عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - AMIRA SHMOEL

صفحات: [1]
1
لماذا الرحيل يا امي؟

بقلم: اميرة بيت شموئيل

لو سألتني السماء وقتها لقلت لا لها وللملائكة.. ما بهذا الموعد ترحل امي المناضلة.. فما زلنا ننتظر معها يوم الحرية والسلام وعودة الحياة الكريمة الى وطننا العزيز.

اه يا امي .. على ارض هذا الوطن فتحت عينيك على الظلم منذ الولادة.. ولادتك شهدت احداث سميل الدامية عام 1933 التي ذهب خلالها الالاف من ابنائنا في مقابر جماعية.. طفولتك شهدت احزان واهات الامة على فقدان الالاف من ابنائها.. مراهقتك شهدت فقدان امك وختارك القدر لحمل عبئ اخواتك الصغار وتكوني انت الاخت والام لهم في ان واحد.. لشبابك اختار القدر ان تكوني الامة والاخت لاخوة ابي الاصغر ولم تمضي بعض السنين على استقرارهم في حياتهم الخاصة حتى اختارك القدر ان تقفي مع زوجك وابنائك واخوانهم، مناضلة شامخة في وجه الدكتاتورية الصدامية ولم تثنيك العواصف المتلاحقة حتى بعد استشهاد اخي وسجن ابي وتجريدنا من كافة املاكنا المنقولة وغير المنقولة وتشريدنا الى اقاصي الدنيا... لم تثنيك هذه العواصف، بل واصبحت اكثر اصرارا. نعم ايتها المناضلة الجميلة نحن ابناء هذا الوطن فلماذا لايحق لنا العيش فيه بعزة وكرامة.. لماذا لايحق لنا ان نتمتع بحقوق المواطنة ونعيش بحرية وبسلام الى جانب الاخرين.

 ايتها العظيمة التي وقفت بشموخ ضد الدكتاتورية والرجعية لم يأتي بعد يوم الحرية.. لم تري العراق حرا بعد.. لم تعود لك حقوقك بعد .. لم يتسنى لك اعادة ابناءك لتعيشوا فيه معززين مكرمين كما هو حال المناضلين.. نعم، فبالرغم من مرور اكثر من سبعة سنوات على رحيل الطاغية من العراق ومرور تسعة عشر سنة على تحرير بعض العراق لم يفسح لك المجال لتعيشي الحياة بعد. انه الفساد ياامي.. نعم انه الفساد الذي لف العراق .. كل العراق.. من شماله الى جنوبه، الفساد تلاعب باروقة الوزارات فزحف باوراق المنافقين الى الامام وابعد اوراق المناضلين الى الخلف لتتعفن على الاراشيف العديد او بافضل الاحوال لتسير سير السلحفاة المتعرجة.

اه ياامي وانا اسمع واشاهد هذا الفساد اللعين والفاسدين كيف يدفعوا بك وبملايين المناضلين الى الوراء ويرموا بحقوقكم الى نهايات الاراشيف المتراصفة، اتذكر نضالك المرير في وجه الدكتاتورية.. كم من المرات تخطيت فنون استجواب الدكتاتوريين في الزج بك في سجونهم ومع هذا لم تخيفك فنونهم ولا وجوههم المجرمة وواصلت مسيرتك باصرار.. كم من المرات تدخلت في الوقت المناسب لتنقذي بريئا من الاعدام على ايدي المجرمين.. كم تعبت السنين وراء اصرارك المستميت لخدمة الاف المناضلين ومن كافة الاحزاب والمنظمات المعارضة وامدادهم بكل ما يحتاجوا اليه من خلال مالك وبيتك الذي بنيتيه لخدمتهم.. اين هم الان ياامي؟؟ اين هم مسؤولي الاحزاب الكردية والاحزاب الشيوعية والاحزاب الشيعية وغيرهم ممن كانوا يملؤا بيتنا المضيف بالالاف من المنتمين اليهم لنخدمهم عن طيب خاطر وبدون حتى ان نطلب اكثر من حقوقنا المشروعة؟؟ اواليس من بينهم من يتذكر وقوفك ونضالك الشامخ هذا؟ ام ان لهم وحدهم فقط الحق باسترداد حقوقهم؟ الا يخجل مناضل من نفسه عندما يعوق ويماطل ويحجب ويبعد طلب مناضلة تطالب بحقوق عائلتها وليس اكثر بعد كل نضالها المرير الى جانبه.. لا حول ولا قوة اللا بالله. ليس لي في هؤلاء الا ان اقول حسبي الله ونعم الوكيل.

اتري ياامي الحبيبة كم تعتصرني الالام .. اتري لماذا اردت ان اقول للسماء وللملائكة لا. فما زال النضال في اوجه ولكنه تحول من بعد دحر الدكتاتورية وتوجه الى دحر الفساد وما زال ينادي بابناءه ليقفوا معه وانت منهم.. فما بال الملائكة لايلتفتوا اليه والينا.. هل ادركوا امنيتك الاخيرة وقرروا الاصغاء اليها..

نعلم ان امنيتك بعد استشهاد اخي الحبيب يوسف كانت دائما ان تخلدي الى جانب ابنك الشهيد ولكننا رجوناك دائما ان تؤجليها فنحن ايضا بحاجة ماسة اليك ياامي، خاصة بعد رحيل ابي المناضل.. فقد اصبحت لنا الاب والام من بعده.. فلماذا الرحيل ياامي.

ستبقى الامك واحزانك في قلوبنا ما حيينا ياامي وستبقى امنياتك امام اعيننا نسعى لتحقيقها عسى ان نجلب بها المسرة لروحك الطاهرة وقلبك الوفي لنا ابدا.

هنيئا لك ايتها المناضلة فبعد صراعك المشرف من اجل السلام والحق، ستخلدين بسلام وطمئنينة في ارض الوطن والى جانب ابنك الشهيد يوسف توما وزوجك المناضل توما هرمز ايشو.

((كلمة حق ومواساة للمناضلة سرة خوشابا دنخا (ولدت عام 1933م في قرية بليجانكى ووافاها الاجل على اثر جلطة يوم الثلاثاء 5 كانون الثاني 2010 عن عمر 76 سنة. ستتم مراسيم الدفن يوم الخميس 7 كانون الثاني .. المرحومة متزوجة من المناضل المرحوم توما هومز ايشو ولها خمسة ابناء من بينهم الشهيد يوسف توما هرمز واربعة بنات.))) 

2
قصيدة في الذكرى 32 لرسامة الباطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية
القاء : فريدة بنيامين ادم


صفحات: [1]