عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - andy sarkis

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / زمن العجائب
« في: 01:25 11/03/2009  »
زماننا زمن الأقوى وليس المثقف الذي يقود المجتمع بثقافته ووعيه وهذا ينطبق ليس فقط على المجتمع بل على العائلة والمجتمع بأكمله .
زمننا هذا زمن متطلبات المجتمع والتوافق معها كيفما تكون ويجب أن نجاريها حتى لو كنا نعلم أنها على خطأ أو لا تتناسب مع تفكيرنا وطريقة عملنا نجاريها كيفما هي ولا نستطيع لا بل لا نتجرأ على تغييرها خوفا من ثورات وتقلبات المجتمع ونلجأ للخطأ ومع الوقت ننسى ونقتنع أن ما نقوم به خطأ ويصبح هذا هو ألصواب .
هذا هو حال مجتمعنا وعائلاتنا كمثل الإنسان الذي يولد دون أي خطيئة لكنه ينمو ويكبر ويتعرف على الدنيا حتى يصبح ماهر في صنع الخطأ ويصبح شاب وتنمو معه الأخطاء والنزوات ويكبر في السن حتى يهرم ويشيخ وتنتابه الأمراض ولا يقوى على النهوض حتى إلى بيت الخلاء حينها ممكن أن يعترف بأخطائه ويقوم كمصلح اجتماعي للأصغر سنا ويعرفهم على نزواته وهو فخور .
نحتمي بالدين لكي نبرر أعمالنا البربرية والخاطئة ,  نعم نرتدي ثوب الدين لكي نخفي عيوبنا ونتستر عليها بثوب جميل ومظهر لائق مقنع للمجتمع الذي لا يرى سوى ما يريده أو ما يناسبه ويقتنع بالمظاهر ولا هم له سواها ولا يعطي أي عبره للداخل , أي داخل الإنسان نفسه تفكيره عقله تصرفاته هذا لا يهم المهم هو أن يكون يرتدي ملابس جميله ويسرح شعره على الموضة ويجب أن يخرج من البيت بدون أي  عيوب خارجيه , هذا لا يهم إن كان هو نفسه مصنوع من عيوب مخلوط من عيوب ونزوات ما يهمنا المظهر الخارجي .وبذالك يكون مجتمع أعمى  والعيب أن نستتر باسم الدين ونحن بعيدون عنه كل البعد إلا أننا لا نجد ملاذ لنختبىء خلفه إلا الدين خوفا من نقاد المجتمع وليس من المجتمع نفسه .
الدين ما هو الدين؟ الدين دين العفو والمغفرة والاحترام على أنواعه من احترام الكبير والصغير والشيخ والشاب والرجل والمرأة  , الأمر الذي يشعرني بالحقد على المجتمع هو عدم معرفتهم بأصول الدين وتعاليمه ويقولون بأنهم يعرفون لا بل إذا كنت تريد التعلم فالجأ إليهم , أليس هذا بمضحك فعلاً إنها مسرحيه كوميدية من الطراز الرفيع , فمثلا عدم الاحترام , الاحترام في البداية هو حقُّ كلّ إنسان في أن يعترفوا بقيمته كإنسان.  احترامُ الإنسان هو احترامٌ لإنسانيته، وإرادته، وحرية اختياره وحرية تصرّفه.  أن تحترم شخصا آخر معناه أن تحترم قِيَمه ومعتقداته. النَّيل من كرامة إنسان هو سلوك ينال من سلامة الإنسان الجسدية، وينال من إحساسه بتقديره لذاته، وهو سلوك فيه ازدراء وإهانة له أو سلوك يمسّ بخصوصية الفرد
هناك عدة انواع للاحترام ولكن اهمها هي :
1- 1-    الاحترام بين الاشخاص انفسهم بين الاخوه في البيت بين الاب والام وابنائهم , بين الصغير والكبير هذا كله يبني عائله محترمه مبنيه على الاحترام المتبادل واذا كان هذا هو الاساس فاعلم ان البنية ستكون قوية ومتينة .
2- 2-    احترام الرأي والرأي الاخر , كل انسان له رأي وفكره يبديها ويطلقها في المجتمع ما دامت لا تؤذي احد ولا حق لاحد ان يوقفه او يمنعه عن قول رأيه وفكرته هذا حق لكل انسان ان يقول رأيه وأن يسمعه الجميع دون مقاطعه حتى لو كان مناقض لاي فكرٍ كان لكن ايضا حر ان تتقبل هذه الافكار او لا وليس لاي انسان الحق بأن يفرض فكره على الاخر .
3-3- الاحترام المتبادل بين الاديان , حسب وثيقة الاحترام بين الاديان وأهل الاديان  لا يجوز أن يساء إلى الإنسان بسبب عقيدته، ولا بسبب دينه، فالأديان والعقائد، في نظر أصحابها، طرق لطاعة الله وعبادته، والفصل بين أصحابها مرجعه إلى رب العالمين وحده. فهذا النوع من الاحترام اراه معدوم في مجتمعنا كباقي الانواع لكن هذا شائع كثيرا عند الصغير والكبير الناشئين على تربية حرب الاديان رفض لاي دين اخر ونعود الى بداية المقال ان هذا يعود للتربيه على ان ديننا يطلب ذلك الحرب ضد المسلم والمسيحي واليهودي كدين وليس كفكر جديد ومعاصر وفردي . نرى ان هناك عائلات تربي صغارها على ان الدين الاخر هو ضدنا ويحارب من اجل مسحنا عن الوجود وانه هذا الذي يقابلك هو يكرهك مثلما انت تكرهه ويعاديك مثلما انت تعاديه ويريد قتلك بشتى الوسائل مثلما تريد انت , ربما بقتل الفكر والحركة والرأي والحياة والمبادىء فالقتل ليس فقط مقصور على القتل بمعنى الجرائم لا فهناك انواع شتى للقتل .
4- ا حترام المرأه هذا الاحترام الذي اود ان اصل اليه الاكثر شيوعا والاكثر خطأً من حيث المفهوم في المجتمع , لا اريد التوسع كثيراً في هذا الموضوع كثيرا لانه يحتاج الى الكثير من الكلام ولا يكفيه فقره من مقال الا انني ما اود الاشاره اليه هو فقدان المرأه جميع حقوقها في مجتمعنا هذا , اريد ان اشير الى ان المرأه هي بشرٌ كباقي هذه الامه مثلها كمثل الرجل . الله جل شأنه هو من خلقها وذاته من خلق الرجل ايعقل ان يخلق الرجل مع حقوق وكامل حقوقه دون ان ينقصه أي حق ويخلق المرأه عارية الحقوق تخلق ليحكمها الرجل كيفما يملي عليه عقله الغير ناضج لانه من يسلب حقوق الاخرين وخاصة المرأه ويمنح نفسه  ليست بحقوق بل تعديات على الجنس الاخر لا بل لم يكتفي الرجل بكل هذه الحقوق انما يمنح نفسه بنفسه حقوق اخرى وهي بالاصل ليست من حقه كما يدعي بل تعديات على الغير عامة والمرأه خاصة فيا له من رجل ناضج عقليا ويستطيع التفريق بين الحق والباطل ,  كحقه في ان يستعبد المرأه والاستعباد ليس فقط كما كان في الماضي لا بل موجود الان لكنه ازداد اكثر وتطور قليلا , حقه بان يعاملها كجاريه وحقه في ان يضربها لماذا؟؟؟ لانه اباه او زوجها يا له من شرف كبير يمنحه الله لك ان تكون اب او زوج لامرأه لكي تحميها وتصونها وليس لضربها واهانتها واستعبادها . هذه هي ابسط حقوق المرأه التي عليها ان لا تطالب فيها وذلك من العيب كما يحصل في زماننا هذا بل تكون حره لانها خلقت حره وتموت حره .
هذا بعض ما يطلبه منا جميع دياناتنا ما يجب ان يتحلى به كل فرد في المجتمع لا يهم من يكون ولاي دين ينتمي بل ما يهمنا هو مزايا الانسان نفسه كانسان كبشر , وان أخطأ عليه تقبل النقد وليس فقط تقبله لا بل والعمل على تصحيح ذلك الخطأ وليس الابقاء عليه كما هو , وليس ان يخطأ ويعرف انه اخطأ لكن للتبرير يقول هكذا ديننا يقول فهو اولا يخطأ بحق نفسه ويمنح نفسه صفات سلبيه كثيره منها الكذب وثانيا يخطأ بحق دينه حيث يظهره بأنه دين الاخطاء ودين التمييز والكثير من تلك الصفات السلبيه وكذلك يخطأ بحق مجتمعه يعطيه الفرصه بأن يكون مجتمع فاسد وكاذب ومبني على الغش والخداع . فلماذا لا يبدأ كل فرد منا من نفسه من عائلته وبيته , كل فرد يفكر قبل القيام باي عمل كان ان كان صواب ام خاطىء لا يحتاج لان يكون متعلم لا بل يحتاج الى عقل وهذا على ما اعتقد انه موجود لدى كل البشر , يحكم عقله حتى لو لا يعرف الكثير عن دينه او لنكون منفتحين لنقول انه لا يستطيع التمييز بين الصح والخطأ لا يوجد عيب في ذلك عليه ان يسال من يعرف يسال اهل المعرفه , العيب انه يكون لا يستطيع التمييز ويمضي في عمله .
من الممكن ان يكون كلامي  صعب ويصل الى حد الكمال من ممكن اني ادعُ الى ان يكون كل منا انسان كامل نعم ولما لا , صحيح لا يستطيع الانسان ان يصل الى حد الكمال لكن لماذا لا نكون قريبين من الكمال وهذا ليس بصعب على من يريد هذا.
اجلس وحدي واتناول تلك الاشياء التي تكلمت عنها وما هي الا قليل القليل من الامور المغلوطه في مجتمعنا واسال نفسي كيف سيكون المجتمع لو اتبعنا ارشاد العقل الناضج الذي يفرق بين الحق والباطل , لكنني للاسف اعود الى اوراقي الى الحقيقه وارى المجتمع على ما هو عليه فاعلم انني كنت احلم ولكن لم اياس ولا مره من هذا لا بل اجد فسحة امل صغيره ولولا الامل ما كان هناك حياة من الاصل . فادعوكم لان تبقو الامل حليفكم في كل الامور الجتماعيه وان لا نجلس وننظر الى تلك الفسحه الصغيره التي يختبىء بها الامل لا بل نسعى للصعود والوصول اليها لكي لا نبقى تائهين في الدنيا ما بين الحلم الجميل والحقيقه المره وان لا نترك للاغراب وللبشر عديمي المعرفه في ان يقودوا مجتمعنا هذا الى الهاوية , علينا ان ندعوا الى الطريق الاخرى التي تؤدي الى حياة افضل ومجتمع ناضج وسليم وحتى تستطيع ان تنثر ابنائك في المجتمع دون الخوف من مخاطره . نعم علينا ان نسعى الى فسحة الامل تلك ألامل الامل الامل.

2
المنبر السياسي / حب الماسنجر
« في: 18:39 22/02/2009  »
باتت حديث العــصر والســاعة , ومــعتركا للخوض فيه عـند الــصغــار والــكبــار هــذه الأيـــام ,هـي حروف امـتزجــت برقــة واسـتقـرت لـتداعـب الخواطــر وتـؤنس الــداخل  بلمسات حنــو وشــاعـرية,هي مشاعر أمتزجت بها احسيسنا بين وقائع الكلمات , هي مطلب قــومي لاســتمرار قافلــة الحــياة , هي تيــار روحي لا ارادي يدخل دون استئذان ليحــتل العرش والمكــان , هي فضيــلة اذا زينــها الاتــزان وتوّجــت بالتــعـقل والحكمة ,وهي الرقه ان صاغت احرفها وداعبت مشاعرنا المائله الحنونه وهي نار مــحرقة اذا تطـفـل عـدو الانسان.
أن كلمه الحب ورغم صغر جسدها النحيف الأ انها تنعم بمعاني يصعب وصفها بأقلامي الشابه الواعده فهي الحياه بلمسات قلمي الرصاصي وهي فرض انساني , ومعــنى ســام قد ظلمــناه بتضييـق أفقه ليمس فـقط شخــصان محبان ولكن الحب لا ينطوي على مشهد معين بين محبوبين .. ولا على هيئة محددة ,فقد نراه في عيون أب ينظر إلى طفله نظرة حنان .. قد نراه في كلمات شاب يوجهها لأعز أصدقائه .. قد نراه في لمسات أم على جبين طفلها وقد نراه في كل مكان من حولنا, حب الله والارض والوطن والأهل والحبيب والرفـيق وحـتى الحياة والعـلم , كل تلك مسميات تـندرج تحـت عــنوان الحب ولكن ويا حبذا لو أننا  نوسع مداركنا, ويا ريت لو نجــعل الحب  الهاد لنا في مسيرة هي ليست مستمره.
اسمعهم يقولون "لقد أصبح العالم قرية صغيرة"فهل تعلمون السّر في هذا؟ إن هذا القول صحيح تماماً رغم أن الأرض هي الأرض.. فما الذي قرّب أبعادها ولم أطرافها؟ إنها وسائل الاتصال التكنولوجيه الحديثة بشتى أنواعها.. وبتطورها المتسارع المذهل.
لكن العجيب في الأمر أن يبدأ البشر في استخدام تلك التكنولوجيا في التعبير عن مشاعر الحب، وتبادل المشاعر التي ربما تعجز ألسنتهم عن التعبير عنها ربما لضعف شخصيتهم ، سواء كان ذلك عن طريق الإنترنت، أو أجهزة المحمول، أو حتى عبر الرسائل القصيرة  smsالتي تحمل بين اروقه طياتها مشاعر دافئة، وأخرى مراهقة، وثالثة فجة.
هل يعقل أن أجد نصفي الأخر من خلال الماسنجر؟. لأجرب فالتسجيل مجاني.
زمان باتت به جمهوريه الحب الألكترونيه الماسنجر تلعب دورا هاما في العلاقات الأجتماعيه بين البشر وخصوصا لدى فئه الشباب , التي وجدت فراغا في حياتها اليوميه فلجئت الى ذاك البرنامج لكي تعبر عن نفسها وشعورها وأحسيسها وكل واحد بطريقه خاصه به , ان هذا البرنامج الافتراضي الذي سرق عيون الملايين أثبت لهذه الفئه انه الصديق عند الحاجه وأصبح اليوم خير صديق لكل واحد منهم ,أن عالم الماسنجر هو عالم آخر متشابك ومتواز مع واقعنا اليومي، يؤثر فيه ويتأثر به، ورغم الانطباع العام عن الماسنجر بأنه فرصة ميسرة ومتاحة للغراميات والأحاديث المتحررة بين الشباب والبنات دون اي رقابة او سلطان.
أن الأنترنت هي احدى وسائل الاتصال في الأساس لا تواصل، تتبدى خطورة هذا النوع بالنظر إلى أن أغلب حالاته يحيطها الغموض والنفاق والكذب حتى تقع الصدمة الكبرى ، ورغم ذلك فإن هناك من يرون أن فرص حدوث حب حقيقي عبر تلك الوسائل تبقى قائمة في مخيلاتهم.
ليس صدفه أني أكتب عن الماسنجر والحب في ان واحد لأننا اصبحنا اليوم نعيش حالات نفسيه غريبه وعنيفه لدرجه الجنون .. نجدهم يجلسون ساعات طويله أمام شاشه مربعه صغيره يتسمرون كل الليل ويضحكون ويبكون ويحركون أجسادهم ويدخلون عالمهم الخاص ..كل هذه الأحاسيس ومع احترامي للجميع اسميها الاحساسيس المجنونه ,فأنا اقول وبكل أسف أن الحب لا يعرف الماسنجر او الانترنت وليس شماعة لتعاملاتنا ولكن هذا الحب متواجد بنفسيه الذين يعيشونه ولكنة عديم الأحساس والذي هو المحك الحقيقي.. والأحساس يحتاج الى الصراحه , هناك عوامل كثيره اقربها من النفسيه الى الذات.
 ان أيسر طريقة للخداع هي الماسنجر ، ولا يمكن أن تصلح لنقل المشاعر بين المحبوبين ؛ لأن الحب إحساس، وليس شفرات وذبذبات  فلقد اصبح الحب في أيامنا هذه وعبر الماسنجر مغامره تنتهي معظمها بالفشل وما يحدث من علاقات بالماسنجر لا يتعدى أن يكون تضييعا للوقت وسداد للفراغ ، فقد يتحدث معك الطرف الآخر ويسمعك  الكثير من الكلمات عن الحب والغرام، وهو يمثل عليك ويحاول اقناعك انه الفارس المنتظر، وقد تكون بجواره مجموعة من الأصدقاء، وقد تأتيك قهقهاتهم عبر الهاتف.
أن شيوع الحب عبر الإنترنت والماسنجر بشكل خاص لا يمكن أن يؤدي لاعتماده كأساس لبناء علاقة أسرية ناجحة ومتينه ؛ ذلك لأن استعمال التكنولوجيا في حوار الحب ينطوي علي كذب وتدليس وخاصة الشاب الذي كثيرا ما يكذب ويبرهن لمحبوبته بأنه قادر على فعل كل ما تطلبه، وأنه يحبها ولا يستطيع الاستغناء عنها مهما حدث، وهو في حقيقة الأمر لا يحبها ولكنه يحاول "التسلية" فقط، وبقدر ما تعطيه الفتاة من تنازلات، بقدر ما يكون هروبه سريعا لأنه يخشى المواجهة ,في هذه الأثناء الكثيرمنكم يفكرون بما اكثب وتحاولون اقناع انفسكم أنكم بعيدون عن هذه الأجواء وذلك للتهرب من الحقيقه التي تسود حياتكم .
 إن حب الماسنجر كثيرا ما يخرج عن نطاق الحب الشريف إلى الألفاظ الجارحة التي "تدغدغ" مشاعر المراهقات، فتنجرف في الكلام غير عابئة بتقاليد أو قيم، ولذلك فما جرى للمجتمع من تأثير في السنوات القليلة الماضية من تطور تكنولوجي كان له تأثير سلبي على مفهوم الحب.
أن من يحاول استغلال فتاه ليحكم ضميره قليلا ويسأل نفسه قبل ذلك اهل يرضى هو أن يقوم احدهم باستغلال أقرب المقربين اليه وأعزهم بنفس الطريقه التي يستغل بها هو  الفتيات وبنات العالم ؟  طبعاً لا أذا فكيف تحب أن تعامل , عامل أنت البشر على هذا الأساس فتكسب وتنال محبه الجميع.
وفي النهايه أن التعبير عن مشاعر الحب ليس عيبا او عار، إنما العيب هو استغلال مراهقة الفتيات تحديدا في تغذية مشاعرهن والضحك عليهن تحت عنوان الحب ورايه العشق، خاصة أن فترة المراهقة تنجذب فيها البنت للجنس الأخر، وتحب سماع كلمات الإطراء والغزل منه في ظل رغبتها في أن تكون مطلوبة ودائما في المقدمه .

3
البحث في مواقف المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط مهم لأسباب عديدة، فالانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 تشغل الرأي العام العربي والعالمي لأنها تأتي بعد ثماني سنوات عجاف تراجعت فيها القيم والمعايير الدولية أمام سياسات إدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الذي فضل الأحادية على العمل الجماعي، وضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط كما حدث في غوانتانامو والسجون السرية وحرب العراق.

كما أن العالم العربي كان من أكثر المتضررين من سياسات إدارة بوش، والتي غزت العراق تحت تأثير المحافظين الجدد وصقور واشنطن الذين أحاطوا بالإدارة، ونادوا بكل غرور وتطرف بإعادة بناء الشرق الأوسط على شاكلة ترضيهم ومتطرفي اليمين الإسرائيلي، ورأوا في حرب العراق فرصة لبداية مشروع "إعادة بناء الشرق الأوسط" والذي يقوم على "تغيير أنظمة" المنطقة بالقوة إذا تطلب الأمر.


ولسوء النية والتخطيط فشل المشروع السابق عند نقطة انطلاقه وجبهته الأولى أو"المركزية" وهي العراق، والتي احتلتها أميركا دون حق أو مبرر قانوني، حيث أثبتت حرب العراق الفاشلة أن الإدارة الأميركية دخلت العراق بلا رؤية أو تخطيط أو إدراك لعواقب سياساتها، ناهيك عن عدم قانونية الحرب منذ البداية.


وأن قطب العالم الأوحد الثائر تحت قيادة بوش والجمهوريين والمحافظين الجدد يتخبط داخليا وتدفعه الأيديولوجية العمياء عن القيام بأبسط المهام كتنظيم بيته الداخلي واختيار مسؤولين أكفاء يقومون على مشاريعه المتهورة التي تغامر بمقادير شعوب المنطقة.


وقد شهد عام 2008 وهو عام بوش الأخير في السلطة تحولات ضخمة في الشرق الأوسط كمفاوضات السلام الإسرائيلية السورية غير المباشرة تحت رعاية تركية، ومفاوضات إسرائيل غير المباشرة مع حركة حماس تحت رعاية مصرية، واتفاق الدوحة الذي وضع حدا للأزمة السياسة اللبنانية، وهي تحولات ضخمة دفعت الكثيرين للتساؤل عن مغزاها وكيف بدت أميركا عاجزة عن ملاحقة ما يجري بالشرق الأوسط من تغيرات بعدما باتت غارقة في مأزق العراق.


ولكن ذلك لا يعني أن الأوضاع في الشرق الأوسط تحسنت، فالأوضاع في العراق مازالت بعيدة عن الاستقرار، والعلاقات العربية الإسرائيلية يصعب التنبؤ بمستقبلها، هذا إضافة إلى تراجع المد الديمقراطي بالعالم العربي منذ أواخر عام 2005.


وفي ظل هذه الظروف ينظر كثير من المتابعين العرب للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة باهتمام نظرا لتبعاتها الكبيرة على الأوضاع بالشرق الأوسط في وقت توغلت فيه أميركا سياسيا وعسكريا في أمور العالم العربي الداخلية بشكل مفرط.


فالعالم العربي يريد أن يعرف هوية الإدارة الأميركية المقبلة وسياساتها المتوقعة، وإذا ما كانت سترغب في اقتفاء آثار بوش، أو أنها تعلمت الدرس وأدركت أهمية التغيير والبحث عن سياسة أميركية أكثر عقلانية وإدراكا لعواقب الأمر.


وفي هذا السياق ظهر باراك أوباما -المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية- الذي لم يكن معروفا على الساحة الأميركية الداخلية حتى أواخر عام 2004 حين ألقى خطابا هاما في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي (يوليو/تموز 2004)، وهو خطاب كشف عن قدرات إلقائية مهولة يتمتع بها أوباما الذي كان -في ذلك الوقت- مجرد مرشح ديمقراطي يتنافس على أحد مقاعد مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ألينوي.


وقد خرجت الصحف الأميركية في اليوم التالي لخطاب أوباما تتحدث عن ميلاد نجم سياسي أميركي جديد يتمتع بقدرات خطابية هائلة وفكر جديد وقدرة نادرة على التواصل مع الجماهير والتعبير عن آمالهم وطموحاتهم.


ولم يكن العالم العربي أقل اهتماما بأوباما الذي ينحدر من أصول أفريقية وجذور مسلمة وقضى جزءا من طفولته في العالم الإسلامي ودرس لعامين في مدرسة مسلمة بإندونيسيا ودافع عن حريات العرب الأميركيين المدنية في الخطاب الذي قدمه للحياة السياسة الأميركية (يوليو/تموز 2004)، كما عارض حرب العراق قبل بدايتها.


وخلال الانتخابات الرئاسية التمهيدية حاز أوباما على اهتمام كثير من المتابعين العرب لأنه تحدث عن الانسحاب من العراق وعن الحوار مع إيران وسوريا وعن أهمية تغليب الدبلوماسية على الحرب وبناء الجسور مع العالم الإسلامي.


كما بدا أوباما للعديد من المتابعين داخل أميركا وخارجها أقل صقورية على ساحة السياسة الخارجية من منافسته الديمقراطية الرئيسية هيلاري كلينتون، والتي تبنت سياسة خارجية صقورية متشددة رأى البعض أنها لا تختلف كثيرا عن مواقف المحافظين الجدد.


وبالطبع بدا أوباما أكثر دبلوماسية ومهادنة من المرشحين الجمهوريين الذين كانوا عازمين على الدفاع عن سياسات بوش بالمنطقة وعلى رأسها حرب العراق.


وهكذا فاز أوباما بإعجاب الكثيرين داخل أميركا وخارجها، حتى أن البعض رأى أن أوباما بات محل إعجاب العالم أجمع فيما عدا دولتين: هما الصين لأسباب تنافسية واقتصادية، وإسرائيل والتي شكك الكثير من مناصريها في أوباما وسياساته ومواقفه المهادنة تجاه إيران وسوريا والفلسطينيين والعرب بصفة عامة.


خاصة أن أوباما ذكر في أحد تصريحاته أن "لا أحد يعاني أكثر من الفلسطينيين". كما أنه ارتبط قبل دخول مجلس الشيوخ الأميركي بأساتذة فلسطينيين أميركيين معروفين بمواقفهم المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم البروفيسور الأميركي الراحل إدوارد سعيد.


وهي جميعها عوامل ضاعفت الآمال العربية المعقودة على أوباما خاصة وأنها وترت علاقته مع مناصري إسرائيل والذين انقسموا تجاه أوباما.


ولكن القصة لم تستمر على نفس المنوال فمع تقدم الانتخابات الرئاسية وتزايد الانتقادات الإسرائيلية والجمهورية واليمينية لأوباما ولمواقفه الدبلوماسية، تحول أوباما تدريجيا نحو اليمين، وبدأت تصريحاته تتلون بصبغة أخرى، حتى ألقى في أوائل يونيو/حزيران 2006 خطابا أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية المعروفة اختصارا باسم "إيباك" وهي أكبر منظمات لوبي إسرائيل وأكثرها شهرة ونفوذا سياسيا، حيث بدا وكأن أوباما أخر يتحدث فيه، إذ أظهر أوباما التزامه المطلق بأمن إسرائيل، وتجنب الحديث عن أي ضغط قد يمارسه عليها، كما أعلن دعمه للقدس "غير المقسمة" كعاصمة لإسرائيل، وهي تصريحات أشعرت بعض المسلمين والعرب بأن آمالهم المعقودة على أوباما ذهبت أدراج الرياح.


التطورات السابقة تثير تساؤلات عديدة عن حقيقة أوباما وسياسته، فهل يرتقي حقا لحجم الآمال المعقودة عليه، أم إنه كغيره من الساسة الأميركيين لا بد وأن يخضع لضغوط ومحاذير السياسة الأميركية من أحزاب وصراعات وتحزب ولوبيات وجماعات مصالح تحول بضغوطها وخطوطها الحمراء كثير من السياسيين الأميركيين لأنصاف سياسيين يرددون ما تريده تلك الجماعات.


وللتعامل مع المفارقة السابقة الهامة، وهي موضوع هذه الدراسة، رأينا أن نقسم بحثنا التالي لثلاثة أجزاء أساسية، كما يلي:


فصل أول يتناول الأوضاع الداخلية داخل الحزب الديمقراطي، والذي يمثل الوعاء الأول لمواقف أوباما أو أي إدارة ديمقراطية، إذ لو فاز أوباما بالرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل فسوف يفوز بها كمرشح عن الحزب الديمقراطي الأميركي يعبر عن أجندته ويحتمي بنخبته وقواعده الجماهيرية، ويختار من بين قياداته أعضاء إدارته والمشكلين لسياساته والقائمين على تطبيقها.


كما أن الحزب الديمقراطي -كأي حزب- به صراعات داخلية وجماعات متناحرة وأخرى تتسابق على شد قيادات الحزب لمعسكرها، وهي جميعها قيود سوف تنضاف للضغوط المفروضة على أوباما في حالة فوزه بالرئاسة.


الجزء الثاني من الدراسة سوف يتعرض لأوباما نفسه كإنسان وسياسي ومرشح ديمقراطي، وكيف تمكن من الفوز بترشيح الديمقراطيين له في الانتخابات الرئاسية الحالية وطبيعة أجندته الداخلية والملامح العامة لفلسفته السياسية والجماعات المحيطة به، وهل هو بالفعل سياسي مختلف كما يحلو للبعض النظر إليه؟ أما أنه سياسي عادي أحاط نفسه ببريق خطابي وهالة إعلامية أخفت حقيقته؟


ولهذا نتناول في الفصل الثالث والأخير من هذه الدراسة مواقف أوباما التفصيلة تجاه أهم قضايا الشرق الأوسط، وهي عملية السلام، والعراق، وإيران، وقضية الديمقراطية وموقف أوباما من الدول العربية الكبرى كمصر والسعودية وسوريا والسودان التي يمنحها أوباما جزءا كبيرا من اهتمامه بسبب قضية دارفور.


كما نتناول صورة الإسلام في خطاب أوباما وموقفه من موجة التخويف من الإسلام والمسلمين التي تجتاح أميركا منذ أحداث 11-9 خاصة أن أوباما نفسه وقع ضحية هذه الموجة بشكل أو بآخر بعدما روج خصومه شائعات تقول بأنه مسلم يخفي إسلامه في مؤامرة كبرى يدبرها أعداء أميركا من المسلمين لتدمير الولايات المتحدة من الداخل.


واختتمت الدراسة بتصور عام لسياسة أوباما الخارجية بصفة عامة وببعض السيناريوهات المحتملة لمواقفه تجاه الشرق الأوسط.

4

منطقة الشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى صانع سلام. فهل يرقى باراك أوباما، الرئيس الأميركي المنتخب، إلى هذا التحدي؟ لا شكّ أنه يجب أن يملك الشّجاعة والنظرة الاستراتيجية الواضحة والأصعب من ذلك، يجب أن يكون مستعدا لاستخدام قوة أميركا السياسية في إقناع إسرائيل وحلفائها في أميركا وفي أي مكانٍ آخر، بأنه حان الوقت لإحلال السلام.
ولطالما اتّضح أنه في حين أن العرب مستعدّون للسلام، يبدو أن إسرائيل غير مستعدة. فلم تُظهر الدولة العبرية اهتماما كبيرا بمبادرة السلام العربية في العام 2002 التي تقترح السلام وإقامة علاقات طبيعية مع الأعضاء الاثنين والعشرين في جامعة الدول العربية مقابل انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967.
لا تزال مبادرة السلام العربية مطروحة على الطاولة. لكن القوى النافذة في إسرائيل لا تزال مصممة في المقابل على توسيع حدود الدولة، سواء كان الأمر لأسباب دينية أو لاعتبارات الأمن القومي. وبرزت مقاومة كبيرة من قبل مجموعات الضغط الاستيطانية والقوميين المتدينين وخبراء الاستراتيجية في الجناح اليميني إزاء التخلي عن الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان ومنطقةٍ حدوديةٍ صغيرةٍ في لبنان، وهي مناطق اجتاحتها إسرائيل خلال حرب حزيران (يونيو) 1967.
لم تكن إسرائيل تملك الدوافع الكافية لإرجاع هذه الأراضي لأنها ومنذ إبرام معاهدة السلام مع مصر منذ ثلاثين سنة وبفضل الدعم الأميركي العسكري والمالي والسياسي الهائل، تعاظمت قوتها بشكلٍ غير محدودٍ مقارنةً بدول الجوار.
إلا أن الوضع يتغير بالنسبة إلى إسرائيل وإلى عرّابها الأميركي، وكذلك الأمر لا سيما مع بروز مجموعات المقاومة المتجذرة بعمق بين ابناء المنطقة، مثل انصار «حزب الله» في لبنان وحركة «حماس» في غزة، والتي حاولت إسرائيل القضاء عليها لكنها فشلت. ونجحت هذه المجموعات من خلال شنّ حرب عصابات، في اكتساب قدرة رادعة مقابل الجيش الإسرائيلي.
ونجح «حزب الله» في وقف هجوم إسرائيل على لبنان في العام 2006 وإجبارها على الانسحاب، وهي المرة الأولى التي تُسجّل فيها قوة عربية إنجازاً مماثلاً منذ قيام الدولة اليهودية عام 1948. كما أجبرت حركة «حماس» بدورها إسرائيل على القبول بهدنةٍ، قد تكون هشة لكنها لا تزال صامدة، رغم أن ثمنها باهظٌ يدفعه الشعب الفلسطيني في غزة حيث يترتّب عليه أن يتحمل الحصار القاسي الذي فرضته إسرائيل. وخلال هذا الأسبوع، على سبيل المثال، توجب على نصف سكان قطاع غزة أن يعيشوا من دون كهرباء لأن إسرائيل منعت وصول إمدادات الوقود إلى محطّة الكهرباء الوحيدة في القطاع.
إلا أن وجهة النظر التي غالبا ما تبنّتها إسرائيل والتي تعتبر بموجبها أنه لا يمكن إجراء مفاوضات سياسية مع حركة «حماس» لأنها لا «تعترف» بالدولة اليهودية وترغب في تدميّرها، لم تعد صالحة. فرئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية كرّر يوم السبت الماضي أن حكومته قد تقبل بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وهي مستعدة للموافقة على هدنة طويلة الأمد إلى إسرائيل في حال اعترفت بحقوق الفلسطينيين الوطنية. ويعتقد معظم المراقبين في هذا الصدد أن هدنة مماثلة قد تتحوّل إلى معاهدة سلام رسمية عندما يتم إنشاء دولة فلسطينية وبالتالي لا يعود أي من الطرفين بحاجة إلى استخدام العنف.
وتواجه إسرائيل، بعيدا عن «حزب الله» و «حماس»، تحديا جديدا من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تضمّ 70 مليون نسمة والتي تبنّت حَمْلَ شعلة القضية الفلسطينية. وفي خلال التسعينات ولا سيما بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، مارست إسرائيل وحلفاؤها الضغوط على الولايات المتحدة لشن هجوم على العراق بغية القضاء على أي تهديد محتمل لإسرائيل يأتيها من الشرق. إلا أن تدمير العراق كانت له تبعات غير متوقّعة تمثّلت بقلب موازين القوى في الخليج لصالح إيران التي برزت كخصمٍ حقيقيٍّ لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
ومن التغييرات الأخرى التي يشهدها محيط إسرائيل الاستراتيجي هو بروز المملكة العربية السعودية ودول الخليج كقطبٍ عربيٍّ يجمع الثروة والتقدم على صعيد التكنولوجيا العالية والسعي الحثيث في المجال التربوي والقوة العسكرية المهمّة. بطريقة أو بأخرى، بدأت سياسة إسرائيل المعهودة والمتمثّلة بالسعي للسيطرة على المنطقة بأكملها من خلال القوة العسكرية تبدو غير واقعية.
لهذه الأسباب كلها، أدرك عدد كبير من زعماء العالم أنه حان الوقت كي تنهي إسرائيل احتلالها للأراضي العربية وتتخلى عن المطامع التوسعية وتتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين وسورية ولبنان، فتمهّد بالتالي الطريق للتوصل إلى سلام مع العالم العربي كله. وبعد سنوات من النزاع وسفك الدماء، أصبحت فرص تحقيق اختراق تاريخي كبيرة.
بالنسبة إلى الولايات المتحدة، تعتبر الرهانات كبيرة أيضاً. فقد أدى دعمها الأعمى لإسرائيل والحربان اللّتان شنتهما في العراق وأفغانستان والسماح بتوسّع الاستيطان في الضفة الغربية وعدم مبالاتها بمعاناة غزة ودعمها الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006 إلى تأجيج المشاعر المعادية لأميركا. واصبحت هذه السياسة تشكل أرضا خصبة لنمو الحركات الإرهابية. وبالتالي، بهدف بقاء أميركا آمنة وشلّ تنظيم «القاعدة» وتفرّعاته بقطع الدعم عنه، تغدو عملية السلام في الشرق الأوسط أساسية وليس السلام العربي - الإسرائيلي فحسب، بل السلام في العراق وأفغانستان أيضا.
خلال اجتماع عُقد يوم الأحد الماضي في منتجع شرم الشيخ المصري، سُئِلَ مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط توني بلير عن رأيه في عملية السلام العربية - الإسرائيلية، فأجاب بحماس واضح: «الأمر الأهمّ الذي لا بدّ أن تقوم به الإدارة الأميركية الجديدة هو الإمساك بزمام هذه المسألة منذ اليوم الأول... يتوفّر أساسٌ يمكن الانطلاق منه. ومعالجة الموضوع لا بدّ أن تتم من خلال التعامل مع هذه المسألة بأهمية كبيرة ليس بالنسبة للمنطقة فحسب بل للعالم أيضا، ومنذ اليوم الأول لتسلّم الإدارة المقبلة الحكم».
وأطلق هذا النداء ايضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من شرم الشيخ. وفي 30 تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا من باريس: «تعتبر معايير إبرام اتفاقٍ إسرائيلي - فلسطيني واضحة ولطالما كانت كذلك لمدة من الوقت. ومن الملحّ في نهاية الأمر وضع حدٍّ لهذا النزاع عبر الالتزام الدائم». ولا يكلّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن القول بأن قيام دولة فلسطينية في إطار سلام عربي - إسرائيلي هو الضمانة الوحيدة لأمن إسرائيل على المدى الطويل. ويسعى ساركوزي في اتجاه دفع الاتحاد الأوروبي ليساند بقوّة حلاً للنزاع العربي - الإسرائيلي.
وحدها الولايات المتحدة قادرة على إقناع إسرائيل بأن وقت السلام قد حلّ، ووحدها الولايات المتحدة قادرة على إعطائها الضمانات الأمنية التي يحتاجها بعض الإسرائيليين. هذا هو التحدّي الذي يواجهه باراك أوباما. فهو يعرف ما يجب فعله. هو رجل يملك طباعا هادئة وقد أظهر أنه يعرف كيف يسيطر على غضبه. هل يمكن أن يفعل الأمر نفسه لإسرائيل، فيهدئ مخاوفها الكامنة، ويضبط طموحاتها المبالغ فيها فيما هو يدعوها إلى طاولة المحادثات؟
وبغية القيام بذلك، يجب ألا يتردد في التدخل في انتخابات إسرائيل في شهر شباط (فبراير) القادم، أي بعد أسابيع قليلة على توليه الحكم في 20 كانون الثاني (يناير). إن إشارة دعمٍ قوية من واشنطن لمعسكر السلام الإسرائيلي كفيلة بأن تهزم أصحاب المطامع التوسّعية والصقور المتطرفين.
ولا بدّ لأوباما أن يتقن عاجلا أم آجلا فنّ قواعد الحكم في عالمٍ مُعولمٍ ومتعدّد الأقطاب. لكن كونه الرئيس المنتخب لأعظم بلد في العالم يفرض عليه تحمّل مشاكل العالم. وربما يكون التوصل إلى شرق أوسط في حالة سلام وخالٍ من فظائع الحرب الإنجاز الوحيد والأعظم الذي قد يحققه أوباما.






5


منطقة الشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى صانع سلام. فهل يرقى باراك أوباما، الرئيس الأميركي المنتخب، إلى هذا التحدي؟ لا شكّ أنه يجب أن يملك الشّجاعة والنظرة الاستراتيجية الواضحة والأصعب من ذلك، يجب أن يكون مستعدا لاستخدام قوة أميركا السياسية في إقناع إسرائيل وحلفائها في أميركا وفي أي مكانٍ آخر، بأنه حان الوقت لإحلال السلام.
ولطالما اتّضح أنه في حين أن العرب مستعدّون للسلام، يبدو أن إسرائيل غير مستعدة. فلم تُظهر الدولة العبرية اهتماما كبيرا بمبادرة السلام العربية في العام 2002 التي تقترح السلام وإقامة علاقات طبيعية مع الأعضاء الاثنين والعشرين في جامعة الدول العربية مقابل انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967.
لا تزال مبادرة السلام العربية مطروحة على الطاولة. لكن القوى النافذة في إسرائيل لا تزال مصممة في المقابل على توسيع حدود الدولة، سواء كان الأمر لأسباب دينية أو لاعتبارات الأمن القومي. وبرزت مقاومة كبيرة من قبل مجموعات الضغط الاستيطانية والقوميين المتدينين وخبراء الاستراتيجية في الجناح اليميني إزاء التخلي عن الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان ومنطقةٍ حدوديةٍ صغيرةٍ في لبنان، وهي مناطق اجتاحتها إسرائيل خلال حرب حزيران (يونيو) 1967.
لم تكن إسرائيل تملك الدوافع الكافية لإرجاع هذه الأراضي لأنها ومنذ إبرام معاهدة السلام مع مصر منذ ثلاثين سنة وبفضل الدعم الأميركي العسكري والمالي والسياسي الهائل، تعاظمت قوتها بشكلٍ غير محدودٍ مقارنةً بدول الجوار.
إلا أن الوضع يتغير بالنسبة إلى إسرائيل وإلى عرّابها الأميركي، وكذلك الأمر لا سيما مع بروز مجموعات المقاومة المتجذرة بعمق بين ابناء المنطقة، مثل انصار «حزب الله» في لبنان وحركة «حماس» في غزة، والتي حاولت إسرائيل القضاء عليها لكنها فشلت. ونجحت هذه المجموعات من خلال شنّ حرب عصابات، في اكتساب قدرة رادعة مقابل الجيش الإسرائيلي.
ونجح «حزب الله» في وقف هجوم إسرائيل على لبنان في العام 2006 وإجبارها على الانسحاب، وهي المرة الأولى التي تُسجّل فيها قوة عربية إنجازاً مماثلاً منذ قيام الدولة اليهودية عام 1948. كما أجبرت حركة «حماس» بدورها إسرائيل على القبول بهدنةٍ، قد تكون هشة لكنها لا تزال صامدة، رغم أن ثمنها باهظٌ يدفعه الشعب الفلسطيني في غزة حيث يترتّب عليه أن يتحمل الحصار القاسي الذي فرضته إسرائيل. وخلال هذا الأسبوع، على سبيل المثال، توجب على نصف سكان قطاع غزة أن يعيشوا من دون كهرباء لأن إسرائيل منعت وصول إمدادات الوقود إلى محطّة الكهرباء الوحيدة في القطاع.
إلا أن وجهة النظر التي غالبا ما تبنّتها إسرائيل والتي تعتبر بموجبها أنه لا يمكن إجراء مفاوضات سياسية مع حركة «حماس» لأنها لا «تعترف» بالدولة اليهودية وترغب في تدميّرها، لم تعد صالحة. فرئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية كرّر يوم السبت الماضي أن حكومته قد تقبل بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وهي مستعدة للموافقة على هدنة طويلة الأمد إلى إسرائيل في حال اعترفت بحقوق الفلسطينيين الوطنية. ويعتقد معظم المراقبين في هذا الصدد أن هدنة مماثلة قد تتحوّل إلى معاهدة سلام رسمية عندما يتم إنشاء دولة فلسطينية وبالتالي لا يعود أي من الطرفين بحاجة إلى استخدام العنف.
وتواجه إسرائيل، بعيدا عن «حزب الله» و «حماس»، تحديا جديدا من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تضمّ 70 مليون نسمة والتي تبنّت حَمْلَ شعلة القضية الفلسطينية. وفي خلال التسعينات ولا سيما بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، مارست إسرائيل وحلفاؤها الضغوط على الولايات المتحدة لشن هجوم على العراق بغية القضاء على أي تهديد محتمل لإسرائيل يأتيها من الشرق. إلا أن تدمير العراق كانت له تبعات غير متوقّعة تمثّلت بقلب موازين القوى في الخليج لصالح إيران التي برزت كخصمٍ حقيقيٍّ لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
ومن التغييرات الأخرى التي يشهدها محيط إسرائيل الاستراتيجي هو بروز المملكة العربية السعودية ودول الخليج كقطبٍ عربيٍّ يجمع الثروة والتقدم على صعيد التكنولوجيا العالية والسعي الحثيث في المجال التربوي والقوة العسكرية المهمّة. بطريقة أو بأخرى، بدأت سياسة إسرائيل المعهودة والمتمثّلة بالسعي للسيطرة على المنطقة بأكملها من خلال القوة العسكرية تبدو غير واقعية.
لهذه الأسباب كلها، أدرك عدد كبير من زعماء العالم أنه حان الوقت كي تنهي إسرائيل احتلالها للأراضي العربية وتتخلى عن المطامع التوسعية وتتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين وسورية ولبنان، فتمهّد بالتالي الطريق للتوصل إلى سلام مع العالم العربي كله. وبعد سنوات من النزاع وسفك الدماء، أصبحت فرص تحقيق اختراق تاريخي كبيرة.
بالنسبة إلى الولايات المتحدة، تعتبر الرهانات كبيرة أيضاً. فقد أدى دعمها الأعمى لإسرائيل والحربان اللّتان شنتهما في العراق وأفغانستان والسماح بتوسّع الاستيطان في الضفة الغربية وعدم مبالاتها بمعاناة غزة ودعمها الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006 إلى تأجيج المشاعر المعادية لأميركا. واصبحت هذه السياسة تشكل أرضا خصبة لنمو الحركات الإرهابية. وبالتالي، بهدف بقاء أميركا آمنة وشلّ تنظيم «القاعدة» وتفرّعاته بقطع الدعم عنه، تغدو عملية السلام في الشرق الأوسط أساسية وليس السلام العربي - الإسرائيلي فحسب، بل السلام في العراق وأفغانستان أيضا.
خلال اجتماع عُقد يوم الأحد الماضي في منتجع شرم الشيخ المصري، سُئِلَ مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط توني بلير عن رأيه في عملية السلام العربية - الإسرائيلية، فأجاب بحماس واضح: «الأمر الأهمّ الذي لا بدّ أن تقوم به الإدارة الأميركية الجديدة هو الإمساك بزمام هذه المسألة منذ اليوم الأول... يتوفّر أساسٌ يمكن الانطلاق منه. ومعالجة الموضوع لا بدّ أن تتم من خلال التعامل مع هذه المسألة بأهمية كبيرة ليس بالنسبة للمنطقة فحسب بل للعالم أيضا، ومنذ اليوم الأول لتسلّم الإدارة المقبلة الحكم».
وأطلق هذا النداء ايضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من شرم الشيخ. وفي 30 تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا من باريس: «تعتبر معايير إبرام اتفاقٍ إسرائيلي - فلسطيني واضحة ولطالما كانت كذلك لمدة من الوقت. ومن الملحّ في نهاية الأمر وضع حدٍّ لهذا النزاع عبر الالتزام الدائم». ولا يكلّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن القول بأن قيام دولة فلسطينية في إطار سلام عربي - إسرائيلي هو الضمانة الوحيدة لأمن إسرائيل على المدى الطويل. ويسعى ساركوزي في اتجاه دفع الاتحاد الأوروبي ليساند بقوّة حلاً للنزاع العربي - الإسرائيلي.
وحدها الولايات المتحدة قادرة على إقناع إسرائيل بأن وقت السلام قد حلّ، ووحدها الولايات المتحدة قادرة على إعطائها الضمانات الأمنية التي يحتاجها بعض الإسرائيليين. هذا هو التحدّي الذي يواجهه باراك أوباما. فهو يعرف ما يجب فعله. هو رجل يملك طباعا هادئة وقد أظهر أنه يعرف كيف يسيطر على غضبه. هل يمكن أن يفعل الأمر نفسه لإسرائيل، فيهدئ مخاوفها الكامنة، ويضبط طموحاتها المبالغ فيها فيما هو يدعوها إلى طاولة المحادثات؟
وبغية القيام بذلك، يجب ألا يتردد في التدخل في انتخابات إسرائيل في شهر شباط (فبراير) القادم، أي بعد أسابيع قليلة على توليه الحكم في 20 كانون الثاني (يناير). إن إشارة دعمٍ قوية من واشنطن لمعسكر السلام الإسرائيلي كفيلة بأن تهزم أصحاب المطامع التوسّعية والصقور المتطرفين.
ولا بدّ لأوباما أن يتقن عاجلا أم آجلا فنّ قواعد الحكم في عالمٍ مُعولمٍ ومتعدّد الأقطاب. لكن كونه الرئيس المنتخب لأعظم بلد في العالم يفرض عليه تحمّل مشاكل العالم. وربما يكون التوصل إلى شرق أوسط في حالة سلام وخالٍ من فظائع الحرب الإنجاز الوحيد والأعظم الذي قد يحققه أوباما.


* كاتب بريطاني متخصص في شؤون الشرق الاوسط


<h1>هل يمكن أن يحقّق أوباما السلام في الشرق الأوسط؟</h1>
<h4>باتريك سيل     الحياة     - 14/11/08//</h4>
<p>
<p>منطقة الشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى صانع سلام. فهل يرقى باراك أوباما، الرئيس الأميركي المنتخب، إلى هذا التحدي؟ لا شكّ أنه يجب أن يملك الشّجاعة والنظرة الاستراتيجية الواضحة والأصعب من ذلك، يجب أن يكون مستعدا لاستخدام قوة أميركا السياسية في إقناع إسرائيل وحلفائها في أميركا وفي أي مكانٍ آخر، بأنه حان الوقت لإحلال السلام.
ولطالما اتّضح أنه في حين أن العرب مستعدّون للسلام، يبدو أن إسرائيل غير مستعدة. فلم تُظهر الدولة العبرية اهتماما كبيرا بمبادرة السلام العربية في العام 2002 التي تقترح السلام وإقامة علاقات طبيعية مع الأعضاء الاثنين والعشرين في جامعة الدول العربية مقابل انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967.
لا تزال مبادرة السلام العربية مطروحة على الطاولة. لكن القوى النافذة في إسرائيل لا تزال مصممة في المقابل على توسيع حدود الدولة، سواء كان الأمر لأسباب دينية أو لاعتبارات الأمن القومي. وبرزت مقاومة كبيرة من قبل مجموعات الضغط الاستيطانية والقوميين المتدينين وخبراء الاستراتيجية في الجناح اليميني إزاء التخلي عن الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان ومنطقةٍ حدوديةٍ صغيرةٍ في لبنان، وهي مناطق اجتاحتها إسرائيل خلال حرب حزيران (يونيو) 1967.
لم تكن إسرائيل تملك الدوافع الكافية لإرجاع هذه الأراضي لأنها ومنذ إبرام معاهدة السلام مع مصر منذ ثلاثين سنة وبفضل الدعم الأميركي العسكري والمالي والسياسي الهائل، تعاظمت قوتها بشكلٍ غير محدودٍ مقارنةً بدول الجوار.
إلا أن الوضع يتغير بالنسبة إلى إسرائيل وإلى عرّابها الأميركي، وكذلك الأمر لا سيما مع بروز مجموعات المقاومة المتجذرة بعمق بين ابناء المنطقة، مثل انصار «حزب الله» في لبنان وحركة «حماس» في غزة، والتي حاولت إسرائيل القضاء عليها لكنها فشلت. ونجحت هذه المجموعات من خلال شنّ حرب عصابات، في اكتساب قدرة رادعة مقابل الجيش الإسرائيلي.
ونجح «حزب الله» في وقف هجوم إسرائيل على لبنان في العام 2006 وإجبارها على الانسحاب، وهي المرة الأولى التي تُسجّل فيها قوة عربية إنجازاً مماثلاً منذ قيام الدولة اليهودية عام 1948. كما أجبرت حركة «حماس» بدورها إسرائيل على القبول بهدنةٍ، قد تكون هشة لكنها لا تزال صامدة، رغم أن ثمنها باهظٌ يدفعه الشعب الفلسطيني في غزة حيث يترتّب عليه أن يتحمل الحصار القاسي الذي فرضته إسرائيل. وخلال هذا الأسبوع، على سبيل المثال، توجب على نصف سكان قطاع غزة أن يعيشوا من دون كهرباء لأن إسرائيل منعت وصول إمدادات الوقود إلى محطّة الكهرباء الوحيدة في القطاع.
إلا أن وجهة النظر التي غالبا ما تبنّتها إسرائيل والتي تعتبر بموجبها أنه لا يمكن إجراء مفاوضات سياسية مع حركة «حماس» لأنها لا «تعترف» بالدولة اليهودية وترغب في تدميّرها، لم تعد صالحة. فرئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية كرّر يوم السبت الماضي أن حكومته قد تقبل بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وهي مستعدة للموافقة على هدنة طويلة الأمد إلى إسرائيل في حال اعترفت بحقوق الفلسطينيين الوطنية. ويعتقد معظم المراقبين في هذا الصدد أن هدنة مماثلة قد تتحوّل إلى معاهدة سلام رسمية عندما يتم إنشاء دولة فلسطينية وبالتالي لا يعود أي من الطرفين بحاجة إلى استخدام العنف.
وتواجه إسرائيل، بعيدا عن «حزب الله» و «حماس»، تحديا جديدا من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تضمّ 70 مليون نسمة والتي تبنّت حَمْلَ شعلة القضية الفلسطينية. وفي خلال التسعينات ولا سيما بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، مارست إسرائيل وحلفاؤها الضغوط على الولايات المتحدة لشن هجوم على العراق بغية القضاء على أي تهديد محتمل لإسرائيل يأتيها من الشرق. إلا أن تدمير العراق كانت له تبعات غير متوقّعة تمثّلت بقلب موازين القوى في الخليج لصالح إيران التي برزت كخصمٍ حقيقيٍّ لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
ومن التغييرات الأخرى التي يشهدها محيط إسرائيل الاستراتيجي هو بروز المملكة العربية السعودية ودول الخليج كقطبٍ عربيٍّ يجمع الثروة والتقدم على صعيد التكنولوجيا العالية والسعي الحثيث في المجال التربوي والقوة العسكرية المهمّة. بطريقة أو بأخرى، بدأت سياسة إسرائيل المعهودة والمتمثّلة بالسعي للسيطرة على المنطقة بأكملها من خلال القوة العسكرية تبدو غير واقعية.
لهذه الأسباب كلها، أدرك عدد كبير من زعماء العالم أنه حان الوقت كي تنهي إسرائيل احتلالها للأراضي العربية وتتخلى عن المطامع التوسعية وتتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين وسورية ولبنان، فتمهّد بالتالي الطريق للتوصل إلى سلام مع العالم العربي كله. وبعد سنوات من النزاع وسفك الدماء، أصبحت فرص تحقيق اختراق تاريخي كبيرة.
بالنسبة إلى الولايات المتحدة، تعتبر الرهانات كبيرة أيضاً. فقد أدى دعمها الأعمى لإسرائيل والحربان اللّتان شنتهما في العراق وأفغانستان والسماح بتوسّع الاستيطان في الضفة الغربية وعدم مبالاتها بمعاناة غزة ودعمها الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006 إلى تأجيج المشاعر المعادية لأميركا. واصبحت هذه السياسة تشكل أرضا خصبة لنمو الحركات الإرهابية. وبالتالي، بهدف بقاء أميركا آمنة وشلّ تنظيم «القاعدة» وتفرّعاته بقطع الدعم عنه، تغدو عملية السلام في الشرق الأوسط أساسية وليس السلام العربي - الإسرائيلي فحسب، بل السلام في العراق وأفغانستان أيضا.
خلال اجتماع عُقد يوم الأحد الماضي في منتجع شرم الشيخ المصري، سُئِلَ مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط توني بلير عن رأيه في عملية السلام العربية - الإسرائيلية، فأجاب بحماس واضح: «الأمر الأهمّ الذي لا بدّ أن تقوم به الإدارة الأميركية الجديدة هو الإمساك بزمام هذه المسألة منذ اليوم الأول... يتوفّر أساسٌ يمكن الانطلاق منه. ومعالجة الموضوع لا بدّ أن تتم من خلال التعامل مع هذه المسألة بأهمية كبيرة ليس بالنسبة للمنطقة فحسب بل للعالم أيضا، ومنذ اليوم الأول لتسلّم الإدارة المقبلة الحكم».
وأطلق هذا النداء ايضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من شرم الشيخ. وفي 30 تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا من باريس: «تعتبر معايير إبرام اتفاقٍ إسرائيلي - فلسطيني واضحة ولطالما كانت كذلك لمدة من الوقت. ومن الملحّ في نهاية الأمر وضع حدٍّ لهذا النزاع عبر الالتزام الدائم». ولا يكلّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن القول بأن قيام دولة فلسطينية في إطار سلام عربي - إسرائيلي هو الضمانة الوحيدة لأمن إسرائيل على المدى الطويل. ويسعى ساركوزي في اتجاه دفع الاتحاد الأوروبي ليساند بقوّة حلاً للنزاع العربي - الإسرائيلي.
وحدها الولايات المتحدة قادرة على إقناع إسرائيل بأن وقت السلام قد حلّ، ووحدها الولايات المتحدة قادرة على إعطائها الضمانات الأمنية التي يحتاجها بعض الإسرائيليين. هذا هو التحدّي الذي يواجهه باراك أوباما. فهو يعرف ما يجب فعله. هو رجل يملك طباعا هادئة وقد أظهر أنه يعرف كيف يسيطر على غضبه. هل يمكن أن يفعل الأمر نفسه لإسرائيل، فيهدئ مخاوفها الكامنة، ويضبط طموحاتها المبالغ فيها فيما هو يدعوها إلى طاولة المحادثات؟
وبغية القيام بذلك، يجب ألا يتردد في التدخل في انتخابات إسرائيل في شهر شباط (فبراير) القادم، أي بعد أسابيع قليلة على توليه الحكم في 20 كانون الثاني (يناير). إن إشارة دعمٍ قوية من واشنطن لمعسكر السلام الإسرائيلي كفيلة بأن تهزم أصحاب المطامع التوسّعية والصقور المتطرفين.
ولا بدّ لأوباما أن يتقن عاجلا أم آجلا فنّ قواعد الحكم في عالمٍ مُعولمٍ ومتعدّد الأقطاب. لكن كونه الرئيس المنتخب لأعظم بلد في العالم يفرض عليه تحمّل مشاكل العالم. وربما يكون التوصل إلى شرق أوسط في حالة سلام وخالٍ من فظائع الحرب الإنجاز الوحيد والأعظم الذي قد يحققه أوباما



6
انها دعوة ودعوة من القلب صادقة الى ابناء شعبنا الاشوري في مدينة شيكاغو – الينوي للالتفاف والنظر بحق ابناء جلدتهم الذين وصلت بهم الاقدار لكي يحطوا كلاجئين بلجوء انساني الى امريكا بعد ان قست عليهم ظروف الوطن الام ( بيت نهرين ) وحينما غادروه ليبدوا حياتهم من جديد ، نعم بعد ان قدمت الحكومة الامريكية تسهيلات قبولهم ... معاناة ابناء شعبنا لم تنته بمغادرتهم الوطن المجروح ، لا بل بدات بعد ان وطئت اقدامهم امريكا لتبدا رحلة المعاناة الجديدة الغريبة في هذا الزمان ، نعم ان سئل سائل فان اولئك اللاجئين نفذوا من حكم الموت ومن خطر القتل والخطف والتهجير ليواجهوا الممقت من الامر فما بالكم عندما يتعلق الامر بالحاجة والعوز انهم فعلا يواجهون الامرين، وكما قال الراحل العظيم غاندي ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) ، نعم اليوم ابناء شعبنا الذين لجئوا الى امريكا يعانون من قلة الامكانات ونقص التسهيلات الممنوحة في الظروف العادية ، فاليوم وان هم كانوا قد قاوموا وفلتوا من الارهاب ولكنهم اليوم سيقعون تحت طائلة العوز وفريسة الحاجة في الظروف الغير عادية  ، وما اسوء ان تكون هذه الحاجة كالموت البطيء لمجموعات وافراد وصلوا الى هذا البلد وقد وفرت لهم قلة مما يسد واقل مما يوجب توفره للعيش بحياة كريمة...
انها دعوة من القلب الى الضمير ... ادعوها الى ابناء شعبي في امريكا وعلى الاخص في مدينة شيكاغو واطرافها ليمدوا يدهم الكريمة بالمساعدة العاجلة الى اخوانهم وبكل ما يؤتى ويتوفر لرفع المعاناة وتخفيفها عن كاهل ابناء شعبنا ، فهناك الطبيب والمهندس والمحامي والمدرس والفني وهناك الارملة والشيخ والمراة المسنة والمقعد وغيرهم ...!!!!
انها دعوة لمد يد العون ، اليوم وبعد ان شاهدت عيناي ما هو حجم الاحتياج حيث ساهمت كمتطوع مع مجموعة من المتطوعين من الخيرين من ابناء شعبنا في شيكاغو الذين شمروا سواعدهم لتذليل معاناة اللاجئين قدر الامكان وبمبادرة من كل الاخوة المتبرعين والساندين وبمساعدة المتحف الاشوري في شيكاغو حيث قام بتخصيص غرف لتجميع كل ما امكن من المساعدات لتصل بدورها الى كل عائلة وفرد  يحتاج لها ، كما ساهمت الدعوات المخلصة من اذاعة صدى الاتحاد ( براقالا دخويادا ) اذاعة الاتحاد الاشوري العالمي ، وصوت الحق  ( قالا دشرارا ) اذاعة النادي القومي الاشوري (شوتابوتا) هذه الدعوات المشكورة ساهمت وتساعم لرفع المعاناة ...
اليوم وانا اكتب هذه السطور ادعو ومن صميم قلبي ابناء شعبي ليهبوا المزيد وليساهموا بجهد اكبر وبجهود جماعية لان اليد الواحدة لاتصفق والجهد القليل لايكفي  ... انه دعوة بكال اخلاص اطلقها من خلجات نفسي المتالمة والمكسورة بما شاهدته عيناي التي ارتني مالم اتمنى ان اراه يوما ، دعوة من قلبي مليئة بحسرة والم شديد  فاقت شدته على نفسي الآم فراق والدتي ووالدي من الحياة مبكرين وبرغم ما صاب قلبي الا ان اليوم وقفت مذعورا وتالمت لما ترى عيني من مرارة وقساوة في الحياة ...
فيا رب هل من معين ...
فيارب هل من يرحم ...
يارب نخن نسال وانت المجيب ...
يا رب ساعدنا وارحم ابناء شعبنا انت الامل وانت الرجاء


اندي سركيس
شيكاغو تشرين الاول  2008

صفحات: [1]