسية الييهودية  3 إلخ. (مصادر حول هذا الموضوع: http://www.jewish-languages.org/bibliography.html).
ألَّف الكتّاب اليهود في الأندلس وفي غيرها من الأقطار في حوض البحر الأبيض المتوسط، التي كانت تحت ال لحكم العربي الإسلامي في الشرق، باللغة العربية لسببين أساسيين وجيهين: كانت العربية لغة الجميع وهي و  1575 اسعة وفصيحة وتصلُح للكتابة في كافّة المواضيع الفلسفية واللغوية والتفاسير والفلك والعلوم الخ.، في  حين أن   1575 العبرية لم يعرفها الا قلّة قليلة لأنها كانت شِبه ميتة حديثا ومعجمُها كان محدودا جدا، مقتصرا على ال 'e1جانب الديني. كتب العرب في مثل هذه المواضيع بالعربية التي كانت سائدة آنذاك ولكنهم قرضوا الشعر بالع 85 ربية ال  1601 فصيحة وهكذا قلّدهم اليهود، كتبوا بالعربية الوسطى (Middle Arabic) كل شيء وخصّصوا العبرية المقرائية (عبرية العهد  32  القديم) للصلوات والشعر وكان الشعر وفق أوزان العروض العربية. بهذه الأوزان نظم اللاوي شعره حتى ممات 607 ه بالرغ u1605 م من ندائه الشديد للتحرر من تلك القيود كما سماها (المقالة الثانية، الفقرة ٧٨).
كان المترجم والنحوي والمفسِّر، موشه الكاهن بن شموئيل ابن جيقاطيله، الذي عاش في مدينة سرقسطة في من  1578 تصف القرن الحادي عشر، قد تطرّق إلى ثراء العربية وفصاحتها ورواجها في حين أن العبرية المقرائية كانت  2  ضحلة وغامضة بالنسبة للسواد الأعظم من اليهود.  حول أوجه الشبه بين العربية والعبرية آنذاك، يُنظر مث 04 لا في كت تاب النحوي والمفسّر رابي يهودا ابن قريش، منتصف القرن العاشر، في رسالته ليهود فاس. آراء شبيهة حول سع عة العربية وأهميتها في فهم حالات كثيرة غامضة في عبرية العهد القديم مثلا، لا سيما في موضوع الكلمات ا'c7لفردة ( u1502 ?לים יחידאיות, מלים שאין להן אח ורע, hapaxlegomena)، نجدها مبثوثة هنا وهنا في آثار كتّاب يهود آخرين مثل رابي يهودا ابن بلعام، 'a1 النصف الثاني من القرن الحادي عشر ورابي أبراهام ابن عزرا (ت. ١١٦٤). كذلك تطرّق إلى الموضوع ذاته رابي  1610 يهودا ب! ن شاؤول ابن تيبون، “أبو المترجمين”، (אבי המעתיקים, ١١٢٠-١١٩١) في مقدّمته لترجمة كِتاب الواعظ الديّان، بَ َحْيَاي بن يوسف بن باقودا/پاقودا، (١٠٥٠-١١٢٠ بالتقريب) “ الهداية الى فرائض القلوب والتنبيه الى لوازم  75 الضمائر 'd1” إلى العبرية. كتب هناك ما ترجمته: “إن كل الشعب اليهودي كان يفهم اللغة العربية، زد إلى ذلك أنها لغة ! واسعة ومفعمة بكل معنى وفق الحاجة لكل متحدث ومؤلِّف والبلاغة فيها جاهزة وجلية وتفي بالمعنى المطلوب'c8 تماما ! أكثر مما قد يتيسّر في اللغة العبرية التي لم يتبق منها لدى اليهود سوى المحفوظ في أسفار العهد القديم! ، وهذا لا يكفي ولا يلبّي حاجة المتكلم. أضف إلى ذلك، أن المؤلِّفين نووا أن يُفيدوا بكتاباتهم العامّ
 u1577 ةَ التي d لا معرفة جيدة لديها باللغة المقدسة”. يكرر يهودا ابن تيبون هذين السببين في مقدّمته لترجمة كتاب الل 1مع (ספר הרקמה) لابن جناح.
ثمة سببان أساسيان ּأيضاً لاستخدام الكتّاب اليهود في العصور الوسطى الحرف العبري في كتابة الكثير من!  المؤلفات. السبب الأوّل بغية تسهيل القراءة، لا سيما لدى النساء والشبيبة، فبالنسبة لهذه الشريحة ال u1605 مجتمعية، كانت الأبجدية العبرية شيئا مفروغا منه. أما السبب الثاني فكان نيّة المؤلفين اليهود عدم إت 575 احة ما ي  يكتبون للقارىء العربي، الذي قد لا يرى بعين القَبول والرضا ما يعرضون من أفكار وتفاسيرَ لا تتمشى مع ق  قناعاته الدينية (قارن ص. ٦٧، ٦٨). 
بهذه اللغة الوسطى، القريبة من لغة العرب المسلمين، كتب المسيحيون  والقراؤون والسامريون في تلك الفت 'caرة ودوّنت مؤلَّفات هامة كثيرة في الفكر اليهودي، الفلسفة واللغة العبرية والتفاسير والهالاخاه إلخ. . تعود بداية الكتابة بهذا النمط اللغوي العربي، العربية الوسطى، لدى اليهود إلى القرن الثامن  منذ كتا اب المص  08 وتات لموشه بن آشر.
من هذه الآثار يمكن في هذه العُجالة التعريج على هذه العينة: كتاب الأمانات والاعتقادات، ترجمة العهد  u1575 القديم إلى العربية المعروفة بـ”تفسير”، تفاسير السيدّور (كتاب الصلوات)؛ تفسير كتاب المبادي؛ كتُب ا 'c7للغة؛  كتاب أصول الشعر العبراني (האגרון) لأبي سعيد الفيومي المعروف بسعاديا غاؤون (רס‘‘ג, ٨٨٢-٩٤٢)؛ شلومو e6 ابن چب u1610 يرول، أبو أيوب سليمان بن يحيى بن چبيرول (١٠٢١-١٠٥٨) كتب بالعربية: إصلاح الأخلاق، ينبوع الحياة (لم يصلن u1575 ا بأصله العربي بل بالترجمة اللاتينية Fons Vitae، ومنها إلى العبرية מקור חיים)، مختار الجواهر؛ كتاب الهداية إل لى فرائ  90 ض القلوب المذكور أعلاه لبحياي بن يوسف بن باقودة (١٠٥٠-١١٢٠)؛  أبو عمران موسى بن ميمون بن عبد الله القر  91 طبي الإسرائيلي المعروف بالاختصار רמב‘‘ם (רבי משה בן מימון،  Maimonides ١١٣٥-١٢٠٤) والملقب بـ “النسر الكبير”، كتب كل  ما ألّف ddه من كتب وصلتنا بالعربية باستثناء משנה תורה (ليس “تثنية المشناه”، كما ورد عند السيد نبيه بشير، ص. ٦٨)، 1 منها: دلالة الحايرين (أصدره بالحرف العربي الدكتور حسين آتاي في أنقرة عام ١٩٧٢، إلا أنه يفتقر في أما 3 كن كثير  577 ة إلى الدقة)،  فصول الآباء، المقدّمات الخمس والعشرون في اثبات وجود الله، الرسالة اليمنية، مقالة في ed  صناعة المنطق (صدرت بالحرف العربي وبترجمة تركية بقلم د. مباهات تورك أر عام ١٩٦٠)، ּمقالة عن البعث، ك
 u1578 تاب الس 3راج أي تفسير المشناه، كتاب الفرائض، أحد عشر كتابا في الطبّ؛ النحوي ربّي يهودا أبو زكريا يحيى ابن د fاؤود الملقّب بحيّوج (٩٤٥-١٠١٢) الفاسيّ المولد، ألّف أربعة كتب لغوية على الأقل وهي: كتاب التنقيط، كتاب c8 الأفعا ال ذوات حروف اللين، كتاب الأفعال ذوات المثْليْن، كتاب النُّتَف (أنظر الآن الطبعة العلمية لثلاثة كت 'caب حيوج التي أعدّها مؤخرا علي وتد ودانييل سيڤان، ٢٠١٢: שלושה חיבורי הדקדוק של ר‘ יהודה חיוג‘ במקורם הערבי ובתרגומם ל?עברית חדש ?ה, מהדורה ביקורתית)؛ أبو الوليد أو مروان بن جناح القرطبي المعروف بربّي يونه إبن جناح, ריב‘‘ג (٩٩٣-١٠٥٠ بالت  02 قريب) ألّف كُتبا ورسائل: كتاب المستلحِق، رسالة التنبيه، رسالة التقريب والتسهيل ، كتاب التسوية (http://khizana.blogspot.fi/2009/05/2-50 -1875-1908-1844.html)؛ كتا  اب التنقيح أي: كتاب اللمع (قواعد عبرية المقرا) وكتاب الأصول (معجم المقرا).
مثل هذا النتاج الغزير والهام المكتوب بالعربية الوسطى ولكن بالحروف العبرية، هو في حقيقة الأمر، يجب 'c8 أن يُعتبر جزءً لا يتجزأ من التراث العربي، فالمؤلفون عاشوا في مجتمعات عربية وتشربوا اللغة والثقاف ddة العربية الإسلامية حتى النخاع (قارن ما يقوله بشير في ص. ٢٦-٢٧ وكرينيس ص. ١٤٧). وعليه لا بدّ من العمل ا 4 لجاد وا  604 لمنظّم من قبل المؤسسات التربوية الحكومية في الدول العربية بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، بغية ج cعل هذا النتاج الوفير مُتاحا لكل عربي يرغب في الإطلاع عليه. هذا يعني بكل بساطة، نشر هذه الأعمال بالž1 حرف الع  585 ربي في طبعات علمية مشفوعة بالشروح المطلوبة ونقل العنصر العبري إلى العربية. هذا ما فعله مشكوراً الس d3يد نبيه بشير في إعداده الكتاب الخزري قيد العرض والمراجعة. ما زلت أذكر جيدا في خلال تدريسي في الجام 93 عة العب  1585 رية مدى الصعوبة التي كان الطلاب العرب يواجهونها عند قراءة نصوص عربية مدوّنة بالحرف العبري ومطعّمة c9 بكلمات وتعابيرَ وآيات بالعبرية والآرامية.
من الواضح أن الهدف الأساسي للمؤلِّف الشاعر والطبيب،  الحبر أبي الحسن اللاوي، ١٠٨٥ بالتقريب-١١٤١، ריה! quote ‘ל (רבי יהודה הלוי) هو الردّ على الديانتين السماويتين الأخريين، المسيحية والإسلام من جهة، وعلى القرائ c6ين، الخوارج/متخالفون (الخزري: المقالة الأولى، الفقرة الأولى؛ المقالة الثالثة  الفقرة ٣٨) الذين كتب 8 وا عادة  2  مؤلفاتِهم بالعربية وبحروف عربية من جهة ثانية. يشير السيد بشير إلى أنه لم يعثر على أية معلومة عن ال  1604 لاوي هذا في المصادر العربية، لأن كتابه هذا قيد المراجعة، لم يطلع عليه العرب لكونه مدوّنا بالحرف ال e1عبري (ص u46 . ٨). إذ أنه من المحتمل البعيد إن لم يكن من المستحيل ألا يردّ العرب على أبي الحسن اللاوي  الشعوبي الذ u1610 ي لم يدرجهم في عداد الشعوب التي انتقل عبرهم التراث العلمي عبر العصور (المقالة الأولى، الفقرة ٦٣؛ ال'e1مقالة ا  الثانية، الفقرة ٦٦).  اعتمد بشير في إعداد هذا الكتاب الخزري على نسخة تعود إلى عام ١٤٦٣، أي بعد الانتها  اء من تأليفه بثلاثة قرون ونيّف. أمضى أبو الحسن اللاوي (ריה‘‘ל) قرابة عشرين عاما في تأليف كتابه هذا الممعتمِد   3 كثيرا على أسلوب المقابسة والمناظرة وفلسفة كل من الفارابي (ت. ٩٥٠ م.) وابن سينا (ت. ١٠٣٧م.)، ما بين ١١٢٠ و ! ١١٤٠، وفي البداية نُشرت مقتطفات منه كرسائل. كما وتأثر اللاوي بأفكار الكاتب أبراهام بار حيّا لا سيما'c7 في كتا! به مچلات همچليه. يحتلّ الكتاب الخزري مكانة مرموقة جدا في الفكر اليهودي عامة والديني والصهيوني خاص u1577 ة (أنظر ص. ٥٥) وقد صدرت منه عشرات الطبعات لشتى الأغراض التعليمية وقلِ الأمر ذاتَه بصدد التفاسير والتترجمات.   نذكر هنا أولا الترجمات العبرية: ترجمة يهودا ابن تيبون تمّت في ستينات القرن الثاني عشر ونشرت للمرة   75 الأولى عام ١٥٠٦ ثم ترجمة يهودا بن إسحق قردينيل في مستهل القرن الثالث عشر ثم ترجمة يهودا ابن شموئيل ق وفمان ع daام ١٩٧٤ فترجمة الراب يوسف بن داڤيد قافح (١٩١٧-٢٠٠٠) عام ١٩٨٤ وأخيرا ترجمة الراب إسحق شيلات عام ٢٠١٠.  بالط d8بع، هنالك أيضا ترجمات للغات أوروبية عديدة كاللاتينية منذ عام ١٦٦٠ والإسبانية والألمانية والإنجليز'd2ية والل  لادينو والفرنسية والهولندية والإيطالية والروسية والنهغارية (أنظر نبيه بشير ص. ٤٤-٥١).  ثيمة الكتاب ا u1604 لمحورية تحوم، كما أشرنا سابقا، حول حوار افتراضي فلسفي ثنائى بين ملك الخزر، يوسف بن أهرون بولان،  ا 1604 لذي يبح! ث عن عقيدة ما وبين كل من فيلسوف (يمثل ابن باجة المتوفي عام ١١٣٩ في “تدبير المتوّحد”) ومسيحي ومسلم وي  7 هودي هو الراب اسحق سنچري أو النچري ، وفي آخر المطاف يتخلّى الملك الخزري عن مسيحيته ويتهوّد. واللاوي ي يهاجم    فلسفة اليونان ويقول إن العقل عاجز عن الوصول للحقيقة كما وربط أبو الحسن بين الله والشعب والأرض وال  04 لغة. يلاحظ  القارىء أن اليهود أمّة خاصة، ذوي طبيعة إلهية وعليه فهم فوق قوانين الطبيعة والتاريخ (أنظ 9ر ص. ١٠٠š 8 ، ١٠٢، ١٠٣، ١٠٧، ١٤٣، ). تتجلى هذه الصفة المميزة لليهود في المقالة الثانية من الكتاب الخزري. من نافلة ال  لقول أن الخزر يلعبون دورا ذا بال في التاريخ اليهودي وهنالك عدة فرضيات بصدد أصلهم منها أنهم يتحدّرو 1606 ن من أص  8 ول تركية في منطقة نهر الڤولغا والقوقاز أو من سلالة سبط شمعون أو من أبناء توچرامه بن يفت بن نوح، وكان نت نهايتهم على يد جنكيزخان المنغولي (١١٦٥-١٢٢٧) في القرن الثالث عشر.
من الطبيعي أن يجد القارىء المتأني في مثل هذا الكتاب الضخم مآخذ وهفوات متنوعة من حيث اللغة والأسلوب ب ومن حيث المضمون  والأمانة العلمية مثل: نقل السيد بشير لنصّ الكتاب الخزري من الرسم العبري (طبعة داف! يد تسفي بنعط, القدس١٩٧٧)  إلى الرسم العربي ليس دقيقا وأمينا من حيث التشكيل بشكل خاص. أضاف بشير في حال ات كثير d1ة جدا حركات لا وجود لها عند بنعط كما يظهر من مقارنة عشوائية خاطفة. هذا يعني مما يعني الاحتراز من ال  1575 اعتماد على نصه في الجانب اللغوي. لاحظ ما يقوله السيد بشير “يعتمد الإصدار الحالي الذي بين أيدينا با 604 لكليّة  u1593 على تحقيق بانيت وبن شمّاي مع تصويب بعض الأخطاء الطفيفة التي وقعت سهواً، … ولكننا حاولنا الحفاظ إلى ى حدّ بعيد على خصائص العربية اليهودية” (ص. ٥٥).

عينة لمثل هذه المآخذ والهفوات:

اللذان بدلا من اللذين ص. ٦؛ غياب ذكر مصادر بصدد “لعن” من ينقل كتاب الخزري إلى الحرف العربي، ص. ٨؛ ص.   41 ? س. ٢؛ ص. ١٢ س. ٧؛ حبذا بعض التفصيل بخصوص نسخة الأستاذ محمد عبد الصمد زعيمة، ص. ١٢ في الملحوظة الهامشي 7 ة؛ العقد الثامن لا التاسع، ص. ١٤ س. ٤؛  ص. ١٥ س. ١-٢؛ ص. ١٦ س. ٩؛ ص. ١٨ غياب المصادر حول وصول اللاوي إلى الإس
 u1603 كندرية   والقدس؛ ص. ١٩ ملحوظة ١، يشيران لا يشيرون؛ ص. ٢ س. ٣ تشكيل، “النسخة الأصل”، أين المصادر؛ ص. ٢٤ و٢٥ أين ال  لمصادر؛ ص. ٢٦ تجمل الإشارة إلى مجهود زعيمة، “ومعاني” لا معان؛ ص. ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٢٩ إلخ.؛ ص. ٢٨ غياب مصدر حول
 u32  “العبق eري”؛ ص. ٣٧  التقرب إلى الله؛ ص. ٣٨ ملحوظة ٤،  ١٣٣ مرة لا مرتان؛ ص. ٤١ س. ٣-٤؛ ص. ٤٢ س. ٤؛ ص. ٤٣ س. ٩؛ ص. ٤٤ “استخ  83 دم” أم “اعتمد”؟ ص. ٤٥ س. ٦، ٨؛ ص. ٥٦ س. ١؛ ص. ٦٠ عشرة أجزاء لا عشر؛ ص. ٦٨ س. ٣؛ ص. ٦٩ س. ١٥؛ ص. ٧٠ هل “الجملة الت 80 جاورية! te  مفهومة للفارىء أم أنه من الأفضل استخدام المصطلح المألوف “جملة صفة وصلة”، في الصفحة ذاتها، “إفراط d8 في التصحيح” بدلا من “تصويبات مخطوءة”؛ من ترجم مقالة إيهود كرينيس  الطويلة ص. ٧٣-١٤٧ وهل هي ضرورية كللها لإدž 5 راجها في هذا الكتاب أم أنه كان من الأنسب تلخيصها ببضع صفحات؛ ص. ٧٥ في الأسفل؛ ص. ٧٦ س. ٢؛ يبدو لي أن “ا  4 لقرن” هي الشائعة أكثر من “المائة/المئتين” المتحدرة من العبرية مثلا ص. ٧٣، ٧٦، ٨٢، ٩١ ملحوظة ١، ٩٤، ٩٥، £3 ?١٠، ١١٥، 1 ١١٩، ١٢٢، ١٢٤، ١٣٠، ١٣١، ١٣٣، ١٤٠،  ٢٣٩، ٢٥٥، ٢٦٦، ٢٦٧، ص. ٣٠٥ ملحوظة ١، ص. ٣٥٣ ملحوظة ٣، ؛ ص. ٧٨ س. ٤؛ الفرض والاف ddتراض مثلا ص. ٨٢؛ ص. ٨٦ س. ٩؛ ص. ٨٨ ملحوظة ٣؛ ص. ٨٩ خالفوا عن الصراط؛ ص. ٩٢ تأميل، مزيّة، التقرب إلى وكذلك ففي ص. ٩٣؛ a أسلوب معبرن ص. ٩٣: “يسأل في هذا السياق سؤال”؛ ص. ١٠٨ “تعمّقنا الأمر”؟؛ ص. ١١٤ س. ٦-٧؛ ص. ١١٧ “لمصاير”؛ ص.   33 ?١٨ هل “نام” يقابل dynamic؟؛ ص. ١١٩ أبو لا أبا وأبو لا وأبا “بالتساوي بدلا من “على التساوي” ؛ ص. ١٢١ “نتعر 1ف دعاوى 'ec”؟؛ ص. ١٢٢ س. ٣ مثنى لا جمع، “ألبتة”؟؛ ص. ١٢٣ ١٤٥، “في مقابلة ذلك” أعبرنة”؛ ص. ١٣٤ “شديدة”؟؛ ص. ١٤٠ “انطبا 'c7عا”؛ ص. ١٤١ فقرة أخيرة؛ ص. ١٤٣ “خيط ثان”، عبرنة؟؛ ص. ١٤٤ ملحوظة ١؛ ص. ١٤٧ “ناشب” أم “ناشىء”، “كتابا كتاب
 u1575 ا”؟؛ ص.    ١٥١ ملحوظة ١ لا حاجة للفظة “مين”؛ ص. ١٥٦ ملحوظة ٤؛ ص. ١٥٨ س. ٣؛ ص. ١٦٣ س. ٦؛ ص. ١٦٩ س. ٥؛ ص. ١٧٢ “بما” ز “بماذا! e ؟؛ ١٧٣، “عندهم ذلك” أم “عندهم”؟؛ ص. ١٧٦ س. ٣؛ ص. ١٧٨ “أليس” أم “أليسك؟؛ ص. ١٧٩ يفت لا يافت في الأصل؛ ص. ١٨١ ? مثلا ا u1587 ستبدال ”هاؤلاء” بـ “ّهؤلاء”؛ ص. ١٨٩ س. ٤؛ ص. ١٩٠ س. ١ من الأسفل؛ ص. ١٩٦ “يكون” أم “يقوم”؟؛ ص. ١٩٧ “وواقفا”!  لا “ووقفا”؛ ص. ١٩٧ ملحوظة ٣ “ثلاثةمرات”!؛ ص. ١٩٨ “هذا هو الأمر” لا “هذا الأمر”؛ ما مدى شيوع ظاهرة “أك 604 لوني ال u1576 براغيث” في الكتاب الخزري؟ “فيقفون بنو إسرائيل” ص. ٢١١؛ ص. ٢١٢ “يغيرو”، ٢٩٩؛ ص. ٢١٣ “زعموا أنهم” أم “أنه 'e5ا”؟، ص. ٣٥١ س. ٢، ص. ٣٦٧ س. ١، ص. ٣٩١ س. ٥-٦، ؛ ص. ٢٢٢ “بقاؤكم” أم “بقاءكم”؟؛ ص. ٢٣١ “ورتبتها” أم “ورتبها”؟؛ ص d5. ٢٥٩ مل  81 حوظة ١؛ ص. ٢٦٨ س. ٥؛ ص. ٢٧٣ س. ٢؛ ص. ٢٧٩ “الرسالة اليمنية” اسم الأصل بالعربية وليس “رسالة اليمن” كما في ال 'e1ترجمة العبرية؛ ص. ٣١٨ الملحوظة ٤ خطأ في التشكيل العبري؛ ص. ٣٣٨ ملحوظة ٢، أحد حواشي؛ ص. ٣٤٢  ملحوظة ٤ “مت caفاول” ت تعني في العامية عكس “المتفائل” الفصيحة؛ ص. ٣٤٣ تتمة ملحوظة ٥ في الصفحة السابقة أراد “صوت” لا “صور”؛   1589 ص. ٣٤٩ في الملحوظة ٢ تكرار “واحدة لليد”؛ ص. ٣٦٧ س. ٧، ملحوظة ٣ التسبيحات لا التسابيحات؛ ص. ٣٦٩ س. ١٠؛ ص. ٣٧ 1634 ? ملحوظ  577 ة ١؛ ص. ٣٧٣ ملحوظة ٣؛ ص. ٣٨٣ ملحوظة ٢؛ ص. ٣٨٧ ملحوظة ٤؛ ص. ٣٩٣ س. ٣؛ ص. ٣٩٦ س. ٨؛ ص. ٣٩٧ س. ٣؛ ص. ٣٩٨ ملحوظة ٢؛ ص. ٤١٥ ? ملحوظة ١ وص. ٤١٧ ملحوظة ١، عبرنة؛ ص. ٤٢٥ ملحوظة ١، من من القدماء؟؛ “كدوش” ص. ٤٤١، ص. ٤٦٤ س. ٢ من الأسفل؛ ص. . ٤٦٥ ملح dوظة ١، “القصد إلى” أعبرنة؟؛ ص. ٤٦٥ س. ٥ من الأسفل؛ ص. ٤٦٦ س. ٢ من الأسفل؛ ص. ٤٦٧ س. ٣ من الأسفل؛ ص. ٤٦٨ ملحوظ ظة ٣؛ ص. ٤٧٠ ملحوظة ١ وملحوظة ٣؛ ص. ٤٧٢ ملحوظة ٤؛ ص. ٤٧٤ ملحوظة ٥، ٦؛ ص. ٤٧٨ ملحوظة ٢؛ ص. ٤٨٠ تتمة ملحوظة ٥؛ ص.   ٤٨١ تتم 7 ة ملحوظة ٢ في الصفحة السابقة؛ ص. ٤٨٤ ملحوظة ٧، لا أظنّ؛ ص. ٤٨٦ ملحوظة ١؛ ص. ٥٠٣ ملحوظة ١؛ ص. ٥٠٨ س. ١٢؛ ص. ٥٠٩ u32  س. ٣؛ ص. ٥١١؛ بعض الألفاظ لم تفسر في الحواشي مثل “الاستقصات” ص. ٥١٢، ٥١٥؛ ص. ٥١٧ ملحوظة ٣؛ ص. ٥٣٣ س. ٤؛ ص. ٥٣ ٨ س. ٤؛ ص 'd5. ٥٣٩ س. ١٢؛ ص. ٥٤١ س. أول في الحاشية؛ ص. ٥٥١ س. ٤ من الأسفل؛ ص. ٥٥٨ ملحوظة ١؛ ص. ٥٧١ ملحوظة ١، ما رقم المخطوطœ 7 ؟؛  ص. ٥٧٤ س. ١، ٢؛ ص. ٥٧٦ س. ٢ من أسفل الملحوظة ١؛ ص. ٥٨٤ س. ٧؛ص. ٥٨٥ س. ٥، ١١، ٢٠؛ ص. ٥٩٤ ملحوظة ٢ س. ٢ من الأسفل؛   ص. ٥٩٥ س.  . ٢ ما محنى “جحته”؟؛ ص. ٥٩٦ ملحوظة ١؛ ص. ٦٠٢ نقص في المعلومات عن المصادر؛ ص. ٦٠٣ خلل في ترتيب المصادر ثم  8 تنحوم لا تنجوم وهداسه لا هداس؛ ص. ٦٠٥، ٦٠٦ خلل في الترتيب الأبجدي؛ ص. ٦٠٨ ابن كمونة هنا؟؛ ص. ٦١٠ خلل في ا لترتيب    الأبجدي؛ ص. ٦١٢ مرة الفارابي ومرة أبو نصر؛ ص. ٦١٣ ، ٦١٤ خلل في الترتيب الأبجدي؛ ص. ٦١٧ س. ٣ من الأسفل؛ ص.   ٦١٨ خلل في الترتيب الأبجدي؛ ص. ٦٢٠ الشعراء المعاصرون لا المعاصرين؛ ص. ٦٤٣ إلخ. أين الترتيب الأبجدي؟؛  38 ?٨٤ اللا! ويون لا اللاويين؛ ص. ٧٢٢ ما الحاجة لهذه الصفحة هنا؟ص. ٧٢٣ كان من الأفضل استخدام “كتاب” بدلا من مؤلّف! uote .

عينة لعربية اللاوي:

أثبت بشير قائمة صغيرة بمفردات عربية يهودية، ٢٠ لفظة في ص. ٧١٩ وفيما يلي عينة أخرى مرتبة أبجديا:

أثينيا أي أثينا، ص. ٥٣٩.
آخرا أي أخيرا، ص. ١٥٣.
الآفات بمعنى الضربات، ١٩٧ وأنظر ص. ٢٣٨.
بهائم/حيوانات أهلية أي بهائم داجنة مقابل صحراوية أي برية، ص. ٥١٧، ٥٢٠.

بالبتات أي قطعا، ٤٦٦.
بستاني وبري أي أرض محروثة مفلوحة بعكس البور، ٢٥٠.
مبلغ بمعنى مجموع، ٢١٤.
تلف، تلاف أي فقد وهلك، ٤١٠، ٤١٢، ٤٩٢، ٥٠٤.
تمامه أي آخره، نهايته، ١٨٧.

ونسمع جعجعة وكلمات هائلة، ص. ٥٤٢.
جلى بمعنى أجلى، ص. ٤٨٠.
الجلوت أي المنفى، ٣٩٢، ٥٦٥.
إجمام الأرض تبويرها في السنة السابعة، ٢٩٢، ٢٩٧، ٣٠٦، ٣٤٢، ٣٦٤.
يتجوهر أي يأخذ جوهرا، ٣٧٤.

حذر أي حظر، ٢٩١.
حرب الشطرنج، ص. ٥٦٠.
بالحَرَى بمعنى من الصعب، ١٦٥، ١٦٨.
حاشى أي “إلا” أو “أيضا”، ١٩٥، ١٩٧، ٢٣٥، ٢٨٢، ٢٩٥، ٢٩٨، ٣٤٣، ٣٤٤، ٣٨٣، ٤١٢، ٤٢٢، ٤٦٤، ٤٦٦، ٤٦٩، ٥١٥، ٥٢٢.
حضر أي عايش، أدرك، ٤٢٠.
التحفّظ بـ أي الحفاظ على، ٢٩٣.
احتماء أي سخونة، ص. ٥١٣.
يتحيّز بمكان أي يتحدد أو يأخذ مكانا، ص. ٥٣٦، ٥٤٥
التحييل والتخييل، ١٦٨.

التيه أي الصحراء، ١٩٩.

خسر وربح (كيف لفظت الكلمة الأولى؟)، ٣٥٥.
وهناك يتخلّق الجنين أي يتكون، يولد، ص. ٤٩٠.
تنخلق الملائكة الروحانيون، ص.٤٩٣.
خلقة العالم أي خلق العالم، ١٩٩.

دبّر بمعنى حضّر، ١٩٥.
درّاك أي مدرك، ٥٢٨.
فدعا بعالم من علماء النصارى، ١٦٠.
لا مدفع في، ١٦٥، ١٦٨، ١٧٧، ١٩٠، ١٩٩، ٢٠٢.
دون بمعنى بدون، بلا، ١٩٧، ٤١١.

ذالك أي ذلك، ص. ٥٩٩.
التذكير والتأنيث: أتاهما النبوة، ١٩٧؛ ماء فاترة لمدة يوم كامل، ص. ٥٠٧؛ الحرب مذكرة، ص. ٤٩٣؛ أصابع يديه 5 العشرة، ص. ٥٠٠.
الذي غير منصرفة مثل إللي في العامية، ٢٤٤، ٣٦٣، ٤٢٢.
أريد أن تعرض عليّ ذوقاً من علوم “الفقهاء” المطابقة للطبيعة أي عينة، ص. ٥٠٠.

ركوضا ورجوعا، أي : ذهابا وإيابا؟ ص. ٤٩٩.
روازن جمع روزنة، ٤٧١.
الاسترهاب من قربها، ٤٠٠.

لا زايد ولا ناقص، ص. ٤٨٥.

يسبت أي يقضي السبت، ٢٣٣.
أسبات/سبوتات جمع سبت، ٣٦٤، ٣٩٥.
السحراء جمع ساحر، ص. ٥١١.
أسداد جمع سدّ أي سدود، ٥١٩
مدينة السكينة أي القدس، ٣٧٠.
السلب بمعنى النفي والإبعاد، ٢٣٧.
عيد السهام، الفور، المساخر، ٣٩١.

ماء شروب أي ماء صالح للشرب، ص. ٥٣٤.
شرب بمعنى سقي: كالغرس الذي زايل أرضه وفقد شربه، ص. ٥٨٦.
الشريانات أي الشرايين، ٢٧٢.
الشعنينة، ٣٤٤.
شاقل، ٣٩٤.
المشكنة أي المسكن، الهيكل، بيت القدس، ٣٩٤، ٤٠٦.
شهر عنهم أي اشتهر عنهم، ص. ٤٧٤.
الشيخان الإلهيان موسى وهرون، ١٩٧.
شيعة بمعنى أتباع، تلامذة مثل: شيعة أرسطوطاليس، ص. ٥٣٩، ٥٥٣.

صادر بمعنى توجه، ذهب، ص. ٥٦٦.
صدّيق أو زنديق، ٤٦٤.
قرابين الصعيدة، ٢٧٤.

طريان من الفعل طرأ، ص. ٥٤٤
الطور أي جبل سيناء، ١٦٨، ٢٠٠, ٢١٢، ٢١٧، ٢٣٨، ٢٤١.
طول بمعنى في خلال، مدّة، ١٦٨، ١٩٩.
مما يطول ذكره فكيف شرحه، ص. ٥٠٩.

لا يعدّ ولا يُحدّ، ٣٧٧.
عرض بمعنى عارض، ٣٧٥.
فيعتذر عليه أي فيتعذّر عليه، ص. ٥٦٠، ٥٦٢.
الأعراض أي العروض، ص. ٥٩٦.
لم يعزب عليك إدراكها أي لم يخف أو يبعد عليك إدراجها، ص. ٥٤٩.
عشعش أي عشّش، ٥٢٠.
أعلم من نفسي، ١٥٨.
التعاليم بمعنى المسورت والمسوراه، ٣٧٩.
عاد بمعنى صار، أصبح، ١٧٦.

غاذية بمعنى مغذية، ٣٧٥، ٥٢٦.
تغريق بمعنى إغراق، ١٦٨.
أغلوطات، ص. ٥١٢.
مما يغمض عن أذهاننا أي مما لا تطوله أذهاننا ويبقى غامضا، ص. ٥١٠.

استفتاح البلاد أي فتحها، ٢٣٤.
فراد أي فرد، ٢٨٨، ٣٦٢، ٣٦٣.
فليس فرس أقل فرسية من آخر، ص. ٥١٦.
ينفرع العلمان أي يتفرع العلمان، ٢٧٨.
فرّق على أي وزّع على، ١٩٥.
فسوق، أُفسوق، فواسق وفواسيق، آية، عبارة، ٣٧٧، ٤٢٦، ٤٢٧، ٤٢٨.
حجارة مفلعة، ص. ٤٩٥.
لا فائد في ذلك أي لا فائدة، ص. ٥٤٠

يستقذر أي يشعر بالقذر، ٢٨٣.
يوم قرّ أي يوم بارد، ٢. ٥٥٠
وتقرّب إلى الله، ١٥٨.
قرابة بمعنى أقارب، أقرباء، ١٨٣.
قرصة الشمس، ٤٠٣.
الأقوام أي غير اليهود، الأغيار، ٢٦٤، ٣٨٢، ٣٨٤.

الكتاب المقدس، ص. ٥٦١.
تكثّرت الصفات والذات واحدة، أي: كثرت، ٤٤٤، ٤٩٦.
العشر كلمات أي الوصايا العشر، ١٨٤، ٢٠٠، ٢٤٢، ٢٧٨.
وفي كم من المدة، أي في أية مدة، ١٩٦.
ويُعترض بكم وجوه أي بعدة وجوه، ص. ٤٩٧.
بعد أن كان لا يوجد إلا في أفراد، ٢٠٩.
يكون عنه بمعنى يولد منه، ٣٧٦.

لصوقات على القلب وعلى سطوحه أي مواد ملتصقة به، ص. ٥٠٥.
لِما بدلا من لِمَ، ص. ٥٦٥.
 ليس + فعل مضارع مثل، “وليس يمكن”، ص.  ١٦٦، ٢٢٢،  ٤٧٦، ٥١٢ ، ٥٥٥.
ما بمعنى مَن، ص. ٥٠٤.
ممليّ من  أي مملوء بـ، ١٦٨.
التنتيج أي الانتاج، ٣٧٤.

نحو: تسع ماية عاما، ٢٦٩، ٣٠٠؛ تمّت الأمران أي تمّ الأمران، ٣٧٤؛ الغير مؤيد، ٣٨٠؛ لم أر ولا سمعتُ، ٣٨٦؛ “! لحم حيوان مريض” الذي هو مباح، ٤٠٢؛ كيف لنا نتصوّر شيئا، ص.٥١٢؛ أريد الآن تلوّح لي، ص. ٤٨٢؛ عدّة أفعال   605 متتالية: وصوّر ونحت وجمع وأنتج وبحث وتفكّر ونجح وتجلّى، ص. ٥٠٠؛ منذ آلاف أعوام، ص. ٥٠٢؛ حيوان حيوان أي ed لكل حي u1608 وان، تكرار اللفظة يعني “كل” وهذا الأسلوب شائع مثلا عند الفارابي، ص. ٥٢٣، ٥٦٤” حذف الفاء في جواب أمّا  32  مثل: وأمّا أناحكيم بحكمة إنسانية، ص. ٥٣٩، ٥٦٧؛ والتقرّب إلى الله تعالى، ص. ٥٤٢؛ جزء من اثنا عشر، ص. ٥٤٣؛'ba تتأثر ! لعظة الواعظ أي بعظة، ص. ٥٦٠؛
النصارى، ٢٦٩.
نقطة من بحر، ٤٢٥.
على نيّة أي من أجل، ٢١٢.

هاذا أي هذا، ص. ٥٩٦.
التهوّد والتنصّر، ٢٩٠.

إيطان بمعنى توطين، ٢٦٥.
من وقته بمعنى فوراً، حالاً، ٢١٨.

يروشلم/يروشليم، بيت المقدس، ٢٦٠، ٢٦١، ٢٨٠، ٣٦٦، ٤٣٠، ٤٣١، ٥٦٩.
فلاسفة يونان، ص. ٤٩٧.








 

106
البديل من العبرية، كلمات عربية مقترَحة لألفاظ عبرية شائعة
عرض ومراجعة
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


تحت هذا العُنوان (حيفا: مكتبة كل شيء، إصدار مجمع القاسمي للغة العربية، أكاديمية القاسمي (ج.م)، كلية   أكاديمية للتربية - باقة الغربية، ط. ١، ٢٠١٣، ١٩٩ ص.) صدر مؤخّراً كتاب ب. فاروق مواسي المكوّن من خمسين م e3دوّنة كانت قد نُشرت قُبيل ذلك في عدّة مواقعَ إلكترونية (كل المدونات: http://mnbrna.com/ViewArticle.aspx?Aid=5496&CatsId=11). يتصدّى المؤلِّف في هذا'c7 الكتاب  ب لظاهرة مؤرّقة متفاقمة بمرور الوقت منذ العام ١٩٤٨ وإلى يوم الناس هذا، يمكن الإشارة إليها بـ “عبرنة! dblquote  العربية في البلاد أو “تعبرُن” ناطقي العربية. حظيت عربية البلاد هذه باسماء مثل “العِرْبية” وبـال 04 لغة “ال  1607 هجينة”  وباللغة “المتهودة” و”المعَبْرَنة”، أي خليط من العربية والعبرية (أنظر مثلا ص. ١، ١٢، ١٦، ١٩، ٥  ?١، ٦١، ٩٩،  ١٥٣، ١٦٥). بين دفتي هذا الكتاب قرابة الثمانمائة لفظة أو عبارة عبرية شائعة ومقابلها مقترحات ca بديلة  u1593 عربية لها. رُكّزت هذه الألفاظ العبرية وبدائُلها العربية وفق الترتيب الأبجدي، لا حسب الجذر الثلاثي 'ed، كما هي العادة في مثل هذه الدراسات، في ذبل الكتاب دون الإحالة إلى الصفحات (ص. ١٦٧-١٩٩).
بادىء ذي بدء ينبغي القول إن مثل هذه المهمّة الضرورية والشاقّة، إيجاد أو ابتكار ألفاظ أو مصطلحات جد ديدة لمستجدّات العصر في شتّى ميادين العلم والمعرفة الحديثة، هي من اختصاص مجموعة من المختصّين لغوي  575 ا والمختصّين في المجالات العلمية ذات الصلة. بعبارة واحدة، هذا عمل جماعي وما أندره في أوساطنا! هكذا   تقوم بو واجباتها كل المجامع اللغوية في العالم، لجنة خاصّة بالمصطلحات على أنواعها مثل لجنة الطبّ ولجنة الف  604 لسفة ولجنة الشؤون البنكية ولجنة اللسانيات ولجنة الاقتصاد ولجنة العلوم الاجتماعية وهلمجرا. أحد أهد داف الم  80 جمع اللغوي الهامّة هو توجيه التطور اللغوي وفق روح اللغة وطبيعتها وإمكانياتها. تعمل لجان كهذه مثلا¡ 1 ً في أكاديمية اللغة العبرية في القدس وباستمرار منذ قرن من الزمان ونيّف. المجمع اللغوي يُصادق على أل لفاظ وم  89 صطلحات جديدة أو يعدّل أخرى قديمة إلا أنه لا يَفرضها على أحد، إذ لا سلطة له على ذلك، ومن المعروف أنه  2  ليس كل ما يُصادَق عليه يدخل حيز الاستعمال. قسم من هذه المصطلحات يتطلّب فترة من الزمن ريثما يتقبّله e5 أهل ال u1604 لغة شفويا وكتابيا وأسباب عملية القَبول أوالرفض معقّدة جدا. ناطقو اللغة والكاتبون بها هم الذين يُغ  1585 ربلون أو يُنخّلون ما يُطرح من مصطلحات وألفاظ بديلة لما في “المعيار الأوروبي” المتحدّر عادة من الل 94 غتين ال  1603 كلاسيكيتين، اليونانية واللاتينية. عمل مُضنٍ كهذا في أي قطر عربي، فرديا كان أو جماعيا،  يجب ألا ينس  1609 ى بأنه جزء من سائر العرب، زهاء الأربعمائة مليون إنسان، آخذا مع ذلك بعين الاعتبار ما لديه من خصوصيا 578 ت محلية u1548 ، والتوفيق بين هذين المطلبين غير يسير.
هنا لا مندوحة من تفريق واضح قاطع بين نمطي العربية الرئيسين، اللغة المعيارية (MSA) واللغة المحكية (spoken, colloquial) و 6الأولى توحّد كل العرب الذين أنهوا لنقل المرحلة الثانوية على الأقلّ والمحكية تُفرّقنا في بعض الحال  لات، كما يعرفه الجميع. لا نُضيف جديدا إذا ما قلنا بأن هناك بعض الفروق المعجمية بين معيارية المغرب ا
 u1604 لعربي م 3ثلا ومشرقه مثل: وزارة الفلاحة، الوزير الأول، تاريخ الازدياد، عند الزوال في المغرب ويقابلها في المž 8 شرق: وزارة الزراعة، رئيس الوزراء، تاريخ الولادة، عند العصر.
العالم العربي مفكّك ومقسّم في أقطاره الكثيرة وفيه مجامع لغوية منذ زمن طويل (مثلاً: دمشق ١٩١٩، القاهر رة ١٩٣٢، بغداد ١٩٤٧، عمّان ١٩٧٦، الخرطوم ١٩٩٣، تونس ١٩٩٣) وحتى في ديارنا المقدسة نجد أكثرَ من مَجْمع لغوي  ي والمصطلح العلمي ما زال يُعاني من معضلة توحيده لأسباب عديدة منها بالأساس غياب الإرادة السياسية ل 04 لدولة فقلّة التنسيق بين المجامع فقصور فاضح في تعميم المصطلحات. قد يستغرب البعض أن المستشرق الإيطالي كرل لو- ألفونسو نلينو ( Carlo-Alfonso Nallino، ١٨٧٢-١٩٣٨)، عضو مجمع القاهرة، كان أوّل من دعا إلى توحيد المصطلحات العربية رسمي  575 ا في ثلاثينات القرن الماضي وأيّده في ذلك علي الجارم (١٨٨١-١٩٤٩). على الشعوب التي تأخذ ولا تُعطي أن تكد 17 ّ مؤسسا  1578 تُها اللغوية والعلمية في سبيل توفير المصطلحات العلمية الجديدة والمتزايدة على الدوام. بعض الشعوب ن e4جحت في تحقيق ذلك، فهنالك الصينيون والڤيتناميون والفرنسيون والروس واليابانيون والإسرائيليون، كله م عملوا c7 جادّين مخلصين من أجل ترجمة العلوم الحديثة إلى لغاتهم وتدريسها بلغاتهم القومية. تمتّعت دول تلك ال  88 شعوب بإرادة سياسية مستقلة، رسمت، خطّطت، نفّذت، تقدّمت. أذكر هنا أن تجربة العبرية الحديثة في نقل ال علوم ال e1غربية  كانت سريعة وسهلة وتقبّلها المتلقون بسرعة إذ كانوا على مستوى علمي عالٍ من جهة وكانت اللغة ال e1عبرية المحكية حديثة العهد وبحاجة ماسّة لضخّ دماء جديدة في شرايينها من الناحية الأخرى.
 مَعين مثل هذه المصطلحات العلمية الحديثة بالنسبة لمعظم لغات العالم هو ما يُشار إليه اختصارا بـ SAE (أ  أي: Standard Average European) أي “المعيار الأوروبي” وهو بالأساس يضمّ اللغات العالمية الثلاث: الإنجليزية والفرنسية والألم 5 انية (أنظر مثلا: http://www.linguistik.hu-berlin.de/institut/professuren/korpuslinguistik/mitarbeiter-innen/amir/pdf/, LT_Hebrew_SAE.pdf؛ http://www.voiceofarabic.net/index.php?option=com_content&view=section&layout=blog&id=8&Itemid=372, إبراهيم السامرائي، تعابير أوروبية في العربية الحديثة، بغد fاد، ١٩٥٩  ?؛ יהושע בלאו, תחיית העברית ותחיית הערבית הספרותית. ירושלים תשל‘‘ו). هنالك في بحثي السامرائي و بلاو وأبحاث شبيهة

(ּأنظر مثلاً ما يلي وأكتفي هنا بذكر المؤلف وكتابه فقط: عبد الرحمن أيوب، اللغة والتطور؛ إبراهيم أنيس d3، طرق تنمية الألفاظ في اللغة؛ اللغة بين القومية والعالمية؛ أحمد محمد خلف الله، معالم التطور الحدي dث في اللغة العربية وآدابها؛ إبراهيم السامرائي، الجديد في اللغة والمعجم العربي الحديث؛ في تاريخ اللمشكلة  5 اللغوية؛ في الجديد اللغوي؛ من سعة العربية؛ العربية تواجه العصر؛ أحمد الأخضر غزال، المنهجية الجديد دة لوضع المصطلحات العربية؛ حسن حسين فهمي، المرجع في تعريب المصطلحات العلمية والفنية والهندسية؛ مر 1اد كامل 'e1، دلالة الألفاظ العربية وتطورها؛ إسماعيل مظهر، تجديد العربية؛ حفني أفندي ناصف، الأسماء العربية ل 1محدثات الحضارة والمدنية؛ أحمد عبد الرحمن حمّاد، عوامل التطور اللغوي، دراسة في نمو وتطور الثروة الللغوية؛!  محمد السعيد بدوي، مستويات العربية المعاصرة؛ شحادة الخوري، “اللغة العربية والتقدم العلمي والثقاف 'ddي في الوطن العربي”، مجلة همزة الوصل ع. ٦، ١٩٧٣، الجزائر: وزارة التربية الوطنية؛ تمام حسان، نحو تنسيق
 u32  أفضل ل  04 لجهود الرامية إلى تطوير اللغة العربية، اللغة بين المعيارية والوصفية؛ حلمي خليل، المولد، دراسة في ! نمو وتطور اللغة  العربية بعد الإسلام؛ محمد علي الزركان، الجهود اللغوية في المصطلح العلمي الحديث؛  1605 محمود ف! همي حجازي، الأسس اللغوية لعلم المصطلح، اللغة العربية في العصر الحديث، قضايا ومشكلات؛ صالح الحرفي  1548 ، اللغة العربية وهويتها القومية، من قضايا اللغة العربية المعاصرة؛ محمد رشاد الحمزاوي، العربية وا 4 لحداثة؛ ba عبد الصبور شاهين، العربية لغة العلوم والتقنية؛ الأمير مصطفى الشهابي، المصطلحات العلمية في اللغة!  العربية في القديم والحديث؛ يعقوب بكر، العربية لغة عالمية؛ سعيد الأفغاني، اللغة العربية وتحديات ا'c7لعصر؛ ع  عبد الكريم خليفة، اللغة العربية والتعريب في العصر الحديث؛ فؤاد طرزي، في سبيل تيسير العربية وتحديث  1607 ها، أمان لو تتحقق؛ عدنان علي رضا النحوي، اللغة العربية بين مكر الأعداء وجفاء الأبناء؛ عبد القادر ا c7لفاسي ا الفهري، السياسة اللغوية في البلاد العربية)

كم هائل من الأمثلة التي تُظهر مدى تأثير “المعيار الأوروبي” مثل: روضة الأطفال، مستوى المعيشة، الضوء ء الأحمر، سؤال مفتوح، أخذ صورة، الجدار الناري، التحصي اللعابي، حاضون، المجموع الكلي، فتّاحة القنا c7ني، طاحونة قهوة، محمية طبيعية، مياه جوفية _ גן ילדים, רמת חיים, האור האדום, שאלה פתוחה، לקח תמונה, חומת אש, פטרת בלו•6 ?ות הרוק,  u1502 ?חשב ברכיים, סך הכל, פותחן בקבוקים, מטחנת קפה, שמורת טבע, מי תהום. ما مثل هذه الاستعمالات إلا بمثابة انعكاس أو نسخة u32   calque من الإنجليزية عادة، كما لا يخفى على الكثيرين. هذا التأثير المعجمي المشترك على العربية والعبرية   حديثا ي يُساهم في زيادة أوجِه الشبه بين هاتين الأختين الساميتين رغم الصراع الدائر منذ فترة بين ناطقيهما.  ف في بعض الأحيان تختلف اللغتان لاختلاف مصدر التأثير فمثلا عرّبت العربيةُ اللفظةَ الفرنسية الإغريقي7 ة oxygen بلفظ 9ة “أوكسجين” (بواو أو بدونها) أما العبرية الحديثة فسارت على هدي الألمانية  Sauerstoff  فاشتقت חַמְצָן.
خطر الانقراض يتربّص بمئات اللغات سنوياً ويبدو جلياً أن اللغة الإنجليزية تتّسع سيطرتُها وتتعمّق ف  610 ي عصر العولمة هذا والسؤال الذي يُربك الكثيرين: هل نحن سائرون نحو عالم  آيل إلى أُحادية اللغة، الإنج  1604 ليزية؟ هذا لا يعني أن سكّان الكرة الأرضية سيستخدمون الإنجليزية في يوم ما بل المقصود أنهم سيفكّرون   بطريقت  1607 ها وعلى منوالها. بناء على معلومات اليونسكو فإن ٣٠٠٠ لغة، أي حوالي نصف لغات العالم اليوم، مهدّدة بال  575 اندثار في غضون فترة معيّنة.
من الواضح أن الأستاذ الشاعر فاروق مواسي، الغيور على العربية بشقّيها الأساسيين، المعيارية والمحكي edة والبعيد عن السلفية اللغوية أو الفكرة الجامدة، قد انبرى ضد ظاهرة العبرنة والتعبرن فقام بجهد مشكو 6ر مستخدماً الاشتقاق والاقتراض والنحت والتوليد في مسعاه لإيجاد بديل للألفاظ العبرية التي تغزو عرب 1610 يتنا ال! محكية بالأساس. أرى أن الأستاذ الصديق مواسي قد أولى عملية التعريب قدراً كبيراً ممّا تستحقّ من توفيق  ق بين المصطلح ومدلوله في كل سياقاته، الإيجاز مع الإيضاح والحفاظ على سلامة اللغة. عَرَضَ ما كان في ج
 u1593 عبته من 4 مقترحات بأسلوب سلس فيه مسحة واضحة من الدعابة والطرافة في الكتابة الصحفية، متكئا أساساً على معرفت! ه باللغتين العربية والعبرية ومستعيناً ببعض المصادر اللغوية والمعجمية مثل معجمي البعلبكي وابن شوش d4ان وببع عض المختصين في مجالات علمية ومهنية معيّنة. حبذا الاثبات لهذه المصادر في نهاية الكتاب كالمألوف في ا  1604 لدراسات المعاصرة.
طبيعة هذه الكتاب، خمسون مدوّنة صحفية، أدت إلى بروز الإعادة والتكرار هنا وهنا إذ أن هذه المدوّنات ن نُشرت في الكتاب كما هي دون تعديل. يبدو لي أن  همّ المؤلِّف الأساسي كان “تطهير” عربيتنا المحكية من أي  ي لفظ عبري عبر إيجاد بديل له  أحلى منه (أنظر: ص. ١٣، ٢٨، ٦٣، ٦٤، ٨١، ٨٥، ٩٦، ١٠٧، ١١٥: “… صدقاً لُغتنا العربية ة أجمل و e6أرقى بكثير”، ١٢٣، ١٢٧، ١٣٠). بناء على أُسس اللسانيات (علم اللغة، Linguistics) الحديثة لا فضلَ للغة على أخرى وال  80 جمال أمر شخصي ذاتي ولكل لغة طريقتها في وصف الحياة، والنقطة الجوهرية عدم السير ضد روح اللغة وطبيعته ا. كل  ش  1593 عب يدّعي أن لغته أجمل لغة في العالم (أنظر: حمزة المزيني، التحيّز اللغوي وقضايا أخرى). في اعتقادي مثل! اً استعمالات من قبيل “ هذا مقبول عليّ” ، “تعال نسكر الموضوع” أشد وطأة على العربية المكتوبة والمنطووقة من ז  1492 ? מקובל עלי, בוא נסגור עניין، لأن الأول يتغلغل ويُصيب صميم العربية أي صرفها في حين أن الثاني يطفو على السط  طح ومعروف أصله وفصله “علْمكشوف”. وهذا يذكّرني بـالعبارة “الكتابة التامة والكتابة الناقصة” التي يع daسُر على ى العربي الذي لا يعرف العبرية فهم المقصود منها (أنظر ص. ١٦٧، أراد القول: كتابة مشكولة/بالحركات إزاء ا  604 لكتابة بلا حركات وهذه مشكلة عويصة في العبرية اليوم). هذا لا يعني بالطبع الإحجام الكلّي عن الاقتباس   والتلا  1602 قح اللغوي بين اللغات إذ لا وجود للغة مكتفية بذاتها وإلا لأصبحت في عداد اللغات الميتة، المنقرضة.
الأغلبية الساحقة من هذه الثمانمائة لفظة أو عبارة عربية معروفة للمهتمّين ومذكورة في المعاجم الثنا  574 ئية والمؤلِّف يُشير إلى ذلك في أكثرَ من موضع، فهو يذكّر إن نفعت الذكرى (أنظر ص. ١٠١ “ولا أدعي أنني أج cدد بقدر ما أذكّر”، ١٠٢، ١١٦). إقحام العربي لكلمات وعبارات عبرية في نسيج حديثه العربي اليومي بشكل آلي
 u1617 ّ، ليس   06 ناتجاً، كما أشرتُ في مناسبة أخرى، عن تقصير في لغته بل ينمّ عادة عن خلخلة في الهوية القومية والجري خ ceلف لغة الحاكم رمز الحداثة والتقدم (هذا ما ذكره كما يعلم الكثيرون ابن خلدون في فصله السادس من مقدمت 07 ه) وفي أ u1581 حيان معينة يكون السبب مجرد الكسل والموضة.
من جهة أخرى هنالك في تقديري بعض الألفاظ العبرية الشائعة ومن الصعوبة بمكان الاتّفاق على بدائلَ عرب  1610 ية ملائمة لها مثل כְּדַאי, דַוְקָא, הָלִיךְ, חֲוָיָה, מַה פִּתְאוֹם, מְמֻשְמָע, בְּסֵדֶר, סְתָם (مجرد، هيك), מְעַנְיֵן, לְ  1508 ?ַרְגֵּן, שַׁלָּט وأرى أنّ ما اقترحه الأستاذ مواسي جدير بالاهتمام والمناقشة. أرى أن مثل هذه الألفاظ ال 05 مستعصية 'c9 بحاجة لبحث منفرد ومفصّل يأخذ في الحسبان ما في المعاجم الثنائية ومن ضمنها معجم الدكتور ربحي كمال ا 'c7لعبري-العربي (ط. أولى، دمشق ١٩٧٥) ثم جرد شامل لكل استعمالات الألفاظ المذكورة لمحاولة تحديد البديل ا 04 لعربي ا  1604 لأقرب والأنسب.
في بعض الحالات استخدم مواسي طريقة النحت في إيجاد البديل المنشود حاذيا حذو العبرية “الغنية بنحتها   1608 واختزالها واختصاراتها” (ص. ٣٦، ٥٨) مثل: بيمديني، شارَصيف، الواسي، ضَقا، مُثيه، شَوْسَم، حتن، مَعَل،  2  مَثاه، يَسيكة، قهيب. نعم هذه السمة في العبرية الحديثة شائعة وهي ناجمة عن تاريخ هذه اللغة، كانت لغة c9 كتابة  u1601 فقط مدّة سبعةَ عشرَ قرناً تقريباً، ثم ما سمّي بـ “إحياء” (תְחִיָּה، revival) في أواخر القرن التاسع عشر للعبž 5 رية والطابع العسكري لإسرائيل الذي يتطلّب التعامل بسرعة وباختصار وبسهولة، لا سيما في صفوف جيش الدف 1575 اع الإس! رائيلي المعروف بالاختصار “تساهل” لفظا و”صاهل” كتابة, ويُنظر في الاختصارات العسكرية التي لا تُحصى  32  في الصحافة اليومية حتى. أظن أن الإكثار من محاكاة العبرية في هذا الجانب قد يمسخ العربية في آخر المط 1575 اف إذ أ  6 ن هذه الظاهرة ليست في عداد سماتها وخصائصها لا قديماً ولا حديثا. هذا لا يعني تجنّب اللجوء إلى هذه ال  08 وسيلة بالرغم من أن المختصرات العربية القديمة قد اقتصرت بالدرجة الأولى على الدين مثل “حمدل وسبحل وس سمعل وط  76 بقل”. قد يقول البعض لِمَ لا نحذو حذو العبرية في اشتقاق كلمات عربية مثل “الشوسم” أي “الشوكة والسكين    والملعقة” على غرار סַכוּ‘‘ם أي סַכִּין, כַּף וּמַזְלֵג، وكما حدث بالنسبة لـ “دفيئة” على نسق חֲמָמָה وليس عل 9 ى هدي greenhouse u1548 ، في رأيي المتواضع “إشي ومِنّه”، أي لحدّ ما، لئلا ننحو بعيدا عن العربية المعيارية في الوطن العربي. u32  قد يستسيغ الذوق العربي العام “شوسَم” مثلا في المطاعم والمنتزهات والله أعلم! من التأثيرات العبرية 2  على الع  عادات العربية استعمال “صَحّتين” كمقابل (equivalent)  لـ בְּתֵאָבוֹן وشتّان ما بينهما، في العربية ينطق الشخص بالل 'e1فظة جوابا على دعوته لتناول الطعام عند قدومه ومائدة الطعام ممدودة وحولها الطاعمون أما في العبرية ف dتقال ال 'e1لفظة لمتناوِل الطعام على منوال bon appétit الفرنسية و bonan apetiton في الإسپرنتو و hyvää ruokahalua (شهية طعام جيّدة) بالفنلندية و gut! en Appetit, Mahlzeit بالألمانية وكلها من اللاتينية bonum appetitionem (قارن ص. ١٢٦). جانب جدير بالنظر أيضا هو ترديد العرب لألفاظ عربية 32  الأصل ž 3 دخيلة في العبرية وبلفظ عبري ولكن المعنى في لغة الأصل عنه في لغة الهدف مثل: אבו ארבע, אוּדרוב, אחלה, אסְוד, בא ?סה, דאוואוין, כיף, סאחבק.
اللغة تجعل من الإنسان إنسانا لأنها تُبلور نظرته للوجود وقد تأتي اللغة في المرتبة الثانية من حيثُ ا الإشكالية والتعقيدُ بعد قضية الوجود. أميل إلى تبنّي تجربة مصطفى عبد الله الدنّان في تعليم العربية   1575 المعيارية الميسّرة بالفطرة والممارسة منذ مرحلة رياض الأطفال. هل سيبقى تعريب التعليم الجامعي في كا 7فّة الم 'e3واضيع حُلماً يراود الغيورين على العربية؟ إن التعليم بلغة أجنبية يقضي، في آخر المطاف، على القومية    والشخصية العربية. التعليم باللغة القومية توطين للعلم ومحافظة على الهوية وفيه دماء نقية تضخّ في عر وق اللغ dbة باستمرار. 

الأستاذ فاروق مواسي طرح ما بجعبته، بضاعته، في هذا الموضوع الحسّاس والهام بغيرة وبجرأة والدهر سوف   1610 يرينا ما سيختاره أصحاب اللغة في أحاديثهم وفي كتاباتهم. فعل مثل “حَتْلَن” المصاغ على منوال עִדְכֵן يب بدو أنه دخل الاستعمال، على الأقل، في “إذاعة الشمس” النصراوية في حين أن  الفعل “حتن”  المشدّد (أنظر صص. ٣، ٦ )   575 الذي ابتكره مواسي في سبعينات القرن العشرين (ص. ٣) له أيضا وجوده في منابرَ أخرى. للزمن أيضاً القول ا الفصل بصدد  اختيار واحدة أو أكثر أو لا كلمة من “ماركة، طراز، وسيمة”. آمل أن يلقى هذا الكتاب ما يستحق
 u1617 ّه من ع  06 ناية ودراسة جادّة خدمة لعنوان هويتنا ووجودنا في الوطن.


(ملحوظة: في طبعة ثانية آمل أن تصوّب أخطاء التشكيل الكثيرة جدّاً في الألفاظ العبرية مثل קוּצֵב والصحي  1581 ح קוֹצֵב، ص. ٨، فقرة ثالثة، وكذلك معنى מחמאה الواردة في سفر المزامير ٥٥: ٢٢، وهنات أخرى سأرسلها للمؤلّف).  .

107
المنبر الحر / قطرات من الحكمة
« في: 15:23 12/01/2014  »
قطرات من الحكمة
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


نتخاصم أحيانا وقتا طويلا حول من الصائب ومن المخطىء لدرجة أننا ننسى ما الصواب وما الخطأ؟

ننا نعيش في عالم غريب حيث الفقير يمشي أميالا للحصول على الطعام والغني يمشي أميالا لهضم الطعام.

عادة “اقتناص الأخطاء” تعمينا عن كل الخير في الآخرين وتصل إلى مرحلة حيث يوجد الخطأ حتى لا وجود له البتة.

إنه “كالعمل السيء” يعود لينتابنا إن لم نتب و”العمل الصالح” يعود علينا بالخير العميم.

في حين ينبغي على الأولاد احترام آباءهم فعلى الآباء ألّا يضعوا العثرات في سبيل ذلك.

كلّما احتجت إلى الأقلّ كلما أحسست بالأفضل.

لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه.

طوبى لمن طاب كسبُه وصلُحت سريرُته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شرّه، طوبى لمن عمِل بعلمه وأنفق من فضل ماله وأمسك بالفضل من قوله.

أثقلُ ما يوضعُ في الميزان الخلق الحسن.
 
خيرٌ من الخير معطيه وشرّ من الشر فاعلُه.

عليكم بإخوان الصدق فإنهم زينة في الرخاء وعصمةٌ في البلاء.

المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم.

ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفه.

ليس مال كالصحّة ولا نعيم كطيب النفس.

لا تكن النملة أكيس منك، تجمع من صيفها لشتائها.

إذا امتلأتِ المعدة نامت الفكرة وخرست الحة وقعدت الأعضاء عن العبادة.

أمر لا تدري متى يلقاك، استعد له قبل أن يفاجئك.

أن تكون أخرسَ عاقلاً خير من أن تكون نطوقا جهولا.

لا يُعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا عند الحرب ولا تعرف أخاك إلا عند الحاجة إليه.

لا تتعلم العلم لتباهي به العلماء وتماري به السفهاء وترائي به في المجالس.

اتّخذ تقوى الله تجارة، يأتيك الربحُ من غير بضاعة.

الكريم من جاد بماله وصان نفسه عن مال غيره.

من النادر أن تجد صديقا يحبّ صديقه في غيابه كحضوره، وكريما يكرم الفقراء كما يكرم الأغنياء، ومقرا بعيوبه إذا ئُكرت، وذاكرا ليوم بؤسه في يوم نعيمه، و  581 ?افظا لسانه عند الغضب.

إن الرجل العاقل يحكم على الناس بأفعالهم لا بأقوالهم.

إن الذي لا يصلح خطأه وقد عرفه، يكون فد ارتكب خطأ آخر.

ينادي زرادشت بسبع فضائل: الحكمة والشجاعة والعفة والعدل والإخلاص والأمانة والكرم.

أفضل ما يقتني الإنسان الصديق المخلص.

من قنع بالاسم كمن قنع من الطعام بالرائحة.

الحكمة سلم العروج إلى الله تعالى.

الحق واضح في نفسه وإنما يخفى علينا لعلة في عقولنا، فإن الشمس نيرة ولا يراها الخفاش لعلة في بصره.



108
خِتان البنات
دراسة في‏ ‬تاريخ الختان عبر العصور
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

تستعمل اللغة العربية عدة ألفاظ للتعبير عن الختان مثل الخفض والخفاض والإعذار وفي‏ ‬العامية‏ ‬يقال عادة طهور،‏ ‬تطهير‏. ‬هناك بعض الإشارات التي‏ ‬تدل على أن المصريين القدماء في‏ ‬حقبة تاريخية معينة قد مارسوا ختان البنات‏. ‬أما لدى اليهود فلا ذكر في‏ ‬الكتب المفدسة لمثل هذا الختان ويبدو أن التكفير على ذلك‏ ‬ينعكس في‏ ‬طول المدة التي‏ ‬تكون فيها الوالدة نجسة بعد الإنجاب لأنثى‏ (‬سفر اللاويين،‏ ‬الفصل ‏٢١). ‬وليس من‏ ‬غير الممكن، على كل حال، أن‏ ‬يكون بعض اليهود في‏ ‬فترة تاريخية معينة قد مارسوا ختان البنت كما فعل جيرانهم مثلا في‏ ‬ألمانيا حتى بداية القرن الحادي‏ ‬عشر ولدى اليهوديات الفلاشا،‏ ‬من الحبشة،‏ ‬حتى‏ ‬يومنا هذا‏. ‬ختان البنات واسع الانتشار في‏ ‬إفريقيا،‏ ‬حول الصحراء الكبرى،‏ ‬وفي‏ ‬الحبشة والصومال،‏ ‬أما في‏ ‬الدول العربية فهو موجود في‏ ‬كل من جمهورية مصر العربية والسودان والمملكة العربية السعودية واليمن والعراق والأردن،‏ ‬وإلى حدّ‏ ‬ما،‏ ‬في‏ ‬الجمهورية العربية السورية‏. ‬

تجربة السعداوي

وقد كتبت الدكتورة المصرية المعروفة،‏ ‬نوال السعداوي،‏ ‬عن هذا الموضوع تقول‏:‬
‏"‬كنت في‏ ‬السادسة من عمري‏. ‬نائمة في‏ ‬سريري‏ ‬الدافىء وأحلم أحلام الطفولة الوردية حينما أحسست بتلك اليد الباردة الخشنة الكبيرة ذات الأظافر القذرة السوداء،‏ ‬تمتد وتمسكني،‏ ‬ويد أخرى مشابهة لليد السابقة خشنة وكبيرة تسد فمي‏ ‬وتطبق عليه بكل قوة لتمنعني‏ ‬من الصراخ‏. ‬وحملوني‏ ‬إلى الحمام‏. ‬لا أدري‏ ‬كم كان عددهم،‏ ‬ولا أذكر ماذا كان شكل وجوههم‏. ‬وما إذا كانوا رجالا أم نساء‏. ‬فقد أصبحت الدنيا أمام عيني‏ ‬مغلفة بضباب أسود ولعلهم وضعوا فوق عيني‏ ‬غطاء‏. ‬كل ما أدركته في‏ ‬ذلك الوقت تلك القبضة الحديدية التي‏ ‬أمسكت رأسي‏ ‬وذراعي‏ ‬وساقي‏ ‬حتى أصبحت عاجزة عن المقاومة أو الحركة‏. ‬وملمس بلاط الحمام البارد تحت جسدي‏ ‬العاري،‏ ‬وأصوات مجهولة وهمهمات‏ ‬يتخللها صوت اصطكاك شيء معدني‏ ‬ذكرني‏ ‬باصطكاك سكين الجزار حين كان‏ ‬يسنه أمامنا قبل ذبح خروف العيد‏.‬
وتجمّد الدم في‏ ‬عروقي‏. ‬ظننت أن عددا من اللصوص سرقوني‏ ‬من سريري‏ ‬ويتأهبون لذبحي،‏ ‬وكنت أسمع كثيرا من هذه القصص من جدتي‏ ‬الريفية العجوز‏.‬ وأرهفت أذني‏ ‬لصوت الاصطكاك المعدني‏. ‬وما أن توقف حتى توقف قلبي‏ ‬بين ضلوعي‏. ‬وأحسست وأنا مكتومة الأنفاس ومغلقة العينين أن ذلك الشيء‏ ‬يقترب مني‏. ‬لا‏ ‬يقترب من عنقي،‏ ‬وإنما‏ ‬يقترب من بطني،‏ ‬من مكان بين فخذي‏ .. ‬وأدركت في‏ ‬تلك اللحظة أن‏  ‬فخذيّ‏ ‬قد فُتحتا عن آخرهما،‏ ‬وأن كل فخذ قد شدّت بعيداً‏ ‬عن الأخرى بأصابع حديدية لا تلين‏. ‬وكأنما السكين أو الموس الحاد‏ ‬يسقط على عنقي‏ ‬بالضبط،‏ ‬أحسست بالشيء المعدني‏ ‬يسقط بحدّة وقوة ويقطع من بين فخذي‏ ‬جزءاً‏ ‬من جسدي‏.‬
صرخت من الألم رغم الكمّامة فوق فمي‏. ‬فالألم لم‏ ‬يكن ألماً،‏ ‬وإنما هي‏ ‬نار سرت في‏ ‬جسدي‏ ‬كله،‏ ‬وبركة حمراء من دمي‏ ‬تحوطني‏ ‬فوق بلاط الحمام‏.‬
لم أعرف ما الذي‏ ‬قطعوه مني،‏ ‬ولم أحاول أن أسأل‏. ‬كنت أبكي‏ ‬وأنادي‏ ‬على أمي‏ ‬لتنقذني‏. ‬وكم كانت صدمتي‏ ‬حين وجدتها هي‏ ‬بلحمها ودمها واقفة مع هؤلاء الغرباء تتحدث معهم وتبتسم لهم وكأنما لم‏ ‬يذبحوا ابنتها منذ لحظات‏.‬
وحملوني‏ ‬إلى السرير‏. ‬ورأيتهم‏ ‬يمسكون أختي‏ ‬التي‏ ‬كانت تصغرني‏ ‬بعامين بالطريقة نفسها،‏ ‬فصرخت وأنا أقول لهم‏: ‬لا،‏ ‬لا،‏ ‬ورأيت وجه أختي‏ ‬من بين أيديهم الخشنة الكبيرة،‏ ‬كان شاحباً‏ ‬أبيض كوجوه الموتى،‏ ‬والتقت عيني‏ ‬بعينيها في‏ ‬لحظة سريعة قبل أن‏ ‬يأخذوها إلى الحمام،‏ ‬وكأنما أدركنا معاً‏ ‬في‏ ‬تلك اللحظة المأساة،‏ ‬مأساة أننا خلقنا من ذلك الجنس،‏ ‬جنس الإناث،‏ ‬الذي‏ ‬يحدد مصيرنا البائس،‏ ‬ويسوقنا بيد حديدية باردة إلى حيث‏ ‬يستأصل من جسدنا بعض الأجزاء‏".‬

الختان في‏ ‬الإسلام
   
مما‏ ‬يجدر ذكره أن‏ "‬الختان‏" ‬بالنسبة للذكور في‏ ‬الإسلام هو عبارة عن عرف وليس بفريضة قرآنية،‏ ‬وهو عادة ما‏ ‬يجري‏ ‬في‏ ‬طقوس متنوعة ما بين السن الخامسة والثامنة،‏ ‬في‏ ‬حين أن ختان الإناث ليس عرفا إسلاميا بل بمثابة تقليد محلي‏ ‬يقبله الإسلام إلا أنه لا‏ ‬يشجعه‏. ‬وهناك في‏ ‬الواقع ثلاثة أنواع من الختان الأنثوي‏ ‬أو قطع البظر والبظر عند الأنثى‏ ‬يشبه القضيب عند الذكر‏:‬
‏١) ‬الاستئصال الدائري‏ ‬للغلفة البظرية وهو النمط الأخفّ،‏ ‬إذا ما تخطّت المرأة الصدمة النفسية،‏ ‬فلا عائق في‏ ‬سبيل التمتع الجنسي‏. ‬وهذا النموذج من الختان شبيه بطهور الذكر ويسمّى الختان‏ "‬السنّي‏" ‬وهو معمول به في‏ ‬المدن في‏ ‬صفوف الطبقات‏ "‬المستنيرة‏" ‬نسبيا‏.‬
‏٢) ‬الختان القطعي‏ ‬وهو عبارة عن استئصال الغدّة البظرية،‏ ‬أو في‏ ‬بعض الأحيان،‏ ‬حتى البظر بأكمله‏. ‬ويذكر أن هذا الختان معمول فيه بشكل خاصّ‏ ‬في‏ ‬مصر،‏ ‬وفي‏ ‬أماكن أخرى‏ ‬يتمّ‏ ‬استئصال ما‏ ‬يلاصق الشفتين الصغيرتين أيضا أو حتى استئصالهما كلية‏.‬
‏٣) ‬التخييط أو التشبيك أو الختان الفرعوني‏ ‬وهذا‏ ‬يشمل بالإضافة إلى استئصال البظر والشفتين الصغيرتين قسماً‏ ‬كبيرا من الشفتين الكبيرتين،‏ ‬وفي‏ ‬النهاية‏ ‬يخاط جزءا الفرج‏. ‬هذا معناه،‏ ‬الإبقاء على فتحة فرجية صغيرة فقط،‏ ‬لتسرب البول ودم الطمث وفي‏ ‬غضون اندمال الجراح البيولوجية توضع قطعة خشبية للمحافظة على تلك الفتحة‏. ‬وفي‏ ‬ليلة الدخلة تجرى عملية بسيطة لتوسيع هذه الفتحة،‏ ‬وفي‏ ‬حالة الإنجاب‏ ‬ينزع التخييط ثم‏ ‬يعاد من جديد بعد الولادة وهلمجرا‏. ‬وهذا النوع من الختان‏ ‬يسمى بالتكميم أو الرتق أو‏ ‬غلق الفرج‏ ‬(infibulation)‏ ‬ومعمرل به في‏ ‬السودان خاصة ولذلك‏ ‬يطلق عليه المصريون اسم‏ "‬الطهارة السودانية‏" ‬في‏ ‬حين ان السودانيون‏ ‬يسمونه‏ "‬الطهارة الفرعونية‏" ‬أو‏ "‬الخفاض الفرعوني‏" ‬وهو موجود في‏ ‬إفريقيا المدارية وفي‏ ‬إيريتريا والصومال‏. ‬كما أن روما القديمة مارسته لمنع مزاولة الجنس بين العبيد‏.‬

النتائج السلبية

وتشير الأبحاث الطبية الحديثة إلى أن هذا النوع الثالث،‏ ‬كثيرا ما‏ ‬يؤدي‏ ‬إلى عواقب وخيمة حقا،‏ ‬إذ أن تضييق الفتحة الفرجية قد‏ ‬يؤدي‏ ‬إلى العقم وإلى إصابات تناسلية أو بولية بل وسرطانات فرجية،‏ ‬ناهيك عن الصدمة النفسية الهائلة التي‏ ‬تنزل على البنت مسببة لها خوفا وهلعا لا حدود لهما،‏ ‬كما جاء في‏ ‬وصف السعداوي‏ ‬المؤثر أعلاه‏. ‬أضف إلى كل ذلك،‏ ‬وهنا الطامة الكبرى بالنسبة للمختونة،‏ ‬برود جنسي‏ ‬كامل‏. ‬
   ليس من العسير على المرء أن‏ ‬يخمّن ما وراء مثل هذه الأنماط الختانية من تبريرات،‏ ‬إذ أنها تتمحور في‏ ‬موضوع احترام العرف ودرء فسق البنت‏. ‬وفي‏ ‬حالات معينة،‏ ‬كما في‏ ‬إثيوبيا،‏ ‬فالختان‏ ‬يُجرى لكي‏ ‬تجد الفتاة عريسا لها‏. ‬وفي‏ ‬الكثير من البيئات الريفية في‏ ‬الدول العربية لا بدّ‏ ‬من إجراء هذا الختان أو ذاك لكل بنت حوّاء‏. ‬وفي‏ ‬مصر،‏ ‬وبالرغم من وجود قانون منذ العام 1959،‏ ‬يحرم هذا الختان إلا أن الواقع‏ ‬غير ذلك فالختان مطبق بشكل واسع وقلّما‏ ‬يحظى هذا الموضوع بالحديث أو النقاش العلني‏ ‬في‏ ‬أوساط النساء‏. ‬وعادة ما‏ ‬يتمّ‏ ‬هذا الختان من قبل قابلة القرية والتخدير الجزئي‏ ‬بدلا من تلك‏ "‬السيدة المسنة‏" ‬في‏ ‬الماضي‏. ‬ويبدو أن المثقفات في‏ ‬القاهرة قد أقلعن عن ختن بناتهن منذ بعض العقود‏. ‬
   حبّذا لو عمل الناس،‏ ‬رجالا ونساء،‏ ‬على ختان الشرّ‏ ‬والتملق والنميمة والطمع و‏... ‬من قلوبهم وصدورهم ورؤوسهم‏!‬


السكري،‏ ‬عبد السلام عبد الرحيم،‏ ‬ختان الذكر وخفاض الأنثى من منظور إسلامي‏. ‬القاهرة، ١٩٨٨.
http://www.elrayyesbooks.com/
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=208
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=209

http://www.daralawael.com/book.php?bid=158

109
زاوية خواطر / ما اسمُها؟
« في: 16:29 01/09/2013  »


ما اسمُها؟
حسيب شحادة


  كنتُ في شهري الثاني من التدريب الطبي، عندما فاجأنا أستاذُنا بامتحان قصير. كنتُ طالباً ذا ضمير وعرّجتُ على الأسئلة إلى أن وصلت إلى السؤال الأخير: “ما الاسم الشخصي للمرأة التي تُنظّف الكليّة”؟ كان هذا بالتأكيد نوعاً من المزاح.
كنتُ قد شاهدتُ المرأة عدّة مرّات. كانت طويلةَ القامة، شعرُها أسودُ، وهي في الأربعينات من عمرها، ولكن كيف لي أن أعرف ما ٱسمها؟ سلّمتُ ورقة الامتحان ولم أجِب على السؤال الأخير. قُبيل انتهاء الحصّة تقدم أحدُ الطلبة وسأل الأستاذَ فيما إذا كان للسؤال الأخير أيّ نصيب في نتيجة الفحص. بالطبع، أجاب الأستاذُ! “في حياتك المهنية ستلتقي بالكثير من الناس وكلّهم يستحقّون اهتمامَك ورعايتَك حتى ولو كان كلّ ما تفعله هو مجرّد ابتسامة وقول ”مرحبا”.
لم أنسَ أبداًَ ذلك الدرسَ، تعلّمت أيضاً أن اسمَها كان “كاثي”.



110
جندي في سلاح البحرية الأمريكية يعتدي على مهاجر إفريقي
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


شاب يقود دراجته النارية ويمرّ بحديقة الحيوان في نيويورك فيرى بنتا صغيرة تتكىء على قفص الأسد. فجأة يقبِض الأسد على ياقة سترتها محاولاً جرّها إلى الداخل ليلتهمها، أمامَ بَصَر والديها اللذين لاذا بالزعيق والصراخ. يقفز الشاب عن دراجته راكضا إلى القفص ويسدّد لكمةً قوية على أنف الأسد.
عندها يتراجع الأسد إلى الوراء من جراء الألم فتفلت الصبية ويجلبها الشاب إلى والديها المذعورين اللذين شكراه ألف شك وشكر.  مراسل صحفي يشاهد كل ما يجري. يتقدم المراسل نحو الشاب قائلا: يا سيدي، هذا كان أنبل وأبسل شيء يقوم به إنسان رأيته في حياتي. يجيب الشابّ: لماذا؟ هذا لا شيء ! حقاً، الأسد كان خلفَ القضبان، إني شاهدتُ هذه الفتاة الصغيرة في خطر وقمتُ بما شعرت أنه عين الصواب.
ردّ المراسل الصحفي: حسناً، سأصنع من هذا خبرا، إني صحفي ، هل تعلم، وفي صحيفة الغد سيحتل خبر هذه الحادثة الصفحة الأمامية. لذا، ماذا تفعل لتوفير لقمة ال! عيش وما انتماؤك السياسي؟ أجاب الشاب: إني جندي في البحرية الأمريكية وأنا جمهوري. يكتفي المراسل بهذا وينصرف.
في صباح اليوم التالي يشتري الشاب راكب الدراجة النارية صحيفة ليرى أحقا تورد خبرا عما فعل، وإذا به يقرأ على الصفحة الأولى: جندي في سلاح البحرية الأمر  1610 ?كية يعتدي على مهاجر إفريقي ويسرق غداءه … وهذا يلخّص، إلى حدّ كبير، نهجَ وسائل الإعلام حيالَ الأخبار هذه الأيام.




111
الحصان الثامن عشر - أتستطيعُ الحلَّ؟

ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



كانت لأحد الرجال ثروة، سبعة عشر حصانا، لأبنائه الثلاثة. عندما توفي الرجل فتح أبناؤه الوصية وفيها كُتب أن الابن البكر ينبغي أن يحصل على نصف الحُصُن   1608 ?الابن الأوسط يحصل على الثلث والأبن الأصغر يحصل على التُّسع من مجموع الأحصنة.
بما أنه من المستحيل تقسيمُ سبعةَ عشرَ على اثنين أو ثلاثة أو تسعة، أخذ الأبناء الثلاثة بالتخاصم . أخيرا قرّر هؤلاء الأبناء الثلاثة التوجّهَ إلى الق  575 ?ضي ليحلّ مشكلتَهم.
عزيزي القارىء، لو كنت قاضيا كيف كنت تستطيع إيجاد الحلّ؟ قرأ القاضي الوصيّةَ بصبر وأناة، وبعد تأمّل كاف أحضر واحدا من حُصُنه مضيفا إياه للأحصنة ال  87 ?بعة عشر الموجودة، فأصبح العدد ثمانية عشر حصانا.
الآنَ، بدأ القاضي ثانية بقراءة وصية الأب المتوفي: نصف الـ ١٨ هو ٩ فأعطى الابنَ البكر تسعة حصن؛ ثلث الـ ١٨ هو ٦ فأعطى الابن الأوسط ستة حصن؛ تُسع الـ ١٨   7 ?و اثنان وعليه أعطى الابن الأصغر حصانين.
الآن أجْرِ عملية الجمع: ٩+ ٦ + ٢ = ١٧، والباقي، حصان واحد يعود إلى صاحبه القاضي “ساغ سليم”.

112
نظرة شمولية لواقع المرأة العربية
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


عند التطرّق إلى العالم العربي‏ ‬من أية زاوية كانت،‏ ‬اجتماعية أو ثقافية أو سياسية أو اقتصادية،‏ ‬ف! لا بدّ‏ ‬من التأكيد على موضوع المرأة،‏ ‬تلك‏ "‬الرئة المعطلة‏" ‬كما سمّاها الشيخ خالد محمد خالد في‏ u32  ‬منتصف القرن العشرين‏. ‬بعبارة وجيزة،‏ ‬يتنفّس العالم العربي‏ ‬برئة واحدة وهي‏ ‬غير معافاة بالتما 1605 م والكم! ال‏. ‬إنه لمن العجيب الغريب والمؤلم حقّاً‏ ‬أن نجد حتى في‏ ‬القرن الحادي‏ ‬والعشرين مجتمعا إنسانيا  32  كالمجتمع العربي،‏ ‬يقبل أن‏ ‬يكون نصفه تقريبا مهمشّا كليّاً‏ تقريبا ‬إن لم‏ ‬يكن‏ ‬غائبا وقاصرا ود'cfونيا‏. ! ‬هذه الحقيقة تدخُل في‏ ‬لبّ‏ ‬ماهية وضعية المجتمعات العربية كافةً‏ ‬مع فوارقَ طفيفة هنا وهناك في‏   8236 ?شتّى الأقطار العربية‏. ‬للأسف الشديد،‏ ‬ما زال دور المرأة العربية في‏ ‬الحياة‏ ‬يتلخّص ويتقزّم في 207 ‏ ‬الغا  04 لب الأعمّ‏ ‬في‏ ‬كونها زوجة وأمّ‏ ‬خصبة وناقلة للتقاليد،‏ ‬ومن الضروري‏ ‬والهام جدا التركيز على دو  85 ر المرأة كمربية وعاملة منتجة،‏ ‬وهذا‏ ‬يعني‏ ‬بالطبع إعادة النظر جذريا وشموليا بقضية القضايا‏: ‬التتربية ا  4 لعلمية الخلاقة والتفكير الحرّ‏ ‬الصريح والبنّاء‏. ‬كان الفيلسوف الإغريقي‏ ‬أفلاطون‏ (427-348 ‬ق.م‏.) ‬قد ن  75 ادى باستغلال طاقة المرأة في‏ ‬الانتاج‏. ‬

الأمية المتفشية

   بدون مثل هذه العملية التربوية بعيدة المدى همّا وزمنا،‏ ‬فإن تلك الذهنية المبنية على‎ ‬الرياء وال  لكذب والازدواجية،‏ ‬ستبقى سيّدةَ الموقف في‏ ‬المجتمعات العربية‏. ‬من الظواهر الشائعة في‏ ‬العالم ا c7لعربي‏ ‬وجود حوالي‏ 45%‬ من الفتيات اللواتي‏ ‬تتراوح أعمارهن ما بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة متزو 80 جات‏. ‬ب 8كلمات بسيطة وبالعربي‏ ‬الفصيح،‏ ‬كما‏ ‬يقال،‏ ‬معنى ذلك أن نصف أمّهات العرب،‏ ‬ومن المفروض أن‏ ‬يُ  1589 صبحن مربياتِ الأجيال الصاعدة،‏ ‬بناة المستقبل،‏ ‬هنّ‏، ‬في‏ ‬الواقع، شبه أميّات، إن لم‏ ‬يكنّ‏ ‬أم
 u1610 يّاتٍ ب 8الكامل‏. ‬ما زالت المرأة العربية من حيث حقوقُ‏ ‬الانسان تأتي‏ ‬في‏ ‬المرتبة الأخيرة ضمن كافة نساء ا  العالم الثالث‏. ‬ويشار إلى أن نسبة النساء العربيات العاملات بأجرٍ هي،‏ ‬على ما‏ ‬يبدو،‏ ‬أدنى نسبة  601 في‏ ‬ال  93 عالم،‏ ‬في‏ ‬حين أن معدّل الولادات لديهن هو الأعلى‏. ‬ومما لا‏ ‬يخفى على المطلعين على التاريخ العرب! ي‏ ‬أن المرأة في‏ ‬صدر الإسلام مثلا كانت تلعب دورا هاما بجانب الرجل في‏ ‬السلم وفي‏ ‬الحرب، فسمية أ 1605 مّ‏ ‬عم  617 ّار بن‏ ‬ياسر،‏ ‬المسلمة السابعة،‏ ‬كانت أول شهيدة في‏ ‬الإسلام،‏ ‬وأمّ‏ ‬كلثوم كانت أول امرأة هاجر  رت مع الرسول إلى المدينة،‏ ‬وصفية بنت عبد المطلب شاركت في‏ ‬معركة الخندق كما شاركت نسيبة بنت كعب في 8207 ‏ ‬معرك  577 ة أحُد،‏ ‬وأم المؤمنين،‏ ‬عائشة،‏ ‬طلبت من النبي‏ ‬محمد الجهاد فأجابها الحجّ‏ ‬هو جهادُك‏. ‬   ومن الل  لافت للنظر حقاً‏ ‬أنّ‏ ‬الشرع الديني‏ ‬لا‏ ‬يتطرّق لعمر معين لزواج الانثى وذلك بناء على سيرة النبي‏ fe ‬محمد، 1‏ ‬الذي‏ ‬تزوج عائشة وهي‏ ‬في‏ ‬السادسة من عمرها،‏ ‬ودخل فيها وهي‏ ‬في‏ ‬التاسعة‏. ‬
من الملاحظ أنّ‏ ‬الفلسفة العربية الإسلامية في‏ ‬القرون الوسطى،‏ ‬لا سيما تلك السياسية،‏ ‬قد اعتمد  78 ت على‏ "‬الجمهورية‏" ‬لأفلاطون في‏ ‬حين أن الفلسفة المسيحية قد ارتكزت على‏ "‬السياسة‏" ‬لأرسطو ولم ت  1593 عرف‏ "‬الجمهورية‏" ‬حتى عصر النهضة الأوروبية‏ ‬(renaissance)‏. ‬وعليه فإن الارتكاز على مصادرَ‏ ‬إغريقية مختلفة c9،‏ ‬قد   71 أثرت جذريا على النظرة إلى المرأة في‏ ‬الإسلام،‏ ‬ومن ثم اليهودية من جهة وفي‏ ‬المسيحية من جهة أخرى‏ 'fe. ‬من الأمثال الجلية لتأثير موقف أفلاطون الداعي‏ ‬إلى المساواة بين الذكر والأنثى ما‏ ‬يجده المطلع  1601 في‏ "‬آر 'd1اء أهل المدينة الفاضلة‏" ‬لأبي‏ ‬نصر محمد الفارابي‏ (873-950) ‬الملقب بـ "‬المعلم الثاني‏" ‬بعد أرسطو‏. ‬وف  610 ي‏ ‬كتابه هذا‏ ‬يحذو الفارابي‏ ‬حذو أستاذه أفلاطون في‏ ‬انحصار الفرق بين الرجل والمرأة في‏ ‬الجانب   البيول  1608 وجي‏ ‬فحسب،‏ ‬أما في‏ ‬المجالات الأخرى مثل القدرة العقلية فالجنسان متساويان‏. ‬لا ريب البتة أن رأي  75 ا كهذا في‏ ‬القرون الوسطى كان راديكاليا إلى أبعد الحدود ومنقطع النظير‏. ‬وكان الفيلسوف العربي‏ ‬أب 08 و الولي  1583 د محمد بن أحمد ابن رشد المعروف في‏ ‬الغرب بالاسم‏ ‬(Avérroès)‏ (1126-1198) قد تعرض لهذه المساواة في‏ ‬شرحة لجمهورية   أفلاطون وعبّر عن رأيه القائل بأن الفاقة التي‏ ‬كانت تصيب الدول في‏ ‬عصره ناتجةٌ‏ ‬عن‏ ‬غياب المرأة 32  في‏ ‬مي 'edدان العمل والانتاج،‏ ‬وما أقرب ذلك الأمس البعيد بالحاضر القريب في‏ ‬بلاد العرب‏. ‬

تحديد سنI الزواج

   هنالك في‏ ‬معظم البلدان الإسلامية تحديد لسن الزواج لدى الذكور،‏ ‬سن الثامنة عشرة في‏ ‬حين أن الو  590 ضع بالنسبة للفتيات مختلف،‏ ‬ففي‏ ‬تونس والمغرب والجزائر الحدّ‏ ‬الأدنى هو الخامسة عشرة،‏ ‬وفي‏ ‬مص d5ر السادسة عشرة وفي‏ ‬سوريا والأردن السابعة عشرة‏. ‬ويشار إلى أن هذا التحديد العمري،‏ ‬لا‏ ‬يعني‏ ‬ب c8أن الدو ول المعنية تعمل جاهدة في‏ ‬ترشيده وتعميمه وتطبيقه‏. ‬بعبارة وجيزة،‏ ‬وهذا لبّ‏ ‬الموضوع ومكمن الدا  69 ء العضال،‏ ‬القانون موجود حبر على ورق في‏ ‬جلّ‏ ‬الحالات،‏ ‬أما تطبيقه فحدّث ولا حرج‏. ‬وفي‏ ‬النصف
 u1575 الآخر،̴ 7 ‏ ‬القوّام على النساء،‏ ‬ما زال هو أيضا بعيدا جدّا عن التحرر الفكري‏ ‬والاجتماعي‏ ‬المطلوب وهكذا تت تفاقم المعضلة وتتأزّم ولا مندوحة من تحرير ذاك وتلك معا إذا ما أريد لهذا المجتمع أن‏ ‬يلعب دورا فعّا لا في‏   236 ?الحضارة العالمية التي‏ ‬لا تعرف الحدود في‏ ‬عصر العولمة القاسي‏ ‬هذا‏. ‬
   حين كُتب للإسلام النصر والغلبة في‏ ‬شبه جزيرة العرب في‏ ‬القرن السابع للميلاد،‏ ‬وقبل انتشاره الو u1575 اسع من المحيط الأطلسي‏ ‬إلى الخليج العربي،‏ ‬تمخّضت هذه العقيدة الجديدة عن إصلاحات تصبّ‏ ‬في‏ ‬مجم e3لها ولبّها في‏ ‬وضعية المرأة‏. ‬ففي‏ ‬الجاهلية،‏ ‬كما هو معروف،‏ ‬كانت المرأة بمثابة السلعة تشترى  08 وتباع و  1604 لا تقييد لعدد الزوجات وللزوج حرية الطلاق متى شاء وأخيرا وليس آخرآ كانت ظاهرة وأد البنات الرضّع سائ 'c6دة ذوداً‏ ‬عما سمّي‏ ‬بالسمعة الطيبة والشرف‏. ‬
في‏ ‬سورة النساء المكية المعروفة أيضا بعنوان‏ "‬سورة النساء الكبرى‏" ‬الكثير من الأحكام الشرعية،‏ ! ‬كما في‏ ‬السور المدنية،‏ ‬وتعالج هذه السورة‏، كما‏ ‬يدلّ اسمها على ذلك،‏ ‬في‏ ‬آياتها الستّ‏ ‬والس  سبعين بعد المائة جوانبَ‏ ‬ذات بال بشأن المرأة والحياة الاجتماعية‏. ‬أما‏ "‬سورة النساء الصغرى‏" ‬فه 610 ي‏ ‬سور  77 ة‏ "‬الطلاق‏" ‬ومن المعروف أنه حيث ما ذكر‏ "‬يأيّها الذين آمنوا‏" ‬فالسورة مدنية وأما العبارة‏ "‬يأيّ ّها الناس"؛ فقد وردت في‏ ‬السور المكّية والمدنية على حدّ‏ ‬سواء‏. هنالك من‏ ‬يرى في‏ ‬قضية تعدد الزو 580 جات انت u1602 قاصاً‏ ‬لحقّ‏ ‬المرأة إذ أنه من قبيل المستحيلات أن‏ ‬يعدل الزوج بين أكثرَ‏ ‬من زوجة وقد ورد في‏ ‬ال  2 قرآن الكريم‏ "‬وإن خِفتم ألا تُقسطوا في‏ ‬اليتامى فانكحوا ما طابَ‏ ‬لكم منَ‏ ‬النساء مثنى وثُلاثَ‏  8236 ?ورُباع daَ‏ ‬فإن خِفْتُم ألا تَعْدِلوا فواحدةً‏ ‬أو ما ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا‏" (‬النساء،‏ ‬الآ 2ية ‏٣ ‬وينظر الآيتين ١٢٩،‏ ١٣٥ ‬وسورة المائدة آية ‏٨ ). ‬وقد قالت عائشة،‏ ‬أم المؤمنين،‏ ‬إن الآية قد ن 4زلت في‏ 'fe ‬أولياء اليتامى الذين‏ ‬يتزوجون من اليتيمات الحسناوات اللواتي‏ ‬تحت كنفهم دون دفع المهر المناسب‏ 'fe. ‬والمعنى حسب تفسير الطبري‏ ‬مثلا هو،‏ ‬إذا كان هناك شك وخوف في‏ ‬عدم توخي‏ ‬العدل في‏ ‬اليتيمات في dنبغي‏ ‬! الاحتراز وتوخي‏ ‬العدل بين الزوجات وإلا فلا بد من الاقتصار على زوجة واحدة أو نكاح الإماء لملك اليم e3ين‏. ‬بعبارة أخرى،‏ ‬ترمي‏ ‬هذه الآية إلى إقامة القسط والعدل من جانب الزوج إزاء زوجته و"ذلك أدنى أل 1575 ا تَعول! وا‏" ‬بمعنى أن الاكتفاء بزوجة واحدة أو على ملك اليمين أقرب إلى العدل وعدم الظلم والجور بحق الزوجات  207 ‏. ‬والفعل المجرّد‏ "‬عول‏" ‬في‏ ‬الآية المذكورة قريب في‏ ‬معناه من الفعل‏ "‬غول‏" ‬وهو كما في‏ ‬اللغة 9 العبري 'edة،‏ ‬في‏ ‬لغة العهد القديم وفي‏ ‬لغة المشناة أي‏ ‬التوراة الشفوية،‏ ‬يعني الظلم والجور ‏. ‬وهنالك من‏ ‬يذهب إلى أن معنى الآية الآنفة هو،‏ ‬في‏ ‬حال وجود أي‏ ‬خطر أو شكّ في‏ ‬أن   75 الزوج سيستولي‏ ‬على مال اليتيمات بسبب كثرة حاجاته لكثرة بني‏ ‬بيته، فعندها لا تتزوجوا إلا اثنتين أ! و ثلاثا أو أربعا، وقيل إنّ‏ ‬الرجل آنذاك كان‏ ‬يتزوج العشر من النساء أو أكثر‏. إذا صح هذا التفسير فل لا مانع    هنا من الاقتران بأكثرَ‏ ‬من أربع نساء كما ورد في‏ ‬الشرع الإسلامي‏ ‬استنادا إلى هذه الآية‏. ‬ويبدو   أن الرقم أربعة جاء للدلالة على القلة إذ أن أكل مال اليتامى حرام، ولدرء ذلك لا بدّ‏ ‬من الزواج بواحد'cfة أو ال! زواج من الجاريات‏. ‬وهناك من‏ ‬يذهب إلى أن المقصود هنا أنهم كانوا‏ ‬يتزوجون من اليتيمات بغية الاست  10 يلاء على أموالهن إذا كنّ‏ ‬ثريّات أو بسبب جمالهن وتعددت الزوجات لدرجة بات معها من المستحيل إعالتهن e4 وتلبية ة حاجياتهن الحياتية ولذلك ورد التحذير بعدم الإكثار منهن‏. ‬وهناك كالزمخشري‏ ‬من‏ ‬يرى أن استخدام اس  سم الموصول‏ "‬ما‏" ‬بدلا من‏ "‬مَنْ‏" ‬لأن الإناث من العقلاء بمنزلة‏ ‬غير العقلاء مثل‏ "‬وما ملكت أيماانكم‏". R 36 ?والواو في‏ "‬مثنى وثلاث ورباع‏" ‬ليست للعطف أي‏ ‬تسع نساء بل للتخيير بين الاثنتين والثلاث والأربع‏! . ‬

الخلفية وراء التعدد

   
قد‏ ‬يقال،‏ ‬إن ظاهرة تعدد الزوجات،‏ ‬كانت في‏ ‬فترة تاريخية معينة ضرورية في‏ ‬ظروف معينة للحفاظ عل  لى التوازن في‏ ‬المجتمع بين الجنسين‏. ‬ومن الأمثلة الجيدة على اختلال التوازن بين الذكور والإناث ما  32  خلفته الحرب العالمية الثانية في‏ ‬ألمانيا حيث بلغ‏ ‬تعداد الإناث أضعاف عدد الذكور‏. ‬ويرى الكثير ممن المس  4 لمين أن مسألة تعدد الزوجات أفضل من المخادنة أو الزواج العرفي‏ ‬في‏ ‬الغرب‏.‬
   وورد في‏ ‬نفس السورة الآية ‏٣٤ "‬الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضَهم على بعض وبما أنفقوا 'c7 من أموالهم فالصالحات قانتات حافظاتٌ‏ ‬للغيب بما حَفِظ الله والتي‏ ‬تخافون نُشوزَهنّ‏ ‬فعظوهن واه 'e5جروهن في‏ ‬المضاجع واضربوهن فإن أطَعْنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إنّ‏ ‬الله كان عليّا كبيرا‏". ‬وهذا 32  معناه،! ‏ ‬أن الرجال هم المفضلون لرجاحة عقلهم وهم ذوو الأمر والنهي‏ ‬والإرشاد والإنفاق،‏ ‬همُ‏ ‬الولاة وال 'e1نساء الرعية صنفان،‏ ‬صالحات مطيعات وأخريات عاصيات متمردات،‏ ‬ويتحتم على الزوج إصلاح الاعوجاج بال
 u1603 كلمة ال 1حسنة والموعظة فالهجران فالضرب وفي‏ ‬نهاية المطاف الله هو الولي‏ ‬وهو العلي‏ ‬القدير‏. ‬والضرب كما  u1608 ورد في‏ ‬الحديث أحد سبل إصلاح نشوز المرأة وعصيانها وهذا أخف وطأةً‏ ‬من الطلاق وكما قيل‏ "‬وعند ذكر 5 العمى‏   236 ?يُستحسن العَوَر‏". ‬وهناك من أضاف في‏ ‬التفسير أن المقصود من الضرب ذلك الضرب‏ ‬غير المبرح والله أع  04 لم‏. ‬وفي تفسير الحسين بن مسعود البغوي قيل إن الآية نزلت في سعد بن الربيع ومعنى “قوامون” أي مسلطون ععلى تأد¡ 0 يب النساء وفضل الرجال على النساء بزيادة العقل والدين والولاية وقيل بالشهادة (أنظر البقرة ٢٨٢) وقيل   576 بالجهاد وقيل بالعبادات وقيل لأن الرجل ينكح أربعا ولا يحلّ للمرأة إلا رجل واحد وقيل لأن الطلاق بيده 5 وقيل ب  1575 الميراث وقيل بالدية وقيل بالنبوة. 
   بخصوص مسألة تعدد الزوجات،‏ ‬يمكن القول إنه وفق الشرع السني‏ ‬التقليدي‏ ‬يحقّ‏ ‬للرجل أن‏ ‬يتزوج حت تى أربع نساء وبعض الفِرق الشيعية تسمح لمؤمنيها ما‏ ‬يرغبون فيه من الزوجات الموقتة ولا نعني‏ ‬هنا ال 'e1محظيات‏. ‬وعلى ضوء بعض الاحصائيات،‏ ‬فإن حوالي‏ ١٠٪‏ ‬من الزيجات في‏ ‬العالم العربي‏ ‬تعددية‏. ‬وفيR07 ‏ ‬العصž 5 ر الراهن أضحى تعدد الزوجات ظاهرة طبقية،‏ ‬فالأغنياء قادرون على ذلك أما الفقراء فيزداد فقرهم والأث  85 رياء‏ ‬يزداد‏ ‬غناهم‏. ‬ومن الجلي‏ ‬أن انحسار ظاهرة التعددية جاء نتيجة مباشرة للحالة المادية أكثر ممنه نتيž 0 جة لتشريعات إصلاحية حديثة‏. ‬في‏ ‬بعض الدول العربية كلبنان ومصر والمغرب لا وجود لتحريم مباشر لتعدد u32  الزوجات،‏ ‬ولكن بوسع المرأة أن تجعل الأمر‏ ‬غير ممكن وذلك بواسطة إدراج بند بذلك في‏ ‬عقد الزواج‏. ̷6 ?وفي‏ ‬ا c7لمغرب،‏ ‬على سبيل المثال،‏ ‬يكتفي‏ ‬القانون بالإشارة إلى وجوب معاملة الرجل لزوجاته بالعدل والمسا  08 واة ولكن لا‏ ‬يشرح ويفصّل ويضع المعايير والآليات الملزمة الخ‏. ‬وكان أنور السادات في‏ ‬مصر قد نادى، a1‏ ‬كما‏ e ‬يتذكر البعض،‏ ‬مكتفيا بإعلان‏ "‬الحرب ضد التعدد‏" ‬وبقيت كلمات دون أية إجراءات عملية على أرض الوا! قع،‏ ‬وشتّان ما بين القول والعمل‏. ‬

التغيير من الداخل


إن تغيير الذهنية والموقف إزاء التحديث والتغيير في‏ ‬بعض العادات والتقاليد لا‏ ‬يتحققان إلا من الد  575 اخل،‏ ‬من التعليم والتثقيف المبرمج والمنفتح أمام الآخر رغم الاختلاف‏. ‬إن الرأي‏ ‬القائل إن المرأ c3ة لا تخرج إلا لثلاث،‏ ‬لبيت زوجها أو لحج بيت الله الحرام أو لتدفن لا‏ ‬يتمشى والحياة في‏ ‬العصر الر 1575 اهن‏. ‬! 3 من الواضح أن الرجوع إلى الأصول لا‏ ‬يتمشى عادة مع التحديث وهو في‏ ‬واقع الأمر التمغرب والسؤال الكب 8ير الذي‏ ‬يطرح نفسه بإلحاح هو‏: ‬كيف‏ ‬يتمّ‏ ‬ذلك دون ضياع الهوية والأخلاق النبيلة في‏ ‬المجتمعات ا 04 لعربية؟ 'bf ومن البدهي‏ ‬القول أن استعمال منتجات الغرب العلمية من المذياع والمرناة وحتى التقنية الحديثة المت تطورة في‏ ‬مجالات الحياة المختلفة والإنترنت الخ‏. ‬كل ذلك وغيره لا‏ ‬يجعل من المستهلك رجلا عصريا حد
 u1610 يثا في‏ e ‬تفكيره ونظرته للحياة وعلاقته مع زوجته أولاً‏ ‬ومع الآخرين ثانياً‏. ‬هذا بطبيعة الحال لا‏ ‬يعني‏ ‬  ?بأن الغرب الحديث والمتقدم صناعيا وتقنيا لا‏ ‬يعاني‏ ‬من مشاكلَ وأزمات اجتماعية وأخلاقية‏. ‬وكردّ‏ e ‬لهذا  5 الغزو التقني‏ ‬والثقافي‏ ‬الهائل والسريع،‏ ‬يشهد المرء انبعاثا أصوليا في‏ ‬العديد من الحالات حتى ف 'ddي‏ أوساط الجنس اللطيف‏. ‬
   احتلت المرأة في‏ ‬الجاهلية مكانة مرموقة،‏ ‬فكانت سرَّ‏ ‬سعادة الرجل ومستهل قصيدته‏. ‬وكما قال ال  5 متنبي‏ "‬إذا‏  ‬قيل شعر فالنسيب المقدم‏". ‬وكان للمرأة الحق في‏ ‬اختيار شريك حياتها وكانت تشترك في‏ ̷ 6 ?سوق عكاظ وتنشد الشعر بجانب الرجل‏. ‬ومن الأمثال العربية‏ "‬خير النساء البَرْزة الحيية وشرهن الخبأ7 ة الطُّ  604 لعة‏" ‬أي‏ ‬أحسن النساء من تختلط بالناس محافظة على عفتها وحيائها وأسوأهن تلك التي‏ ‬تتظاهر بالتستر  32  إلا أنها في‏ ‬واقع الأمر لا تفوّت الفرصة للبصبصة على الآخرين‏. ‬وقال عمرو ابن كلثوم
إذا لم نحمهن فلا بقينا                  لشيء بعدهن ولا حيينا
   
من جهة أخرى لا‏ ‬يخلو الأدب العربي‏ ‬من جوانبَ سلبية إزاء المرأة،‏ ‬ففي‏ ‬كتاب الإمتاع والمـؤانسة   604 لأبي‏ ‬حيان التوحيدي،‏ ‬ورد بأن اسنان الرجل اثنتان وثلاثون سنا في‏ ‬حين أن أسنان المرأة ثلاثون (أنظ ظر: http://www.mohamedrabeea.com/books/book1_8072.pdf، ص. ٩٧)‏. ‬ومن المؤلفين القدامى الذين تطرّقوا في‏ ‬مؤلفاتهم للم 85 رأة‏ ‬ي  5 مكن الإشارة إلى الشافعي‏ ‬وابن الكلبي‏ ‬واسحق الموصلي‏ ‬والمدائني‏ ‬وابن قتيبة والجاحظ وكلهم من ال 'e1قرن التاسع،‏ ‬ثم الطبري‏ ‬وابو الفرج الاصبهاني‏ ‬من القرن العاشر،‏ ‬وابن منقذ والجوزي‏ ‬من القرن ا c7لثاني‏  32  ‬عشر‏. ‬وعلى الانسان أن‏ ‬يختار ما‏ ‬يراه مناسبا ومفيدا له ولمجتمعه في‏ ‬الحاضر وفي‏ ‬المستقبل‏!‬


113

 بعد ثماني عشرةَ سنةًً من الزواج
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


بعد ثماني عشرةَ سنةً من الزواج أعدّتِ الزوجة أسوأَ عَشاء لزوجها. كانتِ الخضراوات ناضجةً أكثرَ منَ اللزوم واللحمة محروقةً  والسلطة مالحة جداً.!  جلس الزوج إلى مائدة العَشاء لتناول الطعام لائذاً بالصمت والسكينة. بعد ذلك، توجّهتِ الزوجة إلى المطبخ لغسل الصحون، فجاء زوجُها إليها مُبتسماً وط  76 ?ع قُبلةً على جبينها. ما المقصودُ من هذه القبلة؟ سألت الزوجة غير مُصدّقة ما فعله. “هذه الليلة، ذكّرني طهيُك بطهيك في الأيام الأولى لزواجنا. لقد أعاد
 u1573 ?لى ذهني أ¡ 0 ?امَ  كنتِ عروسا حديثة العهد، ولذلك وددتُ أن أعاملَك الآن وكأنّك عروس جديدة.

هذه هي سماتُ الزوج الجيّد الذي يحوّلُ زلاتِ زوجته لنواحٍ  إيجابية في حياتهما المشتركة، لأنّ أحسنَ زوج هو الذي يكونُ الأحسنَ َمع زوجته ويتحتّمُ عل  10 ?ه أن يجعلَها تشعرُ بأنها ذاتُ مركز خاصّ ومميز بالنسبة له.

114
المزارع والساعة اليدوية، قصة أخلاقية
ترجمة حسيب شح  1575?دة
جامعة هلسنكي


 اكتشف مزارعٌ ذات يوم أنه فقد ساعته اليدوية في مخزن الحبوب. كانت تلك الساعة غير عادية، إذ أنها ذات قيمة عاطف  1610?ة خاصة بالنسبة له. بعد تفتيشه وتنبيشه في التبن لمدة طويلة ولم يعثرعلى شيء، توجّه طالبا مساعدة مجموعة من الفتية، الذين كانوا يلهون ويمرحون بالقرب من المخزن. وعد المزار 1593?ُ مكافأةَ م! ن سيعثر عليها، وهكذا أسرع الفتية  وولجوا المخزن وأخذوا بالبحث الحثيث عن الساعة في كل ركن وزاوية ولكن بدون جدوى. عندما كان المزارع على وشك الاستسلام واليأس من إيجادها ت  2?دم فتى صغير من المزارع طالبا منه مهلة أخرى للبحث. ألقى المزارع نظرة على الفتى وقال: لم لا؟ يظهر أن هذا الفتى جادّ ومخلص. هكذا بعث المزارع الفتى لمخزنه وبعد هنيهة من الوقت ع?اد الفتى وا  04?ساعة بيده. فرح المزارع ودهش سائلا الفتى كيف نجح في هذه المهمة في حين فشل فيها الآخرون. ردّ الفتى قائلا: لم أعمل شيئا سوى الجلوس على المصطبة والتنصت وإرهاف السمع، في مثل ذ  4?ك الجو من الهدوء والسكينة، تناهت إلى سمعي تكتكات الساعة فقمت وبحثت عنها في ذلك الاتجاه فوجدتها.
العقل  الهادىء المسالم يستطيع أن يفكّر أحسن من  1575?لعقل المشغ u1608?ل. أعط بعض الدقائق من الهدوء لعقلك كل يوم وانظر كيف سيساعدك ذلك في حياتك.

115
قازان عاصمة جمهورية تتارستان ولؤلؤتها
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


تعود بداية حياة الإنسان في تتارستان إلى القرن الثامن ق.م. ثم نشأت دولة البلغار هناك ثم سيطر المغول على البلاد في القرن الثالث عشر. يرجع الوجود الإسلامي في تتارستان إلى العام ٩٢٢م. إثرَ زيارة العالِم والرحّالة، أحمد بن فضلان، في رحلته الشهيرة “رحلة ابن فضلان”  الدينية السياسية إلى روسيا التي شملت قرابة خمسة آلاف شخص أرسلهم الخليفة العباسي المقتدر بالله (أنظر: http://www.al-hakawati.net/arabic/civilizations/148.pdf).  تعتبر مدينة بولغار الصغيرة الواقعة على بعد ١٤٠كم من قازان، مهد الإسلام في روسيا وفيها الآن نسخة فريدة من القرآن أعدّت في إيطاليا، ٢م x ١,٥م  ووزنها ٨٠٠ كغم وعدد صفحاتها ٦٣٢ وهي مرصّعة بجواهر ثمنها ١,٣ مليون دولار (http://www.youtube.com/watch?v=yVdgqfGsEwc). في بداية القرن الخامس عشر استقلت مملكة قازان برئاسة الملك علي محمد وأقامت علاقاتٍ مع موسكو وفي عام ١٥٥٢ انضمت إلى مملكة روسيا. التتر أو التتار/التارتار (عند ابن خلدون: التَّغزعز) عبارة عن كنية لقبائل منغولية غزت أوروبا في القرن الثالث عشر وهم اليوم أحفاد بُلغار الڤولچا ويبلغ تعدہ 7دُهم سبعة ملايين تقريبا، يعيش معظمهم في روسيا، وفي تتارستان زهاء المليونين  وهم موزعون وفق بعض الأبحاث على أربع طوائفَ كبيرة مقسّمة إلى ست عشرة قبيلة في ثلاثين دولة، ورأي آخر يشير إلى وجود ٣٨٠ فرعا للتتار. إذن التتار مجموعة بشرية متنوعة جدا إثنيا وجغرافيا.

قازان/كازان/غازان، عاصمة جمهورية تتارستان، جمهورية التتار الاشتراكية السوفيتية سابقا، منذ العام ١٩٢٠ ومركز الثقافة التتارية.  تأسستِ المدينة عام ١٠٠٥ وتحتل المرتبة الثامنة من حيث عدد السكان بين مدن روسيا الاتحادية ومنذ عام ٢٠٠٩ أصبحت العاصمة الثالثة لروسيا بعد موسكو وس_ c7نت بطرسبورغ. كما وتحتل قازان المرتبة الثالثة في روسيا من حيث ارتفاعُ مستوى المعيشة بعد المدينتين الآنفتين.  إنها عاصمة الشعب التتاري ذي الثقافة القديمة أينما تواجد ومركز الإسلام في روسيا برمّتها. في العام ذاته اختيرت قازان عاصمة للرياضة في روسيا وهي العاصمة الثقافية لحوض الڤولغا. تق 'da قازان بين أوروبا وآسيا عند ملتقى نهري الفولچا وكازانكا وتبعد عن موسكو ٨٢٥ كم، رحلة ساعة ونصف تقريبا بالطائرة. مساحتها ٥١٦ كم٢ مقسّمة إلى سبع مناطقَ إدارية وعدد سكانها قرابة المليون و١٤٤ ألف نسمة نصفهم من المسلمين السنّة والنصف الآخر تقريبا مسيحيون أرثوذكس ويعيش فيهہ 7 أيضا أناس ينتمون إل 'ec أكثرَ من ١٠٠ قومية.  في المدينة زهاء ١٥٠ منظمة دينية، ٦٨ إسلامية، ٤٨ مسيحية أرثوذكسية و٣٠ مسيحية بروتستانتية ومنظمتان كاثوليكيتان ومعبد كل الأديان، معبد إلدار خانوڤ. عدد المساجد في قازان  ٦٨ وعدد الكنائس الأرثوذكسية ٥٩ وواحدة لوثرية وأخرى كاثوليكية ويوجد أيضا كنيس يهà 6دي حبّادي. قبل اثنتي عشرة سنة كان عدد المساجد في تتارستان كلها ١٤ فقط أما اليوم  فوصل العدد إلى ١٥٠٠ مسجد. مما يجدُر ذكرُه وجود تتار مسيحيين أو مسيحيين من أصل تتار الفولجا مثل النجايبَك والكِراشين ويبلغ عددهم قرابة الاثني عشر ألفا. عاش ليون تولستوي في قازان ست سنوات، ١٨٤١-١٨٤٧ ، والمدينة ذات شهرة _ c8ارزة في الاستشراق منذ العام ١٨٠٧ وفيها عاش غوردي سابلوكوف أول مترجم للقرآن للروسية.

“قازان” باللغة التترية تعني “المِرجل” إلا أن تأثيل الاسم غير متّفق عليه وهنالك عدة حكايات وأساطير بهذا الصدد. يُروى مثلا أن أجداد تتار الفولغا اليوم، البلغار القدامى، استشاروا ساحرا لتعيين مكان بناء مدينة لهم. أشار الساحر إلى بنائها حيث يغلي الماء بلا نار في قِدر دُفنت في جوف الأرض. عثر على مثل هذا الموقع في نهاية المطاف با 'e1قرب من بحيرة كابان ومن هنا جاءت التسمية. يبدو أن أبسط الروايات قد تكون أصدقَها، يُحكى أن الاسم مشتقّ من اسم نهر قازنكا حيث تقع المدينة على ضفافه. إنها أبرد عاصمة إسلامية في العالم حيث قد تصل درجة البرودة فيها في الشتاء إلى أكثر من ٣٠ درجة تحت الصفر. تأسست المدينة في أواخر القرن العاشر و 'c3وائل الحادي عشر وفي ١٥٥٢ احتلّها القيصر،  إيڤان الرابع (الرهيب)، وغدت جزءً من روسيا، وفي عام ١٨٠٤ أسّس القيصر ألكسندر الأول جامعة ولاية قازان، أوليانوف سابقا، برئاسة عالم الرياضيات الشهير، نيقولاي لوڤتشڤسكي. تعدّ هذه الجامعة (منطقة الڤولچا) الفيدرالية (KFU) ثاني أقدم الجامعات في روسيا وتحتلّ مرتبة ضمن أفضل عشر جامعات في البلاد وعدد طلابها ٤٠ ألفا. تتمتّع الجامعة بصيت طيب في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء واللغويات. تعود بداية المعهد للعربية والإسلاميات إلى العام ١٨٠٧. تضمّ مكتبة لوباتشيڤسكي زهاء الخمسة ملايين مجلد _ e3نها حوالي ٣٠ ألف مخطوط يعود أقدمُها إلى القرن التاسع ميلادي ومنها ١٧ ألف مخطوط بالعربية. لعلماء الجامعة باع طولى في مضمار الأبحاث والاكتشافات، فمثلا في عام ١٨٤٢ تمكّن الباحث ن.ن. زينين من استخراج صبغة الأنيلين من النتروبنزول. بعد ذلك بسنتين اكتشف الأستاذ ك.ك. كلاوس عنصرا كيماويا  'ccديدا أسماه روثينيوم (Ruthenium) ومعناه باللاتينية “روسي” وهو العنصر الطبيعي الوحيد الذي اكتُشف في روسيا. يذكر أن الجامعة المذكورة كانت قد أصبحت في النصف الأول من القرن التاسع عشر أكبر مركز للدراسات الشرقية في أوروبا وقد أسسه الأستاذ كريستيان مارتن يوآخيم من فران (١٧٨٢-١٨٥١) عام ١٨٠٧. كما يُعزى أول تسجيل لصورة بيانية كهربائية للقل 'c8 ( electrocardiogram، تخطيط للقلب) لسمويلوڤ، مؤسِّس مدرسة الفيزياء الإلكترونية. وكان الوالد أ. ي. أربوزوڤ وابنه ب. أ. أربرزرڤ قد أوجدا مجالا دراسيا جديدا، كيمياء مركّبات الفسفور العضوي. خلال قرنين من الزمان على تأسيس الجامعة نجد ثمانين عضوا كازانيا في الأكاديمية الروسية للعلوم. يُشار إلى أن مؤسِّس الدول! ة السوڤياتية، ڤلاديمير ألييتش أوليانوڤ المعروف بلينين (١٨٧٠-١٩٢٤) وشخصيات مرموقة أخرى مثل تولستوي درسوا في جامعة كازان. في عام ١٩٩٨ أُسست الجامعة الروسية الإسلامية في قازان وفيها اليوم ألف طالب وطالبة وتحتوي مكتبتها على أربعين ألف مجلد، حول ٢٢ ألف عنوان، قُدمّت هدية من  'c7لعاهل السعودي، عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، عام ٢٠١١. تُعنى هذه المؤلفات بالإضافة طبعا للدراسات الإسلامية، باللسانيات والأدب والثقافة والفلسفة. اللغة العربية تُسمع في أروقة الجامعة وسنحت لي الفرصة للتحدث مع بعض الأساتذة الشباب التتار بالعربية المعيارية الحديثة وعلمت أن الطہ 7لب التتري يبدأ بدرا_ d3ة العربية من الصفر ويصل إلى مستوى جيّد علما وعملا بعد خمس سنوات أكاديمية. مثل هذا الإنجاز نادر جدا حتى بالنسبة لأساتذة اللغة العربية والإسلاميات في العالم الغربي.

يتكلم التتار البالغ عددهم زهاء السبعة ملايين نسمة، منهم حوالي خمسة ملايين في روسيا الاتحادية، اللغة التترية، فرع من عائلة اللغات التركية (التي تشمل مثلا: ألأزربيجانية، بشكير، قرغيز، نوغاي، تُركومان، أزبِك) وهي لغة رسمية في تتارستان كالروسية ومستخدمة في عدة أقطار أخرى مثل باشكورتوسہ aان وموردفيا وأوربكستان وكازاخستان وأذربيجان وقرغيزستان وطاجيكستان وتوركمنستان. يرجع أقدم نصّ تتاري موجود اليوم إلى القرن الثالث عشر. استخدم التتار أولا الحروف العربية حتى عام ١٩٢٧ حيث استبدلت بالأحرف اللاتينية ومنذ العام ١٩٣٩ استعمل الحرف الكيريلي، السلافي، ولكن أعيد ال_ cdرف اللاتيني مؤخرا. هنالك ثلاث لهجات تترية أساسية، لهجة غربية، مِشار، ولهجة وسطى في قازان ولهجة شرقية في سيبيريا. من الملاحظات الأولية التي استحوذت على اهتمامي كانت مكانة اللغة التترية في قازان الشبيهة لحد لافت للغة العربية المحكية في الديار المقدسة، الروسية طاغية هناك والعبرية كاسح ة هنا.
من معالم مدينة قازان، متعددة الثقافات ورمز التعايش بين الأديان لا سيما بين المسلمين والمسيحيين، نذكر ما يلي:

كرملين قازان:

موقع من مواقع التراث العالمي وقلب المدينة النابض. يقع على الضفة اليسرى العليا لنهر الفولغا، عبارة عن مجمع معماري وآثار تاريخية، شيّد في عهد إيفان الرهيب. الكرملين عبارة عن قلعة محاطة بسور طوله ١٨٠٠م فيه أبراج عديدة. في البداية كان السور خشبيا ثم حجريا في القرن الثاني عشر. بعد ثورة أذ fتوبر ١٩١٧ أصبح المقر الإداري لجمهورية تتارستان ومنذ عام ١٩٩٢ المقر الرسمي لرئيس جمهورية تتارستان والوزارات والمؤسسات الرسمية. الفن المعماري تتاري إيطالي روسي بلغاري وإسلامي.

متاحف ومسارح:

مثل المتحف الوطني؛ متحف الفنون الجميلة؛ المتحف الأدبي لعبدالله توكاي، متحف مكسيم غوركي؛ مركز إيرمتاج-كازان؛ متحف الثقافة الإسلامية، متحف بيت لينين؛ متحف التاريخ الطبيعي لتتارستان؛ مسرح موسى جليل الأكاديمي التتري للأؤبرا والباليه؛ مسرح أكلديمي روسي على اسم كاخالوف؛ مسرح الدولة ا! لأكاديمي على اسم جاليسكر كمال؛ مسرح تتري للدراما والكوميديا على اسم كريم تنخورين؛ قاعة الدولة للكونسرت على اسم صالح سيداشيف؛ مسرح الأولاد.

كاتدرائية البشارة:
 
بنيت  أولا من الخشب خلال ثلاثة أيام بأمر القيصر إيڤان الرهيب. أعيد بناء الكاتدرائية عام ١٥٦٢ بالحجر ثم أجريت أعمال ترميم وتعديلات خلال المدة الواقعة ما بين ١٦٩١-٢٠٠٥. هنالك مكتبة ثرية وفيها مخطوطات ترجع للقرنين السادس عشر والسابع عشر.

بيت الأساقفة:

مستطيل الشكل، ثلاثة طوابق، الآن مقر الأكاديميا للعلوم.

المسجد، قل شريف:

يقع هذا المسجد الرئيس في تتارستان وهو ثاني أكبر مسجد في روسيا وأوروبا (بعد مسجد “قلب الشيشان”) في الجزء الغربي من كرملين قازان. شيد ما بين ١٩٩٦-٢٠٠٥، قل شريف هو الإمام والشاعر والبطل القومي التتاري الذي ضحّى بحياته دفاعا عن مدينته أمام جيش إيڤان الرهيب عام ١٥٥٢. مسجد تتارستان الرئيسي، فيه ثماني منائر،  ارتفاع القبة ٣٦ م ونوافذها بشكل زهرة الخزامى، خمسة طوابق في الà 3سجد من الداخل، يتسع المسجد لـ ١٥٠٠ شخص، أما ساحته الأمامية فتتسع لـ ١٠ آلاف مصل. كانت حكومة إيران قد أهدت الزخارف الداخلية والسجاجيد وتوجد ثريا تزن حوالي الطنين وقطرها خمسة أمتار. هنالك على الجدار الداخلي نقوش بالعربية لأسماء معروفة في التاريخ مثل إبراهيم خليل الله، يسوع روح اللà 5، موسى كليم الله. يوجد في سرداب المسجد متحف إسلامي يحكي تاريخ الإسلام في روسيا.

قصر رئيس الجمهورية:

طابقان، شيد بين ١٨٤٥-١٨٤٨.

برج سيومبيكي:

برج مراقبة مائل، على اسم الملكة التي شيدته على ما يُروى  تخليدا لذكرى زوجها صفا-غيري المتوفى عام ١٥٤٩. أشهر معالم قازان ورمزها المعماري، ورمز تتارستان. ارتفاعه ٥٨م، لا علم بتاريخ تشييده، ربما أواسط القرن ١٦ فيه سبعة طوابق. تحكي الأسطورة أن الأميرة التتارية سيومبيكي وافقت على ال_ d2واج من إيڤان الرهيب شرط أن يبني أعلى برج في كازان خلال أسبوع فلبّى الطلب، إلا أن الأميرة لرفضها الخضوع هي وشعبها للروس، ما كان منها إلا أن تسلقت إلى قمة البرج وقفزت أرضا فلاقت حتفها. يلمس الشباب والصبايا جدار هذا البرج للتبرك متمنين مستقبلا زاهرا في مجال الحب والزواج الناجح.


كنيسة الروح القدس، كنيسة القصر:

شيدت في القرن ١٧، حرقت مرتين، أعيد بناؤها عام ١٨٥٢، ٥ قباب، ارتفاع ٢٧م، أغلقت الكنيسة عام ١٩١٨ وحولت إلى مطعم والآن متحف تاريخ التتار.

معبد كل الأديان/معبد الكون:

أقيم عام ١٩٩٢، فيه كنيسة ومسجد وكنيس ومعبد بوذي، معبد إلدار خانوڤ.

البحيرة السوداء، حديقة لينين، بحيرة كابان، متنزه النصر وفيه ١٤١٨ شجرة على عدد أيام الحرب الوطنية العظمى.

شارع باومان:

أشهر شارع في المدينة وهو طويل جدا للمشاة فقط،  في نهايته المول الضخم، كلت سو.

رحلتي القصيرة لمدينة قازان ضمن مجموعة صغيرة من أعضاء لجنة العمل “الكنيسة والإسلام” مؤخرا كانت موفقة .


Fakhroutdinov, Ravil, History of the Tatars. Kazan, RU: Magarif Publishing House 2004.
Kauppinen, Antti, Tatarstan. Sankarimatkailijan. Helsinki: Like, 2010.
Rorlich, Azade-Ayse. The Volga Tatars: A Profile in National Resilience . Stanford, Calif.: Hoover Institution Press, 1986.




116
المنبر الحر / عن غسان كنفاني
« في: 22:37 09/07/2013  »
عن غسان كنفاني
أ.د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


استغرقت رحلته الأرضية ستةً وثلاثين عاما وشهرين وثمانية وعشرين يوما، قضى ثلثيها خارج وطنه، فلسطي! ن. فلسفته وإرثه الثري المكتوب يشهدان بجلاء على حضوره الدائم. من الواضح أن العدو الصهيوني اكتشف موا! هبه قبل العرب فاغتاله بتسعة كيلوغرامات من المتفجرات وُضعت في سيارته القديمة في حي الحازمية ببيروت'ca. إنه غž 7 سّان محمد فايز كنفاني (عكا ٩ نيسان ١٩٣٦- بيروت ٨ تموز ١٩٧٢)، قامة شامخة في الأدب الفلسطيني، كاتب مناضل !  ورسّام ومحرّر صحف ومجلات وصحفي وسياسي ذو قيم إنسانية. إنه رمز المأساة الفلسطينية، أمير الثورة الففلسطيني! ة وعميد الأدب المقاوم، كان ناطقا باسم الجبهة الشعبية، مع هذا وربما بسبب هذا، لا وجود لأية جائزة تح! مل اسمه أو شارع أو مؤسسة إلخ اللهم إلا جائزة للنقد الصحفي. لم يُعادِ أحدا وكان مقاتلا شرسا دون إطلا ق رصاصة c9 واحدة. نال جوائز عدة مثل جائزة القصة العربية عام ١٩٦٢ وجائزة أصدقاء كتاب لبنان عن روايته “ما تبقى ل e1كم” سنة ١٩٦٦ وجائزة اتحاد الصحفيين الديمقراطيين العالميين عام ١٩٧٣ وجائزة اللوتس عام ١٩٧٥ ووسام القد cfس من من u1592 ظمة التحرير الفلسطينية سنة ١٩٩٠. إن غزارة انتاجه الأدبي والبحثي لأحجية حقا نظرا لحياته القصيرة (ينظ 'd9ر في الشبكة العنكبوتية، ظهرت آثاره الكاملة في ثمانية مجلدات وقسم كبير منها متوفر على الشبكة).
المجلد الأول: يشمل الروايات، تقديم  د. إحسان عباس، ١٩٧٢.

المجلد الثاني: يشمل المجموعات القصصية القصيرة، تقديم يوسف أدريس، ١٩٧٣.
المجلد الثالث: يشمل المسرحيات، تقديم  جبرا إبراهيم جبرا، ١٩٧٨.
المجلد الرابع: يشمل الدراسات الأدبية، تقديم محمود درويش.
المجلد الخامس: يشمل قصص الأطفال.
المجلد السادس: يشمل مقالات وقصائد نشرت باسم فارس فارس.
المجلد السابع: يشمل الروايات التي لم تنشر، دار الطليعة، بيروت.
المجلد الثامن: يشمل الدراسات السياسية، دار الطليعة، بيروت).

ينتمي كنفاني إلى الجيل الثاني من كُتاب الرواية الفلسطينية إذ أن أبا هذه الرواية هو خليل إبراهيم بي يدس (الناصرة ١٨٧٤-القدس ١٩٤٩).  ربما كان من المممكن مقارنة كنفاني بدرويش فالأول في الرواية والثاني في   1575 الشعر. كلاهما عايش المأساة الفلسطينية ولذلك كان بوسعهما وصفها بدقة وبفنية فائقة. نتيجة انتمائهما  75 السياسي 'ed، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من ناحية والحزب الشيوعي من ناحية أخرى امتنعا عن تجريد “العدو” من ا  604 لسمات الإنسانية. لم يقع هذان الكاتبان بفخ التنميط إذ بحثا بعمق وإخلاص فيما كتبا ولم يلقيا كل اللوم   على الآ آخر. يمكن القول إن كنفاني بلور أسلوبا خاصا به فيه مسحة من الدعابة والحساسية الشعرية.

ولد غسّان في عكا ونزح عن فلسطين مع أهله عام ١٩٤٨ إلى  صيدا فحلب فدمشق فالكويت فبيروت، أنهى الثانوية    المسائية بدمشق عام ١٩٥٢ ودرس الأدب العربي بجامعتها ثلاث سنوات. علّم في الكويت الموسيقى والرسم والر! ياضة في المرحلة الابتدائية خلال المدة ١٩٥٥-١٩٦٠. عاش في بيروت ما بين ١٩٦٠-١٩٧٢. تزوج من أنّي هوفر (Anni Hoover) الد 75 انماركي 'edة في ١٩ تشرين الأول ١٩٦١ورزقا بفايز وليلى. كانت له علاقة حبّ جامح مع الكاتبة غادة السمان بدأت عام ١٩٦ u1638 ? (أنظر: http://syrianstory.com/pdf/comment34-10.pdf، مما قاله عنها: دونك أنا عبث؛ الحبيبة الشقية الجنية الطليقة؛ جهنم، سماء بحر، خبزي ومائ 10 ي وهوائ  1610 ي؛ إنني أذوب في الانتظار كقنديل الملح؛ إنه لمن الصعب أن أشفى منك؛ إنني أريدك وأحبك واشتهيك واحترمك 'df وأقدس حرفك؛ لقد كان شعرك مطري وراحتك وسادتي وذراعك جسري وعيناك بحري وشفتاك كأسي). أصدر ١٨ كتابا ول 607 ه مئات ا  المقالات. ترجمت معظم أعماله إلى ١٧ لغة مثل الإنكليزية والإبطالية والإسبانية والدانماركية والألمان e4ية والفرنسية والعبرية. من الأسماء المستعارة التي استعملها في كتاباته: أبو العزّ، فارس وربيع مطر، أ 3.ف.، غين ن كاف، هشام.

مما يجدر ذكره أن كنفاني كان مغرما بالفلسفة منذ نعومة أظفاره ورأى الحياة بمثابة نظرية. عندما كان صب u1610 يا سأل نفسه سؤالا أشغل فكره به أسبوعا من الزمان. قال لماذا يرتدي الناس القبعات على رؤوسهم وينتعلون u32  الأحذية في أقدامهم؟ لم لا يستطيعون ارتداء الأحذية على رؤوسهم وقبعاتهم بأقدامهم؟ إنه أضاف لم لا يم'e3شي بنو ! آدم على أربع قوائم كبعض الحيوانات، ألن يكون ذلك أسهل؟ بمرّ الأيام تطور مستواه الفلسفي وفي آخر المط  طاف وصل إلى خلاصة مختصرة. بما أن البشر يأتون إلى هذا العالم دون أية استشارة فلم لا يختارون نهاية حيا اتهم؟ و  07 هكذا توصّل إلى النتيجة الحتمية “الموت هو جوهر الحياة” أي “نهاية الرحلة، المشوار” وأخذ ينتظر لحظة  5 اختيار طريقة مشرفة للموت. عانى في حياته من مرضين، السكّري والروماتيزم.

حول أسلوبه في الكتابة ردّ كنفاني بعد صدور روايته الشهيرة “رجال في الشمس” عام ١٩٦٣ بأشهر على تساؤل أ  1581 حد أصدقائه قائلا بما معناه. يُسدي أصدقائي النصيحة لي بعدم صرف وقت طويل على الصحافة إذ أن ذلك، في تق u1583 ديرهم، سيقضي على قدرتي الفنية في كتابة القصص. بصراحة، قال كنفاني، لا أعي هذا المنطق. المنطق ذاته سممعته في   المرحلة الثانوية: ابتعد عن السياسة وركّز على دراستك! هذه النصيحة سمعتها فيما بعد في الكويت: أهجر ال  603 كتابة واعتن بصحتك! هل حقا كان بوسعي الاختيار بين السياسة والمدرسة، بين الكتابة والصحة، بين الصحاف7 ة وكتاب  577 ة الروايات؟ لديّ ما أقوله: أحيانا أستطيع أن أعبّر عن ذلك جيدا من خلال قصة في صحيفة الغد وأحيانا في افتتاحية وأحيانا في رواية. يبدو لي، يضيف كنفاني، أن الاختيار الذي يتحدثون عنه يذكّرني  u1576 بمعلم للغة العربية كان يطلب في بداية كل عام دراسي من التلاميذ أن يكتبوا موضوع إنشاء محببا لديه “أي u1606 ن تفضّل الحياة في القرية أم في المدينة”؛ يذكر أن معظم التلاميذ عاشوا في مخيمات اللاجئين.

تأثر كنفاني بوليم فولكنر وجيمس جويس وبرتولد بريخت وتشارلز ديكنز وبلزاك ودوستويفسكي وغوركي. تعج رو 'e6ايات كنفاني بروح ثورية للتغيير مثل أعمال حنا مينا وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس ويوسف القعيد و e6عبد الرحمن منيف وحيدر حيدر وإلياس خوري. من الشخصيات العربية والأمور التي أثرت عليه أيضا يمكن التن 8 ويه بال  578 تالي:
١) والداه العكّاويان،  كان أبوه محاميا ومناضلا معروفا.
٢) ما عايشه في سنواته الاثنتي عشرة الأولى من حياته في فلسطين.
٣) شقيقته فايزة كانت كأمه وسافرت معه إلى الكويت وكذلك بنتها لميس حسين نجم، رمز الطفل اللاجىء وكذلك    زوجته.
٤)  أصدقاء ورفاق كثر كالحكيم، جورج حبش، وماركسيين في الكويت.
٥) قراءة نهمة بواقع كتاب يوميا، تعلمه الإنجليزية والفرنسية منذ صغره.
٦) غلبة الفكر على العاطفة وتمتعه بقدرة توحيدية مثل أنيس صايغ وكمال ناصر.
٧) زيارات لعدة بلدان ولقاءات كثيرة جدا لا سيما باللاجئين الفلسطينيين.
٨) قدرة فائقة على الاستماع للغير.

يعتبر كنفاني أول من كتب عن أبناء الخليج في موت سرير رقم ١٢، هاجم نظام العراق في ثورة عبد الكريم قاسم عام ١٩٥٨. كما كان أول من كتب عن شعراء المقاومة، شعراء الأر  رض المحتلة وأول من ألف في الأدب الصهيوني. يمكن القول إن إنتاج كنفاني الأدبي  ما هو إلا مرآة لحياته و 6حياة شعبه. في “عائد إلى حيفا” مثلا يصف رحلة حيفاويين يرجعون إلى مدينتهم. وفي “أرض البرتقال الحزين”  قصة رح  604 لة أسرته من عكا إلى الغازية في لبنان. أما “موت سرير رقم ١٢” فقصة مستوحاة من فترة معالجته في المستشفى 'ec. رواية “رجال في الشمس”  تصف حياة كنفاني وأبناء جلدته الفلسطينيين في الكويت، رجوعه إلى دمشق بسيارة c9 قديمة  u1593 عبر الصحراء. في هذه الرواية نرى أن قضية فلسطين اعتبرت قضية لقمة العيش ولا بوصلة للفلسطينيين. في قصت  ته “ما تبقّى لكم” المتممة يكتشف بطلها أن الطريق الصحيح هو الكفاح المسلح، العمل الفدائي. سعى جادا لتتحويل حž 5 ركة التحرير الوطني الفلسطيني إلى حركة قومية عربية ثورية اشتراكية. اعتقد بوجوب إصلاح الوضع العربي ق  قبل التفرغ لتحرير فلسطين. عارض الحلّ المرحلي ونادى باسترداد فلسطين كلها شرط لحق العودة وبهذا كان ص 1608 وت الضع! فاء المنسحقين. أعطى كنفاني للأم وللمرأة عموماً مركزا هاما ومساويا للرجل في مؤلفاته التقدمية مثل أ u1605 م سعد التي تخلّت عن الحجاب ووضعت على صدرها رصاصة من ابنها المقاتل سعد، إنها تلد وفلسطين تأخذ. أم سع
 u1583 د، رمز   75 الثورة، تأخذ معها عند نزوحها من فلسطين عرق دالية يابسا وتزرعه في المنفى، كما أنها تتزين بطلقة فارغ bة في عنقها. الأم هي التي تربّي وليست التي تلد وينظر في عائد إلى حيفا.

كتب كنفاني في مواضيعَ عديدة مثل النضال، الكرامة، التحرر، عدم مغادرة الوطن، ضد الخيانة والتخلص من   1575 الخونة حتى ولو كانوا من ذوي القربى المقربين، الفساد الأخلاقي، قيم جديدة، ترك عادات قديمة، إصلاح ا  580 جتماعي، عرض الشخصية اليهودية بطريقة عقلانية إنسانية، إيديولوجيا ماركسية، الثورة المسلحة، دور الأأم، جما  4 ل السلاح، الشجاعة، المختار، علاقة الدم، الجمال، الزواج، الحب، الاغتراب.

السلاح عند كنفاني هو دم الثورة والعروس هي البندقية والكرامة ولا أرض بدون سلاح ولا ثورة بلا سلاح، ا u1604 لسلاح يعني حياة حرة، بكلمتين: أنسنة السلاح. كتب كنفاني ما يلي:
“إن سلاحنا الوحيد الذي نستطيع به خوض المعركة، ليس هو الكلاشنيكوف أو الدوشكا، فذلك سيجعل منا جيشا ع عربيا خامس عشر لا يختلف عن الجيوش الـ ١٤ إلا بأنه أضعف من أكثرها ضعفاً. إن سلاحنا أمام العدو الهائل و  والقوي والمطلق التفوّق، هو الجماهير، وبالطبع إن هذه الجماهير ليست كلمة سحرية، وقوتها ليست في تراك 605 مها الك u1605 مي، ولكن في التنظيم، أي الحزب والحزب الجماهيري المقاتل هذا ليس جمعية خيرية، ولا نادي شعراء حماسيي  1606 ن ولكنه الحزب المحكوم بفكر وبرنامج وقيادة القوى الأطول نفسا في المعركة، والأقل احتمالاً للسقوط في d التعب   1593 عند الضربة الأولى أو الثانية والمنظَّم تنظيماً حديدياً على ذلك البرنامج”.

فيما يلي شذرات مما كتب كنفاني:

_  إن الفكرة النبيلة لا تحتاج غالباً إلى الفهم، بل تحتاج إلى الإحساس.
_ الإنجاز الفني الحقيقي هو أن يقدر الإنسان على قول الشيء العميق ببساطة.
_ الأطفال هم مستقبلنا.
_ إن الشجاعة مقياس الإخلاص.
_ أموت وسلاحي بيدي لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوي.
_ هذا العالَم يسحق العدل بحقارة كلّ يوم.
_ خُلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق، فإمّا عظماء فوق الأرض أو عظاما في جوفها.
_ لن أرتد حتى أزرع في الأرض جنتي أو اقتلع من السماء جنّة أو أموت أو نموت معا.
_ كلماتي تعويض تافه عن غياب السلاح.
_ المثقف هو الإنسان الذي يضع نظرة شاملة لتغيير المجتمع.
_ المثقف الحقيقي لا يرضى بالأفكار السائدة، لا بدّ من تحرير الإرادة والعقول أولا لتحرير الأرض.
_ إن الرجل الذي يلتحق بالفدائيين لا يحتاج بعد إلى رعاية أمّه.
_ لا تمت قبل أن تكون ندا.
_ قد لا نكون الجيل المهيأ لتحقيق النصر، لكننا نعدّ الجيل القادم للنصر.
_ حياتي جميعها كانت سلسلة من الرفض ولذلك استطعت أن أعيش. لقد رفضت المدرسة ورفضت الثروة ورفضت الخضوع  ع ورفضت القبول بالأشياء.
_ لقد حاولت منذ البدء أن أستبدل الوطن بالعمل، ثم بالعائلة، ثم بالكلمة، ثم بالعنف، ثم بالمرأة، وكان u32  دائما يعوزني الانتساب الحقيقي. ذلك أن الانتساب الذي يهتف بنا حين نصحو في الصباح: لك شيء في هذا العا 7لم فقم. أعرفته؟ وكان الاحتيال يتهاوى، فقد كنت أريد أرضا ثابتة أقف فوقها، ونحن نستطيع أن نخدع كل شيœ9 ء ما عدا 'c7 أقدامنا، إننا لا نستطيع أن نقنعها بالوقوف على رقائق جليد هشة معلقة بالهواء. سأظل أناضل لاسترجاعه  2  لأنه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد … لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب … وجذور تس 578 تعصي عل u1609 ى القلع.
_ إن الدنيا عجيبة وكذلك الأقدار. إن يداً وحشية قد خلطت الأشياء في المساء خلطاً رهيباً فجعلت نهايات ! الأمور بداياتها والبدايات نهايات … ولكن قولي لي:ماذا يستحق أن لا نخسره في هذه الحياة العابرة؟ تدرك! ين ما أعني … إننا في نهاية المطاف سنموت.
_ إن الإعلام معركة … وبالنسبة لنا فإن معركتنا الإعلامية لا تحقق انتصارا إذا ما جرى خوضُها من خلال ا! لمبادرة الكلامية مع العدو أمام رأي عام في مجمله منحاز وعلى شبكات إذاعية وتلفزيونية تقف جوهريا ضد ق  قضايانا .. إننا في حالة حرب، وهي بالنسبة للفلسطينيين على الأقل مسألة حياة أو موت. ولا بد من التزام ج 5 مهرة ال  588 شعب الفلسطيني بالشروط التي تستوجبها حالة حرب من هذا الطراز.
_ لنزرعهم شهدائنا في رحم التراب المثخن بالنزيف .. فدائما يوجد في الأرض متسعا (هكذا في الأصل!) لشهيد  0 آخر.
_ إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية .. فالأجدر بنا أن نغير المدافعين .. لا أن نغير القضية. إن الإنسان ه 'e5و في نهاية الأمر قضية.
_إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميّت .. إنها قضية الباقين.
_ الغزلان تحبّ أن تموت عند أهلها .. الصقور لا يهمها أن تموت.
_ ليس المهمّ أن يموت أحدنا .. المهمّ أن تستمرّوا.
_ إن الموت السلبي للمقهورين والمظلومين مجرّد انتحار وهروب وخيبة وفشل.
_ الثورة هي وحدها المؤهلة لاستقطاب الموت .. الثورة وحدها هي التي توجه الموت .. وتستخدمه لتشقّ سبل ال  81 حياة.
_ في صفاء رؤيا الجماهير تكون الثورة جزءا لا يتفصم عن الخبز والماء وأكف الكدح ونبض القلب. إن ضرب السž 0 جين هو نعبير مغرور عن الخوف.
_ إن الخيانة في حدّ ذاتها ميتة حقيرة.
_ لم أعد أشكّ في أن الله الذي عرفناه في فلسطين قد خرج منها هو الآخر .. وأنه لاجىء في حيث لا أدري.
_ إن الانتصار أن تتوقّع كل شيء وألا تجعل عدوك يتوقع.
_ إنها الثورة! هكذا يقولون جميعا .. وأنت لا تستطيع أن تعرف معنى ذلك إلا إذا كنت تعلق على كتفك بندقية   578 تستطيع أن تطلق .. فإلى متى تنتظر؟
_ الأدب الساخر ليس تسلية، وليس قتلا للوقت، ولكنه درجة عالية من النقد. السخرية ليست تنكيتاً ساذجاً ع  على مظاهر الأشياء، ولكنها تشبه نوعاً خاصاً من التحليل العميق. إن الفارق بين النكتجي وبين الكاتب ال u1587 ساخر يشابه الفرق بين الحنطور والطائرة. وإذا لم يكن للكاتب الساخر نظرية فكرية فإنه يضحى مهرجا.
_ إن الدنيا عجيبة، وكذلك الأقدار. إن يداً وحشية قد خلطت الأشياء في المساء خلطاً رهيباً فجعلت نهايات  ت الأمور بداياتها والبدايات نهايات...ولكن قولي لي: ماذا يستحق أن لا نخسره في هذه الحياة العابرة؟ تدر 1كين ما أعني...إننا في نهاية المطاف سنموت.


بستعمل كنفاني العربية المعيارية في كتاباته فهي بيته ووطنه وللعامية الفلسطينية نصيب معين ويبدو لي  2  أن لغة كنفاني وأسلوبه وتشبيهاته (مثل: البارودة مثل الحصبة تعدي؛ خيمة عن خيمة بتفرق، قصة أم سعد) وشخ u1589 صياته (مثل: أبو الخيزران، أبو علي، أبو قيس، إفرات؛ أم سعد، أم مروان، حامد، خلدون، دوڤ، زكريا، زينة،   سعد، سع عيد، الحمضوني، شفيقة، عبد المولى، فضل، ليث، ليلى الحايك، مريام، مريم، مصطفى، معروف، منصور، ندى، ن  608 وراز) بحاجة لبحث منفرد. أنوه هنا فقط بوجود استعمالات لغوية غير سليمة منها: لن تأتين؛ بكأس النهاية يش'd4ربه؛ فس  سيكون ذلك مواز لفقدان وطن؛ ويبدو أن هناك رجال لا يمكن قتلهم إلا من الداخل؛ أما أنتِ فلن تدركين تعاس! تي؛ وتدور مثلما تدور رأسي الآن.  

العامية في كتاباته، أم سعد نموذجا:
غسان كنفاني، أم سعد، رواية. عكا القديمة: الأسوار، ط. ١، ١٩٦٩، ٧٢ ص.

لقد ذهب سعد ولكنهم امسكوه، ١٨
واسمعته كيف ازغرط. ١٨
يتعهدون فيها ان يكونوا اوادم، ٢١
يخزي العين عليهم! ٢١، ٣٤، ٣٨
وكنت اضحك بعبي، مليح اللي ما ضربوك، احمد ربك عالسلامة! فزعل.٢١
راحت عليك، ٢١
سلم عالاهل يا ابني، ٢١
يا ام سعد! أردت تكحيلها فعميتها. ٢٢
اتعتقد انه سينبسط لو ذهبت فزرته؟ ٢٨
دير بالك على سعد؛ “الله يخليلك ولادك”، ٢٩
قل له، دخيلك، ان يحقق له ما يريد..، ٢٩
الله يقطع هالعيشة. ٣١
انه يحمل مرتينة الآن. ٣٢
وطققت له رقبته، ٣٨
عبطني لحظة واحدة وتركني، ٣٨
“أنا هون يما”! ٤٠
 “يجوع عدويك يا ابني .. تعال لعند امك” ٤١
وقد حاولنا ان ندفشها الى اليمين، ٤٥
ولو ولو يا ام سعد؟ ٤٥
- بعيد الشر، ٥٠
“تفو عليكم”، ٥١
وبعدين جاء المكتوب من ملوك العرب، ٥٢
وكان الذهاب ببلاش، فرحنا نتفرج.٥٣
وهات يا تصفيق. ٥٣
ولكو، إسّا انا الذي تمزعت قدماه، ٥٤
البسكليت؟ ٥٧، ٦١
يطلعني بالاسانسير، ٥٨
الله يعافيكي يختي.. ٥٨
- ومنين البنت بلا صغرة؟ ٥٩
نحن المشحرين، ٦٠
“الله يخليلك اياه، ولد جدع” ٦٩
الزلمة قال لي انه صار للعيشة طعم الآن، الآن فقط”. ٧٠
“اللي حوّش حوش!”،٧٠
يترك خلقه يطلع ويفشه بالناس وبي وبخياله؟ ٧١
الا ويطبطب عليها، ٧١

مصادر مختارة:


أبو إصبع، صالح ، فلسطين في الرواية العربية. بيروت: منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث ١٩٧٥.

أبو النصر، محمد، دراسات في أدب غسان كنفاني، حين يموت الرجل. القدس: اتحاد الكتاب الفلسطينيين ١٩٩٠.

البحري، رفيقة ، الأدب الروائي عند غسان كنفاني. تونس ١٩٨٢.

بيضون، حيدر توفيق، غسان كنفاني، الكلمة والجرح. بيروت: دار الكتب العلمية ١٩٩٥.

بيضي، أحمد، مع غسان كنفاني: بين المنفى والهوية والإبداع. كزبلانكا: دار الرشاد الحديثة ١٩٨٦.

حبيب، نجمة خليل، النموذج الإنساني في أدب غسان كنفاني. بيروت: مؤسسة غسان كنفاني ١٩٩٩.
حسين، سليمان، الطريق إلى النص: مقالات في الرواية الفلسطينية. دمشق: اتحاد الكتاب العرب ١٩٩٧.
حمود، ماجدة، الشخصية القصصية والروائية في أدب غسان كنفاني. أطروحة ماجستير، جامعة دمشق ١٩٨٣.
خليل، خالدة شيخ، الرمز في أدب غسان كنفاني. نيقوسيا: شرق پرس ١٩٨٩.
زعرب صبحية عودة، صورة البطل في الرواية الفلسطينية، غسان كنفاني نموذجا. ٢٠٠٥.
زعرب صبحية عودة، غسان كنفاني، جماليات السرد في الخطاب الروائي. عمان: دار مجدلاوية ٢٠٠٦.
زقوت، ناهض خميس، نوابغ الإبداع – شخصيات فلسطينية (معين بسيسو، غسان كنفاني، ناجي العلي، نجاتي صدقي)، دراسة وسيرة ذاتية. غزة: منشورات عشتاروت للثقاف ?ة والفنون ١٩٩٦.

الشامي، حسان رشاد، المرأة في الرواية الفلسطينية. دمشق: اتحاد الكتاب العرب ١٩٩٨.

شلحت، أنطوان،  غسان كنفاني: الرجل تحت الشمس ( جمع واعداد)، بالاشتراك مع يعقوب حجازي. عكا: دار الأسوار ١٩٨٠.
عاشور، رضوى، الطريق إلى الخيمة الأخرى: دراسة في أعمال غسان كنفاني. بيروت: دار الأدب ١٩٧٧.
عبّاس إحسان وآخرون، غسان كنفاني : إنسانا وأديبا ومناضلا. بيروت: الإتحاد العام للكتاب والصحفيين    الفلسطينيين، ١٩٧٤.

عبد الرحمن ياغي، مع غسان كنفاني: في حياته وقصصه ورواياته. عمان ١٩٨٧.

عبد الرحمن ياغي، حياة الأدب الفلسطيني الحديث: من أول النهضة حتى النكبة. بيروت: المكتب التجاري ١٩٦٨.

عبد الرحمن ياغي، في الأدب الفلسطيني الحديث: قبل النكبة ،بعدها. الكويت: كزيمة ١٩٨٣.

عبد الهادي، فيحاء، وعد الغد: دراسة في أدب غسان كنفاني. عمان: دار الكرمل ١٩٨٧.

عبد الهادي، فيحاء، غسان كنفاني ( الرواية والقصة القصيرة) – دراسة نقدية. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشئون الدولية ١٩٩٠.

عبد الهادي، فيحاء، نماذج المرأة/البطل في الرواية الفلسطينية. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب ١٩٩٧.

غنايم،محمود، تيار الوعي في الرواية العربية الحديثة. ط. ٢، بيروت: دار الجيل ١٩٩٣.

فريحات، مريم جبر، “الحس الاغترابي في أعمال روائية لغسان كنفاني. مجلة جامعة دمشق، مج. ٢٦، ع. ٣+٤، ٢٠١٠، ص. ٢٨٩-٣٣١ (متوفر على الشبكة العنكبوتية).


القاسم، أفنان، غسان كنفاني: البنية الروائية لمسار الشعب الفلسطيني. بغداد: دار الحرية ١٩٧٨.

الكردي، وسيم، رجال في الشمس، حضور النص وغيابه،. فلسطين: دار القطان ٢٠٠٢.

كنفاني، عدنان، صفحات كانت مطوية. سيرة، دمشق: دار الشموس ١٩٩٨.

كيوان، سهيل ، غسان كنفاني - الجمال الحزين والعطاء المتوهج. رام الله: المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي ٢٠٠١.
المسعودي، كريم مهدي، غسان كنفاني وعبد الرحمن منيف، الرؤية المستقبلية في الرواية. عمان: دار أسامة ٢٠٠٠.
مشروح، عمر، الرواية الفلسطينية من خلال أعمال غسان كنفاني. رسالة ماجستير، كلية الآداب جامعة الرباط ١٩٨٢.  

الناقوري، إدريس، رواية الذاكرة أو عائد إلى حيفا، الدار البيضاء: دار النشر المغربية ١٩٨٣.

النعيمي، الحكم، غسان كنفاني - شهادات وصور. بيروت: مؤسسة غسان كنفاني الثقافية، ٢٠٠١.

وادي، فاروق، ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية: غسان كنفاني، إميل حبيبي، جبرا إبراهيم جبرا. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر ١٩٨١.

الولى، مصطفى، غسان كنفاني، تكامل الشخصية واختزانها:دراسة نقدية في جوانب من أدبه ورسائله. دمشق: دار الحصاد ١٩٩٣.
يعقوب،  أوس داوود،  غسان كنفاني .. الشاهد والشهيد، فصول من سيرته الإعلامية والسياسية، الكتاب الدوري لمجلة (فكر) ، تصدر كل شهرين، عن الحزب القومي ا  1604 ?اجتماعي، العدد١١٣، دمشق، تشرين الثاني ـ كانون الأول ٢٠١١.
اليوسف، يوسف سامي، غسان كنفاني: رعشة المأساة. عمان: دار منارات ١٩٨٥/دمشق: دار كنعان ٢٠٠٤.

Calhoun, Catherine, Rereading, Rewriting and Resistence: Ghassan ‘A’id ila Haifa as Minor Literature. Thesis, The Ohio State University 1989.
Siddiq, Muhammad, Man is a Cause: Political Consciousness and the Fiction of Ghassan Kanafani. Seatle: University of Washington 1984.
Wild, Stefan, Ghassan Kanafani: The Life of a Palestinian. Harrassowitz 1975. ( 28 pp.)
Wild, Stefan, Ghassan Kanafani: Ein palästinensisches Leben. PDW-Verlag. (31 S.)




117
المنبر الحر / أواحدة أم أربع؟
« في: 20:04 03/07/2013  »
أواحدة أم أربع؟
أ.د‏. ‬حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


عند التطرّق إلى العالم العربي‏ ‬من أية زاوية كانت،‏ ‬اجتماعية أو ثقافية أو سياسية أو اقتصادية،‏ ‬فلا بدّ‏ ‬من التأكيد على موضوع المرأة،‏ ‬تلك‏ "‬  75 ?لرئة المعطلة‏" ‬كما سمّاها الشيخ خالد محمد خالد في‏ ‬منتصف القرن العشرين‏. ‬بعبارة وجيزة،‏ ‬يتنفّس العالم العربي‏ ‬برئة واحدة وهي‏ ‬غير معافاة ب! التمام والكمال‏. ‬إنه لمن العجيب الغريب والمؤلم حقّاً‏ ‬أن نجد حتى في‏ ‬القرن الحادي‏ ‬والعشرين مجتمعا إنسانيا كالمجتمع العربي،‏ ‬يقبل أن‏ ‬يكو?ن نصفه تقر  610 ?با مهمشّا كليّاً‏ ‬إن لم‏ ‬يكن‏ ‬غائبا وقاصرا ودونيا‏. ‬هذه الحقيقة تدخُل في‏ ‬لبّ‏ ‬ماهية وضعية المجتمعات العربية كافةً‏ ‬مع فوارق طفيفة هنا وه ?ناك في‏ ‬شتّى الأقطار العربية‏. ‬للأسف الشديد،‏ ‬ما زال دور المرأة العربية في‏ ‬الحياة‏ ‬يتلخّص ويتقزّم في‏ ‬الغالب الأعمّ‏ ‬في‏ ‬كونها زوجة وأ 5 ?ّ‏ ‬خصبة و u1606 ?اقلة للتقاليد،‏ ‬ومن الضروري‏ ‬والهام جدا التركيز على دور المرأة كمربية وعاملة منتجة،‏ ‬وهذا‏ ‬يعني‏ ‬بالطبع إعادة النظر جذريا وشموليا بقضية ! القضايا‏: ‬التربية العلمية الخلاقة والتفكير الحرّ‏ ‬الصريح والبنّاء‏.

‬كان الفيلسوف الإغريقي‏ ‬أفلاطون‏ (Πλάτων = واسع الأفق، ٤٢٧-٣٤٧ ‬ق.م‏.) ‬قد نادى باستغلال طاقة المرأة في‏ ‬الانتاج‏. بدون مثل هذه العملية التربوية بعي  ?دة المدى همّا وزمنا،‏ ‬فإن تلك الذهنية المبنية على‎ ‬الرياء والكذب والازدواجية،‏ ‬ستبقى سيّدة الموقف في‏ ‬المجتمعات العربية‏. ‬من الظواهر الش 5 ?ئعة في‏ ‬العالم العربي‏ ‬وجود حوالي‏ ٥٤‬٪‏ ‬من الفتيات اللواتي‏ ‬تتراوح أعمارهن ما بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة متزوجات‏. ‬بكلمات بسيطة وبال 93 ?ربي‏ ‬الف u1589 ?يح،‏ ‬كما‏ ‬يقال،‏ ‬معنى ذلك أن نصف أمّهات العرب،‏ ‬ومن المفروض أن‏ ‬يصبحن مربيات الأجيال الصاعدة،‏ ‬بناة المستقبل،‏ ‬هنّ‏ ‬في‏ ‬الواقع شبه أم ?يّات إن لم‏ ‬يكنّ‏ ‬أميّات بالكامل‏. ‬وما زالت المرأة العربية من حيث حقوقُ‏ ‬الانسان تأتي‏ ‬في‏ ‬المرتبة الأخيرة ضمن كافة نساء العالم الثالث‏. ‬و 610 ?شار إلى أن ? نسبة النساء العربيات العاملات بأجر هي،‏ ‬على ما‏ ‬يبدو،‏ ‬أدنى نسبة في‏ ‬العالم،‏ ‬في‏ ‬حين أن معدّل الولادات لديهن هو الأعلى‏. ‬مما لا‏ ‬يخفى عل u1609 ? المطلعين على التاريخ العربي‏ ‬أن المرأة في‏ ‬صدر الإسلام مثلا كانت تلعب دورا هاما بجانب الرجل في‏ ‬السلم وفي‏ ‬الحرب فسمية أمّ‏ ‬عمّار بن‏ ‬ياسž5 ?،‏ ‬المسل  1605 ?ة السابعة،‏ ‬كانت أول شهيدة في‏ ‬الإسلام،‏ ‬وأمّ‏ ‬كلثوم كانت أول امرأة هاجرت مع الرسول إلى المدينة،‏ ‬وصفية بنت عبد المطلب شاركت في‏ ‬معركة الخ  ?ندق كما شاركت نسيبة بنت كعب في‏ ‬معركة أُحُد،‏ ‬وأم المؤمنين،‏ ‬عائشة،‏ ‬طلبت من النبي‏ ‬محمد الجهاد فأجابها الحجّ‏ ‬هو جهادُك‏. ‬   
من اللافت للنظر حقاً‏ ‬أنّ‏ ‬الشرع الديني‏ ‬لا‏ ‬يتطرّق لعمر معين لزواج الانثى وذلك بناء على سيرة النبي‏ ‬محمد،‏ ‬الذي‏ ‬تزوج عائشة وهي‏ ‬في‏ ‬ا  4 ?سادسة من عمرها،‏ ‬ودخل فيها وهي‏ ‬في‏ ‬التاسعة‏. ‬من الملاحظ أنّ‏ ‬الفلسفة العربية الإسلامية في‏ ‬القرون الوسطى،‏ ‬لا سيما تلك السياسية،‏ ‬قد ا  1593 ?تمدت على‏ "‬الجمهورية‏" ‬لأفلاطون في‏ ‬حين أن الفلسفة المسيحية قد ارتكزت على‏ "‬السياسة‏" ‬لأرسطو ولم تعرف‏ "‬الجمهورية‏" ‬حتى عصر النهضة الأوروب¡0 ?ة‏ ‬(renaissance)‏. ‬و  593 ?ليه فإن الارتكاز على مصادرَ‏ ‬إغريقية مختلفة،‏ ‬قد أثرت جذريا على النظرة إلى المرأة في‏ ‬الإسلام،‏ ‬ومن ثم اليهودية من جهة وفي‏ ‬المسيحية من جهة ? أخرى‏. ‬ومن الأمثال الجلية لتأثير موقف أفلاطون الداعي‏ ‬إلى المساواة بين الذكر والأنثى ما‏ ‬يجده المطلع في‏ "‬آراء أهل المدينة الفاضلة‏" ‬لأبي‏ ‬ 1606 ?صر محمد ال  ?فارابي‏ (٨٧٣-٩٥٠) ‬الملقب بـ‏ "‬المعلم الثاني‏" ‬بعد أرسطو‏. ‬وفي‏ ‬كتابه هذا‏ ‬يحذو الفارابي‏ ‬حذو أستاذه أفلاطون في‏ ‬انحصار الفرق بين الرجل والم ?رأة في‏ ‬الجانب البيولوجي‏ ‬فحسب،‏ ‬أما في‏ ‬المجالات الأخرى مثل القدرة العقلية فالجنسان متساويان‏. ‬لا ريب البتة أن رأيا كهذا في‏ ‬القرون الوسŸ1 ?ى كان رادي u1603 ?اليا إلى أبعد الحدود ومنقطع النظير‏. ‬وكان الفيلسوف العربي‏ ‬أبو الوليد محمد بن أحمد ابن رشد المعروف في‏ ‬الغرب بالاسم‏ ‬(Avérroès)‏ (١١٢٦-١١٩٨) ‬قد تعرض  ? لهذه المساواة في‏ ‬شرحة لجمهورية أفلاطون وعبّر عن رأيه القائل بأن الفاقة التي‏ ‬كانت تصيب الدول في‏ ‬عصره ناتجةٌ‏ ‬عن‏ ‬غياب المرأة في‏ ‬ميدان ا 1604 ?عمل والان ?تاج،‏ ‬وما أقرب ذلك الأمس البعيد بالحاضر القريب في‏ ‬بلاد العرب‏. ‬

في‏ ‬معظم البلدان الإسلامية يوجد تحديد لسن الزواج لدى الذكور،‏ ‬سن الثامنة عشرة في‏ ‬حين أن الوضع بالنسبة للفتيات مختلف،‏ ‬ففي‏ ‬تونس والمغرب وا  ?لجزائر الحدّ‏ ‬الأدنى هو الخامسة عشرة،‏ ‬وفي‏ ‬مصر السادسة عشرة وفي‏ ‬سوريا والأردن السابعة عشرة‏. ‬ويشار إلى أن هذا التحديد العمري،‏ ‬لا‏ ‬يعن  610 ?‏ ‬بأن الدول المعنية تعمل جاهدة في‏ ‬ترشيده وتعميمه وتطبيقه‏. ‬بعبارة وجيزة،‏ ‬وهذا لبّ‏ ‬الموضوع ومكمن الداء العضال،‏ ‬القانون موجود حبر على و
 u1585 ?ق في‏ ‬جل¡ 7 ?‏ ‬الحالات،‏ ‬أما تطبيقه فحدّث ولا حرج‏. في‏ ‬النصف الآخر،‏ ‬القوّام على النساء،‏ ‬ما زال هو أيضا بعيدا جدّا عن التحرر الفكري‏ ‬والاجتماعي‏ ‬الم u1591 ?لوب وهكذا تتفاقم المعضلة وتتأزّم ولا مندوحة من تحرير ذاك وتلك معا إذا ما أريد لهذا المجتمع أن‏ ‬يستعد للعب دور فعّال في‏ ‬الحضارة العالمية التي‏ R36 ?لا تعرف ال! حدود في‏ ‬عصر العولمة القاسي‏ ‬هذا‏. ‬
   حين كُتب للإسلام النصر والغلبة في‏ ‬شبه جزيرة العرب في‏ ‬القرن السابع للميلاد،‏ ‬وقبل انتشاره الواسع من المحيط الأطلسي‏ ‬إلى الخليج العربي،‏ ‬  1578 ?مخّضت هذه العقيدة الجديدة عن إصلاحات تصبّ‏ ‬في‏ ‬مجملها ولبّها في‏ ‬وضعية المرأة‏. ‬ففي‏ ‬الجاهلية،‏ ‬كما هو معروف،‏ ‬كانت المرأة بمثابة السلع! ة تشترى وتباع ولا تقييد لعدد الزوجات وللزوج حرية الطلاق متى شاء وأخيرا وليس آخرآ كانت ظاهرة وأد البنات الرضّع سائدة ذوداً‏ ‬عما سمّي‏ ‬بالسمعة ال 91 ?يبة والشر u1601 ?‏.
   وفي‏ ‬سورة النساء المكية المعروفة أيضا بعنوان‏ "‬سورة النساء الكبرى‏" ‬الكثير من الأحكام الشرعية،‏ ‬كما في‏ ‬السور المدنية،‏ ‬وتعالج هذه السور  1577 ?‏ ‬،كما‏ ‬يدل اسمها على ذلك،‏ ‬في‏ ‬آياتها الستّ‏ ‬والسبعين بعد المائة جوانبَ‏ ‬ذات بال بشأن المرأة والحياة الاجتماعية‏. ‬أما‏ "‬سورة النساء الص  ?غرى‏" ‬فهي‏ ‬سورة‏ "‬الطلاق‏" ‬ومن المعروف أنه حيث ما ذكر‏ "‬يأيّها الذين آمنوا‏" ‬فالسورة مدنية وأما العبارة‏ "‬يأيّها الناس"؛ فقد وردت في‏ ‬السور ا 4 ?مكّية وال  1605 ?دنية على حدّ‏ ‬سواء‏. ‬وهناك من‏ ‬يرى في‏ ‬قضية تعدد الزوجات انتقاصاً‏ ‬لحقّ‏ ‬المرأة إذ أنه من قبيل المستحيلات أن‏ ‬يعدل الزوج بين أكثرَ‏ ‬من زو  80 ?ة وقد ورد في‏ ‬القرآن الكريم‏ "‬وإن خِفتم ألا تُقسطوا في‏ ‬اليتامى فانكحوا ما طابَ‏ ‬لكم منَ‏ ‬النساء مثنى وثُلاثَ‏ ‬ورُباعَ‏ ‬فإن خِفْتُم ألا تَ عْدِلوا ف  8 ?احدةً‏ ‬أو ما ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا‏" (‬النساء،‏ ‬الآية ‏٣ ‬وينظر الآيتين ‏١٢٩‬،‏ ١٣٥ ‬وسورة المائدة آية ‏٨ ). ‬وقد قالت عائشة،‏ ‬أم ال  605 ?ؤمنين،‏ ‬إن الآية قد نزلت في‏ ‬أولياء اليتامى الذين‏ ‬يتزوجون من اليتيمات الحسناوات اللواتي‏ ‬تحت كنفهم دون دفع المهر المناسب‏. ‬والمعنى حسب تف
 u1587 ?ير الطبري  ?‏ ‬مثلا هو،‏ ‬إذا كان هناك شك وخوف في‏ ‬عدم توخي‏ ‬العدل في‏ ‬اليتيمات فينبغي‏ ‬الاحتراز وتوخي‏ ‬العدل بين الزوجات وإلا فلا بد من الاقتصار على زوج! ة واحدة أو نكاح الإماء لملك اليمين‏. ‬بعبارة أخرى،‏ ‬ترمي‏ ‬هذه الآية إلى إقامة القسط والعدل من جانب الزوج إزاء زوجته و"ذلك أدنى ألا تَعولوا‏" ‬بمعن
 u1609 ? أن الاكت  1 ?اء بزوجة واحدة أو على ملك اليمين أقرب إلى العدل وعدم الظلم والجور بحق الزوجات‏. ‬والفعل المجرّد‏ "‬عول‏" ‬في‏ ‬الآية المذكورة قريب في‏ ‬معناه من ال  1 ?عل‏ "‬غول‏" ‬وهو كما في‏ ‬اللغة العبرية،‏ ‬في‏ ‬لغة العهد القديم وفي‏ ‬لغة المشناة أي‏ ‬التوراة الشفوية،‏ ‬يعنى الظلم والجور1‏. ‬هنالك من‏ ‬يذهب إل?ى أن معنى ا  1604 ?آية الآنفة هو،‏ ‬في‏ ‬حالة وجود أي‏ ‬خطر أو شك في‏ ‬أن الزوج سيستولي‏ ‬على مال اليتيمات بسبب كثرة حاجاته لكثرة بني‏ ‬بيته فعندها لا تتزوجوا إلا اث  606 ?تين أو ثلاثا أو أربعا وقيل إنّ‏ ‬الرجل آنذاك كان‏ ‬يتزوج العشر من النساء أو أكثر‏. ‬وإذا صح هذا التفسير فلا مانع هنا من الاقتران بأكثرَ‏ ‬من أربع نس 575 ?ء كما ورد ف  ?ي‏ ‬الشرع الإسلامي‏ ‬استنادا على هذه الآية‏. ‬ويبدو أن الرقم أربعة جاء للدلالة على القلة إذ أن أكل مال اليتامى حرام ولدرء ذلك لا بدّ‏ ‬من الزواج بوا  ?حدة أو الزواج من الجاريات‏. ‬كما وهناك من‏ ‬يذهب إلى أن المقصود هنا أنهم كانوا‏ ‬يتزوجون من اليتيمات بغية الاستيلاء على أموالهن إذا كنّ‏ ‬ثريّات أ
 u1608 ? بسبب جما  4 ?هن وتعددت الزوجات لدرجة بات معها من المستحيل إعالتهن وتلبية حاجياتهن الحياتية ولذلك ورد التحذير بعدم الإكثار منهن‏. ‬وهناك كالزمخشري‏ ‬من‏ ‬ير  609 ? أن استخدام اسم الموصول‏ "‬ما‏" ‬بدلا من‏ "‬مَنْ‏" ‬لأن الإناث من العقلاء بمنزلة‏ ‬غير العقلاء مثل‏ "‬وما ملكت أيمانكم‏". ‬والواو في‏ "‬مثنى وثلاث وربا ع‏" ‬ليست ل  604 ?عطف أي‏ ‬تسع نساء بل للتخيير بين الاثنتين والثلاث والأربع‏. ‬
قد‏ ‬يقال،‏ ‬إن ظاهرة تعدد الزوجات،‏ ‬كانت في‏ ‬فترة تاريخية معينة ضرورية في‏ ‬ظروف معينة للحفاظ على التوازن في‏ ‬المجتمع بين الجنسين‏. ‬ومن الأ  5 ?ثلة الجيدة على اختلال التوازن بين الذكور والإناث ما خلفته الحرب العالمية الثانية في‏ ‬ألمانيا حيث بلغ‏ ‬تعداد الإناث أضعاف عدد الذكور‏. ‬ويرى ال u1603 ?ثير من المسلمين أن مسألة تعدد الزوجات أفضل من المخادنة أو الزواج العرفي‏ ‬في‏ ‬الغرب‏.‬
ورد أيضا في‏ ‬نفس السورة الآية ‏٤٣ "‬الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضَهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظاتٌ‏ ‬للغ  10 ?ب بما حَفِظ الله والتي‏ ‬تخافون نُشوزَهنّ‏ ‬فعظوهن واهجروهن في‏ ‬المضاجع واضربوهن فإن أطَعْنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إنّ‏ ‬الله كان عليّا كبير  1575 ?‏". ‬وهذا معناه،‏ ‬أن الرجال هم المفضلون لرجاحة عقلهم وهم ذوو الأمر والنهي‏ ‬والإرشاد والإنفاق،‏ ‬همُ‏ ‬الولاة والنساء الرعية صنفان،‏ ‬صالحات م طيعات وأخž 5 ?يات عاصيات متمردات،‏ ‬ويتحتم على الزوج إصلاح الاعوجاج بالكلمة الحسنة والموعظة فالهجران فالضرب وفي‏ ‬نهاية المطاف الله هو الولي‏ ‬وهو العلي‏ ‬  75 ?لقدير‏. ‬والضرب كما ورد في‏ ‬الحديث أحد سبل إصلاح نشوز المرأة وعصيانها وهذا أخف وطأةً‏ ‬من الطلاق وكما قيل‏ "‬وعند ذكر العمى‏ ‬يُستحسن العَوَر‏". ‬ 8 ?هناك من أض u1575 ?ف في‏ ‬التفسير أن المقصود من الضرب ذلك الضرب‏ ‬غير المبرّح والله أعلم‏. ‬
   بخصوص مسألة تعدّد الزوجات،‏ ‬يمكن القول إنه وفق الشرع السني‏ ‬التقليدي‏ ‬يحقّ‏ ‬للرجل أن‏ ‬يتزوج حتى أربع نساء وبعض الفرق الشيعية تسمح لمؤمنيه  1575 ? ما‏ ‬يرغبون فيه من الزوجات المؤقتة ولا نعني‏ ‬هنا المحظيات‏. ‬وعلى ضوء بعض الاحصائيات،‏ ‬فإن حوالي‏ ١٠٪‏ ‬من الزيجات في‏ ‬العالم العربي‏ ‬تعددي  ?ة‏. ‬وفي‏ ‬العصر الراهن أضحى تعدد الزوجات ظاهرة طبقية،‏ ‬فالأغنياء قادرون على ذلك أما الفقراء فيزداد فقرهم والأثرياء‏ ‬يزداد‏ ‬غناهم‏. ‬ومن الج 04 ?ي‏ ‬أن انح! سار ظاهرة التعددية جاء نتيجة مباشرة للحالة المادية أكثر منه نتيجة لتشريعات إصلاحية حديثة‏. ‬وفي‏ ‬بعض الدول العربية كلبنان ومصر والمغرب لا وجود   04 ?تحريم مباشر لتعدد الزوجات،‏ ‬ولكن بوسع المرأة أن تجعل الأمر‏ ‬غير ممكن وذلك بواسطة إدراج بند بذلك في‏ ‬عقد الزواج‏. ‬وفي‏ ‬المغرب،‏ ‬على سبيل الم ثال،‏ ‬يك 8 ?في‏ ‬القانون بالإشارة إلى وجوب معاملة الرجل لزوجاته بالعدل والمساواة ولكن لا‏ ‬يشرح ويفصّل ويضع المعايير الملزمة إلخ‏. ‬وكان أنور السادات في‏ ‬  1605 ?صر قد نادى،‏ ‬كما‏ ‬يتذكر البعض،‏ ‬مكتفيا بإعلان‏ "‬الحرب ضد التعدد‏" ‬وبقيت كلمات دون أية إجراءات عملية على أرض الواقع،‏ ‬وشتّان ما بين القول وا 4 ?عمل ولا بد u1617 ?‏ ‬من وضع آليات واضحة ومدروسة للتطبيق‏. ‬
إن تغيير الذهنية والموقف إزاء التحديث والتغيير في‏ ‬بعض العادات والتقاليد لا‏ ‬يتحققان إلا من الداخل،‏ ‬من التعليم والتثقيف المبرمج والمنفتح أ! مام الآخر رغم الاختلاف‏. ‬إن الرأي‏ ‬القائل إن المرأة لا تخرج إلا لثلاث،‏ ‬لبيت زوجها أو لحج بيت الله الحرام أو لتدفن لا‏ ‬يتمشى والحياة في‏ ‬العصر ! الراهن‏. ‬من الواضح أن الرجوع إلى الأصول لا‏ ‬يتمشى عادة مع التحديث وهو في‏ ‬واقع الأمر التمغرب والسؤال الكبير الذي‏ ‬يطرح نفسه بإلحاح هو‏: ‬كيف‏ ‬ 1610 ?تمّ‏ ‬ذلك ? دون ضياع الهوية والأخلاق النبيلة في‏ ‬المجتمعات العربية؟ ومن البدهي‏ ‬القول أن استعمال منتجات الغرب العلمية من المذياع والمرناة وحتى التقنية  5 ?لحديثة المتطورة في‏ ‬مجالات الحياة المختلفة والإنترنت الخ‏. ‬كل ذلك وغيره لا‏ ‬يجعل من المستهلك رجلا عصريا حديثا في‏ ‬تفكيره ونظرته للحياة وعلا 602 ?ته مع زوجت ?ه أولاً‏ ‬ومع الآخرين ثانياً‏. ‬هذا بطبيعة ‬الحال لا‏ ‬يعني‏ ‬بأن الغرب الحديث والمتقدم صناعيا وتقنيا لا‏ ‬يعاني‏ ‬من مشاكل وأزمات اجتماعية وأخ  04 ?اقية‏. ‬وكردّ‏ ‬لهذا الغزو التقني‏ ‬والثقافي‏ ‬الهائل والسريع،‏ ‬يشهد المرء انبعاثا أصوليا في‏ ‬العديد من الحالات حتى في‏ ‬صفوف الجنس اللطيف‏.  8236 ?
   احتلت المرأة في‏ ‬الجاهلية مكانة مرموقة،‏ ‬فكانت سرَّ‏ ‬سعادة الرجل ومستهل قصيدته‏. ‬وكما قال المتنبي‏ "‬إذا‏  ‬قيل شعر فالنسيب المقدم‏". ‬وكان لل  ?مرأة الحق في‏ ‬اختيار شريك حياتها وكانت تشترك في‏ ‬سوق عكاظ وتنشد الشعر بجانب الرجل‏. ‬ومن الأمثال العربية‏ "‬خير النساء البَرْزة الحيية وشرهن ال u1582 ?بأة الطُّلعة‏" ‬أي‏ ‬أحسن النساء من تختلط بالناس محافظة على عفتها وحيائها وأسوأهن تلك التي‏ ‬تتظاهر بالتستر إلا أنها في‏ ‬واقع الأمر لا تفوّت ال 1 ?رصة للبصب  1589 ?ة على الآخرين‏. ‬وقال عمرو ابن كلثوم
إذا لم نحمهن فلا بقينا                لشيء بعدهن ولا حيينا

من جهة أخرى لا‏ ‬يخلو الأدب العربي‏ ‬من جوانبَ سلبية إزاء المرأة،‏ ‬ففي‏ ‬كتاب الإمتاع والمـؤانسة لأبي‏ ‬حيان،‏ ‬ورد بأن أسنان الرجل اثنتان وثلا  ?ثون سنا في‏ ‬حين أن أسنان المرأة ثلاثون‏. ‬ومن المؤلفين القدامى الذين تطرّقوا في‏ ‬مؤلفاتهم للمرأة‏ ‬يمكن الإشارة إلى الشافعي‏ ‬وابن الكلبي‏ ‬و  575 ?سحق الموصلي‏ ‬والمدائني‏ ‬وابن قتيبة والجاحظ وكلهم من القرن التاسع،‏ ‬ثم الطبري‏ ‬وابو الفرج الاصبهاني‏ ‬من القرن العاشر،‏ ‬وابن منقذ والجوز 10 ?‏ ‬من القر! ن الثاني‏ ‬عشر‏. ‬وعلى الانسان أن‏ ‬يختار ما‏ ‬يراه مناسبا ومفيدا له ولمجتمعه في‏ ‬الحاضر وفي‏ ‬المستقبل‏!‬
   

----
1   ‏ ‬أنظر القاموس الحديث في‏ ‬كلمات القرآن،‏ ‬تفسير وبيان لفضيلة‏  ‬الأستاذ الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتى الديار المصرية السابق وعضو جماعة كبار الع! لماء‏. ‬دار الجليل للطباعة والنشر،‏ ‬عكا،‏ ١٩٦٨‬،‏ ‬ص‏.٥٩  ‬والمعنى الآخر‏ "‬لا تكثروا عيالكم"؛ المفردات فى‏ ‬غريب القرأن تأليف أبى القاسم الحسين   1576 ?ن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى‏ (٥٠٢ هجرية‏) ‬تحقيق وضبط محمد سيد كيلاني،‏ ‬بيروت،‏ ‬د‏. ‬ت‏.‬،‏ ‬ص‏. ٣٥٤.‬


118
المنبر الحر / تأبّط شرّاً
« في: 16:51 29/05/2013  »
تأبّط شرّاً
ا. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


من الظواهر المألوفة في اللغة العربية ، كما هي الحال في أخواتها الساميات، اشتقاق الأفعال من الأسما اء ومنها، كما هو معروف، أسماء أعضاء الجسم الداخلية والخارجية على حدّ سواء، كالقلب والكبد والمرارة  2  والرأس والعين والكتف والذراع والعظم والجلد والحاجب والساعد والرِّجل. تتجسّد في قواعد اللغة العرب ية مدرس d3تان نحويتان رئيسيتان هما البصرة والكوفة.
تذهب المدرسة الأولى وعلى رأسها النحوي الشهير، أبو بِشرعمرو بن عثمان بن قنبر، الملقّب  بسيبويه (رائ ئحة التفاح) المتوفى في أواخر القرن الثامن للميلاد إلى أن الفعل مشتق من المصدر في حين أن مدرسة الكوف u1577 ة وعلى رأسها أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان، الملقّب بالكسائي (ربما لأنه أحرم في كساء) ا لمتوفى    في مستهل القرن التاسع،  تقول إن المصدر مشتق من الفعل. بعبارة أخرى موجزة، المصدر هو الأصل والفعل فر  593 ع عليه في اعتقاد البصريين، أما الكوفيون فيذهبون إلى أن الفعل هو الأصل والمصدر فرع عليه. هذا يعني عل e1ى سبيل  u1575 الإيضاح أن صيغ الأفعال ”تكلم، يتكلم، سيتكلم، تكلَّمْ، إلخ. مشتقة من المصدر ”تكلّم” في رأي البصريي  1606 ن في حين أن أهل الكوفة يرون عكس ذلك، أي أن ”التكلّم” مثلا مأخوذ من الفعل ”تكلّم” أي من الأصل أو الجذذر أو ال 1سِّنْخ - ك.ل.م.
للمزيد من التفصيل حول هذه النقطة الخلافية الجوهرية بين المدرستين آنفتي الذكر يمكن الرجوع إلى المس 'd3ألة الثامنة والعشرين في كتاب ”الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين” للإمام كم 3ال الدين أبي البركات الأنباري المتوفّى عام 1181 م. وفي هذه العُجالة لا بدّ من التنويه إلى أن كلمة ”مص'd5در” تعن  ني أصلا الموضع الذي تصدر عنه الإبلُ.
من موضوع الأصلية والفرعية، الأصل والفرع،  إلى الشاعر الجاهلي الصُّعْلوك الملقّب بـ “تأبّط شرّاً”  2  الذي توفي قبل منتصف القرن السادس للميلاد. إنه ثابت بن جابر بن سُفيان بن عدي الفهمي من قيس عيلان وكن نيته أبو زهير (براق؟) الذي حيكت حول غزواته وغاراته المتكررة الحكايات والأساطير مع الجان والغيلان. ي'edُقال إن  ن ثابتاً كان أسمع العرب وأبصرهم  وأكيدهم كما وكان أسرع الناس عدوا كالشنفرى صديقه، لا يشق لهما غبار.!  يروى أن النساء عشقنه رغم بشاعة شكله. قد يذكر العديدُ من المطلعين  على الأدب العربي القديم أن مصدر  7 هذا الل  602 قب كانت والدة ثابت الشاعر، وهي أميمة من قين، بطن من فهم. ففي ذات يوم غادر ثابت بيته للكر والفرّ كعاد دته وسيفه تحت إبطه وجاء إلى بيته مَنْ سأل أمَّه عنه فأجابته قائلة: لا أدري أين هو، لقد تأبّط شرا وخرج ج
هناك أربع روايات بشأن سبب إطلاق هذا اللقب المعروف ”تأبط شرا” بناء على ما أورده عبد القادر البغدادي ي المتوفّى العام 1093م في موسوعته الموسومة ”خِزانة الأدب ولُبّ  لباب لسان العرب”. وما ذكر أعلاه بمثا 6 بة الرواية الأولى وهي المشهورة.
تتلخّص الرواية الثانية في أن أميمة، أمّه، طلبت إليه يوما أن يتكمّأ أي أن يجني لها الكَمَأة كما كان u32  يفعل غلمان الحي، والكمأة جنس من الفُطر تُعرف أيضا باسم ”شحم الأرض” تعيش تحت الأرض غبراء اللون ومس u1578 تديرة كالقُلْقاس، لا ساق لها، تؤكل إما مشوية أو مطبوخة. أخذ ثابت جِراب أمّه،  وعاء جلديا لحفظ الزادد ونحوه   وخرج إلى البرّ فما كان منه إلا أن ملأه بأكبرَ ما عثر عليه من الأفاعي وتأبطه عائداً إلى والدته. فتحت caِ الأمّ الجراب وإذ بالأفاعي تنطلق منه زاحفة إلى كل ركن من أركان البيت فقفزت الوالدة فزعة مذعورة وخ eرجت من   1575 البيت فسألتها جاراتها ما تأبط ثابت اليوم؟ فأجابت تأبط شرا.
في الرواية الثالثة يجد القارىء أن ثابتا قد وجد كبشا في البيداء فمسكه وحمله تحت إبطه وقفل عائدا إلى u32  بيته، وطول الطريق كان هذا الحيوان يبول عليه وعندما دنا من الحيّ تعب ثابت فرمى به أرضاً  فإذا هو الŸ 4 غول فقال له أهلُه: بمَ تأبطتَ يا ثابت؟ فأخبرهم وردّوا قائلين: لقد تأبط شرا.
والرواية الرابعة والأخيرة هي في حقيقة الأمر تحريف ما للرواية الثالثة. يُروى أن ثابتاً أتى بالغول إ إلى أمّه ملقيا إياه أمامها فدُهشت وسئلت وما الذي تأبطه ابنُك اليومَ فردّت: ”كان متأبطا شرا”! وفي كتا  اب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني الحافل بالحكايات الشعبية بعض الأخبار عن “تأبط شرا” وعلاقته بالغيل e1ان. يُح u1603 كى أنه أقسم أن يقتل مائة من مناوئيه فقتل تسعة وتسعين في حياته أما القتيل الأخير، المائة، فكان، على u32  ذمّة الروايات، أن تعثر بجمجمة شاعرنا بعد موته بفترة ما فتسممت قدمه وفارق الحياة.
لا مندوحة من الإشارة إلى مخطوط في إستانبول بعنوان ”إعلام الورى في ذكر ما جرى بين تأبط شرا والشنفرى u32  للمؤرخ لسان الدين بن الخطاب الحموي وفيه يعود سبب التسمية إلى عودة الشاعر ثابت وهو متأبط صحفا فيها u32  الشر (أنظر: مثلا أخبار تأبط شرا للجلودي وعن شعره ينظر في كتابي سلمان داوود القراغوللي وجبار جاسم).
ربّ لقب يُطلقه الآخرون يغدو أقوى من الاسم الحقيقي الذي يطلقه الوالدان على فلذات أكبادهم فمن يذكر ا اسم الشاعر الصعلوك هذا في حين أن الجميع تقريبا قد سمع باللقب ”تأبط شرا” وغدا أشهر من نار على علم.
ما أكثر متأبطي الشرور والمتقلبين فيها والمتذرعين بأوهى الحجج ووو.… في عالمنا الراهن وفي هوياتهم  ي يحملون أسمى الأسماء وأعذبها جرسا ومعنى، يصومون ويصلون ويرتكبون أبشع الأعمال إزاء أبناء جلدتهم من   575 البشر وما لهم من الأرض والشجر.
 

119
مِسرد لما في “فلسفة اللغة”
من استعمالات لغوية خاصّة

أ. د.حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


كنت قد قرأت في كتاب “فلسفة اللغة” لكمال يوسف الحاج، بيروت، دار النشر للجامعيين، مطبعة سميا، ط.١، ١٩٥٦، ٣٠٧ صفحات، قبل أكثر من أربعة عقود من الزمان   608 ?لجأت إليه مؤخرا لفحص بعض الجزئيات اللغوية فجذبني ثانية وأعدت قراءته كاملا. الطبعة هذه تشمل مادة الأطروحة الأولى التي قدّمها الحاج بالفرنسية لجا! معة السوربون (السربون عنده) في ١٩ أيار ١٩٤٩ لنيل درجة الدكتوراة الدولية. هذه الطبعة نادرة الوجود إذ طبع منها، كما ورد في الصفحة الثانية، خمس وعشرون ن سخة غير مع  83 ?ّة للبيع، ولا أذكر الآن كيف حصلت على نسخة منها في ٣ آب ١٩٧٢ في القدس. هنالك مثلا طبعة ثانية صدرت في بيروت عن دار النهار سنة ١٩٧٨. ثلاثة فصول تكوّن هذه ال  ?أطروحة: في جوهرية اللغة ص. ١٧-١٢١؛ في وجودية اللغة ص. ١٢٥-٢١٦؛ في اللغة العربية ص.٢١٩-٣٠٤، وفي ذيله فهرست بأسماء الاعلام، ص. ٣٠٥-٣٠٧ ففهرست المحتويات فت 1589 ?ويب الأخط ?اء. كلمات الإهداء:“إلى الذي علّمني أن للقلب الواحد لسانا واحدا، إلى روح والدي”.
أمامنا إذن ترجمة عربية للأطروحة المذكورة بالفرنسية مع بعض الإضافات ولا يشعر القارىء عادة أنه بصدد نصّ مترجم، وللمهتمين بفن وعلم الترجمة توجد هنا  ? مادّة جيدة للبحث. لغة الكتاب وأسلوبه ومادته واضحة للقارىء بصورة عامّة ولا حاجة لمعرفة مسبقة في علمي اللغة والفلسفة. يبدو لي أن بعض الصيغ على الأقلّ  ? في هذا المسرد نادرة الاستعمال وقد يكون الحاج نفسه هو موجدها. من هذه الصيغ: تأجنب، ألمن، طلين الخ، أفعال اشتقت من أسماء. يلاحظ عدم استعمال كلمات عامي7 ? اللهم إلا ! ما اشتق من اللفظتين آراميتي الأصل، برّا وجوّا، براني، برانيات، جواني، جوانيات. يرى الحاج أن اللغة والفكر هما شيء واحد فيقول “الفكر والكلمة جسم وا! حد”، “التفكير والتعبير شيء واحد” ولا وجود لفكر غير مكلمن وأن الكلمات تنمّ عن معان لا عن أشياء. كما يعتقد المؤلف أن اللغة، أية لغة، هي غاية في ذاتها و ?ليست واسط  577 ?، وسيلة. سعة العلم والمعرفة تؤول إلى سعة وثراء في اللغة والعكس بالعكس. يردّد الحاج الرأي الشائع في الأبحاث اللسانية الحديثة أن لا أفضلية للغة على أ  582 ?رى وان الازدواجية اللغوية موجودة في كل اللغات الطبيعية. هنالك بعض الأفكار التي فيها نظر وتحفّظ ولا يمكن قَبول ما يسطّره المؤلف مثلا: لا سجع في غير ا 604 ?عربية، ال! عامية والفصحى من قلب الحياة، لا قواعد في العامية؛ كرمالك أصلها كرامة لك والصواب “كرمى لك”، لا يجيد الإنسان إجادة كاملة غير لغة الأمّ.
المسرد التالي مرتب وفق الأبجدية لسنخ اللفظة الرئيسية في العبارة أو الجملة المقتبسة وجئت أحيانا ببعض ما ينمّ عن آراء لغوية مع الإشارة دائما إلى رق  05 ? الصفحة.

يقول: امبو، ويقصد بذلك انه يريد كوباً من الماء ليشرب. ٢٢٦.
، والالمانية المنت، ٢٥٧، المنة، ٢٥٧.
ان جبران المتأمرك هو للامة الاميركانية. ١٣٨.
ان الأنا الفردية تستمد بقاءها من الأنا المجتمعية. ٧٠.
سألت مرة احدى السيدات الانجليزية احد الكتبة الافرنسيين، ١٥٦.
والانجليزية انجلت، ٢٥٧، انجلة، ٢٥٧.
ان نرفع الطبيعة باهماً الى فوق، فتتأنسن …، تأنسنت، ٥٦، ١٠٦.
الواقع انها اعجمية، وقد صارت من اهل البيت (أي استخدمت في اللغة) ٢٧٤.
اوربا، ٢٦٥.

في رأيه العلاقة بيتهما (يعني: اللغة والفكر) اكثر من احتكاك برَّاني.٢٥.
المعاني لا تأتي من البرّانيات … المعاني وليدة جوّانيات فكرية؛ براني ٢٦، ٤١، ٨٨، ٨٩، ١٠٦، ١١٢، ١١٤، ١١٥، ١٦٠، ١٨٦، ٢٠٥.
معرفتنا لها يجب ان تكون بعدية، ٢٩.
ولكن الخلق الممتاز… لا يحصل الا في اللغة - الام. بها نتمخض، وبها نضع. ذلك لاننا عاجزون عن ان نتبلد غيرها. ١٧٢.
بائن كيف ان ابا تمام جعل الليل ذاك الهيكل المقدس، ١١٣.
اذ ليس كالشعر دليل الى توآمية المبنى والمعنى. ١٩١.

انه ضبط قوانا في ثلم واحد من اثلام الكلمة. ٣٠١.

هنا يقوم الجمال في جسدانية الحروف. في لحمية الالفاظ. ١٩٧.
كم من عالِم هجر المدينة، وتجلبب بالليل ليعثر على ضالته. ١١٣.
ومتى تأجنبت اللغة، تأجنب الفكر حتماً، إذ لا فرق جوهرا بين عقل ونطق، وهل شعر اللبناني، المتأجنب لغةً/لسانا.١٥٧، ١٥٨، ٢٩٦، ٢٩٧.
يبقى، بعد هذا كله، ننجلي امراً خطيراً. ١٧١.
الحس لا يجمعن. العقل يجمعن. ٢٤٣.
المعاني لا تأتي من البرّانيات … المعاني وليدة جوّانيات فكرية. جوانية، ٢٦، ٣٨، ٨٧، ١١٢، ١٨٦.
… الاسباب التاريخية التي تجعل الصرف، والنحو، يتطوران مع الاجيال. ٣٢.
تجوهر (أي لغة الام) وجودنا، وتوجد جوهرنا. ١٧٧.

ولم يتنكّب هذا المحبِّر الملفان، ١٠، ١٦٨.
فعلى اللغة ان تميل معه، وفق المناسبة الحاتمة. ٢٥٤.
في لغته- الام يعيش محرور وجدانياته/العاطفة، ١٤٩، ١٧٠، ١٨١.
او نحرفن الحركات، كأن نكتب الفتح الفاً، والكسر ياء، والضم واواً. ٢٥٧.
يتحصل، من كل هذا، انه…، ١٣١، ١٨٨، ٢٠٣.
اذا انحطت الكلمات، انحطت الذهنيات، ١١.
، على تلك الحافة الساحقة من حفافي التاريخ الاكبر. ١٨٣.
ولا يمكن للغة العربية ان تحوش خصائص كل البيئات الجغرافية، ٢٨٢، ٢٩٥.
أي لو لم يعد بإمكانه ان ينطوي على ذاته، لما استطاع ان يخاطب ذاته، وبذلك يتحيون. ٧٢.
هذا فهم خطّاء لحقيقة الانسان، ٢٨٥، ٢٨٨.
فهمها مجموعة/قبضة ألفاظ مخلعة، تخليع.، ١١٩، ١٢٠، ١٤٤،١٦١، ١٦٤، ١٧٨، أسلوب مخلع، ١٦٦.
لن يتقدم خلفياً؟ ٢١٥.

، وزحافات … ثم بهائم، ودبابات …، ٧٥.
الانشاء الطريّ سائل، لزج كالدابوق، ٥٤.
النظريات تبقينا على ارض دلغانية. ٣٠.
دهاقين الدواة، ١٠.

… كيف كان الاقدمون يذبحون وقتهم، في سبيل مماحكات كهذه،٢٣٣.
لكن القضية ابعد من ذراعنا بكثير.٢٠٠.
لكننا نعتبر الكلمة (او المصطلح اللفظي) كأعلى مراقي التذهين. ٦٧.
الفكر، وإنْ تذَّهنَ (!sic)، هو دائماً وابداً في مجامر طينية. ٣٠٠.
… الفلسفة الكانتية، التي ما فتئت تهيمن على ذهنية الانسان العشريني. ١٠١، ١٦١، عالم التذهين، ٢٤٩،.
ان ذووية الطبيعة لا تكفي، وحدها، لاقامة تعريف حقيقي لها. ١٠١.

والرُّب ما يطبخ من الثمر، وما يختر(!sic) من عصير الثمار. ٢٦.
فهذا شيء من ربع المستحيل. ١٤٣، ٢٧٣، ٢٩٤.
التربية ليست تكعيب دوائر، ولا تدوير مكعبات. التربية الحقة الصالحة، هي ان يتبع الانسان مجرى الحياة. ٢٠٤.
دون امكان الوصول الى صخرة لا تترجرج. ٣٠، ٢٤٣.
وفي الترجمة فعلُ مرجلة، وتحد، ١٠.
اذ الترجمة الكاملة خيانة حقاً للفكر الاصيل، ٩.
الترجمة الترجمة اختبار ضخم لبديهيات الفكر الصافي. ١١.
ذلك لان الترجمة، مهما دقت ورقت، لن تجعل الدخيل اصيلا. ١٣٠، ٢٧٣.
يكون ادباً لا يمكن ترجمته بدون خيانة. ١٩٦.
ان افعى الجمال لا تلسع في الترجمة … ولا تحرق جمرة البهاء. ٢٠٣.
معنى هذا ان الترجمة الحلوة هي التي تحصل بتصرف...انها نقل جو بجو … او مناخ بمناخ … او روح بروح. نقل عبقرية بعبقرية. ٢٠٩.
...الفعل الترجمي العاري. ٢٩٩.
… علاقة /رابطة رحمية لا يمكن قطعها، بتةً. ١٠١، ١٨٠.
تبدأ رص كلمات، وتنتهي رصف جمل. ٢٢٥.
ونعلم ان الذي يحدد الجملة كون الفاظها يمسك بعضها برقاب بعض. ٢٣٤،٢٣٩.
لقد تزعم برغسون المدرسة الارهابية، التي قال ذووها … بأن اللفظة ترميد للهب النفس. ٤٠.
… انتنصب رمةً في اتجاه واحد…، ١٨١، ٢٥٠، ٢٥٩.
، الذي يخلق بقلمه المروّس تاريخا لامته، ١٧٠، ١٩١.
، بل تكتفي بابراز ترويسات نفسياتنا. ٢٣٧.
اما الذي يتروى الامور بعين ثاقبة، ٣٠٤.
يرى انها (أي الحروف) من ريق الله. ١٩٩.

...ليزج بنفسه هذه الزجة. ٢٥٤.
كالابيض المتزنج. ١٣٥.
“ازدواجية العامية والفصحى” … ومن الافضل ان نسميها “مشادة بين العامية والفصحى”…، ٢١٩.

، وارتبطت بسابقات لها ولاحقات، ٢٣٦.
لا امة ولا ست بيت. ٢١٤.
يرسم هيكل الفكر … يخطط اسقالته.٥٢.
المهمّ في نظره ان يتسلطن قلمه على الكلمات بدون عناء، وتكلّف ...، ٥٣، ١٢٠.
وهكذا يتضح لنا التساند، الذي يقوم بين العين والأذن. ١٥٤.
منشأ اللغة، وعلاقتها بالفكر، … ظل في سوس العقل البشري. ٣٥، ٩٣، ٩٦.
وهكذا نعثر في مجاري الباطن، على سائلية الحياة. على مائية الديمومة عينها. ١٨٥.
، ما لم نرجع ذلك السيال الى شبكة المنظومات الطبيعية، ٢٢٨.

- وكل بحث في الانسان هو اختبار فلسفي شبّيع. ١١.
وسنأتي باشباع على هذه الناحية. ٦٧.
وقد أوضحنا كيف ان هذه التعزية لا تحدث شبيعة الا في لسان واحد، اي في اللغة - الام التي هي اللغة القومية. ٢٨٩.
ان تعدد الالسنة يزيد ثقافة الانسان، لانه يفتح شبابيك عدة في النفس، ١٧٢.
تصبح ذات قواعد واحدة، وشواذات واحدة. ٢٦٥.
شرش، شرشيا، شروش، ١٠٧، ١٦٩، ١٨٠، ١٨٩، ٢٥٤، ٢٦٩.
، هو الذي حدانا على ان نضرب في شاسعات هذا اللسان. ٣٠٠.
كانت الفاظه تخرج من شق الفلم ذهباً وإبريزاً. ٥٠، ١٦٩.
… على ان تتطور (النفس) صعداً من اقبية الغموض الى شاهقات الجلاء. ٧٤.
هذه النظرة صائبة في حقول العالم الخارجي، لانها تشيّء كل ما تقع عليه. ٨٧، ٨٩، ١١٥.

اما الواقع الصراح فهو ان العامية والفصحى من قلب الحياة. ٢٥٠.
ثم ينمو صعداً من الحس الى العقل، ٢٢٧.
، وما يقوله الشعب هو الاصلح. ٢٦٨.
رُكّبت في صماصيم جوارحه.١١، ١٧٠، ١٩٤، ٢٤٠.
مثَلها مثَل الصينيين، الذين يسارعون الى صندقة قدم المولود، فور ولادته، ٢٧١.
فاذا كانت التجربة صائحة صائخة، اتت الالفاظ صائحة صائخة. ١٩٥.
ذلك لان الشعب هو المؤتمن على صوابية الحياة. ٢٦٨.

لا سجع في غير العربية. لا ضاد في غير العربية. ١٩٦.
ولذا يرحب الضاديون بها اوسع ترحيب. ٢٧٣.
مثَلها مثَل المعزوفة، التي ندركها كيفاً ضمةً واحدةً. ٤٧.

، ملؤها العاطفة الطرية. ٢٥١.
الحقيقة ان الوجدان تكويعات وتطعيجات. ٥٤، مطاعج النفس، ٥٩.
… بان الجيل الالزاسياني الطالع، ١٧٠،٢١٥.
والطليانية طلينت، ٢٥٧، طلينة، ٢٥٧.
… لم تتركز بعد نهائياً في مطاوي قلبه. ١٢٩.

ان الفكر الذي لا يتمظهر في هذه الكلمة، او تلك، هو محض خواء … محض انعدام. ١٠-١١، ٥٦، ٨١، ٢١٣.
، دون ان ينجم عن هذا نجاح ظاهر. ١٥٥.

العامية والفصحى:

ازدواجية العامية والفصحى” … ومن الافضل ان نسميها “مشادة بين العامية والفصحى”…، ٢١٩.
لا اعراب في العامية، لانها بنت الحواس، ٢٣٦.
“كرمالك” في العامية، تصبح “افعل كرامة لك” في الفصحى. ٢٣٧.
من العامية الفردية الى الفصحى المشتركة المنومسة. ٢٤٣.
ما الواقع الصراح فهو ان العامية والفصحى من قلب الحياة. ٢٥٠.
تيسير الفصحى قضية تربوية، والاستعاضة عنها بالعامية قضية فلسفية. ٢٦٠.
نقول لا غنى للانسان عن العامية والفصحى. ٢٦٦.
من السخف، اذن، ان نعتبر العامية انحطاطا لسانيا من اللغة الفصحى… ومن السخف ،ايضا، ان نعتبرها افضل من الفصحى بدليل كونها سابقةً في الزمن للغة الفصح u1609 ?. ان الاسبقية في الزمن لا تعني اسبقية في القيمة. ٢٦٧.

تلك الاعجميات تلبس قميصاً عربية، ٢٧٣، ٢٩٢.
، الذي لا تراه العين العارية، ١١٨، عارية من كل دخيل؟ ٢٧٢.
العبقرية صورة حية لمنطق الحياة.١٣٤.
والواقع ان عربويات كثيرة، مقابل هذه الاعجميات، صارت خارج البيت. ٢٧٤.
يواجه عرمة المصطلحات الغريبة. ٢٩٢.
ولا فاته (عن برغسون) ان يسحر بألفاظ عواسل. ٣٩.
انشاء اليابس عاس. هو جامد كالبحص. ٥٤، ٥٥.
ذهنية الانسان العشريني (يعني الذي عاش في القرن العشرين). ١٠١، ٢٣٣، ٢٦٠، ٢٧٦، ٢٩٢.
هذا وان جبران لم يتوصل الى عفاف اللغة الانجليزية.١٣٠، ١٣٦، ٢٥٥، ٢٧٧.
لقد ربط بالعقل فتعقلن. ١٠٣، تتعقلن، ٢٤٨ عقلنة، ١٠٥، لغة معقلنة، ٢٤٥.
والحياة الكاملة هي في وحدة العقل والقلب. ١٩٧.
العقل يفيد الربط، والضبط، والاحاطة بـ. ٢٣١.
، والحياة لا يعلّبها الذهن المتمنطق. ١٧، ١٨.
...هي التي علمنت الله، فادركنا قوة الارض؛ ٣٠٢.
بدون هذه اللغة، لن يكون لنا عمارات فكرية شاهقة، نتحدى بها الزمان الهروب. ٣٠٣.
لا اعراب في العامية، لانها بنت الحواس، والاحساسات تخرج فيها كالقذائف، ٢٣٦.
لا تحصل (أي الدلالات المجازية) في لغات عامية، لا قواعد لها، ٢٤٧.
التحليق، اذن، بالتسامي الى فوق لا يكون الا بالغياصة في الاعاميق. ٢٩٩.
وهو (أي المترجم) لا يستطيع ان يتعملق اذا كانت الترجمة قيداً. ٢٠٧.
… من عنديات المفكرين الغربيين. ٣٨، ١٠٥، ٢٥٦.
هناك ذات عانية، وهناك ذات معنية. ١٠٩.
الالفاظ ليست- كما يقول الامام الجرجاني في “اسرار البلاغة” - خدم للمعاني…، ٢٠٢.
وان يمدنا المجتمع بالفاظ معيوشة، ٢٦٢ ،٢٧٩.
...الى الجمل البسيطة، القصيرة، المنقّطة، بعياقة وكياسة.٥٣.

فتغبشت طهارتها. ١٦٩.
… يتربعون على دكة الخلود في الادب عند الاغيار. ٢٠٧.
التحليق، اذن، بالتسامي الى فوق لا يكون الا بالغياصة في الاعاميق. ٢٩٩.
يبيّن لنا ان اللغة غاية لا واسطة. ١٢، ١٢٥، ١٧٨، ٢٦٣.

لا تفبرك بصورة اصطناعية…، ١٧١.
إلا ان انشاءه المخملي (برغسون) هو الذي رش على يبس الايجابية بعض الندى المنعش المفرفح. ٤٠.
لا يتفرفط. لا يتفكفك. لذا لا يمكن للعربية ان تكون لغتنا القومية، بمعزل عن التعليم العالي. ٢٨٥.
الفرنسية فرنست، ٢٥٧، فرنسة، ٢٥٧.
اجل، كان برغسون يعير الفواصل اهتماما زائداً. ٥٢.
من اهم الافعولات (ان لم تكن الافعول الاكبر) التي يحصل بها امتداد الانسان في مسالك الديمومة. ١٣٦، ٢٩٩.
يستحيل على الفكر ان ينوجد عاريا بدون لسان.١٠.
ان النتاج العالي لا يكون إلا في لسان واحد. ١٣١.
الكلمات لا تعني اشياءً (!sic) بقدر ما تعني افكاراً. ٢٥.
إذ لا يوجد اطلاقاً ربط حتمي بين الافكار وجرس الحروف. ٢٦.
يعني ان الفكر والكلمة جسم واحد. ٢٧.
الفكر حديث باطني مع ذواتنا، والحديث تفكير بصوت عال. ٢٧.
منشأ اللغة هو ذاته منشأ الفكر. ٣٦.
جمع فيه رجولة الفكر وأنوثة الكلمة المجلوة، ٣٩، ٤٠.
الفكرة لغة لم تتقرطس، واللغة فكر مقرطسة. ٢٢٣، ٢٢٤.
نحن نؤمن بان التفكير والتعبير شيء واحد…، ٦٢، ١٥٠.
الافكار لغة محقونة، اللغة افكار تتنفس. ٨٨.
قصور اللغة في التعبير امتداد لقصور الفكر في الادراك. ٩٤.
كلما ضرب الفكر، في الندرة، استلزم لغة فصيحة. ٢٢٤.
فكفك اركانها بساطوره. ١٩١.
، وكل ظاهر هو باطن مفلوش. ٣٠٠
نقول ما كان في الوجود انور فانوساً من اللغة، ٩٥.
قد يكون في تعدد الالسنة ثقافة اوسع. ولكنها ثقافة فوّاشة. كلما زادت الطفاوة، تلاشى الغوص على الاعماق. ١٥٨، ٢٦٩.

هذه النواميس لا يمكن معرفتها قبلياً. ٢٩.
هذه الفئة تزهد كل الزهد في اقتبال الألفاظ الدخيلة، ٢٥٥، ٢٥٨.
، في خطواتنا اليقدومية نحو الحقيقة. ١٨، ٧٦.
ولكي نحسن هذه القراءة، ينبغي ان نقرأ اولا، لنفهم ثانيا … لا ان نفهم اولا، لنقرأ ثانياً. ٢٨.
قرع الشفتين، ٢٣، ٢٢٣، اللغة-هو ما اسماه ابن خلدون “قرع الشفتين”، قرع الشفاه، ٦٣، ٩٥، ٩٦، ١١٠، ١١٤.
فهي التي تصل الانسان باربع قراني الوجود، ٧٣.
القطيعة مع الغير قطيعة مع الذات. ٧١.
وليس من قلميّ يستطيع ان يتلافى هذه الكارثة الجمالية. ١٩٦، ٢٩٦.
ومن هنا كونها (أي الترجمة) عملا قلمياً يتطلب الخلق. ٢٠٧.
، تتفتق به اقمطة الجهل، فيذوب الصدأ عن القلم والدماغ معاً. ٢٠٥.
بصورة قوّانية، أي بالقوة، ١٣٨، ١٣٩.

الانسان مجتمع مصغَّر، والمجتمع انسان مكبَّر. ٣٠٠.
يكشف به بقوة جارفة عن كتمات نفسه/وجدانه، وخطرات فكره. ١٣٣، ١٧٦.
“كرمالك” في العامية، تصبح “افعل كرامة لك” في الفصحى. ٢٣٧.
لا وجود لفكر غير مكلمن. ١٠، ١٢٠؛ المبنى هو المعنى ذاته مكلمناً، ٧٨، ١٨٩، تتكلمن، ٩٧، تكلمن، ١٩٨، ٢٧٢، نكلمن، ٢٠٦.
الكلمة مومياء، هي جثة فارقتها الحياة. ٥٩.
فسعة الكلام تابعة لسعة العلم. ٧٩.
كل باطن هو ظاهر مكموش، وكل ظاهر هو باطن مفلوش. ٣٠٠.
هي وحدها (= لغة الأم) القادرة على ان تعبر عما اكتن من الحقائق البعيدة في وجداننا. ١٧٣.
ان يبرق له كهارب نفسه/الودّ… وحبات قلبه. ١٨٢، ١٩٣.
الحقيقة ان الوجدان تكويعات وتطعيجات. ٥٤.

هذا جبران متلبنن، ١٣٠.
لاحفت (اللغة) الانسان منذ ان كان، وهي تلاحقه الى ان يذوب، في الحفرة الباردة. ٩٦.
العين هي ذلك العضو اللحمي، تحت جبهة الرأس. ١١٨.
هنا يقوم الجمال في جسدانية الحروف. في لحمية الالفاظ. ١٩٧.
اكثر من حروف ملزوزة بعضها الى بعض. ١٧٩.
من القضايا المسلم بها - في علم النفس الحديث - ان اللطيفة البشرية تتركب من دائرة واعية ودائرة لا واعية. ٧٣، ٨٩، ٩١، ٩٣، ٩٨، ١٠٧، ١٢٠، ٢٣٢، ٢٦٦.
تبقى قضية المصطلحات العلمية. هنا بيت القصيد. هنا الملطش الحساس. ٢٨٩.
هذا الرجل يتكلم اللسان العربي … يلسن العربية. ١٢٦، ١٣٩، ١٤٠.
ان الانسان لا يُجيد الاجادة الكاملة غير لسان واحد … اللغة الام، ١٢، ١٢٩.
قيل: كل لسان بانسان. ٢٠٥.
فجاء كلامه صادقاً كلسان الحق. ٢٧٨.
ان السنة عديدة لا تسكن تحت سقف واحد، بدون ان تتناحر. ١٣٧.
اللغة عاجزة اصلا، عن ان تلتقط متناهيات الوجدان. ٣٦.
اللغة توقف سيلان الوجدان، وتهبط به الى المستوى العامي. ٤١.
اللغة للانسان كالخبز للجسم. ٦٧.
الوضوح لا يقبل كلمتين، لأن اللغة انعكاس للحياة، والحياة لا تبذخ. ٨٣.
اللغة، اذن، غاية لا واسطة. ٩٥، ٩٦.
اللغة كائن حي…، ١٤٤، ١٦٢.
ان اللغة - الام لا تقبل لها ضرة تحت سقف بيتها، ١٤٥.
اما ادراك صفاء اللغة - الام، والقبض على كنوزها المخبوءة، فهو عمل الحياة كلها. ١٣٨.
اللغة ليست اضبارة تجمع فيها القواعد. ١٥٣.
هذه اللغة هي أقوى مضرب لافكاره، وعواطفه. ١٥٦.
اللغة هي الانسان. ١٦٠.
اللغة حالة صوفية. ١٦٤.
ان اللغة بنت الالزام، لا تتطور الا بتطويرنا اياها. ٢٨٦.
ان الشعب الواعي، الشريف، العفيف، يكبر شأن لغته القومية. يحرص عليها كما يحرص على عرضه. ١٥٧.
… ان اللغة ليست عباءة للمعاني، بل هي المعاني ذاتها مكلمنة. ١٨٩.
لا افضلية للغة على لغة. ٢١١.
تعتقد هاتان الفئتان ان اللغة غلاف للمعاني، ٢٢٢.
ما الغاية من تصنيم اللغات القديمة؟ ٢١١، ٢١٥، نصنم، ٢١٦، ٢٧١، صنمت، ٢٥٥.
لا زعامة في عالم اللغات، من حيث الجوهر، ولا احتكار. ٢١٤.
والمقصود بالفصحى ليست اللغة المعقّدة، بل اللغة المقعّدة، المنحونة. ٢٥٢.
نكرر ما قلناه لا زعامة في عالم اللغات، من حيث الجوهر، ولا عبودية ايضاً. ٢٨٢.
… من ان نمر لماماً بمسألة اللغتين اليونانية واللاتينية…، ٢١٠.
ان هو الا استجمام، ولملمة قوى، وتموين، ٣٠٤.
مثَل هذا التساؤل مثَل غيره من الليشيات الانطولوجية، ٣٥ .

والحساسية هي التي توزع الماوية في الشرايين كلها. ١٧٠، ١٨٩، ٢٣٠.
وهكذا نعثر في مجاري الباطن، على سائلية الحياة. على مائية الديمومة عينها. ١٨٥.
عرَض من اعراض الفكر … ام محض من محاضه؟ ٩.
مرجن كلامه (عن برغسون) بأمتع الكلمات، وآنقها، ٤٠.
تتمايل الحياة فينا، وتتمعج، بدون أن تتكسر، ٤٢، ٥١، تمعجات ٥٤.
والله لا يخاطب الا بكلام متموسق. ١٩٤، موسقة الحروف، ٢٠١.
، مما ساعده كثيراً على التملك بارتياح من اللغة الانجليزية .١٣٧.
.. ان يمندلها بنور من الفكر المقيم ..، ٥٥.
وبذلك تعمل على تمويت اللغة العربية. ٢٧٦

ان تتنحون (أي اللغة). ٢٤٨، منحونة، ٢٥٢.
هذه النرسيسية تلاحقه منذ ان وجد. ٧٢.
ابمقدور العامية ان تعبر عن هذه الناطحات الوجدانية؟ ٢٥٣.
ومن هنا محاولات جميع علماء اللغة ان يستخرجوا من اللغات نفسية الشعوب، التي تتكلمها. ٣٣.
ذلك لان الادب العالي يمثل مجمل التفس البشرية، في هنيهاتها المكوكبة. هو اقرب الى نفنافها. ١٨٩، ٢٢٤.
ولما كانت اللغة مظهراً من المظاهر البيولوجية، النفسية، الاجتماعية، فلا شيء يمنع من اناختها للنهج الاختباري، الذي يطبق في جميع العلوم الطبيعية. ٣  ?٢، ١٥٠.
مثَله مثَل كل معضلة ما ورائية، نقاقة، تريد منا جواباً سريعاً …، ٣٥.
فهل يعقل ان يسير ورائياً؟ ٢١٥.
هو المجتمع النقال الذي يتبعنا، حيث نكون. ١١٢.
...من العامية الفردية الى الفصحى المشتركة المنومسة. ٢٤٣، نومسة اللغة كلما تحضر الانسان، ٢٤٤.
الصورة المتحركة تدخلنا في عالم من النورانيات الغامضة. ٥٤.

هو يحمل يبن بين اغشيته الف هسّ وهسّ، ١١٢.
...ان تعبّر عن هسهساتنا الوجدانية. ٣٠٣.
ذلك لان الادب العالي يمثل مجمل التفس البشرية، في هنيهاتها المكوكبة. هو اقرب الى نفنافها. ١٨٩.
هذا تزمت عاطفي، وتحيز اهوائي، جناحان عن العقل السليم. ٢٨٢.

جليّ ان العلاقة، ههنا محصورة بين اللغة ومواجيد الباطن…، ٢٤، بين الاسماء ومواجيد الطبيعة، ٦٢، ١٠٣، ١٠٦، ١٢٠، ١٢١، ٢٤٧.
الوجدان ثنائي، اي فيه ذات تدل الى موضوع … فيه آخر يشاركه دائماً وجوده، وإلا ما توجدن. ٦٩، يتوجدن، ١٠٣.
في هذه الواحدية، ١٤٢.
… الجري خلف الغيبيات الماورائية، ١١.

120
صراخ منجيلتي وصلني



أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


•   مما أورثني والداي الشهمان، جريس وبيكة شحادة، رحمها الرب رحمة واسعة، قطعة أرض مغروسة بشجر الزيتون، كان لي نصيب ما في غرس بعضها على ال  1571 ?قل، عندما كنت طالبا في المدرسة الثانوية في كفرياسيف قبل نصف قرن من الزمان ونيف. إنها المنجيلة، بلوك رقم ١٨٥٤١ بقسيمتين رقم ١٦ و ٣٢ ومساحته  ٣٠٧٤ مترا مربعا. تناهى إلى مسمعي في الآونة الأخيرة من مصادر موثوق بها أن أيادي هدامة بل أمخاخ فاسدة شريرة قد عبثت بشجرات الزيتون هناك دون رحمة أو وازع من ضمير. يبدو لي واضحا وضوح الشمس في صيف بلادنا الحبيبة أن هذا العمل الآثم إن دلّ على شيء فإنه يشير وبقوة إلى ما في "أفئدة" الفاعلين من شرّ وغل وغيرة وحسد وانتقام وتعفن أخلاقي وهمجية نادرة. مثل هؤلاء الأشخاص يشكلون (قد يكون من الأصحّ استخدام المثنى: هذين الشخصين يشكلان إلخ. لاحقا أيضا) في رأيي المتواضع في علم النفس، مادةً دسمة لعلماء ا ?لتحليل النفسي. جاء الفاعلون تارة بالتراكتور وطورا بسيارة خصوصية كما دلت على ذلك آثار العجلات إلى حصتي في المنجيلة قبل أكثر من شهر وقطعوا ما قطعوا بالمونورات م  606 ? أغصان أساسية في الأشجار. تكررت هذه العملية الإجرامية عدة مرات حتى بداية شهر نيسان الحالي. يستعمل الفاعلون ما حصلوا عليه من هذا السطو لبيعه حطبا أو خشبا أو صنع بعض "التحف" الفنية من شجر الزيتون المبارك، تماثيل أو كتابة الصلاة الربانية وبعض الآيات من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. آيات محبة ووئام وصلاة وتضرع لخير الإنسان لأخيه الإنسان على خشب مسروق نهارا جهارا. أعلمت الشرطة بذلك وسيتم فحص ما سرق وهو ما زال في البلدة ومقارنته بما تبقى على الأمهات الثكلى من النسل الحزين. حدثت بعض أصدقائي هنا في بلاد الشمال عن هذه الأعمال وكان من الصعوبة بمكان تصديق ذلك حتى في أحلام اليقظة. الشرّ كامن ومتفش كالسرطان في جوف هؤلاء الأشخاص ويبدو أن لا خلاص لهم من هذا الجحيم الذي يعبشون فيه إذ لا هوية لهم ولا كيان ولا عزّة ولا مصداقية ولا إ  ?يمان صحيح. إنهم يعملون في الخفاء ولكن هنالك ربّ السماء.  قد يصوم ويصلي كثيرا هذا الإنسان ذو النوايا الشيطانية هذه. صديق عزيز لي قالها بصراحة: هنالك رب في كل مكان يرى ويعرف كل شيء ويسجلّ، إنه ُُيُمهل ولا يُهمل.
•   أهيب بأبناء بلدتي الأبرار للتعاضد من أجل استئصال هذا المرض العضال ولفظ المرتكبين لفظ النواة.

121
كلمة في‏ ‬ذكرى مارتن لوثر كنچ
‏ (١٩٢٩-١٩٦٨)‬
أ. د. حسيب شحادة

تصادف هذه الأيامَ،‏ ‬وعلى وجه التحديد،‏ ‬في‏ ‬الرابع من نيسان الجاري‏ ‬الذكرى الثانية والأربعون ل  75 اغتيال الزعيم بلا منازع لحركة الحقوق المدنية في‏ ‬أمريكا، القِسّ‏ ‬الدكتور مارتن‏ (‬ميخائيل‏) ‬لوث u1585 ر كنچ‏ R6 ?(Martin Luther King, Jr.)‏. ‬كرّس هذا الزعيمُ‏ ‬الفذّ‏ ‬حياتَه القصيرة وضحّى بها من أجل انتزاع الحقوق المدنية للسود المق قهورين في‏ ‬بلاد العم سام الديموقراطية‏. ‬
وُلد ميخائيل الذي‏ ‬عُرف فيما بعد بمارتن واختصاراً‏ ‬ب‏ ‬MLK‏ ‬في‏ ١٥ ‬كانون الثاني‏ ١٩٢٩  ‬في‏ ‬أطلنطا  8207 ‏. ‬كان أبوه وجدّه‏ (‬والد أمه‏) ‬قِسيسََيْن مَعمَدانيّيْن في‏ ‬كنيسة ابن عيزِر(Ebenezer)‏ ‬في‏ ‬أطلنطا،‏ ‬ف! الجدّ‏  ‬هذا‏ ‬A. D. Williams‏ ‬وصل إلى أطلنطا عام ‏٣٩٨١ ‬وأقام هناك طائفةً‏ ‬معمدانية كبيرة‏. ‬من أهمِّ‏ ‬ما تعلّمه مار 8 تن وشقيقُه وشقيقتُه من والدهم هو‏: ‬معاملة كافّة الناس بالتقدير والاحترام‏. ‬
كان مارتن طالباً‏ ‬لامعاً،‏ ‬فقد حصل على شهادة الباكالوريا (B. A.= Bachelor of Arts)‏ ‬في‏ ‬علم الاجتما  1593 ع سنة ‏١٩٤٨ ‬من جامعة أطلنطا وهو ابن ١٩ ‬عاماً‏ ‬ثم على شهادة الدكتوراة‏ ‬Ph) (D. = philosophiae doctor‏ ‬في‏ ‬علم اللاهوت من جا  امعة بو 7 سطن سنة ‏١٩٥٥. ‬
أحسّ‏ ‬مارتن لوثر كنچ منذ نعومةِ‏ ‬أظفاره بالتمييز العنصري‏ ‬بين البيض والسود‏ (‬الملوّنين‏) ‬في‏ ‬  ?أمريكا‏. ‬رأى مثلاً‏ ‬بأنه لا‏ ‬يحقّ‏ ‬له أن‏ ‬يشربَ‏ ‬من نفس الحنفيات التي‏ ‬يشرب منها زملاؤه البي  590 ض وقِس ععلى ذلك بالنسبة لاستعمال المراحيض‏. ‬كما وفرّقت السياسةُ‏ ‬هناك بينه وبين صديقِه الجار الأبيض الذي ed‏ ‬كان‏ ‬يلعب ويمرح معه إبّان دخول المدرسة‏.‬

يبدو أن بداية نشاط مارتن لوثر كنچ كداعية لحقوق الانسان الاجتماعية وكرئيس مؤتمر القيادة المسيحية ا 'c7لجنوبية‏ ‬(SCLC = Southern Christian Leadership Conference)‏ ‬تعود لحادثة اعتقال السيدة الافريقية‏ - ‬الامريكية روزا پاركس‏ ‬(Rosa Parks) البالغة من الع aمر ٧٢ ‬عاما بسبب ارتكاب‏ "‬جريمة‏" ‬لا تُغتفر‏. ‬إنها لم تقم في‏ ‬الأول من كانون الأول سنة ١٩٥٥ ‬لتُخلي‏ ‬مقعد 'cfَها في‏ ‬الباص لرجل أبيض‏. ‬قام الأفارقة‏ - ‬الأمريكيون بمقاطعة السفر في‏ ‬الباصات في‏ ‬مونتچومري‏  32  ‬لمدة ٣٨١ ‬يوماً‏. ‬لقد أثمر ذاك الاحتجاج إذ أعلنت ولاية ألاباما عن عدم شرعية التفرقة في‏ ‬أماكن الجلوس بي  6 ن البيض والسود في‏ ‬الحافلات‏. ‬
   
في‏ ‬هذه العُجالة لا‏ ‬يتسنّى لنا التطرقُ‏ ‬إلى جميع جوانب النشاط الاجتماعي‏ ‬الذي‏ ‬مارسه مارتن ل u1608 وثر كنچ في‏ ‬الخمسينات وأوائل الستينات‏. ‬إلا أنه لا بدَّ‏ ‬من ذكر بيت القصيد في‏ ‬هدا الصدد وهو مما ارسة أس  لوب العصيان المدني‏ ‬(civil disobedience)‏ ‬واللا عنف‏ ‬(non-violence)‏ ‬في‏ ‬المظاهرات والاحتجاجات‏. ‬أمامَنا نمطٌ‏ ‬من أنماط ال  لممارسات السياسية المتمخّضة عن خرق متعمّد للقوانين بُغيةَ‏ ‬استقطاب الرأي‏ ‬العام إزاءَ‏ ‬الظلم و u1575 الاضطه اد‏. ‬ومن المرجّح أن أصلَ‏ ‬هذه الفكرة‏ ‬يرجع إلى الكاتب والفيلسوف الامريكي‏ ‬David Thoreau‏ (١٨١٧-١٨٦٢) ‬الذي‏ ‬ك fتب مقالاًَ‏ ‬بعنوان‏ "‬العصيان المدني‏" ‬Civil) (Disobedience‏ ‬سنة ١٨٤٨. ‬وكما‏ ‬يعرف الكثيرون فقد مارس هذا النوعَ‏ ‬  05 من النض 575 ال المثمر الزعيمُ‏ ‬الهندي‏ ‬مهاتما‏ ‬غاندي‏ (١٨٦٩-١٩٤٨) ‬(Mohandas Karamchand “Mahatma” Gandhi)‏ ‬الذي‏ ‬اغتيل هو الآخر‏.‬
زار مارتن لوثر كنچ الهندَ‏ ‬عامَ‏ ١٩٥٩ ‬تلبيةً‏ ‬لدعوة رئيس وزراء الهند آنذاك الس d3يد جواهِر لال نهرو وتباحث مع أتباع‏ ‬غاندي‏ ‬حول فلسفته النضالية‏. ‬وقد اقتنع كنچ بان انتهاج أسلوب  32  المقاومة السلبية أي‏ ‬اللاعنف في‏ ‬المعركة من أجل انتزاع الحقوق المدنية هو الأمثل‏. ‬
هذا ما‏ ‬يسمّى في‏ ‬الهند ب"سَطْيَچْراها‏" ‬(Satyagraha)‏ ‬التي‏ ‬تعني‏ ‬حرفياً‏ ‬بالسنسكريت 'caية‏ "‬المسك أو التمسك بالحقيقة‏" - ‬وهي‏ ‬فلسفة‏ ‬غاندي‏ ‬المتمثلةُ‏ ‬في‏ ‬المقاومة السلبية وعدم ال  1578 تعاون مع البريطانيين المستعمِرين‏ ‬
قاد مارتن لوثر كنچ الكثيرَ‏ ‬الكثيرَ‏ ‬من المسيرات الاحتجاجية لا سيما في‏ ‬جنوب أمريكا وذاق هو وال! مشتركون معه طعمَ‏ ‬القسوة والحقد والكراهية التي‏ ‬تجسّدت باستعمال الشرطة خراطيمَ‏ ‬المياه والغاز u1614 َالمسي¡ ّل للدموع والكلاب‏. ‬كما وفُجِّر منزلُ‏ ‬كنچ وزُجّ‏ ‬صاحبُه في‏ ‬غياهب السجون مراتٍ‏ ‬عديدة‏. ‬
يجدرُ‏ ‬بنا التنويه بمسيرة واشنطن بالقرب من النُّصب التذكاري‏ ‬لابراهام لنكولن u8207 ‏ (١٨٠٩-١٨٦٥) ‬في‏ ‬صيف ‏١٩٦٣ ‬حيث اشترك فيها ما‏ ‬يقارب الرُّبع مليون شخص‏. ‬ألقى كنچ خلالَ‏ ‬تلك المسي  85 رة خطاب 614 َه الشهير‏ "‬لديَّ‏ ‬حُلمٌ‏" ‬(I Have a Dream)‏ ‬وإثرَ‏ ‬ذلك بسنتين أي‏ ‬في‏٦ ‬آب ‏١٩٦٥ ‬حصل السودُ‏ ‬على حقهم في‏ ‬ا الاقتراع في‏ ‬أمريكا‏. ‬ذلك الرئيس الامريكي‏ ‬قد قال مرةً‏ "‬هذه الامةُ‏ ‬لا تستطيع البقاءَ‏ ‬على قي edد الحياة طالما أن نصفَها عبدٌْ‏ ‬والنصف الآخر حرّ‏". ‬
حصل بطل الاخوّة والسلام،‏ ‬مارتن لوثر كنچ،‏ ‬على جائزة نوبل للسلام في‏ العاشر من  u32  ‬كانون الأول عام ١٩٦٤ ‬تقديراً‏ ‬لنضاله وجهوده من أجل المساواة بين البيض والسود في‏ ‬الولايات المت  81 حدة الأ 605 مريكية وهو أصغرُ‏ ‬الحائزين على هذه الجائزة سِنّا‏. ‬
تمّ‏ ‬اغتيال كنچ في‏ ‬الرابع من نيسان سنة ‏١٩٦٨ ‬في‏ ‬فندقه لورين في‏ ‬مِمفيس في‏ ‬ولاية تِنسي‏. ‬رَج u1604 لٌ‏ ‬أبيضُ‏ ‬من الجنوب باسم‏ ‬James Earl Ray‏ ‬اتُّهم باقتراف الجريمة وحُكم عليه بالسجن لمدة ‏٩٩ ‬سنةً‏. ‬دُفن ج ccثمان مارتن لوثر كنچ في‏ ‬أطلنطا في‏ ‬التاسع من نيسان سنة ١٩٦٨. ‬في‏ ‬الآونة الأخيرة تعالتِ‏ ‬الاصواتُ‏  ‬من   طرف أرملة كنچ وأولاده الأربعة مطالبةً‏ ‬بإعادة التحقيق في‏ ‬عملية الاغتيال‏. ‬لا بدّ‏ ‬من الإشارة  u1573 إلى أن  5 مكتب التحقيقات الفيدرالي‏ ‬كان‏ ‬يلاحق كنچ ويراقبه مراقبة تامة ودائمة في‏ ‬كل حركاته وسكناته‏. ‬بع  1583 د حقبة معينة من الزمن سيكشف عن ملفات التحقيق السميكة وعندها ربما سيعرف العالم من قتل مارتن لوثر كن  1670 چ‏. ‬حُوِّل الفندقٌ‏ ‬المذكور إلى‏ "‬متحف الحقوق المدنية‏" ‬وهو فريد من نوعه في‏ ‬العالم‏. ‬
لقِي‏ ‬مارتن لوثر كنچ حتفَه وهو في‏ ‬ريعان شبابه‏ - ‬ابن ‏٩٣ ‬عاماً‏ ‬واليكم بعض المقتطفات مما ورد    في‏ ‬مؤلفاته وخطاباته التي‏ ‬ستبقى حيّةً‏ ‬ونِبراساً‏ ‬يُهتدى بها في‏ ‬أصقاع المعمورة قاطبةً‏ ‬حي  1579 ث التمييزُ‏ ‬والاضطهاد بأشكالهما المتعددة ما زالا حيين‏ ‬يُرزقان وينخران في‏ ‬عِظام البشرية في‏ ‬دول لا ع daدَّ‏ ‬لها ولا حصر‏. ‬
‏١. ‬المقهور على‎ ‬حق أقوى من المنتصر على‎ ‬باطل‏.‬
‏٢. ‬إنه من الخطأ انتهاج وسائلَ‏ ‬غير أخلاقية لتحقيق أهداف أخلاقية‏.‬
‏٣. ‬لو جلستُ‏ ‬لأردَّ‏ ‬على‎ ‬الكم الهائل من الانتقادات لما تبقّى لي‏ ‬وقتٌ‏ ‬للعمل البنّاء‏.‬
‏٤. ‬أعلمُ‏ ‬من تجربتي‏ ‬المؤلمة بأن الحريةَ‏ ‬لا تُمنح أبدا بل تُنتزع انتزاعا من الظالم‏.‬
‏٥. ‬أمم آسيوية وإفريقية تخطو خطواتٍ‏ ‬عملاقةً‏ ‬نحوَ‏ ‬تحقيق الاستقلال ونحن نحبو للحصول على فنجان u32  من القهوة على مائدة الغَداء‏. ‬
‏٦. ‬هناك مسؤولية أخلاقية وليس قانونيةً‏ ‬فحسب ملقاة على كاهل المواطن لاحترام القوانين العادلة‏.‬
‏٧ ‬القانون العادل هو ذلك الذي‏ ‬يرفع من قيمة شخصية الانسان‏.‬
‏٨. ‬الحرية الاكاديمية لحدٍّ‏ ‬ما هي‏ ‬واقعٌ‏ ‬اليومَ‏ ‬لأن سقراط ‏٨٦٤-٩٩٣ ‬ق.م.مارس العصيان المدني
‏٩. ‬أنا أشياءُ‏ ‬كثيرةٌ‏ ‬لأناس كثيرين‏.‬
‏٠١. ‬الصراع اليومَ‏ ‬بين اللاعنف واللاوجود‏.‬
‏١١. ‬الحضارة والعنف مفهومان متضادان‏.‬
‏٢١. ‬اللاعنف ليس السلبيةَ‏ ‬المحضة بل قوة أخلاقية جامحة‏.‬
‏٣١.‬إني‏ ‬أومن بجسارة بأن الشعوبَ‏ ‬في‏ ‬كل مكان‏ ‬يحقّ‏ ‬أن‏ ‬يكون لها ثلاث وجبات‏ ‬يوميا للجسم،‏ R 36 ?تربية وثقافة للعقل،‏ ‬شرف ومساواة وحرية للروح‏.‬
‏٤١. ‬سنكون قادرين بهذا الايمان أن ننحتَ‏ ‬حجرا من الأمل من جبل اليأس‏.‬




122
يوم الأرض ومخطط الجهض
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

تحتفل دول العالم بيوم الأرض بغية العمل على تقليل عوامل تلوث الماء والهواء والتراب، أما حاملو الهو  1610 ية وفيها في خانة الملة مكتوب “عرب” فعندهم يوم أرض من طينة أخرى.
تصادف يوم السبت الموافق لـ ٢٠١٣/٣/٣٠ الذكرى السابعة والثلاثون لـ «يوم الأرض»، العيد القومي لفلسطيني  610 ي الداخل، رمز التشبث بتراب الوطن والاحتجاج الصارخ ضد التمييز العنصري المستشري عامّة. يوم الأرض، ف  10 ي الواق 593 ع، هو رمز تجذّر الإنسان الفلسطيني على تراب وطنه، أو قل على ما تبقّى منه من فتات.
في الثلاثين من آذار١٩٧٦ هبّت الجماهير العربية في إسرائيل، في الجليل والمثلث، مشاركة في إضراب ومظاه e5رات احتجاجا واستنكارا لقرار الحكومة الإسرائيلية الصادر يوم ١١ آذار ١٩٧٦ والقاضي بمصادرة قرابة مائة ة ألف دو6نم من الأراضي العربية في الجليل الأشمّ، أراضي الملّ. كان ذلك بعد إقامة ثلاث مدن تطوير يهودية ما بي  6 ن الأعوام ١٩٥٧-١٩٦٤ وهي ”نتسيرت عيليت وكرميئيل ومعالوت” على أراض عربية أولاً وبغية تقطيع أواصر التوا 'c7صل الجغغرافي للقرى العربية. خلال ذلك اليوم التاريخي قُتل ستة من المواطنين العرب وجُرح تسعة وأربعون شخصا و  1575 اعتقل ثلاثمائة عربي، أما عدد المصابين من أفراد الشرطة والجنود فوصل عشرين. الضحايا الستّ: خير محمد س سليم ياž سين ابن ثلاثة وعشرين عاما من عرّابة وكان أول الشهداء، في التاسع والعشرين من آذار مساء، رجا حسين أبو  و ريّا ابن ثلاثين عاما من سخنين، خضر عيد محمود خلايلة ابن ثلاثة وعشرين عاما من سخنين، خديجة قاسم شو! اهنة ابc8نة ثلاث وعشرين سنة من سخنين، رأفت علي زهيري ابن واحد وعشرين عاما من مخيّم نور شمس في قضاء طولكرم وا c7ستشهد في الطيبة، محسن حسن سيد طه، ابن خمسة عشر ربيعا من كفر كنّا. وقد أقام أهالي طيبة بني صعب نصبا ت تذكاريا لرأفت في الساحة العامّة حيث تجري احتفالات ذكرى يوم الأرض فيها سنويا. في هذا السياق لا بدّ من التنو! يه بشيخة يوسف أبو صالح السخنينية التي لاقت حتفها في ١٩٧٦/٣/٣٠ في أرض الجميجمة بسبب استنشاق الغاز الم  87 سيل للد 605 موع الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون. كما وتمخّض عن ذلك اليوم جوّ من التمرّد وتحطيم جدار الخوف وانبل e1اج صحوة وعي وأزمة انعدام الثقة ما بين الوسط العربي والدولة وهذا ما كان يحذّر منه ويخشاه جهاز المخا c7برات العامة، ”الشاباك” وهو اختصار-شيروتي بيطحون كِلَلي- خدمات الأمن العام،  انطلقت الشرارة الأولى للموا  80 جهات في دير حنّا فعرابة فسخنين مثلّث يوم الأرض. تحركت الشبيبة الشيوعية، التنظيم الشبابي الفاعل ال  8 وحيد آن 84 ذاك في الوسط العربي في البلاد. صدحت حناجر الشباب بالشعارات مثل ”جليلنا ما لك مثيل وترابك أغلى من ال e1ذهب، بالروح بالدم نفديك يا جليل”. ومما يجدر ذكره أن صاحب هذه التسمية ”يوم الأرض” كان المرحوم صليبا c7 خميس (تت. ١٩٩٤)، أحد قادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي والسكرتير الأول للجنة الدفاع عن الأراضي.  استخدمت الحكوم 'e3ات الإسرائيلية المتعاقبة منذ العام ١٩٤٨ وحتى يوم الناس هذا أساليب شتّى في الاستيلاء على المزيد من   75 الأراضي العربية وهي من أعزّ الأمور للعربي، بغية إقامة المدن والقرى والكيبوتسات اليهودية لا سيما في الجلي dل حيث الأكثرية السكانية عربية. ويُعتبر الاستيلاء على الأراضي أحد الأهداف الهامّة والملحة للحركة ا  الصهيون4ية منذ أواخر القرن التاسع عشر، منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال السويسرية العام ١٨٩٧  1548 ، والشعار تهويد الأرض، أرض بلا شعب لشعب بلا أرض! إن أملاك العدو هي ملك للحكومة الإسرائيلية كما أعلن ن رئيس حdكومة إسرائيل، دافيد بن غوريون البولوني الأصل،  ١٨٨٦-١٩٧٢. فعلى سبيل المثال، تمّت مصادرة ١٢٠٠ دونم لإن  588 شاء مدينة الناصرة العليا في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين و١٥٥٠ دونما لإقامة مدينة كرميئيل- كر  8 وم الله  - (تمعّن في هذا الاسم) في أوائل الستينيات من القرن ذاته. بناء على بعض المصادر فإن ما بين ٤٠%-٦٠% من الأر  راضي التي كانت بحوزة العرب وهي ٢،٤- ٣،٦ مليون دونم قد صودرت في الثامن عشر من تشرين الثاني عام ١٩٧٥. كما  ا صودر فddي الفترة الواقعة ما بين العامين ١٩٤٨-١٩٧٢ أكثر من مليون دونم. وفي اليوم الأخير من شباط العام ١٩٧٦ صودر u32  واحد وعشرون ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواد، ضمن مخطط تهويد الجليل. بمبادرة ال  لحزب ال 8 شيوعي الإسرائيلي أقيمت لجنة الدفاع عن الأراضي في الخامس عشر من آب العام ١٩٧٥ في الناصرة وفي الرابع ع  عشر من شباط عام ١٩٧٦ عقد مؤتمر شعبي بسخنين ضد المصادرة وفي السادس من آذار نفس العام اجتمعت لجنة الدف u1575 اع عن ا 4 لأراضي بالناصرة وأعلنت الإضراب العامّ في يوم الثلاثاء الموافق للثلاثين من آذار ١٩٧٦. يشار إلى أنه ف u1610 ي الخامس والعشرين من نفس الشهر توجّه بعض رؤساء المجالس المحلية العربية الموالين للسلطة مطالبين بإ 'c5لغاء اللإضراب إلا أن طلبهم هذا لم يُقبل. لجنة المتابعة ما زالت حيّة تُرزق، تصرخ وتستنكر وتدعو للقيام بالاح حتجاج والاستنكار والمظاهرات والمسيرات والاعتصامات في مناسبة يوم الأرض. كل هذا مطلوب لترسيخ الحدث   601 في الذا
u1603 كرة الفلسطينية الجماعية إلا أنه غير كاف. كتب شاعر فلسطين، محمود درويش (١٩٤١-٢٠٠٨):
أسمّي التراب امتدادا لروحي
أسمّي يدي رصيف الجروح
أسمّي الحصى أجنحة
أسمّي ضلوعي شجر
واستلّ من تينة الصدر غصنا
واقذفه كالحجر
أما الشاعر الفلسطيني الآخر، توفيق زيّاد (١٩٢٩-١٩٩٤) فكتب:
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
هنا … على صدوركم باقون كالجدار
وفي عيونكم، زوبعة من نار
من الواضح أن الأقلام الأدبية العربية قد تفاعلت مع ما حلّ  بعرب البلاد من مآس وأحداث مثل مجزرة كفر ق! اسم والنكسة وأكتوبر ٢٠٠٠، إلا أن ليوم الأرض كان القدح المعلى (أنظر ”مجلة الشعراء” ع. ١٢).
ومن يوم الأرض إلى مخطط الجهض فلا قيمة للأرض بدون أهلها ولا للأهل وطن دون الأرض والسيادة التامّة. في  ي السادس من آذار العام ١٩٩٨ كشفت الصنّارة، صحيفة عربية تصدر في الناصرة منذ ١٩٨٣/٣/١٨ وتصدر الآن مرتين  1 أسبوعياc7، يومي الثلاثاء والجمعة، عن مخطط مذهل في الستينيات من القرن العشرين رمى إلى تحديد النسل لدى العرب   في إسرائيل. إلا أن ذلك المخطط أو المشروع لم يُصادق عليه في الحكومة الإسرائيلية وذلك إثر مداولات كث bيرة إزاء توزيع وسائل لمنع الحمل. كان هدف الحكومة الإسرائيلية من وراء المشروع المذكور، كما لا يخفى على أحد cf، حلّ المشكلة الديموغرافية الناجمة عن التزايد الطبيعي الكبير لدى العرب الفلسسطينيين في إسرائيل.   8 ويُعتبرd1 ذلك التزايذ، على ضوء بعض الإحصائيات، من أعلى النسب في العالم بأسره وعليه فقد خشيت منه الحكومة الإ 5سرائيلية البنغوريونية واعتبرته خطرا أمنيا داهما لا بدّ من تلافيه. قامت الحكومة الإسرائيلية برئاس u1577 ة بن غو 5 ريون وباستشارة الاختصاصيين بإعداد اقتراح حمل اسم ”السيطرة على الولادة لدى العرب” ليس من أجل رفاهي u1577 ة الأسرة العربية بل لتخفيض عدد أفرادها بقدر الإمكان. وقد أعلنت الصِنّارة بأن هذه الوثيقة في غاية ا u1604 لسرية و6لم تنشر بعد رغم قدمها الزمني. ومما يجدر ذكرُه بأن الصحيفة كانت قد قدّمت استجوابا خطيا لثلاثة زعماء!  إسرائيليين بشأن المخطط آنف الذكر وهم: أولا: شمعون بيرس، رئيس حكومة سابق، مساعد بن غوريون وسكرتيره، 1 مدير و 586 زارة الدفاع آنذاك والآن رئيس الدولة. ثانيا: يتسحاق نافون، رئيس دولة سابق، سكرتير ومقرّب لبن غوريون  6 . ثالثا: حاييم يسرائيلي، موظف رفيع المستوى في وزارة الدفاع، وحصل العام ١٩٩٨ على جائزة إسرائيل على خد  605 ماته ال
u1580 جليلة من أجل أمن إسرائيل.
وقد ضمّ الاستجواب ثلاثة أسئلة وهي:
أولا: أصحيح أن حكومة إسرائيل قد أعدّت في الستينيات من القرن العشرين أو في أية فترة أخرى خطةً لتحديد!  النسل لدى العرب؟
ثانيا: أصحيح أن أساس الخطة هو توزيع حبوب منع الحمل للنساء العربيات؟
ثالثا : أصحيح أن عقاقير منع الحمل قد فُحصت حقّآ؟
لم يُجب أي واحد من هؤلاء الثلاثة خطيا على هذه التساؤلات. نافون اكتفى بإجابة شفوية مفادها: ”هذه القص! ة كذبة وفرية لا أساس لها من الصحة”. أما يسرائيلي فقال إن الأمر مختلف ولم يُفصح أما بيرس فلم يحرّك س  75 اكنا. ومما يجدر ذكره بأن الصنارة قد اتصلت ببعض الموظفين الكبار في الدولة إلا أنهم احتدّوا غضبا واشتاطوا ح  606 نقا وقالوا إنهم كانوا خارج البلاد آنذاك في مهمات دبلوماسية ولا شأن أو صلة لهم ببني يعرب. وقد عُرف ع  1606 ن دافيد بن غوريون بأنه كان ”يتسلّى” ويطيب له التحدث والعمل من أجل تهويد العرب في البلاد أو ترحيلهم إلى أمر  ريكا الجنوبية.
 بعد الأرض والجهض مسلسل عُرض على القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي في حينه بعنوان يمكن تعريبه  32  ”النهضة” وذلك بمناسبة مرور نصف قرن من الزمان على قيام دولة إسرائيل وبالنسبة للعرب بداية النكبة. ف  1610 ي إحدى ž حلقات هذا المسلسل يدور الحوار حول العرب في إسرائيل والمتحدّث فيها السيد نافون ذاته. واستناداً إلى  u1578 تلك الحلقة يمكن القولُ بأنه كانت هناك خطة باسم ”حملة يوحنان” هدفت لترحيل العرب من الجليل إلى أمريك كا الجن  وبية. سافر نافون بنفسه إلى الأرجنتين في حينه لإبرام صفقة تبادل بين أراضي اليهود في ”مندوسا” وأراضي u32  العرب في الجليل. إلا أن السيد نافون قدِ اكتشف أن مثل هذا المشروع غير واقعي. اليهود هناك في الأرجنت¡ 0 ين كانو 75 ا بادىء ذي بدء فقط فلاحين وأن العرب هنا في الجليل لن يتهافتوا على الترحال والسفر إلى الأرجنتين.
جاء في مقدمة المذيع قبل تعليق نافون في الحلقة ما يلي: ”بعد قيام دولة إسرايل سنة ١٩٤٨ بقي في البلاد نح! و مائة وخمسين ألف فلسطيني واعتبرتهم الزعامة الإسرائيلية وقادة الجيش ”لغما خطيرا أو طابورا خامسا و وذوي ول اء مزدوج” وطُرحت أفكار مختلفة حول مصيرهم، واليوم كما يعلم كل صبي تعلو الأصوات المنادية بـ «لا جنسي  1577 ة بدون ولاء» (وفي الأصل العبري: בלי נאמנות אין אזרחוּת).
أخيراً وليس آخرا فإن «الصنّارة» قد نشرت قبل بضع سنوات خبرا من كتاب للسيد نور الدين مصالحة «أرض أكث  85 ر، عرب أقل» حول خطة إسرائيلية لعملية استبدال عرب جليليين بيهود أرجنتينيين وهذا ما يقرّ به نافون ال! يوم.
ختاما لا بد من الإشارة إلى أن عدد العرب في إسرائيل من المسلمين والمسيحينن والدروز في الوقت الراهن  u1586 زهاء المليون والربع، وهم يشكلون خُمس السكان تقريبا. يعيش العرب في ثلاث مناطق رئيسية، الجليل الشرق  1610 ي والغربي والمثلث والبدو في الجنوب، ويشكل عدد أعضاء الكنيست، البرلمان الإسرائيلي، حوالي العُشر من المجم  608 وع الكلي للأعضاء وهو مائة وعشرون.
يبدو أننا لا نخطىء إذا ما قلنا إن هذه الأقلية العربية القومية فى إسرائيل هي الوحيدة التي تحمل بطاق u1575 ات الهوية الشخصية وفيها التعريف ”عربي” تحت بند ”الملّة”. كما ولهذه الشريحة البشرية أسماء وألقاب ع  1583 ديدة نذكر منها، على سبيل المثال، عرب ٤٨، عرب جوّا، عرب إسرائيل، العرب الإسرائيليون، عرب رغم أنهم إسرائيلي 'edون، الجوييم، المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، أبناء الأقليات، غير اليهود في إسرائيل، الحاضر  8 ون الغا 74 ئبون، مواطنو الدرجة الثانية، عرب الخط الأخضر، (ينظر في: كي لا ننسى، ٢٥ عاما على يوم الأرض، إعداد خال  583 د عوض، الناصرة، ٢٠٠١, ١١٢ ص.، الكتاب الأسود عن يوم الأرض، اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي في إسرائيل ل، حيفا ١٩٧٦، غازي فلاح، الجليل ومخططات التهويد، بيروت، ١٩٩٣. بعد يوم الأرض صدر تقرير بنفنيستي لعام ١٩٧٦ وبُع daيد الهبّة في أكتوبر عام ٢٠٠٠ وسقوط ثلاثة عشر مواطنا عربيا صدر تقرير لجنة أور لعام ٢٠٠٢، ربع قرن من ال 1زمان يفصل بينهما وكلاهما يسعيان لفهم ما جرى في الوسط العربي ودراسة سبل إعادة السيطرة المحكمة على الأقلية 9 العربية القومية في البلاد. يبدو لنا أن لسان حال هذه الأقلية بغالبيتها الكاسحة.
هذا وطنّا واحنا هون، والسـؤال الجوهري طبيعة حياتهم في دولة ”يهودية وديمقراطية” كما تدعي وهل الضدا 'c7ن يجتمعان؟ أحقاً لا يضيع حق وراءه مطالب؟


123
قاموس ثلاثي اللغة - عبري - عربي عامي - عربي فصيح
عرض ومراجعة

أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي 

פרולוג, מילון תלת–לשוני שימושי, עברי–ערבי قاموس عبري-عربي לערבית מדוברת ולערבית ספרותית. היחיד מסוגו! למעלה מ–000 ,20 ערכים עם ציון צורת הנקבה וצורת הרי! בוי. ערבית מדוברת בתעתיק עברי קל ופשוט להגייה. ערבית ספרותית בניקוד מלא. הסברים מנחים לבחירת התרגום הרצוי. מחקר, תרגום ועריכה בערבית: פרופ‘ יהודית רו ?זנהויז. פר 93 ?לוג מוציאים לאור בע‘‘מ, ת‘‘ד 300 ראש העין 48101, נדפס בישראל 2004/2003/2002, 798 עמ‘.

هذا القاموس العملي الشامل فريد في نوعه، إذ أنه يضمّ ثلاث لغات، العبرية المعاصرة بتشكيل كامل فالعر d1بية المحكية في فلسطين بالرسم العبري والتشكيل الكامل فالعربية الأدبية بالحرف العربي والتشكيل الكل  لي. بين  83 دفتي هذا المجلد زهاء العشرين ألف لفظة وقد أشير إلى صيغة المؤنث وصيغة الجمع في لغة الأصل. في الصفحات ca التسع الأولى أثبتت معدّة القاموس بعض التعليمات لشرح منهاج عملها هذا. ترى المعدّة أن هذا القاموس س d3يكون بمثابة “وسيلة ناجعة وعملية لمن يستعمله” (ص. ٥) دون الإفصاح عن هويته، لكن يبدو أن المقصود هو المنطلق م  06 ن اللغة العبرية ومع هذا لا يجوز استبعاد المتمكن من العربية الذي يصبو إلى توسيع معرفته بالعبرية وتع aميقها معجميا. بعبارة موجزة، هذا القاموس معدٌّ للقارىء اليهودي الإسرائيلي والقارىء العربي في الديار المق! دسة بصورة خاصّة ولكل ذي علم ومعرفة بهاتين اللغتين عامّة. لا ذكر لأية مصادر، أية معاجم ثنائية اللغة!  وهي كث 10 يرة، كانت السيدة روزنهويز قد اعتمدتها أواستعانت بها خلال تحضير هذا القاموس. كما أنها لم تذكر شيئا   76 بصدد القاموس العبري الذي سارت على هديه (قد يكون معدا لدى دار النشر پرولوچ = مدخل، مقدمة) وقل الأمر ذ  1575 اته بالنسبة للهجة الفلسطينية المدنية المثبتة في القاموس. في بعض الحالات تطرقت روزنهويز للهجات قروية، ص. ١ ?٦٧. هكذا بقيت الكلمات الواردة في العنوان “بحث، ترجمة وتحرير العربية” دون تعريف أو تحديد. ذكرت معدة   المعجم   أنها اختارت لهجة المدن في البلاد دون أن تفصح عن أية مدينة إذ أن هناك بعض الفوارق بين لهجات القدس، ي 'edافا، عكا، حيفا، الرملة واللد. من نافلة القول إن الجميع في الديار المقدسة، لا بل في كافة منطقة سوري  1575 ا العظمى، يفمهون بعضهم البعض دون أية مشاكل تذكر. في مثل هذا القاموس توجد حساسية وأهمية كبيرة للكلمات نتيج u1577 ة للأوضاع السياسية والعلاقات بين الأكثرية اليهودية والأقلية العربية الأصلانية في الديار المقدسة.  . السؤال المطروح في هذا السياق هو: إختيار المقابل المستخدم عند العربي أم اللجوء إلى الترجمة الحرفية، مثلا:  u1571 أرض إسرائيل، أورشليم، يهودا والسامرة، حرب الاستقلال، حرب الأيام الستة، حرب الغفران من جهة إسرائي  604 لية وفل
u1587 سطين والقدس والضفة الغربية والنكبة وحرب تشرين/أكتوبر من جهة عربية. من اللافت للنظر وجود نفس اللفظة 'c9 في العامية والفصحى إلا أن اللفظ مختلف مثل פודנג وبُودنغ، ٢٣٩ وفق ما ورد في القاموس وهذا أمر مشكوك في edه. لا مننهاج في ترتيب المترادفات مثل يناير وكانون التاني وشهر واحد، ٣٠٠. لمن يودّ معرفة المقابل لكلمات عبري! ة شائعة في عربية البلاد مثل בסדר, מעניין, סתם, עדכון  תהליך، وفق ما ورد في هذا القاموس، نقول: “طيّب، حسنا” و 6يمكن إضافة  مثلا “ماشي، أوكي” في العامية؛ “طريف”، لا استعمال لها في المحكية حيث يمكن استخدام “لزيز”؛ مجر  17 ّد ولا ذكر للفظة “هيك” في العامية؛ إطلاع على آخر المعلومات، إجراء لتأريخ، لا ذكر للفظة “تحتين” الت aي نحتت  605 من “حتى الآن” على هدي  المقابل العبري עד כאן منذ أكثر من أربعة عقود؛ “عملية” ويبدو لي أنها غير ملائمة  ة، ربما “مجرى” أقرب إلى المعنى المقصود في حالات كثيرة؛ للسياق، كما لا يخفى على أحد، أهمية فائقة في ! اختيار  البديل. من جهة أخرى يرى الباحث في هذا القاموس غياب الأمثلة وبعض الألفاظ الشائعة مثل הליכון, שלט بتشدي edد اللام. يبدو لى أن إضافة صيغة المؤنث للصفات في العربية لا طائل تحتها، إنها تسوّد مساحات لا بأس بها 'c7 من المعجم وتضخمه. كان من الأنسب إضافة حركة عين الفعل المضارع للفعل الثلاثي المجرد بدلا من الإتيان بالصيغ غة كاملة مرتين في العامية والفصحى، مثلا كتب -ُ .على الرابط التالي يستطيع المهتم التعرف عن كثب على هذ  ذا القا 5 موس بشكل عام.
http://www.prolog.co.il/hebrew/ProductPage.aspx?rowIndex=1014
 
يذكر أنه  في العام ٢٠٠٥ صدر “إنت فاهم عليّ”، معجم عبري عربي عامي صغير الحجم أعدته أيضا الأستاذة يهود ديت روزنهويز، وهو بالحرف العبري ومشكّل. نظرة خاطفة عليه تظهر عدم الالتزام بلهجة عربية فلسطينية معي 'edنة بل هناك خليط من هذه اللهجات، مثلا نجد “إيمتا، إنْتو، هُمِّ” وهذه الكلمات لا تتعايش مع بعضها البعض في ن u1601 فس اللهجة. التخبط بين جملة من اللهجات العربية الحديثة هو سمة من سمات الكثير من المستشرقين وباحثي ا u1604 للهجات العربية. بعبارة موجزة ليس من الغريب أن نسمع من أفواه هؤلاء الباحثين نمطا عربيا محكيا لا وجود له عل  9 ى أرض الواقع في أية لهجة عربية حديثة، بل فيه سمات لغوية من عدة لهجات. مثل “طبيخ النور” هذا لا وجود ل  607 ه عادة  لدى ناطقي أية لهجة عربية كلغة أم، كل واحد في الغالب الأعم يتكلم بلهجته وقد يدخل أحيانا بعض التعديل u1575 ات ليسهل عملية التواصل والفهم مع الآخر. وفي كتيب روزنهويز هذا أمثلة غير قليلة للتأثير العبري، ترجم مة حرفي ة مثل: وجبة أولى، وجبة أخيرة، الهبوط في مطار غريب (أرادت أن تكتب  أجنبي)، رحلة سعيدة وفي العربية يقال e1 على الطائر الميمون، غرفة زوجية، معلقة شاي، ديك هندي.

تصفّحت هذا المعجم ثلاثي اللغة ثم تمعّنت في عيّنات عشوائية منه ورأيت تسجيل ما يلي من ملاحظات وأفكار ر عامة ومآخذ إذ لا كمال لصناعة المعاجم لا سيما بالنسبة للهجات حيث وتيرة موجات التغيير فيها تكون أسر رع بكثيž ر مقارنة باللغات المعيارية. تنصبّ جلّ الملاحظات على البديل اللهجي إذ أن لغة الأصل مأخوذة من معجم عب  بري مشكل مثل ابن شوشان وكذلك بالنسبة للعربية الفصحى حيث معجم هانس فير قد استعمل أيضا في تقديرنا ومع  عاجم إل 3 كترونية معينة لسهولة وسرعة استخدامها.

١) في حالات كثيرة نرى أن نفس اللفظة العربية الفصيحة مثبتة في خانة اللهجة أيضا بالرغم من وجود لفظة خ  575 اصة بها مثل: آبا بدلا من إبّيات؛ زوج بدلا من جوز؛ آغُسْطُس بدلا من آب؛ جلال بدلا من سرج؛ بنفعش بدلا م  من عجْز 8 ، ٢٥؛ إستحلم بدلا من استمنى؛ شهر عشرة بدلا من أكتوبر؛ زواج بدلا من جواز، ٢٩؛ رعيان لا رعاة وجوره لا ح dفرة، ٧١؛ سوق في العامية وبازار في الفصحى!، ٧٢؛ باط بدلا من إبط في العامية، ٨٢ إلخ.

٢) دقة في الترجمة: الفقير والمفَلّس غير مترادفين؛ אבנית (על השיניים) ترجمت للعربية بـ “طَِرامة الأسنان” u32  بالفتح في العامية وبالكسر في الفصحى والسؤال المطروح هو: من يستعمل هذه العبارة بل قل من يفهمها أولا! ؟ من مع 75 اني “الطرامة” هذه ما يتسلل من طعام بين الأسنان وما يعلوها من خضرة أما الكلمة العبرية فمعناها “تكلّ 8س” المتكوّن في الأباريق الكهربائية مثلا إثر استعمال طويل. يقال عادة في اللسانيات “محاكاة الأصوات! uote  بدلا مe3ن “تسمية الأشياء بموجب أصواتها؛ محلي غير مرادف لمنطقي، ٢٠؛ هنالك فرق واضح بين المشبك وملقط الغسيل،  ، ٣٢؛ روحي شيء وعقلي آخر، ٣٨؛ المقصود ”ضيافة” وليس “إضافة”، ٤٠؛ فلان علان وليس فلان فقط، ٤٥؛ كلام وقو  1604 ل غير م ترادفين، ٤٧؛ صفْوة بمعنى رماد أو سكن؟! ٥٥؛ طاقه أدق من شباك، ٦٣؛ وحياتك، ٧٣؛ المعدة عير البطن والكرش،  32  ٧٤؛ بهدل، ٧٧؛ مجّاناَ في العامية إبّلاش لا بَلاش، ٧٣؛ جمع كنيس هو كُنس لا كنائس، ٨٠؛ بيت شعر وليس مقط 'd8وعة، ٨٢
u1563 ؛ הברית הישנה بالعربية هي العهد القديم وليس التوراة وهذا خطأ شائع إذ أنها تشمل الأسفار الخمسة الأولىš 8 ، أسفار موسى، ٩٣، ٤٥٧؛ בתאבון في العبرية لا تعني لا صحتين ولا هنيئا في العربية، ٩٥، ٧٧٦؛ (أنظر دورية مجم  1593 ع اللغة العبرية - לשוננו أي لغتنا، عدد ٤٣، القدس ١٩٧٩، ص. ٥٢-٧٠؛ ثم  ٣١٨)، كُبرا أو شوفة النفس وليس كُبْريّه، ٩٦؛ Ÿ 1 طِوِل أفضل من صار طويل، ٩٦؛  الترجمة العربية المألوفة اليوم للفظة גויים بمعنى غير اليهود هي “الأغيار 1”، ١٠٠، في أية عامية يقال جلا بمعنى المنفى؟ ١٠٩، الكآبة والسويداء مختلفتان، ١٢٦، رخّا غير صحيحة هنا، ١٢٦،  شك  كوى لا تعني وشاية أو افتراء، ١٦٥؛ الحنك غير سقف الحلق، ٢٥٨؛ יאללה الدخيلة في العبرية من العربية لا تعن! ي “يا ا 04 لله” حرفيا بل “هيّا للتحفيز”، ٢٩٠؛ بادر وأنشأ مختلفان، ٢٩٥؛ المنشور ليس لافته، ٣٢٩؛ לאט لا تعني شويّه  1548 ، ٣٣٤؛ ترجمة בקיצור נמרץ هي، كالمعروف، باختصار شديد وليس بالإيجاز، ٥٠٩؛ עפיפון تعني طيّارة ورق وليس طيار 'd1ة، ٥٧٨؛  الثلج غير الجليد، ٦٧٦؛ שיקסה في لغة الإيدش متحدرة من العبرية שקצה وأطلقها اليهود في بلاد المهجر على ف  1578 تاة غير يهودية، مسيحية في الغالب، وفي ثنايا هذه اللفظة ما فيها من  المذمّة والنجاسة والرجس، لذلك ت  1585 رجمتها بـ”فتاة غير يهودية” بعيدة عن الواقع، ٧٣٧،  شهادة قُصور، ترجمة شبه حرفية لا تعني الكثير للعربي، ٧٨٨؛  2  إلخ. إلخ.

٣) اختيار الكلمة العامية ولفظها وصيغتها واستعمالها: إلحَصْبا أهكذا وليس إلْحصبِِه؛ رْبيع؛ الْأُصْ! بَع الكبير بدلا من باهم؛ بْحيرِه بدلا من بُحَيْره؛  كلاسّير، ٢١؛ خِيَم وليس خِيام في العامية؛ أُكْ u1578 توبر ول1يس شهر عشرة؛ أهزّة الجماع مألوفة في العامية أم أجاه ظهره مثلا؟، ٢٧؛ أليست كلبشات أكثر استعمالا من ك  كلابِش؟ ٢٩؛ نَفَق وليس تْنفّق، ٢٩؛ حدا وليس واحَد، ٣٠؛ وِحْدة لا وَحده، ٣٠؛ هل “ثُمّ” مستعملة في العا 'c7مية؟.٣١
u1563 ؛ عمِنّه وليس لأنّه”؟ ٣١؛ أليس رأساً بدلا من على طول؟ ٣٢؛ أصحيح أننا في اللهجة نستعمل “كتاب خرايط” و 'e6في الفصحى “أطلس”؟ ٣٢؛ أنو بدلا من أنّه، ٣٤، ٣٥، لَوْ وليس لو، ٣٦؛ كابتن بكسر التاء لا بفتحها وجنِرال    لا جَنرال، ٤٣؛ ٤٤؛ ٥٣، ١١٢؛ صوصان لا صيصان، ٥٦؛ فرد في العامية مستعملة أكثر من مسدّس، فرد والجمع أفراد في الف فصحى؟ ٥٧؛ خطّاب وليس خطبا، ٦٠؛ أرامي لا الآراميّة، ٦٢؛ فيزا بالفاء المثلثة لا فيزا ولا وجود لها في ال 'e1لغة الممعيارية، ٦٤؛ سكان أية مدينة يستعملون أتان بدلا من حماره أو بالإضافة إليها؟ ٦٤؛ قل الأمر ذاته بالنسب  577 ة للفظة “أمس”، ٦٥؛ قُرمية سيچاره، من المستعملون وأين؟، في لهجتي أرعومه،  ٦٨؛ من يستعمل بالنية بمعنى c قصدا و 571 أين؟ ٨٢؛ أرفس وليس لبط في العامية؟ ٨٧، ٨٨؛ نام مع وليس جامع في المحكية، ٨٨؛ صِحه لا صَحه، ٩٢؛ “في حين”    و”بوفرة” ما موطنهما في مدن البلاد؟، ٩٤؛ چيطو وليس غيتو، ١٠٤، عْجال لا أعجال، ١٠٨، كرتات لا كارتات، ١  632 ?٩، قِلِق بِقْلق، ١١٧، عْمام وخْوال في العامية لا أعمام وأخوال الفصيحتين، ١٢١، صورة الوشّ ؟ والأصح الوجي، ١  1634 ?٦، شقه مستأجرة أو بالأجار وليس شقّه مأجوره، ١٢٨، جمع سطل سطوله وليس سطول، ١٢٩، إلْ وهَلْ، ١٣٦،  لم لا u32  إحمر ب 3 دلا من صار أحمر، ١٣٦، ستيرين أم ستيرنچ؟ ١٤٠، حَمضيات بالعامية أيضا؟ ١٤٣، الأبراج لا البروج، ١٤٧، أزا ل 'e1ا أزّا، ١٤٩، في أية مدينة يستعملون “تغذية راجْعه”؟، ١٥٦؛ تغافل في أية عامية؟ ١٦٠؛ فشّل بمعنى أفشل؟ ١£ 8 ?٣؛ روحهe5 جينه وليس رايح وجاي، ١٦٤؛ من يستعمل في محكيته العبارة “تصريح مكبوح”؟  كترجمة لـ בלשון המעטה, ١٦٦، ٣٤٩؛   7 هُس إضافة لأسكت، ١٦٩؛ طرح أم تطريح؟ ١٧٧؛ أزان بمعنى إذن، ترخيص؟ ١٨٨؛ “وظف مال” في أية لهجة؟ ١٩٢؛ من يست تعمل شل بط، شلبطة بمعنى الشبق؟ ٢٠٦، ٢٠٧، ٢٩٧؛ مناطحه لا تناطح، ٢١١؛ عِطِس بعْطِس؟ ٢١٥؛ واو العطف في العامية تكو ون إما   w أو u وفق قاعدة معروفة، ٢٢٥؛ عقفه أي عئفه لا عكفه، ٢٢٥؛ من يستخدم “مع ذالك” في عاميته ٢٢٩؛مَن ف  في البل 5 اد  يستعمل “ريّس”  بمعنى “بحّار، ملاح”؟ ٢٤٤؛ تعشين في العامية وتدشين في الفصحى، ٢٦٥؛ نتّوفه أقرب من ش  شويّه، ٢٨١؛ أهبل لا بليد، ٢٨٢؛ ألا يوجد فرق في العامية بين دوق وزوق؟ ٢٨٥؛ يوم التلاتا لا التلاته، ٢٩٣؛  2  ٢٩٣، فؤ 5 اد، أفئدة في لهجة أية مدينة؟ ٣٣٤؛ يقال في عاميتنا الفلسطينية “ميّه في الميّه” لا “ميّه في ميّه”، ٣٥١ u1563 ؛ دَوْرِه؟ ٣٩٠؛ أين الأسنسيل/الأسنسير والمعليت في العامية الفلسطينية، ٤٣٩؛ هل “فِسْق” مستعملة في ا  04 لعامية  601 في البلاد وأين؟ اللفظة المناسبة هنا هي “زنا”، ٥٠٠؛ كلام زفر في العامية وليس كلام فاحش، ٥٠٠؛ نهيق ليس 3ت في العامية بل شنهق، شنهقه، ٥١٣؛ يمّ لا تعني جمب أو جنب أو حدّ، ٥٧٢؛ ترجمة על לא דבר بـ على لا شيء الحر  1601 فية لا   معنى لها والمقصود عفوا كما وضع في خانة اللهجة، ٥٧٣؛ في أية مدينة يستعمل الرجال والنساء عبارة “طيّر   05 مي” بمعنى “بوّل”.

٤) إثبات صيغة جمع المؤنث السالم مقابل جمع المذكر السالم لغير العاقل في العبرية بدلا من صيغة المؤنث    المفرد مثل חפצים אבודים ترجمتا في العامية بـ”ضايعات” وفي الفصحى بـ”مفقودات”.

٥) مدني وقروي: في حالات كثيرة نلاحظ استخدام كلمات قروية وليست مدنية مثل “يابا” بدلا من “بابا”؛ هنال  603 ك “فين” في المدن بجانب “وين”، ٤٠؛ من يستعمل بَلْسان بمعنى أفرسيمون؟ ٥٦؛ من يستعمل بيضة جامده بمعنى   05 مسلوقه، ٧٨؛ مْكَتِّه وليس متكّه؟ ٣٥٥؛  هلقيت، هلق، إسّا، ٥٧٢، طيّر مي وشخ، ٦٠٣.

٦) مستويات الفصحى واختيار الألفاظ الأكثر ملائمة أو استعمالا أو سلامة: يلاحظ الباحث في المعجم أن الم e3عدّة جاءت أحيانا بكلمة عربية فصيحة أعلى مستوى من كلمة الأصل العبري مثلا: أبتي بدلا من اللفظة المنا  587 سبة في ههذا السياق وهي “أبي، يا أبي”؛ نقول في العربية “مجاري البول” لا “طرق البول”، ٢٧؛ يقال في العربية سند  1575 ات بنكية وليس أسناد، ٣٤؛ تدريبات لا تداريب، ٣٧؛ سخريّة بتشديد الياء والشائع بدون الشدة، ٤٠؛ قُسوة ب  75 الضم أم 2  بالفتح، ٤٢؛ اللوغاريتم وليس أَلْغورِتْم، ٤٣؛ بدائل لا أبدال، ٤٤؛ حساسية لا حسّاسية، ٤٥؛ اليمين القا  انونية بدلا من البيعة، ٤٧؛ الحَصاد بالفتح أكثر شيوعا من الحِصاد بالكسر، ٥٢ وحلب يحلِب بضم عين الفعل  32  أكثر ش¡ يوعا من ضمه، ٢٥٩، ٢٨٠؛ موضة لا مودة، ٥٥؛ ٥٦؛ مُطران هي الشائعة لا مِطران، ٦١؛ سُم لا سَم، ٦٢؛ بدلة سباحة 'c9؟ ٦٦؛ بيت دعارة أفضل من ماخور، ٨٠؛ بيت نقاهة أولى من مصح، ٨٠؛ جَناح لا جِناح، ٨٢؛ مهترىء لا مَهريّ، ٨٣  ?؛ البرازيل أولا وليس البرزيل، ٩٢؛ حساب الجمّل هي العبارة المستعملة وليس الحساب بحروف الهجاء، ١٠٦، ثُغاء ل  1575 ا ثِغاء، ١١٣، مَعين لا مُعيّن، ١٣٠، مِشوار بمعنى غيار السيارة؟ ١٥٨؛ سمُن أفضل من بدن، ١٩١؛ هان بهين ول 1يس أهان في العامية وهذا الاستعمال العامي أي فعل بدلا من أفعل معروف، ١٩٢؛ وُِجهة نظر والصيغة بالكسر هي الشا ائعة، ١٩٣؛ تخبُّط لا تلبّط، ٢٠٩؛ صاغ يصوغ لا يصيغ، ٢١٣؛ راهن لا قامر، ٢١٦؛ زُكِم أو أصيب بالزكام في الف ddصحى لا
u1578 ترشّح، ٢٢١؛ طبيب بَيْطري أكثر شيوعا من بَيْطار، ٢٢٦؛ قمامة بدلا من زبل، ٢٢٩؛ المنقلة هي المستعملة لق  1610 ياس الزاويا ولا أدري من يستخدم “مقياس الزوايا”، ٢٣١؛ مسحوق اللبن؟! ٢٥٩؛ حلب بُحْلُب؟! ٢٥٩؛ مُسوَّدة ل لا مُسو¡ ِّدة والشائع مُسْودّة، ٢٨٠؛ غَلَب؟ ٢٨٦؛ ما الشائعة أكثر مصطبة أم مسطبة؟ ٢٨٨؛ القَبول لا القُبول، ٣٥٨؛ a يقال الدورة الدموية لا الجهاز الدموي، ٣٩٠؛ دعارة بفتح الدال أكثر استعمالا من دعارة بكسرها فلماذا   604 لا تدرج
u32  في القاموس؟ ٥٠٠؛ الحزانى هي الصيغة المستعملة أكثر من الحزناء، ٥٠١؛ أوراق مالية لا ورق مالي، ٥٠٢؛ موا انىء لا موانٍ، ٥٠٨؛ نَمِر لا نِمْر، ٥٠٩؛ من يستعمل وأين: طُنْطْله وطلاطلة، لا بل من يفهمهما؟ المقصود! te لهاة”،
u32  ٥٧٦؛ في أية عربية أدبية  تجد “شخّ “ بمعنى “بوّل”؟، ٦٠٣؛ يُعزف لا يُلعب وكندا/كندي لا كنادا/كنادي، ٦٦٩! ؛


٧) وجوب التمييز بين صيغة كلمة عامية مفردة ومضافة: أمْن بدلا من أمِن، بِنْت بدلا من بِنِت؛ ٥٥، عجْر، و 'e6حْل، ٧١؛ عقْل، ٧٧؛ ٨٧؛ ٨٩؛ ٩١، ٩٦، ٩٨، ٩٩، ١٠٣، ١٠٤، ١٠٥، ١٠٧، ١٠٨، ١١٣، ١١٤، ١١٩، ١٢٧، ١٢٩، ١٣٢، ١٣٣، ١٣٤، ١٤٠، ١٤١، u32  ١٥٩، ١٦١، ١٦٣، ١٦٤، ١٦٩، ١٧٩، ١٨٢، ١٩١، ١٩٤، ١٩٧، ١٩٩، ٢١٦، ٢٢٢؛ ٢٢٩؛ ٢٣١؛ ٢٣٨؛ ٢٣٩، ٢٤٠، ٢٤٥، ٢٤٩، ٢٥٨، ٢٦٦، ٢٦٧، ٢٨٠، ٢٨٣، ٢٨٥š 8 ، ٢٨٨، ٣٠٠، ٣٠٤، ٣٠٨، ٣٢١، ٣٣٣، ٣٣٨، ٤٢٢، ٥٠٠، ٥١٣، ٥١٤، ٥٧٨، ٦٣٩. ما زلتُ أذكر جيدا كيف انتبهت ابنتى الكبرى وه  10 ي في الخامسة من عمرها إلى الفرق في المعنى بين بِنِت وبِنْت، الأولى  girl والثانية daughter

٨) كلمات من العبرية ويبدو أن عددها قليل: أَفِزار، ١٦؛ أوفِر، ٢١؛ جريكان، ١١٥؛ بيليفون، ٢٨٣؛ رمزور، ٧٠٢.  2   

٩) في طور الاندثار: هنالك بعض الكلمات المندثرة تقريبا في تقديري ووردت في القاموس: خواجا بمعنى غير ال  1605 مسلم؛ الحزيط بمعنى عاثر الحظ . أنظر:
Moshe Piamenta, Ḥazīṭ ‘Unfortunate’ - A Decaying Element in Colloquial Arabic. AIS, Ramat Gan: Bar Ilan University (1973): xlvi-xlviii and 2.

١٠) الفونيمان  [ث] و [ذ]: من المعروف أنهما غير موجودين في اللهجة المدنية ويتحولان فيها إما إلى /ت / أو /  1587 س/ و/د/ أو /ز/ تباعا ولا بد من بحث هذه الظاهرة في كل لهجة لحدة لمعرفة فيما إذا كانت هناك قواعد معينة ل  607 هذا الت
u1581 حول أو ذاك. لاحظت بعض الاستعمالات في المعجم قيد المراجعة وهي، في تقديري، لا تمثل الواقع. شازّ/شازّه ه، ٢٨؛ وسن لا وتن، ٤٤؛ حزف لا حدف، ٤٤؛ ٤٦؛ ٤٧؛ ٩٥؛ ٩٩، ١١٩، ١٢١، ١٢٢، ١٤٩، ١٨١، ١٩١، ١٩٢، ٢١٣؛ ٢٢٩، ٢٨٢؛ ٣٠٤؛ ٥٠٩؛ ٥  1633 ?٨، ٥٢٣،  ٧٩٤.

١١) أخطاء مختلفة منها إملائية ومنها وضع الفصيح محل العامي وبالعكس وعدم التمييز بين الفاء والفاء ال  1605 مثلثة والجيم المصرية لا نقحرة لها، طول الحركة وقصرها: تهتئة بدلا من تهنئة، ٣٥؛ ٤١، دفّيئة، ٨٠؛ ٩١، ٩٥، a1 أهداف
u1608 وجولات، ١٠٠،  خامّ! ١٠٠، كذصلك، ١١٠، ١١٩، سدّق لا صدّق بالعامية، ١٣٦، ١٥٢، ١٥٧، ١٦٥؛ ٢١١؛ المأَكّد، ٢٢٥؛ فو  583 دكا، فولت،  فيتو، ٢٢٥؛ ٢٢٦، ٢٢٩، ٢٤٥، جوده بالـ ū لا بالـ ō، ٢٨٠؛ صروخ بالعاميه لا صاروخ، ٢٨١؛ ٢٨٣؛ ٣٠٠؛ ٣٠١  1563 ؛ ٣٠٩، ع 83 داد الماء لا عداء الماء، ٣٦٤؛ ٤١٠، ٤٩٥؛ ٥٢٧، ٥٧٣، ٥٧٧، ٥٧٩، ٦٨٩؛ غطرسة لا غطغسة، ٧٢١، ثُمّن، ٧٤٨، ٧٦٩ .

أمامنا لبنة في صرح المعجمية العبرية العربية بشقيها المنطوق والمكتوب وهي بحاجة مستقبلا للتشذيب وا  604 لتحسين والتوسيع. في القاموس مادة كافية لإجراء أبحاث ميدانية لمقارنة ما في المعاجم عامة من مادة وما c7 على أل
u1587 سنة الناس من أخرى. من المواضيع المثيرة للاهتمام ندرة الكلمات العبرية في هذا القاموس رغم أننا نعرف   1571 أنها تغزو قرانا ومدننا في البلاد. ثم سيرينا الدهر لاحقا بعد عقود معدودة ما مصير عبارات من هذا القبي يل في ال1كتابة العربية في البلاد إذ لهذا الموضوع تأثير مستقبلي على روح عربيتنا إذ أن الرداء عربي إلا أن الل! حمة عبرية. من هذه الاستعمالات نشير إلى:

لاقط أخبار هاتفي؛ ردّ تلفون آلي؛ موضوع حلقة دراسية جامعية؛ صندوق المرضى؛ صندوق التكميل؛ الصندوق ا 'c7لدائم لإسرائيل؛ صندوق التعويضات؛ طبيب للعائلة؛ وزارة الإنشاءات؛ ساعة ميقاتية؛ مشروب فوّار؛ مجمو! ع المفرd1دات؛ نظام الاتصال البيتي؛ بيضة جامدة؛ بيضة عيون؛ حيوانات وحشية؛ غاز مسيل للدموع؛ طابع إيرادات؛ ال  لقتل بدافع الشفقة؛ يوم حِلّ؛ مقياس الزوايا؛ إدارة قرص التلفون؛ رغيف للسبت بشكل الضفائر؛ دفيئة للن  1576 باتات؛ قوس وسهام؛ كرة الثلج؛ كفاءة بدنية؛ إمتحان القبول؛ فرن الموجات الكهربائية؛ آلة كاتبة؛ محلّ اصطناع  610 ي؛ حكومة ظلال؛ ضريبة القيمة الإضافية؛ جهاز لاقط؛ مركز استيعاب؛ ملين الغسيل؛ جِماع متراجع؛ كلب إرش 4اد؛ ظروف مخفّفة؛ شمعة الذكرى؛ طنجرة ضغط؛ عدس لاصق؛ قادمون جدد؛ العالم السفلي؛ مصباح يدوي؛ فكْسس؛ عنق الز 2جاجة؛ عنق الرحم؛ استقبال السبت؛ ساعات الاستقبال؛ ضابط الصحة النفسية؛ قداس الترحم؛ خط الانتاج؛ مر u1603 كز استيdعاب؛ قهوة سريعة الذوبان؛ معركة التحام؛ أول السنة أي رأس السنة؛ متعدد الجهات؛ ساحة الجزاء؛ شاطىء ا u1604 لاستحمام؛ فائدة مقطوعة؛ إشارة ضوئية؛ سلطة الإذاعة؛ ضريبة تحسين العقارات؛ خدمة الأمن العام؛ سنة ا  604 لتفرغ إ
u1604 لى البحث؛ بوليس الكتيبة؛ شفاطة غبار؛ عشب بري سائب؛ منضدة كتابة؛ شباب الهوامش؛ كتاب محادثات لتعليم e3 لغة أجنبية؛ سُكر الأعماق؛ لحم مشوي على السيخ؛ أجار التشجيع؛ صندوق التجميد؛ صندوق الشحن؛ لقب بمعن 4ى شهادة جامعية؛ محطّة مُرَحّل؛ صندوق الموسيقى.

أردد مقولة الشاعر والمعجمي الإنجليزي صامويل جونسون (١٧٠٩-١٧٨٤) الشهيرة “يتوق كل من يؤلّف كتابا إل 'e1ى المديح، أما من يعدّ قاموسا فحسبه أن ينجو من اللوم”.



124
المنبر الحر / لماذا تبكي؟
« في: 00:44 16/02/2013  »
لماذا تبكي؟
ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي



أصيب رجل ثمانيني بالتهاب في أذنيه جعله أصمَّ تقريبا. أعلمه الأطباء بوجوب إجراء عملية للشفاء من مرضه هذا. وافق الرجل على إجراء العملية إذ أنه لم يكن ق! ادرا على سماع أي شيء سوى الألم الحاد في أذنيه. بعد إجراء العملية بنجاح قدّم الطبيب الجرّاح للمريض فاتورةَ العلاج.
ألقى الرجل المسن نظرة على الفاتورة وأجهش بالبكاء. عندما لاحظ الطبيب حالة مريضه شعر بالشفقة حياله وقال له إذا كانت التكاليف باهظةً أكثر من اللزوم ف  605 ?ن الممكن القيام ببعض الترتيبات الأخرى.
ردّ الرجل العجوز بقوله: لست في حالة بكاء بسبب المال ولكني أبكي لأن الله منحني السمع ثمانين عاما ولم يُرسل لي فاتورة قط.
هناك بركات كثيرة منحنا إياها الله ولا ندرك أهميتها إلا إثرَ انتزاعها منّا!




125
معرفة اللغة العربية أمر نسبيّ
ا. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


www.yle.fi/teema/ylenavoin/keskustelu.html
  في هذا الموقع الفنلندي لمحطة الإذاعة جرت مراسلة قصيرة في الواحد والعشرين من شهر كانون الثاني لعام 2005  وهذه ترجمتها للعربية ليطّلع عليه القارىء العربي وكل من يعرف العربية  في كل مكان، والتعليق على فحواها، عيش كتير بتشوف كتير:
أنا مسلم: ألا يوجد مختصون مسلمون في فنلندا يمكن إحضارهم إلى البرنامج لشرح أمور متعلقة بالإسلام لنا؟ إن هيكي بالفا وهمين-أنتلا مسيحيان وخلفيتهما تؤثر على آرائهما، أضف إلى ذلك، همين-أنتلا لا يعرف العربية بالرغم من كونه أستاذا، بروفيسورا، لها. أهناك من مستغرب مستهجن؟
وفي الثامن والعشرين من الشهر ذاته علّق الوقواق الأبله قائلا: لقد شتّ هذا عن الموضوع ولكن بما أن لدينا في النقاش خبيرا خاصّا، فقد وجّهتُ السؤال الذي أثاره المسلم مستوضحا فيما إذا كان إدعاؤه في محله، أي أن أستاذ اللغة العربية الحالي في جامعة هلسنكي لا يعرف العربية، وهذا حقا قول شديد الخطورة. والأستاذ بالفا يعرفه  فهو  السابق في المنصب والآخر اللاحق، مع الشكر سلفا على الإجابة
وفي اليوم نفسه وبعد أقل من ساعة على توجيه السؤال ردّ بالفا مجيبا:
عزيزي الوقواق الأبله، الإجابة على سؤالك تتوقف على ما هو المقصود بقولنا معرفة اللغة. لا أحد، لا عربي ولا أي انسان آخر يسيطر على كافة أنماط اللغة العربية،  وعليه فإن مقدرة كل واحد محدودة.  الأستاذ همين ـأنتلا كباحث في اللغة العربية مطّلع، قبل كل شيء، على الفيلولوجيا العربية  والأدب العربي الكلاسيكي،  وهو مترجم لهذا الأدب وكذلك الأدب الحديث، ولا ريب  في أنه  يعرف لغة تلك النصوص.  إنه لم يكن بحاجة في أبحاثه  إلى اللغة المحكية وهذا في اعتقادي يؤثر على الجانب اللغوي العملي لديه. ومن الجيد التذكر انه في الحالات والمناسبات غير الرسمية تستخدم العربية المحكية بلهجاتها المتباينة  وهي لغة الأم الحقيقية لدى العرب وهي بعيدة جدا عن اللغة الأدبية ، لغة العرب الثقافية. إن القدرة في اللغة العربية هي دائما جزئية.
مع تحياتي، هيكّي
أودّ في هذا السياق التنويه بالحقائق التالية والتي قد تسلّط بعض الضوء على ما جاء أعلاه
أولا: الأستاذ بالفا كان أستاذ همين أنتلا ومرشده في أطروحة الدكتوراة
ثانيا: مما ترجم همين أنتلا للفنلندية القرآن الكريم
ثالثا: الكتاب الأدبي الحديث الذي ترجمه همين-أنتلا إلى الفنلندية هو رواية حنان الشيخ، إنها لندن يا عزيزي
رابعا: لا وجود لأي بند في السياسة الأكاديمية يقضي بوجوب معرفة الأستاذ للغة التي يدرّسها  علما وعملا أي من الناحية النظرية والناحية التطبيقية على حد سواء. ولا يختلف اثنان في أن معرفة أية لغة حية تعني أول ما تعني التحدث بها ثم القراءة والكتابة
خامسا: الترجمة من لغة أجنبية إلى لغة الأم لا تعني بالضرورة السيطرة العملية على لغة الأصل وهذا من الأمور البدهية في أبجدية اللغويات. هناك مترجمون لا حصر لهم للعربية إلى لغات مختلفة وهم لا يتكلمون العربية البتة، وينسحب الأمر ذاته بالنسبة لباحثين في اللهجات العربية الحديثة
سادسا: في الواقع معرفة أي شيء في العالم هو جزئي والعلم الكامل للخالق الباري وحده
سابعا: لا بدّ من قول الحقيقة كاملة وعارية دون رتوش أو دبلوماسية ليست في محلها
ثامنا: إني عرفت أستاذا فنلنديا فذا، يوسّي تنلي أرو، رحمه المولى، وقد امتلك ناصية العربية المحكية الشامية  والأدبية كابن قح لها. معيار معرفة اللغة  أية لغة قد يكون مثلا إلقاء محاضرة مرتجلة أمام مختصين في مجال التخصص لمدة نصف ساعة  والإجابة على الاستفسارات والتعليقات، وفي اللهجة القدرة على التحدث مع ناطقيها الأصليين لا سيما الأطفال بسلاسة ودون عناء
تاسعا: ماذا كان قيل أو سيقال لو كان موضوع الحديث أستاذا عربيا جامعيا في لغة حية هنا في بلاد الشمال كالسويدية أو الدانمركية أو النرويجية أو الفنلندية وهو عاجز عن التحدث  والكتابة بها؟
 ”حيط بني يعرب كتير واطي هلأيامات


126

تأثيل “آدم” من “أديم” و“المسيح” من المسح بالزيت
أ.د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

كلّ طالب في مساق اللغويات السامية يعلم ما أثبت في العنوان. “آدم”، أبو البشر في الديانات السماوية   575 الثلاث، الذي عاش، حسب ما ورد في التوراة، تسعمائة وثلاثين سنة (تكوين ٥:٥)، تكرّر اسمه قرابة ستمائة   5 مرة في العهد القديم وينظر في المعجم المفهرس (concordance). تتطرّق التوراة في مواطنَ عديدة إلى موضوع تأثيل الأسماء وتقول “وجبل الرب الإله آدمَ ترابا من الأ أرض، ونفخ في أنفه نسَمة حياة. فصار آدم نفسا حيّة” (سفر التكوين ٢: ٧). ومثل ذلك ورد في القرآن الكريم “إن e4ّ مَثَلَ عيسى عند الله كمثَل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون” (سورة آل عمران ٥٩ وانظر السجدة ٧-٨). 32  يُذكر  1 أن “آدم” في أسفار العهد القديم مخلوق بين الله القادر على كل شيء وبين الحيوان. في اللغة السنسكريتية   أطلق على آدم، الإنسان الأول، اسم manu المشتقّ من جذرمعناه “يفكر” وهو الملك الأول ومؤلِّف مجموعة القو5 انين ال  587 سنسكريتية. “مانو” هذا هو اسم بطل الطوفان في التقاليد الهندية مثل “نوح” لدى الساميين. في اللغة اللا  578 تينية homo أي “رجل” وhumanus أي إنسان من “humus” أي “الأرض”.
لفظة “مسيح” متحدّرة من الآرامية  “משיחא’’ والعبرية משיח (أشار إلى ذلك أبو بكر الرازي ت.٩٢٣م.) وقد وردت   73 إحدى عشرة مرّة في الكتاب المقدس مضافة إلى יהוה عادة مثل سفر صموئيل الأول ٢٤: ٦، ١٠؛ ٢٦: ١٦؛ صموئيل الثاني ي ١: ١٤، ١٦، ٢١؛ دانيال ٩: ٢٥، ٢٦ وفي حالات أربع أخرى ترد هذه الكلمة صفة للكاهن، سفر اللاويين ٤:٣، ٥، ١٦؛ ٦: ١ 637 ? وهناك    أيضا ”مسيح الرب” في سفر صموئيل الثاني ١: ١٤. يعود استعمال لفظة messiah في الإنجليزية إلى بداية القرن الراب u1593 ع عشر وهي مأخوذة من اللغة اللاتينية المتأخرة Messias المأخوذة بدورها من  اليونانية Messias وهذه مستمدّة من ال 4 لفظة ال  570 آرامية والعبرية المذكورة بمعنى “مسح، دهن بالزيت” المقدّس في المعبد بغية التبريك والتقديس وحلول ر  8 وح الربّ على الممسوح، Xristós المشتق من الفعل χρίω أي يمسح. يُدعى عادة زيت الزيتون هذا المطيّب بزيت المسحة (الميرون =الزيت المقدس، أنظر سفر التكوين ٢٨: ٨؛ سفر ا 7لخروج ٣٠، ٤٠؛ سفر الملوك الأول ١٩: ١٦). يُذكر أن شاؤول كان أوّلَ ملك مُسح بأمر ربّاني وأطلق عليه اسم “م e3سيح الرب” (سفر صاموئيل الأول ١٠:٥-٧) ثم مسح هو الفتى داؤود ليحلّ محلّه (صاموئيل الثاني ٢٣: ١-٣)، ثم مسح ا
 u1604 لكاهن ص 5ادوق وناثان النبي سليمان ملكا إلخ (أنظر سفر اللاويين ٤: ٣-٥؛ المزامير ١٣٢: ١٠). من المعروف أن صيغة “فعيل 'e1” المصوغة من فعل متعدٍ تأتي بمعنى “مفعول” نحو “أسير، جريح، خضيب، رجيم، صقيل، طريح،  قتيل، كسير” وك dfذلك الم مسيح أي الممسوح بالزيت.

بعد هذه المقدّمة القصيرة (أنظر مقالا على الشبكة بعنوان: التأثيل الشعبي والتلاعب بالألفاظ لكاتب هذه ه السطور) أورد ما يذكره الدكتور جمال نصّار حسين بصدد تأثيل/تأصيل اللفظتين آنفتي الذكر، آدم  والمسيح ح. إنه يدّعي أن آدم  معناه “مغطّى بالشعر” وأن المسيح معناه “مُعرَّى من الشعر”. إليكم بالحرف الواحد مما في كت aابه من تأثيل شعبي (folk  etymology, associative or popular etymology) لا مكانَ له في الدراسات العلمية الحديثة إلا للنمثيل والشرح والتحرّي لرحلة u32  الكلمات عبر العصور والأماكن: د. جمال نصار حسين، نشوء  وإرتقاء آدم وحواء، قراءة في أصول المشكلة الإنسانية وحلّها. بيروت: دار العل 1م للملايين، ط. ١، ٢٠٠٥، ٥٤٤ ص.

“ فعدم وجود الشعر على جسم المسيح كان يعني الشيء الكثير والكثير جداً ولكن القوم عُمِّيت عليهم، وكما ا هو شأنهم دائماً! وقبل أن نقفل راجعين الى حيث كنا نرى ان نُعرِّج على بعض اللغويات ذات الدلالة والتي  ي بمستطاعها اقامة الدليل القاطع على كون اسم المسيح قد اشتُق مما له علاقة بكونه غير مغطّىً بالشعر جسسمه! ان   80 جسم المسيح كان قد مسحه الله فمحا عنه شعره فجعل ذلك منه مسيحاً أي ممسوح الشعر أملس الملمس. تدبّر في ا 'c7لكلمتين: محا ومسح. ان كلاً من كلمة مسح ومحا تفيد الأزالة والتخلُّص والتنظيف! فلقد كان المسيح أملس ا 1604 لجسم عد! يم الشعر؛ خالياً من الشعر! ممسوح الجسم من الشعر؛عارياً من الشعر. ولنا ان نتصوّر مبلغ التفرُّد الذي!  تميز به المسيح، بجسمه الممسوح من الشعر، عن قومه الذين كان يميزهم شعرُ جسم كثيف للغاية؛ اذ كانوا من ن العرق    السامي المتفرِّد بكثافة شعر الجسم! [أنظر سفر التكوين ٢٧: ١١ “فقال يعقوب لرفقة أمّه: هوذا عيسو أخي رجل  1612 ٌ أشعرُ وأنا رجلٌ أملسُ”،  إضافة: ح.ش.] كان المسيح مُعرَّى من الشعر وذلك على خلاف آدم الذي كان مغطّى 6 بالشعر.  2  ان اسم آدم هو ضديد اسم المسيح؛ فآدم  اشتُق اسمه ليدل على كونه مُغطّى بالشعر. تدبَّر في الكلمات: دمَّ  َ، ردم، طمَّ، طمرَ، أديم. تفيد هذه الكلمات معنى التغطية (أديم الأرض هو قشرتها الفوقية وغطاؤها الذي
 u1610 يستر با 7طنها)” ص. ٢١٨، أنظر ص. ٣٠٣. يضيف المؤلف حسين في الصفحة التالية ما نصه “فلم يكن المسيح هلوعاً جزوعاً بل e1 كان انساناً خالياً من الاعتلالات النفسية! كما ان انعدام الجنس لديه كفل له ان يبقى جسمه مسيحاً من ا c7لشعر خا الياً من أية مواد جنسية”.
أمام القارىء عامة والمهتمّ بموضوع التأثيل الشعبي خاصة  مثالان يضافان إلى أمثلة أخرى معروفة بل شائ  1593 عة أحيانا مثل: الإنفلونزا من أنف العنزة؛ شكسبير من الشيخ زبير؛ نابلس من نابُ لُس (اسم أفعى)؛ هامبورغ  غر من هام = لحم فخذ الخنزير وبورغر؛ اللات من يلت السويق عند صخرة؛  بابل من بلبلة الألسن كما ورد في سف dر التكو 'e6ين ١١: ٩؛  die Erde الألمانية متحدرة من لفظة “الأرض” العربية!؛ bonfire من “نار جميلة” والصحيح ““نار عظام”؛ OK من zero k! illing, דיוקן من דיוק؛ אלכּוהול من עַלכּול, נשר لأن شعره ينثر، يسقط.

أنظر مثلا:

إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، ١٩٥٨.
أحمد مختار عمر، علم الدلالة. القاهرة: عالم الكتب  ط. ٢، ١٩٨٨.
محمد علي الخولي، علم الدلالة (علم المعاني). عمان: دار فلاح، ٢٠٠١.
محمود عكاشة، الدلالة اللفظية.  القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، ٢٠٠٢.
גב‘‘ע צרפתי, העברית בראי הסמנטיקה. ירושלים: האקדמיה ללשון העברית, תשס‘‘א, פרק 12.
רפאל ניר, סמאנטיקה עברית. תל אביב : האוניברסיטה הפתוחה, תשמ"ט.
תמר סוברן, שפה ומשמעות: סיפורי הולדתה ופריחתה של תורת המשמעים. חיפה 2008.
.Anatoly Liberman, Word-origins: Etymology for Everyone. Oxford Univ. Press, 2009


127
لمحة عن بعض كتاب ألمانيا العرب
أ.د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

 
 
هجرة الأدمغة العربية إلى خارج  أوطانها، إلى الغرب، أمريكا وأوروبا الغربية، ظاهرة معروفة للجميع منذ عقود كثيرة. غياب الديموقراطية والأوضاع العلم ?ية الجامعية البعيدة عن الحرية الحقة وغياب العدالة الاجتماعية وسيادة القانون وانحسار آفاق التقدم والإبداع كانت من وراء تلك الهجرة. يعود قدوم الع 85 ?ب إلى ألمانيا إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية طلبا للعيش والتحصيل الجامعي. أنذاك كانت هناك ألمانيتان، غربية رأسمالية وشرقية شيوعية، بين السنتين ١٩٤٩-١٩٩  ?٠،  وقسم لا يستهان به من الطلاب العرب كالسوريين والعراقيين والمصريين  واللبنانيين والفلسطينيين قد توجهوا لجمهورية ألمانيا الديموقراطية للالتح  ?اق بجامعاتها. ظاهرة شبيهة بذلك، أي اختيار اللغة الألمانية في الكتابة الأدبية، وجدت لدى مثقفين كثيرين من أوروبا الشرقية، أمثال يان كورنيليوس الروماني  والت! شيكي فرانتس كافكا والبلغاري إيليا ترويانوف.
 
يبدو أن البروفيسور فؤاد رفقة (١٩٣٠ـ٢٠١١) الشاعر والمفكر السوري -اللبناني كان من طلائع مترجمي الشعر الألماني الكلاسيكي إلى العربية في ستينيات القž 5 ?ن العشرين وكانت أطروحته للدكتوراة  عام ١٩٦٥ حول “نظرية مارتن هايدغر في الشعر والفن” في جامعة توبنچن. ترجماته شملت نماذج شعرية لغوته وريلكه وتراك 1604 ? وبريشت ونوفاليس وهيلدرلين وهيسه، وفي تلك الفترة أسّس رفقة مع أدونيس ويوسف الخال مجلة “شعر” الشهيرة. يُطلق على المرحوم رفقة النعتان “سفير الثقافتين الأل 605 ?انية والعربية” و”المتصوف المسيحي” وهو حائز على ميدالية غوته. من مؤلفاته الشعرية: مرساة على الخليج؛ العشب الذي يموت؛ حنين العتبة؛ قصائد هندي أحم  ?ر؛ جرّة السامري؛ سلة الشيخ درويش؛ عودة المراكب؛ خربة الصوفي؛ كاهن الوقت؛ أمطار قديمة؛ بيدر؛ مرثية طائر القطا؛ تمارين على الهايكو؛ أنهار برية؛ خربشات في جس! د الوقت؛ مرساة على الخليج.
بعد ذلك صدرت المجموعة القصصية “القرد الذي يبحث عن تأشيرة” للكاتب المغربي مصطفى الحجاج عام ١٩٦٩ وهي أول عمل أدبي نثري بالألمانية لكاتب عربي. يحكي 5 ?لمؤلف في هذه القصص ما قاسى قبل هجرته إلى ألمانيا من متاعب وحيثيات حصوله على تأشيرة سفر. هنالك من المغرب أيضا الشاعرة  فوزية طيبي المقيمة في فرانكفوž 5 ?ت والمترأسة لجمعية كتّاب من عدة جنسيات وهي ترى في الألمانية لغة أمها إضافة إلى الأمازيغية والعربية، ومع هذا فهي تفضّل الكتابة بالألمانية فعليها نمت وترعرع ?ت. قبل ذلك كل ما كان يعلمه القارىء الألماني العادي عن الأدباء العرب اقتصر على الذين ألّفوا بالفرنسية أمثال آسيا جبار وطاهر بن جلون.
يجدر هنا ذكر اسم الشاعر السوري، د. أحمد عادل قره جولي ( قرشولي) (١٩٣٦ـ ) الذي توجه إلى ألمانيا الشرقية عام ١٩٦١ للدراسة في جامعة مدينة  لايبزچ المعروفة و 606 ?ال شهادة الدكتوراة في الأدب الألماني حول مسرح برتولد بريشت  عام ١٩٧٠ ولا يزال يعيش هناك ويتعاون مع زوجته ريجينا في الترجمة. قرشولي ينظم الشعر بكلت 75 ? اللغتين العربية والألمانية وترجماته لأشعار مختارة لأدونيس ومحمود درويش للألمانية معروفة جيدا للمثقف الألماني. حصل على جائزة مدينة لايبزچ للأدب عام ١٩٨٥!  وجائزة الأكاديمية البافارية للآداب سنة ١٩٩٢ وشغل منصب رئيس فرع اتحاد الكتاب الألمان في مقاطعة لايبزچ مدة خمس سنين. كما التحق الكاتب والشاعر والر 608 ?ائي والمترجم العراقي فاضل العزاوي (١٩٤٠- ) بالجامعة ذاتها وحصل على الدكتوراة على بحثه حول المشاكل الرئيسية لتطور الثقافة العربية عام ١٩٨٣ويقيم حاليا في برل 610 ?ن وكان قد ترجم مع زوجته، سلمى صالح، بعض المؤلفات الألمانية إلى العربية مثل رواية روبرت موزيل “الرجل الذي لا خصال له”. من مصر يمكن ذكر الأديب ناجي ن 80 ?يب (١٩٣١-١٩٨٧) الذي كان من أوائل مترجمي مقتطفات من الأدب العربي للغة الألمانية وأسّس دار أورينت للنشر في برلين (Edition Orient) لنشر ترجماته.
عاد رفقة فيما بعد إلى مسقط رأسه لبنان كما فعل الكثيرون في تلك الحقبة الزمنية أمثال المترجم نبيل حفار (١٩٤٥-) حامل درجة الدكتوراة في الأدب الألماني من!  جامعة برلين عام ١٩٨٨ وكانت أطروحته  حول “الاستقبال العربي لبرتولد بريشت”، والفيلسوف السوري محمد الطيب تيزيني (1934- راجع موقعه على الشبكة http://www.tizini.com) اللذين  u1585 ?جعا إلى وطنهما سوريا إثر الانتهاء من الدراسة الجامعية في ألمانيا الشرقية. وتيزيني حاصل على شهادتي دكتوراة في الفلسفة عام  ١٩٦٧وفي العلوم الفلسفية عام ١٩٧٣  u1608 ?قد اختير عام ١٩٩٨ واحدا من مائة فيلسوف في العالم للقرن العشرين. الأمر ذاته ينسحب على الأديب وأستاذ الفلسفة والمترجم عبد الغفار المكاوي (١٩٣٠-) ورجو u1593 ?ه إلى أرض الكنانة ورضوان السيد (١٩٤٩-) الحاصل على الدكتوراة في الفلسفة من ألمانيا عام ١٩٧٧وعودته إلى لبنان.
يخلص المتتبع لحيثيات هذا الجيل العربي الذي قدم إلى ألمانيا في فترة مبكرة نسبيا إلى مثل هذه الخصائص. هنالك الذين مكثوا ردحا من الزمن في الدراسة الجا 1605 ?عية ثم قفلوا عائدين إلى أوطانهم وعملوا على نقل الثقافة الألمانية إلى قرائهم كما وكتبوا متأثرين بما درسوا.من ناحية أخرى يرى المرء عربا فضلوا العيž 8 ? الدائم في ألمانيا وألفوا بالألمانية كما ونقلوا إليها بعض الأعمال الأدبية العربية، وهناك من ألف بلغة أمه وترجم من الألمانية للعربية. غني عن التوضيح أن ذلك ا 04 ?جيل، مواليد الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، قد عانى من الأوضاع السياسية الصعبة في الشرق العربي التي نجمت في أعقاب الحرب الأهلية في لبن u1575 ?ن والحرب العراقية الإيرانية. مثال على ذلك الروائي الشهير رفيق شامي (سهيل فضل، الاسم الأصلي، لغته الأولى الآرامية، بلدة معلولا الواقعة على بعد ٥٠كم إلى الشم u1575 ?ل الغربي من دمشق) وسليمان توفيق، ولد الأول عام ١٩٤٦ ووصل ألمانيا عام ١٩٧١ لدراسة الكيمياء في جامعة هايدلبرغ وحصل على الدكتوراة عام ١٩٧٩. لا تضاف أي u1577 ? معلومة جديدة عند القول بأن الأديب رفيق شامي الذي تفرغ للكتابة الأدبية منذ ثلاثة عقود هو من أشهر المؤلفين بالألمانية حاليا، إذ أن عدد نسخ مؤلفاته المبيعة تف! وق معظم ما يباع من أعمال الكتاب الألمان. نقلت كتابات شامي التي تربو على الخمسة والعشرين إلى عشرين لغة. ومما يجدر ذكره أن الشامي كان قد صرّح في إحدى ال  5 ?قابلات التي أجريت معه قبل سنتين: “فنجان قهوة في دمشق وأغنية لفيروز … يعادل كل ثروة المهجر”. يعزى أحد أسباب شغف القارىء الألماني بقراءة شامي إلى أسلوبه السرد 1610 ? الشفوي وكأنه فنان مسرحي. جاء سليمان توفيق (١٩٥٢-) إلى ألمانيا عام ١٩٧٠ وهو شاعر وصحفي يُعنى بالموسيقى العربية  ويزاول مهنة أو قل فن الترجمة من العربي ?ة إلى الألمانية، له عدة دواوين شعرية بالألمانية.
من الأدباء العراقيين الذين تركوا وطنهم في سبعينيات القرن العشرين وتوطنوا في ألمانيا يمكن الإشارة إلى حسين الموزاني (١٩٥٤-) الذي ينشر مؤلفاته بالع 85 ?بية والألمانية ويترجم من الألمانية للعربية مثل رواية “الطبل الصفيح” لغونتر غراس الذي نال جائزة نوبل للأدب سنة ١٩٩٩. وهناك أيضا الشاعر والناشر خ 1575 ?لد جابر المعالي (١٩٥٦-) اللاجىء السياسي الذي أسس دار نشر معروفة، “منشورات الجمل”، وقرض الشعر بالعربية وشارك مع ألمان في نقل عينات شعرية عربية إلى الألمانية  1605 ?ن شعر محمود درويش مثل “ورد أقل” عام ١٩٩٦ وسركون بولص وبدر شاكر السياب. غادر المعالي ألمانيا قبل بضع سنوات ويعيش اليوم في بيروت وتركز دار نشره على ن 602 ?ل الأدب الألماني إلى العربية. ونجم والي (١٩٥٦-) الروائي هرب عام ١٩٨٠ من العراق وأكمل دراسته الجامعية للأدب الألماني في هامبورغ ويسكن اليوم في برلين ويكتب الرو! ايات بالعربية وتترجم إلى الألمانية وتلقى نقدا إيجابيا ورواجا ملحوظا لدى القارىء الألماني. قد يتذكره الكثيرون من القراء  بسبب كتابه “رحلة إلى قلب ! العدو” أي عن زيارته لإسرائيل قبل بضعة أعوام.
هناك جيل الشباب مثل الأكاديمي والروائي حامد عبد الصمد (١٩٧٢-) المصري الذي وصل ألمانيا عام ١٩٩٥ واشتهر بعد كتابته لسيرته الذاتية وفبها نقد ذاتي  يتطر u1602 ? فيها لنقد الإسلام. كان ذلك في رواية حملت عنوان Abschied vom Himmel “وداعا أيتها السماء” نشر بالعربية والألمانية. وله كذلك كتاب Der Untergang der islamischen Welt أي “سقوط العالم الإسلامي، نظ 85 ?ة في أمّة تحتضر” الصادر قبل حدوث ما أطلق عليه اسم “ الربيع العربي” بعام ولديه نشاط بارز في الإعلام الألماني. ومن بلاد الرافدين يمكن أن نشير إلى اللاجىء السيا! سي الشاعر والروائي والناقد  عباس خِضِر الساعدي (١٩٧٣-) الذي أتى إلى ألمانيا عام ٢٠٠٠ ودرس الأدب والفلسفة وبدأ قبل عدة سنوات بتأليف رواياته بالألمان u1610 ?ة، “الهندي المزيف، هامبورغ، دار ناوتيلوس  ٢٠٠٨. هذه الرواية تروي قصة هروب الكاتب من وطنه إلى بلدان كثيرة. تجدر الإشارة في هذا السياق أيضا إلى الكاتب شيركو فت 575 ?ح المولود في برلين الشرقية سنة ١٩٦٤ لأب كردي عراقي وأم ألمانية وهو يجيد الألمانية حديثا وكتابة كإجادته لغة أمه الكردية والعربية  وتحتل أعماله مرك  ?زا مرموقا في النقد الألماني.
من فلسطين يمكن التنويه بالشاعر صالح خليل سروجي النصراوي الذي يجسد التلاقي بين اللغتين الألمانية والعربية كما يتجلى ذلك في ديوان شعره “من وراء ال 1594 ?ربة” الصادر سنة ٢٠٠٦ وفي ألبوم شعر موسيقي بكلتا اللغتين الصادر عام ٢٠١٠.
 
ما يلفت النظر أن أعمال جلّ هؤلاء الأدباء  وأمثالهم لا تتطرق في محتوياتها إلى الحياة في ألمانيا بل إلى العالم العربي، أوطانهم الأصلية وما رسب وتخمّ 585 ? من ذكريات وأحداث في أذهانهم وذاكراتهم. بعبارة قصيرة يجوز لنا القول إن أولائك الأدباء لما يتأقلموا بعد في ألمانيا من حيث المضمون. تقول الأبحاث إن أ 594 ?لبية الكتاب العرب بالألمانية يتقنون هذه اللغة إلى حد بعيد ولكن ليس تماما. مثل هذه الملاحظة يصادفها بجلاء المدقق اللغوي قبل نشر العمل الأدبي. تأقلم المغترب ا 1604 ?عربي في المجتمعات الغربية عبارة عن عملية تراكمية طويلة المدى وتتطلب جهدا كبيرا وتصميما حقيقيا. يلاحظ أن التأثير الألماني على الانتاج العربي منص ?بّ في المقام الأول على الطابع الفلسفي والسياسي. تأثير الفلسفة التنويرية، كانط وهيغل ونيتشه، والحريات السياسية تتجلى في ما يكتب العرب المقيمون في ألمانيا. أ! مامنا مثل جيد لتلاقح ثقافي فكري ألماني عربي. تبني كاتب ما لغة أجنبية في كبره للكتابة الأدبية نثرا وخصوصا شعرا ليس بالأمر السهل بالمرة. هناك في العصر!  الحديث أمثلة لهذه الظاهرة اللافتة للنظر مثل الإنجليزي بيكيت الذي كتب بالفرنسية وشاميسو الفرنسي الذي كتب بالألمانية وجبران خليل جبران العربي الذي كتب بال 573 ?نجليزية أيضا وكونراد البولندي الذي كتب بالإنجليزية وإدوارد سعيد العربي الذي كتب بالإنجليزية باتقان نادر.
رب قارىء متمعن بما في هذه العجالة من معلومات سيقول: التحرر يفجر الطاقات!
 
 
ملحوظة: اعتمدت في إعداد هذه المقالة على محاضرة للكاتب والمترجم شتيفان فايدنر (Stefan Weidner) الألماني، نشرت في مجلة “فكر وفن” الصادرة عن معهد غوته، عدد ٩٧، عا  5 ? ٢٠١٢، ص. ٧١-٧٥.
http://www.goethe.de/ges/phi/prj/ffs/the/a97/ar9523698.htm
 
 
 
 
 

128
إطلالة على الفينيقيين ولغتهم
بروفيسور حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

الفينيقيون شعب سامي تجاري بحري متفرع من المجموعة الكنعانية، كان يعيش على سواحل الب 8حر الأبيض المتوسط منذ الألف الرابع ق.م. وظهر ككيان متميز لغويا  وثقافيا منذ القرن الحادي عشر ق.م. وا 'c7متدت تجمعاته السكانية من شمال إفريقيا إلى جنوب إسبانيا. وأطلق الإغريق الاسم Phoinikes على هذا الشعب وتعني هذه الل! فظة “اللون القرمزي/الأرجواني” ربما لأن ملابسهم كانت تصبغ بهذا اللون المستمد من صدف الموركس البحري ي. أما الفينيقيون فكانوا يسمون أنفسهم “كنعان” وهذا الاسم قد ورد في وثائق تل العمارنة في مصر، أما في العهد 5 القديم فالاسم هو “الصيدونيون” نسبة لمدينة صيدا (أنظر سفر التثنية ٣: ٩؛ يهوشع  ١٣: ٦؛ سفرالملوك الأول ١ 38 ?: ٣١؛ سفر الملوك الثاني ٢٣: ١٣).أما الاسم “الپونيون” فهو من اختراع الرومان وأرادوا به فينيقيي قرطاجة/قرطاجنة!  وسائر المستوطنات الفينيقية على سواحل المتوسط. ومن المعروف أن قرطاجة سقطت بأيدي الرومان عام ١٤٦ ق.م e3 وفي الپونية تأثير يوناني واضح والأصوات الحلقية قد اختلطت ببعضها البعض.
وعند ذكر اسم هذا الشعب يتبادر إلى الذهن رأسا أمران: أولا وجود قطاع معين من اللبنانيين المسيحيين الذ  ذين يصرّحون بانتمائهم إلى هذا الشعب السامي القديم  ومن الممكن أن يكون الإنسان كنعاني الأصل أو فيني u1602 قي الأصل وأن يكون في الوقت ذاته عربيا إذ أن العروبة وثيقة الصلة باللغة والثقافة لا بالدين وبالوراثة. وفي 5 الواقع يمكن اعتبار الفينيقيين من عدة نواح كحضارة مندثرة إذ لا وجود حتى لمخطوط فينيقي واحد لا أصلا   8 ولا ترجمة. ويذكر أن لبنان بعد اتفاق الطائف أصبح عربي الهوية والانتماء بعد أن كان ذا وجه عربي فقط. وثانيا اخ 'ceتراع الأبجدية التي كانت الأساس في الأبجديات العربية والعبرية واللاتينية واليونانية. والأبجدية ا  4 لفينيقية تطورت من الأبجدية الكنعانية الأم التي وضعت ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ق.م. لا شك أن ال 571 أدب الفينيقي كان غنيا جدا إلا أنه اندثر بسبب عوامل الطبيعة الرطبة التي قضت على البردى والجلد اللذي edن كتب عليهما هذا الأدب. وما تبقى من هذا الأدب كان قد نقش على الحجارة أو المعادن في أماكن مختلفة على سواحل ا  البحر الأبيض المتوسط.
اللغة الفينيقية كانت لغة الدبلوماسية وهي أكثر لغات المجموعة الكنعانية تطوراً لا سيما في علم الأصو 'e6ات. لا حركات في الكتابة وهناك اختلافات لهجية. وتعود أقدم النقوش الفينيقية إلى عام ١٠٠٠ ق.م. في بيبلو 1587 س. وهناك نقوش فينيقية وفونيقية (فينيقية إفريقية) نُقشت على الحجر أو الفخارأو الجفصين أو البرونز آلخ. ووجدت  ت في بقاع متنوعة من العالم مثل: فلسطين من القرن الثامن ق.م.، قبرص من أوائل القرن التاسع ق.م.؛ سردينيا
________________________________________
 2  من القرن التاسع ق،م؛ قرطاجة من القرن الثامن ق.م.؛ إسبانيا من القرن الثامن ق.م؛ تركيا الجنوبية؛ كيليكية، ل u1576 بنان؛ بلاد الرافدين؛ مصر؛ قبرص؛ مالطة؛ اليونان؛ إيطاليا إفريقيا الشمالية.
ما زال أصل نشأة الفينيقيين موضع خلاف في الدراسات الحديثة، هناك من يذهب إلى أن أصلهم!  من البحر الأحمر وآخرون يذكرون شعب دلمون في الخليج العربي. والمدن الفينيقية امتدت من مدينة رأس شمر! ا (أوغاريت) في شمال سوريا إلى عكا في شمال فلسطين. ومن الأسماء الفينيقية الشهيرة يمكن ذكر عشتار/عشتاروت، إل e1اهة الحب والجمال. واعتمدت عقيدة الفينيقيين على مجموعة من العبادات والطقوس وجرت العادة إلى أن يكون 4 ثلاثة آلهة لكل مدينة، بعل وهو مسن وهو رمز القوة والحكمة؛ وإلاهة أنثى تمثل الحياة والحنكة؛ إلاه شاب يمثل  575 النبات والولادة. ومما وصلنا من معلومات عن تلك العقيدة يمكن القول إن الفينيقيين دأبوا على تقديم الأ c3ضاحي لإرضاء الآلهة ولا بد من التطهر قبل دخول الهيكل وإبعاد الخنازير عنه. والأضاحي شملت أيضا الجنس البشري
________________________________________
 6 . كانت عادة حلق الرؤوس والحداد مألوفة عند موت أحد الآلهة.
ظهرت الفينيقية كلغة كنعانية ساحلية بعد العام ١٢٠٠ ق.م. وبعد سقوط قرطاجة، قَرْت حَدَش u1618 ْت أي المدينة الجديدة (شمال تونس اليوم)، عام ١٤٦ ق. م. أطلق على اللغة اسم “الپونية الحديثة” وبقيت هذه 'e5 اللغة في سردينيا حتى القرن الثاني للميلاد. وأخوات الفينيقية هي المؤابية والعمونية والإدومية والعبرية و 603 كلها قد انقرضت إلا العبرية التي غدت لغة محكية منذ أواخر القرن التاسع عشر. وهناك لهجات فينيقية متعد 583 دة وفق الموقع الجغرافي والفترة الزمنية وآخر تلك اللهجات هي الپونية منذ القرن الخامس ق.م. فصاعدا وما يسمى ب بالپونية المتأخرة أو الپونية الحديثة فتعود نصوصها إلى عام ١٤٦ ق.م. وحتى القرن السادس ميلادي. وفي الب 8ونية العامية تأثير معجمي كبير من اليونانية واللاتينية وفي آخر النقوش الپونية تظهر علامات للحركات ولكن هž 4 ذا النظام لما يتضح بعد. ولايضاح ذلك لا بد من النظر إلى النقحرة الپونية إلى الأشورية واليونانية وال  4 لاتينية. الحركة å تحولت إلى ø وبعد ذلك تحولت إلى u وقد تحولت a المقصورة القريبة من القامتس العبري إلى o ولكن 'e4 ليس إلى u. كما وتحولت في العبرية الحركة i إلى ē وكذلك u انقلبت أحيانا ø. تقلب الفتحة الواقعة بالقرب  u1605 من العين وأحيانا الحاء كسرة. ومما يجدر ذكره أن الحركات القصيرة في نهاية اللفظة قد حذفت منذ ما قبل القرن ال 1سابع، كما وتحذف كثيرا الألف في البداية مثل حيرم بدلا من احيرم وقد تزاد في حالات أخرى مثل اجدرم. علا c7مة التأنيث هي –ת وفي النقحرة øt-, ولاحقة الجمع هي -يم كالعبرية وفي الإضافة في حالة واحدة الميم محذوفة وللم 72 ؤنث t¥-. علامة التعريف هي الهاء كالعبرية وبعدها تشديد وقبل الاسم المفعول تضاف الأداة אית فـ את فـ ת ال 8 تي قد تلتصق بالكلمة التالية. وفي الفعل صيغتان، ماض ومستقبل، فعل ويفعل. والتصريف في الماضي مماثل لما في الع daبرية إلا أن التاء للغائبة كانت قد حذفت منذ النقوش القديمة. أوزان الفعل كالعبرية الا أن الفعل المتع daدي هو יקטל وفي الپونية الشعبية أصبح איקטל ولا نعرف ما هي حركة السابقة في المستقبل. وعدم ظهور حركة بعد عين الف  فعل في الپونية يدل على أن الصيغة كانت יקטל وليس مثلا יקטיל. ولا نعرف ما حركة فاء الفعل في وزن התפעל أهي ف فتحة أم سكون متحرك ولكن في النقوش القديمة نجد الوزن הפתעל. وفي الفعل هائي اللام في النصوص القديمة ترد صيغة ا c7لماضي للغائب في منطقة جبيل בני وفي صور وصيدا وأماكن أخرى בנ وفي الپونية الشعبية نجد בנא.المستعملة لل! غائبة أيضا والمصدر هو: לבנת. وفي الضمائر المنفصلة نرى أن ضمير المتكلم المفرد هو אַנ, אַנֵכ والجمع אנחנ والغائبو ون המת وفي الضمائر المنفصلة نذكر اللاحقة -כי للمخاطبة في الپونية الشعبية وللغائب والغائبة في النقوش u32  القديمة توجد اللاحقة -ה التي انقلبت في الفترة المتأخرة إلى –י ثم إلى -יא وهذا ينسحب على الاسم في الجمع باست 1579 ثناء لهجة جبيل حيث للمذكر نجد -ו وفي المؤنث -ה وفي ضمير الغائبين نجد –ם, –נם وهناك اللاحقة -ם التي تأتي u32  مع المفرد. وضمير الإشارة للمفرد ז/ זא (الألف صامتة) /זנ, אז وفي الپونية الشعبية أيضا זת, סת, האז; وللمؤنثة ז, זא, و! في الپونية الشعبية סת; وللبعيد הא, وللبعيدين המת. ضمير الصلة هو ש و אש في رأي الكثيرين. أدوات النفي هي:
 89 ?ל, אי, אבל, وفي الپونية الشعبية איבל אינו, وضمير الشأن כון.
 
في الأبجدية الفينيقية اثنان وعشرون حرفا صامتا بدون حركات عادة: أبجد هوز حطي كلمن سع 601 فص قرشت؛ في حين كان عدد الحروف في الأوغاريتية ٢٩ حرفا وقد بلغ عدد الحروف في البونية المتأخرة إلى ٤٣/ 636 ?٤ حرفا. تحولت الألف في الآرامية شقيقة الكنعانيةإلى الواو أولا o ثم u؛ لاحقة الجمع المذكر كالعبرية -يم؛ تحو 6ل الأصوات الأسنانية إلى أصوات الصفير. وفي الفينيقية القديمة هناك ثلاث حركات قصيرة وأربع طويلة:a, i,  u117 u; ø, •, ¥, ē، ويمكن إيضاح ø التي انبثقت من الحركة المركبة au و ē من ai كما حدث للهجة العربية الفلسطينية مثلا ف u1610 ي /بيت/ وفي /يوم/. ومن اللافت للنظر عدم وجود ما يقابل المدة بالعربية التي انقلبت إلى ø وفي نهاية المط طاف إلى ¥. وحركة المقطع المفتوح قد تكون قصيرة أو طويلة أما في المقطع المغلوق فالحركة قصيرة ولا علامة للنبر d1 الذي يأتي كما يبدو في المقطع الأخير من الكلمة.
هناك آلاف النقوش الفينيقية المدونة ما بين القرن الثاني عشر ق. م. والقرن الخامس ميلادي ومصدرها من ال  لساحل الشرقي للبحر الأييض المتوسط ومناطق واسعة مثل أور في العراق شرقا وحتى المغرب العربي غربا وكذل لك منطقة النيل. وهناك لهجات عديدة في الفينيقية بسبب اتساع رقعة تواجدها والفترة الزمنية الطويلة لها. تكتب ا  الفينيقية من اليمين لليسار إلا أن هناك نقوشا على سنان الرماح تعود إلى القرن الثاني عشر ق. م. وهي مكت aوبة من اليسار إلى اليمين. ومعظم النصوص الفينيقية والبونية مكتوبة دون التفريق بين الكلمات، وفي نصوص معينة 9 استعمل الخط العمودي أو النقطة أو الفراغ للفصل بين الكلمات وذلك وفقا لطبيعة النقوش زمانا ومكانا. و 6يذكر أن حالة الإعراب في الفينيقية بدأت بالاختفاء منذ القرن العاشر ق.م. إثر حذف الحركات القصيرة في آخر الك 604 لمة.
 
عينة من الألفاظ الفينيقية ومقابلها العربي:
ادن/إلاه؛ ادمين/ثمن؛ ادت/سيدة؛ اكد/قره؛ الم/إلاه؛ المت/أرملة؛ الف/ثور؛ /ام/ام؛ امت/أ 05 مة؛ انحن/نحن؛ أب/أب؛ خت/أخت؛ أدم/رجل؛ ادن/إله؛ ارش/ربّى؛ اش/الذي، التي الخ.؛ أشت/زوجة؛ ارش/أرض؛ اديم 1606 ن/ثمن؛ أكد/قرر؛ بعل/إله، مالك؛ بل/ابن؛ بت/بيت؛ بصام/أرباح؛ بل/لا؛ بنو/البناء؛ بوا/يدخل؛ تشا/مقابل؛ تكلت/تك 5 اليف؛ حتم/أنجز؛ يرح/شهر؛ دل/مع، فقير؛ ز، زا/هذا؛ يلد/يحمل؛ يشب/يجلس، يسكن؛ ككب/النجمة؛ نسا/عرش؛ لحم/  /خبز؛ لل/ليلة؛ لم/لئلا؛ ماس/عمل، جدارة؛ مزل/مصير؛ مط/أسفل؛ مِلْك/مَلِك؛ منم/أي شيء؛ مترح/عروس؛ ملس (ص)/ يفسّ! ر؛ نبش/روح، شعور؛ نَدَرا / وعدتْ؛ سكر/تذكّر؛ سوت؛لباس؛ عز/عنزة، قوي، قوة؛ عكي/عكا؛ علمت/غلامة؛ عمس/ /يحمل؛ عن/عين، ينبوع؛ پنم/قبل؛ پعم/قدم، رِجل؛ صد/طعام؛ قبر/دفن؛ قلا/ صوته؛ قصاه/حافة؛ قرت/مدينة؛ رامي/رماني 'ed؛ ربت/سيدة؛ رزن/حاكم؛ رعت/إرادة، قرار؛سفر/كتابة، عدّ؛ شار/لحم؛ سد/ حقل؛ قَرْت/ مدينة؛ شت/سنة؛ شمم/س u1605 ماء؛ شمش/شمس؛ هز/هذا؛ يم/يوم؛ يتن/أعطى؛ يتت/أعطيتُ؛ ،
 
وهذه عينة من نقش فينيقي، پيرجي، اكتشف في إيطاليا عام ١٩٦٤ ويضم أيضا الأصل باللغة الإتروسكانية وهي إ 'c5حدى اللغات التي ما زال الغموض يكتنفها، ناطقوها عاشوا في القارة الأوروبية إلا أن اللغة لا تمت بصلة
________________________________________
 2  للمجموعة اللغوية الهندو-أوروبية.
 
לרבת לעשתרת אצר קדש עז עש פעל ועש יתן תבריא ולנש מלכ אל כישרי. בירח זבח שמש במתנא בבת ובנ תו. כעשתרת ארש בדי למ 1500 ?כי שנת שלש, בירח כרר, בימ קבר עלמ.ושנת למאש אלמ בבתי שנת כמ חככבמ על.
والترجمة: للربة عشترت، هذا المكان المقدس الذي بني (عُمل) والذي منح من قبل تيبريوس ڤليانس الذي يحكم ك 'dfيشري. في شهر الذبح (الأضحية) للشمس هدية في الهيكل هو بنى قلعة لأن عشترربته بيدها ليحكم ثلاث سنوات ف u1610 ي شهر كر في يوم دفن الإله.وسنوات تمثال الإله في الهيكل (ستكون) كثيرة كما النجوم في الأعلى.
 
 
 
 
 
 
مراجع مختارة
البني, عدنان، المدخل الى قصة الكتابة في الشرق العربي القديم :دمشق ٢٠٠١م
يطار، إلياس، الأبجدية الفينيقية والخط العربي. ط. ١، دار المجد للطباعة والنشر ١٩٩٧.
الحوراني، يوسف، مجاهل تاريخ الفينيقيين، نصوص سانخونياتن البيروتي وفيلون الجبيلي. دار الثقافة ٢٠٠١ ?
موسكاتي، سباتينو، الحضارة الفينيقية، ترجمة نهاد خياطة – ط ١، ١٩٨٨.
هبو، أحمد، الأبجدية – نشأة الكتابة وإشكالها عند الشعوب، دار الحوار للنشر، ط١، ١٩٨٤م
 
 
Aubet, María Eugenia, The Phoenicians and the West: politics, colonies and trade. Cambridge University Press 2001
Harris, Zellig Sabbettai A grammar of the Phoenician language 1990
Lionel, Casson, Ships and Seamanship in the Ancient World. The Johns Hopkins University Press. 1995.
Markoe, Glenn, Phoenicians.University of California Press 2000


صفحات: [1]